2491 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي غَنِيَّة (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا الأعمَش، عَنْ أَبِي سُفيان (3) ؛ قَالَ: دخَلَ عَلَى عائِشَةَ صبيٌّ تَسيلُ (4) مَنْخِراه دَمًا، فَقَالَ رسولُ اللَّهِ: مَا لِهَذَا الصَّبِيِّ يَا عَائِشَةُ؟ ، قَالَتْ: بِهِ العُذْرَةُ (5) ؛ قَالَ: وَيْلَكُنَّ لاَ تَقْتُلْنَ أَوْلاَدَكُنَّ، أَيُّمَا امْرَأَةٍ اشْتَكَى صَبِيُّهُا العُذْرَةَ أَوْ وَجَعًا فِي رَأْسِهِ، فَلْتَأخُذْ قُسْطًا هِنْدِيًّا (6) ، فَلْتَحْكُكْهُ (7) بِمَاءٍ، ثُمَّ تَسْقِيهِ إِيَّاهُ، فأمَرَ عائشةَ فَفَعَلَتْ ذَلِكَ، فبَرَأ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يَروون عَنْ أَبِي سُفْيَانَ (8) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ النبيِّ (ص) .
_________
(1) انظر المسألة رقم (2563) .
(2) في (ف) : «ابن أبي عتبة» ، وفي (ك) : «ابن عيينة» . وابن أبي غَنِيَّة هو: يحيى بن عبد الملك بن حميد. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/315 رقم 14385) مقرونًا برواية أبي معاوية، كلاهما عن الأعمش، عن سفيان، عن جابر، به. وهذا إسناد أبي معاوية الآتي تخريجه في نهاية المسألة.
(3) هو: طلحة بن نافع.
(4) كذا في جميع النسخ، والجادة: «يَسِيلُ» بالياء التحتية؛ لأنَّ المَنخِر مذكَّر، ولو حُمل على معنى «الأنف» ، فهو أيضًا مذكَّر، لكن يخرَّج ما في النسخ بجعل «المَنخِرَين» في معنى «فتحتي الأنف» كأنه قال: تَسيلُ فتحتا أنفِه دمًا. انظر في الحمل على المعنى بتأنيث المذكَّر التعليق على المسألة رقم (81) .
(5) تقدم تفسيرها في التعليق على المسألة رقم (2476) .
(6) تقدم تفسيره في التعليق على المسألة رقم (2476) .
(7) في (ك) : «فلتحكه» .
وأخرجه الإمام أحمد (3/315 رقم 14385) ، وعنده: «فتحكّه» .
(8) روايته بهذا الوجه أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23427) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/315 رقم 14385) ، والبزار في "مسنده" (3024/كشف الأستار) ، جميعهم من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، وأبو يعلى في "مسنده" (1912 و2009) من طريق جرير ابن عبد الحميد، وأبو يعلى (2280) ، والحاكم في "المستدرك" (4/205) من طريق يعلى ومحمد ابنيّ عبيد، والحاكم (4/406) من طريق عيسى بن يونس، جميعهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عن جابر، به.(6/243)
2492 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُقبَة بْنُ خَالِدٍ (2) ، عَنِ الصَّبَّاح بْنِ يَحْيَى، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي أُميَّة، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيث، عن النبيِّ (ص) قال: مَنْ بَاعَ دَارًا، ثُمَّ لَمْ يَجْعَلْ ثَمَنَهَا فِي مِثْلِهَا؛ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ؟
قَالَ أَبِي: يَروونَهُ عَنْ عَمرو بْنِ حُرَيث، عَنْ أَخِيهِ سَعِيدِ بْنِ حُرَيث (3) .
_________
(1) انظر المسألة رقم (2373) .
(2) روايته أخرجها أبو سعيد الأشج في "جزئه" (30) ، والدارقطني في "الأفراد" (128/ب/أطراف الغرائب) .
قال الدارقطني: «تفرَّد به عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ خَالِدِ بْنِ أبي أمية، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ، عن أبيه، وعن عمرو بن حريث.
(3) من هذا الوجه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/467 رقم 15842) من طريق عبد الله بن نمير، والدارمي (2667) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/294) ، والطبراني في "الكبير" (6/65 رقم 5526) من طريق أبي نعيم، وابن ماجه في "سننه" (2490) ، وابن عدي في "الكامل" (1/288) ، والبيهقي في "الكبرى" (6/34) من طريق عبد الله بن عبد المجيد، وأبو يعلى في "مسنده" (1458) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/265) من طريق عفيف ابن سالم، جميعهم عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن عبد الملك بن عمير، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سعيد بن حريث، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/307 رقم 18739) ، وابن ماجه في "سننه" (2490) من طريق وكيع، عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن عبد الملك بن عمير، عن سعيد بن حريث. ولم يذكر وكيع في إسناده: «عمرو بن حريث» .
وذكر الذهبي في "الميزان" (1/212) هذا الحديث وعده من مناكير إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر.
وتابع إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر في روايته عن عبد الملك بن عمير: قيس بن الربيع، واختُلِف عنه: فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (709) من طريق أبي الوليد هشام ابن عبد الملك، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/265) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحمَّاني، كلاهما عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عبد الملك بن عمير، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سعيد ابن حريث، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/190 رقم 1650) من طريق أبي سعيد، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عبد الملك بن عمير، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سعيد ابن زيد، به. قال الدارقطني في "العلل" (662) : «يرويه عبد الملك بن عمير، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أخيه سعيد بن حريث، عن النبي (ص) . ومن قال: عن سعيد بن زيد فقد وهم» .
وأخرجه البيهقي في "الكبرى" (6/34) من طريق أبي حمزة محمد بن ميمون السكري، عن عبد الملك بن عمير، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أخيه سعيد بن حريث، به.(6/244)
2493 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (1) ، عَنِ عليِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي حُرَّة الرَّقاشي، عَنْ عمِّه؛ قَالَ: كُنتُ آخِذًا بزِمام ناقةِ رَسُولِ الله (ص) في أَوسَطِ أيام التَّشريق أَذودُ عنه النَّاسُ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ؛ فَإِنَّهُنَّ عِنْدَكُمْ عَوَان ٍ (2) .
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (36001) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/72 رقم 20695) ، والدارمي في "مسنده" (2576) ، وأبو داود في "سننه" (2145) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1671) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1569 و1570) ، والطبراني في "الكبير" (4/53 رقم 3609) ، والدارقطني في "السنن" (3/26) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/100 و8/182) . وجاء لفظه مطولاً عند أحمد، ومختصرًا عند الباقين.
(2) قال ابن الأثير: أي: أُسَراء، أو كالأُسَراء، والعاني هو: الأسيرُ، وكُلُّ من ذلَّ واستكانَ وخضع فقد عَنا، والمرأةُ عانيةٌ، وجمعها: عَوانٍ. "النهاية" (3/314) .(6/245)
قيل: هل يُسمَّى أَبُو حُرَّة، ويُسمَّى عمُّهُ؟
فَقَالَ: لا يُسمَّى أَبُو حُرَّة (1) ، ولا عمُّه (2) ، ولا أعرفُ له (3) إلا هَذَا الحديثَ الواحدَ.
2494 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّة، عَنْ الجُرَيري (5) ، عَنْ أَبِي السَّليل (6) ، عَنْ أَبِي تَميمَة (7) ، عَنْ رجلٍ مِنْ قَوْمِهِ؛ قَالَ: لقيتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) وَعَلَيْهِ إزارٌ مِنْ قُطنٍ (8) ، فَقُلْتُ: عَلَيْكَ السَّلامُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: إِنَّ «عَلَيْكَ السَّلاَمُ» تَحِيَّةُ المَيِّتِ، قُل: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ.
وسألتُه عَنِ الإِزَارِ: أَيْنَ أَتَّزِرُ؟ فأَقْنَعَ ظَهرَه (9) ، وأخَذَ بعَظم سَاقِهِ، فَقَالَ: هَاهُنَا فَاتَّزِرْ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَهَاهُنَا - أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ - فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ.
_________
(1) أبو حُرَّة: مشهور بكنيته، ومختلف في اسمه، فقيل: حنيفة، وقيل: حكيم.
(2) قال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (4/660) : «أفاد ابن فتحون أن اسم عمِّه: عمر بن حمزة، وعزاه للبزَّار، قال: وسمَّاه البغوي: حِذْيَم بن حنيفة» .
(3) أي: لِعَمِّ أبي حُرَّة.
(4) في (ف) : «وسئل» .
(5) هو: سعيد بن إياس.
(6) هو: ضُرَيْب بن نُقَيْر.
(7) هو: طَريف بن مجالد. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/64 رقم 20636) ، والترمذي في "جامعه" (2721) ، والنسائي في "الكبرى" (10151 و10152) ، والطبراني في "الكبير" (7/66 رقم 6389) ، جميعهم من طريق خالد الحذاء، عن أبي تميمة الهجيمي، به.
(8) في (أ) و (ش) و (ف) : «قطر» .
(9) أي: حَنَاه وطَأطَأه. والفعل «أقنع» من الأضداد، يقال: أقنَعَ رأسَهُ: إذا رفعه، وأقنَعَهُ: إذا نَكَسَه. انظر "الأفعال" لابن القوطية (ص 58) ، و"الأفعال" لابن القطَّاع (3/12) ، و"أساس البلاغة" للزمخشري (ق ن ع) .(6/246)
وسألتُه عَنِ الْمَعْرُوفِ؟ فَقَالَ: لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوفِ شَيْئًا، ولَوْ أَنْ تُعْطِيَ صِلَةَ الحَبْلِ، ولَوْ أَنْ تُعْطِيَ شِسْعَ (1) النَّعْلِ، ولَوْ أَنْ تُفْرِغَ دَلْوَكَ فِي إِنَاءِ المُسْتَسْقِي، ولَوْ أَنْ تُنَحِّيَ الشَّيْءَ عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ يُؤْذِيهِمْ، ولَوْ أَنْ تَلْقَى الرَّجُلَ فَتُسَلِّمَ عَلَيْهِ ... ، فذكر الحديثَ.
قلتُ لأَبِي: يُسمَّى هَذَا الرجلُ مِنْ قَوْمِهِ؟
قَالَ: نَعَمْ؛ سمَّاه عبدُالوارث (2) ، عن
_________
(1) تقدم تفسيره في المسألة رقم (1449/أ) .
(2) هو: ابن سعيد.(6/247)
الجُرَيرِي:
حدَّثنا أبي؛ قال: ثنا أبو مَعْمَر (1) ؛
قال: ثنا عبد الوارث، عَنِ الجُرَيريِّ (2) ، عَنْ أَبِي السَّليل، عَنْ أَبِي تَميمَة (3) ، عَنْ جَابِرِ بن سُلَيم (4) ، عن النبيِّ (ص) .
2495 - وسُئِلََ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سُلَيم (5) الطَّائفي، عن [عُبَيدالله] (6) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص)
_________
(1) هو: المُقْعَد، واسمه: عبد الله بن عمرو بن أبي الحجَّاج التميمي، المِنْقَري. ولم نقف على روايته، لكن الحديث أخرجه النسائي في "الكبرى" (10149) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه، به.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (4/186) من طريق جعفر بن عون، عن الجريري، به.
وأخرجه معمر في "جامعه" (194634/مصنف عبد الرزاق) عَنْ سَعِيدٍ الْجَرِيرِيِّ، عَنْ أَبِي تميمة قال: سلَّم أبو جُري علي النبيِّ (ص) . هكذا جعل معمر هذا الحديث من مسند أبي تميمة. وأبو جُري هو: جابر بن سُلَيم. ومن طريق معمر أخرجه البيهقي في "الشعب" (8493) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/63-64 رقم 20635) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/205) تعليقًا، وأبو داود في "سننه" (4075) ، والطبراني في "الكبير" (7/63 رقم 6384) ، من طريق عبيدة الهجيمي، والنسائي في "الكبرى" (10150) ، والطبراني (7/65 رقم 6386 و6387) من طريق المثنى بن سعيد أبي غفار، والطبراني (7/65-66 رقم 6388) من طريق زيد بن هلال، ثلاثتهم عن أبي تميمة، به. قال المثنى: أبو جُري. وقال زيد بن هلال: سليم بن جابر.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/63 رقم 20633 و20634) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/206) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" = = (1181) ، والنسائي في "الكبرى" (9696) ، وابن حبان في "صحيحه" (522) ، والطبراني في "الكبير" (7/62-63 رقم 6383) من طريق عقيل بن طلحة، والطيالسي في "مسنده" (1208) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (1182) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1185) ، والنسائي في "الكبرى" (9692 و9693) ، وابن حبان في "صحيحه" (521) من طريق قرة بن موسى، كلاهما (عقيل وقرة) ، عن أبي جُري الهجيمي، وأحمد (5/63 رقم 20632) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/206) تعليقًا، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1182) ، والنسائي في "الكبرى" (9691) من طريق عبدربه الهجيمي، عن جابر بن سليم أو سليم بن جابر، والدولابي في "الكنى" (1/66) من طريق محمد بن سيرين، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1186) ، والنسائي في "الكبرى" (9694) من طريق سهم بن معتمر، كلاهما (محمد وسهم) ، عن جابر بن سُلَيم.
(2) من قوله: «حدَّثنا أبي ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(3) في (أ) و (ش) : «تميم» .
(4) قوله: «ابن سليم» سقط من (ش) .
(5) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1287) ، وفي "العلل الكبير" (339) ، وابن ماجه في "سننه" (2301) ، والدارقطني في "الأفراد" (191/ب/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/359) .
قال الترمذي: «حديث ابن عمر حديثٌ غريب، لا نعرفه من هذا الوجه إلا من حديث يحيى بن سليم» . وقال الدارقطني في "الأفراد: «تفرَّد به يحيى بن سليم» .
(6) هو: ابن عمر العُمَري. وقد وقع في جميع النسخ: «عبد الله» ، والتصويب من مصادر التخريج.(6/248)
قَالَ: مَنْ دَخَلَ حَائِطًا فَلْيَأْكُلْ مِنْهُ، وَلا يَتَّخِذْ (1) خُبْنَةً (2) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَر (3) .
2496- وسُئِلََ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو ثَابِتٍ محمَّدُ بنُ عُبَيدالله، عن عبد العزيز الدَّراوَرْدي (5) ، عن عُبَيدالله (6) ، عن نافع، عن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «ولا ينخا» .
(2) الخُبْنَةُ: مَعْطِفُ الإِزار، وطَرَفُ الثَّوب، والمراد: ألا يأخذَ منه في ثوبه. انظر "النهاية" (2/9) .
(3) سأل أبو داود الإمام أحمد عن هذا الحديث؟ قال أبو داود: «فانتهرني! استضعافًا للحديث» . انظر "مسائل أبي داود" (1927) . وقال الترمذي في الموضع السابق من "العلل الكبير": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: «يَحْيَى بن سليم يروي أحاديث عن عبيد الله يهم فيها، وكأنه لم يعرف هذا إلا من حديث يحيى بن سليم» . وترجم الخليلي في "الإرشاد" (1/385) ليحيى بن سليم هذا، وقال: «لكنه أخطأ في أحاديثَ، منها ... » ، فذكر هذا الحديث، ثم قال: «لم يسنده عن النبيِّ (ص) غيرُ يحيى، والباقون رَوَوه عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، قولَهُ» .
وروى البيهقي في "سننه" (9/359) عن المفضل بن غسان قال: «وذُكر لأبي زكريا يحيى بن معين حديث يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ الطَّائفي، عَنْ عبيد الله - في الرجل يمرُّ بالحائط فيأكل منه -، قال: هذا غلط» .
وذكر الشافعي في "الأم" (2/245-246) أن هذا الحديث لا يثبت.
تنبيه: ذكر الحاكم في "المستدرك" (4/134) : أن الشيخين أخرجا هذا الحديث، وهو وهَمٌ منه رحمه الله.
(4) في (ت) و (ك) : «سئل» بلا واو. وفي (ف) : «وسألت» !.
(5) هو: عبد العزيز بن محمد.
(6) هو: ابن عمر العُمَري. كذا في جميع النسخ: «عبيد الله» ، وقد أخرجه البزار في "مسنده" (1189/كشف الأستار) من طريق محمد بن سنان، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/150) من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن عبد الله بن عمر، عن نافع، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/194) من طريق وهب بن جرير وإسحاق بن محمد الفروي، كلاهما عن العُمَري، عن نافع، به. هكذا قال الطحاوي: «العُمَري» ولم يسمِّه. ومن طريق أبي نعيم أخرجه الذهبي في "السير" (6/307) ، وفي "تذكرة الحفَّاظ" (3/1098) ، لكن جاء في "السِّير": «عُبَيدالله بن عمر» .(6/249)
ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: نَهَى رسولُ الله (ص) أن يُهدَمَ (1) الآجامُ (2) ؛ قَالَ: إِنَّمَا هِيَ زِينَةُ الدُّنْيَا؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَكَذَا قَالَ أَبُو ثَابِتٍ! وَإِنَّمَا هُوَ: عبد الله بْنُ (3) نَافِعٍ» ؛ يَعْنِي: عَنْ نَافِعٍ (4) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
2497 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنُ مهديٍّ (5) ، والفِرْيابيُّ (6) ، عَنِ الثَّوري، عن عُبَيدالله، عن نافع، عن ابن
_________
(1) كذا في (ت) ، ولم تنقط الياء في بقية النسخ. وتذكير الفعل هنا جائز وإن كان التأنيث أولى؛ لأن فاعله جمع تكسير، وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (224) .
(2) الآجامُ: جمع أُجُم، وهو الحِصْنُ. انظر "المصباح المنير" (أج م/1/6) .
(3) في (أ) و (ش) : «من» بل: «بن» ، وكانت في (ت) : «بن» ثم أُصلحت إلى: «من» أيضًا.
(4) قوله: «عن نافع» سقط من (ك) . ورواية نافع بهذا الوجه أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/194) من طريق ابن أبي مريم، وأيضًا (4/194) ، وابن عدي في "الكامل" (4/164) من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، والعقيلي في "الضعفاء" (2/311-312) من طريق يعقوب بن محمد الزهري، ثلاثتهم عن عبد العزيز الدَّراوردي، عن عبد الله بن نافع، عن نافع، به.
(5) روايته أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/101) ، والقزويني في "تاريخ قزوين" (1/215) .
(6) هو: محمد بن يوسف. وروايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (6261) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/136) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26182) من طريق معاوية بن هشام، وابن شبَّة في "تاريخ المدينة" (1/9) من طريق علي بن أبي بكر، كلاهما عن سفيان الثوري، عن عبيد الله، به.
وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (3754) من طريق وكيع، عن الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، به. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (3/184) : «هذا إسناد فيه العمري وهو ضعيف، واسمه عبد الله بن عمر» . هكذا سمى البوصيري: العمري عبد الله بن عمر، وكذلك جعله المزي في "تحفة الأشراف" (7738) في مسند عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر.(6/250)
عُمَرَ؛ قَالَ: لَمْ يُقَصَّ (1) عَلَى عهد رسول الله (ص) ، وَلا أَبِي بَكْرٍ، وَلا عُمَرَ؛ إِنَّمَا هُوَ شيءٌ بَعْدَ (2) قَتْلِ عُثْمَانَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حدَّثنا أَبُو نُعَيم (3) ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُبَيدالله، عن نافع (4) ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (5) .
2498 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو سعيدٍ محمَّدُ بنُ أَسْعَدَ (6) ، عَنْ زُهَيْرٍ (7) ، عَنْ عُبَيدالله (8) بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن
_________
(1) القَصُّ: هو البيان. والقاصُّ: هو الذي يأتي بالقِصَّة على وجهها، كأنه يتتبَّع معانيَها وألفاظَها، يقوم بذلك على سبيل وَعْظ الناس وإخبارهم بما مضى لِيَعتَبِروا. انظر "النهاية" (4/70-71) ، و"لسان العرب" (7/74-76) .
(2) في (ش) : «شيء بعد شيء» .
(3) هو: الفضل بن دُكَيْن.
(4) ضبب عليها في (ف) .
(5) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26193) من طريق عبدة بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، به مرسلاً.
وقوله: «مرسل» في كلام أبي زرعة: منصوبٌ على أنه حالٌ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (3019/كشف الأستار) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (1/503 و504 رقم 795 و796 و797) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/320) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/30) . وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (4/209) من طريق أسيد بن زيد الجمال، عن زهير بن معاوية، به.
(7) هو: ابن معاوية.
(8) في (ف) : «عبد الله» .(6/251)
عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ شِفَاءٌ؛ فَفِي شَرْطَةِ حَجَّامٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ حَبَّاتٍ سُودٍ، أَوْ لَذْعَةٍ (1) مِنْ نَارٍ تُوَافِقُ دَاءً، ومَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَر (2) .
2499 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي زَائِدَةَ (3) ؛ قَالَ: حدَّثني عُبَيدالله (4) ، عن سعيد المَقبُري، عن جُرَيج؛ قَالَ: قلتُ لابْنِ عُمَرَ: رأيتُكَ تُصفِّرُ لحيتَك! قَالَ: إِنِّي (5) رأيتُ رسول الله (ص) يُصفِّر ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ابنُ أَبِي زَائِدَةَ يَهِمُ فِيهِ؛ قَالَ ابنُ أَبِي زَائِدَةَ: جُرَيج، وَقَالَ غَيْرُهُ: عُبَيد بْنُ جُرَيج (6) .
_________
(1) في (ت) : «سوداء ولذغة» ، وفي (ف) : «سوداء أو لذغة» .
(2) يعني بهذا الإسناد، وإلا فقد أخرجه البخاري في "صحيحه" (5683) ، ومسلم في "صحيحه" (2205) من طريق عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عن جابر بن عبد الله، نحوه. وأخرجه البخاري (5680 و5681) من طريق سالم الأفطس، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس، عن النبي (ص) قال: «الشِّفاءُ في ثلاثٍ: في شَرطَة مِحْجَم، أو شَرْبَة عَسَل، أو كيَّةٍ بنار، وأنا أنهى أمَّتي عن الكيِّ» .
(3) هو: يحيى بن زكريا.
(4) هو: ابن عمر العُمَري.
(5) في (ت) و (ك) : «أبي» .
(6) روايته على هذا الوجه أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2040) عن عبيد الله الْعُمَرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عبيد بن جريج، عن ابن عمر.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/438 و4/179) من طريق حماد بن سلمة وعبد الله بن نمير، وابن أبي شيبة في "المصنف" (25038) ، وابن ماجه في "سننه" (3626) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، والنسائي في"سننه" (117 و2760 و2950) من طريق عبد الله بن إدريس، أربعتهم عن عبيد الله العمري، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (2/17-18 رقم 4672) ، والبيهقي في "الشعب" (5984) من طريق يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ عبيد الله بن عمر الْعُمَرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ جريج أو ابن جريج، عن ابن عمر. هكذا بالشكِّ. وأخرجه مالك في "الموطأ" (1/333) من طريق سعيد المقبري، عن عبيد بن جريج، عن ابن عمر. ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "صحيحة" (166 و5851) ، ومسلم (1187) .
وأخرجه الحميدي في "المسند" (651) من طريق محمد ابن عجلان، والنسائي في "سننه" (117 و2760 و2950) من طريق ابن جريج، وأيضًا (2760) من طريق ابن إسحاق، ثلاثتهم عن سعيد المقبري، عن عبيد بن جريج، عن ابن عمر. وأخرجه مسلم أيضًا (1187) من طريق يزيد بن قُسيط، عن عبيد بن جريج، عن ابن عمر.(6/252)
2500 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْنُ خَلَف (1) ،
عَنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعيش مَوْلَى ابْنِ الزُّبَير (2) ، عَنِ الزُّبَير: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمُ: الحَسَدُ والبَغْضَاءُ، هِيَ الحَالِقَةُ، لاَ أَقُولُ: تَحْلِقُ الشَّعْرَ، ولكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ، والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لا تَدْخُلُوا (*) الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، ولاَ تُؤْمِنُوا (*) حَتَّى تَحَابُّوا،
_________
(1) لم نقف على رواية موسى بن خلف على هذا الوجه، ولكن أخرجه البزار في "مسنده" (2232) من طريق خلف بن موسى بن خلف، عن أبيه مُوسَى بْنُ خَلَفٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعيش بن الوليد مولًى لابن الزبير، عن ابن الزبير، به. هكذا جعله من مسند ابن الزبير.
قال البزار: «وهذا الحديث خالف موسى بن خلف في إسناده: هشامٌ صاحب الدَّستوائي، فرواه هشام، عن يحيى، عن يعيش بن الوليد، عن مولى الزبير، عن الزبير، وقال موسى: عن يحيى، عَنْ يَعِيشَ مَوْلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، عن ابن الزبير، وهشامٌ أحفظ» .
(2) في (ش) : «مولى ابن أبي الزبير» .
(*) ... كذا صحَّت الرواية: «لا تدخلوا» و «لا تؤمنوا» ،، و «لا» في الموضعين نافية وليست ناهية، فالفعلان بعدها مرفوعان، وليسا مجزومَين، وهما من الأمثلة الخمسة، لكنَّ حذف نون الرفع من الأمثلة الخمسة بلا ناصب ولا جازم، ولا نون توكيد ولا نون وقاية: لغةٌ صحيحة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (1015) .(6/253)
أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَلِكُمْ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ عَليُّ بْنُ المُبارك (1) ،
وشَيبان (2) ، وحَربُ بنُ شدَّاد (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعيش ابن الوليد بن هشام؛ أنَّ
_________
(1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (1/167 رقم 1431) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، عن علي بن المبارك، به.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (669) من طريق أبي خيثمة، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (466) من طريق إسحاق بن راهويه، كلاهما عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْعَقَدِيِّ، عَنْ علي بن المبارك، به. لكن جاء في إسناد المروزي: أَنَّ مَوْلًى لآلِ الزُّبَيْرِ حدَّثه؛ أن النبيِّ (ص) حدثه، ولم يذكر الزبير.
(2) هو: ابن عبد الرحمن النَّحوي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (1/164-165 رقم 1412) ، والشاشي في "مسنده" (55) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/120) من طريق يزيد بن هارون، عن شيبان وهشام الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ، عن الزبير. وفي إسناد ابن عبد البر: وزاد شيبان: عن مولى الزبير، عن الزبير. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25735) من طريق = = يزيد بن هارون، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير، عن بعض بني الوليد، عن مولى للزبير، عن الزبير. وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (97) ، والشاشي (54) من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان بن عبد الرحمن، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ هشام قال: حُدثت عن الزبير بن العوام.
(3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/167 رقم 1430) ، والترمذي في "جامعه" (2510) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (465) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/223-224) .
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (190) عن حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بن الوليد بن هشام، عن مولًى للزبير، عن النبي (ص) . هكذا مرسلاً بلا ذكر الزبير، لكن أخرجه البيهقي في "الشعب" (8373) من طريق الطيالسي متصلاً بذكر الزبير.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/167 رقم 1432) من طريق رباح بن يزيد الصنعاني، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الوليد، عن مولًى للزبير، عن الزبير.
لكن أخرجه معمر في "جامعه" (19438/مصنف عبد الرزاق) عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن يعيش بن الوليد، رفعه إلى النبي (ص) .(6/254)
مَوْلًى لآلِ (1) الزُّبَير حدَّثه؛ أَنَّ الزُّبَير حدَّثه، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: والصَّحيحُ (2) هَذَا، وحديثُ مُوسَى بْنُ خَلَف وَهَمٌ (3) .
2501- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ إسحاق ابن سُلَيمان (4) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى (5) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ؛ قَالَ: سَمِعَ النبيُّ (ص) رجلاً يقول لرجل: تعالَ حَتَّى (6) أُقامِرَكَ، فَأَمَرَهُ أَنْ يتصدَّق؟
_________
(1) في (ف) : «مولى آل» .
(2) في (ت) و (ك) : «الصحيح» بلا واو.
(3) قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث قد اختلفوا في روايته عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ. فروى بعضهم عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن يعيش بن الوليد، عن مولى الزبير، عن النبيِّ (ص) ، ولم يذكروا فيه: عن الزبير» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (544) الاختلافَ فيه، ثم قال: «والقولُ قول حرب ابن شدَّاد ومن تابعه عن يحيى» .
(4) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (227) ، ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" (6/400) .
(5) هو: الصَّدَفي أبو رَوح. وقد أخرج روايته ابن عدي في الموضع السابق من "الكامل" في معرض الأحاديث التي تُنتقَد عليه.
(6) قوله: «حتى» سقط من (ف) .(6/255)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ عُقَيل (1) ، ومَعْمَر (2) والأوزاعيُّ (3) وَغَيْرُهُمْ (4) ، عَنِ الزُّهري، عن حُمَيد بن عبد الرحمن (5) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ قَالَ لِصَاحِبهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ؛ فَلْيَتَصَدَّقْ.
2502 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَفْص بْنُ عُمَرَ الحَوْضيُّ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو الغُصْن الدُّجَيْن (6) بْنُ ثَابِتٍ (7) ، عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ؛ قَالَ: كنَّا نَقُولُ لِعُمَرَ: حدِّثنا عَنِ النبيِّ (ص) ؛ يَقُولُ: إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَزيدَ أو أَنقُصَ (8) ، وقد سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ؟
_________
(1) هو: ابن خالد. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (6301) .
(2) في (ك) : «ويعمر» . ورواية معمر أخرجها البخاري في "صحيحه" (4860 و6650) ، ومسلم (1647) .
(3) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (6107) ، ومسلم (1647) .
(4) منهم: يونس بن يزيد. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1647) .
(5) هو: حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
(6) في (ك) : «الرجين» .
(7) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/46 رقم 326) من طريق أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، وأبو يعلى في "مسنده" (259) ، العقيلي في "الضعفاء" (2/46) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/294) ، وابن عدي في "الكامل" (3/106) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (4/107) من طريق مسلم بن إبراهيم. وأبو يعلى أيضًا (260) ، وابن عدي (3/106) من طريق وكيع، والطبراني أيضًا (3) من طريق حجاج بن نصر، والقطيعي في "جزء الألف دينار" (327) ، ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/54-55) من طريق بشر ابن محمد بن أبان، جميعهم عن الدجين بن ثابت، به.
(8) في (ت) و (ف) و (ك) : «أزيد وأنقص» .(6/256)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَانَ الدُّجَيْنُ يحدِّثُ عَنْ مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ عبد العزيز، فلُقِّنَ: أسلَم مَوْلَى عُمَرَ، فتَلَقَّن، ثُمَّ لُقِّنَ: عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، فتَلَقَّن (1) .
2503 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ [هاشم] (2) بن عبد الواحد - أبو (3) بِشْر [الجَشَّاشُ] (4) - قال يزيد - يعني: ابن عبد العزيز - عن
_________
(1) ونقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/445) عن أبي زرعة قوله: «الدُّجَين يحدِّث عَنْ مَوْلًى لِعُمَرَ بن عبد العزيز، فلُقِّن: أَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ، فتلَقَّن، ثُمَّ لُقِّن: عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، فتَلَقَّن» .
وذكر البرذعي (437-438) أنه سأل أبا زرعة عن الدُّجين [في المطبوع: "هذا"] ؟ فقال أبو زرعة: «كان مرَّةً يقول: حدثنا مولًى لعمر بن عبد العزيز، ثم قال بعدُ: أسلم مولى عمر ح» . ويبدو أن عمدة أبي زرعة على ما رواه عليُّ بن المديني؛ قال: سمعتُ عبد الرحمن - يعني: ابن مهدي - وسُئل عن دُجَين بن ثابت الذي يَروي عنه، عن أسلم مولى عمر؟ فقال عبد الرحمن: قال لنا أول مرَّة: حدَّثني مولًى لعمر ابن عبد العزيز، فقلنا له: إن مولًى لعمر لم يُدرك النبي (ص) ، فتركه، فما زالوا يلقِّنونه حتى قال: أسلم مولى عمر بن الخطاب، ثم قال لي عبد الرحمن: فلا نعتدُّ به. قال: وكان يتوهَّمه فلا يدري ما هو؟ ويقول: مولًى لعمر بن عبد العزيز. اهـ. من الموضع السابق من "الجرح والتعديل".
وأخرج هذه الحكاية البخاري في "التاريخ الكبير" (3/257-258) ، و"الصغير" (2/117-118) مختصرة.
(2) في جميع النسخ: «هشام» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (9/106 رقم447) ، و"التاريخ الكبير" (8/234-235 رقم2834) ، وغيرهما.
(3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أبي» ؛ لأنَّه بدلٌ مما قبله، لكن يخرَّج ما في النسخ على أنَّه خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: «هو» .
(4) في جميع النسخ: «الحشاش» بالحاء، والتصويب من "الجرح والتعديل"، و"التاريخ الكبير". وضبطه ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (2/361) ، فقال: «بفتح الجيم، والشين المعجمة المشدودة، وبعد الألف معجمة أخرى» .(6/257)
الأعمَش، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ - وَلا أعلمُه إِلا قَدْ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) -: مَنِ اسْتَمَعَ حَدِيثَ قَوْمٍ يَفِرُّونَ (1) بِهِ مِنْهُ، صُبَّ فِي أُذُنَيْهِ الآنُكُ (2) يَوْمَ القِيَامَة (3) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: قد أفسدَهُ أَبُو بَكْر بنُ عَيَّاش؛ يَقُولُ: عَنِ الأعمَش، عَنْ رجلٍ، عَنْ عِكرمَة.
وَرَوَاهُ أَبُو يَحْيَى الحِمَّاني (4) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ رجلٍ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عباس، ولم يرفَعْه (5) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «يقرون» .
(2) الآنُكُ: هو الرَّصَاصُ الأبيض، وقيل: الأسود، وقيل: هو الخالص منه. "النهاية" (1/77) . وهو لفظ فارسيٌّ معرَّب. انظر "معجم المعرَّبات الفارسيَّة في اللغة العربية" للدكتور محمد ألتونجي (ص 21) .
(3) قوله: «يوم القيامة» سقط من (ت) و (ك) .
(4) هو: عبد الحميد بن عبد الرحمن.
(5) في (ف) : «فلم يرفعه» ، وفي (ت) : «فلم يعرفه» ، وفي (ك) : «ولم يعرفه» .
وهذا الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (7042) من طريق سفيان بن عيينة، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس مرفوعًا، وفيه زيادة: «من تحلَّم بحُلْم ... » ، و «من صَوَّر صُورةً ... » ، ثم قال: «قال سفيان: وَصَلَه لنا أيوب. وقال قتيبة: حَدَّثَنَا أَبُو عوانة، عَن قتادة، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قوله: «من كذَبَ في رُؤياه» . وقال شعبة: عن أبي هاشم الرُّماني: سمعت عكرمة: قال أبو هريرة قولَه: «من صَوَّر صُوَّرة، ومن تحلَّم، ومن استَمَع» . حدثنا إسحاقُ، حدثنا خالد [هو: الواسطي] ، عن خالد [هو: الْحَذَّاءِ] ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس؛ قال: «من استَمَع، ومن تحلَّم، ومن صَوَّر ... » نحوه. تابعه هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، قوله» .(6/258)
2504 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ مُصَفى، عَنْ بَقِيَّة (2) ، عَنْ رَافِعٍ - أَوْ رُوَيْفِع (3) -، عَنْ أَبِي الزُّبَير (4) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قَالَ (5) : لا تَقُصُّوا الأَظْفارَ فِي أَرضِ العَدُوِّ؛ فَإنَّه أشدُّ للقبضَة، وأَحَلُّ للعُقْدَة؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ» ؛ وأَبى أن يُحَدِّثَ به.
2505 - وسُئِلَ أَبُو زرعة عن حديثٍ رواه عبد الله بْنُ نُمَير (6) ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عائِشَة بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ، عَجْوَةً؛ لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ اليَوْمَ سَمٌّ ولا سِحْرٌ؟
_________
(1) كتب ناسخ (ف) في الهامش: «في الأصل مكرر: سئل أبو زرعة» .
(2) هو: ابن الوليد.
(3) في (ف) : «أو ريفع» .
(4) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
(5) كذا في جميع النسخ، وإن لم يكن هناك سقطٌ أو تكرار، فإنَّه يحتمل وجهين:
الأول: أنَّ «قال» الأولى لأبي الزبير، والثانية لجابر، والمراد: قال أبو الزبير قال جابر.
والثاني: أن يكون هذا من قبيل الحديث المرفوع حكمًا، والمراد: «قال جابر: قال النبي (ص) » ؛ قال الحافظ ابن حجر في "نزهة النظر" (ص108) : «وقد يقتصرون على القول مع حذف القائل، ويريدون به النبي (ص) ، كقول ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قال: قال: تقاتلون قومًا ... وفي كلام الخطيب أنه اصطلاح خاصٌّ بأهل البصرة» . اهـ.
(6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/181 رقم 1571) ، والمحاملي في "أماليه" (14) .(6/259)
وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هَكَذَا قَالَ ابْنُ نُمَير! وَقَالَ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (2) وَأَبُو أُسَامَةَ (3) وَأَبُو ضَمْرَة (4) : عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عَامِرِ (5) بْنِ سَعْدٍ، عَنِ أبيه، عن النبيِّ (ص) ، وَهُوَ الصَّحيحُ (6) .
2506 - وسُئِلَ أبو زرعة عَن حديثٍ رَوَاهُ عليُّ بْنُ هاشم بن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو.
(2) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5445 و5768) ، ومسلم (2047) .
(3) هو: حماد بن أسامة. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5769) ، ومسلم (2047) .
(4) هو: أنس بن عياض. وروايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (70) .
(5) قوله: «عن عامر» سقط من (ك) .
(6) ذكره الدارقطني في "العلل" (610) ، وقال: «يرويه هاشم بن هاشم، واختُلف عنه: فرواه أبو أسامة، عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، وخالفه ابن نمير، فرواه عن هَاشِمٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عن أبيها، وكلاهما ثقةٌ، ولعل هاشمًا سمعه منهما، والله أعلم» .
