أَمْرَأً مُسْلِمًا وَجْهِي إِلَى اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتُ؟
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ حِينَ ثَقُلَ عِنْدَ الْوَفَاةِ حُرِفَ إِلَى الْقِبْلَةِ فَأَفَاقَ فَقَالَ: مَنْ حَوَّلَ فِرَاشِي؟ فَسَكَتَ الْقَوْمُ فَقَالَ: هَذَا عَمَلُ نَافِعِ بن جبير. أولست عَلَى الإِسْلامِ حَيْثُ كُنْتُ؟
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الزَّيَّاتُ عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: شَهِدْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَوْمَ مَاتَ يَقُولُ: يَا زُرْعَةُ إِنِّي أُشْهِدُكَ عَلَى ابْنِي مُحَمَّدٍ لا يُؤْذِنَنَّ بِي أَحَدًا. حَسْبِي أَرْبَعَةٌ يَحْمِلُونِي إِلَى رَبِّي وَلا تُتْبِعْنِي صَائِحَةً تَقُولُ فِيَّ مَا لَيْسَ فِيَّ.
حدثنا محمد بن سعد قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ الْمَوْتُ تَرَكَ دَنَانِيرَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَتْرُكْهَا إِلا لأَصُونَ بِهَا حَسْبِي وَدِينِي.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فروة قَالَ: شَهِدْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَوْمَ مَاتَ فَرَأَيْتُ قَبْرَهُ قَدْ رُشَّ عَلَيْهِ الْمَاءُ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: مَاتَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ فِي خلافة الوليد بن عبد الملك وهو ابن خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. وَكَانَ يُقَالُ لِهَذِهِ السَّنَةِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا سَعِيدٌ سَنَةُ الْفُقَهَاءِ لِكَثْرَةِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فِيهَا.
قَالُوا: وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ جَامِعًا ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ ثَبْتًا فَقِيهًا مُفْتِيًا مَأْمُونًا وَرِعًا عَالِيًا رُفَيْعًا.
684- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعِ
بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ حَارِثَةَ بن نضلة بن عَوْفِ بْنِ عَبِيدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بن كعب. وأمه أم هشام آمِنَةُ بِنْتُ أَبِي الْخِيَارِ وَاسْمُهُ عَبْدُ يَالَيْلَ بن عبد مناف بن عامر بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث. فولد عبد الله بن مطيع إسحاق لا بقية له.
ويعقوب. وأمهما ريطة بنت عبد الله بن عبد الله بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن
__________
684 الجرح والتعديل (5/ 153) .(5/109)
عمر بن مخزوم. ومحمدا وعمران وأمهما أم عبد الملك بنت عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية. وإبراهيم وبريهة وأمهما أم ولد. وإسماعيل وزكرياء وأمهما أم ولد. وفاطمة وأمها أم حكيم بنت عبد الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ. وأم سلمة وأم هشام وأمهما ابنة خراش بن أمية بن ربيعة بْن الفضل بْن منقذ بْن عفيف بْن كليب بن حبشية بن خزاعة. ولد عبد الله بن مطيع عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وله أموال وبئر فيما بين السقيا والأبواء تعرف ببئر ابن مطيع يردها الناس.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ أَرَادَ أَنْ يَفِرَّ مِنَ الْمَدِينَةِ لَيَالِيَ فِتْنَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَسَمِعَ بِذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَتَّى جَاءَهُ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ يَا ابْنَ عَمِّ؟ فَقَالَ: لا أُعْطِيهِمُ طَاعَةً أَبَدًا. فَقَالَ:
[يَا ابْنَ عَمِّ لا تَفْعَلْ فَإِنِّي أَشْهَدُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: مَنْ مَاتَ وَلا بَيْعَةَ عَلَيْهِ مَاتَ مَيْتَةَ جَاهِلِيَّةٍ] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: [لَمَّا خَرَجَ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ مِنَ الْمَدِينَةِ يُرِيدُ مَكَّةَ مَرَّ بِابْنِ مُطِيعٍ وَهُوَ يَحْفُرُ بِئْرَهُ. فَقَالَ لَهُ: أَيْنَ. فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي؟ قَالَ: أَرَدْتُ مَكَّةَ.] ... «1» وَذَكَرَ لَهُ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ شِيعَتُهُ بِهَا فَقَالَ لَهُ ابْنُ مُطِيعٍ: إِنِّي فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي. مَتِّعْنَا بِنَفْسِكَ وَلا تَسِرْ إِلَيْهِمْ.
فَأَبَى حُسَيْنٌ فَقَالَ لَهُ ابْنُ مُطِيعٍ: إِنَّ بِئْرِي هَذِهِ قَدْ رَشَحْتُهَا وَهَذَا الْيَوْمُ أَوَانُ مَا خَرَجَ إِلَيْنَا فِي الدَّلْوِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ. فَلَوْ دَعَوْتَ اللَّهَ لَنَا فِيهَا بِالْبَرَكَةِ. قَالَ: هَاتِ من مائها. فأتي من مائها في الدلو فَشَرِبَ مِنْهُ ثُمَّ مَضْمَضَ ثُمَّ رَدَّهُ فِي الْبِئْرِ فَأَعْذَبَ وَأَمْهَى.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَرَّ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى ابْنِ مُطِيعٍ وَهُوَ بِبِئْرِهِ قَدْ أَنْبَطَهَا. فَنَزَلَ حُسَيْنٌ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَاحْتَمَلَهُ ابْنُ مُطِيعٍ احْتِمَالا حَتَّى وَضَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ ثُمَّ قال: بأبي وأمي أمسك علينا نفسك.
فو الله لَئِنْ قَتَلُوكَ لَيَتِّخِذَنَا هَؤُلاءِ الْقَوْمُ عَبِيدًا.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا أَجْمَعَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَنْ يَبْعَثَ الْجُيُوشَ إِلَى الْمَدِينَةِ أَيَّامَ الْحَرَّةِ وَكَلَّمَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بن أبي طالب
__________
(1) نقص في الأصل.(5/110)
فِيهِمْ وَرَقَّقَهُ عَلَيْهِمْ وَقَالَ: إِنَّمَا تَقْتُلُ بِهِمْ نَفْسَكَ. قَالَ لَهُ: فَأَنَا أَبْعَثُ أَوَّلَ جَيْشٍ وَآمَرُهُمْ أَنْ يَمُرُّوا بِالْمَدِينَةِ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ فَإِنَّهُ قَدْ نَصَبَ لَنَا الْحَرْبَ وَيَجْعَلُونَهَا طَرِيقًا وَلا يُقَاتِلُهُمْ فَإِنْ أَقَرَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ تَرَكَهُمْ وَجَازَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ. وَإِنَّ أَبَوْا أَنْ يُقِرُّوا قَاتَلَهُمْ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: فَرَأَيْتُ هَذَا فَرَجًا عَظِيمًا. فَكَتَبَ إِلَى ثَلاثَةِ نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ وَإِبْرَاهِيمِ بْنِ نُعَيْمٍ النَّحَّامِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ. وَكَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ قَدْ صَيَّرُوا أَمَرَهُمْ إِلَى هَؤُلاءِ. يُخْبِرُهُمْ بِذَلِكَ وَيَقُولُ:
اسْتَقْبِلُوا مَا سَلَفَ وَاغْنَمُوا السَّلامَةَ وَالأَمْنَ وَلا تَعَرَّضُوا لِجُنْدِهِ وَدَعُوهُمْ يَمْضُونَ عَنْكُمْ.
فَأَبَوْا أَنْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ وَقَالُوا: لا يَدْخُلُهَا عَلَيْنَا أَبَدًا.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ قَالَ: أَسْنَدُوا أَمَرَهُمْ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ فَكَانَ الَّذِي قَامَ بِهَذَا الأَمْرِ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تَنَافَسَتْ قُرَيْشٌ أَنْ تَجْعَلَ مِنْهَا أَمِيرًا وَفِيهِمْ يَوْمَئِذٍ مَا لا يُعَدُّ مِنَ السِّنِّ وَالشَّرَفِ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ نُعَيْمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي جَهْمٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ.
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ نَظَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ عَلَى الْمِنْبَرِ وَقَدْ رُئِيتْ طَلائِعُ الْقَوْمِ بِمَخِيضٍ وَالْعَسْكَرُ بِذِي خُشُبٍ. فَتَكَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ. عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالْجِدِّ فِي أَمْرِهِ. وَإِيَّاكُمْ وَالْفَشَلَ وَالتَّنَازُعَ وَالاخْتِلافَ. اذْعَنُوا للموت فو الله مَا مِنْ مَفَرٍّ وَلا مَهْرَبٍ. وَاللَّهِ لأَنْ يُقْتَلَ الرَّجُلُ مُقْبِلا مُحْتَسِبًا خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُقْتَلَ مُدْبِرًا فَيُؤْخَذُ بِرَقَبَتِهِ. وَلا تَظُنُّوا أَنَّ عِنْدَ الْقَوْمِ بُقْيَا فَابْذِلُوا لَهُمْ أَنْفُسَكُمْ فَإِنَّهُمْ يَكْرَهُونَ الْمَوْتَ كَمَا تَكْرَهُونَهُ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ كَيْفَ نَجَوْتَ يَوْمَ الْحَرَّةِ وَقَدْ رَأَيْتَ مَا رَأَيْتَ مِنْ غَلَبَةِ أَهْلِ الشَّامِ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: كُنَّا نَقُولُ لَوْ أَقَامُوا شَهْرًا مَا قَتَلُوا مِنَّا شَيْئًا. فَلَمَّا صُنِعَ بِنَا مَا صُنِعَ وَأُدْخِلُهُمْ عَلَيْنَا وَوَلَّى النَّاسُ ذَكَرْتُ قَوْلَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ.(5/111)
وَعَلِمْتُ أَنِّي إِنْ أُقَاتِلْ وَاحِدًا ... أُقْتَلْ وَلا يَضْرُرْ عَدُوِّي مَشْهَدِي
فَانْكَشَفْتُ فَتَوَارَيْتُ ثُمَّ لَحِقْتُ بِابْنِ الزُّبَيْرِ بَعْدُ فَكُنْتُ أَعْجَبُ كُلَّ الْعَجَبِ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ لَمْ يَصِلُّوا إِلَيْهِ ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ وَقَدْ أَخَذُوا عَلَيْهِ بِالْمَضَايِقِ وَنَصَبُوا الْمَنْجَنِيقَ وَفَعَلُوا بِهِ الأَفَاعِيلِ. وَلَمْ يَكُنْ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ أَحَدٌ يُقَاتِلُ لَهُ حِفَاظًا إِلا نُفَيْرٌ يَسِيرٌ وَقَوْمٌ آخَرُونَ مِنَ الْخَوَارِجِ. وَكَانَ مَعَنَا يَوْمَ الْحَرَّةِ أَلْفَا رَجُلٍ كُلُّهُمْ ذُو حُفَّاظٍ فَمَا اسْتَطَعْنَا أَنْ نَحْبِسَهُمْ يَوْمًا إِلَى اللَّيْلِ.
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى قَالَ:
سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ طَلْحَةَ يَقُولُ: ذَكَرَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ فَقَالَ: نَجَا مِنْ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ يَوْمَ الْحَرَّةِ ثُمَّ لَحِقَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ فَنَجَا. وَلَحِقَ بِالْعِرَاقِ. قَدْ كَثُرَ عَلَيْنَا فِي كُلِّ وَجْهٍ وَلَكِنَّ مِنْ رَأْيِي الصَّفْحَ عَنْهُ وَعَنْ غَيْرِهِ مِنْ قَوْمِي. إِنَّمَا أَقْتُلُ بِهِمْ نَفْسِي.
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي أَمْرِهِ كُلِّهِ فَلَمَّا صَدَرَ النَّاسُ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَدَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ بَايَعَ أَهْلُ مَكَّةَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فَكَانَ أَسْرَعُ النَّاسِ إِلَى بَيْعَتِهِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ صَفْوَانَ وَالْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَعُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ. وَبَايَعَهُ كُلُّ مَنْ كَانَ حَاضِرًا مِنْ أَهْلِ الآفَاقِ فَوَلَّى الْمَدِينَةَ الْمُنْذِرَ بْنَ الزُّبَيْرِ. وَوَلَّى الْكُوفَةَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ. وَوَلَّى الْبَصْرَةَ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ.
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَلَحَّ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْعِرَاقِ فَأَذِنَ لَهُ. وَكَتَبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى ابْنِ مُطِيعٍ وَهُوَ عَامِلُهُ عَلَى الْكُوفَةِ يَذْكُرُ لَهُ حَالَ الْمُخْتَارِ عِنْدَهُ. فَلَمَّا قَدِمَ الْمُخْتَارُ الْكُوفَةَ اخْتَلَفَ إِلَى ابْنِ مُطِيعٍ وَأَظْهَرَ مُنَاصِحَةَ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَعَابَهُ فِي السِّرِّ. وَدَعَا إِلَى ابن الحنفية. وحرص النَّاسَ عَلَى ابْنِ مُطِيعٍ وَاتَّخَذَ شِيعَةً. يَرْكَبُ فِي خَيْلٍ عَظِيمَةٍ حَتَّى عَدَتْ خَيْلُهُ عَلَى خَيْلِ صَاحِبِ شُرْطَةِ ابْنِ مُطِيعٍ فَأَصَابُوهُمْ فَهَرَبَ ابْنُ مُطِيعٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن(5/112)
يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُخْبِرَ ابْنُ مُطِيعٍ أَنَّ الْمُخْتَارَ قَدْ أَنْغَلَ عَلَيْهِ الْكُوفَةَ فَبَعَثَ إِلَيْهِ إِيَاسُ بْنُ الْمُضَارِبِ الْعِجْلِيُّ. وَكَانَ عَلَى شُرْطَةِ ابْنِ مُطِيعٍ. فَأَخَذَهُ فَأَقْبَلَ بِهِ إِلَى الْقَصْرِ فَلَحِقَتْهُ الشِّيعَةُ وَالْمَوَالِي فَاسْتَنْقَذُوهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ. وَقُتِلَ إِيَاسُ بْنُ الْمُضَارِبِ وَانْهَزَمَ أَصْحَابُهُ. فَوَلَّى ابْنُ مُطِيعٍ شُرْطَتَهُ رَاشِدَ بْنَ إِيَاسِ بْنِ الْمُضَارِبِ. فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْمُخْتَارُ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي عِصَابَةٍ مِنَ الْخَشَبِيَّةِ فَقَتَلَهُ وَأُتِيَ بِرَأْسِ رَاشِدٍ إِلَى الْمُخْتَارِ. فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ طَلَبَ الأَمَانَ عَلَى نَفْسِهِ وَمَالِهِ عَلَى أَنْ يَلْحَقَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ. فَأَعْطَاهُ الْمُخْتَارُ ذَلِكَ فَلَحِقَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ.
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ الْمِسْوَرِ قَالَتْ: هَرَبَ ابْنُ مُطِيعٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْخُذَ أَمَانًا فَلَمْ يَطْلُبْهُ الْمُخْتَارُ وَقَالَ: أَنَا عَلَى طَاعَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَلِمَ خَرَجَ ابْنُ مُطِيعٍ؟
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي رِيَاحُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ ابْنُ مُطِيعٍ لِعُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: اخْتَرْتَ هَمَذَانَ وَالرَّيَّ عَلَى قَتْلِ ابْنِ عَمِّكَ. فَقَالَ عُمَرُ: كَانَتْ أُمُورًا قُضِيَتْ مِنَ السَّمَاءِ وَقَدْ أَعْذَرْتُ إِلَى ابْنِ عَمِّي قَبْلَ الْوَقْعَةِ فَأَبَى إِلا مَا أَبَى. فَلَمَّا خَرَجَ ابْنُ مُطِيعٍ وَهَرَبَ مِنَ الْمُخْتَارِ سَارَ الْمُخْتَارُ بِأَصْحَابِهِ إِلَى مَنْزِلِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ فَقَتَلَهُ فِي دَارِهِ وَقَتَلَ ابْنَهُ أَسْوَأَ قِتْلَةٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ ابْنُ مُطِيعٍ مِنَ الْكُوفَةِ أَتْبَعَهُ الْمُخْتَارُ بِكِتَابٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَقَعُ فِيهِ بِابْنِ مُطِيعٍ ويجنبه وَيَقُولُ: قَدِمْتَ الْكُوفَةَ وَأَنَا عَلَى طَاعَتِكَ فَرَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ مُدَاهِنًا لِبَنِي أُمَيَّةَ فَلَمْ يَسَعْنِي أَنْ أُقِرَّهُ عَلَى ذَلِكَ لِمَا حَمَلْتُ فِي عُنُقِي مِنْ بَيْعَتِكَ. فَخَرَجَ مِنَ الْكُوفَةِ وَأَنَا وَمَنْ قِبَلِي عَلَى طَاعَتِكَ. وَقَدِمَ ابْنُ مُطِيعٍ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ فَأَخْبَرَهُ بِخِلافِ ذَلِكَ وَأَنَّهُ يَدْعُو إِلَى ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ. فَلَمْ يَقْبَلِ ابْنُ الزُّبَيْرِ قَوْلَهُ وَكَتَبَ إِلَى الْمُخْتَارِ: إِنَّهُ قَدْ كَانَ كَثُرَ عَلَيْكَ عِنْدِي بِأَمْرٍ ظَنَنْتُ أَنَّكَ مِنْهُ بَرِيءٌ. وَلَكِنْ لا بُدَّ لِلْقَلْبِ مِنْ أَنْ يَقَعُ فِيهِ مَا يَقُولُ النَّاسُ. فَأَمَّا إِذَا رَجَعْتَ وَعُدْتَ إِلَى أَحْسَنِ مَا يُعْهَدُ مِنْ رَأْيِكَ فَإِنَّا نَقْبَلُ مِنْكَ ونصدقك. وأقره واليا له عَلَى النَّاسِ بِالْكُوفَةِ.
قَالُوا: وَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ بَعْدَ ذَلِكَ مُقِيمًا بِمَكَّةَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ حَتَّى تُوُفِّيَ قَبْلَ قَتْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِيَسِيرٍ.(5/113)
685- عبد الرحمن بن مطيع
بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عَوْفِ بْنِ عَبِيدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بن كعب. وأمه أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ صَخْرِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ نُفَاثَةَ بْنِ عَدِيِّ بن الديل بن بكر. فولد عبد الرحمن بن مطيع هشاما لا بقية له إلا النساء ومحمدا الأكبر ومطيعا وعبد الملك ومحمدا الأصغر وأمهم أم سلمة بنت مسعود بن الأسود بن حارثة بن نضلة. وكان عبد الرحمن بن مطيع يكنى أبا عبد الله.
686- وأخوهما سليمان بن مطيع
بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عَوْفِ بْنِ عَبِيدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بن كعب. وأمه أم هشام آمِنَةُ بِنْتُ أَبِي الْخِيَارِ. وَاسْمُهُ عَبْدُ يَالَيْلَ بن عبد مناف بن عامر بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث. فولد سليمان بن مطيع محمدا وأمه إحدى بني نصر. وقتل سليمان بن مطيع يوم الجمل.
687- عبد الرحمن بن سعيد
بن يربوع بن عنكثة بن عامر بن مخزوم. وأمه أم عبيد أروى بنت عركي بن عمرو بن قيس بن سويد بن عمرو من عد. فولد عبد الرحمن بن سعيد عثمان وأبا بكر وسعيدا وعمر وأمهم الرابعة بنت يزيد بن عبد الله بن عمرو بن حبيب بن عتاب بن رئاب من بني عبس. وعباسا وخالدا ويحيى وأمهم أم الحكم بنت بلعاء بن نهيك بن معاوية بن الوحيد من بني عامر. وعكرمة وأمه أم الفضل بنت عكرمة بن ربيعة من بني هلال. ومحمدا لأم ولد وأم حكيم وأمها عاتكة بنت سعد بن الأعشى من بلمصطلق من خزاعة. ويكنى عبد الرحمن أبا محمد. توفي في سنة تسع ومائة وهو ابن ثمانين سنة. وكان ثقة في الحديث.
688- عَمْرُو بْنُ عثمان بن
عفان بْن أبي العاص بْن أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بن قصي. وأمه أم عَمْرو بِنْت جندب بْن عَمْرو بْن حممة بْن الْحَارِث بْن رفاعة بْن سعد بْن ثَعْلَبَة بْن لؤي بْن عامر بْن غنم بْن دهمان بْن منهب بْن دوس. فولد عمرو بن عثمان عثمان. درج. وخالدا وأمهما رملة بنت معاوية بن أبي سفيان بن حرب ابن أمية وعبد الله الأكبر بن عمرو وهو المطرف وأمه حفصة بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب وعثمان الأصغر بن عمرو وأمه بنت عمارة بن الحارث بن عوف بن أبي حارثة بن مُرَّةَ بْنِ نُشْبَةَ بْنِ غَيْظِ بْنِ مُرَّةَ. وعمر بن عمرو والمغيرة وأبا بكر وعبد الله
__________
687 الجرح والتعديل (5/ 239) .
688 الجرح والتعديل (6/ 248) .(5/114)
الأصغر والوليد لأمهات أولاد. وعائشة وأم سعيد لأم ولد. قد روى عمرو عن أبيه وعن أسامة بن زيد. وكان ثقة له أحاديث.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ أَبْنَاءَ صَحَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَصْبُغُونَ بِالسَّوَادِ مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
689- عمر بن عثمان
بن عفان بْن أبي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس وأمه أم عَمْرو بِنْت جندب بْن عَمْرو بْن حممة بْن الْحَارِث بْن رفاعة بْن سعد بْن ثَعْلَبَة بْن لؤي بْن عامر بْن غنم بْن دهمان بْن منهب بْن دوس. فولد عمر بن عثمان زيدا وعاصما لأم ولد. وقد روى عمر بن عثمان عن أسامة بن زيد. روى عنه الزهري. وله دار بالمدينة. وكان قليل الحديث.
690- أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ
بْنِ عَفَّانَ بْن أبي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس. وأمه أم عَمْرو بِنْت جندب بْن عَمْرو بْن حممة بْن الْحَارِث بْن رفاعة بْن سعد بْن ثَعْلَبَة بْن لؤي بْن عامر بْن غنم بْن دهمان بْن منهب بْن دوس. فولد أبان بن عثمان سعيدا وبه كان يكنى وأمه ابنة عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس. وعمر وعبد الرحمن وأم سعيد وأمهم أم سعيد بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
وعمر الأصغر ومروان وأم سعيد الصغرى لأم ولد.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بن الحكم بن أبي العاص بن أمية عَلَى الْمَدِينَةِ عَامِلا لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.
وَكَانَ فِيهِ حُمْقٌ فَخَرَجَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَافِدًا عَلَيْهِ بِغَيْرِ إِذَنٍ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: مَا أَقْدَمَكَ عَلَيَّ بِغَيْرِ إِذْنِي؟ مَنِ اسْتَعْمَلْتَ عَلَى الْمَدِينَةِ؟ قَالَ: أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. قَالَ: لا جَرَمَ لا ترجع إليها. فأقر عبد الملك أبانا عَلَى الْمَدِينَةِ وَكَتَبَ إِلَيْهِ بِعَهْدِهِ عَلَيْهَا. فَعَزَلَ أَبَانُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ عَنِ الْقَضَاءِ وَوَلَّى نَوْفَلَ بْنَ مُسَاحِقٍ قَضَاءَ الْمَدِينَةَ. وَكَانَتْ وِلايَةُ أَبَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ سَبْعَ سِنِينَ. وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِيهَا سَنَتَيْنِ وَتُوُفِّيَ فِي ولايته جابر بن عبد الله ومحمد ابن الحنفية فصلى عليهما بالمدينة وهو
__________
690 تهذيب الكمال (141) ، وتهذيب التهذيب (1/ 97) ، وتقريب التهذيب (1/ 31) ، والتاريخ الكبير (1/ 450) ، والجرح والتعديل (2/ 295) .(5/115)
وَالٍ. ثُمَّ عَزَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ أبانا عَنِ الْمَدِينَةِ وَوَّلاهَا هِشَامَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ:
كَانَ بِأَبَانَ وَضَحٌ كَثِيرٌ فَكَانَ يُخَضِّبُ مَوَاضِعَهُ مِنْ يَدِهِ وَلا يُخَضِّبُهُ فِي وَجْهِهِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ بِهِ صَمَمٌ شَدِيدٌ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا بِلالُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ قَلِيلا.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ سِنَانٍ مولى عمر بن تميم الحكمي قال: رأيت أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ يُصَفِّرُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ قَالَ: أخبرنا الْحَجَّاجُ بْنُ فُرَافِصَةَ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ فَقَالَ أَبَانُ: مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْعَظِيمُ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ عُوفِيَ مِنْ كُلِّ بَلاءٍ يَوْمَئِذٍ. قَالَ وَبِأَبَانَ يَوْمَئِذٍ الْفَالِجُ. فَقَالَ: إِنَّ الْحَدِيثَ كَمَا حَدَّثْتُكَ إِلا أَنَّهُ يَوْمَ أَصَابَنِي هَذَا لَمْ أَكُنْ قُلْتُهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أصاب الفالج أبانا سَنَةً قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ. وَيُقَالُ بِالْمَدِينَةِ فَالِجُ أَبَانَ لِشِدَّتِهِ. وَتُوُفِّيَ أَبَانُ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَرَوَى أَبَانُ عَنْ أَبِيهِ.
وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ.
691- سعيد بن عثمان
بن عفان بْن أبي العاص بْن أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ. وأمه فاطمة بنت الْوَلِيد بْن عَبْد شمس بْن المغيرة بْن عبد الله بن عمر بن مخروم. وأمها أسماء بنت أبي جهل بن هشام بن المغيرة. وأمها أروى بنت أبي العيص بن أمية بن عبد شمس. وأمها رقية بنت الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم.
وأمها رقية بِنْتُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيِّ. وأمها خالدة بنت هاشم بن عبد مناف بن
__________
691 الجرح والتعديل (4/ 47) .(5/116)
قصي. فولد سعيد بن عثمان محمدا وأمه رملة بِنْت أبي سُفْيَان بْن حرب بْن أمية.
وكان قليل الحديث.
692- حُمَيْدُ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْد بْن الْحَارِث بْن زهرة بْن كلاب. وأمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بْن أبي عَمْرو بْن أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْن قصي. وأمها أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي. وأمها أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي. وأمها فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَأُمُّهَا صَخْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَأُمُّهَا تَخْمُرُ بِنْتُ عَبْدِ بن قصي بن كلاب.
وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عَامِرَةَ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ وديعة بْن الْحَارِث بن فهر. ويكنى حميد أبا عبد الرحمن. فولد حميد بن عبد الرحمن إبراهيم لا عقب له والمغيرة وحبابة الكبرى وأم كلثوم وأم حكيم وأمهم جويرية بنت أبي عمرو بن عدي بن علاج بن أبي سلمة الثقفي حليفهم. وعبد الله وأمه قريبة بنت محمد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي أُميّة بْن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وعبد الله الأصغر وبلالا وعونة وحكيمة الصغرى وبريهة لأم ولد. وعبد الملك لأم ولد. وعبد الرحمن بن حميد لأم ولد.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ وَعُثْمَانَ يُصَلِّيَانِ الْمَغْرِبَ فِي رَمَضَانَ إِذَا نَظَرَا إِلَى اللَّيْلِ الأَسْوَدِ ثُمَّ يُفْطِرَانِ بَعْدُ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عُمَرَ وَعُثْمَانَ كَانَا يُصَلِّيَانِ الْمَغْرِبَ فِي رَمَضَانَ. وَلَمْ يَقُلْ رَأَيْتُ.
__________
692 تاريخ خليفة (336) ، والتاريخ الكبير (2/ 2696) ، والمعارف (238) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 367، 381، 536، 724، 725) ، وتاريخ أبي زرعة (419) ، (545) ، (584) ، (589) ، والجرح والتعديل (3/ 989) ، ومشاهير علماء الأمصار (464) ، والتبيين في أنساب القرشيين (184) ، (262) ، والكامل في التاريخ (5/ 126) ، وتاريخ الإسلام (3/ 360) ، وسير أعلام النبلاء (4/ 293) ، والعبر (1/ 113) ، وتهذيب الكمال (1532) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (179) ، والبداية والنهاية (9/ 140) ، وتهذيب التذهيب (3/ 45- 46) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1652) ، وشذرات الذهب (1/ 111) .(5/117)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَثْبَتُهُمَا عِنْدَنَا حَدِيثُ مَالِكٍ. وَإِنَّ حُمَيْدًا لَمْ يَرَ عُمَرَ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا. وَسِنُّهُ وَمَوْتُهُ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ. وَلَعَلَّهُ قَدْ سَمِعَ مِنَ عُثْمَانَ لأَنَّهُ كَانَ خَالَهُ.
وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهِ كَمَا يَدْخُلُ عَلَيْهِ وَلَدُهُ صَغِيرًا وَكَبِيرًا. وَلَكِنَّهُ قَدْ رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ. وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ. وَكَانَ ثِقَةً عَالِمًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ. وَتُوُفِّيَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. وَهَذَا غَلَطٌ وَخَطَأٌ. لَيْسَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لا فِي سِنِّهِ وَلا فِي رِوَايَتِهِ. وَخَمْسٌ وَتِسْعُونَ أَشْبَهُ وَأَقْرَبُ إِلَى الصَّوَابِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
693- أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ عَوْفٍ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْن زهرة بْن كلاب. وهو عَبْد الله الأصغر وأمه تُمَاضِرُ بِنْت الأَصْبَغِ بْن عَمْرو بْن ثَعْلَبَة بْن الْحَارِث بْن حصن بْن ضَمْضَمِ بْن عدي بْن جناب بن هبل من كلب قضاعة. وهي أول كلبية نكحها قرشي. فولد أبو سلمة بن عبد الرحمن سلمة وبه كان يكنى وتماضر وأمهما أم ولد. وحسنا وحسينا وأبا بكر وعبد الجبار وعبد العزيز ونائلة وسالمة وأمهم أم حسن بنت سعد بن الأصبغ بْن عَمْرو بْن ثَعْلَبَة بْن الْحَارِث بْن حصن بْن ضمضم بْن عدي بْن جناب من كلب قضاعة. وعبد الملك وأم كلثوم الصغرى وأمهما أم ولد. وأم كلثوم الكبرى تزوجها بشر بن مروان بن الحكم وولدن له وأمها أم عثمان بنت عبد الله بن عوف. وأم عبد الله وتماضر الصغرى وأسماء وأمهم بريهة بنت عبد الرحمن بن عبد الله بن مكمل بن عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ. وعمر بن أبي سلمة ولم تسم لنا أمه.
قالوا: إن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية لما ولى المدينة لمعاوية بن أبي سفيان في المرة الأولى استقضى أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف على المدينة. فلما عزل سعيد بن العاص وولي مروان المدينة المرة الثانية عزل أبا سلمة بن عبد الرحمن عن القضاء وولي القضاء وشرطه أخاه مصعب بن عبد الرحمن بن عوف.
__________
693 تهذيب الكمال (1610) ، وتهذيب التهذيب (12/ 115) ، وتقريب التهذيب (2/ 430) ، وتاريخ ابن معين (2/ 708) .(5/118)
156/ 5 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَصْرَةَ فِي إِمَارَةِ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ. وَكَانَ رَجُلا صَبِيحًا كَأَنَّ وَجْهَهُ دِينَارٌ هِرَقْلِيٌّ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَقَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. يَعْنِي الْكُوفَةَ. فَمَشَى بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي بُرْدَةَ فَقُلْنَا لَهُ: مَنْ أَفْقَهُ مَنْ خَلَّفْتَ بِبِلادِكَ؟ فَقَالَ: رَجُلٌ بَيْنَكُمَا.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يُوسُفَ أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ اشْتَرَى قِطًّا بِالْعَرْجِ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَذَبَحَهُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فَقَالَ: إِنَّهُ وَهُوَ صَغِيرٌ أَفْقَهُ مِنْهُ كَبِيرًا.
حدثنا محمد بن سعد قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عمرو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّهُ كَانَ يُخَضِّبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ حَتَّى يُقِيمَ خِضَابَهُ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِلالٍ أَنَّهُ كَانَ يَرَى أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُخَضِّبُ بِالْحِنَّاءِ. قَالَ ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ فِي حَدِيثِهِ: رأسه ولحيته.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أخبرنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ رَأَى أَبَا سَلَمَةَ بن عبد الرحمن يصبغ بالسواد.
قال محمد بن سعد: ثُمَّ حَدَّثَنَا بِهِ مَعْنُ بْنُ عِيسَى مَرَّةً أُخْرَى بِهَذَا الإِسْنَادِ أَنَّهُ رَأَى أَبَا سَلَمَةَ يَصْبُغُ بِالْوَسْمَةِ. قَالَ وَكَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قال: كان أبو سلمة يخضب بالوسمة.
حدثنا محمد بن سعد قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عمرو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّهُ رَأَى عَلَيْهِ مِطْرَفَ خز أصفر.
قال محمد بن سعد: وَأُخْبِرْتُ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزهري قال:(5/119)
أَخْبَرَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ يَسْتَشْهِدُ أَبَا هُرَيْرَةَ: هل سمعت رسول الله. ع. يَقُولُ يَا حَسَّانُ أَجِبْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: نَعَمْ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَأَبِي قَتَادَةَ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ وَأُمُّ سَلَمَةَ. وَكَانَ ثِقَةً فَقِيهًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ. وَتُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ فِي خلافة الوليد بن عبد الملك وهو ابن اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً. وَهَذَا أَثْبَتُ مِنْ قَوْلِ مَنْ قَالَ إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ.
694- مصعب بن عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عبد بن الحارث بن زهرة.
ويكنى أبا زرارة وأمه أم حريث من سبي بهراء من قضاعة. فولد مصعب بن عبد الرحمن زرارة وبه كان يكنى وعبد الرحمن وأمهما ليلى بنت الأسود بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بن الحارث بن زهرة. ومصعب بن مصعب وأمه أم ولد. وأم الفضل وأمها أم سعيد بنت المخارق بن عروة. وفاطمة وأم عون وأمهما أم كلثوم بنت عبيد الله بْن شهاب بْن عَبْد الله بْن الحارث بن زهرة.
قالوا: ولما ولي مروان بن الحكم المدينة في خلافة معاوية في المرة الثانية استعمل مصعب بن عبد الرحمن بن عوف على شرطه وولاه قضاءه بالمدينة. وكان شديدا على المريب. وكان ولاة المدينة هم الذين يختارون القضاة ويولونهم.
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: لَحِقَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ. فَلَمَّا قَدِمَ عَمْرُو بْنُ الزُّبَيْرِ مَكَّةَ يُرِيدُ قِتَالَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَجَّهَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ مُصْعَبَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَيْهِ فِي جَمْعٍ فَتَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ عَنْهُ وَأُسِرَ أَسْرًا وَذَاكَ أَنَّهُ هَرَبَ فَدَخَلَ دَارَ ابْنِ عَلْقَمَةَ فَغَلَّقَهَا عَلَيْهِ فَأَحَاطَ به مصعب بن عبد الرحمن.
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ عَنْ أَبِيهِ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا فِي قِتَالِ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ وَقَدْ أَخْرَجَ الْمِسْوَرُ سِلاحًا حمله من
__________
694 الجرح والتعديل (8/ 303) .(5/120)
الْمَدِينَةِ. فَرَأَيْتُنَا مَرَّةً وَنَحْنُ نَقْتَتِلُ وَالْمِسْوَرُ عَلَيْهِ سِلاحُهُ وَمُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَسُوقُهُمْ سَوْقًا عَنِيفًا. وَحَمَلُوا عَلَيْنَا فَكَشَفُونَا فَقَالَ الْمِسْوَرُ لِمُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: يَا ابْنَ خَالِ أَلا تَرَى مَا قَدْ نَالَ هَؤُلاءِ مِنَّا؟ قَالَ: فَمَا الرَّأْيُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ:
نَكْمُنُ لَهُمْ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَظْفَرَ اللَّهُ بِهِمْ. وَاخْتَرْ مَعَكَ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الْجَلَدِ. فكمن لهم مُصْعَبٌ بِأَصْحَابِهِ فَمَا أَفْلَتَ مِنْهُمْ إِلا رَجُلٌ وَاحِدٌ هَرَبَ. وَجَاءَ الْخَبَرُ الْمِسْوَرَ فَسُرَّ بِذَلِكَ.
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ مَعَ الْمِسْوَرِ مَا شَعَرْتُ إِلا بِابْنِ صَفْوَانَ يَقُولُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَقَدْ سَرَّنَا مَا صَنَعَ مُصْعَبٌ بِهَؤُلاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَانُوا يَنَالُونَ مِنَّا مَا يَنَالُونَ. فَقَالَ الْمِسْوَرُ: وَهُوَ سُرُورُهُمْ. اللَّهُمَّ أَبْقِ لَنَا مُصْعَبًا فَإِنَّهُ أَجْزَأُ مَنْ مَعَنَا وَأَنْكَاهُ لِعَدُوِّنَا. قَالَ الْمِسْوَرُ: هُوَ هكذا.
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمًا مِنْ أَيَّامِ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْنَا كَتِيبَةً خَشْنَاءَ فِيهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعَدَةَ الْفَزَارِيُّ فَنَالُوا مِنَّا أَقْبَحَ الْقَوْلِ وَأَسْمَجَهُ. فَرَأَيْتُ أَبِي حَنِقًا عَلَيْهِمْ وَقَالَ: مَا لِلْحَرْبِ وَمَا لِهَذَا؟ هَذَا فِعْلُ النِّسَاءِ. فَقَالَ لِمُصْعَبٍ: أَبَا زُرَارَةَ احْمِلْ بِنَا. فحمل مصعب كأنه جمل صؤول وحمل أبي وتبعتهم فيقوم مِنَّا أَهْلُ نِيَّاتٍ.
فَلَقَدْ رَأَيْتُ السُّيُوفَ رَكَدَتْ سَاعَةً وَلَكَأَنَّ هَامَ الرِّجَالِ وَأَذْرُعَهُمْ أَجري الْقِثَّاءِ حَتَّى خَلَصْنَا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعَدَةَ فَضَرَبَهُ مُصْعَبٌ ضَرْبَةً فَقَطَعَ السَّيْفُ الدِّرْعَ وَخَلَصَ إِلَى فَخِذِهِ.
وَضَرَبَهُ ابْنُ أَبِي ذِرَاعٍ مِنْ جَانِبِهِ الآخَرِ فَجَرَحَهُ جُرْحًا آخَرَ. فَمَا عَلِمْتُ أَنَّا رَأَيْنَاهُ يَخْرُجُ إِلَيْنَا بَعْدَ ذَلِكَ. وَأَقَامَ في عسكرهم جريحا حتى ولوا منصرفين.
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نَعْرِفُ قَتْلَى مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ قَتْلَى غَيْرِهِ بِشَحْوِهِ.
وَلَقَدْ رَأَيْتُ هَذَا الْمَوْطِنَ الَّذِي قَامَ فِيهِ ابْنُ مَسْعَدَةَ الْفَزَارِيُّ وَهُوَ يُقَاتِلُ يَوْمَئِذٍ. فَلَمَّا انْصَرَفُوا عَدَدْتُ الْقَتْلَى مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فوجدت أربعة عشر قتيلا مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَبْعَةَ نَفَرٍ نعرفهم بالشحو وشحوه وثبه.
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ(5/121)
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقَدْ قَتَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَأَصْحَابُهُ مِنْ أَصْحَابِ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ عَدَدًا كَثِيرًا وَلَكِنْ سَاعَةَ يُقْتَلُ مِنْهُمْ إِنْسَانٌ يُوَارَى فَلا يُرَى لَهُمْ قَتِيلٌ. ثُمَّ يَقُولُ لَقَدْ بَرَزَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَوْمًا كَانَتِ الدَّوْلَةُ فِيهِ لابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَتَلَ بِيَدِهِ خَمْسَةً ثُمَّ رَجَعَ وَإِنَّ سيفه لمنحن يَقُولُ:
إِنَّا لَنُورِدُهَا بِيضًا وَنُصْدِرُهَا ... حُمُرًا وَفِيهَا انْحِنَاءٌ بَعْدَ تَقْوِيمٍ
ثُمَّ قَالَ أَبِي: مَا كَانَتْ مِنْ مُصْعَبٍ إِلا ضَرْبَةٌ وَاحِدَةٌ فَفِيهَا اليتم.
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا أَصَابَ الْحَجَرُ خَدَّ الْمِسْوَرِ وَصُدْغَهُ الأَيْسَرَ غُشِيَ عَلَيْهِ فَاحْتَمَلْنَاهُ. وَجَاءَ الْخَبَرُ ابْنَ الزُّبَيْرِ فَأَقْبَلَ يَعْدُو إِلَيْنَا فَكَانَ فِيمَنْ حَمَلَهُ. وَأَدْرَكَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرحمن بن عوف وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ. ثُمَّ مَاتَ فَوَلُّوهُ وَدَفَنُوهُ. وَتُوُفِّيَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ وَفَاةً. وَذَلِكَ وَالْحُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ بَعْدُ بِمَكَّةَ. فَلَمَّا مَاتَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ وَمُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَظْهَرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الدُّعَاءَ لِنَفْسِهِ وَبَايَعَهُ النَّاسُ بِالْخِلافَةِ. وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يُرِيَهُمْ أَنَّ الأَمْرَ شُورَى بَيْنَهُمْ. وَكَانَ شِعَارُهُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ الْمِسْوَرُ وَمُصْعَبُ: لا حُكْمَ إِلا لِلَّهِ. وَكَانَتْ وَفَاةُ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِمَكَّةَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ. وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
695- طلحة بن عبد الله
بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بن الحارث بن زهرة. وأمه فاطمة بنت مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عَوْفِ بْنِ عَبِيدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بن كعب. فولد طلحة بن عبد الله محمدا به كان يكنى وعاتكة وطيبة وأمهم أم حسن بنت أبي أثيلة وهو الحارث بن عباس بن جابر بن عمرو بن حبيب بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فهر. وعمران وأمه أم إبراهيم بنت المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة. وأمها جويرية بنت عبد الرحمن بن عوف. وأم
__________
695 طبقات خليفة (242) ، (249) ، وعلل ابن المديني (45) ، (91) ، والتاريخ الكبير للبخاري (4/ ت 3074) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 225، 368) ، والقضاة لوكيع (1/ 120) ، والجرح والتعديل (4/ ت 2078) ، والثقات لابن حبان (4/ 392) ، وتهذيب الكمال (2973) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (105) ، وتاريخ الإسلام (4/ 16) ، وتهذيب التهذيب (5/ 19) ، وتقريب التهذيب (1/ 379) ، وخلاصة الخزرجي (2/ ت 3192) ، وشذرات الذهب (1/ 112) .(5/122)
عبد الله وأمها أمة الرحمن بنت المسور بن مخرمة. وإبراهيم وأم إبراهيم وأم أبيها وربيحة وأمهم هند بنت عبد الرحمن بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بن مرة. وعبد الله وأمه فاختة بنت كليب بن جزي بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ خَفَاجَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عقيل. وعمر وأمه أم ولد. وامرأة تزوجها مروان بن محمد بن مروان بن الحكم قبل خلافته فهلكت عنده. وقد ولي طلحة بن عبد الله بن عوف المدينة وكان سعيد بن المسيب إذا ذكره قَالَ: ما ولينا مثله. وكان سخيا جوادا. قدم الفرزدق المدينة. وكان قد مدحه ومدح غيره من قريش. فبدأ به فأعطاه ألف دينار. ثم أتى غيره فجعلوا يسألون: كم أعطاه طلحة؟ فقيل ألف دينار. ثم أتى غيره فجعلوا يسألون: كم أعطاه طلحة؟ فقيل ألف دينار. فكانوا يكرهون أن يقصروا عن ذلك فيتعرضوا للسان الفرزدق فجعلوا يتكلفون ما أعطاه طلحة. فكان يقال: أتعب طلحة الناس. وكان طلحة إذا كان عنده مال فتح بابيه وغشيه أصحابه والناس فأطعم وأجاز وحمل. فإذا لم يكن عنده شيء أغلق بابيه فلم يأته أحد. فقال له بعض أهله: ما في الدنيا شر من أصحابك. يأتونك إذا كان عندك شيء وإذا لم يكن لم يأتوك. فقال: ما في الدنيا خير من هؤلاء. لو أتونا عند العسرة أردنا أن نتكلف لهم فإذا أمسكوا حتى يأتينا شيء فهو معروف منهم وإحسان. وكان طلحة قد سمع من عمه عبد الرحمن بن عوف ومن أبي هريرة وابن عباس. وكان ثقة كثير الحديث. وتوفي بالمدينة سنة سبع وتسعين وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.
696- مُوسَى بْنُ طَلْحَةُ
بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بن مرة. وأمه خولة بِنْت القعقاع بْن معبد بْن زرارة بْن عدس بْن زَيْد من بني تميم. وكان يُقَالُ للقعقاع تيار الفرات من سخائه. فولد موسى بن طلحة عيسى ومحمدا. وكان على أهل الكوفة أيام ساروا إلى أبي فديك الخارجي. وله يقول عبيد الله بن شبل البجلي.
تباري ابن موسى يا ابن موسى ولم تكن ... يداك جميعا تعدلان له يدا
يعني عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر. وإبراهيم بن موسى وعائشة تزوجها عبد الملك بن مروان فولدت له بكارا ثم خلف عليها عليّ بن عبد الله بن عباس بن
__________
696 تهذيب الكمال (1387) ، وتهذيب التهذيب (10/ 350) ، وتقريب التهذيب (2/ 284) .
والتاريخ الكبير (7/ 286) ، والجرح والتعديل (8/ 147) .(5/123)
عبد المطلب. وقريبة بنت موسى وأمهم أم حكيم بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق. وعمران بن موسى وأمه أم ولد ويقال لها جيداء. وله يقول الشاعر:
إن يك يا جناح علي دين ... فعمران بن موسى يستدين
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أخبرنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالا: حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سُمَيْرٍ قَالَ: قَدِمَ الْكَذَّابُ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ الْكُوفَةَ فَهَرَبَ مِنْهُ وُجُوهُ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَقَدِمُوا عَلَيْنَا هَاهُنَا الْبَصْرَةَ وَفِيهِمْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ. قَالَ وَكَانَ النَّاسُ يَرَوْنَهُ زَمَانَهُ هُوَ الْمَهْدِيُّ. قَالَ فَغَشِيَهُمْ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ وَغَشَيْتُهُ فِيمَنْ غَشِيَهُ فَإِذَا شَيْخٌ طَوِيلُ السُّكُوتِ قَلِيلُ الْكَلامِ طَوِيلُ الْحُزْنِ وَالْكَآبَةِ. إِلَى أَنْ قَالَ يَوْمًا مِنَ الأَيَّامِ: وَاللَّهِ لأَنْ أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّهَا فِتْنَةً لَهَا انْقِضَاءٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي كَذَا وَكَذَا. وَأَعْظَمُ الْخَطَرِ. فقال رجل من القوم: يا أبا محمد ما الذي ترهب وأشد أَنْ تَكُونَ فِتْنَةً؟ قَالَ: أَرْهَبُ الْهَرْجَ. قَالَ: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: الَّذِي كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُحَدِّثُونَ. الْقَتْلُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ. لا يَسْتَقِرُّ النَّاسُ عَلَى إِمَامٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ عَلَيْهِمْ وَهُوَ كَذَاكَ. وَايْمُ اللَّهِ لَئِنْ كَانَ هَذَا لَوَدِدْتُ أَنِّي عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ لا أَسْمَعُ لَكُمْ صَوْتًا وَلا أُلَبِّي لَكُمْ دَاعِيًا حَتَّى يَأْتِيَنِي دَاعِي رَبِّي. قَالَ ثُمَّ سَكَتَ ثُمَّ قَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ. أَوْ أَبَا عبد الرحمن. إما سماه وإما كناه.
وو الله إِنِّي لأَحْسَبُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّذِي عَهِدَ إِلَيْهِ. لَمْ يُفْتَنْ وَلَمْ يَتَغَيَّرْ.
وَاللَّهِ مَا اسْتَفَزَّتْهُ قُرَيْشٌ فِي فِتْنَتِهَا الأُولَى. فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: إِنَّ هَذَا لَيَزْرِي عَلَى أَبِيهِ فِي مَقْتَلِهِ.
قَالُوا: وَتَحَوَّلَ مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ إِلَى الْكُوفَةِ وَنَزَلَهَا وهلك بها سنة ثلاث ومائة.
وصلى عليه الصقر بن عبد الله المزني وكان عاملا لِعُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ عَلَى الْكُوفَةِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ. وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. مَاتَ سنة أربع ومائة.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُوسَى يُخَضِّبُ بِالسَّوَادِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَعْنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ وَقَدْ خَضَّبَ بِالسَّوَادِ.
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ(5/124)
يَحْيَى قَالَ: رَأَيْتُ عِيسَى وَمُوسَى ابْنَيْ طَلْحَةَ لا يَزِيدَانِ عَلَى أَنْ يُبْدِيَا هَذَا. يَعْنِي الإِطَارَ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: رَأَيْتُ كُمَّيْ عِيسَى وَمُوسَى ابْنَيْ طَلْحَةَ يُجَاوِزَانِ أَصَابِعَهُمَا بِأَرْبَعِ أَصَابِعٍ أَوْ شِبْرٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بُرْنُسَ خَزٍّ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أخبرنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الأَسَدِيِّ أَنَّ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ رَبَطَ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عمر: رأيت من قبلنا وأهل بَيْتِهِ يُكَنُّونَهُ أَبَا عِيسَى. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
697- عيسى بن طَلْحَةُ
بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بن مرة. وأمه سعدى بِنْت عوف بْن خارجة بْن سِنَان بن أبي حارثة المري. فولد عيسى بن طلحة يحيى وأمه عائشة بنت جرير بن عبد الله البجلي. ومحمد بن عيسى وأمه أم حبيب بنت أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر من بني فزارة. وعيسى بن عيسى وأمه أم عيسى بنت عياض بن نوفل بن عدي بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. توفي عيسى في خلافة عمر بن عبد العزيز. وكان ثقة كثير الحديث.
698- يحيى بن طَلْحَةُ
بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ.
وأمه سعدى بِنْت عوف بْن خارجة بْن سِنَان بن أبي حارثة المري. فولد يحيى بن طلحة طلحة وأمه أم أبان. وأم أناس بنت أبي موسى الأشعري. وأخوه لأمه عبد الله بن إسحاق بن طلحة. وإسحاق بن يحيى وأمه الحسناء بنت زبار بن الأبرد بن مصاد بْن عدي بْن أوس بْن جَابِر بْن كعب بن عليم من كلب. وسلمة بن يحيى وعيسى وسالما
__________
697 تهذيب الكمال (1080) ، وتهذيب التهذيب (8/ 215) ، وتقريب التهذيب (2/ 98) ، والتاريخ الكبير (6/ 385) ، والجرح والتعديل (6/ 279) .
698 تهذيب الكمال (1504) ، وتهذيب التهذيب (2/ 233) ، وتقريب التهذيب (2/ 350) ، والتاريخ الكبير (8/ 283) ، والجرح والتعديل (9/ 160) .(5/125)
وبلالا الذي مدحه الحزين الكناني فقال:
بلال بن يحيى غرة لا خفا بها ... لكل أناس غرة وهلال
ومهجع بن يحيى ومسلمة وأم محمد وهم لأمهات أولاد. وأم حكيم وسعدى.
تزوجها سليمان بن عبد الملك بن مروان فهلكت ولم تلد شيئا. وفاطمة وأمهن سودة بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي.
699- يعقوب بن طَلْحَةُ
بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بن مرة. وأمه أم أبان بِنْت عُتْبة بْن ربيعة بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي. فولد يعقوب بن طلحة يوسف وأمه أم حميد بنت عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ربيعة بن المغيرة المخزومي. وأمها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق. وطلحة وأمه أم الحلاس بنت عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة. وإسماعيل وإسحاق. درجا في حياة أبيهما. وأبا بكر وأمهم جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي. وكان يعقوب سخيا جوادا وقتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين. وجاء بمقتله ومصاب أهل الحرة إلى الكوفة الكروس بن زيد الطائي. ففي ذلك يقول عبد الله بن الزبير الأسدي:
لعمري لقد جاء الكروس كاظما ... على خبر للمسلمين وجيع
حديث أتاني عن لؤي بن غالب ... فما رقأت ليل التمام دموعي
يخبر أن لم يبق إلا أرامل ... وإلا دم قد سال كل مربع
قروم تلاقت من قريش فأنهلت ... بأصهب من ماء السمام نقيع
فكم حول سلع من عجوز مصابة ... وأبيض فياض اليدين صريع
طلوع ثنايا المجد سام بطرفه ... قبيل تلاقيهم أشم منيع
وذي سنة لم يبق للشمس قبلها ... وذي صغوة غض العظام رضيع
شباب كيعقوب بن طلحة أقفرت ... منازله من رومة فبقيع
فو الله ما هذا بعيش فيشتهي ... هنيء ولا موت يريح سريع
700- زكرياء بن طَلْحَةُ
بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ.
وأمه أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق وأمها حبيبة بِنْت خارجة بْن زَيْد بْن أبي زهير من الأنصار من بني الحارث بن الخزرج. فولد زكرياء بن طلحة يحيى وعبيد الله وأمهما العيطل بنت خالد بن مالك بن أحبش بن كوز بن موألة بن همام بن ضب بن القين بن(5/126)
مَالِكِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بن أسد. وأم إسماعيل وأم يحيى وأمهما أم إسحاق بنت جبلة بن الحارث من كندة. وأم هارون وأمها أم ولد.
701- إسحاق بن طَلْحَةُ
بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ.
وأمه أم أبان بِنْت عُتْبة بْن ربيعة بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي. فولد إسحاق بن طلحة عبد الله وأبا بكر. درج. وعبيد الله وأمهم أم أناس بنت أبي موسى الأشعري. ومصعبا لأم ولد. ومعاوية لأم ولد. ويعقوب لأم ولد. وحفصة وأم إسحاق وأمهما أم ولد.
702- عمران بن طَلْحَةُ
بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ.
وأمه حمنة بنت جحش بن رئاب من بني أسد بن خزيمة. فولد عمران بن طلحة عبد الله وإسحاق ومحمدا وحميدا وأمهم ابنة أوفى بن الحارث بن عوف بن أبي حارثة. وكان لولده ولد فانقرضوا فلم يبق من ولد عمران أحد.
703- مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ
بْنِ أَبِي وقاص بن أهيب بْن عَبْد مناف بْن زهرة بْن كلاب.
وأمه مارية بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ أَبِي الْكَيْسَمِ بْنِ السِّمْطِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عمرو بن معاوية من كندة. فولد محمد بن سعد إسماعيل وإبراهيم درج وعبد الله درج وأم عبد الله وعائشة وهم لأمهات أولاد شتى. وقد سمع محمد بن سعد من عثمان.
وكان ثقة له أحاديث ليست بالكثيرة. وكان قد خَرَجَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الأشعث وشهد دير الجماجم ثم أتى به الحجاج بن يوسف فقتله.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إبراهيم بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدٍ كَانَ يُكْنَى أَبَا الْقَاسِمِ.
704- عامر بن سعد
بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة. وأمه أم عامر
__________
701 الجرح والتعديل (2/ 226) .
702 الجرح والتعديل (6/ 299) .
703 تهذيب الكمال (1201) ، وتهذيب التهذيب (9/ 183) ، وتقريب التهذيب (2/ 163) ، والتاريخ الكبير (1/ 88) ، والجرح والتعديل (7/ 261) .
704 علل أحمد بن حنبل (1/ 80) ، والتاريخ الكبير (6/ ت 2956) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 279، 368، 419، 657) ، (3/ 408) ، وتاريخ أبي زرعة (649) ، والجرح والتعديل (6/ 1794) ، والثقات لابن حبان (5/ 186) ، وأنساب القرشيين (256) ، وسير أعلام النبلاء (4/ 349) ، وتهذيب الكمال (3038) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (114) ، وتاريخ الإسلام (4/ 130) ، وتهذيب التهذيب (5/ 63) ، وتقريب التهذيب (1/ 387) ، وخلاصة الخزرجي (2/ ت 3259) ، وشذرات الذهب (1/ 126) .(5/127)
واسمها مكيتة بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ عمرو بن زرعة بن بهراء من قضاعة.
فولد عامر بن سعد داود ويعقوب لا عقب له وعبد الله لا عقب له وأم إسحاق وحفصة وحميدة وأم هشام وأم علي وأمهم أم عبيد الله بنت عبد الله بن موهب بن رباح بن مالك بن غنم بن ناجية من الأشعريين. وكان عبد الله بن موهب حليفا لبني زهرة.
قَالَ محمد بن عمر: توفي عامر بن سعد سنة أربع ومائة.
وقال غيره: توفي بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك. وكان ثقة كثير الحديث.
705- عمر بن سعد
بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة. وأمه مارية بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ أَبِي الكيسم بن السمط بن امرئ القيس من كندة. فولد عمر بن سعد حفصا وحفصة وأمهما أم حفص واسمها مريم بنت عامر بن أبي وقاص.
وعبد الله الأكبر وأمه أم ولد تدعى سلمى. وعبد الرحمن الأصغر وأم عمرو وأمهما أم يحيى بنت عبد الله بن معدي كرب بن قيس بن معدي كرب من كندة. وحمزة وعبد الرحمن ومحمدا ومغيرة لا عقب له وحمزة الأصغر وأمهم أم ولد. ومحمدا الأصغر والمغيرة وعبد الله لأمهات أولاد. وعبد الله الأصغر وأمه من كندة. وأم يحيى وأم سلمة وأم كلثوم وحميدة وحفصة الصغرى وأم عمرو الصغرى وأم عبد الله لأمهات أولاد. فكان عمر بن سعد بالكوفة قد استعمله عبيد الله بن زياد على الري وهمذان معه بعثا. فلما قدم الحسين بن علي العراق أمر عبيد الله بن زياد عمر بن سعد أن يسير إليه وبعث معه أربعة آلاف من جنده وقال له: إن هو خرج إليّ ووضع يده في يدي وإلا فقاتله. فأبى عليه فقال: إن لم تفعل عزلتك عن عملك وهدمت دارك. فأطاع بالخروج إلى الحسين فقاتله حتى قتل الحسين. فلما غلب المختار بن أبي عبيد على الكوفة قتل عمر بن سعد وابنه حفصا.
__________
705 تهذيب الكمال (1010) ، وتهذيب التهذيب (7/ 450) ، وتقريب التهذيب (2/ 56) ، والتاريخ الكبير (6/ 158) ، والجرح والتعديل (6/ 112) .(5/128)
706- عمرو بن سعد
بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة. وأمه سَلْمَى بِنْتُ خَصَفَةَ بْنِ ثَقْفِ بْنِ رَبِيعَةَ بن تيم اللات بن ثعلبة بن عكابة من ربيعة. قتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين.
707- عمير بن سعد
بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة. وأمه سلمى بنت خصفة بن ثقف من ربيعة. قتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين.
708- مصعب بن سعد
بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة. وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ أَوْسِ بْنِ سلامة بن غزية بْنِ سَعْدِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ تَيْمِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ بَكْرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ بْنِ وَائِلٍ. فولد مصعب بن سعد زرارة ويعقوب وعقبة وأمهم أم حسن بنت فرقد بن عوف بن عبد يغوث بن الحليس بن عبد مناف بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد. وسلامة وأم حسن وأمهما سكينة بنت الحليس بن هاشم بن عتبة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة. وكان مصعب ثقة كثير الحديث. قَالَ محمد بن عمر: توفي مصعب سنة ثلاث ومائة.
709- إبراهيم بن سعد
بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة. وأمه زبراء.
يزعم بَنُوهَا أَنَّهَا ابْنَةُ الْحَارِثِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَنَابِ بْنِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَكَابَةَ بْنِ صَعْبِ بْنِ علي بن بكر بن وائل. وأنها أصيبت سباء. وقد روى إبراهيم عن علي. وكان إبراهيم ثقة كثير الحديث.
710- يحيى بن سعد
بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة.
711- إسماعيل بن سعد
بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة. وأمه أم عامر واسمها مكيتة بنت عمرو بْن عَمْرو بْن عَمْرو بْن كعب بْن عمرو بن زرعة من بهراء من قضاعة. فولد إسماعيل بن سعد يحيى وأمه بنت سليمان بن أزهر بن
__________
708 تهذيب الكمال (1332) ، وتهذيب التهذيب (9/ 160) ، وتقريب التهذيب (2/ 251) ، والتاريخ الكبير (7/ 350) ، والجرح والتعديل (8/ 303) .
709 الجرح والتعديل (1/ 1/ 101) ، والتاريخ الكبير (1/ 1/ 288) ، وتهذيب الكمال (175) ، والجمع بين رجال الصحيحين (1/ 15) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (36) ، والكاشف (1/ 81) ، وتهذيب التهذيب.
710 الجرح والتعديل (9/ 153) .(5/129)
عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بن زهرة. وإبراهيم وأبا بكر ومحمدا وإسحاق ويعقوب وموسى وعمران لأمهات أولاد شتى. وأم يحيى وأمها أم ولد. وأم أيوب وأمها أم ولد.
712- عبد الرحمن بن سعد
بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة. وأمه أُمُّ هِلالِ بِنْتُ رَبِيعِ بْنِ مُرَيِّ بْنِ أوس بن حارثة بن لام من طيّئ.
713- إبراهيم بن نُعَيْمٌ
النَّحَّامُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَيْدِ بن عبد بن عَوْفِ بْنِ عَبِيدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بن كعب. وأمه زينب بنت حنظلة بن قسامة من قيس بن عبيد بن طريف بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان من طيّئ. وكانت زينب بنت قسامة تحت أسامة بن زيد فطلقها أسامة وهو ابن أربع عشرة سنة فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
يقول: من أدله على الوضيئة القتين وأنا صهره؟ وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ينظر إلى نعيم. فقال نعيم: كأنك تريدني. قَالَ: أجل. فتزوجها نعيم فولدت له إبراهيم بن نعيم فولد إبراهيم بن نعيم محمدا وأمه ابنة العباس بن سعيد من الأزد من النمر نمر الأزد. وزيدا وعبد الله وعبيد الله وأبا بكرة لأمهات أولاد. وابنة له وأمها رقية بنت عمر بن الخطاب وأمها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وأمها فاطمة بِنْت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وكان إبراهيم بن نعيم أحد الرؤوس يوم الحرة وقتل يومئذ في ذي الحجة سنة ثلاث وستين فمر عليه مروان بن الحكم وهو مع مسرف بن عقبة ويده على فرجه فقال: والله لئن حفظته في الممات لكما حفظته في الحياة. فقال له مسرف: والله ما أرى هؤلاء إلا أهل الجنة. لا يسمع هذا منك أهل الشأم فيكركرهم عن الطاعة. فقال لهم مروان. إنهم بدلوا وغيروا.
714- محمد بن أبي الجهم
بن حذيفة بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبِيدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كعب. وأمه خولة بِنْت القعقاع بْن معبد بْن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم من بني تميم. فولد محمد بن أبي الجهم عبيد الله وحذيفة وسليمان وأم خالد وأم الجهم ومريم وعبد الرحمن لأمهات أولاد شتى. وكان محمد بن أبي جهم أحد الرؤوس يوم الحرة. وقتل يومئذ في ذي الحجة سنة ثلاث وستين.
__________
714 الجرح والتعديل (7/ 224) .(5/130)
715- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر بن مخزوم. وأمه ليلى بنت عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم من بني تميم. فولد عبد الرحمن بن عبد الله عمرا وأمه أم بشير بنت أبي مسعود وهو عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث من الخزرج. وأخوه لأمه زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب. وعثمان بن عبد الرحمن وإبراهيم وموسى وأم حميد وأم عثمان وأمهم أم كلثوم بِنْت أبي بَكْر الصَّدِّيق وأمها حبيبة بِنْت خارجة بْن زَيْد بْن أبي زهير من بلحارث بن الخزرج. وأبا بكر ومحمدا وأمهما فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة وأمها أسماء بنت أبي جهل بن هشام. وعبد الله وأم جميل لأم ولد. وكان عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ربيعة أحد الرؤوس يوم الحرة ونجا فلم يقتل يومئذ حتى مات بعد ذلك.
716- عبد الرحمن بن حويطب
بن عبد العزى بن أبي قيس بن عَبْد ود بْن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. وأمه أنيسة بنت حفص بن الأحنف من بني عامر بن لؤي. فولد عبد الرحمن بن حويطب عبد الله لا بقية له وعبيد الله وأمهما أم عتبة بنت عبد الله بن معاوية بن عامر من عبد القيس. ومحمد بن عبد الرحمن وعاتكة وأمهما أم حبيب بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل من بني عدي بن كعب. وقتل عبد الرحمن بن حويطب يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين.
717- أبو سفيان بن حويطب
بن عبد العزى بن أبي قيس بن عَبْد ود بْن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. وأمه آمنة بِنْت أبي سُفْيَان بْن حرب بْن أمية وأمها صفياء بنت أبي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس. فولد أبو سفيان بن حويطب عبد الرحمن وأمه أمة الرحمن بنت عمرو بن علقمة بْن عَبْد الله بْن أبي قَيْس بن عبد ود بن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي.
718- عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ
مولى ميمونة بنت الحارث الهلالية زَوْجِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثَيْمُ بْنُ نسطاس
__________
715 الجرح والتعديل (5/ 256) .
718 تهذيب الكمال (938) ، تهذيب التهذيب (7/ 217) ، وتقريب التهذيب (2/ 23) ، والتاريخ الكبير (6/ 461) ، والجرح والتعديل (6/ 338) .(5/131)
قَالَ: خَطَبَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ ابْنَةَ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ فَقَالَ لَهُ عَطَاءٌ: مَا نُنْكِرُ نَسَبَكَ وَلا مَوْضِعَكَ وَلَكِنَّا نُزَوِّجُ مِثْلَنَا وَتَزَوَّجْ أَنْتَ فِي عَشِيرَتِكَ.
قَالَ عُثَيْمٌ: فَأَخْبَرْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ بِذَلِكَ فَقَالَ: أَحْسَنَ عَطَاءٌ مَا شَاءَ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُ كَانَ يَرُوحُ قَدْ تَرَجَّلَ. يَعْنِي جُمَّتَهُ. فِي يَدِهِ مِخْصَرَةٌ. وَسَمِعَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ مِنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَخَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ وَأَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ وَأَبِي رَافِعٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الجهني وأبي هريرة وأبي سعد الْخُدْرِيِّ وَابْنِ عُمَرَ وَعَائِشَةَ وَمَيْمُونَةَ وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَكَعْبِ الأَحْبَارِ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ. وَأَمَّا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ فَقَالَ: عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تُوُفِّيَ عَطَاءٌ سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً.
قَالَ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ: تُوُفِّيَ عَطَاءٌ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ. وَهُوَ أَشْبَهُ بِالأَمْرِ. وَكَانَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ.
719- وَأَخُوهُ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ
مولى ميمونة بنت الحارث الهلالية زوج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
وَيُقَالُ إِنَّ سُلَيْمَانَ نفسه كان مكاتبا لها.
__________
719 تاريخ الدوري (2/ 237) ، وعلل ابن المديني (45) ، (46) ، (48) ، وطبقات خليفة (247) ، وعلل أحمد بن حنبل (1/ 78، 80، 157، 158، 390) ، والتاريخ الكبير (4/ ت 1901) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 141، 205، 335، 352، 353، 396، 426، 442، 471، 477، 549، 572، 636، 714) ، (2/ 372، 668، 718، 729، 730) ، (3/ 25) ، وتاريخ أبي زرعة (381) ، (405) ، (406) ، (432) ، (610) ، والمراسيل لابن أبي حاتم (81) ، (82) ، والجرح والتعديل (4/ ت 643) ، وحلية الأولياء (2/ 190) ، والكامل في التاريخ (2/ 59) ، (4/ 526) ، (5/ 106، 138) ، وتهذيب الأسماء (1/ 234) ، ووفيات الأعيان (2/ 399) ، وتاريخ الإسلام (4/ 120) ، وسير أعلام النبلاء (5/ 444- 448) ، وتذكرة الحفاظ (1/ 90) ، وتهذيب الكمال (2574) ، وتذهيب التهذيب (2/ 57) ، وغاية النهاية (1/ 318) ، وتهذيب التهذيب (4/ 228) ، وتقريب التهذيب (1/ 331) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 2752) ، وشذرات الذهب (1/ 2752) .(5/132)
حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا يزيد بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَعَرَفَتْ صَوْتِي فَقَالَتْ: أسليمان؟ قلت: سليمان. قالت: أديت ما قاضيت عَلَيْهِ أَوْ قَاطَعْتَ عَلَيْهِ؟ قُلْتُ: بَلَى لَمْ يَبْقَ إِلا يَسِيرٌ. قَالَتِ: ادْخُلْ فَإِنَّكَ مَمْلُوكٌ مَا بَقِيَ عَلَيْكَ شَيْءٌ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ قَالَ:
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ:
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ أَفْهَمَ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْهُذَلِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ يُحْفِي شَارِبَهُ حَتَّى كَأَنَّهُ قَدْ حَلَقَهُ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَأَلَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ: وَهُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَمْ أَرَ بَيْنَ أَصْحَابِنَا اخْتِلافًا أَنَّ سُلَيْمَانَ كَانَ يُكْنَى أَبَا تُرَابٍ وَكَانَ يَنْزِلُ فِي بَنِي حُدَيْلَةَ وَقَدْ وَلِيَ سُوقَ الْمَدِينَةِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالِي الْمَدِينَةِ لِلْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَقَدْ رَوَى سُلَيْمَانُ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَأَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَعُبَيْدِ اللَّهِ وَعَبْدِ اللَّهِ ابْنَيِ الْعَبَّاسِ وَعَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ وَمَيْمُونَةَ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَكَانَ ثِقَةً عَالِيًا رُفَيْعًا فَقِيهًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ. وَمَاتَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً.
وَقَالَ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ: تُوُفِّيَ سُلَيْمَانُ سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
720- وأخوهما عبد الله بن يسار
مولى ميمونة بنت الحارث الهلالية زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد روى عنه أيضا وكان قليل الحديث.
721- وأخوهم عبد الملك بن يسار
مات سنة عشر ومائة. وقد روى عنه. كانوا أربعة إخوة قد روي عنهم كلهم. وكان قليل الحديث.
__________
720 الجرح والتعديل (5/ 203) .
721 الجرح والتعديل (5/ 375) .(5/133)
722- الفرافصة بن عمير
بن شيبان بن سميع بن مسلمة بن عبيد بْن ثَعْلَبَة بْن الدول بْن حنيفة بْن لجيم بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وائل من ربيعة. وكان حليفا لقريش وروى عن عثمان بن عفان.
723- قبيصة بن ذؤيب
بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم بن عبد الله بن قمير بْنِ حُبْشِيَّةَ بْنِ سَلُولِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عمرو من خزاعة. ويكنى أبا إسحاق وسمع من عثمان بن عفان وله دار بالمدينة في التمارين في زقاق النقاشين. وكان تحول إلى الشأم فكان آثر الناس عند عبد الملك بن مروان. وكان على خاتم عبد الملك. وكان البريد إليه فكان يقرأ الكتب إذا وردت ثم يدخلها على عبد الملك فيخبره بما فيها.
ومات قبيصة سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بن مروان. وكان لأبيه صحبة.
وكان ثقة مأمونا كثير الحديث.
724- أبو غطفان بن طريف
المري من بني عصيم دهمان بن عوف بن سعد بن ذبيان. وكان أبو غطفان قد لزم عثمان وكتب له. وكتب أيضا لمروان. وكان قليل الحديث. وكانت له دار بالمدينة بالثنية عند دار عمر بن عبد العزيز.
حدثنا محمد بن سعد قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أبي بَكْرِ بْنِ محمد أن أبا غطفان بن طريف كان كاتبا لمروان.
725- أبو مرة
مولى عقيل بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: إنما هو مولى أم هانئ بنت أبي طالب ولكنه كان يلزم عقيلا فنسب إلى ولايته. وكان شيخا قديما قد روى عن عثمان بن عفان وأبي هريرة وأبي واقد الليثي. وكان ثقة قليل الحديث.
726- جعفر بن عبد الله
بن بحينة. وبحينة هي أم عبد الله وهي بنت الأرت وهو الحارث بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ أبو مالك الأزدي. وكان حليفا لبني
__________
722 الجرح والتعديل (7/ 92) .
723 تهذيب الكمال (1119) ، تهذيب التهذيب (8/ 346) ، وتقريب التهذيب (2/ 122) ، والتاريخ الكبير (7/ 175) ، والجرح والتعديل (7/ 125) ، وتاريخ ابن معين (2/ 484) .
725 تهذيب الكمال (1547) ، وتهذيب التهذيب (11/ 374) ، وتقريب التهذيب (2/ 373) ، والجرح والتعديل (9/ 299) .(5/134)
المطلب. وقتل جعفر بن عبد الله يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين.
727- عبد الله بن عتبة
بن غزوان بْن جَابِر بْن نسيب بْن وهيب بْن زيد بن مالك بن عبد عوف بْن الْحَارِث بْن مازن بْن مَنْصُور بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قيس بن عيلان بن مضر. وقتل عبد الله بن عتبة يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين.
728- الوليد بن أبي الوليد
مولى عثمان بن عفان. سمع من عثمان بن عفان. رحمه الله.(5/135)
الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنَ التَّابِعِينَ
ممن روى عن أسامة بن زيد وعبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري ورافع بن خديج وعبد الله بن عمرو وأبي هريرة وسلمة بن الأكوع وعبد الله بن عباس وعائشة وأم سلمة وميمونة وغيرهم
729- عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرُ
بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي بن كلاب. وأمه أسماء ابنة أبي بكر الصديق. فولد عروة بن الزبير عبد الله وعمر والأسود وأم كلثوم وعائشة وأم عمر وأمهم فاختة بنت الأسود بن أبي البختري بن هاشم بْن الحارث بْن أسد بْن عَبْد العزى. ويحيى بن عروة ومحمدا وعثمان وأبا بكر وعائشة وخديجة وأمهم أم يحيى بنت الحكم بْن أبي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس.
وهشام بن عروة وصفية لأم ولد. وعبيد الله بن عروة وأمه أسماء بنت سلمة بن عُمَر بْن أبي سَلَمَة بْن عَبْد الأسد من بني مخزوم. ومصعب بن عروة وأم يحيى وأمهما أم ولد اسمها واصلة. وأسماء بنت عروة وأمها سودة بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب وأمها صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَدَدْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ يَوْمَ الْجَمَلِ اسْتَصْغَرُونَا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَرْقَمِ وَأَبِي أَيُّوبَ وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرِ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَمُعَاوِيَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَعَائِشَةَ وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ وَزَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ القاري وبشير بن أبي
__________
729 تهذيب الكمال (927) ، وتهذيب التهذيب (7/ 180) ، وتقريب التهذيب (2/ 19) ، والتاريخ الكبير (7/ 31) ، والجرح والتعديل (6/ 395) .(5/136)
مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ وَزُبَيْدِ بْنِ الصَّلْتِ وَيَحْيَى بْنِ عبد الرحمن بن حاطب وجمهان مَوْلَى الأَسْلَمِيِّينَ. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ فَقِيهًا عَالِيًا مَأْمُونًا ثَبْتًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ:
أخبرنا مَعْمَرٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: أَحْرَقَ أَبِي يَوْمَ الْحَرَّةِ كُتُبَ فِقْهٍ كَانَتْ لَهُ. قَالَ فَكَانَ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ: لأَنْ تَكُونَ عِنْدِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي مِثْلُ أَهْلِي وَمَالِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلالٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ لا يُحْفِي شَارِبَهُ جِدًّا. يَأْخُذُ مِنْهُ أَخْذًا حَسَنًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنِ زَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: يَا بَنِيَّ سلوني فلقد تركت حتى كدت أُنْسَى وَإِنِّي لأَسْأَلُ عَنِ الْحَدِيثِ فَيُفْتَحُ حَدِيثُ يَوْمِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يَغْتَسِلُ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّةً.
قَالَ: أخبرنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قال: أخبرنا إسحاق بن يحيى قال: رأيت عُرْوَةَ يَلْبَسُ رِدَاءً مُعَصْفَرًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يُعَصْفِرُ لَهُ الْمِلْحَفَةَ بِالدِّينَارِ. قَالَ وَكَانَ آخِرَ ثَوْبٍ لَبِسَهُ ثَوْبٌ عُصْفِرَ لَهُ بِدِينَارٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ أَنَّ عُرْوَةَ كَانَ يَلْبَسُ الطَّيْلَسَانَ الْمُزَرَّرَ بِالدِّيبَاجِ فِيهِ وُجُوهُ الرِّجَالِ وَهُوَ مُحْرِمٌ وَلا يَزُرُّهُ عَلَيْهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فِي قَمِيصٍ وَمِلْحَفَةٍ مُشْتَمِلا بِهَا عَلَى الْقَمِيصِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عُرْوَةَ كِسَاءَ خَزٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ عُرْوَةُ يَلْبَسُ فِي الْحَرِّ قُبَاءَ سُنْدُسٍ مُبَطَّنًا بِحَرِيرٍ.(5/137)
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو أَنَّهُ رَأَى عَلَى عُرْوَةَ مِطْرَفَ خَزٍّ أَدْكَنَ أَوْ نَحْوَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ عَنْ عِيسَى بْنِ حَفْصٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عُرْوَةَ جُبَّةَ خَزٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ عُرْوَةُ يُخَضِّبُ قَرِيبًا مِنَ السَّوَادِ فَلا أَدْرِي يَجْعَلُ فِيهِ وَسَمَةً أَمْ لا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ الْهُنَائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ كُلَّهُ إِلا يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ النَّحْرِ وَمَاتَ وَهُوَ صَائِمٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: كُنَّا نُسَافِرُ مَعَ عُرْوَةَ فَنَصُومُ وَنُفْطِرُ فَلا يَأْمُرُنَا بِالصِّيَامِ وَلا يُفْطِرُ هُوَ.
قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْغَرَقِ قَالَ: أخبرنا هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو الْمِقْدَامِ قَالَ: رَأَيْتُ عُرْوَةَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ بِرِجْلِ عُرْوَةَ أَكِلَةٌ فَقَطَعَ رِجْلَهُ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: كُنْتُ إِذَا حَدَّثَنِي عُرْوَةُ ثُمَّ حدثني عمرة يصدق حَدِيثُ عُرْوَةَ.
فَلَمَّا تَبَحَّرْتُهَا إِذَا عُرْوَةُ بَحْرٌ لا يَنْزِفُ.
أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ عُرْوَةَ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَكْتُبَ: سَلامٌ عَلَيْكَ أَمَّا بَعْدُ. حَتَّى يُلْحِقَ مَعَهَا: فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ علي بن حسين بن علي بن أبي طَالِبٍ يَجْلِسُ كُلَّ لَيْلَةٍ هُوَ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فِي مُؤَخَّرِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ فَكُنْتُ أجلس(5/138)
مَعَهُمَا. فَتَحَدَّثْنَا لَيْلَةً فَذُكِرَ جَوْرُ مَنْ جَارَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَالْمُقَامُ مَعَهُمْ وَهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ تَغْيِيرَ ذَلِكَ. ثُمَّ ذَكَرَا مَا يَخَافَانِ مِنْ عُقُوبَةِ اللَّهِ لَهُمْ. فَقَالَ عُرْوَةُ لِعَلِيٍّ: يَا عَلِيُّ إِنَّ مَنِ اعْتَزَلَ أَهْلَ الْجَوْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مِنْهُ سُخْطَهُ لأَعْمَالِهِمْ فَإِنْ كَانَ مِنْهُمْ عَلَى مَيْلٍ ثُمَّ أَصَابَتْهُمْ عُقُوبَةُ اللَّهِ رُجِيَ لَهُ أَنْ يَسْلَمَ مِمَّا أَصَابَهُمْ. قَالَ فَخَرَجَ عُرْوَةُ فَسَكَنَ الْعَقِيقَ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَخَرَجْتُ أَنَا فَنَزَلْتُ سُوَيْقَةً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِنْدَلٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ:
أَوْصَانِي أَبِي أَنْ لا تَذَرُوا عَلَيَّ حَنُوطًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: مَاتَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فِي أَمْوَالِهِ بِمَجَاحٍ فِي نَاحِيَةِ الْفُرْعِ وَدُفِنَ هُنَاكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ يُقَالُ لهذه السنة سنة الفقهاء لكثرة من مات مِنْهُمْ فِيهَا. وَكَانَ عُرْوَةُ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَلَهُ بِالْمَدِينَةِ دَارٌ رَبَّةٌ.
730- الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرُ
بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي. وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ عَنْ أَفْلَحَ عَنِ الْقَاسِمِ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ أَنَّ الْمُنْذِرَ بْنَ الزُّبَيْرِ كَانَ يُكْنَى أَبَا عُثْمَانَ. فَوَلَدَ الْمُنْذِرُ مُحَمَّدًا وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَإِبْرَاهِيمَ وَقُرَيْبَةَ وَأُمُّهُمْ حَفْصَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُ ابْنَةُ حَسَّانَ بْنِ نَهْشَلٍ مِنْ بَنِي سَلْمَى بْنِ جَنْدَلٍ. وَعَمْرًا وَأَبَا عُبَيْدَةَ وَمُعَاوِيَةَ وَعَاصِمًا وَفَاطِمَةَ وَهِيَ امْرَأَةُ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ. وَعُمَرَ وَعَوْنًا وَعَبْدَ اللَّهِ لأُمَّهَاتِ أَوْلادٍ.
731- مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ
بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ وأمه الرَّبَابُ بِنْتُ أُنَيْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَصَادِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُلَيْمِ بْنِ جَنَابٍ مِنْ كلب. فولد مصعب بن الزبير عكاشة وعيسى الأكبر قتل مع أبيه مصعب وسكينة وأمهم فاطمة بنت عبد الله بن السائب بن أبي حبيش بْن المطلب بْن أَسَدِ بْن عَبْد الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وعبد الله بن مصعب. ومحمدا وأمهما عائشة بنت طلحة بن عبيد الله وأمها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق. وحمزة وعاصما وعمر لأم ولد. وجعفرا لأم ولد. ومصعب بن مصعب وهو خضير لأم ولد.(5/139)
وسعدا لأم ولد. والمنذر لأم ولد. وعيسى الأصغر لأم ولد. والرباب بنت مصعب وأمها سُكَيْنَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب. وسكينة بنت مصعب وأمها أم ولد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ الزبيري أن مصعب بن الزبير كان يكنى أبا عبد الله ولم يكن له ابن يسمى عبد الله.
قَالَ محمد بن عمر: وولى عبد الله بن الزبير أخاه مصعب بن الزبير العراق فبدأ بالبصرة فنزلها ثم خرج في جيش كثير إلى المختار بن أبي عبيد وهو بالكوفة فقاتله حتى قتله وبعث برأسه إلى أخيه عبد الله بن الزبير وفرق عماله في الكور والسواد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يحيى بن زكرياء بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خالد قال: ما رأيت أميرا أَجْمَلَ مِنْ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَلَى الْمِنْبَرِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: سَأَلْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: مَتَى قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ. رَحِمَهُ اللَّهُ؟ قَالَ:
قُتِلَ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِلنِّصْفِ مِنْ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ. وَكَانَ الَّذِي سَارَ إِلَيْهِ فَقَتَلَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ.
732- جعفر بن الزُّبَيْرُ
بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي. وأمه زَيْنَبُ وَهِيَ أُمُّ جَعْفَرِ بِنْتُ مَرْثَدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ بِشْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَرْثَدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة. فولد جعفر بن الزبير محمدا وأم حسن وحمادة لأم ولد. وثابتا ويحيى وأمهما بسامة بنت عمارة بن زيد بن ثابت بن الضحاك بْن زَيْد بْن لوذان بْن عَمْرو بن عَبْد بْن عوف بْن غنم بْن مالك بن النجار.
وصالحا وهند وأم سلمة لأم ولد. وشعيبا وآدم وعمرا ونوحا لأم ولد. وأم صالح وعائشة وأم حمزة وأمهم أم ولد. ويعقوب وفاطمة وأم عبيدة وأمهم أم ولد. وأم عبد الله وأم الزبير وسودة وأمهن أم ولد. ومريم وأمها أم ولد. وأم عروة وأمها أم ولد. وعائشة وأمها أم ولد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلالٍ قَالَ: رَأَيْتُ جَعْفَرَ بْنَ الزُّبَيْرِ لا يُحْفِي شاربه جدا. يأخذ منه أخذا حسنا.
__________
732 الجرح والتعديل (2/ 478) .(5/140)
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: وَكَانَ جَعْفَرٌ قَدْ كَبِرَ وَبَقِيَ حَتَّى مَاتَ فِي آخِرِ خِلافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
733- خالد بن الزُّبَيْرُ
بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي. وأمه أم خالد واسمها أَمَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بن أمية. فولد خالد بن الزبير محمدا الأكبر ورملة وأمها أم ولد. ومحمدا الأصغر وموسى وإبراهيم وزينب وأمهم حفصة بنت عبد الرحمن بن أزهر بن عوف. وسليمان بن خالد وأم سليمان وأمهما أم محمد بنت عبد الله بن عمرو بن الحصين ذي الغصة الحارثي. ونبيه بن خالد وهمينة وأمهما أم ولد. وخالد بن خالد وهند وأمهما أم ولد. وأم عمرو بنت خالد لأم ولد.
734- عمرو بن الزُّبَيْرُ
بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العزى. وأمه أُمُّ خَالِدٍ وَهِيَ أَمَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ سعيد بن العاص. فولد عمرو بن الزبير محمدا وأم عمرو وأمهما أم يزيد بنت عدي بن نوفل بن عدي بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى.
وعمرو بن عمرو وحبيبة وأمهما أم ولد. وأم عمرو بنت عمرو وأمها من بني غفار.
وكان يزيد بن معاوية قد كتب إلى عمرو بن سعيد بن العاص وهو عامله على المدينة أن يوجه إلى عبد الله بن الزبير جندا. فسأل عمرو بن سعيد: من أعدى الناس لعبد الله بن الزبير؟ فقيل: أخوه عمرو بن الزبير. فولاه شرطة بالمدينة فضرب ناسا كثيرا من قريش والأنصار بالسياط وقال: هؤلاء شيعة عبد الله بن الزبير. ثم وجه عمرو بن سعيد إلى عبد الله بن الزبير في جيش من أهل الشام وأمره بقتاله. فمضى عمرو حتى قدم مكة فنزل بذي طوي ووجه عبد الله بن الزبير إليه مصعب بن عبد الرحمن بن عوف في جمع وعبد الله بن صفوان في جمع فلقوه. فقتل أنيس بن عمرو الأسلمي وكان على عسكر عمرو بن الزبير. وانهزم وأصحابه وتفرقوا. وجاء عبيدة بن الزبير إلى عمرو بن الزبير فقال: أنا أجيرك من عبد الله. فجاء به إليه أسيرا والدم يقطر على قدميه فقال عبد الله بن الزبير: ما هذا الدم؟ فقال عمرو:
لسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على أقدامنا تقطر الدما
فقال عبد الله: وتكلم أي عدو الله المستحل لحرم الله! ثم أمر به فاقتص منه لكل من ضربه أو ظلمه. وقال مصعب بن عبد الرحمن: جلدني مائة جلدة بالسياط
__________
733 الجرح والتعديل (3/ 332) .(5/141)
وليس بوال ولم آت قبيحا ولم أركب منكرا ولم أخلع يدا من طاعة. فأمر بعمرو أن يقام ودفع إلى مصعب سوط وقال له عبد الله بن الزبير: اضرب. فجلده مصعب مائة جلدة. ثم صح من بعد ذلك الضرب. ثم مر به عبد الله بن الزبير بعد أن أخرجه من السجن جالسا بفناء المنزل الذي كان فيه فقال: أبا يكسوم ألا أراك حيا! فأمر به فسحب إلى السجن فلم يبلغ حتى مات فأمر به عبد الله فطرح في شعب الجيف وهو الموضع الذي صلب فيه عبد الله بن الزبير بعد.
735- عبيدة بن الزُّبَيْرُ
بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي. وأمه زَيْنَبُ وَهِيَ أُمُّ جَعْفَرِ بِنْتُ مَرْثَدِ بْنِ عمرو بن عبد عمرو من بني قيس بن ثعلبة. فولد عبيدة بن الزبير المنذر لأم ولد وزينب وأمها أم عبد الله بنت مساحق بن عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي.
736- حمزة بن الزُّبَيْرُ
بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العزى. وأمه الرَّبَابُ بِنْتُ أُنَيْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَصَادِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُلَيْمِ بْنِ جَنَابٍ مِنْ كلب. وهو أخو مصعب بن الزبير لأبيه وأمه. فولد حمزة عمارة مات ولم يعقب فورثه عروة وجعفر ابنا الزبير.
737- الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. واسم أبي بكر عبد اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بن مرة. وأمه أم ولد يقال لها سودة. فولد القاسم بن محمد عبد الرحمن وأم فروة وهي أم جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب وأم حكيم بنت القاسم وعبدة وأمهم قريبة بنت عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرحمن بن أَبِي الْمَوَالِ عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَصَّاحٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ تُحَلِّقُ رُءُوسَنَا عَشِيَّةَ عَرَفَةَ ثُمَّ تُحِلِّقْنَا وَتَبْعَثْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ ثُمَّ تُضْحِي عِنْدَنَا مِنَ الْغَدِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَرَوَى الْقَاسِمُ عَنْ عَائِشَةَ وأبي هريرة وابن عباس وأسلم
__________
737 تهذيب الكمال (1115) ، تهذيب التهذيب (8/ 333) ، وتقريب التهذيب (2/ 120) ، وتاريخ ابن معين (2/ 482) .(5/142)
مَوْلَى عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَصَالِحِ بْنِ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ الأَنْصَارِيِّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: أخبرنا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ عَلَى حُرُوفِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن زيد عن عبيد الله قال: كَانَ الْقَاسِمُ لا يُفَسِّرُ. يَعْنِي الْقُرْآنَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أبي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا كَانَ الْقَاسِمُ يُجِيبُ إِلا فِي الشَّيْءِ الظَّاهِرِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنِ الْقَاسِمِ أَنَّهُ قَالَ فِي شَيْءٍ:
أَرَى وَلا أَقُولُ إِنَّهُ الْحَقُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قال: حدثنا ابن عَوْنٍ قَالَ: سُئِلَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: مَا اضْطَرَّنِي إِلَى هَذِهِ الْمَشُورَةِ وَمَا أَنَا مِنْهَا فِي شَيْءٍ.
قَالَ الأَنْصَارِيُّ: كَأَنَّهُ يَرَى أَنَّ الْوَالِيَ إِذَا شَاوَرَ مِنْ عِنْدِهِ فِي شَيْءٍ مِنَ الْعِلْمِ فَالْوَاجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَجْتَهِدَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: لأَنْ يَعِيشَ الرَّجُلُ جَاهِلا بَعْدَ أَنْ يَعْلَمَ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَقُولَ مَا لا يَعْلَمُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ الْقَاسِمُ لِقَوْمٍ يَذْكُرُونَ الْقَدَرَ: كُفُوًا عَمَّا كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ.
قَالَ: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ وَسَالِمًا يَلْعَنَانِ الْقَدَرِيَّةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ قَالَ: سَأَلْتُ الْقَاسِمَ يُمْلِي عَلَيَّ أَحَادِيثَ فَقَالَ: إِنَّ الأَحَادِيثَ كَثُرَتْ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَأَنْشَدَ النَّاسَ أَنْ يَأْتُوهُ بِهَا فَلَمَّا أَتَوْهُ بِهَا أَمَرَ بِتَحْرِيقِهَا ثُمَّ قَالَ: مَثْنَاةٌ كَمَثْنَاةِ أَهْلِ الْكِتَابِ. قَالَ فَمَنَعَنِي الْقَاسِمُ يَوْمَئِذٍ أَنْ أَكْتُبَ حديثا.(5/143)
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ كَانَ يَتَحَدَّثُ بَعْدَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ مَجْلِسُ الْقَاسِمِ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاحِدًا ثُمَّ جَلَسَ فِيهِ بَعْدَهُمَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ. ثُمَّ جَلَسَ فِيهِ بَعْدَهُمَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ. فَكَانَ تُجَاهَ خَوْخَةِ عُمَرَ بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَوْ أَنَّ الْقَاسِمَ لَهَا. يَعْنِي الْخِلافَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَتَّةَ قَالَ: بَعَثَ مَعِي عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بِأَلْفِ دِينَارٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَأَتَيْتُ ابْنَ عُمَرَ وَهُوَ يَغْتَسِلُ فِي مُسْتَحَمٍّ لَهُ فَأَخْرَجَ يَدَهُ فَصَبَبْتُهَا فِي يَدِهِ فَقَالَ: وَصَلَتْهُ رَحِمٌ. لَقَدْ جَاءَتْنَا عَلَى حَاجَةٍ. فَأَتَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: إِنْ كَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنَ عَمِّهِ فَأَنَا ابْنَةُ عَمَّتِهِ فَأَعْطِنِيهَا. فَأَعْطَاهَا إِيَّاهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَلَنْسُوَةً مِنْ خَزٍّ خَضْرَاءَ وَرِدَاءَ سَابِرِيٍّ لَهُ عَلَمٌ مُلَوَّنٌ مَصْبُوغٌ بِشَيْءٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ. قَالَ وَيَدَعْ مِائَةَ أَلْفٍ يَتَخَلَّجُ فِي بَقِّهِ مِنْهَا شَيْءٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ ذَكَرَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَذَكَرَ فَضْلَهُ ثُمَّ قَالَ: وَكَانَ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ لَهُ فَضْلٌ.
قَالَ سُفْيَانُ: فَسَمِعَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَهُمْ يُكَلَّمُونَ أَبَاهُ فِي شَيْءٍ مِنْ صَدَقَةٍ كَانَ وَلِيَّهَا فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّكُمْ لَتُكَلِّمُونَ رَجُلا مَا نَالَ مِنْهَا تَمْرَةً قَطُّ. قَالَ يَقُولُ الْقَاسِمُ: أَيْ بُنَيَّ. فِيمَا تَعْلَمُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ اخْتِلافُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ رَحْمَةً لِلنَّاسِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَأْتِي الْمَسْجِدَ أَوَّلَ النَّهَارِ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَجْلِسَ بَيْنَ الناس فيسألونه.(5/144)
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ كَانَ يَأْتِي مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيُصَلِّي وَيَقْعُدُ لِلنَّاسِ وَيَقْعُدُونَ إِلَيْهِ بُكْرَةً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَدْ ضَعُفَ جِدًّا فَكَانَ يَرْكَبُ مِنْ مَنْزِلِهِ حَتَّى يَأْتِيَ مَسْجِدَ مِنًى فَيَنْزِلَ عِنْدَ الْمَسْجِدِ. فَيَمْشِيَ مِنْ عِنْدِ الْمَسْجِدِ إِلَى الْجِمَارِ فَيَرْمِيَهَا مَاشِيًا ثُمَّ يَرْجِعَ إِلَى الْمَسْجِدِ مَاشِيًا. فَإِذَا جَاءَ الْمَسْجِدَ رَكِبَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَفْلَحُ قَالَ:
كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ الْقَاسِمِ اسْمَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ:
كَانَ فَصُّ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ فِيهِ مَكْتُوبٌ اسْمُهُ وَاسْمُ أَبِيهِ. وَكَانَ الْخَاتَمُ مِنْ وَرِقٍ وَفَصُّهُ مِنْ وَرِقِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ حلقة فِيهَا اسْمُهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان بن حَنْظَلَةَ قَالَ: كَانَ خَاتَمُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ مِنْ وَرِقٍ فِي يَدِهِ الْيُسْرَى فِي الْخِنْصَرِ نَقْشُهُ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلالٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ لا يُحْفِي شَارِبَهُ جِدًّا. يَأْخُذُ مِنْهُ أَخْذًا حَسَنًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُخْتَارُ بْنُ سَعْدٍ الأَحْوَلُ مَوْلَى بَنِي مَازِنٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَظْفَارَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ بِيضًا لَمْ أَرَ فِيهَا صُفْرَةَ الْحِنَّاءِ قَطُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ كُمَّيِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَمِيصِهِ وَجُبَّتِهِ تَجَاوَزُ أَصَابِعَهُ بِأَرْبَعِ أَصَابِعَ أَوْ شِبْرٍ أَوْ نَحْوِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَلْبَسُ الْخَزَّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى(5/145)
الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ جُبَّةَ خَزٍّ وَكِسَاءَ خَزٍّ وَعِمَامَةَ خَزٍّ.
قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ قَالَ:
كَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَلْبَسُ الْمَرْوِيَّ وَالْخَزَّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ جُبَّةَ خَزٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَفْلَحُ قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَلْبَسَ جُبَّةَ خَزٍّ زَيْتِيَّةً وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ يَلْبَسُ كِسَاءَ خَزٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بن زيد قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ جُبَّةَ خَزٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَلَنْسُوَةً مِنْ خَزٍّ أَخْضَرَ وَرِدَاءَ سَابِرِيٍّ لَهُ عَلَمٌ مُلَوَّنٌ مَصْبُوغٌ بِشَيْءٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَفْصٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ جُبَّةَ خَزٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ وَعَلَيْهِ جُبَّةُ خَزٍّ صَفْرَاءُ وَرِدَاءٌ مُبَتَّتٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ الْعَلاءِ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَرَأَيْتُ عَلَى رَحْلِهِ قَطِيفَةً مِنْ خَزٍّ غَبْرَاءَ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ خَزٍّ خَضْرَاءُ وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ رِدَاءً مُمَصَّرًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا فِطْرٌ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ قَمِيصًا رَقِيقًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَفْصٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ. وَعُدْنَاهُ فِي مَرَضِهِ. عَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ مُعَصْفَرَةٌ قَدْ أَخْرَجَ نِصْفَ فَخِذَهُ مِنْهَا.
قَالَ: أخبرنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ وَزَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ أَبِي زبر(5/146)
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مُعَصْفَرَةٍ وَتَحْتَهُ فِرَاشٌ مُعَصْفَرٌ وَمَرَافِقُ حُمْرٍ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ هَذَا مِمَّا أَرَدْتَ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ. فَقَالَ: لا بَأْسَ بِمَا امْتُهِنَ مِنْهُ.
قَالَ شَبَابَةُ فِي حَدِيثِهِ: وَإِنَّمَا يُكْرَهُ ثَوْبُ الصَّوْنِ.
قَالَ: أخبرنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ.
قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثني سعيد بن مسلم بن بانك قال:
رأيت الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ حِينَ أَعْرَسَ لَبِسَ رِدَاءً بِقَطْرَةِ زَعْفَرَانٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ أَنَّ أَبَاهُ الْقَاسِمِ كَانَ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْمُوَرَّدَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ بِالْعُصْفُرِ الْخَفِيفُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَفْصٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَلْبَسُ الْخَزَّ وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ مِلْحَفَةً مُعَصْفَرَةً.
قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثني خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عِمَامَةً بَيْضَاءَ وَقَدْ سَدَلَ خَلْفَهُ مِنْهَا أَكْثَرَ مِنْ شِبْرٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عَمْرٍو أَنَّهُ رَأَى عَلَى الْقَاسِمِ مِطْرَفَ خَزٍّ أَدْكَنَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أويس قال: أخبرنا محمد بن هِلالٍ قَالَ: لَمْ أَرَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يُخَضِّبُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْغُصْنِ أَنَّهُ رَأَى الْقَاسِمَ يَصْبُغُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا فِطْرٌ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يُخَضِّبُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بالحناء.(5/147)
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَجْعَلُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ نَحْوًا مِنْ خِضَابِي. وَخِضَابُ لِحْيَةِ مُحَمَّدٍ بِالْحِنَّاءِ إِلَى الصُّفْرَةِ وَرَأْسِهِ شَدِيدُ الْحُمْرَةِ.
قَالَ: أخبرنا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ رَقِيقٌ وَكَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ بِالدُّهْنِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَفْلَحَ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: لَمَّا أَمْلَى الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَصِيَّتَهُ قَالَ: اكْتُبْ. فَكَتَبَ الْكَاتِبُ: هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ. يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. فَقَالَ الْقَاسِمُ: قَدْ شَقِينَا إِنْ لَمْ نَكُنْ شَهِدْنَا بِهَا قَبْلَ الْيَوْمِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: مَاتَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِقُدَيْدٍ فَقَالَ: كَفِّنُونِي فِي ثِيَابِي الَّتِي كُنْتُ أُصَلِّي فِيهَا. قَمِيصِي وَإِزَارِي وَرِدَائِي. فَقَالَ ابْنُهُ: يَا أَبَتِ لا تُرِيدُ ثَوْبَيْنِ؟ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ هَكَذَا كُفِّنَ أَبُو بَكْرٍ فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابِ وَالْحَيُّ أَحْوَجُ إِلَى الْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ الْقَاسِمَ أَوْصَى أَلا يُثْنَى عَلَى قَبْرِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: أَحْسَبُ هَكَذَا قَالَ يَزِيدُ. قَالَ: شَهِدْتُ مَوْتَ الْقَاسِمِ.
وَمَاتَ بِقُدَيْدٍ. فَدُفِنَ بِالْمُشَلَّلِ وَبَيْنَ ذَلِكَ نَحْوٌ مِنْ ثَلاثَةِ أَمْيَالٍ. وَوَضَعَ ابْنُهُ السَّرِيرَ عَلَى كَاهِلِهِ وَمَشَى حَتَّى بَلَغَ الْمُشَلَّلَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ الْقَاسِمُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ وَكَانَ ذَهَبَ بَصَرَهُ. وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً. وَكَانَ ثِقَةً. وَكَانَ رُفَيْعًا عَالِيًا فَقِيهًا إِمَامًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَرِعًا. وَكَانَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ.
738- عبد الله بن محمد
بن أبي بكر الصديق وأمه أم ولد يقال لها سودة. وقتل عبد الله يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وليس له عقب.
__________
738 الجرح والتعديل (5/ 154) .(5/148)
739- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ أبي بكر الصديق. وأمه قُرَيْبَةُ الصُّغْرَى بِنْت أبي أُمَيَّةَ بْن الْمُغِيرَةِ بْن عَبْد الله بن عمر بن مخزوم. وخالته أم سلمة بنت أبي أمية زوج النبي. ع. وعمته عائشة بنت أبي بكر الصديق زوج النبي - صلّى الله عليه وسلم - فولد عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بكر أبا بكر وطلحة وعمران وعبد الرحمن ونفيسة تزوجها الوليد بن عبد الملك بن مروان وأم فروة وأمهم عائشة بنت طلحة بن عبيد الله وأمها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق. وأم أبيها بنت عبد الله وأمها مريم بنت عبد الله بن عقال العقيلي.
740- عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وهو الذي يقال له ابن أبي عتيق. وأمه رميثة بنت الحارث بن حذيفة بن مالك بن ربيعة بن أعيا بن مالك بن علقمة بن فراس من بني كنانة. فولد عبد الله بن محمد محمدا وأبا بكر وعثمان وعبد الرحمن وعمر وعاتكة وعائشة وزينب وأمهم أم أبيها بنت عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بكر الصديق. وعائشة بنت عبد الله. ويقال اسمها أم كلثوم.
وأمها أم ولد. وآمنة بنت عبد الله وأمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي. وأختها لأمها فَاطِمَةُ بِنْتُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب.
741- سَالِمُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بن نُفَيْلَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ
__________
739 طبقات خليفة (244) ، وتاريخ البخاري الكبير (5/ ت 388) ، والمعرفة والتاريخ (1/ 241، 285) ، والجرح والتعديل (5/ ت 432) ، والثقات لابن حبان (5/ 10) ، وجمهرة ابن حزم (137- 138) ، (146) ، وأنساب القرشيين (54) ، (277) ، وتهذيب النووي (1/ 277) ، وتهذيب الكمال (3374) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (160) ، وتهذيب التهذيب (5/ 291) ، والتقريب (1/ 428) ، وخلاصة الخزرجي (2/ ت 3608)) .
741 تاريخ ابن معين (2/ 187) ، وتاريخ الدارمي (521) ، وعلل ابن المديني (45) ، (49) ، 75) ، وطبقات خليفة (246) ، وتاريخ خليفة (338) ، وعلل أحمد بن حنبل (1/ 82، 91، 92، 292، 2232، 282، 290، 324، 386) ، والتاريخ الكبير (4/ ت 2155) ، والمعارف (186) ، والمعرفة والتاريخ (1/ 554- 556) ، وكنى الدولابي (2/ 56) ، والجرح والتعديل (4/ ت 797) ، وحلية الأولياء (2/ 193) ، وتهذيب تاريخ دمشق والكامل في التاريخ (3/ 58، 181) ، (4/ 526) ، (5/ 114، 126) ، وتهذيب الأسماء (1/ 207) ، ووفيات الأعيان (2/ 349) ، وتاريخ الإسلام (144/ 115) ، وسير أعلام النبلاء (4/ 457) ، وتهذيب الكمال (2149) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (3) ، وتذكرة الحفاظ (1/ 88) ، والعبر (1/ 130) ، وغاية النهاية (1/ 301) ، وتهذيب التهذيب (3/ 436) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 2322) ، وشذرات الذهب (1/ 133) .(5/149)
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَّاحِ بْنِ عدي بن كعب بن لؤي. وأمه أم ولد. ويكنى سالم أبا عمير. فولد سالم عمر وأبا بكر وأمهما أم الحكم بنت يزيد بن عبد قيس. وعبد الله وعاصما وجعفرا وحفصة وفاطمة وأمهم أم ولد. وعبد العزيز وعبدة وأمهما أم ولد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِلالٍ قَالَ: كُنْيَةُ سَالِمٍ أَبُو عُمَرَ.
قَالَ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ هِلالٍ قَدْ لَقِيَهُ وَسَأَلَهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن مهدي عَنْ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: كَانَ أَشْبَهَ وَلَدِ عُمَرَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ وَأَشْبَهَ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بِهِ سَالِمٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: دَفَعَ الْحَجَّاجُ إِلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ سَيْفًا وَأَمَرَهُ بِقَتْلِ رَجُلٍ فَقَالَ سَالِمٌ لِلرَّجُلِ: أَمُسْلِمٌ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمُ امْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ. قَالَ: فَصَلَّيْتَ الْيَوْمَ صَلاةَ الصُّبْحِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ فَرَجَعَ إِلَى الْحَجَّاجِ فَرَمَى إِلَيْهِ بِالسَّيْفِ وَقَالَ: إِنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ. وَأَنَّهُ قَدْ صَلَّى صلاة الصبح فهو في ذمة الله. [وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ: مَنْ صَلَّى صَلاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ] . قَالَ الْحَجَّاجُ: لَسْنَا نَقْتُلُهُ عَلَى صَلاةِ الصُّبْحِ وَلَكِنَّهُ مِمَّنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ عثمان. فقال سالم: هاهنا مَنْ هُوَ أَوْلَى بِعُثْمَانَ مِنِّي. فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَقَالَ: مَا صَنَعَ سالم؟ قالوا: صنع كذا وكذا. فقال ابْنُ عُمَرَ: مُكَيَّسٌ مُكَيَّسٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ يَقُولُ:
بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يُلامُ فِي حُبِّ سَالِمٍ فَكَانَ يَقُولُ:
يَلُومُونَنِي فِي سَالِمٍ وَأَلُومُهُمْ ... وَجِلْدَةٌ بَيْنَ الْعَيْنِ وَالأَنْفِ سَالِمُ
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى سَالِمٍ خَاتَمًا(5/150)
مِنْ وَرِقٍ حَلْقَةٌ فِيهِ اسْمُهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان عن حَنْظَلَةَ قَالَ: كَانَ خَاتَمُ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ وَرِقٍ فِي يَدِهِ الْيُسْرَى فِي الْخِنْصَرِ نَقْشَهُ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا خالد بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ مُتَخَتِّمًا فِي يَسَارِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمًا عَلَيْهِ خَاتَمُهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْنُ هِلالٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ لا يُحْفِي شَارِبَهُ جِدًّا. يَأْخُذُ مِنْهُ أَخْذًا حَسَنًا.
أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلالٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمًا يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْغُصْنِ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمًا أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فطر قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمًا أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلالٍ قَالَ: لَمْ أَرَ سَالِمًا يُخَضِّبُ.
قَالَ: أخبرنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى سَالِمٍ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ عِمَامَةً بَيْضَاءَ يَسْدِلُ خَلْفَهُ مِنْهَا أَكْثَرَ مِنْ شِبْرٍ.
قَالَ: أخبرنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِمَامُ دَارِ مَصْقَلَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَمِيصَ كَتَّانٍ كَنَارٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ سِنَانٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ تَمِيمٍ الْحَكَمِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ إِلَى نِصْفِ سَاقِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَلْبَسُ الْكَتَّانَ قميصا ورداء.(5/151)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: أَمَّنَا سَالِمُ فِي قَمِيصٍ وَجْبَةٍ قَدِ ائْتَزَرَ فَوْقَهَا.
قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ كَانَ يَرْكَبُ فِي عَهْدِ عَبْدِ اللَّهِ بِالْقَطِيفَةِ الأُرْجُوَانِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَأْتَزِرُ بِإِزَارٍ صَغِيرٍ لَيْسَ لَهُ حَاشِيَةٌ. وَكَانَ عَظِيمَ الْبَطْنِ.
قَالَ: أخبرنا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُصَلِّي فِي قَمِيصٍ وَاحِدٍ مُحَلَّلِ الأَزْرَارِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالا: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ زَرَّ قَمِيصَهُ فِي صَيْفٍ وَلا شِتَاءٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمًا مُحَلَّلَ الأَزْرَارِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُقَاتِلٍ الْقُشَيْرِيُّ خَالُ الْقَعْنَبِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُصَلِّي وَأَزْرَارُ قَمِيصِهِ مَحْلُولَةٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمًا يُصَلِّي مُحَلَّلَةً أَزْرَارُ قَمِيصِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ أَنَّهُ رَأَى سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَخْرُجُ مِنَ الْمَسْجِدِ مَحْلُولا زِرُّهُ.
قال: أخبرنا محمد بن حرب المكي قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رأيت سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ مَحْلُولَ أَزْرَارِ الْقَمِيصِ.
قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَضْحَى ظَهْرُهُ لِلشَّمْسِ وَهُوَ مُحْرِمٌ كَثِيرًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلالٍ قَالَ:
رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بِطَرِيقِ مَكَّةَ فِي الْحَجِّ مُحْرِمًا وَهُوَ يُلَبِّي وَهُوَ كَاشِفٌ عَنْ ظَهْرِهِ طَارِحًا رِدَاءَهُ عَلَى فَخِذَيْهِ فَرَأَيْتُ جِلْدَهُ يَقْشُرُ مِنَ الشَّمْسِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: أَقْبَلْنَا(5/152)
مَعَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَافِلِينَ مِنَ الْعُمْرَةِ فَجَعَلَ لا يَلْقَى رَكْبًا يُهِلُّونَ إِلا كَبَّرَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: أخبرنا مُطَرِّفٌ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الرَّبِيعِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي جَالِسًا. كَانَ يَجْعَلُ قِيَامَهُ تَرَبُّعًا فَإِذَا أَرَادَ الْجُلُوسَ جَثَا.
قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمًا يَتَقَطَّعُ شِسْعُ نَعْلِهِ فَيُسَوِي نَعْلَهُ فَيَمْشِي فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ فَيُقَالُ لَهُ فِيهِ فَيَقُولُ: مَاذَا عَلَيَّ فِيهِ؟ قَالَ وَرُبَّمَا جَعَلَ شِسْعَهُ مِنْ سَعَفِ النَّخْلِ.
قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: كَانَ سَالِمٌ يَدْخُلُ الدَّارَ فَيَجِدُنَا نَلْعَبُ وَنَحْنُ صِبْيَانُ فَيَضْرِبُنَا بِطَرَفِ رِدَائِهِ.
قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَغْدُو بِزَكَاةِ الْفِطْرِ التَّمْرَ. قَالَ وَكَانَ سَالِمٌ يَكْرَهُ النَّوْحَ.
قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ لابْنَةِ سَالِمٍ غِرْبَالا صَغِيرًا تَلْعَبُ بِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُجَبِّرِ قَالَ: كُنَّا أَيْتَامًا فِي حِجْرِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَكَانَ يَجْمَعُ خُلْقَانَنَا فيخبؤها فِي شَيْءٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ وَمُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِي قَالا:
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ مَرْوَانُ بْنُ حَبْرٍ الْبَزَّازُ قَالَ: جَاءَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَطْلُبُ ثَوْبًا سُبَاعِيًّا فَنَشَرْتُ عَلَيْهِ ثَوْبًا فَإِذَا هُوَ أَقَلُّ مِنْ سَبْعٍ فَقَالَ: أَلَيْسَ قُلْتَ لِي سُبَاعِيٌّ؟ فَقُلْتُ:
كَذَلِكَ نُسَمِّيهَا. فَقَالَ: كَذَلِكَ يَكُونُ الْكَذِبُ.
قَالَ: أخبرنا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ النَّهْدِيُّ قَالَ: أخبرنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ:
سَمِعْتُ سَالِمًا يَلْعَنُ الْقَدَرِيَّةَ الَّذِينَ يَكْذِبُونَ بِالْقَدَرِ حَتَّى يُؤْمِنُوا بِخَيْرِهِ وَشَرِّهِ.
قَالَ: أخبرنا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمًا لا يَشْهَدُ قَاصَّ جَمَاعَةٍ وَلا غَيْرَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلابِيُّ عَنْ مُوسَى الْمُعَلِّمِ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَأْكُلُ التَّمْرَ حفنة حفنة.(5/153)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: كُنْتُ قَائِمًا مَعَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَأُتِيَ بِغُلامٍ وَمَعَهُ غِلْمَانٌ وَهُوَ أَشَقُّهُمْ فَسَلَّ خَيْطًا مِنْ أَزْرَارِهِ فَقَطَعَهُ ثُمَّ جَمَعَهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ ثُمَّ تَفَلَ فِيهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا ثُمَّ مَدَّهُ فَإِذَا هُوَ صَحِيحٌ لا بَأْسَ بِهِ. فَقَالَ سَالِمٌ: لَوْ وَلَّيْتُ مِنْ أَمْرِهِ شَيْئًا لَصَلَبْتُهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَيَاضِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ كُمَّيْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَذْوَ أَصَابِعِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ قَالَ: كَانَ سَالِمٌ لا يُفَسِّرُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى سَالِمٌ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَعَنْ أَبِيهِ. وَأَسْمَعُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ يُخْبِرُ أَبَاهُ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ [النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بِنَاءِ الْكَعْبَةِ: إِنَّ قَوْمَكِ اقْتَصَرُوا عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ عَالِيًا مِنَ الرِّجَالِ وَرِعًا] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ قَالَ:
نَظَرَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَوْمَ عَرَفَةَ فِي ثَوْبَيْنِ مُتَجَرِّدًا فَرَأَى كِدْنَةً حَسَنَةً فَقَالَ: يَا أَبَا عُمَرَ مَا طَعَامُكَ؟ قَالَ: الْخُبْزُ وَالزَّيْتُ. فَقَالَ هِشَامٌ: كَيْفَ تَسْتَطِيعُ الْخُبْزَ وَالزَّيْتَ؟ قَالَ: أُخَمِّرُهُ فَإِذَا اشْتَهَيْتُهُ أَكَلْتُهُ. قَالَ فَوَعِكَ سَالِمٌ ذَلِكَ الْيَوْمَ فَلَمْ يَزَلْ مَوْعُوكًا حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: مَاتَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ فِي آخِرِ ذِي الْحِجَّةِ. وَهِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ يَوْمَئِذٍ بِالْمَدِينَةِ. وَكَانَ حَجَّ بِالنَّاسِ تِلْكَ السَّنَةَ ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَافَقَ مَوْتَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. فَصَلَّى عَلَيْهِ.
قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَفْلَحَ وَخَالِدِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالا: صَلَّى هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِالْبَقِيعِ لِكَثْرَةِ النَّاسِ. فَلَمَّا رَأَى هِشَامٌ كَثْرَتَهُمْ بِالْبَقِيعِ قَالَ لإِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ: اضْرِبْ عَلَى النَّاسِ بَعْثَ أَرْبَعَةِ آلافٍ.
فَسُمِّيَ عَامَ الأَرْبَعَةِ آلافٍ. قَالَ فَكَانَ النَّاسُ إِذَا دَخَلُوا الصَّائِفَةَ خَرَجَ أَرْبَعَةُ آلافٍ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى السَّوَاحِلِ فَكَانُوا هُنَاكَ إِلَى انْصِرَافِ النَّاسِ وَخُرُوجِهِمْ مِنَ الصَّائِفَةِ.
قَالَ: أخبرنا أَبُو سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ جَعْفَرَ بن(5/154)
سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَوْمَ مَاتَ سَالِمٍ أَلْقَى رِدَاءَهُ وَمَشَى فِي قَمِيصٍ. قَالَ: فَأَرْسَلَنِي إِلَيْهِ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْ قُلْ لَهُ يَلْبَسْ رِدَاءَهُ. قَالَ وَكَانَ الْقَاسِمُ يَوْمَئِذٍ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ وَلَكِنْ أُخْبِرَ بِهِ.
742- عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَّاحِ بْنِ عدي بن كعب بن لؤي. وأمه صَفِيَّةُ بِنْت أبي عُبَيْد بْن مَسْعُود بْنِ عَمْرو بْن عمير بْن عوف بْن عُقْدة بن غيرة بن عوف بن قسي وهو ثقيف.
وأمها عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص بن أمية وأمها زينب بنت أبي عمرو بن أمية.
فولد عبد الله عمر وأمه أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ الْمُخْتَارِ بْنِ أبي عُبَيْدِ بن مسعود وعبد الحميد وعبد العزيز. ولي المدينة. وعبد الرحمن وإبراهيم وأم عبد الرحمن وأمهم أم عبد الله بنت عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب. ورياح بن عبد الله وأمه حبابة بنت عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة. وكان عبد الله بن عبد الله بن عمر وصى أبيه عبد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَعِيسَى بْنُ حَفْصٍ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَلْبَسُ الْخَزَّ. فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّأُ عَلَيْهِ وَلا يُنْكِرْهُ عَلَيْهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِالْمَدِينَةِ. وَكَانَ ثِقَةً قليل الحديث.
743- عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُمَرَ بن الخطاب وأمه أم ولد وهي أم سالم بن عبد الله. فولد عبيد الله بن عبد الله أبا بكر وعبد الله وعمر ومحمدا وأم عمر وأمهم
__________
742 تاريخ خليفة (214) ، وطبقات خليفة (246) ، والتاريخ الكبير (5/ ت 368) ، والمعرفة والتاريخ (1/ 374) ، (2/ 737) ، وتاريخ الطبري (6/ 427، 435) ، والجرح والتعديل (5/ ت 411) ، والثقات لابن حبان (5/ 6) ، والكامل في التاريخ (5/ 126) ، وتهذيب النووي (1/ 276) ، وتجريد أسماء الصحابة (1/ ت 3388) ، وتاريخ الإسلام 4/ 138) ، وتهذيب الكمال (3366) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (160) ، وتهذيب التهذيب (5/ 285، 286) ، والإصابة (3/ ت 6611) ، وتقريب التهذيب (1/ 426) ، وخلاصة الخزرجي (2/ ت 3598) .
743 الجرح والتعديل (5/ 320) .(5/155)
عائشة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق. والقاسم بن عبيد الله وأبا عبيدة وعثمان وأبا سلمة وزيدا وعبد الرحمن وحمزة وجعفرا. وهما توأم. وقريبة وأسماء وأمهم أم عبد الله بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق. وإسماعيل لأم ولد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا خالد بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُكْنَى أَبَا بَكْرٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ عِمَامَةً يَسْدِلُ خَلْفَهُ مِنْهَا أَكْثَرَ مِنْ شِبْرٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَفْصٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ يَرُوحُ فِيهِمَا بَعْدَ الْعَصْرِ يَشْهَدُ فِيهِمَا الْعِشَاءَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَسَنَّ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِيمَا يَذْكُرُونَ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمًا شَهِدَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. وَعَلَى قَبْرِ عُبَيْدِ اللَّهِ فُسْطَاطٌ وَرُشَّ عَلَى قَبْرِهِ الْمَاءَ. وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
744- حمزة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وأمه أم ولد وهي أم سالم بن عبد الله. وكان حمزة يكنى أبا عمارة. وقد روى عنه الزهري. وكان ثقة قليل الحديث فولد حمزة بن عبد الله عمر وأم المغيرة وعبدة وأمهم أم حكيم بنت المغيرة بن الحارث بن أبي ذؤيب. وعثمان ومعاوية وأم عمرو وأم كلثوم وإبراهيم وأم سلمة وعائشة وليلى لأمهات أولاد شتى.
745- زيد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وأمه أم ولد. فولد زيد بن عبد الله محمدا وأم حميد وأم زيد وفاطمة وأمهم أم حكيم بنت عبيد الله بن عمر بن
__________
745 طبقات خليفة (246) ، والتاريخ الكبير (3/ ت 1330) ، والجرح والتعديل (3/ ت 2565) ، والنبيين (369) ، وتهذيب الكمال (2114) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (253) ، وتهذيب التهذيب (3/ 416) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 2265) .(5/156)
الخطاب. وعبد الله بن زيد وإبراهيم وعمر وفاطمة وحفصة وأمهم حكيمة أم ولد.
وسودة بنت زيد وأمها أم ولد يمانية. وكان زيد أكبر ولد عبد الله بن عمر وفارقه في حياته وقدم الكوفة فنزلها إلى أن مات بها. وله عقب بالكوفة وباليمن.
746- بلال بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وأمه أم ولد. فولد بلال عبد الرحمن وأمه أم سعيد بنت أبي نعيم بن عامر بن سيار بن ضبيعة من خزاعة.
747- وَاقِدُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وأمه صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفي. فولد واقد بن عبد الله عبد الله وأمه أمة الله بنت عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة من بني مخزوم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ قَالَ: مَاتَ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بِالسُّقْيَا وَهُوَ مُحْرِمٌ فَكَفَّنَهُ ابْنُ عُمَرَ فِي خَمْسَةِ أَثْوَابٍ فِيهَا قَمِيصٌ وَعِمَامَةٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَاتَ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِالسُّقْيَا فَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ وَدَفَنَهُ. ثُمَّ دَعَا الأَعْرَابَ فَجَعَلَ يَسْبِقُ بَيْنَهُمْ فَقُلْتُ: دَفَنْتَ وَاقِدًا السَّاعَةَ وَأَنْتَ تَسْبِقُ بَيْنَ الأَعْرَابِ؟ قَالَ: وَيْحَكَ يَا نَافِعُ! إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ قَدْ غَلَبَ عَلَى أَمْرٍ فَالْهُ عَنْهُ.
748- مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ
بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بْن قصي. وأمه قتيلة بنت عمرو بن الأزرق بن قيس بن النعمان بن معدي كرب بن عكب بن كنانة بن تيم بْنِ أُسَامَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ بَكْرِ بْنِ حبيب بْن عَمْرو بْن غنم بْن تغلب بن وائل. فولد محمد بن جبير سعيدا وبه كان يكنى وأم سعيد وأم سليمان وأم حبيب وأم عثمان وحميدة وأمهم فاختة بنت عدي الأصغر ابن الْخِيَارِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. وسهلة بنت محمد وأمها أم سعيد بنت عياض بن عدي بن الخيار بن عدي. وعمر بن محمد وأيوب وأبانا وأبا سليمان وأمهم أم أيوب بنت سعد بن أبي
__________
746 طبقات خليفة (246) ، والتاريخ الكبير (2/ 1/ 107) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 396) ، وتهذيب الكمال (784) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (93) ، وتهذيب التهذيب (1/ 504) ، والكاشف (1/ 165) .
747 الجرح والتعديل (9/ 32) .
748 الجرح والتعديل (7/ 218) .(5/157)
وقاص. وجبير بن محمد وأمه كبشة بنت شرحبيل بن عريب بن عبد كلال.
وعبد الرحمن وعبد الله وعبيدة لأمهات أولاد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرحمن بن أبي الزناد قال: كان محمد بْنُ جُبَيْرٍ وَأَخُوهُ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ يَنْزِلانِ دَارَ أَبِيهِمَا بِالْمَدِينَةِ. وَتُوُفِّيَ مُحَمَّدٌ فِي خِلافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْحِمْيَرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ يَوْمَ مَاتَ أَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ قَدْ أَلْقَى رِدَاءَهُ عَنْ ظَهْرِهِ وَهُوَ يَمْشِي. قَالَ وَكَانَ مُحَمَّدٌ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
749- نافع بن جبير
بن مطعم بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بْن قصي. وأمه أم قتال بنت نافع بن ضريب بن نوفل. فولد نافع بن جبير محمدًا وعمرًا وأبا بكر وأمهم أم سعيد بنت عياض بن عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ. وعلي بن نافع وأمه ميمونة بنت عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بن هاشم. وكان نافع يكنى أبا محمد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ قَالَ:
رَأَيْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ يُخَضِّبُ بِالسَّوَادِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهِبٍ قَالَ: رَأَيْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ يُخَضِّبُ بِالسَّوَادِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْغُصْنِ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ قَالَ:
رَأَيْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ مَرْبُوطَةً أَسْنَانُهُ بِخُرْصَانِ الذَّهَبِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْغُصْنِ أَنَّهُ رَأَى نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ لا يَلْبَسُ إِلا الْبَيَاضَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْغُصْنِ أَنَّهُ رَأَى نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ يلبس قلنسوة أسماطا وعمامة بيضاء.
__________
749 تهذيب الكمال (1403) ، وتهذيب التهذيب (10/ 404) ، وتقريب التهذيب (2/ 295) ، والتاريخ الكبير (8/ 82) ، والجرح والتعديل (8/ 451) .(5/158)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ يَلْبَسُ الْخَزَّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن أبي ذئب عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ كَأَنَّهُ يَعْنِي التِّيهَ.
فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَكِبْتُ الْحِمَارَ وَلَبِسْتُ الشَّمْلَةَ وَحَلَبْتُ الشَّاةَ. [وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا فِي مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنَ الْكِبْرِ شَيْءٌ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ كَانَ يَمْشِي إِلَى الْحَجِّ وَرَاحِلَتُهُ تُقَادُ خَلْفَهُ مَرْحُولَةً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ نَجِيحٍ. قَالَ أَحَدُهُمَا: جَلَسَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ إِلَى حَلْقَةِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُرَقِيِّ وَهُوَ يُقْرِئُ النَّاسَ. فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: أَتَدْرُونَ لِمَ جَلَسْتُ إِلَيْكُمْ؟
قَالُوا: جَلَسْتَ لِتَسْمَعَ. قَالَ: لا وَلَكِنِّي جَلَسْتُ إِلَيْكُمْ لأَتَوَاضَعَ إِلَى اللَّهِ بِالْجُلُوسِ إِلَيْكُمْ. وَقَالَ الآخَرُ: حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَقَدَّمَ رَجُلا فَلَمَّا أَنْ صَلَّى قَالَ: أَتَدْرِي لِمَ قَدَّمْتُكَ؟ قَالَ: قَدَّمْتَنِي لأُصَلِّيَ بِكُمْ. قَالَ: لا وَلَكِنِّي قَدَّمْتُكَ لأَتَوَاضَعَ إِلَى اللَّهِ بِالصَّلاةِ خَلْفَكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: تُوُفِّيَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ فِي آخِرِ خِلافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
وَقَدْ رَوَى نَافِعٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَكَانَ ثِقَةً أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنْ أَخِيهِ.
750- أَبُو بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وأمه فاختة بنت عنبة بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بن عبد ود بن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. فولد أبو بكر عبد الرحمن لا بقية له وعبد الله وعبد الملك وهشاما لا بقية له وسهيلا لا بقية له والحارث ومريم
__________
750 تهذيب الكمال (1584) ، وتهذيب التهذيب (12/ 30) ، وتقريب التهذيب (2/ 398) ، والتاريخ الكبير (9/ 9) ، والجرح والتعديل (9/ 336) ، وتاريخ ابن معين (2/ 695) .(5/159)
وأمهم سارة بنت هشام بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر بن مخزوم. وأبا سلمة لا بقية له وعمر وأم عمرو وهي ربيحة وأمهم قريبة بنت عبد الله بْن زمعة بْن الأسود بْن المطلب بْن أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وأمها زَيْنَبُ بِنْتُ أبي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ بْنِ هِلالِ بْنِ عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمها أم سلمة بنت أبي أمية بن المغير زوج النبي. ع. وفاطمة بنت أبي بكر وأمها رميثة بنت الوليد بن طلبة بن قيس بن عاصم المنقري.
قَالَ محمد بن عمر: ولد أبو بكر في خلافة عمر بن الخطاب. وكان يقال له راهب قريش لكثرة صلاته ولفضله. وكان قد ذهب بصره وليس له اسم. كنيته اسمه. واستصغر يوم الجمل فرد هو وعروة بن الزبير. وقد روى أبو بكر عن أبي مسعود الأنصاري وعائشة وأم سلمة وكان ثقة فقيها كثير الحديث عالما عاقلا عاليا سخيا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ كِسَاءَ خَزٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلالٍ أَنَّهُ رَأَى أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ لا يُحْفِي شَارِبَهُ جِدًّا. يَأْخُذُ مِنْهُ أَخْذًا حَسَنًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عامر الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ عُرْوَةَ اسْتَوْدَعَ أَبَا بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ مَالا مِنْ مَالِ بَنِي مُصْعَبٍ. قَالَ فَأُصِيبَ ذَلِكَ الْمَالُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ أَوْ بَعْضُهُ.
قَالَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُرْوَةُ أَنْ لا ضَمَانَ عَلَيْكَ إِنَّمَا أَنْتَ مُؤْتَمَنٌ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ لا ضَمَانَ عَلَيَّ وَلَكِنْ لَمْ تَكُنْ لِتُحَدِّثَ قُرَيْشًا أَنَّ أَمَانَتِيَ خَرِبَتْ. قَالَ فَبَاعَ مَالا لَهُ فَقَضَاهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: دَخَلَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُغْتَسَلَهُ فَمَاتَ فِيهِ فَجْأَةً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: صَلَّى أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَصْرَ فَدَخَلَ مُغْتَسَلَهُ فَسَقَطَ فَجَعَلَ يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أَحْدَثْتُ فِي(5/160)
صدر نهاري هذا شيئا. فَمَا عَلِمْتُ غَرَبَتِ الشَّمْسُ حَتَّى مَاتَ وَذَلِكَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ بِالْمَدِينَةِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عمر: وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء لِكَثْرَةِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فِيهَا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ مُكْرِمًا لأَبِي بَكْرٍ مُجِلا لَهُ وَأَوْصَى الْوَلِيدَ وَسُلَيْمَانَ بِإِكْرَامِهِ. وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: إِنِّي لأَهُمُّ بِالشَّيْءِ أَفْعَلُهُ بِأَهْلِ الْمَدِينَةِ لِسُوءِ أَثَرِهِمْ عِنْدَنَا فَأَذْكُرُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَأَسْتَحِي مِنْهُ فَأَدَعُ ذَلِكَ الأَمْرَ.
751- عكرمة بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وأمه فاختة بنت عنبة بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بن عبد ود بن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. فولد عكرمة بن عبد الرحمن عبد الله الأكبر وأمه عاتكة بنت عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة. ومحمدا وأمه أم سلمة بنت عبد الله بن أبي عمرو بن حفص بن المغيرة. وعبد الله الأصغر والحارث وأمهما بنت عبد الله بن أبي عمرو بن حفص بن المغيرة. وعثمان وأمه أم عبد الرحمن بنت عبد الرحمن بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الأَسْوَدِ. وأم سعيد بنت عكرمة لأم ولد. وكان عكرمة يكنى أبا عبد الله. توفي في خلافة يزيد بن عبد الملك بالمدينة. وكان ثقة قليل الحديث.
752- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وأمه فاختة بنت عنبة بن سهيل بن عمرو. فولد محمد بن عبد الرحمن القاسم وفاختة وأمهما أم علي بنت يسار بن قيس بن الحارث من بني الْحَارِث بْن عَبْد مناة بْن كنانة. وخالدا وأبا بكر وسلمة وهشاما وحنتمة وأم حكيم وأمهم أم سلمة بنت عبد الله بن أبي أحمد بن جحش. وقد روى الزهري عن محمد بن عبد الرحمن. وكان ثقة قليل الحديث.
753- الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هشام بن المغيرة. وأمه سعدى بنت
__________
751 الجرح والتعديل (7/ 10) .
752 الجرح والتعديل (7/ 313) .(5/161)
عوف بْن خارجة بْن سِنَان بْن أبي حارثة بن مُرَّةَ بْنِ نُشْبَةَ بْنِ غَيْظِ بْنِ مُرَّةَ. وكان المغيرة يكنى أبا هاشم. فولد المغيرة بن عبد الرحمن الحارث ومعاوية وسعدى وأمهم أم البنين بنت حبيب بن يزيد بن الحارث من بني مرة. وعيينة وأم البنين وأمهما الفارعة بنت سعيد بن عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري. وإبراهيم واليسع لأم ولد. ويحيى وسلمى لأم ولد. وعبد الرحمن وهشاما وأبا بكر وأمهم أم يزيد بنت الأشعث من بني جعفر بن كلاب. وعثمان وصدقة وربيحة وأمهم البهيم بنت صدقة بن شعيث من بني عليم بن جناب من كلب. ومحمدا وأمه أم خالد بنت خالد بن محمد بن عبد الله بن زهير بن أبي أمية بن المغيرة. وأم أم البنين وأمها أم البنين ابنة عبد الله بن حنظلة بن عبيدة بن مالك بن جعفر. وريطة وأمها قريبة بنت محمد بن عبد الله بن أبي أمية. وحفصة وعاتكة وأمهما أم البنين بنت واقع بن حكمة بن نجبة بن ربيعة بن رياح. وآمنة وأمها أم ولد.
قَالَ محمد بن عمر: خرج المغيرة بن عبد الرحمن إلى الشأم غير مرة غازيا.
وكان في جيش مسلمة الذين احتبسوا بأرض الروم حتى أقفلهم عمر بن عبد العزيز. وذهبت عينه ثم رجع إلى المدينة فمات بالمدينة وأوصى أن يدفن بأحد مع الشهداء فلم يفعل أهله ودفنوه بالبقيع. وقد روى عنه. وكان ثقة قليل الحديث إلا مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أخذها من أبان بن عثمان فكان كثيرا ما تقرأ عليه ويأمرنا بتعليمها.
754- أبو سعيد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ بن المغيرة. وأمه أم رسن بنت الحارث بن عبد الله بن الحصين ذي الغصة من بني الحارث بن كعب. فولد أبو سعيد محمدا وأمه ميمونة بنت عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب. والوليد وأمه أمامة بنت عبد الله بن الحصين ذي الغصة الحارثي. وقتل أبو سعيد يوم الحرة في ذي الحجة سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ معاوية.
بَقِيَّةُ الطبقة الثانية من التابعين
[من المهاجرين]
755- علي بن الْحُسَيْنِ
بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طَالِبِ بْنِ عبد المطلب بن هاشم. وأمه
__________
755- تهذيب الكمال (961) ، وتهذيب التهذيب (7/ 304) ، وتقريب التهذيب (2/ 35) ، والتاريخ الكبير (6/ 266) ، والجرح والتعديل (6/ 178) ، وتاريخ ابن معين (2/ 216) .(5/162)
أم ولد اسمها غزالة. خلف عليها بعد حسين زبيد مولى الحسين بن علي فولدت له عبد الله بن زبيد فهو أخو علي بن حسين لأمه. ولعلي بن حسين هذا العقب من ولد حسين وهو علي الأصغر ابن الحسين. وأما علي الأكبر ابن حسين فقتل مع أبيه بنهر كربلاء وليس له عقب. فولد علي الأصغر ابن حسين بن علي الحسن بن علي.
درج. والحسين الأكبر. درج. ومحمدا أبا جعفر الفقيه وعبد الله وأمهم أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب. وعمر وزيدا المقتول بالكوفة. قتله يوسف بن عمر الثقفي في خلافة هشام بن عبد الملك وصلبه. وعلي بن علي وخديجة وأمهم أم ولد. وحسينا الأصغر ابن علي وأم علي بنت علي. وهي علية. وأمهما أم ولد.
وكلثم بنت علي وسليمان لا عقب له. ومليكة لأمهات أولاد. والقاسم وأم الحسن. وهي حسنة. وأم الحسين وفاطمة لأمهات أولاد. وكان علي بن حسين مع أبيه وهو ابن ثلاث وعشرين سنة. وكان مريضا نائما على فراشه. فلما قتل الحسين. ع. قَالَ شمر بن ذي الجوشن: اقتلوا هذا. فقال له رجل من أصحابه: سبحان الله! أنقتل فتى حدثا مريضا لم يقاتل؟ وجاء عمر بن سعد فقال:
لا تعرضوا لهؤلاء النسوة ولا لهذا المريض.
[قَالَ علي بن الحسين: فغيبني رجل منهم وأكرم نزلي واختصني وجعل يبكي كلما خرج ودخل حتى كنت أقول إن يكن عند أحد من الناس خير ووفاء فعند هذا.
إلى أن نادى منادي ابن زياد: ألا من وجد علي بن حسين فليأت به فقد جعلنا فيه ثلاثمائة درهم. قَالَ فدخل والله علي وهو يبكي وجعل يربط يدي إلى عنقي وهو يقول: أخاف. فأخرجني والله إليهم مربوطا حتى دفعني إليهم وأخذ ثلاثمائة درهم وأنا أنظر إليها. فأخذت وأدخلت على ابن زياد فقال: ما اسمك؟ فقلت: علي بن حسين. قَالَ: أولم يقتل الله عليا؟ قَالَ قلت: كان لي أخ يقال له علي أكبر مني قتله الناس. قَالَ: بل الله قتله. قلت: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها. فأمر بقتله فصاحت زينب بنت علي: يا ابن زياد حسبك من دمائنا. أسألك بالله إن قتلته إلا قتلتني معه. فتركه. فلما أتى يزيد بن معاوية بثقل الحسين ومن بقي من أهله فأدخلوه عليه قام رجل من أهل الشأم فقال: إن سباءهم لنا حلال. فقال علي بن حسين: كذبت ولؤمت ما ذاك إلا أن تخرج من ملتنا وتأتي بغير ديننا. فأطرق يزيد مليا ثم قَالَ للشأمي: اجلس. وقال لعلي بن حسين: إن أحببت أن تقيم عندنا(5/163)
فنصل رحمك ونعرف لك حقك فعلت وإن أحببت أن أردك إلى بلادك وأصلك.
قَالَ: بل تردني إلى بلادي. فرده إلى بلاده ووصله] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ عِيسَى بْنِ دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ يُكْنَى أَبَا الْحُسَيْنِ. وَفِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ أنه كَانَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إسرائيل عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَتَاهُ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالْحَبِيبِ بْنِ الْحَبِيبِ.
[قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ أَوْسٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ طَيِّئٍ. قَالَ: حَيَّاكَ اللَّهُ وَحَيَّا قَوْمًا اعْتَزَيْتَ إِلَيْهِمْ. نِعْمَ الْحَيُّ حَيُّكَ. قَالَ قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ.
قَالَ قُلْتُ: أَوَلَمْ يُقْتُلْ مَعَ أَبِيهِ؟ قَالَ: لَوْ قُتِلَ يَا بُنَيَّ لَمْ تَرَهْ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: بَعَثَ الْمُخْتَارُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ بِمِائَةِ أَلْفٍ فَكَرِهَ أَنْ يَقْبَلَهَا وخاف أن يردها فأخذها فاحتسبها عِنْدَهُ. فَلَمَّا قُتِلَ الْمُخْتَارُ كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ:
إِنَّ الْمُخْتَارَ بَعَثَ إِلَيَّ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَكَرِهْتُ أَنْ أَرُدَّهَا وَكَرِهْتُ أَنْ آخُذَهَا فَهِيَ عِنْدِي فَابْعَثْ مَنْ يَقْبِضُهَا. فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ: يَا ابْنَ عَمِّ خُذْهَا فَقَدْ طَيَّبْتُهَا لَكَ. فَقَبِلَهَا.
[قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ دِينَارٍ الْمُؤَذِّنُ قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَنِ الْمُخْتَارِ فَقَالَ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ قَامَ عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ فَلَعَنَ الْمُخْتَارَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ. تَلْعَنُهُ وَإِنَّمَا ذُبِحَ فِيكُمْ؟ فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ كَذَّابًا يَكْذِبُ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ] .
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: إِنَّا لَنُصَلِّي خَلْفَهُمْ فِي غَيْرِ تَقِيَّةٍ وَأَشْهَدُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي خَلْفَهُمْ فِي غَيْرِ تَقِيَّةٍ.
قَالَ: أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي حبيب(5/164)
الطَّائِفِيُّ [عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: التَّارِكُ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ كَالنَّابِذِ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظَهْرِهِ إِلا أَنْ يَتَّقِيَ تُقَاةً. قِيلَ: وَمَا تُقَاتُهُ؟ قَالَ: يَخَافُ جَبَّارًا عَنِيدًا يخاف أن يفرط أَوْ أَنْ يَطْغَى] .
[قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ. وَكَانَ أَفْضَلَ هَاشِمِيٍّ أَدْرَكْتُهُ. يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَحِبُّونَا حُبَّ الإِسْلامِ فَمَا بَرِحَ بِنَا حُبُّكُمْ حَتَّى صَارَ عَلَيْنَا عَارًا] .
[أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قال: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ أَحِبُّونَا حُبَّ الإِسْلامِ فو الله مَا زَالَ بِنَا مَا تَقُولُونَ حَتَّى بَغَّضْتُمُونَا إِلَى النَّاسِ] .
[أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ: جَاءَ نَفَرٌ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ فَقَالَ: مَا أَكْذَبُكُمْ وَمَا أَجْرَأَكُمْ عَلَى اللَّهِ! نَحْنُ مِنْ صَالِحِي قَوْمِنَا وَبِحَسْبِنَا أَنْ نَكُونَ مِنْ صَالِحِي قَوْمِنَا] .
[أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ: أَصَابَ الزُّهْرِيُّ دَمًا خَطَأً فَخَرَجَ وَتَرَكَ أَهْلَهُ وَضَرَبَ فُسْطَاطًا وَقَالَ: لا يُظِلُّنِي سَقِيفُ بَيْتٍ. فَمَرَّ بِهِ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ فَقَالَ: يَا ابْنَ شِهَابٍ قُنُوطُكَ أَشَدُّ مِنْ ذَنْبِكَ فَاتَّقِ اللَّهَ وَاسْتَغْفِرْهُ وَابْعَثْ إِلَى أَهْلِهِ بِالدِّيَةِ وَارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ. فَكَانَ الزُّهْرِيُّ يَقُولُ: عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ أَعْظَمُ النَّاسِ عَلَيَّ مِنَّةً] .
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: زَوَّجَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ ابنة مِنْ مَوْلاهُ وَأَعْتَقَ جَارِيَةً لَهُ وَتَزَوَّجَهَا. فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ يُعَيِّرُهُ بِذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَلِيٌّ: قَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ. قَدْ أَعْتَقَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ وَتَزَوَّجَهَا. وَأَعْتَقَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَزَوَّجَهُ ابْنَةَ عَمَّتِهِ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ.
[قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ قَالَ مَرْوَانُ لأَبِي: إِنَّ أَبَاكَ كَانَ سَأَلَنِي أَرْبَعَةَ آلافِ دِينَارٍ فَلَمْ تَكُنْ حَاضِرَةً عِنْدِي وَهِيَ الْيَوْمَ عِنْدِي مُسْتَيْسِرَةٌ فَإِنْ أَرَدْتَهَا فَخُذْهَا. فَأَخَذَهَا أَبِي فَلَمْ يُكَلِّمْهُ أَحَدٌ مِنْ بَنِي مَرْوَانَ فِيهَا حَتَّى قَامَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ لأَبِي:(5/165)
مَا فَعَلَ حَقُّنَا قِبَلَكُمْ؟ قَالَ: مُوَفَّرٌ مَشْكُورٌ. قَالَ: هُوَ لَكَ] .
قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: كَانَ الزُّهْرِيُّ إِذَا ذُكِرَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ قَالَ: كَانَ أَقْصَدَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَأَحْسَنَهُمْ طَاعَةً وَأَحَبَّهُمْ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.
[قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ يَوْمِ الْحَرَّةِ: هَلْ خَرَجَ فِيهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ؟ فَقَالَ: مَا خَرَجَ فِيهَا أَحَدٌ مِنْ آلِ أَبِي طَالِبٍ وَلا خَرَجَ فِيهَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. لَزِمُوا بُيُوتَهُمْ. فَلَمَّا قَدِمَ مُسْرِفٌ وَقُتِلَ النَّاسُ وَسَارَ إِلَى الْعَقِيقِ سَأَلَ عَنْ أَبِي عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ أَحَاضِرٌ هُوَ فَقِيلَ لَهُ نَعَمْ فَقَالَ: مَا لِي لا أَرَاهُ؟ فَبَلَغَ أَبِي ذَلِكَ فَجَاءَهُ وَمَعَهُ أَبُو هَاشِمٍ عَبْدُ اللَّهِ وَالْحَسَنُ ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ. فَلَمَّا رَأَى أَبِي رَحَّبَ بِهِ وَأَوْسَعَ لَهُ عَلَى سَرِيرِهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ: كَيْفَ كُنْتَ بَعْدِي؟ قَالَ: إِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ. فَقَالَ مُسْرِفٌ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَوْصَانِي بِكَ خَيْرًا. فَقَالَ أَبِي: وَصَلَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ ثُمَّ سَأَلَنِي عَنْ أَبِي هَاشِمٍ وَالْحَسَنِ ابْنِي مُحَمَّدٍ فَقُلْتُ: هُمَا ابْنَا عَمِّي. فَرَحَّبَ بِهِمَا وَانْصَرَفُوا مِنْ عِنْدِهِ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بن مَسْعُودٍ يَسْأَلُهُ عَنْ بَعْضِ الشَّيْءِ وَأَصْحَابُهُ عِنْدَهُ وَهُوَ يُصَلِّي. فَجَلَسَ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ عُبَيْدُ اللَّهِ فَقَالَ أَصْحَابُهُ: أَمْتَعَ اللَّهُ بِكَ. جَاءَكَ هَذَا الرَّجُلُ وَهُوَ ابْنُ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ وَفِي مَوْضِعِهِ يَسْأَلُكَ عَنْ بَعْضِ الشَّيْءِ فَلَوْ أَقْبَلْتَ عَلَيْهِ فَقَضَيْتَ حَاجَتَهُ ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَى مَا أَنْتَ فِيهِ. فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ لَهُمْ: أَيْهَاتِ! لا بُدَّ لِمَنْ طَلَبَ هَذَا الشَّأْنَ مِنْ أَنْ يَتَعَنَّى.
[قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ مُسْتَقِيمٌ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ. قَالَ فَكَانَ يَأْتِيهُ السَّائِلُ. قَالَ فَيَقُومُ حَتَّى يُنَاوِلَهُ وَيَقُولَ: إِنَّ الصَّدَقَةَ فِي يَدِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِي يَدِ السَّائِلِ. قَالَ وَأَوْمَأَ بِكَفَّيْهِ] .
[قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: مَا فَعَلَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ؟ قَالَ قُلْتُ: صَالِحٌ. قَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ(5/166)
كَانَ يَمُرُّ بِنَا فَنُسَائِلُهُ عَنِ الْفَرَائِضِ وَأَشْيَاءَ مِمَّا يَنْفَعُنَا اللَّهُ بِهَا. إِنَّهُ لَيْسَ عِنْدَنَا مَا يَرْمِينَا بِهِ هَؤُلاءِ. وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْعِرَاقِ] .
[قَالَ: أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ:
قَالَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: وَاللَّهِ مَا قُتِلَ عُثْمَانُ عَلَى وَجْهِ الْحَقِّ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ إِذَا مَشَى لا تَجَاوِزُ يَدُهُ فَخِذَهُ وَلا يَخْطِرُ بِيَدِهِ. قَالَ وَكَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ أَخَذَتْهُ رِعْدَةٌ فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: مَا تَدْرُونَ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ أَقُومُ وَمَنْ أُنَاجِي؟
[قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّمِيمِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ كَانَ يَنْهَى عَنِ الْقِتَالِ. وَأَنَّ قَوْمًا مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ لَقُوهُ فَشَكَوْا إِلَيْهِ مَا يَلْقَوْنَ مِنْ ظُلْمِ وُلاتِهِمْ فَأَمَرَهُمْ بِالصَّبِرِ وَالْكَفِّ وَقَالَ: إِنِّي أقول كما قال عيسى. ع: «إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» المائدة: 118.]
[قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ:
كَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ يَخْرُجُ عَلَى رَاحِلَتِهِ إِلَى مَكَّةَ وَيَرْجِعُ لا يَقْرَعُهَا. وَكَانَ يُجَالِسُ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: تَدَعُ قُرَيْشًا وَتُجَالِسُ عَبْدَ بَنِي عَدِيٍّ؟
فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّمَا يَجْلِسُ الرَّجُلُ حَيْثُ يَنْتَفِعُ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ الْجَرْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ وَسُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ يَجْلِسَانِ بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ يَتَحَدَّثَانِ إِلَى ارْتِفَاعِ الضُّحَى وَيَتَذَاكَرَانِ. فَإِذَا أَرَادَا أَنْ يَقُومَا قَرَأَ عَلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ سُورَةً فَإِذَا فَرَغَ دَعَوْا.
قَالَ حَمَّادٌ: هُوَ الْمَاجِشُونُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ أَنَّهُ كَانَ يَصْبُغُ بِالسَّوَادِ.
قَالَ: أخبرنا عبد العزيز بن الخطاب الضبي قال: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الطَّائِفِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ يُخَضِّبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ وَرَأَيْتُ نَعْلَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ مُدَوَّرَةَ الرَّأْسِ لَيْسَ لَهَا لِسَانٌ.(5/167)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أخبرنا إِسْرَائِيلُ عَنْ عَمَّارٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّهُ رَأَى أَهْلَهُ يُخَضِّبُونَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ.
أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَجْلَحُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: كَانَ لِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ كِسَاءُ خَزٍّ أَصْفَرُ يَلْبَسْهُ يَوْمَ الْجُمُعَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ كِسَاءَ خَزٍّ وَجُبَّةَ خَزٍّ.
قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ والفضل بن دكين قَالُوا: حَدَّثَنَا بَسَّامُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّيْرَفِيُّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: أُهْدِيَتْ لِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ مُسْتُقَةٌ مِنَ الْعِرَاقِ فَكَانَ يَلْبَسُهَا فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ نَزَعَهَا.
قَالَ: أخبرنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَدِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ:
كَانَ لِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ سَبَنْجُونَةٌ مِنْ ثَعَالِبَ. فَكَانَ يَلْبَسُهَا فَإِذَا صَلَّى نَزَعَهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ أَوْسٍ الطَّائِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ وَعَلَيْهِ سَحْقُ مِلْحَفَةٍ حَمْرَاءَ وَلَهُ جُمَّةٌ إِلَى الْمَنْكِبِ مَفْرُوقٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ طَيْلَسَانًا كُرْدِيًّا غَلِيظًا وَخُفَّيْنِ يَمَانِيِّيَنْ غَلِيظَيْنِ.
أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَمِّهِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ أَنَّهُ كَانَ يَشْتَرِي كِسَاءَ الْخَزِّ بِخَمْسِينَ دِينَارًا فَيَشْتَوِ فِيهِ ثُمَّ يَبِيعُهُ وَيَتَصَدَّقُ بِثَمَنِهِ. وَيَصِيفُ فِي ثَوْبَيْنِ مِنْ ثِيَابِ مِصْرَ أَشْمُونِيِّينَ بِدِينَارٍ.
وَيَلْبَسُ مَا بَيْنَ ذَا وَذَا مِنَ اللَّبُوسِ وَيَقُولُ: «مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ» الأعراف: 32. وَيَعْتَمُّ وَيُنْبَذُ لَهُ فِي السَّعْنِ فِي الْعِيدَيْنِ بِغَيْرِ عَكَرٍ. وَكَانَ يَدَّهِنُ أَوْ يَتَطَيَّبُ بَعْدَ الْغُسْلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُحْرِمَ.
قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ قَالَ:
رَأَيْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ لاطِئَةً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلالٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بن أبي طالب يعتم وَيُرْخِي عِمَامَتَهِ خَلْفَ ظَهْرِهِ.(5/168)
قَالَ ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ فِي حَدِيثِهِ: شِبْرًا أَوْ فُوَيْقَهُ فِي مَا تَوَخَّيْتُ عِمَامَةً بَيْضَاءَ.
[قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ عَنْ ثَابِتٍ الثُّمَالِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ قَالَ: دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ الْكَنِيفَ وَأَنَا قَائِمٌ عَلَى الْبَابِ وَقَدْ وَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا. قَالَ فَخَرَجَ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ. قُلْتُ: لَبَّيْكَ. قَالَ: قَدْ رَأَيْتُ فِيَ الْكَنِيفِ شَيْئًا رَابَنِي. قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ الذُّبَابَ يَقَعْنَ عَلَى الْعَذِرَاتِ ثُمَّ يَطِرْنَ فَيَقَعْنَ عَلَى جِلْدِ الرَّجُلِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَّخِذَ ثَوْبًا إِذَا دَخَلْتُ الْكَنِيفَ لَبِسْتُهُ. ثُمَّ قَالَ: لا يَنْبَغِي لِي شَيْءٌ لا يَسَعُ النَّاسَ] .
[قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّ أَبَاهُ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ قَاسَمَ اللَّهَ مَالَهُ مَرَّتَيْنِ وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُؤْمِنَ الْمُذْنِبَ التَّوَّابَ] .
[قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ وَغَدْوَةَ جَمْعٍ إِذَا دَفَعَ يَسِيرُ عَلَى هِينَتِهِ وَيَقُولُ: إِنْ كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ غَيْرَ مُصِيبٍ حِينَ ضَرَبَ رَاحِلَتَهُ بِيَدِهِ وَرِجْلَهُ.
قَالَ وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَبَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فِي السَّفَرِ وَيَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يفعل ذَلِكَ وَهُوَ غَيْرُ عَجِلٌ وَلا خَائِفٌ] .
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ كَانَ يَمْشِي إِلَى الْجِمَارِ. وَكَانَ لَهُ مَنْزِلٌ بِمِنًى. وَكَانَ أَهْلُ الشَّامِ يُؤْذُونَهُ فَتَحَوَّلَ إِلَى قُرَيْنِ الثَّعَالِبِ أَوْ قَرِيبٍ مِنْ قُرَيْنِ الثَّعَالِبِ. وَكَانَ يَرْكَبُ فَإِذَا أَتَى مَنْزِلَهُ مَشَى إِلَى الْجِمَارِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ أَوْسٍ قَالَ: جَعَلَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ يَدْحَسُ كَفَّهُ مِنَ التَّمْرِ فَيُعْطِي الْكَبِيرَ وَالْمَوْلُودَ سَوَاءً.
[أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالا:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَأَنَا وَجَعْفَرٌ نَلْعَبُ فِي حَائِطٍ فَقَالَ أَبِي لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: كَمْ مَرَّ عَلَى جَعْفَرٍ؟ فَقَالَ: سَبْعُ سِنِينَ. قَالَ: مُرُوهُ بِالصَّلاةِ] .
قَالَ: أخبرنا مالك بن إسماعيل قال: حدثنا سهيل بْنُ شُعَيْبٍ النَّهْمِيُّ. وَكَانَ(5/169)
نَازِلا فِيهِمْ يَؤُمُّهُمْ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمِنْهَالِ. يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو. قَالَ: [دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ فَقُلْتُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ! فَقَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى شَيْخًا مِنْ أَهْلِ الْمِصْرِ مِثْلَكَ لا يَدْرِي كَيْفَ أَصْبَحْنَا. فَأَمَّا إِذْ لَمْ تَدْرِ أَوْ تَعْلَمْ فَسَأُخْبِرُكَ.
أَصْبَحْنَا فِي قَوْمِنَا بِمَنْزِلَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي آلِ فِرْعَوْنَ إِذْ كَانُوا يُذَبِّحُونَ* أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيُونَ* نِسَاءَهُمْ. وَأَصْبَحَ شَيْخُنَا وَسَيِّدُنَا يَتَقَرَّبُ إِلَى عَدُوِّنَا بِشَتْمِهِ أَوْ سَبِّهِ عَلَى الْمَنَابِرِ. وَأَصْبَحَتْ قُرَيْشٌ تَعُدُّ أَنَّ لَهَا الْفَضْلَ عَلَى الْعَرَبِ لأَنَّ مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْهَا لا يُعَدُّ لَهَا فَضْلٌ إِلا بِهِ. وَأَصْبَحَتِ الْعَرَبُ مُقِرَّةً لَهُمْ بِذَلِكَ. وَأَصْبَحَتِ الْعَرَبُ تَعُدُّ أَنَّ لَهَا الْفَضْلُ عَلَى الْعَجَمِ لأَنَّ مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْهَا لا يُعَدُّ لَهَا فَضْلٌ إِلا بِهِ. وَأَصْبَحَتِ الْعَجَمُ مُقِرَّةً لَهُمْ بِذَلِكَ. فَلَئِنْ كَانَتِ الْعَرَبُ صَدَقَتْ أَنَّ لَهَا الْفَضْلَ عَلَى الْعَجَمِ وَصَدَقَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ لَهَا الْفَضْلَ عَلَى الْعَرَبِ لأَنَّ مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْهَا. إِنَّ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ الْفَضْلَ عَلَى قُرَيْشٍ لأَنَّ مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَّا. فَأَصْبَحُوا يَأْخُذُونَ بِحَقِّنَا وَلا يَعْرِفُونَ لَنَا حَقًّا. فَهَكَذَا أَصْبَحْنَا إِذْ لَمْ تَعْلَمْ كَيْفَ أَصْبَحْنَا. قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يُسْمِعَ مَنْ فِي الْبَيْتِ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أبي سبرة عن سَالِمٍ مَوْلَى جَعْفَرٍ قَالَ:
كَانَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ يُؤْذِي عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ وَأَهْلَ بَيْتِهِ. يَخْطُبُ بِذَلِكَ عَلَى الْمِنْبَرِ. وَيَنَالُ مِنْ عَلِيٍّ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَلَمَّا وَلِيَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَزَلَهُ وَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُوقَفَ لِلنَّاسِ. قَالَ فَكَانَ يَقُولُ: لا وَاللَّهِ مَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ. كُنْتُ أَقُولُ رَجُلٌ صَالِحٌ يُسْمَعُ قَوْلُهُ. فَوَقَفَ لِلنَّاسِ. قَالَ فَجَمَعَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ وَلَدَهُ وَحَامَّتَهُ وَنَهَاهُمْ عَنِ التَّعَرُّضِ. قَالَ وَغَدَا عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ مَارًّا لِحَاجَةٍ فَمَا عَرَضَ لَهُ. قَالَ فَنَادَاهُ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: «اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ» الأنعام:
124.
[أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: لَمَّا عُزِلَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ نَهَانَا أَنْ نَنَالَ مِنْهُ مَا نَكْرَهُ فَإِذَا أَبِي قَدْ جَمَعْنَا فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ عُزِلَ وَقَدْ أُمِرَ بِوَقْفِهِ لِلنَّاسِ. فَلا يَتَعَرَّضْ لَهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ. فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ وَلِمَ؟ وَاللَّهِ إِنَّ أَثَرَهُ عِنْدَنَا لَسَيِّئٌ وَمَا كُنَّا نَطْلُبُ إِلا مِثْلَ هَذَا الْيَوْمِ. قَالَ: يا بني نكله إلى الله فو الله مَا عَرَضَ لَهُ أَحَدٌ مِنْ آلِ حُسَيْنٍ بِحَرْفٍ حَتَّى تَصَرَّمَ أَمْرُهُ.](5/170)
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ أَوْصَى أَنْ لا يُؤْذِنُوا بِهِ أَحَدًا وَأَنْ يُسْرَعَ بِهِ الْمَشْيُ وَأَنْ يُكَفَّنَ فِي قُطْنٍ وَأَنْ لا يُجْعَلَ فِي حَنُوطِهِ مِسْكٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ شَرِيكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ أَمَرَ أُمَّ وَلَدٍ لِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ حِينَ مَاتَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ أَنْ تَغْسِلَ فَرْجَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: مَاتَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ بِالْمَدِينَةِ وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ. وَكَانَ يُقَالُ لِهَذِهِ السُّنَّةِ سَنَةُ الْفُقَهَاءِ لِكَثْرَةِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فِيهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ علي بن حسين بن علي بن أبي طَالِبٍ قَالَ: مَاتَ أَبِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ بِالْبَقِيعِ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ دُكَيْنٍ يَقُولُ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا. أَهْلُ بَيْتِهِ وَأَهْلُ بَلَدِهِ أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنْهُ.
[قَالَ: أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ:
مَاتَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَهَذَا يَدُلُّكَ عَلَى أَنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ كَانَ مَعَ أَبِيهِ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً. وَلَيْسَ قَوْلُ مَنْ قَالَ إِنَّهُ كَانَ صَغِيرًا وَلَمْ يَكُنْ أَنَبْتَ بِشَيْءٍ. وَلَكِنَّهُ كَانَ يَوْمَئِذٍ مَرِيضًا فَلَمْ يُقَاتِلْ. وَكَيْفَ يَكُونُ يَوْمَئِذٍ لَمْ يُنْبِتْ وَقَدْ وُلِدَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ؟ وَلَقِيَ أَبُو جَعْفَرٍ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَرَوَوْا عَنْهُ. وَإِنَّمَا مَاتَ جَابِرٌ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو معشر الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: لَمَّا وُضِعَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ لِيُصَلَّى عَلَيْهِ أَقْشَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَأَهْلُ الْمَسْجِدِ لَيَشْهَدُوهُ. وَبَقِيَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فِي الْمَسْجِدِ وَحْدَهُ. فَقَالَ خَشْرَمٌ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَلا تَشَهَّدُ هَذَا الرَّجُلَ الصَّالِحَ فِي الْبَيْتِ الصَّالِحِ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ: أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فِي الْمَسْجِدِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَشْهَدَ هَذَا الرَّجُلَ الصَّالِحَ فِي الْبَيْتِ الصَّالِحِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثَيْمُ بْنُ نِسْطَاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ(5/171)
سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ خَرَجَ إِلَيْهِ فَصَلَّى عَلَيْهِ وَتَبِعَهُ. وَكَانَ يَقُولُ: شُهُودُ جِنَازَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ صَلاةِ تَطَوُّعٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ يَبْخَلُ فَلَمَّا مَاتَ وَجَدُوهُ يَقُوتُ مِائَةَ أَهْلِ بَيْتٍ بِالْمَدِينَةِ فِي السِّرِّ. قَالُوا وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ ثِقَةً مَأْمُونًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ عَالِيًا رَفِيعًا وَرِعًا.
756- عبد الملك بن الْمُغِيرَةِ
بْنَ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ المطلب بن هاشم بن عبد مناف. وأمه أم ولد. فولد عبد الملك خديجا وعبد الرحمن ونوفلا وإسحاق ويزيد وضريبة وجبابة وأمهم أم عبد الله بنت سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب. وكان عبد الملك يكنى أبا محمد. وكان قليل الحديث وتوفي في خلافة عمر بن عبد العزيز.
757- أبو بكر بن سليمان
بن أبي حثمة بن حذيفة بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبِيدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كعب. وأمه أمة اللَّه بِنْت المسيّب بْن صيفي بْن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. فولد أبو بكر بن سليمان محمدا وعبد الله ونسوة وأمهم أم ولد. والحارث وأمه أم ولد. وأم كلثوم وأمها ابنة شافع بن أنس بن عبدة من بني معيص بن عامر بن لؤي. سمع أبو بكر بن سليمان من سعد بن أبي وقاص وروى عنه الزهري.
758- وأخوه عثمان بن سليمان
بن أبي حثمة بن حذيفة بن غانم. وأمه ميمونة بنت قيس بن ربيعة بن ربعان بن حرثان بن نصر بن عمرو بن ثعلبة بن كنانة بن عمرو بن قين من فهم. فولد عثمان بن سليمان عمر ومحمدا وأمهما أم ولد وقد روى عن عثمان أيضا.
759- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مروان
بن الحكم بْن أبي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس بن
__________
756 الجرح والتعديل (5/ 365) .
757 تهذيب الكمال (1582) ، وتهذيب التهذيب (12/ 25) ، وتقريب التهذيب (2/ 397) ، والتاريخ الكبير (9/ 23) ، والجرح والتعديل (9/ 341) .
758 الجرح والتعديل (6/ 151) .
759 تهذيب الكمال (862) ، وتهذيب التهذيب (6/ 422) ، وتقريب التهذيب (1/ 523) ، والتاريخ الكبير (5/ 429) ، وتاريخ ابن معين (2/ 375) .(5/172)
عبد مناف بن قصي. وأمه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بْن أبي العاص بْن أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ. فولد عبد الملك الوليد ولي الخلافة وسليمان ولي الخلافة ومروان الأكبر. درج. وداود. درج. وعائشة وأمهم أم الوليد ابنة العباس بن جزء بن الحارث بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بْن مازن بْن الْحَارِث بْن قطيعة بن عبس بن بغيض. ويزيد بن عبد الملك ولي الخلافة ومروان ومعاوية. درج. وأمهم عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سُفْيَان بْن حرب بْن أمية بْن عبد شمس. وهشام بن عبد الملك ولي الخلافة وأمه أم هشام بنت هشام بن إسماعيل بن هشام بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر بن مخزوم.
وأبا بكر بن عبد الملك وهو بكار وأمه عائشة بنت موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي. والحكم بن عبد الملك. درج. وأمه أم أيوب بنت عمرو بن عثمان بن عفان وأمها أم الحكم بنت ذؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب الأعمى بن أصرم بن عبد الله بن قمير بن حبشية بن سلول. وعبد الله بن عبد الملك ومسلمة والمنذر وعنبسة ومحمدًا وسعيد الخير والحجاج لأمهات أولاد. وفاطمة بنت عبد الملك تزوجها عمر بن عبد العزيز بن مروان وأمها أم المغيرة بنت المغيرة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة. قَالَ وكان عبد الملك يكنى أبا الوليد وولد سنة ست وعشرين في خلافة عثمان بن عفان وشهد يوم الدار مع أبيه وهو ابن عشر سنين. وحفظ أمرهم وحديثهم. وشتا المسلمون بأرض الروم سنة اثنتين وأربعين.
وهو أول مشتى شتوه بها فاستعمل معاوية على أهل المدينة عبد الملك بن مروان وهو يومئذ ابن ست عشرة سنة فركب عبد الملك بالناس البحر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا يُحَدِّثُ عِنْدَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ جَلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ وَمَعَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَمَرَّ بِهِمَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا آدَبَ هَذَا الْفَتَى وَأَحْسَنَ مُرُوَّتَهُ. فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ هَذَا الْفَتَى أَخَذَ بِخِصَالٍ أَرْبَعَ وَتَرَكَ خِصَالا ثَلاثًا. أَخَذَ بِحُسْنِ الْحَدِيثِ إِذَا حَدَّثَ وَحُسْنِ الاسْتِمَاعِ إِذَا حُدِّثَ وَحُسْنِ البشر إذا لقي وخفة المؤونة إِذَا خُولِفَ. وَتَرَكَ مِنَ الْقَوْلِ مَا يَعْتَذِرُ مِنْهُ. وَتَرَكَ مُخَالَطَةَ اللِّئَامِ مِنَ النَّاسِ. وَتَرَكَ مُمَازَحَةَ مَنْ لا يُوثَقُ بِعَقْلِهِ وَلا مُرُوَّتِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ(5/173)
عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ لَمْ يَزَلْ بِالْمَدِينَةِ فِي حَيَاةِ أَبِيهِ وَوِلايَتِهِ حَتَّى كَانَ أيام الحرة. فلما وثب أهل المدينة فأخرجوا عَامِلَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنِ الْمَدِينَةِ وَأَخْرَجُوا بَنِي أُمَيَّةَ خَرَجَ عَبْدُ الْمَلِكِ مَعَ أَبِيهِ. فَلَقِيَهُمْ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ بِالطَّرِيقِ قَدْ بَعَثَهُ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فِي جَيْشٍ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ. فَرَجَعَ مَعَهُ مَرْوَانُ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَكَانَ مَجْدُورًا فَتَخَلَّفَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِذِي خُشُبٍ. وَأَمَرَ رَسُولا أَنْ يَنْزِلَ مَخِيضَ وَهِيَ فِيمَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَذِي خُشُبٍ عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ مِيلا مِنَ الْمَدِينَةِ وَآخَرَ يَحْضُرُ الْوَقْعَةَ يَأْتِيهُ بِالْخَبَرِ. وَهُوَ يَخَافُ أَنْ تَكُونَ الدَّوْلَةُ لأهل المدينة. فبينا عَبْدُ الْمَلِكِ جَالِسٌ فِي قَصْرِ مَرْوَانَ بِذِي خُشُبٍ يَتَرَقَّبَ إِذَا رَسُولُهُ قَدْ جَاءَ يُلَوِّحُ بِثَوْبِهِ فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: إِنَّ هَذَا لَبَشِيرٌ. فَأَتَاهُ رَسُولُهُ الَّذِي كَانَ بِمَخِيضَ يُخْبِرُهُ أَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ قَدْ قُتِلُوا وَدَخَلَهَا أَهْلُ الشَّامِ. فَسَجَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ أَنْ برأ.
وَقَالَ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ: كَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ قَدْ أَخَذُوا عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ حِينَ أَخْرَجُوهُمُ الْعُهُودَ وَالْمَوَاثِيقَ أَنْ لا يَدُلُّوا عَلَى عَوْرَةٍ لَهُمْ وَلا يُظَاهِرُوا عَلَيْهِمْ عَدُوًّا.
فَلَمَّا لَقِيَهُمْ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ بِوَادِي الْقُرَى قَالَ مَرْوَانُ لابْنِهِ عَبْدِ الْمَلِكِ. ادْخُلْ عَلَيْهِ قَبْلِي لعله يجتزئ بِكَ مِنِّي. فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ. هَاتِ مَا عِنْدَكَ. أَخْبِرْنِي خَبَرَ النَّاسِ وَكَيْفَ تَرَى. فَقَالَ: نَعَمْ. ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِخَبَرِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَدَلَّهُ عَلَى عَوْرَاتِهِمْ وَكَيْفَ يُؤْتَوْنَ وَمِنْ أَيْنَ يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ وَأَيْنَ يَنْزِلُ. ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ مَرْوَانُ فَقَالَ: إِيهِ مَا عِنْدَكَ؟ قَالَ: أَلَيْسَ قَدْ دَخَلَ عَلَيْكَ عَبْدُ الْمَلِكِ؟ قَالَ: بَلَى.
قَالَ: فَإِذَا لَقِيتَ عَبْدَ الْمَلِكِ فَقَدْ لَقِيتَنِي. قَالَ: أَجَلْ. ثُمَّ قَالَ مُسْلِمٌ: وَأَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ الْمَلِكِ! قَلَّ مَا كَلَّمْتُ مِنْ رِجَالِ قُرَيْشٍ رَجُلا بِهِ شِبْهًا.
قَالَ: أخبرنا أَبُو عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ هَمْدَانَ مِنْ وَدَاعَةَ مِنْ أَهْلِ الأُرْدُنِّ قال قَالَ: كُنَّا مَعَ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ مَقْدَمَهُ الْمَدِينَةَ فَدَخَلْنَا حَائِطًا بِذِي الْمَرْوَةِ فَإِذَا شَابٌّ حَسَنُ الْوَجْهِ وَالْهَيْئَةِ قَائِمٌ يُصَلِّي.
فَطُفْنَا فِي الْحَائِطِ سَاعَةً وَفَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ. فَقَالَ لِي: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَمِنْ هَذَا الْجَيْشِ أَنْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: أَتَؤُمُّونَ ابْنَ الزُّبَيْرِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: مَا أَحَبُّ أَنَّ لِيَ مَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ كُلِّهِ وَأَنِّي سِرْتُ إِلَيْهِ. وَمَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ الْيَوْمَ أَحَدٌ خَيْرٌ منه.(5/174)
قَالَ فَإِذَا هُوَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ. فَابْتُلِيَ بِهِ حَتَّى قَتَلَهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ.
قَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ جَالَسَ الْفُقَهَاءَ وَالْعُلَمَاءَ وَحَفِظَ عَنْهُمْ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: بُويِعَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ بِالْخِلافَةِ بِالْجَابِيَةِ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ لِثَلاثٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ. فَلَقِيَ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ الْفِهْرِيَّ بِمَرْجِ رَاهِطٍ فَقَتَلَهُ. ثُمَّ بايع بعد ذلك لابْنَيْهِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنَيْ مَرْوَانَ بِالْخِلافَةِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: مَاتَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ بِدِمَشْقَ لِهِلالِ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ. فَاسْتَقْبَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْخِلافَةَ مِنْ يَوْمَئِذِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إسماعيل بن إبراهيم عن أبيه قَالَ:
تَهَيَّأَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ لِلْخُرُوجِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَسَارَ حَتَّى أَتَى بَاجُمَيْرَا قَرْيَةً عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ دُونَ الأَنْبَارِ بِثَلاثَةِ فَرَاسِخَ. فَنَزَلَهَا. وَبَلَغَ عَبْدَ الْمَلِكِ فَجَمَعَ جُنُودَهُ ثُمَّ سَارَ فِيهِمْ يَؤُمُّ الْعِرَاقَ لِقِتَالِ مُصْعَبٍ. وَقَالَ لِرَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ وَهُوَ يَتَجَهَّزُ: وَاللَّهِ إِنَّ فِي أَمْرِ هَذِهِ الدُّنْيَا لَعَجَبًا. لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَفْقِدُهُ اللَّيْلَةَ الْوَاحِدَةَ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي نَجْتَمِعُ فِيهِ فَكَأَنِّي وَالْهٌ. وَيَفْقِدُنِي فَيَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ. وَلَقَدْ كُنْتُ أُوتَى بِاللَّطَفِ فَمَا أُرَاهُ يَجُوزُ لِي أَكَلُهُ حَتَّى أَبْعَثَ بِهِ إِلَى مُصْعَبٍ أَوْ بِبَعْضِهِ. ثُمَّ صِرْنَا إِلَى السَّيْفِ. وَلَكِنَّ هَذَا الْمُلْكَ عَقِيمٌ لَيْسَ أَحَدٌ يُرِيدُهُ مِنْ وَلَدٍ وَلا وَالِدٍ إِلا كَانَ السَّيْفُ.
وَإِنَّمَا يَقُولُ هَذَا الْقَوْلَ عَبْدُ الْمَلِكِ لأَنَّ خَالِدَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَعَمْرَو بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ جَالِسَانِ مَعَهُ. فَأَرَادَهُمَا بِهِ. وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَخَافُهُمَا. قَدْ عَرَفَ أَنَّ عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ أَطْوَعُ النَّاسِ عِنْدَ أَهْلِ الشَّامِ وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قد كان مروان أطعمه فِي الْعَقْدِ لَهُ بَعْدَهُ. فَعَقَدَ مَرْوَانُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ ولعَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ. فَأَيِسَ خَالِدٌ. وَهُوَ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى الطَّمَعِ وَالْخَوْفِ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا سَارَ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنْ دِمَشْقَ يَؤُمُّ الْعِرَاقَ إِلَى مُصْعَبٍ لِقِتَالِهِ. فَكَانَ دُونَ بُطْنَانِ حَبِيبٍ بِلَيْلَةٍ. جَلَسَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ وَعَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ فَتَذَاكَرَا أَمْرَ عَبْدِ الْمَلِكِ(5/175)
وَمَسِيرَهُمَا مَعَهُ عَلَى خَدِيعَةٍ مِنْهُ لَهُمَا وَمَوَاعِيدَ بَاطِلَةٍ. قَالَ عَمْرٌو: فَإِنِّي رَاجِعٌ.
فَشَجَّعَهُ خَالِدٌ عَلَى ذَلِكَ. فَرَجَعَ عَمْرٌو إِلَى دِمَشْقَ فَدَخَلَهَا وَالسُّوَرُ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا وَثِيقٌ.
فَدَعَا أَهْلَ الشَّامِ فَأَسْرَعُوا إِلَيْهِ. وَفَقَدَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ وَقَالَ: أَيْنَ أَبُو أُمَيَّةَ؟ فَقِيلَ لَهُ:
رَجَعَ. فَرَجَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِالنَّاسِ إِلَى دِمَشْقَ فَنَزَلَ عَلَى مَدِينَةِ دِمَشْقَ فَأَقَامَ عَلَيْهَا سِتَّ عَشْرَةَ لَيْلَةً حَتَّى فَتَحَهَا عَمْرٌو لَهُ وَبَايَعَهُ. فَصَفَحَ عَنْهُ عَبْدُ الْمَلِكِ ثُمَّ أَجْمَعَ عَلَى قَتَلِهِ.
فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ يَوْمًا يَدْعُوهُ فَوَقَعَ فِي نَفْسِهِ أَنَّهَا رِسَالَةُ شَرٍّ. فَرَكِبَ إِلَيْهِ فِيمَنْ مَعَهُ وَلَبِسَ دِرْعًا مُكَفَّرًا بِهَا وَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَتَحَدَّثَ سَاعَةً. وَقَدْ كَانَ عَهِدَ إِلَى يَحْيَى بْنِ الْحَكَمِ إِذَا خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ أَنْ يَضْرِبَ عُنُقَهُ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: أَبَا أُمَيَّةَ مَا هَذِهِ الْغَوَائِلُ وَالزُّبَى الَّتِي تُحْفَرُ لَنَا؟ ثُمَّ ذَكَرَهُ مَا كَانَ مِنْهُ. وَخَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ وَرَجَعَ وَلَمْ يَقْدَمْ عَلَيْهِ يَحْيَى فَشَتَمَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ. ثُمَّ أَقْدَمَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ عَلَى عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ فَقَتَلَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إسماعيل بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
أَقَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ تِلْكَ السَّنَةَ فَلَمْ يَغْزُ مُصْعَبًا. وَانْصَرَفَ مُصْعَبٌ إِلَى الْكُوفَةِ. فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ خَرَجَ مُصْعَبٌ مِنَ الْكُوفَةِ حَتَّى أَتَى بَاجُمَيْرا فَنَزَلَهَا. وَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمَلِكِ فَتَهَيَّأَ لِلْخُرُوجِ إليه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ أَبُو عَلْقَمَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فروة عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ: لَمَّا أَجْمَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْمَسِيرَ إِلَى مُصْعَبٍ تَهَيَّأَ لِذَلِكَ وَخَرَجَ فِي جُنْدٍ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ. وَسَارَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَسَارَ مُصْعَبٌ حَتَّى الْتَقَيَا بِمَسْكِنَ. ثُمَّ خَرَجُوا لِلْقِتَالِ. وَاصْطَفَّ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ. فَخَذَلَتْ رَبِيعَةُ وَغَيْرُهَا مُصْعَبًا فَقَالَ: الْمَرْءُ ميت على كل حال. فو الله لأن يموت كَرِيمًا أَحْسَنُ مِنْ أَنْ يَضْرَعَ إِلَى مَنْ قَدْ وَتَرَهُ.
لا أَسْتَعِينُ بِهِمْ أَبَدًا وَلا بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ. ثُمَّ قَالَ لابْنِهِ عِيسَى: تَقَدَّمْ فَقَاتِلْ. فَدَنَا ابْنُهُ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. وَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْتَرِ فَقَاتَلَ قِتَالا شَدِيدًا وَكَثَرَهُ الْقَوْمُ فَقُتِلَ.
ثُمَّ صَارُوا إِلَى مُصْعَبٍ وَهُوَ عَلَى سَرِيرٍ لَهُ فَقَاتَلَهُمْ قِتَالا شَدِيدًا وَهُوَ عَلَى السَّرِيرِ حَتَّى قُتِلَ. وَجَاءَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ ظَبْيَانَ فَاحْتَزَّ رَأْسَهُ فَأَتَى بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ فَأَعْطَاهُ أَلْفَ دِينَارٍ فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا. ثُمَّ دَعَا عَبْدُ الْمَلِكِ أَهْلَ الْعِرَاقِ إِلَى الْبَيْعَةِ لَهُ فَبَايَعُوهُ وَانْصَرَفَ إلى الشام.(5/176)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ عَنْ أَبِيهِ. وَغَيْرُهُمَا أَيْضًا قَدْ حَدَّثَنِي قَالُوا: لَمَّا قَتَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ بَعَثَ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ فِي أَلْفَيْنِ مِنْ جُنْدِ أَهْلِ الشَّامِ وَكَتَبَ إِلَى طَارِقِ بْنِ عَمْرٍو يَأْمُرُهُ أَنْ يَلْحَقَ بِالْحَجَّاجِ. فَسَارَ طَارِقٌ فِي أصحابه وهم خمسة آلاف فلحق الحجاج. فَحَصَرُوا ابْنَ الزُّبَيْرِ وَقَاتَلُوا وَنَصَبُوا عَلَيْهِ الْمَنْجَنِيقَ. وَحَجَّ بِالنَّاسِ الْحَجَّاجُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَابْنُ الزُّبَيْرِ مَحْصُورٌ. ثُمَّ صَدَرَ الْحَجَّاجُ وَطَارِقٌ فَنَزَلا بِئْرَ مَيْمُونٍ وَلَمْ يَطُوفَا بِالْبَيْتِ وَلَمْ يَقْرَبَا النِّسَاءَ وَلا الطِّيبَ إِلَى أَنْ قُتِلَ ابْنُ الزبير. فطافا بالبيت وذبحا جزورا. وحصر ابْنَ الزُّبَيْرِ لَيْلَةَ هِلالِ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَسَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا. وَقُتِلَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ. وَبَعَثَ بِرَأْسِهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِالشَّامِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ. وَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ بِالْبَيْعَةِ. وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَسَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ بِالْبَيْعَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ ضَرَبَ الدَّنَانِيرَ وَالدَّرَاهِمَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ. وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ ضَرْبَهَا وَنَقَشَ عَلَيْهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي هِلالٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ مَثَاقِيلُ الْجَاهِلِيَّةِ الَّتِي ضَرَبَ عَلَيْهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ قِيرَاطًا إِلا حَبَّةً بِالشَّامِيِّ. وَكَانَتِ الْعَشَرَةُ وَزْنَ سَبْعَةٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أُجْمِعَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى تِلْكَ الأَوْزَانِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَقَامَ الْحَجَّ لِلنَّاسِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ. فَلَمَّا مَرَّ بِالْمَدِينَةِ نَزَلَ فِي دَارِ أَبِيهِ فَأَقَامَ أَيَّامًا ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى ذِي الْحُلَيْفَةِ وَخَرَجَ مَعَهُ النَّاسُ فَقَالَ لَهُ(5/177)
أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ: أَحْرِمْ مِنَ الْبَيْدَاءِ. فَأَحْرَمَ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنَ الْبَيْدَاءِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله بن جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ يَقُولُ: أَنَا أَمَرْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ أَنْ يُحْرِمَ مِنَ الْبَيْدَاءِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يُلَبِّي بَعْدَ أَنَّ دَخَلَ الْحَرَمَ حَتَّى طَافَ بِالْبَيْتِ ثُمَّ أَمْسَكَ عَنِ التَّلْبِيَةِ. ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَاحَ إِلَى الْمَوْقِفِ. قَالَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لابْنِ عُمَرَ فَقَالَ:
كُلُّ ذَلِكَ قَدْ رَأَيْتُ. فَأَمَّا نَحْنُ فَإِنَّمَا نَأْخُذُ بِالتَّكْبِيرِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَنَّهُ خَطَبَ فِي حَجَّتِهِ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ وَيَوْمَ عَرَفَةَ وَالْغَدِ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ وَيَوْمَ النَّفَرِ الأَوَّلِ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بن عبد الله بن أبي فروة قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ أُوَيْسٍ الْعَامِرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَقُولُ لِقَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ: هَلْ سَمِعْتُ فِيَ الْوَدَاعِ بِدُعَاءِ مُوَقَّتٍ؟ فَقَالَ: لا. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: وَلا أَنَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ: طُفْتُ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِالْبَيْتِ فَلَمَّا كَانَ الشَّوْطُ السَّابِعُ دَنَا مِنَ الْبَيْتِ يَتَعَوَّذُ فَجَذَبْتُهُ فَقَالَ: مَا لَكَ يَا حَارِ؟
قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتَدْرِي أَوَّلَ مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ قَوْمِكَ. قَالَ فَمَضَى عَبْدُ الْمَلِكِ وَلَمْ يَتَعَوَّذْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: طَافَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِلْقُدُومِ فَلَمَّا صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ قَالَ لَهُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ: عُدْ إِلَى الرُّكْنِ الأَسْوَدِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الصَّفَا. فَالْتَفَتَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى قَبِيصَةَ فَقَالَ قَبِيصَةُ: لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَعُودُ إِلَيْهِ. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: طُفْتُ مَعَ أَبِي فَلَمْ أَرَهُ عَادَ إِلَيْهِ. ثُمَّ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: يَا حَارِ تَعَلَّمْ مِنِّي كَمَا تَعَلَّمْتُ مِنْكَ حَيْثُ أَرَدْتُ أَنْ أَلْتَزِمَ الْبَيْتَ فَأَبَيْتَ عَلَيَّ. قَالَ: أَفْعَلُ يا أمير(5/178)
الْمُؤْمِنِينَ. مَا هُوَ بِأَوَّلِ عِلْمٍ اسْتَفَدْتُ مِنْ عِلْمِكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَرَحَّبَ بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ وَقَرَّبَهُ فَقَالَ جَابِرٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الْمَدِينَةَ حَيْثُ تَرَى وَهِيَ طَيْبَةٌ سَمَّاهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَهْلَهَا مَحْصُورُونَ. فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَصِلَ أَرْحَامَهُمْ وَيَعْرِفَ حَقَّهُمْ فَعَلَ. قَالَ فَكَرِهَ ذَلِكَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَأَعْرَضَ عَنْهُ. وَجَعَلَ جَابِرٌ يُلِحُّ عَلَيْهِ حَتَّى أَوْمَأَ قَبِيصَةُ إِلَى ابْنِهِ وَهُوَ قَائِدُهُ. وَكَانَ جَابِرٌ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ. أَنْ أَسْكِتْهُ. قَالَ فَجَعَلَ ابْنُهُ يُسَكِّتُهُ. قَالَ جَابِرٌ: وَيْحَكَ مَا تَصْنَعُ بِي؟ قَالَ: اسْكُتْ.
فَسَكَتَ جَابِرٌ. فَلَمَّا خَرَجَ أَخَذَ قَبِيصَةُ بِيَدِهِ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ صَارُوا مُلُوكًا. فَقَالَ لَهُ جَابِرٌ: أَبْلَى اللَّهُ بَلاءً حَسَنًا فَإِنَّهُ لا عُذْرَ لَكَ وَصَاحِبُكَ يَسْمَعُ مِنْكَ.
قَالَ: يَسْمَعُ وَلا يَسْمَعُ. مَا وَافَقَهُ سَمِعَ. وَقَدَ أَمَرَ لَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِخَمْسَةِ آلافِ دِرْهَمٍ فَاسْتَعِنْ بِهَا عَلَى زَمَانِكَ. فَقَبَضَهَا جَابِرٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قال: أَقَامَ الْحَجَّ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ ثُمَّ صَدَرَ فَمَرَّ عَلَى الْمَدِينَةِ فَخَطَبَ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ. ثُمَّ أَقَامَ خَطِيبًا لَهُ آخَرَ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى الْمِنْبَرِ فَتَكَلَّمَ الْخَطِيبُ. فَكَانَ مِمَّا تَكَلَّمَ بِهِ يَوْمَئِذٍ أَنْ وَقَعَ بِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَذَكَرَ مِنْ خِلافِهِمُ الطَّاعَةَ وَسُوءَ رَأْيِهِمْ فِي عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَمَا فَعَلَ أَهْلُ الْحَرَّةِ. ثُمَّ قَالَ: مَا وَجَدْتُ لَكُمْ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ مَثَلا إِلا الْقَرْيَةَ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ:
«وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ» النحل: 112.
فَبَرَكَ ابن عبد فقال للخطيب: كذبت لَسْنَا كَذَلِكَ. اقْرَأ الآيَةَ الَّتِي بَعْدَهَا: «وَلَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ وَهُمْ ظالِمُونَ» النحل: 113. وَإِنَّا آمَنَّا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ. فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ ابْنُ عَبْدٍ وَثَبَ الْحَرَسُ عَلَيْهِ فَالْتَفُّوا بِهِ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُمْ قَاتَلُوهُ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ الْمَلِكِ فَرَدَّهُمْ عَنْهُ. فَلَمَّا فَرَغَ الْخَطِيبُ وَدَخَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ الدَّارَ أَدْخَلَ عَلَيْهِ ابْنَ عَبْدٍ. قَالَ فَمَا أَجَازَ أَحَدًا أَكْثَرَ مِنْ جَائِزَتِهِ وَلا كَسَا أَحَدًا أَكْثَرَ مِنْ كِسْوَتِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ(5/179)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدٍ قَالَ: لَمَّا تَكَلَّمَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ أَبِي وَثَبَّتَ الشُّرْطَةَ إِلَى أَبِي فَدَخَلُوا بِهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. قَالَ فَأَغْلَظَ لَهُ بَعْضَ الْغِلْظَةِ بَيْنَ يَدَيْ أَهْلِ الشَّامِ. قَالَ فَلَمَّا خَرَجَ أَهْلُ الشَّامِ قَالَ لَهُ: يَا ابْنَ عَبْدٍ قَدْ رَأَيْتُ مَا صَنَعْتَ وَقَدْ عَفَوْتُ ذَلِكَ عَنْكَ. وَإِيَّاكَ أَنْ تَفْعَلَهَا بِوَالٍ بَعْدِي فَأَخْشَى أَنْ لا يَحْمِلَ لَكَ مَا حَمَلْتُ. إِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ وَحَلِيفُنَا مِنَّا وَأَنْتَ أَحَدُنَا.
مَا دَيْنُكَ؟ قَالَ: خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ. قَالَ فَأَمَرَ لَهُ بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ وَأَجَازَهُ بِمِائَةِ دِينَارٍ سِوَى ذَلِكَ. قَالَ وَكَسَاهُ كِسْوَةً فِيهَا كِسَاءُ خَزٍّ أَخْضَرُ عِنْدَنَا قِطْعَةٌ مِنْهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أَبِي سَبْرَةَ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ثَعْلَبَةَ بْنَ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ فِي الشِّعْبِ فَأَدْرَكَنِي دُونَ جَمْعٍ فَسِرْتُ مَعَهُ فَقَالَ: صَلَّيْتَ بَعْدُ؟
فَقُلْتُ: لا لَعَمْرِي. قَالَ: فَمَا مَنَعَكَ مِنَ الصَّلاةِ؟ قَالَ قُلْتُ: إِنِّي فِي وَقْتٍ بَعْدُ.
فَقَالَ: لا لَعَمْرِي مَا أَنْتَ فِي وَقْتٍ. قَالَ ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّكَ مِمَّنْ يَطْعُنُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَأَشْهَدَ عَلَيَّ أَبِي لأُخْبَرَ أَنَّهُ رَآهُ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ فِي الشِّعْبِ. فَقُلْتُ: وَمِثْلُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا وَأَنْتَ الإِمَامُ! وَمَا لِي وَلِلطَّعْنِ عَلَيْهِ وَعَلَى غَيْرِهِ؟ قَدْ كُنْتُ لَهُ لازِمًا وَلَكِنِّي رَأَيْتُ عُمَرَ. رحمه الله. لا يصلي حتى يبلغ جمعا. وَلَيْسَتْ سُنَّةٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ سُنَّةِ عُمَرَ. فقال: رحم الله عمر.
فعثمان كَانَ أَعْلَمَ بِعُمَرَ. لَوْ كَانَ عُمَرُ فَعَلَ هَذَا لاتَّبَعَهُ عُثْمَانُ. وَمَا كَانَ أَحَدٌ أَتْبَعَ لأَمْرِ عُمَرَ مِنْ عُثْمَانَ. وَمَا خَالَفَ عُثْمَانُ عُمَرَ فِي شَيْءٍ مِنْ سِيرَتِهِ إِلا بِاللِّينِ فَإِنَّ عُثْمَانَ لانَ لَهُمْ حَتَّى رُكِبَ. وَلَوْ كَانَ غَلَّظَ عَلَيْهِمْ جَانَبَهُ كَمَا غَلَّظَ عَلَيْهِمِ ابْنُ الْخَطَّابِ مَا نَالُوا مِنْهُ مَا نَالُوا. وَأَيْنَ النَّاسُ الَّذِينَ كَانَ يَسِيرُ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَالنَّاسُ الْيَوْمَ! يَا ثَعْلَبَةُ إِنِّي رَأَيْتُ سِيرَةَ السُّلْطَانِ تَدُورُ مَعَ النَّاسِ. إِنْ ذَهَبَ الْيَوْمَ رَجُلٌ يَسِيرُ بِتِلْكَ السِّيرَةِ أُغِيرَ عَلَى النَّاسِ فِي بُيُوتِهِمْ وَقُطِعَتِ السُّبُلُ وَتَظَالَمَ النَّاسُ وَكَانَتِ الْفِتَنُ. فَلا بُدَّ لِلْوَالِي أَنْ يَسِيرَ فِي كُلِّ زَمَانٍ بِمَا يُصْلِحُهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أَبِي سَبْرَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى الْحَنَّاطِ عَنِ ابْنِ كَعْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ أَنْ يَلْزَمَ الأَمْرَ الأَوَّلَ لأَنْتُمْ. وَقَدْ سَالَتْ عَلَيْنَا أَحَادِيثُ مِنْ قِبَلِ هَذَا الْمَشْرِقِ لا نَعْرِفُهَا وَلا نَعْرِفُ مِنْهَا إِلا قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ. فالزموا مَا فِي مُصْحَفِكُمُ الَّذِي(5/180)
جَمْعَكُمْ عَلَيْهِ الإِمَامُ الْمَظْلُومُ. رَحِمَهُ اللَّهُ. وَعَلَيْكُمْ بِالْفَرَائِضِ الَّتِي جَمْعَكُمْ عَلَيْهَا إِمَامُكُمُ الْمَظْلُومُ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَإِنَّهُ قَدِ اسْتَشَارَ فِي ذَلِكَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَنِعْمَ الْمُشِيرُ كَانَ لِلإِسْلامِ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَأَحْكَمَا مَا أَحْكَمَا وَأَسْقَطَا مَا شَذَّ عَنْهُمَا.
قَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ قَدْ هَمَّ أَنْ يَخْلَعَ أَخَاهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ وَيَعْقِدَ لابْنَيْهِ الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ بَعْدَهُ بِالْخِلافَةِ. فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ وَقَالَ لَهُ: لا تَفْعَلْ هَذَا فَإِنَّكَ تَبْعَثُ بِهِ عَلَيْكَ صَوْتًا نَعَّارًا. وَلَعَلَّ الْمَوْتَ يَأْتِيهُ فَتَسْتَرِيحُ مِنْهُ.
فَكَفَّ عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ ذَلِكَ وَنَفْسُهُ تُنَازِعُهُ أَنْ يَخْلَعَهُ. فَدَخَلَ عَلَيْهِ لَيْلَةً رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ الْجُذَامِيُّ وَكَانَ يَبِيتُ عِنْدَ عبد الملك ووسادهما وَاحِدٌ. وَكَانَ أَحْلَى النَّاسِ عِنْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ خَلَعْتَهُ مَا انْتَطَحَتْ فِيهِ عَنْزَانِ. قَالَ: تَرَى ذَلِكَ يَا أبا زرعة؟ قال: إي والله. وأنا أَوَّلُ مَنْ يُجِيبُكَ إِلَى ذَلِكَ. فَقَالَ نُصَيْحٌ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ. قَالَ فَبَيْنَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ وَقَدْ نَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَرَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ إِلَى جَنْبِهِ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِمَا قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ طُرُوقًا. وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ تَقَدَّمَ إِلَى حِجَابِهِ فَقَالَ: لا يُحْجَبُ عَنِّي قَبِيصَةُ أَيَّ سَاعَةٍ جَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ. إِذَا كُنْتُ خَالِيًا أَوْ كَانَ عِنْدِي رَجُلٌ وَاحِدٌ. وَإِنْ كُنْتُ عِنْدَ النِّسَاءِ أُدْخِلَ الْمَجْلِسَ وَأُعْلِمْتُ بِمَكَانِهِ. فَدَخَلَ وَكَانَ الْخَاتَمُ إِلَيْهِ. وَكَاتِبُ السِّكَّةِ إِلَيْهِ. تَأْتِيهُ الأَخْبَارُ قَبْلَ عَبْدِ الْمَلِكِ فَيَقْرَأُ الْكُتُبَ قَبْلَهُ ثُمَّ يَأْتِي بِهَا مَنْشُورَةً إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَيَقْرَؤُهَا إِعْظَامًا لِقَبِيصَةَ. فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: آجَرَكَ اللَّهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي أَخِيكَ. قَالَ: وَهَلْ تُوُفِّيَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ فَاسْتَرْجَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى رَوْحٍ فَقَالَ: أَبَا زُرْعَةَ كَفَانَا اللَّهُ مَا كُنَّا نُرِيدُ وَمَا أَجْمَعْنَا عَلَيْهِ. وَكَانَ ذَلِكَ مُخَالِفًا لَكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ. فَقَالَ قَبِيصَةُ: وَمَا هُوَ؟
فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ. فَقَالَ قَبِيصَةُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الرَّأْيَ كُلَّهُ فِي الأَنَاةِ. وَالْعَجَلَةَ فِيهَا مَا فِيهَا. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: رُبَّمَا كَانَ فِي الْعَجَلَةِ خَيْرٌ كَثِيرٌ. أَرَأَيْتَ عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ. أَلَمْ تَكُنِ الْعَجَلَةُ فِي أَمْرِهِ خَيْرًا مِنَ التَّأَنِّي فِيهِ؟ وَأَمَّرَ عَبْدُ الْمَلِكِ ابْنَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى مِصْرَ وَعَقَدَ لابْنَيْهِ الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ بَعْدَهُ بِالْخِلافَةِ. وَكَتَبَ فِي الْبُلْدَانِ فَبَايَعَ لَهُمَا النَّاسُ. وَكَانَ مَوْتُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ رِجَالِهِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالُوا: قَدْ حَفِظَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ عُثْمَانَ وَسَمِعَ مِنَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَجَابِرِ بْنِ عبد الله(5/181)
وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ. وَكَانَ عَابِدًا نَاسِكًا قَبْلَ الْخِلافَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ وَمَا بِالْمَدِينَةِ شَابٌّ أَشَدُّ تَشْمِيرًا وَلا أَطْلُبُ لِلْعِلْمِ مِنْهُ.
وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَلا أَشَدُّ اجْتِهَادًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ التَّيْمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَطِيَّةَ مَوْلَى خُزَاعَةَ عَنِ ابْنِ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نَسْمَعُ نِدَاءَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ: يَا أَهْلَ النَّعَمِ لا تُقَلِّلُوا شَيْئًا مِنْهَا مَعَ الْعَافِيَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صُهَيْبٍ أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَبْتَاعُ بِمِنًى بَدَنَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يُسْأَلُ عَنْ رَبْطِ الأَسْنَانِ بِالذَّهَبِ قَالَ: لا بَأْسَ بِهِ. رَبَطَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ كَانَ يَشُدُّ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ رَبَطَ أَسْنَانَهُ بِذَهَبٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ قَالَ: مَاتَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بِدِمَشْقَ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِلنِّصْفِ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَلَهُ سِتُّونَ سَنَةً.
فَكَانَتْ وِلايَتُهُ مِنْ يَوْمِ بُويِعَ إِلَى يَوْمِ تُوُفِّيَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً وَشَهْرًا وَنِصْفًا. وَكَانَ تِسْعُ سِنِينَ مِنْهَا يُقَاتِلُ فِيهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ بِالشَّامِ ثم بالعراق بَعْدَ مَقْتَلِ مُصْعَبٍ. وَبَقِيَ بَعْدَ مَقْتَلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَاجْتِمَاعِ النَّاسِ عَلَيْهِ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً وَأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ إِلا سَبْعَ لَيَالٍ. وَقَدْ رُوِيَ لَنَا أَنَّهُ مَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً. وَالأَوَّلُ أَثْبَتُ وَهُوَ عَلَى مَوْلِدِهِ سَوَاءٌ.
762- عبد العزيز بن مروان بن الحكم بْن أبي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس.
__________
760 تهذيب الكمال (843) ، وتهذيب التهذيب (6/ 356) ، وتقريب التهذيب (1/ 512) ، والتاريخ الكبير (6/ 8) ، والجرح والتعديل (5/ 393) .(5/182)
وأمه ليلى بِنْت زبان بْن الأصبغ بْن عَمْرو بْن ثَعْلَبَة بْن الْحَارِث بْن حصن بْن ضمضم بْن عدي بْن جناب من كلب. ويكنى عبد العزيز أبا الأصبغ. فولد عبد العزيز بن مروان عمر. رضي الله عنه. ولي الخلافة. وعاصما وأبا بكر ومحمدا. درج. وأمهم أم عاصم بنت عاصم بن الخطاب بن نفيل من بني عدي بن كعب. والأصبغ بن عبد العزيز وبه كان يكنى وأم عثمان وأم محمد لأم ولد. وسهيلا وأم الحكم وأمهم أم عبد الله بنت عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بْنِ وائل السهمي. وزبان بن عبد العزيز وجزيا لام ولد. وأم البنين وأمها ليلى بنت سهيل بن حنظلة بْن الطفيل بْن مالك بْن جَعْفَر بْن كلاب. وقد روى عبد العزيز عن أبي هريرة. وكان ثقة قليل الحديث. وكان مروان بن الحكم قد عقد بولاية العهد لعبد الملك بن مروان وبعده عبد العزيز بن مروان وولاه مصر فأقره عليها عبد الملك. وثقل على عبد الملك مكانه فأراد خلعه ليبايع لابنيه الوليد وسليمان بالخلافة بعده فمنعه من ذلك قبيصة بن ذؤيب. وكان على خاتمه وكان له مكرما مجلا. فكف عن ذلك. وتوفي عبد العزيز بمصر في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين. وبلغ الخبر عبد الملك بن مروان ليلا. فلما أصبح دعا الناس فبايع للوليد بالخلافة من بعده ثم لسليمان من بعد الوليد.
761- محمد بن مروان
بن الحكم بْن أبي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس. وأمه أم ولد يقال لها زينب. فولد محمد بن مروان مروان. وولي الخلافة وهو آخر خلفاء بني أمية وهو الذي قتله العباس حين أظهروا دعوتهم. وأمه أم ولد. ويزيد وأمه رملة بنت يزيد بن عبيد الله بن شيبة بن ربيعة بن عبد شمس. وعبد الرحمن وأمه أم جميل بنت عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب بن نفيل. ومنصورا لأم ولد.
وعبد العزيز لأم ولد. وعبدة ورملة لأمهات أولاد. وقد روى الزهري عن محمد بن مروان.
762- عمرو بن سعيد
بن العاص بن سعيد أبي أحيحة بن العاص بن أمية بن عبد شمس. وأمه أم البنين بنت الحكم بْن أبي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس.
__________
761 الجرح والتعديل (8/ 85) .
762 الجرح والتعديل (6/ 236) .(5/183)
فولد عمرو بن سعيد أمية وسعيدا وإسماعيل ومحمدا وأم كلثوم وأمهم أم حبيب بنت حريث بن سليم بن عش بن لبيد بن عداء بن أمية بن عبد الله بن رزاح بن رَبِيعَةُ بْنُ حَرَامِ بْنِ ضِنَّةَ بْنِ عَبْدِ بن كبير بن عذرة من قضاعة. وعبد الملك وعبد العزيز ورملة وأمهم سودة بنت الزبير بن العوام بن خويلد. وموسى وعمران وأمهما عائشة بنت مطيع بن ذي اللحية بن عبد بْن عَوْفِ بْن كَعْبِ بْن أَبِي بَكْر بن كلاب من بني عامر. وعبد الله وعبد الرحمن لأم ولد. وأم موسى وأمها نائلة بنت فريص بْنِ رَبِيعِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مَصَادِ بْنِ حِصْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُلَيْمٍ مِنْ كَلْبٍ. وأم عمران بنت عمرو وأمها أم ولد.
قالوا: وكان عمرو بن سعيد من رجال قريش. وكان يزيد بن معاوية قد ولاه المدينة فقتل الحسين وهو على المدينة فبعث إليه برأس الحسين فكفنه ودفنه بالبقيع إلى جنب قبر أمه فاطمة بِنْت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وكتب إليه يزيد أن يوجه إلى عبد الله بن الزبير جيشا فوجه إليه جيشا واستعمل عليهم عمرو بن الزبير بن العوام.
وحج عمرو بن سعيد بالناس سنة. وكان أحب الناس إلى أهل الشأم وكانوا يسمعون له ويطيعون. فلما ولي عبد الملك بن مروان الخلافة خافه. وقد كان عمرو غالطه وتحصن بدمشق ثم فتحها له وبايعه بالخلافة. فلم يزل عبد الملك مرصدا له لا يأمنه حتى بعث إليه يوما خاليا فعاتبه على أشياء قد عفاها عنه. ثم وثب عليه فقتله. وكان عمرو يكنى أبا أمية. وقد روى عمرو عن عمر.
763- يحيى بن سعيد
بن العاص بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عبد شمس.
وأمه العالية بنت سلمة بن يزيد بن مشجعة بن المجمع بن مالك بن كعب بْن سعد بْن عوف بْن حريم بْن جعفى بن سعد العشيرة. فولد يحيى بن سعيد سعيدا وإسماعيل وربيحة. وهي أم رباح. وفاختة ورقية وأم عمر وأمهم أم عيسى بنت عبيد الله بن عمر بن الخطاب. وعمرا وعثمان وأمهما زينب بنت عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص. وعمر وأمه أم عمرو بنت عمر بن جرير بن عبد الله البجلي.
وأبانا وعنبسة وحصينا ومحمدا وهشاما لأمهات أولاد. وآمنة وأمها أم سلمة بنت الحليس بن حبيب بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب. ورملة وعليه وفاختة
__________
763 الجرح والتعديل (9/ 149) .(5/184)
الصغرى وأمهن أم ولد. وأم عثمان وأمها أم ولد. وكان قليل الحديث.
764- عنبسة بن سعيد
بن العاص بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عبد شمس.
وأمه أم ولد. فولد عنبسة بن سعيد عبد الله لأم ولد. وعبد الرحمن لأم ولد. وخالدا وأمه أم النعمان بنت محمد بن الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة الكندي. وعبد الملك وأمه أروى بنت عبد الله بن عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس. وعثمان لأم ولد. وسعيدا وأم عنبسة وأم كلثوم وأمهم أم عمر بنت عمر بن سعد بن أبي وقاص. والحجاج ومحمدا وسليمان وزيادا ومروان وآمنة وأم عثمان وأم أبان وأم خالد لأمَّهات شَتَّى. وأم الوليد وأمها الرّداح بنت عُمَيْر بن السليل بن قيس بن مسعود بن قيس بن خالد ذي الجدين.
وقد روى عنبسة بن سعيد عن أبي هريرة.
765- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ
بْن مَخْرَمَةُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي. وأمه درة بِنْت عُقْبَة بْن رافع بْن امرئ القيس بْن زَيْد بْن عَبْد الأشهل من الأوس. فولد عبد الله بن قيس محمدا وموسى ورقية وأمهم أم سعيد بنت كباثة بن عرابة بن أوس بن قيظى بن عمرو من الأنصار ثم من بني حارثة. والمطلب وحكيما وأمهما أم إياس بنت يزيد بن عبد الله بن ذي حَفْن من حِمْيَر. وعبد الرحمن والحكم وعبد الله وأم الفضل وأمهم أم عبد الله بنت عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَة بن وهب بْن عدي بْن مالك بْن عدي بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النجار. وعبد الملك وأم سلمة وأمهما أم ولد.
766- وأخوه محمد بْنِ قَيْسِ
بْن مَخْرَمَةُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي. وأمه
__________
764 الجرح والتعديل (6/ 398) .
765 تاريخ خليفة (293) ، (296) ، التاريخ الكبير (5/ ت 547) ، والمعرفة والتاريخ (1/ 296، 466، 467) ، القضاة لوكيع (1/ 124) ، ثقات ابن حبان (5/ 10، 44) ، وأنساب القرشيين (206) ، والكامل لابن الأثير (4/ 373) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (174) ، وتهذيب الكمال (3492) ، وتاريخ الإسلام (3/ 269) ، وتهذيب التهذيب (5/ 363، 364) ، والإصابة (3/ ت 6188) ، وتقريب التهذيب (1/ 441) ، وخلاصة الخزرجي (2/ ت 3740) .
766 تهذيب الكمال (1261) ، وتهذيب التهذيب (9/ 412) ، وتقريب التهذيب (2/ 202) ، والتاريخ الكبير (1/ 211) ، والجرح والتعديل (8/ 63) .(5/185)
درة بِنْت عُقْبَة بْن رافع بْن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل. فولد محمد بن قيس يحيى الأكبر وعمرا الأكبر وأم القاسم وجمال والصعبة الكبرى وأم عبد الله وأمهم أم جميل بنت المسيب بن أبي السائب بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. والحسن والحسين والحكيم والصعبة الصغرى وقيسا الأكبر وقيسا الأصغر ومحمدا الأصغر وجمال الصغرى وحفصة وأم الحسن وفاطمة وأمهم أم الحسن بنت الحكيم بن الصلت بن مخرمة. وعمرا الأصغر لأم ولد. ويحيى الأصغر لأم ولد.
767- المغيرة بن أبي بردة
من بني عبد الدار بن قصي.
768- عبد الله بن عبد الرحمن
بن أزهر بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بن الحارث بن زهرة. وأمه أم سلمة بنت خفاجة بن هرثمة بن مسعود من بني نصر بْن معاوية بْن بَكْر بْن هوزان. فولد عبد الله بن عبد الرحمن جعفرا وعبد الرحمن وأم عمرو وحفصة وأمهم أم جميل بنت عبد الله بن مكمل بن عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ. وقد روى الزهري عن عبد الله بن عبد الرحمن.
769- عبد الرحمن بن عبد الله
بن مكمل بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بن الحارث بن زهرة. وأمه من حمير. ثم من يحصب. أصابها سباء. فولد عبد الرحمن الحسن وأم حبيب وأمهما خديجة بنت أزهر بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بن زهرة. وسعدا ومروان وبريهة وأم عمرو وهندا وأمهم أم النعمان بنت عبد الرحمن بن قيس بن خلدة. وقد روى عنه الزهري.
770- معاذ بن عبد الرحمن
بن عثمان بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْن عَامِرِ بْن عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْن مُرَّة. وأمه أم ولد. فولد معاذ بن عبد الرحمن
__________
767 الجرح والتعديل (8/ 219) .
768 المعرفة والتاريخ (1/ 357) ، وتاريخ أبي زرعة (417) ، (500) ، (642) ، والثقات لابن حبان (5/ 17) ، والكاشف (1/ ت 3844) ، وتهذيب الكمال (3373) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (160) ، وتهذيب التهذيب (5/ 290) ، وتقريب التهذيب (1/ 427) ، وخلاصة الخزرجي (2/ ت 3607) .
769 الجرح والتعديل (5/ 250) .
770 الجرح والتعديل (8/ 247) .(5/186)
عبد الرحمن وأمه زيينة وهي أم عمرو بنت عتيبة من بني سعد بن بكر. وأويسا وأمه مريم بنت عقبة بن إياس بن عنمة من بني سليم بن منصور. وأسماء وأمها المنقرية.
771- وأخوه عثمان بن عبد الرحمن
بن عثمان بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْن عَامِرِ بْن عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بن مرة.
772- نوفل بن مساحق
بن عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. وأمه مريم بنت مطيع بن الأسود من بني عدي بن كعب. فولد نوفل بن مساحق سعد بن نوفل وأمه أم عبد الله بنت أبي سَبْرَةَ بْنُ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك. ومعقل بن نوفل وأمه ضئبة بنت سبره بن عبد الله بن الأعلم من بني عقيل بن كعب. وعبد الملك ومروان وسليمان لأمهات أولاد. ولنوفل أحاديث يسيرة.
773- عياض بن عبد الله
بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. وأمه أم ولد. فولد عياض وهبا وعبد الله وسالما وأمهم أم حسن بنت عمرو بن أويس. وسعد بن عياض.
774- عثمان بن إسحاق
بن عبد الله بن أبي خرشة بن عمرو بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بن لؤي. وأمه أميمة بنت عبد الله بن مسعود بن الحارث بن صبح بْن مخزوم بْن صاهلة بْن كاهل بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هذيل. فولد عثمان بن إسحاق عبد الرحمن ورجلا آخر وأمهما أم حبيب بنت مر من بني عقيل. وقد روى الزهري عن عثمان بن إسحاق.
775- محمد بن عبد الرحمن
بن ماعز. روى عنه الزهري.
776- شعيب بن مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص بن وائل بن هاشم بن
__________
772 الجرح والتعديل (8/ 488) .
773 الجرح والتعديل (6/ 408) .
774 الجرح والتعديل (6/ 144) .
776 طبقات خليفة (286) ، والتاريخ الكبير (4/ ت 2562) ، والجرح والتعديل (4/ ت 1539) ، وأنساب القرشيين (416) ، وتهذيب الأسماء (1/ 246) ، وتهذيب الكمال (2756) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (80) ، وتاريخ الإسلام (3/ 255) ، وتهذيب تاريخ دمشق (6/ 326) ، وتهذيب التهذيب (4/ 356) ، وتقريب التهذيب (1/ 353) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 2967) .(5/187)
سعيد بن سهم. وأمه أم ولد. فولد شعيب عمرا وعمر وأمهما حبيبة بنت مرة بن عمرو بن عبد الله بن عمر الجمحي. وعبد الله وشعيبا وعائذة تزوجها حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بن العباس وأمهم عمرة بنت عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وقد روى شعيب عن جده عبد الله بن عمرو. وروى عنه ابنه عمرو بن شعيب. فحديثه عن أبيه وحديث أبيه عن جده. يعني عبد الله بن عمرو.
777- عثمان بن عبد الله
بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُرَاقَةَ بْنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ أَنَسِ بْنِ أَدَاةَ بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْن رزاح بْن عدي بن كعب. وأمه زينب بنت عمر بن الخطاب. وكانت أصغر ولد عمر. رحمه الله. فولد عثمان عمرا وبه كان يكنى وعبد الله وعمر وأبا بكر والزبير وعبد الرحمن وأمهم عبدة بنت الزبير بن المسيب بن أبي السائب. وهو صيفي بن عابد من بني مخزوم. وحفصة لأم ولد. وفاطمة لأم ولد. وقد روى عثمان بن عبد الله عن جابر بن عبد الله.
778- هشام بن إسماعيل
بن هشام بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر بن مخزوم. وأمه أمة بنت المطلب بن أبي البختري بن هشام بْن الحارث بْن أَسَدِ بْن عَبْد الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. فولد هشام بن إسماعيل الوليد وأم هشام. وهي أم هشام بن عبد الملك بن مروان. وأمهما مريم بنت لجاء بن عوف بْن خارجة بْن سِنَان بْن أبي حارثة. وإبراهيم ومحمدا لأم ولد. وخالدا وحبيبا لأم ولد. وكان هشام بن إسماعيل من أهل العلم والرواية. ثم ولى المدينة لعبد الملك بن مروان فتوفي عبد الملك. وهو الذي ضرب سعيد بن المسيب حين دعاه إلى البيعة للوليد بن عبد الملك حين عقد له أبوه بالخلافة. فأبى سعيد وقال: انظر ما يصنع الناس.
فضربه وطاف به وحبسه. فبلغ ذلك عبد الملك فأنكر ذلك عليه ولم يرضه من فعله وقال: ما له ولسعيد. ما عند سعيد خلاف.
__________
778 الجرح والتعديل (9/ 52) .(5/188)
779- محمد بن عَمَّارُ
بْنُ يَاسِرِ بْن عامر بْن مالك بْن كنانة بْن قَيْس بْن الحصين بْن الوذيم بْن ثَعْلَبَة بْن عوف بْن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنبس من مذحج حلفاء أبي حُذَيْفة بْن المغيرة بْن عَبْد الله بْن عمر بن مخزوم من قريش. وقد روى عن محمد بن عمار.
780- حمزة بن صُهَيْبُ
بْنُ سِنَانِ بْن مالك بن عَبْد عمرو بن عقيل بن النمر بن قاسط بن ربيعة حليف عبد الله بن جدعان التيمي من قريش. روى عن أبيه.
781- صيفي بن صهيب
بن سنان بن مالك.
782- عمارة بن صهيب
بن سنان بن مالك قتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين.
783- عبد الله بن خَبَّابُ
بْنُ الأَرَتِّ بْنِ جَنْدَلَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ كعب بن سعد من بني سعد بن زيد بن تميم. وأصاب خبابا سباء في الجاهلية فصار إلى أم أنمار
__________
779 الجرح والتعديل (8/ 43) .
780 التاريخ الكبير (3/ ت 174) ، والجرح والتعديل (3/ ت 926) ، وتهذيب الكمال (1506) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (177) ، والكاشف (1/ 254) ، وتهذيب التهذيب (3/ 30) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 1625) .
781 في تهذيب الكمال: «صيفي بن صهيب بن سنان الرومي مولى ابن جدعان، والد حذيفة بن صيفي، وزياد بن صيفي، وعبد الحميد بن صيفي» .
انظر: التاريخ الكبير (4/ ت 2992) ، والجرح والتعديل (4/ ت 1969) ، والثقات لابن حبان (4/ 384) ، وتهذيب الكمال (2911) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (97) ، وتهذيب التهذيب (4/ 441) ، وتقريب التهذيب (1/ 371) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 3123) .
783 طبقات خليفة (142) ، وتاريخ خليفة (197) ، والتاريخ الكبير (5/ ت 212) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 362) ، والجرح والتعديل (5/ ت 198) ، والثقات لابن حبان (5/ 11) ، وتاريخ بغداد (1/ 205) ، والاستيعاب (3/ 894) ، والكامل (3/ 341، 342) ، (5/ 47) ، وأسد الغابة (3/ 150) ، والكاشف (2/ ت 2723) ، وتجريد أسماء الصحابة (1/ ت 3250) ، وتهذيب الكمال (3241) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (141) ، وتهذيب التهذيب (5/ 196) ، والإصابة (2/ ت 4647) ، وتقريب التهذيب (1/ 411) ، وخلاصة الخزرجي (2/ ت 3467) ، وشذرات الذهب (1/ 47- 51) .(5/189)
بنت سباع الخزاعية حلفاء بني زهرة بن كلاب فأعتقته.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ كَانَ مَعَ الْخَوَارِجِ ثُمَّ فَارَقَهُمْ قَالَ: دَخَلُوا قَرْيَةً فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَبَّابٍ ذُعْرًا. قَالُوا: لَنْ تُرَاعَ. قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ رُعْتُمُونِي. قَالُوا: لَنْ تُرَاعَ. قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ رُعْتُمُونِي. قَالُوا: أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَبَّابٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالُوا:
فَهَلْ سَمِعْتَ مِنْ أَبِيكَ حَدِيثًا يُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تُحَدِّثُنَاهُ؟ قَالَ: نَعَمْ.
[سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذِكْرَ فِتْنَةٍ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي وَالْمَاشِي فِيهَا خير من الساعي. قال: فإن أدركت ذلك فَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْمَقْتُولَ] .
قَالَ أَيُّوبُ: وَلا أَعْلَمُهُ إِلا قَالَ: وَلا تَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْقَاتِلَ. قَالُوا: أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ أَبِيكَ يُحَدِّثُهُ عن رسول الله. ص؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ فَقَدَّمُوهُ عَلَى ضَفَّةِ النَّهَرِ فَضَرَبُوا عُنُقَهُ فَسَالَ دَمُهُ كَأَنَّهُ شِرَاكُ نَعْلٍ مَا امْذَقَرَّ. وَبَقَرُوا أُمَّ وَلَدِهِ فَبِهَذَا اسْتَحَلَّ عَلِيٌّ قِتَالَهُمْ.
784- محمد بن أسامة
بن زيد الحب بْنِ حَارِثَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ بْن عَبْد العزى بْن امرئ القيس بْن عامر بْن النُّعمان بن عَبْد ود بْن عوف بْن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب. ويقال لرهط زيد بن حارثة بنو المدينة بأمه حضنت عبد العزى بن امرئ القيس فنسبوا إليها. وتوفي بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك. وروى عنه يزيد بن عبد الله بن قسيط. وكان ثقة قليل الحديث.
785- وأخوه الحسن بن أسامة
بن زيد بن حارثة. روى عنه ابنه محمد بن الحسن وغيره. وكان ثقة قليل الحديث.
__________
784 الجرح والتعديل (7/ 205) .
785 التاريخ الكبير (2/ ت 2492) ، والمعارف (145) ، والجرح والتعديل (3/ ت 1) ، وتهذيب تاريخ ابن عساكر (4/ 155) ، وتهذيب الكمال (1201) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (131) ، والكاشف (1/ 21) ، وتهذيب التهذيب (2/ 254- 255) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 1315) .(5/190)
786- جَعْفَرُ بْنُ عَمْرُو
بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خُوَيْلِدِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن إياس بْن عَبْد ناشرة بْن كعب بْن جدي بْن ضمرة بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ قال: كان جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ أَخَا عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ مِنَ الرَّضَاعَةِ. فَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فِي خِلافَتِهِ فَجَلَسَ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ وَأَهْلُ الشَّامِ يُعْرَضُونَ عَلَى دِيوَانِهِمْ. قَالَ وَتِلْكَ الْيَمَانِيَةُ حَوْلَهُ يَقُولُونَ: الطَّاعَةَ الطَّاعَةَ. فَقَالَ جَعْفَرٌ: لا طَاعَةَ إِلا لِلَّهِ. قَالَ فَوَثَبُوا عَلَيْهِ وَقَالُوا: أَتُوهِنُ الطَّاعَةَ طَاعَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ حَتَّى رَكِبُوا الأُسْطُوَانَ عَلَيْهِ. قَالَ فَمَا أَفْلَتَ إِلا بَعْدَ جَهْدٍ. وَبَلَغَ الْخَبَرُ عَبْدَ الْمَلِكِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ هَذَا مِنْ عَمَلِكَ. أَمَا وَاللَّهِ لَوْ قَتَلُوكَ مَا كَانَ عِنْدِي فِيكَ شَيْءٌ. مَا دُخُولُكَ فِي أَمْرٍ لا يَعْنِيكَ؟ تَرَى قَوْمًا يَشُدُّونَ مُلْكِي وَطَاعَتِي فَتَجِيءُ تُوهِنُهُ. وَأَنْتَ إِيَّاكَ إِيَّاكَ.
قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ جَعْفَرُ بْنُ عَمْرٍو فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَرَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ. وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ.
787- وأخوه الزبرقان بن عمرو
بن أمية بن خويلد. وقد روى عنه أيضا.
788- إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ
بْنِ الأَكْوَعِ. واسمه سنان بن عبد الله بن قشير بن خزيمة بن
__________
786 تاريخ خليفة (76) ، (109) ، علل أحمد بن حنبل (1/ 417) ، والتاريخ الكبير (2/ ت 2167) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 325، 396) ، (2/ 733) ، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي (614- 615) ، والجرح والتعديل (2/ ت 1974) ، ومشاهير علماء الأمصار (531) ، والكامل لابن الأثير (4/ 591) ، وتهذيب الكمال (946) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (109) ، والكاشف (1/ 185) ، وتاريخ الإسلام (33/ 347) ، وتهذيب التهذيب (2/ 100) ، والنجوم الزاهرة (1/ 230) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 1043) .
787 وثقه النسائي وابن حبان.
انظر: ابن طهمان (264) ، والتاريخ الكبير (3/ ت 1446) ، والجرح والتعديل (3/ ت 2766) ، وثقات ابن حبان (1) ورقة (135) ، والكاشف (1/ 317) ، وتهذيب الكمال (1/ 317) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (231) ، وتهذيب التهذيب (3/ 309) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 2113) .
788 التاريخ الكبير (1/ 1/ 439) ، وتهذيب الكمال (590) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 280) ، وسير أعلام النبلاء (5/ 244) .(5/191)
مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى من خزاعة. ويكنى إياس أبا سلمة. وتوفي بالمدينة سنة تسع عشرة ومائة وهو ابن سبع وسبعين سنة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ أَنَّهُ كَانَ يُكْنَى أَبَا بَكْرٍ. وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ.
789- محمد بن حمزة
بن عمرو الأسلمي. روى عن أسامة بن زيد الليثي وروى هو عن أبيه.
790- عبد الرحمن بن جرهد
بْن رزاح بْن عدي بْن سهم بْن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى. وقد روى عن أبيه. وكان له ابن يقال له زرعة بن عبد الرحمن. روى عنه أبو الزناد.
791- طارق بن أبي مخاشن
الأسلمي كان ينزل المدينة. روى عن الزهري.
792- أبو عثمان بن سنة
الخزاعي. روى عنه الزهري.
793- عطاء بن يزيد
الليثي من كنانة من أنفسهم يكنى أبا محمد. توفي سنة سبع ومائة وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. روى عن أبي أيوب وتميم الداري وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وعبيد الله بن عدي بن الخيار. وروى عنه الزهري.
وكان كثير الحديث.
794- عمارة بن أكيمة
الليثي من كنانة من أنفسهم ويكنى أبا الوليد. توفي سنة
__________
789 الجرح والتعديل (7/ 236) .
790 الجرح والتعديل (5/ 220) .
791 ذكره في تهذيب الكمال «طارق بن مخاشن، وقال: ابن أبي مخاشن، ويقال: أبو مخاشن الأسلمي، حجازي. ووثقه ابن حبان، وقال ابن حجر في التقريب: مقبول.
انظر: التاريخ الكبير (4/ ت 3120) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 412) ، وتاريخ أبي زرعة (499) ، والجرح والتعديل (4/ ت 2132) ، والثقات لابن حبان (4/ 395) ، والكاشف (2/ 2477) ، وتهذيب الكمال (2954) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (101) ، وتهذيب التهذيب (5/ 7) ، وتقريب التهذيب (1/ 377) ، وخلاصة الخزرجي (2/ ت 3176) .
793 تهذيب الكمال (938) ، وتهذيب التهذيب (7/ 317) ، وتقريب التهذيب (2/ 23) ، والتاريخ الكبير (6/ 459) ، والجرح والتعديل (6/ 338) ، والباب (1/ 295) .
794 الجرح والتعديل (6/ 362) .(5/192)
إحدى ومائة وهو ابن تسع وسبعين سنة. روى عن أبي هريرة وروى عنه الزهري حديثًا واحدًا. ومنهم من لا يحتج به. يقول هو شيخ مجهول.
795- حميد بن مالك
بن الخثم الدئلي من كنانة وكان قديما. وقد روى عن سعد وأبي هريرة. وروى عنه بكير بن عبد الله بن الأشج والزهري. وكان قليل الحديث.
__________
795 في تهذيب الكمال: ابن خيثم. ويقال: حميد بن عبد الله بن مالك بن خثم.
وثقه النسائي. وروى له البخاري حديثا واحدا.
انظر: التاريخ الكبير 2/ ت 2703. والجرح والتعديل 3/ 1002. وتاريخ الإسلام 4/ 109. وميزان الاعتدال 1/ ت 1342. وتهذيب الكمال 1536. وتذهيب التهذيب 1 ورقة 180. وتهذيب التهذيب 3/ 47- 48. وخلاصة الخزرجي 1/ ت 1657.
796- سنان بن أبي سنان
الدئلي من أنفسهم. وتوفي سنة خمس ومائة وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. روى عنه الزهري. وكان قليل الحديث.
797- عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فأر بن مخزوم من هذيل بن مدركة حلفاء بني زهرة ويكنى أبا عبد الله.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال: كان عبيد الله بن عبد الله بن عتبة يقول الشعر فيقال له في ذلك فيقول: أرأيتم المصدور إذا لم ينفث أليس يموت؟
قال محمد بن عمر: كان عبيد الله عالما وكان قد ذهب بصره. وقد روى عن أبي هريرة وابن عباس وعائشة وأبي طلحة وسهل بن حنيف وزيد بن خالد وأبي
795 في تهذيب الكمال: «ابن خيثم، ويقال: حميد بن عبد الله بن مالك بن خثم» .
وثقه النسائي، وروي له البخاري حديثا واحدا.
انظر: التاريخ الكبير (2/ ت 2703) ، والجرح والتعديل (3/ 1002) ، وتاريخ الإسلام (4/ 109) ، وميزان الاعتدال (1/ ت 1342) ، وتهذيب الكمال (1536) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (180) ، وتهذيب التهذيب (3/ 47- 48) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 1657.
796 واسم أبو سنان: «يزيد بن أمية» وثقة ابن حبان والعجلي.
انظر: تاريخ خليفة (336) ، وطبقات خليفة (248) ، والتاريخ الكبير (4/ ت 2338) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 390) ، والجرح والتعديل (4/ ت 1089) ، والكاشف (1/ 2177) ، وتهذيب الكمال (2595) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (59) ، وتاريخ الإسلام (4/ 122) ، وتهذيب التهذيب (4/ 424) ، وتقريب التهذيب (1/ 334) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 2780) .
797 تهذيب الكمال (880) ، وتهذيب التهذيب (7/ 23) ، وتقريب التهذيب (1/ 535) ، والتاريخ الكبير (5/ 385) ، والجرح والتعديل (5/ 319) .(5/193)
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. وَكَانَ ثِقَةً فَقِيهًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَالْعِلْمِ شَاعِرًا.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلالٍ قَالَ: رَأَيْتَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ لا يُحْفِي شَارِبَهُ جدا. يأخذ منه أخذا حَسَنًا. وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ.
قَالَ: وَقَالَ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ:
كَانَ أَبُو سَلَمَةَ يَسْأَلُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَكَانَ يَخْزُنُ عَنْهُ. وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُلْطِفُهُ فَكَانَ يُعِزُّهُ عِزًّا.
798- يحيى بن عبد الرحمن
بن حاطب بن أبي بلتعة من لخم حليف بني أسد بْن عَبْد العزى بْن قصي. ولد في خلافة عثمان بن عفان وكان يكنى أبا محمد. وسمع من ابن عمر وأبي سعيد الخدري. وكان ثقة كثير الحديث. وتوفي بالمدينة سنة أربع ومائة.
799- عبد الله بن عبد الرحمن
بن حاطب بن أبي بلتعة قتل يوم الحرة في ذي الحجة سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ معاوية.
800- حنظلة
يعني ابن علي بن الأسقع الأسلمي من أنفسهم. روى عن أبي هريرة وروى عنه الزهري.
801- عياض بن خليفة
الخزاعي روى عنه الزهري.
802- عوف بن الطفيل
بن الحارث بن سخبرة بن جرثومة بن عادية بن مرة بن مرة بن جشم بن الأوس بن عامر بن حفين بن النمر بن عثمان بن نصر بن زهران بن كعب من الأزد. والطفيل بن الحارث أخو عائشة وعبد الرحمن ابني أبي بكر
__________
798 الجرح والتعديل (9/ 165) .
800 وثقه النسائي، والعجلي، وابن حبان وابن خلفون، والذهبي، وابن حجر.
انظر: التاريخ الكبير (3/ ت 154) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 405) ، وتاريخ الطبري (5/ 176) ، والجرح والتعديل (3/ ت 1063) ، وأسد الغابة (2/ 60) ، وتهذيب الكمال (1563) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (182) ، والكاشف (1/ 261) ، وتهذيب التهذيب (3/ 62- 63) ، والإصابة (1/ 396) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 1684) .
801 الجرح والتعديل (6/ 407) .(5/194)
الصديق لأمهما أم رومان. قدم الحارث بن سخبرة من السراة فحالف أبا بكر ومعه امرأته أم رومان. ثم مات فتزوجها أبو بكر الصديق.
803- عبد الرحمن بن مالك
بن جعشم بن مالك بن عمرو بن تيم بن مُدْلِجِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كنانة. روى عنه الزهري وله أحاديث.
804- الربيع بن سبرة
الجهني. روى عن أبيه وكانت له صحبة. وروى الزهري عن الربيع بن سبرة.
805- عبيد بن السباق
الثقفي. روى عن سهل بن حنيف في المذي وروى عن ابن عباس.
806- عبيدة بن سفيان
الحضرمي. روى عن أبي هريرة. وكان شيخا قليل الحديث.
807- السائب بن مالك
الكناني. روى عنه الزهري.
808- صفوان بن عياض
ابن أخي أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي وهو زوج بنت أسامة. وروى عن أسامة وروى عنه الزهري.
809- مليح بن عبد الله
السعدي. روى عن أبي هريرة وروى عنه محمد بن عمرو بن علقمة الليثي.
__________
804 وثقه العجلي، والنسائي، وابن حبان.
انظر: التاريخ الكبير (3/ ت 930) ، والمعرفة والتاريخ (1/ 610) ، والجرح والتعديل (3/ 2075) ، وتهذيب تاريخ دمشق (5/ 308) ، وتهذيب الأسماء (1/ 187) ، وتاريخ الإسلام (4/ 248) ، والكاشف (1/ 304) ، وتهذيب النووي (1/ 187) ، وتاريخ الإسلام (4/ 248) ، والكاشف (1/ 304) ، وتهذيب الكمال (1862) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (219) ، وتهذيب التهذيب (3/ 244) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 2024) .
807 وثقه العجلي، وابن حبان، وابن معين، وابن خلفون، وابن حجر.
انظر: تاريخ الدارمي (ت 352) ، وعلل أحمد بن حنبل (1/ 363) ، والتاريخ الكبير (4/ ت 2299) ، والمعرفة ليعقوب (2/ 154) ، والجرح والتعديل (4/ ت 1032) ، وتاريخ الإسلام (3/ 369) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (5) ، وتهذيب الكمال (2173) ، والكاشف (1/ ت 1812) ، وتهذيب التهذيب (3/ 450) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 2352) .
809 الجرح والتعديل (8/ 367) .(5/195)
810- عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ
الْغِفَارِيُّ من بني كنانة. وكان ينزل بالمدينة في بني غفار وتوفي في خلافة يزيد بن عبد الملك بالمدينة. وقد روى عن أبي هريرة وروى عنه الزهري وابنه خثيم بن عراك. كان عفيفا صليبا وقد ولي شرطة بالمدينة لزياد بن عبيد الله الحارثي. وكان زياد على المدينة ومكة في خلافة أبي العباس وأول خلافة أبي جعفر.
قَالَ: أخبرنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى عَنْ أَبِي الْغُصْنِ قَالَ: رَأَيْتُ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ لا يُحْفِي شَارِبَهُ شِبْهَ الْحَلْقِ وَلَكِنْ يَأْخُذُ مِنْهُ أَخْذًا حَسَنًا.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى عَنْ أَبِي الْغُصْنِ قَالَ: رَأَيْتُ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ يَصُومُ الدَّهْرَ.
811- محرر بن أبي هريرة
بن عامر بن عبد ذي الشرى بن طريف بن عتاب بن أبي صعب بن منبه بن سعد بن ثعلبة بْن سليم بْن فهم بْن غنم بن دوس من الأزد.
توفي بالمدينة في خلافة عمر بن عبد العزيز وقد روى عن أبيه. وكان قليل الحديث.
812- عمرو بن أبي سفيان
بن أسيد بن جارية بن عبد الله بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن قسي. وهو ثقيف. حليف لبني زهرة. وكان من أصحاب أبي هريرة. وقد روى عنه الزهري.
813- نهار بن عبد الله
القيسي. سمع من أبي سعد الخدري.
وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مِنَ الأَنْصَارِ
814- عباد بن أبي نائلة
سلكان بْنُ سَلامَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زعوراء بن عبد الأشهل. وأمه أم سهل بنت رومي بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل. فولد عباد يونس وأم سلمة وأم عمرو وأم موسى وسلمة وقريبة وأمهم
__________
810 الجرح والتعديل (7/ 38) ، وتهذيب الكمال (925) ، وتهذيب التهذيب (9/ 173) ، وتقريب التهذيب (2/ 17) ، والتاريخ الكبير (7/ 88) .
811 الجرح والتعديل (8/ 408) .
812 الجرح والتعديل (6/ 234) .(5/196)
أم الحارث بنت الحباب بْن زَيْد بْن تيم بْن أمية بْن بياضة بن خفاف من الجعادرة من ساكني راتج من الأوس. وأم العلاء وأم عمرو وأمهما صفية بنت معبد بن بشر بن خالد بن ظالم من بني هاربة بن دينار من قيس عيلان. قتل عباد بن أبي نائلة وابنه سلمة بن عباد يوم الحرة في ذي الحجة سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ معاوية.
815- زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عدي بن مجدعة بن حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو. وهو النبيت بن مالك بن الأوس. وأمه أم ولد فولد زيد بن محمد قيسا وأم زيد وأمهما من بني محارب بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر. قتل زيد بن محمد يوم الحرة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: أَوَّلُ دَارٍ مِنْ دُورِ الْمَدِينَةِ انْتُهِبَتْ وَالْحَرْبُ بَعْدُ لَمْ تَنْقَطِعْ يَوْمَ الْحَرَّةِ دَارُ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ. فَمَا تَرَكُوا فِي الْمَنَازِلِ مِنْ أَثَاثٍ وَلا حُلِيٍّ عَلَى امْرَأَةٍ وَلا ثِيَابٍ وَلا فِرَاشٍ إِلا نُقِضَ صُوفُهُ وَلا دَجَاجَةٍ إِلا ذُبِحَتْ وَلا حَمَامٍ إِلا ذُبِحَ. ثُمَّ يُسَمِّطُونَ الدَّجَاجَ وَالْحَمَّامَ خَلْفَ أَحَدِهِمْ. ثُمَّ نَخْرُجُ مِنْ هَذَا الْبَيْتِ إِلَى هَذَا الْبَيْتِ. فَلَقَدْ مَكَثْنَا عَلَى ذَلِكَ ثَلاثًا وَإِنَّ مُسْرِفًا بِالْعَقِيقِ وَالنَّاسُ فِي هَذَا مِنَ الأَمْرِ حَتَّى رَأَيْنَا هِلالَ الْمُحَرَّمِ. وَلَقَدْ دُخِلَ دَارُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ فَتَصَايَحَ النِّسَاءُ فَأَقْبَلَ زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ وَنَفَرٌ مَعَهُ إِلَى الصَّوْتِ فَوَجَدُوا عَشَرَةً يَنْتَهِبُونَ.
فَاقْتَتَلُوا عَلَى الْبَابِ وَفِي الدَّارِ وَفِي الْبَيْتِ حَتَّى قُتِلَ الشَّامِيُّونَ جَمِيعًا وَخَلَّصُوا مَا أُخِذَ مِنْهُمْ. فَمَا كَانَ مِنْ حُرِّ مَتَاعِهِمْ أَلْقَوْهُ فِي بِئْرٍ لا مَاءَ فِيهَا وَكَبَسُوا عَلَيْهَا التُّرَابَ. وَأَقْبَلَ نَفَرٌ آخَرُونَ فَاقْتَتَلُوا فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ حَتَّى قُتِلَ زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ عَلَى بَابِهِ وَسَلَمَةُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ سَلامَةَ بْنِ وَقْشٍ وَجَعْفَرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِلْكَانَ. وَوُجِدُوا جَمِيعًا صَرْعَى. وَإِنَّ بِزَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ أربع عشرة ضربة بسيف. مِنْهَا أَرْبَعٌ فِي وَجْهِهِ.
816- عبد الله بن رافع
بن خديج بن رافع بن عدي بْن جشم بْن حارثة بْن الْحَارِث بْن الخزرج بن عمرو. وهو النبيت بن مالك بن الأوس. وأمه لبنى بنت قرة بن علقمة بن علاثة من بني جعفر بن كلاب.... «1» وناعصة وعائشة وأمهما أم
__________
(1) نقص في الأصل.
__________
816 الجرح والتعديل (5/ 52) .(5/197)
الأشعث بنت عبد الله بن قرة بن علقمة بن علاثة. وأم جعفر وأمها أم الأشعث بنت رفاعة بن خديج بن رافع من بني حارثة من الأوس. روى عبد الله بن رافع عن أبيه.
وكان ثقة قليل الحديث.
817- عبيد الله بن رافع
بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة.
وأمه أسماء بنت زياد بن طرفة بن مصاد بن الحارث بن مالك بن النمر بن قاسط بن ربيعة. فولد عبيد الله الفضل وبه كان يكنى وعونة وأم الفضل وبريهة وأم رافع وأمهم أم ولد. وقد روى عبيد الله عن أبيه. وكان قليل الحديث. وتوفي عبيد الله بالمدينة سنة إحدى عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك. وهو ابن خمس وثمانين سنة.
818- عبد الرحمن بن رافع
بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة. وأمه أسماء بنت زياد بن طرفة من النمر بن قاسط. فولد عبد الرحمن هريرًا وسكينة وأمهما أم الحسن ابنة أسيد بن ظهير بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة.
819- سهل بن رافع
بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة.
وأمه أسماء بنت زياد بن طرفة من النمر بن قاسط. فولد سهل بن رافع المنذر وعمران لا عقب له وسليمان ومحمدا وعائشة وأم عيسى وأم حميدة وأمهم أم المنذر بنت رفاعة بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة.
820- رفاعة بن رافع
بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة.
وأمه أسماء بنت زياد بن طرفة من النمر بن قاسط. فولد رفاعة عباية وامرأ القيس لأم ولد. وزميلا لأم ولد. وينفع لأم ولد. وسهلا وعائشة وميمونة وأمهم هند بنت ثعلبة بن الزبرقان بن بدر التميمي. وعبدة وأسماء وبكرة لأم ولد. وكان رفاعة بن رافع يكنى أبا خديج. وتوفي بالمدينة في خلافة عمر بن عبد العزيز.
__________
818 الجرح والتعديل (5/ 232) .
820 طبقات خليفة (250) ، والمعرفة والتاريخ (1/ 317) ، والجرح والتعديل (3/ ت 2237) ، وتهذيب الكمال (1914) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (226) ، والكاشف (1/ 311) ، وتهذيب التهذيب (3/ 280) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 2072) .(5/198)
821- عبيد بن رافع
بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة.
وأمه أم ولد. فولد عبيد رافعا وعياشا ورفاعة وأمهم حميدة بنت أبي عَبْسِ بْن جبر بْن عَمْرو بْن زَيْد بن جشم بن حارثة.
822- حرام بن سعد
بن محيصة بن مسعود بن كعب بن عامر بْن عدي بْن مجدعة بْن حارثة من الأوس. روى عنه الزهري. وكان ثقة قليل الحديث. وكان حرام يكنى أبا سعيد. توفي بالمدينة سنة ثلاث عشرة ومائة وهو ابن سبعين سنة.
823- نملة بن أبي نملة
واسمه عمرو بن معاذ بن زرارة بن عمرو بن عدي بن الحارث بن مر بن ظفر من الأوس. وأمه كبشة بنت حاطب بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الأَوْسِ وكان له ولد فانقرضوا. وانقرض ولد مر بن ظفر فلم يبق منهم أحد. وروى نملة عن أبيه وروى عن نملة الزهري.
824- عمرو.
و825- محمد.
و826- زيد بنو ثابت
بن قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر.
وهو كَعْب بن الخزرج بن عمرو. وهو النبيت بن مالك بن الأوس. وأمهم أم حبيب بِنْت قَيْس بْن زَيْد بْن عامر بْن سواد بن ظفر قتلوا جميعا يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وليس لهم عقب.
827- صالح بن خَوَّاتُ
بْنُ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بن امرئ القيس بن ثعلبة بن
__________
821 الجرح والتعديل (5/ 406) .
822 طبقات خليفة (250) ، والتاريخ الكبير (3/ ت 350) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 383) ، والجرح والتعديل (3/ ت 1256) ، ومشاهير علماء الأمصار (ت 549) ، والكامل في التاريخ (5/ 175) ، وتهذيب الأسماء (1/ 155) ، وتهذيب الكمال (1154) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (127) ، والكاشف (1/ 211) ، وتاريخ الإسلام (4/ 241) ، والوافي بالوفيات (11/ 329- 330) ، وتهذيب التهذيب (2/ 223) ، والنجوم الزاهرة (1/ 273) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1272) .
827 وثقه النسائي، وابن حبان.
انظر: طبقات خليفة (250) ، والتاريخ الكبير (4/ 2795) ، والجرح والتعديل (4/ 1746) ، وتهذيب النووي (1/ 248) ، والكاشف (2/ ت 2350) ، وتهذيب الكمال (2803) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (86) ، وتاريخ الإسلام (3/ 254) ، وغاية النهاية (332) ، وتهذيب التهذيب (4/ 387) ، وتقريب التهذيب (1/ 359) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 3019) .(5/199)
عمرو بن عوف من الأوس. وأمه من بني ثعلبة من بني فقيم. فولد صالح بن خوات خواتا وأبا حنة وبرة وأم موسى وأمهم أم حسن بنت أبي حنة بن غزية من بني مازن بن النجار. وهضبة بنت صالح وأمها من بني أنيف من بلى قضاعة. وقد روى صالح بن خوات عن أبيه. وكان قليل الحديث.
828- حبيب بن خَوَّاتُ
بْنُ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بن امرئ القيس. وأمه من بني ثعلبة من بني فقيم. فولد حبيب داود وأمه أم ولد. وقتل حبيب بن خوات يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين.
829- عمرو بن خوات
بن جبير بن النعمان ولم تسم لنا أمه. قتل يوم الحرة وليس له عقب.
830- يحيى بن مجمع
بن جارية بْن عامر بْن مجمع بْن العطاف بْن ضبيعة بْن زَيْد بْن مالك بْن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس. وأمه سلمى بنت ثابت بْن الدحداحة بْن نُعَيْم بْن غنم بن إياس من بلي قضاعة. فولد يحيى بن مجمع مجمعا لا بقية له. وقتل يحيى بن مجمع يوم الحرة.
831- وأخوه عبيد الله بن مجمع
بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف. وأمه سلمى بنت ثابت بن الدحداحة بن نعيم من بلي قضاعة. فولد عبيد الله بن مجمع عمران ودحداحة ومريم وأمهم لبنى بنت عبد الله بن نبتل بن الحارث بن قيس بن زيد بن ضبيعة من بني عمرو بن عوف. قتل عبيد الله بن مجمع يوم الحرة وليس له عقب.
832- يزيد بن ثابت
بن وديعة بن خذام بْن خَالِد بْن ثَعْلَبَة بْن زَيْد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بْن عَمْرو بْن عوف من الأوس. وأمه من بني أنيف من بلي قضاعة حلفاء بني عمرو بن عوف. فولد يزيد عبد الله وإسماعيل. وقد روى الزهري عن يزيد بن ثابت بن وديعة.(5/200)
833- محمد بن جبر
بن عتيك بن قيس بن هيشة بْن الْحَارِث بْن أمية بْن مُعَاوِيَة بْن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس. قتل يوم الحرة ولا عقب له. وقد شهد أبوه بدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
834- عبد الملك بن جبر
بن عتيك. روى عن جابر بن عبد الله.
835- أبو البداح بن عَاصِمُ
بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلانِ من بلي قضاعة حلفاء لبني عمرو بن عوف من الأوس.
قَالَ محمد بن عمر: أبو البداح لقب غلب عليه ويكنى أبا عمرو. وتوفي سنة سبع عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك وهو ابن أربع وثمانين سنة. وكان ثقة قليل الحديث.
836- وأخوه عباد بن عاصم
بن عدي. قتل يوم الحرة في ذي الحجة سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ معاوية.
837- خَارِجَةُ بْن زَيْد
بْن ثَابِتِ بْن الضَّحَّاكِ بْن زَيْد بْن لوذان بْن عَمْرو بن عبد بن عوف بن مالك بن النجار. وأمه أم سعد. وهي جَمِيلَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَمْرِو بن أبي زُهَير بْن مالك بْن امرئ الْقَيْسِ بْن مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ مِنْ بَنِي الحارث بن الخزرج. فولد خارجة بن زيد زيدا وعمرا وعبد الله ومحمدا وحبيبة وحميدة وأم يحيى وأم سليمان وأمهم أم عمرو بنت حزم من بني مالك بن النَّجَّارِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُصْعَبٍ عن إبراهيم بن
__________
837 علل ابن المديني (45- 46) ، طبقات خليفة (251) ، وتاريخ خليفة (321) ، وعلل أحمد (1/ 305) ، والتاريخ الكبير (3/ ت 696) ، والمعارف (260) ، والمعرفة والتاريخ (1/ 300، 352، 353، 376، 426، 471، 559، 567، 714) ، وتاريخ أبي زرعة (406) ، وأخبار القضاة لوكيع (1/ 108) ، وتاريخ الطبري (6/ 427، 435) ، والجرح والتعديل (3/ 1707) ، والعقد الفريد (4/ 168، 169) ، وحلية الأولياء (2/ 189) ، وطبقات الشيرازي (60) ، وتهذيب تاريخ دمشق (5/ 27- 29) ، والتبيين في أنساب القرشيين (354) ، والكامل لابن الأثير (2/ 106) ، (4/ 526) ، وتهذيب الأسماء (1/ 172) ، ووفيات الأعيان (2/ 223) ، وتاريخ الإسلام (3/ 362) ، وسير أعلام النبلاء (4/ 437- 441) ، وتذكرة الحفاظ (1/ 265) ، والبداية والنهاية (9/ 187) ، وتهذيب التهذيب (3/ 74) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 1732) ، وشذرات الذهب (1/ 118) .(5/201)
يَحْيَى بْنِ زَيْدٍ أَنَّ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ كَانَ يُكْنَى أَبَا زَيْدٍ.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بن عيسى قال: أخبرنا زيد بْنُ السَّائِبِ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ تَخَتَّمَ فِي يَسَارِهِ.
قَالَ: أخبرنا مَعْنُ بْنُ عيسى قال: حدثني زيد بْنُ السَّائِبِ قَالَ: رَأَيْتُ بَيْنَ عَيْنَيْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ أَثَرَ السُّجُودِ لَيْسَ بِالْكَثِيرِ لَيْسَ عَلَى أَنْفِهِ مِنْهُ شَيْءٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا زيد بْنُ السَّائِبِ قَالَ: رَأَيْتُ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ يَسْدِلُ رِدَاءَهُ الأَحْيَانَ وَهُوَ مُتَجَرِّدٌ. فَأَمَّا إِذَا كَانَ عَلَيْهِ الْقَمِيصُ فَلَمْ أَرَهُ. وَكَانَ حَسَنَ الْجِسْمِ.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أخبرنا زيد بْنُ السَّائِبِ قَالَ: رَأَيْتُ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ يَلْبَسُ كِسَاءَ خَزٍّ وَرَأَيْتُهُ يَلْبَسُ مِلْحَفَةً مُعَصْفَرَةً. قَالَ وَرَأَيْتُ خَارِجَةَ يَعْتَمُّ بِعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ. رَوَى خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنِّي بَنَيْتُ سَبْعِينَ دَرَجَةً فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْهَا تَهَوَّرْتُ وَهَذِهِ السَّنَةُ لِي سَبْعُونَ سَنَةً قَدْ أَكْمَلْتُهَا. فَمَاتَ فِيهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَاتَ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ سَنَةَ الْمِائَةِ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ وَصَلَّى عَلَيْهِ أَبُو بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَهُوَ وَالِي عُمَرَ عَلَى الْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ.
وَرَأَيْتُ عَلَى سَرِيرِهِ بُرْدًا مُتَرَّكًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا زيد بْنُ السَّائِبِ قَالَ: شَهِدْتُ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يُرَشُّ عَلَى قَبْرِهِ.
838- سعد بن زيد
بن ثابت بن الضحاك بْن زَيْد بْن لوذان بْن عَمْرو بن عبد بن عوف بن مالك بن النجار. وأمه أم سعد بنت سعد بن الربيع من بلحارث بن الخزرج.
فولد سعد بن زيد قيسا وسعيدا وهو سعدان وعبد الرحمن وأمهم أم ولد. وموسى وبشرا ومريم وأمهم ام ولد. وداود وحبيبة لأم ولد. وسليمان وسعدا لأم ولد. وقد روى عن سعد ابن زيد وقتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين.(5/202)
839- سليمان بن زيد
بن ثابت بن الضحاك بْن زَيْد بْن لوذان بْن عَمْرو بن عبد بن عوف بن مالك بن النجار. وأمه أم سعد بنت سعد بن الربيع من بلحارث بن الخزرج. فولد سليمان سعيدا وحميدا ومحمدا وعبد الله وأمهم أم حميد بنت عبد الله بن قيس بن ضرمة بن أبي أنس من بني عدي بن النجار. قتل سليمان بن زيد بن ثابت يوم الحرة.
840- يحيى بن زيد
بن ثابت بن الضحاك بْن زَيْد بْن لوذان بْن عَمْرو بن عبد بن عوف بن مالك بن النجار. وأمه أم سعد بنت سعد بن الربيع من بلحارث بن الخزرج. فولد يحيى بن زيد زكرياء وإبراهيم وأمهما بسامة بنت عمارة بن زَيْد بْن ثابت بْن الضحاك من بني مالك بن النجار. قتل يحيى بن زيد بن ثابت يوم الحرة.
841- إسماعيل بن زيد
بن ثابت بن الضحاك بْن زَيْد بْن لوذان بْن عَمْرو بن عبد بن عوف بن مالك بن النجار. وأمه أم سعد بنت سعد بن الربيع من بلحارث بن الخزرج. ويكنى أبا مصعب. فولد إسماعيل بن زيد مصعبا وأمه أمامة بنت جليحة بن عبادة بن عبد الله بن أبي بن سلول من بلحبلى. وسعد بن إسماعيل وأمه ميمونة بنت بلال من بني هلال. وكان إسماعيل بن زيد أصغر ولد زيد بن ثابت ولم يرو عن أبيه شيئا ولم يدركه. وقد روى عن غيره. وكان قليل الحديث.
842- سليط بن زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان.
وأمه أم ولد. فولد سليط بن زيد يسارا وأمه زينب. وحبيبة وخليدة وأمهما نائلة بنت عمرو بن حزم.
قتل سليط بن زيد بن ثابت يوم الحرة.
843- عبد الرحمن بن زيد
بن ثابت بن الضحاك. وأمه أم ولد. فولد عبد الرحمن سعيدا وأم كلثوم وأم أبان وأمهم عمرة بنت عبد العلاء بن عمرو بن الربيع بْن الْحَارِث من بني مالك بْن النجار. قتل عبد الرحمن بن زيد يوم الحرة وليس له عقب.
844- عبد الله بن زيد
بن ثابت بن الضحاك. وأمه أم ولد. قتل يوم الحرة وليس له عقب.
845- زيد بن زيد
بن ثابت بن الضحاك. قتل يوم الحرة. قتل من ولد زيد بن(5/203)
ثابت يوم الحرة سبعة لصلبة.
846- عبد الرحمن بن حسان
بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار. وأمه سيرين القبطية أخت مارية أم إبراهيم ابن رسول الله. كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهبها لحسان بن ثابت فولدت له عبد الرحمن بن حسان فهو ابن خالة إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ عبد الرحمن شاعرا وقد روى عن أبيه وغيره. فولد عبد الرحمن الوليد وإسماعيل وأم فراس وأمهم أم شيبة بنت السائب بن يزيد بن عبد الله. وسعيد بن عبد الرحمن وكان شاعرا. وقد روي عنه. وأمه أم ولد. وحسان بن عبد الرحمن والفريعة. ويكنى عبد الرحمن بن حسان أبا سعيد. وكان شاعرا قليل الحديث.
847- عمارة بن عقبة
بن كديم بن عدي بن حارثة بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار. وأمه أم ولد. قتل عمارة يوم الحرة وليس له عقب.
848- محمد بن نبيط
بن جابر بن مالك بْن عدي بْن زَيْد مناة بْن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار. وأمه الفريعة مبايعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة بن عدس من بني مالك بن النجار. فولد محمد بن نبيط عثمان وأبا أمامة وعبد الله وأم كلثوم وأمهم أم عبد الله بنت عمارة بن الحباب بن سعد بن قيس بن عمرو بن زيد مناة من بني مالك بن النجار. قتل محمد بن نبيط يوم الحرة وليس له عقب.
849- عبد الملك بن نبيط
بن جابر بن مالك بْن عدي بْن زَيْد مناة بْن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار. وأمه الفريعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة بن عدس.
فولد عبد الملك عمرا أبا أمامة ومحمدا ونبيطا وأمهم أم كلثوم بنت يحيى بن خلاد بن رافع بن مالك من بني زريق. وقتل عبد الملك يوم الحرة.
850- الحجاج بن عمرو
بن غزية بن عمرو بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن
__________
850 طبقات خليفة (105) ، والتاريخ البخاري (2/ ت 2806) ، وتاريخ الطبري (4/ 479) ، والجرح والتعديل (3/ ت 81) ، والحلية (1/ 357) ، والاستيعاب (1/ 326) ، والكامل في التاريخ (3/ 224، 314، 358) ، وأسد الغابة (1/ 382- 383) ، وتهذيب الكمال 1124) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (123) ، والكاشف (1/ 207) ، وتجريد أسماء الصحابة (ت 1254) ، والوافي بالوفيات (11/ 305) ، وتهذيب التهذيب (2/ 204) ، والإصابة (1623) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1245) .(5/204)
عمرو بن غنم بن مازن بن النجار. وأمه أم الحجاج بنت قيس بن رافع بن أذينة من أسلم. توفي وليس له عقب.
851- عبد الرحمن بن أبي سعيد
الخدري واسمه سعد بن مَالِكِ بْنِ سِنَانِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بن الأبجر. وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج. وأمه أم عبد الله بنت عَبْد الله بْن الْحَارِث بْن قَيْس بْن هيشة بن الحارث من بني معاوية مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الأَوْسِ.
قَالَ محمد بن عمر: يكنى أبا محمد. وقال عبد الله بن محمد بن عمارة:
يكنى أبا جعفر. فولد عبد الرحمن بن أبي سعيد عبد الله وسعيدا. وهو ربيح.
وأمهما أم أيوب بنت عمير بن الحويرث من ولد سعيد بن محارب من الخدرة.
وكان كثير الحديث وليس هو بثبت ويستضعفون روايته ولا يحتجون به. وقد روى عبد الرحمن عن أبيه.
قَالَ محمد بن عمر: توفي عبد الرحمن بن أبي سعيد بالمدينة سنة اثنتي عشرة ومائة وهو ابن سبع وسبعين سنة.
852- حمزة بن أبي سعيد
الخدري وأمه أم عبد الله بنت عَبْد الله بْن الْحَارِث بْن قَيْس بْن هيشة من بني معاوية فولد حمزة مسعودا وأمه خولة بنت الربيع. ومالكا وأم يحيى وأمهما الفارعة بنت خالد بن سواد بن غزية بن وهيب بن خلف من بلي قضاعة حليف بني عدي بن النجار. وقد روى حمزة عن أبيه.
853- سعيد بن أبي سعيد
الخدري وأمه أم عبد الله بنت عَبْد الله بْن الْحَارِث بْن قَيْس بْن هيشة من بني معاوية. فولد سعيد حمزة وهندا. وقد روي عنها وروت عن أبيها. وأمها فعمة بنت بشير بن عتيك بن الحارث بْنُ عَتِيكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الحارث بن أمية بن معاوية مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الأَوْسِ. والوليد بن سعيد
__________
851 تهذيب الكمال (790) ، وتهذيب التهذيب (6/ 183) ، وتقريب التهذيب (1/ 481) ، والتاريخ الكبير (5/ 288) ، والجرح والتعديل (5/ 238) .
852 الجرح والتعديل (3/ 211) .(5/205)
وأمه أم حسن بنت محمد بن الوليد من بلي قضاعة.
854- بشير بن أبي مسعود
واسمه عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بْن جدارة بْن عوف بْن الْحَارِث بْن الخزرج. فولد بشير بن أبي مسعود أم ثعلبة وأم سلمة وأمهما من بني سليم بْن مَنْصُور من قَيْس عيلان. وقد روى عروة بن الزبير عن بشير بن أبي مسعود.
855- محمد بن النعمان
بن بَشِيرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ خِلاسِ بن زيد بن مالك بن الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج. وأمه أم عبد الله بنت عمرو بن جروة من بني الحارث بن الخزرج. فولد محمد النعمان ورواحة وعبد الكريم وعبد الحميد لأمهات أولاد شتى.
856- يزيد بن النعمان
بن بشير بن سعد. وأمه نائلة بنت بشير بن عمارة بن حسان بن جبار بن قرط من بني ماوية من كلب..... «1» وعبد العزيز وصدقة ونعيم وأمهم أم ولد. وعبد الواحد وعبد الرزاق درج وأمهما أم ولد. وشبيب وأمه أم ولد.
وعبد الملك وعبد الكريم وأمهما أم ولد. وإسماعيل درج وأمه أم ولد. وجابر وسعيد وأمهما أم ولد. وأم البنين وحميدة وأمهما أم ولد. وخليدة وأمهما أم ولد.
وسفيان درج وأمه أم ولد. وأبيه لأم ولد.
857- محمد بن عبد الله
بن زيد بن عبد ربه بن زيد بن الحارث بن الخزرج. وأمه سعدى بنت كليب بن يساف بن عنبة. فولد محمد بن عبد الله بن زيد بشير بن محمد توفي ولم يعقب. وقد روى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أبيه.
858- عبد الرحمن بن عبد الله بن خُبَيْبُ بْنُ يَسَافِ بْنِ عِنَبَةَ بْنِ عَمْرِو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج.
وأمه عونة بنت أبي مسعود عقبة بن
__________
(1) نقص في الأصل.
__________
854 التاريخ الكبير (2/ 1/ 104) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 376) ، والاستيعاب (1/ 176) ، وإكمال ابن ماكولا (1/ 283) ، وأسد الغابة (1/ 196- 197) ، وتهذيب الكمال (724) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (86) ، والكاشف (1/ 159) ، وتهذيب التهذيب (1/ 466- 467) ، والإصابة (1/ 168) .
856 الجرح والتعديل (9/ 292) .
857 الجرح والتعديل (7/ 296) .(5/206)
عمرو بن ثعلبة من بني جدارة. فولد عبد الرحمن خبيب بن عبد الرحمن الذي روى عنه عبيد الله بن عمرو. وشعبة ومالك بن أنس وغيرهم. وقتل عبد الرحمن بن عبد الله بن خبيب بن يساف يوم الحرة في ذي الحجة سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ معاوية.
859- خلاد بن السائب
بن خَلادُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَارِثَةَ بْنِ امْرِئِ القيس بْن مالك الأغر بْنِ ثَعْلَبَةَ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. وأمه أنيسة بنت ثعلبة بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك. فولد خلاد بن السائب إبراهيم وأمه أم ولد. وجذيمة امرأة وأمها جميلة بنت تميم بن يعار من بني جدارة. وأم سعد وأم سهل وأمهما أم ولد. وكان خلاد ثقة قليل الحديث. وقد صحب أبوه النبي. عليه السلام.
860- الْعَبَّاسُ بْنُ سَهْلِ
بْنِ سَعْدِ بْن مَالِكِ بْن خَالِد بْن ثَعْلَبَة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة. وأمه عائشة بنت خزيمة بن وحوح بن الأجثم من بني سليم بن منصور. فولد العباس بن سهل أبيا وعبد السلام وأم الحارث وآمنة وأم سلمة وأمهم جمال بنت جعدة بن مالك بن سعد بن نافذ من بني سليم بن منصور.
وعبد المهيمن وعنبسة وأمهما أم ولد. ولد في عهد عمر. وقتل عثمان. رحمه الله.
والعباس بن سهل ابن خمس عشرة سنة. وقد روى عنه. يعني عن عثمان. وكان
__________
859 طبقات خليفة (254) ، والتاريخ الكبير (628) ، والجرح والتعديل (3/ ت 1656) ، والثقات لابن حبان (3/ 111) ، والاستيعاب (2/ 452) ، وأسد الغابة (2/ 121) ، وتاريخ الإسلام (3/ 364) ، وتهذيب الكمال (1737) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (202) ، والكاشف (1/ 258) ، وتجريد أسماء الصحابة (1/ 161) ، وتهذيب التهذيب (3/ 172) ، والإصابة (1/ 454) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 1880) .
860 تاريخ الدارمي (460) ، وتاريخ خليفة (308) ، وطبقات خليفة (249) ، (254) ، والتاريخ الكبير (7/ 3) ، والمعرفة (1/ 280، 567) ، (3/ 380) ، وتاريخ أبي زرعة (618) ، الجرح والتعديل (6/ ت 1153) ، والثقات لابن حبان (5/ 258) ، وتهذيب تاريخ ابن عساكر (7/ 226) ، والكامل (4/ 190، 191، 248) ، (5/ 21) ، وسير أعلام النبلاء (5/ 261) ، وتهذيب الكمال (3122) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (125) ، والكاشف (2/ 2618) ، وتاريخ الإسلام (4/ 262) ، وتهذيب التهذيب (5/ 118) ، وتقريب التهذيب (1/ 398) ، وخلاصة الخزرجي (2/ ت 3347) .(5/207)
بعد ذلك منقطعا إلى عبد الله بن الزبير وخرج معه. وروى عن أبي حميد الساعدي. وكان ثقة وليس بكثير الحديث.
أَخْبَرَنَا معن بن عيسى قال: أخبرنا ابن أبي ذِئْبٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قال: كنا فِي زَمَنِ عُثْمَانَ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَالنَّاسُ يَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الثِّيَابِ فِي السُّجُودِ مِنَ الْبَرْدِ وَالْحَرِّ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ الْعَبَّاسُ بْنُ سَهْلٍ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
861- حَمْزَةُ بْنُ أَبِي أُسَيْدٍ
وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْبَدِيِّ بْنِ عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة. وأمه سلامة بنت وألان بن سكن بن خديج من بني فزارة من قيس عيلان. ويكنى حمزة أبا مالك. فولد حمزة بن أبي أسيد يحيى.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ مَيْمُونٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ قَالَ:
رَأَيْتُ حَمْزَةَ بْنَ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ عَلَيْهِ ثَوْبٌ مَفْتُولُ الْهُدْبِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْغَسِيلِ قَالَ: مَاتَ حَمْزَةُ بْنُ أَبِي أُسَيْدٍ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ. رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ.
862- المنذر بن أبي أُسَيْدٍ
السَّاعِدِيُّ وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ البدي. وأمه سلامة بِنْت وهب بْن سلامة بْن أمية بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة.
فولد المنذر الزبير وسويدا والحوصاء. وهي أم الحسن. وأمهم ماوية بنت عبد الله من بني عذرة. وبشرا وخليدة وأمهما أم ولد. وخالدا وحفصة وأمهما أم جعفر بنت عمرو بن أمية بن خويلد الضمري من كنانة. وسعيدا وبه كان يكنى وعائشة وسودة وفاطمة وأمهم عمرة بنت أبي حميد عبد الرحمن بن عمرو بن سهل بْن مالك بْن خَالِد بْن ثَعْلَبَة بن حارثة بْن عَمْرو بْن الخزرج بْن ساعدة.
863- عَبْد الله بْن كعب
بْن مالك بْن أبي كعب بْن القين بْن كعب بْن سواد بن
__________
863 علل أحمد (1/ 166) ، والتاريخ الكبير (5/ ت 562) ، والمعرفة والتاريخ (1/ 318، 377، 378) ، وتاريخ أبي زرعة (567- 568) ، (618) ، والجرح والتعديل (5/ ت 664) ، والثقات لابن حبان (5/ 6) ، والكاشف (2/ ت 2959) ، وتجريد أسماء الصحابة (1/ ت 3506) ، وتهذيب الكمال (3501) ، وتهذيب التهذيب (2) ورقة (175) ، وتهذيب التهذيب (5/ 369) ، والإصابة (3/ ت 6189) ، وتقريب التهذيب (1/ 442) ، وخلاصة الخزرجي (2/ ت 3749) .(5/208)
غنم بن كعب بن سلمة من الخزرج. وأمه عُمَيْرَةُ بِنْتُ جُبَيْرِ بْن صَخْرِ بْن أُمَيَّةَ بْن خنساء بْن عبيد من بني سلمة فولد عبد الله بن كعب عبد الرحمن ومعمرا ومعقلا ونعمان وخارجة وعمرة وعائشة وأمهم خالدة بنت عبد الله بن أنيس من بني البرك بن وبرة حليف بني سلمة. وكان كعب بن مالك قد عمي. وكان ابنه عبد الله قائده من بين بنيه. وقد سمع عبد الله بن كعب من عثمان. وكان ثقة وله أحاديث.
864- عبيد الله بن كعب
بْن مالك بْن أبي كعب بْن القين بن كعب بْن سواد بْن غنم بْن كعب بْن سلمة. وأمه عُمَيْرَةُ بِنْتُ جُبَيْرِ بْن صَخْرِ بْن أُمَيَّةَ بْن خنساء بْن عبيد من بني سلمة. فولد عبيد الله بن كعب أم أبيها وأمها مليكة بنت عَبْد الله بْن صخر بْن خنساء بْن سنان بن عبيد من بني سلمة. وخالدة وأمها أم سعيد بنت عبد الله بن أنيس حليفهم. وأم عثمان وأم بشر وأمهما سهلة بنت النعمان بن جبير بْن صخر بْن أمية بْن خنساء بْن عبيد من بني سلمة. وعميرة بنت عبيد الله وأمها أم ولد. وكان عبيد الله بن كعب يكنى أبا فضالة. وكان ثقة قليل الحديث.
865- معبد بن كعب
بْن مالك بْن أبي كعب بْن القين بن كعب. وأمه عُمَيْرَةُ بِنْتُ جُبَيْرِ بْن صَخْرِ بْن أُمَيَّةَ بْن خنساء بْن عبيد من بني سلمة. فولد معبد كعبا وأم كلثوم وأمهما حفصة بنت النعمان بن جبير بن صخر بن أمية بن خنساء من بني عبيد. وقد روى معبد بن كعب عن أبي قتادة.
866- عبد الرحمن بن كعب
بْن مالك بْن أبي كعب بْن القين بن كعب. وأمه أم ولد. فولد عبد الرحمن بشيرا وكعبا ومحمدا وحميدة وأمهم أم البنين بنت أبي قتادة بن ربعي من بني سلمة. وأم الفضل وأمها أم سعيد بنت عبد الله بن أنيس حليف بني سلمة. وكان يكنى أبا الخطاب. وكان ثقة وهو أكثر حديثا من أخيه.
__________
864 الجرح والتعديل (8/ 279) .
866 الجرح والتعديل (5/ 280) ، تهذيب الكمال (813) ، وتهذيب التهذيب (6/ 259) ، وتقريب التهذيب (1/ 496) .(5/209)
وتوفي في خلافة سليمان بن عبد الملك.
867- عبد الله بن أبي قتادة
بن ربعي بْن بلذمة بْن خناس بْن سِنَان بْن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة من الخزرج. وأمه سلافة بنت البراء بن معرور بن صخر من بني سلمة. فولد عبد الله بن أبي قتادة قتادة وبسرة وأم البنين وأمهم ام كثير بنت عبد الرحمن بن أبي المنذر بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد من بني سلمة. ويحيى وظبية وأمها أم ولد. وكان عبد الله بن أبي قتادة يكنى بأبي يحيى.
وقد روى عن أبيه وتوفي بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك. وكان ثقة قليل الحديث.
868- عبد الرحمن بن أبي قتادة
بن ربعي بن بلذمة وأمه سلافة بنت البراء بن معرور بن صخر من بني سلمة. قتل عبد الرحمن بن أبي قتادة يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين ولم يعقب.
869- ثابت بن أبي قتادة
بن ربعي بن بلذمة. وأمه أم ولد. فولد ثابت عبد الرحمن ومصعبا وأبا قتادة وكبشة وعبدة وأم البنين وأمهم أم ولد. وكان ثابت بن أبي قتادة يكنى أبا مصعب وقد روى عن أبيه. وتوفي بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك. وكان قليل الحديث.
870- يزيد بن أبي اليسر
واسمه كعب بْن عَمْرو بْن عباد بْن عَمْرو بْن سواد من بنى سَلَمَة من الخزرج. فولد يزيد سعدًا وعبد الله وأمهما كبشة بنت ثابت بن عبيد بن النعمان بن عمرو بن عبيد من بني مالك بن النجار. ويزيد بن يزيد وأم سعيد وأمهما أم ولد. وأم أبان بنت يزيد وأمها فاطمة بنت أبي سلمى بن عمرو بن قيس من بني عدي بن النجار. وقتل يزيد بن أبي اليسر يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين.
__________
867 طبقات خليفة (253) ، وعلل أحمد بن حنبل (1/ 243) ، والتاريخ الكبير (5/ ت 555) ، والمعرفة والتاريخ (1/ 387) ، (2/ 466) ، والجرح والتعديل (5/ ت 139) ، والثقات لابن حبان (5/ 20، 21) ، وتهذيب الأسماء (1/ 283) ، والكاشف (2/ ت 2947) ، وتهذيب الكمال (3487) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (173) ، وتاريخ الإسلام (4/ 19) ، وتهذيب التهذيب (5/ 360) ، وتقريب التهذيب (1/ 441) ، وخلاصة الخزرجي (2/ ت 3733) .(5/210)
871- عبد الرحمن بن جابر
بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة. وأمه سهيمة بنت مسعود بن أوس بن مالك بن سواد بن ظفر. فولد عبد الرحمن عقبة وأمه أم البنين بنت سلمة بن خِرَاشُ بْنُ الصِّمَّةِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ. وأم خالد وأمهما أم أيوب بنت يزيد بن عبد الله بْن عامر بْن نابئ بْن زَيْد بْن حرام. روى عبد الرحمن عن أبيه وفي روايته ورواية أخيه ضعف. وليس يحتج بهما.
872- وأخوه محمد بن جابر
بن عبد الله بن عمرو بن حرام. وأمه أم الْحَارِث بِنْت مُحَمَّد بْن مسلمة بن سلمة بن خالد من بني حارثة. فولد محمد كليبا وأمه أم سلمة بنت الربيع بن الطفيل بن مالك بن خنساء بن عبيد من بني سلمة. وقد روى محمد عن أبيه.
873- عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ
بْن رَافِعِ بْن مَالِكٍ بْن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق من الخزرج. وأمه أم ولد. فولد عبيد بن رفاعة زيدا وسعيدا ورفاعة وأمهم هند بنت رافع بن خلدة بن بِشْر بْن ثَعْلَبَة بْن عَمْرو بْن عامر بن زريق. وإسماعيل وأم موسى وحميدة وبريهة وأم البنين الكبرى وزيدة وأم عمرو وأمهم سميكة بِنْتُ كَعْبِ بْن مَالِكِ بْن أبي كَعْبِ بْن القين بن كعب بن سواد بن غنم من بني سلمة.
وعبد الرحمن وأم عبد الرحمن وأمهما أم ولد. وإسحاق وأمه أم صفوان بنت أبي عثمان بن عبد الله بن وهب بن رياح. وأمة الله ونسيبة وعائشة وأم البنين الصغرى وعبيد بن عبيد لأمهات أولاد شتى.
874- معاذ بن رفاعة
بْن رافع بْن مالك بْن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق.
وأمه أم عبد الله وهي سلمى بنت معوذ بْن الْحَارِث بْن رفاعة بْن الْحَارِث بْن سواد بْن مالك بْن غنم بْن مالك بن النجار. فولد معاذ بن رفاعة الحارث وسعدا ومحمدا وموسى وأمية وأمهم عمرة بنت النعمان بن عجلان بن النعمان بْن عامر بْن العجلان بْن عَمْرو بْن عامر بن زريق.
875- النعمان بن أبي عياش
واسمه عبيد بن معاوية بن صامت بْن زَيْد بْن خلدة بْن عامر بْن زريق. وأمه أم ولد. فولد النعمان طلحة وأمه أم عبادة بنت قيس بن عبيد بن الحرير بن عمرو بْنِ الْجَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عمرو بن غنم بن مازن بن النجار. ومحمدا ويحيى وأمهما حبيبة بنت كعب بن عمير بن فهم بن(5/211)
قيس عيلان. وللنعمان بقية وعقب.
876- معاوية بن أبي عياش
عبيد بن معاوية بن صامت بن زيد. وأمه أم ولد. فولد معاوية بن أبي عياش محمدا ورملة وجعدة وأم إسحاق وأمهم أم ولد. وقد انقرض ولد معاوية بن أبي عياش فلم يبق منهم أحد.
877- سليمان بن أبي عياش
عبيد بن معاوية بن صامت. وأمه أم ولد. فولد سليمان عيسى وحسناً وأم الوليد وزيداً وأمهم أم كلثوم بنت محمد بن هلال بْن المعلى بْن لوذان بْن حارثة من بني غضب بن جشم بن الخزرج. وقتل سليمان بن أبي عياش يوم الحرة. وَقَدِ انْقَرَضَ عَقِبُهُ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ.
878- بشير بن أبي عياش
عبيد بن معاوية بن صامت. وأمه أم ولد. فولد بشير يحيى وزكرياء وأم إياس وأم القاسم وحكمة وأمهم من كلب قضاعة. وأم الحارث وأمها من بني سلمة. وقتل بشير بن أبي عياش يوم الحرة وانقرض عقبه فلم يبق منهم أحد.
879- فروة بن أبي عبادة
سعد بْن عُثْمَان بْن خلدة بْن مَخْلَد بن عامر بن زريق.
وأمه أم خالد بِنْت عَمْرو بْن وذفة بْن عُبَيْد بْن عامر بْن بياضة بْن عامر بْن الخزرج.
فولد فروة عثمان. قتل يوم الحرة مع أبيه. وسلمة وداود وأم جميل وأمهم أم كلثوم بنت قيس بن ثابت بْن خلدة بْن مَخْلَد بْن عامر بْن زريق. وعبد الرحمن وأمه كبشة بنت عبد الرحمن بن الحويرث بن شريح من كندة. وقتل فروة بن أبي عبادة يوم الحرة. وكان أبوه سعد بن عثمان من أهل بدر.
880- عقبة بن أبي عبادة
سعد بْن عُثْمَان بْن خلدة بْن مَخْلَد بن عامر بن زريق.
وأمه أم ولد. فولد عقبة سعدا وإسماعيل وعبد الله وعائشة وأمهم جميلة بنت أبي عياش عبيد بن معاوية بن صامت بْن زَيْد بْن خلدة بْن عامر بْن زريق. وقتل عقبة بن أبي عبادة يوم الحرة.
881- مسعود بن عبادة
بن أبي عبادة سعد بْن عُثْمَان بْن خلدة بْن مَخْلَد بن عامر بن زريق. وأمه أم ولد. وقتل مسعود بن عبادة يوم الحرة.
882- ثابت بن قيس
بن سعد بن قَيْس بْن زَيْد بْن خلدة بْن عامر بن زريق. وأمه
__________
882 وثقه النسائي، وقال ابن مندة: مشهور من أهل المدينة.
انظر: التاريخ الكبير (2/ 1/ 167) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 382) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 456) ، وتهذيب الكمال (828) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (97) ، والكاشف (1/ 172) ، وتهذيب التهذيب (2/ 13) .(5/212)
كبشة بنت يزيد بن زيد بْن النُّعمان بْن خلدة بْن عامر بْن زريق. فولد ثابت عبد الرحمن ومحمدا وأم سعيد وحفصة وعائشة وأم حسن وأم مسعود وأمهم كبشة بنت أبي عياش عبيد بن معاوية بن صامت بن زيد الزرقي.
883- عُمَرُ بْنُ خَلْدَةَ
الزُّرَقِيُّ سمع من أبي هريرة وولي قضاء المدينة في خلافة عبد الملك بن مروان.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ رَأَى ابْنَ خَلْدَةَ يَقْضِي فِي الْمَسْجِدِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: حَضَرْتُ عُمَرَ بْنَ خَلْدَةَ. وَكَانَ عَلَى الْقَضَاءِ بِالْمَدِينَةِ. يَقُولُ لِرَجُلٍ رُفِعَ إِلَيْهِ: اذْهَبْ يَا خَبِيثُ فَاسْجُنْ نَفْسَكَ. فَذَهَبَ الرَّجُلُ وَلَيْسَ مَعَهُ حَرَسِيٌّ. وَتَبِعْنَاهُ وَنَحْنُ صِبْيَانُ حَتَّى أَتَى السَّجَّانَ فَحَبَسَ نَفْسَهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ خَلْدَةَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ. وَكَانَ رَجُلا مَهِيبًا صَارِمًا ورعا عفيفا لم يَرْتَزِقْ عَلَى الْقَضَاءِ شَيْئًا. فَلَمَّا عُزِلَ قِيلَ لَهُ: يَا أَبَا حَفْصٍ كَيْفَ رَأَيْتَ مَا كُنْتَ فِيهِ؟ قَالَ: كَانَ لَنَا إِخْوَانٌ فَقَطَعْنَاهُمْ وَكَانَتْ لَنَا أُرَيْضَةٌ نَعِيشُ مِنْهَا فَبِعْنَاهَا وَأَنْفَقْنَا ثَمَنَهَا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَقَدْ كَانَ الرَّجُلانِ يَتَقَاوَلانِ بِالْمَدِينَةِ فِي أَوَّلِ الزَّمَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لأَنْتَ أَفْلَسَ مِنَ الْقَاضِي. فَصَارَ الْقُضَاةُ الْيَوْمَ ولاةً وَجَبَابِرَةً وَمُلُوكًا أَصْحَابَ غَلاتٍ وضياع وتجارات وأموال.
884- عمر بن ثابت
الخزرجي روى عنه الزهري.
885- إسحاق بن كعب
بن عجرة بن أمية بن عدي بن عبيد بن الحارث.
__________
883 الجرح والتعديل (6/ 106) .
885 التاريخ الكبير (1/ 1/ 400) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 232) ، وتهذيب الكمال (379) .(5/213)
قَالَ هِشَامُ بْن مُحَمَّد بْن السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري: وهو من بلي قضاعة حليف لبني قوقل من بني عوف بن الخزرج. وقتل إسحاق بن كعب يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين.
886- وأخوه محمد بن كعب
بن عجرة بن أمية بن عدي بن عبيد بن الحارث.
قتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين.
887- أبو عفير
واسمه محمد بن سهل بن أبي حثمة. واسمه عبد الله بن ساعدة بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث من الأوس. وأمه تحيا بنت البراء بْنُ عَازِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث. فولد محمد بن سهل عفيرا وجعفرا والبراء ودبية امرأة وأميرة. وهي طلة.
وبدية وأمهم عفراء بنت دحية بن محيصة بن مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث. وعيسى وأمه أم ولد. وقد روى أبو عفير عن أبيه.
888- عمر بن الحكم
بن أبي الحكم. وهو من بني عمرو بن عامر من ولد الفطيون وهم حلفاء للأوس من الأنصار ودعوتهم في الديوان في بني أمية بن زيد.
وبنو أمية بن زيد آخر دعوى الأوس. ويكنى عمر أبا حفص. وكان ثقة وله أحاديث صالحة وتوفي سنة سبع عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك. وهو يومئذ ابن ثمانين سنة.
وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مِنَ الْمَوَالِي
889- بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ
مولى الحضرميين. وقال يزيد بن هارون في حديث له عن محمد بن إسحاق عن سالم أبي النضر عن بسر بن سعيد: مولى ابن الحضرمي.
وكان بسر ينزل دار الحضرميين ببني حديلة. وكان بها منهم جماعة وقد روى بسر
__________
889 تاريخ خليفة (321) ، وطبقات خليفة (255) ، وعلل أحمد (1/ 78، 332) ، والتاريخ الكبير (2/ 1/ 123- 124) ، وتاريخ أبي زرعة (419) ، (479) ، (644) ، (645) ، 727) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 422، 581) ، (2/ 441، 800) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 423) ، وتهذيب الكمال (668) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (82) ، (83) ، والكاشف (1/ 153) ، وسير أعلام النبلاء (4/ 594- 595) ، ونهاية التهذيب (1/ 437- 438) .(5/214)
عن سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن أنيس وزيد بن ثابت وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وعبيد الله الخولاني. وكان عبيد الله في حجر ميمونة بنت الحارث. وكان بسر من العباد المنقطعين وأهل الزهد في الدنيا. وكان ثقة كثير الحديث ورعا.
وكان قد أتى البصرة في حاجة له ثم أراد الرجوع إلى المدينة فرافقه الفرزدق الشاعر فلم يشعر أهل المدينة إلا وقد طلعا عليهم في محمل فعجب أهل المدينة لذلك. وكان الفرزدق يقول: ما رأيت رفيقا خيرا من بسر بن سعيد. وكان بسر يقول: ما رأيت رفيقا خيرا من الفرزدق.
قَالَ محمد بن عمر: ومات بسر بن سعيد بالمدينة سنة مائة في خلافة عمر بن عبد العزيز. وهو ابن ثمان وسبعين سنة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: مَاتَ بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ وَلَمْ يَدَعْ كَفَنًا. وَمَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَتَرَكَ ثَمَانِينَ مُدْيَ ذَهَبٍ. فَبَلَغَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَوْتُهُمَا فَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ مُدْخَلُهُمَا وَاحِدًا لأَنْ أَعِيشَ بِعَيْشِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَحَبُّ إِلَيَّ. فَقَالَ لَهُ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا الذَّبْحُ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتِكَ. فَقَالَ: إِنَّا وَاللَّهِ لا نَدَعُ أَنْ نَذْكُرَ أَهْلَ الْفَضْلِ بِفَضْلِهِمْ.
890- عبيد الله بن أبي رافع
مولى النبي. ع. روى عن علي بن أبي طالب وكتب له. وكان ثقة كثير الحديث.
891- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن
بن ثوبان مولى لآل الأخنس بن شريق الثقفي. وقد كان بعضهم انتمى إلى اليمن. وكان محمد بن عبد الرحمن يكنى أبا عبد الله. روى عن زيد بن ثابت وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وابن عباس وابن عمر ومحمد بن إياس بن أبي البكير وعن أمه عن عائشة. وكان ثقة كثير الحديث.
892- حمران بن أبان
مولى عثمان بن عفان. روى عن عثمان وتحول إلى
__________
890 تهذيب الكمال (876) ، وتهذيب التهذيب (7/ 10) ، وتقريب التهذيب (1/ 532) ، وتاريخ ابن معين (2/ 382) .
891 تهذيب الكمال (1229) ، وتهذيب التهذيب (9/ 294) ، وتقريب التهذيب (2/ 182) ، والتاريخ الكبير (1/ 145) ، والجرح والتعديل (7/ 312) .
892 علل ابن المديني (96) ، طبقات خليفة (200) ، (204) ، وتاريخ خليفة (179) ، (269) وعلل أحمد (1/ 80) ، والتاريخ الكبير (3/ ت 287) ، والمعارف لابن قتيبة (435- 436) ، وتاريخ الطبري (3/ 377، 415) ، (4/ 327، 400) ، (5/ 167) ، (6/ 153، 154، 165، 180) ، والجرح والتعديل (3/ ت 1182) ، وتهذيب تاريخ دمشق (4/ 438) ، والكامل في التاريخ (2/ 395) ، (3/ 145، 414) ، (4/ 307، 338) ، وتاريخ الإسلام (3/ 152، 245) ، وسير أعلام النبلاء (4/ 182- 183) ، والعبر (1/ 206) ، وميزان الاعتدال (1/ ت 2291) ، وتهذيب الكمال (1496) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (176) ، والكاشف (1/ 253) ، والبداية والنهاية (9/ 12) ، وتهذيب التهذيب (3/ 24- 24) ، والإصابة (1/ 380) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 1615) .(5/215)
البصرة فنزلها وادعى ولده أنهم من النمر بن قاسط بن ربيعة. وكان كثير الحديث.
ولم أرهم يحتجون بحديثه.
893- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزُ
الأَعْرَجُ ويكنى أبا داود مولى محمد بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. روى عن عبد الله ابن بحينة وأبي هريرة وعبد الرحمن بن عبد القاري.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: رَأَيْتُ مَنْ يَقْرَأُ عَلَى الأَعْرَجِ حَدِيثَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَيَقُولُ: هَذَا حَدِيثُكَ يَا أَبَا دَاوُدَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ:
فَأَقُولُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ. وَقَدْ قَرَأْتُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ قُلْ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ قَالا: خَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ إِلَى الإِسْكَنْدَرِيَّةِ فَأَقَامَ بِهَا حَتَّى تُوُفِّيَ بِهَا سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
894- يزيد بن هرمز
مولى لآل أبي ذباب من دوس ويكنى أبا عبد الله. وكان على الموالي يوم الحرة ومات بعد ذلك. وكان ابنه عبد الله بن يزيد بن هرمز من فقهاء أهل المدينة المعدودين. وكان يزيد ثقة قليل الحديث.
__________
893 تهذيب الكمال (823) ، وتهذيب التهذيب (6/ 290) ، وتقريب التهذيب (10/ 501) ، والتاريخ الكبير (5/ 360) ، والجرح والتعديل (5/ 297) ، وتاريخ ابن معين (2/ 361) .
894 الجرح والتعديل (9/ 293) .(5/216)
895- سعيد بن يسار
أبو الحباب مولى الحسن بن علي بن أبي طالب. روى عن أبي هريرة وابن عمر. مات بالمدينة سنة سبع عشرة ومائة. ويقال إن سعيدا مولى شمسة وإن شمسة كانت امرأة بالمدينة نصرانية أسلمت على يدي الحسن بن علي. وكان سعيد ثقة كثير الحديث.
896- سلمان أبو عبد الله
الأغر مولى لجهينة وكان قاصا روى عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة.
قَالَ محمد بن عمر: وسمعت ولده يقولون لقي عمر بن الخطاب. ولا أثبت ذلك عن أحد غيرهم. وكان ثقة قليل الحديث.
897- أبو عبد الله القراظ
وكان قديما. سمع من سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة.
وكان ثقة قليل الحديث.
898- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي ثور مولى بني نوفل بن عبد مناف.
899- سعيد ابن مرجانة
ويكنى أبا عثمان. وكان له فضل في نفسه ورواية. وكان
__________
895 تاريخ ابن معين (2/ 210) ، وطبقات خليفة (255) ، وتاريخ خليفة (348) ، وتاريخ البخاري الكبير (3/ ت 1738) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 348، 2083) ، وكنى الدولابي (1/ 143) ، والجرح والتعديل (4/ ت 305) ، والكامل في التاريخ (5/ 195) ، وتاريخ الإسلام (4/ 253) ، وسير أعلام النبلاء (5/ 93) ، وتهذيب الكمال (2385) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (31) ، والكاشف (1/ 2002) ، وتهذيب التهذيب (4/ 102) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 2556) .
896 تاريخ ابن معين (2/ 223) ، وطبقات خليفة (265) ، والتاريخ الكبير (4/ ت 2238) ، (9/ ت 840) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 141) ، والجرح والتعديل (4/ 1292) ، (9/ 1917) ، والأنساب للسمعاني (1/ 321) ، وتهذيب الكمال (2439) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (40) ، والكاشف (1/ 2040) ، وتهذيب التهذيب (4/ 139) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 2615) .
897 الجرح والتعديل (9/ 401) .
899 وهو سعيد بن عبد الله القرشي العامري الحجازي، مولى عامر بن لؤي، ومرجانة أمه.
انظر: طبقات خليفة (248) ، وتاريخ خليفة (314) ، والتاريخ الكبير (3/ 1634) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 404) ، وكنى الدولابي (2/ 28) ، والجرح والتعديل (4/ ت 150) ، والكامل في التاريخ (5/ 36) ، وتاريخ الإسلام (4/ 4) ، وتهذيب الكمال (2350) ، وتهذيب التهذيب (2) ورقة (27) ، والكاشف (1/ ت 1973) ، وتهذيب التهذيب (4/ 78) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 2534) ، وشذرات الذهب (1/ 112) .(5/217)
منقطعا إلى علي بن حسين بن علي بن أبي طالب. وتوفي بالمدينة سنة سبع وتسعين وهو ابن سبع وسبعين سنة. وكان ثقة. وله أحاديث.
900- عُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ
مولى آل زيد بن الخطاب ويكنى أبا عبد الله. وهو عم أبي فليح بن سليمان بن أبي المغيرة بن حنين. ويقال أنه من سبي عين التمر الذين بعث بهم خالد بن الوليد إلى المدينة في خلافة أبي بكر الصديق. وروى عبيد بن حنين عن زيد بن ثابت وأبي هريرة وابن عباس. وكان ثقة وليس بكثير الْحَدِيثَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سبرة قَالَ:
حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ قَالَ: قُلْتُ لِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ مَقْتَلَ عُثْمَانَ: اقْرَأْ عَلَيَّ الأَعْرَافَ. فَقَالَ: لَسْتُ أَحْفَظُهَا. اقْرَأْهَا أَنْتَ عَلَيَّ. فَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِ فَمَا أَخَذَ عَلَيَّ أَلِفًا وَلا وَاوًا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتُوُفِّيَ عُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً.
901- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُنَيْنٍ
مولى العباس بن عبد المطلب بن هاشم وله بقية وعقب بالمدينة. وكان ابنه إبراهيم بن عبد الله بن حنين من رواة العلم. وحمل عنه الزهري وغيره. وهم يقولون نحن موالي العباس بن عبد المطلب. ينتمون إلى ذلك إلى اليوم. ويقال كان حنين مولى مثقب ومثقب مولى مسحل ومسحل مولى شماس وشماس مولى عباس.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ
__________
900 الجرح والتعديل (5/ 404) .
901 التاريخ الكبير (5/ ت 173) ، والمعرفة ليعقوب (3/ 180) ، وتاريخ واسط (42) ، والجرح والتعديل (5/ ت 177) ، والثقات لابن حبان (5/ 8) ، وسير أعلام النبلاء (4/ 604) ، وتهذيب الكمال (3237) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (140) ، وتاريخ الإسلام (4/ 136) ، وتهذيب التهذيب (5/ 193) ، وتقريب التهذيب (1/ 411) ، وخلاصة الخزرجي (2/ ت 3463) .(5/218)
عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ لَيَالِيَ اسْتُخْلِفَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَكَانَ مَوْتُهُ قَرِيبًا مِنْ ذَاكَ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
902- عمير
مولى أم الفضل بنت الحارث الهلالية أم بني العباس بن عبد المطلب بن هاشم. ويكنى عمير أبا عبد الله. وروى عن أم الفضل وابن عباس. روى عن ابن عباس في صلاة الخوف. وفي بعض الرواية عمير مولى ابن عباس. وإنما هو مولى أمه. ومات عمير بالمدينة سنة أربع ومائة.
903- وابنه عبد الله بن عمير
يقول بعض الناس في روايتهم: مولى ابن عباس.
وهو مولى أم الفضل.
904- عِكْرِمَةُ
مولى عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم. ويكنى أبا عبد الله.
قَالَ: أخبرنا عَامِرُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ قَاضِي أَهْلِ صَنْعَاءَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةُ عَبْدٌ فَاشْتَرَاهُ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بِأَرْبَعَةِ آلافِ دِينَارٍ. فَبَلَغَ ذَلِكَ عِكْرِمَةَ فَأَتَى عَلِيًّا فَقَالَ: بِعْتَنِي بِأَرْبَعَةِ آلافِ دِينَارٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُ مَا خِيَرٌ لَكَ.
بِعْتَ عِلْمَ أَبِيكَ بِأَرْبَعَةِ آلافِ دِينَارٍ! فَرَاحَ عَلِيٌّ إِلَى خَالِدٍ فَاسْتَقَالَهُ فَأَقَالَهُ فَأَعْتَقَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يُسَمِّي عَبِيدَهُ أَسْمَاءَ الْعَرَبِ. عِكْرِمَةُ وَسُمَيْعٌ وَكُرَيْبٌ. وَأَنَّهُ قَالَ لَهُمْ: تَزَوَّجُوا فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا زَنَى نَزَعَ اللَّهُ مِنْهُ نُورَ الإِيمَانِ رَدَّهُ اللَّهُ إِلَيْهِ بَعْدُ أَمْ أَمْسَكَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ ابن عباس يجعل في
__________
903 الجرح والتعديل (5/ ت 567) ، وثقات ابن حبان (5/ 54) ، والكاشف (2/ ت 2924) ، وتهذيب الكمال (3465) ، وتذهيب التهذيب (2/ 171) ، وتهذيب التهذيب (5/ 343) ، وتقريب التهذيب (1/ 438) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3708) .
904 تهذيب الكمال (950) ، وتهذيب التهذيب (7/ 263) ، وتقريب التهذيب (2/ 30) ، والتاريخ الكبير (7/ 49) ، والجرح والتعديل (7/ 7) ، والثقات لابن حبان (5/ 229) .(5/219)
رِجْلَيَّ الْكَبْلَ يُعَلِّمُنِي الْقُرْآنَ وَيُعَلِّمُنِي السُّنَّةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْنُ سَلَمَةَ عَنْ دَاوُدَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ هَذِهِ الآيَةَ: «لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً» الأعراف: 164. قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ أَدْرِ أَنَجَا الْقَوْمُ أَمْ هَلَكُوا. فَمَا زِلْتُ أُبَيِّنُ لَهُ أُبَصِّرُهُ حَتَّى عَرَفَ أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا. قَالَ: فَكَسَانِي حُلَّةً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: كَانَ عِكْرِمَةُ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالتَّفْسِيرِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ وَنَحْنُ ذَاهِبُونَ مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَاتٍ: هَذَا يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِكَ. فَجَعَلْتُ أَرْجُنُ بِهِ وَيَفْتَحُ عَلَيَّ ابْنُ عَبَّاسٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ إِنِّي لأَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ فَأَسْمَعُ الرَّجُلَ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ فَيَنْفَتِحُ لِي خَمْسُونَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: دَفَعَ إِلَيَّ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ مَسَائِلَ أَسْأَلُ عَنْهَا عِكْرِمَةَ وَجَعَلَ يَقُولُ: هَذَا عِكْرِمَةُ. هَذَا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. هَذَا الْبَحْرُ فَسَلُوهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: نُبِّئْتُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ قَالَ: لَوْ كَفَّ عَنْهُمْ عِكْرِمَةُ مِنْ حَدِيثِهِ لَشُدَّتْ إِلَيْهِ الْمَطَايَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ:
سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ: إِنَّكُمْ لَتُحَدِّثُونَ عَنْ عِكْرِمَةَ بِأَحَادِيثَ لَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ مَا حَدَّثَ بِهَا. قَالَ فَجَاءَ عِكْرِمَةُ فَحَدَّثَهُ بِتِلْكَ الأَحَادِيثِ كُلِّهَا. قَالَ وَالْقَوْمُ سُكُوتٌ فَمَا تَكَلَّمَ سَعِيدٌ. قَالَ ثُمَّ قَامَ عِكْرِمَةُ فَقَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ فَعَقَدَ ثَلاثِينَ وَقَالَ: أَصَابَ الْحَدِيثَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ: أَرَأَيْتَ هَؤُلاءَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونِي مِنْ خَلْفِي. أَفَلا يُكَذِّبُونِي فِي وَجْهِي. فَإِذَا كَذَّبُونِي فِي وَجْهِي فَقَدْ وَاللَّهِ كَذَّبُونِي.(5/220)
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لأَيُّوبَ: يَا أَبَا بَكْرٍ. عِكْرِمَةُ كَانَ يُتَّهَمُ. قَالَ فَسَكَتَ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ أَتَّهِمُهُ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ حَبِيبٍ قَالَ: مَرَّ عِكْرِمَةُ بِعَطَاءٍ وَسَعِيدٍ. قَالَ فَحَدَّثَهُمَا فَلَمَّا قَامَ قُلْتُ لَهُمَا: تُنْكِرَانِ مِمَّا حَدَّثَ شَيْئًا؟ قَالا: لا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ. أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: سمعت أيوب قال: كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَرْحَلَ إِلَى عِكْرِمَةَ إِلَى أُفُقٍ مِنَ الآفَاقِ. قَالَ فَإِنِّي لَفِي سُوقِ الْبَصْرَةِ فَإِذَا بِهِ عَلَى حِمَارٍ. قَالَ فَقِيلَ لِي هَذَا عِكْرِمَةُ. قَالَ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ. قَالَ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَمَا قَدَرْتُ عَلَى شَيْءٍ أَسْأَلُهُ عَنْهُ. ذَهَبَتِ الْمَسَائِلُ مِنِّي.
فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِ حِمَارِهِ. فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ وَأَنَا أَحْفَظُ.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَسَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ قَالَ: لما قدم عكرمة الجند حمله طاووس عَلَى نَجِيبٍ لَهُ فَقِيلَ لَهُ: أَعْطَيْتَهُ جَمَلا وَإِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهُ الْيَسِيرُ. فَقَالَ: إِنِّي ابْتَعْتُ عِلْمَ هَذَا الْعَبْدِ بِهَذَا الْجَمَلِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ شِبْلٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ قال: قدم عكرمة على طاووس فَحَمَلَهُ عَلَى نَجِيبٍ ثَمَنَ سِتِّينَ دِينَارًا وَقَالَ: أَلا نَشْتَرِي عِلْمَ هَذَا الْعَبْدِ بِسِتِّينَ دِينَارًا؟
قَالَ: وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ شِبْلِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عِكْرِمَةُ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ حَتَّى أُصْعِدَ فَوْقَ ظَهْرِ بَيْتٍ.
قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ أَيُّوبُ أَوَّلَ مَا جَالَسْنَا عِكْرِمَةَ فَإِذَا أَجَابَ فِي شَيْءٍ قَالَ: يُحْسِنُ حَسَنَكُمْ مِثْلَ هَذَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ طاووس قَالَ: لَوْ أَنَّ مَوْلَى ابْنَ عَبَّاسٍ هَذَا اتَّقَى اللَّهَ وَكَفَّ مِنْ حَدِيثِهِ لَشُدَّتْ إِلَيْهِ الْمَطَايَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ:
حَدَّثَنِي مَنْ مَشَى بَيْنَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعِكْرِمَةَ فِي رَجُلٍ نَذَرَ نَذْرًا فِي مَعْصِيَةٍ.
فَقَالَ سَعِيدٌ: يُوَفَّى بِهِ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: لا يُوَفَّى بِهِ. قَالَ فَذَهَبَ رَجُلٌ إِلَى سَعِيدٍ(5/221)
فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ عِكْرِمَةَ. فَقَالَ سَعِيدٌ: لا يَنْتَهِي عَبْدُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَتَّى يُلْقَى فِي عُنُقِهِ حَبَلٌ وَيُطَافُ بِهِ. قَالَ فَجَاءَ الرَّجُلُ إِلَى عِكْرِمَةَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ لَهُ عِكْرِمَةُ: أَنْتَ رَجُلُ سُوءٍ.
قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: فَكَمَا بَلَّغْتَنِي فَبَلِّغْهُ. قُلْ لَهُ هَذَا النَّذْرَ لِلَّهِ أَمْ لِلشَّيْطَانِ؟ فو الله إِنْ زَعَمَ أَنَّهُ لِلَّهِ لَيُكَذَّبَنَّ. وَلَئِنْ زَعَمَ أَنَّهُ لِلشَّيْطَانِ لَيُكَفَّرَنَّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ قَالَ: حَدَّثَنِي صَاحِبٌ لَنَا قَالَ: كنت جالسا إلى سعيد وعكرمة وطاووس. وَأَظُنُّهُ قَالَ وَعَطَاءٍ. فِي نَفَرٍ. قَالَ فَكَانَ عِكْرِمَةُ صَاحِبُ الْحَدِيثِ يَوْمَئِذٍ. قَالَ وَكَأَنَّ عَلَى رؤوسهم الطَّيْرَ فَإِذَا فَرَغَ فَمَنْ قَائِلٌ بِيَدِهِ هَكَذَا. وَعَقَدَ ثَلاثِينَ. وَمَنْ قَائِلٌ بِرَأْسِهِ هَكَذَا. يُمَيِّلُ رَأْسَهُ. قَالَ فَمَا خَالَفَهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِلا أَنَّهُ ذَكَرَ الْحُوتَ فَقَالَ:
كَانَ يُسَايِرُهُمَا فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ الْمَاءِ. فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: أَشْهَدُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كَانَا يَحْمِلانِهِ فِي مِكْتَلٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ أَلا تَرَى إِلَى مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَزْعُمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَرَّمَ نَبِيذَ الْجَرِّ؟ قَالَ: صَدَقَ وَاللَّهِ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. لَقَدْ حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ نَبِيذَ الْجَرِّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عِكْرِمَةُ خُرَاسَانَ قَالَ أَبُو مِجْلَزٍ: سَلُوهُ مَا جَلاجِلُ الْحَاجِّ. قَالَ فَسُئِلَ عِكْرِمَةُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ:
وَأَنَّى هَذَا بِهَذِهِ الأَرْضِ. جَلاجِلُ الْحَاجِّ الإِفَاضَةُ. قَالَ فَقِيلَ لأَبِي مِجْلَزٍ فَقَالَ:
صَدَقَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الطِّيبِ مُوسَى بْنُ يَسَارٍ قَالَ:
رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ جَائِيًا مِنْ سَمَرْقَنْدَ وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ تَحْتَهُ جُوَالِقَانِ أَوْ خُرْجَانِ فِيهِمَا حَرِيرٌ أَجَازَهُ بِذَلِكَ عَامَلُ سَمَرْقَنْدَ وَمَعَهُ غُلامٌ. قَالَ وَسَمِعْتُ عِكْرِمَةَ بِسَمَرْقَنْدَ وَقِيلَ لَهُ: مَا جاء بك إلى هذه البلاد؟ الْحَاجَةُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ قَالَ:
رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ وَعِمَامَتُهُ مُتَخَرِّقَةٌ فَقُلْتُ: أَلا أُعْطِيكَ عِمَامَتِي؟ فَقَالَ: إِنَّا لا نَقْبَلُ إِلا مِنَ الأمراء.(5/222)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ إِلَى عِكْرِمَةَ فَرَأَيْنَا عَلَيْهِ عِمَامَةً مُشَقَّقَةً فَقَالَ لَهُ صَاحِبِي: مَا هَذِهِ الْعِمَامَةُ؟ إِنَّ عِنْدَنَا عَمَائِمَ. فَقَالَ عِكْرِمَةُ: إِنَّا لا نَأْخُذُ مِنَ النَّاسِ شَيْئًا إِنَّمَا نَأْخُذُ مِنَ الأُمَرَاءِ. قُلْتُ: بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ.
فَسَكَتَ. قُلْتُ إِنَّ الْحَسَنَ قَالَ:
يَا ابْنَ آدَمَ عَمَلُكَ أَحَقُّ بِكَ. قَالَ: صَدَقَ الْحَسَنُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أُخْبِرْتُ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ: كُلُّ شَيْءٍ قَالَ مُحَمَّدٌ أُنْبِئْتُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّمَا سَمِعَهُ عَنْ عِكْرِمَةَ.
لَقِيَهُ أَيَّامَ الْمُخْتَارِ بِالْكُوفَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ أَبُو مُضَرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عِكْرِمَةَ فَقَالَ: مَا لَكُمْ أَفْلَسْتُمْ؟
وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَسْأَلُهُ: مَا لَكَ أَجْبَلْتَ؟
قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ حَدَّثَنِي أَيُّوبُ قَالَ: كَانَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ يَسْأَلُ عِكْرِمَةَ فَسَكَتَ خَالِدٌ فَقَالَ عِكْرِمَةُ: مَا لَكَ أَجْبَلْتَ؟ يَعْنِي أَكْدَيْتَ. أَيْ نَفِدَ مَا عِنْدَكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بن مسلم بن بانك قال: رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ يَصْبُغُ بِالْحِنَّاءِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ سِمَاكٍ قَالَ:
رَأَيْتُ فِيَ يَدِ عِكْرِمَةَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عِكْرِمَةَ بُرْدًا ذُنَيْبِيًّا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ قُدَامَةَ قَالَ: كَانَ عِكْرِمَةُ يَؤُمُّنَا فِي جُبَّةٍ بَيْضَاءَ وَاحِدَةٍ لَيْسَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ وَلا إِزَارٌ وَلا رِدَاءٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعِكْرِمَةَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ عَارِمٌ:
أَصْبَحْتُ بِشَرٍّ أَجْرَبَ مَبْسُورًا. وَقَالَ سُلَيْمَانُ: أَصْبَحْتُ بِشَرٍّ. ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّ بِهِ جَرَبًا وَأَنَّ به باسورا.(5/223)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ الأَعْوَرُ قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ قَالَ: قِيلَ لِعِكْرِمَةَ كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ بِشَرٍّ. قَالَ قِيلَ لَهُ:
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لِمَ تَقُولُ كَذَا؟ قَالَ: اللَّهُ قَالَهُ: «ولنبلونكم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً» الأنبياء: 35.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي ابْنَةُ عِكْرِمَةَ أَنَّ عِكْرِمَةَ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَيَاضِيُّ قَالَ:
مَاتَ عِكْرِمَةُ وَكُثَيِّرُ عَزَّةَ الشَّاعِرُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ فَرَأَيْتُهُمَا جَمِيعًا صُلِّيَ عَلَيْهِمَا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ بَعْدَ الظُّهْرِ فِي مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ فَقَالَ النَّاسُ: مَاتَ الْيَوْمَ أَفْقَهُ الناس وأشعر الناس.
قال: وقال غير خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ: وَعَجِبَ النَّاسُ مِنَ اجْتِمَاعِهِمَا فِي الْمَوْتِ وَاخْتِلافِ رَأْيِهِمَا. عِكْرِمَةُ يُظَنُّ أَنَّهُ يَرَى رَأْيَ الْخَوَارِجِ. يُكَفِّرُ بِالنَّظْرَةِ. وَكُثَيِّرٌ شِيعِيٌّ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ. وَقَدْ رَوَى عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَائِشَةَ.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: مَاتَ عِكْرِمَةُ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ. قَالَ وَقَالَ غَيْرُ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ: سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ.
أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ بْنِ ثَابِتٍ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: كَانَ عِكْرِمَةُ يَرَى رَأْيَ الْخَوَارِجِ فَطَلَبَهُ بَعْضُ وُلاةِ الْمَدِينَةِ فَتَغَيَّبَ عِنْدَ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ حَتَّى مَاتَ عِنْدَهُ. قَالُوا وَكَانَ عِكْرِمَةُ كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَالْعِلْمِ بَحْرًا مِنَ الْبُحُورِ. وَلَيْسَ يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ. وَيَتَكَلَّمُ النَّاسُ فِيهِ.
905- كُرَيْبُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ
ويكنى أبا رشدين مولى عبد الله بن العباس بن عبد المطلب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: وَضَعَ عِنْدَنَا كُرَيْبٌ حِمْلَ بَعِيرٍ أَوْ عِدْلَ بَعِيرٍ مِنْ كتب ابن
__________
905 تهذيب الكمال (1146) ، وتهذيب التهذيب (8/ 433) ، وتقريب التهذيب (2/ 134) ، والجرح والتعديل (7/ 168) .(5/224)
عَبَّاسٍ. قَالَ فَكَانَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ إِذَا أَرَادَ الْكِتَابَ كَتَبَ إِلَيْهِ: ابْعَثْ إِلَيَّ بِصَحِيفَةِ كَذَا وَكَذَا. قَالَ فَيَنْسُخُهَا فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ بِإِحْدَاهِمَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّهُ رَأَى لِكُرَيْبٍ وَأَصْحَابِهِ طَيَالِسَةً طُوَالا أَزْرَارُهَا بِالدِّيبَاجِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: مَاتَ كُرَيْبٌ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ فِي آخِرِ خِلافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. وَكَانَ ثِقَةً حَسَنَ الْحَدِيثِ.
906- أَبُو مَعْبَدٍ
واسمه ناقد مولى عبد الله بن العباس.
أُخْبِرْتُ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ أَبُو مَعْبَدٍ أَصْدَقَ مَوْلًى لابْنِ عَبَّاسٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ أَبُو مَعْبَدٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ فِي آخِرِ خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَكَانَ ثِقَةً حَسَنَ الْحَدِيثِ.
907- شعبة
مولى عبد الله بن عباس ويكنى أبا عبد الله. روى عنه ابن أبي ذئب وعدة من أهل المدينة وغيرهم ولم يرو عنه مالك بن أنس.
قَالَ يحيى بن سعيد القطان: فقلت لمالك بن أنس ما تقول في شعبة مولى ابن عباس؟ فقال: لم يكن يشبه القراء. وله أحاديث كثيرة ولا يحتج به. وقد روى عنه ابن أبي ذئب وغيره.
__________
907 هو شعبة بن دينار القرشي، أبو عبد الله، ويقال: أبو يحيى، المدني.
قال أحمد بن حنبل: ما أرى به بأسا. وقال ابن معين: ليس به بأس. وقال أبو بكر بن أبي خيثمة، عن ابن معين: لا يكتب حديثه. وقال الجوزجاني والنسائي: ليس بقوي. وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال أبو زرعة: مديني ضعيف الحديث، وقال ابن حجر: صدوق سيئ الحفظ.
انظر: تاريخ ابن معين (2/ 256) ، وطبقات خليفة (280) ، والتاريخ الكبير (4/ ت 2671) ، وأحوال الرجال للجوزجاني (223) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (291) ، والجرح والتعديل (4/ ت 1064) ، والمجروحين لابن حبان (1/ 361) ، والكاشف (2/ ت 2298) ، وديوان الضعفاء (1880) ، وتهذيب الكمال (2741) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (78) ، وتاريخ الإسلام (4/ 123، 257) ، وتهذيب التهذيب (4/ 346) ، وتقريب التهذيب (1/ 351) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 2953) .(5/225)
قَالَ محمد بن عمر: مات شعبة مولى ابن عباس في وسط من خلافة هشام بن عبد الملك.
908- دفيف
مولى عبد الله بن عباس مات سنة تسع ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك. روى عنه حميد الأعرج وغيره. وكان قليل الحديث.
909- أَبُو عبيد الله
مولى عبد الله بن العباس.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ الطَّحَّانِ عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُفَرْقِعَ الرَّجُلُ أَصَابِعَهُ فِي الصَّلاةِ.
910- أبو عبيد
مولى عبد الله بن عباس بن عبد المطلب.
911- مقسم
مولى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الحارث بن عبد المطلب.
وإنما قيل له مولى ابن عباس للزومه إياه وانقطاعه إليه وروايته عنه وولائه لبني هاشم. وكان مقسم يكنى أبا القاسم. وقد روى عن أم سلمة سماعا.
912- ذَكْوَانُ
أَبُو عَمْرٍو مولى عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ ذَكْوَانَ غُلامَ عَائِشَةَ كَانَ يَؤُمُّ قُرَيْشًا وَخَلْفَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ لأَنَّهُ كَانَ أَقْرَأَهُمْ لِلْقُرْآنِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ مُجَاوِرَةً بَيْنَ حِرَاءَ وَثَبِيرٍ فَكَانَ يَأْتِيهَا رِجَالاتُ قُرَيْشٍ فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ أَمَّنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بكر. فإذا لم
__________
908 الجرح والتعديل (3/ 443) .
910 الجرح والتعديل (9/ 405) .
911 تهذيب الكمال (1369) ، وتهذيب التهذيب (10/ 288) ، وتقريب التهذيب (2/ 273) ، والجرح والتعديل (8/ 414) ، وتاريخ ابن معين (2/ 584) .
912 تاريخ ابن معين (2/ 158) ، والتاريخ الكبير (3/ ت 896) ، وكنى الدولابي (2/ 85) ، والجرح والتعديل (3/ ت 2040) ، وتاريخ الإسلام (3/ 14) ، والكاشف (1/ 297) ، وتهذيب الكمال (1815) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (213) ، وتهذيب التهذيب (3/ 220) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1974) .(5/226)
يَحْضُرْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَمَّنَا فَتَاهَا ذَكْوَانُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ قَدْ دَبَرَتْهُ وَقَالَتْ: إِذَا وَارَيْتَنِي فَأَنْتَ حُرٌّ. وَلَهُ أَحَادِيثُ قَلِيلَةٌ. وَمَاتَ لَيَالِيَ الْحَرَّةِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَحْسَبُهُ قُتِلَ بِالْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ معاوية.
913- أبو يونس
مولى عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - روى عن عائشة وروى عنه القعقاع بن حكيم وغيره.
914- أبو لبابة
صاحب عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - واسمه مروان.
915- نبهان
مولى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - كانت قد كاتبته فأدى فعتق.
روى عنه الزهري حديثين. وكان نبهان يكنى أبا يحيى.
916- ثَابِتٌ
مولى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -
أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ قَالَ: هَلَكَ ثَابِتٌ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِالْمَدِينَةِ. وَكَانَ قَلِيلَ الحديث.
917- نصاح بن سرجس
بن يعقوب مولى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - كتابة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَثَّابٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَةُ بْنُ نِصَاحٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَاتَبَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ عَلَى نُجُومٍ وَفَّيْتُهَا. فَكَلَّمْتُهَا أَنْ تَحُطَّ عَنِّي وَتُقَاطِعَنِي عَلَى ذَهَبٍ أَوْ وَرِقٍ فَفَعَلَتْ. وَعَجَّلْتُ لَهَا ذَلِكَ وَوَضَعَتْ عَنِّي.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى عَنْ نِصَاحٍ إِلا ابْنُهُ شَيْبَةُ بْنُ نِصَاحٍ.
وَكَانَ شَيْبَةُ إِمَامَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي الْقِرَاءَةِ فِي دَهْرِهِ هُوَ وَأَبُو جَعْفَرٍ يَزِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ.
918- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ
مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - عتاقه. سمع من أم سلمة
__________
917 الجرح والتعديل (8/ 508) .
918 تاريخ الدوري (2/ 305) ، وطبقات خليفة (246) ، والتاريخ الكبير (5/ ت 244) ، وتاريخ أبي زرعة (430) ، والجرح والتعديل (5/ ت 247) ، والثقات لابن حبان (5/ 30- 31) ، والكاشف (2/ ت 2735) ، وتهذيب الكمال (3255) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (143) ، وتاريخ الإسلام (4/ 136) ، (5/ 22) ، وتهذيب التهذيب (5/ 206، وخلاصة الخزرجي (2/ ت 3482) .(5/227)
وبقي حتى سمع منه عبد الله بن أبي يحيى وموسى بن عبيدة وقدامة بن موسى وجارية بن أبي عمران. وكان ثقة كثير الحديث.
919- ناعم بن أجيل
مولى أم سلمة زوج النبي. ع. روى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. وكان قليل الحديث.
920- قيس
مولى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ويكنى أبا قدامة. روى عن أم سلمة أنها احتجمت وهي صائمة.
921- أبو ميمونة
مولى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ويكنى أبا قدامة. روى عن أم سلمة وروى عنه سالم بن يسار مولى الدوسيين. وكان قارئ أهل المدينة في زمانه وهو الذي قرأ عليه نافع بن أبي نعيم.
922- كَثِيرُ بْنُ أَفْلَحَ
مولى أبي أيوب الأنصاري.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ قَالَ مُحَمَّدٌ: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيْتُ كَثِيرَ بْنَ أَفْلَحَ وَقَدْ كَانَ أُصِيبَ يَوْمَ الْحَرَّةِ. فَعَلِمْتُ أَنَّهُ مَقْتُولٌ. وَإِنِّي نَائِمٌ وَإِنَّمَا هِيَ رُؤْيَا رَأَيْتُهَا. قَالَ فَكَرِهْتُ أَنْ أَدْعُوَهُ بِكُنْيَتِهِ. وَكَانَ فِي الْبَيْتِ الهذيل ابن حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ وَكَانَتْ كُنْيَتُهُمَا وَاحِدَةً فَخَشِيتُ أَنْ يَسْتَيْقِظَ الْهُذَيْلُ. فَنَادَيْتُهُ بِاسْمِهِ فَأَجَابَنِي. قُلْتُ: أَلَيْسَ قَدْ قُتِلْتَ؟ قَالَ: بَلَى. قُلْتُ: مَا صَنَعْتُمْ؟ قَالَ: خَيْرًا. قُلْتُ:
شُهَدَاءُ أَنْتُمْ؟ قَالَ: لا. إِنَّ الْمُسْلِمِينَ إِذَا الْتَقَوْا فَقُتِلَتْ بَيْنَهُمْ قَتْلَى فَلَيْسُوا بِشُهَدَاءَ وَلَكِنَّا نُدَبَاءُ.
قَالَ سَعِيدٌ: حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَرْفِ بَعْضُ أَصْحَابِنَا وَلَمْ أَحْفَظْهُ عَنْ هِشَامٍ.
923- وأخوه عبد الرحمن بن أفلح
مولى أبي أيوب الأنصاري. وهو رضيع لخارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري. وسمع مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
924- وأخوهما محمد بن أفلح
مولى أبي أيوب الأنصاري. وقد روي عنه أيضا.
__________
919 الجرح والتعديل (8/ 508) .
921 الجرح والتعديل (9/ 447) .
922 تهذيب الكمال (1141) ، وتهذيب التهذيب (8/ 411) ، وتقريب التهذيب (2/ 131) ، والتاريخ الكبير (7/ 207) ، والجرح والتعديل (7/ 149) .
923 الجرح والتعديل (5/ 210) .
924 الجرح والتعديل (7/ 206) .(5/228)
925- عمرو بن رافع
روى عن حفصة أنه كتب لها مصحفا. كان رافع مولى عمر بن الخطاب وهو الذي قيل فيه:
واخدم الأقوام حتى تخدم ... تكن شريك رافع وأسلم
وله بقية وعقب. وقد انتموا إلى لخم. من ولده عاصم المبرسم الشاعر.
926- نافع
مولى الزبير بن العوام بقي وروى عنه مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير. وكان قليل الحديث.
927- أبو حبيبة
مولى الزبير بن العوام. وهو جد موسى بن عقبة بن أبي عياش مولى الزبير وأم موسى بن عقبة بنت أبي حبيبة.
928- الجراح
مولى أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ بْنِ أمية زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - روى عن أم حبيبة. وروى عنه سالم بن عبد الله بن عمر ونافع.
929- سالم بن شوال
مولى أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ بْنِ أمية زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -
930- سالم البراد.
931- سالم أبو عبد الله
مولى شداد. ويعرف بسالم الدوسي. روى عن سعد.
__________
925 الجرح والتعديل (6/ 232) .
926 الجرح والتعديل (8/ 454) .
927 الجرح والتعديل (9/ 359) .
929 وثقه النسائي، وابن حبان، وروى له مسلم حديثا واحدا.
انظر: التاريخ الكبير (4/ ت 2149) ، والجرح والتعديل (4/ ت 792) ، وتهذيب الكمال (2148) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (3) ، والكاشف (1/ ت 1790) ، وتهذيب التهذيب (3/ 436) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 2321) .
930 هو أبو عبد الله الكوفي، وثقه يحيى بن معين وأبو حاتم، وأبو داود، وابن حبان.
انظر: علل ابن المديني (76) ، وتاريخ البخاري الكبير (4/ ت 2135) ، وسؤالات الآجري لأبي داود (3/ ت 104) ، والمعرفة والتاريخ (2/ 578) ، والجرح والتعديل (4/ ت 819) ، وتاريخ الإسلام (3/ 369) ، وتهذيب الكمال (2119) ، وتذهيب التهذيب (3) ورقة (40) ، والكاشف (1/ ت 1801) ، وتهذيب التهذيب (3/ 444) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2333) .(5/229)
932- سالم بن سلمة
أبو سبرة الهذلي.
933- سالم بن سرج
ويعرف بسالم بن الخربوذ أبو النعمان الذي روى عن أم صبية الجهنية. وروى عنه أسامة بن زيد الليثي.
934- سالم أبو الغيث
مولى عبد الله بن مطيع العدوي. روى عن أبي هريرة.
وكان ثقة حسن الحديث.
935- سالم سبلان
مولى بني نصر بن معاوية من هوزان. وكان أصله من أهل مصر. وكان يرحل لأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وروى عن عائشة.
936- أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ
وهو الزيات واسمه ذكوان مولى غطفان. ويقال مولى جويرية امرأة من قيس. وهو أبو سهيل بن أبي صالح المدني وروى عنه من أهل المدينة عبد الله بن دينار والقعقاع بن حكيم وزيد بن أسلم وسمي مولى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بن هشام المخزومي. ومن أهل الكوفة الحكم وعاصم بن
__________
932 الجرح والتعديل (4/ 182) .
933 التاريخ الكبير (4/ 2148) ، والجرح والتعديل (4/ ت 812) ، وتهذيب الكمال (2147) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (2) ، والكاشف (1/ ت 1789) ، وتهذيب التهذيب (3/ 345) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2320، 2316) .
934 تاريخ ابن معين (2/ 720) ، والتاريخ الكبير (4/ 2134) ، وكنى الدولابي (2/ 78) ، والجرح والتعديل (4/ ت 818) ، وتاريخ الإسلام (3/ 369) ، وتهذيب التهذيب (2163) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (5) ، والكاشف (1/ ت 1804) ، وتهذيب التهذيب (3/ 445) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2337) .
936 تاريخ ابن معين (2/ 158) ، وتاريخ الدارمي (956) ، وسؤالات ابن طالوت لابن معين ورقة (3) ، وعلل ابن المديني (77) ، (80) ، (84) ، وطبقات خليفة (248) ، وتاريخ خليفة (246) ، وعلل أحمد (1/ 107) ، (108) ، (177) ، (203) ، والتاريخ الكبير (3/ ت 895) ، والمعرفة والتاريخ (1/ 415، 423، 514) ، (2/ 706، 799) ، (3/ 212، 248، 249) ، وتاريخ أبي زرعة (479) ، والجرح والتعديل (3/ 2039) ، والأنساب للسمعاني (6/ 332) ، والكامل في التاريخ (5/ 66، 67) ، وتاريخ الإسلام (4/ 219) ، وسير أعلام النبلاء (5/ 36) ، وتهذيب الكمال (1814) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (213) ، والعبر (1/ 121) ، والكاشف (1/ 297) ، وتهذيب التهذيب (3/ 219- 220) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1973) .(5/230)
أبي النجود وسليمان الأعمش. وكان أبو صالح ثقة كثير الحديث. وكان يقدم الكوفة يجلب فينزل في بني أسد فيؤم بني كاهل.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ:
قَالَ أَبُو صَالِحٍ: مَا أَحَدٌ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلا وَأَنَا أَعْلَمُ صَادِقًا هُوَ أَمْ كَاذِبًا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ:
كَانَ أَبُو صَالِحٍ عَظِيمَ اللِّحْيَةِ. قَالَ فَكَانَ يُخَلِّلُهَا. قَالُوا وَتُوُفِّيَ أَبُو صَالِحٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ.
937- أبو صالح باذام
مولى أُمُّ هَانِئِ بِنْتُ أبي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ المطلب بن هاشم. روى عنه سماك ومحمد بن السائب الكلبي وإسماعيل بن أبي خالد.
938- أبو صالح سميع
روى عن عبد الله بن عباس.
939- أبو صالح
مولى عثمان بن عفان. وقد روى عنه.
940- أبو صالح
الغفاري.
941- أبو صالح ميسرة.
942- أبو صالح
مولى ضباعة.
943- أبو صالح
مولى السفاح واسمه عبيد. روى عنه بسر بن سعيد.
944- أبو صالح
مولى السعديين.
945- مسلم بن يسار
ويكنى أبا عثمان مولى الأنصار. روى عنه يحيى بن سعيد
__________
937 قال أحمد: كان ابن مهدي ترك حديثه، وقال ابن معين: ليس به بأس، وإذا روى عنه الكلبي فليس بشيء. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال النسائي: ليس بثقة. ووثقه العجلي وحده. وضعفه غير واحد في ما يرويه في التفسير خاصة. قال ابن حجر: ضعيف يدلس.
تهذيب الكمال (137) ، وتهذيب التهذيب (1/ 416) ، وتقريب التهذيب (1/ 93) ، والتاريخ الكبير (2/ 144) ، والجرح والتعديل (2/ 431) .
944 الجرح والتعديل (9/ 932) .
945 تهذيب الكمال (1328) ، وتهذيب التهذيب (10/ 141) ، وتقريب التهذيب (2/ 247) ، والتاريخ الكبير (7/ 175) ، والجرح والتعديل (8/ 199) .
وقال الدارقطني يعتبر به. وذكر ابن حبان في الثقات، وال ابن حجر مقبول.(5/231)
الأنصاري وغيره من أهل البلد. وروى عنه أهل مكة أيضا.
946- بشير بن يسار
مولى بني حارثة بن الحارث من الأنصار ثم من الأوس.
وكان شيخا كبيرا فقيها. وكان قد أدرك عامة أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأدرك من أهل داره من بني حارثة مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - رجالا منهم رافع بن خديج وسويد بن النعمان وسهل بن أبي حثمة. وروى عنهم حديث القسامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري. وكان قليل الحديث.
947- نافع
مولى أبي قتادة الأنصاري. وهو أبو محمد الذي روى عنه صالح بن كيسان. وكان قليل الحديث.
948- وهيب
مولى زيد بن ثابت الأنصاري عتاقة. وكان كاتبا لزيد بن ثابت وقد روى عنه.
949- حرملة
مولى زيد بن ثابت.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرحمن بن أبي الزناد قَالَ: إنما هو مولى أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي فلزم زيد بن ثابت فقيل مولى زيد فغلب عليه. وقد روى عنه الزهري. وكان قليل الحديث.
950- زيد أبو عياش
سأل سعد بن أبي وقاص عن البيضاء بالسلت.
__________
946 وثقه ابن معين، والنسائي وابن شاهين، وابن حبان، وابن حجر، والذهبي.
انظر: تاريخ يحيى (2/ 61) ، والتاريخ الكبير (2/ 1/ 132) ، والمعرفة ليعقوب (2/ 772- 774) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 394، 395) ، والإكمال لابن ماكولا (1/ 298) ، وتهذيب الكمال (734) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (87) ، والكاشف (1/ 160) ، وسير أعلام النبلاء (4/ 591- 592) ، وتاريخ الإسلام (4/ 93) .
948 الجرح والتعديل (9/ 34) .
949 وثقه ابن حبان، وابن حجر.
انظر: التاريخ الكبير للبخاري (3/ 239) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 221، 420) ، وتاريخ أبي زرعة (614) ، والجرح والتعديل (3/ 1219) ، وتهذيب الكمال (1167) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (128) ، وتاريخ الإسلام (3/ 356) ، وتهذيب التهذيب (2/ 231- 232) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1285) .
950 تهذيب الكمال (2124) ، وتذهيب التهذيب (1/ 255) ، والكشاف (1/ 1769) ، وميزان الاعتدال (2/ 3023) ، وتهذيب التهذيب (3/ 423) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 2275) .(5/232)
951- حميد بن نافع
مولى صفوان بن خالد الأنصاري. هكذا قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأنصاري. وسمعت من يذكر أنه مولى لأبي أيوب الأنصاري. وقد روى عن أبي أيوب وحج معه. وروى عن ابن عمر. وهو أبو أفلح بن حميد الذي روى عنه الثوري ورجال من أهل المدينة وغيرهم.
قَالَ حجاج بن محمد: قَالَ شعبة: سألت عاصما الأحول عن المرأة تحد فقال:
قالت حفصة بنت سيرين. كتب حميد بن نافع إلى حميد الحميري فذكر حديث زينب بنت أبي سلمة. قَالَ شعبة: فقلت لعاصم قد سمعته أنا من حميد بن نافع.
قَالَ: أنت؟ قلت: نعم وهو ذاك حي بعد. قَالَ شعبة. وكان عاصم يرى أنه قد مات منذ مائة سنة.
952- رافع بن إسحاق
مولى آل الشفاء. وكان يقال له أيضا مولى أبي طلحة.
سمع من أبي أيوب. وروى عنه إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ.
953- زياد بن أبي زياد
مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي.
__________
951 تاريخ ابن معين (2/ 138) ، وعلل أحمد (1/ 162) ، والتاريخ الكبير (2/ 2701، 2702) ، والجرح والتعديل (10083) ، ومشاهير علماء الأمصار (485) ، وتاريخ الإسلام (4/ 245) ، وتهذيب الكمال (1540) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (180) ، والكاشف (1/ 258) ، وتهذيب التهذيب (3/ 50) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1661) .
952 وثقه النسائي، وابن حبان، والعجلي، وابن خلفون، وابن حجر، والذهبي.
انظر: التاريخ الكبير (3/ 1036) ، والجرح والتعديل (2/ 2169) ، وتهذيب الكمال (1831) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (214) ، والكاشف (1/ 300) ، وتهذيب التهذيب (3/ 228) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1992) .
953 وثقه غير واحد. وأسم أبو زياد: ميسرة.
انظر: التاريخ الكبير (3/ 1196) ، والمعرفة والتاريخ (1/ 667) ، وتاريخ أبي زرعة (424) ، والجرح والتعديل (3/ 2460) ، وتهذيب تاريخ ابن عساكر (5/ 433) ، وتاريخ الإسلام (5/ 72) ، وسير أعلام النبلاء (5/ 456) ، والكاشف (1/ 330) ، وتهذيب الكمال (2044) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (243) ، وتهذيب التهذيب (3/ 367) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2199) .(5/233)
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أويس قَالَ: قَالَ مالك بن أنس:
كان زياد مولى ابن عياش رجلا عابدا معتزلا لا يزال يكون وحده يذكر الله. وكانت فيه لكنة. وكان يلبس الصوف ولا يأكل اللحم. وكانت له دريهمات يعالج له فيها.
وقال غير إسماعيل: وكان صديقا لعمر بن عبد العزيز. وقدم عليه وهو خليفة فوعظه. وقربه عمر وخلا به. وكان بينهما كلام كثير. ولزياد عقب وبقية بدمشق.
وروى عنه إسماعيل بن أبي خالد وغيره.
954- إسحاق
مولى زائدة سمع من سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة. وروى عنه أبو صالح السمان أبو سهيل وبكير بن عبد الله بن الأشج.
955- عجلان
مولى المشمعل. روى عن أبي هريرة.
956- عجلان
مولى فَاطِمَةُ بِنْت عُتْبة بْن رَبِيعَةَ بْن عَبْد شمس وهو أبو محمد بن عجلان. روى عن أبي هريرة. وروى عنه ابنه محمد بن عجلان وبكير بن عبد الله بن الأشج.
957- جمهان
مولى الأسلميين. سمع من أبي هريرة وروى عنه عروة بن الزبير. وموسى بن عبيدة الربذي.
958- البهي
واسمه عبد الله بن يسار مولى الزبير بن العوام ويكنى أبا محمد.
وقد كان نزل الكوفة وروى عنه الكوفيون.
__________
954 الجرح والتعديل (2/ 238) .
955 الجرح والتعديل (7/ 18) .
996 الجرح والتعديل (7/ 18) ، وتهذيب الكمال (922) ، وتهذيب التهذيب (7/ 162) ، وتقريب التهذيب (2/ 16) ، والتاريخ الكبير (7/ 61) ، الجرح والتعديل (7/ 18) ، وتاريخ ابن معين (2/ 397) .
957 ويقال أبو يعلي مولى الأسلميين، ويقال: مولى يعقوب القبطي. وثقه ابن حبان وقال ابن حجر: مقبول.
انظر: التاريخ الكبير للبخاري (2/ 2359) ، والجرح والتعديل (2/ 2269) ، وتهذيب الكمال (963) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (111) ، والكاشف (1/ 187) ، وتهذيب التهذيب (2/ 110- 111) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 1091) .(5/234)
قَالَ: أخبرني باسمه وكنيته رجل من ولده يقال له محمد بن يحيى بن محمد بن عبد الله البهي.
959- أبو السائب
مولى هشام بن زهرة. سمع من أبي هريرة وروى عنه العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب.
960- أَبُو سُفْيَانَ مولى عبد الله بن أبي أحمد بن جحش
روى عن أبي سعيد الخدري. وكان ثقة قليل الْحَدِيثَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابن أَبِي حَبِيبَةَ قَالَ: هُوَ مَوْلَى لِبَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ. قَالَ وَكَانَ لَهُ انْقِطَاعٌ إِلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشٍ فَنُسِبَ إِلَى وَلائِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ وَخَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ قَالَ: كُنْتُ أَقُومُ بِبَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَاسْتَمَعُ قِرَاءَتَيْ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ وَسَلَمَةَ بْنَ سَلامَةَ بْنِ وَقْشٍ فَوَقَفَا يَسْتَمِعَانِ. قَالَ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ عَبْدٌ مَمْلُوكٌ. فَقَالا: مَا بِهَذَا مِنْ إِمَامٍ بَأْسٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ كَانَ يَؤُمُّ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ فِي مَسْجِدِهِمْ وَهُوَ مُكَاتَبٌ فِي رَمَضَانَ. وَفِيهِمْ قَوْمٌ قَدْ شَهِدُوا بَدْرًا وَالْعَقَبَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ كَانَ يَؤُمُّ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ وَفِيهِمْ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ مِنْهُمْ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ وَسَلَمَةَ بْنَ سَلامَةَ بْنِ وَقْشٍ. كَانَ يَؤُمُّهُمْ وَيُصَلِّي بِهِمْ وَهُوَ مُكَاتَبٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أويس قال: أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حَبِيبَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ سَعْدٍ الأَشْهَلَيِّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ كَانَ يَؤُمُّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في شهر رَمَضَانَ وَهُوَ مُكَاتَبٌ. وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
961- ثابت الأحنف
ابن عياض مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب.
__________
961 تاريخ يحيى بن معين (2/ 69) ، والمعرفة ليعقوب (2/ 277، 809) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 454- 455) ، وتهذيب الكمال (825) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (97) ، والكاشف (1/ 171) ، وتاريخ الإسلام (4/ 236) ، وتهذيب التهذيب (2/ 11) .(5/235)
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتٌ الأَعْرَجُ ابن عياض مولى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: تزوجت زينب أم عبد ولد الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ. قَالَ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ غَائِبًا. قَالَ فَلَمَّا قَدِمَ دَعَانِي وَقَدْ أَعَدَّ لِي حِبَالا وَسِيَاطًا. قَالَ فَقَالَ: لِمَ تَزَوَّجْتَ أُمَّ وَلَدِ أَبِي بِغَيْرِ عِلْمِي وَلا رِضَايَ؟ قَالَ قُلْتُ: زَوَّجَنِيهَا مَنْ وَلَّيْتَ عُقْدَةَ نِكَاحِهَا وَنَكَحْتُهَا نِكَاحًا ظَاهِرًا غَيْرَ سِرٍّ.
قَالَ فَأَمَرَ بِهِ فَرُبِطَ وَقَالَ: لا أَزَالُ أَضْرِبُهُ حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يُفَارِقَهَا. قَالَ: فَطَلَّقْتُهَا ثَلاثًا وَأَشْهَدَ عَلَيَّ. قَالَ ثُمَّ خَرَجْتُ فَاسْتَفْتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: لا طَلاقَ عَلَيْكَ. قَالَ ثُمَّ رَكِبْتُ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ. وَابْنُ الزُّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ وَالِي مَكَّةَ. فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ لا طَلاقَ عَلَيَّ وَأَمَرَنِي بِجَمْعِهَا. فَرَجَعْتُ فَجَمَعْتُهَا وَأَوْلَمْتُ. قَالَ فَجَاءَنِي ابْنُ عُمَرَ فِيمَنْ دَعَوْتُ. قَالَ فُلَيْحٌ: فَرَأَيْتُهَا عِنْدَهُ وَرَأَيْتُ وَلَدَهَا مِنْهُ بَعْدُ.
قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِثَابِتٍ الأَعْرَجِ أَيْنَ سَمِعْتَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: كَانَ مَوَالِيَّ يَبْعَثُونَنِي يَوْمَ الْجُمُعَةِ آخِذًا مَكَانًا. فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَجِيءُ فَيُحَدِّثُ النَّاسَ قَبْلَ الصَّلاةِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ الْوَالِي عَلَى الْمَدِينَةِ يَوْمَ أَكْرَهَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثَابِتًا الأَحْنَفَ عَلَى طَلاقِ امْرَأَتِهِ جَابِرَ بْنَ الأَسْوَدِ. وَالِيًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَقَدْ سَمِعَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ مِنْ ثَابِتٍ الأَحْنَفِ هَذَا الْحَدِيثَ.
962- عبد الرحمن بن يعقوب
وهو أبو العلاء بن عبد الرحمن مولى الحرقة. وروى عن أبي هريرة.
963- نعيم بن عبد الله
المجمر مولى عمر بن الخطاب عتاقة. سمع من أبي هريرة ومحمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري ومن علي بن يحيى الزرقي. وكان ثقة وله أحاديث.
__________
962 تهذيب الكمال (826) ، وتهذيب التهذيب (6/ 301) ، وتقريب التهذيب (1/ 503) ، والتاريخ الكبير (5/ 366) ، والجرح والتعديل (5/ 301) .
963 تهذيب الكمال (1422) ، وتهذيب التهذيب (10/ 465) ، وتقريب التهذيب (2/ 205) ، والتاريخ الكبير (8/ 96) ، والإكمال (7/ 227) .(5/236)
964- شرحبيل بن سعد
مولى الأنصار ويكنى أبا سعد. وكان شيخا قديما روى عن زيد بن ثابت وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وعامة أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
وبقي إلى آخر الزمان حتى اختلط واحتاج حاجة شديدة: وله أحاديث وليس يحتج به.
965- داود بن فراهيج
مولى لقريش.
قَالَ محمد بن عمر: أحسبه مولى لبني مخزوم. وسمع من أبي هريرة وأبي سعيد الخدري. وهو قديم الموت وله أحاديث.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ العقدي قال: حدثنا شعبة عن داود بن فراهيج قَالَ: حدثني مولاي سفيان.
966- أبو الوليد
مولى عمرو بن خداش. روى عن أبي هريرة.
967- أبو حسن البراد
مولى بني نوفل. روى عنه الزهري.
968- عبيد الله بن دارة
مولى آل عثمان بن عفان. روى عنه الزهري.
969- عطاء
مولى ابن سباع ويكنى أبا منصور. روى عنه الزهري.
970- الحكم بن مينا
مولى لآل أبي عامر الراهب. ويذكر ولده أن أبا عامر وهبه
__________
964 تاريخ ابن معين (2/ 249) ، وطبقات خليفة (265) ، والتاريخ الكبير (4/ 2698) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (290) ، والجرح والتعديل (4/ 1486) ، وسؤالات البرقاني للدارقطني (218) ، والكاشف (2/ 2274) ، وديوان الضعفاء (1872) ، والعبر (1/ 15) ، وتهذيب الكمال (2714) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (72) ، وتاريخ الإسلام (5/ 185) ، وميزان الاعتدال (2/ 3682) ، وتهذيب التهذيب (4/ 320) ، وتقريب التهذيب (1/ 348) ، خلاصة الخزرجي (1/ 2926) .
965 الجرح والتعديل (3/ 422) .
966 الجرح والتعديل (9/ 450) .
967 الجرح والتعديل (9/ 365) .
970 تاريخ ابن معين (2/ 126) ، والتاريخ الكبير (2/ 2686) ، والجرح والتعديل (3/ ت 578) ، وسؤالات البرقاني للدارقطني ورقة (3) ، وتهذيب تاريخ دمشق (4/ 412) ، وأسد الغابة (2/ 38) ، وتاريخ الإسلام (4/ 107) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (169) ، والكاشف (1/ 247) ، وتهذيب التهذيب (2/ 440) ، والإصابة (1/ 348) ، وخلاصة الخزرجي (1/ ت 1564) .(5/237)
لأبي سفيان بن حرب وأن أبا سفيان باعه من العباس بن عبد المطلب. فأعتقه العباس. وله بقية اليوم ينتمون إلى ولاء العباس. وشهد مينا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
تبوك.
971- زياد بن مينا
مولى لأشجع. روى عنه عبد الحميد بن جعفر.
972- وأخوه سعيد بن مينا.
__________
971 التاريخ الكبير (3/ 1247) ، وتاريخ أبي زرعة (566) ، والجرح والتعديل (3/ ت 2464) ، وتهذيب الكمال (2071) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (246) ، والكاشف (1/ 334) ، وميزان الاعتدال (3/ 2968) ، وتهذيب التهذيب (3/ 387) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2226) .
972 أبو الوليد، مولى البحتري بن أبي ذباب، وهو من رجال الصحيحين.
انظر: تاريخ ابن معين (2/ 209) ، والتاريخ الكبير (3/ 1701) ، والجرح والتعديل (4/ 263) ، والإكمال لابن ماكولا (7/ 308) ، وتاريخ الإسلام (4/ 252) ، وسير أعلام النبلاء (5/ 245) ، وتهذيب الكمال (2365) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (30) ، والكاشف (1/ 1985) ، والعقد الثمين (4/ 587) ، وتهذيب التهذيب (4/ 91) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2548) .(5/238)
الطَّبَقَةُ الثَّالِثَةُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنَ التَّابِعِينَ
973- علي بن عبد الله بن عباس
بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن قصي. وأمه زرعة بنت مشرح بن معدي كرب بن وليعة بن شرحبيل ابن معاوية بن حجر القرد ابن الحارث الولادة ابن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن ثور. وهو كندي ويكنى أبا محمد ولد ليلة قتل علي بْن أبي طَالِب. رحمة الله عليه. في شهر رمضان سنة أربعين فسمي باسمه وكني بكنيته أبي الحسن. فقال له عبد الملك بن مروان. لا والله لا أحتمل لك الاسم والكنية جميعا فغير أحدهما. فغير كنيته فصيرها أبا محمد. فولد علي بن عبد الله محمد بن علي وأمه العالية بنت عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بن هاشم بن عبد مناف. وداود بن علي وعيسى بن علي وهما لأم ولد. وسليمان بن علي وصالح بن علي وهما لأم ولد. وأحمد وبشرا ومبشرا لا عقب لهم. وإسماعيل وعبد الصمد وهم جميعا لأم ولد. وعبد الله الأكبر لا عقب له وأمه أم أبيها بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. وعبيد الله بن علي لا عقب له وأمه امرأة من بني الحريش. وعبد الملك بن علي وعثمان وعبد الرحمن وعبد الله الأصغر السفاح الذي خرج بالشأم ويحيى وإسحاق ويعقوب وعبد العزيز وإسماعيل الأصغر وعبد الله الأوسط. وهو الأحنف لا عقب له. وهم لأمهات أولاد شتى. وفاطمة بنت علي وأم عيسى الكبرى وأم عيسى الصغرى وأمينة ولبابة وبريهة الكبرى وبريهة الصغرى وميمونة وأم علي والعالية بنات علي وهن لأمهات أولاد شتى. وأم حبيب بنت علي وأمها أم أبيها بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب. فكانت أم عيسى الصغرى بنت علي بن عبد الله بن عباس عند
__________
973 تهذيب الكمال (982) ، وتهذيب التهذيب (7/ 357) ، وتقريب التهذيب (2/ 40) ، والتاريخ الكبير (6/ 282) ، والجرح والتعديل (6/ 192) .(5/239)
عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب فلم تلد له شيئا وهلك عنها فورثته مع عصبته. وكانت أمينة بنت علي عند يحيى بن جعفر بن تمام بن العباس بن عبد المطلب فلم تلد له شيئا. وكانت لبابة بنت علي بن عبد الله بن عباس عند عبيد الله بن قثم بن العباس بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المطلب فولدت له محمدا درج وبريهة. فتزوج بريهة بنت عبيد الله بن قثم جعفر بن أبي جعفر المنصور أمير المؤمنين وهو جعفر الأصغر الذي يدعى ابن الكردية. أما سائر بنات علي بن عبد الله بن عباس فلم يبرزن. وكانت فاطمة بنت علي أسنهن وأفضلهن وأجزلهن. وكان أخوتها وبنو أخوتها أبو العباس وأبو جعفر المنصور وغيرهما يكرمونها ويعظمونها ويبجلونها لحزمها وعقلها ورأيها. وكان علي بن عبد الله بن عباس أصغر ولد أبيه سنا. وكان أجمل قرشي على وجه الأرض وأوسمه وأكثره صلاة. وكان يقال له السجاد لعبادته وفضله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمُ بْنُ هِشَامٍ أَبِي سَاسَانَ عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ قَالَ: إِنَّ كُنَّا لَنَطْلُبُ الْخُفَّ لِعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ فَمَا نَجِدُهُ حَتَّى نَصْنَعَهُ لَهُ صَنْعَةً. وَالنَّعْلَ فَمَا نَجِدُهَا حَتَّى نَصْنَعَهَا لَهُ صَنْعَةً. وَإِنْ كَانَ لَيَغْضَبُ فَيُعْرَفُ ذَلِكَ فِيهِ ثَلاثًا. وَإِنْ كَانَ لَيُصَلِّيَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ أَلْفَ رَكْعَةٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ القرشي ثم التيمي قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: أَوْصَى عَلِيُّ بْنُ عبد الله بن العباس بن عبد المطلب إِلَى ابْنِهِ سُلَيْمَانَ فَقِيلَ لَهُ: تُوصِي إِلَى سُلَيْمَانَ وَتَدَعُ مُحَمَّدًا؟ فَقَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أُدَنِّسَهُ بِالْوَصَاةِ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ وَقَالَ أَبِي: سَمِعْتُ الأَشْيَاخَ يَقُولُونَ وَاللَّهِ لَقَدْ أَفْضَتِ الْخِلافَةُ إِلَيْهِمْ وَمَا فِي الأَرْضِ أَحَدٌ أَكْثَرُ قَارِئًا لِلْقُرْآنِ وَلا أَفْضَلَ عَابِدًا وَنَاسِكًا مِنْهُمْ بِالْحَمِيمَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ الْوَابِصِيُّ قَالَ:
رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ يَصْبُغُ بِالسَّوَادِ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ عَبْدُ الله بن طاووس.
وكان ثقة قليل الحديث.
أخبرنا محمد بن عُمَرَ قَالَ: تُوُفِّيَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ بِالشَّامِ سَنَةَ سَبْعَ عشرة ومائة.(5/240)
974- العباس بن عبد الله
بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم وأمه زرعة بنت مشرح بن معدي كرب بن وليعة من كندة. وهي أم أخيه علي بن عبد الله بن عباس.
وكان العباس بن عبد الله بن عباس أكبر ولد ابن عباس وبه كان يكنى. وقد روى عن العباس بن عبد الله بن عباس. فولد العباس بن عبد الله عبد الله وأمه مريم ابنة عباد بن مسعود بن خالد بن مالك بْن ربعي بْن سلمى بْن جندل بْن نهشل بْن دارم بْن مالك بْن حنظلة بْن مالك بْن زَيْد مناة بْن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر. وعون بن العباس وأمه حبيبة بنت الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي. ومحمد بن العباس وقريبة بنت العباس وأمهما جعدة بنت الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة الكندي. خلف عليها العباس بن عبد الله بن عباس بعد الحسن بن علي بن أبي طالب. وقد انقرض ولد العباس بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب فلم يبق منهم أحد. وليس العقب اليوم من ولد عبد الله بن عباس بن عبد المطلب إلا في ولد علي بن عبد الله بن عباس. وفيهم العدد والخلافة.
975- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
بْنِ عَبَّاسٍ بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمه أم ولد. فولد عبد الله بن عبيد الله الحسن والحسين وأمهما أسماء بنت عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم. وقد روى عبد الله بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عباس. سمعه وروى عنه ابنه حسين بن عبد الله وغيره. وكان ثقة وله أحاديث. وقد انقرض عقب عبد الله بن عبيد الله فلم يبق منهم أحد.
976- وأخوه العباس بن عبيد الله
بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم وأمه أم ولد
__________
974 الجرح والتعديل (6/ 212) .
975 تاريخ خليفة (74- 475) ، والتاريخ الكبير (5/ 418) ، والمعرفة والتاريخ (1/ 197، 198، 199، 200) ، والجرح والتعديل (5/ 464) ، والثقات لابن حبان (5/ 38) ، والكاشف (2/ 2865) ، وتهذيب الكمال (3403) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (16) ، وتهذيب التهذيب (5/ 306) ، وتقريب التهذيب (1/ 431) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3637) .
976 التاريخ الكبير (7/ ت) ، والجرح والتعديل (6/ 11661) ، والثقات لابن حبان (5/ 258) ، وأنساب القرشيين (135) ، والكاشف (2/ 2625) ، وتهذيب الكمال (3130) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (126) ، وتهذيب التهذيب (5/ 123) ، وتقريب التهذيب (1/ 398) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 355) .(5/241)
وليس بأخ لعبد الله لأمه. فولد العباس بن عبيد الله العباس بن العباس لا بقية له وسليمان وداود وقثم الأكبر درج وقثم الأصغر عامل اليمامة لأبي جعفر وأم جعفر وميمونة وهي أم محمد وعبدة بنت العباس والعالية وأم جعفر وهم لأمهات أولاد شتى. وللعباس بن عبيد الله بقية وعقب ببغداد. وقد روي عن العباس بن عبيد الله أيضا.
977- جعفر بن تمام
بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي. وأمه العالية بنت نهيك بن قيس بن معاوية من بني هلال بن عامر بن صعصعة. فولد جعفر بن تمام يحيى وأحمد وعلية وهم لأم ولد. وأم حبيب بنت جعفر وأمها الرعون بنت سليمان بن النعمان بن قيس بن معدي كرب من كندة. وأم جعفر بنت جعفر وأمها أم عثمان بنت أبي بكر بن أبي قيس. وهو عمرو بن حبيب بن سيار بن نزار بن معيص بن عامر بن لؤي. وقد انقرض ولد جعفر بن تمام بن عباس فلم يبق منهم أحد. وقد روي عن جعفر بن تمام الحديث.
978- عبد الله بن معبد
بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. وأمه أم جميل بنت السائب بن الحارث بن حزن بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْهُزَمِ بْنِ رُؤَيْبَةَ بْنِ عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة. فولد عبد الله بن معبد معبدا وعباسا الأكبر وعبد الله بن عبد الله وأم أبيها وأمهم أم محمد بنت عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بن هاشم. ومحمد بن عبد الله لا بقية له وأمه جمرة بنت عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب. وإبراهيم بن عبد الله وعباسا الأوسط وعباسا الأصغر الذي كان على مكة وعبد الله بن عبد الله ولبابة وهم لأمهات أولاد شتى. وقد روى عن عبد الله بن معبد. وكان ثقة.
979- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ الْحَارِثِ بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن
__________
977 الجرح والتعديل (2/ 457) .
978 تهذيب الكمال (744) ، وتهذيب التهذيب (6/ 39) ، وتقريب التهذيب (1/ 452) ، والتاريخ الكبير (5/ 197) ، والجرح والتعديل (5/ 172) .
979 تاريخ الدوري (2/ 317) ، وتاريخ البخاري الكبير (5/ 372) ، والمعرفة والتاريخ (1/ 362، 514) ، (2/ 737) ، الجرح والتعديل (5/ 419) ، والثقات لابن حبان (5/ 29) ، وأنساب القرشيين (80) ، وسير أعلام النبلاء (1/ 201) ، والكاشف (2/ 2834) ، وتاريخ الإسلام (4/ 18) ، وتهذيب الكمال (3363) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (159) ، وتهذيب التهذيب (5/ 284) ، وتقريب التهذيب (1/ 426) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3594) .(5/242)
هاشم. وأمه خالدة بنت معتب بْن أبي لهب بْن عَبْد المطلب بن هاشم. فولد عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ سليمان وعيسى وأمهما أم ولد. وعاتكة وأمها أم ولد. وحمادة لأم ولد. وقد روى الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحارث بن نوفل. وكان ثقة قليل الحديث.
980- إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. وأمه أم عبد الله بنت الْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ المطلب. فولد إسحاق بن عبد الله بن الحارث عبد الله وعبد الرحمن وطلابا ويعقوب وأمهم أم عبد الله بنت عبد الرحمن بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عبد المطلب. وهندا وأم عمر وأمهما أم ولد.
981- الصلت بن عبد الله
بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. وأمه أم ولد. فولد الصلت بن عبد الله يحيى وأمه أمامة بنت الْمُغِيرَةِ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ المطلب. وحميدا وأمه زينب بنت عبد الله بن أبي أحمد بن جحش بن رئاب الأسدي. وفاطمة وأمها أم ولد. وكان الصلت فقيها عابدا.
982- محمد بن عبد الله
بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب. وأمه هند وهي أم خالد بنت خَالِد بْن حزام بْن خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي. فولد
__________
980 طبقات خليفة (1/ 507) ، والثقات لابن حبان (1) ورقة (28) ، وتهذيب الكمال (365) ، وتهذيب التهذيب (1/ 239) ، والتاريخ الكبير (1/ 1/ 394) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 227) ، وتاريخ ابن معين (2/ 26) .
981 التاريخ الكبير (4/ 2901) ، والمعرفة ليعقوب (3/ 382) ، والجرح والتعديل (4/ 1915) ، والثقات لابن حبان (6/ 470) ، وأنساب القرشيين (80) ، والكاشف (2/ 2431) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (96) ، وتهذيب الكمال (2898) ، وتاريخ الإسلام (4/ 259) ، وتهذيب التهذيب (4/ 435) ، وتقريب التهذيب (1/ 369) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 3112) .
982 الجرح والتعديل (7/ 306) .(5/243)
محمد بن عبد الله القاسم ومعاوية لا بقية لهما وأمهما ضريبة بنت الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب. وجعفرا وقسيمة وأمهما حميدة بِنْت أبي سُفْيَان بْن الْحَارِث بْن عَبْد المطلب. وقد روى الزهري عن محمد بن عبد الله بن نوفل.
983- زيد بن حسن
بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم. وأمه أم بشير بنت أبي مسعود وهو عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بْن جدارة بْن عوف بْن الْحَارِث بْن الخزرج. فولد زيد بن حسن محمدا هلك لا بقية له وأمه أم ولد. وحسن بن زيد ولي المدينة لأبي جعفر المنصور وأمه أم ولد.
ونفيسة بنت زيد تزوجها الوليد بن عبد الملك بن مروان فتوفيت عنده وأمها لبابة بنت عبد الله بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ قَالَ: رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ حَسَنٍ يَرْكَبُ فَيَأْتِي سُوقَ الظُّهْرِ فَيَقَفُ بِهِ وَرَأَيْتُ النَّاسَ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَيَعْجَبُونَ مِنْ عِظَمِ خَلْقِهِ وَيَقُولُونَ: جَدُّهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -
قال محمد بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى زَيْدٌ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قال: وَقَدْ رَوَى زَيْدٌ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: رَدِفْتُ أَبِي يَوْمَ مَاتَ زَيْدُ بْنُ حَسَنٍ وَمَاتَ لِبَطْحَاءِ ابْنِ أَزْهَرَ عَلَى أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ فَحُمِلَ إِلَى الْمَدِينَةِ.
فَلَمَّا أَوْفَيْنَا عَلَى رَأْسِ الثَّنِيَّةِ بَيْنَ الْمَنَارَتَيْنِ طُلِعَ بِزَيْدِ بْنِ حَسَنٍ فِي قُبَّةٍ عَلَى بَعِيرٍ مَيِّتًا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ يَمْشِي أَمَامَهُ قَدْ حَزَمَ وَسَطَهُ بِرِدَائِهِ لَيْسَ عَلَى ظَهْرِهِ شَيْءٌ. فَقَالَ لِي أَبِي: يَا بُنَيَّ أَنْزِلُ وَأَمْسِكُ بالركاب. فو الله لَئِنْ رَكِبْتُ وَعَبْدُ اللَّهِ يَمْشِي لا تَبُلَّنِي عِنْدَهُ بَالَّةً أَبَدًا. فَرَكِبْتُ الْحِمَارَ وَنَزَلَ أَبِي فَمَشَى فَمَا زَالَ يَمْشِي حَتَّى أَدْخَلَ زَيْدًا دَارَهُ بِبَنِي حُدَيْلَةَ. فَغُسِّلَ ثُمَّ أُخْرِجَ بِهِ عَلَى السَّرِيرِ إِلَى الْبَقِيعِ.
984- حَسَنُ بْنُ حَسَنِ
بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم. وأمه
__________
983 التاريخ الكبير (3/ 1305) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 554- 555) ، والجرح والتعديل (3/ 2532) ، وتاريخ الإسلام (4/ 113) ، وسير أعلام النبلاء (4/ 487) ، وتهذيب الكمال (2099) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (251) ، وتهذيب التهذيب (3/ 406) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2252) .
984 طبقات خليفة (240) ، والتاريخ الكبير (2/ 5202) ، وتاريخ الطبري (2/ 388) ، (3/ 213) ، والجرح والتعديل (3/ 17) ، وتاريخ بغداد (7/ 293) ، وتهذيب الكمال (1215) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (133) ، والكاشف (1/ 219) ، وتاريخ الإسلام (3/ 356- 357) ، وسير أعلام النبلاء (4/ 483- 487) ، والوافي بالوفيات (11/ 416- 418) ، والبداية والنهاية (9/ 170) ، وتهذيب التهذيب (2/ 263) ، وتهذيب تاريخ دمشق (4/ 165) .(5/244)
خولة بنت منظور بن زبان بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة. فولد حسن بن حسن محمدا وأمه رملة بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيْلَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَّاحِ بْنِ عدي بن كعب. وعبد الله بن حسن مات في سجن أبي جعفر المنصور بالكوفة. وحسن بن حسن مات في سجن أبي جعفر. وإبراهيم بن حسن مات في السجن أيضا مع أخيه. وزينب بنت حسن تزوجها الوليد بن عبد الملك بن مروان ثم فارقها. وأم كلثوم بنت الحسن وأمهم فَاطِمَةُ بِنْتُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب وأمها أم إسحاق بنت طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بن مرة.
وجعفر بن حسن وداود وفاطمة وأم القاسم وهي قسيمة. ومليكة وأمهم أم ولد تدعى حبيبة فارسية كانت لآل أبي أبس من جديلة. وأم كلثوم بنت حسن لأم ولد.
أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الْحَسَنِ يَقُولُ لِرَجُلٍ مِمَّنْ يَغْلُو فِيهِمْ: وَيْحَكُمْ أَحِبُّونَا لِلَّهِ فَإِنْ أَطَعْنَا اللَّهَ فَأَحِبُّونَا وَإِنْ عَصْيَنَا اللَّهَ فَأَبْغِضُونَا. قَالَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّكُمْ قَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ وَأَهْلُ بَيْتِهِ. فَقَالَ: وَيْحَكَ لَوْ كَانَ اللَّهُ مَانِعًا بِقَرَابَةٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ أَحَدًا بِغَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ لَنَفَعَ بِذَلِكَ مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنَّا أَبًا وَأُمًّا. وَاللَّهِ إِنِّي لأَخَافُ أَنْ يُضَاعَفَ لِلْعَاصِي مِنَّا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ يُؤْتَى الْمُحْسِنُ مِنَّا أَجْرَهُ مَرَّتَيْنِ. وَيْلَكُمُ اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا فِينَا الْحَقَّ فَإِنَّهُ أَبْلَغُ فِيمَا تُرِيدُونَ وَنَحْنُ نَرْضَى بِهِ مِنْكُمْ. ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ أَسَاءَ بِنَا آبَاؤُنَا إِنْ كَانَ هَذَا الَّذِي تَقُولُونَ مِنْ دِينِ اللَّهِ ثُمَّ لَمْ يُطْلِعُونَا عَلَيْهِ وَلَمْ يُرَغِّبُونَا فِيهِ.
قَالَ فَقَالَ لَهُ الرَّافِضِيُّ: [أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ. ع. لِعَلِيٍّ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ؟] فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ أَنْ لَوْ يَعْنِي بِذَلِكَ الإِمْرَةَ وَالسُّلْطَانَ لأَفْصَحَ لَهُمْ بِذَلِكَ كَمَا أَفْصَحَ لَهُمْ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَحَجِّ الْبَيْتِ وَلَقَالَ لَهُمْ أَيُّهَا النَّاسُ هَذَا وَلِيُّكُمْ مِنْ بَعْدِي فَإِنَّ أَنْصَحَ النَّاسِ كَانَ لِلنَّاسِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَوْ كَانَ الأَمْرُ(5/245)
كَمَا تَقُولُونَ إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ اخْتَارَا عَلِيًّا لهذا الأمر والقيام بعد النبي. ع.
إن كان لأعظم الناس في ذلك خطئة وَجُرْمًا إِذْ تَرَكَ مَا أَمَرَهُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَقُومَ فِيهِ كَمَا أَمَرَهُ أَوْ يَعْذِرَ فِيهِ إِلَى النَّاسِ.
985- أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طَالِبِ بْنِ عبد المطلب. وأمه أم عبد الله بنت حسن بن علي بن أبي طالب. فولد أبو جعفر جعفر بن محمد وعبد الله بن محمد وأمهما أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق. وإبراهيم بن محمد وأمه أم حكيم بنت أسيد بن المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي. وعلي بن محمد وزينب بنت محمد وأمهما أم ولد. وأم سلمة بنت محمد وأمها أم ولد.
[قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ جَابِرٍ قَالَ:
قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: يَا جَابِرُ لا تُخَاصِمْ فَإِنَّ الْخُصُومَةَ تُكَذِّبُ الْقُرْآنَ] .
[قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنِي فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: لا تُجَالِسُوا أَصْحَابَ الْخُصُومَاتِ فَإِنَّهُمُ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ] .
[قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: أَكَانَ مِنْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ أَحَدٌ يَزْعُمُ أَنَّ ذَنْبًا مِنَ الذُّنُوبِ شِرْكٌ؟ قَالَ:
لا. قَالَ قُلْتُ: أَكَانَ مِنْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ أَحَدٌ يُقِرُّ بِالرَّجْعَةِ؟ قَالَ: لا. قُلْتُ: أَكَانَ مِنْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ أَحَدٌ يَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ؟ قَالَ: لا. فَأَحَبَّهُمَا وَتَوَالاهُمَا وَاسْتَغْفَرَ لَهُمَا] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي الضَّحَّاكِ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعِيدٍ وَبَيَانٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يَفْلِي رَأْسَ أُمِّهِ.
__________
985 تهذيب الكمال (1245) ، وتهذيب التهذيب (9/ 350) ، وتقريب التهذيب (2/ 192) ، والتاريخ الكبير (1/ 183) ، والجرح والتعديل (8/ 26) .(5/246)
قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمُهَاجِرِ الْحَدَّادُ قَالَ:
رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ رَاكِبًا عَلَى بَغْلٍ أَوْ بَغْلَةٍ وَمَعَهُ غُلامٌ يَمْشِي جَانِبَهُ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَبِي جَعْفَرٍ جُبَّةَ خَزٍّ وَمِطْرَفَ خَزٍّ.
[أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ نَلْبَسُ الْخَزَّ وَالْمُعَصْفَرَ وَالْمُمَصَّرَ وَالْيُمْنَةَ] .
[أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ جَابِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ:
إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ نَلْبَسُ الْخَزَّ وَالْيُمْنَةَ وَالْمُعَصْفَرَاتِ وَالْمُمَصَّرَاتِ] .
[قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ:
رَأَيْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ ثَوْبًا مُعْلَمًا فَقُلْتُ لَهُ فَقَالَ: لا بَأْسَ بِالأُصْبُعَيْنِ مِنَ الْعَلَمِ بِالإِبْرَيْسَمِ فِي الثَّوْبِ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ عَنْ مَوْهَبٍ قَالَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى أَنَّهُ رَأَى مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يُرْسِلُ عِمَامَتَهُ خَلْفَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عِمَامَةً لَهَا عَلَمٌ وَثَوْبًا لَهُ عَلَمٌ يَلْبَسُهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ قَدْ عَقَدَهُ خَلْفَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُتَّكِئًا عَلَى طَيْلَسَانَ مَطْوِيٍّ فِي الْمَسْجِدِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِ الأَشْرَافِ وَأَهْلِ الْمُرُوءَةِ عِنْدَنَا الَّذِينَ يَلْزَمُونَ الْمَسْجِدَ يَتَّكِئُونَ عَلَى طَيَالِسَةٍ مَطْوِيَّةٍ سِوَى طَيْلَسَانِهِ وَرِدَائِهِ الَّذِي عَلَيْهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ(5/247)
عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ: [سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنِ الْوَسْمَةِ. وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنِ السَّوَادِ. فَقَالَ: هُوَ خِضَابُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ] .
[أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا نُصَيْرُ بْنُ أَبِي الأَشْعَثِ الْقُرَادِيُّ عَنْ ثُوَيْرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ يَا أَبَا الْجَهْمِ بِمَ تَخْضِبُ؟ قُلْتُ: بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ. قَالَ: هَذَا خِضَابُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قال: أخبرنا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عُرْوَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُشَيْرٍ الْجُعْفِيُّ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ اخْضِبْ بِالْوَسْمَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمَعِيصِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى جَبْهَتِهِ وَأَنْفِهِ أَثَرَ السُّجُودِ لَيْسَ بِالْكَثِيرِ.
[قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالضَّحِكَ. أَوْ قَالَ وَكَثْرَةَ الضَّحِكِ. فَإِنَّهُ يَمُجُّ الْعِلْمَ مَجًّا] .
[أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ جَابِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ:
كَانَ فِي خَاتَمِي اسْمِي فَإِذَا جَامَعْتُ جَعَلْتُهُ فِي فَمِي] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ أَبوْ مُصْعَبُ أَنَّهُ رَأَى عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ بُرْدًا. قَالَ:
وَزَعَمَ لِي سَالِمٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ أَنَّ مُحَمَّدًا أَوْصَى بِأَنْ يُكَفَّنَ فِيهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ أَوْصَى أَنْ يُكَفَّنَ فِي قَمِيصِهِ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ.
[قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عُرْوَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُشَيْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ جَعْفَرًا فِي أَيِّ شَيْءٍ كَفَّنْتَ أَبَاكَ؟ قَالَ:
أَوْصَانِي فِي قَمِيصِهِ وَأَنْ أَقْطَعَ أَزْرَارَهُ. وَفِي رِدَائِهِ الَّذِي كَانَ يَلْبَسُ. وَأَنْ أَشْتَرِي بُرْدًا يَمَانِيًّا فَإِنَّ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كُفِّنَ فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ أَحَدِهَا بُرْدُ يَمَانٍ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى نَعْشِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ بُرْدَ حِبَرَةٍ.
[أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ عَنْ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ:
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يُذَاكِرُ فَاطِمَةَ بِنْتَ حُسَيْنٍ شَيْئًا مِنْ صَدَقَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال:(5/248)
هَذِهِ تُوَفِّي لِي ثَمَانِيًا وَخَمْسِينَ. وَمَاتَ لَهَا] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَمَّا فِي رِوَايَتِنَا فَإِنَّهُ مَاتَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْعِلْمِ وَالْحَدِيثِ وَلَيْسَ يَرْوِي عَنْهُ مَنْ يُحْتَجُّ بِهِ.
986- عبد الله بن علي
بن حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طَالِبِ بْنِ عبد المطلب. وأمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب. وهي أم أبي جعفر. فولد عبد الله بن علي بن حسين محمدا الأرقط وهو الأحدب وإسحاق الأبيض وأم كلثوم وهي كلثم الصماء وأم علي وهي علية وهم لأم ولد. والقاسم والعالية لأم ولد.
987- عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ
بن حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طَالِبِ بْنِ عبد المطلب. وأمه أم ولد. فولد عمر بن علي عليا وإبراهيم وخديجة وأمهم أم ولد. وجعفرا وهو البثير وأمه أم إسحاق بنت محمد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ بن الحارث بن عبد المطلب. ومحمد بن عمر وموسى وهو كردم وخديجة وحبة ومحبة وعبدة وأمهم أم موسى بنت عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
[قَالَ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: سَأَلْتُ عُمَرَ بْنَ عَلِيٍّ وَحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عَمَّيْ جَعْفَرٍ قُلْتُ: هَلْ فِيكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنْسَانٌ مُفْتَرَضَةٌ طَاعَتُهُ تَعْرِفُونَ لَهُ ذَلِكَ وَمَنْ لَمْ يُعْرَفْ لَهُ ذَلِكَ فَمَاتَ مَاتَ مَيْتَةً جَاهِلِيَّةً؟
فَقَالا: لا وَاللَّهِ مَا هَذَا فِينَا. مَنْ قَالَ هَذَا فِينَا فَهُوَ كَذَّابٌ. قَالَ فَقُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ:
رَحِمَكَ اللَّهُ. إِنَّ هَذِهِ مَنْزِلَةٌ تَزْعُمُونَ أَنَّهَا كَانَتْ لِعَلِيٍّ إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْصَى إِلَيْهِ. ثُمَّ كَانَتْ لِلْحَسَنِ إِنَّ عَلِيًّا أَوْصَى إِلَيْهِ. ثُمَّ كانت للحسين إن الحسن أوصى إليه. ثم كَانَتْ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ إِنَّ الْحُسَيْنَ أَوْصَى إِلَيْهِ. ثُمَّ كَانَتْ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ إِنَّ عليا
__________
986 طبقات خليفة (258) ، والتاريخ الكبير (5/ 452) ، والجرح والتعديل (5/ 521) ، وتاريخ الإسلام (4/ 268) ، وتهذيب الكمال (3434) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (128) ، وتهذيب التهذيب (5/ 324، 325) ، وتقريب التهذيب (1/ 434) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3670) .
987 الجرح والتعديل (6/ 124) .(5/249)
أَوْصَى إِلَيْهِ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَمَاتَ أَبِي فَمَا أَوْصَى بِحَرْفَيْنِ. قَاتَلَهُمُ اللَّهُ! وَاللَّهِ إِنَّ هَؤُلاءِ إِلا مُتَأَكِّلُونَ بِنَا. هَذَا خُنَيْسُ الْخَرُؤُ مَا خُنَيْسُ الْخَرُؤُ؟ قَالَ قُلْتُ: الْمُعَلَّى بْنُ خُنَيْسٍ. قَالَ: نَعَمْ الْمُعَلَّى بْنُ خُنَيْسٍ. وَاللَّهِ لَفَكَّرْتُ عَلَى فِرَاشِي طَوِيلا أَتَعْجَبُ مِنْ قَوْمٍ لَبَّسَ اللَّهُ عُقُولَهُمْ حِينَ أَضَلَّهُمُ الْمُعَلَّى بْنُ خُنَيْسٍ.]
988- زيد بن علي
بن حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طَالِبِ بْنِ عبد المطلب. وأمه أم ولد. فولد زيد بن علي يحيى بن زيد المقتول بخراسان. قتله سلم بن أحوز بعثه إليه نصر بن سيار. وأمه ريطة بنت أبي هاشم عبد الله بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وعيسى بن زيد وحسين بن زيد المكفوف ومحمد بن زيد وهم لأم وَلَدٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: دَخَلَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَرَفَعَ دَيْنًا كَثِيرًا وَحَوَائِجَ فَلَمْ يَقْضِ لَهُ هِشَامٌ حَاجَةً وَتَجَهَّمَهُ وَأَسْمَعُهُ كَلامًا شَدِيدًا.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: فَأَخْبَرَنِي سَالِمٌ مَوْلَى هِشَامٍ وَحَاجِبُهُ أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ هِشَامٍ وَهُوَ يَأْخُذُ شَارِبَهُ بِيَدِهِ وَيُفَتِّلُهُ وَيَقُولُ: مَا أَحَبَّ الْحَيَاةَ أَحَدٌ قَطُّ إِلا ذَلَّ. ثُمَّ مَضَى فَكَانَ وَجْهُهُ إِلَى الْكُوفَةِ فَخَرَجَ بِهَا وَيُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ عَامِلٌ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى الْعِرَاقِ. فَوَجَّهَ إِلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ مَنْ يُقَاتِلُهُ. فَاقْتَتَلُوا وَتَفَرَّقَ عَنْ زَيْدٍ مَنْ خَرَجَ مَعَهُ. ثُمَّ قُتِلَ وَصُلِبَ.
قَالَ سَالِمٌ: فَأَخْبَرْتُ هِشَامًا بَعْدَ ذَلِكَ بِمَا كَانَ قَالَ زَيْدٌ يَوْمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أَلا كُنْتَ أَخْبَرَتْنِي بِذَلِكَ قَبْلَ الْيَوْمِ! وَمَا كَانَ يُرْضِيهُ إِنَّمَا كَانَتْ خَمْسُمِائَةِ أَلْفٍ فَكَانَ ذَلِكَ أَهْوَنَ عَلَيْنَا مِمَّا صَارَ إِلَيْهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سحبل بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ الْخُلَفَاءِ أَكْرَهَ إِلَيْهِ الدِّمَاءُ وَلا أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَلَقَدْ دَخَلَهُ
__________
988 تاريخ ابن معين (2/ 183) ، وطبقات خليفة (258) ، وتاريخ خليفة (193) ، (353) ، وعلل أحمد (1/ 232، 241) ، والتاريخ الكبير (3/ 341) ، والمعرفة وليعقوب (1/ 467) ، (2/ 20، 807) ، (3/ 75، 76) ، والجرح والتعديل (3/ 578) ، وتاريخ الإسلام (5/ 574) ، وسير أعلام النبلاء (5/ 389) ، وتهذيب الكمال (2120) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (254) ، وتهذيب التهذيب (3/ 419) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2271) .(5/250)
مِنْ مَقْتَلِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَيَحْيَى بْنِ زَيْدٍ أَمْرٌ شَدِيدٌ وَقَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ افْتَدَيْتُهُمَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي الزِّنَادِ يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا كَانَ فِيهِمْ أَحَدٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ الدِّمَاءُ مِنْ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَلَقَدْ ثَقُلَ عَلَيْهِ خُرُوجُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ فَمَا كَانَ شَيْءٌ حَتَّى أُتِيَ بِرَأْسِهِ وَصُلِبَ بَدَنُهُ بِالْكُوفَةِ وَوَلِيَ ذَلِكَ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ فِي خِلافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَلَمَّا ظَهَرَ وَلَدُ الْعَبَّاسِ عَمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ إِلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ مِنْ قَبْرِهِ وَصَلَبَهُ وَقَالَ:
هَذَا بِمَا فَعَلَ بِزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ. وَقُتِلَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ. رَحِمَهُ اللَّهُ. يَوْمَ الاثْنَيْنِ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَيُقَالُ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ لَهُ يَوْمَ قُتِلَ اثْنَتَانِ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً. وَسَمِعَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ مِنْ أَبِيهِ. وَرَوَى عَنْ زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ. وَرَوَى عَنْهُ بَسَّامٌ الصَّيْرَفِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزناد وغيرهما.
989- حسين الأصغر ابن علي
بن حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طَالِبِ بْنِ عبد المطلب.
وأمه أم ولد. فولد حسين بن علي عبد الله وعبيد الله الأعرج وعليا وهشيمة وأمهم أم خالد بنت حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوام. ومحمد بن حسين لام ولد.
وحسنا الأحول ابن حسين وجارية وأمهما أم ولد. وأمينة بنت حسين وأمها امرأة من الأنصار من بني حارثة. وإبراهيم وفاطمة لأم ولد. وكان حسين بن علي بن حسين هذا أصغر ولد أبيه. وبقي حتى أدركه محمد بن عمر. وروى عنه ولكنا ألحقناه بإخوته في طبقتهم وليس هو مثلهم في سنهم ولقيهم.
990- عبد الله بن محمد
ابن الحنفية وهو ابن علي بن أبي طالب ويكنى أبا هاشم.
وأمه أم ولد. فولد عبد الله بن محمد هاشما به كان يكنى ومحمدا الأصغر لا بقية لهما وأمهما بنت خالد بن علقمة بن الحويرث بن عبد الله بن آبي اللحم بن
__________
989 طبقات خليفة (258) ، والتاريخ الكبير (2/ 2847) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 159) ، وتاريخ الطبري (7/ 553) ، والجرح والتعديل (3/ 250) ، وتاريخ الإسلام (6/ 56) ، والعبر (1/ 256) ، وتهذيب الكمال (1322) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (149) ، والكاشف (1/ 232) ، والعقد الثمين (4/ 200) ، وتهذيب التهذيب (2/ 334) .
990 الجرح والتعديل (5/ 155) .(5/251)
مالك بن عبد الله بْن غفار بْن مليل بْن ضمرة بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. ومحمدا الأكبر بن عبد الله ولبابة بنت عبد الله وأمهما فاطمة بنت محمد بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المطلب. وعلي بن عبد الله ورجلا آخر لم يسم لنا وأمهما أم عثمان بنت أبي حدير وهو عياش بن عبدة بن مغيث بن الجد بن العجلان من بلي قضاعة.
وطالبا وعونا وعبيد الله لأمهات أولاد وريطة وهي أم يحيى بن زيد بن علي المقتول بخراسان. وأمها ريطة وهي أم الحارث بنت الحارث بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عبد المطلب. وأم سلمة وأمها أم ولد. كان أبو هاشم صاحب علم ورواية. وكان ثقة قليل الحديث. وكانت الشيعة يلقونه ويتولونه. وكان بالشأم مع بني هاشم فحضرته الوفاة فأوصى إلى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب وقال: أنت صاحب هذا الأمر وهو في ولدك وأصرف الشيعة إليه.
ودفع كتبه وروايته ومات بالحميمة في خلافة سليمان بن عبد الملك بن مروان.
991- الحسن بن محمد
ابن الحنفية وهو ابن علي بن أبي طالب. وأمه جمال بنت قَيْسِ بْن مَخْرَمَةُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي. وكان الحسن يكنى أبا محمد وكان من ظرفاء بني هاشم وأهل العقل منهم. وكان يقدم على أخيه أبي هاشم في الفضل والهيئة. وهو أول من تكلم في الإرجاء.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ زَاذَانَ وَمَيْسَرَةَ أنهما دَخَلا عَلَى الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فَلامَاهُ عَلَى الْكِتَابِ الَّذِي وَضَعَ فِي الإِرْجَاءِ فَقَالَ لِزَاذَانَ: يَا أَبَا عُمَرَ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ مُتُّ وَلَمْ أَكْتُبْهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُلَيَّةَ عَنْ خَالِدٍ عَنْ أُنَيْسٍ أَبِي الْعُرْيَانِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَمِيصًا رقيقا وعمامة رقيقة.
__________
991 طبقات خليفة (239) ، والتاريخ الكبير (2/ 2560) ، والمعارف (216) ، والجرح والتعديل (3/ 144) ، ومشاهير علماء الأمصار (421) ، وتاريخ الإسلام (3/ 357- 359) ، وسير أعلام النبلاء (4/ 130- 131) ، والعبر (1/ 122) ، وتهذيب الكمال (1273) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (145) ، والوافي بالوفيات (12/ 320- 321) ، والنجوم الزاهرة (1/ 227) .(5/252)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتُوُفِّيَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عَقِبٌ.
992- مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ
بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ المطلب. وأمه أسماء بنت عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. فولد محمد بن عمر عمر وعبد الله وعبيد الله وكلهم قد روي عنهم الحديث وأمهم خديجة بنت علي بن حسين بن علي بن أبي طالب. وجعفر بن محمد وأمه أم هاشم بنت جعفر بن جعفر بن جعدة بن هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عائذ بن عمران بن مخزوم.
993- معاوية بن عبد الله
بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب. وأمه أم ولد.
فولد معاوية بن عبد الله الخارج بالكوفة في آخر زمن مروان بن محمد وجعفر بن معاوية لا بقية له ومحمدا وأمهم أم عون بنت عون بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عبد المطلب. وسليمان بن معاوية لأم ولد. والحسن ويزيد وصالحا وحمادة وأبيه وأمهم فاطمة بنت حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب. وعلي بن معاوية قتله عامر بن ضبارة وأمه أم ولد. وقد روي يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ عَنْ معاوية بن عبد الله بن جعفر.
994- إسماعيل بن عبد الله
بن جعفر بن أبي طالب. وأمه أم ولد. فولد إسماعيل بن عبد الله عبد الله وأبا بكر ومحمدا وأمهم أم ولد. وأم كلثوم وجعفرا لأم ولد. وزيدا لأم ولد. وقد روى إسماعيل عن أبيه وروى عنه عبد الله بن مصعب بن ثابت.
995- عُمَرُ بْنُ عبد العزيز
بن مروان بن الحكم بْن أبي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس. وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب بن نفيل من بني عدي بن كعب ويكنى أبا حفص. فولد عمر بن عبد العزيز عبد الله وبكرا وأم عمار وأمهم لميس بنت علي بن الحارث بن عبد الله بن الحصين ذي الغصة بن يزيد بن شداد بن قنان الحارثي. وإبراهيم بن عمر وأمه أم عثمان بنت شعيب بن زبان بن
__________
994 تاريخ الإسلام (5/ 542) ، والكاشف (1/ 124) ، وتهذيب الكمال (454) .
995 المعرفة ليعقوب (1/ 571) ، وتذكرة الحفاظ (1/ 120) ، والجرح والتعديل (3/ 1/ 122) ، وتهذيب التهذيب (7/ 474) ، وتقريب التهذيب (255) ، وتهذيب الكمال (1016) ، والتاريخ الكبير (6/ 174) ، وتاريخ ابن معين (2/ 432) .(5/253)
الأصبغ بْن عَمْرو بْن ثَعْلَبَة بْن الْحَارِث بْن حصن بْن ضمضم بْن عدي بْن جناب.
وإسحاق بن عمر ويعقوب وموسى درجوا وأمهم فاطمة بنت عبد الملك بن مروان.
وعبد الملك بن عمر والوليد وعاصما ويزيد وعبد الله وعبد العزيز وزبانا وأمه وأم عبد الله وأمهم أم ولد.
قالوا: ولد عمر سنة ثلاث وستين وهي السنة التي ماتت فيها مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ الْقُرَشِيُّ ثُمَّ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي شُمَيْلَةَ عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لَيْتَ شِعْرِي مَنْ ذُو الشَّيْنِ مِنْ وَلَدِي الَّذِي يَمْلَؤُهَا عَدْلا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ عَنْ خُصَيْفٍ قَالَ:
رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ رَجُلا قَاعِدًا عَنْ يَمِينِهِ رَجُلٌ وَعَنْ شِمَالِهِ رَجُلٌ إِذْ أَقْبَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَرَادَ أَنْ يَجْلِسَ بَيْنَ الَّذِي عَنْ يَمِينِهِ وَبَيْنَهُ. قَالَ فَلَصِقَ بِصَاحِبِهِ فَدَارَ فَأَرَادَ أَنْ يَجْلِسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الَّذِي عَنْ يَسَارِهِ فَلَصِقَ بِهِ. فَجَذَبَهُ الأَوْسَطُ فَأَقْعَدَهُ فِي حِجْرِهِ. قَالَ قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ وَهَذَا أَبُو بَكْرٍ وَهَذَا عُمَرُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ ابْنَ عُمَرَ كَثِيرًا يَقُولُ: لَيْتَ شِعْرِي مَنْ هَذَا الَّذِي مِنْ وَلَدِ عُمَرَ فِي وَجْهِهِ عَلامَةٌ يَمْلأُ الأَرْضَ عَدْلا.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنِ الْمَاجِشُونِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ إِنَّا كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ لا يَنْقَضِي حَتَّى يَلِيَ هَذِهِ الأُمَّةَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ عُمَرَ يَسِيرُ فِيهَا بِسِيرَةِ عُمَرَ بِوَجْهِهِ شَامَةٌ. قَالَ فَكُنَّا نَقُولُ هُوَ بِلالُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَكَانَتْ بِوَجْهِهِ شَامَةٌ. قَالَ حَتَّى جَاءَ اللَّهُ بِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأُمُّهُ أُمُّ عَاصِمٍ بِنْتُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
قَالَ يَزِيدُ: ضَرَبَتْهُ دَابَّةٌ مِنْ دَوَابِّ أَبِيهِ فَشَجَّتْهُ. قَالَ فَجَعَلَ أَبُوهُ يَمْسَحُ الدَّمَ وَيَقُولُ: سَعِدْتَ إِنْ كُنْتَ أَشَجَّ بَنِي أُمَيَّةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ أَنْ يَتَزَوَّجَ أُمَّ(5/254)
عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لِقَيِّمِهِ: اجْمَعْ لِي أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ مِنْ طَيِّبِ مَالِي فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَتَزَوَّجَ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ لَهُمْ صَلاحٌ. قَالَ فَتَزَوَّجَ أُمَّ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قال: وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَدِينَةَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً. وَلاهَا إِيَّاهُ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حِينَ اسْتُخْلِفَ فَوَلَّى عُمَرُ عَلَى قَضَاءِ الْمَدِينَةِ أَبَا بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّعْدِيُّ قَالَ:
أَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ يَحُجَّ مِنَ الْمَدِينَةِ وَهُوَ وَالِيهَا فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ دَخَلَ عَلَيْهِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ ألا تخبرنا عن خطب النبي. ص؟
فَقَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ بِمَكَّةَ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ. وَخَطَبَ بِعَرَفَةَ. وَخَطَبَ بِمِنًى الْغَدَ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ وَالْغَدَ مِنْ يَوْمِ النَّفَرِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فديك عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَوْ عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ. لا يَدْرِي أَيُّهُمَا حَدَّثَهُ. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَحَدٍ أَشْبَهُ صَلاةً بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ هَذَا الْفَتَى. يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
قَالَ الضَّحَّاكُ: فَكُنْتُ أُصَلِّي وَرَاءَهُ فَيُطِيلُ الأَوَّلَتَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ وَيُخَفِّفُ الآخِرَتَيْنِ وَيُخِفُّ الْعَصْرَ وَيَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ وَيَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ بِوَسَطِ الْمُفَصَّلِ وَيَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ بِطِوَالِ الْمُفَصَّلِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ وَلَمْ يَشُكَّ فِيهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ذَهَبَ بِهِ الْكَلامُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهُ! قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حدثني(5/255)
عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَمْشِي إِلَى الْعِيدِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ وَذَكَرَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ بَذِيمَةَ قَالَ: رَأَيْتُهُ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ أَحْسَنُ النَّاسِ لِبَاسًا وَمِنْ أَطْيَبِ النَّاسِ رِيحًا وَمِنْ أَخْيَلِ النَّاسِ فِي مَشْيِهِ. ثُمَّ رَأَيْتُهُ بَعْدُ يَمْشِي مِشْيَةَ الرُّهْبَانِ. فَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ الْمَشْيَ سَجِيَّةٌ فَلا تُصَدِّقْهُ بَعْدَ عُمَرَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِقَاضِيهِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: مَا وَجَدْتُ مِنْ أَمْرٍ هُوَ أَلَذُّ عِنْدِي مِنْ حَقٍّ وَافَقَ هَوًى.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بن زيد قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ يَصُومُ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ أَبِي مَعْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَنِ الْمَهْدِيُّ؟ فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: أَدَخَلْتَ دَارَ مَرْوَانَ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَادْخُلْ دَارَ مَرْوَانَ تَرَ الْمَهْدِيَّ. قَالَ فَأَذِنَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِلنَّاسِ فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ حَتَّى دَخَلَ دَارَ مَرْوَانَ فَرَأَى الأَمِيرَ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعِينَ. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ دَخَلْتُ دَارَ مَرْوَانَ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا أَقُولُ هَذَا الْمَهْدِيُّ. فَقَالَ لَهُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَأَنَا أَسْمَعُ: هَلْ رَأَيْتَ الأَشَجَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقَاعِدَ عَلَى السَّرِيرِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ:
فَهُوَ الْمَهْدِيُّ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَسْلَمَةُ أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَرْزَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: النَّبِيُّ مِنَّا وَالْمَهْدِيُّ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَلا نَعْلَمُهُ إِلا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ وَهَذَا فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الْمُؤْتَمِرِ الْعَتَكِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يَعْفُورٍ عَنْ مَوْلَى لِهِنْدَ بِنْتِ أَسْمَاءَ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّ فِيكُمْ مَهْدِيًّا. فَقَالَ: إِنَّ ذَاكَ كَذَاكَ وَلَكِنَّهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ.
قَالَ كَأَنَّهُ عَنَى عُمَرَ بْنَ عبد العزيز.(5/256)
قال: أخبرنا مالك بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ علي بن أبي طالب ذكرت عمر بن عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَكْثَرَتِ التَّرَحُّمَ عَلَيْهِ وَقَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ فَأَخْرَجَ عَنِّي كل خصي وحرسي حتى لم يبق في الْبَيْتِ أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُهُ. ثُمَّ قَالَ: يَا ابْنَةَ عَلِيٍّ وَاللَّهِ مَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَهْلُ بَيْتٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكُمْ وَلأَنْتُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَدِينَةَ وَالِيًا عَلَيْهَا كَتَبَ حَاجِبُهُ النَّاسَ ثُمَّ دَخَلُوا فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ. فَلَمَّا صَلَّى الظُّهْرَ دَعَا عَشَرَةَ نَفَرٍ مِنْ فُقَهَاءِ الْبَلَدِ: عُرْوَةَ بْنُ الزُّبَيْرِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن عتبة وأبا بكر بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ وَأَبَا بَكْرِ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ وَسُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَسَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وعبد الله بن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ وَخَارِجَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ. فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ: إِنِّي دَعَوْتُكُمْ لأَمْرٍ تُؤْجَرُونَ عَلَيْهِ وَتَكُونُونَ فِيهِ أَعْوَانًا عَلَى الْحَقِّ. مَا أُرِيدُ أَنْ أَقْطَعَ أَمْرًا إِلا بِرَأْيِكُمْ أَوْ بِرَأْيِ مَنْ حَضَرَ مِنْكُمْ فَإِنْ رَأَيْتُمْ أَحَدًا يَتَعَدَّى أَوْ بَلَغَكُمْ عَنْ عَامِلٍ لِي ظَلامَةً فَأُحَرِّجُ بِاللَّهِ عَلَى أَحَدٍ بَلَغَهُ ذَلِكَ إِلا أَبْلَغَنِي. فَجُزُّوهُ خَيْرًا وَافْتَرِقُوا.
أخبرنا علي بن محمد عن فضل السَّرَّاجِ عَنْ حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ قَالَ: أَمَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ وَالٍ عَلَى الْمَدِينَةِ أَنْ أَشْتَرِيَ لَهُ ثِيَابًا فَاشْتَرَيْتُ لَهُ ثِيَابًا فَكَانَ فِيهَا ثَوْبٌ بِأَرْبَعِمِائَةٍ. فَقَطَعَهُ قَمِيصًا ثُمَّ لَمَسَهُ بِيَدِهِ فَقَالَ: مَا أَخْشَنَهُ وَأَغْلَظَهُ! ثُمَّ أَمَرَ بِشِرَاءِ ثَوْبٍ لَهُ وَهُوَ خَلِيفَةٌ فَاشْتَرُوهُ بِأَرْبَعَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا فَلَمَسَهُ بِيَدِهِ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَلْيَنَهُ وَأَدَقَّهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ طُعْمَةَ بْنِ غَيْلانَ وَمُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ قَالا: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ أَعْطَرِ قُرَيْشٍ وَأَلْبَسَهَا. فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ كَانَ مِنْ أَخَسِّهِمْ ثَوْبًا وَأَجْشَبِهِمْ عَيْشًا وَقَدِمَ الْفُضُولَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدِ الْقَرَظُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نُؤَذِّنُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي دَارِهِ لِلصَّلاةِ فَنَقُولُ: السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الأَمِيرُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ الصَّلاةَ رَحِمَكَ اللَّهُ. وَفِي النَّاسِ الْفُقَهَاءُ لا يُنْكِرُونَ ذلك.(5/257)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ وَالِي الْمَدِينَةِ: إِذَا أَذَّنْتَ لِلظُّهْرِ أَوِ الْعَتَمَةِ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ اقْعُدْ قَدْرَ مَا تَظُنُّ أَنْ قَدْ سَمِعَكَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ فَقَضَى حَاجَتَهُ وتوضأ ولبس ثيابه ومشى رفيقا رَفِيقًا حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ فَيُصَلِّيَ فِيهِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ثُمَّ قَعَدَ. فَأَقِمْ بِقَدْرِ ذَلِكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فروة يَقُولُ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَؤُمُّنَا بِالْمَدِينَةِ فَلا يَجْهَرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ كَانَ يُسَلِّمُ وَاحِدَةً وِجَاهَ الْقِبْلَةِ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ خَالِدٍ أَبُو سُلَيْمَانَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي سُهَيْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجَاءَ بْنَ حَيْوَةَ يَقُولُ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ لَبِسَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ خَزٍّ وَنَظَرَ فِي الْمَرْآةِ فَقَالَ: أَنَا وَاللَّهِ الْمَلِكُ الشَّابُّ.
فَخَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ يُصَلِّي بِالنَّاسِ الْجُمُعَةَ فَلَمْ يَرْجِعْ حَتَّى وُعِكَ فَلَمَّا ثَقُلَ كَتَبَ كِتَابًا عَهِدَهُ إِلَى ابْنِهِ أَيُّوبَ. وَهُوَ غُلامٌ لَمْ يَبْلُغْ. فَقُلْتُ: مَا تَصْنَعُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. إِنَّهُ مِمَّا يُحْفَظُ بِهِ الْخَلِيفَةُ فِي قَبْرِهِ أَنْ يَسْتَخْلِفَ الرَّجُلَ الصَّالِحَ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ: كِتَابٌ أَسْتَخِيرُ اللَّهَ فِيهِ وَأَنْظُرُ وَلَمْ أَعْزِمُ عَلَيْهِ. فَمَكَثَ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ ثُمَّ خَرَّقَهُ ثُمَّ دَعَانِي فَقَالَ: مَا تَرَى فِي دَاوُدَ بْنِ سليمان؟ فقلت: هو غائب بقسطنطينة وَأَنْتَ لا تَدْرِي أَحَيٌّ هُوَ أَمْ مَيِّتٌ. قَالَ: يَا رَجَاءُ فَمَنْ تَرَى؟ قَالَ فَقُلْتُ: رَأْيُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَنْظُرَ مَنْ يَذْكُرُ. فَقَالَ: كَيْفَ تَرَى فِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ؟ فَقُلْتُ: أَعْلَمُهُ وَاللَّهِ فَاضِلا خِيَارًا مُسْلِمًا. فَقَالَ: هُوَ عَلَى ذَلِكَ. وَاللَّهِ لَئِنْ وَلَّيْتُهُ وَلَمْ أُوَلِّ أَحَدًا مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الْمَلِكِ لَتَكُونَنَّ فِتْنَةً وَلا يَتْرُكُونَهُ أَبَدًا يَلِي عَلَيْهِمْ إِلا أَنْ أَجْعَلَ أَحَدَهُمْ بَعْدَهُ.
وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ يَوْمَئِذٍ غَائِبٌ عَلَى الْمَوْسِمِ. قَالَ: فَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَجْعَلُهُ بَعْدَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّا يُسْكِنُهُمْ وَيَرْضَوْنَ بِهِ. قُلْتُ: رَأْيُكَ. قَالَ فَكَتَبَ بِيَدِهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. هَذَا كِتَابٌ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ سُلَيْمَانَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز. فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تَخْتَلِفُوا فَيُطْمَعْ فِيكُمْ. وَخَتَمَ الْكِتَابَ فَأَرْسَلَ إِلَى كَعْبِ بْنِ حَامِزٍ صَاحِبِ شُرَطِهِ أَنْ مُرْ أَهْلَ بيتي فليجتمعوا.(5/258)
فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ كَعْبٌ فَجَمَعَهُمْ ثُمَّ قَالَ سُلَيْمَانُ لِرَجَاءٍ بَعْدَ اجْتِمَاعِهِمِ: اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا إِلَيْهِمْ فأخبرهم أنه كتابي. ومرهم فليبايعوا مَنْ وَلَّيْتُ. قَالَ فَفَعَلَ رَجَاءٌ. فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ ذَلِكَ رَجَاءٌ قَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا لِمَنْ فِيهِ. وَقَالُوا: نَدْخُلُ فَنُسَلِّمُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: نَعَمْ. فَدَخَلُوا فَقَالَ لَهُمْ سُلَيْمَانُ: هَذَا الْكِتَابُ. وَهُوَ يُشِيرُ لَهُمْ وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فِي يَدِ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ. هَذَا عَهْدِي فَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَبَايِعُوا لِمَنْ سَمَّيْتُ فِي هَذَا الْكِتَابِ. قَالَ فَبَايَعُوهُ رَجُلا رَجُلا. قَالَ ثُمَّ خَرَجَ بِالْكِتَابِ مَخْتُومًا فِي يَدِ رَجَاءٍ.
قَالَ رَجَاءٌ: فَلَمَّا تَفَرَّقُوا جَاءَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: يَا أَبَا الْمِقْدَامِ إِنَّ سُلَيْمَانَ كَانَتْ لِي بِهِ حُرْمَةٌ وَمَوَدَّةٌ وَكَانَ بِي بَرًّا مُلْطِفًا فَأَنَا أَخْشَى أَنْ يَكُونَ قَدْ أَسْنَدَ إِلَيَّ مِنْ هَذَا الأَمْرِ شَيْئًا فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ وَحُرْمَتِي وَمَوَدَّتِي إِلا أَعْلَمْتَنِي إِنْ كَانَ ذَلِكَ حَتَّى أَسْتَعْفِيَهُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ حَالٌ لا أَقْدِرُ فِيهَا عَلَى مَا أَقْدِرُ السَّاعَةَ. فَقَالَ رَجَاءٌ: لا وَاللَّهِ مَا أَنَا بِمُخْبِرِكَ حَرْفًا وَاحِدًا. قَالَ فَذَهَبَ عُمَرُ غَضْبَانُ.
قَالَ رَجَاءٌ: وَلَقِيَنِي هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ. فَقَالَ: يَا رَجَاءُ إِنَّ لِي بِكَ حُرْمَةً وَمَوَّدَةً قَدِيمَةً وَعِنْدِي شُكْرٌ. فَأَعْلِمْنِي أَهَذَا الأَمْرُ إِلَيَّ؟ فَإِنْ كَانَ إِلَيَّ عَلِمْتُ وَإِنْ كَانَ إِلَى غَيْرِي تَكَلَّمْتُ. فَلَيْسَ مَثَلِي قُصِّرَ بِهِ وَلا نُحِّيَ عَنْهُ هَذَا الأَمْرُ. فَأَعْلِمْنِي فَلَكَ اللَّهُ أَلاَّ أَذَكَرُ اسْمَكَ أَبَدًا.
قَالَ رَجَاءٌ: فَأَبَيْتُ وَقُلْتُ لا وَاللَّهِ لا أُخْبِرُكُ حَرْفًا وَاحِدًا مِمَّا أَسَرَّ إِلَيَّ. فَانْصَرَفَ هِشَامٌ وَهُوَ موأس وَهُوَ يَضْرِبُ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى وَهُوَ يَقُولُ: فَإِلَى مَنْ إِذَا نُحِيَّتْ عَنِّي؟ أَتَخْرُجُ من بني عبد الملك؟ فو الله إِنِّي لَعَيْنُ بَنِي عَبْدِ الْمَلِكِ.
قَالَ رَجَاءٌ: وَدَخَلْتُ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَإِذَا هُوَ يَمُوتُ. قَالَ فَجَعَلْتُ إِذَا أَخَذَتْهُ سَكْرَةٌ من سكرات حَرَّفْتُهُ إِلَى الْقِبْلَةِ فَجَعَلَ يَقُولُ وَهُوَ يَفْأَقُ: لَمْ يَأْنِ لِذَلِكَ بَعْدُ يَا رَجَاءُ. حَتَّى فَعَلْتَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ. فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ قَالَ: مِنَ الآنَ يَا رَجَاءُ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ شَيْئًا أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. قَالَ فَحَرَّفْتُهُ وَمَاتَ فَلَمَّا أَغْمَضْتُهُ سَجَّيْتُهُ بِقَطِيفَةٍ خَضْرَاءَ وَأَغْلَقْتُ الْبَابَ وَأَرْسَلَتْ إِلَيَّ زَوْجَتُهُ تَنْظُرُ إِلَيْهِ كَيْفَ أَصْبَحَ فَقُلْتُ: نَامَ وَقَدْ تَغَطَّى. فَنَظَرَ الرَّسُولُ إِلَيْهِ مُغَطًّى بِالْقَطِيفَةِ فَرَجَعَ فَأَخْبَرَهَا فَقَبِلَتْ ذَلِكَ وَظَنَّتْ أَنَّهُ نَائِمٌ.
قَالَ رَجَاءٌ: وَأَجْلَسْتُ عَلَى الْبَابِ مَنْ أَثِقُ بِهِ وَأَوْصَيْتُهُ أَنْ لا يَرِيمَ حَتَّى آتِيَهُ وَلا(5/259)
يُدْخِلَ عَلَى الْخَلِيفَةِ أَحَدًا. قَالَ فَخَرَجْتُ فَأَرْسَلْتُ إلى كعب بن حامز العنبسي فَجَمَعَ أَهْلَ بَيْتِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَاجْتَمَعُوا فِي مَسْجِدِ دَابِقٍ فَقُلْتُ: بَايِعُوا. قَالُوا: قَدْ بَايَعْنَا مرة ونبايع أخرى! قلت: هذا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. بَايِعُوا عَلَى مَا أَمَرَ بِهِ وَمَنْ سُمَيَّ فِي هَذَا الْكِتَابِ الْمَخْتُومِ. فَبَايَعُوا الثَّانِيَةَ رَجُلا رَجُلا.
قَالَ رَجَاءٌ: فَلَمَّا بَايَعُوا بَعْدَ مَوْتِ سُلَيْمَانَ رَأَيْتُ أَنِّيَ قَدْ أَحْكَمْتُ الأَمْرَ. قُلْتُ قُومُوا إِلَى صَاحِبَكُمْ فَقَدْ مَاتَ. قَالُوا: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. وَقَرَأْتُ عَلَيْهِمُ الْكِتَابَ. فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى ذِكْرِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ نَادَى هِشَامٌ: لا نُبَايِعُهُ أَبَدًا. قَالَ قُلْتُ: أَضْرِبُ وَاللَّهِ عُنُقَكَ. قُمْ فَبَايِعْ فَقَامَ يَجُرُّ رِجْلَيْهِ.
قَالَ رَجَاءٌ: وَأَخَذْتُ بِضَبْعَيْ عُمَرَ فَأَجْلَسْتُهُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَسْتَرْجِعُ لِمَا وَقَعَ فِيهِ وَهِشَامٌ يَسْتَرْجِعُ لِمَا أَخْطَأَهُ. فَلَمَّا انْتَهَى هِشَامٌ إِلَى عُمَرَ قَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. أَيْ حِينَ صَارَ هَذَا الأَمْرُ إِلَيْكَ عَلَى وَلَدِ عَبْدِ الْمَلِكِ. قال فقال عمر: نعم ف إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. حِينَ صَارَ إِلَيَّ لِكَرَاهَتِي لَهُ. قَالَ وَغُسِّلَ سُلَيْمَانُ وَكُفِّنَ وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
قَالَ رَجَاءٌ: فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ دَفْنِهِ أُتِيَ بِمَرَاكِبِ الْخِلافَةِ الْبَرَاذِينِ وَالْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَلِكُلِّ دَابَّةٍ سَائِسٌ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: مَرَاكِبُ الْخِلافَةِ. فَقَالَ عُمَرُ: دَابَّتِي أَوْفَقُ لِي. فَرَكِبَ بَغْلَتَهُ وَصُرِفَتْ تِلْكَ الدَّوَابُّ ثُمَّ أَقْبَلَ فَقِيلَ: تَنْزِلُ مَنْزِلَ الْخِلافَةِ. فَقَالَ:
فِيهِ عِيَالُ أَبِي أَيُّوبَ وَفِي فُسْطَاطِي كِفَايَةٌ حَتَّى يَتَحَوَّلُوا. فَأَقَامَ فِي مَنْزِلِهِ حَتَّى فَرَّغُوهُ بَعْدُ.
قَالَ رَجَاءٌ: فَلَمَّا كَانَ مُسْيُ ذَلِكَ الْيَوْمَ قَالَ: يَا رَجَاءُ ادْعُ لِي كَاتِبًا فَدَعَوْتُهُ وَقَدْ رَأَيْتُ مِنْهُ كُلَّ مَا يَسُرُّنِي. صَنَعَ فِي الْمَرَاكِبِ مَا صَنَعَ وَفِي مَنْزِلِ سُلَيْمَانَ. فَقُلْتُ فَكَيْفَ يَصْنَعُ الآنَ فِي الْكِتَابِ؟ أَيَضَعُ نُسُخًا أَمْ مَاذَا؟ قَالَ فَلَمَّا جَلَسَ الْكَاتِبُ أَمْلَى عَلَيْهِ كِتَابًا وَاحِدًا مِنْ فِيهِ إِلَى يَدِ الْكَاتِبِ بِغَيْرِ نُسْخَةٍ. فَأَمْلَى أحس إِمْلاءً وَأَبْلَغَهُ وَأَوْجَزَهُ ثُمَّ أَمَرَ بِذَلِكَ الْكِتَابِ فَنُسِخَ إِلَى كُلِّ بَلَدٍ. وَبَلَغَ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ الْوَلِيدِ. وَكَانَ غَائِبًا. مَوْتُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَلَمْ يَعْلَمْ بِمُبَايَعَةِ النَّاسِ عُمَرَ وَعَهْدِ سُلَيْمَانَ إِلَيْهِ فَبَايَعَ مَنْ مَعَهُ لِنَفْسِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ يُرِيدُ دِمَشْقَ يَأْخُذُهَا فَبَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَدْ بَايَعُوا لَهُ بَعْدَ سُلَيْمَانَ بِعَهْدٍ مِنْ سُلَيْمَانَ. فَأَقْبَلَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: قَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ كُنْتَ بَايَعْتَ مِنْ قِبَلِكِ وَأَرَدْتَ دُخُولَ(5/260)
دِمَشْقَ. فَقَالَ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ. وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَبْلُغْنِي أَنَّ الْخَلِيفَةَ كَانَ عَقَدَ لأَحَدٍ.
فَفَرِقْتُ عَلَى الأَمْوَالِ أَنْ تُنْهَبَ. فَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ لَوْ بُويِعْتَ وَقُمْتَ بِالأَمْرِ مَا نَازَعْتُكَ ذَلِكَ وَلَقَعَدْتُ فِي بَيْتِي. فَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: مَا أَحَبُّ أَنَّهُ وَلِيَ هَذَا الأَمْرَ غَيْرُكَ. وَبَايَعَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ هَزَّانَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ رَآنِي عُمَرُ فِي الدَّارِ أَخْرَجُ وَأَدْخَلُ وَأَتَرَدَّدُ فَدَعَانِي فَقَالَ لِي: يَا رَجَاءُ أُذَكِّرُكَ اللَّهَ وَالإِسْلامَ أَنْ تَذْكُرَنِي لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أو تشير بي عليه إن استشارك. فو الله مَا أَقْوَى عَلَى هَذَا الأَمْرِ.
فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ إِلا صَرَفْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَنِّي. فَانْتَهَرْتُهُ وَقُلْتُ: إِنَّكَ لَحَرِيصٌ عَلَى الْخِلافَةِ لِتَطْمَعَ أَنْ أُشِيرَ عَلَيْهِ بِكَ. فَاسْتَحْيَا وَدَخَلْتُ. فَقَالَ لِي سُلَيْمَانُ: يَا رَجَاءُ مَنْ تَرَى لِهَذَا الأَمْرِ وَإِلَى مَنْ تَرَى أَنْ أَعْهَدَ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اتَّقِ اللَّهَ فَإِنَّكَ قَادِمٌ عَلَى اللَّهِ وَسَائِلُكَ عَنْ هَذَا الأَمْرِ وَمَا صَنَعْتَ فِيهِ. قَالَ: فَمَنْ تَرَى؟ فَقُلْتُ: عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ: كَيْفَ أَصْنَعُ بِعَهْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى الْوَلِيدِ وَإِلَيَّ فِي ابْنَيْ عَاتِكَةَ أَيُّهُمَا بَقِيَ؟ قُلْتُ: تَجْعَلْهُمَا مِنْ بَعْدِهِ. قَالَ: أَصَبْتَ وَوُفِّقْتَ. جِئْنِي بِصَحِيفَةٍ. فَأَتَيْتُهُ بِصَحِيفَةٍ فَكَتَبَ عَهْدَ عُمَرَ وَيَزِيدَ مِنْ بَعْدِهِ وَخَتَمَهَا. ثُمَّ دَعَوْتُ رِجَالا فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُمْ: إِنِّي قَدْ عَهِدْتُ عَهْدِي فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ وَدَفَعْتُهَا إِلَى رَجَاءٍ وَأَمَرْتُهُ أَمْرِي وَهُوَ فِي الصَّحِيفَةِ. اشْهَدُوا وَاخْتِمُوا الصَّحِيفَةَ. فَخَتَمُوا عَلَيْهَا وَخَرَجُوا فَلَمْ يَلْبَثْ سُلَيْمَانُ أَنْ مَاتَ فَكَفَفْتُ النِّسَاءَ عَنِ الصَّيَّاحِ وَخَرَجْتُ إِلَى النَّاسِ فَقَالُوا:
يَا رَجَاءُ كَيْفَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ قُلْتُ: لَمْ يَكُنْ مُنْذُ اشْتَكَى أَسْكَنَ مِنْهُ السَّاعَةَ. قَالُوا:
لِلَّهِ الْحَمْدُ! فَقُلْتُ: أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ هَذَا عَهْدُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَتَشْهَدُونَ عَلَيْهِ؟
قَالُوا: بَلَى. قُلْتُ: أَفَتَرْضَوْنَ بِهِ؟ قَالَ هِشَامٌ: إِنْ كَانَ فِيهِ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَإِلا فَلا. قُلْتُ: فَإِنَّ فِيهِ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الْمَلِكِ؟ قَالَ: فَنَعَمْ إِذًا. قَالَ فَدَخَلْتُ فَمَكَثْتُ سَاعَةً ثُمَّ قُلْتُ لِلنِّسَاءِ اصْرُخْنَ. وَخَرَجْتُ فَقَرَأْتُ الْكِتَابَ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ وَعُمَرُ فِي نَاحِيَةِ الرَّوَاقِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ الثَّقَفِيِّ عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْ ثَقِيفٍ قَالَ: قُرِئَ عَهْدَ عُمَرَ بَعْدَ وَفَاةِ سُلَيْمَانَ بِالْخِلافَةِ وَعُمَرُ نَاحِيَةً وَهُوَ بِدَابِقٍ. فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ يُقَالُ لَهُ سَالِمٌ مِنْ أَخْوَالِ عُمَرَ. فَأَخَذَ بِضَبْعِهِ فَأَقَامَهُ فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا والله ما(5/261)
اللَّهُ أَرَدْتَ بِهَذَا وَلَنْ تُصِيبَ بِهَا مِنِّي دُنْيَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ خَطَبَ النَّاسَ وَفُرِشَ لَهُ فَنَزَلَ وَتَرَكَ الْفُرُشَ وَجَلَسَ نَاحِيَةً. فَقِيلَ: لَوْ تَحَوَّلْتُ إِلَى حُجْرَةِ سُلَيْمَانَ. فَتَمَثَّلَ:
فَلَوْلا التُّقَى ثُمَّ النُّهَى خَشْيَةَ الرَّدَى ... لَعَاصَيْتُ فِي حُبِّ الصَّبِيِّ كُلَّ زَاجِرِ
قَضَى مَا قَضَى فِيمَا مَضَى ثُمَّ لا تَرَى ... لَهُ صَبْوَةً أُخْرَى اللَّيَالِي الْغَوَابِرِ
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ الثَّقَفِيُّ عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ قَالَ: كَانَ أَوَّلُ مَا أَنْكَرَ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ لَمَّا دُفِنَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أُتِيَ بِدَابَّةِ سُلَيْمَانَ الَّتِي كَانَ يَرْكَبُ فَلَمْ يَرْكَبْهَا وَرَكِبَ دَابَّتَهُ الَّتِي جَاءَ عَلَيْهَا. فَدَخَلَ الْقَصْرَ وَقَدْ مُهِدَتْ لَهُ فُرُشَ سُلَيْمَانَ الَّتِي كَانَ يَجْلِسُ عَلَيْهَا فَلَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهَا. ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّه وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ:
أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَعْدَ نَبِيِّكُمْ نَبِيٌّ وَلا بَعْدَ الْكِتَابِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ كِتَابٌ. أَلا إِنَّ مَا أَحَلَّ اللَّهُ حَلالٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَا حَرَّمَ اللَّهُ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. أَلا إِنِّي لَسْتُ بِقَاضٍ وَلَكِنِّي مُنَفِّذٌ. أَلا إِنِّي لَسْتُ بِمُبْتَدِعٍ وَلَكِنِّي مُتَّبِعٌ. أَلا إِنَّهُ لَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يُطَاعَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ. أَلا إِنِّي لَسْتُ بِخَيْرِكُمْ وَلَكِنِّي رَجُلٌ مِنْكُمْ غَيْرُ أَنَّ اللَّهَ جَعَلَنِي أَثْقَلَكُمْ حِمْلا. ثُمَّ ذَكَرَ حَاجَتَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ الْغِفَارِيُّ مَدِينِيٌّ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ كَاتِبٌ كَانَ لِزِيَادِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا انْصَرَفَ عُمَرُ عَنْ قَبْرِ سُلَيْمَانَ قَالَ: إِذَا دَوَابُّ سُلَيْمَانَ قَدْ عُرِضَتْ لَهُ. قَالَ فَكَثَّرَ ثُمَّ أَشَارَ إِلَى بُغَيْلَةَ شَهْبَاءَ فَأُتِيَ بِهَا فَرَكِبَهَا. قَالَ فَانْصَرَفَ فَإِذَا فُرُشُ سُلَيْمَانَ فِي مَنْزِلِهِ. قَالَ فَقَالَ: لَقَدْ عَجَّلْتُمْ. قَالَ ثُمَّ تَنَاوَلَ وِسَادَةً أَرْمَنِيَّةً فَطَرَحَهَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَرْضِ. قَالَ ثُمَّ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْلا أَنِّي فِي حَوَائِجِ الْمُسْلِمِينَ مَا جَلَسْتُ عَلَيْكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أبي سبرة عن الْمُنْذِرِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: وَلِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْدَ صَلاةِ الْجُمُعَةِ فَأَنْكَرْتُ حَالَهُ فِي الْعَصْرِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَدْ وَلَّى أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ الْمَدِينَةَ. فَلَمَّا(5/262)
تُوُفِّيَ سُلَيْمَانُ وَوَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْخِلافَةَ أَمَّرَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ فَاسْتَقْضَى أَبَا طُوَالَةَ. وَوَلَّى الْكُوفَةَ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ وَضَمَّ إِلَيْهِ أَبَا الزِّنَادِ كَاتِبًا فَكَانَ عَلَى حَرْبِهَا وَخِرَاجِهَا حَتَّى تُوُفِّيَ عُمَرُ. وَاسْتَقْضَى عَامِرًا الشَّعْبِيَّ.
وَوَلَّى الْبَصْرَةَ عَدِيَّ بْنَ أَرْطَأَةَ فَاسْتَقْضَى الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ ثُمَّ اسْتَعْفَاهُ فَأَعْفَاهُ.
وَوَلَّى الْيَمَنَ عُرْوَةَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ السَّعْدِيَّ. وَوَلَّى الْجَزِيرَةَ عَدِيَّ بْنَ عَدِيٍّ الْكِنْدِيَّ. وَوَلَّى إِفْرِيقِيَّةَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ حَتَّى تُوُفِّيَ وَهُوَ عَلَيْهَا. وَوَلَّى دِمَشْقَ مُحَمَّدَ بْنَ سُوَيْدٍ الْفِهْرِيَّ. وَوَلَّى خُرَاسَانَ الْجَرَّاحَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكَمِيَّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: مَا زَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَرُدُّ الْمَظَالِمَ مُنْذُ يَوْمِ اسْتُخْلِفَ إِلَى يَوْمِ مَاتَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَدَأَ بِأَهْلِ بَيْتِهِ فَرَدَّ مَا كَانَ بِأَيْدِيهِمْ مِنَ الْمَظَالِمِ. ثُمَّ فَعَلَ بِالنَّاسِ بَعْدُ. قَالَ يَقُولُ عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ جِئْتُمْ بِرَجُلٍ مِنْ وَلَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَوَلَّيْتُمُوهُ عَلَيْكُمْ فَفَعَلَ هَذَا بِكُمْ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ: لَمَّا رَدَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَظَالِمَ قَالَ: إِنَّهُ لَيَنْبَغِي أَنْ لا أَبْدَأُ بِأَوَّلَ مِنْ نَفْسِي. فَنَظَرَ إِلَى مَا فِي يَدَيْهِ مِنْ أَرْضٍ أَوْ مَتَاعٍ فَخَرَجَ مِنْهُ حَتَّى نَظَرَ إِلَى فَصِّ خَاتَمٍ فَقَالَ: هَذَا مِمَّا كَانَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَعْطَانِيهِ مِمَّا جَاءَهُ مِنْ أَرْضِ الْمَغْرِبِ. فَخَرَجَ مِنْهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شَبِيبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَا زَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَرُدُّ الْمَظَالِمَ مِنْ لَدُنْ مُعَاوِيَةَ إِلَى أَنِ اسْتُخْلِفَ. أَخْرَجَ مِنْ أَيْدِي وَرَثَةِ مُعَاوِيَةَ وَيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ حُقُوقًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَدَّ مَظَالِمَ فِي بُيُوتِ الأَمْوَالِ فَرَدَّ مَا كَانَ فِي بَيْتِ الْمَالِ وَأَمَرَ أَنْ يزكى لما غاب من أَهْلِهِ مِنَ السِّنِينَ. ثُمَّ عَقَّبَ بِكِتَابٍ آخَرَ: إِنِّي نَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ ضِمَارٌ لا يُزَكَّى إِلا لِسَنَةٍ وَاحِدَةٍ.(5/263)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِالْعِرَاقِ فِي رَدِّ الْمَظَالِمِ إِلَى أَهْلِهَا فَرَدَدْنَاهَا حَتَّى أَنْفَدْنَا مَا فِي بَيْتِ مَالِ الْعِرَاقِ. وَحَتَّى حَمَلَ إِلَيْنَا عُمَرُ الْمَالَ مِنَ الشَّامِ.
قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: وَكَانَ عُمَرُ يَرُدُّ الْمَظَالِمَ إِلَى أَهْلِهَا بِغَيْرِ الْبَيِّنَةِ الْقَاطِعَةِ. كَانَ يَكْتَفِي بِأَيْسَرِ ذَلِكَ. إِذَا عَرَفَ وَجْهًا مِنْ مَظْلَمَةِ الرَّجُلِ رَدَّهَا عَلَيْهِ وَلَمْ يُكَلِّفْهُ تَحْقِيقَ الْبَيِّنَةِ لِمَا كَانَ يَعْرِفُ مِنْ غَشْمِ الْوُلاةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا كَانَ يَقْدَمُ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ كِتَابٌ مِنْ عُمَرَ إِلا فِيهِ رَدُّ مَظْلَمَةٍ أَوْ إِحْيَاءُ سُنَّةٍ أَوْ إِطْفَاءُ بِدْعَةٍ أَوْ قَسْمٌ أَوْ تَقْدِيرُ عَطَاءٍ أَوْ خَيْرٌ. حَتَّى خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بن خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنِ اسْتَبْرِئِ الدَّوَاوِينَ فَانْظُرْ إِلَى كُلِّ جَوْرٍ جَارَهُ مَنْ قبلي من حق مسلم أو معاهدة فَرُدَّهُ عَلَيْهِ. فَإِنْ كَانَ أَهْلُ تِلْكَ الْمُظْلِمَةِ قَدْ مَاتُوا فَادْفَعْهُ إِلَى وَرَثَتِهِمْ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ كِتَابَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: وَإِيَّاكَ وَالْجُلُوسَ فِي بَيْتِكَ. اخْرُجْ لِلنَّاسِ فَآسِ بَيْنَهُمْ فِي الْمَجْلِسِ وَالْمَنْظَرِ وَلا يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ آثَرَ عِنْدَكَ مِنْ أَحَدٍ. وَلا تَقُولَنَّ هَؤُلاءِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ أَهْلَ بَيْتِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَغَيْرِهِمْ عِنْدِي الْيَوْمَ سَوَاءٌ بَلْ أَنَا أَحْرَى أَنْ أَظُنَّ بِأَهْلِ بَيْتِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُمْ يَقْهَرُونَ مَنْ نَازَعَهُمْ. وَإِذَا أَشْكَلَ عَلَيْكَ شَيْءٌ فَاكْتُبْ إِلَيَّ فِيهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ حَزْمِ بْنِ أَبِي حَزْمٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي كَلامٍ لَهُ: فَلَوْ كَانَ كُلُّ بِدْعَةٍ يُمِيتُهَا اللَّهُ عَلَى يَدَيَّ وَكُلُّ سُنَّةٍ يُنْعِشُهَا اللَّهُ عَلَى يَدَيَّ بِبِضْعَةٍ مِنْ لَحْمِي حَتَّى يَأْتِيَ آخِرُ ذَلِكَ عَلَى نَفْسِي كَانَ فِي اللَّهِ يَسِيرًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَامَ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ ثُمَّ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: لا طَاعَةَ لَنَا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهَ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ عَنْ سَيَّارٍ قَالَ: كَانَ(5/264)
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ لِلنَّاسِ: الْحَقُوا بِبِلادِكُمْ فَإِنِّي أُذَكِّرُكُمْ فِي أَمْصَارِكُمْ وَأَنْسَاكُمْ عِنْدِي إِلا مَنْ ظَلَمَهُ عَامِلٌ فَلَيْسَ عَلَيْهِ مِنِّي إِذَنٌ فَلْيَأْتِنِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: إِنَّ آخِرَ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ الْحَقُوا بِبِلادِكُمْ فَإِنِّي أُذَكِّرُكُمْ فِي بِلادِكُمْ وَأَنْسَاكُمْ عِنْدِي. أَلا وَإِنِّي قَدِ اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْكُمْ رِجَالا لا أَقُولُ هُمْ خِيَارُكُمْ وَلَكِنَّهُمْ خَيْرٌ مِمَّنْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُمْ. فَمَنْ ظَلَمَهُ عَامِلُهُ بِمَظْلَمَةٍ فَلا إِذَنْ لَهُ عَلَيَّ. وَاللَّهِ لَئِنْ مَنَعْتُ هَذَا الْمَالَ نَفْسِي وَأَهِلِّي ثُمَّ بَخِلْتُ بِهِ عَلَيْكُمْ إِنِّي إِذًا لَضَنِينٌ. وَاللَّهِ لَوْلا أَنْ أُنْعِشَ سُنَّةً أَوْ أَسِيرَ بِحَقٍّ مَا أَحْبَبْتُ أَنْ أَعِيشَ فُوَاقًا.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: أَتَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كِتَابٌ مِنْ بَعْضِ بَنِي مَرْوَانَ فَأَغْضَبَهُ. فَاسْتَشَاطَ غَضَبًا ثُمَّ قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ فِي بَنِي مَرْوَانَ ذَبْحًا. وَايْمِ اللَّهِ لَئِنْ كَانَ ذَاكَ الذَّبْحُ عَلَى يَدَيَّ.
قَالَ فَلَمَّا بَلَغَهُمْ ذَلِكَ كفوا وكانوا يعلمون صرامته وأنه إن وَقَعَ فِي أَمْرٍ مَضَى فِيهِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْبَاهِلِيِّ قَالَ: جَاءَ بَنُو مَرْوَانَ إِلَى عُمَرَ فَقَالُوا: إِنَّكَ قَصَّرْتَ بِنَا عَمَّا كَانَ يَصْنَعُهُ بِنَا مَنْ قَبْلَكَ. وَعَاتَبُوهُ فَقَالَ: لَئِنْ عُدْتُمْ لِمِثْلِ هَذَا الْمَجْلِسِ لأَشُدَّنَّ رِكَابِي ثُمَّ لأَقْدَمَنَّ الْمَدِينَةَ وَلأَجْعَلَنَّهَا أَوْ أُصَيِّرُهَا شُورَى.
أَمَا إِنِّي أَعْرِفُ صَاحِبَهَا الأُعَيْمَشَ. يَعْنِي الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: الْيَوْمُ يَنْطِقُ كُلُّ مَنْ كَانَ لا يَنْطِقُ. وَإِنَّا لَنَرْجُو لِسُلَيْمَانَ بِتَوْلِيَتِهِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عِنْدَ الْمَوْتِ: لَوْ كَانَ لِي مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا عَدَوْتُ بِهَا الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ. قَالَ فَبَلَغَتِ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَرَحَّمَ عَلَيْهِ وَقَالَ: إِنَّ الْقَاسِمَ لَيَضْعُفُ عَنْ أُهَيْلِهِ فَكَيْفَ يَقُومُ بِأَمْرِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ! أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَوْ كَانَ إِلَيَّ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا عَدَوْتُ بِهِ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَصَاحِبَ الأَعْوَصِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو عابدا منقطعا قد اعتزل فنزل الأعوص.(5/265)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أبي ذئب عن مُهَاجِرِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ:
سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: إِنَّا لَنَرْجُو لِسُلَيْمَانَ بِاسْتِخْلافِهِ عمر بن عبد العزيز.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ يَقُولُ ذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُثْمَانَ الْقُرَشِيِّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَمَّا اسْتُخْلِفَ نَظَرَ إِلَى مَا كَانَ لَهُ مِنْ عَبْدٍ. وَإِلَى لِبَاسِهِ وَعِطْرِهِ وَأَشْيَاءَ مِنَ الْفُضُولِ. فَبَاعَ كُلَّ مَا كَانَ بِهِ عَنْهُ غِنًى فَبَلَغَ ثَلاثَةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ فَجَعَلَهُ فِي السَّبِيلِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن بن عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ خَادِمُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ لَمْ يَتَمَلأْ مِنْ طَعَامٍ مِنْ يَوْمِ وَلِيَ حَتَّى مَاتَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حدثني داود بن خالد عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ:
لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَضَعَ الْمَكْسَ عَنْ كُلِّ أَرْضٍ وَوَضَعَ الْجِزْيَةَ عَنْ كُلِّ مُسْلِمٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ لَمَّا اسْتُخْلِفَ أَبَاحَ الأَحْمَاءَ كُلَّهَا إِلا النَّقِيعَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بن وَاضِحٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ تُعْمَلَ الْخَانَاتُ بِطَرِيقِ خُرَاسَانَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بن هانئ قال: حضرت قسمتين قسمها عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى جَمِيعِ النَّاسِ كُلِّهِمْ سَوَّى بَيْنَهُمْ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ هِلالٍ قَالا:
كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ أَنِ افْرِضْ لِلنَّاسِ إِلا لِتَاجِرٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَطَاءِ بْنِ يَعْقُوبَ مَوْلَى ابْنِ سِبَاعٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ فَذَكَرْتُ لَهُ كِتَابَ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ الَّذِي جَاءَهُ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ لا يفرض(5/266)
لِتَاجِرٍ فَقَالَ: أَصَابَ عُمَرُ. التَّاجِرُ مَشْغُولٌ بِتِجَارَتِهِ عَمَّا يَصْلُحُ الْمُسْلِمِينَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلالٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ فَرَضَ لِرِجَالٍ أَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ شَرَفَ الْعَطَاءِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا غَسَّانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَخْرَجَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثَلاثَةَ أُعْطِيَةٍ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي سَنَتَيْنِ وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ إِلا عَشْرَ لَيَالٍ. يَرْحَمُهُ اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ: جَرَى عَلَى يَدَيَّ لِقَوْمِي فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثَلاثَةُ أعطية وقسمان للناس عامان. فرحمه اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ وَهُوَ خَلِيفَةٌ: إِنَّهُ لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا لِمَوْتَاكُمْ فَارْفَعُوهُمْ إِلَيْنَا وَاكْتُبُوا لَنَا كُلَّ مَنْفُوسٍ نَفْرِضْ لَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ كِتَابَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُقْرَأُ عَلَيْنَا: ارْفَعُوا كُلَّ منفوس نفرض له وارفعوا مَوْتَاكُمْ فَإِنَّمَا هُوَ مَالُكُمْ نَرُدُّهُ عَلَيْكُمْ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُبَيُّ قَالَ: ذَهَبَتْ بِي حَاضِنَتِي إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ فَوَضَعَ فِي يَدَيَّ دِينَارًا وَأَنَا مَنْفُوسٌ. وَوُلِدْتُ سَنَةَ الْمِائَةِ. ثُمَّ كَانَ قَابِلٌ فَأُعْطِينَا دِينَارًا آخَرَ فَكَانَا دِينَارَيْنِ. قَالَ وَبِهِ سُمِّيتُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي الْهَيْثَمُ بْنُ وَاقِدٍ قَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ فَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ وَأَنَا ابْنُ ثَلاثِ سِنِينَ فَأَصَبْتُ مِنْ قَسْمِهِ ثَلاثَةَ دَنَانِيرَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هِلالٍ قَالَ: سَوَّى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَيْنَ النَّاسِ فِي طَعَامِ الْجَارِ. وَكَانَ أَكْثَرَ مَا يَكُونُ طَعَامُ الْجَارِ أَرْبَعَةُ أَرَادِبَ وَنِصْفُ لِكُلِّ إِنْسَانٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: إِنَّمَا سوى عمر بن عبد العزيز من فرض له في طَعَامِ الْجَارِ وَأَمَّا مَنْ كَانَ لَهُ شَيْءٌ قَبْلَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ كَانَ يَأْخُذُهُ. قَدْ فَضَّلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَيْنَ النَّاسِ فِي طَعَامِ الجار.(5/267)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى قَالَ: كَانَ لِي فِي طَعَامِ الْجَارِ عِشْرُونَ إِرْدَبًّا فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ أُقِرَّتْ وَسَوَّى بَيْنَ مَنْ فَرَضَ لَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ أبا بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ يَعْمَلُ بِاللَّيْلِ كَعَمَلِهِ بِالنَّهَارِ لاسْتِحْثَاثِ عُمَرَ إِيَّاهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذَا صَلَّى الْعِشَاء دَعَا بِشَمْعَةٍ مِنْ مَالِ اللَّهِ لِيَكْتُبَ فِي أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ وَالْمَظَالِمِ فَتُرَدُّ فِي كُلِّ أَرْضٍ. فَإِذَا أَصْبَحَ جَلَسَ فِي رَدِّ الْمَظَالِمِ وَأَمَرَ بِالصَّدَقَاتِ أَنْ تُقَسَّمَ فِي أَهْلِهَا. فَلَقَدْ رَأَيْتُ مَنْ يُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ فِي الْعَامِ الْقَابِلِ لَهُ إِبِلٌ فِيهَا صَدَقَةٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ مُهَاجِرِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ:
بَعَثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَسَّمْنَا الصَّدَقَةَ فِيهِمْ. فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَإِنَّا لَنُصَدِّقُ مِنَ الْعَامِ الْقَابِلِ مَنْ كَانَ يُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ. وَلَقَدْ كُنْتُ أُرَاهُ يَكْتُبُ إِلَى أَهْلِهِ أَوْ فِي الْحَاجَةِ تَكُونُ لَهُ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ فَيَأْمُرُ بِالشَّمْعَةِ فَتُنَحَّى وَيَأْمُرُ بِشَمْعَةٍ أُخْرَى. وَلَقَدْ كُنْتُ أُرَاهُ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ فَمَا يَخْرُجُ إِلَيْنَا وَمَا لَهُ غَيْرُهَا. وَمَا أَحْدَثَ بِنَا. وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَتَبَةً لَهُ خَرِبَتْ فَكَلَّمَ فِي إِصْلاحِهَا ثُمَّ قَالَ: يَا مزاحم هل لك أن نتركها فتخرج مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ نُحْدِثْ شَيْئًا؟ قَالَ وَحَرَّمَ الطِّلاءَ فِي كُلِّ أَرْضٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُصِّبَتْ سَنَوَاتٌ إِنِّي كُنْتُ فِي الْعُصَاةِ وَحَرَّمْتَ عَطَائِي. قَالَ فَرَدَّ عَلَيَّ عَطَائِي وَأَمَرَ أَنْ يُخْرَجَ لِي مَا مَضَى مِنَ السِّنِينَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ قَالَ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَرْسَلَ إِلَى الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ يَقُولُ لَهُمَا: أَرُدُّ عَلَيْكُمَا مَا حُبِسَ عَنْكُمَا مِنْ أَعْطَيَتِكُمَا. فَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِنْ فُعِلَ ذَلِكَ بِأَهْلِ الْبَصْرَةِ فَعَلْتَ وَأَمَّا غَيْرُ ذَلِكَ فَلا. فَكَتَبَ عُمَرُ: إِنَّ الْمَالَ لا يَسَعُ. قَالَ وَقَبِلَ الْحَسَنُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ نَجِيحٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى أَنَّ(5/268)
عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ أَنْ يُعْطَى خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ مَا قُطِعَ عَنْهُ مِنَ الدِّيوَانِ. فَمَشَى خَارِجَةُ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ فَقَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يُلْزِمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ هَذَا مَقَالَةً.
وَلِي نُظَرَاءُ. فَإِنْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَمَّهُمْ بِهَذَا فَعَلْتُ وَإِنْ هُوَ خَصَّنِي بِهِ فَإِنِّي أَكْرَهُ ذَلِكَ لَهُ. فَكَتَبَ عُمَرُ: لا يَسَعُ الْمَالُ ذَلِكَ وَلَوْ وَسِعَهُ لَفَعَلْتُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ قَالَ: كُنَّا نُخَرِّجُ دِيوَانَ أَهْلِ السُّجُونِ فَيَخْرُجُونَ إِلَى أَعْطَيَتِهِمْ بِكِتَابِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَكَتَبَ إِلَيَّ: مَنْ كَانَ غَائِبًا قَرِيبَ الْغِيبَةِ فَأَعْطِ أَهْلَ دِيوَانِهِ وَمَنْ كَانَ مُنْقَطِعَ الْغِيبَةِ فَاعْزِلْ عَطَاءَهُ إِلَى أَنْ يَقْدَمَ أَوْ يَأْتِي نَعْيُهُ أَوْ يُوَكَّلُ عِنْدَكَ بِوَكَالَةٍ بِبَيِّنَةٍ عَلَى حَيَاتِهِ فَادْفَعْهُ إِلَى وَكِيلِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَحْبَلُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عَطَاءٍ قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَضَى عَنْ غَارِمٍ خَمْسَةً وَسَبْعِينَ دِينَارًا مِنْ سَهْمِ الْغَارِمِينَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: وَفَدَ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ وَبَشِيرُ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ بن عبد رَبِّهِ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلافَتِهِ فَدَخَلا عَلَيْهِ بِخُنَاصِرَةَ فَذَكَرَا دَيْنًا عَلَيْهِمَا. فَقَضَى عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ. فَخَرَجَ الصَّكُّ يُعْطَيَانِ مِنْ صَدَقَةِ كَلْبٍ مِمَّا عزل فِي بَيْتِ الْمَالِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ ذَلِكَ الْعَزْلُ قُدِمَ بِهِ لَمْ يُوجَدْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يُقْضَى عَنْهُ دَيْنٌ فَأُدْخِلَ فَضْلُهُ بَيْتَ الْمَالِ عَزْلا لأَنْ يُقْضَى بِهِ عَنِ الدُّيَّانِ فَهَذَا وَجْهُهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُفَضَّلُ بْنُ الْفَضْلِ الْقَيْنِي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: قَدِمَ الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَسَأَلَهُ قَضَاءَ دَيْنِهِ فَقَالَ عُمَرُ: كَمْ دَيْنُكَ؟ قَالَ: تَسْعَوْنَ دِينَارًا. قَالَ: قَدْ قَضَيْنَاهُ عَنْكَ مِنْ سَهْمِ الْغَارِمِينَ. قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَغْنِنِي عَنِ التِّجَارَةِ. قَالَ: بِمَاذَا؟ قَالَ:
بِفَرِيضَةٍ. قَالَ: قَدْ فَرَضْتُ لَكَ فِي سِتِّينَ وَأَمَرْنَا لَكَ بِمَسْكَنٍ وَخَادِمٍ. فَكَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَغْنَانِي عَنِ التِّجَارَةِ. إِنِّي لأُغْلِقُ بَابِي فَمَا يَكُونُ لِي خَلْفَهُ هم.(5/269)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ الْحَارِثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُفَيْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ: قَضَى عَنِّي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ خَمْسِينَ وَمِائَتَيْ دِينَارٍ مِنْ صَدَقَاتِ بَنِي كِلابٍ وَكَتَبَ بِهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ طَلْحَةَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي بكر الصديق أَنَّهُ قَالَ يَوْمًا: إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَمْ يَزَلْ رَأْيُهُ وَالَّذِي يُشِيرُ بِهِ عَلَى مَنْ وَلِيَ هَذَا الأَمْرَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ تَوْفِيرَ هَذَا الْخُمُسِ عَلَى أَهْلِهِ.
فَكَانُوا لا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ. فَلَمَّا وَلِيَ الْخِلافَةَ نَظَرَ فِيهِ فَوَضَعَهُ فِي مَوَاضِعِهِ الْخَمْسَةِ وَآثَرَ بِهِ أَهْلَ الْحَاجَةِ مِنَ الأَخْمَاسِ حَيْثُ كَانُوا. فَإِنْ كَانَتِ الْحَاجَةُ سَوَاءً وَسَّعَ فِي ذَلِكَ بِقَدْرِ مَا يَبْلُغُ الْخُمُسَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ طَلْحَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُهَاجِرُ بْنُ يَزِيدَ أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقْدَمُ عَلَيْهِ بِالسَّبْيِ مِنَ الأَخْمَاسِ فَرُبَّمَا رَأَيْتُهُ يَضَعُهُمْ فِي الصِّنْفِ الْوَاحِدِ. قَالَ وَسَأَلْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ هَذَا الْمَاءِ الَّذِي يُوضَعُ فِي الطَّرِيقِ يُتَصَدَّقُ بِهِ أَشْرَبُ مِنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ لا بَأْسَ بِذَلِكَ. قَدْ رَأَيْتُنِي وَأَنَا وَالٍ بِالْمَدِينَةِ وَلِلْمَسْجِدِ مَاءٌ يُتَصَدَّقُ بِهِ. فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ يَزَعُ عَنْ ذَلِكَ الْمَاءِ أَنْ يُشْرَبَ مِنْهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَحْبَلُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عَطَاءٍ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ كَانَ عَلَى دِيوَانِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ رُبَّمَا أَعْطَى الْمَالَ مَنْ يُسْتَأْلَفُ عَلَى الإِسْلامِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ رَجُلٍ أَخْبَرَهُ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ أَعْطَى بِطْرِيقًا أَلْفَ دِينَارٍ اسْتَأْلَفَهُ عَلَى الإِسْلامِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ وَأَبِي الْجُوَيْرِيَةِ الْجَرْمِيِّ قَالا: فَدَّى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَجُلا مِنَ الْعَدُوِّ رَدَّهُ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بن محمد الأَسْلَمِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْمُهَاجِرِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ لَمْ يَجْعَلِ الضِّيَافَةَ عَلَى أَهْلِ الْمُدُنِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عمر بن(5/270)
عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ كَتَبَ: لا يُنَفِّلُ الإِمَامُ أَكْثَرَ مِنَ الثُّلُثِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عبد العزيز أنه كتب: أَلْحِقُوا الْبَرَاذِينَ بِالْخَيْلِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ إِلَى عُمَّالِهِ فِي الآفَاقِ أَنْ لا يَفْرِضُوا لابْنِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً فِي الْقِتَالِ وَيَفْرِضُوا لابْنِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً فِي الْمُقَاتِلَةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن بِشْرِ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَكْتُبُ إِلَى وُلاتِهِ حِينَ أَخْرَجَ الْعَطَاءَ: لا يُقْبَلُ مِنْ رَجُلٍ لَهُ مِائَةُ دِينَارٍ إِلا فَرَسٌ عَرَبِيٌّ وَدِرْعٌ وَسَيْفٌ وَرُمْحٌ وَنَبْلٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن أبي عُبَيْدَةَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: يُسْتَتَابُ الْمُرْتَدُّ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فَإِنْ تَابَ وَإِلا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: السُّلْطَانُ مُخَيَّرٌ فِي قَوْلِهِ «إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» المائدة: 33.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لَيْسَ فِي الْمِصْرِ مُحَارَبَةٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ يَقُولُ: شَيْئَانِ لَيْسَ لأَهْلِهِمَا فِيهِمَا جَوَازُ أَمْرٍ وَلا لِوَالٍ إِنَّمَا هُمَا لِلَّهِ يَقُومُ بِهِمَا الْوَالِي: مَنْ قُتِلَ عُدْوَانًا وَفَسَادًا فِي الأَرْضِ وَمَنْ قُتِلَ غِيلَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لا تُنْكَحُ امْرَأَةُ الأَسِيرِ أَبَدًا مَا دَامَ أَسِيرًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْبُرْسُمِيُّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَجِزْ مَا صَنَعَ الأَسِيرُ فِي مَالِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ حَبِيبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ المهاجر عن(5/271)
عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: إِذَا كَانَ الرَّجُلُ فِي الْحَرْبِ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ يُقَاتِلُ فَمَا صَنَعَ فِي مَالِهِ فَهُوَ جَائِزٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّد عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لا يَجُوزُ أَمَانُ الذِّمِّيِّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ سُهَيْلٍ الأَعْشَى قَالَ:
قُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِأَرْضِ الرُّومِ يَأْمُرُ وَالِينَا بِنَصْبِ الْمَنْجَنِيقِ عَلَى الْحِصْنِ وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى جَنْبِي يَسْمَعُ الْكِتَابَ فَلَمْ يُنْكِرْهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَائِدَةَ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ لا يَرَى بِالتَّدْخِينِ عَلَى الْعَدُوِّ بَأْسًا فِي الْحُصُونِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُتْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْمُهَاجِرِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ أُتِيَ بِرَجُلَيْنِ مُسْلِمٍ وَذِمِّيٍّ جَاسُوسَيْنِ أُخِذَا فِي أَرْضِ الرُّومِ فَقَتَلَ الذِّمِّيَّ وَعَاقَبَ الْمُسْلِمَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ نَهَى عَنْ عَقْرِ الدَّابَّةِ إِذَا هِيَ قَامَتْ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حزم عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب فِي خِلافَتِهِ أَنْ لا يُؤْخَذَ مِنَ الْمَعَادِنِ الْخُمُسَ وَتُؤْخَذُ مِنْهَا الصَّدَقَةُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: أَحْسَنَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ أَخَذَ مِنَ الْمَعَادِنِ الصَّدَقَةَ. هَكَذَا كَانَ الأَمْرُ الأَوَّلُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ مُبَشِّرِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ أَبَاحَ الْغَوْصَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ كَتَبَ فِي الْعَنْبَرِ الْخُمُسَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَارِيَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ آخِرَ عُمْرِهِ يَقُولُ: لَيْسَ فِي الْعَنْبَرِ شَيْءٌ.(5/272)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ قَالَ: الرَّسُولُ وَالْبَرِيدُ وَالْوَكِيلُ يُبْعَثُونَ مِنَ الْعَسْكَرِ يُجْرَى لَهُمْ سِهَامُهُمْ مَعَ الْمُسْلِمِينَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِبَيْعِ الْغَنَائِمِ فِيمَنْ يَزِيدُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ خَازِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شَرَاحِيلَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لا بَأْسَ بِذَبَائِحِ السَّامِرَةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ محمد بن عمر قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: يُسْهَمُ لِفَرَسَيْنِ وَمَا كَانَ بَعْدُ فَجَنَائِبُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَجَّاجِ الطَّائِفِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يَعْرِضُ الْخَيْلَ فِي خِلافَتِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِذَا دُخِلَتِ الصَّائِفَةُ فَلا تَتْرُكَنَّ أَحَدًا يَدْخُلُ فِي أَثَرِهِمْ إِلا فِي قُوَّةٍ وَجَمَاعَةٍ مِنَ الرِّجَالِ وَالْخَيْلِ وَالْعُدَدِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَازِمُ بْنُ حُسَيْنٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ:
كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَعِي وَبَعَثَ بِمَالٍ إِلَى سَاحِلِ عَدَنٍ أَنْ أَفْتَدِيَ الرَّجُلَ وَالْمَرْأَةَ وَالْعَبْدَ وَالذِّمِّيَّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَازِمُ بْنُ حُسَيْنٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ أَعْطَى بِرَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَشَرَةً مِنَ الرُّومِ وَأَخَذَ الْمُسْلِمَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ أُتِيَ بِأَسِيرٍ أَسَرَهُ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَنَّ أَهْلَهُ سَأَلُوهُ أَنْ يَفْتَدُوهُ بِمِائَةِ مِثْقَالٍ فَرَدَّهُ عُمَرُ إِلَيْهِمْ وَفَدَّاهُ بِمِائَةِ مِثْقَالٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ:
سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ يَكْرَهُ قَتْلَ الأَسْرَى. يُسْتَرَقُّونَ أَوْ يُعْتَقُونَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بن(5/273)
عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَنْ سَرَقَ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ ثُمَّ خَرَجَ قُطِعَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ حُسَيْنٍ الأَيْلِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُمَيَّةَ قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَقَامَ الْحَدَّ ثَمَانِينَ جَلْدَةً عَلَى رَجُلٍ افْتَرَى عَلَى رَجُلٍ فِي أَرْضِ الْحَرْبِ حِينَ خَرَجُوا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَازِمُ بْنُ حُسَيْنٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِخُنَاصِرَةَ وَأُتِيَ بِرَجُلٍ شَهِدَ عَلَيْهِ أَنَّهُ شَرِبَ خَمْرًا بِأَرْضِ الْعَدُوِّ فَجَلَدَهُ ثَمَانِينَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ أَبِي صَخْرٍ قَالَ: أُتِيَ عُمَرُ بن عبد العزيز بسارق مِنَ الْمَغْنَمِ وَلَمْ يُقْسَمْ فَسَأَلَ أَهُوَ مِمَّنْ أَوْجَفَ فِي الْمَغْنَمِ؟
فَقِيلَ: لا. فَقَطَعَ يَدَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ:
كُنْتُ أَرَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِدَابِقٍ إِذَا أَتَمَّ الصَّلاةَ جَمَعَ بِالنَّاسِ وَإِذَا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَمْ يَجْمَعْ إِلا أَنْ يَمُرَّ عَلَى مَدِينَةٍ يَجْمَعُ فِيهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ بِشْرِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: تَمَامُ الرِّبَاطِ أَرْبَعُونَ يَوْمًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَانَ بْنَ صَالِحٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ بِدَابِقٍ: نَحْنُ فِي رِبَاطٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الأَبْيَضِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: مَا يَهْلَكُ النَّاسُ إِلا فِي هَذِهِ الْعَلاقَاتِ. وَكَانَ يَكْتُبُ: لا يَذْهَبْ إِلَى الْعَلاقَةِ إِلا جَمَاعَةٌ وَقُوَّةٌ ثُمَّ يَأْخُذُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ حَتَّى يَرْجِعُوا جَمِيعًا أَوْ يَعْطَبُوا جَمِيعًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَبِي عُتْبَةَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ إِلَى عَامِلِهِ أَنْ لا يُقَاتِلَنَّ حِصْنًا مِنْ حُصُونِ الرُّومِ وَلا جَمَاعَةً مِنْ جَمَاعَاتِهِمْ حَتَّى تَدْعُوَهُمْ إِلَى الإِسْلامِ فَإِنْ قَبِلُوا فَاكْفُفْ عَنْهُمْ وَإِنْ أَبَوْا فَالْجِزْيَةُ. فَإِنْ أَبَوْا فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ عَنْ(5/274)
عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ سَيْفُ أَبِي مُحَلًّى بِفِضَّةٍ فَنَزَعَهَا وَحَلاهُ حَدِيدًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بن الْقَاسِمِ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَرْكَبُ عَلَى النُّمُورِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ كَانَ يُظْهِرُ التَّكْبِيرَ عِنْدَ الْفَتْحِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عَطَاءٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَنْ آمَنَّا بِأَيِّ لِسَانٍ كَانَ فَقَدْ أَمِنَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بن محمد عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ:
كَتَبَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي الذِّمِّيِّ يَغْزُو مَعَ الْمُسْلِمِينَ فَيُؤَمِّنُ الْعَدُوَّ. فَكَتَبَ:
لا يَجُوزُ أمانه. وقال: [إنما قال رسول الله. ص: يُجِيزُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَدْنَاهُمْ.
وَهَذَا لَيْسَ بِمُسْلِمٍ] .
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا إسحاق بْنُ يَحْيَى عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ سَمِعَهُ وَهُوَ خَلِيفَةٌ يَتَبَرَّأُ مِنْ مَعَرَّةِ الْجَيْشِ وَيَقُولُ عُمَرُ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَتَبَرَّأُ مِنْ مَعَرَّةِ الْجَيْشِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ عَيَّاشِ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي الذِّمِّيِّ يُوصِي بِالْكَنِيسَةِ يُوقَفُ وَقْفًا مِنْ مَالِهِ لِلنَّصَارَى أَوْ لِلْيَهُوَدِ قَالَ: يَجُوزُ ذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُوَيْدٌ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ كَتَبَ: إِنْ أَسْلَمَ وَالْجِزْيَةُ فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ فَلا تُؤْخَذُ مِنْهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بن محمد عَنْ عَمْرِو بْنِ الْمُهَاجِرِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي الذِّمِّيِّ يُسْلِمُ قَبْلَ السَّنَةِ بِيَوْمٍ قَالَ: لا تُؤْخَذُ مِنْهُ الْجِزْيَةُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ يَنْظُرَ فِي أَمْرِ السُّجُونِ وَيُسْتَوْثَقُ مِنْ أَهْلِ الذِّعَارَاتِ. وَكَتَبَ لَهُمْ بِرِزْقِ الصَّيْفِ وَالشِّتَاءِ.
قَالَ مُوسَى: فَرَأَيْتُهُمْ يُرْزَقُونَ عِنْدَنَا شَهْرًا بِشَهْرٍ وَيُكْسَوْنَ كِسْوَةً فِي الشِّتَاءِ وَكِسْوَةً فِي الصَّيْفِ.(5/275)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أُمَرَاءِ الأَجْنَادِ: وَانْظُرُوا مَنْ فِي السُّجُونِ مِمَّنْ قَامَ عَلَيْهِ الْحَقُّ فَلا تَحْبِسْهُ حَتَّى تُقِيمَهُ عَلَيْهِ. وَمَنْ أَشْكَلَ أَمَرُهُ فَاكْتُبْ إِلَيَّ فِيهِ. وَاسْتَوْثِقْ مِنْ أَهْلِ الذِّعَارَاتِ فَإِنَّ الْحَبْسَ لَهُمْ نَكَالٌ. وَلا تَعَدَّ فِي الْعُقُوبَةِ. وَيُعَاهَدُ مَرِيضُهُمْ مِمَّنْ لا أَحَدَ لَهُ وَلا مَالَ. وَإِذَا حَبَسْتَ قَوْمًا فِي دَيْنٍ فَلا تَجْمَعْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَهْلِ الذِّعَارَاتِ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ وَلا حَبَسَ وَاحِدٍ. وَاجْعَلْ لِلنِّسَاءِ حَبْسًا عَلَى حِدَةٍ. وَانْظُرْ مَنْ تَجْعَلَ عَلَى حَبَسِكَ مِمَّنْ تَثِقُ بِهِ وَمَنْ لا يَرْتَشِي فَإِنَّ مَنِ ارْتَشَى صَنَعَ مَا أُمِرَ بِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عمرو بن حزم أن يعرض أهل السجن فِي كُلِّ سَبْتٍ وَيَسْتَوْثِقُ مِنْ أَهْلِ الذِّعَارَاتِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنَا قَيْسٌ عَنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ فِي أَهْلِ الذِّعَارَاتِ أَنْ يُلْزِمَهُمُ السِّجْنَ وَيَكْسُوَهَا طَاقًا فِي الشِّتَاءِ وَثَوْبَيْنِ فِي الصَّيْفِ وَكَذَا وَكَذَا مِنْ مَصْلَحَتِهِمْ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنِ احْبِسْ أَهْلَ الذِّعَارَاتِ فِي وَثَاقٍ وَأَهْلَ الدَّمِ. فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ أَسْأَلُهُ: كَيْفَ يُصَلُّونَ مِنَ الْحَدِيدِ؟ فَكَتَبَ إِلَيَّ عُمَرُ: لَوْ شَاءَ اللَّهُ لابْتَلاهُمْ بِأَشَدِّ مِنَ الْحَدِيدِ. يُصَلُّونَ كَيْفَ تَيَسَّرَ عَلَى أَحَدِهِمْ وَهُمْ فِي عُذْرٍ. فأما الوثائق فَإِنِّي وَجَدْتُ أَبَا بَكْرٍ. رَحِمَهُ اللَّهُ. كَتَبَ أَنْ يُبْعَثَ إِلَيْهِ بِرِجَالٍ فِي وَثَاقٍ. مِنْهُمْ قَيْسُ بْنُ مَكْشُوحٍ الْمُرَادِيُّ وَغَيْرُهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقُرِئَ عَلَيْنَا: لا يُدْخُلُ الْحَمَّامُ إِلا بِمِئْزَرٍ فَلَقَدْ رَأَيْتُ صَاحِبَ الْحَمَّامِ يُعَاقَبُ وَيُعَاقَبُ الَّذِي يَدْخُلُ. وَرَأَيْتُ كِتَابَ عُمَرَ يُقْرَأُ: وَاسْتَقْبِلُوا بِذَبَائِحِكُمُ الْقِبْلَةَ.
قَالَ فَالْتَفَتُّ إِلَيَّ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ: وَمَنْ يَجْهَلُ هَذَا! أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لا يَدْخُلُ الْحَمَّامَ مِنَ الرِّجَالِ إِلا بِمِئْزَرٍ وَلا يُدْخُلُهُ النِّسَاءُ رَأْسًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:(5/276)
خَرَجَتْ حَرُورِيَّةٌ بِالْعِرَاقِ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِالْعِرَاقِ مَعَ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ عَامَلِ الْعِرَاقِ. فَلَمَّا انْتَهَى أَمْرُهُمْ إِلَى عُمَرَ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ يَأْمُرُهُ أَنْ يَدْعُوَهُمَ إِلَى الْعَمَلِ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَّا أُعْذِرَ فِي دُعَائِهِمْ كَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ قَاتِلْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ وَلَهُ الْحَمْدُ لَمْ يَجْعَلْ لَهُمْ سَلَفًا يَحْتَجُّونَ بِهِ عَلَيْنَا. فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ الْحَمِيدِ جَيْشًا فَهَزَمَتْهُمُ الْحَرُورِيَّةُ. فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بَعَثَ إِلَيْهِمْ مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي جَيْشٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ: قَدْ بَلَغَنِي مَا فَعَلَ جَيْشُكَ جَيْشُ السُّوءِ. وَقَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ فَخَلِّ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ. فَلَقِيَهُمْ مَسْلَمَةُ فِي أَهْلِ الشَّامِ فَلَمْ يَنْشَبُوا هُمْ أَنْ أَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: بَعَثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلافَتِهِ إِلَى الْخَوَارِجِ الَّذِينَ خَرَجُوا عَلَيْهِ فَكَلَّمْتُهُمْ فَقُلْتُ: مَا الَّذِي تَنْقِمُونَ عَلَيْهِ؟ قَالُوا: مَا نَنْقِمُ عَلَيْهِ إِلا أَنَّهُ لا يَلْعَنُ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ فَهَذِهِ مُدَاهَنَةٌ مِنْهُ. قَالَ فَكَفَّ عُمَرُ عَنْ قِتَالِهِمْ حَتَّى أَخَذُوا الأَمْوَالَ وَقَطَعُوا السَّبِيلَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْحَمِيدِ بِذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: أَمَّا إِذَا أَخَذُوا الأَمْوَالَ وَأَخَافُوا السَّبِيلَ فَقَاتِلُوهُمْ فَإِنَّهُمْ رِجْسٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ يُدْعَى الْخَوَارِجُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَازِمُ بْنُ حُسَيْنٍ قَالَ: قَرَأْتُ كِتَابَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَامِلِهِ فِي الْخَوَارِجِ: فَإِنْ أَظْفَرَكَ اللَّهُ بِهِمْ وَأَدَالَكَ عَلَيْهِمْ فَرُدَّ مَا أَصَبْتَ مِنْ مَتَاعِهِمْ إِلَى أَهْلِيهِمْ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: حَضَرْتُ كِتَابَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ: وَمَنْ أَخَذْتَ مِنْ أُسَرَاءِ الْخَوَارِجِ فَاحْبِسْهُ حَتَّى يُحْدِثَ خَيْرًا.
قَالَ فَلَقَدْ مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَفِي حَبْسِهِ مِنْهُمْ عِدَّةٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَدِمْتُ خُنَاصِرَةَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَرَأَيْتُهُ يَرْزُقُ الْمُؤَذِّنِينَ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ.(5/277)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ:
سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ لِمُؤَذِّنِهِ: احْدِرِ الإِقَامَةَ حَدْرًا وَلا تَرَجَّعْ فِيهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: رَأَيْتُ مُؤَذِّنَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ بِخُنَاصِرَةَ يُسَلِّمُ عَلَى بَابِهِ:
السَّلامُ عَلَيْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. وَرَحْمَةُ اللَّهِ. فَمَا يَقْضِي سَلامَهُ حَتَّى يَخْرُجَ عُمَرُ إِلَى الصَّلاةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى سُلَيْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ الْمُؤَذِّنَ يَقِفُ عَلَى بَابِ عُمَرَ بِخُنَاصِرَةَ فَيَقُولُ: السَّلامُ عَلَيْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ.
الصَّلاةَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ. قَالَ فَمَا رَأَيْتُهُ قَطُّ انْتَظَرَ الثَّانِي. قَالَ وَرُبَّمَا جَلَسْنَا مَعَهُ فِي الْمَسْجِدِ فَإِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ قَدْ قَامَتِ الصَّلاةُ قَالَ: قُومُوا. قَالَ وَمَا رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلافَتِهِ فِي حَلْقَةٍ مُسْتَقْبِلِي الْقِبْلَةَ وَمُسْتَكْبِرِيهَا فَيُؤَذِّنُ الْمُؤَذِّنُ فَيَقُومُوا مِنْ حَلْقَتِهِمْ حَتَّى تُقَامَ الصَّلاةُ فَيَقُومُوا لِلإِقَامَةِ. فَرَأَيْتُ ذَلِكَ فِي الْمَغْرِبِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْ سَمِعَ مُسْلِمَ بْنَ زِيَادٍ مَوْلَى أُمَّ حَبِيبَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: كَانَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثَلاثَةَ عَشَرَ مُؤَذِّنًا مَخَافَةَ أَنْ يَقْطَعُوا قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ.
قَالَ مُسْلِمٌ: لم أرهم أذنوا قط إِلا مَرَّةً وَاحِدَةً. وَكَانَ رُبَّمَا خَرَجَ فِي الأَذَانِ الأَوَّلِ. وَرُبَّمَا خَرَجَ فِي الثَّانِي. وَرُبَّمَا خَرَجَ فِي الثَّالِثِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْمُهَاجِرِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: الأَذَانُ مَثْنَى مَثْنَى وَالإِقَامَةُ إِحْدَى إِحْدَى.
قَالَ عَمْرٌو: وَرَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ الله وأبا قلابة مع عمرو بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَذَانُهُ مَثْنَى مَثْنَى وَإِقَامَتُهُ إِحْدَى إِحْدَى وَلا يُنْكِرَانِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ كَانَ يَغْتَسِلُ فِي بَيْتِهِ فِي إِزَارٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَتَوَضَّأُ مِنْ نُحَاسٍ في نحاس.(5/278)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ الْمُنْذِرِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ:
رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذَا تَوَضَّأَ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِالْمِنْدِيلِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أبي سبرة عن عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ كَانَ يَتَوَضَّأُ مِنْ مَسِّ الذِّكْرِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ تَوَضَّأَ مِمَّا مَسَّتْهُ النَّارُ حَتَّى مِنَ السُّكَّرِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ يَتَوَضَّأُ بِالْحَمِيمِ وَيَشْرَبُهُ وَلا يَتَوَضَّأُ مِنْهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَوْلاةٍ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَتْ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذَا ذَهَبَ إِلَى الْكَنِيفِ يُقَنِّعُ رَأْسَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُصَلِّي عَلَى أَخِيهِ سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَرَأَيْتُهُ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي كُلِّ تَكْبِيرَةٍ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ سَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ تَسْلِيمًا خَفِيفًا. وَرَأَيْتُهُ يَمْشِي أَمَامَ جِنَازَتِهِ. وَرَأَيْتُهُ يَوْمَئِذٍ يُحْمَلُ بَيْنَ عَمُودَيْ سَرِيرِهِ. وَصَلَّيْتُ خَلْفَهُ بِخُنَاصِرَةَ فَسَمِعْتُهُ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرَةِ الأُولَى وَيَقْرَأُ حَتَّى يُسْمِعَ الصَّفَّ الأَوَّلَ قِرَاءَةً مُتَرَسِّلَةً: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» الفاتحة: 2- 4. لا يَذْكُرُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
قَالَ إِسْحَاقُ فَسَأَلْتُهُ حِينَ انْصَرَفَ: أَتُسِرُّهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: لَوْ أَسْرَرْتُهَا لَجَهَرْتُ بِهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَجْهَرُ بِخُطْبَتِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حَتَّى يُسْمِعَ جُلَّ أَهْلِ الْمَسْجِدِ مَوْعِظَتَهُ وَلَيْسَ بِالصِّيَاحِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى وَالِيهِ عُثْمَانَ بْنِ سَعْدٍ عَلَى دِمَشْقَ: إِذَا صَلَّيْتَ بِهِمْ فَأَسْمِعْهُمْ قِرَاءَتَكَ وَإِذَا خَطَبْتُهُمْ فَأَفْهِمْهُمْ مَوْعِظَتْكَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرحمن بن عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَمْرِو بْنِ(5/279)
الْمُهَاجِرِ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ خُطْبَتَيْنِ وَيَجْلِسُ وَيَسْكُتُ فِيهِمَا سَكْتَةً. يَخْطُبُنَا الأُولَى جَالِسًا وَبِيَدِهِ عَصًا قَدْ عَرَّضَهَا عَلَى فَخِذَيْهِ.
يَزْعُمُونَ أَنَّهَا عَصَا رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَإِذَا فَرَغَ مِنْ خُطْبَتِهِ الأُولَى وَسَكَتَ سَكْتَةً قَامَ فَخَطَبَ الثَّانِيَةَ مُتَوَكِّئًا عَلَيْهَا. فَإِذَا مُلَّ لَمْ يَتَوَكَّأْ وَحَمَلَهَا حَمْلا. فَإِذَا دَخَلَ فِي الصَّلاةِ وَضَعَهَا إِلَى جَنْبِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُهَاجِرِ يُخْبِرُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ إِذَا قَعَدَ فِي التَّشَهُّدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَرَّضَ تِلْكَ الْعَصَا عَلَى فَخِذِهِ حَتَّى يُسَلِّمَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْمُهَاجِرِ أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذَا سَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حَمَلَ الْعَصَا إِلَى مَنْزِلِهِ وَلا يَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا.
وَإِذَا خَرَجَ بِهَا مِنْ مَنْزِلِهِ حَمْلَهَا. فَإِذَا خَطَبَ اعْتَمَدَ عَلَيْهَا. فَإِذَا قَضَى خُطْبَتَهُ وَدَخَلَ فِي الصَّلاةِ وَضَعَهَا إِلَى جَنْبِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي عَلَى الْحُمْرَةِ وَالْبُسَاطِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ يَقُولُ: الشَّفَقُ الْبَيَاضُ بَعْدَ الْحُمْرَةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ بِخُنَاصِرَةَ انْصَرَفَ مِنَ الْعَصْرِ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ وَلَمْ يَجْلِسْ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى خرج للمغرب. قَالَ وَرَأَيْتُهُ خَرَجَ يَوْمَ الأَضْحَى حِينَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَخَفَّفَ فِي الْخُطْبَةِ. وَرَأَيْتُهُ طَوَّلَ فِي الْفِطْرِ أَطْوَلَ مِنْ ذَلِكَ. وَرَأَيْتُهُ خَرَجَ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ فِي خِلافَتِهِ: لا تَرْكَبُوا إِلَى الْجُمُعَةِ وَالْعِيدَيْنِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلاءِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ مِنْ صَلاةِ الظُّهْرِ يَوْمَ عَرَفَةَ إِلَى صَلاةِ الْعَصْرِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.(5/280)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلاءِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يكبر اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ ثَلاثًا دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْعِيدِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِخُنَاصِرَةَ يَمْشِي إِلَى الْمُصَلَّى ثُمَّ يَصْعَدُ عَلَى الْمِنْبَرِ فَيُكَبِّرُ سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ تَتْرَى. ثُمَّ يَخْطُبُ خُطْبَةً خَفِيفَةً. ثُمَّ يُكَبِّرُ فِي الثَّانِيَةِ خَمْسًا. ثُمَّ يَخْطُبُ خُطْبَةً أَخَفَّ مِنَ الأُخْرَى. وَرَأَيْتُهُ أُتِيَ بِكَبْشٍ فِي مُصَلاهُ فَذَبَحَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَقُسِّمَ وَلَمْ يُحْمَلْ إِلَى مَنْزِلِهِ مِنْهُ شَيْءٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَجْهَرُ بِالتَّكْبِيرِ حَتَّى يُسْمِعَ آخِرَ النَّاسِ فِي الأُولَى سَبْعًا. ثُمَّ يَقْرَأُ.
وَفِي الآخِرَةِ خَمْسًا ثُمَّ يَقْرَأُ فِي الأُولَى: «ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ» ق: 1. وفي الثانية: «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ» القمر: 1. وَكَانَ يَدْعُو بَيْنَ كُلِّ تَكْبِيرَتَيْنِ يَحْمَدُ اللَّهَ وَيُكَبِّرُهُ وَيُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذَا صَعِدَ عَلَى الْمِنْبَرِ فِي الْعِيدِ سَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ يَوْمَ فِطْرٍ دَعَا لَنَا بِتَمْرٍ مِنْ صَدَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: كُلُوا قَبْلَ أَنْ تَغْدُوا إِلَى الْعِيدِ. فَقُلْتُ لِعُمَرَ: فِي هَذَا شَيْءٌ يُؤْثَرَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَارِظٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ لا يَغْدُو يَوْمَ الْعِيدِ حَتَّى يَطْعَمَ. أَوْ قَالَ: يَأْمُرُ أَنْ لا يَغْدُو الْمَرْءُ حَتَّى يَطْعَمَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِخُنَاصِرَةَ وَهُوَ خَلِيفَةٌ خَطَبَ النَّاسَ قبل يوم الفطر بيوم وذلك يوم جمعه. فَذَكَرَ الزَّكَاةَ فَحَضَّ عَلَيْهَا وَقَالَ: عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ صَاعٌ تَمْرًا وَمُدَّانِ مِنْ حِنْطَةَ. وَقَالَ إِنَّهُ لا صَلاةَ لِمَنْ لا زَكَاةَ لَهُ. ثُمَّ قَسَمَهَا يَوْمَ الْفِطْرِ. قَالَ وَكَانَ يُؤْتَى(5/281)
بِالدَّقِيقِ وَالسَّوِيقِ مُدَّيْنِ مُدَّيْنِ فَيَقْبَلُهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ قَالَ:
كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلافَتِهِ أَعْجَلَ النَّاسِ فِطْرًا. وَكَانَ يَسْتَحِبُّ تَأْخِيرَ السَّحُورِ. وَكَانَ إِذَا شَكَّ فِي الْفَجْرِ أَمْسَكَ عَنِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي طُوَالَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ لَمَّا رَأَى النَّاسَ يَحْلِفُونَ بِالْقَسَامَةِ بِغَيْرِ علم استحلفهم دِيَةً. وَدَرَأَ عَنِ الْقَتْلِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ وَسَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ أَيُّوبَ أَنَّ قَتِيلا قُتِلَ بِالْبَصْرَةِ فَكَتَبَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنِ اسْتَحْلِفُوا خَمْسِينَ رَجُلا فَإِنْ حَلَفُوا فَأَقِيدُوهُ. فَلَمْ يَسْتَحْلِفُوا وَلَمْ يَقْتُلُوهُ حَتَّى مَاتَ سُلَيْمَانُ وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِيهِ فَكَتَبَ: إِنْ شَهِدَ ذَوَا عَدْلٍ عَلَى قَتْلِهِ فَأَقِدْهُ وَإِلا فَلا تُقِدْهُ بِالْقَسَامَةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُعَاوِيَةَ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ قَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلافَتِهِ أَنْ يُعَزَّرَ مَنْ حَلَفَ فِي الْقَسَامَةِ بِضْعَةَ عَشَرَ سَوْطًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْد قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلافَتِهِ أَنْ أُجَدِّدَ أَنْصَابَ الْحَرَمِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَقِيلَةَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْحَجِّ:
إِنَّ أَوَّلَ عَمَلِكَ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ تُصَلِّي بِالنَّاسِ الظُّهْرَ. وَآخِرَ عَمَلِكَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ مِنًى.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَذَلِكَ الأَمْرُ عِنْدَنَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِمَكَّةَ سَنَةَ الْمِائَةِ يَنْهَى عَنْ كِرَاءِ بُيُوتِ مَكَّةَ وَأَنْ لا يُبْنَى بِمِنًى بِنَاءٌ.(5/282)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ يَنْهَى عَنْ كِرَاءِ بُيُوتِ مَكَّةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: الْمُنَصَّفُ خَمْرٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِخُنَاصِرَةَ يَأْمُرُ بِزِقَاقِ الْخَمْرِ أَنْ تُشَقَّقَ وَبِالْقَوَارِيرِ أَنْ تُكَسَّرَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالا:
كَتَبَ عُمَرُ فِي خِلافَتِهِ أَنْ لا يَدْخُلَ أَهْلُ الذِّمَّةِ بِالْخَمْرِ أَمْصَارَ الْمُسْلِمِينَ فَكَانُوا لا يُدْخِلُونَهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ قَالَ: قَدِمْتُ خُنَاصِرَةَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَإِذَا قَوْمٌ فِي بَيْتِ أَهْلِ خَمْرٍ وَسَفِهٍ ظَاهَرٍ. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِصَاحِبِ شُرْطَةِ عُمَرَ فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ يَجْتَمِعُونَ عَلَى الْخَمْرِ إِنَّمَا هُوَ حَانُوتٌ. فَقَالَ: قَدْ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: مَنْ وَارَتِ الْبُيُوتَ فَاتْرُكْهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نَسِيٍّ قَالَ:
شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَضْرِبُ رَجُلا حَدًّا فِي خَمْرٍ فَخَلَعَ ثِيَابَهُ ثم ضربه ثمانين رأيت منها ما بُضِّعَ وَمِنْهَا مَا لَمْ يُبَضَّعْ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّكَ إِنْ عُدْتَ الثَّانِيَةَ ضَرَبْتُكَ ثُمَّ أَلْزَمْتُكَ الْحَبْسَ حَتَّى تُحْدِثَ خَيْرًا. قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ أَنْ أَعُودَ فِي هَذَا أَبَدًا. قَالَ فَتَرَكَهُ عُمَرُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ:
كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلافَتِهِ إِلَى وَالِي مِصْرَ أَنْ لا تَزِيدَ فِي عُقُوبَةٍ عَلَى ثَلاثِينَ ضَرْبَةً إِلا أَنْ يَكُونَ حَدًّا.
أَخْبَرَنَا محمد بن عمر قال: أخبرنا سحبل بن مُحَمَّدٍ عَنْ صَخْرٍ الْمُدْلِجِيِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أُتِيَ بِرَجُلٍ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ فِي خِلافَتِهِ فَلَمْ يَحُدَّهُ وَضَرَبَهُ دُونَ الْحَدِّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: أُتِيَ عُمَرُ بن(5/283)
عَبْدِ الْعَزِيزِ بِخُنَاصِرَةَ فِي قَوْمٍ وَقَعُوا عَلَى جَارِيَةٍ فِي طُهْرٍ وَاحِدٍ فَأَوْجَعَهُمْ عُقُوبَةً وَدَعَا لِوَلَدِهَا الْقَافَةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ مُوسَى عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: إِذَا وَقَعَتِ الشُّفْعَةُ وَحُدَّتِ الْحُدُودُ وَصُرِّفَتِ الطُّرُقُ فَلا شُفْعَةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلافَتِهِ إِلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ: لا يُقْضَى بِالْجِوَارِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ عن خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ قَضَى لِذِمِّيٍّ بِشُفْعَتِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ بَكْرِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلافَتِهِ يُحْلِفُ الْغَائِبَ مَا بَلَغَكَ فَسَكَتَ فَإِنْ حَلَفَ أَعْطَاهُ. يَعْنِي فِي الشُّفْعَةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ بِكِتَابٍ فِيهِ كِتَابٌ وَخُصُومَاتٌ وَخَتَمَهُ. فَخَرَجَ صَاحِبُهُ بِهِ وَلا شَاهِدَ عَلَيْهِ فَأَجَازَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَلَّمَا يَدَعُ النَّظَرَ فِي الْمُصْحَفِ بِالْغَدَاةِ وَلا يُطِيلُ.
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ يَا مُزَاحِمُ بِعْنِي رَحْلا لِمُصْحَفِي. قَالَ فَأَتَاهُ بِرَحْلٍ فَأَعْجَبَهُ. قَالَ: مِنْ أَيْنَ أَصَبْتَ هَذَا؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ دَخَلْتُ بَعْضَ الْخَزَائِنِ فَوَجَدْتُ هَذِهِ الْخَشَبَةَ فَاتَّخَذْتُ مِنْهَا رَحْلا. قَالَ:
انْطَلِقْ فَقَوَّمْهُ فِي السُّوقِ. فَانْطَلَقَ فَقَوَّمُوهُ نِصْفَ دِينَارٍ فَرَجَعَ إِلَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ. قَالَ:
تُرَانَا إِنْ وَضَعْنَا فِي بَيْتِ الْمَالِ دِينَارًا أَنَسْلَمُ مِنْهُ؟ قَالَ: إِنَّمَا قَوَّمُوهُ نِصْفَ دِينَارٍ. قَالَ:
ضَعْ فِي بَيْتِ الْمَالِ دِينَارَيْنِ.
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَزَلَ كَاتِبًا لَهُ فِي هَذَا. كَتَبَ بِسْمِ وَلَمْ يَجْعَلِ السِّينَ.
أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بن(5/284)
حَكِيمٍ قَالَ: قَالَتْ لِي فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمَلِكِ امْرَأَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: يَا مُغِيرَةُ إِنِّي قَدْ أُرَى أَنَّهُ يَكُونُ فِي النَّاسِ مَنْ هُوَ أَكْثَرُ صَلاةً وَصَوْمًا مِنْ عُمَرَ فَأَمَّا أَنْ أَكُونَ رَأَيْتُ رَجُلا أَشَدَّ فَرَقًا مِنْ رَبِّهِ مِنْ عُمَرَ فَإِنِّي لَمْ أَرَهْ. كَانَ إِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ الآخِرَةَ أَلْقَى نَفْسَهُ فِي مَسْجِدِهِ فَيَدْعُو وَيَبْكِي حَتَّى تَغْلِبَهُ عَيْنُهُ. ثُمَّ يَنْتَبِهُ فَيَدْعُو وَيَبْكِي حَتَّى تَغْلِبَهُ عَيْنُهُ. فَهُوَ كَذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ الْغِفَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ عُلاثَةُ قَالَ: كَانَتْ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ صَحَابَةٌ يحضرونه يعينونه بِرَأْيِهِمْ وَيَسْمَعُ مِنْهُمْ. قَالَ فَحَضَرُوهُ يَوْمًا فَأَطَالَ الصُّبْحَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: تَخَافُونَ أَنْ يَكُونَ تَغَيَّرَ. قَالَ فَسَمِعَ ذَلِكَ مُزَاحِمٌ فَدَخَلَ فَأَمَرَ مَنْ أَيْقَظَهُ فَأَخْبَرَهُ مَا سَمِعَ مِنْ أَصْحَابِهِ وَأَمَرَهُ فَأَذِنَ لَهُمْ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالَ:
إِنِّي أَكَلْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ حِمَّصًا وَعَدَسًا فَنَفَخَنِي. قَالَ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: «كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ مَا رَزَقْناكُمْ» البقرة: 57.