ولكنَّ عبد الله بن نمير تفرَّد بروايته عن هَاشِمٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عن أبيها، وخالفه جمع من الرُّواة غير أبي أسامة، منهم من ذكره أبو زرعة، وهما مروان ابن معاوية، وأبو ضمرة أنس بن عياض، ومنهم: أحمد بن بشير عند البخاري (5779) ، وأبو بدر شجاع ابن الوليد عند مسلم (2047) ، ومنهم: مكي بن إبراهيم عند أبي يعلى في "مسنده" (717) ، وأبي عوانة في "المستخرج" (5/190) .
وقال البزار في "مسنده" (3/336) بعد أن أخرج الحديث من طريق شجاع بن الوليد، عن هاشم بن هاشم، به؛ قال: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه إلا هاشم بن هاشم، وقد اختُلف على هاشم بن هاشم، فرواه بعضهم: عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، ورواه بعضهم: عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عائشة ابنة سعد، عن أبيها، ورواه بعضهم: عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عامر بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سعد، فأخطأ فيه؛ لأنا لا نعلم لسعد ابنًا يقال له خالد» .(6/260)
البَرِيد (1) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ مُصعَب بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : عَلَى كُلِّ خَلَّةٍ يُطْبَعُ المُؤْمِنُ، إِلاَّ الخِيَانَةَ والكَذِبَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا يُروى عَنْ سَعْدٍ، مَوْقُوفٌ (3) .
2507 - وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَبِيصَة (5) ، وثابتُ بنُ
_________
(1) في (ت) : «البرتد» ، وفي (ك) : «اليزيد» . وروايته أخرجها أبو عبد الله الدورقي في "مسند سعد" (65) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (144) ، وفي "الصمت" (472) ، والبزار في "مسنده" (1139) ، وأبو يعلى (711) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/197) ، وفي "الشعب" (4469) .
(2) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(3) من هذا الوجه أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25595 و30330) من طريق الثوري، وابن المبارك في "الزهد" (828) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/197) من طريق شعبة، كلاهما عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، موقوفًا. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/241) من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، = = عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، مرفوعًا.
قال ابن عدي: «هذا الحديث لا أعرفه إلا من هذا الطريق، ورواه أيضًا علي بن هاشم، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه، عن النبي (ص) » . قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث قد يُروى عن سعد من غير وجه موقوفًا، ولا نعلم أحدًا أسنده إلا علي بن هاشم، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ بهذا الإسناد» .
رجَّح الموقوفَ الدارقطنيُّ في "العلل" (602) ، والبيهقيُّ كما في الموضع السابق. وقول أبي زرعة: «موقوفً» منصوبٌ على الحال، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة؛ وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4) روى هذا النص ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (28/217) من طريق مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الفضل بن شهريار، عن عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الحنظلي الرازي، به.
(5) هو: ابن عقبة.(6/261)
محمَّد، ووَكيعٌ، وَأَبُو نُعَيم، عَنِ الثَّوري، فاختَلَفوا:
فَقَالَ قَبِيصَة (1) : عَنِ الثَّوري، عن عبد الملك ابن أبي بشير، عن عبد الله بْنِ أَبِي المُساوِر، عَنِ ابْنِ عبَّاس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالَّذِي يَشْبَعُ وجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ.
وقال ثَابِتٌ: عَنِ الثَّوري، عَنْ عبد الملك، عن عبد الله بْنِ المِسْوَر، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَقَالَ وَكيع (2) : عَنْ سُفيان، عَنْ عبد الملك، عن عبد الله بْنِ المِسْوَر، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (3) .
وقال أَبُو نُعَيم (4) :
عَنِ الثَّوري، عن عبد الملك، عن عبد الله بن
_________
(1) روايته أخرجها هنَّاد في "الزهد" (1044) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (28/217) . وجاء عند هناد: «عبد الله بن المساور» .
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/196) تعليقًا، والحاكم في "المستدرك" (4/167) ، وتمَّام في "فوائده" (1270/الروض البسام) ، والبيهقي في "الشعب" (9089) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري، عن سفيان، عن عبد الملك ابن أبي بشير، عن عبد الله بن أبي المساور، به.
(2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (30874/ طبعة اللحيدان) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (28/215-216) . وجاء عنده: «عبد الله بن مساور» . وعند ابن أبي شيبة: «عبد الله بن المسور» .
(3) من قوله: «وقال وكيع ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ لانتقال النظر.
(4) هو: الفضل بن دُكَين. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/195) تعليقًا، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (347) ، والطبراني في "الكبير" (12/119 رقم 12741) . وجاء عند الطبراني: «عبيد الله بن المساور» .
وتابع أبا نعيم في روايته على هذا الوجه:
عبد الرزاق، وروايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (694) .
ومحمد بن كثير، وروايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (112) ، والبيهقي في "الشعب" (3117 و5272) .
وعمر بن عبيد، وروايته أخرجها المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (629) . وعبد الرحمن بن مهدي، وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (2699) .
ومحمد بن يوسف الفريابي، وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/195) تعليقًا، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/3) ، وفي "الشعب" (5272) .
والمؤمل بن إسماعيل، وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/28) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (28/216) .
وجاء عند الطحاوي: «عبد الله بن المساور، أو ابن أبي المساور» .
وعبد الله بن الوليد، وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/195) تعليقًا.(6/262)
مُساوِر، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (1) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «وَهِمَ ثابتٌ فِيمَا قَالَ! وَأَبُو نُعَيم أثبتُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ وَكيع» ؛ كأنَّه حَكَم لأَبِي نُعَيم.
2508 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ محمَّد (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا النَّضْر بْنُ إِسْمَاعِيلَ البَجَلي، عَنْ طَلْحَةَ (3) ، عَنْ عَطاء (4) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : إِذَا بَعَثْتُمْ إِلَيَّ بَرِيدًا (5) ، فَابْعَثُوا حَسَنَ الوَجْهِ، حَسَنَ الاسْمِ؟
_________
(1) من قوله: «وقال أبو نعيم ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(2) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/107) .
(3) هو: ابن عمرو المكيُّ.
(4) هو: ابن أبي رَباح.
(5) في (ف) : «بريد» . وقال في "العين" (8/29) : «البريد: الرسولُ المُبْرَدُ على دوابِّ البريد، وإبرادُهُ: إرسالُهُ، وقال الراجز:
رأَيتُ للمَوْتِ رسولاً مُبْرَدَا
ويروى عن النبي (ص) ؛ أنه قال: «إذا أَبرَدتُّم إليَّ بريدًا، فاجعلوه حسَنَ الوجه، حسَنَ الاسم» ، وقال بعض العرب: الحُمَّى: بريد الموت، أراد أنها رسولُ الموت تُنْذِر به» . اهـ. وانظر "تهذيب اللغة" (14/75) ، و"اللسان" (3/86) .(6/263)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هُوَ: طلحةُ، عَنْ عَطاء، مُرسَلً (1) .
2509 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأسودُ بْنُ عَامِرٍ (3) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عَيَّاش، عن عبد الملك بْنِ أَبِي سُلَيمان، عَنْ عَطاء (4) ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلى بْنِ أُمَيَّة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ حَيِيٌّ سَتِيرٌ (5) ؛ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَغْتَسِلَ، فَلْيَسْتَتِرْ ولَوْ بِشَيْءٍ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَمْ يَصْنَعْ فِيهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش شَيْئًا، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ فِي حِفْظِهِ شيءٌ؛ والحديثُ حَدِيثُ الَّذِي (6) رَوَاهُ زُهَيْرٌ (7) ، وأسباط بن
_________
(1) كذا في جميع النسخ، من غير ألف، ويحتمل النصب على أنه حالٌ مؤكِّدة لمضمون الجملة قبله، والرفع على أنه خبرٌ ثان ٍ للمبتدأ «هو» ، انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (24) ، وأجاب عنها أبو حاتم، وفيها قوله: «ليس بذاك» .
(3) هو: شاذان، وقد تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (24) .
(4) هو: ابن أبي رَباح.
(5) فيها ضبطان: «سَتِير» - كـ «رَحيم» - «فَعِيل» بمعنى فاعل، و «سِتِّير» - كـ «صِدِّيق» - «فِعِّيل» بمعنى «فاعل» أيضًا. انظر الكلام عليهما في التعليق على المسألة رقم (24) .
(6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «والحديث هو الحديثُ الذي» ، ويخرَّج ما هنا على مذهب الكوفيين في جواز من إضافة الشي إلى صفته. انظر التعليق على المسألة رقم (505) .
(7) هو: ابن معاوية. وتقدم تخريج روايته في التعليق على المسألة رقم (24) .(6/264)
محمد (1) ، عن (2) عبد الملك، عَنْ عَطاء، عَنْ يَعْلى بْنِ أُمَيَّة، عن النبيِّ (ص) .
2510 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعاذ بْن هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ قَتادة، عَنْ زُرارَة (4) ، عن أبي الحَكَم (5) ، عن عبد الله ابن عَمْرٍو؛ قَالَ: لا تقتُلوا الضِّفْدِعَ؛ فإن صوتَه الذي تسمعون تسبيحٌ.
وَرَوَاهُ يَحْيَى القطَّان (6) ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ قَتادة، عَنْ زُرارَة، عن عبد الله بن عمرو.
وَرَوَاهُ شُعبة (7) ، عَنْ قَتادة، عَنْ زُرارَة، عن ابن أبي
_________
(1) لم نقف على روايته، وانظر التعليق على المسألة المتقدمة برقم (24) .
(2) في (ك) : «بن» بدل: «عن» .
(3) هو: هشام الدَّسْتَوائي.
(4) هو: ابن أوفى.
(5) سيعرِّفه أبو زرعة في آخر المسألة.
(6) لم نقف على روايته، وقد أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/318) من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، عَنْ هِشَامٍ الدَّستَوائي، عَنْ قَتَادَةَ، به. قال البيهقي: «إسناده صحيح» .
(7) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23700) من طريق يزيد بن هارون، والخطيب في "الموضح" (2/219-220) من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زرارة، عن أبي الحكم البجلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، موقوفًا. وجاء عند ابن أبي شيبة: «شعبة، عن زرارة» ليس في إسناده: قتادة. وأخرجها عبد الرزاق في "المصنف (8418) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنِ ابْنِ أبي نعم، عن عبد الله بن عمر، موقوفًا. هكذا جاء: ابن عمر بدل: ابن عمرو.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (521) ، وفي "الأوسط" (4/104 رقم 3716) ، وابن عدي في "الكامل" (6/388) ، وأبو الشيخ الأصبهاني في = = "العظمة" (5/1744 رقم 7226) ، جميعهم من طريق الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ حَجَّاجِ بن محمد، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زرارة، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي (ص) . وجاء عند ابن عدي: «سعيد» بدل: «شعبة» .
قال الطبراني: «لم يرفع هذا الحديث عن شعبة إلا حجاج، تفرد به المسيب بن واضح» . وقال ابن عدي: «وهذا بهذا الإسناد يرويه المسيب ويرفعه إلى النبي (ص) ، والحديث موقوف» .
وذكر الذهبي في "الميزان" (4/117) ، وفي "السير" (11/404) من طريق المسيب، وقال: «صوابه موقوف» .(6/265)
نُعْمٍ (1) ، عن عبد الله بن عمرو.
فقيل لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّها (2) أصَحُّ؟
قَالَ: حَدِيث شُعبة أصحُّ، وَأَبُو الحَكَم: هو عبد الرحمن بْن أَبِي نُعْمٍ (3) .
2511 - وسُئِلَ أَبُو زرعة عن حديثٍ رواه عبد الله بْنُ يَزِيدَ بْنِ راشِد الدِّمَشْقِيُّ (4) ، عن صَدَقَة بن عبد الله، عَن ثَور بْن يَزِيدَ، عَن خالد ابن مَعْدان، عَنْ أَبِي أُمامة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، ويُعِينُ عَلَيْهِ مَا لا يُعِينُ عَلَى العُنْفِ.
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ك) : «نعيم» ، وكانت هكذا في (ف) ثم صوِّبت، ويشبه أن تكونَ صوِّبت أيضًا في (ت) .
(2) في (ش) و (ك) : «أيهما» .
(3) في (ك) : «نعيم» .
(4) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (8/95 رقم 7477) ، وفي "مسند الشاميين" (421) . ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (33/378-379) .(6/266)
وَرَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ (1) ، عَنْ أَبِي عُبَيد حَاجِبِ سُلَيمان (2) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان يرفعُه (3) .
وَرَوَاهُ وَكيع (4) وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ ثَور، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان؛ قال: قال النبيُّ (ص) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: خَالِدٌ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) ، مُرسَلً (6) أصحُّ (7) .
2512 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ (8) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ، عن عبد الله بْنِ وَهْب بْنِ مُنَبِّه، عَنْ أبيه، عن أبي
_________
(1) في "الموطأ" (2/979 رقم1767) .
(2) يعني: سليمان بن عبد الملك بن مروان، ويقال: أبو عبيد مولى سليمان.
(3) يعني: يرويه عن النبي (ص) ، مرسلاً بلا ذكر أبي أمامة.
(4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25301) .
(5) قوله: «خالد عن النبيِّ (ص) » سقط من (ف) .
(6) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(7) قوله: «مرسل أصح» سقط من (ك) ، وسقط من (ت) : «مرسل» فقط. وأخرجه على هذا الوجه أيضًا سعيد بن منصور في "سننه" (2620) من طريق ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عجلان، عن أبان ابن صالح، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ النبي (ص) .
لكن خالف ابن عيينة في روايته على هذا الوجه الثوري، فقد أخرج عبد الرزاق في "المصنف" (9251) هذا الحديث من طريق الثوري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ أبان بن صالح، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أبيه، عن النبي (ص) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/129) .
(8) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/307) ، وأبو يعلى في "مسنده" (490) . ومن طريق أبي يعلى أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/425) ، والضياء في "المختارة" (799 و800) .
وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (52/ب/أطراف الغرائب) من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ بْنِ كَيْسَانَ، ثم قال: «تفرَّد به إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ بْنِ كَيْسَانَ الصنعاني، عن عبد الله ابن وَهْب بْنِ مُنَبَّهٍ، عَنْ أَبِيهِ. وفيه: قلت لهشام: من أبو خليفة؟ قال: رجل من أصحاب علي، هرب من معاوية فجاءنا هاهنا ذاك مسجدُه» .(6/267)
خَليفة (1) ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَيْهِ مَا لا يُعْطِي عَلَى العُنْفِ.
ورواه بكر (2) بن خَلَف، عن عبد الله بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ بْنِ كَيْسان (3) ، عن أبيه، عن عبد الله بْنِ وَهْب، عَنْ أَبِي خَليفة (4) ، عن علي، عن النبيِّ (ص) .
قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: حديثُ هِشَام بْن يُوسُف أصحُّ.
2513 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا [الأَحْمَسي] (5) ، عن
_________
(1) في (أ) و (ش) : «ابن خليفة» . وأبو خليفة: هو الطائي البصري.
(2) في (أ) و (ش) : «أبو بكر» .
(3) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (1/112 = = رقم902) ، والبيهقي في "الشعب" (8057) من طريق علي بن بحر، والبزار في "مسنده" (756) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/250) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/336) من طريق سلمة بن شبيب، كلاهما عن عبد الله بن إبراهيم بن عمر، به. ومن طريق أحمد أخرجه الضياء في "المختارة" (801) . قال البزار: «ولا نعلم روى أبو خليفة، عن علي إلا هذا الحديث، ولا له إسناد إلا هذا الإسناد» .
(4) في (ش) : «ابن خليفة» .
(5) تشبه في (ف) : «الأحمسي» ، وفي بقية النسخ: «الأحمس» . والأحمسي هذا هو: محمد بن إسماعيل. انظر "التقريب" (5732) .(6/268)
وَكيع، عن شُعبة، عن عبد الله الرِّفاعي، عَنِ ابْنِ بُرَيدة (1) ، أنَّ عمَّ (2) عَامِرِ بْنِ الطُّفَيل (3) أَهْدَى إلى النبيِّ (ص) فَرَسًا، فَبَعَثَ إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ الدَّواءَ مِنْ داءٍ نَزَلَ بِهِمْ يُقَالُ لَهُ: الدُّبَيْلَة (4) ، فبعَثَ إِلَيْهِ النبيُّ (ص) بعُكَّةِ (5) عَسَلٍ، وردَّ عَلَيْهِ الفَرَس.
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: وَكيع، عَنْ عُقْبَة بْنِ عبد الله الرِّفاعي، عَنِ ابْنِ بُرَيدة، بِلا «شُعبة» (6) .
2514 - وسُئِلَ (7) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ صُبَيح الواسِطي (8) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أبي (9)
_________
(1) هو: عبد الله بن بريدة.
(2) في (ك) : «عمر» .
(3) عمُّ عامر بن الطفيل هو: عامر بن مالك، المعروف بمُلاعِب الأسِنَّة.
(4) قال ابن الأثير: وفي حديث عامر بن الطُّفيل: «فأخذَتْه الدُّبَيلة» هي: خُرَّاجٌ ودُمَّلٌ كبير تظهَرُ في الجَوْف، فتقتُل صاحبَها غالبًا، وهي تصغير دُبْلَة. "النهاية" (2/99) .
(5) العُكَّة: وِعاءٌ من جلد مُستَدير، يَختَصُّ. بالسَّمن والعَسَل، وهو بالسَّمن أخصُّ. انظر "النهاية" (3/284) .
(6) على هذا الوجه أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (632) من طريق الهيثم بن جميل، عن عقبة بن عبد الله الأصم، عن ابن بريدة؛ أن عَامِرِ بْنِ الطُّفيل أَهْدَى إِلَى النبيِّ (ص) . وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/99-100) من طريق شيبان، عن عقبة الرفاعي، عن عبد الله بن بريدة؛ عن عم عامر بن الطُّفيل العامري، أن عَامِرِ بْنِ الطُّفيل أَهْدَى إِلَى رسول الله (ص) . وأخرجه ابن عساكر أيضًا (26/100) من طريق عيسى اليشكري، عن عقبة بن عبد الله اليشكري، عن عبد الله بن بريدة؛ عن عامر بن الطُّفيل أنه أهدى إلى النبيِّ (ص) .
(7) تقدمت هذه المسألة برقم (2386) عن أبي حاتم.
(8) المعروف بـ: «زَحْمُوْيَهْ» .
(9) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (2386) .(6/269)
الأخضَر (1) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ (2) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لا يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِنْ مَكَان ٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا هُوَ: الزُّهري، عَنْ سَعِيدِ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
2515 - وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ المُصَفَّى؛ قَالَ: حدَّثنا بَقِيَّة (5) ؛ قَالَ: حدَّثني مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الأَطْرابُلُسي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أيُّوب، عَنْ عَيَّاش بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبَّاسٍ (6) الحَجْرِي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: سُئل رسول الله (ص) عَنِ الْخَادِمِ يُذنِب؟ قَالَ: يُعْفَى عَنْهُ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ (7) : سَعِيدُ بْنُ أَبِي أيُّوب، عَنْ أَبِي هَانِئٍ (8) ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ جُلَيْد (9) الحَجْري.
2516 - وسُئِلَ (10) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو تَقِيٍّ (11) ؛ قال:
_________
(1) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(2) هو: ابن عبد الله بن عمر.
(3) هو: ابن المسيّب.
(4) تقدمت هذه المسألة لأبي حاتم برقم (2341) .
(5) هو: ابن الوليد.
(6) قوله: «عن عباس» سقط من (ش) . وهو: عباس بن جليد.
(7) قوله: «هو» سقط من (ك) .
(8) هو: حُمَيد بن هانئ الخَوْلاني.
(9) في (ك) : «جليدة» ، وتشبه ذلك في (ت) .
(10) تقدمت هذه المسألة لأبي حاتم برقم (2390) ، وانظر المسألة التالية.
(11) هو: هشام بن عبد الملك الحِمْصي. وروايته أخرجها أبو نعيم في"الحلية" (8/199) .(6/270)
حدَّثني بَقِيَّة؛ قال: حدَّثني عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّاد، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) : لا تَبْدَؤُوا بِالكَلامِ قَبْلَ السَّلاَمِ، فَمَنْ بَدَأَ بِالكَلامِ قَبْلَ السَّلامِ فَلاَ تُجِيبُوهُ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ لَيْسَ لَهُ أصلٌ؛ لَمْ يَسْمَعْ بَقِيَّة هذا الحديثَ من عبد العزيز؛ إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَهْلِ حِمْص، وأهلُ حِمْص لا يميِّزون هَذَا (1) .
2517 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الله بْنُ السَّريِّ الأَنْطاكي (3) ، عَنْ هَارُونَ بن محمد، عن عبد الله العُمَري، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ بَدَأَ بِالسُّؤَالِ (4) قَبْلَ السَّلامِ، فَلاَ تُجِيبُوه؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ ليس له أصلٌ.
2518 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ مُقاتل المَرْوَزي (5) ،
_________
(1) يعني: أن أهل حمص إذا رَوَوا عن بقية يجعلون سماعًا ما ليس بسماع.
(2) انظر المسألة رقم (2390) ، والمسألة السابقة.
(3) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (1/136 رقم 429) .
(4) في (ك) : «بالسواك» .
(5) لم نقف عل روايته، لكن أخرجه الروياني في "مسنده" (2/426 رقم 1447) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/138) ، وابن عدي في "الكامل" (3/234) ، والبيهقي في "الشعب" (9575) ، جميعهم من طريق أبي موسى الهروي، وأبو نعيم في "الحلية" (8/197) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (298) من طريق محمد ابن بكار، والبيهقي في "الشعب" أيضًا (9574) من طريق خلف بن تميم، ثلاثتهم عن زافر بن سليمان، عن عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّاد، عَنْ نَافِعٍ، به، ولم يذكروا في الإسناد: عبد الرحيم.
قال أبو نعيم: «غريب من حديث نافع وعبد العزيز، تفرَّد به عنه زافر» .
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/296) ، والبيهقي في "الشعب" (9577) من طريق عبد الوهَّاب الخفاف، والبيهقي أيضًا (9576) من طريق عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، كلاهما عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد،، به.(6/271)
عن زافِرٍ (1) ، عن عبد الرَّحيم (2) ، عن عبد العزيز ابْنُ أَبِي رَوَّاد، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ؛ قَالَ: مِنْ كَنْزِ البِرِّ كِتْمَانُ المَصَائِبِ والأَمْرَاضِ والصَّدَقَةِ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ باطلٌ» ؛ وامتنَعَ أَنْ يُحَدِّث بِهِ (3) .
2519 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قُتَيْبَة (4) ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ (5) ، عَنْ عبد الله بن الحَكَم، عن جابر ابن عبد الله، عن النبيِّ (ص) قال (6) : غَطُّوا الإِنَاءَ، وأَوْكُوا السِّقَاءَ (7) ؟
_________
(1) هو: ابن سليمان
(2) هو: ابن هارون الغَسَّاني، وهو من المعروفين بالرِّواية عن ابن أبي رَوَّاد، لكن لم نقف على من روى هذا الحديثَ من طريقه، وإنما يروونه من طريق زافر بن سليمان عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد بلا واسطة، كما تقدم في مصادر التخريج.
(3) ذكر ابن حبان في "المجروحين" (2/137) عبد العزيز ابن أبي رَوَّاد هذا، وقال: «روى عبد العزيز، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ نسخة موضوعةً لا يحلُّ ذكرها إلا على سبيل الاعتبار ... » . وذكر منها هذا الحديثَ كما تقدم في التخريج.
(4) هو: ابن سعيد.
(5) هو: يزيد بن عبد الله.
(6) قوله: «قال» من (ف) فقط.
(7) أي: شُدُّوا رأسَهُ بالوِكَاء؛ لئلا يَدخُلَه حيوانٌ أو يسقط فيه شيءٌ، يقال: أَوْكيتُ السِّقاء أُوكِيه إيكاءً، فهو مُوكًى، ومنه الحديث: «نَهَى عن الدُّبَّاءِ والمُزَفَّت، وعليكم بالمُوكى» ، أي: السقاء المشدود الرأس؛ لأنَّ السقاء المُوكى قلَّما يَغفُلُ عنه صاحبُه لئلا يشتدَّ فيه الشرابُ فينشقَّ فهو يتعهَّده كثيرًا. "النهاية" (5/221-222) ، و"عمدة القاري" (2/109) و (15/196) .(6/272)
قَالَ أَبِي: قد تَرَكَ (1) من الإسناد رجلا (2) أو رجلَين (3) ؛ حدَّثنا أَبُو صَالِحٍ (4) ، عَنِ اللَّيث، عَنْ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يحيى (5) ، عن جعفر بن عبد الله بْنِ الحَكَم، عَنِ القَعقاع بْنِ حَكيم، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: سمعتُ رسول الله (ص) ... .
2520 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرزاق (6) ،
_________
(1) أي: قتيبة بن سعيد.
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «رجل» . وضبط ناسخ (ف) قبلها قوله: «ترك» بضم التاء.
(3) في (ت) و (ك) : «ورجلين» .
(4) هو: عبد الله بن صالح كاتب الليث. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/355 رقم14829) ، والبيهقي في "الشعب" (5658) من طريق يونس بن محمد، ومسلم في "صحيحه" (2014) من طريق هشام بن القاسم ونصر بن علي الجهضمي، وأبو عوانة في "مسنده" (8166) من طريق علي بن عياش، والبيهقي في "الشعب" (5658) من طريق سعيد بن أبي سليمان، جميعهم عَنِ اللَّيْثِ بْن سَعْدٍ، عَنْ يزيد بن الْهَادِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأنصاري، عن جعفر بن عبد الله بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حكيم، عن جابر، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/302 رقم14228) ، ومسلم في "صحيحه" (2012 و2013) من طريق أبي الزبير، والبخاري في "صحيحه" (3280) ، ومسلم أيضًا (2012) من طريق عطاء بن أبي رباح، ومسلم أيضًا (2102) من طريق عمرو بن دينار، ثلاثتهم عن جابر بن عبد الله، به.
(5) قوله: «ابن يحيى» سقط من (ك) . وهو مثبت في بقية النسخ، والظاهر أنه خطأ، والصَّواب: يحيى بن سعيد، وهو الأنصاريُّ، كما تقدم في التخريج، وتصحَّف «سعيد» إلى «يحيى» ؛ غير أننا لم نجد من أخرج الحديث من طريق أَبِي صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ ابن الهاد، عنه، وقد تقدم تخريجه عن غير أبي صالح.
(6) في "المصنف" (9754) ، ومن طريقه أخرجه إسحاق ابن راهويه في "مسنده" (2145) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/438 رقم27469) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1935) ، وابن حبان في "صحيحه" (6587) ، والطبراني في "الكبير" (24/140 رقم 372) ، والحاكم في "المستدرك" (4/202) . قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (8/148) : «رواه عبد الرزاق بإسناد صحيح» .(6/273)
عَنْ مَعْمَر، عَنِ [الزُّهري] (1) ، عَنْ أبي بكر (2) بن عبد الرحمن ابن الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أسماءَ بِنْتِ عُمَيس؛ قَالَتْ: كَانَ أولُ ما اشتكى النبيُّ (ص) فِي بَيْتِ مَيْمونة ... ، فَذَكَرَ قصَّةَ اللَّدُود (3) ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ (*) ، وشُعَيب بْنُ أَبِي حَمْزَةَ (*) ، وغيرُهما (4) ، عَنِ الزُّهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث: أنَّ النبيَّ (ص) ، وهذا الصَّحيحُ (5) .
_________
(1) في جميع النسخ: «الثوري» ، وصوِّبت في هامش (أ) إلى: «الزهري» ، وهو الموافق لمصادر التخريج.
(2) في (أ) : «أبو بكر» .
(3) اللَّدُود - بفتح اللام -: من الأدوية، وهو ما يُسقاه المريضُ في أحد شِقَّي الفَمِ. ولَدِيدا الفَم: جانباه. "النهاية" (4/245) .
وقصَّةُ اللَّدود بتمامها - بلفظ رواية أحمد-: أولُ ما اشتكى رسولُ الله (ص) في بيت ميمونة، فاشتدَّ مرضُه حتى أغميَ عليه، فتشاورَ نساؤه في لَدِّه، فلَدُّوه، فلما أفاقَ قال: «ما هذا؟» ، فقلنا: هذا فِعْلُ نساءٍ جِئْنَ من هاهنا، وأشار إلى أرض الحَبَشة، وكانت أسماءُ بنت عُمَيس فيهنَّ، قالوا: كنا نتَّهم فيك ذاتَ الجَنْب يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «إنَّ ذلك لداءٌ ما كانَ الله عزَّ وجلَّ ليَقْرِفَني به، لا يَبْقَيَنَّ في هذا البيت أحدٌ إلا التَدَّ، إلا عمَّ رسول الله (ص) يعني العباس» . قال: فلقد التَدَّت ميمونةُ يومئذ وإنها لصائِمَة؛ لِعَزْمَةِ رسول الله (ص) .
(*) ... روايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/510) .
(4) منهم: عقيل بن خالد، ومعمر، وعبيد الله بن أبي زياد الرصافي جدُّ الحجاج، وروايتهم أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/510) .
(5) وأخرج الحديث البخاري في "صحيحه" (4458) ، ومسلم في "صحيحه" (2213) من حديث عائشة خ.(6/274)
2521 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثِ عبد الرزاق (2) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) فِي النَّهْي عَنِ الأَكْلِ بالشِّمال؟
فَقَالَ: هَذَا خطأٌ.
قلتُ: قَدْ تابع مَعْمَرً (4) في هذا الحديث عبدُالرحمن بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهري.
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: يَقُولُونَ: عَنِ الزُّهري، عن أبي بكر بن عُبَيدالله ابن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (5) ، وَهَذَا الصَّحيحُ.
2522 - وسألتُ (6) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَر (7) ،
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لَمْ يُقْسَمِ الرِّفْقُ لأَهْلِ بَيْتٍ إِلاَّ نَفَعَهُمْ، ولَمْ يُعْزَلْ عَنْهُمْ إِلاَّ ضَرَّهُمْ؟
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (2415) ، وتقدم التعليق عليها هناك. وانظر المسألة رقم (1489) و (1522) و (1537) و (1538) .
(2) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (2415) .
(3) هو: ابن عبد الله بن عمر.
(4) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف، حذفت منه ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) قوله: «عن ابن عمر» سقط من (ش) .
(6) انظر المسألة المتقدمة برقم (1953) .
(7) روايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (1493) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/71 رقم 24427) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/416) ، والبيهقي في "الشعب" (6140) من طريق حفص بن ميسرة، والبخاري أيضًا (1/416) من طريق أيوب بن سعد، والبيهقي (6141) من طريق علي بن مسهر، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/341) من طريق إسحاق بن أبي فروة، جميعهم عن هشام بن عروة، به.(6/275)
فَقَالا: هَذَا خطأٌ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَخْطَأَ فِيهِ مَعْمَر.
قَالَ أبي: إنما هو: ما رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِير (1) ، وعَبْدَة (2) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ عبد الله (3) بن عبد الرحمن بْنِ مَعْمَر أَبِي طُوالَة، عَنْ عائِشَة - مُرسَلً (4) -، وأمِّ حَبيبة، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (5) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عن أبيه، عن عُبَيدالله بن مَعْمَر، عن النبيِّ (ص) : فِي الرِّفق؛ هَذَا الْحَدِيثُ.
قَالَ أَبِي (6) : فأدخل (7) قومٌ لا يفهمون عِلَّةَ هَذَا الْحَدِيث فِي مسند
_________
(1) هو: محمد بن خازم. وروايته لم نقف عليها من هذا الوجه، ولكن أخرجه هناد في "الزهد" (1435) عنه، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن عائشة أو عن أم حبيبة.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6139) من طريق بشر ابن الحكيم، عن أبي مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن أبيه، عن عائشة.
(2) هو: ابن سليمان الكلابي.
(3) في (ف) : «عبيد الله» .
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(5) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/416) ، والبيهقي في "الشعب" (6138) .
(6) من هنا إلى آخر المسألة أورده ابن أبي حاتم أيضًا في "المراسيل" (ص118 رقم426) .
(7) أي: فأدخَلَه، يعني: هذا الحديث، لكن حُذفَ منه المفعولُ به للعلم به. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (24) .(6/276)
الوُحْدان (1) ، وقالوا: ما أسند عُبَيدالله (2) بن مَعْمَر عن النبيِّ (ص) .
قَالَ: هَذَا وَهَمٌ أيضا؛ إنما أراد حمَّادٌ: هِشَام (3) ، عَنْ أَبِي طُوالَة عبد الله بن عبد الرحمن بْن مَعْمَر، ولم يَضبِط، وغلط فيه مَعْمَر وحمَّاد، والحديثُ حَدِيث أَبِي مُعَاوِيَة؛ أَبْدى عَوْرَة حديثهم (4) .
2523 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: رَوَى ابنُ أخت عبد الرزاق (5) ، عن عبد الرزاق (6) ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلاءِ، عَنْ الأعمَش، عن
_________
(1) في (أ) : «الوحداني» ، وفي (ش) : «الواحدي» ، وفي (ف) : «الوجداني» . ومعنى مسند الوُحْدان: أحاديث الصحابة الذين ليس لهم إلا حديث واحد.
(2) أي: هذا الذي أسنده عبيد الله.
(3) في "المراسيل": «أراد حماد بن سلمة: هشام بن عروة ... » . وقوله: «هشام» في كلام أبي حاتم: منصوبٌ لأنَّه مفعول «أراد» ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4) في "المراسيل": «وروى أبومعاوية الضَّرير عن هشام ابن عروة، فأظهر علَّة هذا الحديث» . وانظر "الإصابة" لابن حجر (6/353-354) و (7/225-226) .
(5) هو: أحمد بن داود، وقيل: ابن عبد الله.
(6) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/286) من طريق أحمد بن محمد بن عمر بن يونس، عن عبد الرزاق، به. ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في "الشعب" (8573) . وأحمد بن محمد بن عمر كذَّبه أبو حاتم وابن صاعد، وقال عنه الدارقطني: ضعيف، وقال مرة: متروك. نقله ابن حجر في "لسان الميزان" (1/423) . وأخرجه ابن عدي أيضًا (2/286) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/121) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/346) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (6/274-275) من طريق إسماعيل بن أبان الخياط، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ ابن مسعود، مرفوعًا.
قال ابن عدي: «وهذا لم أكتبه مرفوعًا إلا من هذا الشيخ، ولا أرى يُرفَع هذا الحديث إلا من هذا الوجه، وهو معروفٌ عن الأعمش موقوفًا» .
وقال أبو نعيم: «غريبٌ من حديث الأعمش، عن خيثمة لم نكتبه إلا من هذا الوجه» .
ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في "الشعب" (8574) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (861) . وقال ابن الجوزي: «هذا حديثٌ لا يصحُّ عن رسول الله (ص) ؛ فإن إسماعيل الخيَّاط مجروحٌ. قال أحمد: كتبتُ عنه ثم حدث بأحاديثَ موضوعة فتركناه وقال يحيى: هو كذَّاب. وقال البخاري ومسلم والنسائي والدارقطني: هو متروك. وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات» .
وقال ابن حجر في "لسان الميزان" (1/691) في ترجمة إسماعيل البجلي: «قال أبو الفتح الأزدي: هذا حديث باطل» .(6/277)
خَيْثَمة (1) ، عن عبد الله (2) ؛ قَالَ: جُبِلَت القُلوبُ عَلَى حُبِّ مَنْ أَحسَنَ إِليها، وبُغْضِ مَنْ أَساء إِلَيْهَا.
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وكان ابنُ أخت عبد الرزاق يكذبُ.
2524 - قَالَ (3) : سألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيد بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ زُهَيْرٍ (5) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (6) ، عن عمرو بن عبد الله (7) الأَصَمِّ، عن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : رُؤْيَا المُؤْمِنِ بُشْرَى، وهِيَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ (8) ؟
قَالَ أَبِي: الحديثُ موقوفٌ؛ أوقفَه أصحابُ زهير.
_________
(1) هو: ابن عبد الرحمن.
(2) هو: ابن مسعود ح.
(3) قوله: «قال» ليس في (ت) و (ك) .
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (2150) .
(5) هو: ابن معاوية.
(6) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(7) في (ف) : «عبيد الله» .
(8) تقدمت قطعة منه في المسألة رقم (2150) .(6/278)
2525 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامٌ الرَّازي (1) ، عَنْ محمَّد بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائفي، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ (2) ، عَنْ نَافِعٍ (3) ،
عَنِ ابْنَ عمر، عن رسول الله (ص) قَالَ: أَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللهِ: عَبْدُاللهِ وعَبْدُالرَّحْمَنِ، وأَكْرَهُ الأَسْمَاءِ إِلَى اللهِ: مُرَّةُ وحَرْبٌ.
قَالَ (4) : فأخبرتُهُ (5) زيدَ بنَ أَسْلَمَ، فَقَالَ: قد تَركَ من الإسناد (6)
_________
(1) هو: هشام بن عُبَيدالله.
(2) هو: خالد بن سعيد بن أبي مريم.
(3) أخرج مسلم هذا الحديث في "صحيحه" (2132) من طريق عبيد الله بن عمر العمري وأخيه عبد الله، كلاهما عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قال: قال رسول الله (ص) : «إن أحَبَّ أَسْمائكم إلى الله: عبد الله وعبد الرَّحمن» .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25902) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/24 و128 رقم 4774 و6122) ، والترمذي (2834) ، وابن ماجه (3728) من طريق عبد الله بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، به كسابقه.
وأخرجه الدارمي (2737) ، وأبو داود (4949) من طريق عبيد الله بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، به كسابقه. وأخرجه الترمذي (2833) ، والحاكم (4/274) من طريق عبد الله بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ نافع، به كسابقه. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/333) من طريق خارجة بن عبد الله، عن نافع، به كسابقه.
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/206) ، ابن عدي في "الكامل" (6/406) من طريق فرج بن فضالة، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النبي (ص) ، به بلفظ: «خيرُ الأسماء عند الله: عبد الله وعبد الرَّحمن، وأصدَقُها الحارث وهمَّام، وشرُّها حربٌ ومرَّة» .
وأخرجه عبد الله بن وَهْب في "الجامع" (71) فقال: وحدثني عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) قال: «أصدقُ الأسماء الحارثُ وهمَّام، وأبغَضُها إلى الله حَربٌ ومرَّة، وأكذبها خالدٌ ومالكٌ، لا مالكَ إلا الله» .