فَقَالَ عُمَرُ: هَيْهَاتَ ذَهَبْتَ بِهِ إِلَى غَيْرِ مَذْهَبِهِ. إِنَّمَا يُرِيدُ بِهِ طَيِّبَ الْكَسْبِ وَلا يُرِيدُ بِهِ طَيِّبَ الطعام.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ التَّيْمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي شُمَيْلَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سِدْرَةَ وَكَانَ قَدِيمًا قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيْلَةً وَهُوَ يَتَلَوَّى من بطنه فقلت: ما لك يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: عَدَسٌ أَكَلْتُهُ فَأُوذِيتُ منه. ثم قال: بطني بطني ملوث في الذنوب.
قَالَ ابْنُ أَبِي سِدْرَةَ: وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَأْمُرُ النَّاسَ إِذَا أَخَذَ الْمُؤَذِّنُ فِي الإِقَامَةِ أَنْ يَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مُعَلِّمَ الْعُلَمَاءِ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَسْمُرُ بَعْدَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ قَبْلَ أَنْ يُوتِرَ فَإِذَا أَوْتَرَ لَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا.
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا رِيَاحُ بْنُ عَبِيدَةَ قَالَ: أُخْرِجَ مِسْكٌ مِنَ الْخَزَائِنِ فَلَمَّا وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْ عُمَرَ أَمْسَكَ بِأَنْفِهِ مَخَافَةَ أَنْ يَجِدَ رِيحَهُ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا ضَرَّكَ أَنْ وَجَدْتَ(5/285)
ريحه؟ فقال عمر: وهل يُبْتَغَى مِنْ هَذَا إِلا رِيحُهُ؟
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَسْتُ بِقَاضٍ وَلَكِنِّي مُنَفِّذٌ. وَلَسْتُ بِخَيْرٍ مِنْ أَحَدٍ وَلَكِنِّي أَثْقَلُكُمْ حِمْلا. وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَلَسْتُ بِمُبْتَدِعٍ وَلَكِنِّي مُتَّبِعٌ.
أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِقَاضِيهِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ: مَا وَجَدْتُ من أمر هو الذي عِنْدِي مِنْ حَقٍّ وَافَقَ هَوًى.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن سلمة قَالَ: أَخْبَرَنَا رَجَاءٌ أَبُو الْمِقْدَامِ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: إِنِّي لأَدَعُ كَثِيرًا مِنَ الْكَلامِ مَخَافَةَ الْمُبَاهَاةِ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي هِلالٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي الْمَحَابِيسِ: لا يُقَيَّدُ أَحَدٌ بِقَيْدٍ يَمْنَعُ مِنْ تَمَامِ الصَّلاةِ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ مَوْلَى لِثَقِيفٍ قَالَ: أَوَّلُ كِتَابٍ قَرَأَهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ كِتَابٌ فِيهِ سَطَرَ: أَمَّا بَعْدُ فَمَا بَقَاءُ الإِنْسَانِ بَعْدَ وَسْوَسَةِ شَيْطَانٍ وَجَوْرِ سُلْطَانٍ. فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ وَالسَّلامُ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن سلمة قَالَ: أَخْبَرَنَا رَجَاءٌ أَبُو الْمِقْدَامِ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعَثَهُ عَلَى الصَّائِفَةِ فَقَالَ لَهُ: يَا عَمْرُو لا تَكُنْ أَوَّلَ النَّاسِ فَتُقْتَلَ فَيَنْهَزِمَ أَصْحَابُكَ وَلا تَكُنْ آخِرَهُمْ فَتُثَبِّطَهُمْ وَتُجَنِّبَهُمْ.
وَلَكِنْ كُنْ وَسَطَهُمْ حَيْثُ يَرَوْنَ مَكَانَكَ وَيَسْمَعُونَ كَلامَكَ. وَفَادِ مَنْ قَدَرْتَ عَلَيْهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَأَرِقَّائِهِمْ وَأَهْلِ ذِمَّتِهِمْ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لا يَبْسُطُ وَسَائِدَ الْعَامَّةِ لِلْخَاصَّةِ وَلا يُسْرِجُ سِرَاجَ الْعَامَّةِ لِلْخَاصَّةِ. وَكَانَ لا يَأْكُلُ مِنْ طَعَامِ الْخَاصَّةِ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ إِذَا أَمْسَكَتْ بِيَدِكَ أَمْسَكَ النَّاسُ بِأَيْدِيهِمْ. فَأَمَرَ بِثَلاثَةِ دَرَاهِمَ أَوْ أَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ فَأُلْقِيَتْ فِي الطَّعَامِ فَجَعَلَ يَأْكُلُ معهم.(5/286)
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: كَتَبَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّهُ رَفَعَ إِلَيَّ رَجُلٌ يَسِبُّكَ. وَرُبَّمَا قَالَ حَمَّادٌ: يَشْتُمُكَ. فَهَمَمْتُ أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ فَحَبَسْتُهُ وَكَتَبْتُ إِلَيْكَ لأَسْتَطْلِعَ فِي ذَلِكَ رَأْيَكَ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ قَتَلْتَهُ لأَقَدْتَكَ بِهِ. إِنَّهُ لا يُقْتَلُ أَحَدٌ بِسَبِّ أَحَدٍ إِلا مَنْ سَبَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاسْبُبْهُ إِنْ شِئْتَ أَوْ خَلِّ سَبِيلَهُ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُزَاحِمُ بْنُ زُفَرَ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي وَفْدِ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَيَسْأَلُنَا عَنْ بَلَدِنَا وَأَمِيرِنَا وَقَاضِينَا. ثُمَّ قَالَ: خَمْسٌ إِنْ أَخْطَأَ الْقَاضِي مِنْهُنَّ خَصْلَةً كَانَتْ فِيهِ وَصْمَةٌ. أَنْ يَكُونَ فِهِيمًا وَأَنْ يَكُونَ حَلِيمًا وَأَنْ يَكُونَ عَفِيفًا وَأَنْ يَكُونَ صَلِيبًا وَأَنْ يَكُونَ عَالِمًا يَسْأَلُ عَمَّا لا يَعْلَمُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لا يَنْبَغِي لِلْقَاضِي أَنْ يَكُونَ قَاضِيًا حَتَّى تَكُونَ فِيهِ خَمْسُ خِصَالٍ: عَفِيفٌ. حَلِيمٌ. عَالِمٌ بِمَا كَانَ قَبْلَهُ. يَسْتَشِيرُ ذَوِي الرَّأْيِ. لا يُبَالِي مَلامَةَ النَّاسِ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمِقْدَامِ هِشَامٌ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ فُلانٍ قَالَ: قَدِمَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ حَسَنَ الْجِسْمِ. قَالَ فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ نَظَرًا شَدِيدًا لا يَطْرَفُ. قَالَ فَقَالَ: يَا ابْنَ كَعْبٍ. مَا لِي أَرَاكَ تَنْظُرُ إِلَيَّ نَظَرًا لَمْ تَكُنْ تَنْظُرُ إِلَيَّ قَبْلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَهْدِي بِكَ حَسَنَ الْجِسْمِ وَأَرَاكَ وَقَدِ اصْفَرَّ لَوْنُكَ وَنَحِلَ جِسْمُكَ وَذَهَبَ شَعْرُكَ. فَقَالَ: يَا ابْنَ كَعْبٍ فَكَيْفَ بِكَ لَوْ قَدْ رَأَيْتُنِي فِي قَبْرِي بَعْدَ ثَلاثٍ وَقَدِ انْتَدَرَتِ الْحَدَقَتَانِ عَلَى وَجْنَتَيَّ وَسَالَ مَنْخَرَايَ وَفَمِي صَدِيدًا وَدُودًا لَكُنْتَ لِي أَشَدَّ نَكَرَةً.
أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلافَتِهِ فَجَعَلْتُ أُدِيمُ النَّظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا ابْنَ كَعْبٍ إِنَّكَ لَتَنْظُرُ إِلَيَّ نَظَرًا لَمْ تَكُنْ تَنْظُرْهُ إِلَيَّ بِالْمَدِينَةِ. قَالَ قُلْتُ:
أَجَلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. إِنَّهُ لَيُعْجِبُنِي مَا أَرَى مِمَّا قَدْ نَحِلَ مِنْ جِسْمِكَ وَعَفَا مِنْ شَعْرِكَ وَحَالَ مِنْ لَوْنِكَ. فَقَالَ عُمَرُ: فَكَيْفَ لَوْ قَدْ رَأَيْتُنِي بَعْدَ ثَلاثَةٍ فِي الْقَبْرِ وَقَدْ خَرَجَ الدُّودُ مِنْ مَنْخَرَيَّ وَسَالَتْ حَدَقَتِي عَلَى وَجْنَتَيَّ فَأَنْتَ حِينَئِذٍ أَشَدُّ نَكَرَةً. ثُمَّ قَالَ: الْحَدِيثُ(5/287)
الَّذِي حَدَّثَتْنِي بِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَعِدْهُ عَلَيَّ. قَالَ فَقُلْتُ: [حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ شَرَفًا وَأَشْرَفُ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ بِهِ الْقِبْلَةُ.
وَإِنَّمَا تَجَالَسُونَ بِالأَمَانَةِ وَلا تَيَمَّمُوا بِالنِّيَامِ وَلا بِالْمُتَحَدِّثِينَ. وَلا تَسْتُرُوا الْجُدُرَ.
وَاقْتُلُوا الْحَيَّةَ وَالْعَقْرَبَ فِي الصَّلاةِ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ الْمَكِّيُّ عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَرَآهُ عُمَرُ يَشُدُّ النَّظَرَ إِلَيْهِ.
قَالَ فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ كَعْبٍ إِنِّي لأَرَاكَ تَشُدُّ النَّظَرَ إِلَيَّ نَظَرًا مَا كُنْتَ تَنْظُرُ إِلَيَّ قَبْلَ هَذَا. فَقَال مُحَمَّدٌ: الْعَجَبُ الْعَجَبُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِمَا تَغَيَّرَ مِنْ حَالِكَ بَعْدَنَا.
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: وَهَلْ بِنْتَ ذَلِكَ مِنِّي؟ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ: الأَمْرُ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ إِلا أَنَّهُ يَكُونُ اسْتَبَانَ ذَلِكَ مِنْكَ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا ابْنَ كَعْبٍ فَكَيْفَ لَوْ رَأَيْتُنِي بَعْدَ ثَلاثٍ وَقَدْ أُدْخِلْتُ قَبْرِي وَقَدْ خَرَجَتِ الْحَدَقَتَانِ فَسَالَتَا عَلَى الْوَجْنَتَيْنِ وَتَقَلَّصَتِ الشَّفَتَانِ عَنِ الأَسْنَانِ وفتح الفم وارتفع البطن فعلي فوق الصدر وَخَرَجَ الْقُصْبُ مِنَ الدُّبُرِ؟ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ: يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ قَدْ أَلْهَمْتَ هَذَا الأَمْرَ نَفْسَكَ فَانْظُرْ أَنْ تُنْزِلَ عِبَادَ اللَّهِ عِنْدَكَ ثَلاثَ مَنَازِلَ. أَمَّا مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْكَ فَأَنْزِلْهُ كَأَنَّهُ أَبٌ لَكَ. وَأَمَّا مَنْ كَانَ بِسِنِّكَ فَأَنْزِلْهُ كَأَنَّهُ أَخٌ لَكَ. وَأَمَّا مَنْ كَانَ أَصْغَرَ مِنْكَ فَأَنْزِلْهُ كَأَنَّهُ ابْنٌ لَكَ. فَأَيُّ هَؤُلاءِ تُحِبُّ أَنْ تُسِيءَ إِلَيْهِ أَوْ يَرَى مِنْكَ بَعْضَ مَا يَكْرَهُ؟ قَالَ عُمَرُ: وَلا إِلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ يَا عَبْدَ اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ:
قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَنْ جَعَلَ دِينَهُ عَرْضًا لِلْخُصُومَاتِ أَكْثَرَ التَّنَقُّلَ.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُقَدَّمٍ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: كُنْتُ فِي سَمَرٍ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيْلَةً فَتَكَلَّمَ فَوَعَظَ.
قَالَ فَفَطِنَ لِرَجُلٍ خَذَفَ بِدَمْعَتِهِ فَسَكَتَ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُدْ لِمَنْطِقِكَ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَنْفَعَ بِكَ مَنْ بُلِّغَهُ وَسَمِعَهُ. فَقَالَ: يَا مَيْمُونُ إِنَّ الْكَلامَ فِتْنَةٌ وَإِنَّ الْفِعْلَ أَوْلَى بِالْمَرْءِ مِنَ الْقَوْلِ.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُقَدَّمٍ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: كُنْتُ لَيْلَةً فِي سَمَرِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقُلْتُ: يا أمير(5/288)
الْمُؤْمِنِينَ مَا بَقَاؤُكَ عَلَى مَا أَرَى؟ أَنْتَ بِالنَّهَارِ فِي حَوَائِجِ النَّاسِ وَأُمُورِهِمْ وَأَنْتَ مَعَنَا الآنَ ثُمَّ اللَّهُ أَعْلَمُ مَا تَخْلُو عَلَيْهِ. قَالَ فَعَدَّى عَنْ جَوَابِي وَقَالَ: يَا مَيْمُونَ إِنِّي وَجَدْتُ لُقِيَّ الرِّجَالِ تَلْقِيحًا لأَلْبَابِهِمْ.
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلامٌ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيز صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ فَإِنَّ فِي تَقْوَى اللَّهِ خَلَفًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ دُونَهُ. وَلَيْسَ لِتَقْوَى اللَّهِ خَلَفٌ. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتقوا وَأَطِيعُوا مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ وَلا تُطِيعُوا مَنْ عَصَى اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَنْ عَمِلَ عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ. وَمَنْ لَمْ يُعِدَّ كَلامَهُ مِنْ عَمَلِهِ كَثُرَتْ خَطَايَاهُ. وَالرِّضَا قَلِيلٌ وَمُعَوِّلُ الْمُؤْمِنِ الصَّبْرُ.
حَدَّثَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَا أَصْبَحَ لِي الْيَوْمَ فِي الأُمُورِ هَوًى إِلا فِي مَوَاقِعِ قَضَاءِ اللَّهِ فِيهَا.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو أَنَّ عَنْبَسَةَ بْنَ سَعِيدٍ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّ الْخُلَفَاءَ قَبْلَكَ كَانُوا يَعْطُونَنَا عَطَايَا وَإِنِّي أَرَاكَ قَدْ ظَلَفْتَ هَذَا الْمَالَ عَنْ نَفْسِكِ وَأَهْلِكَ وَإِنَّ لَنَا عِيَالاتٍ فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَرْجِعَ إِلَى ضِيَاعِنَا وَإِخَاذَاتِنَا. فَقَالَ: أَمَا إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ. فَلَمَّا قَفَّى دَعَاهُ عُمَرُ فَقَالَ: يَا عَنْبَسَةُ أَكْثِرْ ذِكْرَ الْمَوْتِ فَإِنَّكَ لا تَكُونُ فِي ضَيِّقٍ مِنْ أَمْرِكَ وَمَعِيشَتِكَ فَتَذْكُرُ الْمَوْتَ إِلا اتَّسَعَ ذَلِكَ عَلَيْكَ. وَلا تَكُونُ فِي سُرُورٍ مِنْ أَمْرِكَ وَغِبْطَةٍ فَتَذْكُرُ الْمَوْتَ إِلا ضُيِّقَ ذَلِكَ عَلَيْكَ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ:
سَمِعْتُ مُحَمَّد بْنَ الزُّبَيْرِ الْحَنْظَلِيَّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. أَحْسَبُهُ قَالَ. لَيْلَةً وَهُوَ يَتَعَشَّى كِسَرًا وَزَيْتًا. قَالَ فَقَالَ: ادْنُ فَكُلْ. قَالَ قُلْتُ: بِئْسَ طَعَامُ الْمَقْرُورِ. قَالَ فَأَنْشَدَنِي:
إِذَا مَا مَاتَ مَيِّتٌ مِنْ تَمِيمٍ ... وَسَرَّكَ أَنْ يَعِيشَ فَجِيءَ بِزَادِ(5/289)
بِخُبْزٍ أَوْ بِلَحْمٍ أَوْ بِتَمْرٍ ... أَوِ الشَّيْءِ الْمُلَفَّفِ فِي الْبِجَادِ
وَأَنْشَدَ بَيْتًا ثَالِثًا قَافِيَتُهُ:
لِيَأْكُلَ رَأْسَ لُقْمَانَ بْنِ عَادِ
قَالَ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا كُنْتُ أَرَى هَذَا الْبَيْتَ فِيهَا. قَالَ: بَلَى هُوَ فِيهَا.
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَصَدْرُ هَذَا الْبَيْتِ:
تَرَاهُ يَنْقُلُ الْبَطْحَاءَ شَهْرًا ... لِيَأْكُلَ رَأْسَ لُقْمَانَ بْنِ عَادِ
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي وَغَيْرَهُ يُحَدِّثُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَمَّا وَلِيَ مَنَعَ قَرَابَتَهُ مَا كَانَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ وَأَخَذَ مِنْهُمُ الْقَطَائِعَ الَّتِي كَانَتْ فِي أَيْدِيهِمْ. قَالَ فَشَكَوْهُ إِلَى عَمَّتِهِ أُمِّ عُمَرَ. قَالَ فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ فَقَالَتْ:
إِنَّ قَرَابَتَكَ يَشْكُونَكَ وَيَزْعُمُونَ وَيَذْكُرُونَ أَنَّكَ أَخَذْتَ مِنْهُمْ خَيْرَ غَيْرِكَ. قَالَ: مَا مَنَعْتُهُمْ حَقًّا أَوْ شَيْئًا كَانَ لَهُمْ وَلا أَخَذْتُ مِنْهُمْ حَقًّا أَوْ شَيْئًا كَانَ لَهُمْ. فَقَالَتْ: إِنِّي رَأَيْتُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يُهَيِّجُوا عَلَيْكَ يَوْمًا عَصِيبًا. فَقَالَ: كُلَّ يَوْمٍ أَخَافَهُ دُونَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا وَقَانِي اللَّهُ شَرَّهُ. قَالَ فَدَعَا بِدِينَارٍ وَجَنْبٍ وَمِجْمَرَةٍ فَأَلْقَى ذَلِكَ الدِّينَارَ فِي النَّارِ وَجَعَلَ يَنْفُخُ عَلَى الدِّينَارِ حَتَّى إِذَا احْمَرَّ تَنَاوَلَهُ بِشَيْءٍ فَأَلْقَاهُ عَلَى الْجَنْبِ فَنَشَّ وَقَتَرَ فَقَالَ: أَيْ عَمَّةِ أَمَا تَأْوِينَ لابْنِ أَخِيكَ مِنْ مِثْلِ هَذَا؟ قَالَ فَقَامَتْ فَخَرَجَتْ عَلَى قَرَابَتِهِ فَقَالَتْ: تُرَوِّجُونَ إِلَى عُمَرَ فَإِذَا نَزَعُوا الشِّبْهَ جَزَعْتُمُ. اصْبِرُوا لَهُ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ غَيَّرْتَ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى مِشْيَتِكَ. قَالَ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُهَا كَانَتْ إِلا جُنُونًا. وَكَانَ إِذَا مَشَى خَطَرَ بِيَدَيْهِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَوْمًا إِلَى الْمَسْجِدِ فَخَطَرَ خَطْرَةً بِيَدِهِ ثُمَّ أَمْسَكَ وَبَكَى. قَالُوا: مَا أَبْكَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: خَطَرْتُ بِيَدِي خَطْرَةً خِفْتُ أَنْ يَغُلَّهَا اللَّهُ فِي الآخِرَةِ.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عن جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الأَهْوَاءِ فَقَالَ: الْزَمْ دِينَ الصَّبِيِّ فِي الْكُتَّابِ وَالأَعْرَابِيِّ. وَالْهُ عَمَّا سِوَى ذَلِكَ.(5/290)
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: كَانَتِ الْعُلَمَاءُ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ تَلامِذَةً.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: نَالَ رَجُلٌ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقِيلَ لَهُ: مَا يَمْنَعُكَ مِنْهُ؟ فَقَالَ: إِنَّ الْمُتَّقِي مُلْجَمٌ.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي سَدُوسٍ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ نَهَى أَنْ يُذْهَبَ إِلَيْهِ فِي النَّيْرُوزِ وَالْمَهْرَجَانِ بِشَيْءٍ.
أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ شُعَيْبٍ أَنَّ رَبِيعَةَ الشَّعْوَذِيَّ حَدَّثَهُمْ قَالَ: رَكِبْتُ الْبَرِيدَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَانْقَطَعَ فِي بَعْضِ أَرْضِ الشَّامِ فَرَكِبْتُ السَّخْرَةَ حَتَّى أَتَيْتُهُ وَهُوَ بِخُنَاصِرَةَ فَقَالَ: مَا فَعَلَ جَنَاحَ الْمُسْلِمِينَ؟ قَالَ قُلْتُ: وَمَا جَنَاحُ الْمُسْلِمِينَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: الْبَرِيدُ. قَالَ قُلْتُ: انْقَطَعَ فِي أَرْضٍ أَوْ مَكَانِ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَعَلَى أَيِّ شَيْءٍ أَتَيْتَنَا؟ قَالَ قُلْتُ:
عَلَى السَّخْرَةِ تَسَخَّرْتُ دَوَابَّ النَّبَطِ. قَالَ: تُسَخِّرُونَ فِي سُلْطَانِي؟ قَالَ فَأَمَرَ بِي فَضُرِبْتُ أَرْبَعِينَ سَوْطًا. رَحِمَهُ اللَّهُ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْعَلاءِ بَيَّاعُ الْمَشَاجِبِ قَالَ: قُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَأَنَا أَسْمَعُ: مَنْ كَانَتْ عَلَيْهِ أَمَانَةٌ لا يَقْدِرُ عَلَى أَدَائِهَا فَأَعْطُوهُ مِنْ مَالِ اللَّهِ. وَمَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَسُوقَ إِلَيْهَا صَدَاقَهَا فَأَعْطُوهُ مِنْ مَالِ اللَّهِ. وَالنَّبِيذُ حَلالٌ فَاشْرَبُوهُ فِي السُّعْنِ. قَالَ فَشَرِبَهُ النَّاسُ أَجْمَعُونَ.
قَالَ أَبُو الْعَلاءِ: فَكَانَ إِذَا كَانَ عُرْسَ جَعَلُوا سُعْنًا يَسَعُ عَشْرَ خَوَابِئٍ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ الْيَرْبُوعِيُّ قَالَ: كَتَبَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز: إن هاهنا أَلْفَ رَأْسٍ كَانَ لِلْحَجَّاجِ. أَوْ عِنْدَ الْحَجَّاجِ. قَالَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ أَنْ بِعْهُمْ وَاقْسِمْ أَثْمَانَهُمْ فِي أَهْلِ الْكُوفَةِ. قَالَ فَقَالَ لِلنَّاسِ: ارْفَعُوا. أَيِ اكْتُبُوا. قَالَ فَأَدْغَلُوا وَكَتَبُوا الْبَاطِلَ. قَالَ فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ أَدْغَلُوا. قَالَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: نُوَلِّيهِمْ مِنْ ذَلِكَ مَا وَلانَا اللَّهُ. أَعْطِهِمْ عَلَى مَا رفعوا. قال فأصاب الناس سبعة دراهم سَبْعَةَ دَرَاهِمَ. قَالَ وَكَانَ كُلَّ يَوْمٍ يَجِيءُ خَيْرٌ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.(5/291)
أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ وَسَعِيدِ بن عبد العزيز إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى صَاحِبِ بَيْتِ الضَّرْبِ بِدِمَشْقَ: إِنَّ مَنْ أَتَاكَ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ بِدِينَارٍ نَاقِصٍ فَأَبْدِلْهُ لَهُ بِوَازِنٍ.
أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَذَ الصَّدَقَةَ مِنْ حَقِّهَا وَأَعْطَاهَا فِي حَقِّهَا. وَأَعْطَى الْعَامِلِينَ بِقَدْرِ عِمَالَتِهِمْ عَلَيْهَا مِثْلَ مَا يُعْطَى مِثْلَهُمْ وَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُمِتْنِي حَتَّى أَقَمْتُ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِهِ.
أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ يَقُولُ: كُلُّ وَاعِظٍ قِبْلَةٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ جَعَلَ الْعَرَبَ وَالْمَوَالِي فِي الرِّزْقِ وَالْكِسْوَةِ وَالْمَعُونَةِ وَالْعَطَاءِ سَوَاءً غَيْرَ أَنَّهُ جَعَلَ فَرِيضَةَ الْمَوْلَى الْمُعْتَقَ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ دِينَارًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: لَوْ كُنْتُ أُؤَدِّبُ النَّاسَ عَلَى شَيْءٍ أَضْرِبُهُمْ عَلَيْهِ لَضَرَبْتُهُمْ عَلَى الْقِيَامِ أَوَّلَ مَا يَأْخُذُ الْمُؤَذِّنُ فِي الإِقَامَةِ لِيَعْدِلَ الرَّجُلَ مِنْ عَنِ يَمِينِهِ وَمِنْ عَنْ يَسَارِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أُمَرَاءِ الأَجْنَادِ: وَلا تَرْكَبَنَّ دَابَّةً فِي الْغَزْوِ إِلا أَضْعَفَ دَابَّةٍ تُصِيبُهَا فِي الْجَيْشِ سَيْرًا.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ اسْتُؤْمِرَ فِي الْبَسْطِ عَلَى الْعُمَّالِ فَقَالَ: يَلْقَوْنَ اللَّهَ بِخِيَانَتِهِمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَاهُ بِدِمَائِهِمْ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أخبرنا أَبُو الْمَلِيحِ عَنْ مَيْمُونٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَامِلِهِ: أَمَّا بَعْدُ فَخَلِّ بَيْنَ أَهْلِ الأَرْضِ وَبَيْنَ بَيْعِ مَا فِي أَيْدِيهِمْ مِنْ أَرْضِ الْخَرَاجِ فَإِنَّهُمْ إِنَّمَا يَبِيعُونَ فَيْءَ الْمُسْلِمِينَ وَالْجِزْيَةَ الرَّاتِبَةَ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ عَنْ مَيْمُونٍ قَالَ: دَخَلَ عَامَلٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَيْهِ فَقَالَ: كَمْ جَمَعْتَ مِنَ الصَّدَقَةِ؟ فَقَالَ: كَذَا وَكَذَا. قَالَ:(5/292)
فَكَمْ جَمَعَ الَّذِي كَانَ قَبْلَكَ؟ قَالَ: كَذَا وَكَذَا. فَسَمَّى شَيْئًا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. فَقَالَ عُمَرُ: مِنْ أَيْنَ ذَاكَ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ كَانَ يُؤْخَذُ مِنَ الْفَرَسِ دِينَارٌ وَمِنَ الْخَادِمِ دِينَارٌ وَمِنَ الْفَدَّانِ خَمْسَةُ دَرَاهِمَ وَإِنَّكَ طَرَحْتَ ذَلِكَ كُلَّهُ. قَالَ: لا وَاللَّهِ مَا أَلْقَيْتُهُ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلْقَاهُ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِإِبَاحَةِ الْجَزَائِرِ وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ أَنْبَتَهُ اللَّهُ فَلَيْسَ أَحَدٌ أَحَقُّ بِهِ مِنْ أَحَدٍ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ: جَاءَتْ كُتُبُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِإِحِيَاءِ السُّنَّةِ وَإِمَاتَةِ الْبِدَعِ. وَإِنَّهُ يَنْبَغِي لَكُمْ أَنْ يَكُونَ ظَنُّكُمْ بِي أَنْ لا حَاجَةَ لِي فِي أَمْوَالِكُمْ لا مَا فِي يَدَيَّ وَلا مَا فِي أَيْدِيكُمْ. إِنَّهُ حَرِيٌّ عَلَى مَنِ انْتَهَكَ مَعَاصِي اللَّهِ فِي عُقُوبَتِهِ إِيَّاهُ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أخبرنا أبو المليح عن فرات بن مسلم قَالَ:
اشْتَهَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التُّفَّاحَ فَبَعَثَ إِلَى بَيْتِهِ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يَشْتَرُونَ لَهُ بِهِ.
فَرَكِبَ وَرَكِبْنَا مَعَهُ فَمَرَّ بِدَيْرٍ فَتَلَقَّاهُ غِلْمَانٌ لِلدَّيْرَانِيِّينَ مَعَهُمْ أَطْبَاقٌ فِيهَا تُفَّاحٌ. فَوَقَفَ عَلَى طَبَقٍ مِنْهَا فَتَنَاوَلَ تُفَّاحَةً فَشَمَّهَا ثُمَّ أَعَادَهَا إِلَى الطَّبَقِ ثُمَّ قَالَ: ادْخُلُوا دَيْرَكُمْ. لا أَعْلَمُكُمُ بُعِثْتُمْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي بِشَيْءٍ. قَالَ فَحَرَّكْتُ بَغْلَتِي فَلَحِقْتُهُ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اشْتَهَيْتَ التُّفَّاحَ فَلَمْ يَجِدُوهُ لَكَ فَأُهْدِيَ لَكَ فَرَدَدْتَهُ. قَالَ: لا حَاجَةَ لِي فِيهِ. فَقُلْتُ: أَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَقْبَلُونَ الْهَدِيَّةَ؟ قَالَ: إِنَّهَا لأُولَئِكَ هَدِيَّةٌ وَهِيَ لِلْعُمَّالِ بَعْدَهُمْ رِشْوَةٌ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ عَنْ فُرَاتِ بن مسلم قَالَ:
كُنْتُ أَعْرِضُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ كُتُبِي فِي كُلِّ جُمُعَةٍ فَعَرَضْتُهَا عَلَيْهِ فَأَخَذَ مِنْهَا قِرْطَاسًا قَدْرَ شِبْرٍ أَوْ أَرْبَعِ أَصَابِعَ بَقِيَ فَكَتَبَ فِيهِ حَاجَةٌ لَهُ. فَقُلْتُ: غَفَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ بعث إلي أن تعال وجيء بِكُتُبِكَ. فَجِئْتُهُ بِهَا فَبَعَثَنِي فِي حَاجَةٍ. فَلَمَّا جِئْتُ قَالَ: مَا نَالَ لَنَا أَنْ نَنْظُرَ فِي كُتُبِكَ بَعْدُ. قُلْتُ: لا إِنَّمَا نَظَرْتَ فِيهَا أَمْسِ. قَالَ: خُذْهَا حَتَّى أَبْعَثَ إِلَيْكَ. فَلَمَّا فُتِحَتْ كُتُبِي وَجَدْتُ فِيهَا قِرْطَاسًا قَدْرَ قِرْطَاسِي الَّذِي أَخَذَ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جعفر قال: أخبرنا ابن المبارك عن معمر قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَمَّا بَعْدُ فَلا تُخْرِجَنَّ لأَحَدٍ مِنَ الْعُمَّالِ رِزْقًا فِي الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ(5/293)
فَإِنَّهُ لَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يَأْخُذَ رِزْقًا مِنْ مَكَانَيْنِ فِي الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ. وَمَنْ كَانَ أَخَذَ من ذلك شيئا فاقبضه منه ثم أَرْجِعْهُ إِلَى مَكَانِهِ الَّذِي قُبِضَ مِنْهُ وَالسَّلامُ.
أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: أخبرنا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَر أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ: أَمَّا بَعْدُ فَاسْتَوْصِ بِمَنْ فِي سُجُونِكَ وَأَرْضِكَ خَيْرًا حَتَّى لا تُصِيبَهُمْ ضَيْعَةٌ. وَأَقِمْ لَهُمْ مَا يُصْلِحُهُمْ مِنَ الطَّعَامِ وَالإِدَامِ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لا تَخُصُّونِي بِشَيْءٍ من الدعاء. ادعوا لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ عَامَّةً فَإِنْ أَكُنْ مِنْهُمْ أَدْخُلْ فِيهِمْ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ السُّكَّرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ:
كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّ إِقَامَةَ الْحُدُودِ عِنْدِي كَإِقَامَةِ الصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ.
أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بن برقان قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنِّي ظَنَنْتُ إِنْ جُعِلَ الْعُمَّالُ عَلَى الْجُسُورِ وَالْمَعَابِرِ أَنْ يَأْخُذُوا الصَّدَقَةَ عَلَى وَجْهِهَا فَتَعَدَّى عُمَّالُ السُّوءِ غَيْرَ مَا أُمِرُوا بِهِ. وَقَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَجْعَلَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ رَجُلا يَأْخُذُ الزَّكَاةَ مِنْ أَهْلِهَا. فَخَلُّوا سُبُلَ النَّاسِ فِي الْجُسُورِ وَالْمَعَابِرِ.
حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَجَاءَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَيُّوبُ.
وَكَانَ عَلَى جِسْرِ مَنْبِجٍ. يَحْمِلُ مَالا مِمَّا يُؤْخَذُ عَلَى الْجِسْرِ. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: هَذَا رَجُلٌ مُتْرَفٌ يَحْمِلُ مَالَ سُوءٍ. فَلَمَّا قَدِمَ عُمَرُ خَلَّى سَبِيلَ النَّاسِ مِنَ الْجُسُورِ وَالْمَعَابِرِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: سَمِعْتُ وُهَيْبَ بْنَ الْوَرْدِ قَالَ:
بَلَغَنَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ اتَّخَذَ دَارَ الطَّعَامِ لِلْمَسَاكِينِ وَالْفُقَرَاءِ وَابْنِ السَّبِيلِ. قَالَ وَتَقَدَّمَ إِلَى أَهْلِهِ: إِيَّاكُمْ أَنْ تُصِيبُوا مِنْ هَذِهِ الدَّارِ شَيْئًا مِنْ طَعَامِهَا فَإِنَّمَا هُوَ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ. فَجَاءَ يَوْمًا فَإِذَا مَوْلاةٌ لَهُ مَعَهَا صَحْفَةٌ فِيهَا غُرْفَةٌ مِنْ لَبَنٍ فَقَالَ لَهَا: مَا هَذَا؟ قَالَتْ: زَوْجَتُكَ فُلانَةُ حَامِلٌ كَمَا قَدْ عَلِمْتَ وَاشْتَهَتْ غُرْفَةً مِنْ لَبَنٍ. وَالْمَرْأَةُ إِذَا كَانَتْ حَامِلا فَاشْتَهَتْ شَيْئًا فَلَمْ تُؤْتَ بِهِ تَخَوَّفَتْ عَلَى مَا فِي بَطْنِهَا أَنْ يَسْقُطَ. فَأَخَذْتُ هَذِهِ الْغُرْفَةَ مِنْ هَذِهِ الدَّارِ. فَأَخَذَ عُمَرُ بيدها فتوجه بها إلى(5/294)
زوجته هو عَالِي الصَّوْتِ وَهُوَ يَقُولُ: إِنْ لَمْ يُمْسِكْ مَا فِي بَطْنِهَا إِلا طَعَامُ الْمَسَاكِينَ وَالْفُقَرَاءِ فَلا أَمْسَكَهُ اللَّهُ. فَدَخَلَ عَلَى زَوْجَتِهِ فَقَالَتْ لَهُ: مَا لَكَ؟ قَالَ: تَزْعُمُ هَذِهِ أَنَّهُ لا يُمْسِكُ مَا فِي بَطْنِكِ إِلا طَعَامُ الْمَسَاكِينَ وَالْفُقَرَاءِ. فَإِنْ لَمْ يُمْسِكْهُ إِلا ذَلِكَ فَلا أَمْسَكَهُ اللَّهُ. قَالَتْ زَوْجَتُهُ: رُدِّيهِ وَيْحَكِ. وَاللَّهِ لا أَذُوقُهُ. قَالَ: فَرَدَّتْهُ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أويس قال: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لا يُقْتَلُ أَحَدٌ فِي سَبِّ أَحَدٍ إِلا فِي سَبِّ نَبِيٍّ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ. بَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ شَأْنٌ غَيْرُ هَذَا الشَّأْنِ فَإِنَّهُ كَانَ مِنْ شَأْنِي الَّذِي كَتَبَ الله أن ألزم عاملا منه بما علمت وَمُقَصِّرًا فِيهِ عَمَّا قَصَّرْتُ. فَمَا كَانَ مِنْ خَيْرٍ أَتَيْتُهُ فَبِعَوْنِ اللَّهِ وَدَلِيلاهُ وَإِلَيْهِ أَرْغَبُ فِي بَرَكَتِهِ. وَمَا كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِذَنْبِي الْعَظِيمِ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي سِنَانٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذَا قَدِمَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ نَزَلَ الدَّارَ الَّتِي أَنَا فِيهَا ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا سِنَانٍ لا يَطْبُخَنَّ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الدَّارِ قِدْرًا حَتَّى أَخْرُجَ. وَكَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَرَأَ بِصَوْتٍ لَهُ حَسَنٌ حَزِينٌ: «إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ» الأعراف:
54. إِلَى آخِرِ الآيَةِ. ثُمَّ يَقْرَأُ: «أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَهُمْ نائِمُونَ» الأعراف: 97. إِلَى قَوْلِهِ: «وَهُمْ يَلْعَبُونَ» الأعراف: 98. وَيَتَتَبَّعُ نَحْوَ هَذِهِ الآيَاتِ.
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُيَيْنَةَ الْمُهَلَّبِيُّ قَالَ:
قَرَأْتُ رِسَالَةَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ: سَلامٌ عَلَيْكَ فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ. أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ كَانَ عَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللَّهِ قَبَضَهُ اللَّهُ عَلَى أَحْسَنِ أَحْيَانِهِ وَأَحْوَالِهِ. فَرَحِمَهُ اللَّهُ. وَاسْتَخْلَفَنِي فَبَايِعْ لِي مَنْ قِبَلَكَ وَلِيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِنْ كَانَ مِنْ بَعْدِي. وَلَوْ كَانَ الَّذِي أَنَا فِيهِ لاتِّخَاذِ أَزْوَاجٍ وَاعْتِقَادِ أَمْوَالٍ كَانَ اللَّهُ قَدْ بَلَغَ بِي أَحْسَنَ مَا بَلَغَ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ. وَلَكِنِّي أَخَافُ حِسَابًا شَدِيدًا وَمَسْأَلَةً لَطِيفَةً إِلا مَا أَعَانَ اللَّهُ. وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ بَهْرَامَ الصَّرَّافُ قَالَ: قُرِئَ كِتَابُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَيْنَا: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ(5/295)
الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَأَةَ وَمَنْ قِبَلَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُؤْمِنِينَ. سَلامٌ عَلَيْكُمْ.
فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ. أَمَّا بَعْدُ فَانْظُرْ أَهْلَ الذِّمَّةِ فَارْفُقْ بِهِمْ. وَإِذَا كَبِرَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ وَلَيْسَ لَهُ مَالٌ فَأَنْفِقْ عَلَيْهِ. فَإِنْ كَانَ لَهُ حَمِيمٌ فَمُرْ حَمِيمَهُ يُنْفِقُ عَلَيْهِ. وَقَاصِّهِ مِنْ جِرَاحِهِ كَمَا لَوْ كَانَ لَكَ عَبْدٌ فَكَبِرَتْ سِنُّهُ لَمْ يَكُنْ لَكَ بُدٌّ مِنْ أَنْ تُنْفِقَ عَلَيْهِ حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يُعْتَقَ. قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّكَ تأخذ من الخمر العشور فَتُبْقِيهِ فِي بَيْتِ مَالِ اللَّهِ. فَإِيَّاكَ أَنْ تُدْخِلَ بَيْتَ مَالِ اللَّهِ إِلا طَيِّبًا. وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى عَامَلٍ لَهُ: إِيَّاكَ وَالْمُثْلَةَ جَرَّ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ هَارُونَ الْبَرْبَرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّوِيلِ قَالَ:
كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ: كَتَبْتَ إِلَيَّ يَا مَيْمُونُ تَذْكُرُ شِدَّةَ الْحُكْمِ وَالْجِبَايَةِ. وَإِنِّي لَمْ أُكَلِّفْكَ مِنْ ذَلِكَ مَا يُعَنِّتَكَ. أَجِبِ الطَّيِّبَ مِنَ الْحَقِّ وَاقْضِ بِمَا اسْتَنَارَ لَكَ مِنَ الْحَقِّ فَإِذَا الْتَبَسَ عَلَيْكَ أَمْرٌ فَارْفَعْهُ إِلَيَّ. فَلَوْ أَنَّ النَّاسَ إِذَا ثَقُلَ عَلَيْكَ أَمْرٌ تَرَكُوهُ مَا قَامَ دِينٌ وَلا دُنْيَا. قَالَ: وَكُنْتُ أَنَا عَلَى دِيوَانِ دِمَشْقَ فَفَرَضُوا لِرَجُلٍ زَمِنٍ. فَقُلْتُ: الزَّمِنُ يَنْبَغِي أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْهِ فَأَمَّا أَنْ يَأْخُذَ فَرِيضَةَ رَجُلٍ صَحِيحٍ فَلا. فَشَكَوْنِي إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالُوا: إِنَّهُ يَتَعَنَّتُنَا وَيَشُقُّ عَلَيْنَا وَيُعْسِرُنَا. قَالَ فَكَتَبَ إِلَيَّ: إِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَلا تُعَنِّتِ النَّاسَ وَلا تُعْسِرْهُمْ وَلا تَشُقَّ عَلَيْهِمْ فَإِنِّي لا أَحَبُّ ذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ فِي الْمَعَادِنِ: إِنِّي نَظَرْتُ فِيهَا فَوَجَدْتُ نَفْعَهَا خَاصًّا وَضُرَّهَا عَامًّا. فَامْنَعِ النَّاسَ الْعَمَلَ فِيهَا. وَكَتَبَ: فَمَا حُمِيَ مِنَ الأَرْضِ أَلا يُمْنَعَ أَحَدٌ مَوَاقِعَ الْقَطْرِ. فَأَبِحِ الأَحْمَاءَ ثُمَّ أَبِحْهَا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ: أَنْ لا تَلْبَسَ أَمَةٌ خِمَارًا وَلا يَتَشَبَّهْنَ بِالْحَرَائِرِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنٍ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عُرْوَةَ عَامِلِهِ عَلَى الْيَمَنِ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَكْتُبُ إِلَيْكَ آمُرُكَ أَنْ تَرُدَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَظَالِمَهُمْ فَتُرَاجِعُنِي وَلا تَعْرِفُ بعد(5/296)
مَسَافَةِ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَلا تَعْرِفُ أَحْدَاثَ الْمَوْتِ. حَتَّى لَوْ كَتَبْتُ إِلَيْكَ أَنِ ارْدُدْ عَلَى مُسْلِمٍ مَظْلَمَةَ شَاةٍ لَكَتَبْتُ ارْدُدْهَا عَفْرَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ. فَانْظُرْ أَنْ تَرُدَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَظَالِمَهُمْ وَلا تُرَاجِعْنِي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالُوا لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَبُوكَ خَالَفَ قَوْمَهُ وَفَعَلَ وَصَنَعَ. فَقَالَ: إِنَّ أَبِي يَقُولُ قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ*. قَالَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَى أَبِيهِ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ:
فَأَيُّ شَيْءٍ قُلْتَ. أَلا قُلْتَ إِنَّ أَبِي يَقُولُ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ؟ * قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيز قَالَ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَبْقَاكَ اللَّهُ. فَقَالَ: هَذَا قَدْ فُرِغَ مِنْهُ. ادْعُ بِالصَّلاحِ.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَوْنٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَا يَسُرُّنِي بِاخْتِلافِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حُمْرُ النَّعَمِ.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ فِي رِسَالَتِهِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَتَبَ بِهَا أَمَّا بَعْدُ.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَأَى امْرَأَةً لَهُ أَوِ ابْنَةً لَهُ نَائِمَةً مُسْتَلْقِيَةً فَنَهَاهَا.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ قَالَ: كَانَ مُؤَذِّنٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذَا أَذَّنَ رُعِدَ فَسَمِعَ جَارِيَةً لَهُ تَقُولُ: قَدْ أَذَّنَ الرَّاعِبِي. فَبَعَثَ إِلَيْهِ: أَذِّنْ أَذَانًا سَمْحًا وَلا تَغُنَّهُ وَإِلا فَاجْلِسْ فِي بَيْتِكَ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: بَعَثَ بِبَغْلَةٍ لَهُ. يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. إِلَى الرِّعْيِ مَا قَدَرَ عَلَى عَلْفِهَا. قَالَ ثُمَّ بَاعَهَا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ قَالَ: ذَكَرُوا اخْتِلافَ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: أَمْرٌ أَخْرَجَ اللَّهُ أَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا تُعْمِلُونَ أَلْسِنَتَكُمْ فِيهِ.(5/297)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَأْخُذُ مِنْ أَهْلِ الدِّيوَانِ صَدَقَةَ الْفِطْرِ نِصْفَ دِرْهَمٍ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ فَإِذَا الْمَعَاصِي ظَهَرَتْ فَقَدِ اسْتَحَلُّوا الْعُقُوبَةَ جَمِيعًا.
أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أُسَامَةَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذَا صَلَّى الْجُمُعَةَ بَعَثَ الْحَرَسَ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَقُومُوا عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ وَلا يَمُرُّ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ مُصَفَّفٌ شَعْرُهُ لا يَفْرِقُهُ إِلا جَزُّوهُ.
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي حُمَيْدَةُ حَاضِنَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ يَنْهَى بَنَاتِهِ أن ينمن مستلقيات وقال: لا يَزَالُ الشَّيْطَانُ مُطِلا عَلَى إِحْدَاكُنَّ إِذَا كَانَتْ مُسْتَلْقِيَةً يَطْمَعُ فِيهَا.
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ أَرْطَأَةَ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّ أَهْلَ البصرة قد أصابهم من الخير حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يَبْطَرُوا فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: إِنَّ اللَّهَ رَضِيَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حِينَ أَدْخَلَهُمُ الْجَنَّةَ أَنْ قَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ. فَمُرْ مَنْ قِبَلَكَ فَلْيَحْمَدُوا اللَّهَ.
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ سُمَّارٌ يَنْظُرُونَ فِي أُمُورِ النَّاسِ. وَكَانَ عَلامَةُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ إِذَا أَرَادَ الْقِيَامَ أَنْ يَقُولَ: إِذَا شِئْتُمْ.
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَوْلا أَنْ أُنْعِشَ سُنَّةً أَوْ أَسِيرَ بِحَقٍّ مَا أَحْبَبْتُ أَنْ أَعِيشَ فُوَاقًا.
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَأَةَ أَنْ ضَعْ عَنِ النَّاسِ الْمَائِدَةَ وَالنَّوْبَةَ وَالْمَكْسَ. وَلَعَمْرِي مَا هُوَ بِالْمَكْسِ وَلَكِنَّهُ الْبَخْسُ الَّذِي قَالَ اللَّهُ: «وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ» الأعراف: 85. فَمَنْ أَدَّى زَكَاةَ(5/298)
مَالِهِ فَاقْبَلْ مِنْهُ وَمَنْ لَمْ يَأْتِ فَاللَّهُ حَسِيبُهُ.
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى بَعْضِ عُمَّالِهِ: إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تَكُونَ فِي الْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَالإِصْلاحِ كَقَدْرِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ فِي الْجَوْرِ وَالْعُدْوَانِ وَالظُّلْمِ فَافْعَلْ. وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ.
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلا قَالَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: عُمَّ بِسَلامِكَ.
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ حَيَّانَ بْنَ شُرَيْحٍ عَامَلَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى مِصْرَ كَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّ أَهْلَ الذِّمَّةِ قَدْ أَسْرَعُوا فِي الإِسْلامِ وَكَسَرُوا الْجِزْيَةَ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا دَاعِيًا وَلَمْ يَبْعَثْهُ جَابِيًا. فإذا أتاك كتابي هذا فإن كان أَهْلِ الذِّمَّةِ أَسْرَعُوا فِي الإِسْلامِ وَكَسَرُوا الْجِزْيَةَ فَاطْوِ كِتَابَكَ وَأَقْبِلْ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي سُهَيْلٍ نَافِعِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: تَلا عمر بن عبد العزيز: «إنكم وَما تَعْبُدُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ» الصافات: 161- 163. فَقَالَ لِي: يَا أَبَا سُهَيْلٍ مَا تَرَكَتْ هَذِهِ الآيَةُ لِلْقَدْرِيَّةِ حُجَّةً. الرَّأْيُ فِيهِمْ مَا هُوَ؟ قَالَ قُلْتُ: أَنْ يُسْتَتَابُوا فَإِنْ تَابُوا وَإِلا ضُرِبَتْ أَعْنَاقُهُمْ. قَالَ: ذَاكَ الرَّأْيُ ذَاكَ الرَّأْيُ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ضَرَبَ أَحَدًا فِي خِلافَتِهِ غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ تَنَاوَلَ مِنْ مُعَاوِيَةَ فَضَرَبَهُ ثَلاثَةَ أَسْوَاطٍ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
حَضَرْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ يَخْتَصِمُ إِلَيْهِ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَطَفِقَ بَعْضُهُمْ يَرْفِدُ بَعْضًا فَقَالَ لَهُمْ عُمَرُ: إِيَّايَ وَالتَّرَافُدَ. لَوْ كَانَ هَذَا أَمْرًا تَقَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِيهِ لأَنْكَرْتُمُونِي. قَالَ ثُمَّ جَاءَهُ شُهُوَدٌ يَشْهَدُونَ فَطَفِقَ الْمَشْهُوَدُ عَلَيْهِ يُحَمِّجُ إِلَى الشَّاهِدِ النَّظَرَ فَقَالَ عُمَرُ: يَا ابْنَ سُرَاقَةَ يُوشِكُ النَّاسُ أَنْ لا يُشْهَدَ بَيْنَهُمْ بِحَقٍّ. إِنِّي لأراه(5/299)
يُحَمِّجُ إِلَى الشَّاهِدِ النَّظَرَ. فَأَيُّمَا رَجُلٍ آذَى شَاهِدَ عَدْلٍ فَاضْرِبْهُ ثَلاثِينَ سَوْطًا وَقِفْهُ لِلنَّاسِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ رَجُلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَحَدَّثَهُ فَأَكْثَرَ فَقَالَ عُمَرُ: مَا تُحَدِّثُنَا شَيْئًا إِلا وَقَدْ سَمِعْنَاهُ. وَلَكِنَّكَ تَذْكُرُ وَتَنْسَى.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى عَامِلِهِ بِمِصْرَ: لا تَبْلُغْ فِي الْعُقُوبَةِ أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثِينَ سَوْطًا إِلا فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَمَرَ أَنْ لا يُسَخَّنَ مَاؤُهُ الَّذِي يَتَوَضَّأُ بِهِ وَيَغْتَسِلُ بِهِ فِي مَطْبَخِ الْعَامَّةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلابِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا فَلْيَمْشِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لا يُكَبِّرُ عَلَى جِنَازَةٍ حَتَّى يَنْفَضَّ الْحَنُوطُ عَنْهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: أَمَّنَا عُمَرُ بْنُ عبد العزيز في كنيسة بعد ما اسْتُخْلِفَ.
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ لاحِقٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: قَرَأَ رَجُلٌ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعِنْدَهُ رَهْطٌ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ:
لَحَنَ. فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا شَغَلَكَ مَا سَمِعْتَ عَنَ اللَّحْنِ؟
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ رِيَاحِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ أَخِيهِ الْخِيَارِ قَالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِسٍ. قَالَ فَجَاءَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ فَقَعَدَ وَلَمْ يُسَلِّمْ. قَالَ فَذَكَرَ فَقَامَ فَسَلَّمَ ثُمَّ قَعَدَ.
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَطَرٌ الْوَرَّاقُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِمَكْحُولٍ: إِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ فِي(5/300)
الْقَدَرِ مَا يَقُولُ هَؤُلاءِ. يَعْنِي غَيْلانَ وَأَصْحَابَهُ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سَبْرَةَ يَقُولُ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَامِلِهِ: أَنْ لا تَجْعَلَ قَرِيحًا فِي التِّرْيَاقِ إِلا حَيَّةً ذَكِيَّةً.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ الأَزْرَقِيُّ عَنْ أَبِيهِ. وَكَانَ خَالَهُ الْجَرَّاحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكَمِيُّ. أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَنَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَخْتَصِمُونَ إِلَيْهِ فَقَضَى بَيْنَهُمْ. فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ! إِنَّ لِي بَيِّنَةً غَائِبَةً. فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لا أُؤَخِّرُ الْقَضَاءَ بَعْدَ أَنْ رَأَيْتُ الْحَقَّ لِصَاحِبِهِ. وَلَكِنِ انْطَلِقْ أَنْتَ فَإِنْ أَتَيْتَنِي بِبَيِّنَةٍ وَحَقٍّ هُوَ أَحَقُّ مِنْ حَقِّهِمْ فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ رَدَّ قَضَاءَهُ عَلَى نَفْسِهِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ وَهُوَ خَلِيفَةٌ إِلَى عَامِلِهِ عَلَى خُرَاسَانَ الْجَرَّاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكَمِيِّ يَأْمُرُهُ أَنْ يَدْعُوَ أَهْلَ الْجِزْيَةِ إِلَى الإِسْلامِ فَإِنْ أَسْلَمُوا قَبِلَ إِسْلامَهُمْ وَوَضَعَ الْجِزْيَةَ عَنْهُمْ. وَكَانَ لَهُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ أَهْلِ خُرَاسَانَ: إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا يَدْعُوهُمْ إِلَى الإِسْلامِ إِلا أَنْ تُوضَعَ عَنْهُمُ الْجِزْيَةُ.
فَامْتَحِنْهُمْ بِالْخِتَانِ. فَقَالَ: أَنَا أَرُدُّهُمْ عَنِ الإِسْلامِ بِالْخِتَانِ؟ هُمْ لَوْ قَدْ أَسْلَمُوا فَحَسُنَ إِسْلامُهُمْ كَانُوا إِلَى الطُّهْرَةِ أَسْرَعَ. فَأَسْلَمَ عَلَى يَدِهِ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعَةِ آلافٍ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْعَبْدِيُّ عَنْ سَيَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: لَمَّا اسْتُعْمِلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى النَّاسِ قَالَتْ رِعَاءُ الشاء في رؤوس الْجِبَالِ: مَنْ هَذَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الَّذِي قَامَ عَلَى النَّاسِ؟ قِيلَ لَهُمْ: وَمَا عِلْمُكُمْ بِذَاكَ؟ قَالُوا: إِنَّهُ إِذَا قَامَ عَلَى النَّاسِ خَلِيفَةٌ عَدْلٌ كَفَّتِ الذِّئَابُ عَنْ شَائِنَا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ رَاعٍ كَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُيَيْنَةَ قَالَ: كُنَّا نَرْعَى الشَّاءَ بِكِرْمَانَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَكَانَتِ الشَّاءُ وَالذِّئَابُ وَالْوَحْشُ تَرْعَى فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ. فَبَيْنَا نَحْنُ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذْ عَرَضَ الذِّئْبُ لِشَاةٍ فَقُلْنَا مَا أَرَى الرَّجُلَ الصالح إلا قد هلك.
قال حماد: فحدثني هُوَ أَوْ غَيْرُهُ أَنَّهُمْ نَظَرُوا فَوَجَدُوهُ هَلَكَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ.(5/301)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن عيسى قال: حدثني إبراهيم بن بَكَّارٍ مِنْ أَهْلِ الرِّقَةِ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ أَبِي شَبِيبٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ وَإِنَّ حُجْزَةَ إِزَارِهِ لَغَائِبَةٌ فِي عُكَنِهِ. ثُمَّ رأيته بعد ما اسْتُخْلِفَ وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَعُدَّ أَضْلاعَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أَمَسَّهَا لَفَعَلْتُ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ أَبِي شَبِيبٍ قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي بَعْضِ الأَعْيَادِ. وَقَالَ جَاءَ أَشْرَافُ النَّاسِ حَتَّى حَفُّوا بِالْمِنْبَرِ وَبَيْنَهُمْ وَبَيْنَ النَّاسِ فُرْجَةٌ. فَلَمَّا جَاءَ عُمَرُ صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَأَى الْفُرْجَةَ أَوْمَأَ إِلَى النَّاسِ أَنْ تَقَدَّمُوا فَتَقَدَّمُوا حَتَّى اخْتَلَطُوا بِهِمْ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ صَاحِبِ الرُّمَّانِ أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كن بني هاشم شكوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الْحَاجَةَ فَقَالَ لَهُمْ: فَأَيْنَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؟.
أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ علي بن أبي طالب ذكرت عمر بن عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَكْثَرَتِ التَّرَحُّمَ عَلَيْهِ وَقَالَتْ:
دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ فَأَخْرَجَ عَنِّي كل خصي وحرسي حتى لم يبق في الْبَيْتِ غَيْرِي وَغَيْرُهُ. ثُمَّ قَالَ: يَا بِنْتَ عَلِيٍّ وَاللَّهِ مَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَهْلُ بَيْتٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكُمْ وَلأَنْتُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ فَدَكُ صَفِيًّا لِرَسُولِ اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكَانَتْ لابن السبي. وَسَأَلَتْهُ ابْنَتُهُ فَدَكَ أَنْ يَهَبَهَا لَهَا فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ ذَلِكَ عَلَيْهَا فَلَمْ يَطْمَعْ فِيهَا طَامِعٌ. ثُمَّ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ. فَوَلِيَ أَبُو بَكْرٍ فَسَلَكَ بِهَا مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَفْعَلُ. ثُمَّ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَوَلِيَ عُمَرُ فَسَلَكَ بِهَا مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَفْعَلُ. ثُمَّ كَانَ عُثْمَانُ فَمِثْلُ ذَلِكَ. فَلَمَّا كَانَتِ الْجَمَاعَةُ عَلَى مُعَاوِيَةَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَلَّى مُعَاوِيَةُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ الْمَدِينَةَ فَكَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ يَطْلُبُ إِلَيْهِ فَدَكَ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا فَكَانَتْ بِيَدِ مَرْوَانَ يَبِيعُ ثَمَرَهَا بِعَشَرَةِ آلافِ دِينَارٍ كُلَّ سَنَةٍ. ثُمَّ نَزَعَ مَرْوَانُ عَنِ الْمَدِينَةِ وَغَضِبَ عَلَيْهِ مُعَاوِيَةُ فَقَبَضَهَا مِنْهُ فَكَانَتْ بِيَدِ وَكِيلِهِ بِالْمَدِينَةِ. وَطَلَبَهَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ مِنْ مُعَاوِيَةَ فَأَبَى(5/302)
مُعَاوِيَةُ أَنْ يُعْطِيَهُ. وَطَلَبَهَا سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ فَأَبَى مُعَاوِيَةُ أَنْ يُعْطِيَهُ. فَلَمَّا وَلَّى مُعَاوِيَةُ مَرْوَانَ الْمَدِينَةَ الْمَرَّةَ الآخِرَةَ رَدَّهَا عَلَيْهِ بِغَيْرِ طَلَبٍ مِنْ مَرْوَانَ وَرَدَّ عَلَيْهِ غَلَّتَهَا فِيمَا مَضَى فَكَانَتْ بِيَدِ مَرْوَانَ فَأَعْطَى عَبْدَ الْمَلِكِ نِصْفَهَا وَأَعْطَى عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ نِصْفَهَا. فَوَهَبَ عَبْدُ الْعَزِيزِ نِصْفَهَا الَّذِي كَانَ بِيَدِهِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ فَلَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ الْمَلِكِ طَلَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الْوَلِيدِ حَقَّهُ فَوَهَبَهُ لَهُ وَطَلَبَ إِلَى سُلَيْمَانَ حَقَّهُ فَوَهَبَهُ لَهُ. ثُمَّ بَقِيَ مِنْ أَعْيَانِ بَنِي عَبْدِ الْمَلِكِ حَتَّى خَلَصَتْ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
قَالَ جَعْفَرٌ: فَلَقَدْ وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْخِلافَةَ وَمَا يَقُومُ بِهِ وَبِعِيَالِهِ إِلا هِيَ تُغِلُّ عَشَرَةَ آلافِ دِينَارٍ فِي كُلِّ سَنَةٍ وَأَقَلَّ قَلِيلا وَأَكْثَرَ. فَلَمَّا وَلِيَ الْخِلافَةَ سَأَلَ عَنْ فَدَكَ وَفَحَصَ عَنْهَا فَأُخْبِرَ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ حَتَّى كَانَ مُعَاوِيَةُ. قَالَ فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ كِتَابًا فِيهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ. سَلامٌ عَلَيْكَ فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ. أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي نَظَرْتُ فِي أَمْرِ فَدَكَ وَفَحَصْتُ عَنْهُ فَإِذَا هُوَ لا يَصْلُحُ لِي وَرَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّهَا عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ. وَأَتْرُكَ مَا حَدَثَ بَعْدَهُمْ. فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي هَذَا فَاقْبِضْهَا وَوَلِّهَا رَجُلا يَقُومُ فِيهَا بِالْحَقِّ. وَالسَّلامُ عَلَيْكَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلافَتِهِ أَنِ افْحَصْ لِي عَنِ الْكَتِيبَةِ أَكَانَتْ خُمُسَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ خَيْبَرَ أَمْ كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ خَاصَّةً؟
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَسَأَلْتُ عَمْرَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ لَمَّا صَالَحَ بَنِي أَبِي الْحُقَيْقِ جَزَّأَ النَّطَاةَ وَالشَّقَّ خَمْسَةَ أَجْزَاءٍ فَكَانَتِ الْكَتِيبَةُ جُزْءًا مِنْهَا. ثُمَّ جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ خَمْسَ بَعَرَاتٍ وَأَعْلَمَ فِي بَعْرَةٍ مِنْهَا لِلَّهِ مَكْتُوبًا. [ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ سَهْمَكَ فِي الْكَتِيبَةِ] . فَكَانَتْ أَوَّلَ مَا خَرَجَ السَّهْمُ الَّذِي مَكْتُوبٌ فِيهِ لِلَّهِ عَلَى الْكَتِيبَةِ. فَكَانَتِ الْكَتِيبَةُ خُمُسَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَتِ السُّهْمَانُ أَغْفَالا لَيْسَ فِيهَا عَلامَاتٌ. فَكَانَتْ فَوْضَى لِلْمُسْلِمِينَ عَلَى ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَهْمًا.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَكَتَبْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بذلك.(5/303)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ حُمَيْدٍ الْمُزَنِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَعَانِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ لِي: خُذْ هَذَا الْمَالَ الأَرْبَعَةَ آلافِ دِينَارٍ أَوْ خَمْسَةَ آلافِ دِينَارٍ فَاقْدَمْ بِهَا عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ فَقُلْ لَهُ فَلْيَضُمَّ إِلَيْهِ خَمْسَةَ آلافٍ أَوْ سِتَّةَ آلافٍ حَتَّى يَكُونَ عَشَرَةُ آلافِ دِينَارٍ وَأَنْ تَأْخُذَ تِلْكَ الآلافَ مِنَ الْكَتِيبَةِ ثُمَّ تُقَسِّمَ ذَلِكَ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وَتُسَوِّيَ بَيْنَهُمُ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى وَالصَّغِيرَ وَالْكَبِيرَ سَوَاءً. قَالَ فَفَعَلَ أَبُو بَكْرٍ فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ زَيْدُ بْنُ حَسَنٍ فَقَالَ لأَبِي بَكْرٍ قَوْلا نَالَ فِيهِ مِنْ عُمَرَ. وَكَانَ فِيمَا قَالَ يُسَوِّي بَيْنِي وَبَيْنَ الصِّبْيَانِ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لا تَبْلُغُ هَذِهِ الْمَقَالَةُ عَنْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَيُغْضِبُهُ ذَلِكَ وَهُوَ حَسَنُ الرَّأْيِ فِيكُمْ. قَالَ زَيْدٌ: فَأَسْأَلُكَ بِاللَّهِ أَلا كَتَبْتَ إِلَيْهِ تُخْبِرُهُ بِذَلِكَ. فَكَتَبَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عُمَرَ يَذْكُرُ لَهُ أَنَّ زَيْدَ بْنَ حَسَنٍ قَالَ مَقَالَةً فِيهَا غِلْظَةٌ وَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي قَالَ. وَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ لَهُ قَرَابَةً وَرَحِمًا. فَلَمْ يُبَالِ عُمَرُ وَتَرَكَهُ. وَكَتَبَتْ إِلَيْهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ حُسَيْنٍ تَشْكُرُ لَهُ مَا صَنَعَ وَتُقْسِمُ بِاللَّهِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَقَدْ أَخْدَمْتَ مَنْ كَانَ لا خَادِمَ لَهُ وَاكْتَسِي مِنْهُمْ مَنْ كَانَ عَارِيًا. فَسُرَّ بِذَلِكَ عُمَرُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي يَعْلَى قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الْمَالُ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ فَقَسَمَهُ أَصَابَ كُلُّ إِنْسَانٍ خَمْسِينَ دِينَارًا. قَالَ فَدَعَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ حُسَيْنٍ وَقَالَتِ: اكْتُبْ. فَكَتَبْتُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. لِعَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ. سَلامٌ عَلَيْكَ فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ. أَمَّا بَعْدُ فَأَصْلَحَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَأَعَانَهُ عَلَى مَا وَلاهُ وَعَصَمَ لَهُ دِينَهُ. فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ أَنْ يَقْسِمَ فِينَا مَالا مِنَ الْكَتِيبَةِ وَيَتَحَرَّى بِذَلِكَ مَا كَانَ يَصْنَعُ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ. فَقَدْ بَلَغَنَا ذَلِكَ وَقَسَمَ فِينَا. فَوَصَلَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَجَزَاهُ مِنْ وَالٍ خَيْرَ مَا جَزَى أَحَدًا مِنَ الْوُلاةِ. فَقَدْ كَانَتْ أَصَابَتْنَا جَفْوَةٌ وَاحْتَجْنَا إِلَى أَنْ يُعْمَلَ فِينَا بِالْحَقِّ. فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَقَدِ اخْتَدَمَ مِنْ آلِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ كَانَ لا خَادِمَ لَهُ وَاكْتَسَى مَنْ كَانَ عَارِيًا وَاسْتَنْفَقَ مَنْ كَانَ لا يَجِدُ مَا يَسْتَنْفِقُ. وَبَعَثْتُ إِلَيْهِ رَسُولا. قَالَ فَأَخْبَرَنِي الرَّسُولُ. قَالَ فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ فَقَرَأَ كِتَابَهَا وَإِنَّهُ لَيَحْمَدُ اللَّهَ وَيَشْكُرُهُ وَأَمَرَ لِي بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ وَبَعَثَ إِلَى فَاطِمَةَ بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ وَقَالَ: اسْتَعِينِي بِهَا عَلَى مَا يَعْرُوكِ. وَكَتَبَ إِلَيْهَا بِكِتَابٍ يَذْكُرُ فَضْلَهَا وَفَضْلَ أَهْلِ بَيْتِهَا وَيَذْكُرُ مَا أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُمْ(5/304)
مِنَ الْحَقِّ. قَالَ فَقَدِمْتُ عَلَيْهَا بِذَلِكَ الْمَالِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَسَمَ بَيْنَهُمْ سَهْمَ ذِي الْقُرْبَى بَيْنَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَلَمْ يُعْطِ نِسَاءَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنْ غَيْرِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَأَعْطَى نِسَاءَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. لَمْ يُجَاوِزْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ قَالَ: جَلَسْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فَجَاءَهُمَا آتٍ فَوَقَعَ بِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. فَنَهَيَاهُ وَقَالا: مَا قُسِمَ عَلَيْنَا خُمُسٌ مُنْذُ زَمَنِ مُعَاوِيَةَ إِلَى الْيَوْمِ. وَإِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَسَمَهُ عَلَى بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. فَقُلْتُ:
فَهَلْ أَعْطَى بني عبد الْمُطَّلِبِ؟ فَقَالا: مَا جَاوَزَ بِهِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّوْفَلِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
لَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا مَالُ الْخُمُسِ مِنْ عِنْدِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَقَسَمَ مِنْ عِنْدِهِ وَمِنَ الْكَتِيبَةِ فِضَّةً عَلَى بَنِي هَاشِمٍ. الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ فِي بَنِي الْمُطَّلِبِ فَكَتَبَ إِنَّمَا هُمْ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَأُعْطُوا.
قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُغِيرَةِ: فَاجْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَكَتَبُوا كِتَابًا وَبَعَثُوا بِهِ مَعَ رَسُولِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَتَشَكَّرُونَ لَهُ مَا فَعَلَهُ بهم مِنْ صِلَةِ أَرْحَامِهِمْ وَأَنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مَجْفِيِّينَ مُنْذُ كَانَ مُعَاوِيَةُ. فَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: قَدْ كَانَ رَأْيِي قَبْلَ الْيَوْمِ هَذَا وَلَقَدْ كَلَّمْتُ فِيهِ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ وَسُلَيْمَانَ فَأَبَيَا عَلَيَّ. فَلَمَّا وُلِّيتُ هَذَا الأَمْرُ تَحَرَّيْتُ بِهِ الَّذِي أَظُنُّهُ أَوْفَقَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْ بَنِي الْمُطَّلِبِ قَالَ: لَمَّا جَاءَ كِتَابُ عُمَرَ أَنْ يُقْسَمَ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ أَرَادَ أَبُو بَكْرِ بْنُ حَزْمٍ تَنْحِيَتَنَا فَقَالَتْ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: لا نَأْخُذُ دِرْهَمًا وَاحِدًا حَتَّى يَأْخُذُوا. فَرَدَّدَنَا أَبُو بَكْرٍ أَيَّامًا ثُمَّ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. فَمَا غَابَ عَنَّا الْكِتَابُ إِلا بِضْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً حَتَّى جَاءَهُ: إِنِّي لَعَمْرِي مَا فَرَّقْتُ بَيْنَهُمْ وما هو إِلا مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي الْحِلْفِ الْقَدِيمِ الْعَتِيقِ فَاجْعَلْهُمْ كَبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ. يَعْنِي(5/305)
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ: أَوَّلُ مَالٍ قَسَمَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِمَالٍ بَعَثَ بِهِ إِلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ. فَأَعْطَى الْمَرْأَةَ مِنَّا مِثْلَ مَا يُعْطَى الرَّجُلُ وَأَعْطَى الصَّبِيَّ مِثْلَ مَا تُعْطَى الْمَرْأَةُ. قَالَ فَأَصَابَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ثَلاثَةُ آلافِ دِينَارٍ وَكَتَبَ لَنَا:
إِنِّي إِنْ بَقِيتُ لَكُمْ أَعْطَيْتُكُمْ جَمِيعَ حُقُوقِكُمْ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَأَةَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَّالَكَ بِفَارِسٍ يَخْرُصُونَ الثِّمَارَ عَلَى أَهْلِهَا ثُمَّ يُقَوِّمُونَهَا بِسِعْرٍ دُونَ سِعْرِ النَّاسِ الَّذِي يَتَبَايَعُونَ بِهِ فَيَأْخُذُونَهُ وَرِقًا عَلَى قِيمَتِهِمُ الَّتِي قَوَّمُوهَا وَإِنَّ طَوَائِفَ مِنَ الأَكْرَادِ يَأْخُذُونَ الْعُشْرَ مِنَ الطَّرِيقِ. وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ أَمَرْتَ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ أَوْ رَضِيتَهُ بَعْدَ عِلْمِكَ بِهِ مَا نَاظَرْتُكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِمَا تَكْرَهُ. وَقَدْ بَعَثْتُ بِشْرَ بْنَ صَفْوَانَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَجْلانَ وَخَالِدَ بْنَ سَالِمٍ يَنْظُرُونَ فِي ذَلِكَ فَإِنْ وَجَدُوهُ حَقًّا رَدُّوا إِلَى النَّاسِ الثَّمَرَ الَّذِي أُخِذَ مِنْهُمْ وَأَخَذُوا بِسِعْرِ مَا بَاعَ أَهْلُ الأَرْضِ عَلَيْهِمْ وَلا يَدْعُونَ شَيْئًا مِمَّا بَلَغَنِي إِلا نَظَرُوا فِيهِ. فَلا تَعْرِضْ لَهُمْ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ أَتَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا فُلانُ بْنُ فُلانٍ قُتِلَ جَدِّي يَوْمَ بَدْرٍ وَقُتِلَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ فَجَعَلَ يَذْكُرُ مَنَاقِبَ آبَائِهِ. فَنَظَرَ عُمَرُ إِلَى عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ وَهُوَ إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ: هَذِهِ وَاللَّهِ الْمَنَاقِبُ لا مَنَاقِبُكُمْ مَسْكَنٌ وَدَيْرُ الْجَمَاجِمِ:
تِلْكَ الْمَكَارِمُ لا قَعْبَانِ مِنْ لَبَنٍ ... شِيبَا بِمَاءٍ فَعَادَا بَعْدُ أَبْوَالا
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى حُمَيْدِ بْنِ سَلَمَةَ: أَمَّا بَعْدُ فَأَصْلِحِ الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ وَاعْلَمْ أَنِّي قَدْ أَشْرَكْتُكَ فِي أَمَانَةٍ عَظِيمَةٍ فَإِنْ ضَيَّعْتَ حَقًّا مِنْ حُقُوقِ اللَّهِ كُنْتَ أهون عَلَيْهِ ثُمَّ لا يُغْنِي عَنْكَ عُمَرُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الْعُمَّالِ فِي النِّيَاحَةِ وَاللَّهْوِ: بَلَغَنِي أَنَّ نِسَاءً مِنْ أَهْلِ السَّفِهِ يَخْرُجْنَ عِنْدَ مَوْتِ الْمَيِّتِ مِنْهُنَّ نَاشِرَاتُ شُعُورِهِنَّ يَنُحْنَ كَفِعْلِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ. وَمَا رُخِّصَ لِلنِّسَاءِ فِي وَضْعِ خُمُرِهِنَّ مُنْذُ أُمِرْنَ أَنْ يَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ. فَتَقَدَّمُوا فِي هَذِهِ النِّيَاحَةِ تَقَدُّمًا شَدِيدًا. وَقَدْ كَانَتْ هَذِهِ الأَعَاجِمُ تَلْهُو بِأَشْيَاءَ زَيَّنَهَا الشَّيْطَانُ لَهُمْ.(5/306)
فَازْجُرْ مَنْ قِبَلَكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَنْ ذَلِكَ. فَلَعَمْرِي لَقَدْ أَنَّى لَهُمْ أَنْ يَتْرُكُوا ذَلِكَ مع ما يقرؤون مِنْ كِتَابِ اللَّهِ. فَازْجُرْ عَنْ ذَلِكَ الْبَاطِلَ وَاللَّهْوَ مِنَ الْغِنَاءِ وَمَا أَشْبَهَهُ فَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا فَنَكِّلْ مَنْ أَتَى ذَلِكَ مِنْهُمْ غَيْرَ مُتَعَدٍّ فِي النِّكَالِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ خُلَيْدِ بْنِ عَجْلانَ قَالَ: كَانَ عِنْدَ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمَلِكِ جَوْهَرٌ. فَقَالَ لَهَا عُمَرُ: مِنْ أَيْنَ صَارَ هَذَا إِلَيْكَ؟ قَالَتْ:
أَعْطَانِيهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: إِمَّا أَنْ تَرُدِّيهِ إِلَى بَيْتِ الْمَالِ وَإِمَّا أَنْ تَأْذَنِينِي فِي فِرَاقِكِ فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَكُونَ أَنَا وَأَنْتِ وَهُوَ فِي بَيْتٍ. قَالَتْ: لا بَلْ أَخْتَارَكَ عَلَى أَضْعَافِهِ لَوْ كَانَ لِي. فَوَضَعَتْهُ فِي بَيْتِ الْمَالِ. فَلَمَّا وَلِيَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ لَهَا: إِنْ شِئْتِ رَدَدْتُهُ عَلَيْكِ أَوْ قِيمَتَهُ. قَالَتْ: لا أُرِيدُهُ. طِبْتُ بِهِ نَفْسًا فِي حَيَاتِهِ وَأَرْجِعُ فِيهِ بَعْدَ مَوْتِهِ! لا حَاجَةَ لِي فِيهِ. فَقَسَمَهُ يَزِيدُ بَيْنَ أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ لُوطِ بْنِ يَحْيَى الْغَامِدِيِّ قَالَ: كَانَ الْوُلاةُ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ قَبْلَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَشْتِمُونَ عَلِيًّا. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ أَمْسَكَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ الْخُزَاعِيُّ:
وُلِّيتَ فَلَمْ تَشْتُمْ عَلِيًّا وَلَمْ تُخِفْ ... بَرِيًّا وَلَمْ تَتْبَعْ مَقَالَةَ مُجْرِمِ
تَكَلَّمْتَ بِالْحَقِّ الْمُبِينِ وَإِنَّمَا ... تُبَيِّنُ آيَاتِ الْهُدَى بِالتَّكَلُّمِ
فَصَدَّقْتَ مَعْرُوفَ الَّذِي قُلْتَ بِالَّذِي ... فَعَلْتَ فَأَضْحَى رَاضِيًا كُلُّ مُسْلِمِ
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِدْرِيسَ بْنِ قَادِمٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ: يَا مَيْمُونُ كَيْفَ لِي بِأَعْوَانٍ عَلَى هَذَا الأَمْرِ أَثِقُ بِهِمْ وَآمَنَهُمْ؟
قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لا تُشْغِلْ قَلْبَكَ بِهَذَا فَإِنَّكَ سُوقٌ وَإِنَّمَا يُحْمَلُ إِلَى كُلِّ سُوقٍ مَا يُنْفَقُ فِيهَا. فَإِذَا عَرَفَ النَّاسُ أَنَّهُ لا يُنْفَقُ عِنْدَكَ إِلا الصَّحِيحُ لَمْ يَأْتُوكَ إِلا بِالصَّحِيحِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ بِشْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ وَالْجَمَلِ وَصِفِّينَ وَمَا كَانَ بَيْنَهُمْ فَقَالَ: تِلْكَ دِمَاءٌ كَفَّ اللَّهُ يَدَيَّ عَنْهَا وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أَغْمِسَ لِسَانِي فِيهَا.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ بِشْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَصَابَ الْمُسْلِمُونَ فِي غَزْوِهِمُ الصَّائِفَةَ غُلامًا مِنْ أَبْنَاءِ الرُّومِ صَغِيرًا فَبَعَثَ أَهْلُهُ فِي فِدَائِهُ.
فَشَاوَرَ فِيهِ عُمَرُ فَاخْتَلَفُوا عَلَيْهِ فَقَالَ: مَا عَلَيْكُمْ أَنْ نَفْدِيَهُ صَغِيرًا وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُمَكِّنَ(5/307)
مِنْهُ كَبِيرًا. فَفَدَوْهُ بِمَالٍ عَظِيمٍ ثُمَّ أُخِذَ أَسِيرًا فِي آخِرِ خِلافَةِ هِشَامٍ فَقُتِلَ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْحَنْظَلِيِّ قَالَ:
رَأَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَجُلا يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. فَنَهَاهُ وَقَالَ: لا تَعُدْ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: أَجَازَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَكَانَ عَامِلَهُ عَلَى الْعِرَاقِ. بِعَشَرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ: إِنَّ أَحَقَّ الْعِبَادِ بِإِجْلالِ اللَّهِ وَالْخَشْيَةِ مِنْهُ مَنِ ابْتَلاهُ بِمِثْلِ مَا ابْتَلانِي بِهِ. وَلا أَحَدٌ أَشَدُّ حِسَابًا وَلا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ إِنْ عَصَاهُ مِنِّي فَقَدْ ضَاقَ بِمَا أَنَا فِيهُ ذَرْعِي وَخِفْتُ أَنْ تَكُونَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنَا بِهَا هَلاكًا لِي إِلا أَنْ يَتَدَارَكَنِيَ اللَّهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ. وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ الْخُرُوجَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأَحِبُّ يَا أَخِي إِذَا أَخَذْتَ مَوْقِفَكَ أَنْ تَدْعُوَ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي الشَّهَادَةَ فَإِنَّ حَالِي شَدِيدَةٌ وَخَطَرِي عَظِيمٌ. فَأَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي ابْتَلانِي بِمَا ابْتَلانِي بِهِ أَنْ يَرْحَمَنِي وَيَعْفُوَ عَنِّي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ بِشْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ مِنْ خَاصَّةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ ورجاء بن حيوة ورياح بْنُ عُبَيْدَةَ الْكِنْدِيُّ.
وَكَانَ قَوْمٌ مِنْ دُونِ هَؤُلاءِ عِنْدَهُ. عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ وَعَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحَنْظَلِيُّ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مُحَارِبٍ وَغَيْرُهُ قَالَ: خَرَجَ بِلالُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَاخْتَصَمَا إِلَيْهِ فِي الأَذَانَ فِي مَسْجِدِهِمْ فَارْتَابَ بِهِمَا عُمَرُ فَدَسَّ إِلَيْهِمَا رَجُلا يَقُولُ لَهُمَا: أَرَأَيْتُمَا إِنْ كَلَّمْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَوَلاكُمَا الْعِرَاقَ مَا تَجْعَلانِ لِي؟ فَبَدَأَ الرَّجُلُ بِبِلالٍ فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ:
أُعْطِيكَ مِائَةَ أَلْفٍ. ثُمَّ أَتَى أَخَاهُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ. فَأَخْبَرَ الرَّجُلُ عُمَرَ فَقَالَ لَهُمَا:
الْحَقَا بِمِصْرِكُمَا. وَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: لا تُوَلِّ بِلالا بِلالَ الشَّرِّ وَلا أَحَدًا مِنْ وَلَدِ أَبِي مُوسَى شَيْئًا.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَتَبَ لا تُوَلِ بُلَيِّلَ الشَّرَّ. صَغِّرْ بِلالا.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ الْكَلْبِيِّ قَالَ: مَاتَ سُلَيْمَانُ بْنُ(5/308)
عَبْدِ الْمَلِكِ بِدَابِقٍ وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. فَخَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُهَا وَلا تَمَنَّيْتُهَا. فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَعْطُوا الْحَقَّ مِنْ أَنْفُسِكُمْ وَرُدُّوا الْمَظَالِمَ. فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَصْبَحَتْ بِي مَوْجِدَةٌ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ إِلا مَوْجِدَةٌ عَلَى ذِي إِسْرَافٍ حَتَّى يَرُدَّهُ اللَّهُ إِلَى قَصْدٍ. قَالَ وَكَتَبَ إِلَى مَسْلَمَةَ وَهُوَ بِأَرْضِ الرُّومِ يَأْمُرُهُ بِالْقُفُولِ.
وَأَرْسَلَ إلى الناس بالإذن وَالْقُفُولِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الثَّعْلَبِيِّ أَحَدِ بَنِي ضُبَارَى بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعٍ وَالْمُثَنَّى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالا: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى سَالِمٍ أَنْ يَكْتُبَ إِلَيْهِ بِسِيرَةِ عُمَرَ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ سَالِمٌ: إِنَّ عُمَرَ كَانَ فِي غَيْرِ زَمَانِكَ وَمَعَ غَيْرِ رِجَالِكَ. وَإِنَّكَ إِنْ عَمِلْتَ فِي زَمَانِكَ وَرِجَالِكَ بِمِثْلِ مَا عَمِلَ بِهِ عُمَرُ فِي زَمَانِهِ وَرِجَالِهِ كُنْتَ مِثْلَ عُمَرَ وَأَفْضَلَ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: قَادَ النَّاسُ الْخَيْلَ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُجْرِيَهَا فَاسْتَحْيَا عُمَرُ مِنَ النَّاسِ فَأَجْرَى الْخَيْلَ الَّتِي جُمِعَتْ. ثُمَّ أَعْطَى آخِرَ فَرَسٍ جَاءَ لَمْ يُخَيِّبْ أَحَدًا. ثُمَّ لَمْ يُجْرِ فَرَسًا حَتَّى مَاتَ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مُحَارِبٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى عَدِيٍّ: إِنَّ الْعُرَفَاءَ مِنْ عَشَائِرِهِمْ بِمَكَانٍ فَانْظُرْ عُرَفَاءَ الْجُنْدِ فَمَنْ رَضِيتَ أَمَانَتَهُ لَنَا وَلِقَوْمِهِ فَأَثْبِتْهُ وَمَنْ لَمْ تَرْضَهُ فَاسْتَبْدِلْ بِهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ. وَأَبْلَغُ فِي الأَمَانَةِ وَالْوَرَعِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ أَبِي الْمُنِيبِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْعَمَرَّطَةِ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ فَكُنْتَ تَعْرِفُ الْخَيْرَ فِي وَجْهِهِ. فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ رَأَيْتُ الْمَوْتَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنَ الْمَدِينَةِ قَالَ: يَا مُزَاحِمُ تَخْشَى أَنْ نَكُونَ مِمَّنْ نَفَتِ الْمَدِينَةُ.
أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الصَّبَّاحِ قَالَ:
حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ صَدَقَةَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حدثني بَعْضُ خَاصَّةِ آلِ(5/309)
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ حِينَ أَفَضَتْ إِلَيْهِ الْخِلافَةُ سَمِعُوا فِي مَنْزِلِهِ بُكَاءً عَالِيًا فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ البكاء فَقِيلَ إِنَّ عُمَرَ قَدْ خَيَّرَ جَوَارِيهِ. قَالَ: قَدْ نَزَلَ بِي أَمْرٌ قَدْ شَغَلَنَا عَنْكُنَّ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ أُعْتِقَهُ أَعْتَقْتُهُ وَمَنْ أَمْسَكْتُهُ لَمْ يَكُنْ مِنِّي إِلَيْهِ شَيْءٌ. فَبَكَيْنَ يَأْسًا مِنْهُ.
أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَشِيطٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حُمَيْدٍ الْيَزَنِيُّ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ نَافِعٍ الْقُرَشِيِّ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ لَهَا: أَلا تُخْبِرِينِي عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ؟
فَقَالَتْ: مَا أَعْلَمُ أَنَّهُ اغْتَسَلَ مِنْ جَنَابَةٍ وَلا مِنِ احْتِلامٍ مُذِ اسْتَخْلَفَهُ اللَّهُ حَتَّى قَبَضَهُ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ:
حَدَّثَنَا هِشَامٌ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمَلِكِ بَعَثَتْ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْفُقَهَاءِ فَقَالَتْ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ لا يَسَعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَا يَصْنَعُ. قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَتْ: مَا كَانَ مِنْ أَهْلِهِ بِسَبِيلٍ مُنْذُ وَلِيَ. فَلَقِيَ الرَّجُلُ عُمَرَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَلَغَنِي شَيْءٌ أَخَافُ أَنْ لا يَسَعَكَ. قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: أَهْلُكَ لَهُمْ عَلَيْكَ حَقٌّ. فَقَالَ عُمَرُ: وَكَيْفَ يَسْتَطِيعُ رَجُلٌ أَنْ يَأْتِي ذَاكَ وَأَمْرُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ فِي عُنُقِهِ. اللَّهُ سَائِلُهُ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ قَالَ: لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِدَابِقٍ خَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَمَعَهُ حَرَسِيٌّ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَمَرَّ فِي الظُّلْمَةِ بِرَجُلٍ نَائِمٍ فَعَثَرَ بِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَمَجْنُونٌ أَنْتَ؟
قَالَ: لا. فَهَمَّ بِهِ الْحَرَسِيُّ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَهْ إِنَّمَا سَأَلَنِي أَمَجْنُونٌ أَنْتَ فَقُلْتُ لا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ:
لَوْ تَفَرَّغْتَ لَنَا. فَقَالَ عُمَرُ: وَأَيْنَ الْفَرَاغُ؟ ذَهَبَ الْفَرَاغُ فَلا فَرَاغَ إِلا عِنْدَ اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ:
أَرِيحُونِي فَإِنَّ لِي شَأْنًا وشؤونا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قال: أخبرنا فضيل عم السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ خَنَقَتْهُ الْعَبْرَةُ. ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ أَصْلِحُوا آخِرَتَكُمْ تَصْلُحْ لَكُمْ دُنْيَاكُمْ. وَأَصْلِحُوا سَرَائِرَكُمْ تَصْلُحْ لَكُمْ عَلانِيَتَكُمْ. وَاللَّهِ إِنَّ عَبْدًا لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آدَمَ أَبٌ لَهُ إِلا قَدْ مَاتَ إِنَّهُ لَمُعْرَقٌ لَهُ فِي الْمَوْتِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ مَازِنٍ قال: حدثنا(5/310)
رِيَاحُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى عُرْوَةَ: إِنَّكَ تَرْدُدُ إِلَيَّ الْكُتُبَ فَنَفِّذْ مَا أَكْتُبُ بِهِ إِلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ فَإِنَّهُ لَيْسَ لِلْمَوْتِ مِيقَاتٌ نَعْرِفُهُ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خِرَاشٍ أَخِي الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ مَزِيدِ بْنِ حَوْشَبٍ أَخِي الْعَوَّامِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَخْوَفَ مِنَ الْحَسَنِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَأَنَّ النَّارَ لَمْ تُخْلَقْ إِلا لَهُمَا.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ الْمُفَضَّل قَالَ: أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ عَنْ أَرْطَأَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ قَالَ: كَانَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ نَفَرٌ يَسْأَلُونَهُ أَنْ يَتَحَفَّظَ فِي طَعَامِهِ وَيَسْأَلُونَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ حَرَسٌ إِذَا صَلَّى لِئَلا يَثُورُ ثَائِرٌ فَيَقْتُلُهُ.
وَيَسْأَلُونَهُ أَنْ يَتَنَحَّى عَنِ الطَّاعُونِ. وَيُخْبِرُونَهُ أَنَّ الْخُلَفَاءَ قَبْلَهُ كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ.
قَالَ لَهُمْ عُمَرُ: فَأَيْنَ هُمْ؟ فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أَخَافُ يَوْمًا دُونَ الْقِيَامَةِ فَلا تُؤَمِّنْ خَوْفِي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْوَضَّاحِ عَنْ خُصَيْفٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: أَتَيْنَا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَنَحْنُ نَرَى أَنَّهُ سَيَحْتَاجُ إِلَيْنَا فيما خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ حَتَّى احْتَجْنَا إِلَيْهِ.
قَالَ: وَقَالَ خُصَيْفٌ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا قَطُّ خَيْرًا مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَجْلانَ أَنَّ الْوُلاةَ قَبْلَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانُوا يَجُرُّونَ عَلَى إِجْمَارِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلْجُمَعِ وَتَطْيِيبِهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنَ الْعُشْرِ وَالصَّدَقَةِ. فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ بِقَطْعِ ذَلِكَ وَبِمَحْوِ آثَارِ ذَلِكَ الطِّيبِ مِنَ الْمَسْجِدِ.
قَالَ ابْنُ عَجْلانَ: فَأَنَا رَأَيْتُهُمْ يَغْسِلُونَ آثَارَ ذَلِكَ الطِّيبِ بِالْمَاءِ وَالْمَلاحِفِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ يُسَخَّنَ لَهُ فِي مَطْبَخِ الْعَامَّةِ مَاءٌ يَتَوَضَّأُ بِهِ وَهُوَ لا يَعْلَمُ. ثُمَّ عَلِمَ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: كَمْ لَكُمْ مُنْذُ أَسْخَنْتُمُوهُ؟ فَقَالُوا: شَهْرٌ أَوْ نَحْوُهُ. قَالَ فَأَلْقَى فِي مَطْبَخِ الْعَامَّةِ لِذَلِكَ حَطَبًا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ إِذَا سَمَرَ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ أَسْرَجَ مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ. وَإِذَا سَمَرَ فِي(5/311)
أَمْرِ نَفْسِهِ أَسْرَجَ مِنْ مَالِ نَفْسِهِ. قَالَ فَبَيْنَا هُوَ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذْ نَعَسَ السَّرَّاجُ فَقَامَ إِلَيْهِ لِيُصْلِحَهُ. فَقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ المؤمنين أنا نكفيك. فَقَالَ: أَنَا عُمَرُ حِينَ قُمْتُ وَأَنَا عُمَرُ حِينَ جَلَسْتُ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ السُّكَّرِيُّ قَالَ: كَانَ بَيْنَ مَوَالٍ لِسُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَبَيْنَ مَوَالٍ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَلامٌ. فَذَكَرَ ذَلِكَ سُلَيْمَانُ لِعُمَرَ. فبينا هو يكلمه إذ قَالَ سُلَيْمَانُ لِعُمَرَ:
كَذَبْتَ. فَقَالَ: مَا كَذَبْتُ مُنْذُ عَلِمْتُ أَنَّ الْكَذِبَ شَيْنٌ لِصَاحِبِهِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ أبي يحيى عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَعْطَانِي ثَلاثِينَ دِرْهَمًا وَقَالَ: يَا مُجَاهِدُ هَذِهِ مِنْ عَطَائِي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ ضَمْرَةَ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: احْتَبَسَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ غُلامًا لَهُ يَحْتَطِبُ عَلَيْهِ وَيُلْقُطُ لَهُ الْبَعْرَ. فَقَالَ لَهُ الْغُلامُ: النَّاسُ كُلُّهُمْ بِخَيْرٍ غَيْرِي وَغَيْرَكَ. قَالَ: فَاذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قَرِيبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلافَتِهِ فَوَجَدْتُهُ قَدْ جَعَلَ لِلْخُمُسِ بَيْتَ مَالٍ عَلَى حِدَةٍ. وِلِلصَّدَقَةِ بَيْتَ مَالٍ عَلَى حِدَةٍ. وَلِلْفَيْءِ بَيْتَ مَالٍ عَلَى حِدَةٍ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: مَا زِلْتُ أَلْطَفُ أَنَا وَعُمَرُ فِي أَمْرِ الأُمَّةِ حَتَّى قُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا شَأْنُ هَذِهِ الطَّوَامِيرُ الَّتِي يُكْتَبُ فِيهَا بِالْقَلَمِ الْجَلِيلِ يُمَدَّ فِيهَا وَهِيَ مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ؟
فَكَتَبَ فِي الآفَاقِ أَنْ لا يُكْتَبَنَّ فِي طومار بقلم جليل ولا يُمَدَّنَّ فِيهِ. قَالَ فَكَانَتْ كُتُبُهُ إِنَّمَا هِيَ شِبْرٌ أَوْ نَحْوُهُ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ: أَمَّا بَعْدُ فَكَتَبْتُ تَذْكُرُ أَنَّ الْقَرَاطِيسَ الَّتِي قَبْلَكَ قَدْ نَفِدَتْ وَقَدْ قَطَعْنَا لَكَ دُونَ مَا كَانَ يُقْطَعُ لِمَنْ كَانَ قَبْلَكَ. فَأَدِقَّ قَلَمَكَ وَقَارِبْ بَيْنَ أَسْطُرِكَ وَاجْمَعْ حَوَائِجَكَ فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُخْرِجَ مِنْ(5/312)
أَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ مَا لا يَنْتَفِعُونَ بِهِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: لَمْ يَرْتَزِقْ عُمَرُ مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا وَلَمْ يَرْزَأْهُ حَتَّى مَاتَ.
أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا سَبْرَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَوْمًا: وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ لَوْ عَدَلْتُ يَوْمًا وَاحِدًا وَأَنَّ اللَّهَ تَوَفَّى نَفْسِي. فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: وَأَنَا وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوَدِدْتُ لَوْ عَدَلْتُ فُوَاقَ نَاقَةٍ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَفَّى نَفْسَكَ. فَقَالَ: اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ.
فَقَالَ: اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ. وَلَوْ حَشَّتْ بِي وَبِكَ الْقُدُورُ. فَقَالَ عُمَرُ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا.
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ:
إِنَّ نَفْسِي هَذِهِ نَفْسٌ تَوَّاقَةٌ وَإِنَّهَا لَمْ تُعْطَ شَيْئًا إِلا تَاقَتْ إِلَى مَا هُوَ أَفْضَلَ مِنْهُ. فَلَمَّا أُعْطِيَتِ الَّذِي لا شَيْءَ أَفْضَلُ مِنْهُ فِي الدُّنْيَا تَاقَتْ إِلَى مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ.
فَقَالَ سَعِيدٌ: الْجَنَّةُ أَفْضَلُ مِنَ الْخِلافَةِ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ عَنْ مَيْمُونٍ قَالَ: أَقَمْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ مَا رَأَيْتُهُ غَيَّرَ رِدَاءَهُ إِلا أَنَّهُ كَانَ يَغْسِلُ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ وَيَتَبَيَّنُ بِشَيْءٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ أُمِّهِ عَنْ أُمِّ وَلَدِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَتْ: سَأَلَنِي عُمَرُ دُهْنًا فَأَتَيْتُهُ بِهِ وَبِمُشْطٍ مِنْ عِظَامِ الْفِيلِ فَرَدَّهُ وَقَالَ: هَذِهِ مَيْتَةٌ. قُلْتُ: وَمَا جَعَلَهُ مَيْتَةً؟ قَالَ: وَيْحَكِ مَنْ ذَبَحَ الْفِيلَ؟
أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَيَّ وَإِلَى مُزَاحِمٍ صَلاةَ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ الْغَدَاةَ فَأَتَيْنَاهُ وَلَمْ يَدَّهِنْ وَلَمْ يَتَهَيَّأْ فَقَالَ هَذَا عَجَّلْتُمْ عَنِ الدُّهْنِ أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَدْعُوَ بِالْمُشْطِ فَيُسَرِّحَ بِهِ لِحْيَتَهُ؟
أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ(5/313)
الْمُهَاجِرِ صَاحِبِ حَرَسِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا كَانَ عُمَرُ يَلْبَسُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَ: جُبَّةً سَوْدَاءَ مُبَطَّنَةً.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ قَالَ:
كَانَتْ أَرْدِيَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ سِتَّةَ أَذْرُعٍ وَشِبْرًا فِي سَبْعَةِ أَشْبَارٍ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ أَنَّ مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ لأُخْتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَهِيَ امْرَأَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنِّي أَرَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ أَصْبَحَ الْيَوْمَ مُفِيقًا وَأَرَى قَمِيصَهُ دَرِنًا فَأَلْبِسِيهِ غَيْرَ هَذَا الْقَمِيصِ حَتَّى نَأْذَنَ لِلنَّاسِ عَلَيْهِ. فَسَكَتَتْ فَقَالَ: أَلْبِسِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرَ هَذَا الْقَمِيصِ. فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا لَهُ غَيْرُهُ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: أَتَيْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بِهَذِهِ الْحَرِيرَةِ فَرَأَيْتُ عِنْدَهُ عُمَرَ وَهُوَ كَأَشَدِّ الرجال وأغلظهم عنقا. فما لبثت بعد ما اسْتُخْلِفَ عُمَرُ إِلا سَنَةً حَتَّى أَتَيْتُهُ فَخَرَجَ يُصَلِّي بِنَا الظُّهْرَ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ ثَمَنُ دِينَارٍ أَوْ نَحْوُهُ وَمُلَيَّةٌ مِثْلُهُ وَعِمَامَةٌ قَدْ سَدَلَهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ. وَقَدْ نَحِلَ وَدَقَّتْ عُنُقُهُ.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي إسحاق عن أبي سعد مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ أَعْطَرِ النَّاسِ وَأَلْبَسِ النَّاسِ وَأَخْيَلِهِمْ مِشْيَةً. فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ قَوَّمُوا ثِيَابَهُ بِاثْنَيْ عَشَرَ دِرْهَمًا مِنْ ثِيَابِ مِصْرَ. كُمَّتُهُ وَعِمَامَتُهُ وَقَمِيصُهُ وَقَبَاؤُهُ وَقُرْطَقُهُ وَخُفَّاهُ وَرِدَاؤُهُ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ صَلَّى بِهِمُ الْجُمُعَةَ وعليه قميص مرقوع الجيب من بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ. فَلَمَّا فَرِغَ جَلَسَ وَجَلَسْنَا مَعَهُ. قَالَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَاكَ فَلَوْ لَبِسْتَ وَصَنَعْتَ. فَنَكَّسَ مَلِيًّا حَتَّى عَرَفْنَا أَنَّ ذَلِكَ قَدْ سَاءَهُ. ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: إِنَّ أَفْضَلَ الْقَصْدِ عِنْدَ الْحِدَّةِ وَأَفْضَلَ الْعَفْوِ عِنْدَ الْقُدْرَةِ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ عَنْ أَزْهَرَ صَاحِبٍ كَانَ لَهُ(5/314)
قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِخُنَاصِرَةَ يَخْطُبُ النَّاسَ وَقَمِيصُهُ مَرْقُوعٌ.
أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: رَأَيْتُ قُمُصَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَجِبَابَهُ فِيمَا بَيْنَ الْكَعْبِ وَالشِّرَاكِ.
أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَتْ لَهُ جُبَّةُ خَزٍّ غَبْرَاءُ وجبة صَفْرَاءُ وَكِسَاءُ خَزٍّ أَغْبَرُ وَكِسَاءُ خَزٍّ أَصْفَرُ. فَكَانَ إِذَا لَبِسَ الْجُبَّةَ الْغَبْرَاءَ لَبِسَ الْكِسَاءَ الأَصْفَرَ وَإِذَا لَبِسَ الْجُبَّةَ الصَّفْرَاءَ لَبِسَ الْكِسَاءَ الأَغْبَرَ. قَالَ ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَخَرَجَ عَلَيْنَا وَعَلَيْهِ مِطْرَفٌ أَدْكَنُ. قَالَ قُلْتُ لِعُمَرَ: خَزٌّ هُوَ؟
قَالَ: مَا أَدْرِي.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُصَلِّي فِي جُبَّةٍ طَيَالِسَةٍ لَيْسَ عَلَيْهِ إِزَارٌ.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلالٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ لا يُحْفِي شَارِبَهُ جِدًّا. يَأْخُذُ مِنْهُ أَخْذًا حَسَنًا.
أَخْبَرَنَا مَعْنٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْغُصْنِ قَالَ: كُنْتُ أَجِدُ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رِيحَ الْمِسْكِ.
أَخْبَرَنَا مَعْنٌ عَنْ أَبِي الْغُصْنِ وَمُحَمَّدِ بْنِ هِلالٍ أَنَّهُمَا رَأَيَا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَلَيْسَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرَ السُّجُودِ.
أَخْبَرَنَا مَعْنٌ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْغُصْنِ أَنَّهُ لَمْ يَرَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الْمِنْبَرِ سَيْفًا قَطُّ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ذُكِرَ لَهُ ذَاكَ الْمَوْضِعُ الرَّابِعُ الَّذِي عِنْدَ قبر النبي. ع. فَعَرَّضُوا لَهُ بِهِ. قَالُوا: لَوْ دَنَوْتَ مِنَ الْمَدِينَةِ. قَالَ: لأَنْ يُعَذِّبَنِي اللَّهُ بِكُلِّ عَذَابٍ إِلا النَّارَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَعْلَمَ أَنِّي أَرَى لِذَلِكَ أَهْلا.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن زيد عن أَيُّوبَ قَالَ: قِيلَ(5/315)
لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ أَتَيْتَ الْمَدِينَةَ فَإِنْ قَضَى اللَّهُ مَوْتًا دُفِنْتَ فِي مَوْضِعِ الْقَبْرِ الرَّابِعِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. قَالَ: وَاللَّهِ لأَنْ يُعَذِّبَنِي اللَّهُ بِكُلِّ عَذَابٍ إِلا النَّارَ فَإِنِّي لا صَبْرَ لِي عَلَيْهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِي أَنِّي أُرَانِي لِذَلِكَ أَهْلا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْمِقْدَامِ سَأَلَ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمَلِكِ امْرَأَةَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا تَرَيْنَ بَدْيَ مَرَضِ عُمَرَ الَّذِي مَاتَ فِيهِ؟ قَالَتْ: أُرَى بَدْيَهُ أَوْ جُلَّهُ الْوَجَلُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ قَالَ: رَأَيْتُ الطَّبِيبَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقُلْنَا:
كَيْفَ رَأَيْتُ بَوْلَهُ الْيَوْمَ؟ فَقَالَ: مَا بِبَوْلِهِ بَأْسٌ إِلا الْهَمُّ بِأَمْرِ النَّاسِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: وَجَدُوا فِي بَعْضِ الْكُتُبِ تَقْتُلُهُ خَشْيَةُ اللَّهِ. يَعْنِي عمر بن عبد العزيز.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: حَضَرْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَوَّلَ مَرَضِهِ اشْتَكَى لِهِلالِ رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ. فَكَانَ شَكْوُهُ عِشْرِينَ يَوْمًا فَأَرْسَلَ إِلَى ذَمِّيٍّ. وَنَحْنُ بِدَيْرِ سِمْعَانَ.
فَسَاوَمَهُ مَوْضِعَ قَبْرِهِ فَقَالَ الذِّمِّيُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَاللَّهِ إِنَّهَا لَخَيِّرَةٌ أَنْ يَكُونَ قَبْرُكَ فِي أَرْضِي. قَدْ حَلَلْتُكَ. فَأَبَى عُمَرُ حَتَّى ابْتَاعَهُ مِنْهُ بِدِينَارَيْنِ. ثُمَّ دَعَا بِالدِّينَارَيْنِ فَدَفَعَهُمَا إِلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّوَاسِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى وَالْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ اشْتَرَى مَوْضِعَ قَبْرِهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ الْغِفَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ: كَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَخُوهَا مَسْلَمَةُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لا نَكُونُ قَدْ ثَقِلْنَا عَلَيْهِ. قَالَ فَخَرَجَا وَهُوَ مُتَحَرِّفٌ عَلَى غَيْرِ الْقِبْلَةِ فَقَالا:(5/316)
فَقَلَّمَا لَبِثْنَا حَتَّى عُدْنَا وَإِذَا هُوَ مُوَجَّهٌ إِلَى الْقِبْلَةِ. قَالَ وَإِذَا مُتَكَلِّمٌ يَتَكَلَّمُ لا نَرَاهُ يَقُولُ:
«تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ» القصص: 83.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ أَنَّ مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ لَهُ: مَنْ تُوصِي بِأَهْلِكِ؟ فَقَالَ: إِذَا نَسِيتُ اللَّهَ فَذَكِرْنِي. ثُمَّ عَادَ أَيْضًا فَقَالَ: مَنْ توصي بأهلك؟ فقال: «إِنَّ وَلِيِّيَ فيهم اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ» الأعراف: 196.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قال: لما حضر عمر بن عبد العزيز كَتَبَ إِلَى يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ: أَمَّا بَعْدُ فَإِيَّاكَ أَنْ تَدْرُكَكَ الصُّرَعَةُ عِنْدَ الْعِزَّةِ فَلا تُقَالُ الْعَثْرَةُ. وَلا تُمَكَّنُ مِنَ الرَّجْعَةِ. وَلا يَحْمَدُكَ مَنْ خَلَّفْتَ. وَلا يَعْذُرَكَ مَنْ تَقَدَّمَ عَلَيْهِ وَالسَّلامُ.
أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ حَسَّانَ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ بَشِيرٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: سَلامٌ عَلَيْكَ. أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي لا أُرَانِي إِلا لِمَا بِي وَلا أَرَى الأَمْرَ إِلا سَيُفْضِي إِلَيْكَ. وَاللَّهِ اللَّهُ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَتَدَعُ الدُّنْيَا لِمَنْ لا يَحْمَدُكُ وَتُفْضِي إِلَى مَنْ لا يُعْذُرُكَ. وَالسَّلامُ عَلَيْكَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن عبد الرحمن بن أبي الزناد قال: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَر قَالَ: أَوْصَى أَبِي أَنْ يُكَفَّنَ فِي خَمْسَةِ أَثْوَابٍ كُرْسُفٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم قال: أَوْصَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ يُكَفَّنَ فِي خَمْسَةِ أَثْوَابٍ. مِنْهَا قَمِيصٌ وَعِمَامَةٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خالد بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: أَوْصَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ يُكَفَّنَ فِي خَمْسَةِ أَثْوَابٍ مِنْهَا قَمِيصٌ وَعِمَامَةٌ. وَقَالَ: هَكَذَا كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُكَفِّنُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِهِ.(5/317)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ جَمَّازٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَوْصَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عِنْدَ الْمَوْتِ فَدَعَا بِشَعْرٍ مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَظْفَارٍ مِنْ أَظْفَارِهِ وَقَالَ: إِذَا مُتُّ فَخُذُوا الشَّعْرَ وَالأَظْفَارَ ثُمَّ اجْعَلُوهُ فِي كَفَنِي. فَفَعَلُوا ذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ عَنْ جعفر بن محمد عن سُفْيَانَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لِمَوْلاةٍ لَهُ: إِنِّي أَرَاكِ سَتَلِينَ حَنُوطِي فَلا تَجْعَلِي فِيهِ مِسْكًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: أَوْصَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذَا حُضِرَ أَنْ يُوَجَّهَ إِلَى الْقِبْلَةِ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ حَكِيمٍ قَالَ: قَالَتْ لِي فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمَلِكِ: كُنْتُ أَسْمَعُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَخْفِ عَلَيْهِمْ مَوْتِي وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ. فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَجَلَسْتُ فِي بَيْتٍ آخَرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ بَابٌ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ لَهُ. فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ» القصص: 83. ثُمَّ هَدَأَ فَجَعَلْتُ لا أَسْمَعُ لَهُ حِسًّا وَلا حَرَكَةً. فَقُلْتُ لِوَصِيفٍ كَانَ يَخْدُمُهُ: انْظُرْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَائِمٌ هُوَ؟ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ صَاحَ فَوَثَبْتُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ مَيِّتٌ قَدِ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَأَغْمَضَ نَفْسَهُ وَوَضَعَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى فِيهِ وَالأُخْرَى عَلَى عَيْنَيْهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ عُمَرَ الْوَاشِحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي مَرَضِهِ: كُنْ فِيمَنْ يُغَسِّلُنِي وَيُكَفَّنُنِي وَيَدْخُلُ قَبْرِي. فَإِذَا وَضَعْتُمُونِي فِي لَحْدِي فَحُلَّ الْعُقْدَةَ ثُمَّ انْظُرْ إِلَى وَجْهِي فَإِنِّي قَدْ دَفَنْتُ ثَلاثَةً مِنَ الْخُلَفَاءِ كُلَّهُمْ إِذَا أَنَا وَضَعْتُهُ فِي لَحْدِهِ حَلَلْتُ الْعُقْدَةَ ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى وَجْهِهِ فَإِذَا وَجْهُهُ مُسْوَادٌّ فِي غَيْرِ الْقِبْلَةِ.
قَالَ رَجَاءٌ: فَكُنْتُ فِيمَنْ غَسَّلَ عُمَرَ وَكَفَّنَهُ وَدَخَلَ فِي قَبْرِهِ. فَلَمَّا حَلَلْتُ الْعُقْدَةَ نَظَرْتُ إِلَى وَجْهِهِ فَإِذَا وَجْهُهُ كَالْقَرَاطِيسِ إِلَى الْقِبْلَةِ.(5/318)
أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ عُمَرَ الْوَاشِحِيُّ مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ بِالْبَصْرَةِ قَالَ:
حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: لَقِيتُهُ مُنْذُ خَمْسِينَ وَكَانَ نَازِلا فِي بَنِيٍّ.... «1» وَكَانَ فَاضِلا خَيِّرًا كَبِيرَ السِّنِّ.... «2» عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نُسَوِّي التُّرَابَ عَلَى قَبْرِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذْ سَقَطَ عَلَيْنَا رَقٌّ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ مَكْتُوبٌ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. أَمَانٌ مِنَ اللَّهِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنَ النَّارِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِعَشْرِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً وَأَشْهُرٍ. وَكَانَتْ خِلافَتُهُ سَنَتَيْنِ وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ. وَمَاتَ بِدَيْرِ سِمْعَانَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي الْهَيْثَمُ بْنُ وَاقِدٍ قَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِدَابِقٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِعَشْرٍ بَقِينَ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ. فَأَصَابَنِي مِنْ قَسْمِهِ ثَلاثَةُ دَنَانِيرَ. وَتُوُفِّيَ. رَحِمَهُ اللَّهُ.
بِخُنَاصِرَةَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ لِخَمْسِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ. وَكَانَ شَكَوْهُ عِشْرِينَ يَوْمًا. وَكَانَتْ خِلافَتُهُ سَنَتَيْنِ وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ وَأَرْبَعَةَ أَيَّامٍ. وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً وَأَشْهُرٍ. وَدُفِنَ بِدَيْرِ سِمْعَانَ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
تُوُفِّيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً وَخَمْسَةِ أَشْهُرٍ.
قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَامِرٍ قَالَ: كَانَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَوْمَ هَلَكَ تِسْعٌ وَثَلاثُونَ سَنَةً وَأَشْهُرٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: أَتَى عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ تِسْعٌ وَثَلاثُونَ سَنَةً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: وَسَأَلْتُ ابْنَهُ كَمْ بَلَغَ مِنَ السِّنِّ؟ قَالَ: لَمْ يَكُنْ بلغ إلا أربعين. وملك سنتين وشيئا.
__________
(1) نقص في الأصل.
(2) نقص في الأصل.(5/319)
قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَوْتُ أَوْصَاهُمْ وَقَالَ: احْفِرُوا لِي وَلا تُعَمِّقُوا فَإِنَّ خَيْرَ الأَرْضِ أَعْلاهَا وَشَرَّهَا أَسْفَلُهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ. عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ. قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَمَّا تُوُفِّيَ جَاءَ الْفُقَهَاءُ إِلَى زَوْجَتِهِ يُعَزُّونَهَا بِهِ فَقَالُوا لَهَا: جِئْنَاكِ لِنُعَزِّيَكِ بِعُمَرَ، فَقَدْ «1» عَمَّتْ مُصِيبَةٌ الأُمَّةَ فَأَخْبِرِينَا يَرْحَمُكِ اللَّهُ عَنْ عُمَرَ كَيْفَ كَانَتْ حَالُهُ فِي بَيْتِهِ؟ فَإِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالرَّجُلِ أَهْلُهُ.
فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا كَانَ عُمَرُ بِأَكْثَرِكُمْ صَلاةً وَلا صِيَامًا وَلَكِنِّي وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ عَبْدًا قَطُّ كَانَ أَشَدَّ خَوْفًا لِلَّهِ مِنْ عُمَرَ. وَاللَّهِ إِنْ كَانَ لَيَكُونُ فِي الْمَكَانِ الَّذِي إِلَيْهِ يَنْتَهِي سُرُورُ الرَّجُلِ بِأَهْلِهِ. بَيْنِي وَبَيْنَهُ لِحَافٌ. فَيَخْطِرُ عَلَى قَلْبِهِ الشَّيْءُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ فَيَنْتَفِضُ كَمَا يَنْتَفِضُ طَائِرٌ وَقَعَ فِي الْمَاءِ. ثُمَّ يَنْشِجُ ثُمَّ يَرْتَفِعُ بُكَاؤُهُ حَتَّى أَقُولَ: وَاللهِ لَتَخْرُجَنَّ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْهِ. فَأَطْرَحُ اللِّحَافَ عَنِّي وَعَنْهُ رَحْمَةً لَهُ وَأَنَا أَقُولُ: يَا لَيْتَنَا كَانَ بَيْنَنَا وبين هذه الإمارة بعد المشرقين. فو الله مَا رَأَيْنَا سُرُورًا مُنْذُ دَخَلْنَا فِيهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: كَانَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ رُبَّمَا ذَكَرَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَبَكَى. وَقَالَ: لَمْ يَكُنْ لَهُ أَهْلٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ. قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ- وَذَكَرَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ- قَالَ: لَيُحْشَرَنَّ مِنْ دِيرِ سَمْعَانَ رَجُلٌ كَانَ يَخَافُ رَبَّهُ.
قَالُوا: وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثِقَةً مَأْمُونًا. لَهُ فِقْهٌ وَعِلْمٌ وَوَرَعٌ. وَرَوَى حَدِيثًا كَثِيرًا. وَكَانَ إِمَامَ عَدْلٍ. رَحْمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ.
996- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو
بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عفان بْن أبي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس.
__________
(1) من هنا يبدأ الجزء المخطوط الساقط من المطبوع، وينتهي عند الترجمة رقم 1403.
__________
996 طبقات خليفة (259) ، والتاريخ الكبير (5/ 466) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 562) ، والجرح والتعديل (5/ ت 537) ، والثقات لابن حبان (5/ 41) ، والإكمال لابن ماكولا (7/ 261) ، وتهذيب بالكمال (3542) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (170) ، والكاشف (2/ 2911) ، وتاريخ الإسلام (4/ 19) ، وتهذيب التهذيب (5/ 338- 339) ، وتقريب التهذيب (1/ 437) ، وخلاصة الخزرجي (2/ ت 3691) .(5/320)
وأمه حفصة بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب. وأمها صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفي. وأمها عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص بن أمية. وأمها زينب بنت أبي عمرو بن أمية.
فولد عبد الله بن عمرو: خالدا. وعبد الله. وعائشة تزوجها سليمان بن عبد الملك بن مروان. فولدت له. وأمهم أسماء بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. وأمها أم الحسن بنت الزبير بن العوام. وأمها أسماء بنت أبي بكر الصديق.
وعبد العزيز بن عبد الله. وأمية. وأم عبد الله تزوجها الوليد بن عبد الملك بن مروان فولدت له. وأم عثمان بنت عبد الله. وأمهم أم عبد العزيز بنت عبد الله بن خالد بن أسيد بن العيص بن أمية. وعمرو بن عبد الله. وأم سعيد تزوجها يزيد بن عبد الملك بن مروان. فولدت له. وأمها أم عمرو بنت أبان بن عثمان بن عفان.
ومحمدا بن عبد الله وهو الديباج. والقاسم. ورقية. وأمهم فَاطِمَةُ بِنْتُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب. وأمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان. ومحمدا بن عبد الله الأكبر وهو الحازوق. وأمه أم ولد. وأم عبد العزيز بنت عبد الله تزوجها الوليد بن يزيد بن عبد الملك. فولدت له. وأمها الجلال بنت بخيت بن عبد الرحمن بن الأسود بن أبي البحتري من بني أسد بن عبد العزى.
وعبد الله بن عمرو بن عثمان. هو الذي يقال له المطرف لجماله.
وتوفي عبد الله بن عمرو بمصر سنة ست وتسعين.
997- إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بن مرة.
وأمه خولة بنت منظور بن زبان بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة.
وكان إبراهيم أخا حسن بن حسن بن علي لأمه. وكان أعرج. وكان شريفا صارما. وكان يسمى أسد قريش. وأسد الحجاز. وكانت له عارضة. ونفس شريفة وإقدام بالكلام بالحق عند الأمراء والخلفاء. وكان قليل الحديث.
__________
997 تهذيب الكمال (229) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 124) ، والتاريخ الكبير (1/ 1/ 316) ، تهذيب التهذيب (1/ 154) .(5/321)
فولد إبراهيم بن محمد: عمران. وأمه زينب بنت عُمَر بْن أبي سَلَمَة بْن عَبْد الأسد المخزومي. ويعقوب بن إبراهيم. وصالحا. وسليمان. ويونس. وداود.
واليسع. وشعيبا. وهارون. وأم كلثوم. وأم أبان. وأمهم أم يعقوب بنت إسماعيل بن طلحة بن عبيد الله. وأمها لبانة بنت العباس بن عبد المطلب.
وعيسى بن إبراهيم. وإسماعيل. وموسى. ويوسف. ونوحا. وإسحاق لأمهات أولاد.
وإسماعيل الأكبر. وأم أبيها تزوجها عمر بن عبد العزيز بن مروان فولدت له.
وأم كلثوم بنت إبراهيم. وأمهم أم عثمان بنت عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ربيعة المخزومي. وأمها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق.
وقد روى إبراهيم بن محمد بن طلحة عن أبي هريرة. وابن عمر. وابن عباس.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ. قَالَ: حَجَّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ. وَخَرَجَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ تِلْكَ السَّنَةَ.
فَوَافَاهُ بِمَكَّةَ فَجَلَسَ لِهِشَامٍ عَلَى الْحَجَرِ. فَطَافَ هشام بالبيت. فلما مر بإبراهيم صالح بِهِ إِبْرَاهِيمُ أَنْشُدُكَ اللَّهَ فِي ظَلامَتِي. قَالَ: وَمَا ظَلامَتُكَ؟ قَالَ: دَارِي مَقْبُوضَةٌ. قَالَ:
فَأَيْنَ كُنْتَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدِ الْمَلِكِ؟ قَالَ: ظَلَمَنِي وَاللَّهِ. قَالَ: فَأَيْنَ كُنْتَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ؟ قَالَ: ظَلَمَنِي وَاللَّهِ. قَالَ: فَأَيْنَ كُنْتَ عَنْ سُلَيْمَانَ؟ قَالَ:
ظَلَمَنِي وَاللَّهِ. قَالَ: فَأَيْنَ كُنْتَ عَنْ عُمَرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ؟ قَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ رَدَّهَا عَلَيَّ.
فَلَمَّا وَلِيَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَبَضَهَا. وَهِيَ الْيَوْمَ فِي يَدِي وُكَلائِكَ ظُلْمًا. قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ فِيكَ ضَرْبٌ لأَوْجَعْتُكَ. قَالَ: فِيَّ وَاللَّهِ ضَرْبٌ لِلسَّوْطِ وَالسَّيْفِ. فَمَضَى هِشَامٌ وَتَرَكَهُ. ثُمَّ دَعَا الأَبْرَشَ الْكَلْبِيَّ. وَكَانَ خَاصًا بِهِ. فَقَالَ: يَا أَبْرَشُ كَيْفَ تَرَى هَذَا اللِّسَانَ؟ هَذَا لِسَانُ قُرَيْشٍ لا لِسَانُ كَلْبٍ. إِنَّ قُرَيْشًا لا تَزَالُ فِيهِمْ بَقِيَّةٌ. مَا كَانَ فِيهِمْ مِثْلَ هَذَا.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ. قَالَ: جَاءَ كِتَابُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ وَهُوَ عَامِلُهُ عَلَى الْمَدِينَةِ. أَنْ تَحُطَّ فَرْضَ آلِ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ إِلَى فَرْضِ الْمَوَالِي. فَفَزِعُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ. وَهُوَ عَرِيفُ بَنِي تَيْمٍ وَرَأْسُهَا.(5/322)
فَقَالَ: سَأَجْهَدُ فِي ذَلِكَ وَلا أَتْرُكُ. فَتَشَكَّرُوا لَهُ. وَجَزَوْهُ خَيْرًا. قَالَ: وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ يَرْكَبُ كُلَّ سَبْتٍ إِلَى قُبَاءٍ. قَالَ: فَجَلَسَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ عَلَى بَابِ دَارِ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ بِالْبَلاطِ وَأَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ. فَنَهَضَ إِلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ. فَأَخَذَ بِمَعْرِفَةِ دَابَّتِهِ. فَقَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. حُلَفَاءَ وَلَدِ صُهَيْبٍ وَصُهَيْبٌ مِنَ الإِسْلامِ بِالْمَكَانِ الَّذِي هُوَ لَهُ. قَالَ: فَمَا أَصْنَعُ جَاءَ كِتَابُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِيهِمْ. وَاللَّهِ لَوْ جَاءَكَ لَمْ تَجِدْ بُدًّا مِنْ إِنْفَاذِهِ. قَالَ: وَاللَّهِ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تُحْسِنَ فَعَلْتَ وَمَا يَرُدُّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَوْلَكَ. وَإِنَّكَ لَوَالِدٌ فَافْعَلْ فِي ذَلِكَ مَا يُعْرَفُ. فَقَالَ: مَا لَكَ عِنْدِي إِلا مَا قُلْتُ لك. فقال إبراهيم بن محمد: واحدة أقولها لك وَاللَّهِ لا يَأْخُذُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَيْمٍ دِرْهَمًا حَتَّى يَأْخُذَ آلُ صُهَيْبٍ. قَالَ: فَأَجَابَهُ وَاللَّهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ إِلَى مَا أَرَادَ. وَانْصَرَفَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ. فَأَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ عَلَى أَبِي عُبَيْدَةِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ وَهُوَ مَعَهُ. فَقَالَ: لا يَزَالُ فِي قُرَيْشٍ عِزٌّ مَا بَقِيَ هَذَا. فَإِذَا مَاتَ هَذَا ذَلَّتْ قُرَيْشٌ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي الزناد قَالَ: أُمِرَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ بِالْعَطَاءِ فِي خِلافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. فَلَمْ يُتِمَّ مِنَ الْفَيْءِ. فَأَمَرَ هِشَامٌ أَنْ يُتِمَّ مِنْ صَدَقَاتِ الْيَمَامَةِ. فَحَمَلَ إِلَيْهِمْ. وَبَلَغَ ذَلِكَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ.
فَقَالَ: وَاللَّهِ لا نَأْخُذُ عَطَاءَنَا مِنْ صَدَقَاتِ النَّاسِ وَأَوْسَاخِهِمْ حَتَّى نَأْخُذَهُ مِنَ الْفَيْءِ.
وَقَدِمَتِ الإِبِلُ تَحْمِلُ ذَلِكَ الْمَالَ. فَخَرَجَ إِبْرَاهِيمُ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ. فَجَعَلُوا يَرُدُّونَ الإِبِلَ.
وَيَضْرِبُونَ وُجُوهَهَا بِأَكِمَّتِهِمْ. وَاللَّهِ لا نُدْخِلُهَا وَفِيهَا دِرْهَمٌ مِنَ الصَّدَقَةِ. فَرَدَّتِ الإِبِلُ.
وَبَلَغَ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ. فَأَمَرَ أَنْ تُصْرَفَ عَنْهُمُ الصَّدَقَةُ. وَأَنْ يُحْمَلَ إِلَيْهِمْ تَمَامُ عَطَائِهِمْ مِنَ الْفَيْءِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ. قَالَ: حَضَرْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ. وَمَاتَ بِمِنًى. أَوْ لَيْلَةَ جَمْعٍ. فَدُفِنَ أَسْفَلَ الْعَقَبَةِ وَهُوَ مُحْرِمٌ. فَرَأَيْتُ وَجْهَهُ وَرَأْسَهُ مَكْشُوفًا. فَسَأَلْتُ. فَقَالُوا: هُوَ أَمَرَ بِذَلِكَ. فَمَرَّ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. وَأَنَا أَنْظُرُ. فَخَمَّرَ وَجْهَهُ وَرَأْسَهُ. كَمَا فَعَلَ بِأَبِيهِ.
وَمَرَّ بِهِ الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ. فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ وَرَأْسِهِ. كَمَا فَعَلَ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيِّ. فَدُفِنَ عَلَى ذَلِكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ. قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. عَنِ الزُّهْرِيِّ. قَالَ: مَاتَ(5/323)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ وَهُوَ مُحْرِمٌ. فَسُئِلَ عَنْهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ. فَأَمَرَ أَنْ لا يُخَمَّرَ رَأْسُهُ.
998- مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ الْحَارِث بْن خَالِد بْن صخر بْن عامر بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مرة وأمه حفصة بنت أبي يحيى. واسمه عمير. وكان من قدماء موالي بني تيم. ولهم عدد بالمدينة. ثم انتموا إليهم حديثا من الزمان.
فولد محمد بن إبراهيم. موسى بن محمد. وكان فقيها محدثا. وإبراهيم وإسحاق. وأمهم أم عيسى بنت عمران بن أبي يحيى.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ. عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَابْنَ عُمَرَ يَأْخُذَانِ بِرُمَّانَةِ الْمِنْبَرِ ثُمَّ يَنْصَرِفَانِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. وَكَانَ جَدُّهُ الْحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ.
تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ بِالْمَدِينَةِ فِي آخِرِ خِلافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثقة كثير الحديث.
__________
998 تهذيب الكمال 1156. وتهذيب التهذيب 9/ 5. وتقريب التهذيب 2/ 140.
والتاريخ الكبير 1/ 22. والجرح والتعديل 7/ 184.
999- يزيد بن طلحة
بن يزيد بن ركانة بن عَبْد يزيد بْن هاشم بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ.
وأمه فاختة بنت مسعود بن حارثة بن نضلة بن عَوْفِ بْنِ عَبِيدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بن كعب.
وتوفي في المدينة في أول خلافة هشام بن عبد الملك. وكان قليل الحديث.
1000- وأخوه محمد بن طلحة
بن يزيد بن ركانة بن عبد يزيد بن هشام بن
998 تهذيب الكمال (1156) ، وتهذيب التهذيب (9/ 5) ، وتقريب التهذيب (2/ 140) ، والتاريخ الكبير (1/ 22) ، والجرح والتعديل (7/ 184) .
999 الجرح والتعديل (9/ 273) .
1000 الجرح والتعديل (7/ 291) .(5/324)
المطلب. وأمه فاختة بنت مسعود بن حارثة بن نضلة بن عَوْفِ بْنِ عَبِيدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بن كعب.
فولد محمد بن طلحة: جعفر بن محمد. وإبراهيم. وفاختة. وأمهم الفاضلة بنت الفضيل بن ركانة بن عَبْد يزيد بْن هاشم بْن المطلب بْن عبد مناف.
وعليا بن محمد. وسلامة. وأمهما كلوكة بنت عون بن عبد الله بن مالك بْن عَبْد الله بْن رافع بْن نضلة بن مهضب بن صعب.
وتوفي محمد بن طلحة بالمدينة فِي خِلافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَكَانَ قليل الحديث.
1001- أبو عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الأسود بْن المطلب بْن أَسَدِ بْن عَبْد الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. وأمه زَيْنَبُ بِنْتُ أبي سَلَمَة بْن عَبْد الأَسَدِ المخزومي. وأمها أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ زوج النبي - صلّى الله عليه وسلم -
فولد أبو عبيدة بن عبد الله: عبد الله وهو ركيح وزينب. وهند تزوجها عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب. فأولدها محمدا. وإبراهيم وموسى بن عبد الله.
وأمه الوهاب بنت أبي عبيدة. وأمهم قريبة بنت يزيد بن عبد الأكبر بن وهب بن زمعة. وعبد الرحمن. وعبيد الله. وأمهما أم القاسم بنت عمر بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. وكان قليل الحديث.
1002- وأخوه وهب بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الأَسْوَدِ بْن المطلب بْن أَسَدِ بْن عَبْد الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ.
وأمه زينب بنت أبي سلمة بن عبد الأسود المخزومي.
فولد وهب بن عبد الله: عبد الرحمن لأم ولد. وكلثم. وأمها خبية بنت يزيد بْنِ قُنْفُذ بْنِ عُمَيْر بْنِ جدعان بن عمرو التيمي.
قتل وهب بن عبد الله يوم الحرة في ذي الحجة سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ. فِي خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ معاوية.
__________
1001 الجرح والتعديل (9/ 404) .(5/325)
1003- وَأَخُوهُمَا يَزِيدُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الأَسْوَدِ بْن المطلب بْن أَسَدِ بْن عَبْد الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ.
وأمه زينب بنت أبي سلمة بن عبد الأسود المخزومي.
فولد يزيد بن عبد الله: يزيد بن يزيد لأم وَلَدٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ. عَنْ أَبِيهِ.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ. عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ.
عَنْ عَمِّهِ.
قَالُوا: لَمَّا دَخَلَ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ الْمَدِينَةَ وَأَنْهَبَهَا. وَقَتَلَ مَنْ قَتَلَ. دَعَا النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ. فَكَانَتْ بَنُو أُمَيَّةَ أَوَّلَ مَنْ بَايَعَهُ. ثُمَّ دَعَا بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى- وَكَانَ عَلَيْهِمْ حِنْقًا- إِلَى قَصْرِهِ. فَقَالَ: تُبَايِعُونَ لِعَبْدِ اللَّهِ يَزِيدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَلِمَنِ اسْتَخْلَفَ بَعْدَهُ عَلَى أَنَّ أَمْوَالَكُمَ وَأَنْفُسَكُمْ خَوَلٌ لَهُ يَقْضِي فِيهَا مَا شَاءَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَالَ لِيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ خَاصَّةً. بَايِعْ عَلَى أَنَّكَ عَبْدُ الْعَصَا. فَقَالَ يَزِيدُ: أَيُّهَا الأَمِيرُ إِنَّمَا نَحْنُ نَفَرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. لَنَا مَا لِلْمُسْلِمِينَ. وَعَلَيْنَا مَا عَلَيْهِمْ أُبَايِعُ لابْنِ عَمِّي وَخَلِيفَتِي وَإِمَامِي عَلَى مَا يُبَايِعُ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ. فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَقَانِي دَمَكَ. وَاللَّهِ لا أُقِيلُكَهَا أَبَدًا.
لَعَمْرِي إنك لطعاف وَأَصْحَابُكَ عَلَى خُلَفَائِكَ. فَقَدَّمَهُ فَضَرَبَ عُنُقَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ. عَنْ جَعْفَرِ بْنِ خَارِجَةَ. قَالَ: خَرَجَ مُسَرِّفٌ مِنَ الْمَدِينَةِ يُرِيدُ مَكَّةَ. وَتَبِعَهُ أُمُّ وَلَدٍ لِيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ تَسِيرُ وَرَاءَ الْعَسْكَرِ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلاثَةَ. وَمَاتَ مُسَرِّفٌ فَدُفِنَ بِثَنِيَّةِ الْمُشَلَّلِ. وَجَاءَهَا الْخَبَرُ فَانْتَهَتْ إِلَيْهِ. فَنَبَشَتْهُ ثُمَّ صَلَبَتْهُ عَلَى ثَنِيَّةِ الْمُشَلَّلِ.
1004- عَبْدُ الله بْنِ وَهْبِ
بْن زَمْعَةَ بْن الأسود بْن المطلب بْن أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. وأمه زينب بنت شيبة بن ربيعة. وأمها فاختة بنت حرب بن أمية.
فولد عبد الله: يزيد. وأمه تميمة بنت الحارث بن مالك بن خذيمة بن أعيا بن مالك بن علقمة بن فراس بن غنم بن مالك بن كنانة.
__________
1004 الجرح والتعديل (5/ 188) .(5/326)
1005- عباد بن عبد الله
بن الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي. وأمه بنت منظور بن زبان بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة.
فولد عباد بن عبد الله: محمدا وصالحا. وأمهما أم شيبة بنت عبد الله بن حكيم بن حزام بن خويلد. ويحيى بن عباد. وأمه عائشة بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
وأمها أم الحسن بنت الزبير بن العوام. وكان ثقة كثير الحديث.
1006- خبيب بن عبد الله
بن الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العزى.
وأمه بنت منظور بن زبان بن سيار الفزاري.
وكان عالما فبلغ الوليد بن عبد الملك عنه أحاديث كرهها. فكتب إلى عامله على المدينة. أن يضربه مائة سوط. فضربه مائة سوط. وصب عليه قربة من ماء بارد بيتت بالليل. فمكث أياما ثم مات.
1007- حمزة بن عبد الله
بن الزبير بن العوام. وأمه بنت منظور بن زبان الفزاري.
فولد حمزة بن عبد الله: عمارة وبه كان يكنى. درج. وعباد بن حمزة. وأمهما هند بنت قطبة بن هرم بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمي بن
__________
1005 طبقات خليفة (256) ، والتاريخ الكبير (6/ 1592) ، وجمهرة نسب قريش (70) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 215، 365) ، والجرح والتعديل (6/ 419) ، والثقات لابن حبان (5/ 140) ، وسؤالات البرقاني للدارقطني (537) ، وسير أعلام النبلاء (4/ 217) ، وتهذيب الكمال (3086) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (121) ، وتهذيب التهذيب (5/ 98) ، وتقريب التهذيب (1/ 392) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3312) .
1006 تاريخ ابن معين (2/ 146) ، وطبقات خليفة (242) ، (259) ، وتاريخ ابن معين (306) ، والتاريخ الكبير (3/ 713، 714) ، والمعارف (116) ، والمعرفة ليعقوب (2/ 657) ، وتاريخ الطبري (5/ 344) ، (6/ 188، 482) ، والجرح والتعديل (3/ 1774) ، ومشاهير علماء الأمصار (550) ، وتاريخ الإسلام (3/ 363) ، وتهذيب الكمال (1677) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (196) ، والكاشف (1/ 278) ، وتهذيب التهذيب (3/ 135) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1832) .(5/327)
مازن بن فزارة. وأبا بكر بن حمزة. ويحيى.
وأمهما أم القاسم بنت القاسم بن محمد بن جعفر بن أبي طالب. وأمها أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. وأمها زينب بنت علي بن أبي طالب.
وأمها فاطمة بِنْت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وسليمان بن حمزة. وأم سلمة. وأمهما أم الخطاب بنت شيبة بن عبد الله بن شريك بن أنس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد عبد الأشهل من الأنصار.
وعبد الواحد بن حمزة. وهاشما. وعامرا. وإبراهيم. وعبد الحميد. وأمة الجبار. وأمة الملك. وأم حبيب. وصالحة. وهم لأمهات أولاد.
وكان عبد الله بن الزبير قد ولى ابنه حمزة البصرة ثم عزله.
وقد روي عن حمزة. وروي عن ابنيه: عباد. وهاشم. وكان هاشم من العباد.
1008- ثابت بن عبد الله
بن الزبير بن العوام بن خويلد.
وأمه بنت منظور بن زبان الفزاري.
فولد ثابت: نافعا. ومصعبا. وخبيبا. وبكيرة. وهم لأمهات أولاد شتى.
وسعدا. لأم ولد. وأسماء وأمها صفيا بنت عبد الله بن سعد بن أبي وقاص.
وحكيمة. ورقيقة بنتي ثابت. وأمهما عائشة بنت محمد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ.
1009- أبو بكر بن عبد الله
بن الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ. وأمه ريطة بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
فولد أبو بكر بن عبد الله: عبد الرحمن. وأمه أمة الرحمن بنت الجعد بن عبد الله ابن ماعز بن مجالد بن ثور بن معاوية بن البكاء بن عامر.
وقد روي عنه أيضا.
1010- هاشم بن عبد الله
بن الزبير بن العوام. وأمه أم هاشم واسمها رخلة بنت
__________
1008 الجرح والتعديل (2/ 454) .
1009 الجرح والتعديل (9/ 338) .
1010 الجرح والتعديل (9/ 104) .(5/328)
منظور بن زبان الفزاري.
كان هاشم أحد فرسان أبيه. وكان من المعدودين.
1011- عَامِرُ بْنُ عبد الله
بن الزبير بن العوام بن خُوَيْلِدٍ. وأمه حنتمة بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي.
فولد عامر بن عبد الله: عتيقا. وعبد الله لا بقية له. والحارث درج. وعائشة وأم عثمان الكبرى. وأم عثمان الصغرى. وأمهم قريبة بنت المنذر بن الزبير بن العوام بن خويلد.
وكان عامر بن عبد الله بن الزبير يكنى أبا الحارث. وكان عابدا فاضلا. مات قبل موت هشام بن عبد الملك أو بعده بقليل. ومات هشام سنة أربع وعشرين ومائة.
أَخْبَرَنَا: مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ. قَالَ: كَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَغْتَسِلُ كُلَّ يَوْمٍ طَلَعَتْ شَمْسُهُ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ إِرَادَةَ الطُّهْرِ.
أَخْبَرَنَا مَعْنٌ. قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ. قَالَ: رَأَيْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُوَاصِلُ يَوْمَ سَبْعَ عَشْرَةَ ثُمَّ يُمْسِي فَلا يَذُوقَ شَيْئًا حَتَّى الْقَابِلَةَ. يَوْمَيْنِ وَلَيْلَةً.
أَخْبَرَنَا مَعْنٌ. قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ. قَالَ: رَأَيْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَرُوغُ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. قَالَ: يَقُولُونَ إِنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ اشْتَرى نَفْسَهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِسِتِّ دِيَاتٍ.
أَخْبَرَنَا مُصْعَبٌ. عَنْ سُفْيَانَ: أَنَّهُ رَأَى عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُطِيلُ الوقوف عند الجمار.
__________
1011 تاريخ الدوري (2/ 288) ، وتاريخ خليفة (352) ، وعلل أحمد (1/ 150، 239) ، والتاريخ الكبير (6/ 2951) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 243، 665، 666) ، وتاريخ أبي زرعة (163) ، (164) ، (421) ، (529) ، والجرح والتعديل (6/ 1810) ، والثقات لابن حبان (5/ 186) ، وأنساب القرشيين (227) ، (232) ، وسير أعلام النبلاء (5/ 219) ، والكاشف (2/ 2569) ، وتهذيب الكمال (3049) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (117) ، وتاريخ الإسلام (5/ 91) ، وتهذيب التهذيب (5/ 74) ، وتقريب التهذيب (1/ 388) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3270) .(5/329)
وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا عَابِدًا. وَلَهُ أَحَادِيثُ يَسِيرَةٌ.
1012- محمد بن جعفر
بن الزبير بن العوام بن خويلد. وأمه أم ولد.
فولد محمد بن جعفر: إبراهيم. وزينب. وأمهما أم ولد.
وقد روى محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر. وروى عنه أيضا ابن جريج.
والوليد ابن كثير.
وكان عالما وله أحاديث.
1013- نبيه بن وهب
بن عثمان بن أبي طلحة بْن عَبْد العزى بْن عُثْمَانَ بْن عَبْد الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ.
وأمه سعدى بنت زيد بن مليص من بني مازن بن مالك بْن عَمْرو بْن تميم.
وأسر زيد بن مليص يوم بدر مع المشركين.
فولد نبيه بن وهب: وهبا. وعبد الله. وعبد الرحمن. وعمرا. وأم سلمة. وأم جميل.
وأمهم أم جميل بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة.
وقد روى نافع مولى ابن عمر عن نبيه بن وهب. وليس نبيه بأسن منه.
وتوفى نبيه في فتنة الوليد بن يزيد بن عبد الملك. وكان ثقة قليل الحديث.
وكانت أحاديثه حسانا.
1014- عبد الرحمن بن المسور
بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة.
وأمه أمة الله بنت شرحبيل بن حسنة الكندي.
فولد عبد الرحمن بن المسور: عبد الله. وميمونة. وأمهما بنت زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ بجير بن الهزم بن رؤيبة من بني هلال بن عامر. وأبا بكر بن عبد الرحمن وكان شاعرا. وشرحبيل. وربيعة. وجعفرا. لأمهات أولاد.
ويكنى عبد الرحمن أبا المسور.
__________
1012 الجرح والتعديل (7/ 221) .
1014 الجرح والتعديل (5/ 283) .(5/330)
وتوفي بالمدينة سنة تسعين في خلافة الوليد بن عبد الملك. وكان قليل الحديث.
1015- سلمة بن عُمَر
بْن أبي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ بْنِ هِلالِ بْنِ عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وأمه مليكة بنت رفاعة بن عبد المنذر بن زنبر بْن زَيْد بْن أمية بْن زَيْد بْن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف.
فولد سلمة بن عمر: عبد الله وعمر. وأسماء تزوجها عروة بن الزبير بن العوام.
وأمهم حفصة بنت عبيد الله بن عمر بن الخطاب. وأمها أسماء بنت زيد بن الخطاب.
1016- المطلب بن عبد الله
بن المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم. وأمه أم أبان بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية.
فولد المطلب بن عبد الله: الحكم.
وأمه السيدة بنت جابر بن الأسود بن عوف الزهري. وسليمان. وعبد العزيز ولي قضاء المدينة لأبي جعفر المنصور. والفضل. والحارث. وأم عبد الملك. وأمهم أم الفضل بنت كليب بن حزن بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ خَفَاجَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عقيل بن كعب.
وعليا. وأمه فاختة بنت عبد الله بن الحارث بن عبد الله بن الحصين ذي الغصة الحارثي. وقريبة وأمها أم القاسم بنت وهب بن بشر بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب.
__________
1015 ذكره ابن حجر في التهذيب، ولم يذكره المزي في تهذيب الكمال، قال ابن حجر:
سلمة بن عبد الله بن عُمَر بْن أبي سَلَمَة بْن عَبْد الأسد المخزومي، وربما نسب إلى جد أبيه، وإلى جده، مقبول.
انظر: تهذيب التهذيب (4/ 148) ، وتقريب التهذيب (1/ 317) .
1016 قال أبو حاتم: عامة أحاديثه مراسيل إلا عن جابر، يشبه أنه أدركه. وقال أبو زرعة ويعقوب بن سفيان والدارقطني: ثقة. وقال ابن حجر: صدوق كثير الإرسال.
انظر: تهذيب الكمال (1336) ، وتهذيب التهذيب (10/ 178) ، وتقريب التهذيب (2/ 254) ، والتاريخ الكبير (8/ 7) ، والجرح والتعديل (8/ 359) .(5/331)
وكان كثير الحديث. وليس يحتج بحديثه. لأنه يرسل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيرا وليس له لقي. وعامة أصحابه يدلسون.
1017- المهاجر بن عكرمة
بن المهاجر بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي أُميّة بْن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وهو الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير. عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحارث بن هشام قال: [قال رسول الله. ص:
لا يحل لرجل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يضرب فوق عشرة أسواط إلا في حد] .
1018- حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ
بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَّاحِ بْنِ عدي بن كعب.
وأمه سيدة بنت عميرة بن خراش من بني محارب بن حفصة.
فولد حفص بن عاصم: عمر. ورباحا واسمه عيسى. وأم جميل. وأم عاصم.
وأمهم ميمونة بنت داود بن كلب بن أساف بْن عُتْبة بْن عَمْرو بْن خديج بْن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج.
قال: حدثنا عيسى بن حفص. قال: رأيت أبي يلبس الخز.
1019- وأخوه عبيد الله بن عاصم
بن عمر بن الخطاب. وأمه عائشة بنت مطيع بن الأسود بن حارثة من بني عدي بن كعب.
فولد عبيد الله بن عاصم: عبد الله. وأمه أم ولد. وعاصما. وأبية. وأمهما أم سلمة بنت عبد الله بن أبي أحمد بن جحش بن رئاب من بني أسد.
1020- عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بن
__________
1017 الجرح والتعديل (8/ 260) .
1018 علل ابن المديني (48) ، وطبقات خليفة (246) ، والتاريخ الكبير (3/ 2747) ، والمعارف (188) ، والجرح والتعديل (2/ 796) ، ومشاهير علماء الأمصار (506) ، وتاريخ الإسلام (3/ 359) ، وسير أعلام النبلاء (4/ 96- 197) ، وتهذيب الكمال (1392) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (163) ، والكاشف (1/ 240) ، وتهذيب التهذيب (2/ 402) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1506) .
1020 الجرح والتعديل (6/ 15) .(5/332)
رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رزاح بن عدي بن كعب. وأمه ميمونة بنت بِشْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ عُبَادَةَ بن البكاء من بني عامر بن صعصعة.
فولد عبد الحميد بن عبد الرحمن: إبراهيم. وأمه بنت يزيد بن الأصم من بني البكاء.
ومحمد بن عبد الحميد. وعمر. وزيدا. وعبد الرحمن الأكبر. وعبد الكبير ولي الصائفة. وهم لأمهات أولاد. وعبد الرحمن الأصغر. وأمه بنت الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بن المغيرة المخزومي.
وولى عمر بن عبد العزيز. عبد الرحمن العراق. وبعث معه أبا الزناد كاتبا له على الخراج.
1021- نفيل بن هشام
بن زيد بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيْلَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَّاحِ بْنِ عدي بن كعب. وأمه أم حبيب بنت عبد الله بن قَارِظٍ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ حُلَفَاءَ بَنِي زُهْرَةَ.
فولد نفيل: هشاما. وأمه بنت الأسود بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.
1022- عمرو بن شعيب
بن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص بن وائل بن هشام بن سعيد بن سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبٍ. وأمه حبيبة بنت مرة بن عَمْرو بْن عَبْد اللَّه بْن عمير بْن أهيب الجمحي.
فولد عمرو بن شعيب: عبد الله. وأمه رملة بنت عبد الله بن المطلب بن أبي وداعة بن صبيرة السهمي.
وإبراهيم بن عمرو. وأمه أم عاصم بنت عمر بن عاصم من ثقيف.
وعبد الرحمن لأم ولد.
قال: أخبرنا وكيع بن الجراح. عن داود بن قيس. قال: كانت كنية عمرو بن شعيب أبا إبراهيم.
__________
1021 الجرح والتعديل (8/ 510) .
1022 تهذيب الكمال (1036) ، تهذيب التهذيب (8/ 48) ، وتقريب التهذيب (2/ 72) ، والتاريخ الكبير (6/ 342) ، والجرح والتعديل (6/ 238) ، وتاريخ ابن معين (2/ 446) .(5/333)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بن أنس. قال: رأيت عمرو بن شعيب وكان يطيل الصلاة بين الظهر والعصر.
أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ. عَنْ حَبِيبٍ الْمُعَلِّمِ. قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ أَنَّ أَبَاهَ أَقَرَّ لأُمِّهِ عِنْدَ مَوْتِهِ بِعِشْرِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
1023- وَأَخُوهُ عُمَرُ بْنُ شُعَيْبِ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص بن وائل.
وأمه حبيبة بنت مرة بن عمرو بن عبيد الله بن عمير بن أهيب الجمحي.
وليس له عقب. وقد روي عنه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قُدَامَةَ الْجُمَحِيِّ. قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شُعَيْبٍ أَخُو عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ بِالشَّأْمِ. عَنْ أَبِيهِ. عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
قَالَ: كَانَتْ أُمُّهُ بِنْتُ مُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ امْرَأَةً تَهْدِي لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتلطفه. فأتاها يوما زائدا فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ؟
1024- وأخوهما شعيب بن شعيب
بن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص بن وائل. وأمه أم ولد.
فولد شعيب بن شعيب: رجلا توفي وليس له عقب.
وقد روي عن شعيب بن شعيب.
1025- محمد بن عمرو
بن عطاء الأكبر بن عباس بن علقمة بْن عَبْد الله بْن أبي قَيْس بن عبد ود بن نضر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. وأمه أم كلثوم بنت عبد الله بن غيلان بن سلمة بن معتب بن مالك بن كعب من ثقيف. ويكنى محمد بن عمرو: أبا عبد الله. وكانت له هيئة ومروءة. وكانوا يتحدثون بالمدينة أن الخلافة
__________
1024 التاريخ الكبير (2/ 2/ 218) ، والجرح والتعديل (4/ 347) .
1025 وثقه أيضا ابن معين، وقال القطان: رجل صالح ليس بأحفظ الناس للحديث، وقال الجوزجاني: ليس بقوي الحديث ويشتهي حديثه، قال ابن حجر: صدوق له أوهام.
انظر: تهذيب الكمال (1252) ، وتهذيب التهذيب (9/ 375) ، وتقريب التهذيب (2/ 196) ، والتاريخ الكبير (1/ 191) ، والجرح والتعديل (8/ 30) ، وتاريخ ابن معين (2/ 533) .(5/334)
تفضي إليه لهيئته ومروءته وعقله وكماله. ولقي ابن عباس وَغَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -
وتوفي في خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك. وكان ثقة له أحاديث.
1026- أَبُو بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ بْن زَيْد بْن لوذان بْن عَمْرو بن عَبْد عوف بْن غنم بْن مالك بْن النجار من الأنصار. ثم من الخزرج. وأمه كبشة بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ بن عدس من بني مالك بن النجار. وخالته عمرة بنت عبد الرحمن. التي روت عن عائشة.
فولد أبو بكر بن محمد: محمدا. وعبد الله. وعبد الرحمن. وأمهم فاطمة بنت عمارة بن عمرو بن حزم من بني مالك بن النجار.
وأمة الرحمن بنت أبي بكر. لأم ولد. وأبو بكر هو اسمه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد. في حديث رواه أن أبا بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ كان على القضاء بالمدينة.
قَالَ: أخبرنا معن بن عيسى. قَالَ: حَدَّثَنِي سعيد بن مسلم. قَالَ: رأيت أبا بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ يقضي في المسجد في زمان عمر بن عبد العزيز.
يعني في ولاية عمر بن عبد العزيز على المدينة للوليد بن عبد الملك.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ. عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ رأى أبا بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ يقضي في المسجد معه حرسيان مستندا إلى الأسطوانة عند القبر.
قَالَ محمد بن عمر: فلما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة ولى أبا بكر بن محمد إمرة المدينة. فاستقضى أبو بكر على المدينة ابن عمه أبا طوالة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ معمر بن حزم.
وكان أبو بكر هو الذي يصلي بالناس ويلي أمرهم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْغُصْنِ. قَالَ: لَمْ أَرَ عَلَى أبي
__________
1026 تهذيب الكمال (1588) ، وتهذيب التهذيب (12/ 40) ، وتقريب التهذيب (2/ 400) ، والتاريخ الكبير (9/ 12) ، والجرح والتعديل (9/ 340) ، وتاريخ ابن معين (2/ 696) .(5/335)
بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ سَيْفًا قَطُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْغُصْنِ. قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدٍ يَعْتَمُّ يَوْمَ الْعِيدِ وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ بِعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ. وَرَأَيْتُهُ يَخْلَعَ نَعْلَيْهِ إِذَا رَقَا مِنْبَرَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ. قال: حدثنا أبو الْغُصْنِ: أَنَّهُ رَأَى أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدٍ يَصْبُغُ بِالْحِنَّاءِ وَيُقَتِّمُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْغُصْنِ. قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدٍ مُتَخَتِّمًا فِي يَمِينِهِ خَاتَمُ ذَهَبٍ فَصُّهُ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أويس. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْغُصْنِ. أَنَّهُ رَأَى أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدٍ فِي إِصْبَعِهِ الْيُمْنَى خَاتَمٌ فِيهِ يَاقُوتَةٌ لَوْنُهَا لَوْنُ السَّمَاءِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الحارثي. قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ. عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ محمد بن عمرو بْنِ حَزْمٍ. أَنَّ أَبَاهَ قَالَ: لا تَزِيُدُونِي عَلَى ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ رَيْطَاتٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ في خلافة هشام بن عبد الملك. وهو ابْنُ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً.
وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
1027- عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ
بْنِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بن سواد بن كعب.
وهو ظفر بن الخزرج بن عمرو. وهو النبيت بن مالك بن الأوس من الأنصار.
وأمه أم الحارث بنت سنان بن عمرو بن طلق بن عمرو من بني سلامان بن
__________
1027 تاريخ الدارمي (611) ، وتاريخ خليفة (66) ، (350) ، وطبقات خليفة (258) ، وعلل أحمد (1/ 276) ، والتاريخ الكبير (6/ 3040) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 422) ، (3/ 259) ، والجرح والتعديل (6/ 1913) ، والثقات لابن حبان (5/ 134) ، وسير أعلام النبلاء (5/ 540) ، والكاشف (2/ 2533) ، وتهذيب الكمال (3020) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (112) ، وتاريخ الإسلام (219) ، وتهذيب التهذيب (5/ 53) ، وتقريب التهذيب (1/ 385) ، وميزان الاعتدال (2/ 4059) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3240) ، وشذرات الذهب (1/ 157) .(5/336)
سعد هذيم بن قضاعة حليف بني ظفر. ويكنى عاصم أبا عمر. وليس له عقب.
وكانت له رواية للعلم. وعلم بالسيرة. ومغازي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وروى عنه محمد بن إسحاق وغيره من أهل العلم.
وكان ثقة كثير الحديث عالما.
ووفد عاصم بن عمر على عمر بن عبد العزيز في خلافته في دين لزمه فقضاه عنه عمر. وأمر له بعد ذلك بمعونة. وأمره أن يجلس في جامع دمشق فيحدث الناس بمغازي رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - ومناقب أصحابه. وقال: إن بني مروان كانوا يكرهون هذا وينهون عنه. فاجلس فحدث الناس بذلك. ففعل. ثم رجع إِلَى الْمَدِينَةِ. فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى تُوُفّي سنة عشرين ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك.
1028- وأخوه يعقوب بن عمر
بن قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بن سواد بن ظفر.
وأمه أم الحارث بنت سنان بن عمرو بن طلق بن عمرو من بني سلامان بن سعد هذيم.
فولد يعقوب بن عمر: أمة الرحمن تزوجها رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الخدري. وقد انقرض عقب عاصم ويعقوب ابني عمر بن قتادة فلم يبق منهم أحد.
وانقرض بنو عامر بن سواد بن ظفر فلم يبق منهم أحد.
وقد روي عن يعقوب بن عمر بن قتادة. وله أحاديث يسيرة.
1029- عبد الرحمن بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ كَعْبِ بْن مَالِكٍ بْن أبي كعب بْن القين بن كعب بْن سواد بْن غنم بْن كعب بْن سلمة من الخزرج. وأمه خالدة بنت عبد الله بن أنيس من البرك بن وبرة حليف بني سلمة.
فولد عبد الرحمن بن عبد الله: محمدا. وأبيه. وأمهما خالدة بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ بْن أبي كعب بْن القين من بني سلمة. وعبد الله. وعبد الرحمن.
وأمهما أم كوج بنت ثابت بن الحارث بن ثابت بن حارثة من بني جدارة. وروح بن عبد الرحمن. وأمه أم ولد.
__________
1028 الجرح والتعديل (9/ 211) .
1029 الجرح والتعديل (5/ 249) .(5/337)
وكان عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب يكنى أبا الخطاب. بكنية عمه عبد الرحمن بن كعب بن مالك.
وقد روى الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ. وكان قليل الحديث. ومات عبد الرحمن بن عبد الله بالمدينة في خلافة هشام بن عبد الملك.
وانقرض ولده فلم يبق منهم أحد.
1030- واقد بن عمرو
بن سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بْن جشم بْن الْحَارِث بْن الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس بْن حارثة بْن ثَعْلَبَة بْن عَمْرو بْن عامر. وأمه أم ولد.
فولد واقد بن عمرو: محمدا. وسعدا. وأبا بكر. وأم أبيها. وأمهم أم كلثوم بنت سلمة بن عوف بن سلمة بن سلامة بن وقش بن زرعة من بني عبد الأشهل من الأوس.
وقد انقرض ولد واقد بن عمرو فلم يبق منهم أحد.
وكان ثقة له أحاديث.
__________
1030 الجرح والتعديل 9/ 32.
1031- سعيد بن عبد الرحمن
بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار. وأمه أم ولد.
فولد سعيد بن عبد الرحمن: الفرعة. وفاطمة. وأمهما أم ولد. وعبدة بنت سعيد. وأمها أم ولد.
وقد انقرض ولد حسان بن ثابت فلم يبق منهم أحد.
وكان سعيد قليل الحديث. شاعرا.
1032- محمد بن يحيى
بن حبان بن منقذ بن عمرو بْن مالك بْن خنساء بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مازن بن النجار. وأمه أم العلاء بنت عباد بن سلكان بْنُ سَلامَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زعوراء بن عبد الأشهل من الأوس.
1030 الجرح والتعديل (9/ 32) .
1031 الجرح والتعديل (4/ 39) .
1032 تهذيب المال (1285) ، وتهذيب التهذيب (9/ 507) ، وتقريب التهذيب (2/ 216) ، والتاريخ الكبير (1/ 265) ، والجرح والتعديل (8/ 112) .(5/338)
فولد محمد بن يحيى: سكينة. وفاطمة. وأمهما أم الحارث بنت واسع بن حبان بن منقذ بن عمرو بن مالك بن خنساء بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار.
وبريكة بنت محمد. وأمها مويسة بنت صالح بن خَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بن البرك. وهو امرؤ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف من الأوس.
وكان محمد بن يحيى يكنى أبا عبد الله. وتوفي بالمدينة سنة إحدى وعشرين ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك. وهو ابن أربع وسبعين سنة.
قَالَ محمد بن عمر: وكانت لمحمد بن يحيى بن حبان حلقة فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وكان يفتي. وكان ثقة كثير الحديث.
وقد روى عن عمه واسع بن حبان. وعن ابن محيريز. عن عبد الرحمن الأعرج.
1033- عبد الله بن عبد الرحمن
بن الحارث بن أبي صعصعة بْن زَيْد بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غنم بن مازن بن النجار. وأمه أم الحارث بنت قيس بن أبي صعصعة بن زيد بن عوف بن مبذول.
فولد عبد الله بن عبد الرحمن: عبد الرحمن. ومحمدا. وقيسا. وثبيته. وأمهم نائلة بِنْت الْحَارِث بْن عَبْد الله بْن كعب بْن عَمْرو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غنم بن مازن بن النجار.