(4) القائل هو: خالد بن سعيد فيما يظهر.
(5) في (ك) : «فأخبر به» .
(6) الظاهر أنه يريد: ترك من الحديث.(6/279)
شيئا: وأَصْدَقُ الأَسْمَاءِ: الحَارِثُ وهَمَّامٌ، وَأَكْذَبُ الأَسْمَاءِ: خَالِدٌ ومَالِكٌ.
فقلتُ له: ما أصدقُ الأسماء وأكذبُ الأسماء؟ قال: لا ترى (1) أن الحارثَ حارثُ خيرٍ أو شرٍّ؟! وأن همَّامً (*) يَهُمُّ بخيرٍ أو شرٍّ؟! ألا ترى أن خَالِد (*) لا يَخْلُدُ؟! وأن مَالِك (*) لا يَملِكُ؟!
قَالَ أَبِي: الكلامُ الأوَّل (2) هو حسنٌ، والبقيةُ مُنكَرٌ.
2526 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى الهَرَوي (3) ؛
قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ زكريا بْن أَبِي زائِدَة؛ قال: أنا عثمانُ بنُ حَكِيم الأنصاريُّ (4) ، عَنْ أفلَحَ مَوْلَى أَبِي أيُّوب، عَنْ أسامة بن زيد؛
_________
(1) المراد: «ألا ترى» بحذف همزة الاستفهام، وهو كثير في العربية.
(*) ... كذا في جميع النسخ: «أن همام ... أن خالد ... وأن مالك» ، وهمامٌ وخالد ومالكٌ: أعلام مصروفة، وحذفت منها ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(2) الظاهر أنه يعني قوله (ص) : «أحبُّ الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرَّحمن» .
(3) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "الصمت" (336) .
وقد خالف الهرويُّ في روايته عن أبي زائدة كلًّا من: معلَّى بن منصور، ويحيى الحِمَّاني، وأسد بن موسى؛ فقد رَوَوه عَنِ ابْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عثمان بن حكيم، عن مُحَمَّدُ بْنُ أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أيُّوب، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ.
أما رواية معلًّى: فأخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/27) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (334) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/188) .
وأما رواية يحيى وأسد: فأخرجها الطبراني في "الكبير" (1/165 و166 رقم 399 و404) .
(4) قوله: «الأنصاري» ليس في (ك) .(6/280)
قال: سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الفَاحِشَ المُتَفَحِّشَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو محمَّد (1) ، قَالَ (2) : وحدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا الْقَاسِمُ - يَعْنِي: ابنَ مَالِكٍ - عن عثمان ابن حَكِيمٍ؛ قَالَ: حدَّثني محمَّد بْنُ أفلحَ مَوْلَى أَبِي أيُّوب، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: أشهدُ على رسول الله (ص) أَنِّي سمعتُه يَقُولُ: إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الفَاحِشَ المُتَفَحِّشَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا أصحُّ مِنْ حَدِيثِ الهَرَوي.
2527 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ سُلَيمان بْنِ النُّعمان الشَّيباني؛ قَالَ (4) : حدَّثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ (5) ؛
قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أنَّ أَبَا أيُّوب الأنصاريَّ أخَذَ عن رسول الله
_________
(1) قوله: «أخبرنا أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط.
(2) قوله: «قال» سقط من (ف) .
(3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، لكن أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/106 رقم 328) من طريق أحمد بن راشد، حدثنا يوسف بن عدي، حدثنا عيسى ابن يونس، عن عثمان بن حكيم، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَفْلَحَ مَوْلَى ابن أَبِي أيُّوب، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زيد. كذا فيه: «مولى ابن أبي أيُّوب» وهو خطأٌ، والصَّواب: مولى أبي أيُّوب.
(4) في (ف) : «فقال» .
(5) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "الإشراف، في منازل الأشراف" (6) ، وابن عدي في "الكامل" (7/199) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/47) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1212) من طريق حرمي بن عمارة، والطبراني في "الدعاء" (1933) ، والحاكم في "المستدرك" (3/462) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/47) من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن يحيى بن العلاء، به.
وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (281 و282) من طريق إسماعيل بن محمد السهمي وقتادة، عن سعيد بن المسيب، به.(6/281)
شيئًا (1) ، فقال النبيُّ (2) (ص) : لا يُصِبْكَ (3) السُّوءُ يَا بَا أَيُّوبَ (4) ! .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (5) .
2528 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ سُلَيمان بْنِ النُعمان؛ قال: ثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ؛ قَالَ: حدَّثنا عبد الله بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيم (6) ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: أخذتُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَذاةً، فَقَالَ: أُمِطَ عَنْكَ الأَذَى (7) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهَذَا مثلُه؛ يعني: مُنكَرً (8) .
_________
(1) كذا، وفي بعض مصادر التخريج: «أَخَذَ مِنْ لحيته أو رأسه شيئًا» ، في بعضها: «نَزَعَ مِنْ لحيةِ النبيِّ (ص) أَذًى» ، فما في النسخ يخرَّج على أنه ضمَّن الفعل «أخذ» معنى أزال، أو نَزَعَ، أو أماط؛ ولذا عَدَّاهُ بـ «عن» . انظر في التضمين التعليق على المسألة رقم (1426) .
(2) في (ك) : «للنبي» .
(3) كذا في جميع النسخ، ومثله في "المجروحين" لابن حبان (851) ، وفي مصادر التخريج: «لا يُصيبُكَ» ، وهو دعاءٌ في العبارتين.
(4) في (ك) : «يا أبا أيوب» ، وهو الجادَّة، لكنَّ ما أثبتناه من بقية النسخ صحيحٌ في العربية، ويخرَّج على حذف ألف «أبا» تخفيفًا، وهي لغة لبعض العرب. انظر تعليقنا عليها في المسألة رقم (1781) .
(5) قال ابن الجوزي في الموضع السابق: «هذا لا يصح؛ قال أحمد: يحيى بن العلاء كذَّاب يضع الحديث، وقال يحيى: ليس بثقة، وقال ابن عدي: أحاديثُه موضوعة، وقال الدارقطني: غيرُ ثابت» .
(6) في (ك) : «خيثم» .
(7) كذا في جميع النسخ: «أمط» ، والجادَّة: «أُمِِيطَ» ، من باب الدعاء له، لكن قد يخرَّج ما في النسخ على أنه حذف الياء واكتفى بالكسرة؛ على لغة هوازن وعليا قيس في الاجتزاء بالحركات عن حروف المد. انظر تعليقنا على المسألة (679) .
(8) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .(6/282)
2529 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ عبد العزيز بن عبد الله العامِري؛ قَالَ: حدَّثنا مَالِكٌ (1) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أبيه، عن عبد الله بْنِ (2) عُمَرَ: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) أمرَ بإِحْفاءِ الشَّوارِبِ، وإِعْفاءِ اللِّحَى.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا أعرفُ اسمَ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ (3) .
_________
(1) في "الموطأ" (2/947) ، ومن طريقه أخرجه مسلم في "صحيحه" (259) ، وأبو داود في "سننه" (4199) ، والترمذي في "جامعه" (2764) ، وابن حبان في "صحيحه" (5475) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/156 رقم 6456) عن حماد بن خالد، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (24/142) : «وهذا لا يصحُّ عند أهل العلم بحديث مالك، وإنما هذا الحديث لمالك عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، هذا هو الصَّحيح عن مالك في إسناد هذا الحديث، كما رواه يحيى وسائر الرواة عن مالك» .
وقال الدارقطني في "العلل" (4/109/ب) : «يرويه مالك واختُلِف عنه فرواه النعمان بن عبد السلام وابن وَهْب، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر. ورواه مالك في "الموطأ" عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وهو الصَّحيح» .
وأخرجه الإمام أحمد (2/16 رقم 4654) ، والبخاري في "صحيحه" (5893) ، ومسلم في "صحيحه" (259) من طريق عبيد الله بن عمر، والبخاري أيضًا (5892) ، ومسلم (259) من طريق عمر بن محمد بن زيد، كلاهما عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
(2) في (ف) : «عن» بدل: «بن» .
(3) قال ابن حبان في الموضع السابق: «ما روى مَالِكٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نافع غيرَ هذا الحديث، واسم أبي بكر: عمر» .
وقال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (4/496/ترجمة أبي بكر بن نافع) : «وقال الحاكم أبو أحمد: لم أقف على اسمه» .(6/283)
2530 - وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ أَبِي الرَّبيع سُلَيمان بْنِ دَاوُدَ الزَّهْراني (2) ؛ قال: حدَّثنا عبد الله بن المُبارك، عن عبد الوهَّاب بْنِ الوَرْد، عَنِ الحَسَن بْنِ جُبَير، عَنْ عِكرمة بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لا يَتَنَاجَى (3) اثْنَان ِ دُونَ الثَّالِثِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يُؤْذِي المُؤْمِنَ، واللهُ يَكْرَهُ أَذَى المُؤْمِنِ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا قَالَ؛ وَإِنَّمَا هُوَ الحسنُ بْنُ كَثير، فِيمَا يَقُولُونَ (4) .
2531 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ قَبِيصَة بْنِ عُقْبة (5) ؛ قال:
_________
(1) انظر المسألة رقم (2315) و (2447) .
(2) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (2444) ، والطبراني في "الأوسط" (1986 و4988) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/120) .
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/305) عن محمد، عن ابن المبارك، به.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (692) عن = = الحسن بن كثير، عن عكرمة بن خالد؛ قال: قال رسول الله (ص) ... مرسلاً.
قال البخاري: «قال ابن المبارك بالري عن ابن عباس، وكان في كتابه مرسل، والآخرون لا يسندونه عن ابن المبارك» .
(3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «لا يَتَنَاجَ» ، لكن ما في النسخ صحيحٌ في العربية على وجوه ذكرناها في التعليق على المسألة رقم (331) ، وانظر المسألة رقم (228 و2315 و2447) .
(4) هكذا جاء عند ابن المبارك، والبخاري، وأبي نعيم، كما في مصادر التخريج السابقة، وجاء عند أبي يعلى: الحسن بن حبيب أو كثير، على الشَّك، وجاء عند الطبراني: الحسن بن جبير أو كثير، على الشَّك أيضًا.
(5) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2755) . وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (841 - مسند علي) من طريق هارون بن المغيرة، والطبراني في "الكبير" (19/351-352 رقم 820-822) من طريق محمد بن يوسف الفريابي ووكيع وابن المبارك، جميعهم عن سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهيد، عن أبي مجلز، عن معاوية، عن النبي (ص) ، ولم يذكر قصَّة القيام.(6/284)
حدَّثنا سُفيان (1) ، عَنْ حَبيب بْنِ الشَّهيد، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ (2) ؛ قَالَ: خرج معاويةُ، فقام عبد الله بْنُ الزُّبَير وَابْنُ صفوانَ (3) حِينَ رَأَوْهُ (4) ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: اجْلِسَا؛ سمعتُ رَسُولَ الله (ص) يقولُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا، فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتَهُ - أَوْ مَقْعَدَهُ - مِنَ النَّارِ.
قَالَ أَبُو محمَّد (5) : وحدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ (6) ؛
_________
(1) هو: الثوري.
(2) هو: لاحق بن حميد.
(3) هو: عبد الله بن صفوان الجُمَحي.
(4) في جميع النسخ: «رواه» ، وكذا كانت في (ف) ، ثم صوِّبت كما هو مثبت، وكذا جاءت الرواية بالجمع في الموضع المذكور من "جامع الترمذي"، وكانت الجادَّة أن يقال: «رَأَيَاهُ، أي: ابن الزبير وابن صفوان، وسيأتي قولُ معاوية لهما: «اجلِسا» . لكن يخرَّج ما في النسخ على مذهب من يرى أنَّ أقلَّ الجمع اثنان، وقد تقدم بيانه في المسألة رقم (368) ، وتجد في "فتح الباري" (11/50) تخريجًا آخر لصيغة الجمع في «رأوه» ، وسيأتي نقلُهُ عنه في آخر المسألة.
(5) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) .
(6) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (5229) . وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (977) من طريق الحجاج بن المنهال، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/219) من طريق أبي داود، كِلاهُمَا عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/91 رقم16830) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (977) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (842) ، والبغوي في "الجعديات" (1503) من طريق شعبة، وابن أبي شيبة في "المصنف" (25573) ، وهناد في "الزهد" (837) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (413) من طريق حماد بن أسامة، والإمام أحمد (4/93 رقم 16845) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (840) من طريق إسماعيل بن علية، وأحمد (4/100 رقم 16918) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، والطحاوي في "شرح المشكل" (1127) من طريق روح بن عبادة، جميعهم عن حبيب بن الشهيد، به.(6/285)
قَالَ: حدَّثنا حمَّاد (1) ، عَنْ حَبيب بْنِ الشَّهيد، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ؛ قَالَ: خَرَجَ معاويةُ عَلَى ابْنِ الزُّبَير وَابْنِ عَامِرٍ (2) ، فَقَامَ ابْنُ عَامِرٍ وجلَسَ ابنُ الزُّبَير، وَكَانَ أوزَنَهما، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: يَا ابنَ عَامِرٍ، اجْلِسْ؛ فَإِنِّي سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَمْثُلَ (3) لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ حمَّادٍ أصَحُّ؛ يَعْنِي: قيامَ ابْنَ عَامِرٍ، بدلَ: ابْنِ صَفوان (4) .
2532 - وسمعتُ (5) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ محمَّد بْنِ مُقاتل المَرْوَزي (6) ؛
قَالَ: حدَّثنا حُصَين بْنُ عُمَرَ الأَحْمَسي؛ قال: حدَّثنا
_________
(1) هو: ابن سلمة.
(2) هو: عبد الله.
(3) ضبطها في (ف) : «يُمثل» بضم الياء، وفي "النهاية" (4/294) : «يقال: مَثَلَ الرَّجُل يَمْثُلُ مُثُولاً: إذا انتصب قائمًا» ، وانظر تفصيل القول في معنى هذا الحديث وغيره من أحاديث هذا الباب في: "فتح الباري" (11/49-54) ، و"حاشية ابن القيم على أبي داود" (14/85) ، و"تحفة الأحوذي" (8/24-27) .
(4) قال ابن حجر في "فتح الباري" (11/50) : «وسفيان وإن كان من جبال الحفظ إلا أن العدد الكثير وفيهم مثل شعبة أولى بأن تكون روايتهم محفوظةً من الواحد، وقد اتَّفقوا على أن ابن الزبير لم يقم، وأما إبدال ابن عامر بابن صفوان فسهلٌ لاحتمال الجمع بأن يكونا معًا وقع لهما ذلك؛ ويؤيده الإتيان فيه بصيغة الجمع» .
(5) انظر المسألة رقم (2553) .
(6) روايته أخرجها الشاشي في "مسنده" (672) ، والطبراني في "الأوسط" (6/240 رقم6290) ، وفي "الكبير" (2/304 رقم 2266) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/168) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2/304 رقم 2266) ، وابن عدي في "الكامل" (2/396) ، والبيهقي في "الشعب" (10487) ، وفي "المدخل" (712) ، والخطيب في"الجامع" (807) ، وفي "تاريخ بغداد" (1/188) ، والقزويني في "أخبار قزوين" (4/74-75) ، جميعهم من طريق أحمد بن محمد بن خلف، عن حصين بن عمر، به. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/94) من طريق يحيى ابن سعيد القطان، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، به. ثم قَالَ: «قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الحسن الدارقطني بخطِّه: لم يروه عن يحيى القطان غير أبي أمية هذا، ولم يكن بالقويِّ، وهذا إنما يُعرف من رواية حصين بن عمر الأحمسي، عن إسماعيل» .
قال البيهقي في "المدخل": «حصين بن عمر الأحمسي: منكرُ الحديث. وروى هذا القول من أوجهٍ أخرى كلُّها ضعيفةٌ. وله شاهدٌ مرسل بإسناد صحيح» .(6/286)
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْس (1) ، عن جَرير ابن عبد الله؛ قال: لما بُعِث النبيُّ (ص) أَتَيْتُهُ، فَقَالَ لِي: يَا جَريرُ، لأَيِّ شَيْءٍ جِئْتَ؟ ، قلتُ: جئتُ (2) لأُسْلِمَ عَلَى يَدَيْكَ يَا رسولَ الله (3) ، قال: فألقى لي كِساءَه، ثُمَّ أقبلَ عَلَى أَصْحَابِهِ؛ قَالَ: إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
قِيلَ لَهُ: فَحَدِيثُ عَوْن بْنِ عَمْرٍو القَيْسي (4) ، عَنْ سعيد (5) الجُرَيري، عن عبد الله بْنِ بُرَيدة، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَر، عَنْ جَرير، عَنِ النبيِّ (ص) : إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ، فَأَكْرِمُوهُ؟
_________
(1) هو: ابن أبي حازم.
(2) قوله: «قلت جئت» سقط من (ف) .
(3) في (ف) : «يا رسول الله (ص) » .
(4) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (71) ، والطبراني في "الصغير" (793) ، وفي "الاوسط" (5/262 رقم 5261) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/205) ، والخطيب في "تالي تلخيص المتشابه" (1/352 رقم231) .
(5) في (ف) : «عن قيس» .(6/287)
قَالَ: ما أقربَه من هَذَا! أخافُ أن يكونَ ليس لهما أصل. والصَّحيحُ: حَدِيث الثَّوري (1) ،
عَنْ طارق بن عبد الرحمن، عن
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25576) عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الشعبي، عن رسول الله (ص) . كذا إسناده: بلا ذكر طارق بن عبد الرحمن.
وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (511) من طريق ابن أبي شيبة، وذكر في إسناده طارق بن عبد الرحمن.
واختُلف على سفيان: فأخرج الدارقطني في "العلل" (4/105/ب) ، وفي "الأفراد" (123/أ/أطراف الغرائب) من طريق عباد بن موسى، عن سفيان الثوري، عن طارق، عن الشعبي، عن جرير، عن النبيِّ (ص) .
قال الدارقطني في "العلل": «يرويه طارق بن عبد الرحمن واختُلِف عنه، فرواه الثوري، عن طارق، واختُلِف عنه فرواه عباد بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ طارق، عن الشعبي، عن جرير، وخالفه يحيى القطان وأبو نعيم وغيرهما، رَوَوه عن الثوري، عن طارق، عن الشعبي مرسلاً. ورواه شعبة عن طارق واختُلِف عنه، فرواه يوسف بن بحر، عن عبد الملك بن سعد السنجاري، عن شعبة، عن طارق، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير، وغيره يرويه عن شعبة مرسلاً، وهو الصواب» .
وقال في "الأفراد": «غريبٌ من حديث طارق بن عبد الرحمن عنه، ومن حديث الثوري، عن طارق تفرَّد به عباد بن موسى أبو عقبة عنه، وما كتبناه إلا عن أبي عبد الله بن مخلد» .
وأخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25575) ، = = والشاشي في "مسنده" (619) ، والبيهقي في "المدخل" (714) من طريق يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ طارق بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2/325 رقم 2358) ، وأبو نعيم في "مسانيد فراس بن يحيى" (14) من طريق الحسن بن عمارة، عن فراس بن يحيى، عن الشعبي، عن جرير بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) .
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/352-353) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (760) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (40/77) من طريق مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قال العقيلي: «هذا يُروى من غير هذا الوجه بإسناد أصلحُ من هذا» .(6/288)
الشَّعبي، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (1) .
2533 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يعقوبُ بنُ محمَّد الزُّهْري، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: كان النبيُّ (ص) إِذَا أخَذَ مِنْ شَعره، أَوْ قَلَّم أظفارَه، أَوِ احتَجَم؛ بعثَ بِهِ إِلَى البَقيع، فدُفِنَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثٌ باطلٌ، لَيْسَ لَهُ عِنْدِي أصلٌ.
وَكَانَ حدَّثهم (2) قَدِيمًا فِي "كِتَابِ الآدَابِ"، فَأَبَى (3) أنَّ يقرأَه، وقال: اضربوا عليه، ويعقوبُ بْن محمَّد هَذَا: شيخٌ واهي الْحَدِيث.
2534 - وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَسْبَاطٌ (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا الأعمَش، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْب؛ قَالَ: أَتَى رجلٌ ابنَ مَسْعُودٍ، فَقَالَ (6) : هَلْ لَكَ (7) فِي الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَة ولحيتُه تقطُر خمرًا؟ قال: إنَّ
_________
(1) وقد أخرجه أبو داود في"المراسيل" (511) من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، به.
وقوله: «مرسل» في كلام أبي زرعة: منصوبٌ على أنه حالٌ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(2) أي: أبو زرعة. والمتكلِّم هو المصنِّف ابن أبي حاتم.
(3) في (ف) : «فأباه» .
(4) نقل هذا النص بتصرف: الزيلعي في "تخريج الكشاف" (3/347) .
(5) هو: ابن محمد. وروايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير" (663) ، والبزار في "مسنده" (1769) ، والحاكم في "المستدرك" (4/377) .
(6) في (ت) و (ك) : «قال» .
(7) في (ك) : «هدلك» .(6/289)
رسول الله (ص) نهانا عن التَّجْسيسِ (1) ، وَإِنْ يَظهَرْ لَنَا نأخُذْه؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَخْطَأَ فِيهِ أَسْبَاطٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: إنَّ اللَّهَ نَهَانَا؛ رَوَاهُ (2) أَبُو مُعَاوِيَةَ (3)
وغيرُه (4) : إنَّ الله نهانا (5) ؛ وهو الصَّحيحُ (6) .
_________
(1) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «التجسُّس» . وما في النسخ صوابٌ؛ لأن التجسيس هنا مصدرٌ واقعٌ موقعَ «التجسُّس» ، والأصل في مصدر «تفعَّل» : «تَفَغُل» ، نحو: تَصرَّف تَصَرُّفًا، وتَكرَّم تكَرُّمًا، وأما «التفعيلُ» فمصدرُ: «فَعَّلَ» ، نحو: صَرَّف تَصْريفًا؛ ومن هذا قوله تعالى: [المُزّمل: 8] {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً} ، فأوقع «التَّبتيل» موقعَ «التبتُّل» . انظر "الدر المصون" (10/520-521) ، وانظر "كتاب سيبويه" (4/81) باب: ما جاءَ المصدرُ فيه على غير الفعل؛ لأن المعنى واحد.
وقد أخرج الطبريُّ في تفسيره" (21/375/طبعة دار هجر) - في تفسير قوله تعالى: [الحُجرَات: 12] {وَلاَ تَجَسَّسُوا} - قولَ قتادة: هل تدرون ما التجسُّسُ أو التَّجْسيسُ؟ هو: أن تتبعَ، أو تبتغيَ غيبَ أخيكَ؛ لتطَّلعَ على سِرِّه.
(2) في (ك) : «ورواه» بالواو.
(3) هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (26559) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (18/21) . ولفظه: «إنا قد نُهينا» .
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو داود في "سننه" (4890) ، وابن أبي حاتم في "التفسير" (10/3305 رقم 18618) .
(4) يعني: رَوَوه عن الأعمش بالإسناد السابق. وممَّن تابع أبا معاوية: سفيان بن عيينة، ويعلى بن عبيد، وجعفر ابن عون:
أما روايةُ ابن عيينة: فأخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (18945) بلفظ: «قد نُهينا عن التجسُّس» . ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (9/350 رقم 9741) .
وأما روايةُ يعلى بن عبيد: فأخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (8/334) ، وفي "الشعب" (7199) .
وأما روايةُ جعفر بن عون: فأخرجها البيهقي في "الشعب" (9214) .
(5) في (ت) و (ف) و (ك) : «نهاني» .
(6) قال الترمذي: «سألتُ محمدًا [يعني البخاري] عَن = = هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هَذَا خطأ، والصَّحيح: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْب، عن عبد الله: نُهينا عن التجسُّس» . وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا أسنده إلا أسباط، وقد رواه غير أسباط عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْب، عن عبد الله؛ أنه قال: إن الله نهانا عن التجسُّس» .(6/290)
2535- وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبادَة (2) ، وابنُ عائِشَة (3) ،
عَنْ حمَّاد (4) ، عَنْ حُمَيد (5) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ (6) : إِذَا (7) حُمَّ أَحَدُكُمْ فَلْيَشُنَّ (8) عَلَيْهِ المَاءَ البَارِدَ ثَلاَثَ لَيَالٍ مِنَ السَّحَرِ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ وغيرُه، عَنْ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ حُمَيد، عن الحسن، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو أشبهُ.
_________
(1) نقل بعض هذا النص بتصرف: الضياء المقدسي في "المختارة" (6/66) .
(2) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (3794) . ومن طريقه الضياء في "المختارة" (2043) .
(3) هو: عُبَيدالله بن محمد. وروايته أخرجها الحربي في "غريب الحديث" (2/868) عنه، والنسائي في "الكبرى" (7612) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هانئ، والحاكم في "المستدرك" (4/200 و403) من طريق الفضل بن محمد والحسين بن يسار ومحمد بن غالب ابن حرب، والضياء في "المختارة" (2044 و2045) من طريق علي بن أحمد بن النضر، جميعهم عن ابن عائشة، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5/232 رقم 5174) من طريق محمد بن الحسين الأنماطي، عن ابن عائشة، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثابت، عن أنس. ثم قال: «لم يرو هذين الحديثين عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثابت، عن أنس إلا ابن عائشة، ورواهما أصحاب حماد، عَنْ حمَّاد، عَنْ حُمَيد، عَنْ الحسن» .
(4) قوله: «عن حماد» سقط من (ف) . وحمَّاد هو: ابن سَلَمة.
(5) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل.
(6) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(7) في (ك) : «فإذا» .
(8) في (ك) : «فَلْيَسْنُنْ» ، وفي رواية أبي يعلى: «فَلْيَسُنَّ» بالسين المهملة. والسَّنُّ: هو الصَّبُّ المُتَّصِل، والشَّنُّ: الصَّبُّ المُنقطِع. انظر "النهاية" (2/507) .(6/291)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حُمَيد (1) ، عَنِ الْحَسَنِ، عن النبيِّ (ص) (2) ، وَهُوَ الصَّحيحُ.
2536 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بن حسَّان، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرين، عَنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ في عِرْقِ النَّسا (4) .
فقلتُ: وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَن أَنَسِ بْنِ سِيرين، عَنْ أَخِيهِ مَعْبَد بْنِ سِيرين، عَنْ رجلٍ من الأنصار، عن النبيِّ (ص) ؟
فَقَالا: الصَّحيحُ حَدِيثُ حمَّاد بْنِ سَلَمة.
2537- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (5) ،
عن عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ، عَن الزُّهري، عَنْ أَبِي خِزامَةَ (6) ، عَنْ رجلٍ مِنْ بني سعد بن [هُذَيْم] (7) ، عن أبيه، عن
_________
(1) قوله: «حميد» سقط من (ك) .
(2) من قوله: «وهو أشبه ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ لانتقال النظر.
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (2264) .
(4) تقدم تفسير «النَّسا» في المسألة رقم (2264) .
(5) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (8/434) تعليقًا عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ، عَن الزُّهري، عَنْ ابن خزامة، عن أبيه. كذا فيه: ابن خزامة.
وذكر ابن عبد البر في "التمهيد" (2/271) أن يزيد بن زريع رواه عن عبد الرحمن ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أبي خزامة، عن أبيه.
(6) المثبت من (ف) ، وفي (أ) و (ت) و (ك) : «حذابة» ، وفي (ش) : «حدابة» ، وضبطها في (ف) : «خُزامة» .
(7) تصحَّف في جميع النسخ إلى: «هريم» بالراء بدل الذال. وانظر "الجرح والتعديل" (9/139) ، و"التاريخ الكبير" (8/434 رقم361) ، و"تهذيب الكمال" (33/279) ، و"التقريب" (8077) .(6/292)
النبيِّ (ص) - فِي الدَّواء -: إِنَّ لَنَا أَدْوِيَةٌ نَتَداوى بِهَا؟
فَقَالَ أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ جَمِيعًا: هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ حمَّاد؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهري (1) ، عَنْ أَبِي خِزامَةَ (2) أَحَدِ بَنِي سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: وأخطأ فيه أيضا سُفْيَان بْن عُيَينة (3) ،
فَقَالَ: عَنِ
_________
(1) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في = = "المسند" (3/421 رقم 15473) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2611) من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، وأحمد أيضًا (3/421 رقم 15474) ، والحاكم في "المستدرك" (4/199) ، والبيهقي في "السنن" (9/349) من طريق عمرو بن الحارث المصري، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/412) ، والحاكم (4/199) ، والبيهقي (9/349) من طريق يونس بن يزيد، وابن طهمان في "مشيخته" (86) من طريق عباد بن إسحاق، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2610) من طريق صالح بن كيسان، جميعهم عن الزهري، به.
(2) في (أ) و (ك) : «حزامة» بالحاء، ولم يتضح في (ش) .
(3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/421 رقم 15472) عنه، به.
وأخرجه الترمذي في "جامعه" (2065 و2148) عن سعيد بن عبد الرحمن، وابن ماجه في "سننه" (3437) من طريق محمد بن الصبَّاح، كلاهما عن سفيان بن عيينة، به. وقد اختُلِف فيه على ابن عيينة فأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/421 رقم 15475) ، وفي "العلل ومعرفة الرجال" (1/168 رقم 101) من طريق الحسين بن محمد ويحيى بن أبي بكير، والترمذي في "جامعه" (2065) من طريق ابن أبي عمر، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/270) من طريق علي بن المديني، جميعهم عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي خِزَامَةَ، عَنْ أبيه.
قال الإمام أحمد: «وهو الصَّواب» .
وقال الترمذي: «وقد روي عن ابن عيينة كلتا الروايتين، فقال بعضهم: عَنْ أَبِي خزامة، عَنْ أَبِيهِ، وقال بعضهم: عَنِ ابْن أَبِي خزامة، عَنْ أبيه، وقد روى غيرُ ابْنُ عُيَيْنَةَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ الزُّهري، عَنْ أَبِي خِزَامَةَ، عَنْ أبيه، وهذا أصحُّ، ولا نعرف لأبي خزامة غير هذا الحديث» . وقال في الموضع الثاني برقم (2148) : «هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث الزهري، وقد روى غيرُ واحد هذا عن سفيان، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي خِزَامَةَ، عن أبيه، وهذا أصحُّ» .(6/293)
الزُّهري، عَنِ ابْن (1) أَبِي خِزامَة (2) ، عَنْ أَبِيهِ.
قَالا: وإنما هو: عَنْ أَبِي خِزامَة (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) (4) .
2538 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا به عن عبد العزيز الأُوَيْسيّ (5) ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عن سفيان الثَّوري، عن
_________
(1) ضبب عليها في (ف) .
(2) في (ت) : «خزابه» ، وفي (أ) و (ش) : «خرامه» .
(3) في (أ) : «حزامه» ، وفي (ش) : «خرامه» .
(4) قال الإمام أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (1/168 رقم 101) : «والحديث إنما يروى عَنْ أَبِي خزامة، عَنْ أَبِيهِ، رواه يونس والزبيدي - يعني محمد بن الوليد- وهو أصحُّهما» . وقال الدارقطني في "العلل" (2/251) : «روى هذا الحديث الزهري، عن أبي خزامة بن يعمر، عن أبيه، عن النبي (ص) ، وهو الصَّواب، وقال ابْنِ عُيَيْنَةَ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابْن أَبِي خزامة، عَنْ أَبِيهِ، ولم يتابعَ عليه» .
وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (ص 794) : «والصواب ما رواه يونس بن يزيد وابن عيينة وعبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ أبي خزامة أحد بني الحارث بن سعد، عن أبيه» .
(5) هو: عبد العزيز بن عبد الله. وروايته لم نقف عليها، لكن ذكر القسم الأول من الحديث الدارقطني في "العلل" (3/198 و6/180) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الثَّوري، به. وقد اختُلف في هذا الحديث على الثوري:
فأخرج القسم الأول منه أبو نعيم في "الحلية" (4/370-371) من طريق إبراهيم بن طهمان، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ ربعي، عن حذيفة، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/121 رقم 17098) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1533) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/370) من طريق روح بن عبادة، وأحمد أيضًا (4/122 رقم 17107) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والطبراني في "الكبير" (17/236 رقم652) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود ومحمد ابن يوسف الفريابي، وابن عبد البر في "التمهيد" (20/69) من طريق يحيى بن سعيد، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوري، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رَبْعِيٍّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، به. وهو الوجه الذي رجَّحه أبو زرعة كما سيأتي. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/383 و405 رقم 23254 و23441) ، والبزار في "مسنده" (2835) ، وابن حبان في "الثقات" (8/237) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/371) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/135-136) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (20/67-68) من طريق أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق، وأبو نعيم في "الحلية" (8/136-137) = = من طريق الحسن بن عبيد الله، كلاهما عن ربعي، عن حذيفة، به.
وأما القسم الثاني في الحديث، وهو قوله: «ويأتيك بالأخبار ... » ، فلم نقف على من أخرجه عن حذيفة، ولا عن أبي مسعود، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/31 رقم 24023) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (867) ، والترمذي في "جامعه" (2848) من حديث عائشة خ. قال الترمذي: «هذا حديثٌ حسن صحيح» . ولفظ الحديث كما في "المسند" عَنْ عَائِشَة قَالت: «كَانَ رَسُولُ الله (ص) إِذَا اسْتَرَاثَ الْخَبَرَ، تَمَثَّلَ فِيهِ بِقَولِ طَرَفَةَ: وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ» ، وفي "جامع الترمذي" قالت: «كان يَتَمَثَّلُ بِشِعْرِ ابْنِ رَوَاحَةَ، وَيَتَمَثَّلُ وَيَقُولُ ... » ، ونحوه في "الأدب المفرد".(6/294)
مَنْصُورٍ (1) ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِراش (2) ، عَنْ حُذَيفة؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِنَّ مِمَّا (3) أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كلام النُّبُوَّةِ: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ.
وَكَانَ رسولُ الله (ص) يقول:
_________
(1) هو: ابن المعتمر.
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «خراش» بالخاء المعجمة.
(3) في (ك) : «إنما» بدل: «إن مما» .(6/295)
.....................
ويَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ (1) .
قال أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: عَنِ رِبْعِيٍّ، عن أبي مسعود،
_________
(1) هذا عَجُزُ بيتٍ من الطويل، وهو لطرفةَ بن العَبد؛ كان النبي (ص) يتمثَّل به، كما تقدم في التخريج، وهو في آخر معلَّقته المشهورة، التي مطلعُها:
لخَولَةَ أَطْلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَدِ
تَلُوحُ كَباقِي الوَشْمِ في ظاهِرِ اليَدِ
والبيتُ بتمامه:
سَتُبْدِي لكَ الأيَّامُ ما كُنتَ جاهِلاً
وَيَأْتِيكَ بالأخبارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ
وهو في "ديوان طرفة" بشرح الأعلم الشَّنْتَمَري (ص85) ، و"شرح القصائد السَّبع الطِّوال الجاهليات" لأبي بكر بن الأنباري (ص 230) ، و"لسان العرب" (2/157) ، و (5/351) ، و"تاج العروس" (5/150- رجز) .
وأما عن تمثُّل النبي (ص) بالرجز والشعر، فقد ذكر الحربي - فيما نقله عنه ابن الأثير في "النهاية"- أنه لم يبلغه أنه جرى على لسان النبي (ص) من ضروب الرجز إلا ضَرْبان: المنهوك، والمشطور؛ ولم يَعُدَّهما الخليلُ شِعْرًا؛ فالمنهوك كقوله:
أنا النبيُّ لا كَذِبْ
أنا ابنُ عبدِ الْمُطَّلِبْ
والمشطور كقوله:
هل أنتِ إلا إِصْبَعٌ دَمِيتِ
وفي سبيلِ اللهِ ما لَقِيتِ
فأمَّا القصيدةُ فلم يَبْلُغني أنه أنشَدَ بيتًا تامًّا على وزنه؛ إنما كان يُنْشِدُ الصدر أو العجز (كما وقع هنا) ؛ فإنْ أنشده تامًّا لم يُقِمْهُ على ما بُنِيَ عليه؛ فقد أنشد ذات يوم [من المتقارب] :
أَتَجْعَلُ نَهْبِي ونَهْبَ العُبَيْـ
ـدِ بين الأَقْرَعِ وعُيَيْنَةَ
فقالوا: إنما هو: بين عيينةَ والأقرعِ، فأعادها: بين الأقرع وعيينة، فقام أبو بكر فقال: أشهد أنك رسولُ الله، ثم قرأ: [يس: 69] {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} ، والرجز ليس بشعر عند أكثرهم.
وانظر: "النهاية" (2/199 - 200) ، و"الفائق" (2/57) ، و"فيض القدير" (5/98 و202) ، و"تحفة الأحوذي" (8/114) .(6/296)
عن النبيِّ (ص) (1) ، كلامَ الأَوَّلِ (2) ، وَالثَّانِي لَيْسَ فِي الْحَدِيثِ؛ يَعْنِي (3) : وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ (4) .
2539 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قُدامَة بْنُ محمَّد بْنِ قُدامة (5) المَديني الخَشْرَمي (6) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ شَيبة بْنِ تَميم الطَّائفي،
_________
(1) ومن هذا الوجه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/121 و122 رقم 17090 و17098 و17108) ، والبخاري في "صحيحه" (3484) من طريق شعبة، والبخاري أيضًا (3483 و6120) من طريق زهير بن معاوية، كلاهما عن منصور، عن ربعي، به.
(2) في (ك) : «الأولى» . وقوله: «كلامُ الأوَّل» كذا ورد في النسخ، والجادَّة: «الكلامُ الأوَّلُ» ، على الوصف، لكن يخرَّج ما في النسخ على مذهب يجيز إضافة الموصوف إلى صفته؛ وهو قول الكوفيين، وتقدَّم بيان ذلك في المسألة رقم (505) .
(3) قوله: «يعني» سقط من (ك) .
(4) قال الدارقطني في "العلل" (3/198) : «والصَّواب: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رَبْعِيٍّ، عَنْ أبي مسعود الأنصاري، وقال إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، = = عَنْ رَبْعِيٍّ، عَنْ حذيفة، ووهم أيضا، وقال أبو مالك الأشجعي: عن ربعي، عن حذيفة، وحديث أبي مسعود هو الصَّواب» .
وقال (6/180) : «والصَّحيح حديث منصور عَنْ رَبْعِيٍّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ» .
وقال ابن عبد البر في الموضع السابق: «هذا الحديث خطأٌ، ويقولون: إن الخطأ فيه من أبي مالك الأشجعي، ورواية منصور عندهم صواب رواها شعبة والثوري وشريك وغيرهم: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رَبْعِيٍّ عَنْ أبي مسعود الأنصاري، ولا يصح ُّ في هذا الحديث عندهم غيرُ هذا الإسناد، وإنما هو لربعيِّ بن حراش، عن أبي مسعود الأنصاري عقبة بن عمرو، عن النبي (ص) ، وليس لربعيٍّ، عن حذيفة» .
وقال الحافظ في"الفتح" (6/523) : «وليس ببعيد أن يكون ربعيٌّ سمعه من أبي مسعود ومن حذيفة» .
(5) في (ش) : «رواه قدامة بن قدامة بن قدامة» ، وقوله: «بن محمد بن قدامة» مكرر في (ت) و (ك) .
(6) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (2055 و3505/كشف الأستار) ، وابن جرير في "تهذيب الآثار" (771 و772) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/83) ، وابن عدي في "الكامل" (6/51) .
وأخرج الحديث الأول دون الثاني: الطبرانيُّ في "الكبير" (11/149 رقم 11445) ، وأخرج الثاني دون الأول: البيهقيُّ في "الشعب" (7978) .
وجاء عند العقيلي: إسماعيل بن شبيب بدل: إسماعيل ابن شيبة، وكلاهما صحيح كما في "لسان الميزان" (1302) .(6/297)
عن عبد الملك بْنِ جُرَيج، عَنْ عَطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لِلنَّارِ (1) بَابٌ لا يَدْخُلُهُ إِلاَّ مَنْ شَفَى غَيْظَهُ بِسَخَطِ اللهِ.
قال: وقال رسولُ الله (ص) : مِنْ سُنَنِ المُرْسَلِينَ: الحَيَاءُ، والحِلْمُ، والحِجَامَةُ، والسِّوَاكُ، [والتَّعَطُّرُ] (2) ، وكَثْرَةُ الأَزْوَاجِ؟
فقال أبو زرعة: مُنكَرٌ كِلَى (3) الحديثَين.
2540 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ (4) عَدِي (5) ، عَنْ حَفْص بْنِ غِيَاث، عَنِ لَيث (6) ، عَنْ عَطاء (7) ، عَنِ ابْنِ عبَّاس،
_________
(1) في (ك) : «النار» .
(2) في (ك) : «والعطر» ، وفي بقية النسخ: «والمعطر» . والمثبت من "المعجم الكبير" للطبراني (11445) ؛ فإنه أخرج الحديث من طريق قدامة بن محمد.
(3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «كِلاَ» بالألف، لكنَّ مجيئَه بالياء جارٍ على أن الألف في «كِلاَ» أميلت نحو الياء، بسبب كسرة الكاف قبلها، ولذا رسمت ياءً، ولا تنطق إلا ألفًا ممالة، وتجدُ نحو ذلك في "شرح النووي على صحيح مسلم" (1/41-42) . وانظر الإمالة في المسألة رقم (25) و (124) .
(4) في (ك) : «عن» بدل: «بن» .
(5) لم نقف على روايته، وقد أخرج الحديثَ الطبراني في "الكبير" (11/63 رقم 11094) من طريق الحسن بن حماد سجادة، عن حفص بن غياث، به.
(6) هو: ابن أبي سُلَيم.
(7) هو: ابن أبي رَباح.(6/298)
رفعَهُ؛ قَالَ: إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ، فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ العِشَاءِ (1) ؛ فَإِنَّهَا سَاعَةٌ تَنْتَشِرُ (2) فِيهَا الشَّيَاطِينُ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) .
2541 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيمان الواسِطي (4) ،
عن عبد الصَّمد بْنِ سُلَيمان الأَزْرَقِ، عَنْ خَصِيب ابن
_________
(1) فَحْمَةُ العِشاء: هي إقبالُه وأوَّلُ سَوادِه، ويقال للظُّلْمة التي بينَ صَلاتَي العِشاء: الفَحْمَة. انظر "النهاية" (3/417) .
(2) في (ش) : «تنشر» ، وفي (ك) : «تتبشر» .
(3) يعني: من حديث ابن عباس، وإلا فقد أخرجه البخاري في "صحيحه" (3280) ، ومسلم (2012 و2013) من حديث جابر ح.
(4) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (1/244 رقم 801) .
وأخرجه الخطيب في "تقييد العلم" (ص 65) من طريق جعفر بن حميد وسويد بن سعيد، كلاهما عن عبد الصَّمد ابن سليمان البصري، عن الخصيب بن جحدر، به.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/83) ، وابن عدي في "الكامل" (3/69) ، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (625) ، والخطيب في "تقييد العلم" (ص 65 و66) من طريق الربيع بن مسلم، عن الخصيب بن جحدر، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/59) من طريق الخليل بن مرة، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة.
= ... وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/59) ، والخطيب في "تقييد العلم" (ص 67) ، وفي "الجامع لأخلاق الراوي" (504) من طريق الْخَلِيلِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى ابن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة.
ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في "المدخل للسنن" (766-767) .
وأخرجه الترمذي في "جامعه" (2666) ، البيهقي في "المدخل للسنن الكبرى" (764) من طريق الْخَلِيلِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى بن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قال أبو عيسى: «هذا حديث إسناده ليس بذلك القائم، وسمعتُ محمد بن إسماعيل [البخاري] يقول: الخليل ابن مرَّة منكرُ الحديث» .
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/59) من طريق الخليل بن مرة، عن علي بن أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هريرة.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3/169 رقم 2825) ، والخطيب في "تقييد العلم" (ص 67) من طريق الخصيب بن جحدر، عن عبيد الله بن جحدر، عن عبيد الله بن أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أنس.(6/299)
جَحْدَر، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رَجُلا كَانَ يشهَدُ حديثَ النبي (ص) (2) وَلا يحفظُ، فَيَسْأَلُنِي فأحدِّثه، فَشَكَا إلى رسول الله (ص) قِلَّةَ حِفظِه، فَقَالَ: اسْتَعِنْ بِيَمِينِكَ عَلَى حِفْظِكَ؛ يَعْنِي: الْكِتَابَ (3) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وخَصِيبٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ.
2542 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيمان، عَنْ مَعْن بْنِ عِيسَى، عن عبد الله بْنِ سُلَيمان بْنِ أَبِي سَلَمة، عن مُعاذ بن عبد الله بْنِ خُبَيب (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : لاَ بَأْسَ بِالْغِنَى لِمَنِ اتَّقَى، والصِّحَّةُ لِمَنِ اتَّقَى خَيْرٌ مِنَ الغِنَى، وطِيبُ النَّفْسِ مِنَ النَّعِيْم ِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمِّه، ولعَمِّ صُحبَة (5) . هـ
_________
(1) هو: ذَكوان السَّمَّان.
(2) قوله: «وسلم» مكرر في (ك) .
(3) «الكتاب» هنا مصدرٌ بمعنى: الكتابة.
(4) في (ك) : «حبيب» .
(5) واسمه: عُبَيد بن معاذ. ومن هذا الوجه أخرجه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (44) من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي، عَنْ مَعْنِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عبد الله بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عن معاذ بن عبد الله، عن عبد الله ابن خبيب، عن عمه.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/69 رقم 16643 و5/372 رقم 23158) من طريق أبي عامر العَقَدي، والبخاري في "الأدب المفرد" (301) ، وفي "التاريخ الكبير" (5/22) تعليقًا، والحاكم في "المستدرك" (2/3) ، والبيهقي في "الشعب" (1188) من طريق سليمان بن بلال، وابن ماجه في "سننه" (2141) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2566) من طريق خالد بن مخلد، والروياني في "مسنده" (1472) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (14/450-451) من طريق عبد الله بن مسلمة، أربعتهم عن عبد الله بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عن معاذ، به.(6/300)
2542/أ - وحدَّثنا أبو محمَّد عبد الرحمن ابن أَبِي حاتِم قَالَ (1) : وحدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ، عَنِ الحَكَم بْنِ مُوسَى، عَنْ محمَّد بْنِ سَلَمة، عَنْ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهاجر، عَنْ إِسْمَاعِيلَ مَوْلَى عبد الله بن عمرو، عن عبد الله ابن عمرو، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَقَتْلُ المُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ مِنْ زَوَالِ الدُّنْيَا.
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا حدَّثنا الحَكَم، والحَرَّانيون يَروونَ هَذَا الحديثَ، يُدخلون بَيْنَ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ وَبَيْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهاجر: الحسنَ بْنَ عُمارة (2) .
_________
(1) قوله: «وحدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال» من (ت) و (ك) فقط. وستأتي هذه المسألة برقم (2775) ، ونقلها ابن الملقن في "البدر المنير" (6/ل13/أ) بتصرف.
(2) لم ينفرد الحكم بن موسى بروايته عن محمد بن سلمة على هذا الوجه، فقد أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (140) من طريق أبي أيوب سليمان بن عمرو الرَّقي، والنسائي في "سننه" (3986) من طريق محمد بن = = معاوية بن مالج، والطبراني في "الكبير" (ق317/أقطعة من الجزء المفقود من مسند ابن عمرو) ، وفي "الأوسط" (4349) ، وفي "الصغير" (594) من طريق أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني، ثلاثتهم عن محمد بن سلمة، به، ليس فيه ذكرٌ للحسن بن عُمارة.
قال الدارقطني في "الأفراد" (201/ب/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن مهاجر، عنه» .(6/301)
2543- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ دُحَيْم (1) وأبو عُبَيدالله بن (2) أَخِي ابْنِ وَهْب (3) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (4) ،
عَنْ أَبِي هَانِئٍ حُمَيد بْنِ هَانِئٍ الخَوْلاني، عَنْ أَبِي سعيد الغِفاري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: سَيُصِيبُ أُمَّتِي دَاءُ الأُمَمِ، قَالُوا: وَمَا داءُ الأُمَمِ؟ قَالَ: الأَشَرُ (5) ، والبَطَرُ (6) ، والتَّنَافُسُ فِي الدُّنْيَا، والتَّبَاغُضُ، والتَّحَاسُدُ؛ حَتَّى يَكُونَ البَغْيُ، ثُمَّ يَكُونَ الهَرْجُ (7) ؟
فَقَالَ أبي: إنما هو: أبو سعد (8) الغِفَاريُّ.
ثم ذكرتُه (9) لعليِّ بْن الْحُسَيْن بْن الجُنَيد؟ قَالَ: حدَّثنا أحمد بن
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم.
(2) في (أ) و (ش) : «وأبو عبيد بن» .
(3) هو: أحمد بن عبد الرحمن، ولقبه: بَحْشَل.
(4) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (9/23 رقم 9016) من طريق يحيى بن بكير، والحاكم في "المستدرك" (4/168) من طريق محمد بن عبد الله، كلاهما عن ابن وهب، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أبي سعيد الغفاري إلا أبو هانئ» .
(5) الأَشَرُ: هو البَطَر، وقيل: هو أشدُّ البَطَر. "النهاية" (1/51) .
(6) ضبب عليها في (ف) ، والبَطَرُ: هو الطُّغيانُ عند النِّعمة وطُولِ الغِنى. "النهاية" (1/135) .
(7) الهَرْجُ: القِتالُ والاختِلاطُ. "النهاية" (5/257) .
(8) كذا في (ف) ، وضبَّب عليها الناسخ، وفي (ش) و (ك) : «سعيد» ، وكذا كان في (أ) و (ت) ، ثم صُوِّبت. وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (9/36 رقم314) ، و"الجرح والتعديل" (9/379 رقم1764) ، و"تعجيل المنفعة" (1282) .
(9) القائل هو: ابن أبي حاتم.(6/302)
صَالِح، عَنِ ابْن وَهْب، فَقَالَ: أَبُو سَعِيد الغِفاري.
2544 - قَالَ (1) : وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ [شُعبة] (2) ، عَنْ أبي إسحاق (3) ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبْزى، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ داودَ النبيَّ (ص) قَالَ لابْنِهِ سُلَيمان (4) : يَا بُنيَّ، كُنْ لِلْيَتِيمِ كَالأَبِ الرَّحيم، وَاعْلَمْ أَنَّكَ كَمَا تزرعُ كَذَلِكَ تَحصُِدُ، وَلا تَعِدَنَّ أَخَاكَ مَوْعِدًا (5) ثُمَّ تُخْلِفَهُ؛ فإنَّ ذَلِكَ يُورثُ بَيْنَكَ وبينَه عَدَاوَةً، وَاعْلَمْ أنَّ خُطْبة الأحمَق فِي المَلأ كالمُغَنِّي عِنْدَ رَأْسِ الْمَيِّتِ، مَا أقبحَ الفقرَ بَعْدَ الغِنَى! وأقبحُ مِنْ ذَلِكَ الضَّلالةُ بَعْدَ الهُدى؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عن (6) عبد الرحمن بْنِ أَبْزى فقَطْ: أنَّ دَاوُدَ قَالَ، لَيْسَ فِيهِ أَبُوهُ (7) .
2545 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (9) ، عن عبد الله بن
_________
(1) قوله: «قال» من (أ) و (ش) فقط. وقد تقدمت هذه المسألة برقم (1190) .
(2) في جميع النسخ: «سعيد» ، والتصويب مما تقدم في المسألة رقم (1190) .
(3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(4) قوله: «لابنه سليمان» سقط من (ك) .
(5) في (ت) و (ك) : «موعودًا» .
(6) قوله: «عن» سقط من (ش) .
(7) أي: ليس لأَبْزى والد عبد الرحمن ذِكرٌ في الإسناد.
(8) تقدمت هذه المسألة برقم (2431) . وانظر المسالة رقم (2172) .
(9) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها أبو الطاهر في "جزئه" (114) .
وأخرج الحديث العقيلي في "الضعفاء" (4/192) ، وابن حبان في "الثقات" (9/172) ، والطبراني في "الأوسط" (5641) من طريق منصور بن إسماعيل، عن ابن جريج، به. وانظر تتمة تخريجه في المسألة رقم (2431) .(6/303)
سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ عَطاء (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قال لي رسولُ الله (ص) : يَا بَا (2) هُرَيْرَةَ، زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ طَلْحَة بْنُ عَمْرٍو (3) ، عَنْ عَطاء، عَنِ النبيِّ (ص) .
2546 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو داود الطَّيالسي (4) ،
عن
_________
(1) هو: ابن أبي رَباح.
(2) في (ك) : «يا أبا» ، وهو الجادَّة، والمثبت من بقية النسخ، وله وجه في العربية تقدَّم بيانه في التعليق على المسألة رقم (1781) .
(3) تقدمت روايته في المسألة رقم (2431) مسندة بذكر أبي هريرة.
(4) في "مسنده" (1407) من رواية يونس بن حبيب، عنه، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (2/134) . ومن طريق البيهقي أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/83) . وقد اختُلِف فيه على الطيالسي، فرواه البخاري في "التاريخ الكبير" (6/113) تعليقًا عن محمود بن غَيلان، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، عَنْ شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن عبدة بن حزن النَّصري، وهذا الذي رجَّحه أبو حاتم كما سيأتي في نهاية المسألة. وأخرجه البخاري أيضًا (6/113) تعليقًا، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/84) من طريق محمد بن بشار بُندار، عن أبي داود الطيالسي وابن أبي عدي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن نصر ابن حزن.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (577) ، وفي "التاريخ الكبير" (6/113) من طريق محمد بن جعفر، والنسائي في "الكبرى" (11324) من طريق إسماعيل ابن مسعدة، كلاهما عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عبدة بن حزن. جاء في "التاريخ الكبير" وعند النسائي: «عن ابن حزن» .
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (6/113) تعليقًا من طريق عثمان بن جَبَلة، عن شعبة، وأيضًا (6/114) تعليقًا من طريق سفيان الثوري، كلاهما - شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ - عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عبيدة بن حزن.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/83) من طريق يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبي إسحاق، عن عبدة بن حزن النَّصري، وأيضًا (17/83-84) من طريق إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عبدة بن حزن النصري. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/126) ، والحسين المروزي في "زياداته على الزهد" (1177) من طريق زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق قال: بلغنا أن النبي (ص) قال ... فذكره.(6/304)
شُعبة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (1) ، عَن بِشْر بن حَزْن [النَّصْرِي] (2) ؛ قَالَ: افْتَخَرَ أصحابُ الإبِل وَالْغَنَمِ عند النبيِّ (ص) ، فقال رسولُ الله (ص) : بُعِثَ دَاوُدُ النبيُّ (3) (ص) وهُوَ رَاعِي غَنَم ٍ، وبُعِثَ مُوسَى (ص) وهُوَ رَاعِي غَنَمٍ، وبُعِثْتُ أَنَا وأَنَا أَرْعَى غَنَمًا (4) لأَهْلِي بِجِيَادٍ (5) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَبْدَة بْنُ حَزْن.
2547 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وَكيع (6) ، عَنْ نَافِعِ بْنِ (7) عُمَرَ الجُمَحي، عَنْ بِشْر بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ (8) ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يُبْغِضُ البَلِيغَ مِنَ الرِّجَالِ؛ الَّذِي
_________
(1) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(2) في جميع النسخ: «البصري» ، والتصويب من "مسند الطيالسي" ومصادر التخريج، وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (6/112-114) ، و"الجرح والتعديل" (2/354) ، و (6/89) .
(3) قوله: «النبي» ليس في (ك) .
(4) قوله: «غنمًا» سقط من (ف) .
(5) جِيادٌ: موضعٌ بمكَّة يَلي الصَّفا، ويقال له «أَجْيادٌ» أيضًا. انظر "معجم البلدان" (جياد 2/195) و (أجياد 1/104-105) .
(6) روايته أخرجها في "الزهد" (302) .
وأخرج الحديث ابن أبي الدنيا في "الصمت" (723) من طريق أبي قتيبة، عن نافع ابن عمر، به.
(7) في (ك) : «عن» بدل: «بن» .
(8) هو: عاصم بن سفيان الثقفي.(6/305)
يَتَخَلَّلُ (1) بِلِسَانِهِ (2) كَمَا تَتَخَلَّلُ (3) البَقَرُ بِلِسَانِهَا.
فقلتُ لأَبِي: أَلَيْسَ حدَّثْتَنا عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ (4) ، وَسَعِيدِ بْنِ سُلَيمان، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ (5) ، عَنْ بِشْر بْنِ عَاصِمٍ الثَّقَفي، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) ؟
فقال: نعم (6) .
_________
(1) المثبت من (ت) ، وأهملت الياء في بقية النسخ.
(2) قال ابن الأثير: هو الذي يتَشَدَّقُ في الكلام ويُفخِّم به لسانَه، ويلُفُّه كما تلُفُّ البقَرةُ الكلأَ بلسانها لفًّا. "النهاية" (2/73) .
(3) في (ت) و (ك) : «يتخلل» ، وأهملت الياء في بقية النسخ؛ فتحتمل الفوقية والتحتية وهما صحيحان من جهة العربية؛ لأنَّ «البقَرَ» اسم جنس جمعي، ويجوز معه تذكير الفعل وتأنيثه، لكن آثرنا التأنيث لقوله بَعدُ: «بلسانها» .
(4) هو: هشام بن عبد الملك الطيالسي.
(5) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (26288) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/165 رقم 6543) ، والبيهقي في "الشعب" (4618) من طريق يزيد بن هارون، وأحمد (2/187 رقم 6758) من طريق أبي كامل المظفر بن مدرك، ويونس بن محمد، وأبو داود في "سننه" (5005) من طريق محمد بن سنان الباهلي، والترمذي في "جامعه" (2853) ، وفي "العلل الكبير" (643) ، والبزار في "مسنده" (2452) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (302) من طريق عمر بن علي المقدمي، والطبراني في "الأوسط" (9/27 رقم 9030) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 102) من طريق خالد بن نزار، والطبراني (5/205 رقم 5091) ، والبيهقي في "الشعب" (4618) من طريق سريج بن النعمان وقرن معه البيهقي يونس بن محمد، جميعهم عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ الْجُمَحِيِّ، به.
(6) قوله: «نَعَمْ» جوابُ: «أليس» ، والأكثرُ والأحسنُ: أن يكون جوابها: «بلى» . غيرَ أن الجواب بـ «نعم» جائزٌ في مثل هذا الموضع على قِلَّة؛ لأن الاستفهامَ المتقدم على النفي في «أليس» استفهامٌ تقريريٌّ، أي: كأن السائل قال: «لقد حدثتنا عن أبي الوليد ... » ، فالكلامُ في معناه: إيجابٌ؛ فمن هنا ساغ الجوابُ بـ «نَعَمْ» .
وقد ذهب جماعةٌ من متقدِّمي النحاة ومتأخِّريهم إلى: أن النفيَ إذا سُبِقَ باستفهام، فإن كان الاستفهامُ على حقيقته، أي: استفهامًا عن النفي، فجوابُه: كجوابِ النَّفْي المجرَّد من الاستفهام، أي: تدخلُه «نعم» لتقرير النفي، وتدخلُه «بلى» لتكذيب النفي وإفادة الإثبات. وإن كان الاستفهامُ تقريريًّا، أي: يُراد به تقريرُ ما بعد النفي، فالأكثر الغالبُ أن يُجابَ بما يُجابُ به النفيُ، أي: «نعم» لتقرير النفي، و «بلى» لتكذيب النفي وإفادة الإثبات؛ مراعاةً للفظه، ويجوز عند أَمْن اللَّبْس أن يُجابَ بما يُجابُ به الإيجابُ، أي: «نعم» في الحالتين مراعاةً لمعناه.
انظر "خزانة الأدب" للبغدادي (11/201) ، و"الدر المصون" (5/326) ، و"مغني اللبيب" لابن هشام، بتحقيق وشرح د. عبد اللطيف الخطيب (4/302) ، ومظانُّ المسألة في حواشي المحقِّق.(6/306)
وقال: جَمِيعًا صَحِيحَينِ (1) ، قَصَّر وَكيع (2) .
2548 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ اختُلِف فِيهِ عَنْ أَبِي يَحْيَى القَتَّات (4) :
فَرَوَى فِطْرُ بنُ خَليفة، عَنْ أَبِي يَحْيَى القَتَّات، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: لَوْ بَغَى جَبَلٌ عَلَى جَبَلٍ، لَذَلَّ (5) البَاغِي مِنْهُمَا.
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادة: «صحيحان» ؛ لكنَّ يخرَّج ما في النسخ على وجوه ذكرناها في التعليق على المسألة رقم (25) و (759) .
(2) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن النبيِّ (ص) إلا عبد الله بن عمرو، ولا نعلم له طريقًا عن عبد الله إلا هذا الطريق» .
وقال الترمذي في الموضع السابق من "العلل": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: إن نافع بن عمر يقول: عن عبد الله بن عمرو، ومرة يقول: أراه عن عبد الله بن عمرو. قال محمد: وأرجو أن يكون محفوظًا» . اهـ.
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (2189) ، وقد نقل هذا النص الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (2/123) .
(4) مشهور بكُنيته، ومختلفٌ في اسمه، فقيل: زاذان، وقيل: دينار، وقيل غير ذلك.
(5) كذا في جميع النسخ، وصوابه: «لَدُكَّ» كما بيناه في التعليق على المسألة رقم (2189) .(6/307)
وَرَوَاهُ الثَّوري (1) ، وَإِسْرَائِيلُ (2) ، عَنْ أَبِي يَحْيَى القَتَّات، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (3) ؟
فَقَالَ أَبِي: حديثُ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَولَهُ، أصحُّ (4) .
2549 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا إسحاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ البَغَوي - خَتَنُ ابْنُ مَنيع (5) - عَنْ دَاوُدَ بن عبد الحَميد الْكُوفِيِّ - نزيلِ المَوْصِل- عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْس المُلائي، عَنْ عَطِيَّة (6) ، عن أبي سعيد
_________
(1) تقدم تخريج رواية سفيان الثوري هذه في المسألة رقم (2189) .
(2) هو: ابن يونس. ولم نقف على روايته هذه.
(3) يعني: موقوفًا عليه.
(4) يعني: أصحُّ عن أبي يحيى القَتَّات، ولا يلزم منه صحَّةَ الحديث؛ لأن أبا يحيى القَتَّات هذا ضعيف.
(5) هو: ابن عم أحمد بن منيع، والخَتَنُ: الصِّهْرُ، وكذا قرابة المرأة، من أبٍ وأخٍ وغيره. انظر "النهاية" = = (2/10) ، و"لسان العرب" (13/137-138) . وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (142/كشف الأستار) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 165 رقم 5) .
ومن طريق البزار أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/105) .
وأخرجه البزار (141/كشف الأستار) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/602 رقم746) من طريق عطاء بن يسار، وأبو عمرو المديني في "جزء فيه قول النبي (ص) : نضر الله امرأ ... " (15) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (1302) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (45/87) من طريق أبي نضرة المنذر ابن مالك، كلاهما عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.
قَالَ أبو نعيم: «غريب من حديث عمرو، تفرَّد به إسحاق، عن داود» .
وقال الدارقطني في "الأفراد" (274/ب/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به داود بن عبد الحميد، عن عمرو بن قيس، عنه» .
(6) هو: ابن سعد العَوْفي.(6/308)
الخُدْري، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ فِي حجَّة الوَداع: نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا (1) ؛ [فَبَلَّغَهَا] (2) كَمَا سَمِعَ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ ... ، الْحَدِيثَ؟
فَقَالَ (3) أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (4) .
2550 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (5) ، عَنِ يَحْيَى بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي المِقْدام (6) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِذَا أَتَاكُمُ الزَّائِرُ، فَأَكْرِمُوهُ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (7) .
2551 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ دُحَيم (9) ، عن عبد الله
_________
(1) في (ك) : «فراعاها» .
(2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولابُدَّ منه، وقد استدركناه من بعض المصادر.
(3) في (أ) و (ش) : «قال» .
(4) قيد أبو حاتم النكارة بهذا الإسناد، وأما الحديث فقد أخرجه البخاري (1741) ، ومسلم (1679) من حديث أبي بكرة ح.
(5) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 115) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (763) .
(6) هو: هشام بن زياد.
(7) ذكر العراقي في "تخريج الإحياء" (2/9) حكمَ أبي حاتم على هذا الحديث.
(8) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/197-198/المطبوع) بتصرف.
(9) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/201) في ترجمة عبد الله بن محمد بن زاذان. وقال: «له أحاديثُ غير محفوظة» .
وأخرجه أبو داود في "سننه" (50) من طريق عنبسة بن عبد الواحد، عن هشام بن عروة، به.(6/309)
بْنِ محمَّد بْنِ زَاذَانَ المَديني، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يَسْتَنُّ (1) وَعِنْدَهُ رَجُلانِ (2) ، فأُوحيَ إِلَيْهِ: أَنْ كَبِّر (3) . وأَعطى السِّوَاكَ - حين فَرَغَ -[أَكْبَرَ] (4) الرجلَين؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ عُروَة: أنَّ (5) النبيَّ (ص) ... ، مُرسَلً (6) ، وعبدُاللهِ ضعيفُ الْحَدِيثِ.
2552 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه داودُ ابنُ رُشَيد (7) ، عن
_________
(1) الاسْتِنانُ: استعمالُ السِّواك، وهو افتعالٌ من الأسنان، أي: يُمِرُّه عليها. "النهاية" (2/411) .
(2) في (ك) : «رجلا» .
(3) في رواية أبي داود: «أن كبِّر، أَعْطِ السِّواكَ أكبرَهُما» .
(4) ما بين المعقوفين ساقط من جميع النسخ، ولابد منه، وقد استدركناه من بعض مصارد التخريج.
(5) في (ش) : «عن» ، وكذا في "البدر المنير".
(6) روايته على هذا الوجه أخرجها معمر في "جامعه" (19604) عن هشام بن عروة، به. وقوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(7) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (6352) ، وابن عدي في "الكامل" (6/402) . ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في "الشعب" (8920) .
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6/316 رقم 6509) من طريق عبدة بن عبد الرحيم المروزي، وتمام في "الفوائد" (1220/الروض البسام) من طريق محمد بن عثمان أبي الجماهر، وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/77) من طريق حاجب بن الوليد، ثلاثتهم عن بقية، به.
= ... وأخرجه ابن عدي (4/179) من طريق عبد الله بن جعفر - والد عليِّ بن المديني - عن أبي الزبير، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ أبي الزِّناد إلا معاوية بن يحيى، تفرَّد به بقية، ولا يُروى عن رسول الله (ص) إلا بهذا الإسناد» .(6/310)
بَقِيَّة، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى (1) ، عَنْ أَبِي الزِّناد، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ، فَعُطِسَ عِنْدَهُ (2) ؛ فَهُوَ حَقٌّ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كَذِبٌ (3) .
2553 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ أَبُو عَوانة الْكُوفِيُّ (5) ، عَنِ الْخَلِيلِ بْنِ سَلْم [البَزَّاز] (6) ، عن محمَّد بن ربيعة
_________
(1) هو: أبو مطيع الأطرابلسي.
(2) كذا لفظ الحديث هنا وفي مصادر التخريج، عدا الموضع السابق من "الكامل" ففيه: «إذا عَطَسَ أحدُكم عند حديث، كان حقًّا» ، ويحتمل ما هنا وجهين:
الأول: ببناء الفعل لما لم يُسمَّ فاعله: «فَعُطِسَ» ، أي: فعطَسَ عاطسٌ عند المحدِّث أو التحديث. والثاني: ببناء الفعل للفاعل: «فعطَسَ» ، أي: فعطَسَ المحدِّث عند تحديثه بالحديث.
(3) قال الدارقطني في"الأفراد" (297/ب/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي الزِّناد، عن الأعرج» .
وقال البيهقي في الموضع السابق: «وهو منكر عن أبي الزناد» .
وقال ابن الجوزي في الموضع السابق: «هذا حديث باطلٌ، تفرَّد به معاوية بن يحيى» .
(4) انظر المسألة رقم (2532) .
(5) لم نعرفه، ولم نقف على روايته، وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/177) من طريق أحمد بن عبد الله بن ميسرة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ الْكِلابِيِّ، به.
ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1243) .
قال ابن عدي: «وهذا الحديث يعرف بشيخ يقال له: الخليل بن سلم الباهلي كوفي، رواه عن محمد بن ربيعة، ثم ظهر عند عبد العزيز بن محمد بن ربيعة فرواه عن أبيه، سرقه منهما أبو ميسرة الهَمَذاني هذا» .
(6) في جميع النسخ: «القزاز» ! والتصويب من "الجرح والتعديل" (3/381 رقم1740) ومصادر ترجمته.(6/311)
الكِلابي، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (1) ، عَنْ عَطاء (2) ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ (3) ، عَنْ أَبِي قَتادة (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ، فَأَكْرِمُوهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: ابنُ أَبِي لَيْلَى (5) ، عَنِ الشَّعبي: أنَّ النبيَّ (ص) ... ، مُرسَلً (6) .
2554 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الملك بْنِ مَسْلَمة أَبُو مَرْوَانَ المِصْري (7) ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بن المُنكَدِر، عن عمِّه
_________
(1) هو: محمد بن عبد الرحمن.
(2) هو: ابن أبي رَباح.
(3) من قوله: «بن سلم القزاز ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. وأبو الخليل هو: صالح بن أبي مريم.
(4) هو: الحارث بن رِبْعي الأنصاري ح.
(5) لم نقف عليه مرسلاً من هذا الوجه، وتقدَّم تخريجه عن الشعبي مرسلاً في المسألة رقم (2532) .
(6) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(7) روايته أخرجها ابن حبان في "المجروحين" (2/134) ، والطبراني في "الأوسط" (8/375 رقم 8920) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/80) ، والبيهقي في "الشعب" (10368) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1461) .
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/189-190) ، والبيهقي في "الشعب" (10366) من طريق عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عن محمد بن المنكدر، به. وفي رواية البيهقي: عبد الله بن أبي بكر: بدل محمد بن أبي بكر. قال ابن عدي عن عبد الله بن إبراهيم الغفاري: «وعامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات» ، وقال البيهقي: «يأتي بما لا يُتابَع عليه» .
وأخرجه أبو يعلى الخليلي في "الإرشاد" (3/827) ، والبيهقي في "الشعب" (10367) من طريق سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، به.
قال الخليلي: «وهذا من حديث سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ لا يُعرَف، وإنما الحديث معروف برواية عبد الله بن أبي بكر، عن ابن المنكدر» .(6/312)
محمَّد بْنِ المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) قال: قَالَ جِبْرِيلُ _ج: قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ (1) : هَذَا دِينٌ ارْتَضَيْتُهُ لِنَفْسِي، ولَنْ يُصْلِحَهُ إِلاَّ السَّخَاءُ وحُسْنُ الخُلُقِ؛ فَأَكْرِمُوهُ (2) بِهِمَا مَا صَحِبْتُمُوهُ؟
فسمعتُ أَبِي يقول: حدَّثني عبد الملك بْنُ مَسْلَمة بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَهُوَ حديثٌ موضوعٌ، وعبد الملك هُوَ: مُضطَربُ الْحَدِيثِ.
2555 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ - فِي كِتَابِي- عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي عَاصِمٍ (4) ،
عَنْ شَبيب بْنِ بِشْر (5) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عن النبيِّ (ص) أنه (6) قال: مَلْعُونٌ
_________
(1) في (ك) : «قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ» .
(2) في (ش) : «فأكرموا» .
(3) في (ش) : «عمرو بن عاصم» .
(4) هو: الضَّحَّاك بن مَخْلَد. وروايته أخرجها الضياء في "المختارة" (6/189 رقم 2203) من طريق عبد الرحمن بن عمر رسته، عنه، به. وليس فيه: «مَنْ أتى بهيمةً» ، أو «مَنْ غيَّر منارَ الأرض» .
وهو منكر بهذا اللفظ والإسناد، وقد أخرج مسلم في "الصحيح" (1370) من حديث علي: « ... ومن ادَّعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أجمعين، لا يَقبَلُ الله منه يومَ القيامة صرفًا ولا عَدْلاً» . وأخرج مسلم (1978) من حديث علي: «لعن اللهُ من ذَبَح لغير الله، ولعن اللهُ من آوى مُحدِثًا، ولعن اللهُ من لعن والديه، ولعن اللهُ من غيَّر منارَ الأرض» .
(5) في (ف) : «بشير» .
(6) قوله: «أنه» ليس في (أ) و (ش) .(6/313)
مَلْعُونٌ (1) مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ (2) ، مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ (3) مَلْعُونٌ مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ، مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى بَهِيمَةً، مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الأَرْضِ (4) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
2556 - وسمعتُ أبي ورَأى في كتابي حديثً (5) كتَبَ إليَّ (6) سعيدُ بنُ عَمْرٍو السَّكُونيُّ الحِمْصي (7) ، عَنْ بَقِيَّة بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ قَيْس بن الرَّبيع، عن عبد السلام بْنِ حَرب، عَنْ خُصَيف الجَزَري، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حاتِم أَنَّهُ قَالَ: أتيتُ رسول الله (ص) وعلَيَّ صَلِيبٌ مِنْ ذَهَب، وَهُوَ يَقْرَأُ سورةَ بَرَاءَةَ، فَقَالَ: اقْطَعْ هَذَا الوَثَنَ مِنْ عُنُقِكَ، فقطَعْتُه.
_________
(1) ضبَّب ناسخ (ت) على قوله: «ملعون» الثانية.
(2) أي: انتسب إلى غير أبيه، وقد كانوا يفعلونه في الجاهلية فُنُهيَ عنه، وجُعلَ الولد للفراش. "النهاية" (2/121) .
(3) ضبَّب ناسخا (ت) و (ك) على قوله: «ملعون» هنا.
(4) قال الأزهري في "تهذيب اللغة" (15/166) : «المَنَارُ: العَلَمُ والحَدُّ بين الأَرَضين. ومنَارُ الحَرَم: أعْلامُهُ التي ضَرَبها إبراهيمُ (ص) على أَقْطَار الحَرَمِ ونَوَاحيه، وبها تُعْرَفُ حُدُودُ الحَرَمِ من حُدُود الحِلّ. ويَحْتمل معنى قوله: «لَعَنَ اللهُ مَنْ غيَّر مَنَارَ الأرض» ، أراد به: مَنَارَ الحَرَم، ويجوز أن يكون «لعَنَ اللهُ من غيَّر تُخُومَ الأرض» ، وهو أن يَقْتطع طائفة ً من أرض جارِهِ، أو يُحوِّلَ الحَدَّ من مكانه. وروى شَمِرٌ عن الأصمعيِّ: المَنَارُ: العَلَمُ يُجْعلُ للطَّرِيق، أو الحدُّ للأَرَضين مِنْ طين وتُرَاب»
(5) في (ف) : «في حديث» . وفي (ك) : «حديثًا» ، وهو الجادَّة، والمثبت من بقية النسخ، ويخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة؛ وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) أي: كَتَبَهُ إليَّ، وحذف الضمير العائد إلى المنعوت، وهو جائز في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (24) .
(7) في (أ) و (ش) : «السكوني من أهل حمص» . وروايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (16633) ، وفيه: «غضيف» . وأخرج الحديث الطبراني في "الكبير" (17/92 رقم 219) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، عَنْ بَقِيَّةَ بن الوليد.(6/314)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: عبد السلام بْنُ حَرب (1) ، عَنْ غُطَيف (2) بْنِ أَعْيَن الجَزَري، عَنْ مُصعَب بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَدِيٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) .