وو قد روى عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري. وأدركه مالك بن أنس وروى عنه. وروى أيضا مالك عن ابنيه محمد وعبد الرحمن ابني عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي صعصعة.
1034- علي بن عبد الرحمن المعاوي
من بَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عمرو بن عوف من الأوس.
__________
1033 وثقه النسائي، وابن حبان، والذهبي، وابن حجر.
انظر: تاريخ البخاري (5/ 386) ، والجرح والتعديل (5/ 430) ، والثقات لابن حبان (5/ 13) ، وتهذيب النووي (1/ 277) ، والكاشف (2/ 2850) ، وتهذيب الكمال (3381) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (160) ، وتهذيب التهذيب (5/ 294) ، وتقريب التهذيب (1/ 428) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3615) .
1034 الجرح والتعديل (6/ 195) .(5/339)
وقد روى الزهري عن علي بن عبد الرحمن المعاوي.
1035- مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبِ
بْنِ حَبَّانَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ أَسَدٍ الْقُرَظِيُّ. حلفاء الأوس. ويكنى أبا حمزة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ. عَنْ مُحَمَّدِ بن أبي حميد الأنصاري. أن محمدا بن كعب القرظي كان يكنى أبا حمزة. وقد لقيه محمد بن أبي حميد وسمع منه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فديك قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن موهب. أن محمد بن كعب القرظي كان يكنى أبا حمزة.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أُخْبِرْتُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ. قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَتِّبٍ. أَوْ مُغِيثِ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ. عَنْ أَبِيهِ. عَنْ جَدِّهِ.
قَالَ: [سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: سَيَخْرُجُ مِنَ الْكَاهِنَيْنِ رَجُلٌ يَدْرُسُ الْقُرْآنَ دِرَاسَةً لا يَدْرُسُهُ أَحَدٌ بَعْدَهُ] .
قَالَ نَافِعٌ. قَالَ رَبِيعَةُ: فَكُنَّا نَقُولُ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ. وَالْكَاهِنَانُ قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ. وَأَخُوهُمَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ. قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ. قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ يَقُصُّ فَبَكَى رَجُلٌ فَقَامَ وَقَطَعَ قَصَصَهُ. وَقَالَ: مَنِ الْبَاكِي؟ قَالُوا: مِنْ بَنِي فُلانٍ. قَالَ: كَأَنَّهُ كَرِهَ ذَلِكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ. قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَعْشَرٍ يَقُولُ: مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ أَبِي مَعْشَرٍ يَقُولُ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ يَقُصُّ فَسَقَطَ عَلَيْهِ وَعَلَى أَصْحَابِهِ مَسْجِدٌ فَقَتَلَهُمْ.
قَالَ: وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ. فَخَالَفُوهُمَا وَقَالُوا: مَاتَ ابْنُ كَعْبٍ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ. أَوْ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَكَانَ ثِقَةً عَالِمًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَرِعًا رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ.
__________
1035 تهذيب الكمال (1262) ، وتهذيب التهذيب (9/ 420) ، وتقريب التهذيب (2/ 230) ، والتاريخ الكبير (1/ 216) ، والجرح والتعديل (8/ 67) .(5/340)
1036- عبد الله بن خراش
الكلبي. وروى عن أبي هريرة. وكعب. وروى عنه بكير بن مسمار. وموسى بن عبيدة الربذي. وغيرهما.
1037- عبد الله بن دينار
بن مكرم الأسلمي. له أحاديث يسيرة.
1038- أبو سلمة الحضرمي.
1039- قارظ بن شيبة
من بني لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كنانة حلفاء بني زهرة ابن كلاب.
توفي بالمدينة في خلافة سليمان بن عبد الملك بن مروان. وكان قليل الحديث.
1040- وأخوه عمر بن شيبة
وكان قليل الحديث.
1041- معاوية بن عبد الله
بن بدر الجهني. مات قديما. وكانت له سن عالية. ولقي عامة أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
1042- وأخوه بعجة بن عبد الله
بن بدر الجهني. كان قليل الحديث.
1043- معاذ بن عبد الله
بن خبيب الجهني. لقي ابن عباس. وروى عنه. ومات قديما. وكان قليل الحديث.
1044- إسماعيل بن عبد الرحمن
بن ذؤيب من بني أسد بن خزيمة.
__________
1036 الجرح والتعديل (5/ 46) .
1039 الجرح والتعديل (7/ 148) .
1041 الجرح والتعديل (8/ 377) .
1042 قال المزي: روى له الجماعة، أبو داود في المراسيل.
ووثقه النسائي، وابن حبان، وابن حجر.
انظر: تاريخ البخاري (2/ 1/ 149) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 437) ، ومشاهير علماء الأمصار والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني (1/ 62) ، وأسد الغابة (1/ 202) ، وتهذيب الكمال (737) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (87) ، والكاشف (1/ 160) ، وتاريخ الإسلام (44/ 93) ، وتهذيب التهذيب (1/ 473) ، والإصابة (1/ 182) .
1043 الجرح والتعديل (8/ 246) .
1044 الجرح والتعديل (2/ 183) ، وتهذيب التهذيب (1/ 312) .(5/341)
سمع من ابن عمر. وروى عنه عبد الله بن أبي نجيح. وسعيد بن خالد القارظي. وكان ثقة وله أحاديث.
1045- وأخوه محمد بن عبد الرحمن
بن ذؤيب. وقد روى عنه أيضا. وهو قليل الحديث. وإنما عرف بأخيه.
1046- مسلم بن جندب الهذلي
ويكنى أبا عبد الله وكان كبيرا. وسمع من عبد الله بن عمر. وأصحاب عمر. وأسلم مولى عمر وغيره. ومات بالمدينة في خلافة هشام بن عبد الملك.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بن أنس: أن عمر بن عبد العزيز رزق مسلم بن جندب دينارين. وكان قبل ذلك يقضي بغير رزق.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي الزِّنَادِ يَقُولُ: بلغ سعيد بن المسيب أن مسلم بن جندب قَالَ: الحج الأكبر يوم النحر فقال: إنه أعرابي هالته الدماء.
قَالَ محمد بن عمر: وقد روى زيد بن أسلم عن مسلم بن جندب.
1047- نافع مولى عبد الله
بن عمر بن الخطاب. ويكنى أبا عبد الله. وكان من أهل أبرشهر. أصابه عبد الله في غزاته.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعُ بن أبي نعيم وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة وأبو مروان عبد الملك بن عبد العزيز بن أبي فروة. قالوا: كان كتاب نافع الذي سمع من عبد الله بن عمر في صحيفة. فكنا نقرأها عليه فنقول: يا أبا عبد الله إنا قد قرأنا عليك فنقول: حدثنا نافع؟ فقال: نعم.
أخبرنا محمد بن عمر. قَالَ: سمعت نافع بن أبي نعيم يقول: إذا أخبرك أحد أن أحدا من أهل الدنيا قرأ عليه نافع. فلا تصدقه كان ألحن من ذلك.
__________
1045 الجرح والتعديل (7/ 313) .
1046 الجرح والتعديل (8/ 182) .
1047 تهذيب الكمال (1405) ، وتهذيب التهذيب (10/ 4122) ، وتقريب التهذيب (2/ 296) ، والتاريخ الكبير (8/ 84) ، والجرح والتعديل (8/ 456) .(5/342)
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن زيد. عن عبيد الله قال: كان نافع لا يفسر.
قَالَ: أخبرت عن سفيان بن عيينة. قَالَ: قَالَ إسماعيل: كنا نرد نافعا عن اللحن فيأبى. قَالَ سفيان: أي حديث أوثق من حديث نافع.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن زيد. قَالَ: حدثنا عبيد الله بن عمر بن حفص: أن عمر بن عبد العزيز بعث نافعا إلى مصر يعلمهم السنن.
قَالَ: محمد بن عمر. وغيره: وقد روى نافع عن ابن عمر. وأبي هريرة. وربيع بنت معوذ. وصفية بنت أبي عبيد. وأسلم مولى عمر بن الخطاب.
وكان ثقة كثير الحديث. ومات نافع بالمدينة سنة سبع عشرة ومائة. في خلافة هشام بن عبد الملك.
1048- سعيد بن أبي سعيد
المقبري مولى بني لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كنانة روى عن سعد بن أبي وقاص. وجبير بن مطعم. وأبي شريح الكعبي. وأبي هريرة. وأبي سعيد الخدري. وابن عمر. وعبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري.
وسعيد بن دينار. وعروة بن الزبير. وأبي سلمة بن عبد الرحمن. وعبد الله بن رافع مولى أم سلمة. وعبيد بن جريج. وعبد الله بن أبي قتادة. وعبد الرحمن بن مهران.
والقعقاع بن حكيم. وعن أبيه. وعن أخيه عباد بن أبي سعيد.
وكان سعيد بن أبي سعيد ثقة كثير الحديث. ولكنه كبر وبقي حتى اختلط قبل موته بأربع سنين.
__________
1048 تاريخ ابن معين (2/ 200) ، وطبقات خليفة (257) ، وتاريخ خليفة (368) ، وعلل أحمد (1/ 98، 99، 107، 162، 215) ، والتاريخ الكبير (3/ 1585) ، والمعرفة والتاريخ (2/ 294) ، وتاريخ أبي زرعة (524) ، (581) ، (592) ، وكنى الدولابي (1/ 186) ، والجرح والتعديل (4/ 251) ، والمراسيل لابن أبي حاتم (75) ، وتهذيب تاريخ دمشق (6/ 171) ، وتهذيب الأسماء (1/ 219) ، وتاريخ الإسلام (5/ 80) ، وسير أعلام النبلاء (5/ 216) ، وتذكرة الحفاظ (1/ 116) ، وتهذيب الكمال (2284) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (20) ، والكاشف (1/ 1916) ، وميزان الاعتدال (5/ 3187) ، وتهذيب التهذيب (4/ 38) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2467) ، وشذرات الذهب (1/ 163) .(5/343)
ومات في خلافة هشام بن عبد الملك بالمدينة سنة ثلاث وعشرين ومائة.
1049- عبيد الله بن مقسم.
روى عن ابن عمر. وجابر بن عبد الله.
1050- عمر بن الحكم أبو الوليد
مولى عمرو بن خراش.
روى عن أبي هريرة.
1051- أبو وهب
مولى أبي هريرة. وكان قليل الحديث. روى عنه أبو معشر.
1052- صالح بن أبي صالح
ويكنى أبا عبد الله مولى التوأمة. وهي بنت أمية بن خلف الجمحي- وكانت معها أخت لها في بطن فسميت تلك باسم. وسميت هذه التوأمة فهي أعتقت أبا صالح واسمه نبهان.
وقد روى صالح بن أبي صالح عن أبي هريرة. وكان قديما. وبقي حتى توفي بالمدينة سنة خمس وعشرين ومائة. وله أحاديث قليلة. رأيتهم يهابون حديثه.
1053- أبو عمرو بن حماس
مولى بني لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كنانة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بن محمد بن طحلاء. عن أبيه. قَالَ: كان أبو عمرو بن حماس رجلا من بني ليث. قليل الحديث. وكان متعبدا مجتهدا يصلي الليل. وكان شديد النظر إلى النساء فدعا الله أن يذهب بصره. فذهب بصره. فلم يحتمل العمى. فدعا الله أن يرده عليه. فبينا هو يصلي في المسجد. إذ رفع رأسه فنظر إلى القنديل. فدعا غلامه فقال: ما هذا؟ قال: القنديل. قال: وذاك؟
__________
1049 الجرح والتعديل (5/ 333) .
1051 الجرح والتعديل (9/ 451) .
1052 تاريخ ابن معين (2/ 266) ، والدارمي (435) ، وعلل ابن المديني (79) ، وتاريخ خليفة (362) ، وعلل أحمد (1/ 219، 348، 380) ، والتاريخ الكبير (4/ 2865) ، وأحوال الرجال للجوزجاني (250) ، والمعرفة ليعقوب (3/ 33، 280، 289) ، والجرح والتعديل (4/ 1830) ، والمجروحين لابن حبان (1/ 365) ، وأنساب السمعاني (3/ 106) ، والكاشف (2/ 2384) ، والمغني (1/ 2847) ، وميزان الاعتدال (2/ 3833) ، وتهذيب الكمال (2842) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (146) ، وتهذيب التهذيب (4/ 505) ، وتقريب التهذيب (1/ 363) ، وشذرات الذهب (1/ 166) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 3060، 3036) .
1053 الجرح والتعديل (9/ 110) .(5/344)
قَالَ: وذاك. قَالَ: وذاك؟ وعد قناديل المسجد. وخر ساجدا شكرا لله إذ رد عليه بصره.
قَالَ: فكان بعد ذلك إذا رأى المرأة طأطأ رأسه. قَالَ: وكان يصوم الدهر. فإذا صلّى المغرب انصرف إلى منزله فأفطر. قَالَ: فيفتر. قَالَ: فتغلبه عيناه فينام. فكان أكثر ذلك تفوته صلاة العشاء الآخرة.
1054- سعيد بن أبي هند
مولى سمرة بن جندب الفزاري. ودعوتهم في بني الأبجر.
وهو خدرة بن عوف. لمحالفة سمرة بن جندب إياهم.
توفي بالمدينة في أول خلافة هشام بن عبد الملك.
وله أحاديث صالحة.
1055- أبو جعفر القارئ
واسمه يزيد بن القعقاع. مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي عتاقة.
وروى عن أبي هريرة. وابن عمر. وغيرهما. وكان إمام أهل المدينة في القراءة فسمي القارئ بذلك. وكان ثقة قليل الحديث.
وتوفي في خلافة مروان بن محمد.
1056- إبراهيم بن عبد الله
بن حنين. مولى العباس بن عبد المطلب.
روى عنه الزهري. وكان ثقة قليل الحديث.
__________
1054 طبقات خليفة (264) ، وعلل أحمد (359) والتاريخ الكبير (3/ 175) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 347، 647) ، وتاريخ أبي زرعة (424) ، والجرح والتعديل (4/ 302) ، وتاريخ الإسلام (4/ 119) ، وسير أعلام النبلاء (5/ 9) ، والكاشف (1/ 1989) ، وتهذيب الكمال (2371) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (30) ، والعبر (1/ 123) ، وتهذيب التهذيب (4/ 93) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2552) ، وشذرات الذهب (1/ 123.
1055 الجرح والتعديل (9/ 285) .
1056 التاريخ الكبير (1/ 1/ 299) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 108) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 16) ، والكاشف (1/ 84) ، وتهذيب الكمال (192) ، وتهذيب التهذيب (1/ 1333) ، ومشاهير علماء الأمصار (129)) .(5/345)
1057- عبد الله بن أبي سلمة
مولى آل المنكدر من بني تيم بن مرة. واسم أبي سلمة دينار. وكان عبد الله بن أبي سلمة كاتبا لأبي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ. وهو والي عمر بن عبد العزيز على المدينة.
وكان ثقة له أحاديث.
1058- وأخوه يعقوب بن أبي سلمة
ويكنى أبا يوسف. وهو الماجشون. فسمي بذلك هو وولده. يعرفون جميعا بالماجشون.
وكان فيهم رجال لهم فقه. ورواية للحديث. والعلم. وليعقوب أحاديث يسيرة.
1059- مسلم بن أبي حرة
مولى لبعض أهل المدينة. وقد روى عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - سماعا. وروى عنه ربيعة بن أبي عبد الرحمن. وكان قليل الحديث.
1060- إسحاق بن يسار مولى قَيْسِ بْن مَخْرَمَةَ بْن الْمُطَّلِبِ بْن عَبْد مناف.
وهو أبو محمد بن إسحاق صاحب المغازي.
وقد روي عن إسحاق بن يسار. ويذكرون أن يسارا كان من سبي عين التمر.
الذي بعث بهم خالد بن الوليد إلى أبي بكر الصديق بالمدينة.
1061- وأخوه موسى بن يسار.
وقد روى عنه أيضا. وقد روى عن أبي هريرة.
1062- وأخوهما عبد الرحمن بن يسار.
وقد روي عنه أيضا.
__________
1057 تاريخ الدوري (2/ 312) ، وطبقات خليفة (268) ، والتاريخ الكبير (5/ 287) ، والمعرفة والتاريخ (1/ 429، 573، 587) ، والجرح والتعديل (5/ 331) ، والمراسيل (112) ، والثقات لابن حبان (5/ 95) ، وتهذيب الأسماء (1/ 271) ، والكاشف (2/ 2787) ، وتهذيب الكمال (3314) ، وتذهيب التذهيب (2) ورقة (150) ، وتاريخ الإسلام (4/ 137، 265) ، ومراسيل العلائي (365) ، وتهذيب التهذيب (5/ 243) ، وتقريب التهذيب (1/ 420) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3543) .
1058 قال ابن حجر: صدوق.
تهذيب الكمال (1552) ، وتهذيب التهذيب (11/ 388) ، وتقريب التهذيب (2/ 375) ، والتاريخ الكبير (8/ 392) ، والجرح والتعديل (9/ 207) .
1059 الجرح والتعديل (8/ 183) .
1060 الجرح والتعديل (2/ 237) ، وميزان الاعتدال (1/ 205) ، والتاريخ الكبير (1/ 1/ 405) ، وتهذيب الكمال (393) .(5/346)
1063- الوليد بن رباح
مولى الدوسيين. روى عن أبي هريرة وروى عنه كثير بن زيد. وغيره.
1064- عبد الله بن نسطاس.
روى عن جابر بن عبد الله. وروى عنه هَاشِمُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وقاص.
آخر الطبقة الثالثة والحمد لله وحده وصلاته على نبيه محمد وآله وصحبه وسلامه
__________
1063 الجرح والتعديل (9/ 4) .(5/347)
الطَّبَقَةُ الرَّابِعَةُ مِنَ التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ
1065- الزُّهْرِيُّ
واسمه مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْن عُبَيْد الله بن عَبْد الله الأصغر بْن شهاب بْن عَبْد الله بْن الْحَارِث بْن زهرة بْن كلاب بن مرة.
وأمه عائشة بنت عبد الله الاكبر بن شهاب. ويكنى أبا بكر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن بن عبد العزيز. قَالَ: سمعت الزهري يقول: نشأت وأنا غلام لا مال لي مقطعا من الديوان. وكنت أتعلم نسب قومي من عبد الله بن ثعلبة بن صعير العدوي وكان عالما بنسب قومي وهو ابن أختهم وحليفهم. فأتاه رجل فسأله عن مسألة من الطلاق فعيي بها وأشار له إلى سعيد بن المسيب. فقلت في نفسي: ألا أراني مع هذا الرجل المسن يعقل أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسح على رأسه وهو لا يدري ما هذا! فانطلقت مع السائل إلى سعيد بن المسيب فسأله فأخبره. فجلست إلى سعيد وتركت عبد الله بن ثعلبة. وجالست عروة بْنُ الزُّبَيْرِ. وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن عتبة. وأبا بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هشام حتى فقهت.
فرحلت إلى الشأم فدخلت مسجد دمشق في السحر فأممت حلقة وجاه المقصورة عظيمة فجلست فيها. فنسبني القوم فقلت رجل من قريش من ساكني المدينة. قالوا: هل لك علم بالحكم في أمهات الأولاد؟ فأخبرتهم بقول عمر بن الخطاب في أمهات الأولاد. فقال لي القوم: هذا مجلس قبيصة بن ذؤيب. وهو جائيك وقد سأله عبد الملك عن هذا وسألنا فلم يجد عندنا في ذلك علما. فجاء قبيصة فأخبروه الخبر. فنسبني فانتسبت. وسألني عن سعيد بن المسيب ونظرائه فأخبرته. قَالَ: فقال: أنا أدخلك على أمير المؤمنين. فصلى الصبح ثم انصرف
__________
1065 تهذيب الكمال (1269) ، وتهذيب التهذيب (9/ 445) ، وتقريب التهذيب (2/ 207) ، والتاريخ الكبير (1/ 220) ، والجرح والتعديل (8/ 71) .(5/348)
فتبعته. فدخل على عبد الملك بن مروان وجلست على الباب ساعة حتى ارتفعت الشمس. ثم خرج فقال: أين هذا المديني القرشي؟ قَالَ قلت: هأنذا. قَالَ: فقمت حتى ... فدخلت معه على أمير المؤمنين. قَالَ: فأجد بين يديه المصحف قد أطبقه وأمر به يرفع وليس عنده غير قبيصة جالس فسلمت عليه بالخلافة. فقال: من أنت؟
قلت: مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شهاب بْن عَبْد الله بن الحارث بن زهرة. فقال: أوه. قوم يغارون في الفتن. قَالَ: وكان مسلم بن عبد الله مع الزبير. ثم قَالَ: ما عندك في أمهات الأولاد؟ فأخبرته. فقلت حدثني سعيد بن المسيب. فقال:
كيف سعيد وكيف حاله؟ فأخبرته. ثم قلت: وحدثني أَبُو بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هشام. فسأل عنه. قلت: وحدثني عروة بن الزبير. فسأل عنه قلت:
وحدثني عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ. فسأل عنه. ثم حدثته الحديث في أمهات الأولاد عن عمر بن الخطاب.
قَالَ: فالتفت إلى قبيصة بن ذؤيب. فقال: هذا يكتب به إلى الآفاق.
قَالَ: فقلت لا أجده أخلا منه الساعة ولعلي لا أدخل بعد هذه المرة. فقلت إن رأى أمير المؤمنين أن يصل رحمي وأن يفرض لي فرائض أهل بيتي- فإني رجل مقطع لا ديوان- فعل. فقال: أيها الآن! امض لشأنك. قال: فخرجت والله مؤنسا من كل شيء خرجت له. وأنا والله حينئذ مقل مرمل. فجلست حتى خرج قبيصة فأقبل علي لائما لي فقال: ما حملك على ما صنعت من غير أمري ألا استشرتني؟ قلت: ظننت والله أن لا أعود إليه بعد ذلك المقام. قَالَ: ولم ظننت ذاك؟ تعود إليه. فالحق بي. أو قَالَ آتني في المنزل. قَالَ: فمشيت خلف دابته والناس يكلمونه حتى دخل منزله.
فقل ما لبث حتى خرج إلي خادم برقعة فيها: هذه مائة دينار قد أمرت لك بها وبغلة تركبها. وغلام يكون معك يخدمك وعشرة أثواب كسوة. قَالَ: فقلت للرسول ممن أطلب هذا؟ فقال: ألا ترى في الرقعة اسم الذي آمرك أن تأتيه؟ قَالَ: فنظرت في طرف الرقعة فإذا فيها تأتي فلانا فتأخذ ذلك منه قَالَ: فسألت عنه. فقيل: ها هو ذا.
هو قهرمانه. فأتيته بالرقعة فقال: نعم فأمر لي بذلك من ساعته فانصرفت وقد ريشني وجبرني. قَالَ: فغدوت إليه من الغد وأنا على بغلته. وسرجها فسرت إلى جانبه فقال:
احضر باب أمير المؤمنين حتى أوصلك إليه قال: فحضرت للوقت الذي وعدني له فأوصلني إليه وقال: إياك ان تكلمه بشيء حتى يبتدئك وأنا أكفيك أمره. قَالَ:(5/349)
فسلمت عليه بالخلافة فأومأ إلي أن أجلس. فلما جلست ابتدأ عبد الملك الكلام.
فجعل يسائلني عن أنساب قريش وهو كان أعلم بها مني. قَالَ: وجعلت أتمنى أن يقطع ذلك لتقدمه علي في العلم بالنسب. قَالَ ثم قَالَ لي: فرضت لك فرائض أهل بيتك. ثم التفت إلى قبيصه فأمره أن يثبت ذلك في الديوان. ثم قَالَ: أين تحب أن يكون ديوانك أمع أمير المؤمنين هاهنا؟ أم تأخذه ببلدك؟ قَالَ قلت: يا أمير المؤمنين إنا معك. فإذا أخذت الديوان أنت وأهل بيتك أخذته قال: فأمر بإثباتي وبنسخة كتابي أن يوقع بالمدينة فإذا خرج الديوان لأهل المدينة قبض عبد الملك بن مروان وأهل بيته ديوانهم بالشأم. قَالَ الزهري: ففعلت أنا مثل ذلك. وربما أخذته بالمدينة لا أصد عنه.
قَالَ: ثم خرج قبيصة بعد ذلك. فقال إن أمير المؤمنين قد أمر أن تثبت في صحابته. وأن يجرى عليك رزق الصحابة. وأن ترفع فريضتك إلى أرفع منها. فالزم باب أمير المؤمنين قَالَ: وكان على عرض الصحابة رجل فظ غليظ يعرض عرضا شديدا. قَالَ: فتخلفت يوما أو يومين فجبهني جبها شديدا فلم أعد لذلك التخلف.
وكرهت أن أقول لقبيصة شيئا في أول ذلك. ولزمت عسكر عبد الملك. وكنت أدخل عليه كثيرا.
قَالَ: وجعل عبد الملك فيما يسائلني يقول: من لقيت؟ فجعلت أسمي له وأخبره بمن لقيت من قريش لا أعدوهم. فقال عبد الملك: فأين أنت عن الأنصار؟
فإنك واجد عندهم علما. أين أنت عن ابن سيدهم خارجة بن زيد بن ثابت أين أنت عن عبد الرحمن بن يزيد ابن جارية. قَالَ: فسمى رجالا منهم. قَالَ: فقدمت المدينة فسألتهم وسمعت منهم- يعني الأنصار- وجدت عندهم علما كثيرا.
قَالَ وتوفي عبد الملك بن مروان. فلزمت الوليد بن عبد الملك حتى توفي. ثم سليمان بن عبد الملك. وعمر بن عبد العزيز. ويزيد بن عبد الملك فاستقضى يزيد بن عبد الملك على قضائه الزهري. وسليمان بن حبيب المحاربي جميعا.
قَالَ: ثم لزمت هشام بن عبد الملك. قَالَ: وحج هشام سنة ست ومائة وحج معه الزهري. فصيره هشام مع ولده يعلمهم ويفقههم ويحدثهم ويحج معهم فلم يفارقهم حتى مات بالمدينة.(5/350)
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن زيد. عن معمر. قَالَ: أول ما عرف الزهري أنه كان في مجلس عبد الملك بن مروان فسألهم عبد الملك. فقال:
من منكم يعلم ما صنعت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين؟ قَالَ: فلم يكن عند أحد منهم من ذلك علم. فقال الزهري. بلغني أنه لم يقلب منها يومئذ حجر إلا وجد تحته دم عبيط قَالَ: فعرف من يومئذ.
أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ.
عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ رَجُلا قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَلا أَكُونُ فِي مَنْزِلَةِ مَنْ لا يَخَافُ مِنَ اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ؟ فَقَالَ: إِمَّا أَنْ تَلِيَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا فَلا تَخَفْ مِنَ اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ. وَإِمَّا أَنْتَ خِلْوٌ مِنْ أَمْرِهِمْ فَأَكَبَّ عَلَى نَفْسِكَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ.
قَالَ يَحْيَى: حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ الزُّهْرِيُّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: إِنَّ الزُّهْرِيَّ حَدَّثَنِي بِكَذَا وَكَذَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. عَنِ الزُّهْرِيِّ إِنَّ هِشَامًا اسْتَعْمَلَ ابْنَهُ أَبَا شَاكِرٍ وَاسْمُهُ مَسْلَمَةُ بْنُ هِشَامٍ عَلَى الْحَجِّ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. وَأَمَرَ الزُّهْرِيَّ أَنْ يَسِيرَ مَعَهُ إِلَى مَكَّةَ. وَوَضَعَ عَنِ الزُّهْرِيِّ مِنْ دِيوَانِ مَالِ اللَّهِ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفِ دِينَارٍ. فَلَمَّا قَدِمَ أَبُو شَاكِرٍ الْمَدِينَةَ أَشَارَ عَلَيْهِ الزُّهْرِيُّ أَنْ يَصْنَعَ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ خَيْرًا.
وَحَضَّهُ عَلَى ذَلِكَ. فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ نِصْفَ شَهْرٍ وَقَسَمَ الْخُمُسَ عَلَى أَهْلِ الدِّيوَانِ. وَفَعَلَ أُمُورًا حَسَنَةً. وَأَمَرَهُ الزُّهْرِيُّ أَنْ يُهِلَّ مِنْ مَسْجِدِ ذِي الْحُلَيْفَةِ إِذَا ابْتَعَثَتْ بِهِ نَاقَتُهُ.
وَأَمَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيُّ أَنْ يُهِلَّ مِنَ الْبَيْدَاءِ. فَأَهَلَّ مِنَ الْبَيْدَاءِ.
ثُمَّ اسْتَعْمَلَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى الْحَجِّ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ ابْنَهُ يَزِيدَ بْنَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَأَمَرَ الزُّهْرِيَّ فَحَجَّ مَعَهُ تِلْكَ السَّنَةِ.
قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ. عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ. عَنِ الزُّهْرِيِّ. قَالَ:
جَالَسْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَشْرَ سِنِينَ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ. عَنْ مَعْمَرٍ. عَنِ الزُّهْرِيِّ.
قَالَ: سَمَرْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيْلَةً فَحَدَّثْتُهُ فَقَالَ: كُلَّ مَا ذَكَرْتَ اللَّيْلَةَ قَدْ أَتَى عَلَى مَسَامِعِي وَلَكِنَّكَ حَفِظْتَ ونسيت.(5/351)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ. قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ:
كُنْتُ أَطُوفُ أَنَا وَابْنُ شِهَابٍ. وَمَعَ ابْنِ شِهَابٍ الأَلْوَاحُ وَالصُّحُفُ. قَالَ: فَكُنَّا نَضْحَكُ بِهِ. قَالَ: وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: لَوْلا أَحَادِيثُ سَالَتْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَشْرِقِ نُنْكِرُهَا لا نَعْرِفُهَا. مَا كَتَبْتُ حَدِيثًا أَذِنْتَ فِي كِتَابِهِ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ. قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ. عَنِ الزُّهْرِيِّ. قَالَ: مَا اسْتَعَدْتُ حَدِيثًا قَطُّ وَلا شَكَكْتُ فِي حَدِيثٍ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا فَسَأَلْتُ صَاحِبِي فَإِذَا هُوَ كَمَا حَفِظْتُهُ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ. عَنْ أَبِيهِ.
قَالَ: مَا أَرَى أَحَدًا جَمَعَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا جَمَعَ ابْنُ شِهَابٍ.
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ. قَالَ: قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ: - وَكَانَ قَدْ جَالَسَ الْحَسَنَ وَابْنَ سِيرِينَ- احْفَظْ لِي هَذَا الْحَدِيثَ لِحَدِيثٍ حَدَّثَ بِهِ الزُّهْرِيُّ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَمْ أَرَ مِثْلَ هَذَا قَطُّ- يَعْنِي الزُّهْرِيَّ-.
أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيِسَارِيُّ. قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: مَا أَدْرَكْتُ بِالْمَدِينَةِ فَقِيهًا مُحَدِّثًا غَيْرَ وَاحِدٍ. قُلْتُ: مَنْ هُوَ؟ قَالَ: ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ.
أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ قَالَ:
اجْتَمَعْتُ أَنَا وَالزُّهْرِيُّ- وَنَحْنُ نَطْلُبُ الْعِلْمَ- فَقُلْنَا: نَكْتُبُ السُّنَنَ فَكَتَبْنَا مَا جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ ثُمَّ قَالَ الزُّهْرِيُّ: نَكْتُبُ مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِهِ فَإِنَّهُ سُنَّةٌ. قَالَ فَقُلْتُ أَنَا:
لا. لَيْسَ بِسُنَّةٍ لا نَكْتُبُهُ. قَالَ: فَكَتَبَ وَلَمْ أَكْتُبْ فَأَنْجَحَ وَضَيَّعْتُ. قَالَ: وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ. عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: قَالَ أَبِي: مَا سَبَقَنَا ابْنُ شِهَابٍ مِنَ الْعِلْمِ إِلا أَنَّا كُنَّا نَأْتِي فَيَسْتَنْتِلُ وَيَشُدُّ ثَوْبَهُ عَلَى صَدْرِهِ وَيَسْأَلُ عَنْ مَا يُرِيدُ. وَكُنَّا تَمْنَعُنَا الْحَدَاثَةُ.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ. عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كُنَّا نَكْرَهُ كِتَابَ الْعِلْمِ حَتَّى أَكْرَهَنَا عَلَيْهِ هَؤُلاءِ الأُمَرَاءُ. فَرَأَيْنَا أَنْ لا نَمْنَعَهُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: قِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: زَعَمُوا أَنَّكَ لا تُحَدِّثُ عَنِ الْمَوَالِي؟ فَقَالَ: إِنِّي لأُحَدِّثُ عَنْهُمْ. وَلَكِنِّي إِذَا وَجَدْتُ أَبْنَاءَ الْمُهَاجِرِينَ(5/352)
وَالأَنْصَارِ أَتَّكِئُ عَلَيْهِمْ فَمَا أَصْنَعُ بِغَيْرِهِمْ.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَكُنَّا نَرَى أَنَا قَدْ أَكْثَرْنَا عَنِ الزُّهْرِيِّ حَتَّى قُتِلَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ فَإِذَا الدَّفَاتِرُ قَدْ حُمِلَتْ عَلَى الدَّوَابِّ مِنْ خِزَانَتِهِ يَعْنِي مِنْ عِلْمِ الزُّهْرِيِّ.
قَالَ: وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: إِنْ كُنْتُ لآتِي بَابَ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ فأجلس ثم انصرف- ولو أشاء أَنْ أَدْخُلَ لَدَخَلْتُ- إِعْظَامًا لَهُ.
قَالَ وَكَانَ الزُّهْرِيُّ فِي أَصْحَابِهِ مِثْلَ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ فِي أَصْحَابِهِ يَرْوِي عَنْهُ عُرْوَةُ وَسَالِمٌ الشَّيْءَ كَذَلِكَ.
قَالَ: وَأَتَيْتُ الزُّهْرِيَّ بِالرُّصَافَةِ فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ.
قَالَ: فَكَانَ يُلْقِي عَلَيَّ.
قَالَ وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: مَسَّتْ رُكْبَتِي رُكْبَةُ ابْنِ الْمُسَيِّبِ ثَمَانِي سِنِينَ.
قَالَ: وَحَجَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَنَا مَعَهُ فَجَاءَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ لَيْلا وَهُوَ فِي خَوْفِهِ فَدَخَلَ عَلَيَّ مَنْزِلِي. فَقَالَ: هَلْ تَخَافُ عَلَيَّ صَاحِبَكَ؟ فقلت: لا بل آمن.
قَالَ وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: نُخْرِجُ الْحَدِيثَ شِبْرًا فَيَرْجَعُ ذِرَاعًا- يَعْنِي مِنَ الْعِرَاقِ- وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِذَا وَغَلَ الْحَدِيثُ هُنَاكَ فَرُوَيْدًا بِهِ.
قَالَ: وَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ الزُّهْرِيِّ فِي وَجْهِهِ قَطُّ. وَمَا رأيت مثل حماد في وجهه قط.
قال مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْوَلِيدِ. رَجُلا مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يَسْأَلُ الزُّهْرِيَّ وَعَرَضَ عَلَيْهِ كِتَابًا مِنْ عِلْمٍ. فَقَالَ: أُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَمَنْ يُحَدِّثُكُمُوهُ غَيْرِي؟
قَالَ: وَرَأَيْتُ أَيُّوبَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ الْعِلْمَ فَيُجِيزُهُ. وَكَانَ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ لا يَرَى بِالْعِرَاضَةِ بَأْسًا.
أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ. عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. قَالَ رَأَيْتُ ابْنَ شِهَابٍ يُؤْتَى بِالْكِتَابِ مِنْ كُتُبِهِ فَيُقَالُ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ هَذَا كِتَابُكَ وَحَدِيثُكَ نَرْوِيهِ عَنْكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ.
مَا قَرَأَهُ وَلا قُرِئَ عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ. قَالَ:
سَمِعْتُ عَمِّي مَا لا أَحْصِي يَقُولُ: مَا أُبَالِي قَرَأْتُ عَلَى الْمُحَدِّثِ. أَوْ حَدَّثَنِي كَلامًا أَقُولُ فِيهِ حَدَّثَنَا.(5/353)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ: دَخَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَلَى الزهري. وعيني الزُّهْرِيِّ بِهِمَا رُطُوبَةٌ وَهُوَ مُنْكَبٌّ. عَلَى وَجْهِهِ خِرْقَةٌ سَوْدَاءُ. فَقَالا: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالَ: لَقَدْ أَصْبَحْتُ وَأَنَا مُعْتَلٌّ مِنْ عَيْنِي. فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: جِئْنَاكَ لِنَعْرِضَ عَلَيْكَ شَيْئًا مِنْ حَدِيثِكَ.
فَقَالَ: لَقَدْ أَصْبَحْتُ وَأَنَا مُعْتَلٌّ. فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: اللَّهُمَّ غَفْرًا. وَاللَّهِ مَا كُنَّا نَصْنَعُ بِكَ هَذَا حِينَ كُنَّا نَأْتِي سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ. ثُمَّ قَالَ: عُبَيْدُ اللَّهِ. اقْرَأْ يَا مَالِكُ فَرَأَيْتُ مَالِكًا يَقْرَأُ عَلَيْهِ.
فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: حَسْبُكَ عَافَاكَ اللَّهُ ثُمَّ عَادَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَقَرَأَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ:
فَرَأَيْتُ مَالِكًا يَقْرَأُ عَلَى الزُّهْرِيِّ.
أُخْبِرْتُ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ. قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَبْصَرَ بِحَدِيثٍ مِنَ الزُّهْرِيِّ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ الزُّهْرِيُّ يُعْرَضُ عَلَيْهِ الشَّيْءُ. قَالَ: وَجَاءَ إِلَيْهِ ابْنُ جُرَيْجٍ فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكَ كِتَابًا. فَقَالَ: إِنَّ سَعْدًا قَدْ كَلَّمَنِي فِي ابْنِهِ وَسَعْدٍ سَعْدٍ. فَقَالَ لِي ابْنُ جُرَيْجٍ: أَمَا رَأَيْتَهُ يَفْرَقُ مِنْهُ. فَذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي الأَحْوَصِ فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: وَمَنْ أَبُو الأَحْوَصِ؟ قَالَ: أَمَا رَأَيْتَ الشَّيْخَ الَّذِي بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا؟ يَصِفُهُ لَهُ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَأَجْلَسَ الزُّهْرِيُّ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ مَعَهُ عَلَى فِرَاشِهِ. وَعَلَى الزُّهْرِيِّ ثَوْبَانِ قَدْ غُسِلا فَكَأَنَّهُ وَجَدَ رِيحَ الأَشْنَانِ. فَقَالَ: أَلا تَأْمُرُ بِهِمَا فَيُجَمَّرَا. وَجَاءَ الزُّهْرِيُّ عِنْدَ الْمَغْرِبِ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ. مَا أَدْرِي طَافَ أم لا؟ فجلس ناحية وعمر ومما يَلِي الأَسَاطِينَ. فَقَالَ لَهُ إِنْسَانٌ: هَذَا عَمْرٌو. فَقَالَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو مَا مَنَعَنِي أَنْ آتِيَكَ إِلا أَنِّي مُقْعَدٌ. فَتَحَدَّثَا سَاعَةً وَتَسَاءَلا. وَكَانِ الزُّهْرِيُّ إِذَا حَدَّثَ قَالَ: حَدَّثَنِي فُلانٌ وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ. قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ. عَنْ وُهَيْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنَ الزُّهْرِيِّ. قَالَ فَقَالَ صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ: وَلا الْحَسَنِ؟ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنَ الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ. عَنْ بُرْدٍ عَنْ مكحول قال: ما رأيت أحدا أعلم بِسُنَّةٍ مَاضِيَةٍ مِنَ الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ: قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى الزُّهْرِيِّ وَإِلَى(5/354)
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ فَيَقُولُ الزُّهْرِيُّ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: كَذَا وَكَذَا. فَإِذَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ جَلَسْنَا إِلَيْهِ. فَقُلْنَا لَهُ: الَّذِي ذَكَرْتَ عَنِ ابْنِ عُمَرِ مَنْ أَخْبَرَكَ بِهِ؟ قَالَ: ابْنُهُ سَالِمٌ.
قَالَ: وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ. عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْعَيَّارِ سَمِعَ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: مَا هَذِهِ الأَحَادِيثُ الَّتِي لا أَزِمَّةَ لَهَا وَلا خُطَمَ.
أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ. عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ. أَنَّ أَبَا جَبَلَةَ كَانَ أَسْلَفَ الزُّهْرِيَّ بْنَ شِهَابٍ ثَلاثِينَ دِينَارًا فِي مَنْزِلَهِ. فَقَضَاهُ بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ فَقَالَ لَهُ: أَتَخْشَى أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْنَا فِي هَذَا شَيْءٌ؟ فَضَحِكَ الزُّهْرِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَقُّكَ قَضَيْنَاكَ. وَهَذِهِ جَائِزَةٌ أَجَزْنَاكَ بِهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنِي شَيْخٌ مِنْ أَخْوَالِ الزُّهْرِيِّ مِنْ بَنِي نُفَاثَةَ مِنْ بَنِي الدِّبْلِ. قَالَ: أَخْدَمَ الزُّهْرِيُّ فِي لَيْلَةٍ خَمْسَ عَشْرَةَ امْرَأَةً كُلُّ خَادِمٍ بِثَلاثِينَ دِينَارًا ثَلاثِينَ دِينَارًا بِعَيْنِهِ. الْعَشَرَةُ خَمْسَةَ عَشَرَ.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ. قَالَ: لَقِيتُ ابْنَ شِهَابٍ وَأَنَا أَذْهَبُ إِلَى مِصْرَ وَهُوَ مُقْبِلٌ مِنَ الشَّأْمِ يَمْضِي الطَّرِيقَ فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي فِي مِمْطَرٍ لَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. عَنِ الزَّنْجِيِّ. قَالَ: رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ يَصْبُغُ بِالسَّوَادِ. وَقَالَ مَالِكٌ: رَأَيْتُهُ يُخَضِّبُ بِالْحِنَّاءِ.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ. قَالَ: رَأَيْتُ بَيْنَ عَيْنَيِ الزُّهْرِيِّ أَثَرَ السُّجُودِ. لَيْسَ عَلَى أَنْفِهِ مِنْهُ شَيْءٌ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ. عَنْ أَبِيهِ.
أَنَّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ قَضَى دَيْنَ ابْنِ شِهَابٍ ثَمَانِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبِيَ وَهُوَ يُعَاتِبُ ابْنَ شِهَابٍ فِي الدَّيْنِ. وَيَقُولُ لَهُ: قَدْ قَضَى عَنْكَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ثَمَانِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. وَقَدْ عَرَفْتَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الدَّيْنِ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ لأَبِي: إِنِّي أَعْتَمِدُ عَلَى مَالِي وَاللَّهِ لَوْ بَقِيَتْ لِي هَذِهِ الْمَشْرُبَةُ ثُمَّ مُلِئَتْ إِلَيَّ سُقُفُهَا ذَهَبًا أَوْ وَرِقًا- قَالَ إِبْرَاهِيمُ: أَنَا أَشُكُّ- مَا رَأَيْتُهُ عِوَضًا مِنْ مَالِي. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَهُمَا إِذْ ذَاكَ فِي مَشْرُبَةٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ. عَنْ أَبِيهِ. قَالَ:(5/355)
كَانَ الزُّهْرِيُّ يَقْدَحُ أَبَدًا عِنْدَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي خَلْعِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ وَيَعِيبُهُ.
وَيُذْكَرُ أُمُورًا عَظِيمَةً لا يَنْطِقُ بِهَا. حَتَّى يَذْكُرَ الصِّبْيَانَ أَنَّهُمْ يُخَضِّبُونَ بِالْحِنَّاءِ. وَيَقُولُ لِهِشَامٍ: مَا يَحِلُّ لَكَ إِلا خَلْعُهُ. فَكَانَ هِشَامٌ. لا يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ. لِلْعَقْدِ الَّذِي عَقَدَ له. ولا يسوؤه مَا يَصْنَعُ الزُّهْرِيُّ رَجَاءً أَنْ يُؤَلِّبَ ذَلِكَ النَّاسَ عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: فَكُنْتُ يَوْمًا عند هشام في ناحية الفسطاط وأسمع ذرؤ كَلامِ الزُّهْرِيِّ فِي الْوَلِيدِ وَأَنَا أَتَغَافَلُ. فَجَاءَ الْحَاجِبُ. فَقَالَ: هَذَا الْوَلِيدُ عَلَى الْبَابِ. فَقَالَ: أَدْخِلْهُ. فَأَدْخَلَهُ. فَأَوْسَعَ لَهُ هِشَامٌ عَلَى فِرَاشِهِ وَأَنَا أَعْرِفُ فِي وَجْهِ الْوَلِيدِ الْغَضَبَ وَالشَّرَّ. فَلَمَّا اسْتَخْلَفَ الْوَلِيدُ بَعَثَ إِلَيَّ وَإِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ. وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ. وَرَبِيعَةَ. فَأَرْسَلَ إِلَيَّ لَيْلَةً مُخْلِيًا بِي فَقَدَّمَ الْعَشَاءَ. فَقَالَ لي بعد حديث: يا بن ذَكْوَانَ. أَرَأَيْتَ يَوْمَ دَخَلْتُ عَلَى الأَحْوَلِ وَأَنْتَ عِنْدَهُ. وَالزُّهْرِيُّ يَقْدَحُ فِيَّ؟ أَتَحْفَظُ مِنْ كَلامِهِ يَوْمَئِذٍ شَيْئًا؟ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَذَكَرُ يَوْمَ دَخَلْتَ. وَأَنَا أَعْرِفُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِكَ قَالَ: كَانَ الْخَادِمُ الَّذِي رَأَيْتُ عَلَى رَأْسِ هِشَامٍ نَقَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ إِلَيَّ وَأَنَا عَلَى الْبَابِ قَبْلَ أَنْ أَدْخُلَ إِلَيْكُمْ.
وَأَخْبَرَنِي أَنَّكَ لَمْ تَنْطِقْ فِيهِ بِشَيْءٍ. قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. لَمْ أَنْطِقْ فِيهِ بِشَيْءٍ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: قَدْ كُنْتُ عَاهَدْتُ اللَّهَ تَعَالَى لَئِنْ أَمْكَنَتْنِي الْقُدْرَةُ بِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ أَنْ أَقْتُلَ الزُّهْرِيَّ فَقَدْ فَاتَنِي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ. قَالَ:
كَانَ عَمِّي الزُّهْرِيُّ قَدِ اتَّعَدَ هُوَ وَابْنُ هِشَامٍ إِنْ مَاتَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنْ يَلْحَقَا بِجَبَلِ الدُّخَانِ. فَمَاتَ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ قَبْلَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِأَشْهُرٍ. وَكَانَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ يَتَلَهَّفُ لَوْ قُبِضَ عَلَيْهِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وُلِدَ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ فِي آخِرِ خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِي مَاتَتْ فِيهَا عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ الزُّهْرِيُّ قَدْ قَدِمَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ إِلَى أَمْوَالِهِ بِثِلُيَةِ بِشَغْبٍ وَبَدَا. فَأَقَامَ فِيهَا. فَمَرِضَ هُنَاكَ فَمَاتَ. فَأَوْصَى أَنْ يُدْفَنَ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ. وَمَاتَ لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْعَسْقَلانِيُّ. قَالَ: رَأَيْتُ قَبْرَ الزُّهْرِيِّ بِأَدَامَى وَهِيَ خَلْفَ شَغْبٍ وَبَدَا. وَهِيَ أَوَّلُ عَمَلِ فِلَسْطِينَ. وَآخِرُ عَمَلِ الْحِجَازِ وَبِهَا ضَيْعَةُ الزُّهْرِيِّ الَّذِي كَانَ فِيهَا. وَرَأَيْتُ قَبْرَهُ مُسَنَّمًا مُجَصَّصًا أَبْيَضَ. قَالُوا: وَكَانَ الزُّهْرِيُّ ثِقَةً(5/356)
كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَالْعِلْمِ وَالرِّوَايَةِ. فَقِيهًا جَامِعًا.
1066- وأخوه عبد الله بْن مُسْلِم
بْن عُبَيْد الله بْن عَبْد الله الأصغر بْن شهاب بْن عَبْد الله بن الحارث بن زهرة.
وأمه بنت أهبان بن لعط بْنِ عُرْوَةَ بْنِ صَخْرِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ نفاثة بن عدي بن الديل بن عبد مناة بن كنانة.
فولد عبد الله: محمدا. وإبراهيم. وأم محمد وأمهم أم حبيب بن حويطب بن عامر من بني الأقشر بن مالك بن حسل.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ. عَنِ ابْنِ أخي الزهري: أن أباه كان أسن من الزهري. وكان يكنى أبا محمد. ومات قبل الزهري. وقد لقي ابن عمر. روى عنه وعن غيره. وكان ثقة قليل الحديث.
1067- مُحَمَّدُ بن المنكدر
بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سعد بْن تيم بْن مُرَّة. وأمه أم ولد. ويكنى أبا عبد الله.
فولد محمد بن المنكدر: عمر وعبد الملك والمنكدر وعبد الله ويوسف وإبراهيم وداود لأم ولد.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْعَبْدِيُّ. قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ. عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ. قَالَ: دَخَلَ الْمُنْكَدِرُ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ أَصَابَتْنِي حَاجَةٌ فَأَعِينِينِي.
فَقَالَتْ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ. لَوْ كَانَتْ عِنْدِي عَشَرَةُ آلافٍ لَبَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ. فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدَهَا جَاءَتْهَا عَشَرَةُ آلافٍ مِنْ عِنْدِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ. فَقَالَتْ مَا أَوْشَكَ مَا ابْتُلِيتُ! قَالَ:
ثُمَّ أَرْسَلَتْ فِي إِثْرِهِ.. فَدَفَعَتْهَا إِلَيْهِ. فَدَخَلَ السُّوقَ فَاشْتَرَى جَارِيَةً بِأَلْفَيْ دِرْهَمٍ. فَوَلَدَتْ لَهُ ثَلاثَةً. فَكَانُوا عَبَّادَ الْمَدِينَةِ: مُحَمَّدًا. وَأَبَا بَكْرٍ. وَعُمَرَ. بَنِي الْمُنْكَدِرِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو السَّرِيِّ سَهْلُ بْنُ مَحْمُودٍ. قَالَ:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: قَالَ: تَعَبَّدَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَهُوَ غُلامٌ. وَكَانُوا أَهْلَ بَيْتِ عِبَادَةٍ.
وَكَانَتْ أُمُّهُ تَقُولُ لَهُ: لا تمزح مع الصبيان.
__________
1067 تهذيب الكمال (1276) ، وتهذيب التهذيب (9/ 473) ، وتقريب التهذيب (2/ 210) ، والتاريخ الكبير (1/ 219) ، والجرح والتعديل (8/ 97) .(5/357)
قَالَ: وَقِيلَ لَهُ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ. قِيلَ: فَمَا بَقِيَ مِمَّا يُسْتَلَذُّ؟ قَالَ: الإِفْضَالُ عَلَى الإِخْوَانِ.
قَالَ: وَصَلَّى عَلَى رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ بَقَرَةُ. كَانَ يَرْهَقُ. قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: تُصَلِّي عَلَى بَقَرَةَ؟ قَالَ فَقَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِي أَنِّي أَرَى أَنَّ رَحْمَتَهُ تَعْجَزُ عَنْ بَقَرَةَ. أَوْ قَالَ: عَنْ أَحَدٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ. قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ. وَأَبُو حَازِمٍ. وَسُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ. وَيَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ أَهْلُ عِبَادَةٍ وَصَلاةٍ. وَكَانُوا يَجْتَمِعُونَ بَعْدَ الْعَصْرِ وَبَعْدَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ. فَيَتَحَدَّثُونَ وَلا يَفْتَرِقُونَ حَتَّى يَتَكَلَّمَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بكلمات. ويدعون بِدَعَوَاتٍ. وَكَانُوا يَتَرَافَقُونَ وَيُوَافُونُ الْمَوْسِمَ كُلَّ عَامٍ وَمَعَهُمْ أَبُو صَخْرٍ الأَيْلِيُّ- وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ- فَيَلْقَوْنَ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ فَيَقُصُّ عَلَيْهِمْ وَيُذَكِّرُهُمْ أَمْرَ الآخِرَةِ. فَلا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَنْقَضِيَ الموسم ثم لا يَلْتَقُونَ مَعَهُ إِلا فِي كُلِّ موسمٍ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ. قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. قَالَ: كَانَ يَضَعُ خَدَّهُ عَلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَقُولُ لأُمِّهِ يَا أَمَّهْ قَوْمِي ضَعِي قَدَمَكِ عَلَى خَدِّي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ. عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ.
قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: بَاتَ عُمَرُ يُصَلِّي. وَبِتُّ أَغْمِزُ رِجْلَيْ أُمِّي وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لَيْلَتِي بِلَيْلَتِهِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ. قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. قَالَ: كَانَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ رُبَّمَا قَامَ اللَّيْلَ يُصَلِّي وَيَقُولُ: كَمْ مِنْ عَيْنٍ الآنَ سَاهِرَةٍ فِي رِزْقِي.
قَالَ: وَكَانَ لَهُ جَارٌ مُبْتَلًى. قَالَ: فَكَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ مِنَ اللَّيْلِ يَصِيحُ. قَالَ: فَكَانَ مُحَمَّدٌ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْحَمْدِ. قَالَ: فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ. فَقَالَ: يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْبَلاءِ وَأَرْفَعُ صَوْتِي بِالنِّعْمَةِ.
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ. قَالَ: قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ:
تَحُجُّ وَعَلَيْكَ دَيْنٌ؟ قَالَ: الْحَجُّ أَقْضَى لِلدَّيْنِ.(5/358)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ.
عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: أَنِّي ضَرِيتُ بِالدُّعَاءِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا مُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. عَنْ أَبِيهِ.
قَالَ: أَوْدَعَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ مِائَةَ دِينَارٍ. وَخَرَجَ إِلَى الثَّغْرِ وَقَالَ مُحَمَّدٌ لِلْيَمَانِيِّ:
إِنِ احْتَجْنَا إِلَيْهَا اسْتَنْفَقْنَاهَا حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيْنَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَاسْتَنْفَقَهَا مُحَمَّدٌ. وَقَدِمَ الرَّجُلُ وَهُوَ يُرِيدُ الانْطِلاقَ إِلَى الْيَمَنِ. وَلَيْسَتْ عِنْدَ مُحَمَّدٍ. فَقَالَ لَهُ: مَتَى تُرِيدُ الانْطِلاقَ؟ فَقَالَ: غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَخَرَجَ مُحَمَّدٌ إِلَى الْمَسْجِدِ. فَبَاتَ فِيهِ حَتَّى أَسْحَرَ يَدْعُو اللَّهَ فِي هَذِهِ الدَّنَانِيرِ. يَأْتِيهِ بِهَا كَيْفَ شَاءَ. وَمِنْ حَيْثُ شَاءَ. فَأَتَى بِهَا آتٍ وَهُوَ سَاجِدٌ فِي صُرَّةٍ فَوَضَعَهَا فِي نَعْلِهِ. ثُمَّ أَلْمَسَهَا يَدَهُ. فَإِذَا صُرَّةٌ فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ. فَحَمِدَ اللَّهَ وَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ. فَلَمَّا أَصْبَحَ دَفَعَهَا إِلَى صَاحِبِهَا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَأَصْحَابُنَا يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ الَّذِيَ وَضَعَهَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرٍ. وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُرُّ بْنُ يَزِيدَ الْحَذَّاءُ. قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ فَبَيْنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ شَطْرَ اللَّيْلِ إِلَى أَنْ أَتَاهُ آتٍ فَوَضَعَ عَلَى نَعْلِهِ خَمْسِينَ دِينَارًا. فَأَخَذَهَا وَحَمِدَ اللَّهَ وَانْصَرَفَ صَفْوَانُ إِلَى بَيْتِهِ.
فَقَالَ لِمَوْلاتِهِ سَلامَةَ: إِنَّ أَخِي مُحَمَّدًا أَمْسَى مَضِيقًا اذْهَبِي إِلَيْهِ بِهَذِهِ الدَّنَانِيرِ فَإِنَّهُ يَكْفِينَا أَنْ نَأْخُذَ مِنْهَا خَمْسَةً. أَوْ أَرْبَعَةً. فَقَالَتْ: السَّاعَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. إِنَّكِ تَجِدِينَهُ السَّاعَةَ فِي مِحْرَابِهِ يَسْأَلُ اللَّهَ. يَقُولُ: ائْتِنِي بِهَا مِنْ حَيْثُ شِئْتَ. وَكَيْفَ شِئْتَ. وَأَنَّى شِئْتَ. قَالَ:
فَتَخْرُجُ بِسِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ دِينَارًا أَوْ بِخَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ دِينَارًا. فَأَتَتْهُ بِهَا. فَوَقَفَتْ تَسْمَعُ. فَإِذَا هُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِهَا مِنْ حَيْثُ شِئْتَ. وَأَنَّى شِئْتَ. وَكَيْفَ شِئْتَ. مِنْ سَاعَتِي هَذِهِ يَا إِلَهِي! فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ. أَوْ غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ.
قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ يَحُجُّ فِي كُلِّ سَنَةٍ. وَيَحُجُّ مَعَهُ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ. فَبَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ مَكَّةَ. إِذْ قَالَ لِغُلامٍ لَهُ: اذْهَبْ فَاشْتَرِ لَنَا كَذَا فَقَالَ الْغُلامُ:
وَاللَّهِ مَا أَصْبَحَ عِنْدَنَا قَلِيلٌ وَلا كَثِيرٌ. دِرْهَمٌ فَمَا فَوْقَهُ. قَالَ: اذْهَبْ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِهِ.
قَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ ثُمَّ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّلْبِيَةِ وَلَبَّى أَصْحَابُهُ الَّذِينَ مَعَهُ. وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ قَدْ حَجَّ تِلْكَ السَّنَةِ فَسَمِعَ أَصْوَاتَهُمْ. فَقَالَ: مَا هَؤُلاءِ؟ فَقِيلَ لَهُ:(5/359)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَأَصْحَابُهُ حَجُّوا وَمُحَمَّدٌ يَحْتَمِلُ مؤونتهم. وَيَحْمِلُهُمْ وَيَكْلَفُ لَهُمْ.
فَقَالَ: مَا بُدَّ مِنْ أَنْ يُعَانَ مُحَمَّدٌ عَلَى هَذَا الَّذِي يَصْنَعُ. فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ آلافِ دِرْهَمٍ مِنْ سَاعَتِهِ فَدَفَعَهَا مُحَمَّدٌ إِلَى غُلامِهِ وَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ. أَلَمْ أَقُلْ لَكَ اشْتَرِ لَنَا مَا أَمَرْتُكَ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِهَذَا. وَقَدْ أَتَانَا اللَّهُ بِمَا تَرَى. فَاذْهَبْ فَاشْتَرِ مَا أَمَرْتُكَ بِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي مُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. عَنْ أَبِيهِ.
قال: أمحلنا بالمدينة إمحالا شديدا. وتوالت سنون. قال محمد: فو الله إِنِّي لَفِي الْمَسْجِدِ بَعْدَ شَطْرِ اللَّيْلِ. وَلَيْسَ فِي السَّمَاءِ سَحَابٌ. وَأَنَا فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ وَرَجُلٌ أَمَامِي مُتَقَنِّعٌ بِرِدَاءٍ عَلَيْهِ. فَأَسْمَعُهُ يُلِحُّ فِي الدُّعَاءِ إِلَى أَنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَقْسِمُ عَلَيْكَ أَيْ رَبِّ قَسَمًا وَيُرَدِّدُهُ. قَالَ: فَمَا زَالَ يُرَدِّدُ هَذَا الْقَسَمَ أَيْ رَبِّ مِنْ ساعتي هذه. قال: فو الله إِنْ نَشِبْنَا حَتَّى رَأَيْنَا السَّحَابَ يَتَأَلَّفُ وَمَا رَأَيْنَا ذَلِكَ فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً وَلا شَيْئًا. ثُمَّ مَطَرَتْ فَسَحَتْ. فَكَانَتِ السَّمَاءُ عُزَالَى. وَأَوْدَعَتْ مَطَرًا مَا رَأَيْتُهُ قَطُّ! فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ لا هَدْمَ فِيهِ وَلا غَرَقَ. وَلا بَلاءَ فِيهِ وَلا مَحْقَ. قَالَ: ثُمَّ سَلَّمَ الإِمَامُ مِنَ الصُّبْحِ. وَتَقَنَّعَ الرَّجُلُ مُنْصَرِفًا. وَتَبِعْتُهُ حَتَّى جَاءَ زُقَاقَ اللَّبَّادِينَ فَدَخَلَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ. فَلَمَّا أَصْبَحْتُ سَأَلْتُ عَنْهُ. قَالُوا: هَذَا زِيَادٌ النَّجَّارُ. هَذَا رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ فِرَاشٌ. إِنَّمَا هُوَ يُكَابِدُ اللَّيْلَ صَلاةً وَدُعَاءً. وَهُوَ مِنَ الدَّعَّائِينَ. وَكُلُّ عَمَلٍ عَمَلُهُ أَخْفَاهُ جَهَدَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ. [فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ الله. ص: رُبَّ ذِي طِمْرَيْنِ خَفِيٌّ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ] .
قَالَ مُحَمَّدٌ: فَرَأَيْتُنِي بَعْدَ ذَلِكَ أُخَالِفُهُ. فَكَرِهَ بَعْضَ مَا ذَكَرْتُ لَهُ. وَقَالَ: اطْوِ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. فَإِنَّمَا جَزَاؤُهُ عِنْدَ الَّذِي عَمِلْنَاهُ لَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: فَمَا ذَكَرْتُهُ بَعْدَ أَنْ نَهَانِي بِاسْمِهِ. وَقُلْتُ: رَجُلٌ كَذَا لِيَرْغَبَ رَاغِبٌ فِي الدُّعَاءِ وَيَعْلَمَ أَنَّ فِي النَّاسِ صَالِحِينَ.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بن أَنَسٍ: أَنَّهُ رَأَى مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ فِي ثَوْبَيْنِ مُوَرَّدَيْنِ وَثَوْبَيْنِ بِزَعْفَرَانٍ لَيْسَا نَظِيفَيْنِ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أويس. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُقَاتِلٍ الْقُشَيْرِيُّ خَالُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ. قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يُصَلِّي وَأَزْرَارُ قَمِيصِهِ مَحْلُولَةٌ.(5/360)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: سَمِعَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ مِنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَأُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ. وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعَ. وَرَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ وَهُوَ عَمُّهُ. وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَكَانَ ثِقَةً وَرِعًا عَابِدًا. قَلِيلَ الْحَدِيثِ. يُكْثِرُ الإِسْنَادَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَمَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَلاثِينَ. أَوْ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
1068- عُمَرُ بن المنكدر
بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سعد بْن تيم بْن مُرَّة. وأمه أم ولد. وهي أم محمد بن المنكدر.
ولم يكن لعمر ولد. وكان من العباد المجتهدين.
أَخْبَرَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْمَكِّيُّ الْعَطَّارُ. قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ. قَالَ قَالَتْ أم عُمَرَ بْنِ الْمُنْكَدِرِ: إِنِّي لأَحِبُّ أَنْ أَرَاكَ نَائِمًا. فَقَالَ: يَا أُمَّهْ إِنِّي لأَسْتَقْبِلُ اللَّيْلَ فَيَهُولُنِي فَيُدْرِكُنِي الصُّبْحُ وَمَا قَضَيْتُ حَاجَتِي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ. قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ بِمَالٍ الْمَدِينَةَ. فَقَالَ: دُلُّونِي عَلَى رَجُلٍ من قريش أعطيه هَذَا الْمَالَ. فَدَلُّوهُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. فَأَعْطَاهُ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَ. قَالَ فَقَالَ: هَذَا وَقَدْ أَبَى.
فَمَنْ بَعْدَهُ؟ قَالُوا: لا نَعْلَمُ بَعْدَهُ أَحَدًا يُشْبِهُ أَبَا بَكْرِ بْنَ الْمُنْكَدِرِ. قَالَ: فَأَعْطَاهُ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ. قَالَ فَقَالَ: فَمَنْ بَعْدَهُمَا؟ قَالُوا: مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ. قَالَ: فَأَتَاهُ. فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ. قَالَ فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ يَلِدَكُمْ كُلَّكُمُ الْمُنْكَدِرُ فَافْعَلُوا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ لَيْثٍ. قَالَ: ذَكَرُوا شَيْئًا فِي مَنْزِلِ عُمَرَ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. قَالَ فَقَالَتْ أُمُّهُ: قَدْ كَانَ كَذَا وَكَذَا.
وَخَالَفَهَا عُمَرُ. فَلَمَّا ذَهَبُوا يَنْظُرُوا إِذَا الْقَوْلُ قَوْلُ عُمَرَ. وَإِذَا هُوَ أَحْفَظُ لِذَلِكَ مِنْهَا. قَالَ فَقَالَ: يَا أَمَّهْ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَضَعِي قَدَمَكِ عَلَى خَدِّي. قَالَتْ: يَا بُنَيَّ وَمَا قُلْتُ؟ قَالَ:
فَلَمْ يَزَلْ يَطْلُبُ إِلَيْهَا حَتَّى وَضَعَتْ قَدَمَهَا عَلَى خَدِّهِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ. قَالَ: حدثني عبد الله ابن الْمُبَارَكِ. قَالَ: جَمَعَ أَبُو حَازِمٍ نَاسًا مِنْ قُرَّاءِ أَهْلِ الْمَسْجِدِ فَأَتَوْا عُمَرَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ.
فَكَلَّمَهُ أَبُو حَازِمٍ فِي أَنْ يُخَفِّفَ عَنْ نَفْسِهِ مِمَّا حَمَلَ عَلَيْهَا مِنَ الْعِبَادَةِ. قَالَ فقال: إني(5/361)
لأَسْتَقْبِلُ اللَّيْلَ فَيَهُولُنِي فَإِذَا قَرَأْتُ الْقُرْآنَ أَصْدَرْتُهُ لَوْ أَوْرَدْتُهُ أُخْرَى. وَإِنَّ اللَّيْلَ لَيَنْقَضِي وَمَا بَلَغْتُ حَاجَتِي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ. قَالَ:
سَمِعْتُ نَافِعَ بْنَ عُمَرَ. قَالَ: لَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُ عُمَرَ بْنِ الْمُنْكَدِرِ دَعَوْا لَهُ أَبَا حازم وقد كان جزع. فَقَالَ لَهُ أَبُو حَازِمٍ فِي ذَاكَ. فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَبْدُوَ لِي مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ أَكُنْ أَحْتَسِبُ. قَالَ نَافِعٌ: الآيَةُ كَانَتْ تُسْهِرُهُ أَوْ تُقْلِقُهُ. وَكَانَ وَرِعًا مُتَعَبِّدًا.
1069- أبو بكر بن المنكدر
بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سعد بْن تيم بْن مُرَّة. وأمه أم ولد وهي أم محمد وعمر ابني المنكدر.
فولد أبو بكر بن المنكدر: عبد الله وإبراهيم وأمهما عبدة بنت عبد الله بن ربيعة بن عبد الله بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى.
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق. عن غسان بن المفضل. قَالَ حدثنا سعيد بن عامر. قَالَ: دخل أعرابي المدينة. فلقيه رجل فقال: كيف تركت الناس؟ كيف تركت أهل المدينة؟ قَالَ: بخير. وإن استطعت أن تكون من آل المنكدر فكن.
قَالَ محمد بن عمر: كان أبو بكر بن المنكدر أسن من أخيه محمد بن المنكدر.
وكان ثقة قليل الحديث.
1070- محمد بن المنذر
بن الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَّاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كعب.
فولد محمد بن المنذر: سعيدا. وأمه نائلة بنت عبد الله بن حنظلة الغسيل بن أبي عامر الراهب من الأنصار. والزبير بن محمد. وعاتكة وأمهما الفارعة بنت مسلم بن زرارة من بني أبي بكر بن كلاب. وفليحا. وفليحة. وأمهما فاختة بنت عبد الله بن الزبير بن العوام. وعبيدة بن محمد. وعمر. وعبيد الله. والمنذر. وعمرا.
وأم عمرو لأم ولد.
__________
1069 الجرح والتعديل (9/ 342) .
1070 الجرح والتعديل (8/ 97) .(5/362)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ. عَنْ أَبِيهِ.
قَالَ: كان محمد بن المنذر بن الزبير بن العوام من أحلم الناس وأشرفهم وكان إذا مر في الطريق أطفئت النيران تعظيما له. يقولون: هذا محمد بن المنذر لا تدخنوا عليه.
قَالَ: ورأيته يوما وقد انقطع قبال نعله. فقال برجله هكذا. فنزع الأخرى ومضى وتركهما ولم يعرج عليهما.
وسمعت رجلا من آل خالد بن الزبير غاظه في شيء. فالتفت إليه فقال: ما قل سفهاء قوم قط إلا ذلوا.
1071- صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ الحارث بن زهرة. وأمه أم كلثوم بنت سعد بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة.
فولد صالح بن إبراهيم: سالما. وسعدا. وأم كلثوم. وأم عمرو. وعثيمة وأمهم الزعوم بنت عبيد الله بن عبد الرحمن بن حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس بن عَبْد ود بْن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. وعاتكة بنت صالح وأمها أم إسحاق بنت عمر بن عبد الله بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ الحارث بن زهرة.
قَالَ محمد بن عمر. وقد روى الزهري. وعمرو بن دينار. عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوف.
وكان قليل الحديث. ومات صالح بالمدينة في خلافة هشام بن عبد الملك في ولاية إبراهيم بن هشام على المدينة.
1072- وَأَخُوهُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ
__________
1071 طبقات خليفة (260) ، والتاريخ الكبير (4/ 2775) ، والمعرفة ليعقوب (3/ 276) ، وتاريخ أبي زرعة (586) ، والجرح والتعديل (4/ 1720) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 221) ، والكاشف (2/ 3343) ، وتهذيب الكمال (2794) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (85) ، وتاريخ الإسلام (5/ 87) ، وتهذيب التهذيب (4/ 379) ، وتقريب التهذيب (1/ 358) ، وخلاصة الخزرجي (1) ترجمة 3009) .
1072 تاريخ ابن معين (2/ 190) ، وتاريخ خليفة (334) ، (367) ، (371) ، (372) ، وعلل أحمد (1/ 117، 185، 128، 283) ، والتاريخ الكبير (4/ 1928) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 411) ، (3/ 31) ، وتاريخ أبي زرعة (252) ، (533) ، (534) ، (546) ، (574) ، (623) ، وكنى الدولابي (1/ 95) ، وتاريخ الطبري (7/ 277) ، وتهذيب تاريخ دمشق (6/ 82) ، والكامل في التاريخ (5/ 274، 319) ، وتاريخ الإسلام (5/ 77) ، وسير أعلام النبلاء (5/ 418) ، والكاشف (1/ 1836) ، وتذكرة الحفاظ (1/ 136) ، وتهذيب الكمال (2199) ، وتذهيب التهذيب (2/ 7) ، وتهذيب التهذيب (3/ 463) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2371) ، وشذرات الذهب (1/ 173) .(5/363)
الحارث بن زهرة. وأمه أم كلثوم بنت سعد بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة.
فولد سعد بن إبراهيم: إسحاق. وآمنة. وأمهما أم كلثوم بنت محمد بن عبد الله ابن أبي سعد الحكمي حليف عفان بن أبي العاص.
وإبراهيم. وسودة ابني سعد. وأمهما أمة الرحمن بنت فلان بن عبد بن زمعة ابن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. ومحمدا وإسماعيل. لأم ولد.
وكان سعد بن إبراهيم يكنى أبا إسحاق. وقد ولي قضاء المدينة. وكان ثقة كثير الحديث.
أخبرنا معن بن عيسى. قال: حدثنا سعيد بن مسلم بن بانك. قال: رأيت سعد ابن إبراهيم يقضي في المسجد.
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ. عَنِ شُعْبَةَ. قَالَ: كَانَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُخْتَمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ.
أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ. عَنْ شُعْبَةَ. قَالَ: كَانَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُخْتَمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ.
أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ. عَنْ شُعْبَةَ. قَالَ: كَانَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ يَصُومُ الدَّهْرَ.
وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ. قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ. قَالَ:
أَدْرَكْتُ أَبِي وَلَهُ كَذَا وَكَذَا عِمَامَةٌ مَا أَحْفَظُ عَدَدَهَا. وَأَنَّهُ لَيَعْتَمُّ وَيُعَمِّمُنِي وَأَنَا صَغِيرٌ.
وَرَأَيْتُ الصِّبْيَانَ يُعَمَّمُونَ وَلَقَدْ أَدْرَكْتُ إِذَا انْصَرَفَ النَّاسُ مِنَ الْعَصْرِ وَشَهِدُوا الْمَغْرِبَ طَرَحُوا الْقُمُصَ وَلَبِسُوا ثَوْبَيْنِ.
أَخْبَرَنَا سَعْدٌ. وَيَعْقُوبُ ابْنَا إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ. قَالا: تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً.(5/364)
1073- عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ
بْنِ عَبْدِ الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وأمه سارة بنت هشام بن الوليد بن المغيرة بن عمر بن مخزوم.
فولد عبد الملك بن أبي بكر: ربيحة. تزوجها سهيل بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم. وأمها أم حكم بنت عمر بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ.
وكان عبد الملك بن أبي بكر سخيا ثريا. وقد روي عنه. ومات في أول خلافة هشام بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ.
1074- عبد الرحمن بن أَبِي بَكْرِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بن هشام بن المغيرة.
وأمه سارة بنت هشام بن الوليد بن المغيرة. ومات عبد الرحمن وليس له عقب. وقد روي عنه أيضا.
1075- وأخوهما الحارث بن أَبِي بَكْرِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بن هشام. وأمه أيضا سارة بنت هشام بن الوليد بن المغيرة فولد الحارث بن أبي بكر: عبد الله.
والمغيرة وسارة. وأمهم كلثم بنت سعيد بن نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي.
1076- وأخوهم عمر بن أَبِي بَكْرِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بن هشام وأمه قريبة بنت عبد الله بْن زمعة بْن الأسود بْن المطلب بْن أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. فولد عمر بن أبي بكر: عيسى. وعبد الله لا عقب له. وزينب. وأمهم أم عاصم بنت سليمان بن سليمان بن عاصم بن عمر بن الخطاب. وقد روي عنه.
1077- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبَانَ
بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بْن أبي العاص بْن أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بن قصي. وأمه أم سعد بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة. وأمها أم حسن بنت الزبير بن العوام بن خويلد. وأمها أسماء بنت أبي بكر الصديق.
__________
1073 تهذيب الكمال (851) ، وتهذيب التهذيب (6/ 387) ، وتقريب التهذيب (1/ 517) ، والتاريخ الكبير (5/ 407) ، والجرح والتعديل (5/ 344) ، وتاريخ ابن معين (2/ 370) .
1075 التاريخ الكبير (1/ 2/ 265) ، والجرح والتعديل (3/ 70) .
1077 الجرح والتعديل (5/ 210) .(5/365)
فولد عبد الرحمن بن أبان: أبان. درج. وعثمان وعاتكة وأمهم حنتمة بنت مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ. والوليد لأم ولد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث.
قال: ما رأيت أحدا أجمع للدين والمملكة والسرو من عبد الرحمن بن أبان.
قال محمد بن عمر: قد روى عنه محمد وعبد الله ابنا أبي بكر. وبكر بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَغَيْرِهِمَا من أهل المدينة. وكان قليل الحديث.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ. قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ يُخْبِرُ عَنْ أَبِيهِ. عَنْ عُثْمَانَ. قَالَ: لا مُكَالَبَةَ.
إِذَا وَقَعَتِ الْحُدُودُ فَلا شُفْعَةَ.
أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ. عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عُثْمَانَ. قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبَانَ يَشْتَرِي أَهْلَ الْبَيْتِ ثُمَّ يَأْمُرُ بِهِمْ فَيُكْسَوْنَ وَيَدَّهِنُونَ ثُمَّ يُعْرَضُونَ عَلَيْهِ فَيَقُولُ: أَنْتُمْ أَحْرَارٌ لِوَجْهِ اللَّهِ. أَسْتَعِينُ بِكُمْ عَلَى غَمَرَاتِ الْمَوْتِ.
قَالَ: فَمَاتَ وَهُوَ نَائِمٌ فِي مَسْجِدِهِ- يَعْنِي بَعْدَ السُّبْحَةِ.
قَالَ مُصْعَبٌ: وَسَمِعْتُ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: إِنَّمَا كَانَ سَبَبُ عِبَادَةِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ. أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانَ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لأَنَا أَوْلَى بِهَذَا مِنْهُ.
وَأَقْرَبُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: فَتَجَرَّدَ لِلْعِبَادَةِ.
1078- أبو بكر بن عبد الله الأصغر
ابن أبي جهم. واسمه عبيد بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبيد اللَّهِ بْنِ عَبِيدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كعب وأمه أم ولد. وأبو بكر هو اسمه.
فولد أبو بكر بن عبد الله: عبد الله. وعبيد الله. وأبان عثمان. ومحمدا. ورباحا.
وعبدة. وليلى. وأم سلمة. وأمهم أم أبيها بنت عبد الرحمن بن أبي جهم. وسعيد بن أبي بكر وأمه أم ولد.
وكثيرا. وأبان وعمرا. وعبد الرحمن لأمهات أولاد. روى أبو بكر عن سليمان ابن أبي حثمة. وكان قليل الحديث.
1079- عبد الملك بن عبيد
بن سعيد بن يربوع بن عنكثة بن عامر بن مخزوم. وأمه أم السفاح بنت السفاح بن سمرة بن خالد بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يعمر بن(5/366)
المحترس بن خليل الخزاعي.
فولد عبد الملك بن عبيد: المسور. وداود. وأمهما أم حكيم بنت داود بن قيس بن السائب بن عويمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم.
وكان عبد الملك بن عبيد بن سعيد بن يربوع يكنى أبا المسور.
1080- أبو الأسود يتيم عروة
واسمه مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن نوفل بْن الأسود بْن نوفل بْن خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي. وأمه أم ولد. فولد محمد بن عبد الرحمن: عبد الرحمن. وأم كثير. وأم حكيم. وأم عبد الله. وأم الزبير. وأمهم أم ولد. مات في آخر سلطان بني أمية. وليس له عقب. وكان ثقة قليل الحديث.
روى عن مالك بن أنس وغيره. وكان الأسود بن نوفل بن خويلد من مهاجرة الحبشة. ومات بها.
1081- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقُ. واسمه عَبْد اللَّه بْن أبي قُحَافَةَ. وَاسْمُهُ عُثْمَان بْن عَامِرِ بْن عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بن مرة.
وأمه قريبة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.
فولد عبد الرحمن بن القاسم: إسماعيل. وأسماء. وأمهما حبانة بنت عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سهل بن زيد بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث من الأنصار ثم من الأوس. وعبد الله بن عبد الرحمن ولي القضاء بالمدينة للحسن بن زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب في خلافة أبي جعفر المنصور.
وأمه عاتكة بنت صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوف. وكان عبد الرحمن بن القاسم يكنى أبا محمد.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن زيد. قال: حدثني أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ. قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَلَيْهِ اسْمُهُ وَاسْمُ أبيه.
__________
1080 تهذيب الكمال (1233) ، وتهذيب التهذيب (9/ 307) ، وتقريب التهذيب (2/ 185) ، والتاريخ الكبير (1/ 145) ، والجرح والتعديل (7// 321) .
1081 تهذيب الكمال (811) ، وتهذيب التهذيب (6/ 254) ، وتقريب التهذيب (1/ 495) ، والتاريخ الكبير (5/ 340) ، والجرح والتعديل (5/ 278) .(5/367)
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ عَلَيْهِ قَمِيصٌ هَرَوِيٌّ أَصْفَرُ وَرِدَاءٌ مُوَرَّدٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ. قَالَ: كَانَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ لَمَّا اسْتُخْلِفَ بَعَثَ إلى أبي. أَبِي الزِّنَادِ. وَإِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ. وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. وَرَبِيعَةَ. فَقَدِمُوا عَلَيْهِ الشَّامَ فَمَرِضَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ. وَمَاتَ بِالْفُدَّيْنِ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ. فَشَهِدُوهُ. وَكَانَ وَرِعًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
1082- إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرِو
بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بن أَبِي أُحَيْحَةَ سَعِيد بْن العاص بْن أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ. وأمه أم حبيب بنت حريث بن سليم بن عش بن لبيد بن عداء بن أمية بن عبد الله بن رزاح بن رَبِيعَةُ بْنُ حَرَامِ بْنِ ضِنَّةَ بْنِ عَبْدِ بن كثير بن عذرة بن قضاعة.
فولد إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: عبد الرحمن. وعبيد الله وأم إسماعيل لأم ولد.
أخبرنا محمد بن عمر. قَالَ: كان إسماعيل بن عمرو يكنى أبا محمد وكان ينزل الأعوص على أحد عشر ميلا من المدينة طريق العراق. وكان عابدا ناسكا.
وقال عمر بن عبد العزيز: لو كان إلي من الأمر شيء- يعني أمر الخلافة- لوليتها القاسم بن محمد أو صاحب الأعوص- يعني إسماعيل بن عمرو-.
وعاش إسماعيل إلى دولة ولد العباس. فقيل له ليالي قدم داود على المدينة واليا على الحرمين: لو تغيبت. فقال: لا والله. ولا طرفة عين. وكان داود قد هم به.
فقيل له: ليس حاجة أن يتفرغ لك إسماعيل في الدعاء عليك. فتركه ولم يعرض له.
وعرض لإسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد. وأيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد.
فحبسهما بالمدينة. وعاش إسماعيل بن عمرو بعد ذلك يسيرا ثم مات.
وقد روى عنه سليمان بن بلال. وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ. وغيرهما.
وكان قليل الحديث.
__________
1082 التاريخ الكبير (1/ 1/ 368) ، والجرح والتعديل (2/ 190) ، تهذيب ابن عساكر (3/ 41) ، وتاريخ الإسلام (5/ 227) ، وتهذيب الكمال (470) .(5/368)
1083- إسماعيل بن أمية
بن عمرو بن سعيد بن العاص بن أَبِي أُحَيْحَةَ سَعِيد بْن العاص بْن أمية بن عبد شمس. وأمه أم ولد. وليس لإسماعيل بن أمية عقب. ومات سنة أربع وأربعين ومائة. وكان ثقة كثير الحديث.
1084- أيوب بن موسى
بن عمرو بن سعيد بن العاص بن أَبِي أُحَيْحَةَ سَعِيد بْن العاص بْن أمية بن عبد شمس وأمه أم ولد.
فولد أيوب بن موسى: محمدا وأمه أم حبيب بنت أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص. وكان أيوب واليا على الطائف لبعض بني أمية. وكان ثقة له أحاديث.
1085- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِكْرِمَةَ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. ويكنى أبا محمد. وأمه ابنة عبد الله بن أبي عمرو بن حفص بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
فولد عبد الله بن عكرمة: عبد الرحمن لا بقية له. وزينب. وأم حكيم. وأم سلمة. وفاطمة. وأمهم أم عمرو بنت أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بن هشام.
وعكرمة بن عبد الله. وأمه حبيبة بنت إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي ربيعة بن المغيرة. وإسحاق وأمه سارة بنت المثنى بن حكيم بن نجبة بن ربيعة. وأبا بكر. وعمرا. وعثمان. وهشاما. وأم سلمة. وأم القاسم. وأمهم مليكة بنت حجر بن حبيب بن الحارث بن يزيد بن سنان بن أبي حارثة.
والمغيرة وأمه أم عثمان بنت بسطام بن قبيصة بن بشر بن حلمة بن نجبة بن ربيعة الفزاري. وعبد الملك. وخالدا. وأمهما أم ولد. وكان عبد الله قليل الحديث.
__________
1083 المعرفة (3/ 279) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 159) ، علل أحمد (1/ 388) ، والتاريخ الصغير (164) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 24) ، وتهذيب الكمال (426) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (62) ، والكاشف (1/ 120) ، وتهذيب التهذيب (1/ 284) ، وتاريخ الإسلام (5/ 225) ، (6/ 38) .
1084 التاريخ الكبير (1/ 1/ 422) ، تهذيب ابن عساكر (3/ 215- 216) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 258) ، وتهذيب الكمال (626) ، المعرفة ليعقوب (2/ 173) ، ميزان الاعتدال (1/ 294) ، وسير أعلام النبلاء (6/ 135) ، وتاريخ الإسلام (5/ 230) ، والعقد الثمين (3/ 350) .
1085 الجرح والتعديل (5/ 133) ، والتاريخ الكبير (3/ 1/ 162) .(5/369)
1086- وأخوه الحارث بْنِ عِكْرِمَةَ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بن هشام بن المغيرة.
وأمه بنت عبد الله بن أبي عمرو بن حفص بن المغيرة.
فولد الحارث بن عكرمة: المغيرة وأمه سالمة بنت حميد بن أبي جهم بن حذيفة. وعبد الله. وأم حكيم وأمهما سلمة بنت محمد بن عُمَر بْن أبي سَلَمَة بْن عَبْد الأسد. وابن للحارث آخر وأمه أم حكيم بنت حجر بن حبيب بن الحارث بن يزيد بن سنان بن أبي حارثة. وكان الحارث قليل الحديث جدا.
1087- أبو بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَّاحِ بْنِ عدي بن كعب. وأمه عائشة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق. فولد أبو بكر بن عبيد الله: محمدا. وخالدا.
وبلالا. وأبيه. وعائشة. وأمهم أم حسين بنت خالد بن المنذر بن أبي أسيد بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْبَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة من الأنصار ثم من الخزرج. روى أبو بكر عن ابن عمر. ومات قديما. وهو أبو خالد بن أبي بكر. وروى الزهري عن أبي بكر بن عبد الله. وكان ثقة قليل الحديث.
1088- القاسم بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر بن الخطاب بن نفيل وأمه أم عبد الله بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق.
توفي في خلافة مروان بن محمد. وكان قليل الحديث.
1089- عمر بن عبد اللَّهِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخطاب. وأمه أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ الْمُخْتَارِ بْنِ أبي عُبَيْد بْن مَسْعُود بن عَمْرو بْن عمير بن عوف بن ثقيف.
فولد عمر بن عبد الله: عبد الله. وعبد الرحمن. وعبيد الله لأمهات أولاد. وأسماء وأمها أم ولد. وكان عمر قليل الحديث. وكان أبو الزناد يروي عنه.
1090- عبد العزيز بن عبد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخطاب بن نفيل.
وأمه أم عبد الله بنت عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب.
__________
1086 الجرح والتعديل (3/ 85) ، والتاريخ الكبير (1/ 2/ 277) .
1087 الجرح والتعديل (9/ 340) .
1088 الجرح والتعديل (7/ 112) .
1090 الجرح والتعديل (5/ 386) .(5/370)
فولد عبد العزيز: محمدا. وأمه أمة الحميد بنت سلمة بن عبد الله بن سلمة بن ربيعة بن أبي أمية. وعمر بن عبد العزيز. وأمه كيسة بنت عبد الحميد بن عبد الله بن عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب.
وعبد الله بن عبد العزيز. وهو العابد. وأمه أمة الحميد بنت عبد الله بن عياض بن عمرو بن بليل بن بلال بن أُحَيْحَةُ بْنِ الْجُلاحِ بْنِ الْحَرِيشِ بْنِ جَحْجَبَا بْنِ كُلْفَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عوف من الأوس من الأنصار.
وإسحاق بن عبد العزيز وأمه الفارعة بنت عبد الرحمن بن المغيرة بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.
وآمنة بنت عبد العزيز. تزوجت مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عثمان بن عفان. ثم خلف عليها عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
وأمها أم سلمة بنت معقل بن نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود. وعمر وأبا بكر وعبد الحميد بني عبد العزيز وأمهم أم ولد.
وقد ولي عمر بن عبد العزيز عبد العزيز بن عبد الله المدينة. وكرمان.
واليمامة. وخرج حسين بن علي بن الحسين وعمر بن عبد العزيز والي المدينة.
وأوصى أخوه عبد الله بن عبد العزيز العابد أن لا يصلي عليه عمر. وكان مهاجره إلى أن مات 1682.
1091- عبد الله بن واقد
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وأمه أمة الله بنت عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة.
فولد عبد الله بن واقد: واقدا. وأم عثمان. ورقية. وسودة. وعاتكة. وأمهم أم جميل بنت أبي بكر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. روى عن ابن عمر. وحدث عنه: يحيى بن سعيد. وأسامة بن زيد.
ومات قديما سنة سبع عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك.
1092- أبو عبيدة بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَّاحِ بْنِ عدي بن كعب.
__________
1091 الجرح والتعديل (5/ 190) .(5/371)
وأمه أم عبد الله بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق.
فولد أبو عبيدة محمدا والقاسم وأمهما جويرية بنت عبيد الله بن نضلة من بني مدلج من كنانة.
1093- جعفر بن سَالِمِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بن نفيل. وأمه أم ولد. فروى جعفر عن أبيه. وعن القاسم بن محمد. وروى عنه عبد الله بن عمر.
1094- أبو بكر بن سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بن نفيل.
وأمه أم الحكم بنت يزيد بن عبد قيس. فولد أبو بكر بن سالم: سالما. وهشيمة. وأمهما بريهة بنت المجبر بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب. ومحمد بن أبي بكر. وأمة الحميد. وأمهما أم ولد وعمر بن أبي بكر. وأمه سودة بنت المجبر بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب وقد روى عنه.
1095- عمر بن سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بن نفيل.
وأمه أم الحكم بنت يزيد بن عبد قيس. فولد عمر بن سالم: حفصًا وأمه أم ولد.
1096- محمد بن زيد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
وأمه أم حكيم بنت عبيد الله بن عمر بن الخطاب. فولد محمد بن زيد: واقدا. وعمر. وأبا بكر. وزيدا. وعاصما.
وأم حكيم. وفاطمة. وأمهم أم ولد.
وعبد الرحمن بن محمد الأكبر. وبلالا وعبد الرحمن الأصغر. وأمهم قرة العين بنت حوي بن شماس بن صفوان بن صباح بن طريف بن زيد بن عمرو بن ربيعة بن كعب بن ربيعة بن ثعلبة بن سعد بن ضبة.
وأبا عبيدة بن محمد وأمه أم ولد.
1097- عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب بن نفيل.
وأمه أم سلمة بنت
__________
1093 الجرح والتعديل (2/ 480) .
1094 الجرح والتعديل (9/ 345) .
1096 الجرح والتعديل (7/ 256) .
1097 تاريخ الدوري (2/ 243، 283) ، وعلل أحمد (1/ 34، 273، 299) ، والتاريخ الكبير (6/ 3056، 3088) ، وأحوال الرجال للجوزجاني (236) ، والمعرفة ليعقوب (2/ 778) ، وتاريخ أبي زرعة (510) ، والجرح والتعديل (6/ 1917) ، والمجروحين لابن حبان (2/ 127) ، والكاشف (2/ 2527) ، وديوان الضعفاء (1034) ، والمغني (1/ 2987) ، وتهذيب الكمال (3014) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (11) ، وتاريخ الإسلام (5/ 263) ، وميزان الاعتدال (2/ 4056) ، وتهذيب التهذيب (5/ 46) ، وتقريب التهذيب (1/ 384) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3234) .(5/372)
عبد الله بن أبي أحمد بن جحش بن رئاب من بني أسد بن خزيمة. أدرك سلطان بني العباس. ووفد على أبي العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. وهو أول من قام بالخلافة من ولد العباس بن عبد المطلب. وكان كثير الحديث لا يحتج به.
1098- عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بن الخطاب
وأمه ميمونة بنت داود بن كليب بن أساف بْن عُتْبة بْن عَمْرو بْن خديج بْن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج.
فولد عمر بن حفص: أبا بكر. وعبيد الله. وزيدا. وعبد الله. وعبد الرحمن.
ومحمدا. وعاصما. وأم عاصم. وأم حميد. وأم عيسى. وأم مسكين. وأمهم فاطمة بنت عمر بن عاصم بن عمر بن الخطاب.
1099- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ
بْنِ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي. وأمه فاختة بنت الأسود بن أبي البختري بن هشام بْن الحارث بْن أَسَدِ بْن عَبْد الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ.
فولد عبد الله بن عروة: عمر. وصالحا. وعائشة. وأمهم أم حكيم بنت عبد الله بن الزبير بن العوام.
وسلمة بن عبد الله. وسالما. ومسالما. وخديجة. وصفية. وأمهم أم سلمة بنت حمزة بن عبد الله بن الزبير بن العوام. وكان عبد الله بن عروة يكنى أبا بكر وقد روى
__________
1098 الجرح والتعديل (6/ 102) .
1099 طبقات خليفة (267) ، والتاريخ الكبير (5/ 513) ، والمعرفة والتاريخ (1/ 550، 551) ، وتاريخ أبي زرعة (494) ، (496) ، (497) ، والجرح والتعديل (5/ 618) ، والثقات لابن حبان (7/ 2) ، وسؤالات البرقاني (265) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 256) ، وأنساب القرشيين (231- 233) ، والكاشف (2) ترجمة (2885) ، وتاريخ الإسلام (4/ 138) ، وتهذيب الكمال (3425) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (166) ، وتهذيب التهذيب (5/ 319) ، وتقريب التهذيب (1/ 433) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3661) .(5/373)
عنه الزهري وكان قليل الحديث.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ. قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ. يَقُولُ: قِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ: تَرَكْتَ الْمَدِينَةَ دَارَ الْهِجْرَةِ وَالسُّنَّةِ. فَلَوْ رَجَعْتَ لَقِيتَ النَّاسَ وَلَقِيَكَ النَّاسُ.
قَالَ: وَأَيْنَ النَّاسُ؟ إِنَّمَا النَّاسُ رَجُلانِ شَامِتٌ بِنَكْبَةٍ أَوْ حَاسِدٌ بِنِعْمَةٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ. قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ يَعْقُوبَ الْمَاجِشُونَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي فِي حَاجَةٍ. قَالَ: فَلَمَّا انْصَرَفْنَا قَالَ لِي أَبِي: هَلْ لَكَ فِي هَذَا الشَّيْخِ؟ فَإِنَّهُ بقية من بقايا قريش. وأنت وأجد عنده ما شئت من حديث ونبل رأي- يريد عبد الله بن عروة- قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ. فَحَادَثَهُ أَبِي طَوِيلا. ثُمَّ ذَكَرَ أَبِي بَنِي أُمَيَّةَ وَسُوءَ سِيرَتِهَا وَمَا قَدْ لَقِيَ النَّاسُ مِنْهُمْ. وَقَالَ: انْقَطَعَ آمَالُ النَّاسِ مِنْ قُرَيْشٍ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَقْصِرْ أَيُّهَا الشَّيْخُ. فَإِنَّ النَّاسَ لَنْ يَبْرَحَ لَهُمْ أمر صالح في قريش ما لم يلي بَنُو فُلانٍ. فَإِذَا وُلِّيَتْ بَنُو فُلانٍ انْقَطَعَتْ آمَالُهُمْ. فَقَالَ لَهُ سَلَمَةُ الأَعْوَرُ صَاحِبُنَا: بَنُو هَاشِمٍ؟ فَقَالَ بِرَأْسِهِ: أَيْ نَعَمْ.
1100- يحيى بن عروة
بن الزبير بن العوام. ويكنى أبا عروة. وأمه أم يحيى بنت الحكم بْن أبي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس. فولد يحيى بن عروة: عروة. وأمه زينب بنت عبيدة بن المنذر بن الزبير بن العوام. ومروان الأكبر ابن يحيى. ومحمد الأكبر. والزبير. لا بقية لهم. وأم يحيى. وأسماء. وأمهم أم إبراهيم بنت إبراهيم بن عبد الله بن نعيم بن النحام العدوي.
والحكم بن يحيى. وأم عبد الله. وعائشة. وأمهم أيضا أم إبراهيم بنت إبراهيم بن عبد الله بن نعيم بن النحام.
وعبد الملك بن يحيى. ومروان. ومحمد لأم ولد.
وقد روى الزهري عن يحيى بن عروة. وكان قليل الحديث.
1101- محمد بن عروة
بن الزبير بن العوام. وأمه أم يحيى بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية.
__________
1100 الجرح والتعديل (9/ 175) .
1101 الجرح والتعديل (8/ 47) .(5/374)
فولد محمد بن عروة: أم يحيى. وأمها حفصة بنت عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ معاذ.
1102- عثمان بن عروة
بن الزبير بن العوام. وأمه أم يحيى بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية.
فولد عثمان بن عروة: عروة. وأبا بكر. وعبد الرحمن. ويزيد. وأم يحيى.
وكلثم. وحفصة. وأمهم قريبة بنت عبد الرحمن بن المنذر بن الزبير بن العوام.
ويحيى بن عثمان. وهشاما. لأم ولد. وخديجة. وأبية. وفاطمة. وأمهم أم حبيب بنت عبد الله بن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الراهب. من الأوس.
وكان عثمان قليل الحديث. وتوفي في أول خلافة أبي جعفر. وقد روي عنه.
1103- هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ
بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ. وأمه أم ولد. فولد هشام بن عروة:
الزبير. وعروة. ومحمدا. وأمهم فاطمة بنت المنذر بن الزبير بن العوام. ويكنى هشام أبا المنذر.
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ. قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. قَالَ: قَالَ أَبِي: كُنْتُ كَتَبْتُ فَمَحَوْتُ الْكِتَابَ فَلَوَدِدْتُ أَنِّي فَدَيْتُهُ بِأَهْلِي وَمَالِي وَأَنِّي لَمْ أَكُنْ أَمْحُهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ سَمِعَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَهُوَ الَّذِي زَوَّجَهُ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْمُنْذِرِ. وَقَدْ رَوَى هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ. وَعَنِ امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ.
وَرَوَى عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ. وَكَانَ ثِقَةً ثَبَتًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ حُجَّةً.
قَالَ: وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ. قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ يَسْمَعْ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ حَدِيثَ أَبِيهِ فِي مَسِّ الذَّكَرِ- يَعْنِي حَدِيثَ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ- قَالَ يَحْيَى: فَسَأَلْتُ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ عَنْهُ. فَقَالَ: أَخْبَرَنِي بِهِ أَبِي.
وَمَاتَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ بِبَغْدَادَ. وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ الْخَيْزَرَانِ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ ومائة.
__________
1102 الجرح والتعديل (6/ 162) .
1103 تهذيب الكمال (21442) ، وتهذيب التهذيب (11/ 48) ، وتقريب الهذيب (2/ 319) ، والجرح والتعديل (9/ 63) .(5/375)
1104- عبيد الله بن عروة
بن الزبير بن العوام. وأمه أسماء بنت سلمة بن عمران بْن أبي سَلَمَة بْن عَبْد الأسد المخزومي.
فولد عبيد الله بن عروة: عروة. وعاصما. ومصعبا. وحفصة. وأمهم بنت رباح بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخطاب.
وكان عبيد الله بن عروة أصغر ولد عروة. وقد حكى عنه رؤية. ولم يسمع منه حديثا. وبقي عبيد الله حتى أدركه محمد بن عمر الواقدي. قلت له: ابن كم أنت يوم مات عبيد الله بن عروة؟ قَالَ: ابن تسع سنين.
1105- عمر بن عبد الله بن عروة
بن الزبير بن العوام. وأمه أم حكيم بنت عبد الله بن الزبير بن العوام. ولم يعقب عمر بن عبد الله بن عروة. وقد كان كبيرا.
وروى عن عروة بن الزبير. والقاسم بن محمد. وروى عنه ابن جريج. وكان قليل الحديث.
1106- يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير بن العوام. وأمه عائشة بنت عبد الرحمن بن الْحَارِث بْن هشام بْن المغيرة بْن عَبْد الله بن عمر بن مخزوم.
فولد يحيى بن عباد: يعقوب. وإسحاق. وعبد الرحمن. وعبد الوهاب. وأمهم أسماء بنت ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام.
وعبد الملك بن يحيى لأم ولد. وعائشة. وسودة. وأمهما أسماء بنت عروة بن الزبير. وأمها سودة بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب. وأمها صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفي. وأمها عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص بن أمية. وأمها زينب بنت أبي عمرو بن أمية.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرحمن بن أبي الزناد. قَالَ: كانت ليحيى بن عباد مروءة. وما رأيت شابا أحسن في النعمة منه.
وروى عنه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ. ومحمد بن إسحاق. ومات قديما وهو ابن ست وثلاثين سنة. وكان ثقة كثير الحديث.
__________
1105 الجرح والتعديل (6/ 117) .
1106 الجرح والتعديل (9/ 173) .(5/376)
1107- سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بن زهرة وأمه أم ولد.
فولد سلمة بن أبي سلمة: مروان. وعمر. ومحمدا. وأم سلمة. وأمهم أم عباد بنت إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وأمه الواحد بنت سلمة. وأمها أم ولد بربرية.
وقد روى الزهري عن سلمة بن أبي سلمة. وكان قليل الحديث.
1108- وأخوه عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ. ولم تسم لنا أمه. فولد عمر بن أبي سلمة: يحيى. وإبراهيم درج. وأم محمد. وتماضر. وأمهم حبابة بنت محمد بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف.
أخبرني يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم. أن عبد الله بن علي بن عبد الله ابن عباس بن عبد المطلب قتل عمر بن أبي سلمة ليالي خرجوا بالشام. وكان عمر مع بني أخت له من بني أميه فقتله معهم.
وروى عنه أبو عوانة. وهشيم. وكان كثير الحديث وليس يحتج بحديثه.
1109- عبد المجيد بن سهل
بن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عبد الحارث بن زهرة. وأمه أم ولد.
فولد عبد المجيد بن سهل: سهيلا. وسورة. وأمة العزيز. وأمهم أم عمرو بنت عبد العزيز بن عبد الرحمن بن زمعة بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي.
1110- الحسن بن عثمان
بن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عبد الحارث بن زهرة وأمه أم الحكم بنت سعد بن أبي وقاص.
__________
1107 الجرح والتعديل (2/ 1/ 164) ، ونسب قريش (267) ، ومشاهير علماء الأمصار (134) ، وجمهرة أنساب العرب (132) ، ولسان الميزان (3/ 68) .
1108 تهذيب الكمال (1012) ، وتهذيب التهذيب (7/ 456) ، وتقريب التهذيب (2/ 56) ، والتاريخ الكبير (6/ 166) ، والجرح والتعديل (6/ 118) ، وتاريخ ابن معين (2/ 430) .
1109 الجرح والتعديل (6/ 64) .
1110 الجرح والتعديل (3/ 25) ، والتاريخ الكبير (1/ 2/ 300) .(5/377)
فولد الحسن بن عثمان: جابرا ويحيى. وسعدا. وأمهم أم يحيى بنت يحيى ابن أبي عمير بن أبي طلحة من الأنصار. ثم من بني مالك بن النجار من الخزرج.
وإبراهيم بن الحسن. وأم الحكم. وأمهما أم ولد. وفاطمة بنت الحسن وأمها عاتكة بنت يزيد بن الفرات بن معاوية من بني البكاء. من بني عامر بن صعصعة.
1111- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بن الحارث بن زهرة. وأمه أم ولد.
فولد عبد الرحمن بن حميد: إبراهيم. حميد أو أم حميد. وأمهم أمة الرحمن بنت محمد بن عبد الرحمن بن عوف.
والقاسم بن عبد الرحمن. وسعيدا وهو كراع. وأمهما أمامة بنت القاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف.
وكان عبد الرحمن ثقة وله أحاديث. وقد روى عن أبيه. وعن سعيد بن المسيب. وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. والأعرج.
وتوفي عبد الرحمن في أول خلافة أبي جعفر.
__________
1111 تهذيب الكمال 784. وتهذيب التهذيب 6/ 165. وتقريب التهذيب 1/ 478.
والتاريخ الكبير 5/ 274. والجرح والتعديل 5/ 225.
1112- غرير
واسمه عبد الرحمن بن المغيرة بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ وأمه حميدة بنت عبد الله بن أبي عثمان بن الأخنس بن شريق الثقفي حليفهم.
فولد غرير: محمدا. وإبراهيم الأكبر. ويعقوب. وحميدا. وأم حكيم.
والفارعة. وأمهم هند بنت مروان بن الحارث بن عمرو بن سعد بن معاذ من بني عبد الأشهل.
وسليمان. وإبراهيم الأصغر درجا. وأمهما أم كثير بنت محمد بن الزبير بن كثير بن الصلت من كندة. ويحيى والرغوم. وأمهما بنت صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوف. وعيسى. وغرير بن غرير. وأمهما عاتكة بنت أم ولد بربرية.
1113- أبو بَكْرِ بْنِ حَفْصِ
بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ بن أبي وقاص بن أهيب بن
1113 تهذيب الكمال (784) ، وتهذيب التهذيب (6/ 165) ، وتقريب التهذيب (1/ 478) ، والتاريخ الكبير (5/ 274) ، والجرح والتعديل (5/ 225) .
1113 تهذيب التهذيب (675) ، وتهذيب التهذيب (5/ 188) ، وتقريب التهذيب (1/ 409) ، والتاريخ الكبير (5/ 76) ، والجرح والتعديل (5/ 36) .(5/378)
عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْن كلاب. وأمه هنيدة بنت عمر بن محرز بن شهاب بن أبي شمر من غسان.
فولد أبو بكر بن حفص: عبد الملك. ومحمدا. وحفصة. وأمهم بريهة بنت محمد بن الأسود بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بن الحارث بن زهرة. والمحباة. وأم سلمة. وأمهما أم ولد تدعى سعدى.
1114- الأشعث بن إسحاق
بن سعد بن أبي وقاص. وأمه شجرة بنت كليب بن رافع بن جزيء بن مدلج بن أياس بن عبد بن غنم بن جحاش بن بجالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد.
فولد الأشعث: حمزة. ومحمدا. وأم إسماعيل. وعبيدة. وأم هشام. وأمهم حفصة بنت عامر بن سعد بن أبي وقاص.
1115- إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقاص. ويكنى أبا محمد. وأمه أم ولد.
فولد إسماعيل بن محمد: أبا بكر. وأم محمد. وأم كلثوم. وأم القاسم. وأمهم أم سليمان بنت عبد الله بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب.
وحفصة بنت إسماعيل. وأمها أم عمرو بنت عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بن الخطاب. وأمها عائشة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق. وله أحاديث. وهو ثقة.
وتوفي في سنة أربع وثلاثين ومائة في خلافة أبي العباس.
1116- إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. وقد روي عنه. وأمه أم ولد وليس له عقب.
__________
1114 التاريخ الكبير (1/ 1/ 427) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 269) ، وتهذيب الكمال (520) .
1115 التاريخ الكبير (1/ 1/ 371) ، والمعرفة (1/ 369) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 194) ، وتهذيب الكمال (478) ، والكاشف (1/ 26) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (67) ، وسير أعلام النبلاء (6/ 128) ، وتاريخ الإسلام (55/ 227) .
1116 تهذيب الكمال (228) ، تهذيب التهذيب (1/ 153) ، وتقريب التهذيب) .(5/379)
1117- داود بن عامر
بن سعد بن أبي وقاص. وأمه أم عبيد الله بنت عبد الله بن موهب بن رباح بن مالك بن غنم بن ناجية من الأشعريين حليفهم.
فولد داود بن عامر: عبد الله. وأمه أم سلمة بنت إسحاق بن سعد بن أبي وقاص. وإبراهيم وهو كردم الشاعر. ومحمدا. وإسحاق. وأمه الحميد وهي حمادة.
وأمهم أم هشام بنت مسلمة بن العلاء بن حارثة بن عبد الله بن سلمة من ثقيف حليف بني زهرة.
1118- قرين بن المطلب
بن السائب بن أبي وداعة. واسمه الحارث بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم. وأمه زبيبة أم ولد.
فولد المطلب بن السائب: محمدا. وإبراهيم. وأم إسحاق. وأمهم أم عبد الله بنت عمر بن عبد الله بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بن الحارث بن زهرة. وكان المطلب ختن سعيد بن المسيب على ابنته. وروى عنه. وكان قليل الحديث.
1119- كثير بن كثير
بن المطلب بن أبي وداعة بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم.
وأمه عائشة بنت عمرو بن أبي عقرب وهو خويلد بن عبد الله بن بجير بن حماس بن عريج بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. وقد رآه سفيان بن عيينة. وروى عنه.
وليس له عقب. وكان شاعرا.
1120- جعفر بن كثير
بن المطلب بن أبي وداعة بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم. وأمه عائشة بنت عمرو بن أبي عقرب.
فولد جعفر بن كثير: عبد الله. وأمه عائشة بنت حمزة بن المطلب بن أبي وداعة.
__________
1117 طبقات خليفة (261) ، والتاريخ الكبير (3/ 781) ، والجرح والتعديل (3/ 1913) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 131) ، وتاريخ الإسلام (5/ 242) ، والكاشف (1/ 289) ، وتهذيب الكمال (ت 1767/ أ) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (206) ، وتهذيب التهذيب (3/ 190) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1926) .
1119 الجرح والتعديل (7/ 156) .
1120 التاريخ الكبير (1/ 2/ 198) ، والجرح والتعديل (2/ 486) .(5/380)
1121- وأخوهما سعيد بن كثير
بن المطلب بن أبي وداعة بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم. وأمه عائشة بنت عمرو بن أبي عقرب.
فولد سعيد بن كثير: عبد الله وهو رباح. وإسماعيل. وهو سالم. وإبراهيم.
وأمهم حميدة بنت عبد الله بن المطلب بن أبي وداعة.
1122- يعقوب بن زيد
بن طلحة بن عبد الله بن أبي مليكة بن عبد الله بْنِ جدعان بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بن مرة.
وأمه خالدة بنت معاذ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد ابن تيم.
توفي وليس له عقب. وكان يكنى أبا عرفة. وكان قاصا. وكان قليل الحديث.
وقد روى عنه مالك بن أنس.
وتوفي في أول خلافة أبي جعفر.
1123- وأخوه محمد بن زيد
بن طلحة بن عبد الله بن أبي مليكة بن عبد الله بن جدعان. وأمه خالدة بنت معاذ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ جدعان.
فولد محمد بن زيد: عبد الله. وأمه أم ولد. وقد روي عن محمد بن زيد.
1124- محمد بن علي
بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي. وأمه العالية بنت عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
فولد محمد بن علي: عبد الله الأصغر. وهو أبو العباس القائم بالخلافة من ولد العباس. وداود بن محمد. وعبيد الله. وريطة هلكت ولم تبرز وأمهم ريطة بنت عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان بن الديان. من بني الحارث بن كعب.
__________
1121 التاريخ الكبير (3/ 1691) ، الجرح والتعديل (4/ 247) ، وتهذيب الكمال (2345) ، وتذهيب التهذيب (2/ 27) ، والكاشف (1/ 1968) ، وميزان الاعتدال (2/ 3258) ، والعقد الثمين (4/ 586) ، وتهذيب التهذيب (4/ 75) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2528) .
1122 الجرح والتعديل (9/ 207) .
1124 تهذيب الكمال (1247) ، وتهذيب التهذيب (9/ 355) ، وتقريب التهذيب (2/ 193) ، والتاريخ الكبير (1/ 183) ، والجرح والتعديل (8/ 26) .(5/381)
وعبد الله الأكبر وهو أبو جعفر المنصور وقد ولي الخلافة بعد أخيه أبي العباس.
وأمه أم ولد. وإبراهيم بن محمد. وهو الإمام الذي كان أهل دعوة بني العباس يصيرون إليه ويصدرون عن رأيه وأمه أم ولد.
ويحيى بن محمد. والعالية بنت محمد. وأمهما أم الحكم بنت عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الحارث بن عبد المطلب.
وموسى بن محمد. وأمه أم ولد. والعباس بن محمد. وأمه أم ولد. وإسماعيل ويعقوب وهو أبو الأسباط ولبابة بنت محمد. تزوجها جعفر بن سليمان بن علي. فهلكت عنده ولم تلد له شيئا. وهم لأمهات أولاد شتى.
وذكر العباس بن محمد بن علي. أن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس توفي بالشراة من أرض الشأم في خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان. سنة خمس وعشرين ومائة. وهو يومئذ ابن ستين سنة. وقد كان أبو هاشم عبد الله بن محمد ابن الحنفية أوصى إليه ودفع إليه كتبه. فكان محمد بن علي وصي أبي هاشم. وقال له أبو هاشم: إن هذا الأمر إنما هو في ولدك. فكانت الشيعة الذين كانوا يأتون أبا هاشم ويختلفون إليه. قد صاروا بعد ذلك إلى محمد بن علي.
وكان أبو هاشم عالما قد سمع وقرأ الكتب. وكان محمد بن علي بن عبد الله قد سمع أيضا. وسأل سعيد بن جبير متى تقطع التلبية؟
1125- داود بن علي
بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب وأمه أم ولد.
__________
1125 تاريخ الدارمي (317) ، وتاريخ خليفة (404) ، (409- 414) ، والتاريخ الكبير (3/ 795) ، والمعرفة والتاريخ (1/ 541) ، (2/ 28، 479، 700) ، وتاريخ الطبري (5/ 397) ، (7/ 160، 162، 167، 168، 188، 202، 426، 431، 449، 452، 459) ، (8/ 89، 93، 190) ، والعقد الفريد (4/ 100، 101) ، والجرح والتعديل (3/ 1914) ، وتهذيب تاريخ ابن عساكر (5/ 206) ، وتاريخ الإسلام (5/ 242) ، وسير أعلام النبلاء (5/ 444) ، والعبر (2/ 45، 168) ، والكاشف (1/ 290) ، وتهذيب الكمال (1776) ، وتذهيب (1) ورقة (206) ، وميزان الاعتدال (2/ 2633) ، والمغني (1/ 2013) ، وديوان الضعفاء (1330) ، والعقد الثمين (4/ 349) ، وتهذيب التهذيب (3/ 194) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1934) ، وشذرات الذهب (1/ 191) .(5/382)
وكان داود لما ظهر أبو العباس عبد الله بن محمد بالكوفة صعد المنبر ليخطب الناس فحصر فلم يتكلم. فوثب داود بن علي بين يدي المنبر فخطب وذكر أمرهم وخروجهم. ومنى الناس ووعدهم العدل. فتفرقوا عن خطبته وولاه أبو العباس مكة والمدينة. وحج بالناس وسنه اثنتين وثلاثين ومائة وهي أول حجة حجها ولد العباس.
ثم صار داود إلى المدينة فأقام بها أشهر. ثم مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة. وهو ابن اثنتين وخمسين سنة. وإنما أدرك من دولتهم ثمانية أشهر.
وقد روى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وغيره عن داود بن علي بن عبد الله ابن عباس. وروى داود عن أبيه.
1126- عيسى بن علي
بن عبد الله بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ وأمه أم ولد وهى أم داود بن علي. وكان عيسى بن علي من أهل السلامة والعافية. لم يل لأهل بيته عملا حتى توفي. وقد روى عنه. وتوفي في خلافة المهدي.
1127- سليمان بن علي
بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب وأمه أم ولد.
وتوفي بالبصرة سنة اثنتين وأربعين ومائة. وهو ابن تسع وخمسين سنة.
1128- حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ. وأمه
__________
1126 الجرح والتعديل (6/ 282) .
1127 التاريخ الكبير (4/ 1848) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 116، 119، 125) ، (2/ 247، 267) ، وتاريخ الطبري (6/ 476) ، (7/ 459- 467، 473، 478- 479، 496، 500، 514، 518) ، (8/ 83- 84، 129، 197) ، والجرح والتعديل (4/ 572) ، وتهذيب تاريخ ابن عساكر (6/ 283) ، وسير أعلام النبلاء (6/ 162) ، والكاشف (1/ 2140) ، وتهذيب الكمال (2551) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (54) ، وتاريخ الإسلام (6/ 74) ، وتهذيب التهذيب (4/ 211) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2728) .
1128 تاريخ الدارمي (257) ، والتاريخ الكبير (2/ 2872) ، والصغير (2/ 54) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 511- 512) ، والضعفاء للنسائي (145) ، والضعفاء للرازي (610) ، والجرح والتعديل (3/ 258) ، والمجروحين لابن حبان (1/ 242) ، وتاريخ الإسلام (6/ 55) ، وتهذيب الكمال (1/ 2012) ، والمغني (1/ 1534) ، وديوان الضعفاء (988) ، وتهذيب التهذيب (2/ 341) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 143) .(5/383)
أسماء بنت عبد الله بن العباس. فولد حسين بن عبد الله: عبد الله بن الحسين. لم يكن له غيره.
توفي الحسين في سنة أربعين ومائة ومحمد بن خالد بن عبد الله القسري على المدينة واليا لأبي جعفر. وهو صلى على حسين.
وكان حسين يوم توفي ابن اثنتين وثمانين سنة. وقد روى عن أبيه. وعن عكرمة.
وروى عنه محمد بن إسحاق وابن جريج. والحجاج بن أرطأة. وشريك بن عبد الله. وسليمان بن بلال. وعبد الله بن المبارك. وأبو بكر بن أبي سبرة. وكان كثير الحديث. ولم أرهم يحتجون بحديثه.
وبعث أبو جعفر المنصور إلى ابنه عبد الله بن الحسين. فأقدمه عليه من المدينة. فزوجه عمته أم عيسى بنت علي بن عبد الله بن العباس. فلم تلد له شيئا.
وتوفي عبد الله بن الحسين فورثته أم عيسى بنت علي.
1129- العباس بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ بن عبد المطلب بن هاشم. وأمه أم محمد بنت عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
فولد العباس بن عبد الله: محمد بن العباس. وأمه أم أبيها بنت محمد بن علي بن أبي طالب. وقد روى سفيان بن عيينة عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ.
1130- إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مَعْبَدِ بْنِ العباس بن عبد المطلب وأمه أم ولد.
__________
1129 وثقه يحيى بن معين، وابن حبان، وابن حجر. وقال أحمد بن حنبل: ليس به بأس، وقال سفيان بن عيينة: كان رجلا صالحا.
انظر: تاريخ خليفة (432) ، وعلل أحمد (1/ 131) ، والتاريخ الكبير (7/ 30) ، والصغير (1/ 322) ، والجرح والتعديل (6/ 1164) ، والثقات لابن حبان (7/ 274) ، والكامل في التاريخ (5/ 462، 463، 483) ، والكاشف (2/ 2621) ، وتهذيب الكمال (3125) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (125) ، وتاريخ الإسلام (5/ 92) ، وتهذيب التهذيب (5/ 120) ، وتقريب التهذيب (1/ 397) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3351) .
1130 التاريخ الكبير (1/ 1/ 302- 303) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 108) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 22) ، وتهذيب الكمال (198) ، وتهذيب التهذيب (1/ 137) .(5/384)
فولد إبراهيم بن عبد الله: محمد بن إبراهيم بن عبد الله الذي كان نازلا بالحيرة.
وداود. وأمهما ميمونة بنت العباس بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب.
1131- مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ
بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ المطلب بن هاشم. وأمه أسماء بنت عقيل بن أبي طالب.
فولد محمد بن عمر: عمر. وعبد الله. وعبيد الله. وأمهم خديجة بنت علي بن حسين بن علي بن أبي طالب. وجعفر بن محمد. وأمه أم هاشم بنت جعفر بن جعفر بن جعدة بن هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عائذ بن عمران بن مخزوم.
وقد روي عنه. سمع من أبيه. ومن علي بن حسين. وكان قليل الحديث. وقد أدرك أول خلافة أبي العباس.
1132- محمد بن عمرو
بن حسين بن علي بن أبي طالب وأمه رملة بنت عقيل بن أبي طالب. فولد محمد بن عمرو: حسن بن محمد. ورقية بنت محمد. وأمهما حميدة بنت محمد بن أبي سعد الأحول ابن عقيل بن أبي طالب. وأمها فاطمة الصغرى بنت علي بن أبي طالب وعمرا بن محمد. وعبد الله. وعبيد الله. وأمهم خديجة بنت علي بن حسين بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
وَمُحَمَّدُ بْنُ محمد وأمه رملة بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل. من بني عدي بن كعب. وجعفر بن محمد. وأمه أم ولد. وداود بن محمد وأمه أم ولد.
وقد انقرض ولد محمد بن حسن بن علي بن أبي طالب ودرجوا فلم يبق منهم أحد.
1133- عبد الله بن حسن
بن حسن بن علي بن أبي طالب وأمه فَاطِمَةُ بِنْتُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب.
__________
1132 الجرح والتعديل (8/ 29) .
1133 تاريخ الدوري (2/ 301) ، وتاريخ خليفة (385) ، (421) ، وطبقات خليفة (258) ، وعلل أحمد (1/ 24، 165، 390، 412) ، وتاريخ البخاري الكبير (5/ 180) ، والصغير (1/ 287) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 28، 609، 649) ، (3/ 212) ، وكنى الدولابي (2/ 98) ، والجرح والتعديل (5/ 150) ، والثقات لابن حبان (7/ 1) ، وجمهرة ابن حزم (41) ، (43) ، وتاريخ بغداد (9/ 431) ، وأنساب القرشيين (246) ، والكاشف (2/ 2708) ، وتهذيب الكمال (3225) ، وتذهيب التهذيب (2/ 138) ، والعبر (1/ 196) ، وتاريخ الإسلام (6/ 78) ، وتهذيب التهذيب (5/ 186) ، وتقريب التهذيب (1/ 409) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3451) ، وتهذيب تاريخ ابن عساكر (7/ 357) .(5/385)
فولد عبد الله بن حسن: محمدا المقتول بالمدينة في خلافة أبي جعفر المنصور. وإبراهيم المقتول بباخمرى من أرض الكوفة في خلافة أبي جعفر المنصور أيضا. وموسى بن عبد الله. وإدريس بن عبد الله الاكبر درج. وهارون درج. وفاطمة بنت عبد الله. وزينب بنت عبد الله. ورقية. وكلثم. وأم كلثوم. وأمهم كلهم هند بنت أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْن الأسود بْن المطلب بْن أَسَدِ بْن عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ.
وعيسى بن عبد الله درج وإدريس الأصغر ابن عبد الله صاحب الأندلس والبربر وداود بن عبد الله وأمهم عاتكة بنت عبد الملك بن الحارث الشاعر ابن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة.
وسليمان بن عبد الله ويحيى بن عبد الله صاحب جبل الديلم. وأمهما قريبة بنت رُكَيْحِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بن الأسود بن المطلب بن أسد.
قَالَ: وكان عبد الله بن حسن يكنى أبا محمد. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ. قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ يُصَلِّي وَقَدْ سَدَلَ ثَوْبَهُ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ. قَالَ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ النَّاسَ وَمَا يَحْتَذُونَ إِلا الْمُخَصَّرَ إِلا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ فَإِنَّهُ كَانَ يُدَوِّرُ نَعْلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ.
قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيِهِ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: تَمْسَحُ؟ قَالَ:
نَعَمْ وَقَدْ مَسَحَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَمَنْ جَعَلَ عُمَرَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ فَقَدِ اسْتَوْثَقَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ مِنَ الْعُبَّادِ وَكَانَ لَهُ شَرَفٌ وَعَارِضَةٌ وَهَيْبَةٌ وَلِسَانٌ شَدِيدٌ. وَأَدْرَكَ دَوْلَةَ بَنِي الْعَبَّاسِ. وَوَفَدَ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ بِالأَنْبَارِ. فَسَأَلَهُ عَنِ ابْنَيْهِ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: بِالْبَادِيَةِ حُبِّبَ إِلَيْهِمَا الْخَلْوَةُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ:
فَأَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ بِالأَنْبَارِ فَأَكْرَمَهُ وَحَبَاهُ وَقَرَّبَهُ وَأَدْنَاهُ وَصَنَعَ بِهِ شَيْئًا لَمْ يَصْنَعْهُ بِأَحَدٍ.(5/386)
وَكَانَ نَسْمَرُ مَعَهُ بِاللَّيْلِ فَسَمَرَ مَعَهُ لَيْلَةً إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ وَحَادَثَهُ فَدَعَا أَبُو الْعَبَّاسِ بِسْفِطِ جَوْهَرٍ فَفَتَحَهُ فَقَالَ: هَذَا وَاللَّهِ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا وَصَلَ إِلَيَّ مِنَ الْجَوْهَرِ الَّذِي كَانَ فِي يَدِي بَنِي أُمَيَّةَ ثُمَّ قَاسَمَهُ إِيَّاهُ فَأَعْطَاهُ نِصْفَهُ وَبَعَثَ أَبُو الْعَبَّاسِ بِالنِّصْفِ الآخَرِ إِلَى امْرَأَتِهِ أُمِّ سَلَمَةَ. وَقَالَ: هَذَا عِنْدَكِ وَدِيعَةٌ. ثُمَّ تَحَدَّثَا سَاعَةً وَنَعَسَ أَبُو الْعَبَّاسِ فَخَفَقَ بِرَأْسِهِ.
وَأَنْشَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ يَتَمَثَّلُ بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ:
أَلَمْ تَرَ حَوْشَبًا أَمْسَى يَبْنِي ... قُصُورًا نَفْعُهَا لِبَنِي بُقَيْلَةْ
يُؤَمَّلُ أَنْ يُعَمَّرَ عُمْرَ نُوحٍ ... وَأَمْرُ اللَّهِ يَطْرُقُ كُلَّ لَيْلَةْ
قَالَ: وَانْتَبَهَ أَبُو الْعَبَّاسِ فَفَهِمَ مَا قَالَ. فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ تَتَمَثَّلُ بِمِثْلِ هَذَا الشِّعْرِ عِنْدِي! وَقَدْ رَأَيْتَ صَنِيعِي بِكَ وَإِنِّي لَمْ أَدَّخِرْكَ شَيْئًا. قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَفْوَةٌ كَانَتْ وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ بِهَا سُوءًا. وَلَكِنَّهَا أَبْيَاتٌ خَطَرَتْ فَتَمَثَّلْتُ بِهَا. فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَحْتَمِلَ مَا كَانَ مِنِّي فِي ذَلِكَ فَلْيَفْعَلْ. قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ. فَلَمَّا وَلِيَ أَبُو جَعْفَرٍ أَلَحَّ فِي طَلَبِ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ وَتَغَيَّبَا بِالْبَادِيَةِ وَأَمَرَ أَبُو جَعْفَرٍ زِيَادَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيَّ بِطَلَبِهِمَا فَكَانَ يُغَيِّبُ فِي ذَلِكَ وَلا يَجِدُّ فِي طَلَبِهِمَا.
فَعَزَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عَنِ الْمَدِينَةِ وَوَلاهَا مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيَّ وَأَمَرَهُ بِطَلَبِهِمَا.
فَغَيَّبَ أَيْضًا فِي ذَلِكَ وَلَمْ يُبَالِغْ وَكَانَ يَعْلَمُ مَكَانَهُمَا فَيُرْسِلُ الْخَيْلَ فِي طَلَبِهِمَا إِلَى مَكَانٍ آخَرَ.
وَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا جَعْفَرٍ فَغَضِبَ عَلَيْهِ فَعَزَلَهُ وَوَلَّى رِيَاحَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ حَيَّانَ الْمُرِّيَّ.
وَأَمَرَهُ بِالْجَدِّ فِي طَلَبِهِمَا وَقِلَّةِ الْغَفْلَةِ عَنْهُمَا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي. قَالَ: فَجَدَّ رِيَاحُ بْنُ عُثْمَانَ فِي طَلَبِهِمَا وَلَمْ يُدَاهِنْ وَاشْتَدَّ فِي ذَلِكَ كُلَّ الشِّدَّةِ حَتَّى خَافَا وَجَعَلا يَنْتَقِلانِ من موضع إلى موضع. واغتم أَبُو جَعْفَرٍ بِتَغَيُّبِهِمَا فَكَتَبَ إِلَى رِيَاحِ بْنِ عُثْمَانَ أَنْ يَأْخُذَ أَبَاهُمَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ وَإِخْوَتَهُ حَسَنَ بْنَ حَسَنٍ وَدَاوُدَ بْنَ حَسَنٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ حَسَنٍ وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ- وَهُوَ أَخُوهُمْ لأُمِّهِمْ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ- فِي عِدَّةٍ مِنْهُمْ وَيَشُدَّهُمْ وَثَاقًا وَيَبْعَثَ بِهِمْ إِلَيْهِ حَتَّى يُوَافُوهُ بِالرَّبَذَةِ وَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ قَدْ حَجَّ تِلْكَ السَّنَةِ وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَأْخُذَنِي مَعَهُمْ فَيَبْعَثُ بِي إِلَيْهِ أَيْضًا.
قَالَ: فَأُدْرِكْتُ وَقَدْ أَهْلَلْتُ بِالْحَجِّ فَأُخِذْتُ فَطُرِحْتُ فِي الْحَدِيدِ. وَعُورِضَ بِي الطَّرِيقُ حَتَّى وَافَيْتُهُمْ بِالرَّبَذَةِ.(5/387)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أَنَا رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ وَأَهْلَ بَيْتِهِ يَخْرُجُونَ مِنْ دَارِ مَرْوَانَ بَعْدَ الْعَصْرِ وَهُمْ فِي الْحَدِيدِ. فَيَحْمِلُونَ مَحَامِلَ أَعْرَاءَ لَيْسَ تَحْتَهُمْ وِطَاءٌ. وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلامٌ قَدْ رَاهَقْتُ الاحْتِلامَ أَحْفَظُ مَا أَرَى.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي: وأخذ معهم نحو من أربع مائة مِنْ جُهَيْنَةَ وَمُزَيْنَةَ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْقَبَائِلِ فَأَرَاهُمْ بِالرَّبَذَةِ مُكَتَّفِينَ فِي الشَّمْسِ.
قَالَ: وَسُجِنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ. فَوَافَى أَبُو جَعْفَرٍ بِالرَّبَذَةِ مُنْصَرِفًا مِنَ الْحَجِّ. فَسَأَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ أَبَا جَعْفَرٍ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ فِي الدُّخُولِ عَلَيْهِ. فَأَبَى أَبُو جَعْفَرٍ. فَلَمْ يَرَهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا. قَالَ: ثُمَّ دَعَانِي أَبُو جَعْفَرٍ مِنْ بَيْنِهِمْ. فَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ فَلَمَّا رَآنِي عِيسَى قَالَ: نَعَمْ. هُوَ هُوَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. وَإِنْ أَنْتَ شَدَدْتَ عَلَيْهِ أَخْبَرَكَ بِمَكَانِهِمْ فَدَنَوْتُ فَسَلَّمْتُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: لا سَلامَ اللَّهِ عَلَيْكَ. أَيْنَ الْفَاسِقَانِ ابْنَا الْفَاسِقِ. الْكَاذِبَانِ ابْنَا الْكَاذِبِ؟ قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: هَلْ يَنْفَعُنِي الصِّدْقُ عِنْدَكَ؟ قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ قُلْتُ: امْرَأَتُهُ طَالِقٌ. وَعَلَيَّ وَعَلَيَّ. إِنْ كُنْتُ أَعْرِفُ مَكَانَهُمَا. قَالَ: فَلَمْ يَقْبَلْ ذَلِكَ مِنِّي. وَقَالَ: السِّيَاطُ. فَأُتِيَ بِالسِّيَاطِ. وَأَقَمْتُ بَيْنَ الْعُقَابَيْنِ فضربني أربع مائة سَوْطٍ فَمَا عَلِقْتُ بِهَا حَتَّى رَفَعَ عَنِّي. ثم ردت إِلَى أَصْحَابِي عَلَى تِلْكَ الْحَالِ. ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ الدِّيبَاجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ وَكَانَتِ ابْنَتُهُ تَحْتَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ. فَلَمَّا أُدْخِلَ عَلَيْهِ قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الْكَذَّابَيْنِ مَا فَعَلا؟ وَأَيْنَ هُمَا؟ قَالَ: وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا لِي بِهِمَا عِلْمٌ. قَالَ: لَتُخْبِرَنِّي. قَالَ:
لَقَدْ قُلْتُ لَكَ. وَبِاللَّهِ إِنِّي لَصَادِقٌ وَلَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ عِلْمَهُمَا قَبْلَ الْيَوْمِ فَأَمَّا الْيَوْمَ فو الله مَا لِي بِهِمَا عِلْمٌ. قَالَ: جَرِّدْهُ فُجُرِّدَ فَضَرَبَهُ مِائَةَ سَوْطٍ وَعَلَيْهِ جَامِعَةُ حَدِيدٍ فِي عُنُقِهِ فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ ضَرَبِهِ أُخْرِجَ فَأُلْبِسَ قَمِيصًا لَهُ قُوهَيًّا عَلَى الضَّرْبِ. فَأُتِيَ بِهِ إلينا فو الله مَا قَدَرُوا عَلَى نَزْعِ الْقَمِيصِ مِنْ لُصُوقِهِ بِالدَّمِ حَتَّى حَلَبَ عَلَيْهِ شَاةً ثُمَّ انْتُزِعَ الْقَمِيصُ وَدُووِيَ.
فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: أَحْدِرُوهُمْ إِلَى الْعِرَاقِ فَقُدِمَ بِنَا إِلَى الْهَاشِمِيَّةِ فَحُبِسْنَا بِهَا. فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ فِي الْحَبْسِ. فَجَاءَ السَّجَّانُ فَقَالَ: لِيَخْرُجْ أَقْرَبُكُمْ بِهِ فَيُصَلِّي عَلَيْهِ. فَخَرَجَ أَخُوهُ حَسَنُ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ فَصَلِّي عَلَيْهِ ثُمَّ مَاتَ حَسَنُ بْنُ حَسَنٍ بَعْدَهُ فَأُخْرِجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ فَصَلَّى عَلَيْهِ.
ثُمَّ مَاتَ مُحَمَّدُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عثمان. فَأَخَذَ رَأْسَهُ فَبَعَثَ بِهِ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنَ الشِّيعَةِ إِلَى خُرَاسَانَ. فَطَافُوا بِهِ كُورَ خُرَاسَانَ فَجَعَلُوا يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ أَنَّ هَذَا رَأَسُ(5/388)
محمد بن عبد الله بن فاطمة بِنْت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُوهِمُونَ النَّاسَ أَنَّ هَذَا رَأْسُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ الَّذِي كَانُوا يَجِدُونَ فِي الرِّوَايَةِ خُرُوجَهُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي: وَكَانَ مَعَنَا فِي الْحَبْسِ عَلِيُّ بْنُ حَسَنِ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَهُوَ أَبُو حُسَيْنِ بْنُ عَلِيٍّ. صَاحِبُ فَخٍّ. وَكَانَ مِنْ أَفْضَلِ أَهْلِ زَمَانِهِ عِبَادَةً وَنُسُكًا وَوَرَعًا.
لَمْ يَأْكُلْ لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ طَعَامًا تَمْرَةً فَمَا فَوْقَهَا مِنَ الْقَطَائِعِ الَّتِي أَقْطَعَهُمْ أَبُو الْعَبَّاسِ وَأَبُو جَعْفَرٍ. وَلا تَوَضَّأَ مِنْ تِلْكِ الْعُيُونِ وَلا شَرِبَ مِنْ مَائِهَا.
وَكَانَ تَحْتَهُ بِنْتُ عَمِّهِ زَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ. وَكَانَتْ مُتَعَبِّدَةً فَكَانَ يُقَالُ لَيْسَ بِالْمَدِينَةِ زَوْجٌ أَعْبَدُ مِنْهَا- يَعْنُونَ عَلِيَّ بْنَ حَسَنٍ وَامْرَأَتَهُ زَيْنَبَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ- وَكَانَ السَّجَّانُ بِالْهَاشِمِيَّةِ يُحِبُّهُ وَيُكْرِمُهُ وَيُلَطِّفُهُ لِمَا يَرَى مِنِ اجْتِهَادِهِ وَعِبَادَتِهِ فَأَتَاهُ بِمِخَدَّةٍ فَقَالَ: ضَعْ رَأْسَكَ عليها. توطأ بها فآثر بها أباه حسن. فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ: يَا بُنَيَّ. عَمُّكُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ أَحَقُّ بِهَا. فَبَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ: يَا أَخِي أَخُونَا هَذَا الْبَائِسُ الَّذِي ابْتُلِيَ بِسَبَبِنَا وَصَارَ إِلَى مَا صَارَ إِلَيْهِ مِنَ الضَّرْبِ أَحَقُّ بِهَا- يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ- فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ وَقَالَ: إِنَّكَ رَجُلٌ رَقِيقٌ تَكُونُ هَذِهِ الْمِخَدَّةُ تَحْتَ رَأْسِكَ. فَأَخَذَهَا فَكَانَتْ تَحْتَ رَأْسِهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بن حَسَنٍ يَوْمَ مَاتَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً وَكَانَ مَوْتُهُ قَبْلَ مَقْتَلِ ابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِأَشْهُرٍ. وَقُتِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي آخِرِ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ. وَكَانَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ أَحَادِيثُ.
1134- حسن بن حسن بن حسن
بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب. وأمه فاطمة بِنْتُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طَالِبِ.
فولد حسن بن حسن بن حسن: عبد الله وهو أبو جعفر مات في السجن. وعليا
__________
1134 تاريخ ابن معين (2/ 113) ، وطبقات خليفة (258) ، والمعارف (112) ، (212) ، (213) ، (246) ، (590) ، والجرح والتعديل (3/ 18) ، ومشاهير علماء الأمصار (422) ، وتهذيب الكمال (1214) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (133) ، والكاشف (1/ 219) ، وتاريخ الإسلام (6/ 54) ، والوافي بالوفيات (11/ 418- 419) ، وتهذيب التهذيب (2/ 262- 263) ، وخلاصة الخزرجي (1) ترجمة (1329) .(5/389)
وهو السجاد قيل له السجاد لعبادته. مات في السجن. وحسن بن حسن. وأمهم فاطمة وهي أم حبان بنت عامر بن عبد الله بن بشر بن عامر ملاعب الأسنة بن مالك بن جعفر بن كلاب من بني عامر بن صعصعة. وعباس بن حسن مات في السجن وأمه عائشة بنت طلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر بن عثمان بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بن مرة.
وعليا الأصغر ابن حسن وفاطمة وأمهما أم حبيب بنت عمر بن علي بن أبي طالب.
وأم سلمة وأم كلثوم ابنتي حسن وهما لأم ولد.
ومات حسن بن حسن في حبس أبي جعفر بالهاشمية. وكان قليل الحديث.
1135- إبراهيم بن حسن
بن حسن بن علي بن أبي طالب. وأمه فَاطِمَةُ بِنْتُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب.
فولد إبراهيم بن حسن: إسحاق ويعقوب وإسماعيل وأم إسحاق وهي سحيقة ورقية وأمهم ربيحة بنت محمد بن عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية بْن المغيرة بْن عَبْد الله بْن عمر بن مخزوم. ومحمد بن إبراهيم وعليا وفاطمة وحسنة لأمهات أولاد شتى. ومات إبراهيم بن حسن في السجن.
1136- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ عثمان بن عفان بْن أبي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس. وأمه فَاطِمَةُ بِنْتُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب.
وكان يقال لمحمد الديباج لجماله. وكان أبوه عبد الله بن عمرو يدعى المطرف لجماله.
فولد محمد بن عبد الله بن عمرو: خالدا. وعبد العزيز. وعبيد الله. والقاسم.
وعثمان. وأمهم أم كلثوم بنت إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله. وأمها لبابة بنت عبد الله بن العباس بن عبد المطلب.
__________
1136 قال البخاري: عنده عجائب، وقال ابن حجر: صدوق.
تهذيب الكمال (1223) ، وتهذيب التهذيب (9/ 268) ، وتقريب التهذيب (2/ 179) ، والتاريخ الكبير (1/ 138) ، والجرح والتعديل (7/ 301) .(5/390)
قال محمد بن عمر: وكان مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عثمان أصغر ولد فاطمة بنت حسين وكان إخوته من أمه يرقون عليه ويحبونه وكان مائلا إليهم لا يفارقهم.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ. عن داود بن عبد الرحمن العطار.
قَالَ: رأيت عبد الله بن حسن بن حسن أتى أخاه مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عثمان بن عفان فوجده نائما فأكب عليه فقبله. ثم انصرف ولم يوقظه.
قال محمد بن عمر: وكان محمد بن عبد الله بن عمرو فيمن أخذ مع إخوته بني حسن بن حسن. فوافوا بهم أبا جعفر المنصور بالربذة. فضربه من بينهم مائة سوط وحبسه معهم بالهاشمية. فمات في حبسه وكان كثير الحديث عالما.
1137- وأخوه أمية بن عبد الله
بن عمرو بن عثمان وأمه أم عبد العزيز بنت عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية.
فولد أمية بن عبد الله: عثمان وأمه حبيبة بنت إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي.
وقد روي عنه. وأمية بن عبد الله هو الذي لقيته طيّئ يوم المنتهب فهزموه.
1138- سعيد بن خالد
بن عمرو بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية. وأمه أم عثمان بنت سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية وأمها أميمة بنت جرير بن عبد الله البجلي.
فولد سعيد بن خالد: عبد الله. وخالدا لأم ولد. ومحمدا لأم ولد.
وعبد الملك. والوليد لأم ولد.
وأم عبد الملك تزوجها الوليد بن يزيد بن عبد الملك فولدت له سعيدا.
وأم سلمة بنت سعيد بن خالد. تزوجها هشام بن عبد الملك فولدت له. وأمهم أم عمرو بنت مروان بن الحكم.
__________
1138 التاريخ الكبير للبخاري (3/ 1555) ، والتاريخ الصغير (1/ 256) ، والجرح والتعديل (4/ 58) ، وجمهرة ابن حزم (85) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 175) ، وتهذيب تاريخ دمشق (6/ 127) ، ومعجم البلدان (3/ 890) ، وتذهيب التهذيب (2/ 17) ، والكاشف (1/ 1894) ، وتهذيب التهذيب (4/ 21) ، وتهذيب الكمال (2259) .(5/391)
1139- عبد الله بن معاوية
بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. وأمه أم عون بنت عون بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عبد المطلب.
فولد عبد الله بن معاوية: جعفرا لا عقب له. وأمه هنادة بنت الشرقي بن عبد المؤمن بن شبث بن ربعي اليربوعي من بني تميم.
خرج عبد الله بن معاوية بالكوفة في خلافة مروان بن محمد. فبعث إليه مروان جندا فلحق بأصبهان فغلب عليها وعلى تلك الناحية. واجتمع إليه قوم كثير وذلك في سنة إحدى وثلاثين ومائة. ثم قتل بجي. ويقال: بل هرب فلحق بخراسان وأبو مسلم يدعو بها. فبلغه مكانه فأخذه فحبسه في السجن حتى مات.
1140- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بن هاشم. وأمه زينب الصغرى بنت علي بن أبي طالب. وأمها أم ولد.
فولد عبد الله بن محمد: محمدا وهرم درج. وأم هانئ وأمهم حميدة بنت مسلم بن عقيل بن أبي طالب.
ومسلم بن عبد الله وعقيلا وأمهما أم ولد.
وكان عبد الله بن محمد يكنى أبا محمد. وروى عن الطفيل بن أبي. وعن ربيع بنت معوذ بن عفراء. وعن محمد ابن الحنفية.
وكان منكر الحديث. لا يحتجون بحديثه وكان كثير العلم.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ. قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو. قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. فَأَمَرَ لَهُ بِأَرْبَعَةِ آلافٍ أَوْ نَحْوَهَا. فَأَتَى هَذَا الدَّيْرَ فَنَزَلَ فِيهِ. قَالَ: فَطَرَقَ مِنَ اللَّيْلِ فَذَهَبَ بِهَا. قَالَ: فَنَهَضْتُ أَنَا وَأَبُو الْمَلِيحِ وَرَجُلٌ آخَرُ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُتْبَةَ مِنْ أَهْلِ الرَّقَّةِ فَجَمَعْنَا لَهُ مِثْلَهَا أَوْ نَحْوَهَا.
ثُمَّ أَتَيْنَاهُ بِهَا فَقَالَ لَنَا: أَيُّ شَيْءٍ هَذِهِ؟ إِنْ كَانَتْ صِلَةً قَبِلْتُهَا. وَإِنْ كانت صدقة
__________
1140 قال أحمد: منكر الحديث، وقال ابن معين والنسائي: ضعيف الحديث. قال العقيلي: جائز الحديث، وقال أبو حاتم لين الحديث ليس بالقوي لا ممن يحتج بحديثه. قال ابن حجر: صدوق في حديثه لين، وقيل تغير بآخره.
تهذيب الكمال (737) ، وتهذيب التهذيب (6/ 13) ، وتقريب التهذيب (1/ 447) ، والتاريخ الكبير (5/ 183) ، والجرح والتعديل (5/ 153) .(5/392)
فلا حَاجَةَ لِي فِيهَا. لأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[قال: لا تحل الصدقة لنا أَهْلَ الْبَيْتِ. قَالَ قُلْنَا: بَلْ هِيَ صِلَةٌ: قَالَ: فَأَخَذَهَا] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ بِالْمَدِينَةِ قبل خروج محمد بن عبد الله بن حَسَنٍ. وَخَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
1141- القاسم بن العباس
بن محمد بن معتب بن أبي لهب واسمه عَبْد العزى بْن عَبْد المطلب بْن هاشم بن عبد مناف وأمه أم ولد.
فولد القاسم بن العباس: العباس. وأمه أم سلمة بنت أبي سفيان بن معتب بن أبي لهب. وكلثم بنت القاسم. وعثيمة. وسليمان. وأم القاسم. وهي قسيمة وأمهم أم ولد.
ويحيى بن القاسم. وصدقة. والفضل. وعاتكة وأمهم أم ولد.
قَالَ محمد بن عمر: وكان القاسم بن العباس اللهبي يكنى أبا العباس. وهو جد القاسم بن المعتمر من بني حمنن بن عوف. وكان قليل الحديث.
ومات القاسم بن العباس بالمدينة ليالي الحرورية الذين قدموا المدينة في سنة ثلاثين ومائة.
1142- صديق بن موسى
بن عبد الله بن الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي ويكنى أبا بكر.
وأمه أم إسحاق بنت مجمع بن يزيد بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف من بني عمرو بن عوف.
روى ابن جريج عن صديق بن موسى.
1143- عبد الرحمن بن الحارث
بن عبد الله بن عَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ
__________
1143 قال ابن معين صالح، وقال مرة: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: شيخ. وقال النسائي:
ليس بالقوي، وقال ابن سعد والعجلي: كان ثقة. وقال أحمد: متروك. وقال ابن حجر: صدوق له أوهام.
تهذيب الكمال (781) ، تهذيب التهذيب (6/ 155) ، تقريب التهذيب (1/ 476، والتاريخ الكبير (5/ 271) ، والجرح والتعديل (5/ 224) .(5/393)
عبد الله بن عمر بن مخزوم. وأمه أم ولد.
فولد عبد الرحمن بن الحارث: عياشا وعبد الله والحارث والمغيرة وفاطمة وأم سلمة وأمهم قريبة بنت محمد بن عُمَر بْن أبي سَلَمَة بْن عَبْد الأسد المخزومي.
وكان ثقة وله أحاديث. وكان زياد بن عبيد الله قد استعمله على تبالة فأصاب بها مالا فقدم بالمدينة دارا وسماها تبالة فاشتراها موسى بن جعفر بن محمد من ورثته.
وتوفي عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش في أول خلافة أبي جعفر المنصور.
1144- الحارث بن عبد الرحمن
بن الحارث بن أبي ذئب واسمه هشام بن شعبة بْن عَبْد الله بْن أبي قَيْس بْن عَبْد ود بْن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. ويكنى أَبَا عبد الرحمن. وهو خال محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب المدني.
وتوفي الحارث بن عبد الرحمن بالمدينة سنة سبع وعشرين ومائة. في أول خلافة مروان بن محمد وهو ابن ثلاث وسبعين سنة. لا نعلم أحدا روى عنه غير ابن أخته محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب. وكان قليل الحديث.
1145- يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ
بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الأَخْنَسِ واسمه أبي بن شريق بن عمرو بن وهب بْنِ عِلاجٍ واسمه عمير بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بْنِ ثَقِيفٍ وَهُوَ قَسِّيُّ بْنُ مُنَبِّهِ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قيس بن عيلان بْن مضر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ. عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
كَانُوا عَشَرَةً يَجْلِسُونَ مَجْلِسًا وَاحِدًا يُعْرَفُونَ بِهِ مِنْهُمْ يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ فَمَا كَانَ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَمْرَأَ مُرُوءَةً مِنْهُ وَمَا سُمِعَ لَهَ صَوْتٌ قَطُّ فِي مَنْزِلِهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانُوا- هَؤُلاءِ الْعَشَرَةُ- سِنًّا وَاحِدَةً فُقَهَاءَ عُلَمَاءَ مِنْهُمْ يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ. وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَخْنَسِ. وَعَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَالْحَارِثُ بَنُو عِكْرِمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ. وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. وَالصَّلْتُ بْنُ زُبَيْدِ.
وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الهذلي.
__________
1144 الجرح والتعديل (3/ 80) .
1145 الجرح والتعديل (9/ 211) .(5/394)
وَكَانَ يَعْقُوبُ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ. وَرِوَايَةٌ. وَعِلْمٌ بِالسِّيرَةِ. وَغَيْرُ ذَلِكَ.
1146- عثمان بن محمد
بن المغيرة بن الأخنس بن شريق الأخنسي.
1147- أبو وجزة السعدي
واسمه يزيد بن عبيد من بني سعد بن بكر بن هوزان.
وكان قليل الحديث شاعرا عالما. توفي بالمدينة سنة ثلاثين ومائة.
1148- عمران بن أبي أنس.
كانوا يزعمون أنهم من بني عامر بن لؤي. والناس يقولون أنهم موالي لهم. ثم انتموا بعد ذلك إلى اليمن.
ومات عمران قديما سنة سبع عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك. وله أحاديث.
1149- عبد الله بن السائب
بن يزيد بن سعيد بن ثمامة بن الأسود بن عبد الله بن الحارث الولادة بن عمرو بن معاوية بْن الحارث الأكبر بْن معاوية بْن ثور بن مروع بن كندة وهو يزيد ابن أخت النمر. لا يعرفون إلا بذلك. والنمر حضرمي.
وكان جده سعيد بن ثمامة حليف بني عبد شمس بن مناف بن قصي حليفا جاهليا.
وكان عبد الله بن السائب يكنى أبا محمد. وتوفي سنة ست وعشرين ومائة في خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك. وكان عبد الله بن السائب ثقة قليل الحديث.
__________
1146 الجرح والتعديل (6/ 166) .
1147 تهذيب الكمال (1539) ، وتهذيب التهذيب (11/ 349) ، وتقريب التهذيب (2/ 368) ، والتاريخ الكبير (8/ 348) ، والجرح والتعديل (9/ 279) ، وتاريخ ابن معين (2/ 675) .
1148 أجمعوا على ثقته.
تهذيب الكمال (1055) ، تهذيب التهذيب (8/ 123) ، وتقريب التهذيب (2/ 82) ، والتاريخ الكبير (6/ 423) ، والجرح والتعديل (6/ 294) .
1149 التاريخ الكبير (5/ 296) ، والجرح والتعديل (5/ 302) ، والثقات لابن حبان (5/ 32) ، والكاشف (2/ 2765) ، وتذهيب التهذيب (2/ 147) ، وتاريخ الإسلام (5/ 94) ، وميزان الاعتدال (2/ 4339) ، وتهذيب التهذيب (5/ 229- 230) ، وتقريب التهذيب (1/ 418) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3516) .(5/395)
1150- يزيد بن خصيفة
بن يزيد بن سعيد بن ثمامة وهو ابن أخي السائب بن يزيد وروى عن السائب بن يزيد وغيره.
وكان عابدا ناسكا ثقة كثير الحديث ثبتا.
1151- مخلد بن خفاف
بن أيماء بن رحضة بن خربة بن خلاف بن حارثة بن غفار وإليهم البيت من بني غفار. وغفار بْن مليل بْن ضمرة بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ.
وصحب خفاف بن إيماء وأبوه إيماء بن رحضة النبي - صلى الله عليه وسلم -
وكانوا ينزلون غيقة ويأتون المدينة كثيرا. وروى مخلد حديثا واحدا فذكر به.
1152- يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ قُسَيْطٍ اللَّيْثِيُّ من أنفسهم ويكنى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ. أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ بَلَغَهُ أَنَّهُ يُفْتِي فَقَالَ: رُدَّ اللِّوَى إِلَى صَوَابٍ.
وَتُوُفِّيَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
1153- جوثة بن عبيد
الديلي من أنفسهم. ويكنى أبا عبيد. والديل بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ.
أخبرنا محمد بن عمر. قَالَ: سمعت عمر بن طلحة يذكر أن جوثة بن عبيد مات بالمدينة سنة سبع وعشرين ومائة.
قَالَ: ولا أعلمه روى عن أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - شيئا وكان قليل الحديث.
__________
1150 تهذيب الكمال (1536) ، وتهذيب التهذيب (11/ 340) ، تقريب التهذيب (2/ 367) ، والتاريخ الكبير (8/ 345) ، والجرح والتعديل (9/ 274) .
1151 الجرح والتعديل (8/ 347) .
1152 قال ابن معين: ليس به بأس، وقال مرة: صالح. وقال النسائي: ثقة. وقال أبو حاتم:
ليس بالقوي لأن مالك لم يرضه. وتعقبه ابن عبد البر، ومن جملة ما قال: ويزيد قد أحتج به مالك في مواطن من الموطإ وهو ثقة من الثقات. وقال ابن حجر: ثقة.
تهذيب الكمال (1537) ، وتهذيب التهذيب (11/ 342) ، وتقريب التهذيب (2/ 367) ، والجرح والتعديل (9/ 274) .
1153 الجرح والتعديل (2/ 549) .(5/396)
1154- محمد بن عبد الرحمن
بن نضلة الديلي من أنفسهم. وكان قليل الحديث.
1155- سعيد بن خالد
القارظي من بني لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كنانة. حلفاء بني زهرة.
توفي في آخر سلطان بني أمية. وله أحاديث.
1156- محمد بن عمرو بن حلحلة
الديلي من أنفسهم. وكان هيبا مرئيا. لزوما للمسجد. وقد روى عنه مالك بن أنس. وسليمان بن بلال. وعبد العزيز بن محمد الدراوردي. وله أحاديث.
1157- يزيد بن عبد الله
بن أسامة بن الهاد ابن أخي عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي. من أنفسهم. ويكنى أبا عبد الله. وكان أعرج يخمع من رجله.
وتوفي سنة تسع وثلاثين ومائة بالمدينة. وكان ثقة كثير الحديث.
1158- شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي نَمِرٍ الليثي من أنفسهم. ويكنى أبا عبد الله.
وتوفي بعد سنة أربعين ومائة. وقبل خروج مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بِالْمَدِينَةِ
__________
1154 الجرح والتعديل (7/ 321) .
1155 التاريخ الكبير (3/ 1557) ، والجرح والتعديل (4/ 62) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (17) ، وميزان الاعتدال (2/ 3169) ، والكاشف (1/ 1893) ، والمغني (1/ 2371) ، وتهذيب التهذيب (4/ 20) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2438) .
1156 الجرح والتعديل (8/ 30) .
1157 تهذيب الكمال (1536) ، وتهذيب التهذيب (11/ 339) ، وتقريب التهذيب (2/ 367) ، والتاريخ الكبير (8/ 344) ، والجرح والتعديل (9/ 275) ، والمعرفة (2/ 187) .
1158 قال ابن معين والنسائي: ليس به بأس. وقال أبو داود: ثقة، وقال ابن حبان: ربما أخطأ، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ.
تهذيب الكمال (2737) ، وتاريخ ابن معين (2/ 251) ، وطبقات خليفة (266) ، وتاريخ البخاري الكبير (4/ 2645) ، والجرح والتعديل (4/ 1592) ، وعلل الدارقطني (1/ 70) ، والكاشف (2/ 2296) ، وديوان الضعفاء (1877) ، والمغني (1/ 2763) ، وتذهيب التهذيب (2/ 76) ، وتاريخ الإسلام (2/ 80) ، وميزان الاعتدال (2/ 3696) ، وسير أعلام النبلاء (6/ 159) ، وتهذيب التهذيب (4/ 337) ، وتقريب التهذيب (1/ 351) .(5/397)
وخرج سنة خمس وأربعين ومائة. وكان ثقة كثير الحديث.
1159- مخرمة بن سليمان
الوالبي. قتلته الحرورية بقديد سنة ثلاثين ومائة. وكان قليل الحديث.
1160- الوليد بن سعيد
بن أبي سبدر الأسلمي من بني سهم بطن من أسلم.
ويكنى أبا العباس. مات سنة ثلاثين ومائة. وكان قليل الحديث.
1161- عطاء بن أبي مروان
الأسلمي. ويكنى أبا مصعب وهو من بني مالك بن أفصى أخوة أسلم. بقي حتى توفي في أول خلافة أبي العباس. وكان قليل الحديث. وروى عنه الثوري.
1162- الصلت بن زبيد
بن الصلت بن معدي كرب بن وليعة بن شرحبيل بن معاوية بن حجر من كندة حلفاء بني جمح. وقد ولى الصلت بن زبيد قضاء المدينة.
1163- أبو الحويرث
واسمه عبد الرحمن بن معاوية المرادي. حليف بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ.
توفي في خلافة مروان بن محمد. وله أحاديث.
1164- سعيد بن عبد الرحمن
بن يزيد بْن رقيش بْن رئاب بْن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد حلفاء بني عبد شمس.
وقد شهد يزيد بن رقيش بدرا. وسمع سعيد بن عبد الرحمن من أنس بن مالك. وروى عنه مالك بن أنس. وكان قليل الحديث.
1165- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حزم بن زيد بن لوزان بْن عَمْرو بْن عَبْد بْن عوف بْن غنم بن مالك بن النجار.
__________
1161 تهذيب الكمال (936) ، وتهذيب التهذيب (7/ 211) ، وتقريب الهذيب (2/ 22) ، والتاريخ الكبير (6/ 471) ، والجرح والتعديل (6/ 337) ، وتاريخ ابن معين (2/ 405) .
1164 ابن طهمان (344) ، والتاريخ الكبير (3/ 1642) ، والجرح والتعديل (4/ 168) ، وتاريخ الإسلام (6/ ة 7) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (42) ، والكاشف (1/ 1944) ، وتهذيب الكمال (2317) ، وتهذيب التهذيب (4/ 58) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2499) .(5/398)
وأمه فاطمة بنت عمارة بن عمرو بن حزم بْن زَيْد بْن لوذان بْن عَمْرو بْن عَبْد بْن عوف بْن غنم بْن مالك بن النجار.
فولد محمد بن أبي بكر: عبد الرحمن. وعبد الملك. وعبد الوهاب. وأبا بكر وأمهم أمة الوهاب بنت عبد الله بن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الراهب مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الأَوْسِ.
وحنظلة هو غسيل الملائكة. وإبراهيم. وعمارة. وأم عمر. وكبشة. وأمهم أم ولد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرحمن بن أبي الزناد. قَالَ: أدركني أبو بكر بن محمد بن عمر وابن حزم وأنا واقف على باب زيد بن ثابت. فقال لي: يا بني أو يا عبد الرحمن. ولذلك قَالَ قلت: نعم. قَالَ: بارك الله لك ابن كم أنت؟؟
قلت ابن سبع عشرة سنة. قَالَ: هكذا بيني وبين محمد بن أبي بكر- يعني ابنه-.
وكان محمد يكنى أبا عبد الملك.
أخبرنا مطرف بن عبد الله اليساري. عن مالك بن أنس. قَالَ: كان محمد بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حزم على القضاء بالمدينة. فكان إذا قضى القضاء مخالفا للحديث ورجع إلى منزله قَالَ له أخوه عبد الله بن أبي بكر- وكان رجلا صالحا-: أي أخي قضيت اليوم في كذا وكذا. بكذا وكذا. فيقول له محمد: نعم أي أخي. فيقول له عبد الله: فأين أنت أي أخي عن الحديث أن تقضي به؟ فيقول محمد: أيهات. فأين العمل؟ - يعني ما اجتمع عليه من العمل بالمدينة والعمل المجتمع عليه عندهم أقوى من الحديث-.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. قَالَ: حَدَّثَنِي سعيد بن مسلم. قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حزم يقضي في الْمَسْجِدِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ فِي أَوَّلِ دَوْلَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ. وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً. وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ.
1166- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ
بْنِ مُحَمَّدِ بن عمرو بن حزم. وأمه فاطمة بنت عمارة بن
__________
1166 تهذيب الكمال (3190) ، وتاريخ خليفة، وعلل أحمد (1/ 33، 34، 63، 75، 273) ، والتاريخ الكبير (5/ 119) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 331، 379، 644، 645) ، (2/ 117، 214، 707، 829) ، (3/ 259) ، والجرح والتعديل (5/ 77) ، والثقات لابن حبان (7/ 10) ، ومعجم البلدان (2/ 425) ، والكامل في التاريخ (5/ 463) ، وسير أعلام النبلاء (5/ 314) ، وتذهيب التهذيب (2/ 133) ، والكاشف (2/ 2678) ، وتاريخ الإسلام (5/ 264) ، وتهذيب التهذيب (5/ 164) ، وتقريب التهذيب (1/ 405) ، وشذرات الذهب (1/ 192) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3412) .(5/399)
عمرو بن حزم. ويكنى أبا محمد.
قَالَ محمد بن عمر: توفي بالمدينة سنة خمس وثلاثين ومائة وهو ابن سبعين سنة. وليس له عقب.
قَالَ: وقال غيره: توفي عبد الله بن أبي بكر قبل ذلك. سنة ثلاثين ومائة. وقد روى الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ. وكانت لآل حزم حلقة في المسجد. وكان ثقة كثير الحديث عالما.
1167- أبو طوالة.
قَالَ محمد بن عمر: اسمه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ بن حزم بْن زَيْد بْن لوذان بْن عَمْرو بْن عَبْد بْن عوف بْن غنم بْن مالك بن النجار.
وقال عبد الله بن محمد بن عمارة. وهو القداحي الأنصاري. اسم أبي طوالة الطفيل.
فولد أبو طوالة: النضر وأمه منية بنت أنس بن مالك بن النضر من بني عدي بن النجار. وعقبة وعبد الملك وحارثة وعبد الرحمن وإبراهيم وموسى. وأمهم أم ولد.
وعبد الله. وعبد الواحد. لأم ولد.
__________
1167 تاريخ الدوري (2/ 318) ، وتاريخ خليفة (324) ، وطبقات خليفة (264) ، والتاريخ الكبير (5/ 383) ، (9/ 849) ، والتاريخ الصغير (2/ 79) ، والمعرفة والتاريخ (1/ 426، 674) ، والقضاة لوكيع (1/ 147) ، والكنى للدولابي (2/ 18) ، والجرح والتعديل (5/ 436) ، والثقات لابن حبان (5/ 32) ، وسؤالات البرقاني (259) ، وسير أعلام النبلاء (5/ 251) ، والكاشف (2/ 3852) ، وتاريخ الإسلام (5/ 267) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (161) ، وتهذيب التهذيب (5/ 297) ، وتقريب التهذيب (1/ 429) .(5/400)
أخبرنا محمد بن عمر: قَالَ: لما ولي أَبُو بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ إمرة المدينة لعمر بن عبد العزيز ولى أبا طوالة القضاء بالمدينة فكان يقضي في المسجد.
وروى أبو طوالة عن أنس بن مالك. وتوفي أبو طوالة قديما في آخر سلطان بني أمية وأول سلطان بني هاشم. وكان ثقة كثير الحديث.
1168- سعيد بن سليمان
بن زيد بن ثابت بن الضحاك بْن زَيْد بْن لوذان بْن عَمْرو بن عَبْد بْن عوف بْن غنم بْن مالك بن النجار. وأمه أم حميد بنت عبد الله بن قيس بن صرمة بن أبي أنس من بني عدي بن النجار.
فولد سعيد بن سليمان: مسكينا واسمه عبد الملك وداود وعبيدة امرأة وسلامة امرأة.
وولي سعيد بن سليمان قضاء المدينة لإبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومي. ومات ليالي مروان بن محمد بن مروان. وكان قليل الحديث.
1169- إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى
بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ بن الضحاك بن زيد بن لوذان ويكنى أبا إدريس.
وأمه بسامة بنت عمارة بن زيد بن زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد.
فولد إبراهيم بن يحيى: خارجة ومحمدا وإدريس وأمهم أم سلمة بنت النعمان بن أبي حبيبة الأزعر بْن زَيْد بْن العطاف بْن ضبيعة من الأوس.
أخبرنا محمد بن عمر. قَالَ: سمعت ابن أبي الزناد يقول: كانت لإبراهيم ضفيرتان. وكان جميلا ذا مروءة. وبقي إلى خلافة أبي العباس.
1170- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار.
وأمه هند بنت زيد بن أبي عامر الراهب وهو عَبْد عَمْرو بْن صيفي بْن النُّعمان بن مالك بن أمية بن ضبيعة بْن زَيْد مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الأَوْسِ.
__________
1168 طبقات خليفة (265) ، (327) ، وتاريخ خليفة (334) ، (405) ، والتاريخ الكبير (3/ 1607) ، والجرح والتعديل (4/ 103) ، والكامل في التاريخ (5/ 446) ، وتاريخ الإسلام (4/ 118) ، (5/ 256) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (21) ، وتهذيب التهذيب (4/ 42) ، وتهذيب الكمال (2290) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2474) .(5/401)
فولد محمد بن عبد الرحمن: إبراهيم. وعبد الملك. وأمه الحميد وأمهم أم ولد. وعمرة بنت عبد الرحمن بن سعد. وهي عمة أبي مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الرحمن بن سعد.
وكان محمد ثقة له أحاديث. وتوفي سنة أربع وعشرين ومائة.
1171- أَبُو الرِّجَالِ
وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ بن نفيع بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْن غنم بن مالك بن النجار.
وأمه عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار.
فولد محمد بن عبد الرحمن: عبد الله وحارثة وأمهما حميدة بنت سَعِيدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ بْن ثَعْلَبَة بْن الْحَارِث بْن زَيْد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار. ومالكا ومحمدا وعبد الرحمن وعائشة وأبا بكر. وأمهم أم أيوب بنت رفاعة بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صعصعة بن وهب من بني عدي بن النجار.
وكان أبو الرجال يكنى أبا عبد الرحمن وإنما كنى بأبي الرجال بولده كان له عشرة ذكور رجالا ولم يسم لنا منهم إلا من ذكرنا ولعلهم كانوا قد درجوا.
وفيهم موسى بن أبي الرجال. وجده حارثة بن النعمان من أهل بدر. وكان أبو الرجال ثقة كثير الحديث.
1172- إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي طَلْحَةَ. وَاسْمُهُ زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار.
وأمه نبيتة بنت رفاعة بْن رافع بْن مالك بْن العجلان الزرقي.
فولد إسحاق بن عبد الله: يحيى. وأمه حميدة بنت عبيد بن رفاعة بن رافع الزرقي.
قَالَ محمد بن عمر: كان إسحاق بن عبد الله يكنى أبا يحيى. وكان أهيأ من أخيه عبد الله وأثبت.
__________
1172 تهذيب الكمال (366) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 226) ، وتاريخ الموصول (114) ، والتاريخ الكبير (1/ 1/ 314) ، والمعرفة والتاريخ (1/ 423) .(5/402)
وكان مالك بن أنس لا يقدم عليه في الحديث أحدا.
وكان هو وأخوه عبد الله ينزلان دار أبي طلحة بالمدينة.
وتوفي إسحاق سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وكان ثقة كثير الحديث.
1173- عبد الله بن عبد الله
بن أبي طلحة زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ حَرَامِ. وأمه أم ولد. ولم يكن له ولد.
وقد درج ولد عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة فلم يبق منهم أحد. وكان عبد الله بن عبد الله يكنى أبا يحيى أيضا. وكان أصغر من إسحاق وكان معه في دار أبي طلحة.
وتوفي عبد الله سنة أربع وثلاثين ومائة بالمدينة. وكان قليل الحديث.
1174- عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي طَلْحَةَ. زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ حَرَامِ. وأمه أم كلثوم بنت عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان من بني مالك بن النجار.
فولد عمر بن عبد الله: حفصا وأمه أم الفضل بنت عبد الرحمن بن عمير بن عقبة بن عمرو بن عدي بْن زَيْد بْن جشم بْن حارثة بْن الحارث بن الأوس.
وأم عمرو بنت عمر ولم تسم لنا أمها. وقد روى عن عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ.
1175- عباية بن رفاعة
بن رافع بن خديج بن رافع بن عدي بْن زَيْد بْن جشم بْن حارثة بْن الحارث بن عمرو. هو النبيت بن مالك بن الأوس. وأمه أم ولد.
__________
1173 تاريخ خليفة (411) ، وطبقات خليفة (465) ، والتاريخ الكبير (5/ 369) ، والجرح والتعديل (5/ 418) ، والثقات لابن حبان (5/ 31) ، والكاشف (2/ 2835) ، وتاريخ الإسلام (5/ 266) ، وتهذيب الكمال (3364) ، وتذهيب التهذيب (2/ 159) ، وتهذيب التهذيب (5/ 285) ، وتقريب التهذيب (1/ 426) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3596) .
1174 الجرح والتعديل (6/ 119) .
1175 تهذيب الكمال (662) ، وتهذيب التهذيب (5/ 1336) ، وتقريب التهذيب (1/ 400) ، والتاريخ الكبير (7/ 73) ، والجرح والتعديل (7/ 29) ، وتاريخ ابن معين (2/ 395) ، تاريخ الدوري (2/ 295) ، وطبقات خليفة (258) ، وعلل أحمد (1/ 81) ، والتاريخ الكبير (7/ 335) ، الجرح والتعديل (7/ 154) ، ومراسيل ابن أبي حاتم (151) ، والثقات لابن حبان (5/ 281) ، والكاشف (2/ 2639) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (128) ، وتاريخ الإسلام (4/ 17) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 5621) .(5/403)
فولد عباية بن رفاعة. وأم الفضل. وأم يحيى وهي سلامة. والخنساء وتلادم.
وأسماء وهي السوداء وأمهم أم رافع بنت عبيد الله بن رافع بن خديج من بني حارثة من الأوس. والربيع بن عباية. وأمه أم ولد. وكان عباية يكنى أبا رفاعة.
1176- محمد بْنِ أَبِي أُمَامَةَ
بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ بن واهب بن العكيم. من بَنِي حَنَشِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عوف.
وأمه أم عبد الله بنت عتيك بن الحارث بن الحارث بن قيس بن هيشة من بني معاوية.
فولد محمد: سهلا. وعبدة. وأم سهل. وأم رافع وأمهم رملة بنت محمد بن عثمان بن سهل بن حنيف. ونافعا. ومريم لأم ولد. وإبراهيم لأم ولد.
1177- أَيُّوبَ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ
بْنِ سَهْلِ بْنِ حنيف بن واهب بن عكيم. وأمه أم عبد الله بنت عتيك بن الحارث.
فولد أيوب: يزيد. وأمه حماره بنت محمد بن فضالة بن عدي من بني ظفر.
1178- خبيب بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خبيب بن يساف بْن عُتْبة بْن عَمْرو بْن خديج بْن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج. ولم تسم لنا أمه. فولد خبيب بن عبد الرحمن: بكارا. ولم تسم لنا أمه. وقد روى عن خبيب بن عبد الرحمن:
عبيد الله بن عمر. ومالك بن أنس. وشعبة.
وتوفي خبيب في خلافة مروان بن محمد بن مروان بن الحكم. وكان قليل الحديث.
__________
1178 تهذيب الكمال (370) ، وتهذيب التهذيب (3/ 136) ، وتقريب التهذيب (7/ 222) ، والتاريخ الكبير (3/ 209) ، والجرح والتعديل (3/ 287) ، تاريخ خليفة (405) ، وعلل أحمد (1/ 162) ، والتاريخ الكبير (3/ 716) ، وكنى الدولابي (1/ 145) ، والجرح والتعديل (3/ 1775) ، ومشاهير علماء الأمصار (1017) ، والإكمال لابن ماكمولا (2/ 301) ، والكامل لابن الأثير (5/ 446) ، وتاريخ الإسلام (5/ 66) ، والمشتبه (215) ، وتذهيب التهذيب (1/ 197) ، والكاشف (1/ 278) ، وتوضيح المشتبه (1/ 175) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1833) .(5/404)
1179- عمرو بن يحيى
بن عمارة بن أبي حسن بن عبد عمرو بْن قَيْس بْن محرث بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ النجار.
وأمه أم النعمان بنت أبي حنة بن غزية بْن عَمْرو بْن عطية بْن خنساء بْن مبذول.
فولد عمرو بن يحيى: يحيى. ومريم. وأمهما حميدة بنت محمد بن إياس بن أبي البكير من بني ليث حليف بني عدي بن كعب. ومحمد بن عمرو وأمه قريبة بنت يوسف بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شماس. وكان عمرو بن يحيى ثقة كثير الحديث.
1180- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحارث بن أبي صعصعة بْن زَيْد بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غنم بن مازن بن النجار.
وأمه نائلة بِنْت الْحَارِث بْن عَبْد الله بْن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول.
فولد عبد الرحمن بن عبد الله: معاذا. وعمرا. وأم الحارث. وأم حميد وأمهم عبدة بنت يزيد بن عبد الله بْن عامر بْن نابئ بْن زَيْد بْن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة من الخزرج.
ومسكينا. وجابرا. وأمهما أم ولد. وأفلح. والحارث. وأم جميل. وعبدة.
وأمهم خليدة بنت حسن بن عبد الله بن نعيم بن خفاف بن يعمر بن خويلد بن رحضة بن جربة بن خفاف بن حارثة بن غفار.
قَالَ: وقال بعضهم: أم جميل بنت عبد الرحمن لأم ولد. وقد روى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عبد الله. وروى أيضا عن أبيه.
1181- مُحَمَّدُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحارث بن أبي صعصعة.
وأمه نائلة بِنْت الْحَارِث بْن عَبْد الله بْن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول.
فولد محمد بن عبد الله: يعقوب. وإسماعيل. وإبراهيم. وإسحاق. وأمهم حميدة بنت عبد الله بن مكنف بن محيصة بن مسعود بن كعب بن عامر بْن عدي بْن مجدعة بْن حارثة من الأوس. وكان محمد بن عبد الله يكنى أبا عبد الرحمن. وكان ثقة
__________
1179 تهذيب الكمال (1055) ، وتهذيب التهذيب (8/ 118) ، وتقريب التهذيب (2/ 81) ، والتاريخ الكبير (6/ 382) ، والجرح والتعديل (6/ 269) .(5/405)
قليل الحديث. وقد روى عنه مالك بن أنس.
قَالَ مالك: وكان لآل أبي صعصعة حلقة في ما بين القبر والمنبر. وكان فيهم رجال أهل علم ورواية له. ومعرفة به. وكلهم كان يفتي.
1182- ضمرة بن سعيد
بن أبي حنة. واسمه عمرو بن غزية بْن عَمْرو بْن عطية بْن خنساء بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مازن بن النجار.
وأمه عقة بنت حبان بن منقذ بن عمرو بن مالك بن خنساء بن مبذول.
فولد ضمرة بن سعيد: محمدا. وموسى. وأبا الغيث واسمه إسماعيل. وأمهم أمة الله بنت سعد بن حبان بن منقذ بن عمرو بن مالك بن خنساء بن مبذول. وقتل سعيد بن أبي حنة يوم الحرة.
1183- الحصين بن عبد الله
بن عمرو بن سعد بن معاذ بن النعمان. ويكنى أبا محمد.
وكان قليل الحديث. وتوفي سنة ست وعشرين ومائة.
1184- عمارة بن غزية
بن الحارث بن عمرو بن غزية بن عمرو بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول.
__________
1182 تهذيب الكمال (2939) ، وسؤالات ابن طهمان لابن معين (352) ، وعلل أحمد (1/ 34) ، والتاريخ الكبير (4/ 3044) ، والجرح والتعديل (4/ 2049) ، والثقات لابن حبان (4/ 388) ، والثقات لابن شاهين (594) ، والكاشف (2/ 2464) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (100) ، وتاريخ الإسلام (5/ 88) ، وتهذيب التهذيب (4/ 461) ، وتقريب التهذيب (1/ 374) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3155) .
1183 تاريخ يحيى برواية الدوري (2/ 120) ، وتاريخ خليفة (368) ، (417) ، والتاريخ الكبير (3/ 28) ، وسؤالات الآجري لأبي داود (5/ 36) ، وتاريخ الطبري (2/ 352، 500، 515) ، والجرح والتعديل (3/ 839) ، وتاريخ الإسلام (5/ 62) ، وسير أعلام النبلاء (5/ 424) ، وميزان الاعتدال (1/ 2085) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (161) ، والكاشف (1/ 237) ، والمغني (1/ 1589) ، وديوان الضعفاء (1029) ، وتهذيب التهذيب (2/ 380) ، وتهذيب الكمال (1357) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1474) .
1184 تهذيب الكمال (1002) ، وتهذيب التهذيب (7/ 422) ، وتقريب التهذيب (2/ 51) ، والتاريخ الكبير (6/ 503) ، والجرح والتعديل (6/ 368) .(5/406)
وأمه أم إسماعيل بنت أبي حنة بن غزية بْن عَمْرو بْن عطية بْن خنساء بْن مبذول.
فولد عمارة بن غزية: سعيدا. والنعمان. وأمهما مويسة بنت النعمان بن عبد الرحمن بن عمرو بن غزية بن عمرو بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول. وكثيرة بنت عمارة وأمها أم القاسم بنت إسماعيل بن الحارث بن عمرو بن غزية بن عمرو بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول. وكان ثقة كثير الحديث.
1185- أبو جابر البياضي
واسمه محمد بن عبد الرحمن بن خَالِدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلانِ بْن عامر بْن بياضة بْن عامر بْن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج.
وأمه كبشة بنت فروة بْن عَمْرو بْن وذفة بْن عُبَيْد بن عامر بن بياضة.
فولد محمد بن عبد الرحمن: جابرا. وأمه أم عمرو بنت كعب بن عمير بن فهم بن قيس عيلان.
قَالَ محمد بن عمر: توفي أبو جابر البياضي سنة ثلاثين ومائة في آخر سلطان بني أمية. وكان قليل الحديث. ورأيتهم يتقون حديثه.
1186- إبراهيم بن عُبَيْدِ
بْنِ رِفَاعَةَ بْن رَافِعِ بْن مَالِكٍ بْن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق.
وأمه سميكة بِنْتُ كَعْبِ بْن مَالِكِ بْن أبي كَعْبِ بْن القين. بن كعب بن سواد بن غنم من بني سلمة بن الخزرج.
فولد إبراهيم بن عبيد: رفاعة. ومحمدا وإسحاق. ومريم. وسميكة. ورابعة.
وأمهم أم نعمان بنت محمد بن نعمان بن عجلان من بني زريق.
1187- إسماعيل بن عُبَيْدِ
بْنِ رِفَاعَةَ بْن رَافِعِ بْن مَالِكٍ بْن العجلان. وأمه سميكة بِنْتُ كَعْبِ بْن مَالِكِ بْن أبي كَعْبِ بْن القين.
__________
1186 تهذيب الكمال (211) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 113) ، والتاريخ الكبير (1/ 1/ 304) ، والكاشف (1/ 87) .
1187 تهذيب الكمال (466) ، والتاريخ الكبير (1/ 1/ 367) ، وميزان الاعتدال (1/ 238) ، والكشاف (1/ 126) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 187) .(5/407)
وكان رافع بن مالك من النقباء الاثني عشر. ولم يشهد بدْرًا. وشهدها ابناه رفاعة. وخلاد ابنا رافع بن مالك.
1188- سعيد بن عمرو
بن سليم بن عمرو بن خالدة بْن عامر بْن مَخْلَد بْن عامر بْن زريق من الخزرج.
وأمه أم البنين بنت أبي عبادة سعد بْن عُثْمَان بْن خلدة بْن مَخْلَد بن زريق. وكان قليل الحديث. وروى عنه مالك بن أنس.
وتوفي بالمدينة سنة أربع وثلاثين ومائة في خلافة أبي العباس.
1189- مروان بن أبي سعد
بن أوس بن المعلى بن لوذان بْن حبيب بْن عَبْد حارثة بْن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج. ودعوتهم في بني زريق.
ويكنى مروان أبا عبد الملك. وتوفي سنة ثلاث وثلاثين ومائة في أول خلافة أبي العباس.
1190- الحارث بن الفضيل
بن الحارث بن عمير بن عدي بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطمة. واسمه عبد الله بن جشم بن مالك من الأوس.
وأمه زينب بنت عيسى بن عامر بن أبي قيس بن ثعلبة بن وهب بن أسامة بن سيف بن عدي الجهني.
فولد الحارث بن الفضيل: عبد الله. وأمه مريم بنت عدي بن عمير الخطمي.
ويكنى الحارث بن الفضيل أبا عبد الله.
1191- حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ
بْنِ عَبَّادِ بْنُ حُنَيْفِ بْنِ وَاهِبِ بْنِ الْعَكِيمِ بْنِ ثعلبة بن
__________
1190 تهذيب الكمال (1037) ، وتهذيب التهذيب (2/ 154) ، وتقريب التهذيب (1/ 143) ، والتاريخ الكبير (2/ 289) ، والجرح والتعديل (3/ 86) ، أخبار القضاة لوكيع (1/ 114) ، ومشاهير علماء الأمصار (1026) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 370) ، وتذهيب التهذيب (1/ 115) ، والكاشف (1/ 16) ، وتاريخ الإسلام (5/ 58) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1155) .
1191 تهذيب الكمال (320) ، وتهذيب التهذيب (2/ 448) ، وتقريب التهذيب (2/ 194) ، والتاريخ الكبير (3/ 17) ، والجرح والتعديل (3/ 202) ، وتاريخ واسط (116) ، وتاريخ الطبري (3/ 66) ، ومشاهير علماء الأمصار (1015) ، وتاريخ الإسلام (4/ 108) ، وميزان الاعتدال (1/ 2216) ، وتذهيب التهذيب (1/ 171) ، والكاشف (1/ 248) ، والمغني (1/ 1686) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1573) .(5/408)
الْحَارِثِ بْن مجدعة بْن عَمْرو بْن حنش بْن عوف بْن عَمْرو بْن عوف من الأوس.
وكان قليل الحديث. لا يحتجون بحديثه.
1192- وأخوه عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمِ
بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ: وكان ثقة وقد روى عنه الكوفيون.
1193- أبو ليلى
واسمه عبد الله بن سهل بن عبد الرحمن بن سهل بن كعب بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة من الأوس.
وهو الذي روى عنه مالك بن أنس حديث سهل بن أبي حثمة في القسامة.
واستعمل عمر بن الخطاب جده عبد الرحمن بن سهل على البصرة حين مات عتبة بن غزوان. فمكث أربعين ليلة ثم مات أيضا.
1194- عمارة بن عبد الله
بن صياد ويكنى أبا أيوب. وكان ثقة قليل الحديث.
وكان مالك بن أنس لا يقدم عليه أحدا في الفضل.
وروى عنه. وروى عمارة عن سعيد بن المسيب.
وكانوا يقولون نحن بنو أشيهب بن النجار. فدفعتهم بنو النجار عن ذلك.
وحلف منهم تسعة وأربعون رجلا ورجل من بني ساعدة على المنبر ما هم منهم.
فطرحوا منهم. فقالوا نحن حلفاء بني مالك بن النجار. فهم فيهم اليوم على هذا. ولا ندري ممن هم.
وعبد الله بن صياد الذي ولد مختونا مسرورا فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:
[قد خبأت لك خبيئا. فقال: الدخ. فقال: اخسأ لم تعد قدرك] .
وهو الذي قيل أنه الدجال. لأمور كان يفعلها. وقد أسلم عبد الله بن صياد.
وحج. وغزا مع المسلمين. وأقام بالمدينة. ومات عمارة بن عبد الله في خلافة مروان بن محمد.
__________
1194 تهذيب الكمال (1001) ، وتهذيب التهذيب (7/ 419) ، وتقريب التهذيب (2/ 50) ، والتاريخ الكبير (6/ 502) ، والجرح والتعديل (6/ 367) .(5/409)
1195- عبد الله بن دينار
مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب. ويكنى أبا عبد الرحمن.
وتوفي في سنة سبع وعشرين ومائة. وكان ثقة كثير الحديث.
1196- عبد الله بن عمير
مولى أم الفضل. ويكنى أبا محمد. توفي سنة سبع عشرة ومائة. وكان ثقة قليل الحديث.
1197- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ
بْنِ أَبِي رَافِعٍ مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجدته سَلْمَى مَوْلاةَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وسمع عبد الله بن علي من جده أبي رافع. وكان قليل الحديث. وكان يفتي.
1198- عثمان بن عبيد الله
بن رافع. وكان رافع غلاما لأبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية وقد رحل مع قريش رحلتين في الجاهلية. ثم صار رافع بعد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعتقه.
وقد روى مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ الله بن رافع. وروى عثمان عن ابن عمر. ورافع بن خديج. وسلمة بن الأكوع.
1199- مسلم بن أبي مسلم
الخياط. روى عن ابن عمر. وبقي حتى لقيه سفيان بن عيينة. وكان يسكن بالمدينة دار الحفرة وهي دار العطارين. وكان قليل الحديث.
1200- هلال بن أسامة
وهو ابن أبي ميمونة. روى عنه مالك بن أنس. ومات فِي آخِرَ خِلافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
__________
1195 تهذيب الكمال (679) ، وتهذيب التهذيب (5/ 303) ، وتقريب التهذيب (1/ 413) ، والتاريخ الكبير (5/ 81) ، والجرح والتعديل (5/ 46) ، وتاريخ الدوري (2/ 304) ، وتاريخ الدارمي (522) ، وابن طهمان (339) ، وتاريخ أبي زرعة (459) ، (718) ، وتاريخ واسط (249) ، (260) ، وثقات ابن حبان (5/ 10) ، وثقات ابن شاهين (617) ، وسير أعلام النبلاء (5/ 253) ، وتذكرة الحفاظ (125) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (412) ، وتاريخ الإسلام (5/ 93) ، وميزان الاعتدال (2/ 4297) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3477) ، وشذرات الذهب (1/ 173) .
1196 تهذيب الكمال (3465) ، والجرح والتعديل (5/ 567) ، والثقات لابن حبان (5/ 54) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 276) ، والكاشف (2/ 2924) ، وتذهيب التهذيب (2/ 171) ، وتهذيب التهذيب (5/ 343) ، وتقريب التهذيب (1/ 438) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3708) .(5/410)
1201- عمر بن كثير
بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري. روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وكان ثقة له أحاديث.
1202- عبد الرحمن بن كثير
بن أفلح. قد روي عنه أيضا.
1203- بكير بن عبد الله
بن الأشج مولى المسور بن مخرمة الزهري. ويكنى أبا عبد الله. توفي بالمدينة سنة سبع وعشرين ومائة.
قَالَ محمد بن عمر: وكان يكون كثيرا بالثغر. وقل ما روى عنه أهل المدينة إلا ابنه مخرمة. والضحاك بن عثمان. وذلك أنه كان جارا له. وكان ثقة كثير الحديث.
1204- يعقوب بن عبد الله
بن الأشج. ويكنى أبا يوسف قتل في البحر شهيدا سنة اثنتين وعشرين وَمِائَةٍ فِي آخِرَ خِلافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الملك وقد روى عنه وكان ثقة وله أحاديث.
1205- عمر بن عبد الله
بن الأشج. وقد روى عنه أيضا. وكان ثقة قليل الحديث.
1206- وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ
ويكنى أبا نعيم مولى عبد الله بن الزبير بن العوام. توفي سنة سبع وعشرين ومائة. وسألت محمد بن عمر عن وهب بن كيسان فقال: لم يكن له فتوى. وكان محدثا ثقة. وكان يصلي وينصرف. وقد لقي عدة مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ. قَالَ: أَخْبَرَنِي وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ. قَالَ: رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ. وَجَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ. وَأَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ. وأبا هريرة يلبسون الخز.
__________
1201 تهذيب الكمال (1022) ، وتهذيب التهذيب (7/ 493) ، وتقريب التهذيب (2/ 62) ، والتاريخ الكبير (6/ 188) ، والجرح والتعديل (6/ 130) .
1203 تهذيب الكمال (159) ، وتهذيب التهذيب (1/ 491) ، وتقريب التهذيب (1/ 108) ، والتاريخ الكبير (2/ 113) ، والجرح والتعديل (2/ 403) .
1204 تهذيب الكمال (1552) ، وتهذيب التهذيب (11/ 390) ، وتقريب التهذيب (2/ 376) ، والتاريخ الكبير (8/ 391) ، والجرح والتعديل (9/ 209) .
1206 تهذيب الكمال (1479) ، وتهذيب التهذيب (11/ 166) ، وتقريب التهذيب (2/ 239) ، والجرح والتعديل (9/ 23) .(5/411)
1207- يزيد بن رومان
مولى آل الزبير بن العوام بن خويلد توفي سنة ثلاثين ومائة وروى عن صالح بن خوات. وغيره وكان عالما كثير الحديث.
1208- إسماعيل بن أبي حكيم
مولى لبني عدي بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. من لا يعرف ولاؤهم ولا نسبهم إلى ولاء آل الزبير بن العوام وكان كاتبا لعمر بن عبد العزيز. وتوفي سنة ثلاثين ومائة. وكان قليل الحديث.
1209- وأخوه إسحاق بن أبي حكيم
وقد روى عن عطاء بن يسار. وغيره وكان قليل الحديث.
1210- سالم أبو النضر
بن أبي أمية. مولى عمر بن عبد الله بن معمر التيمي. تيم قريش وتوفي في خلافة مروان بن محمد. وروى عن مالك بن أبي عامر. وأبي مرة مولى أم هانئ. وبسر بن سعيد. وأبي سلمة بن عبد الرحمن. وكان ثقة كثير الحديث.
1211- القاسم بن عمير
مولى لبني الديل ويكنى أبا رشدين. مات قديما وكان قليل الحديث.
1212- عبد الرحمن بن مهران
مولى بني هاشم. له أحاديث. روى عنه سعيد بن أبي سعيد المقبري. وابن أبي ذئب.
1213- حبيب
مولى عروة بن الزبير بن العوام. مات قديما في آخر سلطان بني أمية وكان قليل الحديث.
1214- زيد بن أسلم
مولي عمر بن الخطاب. ويكنى أبا أسامة.
__________
1210 تاريخ يحيى برواية الدوري (2/ 186) ، وتاريخ الدارمي (378) ، وسؤالات ابن طهمان (350) ، وطبقات خليفة (268) ، (271) ، والتاريخ الكبير (4/ 2139) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 215، 247، 252، 279، 542، 572، 581، 664) ، (2/ 691) ، وتاريخ أبي زرعة (423) ، والكنى للدولابي (2/ 137) ، والجرح والتعديل (4/ 779) ، ومراسيل ابن أبي حاتم (81) ، وتهذيب ابن عساكر (6/ 48) ، وتاريخ الإسلام (5/ 76) ، وسير أعلام النبلاء (6/ 6) ، والكاشف (1/ 1783) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (2) ، وتهذيب الكمال (2141) ، وتهذيب التهذيب (3/ 431) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2313) ، وشذرات الذهب (1/ 176) .
1214 تهذيب الكمال (448) ، وتهذيب التهذيب (3/ 395) ، وتقريب التهذيب (1/ 272) ، والتاريخ الكبير (3/ 387) ، والجرح والتعديل (3/ 555) ، وتاريخ ابن معين (2/ 181) ، وابن طهمان (343) ، وطبقات خليفة (263) ، وعلل أحمد (1/ 32، 56، 103، 134، 165، 235، 236، 239، 240، 259، 412) ، والمعرفة والتاريخ (1/ 675) ، وكنى الدولابي (1/ 105) ، ومشاهير علماء الأمصار (579) ، وثقات ابن شاهين (373) ، وحلية الأولياء (3/ 221- 229) ، وأنساب السمعاني (8/ 404) ، وتهذيب ابن عساكر (5/ 442) ، وأسد الغابة (2/ 320) ، والعبر (1/ 237، 239) ، وسير أعلام النبلاء (5/ 316) ، والكاشف (1/ 336) ، وتذهيب التهذيب (1/ 248) ، وميزان الاعتدال (2/ 2989) ، وتهذيب التهذيب (3/ 395) ، وطبقات الحفاظ (53) ، وطبقات المفسرين (1/ 176) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2242) ، وشذرات الذهب (1/ 166) .(5/412)
أخبرنا محمد بن عمر. قال: سمعت مالك بن أنس. يقول: كانت لزيد بن أسلم حلقة فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وقد روى عن ابن عمر. وعن أبيه. وعطاء بن يسار وعبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري وكان ثقة كثير الحديث.
أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ. قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ. أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ كَانَ عَلَى مَعْدِنَ بَنِي سُلَيْمٍ. وَكَانَ مَعْدِنًا لا يَزَالُ يُصَابُ فِيهِ النَّاسُ مِنْ قِبَلِ الْجِنِّ.
فَلَمَّا وَلِيَهُمْ زَيْدٌ شَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ. فَأَمَرَهُمْ بِالأَذَانِ أَنْ يُؤَذِّنُوا وَيَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ. فَفَعَلُوا.
فَارْتَفَعَ ذَلِكَ عَنْهُمْ فَهُمْ عَلَيْهِ إِلَى الْيَوْمِ.
قَالَ: وَقِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ. عَنْ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ. عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ. أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِذَا جَاءَهُ الإِنْسَانُ يَسْأَلُهُ فَخَلَطَ عَلَيْهِ. قَالَ لَهُ: اذْهَبْ فَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَسْأَلُ فَإِذَا تَعَلَّمْتَ. فَتَعَالَ فَسَلْ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ خُرُوجِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بِسَنَتَيْنِ. وَخَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
1215- خالد بن أسلم
مولى عمر بن الخطاب. وقد روى عنه أيضا. وكان أشد شابا
__________
1215 التاريخ الكبير (3/ 470) ، والتاريخ الصغير (1/ 137) ، والجرح والتعديل (3/ 1437) ، وأسماء الدارقطني (268) ، وجمهرة ابن حزم (157) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 122) ، والتبيين لابن قدامة (371) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (186) ، وتهذيب الكمال (1595) ، والكشاف (1/ 266) ، وتهيب التهذيب (3/ 80) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1739) .(5/413)
بالمدينة. ويكنى أبا ثور. وكان أسن من زيد بن أسلم.
1216- أبو سهيل بن مالك
بن أبي عامر الأصبحي بن حمير. واسمه نافع وهو عم مالك بن أنس.
1217- شيبة بن نصاح
مولى أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْن عَبْد الله بن عمر بن مخزوم زَوْجِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ قارئا. وتوفي في خلافة مروان بن محمد. وكان ثقة قليل الحديث.
1218- داود بن الحصين
مولى عمرو بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية.
ويكنى أبا سليمان. روى عن عكرمة. وعبد الرحمن الأعرج. وأبي سفيان مولى ابن أبي أحمد. وكان ثقة. روى عنه مالك بن أنس. وتوفي بالمدينة سنة خمس وثلاثين ومائة وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.
1219- أبو الزناد
واسمه عبد الله بن ذكوان مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة بن
__________
1217 تهذيب الكمال (2790) ، وتهذيب التهذيب (4/ 377) ، وتقريب التهذيب (1/ 353) ، والجرح والتعديل (4/ 335) ، وتاريخ خليفة (405) ، وطبقات خليفة (261) ، والكاشف (2/ 2239) ، وتاريخ الإسلام (5/ 86) ، وإكمال مغلطاي (2/ 177) ، وغاية النهاية (1/ 329) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2990) ، وشذرات الذهب (1/ 177) .
1218 تاريخ ابن معين (2/ 152) ، وابن طهمان (337) ، وتاريخ خليفة (412) ، وطبقات خليفة (259) ، وأحوال الرجال للجوزجاني (246) ، والمعرفة والتاريخ (2/ 475) ، تهذيب الكمال (383) ، وتهذيب التهذيب (3/ 18) ، وتقريب التهذيب (1/ 231) ، والتاريخ الكبير (3/ 231) ، والجرح والتعديل (3/ 3308) ، ومشاهير علماء الأمصار (1061) ، وأسماء الدارقطني (292) ، وثقات ابن شاهين (340) ، والسابق واللاحق (99) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 129) ، وتهذيب الأسماء واللغات (1/ 182) ، وتاريخ الإسلام (5/ 241) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (204) ، وسير أعلام النبلاء (6/ 106) ، والكاشف (1/ 287) ، وميزان الاعتدال (2/ 2600) ، والمغني (1/ 1987) ، وديوان الضعفاء (1311) ، والكشف الحثيث (282) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1910) ، وشذرات الذهب (1/ 192) .
1219 تهذيب الكمال (3253) ، تهذيب التهذيب (5/ 203) ، وتقريب التهذيب (1/ 413) ، والتاريخ الكبير (5/ 83) ، والجرح والتعديل (5/ 49) ، وتاريخ ابن معين (2/ 305) ، وتاريخ الدوري (2/ 350) ، وابن طهمان (341) ، وطبقات خليفة (259) ، وتاريخ خليفة (259) ، وعلل ابن المديني (45) ، وموضح أوهام الجمع (1/ 134، 264) ، والسابق واللاحق (359) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 250) ، وسير أعلام النبلاء (5/ 445) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (142) ، والكاشف (2/ 2733) ، وديوان الضعفاء (2164) ، والمغني (1/ 3162) ، وتاريخ الإسلام (5/ 194، 265) ، وميزان الاعتدال (2/ 4301) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3480) ، وتهذيب تاريخ دمشق (7/ 385) .(5/414)
عبد شمس بن عبد مناف. وكانت رملة بنت شيبة تحت عثمان بن عفان. وكان أبو الزناد يكنى أبا عبد الرحمن. فغلب عليه أبو الزناد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرحمن بن أبي الزناد: أن عمر بن عبد العزيز ولى أبا الزناد خراج العراق مع عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بن الخطاب. فقدم الكوفة. وكان حماد بن أبي سليمان صديقا لأبي الزناد وكان يأتيه ويحادثه. وشغل أبو الزناد ابن أخي حماد بن أبي إسحاق في شيء من عمله. فأصاب عشرة آلاف درهم. فأتاه حماد فتشكر لَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: سَمِعْتُ مالك بن أنس يقول: كانت لأبي الزناد حلقة على حدة فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -
أخبرنا محمد بن عمر. قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حسن. وداود بن حسن. يجلسان إلى أبي الزناد في حلقته.
وسألت محمد بن عمر عن السبعة الذين كان أبو الزناد يحدث عنهم يقول:
حدثني السبعة فقال: سعيد بن المسيب. وعروة بن الزبير. وَأَبُو بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هشام. والقاسم بن محمد. وعبيد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مسعود. وخارجة بن زيد بن ثابت. وسليمان بن يسار.
قَالَ: وقال محمد بن عمر: مات أبو الزناد بالمدينة. فجأة. مغتسله ليلة الجمعة لسبع عشرة خلت من شهر رمضان سنة ثلاثين ومائة وهو ابن ست وستين سنة. وكان ثقة كثير الحديث. فصيحا بصيرا بالعربية عالما عاقلا وقد ولي خراج بالمدينة.
1220- ربيعة الرأي ابن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ
واسم أبي عبد الرحمن فروخ. مولى آل
__________
1220 تاريخ ابن معين (2/ 163) ، وعلل ابن المديني (96) ، وتاريخ خليفة (415) ، وطبقات خليفة (268) ، وعلل أحمد بن حنبل (1/ 165، والتاريخ الكبير (3/ 276) ، والتاريخ الصغير (1/ 322) ، (2/ 32) ، والبيان والتبيين (1/ 102) ، والمعارف (462) ، والجرح والتعديل (3/ 2131) ، والعقد الفريد (4/ 44، 156، 250) ، (6/ 293) ، ومشاهير علماء الأمصار (588) ، والحلية لأبي نعيم (3/ 259) ، وإكمال ابن ماكولا (4/ 131) ، والتمهيد لابن عبد البر (3/ 5) ، وجمهرة ابن حزم (135) ، وتاريخ بغداد (8/ 420) ، والسابق واللاحق (231) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 135) ، والتبيين (305) ، ومعجم البلدان (2/ 730، 916) ، (3/ 898) ، وتهذيب النووي (1/ 189) ، ووفيات الأعيان (2/ 288) ، وتاريخ الإسلام (5/ 245) ، وسير أعلام النبلاء (6/ 89) ، وتذكرة الحفاظ (1/ 157) ، والكاشف (1/ 307) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (221) ، وميزان الاعتدال (2/ 2753) ، والمغني (1/ 2104) ، وتهذيب التهذيب (3/ 258) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2044) ، والكواكب النيرات (22) ، وشذرات الذهب (1/ 194) .(5/415)
المنكدر التيميين. ويكنى ربيعة أبا عثمان.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أويس. قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ وَذُكِرَ عِنْدَهُ لُبْسُ الْخَزِّ. فَقَالَ: كَانَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَلْبَسُ قُلَيْسِيَةً ظَهَارَتُهَا وَبِطَانَتُهَا مِنْ خَزٍّ. وَكَانَ لا يَرَى بِلُبْسِ الْخَزِّ بَأْسًا. فَقِيلَ لَهُ: وَلِمَ يَجْعَلُ بِطَانَتَهَا خَزًّا وَهِيَ لا تَظْهَرُ وَغَيْرُ الْخَزِّ يُجْزِئُهُ؟ فَقَالَ مَالِكٌ يُرِيدُ بِذَلِكَ الدَّفَا وَاللِّينَ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ. عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَبِيعَةُ:
إِنَّمَا النَّاسُ فِي حُجُورٍ عُلَمَائِهِمْ كَالصِّبْيَانِ وَحُجُورِ آبَائِهِمْ وَمَنْ يَتَوَلاهُمْ.
أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ. قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: كُنَّا نَعُدُّ فِي حَلْقَةِ رَبِيعَةَ ثَلاثِينَ رَجُلا مُعْتَمًّا سِوَى مَنْ لَيْسَ بِمُعْتَمٍّ. وَكَانَ رَبِيعَةُ يَلْبَسُ الْعَمَائِمَ.
أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: ذَهَبَتْ حَلاوَةُ الْفِقْهِ مُنْذُ مَاتَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ. قَالَ: رَأَيْتُ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَيْهِ قَلَنْسُوَةٌ ظَهَارَتُهَا وَبِطَانَتُهَا الْخَزُّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالا:
كَانَ رَبِيعَةُ إِذَا مَرِضَ فَجَلَسَ فِي بَيْتِهِ وَضَعَ الْمَائِدَةَ لِعُوَّادِهِ. فَلا تَزَالُ مَوْضُوعَةً فَكُلَّمَا دَخَلَ إِلَيْهِ قَوْمٌ يَعُودُونَهُ قَالَ: أَصِيبُوا أَصِيبُوا. فَلا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَخْرُجَ وَذَلِكَ بِكُلْفَةٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ. قَالَ: دَخَلْتُ مَنْزِلَ(5/416)
رَبِيعَةَ وَهُوَ يُرِيدُ الْحَجَّ. فَهُوَ يَتَجَهَّزُ لِذَلِكَ. فَرَأَيْتُ رَحَاءَيْنِ يَطْحَنَانِ السَّكَرَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَتْ لَهُ مُرُوءَةٌ وَسَخَاءٌ. مَعَ فِقْهِهِ وَعِلْمِهِ. وَكَانَتْ لَهُ حَلْقَةٌ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ رُبَّمَا اجْتَمَعَ هُوَ وَأَبُو الزِّنَادِ فِي حَلْقَةٍ. ثُمَّ افْتَرَقَا بَعْدُ فَجَلَسَ هَذَا فِي حَلْقَةٍ وَهَذَا فِي حَلْقَةٍ.
وَلَقَدْ ذُكِرَ لِي أَنَّ أَبَا جعفر محمد بن علي بن حسين كَانَ يَجْلِسُ مَعَ رَبِيعَةَ فِي حَلْقَتِهِ. فَأَمَّا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَلَمْ يَزَلْ يَجْلِسُ مَعَ رَبِيعَةَ.
قَالَ قُلْتُ: وَلِمَ! وَوَلاءُ رَبِيعَةَ لآلِ الْمُنْكَدِرِ؟ فَقَالَ: لإِخُوَّةٍ كَانَتْ بَيْنَ رَبِيعَةَ وَبَيْنَهُمْ.
أُخْبِرْتُ عَنْ لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ. عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ عَقْلا مِنْ رَبِيعَةَ. قَالَ لَيْثٌ: وَكَانَ صَاحِبَ مُعْضِلاتِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَرَئِيسَهُمْ فِي الْفُتْيَا.
وَقَالَ عبد الله بن وهب: عن بكر بن مُضَرَ. قَالَ قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ لِرَبِيعَةَ: لِمَ تَرَكْتَ الرِّوَايَةَ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَقَادَمَ الزَّمَانُ وَقُلَّ أَهْلُ الْقَنَاعَةِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ فِي آخِرِ خِلافَةِ أَبِي الْعَبَّاسِ. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَكَأَنَّهُمْ يَتَّقُونَهُ لِلرَّأْيِ.
1221- صفوان بن سليم
مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. ويكنى صفوان أبا عبد الله. وكان ثقة كثير الحديث عابدا. وتوفي بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
__________
1221 تهذيب الكمال (2882) ، وتهذيب التهذيب (4/ 425) ، وتقريب التهذيب (1/ 368) ، والجرح والتعديل (4/ 423) ، وسؤالات ابن طهمان (343) ، وتاريخ خليفة (404) .
وطبقات خليفة (261) ، وعلل أحمد (1/ 328) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 410) ، وتاريخ أبي زرعة (429) ، (641) ، والثقات لابن حبان (6/ 468) ، وثقات ابن شاهين (583) ، وحلية الأولياء (3/ 158) ، والسابق واللاحق (86) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 223) ، والكامل في التاريخ (5/ 445) ، وسير أعلام النبلاء (5/ 364) ، والكاشف (2/ 2417) ، وتذكرة (1/ 134) ، والعبر (1/ 297) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (93) ، وتاريخ الإسلام (5/ 262) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 3097) ، وشذرات الذهب (1/ 189) ، وتهذيب تاريخ دمشق (6/ 435) .(5/417)
1222- محمد بن قيس
مولى معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية. توفي بالمدينة في فتنة الوليد بن يزيد. روى عنه أبو معشر نجيح. وكان كثير الحديث عالما.
1223- موسى بن ميسرة
ويكنى أبا عروة مولى لبني الديل. وهو خال ثور بن زيد الديلي. وروى عنه الضحاك بن عثمان. وتوفي في آخر سلطان بني أمية وكان ثقة له أحاديث. وروى عنه مالك بن أنس.
1224- عبد الله بن زبيد
مولى علي بن أبي طالب. وكان أخا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لأمه. وأمهما اسمها غزالة. وروى عبد الله بن زبيد عن علي بن الحسين وروى عنه أبو علقمة عبد الله بن محمد بن عبد الغروري.
1225- ثور بن زيد
الديلي. مولى لهم. وهو ابن أخت موسى بن ميسرة. روى عن عكرمة. وعن أبي الغيث. وغيرهما. وروى عنه مالك بن أنس. وغيره.
1226- عبد الله بن عبيدة
بن نشيط. أخو موسى بن عبيدة قتلته الحرورية بقديد سنة ثلاثين ومائة. وكان قليل الحديث.
1227- عبيد بن سلمان
الأغر مولى لجهينة.
1228- عبد الله بن يزيد
بن هرمز. مولى الدوسيين. ويكنى أبا بكر. وكان أبوه على الموالي يوم الحرة.
__________
1225 هذيب الكمال (860) ، وتهذيب التهذيب (2/ 32) ، وتقريب التهذيب (1/ 120) ، والتاريخ الكبير (2/ 181) ، والجرح والتعديل (2/ 468) ، وتاريخ ابن معين (2/ 71) ، وتاريخ الدارمي (204) ، وطبقات خليفة (268) ، وعلل أحمد (1/ 240) ، ومشاهير علماء الأمصار (131) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 67) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (99) ، والكاشف (1/ 175) ، وتاريخ الإسلام (5/ 52) ، وميزان الاعتدال (1/ 373) .
1226 تهذيب الكمال (3409) ، وتاريخ الدوري (9542) ، وطبقات خليفة (265) ، والتاريخ الكبير (5/ 432) ، والتاريخ الصغير (2/ 17) ، والجرح والتعديل (5/ 466) ، والمراسيل (111) ، وثقات ابن حبان (5/ 45) ، والمجروحين لابن حبان (2/ 4) ، وضعفاء الدارقطني (517) ، وسؤالات الحاكم (375) ، والإكمال لابن ماكولا (6/ 46) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 266) ، والكاشف (2/ 2871) ، وديوان الضعفاء (235) ، والمغني (1/ 3258) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (164) ، وتاريخ الإسلام (5/ 95) ، وميزان الاعتدال (2/ 4440) ، والكشف الحثيث (393) ، وتهذيب التهذيب (5/ 309) ، وتقريب التهذيب (1/ 431) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3643) .(5/418)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بن كثير بن الصلت.
قَالَ: كان عبد الله بن يزيد بن هرمز يجتمعون عنده في منزله ببني ليث: الحارث.
وعبد الله ابنا عكرمة بن عبد الرحمن. وسعد بن إبراهيم. وصالح بن كيسان. وربيعة.
وأبو عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ. والصلت بن زبيد. فيتذاكرون الفقه ويتحدثون. قَالَ: فما تفرقوا إلا عن طعام.
وقال عبد الله بن وهب: عن بكر بن مضر. قال: قَالَ عبد الله بن يزيد بن هرمز:
ما تعلمت العلم يوم تعلمته إلا لنفسي.
أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيِسَارِيُّ. قَالَ: سمعت مالك بن أنس يقول: كان الناس يلبسون العمائم. منهم عبد الله بن يزيد بن هرمز.
أخبرنا مطرف بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ. قَالَ: كان عبد الله بن يزيد بن هرمز أصم شديد الصم. قَالَ مطرف: ورأيته وأدركته وأنا صغير وكان من أهل الورع.
1229- صالح بن كيسان
ويكنى أَبَا مُحَمَّدٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الله بن جعفر. قَالَ: دخلت على صالح بن كيسان وهو يوصي. فقال لي: أشهد أن ولائي لامرأة مولاة لآل معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي. فقال له سعيد بن عبد الله بن هرمز: ينبغي أن تكتبه. فقال: إنما لا أشهدك. أنت شكاك. وكان سعيد صاحب وضوء وشك فيه.
ومات صالح بن كيسان سنة أربعين ومائة. وقبل مخرج محمد بن عبد الله بن
__________
1229 تهذيب الكمال (2834) ، وتهذيب التهذيب (4/ 399) ، وتقريب التهذيب (1/ 362) ، والتاريخ الكبير (4/ 288) ، والجرح والتعديل (4/ 410) ، وتاريخ الدوري (2/ 264) ، وتاريخ الدارمي (8) ، وعلل ابن المديني (75) ، (98) ، وطبقات خليفة (263) ، وعلل أحمد (1/ 359، 370) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 190) ، وتاريخ أبي زرعة (412) ، (514) ، (526) ، والسابق واللاحق (89) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 220) ، ومعجم البلدان (2/ 749) ، (4/ 466) ، والكامل في التاريخ (3/ 61، 454) ، (5/ 62) ، وسير أعلام النبلاء (5/ 454) ، والكاشف (1/ 377) ، وديوان الضعفاء (1929) ، والمغني (1/ 2839) ، وتذكرة الحفاظ (1/ 148) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (88) ، وتاريخ الإسلام (6/ 282) ، والإصابة (2/ 4121) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 3052) ، وشذرات الذهب (1/ 208) ، وتهذيب تاريخ ابن عساكر (6/ 380) .(5/419)
حسن. وخرج محمد بن عبد الله سنة خمس وأربعين ومائة. وروى صالح بن كيسان عن عروة. وعبيد الله بن عبد الله بن عتيبة. وعن أبي محمد نافع مولى أبي قتادة. وعن الزهري وغيرهم. وكان ثقة كثير الحديث.
1230- الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ يَعْقُوبَ مولى الحرقة من جهينة. وكانت له سن.
وبقي إلى أول خلافة أبي جعفر.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ. قَالَ: كَانَتْ عِنْدَ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ صَحِيفَةٌ يُحَدِّثُ بِمَا فِيهَا. قَالَ: فَكَانَ إِذَا أَتَاهُ الرَّجُلُ يَكْتُبُ بَعْضًا وَيَدَعُ بَعْضًا. قَالَ الْعَلاءُ: إِمَّا أَنْ تَأْخُذُوهَا جَمِيعًا وَإِمَّا أَنْ تَدَعُوهَا جَمِيعًا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَصَحِيفَةُ الْعَلاءِ بِالْمَدِينَةِ مَشْهُورَةٌ. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ ثَبَتًا. وَتُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ.
1231- سليمان بن سحيم
ويكنى أبا أيوب مولى لبني كعب من خزاعة. توفي في أول خلافة أبي جعفر المنصور. وكان ثقة له أحاديث.
1232- عبد الله بن أبي لبيد
مولى لآل الأخنس بن شريق الثقفي حلفاء بني زهرة بن
__________
1230 قال أحمد: ثقة لم أسمع أحدا ذكره بسوء. وقال ابن معين: ليس بذاك لم يزل الناس يتقون حديثه. وقال أبو زرعة: ليس هو بأقوى ما يكون. وقال. أبو حاتم: صالح أنكر من حديثه أشياء. وقال النسائي: ليس به بأس. ووثقه الترمذي وغيره. وقال ابن حجر:
صدوق له أوهام.
تهذيب الكمال (1072) ، وتهذيب التهذيب (8/ 186) ، وتقريب التهذيب (2/ 92) ، والجرح والتعديل (6/ 357) ، وتاريخ ابن معين (2/ 215) .
1231 تهذيب الكمال (537) ، وتهذيب التهذيب (4/ 193) ، وتقريب التهذيب (1/ 325) ، والتاريخ الكبير (4/ 17) ، والجرح والتعديل (4/ 119) ، وتاريخ ابن معين (2/ 231) ، وسؤالات ابن محرز (540) ، وتاريخ خليفة (417) ، وطبقات خليفة (251) ، وعلل أحمد (1/ 24، 129، 273) ، والمعرفة ليعقوب (2/ 701) ، والثقات لابن شاهين (455) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 184) ، وتاريخ لإسلام (6/ 71) ، وتهذيب التهذيب (2) ورقة (50) ، والكاشف (1/ 2112) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2696) .
1232 تاريخ الدوري (2/ 327) ، والدارمي (482) ، وعلل أحمد (1/ 34، 140) ، والتاريخ الكبير (5/ 570) ، والصغير (1/ 326) ، (2/ 19) ، والضعفاء الصغير للبخاري (189) ، وأحوال الرجال للجوزجاني (348) ، والمعرفة والتاريخ (2/ 697) ، والجرح والتعديل (5/ 684) ، وثقات ابن حبان (5/ 46) ، وثقات ابن شاهين (659) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 264) ، والكاشف (2/ 2966) ، وديوان الضعفاء (2273) ، والمغني (1/ 3316) ، وميزان الاعتدال (2/ 4529) ، وتذهيب التهذيب (2/ 177) ، وتهذيب التهذيب (5/ 372) ، وتقريب التهذيب (1/ 443) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3757) .(5/420)
كلاب. ويكنى عبد الله أبا المغيرة. وكان يقول بالقدر. وكان من العباد المنقطعين.
روى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عبد الرحمن. ومات في أول خلافة أبي جعفر. وكان عبد الله بن أبي لبيد قليل الحديث.
1233- عثمان بن وثاب
مولى لبني الديل من كنانة.
1234- أبو حازم
واسمه سلمة بن دينار مولى لبني شجع من بني لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كنانة. وكان أعرج. وكان عابدا زاهدا. وكان يقص بعد الفجر وبعد العصر في مسجد المدينة. وقدم سليمان بن هشام بن عبد الملك المدينة فأتاه الناس. وبعث إلى أبي حازم فأتاه. وساء له عن أمره وعن حاله. وقال له: يا أبا حازم ما مالك؟ قَالَ: لي مالان. قَالَ: ما هما؟ قَالَ: الثقة بالله. واليأس مما في أيدي الناس.
قَالَ: وقال عبد الله بن صالح. وعن ليث بن سعد. عن أبي حازم. قَالَ: إني لأدعو الله في صلاتي حتى بالملح.
وقال محمد بن عمر: قالت امرأة أبي حازم لأبي حازم: هذا الشتاء قد هجم علينا. ولا بد لنا مما يصلحنا فيه. فذكرت الثياب والطعام والحطب. فقال: من هذا كله بد. ولكن خذي ما لا بد منه. الموت. ثم البعث. ثم الوقوف بين يدي الله. ثم الجنة والنار.
__________
1234 تهذيب الكمال (523) ، وتهذيب التهذيب (4/ 143) ، وتقريب التهذيب (1/ 316) ، والتاريخ الكبير (4/ 78) ، والجرح والتعديل (4/ 159) ، وتاريخ ابن معين (2/ 224) ، وطبقات خليفة (264) ، وعلل أحمد (1/ 179، 305) ، والبرصان والعرجان (125) ، وتاريخ أبي زرعة (441) ، والجرح والتعديل (4/ 701) ، وحلية الأولياء (3/ 229) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 191) ، وأنساب السمعاني (1/ 311) ، وتهذيب ابن عساكر (6/ 218) ، وتاريخ الإسلام (5/ 257) ، وسير أعلام النبلاء (6/ 96) ، وتذكرة الحفاظ (1/ 133) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2927) ، وشذرات الذهب (1/ 208) .(5/421)
وقال محمد بن عمر: وكان لأبي حازم حمار. فكان يركبه إِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لشهود الصلوات. وتوفي أبو حازم في خلافة أبي جعفر بعد سنة أربعين ومائة. وكان ثقة كثير الحديث.
1235- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ
مَوْلَى ابْنِ أبي أحمد. مات بالمدينة سنة تسع وثلاثين ومائة.
1236- عبد الرحمن بن عطاء
صاحب الشارعة. وهي أرض عند زقاق رومة بطرف المدينة وكان عبد الرحمن يكنى أبا محمد وهو رجل من موالي قريش. وروى عنه ابن أبي ذئب. وهشام بن سعد. وداود بن قيس الفراء. وسليمان بن بلال. وتوفي عبد الرحمن بن عطاء بالمدينة سنة ثلاث وأربعين ومائة. في خلافة المنصور. وكان ثقة قليل الحديث.
1237- محمد بن أبي حرملة
مولى لبني عامر بن لؤي. ويكنى أبا عبد الله. وكان كاتبا لسليمان بن يسار. إذ كان على السوق ومات في أول خلافة أبي جعفر المنصور.
وكان كثير الحديث.
1238- هارون بن أبي عائشة
رجل من موالي أهل المدينة. روى عنه ابن جريج.
آخر الطبقة الرابعة
__________
1235 التاريخ الكبير (5/ 291) ، والجرح والتعديل (5/ 315) ، والثقات لابن حبان 7/ 37) ، والكاشف (2/ 2784) ، وميزان الاعتدال (2/ 4358) ، وتهذيب الكمال (311) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (150) ، وتهذيب التهذيب (5/ 241) ، وتقريب التهذيب (1/ 420) ، وخلاصة الخزرج (2/ 3540) .(5/422)
الطَّبَقَةُ الْخَامِسَةُ مِنَ التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ
1239- يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ
بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بن سهل بْن ثَعْلَبَة بْن الْحَارِث بْن زَيْد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار. ويكنى أبا سعيد. وأمه أم ولد. فولد يحيى بن سعيد: عبد الحميد. وعبد العزيز. وأمة الحميد تزوجها عبيد الله بن محمد بن المنذر بن الزبير بن العوام. وأمة الحميد تزوجها رجل من ولد عمر بن الخطاب وأمهم أميمة بنت صرمة بن عبد الله بن عبد الله بن نيار بن أبي أنس بن صرمة من بني عدي بْن النجار.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أخبرني سليمان بن بلال. قَالَ: خرج يحيى بن سعيد إلى إفريقية.... «1» في ميراث له. وطلب له ربيعة بن أبي عبد الرحمن البريد فركبه إلى إفريقية. فقدم بذلك الميراث وهو خمس مائة دينار. قَالَ: فأتاه الناس يسلمون عليه. فأتاه ربيعة. فلما أراد ربيعة أن يقوم حبسه. فلما ذهب الناس أمر بالباب فأغلق. ثم دعا بمنطقته فصبها بين يدي ربيعة وقال: يا أبا عثمان وَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ مَا غيبت منها دينارا إلا شيئا أنفقناه في الطريق. ثم عد خمسين ومائتي دينار فدفعها إلى ربيعة وأخذ خمسين ومائتي دينار لنفسه. قاسمه إياها.
وقال ليث بن سعد: أتى يحيى بكتاب علمه يعرضه عليه فاستنكر كثرته لأنه لم يكن له كتاب. فكان يجحده حتى قيل له: نعرضه عليك فما عرفته أجزته وما لم تعرفه رددته. فعرفه كله.
قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ. عَنْ معاوية بن صالح. أنه رأى في خاتم يحيى بن سعيد بسم الله. أو الحمد لله.
__________
(1) نقص في الأصل.
__________
1239 تهذيب الكمال (1500) ، وتهذيب التهذيب (11/ 221) ، وتقريب التهذيب (2/ 348) ، والتاريخ الكبير (8/ 275) ، والجرح والتعديل (9/ 147) .(5/423)
قَالَ: وقال محمد بن عمر: لما استخلف الوليد بن يزيد بن عبد الملك استعمل على المدينة يوسف بن محمد بن يوسف الثقفي. فاستقضى سعد بن إبراهيم على المدينة ثم عزله. واستقضى يحيى بن سعيد الأنصاري.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أويس. قَالَ: حدثني مالك بن أنس. قَالَ:
لما أراد يحيى بن سعيد أن يخرج إلى العراق قال لي: اكتب لي مائة حديث من حديث ابن شهاب وآتني بها. قَالَ: فكتبت مائة حديث من حديث ابن شهاب. فأتيته بها فأخذها مني. قلت لمالك: فما قرأها عليك ولا قرأتها عليه؟ قَالَ: لا. هو كان أفقه من ذلك.
قَالَ محمد بن عمر: قدم يحيى بن سعيد على أبي جعفر الكوفة وهو بالهاشمية. فاستقضاه على قضائه بالهاشمية. ومات سنة ثلاث وأربعين ومائة. وكان ثقة كثير الحديث حجة ثبتا.
1240- وأخوه عبد ربه بْنِ سَعِيدِ
بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سهل. وأمه أم ولد. وهي أم يحيى بن سعيد. فولد عبد ربه بن سعيد: سعيد تزوجها محمد بن أسعد بن قيس بن عمرو بن سهل بْن ثَعْلَبَة بْن الْحَارِث بْن زَيْد بن ثعلبة بن عمرو بن مالك بن النجار.
وفاطمة تزوجها عبد الحميد بن يحيى بن سعيد بن قيس. وأمها أم ولد. وتوفي عبد ربه بن سعيد سنة تسع وثلاثين ومائة. وكان عبد ربه بن سعيد ثقة كثير الحديث دون أخيه يحيى بن سعيد
1241- وأخوهما سعد بن سعيد
بن قيس بن عمر بن سهل. وأمه أم ولد. وهي أم
__________
1240 تهذيب الكمال (770) ، وتهذيب التهذيب (6/ 126) ، وتقريب التهذيب (1/ 470) ، والتاريخ الكبير (6/ 76) ، والجرح والتعديل.
1241 قال أحمد وابن معين: ضعيف. وقال ابن معين مرة صالح. وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال أبو حاتم: يؤذي ما سمع أنه كان لا يحفظ. وقال العجلي وابن عمار:
ثقة. وقال ابن حجر: صدوق سيئ الحفظ.
تهذيب الكمال (2208) ، وتهذيب التهذيب (3/ 470) ، وتقريب التهذيب (1/ 287) ، والتاريخ الكبير (4/ 56) ، وطبقات خليفة (270) ، وعلل أحمد (1/ 180) ، والضعفاء للنسائي (283) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 162) ، والكامل في التاريخ (5/ 508) ، وتاريخ الإسلام (6/ 86) ، وسير أعلام النبلاء (5/ 482) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (8) ، والكاشف (1/ 1845) ، والمغني (1/ 2340) ، وميزان الاعتدال (2/ 3109) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2382) .(5/424)
يحيى بن سعيد. فولد سعد بن سعيد: سعيدا وقيسا. ومحمدا. وأمامة. وأمهم حبيبة بنت محمد بن محمود بن عبد الله بن محمد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث من الأوس. وتوفي سعد بن سعيد سنة إحدى وأربعين ومائة. وقد روى عنه أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وكان ثقة قليل الحديث دون أخيه.
1242- إبراهيم بن عقبة
بن أبي عياش مولى الزبير بن العوام بن خويلد. أعتق الزبير أبا عياش. وهو أكبر من أخيه موسى بن عقبة. ومات قبله. وأدركه سفيان بن عيينة وروى عنه.
قَالَ محمد بن عمر: كان لإبراهيم وموسى ومحمد بني عقبة حلقة فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فكانوا كلهم فقهاء محدثين. وكان موسى يفتي. وكان إبراهيم ثقة قليل الحديث.
1243- موسى بن عقبة
مولى الزبير بن العوام بن خويلد. ويكنى أبا محمد. وتوفي قبل خروج محمد بن عبد الله بن حسن. وكان ثقة قليل الحديث. وقد روى عنه أيضا.
كما روى عن إخوته.
1244- محمد بن عقبة
مولى الزبير بن العوام بن خويلد. وقد روى عنه أيضا كما روى عنه إخوته. وكان ثقة وكانت أم إبراهيم وموسى ومحمد بنت أبي حبيبة مولى الزبير.
1245- عمرو بن أبي عمرو
مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي. ويكنى
__________
1242 تهذيب الكمال (214) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 117) ، وتاريخ البخاري الكبير (1/ 1/ 305) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 22) ، وأنساب السمعاني وغيرهما) .
1245 قال أحمد وأبو حاتم: ليس به بأس. وقال ابن معين: ضعيف. وقال أبو زرعة: ثقة.
وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال العجلي: ثقة ينكر عليه حديث البهيمة. قال ابن حجر: ثقة ربما وهم.
تهذيب الكمال (1045) ، وتهذيب التهذيب (8/ 82) ، وتقريب التهذيب (2/ 75) ، والتاريخ الكبير (6/ 359) ، والجرح والتعديل (6/ 253) ، وتاريخ ابن معين (2/ 450) .(5/425)
أبا عثمان واسم أبي عمرو ميسرة. وتوفي عمرو في أول خلافة أبي جعفر وزياد بن عبيد الله الحارثي على المدينة. وقد روى سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عمرو.
وكان صاحب مراسل.
1246- علقمة بن أبي علقمة
مولى لعائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ومات في أول خلافة المنصور. وقد روى عنه مالك بن أنس وله أحاديث صالحة وكان علقمة له كتاب يعلم في العربية والنحو والعروض.
1247- عمر بن عبد الله
مولى غفرة بنت رباح أخت بلال بن رباح. جالس عمر سعيد بن المسيب والقاسم بن محمد. وغيرهما. وتوفي بعد مخرج محمد بن عبد الله بن حسن. وكان ثقة كثير الحديث ليس يكاد يسند. وهو يرسل أحاديثه. أو عامتها.
1248- أسيد بن أبي أسيد
مولى أبي قتادة الأنصاري. ويكنى أبا إبراهيم. وتوفي في أول خلافة أبي جعفر المنصور. وكان قليل الحديث.
1249- عباد بن أبي صالح
مولى جويرية امرأة من قيس. وكان أسن من أخيه سهيل بن أبي أصالح. وقد روى سهيل عنه. وتوفي عباد في خلافة مروان بن محمد وكان قليل الحديث مستضعفا.
1250- وأخوه سهيل بن أبي صالح.
__________
1247 قال أحمد: ليس به بأس ولكن أكثر حديثه مراسيل. وقال ابن معين والنسائي:
ضعيف. وقال ابن معين أيضا: لم يكن به بأس. وقال العجلي: يكتب حديثه وليس بالقوي. وقال ابن حجر: ضعيف وكان كثير الإرسال.
تهذيب الكمال (1015) ، وتهذيب التهذيب (7/ 471) ، وتقريب التهذيب (2/ 59) ، والتاريخ الكبير (6/ 169) ، والجرح والتعديل (6/ 119) ، وتاريخ ابن معين (2/ 431) .
1250 تاريخ ابن معين (2/ 243) ، وتاريخ الدارمي (383) ، وعلل ابن المديني (68) ، (80) ، وطبقات خليفة (266) ، وعلل أحمد (1/ 213) ، والتاريخ الكبير (4/ 2120) ، والصغير (2/ 35، 36، 41، 42) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 423) ، (2/ 166، 706، 800) ، (3/ 140) ، والجرح والتعديل (4/ 1063) ، وثقات ابن شاهين (511) ، (512) ، وموضح أوهام الجمع (2/ 152) ، والسابق واللاحق (231) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 207) ، وتاريخ الإسلام (5/ 261) ، وسير أعلام النبلاء (5/ 458) ، والمغني (1/ 2690، 2691) ، وتذكرة الحفاظ (1/ 137) ، والعبر (1/ 273، 296، 302) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (62) ، وميزان الاعتدال (2/ 3604) ، وشرح علل الترمذي لابن رجب (421) ، وتهذيب الكمال (2629) ، وتهذيب التهذيب (4/ 263) ، وتقرب التهذيب (1/ 338) ، وشذرات الذهب (1/ 208) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2813) .(5/426)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. عَنِ ابْنِ أَبِي ذئب وغيره من أصحابه. قالوا: وجد سهيل على أخيه عباد وجدا شديدا حتى حدث نفسه. وتوفي سهيل في خلافة أبي جعفر المنصور. وكان ثقة كثير الحديث وروى عنه أهل المدينة وأهل العراق.
1251- صالح بن محمد
بن زائدة الليثي من أنفسهم.
قَالَ محمد بن عمر: وقد رأيته ولم أسمع منه شيئا. وكان يكنى أبا واقد. وكان صاحب غزو. ومات بعد خروج مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بِالْمَدِينَةِ. وروى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عبد الرحمن. وعمر بن عبد العزيز. وله أحاديث.
وهو ضعيف.
1252- أبو جعفر الخطمي
واسمه عمير بن يزيد بن عمير بن حبيب بن حباشة بن جويبر بن عبيد الله بن غيان بن عامر بن خطمه. واسمه عبد الله بن جشم بن مالك بن الأوس.
وأم أبي جعفر أم القاسم بنت عقبة بن الفاكه بن سعد بن جبر بن عبيد الله بن
__________
1251 تاريخ الدوري (2/ 265) ، وسؤالات محمد ابن أبي شيبة لابن المديني (86) ، وتاريخ الكبير (4/ 2862) ، والصغير (2/ 103) ، والضعفاء الصغير للبخاري (168) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 426) ، والضعفاء للنسائي (297) ، والجرح والتعديل (18104) ، والمجروحين لابن حبان (1/ 367) ، وثقات ابن شاهين (567) ، وموضح أوهام الجمع (2/ 172) ، والكاشف (2/ 2378) ، وديوان الضعفاء (1930) ، والمغني (1/ 2840) ، وتذهيب التهذيب (2/ 88) ، وتاريخ الإسلام (4/ 401) ، وميزان الاعتدال (2/ 3824) ، وتهذيب الكمال (2835) ، وتهذيب التهذيب (4/ 410) ، وتقريب التهذيب (1/ 362) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 3053) ، وتهذيب ابن عساكر (6/ 381) .
1252 تهذيب الكمال (1061) ، وتهذيب التهذيب (8/ 150) ، وتقريب التهذيب (2/ 87) ، والجرح والتعديل (6/ 379) ، وتاريخ ابن معين (2/ 457) .(5/427)
غيان بن عامر بن خطمة. وليس له عقب. وروى عنه شعبة. وحماد بن سلمة.
ويحيى بن سعيد القطان.
1253- محمد بن عبد الرحمن
ابن لبيبة. وهي أم محمد. وهي امرأة أعجمية. والأب عبد الرحمن مولى لقريش. وقد أدرك محمد بن عبد الرحمن ابن عمر وروى عنه.
وعن عامر بن سعد بن أبي وقاص. وروى عن محمد بن عبد الرحمن:
عبد الحميد بن جعفر. وأسامة بن زيد. وقد رآه محمد بن عمر ولم يرو عنه شيئا.
وكان قليل الحديث.
1254- عبد الرحمن بن حرملة
الأسلمي. ويكنى أبا حرملة. وهو من بني مالك بن أفصى إخوة أسلم من خزاعة. توفي ليالي خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ.
قَالَ محمد بن عمر: قد رأيته ولم أسمع منه شيئا. وكان ثقة كثير الحديث.
1255- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. ويكنى أبا محمد. من القارة. وهو إلى الجون بن خزيمة. وبقي إلى خلافة أبي جعفر المنصور. وكان قليل الحديث.
1256- عبد الواحد بن أبي عون
الدوسي من أنفسهم وكان منقطعا إلى عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب. فاتهمه أبو جعفر في أمر محمد بن عبد الله أنه يعلم علمه. فهرب منه إلى طرف القدوم فتوارى عند محمد بن يعقوب بن عتبة فمات عنده فجاءة سنة أربع وأربعين ومائة وله أحاديث.
1257- إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي فَرْوَةَ. ويكنى أبا سليمان. وكان أبو فروة مولى
__________
1254 قال ابن معين: صالح، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال النسائي: لا بأس به. وقال الساجي: صدوق يهم في الحديث. وقال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ.
تهذيب الكمال (783) ، وتهذيب التهذيب (6/ 161) ، وتقريب التهذيب (1/ 477) ، والتاريخ الكبير (5/ 270) ، والجرح والتعديل (5/ 223) ، وتاريخ ابن معين (2/ 346) .
1257 قال البخاري: تركوه. وقال أحمد: لا تحل عندي الرواية عنه. وقال ابن معين: ليس بذاك، وكذبه ابن خراش. وقال أبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وغيرهم: متروك الحديث وزاد أبو زرعة: ذاهب الحديث. وقال ابن حجر متروك.
تهذيب الكمال (86) ، وتهذيب التهذيب (1/ 240) ، وتقريب التهذيب (1/ 59) ، والتاريخ الكبير (1/ 396) ، والجرح والتعديل (2/ 227) ، وتاريخ ابن معين (2/ 27) .(5/428)
عثمان بن عفان ويقولون: إن عبيد الحفار جاء بأبي فروة عبدا مكانه فأعتقه عثمان بعد ذلك. وكان أبو فروة يرى رأي الخوارج. وقتل مع ابن الزبير فدفن في المسجد الحرام. وقال بعض ولده: إنه من بلى. وإن اسمه الأسود بن عمر. وكان ابنه عبد الله بن أبي فروة مع مصعب بن الزبير بالعراق. وكان مصعب يثق به. فأصاب مالا عظيما. وكانت لإسحاق بن عبد الله حلقة فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يجلس إليه فيها أهله وهم كثير بالمدينة. وكان إسحاق مع صالح بن علي بالشأم. فسمع منه الشاميون. ثم قدم بالمدينة. فمات بها سنة أربع وأربعون ومائة في خلافة أبي جعفر.
وكان إسحاق كثير الحديث. يروي أحاديث منكرة ولا يحتجون بحديثه.
1258- وأخوه عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي فروة وكان يحيى بن سعيد الأنصاري يحدث عنه. وكان أثبت من أخيه إسحاق. وكان ثقة قليل الحديث وكان يفتي بالمدينة. وكانت له حلقة. ويكنى أبا عبد الله وبقي حتى توفي سنة ست وخمسين ومائة في آخر خلافة أبي جعفر. وقد سمع منه محمد بن عمر. وكان عدة من إخوته يفتون ويحدثون. منهم: صالح بن عبد الله.... «1» أبو الحسن. وإبراهيم وعبد الغفار أبناء عبد الله.
1259- المهاجر بن يزيد
مولى لآل أبي ذئب العامري ويكنى أبا عبد الله.
قَالَ ابن أبي ذئب: كتبت معه إلى عطاء بن أبي رباح. وكان قليل الحديث.
1260- الخطاب بن صالح
بن دينار التمار. مولى لآل قتادة بن النعمان الأنصاري ثم الظفري. ويكنى أبا عمر. وهو أسن من أخيه محمد بن صالح بن دينار وأقدم. توفي في سنة ثلاث وأربعين ومائة. في خلافة أبي جعفر المنصور.
1261- المهاجر بن مسمار
مولى سعد بن أبي وقاص الزهري. مات بعد خروج محمد بن عبد الله بن حسن. وقيل سنة خمسين ومائة. وله أحاديث. وليس بذاك. وهو صالح الحديث.
__________
(1) نقص في الأصل.
__________
1260 التاريخ الكبير (3/ 685) ، والجرح والتعديل (3/ 1762) ، وتهذيب الكمال (1697) ، وتذهيب التهذيب (1/ 198) ، والكاشف (1/ 280) ، وميزان الاعتدال (1/ 2516) ، وتذهيب التهذيب (3/ 146) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1844) .(5/429)
1262- وأخوه بكير بن مسمار
ويكنى أبا محمد. وقد لقيه محمد بن عمر وسمع منه. ومات سنة ثلاث وخمسين ومائة. وله أحاديث. وهو قريب من أخيه.
1263- عبد الله بن يزيد
بن فنطس من أنفسهم. ويكنى أبا يزيد. ومات سنة تسع وأربعين ومائة. روى عنه ابن أبي ذئب. وروى عبد الله عن أنس بن مالك. وسعيد بن المسيب.
1264- محمد بن عجلان
مولى فَاطِمَةَ بِنْتَ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بن عبد شمس.
ويكنى أبا عبد الله. وكان عابدا ناسكا فقيها. وكانت له حلقة في المسجد وكان يفتي.
وكان داود بن قيس الفراء يجلس إليه.
قَالَ محمد بن عمر: سمعت عبد الله بن محمد بن عجلان يقول: حمل بأبي أكثر من ثلاث سنين.
قَالَ محمد بن عمر: وسمعت نساء آل جحاف من ولد زيد بن الخطاب يقلن:
ما حملت منا امرأة أقل من ثلاثين شهرا. والحمل كذلك- أراد توطأ ثم ترفعها الحيضة ثلاث سنين. أو أقل أو أكثر ثم يستبين الحمل من غير وطيء حادث- قَالَ: وسمعت مالك بن أنس يقول: قد يكون الحمل سنتين أو أكثر وأعرف من حمل به أكثر من سنتين- يعني نفسه-.
قَالَ: وخرج محمد بن عجلان مع محمد بن عبد الله بن حسن. حين خرج
__________
1262 قال البخاري: فيه بعض النظر. وقال العجلي: ثقة. وقال النسائي: ليس به بأس وقال ابن عدي: مستقيم الحديث. وقال ابن حبان في الثقات، وليس هذا ببكير بن مسمار الذي يروي عن الزهري، ذاك ضعيف. وقال ابن حجر: صدوق.
تهذيب الكمال (160) ، وتهذيب التهذيب (1/ 495) ، وتقريب التهذيب (1/ 108) .
والتاريخ الكبير (2/ 115) ، والجرح والتعديل (2/ 403) ، ومعرفة الرجال (1/ 408) ، وطبقات خليفة (270) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 408) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 59) ، وتذهيب التهذيب (1/ 91) ، والكاشف (1/ 164) ، وميزان الاعتدال (1/ 350) .
1264 تهذيب الكمال (1242) ، وتهذيب التهذيب (9/ 341) ، وتقريب التهذيب (2/ 190) ، والثقات (7/ 386) ، والتاريخ الكبير (1/ 196) ، والجرح والتعديل (8/ 49) .(5/430)
بالمدينة. فلما قتل محمد بن عبد الله وولي جعفر بن سليمان بن على المدينة. بعث إلى محمد بن عجلان فأتي به. فبكته وكلمه كلاما. وقال: خرجت مع الكذاب. وأمر به تقطع يده. فلم يتكلم محمد بن عجلان بكلمة. إلا أنه يحرك شفتيه بشيء لا يدري ما هو. يظن أنه يدعو. قال: فقام من حضر جعفر بن سليمان من فقهاء أهل المدينة وأشرافهم. فقالوا: أصلح الله الأمير. محمد بن عجلان فقيه أهل المدينة وعابدها! وإنما شبه عليه وظهر أنه المهدي الذي جاءت فيه الرواية. فلم يزالوا يطلبون إليه حتى تركه. فولى محمد بن عجلان منصرفا لم يتكلم بكلمه حتى أتى منزله.
قَالَ محمد بن عمر: قد رأيته وسمعت منه. ومات سنة ثمان. أو تسع وأربعين ومائة بالمدينة في خلافة أبي جعفر المنصور. وكان ثقة كثير الحديث.
1265- محمد بن أبي مريم
مولى لبني سليم. ثم لبني ناصرة. توفي بعد مخرج مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بِالْمَدِينَةِ.
1266- وأخوه عبد الله بن أبي مريم
وهو أبو يحيى بن عبد الله بن أبي مريم.
الذي كان مع هارون أمير المؤمنين. وتوفي بعد خروج محمد بن عبد الله بن حسن.
وقد روي عنه.
1267- مسلم بن أبي مريم
مولى لبعض أهل المدينة. وليس بأخ بمحمد وعبد الله ابني أبي مريم. وقد روى عنه مالك. وقد كان شديدا على القدرية. وكان ثقة قليل الحديث.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزناد.
قال: كان مسلم بن أبي مريم شديدا على القدرية. عائبا لهم ولكلامهم. قَالَ:
فانكسرت رجله فتركها لم يجبرها. فكلم في ذلك. فقال: يكسرها هو وأجبرها أنا! لقد عاندته إذا.
1268- الحارث بن عبد الرحمن
بن سعد بن أبي ذباب الدوسي من أنفسهم. وكان
__________
1267 تهذيب الكمال (1327) ، وتهذيب التهذيب (9/ 138) ، وتقريب التهذيب (2/ 247) ، والتاريخ الكبير (7/ 275) ، والجرح والتعديل (8/ 196) .
1268 تهذيب الكمال (216) ، وتهذيب التهذيب (2/ 148) ، وتقريب التهذيب (1/ 142) ، والتاريخ الكبير (2/ 272) ، والجرح والتعديل (3/ 80) ، ومعرفة الرجال (1/ 255) ، (2/ 475) ، ومشاهير علماء الأمصار (1014) ، والمجروحين لابن حبان (2/ 189) ، وموضح أوهام الجمع (1/ 18) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 371) ، وتذهيب التهذيب (1/ 114) ، والكاشف (1/ 195) ، وميزان الاعتدال (1/ 437) ، والمغني (1/ 1237) ، وتاريخ الإسلام (6/ 49) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1143) .(5/431)
ينزل الأعوص على أحد عشر ميلا من المدينة طريق العراق.
قَالَ محمد بن عمر: قد أدركته ورأيته ولم أسمع منه شيئا. وتوفي بعد خروج محمد بن عبد الله بن حسن بسنة. وكان قليل الحديث.
1269- وأخوه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ سَعْدِ بن أبي ذباب الدوسي. وقد روي عنه أيضا.
1270- يزيد بن أبي عبيد
مولى سلمة بن الأكوع الأسلمي. توفي بالمدينة بعد خروج محمد بن عبد الله بن حسن بسنتين أو ثلاث. وكان ثقة كثير الحديث.
1271- محمد بن أبي يحيى
واسم أبي يحيى سمعان مولى لعمرو بن عبدنهم من بني سهم بطن من أسلم. ويكنى محمد أبا عبد الله. وهو أبو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى المدني المحدث. توفي محمد بن أبي يحيى بالمدينة سنة أربع وأربعين ومائة.
في خلافة أبي جعفر المنصور. وكان ثقة كثير الحديث. روى عنه يحيى بن سعيد القطان.
1272- وأخوه أُنيس بن أبي يحيى
ويُكنى أبا يونس. توفي سنة خمس أو ست وأربعين ومائة. وكان ثقة قليل الحديث.
1273- وأخوهما عبد الله بن أبي يحيى
ويُكنى أبا محمد. مات سنة اثنتين وخمسين ومائة. في خلافة أبي جعفر المنصور. وكان ثقة قليل الحديث.
1274- إسماعيل بن رافع
ويكنى أبا رافع. وهو ابن أبي عويمر مولى لمزينة مات بالمدينة قديما. وكان كثير الحديث ضعيفا. وهو الذي روى حديث الصور بطوله.
1275- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ
ويكنى أبا بكر مولى لبني شمخ من بني فزارة مات
__________
1275 قال أحمد وابن معين: ثقة. وقال ابن القطان: كان صالحا يعرف وينكر. وقال النسائي: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: ضعيف، وقال ابن حجر: صدوق ربما وهم.
تهذيب الكمال (689) ، وتهذيب التهذيب (5/ 239) ، وتقريب التهذيب (1/ 420) ، والتاريخ الكبير (5/ 104) ، والجرح والتعديل (5/ 70) ، وتاريخ الدوري (2/ 310) ، وسؤالات ابن أبي شيبة (182) ، وتاريخ خليفة (434) ، وطبقات خليفة (270) ، وعلل أحمد (1/ 130) ، والتاريخ الكبير (5/ 300) ، وتاريخ البخاري الصغير (2/ 77) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 319، 435) ، وثقات ابن حبان (7/ 12) ، وثقات ابن شاهين (628) ، (632) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 251) ، والكاشف (2/ 2780) ، وديوان الضعفاء (2182) ، والمغني (1/ 3191) ، وميزان الاعتدال (2/ 4352) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3536) .(5/432)
سنة ست أو سبع وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر المنصور. وكان ثقة كثير الحديث. روى عنه يحيى بن سعيد القطان.
1276- سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ
بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ من بلى. حليف للأنصار. ثم لبني سالم مات بعد سنة أربعين ومائة. وقبل خروج مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بِالْمَدِينَةِ.
وكان ثقة وله أحاديث وروى عنه يحيى بن سعيد القطان.
1277- المسور بن رفاعة
بن أبي مالك القرظي ابن أخي ثعلبة بن أبي مالك.
1278- محمد بن عمرو
بن علقمة بن وقاص الليثي من أنفسهم. ويكنى أبا عبد الله. توفي بالمدينة سنة أربع وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر المنصور. وكان كثير الحديث يستضعف.
1279- سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ
الْجُنْدَعِيُّ. من بني كنانة مولى لهم. ويكنى أبا يعلى وقد
__________
1276 وطبقات خليفة (270) ، وتاريخ خليفة (419) ، وعلل أحمد (1/ 257) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 388) ، والجرح والتعديل (4/ 348) ، والكامل في التاريخ (5/ 501) ، وتاريخ الإسلام (5/ 255) ، (6/ 68) ، وتهذيب الكمال (2201) ، وتذهيب التهذيب (2/ 8) ، والكاشف (1/ 1838) ، وتهذيب التهذيب (3/ 466) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2374) .
1278 تهذيب الكمال (1252) ، وتهذيب التهذيب (9/ 375) ، وتقريب التهذيب (2/ 196) ، والتاريخ الكبير (1/ 191) ، والجرح والتعديل (8/ 30) ، وتاريخ ابن معين (2/ 533) .
1279 قال أحمد: منكر الحديث ضعيف. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال ابن أبي حاتم:
ليس بالقوي تدبرت حديثه فوجدت عامتها منكرة لا يوافق حديثه عن أنس حديث الثقات إلا في حديث واحد يكتب حديثه. وقال النسائي والعجلي والدارقطني وغيرهم: ضعيف وقال ابن حجر: ضعيف.
تهذيب الكمال (528) ، وتهذيب التهذيب (4/ 160) ، وتقريب التهذيب (1/ 319) ، والتاريخ الكبير (4/ 77) ، والجرح والتعديل (4/ 174) ، وتاريخ ابن معين (2/ 227) ، وتاريخ الدارمي (397) ، وطبقات خليفة (272) ، وعلل أحمد (1/ 216) ، وأحوال الرجال (258) ، وضعفاء النسائي (239) ، والمجروحين لابن حبان (1/ 336) ، وضعفاء الدارقطني (244) ، وتاريخ الإسلام (6/ 186) ، والعبر (1/ 333) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (43) ، والكاشف (1/ 2073) ، وميزان الاعتدال (2/ 3414) ، والمغني (1/ 2549) ، وديوان الضعفاء (1719) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2651) .(5/433)
رأى عدة مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وكانت عنده أحاديث يسيرة. وكان ثبتا فقيها.
ومات في آخر خلافة أبي جعفر المنصور.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ. قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ. وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ. وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَشْيَمِ الأَسْلَمِيَّ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَالِكَ بن أوس بن الحدثان لحاهم ورؤوسهم بيض.
1280- عيسى بْنِ حَفْصِ
بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخطاب بن نفيل بن عدي بن كعب وكان يلقب رباح. وأمه ميمونة بنت داود بن كليب بن يساف بْن عُتْبة بْن عَمْرو بْن خديج بْن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج. فولد عيسى بن حفص: أبيه.
تزوجت عبيد الله بن عروة بن الزبير بن العوام فولدت له. وأم عمرو بنت عيسى. وأم سلمة. وأمهم عبدة بنت عبد الله بن سلمة بن ربيعة بن أبي أمية. وتوفي عيسى بن حفص سنة سنة سبع وخمسين ومائة بالمدينة وهو ابن ثمانين سنة. وذلك في آخر خلافة أبي جعفر المنصور. وقد روى عن نافع وغيره. وكان قليل الحديث. وكان أصغر سنا من ابن أخيه عبيد الله بن عمر بن حفص.
1281- عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ
بْنِ حَفْصِ بْنِ عاصم بن عمر بن الخطاب وأمه فاطمة بنت عمر بن عاصم بن عمر بن الخطاب. فولد عبيد الله بن عمر: رباحا وقد روى عنه.
وحفصا. وبكارا. وأمهم أبية بنت أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر بن الخطاب. وإسماعيل بن عبيد الله. وأمه فضيلة بنت موسى بن عتبة بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن عوف. وكان عبيد الله بن عمر يكنى أبا عثمان. فلما خرج محمد بن
__________
1280 تهذيب الكمال (1078) ، وتهذيب التهذيب (8/ 208) ، وتقريب التهذيب (2/ 97) ، والجرح والتعديل (6/ 273) .
1281 تهذيب الكمال (885) ، وتهذيب التهذيب (7/ 38) ، وتقريب التهذيب (1/ 537) ، والتاريخ الكبير (5/ 395) ، والجرح والتعديل (5/ 326) .(5/434)
عبد الله بن حسن بالمدينة على أبي جعفر المنصور لزم عبيد الله بن عمر ضيعته واعتزل فيها. ولم يخرج مع محمد. وخرج معه أخواه عبد الله بن عمر العمري وأبو بكر بن عمر أخوه. فقال محمد بن عبد الله لعبد الله بن عمر: فأين أبو عثمان؟ قَالَ: في ضيعته فإذا كنت أنا معك وأبو بكر بن عمر فكان أبا عثمان معنا. فقال محمد: اجل. وكف عنه وعن كل من اعتزل فلم يخرج معه. ولم يكره أحدا على الخروج. فلما انقضى أمر محمد بن عبد الله وقتل. وأمن الناس والبلاد. دخل عبيد الله بن عمر المدينة. فلم يزل بها إلى أن توفي بها سنة سبع وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر المنصور. وكان ثقة كثير الحديث حجة.
1282- أبو بكر بْنَ عُمَرَ
بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عمر بن الخطاب. وأمه فاطمة بنت عمر بن عاصم بن عمر بن الخطاب. ولم يعقب أبو بكر بن عمر. وكان أسن من عبيد الله بن عمر. وخرج مع محمد بن عبد الله بن حسن ولم يقتل. حتى مات بعد ذلك.
1283- عبد اللَّهِ بْنَ عُمَرَ
بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بن عمر بن الخطاب. وأمه فاطمة بنت
__________
1283 قال أحمد: لا بأس به. قد روي عنه ولكن ليس مثل أخيه عبيد الله. وقال ابن معين:
صويلح. وقال العجلي وابن معين مرة. ليس به بأس. وقال ابن المديني والنسائي:
ضعيف الحديث. وقال أبو حاتم: هو أحب إلي من عبد الله بن نافع يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال ابن حبان. كان ممن غلب عليه الصلاح حتى غفل عن الضبط فاستحق الترك. وقال ابن حجر: ضعيف عابد.
تهذيب الكمال (3440) ، وتهذيب التهذيب (5/ 326) ، وتقريب التهذيب (1/ 434) ، والتاريخ الكبير (5/ 145) ، والجرح والتعديل (5/ 109) ، وتاريخ ابن معين (2/ 322) ، تاريخ الدوري (2/ 322) ، وتاريخ خليفة (448) ، وطبقات خليفة (269) ، (271) ، وعلل أحمد (1/ 44، 220، 296، 331) ، والضعفاء الصغير للبخاري (188) ، والمعرفة والتاريخ (1/ 429، 493) ، (2/ 665، 821) ، والضعفاء للنسائي (325) ، والمجروحين لابن حبان (2/ 6) ، والكامل لابن عدي (3/ 117) ، وثقات ابن شاهين (633) ، وسؤالات البرقاني (853) ، وتاريخ بغداد (10/ 19) ، والسابق واللاحق (224) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 270) ، وديوان الضعفاء (2248) ، وميزان الاعتدال (2/ 4472) ، والعبر (1/ 260) ، وشذرات الذهب (1/ 279) .(5/435)
عمر بن عاصم بن عمر بن الخطاب. فولد عبد الله بن عمر: القاسم. وأم عمر. وأم عاصم. وأمهم حفصة بنت أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وروى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ عَنْ نَافِعٍ رواية كثيرة. وبقي حتى لقيه الناس والأحداث. وخرج عبد الله بن عمر مع محمد بن عبد الله بن حسن. فلم يزل معه حتى انقضى أمره وقتل. واستخفى عبد الله بن عمر. ثم طلب فوجد فأتى به أبو جعفر المنصور فأمر بحبسه فحبس في المطبق سنتين. ثم دعا به فقال: ألم أفضلك وأكرمك ثم تخرج علي مع الكذاب؟ فقال: يا أمير المؤمنين. وقعنا في أمر لم نعرف له وجها والفتنة بعد. فإن رأى أمير المؤمنين أن يعفو ويصفح ويحفظ في عمر بن الخطاب فليفعل فتركه وخلى سبيله.
وكان عبد الله بن عمر يكنى أبا القاسم فتركها وقال: لا أكتني بكنية رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إعظاما لها. واكتنى أبا عبد الرحمن. فكانت كنيته حتى مات. وتوفي بالمدينة سنة إحدى أو اثنتين وسبعين ومائة في أول خلافة هارون بن محمد.
قَالَ: وإنما كتبناه في هذه الطبقة لأنا ألحقناه بأخيه عبيد الله بن عمر وإن كان أسن منه. وكان كثير الحديث يستضعف.
1284- عاصم بْنَ عُمَرَ
بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عمر بن الخطاب. ولم يعقب.
وكان أصغر سنا من أخيه عبد الله بن عمر. وقد روى عنه. وإنما ألحقناه في هذه الطبقة بإخوته. وكان عاصم شاعرا وله أحاديث ويستضعف.
1285- أبو بكر بن محمد
بن زيد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وأمه أم ولد اسمها شعثاء ولم يعقب توفي بعد خروج مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بِالْمَدِينَةِ. وقبل سنة خمسين ومائة. وقد روي عنه. وكان قليل الحديث.
1286- عمر بن محمد
بن زيد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وأمه شعثاء. توفي
__________
1284 تاريخ الدوري (2/ 283) ، وتاريخ خلفية (427) ، وطبقات خليفة (269) ، (271) ، والتاريخ الكبير (6/ 3042، 3082) ، والتاريخ الصغير (2/ 96) ، وأحوال الرجال (237) ، والضعفاء للنسائي (438) ، والجرح والتعديل (6/ 1915) ، وسؤالات البرقاني للدارقطني (583) ، وسير أعلام النبلاء (7/ 181) ، والكاشف (2/ 2530) ، وديوان الضعفاء (2036) ، والمغني (1/ 2989) ، وتهذيب الكمال (3017) ، وتهذيب التهذيب (5/ 15) ، وتقريب التهذيب (1/ 385) ، وميزان الاعتدال (2/ 4060) .(5/436)
بعد أخيه أبي بكر بن محمد بقليل. ولم يعقب. وقد روي عنه. وكان ثقة قليل الحديث.
1287- عاصم بن محمد
بن زيد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وأمه شعثاء. توفي ولم يعقب وقد روي عنه.
1288- زيد بن محمد
بن زيد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وأمه شعثاء. ولم يعقب. وقد روي عنه.
1289- واقد بن محمد
بن زيد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وأمه شعثاء. فولد واقد: إبراهيم. وعثمان. وزيدا. ومحمدا. وعمر. وعبيد الله. وأبا بكر. وأمهم رملة بنت موسى بن عبيد الله بن معمر بن عثمان بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بن مرة.
وقد روى عنه أيضا.
1290- عبد الرحمن بن المجبر
بن عبد الرحمن الأصغر ابن عمر بن الخطاب وأمه عائشة أم ولد. سمع من سالم بن عبد الله. وروى عنه مالك.
قَالَ محمد بن عمر: قد رأيته. وتوفي حديثا. ولم أسمع منه شيئا. فولد عبد الرحمن بن المجبر: محمدا. وعمرا. وزيدا. وبريهة. وأمهم سودة بنت زيد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
1291- أبو بكر بن عمر
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر بن الخطاب. وأمه أم ولد. فولد أبو بكر بن عمر: عمر. وعبد الرحمن. وحفصة. وأمهم أم بلال بنت
__________
1287 تهذيب الكمال (3027) ، وتهذيب التهذيب (5/ 57) ، وتقريب التهذيب (1/ 385) ، والتاريخ الكبير (6/ 490) ، والجرح والتعديل (6/ 350) ، وتاريخ الدارمي (511) ، والتاريخ الكبير (6/ 3074) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 493) ، والجرح والتعديل (6/ 1931) ، والثقات لابن حبان (7/ 256) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 383) ، والكاشف (2/ 2540) ، والعبر (1/ 356) ، 400) ، وتذهيب التهذيب (2/ 13) ، وتاريخ الإسلام (6/ 2050) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3247) .
1288 التاريخ الكبير (2/ 1347) ، والجرح والتعديل (3/ 2594) ، وجمهرة ابن حزم (461) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 146) ، وتهذيب الكمال (2127) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (255) ، والكاشف (1/ 1772) ، وتهذيب التهذيب (3/ 425) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2278) .(5/437)
معبد بن عَبْد الله بْن الْحَارِث بْن قَيْس بْن هيشة بْن الْحَارِث بْن أمية بْن مُعَاوِيَة بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف.
1292- هَاشِمُ بْنُ هَاشِمِ
بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة.
وأمه أم ولد. فولد هاشم بن هاشم: هاشما. وأمه أم عمرو بنت سعد بن أبي وقاص.
وقد روى هاشم عن عامر بن سعد وغيره. وروى عنه. أبو ضمرة. وعبد الله بن نمير وغيرهما.
1293- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب. وأمه هند بنت أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْن الأسود بْن المطلب بْن أَسَدِ بْن عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. فولد محمد بن عبد الله: عبد الله بن محمد. قتل ببلاد القشمير. قتله هشام بن عروة في المعركة. وعليا بن محمد. مات في السجن وكان أخذ بمصر. وحسن بن محمد. المقتول بفخ صبرا. قتله مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب. وفاطمة بنت محمد. تزوجها ابن عمها حسن بن إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن علي بن أبي طالب. وزينب بنت محمد. تزوجها محمد بن أبي العباس أمير المؤمنين. ودخل بها ليلة أبوها بالمدينة. وكان مع عيسى بن موسى. فتوفي عنها ولم يجمعها إليه. ثم خلف عليها بعده عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس. ففارقها وخلف عليها محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. فولدت له جارية ماتت صغيرة. ثم فارقها محمد بن إبراهيم بن محمد. فخلف عليها إبراهيم بن إبراهيم بن حسن بن زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب. وأم ولد محمد بن عبد الله هؤلاء جميعا أم سلمة بنت محمد بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب. والطاهر بن محمد. وأمه فاختة بنت فليح بن محمد بن المنذر بن الزبير بن العوام بن خويلد. وإبراهيم بن محمد. وأمه أم ولد.
قَالَ: وكان محمد بن عبد الله بن حسن يكنى أبا عبد الله. وكان قد لقي نافعا مولى ابن عمر وسمع منه ومن غيره وحدث عنهم. وكان قليل الحديث وروى عنه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن المسور بن مخرمة الزهري وغيره. ولم يزل محمد بن عبد الله بن حسن وأخوه يلزمان البادية ويحبان الخلوة. ولا يأتيان الخلفاء ولا الولاة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ يَقُولُ: وَفَدْتُ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ لِي: مَا لِي لا أَرَى(5/438)
ابْنَيْكَ مُحَمَّدًا وَإِبْرَاهِيمَ يَأْتِيَانَا فِيمَنْ أَتَانَا؟ قَالَ: فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حُبِّبَ إِلَيْهِمَا الْبَادِيَةُ وَالْخَلْوَةُ فِيهَا. وَلَيْسَ تَخَلُّفُهُمَا عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لِمَكْرُوهٍ فَسَكَتَ هِشَامٌ.
قَالَ: فَلَمَّا ظَهَرَ وَلَدُ الْعَبَّاسِ فِي هَذِهِ الدَّوْلَةِ تَغَيَّبَا أَيْضًا. فَلَمْ يَأْتِيَا أَحَدًا مِنْهُمْ.
فَسَأَلَ عَنْهُمَا أَبُو الْعَبَّاسِ. فَأَخْبَرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ أَبُوهُمَا عَنْهُمَا. بنحو مما قال هشام بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. فَكَفَّ أَبُو الْعَبَّاسِ عَنْهُمَا. فَلَمَّا وَلِيَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ أَلَحَّ فِي طَلَبِهِمَا. فَنَفَرَا مِنْهُ وَاسْتَوْحَشَا مِنْ ذَلِكَ فَازْدَادَا فِي التَّنَحِّي وَالاخْتِفَاءِ. وَوَلَّى أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدِينَةَ وَمَكَّةَ زِيَادَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيَّ وَأَمَرَهُ بطلبهما. فغيب في أمرهما وكف عند الإِقْدَامِ عَلَيْهِمَا. وَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا جَعْفَرٍ فَعَزَلَهُ عَلَيْهِ. وَوَلَّى مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيَّ الْمَدِينَةَ وَأَمَرَهُ بِطَلَبِهِمَا وَالْجِدِّ فِي ذَلِكَ. فَفَعَلَ كَفِعْلِ زِيَادِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَلَمْ يَجِدَّ فِي طَلَبِهِمَا. وَكَانَ يَبْلُغُهُ أَنَّهُمَا فِي مَوْضِعٍ فَيُرْسِلُ الْخَيْلَ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ. وَكَانَتْ رُسُلُهُمَا تَأْتِيهِ بِأَخْبَارِهِمَا وَحَوَائِجِهِمَا فَيَقْضِيهَا. وَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا جَعْفَرٍ فَعَزَلَهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ. وَوَلَّى الْمَدِينَةَ رِيَاحَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ حَيَّانَ الْمُرِّيَّ وأمره بطلبهما والجد في أَمْرِهِمَا. فَأَلَحَّ رِيَاحٌ فِي طَلَبِهِمَا وَلَمْ يُدَاهِنْ وَلَمْ يُغَيِّبْ. فَخَافَا فَهَرِبَا فِي الْجِبَالِ. وَتَشَدَّدَ رِيَاحُ بْنُ عُثْمَانَ عَلَى أَبِيهِمَا وَأَهْلِ بَيْتِهِمَا. وَكَتَبَ فِي ذَلِكَ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ فِي إِشْخَاصِهِمْ إِلَيْهِ فَأَشْخَصَهُمْ فَوَافَوْهُ بِالرَّبَذَةِ ثُمَّ حَدَرَهُمْ إِلَى الْكُوفَةِ فَحَبَسَهُمْ بِالْهَاشِمِيَّةِ حَتَّى مَاتُوا فِي حَبْسِهِ. فَبَلَغَ ذَلِكَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فَخَرَجَ فِيمَنْ كَانَ مَعَهُ. وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ قَوْمٌ مِنْ جُهَيْنَةَ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَفْنَاءِ الْعَرَبِ. وَنَاسٌ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَيْرِهِمْ. وَمِنَ الأَعْرَاضِ مِنَ الأَعْرَابِ. وَمِنْ ضَوَى إِلَيْهِمْ. فَبَيَّضَ وَخَرَجَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ. وَدَعَى لَهُ بِالْخِلافَةِ وَأَقْبَلَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَخَذَهَا. وَأَخَذَ رِيَاحَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ حَيَّانَ وَابْنَهُ وَابْنَ أَخِيهِ فَحَبَسَهُمْ وَقَيَّدَهُمْ. وأخذ من مكان بالمدينة من موالي وَلَدِ الْعَبَّاسِ فَحَبَسَهُمْ فِي دَارٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: غَلَبَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الْمَدِينَةِ لِيَوْمَيْنِ بَقِيَا مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. فَبَلَغَنَا ذَلِكَ فَخَرَجْنَا وَنَحْنُ شَبَابٌ- أَنَا يَوْمَئِذُ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً- فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ وَهُوَ عِنْدَ مَنَايِمِ خَشْرَمٍ وَقَدِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ لَيْسَ يُصَدُّ عَنْهُ أَحَدٌ. فَدَنَوْتُ حَتَّى رَأَيْتُهُ وَتَأَمَّلْتُهُ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ وَعَلَيْهِ قُبَاءٌ أَبْيَضُ مَحْشُوٌّ وَعِمَامَةٌ بَيْضَاءُ. وَكَانَ رَجُلا آدَمُ أَثَّرَ الْجُدَرِيُّ فِي وَجْهِهِ. ثُمَّ وَجَّهَ إِلَى مَكَّةَ فَأُخِذَتْ لَهُ. وَوَجَّهَ أَخَاهُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى الْبَصْرَةِ فَأَخَذَهَا وَغَلَبَ عَلَيْهَا. وَبَيَّضُوا(5/439)
مَعَهُ. وَبَلَغَ أَبَا جَعْفَرٍ ذَلِكَ فَرَاعَهُ وَشَمَّرَ فِي حَرْبِهِ. فَوَجَّهَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِالْمَدِينَةِ. عِيسَى بْنَ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بن عبد الله بن عباس. وَوَجَّهَ مَعَهُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي الْعَبَّاسِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. وَعِدَّةً مِنْ قُوَّادِ أَهْلِ خُرَاسَانَ وَجُنْدِهِمْ. وَعَلَى مُقَدِّمَةِ عِيسَى بْنِ مُوسَى. حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ الطَّائِيُّ. وَجَهَّزَهُمْ بِالْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالسِّلاحِ وَالْمِيَرَةِ فَلَمْ يَتْرُكْ. وَوَجَّهَ عِيسَى بْنَ مُوسَى بْنِ أَبِي الْكِرَامِ الْجَعْفَرِيَّ. وَكَانَ فِي صَحَابَةِ أَبِي جَعْفَرٍ. وَكَانَ مَائِلا إِلَى بَنِي الْعَبَّاسِ فَوَثِقَ بِهِ أَبُو جَعْفَرٍ وَوَجَّهَهُ. فَأَقْبَلَ عِيسَى بْنُ مُوسَى بِمَنْ مَعَهُ حَتَّى أَنَاخَ عَلَى الْمَدِينَةِ. وَخَرَجَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ فَقَاتَلُوا أَيَّامًا قِتَالا شَدِيدًا. وَصُبِرَ نَفَرٌ مِنْ جُهَيْنَةَ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو شُجَاعٍ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى قُتِلُوا وَكَانَ لَهُمْ غِنَاءٌ. وَخَرَجَ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. ابنُ خُضَيْرٍ. رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ. فَلَمَّا كَانَ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. وَرَأَى الْخَلَلَ فِي أَصْحَابِهِ وَأَنَّ السَّيْفَ قَدْ أَفْنَاهُمْ. اسْتَأْذَنَ ابْنَ خضير محمدا فِي دُخُولِ الْمَدِينَةِ. فَأَذِنَ لَهُ وَلا يَعْلَمُ بما يريد. فدخل على رياح بن عُثْمَانُ بْنُ حَيَّانَ الْمُرِّيُّ وَابْنُهُ فَذَبَحَهُمَا ثُمَّ رَجَعَ فَأَخْبَرَ مُحَمَّدًا. ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ مِنْ سَاعَتِهِ. وَكَثَّرُوا مُحَمَّدًا وَأَلَحُّوا فِي الْقِتَالِ حَتَّى قُتِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَحُمِلَ رَأْسُهُ إِلَى عِيسَى بْنِ مُوسَى. فَدَعَا ابْنَ أَبِي الْكِرَامِ فَأَرَاهُ إِيَّاهُ فَعَرَّفَهُ لَهُ مَسْجِدُ عِيسَى بْنِ مُوسَى. وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ وَأَمِنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ. وَكَانَ مَكَثَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. مِنْ حِينَ ظَهَرَ إِلَى أَنْ قُتِلَ شَهْرَيْنِ وَسَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا. وَكَانَ لَهُ يَوْمَ قُتِلَ ثَلاثٌ وَخَمْسُونَ سَنَةً. وَوَلَّى عِيسَى بْنُ مُوسَى الْمَدِينَةَ ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَى مَكَّةَ وَأَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ.
1294- إبراهيم بن عبد الله
بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب. وأمه هند بنت أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْن الأسود بْن المطلب بْن أَسَدِ بْن عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. فولد إبراهيم بن عبد الله حسنا. وأمه أمامة بنت عصمة بن عبد الله بن حنظلة بْن الطفيل بْن مالك بْن جَعْفَر بْن كلاب من بني عامر بن صعصعة. وعليا بن إبراهيم لأم ولد. وقد كان محمد بن عبد الله بن حسن لما ظهر وغلب على المدينة ومكة. وسلم البصرة. فدخلها أول يوم من شهر رمضان سنة خمس وأربعون ومائة. فغلب عليها وبيض بها وبيض أهل البصرة معه وخرج معه عيسى بن يونس. ومعاذ بن معاذ.
وعباد بن العوام. وإسحاق بن يوسف الأزرق. ومعاوية بن هشيم بن بشير. وجماعة(5/440)
كبيرة من الفقهاء وأهل العلم. فلم يزل بالبصرة شهر رمضان وشوال. فلما بلغه قتل أخيه محمد بن عبد الله بن حسن تأهب واستعد وخرج يريد أبا جعفر المنصور بالكوفة.
فكتب أبو جعفر إلى عيسى بن موسى يعلمه ذلك ويأمره أن يقبل إليه. فوافاه رسول أبي جعفر وكتابه وقد أحرم بعمرة فرفضها وأقبل إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ.
وأقبل إبراهيم بن عبد الله ومعه جماعة كبيرة من أفناء الناس أكثر من جماعة عيسى.
فالتقوا بباجميرى- وهي على ستة عشر فرسخا من الكوفة- فاقتتلوا قتالا شديدا.
وانهزم حميد بن قحطبة وكان على مقدمة عيسى بن موسى وانهزم الناس معه. فعرض لهم عيسى بن موسى يناشدهم الله والجماعة. فلا يلوون عليه. ويمرون منهزمين.
فأقبل حميد منهزما فقال له عيسى: يا حميد الله الله في الطاعة. فقال: لا طاعة في الهزيمة ومر. ومر الناس كلهم حتى لم يبق منهم أحد بين عيسى وموسى وعسكر إبراهيم. وثبت عيسى في مكانه الذي كان به. لا يزول وهو في مائة رجل من خاصته وحشمه فقيل له: أصلح الله الأمير لو تنحيت عن هذا المكان حتى يثوب إليك الناس فنكر بهم. فقال: لا أزول من مكاني هذا أبدا حتى أقتل أو يفتح الله علي. ولا يقال إنه انهزم. وأقبل إبراهيم بن عبد الله في عسكره يدنوا ويدنوا غبار عسكره حتى يراه عيسى بن موسى ومن معه. فبيناهم على ذلك إذا فارس قد أقبل. قد كر راجعا يجري نحو إبراهيم لا يعرج على شيء. فإذا هو حميد بن قحطبة قد غير لأمته وعصب رأسه بعصابة صفراء. وكر الناس يتبعونه حتى لم يبق أحد ممن كان انهزم إلا رجع كارا حتى خالطوا القوم. فقاتلوا قتالا شديدا حتى قتل الفريقان بعضهم بعضا وجعل حميد بن قحطبة يرسل بالرؤوس إلى عيسى بن موسى. إلى أن أتى برأس ومعه جماعة كثيرة. وصياح وضجة. فقالوا: رأس إبراهيم بن عبد الله فدعا عيسى بن موسى ابن أبي الكرام الجعفري. فأراه إياه. فقال: ليس به وجعلوا يقتتلون يومهم ذلك إلى أن جاء سهم عائر لا يدري من رمى به. فوقع في حلق إبراهيم بن عبد الله فنحره فتنحى عن موقفه. وقال: أنزلوني. فأنزل عن مركبه وَهُوَ يَقُولُ: وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا أردنا أمرا وأراد الله غيره. فأنزل إلى الأرض وهو مثخن. واجتمع عليه أصحابه وخاصته يحمونه ويقاتلون دونه. فرأى حميد اجتماعهم فأنكره. فقال لأصحابه: شدوا على تلك الجماعة حتى تزيلوهم عن موضعهم. وتعلموا ما اجتمعوا عليه. فشدوا عليهم. فقاتلوهم أشد القتال حتى أفرجوهم عن إبراهيم. وخلصوا إليه فحزوا رأسه.(5/441)
وأتوا به عيسى بن موسى. فأراه ابن أبي الكرام الجعفري فقال: نعم هذا رأسه. فنزل عيسى بن موسى إلى الأرض فسجد. وبعث به إلى أبي جعفر. وكان قتله يوم الإثنين لخمس ليال بقين مِن ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائة. وكان يوم قتل ابن ثمان وأربعين سنة. ومكث منذ خرج إلى أن قتل ثلاثة أشهر إلا خمسة أيام.
1295- موسى بن عبد الله
بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب. وأمه هند بنت أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْن الأسود بْن المطلب بْن أَسَدِ بْن عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. فولد موسى بن عبد الله: محمدا. وإبراهيم. وعبد الله وفاطمة. وزينب.
ورقية. وكلثم. وخديجة. وأمهم أم سلمة بنت مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي بكر الصديق.
1296- إدريس الأصغر ابن عبد الله
بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب. وأمه عاتكة بنت عبد الملك بن الحارث الشاعر بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
قَالَ: وكان إدريس بن عبد الله لما قتل محمد بن عبد الله بن حسن يعني صغيرا يومئذ. فلما خرج حسين بن علي بفخ خرج معه. فلما قتل حسين هرب إدريس إلى الأندلس والبربر. فصار هناك وولد له أولاد كثير وغلبوا على تلك الناحية. وخلف بالمدينة ابنة له يقال لها فاطمة بنت إدريس. تزوجها محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب. فولدت له بنتا. فسماها فاطمة باسم أمها. ثم فارقها محمد بن إبراهيم.
1297- يحيى بن عبد الله
بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب. وأمه قريبة بنت رُكَيْحِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْن الأسود بْن المطلب بْن أَسَدِ بْن عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. فولد يحيى بن عبد الله: محمدا. وأمه خديجة بنت إبراهيم بن طلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي من قريش. وكان هارون أمير المؤمنين قد طلب يحيى بن عبد الله هذا فاختفى منه. وخافه يحيى فلحق بالديلم واجتمع إليه قوم كثير. فوجه إليه هارون: الفضل بن يحيى بن خالد وأعطاه الأمان. وأعطاه ما سأل فخرج إليه في الأمان. فقدم به على هارون فأذن له. فرجع إلى المدينة فمات بها.
وقد كان يحيى خرج مع حسين بن علي بفخ فأفلت يومئذ.(5/442)
1298- علي بن حسن
بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب. وأمه فاطمة وهي أم حبان بنت عامر بن عبد الله بن بشر بن عامر ملاعب الأسنة ابن مالك بن جعفر بن كلاب من بني عامر بن صعصعة وكان يقال لعلي: السجاد لعبادته وفضله واجتهاده وورعه. فولد علي بن حسن: حسين بن علي وهو صاحب فخ الذي خرج بها. ودعا إلى نفسه في خلافة موسى أمير المؤمنين. وكان قد حج تلك السنة العباس بن محمد. وسليمان بن أبي جعفر. وموسى بن عيسى. ومحمد بن سليمان. فاجتمعوا فيمن كان معهم من حشمهم وجندهم فلقوه بفخ. فقاتلوه وقاتلهم بمن معه. ثم كثروا عليه فانهزم أصحابه وقتلوه. وبعثوا برأسه إلى موسى أمير المؤمنين. والحسن بن علي. ومحمدا. وعبيد الله. وكلثم ورقية. وفاطمة. وأم الحسن. وأمهم زينب بنت عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب. وكانت زينب بنت عبد الله بن حسن أيضا من العباد. وكان يقال: ليس بالمدينة زوج أعبد من علي. وامرأته زينب بنت عبد الله بن حسن. ولما أمر أبو جعفر المنصور أن يشخص إليه عبد الله بن الحسن وإخوته وأهل بيته. أخذ علي بن الحسن هذا معهم فأشخص. فحبسوا بالكوفة بالهاشمية فمات علي بن حسن في الحبس سنة خمس وأربعين ومائة.
1299- حسن بن زيد
بن حسن بن علي بن أبي طالب. وأمه أم ولد. فولد الحسن بن زيد: محمدا وبه كان يكنى. والقاسم وأم كلثوم بنت حسن. تزوجها أبو العباس أمير المؤمنين. فولدت له غلامين هلكا صغيرين. وأمهم أم سلمة بنت حسين الأثرم ابن حسن بن علي بن أبي طالب وعليا بن حسن. وإبراهيم. وزيدا. وعيسى.
وأمهم أم ولد. وإسماعيل وإسحاق الأعور. لأم ولد. وعبد الله. وأمه رياد بنت بسطام بن عمير بن السليل بن قيس بن مسعود بن قيس بن خالد ذي الجدين ابن
__________
1299 طبقات خليفة (272) ، والتاريخ الكبير للبخاري (2/ 2517) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 136، 138) ، والجرح والتعديل (3/ 48) ، وجمهرة ابن حزم (39) ، وتاريخ بغداد (7/ 309) ، ومعجم البلدان (1/ 147) ، (3/ 659) ، والكامل لابن الأثير (5/ 552، 593، 605، 610) ، (6/ 8، 3، 80) ، والعبر (1/ 252) ، وتهذيب الكمال (1231) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (137) ، والكاشف (1/ 221) ، وميزان الاعتدال (1/ 1850) ، والمغني (1/ 1406) ، ومرآة الجنان (1/ 355) ، وتهذيب التهذيب (2/ 279) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1344) ، وشذرات الذهب (1/ 265) .(5/443)
عبد الله بن عمرو بن الحارث بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان. وكان حسن بن زيد يكنى أبا محمد. وكانت عنده أحاديث وكان ثقة.
فولاه أبو جعفر المنصور المدينة فوليها خمس سنين. ثم تعقبه وغضب عليه وعزله. واستصفى كل شيء له فباعه. وحبسه. وولى بعده عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس فكتب محمد المهدي- وهو يومئذ ولي عهد أبيه- إلى عبد الصمد بن علي سرا. إياك إياك وحسن بن زيد. ارفق به ووسع عليه ففعل عبد الصمد فلم يزل محبوسا حتى مات أبو جعفر. فأخرجه المهدي. وأقدمه عليه ورد عليه كل شيء ذهب له. ولم يزل معه حتى خرج المهدي يريد الحج في سنة ثمان وستين ومائة ومعه حسن بن زيد. فكان الماء في الطريق قليلا. فخشي المهدى على من معه العطش. فرجع من الطريق ولم يحج تلك السنة. ومضى حسن بن زيد يريد مكة. فاشتكى أياما ثم مات بالحاجر. فدفن هناك سنة ثمان وستين ومائة.
1300- جعفر بن محمد.
... «1» ثم كان أبو جعفر بعده.
1301- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ عُمَرَ بْنِ علي بن أبي طالب. وأمه خديجة بنت علي بن حسين بن علي بن أبي طالب. وكان يلقب دافن وقد روى عن أبيه وغيره. وكان قليل الحديث. وتوفي في آخر خلافة أبي جعفر المنصور.
1302- وأخوه عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ بن أبي طالب. وقد روى عنه أيضا.
1303- وأخوهما عمر بن معمر
بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وأمه خديجة بنت علي بن حسين بن علي بن أبي طالب. وقد روى عنه أيضا. فولد عمر بن محمد:
إبراهيم. وإسماعيل. وحبيبة. وموسى. لأم ولد. وفاطمة بنت عمر. ولم تسم لنا أمها.
1304- قدامة بن موسى
بن عمر بن قُدَامَةُ بْنُ مَظْعُونِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بن حذافة بن جمح. وأمه نفيعة بنت عبد الله بن عقيل بن أبي طالب.
__________
(1) نقص في الأصل.
__________
1304 تهذيب الكمال (1125) ، وتهذيب التهذيب (8/ 365) ، وتقريب التهذيب (2/ 124) ، والتاريخ الكبير (7/ 179) ، والجرح والتعديل (7/ 128) .(5/444)
1305- لوط بن إسحاق
بن الْمُغِيرَةِ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمه أم إسحاق بنت سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب.
وكان لوط يكنى أبا المغيرة. وكان عابدا عالما قليل الحديث. توفي في خلافة أبي جعفر المنصور.
1306- محمد بن لوط
بن الْمُغِيرَةِ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمه أم ولد. فولد محمد بن لوط عتبة. وأمه ابنة عتبة بن عتبة بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عبد المطلب.
وكان محمد بن لوط يكنى أبا المغيرة. وقد روي عنه. وتوفي في خلافة أبي جعفر المنصور. وكان قليل الحديث.
1307- يزيد بن عبد الملك
بن الْمُغِيرَةِ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ المطلب بن هاشم. فولد يزيد بن عبد الملك: عبد الواحد. ولم تسم لنا أمه. وخالدا. ويحيى وأمهما أم ولد. وكان يزيد بن عبد الملك يكنى أبا خالد. وقد روي عنه وكان جلدا صارما ثقة له أحاديث. وتوفي بالمدينة سنة سبع وستين ومائة.
1308- الزبير بن سعيد
بن سليمان بن سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. وأمه حميدة وهي حمادة بنت يعقوب بن سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب. فولد الزبير بن سعيد: القاسم وبه كان يكنى. ومحمد
__________
1307 قال أحمد: ضعيف الحديث، وقال البخاري: لينه يحيى. وقال ابن معين: ما كان به بأس. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث جدا. وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن حجر: ضعيف.
تهذيب الكمال (1538) ، وتهذيب التهذيب (11/ 347) ، وتقريب التهذيب (2/ 368) ، والتاريخ الكبير (8/ 348) ، والجرح والتعديل (9/ 279) .
1308 تاريخ ابن معين (2/ 171) ، وطبقات خليفة (269) ، والتاريخ الكبير للبخاري (3/ 1381) ، وسؤالات الأجرى لأبي داود (3/ 310) ، والضعفاء للنسائي (215) ، والجرح والتعديل (3/ 2643) ، والمجروحين لابن حبان (1/ 313) ، وضعفاء الدارقطني (242) ، وتاريخ بغداد (8/ 464) ، وتهذيب الكمال (1963) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (232) ، والكاشف (1/ 319) ، وميزان الاعتدال (2/ 2836) ، والمغني (1/ 2169) ، وديوان الضعفاء (1452) ، وتهذيب التهذيب (3/ 315) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2119) .(5/445)
الأكبر. ورقية. درجوا. وأمهم أم المغيرة بنت إسحاق بن سليمان بن سعيد بن نوفل بن الحارث. وإسحاق. والطاهر. وبريكة. وأم القاسم. وفاطمة. وأم سعيد وهم لأم ولد. والحسن. وسعيدا. ومحمد الأصغر. وإبراهيم. وسحيقة. وسكينة.
وزينب. وأمهم ابنة حسن بن الزبير بن الوليد بن سعيد بن نوفل. والفضل ومحمد الأوسط. وكلثم الكبرى. وكلثم الصغرى. وعائشة. وكلهم لأم ولد. درجوا. وكان الزبير قليل الحديث. توفي في خلافة أبي جعفر.
1309- عمر بن حمزة
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وأمه أم حكيم بنت المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب من بني عامر بن لؤي. فولد عمر بن حمزة: حمزة.
وأمه فاطمة بنت سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وروى عن عمر بن حمزة أبو أسامة وغيره.
1310- عبد الرحمن بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. وهو الذي يقال له: ابن أبي عتيق. وقد روي عنه.
1311- حفص بن أَبِي بَكْرِ
بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سعد بن أبي وقاص. الزهري. وقد روي عنه.
1312- معاوية بن إسحاق
بن طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عمرو بن كعب بن تيم بن مرة. وأمه أم ولد. فولد معاوية بن إسحاق: طلحة. وإسحاق. وأمهما أم جميل بنت ميسرة بن عمارة من بني الصيداء من بني أسد وهي لأم ولد. وأم إسحاق.
لأم ولد. وأم يحيى. لأم ولد. وقد روى الثوري. وشعبة عن معاوية بن إسحاق.
1313- وأخوه موسى بن إسحاق
بن طلحة بن عبيد الله. وقد روي عنه.
1314- محمد بن عمران
بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله التيمي. ويكنى أبا سليمان. وأمه أسماء بنت سلمة بن عُمَر بْن أبي سَلَمَة بْن عَبْد الأسد المخزومي.
وأمها حفصة بنت عبيد الله بن عمر بن الخطاب. وأمها أسماء بنت زيد بن الخطاب بن نفيل. فولد محمد بن عمران: عبد الله. لأم ولد. وقد قضى محمد بن عمران لبني أمية على المدينة. ثم ولاه أبو جعفر المنصور القضاء بالمدينة. وكان جليلا مهيبا صلبا من الرجال. وكان قليل الحديث. ومات بالمدينة سنة أربع وخمسين ومائة. فبلغ قومه أبا جعفر. فقال: اليوم استوت قريش.(5/446)
1315- طلحة بن يحيى
بن طلحة بن عبيد الله التيمي. وأمه أم أبان. أو أم أناس ابنة أبي موسى الأشعري. فولد طلحة بن يحيى. يحيى. ومحمدا. وصالحا. وإسحاق.
وعبد الله. وعيسى. ويعقوب. وإسماعيل. ونوحا. وإبراهيم. ويوسف. وداود.
وسعدى. وأم عبد الله. وعائشة. وأم طلحة لأمهات أولاد. وقد روى عن طلحة بن يحيى الثوري. وغيره.
1316- وأخوه بلال بن يحيى
بن طلحة بن عبيد الله التيمي. وأمه أم ولد. فولد بلال بن يحيى: يحيى. وإسحاق. وعيسى. وأمهم ربيعة أم ولد. وطلحة وأمه سعدى بنت يحيى بن عيسى بن طلحة. ومدح الحزين الكناني بلال بن يحيى فقال:
بلال بن يحيى غرة لا خفا بها ... لكل أناس غرة وهلال
قال مصعب: هذا البيت للسري بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ.
1317- وأخوهما إسحاق بن يحيى
بن طلحة بن عبيد الله التيمي. وأمه الحسناء بنت زبان بن الأبرد بن مصاد بْن عدي بْن أوس بْن جَابِر بْن كعب بن عليم من كلب. فولد إسحاق بن يحيى: محمدا. ولم تسم لنا أمه. وقد روى إسحاق بن يحيى عن مجاهد والمسيب بن درام وغيرهما. وكان أخوه طلحة بن يحيى أثبت في الحديث عندهم
__________
1315 علل أحمد (1/ 42، 210) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 267، 413، 458) ، (2/ 151) ، (3/ 107، 165) ، والضعفاء للنسائي (317) ، والثقات لابن حبان (6/ 487) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 234) ، والكشاف (2/ 2502) ، وديوان الضعفاء (1018) ، والمغني (1/ 2961) ، وتهذيب الكمال (2984) ، وتذهيب التهذيب (2/ 108) ، وتاريخ الإسلام (6/ 85) ، وميزان الاعتدال (2/ 4013) ، وتهذيب التهذيب (5/ 27) ، وتقريب التهذيب (1/ 380) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3204) ، وتهذيب ابن عساكر (7/ 91) .
1316 تهذيب الكمال (788) ، وتاريخ البخاري الكبير (2/ 1/ 109) ، والمعرفة ليعقوب (3/ 311) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 397) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (93) ، والكاشف (1/ 166) ، وتهذيب التهذيب (1/ 505) .
1317 تهذيب الكمال (389) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 236) ، وتاريخ ابن معين (2/ 27) ، والتاريخ الكبير (1/ 1/ 406) ، وتهذيب ابن عساكر (2/ 454) ، وميزان الاعتدال (1/ 204) .(5/447)
منه. وكان إسحاق بن يحيى يكنى أبا محمد. ومات بالمدينة. في خلافة المهدي وهو يستضعف.
1318- ربيعة بن عثمان
بن ربيعة بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزيز بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سعد بْن تيم بْن مُرَّة. وأمه أم يحيى بنت المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى. ويكنى ربيعة أبا عثمان. وكان ثقة ثبتا قليل الحديث. وكان فيه عسر. ومات سنة أربع وخمسين مائة بالمدينة في خلافة أبي جعفر. وهو ابن سبع وسبعين سنة.
1319- مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ بْن خَالِد بْن صخر بْن عامر بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مرة. وأمه أم عيسى بنت عمران بن أبي يحيى وهو عمير.
وكان موسى بن محمد يكنى أبا محمد ومات سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ أبي جعفر وهو ابن سبعين سنة. وقد روى عنه ابن أبي ذئب وغيره. وكان كثير الحديث وله أحاديث منكرة.
1320- الضحاك بن عُثْمَانَ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِد بْن حِزَامٍ بْن خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي. وأمه آمنة بنت عبد الله من بني ليث بن بكر. فولد الضحاك بن
__________
1318 تاريخ خليفة (427) ، وطبقات خليفة (272) ، والتاريخ الكبير (3/ 985) ، والمعرفة ليعقوب (3/ 6) ، وتاريخ الطبري (4/ 148، 205، 423) ، والجرح والتعديل (3/ 2140) ، ومشاهير علماء الأمصار (1050) ، وثقات ابن شاهين (361) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 136) ، وتذهيب التهذيب (1/ 223) ، وتهذيب الكمال (1883) ، والكاشف (1/ 307) ، وميزان الاعتدال (2/ 2754) ، والمغني (1/ 2105) ، والعقد الثمين (4/ 397) ، وتهذيب التهذيب (3/ 2659) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2046) .
1320 تاريخ الدارمي (442) ، وتاريخ خليفة (426) ، وطبقات خليفة (272) ، وعلل أحمد (1/ 413) ، والتاريخ الكبير للبخاري (4/ 303) ، وو الجرح والتعديل ((4/ 2029) ، والثقات لابن حبان (6/ 482) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 229) ، والكامل في التاريخ (5/ 532، 611) ، والكاشف (2/ 2453) ، والمغني (1/ 2911) ، وتهذيب الكمال (2922) ، وتذهيب التهذيب (2/ 97) ، وتاريخ الإسلام (6/ 204) ، وميزان الاعتدال (2/ 3938) ، وتهذيب التهذيب (4/ 447) ، وتقريب التهذيب (1/ 383) ، وشذرات الذهب (1/ 234) .(5/448)
عثمان: عثمان وعبد رب. وأمهما مسلمة بنت الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حزام ومحمد بن الضحاك. لأم ولد.
قَالَ: وكان الضحاك يكنى أبا عثمان وكان ثبتا. وروى عنه الثوري. وابن أبي فديك. وغيرهما. ومات بالمدينة سنة ثلاث وخمسين ومائة. في خلافة أبي جعفر وله عقب وكان ثقة كثير الحديث.
1321- أسامة بن زيد
الليثي مولى لهم. ويكنى أبا زيد. مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. وهو ابن بضع وسبعين سنة. وقد سمع من القاسم بن محمد وغيره. وكان كثير الحديث يستضعف.
1322- الوليد بن كثير
ويكنى أبا محمد. مولى لبني مخزوم. ومات بالكوفة سنة إحدى وخمسين ومائة. وقد روى عنه أبو أسامة. وغيره من الكوفيين. وكان له علم بالسيرة ومغازي رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَهُ أحاديث. وليس بذلك.
1323- جارية بن أبي عمران
ويكنى أبا عمران. وكان له بالبلد قدر وعبادة ورواية للعلم. ومات بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة. وهو ابن أربع وسبعين سنة.
قَالَ محمد بن عمر: لو قيل لجارية أن القيامة تقوم غدا. ما كان فيه مزيد من الاجتهاد. قَالَ: وكان ثبتا في الحديث قليله. قال: وكنا نقول لمالك في الشيء
__________
1321 تهذيب الكمال (317) ، وسير أعلام النبلاء (2/ 496) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 284) ، وتاريخ ابن معين (2/ 22) ، والضعفاء للنسائي (19) ، والثقات لابن حبان (1) ورقة (25) ، والمعرفة والتاريخ (3/ 43) ، وتهذيب التهذيب (1/ 210) ، وميزان الاعتدال (1/ 175) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي والمغني (1/ 66) ، وتقريب التهذيب) .
1322 قال عيسى بن يونس وإبراهيم بن سعد: ثقة. وقال ابن عيينة: كان صدوقا، وكنت أعرفه هاهنا. وقال ابن معين: ثقة. وقال ابن داود: ثقة إلا أنه إباضي. وقال الساجي:
صدوق، وقال ابن حجر: صدوق عارف بالمغازي، رمي برأي الخوراج.
تهذيب الكمال (1473) ، وتهذيب التهذيب (11/ 148) ، وتقريب التهذيب (2/ 335) ، والجرح والتعديل (9/ 14) ، وتاريخ ابن معين (2/ 633) ، ومشاهير علماء الأمصار (138) ، والمغني (2/ 724) ، وميزان الاعتدال (4/ 345) .
1323 ميزان الاعتدال (1/ 385) ، وقال مجهول، والمغني (1/ 126) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 521) .(5/449)
يخالف فيه: حدثنا به جارية. فيقول: ما وراء جارية أحد. قَالَ ورأيت مالكا دخل المسجد فانتهى إلى جارية فسلم عليه.
1324- عبد الحميد بن جعفر
بن الحكم الحكمي. يقال: إنه من ولد الفطيون وهم حلفاء الأوس. ويكنى أبا الفضل. وكان ثقة كثير الحديث مات بالمدينة سنة ثلاث وخمسين ومائة وهو ابن سبعين سنة. وقد روى عنه هشيم. وغيره. قَالَ وقال يحيى بن سعيد: كان سفيان الثوري يحمل على عبد الحميد بن جعفر ولا أدري ما كان شأنه وشأنه.
1325- محمد بن إسحاق
بن يسار مولى قَيْسِ بْن مَخْرَمَةُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي ويكنى أبا عبد الله. وكان جده يسار من سبي عين التمر. وكان محمد بن إسحاق أول من جمع مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وألفها. وكان يروي عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ. وَيَزِيدَ بْن رومان. ومحمد بن إبراهيم وغيرهم. ويروي عن فاطمة بنت المنذر بن الزبير. وكانت امرأة هشام بن عروة فبلغ ذلك هشاما. فقال: هو كان يدخل على امرأتي! - كأنه أنكر ذلك- وخرج من المدينة قديما. فلم يرو عنه أحد منهم غير إبراهيم بن سعد. وكان محمد بن إسحاق مع العباس بن محمد بالجزيرة.
وكان أتى أبا جعفر بالحيرة فكتب له المغازي. فسمع منه أهل الكوفة بذلك السبب.
وسمع منه أهل الجزيرة حين كان مع العباس بن محمد. وأتى الري فسمع منه أهل
__________
1324 قال أحمد: ثقة ليس به بأس، وكان سفيان يضعفه من جل القدر. وقال ابن معين: ثقة ليس به بأس. وقال ابن حجر: صدوق رمي بالقدر وربما وهم.
تهذيب الكمال (765) ، وتهذيب التهذيب (6/ 111) ، وتقريب التهذيب (1/ 467) ، والتاريخ الكبير (6/ 51) ، والجرح والتعديل (6/ 10) ، وتاريخ ابن معين (2/ 341) .
1325 قال ابن معين: كان ثقة، وكان حسن الحديث. وقال مرة والنسائي: ليس بالقوي. وقال أحمد: حسن الحديث. وقال البخاري: رأيت علي بن عبد الله يحتج بحديث ابن إسحاق. وقال علي: ما رأيت أحدا يتهم ابن إسحاق. وقال أبو زرعة: صدوق. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال أبو زرعة بعد أن أثنى عليه: وقد ذاكرت حينها قول مالك فيه دجال من الدجاجلة فرأى أن ذلك ليس للحديث وإنما هو لأنه اتهمه بالقدر. وقال ابن حجر: إمام المغازي، صدوق يدلس، رمى بالقدر والتشيع.
تهذيب الكمال (1167) ، وتهذيب التهذيب (10/ 38) ، وتقريب التهذيب (2/ 144) ، والتاريخ الكبير (1/ 40) ، والجرح والتعديل (7/ 191) ، وتاريخ بغداد (1/ 216) .(5/450)
الري. فرواته من هؤلاء البلدان أكثر ممن روى عنه من أهل المدينة. وأتى بغداد.
فأخبرني ابن محمد بن إسحاق. قَالَ: مات ببغداد سنة خمسين ومائة. ودفن في مقابر الخيزران وقال غيره من العلماء: توفي محمد بن إسحاق سنة إحدى وخمسين ومائة.
وكان كثير الحديث. وقد كتبت عنه العلماء ومنهم من يستضعفه.
1326- وأخوه عمر بن إسحاق
بن يسار. ويكنى أبا حفص.
قَالَ محمد بن عمر: لقد لقيته وكتبت عنه. وكانت عنده أحاديث وعلم عن نافع بن جبير بن مطعم وغيره.
قَالَ: وكان قليل الحديث. وتوفي فيما أعلم بالمدينة سنة أربع وخمسين ومائة.
1327- وأخوهما أبو بكر بن إسحاق
بن يسار. وقد روي عنه أيضا.
1328- بردان بن أبي النضر
وهو إبراهيم بن سالم مولى عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي. ويكنى أبا إسحاق.
مات سنة ثلاث وخمسين ومائة وهو ابن أربع وسبعين سنة. وقد روى عن سعيد بن المسيب. وغيره. وكان ثقة له أحاديث.
1329- دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ
الْفَرَّاءُ. وكان يقال له الدباغ. ويكنى أبا سليمان مولى لقريش. مات بالمدينة في خلافة أبي جعفر. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ
__________
1326 قال الدارقطني ليس بقوي، وسكت عنه أحمد والبخاري.
التاريخ الكبير (3/ 2/ 141) ، ولسان الميزان (4/ 285) ، والجرح والتعديل (3/ 1/ 98) .
1328 تهذيب الكمال (173) ، وتهذيب التهذيب (1/ 120) ، وتاريخ ابن معين (2/ 9) .
1329 وثقه أبو زرعة، وأبو حاتم، والنسائي، وأحمد وغيرهم.
تاريخ ابن معين (2/ 153) ، وتاريخ الدارمي (312) ، وطبقات خليفة (272) ، وعلل أحمد (1/ 40، 165، 219) ، والتاريخ الكبير (3/ 281) ، والمعرفة والتاريخ (1/ 224، 265، 285، 686) ، (2/ 173) ، والجرح والتعديل (3/ 1924) ، ومشاهير علماء الأمصار (1071) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 132) ، وتهذيب الكمال (1781) ، وتذهيب التهذيب (1/ 207) ، والعبر (1/ 237) ، والكاشف (1/ 291) ، وتهذيب التهذيب (3/ 198) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 939) ، وشذرات الذهب (1/ 251) .(5/451)
الحارثي. قَالَ: ما رأيت بالمدينة رجلين كانا أفضل من داود بن قيس. ومن الحجاج بن صفوان.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ. قَالَ: اسْتَعْمَلَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ. خَالِدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْحَكَمِ. فَكَانَ يُؤْذِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَى الْمِنْبَرِ. فَسَمِعْتُهُ يَوْمًا عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَقُولُ:
وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلِيًّا وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنَّ فَاطِمَةَ كَلَّمَتْهُ فِيهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَحَدَّثَنِي أَبُو قُدَيْدٍ. قَالَ: فَرَأَيْتُ دَاوُدَ بْنَ قَيْسٍ الْفَرَّاءَ بَرَكَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ. فَقَالَ: كَذَبْتَ حَتَّى حَفِظَهُ النَّاسِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
قَالَ: نِمْتُ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ يَخْطُبُ يَوْمَئِذٍ. فَفَزِعْتُ وَقَدْ رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنَّ الْقَبْرَ انْفَرَجَ. وَكَأَنَّ رَجُلا يَخْرُجُ مِنْهُ. يَقُولُ: كَذَبْتَ كَذَبْتَ. فَلَمَّا قَامَتِ الصَّلاةُ وَصَلَّيْنَا سَأَلْتُ مَا كَانَ. فَأُخْبِرْتُ بِالَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: كَانَ دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ يَجْلِسُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ. فَلَمَّا مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ تَحَوَّلَ دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ فَجَلَسَ فِي مَجْلِسٍ لَهُ آخَرَ.
وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ.
1330- حميد بن زياد
الخراط. ويكنى أبا صخر. أو أبا صبح. روى عنه عبد الله بن وهب. وابن أبي فديك. وغيرهما.
1331- محمد بن أبي حميد
الزورقي. وبعضهم يقول: حماد بن أبي حميد.
__________
1330 قال أحمد: ليس به بأس، وقال ابن معين: ثقة ليس به بأس، وقال مرة: ضعيف، وقال النسائي: ضعيف.
تاريخ ابن معين (2/ 136) ، وتاريخ الدارمي (260) ، وطبقات خليفة (295) ، والتاريخ الكبير (2/ 2712) ، وكنى الدولابي (2/ 11) ، والجرح والتعديل (3/ 795) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 91) ، وأنساب السمعاني (5/ 69) ، وتاريخ الإسلام (6/ 58) ، وميزان الاعتدال (1/ 2328) ، والمغني (1/ 1772) ، وتهذيب الكمال (1526) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (179) ، وديوان الضعفاء (1176) ، وتهذيب التهذيب (3/ 41) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1646) .
1331 قال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال ابن معين: ضعيف ليس بحديث شيء، وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حجر: ضعيف.
تهذيب الكمال (1191) ، وتهذيب التهذيب (9/ 132) ، وتقريب التهذيب (2/ 156) ، والتاريخ الكبير (1/ 70) ، والجرح والتعديل (7/ 233) ، وتاريخ ابن معين (512) .(5/452)
1332- أبو حزرة
واسمه يعقوب بن مجاهد. ويكنى أبا يوسف.
قَالَ محمد بن عمر: أحسبه مولى لبني مخزوم وكان قاصا. توفي بالإسكندرية.
سنة تسع وأربعين. أو خمسين ومائة. وكان قليل الحديث. روى عنه يحيى القطان.
1333- محمد بن عبد الله
بن أبي حرة. مولى لأسلم. ويكنى أبا عبد الله مات سنة سبع أو ثمان وخمسين ومائة.
1334- موسى بن عبيدة
بن نشيط الربذي. ويكنى أبا عبد العزيز. يدعون إلى اليمن. والناس يدعونهم بالولاء. توفي بالمدينة سنة ثلاث وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر وكان ثقة كثير الحديث وليس بحجة.
1335- مُعَاذِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ مِحْصَنٍ النجاري. ويكنى أبا الحارث. وكان إمام مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في شهر رمضان ثلاثين سنة. وكان عالما. وتوفي بالمدينة سنة أربع وخمسين ومائة.
1336- عمر بن نافع
مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب. وكان ثبتًا. روى عنه
__________
1332 قال أبو زرعة: لا بأس به.
الجرح والتعديل (9/ 215) ، وتهذيب التهذيب (11/ 394) .
1334 قال أحمد: لا تحل الرواية عندي عنه. وقال ابن معين: ضعيف إلا أنه يكتب من أحاديثه الرقاق. وقال مرة: إنما ضعف حديثه لأنه روي عن عبد الله بن دينار مناكير.
وقال أبو حاتم والساجي: منكر الحديث. وقال أبو زرعة: ليس بقوي الأحاديث. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن حجر: ضعيف ولا سيما في عبد الله بن دينار، وكان عابدا.
تهذيب الكمال (1389) ، وتهذيب التهذيب (10/ 356) ، وتقريب التهذيب (2/ 286) ، والتاريخ الكبير (7/ 291) ، والجرح والتعديل (8/ 151) ، والمجروحين (2/ 235) .
1335 قال العقيلي: في حديثه وهم، وقال ابن عدي: منكر الحديث.
ميزان الاعتدال (3/ 55) .
1336 أجمعوا على توثيقه.
تاريخ ابن معين (2/ 435) ، وتهذيب التهذيب (7/ 499) .(5/453)
مالك بن أنس. وكان قليل الحديث. ولا يحتجون به. وتوفي بالمدينة في خلافة أبي جعفر.
1337- وأخوه أبو بكر بن نافع
مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب. وقد روي عنه أيضًا.
1338- وأخوهما عبد الله بن نافع
مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب. ويكنى أبا بكر. مات سنة أربع وخمسين ومائة. بالمدينة في خلافة أبي جعفر. له أحاديث وهو ضعيف.
1339- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي قَتَادَةَ بن ربعي بن بلدمة بن خناس بن سنان بن عبيد أحد بني سلمة من الخزرج. ويكنى أبا عبد الله. وأمه أم ولد. فولد يحيى بن عبد الله:
قتادة. وأمه حديدة بنت نضلة بن عبد الله بن خراش بن أمية من خزاعة. حليفا بني مخزوم من قريش. مات سنة اثنتين وستين ومائة.
1340- عبد الله بن عامر
الأسلمي. وهو من بني مالك بن أفصى. إخوة أسلم من أنفسهم. ويكنى أبا عامر. وكان قارئا للقرآن. وكان يقوم بأهل المدينة في شهر رمضان ومات بالمدينة سنة خمسين أو إحدى أو اثنتين وخمسين ومائة. وكان كثير الحديث يستضعف.
__________
1338 تاريخ ابن معين (2/ 334) ، والتاريخ الكبير (3/ 1/ 214) ، والضعفاء للبخاري (68) ، والضعفاء للنسائي (65) ، والجرح والتعديل (2/ 2/ 183) ، وميزان الاعتدال (2/ 513) ، والمغني للذهبي (1/ 360) ، وتهذيب التهذيب (6/ 53) .
1340 قال أحمد وأبو زرعة والنسائي وأبو داود والدارقطني وأبو حاتم: ضعيف، وزاد أبو حاتم: متروك. قال البخاري: يتكلمون فيه. قال ابن حجر: ضعيف.
تاريخ الدوري (2/ 315) ، وسؤالات ابن أبي شيبة (138) ، وتاريخ خليفة (425) ، وعلل أحمد (1/ 413) ، والتاريخ الكبير (5/ 482) ، والصغير (2/ 39، 138) ، وأحوال الرجال للجوزجاني (241) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 338) ، (3/ 44) ، والضعفاء (323) ، وكنى الدولابي (2/ 23) ، والجرح والتعديل (5/ 563) ، والمجروحين لابن حبان (2/ 6) ، والضعفاء للدارقطني (316) ، (631) ، والكاشف (2/ 2826) ، وديوان الضعفاء (2213) ، والمغني (1/ 3226) ، وميزان الاعتدال (2/ 4394) ، وتهذيب الكمال (3355) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (156) ، وتاريخ الإسلام (6/ 210) ، وتهذيب التهذيب (5/ 275) ، وتقريب التهذيب (1/ 425) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3586) .(5/454)
1341- حرام بن عثمان
الأنصاري. أحد بني سلمة. مات بعد خروج محمد بن عبد الله بن حسن. وقيل سنة خمسين ومائة بالمدينة وكان كثير الحديث ضعيفا.
1342- عمرو بن عثمان
بن هانئ. مولى عثمان بن عفان. وهانئ الذي مر به علي بن أبي طالب وهو يبني دارا بالمدينة. فقال: لمن هذه الدار؟ فقالوا: لهانئ.
فقال علي: وأيضا لهانئ! وكان هانئ ذاهب البصر. وقد انتسب ولد هانئ بعد قتل عثمان في همدان وقد روى الكوفيون عن عمرو بن عثمان بن هانئ.
1343- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ ياسر من عنس. وهم إلى بني مخزوم. وكان عبد الله عالما.
1344- المغيرة بن عبد الرحمن
بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب. واسمه هشام بن شعبة بْن عَبْد الله بْن أبي قَيْس بْن عَبْد ود بْن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي.
وأمه بريهة بنت عبد الرحمن بن الحارث بن أبي ذئب بن شعبة بْن عَبْد الله بْن أبي قَيْس بْن عَبْد ود بْن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. وكان المغيرة أسن من أخيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب.
1345- وأخوه محمد بن عبد الرحمن
بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب واسمه هشام بن شعبة بْن عَبْد الله بْن أبي قَيْس بْن عَبْد ود بْن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. وأمه بريهة بنت عبد الرحمن بن الحارث بن أبي ذئب. وأم أبي ذئب أم حبيب بِنْت العاص بْن أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ. وكان أبو أحيحة سعيد بن العاص خاله. وكان أبو ذئب قد أتى قيصر. فسعى به عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى- وكان يقال له شيطان قريش- إلى قيصر. فحبس قيصر أبا ذئب حتى مات في حبسه.
__________
1341 تاريخ خليفة (425) ، وميزان الاعتدال (1/ 468) ، والمغني (1/ 152) ، والجرح والتعديل (1/ 2/ 282) .
1345 قال أحمد: كان ثقة صدوقا صالحا ورعا. قال ابن معين والنسائي: ثقة. وقال الخليلي: ثقة اثنى عليه مالك. وقال ابن حجر: ثقة فقيه فاضل.
تهذيب الكمال (1232) ، وتهذيب التهذيب (9/ 303) ، وتقريب التهذيب (2/ 184) ، والتاريخ الكبير (1/ 152) ، والجرح والتعديل (7/ 313) ، وتاريخ ابن معين (2/ 525) .(5/455)
وقال: أخبرنا محمد بن عمر. قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي ذئب يكنى أبا الحارث. ولد سنة ثمانين. عام الجحاف. وكان من أورع الناس وأفضلهم.
وكانوا يرمونه بالقدر. وما كان قدريا. لقد كان ينفي قولهم ويعيبه. ولكنه كان رجلا كريما. يجلس إليه كل أحد ويغشاه فلا يطرده. ولا يقول له شيئا وإن هو مرض عاده.
فكانوا يتهمونه بالقدر لهذا وشبهه. وكان يصلي الليل أجمع ويجتهد في العبادة. ولو قيل له إن القيامة تقوم غدا ما كان فيه مزيد من الاجتهاد.
وأخبرني أخوه قَالَ: يصوم يوما ويفطر يوما. فوقعت الرجفة بالشام. فقدم رجل من أهل الشام فسأله عن الرجفة. فأقبل يحدثه وهو يستمع لقوله. فلما قضى حديثه- وكان ذلك اليوم يوم إفطاره- قلت له- قم نغد. قَالَ: دعه اليوم. قَالَ: فسرد من ذلك اليوم إلى أن مات. وكان شديد الحال. يتعش بالخبز والزيت. وكان له طيلسان وقميص. فكان يشتو فيه ويصيف. وكان من رجال الناس صرامة وقولا بالحق وكان يتشبب في حداثته حتى كبر وطلب الحديث. وقال: لو طلبته وأنا صغير كنت أدركت مشايخ فرطت فيهم. وكنت أتهاون بهذا الأمر حتى كبرت وعقلت. وكان يحفظ حديثه كله. لم يكن له كتاب. ولا شيء ينظر فيه. ولا له حديث مثبت في شيء.
قَالَ: وسألت سلامة أم ولده. أنه كتب؟ قالت: لا. ما له كتاب واحد.
قَالَ: وأول يوم جئته أنا وأخي شملة انقلبنا من الكتاب. فعمدت أمي إلينا فألبستنا ثيابا. وأخذت دفترا لي قد كتبت فيه بعض أحاديث ابن أبي ذئب. فجئته فقرأت عليه قراءة رديئة وخط رديء. فتتعتعت فيه. قَالَ: فضجر وأخذ الدفتر فطرحه.
فقال: صبيان لا يحسنون شيئا. قوموا عنا فقمنا. فلما كان الغد وانقلبنا من الكتاب.
قالت أمي: اذهبوا إلى ابن أبي ذئب. فأما أخي شملة فحلف ألا يذهب إليه. وأما أنا فذهبت إليه. فحين رآني قَالَ: تعال تعال اذهب إلى فلان فخذ منه كتابه وتعال. قَالَ:
فصبرني حتى فرغت منه كله. قَالَ: فعرفت أنه يريد به الله. قَالَ: ثم عاد إليه أخي بعد. وكنا نختلف إليه كلانا ثم لم يخرج من الدنيا حتى سمعتها منه سماعا مما يرددها. وحتى صار إذا شك في حديث التفت إلي فقال: ما تقول في كذا وكذا. كيف حدثتك؟ فأقول: حدثتنا به كذا وكذا. فيرجع إلى قولي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: سَمِعْتُ ابن أبي ذئب. وسأله رجل من أهل مصر فقال: يا أبا الحارث. ما قرأت عليك من الحديث أقول حدثني؟ قَالَ: نعم. وما(5/456)
كان في ذلك من تباعة فهو في عنقي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: وَكَانَ ابن أبي ذئب يروح يوم الجمعة إلى الصلاة باكرا. فيصلي حتى يخرج الإمام. وما رأيته نظر إلى شمس قط- يعني في قول من رأى الكرامة للصلاة نصف النهار-.
قَالَ: أخبرنا محمد بن عمر. قَالَ: رأيت ابن أبي ذئب يأتي دار أجداده بين الصفا والمروة. فيأخذ كراءها فيأخذ حصته ويقسم عليهم حصصهم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: وَكَانَ ابن أبي ذئب لا يغير شيبه.
قَالَ: اخبرنا محمد بن عمر. قال: لما خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بالمدينة لزم ابن أبي ذئب بيته. فلم يخرج منه حتى قتل محمد بن عَبْد اللَّهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: كان ابن أبي ذئب إذا جلس إليه رجل فاقتعده سأل أهل المجلس ما فعل صاحبكم؟ فإن قالوا لا ندري. قَالَ: أين منزله؟
فإن قالوا لا ندري. ضجر عليهم وقال: لأي شيء تصلحون؟ يجلس إليكم رجل لا تدرون إذا أعقل لم تعوده! وإن كانت له حاجة لم تعينوه! فإن عرفوا منزله قَالَ: قوموا بنا إليه حتى نأتيه في منزله فنسأل به ونعوده.
قَالَ: اخبرنا محمد بن عمر. قال: إني لجالس عند أبي ذئب إذ أتاه شيخ فقال:
تذكر يا أبا الحارث يوم سابقنا بالحمام فعدونا تحتها. فكان وكان. قَالَ: وأقبل يحدثه وابن أبي ذئب يتغافل عنه ساكت. فلما أكثر عليه. قَالَ: نعم. فكنت فيها لئيما راضعا.
قَالَ: أخبرنا محمد بن عمر. قَالَ: دعا زياد بن عبيد الله الحارثي ابن أبي ذئب ليستعمله على بعض عمله فأبى. فحلف زياد ليعملن. فحلف ابن أبي ذئب أن لا يفعل فقال زياد: ادفعوا إليه كتابه. قَالَ: لا أقبله. قَالَ: ادفعوه إليه شاء أو أبى.
واسحبوه برجله. وقال له زياد: ابن الفاعلة. فقال له ابن أبي ذئب: والله ما هو من هيبتك تركت أن أردها عليك مائة مرة. ولكن تركتها لله تعالى.
قَالَ: وندم زياد على ما قَالَ له وصنع به. وقال له من حضره: إن مثل ابن أبي ذئب لا يصنع به مثل هذا. إن من شرفه وحاله في نفسه. وقدره عند أهل البلد أمرا عظيما. فازداد زياد ندامة. وغمّه ما صنع به. وقال: فأنا آتيه فأترضاه وأتحلله مما(5/457)
قلت له. قالوا: ألا تفعل فإنه أمحك ما يكون عند ذلك. ولا نأمن أن يسمعك ما تكره.
فأرسل إلى أخيه طالوت. فقال: هذه مائة دينار خذها واعطها أخاك. وتحلل لي منه.
فقال طالوت: ما أجترئ عليه بذلك وهو لا يحللك أبدا. قَالَ: فخذ هذه الدنانير فأوصلها إليه. قَالَ: إن علم أنها من قبلك لم يقبلها. قَالَ: فخذها واصنع له بها شيئا يصل إليه نفعه. قَالَ: فأخذها فاشترى له منها جارية. فهي أم ولده. اسمها سلامة.
ولا يعلم ابن أبي ذئب بذلك. ولو علم ما قبلها أبدا. قَالَ: وكان لا يذكر فرية زياد عليه إلا بكى وتلهف. فقال: لولا خوف الله لرددتها عَلَيْهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: كان الحسن بن زيد يجري على ابن أبي ذئب خمسة دنانير في كل شهر. فلما غضب أبو جعفر المنصور على حسن بن زيد عزله عن المدينة. وولى عبد الصمد بن علي. وأمر بحبس حسن بن زيد والتضييق عليه. فأرسل المهدى إلى عبد الصمد بن علي سرا. أن وسع على الحسن بن زيد.
ولا تضيق عليه. فأرسل عبد الصمد إلى عشرة من اهل المسجد فيهم ابن أبي ذئب فقال: ادخلوا على حسن بن زيد فانظروا إليه وإلى ما هو فيه فدخلوا عليه ونظروا إليه وخرجوا ودعا بهم عبد الرحمن بن عبد الصمد بن علي. ورسول المهدي عنده يريد أن يسمع مقالهم فيخبر بذلك المهدي. فقال لهم عبد الصمد: كيف رأيتم الرجل وحاله في حبسه؟ فقالوا: رأيناه في سعة وفي خير وطبري وعنده ريحان. قالوا وابن أبي ذئب ساكت لا يتكلم فقال: ما تقول أنت؟ قَالَ ابن أبي ذئب: كذبوك وخدعوك وغروك. الرجل في مكان ضيق ويحدث تحته. ورأيت ضيعة. ثم قام ليخرج فقال له عبد الصمد: تعال أي شيء عندك. قَالَ: عندي الذي أخبرتك.
قَالَ: أخبرنا محمد بن عمر قَالَ: دخل ابن أبي ذئب على عبد الصمد وهو والي المدينة فكلمه في شيء. فقال له عبد الصمد: إني لأراك مرائيا. فأخذ ابن أبي ذئب عودا. أو شيئا من الأرض فقال: من أرائي. فو الله للناس عندي أهون من هذا.
قَالَ: اخبرنا محمد بن عمر. قَالَ: حج أبو جعفر. فدعا الحسن بن زيد ودعا ابن أبي ذئب. فأراد أن يغري الحسن بابن أبي ذئب: وعرف أبو جعفر أن صاحب الحسن غير مغفول عنه. فقال لابن أبي ذئب. نشدتك الله. ما تعلم من الحسن بن زيد؟ قَالَ: أما إذا نشدتني. فإنه يدعونا فيستشيرنا. فنخبره بالحق. فيدعه ويعمل بهواه. إن اشتهى شيئا أخذ به. وإن لم يرده تركه. قال فقال الحسن بن زيد: نشدتك(5/458)
الله يا أمير المؤمنين إلا سألته عن نفسك. قَالَ: فقال أبو جعفر لابن أبي ذئب:
نشدتك بالله ما تعلم مني؟ ألست أعمل بالحق؟ أليس تراني أعدل؟ فقال ابن أبي ذئب: أما إذ نشدتني بالله فأقول: اللهم لا. ما أراك تعدل. وإنك لجائر. وإنك لتستعمل الظلمة وتدع أهل الخير والفضل.
قَالَ: قَالَ محمد بن عمر: فحدثني محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي وإبراهيم بن يحيى بن محمد بن علي وأخبرت عن عيسى بن علي. قالوا: نحن عند أبي جعفر حين كلمه ابن أبي ذئب بما كلمه به من ذلك الكلام الشديد فظننا أن أبا جعفر سيعالجه. فجعلنا نكف إلينا ثيابنا ونتنحى مخافة أن يصيبنا من دمه. قَالَ:
وجزع أبو جعفر واغتم قَالَ له: قم فاخرج. قَالَ: ورزقه الله السلامة من أبي جعفر فخرج ابن أبي ذئب إلى أم ولده سلامه وهي معه فقال احتسبي دنانيرك التي كان حسن بن زيد يجريها عليك. قالت: ولم؟ قَالَ سألني أبو جعفر عنه فقلت له كذا وكذا. وحسن حاضر. فقالت: ففي الله خلف وعوض منها. قَالَ: فخرج حسن بن زيد. وذكر ذلك لابن أبي الزناد. قَالَ: والله ما ساءني كلامه. ولقد علمت على أنه أراد الله بذلك.