2557 - وسمعتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ (4) وحدَّثنا عَنِ سَعِيدِ بْنِ محمَّد الجَرْمي، عَنْ أَبِي تُمَيْلة (5) ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ - يعني السَّكُوني (6)
-، عن
_________
(1) روايته على هذا الوجه أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (7/106) ، والطبري في "تفسيره" (16632) ، والطبراني في "الكبير" (17/92 رقم 218) ، والبيهقي في "المدخل" (261) من طريق مالك بن إسماعيل، والترمذي في "جامعه" (3095) ، والطبري في "تفسيره" (16631) من طريق الحسين بن يزيد، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (6/1784 رقم 10057) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/116) من طريق سعيد بن سليمان، والطبراني (17/92 رقم 218) ، والبيهقي في "المدخل" (261) ، وابن حزم في "الإحكام" (6/283) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ = = الأَصْبَهَانِيِّ، والطبراني (17/92 رقم 218) من طريق يحيى بن الحِمَّاني، جميعم عن عبد السلام بن حرب، به. قال الترمذي: «هذا حديثٌ غريب لا نعرفُه إلا من حديث عبد السلام بن حرب، غُطَيف بن أعين ليس بمعروف في الحديث» .
(2) في جميع النسخ: «عطيف» بالعين المهملة، والتصويب من "التاريخ الكبير" (7/106 رقم471) ، و"تهذيب الكمال" (23/117) . وقد ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/55 رقم315) باسم: «غضيف» بالضاد بدل الطاء.
(3) انظر المسألة المتقدمة برقم (2283) .
(4) في (ف) : «أبي زرعة» .
(5) في (ت) و (ك) : «علية» . وأبو تُمَيْلَة هذا هو: يحيى بن واضح.
(6) كذا في جميع النسخ، وصوابه - فيما يظهر -: «السُّكَّري» ، وهو: محمد بن ميمون، فهو الذي يروي عن جابر بن يزيد الجُعْفي، ويروي عنه أبو تُمَيْلَة يحيى ابن واضح؛ كما في "تهذيب الكمال" (4/466) ، و (32/22) ، وترد نسبته في بعض المراجع: «السكوني» ، ولعلها نسبة أخرى له، والله أعلم.
انظر "الكنى" للبخاري (ص91 رقم974) ، و"حلية الأولياء" (8/117) ، و (9/239) ، و "تهذيب الكمال" (31/130) ، و"نصب الراية" (3/442) .(6/315)
جَابِرٍ - يَعْنِي الجُعْفي -، عَنْ عَدِي بن ثابت، عن زِرِّ ابن حُبَيْش، عَنْ حُذَيفة، عَنِ النبيِّ (ص) أنه قال: إِنَّ فُلانَ بنَ فُلانٍ قَدْ هَجَانِي، وَقَدْ عَلِمَ أَنِّي لَسْتُ بِشَاعِرٍ، اللَّهُمَّ فَالْعَنْهُ بِعَدَدِ مَا هَجَانِي.
وحدَّثنا أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ قَالا: حدَّثنا أَبُو نُعَيم (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا عِيسَى بْنُ عبد الرحمن السُّلَمي، عَنْ عَدِي بْنِ ثَابِتٍ؛ قال: قال رسولُ الله، (ص) ، مُرسَلً (2) .
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ (*) : وحدَّثنا (**) أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا محمَّد بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ (3) أَبُو جعفر السِّمْناني (4) ؛ قال: نا أَبُو نُعَيم؛ قَالَ: حدَّثنا عِيسَى بن عبد الرحمن، عَن (5) عَدِي بْن ثابت، عَن البَراء بِنَحْوِهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ (*) : وحدَّثنا (**) أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: ثنا محمَّد بن المثنى (6) ؛ قال: ثنا سَهْل بْنُ حمَّاد أَبُو عَتَّاب؛ قال: ثنا (7) عيسى بن عبد الرحمن، عَن عَدِي بْن ثابت، عَن البَراء، عن النبيِّ (ص) بنحوه.
_________
(1) هو: الفضل بن دُكَين.
(2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(*) ... قوله: «أخبرنا أبو محمد قال» من (ت) و (ك) فقط.
(**) ... في (ت) و (ك) : «ثنا» .
(3) في (ف) : «الحضين» .
(4) في (ش) : «النبهاني» .
(5) في (ش) : «بن» بدل: «عن» .
(6) تقدم تخريج روايته في المسألة (2283) .
(7) قوله: «ثنا» سقط من (ك) .(6/316)
وسألتُ أَبِي عن حديثِ سَهْل بْنِ حمَّاد، عَنْ عِيسَى بْنِ عبد الرحمن، عَنْ عَدِي، عَنِ البَرَاء، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ عَنْ عَدِي، عَنِ النبيِّ (ص) (1) ، مُرسَلاً (2) بلا «براء» .
2558 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالسي (4) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيد، عَنْ سعيدٍ الأَصْلَع، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ جَرير (5) ، عَنْ جَرير بْنِ عبد الله؛ قال: سألتُ رسول الله (ص) عَنْ نَظْرَةِ الفَجْأة؟ فَقَالَ: غُضَّ بَصَرَكَ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: يُونُسُ بْنُ عُبَيد (6) ، عَنْ [عَمْرِو] (7) بْنِ سَعِيدٍ (8) ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرير، عَنْ جَرير، عَنِ
_________
(1) من قوله: «فقال أبي: هذا ... » إلى هنا مكرر في (ك) ؛ لانتقال النظر.
(2) في (أ) و (ت) و (ك) : «مرسل» ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة. وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) أخرج هذا النص الخطيب البغدادي في "الموضح" (2/288) من طريق المصنف. ونقله ابن حجر في "لسان الميزان" (4/54) بتصرف.
(4) في "مسنده" (707) ، ومن طريقه الخطيب في الموضع السابق.
(5) قوله: «بن جرير» سقط من (ك) .
(6) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/358 و361 رقم 19160 و19197) ، ومسلم في "صحيحه" (2159) .
(7) في جميع النسخ: «عمر» ، عدا (ك) ، فالاسم سقط منها كما سيأتي، والتصويب من "الموضح" للخطيب، و"لسان الميزان".
(8) قوله: «عن عمرو بن سعيد» سقط من (ك) .(6/317)
النبيِّ (ص) (1) .
2559 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ حَبيب، عَنْ أَبِي داود الطَّيالسي (3) ،
عن عبد العزيز بْنِ أَبِي سَلَمة، عَنْ صَالِحِ بن كَيسان، عن عُبَيدالله بن (4) عبد الله، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ تَسُبُّوا الدِّيكَ، فَإِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الصَّلاَةِ.
قَالَ يُونُسُ بْنُ حَبيب (5) : وحدَّثنا أَبُو (6) دَاوُدَ مرَّة أخرى، عن
_________
(1) والخطأ في هذا الحديث من الطيالسي، فقد قال الخطيب في الموضع السابق: «سعيد الأصلع الذي روى أبو داود الطيالسي حديثه، فأخطأ فيه» .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2/337 رقم 2407) من طريق أَسَدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ حَمَّادِ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ جريرًا سأل النبي (ص) .
قال الدارقطني في "العلل" (4/ق 104/أ) بعد أن ذكر اختلافًا آخرَ في هذا الحديث: «والصحيحُ حديث الثوري ومن تابعه عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زرعة، عن جرير» .
(2) انظر المسألة المتقدمة برقم (2242) و (2332) .
(3) في "مسنده" (999) . ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (4809) .
وأخرج الحديثَ الإمام أحمد في "المسند" (5/192-193 رقم 21679) ، وعبد ابن حميد (278) ، وابن حبان في "صحيحه" (5731) من طريق يزيد بن هارون، وأحمد أيضًا من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، والنسائي في "الكبرى" (10781) من طريق موسى بن داود، والطبراني في "الكبير" (5/240 رقم 5209) من طريق عاصم بن علي، والبيهقي في "الشعب" (4810) من طريق أحمد بن يونس وبقية بن الوليد، والبغوي في "شرح السنة" (3270) من طريق علي بن الجعد، جميعهم، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، به. وانظر تتمة تخريجه في المسألة المتقدمة برقم (2242) .
(4) قوله: «بن» سقط من (ك) .
(5) في الموضع السابق من"مسند الطيالسي".
(6) قوله: «أبو» سقط من (ف) .(6/318)
عبد العزيز الماجِشُوني (1) ، عن صالح، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لا تَسُبُّوا الدِّيكَ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ لابْنِ أَبِي قَتادة عن أبيه هاهنا له (2) مَعْنَى، هَذَا كذبٌ، وحديثُ صَالِحٍ، عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) - صحيحٌ.
_________
(1) هو: ابن أبي سلمة المتقدم ذكره. قال الترمذي في "جامعه" بعد الحديث رقم (266) : «وإنما يقال الماجِشُوني؛ لأنه من ولد الماجِشُون» .
(2) «له» هنا توكيد لـ «لابن» ، والمعنى: «لَيْسَ لابْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أبيه ها هنا، ليس له معنًى» ، والله أعلم.(6/319)
عِلَلُ (1) أَخْبَارٍ رُوِيَت فِي الطِّبِّ
2560 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بنُ مُوسَى الأنصاريُّ، عَنْ عاصم بن عبد العزيز، عَنْ محمَّد بْنِ عُمَارة، عَنْ عبد الله ابن عبد الرحمن، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك: أنَّ رسولَ الله (ص) ذَكَرَ الدَّواءَ؛ فقال: السَّنَا (2) والسَّنُّوتُ (3) فِيهِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إلاَّ السَّامَ (4) ، قالوا: يا رسولَ الله، أمَّا السَّنَا فَقَدْ عَرَفْناه، فَمَا السَّنُّوتُ؟ فَقَالَ: لَوْ شَاءَ اللهُ، لَأَعْلَمَكُمْ؟
فسمعتُ (5) أبي يقول: ليس هو: عبدَاللهِ بنَ عبدِالرحمنِ، أبو طُوَالَة (6) ؛ إنما هو: عبدُاللهِ ابنُ أَبِي طَلْحة (7) ، وَكَانَ حدَّث بِهَذَا الْحَدِيثِ إسحاقُ بنُ مُوسَى بَيْنَ (8) أحاديثَ عاصمِ بنِ عبد العزيز، عن
_________
(1) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «باب علل» .
(2) السَّنا: نباتٌ معروفٌ؛ من الأدوية؛ له حَمْلٌ إذا يَبِسَ وحرَّكته الرِّيحُ سمعتَ له زَجَلاً. الواحدة: سَناة. "النهاية" (2/414-415) . ويسمَّى: السَّنا المكِّي. انظر "الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" لابن البَيطار (3/36) . وانظر منافع السَّنا وخواصَّه في كتاب "حديقة الأزهار، في ماهيَّة العُشب والعقَّار" للوزير أبي القاسم الغسَّاني (ص 273) .
(3) في (أ) و (ش) : «الستوت» . والسَّنُّوتُ: هو العَسَل، وقيل: الرُّبُّ، وقيل: الكَمُّون. "النهاية" (2/407) .
(4) السَّامُ، بتخفيف الميم: المَوت. "مختار الصحاح" (س وم) .
(5) في (ت) و (ك) : «سمعت» .
(6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أبا طُوَالة» ؛ لأنه بَدَلٌ من «عبدَاللهِ» ، لكنَّ لِمَا في النسخ وجهين من العربية ذكرناهما في المسألة رقم (22- الوجهين الأول والثالث) .
(7) هو: عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة. والحديث أخرجه النسائي في "الكبرى" (4/373 رقم 7577) ، والضياء في "المختارة" (6/237 رقم 2255) من طريق محمد بن عمارة، عن عبد الله بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ.
(8) في (ك) : «من» .(6/320)
محمَّد بن عُمارة، عن عبد الله ابن عبد الرحمن أَبِي طُوالَة.
2561 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْنُ سَهْل الرَّمْلي، عن عليِّ بن عبد العزيز (1) ، عن سُلَيمان بن حَيَّان (2) ، عَن حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) احتَجَم، وَقَالَ: مَنْ تَبَيَّغَ (3) بِهِ الدَّمُ فَلْيَحْتَجِمْ؟
سمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ باطِلٌ.
2562 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حاتِم بْنُ إِسْمَاعِيلَ، واختُلِف عَلَى حاتِم:
فَرَوَى النُّفَيلي (5) ، عَنْ حاتِم، عَنْ حَبِيب مَوْلَى الخَفَّاف، عَنِ الصَّلْت بْنِ زُبَيْد، عن أُمِّه؛ قال (6) :
جَاءَتِ امرأةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص)
_________
(1) كذا في جميع النسخ: «علي بن عبد العزيز» ، ولم نقف على ترجمته، وقد أخرج الحديثَ الطبري في "تهذيب الآثار" (1/494 رقم 779/مسند ابن عباس) عن مُوسَى بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، عَنْ محمد بن عبد العزيز، عن سليمان بن حيان، به.
ومحمد بن عبد العزيز ذكره المزي ضمن شيوخ موسى ابن سهل الرملي في "تهذيب الكمال" (29/76) ، وذكره ضمن تلاميذ أبي خالد الأحمر سليمان بن حيان في (26/12) .
(2) في (ك) : «حبان» بالباء الموحدة، ولم ينقط في بقية النسخ. وسليمان هذا هو المعروف بأبي خالد الأحمر.
(3) تقدم تفسيره في المسألة رقم (2477) .
(4) نقل هذه المسألة السخاوي في "الأجوبة المرضية" (2/506-507) بتصرف.
(5) هو: عبد الله بن محمد بن علي.
(6) كذا في جميع النسخ، والجادة: «قالت» ؛ كما في "الأجوبة المرضيَّة"، يعني: أُمَّهُ، لكنَّ ما في النسخ يتخرَّج على وجهين: الأول: على ما جاء عن العرب من مثل قولهم: «ولا أَرْضَ أبقلَ إبْقَالَهَا» ، فالجادَّة: «أبقَلَتْ» . انظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (178) .
والثاني: على أنَّه من الحَمْلِ على المعنى بتذكير المؤنَّث، والمراد: قال الراوي، وهو هنا أُمَّه، وانظر التعليق على المسألة رقم (270) .(6/321)
فقالت: إنَّ [بِابْنَتي] (1) العُذْرَة (2) ، فَقَالَ: اذْهَبِي فَخُذِي كُسْتًا (3) ، ومُرًّا (4) ، وزَيْتًا، وحَبَّةً سَوْدَاءَ؛ [فَأَسْعِطِيها] (5) ، وتَوَكَّلِي، فَلَمْ تُقِرَّها نَفْسُهَا حَتَّى أَعْلَقَتْ (6) [عليها] (7) ، فقُدِّرَتْ مَنِيَّتُها فِيهِ، فزَمَّلَتها (8) ،
ثُمَّ أتت [بها] (*) رسولَ الله (ص) فَقَالَتْ: يَا رسولَ اللَّهِ، معصيةُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، أشرُّ عليَّ (9) مِنْ مُصيبتي [بها] (*) ! فَقَالَ: إِنَّكِ وَالِدَةٌ، لا جُنَاحَ
_________
(1) في جميع النسخ: «بابني» ، والمثبت من "الأجوبة المرضية".
(2) تقدم تفسيره في المسألة رقم (2476) ، وسيأتي تفسير أبي زرعة له في المسألة التالية.
(3) الكُسْتُ: لغةٌ في «القُسْط» ، وقد تقدم تفسير «القُسْط» في المسألة رقم (2476) .
(4) المُرُّ: دَواءٌ كالصَّبِر؛ سُمِّيَ به؛ لمرارته. "النهاية" (4/316) .
(5) المثبت من (ش) ، ومثله في "الأجوبة المرضية"، وفي بقية النسخ: «فاستعطيها» . والسَّعُوط: ما يُجعَل في الأنف من الدَّواء. انظر "النهاية" (2/368) .
(6) الإعْلاقُ: معالجة عُذْرَة الصَّبيِّ؛ وهي: وَجَعٌ في حَلْقه ووَرَمٌ تدفعُه أمُّه بإصْبعها. "النهاية" (3/288) .
(7) المثبت من (ش) و (ك) ، وهو موافقٌ لما في "الأجوبة المرضية"، وفي بقية النسخ: «عليهما» .
(8) في (ف) : «فزملتهما» ، والمثبت من بقية النسخ، وهو موافقٌ لما في "الأجوبة المرضية".
(
*) ... في جميع النسخ: «بهما» ، والمثبت من "الأجوبة المرضية".
(9) كذا في جميع النسخ: «أشرُّ» ، وهي أفعلُ تفضيل، والجادة أن يقال: «شَرّ» بحذف الهمزة لكثرة الاستعمال. لكن إثبات الهمزة في «أشرّ» ، ومثلها «أَخْيَرُ» هو لغة بني عامر، وهي لغة نادرة قليلة. ومن شواهدها قراءة قتادة وأبي قلابة وأبي حيوة وعطية بن قيس وأبي جعفر: {مَنِ الكَذَّابُ الأَشَرُّ} [القمر: 26] ، وقد ورد ذلك في الحديث أيضًا؛ ومنه في حديث أبي بكر: «بل أنت أَبَرُّهُمْ وأَخْيَرُهُمْ» . وانظر: "مشارق الأنوار" (1/250) ، و"شرح النووي على مسلم" (7/167) ، و"مرقاة المفاتيح" (10/19) ، و"إعراب القرآن" للنحاس (3/473) ، و"المصباح المنير" (ص98- خير) ، (ص161 - شرر) ، و"معجم القراءات" (9/231-232) .(6/322)
عَلَيْكِ، ووافقَ عِنْدَهُ نِسَاءٌ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، [لا] (1) تُعْلِقْنَ عَلَى أَوْلاَدِكُنَّ؛ فَإِنَّهُ قَتْلُ السِّرِّ.
وَرَوَاهُ أَبُو ثَابِتٍ محمَّدُ بنُ عُبَيدالله المَدينيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ حاتِم، عَنْ حَبِيب مَوْلَى الخَفَّاف، عَنِ الصَّلْت بْنِ زُبَيد، عَنْ جدَّته؛ قَالَتْ: جَاءَتِ امرأةٌ إِلَى رسول الله (ص) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: مَا يَرْوِيهِ النُّفَيليُّ أصَحُّ، والنُّفَيْلي أحفظُ، وَفِي حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ (2) ، عَنْ حَبِيب مَوْلَى الخَفَّاف (3) ، واتَّفَقَ روايتُهما (4) عَنْ جَدَّته.
وَتَرْجَمَ (5) فِي كِتَابِ "الوُحْدان": مَا رَوَىٍ (6) جدَّةُ الصَّلْتِ بنِ زُبَيد
_________
(1) في جميع النسخ: «ألا» ، والتصويب من "الأجوبة المرضية".
(2) ذُكر اسمُه قبل قليل هكذا: إبراهيم بن حمزة، وهكذا ترجم له المصنِّف في "الجرح والتعديل" (2/95 رقم 259) ، والذي يظهر أنه يقال له هذا وهذا؛ فإنه ورد في بعض المراجع: «إبراهيم بن أبي حمزة» . انظر "خلق أفعال العباد" للبخاري (ص67) ، و"الأجوبة المرضية".
(3) كذا! ولم يذكر: حاتم بن إسماعيل بينهما.
(4) أي: رواية أبي ثابت محمد بن عُبَيدالله، وإبراهيم بن حمزة، وكانت الجادة أن يقال: «اتفَقَت روايتهما» ، لكنَّ ما في النسخ جائزٌ في العربية وإن كان مرجوحًا؛ لأنَّ الفاعل مؤنَّث غير حقيقي، وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (224) .
(5) أي: أبو حاتم الرازي؛ كما بين ذلك السخاوي في "الأجوبة المرضية".
(6) كذا في جميع النسخ، وفي "الأجوبة المرضية": «ما روت» ، وهو الجادَّة المشهورة في العربية؛ لأن الفاعل مؤنَّث حقيقي، لكنَّ ما في النسخ يتخرَّج على ما حكاه سيبويه من قول بعض العرب: «قال فلانةُ» ، وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (1417) .(6/323)
عن النبيِّ (ص) . قَالَ (1) : إِنَّهُ (2) حكَمَ بالصِّحَّةِ لِمَن رَوَى عَنْ جَدَّة الصَّلْت.
2563 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نُصَيرُ بنُ أبي الأَشْعَث (4) وعبد الله بْنُ لَهِيعَة، عَنْ أَبِي الزُّبَير (5) ، عَنْ جَابِرٍ: أنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ بصَبيٍّ لها إلى النبيِّ (ص) بِهِ العُذْرَةُ (6) ، وأنفُهُ يَسيلُ دَمًا.
فَفِي حديثِ نُصَير: فَقَالَ النبيُّ (ص) : خُذِي قُسْطًا هِنْدِيًّا (7) وَوَرْسً (8) ، فَأَسْعِطِيهَا (9) إِيَّاهُ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَة: فَلْتَأْخُذْ قُسْطًا هِنْدِيًّا، فَلْتَحُكَّهُ بِمَاءٍ، ثُمَّ لْتُسْعِطْهُ (10) إِيَّاهُ.
_________
(1) أي: ابن أبي حاتم.
(2) في (أ) و (ش) : «إن» .
(3) انظر المسألة رقم (2491) . وقد نقل السخاوي بعض هذه المسألة في "الأجوبة المرضية" (2/505-506) .
(4) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (4/205-206) . وأخرجه الحاكم أيضًا (4/406) من طريق حماد بن شعيب، عن أبي الزبير، به.
(5) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
(6) تقدم تفسيره في المسألة رقم (2476) ، وسيأتي تفسير أبي زرعة في آخر هذه المسألة.
(7) تقدم تفسيره في المسألة رقم (2476) .
(8) كذا في جميع النسخ، ويخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(9) في (ت) و (ك) : «فاستعطها» .
(10) في (ت) و (ك) : «لتستعطه» .(6/324)
وَرَوَاهُ مُوسَى بنُ عُقْبَة (1) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ عائِشَة، عن (2) النبيِّ (ص) ، ولم يذكُر فِيهِ الوَرْسَ؟
فسمعتُ أَبِي يقولُ: الصَّحيحُ: جابرٌ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) (3) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: العُذْرَةُ: داءٌ (4) يأخُذُ الإنسانَ فِي حَلْقِهِ.
2564 - وسمعتُ أبي: حدَّثنا (5) محمَّدُ ابنُ خَلَفٍ العَسْقَلاني (6) ، عَنِ الفِرْيابي (7) ، عَنْ سُفيان بْنُ عُيَينة، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيح (8) ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: الشَّعْرُ (9) فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الجُذَام، ثُمَّ رَجَعَ عَنْهُ الفِرْيابيُّ.
_________
(1) روايته أخرجها النسائي في "السنن الكبرى" (7585) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن موسى بن عقبة، به. وأخرجه النسائي أيضًا (7584) من طريق إسماعيل بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جابر: أن امرأةً جاءت إلى رسول الله (ص) ... ، فذكره.
(2) في (ك) : «أن» .
(3) من قوله: «ولم يذكر فيه الورس ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(4) قوله: «داء» سقط من (ك) .
(5) كذا في جميع النسخ، والمراد: «سمعت أبي يقول: حدَّثنا» على تقدير القول، وحذفُ القولِ كثيرٌ في العربية، وانظر المسألة رقم (473) .
(6) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/231) من طريق عباس الخلال، عن الفريابي، به. ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (56/335) .
(7) هو: محمد بن يوسف.
(8) هو: عبد الله.
(9) في (أ) و (ش) : «الشعبي» .(6/325)
وَقَالَ (1) : قَالَ لِي يَحْيَى بنُ معينُ: «هَذَا حديثٌ كَذِبٌ» (2) ، وجعلَ يَستَعظِمُ زَلَّتهُ فِيهِ! وَقَالَ: «لَوْلا أنَّ الفِرْيابي شيخٌ صَالِحٌ، ولكنِّي أظنُّه يُحمَلُ عَلَيْهِ فِيهِ» (3) .
أَخْبَرَنَا أَبُو محمَّد قَالَ: حدَّثنا (4) بِهِ (5) محمَّد بْنُ عَوْف الحِمْصي؛ قَالَ: حدَّثنا الفِرْيابي ... ، بِإِسْنَادِهِ، نَحْوَهُ.
2565 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بِشْر جعفرُ بنُ أَبِي وَحْشِيَّة، واختُلِف عَنْهُ:
فَرَوَى الأعمَشُ (6) ، عَنْ جعفرِ بْنِ إِيَاسٍ- وَهُوَ ابنُ أبي وَحْشِيَّة -،
_________
(1) أي: أبو حاتم، أو محمد بن خلف العسقلاني. وانظر المسألة رقم (1312) .
(2) وفي "تاريخ ابن معين" برواية الدوري (551) : قال ابن معين: «حدث الفِريابي، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أبي نجيح، عن مجاهد: الشَّعر فِي الأنفِ أمانٌ مِنَ الجُذام، وهذا حديثٌ باطِلٌ ليس له أصل» .
ومن طريق الدوري أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/231) . وقال الذهبي في "الميزان" (8340) متعقِّبًا قول ابن معين: «قلت: إنما الباطل أن يجعلَه من قول النبي (ص) ، أما أن يكون مجاهدًا قاله فهذا صحيح عنه، رواه عنه عباس الخلال وغيره، عن محمد، وهو ثقة فاضل عابد من جِلة أصحاب الثوري، حديثه في كتب الإسلام» .
(3) كذا! وذكر ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (56/335) عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قال: «الفريابي عندنا ثقة، ولكن طُنَّ على أذن الشيخ» .
(4) المثبت من (ت) و (ك) ، وفي بقيَّة النسخ: «وحدثنا» بدل: «أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ: حدَّثنا» .
(5) قوله: «به» ليس في (ش) .
(6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23577) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/10 رقم 11070) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (866) ، والترمذي في "جامعه" (2063) ، وابن ماجه في "سننه" (2156) ، والنسائي في "الكبرى" (10866 و10869) ، وابن حبان في "صحيحه" (6112) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (636) ، والدارقطني في "السنن" (3/63 و64) ، والحاكم في "المستدرك" (1/559) .(6/326)
عَنْ أَبِي نَضْرَة (1) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري؛ قَالَ: بَعَثَنا رسولُ الله (ص) فِي سَرِيَّة ثلاثونَ رَجُلاً (2) ، فأتَينَا حَيًّا مِنَ الأَحْيَاءِ، وأَرَدْنا مِنْهُمُ الضِّيافَة، فأَبَوا (3) عَلَيْنَا، فتَنَحَّيْنا ناحِيَةً، فَنَزَلْنَا، فلُدِغَ سَيِّدُهم، فأتَونا، فَقَالُوا: أفيكُم (4) مَن يَرْقي؟ قُلْنَا (5) : نَعَمْ، فَأَرَادُوا أَنْ نَرْقِيَه، فَقُلْنَا: لا نَرقيه حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلاً (6) ؛ قَدْ سألناكُم الضِّيافَة فأَبَيْتُم، فَقَالُوا: لَكُمْ ثلاثونَ شَاةً، فأتيتُه فقرأتُ بأمِّ الْكِتَابِ (7) ، وجعلتُ أمسحُ بِيَدِي حتى بَرِئَ، وأخذنا الشَّاة (8) ،
فقلتُ: وَاللَّهِ، لا آكلُها حَتَّى أسألَ رسولَ الله (ص) ، فأتيتُ رسول الله (ص) فسألتُه، فعَجِبَ! وَقَالَ: كَيْفَ عَلِمْتَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟! ، قلتُ: شيءٌ جَاءَ على لساني، فقال: كُلُوهَا،
_________
(1) قوله: «عن أبي نضرة» سقط من (ف) . وأبو نضرة هذا هو: المنذر بن مالك.
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «ثلاثين رجلاً» ، كما في بعض مصادر التخريج، وقد يخرَّج ما في النسخ على إضمار المبتدأ، والتقدير: ونحن ثلاثون رجلاً، والجملة في محل نصب على الحال، والله أعلم.
(3) في (ك) : «فأتوا» .
(4) في (ك) : «فيكم» بحذف همزة الاستفهام.
(5) في (ك) : «قالوا» .
(6) الجُعْلُ: هو الأُجرَة على الشَّيء. انظر "النهاية" (1/276) .
(7) في (أ) و (ش) : «بأم القرآن» .
(8) كذا في جميع النسخ: «الشاة» بالتاء، ولعلَّ الجادَّة أن تكون بالهمزة «الشاء» ، وهي جمع «شاة» ، وعلى الجادَّة ورد في الموضع المذكور من "صحيح ابن حبان"، وفي "مستدرك الحاكم": «الشياه» ، وفي بعض مصادر التخريج الأخرى: «الغَنَم» ..(6/327)
وَاضْرِبُوا لِي (1) مَعَكُمْ سَهْمًا.
وَرَوَاهُ شُعبة (2) ، وَأَبُو عَوانة (3) ، وهُشَيم (4) ، عَنْ أَبِي بِشْر، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّل (5) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: وَهِمَ فِيهِ الأعمَش؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي المُتَوَكِّل، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) (6) .
2566 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بن سعيد بن (7)
_________
(1) في (ك) : «إلي» .
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/44 رقم 11399) ، والبخاري في "صحيحه" (5736) ، ومسلم في "صحيحه" (2201) .
(3) هو: وَضَّاح بن عبد الله. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2276 و5749) .
(4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/2 رقم 10985) ، ومسلم في "صحيحه" (2201) .
(5) هو: علي بن داود، ويقال: ابن دُؤاد، بضم الدال بعدها همزة مفتوحة.
(6) قال الترمذي في "جامعه" (2064) بعد أن أخرج حديث شعبة، عن جعفر: «وهذا أصحُّ من حديث الأَعْمَشُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، وهكذا روى غير واحد هذا الحديث عَنْ أَبِي بشر جَعْفَر بْن أبي وحشِيَّة، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سعيد» .
وقال ابن ماجه عقب الحديث (2156م) : «والصَّواب هو: أبو المتوكل» .
وقال الدارقطني في "العلل" (2320) : «يرويه أَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وحشية واختُلِف عنه، فرواه الأعمش، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي نضرة، عن أبي سعيد، وخالفه شعبة وهشيم فروياه عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي المتوكل، عن أبي سعيد، وهو الصَّحيح» .
وقال ابن حجر في "الفتح" (4/455) : «والذي يترجَّح في نقدي أن الطريقين محفوظان لاشتمال طريق الأعمش على زيادات في المتن ليست في رواية شعبة ومن تابعه، فكأنه كان عند أبي بشر عن شيخين فحدث به تارة عن هذا، وتارة عن هذا» .
(7) قوله: «ابن» ليس في (ش) .(6/328)
الأصبَهاني (1) ، عَنْ شَريك (2) ، عَنِ العبَّاس بْنِ ذَرِيح، عَنِ الشَّعبي، عَنْ أنس: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لاَ رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ (3) ؟
وسمعتُ أَبِي يقولُ: كَذَا رَوَاهُ ابنُ (4) الأصبَهاني؛ وحدَّثنا (5) عَمْرُو بْنُ عَوْن، عَنْ شَريك (6) ،
عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيح، عن الشَّعبي - رفعَه -؛
_________
(1) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (1/254 رقم 733) ، والدارقطني في "العلل" (4/21/أ) ، والحاكم في "المستدرك" (4/413) . وسقط من إسناد الطبراني والدارقطني: شريك. وأخرجه أبو داود في "سننه" (3889) من طريق يزيد بن هارون، عن شريك، به.
(2) هو: ابن عبد الله النخعي.
(3) الحُمَةُ بتخفيف الميم: هي السُّمُّ، وقد تُطلَق على إبرة العَقْرَب. انظر "النهاية" (1/446) .
(4) قوله: «ابن» سقط من (ف) .
(5) قوله: «وحدثنا» مكانه في (ت) و (ك) : «أنا أبو محمد؛ قال: وحدثنا» ، والمثبت من بقية النسخ، وهو الصواب، ويدل على ذلك أمور:
الأول: أن عمرو بن عون توفي سنة (225 هـ) قبل ولادة ابن أبي حاتم التي كانت سنة (240 هـ) أو (241 هـ) .
والثاني: لم يذكر أحد - فيما وقفنا عليه - أن عبد الرحمن بن أبي حاتم يروي عن عمرو بن عون، وإنما ذكر أن الذي يروي عنه هو أبوه أبو حاتم؛ كما في "الجرح والتعديل" (6/252) ، و"تهذيب الكمال" (22/179) .
والثالث: ما جاء مصرَّحًا به في بقيَّة النسخ، أنَّ القائل: «وحدثنا عمرو بن عَوْن» هو أبو حاتم، وهو ما اخترنا إثباته.
والرابع: سياق المسألة؛ فإنَّ أبا حاتم يذكر الرواية التي خالفت رواية ابن الأصبهاني؛ ليبيِّن أن الصواب في رواية شريك: الإرسال. وانظر نظير هذا الإشكال في المسألة رقم (2734) .
(6) روايته أخرجها أبو داود في"سننه" (3889) ، والبغوي في "الجعديات" (2395) .
وأخرج الحديث الدارقطني في "الأفراد" (ق104/ب/أطراف الغرائب) من طريق كثير بن يحيى، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذريح، عن بريدة، به.
قال الدارقطني: «تفرَّد به محمد بن غالب تمتام، عن كثير ابن يحيى، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذريح، عنه» .(6/329)
قَالَ: لا رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ.
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ مَالِكُ بْنُ مِغْول (1) ، عَنْ حُصَين (2) ، عَنِ الشَّعبي، عَنْ عِمْران بن حُصَين، عن النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ شُعبة (3) ،
عَنْ حُصَين، عَنِ الشَّعبي، عَنْ بُرَيدة، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/436 و438 و446 رقم 19908 و19930 و20010) ، وأبو داود في "سننه" (3884) ، والبزار في "مسنده" (3597) ، والطبراني في "الكبير" (18/235 رقم 588) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/348) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (23/158) .
وأخرج الحديث الحميدي (858) ، والترمذي (2057) من طريق سفيان بن عيينة، والطبراني في "الكبير" (18/235 رقم587) من طريق عبد الله بن إدريس ومحمد بن فضيل، وفي "الأوسط" (2/121 رقم 1449) من طريق شعبة، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/348) من طريق إسماعيل بن زكريا، جميعهم عن حصين، به.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (5705) من طريق محمد بن فُضَيْل، عَنْ حُصَيْنٍ، عَن الشَّعبي، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: لا رقيةَ إِلا مِنْ عَيْنٍ أو حُمَةٍ. قال حصين: فذكرته لسعيد بن جُبَير فقال: حدثنا ابن عباس ... ، فذكر حديث السبعين ألفًا. وانظر التعليق آخر المسألة.
(2) هو: ابن عبد الرحمن السُّلَمي.
(3) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (2057) تعليقًا، وابن خزيمة في "صحيحه" كما في "إتحاف المهرة" (2/563 رقم2263) . وتقدم أن الطبراني أخرجه من طريق شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعبي، عن عمران.
وانظر كلام الدارقطني في آخر المسألة.
وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (3513) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (23/157) من طريق أبي جعفر الرازي عيسى بن أبي عيسى، وابن عبد البر في "التمهيد" أيضًا (23/157) ، وفي "الاستذكار" (27/19-20) من طريق أبي عوانة الوضَّاح بن عبد الله اليشكُري، كلاهما عن حصين بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه مسلم في "صحيحه" (220) من طريق هُشيم، عن حصين بن عبد الرحمن، عن الشَّعْبِي، عن بُرَيْدَة بن حُصَيب، به موقوفًا عليه، وفيه رواية ابن عباس لحديث السبعين ألفًا. وانظر التعليق آخر المسألة.(6/330)
قَالَ أَبِي: شُعبة أحفَظُهم (1) ، وَلَيْسَ لِمَا رَوَى ابْنُ الأصبَهاني - مِنْ ذِكْرِ أنسٍ - مَعْنًى؛ لأَنَّ الحفَّاظَ يرسلونَه مِنْ حَدِيثِ شَريك، إِلا أَنْ يكونَ هَذَا مِنْ شَريك (2) ؛ لأَنَّ ابْنَ الأصبَهاني كَانَ مُتقنًا (3) .
_________
(1) اختُلف على الشعبي في هذا الحديث اختلافًا آخر، فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (23521) ، والبزار في "مسنده" (3056/كشف الأستار) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (851) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (23/158) من طريق مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعبي، عن جابر بن عبد الله. وعند ابن أَبِي شَيْبَةَ: عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ بعض أصحاب النبيِّ (ص) .
(2) هذا الأظهَر، فقد تابع يزيدُ بن هارون، ابنَ الأصبهاني في روايته عن شريك كما جاء عند أبي داود في الموضع السابق.
(3) قال الدارقطني في "العلل" (4/20/ب-21/أ) : «يرويه الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيح، عَنِ الشَّعبي، عن أنس، قاله شريك عنه. واختُلف عن الشعبي في هذا الحديث، فرواه مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعبي، عَنْ جَابِرِ، عن النبيِّ (ص) ، ورواه حصين بن عبد الرحمن، واختُلف عنه: فرواه مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عن الشَّعبي، عن عمران ابن حصين، وقيل: عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْولٍ، عَنْ أبي حصين، [و] كذا الشَّعبي، ولا يصحُّ أبو حصين. ورواه شعبة واختُلف عنه: فقال السري: عن عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَن الشَّعبي، عَنْ عمران بن حصين. وقال غيره: عن عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَن الشَّعبي، عَنْ بريدة الأسلمي، عن النبيِّ (ص) . وعن شعبة يرويه عَنْ حُصَيْنٍ، عَن الشَّعبي، عَنْ بريدة موقوفًا. وقال جابر: عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ عائشة. وقال ابن أبي السفر: عن الشعبي، عن عبد الله بن مسعود قوله، قاله شعبة عنه، والحديث مضطرب» .
وقال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث قد اختُلف فيه عن الشَّعبي، فقال مُجَالِدٍ: عَنِ الشَّعبي، عَنْ جَابِرِ، وقال الْعَبَّاسِ بْنِ ذُرَيْحٍ: عَنِ الشَّعبي، عن أنس، هكذا رواه يزيد، عن شريك. وقال حُصَيْنٍ: عَنِ الشَّعبي، عَنْ عِمْرَانَ» .
وقال المزي في "تحفة الأشراف" (2/77) : «ورواه غير واحد عَنْ حُصَيْنٍ، عَن الشَّعبي، عَنْ عمران بن حصين؛ وهو المحفوظ» .
وقد تقدم في الموضع السابق أن البخاري أخرج هذا الحديث في "صحيحه" من طريق عمران بن حصين موقوفًا عليه، وأن مسلمًا أخرجه من طريق بريدة بن الحصيب موقوفًا عليه.