ولم يرد به الدنيا. ولا رضى أبي جعفر. ولكن كان ذلك الحق عنده فأراد الله به. فلما كان رأس الهلال زاده حسن بن زيد خمسة دنانير أخرى في كل شهر. فصارت عشرة.
فلم يزل يجريها عليه في كل شهر حتى مات. وقال: إنما زدته ذلك لإرادته اللَّهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: لما ولي جعفر بن سليمان بن علي على المدينة المرة الأولى أرسل إلى ابن أبي ذئب بمائة دينار. فاشترى منها ساجا كرديا بعشرة دنانير فلبسه عمره. ثم لبسه ولده بعده ثلاثين سنة. وكانت حاله ضعيفة جدا.
وأرسل إليه فقدم به عليهم بغداد. فلم يزالوا به حتى قبل منهم. فأعطوه ألف دينار فلم يقبل فقالوا: خذها وفرقها فيمن رأيت. فأخذها وانصرف يريد المدينة. فلما كان بالكوفة اشتكى ومات. فدفن بالكوفة وهو يومئذ ابن تسع وسبعين سنة. وكان ابن أبي ذئب يفتي بالمدينة وكان عالما ثقة فقيها ورعا عابدا فاضلا. وكان يرمي بالقدرة. ولم يكن الذي بينه وبين مالك بن أنس بذلك.
1346- خالد بن إلياس
بن صخر بن أبي جهم بن حذيفة بن غانم بن عامر بن
__________
1346 قال أحمد والنسائي: متروك الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث.
وقال البخاري: منكر الحديث ليس بشيء. وقال ابن حجر: متروك الحديث.
تاريخ ابن معين (2/ 142) ، وتاريخ الدارمي (299) ، والتاريخ الكبير (3/ 472) ، والتاريخ الصغير (2/ 141) ، والضعفاء الصغير للبخاري (101) ، والمعرفة ليعقوب (3/ 44، 408) ، والضعفاء للنسائي (172) ، وكنى الدولابي (2/ 156) ، والجرح والتعديل (3/ 440) ، والمجروحين لابن حبان (1/ 279) ، والكامل لابن عدي (1/ 303) ، وضعفاء الدارقطني (197) ، وميزان الاعتدال (1/ 2408) ، وتهذيب الكمال (1956) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (186) ، والكاشف (1/ 266) ، والمغني (1/ 1831) ، وديوان الضعفاء (1205) ، وتهذيب التهذيب (3/ 80) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1740) .(5/459)
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبِيدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كعب. وأمه أم خالد بنت محمد بن أبي جهم بن حذيفة بن غانم. فولد خالد بن إلياس: إلياس. وأمه أم غانم بنت اليسع بن صخر بن أبي جهم بن حذيفة بن غانم.
1347- مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العزى. وأمه أم ولد. فولد مصعب بن ثابت: عبد الله. وأم بكر. ومليكة. ورقية.
لأم ولد. وكان مصعب يكنى أبا عبد الله. وتوفي بالمدينة سنة سبع وخمسين ومائة.
وقد روى عنه عبد الله بن المبارك. وغيره. وكان كثير الحديث يستضعف.
1348- نَافِعِ بْنُ ثَابِتِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بن العوام. وأمه أم ولد. فولد نافع بن ثابت: عبد الله. وأمة الجبار. وأمهما ابنة عامر بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بن العوام. وكان نافع يكنى أبا عبد الله. وتوفي في سنة خمس وخمسين ومائة. في خلافة أبي جعفر. وهو ابن اثنتين وسبعين سنة. وكان قليل الحديث.
1349- موسى بن يعقوب
بن عبد الله الأصغر ابن وهب بن زمعة بن الأسود بن
__________
1347 قال أحمد: ضعيف الحديث لم أر الناس يحمدون حديثه. قال ابن معين: ضعيف.
قال أبو حاتم: صدوق كثير الغلط ليس بالقوي. قال ابن حجر: لين الحديث وكان عابدا.
تهذيب الكمال (1332) ، وتهذيب التهذيب (10/ 158) ، وتقريب التهذيب (1/ 251) ، والتاريخ الكبير (7/ 353) ، والجرح والتعديل (8/ 304) ، والمجروحين لابن حبان (3/ 29) .
1348 الجرح والتعديل (4/ 1/ 457) ، والتاريخ الكبير (4/ 2/ 86) .
1349 قال ابن معين: ثقة. وقال ابن المديني: ضعيف الحديث منكر الحديث. قال أبو داود:
صالح. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن حجر: صدوق سيئ الحفظ.
تهذيب الكمال (1394) ، وتهذيب التهذيب (10/ 378) ، وتقريب التهذيب (2/ 289) ، والتاريخ الكبير (7/ 298) ، والجرح والتعديل (8/ 167) ، وتاريخ ابن معين (2/ 597) .(5/460)
المطلب بْن أَسَدِ بْن عَبْد الْعُزَّى بْن قُصَيٍّ. وأمه السرية بنت فضالة بن خالد بن بالية بن هرم بن رواحة بن مجر بن معيص بْن عامر بْن لؤي. ويكنى أَبَا مُحَمَّد. مات في آخر خلافة أبي جعفر المنصور.
1350- خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ
بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وأمه أم حسين بنت خالد بن منذر بن أبي أسيد بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْبَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة من الأنصار. فولد خالد بن أبي بكر: عبد الله وكان صاحب نسب. وإسماعيل وامرأة. وأمهم عائشة بنت عمر بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر بن الخطاب. وتوفي خالد بن أبي بكر سنة اثنتين وستين ومائة في خلافة المهدي. وكان كثير الحديث والرواية.
1351- كثير بن زيد
ويكنى أبا محمد. وهو مولى لبني سهم من أسلم. وكان يقال له: ابن صافية وهي أمه. وروى عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ المخزومي.
وغيره. وتوفي في خلافة أبي جعفر. وكان كثير الحديث.
1352- عيسى بن أبي عيسى
الحناط. واسم أبي عيسى ميسرة. مولى لقريش.
__________
1350 قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
تاريخ خليفة (437) ، والجرح والتعديل (3/ 1448) ، وميزان الاعتدال (1/ 2413) ، وتهذيب الكمال (1597) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (186) ، والكاشف (1/ 266) ، والمغني (1/ 1836) ، وتهذيب التهذيب (3/ 81) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1741) .
1351 قال أحمد: ما أرى به بأسا. وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال ابن عمار: ثقة. وقال أبو زرعة: صدوق فيه لين. وقال أبو حاتم: صالح ليس بالقوي يكتب حديثه. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن حجر: صدوق يخطئ.
تهذيب الكمال (1142) ، وتهذيب التهذيب (8/ 413) ، وتقريب التهذيب (2/ 131) .
1352 ضعفه أكثرهم.
تاريخ ابن معين (2/ 465) ، وتهذيب التهذيب (8/ 224) ، والضعفاء الصغير للبخاري (86) ، والمعرفة والتاريخ (3/ 39، 139) ، والضعفاء للنسائي (77) ، وميزان الاعتدال (3/ 330) .(5/461)
ويكنى عيسى أبا محمد. وكان يقول: أنا حنّاط وخياط وخباط. كلا قد عالجته. وكان قد قدم الكوفة في تجارة. فلقي الشعبي وسمع منه. وحدث عنه. وكان كثير الحديث. لا يحتج به وتوفي في خلافة أبي جعفر المنصور.
1353- موسى بن أبي عيسى
ويكنى أبا هارون. وقد روي عنه أيضا.
1354- عمر بن أبي عاتكة
ويكنى أبا حفص. مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب.
وكان ثقة في الحديث. مات بالمدينة سنة خمس وخمسين ومائة. في خلافة أبي جعفر المنصور. وكان قليل الحديث.
1355- يحيى بن المنذر
بن خالد بن عبد الله بن خالد بن أبي دُجَانَةَ. وَاسْمُهُ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ بْنِ لَوْذَانَ بن عبد ود بن نضر بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة.
وأمه أم أبان بنت محمد بن ثابت بن سماك بن ثابت بن عدي بن سفيان بْن عدي بْن عَمْرو بْن امرئ القيس بْن مالك بْن ثَعْلَبَة بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بن الخزرج. فولد يحيى بن المنذر: عبد العزيز. وعبد الله. وأم سعيد. وأمهم سماكة بنت سليمان بن خالد بن عبد الله بن خالد بن أبي دجانة. مات بالمدينة سنة اثنتين وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر المنصور.
1356- عتبة بن جبيرة
بن محمود بن أبي جبيرة بن الحصين بن النعمان بن سنان بْن عَبْد بن كعب بْن عَبْد الأشهل من الأوس وأمه أم محمود بنت عبد الرحمن بن أبي جبيرة بن الحصين بن النعمان من بني عبد الأشهل. فولد عتبة بن جبيرة: الضحاك.
ومحمدا. وأمهما وهنة بنت صرمة بن عبد الله بن نيار بن صرمة من بني عدي بن النجار. مات سنة أربع وخمسين ومائة وهو يومئذ ابن سبعين سنة.
1357- يونس بن محمد
بن أنس بن فضالة بن عدي بن حرام بن الهيثم بن ظفر من الأوس. وأمه مسلمة بنت مسافع بن عميرة بن جهينة من بني دهمان. فولد يونس بن محمد: محمدا. ويوسف. وداود. وموسى. وهو سخير وهارون وهو حجير.
وحمادا. وأمهم أم الربيع بنت عثيم بن مسافع الجهني. ويكنى يونس أبا محمد. مات
__________
1353 تهذيب الكمال (1392) ، وتهذيب التهذيب (10/ 365) ، وتقريب التهذيب (2/ 287) ، والتاريخ الكبير (7/ 290) ، والجرح والتعديل (8/ 156) ، والثقات لابن حبان (7/ 454) ، وتاريخ ابن معين (2/ 595) .(5/462)
سنة ست وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر وهو يومئذ ابن خمس وثمانين سنة.
1358- عمر بن صهبان
الأسلمي. مولى لهم. ويكنى أبا حفص. خال إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى. مات سنة سبع وخمسين ومائة. وقد روى عنه عبيد الله بن موسى وغيره. وكان قليل الحديث.
1359- أفلح بن سعيد
القبائي- ينزل قباء- ويكنى أبا محمد. وهو مولى لمزينة.
مات بالمدينة سنة ست وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر. وكان ثقة قليل الحديث.
1360- أفلح بن حميد
بن نافع. مولى لآل أبي أيوب الأنصاري. ويكنى أبا عبد الرحمن. وكان يقال له: ابن صفيراء. سمع من القاسم بن محمد. ومن أبيه.
وغيرهما. ومات سنة ثمان وخمسين ومائة. وهو ابن ثمانين سنة. وكان ثقة كثير الحديث.
1361- عبيد الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ موهب. مولى لآل نوفل بن عبد مناف.
ويُكنى أبا محمد. مات سنة أربع وخمسين ومائة. وهو ابن ثمانين سنة. وكان قليل الحديث.
1362- عثمان بن عبد الله
بن موهب الأعرج. مولى لآل الحكم بن أبي العاص بن
__________
1359 التاريخ الكبير (1/ 2/ 52) ، الجرح والتعديل (1/ 1/ 324) ، تاريخ خليفة (428) ، والمجروحين (1/ 176) ، وميزان الاعتدال (1/ 274) ، وتهذيب الكمال (548) ، وتهذيب التهذيب (1/ 367) .
1360 التاريخ الكبير (1/ 2/ 53) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 479) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 324) ، وميزان الاعتدال (1/ 274) ، وتهذيب التهذيب (1/ 367) ، وتهذيب الكمال (547) .
1361 قال ابن معين: ثقة، وقال مرة: ضعيف. وقال أبو حاتم: صالح، ووثقه العجلي، وقال النسائي: ليس بذاك القوي، وقال ابن عدي: حسن الحديث يكتب حديثه. قال ابن حجر: مقبول.
تهذيب الكمال (881) ، وتهذيب التهذيب (7/ 28) ، وتقريب التهذيب (1/ 535) ، والتاريخ الكبير (5/ 389) ، والجرح والتعديل (5/ 323) ، وتاريخ ابن معين (2/ 383) .
1362 وثقه ابن معين، وأبو داود، والنسائي، والعلجي وابن حجر.
تهذيب الكمال (913) ، وتهذيب التهذيب (7/ 132) ، وتقريب التهذيب (2/ 14) ، والتاريخ الكبير (6/ 231) ، والجرح والتعديل (6/ 155) .(5/463)
أمية بن عبد شمس. ويكنى أبا عبد الله. وكان يسكن زقاق اللبادين بالمدينة وكان أهيأ وأثبت من عبيد الله بن عبد الرحمن ومات سنة ستين ومائة في خلافة المهدي. وكان قليل الحديث.
1363- يعقوب بن محمد
بن طحلاء. مولى لبني ليث بن بكر بن عبد مناة من كنانة.
ويكنى أبا يوسف. توفي في خلافة أبي جعفر المنصور. وكان قليل الحديث.
1364- أبو الغصن
اسمه ثابت بن قيس. مولى لبني غفار من كنانة. مات سنة ثمان وستين ومائة. وهو ابن مائة سنة وخمس سنين. وكان قديما قد رأى الناس وروى عنهم. وكان شيخا قليل الحديث.
1365- محمد بن عبد الله
بن كثير بن الصلت الكندي. حليف في قريش. وولي شرط المدينة وقضاءها وإمارتها. وكانت له رواية. وقد روي عنه.
1366- مخرمة بن بكير
بن عبد الله بن الأشج. ويكنى أبا المسور. مولى المسور بن مخرمة الزهري. وكان ثقة كثير الحديث وتوفي في أول خلافة المهدى بالمدينة.
__________
1363 وثقه أحمد وابن معين والنسائي وأبو حاتم.
تهذيب الكمال (1554) ، وتهذيب التهذيب (11/ 396) ، وتقريب التهذيب (2/ 377) ، والتاريخ الكبير (8/ 397) ، والجرح والتعديل (9/ 214) .
1364 تاريخ ابن معين (2/ 69) ، وتاريخ خليفة (439) ، وطبقات خليفة (274) ، والتاريخ الكبير (2/ 1/ 167) ، والتاريخ الصغير (185) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 456) ، والمجروحين لابن حبان (1/ 206) ، وتهذيب الكمال (829) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (97) ، والكاشف (1/ 172) ، وسير أعلام النبلاء (7/ 25) ، وميزان الاعتدال (1/ 366) ، وتهذيب التهذيب (2/ 13) .
1366 تهذيب الكمال (1311) ، وتهذيب التهذيب (10/ 70) ، وتقريب التهذيب (2/ 234) ، والتاريخ الكبير (8/ 16) ، والجرح والتعديل (8/ 363) .(5/464)
الطَّبَقَةُ السَّادِسَةُ مِنَ التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ
1367- مَالِكُ بْنُ أَنَسِ
بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث. وهو ذو أصبح بن حمير. وعداده في بني تيم بن مرة من قريش إلى عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: قَدْ يَكُونُ الْحَمْلُ ثَلاثَ سِنِينَ. وَقَدْ حُمِلَ بِبَعْضِ النَّاسِ ثَلاثَ سِنِينَ- يَعْنِي نَفْسَهُ-.
قَالَ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ يَقُولُ: حُمِلَ بِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ثَلاثَ سِنِينَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ. قَالَ: كَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ طَوِيلا عَظِيمَ الْهَامَةِ أَصْلَعَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ. أَبْيَضَ شَدِيدَ الْبَيَاضِ إِلَى الشُّقْرَةِ. وَكَانَ لِبَاسُهُ الثِّيَابُ الْعَدَنِيَّةُ الْجِيَادُ. وَكَانَ يَكْرَهُ حَلْقَ الشَّارِبِ وَيَعِيبُهُ. وَيَرَاهُ مِنَ الْمَثَلِ. كَأَنَّهُ مَثَّلَ بِنَفْسِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ. قَالَ: كَانَ خَاتَمُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ الَّذِي مَاتَ وَهُوَ فِي يَدِهِ فَصُّهُ حَجَرٌ أَسْوَدُ مُجَسَّدٌ نَقْشُهُ شَطْرَانِ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
وَكَانَ يَتَخَتَّمُ بِهِ فِي يَسَارِهِ وَرُبَّمَا رَأَيْتُ خَاتَمَهُ كَثِيرًا فِي يَمِينِهِ. فَلا أَشُكُّ أَنَّهُ كَانَ يُحَوِّلَهُ مِنْ يَسَارِهِ إِلَى يَمِينِهِ حِينَ يَتَوَضَّأُ مِنَ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ. وَكَانَ مَالِكٌ يَعْمَلُ فِي نَفْسِهِ مَا لا يُلْزِمُهُ النَّاسُ. وَكَانَ يَقُولُ: لا يَكُونُ الْعَالِمُ عَالِمًا حَتَّى يَعْمَلُ فِي نَفْسِهِ بِمَا لا يُفْتِي بِهِ النَّاسَ. يَحْتَاطُ لِنَفْسِهِ مَا لَوْ تَرَكَهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ فِيهِ إِثْمٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. قَالَ: رَأَيْتُ مَالِكًا مُتَخَتِّمًا في يساره.
__________
1367 قال ابن معين: كل من روى عنه مالك فهو ثقة إلا عبد الكريم. وقال البخاري: أصح الأسانيد كلها مالك عن نافع عن ابن عمر.
تهذيب الكمال (1296) ، وتهذيب التهذيب (10/ 5) ، وتقريب التهذيب (2/ 223) ، والتاريخ الكبير (7/ 310) ، والجرح والتعديل (8/ 204) .(5/465)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: كَانَ مَالِكٌ لا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ.
قَالَ أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ. قَالَ قُلْتُ لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ يَوْمًا: مَا نَقْشُ خَاتَمِكَ؟ قَالَ: حَسْبِيَ الله ونعم الوكيل. قلت: فلم نقشته هَذَا النَّقْشَ مِنْ بَيْنِ مَا يَنْقُشُ النَّاسُ الْخَوَاتِيمَ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لِقَوْمٍ قَالُوا: «حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ» آل عمران: 173- 174. فقَالَ مُطَرِّفٌ: فَمَحَوْتُ نَقْشَ خَاتَمِي وَنَقَشْتُهُ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ. قال: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ آتِي نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ نِصْفَ النَّهَارِ. مَا يَظِلُّنِي شَيْءٌ مِنَ الشَّمْسِ. وَكَانَ مَنْزِلُهُ بِالنَّقِيعِ بِالصُّورَيْنِ. وَكَانَ حَدًّا. فَأَتَحَيَّنُ خُرُوجَهُ فَيَخْرُجُ فَأَدَعُهُ سَاعَةً. وَأَرِيهِ أَنِّي لَمْ أُرِدْهُ. ثُمَّ أَعْرِضُ لَهُ فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ. ثُمَّ أَدَعُهُ حَتَّى إِذَا دَخَلَ الْبَلاطَ. أَقُولُ: كَيْفَ قَالَ ابْنُ عُمَرَ فِي كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ قَالَ: كَذَا وَكَذَا فَأَخْنَسُ عَنْهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ. قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: وَكُنْتُ آتِي ابْنَ هُرْمُزَ بَكْرَةً. فَمَا أَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى اللَّيْلَ. وَكَانَ مِنَ الْفُقَهَاءِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ دَاوُدَ- رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا مِنْ أَفْضَلِهِمْ- قَالَ: رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنَّ الْقَبْرَ انْفَرَجَ. فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَاعِدٌ.
وَإِذَا النَّاسُ مُنْفَصِمُونَ. فَصَاحَ صَائِحٌ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ. قَالَ: فَرَأَيْتُ مَالِكًا جَاءَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَعْطَاهُ شَيْئًا. فَقَالَ: اقْسِمْ هَذَا عَلَى النَّاسِ. فَخَرَجَ بِهِ مَالِكٌ يُقَسِّمُهُ عَلَى النَّاسِ. فَإِذَا هُوَ مِسْكٌ يُعْطِيهِمْ إِيَّاهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا: أَرَانِي فِي الْمَنَامِ وَرَجُلٌ يَسْأَلُنِي مَا يَقُولُ مَالِكٌ فِي كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: قُلْتُ: لا أَدْرِي إِلا أَنَّهُ قُلَّ مَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ إِلا قَالَ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ: مَا شَاءَ اللَّهُ. قَالَ فَقَالَ: لَوْ قَالَ هَذَا فِي أَخْفَى مِنَ الشَّعْرِ لَهُدِيَ مِنْهُ إِلَى الصَّوَابِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: كَانَ مَالِكٌ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ فَأَدْخَلَ رِجْلَهُ قَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ بَيْتَكَ قلت: ما شاء الله لا قوة إلا بِاللَّهِ. قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ قَالَ فِي كِتَابِهِ: «وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ» الكهف: 39. وجنته بيته.(5/466)
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: سُئِلَ مَالِكٌ عَنْ حَدِيثِهِ.
أَسْمَاعٌ هُوَ؟ فَقَالَ: مِنْهُ سَمَاعٌ. وَمِنْهُ عَرْضٌ. وَلَيْسَ الْعَرْضُ عِنْدَنَا بِأَدْنَى مِنَ السَّمَاعِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ لِبَعْضِ مَنِ يحْتَجَّ عَلَيْهِ فِي الْعَرْضِ: إِنَّهُ لا يُجْزِئُهُ فِيهِ إِلا الْمُشَافَهَةُ فَيَأْبَى مَالِكٌ ذَلِكَ عَلَيْهِ أَشَدَّ الإِبَاءِ. وَيَحْتَجُّ مَالِكٌ فِي ذَلِكَ فَيَقُولُ: أَرَأَيْتَ إِذَا قَرَأْتَ عَلَى الْقَارِئِ الْقُرْآنَ. فَسُئِلْتَ مَنْ أَقْرَأَكَ؟ أَلَيْسَ تَقُولُ: فُلانُ بْنُ فُلانٍ. وَفُلانٌ لَمْ يَقْرَأْ عَلَيْكَ قَلِيلا وَلا كَثِيرًا فَهُوَ إِذَا قَرَأْتَ أَنْتَ عَلَيْهِ أَجْزَأَكَ. وَهُوَ الْقُرْآنُ. وَلا تَرَى أَنْ يُجْزِئَكَ الْحَدِيثُ! فَالْقُرْآنُ أَعْظَمُ مِنَ الْحَدِيثِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: صَحِبْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً. فَلَمْ أَرَ أَحَدًا قَرَأَ مَالِكٌ عَلَيْهِ هَذِهِ الْكُتُبِ- يَعْنِي الْمُوَطَّأَ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: سَمِعْتُ مالك بن أنس يقول: عَجَبًا لِمَنْ يُرِيدُ الْمُحَدِّثُ عَلَى أَنْ يُحَدِّثَهُ مُشَافَهَةً. وَذَلِكَ إِنَّمَا أَخَذَ حَدِيثَهُ عَرْضًا فَكَيْفَ جَوَّزَ ذَلِكَ لِلْمُحَدِّثِ. وَلا يُجَوِّزُ هُوَ لِنَفْسِهِ أَنْ يَعْرِضَ عَلَيْهِ كَمَا عَرَضَ هُوَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ. وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ الْعُمَرِيَّ. وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي الزِّنَادِ. وَعَبْدَ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ. وَأَبَا بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ. عَنْ قِرَاءَةِ الْحَدِيثِ عَلَى الْمُحَدِّثِ أَوْ حَدِيثِهِ هُوَ بِهِ فَقَالُوا:
هُوَ سَوَاءٌ. وَهُوَ عِلْمٌ بَلَدِنَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِمَالِكٍ: قَدْ سَمِعْتَ مِائَةَ أَلْفِ حَدِيثٍ. فَقَالَ مَالِكٌ: مِائَةُ أَلْفِ حَدِيثٍ! أَنْتَ حَاطِبُ لَيْلٍ تَجْمَعُ الْقَشْعَةَ فَقَالَ: مَا الْقَشْعَةُ؟ قَالَ: الْحَطَبُ يَجْرُعُهُ الإِنْسَانُ بِاللَّيْلِ. فَرُبَّمَا أَخَذَ مَعَهُ الأَفْعَى فَتَنْهَشَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أويس. قال: سئل مالك عن الإيمان.
يزيد وينقص؟ فَقَالَ: يَزِيدُ. وَذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ. فَقِيلَ لَهُ: وَيَنْقُصُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟
قَالَ: وَلا أُرِيدُ أَنْ أَبْلُغَ هَذَا.
قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: سُئِلَ مَالِكٌ مَا كُنْيَةُ ابْنِهِ مُحَمَّدٍ؟ فَقَالَ: أَبُو الْقَاسِمِ كأنه لم يرد بِذَلِكَ بَأْسًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قال: لما خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ(5/467)
بِالْمَدِينَةِ لَزِمَ مَالِكٌ بَيْتَهُ. فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْهُ حَتَّى قُتِلَ مُحَمَّدٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: سَمِعْتُ مالك بن أنس يقول: لَمَّا حَجَّ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ دَعَانِي. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَحَادَثْتُهُ. وَسَأَلَنِي فَأَجَبْتُهُ. فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَزَمْتُ أَنْ آمُرَ بِكُتُبِكَ هَذِهِ الَّتِي وَضَعْتَهَا- يَعْنِي الْمُوَطَّأَ- فَتُنْسَخُ نُسَخًا. ثُمَّ أَبْعَثُ إِلَى كُلِّ مِصْرٍ مِنْ أَمْصَارِ الْمُسْلِمِينَ مِنْهَا بِنُسْخَةٍ. وَآمَرُهُمْ أَنْ يُعَلِّمُوا بِمَا فِيهَا لا يَتَعَدَّوْهُ إِلَى غَيْرِهِ. وَيَدَعُوا مَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ هَذَا الْعِلْمِ الْمُحْدَثِ. فَإِنِّي رَأَيْتُ أَصْلَ الْعِلْمِ رِوَايَةَ الْمَدِينَةِ وَعِلْمِهِمْ. قَالَ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لا تَفْعَلْ هَذَا. فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ سَبَقَتْ إِلَيْهِمْ أَقَاوِيلُ. وَسَمَعُوا أَحَادِيثَ. وَرَوَوْا رِوَايَاتٍ. وَأَخَذَ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا سَبَقَ إِلَيْهِمْ.
وَعَلِمُوا بِهِ. وَدَانُوا بِهِ مِنِ اخْتِلافِ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ. وَإِنَّ رَدَّهُمْ عَمَّا قَدِ اعْتَقَدُوهُ شَدِيدٌ.
فَدَعِ النَّاسَ وَمَا هُمْ عَلَيْهِ. وَمَا اخْتَارَ كُلُّ أَهْلِ بَلَدٍ مِنْهُمْ لأَنْفُسِهِمْ فَقَالَ: لَعَمْرِي لَوْ طَاوَعْتَنِي عَلَى ذَلِكَ لأَمَرْتُ بِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: لَمَّا دُعِيَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَشُووِرَ وَسُمِعَ مِنْهَ وَقُبِلَ قَوْلُهُ. شَنَفَ النَّاسُ لَهُ وَحَسَدُوهُ وَبَغَوْهُ بِكُلِّ شَيْءٍ. فَلَمَّا وَلِيَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ سَعَوْا بِهِ إِلَيْهِ. وَكَثُرُوا عَلَيْهِ عِنْدَهُ. وَقَالُوا لا يَرَى أَيْمَانَ بِيعَتِكُمْ هَذِهِ بِشَيْءٍ.
وَهُوَ يَأْخُذُ بِحَدِيثٍ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ الأَحْنَفِ. فِي طَلاقِ الْمُكْرَهِ أَنَّهُ لا يَجُوزُ. فَغَضِبَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ. فَدَعَا بِمَالِكٍ. فَاحْتَجَّ عَلَيْهِ بِمَا رَقِيَ إِلَيْهِ عَنْهُ. ثُمَّ جَرَّدَهُ وَمَدَّهُ وَضَرَبَهُ بِالسِّيَاطِ. وَمُدَّتْ يَدُهُ حَتَّى انْخَلَعَ كَتِفَاهُ وَارْتَكَبَ منه أمر عظيم. فو الله مَا زَالَ بَعْدَ ذَلِكَ الضَّرْبِ فِي رِفْعَةٍ عِنْدَ النَّاسِ وَعُلُوٍّ مِنْ أَمْرِهِ وَإِعِظَامِ النَّاسِ لَهُ. وَكَأَنَّمَا كَانَتْ تِلْكَ السِّيَاطُ الَّتِي ضَرَبَهَا حُلِيًّا حُلِيَّ بِهَا.
قَالَ: وَكَانَ مَالِكٌ يَأْتِي الْمَسْجِدَ وَيَشْهَدُ الصَّلَوَاتِ وَالْجُمُعَةَ وَالْجَنَائِزَ وَيَعُودُ الْمَرْضَى. وَيَقْضِي الْحُقُوقَ. وَيَجْلِسُ فِي الْمَسْجِدِ. وَيَحْتَجُّ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ. ثُمَّ تَرَكَ الْجُلُوسَ فِي الْمَسْجِدِ. وَكَانَ يُصَلِّي ثُمَّ يَنْصَرِفُ إِلَى مَنْزِلِهِ وَتَرَكَ شُهُودَ الجنائز. فكان يأتي أصحابها فيغريهم ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ فَلَمْ يَكُنْ يَشْهَدُ الصَّلَوَاتِ فِي الْمَسْجِدِ وَلا الْجُمُعَةَ. وَلا يَأْتِي أَحَدًا يُعَزِّيهِ وَلا يَقْضِي لَهُ حَقًّا. وَاحْتَمَلَ النَّاسُ ذَلِكَ كُلَّهُ لَهُ. وَكَانُوا أَرْغَبَ مَا كَانُوا فِيهِ وَأَشَدَّهُ لَهُ تَعْظِيمًا حَتَّى مَاتَ عَلَى ذَلِكَ. وَكَانَ رُبَّمَا كُلِّمَ فِي ذَلِكَ فَيَقُولُ: لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَقْدِرُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِعُذْرِهِ.
قَالَ: وَكَانَ مَالِكٌ يَجْلِسُ فِي مَنْزِلِهِ عَلَى ضِجَاعٍ لَهُ وَنَمَارِقٍ مُطْرَحَةٍ يُمْنَةً وَيُسْرَةً(5/468)
فِي سَائِرِ الْبَيْتِ. لِمَنْ يَأْتِيهِ مِنْ قُرَيْشٍ وَالأَنْصَارِ وَالنَّاسِ. وَكَانَ مَجْلِسُهُ مَجْلِسَ وَقَارٍ وَحِلْمٍ. وَكَانَ مَالِكٌ رَجُلا مُهِيبًا نَبِيلا لَيْسَ فِي مَجْلِسِهِ شَيْءٌ مِنَ الْمِرَاءِ وَاللَّغَطِ وَلا رَفْعِ الصَّوْتِ. وَكَانَ الْغُرَبَاءُ يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْحَدِيثِ. وَلا يُجِيبُ إِلا الْحَدِيثَ بَعْدَ الْحَدِيثِ.
وَرُبَّمَا أَذِنَ لِبَعْضِهِمْ فَقَرَأَ عَلَيْهِ. وَكَانَ لَهُ كَاتِبٌ قَدْ نَسَخَ كُتُبَهُ يُقَالُ لَهُ: حَبِيبٌ يَقْرَأُ لِلْجَمَاعَةِ. فَلَيْسَ أَحَدٌ مِمَّنْ يَحْضُرُهُ يَدْنُو وَلا يَنْظُرُ فِي كِتَابِهِ وَلا يَسْتَفْهِمُ هَيْبَةً لِمَالِكٍ وَإِجْلالا. وَكَانَ حَبِيبٌ إِذَا قَرَأَ فَأَخْطَأَ فَتَحَ عَلَيْهِ مَالِكٌ. وَكَانَ ذَلِكَ قَلِيلا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: مَا رَأَيْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَحْتَجِمُ إِلا يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ أَوْ يَوْمَ السَّبْتِ. يُنْكِرُ الْحَدِيثَ الَّذِي رُوِيَ فِي ذَلِكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ. قَالَ: اشْتَكَى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ أَيَّامًا يَسِيرَةً. فَسَأَلْتُ بَعْضَ أَهْلِنَا عَمَّا قَالَ عِنْدَ الْمَوْتِ. فَقَالَ: تَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ: لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَتُوُفِّيَ صَبِيحَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ هَارُونَ وَصَلَّى عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُوَ ابْنُ زَيْنَبَ بِنْتِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ. بِأُمِّهِ كَانَ يُعْرَفُ. يُقَالُ: عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ زَيْنَبَ. وَكَانَ يَوْمَئِذٍ وَالِيًا عَلَى الْمَدِينَةِ. فَصَلَّى عَلَى مَالِكٍ فِي مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنُ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً.
قَالَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُصْعَبِ بْنِ عبد الله الزبيري فقال: أَنَا أَحْفَظُ النَّاسِ لِمَوْتِ مَالِكٍ. مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. قَالَ: رَأَيْتُ الْفُسْطَاطَ عَلَى قَبْرِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَكَانَ مَالِكٌ ثِقَةً مأمونا ثبتا ورعا فقيها عَالِمًا حُجَّةً.
1368- أبو أويس
واسمه عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر
__________
1368 قال أحمد: صالح، وقال ابن معين: صالح ولكن حديثه ليس بذاك الجائز، وقال مرة:
ليس بقوي. وفي موضع آخر: ضعيف. وقال البخاري: ما روي عنه من أصل كتابه فهو أصح، وقال أبو داود: صالح الحديث، وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن حجر:
صدوق يهم.
تاريخ الدوري (2/ 317، 524) ، وتاريخ الدارمي/ (376) ، (694) ، (695) ، وسؤالات ابن أبي شيبة (173) ، وعلل أحمد (1/ 133) ، والتاريخ الكبير (5/ 377) ، والتاريخ الصغير (2/ 178) ، والمعرفة والتاريخ (1/ 505) ، والضعفاء للنسائي (764) ، والجرح والتعديل (5/ 423) ، والمجروحين لابن حبان (2/ 24) ، وثقات ابن شاهين (129) ، وسؤالات البرقاني (570) ، وتاريخ بغداد (10/ 5) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 275) ، والكاشف (2/ 2832) ، وديوان الضعفاء (2216) ، وميزان الاعتدال (2/ 4402) ، والكاشف (2/ 2832) ، وديوان الضعفاء (2216) ، وميزان الاعتدال (2/ 4402) ، والمغني (1/ 3230) ، وتهذيب الكمال (3361) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (158) ، وتهذيب التهذيب (5/ 280، 285) ، وتقريب التهذيب (1/ 426) ، وخلاصة الخرجي (2/ 359) .(5/469)
الأصبحي من حمير. وهو ابن عم مالك بن أنس. وقد روى أبو أويس عن الزهري.
وغيره.
1369- هشام بن سعد
ويُكنى أبا عباد مولى لآل أبي لهب بن عبد المطلب. وكان متشيعًا لآل أبي طالب. وكان صاحب محامل. ومات بالمدينة في أول خلافة المهدي وكان كثير الحديث يستضعف.
1370- محمد بن صالح
بن دينار التمار مولى عائشة بنت جزء بن عمرو بن عامر وهي أم عمرو بن قتادة بن النعمان الظفري. ويكنى أبا عبد الله. وكان جيد العقل قد لقى الناس وعلم العلم والمغازي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عبد الرحمن بن أبي الزناد قَالَ: قَالَ لي أبي: إن أردت المغازي صحيحة فعليك بمحمد بن صالح بن دينار التمار. وكان ثقة قليل الحديث.
قَالَ محمد بن عمر: وتوفي محمد بن صالح سنة ثمان وستين ومائة وهو ابن بضع وثمانين سنة.
1371- مُحَمَّدُ بْنُ هِلالٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ. قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلالٍ. عَنْ جَدَّتِهِ وَكَانَتْ تَدْخُلُ عَلَى عثمان وهو محصور فولدت هلالا
__________
1369 قال أحمد: ليس هو محكم الحديث، وقال ابن معين: ضعيف، وقال أبو زرعة: محله الصدق هو أحب إلى من ابن إسحاق. قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الساحي: صدوق، وقال ابن حجر: صدوق له أوهام.
تهذيب الكمال (1440) ، وتهذيب التهذيب (11/ 39) ، وتقريب التهذيب (2/ 318) ، والجرح والتعديل (9/ 61) ، وتاريخ ابن معين (2/ 617) .(5/470)
فَفَقَدَهَا يَوْمًا. فَقِيلَ لِعُثْمَانَ: إِنَّهَا قَدْ وَلَدَتْ هَذِهِ اللَّيْلَةَ غُلامًا قَالَتْ: فَأَرْسَلَ إِلَيَّ بِخَمْسِينَ دِرْهَمًا. وَشُقَيْقَةٍ سُنْبُلانِيَّةٍ. وَقَالَ: هَذَا عَطَاءُ ابْنِكَ وَكِسْوَتُهُ فَإِذَا مَرَّتْ بِهِ سَنَةٌ رَفَعْنَاهُ إِلَى مائة.
1372- الزبير بن عبد الله
ابن رهيمة ويُكنى أبا عبد الله. مولى عثمان بن عفان عتاقة.
ورهيمة جدته أم أبيه. مات أول ما استخلف المهدي.
1373- محمد بن خوط
وكان من العباد المنقطعين.
قَالَ: أخبرنا محمد بن عمر. قَالَ: كان لمحمد بن خوط حلقة فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وجلساء يعرفون بالنسك والعبادة. لقد أدركتهم. ومن أراد النسك أتاهم فجالسهم. فكان يقال لهم: الخوطية ينسبون إليه. وكانت له رواية ولقى مع نسكه.
1374- أبو مودود
واسمه عبد العزيز بن أبي سليمان. وكان أيضًا من أهل النسك والفضل وكان متكلمًا يعظ ويذكر. وكان كبيرًا وتأخر موته.
قَالَ محمد بن سعد: وأخبرت عن أبي مودود. قَالَ: رأيت السائب بن يزيد أبيض الرأس واللحية.
1375- صالح بن حسان
النضري من حلفاء الأوس.
__________
1372 التاريخ الكبير (3/ 1380) ، والجرح والتعديل ((2642) ، وتهذيب الكمال (1960) ، وتهذيب التذهيب (3/ 316) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (233) ، وميزان الاعتدال (2/ 2840) ، والمغني (1/ 2172) ، وديوان الضعفاء (1455) ، وخلاصة الخزرجي (2121) .
1374 تهذيب الكمال (838) ، وتهذيب التهذيب (6/ 340) ، وتقريب التهذيب (1/ 509) ، والتاريخ الكبير (6/ 15) ، والجرح والتعديل (5/ 384) .
1375 قال أحمد: ليس بشيء، وقال ابن معين: ليس حديثه بذاك، وقال مرة: ضعيف الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو داود: ضعيف الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث.
تاريخ ابن معين (2/ 262) ، وتاريخ الدارمي (437) ، وطبقات خليفة (274) ، وعلل أحمد (1/ 194) ، والتاريخ الكبير (4/ 2793) ، والصغير (2/ 102) ، والضعفاء الصغير كلهم للبخاري (166) ، والضعفاء للنسائي (296) ، والجرح والتعديل (4/ 1738) ، والمجروحين لابن حبان (1/ 367) ، والضعفاء للدارقطني (288) ، وتاريخ بغداد (9/ 301) ، والكاشف (2/ 2348) ، والمغني في الضعفاء (1/ 2822) ، وتهذيب الكمال (2800) ، وتهذيب التهذيب (4/ 384) ، وتقريب التهذيب (1/ 358) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (86) ، وتاريخ الإسلام (6/ 201) ، وميزان الاعتدال (2/ 3780) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 3015) .(5/471)
قَالَ: قَالَ محمد بن عمر: أدرك المهدي. وكان سريًا مرئيا. يملأ المجلس إذا تحدث. وكان عنده جوار مغنيات فهن وضعنه عند الناس. وكان يحدث عن محمد بن كعب القرظي. وغيره. وقدم الكوفة فسمع منه الكوفيون. وكان قليل الحديث.
1376- سعيد بن مسلم
بن بانك.
1377- نافع بن أبي نعيم
القارئ. وكان يروي عن نافع. وقرأ على شيبة بن نصاح.
وأبي جعفر مولى أبي عياش.
1378- سلمة بن بخت
مولى بني مخزوم. وكان ثبتًا. وروى عن عكرمة وغيره.
1379- حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ ضُمَيْرَةَ بْنِ أَبِي ضُمَيْرَةَ. ويُكنى أبا عبد الله. وكان ينزل ينبع.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ. قال: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ. عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ. قَالَتْ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ إِلَى مَدِينَةِ مَقْنَا فَأَصَابُوا مِنْهُمْ سَبَايَا. مِنْهُمْ ضُمَيْرَةُ مَوْلَى عَلِيٍّ.
فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِبَيْعِهِمْ وَهُمْ إِخْوَةٌ. فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ يَبْكُونَ. فَقَالَ: مَا لَهُمْ يَبْكُونَ؟ فَقَالُوا: فَرَّقْنَا بَيْنَهُمْ قَالَ: لا تفرقوا بينهم. بيعوهم جميعا.
__________
1376 وثقه أحمد وابن معين، وابن حبان، وقال النسائي: ليس به بأس.
تاريخ الدارمي (384) ، والتاريخ الكبير للبخاري (3/ 1708) ، والمعرفة ليعقوب (2/ 782) ، والجرح والتعديل (4/ 271) ، وتهذيب ابن عساكر (6/ 176) ، وتهذيب الكمال (2356) ، وتذهيب التهذيب (2/ 28) ، والكاشف (1/ 1978) ، وتهذيب التهذيب (4/ 82) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2540) .
1379 قال البخاري: منكر الحديث ضعيف. قال ابن معين: ليس بثقة ولا مأمون. وقال أحمد: لا يساوي شيئا. وقال أبو حاتم: متروك الحديث كذاب. وقال أبو زرعة: ليس بشيء يضرب على حديثه. وقال العقيلي: نسبه مالك إلى الكذب. وقال النسائي: ليس بثقة ولا يكتب حديثه. قلت: هو متروك.
التاريخ الكبير (2/ 388) ، والجرح والتعديل (3/ 75) ، والميزان (1/ 538) ، ولسان الميزان (2/ 289) .(5/472)
1380- محمد بن عبد الله
بْن مُسْلِم بْن عُبَيْد الله بْن عَبْد الله الأصغر ابن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة. وأمه أم حبيب بنت حبيب بن حويطب بن علي من بني مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. وهو الذي يقال له: ابن أخي الزهري.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ.
كيف سمعت هذا الحديث من عمك؟ فقال: كنت معه حيث أمره هشام بن عبد الملك أن يكتب له حديثه. وأجلس له كتابًا يملى عليهم الزهري ويكتبون.
فكنت أحضر ذلك فربما عرضت لي الحاجة. فأقوم فيها فيمسك عمي عن الإملاء حتى أعود إلى مكاني. وكان محمد يكنى أبا عبد الله. قتله غلمانه بأمر ابنه في أمواله بثلية. بناحية شغب وبدا. وكان ابنه سفيهًا شاطرًا قتله للميراث. وذلك في آخر خلافة أبي جعفر. ثم وثب غلمانه عليه فقتلوه. بعد سنين أيضًا. وليس له عقب.
وكان محمد كثير الحديث صالحًا.
1381- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بْن عَبْد مناف بْن زهرة بْن كلاب. ويكنى أبا جعفر. وأمه بريهة بنت محمد بن
__________
1380 قال أحمد: لا بأس به. وقال ابن معين: ليس بذاك، وفي رواية: صالح. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي يكتب حديثه. وقال أبو داود: ثقة سمعت أحمد يثني عليه. وقال الساجي: صدوق تفرد عن عمه بأحاديث لم يتابع عليها. وقال ابن حجر: صدوق له أوهام.
تهذيب الكمال (1226) ، وتهذيب التهذيب (9/ 278) ، وتقريب التهذيب (2/ 180) ، والجرح والتعديل ((7/ 304) ، والتاريخ الكبير للبخاري (1/ 131) ، والمجروحين (2/ 249) .
1381 تاريخ الدارمي (588) ، وطبقات خليفة (285) ، والتاريخ الكبير (5/ 147) ، والتاريخ الصغير (2/ 192) ، والجرح والتعديل (5/ 100) ، والمجروحين لابن حبان (2/ 37) ، وإكمال ابن ماكولا (7/ 311) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 270) ، والكامل في التاريخ (5/ 531) ، وسير أعلام النبلاء (7/ 3278) ، والكاشف (2/ 2690) ، وديوان الضعفاء (2138) ، والمغني (1/ 3128) ، وتهذيب الكمال (3203) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (135) ، والعبر (1/ 258) ، وميزان الاعتدال (2/ 4248) ، وتهذيب التهذيب (5/ 171) ، وتقريب التهذيب (1/ 406) ، وخلاصة الخزرج (2/ 3426) ، وشذرات الذهب (1/ 278) ، وتهذيب ابن عساكر (7/ 347) .(5/473)
عبد الرحمن بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف. فولد عبد الله بن جعفر: جعفرًا والمسور وابنتين تزوجتا. وأمهم كلثم بنت محمد بن هاشم بن المسور بن مخرمة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: كان عبد الله بن جعفر من رجال المدينة.
وكان عالما بالمغازي. والفتوى. ولم يزل يؤمل فيه أن يولي القضاء بالمدينة حتى مات ولم يله. وكان قصيرا دميما قبيحا.
قال محمد بن عمر. قال ابن أبي الزناد: ما عزل قاض عن المدينة أو مات إلا قيل: يولي عبد الله بن جعفر. لكماله ومروءته وعلمه. فمات قبل أن يليه. قَالَ عبد الرحمن: وما أحسبه قعد به عن ذلك إلا خروجه مع محمد بن عبد الله بن حسن.
قَالَ محمد بن عمر: ذكرته يومًا لعبد الله بن محمد بن عمران الطلحى فقال:
ذكرت المروءة كلها.
قَالَ محمد بن عمر: وقال لي عبد الله: دعي معي مرة عبد الله بن محمد بن عمران القاضي وهو غلام. فدخلني من ذلك ما يدخل الناس. قلت: ادعي مع هذا الغلام! ثم قلت: والله لقد دعيت مع أبيه وما بلغت سنة فسلا ذلك عني. قَالَ: وكان عبد الله بن جعفر من ثقات محمد بن عبد الله بن حسن وكان يعلم علمه. وإذا دخل المدينة مستخفيًا جاء حتى ينزل في منزل عبد الله بن جعفر. ويغدو عبد الله فيجلس إلى الأمراء. ويسمع كلامهم والأخبار عندهم وما يخوضون فيه من ذكر محمد بن عبد الله.
وتوجيه من توجه في طلبه. فينصرف عبد الله فيخبر محمدًا ذلك كله. فلما خرج محمد بن عبد الله خرج معه عبد الله بن جعفر. فلما قتل محمد بن عبد الله. اختفى فلم يزل مستخفيًا حتى استؤمن له فأمن فقال عبد الله بن جعفر: ما خرجنا مع محمد بن عبد الله ونحن نشك في أمره لما روى لنا وشبه لنا. ولا غرّني بعده أحد فكان يظهر الندامه على خروجه.
قَالَ: أخبرنا محمد بن عمر. قَالَ: لما جاء نعي أبي. عمر بن واقد احتسبت في البيت ثلاثة أيام. ثم غدوت فإذا أنا بعبد الله بن جعفر على بغلته عند سوق الحنطة. فلما رآني حبس بغلته وقال: ما حبسك عني؟ قد سألت جحدرا- يعني غلامه-: أجاء فرددته أم لم تعلمني مكانه؟ فقال: ما جاء. في حبسك عني؟ قلت:
جاء نعي أبي. فلم يكلمني كلمة حتى رد بغلته راجعًا ثم جاءني من بيته ماشيًا(5/474)
يعزيني. فقلت: حفظك الله ما أحب أن تنعيني وتجيء ماشيًا. قَالَ: إن أحب ذاك إلى أن أقضي فيه الحق إليك أشقه علي. ألم تسمع حديث أم بكر بنت المسور؟
قلت: لا. قَالَ: حدثتني أم بكر بنت المسور. أن المسور اعتل فجاء ابن عباس نصف النهار. فقال له المسور: يا أبا عباس هلا ساعة غير هذه قَالَ فقال ابن عباس: إن أحب الساعات إلي أن أؤدي فيها الحق إليك أشقها علي.
قَالَ محمد بن عمر: ومات عبد الله بن جعفر بالمدينة سنة سبعين ومائة وهي السنة التي استخلف فيها هارون. وكان له يوم مات بضع وسبعون سنة وكان كثير الحديث صالحًا.
1382- إبراهيم بن سَعْدِ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْد بْن الحارث بن زهرة. وأمه أمة الرحمن من بني عبد بن زمعة بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. فولد إبراهيم بن سعد: سعدًا.
ومحمدًا. وأمهما أم ولد وإسماعيل لأم ولد. ويعقوب بن إبراهيم وكان إبراهيم بن سعد يكنى أبا إسحاق وقد روى عن الزهري. وصالح بن كيسان. وعن أبيه. وعن الحارث وعبد الله ابني عكرمة. وغيرهم. وكان ثقة كثير الحديث. وسكن بغداد هو وولده. وكان على بيت المال وروى المغازي عن محمد بن إسحاق. وغير المغازي.
وكان عسرًا في الحديث ومات ببغداد سنة ثلاث وثمانين ومائة. وهو ابن خمس وسبعين سنة.
1383- مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ بْنُ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. وأمه أم ولد. وكان زياد بن عبيد الله الحارثي قد ولاه قضاء المدينة. فمات في ولاية زياد بن عبيد الله.
1384- وأخوه أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مُحَمَّدِ بن أبي سَبْرَةَ بْنُ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بن أبي قيس. وأمه أم ولد وكان كثير العلم والسماع والرواية. ولي قضاء
__________
1382 وثقه أحمد، وابن معين، والعجلي، وأبو حاتم. وقال ابن حجر: ثقة تكلم فيه بلا قادح.
تهذيب الكمال (54) ، وتهذيب التهذيب (1/ 121) ، وتقريب التهذيب (1/ 35) ، والتاريخ الكبير للبخاري (1/ 288) ، والجرح والتعديل (2/ 101) .(5/475)
مكة لزياد بن عبيد الله. وكان يفتي بالمدينة. ثم كتب إليه فقدم به بغداد. فولي قضاء موسى بن المهدي. وهو يومئذ ولي عهد. ثم مات ببغداد سنة اثنتين وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. فِي خِلافَةِ الْمَهْدِيِّ وَهُوَ ابْنُ ستين سنة. فلما مات ابن أبي سبرة بعث إلى أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم فاستقضى مكانه. فلم يزل قاضيًا مع موسى وهو ولى عهد وخرج معه إلى جرجان.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: سَمِعْتُ أبا بكر بن أبي سبرة يقول: قَالَ لي ابن جريج: اكتب لي أحاديث من أحاديثك جيادًا. قَالَ: فكتبت له ألف حديث.
ودفعتها إليه. ما قرأها علي ولا قرأتها عليه. قَالَ محمد بن عمر: ثم رأيت ابن جريج قد أدخل في كتبه أحاديث كثيرة من حديثه. يقول: حدثني أبو بكر بن عبد الله- يعني ابن أبي سبرة- وكان كثير الحديث وليس بحجة.
1385- شُعَيْبُ بْنُ طَلْحَةَ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي بكر الصديق. وأمه أم ولد. فولد شعيب بن طلحة صالحًا. وعيسى. وإسحاق. ومحمدًا. وإبراهيم.
وهارون. وأسماء. لأم ولد. وعبدة بنت شعيب. وأمها حكمة بنت المنذر بن عبيدة بن الزبير. وكان شعيب بن طلحة يكنى أبا محمد. ومات سنة أربع أو خمس وسبعين ومائة.
1386- المنكدر بن محمد
بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سعد بْن تيم بْن مُرَّة وأمه أم ولد.
1387- عبد العزيز بن المطلب
بن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم. وأمه أم الفضل بنت كليب بن حزن بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ خَفَاجَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عقيل بن كعب من بني عامر بن لؤي. فولد عبد العزيز بن المطلب: سهيلا.
وكان عبد العزيز يكنى أبا المطلب. وكان قاضيًا على المدينة في خلافة أبي جعفر.
وكانت عنده أحاديث يرويها.
__________
1385 التاريخ الكبير (2/ 2/ 222) ، والجرح والتعديل (2/ 1/ 340) ، وميزان الاعتدال (4/ 190) .
1386 ميزان الاعتدال (4/ 190) .
1387 تاريخ خليفة (435) ، (442) ، وأخبار القضاة لوكيع (1/ 228، 268) ، وتهذيب التهذيب (6/ 375) .(5/476)
1388- العطاف بن خالد
بن عبد الله بن عثمان بن العاص بن وابصة بن خالد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وأمه أم المسور بنت الصلت بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة. وأمها ابنة زمعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم.
ويكني العطاف أبا صفوان.
1389- سعيد بن عبد الرحمن
بن جميل بن عامر بن حذيم بن سلمان بن ربيعة بن عريج بن سعد بن جمح. وأمه أم حسين بنت معاذ بن عبد الله بن مري من الأنصار من بني سالم. وولي سعيد بن عبد الرحمن القضاء ببغداد في عسكر المهدي. وتوفي ببغداد.
1390- إبراهيم بن الفضل
بن سلمان. مولي هشام بن إسماعيل المخزومي. روي عنه ابن أبي نحيح وغيره.
1391- علي بن أبي علي
بن عتبة بن أبي غليظ بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب. وأمه أم ولد. وقد روي عنه مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ.
وَمُحَمَّدُ بن عمر. وغيرهما.
1392- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ أَبِي بَكْرٍ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حزم بْن زَيْد بْن لوذان بْن عَمْرو بن عبد عوف بن مالك بن النجار. وأمه أمة الوهاب بنت عبد الله بن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الغسيل. مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الأَوْسِ. فولد عبد الرحمن بن محمد: أبا بكر. وعبيد الله. وأمة الوهاب. وأمهم عائشة بنت مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حارثة بن النعمان من بني مالك بن النجار.
وعائشة بنت عبد الرحمن وأمها أم ولد. وكان عبد الرحمن يكني أبا محمد ومات في خلافة أبي جعفر.
__________
1388 قال أحمد: صحيح الحديث: وقال مرة، وأبو زرعة والنسائي وأبو داود: ليس به بأس.
وقال ابن معين: ليس به بأس ثقة صالح الحديث. وقال النسائي مرة: ليس بالقوي.
وقال أبو حاتم: صالح ليس بذاك. وقال ابن حجر: صدوق يهم.
تهذيب الكمال (939) ، وتهذيب التهذيب (7/ 221) ، وتقريب التهذيب (2/ 42) ، والتاريخ الكبير (7/ 92) ، والجرح والتعديل (7/ 32) ، وتاريخ ابن معين (2/ 406) .
1389 تاريخ بغداد (9/ 67) ، وأخبار القضاة لوكيع (3/ 174، 254) ، وتاريخ خليفة (447) ، (465) ، والجرح والتعديل (2/ 1/ 41) .(5/477)
1393- عبد الملك بن محمد
بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حزم. ويكني أبا الطاهر. وأمه أمة الوهاب بنت عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الغسيل. فولد عبد الملك بن محمد: عبد الله. وعبد الرحمن. وأمهما هند بنت ثابت بن إسماعيل بن مجمع بن يزيد بن جارية من بني عمرو بن عوف. وأمة الملك بنت عبد الملك. ولم تسم لنا أمها. وكان عبد الملك قاضيا لهارون أمير المؤمنين علي عسكر المهدي فمات. فصلي عليه هارون. ودفن في مقبرة العباسة. وكان قليل الحديث.
1394- خارجة بن عبد الله
بن سليمان بن زيد بن ثابت بن الضحاك بْن زَيْد بْن لوذان بْن عَمْرو بن عبد عوف بن مالك بن النجار. وأمه أم ولد. فولد خارجة بن عبد الله: عبد الله. وأمه أم عبيدة بنت سعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت من بني مالك بن النجار. ويكني خارجة أبا زيد ومات بالمدينة سنة خمس وستين ومائة. في خلافة المهدي. وكان قليل الحديث.
1395- حارثة بن أبي الرِّجَالِ
وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حارثة بن
__________
1394 قال أحمد: ضعيف الحديث. وقال ابن معين: ليس به بأس. قال أبو حاتم: شيخ حديثه صالح.
تاريخ ابن معين (2/ 142) ، وتاريخ البخاري الكبير (3/ 698) ، ومعرفة يعقوب (1/ 467) ، والجرح والتعديل (3/ 1710) ، ومشاهير علماء الأمصار (1075) ، والضعفاء للدارقطني (207) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (1820) ، وتهذيب الكمال (1591) ، وميزان الاعتدال (2396) ، والكاشف (1/ 265) ، والمغني (1/ 1820) ، وديوان الضعفاء (1196) ، وتهذيب التهذيب (3/ 76) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1735) .
1395 قال أحمد: ضعيف ليس بشيء. وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال أبو زرعة: واهي الحديث ضعيف. قال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه منكر. وقال ابن حجر: ضعيف.
تاريخ ابن معين (2/ 95) ، وتاريخ الدارمي (236) ، (264) ، وعلل أحمد (1/ 378) ، والتاريخ الكبير (3/ 327) ، والصغير (2/ 12) ، والضعفاء لأبي زرعة (76) ، والمعرفة ليعقوب (3/ 37) ، والضعفاء للنسائي (113) ، والجرح والتعديل (3/ 1138) ، والمجروحين لابن حبان (1/ 268) ، وتهذيب الكمال (1057) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (117) ، والكاشف (1/ 199) ، وميزان الاعتدال (1/ 445) ، والمغني (1/ 1262) ، وتاريخ الإسلام (6/ 49) ، وتهذيب التهذيب (2/ 165) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1179) .(5/478)
النعمان بن نفيع بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْن غنم بن مالك بن النجار. وأمه حميدة بنت سَعِيدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ بْن ثَعْلَبَة بْن الْحَارِث بْن زَيْد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار. فولد حارثة بن محمد: عبد الله. وأمه منية بنت أيوب بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صعصعة بن وهب من بني عدي بن النجار.
1396- مالك بن أبي الرجال
وأمه أم أيوب بنت رفاعة بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صعصعة بن وهب من بني عدي بن النجار.
1397- عبد الرحمن بن أبي الرجال
وأمه أم أيوب بنت رفاعة بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صعصعة. بن وهب من بني عدي بن النجار.
1398- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
بْنِ عَبْدِ الله بن عثمان بن حنيف بن واهب بن الحكيم بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْن مجدعة بْن عمرو. وهو بحرج بْن حنش بْن عوف بْن عَمْرو بْن عوف من الأوس. وأمه مندوس بنت حكيم بن عباد بن حنيف. وكان عبد الرحمن يكنى أبا محمد. وهو الذي يقال له: الحنيفي وكان ذاهب البصر وكان عالمًا بالسيرة وغيرها وكان كثير الحديث. مات سنة اثنتين وستين ومائة وهو يومئذ ابن بضع وسبعين سنة.
1399- وأخوه عبيد الله بن عبد العزيز
بن عبد الله بن عثمان بن حنيف. وأمه مندوس بنت حكيم بن عباد بن حنيف. وكان يحدث أيضا. وقد روي عنه. وكان قليل الحديث.
1400- مجمع بن يعقوب بن مجمع بن يزيد بن جارية بْن عامر بْن مجمع بْن العطاف بْن ضبيعة بْن زَيْد بْن مالك بْن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس.
وأمه حسنة بنت جارية بن بكير بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف. فولد مجمع بن
__________
1398 قال يعقوب بن شيبة: ثقة. وقال أبو حاتم: شيخ مضطرب الحديث. وقال ابن معين:
شيخ مجهول وقال ابن حجر: صدوق يخطئ.
تهذيب الكمال (802) ، وتهذيب التهذيب (6/ 220) ، وتقريب التهذيب (1/ 489) ، والتاريخ الكبير (5/ 320) ، والجرح والتعديل (5/ 260) .(5/479)
يعقوب: عبد الرحمن. وأمه أم ولد. وأم إسحاق. ولم تسم لنا أمها. وكان مجمع بن يعقوب يكني أبا عبد الله. ومات بالمدينة سنة ستين ومائة. في أول خلافة المهدي.
وكان ثقة قليل الحديث.
1401- عبد الرحمن بن سُلَيْمَانُ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حنظلة الغسيل ابن أبي عامر الراهب واسمه عَبْد عَمْرو بْن صيفي بْن النُّعمان بْن مالك بن أمية بن ضبيعة بْن زَيْد من بني عَمْرو بْن عوف. وأمه أسماء بنت حنظلة بن عبد الله بن حنظلة الغسيل.
فولد عبد الرحمن بن سليمان: عمر. وكلثم. وقريبة. وأمهم أم ولد. وكان عبد الرحمن قد أتي الكوفة. وأقام بها. وروي عنه الكوفيون.
1402- محمد بن الفضل
بن عبيد الله بن رافع بن خديج بن رافع بن عدي بْن زَيْد بْن جشم بْن حارثة بْن الحارث بن الخزرج من الأوس. وأمه عبدة بنت رفاعة بن رافع بن خديج. فولد محمد بن الفضل: سعيدا. ومريم. وأمهما حمادة بنت هرير بن عبد الرحمن «1» بن رافع بن خديج. وطماحا. وأمه أم يحيي بنت طماح بن عبد الحميد بن رافع بن خديج. وكان محمد يكني أبا عبد الله. وتوفي بالمدينة في خلافة أبي جعفر.
1403- عبد الله بن الهرير
بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج. وأمه أم ولد. فولد عبد الله بن الهرير الفضل وأمه سهلة بنت حابس بن إمرئ القيس بن رفاعة بن رافع بن خديج. وسبرة وعيسي والمنذر وعفراء وأم رافع وأمهم تامة بنت سهل بن عيسي بن سهل بن رافع بن خديج.
1404- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى
بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حثمة واسمه عبد الله بن ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث. وأمه من أشجع من قيس عيلان. فولد محمد بن يحيي حمادة وأمها أم الحسن بنت عمر بن عبد العزيز بن محمد بن محمد بن أبي عَبْسِ بْن جبر بْن عَمْرو بْن زَيْد بن جشم بن حارثة بن
__________
(1) إلى هنا ينتهي الجزء المخطوط الساقط من المطبوع، الذي تم الإشارة إليه أثناء الترجمة رقم 994.
__________
1402 الجرح والتعديل (8/ 58) .
1403 الجرح والتعديل (5/ 196) .(5/480)
الحارث. وكان محمد بن يحيي يكني أبا عبد الله ومات سنة ست وستين ومائة في خلافة المهدي.
1405- عبد المجيد بن أبي عبس
بن محمد بن أبي عَبْسِ بْن جبر بْن عَمْرو بْن زَيْد بن جشم بن حارثة بن الحارث. وأمه أم ولد. فولد عبد المجيد بن أبي عبس أحمد ومريم وأمهما شريفة بنت القاسم بن محمد بن أبي عَبْسِ بْن جبر بْن عَمْرو بْن زَيْد بن جشم بن حارثة. وكان عبد المجيد يكني أبا محمد ومات سنة أربع وستين ومائة في خلافة المهدي. وكان قليل الحديث.
1406- عبد الله بن الحارث
بن الفضل بن الحارث بن عمير بن عدي بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطمة. واسمه عبد الله بن جشم بن مالك بن الأوس. وأمه مريم بنت عدي بن الحارث بن عمير الخطمي. فولد عبد الله بن الحارث الحارث وعيسى وأمهما حبابة بنت عيسي بن معن بن معبد بن شريق بن أوس بْن عدي بْن أمية بْن عامر بن خطمة. ويكني عبد الله أبا الحارث ومات سنة أربع وستين ومائة في خلافة المهدي.
1408- خالد بن القاسم بن عبد الرحمن بن خَالِدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلانِ بن عامر بن بياضة
من الخزرج. فولد خالد بن القاسم أم القاسم.... «1»
وأمهما أم ولد. وكان خالد يكني أبا محمد ومات سنة ثلاث وستين ومائة وهو ابن ثلاث وتسعين سنة. وكان قليل الحديث.
1408- سعيد بن محمد
بن أبي زيد من ولد المعلى بْن لوذان بْن حارثة بْن عدي بن زيد بن ثعلبة بْن مالك بْن زَيْد مناة بْن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: كان سعيد بن محمد بن أبي زيد رجلا من أهل الدين والورع والفضل والعقل. وكانت له أريضة سبخة تغل في السنة دينارين.
وكان يقتصد في ذلك ويجتزئ به ويغدو هو وجاريته فيلقط لها بلحات من أرضه
__________
(1) نقص في الأصل.
__________
1405 الجرح والتعديل (6/ 64) .
1406 الجرح والتعديل (5/ 32) .
1407 الجرح والتعديل (3/ 347) .
1408 الجرح والتعديل (4/ 58) .(5/481)
ويرسل بها مع جاريته إلي أهله. صبورا علي تلك الشدة لا يشكو من ذلك قليلا ولا كثيرا. ويبعث إليه فيقول: أنا بخير. ويغضب علي من يبعث إليه. ويمتعض من ذلك امتعاضا شديدا. أصون الناس لنفسه. يخرج إلينا فيحدثنا في ثوبيه ذينك في الشتاء والصيف لا نراهما أبدا نظيفين. وكان يدعي إلي الوليمة فيجيبها ولا يأكل منها شيئا ويدعو لأصحابها فيقال له: لم لا تأكل يا أبا محمد من هذا؟ قَالَ: أكره أن أعود بطني الطعام الطيب فلا يرضي بما أطعمه. لا أريد أن أشره إليه.
قال: لما ولي عبد الرحمن بن أبي الزناد خراج المدينة أرسل إلي سعيد بن محمد بن أبي زيد بمائة دينار فقال: والله لا أقبلها أبدا ولا هي من شأني. سبحان الله أما يستحي من هذا؟ قَالَ فأولاه ولاية. أرسله ساعيا على أسد وطيّئ. قَالَ: لا أفعل.
فلم يزل يرسل إليه الرسل. قَالَ فجاءه فقال: قد عرفت أنك تريد أن تصنع إلي وإن تمام صنيعتك إلي أن تعفيني فإني لا أريد هذا وعندي بحمد الله غني عنه. فتركه وأعفاه.
1409- ابن أبي حبيبة
واسمه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ويكني أبا إسماعيل مولي عبد الله بن سعد بن زيد الأشهلي. وكان مصليا عابدا صام ستين سنة ومات سنة خمس وستين ومائة في خلافة المهدي. وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. وكان قليل الحديث.
1410- كثير بن عبد الله
بن عوف. وكان قليل الحديث يستضعف.
__________
1409 وثقه أحمد والعجلي، وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين، وأبو حاتم: شيخ ليس بالقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به. منكر الحديث. وقال النسائي: ضعيف. وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل. قال ابن حجر:
ضعيف.
تهذيب الكمال (50) ، وتهذيب التهذيب (1/ 104) ، وتقريب التهذيب (1/ 31) ، والجرح والتعديل (2/ 83) ، والتاريخ الكبير (1/ 271) ، والضعفاء للنسائي (11) .
1410 قال ابن معين: ليس بشيء، وفي رواية ضعيف الحديث. وقال أبو داود والشافعي:
كان أحد الكذابين. وقال أبو زرعة: واهي الحديث ليس بقوي. وقال أبو حاتم: ليس بالمتين. وقال النسائي والدارقطني: متروك. وقال ابن حجر: ضعيف من السابعة.
تهذيب الكمال (1143) ، وتهذيب التهذيب (8/ 421) ، وتقريب التهذيب (2/ 132) ، والتاريخ الكبير (7/ 217) ، والجرح والتعديل (7/ 154) ، والمجروحين (2/ 222) ، وتاريخ ابن معين (2/ 494) .(5/482)
1411- يزيد بن عياض
بن جعدبة الليثي من أنفسهم. ويكني أبا الحكم. انتقل إلي البصرة ومات بها في خلافة المهدي. وكان قليل الحديث يستضعف.
1412- أسامة بن زيد
بن أسلم مولي عمر بن الخطاب بن نفيل ويكني أبا زيد.
سمع من القاسم بن محمد وسالم بن عبد الله ونافع مولي ابن عمر. وكان كثير الحديث وليس بحجة. وتوفي بالمدينة في خلافة أبي جعفر.
1413- عبد الله بن زيد
بن أسلم مولي عمر بن الخطاب. وكان أثبت ولد أسلم في الحديث. وتوفي بالمدينة في أول خلافة المهدى.
__________
1411 قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أحمد بن صالح: أظنه كان يضع للناس وكذبه مالك. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث. وقال البخاري ومسلم والساجي: منكر الحديث. وقال النسائي: كذاب، وقال ابن حجر: كذبه مالك وغيره.
تهذيب الكمال (1541) ، وتهذيب التهذيب (11/ 352) ، وتقريب التهذيب (2/ 369) ، والتاريخ الكبير (8/ 351) ، والجرح والتعديل (9/ 282) ، والمجروحين لابن حبان (3/ 109) .
1412 قال أحمد: روى عن نافع أحاديث مناكير. وقال ابن معين: ثقة. وقال مرة: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال العجلي: ثقة، وقال ابن عدي، يروي عن ابن وهب نسخة صالحة، وهو كما قال ابن معين: ليس به بأس. وقال ابن حجر: صدوق يهم.
تهذيب الكمال (76) ، وتهذيب التهذيب (1/ 208) ، وتقريب التهذيب (1/ 53) ، والتاريخ الكبير (2/ 22) ، والجرح والتعديل (2/ 284) ، وتاريخ ابن معين (2/ 22) .
1413 قال أحمد: ثقة. وقال يحيى بن معين: ضعيف. وقال علي بن المديني: ليس في ولد زيد بن أسلم ثقة. وقال الجوزجاني. بنو زيد بن أسلم ضعفاء في الحديث. وقال أبو حاتم: ليس به بأس. وقال النسائي: ليس بالقوي.
تاريخ الدوري (2/ 212) ، والدارمي (2/ 22) ، وطبقات خليفة (274) ، وعلل أحمد (1/ 103، 166، 265) ، والتاريخ الكبير (5/ 263) ، وأحوال الرجال للجوزجاني (318) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 429، 430) ، (3/ 43) ، وضعفاء النسائي (340) ، والجرح والتعديل (5/ 275) ، والمجروحين لابن حبان (2/ 10) ، والكاشف (2/ 2756) ، وديوان الضعفاء (2175) ، والمغني (1/ 3181) ، وتهذيب الكمال (3280) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (146) ، وميزان الاعتدال (2/ 4331) ، وتهذيب التهذيب (5/ 222) ، وتقريب التهذيب (1/ 417) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3507) .(5/483)
1414- عبد الرحمن بن زيد
بن أسلم مولي عمر بن الخطاب. توفي بالمدينة في أول خلافة هارون. وكان كثير الحديث ضعيفا جدا.
1415- داود بن خالد
بن دينار مولي آل حنين موالي بني العباس بن عبد المطلب.
ويكني أبا سليمان.
أخبرنا محمد بن عمر قَالَ: أخبرنا سحبل بن محمد بن أبي يحيي قَالَ: كان خالد بن دينار مولي لآل حنين موالي بني العباس. وكانت له مروة. قَالَ فبينا أنا مع أبي في المسجد إذا صائح علي باب المسجد يصيح: رحم الله من شهد خالد بن دينار. قَالَ فخرج الناس لشهوده فبينا هم ينتظرون إخراجه إذ خرج إليهم رجل من الدار فقال: آجركم الله! انصرفوا فقد نبض منه عرق. قَالَ فانصرف الناس وعاش بعد ذلك حتي ولد له ثلاثة بنين: داود بن خالد وشميل بن خالد ويحيي بن خالد. وكلهم قد حمل العلم ورواه. وولد لخالد أيضا بنات فبلغ ولده وولده لهم أولاد. وكانوا تجارا. فلما قدم عبد الصمد بن علي واليا علي المدينة بعث إليهم لولائهم فعرض عليهم ما قبله بها فقالوا: أصلح الله الأمير! نحن قوم تجار ولا حاجة لنا بالدخول في عمل السلطان فأعفنا منه. فأعفاهم وكان يكرمهم.
1416- شميل بن خالد
بن دينار مولي آل حنين موالي بني العباس بن عبد المطلب.
وقد روي عنه أيضا.
1417- يحيى بن خالد
بن دينار مولي آل حنين موالي بني العباس بن عبد المطلب.
وقد روي عنه أيضا.
__________
1414 قال أحمد والنسائي وأبو زرعة: ضعيف. وقال ابن معين: حديثه ليس بشيء. وقال البخاري وأبو حاتم: ضعفه ابن المديني جدا. وقال أبو حاتم أيضا: ليس بالقوي في الحديث، كان في نفسه صالحا وفي الحديث واهيا. قال ابن حجر: ضعيف.
تهذيب الكمال (718) ، وتهذيب التهذيب (6/ 177) ، وتقريب التهذيب (1/ 480) ، والتاريخ الكبير (5/ 284) ، والجرح والتعديل (5/ 233) .
1415 علل ابن المديني (96) ، والتاريخ الكبير (3/ 813) ، والجرح والتعديل (3/ 1877) ، وتهذيب الكمال (1754) ، وتذهيب التهذيب (1) الورقة (204) ، والكاشف (1/ 287) ، والميزان (2/ 2603) ، وتهذيب التهذيب (3/ 182) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1911) .(5/484)
1418- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي سلمة الماجشون. ويكنى أبا عبد الله مولى لآل الهدير التيمي. توفي ببغداد سنة أربع وستين ومائة في خلافة المهدي وصلي عليه المهدي ودفنه في مقابر قريش. وكان ثقة كثير الحديث. وأهل بغداد أروي عنه من أهل المدينة.
1419- يوسف بن يعقوب
بن أبي سلمة. ويعقوب هو الماجشون فنسب إلي ذلك ولده وبنو عمه.
أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف بن الماجشون قَالَ: ولدت في زمن سليمان بن عبد الملك وفرض لي سليمان حين ولدت. فلما ولي عمر بن عبد العزيز عرض الديوان فمر باسمي فقال: ما أعرفني بمولد هذا الغلام. هذا صغير ليس من أهل الفرائض. فردني عيلا.
1420- عبد الرحمن بن أبي الموال.
1421- فليح بن سليمان
بن أبي المغيرة بن حنين مولى آل زيد بن الخطاب بن نفيل
__________
1418 تهذيب الكمال (838) ، وتهذيب التهذيب (6/ 343) ، وتقريب التهذيب (1/ 510) ، والتاريخ الكبير (6/ 13) ، والجرح والتعديل ((5/ 386) ، وتاريخ ابن معين (2/ 366) .
1419 تهذيب الكمال (1564) ، وتهذيب التهذيب (11/ 430) ، وتقريب التهذيب (2/ 383) ، والتاريخ الكبير (8/ 381) ، والجرح والتعديل (9/ 234) .
1420 قال أحمد وأبو زرعة: لا بأس به صدوق. وقال ابن معين: صالح. وقال الترمذي والنسائي: ثقة. وقال أبو حاتم: لا بأس به هو أحب إلي من أبي معشر. وقال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ.
تهذيب الكمال (821) ، وتهذيب التهذيب (6/ 282) ، وتقريب التهذيب (1/ 500) ، والتاريخ الكبير (5/ 355) ، والجرح والتعديل (5/ 293) ، وتاريخ ابن معين (2/ 359) .
1421 قال ابن معين: ليس بالقوي ولا يحتج بحديثه. وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن عدي: لفليح أحاديث صالحة يروي عن الشيوخ من أهل المدينة أحاديث مستقيمة وغرائب. وقد أعتمده البخاري في صحيحه وروى عنه الكثير، وهو عندي لا بأس به. وقال الساجي: من أهل الصدق ويهم. قال الحاكم: اعتماد الشيخين عليه يقوي أمره. قال ابن حجر: صدوق كثير الخطأ.
تهذيب الكمال (1106) ، وتهذيب التهذيب (8/ 303) ، وتقرى بالتذهيب (2/ 114) ، والتاريخ الكبير (7/ 133) ، والجرح والتعديل (7/ 84) .(5/485)
العدوي. وعبيد بن حنين الذي روي عن أبي هريرة هو عم أبي فليح سليمان بن أبي المغيرة. وكان فليح يسمي عبد الملك فغلب عليه اللقب. وكان فليح ضاغطا علي حسن بن زيد بن حسن بن علي حين ولي المدينة لأبي جعفر. وكان قد وقع بينه وبينه. يعني تشاجرا. وكان حسن بن زيد يؤذية ويعنته.
1422- عبد الرحمن بن أبي الزناد
واسم أبي الزناد عبد الله بن ذكوان. وكان ذكوان مولى رملة بِنْت شَيْبَة بْن ربيعة بْن عَبْد شمس. وكانت رملة بنت شيبة امرأة عثمان بن عفان. وكان عبد الرحمن يكني أبا محمد. وولد سنة المائة في خلافة عمر بن عبد العزيز.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرحمن بن أبي الزناد قال: كان محمد بن عبد العزيز الزهري منقطعا إلي أبي الزناد فولي قضاء المدينة. ووقع بين عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَعَبْدُ اللَّهِ بن محمد بن سمعان كلام وتنازع فأسمعه عبد الرحمن كلاما فقال عبد الله: اشهدوا عليه. وقدمه إلي محمد بن عبد العزيز وشهد عليه بما قَالَ فسجن عبد الرحمن وضربة سبعة عشر سوطا.
قَالَ محمد بن عمر: وولي عبد الرحمن بن أبي الزناد بعد ذلك خراج المدينة فكان يستعين بأهل الخير والورع والحديث. وكان نبيلا في عمله. وكان كثير الحديث عالما. وقرأ رجل عليه فلحن في قراءته فضحك من ثم ممن هو حاضر وعبد الرحمن ساكت. فلما قام الرجل عاتبهم في ذلك وقال: لا تستحيون من هذا! قال: وقرأ عليه رجل حديثا كان يكتبه ولا يحب أن يسمعه كل أحد. فلما قام الرجل التفت إلي عبد الرحمن فقال: لو قلت له اكتمه صاح به. ولكني تركته فلا يدري أني أكتمه فلم يلق له بالا. وكان كسائر الحديث الذي عنده. وقدم عبد الرحمن بن أبي الزناد بغداد فحدثهم ومرض فمات بها سنة أربع وسبعين ومائة
__________
1422 قال ابن معين: ضعيف. وقال أحمد: مضطرب الحديث. وقال ابن المديني: ما حدث بالمدينة فهو صحيح، وما حدث ببغداد أفسده البغداديون. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق وفي حديثه ضعف. وقال النسائي: لا يحتج به. وقال الترمذي والعجلي: ثقة.
وقال ابن حجر: صدوق وتغير حفظه لما قدم بغداد وكان فقيها.
تهذيب الكمال (2786) ، وتهذيب التهذيب (6/ 170) ، وتقريب التهذيب (1/ 479) ، والجرح والتعديل (5/ 252) ، وتاريخ ابن معين (2/ 347) .(5/486)
وهو ابن أربع وسبعين سنة. وكان كثير الحديث ضعيفا.
1423- وأخوه أبو القاسم بن أبي الزناد
وقد روي عنه أيضا. وكان قد أتي بغداد وسمعوا منه.
1424- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ أَبِي الزِّنَادِ ويكني أبا عبد الله. وكان بينه وبين أبيه في السن سبع عشرة سنة. وفي الموت إحدى وعشرون ليلة. ودفنا في مقابر باب التين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرحمن بن أبي الزناد قَالَ: لحقني أَبُو بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فقال: يا عبد الرحمن ولد لك؟ قَالَ قلت: نعم.
قَالَ: ابن كم أنت؟ قلت: ابن سبع عشرة سنة. قَالَ: وأنا ولد لي محمد وأنا ابن سبع عشرة سنة.
قال محمد بن عمر: وكان محمد بن عبد الرحمن قد لقي رجال أبيه علقمة وشريك بن عبد الله بن أبي نمر وكل رجال أبيه غير أبي الزناد. وكان يسأل أن يحدث فيأبي ويقول: أحدث وأبي حي؟ إلا الخاصة به في الحديث بعد الحديث. وكان بارا بأبيه معظما له هائبا له. قال رأيته يوما وقد أصابته الخاصرة وإنه علي الباب لجالس ينتظر أن يأذن له أبوه فينصرف. وإنه لمبلغ من الخاصرة حتي خرج رسول أبيه فقال:
انصرف. فانصرف. قَالَ فقلت له: لو ذهبت. قَالَ: سبحان الله إذا جاء حد الضرورة. قَالَ: لو مكثت كم ما شاء الله لا يأذن بي ما ذهبت حتي يأذن لي. قَالَ وكان في محمد بن عبد الرحمن خصال لا تستغني عن واحدة منهن. الخصلة منهن تكون في الرجل فيكون من الكلمة: قراءة القرآن وقراءة السنة والعربية والعروض والحساب ووضع الكتب في البروات والسجلات وأذكار الحقوق.
قَالَ محمد بن عمر: سمعت محمد بن عمران الطلحي قاضينا وأتي بكتاب يقرأ عليه فقال: اعرض علي محمد بن عبد الرحمن. فقيل: لا. فقال: اذهب به فاعرضه عليه ثم جئني به. قَالَ وكان أعلم الناس بحساب القسم والفرائض وبحسابها وبقسمها وبالحديث إتقانا له ومعرفة به.
أخبرنا محمد بن عمر قَالَ: أخبرني سليمان بن بلال قَالَ: ما رأيت أحدا يجترئ علي زيد بن أسلم فيقول له: أسمعت؟ غير محمد بن عبد الرحمن فإني
__________
1423 الجرح والتعديل (9/ 427) .(5/487)
سمعته يقول لزيد بن أسلم: سمعت يا أبا أسامة.
قَالَ محمد بن عمر: وكان محمد بن عبد الرحمن من أبر الناس بأبيه. وكان أبوه يكون في الحلقة وهو متأخر عنها فيقول أبوه: يا محمد. فلا يجيبه حتي يثب فيقوم علي رأسه فيلبيه. فيأمره بحاجته فلا يستثبته هيبة له حتي يسأل من فهم ذلك عن أبيه فيخبره.
أخبرنا محمد بن عمر قَالَ: كان محمد بن عبد الرحمن مع أبيه عبد الرحمن بن أبي الزناد ببغداد فمات بعد أبيه بإحدى وعشرين ليلة. سنة أربع وسبعين ومائة. وهو يوم مات ابن سبع وخمسين سنة. ودفنا جميعا في مقابر باب التين. لم يحدث عنه أحد إلا محمد بن عمر.
1425- أبو معشر نجيح
وكان مكاتبا لامرأة من بني مخزوم فأدي وعتق. فاشترت أم موسي بنت منصور الحميرية ولاءه. ومات ببغداد سنة سبعين ومائة. وكان كثير الحديث ضعيفا.
1426- إسماعيل بن إبراهيم
بن عقبة. وهو ابن أخي موسي بن عقبة. ويكني أبا إسحاق. لقي نافعا مولي ابن عمر وعائشة بنت سعد بن أبي وقاص وحدث عنهما حديثا صالحا. وكان يحدث بالمغازي عن عمه موسي بن عقبة. سمع منه مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ وغيرهما. ومات بالمدينة في أول خلافة المهدي.
__________
1425 قال أحمد: حديثه عندي مضطرب لا يقيم الإسناد ولكن أكتب حديثه أعتبر به. وقال ابن معين: ضعيف يكتب من حديثه الرقاق. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو زرعة:
صدوق في الحديث وليس بالقوي. وقال البخاري: منكرا لحديث. وقال النسائي وأبو داود: ضعيف. وقال ابن حجر: ضعيف أسن وأختلط.
تهذيب الكمال (1407) ، وتهذيب التهذيب (10/ 419) ، وتقريب التهذيب (2/ 298) ، والتاريخ الكبير (8/ 144) ، والجرح والتعديل (8/ 493) ، والمجروحين لابن حبان (3/ 61) .
1426 قال ابن معين والنسائي: ثقة. قال أبو حاتم وأبو داود: لا بأس به. وقال الدارقطني: ما علمت إلا خيرا أحاديثه صحاح نقية. وقال الساجي والأزدي: فيه ضعف. وقال ابن حجر: ثقة تكلم فيه بلا حجة.
تهذيب الكمال (94) ، وتهذيب التهذيب (1/ 272) ، وتقريب التهذيب (1/ 65) ، والتاريخ الكبير (2/ 341) ، والجرح والتعديل (2/ 152) ، وتاريخ ابن معين (2/ 29) .(5/488)
1427- محمد بن مسلم
الجوسق مولى بني مخزوم ويكني أبا عبد الله. مات سنة ستين ومائة.
1428- محمد بن مسلم
بن جماز مولي لبني تيم بن مرة. ويكني أبا عبد الله. وكان فقيها في رأيه بصيرا بالأحاديث. ولكنه ترك ذلك وأقبل علي العبادة ومات بالمدينة سنة سبع وسبعين ومائة في خلافة هارون.
أخبرنا محمد بن عمر قَالَ: لما حضرت محمد بن مسلم بن جماز الوفاة لم يوص إلا بأشياء. قَالَ: إني كنت أسمع أهل الدار يتشكون من مئزاب لنا علي طريقهم في الدار. وأدركت آبائي في هذا المنزل وهذا المئزاب في موضعه. قَالَ فأردت أن أغيره إلي موضع آخر فلم أجد في الدار موضعا يصلح أن يغير فيه. وذهبت أريد النقلة فلم أقو عليها وخشيت أن أتحول ببنات أخي نسيات ضعافًا عورة وقد مات أبوهن حديثًا فيضعن فأحب أن تكلموا أهل الدار في المئزاب أن يحللوني منه وإن كانت في ذلك تباعة غدا. وجاري هذا إسحاق بن شعيب بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله قد أرسل إلي في أن يفتح كوة في بيتي ليضيء له بيت مظلم. ويرفع الكوة في السماء حتى لا تكون علينا عورة. فأنعمت له فأحضر آلته. ثم ذكرت أن بنات أخي صبايا ولم آمن عليهن العورة فأبيت أن أفعل. فتكلمونه أن يحللني من قولي له نعم. ثم قولي لا. وهذه ثلاثة دراهم في رف صندوق منذ أكثر من ثلاثين سنة. وكنت أعالج البز فلا أدري هي لي أو هي وديعة أو قضاني غريم فتسألون عنها ثم تنفذون ما يأمرونكم فيها. وقد كان آل فلان رهنوا عندي طستًا على دينارين فأخبرت أن أهلنا أكلوا عليه مرة فتحللوني من صاحبها. فإن فعل وإلا فردوا عليه الدينارين. وأما النفقة التي تركت وهي نحو من سبعين دينارًا فثلثها لبنات أخي وصية لهن. والثلثان لبني أخي ميراثًا لهم.
1429- سحبل بن محمد
بن أبي يحيى. واسم أبي يحيى سمعان مولى الأسلميين.
واسم سحبل عبد الله ويكنى أبا محمد. وكان فاضلًا عاقلًا خيّرًا مات بالمدينة سنة اثنتين وستين ومائة في خلافة المهدي. وكان قليل الحديث ليس بذاك.
1430- سليمان بن بلال
ويكنى أبا محمد مولى للقاسم بن محمد بن أبي بكر
__________
1430 تهذيب الكمال (2496) ، وتاريخ ابن معين (2/ 228) ، وتاريخ الدارمي (389) ، وطبقات خليفة (275) ، وتاريخ خليفة (448) ، والتاريخ الكبير (4/ 1763) ، والتاريخ الصغير (2/ 213) ، والمعرفة ليعقوب (1/ 415، 428، 429) ، (3/ 4، 29) ، والجرح والتعديل (4/ 460) ، ومشاهير علماء الأمصار (140) ، وثقات ابن شاهين (457) ، والجمع لابن القيسراني (1/ 180) ، وسير أعلام النبلاء (7/ 425) ، وتذكرة الحفاظ (1/ 234) ، والكاشف (1/ 2094) ، والعبر (1/ 261) ، وتهذيب التهذيب (4/ 304) ، وشذرات الذهب (1/ 280) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 2673) .(5/489)
الصديق. وكان بربريًا جميلًا حسن الهيئة عاقلًا. وكان يفتى بالبلد. وولى خراج المدينة وتوفي بالمدينة سنة اثنتين وسبعين ومائة في خلافة هارون. وكان ثقة كثير الحديث.
1431- وأخوه عبد الله بن يزيد
بن عبد الله بن قسيط الليثي من أنفسهم.
1432- القاسم بن يزيد
بن عبد الله بن قسيط الليثي من أنفسهم.
1433- المغيرة بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِد بْن حزام بْن خُوَيْلِدِ بْن أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى. وأمه أم ولد. وقد روى عن أبي الزناد وغيره. وهو الذي يسمى قصيًا وبه يعرف.
1434- أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ
بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ بن مالك بن خالد من بني ساعدة من الخزرج. وأمه جمال بنت جعدة بن مالك بن سعد بن نافذ بن غيظ بن عوف من بني سليم. فولد أبي سهلًا وكلثمًا وأمهما عاتكة بنت عبد الرحمن بن خزيمة بن فراس بن حارثة من بني سليم.
1435- عَبْدِ الْمُهَيْمِنِ بْنِ عَبَّاسِ
بْنِ سَهْلِ بْنِ سعد بن مالك بن خالد من بني ساعدة من الخزرج. وأمه أم ولد. فولد عبد المهيمن بن عباس عمر وظبية وأمهما أميمة بنت عبد الله بن الربيع من بني سليم. وعمرًا وأبية وأمهما عبدة بنت عمران من جهينة.
والسيدة وأمها أم عمرو بنت سهم بن معروف من جهينة ثم من الحرقة.
1436- أَيُّوبُ بْنُ النُّعْمَانِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ بْن أبي كعب بْن القين بْن كعب بن سواد من بني سلمة. وأمه أم عثمان بنت عمرو بن عبد الله بن أنيس حليفهم.
__________
1434 قال ابن معين: ضعيف. وقال أحمد: منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن حجر: فيه ضعيف.
تهذيب الكمال (69) ، وتهذيب التهذيب (1/ 186) ، وتقريب التهذيب (1/ 48) ، والتاريخ الكبير (2/ 40) ، والجرح والتعديل (2/ 290) .(5/490)
فولد أيوب بن النعمان ثوابًا وأمه سكينة بنت مطرف بن عبد العزيز بن أبي الأزعر من أسلم.
1437- عثمان بن الضحاك
بن عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِد بْن حِزَامٍ بْن خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي. روى عنه محمد بن عمر الواقدي وغيره.
1438- وابنه الضحاك بن عثمان
بن الضحاك بن عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِد بْن حِزَامٍ بْن خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي. روى عنه مصعب بن عبد الله الزبيري وغيره.
1439- هشام بن عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الحارث بن هشام المخزومي. وأمه من بني مرة. وكان لزومًا لهشام بن عروة. وكان من خاصته وسمع منه سماعًا كثيرًا. إلا أنه لم يحدث. وكان رجلا جليلا يحتسب ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. وكان هارون أمير المؤمنين لما حج خرج أبو بكر بن عبد الله الزبيري. وهو واليه على المدينة يومئذٍ. يتلقاه وأخرج معه عدة من وجوه أهل المدينة فيهم هشام بن عبد الله. فلقيه بالنقرة فسلم عليه وسأله عمن معه فذكر له هشام بن عبد الله وأثنى عليه. فدعا به فدخل فسلم عليه ودعا له وكلمه بكلام أعجبه. ووعظه فولاه قضاء المدينة. وأجازه بأربعة آلاف دينار. وكان هشام سخيًا وصولًا لرحمه.
وكان يكنى أبا الوليد.
1440- القاسم بن عبد اللَّهِ
بْنَ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بن عمر بن الخطاب.
1441- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ دِينَارٍ مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب.
1442- عبد الله بن عبد الرحمن
بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق.
__________
1438 تهذيب الكمال (2923) ، وتهذيب التهذيب (4/ 778) ، وتقريب التهذيب (1/ 373) ، وميزان الاعتدال (2/ 3939) . والجمهرة للزبير بن بكار (401- 403) .
1440 قال أحمد: أف أف ليس بشيء. وقال: كذاب كان يضع الحديث، ترك الناس حديثه.
وقال البخاري: سكتوا عنه. وقال ابن معين وابن المديني: ليس بشيء. وقال أبو حاتم والنسائي والعجلي: متروك الحديث. وقال ابن حجر: متروك رماه أحمد بالكذب.
تهذيب الكمال (1111) ، وتهذيب التهذيب (8/ 320) ، وتقريب التهذيب (2/ 118) ، والتاريخ الكبير (7/ 173) ، والجرح والتعديل (8/ 111) ، وتاريخ ابن معين (2/ 481) .(5/491)
الطبقة السابعة
1443- الدراوردي
واسمه عبد العزيز بن محمد بن عبيد بن أبي عبيد ويكنى أبا محمد. وهو مولى للبرك بن وبرة أخوه كلب بن وبرة من قضاعة. وكان أصله من دراورد قرية بخراسان ولكنه ولد بالمدينة ونشأ بها. وسمع العلم والأحاديث بالمدينة.
ولم يزل بها حتى توفي سنة سبع وثمانين ومائة. وكان كثير الحديث يغلط.
1444- عبد العزيز بن أبي حازم
واسم أبي حازم سلمة بن دينار مولى لبني أشجع.
ويكنى عبد العزيز أبا تمام. ولد سنة سبع ومائة ومات سنة أربع وثمانين ومائة فجأة بالمدينة يوم الجمعة فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وبيعت داره فوجد فيها أربعة آلاف دينار.
دفن وكان كثير الحديث دون الدراوردي.
1445- أبو علقمة الفروي
واسمه عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فروة مولى آل عثمان بن عفان. وكان قد لقي نافعًا وسعيد بن أبي سعيد المقبري والصلت بن زبيد وروى عنهم. ولكنه عمر حتى لقيناه سنة تسع وثمانين ومائة بالمدينة. ومات بعد ذلك. وكان ثقة قليل الحديث.
1446- إبراهيم بن محمد
بن أبي يحيى مولى لأسلم. وكان يكنى أبا إسحاق. وكان
__________
1443 قال أحمد: كان معروفا بالطلب وإذا حدث من كتابه فهو صحيح، وإذا حدث من كتب الناس وهم. وكان يقرأ من كتبهم فيخطئ وربما قلب حديث عبد الله بن عمر يرويها عن عبيد الله بن عمر. وقال ابن معين: ثقة حجة. وقال مرة والنسائي: ليس به بأس.
وقال أبو زرعة: سيئ الحفظ، فربما حدث من حفظه الشيء فيخطى.. وقال ابن سعد:
كان ثقة كثير الحديث يغلط. وقال ابن حجر: صدوق كان يحدث من كتب غيره فيغلط.
تهذيب الكمال (842) ، وتهذيب التهذيب (6/ 353) ، وتقريب التهذيب (1/ 512) ، والتاريخ الكبير (6/ 25) ، والجرح والتعديل (5/ 395) ، وتاريخ ابن معين.
1444 تهذيب الكمال (835) ، وتهذيب التهذيب (6/ 333) ، وتقريب التهذيب (1/ 508) ، والتاريخ الكبير (6/ 25) ، والجرح والتعديل (5/ 382) .(5/492)
أصغر من أخيه سحبل بعشر سنين. ومات بالمدينة سنة أربع وثمانين ومائة. وكان كثير الحديث. ترك حديثه ليس يكتب.
1447- حاتم بن إسماعيل
ويكنى أبا إسماعيل.
قَالَ: قَالَ محمد بن عمر: أشهدني أنه مولى لبني عبد المدان بن الديان من بني الحارث بن كعب. وأعطاني سجل أبيه وقال: لا تذكره حتى أموت. وكان أصله من أهل الكوفة ولكنه انتقل إلى المدينة فنزلها حتى مات بها سنة ست وثمانين ومائة في خلافة هارون الرشيد. وكان ثقة مأمونًا كثير الحديث.
1448- مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ
بْنِ وَاقِدٍ ويكنى أبا عبد الله الواقدي مولى لبني سهم من أسلم. وكان قد تحول من المدينة فنزل بغداد وولي القضاء لعبد الله بن هارون أمير المؤمنين بعسكر المهدي أربع سنين. وكان عالمًا بالمغازي والسيرة والفتوح وباختلاف الناس في الحديث والأحكام واجتماعهم على ما اجتمعوا عليه. وقد فسر ذلك في كتب استخرجها ووضعها وحدث بها.
وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُسَبِّحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ لِي الْوَاقِدِيُّ: حَجَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونُ الرَّشِيدُ فَوَرَدَ الْمَدِينَةَ فَقَالَ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ: أَرْتَادُ لِي رَجُلا عَارِفًا بِالْمَدِينَةِ والمشاهد. وكيف كان نزول جبريل. ع. عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمِنْ أَيِّ وَجْهٍ كَانَ يَأْتِيهِ. وَقُبُورِ الشُّهَدَاءِ. فَسَأَلَ يحيى بن خالد. فكل دله
__________
1447 قال ابن المديني: روى عن جعفر عن أبيه أحاديث مراسيل أسندها. وقال أبو حاتم:
هو أحب إلى من سعيد بن سالم. وقال النسائي: ليس ب بأس. وقال ابن معين والعجلي: ثقة. وقال ابن حجر: صدوق يهم، صحيح الكتاب.
تهذيب الكمال (210) ، وتهذيب التهذيب (22/ 18) ، وتقريب التهذيب (1/ 137) ، والتاريخ الكبير (3/ 77) ، والجرح والتعديل (3/ 258) ، وتاريخ ابن معين (2/ 291) .
1448 قال البخاري: متروك الحديث تركه أحمد وابن المبارك وابن نمير وغيرهم. وقال أحمد: كذاب. وقال ابن معين: ضعيف. وقال مصعب الزبيري: ثقة مأمون. وقال أبو زرعة والعقيلي وغيرهما: متروك، وتركه أبو حاتم. وكذبه النسائي. وقال ابن حجر:
متروك مع سعة علمه.
تهذيب الكمال (1249) ، وتهذيب التهذيب (9/ 363) ، وتقريب التهذيب (2/ 194) ، والتاريخ الكبير (1/ 178) ، والجرح والتعديل (8/ 20) ، والمجروحين لابن حبان (2/ 290) .(5/493)
عَلَيَّ. فَبَعَثَ إِلَيَّ فَأَتَيْتُهُ وَذَلِكَ بَعْدَ الْعَصْرِ فَقَالَ لِي: يَا شَيْخُ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعَزَّهُ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ تُصَلِّيَ عِشَاءَ الآخِرَةِ فِي الْمَسْجِدِ وَتَمْضِي مَعَنَا إِلَى هَذِهِ الْمَشَاهِدِ فتوقفنا عليها والموضع الذي يأتي جبريل. ع. وَكُنْ بِالْقُرْبِ. فَلَمَّا صَلَّيْتُ عِشَاءَ الآخِرَةِ إِذَا أَنَا بِالشُّمُوعِ قَدْ خَرَجَتْ وَإِذَا أَنَا بِرَجُلَيْنِ عَلَى حِمَارَيْنِ. فَقَالَ يَحْيَى: أَيْنَ الرَّجُلُ؟
فَقُلْتُ: هَا أَنَا ذَا. فَأَتَيْتُ بِهِ إِلَى دُورِ الْمَسْجِدِ فَقُلْتُ: هَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي كَانَ جِبْرِيلُ يَأْتِيهُ. فَنَزَلا عَنْ حِمَارَيْهِمَا فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ وَدَعَوُا اللَّهَ سَاعَةً ثُمَّ رَكَبَا وَأَنَا بَيْنَ أَيْدِيهِمَا. فَلَمْ أَدَعْ مَوْضِعًا مِنَ الْمَوَاضِعِ وَلا مَشْهَدًا مِنَ الْمَشَاهِدِ إِلا مَرَرْتُ بِهِمَا عَلَيْهِ. فَجَعَلا يُصَلِّيَانِ وَيَجْتَهِدَانِ فِي الدُّعَاءِ. فَلَمْ نَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى وَافِينَا الْمَسْجِدَ وَقَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ وَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ. فَلَمَّا صَارَا إِلَى الْقَصْرِ قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ: أَيُّهَا الشَّيْخُ لا تَبْرَحْ. فَصَلَّيْتُ الْغَدَاةَ فِي الْمَسْجِدِ. وَهُوَ عَلَى الرِّحْلَةِ إِلَى مَكَّةَ. فَأَذِنَ لِي يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ عَلَيْهِ بَعْدَ أَنْ أَصْبَحْتُ. فَأَدْنَى مَجْلِسِي وَقَالَ لِي: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعَزَّهُ اللَّهُ لَمْ يَزَلْ بَاكِيًا. وَقَدْ أَعْجَبَهُ مَا دَلَلْتُهُ عَلَيْهِ. وَقَدْ أَمَرَ لَكَ بِعَشَرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ. فَإِذَا بَدَرَةٌ مُبْدَرَةٌ قَدْ دُفِعَتْ إِلَيَّ.
وَقَالَ لِي: يَا شَيْخُ خُذْهَا مُبَارَكٌ لَكَ فِيهَا. وَنَحْنُ عَلَى الرِّحْلَةِ الْيَوْمَ. وَلا عَلَيْكَ أَنْ تَلَقَانَا حَيْثُ كُنَّا وَاسْتَقَرَّتْ بِنَا الدَّارُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَرَحَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَأَتَيْتُ مَنْزِلِي وَمَعِي ذَلِكَ الْمَالُ. فَقَضَيْنَا مِنْهُ دَيْنًا كَانَ عَلَيْنَا. وَزَوَّجْتُ بَعْضَ الْوَلَدِ. وَاتَّسَعْنَا. ثُمَّ إِنَّ الدَّهْرَ أَعَضَّنَا فَقَالَتْ لِي أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا قُعُودُكَ وَهَذَا وَزِيرُ أمير المؤمنين قد عرفك وسألك أن تصبر إِلَيْهِ حَيْثُ اسْتَقَرَّتْ بِهِ الدَّارُ؟ فَرَحَلْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَنَا أَظُنُّ الْقَوْمَ بِالْعِرَاقِ. فَأَتَيْتُ الْعِرَاقَ فَسَأَلْتُ عَنْ خَبَرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالُوا لِي: هُوَ بِالرَّقَّةِ. فَأَرَدْتُ الانْصِرَافَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِالْمَدِينَةِ مُخْتَلِ الْحَالِ. فَحَمَلْتُ نَفْسِي عَلَى أَنْ أَصِيرَ إِلَى الرَّقَّةِ. فَصِرْتُ إِلَى مَوْضِعِ الْكَرَى فَإِذَا أَنَا بِعِدَّةِ فِتْيَانٍ مِنَ الْجُنْدِ يُرِيدُونَ الرَّقَّةَ. فَلَمَّا رَأَوْنِي قَالُوا: أَيُّهَا الشَّيْخُ أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَخَبَّرْتُهُمْ بِخَبَرِي وَأَنِّي أُرِيدُ الرقة.
فنظرنا في كرى الجمالين فَإِذَا هِيَ تُضَعَّفُ عَلَيْنَا. فَقَالُوا: أَيُّهَا الشَّيْخُ هَلْ لَكَ أَنْ تَصِيرَ إِلَى السُّفُنِ فَهُوَ أَرْفَقُ بِنَا وَأَيْسَرُ عَلَيْنَا مِنْ كِرَى الْجِمَالِ؟ فَقُلْتُ لَهُمْ: مَا أَعْرِفُ مِنْ هَذَا شَيْئًا وَالأَمْرُ إِلَيْكُمْ. فَصِرْنَا إِلَى السُّفُنِ فَاكْتَرَيْنَا. فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَبَرَّ بِي مِنْهُمْ وَلا أَشْفَقَ وَلا أَحْوَطَ. يَتَكَلَّفُونَ مِنْ خِدْمَتِي وَطَعَامِي مَا يَتَكَلَّفُهُ الْوَلَدُ مِنْ وَالِدِهِ. حَتَّى صِرْنَا إِلَى مَوْضِعِ الْجَوَازِ بِالرَّقَّةِ. وَكَانَ الْجَوَازُ صَعْبًا جِدًّا. فَكَتَبُوا إِلَى قَائِدِهِمْ بِعِدَادِهِمْ وَأَدْخَلُونِي فِي عِدَادِهِمْ. فَمَكَثْنَا أَيَّامًا ثُمَّ جَاءَنَا الإِذْنُ بِأَسْمَائِنَا فجزت مع القوم فصرت(5/494)
إلى موضع فِي خَانِ نُزُولٍ. فَأَقَمْتُ مَعَهُمْ أَيَّامًا وَطَلَبْتُ الإِذْنَ عَلَى يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ فَصَعُبَ عَلَيَّ. فأتيت أبا البحتري وَهُوَ بِي عَارِفٌ. فَلَقِيتُهُ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَخْطَأْتَ عَلَى نَفْسِكَ وَغَرَّرْتَ وَلَكِنْ لَسْتُ أَدَعُ أَنْ أَذْكُرَكَ لَهُ. وَكُنْتُ أَغْدُو إِلَى بَابِهِ وَأَرُوحُ فَقَلَّتْ نَفَقَتِي وَاسْتَحْيَيْتُ مِنْ رُفَقَائِي وَتَخَرَّقَتْ ثِيَابِي وَأَيِسْتُ مِنْ نَاحِيَةِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ فَلَمْ أُخْبِرْ رُفَقَائِي بِشَيْءٍ. وَعُدْتُ مُنْصَرِفًا إِلَى الْمَدِينَةِ فَمَرَّةً أَنَا فِي سَفِينَةٍ.
وَمَرَّةً أَمْشِي حَتَّى وَرَدْتُ السَّيْلَحِينَ. فَبَيْنَا أَنَا مُسْتَرِيحٌ فِي سُوقِهَا إِذَا أَنَا بِقَافِلَةٍ مِنْ بَغْدَادَ.
فَسَأَلْتُ مَنْ هُمْ فَأَخْبَرُونِي أَنَّهُمْ مِنْ أهل مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأن صاحبهم بكار الزُّبَيْرِيَّ أَخْرَجَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لِيُوَلِّيَهُ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ. وَالزُّبَيْرِيُّ أَصْدَقُ النَّاسِ لِي. فَقُلْتُ أَدَعُهُ حَتَّى يَنْزِلَ وَيَسْتَقِرَّ ثُمَّ آتِيَهُ. فَأَتَيْتُهُ بَعْدَ أَنِ استراح وفرغ من غذائه. فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَأَذِنَ لِي. فَدَخَلْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَاذَا صَنَعْتَ فِي غَيْبَتِكَ؟
فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِي وَبِخَبَرِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ. فَقَالَ لِي: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ لا يُحِبُّ أَنْ يَذْكُرَكَ لأَحَدٍ وَلا يُنَبِّهَ بِاسْمِكَ. فَمَا الرَّأْيُ؟ فَقُلْتُ: الرَّأْيُ أَنْ أَصِيرَ إِلَى الْمَدِينَةِ. فَقَالَ:
هَذَا رَأْيٌ خَطَأٌ. خَرَجْتَ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى مَا قَدْ عَلِمْتَ. وَلَكِنِ الرَّأْيَ أَنْ تَصِيرَ مَعِي فَأَنَا الذَّاكِرُ لِيَحْيَى أَمْرَكَ. فَرَكِبْتُ مَعَ الْقَوْمِ حَتَّى صِرْتُ إِلَى الرَّقَّةِ. فَلَمَّا عَبَرْنَا الْجَوَازَ قَالَ لِي: تَصِيرُ مَعِي. فَقُلْتُ: لا. أَصِيرُ إِلَى أَصْحَابِي وَأَنَا مُبَكِّرٌ عَلَيْكَ غَدًا لِنَصِيرَ جَمِيعًا إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَدَخَلْتُ عَلَى أَصْحَابِي فَكَأَنِّي وَقَعَتْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ. ثُمَّ قَالُوا لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا كَانَ خَبَرُكَ فَقَدْ كُنَّا فِي غَمٍّ مِنْ أَمْرِكَ؟ فَخَبَّرْتُهُمْ بِخَبَرِي. فَأَشَارَ عَلَيَّ الْقَوْمُ بِلُزُومِ الزُّبَيْرِيِّ وَقَالُوا: هَذَا طَعَامُكَ وَشَرَابُكَ لا تَهْتَمَّ لَهُ.
فَغَدَوْتُ بِالْغَدَاةِ إِلَى بَابِ الزُّبَيْرِيِّ فَخُبِّرْتُ بِأَنَّهُ قَدْ رَكِبَ إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ.
فَأَتَيْتُ بَابَ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ فَقَعَدْتُ مَلِيًّا فَإِذَا صَاحِبِي قَدْ خَرَجَ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أُنْسِيتُ أَنْ أُذَاكِرَهُ أَمْرَكَ وَلَكِنْ قِفْ بِالْبَابِ حَتَّى أَعُودَ إِلَيْهِ. فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ الْحَاجِبُ فَقَالَ لِي: ادْخُلْ. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي حَالَةٍ خَسِيسَةٍ. وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَقَدْ بَقِيَ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ أَوْ أَرْبَعَةٌ. فَلَمَّا رَآنِي يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ فِي تِلْكَ الْحَالِ رَأَيْتُ أَثَرَ الْغَمِّ فِي وَجْهِهِ. وَسَلَّمَ عَلَيَّ وَقَرَّبَ مَجْلِسِي. وَعِنْدَهُ قَوْمٌ يُحَادِثُونَهُ. فَجَعَلَ يُذَاكِرُنِي الْحَدِيثَ بَعْدَ الْحَدِيثِ فَانْقَطَعْتُ عَنْ إِجَابَتِهِ وَجَعَلْتُ أَجِيءُ بِالشَّيْءِ لَيْسَ بِالْمُوَافِقِ لِمَا يَسْأَلُ.
وَجَعَلَ الْقَوْمُ يُجِيبُونَ بِأَحْسَنِ الْجَوَابِ وَأَنَا سَاكِتٌ. فَلَمَّا انْقَضَى الْمَجْلِسُ وَخَرَجَ الْقَوْمُ خَرَجْتُ فَإِذَا خَادِمٌ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ قَدْ خَرَجَ فَلَقِيَنِي عِنْدَ السِّتْرِ فَقَالَ لِي: إِنَّ الْوَزِيرَ(5/495)
يَأْمُرُكَ أَنْ تُفْطِرَ عِنْدَهُ الْعَشِيَّةَ. فَلَمَّا صِرْتُ إِلَى أَصْحَابِي خَبَّرْتُهُمْ بِالْقَضِيَّةِ وَقُلْتُ: أَخَافُ أَنْ يَكُونَ غَلَطٌ بِي. فَقَالَ لِي بَعْضُهُمْ: هَذِهِ رَغِيفَانِ وَقِطْعَةُ جُبْنٍ وَهَذِهِ دَابَّتِي تُرْكَبُ وَالْغُلامُ خَلْفَكَ. فَإِنْ أَذِنَ لَكَ الْحَاجِبُ بِالدُّخُولِ دَخَلْتَ وَدَفَعْتَ مَا مَعَكَ إِلَى الْغُلامِ.
وَإِنْ تَكُنِ الأُخْرَى صِرْتَ إِلَى بَعْضِ الْمَسَاجِدِ فَأَكَلْتَ مَا مَعَكَ وَشَرِبْتَ مِنْ مَاءِ الْمَسْجِدِ. فَانْصَرَفْتُ فَوَصَلْتُ إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ وَقَدْ صَلَّى النَّاسُ الْمَغْرِبَ. فَلَمَّا رَآنِي الْحَاجِبُ قَالَ: يَا شَيْخُ أَبْطَأْتَ وَقَدْ خَرَجَ الرَّسُولُ فِي طَلَبِكَ غَيْرَ مَرَّةٍ. فَدَفَعْتُ مَا كَانَ مَعِي إِلَى الْغُلامِ وَأَمَرْتُهُ بِالْمُقَامِ. فَدَخَلْتُ فَإِذَا الْقَوْمُ قَدْ تَوَافَوْا. فَسَلَّمْتُ وَقَعَدْتُ.
وَقُدِّمَ الْوَضُوءُ فَتَوَضَّأْنَا وَأَنَا أَقْرَبُ الْقَوْمِ إِلَيْهِ. فَأَفْطَرْنَا وَقَرُبَتْ عِشَاءُ الآخِرَةِ فَصُلِّيَ بِنَا ثُمَّ أَخَذْنَا مَجَالِسَنَا. فَجَعَلَ يَحْيَى يَسْأَلُنِي وَأَنَا مُنْقَطِعٌ وَالْقَوْمُ يُجِيبُونَ بِأَشْيَاءَ هِيَ عِنْدِي عَلَى خِلافِ مَا يُجِيبُونَ. فَلَمَّا ذَهَبَ اللَّيْلُ خَرَجَ الْقَوْمُ وَخَرَجْتُ خَلْفَ بَعْضِهِمْ فَإِذَا غُلامٌ قَدْ لَحِقَنِي فَقَالَ: إِنَّ الْوَزِيرَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَصِيرَ إِلَيْهِ قَابِلَةً قَبْلَ الْوَقْتِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ يَوْمَكَ هَذَا. وَنَاوَلَنِي كِيسًا مَا أَدْرِي مَا فِيهِ إِلا أَنَّهُ مَلأَنِي سُرُورًا. فَخَرَجْتُ إِلَى الْغُلامِ فَرَكِبْتُ وَمَعِي الْحَاجِبُ حَتَّى صَيَّرَنِي إِلَى أَصْحَابِي. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمْ فَقُلْتُ: اطْلُبُوا لِي سِرَاجًا. فَفَضَضْتُ الْكِيسَ فَإِذَا دَنَانِيرُ. فَقَالُوا لِي: مَا كَانَ رَدَّهُ عَلَيْكَ؟ فَقُلْتُ: إِنَّ الْغُلامَ أَمَرَنِي أَنْ أُوَافِيهِ قَبْلَ الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ فِي لَيْلَتِي هَذِهِ. وَعَدَدْتُ الدَّنَانِيرَ فَإِذَا خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ. فَقَالَ لِي بَعْضُهُمْ: عَلَيَّ شِرَاءُ دَابَّتِكَ. وَقَالَ آخَرُ: عَلَيَّ السُّرُجُ وَاللِّجَامُ وَمَا يُصْلِحُهُ. وَقَالَ آخَرُ: عَلَيَّ حَمَّامُكَ وَخِضَابُ لِحْيَتِكَ وَطِيبُكَ. وَقَالَ آخَرُ:
عَلَيَّ شِرَاءُ كَسَوْتِكَ فَانْظُرْ فِي أَيِّ الزِّيِّ الْقَوْمُ. فَعَدَدْتُ مِائَةَ دِينَارٍ فَدَفَعْتُهَا إِلَى صَاحِبِ نَفَقَتِهِمْ فَحَلَفَ الْقَوْمُ بِأَجْمَعِهِمْ أنهم لا يرزؤوني دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا. وَغَدَوْا بِالْغَدَاةِ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى مَا انْتَدَبَ لِي فِيهِ. فَمَا صَلَّيْتُ الظُّهْرَ إِلا وَأَنَا مِنْ أَنْبَلِ النَّاسِ. وَحَمَلْتُ بَاقِي الْكَيْسِ إِلَى الزُّبَيْرِيِّ فَلَمَّا رَآنِي بِتِلْكَ الْحَالِ سُرَّ سُرُورًا شَدِيدًا. ثُمَّ أَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ فَقَالَ لِي: إِنِّي شَاخِصٌ إِلَى الْمَدِينَةِ. فَقُلْتُ: نَعَمْ إِنِّي قَدْ خَلَّفْتُ الْعِيَالَ عَلَى مَا قَدْ عَلِمْتَ.
فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ مِائَتَيْ دِينَارٍ يُوَصِّلُهَا إِلَى الْعِيَالِ. ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَأَتَيْتُ أَصْحَابِي بِجَمِيعِ مَا كَانَ مَعِي مِنَ الْكِيسِ. ثُمَّ صَلَّيْتُ الْعَصْرَ فَتَهَيَّأْتُ بِأَحْسَنَ هَيْئَةٍ. ثُمَّ حَضَرْتُ إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ. فَلَمَّا رآني الحاجب قام إلي فَأَذِنَ لِي فَدَخَلْتُ عَلَى يَحْيَى فَلَمَّا رَآنِي فِي تِلْكَ الْحَالِ نَظَرْتُ إِلَى السُّرُورِ فِي وَجْهِهِ. فَجَلَسْتُ فِي مَجْلِسِي ثُمَّ ابْتَدَأْتُ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي كَانَ يُذَاكِرُنِي بِهِ وَالْجَوَابِ فِيهِ. وَكَانَ الْجَوَابُ عَلَى غَيْرِ مَا(5/496)
كَانَ يُجِيبُ بِهِ الْقَوْمُ. فَنَظَرْتُ إِلَى الْقَوْمِ وَتَقْطِيبِهِمْ لِي. وَأَقْبَلَ يَحْيَى يُسَائِلُنِي عَنْ حَدِيثِ كَذَا وَحَدِيثِ كَذَا فَأُجِيبُ فِيمَا يَسْأَلُنِي. وَالْقَوْمُ سُكُوتٌ مَا يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِشَيْءٍ. فَلَمَّا حَضَرَتِ الْمَغْرِبُ تَقَدَّمَ يَحْيَى فَصَلَّى. ثُمَّ أَحْضَرَ الطَّعَامَ فَتَعَشَّيْنَا. ثُمَّ صَلَّى بِنَا يَحْيَى عِشَاءَ الآخِرَةِ وَأَخَذْنَا مَجَالِسَنَا. فَلَمْ نَزَلْ فِي مُذَاكَرَةٍ. وَجَعَلَ يَحْيَى يَسْأَلُ بَعْضَ الْقَوْمِ فَيَنْقَطِعُ. فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ الانْصِرَافِ انْصَرَفَ الْقَوْمُ وَانْصَرَفْتُ مَعَهُمْ فَإِذَا الرَّسُولُ قَدْ لَحِقَنِي فَقَالَ: إِنَّ الْوَزِيرَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَصِيرَ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ فِي الْوَقْتِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ يَوْمَكَ هَذَا. وَنَاوَلَنِي كِيسًا. فَانْصَرَفْتُ وَمَعِي رَسُولُ الْحَاجِبِ حَتَّى صِرْتُ إِلَى أَصْحَابِي وَأَصَبْتُ سِرَاجًا عِنْدَهُمْ فَدَفَعْتُ الْكِيسَ إِلَى الْقَوْمِ فَكَانُوا بِهِ أَشَدَّ سُرُورًا مِنِّي. فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قُلْتُ لَهُمْ: أَعِدُّوا لِي مَنْزِلا بِالْقُرْبِ مِنْكُمْ وَاشْتَرُوا لِي جَارِيَةً وَغُلامًا خَبَّازًا وَأَثَاثًا وَمَتَاعًا. فَلَمْ أُصَلِّ الظُّهْرَ إِلا وَقَدْ أَعَدُّوا لِي ذَلِكَ. وَسَأَلْتُهُمْ أَنْ يَكُونَ إِفْطَارُهُمْ عِنْدِي فَأَجَابُوا إِلَى ذَلِكَ بَعْدَ صُعُوبَةٍ شَدِيدَةٍ. فَلَمْ أَزَلْ آتِي يَحْيَى بْنَ خَالِدٍ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فِي الْوَقْتِ كُلَّمَا رَآنِي ازْدَادَ سُرُورًا. فَلَمْ يَزَلْ يَدْفَعُ إِلَيَّ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ خَمْسَمِائَةِ دِينَارٍ حَتَّى كَانَ لَيْلَةُ الْعِيدِ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تَزَيَّنْ غَدًا لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَحْسَنِ زِيٍّ مِنْ زِيِّ الْقُضَاةِ. وَاعْتَرِضْ لَهُ فَإِنَّهُ سَيَسْأَلُنِي عَنْ خَبَرِكَ فَأُخْبِرُهُ. فَلَمَّا كَانَ صَبِيحَةُ يَوْمِ الْعِيدِ خَرَجْتُ فِي أَحْسَنِ زِيٍّ. وَخَرَجَ النَّاسُ. وَخَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْمُصَلَّى.
فَجَعَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَلْحَظُنِي. فَلَمْ أَزَلْ فِي الْمَوْكِبِ. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ انْصِرَافِهِ صِرْتُ إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ وَلَحِقَنَا يَحْيَى بَعْدَ دُخُولِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مَنْزِلَهُ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ادْخُلْ بِنَا. فَدَخَلْتُ وَدَخَلَ الْقَوْمُ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا زَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَسْأَلُنِي عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ حَجَّتِنَا وَأَنَّكَ الرَّجُلُ الَّذِي سَايَرْتُهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ. وَأَمَرَ لَكَ بِثَلاثِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. وَأَنَا مُتَنَجِّزُهَا لَكَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ. ثُمَّ انْصَرَفْتُ يَوْمِي ذَلِكَ فَدَخَلْتُ مِنَ الْغَدِ عَلَى يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْوَزِيرَ. حَاجَةٌ عَرَضَتْ وَقَدْ قَضَيْتُ عَلَى الْوَزِيرِ أَعَزَّهُ اللَّهُ بِقَضَائِهَا. فَقَالَ لِي: وَمَا ذَلِكَ؟ فَقُلْتُ: الإِذْنُ إِلَى مَنْزِلِي.
فَقَدِ اشْتَدَّ الشَّوْقُ إِلَى الْعِيَالِ وَالصِّبْيَانِ. فَقَالَ لِي: لا تَفْعَلْ. فَلَمْ أَزَلْ أُنَازِلُهُ حَتَّى أَذِنَ لِي وَاسْتَخْرَجَ لِي الثَّلاثِينَ الأَلْفِ دِرْهَمٍ. وَهُيِّئَتْ لِي حَرَّاقَةٌ بِجَمِيعِ مَا فِيهَا. وَأَمَرَ أَنْ يُشْتَرَى لِي مِنْ طَرَائِفِ الشَّامِ لأَحْمِلَهُ مَعِي إِلَى الْمَدِينَةِ. وَأَمَرَ وَكِيلَهُ بِالْعِرَاقِ أَنْ يَكْتَرِيَ لِي إِلَى الْمَدِينَةِ لا أُكَلَّفُ نَفَقَةَ دِينَارٍ وَلا دِرْهَمٍ. فَصِرْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَأَخْبَرْتُهُمْ بِالْخَبَرِ وَحَلَفْتُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَأْخُذُوا مِنِّي مَا أَصِلُهُمْ بِهِ. فَحَلَفَ الْقَوْمُ أَنَّهُمْ لا يرزؤوني دينارا ولا(5/497)
درهما. فو الله مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَخْلاقِهِمْ فَكَيْفَ أُلامُ عَلَى حُبِّي لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ؟ وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُسَبِّحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْوَاقِدِيِّ جَالِسًا إِذْ ذَكَرَ يَحْيَى بْنَ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ. قَالَ فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ الْوَاقِدِيُّ فَأَكْثَرَ التَّرَحُّمَ. قَالَ فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّكَ لَتُكْثِرُ التَّرَحُّمَ عَلَيْهِ. قَالَ: وَكَيْفَ لا أَتَرَحَّمُ عَلَى رَجُلٍ أُخْبِرُكَ عَنْ حَالِهِ؟ كَانَ قَدْ بَقِيَ عَلَيَّ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ أَقَلُّ مِنْ عَشَرَةِ أَيَّامٍ وَمَا فِي الْمَنْزِلِ دَقِيقٌ وَلا سَوِيقٌ وَلا عَرَضٌ مِنْ عُرُوضِ الدُّنْيَا. فَمَيَّزْتُ ثَلاثَةً مِنْ إِخْوَانِي فِي قَلْبِي فَقُلْتُ أُنْزِلُ بِهِمْ حَاجَتِي. فَدَخَلْتُ عَلَى أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ وَهِيَ زَوْجَتِي فَقَالَتْ: مَا وَرَاءَكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَقَدْ أَصْبَحْنَا وَلَيْسَ فِي الْبَيْتِ عَرَضٌ مِنْ عُرُوضِ الدُّنْيَا مِنْ طَعَامْ أَوْ سَوِيقٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ. وَقَدْ وَرَدَ هَذَا الشَّهْرُ؟ فَقُلْتُ لَهَا: قَدْ مَيَّزْتُ ثَلاثَةً مِنْ إِخْوَانِي أُنْزِلُ بِهِمْ حَاجَتِي. فَقَالَتْ: مَدَنِيُّونَ أَوْ عِرَاقِيُّونَ؟ قَالَ قُلْتُ: بَعْضٌ مَدِينِيٌّ وَبَعْضٌ عِرَاقِيٌّ.
فَقَالَتِ: اعْرِضْهُمْ عَلَيَّ. فَقُلْتُ لَهَا: فُلانٌ. فَقَالَتْ: رَجُلٌ حَسِيبٌ ذُو يَسَارٍ إِلا أَنَّهُ مَنَّانٌ لا أَرَى لَكَ أَنْ تَأْتِيَهُ. فَسَمِّ الآخَرَ. فَسَمَّيْتُ الآخَرَ فَقُلْتُ: فُلانٌ. فَقَالَتْ: رَجُلٌ حَسِيبٌ ذُو مَالٍ إِلا أَنَّهُ بِخَيْلٌ لا أَرَى لَكَ أَنْ تَأْتِيَهُ. قَالَ فَقُلْتُ فُلانٌ. فَقَالَتْ: رَجُلٌ كَرِيمٌ حَسِيبٌ لا شَيْءَ عِنْدَهُ وَلا عَلَيْكَ أَنْ تَأْتِيَهُ. قَالَ فَأَتَيْتُهُ فَاسْتَفْتَحْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ فَأَذِنَ لِي عَلَيْهِ فَدَخَلْتُ. فَرَحَّبَ وَقَرَّبَ وَقَالَ لي: ما جاء بك أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِوُرُودِ الشَّهْرِ وَضِيقِ الْحَالِ. قَالَ فَفَكَّرَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لِي: ارْفَعْ ثِنْيَ الْوِسَادَةِ فَخُذْ ذَلِكَ الْكِيسَ فَطَهِّرْهُ وَاسْتَنْفِقْهُ. فَإِذَا هِيَ دَرَاهِمُ مُكَحَّلَةٌ. فَأَخَذْتُ الْكِيسَ وَصِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَدَعَوْتُ رَجُلا كَانَ يَتَوَلَّى شِرَاءَ حَوَائِجِي فَقُلْتُ: اكْتُبْ مِنَ الدَّقِيقِ عَشَرَةَ أَقْفِزَةً. وَمِنَ الأُرْزِ قَفِيزًا. وَمِنَ السُّكَّرِ كَذَا. حَتَّى قَصَّ جَمِيعَ حَوَائِجِهِ. فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعْتُ دَقَّ الْبَابِ فَقُلْتُ:
انْظُرُوا مَنْ هَذَا. فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ: هَذَا فُلانُ بْنُ فُلانِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. فَقُلْتُ: ائْذَنِي لَهُ. فَقُمْتُ لَهُ عَنْ مَجْلِسِي وَرَحَّبْتُ بِهِ وَقَرَّبْتُ وَقُلْتُ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا جَاءَ بِكَ؟ فَقَالَ لِي: يَا عَمِّ أَخْرَجَنِي وُرُودُ هَذَا الشَّهْرِ وَلَيْسَ عِنْدَنَا شَيْءٌ. فَفَكَّرْتُ سَاعَةً ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: ارْفَعْ ثِنْيَ الْوِسَادَةِ فَخُذِ الْكَيْسَ بِمَا فِيهِ. فَأَخَذَ الْكَيْسَ. ثُمَّ قُلْتُ لِصَاحِبِي: اخْرُجْ. فَخَرَجَ. فَدَخَلَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَتْ لي: مَا صَنَعْتَ فِي حَاجَةِ الْفَتَى؟ فَقُلْتُ لَهَا: دفعت إليه الكيس بأسره. فقالت: وُفِّقْتَ وَأَحْسَنْتَ. ثُمَّ فَكَّرْتُ فِي صِدِّيقٍ لِي بِقُرْبِ الْمَنْزِلِ فَانْتَعَلْتُ وَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَدَقَقْتُ الْبَابَ فَأَذِنَ لِي.
فَدَخَلْتُ فَسَلَّمَ عَلَيَّ وَرَحَّبَ وَقَرَّبَ ثم قال لي: ما جاء بك أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ فَخَبَّرْتُهُ بِوُرُودِ(5/498)
الشَّهْرِ وَضِيقِ الْحَالِ. فَفَكَّرَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لِي: ارْفَعْ ثِنْيَ الْوِسَادَةِ فَخُذِ الْكَيْسَ. فَخُذْ نِصْفَهُ وَأَعْطِنَا نِصْفَهُ. فَإِذَا كِيسِي بِعَيْنِهِ. فَأَخَذْتُ خَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَدَفَعْتُ إِلَيْهِ خَمْسَمِائَةٍ وَصِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَدَعَوْتُ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ يَلِي شِرَاءَ حَوَائِجِي فَقُلْتُ لَهُ: اكْتُبْ خَمْسَةَ أَقْفِزَةِ دَقِيقٍ. فَكَتَبَ لِي جَمِيعَ مَا أَرَدْتُ مِنْ حَوَائِجِي. فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذَا أَنَا بِدَاقٍّ يَدُقُّ الْبَابَ فَقُلْتُ لِلْخَادِمِ: انْظُرِي مَنْ هَذَا. فَخَرَجَتْ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَيَّ فَقَالَتْ: خَادِمٌ نَبِيلٌ. فَقُلْتُ لَهَا: ائْذَنِي لَهُ. فَنَزَلَ فَإِذَا كِتَابٌ مِنْ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ يَسْأَلُنِي الْمَصِيرَ إِلَيْهِ فِي وَقْتِهِ ذَلِكَ. فَقُلْتُ لِلرَّجُلِ: اخْرُجْ. وَلَبِسْتُ ثِيَابِي وَرَكِبْتُ دَابَّتِي ثُمَّ مَضَيْتُ مَعَ الْخَادِمِ فَأَتَيْتُ مَنْزِلَ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي صَحْنِ دَارِهِ. فَلَمَّا رَآنِي وَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ رَحَّبَ وَقَرَّبَ وَقَالَ: يَا غُلامُ مِرْفَقَةً. فَقَعَدْتُ إِلَى جَانِبِهِ فَقَالَ لِي: أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تَدْرِي لِمَ دَعَوْتُكَ؟ قُلْتُ: لا. فَقَالَ: أَسْهَرَتْنِي لَيْلَتِي هَذِهِ فِكْرَةً فِي أَمْرِكَ وَوُرُودِ هَذَا الشَّهْرِ وَمَا عِنْدَكَ. فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْوَزِيرَ! إِنَّ قِصَّتِي تَطُولُ.
فَقَالَ لِي: إِنَّ الْقِصَّةَ كُلَّمَا طَالَتْ كَانَ أَشْهَى لَهَا. فَخَبَّرْتُهُ بِحَدِيثِ أم عَبْدِ اللَّهِ وَحَدِيثِ إِخْوَانِي الثَّلاثَةِ وَمَا كَانَ مِنْ رَدِّهَا لَهُمْ. وَخَبَّرْتُهُ بِحَدِيثِ الطَّالِبِيِّ وَخَبَرِ أَخِي الثَّانِي الْمُوَاسِي لَهُ بِالْكِيسِ. فَقَالَ: يَا غُلامُ دَوَاةً. فَكَتَبَ رُقْعَةً إِلَى خَازِنِهِ. فَإِذَا كِيسٌ فِيهِ خَمْسُمِائَةُ دِينَارٍ. فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ اسْتَعِنْ بِهَذَا عَلَى شَهْرِكَ. ثُمَّ رَفَعَ رُقْعَةً إِلَى خَازِنِهِ فَإِذَا صُرَّةٌ فِيهَا مِائَتَا دِينَارٍ فَقَالَ: هَذَا لأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ لِجَزَالَتِهَا وَحُسْنِ عَقْلِهَا. ثُمَّ رَفَعَ رُقْعَةً أُخْرَى فَإِذَا مِائَتَا دِينَارٍ فَقَالَ: هَذَا لِلطَّالِبِيِّ. ثُمَّ رَفَعَ رُقْعَةً أخرى فَإِذَا صُرَّةٌ فِيهَا مِائَتَا دِينَارٍ فَقَالَ: هَذَا لِلْمُوَاسِي لَكَ. ثُمَّ قَالَ لِي: انْهَضْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فِي حِفْظِ اللَّهِ. قَالَ فَرَكِبْتُ مِنْ فَوْرِي فَأَتَيْتُ صَاحِبِي الَّذِي وَاسَانِي بِالْكَيْسِ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الْمِائَتَيْ دِينَارٍ وَخَبَّرْتُهُ بِخَبَرِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ. فَكَادَ يَمُوتُ فَرِحًا. ثُمَّ أَتَيْتُ الطَّالِبِيَّ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الصُّرَّةَ وَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ. فَدَعَا وَشَكَرَ. ثُمَّ دَخَلْتُ مَنْزِلِي فَدَعَوْتُ أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ فَدَفَعْتُ إِلَيْهَا الصُّرَّةَ فَدَعَتْ وَجَزَتْ خَيْرًا. فَكَيْفَ أُلامُ عَلَى حُبِّ الْبَرَامِكَةِ. يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ خَاصَّةً؟ وَتُوُفِّيَ وَهُوَ عَلَى الْقَضَاءِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ وَصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَمَاعَةَ التَّمِيمِيُّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْقَضَاءِ بِبَغْدَادَ فِي الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ. وَأَوْصَى مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَبِلَ وَصِيَّتَهُ وَقَضَى دَيْنَهُ. وَكَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ يَوْمَ مَاتَ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ سَنَةً.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنِي أَنَّهُ وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثلاثين ومائة.(5/499)
1449- حسين بن زيد
بن علي بن حسين بن على بن أبي طالب ويكنى أبا عبد الله.
وكان قد كف بصره. وأمه أم ولد. فولد حسين بن زيد مليكة وميمونة. تزوجها المهدى أمير المؤمنين فتوفى عنها فخلف عليها عيسى بن جعفر الأكبر ابن المنصور فلم تلد له شيئا. وعلية بنت حسين وأمهن كلثم الصماء بنت عبد الله بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب. ويحيى بن حسين وسكينة لم تبرز وفاطمة بنت حسين.
تزوجها محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس فولدت له حسنًا وسليمان وخديجة وزينب والحسين لا عقب له بني محمد بن إبراهيم وأمهم خديجة بنت عمر بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب. وعليًا وجعفرًا وأمهما أم ولد.
ولحسين أحاديث.
1450- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبُ
بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ. وأمه أم ولد. فولد عبد الله بن مصعب أبا بكر ولي المدينة لهارون أمير المؤمنين وأمه عبدة. وهي أم عبد الله بنت طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي بكر الصديق. ومصعبًا وأمه أمة الجبار بنت إبراهيم بن جعفر بن مصعب بن الزبير وأمها فاختة بنت عبد الرحمن بن عبد الله بن الأسود بن أبي البختري. ومحمدًا الأكبر ومحمدًا الأصغر وعليًا وأحمد وأمهم خديجة بنت إبراهيم بن إبراهيم بن عثمان. وهو قرين بن عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام. وأم قرين سُكَيْنَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب. وكان عبد الله بن مصعب يكنى أبا بكر ومات بالرقة في شهر ربيع الأول سنة أربع وثمانين ومائة. وهو ابن تسع وستين سنة. وولد له ابن بعد موته فسمى عبد الله وأمه أم ولد. وله أحاديث.
1451- عامر بن صالح
بن عبد الله بن عروة بن الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ.
وأمه أم حبيب بنت محمد بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي. توفي ببغداد في
__________
1449 قال أحمد بن عدي: أرجو أنه لا بأس به إلا أني وجدت في حديثه بعض النكرة.
تهذيب الكمال (1310) ، وتذهيب التهذيب (1) ورقة (148) ، وتهذيب التهذيب (2/ 339) ، وطبقات خليفة (269) ، والتاريخ الصغير للبخاري (2/ 217) ، وأخبار القضاة لوكيع (1/ 204) ، والجرح والتعديل (3/ 237) ، وجمهرة ابن حزم (57) ، وميزان الاعتدال (1/ 2002) ، والمغني (1/ 1525) ، وديوان الضعفاء (981) ، والكاشف (1/ 231) ، وخلاصة الخزرجي (1/ 1424) .
1451 قال أحمد بن حنبل: ثقة لم يكن صاحب كذب. قال ابن معين: ضعيف، وفي رواية:
كان كذابا يروي عن هشام بن عروة كل حديث سمعه، وقد كتب عامة هذه الأحاديث عنه. وفي رواية: كذاب خبيث عدو الله. قال النسائي: ليس ثقة. قال أبو حاتم: صالح الحديث، ما أرى بحديثه بأسا، كان يحيى بن معين يحمل عليه، وأحمد بن حنبل يروي عنه. قال الأزدي: ذاهب الحديث.
تاريخ الدوري (2/ 288) ، والجرح والتعديل (6/ 1805) ، والمجروحين لابن حبان (2/ 187) ، وسؤالات البرقاني (342) ، وثقات ابن شاهين (873) ، وتاريخ بغداد (12/ 234) ، والضعفاء لأبي نعيم (181) ، والكاشف (2/ 2557) ، وديوان الضعفاء (2052) ، والمغني (1/ 3008) ، وميزان الاعتدال (2/ 4081) ، وتهذيب الكمال (3046) ، وتذهيب التهذيب (2) ورقة (116) ، وتهذيب التهذيب (5/ 71) ، وتقريب التهذيب (1/ 378) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3267) .(5/500)
خلافة هارون. وكان عامر شاعرًا عالمًا بأمور الناس ويكنى أبا الحارث.
1452- عبد الله بن عبد العزيز
بن عبد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخطاب وهو العابد.
وأمه أمة الحميد بنت عبد الله بن عياض بن عمرو بن بلبل بن بلال بن أحيحة بن الجلاح مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الأَوْسِ وكان عبد الله بن عبد العزيز عابدًا ناسكًا عالمًا وتوفي بالمدينة سنة أربع وثمانين ومائة.
1453- عبد الله بن محمد
بن عمران بن إبراهيم بن محمد بن طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ. وأمه أم ولد. ولي قضاء المدينة لهارون أمير المؤمنين ثم عزله واستعمله على قضاء مكة. ثم عزله واستعمله على قضاء المدينة. ثم عزله فلحق بهارون فلم يزل معه حتى خرج إلى الري فخرج معه. فمات بالري سنة تسع وثمانين ومائة. وكان عبد الله بن محمد يكنى أبا محمد. وكان قليل الحديث.
__________
1452 وثقه غير واحد.
تاريخ البخاري الكبير (5/ 421) ، والتاريخ الصغير (2/ 335) ، والجرح والتعديل (5/ 477) ، والثقات لابن حبان (7/ 19) ، (8/ 342) ، وحلية الأولياء (8/ 283) ، والكامل في التاريخ (6/ 166) ، وسير أعلام النبلاء (8/ 331) ، والمغني (1/ 3248) ، والعبر (1/ 289) ، وميزان الاعتدال (2/ 4430) ، وتهذيب الكمال (3396) ، وتذهيب التهذيب (2/ 162) ، وتهذيب التهذيب (5/ 302، 303) ، وتقريب التهذيب (1/ 430) ، وخلاصة الخزرجي (2/ 3630) ، وشذرات الذهب (1/ 306) .
1453 تاريخ بغداد (1/ 61) .(5/501)
1454- ابن أبي ثابت الأعرج
واسمه عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عبد بن الحارث بن زهرة. وأمه أمة الرحمن بنت حفص بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف. فولد عبد العزيز بن عمران عبيدة الكبرى وأمها أمة الواحد بنت عائذ بن معن بن عبد الله بن عَاصِمُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلانِ. وفاطمة وعبيدة الصغرى وهي الفصيحة وأمها الصعبة بنت عبد الله بن ربيعة بن أبي أمية بْن المغيرة بْن عَبْد الله بن عمر بن مخزوم. وإبراهيم وأم يحيى وأمة الرحمن وأم حفص وأم البنين وأم عمرو وأمهم أم ولد. وبرة وأم محمد وأمها حميدة بنت محمد بن بلال بن أبي بكر بن عبد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخطاب.
1455- ابن الطويل
واسمه محمد بن عبد الرحمن وهو الطويل بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بن مرة.
وكان قليل الحديث.
1456- أبو ضمرة
واسمه أنس بن عياض الليثي من أنفسهم. وكان ثقة كثير الحديث.
1457- محمد بن معن
بن محمد بن معن الغفاري ويكنى أبا معن. وكان ثقة قليل الحديث.
1458- إبراهيم بن جعفر
بن محمود بن عبد الله بن محمد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بْن عدي بْن مجدعة بْن حارثة من الأوس. وأمه كبلة بنت السائب من بني محارب بْن خصفة من قَيْس عيلان. فولد إبراهيم بن جعفر يعقوب وإسماعيل وأمامة لأمهات أولاد شتى. وكان إبراهيم بن جعفر يكنى أبا إسحاق وتوفي في شوال سنة إحدى وتسعين ومائة.
1459- زكرياء بن منظور القرظي
ويكنى أبا يحيى. وكان أعور قد لقى أبا حازم.
وعمر مولى غفرة.
__________
1456 تهذيب الكمال (122) ، وتهذيب التهذيب (1/ 375) ، وتقريب التهذيب (1/ 84) ، والتاريخ الكبير (2/ 33) ، والجرح والتعديل (2/ 289) ، تاريخ ابن معين (2/ 43) .
1457 تهذيب الكمال (1275) ، وتهذيب التهذيب (9/ 467) ، وتقريب التهذيب (2/ 209) ، والتاريخ الكبير (1/ 229) ، والجرح والتعديل (8/ 99) ، وتاريخ ابن معين (2/ 539) .
1459 قال ابن معين والنسائي وابن المديني: ضعيف. وقال أحمد بن صالح: ليس به بأس.
وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي ضعيف الحديث منكر الحديث. وقال أبو زرعة: منكر الحديث واهي الحديث. وقال ابن حجر: ضعيف.
تهذيب الكمال (431) ، وتهذيب التهذيب (3/ 332) ، وتقريب التهذيب (1/ 261) ، والتاريخ الكبير (3/ 424) ، والجرح والتعديل.(5/502)
1460- معن بن عيسى
بن معن ويكنى أبا يحيى مولى الأشجع وكان يعالج القز بالمدينة ويشتريه. وكان له غلمان حاكة. وكان يشتري ويلقي إليهم. مات بالمدينة في شوال سنة ثمان وتسعين ومائة. وكان ثقة كثير الحديث ثبتًا مأمونًا.
1461- محمد بن إسماعيل
بن مسلم بن أبي فديك ويكنى أبا إسماعيل. مولى لبني الديل. مات بالمدينة سنة تسع وتسعين ومائة. وقد روى عن حميد الخراط ومحمد بن إسحاق وعبد الرحمن بن حرملة والضحاك بن عثمان وربيعة بن عثمان وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ. وكان كثير الحديث وليس بحجة.
1462- عبد الله بن نافع
الصائغ ويكنى أبا محمد. مولى لبني مخزوم. وكان قد لزم مالك بن أنس لزومًا شديدا. وكان لا يقدم عليه أحدا مات بالمدينة في شهر رمضان سنة ست ومائتين وهو دون معن.
1463- أبو بكر الأعشى
واسمه عبد الحميد بن عبد الله. وهو أبو أويس بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر. وأمه أخت مالك بن أنس. وكان أبو بكر صاحب عربية وقراءة ورواية عن نافع بن أبي نعيم وسليمان بن بلال وغيرهما.
1464- وأخوه إسماعيل بن عبد الله
وهو أبو أويس بن عبد الله بن أويس بن مالك بن
__________
1460 تهذيب الكمال (1358) ، وتهذيب التهذيب (10/ 252) ، وتقريب التهذيب (2/ 267) ، والتاريخ الكبير (7/ 391) ، والجرح والتعديل (8/ 277) .
1461 قال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن معين: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: صدوق.
تهذيب الكمال (1175) ، وتهذيب التهذيب (9/ 61) ، وتقريب التهذيب (2/ 145) ، والتاريخ الكبير (1/ 37) ، والجرح والتعديل (7/ 188) ، وتاريخ ابن معين (2/ 505) .
1463 قال ابن معين: ثقة، وقال مرة: ليس به بأس. وقال النسائي: ضعيف. وقال الدارقطني: حجة. وقال ابن حجر: ثقة.
تهذيب الكمال (767) ، وتهذيب التهذيب (6/ 118) ، وتقريب التهذيب (1/ 468) ، والتاريخ الكبير (6/ 50) ، والجرح والتعديل (6/ 15) .
1464 قال أحمد وابن معين: لا بأس به. وقال ابن معين أيضا: صدوق ضعيف العقل ليس بذاك، يعني أنه لا يحسن الحديث ولا يعرف أن يؤديه أو يقرأ من غير كتابه. وقال أبو حاتم: محله الصدق وكان مغفلا. وقال النسائي: ضعيف. وقال مرة: ليس بثقة. وقال ابن حجر: صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه.
تهذيب الكمال (103) ، وتهذيب التهذيب (1/ 310) ، (1/ 71) ، والتاريخ الكبير (1/ 364) ، والجرح والتعديل (2/ 180) .(5/503)
أبي عامر. وأمه أخت مالك بن أنس. ويكنى إسماعيل أبا عبد الله. وقد روى عن مالك بن أنس وعن أبيه وعن كثير بن عبد الله ونافع بن أبي نعيم وشيوخ أهل المدينة.
1465- مطرف بن عبد الله
بن يسار اليساري ويكنى أبا مصعب. وكان يسار مكاتبًا لرجل من أسلم فأدى عنه عبد الله بن أبي فروة كتابته فعتق فصار هو وولده مع آل عبد الله بن أبي فروة وفي دعوتهم. وكان مطرف من أصحاب مالك بن أنس. وكان ثقة. وكان به صمم. ومات بالمدينة في أول سنة عشرين ومائتين.
1466- عبد العزيز بن عبد الله
بن عمرو الأكبر ابن أويس بن سعد الأكبر ابن أَبِي سَرْحِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ.
1467- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعِ
بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي. وأمه أم ولد يقال لها عصيمة.
1468- مصعب بن عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير بن العوام. وأمه أمة الجبار بنت إبراهيم بن جعفر بن مصعب بن الزبير بن العوام.
1469- عتيق بن يعقوب
بن صديق بن موسى بن عبد الله بن الزبير بن العوام ويكنى أبا بكر. وأمه حفصة بنت عمر بن عتيق بن عامر بن عبد الله بن الزبير. وقتل جده عمر بن عتيق وأبوه عتيق بن عامر جميعًا بقديد. وكان عتيق بن يعقوب قد اعتزل فنزل السوارقية ثم رجع إلى المدينة فأقام بها. وكان لزومًا لمالك بن أنس قد كتب عنه كتبه الموطأ وغيره. وكان يلزم عبد الله بن عبد العزيز العمري العابد. ولم يزل عتيق من خيار المسلمين. ومات سنة سبع أو ثمان وعشرين ومائتين.
1470- عبد الجبار بن سعيد
بن سليمان بن نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة من
__________
1468 تهذيب الكمال (1333) ، وتهذيب التهذيب (10/ 162) ، وتقريب التهذيب (2/ 252) ، والتاريخ الكبير (7/ 345) والجرح والتعديل (8/ 309) .
1469 التاريخ الكبير (7/ 98) ، والجرح والتعديل (7/ 46) ، ولسان الميزان (4/ 130) .(5/504)
بني عامر بن لؤي. وأمه بنت عثمان بن الزبير بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان. وهي أمه وأم أخوته جميعًا. وولي عبد الجبار قضاء المدينة للمأمون أمير المؤمنين. وكان أبوه سعيد بن سليمان قد ولي أيضًا قضاء المدينة للمهدى. وكانت عند عبد الجبار أحاديث. وسمع منه. ومات في سنة تسع وعشرين ومائتين بالمدينة.
1471- أبو غزية
واسمه محمد بن موسى من بني مازن بن النجار. وقد ولده أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي من قبل أمهاته. وكانت له رواية وعلم وبصر بالفتوى والفقه. ولى قضاء المدينة في ولاية عبيد الله بن الحسن العلوي على المدينة وذلك في خلافة المأمون أمير المؤمنين.
1472- أبو مصعب
واسمه أحمد بن أبي بكر بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف. وقد سمع من مالك بن أنس وروى عنه. وهو من فقهاء أهل المدينة. وقد ولي شرط المدينة وقضاءها لعبيد الله بن الحسن بعد أبي غزية.
1473- يعقوب بن محمد
بن عيسى بن عبد الملك بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ويكنى أبا يوسف. وكان أبوه محمد بن عيسى من سراة أهل المدينة وأهل المروءة منهم. وكان جميلًا نبيلًا. وكان يعقوب كثير العلم والسماع للحديث. ولم يجالس مالكًا ولكنه قد لقى من كان بعد مالك من فقهاء أهل المدينة ورجالهم وأهل العلم منهم. وكان حافظًا للحديث.
1474- محمد بن عبيد الله
بن محمد بن أبي زيد ويكنى أبا ثابت مولى لآل عثمان بن عفان. وكان تاجرًا. وقد سمع من مالك وغيره من رجال أهل المدينة. وكان فاضلًا خيرًا. ومات في المحرم سنة سبع وعشرين ومائتين.
__________
1473 قال أحمد: ليس بشيء ليس يسوي شيء. وقال ابن معين: إذا حدثكم عن الثقات فاكتبوه وما لا يعرف من الشيوخ فدعوه. وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال أبو حاتم: هو عندي عدل، أدركته ولم أكتب عنه. وقال الساجي: منكر الحديث. وقال ابن حجر: صدوق كثير الوهم والرواية عن الضعفاء.
تهذيب الكمال (1554) ، وتهذيب التهذيب (11/ 396) ، وتقريب التهذيب (2/ 377) ، والتاريخ الكبير (8/ 398) ، والجرح والتعديل (9/ 215) .
1474 تهذيب الكمال (1237) ، وتهذيب التهذيب (9/ 324) ، وتقريب التهذيب (2/ 188) ، والجرح والتعديل (8/ 3) .(5/505)
1475- إبراهيم بن حمزة
بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوام. وأمه من آل خالد بن الزبير بن العوام. وأم أبيه أم ولد. وأم جده أم ولد. ويكنى إبراهيم أبا إسحاق. وقتل حمزة بن مصعب وابنه عمارة بن حمزة بقديد. ولم يجالس إبراهيم بن حمزة مالك بن أنس. وسمع من عبد العزيز بن محمد الدراوردي وعبد العزيز بن أبي حازم وغيرهما من رجال أهل المدينة. وهو ثقة صدوق في الحديث. ويأتي الربذة كثيرًا فيقيم بها ويتجر بها ويشهد العيدين بالمدينة.
1476- عبد الملك بن عَبْدُ الْعَزِيزِ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سلمة الماجشون ويكنى أبا مروان. وكان من أصحاب مالك بن أنس. وكان له فقه ورواية.
__________
1475 تهذيب الكمال (53) ، وتهذيب التهذيب (1/ 116) ، وتقريب التهذيب (1/ 34) ، والتاريخ الكبير (1/ 283) ، والجرح والتعديل (2/ 93) .(5/506)
الجزء السادس
تَسْمِيَةُ مَنْ نَزَلَ مَكَّةَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -
1477- أَبُو سَبْرَةَ بْنُ أَبِي رُهْمِ
بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. وأمه برة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي.
قَالَ محمد بن عمر: لا نعلم أحدًا من المهاجرين من أهل بدر رجع إلى مكة.
يعني بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فنزلها غير أبي سبرة فإنه رجع إلى مكة بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَنَزَلَهَا فَكَرِهَ ذَلِكَ لَهُ الْمُسْلِمُونَ. وَوَلَدُهُ يُنْكِرُونَ ذَلِكَ وَيَدْفَعُونَهُ أَنْ يَكُونَ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ فَنَزَلَهَا بَعْدَ أَنْ هاجر منها ويغضبون من ذكر ذلك. وَتُوُفِّيَ أَبُو سَبْرَةَ بْنُ أَبِي رُهْمٍ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. رَضِيَ اللَّهُ عنه.
1478- عَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ
بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الله بن عمر بن مخزوم. وأمه أسماء بنت مخرمة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم من بني تميم وهو أخو أبي جهل بن هشام لأمه. وكان عياش من مهاجرة الحبشة ثم قدم فلم يزل بالمدينة إِلَى أَنْ قُبِضَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ثم خرج إلى الشأم فجاهد في سبيل الله. ثم رجع إلى مكة فأقام بها إلى أن مات بها. وأما ابنه عبد الله بن عياش فلم يزل بالمدينة حتى مات.
1479- عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ
بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْن مخزوم. وأمه أَسْمَاءُ بِنْت مُخَرَّبَةَ بْن جَنْدَلِ بْن أَبِيرِ بْن نهشل بن دارم. وكان اسم عبد الله في الجاهلية بحيرا فَلَمَّا أسلم سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عبد الله وولاه عمر بن الخطاب اليمن.
1480- الْحَارِث بْن هشام
بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْن مخزوم. وأمه أسماء
__________
1477 تاريخ الطبري (2/ 330، 331) ، (4/ 50، 81، 82، 84، 86، 91- 93) .
1479 تاريخ الطبري (2/ 335، 500) ، (4/ 214، 241، 421) .
1480 تاريخ الطبري (2/ 325، 501، 524) ، (3/ 42، 90، 400، 401، 403، 437، 443، 613) ، (4/ 60، 65) .(6/3)
بِنْت مُخَرَّبَةَ بْن جَنْدَلِ بْن أَبِيرِ بْن نهشل بن دارم. وأسلم الحارث بن هشام يوم الفتح فلم يزل مقيمًا بمكة حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وخرج إلى الشأم في خلافة أبي بكر الصديق فشهد فحل وأجنادين. وَمَاتَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ فِي خلافة عمر بن الخطاب.
1481- عكرمة بن أبي جهل
واسم أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وأمه أم مجالد بنت يربوع من بني هلال بن عامر. أسلم عكرمة يوم الفتح وأقام بمكة. فلما كان حجة الوداع اسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على هوزان يُصَدِّقُهَا. فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو يومئذ بتبالة. ثم خرج إلى الشأم مجاهدًا فقتل شَهِيدًا يَوْمَ أَجْنَادَيْنِ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. رَضِيَ اللَّهُ عنه.
1482- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ
بن أبي السائب بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ويكنى أبا عبد الرحمن. وأمه رمله بنت عروة ذي البردين من بني هلال بن عامر بن صعصعة أسلم عبد الله يوم الفتح وَلَمْ يَزَلْ مُقِيمًا بِمَكَّةَ إِلَى أَنْ مَاتَ بها في زمن عبد الله بن الزبير.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ لَمَّا فَرَغَ مِنْ قَبْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ وَقَامَ النَّاسُ عَنْهُ قَامَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَدَعَا لَهُ ثم انصرف.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: كُنَّا نَفْخَرُ عَلَى النَّاسِ بِأَرْبَعَةٍ: بِفَقِيهِنَا وَقَاصِّنَا وَمُؤَذِّنِنَا وَقَارِئِنَا. فَأَمَّا فَقِيهُنَا فَابْنُ عَبَّاسٍ. وَأَمَّا مُؤَذِّنُنَا فَأَبُو مَحْذُورَةَ. وَأَمَّا قَارِئُنَا فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ. وَأَمَّا قَاصُّنَا فَعُبَيْدُ بْنُ عمير.
__________
1481 تاريخ الطبري (2/ 404، 455، 500، 501، 507، 508، 573، 579، 622) ، (3/ 44، 48، 57- 59، 63، 249، 269، 281، 282، 305، 314- 317، 327، 331، 335- 338، 389، 391، 392، 395، 396، 398، 400، 401، 470) .
1482 الإصابة (2/ 314) ، والاستيعاب (2/ 380) ، تهذيب الكمال (685) ، وتهذيب التهذيب (5/ 229) ، وتقريب التهذيب (1/ 417) .(6/4)
1483- خالد بن العاص
بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وأمه عاتكة بنت الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر بن مخزوم. وهو أبو عكرمة بن خالد والحارث بن خالد الشاعر. وأسلم خالد بن العاص يوم فتح مكة وأقام بها وله عقب.
وقد ولي خالد بن العاص مكة.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا مَحْذُورَةَ لا يُؤَذِّنُ حَتَّى يَرَى خَالِدَ بْنَ الْعَاصِ دَاخِلا مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ.
1484- قَيْسُ بْنُ السَّائِبِ
مَوْلَى مجاهد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: هَذِهِ الآيَةُ نَزَلَتْ فِي مَوْلايَ قَيْسِ بْنِ السَّائِبِ: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ» البقرة: 184. فَأَفْطَرَ وَأَطْعَمَ لِكُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا.
1485- عتاب بن أسيد
بن أبي العيص بن أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بن قصي. وأمه أروى بنت أبي عَمْرو بْن أمية بْن عَبْد شمس. أسلم يوم الفتح فلما خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من مكة إلى حنين استعمل عتاب بن أسيد على مكة يصلى بالناس وقال له: تدري على من استعملتك؟ قَالَ: الله ورسوله أعلم. قَالَ: استعملتك على أهل الله. وأقام عتاب للناس الحج تلك السنة. وهي سنة ثمان. وقبض رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وعتاب بن أسيد عامله على مكة.
1486- وأخوه خالد بن أسيد
بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس. أسلم يوم فتح مكة ولم يزل بها.
1487- الحكم بْن أبي العاص
بْن أمية بْن عَبْد شمس. وأمه رقية بنت الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم. أسلم يوم فتح مكة ولم يزل بها حتى كانت خِلافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. فأذن له فدخل المدينة فمات بها فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
رَضِيَ اللَّهُ عنه. وهو أبو مروان بن الحكم وعم عثمان بن عفان.
__________
1483 تاريخ الطبري (4/ 406، 407) ، (5/ 172، 211) .
1485 تاريخ الطبري (3/ 73، 94، 318، 319، 322، 342، 419، 427، 597، 623) ، (4/ 39، 94، 160) .
1487 تاريخ الطبري (3/ 188) ، (4/ 76، 347، 399) ، (10/ 58) .(6/5)
1488- عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ
بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ بْن عَبْد مَنَافِ بْن قصي. وأمه خديجة أو أمامة بنت عياض بن رافع من خزاعة. أسلم عقبة يوم الفتح.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ الْحَارِثِ. قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ وَحَدَّثَنِي صَاحِبٌ لِي وَأَنَا لِحَدِيثِ صَاحِبِي أَحْفَظُ قَالَ: تَزَوَّجْتُ أُمَّ يَحْيَى بِنْتَ أَبِي إِهَابٍ. قَالَ:
فَدَخَلَتْ عَلَيْنَا امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ فَزَعَمَتْ أَنَّهَا أَرْضَعَتْنَا جَمِيعًا. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَأَعْرَضَ عَنِّي فَقُلْتُ: إِنَّهَا كَاذِبَةٌ. [فَقَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ بِأَنَّهَا كَاذِبَةٌ وَقَدْ قَالَتْ مَا قَالَتْ؟
دَعْهَا عَنْكَ.]
1489- عثمان بن طلحة
بْن أَبِي طلحة. واسم أَبِي طلحة عَبْد اللَّه بْن عَبْد العزى بْن عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ. وأمه السلامة الصغرى بنت سعد بن الشهيد من الأنصار.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عمر: رجع عثمان إلى مكة فنزلها حتى مَاتَ بِهَا فِي أَوَّلِ خِلافَةِ مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان.
1490- شيبة الحاجب
ابن عثمان بن أبي طلحة بْن عَبْد العزى بْن عُثْمَانَ بْن عَبْد الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ. وأمه أم جميل بنت عُمَيْرِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عبد الدار بن قصي. خرج شيبة مع قريش إلى هوزان بحنين فأسلم هناك. وشيبة هو أبو صفية بنت شيبة. وبقي حَتَّى أَدْرَكَ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ.
1491- النَّضِيرُ بْن الْحَارِث
بن علقمة بْن كلدة بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قصي ويكنى أبا الحارث. وأمه ابنة الْحَارِثِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قصي. أسلم بحنين وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من غنائم حنين مائة من الإبل. وهو أخو النضر بن الحارث الذي قتله علي بن أبي طالب يوم بدر بالصفراء صبرا بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومن ولد النضير محمد بن المرتفع بن النضير الذي روى عنه سفيان بن عيينة وغيره.
__________
1488 تاريخ الطبري (2/ 539) .
1489 تاريخ الطبري (3/ 29، 31) .
1490 تاريخ الطبري (3/ 75) ، (5/ 136) .
1491 تاريخ الطبري (3/ 90) .(6/6)
1492- أبو السنابل بن بعكك
بن الحارث بْن السباق بْن عَبْد الدار بْن قصي. وأمه عمرة بنت أوس بن أبي عمرو من بني عذرة. وهو صاحب سبيعة بنت الحارث الأسلمية.