ولكن يظهر أن البخاري ومسلمًا إنما أخرجا الحديث لأجل رواية ابن عباس التي ليس فيها اختلاف، ورواية حصين عن الشعبي جاءت عرضًا.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/156) : «كذا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حصين موقوفًا، ووافقه هشيم وشعبة عن حصين على وقفه، ورواية هشيم عند أحمد ومسلم، ورواية شعبة عند الترمذي تعليقًا، ووصلها ابنا أبي شيبة، ولكن قالا: "عن بريدة"؛ بدل "عمران بن حصين"، وخالف الجميعَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ حُصَيْنٍ، فرواه مرفوعًا، وقال: "عن عمران بن حصين"، أخرجه أحمد وأبو داود، وكذا قال ابن عيينة: "عن حصين"، أخرجه الترمذي، وكذا قال إسحاق بن سليمان: "عن حصين"، أخرجه ابن ماجه. واختُلفَ فيه على الشعبي اختلافًا آخر: فأخرجه أبو داود من طريق العباس بن ذَرِيح - بمعجمة وراء، وآخره مهملة، بوزن عظيم - فقال: "عن الشعبي، عن أنس"، ورفعه، وشَذَّ العباس بذلك، والمحفوظ: رواية حصين، مع الاختلاف عليه في رفعه ووقفه، وهل هو عن عمران أو بريدة؟ والتحقيق أنه عنده عن عمران وعن بريدة جميعًا. ووقع لبعض الرواة عن البخاري قال: حديث الشعبي مرسل، والمسند حديث ابن عباس، فأشار بذلك إلى أنه أوردَ حديث الشعبي استطرادًا، ولم يقصد إلى تصحيحه، ولعل هذا هو السر في حذف الحميدي له من "الجمع بين الصَّحيحين"، فإنه لم يذكره أصلاً. ثم وجدتُ في نسخة الصغاني: "قال أبو عبد الله - هو المصنف -: إنما أردنا من هذا: حديث ابن عباس، والشعبي عن عمران مرسل"، وهذا يؤيد ما ذكرتُه» . اهـ.(6/331)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الدُّعَاءِ
2567 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ أَشْهَل (1) بنُ حاتِم، عَنِ ابْنِ عَوْن (2) ، عَنْ مُحَمَّدٍ (3) ، عَنْ أَبِي موسى الأشعَري؛ أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يَدعُو ...
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: النَّاسُ يَروُونَ عَنِ ابْنِ عَوْن (4) ، عَنْ محمَّد بْنِ سِيرين - يُوقِفُونَهُ -: أنَّ أَبَا مُوسَى كَانَ يَدعُو ...
2568 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو صالح كاتب اللَّيث (6) ،
_________
(1) في (ش) : «سهل» . ورواية أشهل بن حاتم لم نقف عليها على هذا الوجه، لكن أخرج الطبراني في "الدعاء" (1428) من طريق أَشْهَلُ بْن حَاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عن أنس بن مالك ح قال: كان النبيُّ (ص) يدعو: «اللهمَّ إني أسألُك من الخير كلِّه ما علمتُ منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشَّرِّ كلِّه ما علمتُ منه وما لم أعلم» .
(2) في (ك) : «أبي عون» . وابن عون هو: عبد الله.
(3) هو: ابن سيرين.
(4) أخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" (29529) من طريق يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي موسى أنه كان يقول في دعائه: اللهم إني أسألك من الخير كلِّه، ما ينبغي أن أسألكَ منه، وأعوذُ بكَ من الشَّرِّ كلِّه ما ينبغي أن أتعوَّذ بكَ منه» .
(5) انظر المسألة المتقدمة برقم (2078) .
(6) هو: عبد الله بن صالح. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/290) ، والإسماعيلي في "مسند يحيى بن سعيد الأنصاري" كما في "تهذيب التهذيب" (1/629) . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10231) ، والسمعاني في "أدب الإملاء والاستملاء" (ص 75) من طريق شعيب بن الليث، والحاكم في "المستدرك" (1/496) من طريق يحيى بن بكير، والسمعاني (ص 75) من طريق عبد الله بن عبد الحكم بن أعين، ثلاثتهم عن الليث بن سعد، به. وجاء عند السمعاني: «عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زرارة وابن زرارة، عن عائشة» . وجاء عند النسائي: «زرارة» غير منسوب، وكذا جاء عند الطحاوي والإسماعيلي، وجاء عند الحاكم: «زرارة بن أوفى» . وانظر التعليق آخر المسألة.(6/333)
عَنِ اللَّيث (1) ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ زُرارَة (3) ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: ما كان رسولُ الله (ص) يَقُومُ مَنْ مجلسٍ إِلا قَالَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: يَرويه (4) النَّاسُ (5) عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ محمَّد بن عبد الرحمن بْنِ سَعْدِ (6) بْنِ زُرارَة، عَنْ رجلٍ مِنْ أَهْلِ (7) الشَّامِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) .
أخبرنا أبو محمد؛ قال: ثنا (8) يونس (9) ابن عبد الأعلى - قراءةً-
_________
(1) قوله: «عن الليث» سقط من (ف) . والليث هو: ابن سعد.
(2) هو: يزيد بن عبد الله.
(3) انظر التعليق آخر المسألة.
(4) في (ك) : «ترويه» .
(5) رواه الليث أيضًا من هذا الوجه، وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (10232) من طريق قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عن يحيى، به.
(6) في (ف) و (ك) : «سعيد» .
(7) قوله: «أهل» ليس في (ش) .
(8) في (أ) و (ش) : «وأخبرنا» بدل: «أخبرنا أبو محمد قال: ثنا» ، وفي (ف) : «أخبرنا أبو محمد قال: أنا» .
(9) في (ف) : «أبو بشر» بدل: «يونس» .(6/334)
عَنِ ابْنِ وَهْب (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ واللَّيث، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (2) ، عَنْ محمَّد بْنِ عبد الرحمن بْنِ زُرارَة الأَنْصَارِيِّ، عَنْ رجلٍ (3) مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) (4) .
2569- وسُئِلَ (5) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ كان حدَّثنا بِهِ الحسنُ بنُ عَرَفَة (6) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاش، عَنْ عُمارة بْنِ غَزِيَّة، عَنْ أَبِي الزُّبَير (7) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أُعْطِيَ عَطَاءً فَلْيَجْزِ
_________
(1) هو: عبد الله.
(2) هو: الأنصاري.
(3) في (ف) : «زحل» ، وضبَّب عليها الناسخ.
(4) ذكر هذه العلة ابن القيم في "تهذيب السنن" (7/203) .
وقال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (1/629) : «زرارة غير منسوب، عن عائشة في القول عند القيام من المجلس، وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري، قاله شعيب ابن الليث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. وقال قتيبة: عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ محمد ابن سعد بن عبد الرحمن الأنصاري - وهو سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ - عَنْ رَجُلٍ، عن عائشة. فلعله قال أيضًا: عن ابن زرارة، والله أعلم. قلت: وأخرجه الإسماعيلي في "مسند يحيى بن سعيد الأنصاري" من طريق عبد الله بن صالح ... وذكره، ثم قال: وبوَّب عليه: زرارة بن أوفى، عن عائشة، وعندي أنه وهم، والصَّواب أنه كان عن ابن زرارة فوقع فيه حذف، والله أعلم» .
وقد نسبه الحاكم في الموضع السابق: زرارة بن أوفى، وقرنهما معًا السمعاني في روايته فقال: عن زرارة وابن زرارة، عن عائشة.
(5) تقدمت هذه المسألة عن أبي حاتم برقم (2469) ، وانظر رقم (2328) و (2448) .
(6) لم نقف على روايته. وقد أخرجه الترمذي في "جامعه" (2034) من طريق علي ابن حجر، عن إسماعيل بن عياش، به.
(7) هو: محمد بن مسلم بن تدرس.(6/335)
بِهِ (1) ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُثْنِ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ إِذَا [أَثْنَى] (2) عَلَيْهِ فَقَدْ شَكَرَ، وإِذَا كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَ، ومَنْ تَحَلَّى (3) بِمَا لَمْ يُعْطَ فَهُوَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عُمارة بْنُ غَزيَّة (4) ، عَنْ شُرَحْبِيل، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) .
2569/أ - قَالَ أَبُو محمَّد (6) : وحدَّث (7) أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ محمَّد بْنِ مُعَاوِيَةَ النَّيسابوري (8) - نَزِيلِ (9) مَكَّةَ - قَدِيمًا (10) ، عَنِ اللَّيث بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زُهْرَةَ بن مَعْبَد (11) ، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِيِّ (12) ، عن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «فليجزيه» .
(2) كذا في (ك) ، وفي بقية النسخ: «ثنا» ، فتكون: «ثَنَّى» بالتثقيل، وهي لغةٌ في «أثنى» ذكرها الفيروزابادي، وأُنكرت عليه. قال في القاموس (ث ن ي) : «الثناءُ والتثنيةُ وَصفٌ بمدحٍ أو ذم ... وقد أثنى عليه وثنَّى» . وتعقَّبه الزَّبيدي في "تاج العروس" بقوله: «أَمَّا أثنَى فمَنصوصٌ عليه في كُتبِ اللُّغَة كُلِّها ... وأمَّا التثنيةُ وفِعله «ثَنَّى» فلم يَقُل به أحَدٌ، والصَّوابُ فيه: التثبية، وثَبَّى بالموحَّدَةِ بهذا المعنَى» .
فلعلَّ ما في النسخ مصحَّف عن «ثبَّى» ، والله أعلم.
(3) رسمت في جميع النسخ: «تحلا» .
(4) تقدم تخريج روايته على هذا الوجه في المسألة رقم (2469) .
(5) قال البيهقي في "الشعب" عقب الحديث رقم (8688) : «ورواه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عيَّاش، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غزيَّة، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عن جابر، وغلط فيه» .
(6) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ف) . وقد تقدمت هذه المسألة برقم (1511) .
(7) في (ت) و (ك) : «حدث» بلا واو.
(8) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1511) .
(9) في (ف) : «بنزيل» دون نقط الباء.
(10) في (ت) و (ك) : «فدعا» بدل: «قديمًا» . وانظر "تهذيب الكمال" (26/478 و480) .
(11) في (ف) : «معيد» .
(12) هو: عبد الله بن يزيد.(6/336)
أَبِي أيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ إِذَا (1) أكلَ أَوْ شربَ قَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا، وسَقَانَا، وسَوَّغَهُ، وجَعَلَ لَهُ مَخْرَجًا.
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «لَيْسَ هَذَا الحديثُ مِنْ حَدِيثِ اللَّيث» ؛ وامتَنَع أَنْ يحدِّثَنا بِهِ.
فطلَبتُ أثرَ هَذَا الْحَدِيثِ، فَإِذَا إنَّه لَمْ يُحدِّث بِهِ إِلا سعيدُ بن أبي أيُّوب، رَوَى عَنْهُ ابنُ وَهْب (2) المُقرِئُ (3) .
وَقَالَ (4) أَبُو مُحَمَّدٍ (5) : قُرِئَ (6) على يونس بن عبد الأعلى (7) ، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أيُّوب، عَنْ زُهْرَة بْنِ مَعْبَد ... ، بِهَذَا الْحَدِيثِ. وَرَوَى (8) أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ محمَّد بْنِ معاوية، ومحمدُ بن
_________
(1) قوله: «كان إذا» مكرر في (ف) .
(2) هو: عبد الله. وقد رواه عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ زَهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ أبي عبد الرحمن الْحُبَلِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النبي (ص) ، وقد تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1511) .
(3) كذا في جميع النسخ، وصوابها - فيما يظهر -: «والمقرئ» ؛ وهو: عبد الله بن يزيد، وهو يروي عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ كما في "تهذيب الكمال" (10/343) ، ولكن لم نجد روايته لهذا الحديث عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ. وانظر التعليق آخر المسألة.
(4) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو.
(5) قوله: «وقال أبو محمد» ليس في (ف) .
(6) في (ف) : «وقرئ» بالواو.
(7) روايته أخرجها النسائي في"الكبرى" (6894 و10117) . وانظر تتمة تخريج الحديث في المسألة رقم (1511) .
(8) أي: ورواه، وتقدمت رواية أبي زرعة للحديث في أول المسألة!(6/337)
مُعَاوِيَةَ شيخٌ كَانَ فِي لِسانه بَجْمٌ (1) .
2570 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأَحْوَص بْنُ جَوَّاب (3) ، عَنْ سُعَيْر بْنِ الخِمْس (4) ، عَنْ سُلَيمان التَّيْمي (5) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ (6) ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : مَنْ أُولِيَ مَعْرُوفًا فَقَالَ: جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا، فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
2571 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو سعيد مولى بني
_________
(1) كذا في (أ) و (ش) و (ف) غير أنها مهملة الأحرف، وفي (ت) و (ك) : «لحم» ، ولعلَّ المراد أن في لسانه حُبْسَةً من عِيٍّ أو نحوه؛ ففي "اللسان" (12/42) ، و"القاموس" (ص 1078) (ب ج م) : بَجَمَ يَبْجِمُ بَجْمًا وبُجومًا: سكت من عِيٍّ أو فَزَع أو هَيبة، والله تعالى أعلم.
وقد يكون المراد بهذه العبارة جرحَ محمد بن معاوية؛ فقد روى ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/103-104 رقم443) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قال: = = «محمد ابن معاوية النيسابوري كذَّاب» ، وعن الإمام أحمد أنه قال: «رأيتُ أحاديثَه أحاديثَ موضوعة» .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (2197) ، وفيها قول أبي حاتم: «هَذَا حديثٌ عِنْدِي موضوعٌ بِهَذَا الإسناد» . ونقل الضياء المقدسي في "المختارة" (4/111-112) كلامَ أبي حاتم هنا.
(3) في (ش) : «خوات» .
(4) تصحَّف في (ت) و (ش) و (ك) إلى: «سفيان بن الحسن» ، وفي (أ) : «سفيان بن الحسر» ، والمثبت من (ف) .
(5) هو: سليمان بن طَرْخان.
(6) هو: عبد الرحمن بن مُلّ النَّهْدي.(6/338)
هَاشِمٍ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيمان، عَنْ (2) سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأعرَج (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الحِمَارِ، أَوْ نُبَاحَ (4) الكَلْبِ، أَوْ صُرَاخَ الدِّيكِ؛ فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَان ِ؛ فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ (5) مَا لا تَرَوْنَ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (6) .
2572 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ سعيدُ بنُ محمَّد الوَرَّاق (7) ،
عَنْ صَالِحِ بْنِ حسَّان، عَنْ محمَّد بْنِ كَعْبٍ، عن ابن
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عبد الله. وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (6296) ، وابن عدي في "الكامل" (7/230) . ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (312) .
(2) ضبب عليها في (ف) .
(3) هو: عبد الرحمن بن هُرمز.
(4) في (أ) و (ش) : «ونباح» بالواو.
(5) كذا في جميع النسخ، ومثله في مصادر التخريج. والجادَّة: «فإنها ترى» كما في حديث جابر بن عبد الله عند الإمام أحمد في "مسنده" (3/306 رقم 14322) ، لكنَّ استعمال ضمير العاقل لما لا يعقل - كما وقع هنا - جائزٌ في العربية، وقد تقدم التعليق عليه في المسألة رقم (1063) .
(6) لأن في سنده يحيى بن أبي سليمان، وهو ضعيف الحديث، وقد خولف في متنه، فالحديثُ أخرجه البخاري (3303) ، ومسلم (2729) ، كلاهما من طريق قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ اللَّيْثِ بن سعد، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ الأعرج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ (ص) قال: «إذا سمعتُم صِياحَ الدِّيَكَةِ، فاسألوا الله من فَضْله؛ فإنها رأتْ مَلكًا، وإذا سمعتُم نَهيقَ الحمار، فتعوَّذوا بالله من الشَّيطان؛ فإنه رأى شَيطانًا» .
(7) روايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (715) ، والطبراني في "الكبير" (10/319 رقم10779) ، وابن عدي في "الكامل" (4/51) .
وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (1181 و3866) . والمروزي في "مختصر كتاب الوتر" (141) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/368) من طريق عائد بن حبيب، والحاكم في "المستدرك" (1/536) ، ومن طريقه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/616) من طريق وهيب بن خالد، كلاهما عن صالح بن حسان، به.
وأخرجه أبو داود في "سننه" (1485) من طريق عبد الله ابن يعقوب عمَّن حدَّثه عن محمد بن كعب، به. ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في"الكبرى" (2/212) .
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "نصب الراية" (3/51) ، والمروزي في "مختصر كتاب الوتر" (ص 141) من طريق عيسى بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كعب، به.(6/339)
عباس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَاسْأَلُوهُ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ، وَلا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا، وَامْسَحُوا بِهَا وُجُوهَكُمْ؟
فَقَالَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) .
2573 - وسُئِلَ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ اللَّيث (3) ، عَنْ عُقَيل (4) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ حَمْزَةَ (5) ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص)
_________
(1) قال أبو داود في الموضع السابق: «رُوي هذا الحديث من غير وجه عن محمد بن كعب، كلُّها واهية، وهذا الطَّريق أمثلُها وهو ضعيفٌ أيضًا» . وقال الذهبي في الموضع السابق: «وصالحٌ واهٍ، قال البخاري: فيه نظر» .
(2) انظر المسألة الآتية برقم (2676) .
(3) هو: ابن سعد. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/108 رقم 5868) ، والبخاري في "صحيحه" (82 و7027 و7032) ، ومسلم (2391) .
وأخرجه الإمام أحمد (2/83 و154 رقم 5554 و6426) ، والبخاري في "صحيحه" (3681 و7006) ، ومسلم (2391) من طريق يونس بن يزيد، وأحمد (2/130 و147 رقم 6142 و6344) ، والبخاري (7007) ، ومسلم (2391) من طريق صالح بن كيسان، كلاهما عن الزهري، به.
(4) هو: ابن خالد.
(5) هو: ابن عبد الله بن عمر.(6/340)
قَالَ: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ؛ إِذْ أُتِيتُ بِلَبَنٍ فَشَرِبْتُ، ونَاوَلْتُ فَضْلَهُ (1) عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ. فُسُئِل النبيُّ (ص) : ما أَوَّلْتَ؟ قال: العِلْمَ.
ورواه عبد الرزاق (2) ، عَنْ مَعْمَر (3) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: حديثُ حَمْزَةَ أشبهُ.
_________
(1) قوله: «فضله» سقط من (أ) و (ش) .
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/130-131 و147 رقم 6143 و6343) ، والنسائي في "الكبرى" (7638 و8122) . وانظر التعليق على المسألة رقم (2676) .
(3) في "جامعه" (20384/مصنف عبد الرزاق) .(6/341)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْفَضَائِلِ
2574 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ كتبتُه عَنْ أَبِي حُمَيدٍ أحمدَ بْنِ مُحَمَّدِ (1) بْنِ سَيَّارٍ الحِمْصيِّ (2) ، عَنْ مُعَاوِيَةُ بْنُ حَفْص، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرير (3) ، عَنْ محمَّد بْنِ سُوقَة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ -أَوْ: نقولُ - ورسولُ الله (ص) حَيٌّ (4) : أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثُمَّ (5) نَسكُتُ (6) ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ غَلَطٌ؛ إِنَّمَا رواه أبو معاوية (7) ،
عن
_________
(1) قوله: «بن محمد» سقط من (أ) و (ش) .
(2) هو: أحمد بن محمد بن المغيرة بن سيار، ويقال: ابن سنان. انظر "تهذيب الكمال" (1/472) . وروايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "زوائده على الفضائل" (401) ، وابن حبان في "الثقات" (9/167) ، وابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة" (193) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/12-13) .
قال أبو نعيم: «حديث محمد بن سوقة تفرَّد به أبو حميد الحمصي» .
(3) هو: محمد بن خازم.
(4) في (ك) : «حتى» .
(5) قوله: «ثم» سقط من (أ) و (ش) .
(6) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «فسكت» .
(7) أما رواية أبي مُعَاوِيَةَ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن ابن عمر: فأخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (31927) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/14 رقم 4626) ، وفي "فضائل الصحابة" (58) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5784) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/180) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على العلل ومعرفة الرجال" (3/23 رقم 3976) ، وفي "السنة" (1350) ، وابن حبان في "صحيحه" (7251) ، والطبراني في "الكبير" (12/265 رقم13301) ، وابن عدي في "الكامل" (3/449) ، وابن شاهين في "شرح مذهب أهل السنة" (194) .
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1196) من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُهَيْلِ، به.
وأما رواية أبي معاوية، عن عمر بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عمر فأخرجها عبد الله بن أحمد في "زوائده على العلل ومعرفة الرجال" (3/23 رقم 3976) ، وابن عدي في "الكامل" (3/449) .
= ... وأخرجه البخاري في "صحيحه" (3655) من طريق يحيى بن سعيد، و (3698) من طريق عبيد الله، كلاهما عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قال: كنا نُخَيِّرُ بينَ النَّاس في زمَنِ النبيِّ (ص) فنُخَيِّر أبا بكر، ثم عُمَر بن الخطاب، ثم عُثمانَ بن عفَّانَ.(6/342)
سُهَيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَنْ عمر (2) بْنِ نَافِعٍ، [عَنْ أَبِيهِ] (3) ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ محمَّد بْنِ سُوقَة، ومعاويةُ بْنُ حَفْص: كوفيٌّ وَقَعَ إِلَى حَلَب، صَدُوقٌ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : فرجعتُ إِلَى مَا حدَّثنا بِهِ أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ (5) ، فَإِذَا هُوَ كَمَا قَالَهُ أَبِي؛ حدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ الأشَجُّ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ [سُهَيْل] (6) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ والنبيُّ (ص) حَيٌّ، وأصحابُه مُتَوَافِرُونَ ... ، بِهَذَا الْحَدِيثِ.
وأتْبَعَهُ أَبُو سَعِيدٍ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي أبو معاوية؛ قال: أنا (7) ابنُ
_________
(1) هو: أبو صالح ذَكْوان السَّمَّان.
(2) في (ك) : «عمرو» . وقوله: «وعن عمر» معطوفٌ على قوله: «عن سهيل» .
(3) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ويدلُّ عليه الكلام الآتي.
(4) قوله: «قال أبو محمد» سقط من (ت) و (ك) .
(5) هو: عبد الله بن سعيد بن حصين.
(6) في جميع النسخ: «سهل» ، وتقدم على الصَّواب، وسيأتي كذلك.
(7) في (ك) : «أخبرنا» .(6/343)
نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مثلَه.
أَخْبَرَنَا (1) أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قال: ثنا أحمدُ بْنُ سِنان؛ قَالَ: حدَّثنا أبو معاوية؛ قال: ثنا سُهَيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْ حديثَ الآخَرِ: عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ ابْنِ (2) نَافِعٍ.
2575 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ يُونُسُ بْنُ حَبيب، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيالسي (3) ، عَنْ شُعبة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْر الشَّامِيِّ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ جُبَير بْنِ نُفَير؛ قَالَ: قلتُ (4) لِلْحَسَنِ بْنِ عليٍّ: إنَّ الناسَ يَقُولُونَ: إنَّك تريدُ الخِلافة، فَقَالَ لِي: كَانَتْ جَماجِمُ الْعَرَبِ (5) فِي يَدِي؛ يُسالمون مَنْ سالَمتُ، وَيُحَارِبُونَ مَنْ حارَبتُ، فتركتُها (6) ابتغاءَ وَجْهِ اللَّهِ، ثُمَّ أُثِيرُها (7) بِأَتْيَاسِ (8) أَهْلِ الحِجاز؟
[فَأَمْلَى] (9) عليَّ أَبِي: هَذَا الحديثُ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عبد الرحمن
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ف) : «أنا» .
(2) قوله: «ابن» سقط من (ف) .
(3) هو: سليمان بن داود.
(4) كذا في جميع النسخ؛ وعبد الرحمن بن جبير لم يُدرك الحَسَن، وهذا سببُ تخطئة أبي حاتم لهذه الرواية فيما يظهر، وانظر آخر المسألة.
(5) جَماجِمُ العَرَب: ساداتُها ورُؤَساؤها. انظر "النهاية" (1/299) .
(6) في (ت) و (ك) : «فتركها» .
(7) كذا في (ت) و (ش) و (ك) ، وفي (أ) تشبه: «أنيرها» ، وهي غير منقوطة في (ف) .
(8) في الموضع الآتي "تاريخ واسط": «بأوباش» .
(9) في جميع النسخ: «فلا ملا» .(6/344)
بْنُ نُمَير (1) ،
عَنْ أَبِيهِ؛ حَدَّثَنَا سُلَيمان بْنُ مَنْصُورٍ (2) ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ هَكَذَا.
2576 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عن حديثِ بِشْر ابن عُبَيس بْنِ مَرْحوم (3) ، عَنِ النَّضْر بن عربي (4) ، عَنْ عَاصِمٍ - يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ -،
_________
(1) كذا في جميع النسخ؛ والظاهر أن صوابه: «عبد الرحمن بن جبير» ، وقد نقل الذهبي هذا الأثر في "سير أعلام النبلاء" (3/274) ، وذكر أن يونس بن حبيب رواه مرَّة أخرى في "مسند الطيالسي" وقال: «عبد الرحمن بن نمير، عن أبيه» ، ثم ذكر أن ابن أبي حاتم قال: «وهذا أصح» ، فالظاهر أن الذهبي نقل ذلك بتصرُّف عن ابن أبي حاتم، ووقع في نسخته التصحيفُ الذي في بقية النسخ، والله أعلم.
ومما يؤيد ذلك: أن بحشلاً روى هذا الحديث في "تاريخ واسط" (ص112) من طريق شيخه إسحاق بن وَهْب، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (8/1537 رقم2797) من طريق عباس الدوري، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/280) و (280-281) من طريق أحمد بن سليمان ومحمد بن سعد، جميعهم عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْر، عن عبد الرحمن بْنِ جُبَير بْنِ نُفَيْر، عَنْ أبيه، عن الحسن ح. وسقط من إسناد اللالكائي: عبد الرحمن بن جبير.
(2) لم نجد من أخرجه من طريق سليمان بن منصور، ولكن أخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة" (110) من = = طريق عثمان بن جبلة، والحاكم في "المستدرك" (3/170) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/36-37) من طريق محمد بن جعفر، كلاهما عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَير، عن عبد الرحمن بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أبيه، عن الحسن.
(3) روايته أخرجها عبد الله بن الإمام أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (37) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (44/65) .
وأخرجه البزار في "مسنده" (2490/كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" (22/369/926) ، وفي "الأوسط" (6262) ، وابن شاهين في "شرح مذهب أهل السنة" (150) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/117) من طريق بشر بن عبيس، عن النضر بن عربي، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ محمد بن إبراهيم، به. هكذا جاء: «سهيل بن أبي صالح» في جميع المصادر ما عدا "تاريخ دمشق" لابن عساكر فجاء عنده: «عن سهيل» ولم ينسب.
(4) في (ت) : «عدبي» بدل: «عربي» ، وفي (ك) : «عدي» .(6/345)
عَنْ سَهْل، عَنْ محمَّد بْنِ إبراهيم، عن أبي سَلَمة ابن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي أَرْوى (1) الدَّوْسيِّ (2) ؛ قَالَ: كنتُ مع رسول الله (ص) جَالِسًا، فاطَّلَعَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فقال رسول الله (ص) (3) : الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَيَّدَنِي بِكُمَا؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا قَالَ: سَهْل! وَإِنَّمَا هُوَ: سُهَيل (4) .
2577 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ عَطِيَّة بْنُ (5) بَقِيَّة (6) ، عَنْ أَبِي (7) : بَقِيَّة بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ محمَّد بْنِ زياد الأَلْهاني، عن أبي
_________
(1) في (ك) : «ابن أروى» .
(2) مشهور بكنيته، وقال أبو نعيم في "المعرفة" (3122) : «مختَلَف في اسمه، فقيل: ربيعة، وقيل: عبيد» . وقال ابن حجر في "الإصابة" (11/9) : «لا يُعرف اسمُه، ولا نسبه» .
(3) في (أ) و (ش) : «فقال النبيِّ (ص) » .
(4) يعني: ابن أبي صالح. ومن هذا الوجه أخرجه الدولابي في "الكنى" (110) من طريق عبد الله بن نافع الصائغ، والحاكم في "المستدرك" (3/73) من طريق محمد بن إسماعيل بن فُدَيك، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/117) ، والذهبي في "السير" (9/468) من طريق محمد بن عمر الواقدي، جميعهم عن عاصم ابن عمر، به. وانظر التخريج السابق.
(5) في (ف) : «عن» بدل: «بن» .
(6) رواية عطية أخرجها الطبراني في "الكبير" (8/111 رقم 7526) ، وفي "الأوسط" (3036) ، وفي "الصغير" (289) ، وفي "مسند الشاميين" (827) ، وابن عدي في "الكامل" (2/75) . ومن طريق الطبراني أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (24/220) ، ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن عساكر (10/449) .
قال الطبراني: «لا يُروى عن أبي أمامة إلا بهذا الإسناد» .
(7) كذا في جميع النسخ، وهي توهم أن قوله: «أبي بقية» كنية، وإنما مراده: «قال: عن والدي بقية» ، وعبارة مصادر التخريج السابقة: «حدثني أبي» ، وهذا أجود.(6/346)
أُمامة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَنَا سَابِقُ العَرَبِ إِلَى الجَنَّةِ، وصُهَيْبٌ سَابِقُ الرُّومِ إِلَى الجَنَّةِ، وبِلالٌ سَابِقُ الحَبَشَةِ إِلَى الجَنَّةِ، وسَلْمَانُ سَابِقُ الفُرْسِ إِلَى الجَنَّةِ؟
وسمعتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ جَمِيعًا (1) يَقُولانِ: هَذَا حديثٌ باطلٌ لا أصلَ له بذا الإِسْنَادِ (2) .
2578 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّع، عَنِ الزُّهري، [عن] (4) عبد الله بن عُبَيدالله بْنِ ثَعلبة (5) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الأَنْصَارُ أَعِفَّةٌ صُبُرٌ، والنَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ؟
فَقَالا: هَذَا وَهَمٌ؛ رَوَاهُ يونس (6) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ يَزِيدَ بْنِ وَدِيعَة بْنِ خِذام ٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) قوله: «جميعًا» ليس في (ش) ، وهنا السؤال وُجِّهَ إلى أبي حاتم، وجاء الجواب من أبي حاتم وأبي زرعة، وقد يكون في الكلام سقطٌ.
(2) نقل الذهبي في "تلخيص المستدرك" (3/402) ، و"ميزان الاعتدال" (1/336) ، والزيلعي في "تخريج الكشاف" (3/163) كلام أبي حاتم وأبي زرعة.
وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (8/530) : «وهذا حديث منكرٌ فردٌ، والأظهرُ أن بلالاً ليس بحبشي، وأما صهيبٌ فعربيٌّ من النَّمِر بن قاسِط» .
(3) انظر المسألة رقم (2611) .
(4) قوله: «عن» من (ك) فقط، وسقطت من بقية النسخ.
(5) ويقال في اسمه أيضًا: عُبَيدالله بن عبد الله بن ثعلبة.
(6) هو: ابن يزيد الأَيْلي. وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1740) ، وابن حبان في "صحيحه" (6264) .
وأخرجه الفسوي في "المعرفة" (1/384) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (3218) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/71) من طريق شعيب بن أبي حمزة، وابن أبي عاصم (1741) من طريق عثمان بن عمر، كلاهما عن الزهري، به. وأخرجه معمر في "جامعه" (19894/مصنف عبد الرزاق) عن الزهري، عن النبي (ص) مرسلاً.(6/347)
وَقَالا: هَذَا الصَّحيحُ (1) .
2579 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرُ بْنُ أَبِي عَتَّاب الأَعْيَن (3) ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ (4) ، عَنِ اللَّيث، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يَدْخُلُ الجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ مُضَرَ وبَنِي تَمِيمٍ، فَقِيلَ: مَنْ هُوَ يَا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أُوَيْسٌ القَرَنيُّ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ لَيْسَ هُوَ فِي كِتَابِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ اللَّيث؛ نظرتُ فِي أَصْلِ اللَّيث، وَلَيْسَ فِيهِ هَذَا الْحَدِيثُ، وَلَمْ يذكُر أَيْضًا اللَّيثُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ خَبَرً (5) ، ويحتملُ أَنْ يكونَ سَمِعَهُ مِنْ غَيْرِ
_________
(1) سيأتي في المسألة رقم (2611) ذِكرُ ابن أبي حاتم أنه سأل أباه عن هذا الحديث وحديثَين آخرين معه جميعها من رواية الزُّهْرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ وَدِيعَةَ بن خذام؟ فقال أبوحاتم: «قَدْ تفرَّد الزُّهْرِيُّ بِرِوَايَةِ هَذَا الحديث وأحاديث معه» .
(2) نقل هذا النص الذهبي في "الميزان" (2/445) بتصرف.
(3) هو: محمد بن أبي عتَّاب. وروايته أخرجها اللالكائي في "كرامات الأولياء" (56) .
(4) هو: عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد.
(5) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . والمراد: أن الليث لم يصرح في هذا الحديث بالسماع.(6/348)
ثِقَةٍ، ودَلَّسَه، وَلَمْ يَروه غيرُ أَبِي صَالِحٍ (1) .
2580 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه رَوْحُ ابنُ عُبادة (2) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حسَّان، عن هشام ابن عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) : مَا ضَرَّ امْرَأَةً نَزَلَتْ بَيْنَ بَيْتَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ أَلاَّ تَكُونَ قَدْ (3) نَزَلَتْ بَيْنَ أَبَوَيْهَا.
وَرَوَاهُ يَحْيَى بنُ مَعين، عَنِ السَّكَن بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَصَمِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حسَّان، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (4) ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: مَا ضَرَّ امْرَأَةً كَانَتْ بَيْنَ حيَّين مِنَ الأَنْصَارِ ألا تكونَ بَيْنَ أبوَيها؟
قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ أفسَدَ حديثَ رَوْحِ ابن عُبادة، وبيَّن عِلَّته، وَهَذَا الصَّحيحُ، ولايحتملُ (5) أَنَّ يكونَ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ؛ فيَرْوي (6) عن يحيى ابن سَعِيدٍ، عَنْ عائِشَة، أشبهُ. وَلَوْ كان
_________
(1) قال الذهبي في "السير" (4/33) : «هذا حديثٌ منكرٌ تفرَّد به الأعْيَن، وهو ثقة» .
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/257 رقم 26207) ، وفي "فضائل الصحابة" (1448) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1817) ، والبزار في "مسنده" (2806/كشف الأستار) ، وابن حبان في "صحيحه" (7267) ، والحاكم في "المستدرك" (4/83) . وجاء عند ابن أبي عاصم موقوفًا على عائشة.
ومن طريق أحمد أخرجه الدارقطني في "العلل" (5/128/ب) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/224) .
(3) قوله: «قد» من (أ) و (ش) فقط.
(4) هو: الأنصاري.
(5) في (أ) و (ش) : «ويحتمل» .
(6) يعني: هشام بن حسان، وفي الكلام حذفٌ لـ «أنِ» المصدرية التي تنصب المضارع، وحذفٌ لضمير المفعول به، والتقدير: فأنْ يَرويَهُ هشام بن حسان بقوله: «عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عائشة» : أشبه، أي: فروايتُه هكذا أشبه. وإذا حذفت «أن» جاز رفع الفعل ونصبه. وانظر في ذلك التعليق على المسألة رقم (1024) .(6/349)
عَنْ أَبِيهِ، كَانَ أسهلَ عَلَيْهِ حِفْظًا (1) .
2581- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سعيدُ ابنُ عبد الجبَّار الزُّبَيدي (2) ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سُلَيم بْنِ عَامِرٍ؛ قَالَ: سمعتُ عَمْرَو بْنَ عَبَسَة (3) ؛ قَالَ: لقد أتيتُ النبيَّ (ص) وَإِنِّي لرُبُع الإِسْلامِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ حَرِيزُ بنُ عثمان (4) ،
عن
_________
(1) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلم أحدًا رواه هكذا إلا هشام بن حسان، ولا عنه إلا روح، ولا رواه ممن لا يرد عليه إلا أحمد ويحيى، ورواه غيرهما فكذبوه فيه» .
وقال الدارقطني في الموضع السابق: «يرويه هشام بن عروة، واختُلف عنه، فرواه هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ هِشَامِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النبي (ص) ، قاله روح ابن عبادة، عنه. ورواه الخليل بن مرة وسلمة بن سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة، موقوفًا. وكلاهما غير محفوظ عن هشام» .
وقال في "الأفراد" (348/ب/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ هِشَامِ بن عروة، تفرَّد به روح بن عبادة عنه» .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (952) .
(3) في (أ) و (ش) : «عنبسة» .
(4) روايته أخرجها ابن عبد البر في "التمهيد" (4/14) من طريق إبراهيم بن خالد، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ حريز، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (4/215) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/385 رقم 19433) ، وعبد بن حميد (297) ، ثلاثتهم عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ حريز ابن عُثْمَانَ، عَنْ سُليم بْنِ عَامِرٍ، عن عمرو بن عبسة، به. ولم يذكروا في الإسناد أبا أمامة.
وأخرجه الدارقطني في "النزول" (66 و67) من طريق يحيى بن أبي بكير وعبد الصمد بن النعمان، كلاهما عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سُليم، عن عمرو بن عبسة.
وأخرجه ابن سعد (4/215) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1147) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/37 و152) ، والحاكم في "المستدرك" (1/309 و3/66) من طريق معاوية بن صالح، عن سُليم بن عامر وضمرة بن حبيب ونعيم بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عن عمرو بن عبسة.
وأخرجه الإمام أحمد (4/111 و112 رقم 17014 و17019) ، ومسلم في "صحيحه" (832) من طريق شداد بن عبد الله ويحيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي أمامة، عن عمرو بن عبسة، به. ولم يذكر أحمد في إسناده يحيى بن أبي كثير.(6/350)
سُلَيم بْنِ عَامِرٍ؛ أنَّ أَبَا أُمامَة سَأَلَ عَمرَو بْنَ عَبَسَة (1) . وسعيدُ بن عبد الجبار لَيْسَ بقويٍّ.
2582 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو طَاهِرٍ بَحْرُ بْنُ شُعَيب النَّسَوي، عَنْ عليِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقيق، وسَلَمة بن سُلَيمان، وعَبْدان (2) ، عن ابن المُبارك (3) ، عَنْ سَالِمٍ المكِّي، عَنِ الْحَسَنِ (4) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) : إِنَّ مَثَلَ أَصْحَابِي فِي أُمَّتِي كَمَثَلِ المِلْحِ فِي الطَّعَامِ؛ وهَلْ (5) يَصْلُحُ الطَّعَامُ إِلاَّ بِالْمِلْحِ؟! . قَالَ
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ك) : «عنبسة» ، وفي (ت) : «عنسة» .
(2) في (ك) : «وعيدان» . وعَبْدان هو: عبد الله بن عثمان بن جَبَلة.
(3) هو: عبد الله. ولم نقف على روايته عن سالم المكي، وقد أخرج الحديث في كتابه "الزُّهد" (572) عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيِّ، به. وهو الوجه الذي رجَّحه أبو حاتم، كما سيأتي. ومن طريق ابن المبارك أخرجه القضاعي في "مسند الشِّهاب" (1347) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (ص22) .
(4) هو: البصري.
(5) في (ف) : «وهو» بدل: «وهل» .(6/351)
الْحَسَنُ: فَقَدْ ذَهَبَ مِلْحُنا، فَكَيْفَ نَصلُحُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ المكِّي (1) ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) ، وأخطأ فيه أبو الطَّاهر.
2583 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ المُبارك (*) ، عَنْ محمَّد بْنِ سُوْقَة، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَكْرِمُوا أَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ (3) ؟
قَالَ أَبِي: أفسدَ ابنُ الْهَادِ (4) هَذَا الحديثَ وبيَّن عَوْرَته؛ رواه (5) ابن الهاد (*) ، عن عبد الله ابن دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخطَّاب قَالَ: قَامَ فينا رسولُ الله (ص) ... ، وهذا هو الصَّحيحُ.
_________
(1) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (2771/كشف الأستار) ، وأبو يعلى (2762) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، عن إسماعيل بن مسلم، به.
وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (75/أ/أطراف الغرائب) ، ثم قال: «تفرَّد به محمد بن نمير، عن أبي معاوية، عن إسماعيل» .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (35215) ، والإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (17 و1740) من طريق إسرائيل بن موسى أبي موسى، ومعمر في "جامعه" (20377) عمَّن سمع الحسن، كلاهما عن الحسن، عن النبي (ص) مرسلاً.
ومن طريق معمر أخرجه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (16 و1730) .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (1933) ، وستأتي برقم (2629) ، وانظر المسألة رقم (1975) .
(*) ... تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1933) .
(3) هذا جزءٌ من حديث طويل تقدَّم ذكره في التعليق على المسألة رقم (1933) .
(4) هو: يزيد بن عبد الله.
(5) في (ف) : «ورواه» بالواو.(6/352)
2584 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ يَمان (1) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ؛ قَالَ: سمعتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيث يَقُولُ: ذهبتْ بِي أُمِّي إِلَى النبيِّ (ص) ، فمسَحَ عَلَى رَأْسِي، وَدَعَا لِي بالرِّزق، وسمعتُه (2) يَقْرَأُ: {فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ *} (3) ؟
فَقَالَ (4) : هَذَا خطأٌ، وَهِمَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ يَمان؛ رَوَاهُ (5) جماعةٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ (6) ، عَنِ الأَصْبَغ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيث، عَنْ عَمْرِو بن حُرَيث؛ وهذا الصَّحيح.
_________
(1) روايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (632) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/225) ، وأبو يعلى في "المسند" (3/41 رقم1456) عن محمد بن عبد الله ابْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ اليمان، به، إلا أنه وقع عند البخاري «أبو اليمان» بدل: «يحيى بن اليمان» ، والمشهور بهذه الكنية هو الحكم بن نافع، وأما يحيى بن اليمان فكنيته أبو زكريا، فإما أن تكون هذه كنية أخرى له، أو تكون تصحفت عن «ابن اليمان» ، والله أعلم.
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «سمعته» بلا واو.
(3) سورة التكوير.
(4) كذا في جميع النسخ، والمراد فيما يظهر: «فقالا» . وقد يخرَّج ما في النسخ على لغة من يجتزئ بالفتحة عن الألف، وانظر الاجتزاء بالحركات عن الحروف في التعليق على المسألة رقم (679) .
(5) في (أ) و (ش) : «ورواه» بالواو.
(6) روايته على هذا الوجه أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/359) تعليقًا من طريق إبراهيم بن حميد، وأبو داود في "سننه" (817) من طريق عيسى بن يونس، وابن ماجه (817) من طريق عبد الله بن نمير، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (717) من طريق الحسن ابن سهل، وأبو يعلى في "مسنده" (1463 و1469) من طريق عبدة بن سليمان ومحمد بن يزيد الواسطي، جميعهم عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، به.
وأخرج مسلم في "صحيحه" (475) من طريق خلف ابن خليفة، عن الوليد بن سريع مولى آل عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عَمْرِو بن حريث قال: صلَّيتُ خلف النبي (ص) الفجرَ فسمعتُه يَقْرَأُ: {فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ *} [التكوير] .(6/353)
2585 - وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ (2) وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ شَريك (3) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (4) ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أصحاب النبيِّ (ص) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي؛ فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا بَلَغَ [مُدَّ] (5) أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ.
وَرَوَاهُ أَبُو الأَحْوَص (6) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) انظر المسألة التالية، والمسألة الآتية برقم (2590) .
(2) في (ف) : «أبي زرعة» .
(3) هو: ابن عبد الله النَّخعي القاضي.
(4) هو: ذكوان السَّمَّان.
(5) قوله: «مد» من (ش) فقط، وهي ثابتة في مصادر التخريج.
(6) هو: سلاَّم بن سُلَيم. وروايته لم نقف عليها، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/54-55 و55 و63-64 رقم 11517 و11518 و11608) ، والبخاري في "صحيحه" (3673) ، ومسلم في "صحيحه" (2541) من طريق شعبة، وأحمد (3/11 رقم 11079) ، ومسلم (2541) من طريق أبي معاوية محمد ابن خازم، وأحمد (3/54 رقم 11516) ، ومسلم (2541) من طريق وكيع، ومسلم أيضًا (2541) من طريق جرير بن عبد الحميد، جميعهم عن الأعمش، به.
= ... قال المزي في "تحفة الأشراف" (3/343) : «ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وأبي بكر وأبي كريب، ثلاثتهم عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، ووهم [أي مسلم] عليهم في ذلك، إنما رَوَوْهُ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سعيد، كذلك رواه الناس عنهم كما رواه ابن ماجه، عن أبي كريب أحد شيوخ مسلم فيه. ومن أدلِّ دليل على أن ذلك وهم وقع منه في حال كتابته لا في حفظه ... » .
وأطال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (7/35) في مناقشته لرواية مسلم، ورجَّح أن الوهم من أحد رواة "صحيح مسلم".(6/354)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَذَا يَرْوِيهِ شَريك! وَإِنَّمَا (1) الصَّحيح مَا يَرْوِيهِ (2) [أبو الأحْوَص] (3) .
2585/أ - وسمعتُ (4) أَبَا زُرْعَةَ (5) وحدَّثنا عَنِ الرَّبيع بْنِ ثَعْلَبٍ (6) ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ المؤدِّب (7) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعبي، عَنِ عبد الله بْنِ أَبِي أَوْفى؛ قَالَ: شَكَا عبدُالرحمن بنُ عَوْف خالدَ بْنِ الْوَلِيدِ إلى النبيِّ (ص) ، فَقَالَ: يَا خَالِدُ، لِمَ تُؤْذِي رَجُلاً مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، لَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، لَمْ تُدْرِكْ عَمَلَهُ؟! ،
_________
(1) في (ك) : «وإنما هو» .
(2) قوله: «الصحيح ما يرويه» سقط من (ت) و (ك) .
(3) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولابد منه؛ لما تقدَّم في التخريج.
(4) انظر المسألة السابقة، والمسألة الآتية برقم (2590) .
(5) في (ف) : «أبي زرعة» .
(6) في (أ) و (ش) : «ثعلبة» ، والمثبت من (ف) فقط، وهو الصَّحيح كما في "الجرح والتعديل" (3/456 رقم2060) ، ومن أول المسألة إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . ورواية الربيع بن ثعلب أخرجها عبد الله بن أحمد في "زوائده على الفضائل" (13) ، ويحيى بن صاعد في "مسند ابن أبي أوفى (10) ، والطبراني في "الصغير" (580) ، وفي "الكبير" (4/104 رقم 3801) ، والحاكم في "المستدرك" (3/298) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/241-242) .
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده على الفضائل" (13) ، والبزار في "مسنده" (3365) ، وابن صاعد (8) ، وابن حبان في "صحيحه" (7091) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/242) ، وابن حجر في "الأمالي المطلقة" (ص 54) ، جميعهم من طريق عبد الله بن عَوْن، عن أبي إسماعيل المؤدب، به.
(7) هو: إبراهيم بن سليمان.(6/355)
فَقَالَ: يَقَعون فيَّ فأردُّ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: لاَ تُؤْذُوا خَالِدًا، فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ صَبَّهُ اللهُ عَلَى الكُفَّارِ! .
أَخْبَرَنَا أَبُو محمَّد؛ قَالَ (1) : وحدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ، عن ابن الأصبَهاني (2) ،
عن عبد الله بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعبي، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) .
وسمعتُ (4) أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحيحُ حَدِيثُ ابْنِ إِدْرِيسَ (5) .
2586 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ عثمان بن زُفَر (6) ، عن
_________
(1) قوله: «أخبرنا أبو محمد؛ قال» ليس في (ف) ، وبدلاً منها في (أ) و (ش) : «قال أبو محمد» .
(2) هو: محمد بن سعيد. وروايته لم نقف عليها. وأخرجه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (12 و1484) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/242) من طريق محمد بن عبيد، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن عامر، به مرسلاً.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (7/395) من طريق محمد بن عبيد ويعلى بن عبيد وعبد الله بن نمير، والإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (1479) ، وأبو يعلى في "مسنده" (7188) من طريق يحيى بن زكريا، جميعهم عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قال: قال رسول الله (ص) : «إنما خالدٌ سيفٌ من سُيوف الله» . وجاء عند أحمد: عن قيس قال: أُخبرت أن النبي (ص) ... فذكره.
(3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4) في (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو.
(5) قال الذهبي في "التلخيص" (3/298) : «رواه ابن إدريس، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ الشعبي مرسلاً، وهو أشبه» .
(6) روايته لم نقف عليها، وقد أخرجه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (7/1325 رقم 2355) من طريق يزيد بن المبارك، عن جعفر بن برقان، به.(6/356)
يحيى بْن يَمان، عَن جعفر بْن بُرْقان، عَن مَيْمون بْن مِهْران؛ قَالَ: قَالَ لي ابنُ عبَّاس: يَا مَيْمونُ، لا تَسُبَّ السَّلَفَ؛ وادخُل الجنةَ بسلام.
قَالَ أَبُو زرعة: هكذا قَالَ عثمان بْن زُفَر: عَن يحيى بْن يَمان، عَن جعفر بْن بُرْقان، عَن مَيْمون! وقال غيرُه: عَن سَوادَة (1) ، عَن مَيْمون بْن مِهْران؛ والصَّحيحُ عَن سَوادة.
2587 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عُبَيدة السَّقَطي (2) ،
عَنِ النَّضْر بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَن قَيْس بْنِ أَبِي حَازِمٍ؛ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ (3) : قال لي النبيُّ (ص) : ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وأُمِّي؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْس: أنَّ النبيَّ (ص) قال لسعد (4) .
_________
(1) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (61/349) من طريق سليمان بن داود المنقري، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ، عَنْ سوادة الجرمي، عن ميمون بن مهران» . وذكره المزي في "تهذيب الكمال" (29/216) عن سليمان بن داود، به.
(2) هو: الفضل بن أبي سويد. وروايته لم نقف عليها، وقد أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1407) ، وأبو سعيد النَّقاش في "فوائد العراقيين" (39) من طريق أبي كامل الفضيل بن الحسين الجحدري، والبزار في "مسنده" (1219) من طريق أزهر بن جميل، كلاهما عن النضر بن إسماعيل، به.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (752) من طريق إسماعيل بن علية، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، به.
(3) هو: ابن أبي وقاص ح.
(4) يعني: مرسلاً من طريق إسماعيل، عن قيس.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/174 و180 رقم 1495 و1562) ، والبخاري في "صحيحه" (3725 و4055 و4056 و4057) ، ومسلم (2412) من طريق سعيد بن المسيب، ومسلم (2412) من طريق عامر بن سعد، كلاهما عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، به. وأخرجه الإمام أحمد (1/92 و124 و136-137 و158 رقم 709 و1017 و1147 و1357) ، والبخاري (2905 و4058 و4059 و6184) ، ومسلم (2411) من طريق عبد الله بن شداد، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب قال: ما رأيتُ النبيَّ (ص) يَفدي رجلاً بعد سعدٍ سمعتُه يقول: «ارْمِ فِداكَ أبي وأمِّي» .(6/357)
2588 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هُشَيم (2) ،
عَنِ العَوَّام (3) ، عَنْ (4) سَلَمة بْنِ كُهَيل، عَنْ عَلْقَمة (5) ؛ قَالَ: قَدِمتُ الشامَ، فلَقِيتُ خالدَ بنَ الْوَلِيدِ، فسمعتُه يحدِّث، فَقَالَ: سَبَّني عَمَّارٌ، فأتيتُ النبيَّ (ص) فقلتُ: لَوْلا مكانُكَ مَا سَبَّني (6) ، فَقَالَ: مَهْلاً يَا خَالِدُ! فَإِنَّهُ مَنْ يَسُبُّ عَمَّارً (7) يَسُبُّهُ اللهُ ... ، وذكر الحديث؟
_________
(1) قوله: «وأبا زرعة» سقط من (ف) ، وتوجد علامة لَحَق، ولم يظهر شيء في التصوير.
(2) روايته أخرجها أبو يعلى في "المعجم" (227) ، والطبراني في "الكبير" (4/113 رقم 3835) ، وليس في شيء منهما قوله: «فَقُلْتُ: لَوْلا مَكَانُكَ مَا سَبَّني» ، ولم نجده في شيء من مصادر التخريج التالية.
فقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (32242) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/89 رقم 16814) ، والنسائي في "الكبرى" (8268 و8269) ، وابن حبان في "صحيحه" (7081) ، والحاكم في "المستدرك" (3/390-391) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/398 و399) من طريق يزيد بن هارون، عن العوَّام ابن حوشب، به.
(3) هو: ابن حَوْشَب.
(4) في (ك) : «بن» بدل: «عن» .
(5) هو: ابن قيس النَّخَعي.
(6) في (ك) : «ما سبتني» .
(7) كذا في جميع النسخ: «عمار» وهو عَلَمٌ مصروف فحقُّه أن يكون بالألف، ويخرَّج ما في النسخ على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
والحديث أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/112-113 رقم3830-3834) من طرق، ووقع عنده: «عمارًا» بلغة الجمهور.(6/358)
فَقَالا: أَسْقَطَ العوامُ مِنْ هَذَا الإِسْنَادِ عِدَّةً، وَرَوَاهُ شُعبة (1) ،
عَنْ سَلَمة، عن محمَّد بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنِ الأَشْتَر (3) .
2589- وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَسَدُ ابن موسى؛ قال:
_________
(1) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1252) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/90 رقم 16821) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/136) تعليقًا، والنسائي في "الكبرى" (8270) ، والطبراني في "الكبير" (4/112 رقم3831) ، والحاكم في "المستدرك" (3/389) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4/112 رقم3833) ، والحاكم في "المستدرك" (3/391) من طريق يحيى بن سلمة، = = والطبراني أيضًا (3832) من طريق محمد بن سلمة، كلاهما عن أبيهما سلمة بن كُهَيل، عن عمران بن أبي الجعد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن الأشتر، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/114) تعليقًا، والنسائي في "الكبرى" (8271 و8272) ، والطبراني في "الكبير" (4/112 رقم3830) ، والحاكم في "المستدرك" (3/389-390 و390) ، والخطيب في "الموضح" (2/276) من طريق الحسن بن عبيد الله، عن محمد بن شداد، عن عبد الرحمن بن يزيد، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4/113 رقم3834) من طريق عبد الرحمن بن عابس، عن عمه مخرمة بن ربيعة، عن الأشتر.
(2) هو: عبد الرحمن بن يزيد.
(3) هو: مالك بن الحارث النَّخعي. قال الحاكم في "المستدرك" (3/391) : «حديث العوام بن حوشب هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين لاتِّفاقهما على العوَّام بن حوشب وعلقمة، على أن شعبة أحفظ منه حيث قال: عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الأشتر، والإسنادان صحيحان» .
قال الذهبي في "التلخيص": «قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن الأشتر» .
(4) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/241/المطبوع) بتصرف، وتقدمت هذه المسألة برقم (129) وفيها قال أبو حاتم وأبو زرعة: «لَيْسَ عِنْدَنَا بِذَاكَ الصَّحِيحِ؛ أَبُو ثفال مجهول، ورباح مجهول» ، وانظر "البدر المنير" (3/237-248) .(6/359)
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ حازِم (1) - أَوْ خازِم (2) ، شَكَّ أسد - قال: أخبرني عبد الرحمن بْنُ حَرْمَلة الأسلَمي، عَنْ ثِفَال بْنِ أَبِي ثِفَال (3) ، عَنْ رَبَاح بن عبد الرحمن ابن شَيْبان، عَنْ أُمِّه بِنْتِ زَيْدِ بن نُفَيْل (4) ؛ قال (5) : قال رسولُ الله (ص) : لَمْ يُحْبِبِ اللهَ مَنْ لَمْ يُحْبِبْنِي، ولَمْ يُحْبِبْنِي (6) مَنْ لَمْ يُحْبِبِ (7) الأَنْصَارَ، وَلا صَلاَةَ لِمَنْ لا وُضُوءَ لَهُ، وَلا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ فِي مواضعَ، والصَّحيحُ: عبد الرحمن بْنُ حَرْمَلة (8) ، عَنْ أَبِي ثِفال المُرِّي، عن رَباح بن عبد الرحمن بْنِ حُوَيطِبٍ (9) ، عَنْ جدَّته (10) ، عَنْ أبيها سعيد ابن زيد، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) في (أ) و (ف) : «حارم» بالراء.
(2) كذا في (ت) و (ف) ، وفي (أ) و (ش) : «حازم» ، وفي (ك) : «جازم» .
(3) قوله: «ابن أبي ثفال» سقط من (أ) و (ش) .
(4) كذا جاء في هذا الطريق، وسيأتي آخر المسألة أن صوابه: «عن جدِّته، عن أبيها سعد بن زيد» ، وجدته هي أسماء بنت سعيد بن زيد، ويمكن أن يحمل قوله هنا: «عن أبيه» على أنها أمه من الأعلى، فالجدة أم، والله أعلم.
(5) كذا جاء في جميع النسخ، والجادَّة: «قالت» ؛ لأن القائلة هي بنت زيد بن نُفَيل، لكنَّ ما وقع في النسخ مُتَّجه في العربية على ثلاثة أوجه ذكرناها في التعليق على مثله في المسألة رقم (178 و2344) .
(6) في (أ) و (ت) و (ك) : «يحبني» .
(7) في (أ) و (ش) : «يحب» .
(8) تقدم تخريج روايته على هذا الوجه في المسألة رقم (129) .
(9) وفي في المسألة رقم (129) : «رباح بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حُوَيْطِبٍ» .
(10) هي: أسماء بنت سعيد بن زيد.(6/360)
2590- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زُهَير (2) ، عَنْ حُمَيد (3) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: كَانَ بينَ خَالِدِ بْنِ الوليد وبين عبد الرحمن بْنِ عَوْف شيءٌ، فَقَالَ النبيُّ (ص) : دَعُوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حُمَيد، عَنِ الْحَسَنِ (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) ... ، مُرسَل (5) .
2591 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ (7) ، عَنْ عُبَيد بن عبد الرحمن بْنِ عُبَيد بْنِ سَلَمة الحَنَفي، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ جَدِّه سَعِيدِ بن عمرو،
_________
(1) نقل الضياء في "المختارة" (6/67) بعض هذاالنص. وانظر المسألة المتقدمة برقم (2585/أ) .
(2) هو: ابن معاوية. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/266 رقم 13812) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (35/270) ، والضياء في "المختارة" (6/66 رقم2046) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (17/327-328) .
(3) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل.
(4) هو: البصري.
(5) قال يحيى بن معين في "تاريخه" (1/390 رقم 2642/رواية الدوري) : «حدَّث زهير، عن حميد، عن الحسن قال: وقع بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف كلام. هذا هو الصَّواب. قال يحيى: حدثني به أبو غسان. وأما أحمد بن يونس فحدث به عن زُهَيْرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قال: وقع بين خالد وعبد الرحمن كلام. قال يحيى: فقلتُ لأحمد بن يونس: إِنَّمَا هُوَ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ الحسن. فقال أحمد: هكذا وقع في كتابي» . اهـ.
وقوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(6) في هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة حاشية غير واضحة.
(7) هو: الفلاَّس.(6/361)
عن جابر بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) : خِيَارُ قُرَيْشٍ خِيَارُ النَّاسِ، وشِرَارُهَا شِرَارُ النَّاسِ، وقُرَيْشٌ كَالْمِلْحِ، هَلْ يَطِيبُ الطَّعَامُ إِلاَّ بهِ؟! وقُرَيْشٌ كَالصُّلْبِ، هَلْ يَمْشِي الرَّجُلُ بِغَيْرِ صُلْبٍ؟! ولَوْلاَ أَنْ تَطْغَى قُرَيْشٌ لَأَخْبَرْتُهَا بمَا لَهَا عِنْدَ اللهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وعُبَيدٌ مَجْهُولٌ (1) .
2592 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الصَّمد بن عبد الوارث (2) ، عَنْ أَبِي خَلْدَة (3) ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قال لي (5) رسولُ الله (ص) : مِمَّنْ أَنْتَ؟ ، قُلْتُ: مِنْ دَوْسٍ؛ قال: مَا كُنتُ أُرَى (6) أَنَّ (7) فِي دَوْسٍ أَحَدًا فِيهِ خَيْرٌ؟
قال أبي: هكذا رواه عبد الصَّمَد، وسعيدُ بنُ إِسْحَاقَ، والحُفَّاظ يَروون عَنْ أَبِي خَلْدَة (8) ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: أنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ... مُرسَلً (9) .
_________
(1) قال الذهبي في "الميزان" (3/20) : «عبيد بن عبد الرحمن أبو سلمة، شيخٌ لأبي حفص الفَّلاس مجهول. وخبره منكر في فضل قريش» .
(2) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (3838) ، وابن عدي في "الكامل" (3/165) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (67/315) . وأخرجه ابن عساكر (67/314 و315) من طريق عمر بن عبد المجيد وأبي داود الطيالسي، كلاهما عن خالد بن دينار أبي خلدة، به.
(3) هو: خالد بن دينار.
(4) هو: رُفَيْع بن مهران.
(5) قوله: «لي» سقط من (ش) .
(6) بضم الهمزة، أي: أظُنّ؛ قاله في "تحفة الأحوذي" (10/227) .
(7) قوله: «أن» من (ف) فقط.
(8) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (67/315) من طريق يونس بن بكير، عن أبي خلدة، به.
(9) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .(6/362)
2593 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَاصِمٍ (1) ، عَنْ عَبْدِ ربِّه ابن عَطاء اللَّهِ؛ قَالَ: حدَّثني ابْنُ القارِيّ (2) ، قَالَ: حدَّثني ابنُ أَبِي عُبَيد الزُّرَقي (3) : أَنَّهُ خرَجَ مَعَ (4) أَبِيهِ، فلمَّا كَانَ مِنَ السَّحَر؛ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ نَائِمٍ، فَنَادَاهُ: أيُّها النَّؤومُ! مالَكَ ولِلوَحْدَةِ؟ أَمَا علمتَ مَا قَالَ رسولُ الله (ص) فِي الوَحْدَة؟ فَقَالَ (5) : إنِّي لَمْ آتِكَ سَفْرًا (6) ؛
إنما
_________
(1) هو: الضَّحَّاك بن مَخْلَد، ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26475 و32373) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/340 رقم 18992 و18993) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1507) ، والحاكم في "المستدرك" (2/328 و4/73) من طريق سفيان الثوري، والإمام أحمد (4/340 رقم 18994) ، والبزار في "مسنده" (3725) ، والطبراني في "الكبير" (4545) من طريق بشر بن المفضل، والبخاري في "الأدب المفرد" (75) ، والطبراني في "الكبير" (5/45 رقم 4544) من طريق زهير بن معاوية، والطبراني (5/46 رقم 4546) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، جميعهم عن ابن القاري عبد الله بن عثمان بن خثيم، به.
(2) هو: عبد الله بن عثمان بن خُثَيم كما سيأتي.
(3) قال ابن حجر في "التقريب" (8479) : «ابن أبي عُبيد الزُّرَقي، مجهول، لم يُسَمَّ» ، وذكره المزِّي في "تهذيب الكمال" (34/460-461) ، فقال: «ابن أبي عُبَيد الزُّرَقي عن شيخ من أصحابه، عن النبيِّ (ص) : «اللَّهم اغفر للأنصار ... » الحديث بطوله، وفيه قصة لأبيه، وعنه: عبد الله بن عثمان بن خثيم، روى له أبو داود في فضائل الأنصار» . اهـ. فتبين بهذا أن المزي وابن = = حجر لم يعرفا ابن أبي عبيد هذا، وعرَفه أبو حاتم الرازي، فبيَّن في آخر المسألة أنه إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، وهذا من فوائد هذا الكتاب، والله أعلم.
(4) في (أ) و (ش) : «معه» .
(5) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» .
(6) أي: مُسافِرًا، وهو مصدر الفعل: سَفَرَ يَسْفِرُ، من باب: «ضرب» ، بمعنى: خرج للسَّفَر..انظر "المصباح المنير" (ص 146) .(6/363)
خرجتُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ الَّذِي رُحْتَ مِنْهُ، وَأَنَا أريدُ هَذَا الماءَ الَّذِي (1) أصبحْتَ (2) ، فَقَالَ: ممَّن أَنْتَ؟ قَالَ: رجلٌ مِنَ الأَنْصَارِ؛ قَالَ: أبْشِر؛ فَإِنِّي سمعتُ رَسُولَ الله (ص) يَقُولُ: اللَّهُمَّ، اغْفِرْ للأَنْصَارِ، ولأَبْنَاءِ الأَنْصَارِ - قَالَ: وأُراهُ قَالَ: ولأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ - قَالَ: إِنِّي لستُ مِنْهُمْ، أَنَا مِنْ مَوَالِيهم؛ قَالَ: أَنْتَ منهُم؛ قَالَ رسولُ اللَّهِ لِعُمَرَ: اجْمَعْ لِي قَوْمَكَ؛ قَالَ: فَقُلْنَا - أَوْ قَالَ النَّاسُ-: نَزَلَ فِي قُرَيْشٍ أَمْرٌ، فلمَّا اجتمَعُوا قَالَ: إِمَّا أَنْ يَدْخُلُوا إِلَيْكَ، وإِمَّا أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ؛ قَالَ: فخرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِكُمْ؟ ، قَالُوا: فِينَا أبناؤنا وحُلَفاؤنا وبنو أخواتنا (3) ومَوالينا، فقال رسولُ الله (ص) : حَلِيفُنَا مِنَّا، وابْنُ أُخْتِنَا مِنَّا، ومَوَالِينَا مِنَّا، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّ أَوْلِيَائِيَ مِنْكُمُ المُتَّقُونَ، فَإِنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فَأَنْتُمْ، ثم صرخَ رسول الله (ص) ، فَلَمْ يَسْمَعْ أحدٌ صوتَه أَوْ بلغَه إِلا جَاءَ (4) يَشتَدُّ، فَقَالَ: أيُّهَا (5) النَّاسُ، مَنْ بَغَاهُمُ العَوَاثِرَ (6) ، كُبَّ (7) عَلَى مَنْخِرَيْهِ؟
قَالَ أَبِي: ابنُ القارِيّ هُوَ عِنْدِي: عبد الله ابن عثمان بن خُثَيم (8) ،
_________
(1) قوله: «الذي» سقط من (ك) .
(2) أي: أصبحت فيه.
(3) في (ت) و (ك) : «إخواننا» ، ولم تنقط التاء في بقية النسخ، والمثبت هو الصواب.
(4) قوله: «جاء» سقط من (ك) .
(5) في (أ) و (ش) : «يا أيها» .
(6) في (ت) : «العواش» ، وفي (ك) : «الحراش» . والعَواثرُ: جمعُ عاثِر، وهي حِبالة الصَّائد، أو جمعُ عاثِرة، وهي الحادثةُ التي تعثُر بصاحبها، من قولهم: عثَر بهم الزمانُ: إذا أحنى عليهم. "النهاية" (3/182) .
(7) في (ك) : «كنت» .
(8) في (ك) : «خيثم» .(6/364)
هُوَ مِنَ القارَة، وَابْنُ أَبِي عُبَيد هُوَ: إسماعيلُ بنُ عُبَيد بْنِ رِفاعَة الزُّرَقي، وَقَدْ حدَّث ببعض هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ (1) ابْنِ خُثَيم (2) ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
2594 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ عائِذٍ الدِّمَشْقي (3) ، عَنْ صَدَقة بْنِ خَالِدٍ، عَنْ وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبِ بْنِ وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبٍ (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عن جدِّه؛ قال: قال: أَردَفَ النبيُّ (ص) مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفيان خَلْفَهُ، فَقَالَ: مَا يَلِينِي مِنْكَ يَا مُعَاوِيَةُ؟ ، قَالَ: بَطْني؛ قَالَ: اللَّهُمَّ، امْلأهُ (5) عِلْمًا، فذاكرتُ بِهِ أَبَا مُسْهِر (6) - هَذَا الحديثَ - فَقَالَ لِي (7) : نَعَم، وفيه: وحِلْمًا؟
_________
(1) كذا في جميع النسخ: «عن» ، ويظهر أنه تصحيفٌ صوابُه: «عنه» ، وقد تقدمت في مطلع المسألة رواية ابن القاري عبد الله بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ ابن أبي عبيد الزرقي، بصيغة: «حدثني» . ويحتمل أن يكون في الكلام سقطٌ، والتقدير: وقد حدَّث ابن عطاء الله ببعض هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، والله أعلم.
(2) في (أ) و (ف) : «خيثم» .
(3) روايته أخرجها ابن منده في "معرفة أسامي أرداف النبي (ص) " (ص 34-35) . وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/180) تعليقًا من طريق محمد بن مبارك الصوري، والآجري في "الشريعة" (5/2439 و24340 رقم 1920 و1921) من طريق إسحاق بن وحشي بن حرب ومسلمة بن بشر أبي بشر، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (59/87-88) من طريق أبي بشر، وابن منده (ص 34) من طريق عاصم بن يوسف، جميعهم عن صدقة بن خالد، به. ومن طريق البخاري أخرجه ابن عساكر (62/402-403) وقال: «في إسناده نظر» .
(4) قوله: «بن وحشي بن حرب» ليس في (أ) و (ش) .
(5) في (ت) و (ك) : «امله» .
(6) هو: عبد الأعلى بن مُسْهِر. وروايته أخرجها ابن منده في "معرفة أسامي أرداف النبي (ص) " (ص 35) .
(7) قوله: «لي» سقط من (ك) .(6/365)
فَقَالَ أَبِي: رَوَى هَكَذَا هَذَا الحديثَ (1) أَبُو مُسْهِر، ومحمَّد بْنُ عائذ!
وحدَّثنا (2) أَبُو هَارُونَ البَكَّاء (3) - بقَزْوِين - عَنْ صَدَقَة، عَنْ وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبٍ، عن أبيه: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (4) ؛ لَمْ يَقُلْ: «عَنْ جدِّه» .
قلتُ: فالصَّحيحُ (5) ما رواه أبو هارون؟
_________
(1) في (ك) : «هذا الحديث هكذا» .
(2) قوله: «وحدثنا» مكانه في (ت) و (ك) : «أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا» ، والمثبت من بقية النسخ، والصواب أنَّ القائل: «حَدَّثَنَا أَبُو هَارُونَ البكَّاء بِقَزْوِينَ» هو أبو حاتم، وليس ابنه أبا محمد، ويَدُلُّ على ذلك أمورٌ:
الأول: أنَّ أبا هارون شيخ لأبي حاتم؛ ففي ترجمة أبي هارون من "الجرح والتعديل" (8/160) لم يذكُر ابنُ أبي حاتم أنَّه روى عنه، لكنَّه ذكَرَ أن أباه سمع منه بقزوين، وهذا الحديث فيه التصريح بأن أبا هارون حدَّث به بقزوين، وقد روى عنه أبو حاتم صراحةً في المسألة رقم (1441) ، وكذلك في "تفسير ابن أبي حاتم" (1/39) .
والثاني: ما صرَّحت به بقية النسخ، أن القائل: «وحدثنا أبو هارون البكَّاء بقزوين» هو أبو حاتم، وهو ما أثبتناه.
والثالث: سياق المسألة؛ فإن أبا حاتم شرع في ذكر الرواية التي خالفت رواية أبي مسهر، ومحمد بن عائذ للحديث، وهي رواية أبي هارون البكاء سمعها هو منه بقزوين، على أن أبا حاتم - في آخر المسألة - توقَّف ولم يرجح أيًّا من الروايتين على الأخرى!
(3) هو: موسى بن محمد.
(4) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، وهو جارٍ على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) في (أ) و (ش) : «الصحيح» ، وفي (ت) و (ك) : «والصحيح» .(6/366)
قَالَ: ما أدري ما أقولُ لَكَ، قَدْ ذاكَرتُ بِهِ أَبَا زُرْعَةَ فبَقِيَ (1) ، وَقَدْ رَأَيْنَا ذَاكَ (2) ، وَأَبُو هَارُونَ مَحَلُّهُ عِنْدِي الصِّدقُ.
2595- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ الحسَنُ بنُ عَرَفَة (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ محمَّد الْمَدَنِيُّ، عَن الزُّهري، عَنْ عُروَة، عَن عائِشَة؛ قَالَتْ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) فِي مَرضِه الَّذِي ماتَ فِيهِ: سُدُّوا هَذِهِ الأَبْوَابَ الشَّوَارِعَ الَّتِي فِي المَسْجِدِ، إِلاَّ بَابَ أَبِي بَكْرٍ؛ فَإِنِّي لا أَعْلَمُ رَجُلاً فِي (4) الصَّحَابَةِ أَحْسَنَ يَدًا مِنْ أَبِي بَكْرٍ؟
_________
(1) أي: وبقي ساكتًا حائرًا. انظر التعليق على المسألة رقم (1902) .
(2) يعني: محمد بن عائذ فيما يظهر.
(3) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (1/225) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 99) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/254) .
وأخرجه الترمذي في "جامعه" (3678) ، وعبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على الفضائل" (33) من طريق إسحاق بن راشد، وابن أبي عاصم في "السنة" (1242) من طريق سليمان بن أبي داود الجزري، وأبو يعلى في "مسنده" (4678) ، والدولابي في "الكنى" (858) ، وابن حبان في "صحيحه" (6857) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/332) من طريق معمر، والطبراني في "الأوسط" (2/129-130 و306 و1474 و2056) ، والقطيعي في "زوائده على الفضائل" (567) من طريق عبد الحميد بن جعفر، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/255) من طريق عثمان ابن عبد الرحمن السعدي، جميعهم عن الزهري، به.
وأخرجه الدارمي في "مسنده" (81) من طريق محمد ابن كعب، والقطيعي في "زوائده على الفضائل" (512) من طريق أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/253 و256) من طريق محمد بن جعفر، ثلاثتهم عن عروة، به.
(4) في (أ) و (ش) : «من» .(6/367)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا يُروى عَنِ الزُّهري (1) ، عَنِ أيُّوب بْنِ بَشِير: أنَّ النبيَّ (ص) ... ، وإبراهيمُ هَذَا الَّذِي رَوَى هَذَا (2) الحديثَ لا أعرفُه (3) .
_________
(1) سيأتي تخريج روايته على هذا الوجه في المسألة رقم (2615) .
(2) قوله: «روى هذا» مكرر في (ك) .
(3) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/131) : «إبراهيم بن محمد المدني روى عن الزهري، روى عنه الحسن بن عرفة. سألت أبي عنه فقال: لا أعرفه، والحديث الذي رواه عن الزهري خطأ» .
وقال العراقي في "ذيل الميزان" (ص 78) : «قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: لا أعرفه، والحديث الذي رواه خطأ، قلت [أي العراقي] : وهو غير إبراهيم ابن محمد بن عبد العزيز الزهري المدني المذكور في "الميزان"، ذاك يروي عن أبيه عن الزهري، وقد فرَّق بينهما ابن أبي حاتم وغيره، ولا أعرف أحدًا جمع بينهما وإنما نبَّهت على ذلك لئلا يُظَن أنه هو، ولكن الظاهر أن صاحب هذه الترجمة هو: إبراهيم بن محمد ابن أبي يحيى شيخ الشافعي، فإنه روى عن الزهري، وآخرُ من حدث عنه الحسن بن عرفة، ولكن قد فرق بينهما ابن أبي حاتم، فلهذا ذكرته، وإن كان ابن أبي يحيى مذكورًا في الميزان» .
وقال ابن حجر في "لسان الميزان" (1/203/تحقيق غنيم) بعد أن ذكر كلام العراقي: «قلت: وتبع أبا حاتم صاحب "الحافل"، ويجوز أن يكون إبراهيم بن محمد ابن عبد العزيز الزهري الذي مضت ترجمته» . وأخرج ابن عدي هذا الحديث كما تقدم في ترجمة إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يحيى الأسلمي.