1493- صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ
بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْن جُمَحِ بْن عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ. ويكنى أبا وهب. وأمه صفية بِنْت مُعَمَّر بن حبيب بْن وهب بْن حذافة بن جمح. أسلم صفوان بحنين وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ خَمْسِينَ بَعِيرًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: لَقَدْ أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ حُنَيْنٍ. وَإِنَّهُ لَمِنْ أَبْغَضِ النَّاسِ إِلَيَّ. فَمَا زَالَ يُعْطِينِي حَتَّى إِنَّهُ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قِيلَ لِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ إِنَّهُ لا إِسْلامَ لِمَنْ لَمْ يُهَاجِرْ. فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[فَقَالَ لَهُ: عَزَمْتُ عَلَيْكَ يَا أَبَا وَهْبٍ لَمَا رَجَعْتَ إِلَى أَبَاطِحِ مَكَّةَ.] فَرَجَعَ إِلَى مَكَّةَ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ أَيَّامَ خُرُوجِ النَّاسِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْجَمَلِ. وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ. وَكَانَ يُحَرِّضُ النَّاسَ عَلَى الْخُرُوجِ إِلَى الْجَمَلِ.
1494- أَبُو مَحْذُورَةَ
واسمه أوس بن معير بن لوذان بن ربيعة بن عويج بن سعد بن جمح. وأمه خزاعية. قَالَ وسمعت من ينسب أبا محذورة فيقول: اسمه سمرة بن عمير بن لوذان بن وهب بن سعد بن جمح. وكان له أخ من أبيه وأمه اسمه أوس قتل يوم بدر كافرًا. وأسلم أبو محذورة يوم فتح مكة. وأقام بمكة ولم يهاجر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي دُجَانَةَ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ جَاءَهُ أَبُو مَحْذُورَةَ فَكَلَّمَهُ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُؤَذِّنُ لك؟
[فقال له رسول الله. ص: أَذِّنْ.] فَكَانَ يُؤَذِّنُ مَعَ بِلالٍ. فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
__________
1493 تاريخ الطبري (2/ 461، 472- 474، 493، 500، 501، 539، 542، 640) ، (3/ 44، 48، 57، 58، 63، 73، 74، 90، 247، 396، 613) .(6/7)
إِلَى الْمَدِينَةِ تَخَلَّفَ أَبُو مَحْذُورَةَ يُؤَذِّنُ بِمَكَّةَ وَلَمْ يُهَاجِرْ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَتَوَارَثَ الأَذَانَ بَعْدُ بِمَكَّةَ وَلَدُهُ وَوَلَدُ وَلَدِهِ إِلَى الْيَوْمِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ. وَتُوُفِّيَ أَبُو مَحْذُورَةَ بِمَكَّةَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ.
1495- مُطِيعُ بْنُ الأَسْوَدِ
بن حارثة بن نضلة بن عَوْفِ بْنِ عَبِيدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بن كعب. وأمه العجماء وهي أنيسة بنت عامر بن الفضل من خزاعة. وأسلم مطيع يوم فتح مكة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: لَمْ يُدْرِكْ أَحَدٌ مِنْ عُصَاةِ قُرَيْشٍ غَيْرَ مُطِيعٍ. كَانَ اسْمُهُ الْعَاصَ فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُطِيعًا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: مَاتَ مُطِيعٌ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ. رَضِيَ الله عَنْهُ.
1496- أبو جهم بن حذيفة
بن غانم بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبِيدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كعب. وأمه بشيرة بنت عَبْد الله من بني عدي بْن كعب. أسلم يوم فتح مكة ومات بعد قتل عمر بن الخطاب.
1497- أَبُو قُحَافَةَ
وَاسْمُهُ عُثْمَان بْن عَامِرِ بْن عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بن مرة بن كعب بن لؤي. وأمه قتيلة بنت أَدَاةَ بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بن رزاح بن عدي بن كعب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ:
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءِ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَكَّةَ وَاطْمَأَنَّ وَجَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ أَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ بِأَبِي قُحَافَةَ. فَلَمَّا [رَآهُ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَلا تَرَكْتَ الشَّيْخَ حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي أَمْشِي إِلَيْهِ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ أَحَقُّ أَنْ يَمْشِيَ إِلَيْكَ مِنْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَيْهِ. فَأَجْلَسَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ يَدَيْهِ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى قَلْبِهِ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا قُحَافَةَ أَسْلِمْ تَسْلَمْ. قَالَ فَأَسْلَمَ وَشَهِدَ شَهَادَةَ الْحَقِّ. قَالَ وَأُدْخِلَ عَلَيْهِ وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَأَنَّهُمَا ثُغَامَةٌ. فقال رسول الله. ص: غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد] .
__________
1496 تاريخ الطبري (4/ 198، 359، 413) ، (5/ 67) .
1497 تاريخ الطبري (3/ 424، 427) .(6/8)
قال: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُلَيَّةَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جِيءَ بِأَبِي قُحَافَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَكَأَنَّ رأسه ثغامة [فقال رسول الله. ص: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ فَلْيُغَيِّرْنَهُ. وَجَنِّبُوهُ السواد] .
قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ رَأْسُهُ ثُغَامَةٌ فَبَايَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ [قال: غيروا رأس الشيخ بحناء] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَنِيفَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى لِحْيَةِ أَبِي قُحَافَةَ كَأَنَّهَا ضِرَامُ عَرْفَجٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَمْ يَزَلْ أَبُو قُحَافَةَ بِمَكَّةَ لَمْ يُهَاجِرْ. وَتُوُفِّيَ أَبُو بكر الصديق فورثه قحافة السدس فرد على ولد أبي بكر. رضي الله عَنْهُ. ثُمَّ تُوُفِّيَ أَبُو قُحَافَةَ بِمَكَّةَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً.
1498- الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذِ
بْنِ عُمَيْرِ بْنِ جدعان بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بن مرة. وأمه هند بنت الحارث بن مسروق من بني غنم بن مالك بن كنانة. واسم المهاجر عمرو. وأسلم يوم فتح مكة. واسم قنفذ خلف. وقد روى المهاجر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
1499- المطلب بن أبي وداعة
واسمه الحارث بْن ضبيرة بْن سَعِيد بْن سعد بْن سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ. وأمه أروى بنت الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.
1500- سُهَيْلُ بْنُ عَمْرِو
بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بن عَبْد ود بْن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. وأمه حبى بنت قيس بن ضبيس من خزاعة. وخرج سهيل بن عمرو من مكة إلى حنين مع النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ عَلَى شركه فأسلم بالجعرانة. وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَئِذٍ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ. وقد روى سهيل عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَحَادِيثَ.
__________
1499 تاريخ الطبري (2/ 464، 488) .
1500 تاريخ الطبري (2/ 347، 368، 437، 460، 465، 560، 628، 633، 634- 636، 639) ، (3/ 48، 58، 90، 390، 396، 443، 613) ، (4/ 60) .(6/9)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ زِيَادِ بْنِ مِينَا عَنْ أَبِي سَعْدِ بْنِ أَبِي فَضَالَةَ الأَنْصَارِيِّ. وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ. قَالَ:
اصْطَحَبْتُ أَنَا وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى الشَّامِ لَيَالِيَ أَغْزَانَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ. فَسَمِعْتُ سُهَيْلا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[يَقُولُ: مَقَامُ أَحَدِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سَاعَةً خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ عُمْرَهُ فِي أَهْلِهِ] . قَالَ سُهَيْلٌ: فَأَنَا أُرَابِطُ حَتَّى أَمُوتَ وَلا أَرْجِعُ إِلَى مَكَّةَ أَبَدًا.
فَمَاتَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ بِالشَّامِ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ. وَيُكْنَى سُهَيْلٌ أَبَا يَزِيدَ.
1501- عبد الله بن السعدي
واسمه عمرو بْن وقدان بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود بْن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. وأمه بنت الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعيد بن سهم. وأسلم عبد الله بن السعدي يوم الفتح.
1502- حُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى
بن أبي قيس بن عَبْد ود بْن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي ويكنى أَبَا محمد. وأمه زينب بنت علقمة بن غزوان بن يربوع بن الحارث بن منقذ. أسلم حويطب بن عبد العزى يوم فتح مَكَّةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَهْمِ أَنَّ حُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى الْعَامِرِيَّ بَلَغَ عِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ. سِتِّينَ سَنَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَسِتِّينَ سَنَةً فِي الإِسْلامِ. وَأَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حُنَيْنًا وَالطَّائِفَ. وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِائَةَ بَعِيرٍ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ. وَتُوُفِّيَ حُوَيْطِبٌ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
1503- ضرار بن الخطاب
بن مرداس بن كبير بن عمرو بن حبيب بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فهر.
قَالَ: وكان فارس قريش وشاعرهم. وأسلم يوم الفتح ولم يزل بمكة حتى خرج إلى اليمامة فقتل بها شهيدًا.
1504- أبو عبد الرحمن الفهري
سمعت من يذكر أن اسمه كرز بن جابر.
__________
1502 تاريخ الطبري (2/ 69، 630) ، (3/ 25، 90) ، (4/ 69، 413) .
1503 تاريخ الطبري (2/ 573) ، (3/ 360، 361، 369، 411، 561، 564) ، (4/ 8، 37، 49) .
1504 تاريخ الطبري (2/ 406، 407، 410، 644) ، (3/ 56، 57، 153) .(6/10)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هَمَّامٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيِّ أَنَّهُ شَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَزْوَةَ حُنَيْنٍ وَحَدَّثَ فِي ذَلِكَ بِحَدِيثٍ طَوِيلٍ.
1505- عُتْبَةُ بْنُ أَبِي لَهَبٍ
واسم أبي لهب عَبْد العزى بْن عَبْد المطلب بْن هاشم بن عبد مناف بن قصي. وأمه أم جميل بِنْت حرب بْن أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بن قصي. أسلم يوم فتح مكة وأقام بمكة ولم يهاجر. وشهد مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَزْوَةَ حنين. وثبت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَئِذٍ فِيمَنْ ثَبَتَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وأصحابه. وَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ مِنَ الرِّجَالِ بِمَكَّةَ بَعْدَ أَنْ فُتِحَتْ غَيْرُ عُتْبَةَ وَمُعَتَّبٍ ابْنَيْ أَبِي لَهَبٍ.
1506- معتب بْن أبي لهب
بْن عَبْد المطلب بْن هاشم بْن عبد مناف بن قصي. وأمه أم جميل بنت حرب بن أمية. أسلم يوم فتح مكة وخرج مَعَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى حنين وثبت معه يَوْمَئِذٍ فِيمَنْ ثَبَتَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَأَصْحَابِهِ. وأصيبت عينه يومئذ.
1507- يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ أُبَيِّ بْنِ عُبَيْدَةَ بْنِ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ بن بكر بن زيد بْن مالك بْن حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة بن تميم.
وأمه منية بنت جَابِرِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ نَسِيبِ بْنِ زَيْدِ بْن مالك بْن الْحَارِث بْن عوف بْن مازن بْن مَنْصُور. وكان يعلي بن أمية حليفًا لبني نوفل بن عبد مناف. وأسلم هو وأبوه أمية وأخوه سلمة بن أمية. وشهد يعلى وسلمة ابنا أمية مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تبوك. وروى يعلي عن عمر.
أخبرنا إسماعيل بن عُلَيَّةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَيْشَ الْعُسْرَةِ وَكَانَ مِنْ أَوْثَقِ أَعْمَالِي فِي نَفْسِي.
1508- حجير بن أبي إهاب
بن عزيز بن قيس بن سويد بن زيد بن عبد الله بن دارم من بني تميم. وكان حليفًا لبني نوفل بن عبد مناف.
__________
1505 تاريخ الطبري (2/ 467، 468) .
1507 تاريخ الطبري (2/ 390) ، (3/ 228، 318، 427، 446، 479، 597، 623) ، (4/ 39، 94، 160، 241، 421، 443، 450- 452، 507) .
1508 تاريخ الطبري (2/ 539) .(6/11)
1509- عمير بن قتادة
بن سعد بن عامر بن جندع بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بن كنانة. وهو أبو عبيد بن عمير الليثي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ أَبُو حَاتِمٍ صَاحِبُ الطَّعَامِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا قَاعِدٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الإِسْلامُ؟ فَأَخْبَرَهُ بِشَرَائِعِهِ. قَالَ وَالْحَدِيثُ طَوِيلٌ.
1510- أبو عقرب
واسمه خويلد بن خالد بن بجير بن عمرو بن حماس بن عريج بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
1511- وابنه عمرو بن أبي عقرب
أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ورآه وروى عنه. وهو جد أبي نوفل بن أبي عقرب. واسم أبي نوفل معاوية بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أبي عَقْرَبٍ.
وسكن أبو نوفل بعد البصرة وروى عنه البصريون.
1512- أبو الطفيل
واسمه عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمير بن جابر بن حميس بن جزء بن سعد بن ليث.
1513- كَلَدَةُ بْنُ حَنْبَلٍ
وهو أخو صفوان بن أمية لأمه.
قال: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّ كَلَدَةَ بْنَ الْحَنْبَلِ أَخْبَرَهُ قَالَ: بَعَثَنِي صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ إِلَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ الْفَتْحِ بِلَبَا وَجَدَايَةٍ وَضَغَابِيسَ.
وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَعْلَى الْوَادِي. فَدَخَلْتُ وَلَمْ أَسْتَأْذِنْ وَلَمْ أسلم. [فقال النبي. ص:
اخرج فقل السلام عليكم. ادخل] ؟ وذلك بعد ما أَسْلَمَ صَفْوَانُ. قَالَ وَأَخْبَرَنِيهِ عَمْرٌو عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ عَنْ كَلَدَةَ. وَلَمْ يَقُلْ أُمَيَّةُ سَمِعْتُهُ مِنْ كَلَدَةَ.
1514- بسر بن سفيان
بن عمرو بن عويمر بن صرمة بن عبد الله من خزاعة وهو الذي كتب إليه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدْعُوهُ إِلَى الإِسْلامِ.
1515- كرز بن علقمة
بن هلال بن جريبة بن عبدنهم بن حليل بن حبشية بن سلول
__________
1512 تاريخ الطبري (1/ 75، 227، 231، 268، 276) ، (3/ 180) ، (4/ 163، 500) ، (6/ 325، 344) .
1513 تاريخ الطبري (3/ 74) .(6/12)
من خزاعة. وهو الذي قفا أثر النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبِي بَكْرٍ حين جاءا إلى المدينة فانتهى إلى باب الغار الذي هما فيه فقال: هاهنا انقطع الأثر. وهو الذي نظر إلى قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: هذه القدم من تلك القدم التي في المقام. يعني قدم إبراهيم.
صلوات الله عليه وسلامه. وكان كرز قد عمر عمرًا طويلًا وأسلم يوم فتح مكة. وكتب معاوية بن أبي سفيان إلى عامله على مكة: إن كان كرز بن علقمة حيا فمره فليوقفكم على معالم الحرم. ففعل وهي معالمهم إلى الساعة.
1516- تميم بن أسد
بْنِ سُوَيْدِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ مَشْنُوءِ بْنِ عبد بن حبتر من خزاعة.
وكان شاعرًا. وأمره النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ أن يجدد أنصاب الحرم.
1517- الأَسْوَدُ بْنُ خَلَفِ
بْن أَسْعَدَ بْن عَامِرِ بْن بَيَاضَةَ بْن سُبَيْعِ بْن جعثمة بْن سعد بْن مليح بن عمرو بن ربيعة من خزاعة وحدث عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثًا حضره يوم فتح مكة.
قال: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ الأَسْوَدَ بْنَ خَلَفٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُبَايِعُ النَّاسَ يَوْمَ الْفَتْحِ عِنْدَ قَرْنٍ وَقَرْنِ مَصْقَلَةَ الَّذِي يُهَرِيقُ إِلَيْهِ بُيُوتُ أَبِي ثُمَامَةَ وَبَيْنَ دَارِ ابْنِ سَمُرَةَ وَمَا حَوْلَهَا.
قَالَ الأَسْوَدُ: فَرَأَيْتُهُ جَاءَهُ النَّاسُ وَالنِّسَاءُ وَالصَّغَارُ وَالْكُبَّارُ يُبَايِعُونَهُ عَلَى الإِسْلامِ وَشَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
1518- بديل بن ورقاء
بن عبد العزى بن ربيعة بن جري بن عامر بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة من خزاعة. وهو الذي كتب إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يدعوه إلى الإسلام.
1519- أبو شريح الكعبي
واسمه خويلد بن صخر بن عبد العزى بن معاوية بن المخترش بن عمرو بن زمان بن عدي بن عمرو بن ربيعة من خزاعة. وكان زمان ومازن أخوين.
__________
1516 تاريخ الطبري (3/ 44) .
1518 تاريخ الطبري (2/ 625، 626) ، (3/ 44- 46، 50، 52، 55) .
1519 تاريخ الطبري (4/ 272) ، (5/ 346) .(6/13)
1520- نافع بن عبد الحارث
بن حبالة بن عمير بن الحارث. وهو غبشان بن عبد عمرو بن عمرو بن بوي بن ملكان بن أفصي من خزاعة. وكان نافع بن عبد الحارث والي عمر بن الخطاب على مكة.
1521- علقمة بن الفغواء
بن عبيد بن عمرو بن زمان بن عدي بن عمرو بن ربيعة من خزاعة.
1522- محرش الكعبي.
قَالَ: وبعضهم يقول مخرش.
1523- عبد الله بن حبشي
الخثعمي.
1524- عبد الرحمن بن صفوان
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَفْوَانَ قَالَ: لَبِسْتُ ثِيَابِي يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ ثُمَّ انْطَلَقْتُ فَوَافَقْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ فَسَأَلْتُ عُمَرَ: أَيَّ شَيْءٍ صَنَعَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ دَخَلَ الْبَيْتَ؟ فَقَالَ: صلى ركعتين.
1525- لقيط بن صبرة
العقيلي وكان ينزل ناحية ركبة وجلدان قريبًا من مكة ويأتي مكة كثيرا فيقيم بها.
1526- إياس بن عبد
المزني.
1527- كَيْسَانُ.
قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِنْدَ البئر العليا.
قال: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ الْيَمَانِ عَنْ عَمْرِو بْنِ كَثِيرٍ الْمَكِّيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي إِحْدَى صَلاتَيِ الْعَشِيِّ. الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ. بِثَنِيَّةِ الْعُلْيَا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَلَبِّبًا بِهِ قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ.
1528- مُسْلِمٌ.
قال: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ الْبَهْرَانِيُّ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ أَبْزَى الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي رَائِطَةُ بِنْتُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِيهَا أَنَّهُ شَهِدَ [مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حُنَيْنًا فَقَالَ لَهُ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: غُرَابٌ. قَالَ: اسْمُكَ مُسْلِمٌ] .(6/14)
1529- عبد الرحمن بن أبزى
مولى خزاعة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكَانَ إِذَا خَفَضَ لا يُكَبِّرُ. قَالَ: يَعْنِي إِذَا سَجَدَ.
قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى عَلَى مَكَّةَ خَلَّفَهُ عَلَيْهَا نَافِعُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ حِينَ خَرَجَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.(6/15)
[طبقات الروات عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيره]
الطبقة الأولى من أهل مكة ممن روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيره
1530- علي بن ماجدة
السهمي وهو أبو ماجدة. روى عن أبي بكر وعمر بن الخطاب. رضي الله عنهما.
1531- عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرِ
بْنِ قَتَادَةَ اللَّيْثِيُّ ويكنى أبا عاصم. وكان ثقة كثير الحديث.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صخر بن جويرية قال: حدثنا إسماعيل المكي قال: حدثني أبو خلف مولى بني جمح في حديث رواه عن عائشة فيه ذكر عبيد بن عمير أنه كان يكنى أبا عاصم.
قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَصَّ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ قَالَ: قَالَ إِنْسَانٌ لِعَطَاءٍ: مَنْ أَوَّلُ مَنْ قَصَّ؟ قَالَ: عُبَيْدُ بْنُ عمير.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَنَا عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ. قَالَتْ: قَاصُّ أَهْلِ مَكَّةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَتْ: خَفِّفْ فَإِنَّ الذِّكْرَ ثقيل.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: رَأَيْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ وَكَانَتْ لَهُ جُمَّةٌ إِلَى قَفَاهُ أو نحو ذلك.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الواحد بن أيمن قال: رأيت
__________
1530 الجرح والتعديل (6/ 204) .
1531 تهذيب الكمال (895) ، وتهذيب التهذيب (7/ 71) ، وتقريب التهذيب (1/ 544) ، والتاريخ الكبير (5/ 455) ، والجرح والتعديل (5/ 409) .(6/16)
عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ لِحْيَتُهُ صَفْرَاءُ.
1532- أبو سلمة بن سفيان
بن عبد الأسد المخزومي. وأمه أم جميل بنت المغيرة بن أبي العاص بن أمية. روى عن عمر بن الخطاب.
1533- الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بن المغيرة المخزومي. وأمه أم ولد وكان قليل الحديث.
1534- نافع بن علقمة.
1535- عبد الله بن أبي عمار
رجل من قريش. قَالَ رأيت عمر بن الخطاب يصلي على عبقري وكان قليل الحديث.
1536- سباع بن ثابت
حليف لبني زهرة. روى عن عمر وكان قليل الحديث.
1537- هشام بن خالد
الكعبي من خزاعة. كان قليل الحديث وقد سمع من عمر.
وكان ينزل بقديد بأصل ثنية لفت. وقتل أبوه خالد الأشعر وكرز بن جابر الفهري يوم الفتح. وكانا قد أخطآ الطريق فلقيتهما خيل المشركين فقتلوهما. وهو أبو حزام بن هشام الذي روى عنه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ وَأَبُو النصر هاشم بن القاسم ومحمد بن عمر وغيرهم.
1538- عبد الله بن صفوان
بن أمية بن خلف. روى عن عمر بن الخطاب.
1539- سعيد بن الحويرث
وكان قليل الحديث.
1540- خُثَيْمٌ
رجل من القارة. وهو جد عبد الله بن عثمان بن خثيم. روى عن عُمَرَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عِيَاضُ بْنُ وَهْبٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي خُثَيْمٌ رَجُلٌ مِنَ الْقَارَةِ. قَالَ
__________
1533 الجرح والتعديل (3/ 77) .
1534 الجرح والتعديل (8/ 451) .
1535 الجرح والتعديل (5/ 134) .
1536 الجرح والتعديل (4/ 312) .
1538 الجرح والتعديل (5/ 84) .
1539 الجرح والتعديل (4/ 11) .(6/17)
سَعِيدٌ وَهُوَ جَدُّ ابْنُ خُثَيْمٍ. أَنَّهُ جَاءَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يُقْطِعُ النَّاسَ عِنْدِ الْمَرْوَةِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَقْطِعْنِي مَكَانًا لِي وَلِعَقِبِي. قَالَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ عُمَرُ. قَالَ: هُوَ حَرَمُ اللَّهِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ.(6/18)
الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ
1541- مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ
ويكنى أبا الحجاج مولى قيس بن السائب المخزومي.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ وَاصِلٍ عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ أَبِي الْحَجَّاجِ مَوْلَى السَّائِبِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الْصُفَيْرَاءِ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كُنْتُ أَقُودُ مَوْلايَ السَّائِبَ وَهُوَ أَعْمَى فَيَقُولُ: يَا مُجَاهِدُ دَلَكَتِ الشَّمْسُ؟ فإذا قلت نعم قام فصلى الظهر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّوَاسِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى أَنَّ مُجَاهِدًا كَانَ يُكْنَى أَبَا الْحَجَّاجِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ:
سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: عَرَضْتُ الْقُرْآنَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ثلاثين عرضة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ قَالَ: رَأَيْتُ مُجَاهِدًا أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُجَاهِدًا أَبْيَضَ الرأس واللحية.
قال: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ ليث قال: كان عطاء وطاووس ومجاهد لا يتختمون.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ الأَعْمَشِ قَالَ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ مُجَاهِدًا ظَنَنْتُ أنه خربندج أضل حماره فهو مهتم.
__________
1541 تهذيب الكمال (1305) ، وتهذيب التهذيب (10/ 142) ، وتقريب التهذيب (2/ 229) ، والتاريخ الكبير (7/ 411) ، والجرح والتعديل (8/ 319) ، وتاريخ ابن معين (2/ 549) .(6/19)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مجاهد أنه كره الخضاب بالسواد.
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: قُلْتُ لِلأَعْمَشِ مَا لَهُمْ يَتَّقُونَ تَفْسِيرَ مُجَاهِدٍ؟
قَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ يَسْأَلُ أَهْلَ الْكِتَابِ.
قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ أَبِي بَكْرٍ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنْ مجاهدا يحدث عن صحيفة جابر.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ أَنَّ مُجَاهِدًا مَاتَ وَهُوَ سَاجِدٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: تُوُفِّيَ مُجَاهِدٌ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: بَلَغَ مُجَاهِدٌ يَوْمَ مَاتَ ثَلاثًا وَثَمَانِينَ سَنَةً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: تُوُفِّيَ مُجَاهِدٌ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ وَهُوَ سَاجِدٌ.
قَالَ: وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: مَاتَ مُجَاهِدٌ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. وَكَانَ فَقِيهًا عَالِمًا ثقة كثير الحديث.
1542- عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ
واسم أبي رباح أسلم. وكان عطاء من مولدي الجند من مخاليف اليمن. نشأ بمكة. وهو مولى آل أبي ميسرة بن أبي خثيم الفهري.
قَالَ: أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ عن عطاء قال: أعقل قتل عثمان.
قال: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنَّ عَطَاءً كَانَ يُكْنَى أبا مُحَمَّدٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُ الْكِتَابَ. قَالُوا وَكَانَ ثِقَةً فَقِيهًا عَالِمًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْلَمُ الْمِنْقَرِيُّ قال: كنت
__________
1542 قال ابن حجر: ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال.
تهذيب الكمال (933) ، تهذيب التهذيب (7/ 199) ، وتقريب التهذيب (2/ 222) ، والتاريخ الكبير (6/ 463) ، والجرح والتعديل (6/ 300) .(6/20)
جَالِسًا مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ إِذْ مَرَّ عَلَيْهِ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ فَقَالَ: مَا بَقِيَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِمَنَاسِكِ الْحَجِّ مِنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَسَّامُ الصَّيْرَفِيُّ قَالَ: ذَكَرَ إِنْسَانٌ مَنَاسِكَ الْحَجِّ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ فَقَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِمَنَاسِكِ الْحَجِّ مِنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: كَانَ عَطَاءٌ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالْمَنَاسِكِ.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَسْلَمَ الْمِنْقَرِيِّ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَجَعَلَ يَقُولُ: أَيْنَ أَبُو مُحَمَّدٍ؟ قَالَ فَأَشَارُوا إِلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. فَقَالَ: أَيْنَ أَبُو مُحَمَّدٍ؟
فَقَالَ سَعِيدٌ: مَا لَنَا هَاهُنَا مَعَ عَطَاءٍ شَيْءٌ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا يُرِيدُ بِهَذَا الْعِلْمِ وَجْهَ اللَّهِ غَيْرَ هَؤُلاءِ الثلاثة: عطاء وطاووس وَمُجَاهِدٍ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ:
كَانَ عَطَاءٌ يَتَكَلَّمُ فَإِذَا سُئِلَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ كَأَنَّمَا يُؤَيَّدُ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ قال: حدثنا مسلم بْنُ خَالِدٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَبِي يَتَحَفَّظُ فِي شَيْءٍ مَا يَتَحَفَّظُ فِي الْبُيُوعِ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ السُّكَّرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ مُفْتِيًا خَيْرًا مِنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ. إِنَّمَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذِكْرُ اللَّهِ لا يَفْتُرُ وَهُمْ يَخُوضُونَ. فَإِنْ تَكَلَّمَ أَوْ سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ أَحْسَنَ الْجَوَابَ.
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ سَعِيدٍ الأَعْوَرُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَطَاءٍ فَحَدَّثَ رَجُلٌ بِحَدِيثٍ فَاعْتَرَضَهُ رَجُلٌ فَغَضِبَ عَطَاءٌ فَقَالَ: مَا هَذِهِ الأَخْلاقُ. مَا هَذِهِ الطِّبَاعُ؟ وَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ لأَنَا أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُ. وَلَعَسَى أَنْ يَكُونَ سَمِعَهُ مِنِّي فَأُنْصِتُ إِلَيْهِ وَأُرِيهِ كَأَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ قَبْلَ ذَلِكَ.
قَالَ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ فَقَالَ: لا أَنْزِعُ نَعْلِي حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى مَهْدِيٍّ فَأَسْمَعُهُ مِنْهُ.(6/21)
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ: حَجَجْتُ أَنَا وَرَجُلٌ فَأَتَيْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ لأَسْأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَعَدْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا أَسْوَدُ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ. فَجَاءَهُ رَسُولُ صَاحِبِ مَكَّةَ فَأَقَامَهُ. فَلَمْ أَعُدْ إِلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن أبي جُرَيْجٍ قَالَ: كَانَ عَطَاءٌ إِذَا حَدَّثَ بِشَيْءٍ قُلْتُ: عِلْمٌ أَوْ رَأْي؟ فَإِنْ كَانَ أَثَرًا قَالَ عِلْمٌ وَإِنْ كَانَ رَأْيًا قَالَ رَأْيٌ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرَى إِيمَانَ أَهْلِ الأَرْضِ يَعْدِلُ إِيمَانَ أَبِي بَكْرٍ وَمَا أَرَى إِيمَانَ أَهْلِ مَكَّةَ يَعْدِلُ إِيمَانَ عَطَاءٍ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ كَانَ يُطْعِمُ عَنْ أَبَوَيْهِ وَهُمَا مَيِّتَانِ. وَكَانَ يَفْعَلُهُ حَتَّى مَاتَ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: يَعْنِي صَدَقَةَ الفطر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الْمَغْرِبِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ عَطَاءَ بْنَ أبي رباح بين عينيه أثر للسجود.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ قَالَ: رَأَيْتُ عَطَاءً يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: كَانَ عَطَاءٌ أَسْوَدَ أَعْوَرَ أَفْطَسَ أَشَلَّ أَعْرَجَ ثُمَّ عَمِيَ بَعْدَ ذَلِكَ. فَانْتَهَتْ فَتْوَى أَهْلِ مَكَّةَ إِلَيْهِ وَإِلَى مُجَاهِدٍ فِي زَمَانِهِمَا. وَأَكْثَرُ ذَلِكَ إِلَى عَطَاءٍ.
قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عمر: مات عطاء بمكة سنة خمس وعشرة وَمِائَةٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ لَهُ يوم مات ثمان وثمانون سنة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ: مَاتَ عَطَاءٌ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. فَلَمَّا بَلَغَ مَوْتُهُ مَيْمُونًا قَالَ: مَا خَلَّفَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ.
1543- يُوسُفُ بن ماهك
روى عن أمه واسمها مسيكة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ هَذَا يُوسُفُ بْنُ
__________
1543 الجرح والتعديل (9/ 229) .(6/22)
مَاهَكَ يَتَمَنَّى الْمَوْتَ. فَعَابَ ذَلِكَ وَقَالَ: مَا يُدْرِيهِ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ هُوَ مِنْهُ؟
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ يُوسُفَ بِنْتُ مَاهَكَ قَالَتْ: أَوْصَى يُوسُفُ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَنْ يُكَفَّنَ فِي ثِيَابِهِ. وَكَانَ يُجَمِّعُ فِيهَا. وَأَنْ لا يَجْعَلُوا عَلَى وَجْهِهِ حَنُوطًا وَلا عَلَى الثَّوْبِ الَّذِي يُنْشَرُ عَلَى السَّرِيرِ.
وَقَالَ: شُدُّوا رِجْلَيَّ بِعِمَامَةٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: مَاتَ يُوسُفُ بْنُ مَاهَكَ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ غَيْرَهُ يَقُولُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
1544- مقسم
صاحب عبد الله بن عباس. وهو مولى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الحارث بن عبد المطلب. ويكنى أبا القاسم. وكان قد لزم ابن عباس وروى عنه. فبعض الناس يقول مولى ابن عباس للزومه له ولخدمته إياه. وإنما هو مولى عبد الله بن الحارث. أجمعوا جميعا على أنه توفي سنة إحدى ومائة. وكان كثير الحديث ضعيفا.
1545- عبد الله بن خالد
بن أسيد بن أبي العيص بن أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ. وأمه ريطة بنت عبد الله بن خزاعي بن أسيد من ثقيف. فولد عبد الله بن خالد خالدا وأمية وعبد الرحمن وأمهم أم حجير بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة بْن عَبْد العزى بْن عُثْمَانَ بْن عَبْد الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ. وعثمان بن عبد الله وأمه أم سعيد بنت عثمان بن عفان. وعبد العزيز وعبد الملك وأمهما أم حبيب بنت جبير بن مطعم بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. وعمران بن عبد الله وعمرا والقاسم وأم عمرو وزينب وأمهم السرية بنت عبد عمرو بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري. ومحمدا والحصين والمخارق وأم عبد العزيز وأم عبد الملك وأم محمد ومريم وأمهم مليكة
__________
1544 قال أبو حاتم: صالح الحديث لا بأس به. وقال أحمد بن صالح: ثقة ثبت لا شك فيه.
قال العجلي والدارقطني، ويعقوب بن سفيان: ثقة. وقال الساجي: تكلم الناس في بعض رواياته. وقال ابن حجر: صدوق وكان يرسل.
تهذيب الكمال (1369) ، وتهذيب التهذيب (10/ 288) ، وتقريب التهذيب (2/ 273) ، والجرح والتعديل (8/ 414) ، وتاريخ ابن معين (2/ 584) .(6/23)
بنت الحصين بن عبد يغوث بن الأزرق من مراد. وأبا عثمان بن عبد الله لأم ولد.
والحارث بن عبد الله لأم ولد. وكان قليل الحديث.
1546- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سابط بن أبي حميضة بن عمرو بن أهيب بن حذافة بن جمح. أجمعوا على أنه توفي بمكة سنة ثماني عشرة ومائة. وكان ثقة كثير الحديث.
1547- عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مليكة بن عبد الله بْنِ جدعان بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بن مرة. وأمه ميمونة بنت الوليد بن أبي حسين بْنُ الْحَارِثِ بْن عَامِرِ بْن نَوْفَلِ بْن عَبْد مناف. واسم أبي مليكة زهير. ولم يكن لعبد الله بن عبيد الله عقب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مليكة يقول: ولاني ابن الزبير القضاء.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: بَعَثَنِي ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى قَضَاءِ الطَّائِفِ فَقُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ هَذَا قَدْ بَعَثَنِي عَلَى قَضَاءِ الطَّائِفِ وَلا غِنَى بِي عَنْكَ أَنْ أَسْأَلَكَ. فَقَالَ لِي: نَعَمْ فَاكْتُبْ إِلَيَّ فِيمَا بَدَا لَكَ أَوْ سل عما بدا لك.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الْصُفَيْرَاءِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: كُنْتُ قاضيا بالطائف.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَرَّةَ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ. وَسَمِعَ أُنَاسًا يَسْتَثْقِلُونَ قِرَاءَةَ قُرَّائِهِمْ فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أَقُومُ بِسُورَةِ الْمَلائِكَةِ فِي رَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ فَمَا شَكَا ذَلِكَ أَحَدٌ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُومُ بِالنَّاسِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ بَعْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ. وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ بِمَكَّةَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.
وَكَانَ قَدْ رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَعُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الحديث.
__________
1547 تهذيب الكمال (707) ، وتهذيب التهذيب (5/ 306) ، وتقريب التهذيب (1/ 431) ، والتاريخ الكبير (5/ 137) ، والجرح والتعديل (5/ 99) .(6/24)
1548- وأخوه أبو بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مليكة بن عبد الله بن جدعان. وأمه ميمونة بنت الوليد بن أبي حسين بْنُ الْحَارِثِ بْن عَامِرِ بْن نَوْفَلِ بْن عَبْد مناف. فولد أبو بكر بن عبيد الله عبد الرحمن وأمه عونة بنت مصعب بن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عبد بن الحارث بن زهرة. قَالَ وقد روى عن أبي بكر. وكان قليل الحديث.
1549- أبو زيد
وهو أبو عبيد الله بن أبي زيد. روى عنه ابنه.
1550- أبو نجيح
مولى لثقيف. وهو أبو عبد الله بن أبي نجيح. واسم أبي نجيح يسار. وكان قليل الحديث.
قَالَ الواقدي: توفي سنة تسع ومائة.
1551- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ
بْنِ عُمَيْرِ بْنِ قَتَادَةَ الليثي.
قال: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ دَاوُدَ الْعَطَّارِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ مِنْ أَفْصَحِ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ مكة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ كَانَ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ فِي مَرَضِهِ فَقِيلَ لَهُ: مَا تَشْتَهِي؟ فَقَالَ: مَا أَشْتَهِي إِلا رَجُلا مُؤَنَّقَ الْقِرَاءَةِ يَقْرَأُ عِنْدِي.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ ثِقَةً صَالِحًا لَهُ أَحَادِيثُ.
1552- عمرو بن عبد الله
بن صفوان بن أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بن جمح الجمحي. وأمه بنت مطيع بن شريح بن عامر بن عوف بن أبي بكر بن كلاب. روى عنه عمرو بن دينار والزهري. وكان قليل الحديث.
1553- صفوان بن عبد الله
بن صفوان بن أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بن
__________
1548 الجرح والتعديل (9/ 340) .
4551 تهذيب الكمال (707) ، وتهذيب التهذيب (5/ 308) ، وتقريب التهذيب (1/ 431) ، والتاريخ الكبير (5/ 143) ، والجرح والتعديل (5/ 101) .
1552 الجرح والتعديل (6/ 424) .
1553 الجرح والتعديل (4/ 421) .(6/25)
جمح. وأمه حقة بنت وهب بن أمية بن أبي الصلت الثقفي. فولد صفوان بن عبد الله بن صفوان عبد الله وآمنة وأمهما أم الحكم بنت أمية بن صفوان. وقد روى عنه الزهري وكان قليل الحديث.
1554- يحيى بن حكيم
بن صفوان بن أمية بن خلف. وأمه ابنة أبي بن خلف. فولد يحيى بن حكيم شرحبيل وأمه حسينة بنت كلدة بن الحنبل. وكان يحيى بن حكيم والي مكة ليزيد بن معاوية. وقد روي عنه.
1555- عكرمة بن خالد
بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وأمه ابنة كليب بن حزن بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ خَفَاجَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عقيل. فولد عكرمة بن خالد عبد الله وأمه عاتكة بنت عبد الله بن كليب بن حزن من بني عقيل بن كعب. وخالدا وأمه حفصة بنت عبد الله بن كليب بن حزن. وسليمان وأم سعيد لأم ولد. وأم عبد العزيز وأمها جلالة بنت عبد الله بن كليب بن حزن. وكان ثقة وله أحاديث.
1556- محمد بن عباد
بن جعفر بن رفاعة بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ عَابِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر بن مخزوم. وأمه زينب بنت عبد الله بن السائب بن أبي السائب المخزومي. وكان ثقة قليل الحديث.
1557- هشام بن يحيى
بن هشام بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وأمه أم حكيم بنت أبي حبيب بن أمية بن أبي حُذَيْفة بْن المغيرة بْن عَبْد الله بْن عمر بن مخزوم. فولد هشام بن يحيى يحيى وعبد الرحمن وإسماعيل وأمهم أم حكيم بنت خالد بن هشام بن العاص بن هشام بن المغيرة. وله أحاديث.
1558- مسافع بن عبد الله الأكبر
ابن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة. واسمه عَبْد اللَّه بْن عَبْد العزى بْن عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ. وأمه أم ولد. فولد مسافع بن عبد الله عبد الله ومصعبا وعبد الرحمن وأمهم سعدة بنت عبد الله بن وهب بن عثمان بن أبي طلحة بْن عَبْد العزى بْن عُثْمَانَ بْن عَبْد الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ. كان قليل الحديث.
__________
1554 لجرح والتعديل (9/ 134) .
1556 تهذيب الكمال (1215) ، وتهذيب التهذيب (9/ 243) ، وتقريب التهذيب (2/ 174) ، والجرح والتعديل (8/ 14) .
1558 الجرح والتعديل (8/ 432) .(6/26)
1559- عبد الحميد بن جبير
بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة. وأمه ابنة أبي عمرو بن الحجن بن المرقع من الأزد ثم من غامد.
قَالَ محمد بن سعد: ذكر هشام بن محمد بن السائب الكلبي أن الحجن بن المرقع وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وكان عبد الحميد ثقة قليل الحديث روى عنه ابن جريج وسفيان.
1560- عبد الرحمن بن طارق
بن علقمة بن غنم بن خالد بن عريج بن جذيمة بن سعد بن عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كنانة. وكان عبد الرحمن قليل الحديث.
1561- نافع بن سرجس
وكان ثقة قليل الحديث.
1562- مسلم بن يناق
وكان قليل الحديث.
1563- إياس بن خليفة
البكري وكان قليل الحديث.
1564- أبو المنهال
واسمه عبد الرحمن بن مطعم. كان ثقة قليل الحديث.
1565- أبو يحيى الأعرج
واسمه مصدع مولى معاذ بن عفراء من الأنصار. له أحاديث.
1566- أبو العباس الشاعر
واسمه السائب بن فروخ مولى لبني جذيمة بن عدي بن الدَّيْلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كنانة. وكان قليل الحديث. وكان شاعرا. وكان بمكة زمن ابن الزبير وهواه مع بني أمية.
1567- عطاء بن مينا
كان قليل الحديث.
__________
1559 الجرح والتعديل (6/ 9) .
1560 الجرح والتعديل (5/ 247) .
1561 الجرح والتعديل (8/ 452) .
1562 الجرح والتعديل (8/ 198) .
1563 الجرح والتعديل (2/ 278) .
1564 الجرح والتعديل (5/ 284) .
1565 الجرح والتعديل (8/ 429) .
1566 الجرح والتعديل (4/ 243) .
1567 الجرح والتعديل (6/ 336) .(6/27)
الطبقة الثالثة
1568- أمية بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس.
وأمه أم حجير بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة بْن عَبْد العزى بْن عُثْمَانَ بْن عَبْد الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ. كان قليل الحديث.
1569- إبراهيم بن أبي خداش
بن عتبة بْن أبي لهب بْن عَبْد المطلب بْن هاشم بن عبد مناف بن قصي. وأمه صفية بنت أراكة من بني الديل. فولد إبراهيم بن أبي خداش عتبة وأمه هند ابنة قيس بن طارق من السكاسك وهو حليف في حمير.
1570- محمد بن المرتفع
بن النضير بْن الْحَارِث بن علقمة بْن كلدة بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قصي. وأمه أم ولد. فولد محمد بن المرتفع جعفرا لأم ولد. وكان محمد بن المرتفع ثقة قليل الحديث.
1571- ابن الرهين
من ولد النضر بن الحارث بن كلدة الذي قتل يوم بدر كافرا.
1572- القاسم بن أبي بزة
مولى لبعض أهل مكة.
قَالَ محمد بن عمر: تُوُفّي سنة أربع وعشرين ومائة بمكة. وكان ثقة قليل الحديث. وكان اسم أبي بزة نافع في رواية محمد بن سعد.
1573- الحسن بن مسلم
بن يناق. مات قبل طاووس. ومات طاووس سنة ست ومائة. قَالَ: وقال هرز أخو حسن بن مسلم لرجل: إذا قدمت الكوفة فحرج على ليث بن أبي سليم وقل له حتى يرد كتاب ابن حسن بن مسلم فإنه أخذه منه. قال:
__________
1568 الجرح والتعديل (2/ 301) .
1569 الجرح والتعديل (2/ 98) .
1570 الجرح والتعديل (8/ 98) .
1573 تهذيب الكمال (279) ، وتهذيب التهذيب (2/ 322) ، وتقريب التهذيب (1/ 171) ، والجرح والتعديل (3/ 36) ، وتاريخ ابن معين (2/ 177) .(6/28)
وكان الحسن بن مسلم ثقة له أحاديث.
1574- عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ
مولى باذان من الأبناء.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حدثني رَجُلٌ قَالَ:
قال طاووس: إِنَّ ابْنَ دِينَارٍ هَذَا جَعَلَ أُذُنَهُ قِمْعًا لِكُلِّ عَالِمٍ.
قَالَ محمد بن سعد: أُخْبِرْتُ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صالح عن ابن طاووس قَالَ: قَالَ أَبِي إِذَا قَدِمْتَ مَكَّةَ فَعَلَيْكَ بِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ فَإِنَّ أُذُنَيْهِ كَانَتَا قِمْعًا لِلْعُلَمَاءِ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ عَمْرٌو لا يَدَعُ إِتْيَانَ الْمَسْجِدِ. وَكَانَ يُحْمَلُ عَلَى حِمَارٍ وَمَا أَدْرَكَتْهُ إِلا وَهُوَ مُقْعَدٌ فَكُنْتُ لا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَحْمِلَهُ مِنَ الصِّغَرِ. ثُمَّ قَوِيتُ عَلَى حَمْلِهِ.
وَكَانَ مَنْزِلُهُ بَعِيدًا. وَكَانَ لا يُثْبِتُ لَنَا سِنَّهُ. وَكَانَ أَيُّوبُ يَقُولُ: أَيَّ شَيْءٍ يُحَدِّثُ عَمْرٌو عَنْ فُلانٍ؟ فَأُخْبِرُهُ ثُمَّ أَقُولُ: تُرِيدُ أَنْ أَكْتُبَهُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَقِيلَ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ إِنَّ سُفْيَانَ يَكْتُبُ. فَاضْطَجَعَ وَبَكَى وَقَالَ:
أُحَرِّجُ عَلَى مَنْ يَكْتُبُ عَنِّي.
قَالَ سُفْيَانُ: فَمَا كَتَبْتُ عَنْهُ شيئا. كنا نحفظ.
قال: وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: يَسْأَلُونَنَا عَنْ رَأَيْنَا فَنُخْبِرُهُمْ فَيَكْتُبُونَهُ كَأَنَّهُ نُقِرَ فِي حَجَرٍ. وَلَعَلَّنَا أن نرجع عنه غدا. قال وَسَأَلَ رَجُلٌ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يُجِبْهُ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: إِنَّ فِي نَفْسِي مِنْهَا شَيْئًا فَأَجَبْنِي. فَقَالَ عَمْرٌو: وَاللَّهِ لأَنْ يَكُونَ فِي نَفْسِكَ مِثْلُ أَبِي قُبَيْسٍ أحب إلي مِنْ أَنْ يَكُونَ فِي نَفْسِي مِنْهَا مِثْلُ الشعرة.
قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: قَالَ لِي ابْنُ هِشَامٍ: أُجْرِيَ عَلَيْكَ رِزْقًا وَتَجْلِسُ تفتي الناس؟ قال قلت: لا أريده.
قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ عَمْرٌو يُحَدِّثُ بِالْمَعَانِي وَكَانَ فقيها.
__________
1574 تهذيب الكمال (1031) ، وتهذيب التهذيب (8/ 28) ، وتقريب التهذيب (2/ 69) ، والتاريخ الكبير (6/ 328) ، والجرح والتعديل (6/ 231) .(6/29)
قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: كَتَبْتُ لأَيُّوبَ أَطْرَافًا وَسَأَلْتُ عَمْرَو بن دينار عنها.
قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ عَمْرٌو لا يَخْضِبُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: مَاتَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ يُفْتِي بِالْبَلَدِ. فَلَمَّا مَاتَ كَانَ يُفْتِي مِنْ بَعْدِهِ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ. وَكَانَ عَمْرٌو ثِقَةً ثَبْتًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
1575- أَبُو الزُّبَيْرِ
واسمه محمد بن مسلم بن تدرس.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ مَوْلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ. قَالَ محمد وَأُخْبِرْتُ عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ حَجَّاجٍ وَابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: كُنَّا نَكُونُ عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَيُحَدِّثُنَا فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ تَذَاكَرْنَا حَدِيثَهُ. قَالَ فَكَانَ أَبُو الزُّبَيْرِ أحفظنا للحديث.
قَالَ: أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: كَانَ أَبُو الزُّبَيْرِ لا يَخْضِبُ.
وَقَالَ هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: كَانَ عَطَاءٌ يُقَدِّمُنِي عِنْدَ جَابِرٍ أَسْأَلُ لَهُمُ الْحَدِيثَ. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ إِلا أَنَّ شُعْبَةَ تَرَكَهُ لِشَيْءٍ زَعَمَ أَنَّهُ رَآهُ فَعَلَهُ فِي مُعَامَلَةٍ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ النَّاسُ.
1576- عبيد الله بن أبي يزيد
مولى آل قائظ وهم من بني كنانة حلفاء بني زهرة. روى عنه ابن جريج وسفيان بن عيينة.
قَالَ سفيان: قلت لعبيد الله بن أبي يزيد: مع من كنت تدخل على ابن عباس؟
__________
1575 قال أحمد: احتمله الناس. ووثقه ابن معين، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق وإلى الضعف ما هو. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وهو أحب إلي من سفيان.
وقال النسائي: ثقة. وقال ابن حجر: صدوق إلا أنه يدلس.
تهذيب الكمال (1267) ، وتهذيب التهذيب (9/ 440) ، وتقريب التهذيب (2/ 207) ، والتاريخ الكبير (1/ 241) ، والجرح والتعديل (8/ 84) .
1576 تهذيب الكمال (891) ، وتهذيب التهذيب (7/ 56) ، وتقريب التهذيب (1/ 540) ، والتاريخ الكبير (5/ 403) ، والجرح والتعديل (5/ 337) .(6/30)
قال: مع عطاء والعامة. وكان طاووس يدخل مع الخاصة. قَالَ سفيان: وكنت أقول له: أي شيء رأيت ابن عباس يصنع وكيف رأيته استخرجه وآتيه بما يشتهي. قَالَ وكان ابن جريج قبل أن ألقاه يحدثنا عنه فنسأله عنه فيقول: هذا شيخ قديم يوهمنا أنه قد مات. فبينا أنا ذات يوم على باب دار بمكة في حاجة لي إذ سمعت رجلا يقول: ادخل بنا على عبيد الله بن أبي يزيد. فقلت: من عبيد الله بن أبي يزيد؟ قَالَ: شيخ في هذه الدار لقي ابن عباس ولكنه قد ضعف حتى لا يقدر على الخروج. قلت: أفأدخل معكم عليه؟ قالوا: نعم. قَالَ فدخلنا عليه فجعلوا يسألونه ويحدثهم. فقلت: ألقي عليه ما حدثنا به ابن جريج عنه. فجعل يحدثني بها فسمعت منه يومئذ أحاديث. ثم أتيت ابن جريج فجلست إليه وأنشأ يحدث إلى أن قَالَ: حدثني عبيد الله بن أبي يزيد بكذا وكذا فقلت حدثني به عبيد الله. يعني ابن أبي يزيد. فقال: قد وقعت عليه. قَالَ ثم لم أزل أختلف إليه حتى مات.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ: مَتَى مَاتَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ؟ فَقَالَ: سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
1577- الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي مُغِيثٍ. وكان قليل الحديث.
1578- عبد الرحمن بن أيمن.
1579- عبد الرحمن بن معبد.
1580- عبد الله بن عمرو
القاري. كان قليل الحديث.
1581- قيس بن سعد
ويكنى أبا عبيد الله. وكان قد خلف عطاء بن أبي رباح في مجلسه. وكان يفتي بقوله. وكان قد استقل بذلك ولكنه لم يعمر. مات سنة تسع عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك. وكان ثقة قليل الحديث.
1582- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ
ويكنى أبا يسار مولى لثقيف.
__________
1577 الجرح والتعديل (9/ 9) .
1578 الجرح والتعديل (5/ 210) .
1579 الجرح والتعديل (5/ 285) .
1581 تهذيب الكمال (1135) ، وتهذيب التهذيب (8/ 397) ، وتقريب التهذيب (2/ 128) ، والتاريخ الكبير (7/ 154) ، والجرح والتعديل (7/ 99) ، وتاريخ ابن معين (2/ 491) .(6/31)
قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ لا يَخْضِبُ. وَمَاتَ قَبْلَ الطَّاعُونِ. وَكَانَ الطَّاعُونُ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ بِمَكَّةَ سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وكان ثقة كثير الْحَدِيثِ وَيَذْكُرُونَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ بِالْقَدَرِ.
1583- سليمان الأحول
وهو خال ابن أبي نجيح. وكان ثقة وله أحاديث صالحة.
1584- عبد الحميد بن رافع
روى عن سفيان الثوري. وكان قليل الحديث.
1585- هشام بن حجير
قَالَ سفيان بن عيينة. قَالَ لي ابن شبرمة: ليس بمكة مثله.
يعني هشام بن حجير. وكان ثقة وله أحاديث.
1586- إِبْرَاهِيمُ بن ميسرة
مولى لبعض أهل مكة.
قَالَ: أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ يُحَدِّثُ كَمَا يَسْمَعُ.
وَقَالَ غَيْرُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ: مَاتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ فِي خِلافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
1587- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي عمار رجل من قريش وأبوه الذي روى عن عمر أنه رآه يصلي على عبقري. وكان ثقة وله أحاديث.
1588- خلاد بن الشيخ.
1589- عبد الله بن كثير
الداري وكان ثقة وله أحاديث صالحة.
1590- إسماعيل بن كثير.
__________
1583 تهذيب الكمال (545) ، وتهذيب التهذيب (4/ 218) ، وتقريب التهذيب (1/ 330) ، والتاريخ الكبير (4/ 37) ، والجرح والتعديل (4/ 143) .
1585 الجرح والتعديل (9/ 53) .
1586 تهذيب الكمال (66) ، وتهذيب التهذيب (1/ 172) ، وتقريب التهذيب (1/ 44) .
وسيأتي هنا في رقم (1703) .
1589 الجرح والتعديل (5/ 144) .
1590 تهذيب الكمال (108) ، وتهذيب التهذيب (1/ 326) ، تقريب التهذيب (1/ 73) ، والتاريخ الكبير (1/ 370) ، والجرح والتعديل (2/ 194) ، وتاريخ ابن معين (2/ 36) .(6/32)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: كَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ كَثِيرٍ يُكْنَى أَبَا هَاشِمٍ. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
1591- كثير بن كثير
بن المطلب بن أبي وداعة بْن ضبيرة بْن سَعِيد بْن سعد بْن سهم. وأمه عائشة بنت عمرو بن أبي عقرب. وهو خويلد بن عبد الله بن خالد بن بجير بن حماس بن عريج بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. وقد رآه سفيان بن عيينة وروى عنه. وتوفي وليس له عقب. وكان شاعرا قليل الحديث.
1592- صديق بن موسى
بن عبد الله بن الزبير بن العوام ويكنى أبا بكر. وأمه أم إسحاق بنت مجمع بن زيد بن جارية بن العطاف من بني عمرو بن عوف. وقد روى ابن جريج عن صديق بن موسى.
1593- صدقة بن يسار
من الأبناء مولى لبعض أهل مكة. توفي في أول خلافة بني العباس.
قَالَ سفيان بن عيينة: قلت لصدقة بن يسار يزعمون أنكم خوارج. قَالَ: قد كنت منهم ثم إن الله عافاني. قَالَ وكان أصله من أهل الجزيرة. وكان ثقة قليل الحديث.
1594- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ أَبِي حسين. وكان ثقة قليل الحديث.
1595- عمر بن سعيد
بن أبي حسين.
1596- عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ
بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مطعم بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بْن قصي. وكان ثقة له أحاديث.
1597- حُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ
الأَعْرَجُ مولى آل الزبير بن العوام. وكان قارئ أهل مكة.
وكان ثقة كثير الحديث.
__________
1591 الجرح والتعديل (7/ 156) .
1592 الجرح والتعديل (4/ 455) .
1593 الجرح والتعديل (4/ 428) .
1594 تهذيب الكمال (703) ، وتهذيب التهذيب (5/ 293) ، وتقريب التهذيب (11/ 428) ، والتاريخ الكبير (5/ 133) ، والجرح والتعديل (5/ 97) .
1596 الجرح والتعديل (6/ 152) .
1597 تهذيب الكمال (338) ، وتهذيب التهذيب (3/ 46) ، وتقريب التهذيب (1/ 2003) ، والتاريخ الكبير (2/ 352) ، والجرح والتعديل (3/ 227) ، وتاريخ ابن معين (2/ 138) .(6/33)
قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ وُهَيْبَ بْنَ الْوَرْدِ قَالَ: كَانَ الأَعْرَجُ يَقْرَأُ فِي الْمَسْجِدِ وَيَجْتَمِعُ النَّاسُ عَلَيْهِ حِينَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ. وَأَتَاهُ عَطَاءٌ لَيْلَةَ خَتَمَ الْقُرْآنَ.
قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ حُمَيْدٌ الأَعْرَجُ أَفْرَضَهُمْ وَأَحْسَبَهُمْ. يَعْنِي أَهْلَ مَكَّةَ. وَكَانُوا لا يَجْتَمِعُونَ إِلا عَلَى قِرَاءَتِهِ. وَكَانَ قَرَأَ عَلَى مُجَاهِدٍ وَلَمْ يَكُنْ بِمَكَّةَ أَقْرَأُ مِنْهُ وَمِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ.
1598- وأخوه عمر بن قيس
وهو سندل لقب. وكان فيه بذاء وتسرع إلى الناس فأمسكوا عن حديثه وألقوه. وهو ضعيف في حديثه ليس بشيء.
قَالَ محمد بن سعد: وعمر بن قيس الذي عبث بمالك فقال: مرة يخطئ ومرة لا يصيب. وذلك عند والي مكة. فقال له مالك: هكذا الناس. وإنما تغفل الشيخ.
فبلغ مالكا فقال: لا أكلمه أبدا.
1599- مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ طَلْحَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ أبي طلحة بْن عَبْد العزى بْن عثمان بْن عَبْد الدار. وأمه صفية بنت شيبة الحاجب بن عثمان بن أبي طلحة. فولد منصور بن عبد الرحمن أمة الكريم وصفية وأمهما أم ولد.
قال: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي زَمَنِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَحْجُبُ الْبَيْتَ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ. وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
1600- سعيد بن أبي صالح
توفي سنة تسع وعشرين ومائة. وكان قليل الحديث.
1601- عبد الله بن عثمان
بن خثيم من القارة حليف بني زهرة. توفي في آخر خلافة أبي العباس وأول خلافة أبي جعفر. كان ثقة وله أحاديث حسنة.
1602- داود بن أبي عاصم
الثقفي. كان ثقة قليل الحديث.
__________
1598 الجرح والتعديل (6/ 129) .
1599 الجرح والتعديل (8/ 174) .
1601 تهذيب الكمال (709) ، وتهذيب التهذيب (5/ 314) ، وتقريب التهذيب (1/ 432) ، والتاريخ الكبير (5/ 146) ، والجرح والتعديل (5/ 111) ، وتاريخ ابن معين (/ 219) .
1602 التقريب (1/ 232) .(6/34)
1603- مزاحم بن أبي مزاحم
قليل الحديث.
1604- مصعب بن شيبة
بن جبير بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة بْن عَبْد العزى بْن عثمان بْن عَبْد الدار. وأمه أم عمير بنت عبد الله الأكبر بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة. وكان قليل الحديث.
1605- يحيى بن عبد الله
بن صيفي المخزومي. وكان ثقة وله أحاديث.
1606- وهيب بن الورد
بن أبي الورد مولى بني مخزوم. وكان يسكن مكة. وكان من العباد. وكانت له أحاديث مواعظ وزهد. وكان اسمه عبد الوهاب فصغر فقيل وهيب. روى عنه عبد الله بن المبارك وغيره.
1607- وأخوه عبد الجبار بن الورد
روى عن ابن أبي مليكة وغيره.
1608- خالد بن مضرس.
1609- سليمان
مولى بني البرصاء. وكان قليل الحديث.
1610- عمرو بن يحيى
بن قمطة. قليل الحديث.
1611- يعقوب بن عطاء
بن أبي رباح. كانت له أحاديث.
1612- عبد الله
مولى أسماء. قليل الحديث.
1613- عبد الرحمن بن فروخ.
1614- منبوذ بن أبي سليمان
روى عنه ابن عيينة. قليل الحديث.
1615- وردان
صائغ كان بمكة. روى عنه سفيان بن عيينة. قَالَ: سألت ابن عمر عن الذهب بالذهب.
__________
1603 التقريب (2/ 240) .
1604 التقريب (2/ 251) .
1605 التقريب (2/ 352) .
1606 التقريب (2/ 339) .
1607 التقريب (1/ 466) .
1611 التقريب (2/ 367) .
1614 التقريب (2/ 273، 274) .(6/35)
1616- زرزر
قَالَ سفيان بن عيينة: كان مولى لجبير بن مطعم وكان قليل الحديث.
1617- عبد الواحد بن أيمن.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الواحد بن أيمن قَالَ: حدثني أبي وكان لعتبة بن أبي لهب فمات عتبة فورثه بنوه فاشتراه ابن أبي عمرو فأعتقه. فاشترط بنو عتبة الولاء فدخل على عائشة فذكر لها فحدثته حديث بريرة عن النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
1618- مُحَمَّدُ بْنُ شريك
روى عنه وكيع بن الجراح وأبو نعيم الفضل بن دكين.
__________
1617 التقريب (1/ 525) .(6/36)
الطبقة الرابعة
1619- عثمان بن الأسود
الجمحي توفي بمكة سنة خمسين ومائة. وكان ثقة كثير الحديث.
1620- الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ
من الأبناء.
قَالَ محمد بن عمر: توفي سنة تسع وأربعين ومائة.
وقال غيره: توفي سنة سبع وأربعين ومائة.
قال: أَخْبَرَنَا ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ قَالَ: قَالَ لِي دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُطَارِدِيُّ: لَمْ أُدْرِكْ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ أَحَدًا أَعْبَدَ مِنَ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ وَالزِّنْجِيِّ بْنِ خَالِدٍ. له أحاديث. وهو ضعيف.
1621- عبيد الله بن أبي زياد
مولى لبعض أهل مكة. توفي سنة خمسين ومائة.
1622- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ
بْنِ جُرَيْجٍ ويكنى أبا الوليد. وكان جريج عبدا لأم حبيب بنت جبير. وكانت تحت عبد العزيز بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ بن أبي العيص بن أمية فنسب إلى ولائه. وولد عبد الملك بن عبد العزيز عام الجحاف سنة ثمانين. سيل كان بمكة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: قَدِمَ علينا ابن جريج البصرة في
__________
1619 تقريب التهذيب (2/ 6) . وتهذيب التهذيب (7/ 107) . وتهذيب الكمال (905) .
والتاريخ الكبير (6/ 213) . والجرح والتعديل (6/ 144) .
1620 التقريب (2/ 228) .
1621 الجرح والتعديل (5/ 315) . وتاريخ ابن معين (2/ 382) . والتاريخ الكبير (5/ 382) .
وتهذيب التهذيب (7/ 14) .
1622 التاريخ الكبير (5/ 422) . والجرح والتعديل (5/ 356) . والتقريب (1/ 520) .
والتهذيب (6/ 402) . وتهذيب الكمال (855) .(6/37)
وِلايَةِ سُفْيَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَبْلَ خُرُوجِ إِبْرَاهِيمَ بن عبد الله بسنة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ عَنْ قِرَاءَةِ الْحَدِيثِ عَلَى الْمُحَدِّثِ فَقَالَ: وَمِثْلُكَ يَسْأَلُ عَنْ هَذَا؟ إِنَّمَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الصَّحِيفَةِ يَأْخُذُهَا وَيَقُولُ أُحَدِّثُ بِمَا فِيهَا وَلَمْ يَقْرَأْهَا. فَأَمَّا إِذَا قَرَأَهَا فَهُوَ سواء.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ قَالَ:
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: اكْتُبْ لِي أحاديث سنن. قال فكتبت أَلْفَ حَدِيثٍ ثُمَّ بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْهِ مَا قرأها علي ولا قرأتها عليه.
قال محمد بْنُ عُمَرَ: فَسَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ بَعْدَ ذَلِكَ يُحَدِّثُ يَقُولُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سبرة في أحاديث كثيرة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: شَهِدْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ جَاءَ إِلَى هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ فَقَالَ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ الصَّحِيفَةُ الَّتِي أَعْطَيْتَهَا فُلانًا هِيَ حَدِيثُكَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَسَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ بَعْدَ ذَلِكَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ مَا لا أُحْصِي.
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَدِمْتُ بَلَدًا دَائِرًا فَنَثَرْتُ لَهُمْ عَيْبَةَ عِلْمٍ. يَعْنِي الْيَمَنَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي أَوَّلِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَسَبْعِينَ سَنَةً. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ جِدًّا.
1623- حنظلة بن أبي سفيان
بن عبد الرحمن بن صفوان بن أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بن جمح. وأمه حفصة بنت عمرو بن أبي عقرب من بني عريج بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. وتوفي سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ أبي جعفر.
وكان ثقة وله أحاديث.
1624- زكرياء بن إسحاق.
__________
1623 الجرح والتعديل (3/ 241) ، والتاريخ الكبير (3/ 44) . والتقريب (1/ 206) . وتهذيب التهذيب (3/ 60) . وتهذيب الكمال (343) .
1624 التاريخ الكبير (3/ 423) . والجرح والتعديل (3/ 593) . والتقريب (1/ 261) .
والتهذيب (3/ 328) ، وتهذيب الكمال (429) .(6/38)
قَالَ: قَالَ عبد الرزاق: قَالَ لي أبي الزم زكرياء بن إسحاق فإني قد رأيته عند ابن أبي نجيح بمكان. قَالَ فأتيته فإذا هو قد نسي. وقد كان نزل البادية فبلغني أن ابن المبارك أتاه فأخرج إليه كتابه. وكان ثقة كثير الحديث.
1625- عبد العزيز بن أبي رواد
مولى المغيرة بن المهلب بن أبي صفرة العتكي.
قَالَ: اخبرنا أحمد بن محمد الأزرقي قَالَ: توفي عبد العزيز بن أبي رواد بمكة سنة تسع وخمسين ومائة وله أحاديث. وكان مرجئا. وكان معروفا بالصلاح والورع والعبادة.
1626- سيف بن سليمان
وبعضهم يقول ابن أبي سليمان مولى بني مخزوم. وتوفي بمكة بعد ستة خمسين ومائة. وكان ثقة كثير الحديث.
1627- طلحة بن عمرو
الحضرمي. توفي بمكة سنة اثنتين وخمسين ومائة. وكان كثير الحديث ضعيفا جدا. وقد رووا عنه.
1628- نافع بن عمر
الجمحي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: مات نافع بن عمر الجمحي بمكة سنة تسع وستين ومائة. وكان ثقة قليل الحديث فيه شيء.
1629- عبد الله بن المؤمل
المخزومي.
قَالَ: أخبرنا شهاب بن عباد قَالَ: مات عبد الله بن المؤمل بمكة سنة الحسين بفخ أو بعدها بسنة. كان ثقة قليل الحديث.
1630- سعيد بن حسان
المخزومي. كان قليل الحديث.
1631- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ
بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ. قليل الحديث.
__________
1625 الجرح (5/ 394) . والتاريخ الكبير (6/ 22) . وابن معين (2/ 266) ، والتقريب (1/ 509) . وتهذيب الكمال (837) .
1626 التقريب (1/ 324) .
1627 التقريب (1/ 379) .
1628 التقريب (2/ 296.
1629 التقريب (1/ 454) .
1630 التقريب (1/ 293) .(6/39)
1632- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي ربيعة. كان قليل الحديث.
1633- إبراهيم بن يزيد
الخوزي مولى عمر بن عبد العزيز. وإنما سمي الخوزي لأنه نزل شعب الخوز بمكة. توفي بمكة سنة إحدى وخمسين ومائة. له أحاديث. وهو ضعيف.
1634- رباح بن أبي معروف
كان قليل الحديث.
1635- عبد الله بن لاحق.
1636- إبراهيم بن نافع.
1637- عبد الرحمن بن أبي بكر
بن أبي مليكة. وهو الذي يقال له زوج جبرة. له أحاديث ضعيفة.
1638- سعيد بن مسلم
بن قماذين. قليل الحديث.
1639- حزام بن هشام
بن خالد الأشعري الكعبي. كان ينزل قديدا. روى عنه أبو النضر هاشم بن القاسم ومحمد بن عمر وعبد الله بن مسلمة بن قعنب وغيرهم. وكان ثقة قليل الحديث.
1640- عبد الوهاب بن مجاهد
بن جبر. كان يروي عن أبيه. وكان ضعيفا في الحديث.
1641- ابن أبي سارة.
__________
1633 التقريب (1/ 46) .
1634 التقريب (1/ 242) .
1635 التقريب (1/ 460) .
1636 التقريب (1/ 45.
1637 التقريب (1/ 474) .
1640 التقريب (1/ 528) وكتبه خطأ «عبد الله بن مجاهد» ) .(6/40)
الطَّبَقَةُ الْخَامِسَةُ
1642- سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ
بْنِ أَبِي عِمْرَانَ ويكنى أبا محمد. مولى لبني عبد الله بن روبية من بن هلال بن عامر بن صعصعة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ أَنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ. وَكَانَ أَصْلُهُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ. وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ عُمَّالِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ.
فَلَمَّا عُزِلَ خَالِدٌ عَنِ الْعِرَاقِ وَوُلِّيَ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ طَلَبَ عُمَّالَ خَالِدٍ فَهَرَبُوا مِنْهُ فَلَحِقَ عُيَيْنَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ بمكة فنزلها.
قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ جَالَسْتُ مِنَ النَّاسِ عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ. جَالَسْتُهُ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَمَاتَ فِي سنة ست وعشرين ومائة.
وقال سُفْيَانُ: حَجَجْتُ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ ثُمَّ سَنَةَ عِشْرِينَ. قَالَ وَجَاءَنَا الزُّهْرِيُّ مَعَ ابْنِ هِشَامٍ الْخَلِيفَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَخَرَجَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ وَسَأَلْتُهُ وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُجِبْنِي فِي الْحَدِيثِ. فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ:
أَجِبِ الْغُلامَ عَمَّا سَأَلَكَ. قَالَ: أَمَا إِنِّي أُعْطِيهِ حَقَّهُ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً.
قَالَ سُفْيَانُ: وَذَهَبَتْ إِلَى الْيَمَنِ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَسَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَمَعْمَرٌ حَيٌّ. وَذَهَبَ الثَّوْرِيُّ قَبْلِي بِعَامٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ ابْنُ أبي أَخِي سُفْيَانَ قَالَ:
حَجَجْتُ مَعَ عَمِّي سُفْيَانَ آخِرَ حَجَّةٍ حَجَّهَا سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ. فلما كنا بجمع
__________
1642 التاريخ الكبير (4/ 94) ، والجرح والتعديل (4/ 225) . والتقريب (1/ 312) .
والتهذيب (4/ 117) . وتهذيب الكمال (514) .(6/41)
وَصَلَّى اسْتَلْقَى عَلَى فِرَاشِهِ ثُمَّ قَالَ: قَدْ وَافَيْتُ هَذَا الْمَوْضِعَ سَبْعِينَ عَامًا أَقُولُ فِي كُلِّ سَنَةٍ: اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ. وَإِنِّي قَدِ اسْتَحْيَيْتُ اللَّهَ مِنْ كَثْرَةِ مَا أَسْأَلُهُ ذَلِكَ. فَرَجَعَ فَتُوُفِّيَ فِي السَّنَةِ الدَّاخِلَةِ يَوْمَ السَّبْتِ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ. وَدُفِنَ بِالْحَجُونِ. وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ حُجَّةً. وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَتِسْعِينَ سَنَةً.
1643- دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْعَطَّارُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأزرقي المكي قال: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَبُو دَاوُدَ الْعَطَّارُ نَصْرَانِيًّا. وَكَانَ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ. وَكَانَ يَتَطَبَّبُ. فَقَدِمَ مَكَّةَ فَنَزَلَهَا وَوُلِدَ لَهُ بِهَا أَوْلادٌ فَأَسْلَمُوا. وَكَانَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْقُرْآنَ وَالْفِقْهَ. وَوَالَى آلَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. وَوُلِدَ دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَنَةَ الْمِائَةِ. وَكَانَ أَبُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَجْلِسُ فِي أَصْلِ مَنَارَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِنْ قِبَلِ الصَّفَا. فَكَانَ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ يُقَالُ: أَكْفَرُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. لِقُرْبِهِ مِنَ الأَذَانِ وَالْمَسْجِدِ وَلِحَالِ وَلَدِهِ وَإِسْلامِهِمْ. وَكَانَ يُسْلِمُهُمْ فِي الأَعْمَالِ السَّرِيَّةِ وَيَحُثُّهُمْ عَلَى الأَدَبِ وَلُزُومِ أَهْلِ الْخَيْرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وَهَلَكَ دَاوُدُ بْنُ عبد الرحمن بمكة سنة أربع وسبعين وَمِائَةٍ. وَكَانَ كَثِيرُ الْحَدِيثِ.
1644- الزَّنْجِيُّ
واسمه مسلم بن خالد بن سعيد بن جرجة. وأصله من أهل الشأم. وهو مولى لآل سفيان بن عبد الأسد المخزومي. ويقال إنها موالاة ولم تكن عتاقة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُرَّةَ الْمَكِّيُّ قَالَ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ أَبْيَضَ مُشْرَبًا حُمْرَةً. وَإِنَّمَا الزَّنْجِيُّ لَقَبٌ لُقِّبَ بِهِ وَهُوَ صَغِيرٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأزرقي قَالَ: كَانَ الزَّنْجِيُّ بْنُ خَالِدٍ فَقِيهًا عَابِدًا يَصُومُ الدَّهْرَ وَيُكْنَى أَبَا خَالِدٍ. وَتُوُفِّيَ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ هَارُونَ. وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ كَثِيرَ الْغَلَطِ وَالْخَطَأِ فِي حَدِيثِهِ. وَكَانَ فِي بَدَنِهِ نِعْمَ الرَّجُلُ وَلَكِنَّهُ كَانَ يَغْلَطُ. وَدَاوُدُ الْعَطَّارُ أَرْفَعُ مِنْهُ فِي الْحَدِيثِ.
__________
1643 التقريب (1/ 233) .
1644 التقريب (2/ 245) .(6/42)
1645- محمد بن عمران
الحجبي. قليل الحديث.
1646- محمد بن عثمان
المخزومي. وكان قليل الحديث.
1647- يحيى بن سليم
الطائفي. وكان قد نزل مكة حتى مات بها. وكان يعالج الأدم. وقد روى عن إسماعيل بن كثير وعبد الله بن خثيم. وكان ثقة كثير الحديث.
1648- الفضيل بن عياض
التميمي. ثم احد بني يربوع. ويكنى أبا علي. ولد بخراسان بكورة أبيورد وقدم الكوفة وهو كبير فسمع الحديث من منصور بن المعتمر وغيره. ثم تعبد وانتقل إلى مكة فنزلها إلى أن مات بها في أول سنة سبع وثمانين ومائة في خلافة هارون. وكان ثقة ثبتا فاضلا عابدا ورعا كثير الحديث.
1649- عبد الله بن رجاء
ويكنى أبا عمران. وكان ثقة كثير الحديث. وكان أعرج.
وكان من أهل البصرة فانتقل فنزل مكة إلى أن مات بها.
1650- بشر بن السري.
1651- عبد المجيد بن عبد العزيز
بن أبي رواد ويكنى أبا عبد الحميد. كان كثير الحديث ضعيفا مرجئا.
1652- عبد الله بن الحارث المخزومي.
1653- حمزة بن الحارث
بن عمير. كان ثقة قليل الحديث.
1654- أبو عبد الرحمن المقرئ
واسمه عبد الله بن يزيد. مات بمكة في رجب سنة ثلاث عشرة ومائتين. وكان أصله من أهل البصرة. وكان ثقة كثير الحديث.
__________
1645 التقريب (2/ 197) .
1646 التقريب (2/ 190) .
1647 التقريب (2/ 349) .
1648 التقريب (1/ 113) .
1649 التقريب (1/ 414) .
1650 التقريب (1/ 99) .
1651 التقريب (1/ 517) .
1652 التقريب (1/ 407) .
1653 التقريب (1/ 119.
1654 التقريب (1/ 462) .(6/43)
1655- عثمان بن اليمان
بن هارون ويكنى أبا عمرو. ومات بمكة أول يوم من عشر ذي الحجة سنة اثنتي عشرة ومائتين. كانت له أحاديث.
1656- مؤمل بن إسماعيل
ثقة كثير الغلط.
1657- العلاء بن عبد الجبار
العطار. كان من أهل البصرة فنزل مكة. وكان كثير الحديث.
1658- سعيد بن منصور
ويكنى أبا عثمان. توفي بمكة سنة سبع وعشرين ومائتين.
1659- أحمد بن محمد
بن الوليد الأزرقي. ثقة كثير الحديث.
1660- عبد الله بن الزبير
الحميدي المكي من بني أسد بن عبد العزى بن قصي.
وهو صاحب سفيان بن عيينة وراويته. مات بمكة في شهر ربيع الأول سنة تسع عشرة ومائتين. وكان ثقة كثير الحديث.
__________
1656 التقريب (2/ 290) .
1657 التقريب (2/ 92) .
1658 التقريب (1/ 306) .
1659 التقريب (1/ 25) .
1660 التقريب (1/ 415) .(6/44)
تَسْمِيَةُ مَنْ نَزَلَ الطَّائِفَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -
1661- عُرْوَةُ بْن مَسْعُود
بْن معتب بْن مالك بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ عوف بْنِ ثَقِيفٍ. وَهُوَ قَسِّيُّ بْنُ مُنَبِّهِ بْنِ بكر بْن هوزان بْن منصور بْن عِكْرِمة بْن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر. ويكنى عروة أبا يعفور. وأمه سبيعة بنت عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالُوا: كَانَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ غَائِبًا عَنِ الطَّائِفِ حِينَ حَاصَرَهُمُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
كَانَ بِجُرَشٍ يَتَعَلَّمُ عَمَلَ الدَّبَّابَاتِ وَالْمَنْجَنِيقِ. فَلَمَّا قَدِمَ الطَّائِفَ بَعْدَ انْصِرَافِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَذَفَ اللَّهُ فِي قَلْبِهِ الإِسْلامَ فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - المدينة فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ فَأَسْلَمَ. فَسُّرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِإِسْلامِهِ. وَنَزَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَلَمْ يَدَعْهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ حَتَّى حَوَّلَهُ إِلَيْهِ. ثُمَّ إِنَّ عُرْوَةَ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْخُرُوجِ إِلَى قَوْمِهِ لِيَدْعُوَهُمْ إِلَى الإِسْلامِ فَقَالَ لَهُ: إِنَّهُمْ إِذًا قَاتِلُوكَ. فَقَالَ: لَوْ وَجَدُونِي نَائِمًا مَا أَيْقَظُونِي. فَخَرَجَ عُرْوَةُ فَسَارَ خَمْسًا فَقَدِمَ الطَّائِفَ عِشَاءً فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ. فَأَتَتْهُ ثَقِيفٌ تُسَلِّمُ عَلَيْهِ بِتَحِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْكَرَهَا عَلَيْهِمْ وَقَالَ:
عَلَيْكُمْ بِتَحِيَّةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ. السَّلامُ. فَآذُوهُ وَنَالُوا مِنْهُ فَحَلُمَ عَنْهُمْ. وَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ فَجَعَلُوا يَأْتَمِرُونَ بِهِ. وَطَلَعَ الْفَجْرُ فَأَوْفَى عَلَى غُرْفَةٍ لَهُ فَأَذَّنَ بِالصَّلاةِ فَخَرَجَتْ إِلَيْهِ ثَقِيفٌ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ. فَرَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي مَالِكٍ يُقَالُ لَهُ أَوْسُ بْنُ عَوْفٍ فَأَصَابَ أَكْحَلَهُ فَلَمْ يَرْقَ دَمُهُ. فَقَامَ غَيْلانُ بْنُ سَلَمَةَ وَكِنَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَالِيلَ وَالْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو وَوُجُوهُ الأَحْلافِ فَلَبِسُوا السِّلاحَ وَحَشَدُوا وَقَالُوا: نَمُوتُ عَنْ آخِرِنَا أَوْ نَثْأَرُ بِهِ عَشْرَةً مِنْ رُؤَسَاءِ بَنِي مَالِكٍ.
فَلَمَّا رَأَى عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ مَا يَصْنَعُونَ قَالَ: لا تَقْتَتِلُوا فِيَّ. قَدْ تَصَدَّقْتُ بِدَمِي عَلَى صَاحِبِهِ لأُصْلِحَ بِذَلِكَ بَيْنَكُمْ فَهِيَ كَرَامَةٌ أَكْرَمَنِي اللَّهُ بِهَا وَشَهَادَةٌ سَاقَهَا اللَّهُ إِلَيَّ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَقَدْ أَخْبَرَنِي بِهَذَا أَنَّكُمْ تَقْتُلُونِي. ثُمَّ دَعَا رَهْطَهُ فَقَالَ: إِذَا مِتُّ فَادْفِنُونِي مَعَ الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ عَنْكُمْ.(6/45)
فَمَاتَ فَدَفَنُوهُ مَعَهُمْ. وَبَلَغَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَقْتَلُهُ فَقَالَ: مَثَلُ عُرْوَةَ مَثَلُ صَاحِبِ يَاسِينَ.
دَعَا قَوْمَهُ إِلَى اللَّهِ فَقَتَلُوهُ.
1662- أبو مليح بن عُرْوَةُ
بْن مَسْعُود بْن مُعَتِّبِ بْن مَالِكِ.
قال: لما قتل عروة بن مسعود قَالَ ابنه أبو مليح بن عروة وابن أخيه قارب بن الأسود بن مسعود لأهل الطائف: لا نجامعكم على شيء أبدا وقد قتلتم عروة. ثم لحقا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلما. [فقال لهما رسول الله. ص: توليا من شئتما. قالا:
نتولى الله ورسوله. فقال النبي. ص: وخالكما أبا سفيان بن حرب فحالفاه] . ففعلا ونزلا على المغيرة بن شعبة فأقاما بالمدينة حتى قدم وفد ثقيف في شهر رمضان سنة تسع فقاضوا النبي - صلى الله عليه وسلم - على ما قاضوه عليه وأسلموا. ورجعا مع الوفد فقال أبو مليح: يا رسول الله إن أبي قتل وعليه دين مائتا مثقال ذهب فإن رأيت أن تقضيه من حلي الربة. يعني اللات. فعلت. [فقال رسول الله. ص: نعم] .
1663- قارب بن الأسود
بن مسعود بن معتب بن مالك. وهو ابن أخي عروة بن مسعود. لما كلم أبو مليح بن عروة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قضاء دين أبيه قَالَ قارب بن الأسود: يا رسول الله وعن الأسود بن مسعود أبي فإنه ترك دينا مثل دين عروة فاقضه عنه من مال الطاغية. [فقال رسول الله. ص: إن الأسود مات كافرا. فقال قارب:
تصل به قرابة. إنما الدين علي وأنا مطلوب به. فقال رسول الله. ص: إذا أفعل] .
فقضى عن عروة والأسود دينهما من مال الطاغية.
1664- الحكم بن عمرو
بن وهب بن معتب بن مالك. وكان في وفد ثقيف الذين قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فأسلموا.
1665- غيلان بن سلمة
بن معتب بن مالك بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ عوف بن ثقيف. وأم سلمة بن معتب كنة بنت كسيرة بن ثمالة من الأزد. وأخوه لأمه أوس بن ربيعة بن معتب فهما ابنا كنه إليها ينسبون. وكان غيلان بن سلمة شاعرا وفد على كسرى فسأله أن يبني له حصنا بالطائف فبنى له حصنا بالطائف. ثم جاء الإسلام فأسلم غيلان وعنده عشر نسوة. [فقال له رسول الله. ص: اختر منهن أربعا وفارق بقيتهن] . فقال: قد كن ولا يعلمن أيتهن آثر عندي وسيعلمن ذلك اليوم. فاختار منهن أربعا وجعل يقول لمن أراد منهن: أقبلي. ومن لم يرد يقول لها: أدبري.(6/46)
حتى اختار منهن أربعا وفارق بقيتهن.
وقال الوليد بن مسلم عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب عن عروة بن غيلان بن سلمة عن أبيه: إن نافعا كان لغيلان بن سلمة فقر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأسلم وغيلان مشرك. ثم أسلم غيلان فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولاءه.
1666- وابنه شرحبيل بن غيلان
بن سلمة بن معتب. وكان في الوفد الذين قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ومات شرحبيل سنة ستين.
1667- عبد ياليل بن عَمْرو
بْن عمير بْن عوف بْن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف.
وكان رأس وفد ثقيف الذين قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فأسلموا. كان عبد ياليل سن عروة بن مسعود.
1668- وابنه كنانة بن عبد ياليل
بن عمرو بن عمير بن عقدة بن عوف. كان شريفا وقد أسلم مع وفد ثقيف.
1669- الْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ
بْنِ عَمْرِو بْنِ عِلاجٍ. واسمه عمير بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن ثقيف. وكان طبيب العرب. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمر من كانت به علة أن يأتيه فيسأله عن علته. وكانت سمية أم زياد للحارث بن كلدة.
1670- وابنه نافع بن الحارث
بن كلدة. وهو أبو عبد الله الذي انتقل إلى البصرة وافتلى بها الخيل.
1671- العلاء بن جارية
بن عبد الله بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن ثقيف. وهو حليف لبني زهرة.
1672- عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ
بْنِ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ دُهْمَانَ بْنِ عَبْدِ الله بن همام بن أبان بن يسار بن مالك بن حطيط بن جثم بن ثقيف. قدم عثمان بن أبي العاص على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع وفد ثقيف وكان أصغر الوفد سنا. فكانوا يخلفونه على رحالهم يتعاهدها لهم. فإذا رجعوا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وناموا وكانت الهاجرة. أتى عثمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم قبلهم سرا منهم وكتمهم ذلك. وجعل يَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الدين ويستقرئه القرآن. فقرأ سورا مِنْ فِيَّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وكان إذا وجد رسول
__________
1672 التقريب (2/ 10) .(6/47)
الله - صلى الله عليه وسلم - نائما عمد إلى أبي بكر فسأله واستقرأه. وإلى أبي بن كعب فسأله واستقرأه. فأعجب بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأحبه. فلما أسلم الوفد وكتب لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الكتاب الذي قاضاهم عليه وأرادوا الرجوع إلى بلادهم قالوا: يا رسول الله أمر علينا رجلا منا. فأمر عليهم عثمان بن أبي العاص وهو أصغرهم لَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من حرصه على الإسلام.
[قَالَ عثمان: فكان آخر عَهْدٍ عَهِدَهُ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - أن اتخذ مؤذنا لا يأخذ على آذانه أجرا. وإذا أممت قومك فاقدرهم بأضعفهم. وإذا صليت لنفسك فأنت وذاك] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى بْنِ كَعْبٍ الثَّقَفِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ يَقُولُ:
اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الطَّائِفِ فَكَانَ آخِرُ مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ [قَالَ: خَفِّفْ عَنِ النَّاسِ الصلاة] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ أَنَّهُ قَالَ: آخِرُ كَلامٍ كَلَّمَنِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذِ اسْتَعْمَلَنِي عَلَى الطَّائِفِ أَنْ قَالَ: [خَفِّفِ الصَّلاةَ عَنِ النَّاسِ حَتَّى وَقَفَ أَوْ وَقَّتَ. ثُمَّ «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ» العلق: 1 وأشباهها من الْقُرْآنَ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ عامله على الطائف.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ مُطَرِّفٍ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَلَمْ يَزَلْ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى الطَّائِفِ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَخِلافَةَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَخِلافَةَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. حَتَّى إِذَا أَرَادَ عُمَرُ أَنْ يَسْتَعْمِلَ عَلَى الْبَحْرَيْنِ فَسَمُّوا لَهُ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ فَقَالَ: ذَاكَ أَمِيرٌ أَمَّرَهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الطَّائِفِ فَلا أَعْزِلُهُ. قَالُوا لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَأْمُرُهُ يَسْتَخْلِفُ عَلَى عَمَلِهِ مَنْ أَحَبَّ وَتَسْتَعِينُ بِهِ فَكَأَنَّكَ لَمْ تَعْزَلْهُ. فَقَالَ: أَمَّا هَذَا فَنَعَمْ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ(6/48)
خَلِّفْ عَلَى عَمَلِكَ مَنْ أَحْبَبْتَ وَاقْدِمْ عَلَيَّ. فَخَلَّفَ أَخَاهُ الْحَكَمَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ عَلَى الطَّائِفِ وَقَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَوَلاهُ الْبَحْرَيْنَ. فَلَمَّا عُزِلَ عَنِ الْبَحْرَيْنِ نَزَلَ الْبَصْرَةَ هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ وَشَرُفُوا بِهَا. وَالْمَوْضِعُ الَّذِي بِالْبَصْرَةَ يُقَالُ لَهُ شَطُّ عُثْمَانَ إِلَيْهِ يُنْسَبُ.
1673- وأخوه الحكم بن أبي العاص
بن بشر بن عبد دهمان. وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
1674- أوس بن عوف
الثقفي أحد بني مالك. وهو الذي رمى عروة بن مسعود الثقفي فقتله.
ثم قدم بعد ذلك في وفد ثقيف على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم وفد كان قبل أن يقاضي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثقيفا خاف من أبي مليح بن عروة ومن قارب بن الأسود بن مسعود فشكا ذلك إلى أبي بكر الصديق فنهاهما عنه وقال: ألستما مسلمين؟ قالا:
بلى. قَالَ: فتأخذان بذحول الشرك وهذا رجل قد قدم يريد الإسلام وله ذمة وأمان.
ولو قد أسلم صار دمه عليكما حراما. ثم قارب بينهم حتى تصافحوا وكفوا عنه. ومات أوس بن عوف سنة تسع وخمسين.
1675- أوس بن حذيفة
الثقفي.
قال: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الثَّقَفِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ. قَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو عَامِرٍ عَنْ جَدِّهِ أَوْسِ بْنِ حُذَيْفَةَ. وَقَالَ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ عَمِّهِ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ عَنْ أَبِيهِ.
قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - في وَفْدِ ثَقِيفٍ فَنَزَلَ الأَحْلافِيُّونَ عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَأَنْزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَالِكِيِّينَ فِي قُبَّتِهِ. قَالَ وَكَانَ يَنْصَرِفُ إِلَيْهِمْ بَعْدَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ فَيُحَدِّثُهُمْ قَائِمًا عَلَى رِجْلَيْهِ. يُرَاوِحُ بَيْنَ قَدَمَيْهِ مِمَّا قَدْ مَلَّ مِنَ الْقِيَامِ. وَأَكْثَرَ مَا يُحَدِّثُهُمُ اشْتِكَاءَ أَهْلِ مَكَّةَ وَقُرَيْشٍ وَيَقُولُ: وَكَانَتِ الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سِجَالا. فَكَانَتْ مَرَّةً عَلَيْنَا وَمَرَّةً لَنَا. فَاحْتَبَسَ عَنَّا ذَاتَ لَيْلَةٍ [فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَبَسَكَ عَنَّا اللَّيْلَةَ؟
فَقَالَ: إِنَّهُ طَرَأَ عَلَيَّ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ وَبَقِيَ عَلَيَّ مِنْ حِزْبِي شَيْءٌ فَكَرِهْتُ أَنْ أَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ حتى أقرأه.](6/49)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ فِي حَدِيثِهِ: فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قُلْنَا لأَصْحَابِهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدَّثَنَا أَنَّهُ طَرَأَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ وَبَقِيَ عَلَيْهِ حِزْبٌ مِنَ الْقُرْآنِ. فَكَيْفَ كُنْتُمْ تُحَزِّبُونَ الْقُرْآنَ؟ قَالُوا: نُحَزِّبُهُ ثَلاثَ سُوَرٍ. خَمْسَ سُوَرٍ. سَبْعَ سُوَرٍ. تِسْعَ سُوَرٍ.
إِحْدَى عَشْرَةَ سُورَةً. وَثَلاثَ عشرة سورة. وحزب المفضل مَا بَيْنَ قَافٍ فَأَسْفَلَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْغَرَقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِفِيُّ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ الْحَكَمِ وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. كِلاهُمَا عَنْ أَوْسِ بْنِ حُذَيْفَةَ. قَالَ: خَرَجْنَا مِنَ الطَّائِفِ سَبْعِينَ رَجُلا مِنَ الأَحْلافِ وَبَنِي مَالِكٍ فَنَزَلَ الأَحْلافِيُّونَ عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَأَنْزَلَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي قُبَّةٍ لَهُ بَيْنَ مَسْكَنِهِ وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ. ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوًا مِنَ الْحَدِيثِ الأَوَّلِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَ أَوْسُ بْنُ حُذَيْفَةَ لَيَالِي الْحَرَّةِ.
1676- أوس بن أوس
الثقفي.
قال: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَنَابٍ جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ.
قَالَ سُفْيَانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
[وَقَالَ أَبُو جَنَابٍ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فَمَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ وَغَدَا وَابْتَكَرَ فَجَلَسَ مِنَ الإِمَامِ قَرِيبًا فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يخطوها أجر سنة صيامها وقيامها] .
قال: أخبرنا هشام أبو الْوَلِيدِ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا جَدُّهُ أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ قَالَ: أَوْمَأَ إِلَيَّ جَدِّي وَهُوَ فِي الصَّلاةِ أَنْ نَاوِلْنِيَ نَعْلِي. فَنَاوَلْتُهُ نَعْلَهُ فَصَلَّى فِيهِمَا وَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
يصلي في نعليه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَثْعَمِيِّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الطَّائِفِيِّ عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ أَوْ أُوَيْسِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: أَقَمْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نِصْفَ شَهْرٍ فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْنِ مُقَابَلَتَيْنِ. وَرَأَيْتُهُ يَبْزُقُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ.(6/50)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: هَذَا هُوَ أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ. وَشُعْبَةُ كَانَ أَضْبَطَ لاسْمِهِ. وَلَمْ يَشُكَّ فِيهِ كَمَا شَكَّ قَيْسٌ.
1677- الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَيَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْحَارِثِ بن عبد الله بن أوس الثقفي قال: سَأَلْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنِ الْمَرْأَةِ تَحِيضُ قَبْلَ أَنْ تَنْفِرَ. قَالَ: لِيَكُنْ آخِرُ عَهْدِهَا الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ. قَالَ فَقَالَ: كَذَلِكَ أَفْتَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَرِبْتَ عَنْ يَدَيْكِ. سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ فَسَأَلْتَ عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - لكيما أخالف.
قال محمد بن سعد: أَخْبَرَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَأَخْطَأَ فِي اسْمِهِ فَقَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَوْسِ قَالَ:
[سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: مَنْ حَجِّ أَوِ اعْتَمَرَ فَلْيَكُنْ آخِرُ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: إِنَّمَا هُوَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ. كَمَا حَفِظَ أَبُو عَوَانَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ.
1678- الحارث بن أويس
الثقفي وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وروى عنه.
1679- الشَّرِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ
الثقفي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنِ [الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الثَّقَفِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: جَارُ الدَّارِ أَحَقُّ بِالدَّارِ مِنْ غَيْرِهِ] .
وَالشَّرِيدُ هُوَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الشَّرِيدِ. وَأَرْدَفَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاسْتَنْشَدَهُ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ. قَالَ: فَجَعَلْتُ أُنْشِدُهُ وَجَعَلَ يَقُولُ: إِنْ كَادَ لِيُسْلِمُ. وَمَاتَ الشَّرِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
1680- نمير بن خرشة
الثقفي. كان في وفد ثقيف الذين قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -
__________
1677 التقريب (1/ 139) .
1678 التقريب (1/ 350) .(6/51)
1681- سفيان بن عبد الله
الثقفي. وكان قد ولي الطائف. وكان في الوفد أيضا الذين قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -
1682- الحكم بن سفيان
الثقفي.
1683- أبو زهير بن معاذ
الثقفي. وحديثه: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالنبأة من أرض الطائف. حدث به عنه ابنه أبو بكر بن أبي زهير.
1684- كَرْدَمُ بْنُ سُفْيَانَ
الثَّقَفِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: جَاءَ كَرْدَمُ بْنُ سُفْيَانَ الثَّقَفِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ عَشْرَةَ أَبْعِرَةٍ لِي بِبُوَانَةَ. [فَقَالَ رسول الله. ص: نَذَرْتَ ذَلِكَ وَفِي نَفْسِكَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ:
لا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَانْطَلِقْ فَانْحَرْهَا.]
1685- وهب بن خويلد
بن ظويلم بْن عوف بْن عُقْدة بْن غيرة بْن عوف بن ثقيف.
أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومات عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فاختصم في ميراثه بنو غيرة فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهب بن أمية بن أبي الصلت.
1686- وهب بن أمية
بن أبي الصلت بن ربيعة بْن عوف بْن عُقْدة بْن غيرة بْن عوف بن ثقيف. أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأبوه أمية بن أبي الصلت الشاعر.
1687- أبو محجن بن حبيب
بن عَمْرو بْن عمير بْن عوف بْن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف. وكان شاعرا وله أحاديث.
1688- الْحَكَمُ بْنُ حَزْنٍ
الْكُلْفِيُّ من بني كلفة بن عوف بن نصر بْن معاوية بْن بَكْر بْن هوزان.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ زُرَيْقٍ الطَّائِفِيُّ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى رَجُلٍ لَهُ صُحْبَةٌ مِنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
يُقَالُ لَهُ الْحَكَمُ بْنُ حَزْنٍ الْكُلْفِيُّ فَقَالَ: وَفَدْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - سابع سبعة أو
__________
1681 التقريب (1/ 311) .
1682 التقريب (1/ 190) .
1683 التقريب (2/ 425) .
1684 التقريب (1/ 190) .(6/52)
تَاسِعَ تِسْعَةٍ. فَاسْتُؤْذِنَ لَنَا فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ زُرْنَاكَ لِتَدْعُوَ لَنَا بِخَيْرٍ. فَأَمَرَ بِنَا فَأُنْزِلْنَا وَأَمَرَ لَنَا بِشَيْءٍ مِنْ تَمْرٍ. وَالشَّأْنُ إِذْ ذَاكَ دُونٌ. فَلَبِثْنَا بِهَا أَيَّامًا شَهِدْنَا فِيهَا الْجُمُعَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى قَوْسٍ. أَوْ قَالَ عَلَى عَصًا. فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ كَلِمَاتٍ خَفِيفَاتٍ طَيِّبَاتٍ مُبَارَكَاتٍ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ لَنْ تُطِيقُوا أَوْ لَنْ تَفْعَلُوا كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ. فَسَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا.
1689- زفر بن حرثان
بن الحارث بن حرثان بن ذكوان بن كلفة بن عوف بن نصر بْن معاوية بْن بَكْر بْن هوزان. وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأسلم.
1690- مضرس بن سفيان
بن خفاجة بن النابغة بن عتر بن حبيب بن وائلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوزان. وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأسلم وشهد معه يوم حنين. وذكره العباس بن مرداس في شعره.
1691- يَزِيدُ بْنُ الأَسْوَدِ
العامري من بني سواة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ السُّوَائِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ السُّوَائِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْفَجْرَ فِي مَسْجِدِ مِنًى فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ. فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ الْتَفَتَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلَيْنِ لَمْ يُصَلِّيَا. [قَالَ فَقَالَ: ائْتُونِي بِهِمَا. فَأُتِيَ بِهِمَا تَرْعَدُ فَرَائِصُهُمَا فَقَالَ: مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَنَا؟ قَالا: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّيْنَا فِي رِحَالِنَا. قَالَ: فَإِذَا جِئْتُمْ وَالإِمَامُ يصلي فصلوا معه فإنها لكم نافلة] .
قال: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ السَّائِبِ الطَّائِفِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ أَنَّهُ شَهِدَ حُنَيْنًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ أَسْلَمَ. وَصَحِبَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ يُكْنَى أَبَا حَاجِزَةَ.
1692- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ معية
السوائي.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّوَاسِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ السَّائِبِ الطَّائِفِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ بَنِي سُوَاةَ أَحَدُ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ يُقَالُ لَهُ عُبَيْدُ الله بن معية.
__________
1691 التقريب (1/ 362) .(6/53)
قَالَ وَكِيعٌ فِي حَدِيثِهِ: وَكَانَ وُلِدَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ.
وَقَالَ حُمَيْدٌ: وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ. قَالَ قُتِلَ رَجُلانِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - عند بَابِ بَنِي سَالِمٍ مِنَ الطَّائِفِ يَوْمَ الطَّائِفِ. فَحُمِلا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَبَلَغَهُ ذَلِكَ فَبَعَثَ أَنْ يُدْفَنَا حَيْثُ أُصِيبَا أَوْ حَيْثُ لُقِيَا. فَدُفِنَا فِيمَا بَيْنَ مَقْتَلِهِمَا وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُبِرَا حَيْثُ لُقِيَا.
1693- أَبُو رَزِينٍ الْعُقَيْلِيُّ
واسمه لقيط بن عامر بن المنتفق.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالُوا:
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ عَنْ أَبِي رَزِينٍ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ لا يَسْتَطِيعُ الْحَجَّ وَلا الْعُمْرَةَ وَلا الظَّعْنَ. [فَقَالَ: حُجَّ عَنْ أَبِيكَ وَاعْتَمِرْ] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَلَمْ يَذْكُرْ أَبُو الْوَلِيدِ وَحْدَهُ: وَلا الظَّعْنَ. وذكر عَفَّانُ وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ.
1694- أبو طريف.
وكان بالطائف بعد هؤلاء من الفقهاء والمحدثين
1695- عمرو بن الشريد
بن سويد الثقفي.
1696- عاصم بن سفيان
الثقفي. روى عن عمر بن الخطاب.
1697- أبو هندية
روى عن عمر بن الخطاب. وهو أبو محمد بن أبي هندية الذي روى عنه سعيد بن المسيب.
1698- عمرو بن أوس
بن حذيفة الثقفي. روى عن أبيه.
1699- عبد الرحمن بن عبد الله
بن عثمان بن عبد الله بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُطَيْطِ بْنِ جُشَمِ بن ثقيف. وأمه أُمَّ الْحَكَمِ بِنْت أَبِي سُفْيَان بْن حَرْبٍ بْن أمية. وخاله معاوية بن أبي سفيان. وهو الذي يقال له ابن أم
__________
1695 التقريب (2/ 72) .
1696 التقريب (1/ 383) .(6/54)
الحكم. وكان جده عثمان بن عبد الله يحمل لواء المشركين يوم حنين فقتله علي بن أبي طالب. [فقال رسول الله. ص: أبعده الله إنه كان يبغض قريشا وقد] سمع عبد الرحمن بن عبد الله من عثمان بن عفان. وقد ولي الكوفة ومصر. وولده اليوم يسكنون دمشق.
1700- وكيع بن عدس
هكذا قَالَ شعبة عن يعلى بن عطاء. وهو ابن أخي أبي رزين العقيلي ويكنى أبا مصعب. وروى عن عمه أبي رزين. وروى عنه يعلى بن عطاء. وأما حماد بن سلمة وأبو عوانة فقالا: عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ وَكِيعِ بْنِ حدس.
1701- يعلى بن عطاء
كان قد أتى واسط وأقام بها في آخر سلطنة بني أمية. وسمع منه شعبة وهشيم وأبو عوانة وأصحابهم.
1702- عبد الله بن يزيد
الطائفي. مات سنة عشرين ومائة.
1703- بشر بن عاصم
بن سفيان الثقفي. روى عن أبيه.
من حديث وكيع عن محمد بن عبد الله بن أفلح الطائفي عن بشر بن عاصم بن سفيان الثقفي أن عمر. يعني ابن الخطاب. كان يبعث مصدقيه في قبل الصيف.
1704- إبراهيم بن ميسرة.
1705- عطيف بن أبي سفيان
مات سنة أربعين ومائة.
1706- عبيد بن سعد.
1707- محمد بن أبي سويد.
1708- أبو بكر بن أبي موسى
بن أبي شيخ.
__________
1700 التقريب (2/ 331) .
1701 التقريب (2/ 378) .
1702 التقريب (1/ 461) .
1703 التقريب (1/ 99) .
1704 سبق في رقم (1586) .
1707 التقريب (2/ 168) .
1708 التقريب (2/ 400) .(6/55)
1709- سعيد بن السائب
الطائفي الذي روى عنه وكيع وحميد الرواسي ومعن بن عيسى.
1710- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ يَعْلَى بن كعب الثقفي. روى عنه وكيع وأبو عاصم النبيل وَأَبُو نُعَيْمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ وغيرهم.
1711- يونس بن الحارث
الطائفي. روى عنه وكيع بن الجراح وأبو عاصم النبيل وغيرهما.
1712- محمد بن عبد الله
بن أفلح الطائفي. سمع منه وكيع وغيره.
1713- محمد بن أبي سعيد
الثقفي.
1714- محمد بن مسلم
بن سوسن الطائفي. وكان قد نزل مكة. سمع منه وكيع بن الجراح وأبو نعيم ومعن بن عيسى وغيرهم.
1715- يحيى بن سليم
الطائفي. وكان قد نزل مكة إلى أن مات بها. وكان يعالج الأدم.
__________
1709 التقريب (1/ 296) .
1710 التقريب (1/ 429) .
1711 التقريب (2/ 384) .
1715 التقريب (2/ 340) .(6/56)
تَسْمِيَةُ مَنْ نَزَلَ الْيَمَنَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -
1716- أَبْيَضُ بْنُ حَمَّالٍ
الْمَازِنِيُّ من حمير.
قَالَ محمد بن سعد. وقال عبد المنعم بن إدريس بن سنان: هو من الأزد ممن كان أقام بمأرب من ولد عمرو بن عامر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن يحيى بن قيس المازني عَنْ أَبِيهِ عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ عَنْ سُمَيِّ بْنِ قَيْسٍ عَنْ شُمَيْرٍ عَنْ أَبْيَضَ بْنِ حَمَّالٍ أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاسْتَقْطَعَهُ الْمِلْحَ فَأَقْطَعَهُ إِيَّاهُ. فَلَمَّا وَلَّى قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَدْرِي مَا أَقْطَعْتَهُ؟ إِنَّمَا أَقْطَعْتَهُ الْمَاءَ الْعِدَّ. فَرَجَعَ فيه. قال وقلت للنبي. ص: مَا يُحْمَى مِنَ الأَرَاكِ؟ قَالَ: [مَا لَمْ تنله أخفاف الإبل] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي ثَابِتٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَبْيَضَ بْنِ حَمَّالٍ أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْمَدِينَةِ وَأَسْلَمَ عَلَى ثَلاثَةِ إِخْوَةٍ مِنْ كِنْدَةَ كَانُوا عَبِيدًا لَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وَصَالَحَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى سَبْعِينَ حُلَّةٍ. وَاسْتَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمِلْحَ مِلْحَ شَذًا بِمَأْرِبَ فَقَطَعَهُ لَهُ. ثُمَّ اسْتَقَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَقَالَهُ فَقَطَعَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرْضًا وَغِيلا بِالْجَوْفِ.
جوف مراد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي ثَابِتٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَبْيَضَ بْنِ حَمَّالٍ أَنَّهُ كَانَتْ بِوَجْهِهِ حَزَازَةٌ. قَالَ يَعْنِي الْقُوبَاءَ. قَدِ الْتَمَعَتْ وَجْهَهُ فَدَعَاهُ نَبِيُّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَسَحَ وَجْهَهُ فَلَمْ يُمْسِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَمِنْهَا أَثَرٌ.
1717- فَرْوَةُ بن مسيك
بن الْحَارِثِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الذُّؤَيْبِ بن مالك بن
__________
1716 التقريب (1/ 49) .
1717 التقريب (2/ 108) .(6/57)
منبه بن غطيف بن عبد الله بن ناجية بن يحابر. وهو مراد بن مالك بن أدد. وهو مِنْ مَذْحِجٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَدِمَ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ الْمُرَادِيُّ سَنَةَ عَشْرٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - مفارقا لكندة تابعا لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ رَجُلا لَهُ شَرَفٌ. فَأَنْزَلَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ عَلَيْهِ ثُمَّ غَدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا لِمَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي. [قَالَ: أَيْنَ نَزَلَتْ؟ قَالَ: عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ.
قَالَ: بَارَكَ اللَّهُ عَلَى سَعْدٍ! فَكَانَ يَحْضُرُ مَجْلِسَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كُلَّمَا جَلَسَ.] وَيَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ وَفَرَائِضَ الإِسْلامِ وَشَرَائِعَهُ. ثُمَّ اسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - على مرد وَزُبَيْدٍ وَمَذْحِجٍ كُلِّهَا. وَكَانَ يَسِيرُ فِيهَا. وَبَعَثَ مَعَهُ خَالِدَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ عَلَى الصَّدَقَاتِ.
فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ هُنَاكَ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عبد اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ مِحْجَنِ بْنِ وَهْبٍ الْخُزَاعِيِّ عَنْ قَوْمِهِ قَالُوا: أَجَازَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَرْوَةَ بْنَ مُسَيْكٍ بِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَحَمَلَهُ عَلَى بَعِيرٍ نَجِيبٍ وَأَعْطَاهُ حُلَّةً مِنْ نسج عمان.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَبَتَ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ عَلَى الإِسْلامِ يُغِيرُ عَلَى مَنْ خَالَفَهُ بِمَنْ أَطَاعَهُ وَلَمْ يَرْتَدَّ كَمَا ارْتَدَّ غَيْرُهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ. قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ: كَانَ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ شَاعِرًا.
1718- قيس بن مكشوح
واسم مكشوح هبيرة بن عبد يغوث بن الغزيل بن سلمة بن بدا بن عامر بن عوبثان بن زاهر بن مراد. وكان هبيرة بن عبد يغوث سيد مراد وكوي على كشحه بالنار فقيل المكشوح وابنه قيس بن مكشوح فارس مذحج وفد عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ الذي قتل الأسود العنسي الذي تنبأ باليمن.
1719- عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُصْمِ بن عمرو بن زبيد الصغير. وهو منبة بْن ربيعة بْن سَلَمَة بْن مازن بْن ربيعة بن منبه. وهو جماع زبيد.
وهو من مذحج. وكان عمرو بن معدي كرب فارس العرب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ(6/58)
عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَدِمَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ فِي عَشْرَةٍ مِنْ زُبَيْدٍ الْمَدِينَةَ فَقَالَ حِينَ دَخَلَهَا. وَهُوَ آخِذٌ بِزِمَامِ رَاحِلَتِهِ: مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ هَذِهِ الْبَحْرَةِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ؟ فَقِيلَ لَهُ: سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ. فَأَقْبَلَ يَقُودُ رَاحِلَتَهُ حَتَّى أَنَاخَ بِبَابِهِ. فَخَرَجَ إِلَيْهِ سَعْدٌ فَرَحَّبَ بِهِ وَأَمَرَ بِرَحْلِهِ فَحُطَّ وَأَكْرَمَهُ وَحَبَاهُ ثُمَّ رَاحَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَسْلَمَ وَأَقَامَ أَيَّامًا. وَأَجَازَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَمَا كَانَ يُجِيزُ الْوَفْدَ. وَانْصَرَفَ رَاجِعًا إِلَى بِلادِهِ. فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ارْتَدَّ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ فِيمَنِ ارْتَدَّ بِالْيَمَنِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الإِسْلامِ وَهَاجَرَ إِلَى الْعِرَاقِ وَشَهِدَ فَتْحَ الْقَادِسِيَّةِ وَغَيْرِهَا وَأَبْلَى بَلاءً حَسَنًا.
1720- صُرَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الأَزْدِيُّ. وكان ينزل جرش.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ عَنْ مُنِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيِّ قَالَ: قَدِمَ صُرَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيُّ فِي بَضْعَةَ عَشَرَ مِنْ قَوْمِهِ فَنَزَلُوا عَلَى فَرْوَةَ بْنِ عَمْرٍو الْبَيَاضِيِّ فَحَبَاهُمْ وَأَكْرَمَهُمْ. وَأَقَامُوا عِنْدَهُ عَشَرَةَ أَيَّامٍ. وَكَانَ صُرَدٌ أَقْضَاهُمْ. وَكَانَ يَحْضُرُ مَجْلِسَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَعْجَبَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِهِ فَأَمَّرَهُ عَلَى مَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَوْمِهِ وَأَنْ يُجَاهِدَ بِمَنْ أَسْلَمَ مَنْ يَلِيهِ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ.
وَأَوْصَاهُ بِالنِّفَرِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ خَيْرًا. فخرج بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى نَزَلَ جُرَشَ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ مَدِينَةٌ مُغْلَقَةٌ حَصِينَةٌ وَبِهَا قَبَائِلُ مِنْ قَبَائِلِ الْيَمَنِ قَدْ تَحَصَّنُوا فِيهَا. فَدَعَاهُمْ صُرَدُ إِلَى الإِسْلامِ. فَمَنْ أَسْلَمَ خَلَّى سَبِيلَهُ وَخَلَّطَهُ بِنَفْسِهِ وَمَنْ أَبَى ضَرَبَ عُنُقَهُ. ثُمَّ نَاهَضَهُمْ فَظَفِرَ بِهِمْ فَقَتَلَهُمْ نهارا طويلا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَامِلُهُ عَلَى جُرَشَ صُرَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيُّ.
1721- نمط بن قيس
بن مالك بن سعد بن مالك بن لأي بن سلمان بن معاوية بن سفيان بن أرحب من همدان. فقدم عَلَى النَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وافدا في عدة من قومه إلى المدينة سنة عشر. وأطعمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعمة تجري عليهم إلى اليوم.
1722- حذيفة بن اليمان
الأَزْدِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بن
__________
1722 التقريب (1/ 156) .(6/59)
عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَامِلُهُ عَلَى دَبَا حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ.
1723- صخر الغامدي
من الأزد.
1724- قيس بن الحصين
ذي الغصة ابن يزيد بن شداد بن قنان بن سلمة بن وهب بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن كعب من مذحج. قَالَ وفد قيس بن الحصين مع خالد بن الوليد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على بني الحارث وكتب له كتابا وأجازه باثنتي عشرة أوقية ونش. وانصرف هو ومن كان معه من قومه إلى بلادهم نجران اليمن. فلم يمكثوا إلا أربعة أشهر حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
1725- عبد الله بن عبد المدان
واسمه عمرو بن الديان. واسمه يزيد بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كعب من مذحج. وكان عبد الله في الوفد الذين قدموا مع خالد بن الوليد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان اسمه عبد الحجر. [فقال له رسول الله. ص: من أنت؟ قَالَ: أنا عبد الحجر. فقال: أنت عبد الله] .
1726- واخوه يزيد بن عبد المدان
بن الديان بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك.
وكان شريفا شاعرا وكان في الوفد.
قَالَ: قَالَ هشام بن الكلبي. والديان الحاكم.
1727- يزيد بن المحجل
واسمه معاوية بن حزن بن موألة بْن مُعَاوِيَة بْن الْحَارِث بْن مالك بْن كعب بن الحارث بن كعب من مذحج. كان في الوفد الذين قدموا مع خالد بن الوليد من نجران وأنزلهم خالد منزله. وإنما سمي أبوه المحجل لبياض كان به. وقد رأس.
1728- شداد بن عبد الله
القناني من بني الحارث بن كعب. وكان في الوفد الذين قدموا مع خالد بن الوليد.
1729- عبد الله بن قراد
من بني الحارث بن كعب. كان في الوفد الذين قدموا مع خالد بن الوليد من نجران فَأَجَازَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعشر أواقي ثم انصرف هو ومن كان معه من قومه إلى بلادهم فلم يمكثوا إلا أربعة أشهر حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
__________
1728 التقريب (1/ 347) .(6/60)
1730- زرعة ذو يزن
من حمير.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صُهْبَانَ عَنْ زَامِلِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلانِيِّ أَنَّ زُرْعَةَ ذَا يَزَنَ أَسْلَمَ فَكَتَبَ إليه رسول الله. ص: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مُحَمَّدًا يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّهُ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. ثُمَّ إِنَّ مَالِكَ بْنَ مُرَارَةَ الرَّهَاوِيَّ حَدَّثَنِي أَنَّكَ أَسْلَمْتَ مِنْ أَوَّلِ حِمْيَرٍ وَقَتَلْتَ الْمُشْرِكِينَ فَأَبْشِرْ بخير وأمل خيرا.
1731- الحارث.
و1732- نعيم ابنا عبد كلال.
و1733- النعمان قيل ذي رعين.
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صُهْبَانَ عَنْ زَامِلِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلانِيِّ أَنَّ الْحَارِثَ وَنَعِيمًا ابْنِي عَبْدِ كُلالِ وَالنُّعْمَانُ قَيْلُ ذِي رُعَيْنٍ وَمَعَافِرُ وَهَمْدَانُ أَسْلَمُوا فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَقَالَ: اكْتُبْ إِلَيْهِمْ أَمَّا بَعْدُ ذَلِكُمْ فَإِنَّهُ قَدْ وَقَعَ بِنَا رَسُولُكُمْ مَقْفَلَنَا مِنْ أَرْضِ الرُّومِ بِالْمَدِينَةِ فَبَلَّغَ مَا أَرْسَلْتُمْ وَخَبَّرَ مَا قِبَلَكُمْ وَأَنْبَأَنَا بِإِسْلامِكُمْ وَقَتْلِكُمُ الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ هَدَاكُمْ بِهُدَاهُ إِنْ أَصْلَحْتُمْ وَأَطَعْتُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَأَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَأَعْطَيْتُمْ مِنَ المغتم خُمُسَ اللَّهِ وَسَهْمَ النَّبِيِّ وَصَفِيَّهُ وَمَا كُتِبَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الصَّدَقَةِ.
1734- مالك بن مرارة
الرهاوي. ورهاء بطن من مذحج. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
بعثه بكتابه إلى ملوك حمير. وكان مع معاذ بن جبل حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - إلى اليمن وكتب يوصي بهم.
1735- مالك بن عبادة
وهو أيضا من رسل رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّذِينَ وجههم مع معاذ بن جبل إلى اليمن وكتب يوصي بهم.
1736- عقبة بن نمر
وهو أيضا من رسل رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّذِينَ وجههم مع معاذ بن جبل إلى اليمن وكتب إلى زرعة ذي يزن يوصيه بهم ويأمرهم أن يجمعوا الصدقة فيدفعوها إلى رسله.
1737- عبد الله بن زيد
وهو أيضا من رسل رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّذِينَ وجههم مع معاذ بن جبل إلى اليمن.(6/61)
1738- زُرَارَةُ بْنُ قَيْسِ
بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدَّاءٍ بن الحارث بن عوف بن جشم بن كعب بن قيس بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج. وكان في وفد النخع الذين قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - للنصف من المحرم سنة إحدى عشرة من الهجرة. وهم مائتا رجل. فنزلوا في دار رملة بنت الحدث. ثم جاؤوا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُقِرِّينَ بالإسلام قد بايعوا معاذ بن جبل باليمن. فقال له زرارة: يا رسول الله إني رأيت في سفري هذا عجبا. [فقال: وما رأيت؟ قَالَ: رأيت أتانا تركتها في الحي كأنها ولدت جديا أسفع أحوى. فقال له رسول الله. ص: هل تركت أمة لك مصرة على حمل؟
قَالَ: نعم يا رسول الله تركت أمة لي قد حملت. قال: فإنها قد ولدت غلاما وهو ابنك. قَالَ: فما باله أسفع أحوى؟ فقال: ادن مني. فدنا منه. قَالَ: هل بك من برص تكتمه؟ قَالَ: نعم والذي بعثك بالحق ما علم به أحد ولا اطلع عليه غيرك.
قَالَ: فهو ذاك؟ قَالَ: يا رسول الله ورأيت النعمان بن المنذر عليه قرطان ودملجان ومسكتان. قال: ذاك ملك العرب رجع إلى أحسن زيه وبهجته. قَالَ: ورأيت عجوزا شمطاء خرجت من الأرض. قَالَ: تلك بقية الدنيا. قَالَ: ورأيت نارا خرجت من الأرض فحالت بيني وبين ابن لي يقال له عمرو وهي تقول: لظى لظى بصير وأعمى أطعموني آكلكم أهلكم ومالكم. قال رسول الله. ص: تلك فتنة تكون في آخر الزمان. قَالَ: يا رسول الله وما الفتنة؟ قَالَ: يقتل الناس إمامهم ويشتجرون اشتجار أطباق الرأس. وخالف رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ أصابعه. يحسب المسيء فيها أنه محسن. ويكون دم المؤمن عند المؤمن أحل من شرب الماء. إن مات ابنك أدركت الفتنة وإن مت أنت أدركها ابنك. قَالَ فقال: يا رسول الله ادع الله أن لا أدركها. فقال رسول الله. ص: اللهم لا يدركها. فمات وبقي ابنه عمرو فكان ممن خلع عثمان بالكوفة.]
1739- أرطأة بن كعب
بن شراحيل بن كعب بن سلامان بن عامر بن حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّخَعِ. وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلم وعقد له لواءً شهد به القادسية. فقتل يومئذ فأخذ اللواء أخوه دريد بن كعب فقتل.
1740- الأرقم بن يَزِيدُ
بْنُ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحارث بن بشر بن ياسر بن جشم بن مالك بن بكر بن عوف بن النخع. وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأسلم.
1741- وبر بن يحنس
وكان من الأبناء الذين كانوا باليمن فقدم عَلَى النَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -(6/62)
فأسلم وقدم مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على الأبناء باليمن فنزل على بنات النعمان بن بزرح فأسلمن. وبعث إلى فيروز بن الديلمي فأسلم. وإلى مركبوذ فأسلم. وكان ابنه عطاء بن مركبوذ أول من جمع القرآن بصنعاء. وأسلم باذان باليمن وبعث بِإِسْلامِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وذلك في سنة عشر.
1742- فَيْرُوزُ بْنُ الدَّيْلَمِيّ
وهو من أبناء أهل فارس الذين بعثهم كسرى إلى اليمن مع سيف بن ذي يزن فنفوا الحبشة عن اليمن وغلبوا عليها. فلما بلغهم أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وفد فيروز بن الديلمي عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَسْلَمَ وسمع منه وروى عنه أحاديث. فمن أهل الحديث من يقول حدثنا فيروز بن الديلمي. وبعضهم يقول الديلمي. وهو واحد. يعنون فيروز بن الديلمي. والذي يبين ذلك فالحديث الذي رواه واحد ويختلفون في اسمه على ما ذكرت لك.
[قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ عَنْ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ عَنِ الدَّيْلَمِيِّ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا بِأَرْضٍ بَارِدَةٍ وَإِنَّا نَسْتَعِينُ بِشَرَابٍ مِنَ الْقَمْحِ. فَقَالَ: أَيُسْكِرُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: فَلا تَشْرَبُوهُ. ثُمَّ أَعَادَ فَقَالَ: أَيُسْكِرُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: لا تَشْرَبُوهُ.
قُلْتُ: إِنَّهُمْ لا يَصْبِرُونَ عَنْهُ. قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَصْبِرُوا عَنْهُ فَاقْتُلْهُمْ] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ أَيْضًا عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ عَنْ دَيْلَمٍ الْحِمْيَرِيِّ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ أَبِي وَهْبٍ الْجَيْشَانِيِّ عَنْ أَبِي خِرَاشٍ عَنِ الدَّيْلَمِيِّ الْحِمْيَرِيِّ. وَقَدْ رَوَى أَيْضًا فَيْرُوزُ بْنُ الدَّيْلَمِيِّ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثًا فِي الْقَدَرِ. وَكَانَ فَيْرُوزُ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ: وَقَدِ انْتَسَبَ وَلَدُهُ إِلَى بَنِي ضَبَّةَ وَقَالُوا: أَصَابَنَا سِبَاءٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وَكَانَ فَيْرُوزُ فِيمَنْ قَتَلَ الأَسْوَدَ بْنَ كَعْبٍ الْعَنْسِيَّ بِالْيَمَنِ الَّذِي كان تنبأ باليمن. [فقال رسول الله. ص: قَتَلَهُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَيْرُوزُ بْنُ الدَّيْلَمِيِّ. وَمَاتَ فَيْرُوزُ بِالْيَمَنِ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. رحمه الله] .
__________
1742 التقريب (2/ 114) .(6/63)
1743- داذويه
وكان من الأبناء. وكان شيخا كبيرا. وأسلم عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ فيمن قتل الأسود بن كعب العنسي الذي تنبأ باليمن. فخاف قيس بن مكشوح من قوم العنسي فادعى أن داذويه قتله. ثم وثب على داذويه فقتله ليرضي بذلك قوم العنسي. فكتب أبو بكر الصديق إلى المهاجر بن أبي أمية أن يبعث إليه بقيس بن مكشوح في وثاق. فبعث به إليه في وثائق فقال: قتلت الرجل الصالح داذويه. وهم بقتله فكلمه قيس وحلف أنه لم يفعل. وقال: يا خليفة رسول الله استبقني لحربك فإن عندي بصرا بالحروب ومكيدة للعدو. فاستبقاه أبو بكر وبعثه إلى العراق وأمر أن لا يولي شيئا وأن يستشار في الحرب.
1744- النعمان
وكان يهوديا من أهل سبأ فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فأسلم ثم رجع إلى بلاد قومه. فبلغ الأسود بن كعب العنسي خبره فبعث إليه فأخذه فقطعه عضوا عضوا.(6/64)
وكان باليمن بعد هؤلاء من المحدثين
الطبقة الأولى
1745- مسعود بن الحكم
الثقفي وقد لقي عمر بن الخطاب وروى عنه.
1746- سعد الأعرج
من أصحاب يعلى بن منية. وقد لقي عمر بن الخطاب.
1747- عبد الرحمن بن البيلماني
من الأخماس أخماس عمر بن الخطاب.
وقال عبد المنعم بن إدريس: كان من الأبناء الذين كانوا باليمن. وكان ينزل نجران وتوفي في ولاية الوليد بن عبد الملك.
1748- حجر المدري
من همدان. روى عن زيد بن ثابت. وروى عنه طاووس.
1749- الضحاك بن فيروز
الديلمي من الأبناء. روى عن أبيه.
1750- أبو الأشعث الصنعاني
شراحيل بن شرحبيل بن كليب بن أدة من الأبناء. وكان قد نزل بآخرة دمشق. وروى عنه الشأميون وتوفي قديما في ولاية معاوية بن أبي سفيان.
1751- حنش بن عبد الله
الصنعاني وكان من الأبناء ثم تحول فنزل مصر. وقد روى عنه المصريون. ومات بها.
1752- شهاب بن عبد الله
الخولاني.
1753- وهب الذماري
وكان يسكن ذمار. مخلافا من مخاليف اليمن. وكان قد قرأ الكتب.
__________
1749 التقريب (1/ 373) .
1751 التقريب (1/ 205) .(6/65)
الطبقة الثانية
1754- طاووس بن كيسان.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ حمزة الزيات عن حبيب بن أبي ثابت أن طاووس كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن عمر قال: كان طاووس مَوْلَى بَحِيرِ بْنِ رَيْسَانَ الْحِمْيَرِيِّ وَكَانَ يَنْزِلُ الْجَنَدَ.
وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَغَيْرُهُ: هُوَ مَوْلَى لِهَمْدَانَ.
وَقَالَ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ: هُوَ مَوْلَى لابْنِ هَوْذَةَ الْهَمْدَانِيِّ. وَكَانَ أَبُو طاووس مِنْ أَهْلِ فَارِسَ وَلَيْسَ مِنَ الأَبْنَاءِ فَوَالَى أهل هذا البيت. وكان يسكن الجند.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ وَهْبٍ الْقُرَشِيِّ عَنْ بني طاووس قالوا: كان طاووس يخضب بالصفرة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ طَاوُسًا يَخْضِبُ بحناء شديد الحمرة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ قَالَ: رَأَيْتُ طَاوُسًا يَخْضِبُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ قَالَ: رَأَيْتُ طَاوُسًا يَصْبُغُ بِالْحِنَّاءِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ قَالَ: رَأَيْتُ طَاوُسًا مِنْ أَكْثَرِهِمْ تَقَنُّعًا فَقُلْتُ لِفِطْرٍ: أَكَانَ يُكْثِرُ التَّقَنُّعَ؟ قَالَ: نعم.
__________
1754 التقريب (1/ 377) .(6/66)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ هانئ بن أيوب الجعفي قال: كان طاووس يتقنع لا يدع التقنع.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ خارجة بن مصعب قال: كان طاووس يتقنع فإذا كان الليل حسر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: رَأَيْتُ طَاوُسًا يصلي وهو متقنع.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ عن طاووس أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ السَّابِرِيَّ الرَّقِيقَ وَالتِّجَارَةَ فِيهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ قَالَ: رَأَيْتُ طَاوُسًا الْيَمَانِيَّ عليه ثوبان ممشقان.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: حدثنا أبو الأشهب عن طاووس قَالَ:
رَأَيْتُ عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ مُمَشَّقَيْنِ بِطِينٍ وَهُوَ محرم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان عن معمر عن ابن طاووس عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَعْتَمَّ بِالْعِمَامَةِ لا يَجْعَلُ تَحْتَ الذَّقَنِ مِنْهَا شَيْئًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ السختياني يسأل عبد الله بن طاووس: أَيَّ شَيْءٍ كَانَ أَبُوكَ يَلْبَسُ فِي السَّفَرِ؟ قَالَ:
كَانَ يُظَاهِرُ بَيْنَ قَمِيصَيْنِ وَلا يَأْتَزِرُ تحتهما.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ:
رَأَيْتُ عَلَى طاووس ثوبين ممشقين بطين وَهُوَ مُحْرِمٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُلَيْكِيُّ قَالَ:
رَأَيْتُ طَاوُسًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السجود.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ:
ذَكَرُوا طاوسا عند الحسن فقال: طاووس طاووس. أَمَا اسْتَطَاعَ أَهْلُهُ أَنْ يُسَمُّوهُ اسْمًا غَيْرَ هذا أو أحسن من هذا؟
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ ابن(6/67)
طاووس عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ إِذَا اجْتَمَعَتْ عِنْدَهُ الرسائل أمر بها فأحرقت.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ:
قَالَ لي طاووس إِذَا حَدَّثْتُكَ الْحَدِيثَ فَأَثْبَتُّهُ لَكَ فَلا تَسْأَلَنَّ عنه أحدا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدٍ الطويل عن طاووس أَنَّهُ كَانَ يَقْدَمُ مِنَ الْيَمَنِ وَالنَّاسُ بِعَرَفَةَ فيبدأ بعرفة قبل مكة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْكَرِيمِ بْنَ أَبِي الْمُخَارِقِ يَقُولُ: قال لنا طاووس إِذَا كُنْتُ فِي الطَّوَافِ فَلا تَسْأَلُونِي عَنْ شيء فإنما الطواف صلاة.
قال: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابن طاووس عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَسْأَلَ الإنسان بوجه الله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ طاووس أَنَّهُ كَانَ لا يَدَعُ جَارِيَةً لَهُ سَوْدَاءَ وَلا غَيْرَهَا إِلا أَمَرَهُنَّ فَخَضَبْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَأَرْجُلَهُنَّ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى. وَيَقُولُ: إِنَّهُ يَوْمُ عيد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ حَنْظَلَةَ قال: كنت أمشي مع طاووس فمر بقوم يبيعون المصاحف فاسترجع.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ من دعاء طاووس اللَّهُمَّ احْرَمْنِي الْمَالَ وَالْوَلَدَ وَارْزُقْنِي الإِيمَانَ وَالْعَمَلَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعَطَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بن دينار عن طاووس قَالَ: لا أَعْلَمُ صَاحِبًا شَرًّا مِنْ ذِي مال وذي شرف.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ السُّكَّرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ سَمِعَ عَبْدَ الله بن طاووس يَقُولُ: سَمِعْتُ طَاوُسًا يَقُولُ:
إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكَ اليهودي والنصراني فقل له علاك السلم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ قَالَ: حَدَّثَنِي زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ قَالَ: مروا على طاووس بِسَارِقٍ فَافْتَدَاهُ بِدِينَارٍ وَأَرْسَلَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ لَيْثٍ عن طاووس قال: كان(6/68)
يَذْكُرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: الْخُلْعُ طَلاقٌ. فَأَنْكَرَهُ سعيد بن جبير فلقيه طاووس فَقَالَ: لَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ تُولَدَ. وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ وَأَنْتَ إِذْ ذَاكَ هَمُّكَ لُقَمُ الثريد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان عن معمر عن ابن طاووس عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عَجِبْتُ لإِخْوَتِنَا مِنْ أَهْلِ العراق يسمون الحجاج مؤمنا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سفيان عن ليث عن طاووس قَالَ: مَا تَعَلَّمْتَ فَتَعَلَّمْهُ لِنَفْسِكَ فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ ذَهَبَتْ مِنْهُمُ الأَمَانَةُ. قَالَ وَكَانَ يَعُدُّ الحديث حرفا حرفا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي صَدَقَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ قال: كان طاووس فينا مثل ابن سيرين فيكم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ طَاوُسًا عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: تُرِيدُ أَنْ يُجْعَلَ في عنقي حبل ثم يطاف بي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ أَنَّ رَجُلا سَأَلَ طَاوُسًا عَنْ مَسْأَلَةٍ فَانْتَهَرَهُ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي أَخُوكَ. قَالَ: أَخِي من دون المسلمين.
قال: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْ داود بن شابور قال: قال رجل لطاووس ادْعُ لَنَا. قَالَ: مَا أَجِدُ لِذَلِكَ حِسْبَةً الآن.
قال: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ اسْتَعْمَلَ طَاوُسًا عَلَى بَعْضِ تِلْكَ السِّعَايَةِ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ:
فَسَأَلْتُهُ كَيْفَ صَنَعْتَ؟ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ لِلرَّجُلِ تُزَكِّي رَحِمَكَ اللَّهُ مِمَّا أَعْطَاكَ اللَّهُ. فَإِنْ أَعْطَانَا أَخَذْنَاهُ وَإِنْ تولى لم نقل تعال.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أبو إسحاق الصنعاني قال: دخل طاووس وَوَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ أَخِي الْحَجَّاجِ. وَكَانَ عَامِلا عَلَيْنَا. فِي غَدَاةٍ باردة. قال: فقعد طاووس عَلَى الْكُرْسِيِّ. فَقَالَ مُحَمَّدٌ: يَا غُلامُ هَلُمَّ ذَاكَ الطَّيْلَسَانَ فَأَلْقِهِ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ. فَأَلْقَوْهُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ يُحَرِّكُ كَتِفَيْهِ حَتَّى أَلْقَى عَنْهُ الطَّيْلَسَانَ. وَغَضِبَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ فَقَالَ لَهُ وَهْبٌ: وَاللَّهِ إِنْ كُنْتَ لَغَنِيًا أَنْ تُغْضِبَهُ عَلَيْنَا. لَوْ أَخَذْتَ الطَّيْلَسَانَ فَبِعْتَهُ وَأَعْطَيْتَ ثَمَنَهُ الْمَسَاكِينَ. فَقَالَ: نَعَمْ لَوْلا أَنْ يقال من(6/69)
بعدي أخذه طاووس. فَلا يُصْنَعُ فِيهِ مَا أَصْنَعُ. إِذًا لَفَعَلْتُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عُثْمَانَ أن عطاء كان يقول ما يقول طاووس فِي ذَلِكَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مِمَّنْ تأخذه؟ قال:
من الثقة طاووس.
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ قَالَ:
قال طاووس لِفِتْيَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ يَطُوفُونَ بِالْكَعْبَةِ إِنَّكُمْ تَلْبَسُونَ لَبُوسًا مَا كَانَ آبَاؤُكُمْ يَلْبَسُونَهَا وَتَمْشُونَ مِشْيَةً ما يحسن الزفانون أن يمشوها.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مسعر عن عبد الملك قال: كان طاووس يَجِيءُ قَارِنًا فَلا يَأْتِي مَكَّةَ حَتَّى يَذْهَبَ إلى عرفات.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ طَرْخَانَ عن عبد الله بن طاووس قَالَ: كَانَ سَيْرُنَا إِلَى مَكَّةَ مَعَ أَبِي شَهْرًا فَإِذَا رَجَعْنَا سَارَ بِنَا شَهْرَيْنِ. فَقُلْنَا لَهُ: فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ لا يَزَالُ في سبيل الله حتى يأتي بيته.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ قَالَ: رَأَيْتُ طَاوُسًا فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ يُصَلِّي عَلَى فِرَاشِهِ قَائِمًا وَيَسْجُدُ عَلَيْهِ.
قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ سَيْفِ بْنِ سليمان قال: مات طاووس بِمَكَّةَ قَبْلَ يَوْمِ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ. وَكَانَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَدْ حَجَّ تِلْكَ السَّنَةَ وَهُوَ خَلِيفَةٌ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ فَصَلَّى عَلَى طاووس وَكَانَ لَهُ يَوْمَ مَاتَ بِضْعٌ وَتِسْعُونَ سَنَةً.
1755- وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ
من الأبناء. يكنى أبا عبد الله.
قال: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُنَبِّهٍ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ الدِّمَشْقِيِّ عَنِ الأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: [سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلانِ أَحَدُهُمَا وَهْبٌ يَهَبُ اللَّهُ لَهُ الْحِكْمَةَ. وَالآخَرُ غَيْلانُ فِتْنَتُهُ عَلَى هَذِهِ الأمة أشر من فتنة الشيطان] .
قال: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن داود عن أبيه
__________
1755 التقريب (2/ 339) .(6/70)
دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ الصَّنْعَانِيّ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقُولُ: لَقَدْ قَرَأْتُ اثْنَيْنِ وَتِسْعِينَ كِتَابًا كُلُّهَا أُنْزِلَتْ مِنَ السَّمَاءِ. اثْنَانِ وَسَبْعُونَ مِنْهَا فِي الْكَنَائِسِ وَفِي أَيْدِي النَّاسِ.
وَعِشْرُونَ لا يَعْلَمُهَا إِلا قَلِيلٌ. وَجَدْتُ فِي كُلِّهَا: إِنَّ مَنْ أَضَافَ إِلَى نَفْسِهِ شَيْئًا مِنَ المشية فقد كفر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ: لَبِثَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَمْ يَسُبَّ شَيْئًا فِيهِ الرُّوحَ. وَلَبِثَ عِشْرِينَ سَنَةً لَمْ يَجْعَلْ بين العشاء والصبح وضوءا. قال: وَقَالَ وَهْبٌ:
لَقَدْ قَرَأْتُ ثَلاثِينَ كِتَابًا نَزَلَ على ثلاثين نبيا.
قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالا: مَاتَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ بِصَنْعَاءَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
1756- همام بن منبه
من الأبناء. وكان أكبر من أخيه وهب بن منبه. ولقي أبا هريرة وروى عنه رواية كثيرة. وتوفي قبل وهب. مات سنة إحدى أو اثنتين ومائة. وكان يكنى أبا عقبة.
1757- معقل بن منبه
من الأبناء. ويكنى أبا عقيل. ومات قبل أخيه وهب. وقد روي عنه.
1758- عمر بن منبه
من الأبناء. ويكنى أبا محمد. وقد روي عنه أيضا.
1759- عطاء بن مركبوذ
من الأبناء. وقد روي عنه أيضا. وقرأ القرآن وهو أول من جمعه باليمن ووهب بن منبه ظاهرا.
1760- المغيرة بن حكيم
الصنعاني من الأبناء.
1761- سماك بن الفضل
الخولاني من أهل صنعاء.
1762- عمرو بن مسلم
الجندي.
1763- زياد بن الشيخ
من الأبناء من أهل صنعاء.
__________
1756 التقريب (2/ 321) .
1760 التقريب (2/ 268) .
1761 التقريب (1/ 332) .(6/71)
الطبقة الثالثة
1764- عبد الله بن طاووس
ويكنى أبا محمد. مات في أول خلافة أبي العباس أمير المؤمنين.
1765- الحكم بن أبان
من أهل عدن. مات سنة أربع وخمسين ومائة.
1766- سلم الصنعاني
وكان يروي عن عطاء.
1767- إسماعيل بن شروس
وقد روى عنه.
1768- مَعْمَرُ بْنُ راشد
ويكنى أبا عروة. مولى للأزد. وراشد يكنى أبا عمرو مولى للأزد. وكان من أهل البصرة فانتقل فنزل اليمن. فلما خرج معمر من البصرة شيعة أيوب وجعل له سفرة. وكان معمر رجلا له حلم ومروءة ونبل في نفسه.
قال محمد بن سعد: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: كُنْتُ بِالْبَصْرَةِ أَنْتَظِرُ قَدُومَ أَيُّوبَ مِنْ مَكَّةَ فَقَدِمَ عَلَيْنَا وَمَعْمَرٌ مُزَامِلُهُ. قَدِمَ مَعْمَرٌ يَزُورُ أُمَّهُ. قَالَ فَأَتَيْتُهُ فَجَعَلَ يَسْأَلُنِي عَنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْكَرِيمِ فَأُحَدِّثُهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ: تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَسْأَلُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَمَّا يَقُولُ النَّاسُ فِي مَعْمَرٍ أَنَّهُ فُقِدَ مَا عِنْدَكُمْ فِيهِ. فَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ:
مَاتَ مَعْمَرٌ عِنْدَنَا وَحَضَرْنَا مَوْتَهُ وَخَلَفَ عَلَى امْرَأَتِهِ قَاضِينَا مُطَرِّفُ بْنُ مَازِنٍ.
1769- يوسف بن يعقوب
بن إبراهيم بن سعيد بن داذويه من الأبناء. ويكنى أبا
__________
1764 التقريب (1/ 424) .
1765 التقريب (1/ 190) .
1768 التقريب (2/ 266) .(6/72)
عبد الله. وكان على قضاء صنعاء. وكان يفتي بها.
قَالَ محمد بن عمر: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.
وقال عبد المنعم بن إدريس: مات سنة إحدى وخمسين ومائة.
1770- بكار بن عبد الله
بن سهوك من الأبناء. وكان ينزل الجند. روى عنه عبد الله بن المبارك وغيره.
1771- عبد الصمد بن معقل
بن منبه. وكان يروي عن وهب بن منبه.
__________
1771 التقريب (1/ 507) .(6/73)
الطبقة الرابعة
1772- رباح بن زيد
مولى آل مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عمر: قد رأيته وكان له فضل وعلم بحديث معمر بن راشد.
1773- مطرف بن مازن
ويكنى أبا أيوب. وكان قد ولي القضاء بصنعاء.
قَالَ محمد بن عمر: مولى لكنانة ومات بمنبج. وقال عبد المنعم بن إدريس:
هو مولى لقيس ومات بالرقة في خلافة هارون.
1774- هشام بن يوسف
ويكنى أبا عبد الرحمن. كان من الأبناء وقد ولي القضاء باليمن وروى عن معمر رواية كثيرة وعن ابن جريج وغيرهما. ومات باليمن سنة سبع وتسعين ومائة.
1775- عبد الرزاق بن همام
بن نافع ويكنى أبا بكر مولى لحمير. مات باليمن في النصف من شوال سنة إحدى عشرة ومائتين. ولهمام بن نافع رواية. قد روى عن سالم بن عبد الله وغيره.
1776- إبراهيم بن الحكم
بن أبان.
1777- غوث بن جابر.
1778- إسماعيل بن عبد الكريم
بن معقل بن منبه. ويكنى أبا هشام. توفي باليمن سنة عشر ومائتين.
__________
1774 التقريب (2/ 320) .
1775 التقريب (1/ 105) .
1776 التقريب (1/ 34) .
1778 التقريب (1/ 72) .(6/74)
تَسْمِيَةُ مَنْ نَزَلَ الْيَمَامَةَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -
1779- مُجَّاعَةُ بْنُ مُرَارَةَ
بْنِ سَلْمَى بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْن يربوع بْن ثَعْلَبَة بْن الدول بْن حنيفة بْن لجيم بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وائل بن ربيعة. وكان في وفد بني حنيفة الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - فأسلموا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا هشام بن سعد عن الدخيل ابن أَخِي مُجَّاعَةَ بْنِ مُرَارَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْعِرْضَ وَهُوَ يُرِيدُ الْيَمَامَةَ قَدَّمَ خَيْلا مِائَتَيْ فَارِسٍ وَقَالَ: مَنْ أَصَبْتُمْ مِنَ النَّاسِ فَخُذُوهُ. فَانْطَلَقُوا فَأَخَذُوا مُجَّاعَةَ بْنَ مُرَارَةَ الْحَنَفِيَّ فِي ثَلاثَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلا مِنْ قَوْمِهِ خَرَجُوا فِي طَلَبِ رَجُلٍ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ.
فَسَأَلَ مُجَّاعَةَ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَقْرَبُ مُسَيْلِمَةَ وَلَقَدْ قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَسْلَمْتُ وَمَا غَيَّرْتُ وَلا بَدَّلْتُ. فَقَدَّمَ خَالِدٌ الْقَوْمَ فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُمْ وَاسْتَبْقَى مُجَّاعَةَ فَلَمْ يَقْتُلْهُ.
وَكَانَ شَرِيفًا. كَانَ يُقَالُ لَهُ مُجَّاعُ الْيَمَامَةِ. وَقَالَ سَارِيَةُ بْنُ عَمْرٍو لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ: إِنْ كَانَ لَكَ بِأَهْلِ الْيَمَامَةِ حَاجَةٌ فَاسْتَبْقِ هَذَا. يَعْنِي مُجَّاعَةَ بْنَ مُرَارَةَ. فَلَمْ يَقْتُلْهُ وَأَوْثَقَهُ فِي جَامِعَةٍ مِنْ حَدِيدٍ وَدَفَعَهُ إِلَى امْرَأَتِهِ أُمِّ تَمِيمٍ فَأَجَارَتْهُ مِنَ الْقَتْلِ وَأَجَارَهَا مُجَّاعَةُ مِنْهُ إِنْ ظَفِرَتْ حَنِيفَةُ. فَتَحَالَفَا عَلَى ذَلِكَ. وَكَانَ خَالِدٌ يَدْعُو بِهِ وَيَتَحَدَّثُ مَعَهُ وَيُسَائِلُهُ عَنْ أَمْرِ الْيَمَامَةِ وَأَمْرِ بَنِي حَنِيفَةَ وَمُسَيْلِمَةَ فَيَقُولُ مُجَّاعَةُ: وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا اتَّبَعْتُهُ وَإِنِّي لِمُسْلِمٌ.
قَالَ: فَهَلا خَرَجْتَ إِلَيَّ أَوْ تَكَلَّمْتَ بِمِثْلِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ ثُمَامَةُ بْنُ أَثَالٍ؟ قَالَ: إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَعْفُوَ عَنْ هَذَا كُلِّهِ فَافْعَلْ. قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ. وَهُوَ الَّذِي صَالَحَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ عَنِ الْيَمَامَةِ وَمَا فِيهَا بَعْدَ قَتْلِ مُسَيْلِمَةَ. وَقَدِمَ بِهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي الْوَفْدِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَذَكَرَ إِسْلامَهُ وَمَا كَانَ مِنْهُ. فَعَفَا عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ وَأَمَّنَهُ وَكَتَبَ لَهُ وَلِلْوَفْدِ أَمَانًا وَرَدَّهُمْ إِلَى بِلادِهِمُ الْيَمَامَةِ.
1780- ثمامة بن أثال
بن النعمان بن مسلمة بن عبيد بْن ثَعْلَبَة بْن يربوع بْن ثَعْلَبَة بْن
__________
1779 التقريب (2/ 229) .(6/75)
الدول بن حنيفة الحنفي. كان مر بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأراد ثمامة قتله فمنعه عمه من ذلك. فأهدر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دم ثمامة. ثم خرج ثمامة بعد ذلك معتمرا. فلما قارب المدينة أخذته رسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغير عهد ولا عقد فأتوا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فقال: إن تعاقب ذا ذنب وإن تعف تعف عن شاكر. فعفا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ ذنبه فأسلم. وأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الخروج إلى مكة للعمرة فخرج فاعتمر ثم انصرف. فضيق على قريش فلم يدع حبة تأتيهم من اليمامة. فلما ظهر مسيلمة وادعى النبوة قام ثمامة بن أثال في قومه فوعظهم وذكرهم وقال: إنه لا يجتمع نبيان بأمر واحد! وإن محمدا رسول الله لا نبي بعده ولا نبي يشرك معه. وقرأ عليهم: «حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ» غافر: 1- 3. هذا كلام الله. أين هذا من يا ضفدع نقي لا الشراب تمنعين ولا الماء تكدرين؟ والله إنكم لترون أن هذا كلام ما خرج من إل. فلما قدم خالد بن الوليد اليمامة شكر ذلك له وعرف به صحة إسلامه.
1781- عَلِيُّ بْنُ شَيْبَانَ
بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن عبد العزى بن سحيم بن مرة بن الدول بن حنيفة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُلازِمُ بْنُ عَمْرٍو الْيَمَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن بدر عن عبد الرحمن بن علي عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ مِنَ الْوَفْدِ قَالَ: صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَحَ بِمُؤَخَّرِ عَيْنِهِ إِلَى رَجُلٍ لا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ.
فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ قَالَ: [يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ لا صَلاةَ لامْرِئٍ لا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ] . ثُمَّ صَلَّيْنَا وَرَاءَهُ صَلاةً أُخْرَى فَقَضَى الصَّلاةَ وَرَجُلٌ فَرْدٌ يُصَلِّي خَلْفَ الصَّفِّ. فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ وَقَفَ عَلَيْهِ. يَعْنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى قَضَى الرَّجُلُ الصَّلاةَ ثُمَّ قَالَ: [اسْتَقْبِلْ صَلاتَكَ فَلا صَلاةَ لِفَرْدٍ خَلْفَ الصف] .
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[قَالَ:
لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى رَجُلٍ لا يُقِيمُ صُلْبَهُ بَيْنَ رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ] .
1782- طَلْقُ بْنُ عَلِيٍّ
الْحَنَفِيُّ وهو أبو قيس بن طلق.
__________
1782 التقريب (1/ 380) .(6/76)
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُلازِمُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقِ عَنْ أَبِيهِ طَلْقٍ قَالَ: خَرَجْنَا وَفْدًا إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَقَدِمْنَا عَلَيْهِ فَبَايَعْنَاهُ وَصَلَّيْنَا مَعَهُ وَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّ بِأَرْضِنَا بَيْعَةً لَنَا. وَاسْتَوْهَبْنَاهُ مِنْ فَضْلِ طُهُورِهِ. فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهُ وتمضمض ثم صبه لنا في إداوة ثُمَّ قَالَ: اذْهَبُوا بِهِ فَإِذَا قَدِمْتُمْ بَلَدَكُمْ فَاكْسِرُوا بِيعَتَكُمْ وَانْضَحُوا مَكَانَهَا مِنْ هَذَا الْمَاءِ وَاتَّخِذُوهَا مَسْجِدًا. قَالَ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْحَرَّ شَدِيدٌ وَالْبَلَدَ بَعِيدٌ وَالْمَاءُ يَنْشَفُ. [قَالَ: فَأَمِدُّوهُ مِنَ الْمَاءِ فَإِنَّهُ لا يَزِيدُهُ إِلا طِيبًا.] فَخَرَجْنَا حَتَّى قَدِمْنَا فَكَسَرْنَا الْبِيَعَةَ وَنَضَحْنَا مَكَانَهَا وَاتَّخَذْنَاهَا مَسْجِدًا وَنَادَيْنَا فِيهِ بِالصَّلاةِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَالَ غَيْرُ سَعِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ فِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ طَلْقٍ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَبْنِي مَسْجِدَهُ وَالْمُسْلِمُونَ يَعْمَلُونَ فِيهِ مَعَهُ.
وَكُنْتُ صَاحِبَ عِلاجٍ وَخَلْطِ طِينٍ فَأَخَذْتُ الْمِسْحَاةَ أَخْلِطُ الطِّينَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
يَنْظُرُ إِلَى وَيَقُولُ: [إن هذا الحنفي لصاحب طين] .
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ طَلْقٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: [قَالَ رَسُولُ الله. ص: لا تَمْنَعُ امْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَلَوْ كَانَتْ عَلَى ظهر قتب. وقال النبي. ص: لا وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ. وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَيَتَوَضَّأُ أَحَدُنَا إِذَا مَسَّ ذَكَرَهُ؟ قَالَ: هَلْ هُوَ إِلا بِضْعَةٌ مِنْكَ أو من جسدك؟ وجاءه رَجُلٌ بَعْدَ الظُّهْرِ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَيُصَلِّي أَحَدُنَا فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ؟ قَالَ فَسَكَتَ حَتَّى إِذَا حَضَرَتِ الْعَصْرُ حَلَّ إِزَارَهُ وَطَارَقَ بَيْنَ مِلْحَفَتِهِ وَإِزَارِهِ. ثُمَّ تَوَشَّحَ بِهِمَا عَلَى مَنْكِبَيْهِ. فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ صَلاةَ الْعَصْرِ وَانْصَرَفَ قَالَ: أَيْنَ هَذَا السَّائِلُ عَنِ الصَّلاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا نَبِيَّ الله. فقال: أوكل النَّاسِ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ] ؟.
1783- الْهِرْمَاسُ بْنُ زِيَادٍ
الْبَاهِلِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْهِرْمَاسُ بْنُ زِيَادٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: أَبْصَرْتُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبِي مرد في وَرَاءَهُ عَلَى جَمَلٍ لَهُ. وَأَنَا صَبِيُّ صَغِيرٌ. فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ يَوْمَ الأَضْحَى بِمِنًى.
__________
1783 التقريب (2/ 316) .(6/77)
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا الْهِرْمَاسُ بْنُ زِيَادٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ أَبِي يَوْمَ الأَضْحَى وَنَبِيُّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى نَاقَتِهِ بِمِنًى.
1784- جَارِيَةُ أبو نمران
الحنفي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ دَهْثَمِ بْنِ قُرَّانَ الْيَمَامِيِّ عَنْ نِمْرَانَ بْنِ جَارِيَةَ الْحَنَفِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ قَوْمًا اخْتَصَمُوا فِي خُصٍّ فَارْتَفَعُوا إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَبَعَثَ مَعَهُمْ حُذَيْفَةَ. فَقَضَى بِهِ حُذَيْفَةُ لِلَّذِينَ يَلِيهِمُ الْقُمْطُ. فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَ ذلك لَهُ فَأَجَازَهُ.
وَكَانَ بِالْيَمَامَةِ بَعْدَ هَؤُلاءِ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ
1785- ضمضم بن حوس
الهفاني. روى عن أبي هريرة وعن عبد الله بن حنظلة.
وروى عنه عكرمة بن عمار وغيره.
1786- هلال بن سراج
بن مجاعة الحنفي. روى عنه يحيى بن أبي كثير.
1787- أبو كثير الغبري
واسمه يزيد بن عبد الرحمن بن أذينة السحيمي لقي أبا هريرة وروى عنه. وروى عن أبي كثير هذا الأوزاعي وعكرمة بن عمار.
1788- عبد الله بن أسود
صاحب البرود.
1789- أبو سلام
واسمه ممطور. روى عن يحيى بن أبي كثير.
1790- يَحْيَى بْنُ أَبِي كثير
مولى لطيئ. كان من أهل البصرة فتحول إلى اليمامة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الْيَمَامِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ عَمِّي نَصْرَ بْنَ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ الْيَمَامِيُّ. وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ يكنى أبا أيوب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ وُهَيْبَ بن خالد يقول: سمعت
__________
1784 التقريب (1/ 124) .
1786 التقريب (2/ 323) .
1790 التقريب (2/ 356) .(6/78)
أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيَّ يَقُولُ: مَا بَقِيَ عَلَى الأَرْضِ مِثْلُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بن سعد: وقال إسماعيل بن عُلَيَّةَ: شَهِدْتُ أَيُّوبَ يَكْتُبُ إِلَى يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: كُنَّا نَتَوَقَّعُ قُدُومَهُ عَلَيْنَا.
وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ الْفَضْلَ بْنَ دُكَيْنٍ يَقُولُ: مَاتَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: كان اسم أبي كثير دينار.
1791- عكرمة بن عمار
العجلي. روى عن إياس بن سلمة بن الأكوع والهرماس بن زياد الباهلي وعاصم بن شميخ الغيلاني أحد بني تميم وعن عطاء بن أبي رباح وضمضم بن جوس والحضرمي بن لاحق ويحيى بن أبي كثير وأبي النجاشي مولى رافع بن خديج وطارق بن عبد الرحمن القرشي وسماك الحنفي أبي زميل. وسمع من القاسم بن محمد وسالم بن عبد الله ونافع مولى عبد الله بن عمر وطاووس وأبي كثير الغبري ويزيد الرقاشي.
1792- أيوب بن عتبة
ويكنى أبا يحيى. وقد ولي القضاء باليمامة. روى عن إياس بن سلمة بن الأكوع وقيس بن طلق وعبد الله بن بدر. وسمع من أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم وطيسلة بن علي وابي كثير الغبري. وهو السحيمي. ومن أبي النجاشي مولى رافع بن خديج ويحيى بن أبي كثير ويزيد بن عبد الله بن قسيط.
1793- عبد الله بن يحيى
بن أبي كثير. روى عن أبيه.
1794- خالد بن الهيثم
ويكنى أبا الهيثم مولى لبني هاشم. روى عن يحيى بن أبي كثير وروى عنه محمد بن عمر أحاديث كثيرة.
1795- محمد بن جابر
الحنفي وكان نشأ بالكوفة وسمع من عمير بن سعيد.
1796- أيوب بن النجار
اليمامي. روى عن يحيى بن أبي كثير وغيره.
1797- عمر بن يونس
اليمامي. روى عن عكرمة بن عمار.
__________
1791 التقريب (2/ 30) .
1792 التقريب (1/ 90) .(6/79)
تَسْمِيَةُ مَنْ كَانَ بِالْبَحْرَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -
1798- أَشَجُّ عَبْدِ الْقَيْسِ
قَالَ محمد بن سعد: وقد اختلف علينا في اسمه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُمَّانَةَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - إلى أَهْلِ الْبَحْرَيْنِ فَقَدِمَ عَلَيْهِ عِشْرُونَ رَجُلا مِنْهُمْ رَأْسُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ الأَشَجُّ. فِي بَنِي عُبَيْدٍ ثَلاثَةُ نَفَرٍ. وَفِي بَنِي غَنْمٍ ثَلاثَةُ نَفَرٍ. وَمِنْ بَنِي عَبْدِ الْقَيْسِ اثْنَا عشر رجلا معهم الجارود. وكان نصرانيا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ قَدِمُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ. [فَقَالَ: مَرْحَبًا بِهِمْ.
نِعْمَ الْقَوْمُ عَبْدُ الْقَيْسِ] . وَرَأْسُهُمْ يَوْمَئِذٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ الأَشَجُّ. فَأَقْبَلُوا جَمِيعًا حِينَ ذُكِرَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فَقَالُوا: نُسَلِّمُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم -
فجاؤوا فِي ثِيَابِهِمْ وَأَنَاخُوا رَوَاحِلَهُمْ عَلَى بَابِ دَارِ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَدَثِ. وَكَذَلِكَ كَانَ الْوَفْدُ يَصْنَعُونَ. فَسَلَّمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْأَلُهُمْ:
[أَيُّكُمْ عَبْدُ اللَّهِ الأَشَجُّ؟ فَيَقُولُونَ: أَتَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ وَضَعَ ثِيَابَ سَفَرِهِ وَأَخْرَجَ ثِيَابًا حِسَانًا فَلَبِسَهَا. وَكَانَ رَجُلا دَمِيمًا. فَلَمَّا جَاءَ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى رَجُلٍ دَمِيمٍ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لا يُسْتَقَى فِي مُسُوكِ الرِّجَالِ إِنَّمَا يُحْتَاجُ مِنَ الرَّجُلِ إِلَى أَصْغَرَيْهِ لِسَانِهِ وَقَلْبِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ. ص: فِيكَ خَصْلَتَانِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ.
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: ما هُمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَشَيْءٌ حَدَثَ أَمْ جُبِلْتُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: بَلْ جُبِلَتَ عَلَيْهِ] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. وَقَالَ غَيْرُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: فَكَانَتْ ضِيَافَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَجْرِي عَلَى وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ عَشَرَةَ أَيَّامٍ. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ الأَشَجُّ يُسَائِلُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ الْفِقْهِ وَالْقُرْآنِ. فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُدْنِيهِ مِنْهُ إِذَا جَلَسَ. وَكَانَ يَأْتِي أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَيَقْرَأُ عَلَيْهِ. وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلْوَفْدِ بِجَوَائِزَ(6/80)