ومتن هذا الحديث صحيح من غير هذا الطريق، فقد أخرجه الإمام أحمد (1/270 رقم 2432) ، والبخاري في "صحيحه" (467) من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ الله (ص) فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، عاصبٌ رأسه بخرقة، فقعد عَلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه، ثم قال: «إنه ليس من الناس أحدٌ أمنَّ علي بنفسه وماله مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قُحافة، ولو كنت مُتَّخِذًا من الناس خليلاً لاتّخذت أبا بكر خليلاً، ولكن خُلّة الإسلام أفضل، سُدّوا عني كلَّ خَوْخَة في هذا المسجد، غير خوخة أبي بكر» .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/18 رقم 11134 و11135 و11136) ، والبخاري في "صحيحه" (466 و3654 و3904) ، ومسلم (2382) من حديث أبي سعيد الخدري.(6/368)
2596 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رواه سُلَيمان بن عبد الرحمن بْنِ شُرَحْبيل (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ صَالِحٍ الأَزْدي؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو جَمْرَة (4) الضُّبَعي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ الله (ص) أربعُ مِئَةٍ مِنْ دَوْس، فَقَالَ رسولُ اللَّهِ: مَرْحَبًا بِالأَزْدِ! أَحْسَنِ النَّاسِ وُجُوهًا، وأَسْمَعِها لِقَاءً، وأَطْيَبِهِ أَفْوَاهًا (5) ،
وأَعْظَمِهِمْ
_________
(1) في هامش النسخة (أ) حاشية غير واضحة.
(2) في (ف) : «أبو زرعة» .
(3) هو: سليمان بن عبد الرحمن ابن ابنة شرحبيل، وانظر التعليق على المسألة المتقدمة برقم (1186) . وروايته للقسم الأول أخرجها الطبراني في "الكبير" (12/171-172 رقم 12948) ، وفي "الأوسط" (6809) .
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2290) من طريق محمد بن المصفى، والعقيلي في "الضعفاء" (3/174) من طريق داود بن راشد، وابن عدي في "الكامل" (5/30) من طريق عمرو بن عثمان، والحاكم في "المستدرك" (2/106) من طريق إسماعيل بن عبد الله، جميعهم عن عمر بن صالح، به.
وروايته للمتن الثاني أخرجها الطبراني في "الكبير" (12/170 رقم 12947) ، وفي "الأوسط" (6808) . وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2290) من طريق محمد بن المصفى، عن عمر بن صالح، به.
قال الطبراني في "الأوسط": «لم يرو هذين الحديثين عن أبي جمرة إلا عمر بن صالح» .
(4) المثبت من (ت) ، وفي بقية النسخ: «حمزة» ، وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (29/362) . وهو: نصر ابن عمران.
(5) كذا في جميع النسخ، ومثله في الموضع المذكور من "الآحاد والمثاني" و"مستدرك الحاكم"، والجادَّة هنا أن يقال: «وأطيَبهُم أفواهًا» كما في قوله: «وأعظمهم أمانة» ، ومثلُهُ في بقية مصادر التخريج، أو يقال: «وأطيَبها أفواهًا» كما في قوله قبل: «وأسمعها لقاءً» ، لكن يخرَّج ما في النسخ والمصدرين المذكورين على وجهين:
الأول: أن الضمير مذكَّر، والتقدير: وأطيب البَشَر أو الخَلْق، أو مَن ذُكِرَ؛ وهذا من الحمل على المعنى بتذكير المؤنث؛ انظر التعليق على المسألة رقم (270) .
والثاني: أن الضمير مؤنَّث، والأصل «وأَطيَبَها» ، ثم حذفت الألف من «ها» ، ونقلت فتحة الهاء إلى الباء قبلها، على لغة طيِّئ ولخم. انظر التعليق على المسألة رقم (235) .(6/369)
أَمَانَةً، شِعَارُ إِخْوَتِي: يَا مَبْرُورُ (1) .
وَبِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ: كتبَ رسولُ الله (ص) إِلَى حَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ يدعوهُم إِلَى الإِسْلامِ، فَلَمْ يَقبَلوا الكتابَ، فرجعوا إلى رسول الله (ص) فأخبَرُوه، فقال لنا: أَمَا (2) إِنِّي لَوْ بَعَثْتُ بِهِ إِلَى قَوْمٍ بِشَطِّ عُمَانَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَة وأَسْلَمَ، [لَقَبِلُوهُ] (3) .
وبُعِثَ إلى رسول الله (ص) بهَديَّة، فَقُدِّمَتْ وَقَدْ قُبِضَ رسولُ الله (ص) ، فجعَلَ أَبُو بَكْرٍ (4) الهديَّة مَوْرِثًا، فقسَمها بَيْنَ فاطمةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) وَبَيْنَ الْعَبَّاسِ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هذَينِ الحديثَينِ منكَران (5) .
_________
(1) جاء عند العقيلي وابن عدي والحاكم في الموضع السابق: «شعاركم: يا مبرور» ، وعند ابن أبي عاصم: «شعاركم: يا مبرون» .
(2) في (ت) و (ف) و (ك) : «إنما» .
(3) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، واستدركناه من مصادر التخريج.
(4) في (أ) و (ش) : «أبي بكر» .
(5) في (ك) : «منكرين» ، والمثبت من بقية النسخ، والجادَّة: «هذان الحديثان منكران» ، ولما وقع في النسخ توجيهات في العربية. انظر تعليقنا على المسألة رقم (25) و (759) .(6/370)
وَبِهَذَا الإِسْنَادِ قَالَ: وَفَدَ عَلَى رسول الله (ص) بَعْدَ أُحُدٍ قومٌ مِنْ أَزْدٍ، فَقَالَ: أَنْتُمْ مِنِّي، وأَنَا مِنْكُمْ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
2597 - أَخْبَرَنَا أَبُو محمَّد قَالَ (1) : حدَّثنا (2) أَبُو زُرْعَةَ بحديثٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ سَبَلان (3) ،
عَنْ فَرَج بْنِ فَضالَة، عَنْ محمَّد بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيدي، عَنِ الزُّهري، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ محمَّد (4) ، عَنِ النُّعمان
_________
(1) قوله: «أخبرنا أبو محمد قال» من (ت) و (ك) فقط.
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدثنا» بالواو.
(3) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (2833) .
وأخرجه ابن شبَّة في "أخبار المدينة" (3/1066-1067) من طريق إسحاق بن إدريس، عن فرج، به. وقرن في إسناده مع الزهري: «معاوية بن صالح» ، وجاء في إسناده أيضًا: «القاسم بن عبد الرحمن» بدل: «القاسم بن محمد» .
وأخرجه ابن شبَّة أيضًا (3/1067) من طريق عمرو بن [عون] ، عَنْ فَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ معاوية بن صالح، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن النعمان، به. وقد اختلف على معاوية بن صالح كما سيأتي في التعليق آخر المسألة.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/75 رقم 24466) ، وابن شبَّة (3/1069) ، والحاكم في "المستدرك" (3/99-100) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (39/281 و282) من طريق موسى بن داود، عن فرج، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَن عائشة، به. ولم يذكر ابن شبَّة في إسناده: «الزهري» .
وأخرجه ابن شبَّة (3/1067) من طريق عمرو بن [عون] ، عن فرج، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عائشة، به. ولم يذكر في إسناده: «عروة» .
(4) من قوله: «بن الوليد الزبيدي ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.(6/371)
بْنِ بَشِير، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: قال رسولُ الله (ص) : لَوْ كَانَ عِنْدَنَا أَحَدٌ يُحَدِّثُنَا! ، قلتُ: أَفَلا أبعثُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ؟ فسكتَ عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: لَوْ كَانَ عِنْدَنَا أَحَدٌ يُحَدِّثُنَا! ، قلتُ: أَفَلا أبعثُ إِلَى عُمَرَ؟ فسكتَ عَنِّي، فَدَعَا وَصِيفًا (1) لَهُ فَسارَّهُ، فَإِذَا هُوَ بِعُثْمَانَ يَسْتَأْذِنُ، فأَذِن لَهُ، فأَكَبَّ عَلَى رَسُولِ الله (ص) ، وأَكَبَّ رسولُ الله (ص) ، فجعَلا يَتَسَارَّانِ (2) ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا يَقُولانِ، فلمَّا رفعَ رأسَه ووَلَّى؛ ناداه النبيُّ (ص) فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ، عَسَى اللهُ أَنْ يُقَمِّصَكَ قَمِيصًا مِنْ بَعْدِي، فَإِنْ أَرَادَ (3) المُنَافِقُونَ عَلَى خَلْعِهِ فَلاَ تَخْلَعْهُ ثلاثَ مرَّات.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ الزُّهري؛ إنما يرويه الفرج (4) ،
_________
(1) الوَصِيفُ: هو العبدُ. انظر "النهاية" (5/191) .
(2) في (ف) : «يستاران» ، وفي (ك) : «يتساوان» .
(3) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «أرادك» .
(4) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن ماجه في "سننه" (112) عنه، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ النعمان بن بشير، به.
واختلف على ربيعة بن يزيد:
فأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/86-87 رقم 24566) ، وفي "فضائل الصحابة" (816) ، وابن = = شبَّة في "أخبار المدينة" (3/1069) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1179) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (1234) من طريق الوليد بن سليمان، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عبد الله بن عامر، عن النعمان، به. ولم يذكر ابن شبَّة في إسناده: «ربيعة» .
وأخرجه ابن شبَّة (3/1067-1069) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (53) ، والطبراني (1934) من طريق أسد بن موسى، والترمذي في "جامعه" (3705) من طريق الليث بن سعد، وابن أبي عاصم (1173) من طريق محمد بن جعفر، والطبراني (1934) ، والطحاوي (5311) من طريق عبد الله بن صالح، جميعهم عن معاوية ابن صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عن عبد الله بن عامر، عن النعمان، به. ولم يذكر الطحاوي في إسناده: «ربيعة» .
واختُلف على معاوية بن صالح أيضًا:
فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (32036 و37644) ، وابن أبي عاصم (1172) ، وابن حبان في "صحيحه" (6915) من طريق زيد بن الحبحاب، والإمام أحمد (6/149 رقم 25162) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن قيس، عن النعمان، به. وجاء في إسناد أحمد: «عبد الله بن أبي قيس» .
وتقدم في التعليق في بداية المسألة وجه آخر من الخلاف على معاوية بن صالح.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (39/278) من طريق يزيد بن أيهم، عن النعمان، به.
قال الدارقطني في "العلل" (5/19/ب-20/أ) : «يرويه ربيعة بن يزيد الدمشقي واختلف عنه فرواه الْوَلِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السائب، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عبد الله ابن عامر، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ عائشة، وتابعه [عبد الله بن] صالح كاتب الليث، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ ربيعة بن يزيد، وخالفهما زيد بن الحباب العُكْلي رواه عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن قيس، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ عائشة، ورواه صفوان ابن عمرو، عن يزيد بن أيهم، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ عائشة، وقول الوليد بن سليمان ومن تابعه أصح» .(6/372)
عَنْ رَبِيعَةَ (1) .
2598 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حسَّان بْنُ حسَّان (2) ،
عن
_________
(1) هو: ابن يزيد الدمشقي.
(2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/386) ، وفي "الأوسط" (786) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (10/3172-3173 رقم 17932) .
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/404) من طريق داود بن سليمان الجرجاني العطار، عن يحيى بن معين، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/208) من طريق القاسم بن معن القيسي، عن إبراهيم التيمي، عن سعد [كذا] بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أبي أوفى.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2707) ، وفي "السنة" (1383) ، وعبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (871 و1085 و1137) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/225) ، والطبراني في "الكبير" (5/220-221 رقم 5146) ، وابن عدي في "الكامل" (3/206-207) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (295) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (21/414) و (42/52) و (43/428) و (44/165-166) من طريق يزيد بن معن، عن عبد الله بن شرحبيل، عن رجل من قريش، زيد بن أبي أوفى. ولم يذكر عبد الله وابن عدي في إسناديهما: «رجل من قريش» .(6/373)
إبراهيم بن بِشْر، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ القُرشي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ شُرَحْبِيل، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أَوْفَى؛ قَالَ: خرَجَ عَلَيْنَا رسولُ الله (ص) فقال: أَيْنَ فُلاَنٌ؟ أَيْنَ فُلاَنٌ؟ أَيْنَ فُلاَنٌ (2) ؟ ،
_________
(1) كذا في جميع النسخ، وكذا وقع في بعض المصادر، ومنها "التاريخ الكبير" للبخاري (3/386 رقم 1285) ، و"الأوسط" له أيضًا (1/358 رقم 786) ، وعلَّق عليه الشيخ عبد الرحمن المعلمي _ح في "التاريخ الكبير" بقوله: كذا! ومثله في كتاب ابن أبي حاتم في ترجمة إبراهيم، وقال عن أبيه: «هو مجهول، ويحيى مجهول» ، وكذلك هو في "الميزان"، و"اللسان" في ترجمة إبراهيم، ولكن ليحيى عندهما ترجمة قالا: «يحيى بن معن» ، وذكر ابن حجر في "الثقات": «يحيى بن معن» ؛ قال: «فيحتمل أن يكون هو» . أقول: وهو في نسختنا من الثقات: «يحيى ابن معن» ، وكأنه الصواب، وإنما وقع في بعض الكتب «معين» خطأ من النساخ؛ لاشتهار يحيى بن معين البغدادي الإمام، والله أعلم. اهـ.
(2) في (ت) و (ك) : «أَيْنَ فُلانُ بْنُ فُلانِ بْنِ فلان» ، وكذا في (ش) ولكن بدون «بن فلان» الأخيرة، وفي (أ) : «أين فلان أين فلان» ، والمثبت من (ف) إلا أن ياء «أين» لم تنقط في (أ) ، ولا في الموضعين الأخيرين من (ف) ؛ فيحتمل ما أثبتناه، ويحتمل أن تكون بالباء «ابن» كما في (ت) و (ك) و (ش) لكنَّها كتبت بهمزة الوصل.
= ... وأما في مصادر الحديث: فقد جاء على ألفاظ ثلاثة:
الأول: «أين فلان؟» ؛ كما في "تاريخ دمشق" (21/414) .
والثاني: «أين فلانُ بنُ فلانٍ؟» ؛ كما في الآحاد والمثاني" لابن أبي عاصم (2707) ، و"الثقات" لابن حبان (1/139) ، و"الكامل" لابن عدي (3/206-207) ، و"المعجم الكبير" للطبراني (5/220-221 رقم 5146) ، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (42/52) . والثالث: «أين فلانٌ؟ أين فلانٌ؟» ؛ كما في "زوائد عبد الله ابن الإمام أحمد على فضائل الصحابة" (1137) ، و"معجم الصحابة" لابن قانع (1/225) ، و"سير أعلام النبلاء" (1/141) . وفي "تاريخ بغداد" (9/404) بلفظ: «أين فلانٌ؟ وأين فلانٌ؟» .(6/374)
فَمَا (1) زَالَ يتفقَّدُهم، ثُمَّ قَامَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي (2) مُصْطَفٍي (3) مِنْكُمْ وَمُؤَاخٍي (4) بَيْنَكُمْ؛ قُمْ يَا أَبَا بَكْرٍ (5) ! ، فَآخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ عُمَرَ ... ، فذكَرَ حديثَ الْمُؤَاخَاةِ، وفضائلَ كلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وفي (6) إسناده (7) مجهولينِ (8) (9) .
_________
(1) في (ك) : «فلا» .
(2) قوله: «إني» سقط من (ك) .
(3) كذا في جميع النسخ: «مصطفي» ، والجادَّة: «مصطفٍ» بحذف الياء من الاسم المنقوص المنوَّن المرفوع، وكذلك المجرور. لكنَّ إثباتها جائزٌ في لغة لبعض العرب. انظر التعليق على المسألة رقم (146) .
(4) في (ت) و (ك) : «ويؤاخي» ، والمثبت من بقية النسخ، وهو فصيح في العربية. انظر التعليق السابق.
(5) في (ك) : «يابا بكر» . وانظر تخريج هذا في التعليق على المسألة رقم (1781) .
(6) في (أ) و (ش) : «في» .
(7) في (ك) : «إسناد» .
(8) كذا في جميع النسخ بياء قبل النون، وكانت الجادة أن يقال: «وفي إسناده مجهولان» ، لكن يخرَّج ما في النسخ على أن الياءَ غيرُ خالصة، وإنما هي ألف ممالة نحو الياء، فكتبت كذلك ياء، وسببُ إمالة الألف: وقوعُ الكسرة بعدها؛ وعلى ذلك فقوله: «مجهولان» : مبتدأ مؤخَّر، وخبره المقدم شبه الجملة. وانظر الكلام على الإمالة في التعليق على المسألة رقم (25) و (124) .
(9) قال البخاري في الموضع السابق من "التاريخ الأوسط": «وهذا إسناد مجهول لا يتابع عليه، ولا يعرف سماع بعضهم من بعض، ورواه بعضهم عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن عبد الله بْنِ أَبِي أَوْفَى، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ولا أصل له» .
وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (816) : «في إسناده ضعف» .
وقال الذهبي في "السير" (1/141) : «منكر جدًّا» ، وقال (1/142) : «زيد لا يَعْرِفُ إِلا فِي هَذَا الحديث الموضوع» .
ونقل ابن حجر في "الإصابة" (2872) عن ابن السكن أنه قال: «روي حديثه- يعني زيد بن أبي أوفى - من ثلاثة طرق ليس فيها ما يصح» .(6/375)
2599 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَة، واختَلَفَ فِي الرِّوَايَةِ عَنْهُ سَعْدانُ بْنُ يَحْيَى، ومحمَّدُ بنُ بِشْر العَبْدِي:
فَرَوَاهُ سَعْدانُ بْنُ يَحْيَى (2) ، عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن (3) عبد الرحمن بن عَوْف، عن النبيِّ (ص) : أنه نَزَل سبعون ألفً (4) مِنَ الْمَلائِكَةِ شَهِدُوا سَعدًا (5) ، مَا وَطِئوا (6) الأرضَ قبل ذلك.
_________
(1) انظر المسألة رقم (971) و (2626) .
(2) اسمه: سعيد، وسعدان لقبه، وروايته أخرجها هشام بن عمار في "حديثه" (8) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/429) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (36786) ، والإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (1491) من طريق يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعْدِ بْنِ إبراهيم قال: لما أُخرج سريرُ سعد ... فذكره. ولم يذكر في إسناده: عبد الرحمن بن عوف.
(3) كذا في جميع النسخ، وكذا جاء في النسختين اللتين اعتمد عليهما محقق حديث هشام بن عمار. وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف لم يدرك جدَّه، فقد وُلد سعد بعد موت جدِّه عبد الرحمن بن عوف بأكثرَ من عشرين سنة.
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(5) يعني: ابن معاذ ح.
(6) في (ك) : «ما وطول» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ت) .(6/376)
وَرَوَى محمَّد بْنُ بِشْر العَبْدِي (1) ، عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أَشْعَثَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص، عن النبيِّ (ص) : هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ العَرْشُ (2) ، وفُتِحَ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ (3) ، وشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ المَلاَئِكَةِ، لَقَدْ (4) ضُمَّ ضَمَّةً، ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ.
وَرَوَاهُ محمَّد بْنُ بِشْر، عَنْ عُبَيدالله (5) ، عَنْ نَافِعٍ؛ قَالَ: بلَغني أنَّ سَعْدَ بْنَ مُعاذ صلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألفَ مَلَكٍ، لَمْ يَذْكُرِ ابْنِ عُمَرَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الحديثُ حديثُ محمَّد بْن بِشْر.
قلتُ: كَذَا رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سعيد القَطَّان، عن عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ؛ قَالَ: أُخْبِرتُ أَنَّهُ شَيَّعَ جِنَازَةَ سَعْدِ بن مُعاذ ... (6) .
_________
(1) روايته أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (5/351 رقم843) ، والإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (1490) .
(2) في (أ) و (ش) : «عرش الرحمن» ، وكذا كان في (ف) ، ثم ضُرب عليها، وصُوِّبت في الهامش: «العرش» ، وكُتب فوقها: «صح» .
(3) كذا، والجادَّة: «وفُتِحَتْ له أبوابُ السَّماءِ» ، لكنَّ ما في النسخ جائزٌ أيضًا وإن كان مرجوحًا، لأنَّ «أبواب السماء» جمع تكسير. انظر تعليقنا على المسألة رقم (224) .
(4) في (أ) و (ش) : «ولقد» .
(5) هو: ابن عمر العُمَري.
(6) كذا السؤالُ في جميع النسخ! فإن سلم من السقط أو التصحيف؛ فيكون متضمِّنًا الكلام على طريقين لهذا الحديث، وهما: طريق مُحَمَّد بْن عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، وطريق عبيد الله بن عمر العُمَري، وكلاهما اشترك محمد بن بشر العبدي في روايته:
أما طريق محمد بن عمرو: فذكر اختلافَ سَعْدَانُ بْنُ يَحْيَى وَمُحَمَّدُ بْنُ بشر في روايتها، وأخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" (36786) قصَّة موت سعد بن معاذ ح من طريق يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وعن أشعث بن إسحاق مرسلاً، ليس فيه ذكرٌ لسعد بن أبي وقَّاص. وهناك اختلافٌ آخرُ على محمد بن عمرو ومحمد بن بشر، لم يذكره أبو زرعة ولا ابن أبي حاتم هنا، وذكره الخطيب في "الفصل للوصل" (1/434-443) . فقد أخرج الإمام أحمد في "المسند" (3/327 رقم 14505) هذا الحديث من طريق محمد بن بشر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي ويحيى بن سعيد الأنصاري، كلاهما عن معاذ بن رفاعة الزُّرَقي، عن جابر بن عبد الله ذ، به. وانظر باقي الاختلاف في طريق محمد بن عمرو في الموضع السابق من "الفصل للوصل" للخطيب البغدادي.
وأما طريق عبيد الله بن عمر: فقد ذكر ابن أبي حاتم أن محمد بن بشر ويحيى بن سعيد القطان رَوَياه عن عبيد الله، عن نافع مرسلاً. وتابعهما أيضًا عبد الله بن نمير عند ابن سعد في "الطبقات" (1/430) ، فرواه عن عبيد الله بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: بلغني ... ، فذكره. وخالفهم عبد الله بن إدريس، فرواه عن عبيد الله ابن عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن رسول الله (ص) ، به. أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/430) ، والنسائي في "سننه" (2055) . وقد ذكر الزيلعي في "نصب الراية" (2/287) طريق عبد الله بن إدريس هذه، ثم قال: «وهذا - أي: حديث ابن عمر - ذكره ابن أبي حاتم في "علله"، وذكر في سنده اختلافًا، ولم يضعِّفه، ولا جعله منكرًا» . اهـ. والكلامُ في هذه المسألة يتعلَّق بحديث عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر.
وأما اهتزازُ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فمخرَّج في "الصحيحين"، فقد أخرجه البخاري (3803) ، ومسلم (2466) من حديث جابر، وأخرجه مسلم (2467) من حديث أنس بن مالك. وانظر المسألة المتقدمة برقم (971) ، والآتية برقم (2626) .(6/377)
2600 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالسي (1) ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ مُجَالِدٍ (2) ، عَنِ الشَّعبي (3) ؛ قَالَ: حدَّثني مَعْمَر (4) ؛ قَالَ: قَدِمتُ عَلَى رَسُول اللَّهِ (ص) فسمعتُه يقول: انْظُرُوا
_________
(1) في "مسنده" (1281) . ومن طريقه ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/100) .
(2) في (ك) : «مخالد» . ومجالد هو: ابن سعيد.
(3) هو: عامر بن شراحبيل.
(4) هو: معمر بن عبد الله بن نافع العدوي، صحابي معروف، وهذا ليس من حديثه.(6/378)
قُرَيْشًا، واسْمَعُوا قَوْلَهُمْ، ودَعُوا فِعْلَهُمْ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هذا غَلطٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الشَّعبي (1) ،
عَنْ عَامِرِ بن شَهْر (2) ، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) رواه عن الشعبي بهذا الوجه مجالد بن سعيد، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/260 رقم 18285) عن ابن عيينة، وابن عدي في "الكامل" (3/177) عن الثوري، وأبو يعلى في "مسنده" = = (6864) عن أبي أسامة حماد بن أسامة، ثلاثتهم عن مجالد، عن عامر الشعبي، عن عامر بن شهر، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (37706) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/237-238) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن مجالد، عن عامر الشعبي، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (3/346) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2416) ، وفي "السنة" (1543) . هكذا رواه محمد ابن بشر، عن إسماعيل، وخالفه غيره فأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/428-429 رقم15536) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/238) عن محمد ابن مسلم الْمُؤَدِّبِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خالد ومجالد ابن سعيد، عن عامر الشعبي، به.
وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (4585) ، والضياء في "المختارة" (8/204) من طريق عبيد الله بن عمرو، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/140) من طريق محمد بن عبيد، كلاهما عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن عامر الشعبي، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/260 رقم 18286) من طريق شريك، عن إسماعيل، عن عطاء، عن عامر بن شهر، به. هكذا بذكر عطاء بدل: عامر الشعبي.
قال المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عامر بن شهر: «روى عنه عامر الشعبي، ولم يروه عنه غيره» .
وقال الضياء في "المختارة" (8/205) : «والمشهور حديث الشعبي، فإن كان شريك حفظه فيكون إسماعيل سمعه من الشعبي ومن عطاء، والله أعلم» .
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5168) من طريق بيان بن بشر، عن عامر الشعبي، به.
(2) في (ك) : «شهد» .(6/379)
2601 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليد ابن مسلم (1) ،
عن سعيد بن عبد العزيز، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَة بْنِ [حَلْبَس] (2) ، عن عبد الرحمن ابن عَمِيْرَة الأَزْدي (3) : أَنَّهُ سَمِعَ رسولَ الله (ص) يقولُ - وذكر
_________
(1) اختلف على الوليد بن مسلم؛ فروايته على هذا الوجه أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (311 و2198) من طريق علي بن سهل الرملي، عنه، به. ووقع عنده: عبد الرحمن بن عمير، بدل: عبد الرحمن بن عميرة.
وأخرجها الخلال في "السنة" (699) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/146) ، والطبراني في "الأوسط" (1/205 رقم 656) من طريق زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، عَنْ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بن عبد العزيز، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي عميرة، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/216 رقم 17895) من طريق علي بن بحر، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/61-62) و (59/81) من طريق هشام بن عمار وصفوان بن صالح، ثلاثتهم عن الوليد ابن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي عميرة، به.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2199) من طريق خالد بن يزيد بن صبيح، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عبد الرحمن بن عميرة، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (7/327-328) ، والترمذي في "جامعه" (3843) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (59/84-85) من طريق عمرو بن واقد، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أبي إدريس الخولاني، عن عمير بن سعد، عن النبي (ص) . ولم يذكر ابن عساكر في إسناده: أبا إدريس الخولاني.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب» قال: «وعمرو بن واقد يضعَّف» .
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (59/85) من طريق مدرك بن أبي سعد، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ النبي (ص) .
(2) لم تنقط في (ش) ، وفي (أ) و (ت) و (ف) : «حليس» ، وفي (ك) : «حيس» ، وانظر "الجرح والتعديل" (9/246 رقم1036) ، و"تهذيب الكمال" (32/544) .
(3) قال المزِّي في "تهذيب الكمال" (17/321) : «عبد الرحمن بن أبي عميرة المُزني، ويقال الأَزْدي، البَرْقي، وهذا وهم؛ لأنه مُزني وليس بأزدي، وهو أخو محمد بن أبي عَميرة، له صحبة، سكن حِمْص» .
وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (5/240) ، و (7/326-327) .(6/380)
معاويةَ - فَقَالَ: اللَّهُمَّ، اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا، وَاهْدِ بِهِ (1) ؟
قَالَ أَبِي: رَوَى مَرْوَانُ (2) ، وَأَبُو مُسْهِر (3) ،
عَنْ سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة ابن يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَمِيرَة، عن معاوية؛ قال
_________
(1) في (ك) : «واهديه» .
(2) هو: ابن محمد الطَّاطَري الدمشقي. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (7/327) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1129) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/343) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/180) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (59/80 و81) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (17/321) من طريق مروان بْنِ مُحَمَّدٍ، = = عَنْ سَعِيدِ بْنِ عبد العزيز، عن ربيعة، عن عبد الرحمن ابن أبي عميرة، عن النبي (ص) . ولم يذكر في إسناده معاوية، ولم نجد من رواه من طريق عبد الرحمن بن أبي عميرة عن معاوية.
وجاء في أحد أسانيد ابن عساكر بين ربيعة وعبد الرحمن زيادة: أبي إدريس.
(3) هو: عبد الأعلى بن مُسْهِر. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/240) تعليقًا، والترمذي في "جامعه" (3842) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1129) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (334) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2778) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (1/207-208) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/275-276 رقم 442) . وليس في أسانيدهم ذكر لمعاوية إنما رووه عن عبد الرحمن، عن النبي (ص) .
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب» .
وأخرجه الخلال في "السنة" (697) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/146) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (59/83) من طريق عمر بن عبد الواحد، وابن عساكر أيضًا من طريق محمد بن سليمان، كلاهما عن سعيد بن عبد العزيز، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي عميرة، عن النبي (ص) .
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (59/84) من طريق الهلب بن عثمان، عن سعيد بن عبد العزيز، عن عبد الرحمن، به.(6/381)
لي النبيُّ (ص) ... .
قلتُ لأَبِي: فَهُوَ ابنُ أَبِي عَمِيرَة أَوِ ابنُ عَمِيرَة؟
قَالَ: لا؛ إِنَّمَا هُوَ ابنُ أَبِي عَمِيرَة.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: غَلِطَ الوليدُ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: ابنُ أَبِي عَمِيرَة، ولم يسمعْهُ من النبيِّ (ص) ؛ هذا (1) الحديثَ (2) .
_________
(1) اسم الإشارة «هذا» بدلٌ من ضمير النصب في «يسمعه» .
(2) ذكر الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (8/37-38) الحديث من طريق أبي مُسْهر، ثم ذكره من طريق الوليد ابن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، ثم قال: «فهذه عِلَّة الحديث قَبْلَه» .
وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (6/66-67) : «عبد الرحمن بن أبي عميرة - وقال الوليد بن مسلم: عبد الرحمن بن عمرة، أو عميرة - المزني، وقيل: عبد الرحمن بن أبي عمير المزني، وقيل: عبد الرحمن بن عمير أو عميرة القرشي، حديثه مُضطرب لا يثبت في الصَّحابة، وهو شامي، رُوي عن ربيعة بن يزيد عنه أنه سمع رسول الله (ص) يقول - وذكر معاوية -: " اللَّهم اجعَلْه هاديًا مهديًّا، واهده، واهدِ به "، ومنهم من يوقف حديثه هذا ولا يرفعه، ولا يصحُّ مرفوعًا عندهم، وروى عنه أيضًا القاسم أبو عبد الرحمن مرفوعًا: "لا عدوى، ولا هام، ولا صفر"، وروى عنه علي بن زيد مرسلاً، عن النبيِّ (ص) في فضل قريش، وحديثه منقطع الإسناد مرسل، لا تثبتُ أحاديثه، ولا تصحُّ صحبته» . اهـ.
وتعقَّبه ابن حجر في "الإصابة" (6/309) - بعد أن ذكر له عدة أحاديث عن النبيِّ (ص) - بقوله: «وهذه الأحاديث وإن كان لا يخلو إسنادٌ منها من مقال، فمجموعُها يُثبت لعبد الرحمن الصُّحبة، فعَجَبٌ من قول ابن عبد البر: حديثُه منقطع الإسناد مرسل، لا تثبُت أحاديثه، ولا تصحُّ صحبته، وتعقبه ابن فتحون وقال: لا أدري ما هذا؟ فقد رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَري وأبو مسهر، كلاهما عن ربيعة بن يزيد: أنه سمع عبد الرحمن بن أبي عميرة: أنه سمع رسول الله (ص) يقول. قلت: قد ذكر من أخرج الروايتين، وفات ابن فتحون أن يقول: هَبْ أن هذا الحديث الذي أشار إليه ابن عبد البر ظهرت له فيه عِلَّة الانقطاع، فما يصنعُ في بقية الأحاديث المصرحة بسماعه من النبي (ص) ؟ فما الذي يصحِّح الصحبة زائدًا على هذا؟! مع أنه ليست للحديث الأول عِلَّة إلا الاضطراب، فإن رواته ثقات؛ فقد رواه الوليد بن مسلم وعمر بن عبد الواحد، عن سعيد بن عبد العزيز فخالفا أبا مسهر في شيخه؛ قالا: عن سعيد، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي عميرة، أخرجه ابن شاهين من طريق محمود بن خالد عنهما، وكذا أخرجه ابن قانع من طريق زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ عَنْ الوليد بن مسلم» . اهـ.(6/382)
2602 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ محمَّد - مِنْ وَلَدِ سَالِمٍ -، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ مَعْن بْنِ عِيسَى، عَنْ ابْنِ أخي الزُّهري (1) ، عَنِ الزُّهري، عَن أَبان بْن عُثْمَانَ، عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَبْغَضَ قُرَيْشًا أَبْغَضَهُ اللهُ، ومَنْ أَحَبَّ قُرَيْشًا أَحَبَّهُ اللهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ ليس له أصلٌ؛ الزُّهريُّ عَنْ أَبان (2) بْنِ عُثْمَانَ: لا يَجِيءُ (3) (4) .
2603 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوري، وجماعة (6) ،
_________
(1) هو: محمد بن عبد الله بن مسلم.
(2) قوله: «أبان» ليس في (أ) و (ش) .
(3) في (أ) و (ش) : «لا يجوز» .
(4) ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (277) ، وذكر رواية ابن أخي الزهري هذه، ثم قال: «ولا يصحُّ عن الزهري» ، وذكر رواية عُبَيدالله بن محمد العَيْشي، عن أبيه محمد بن حفص، عن عُبَيدالله بن عمرو بن موسى التيمي، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عمرو بن عثمان، عن عثمان ح، ثم قال: وضبط إسناده» . اهـ.
(5) ستأتي هذه المسألة برقم (2621) .
(6) منهم: وكيع، وشيبان، ويعلى بن عبيد، وعيسى بن يونس:
أما رواية وكيع: فأخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (32400) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/426 رقم 19820) ، والترمذي في "جامعه" (2221 و2302) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1472) . ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (7229) ، والطبراني في "الكبير" (18/235 رقم585) .
وأما رواية شيبان: فأخرجها الطبراني في "الكبير" (18/234 رقم584) .
وأما رواية يعلى بن عبيد: فأخرجها الطبراني في "الكبير" (18/235 رقم586) ، والحاكم في "المستدرك" (3/471) .
وأما رواية عيسى بن يونس: فأخرجها الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2465) . وسيأتي في المسألة رقم (2621) من طريق عبد الله بْنُ دَاوُدَ الخُريبي، عَنِ الأَعْمَشِ، به.(6/383)
عن الأعمَش، عن هلال ابن يِساف، عَنْ عِمران بْنِ حُصَين، عن النبيِّ (ص) : خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ... الْحَدِيثَ (1) ؟
فَقَالَ أَبِي: رَوَاهُ مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ (2) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِك، عَنْ هِلالٍ، عَنْ عِمران، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو الصَّحيح (3) .
_________
(1) وتمامه: «ثُمَّ الذينَ يلونَهُم، ثُمَّ الَّذِينَ يَلونَهُم، ثم يأتي من بعدِهم قومٌ يتسَمَّنون ويحبُّون السِّمَن، يُعطُون الشَّهادة قبل أن يُسْألوها» .
(2) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (1470) ، والطبراني في "الكبير" (18/234 رقم583) ، والخطيب في "الكفاية" (ص 47) .
وأخرجه الترمذي في "جامعه" (2221 و2302) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1471) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (17/299) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ فضيل، عَنِ الأَعْمَشِ، عن علي بن مُدْرِك، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6030) ، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" (17/299-300) من طريق شعبة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ هلال بن يساف، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) ، به.
(3) قال الترمذي عقب الرواية (2221) : «هكذا روى محمد ابن فضيل هذا الحديثَ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مدرك، عن هلال بن يساف، وروى غيرُ واحد من الحفَّاظ هذا الحديثَ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ هِلالِ بْنِ يساف، ولم يذكروا فيه عليَّ بن مدرك ... » ، ثم قال عقب الرواية التالية من طريق وكيع عن الأعمش؛ التي فيها تصريح الأعمش بالسَّماع من هلال: «وهذا أصحُّ عندي من حديث محمد بن فضيل، وقد رُوي من غير وجه عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حصين، عَنِ النبيِّ (ص) » ، وقال عقب الرواية (2302) : «وهذا حديثٌ غريبٌ من حديث الأَعْمَشِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدرك، وأصحابُ الأعمش إنما رَوَوا عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ» .
وأما ابن عبد البر فقد وافق أبا حاتم في إعلال هذا الحديث؛ قال في "التمهيد" (17/298-299) : «أدخل ابن فضيل بين الأعمش وبين هلال في هذا الحديث: علي بن مُدرك، وتابعه على ذلك عبد الله بن إدريس ومنصور بن أبي الأسود، وهو الصَّواب، وهذا - عندي والله أعلم - إنما جاء من قبل الأعمش؛ لأنه كان يدلِّس أحيانًا، وقد يمكن أن يكونَ من قبل حفظ وكيع لذلك، وإن كان حافظًا، أو من قبل أبي خيثمة؛ لأن فيه: " حدثنا هلال بن يساف "، وليس بشيء، وإنما الحديث للأعمش، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدرك، عَنْ هلال، والله أعلم» .
وقد أطال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (5/259-260) في ردِّ كلام ابن عبد البر، فانظره إن شئت.(6/384)
2604 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابن وَهْب (1) ، عن عبد الله بْنُ السَّمْح، عَنْ عُمَرَ بْنِ صُبْحٍ، عَنْ مُقاتِل (2) ، عَنِ الضَّحَّاك (3) ، عَنِ ابْنِ عبَّاس؛ قَالَ: سمَّى رسولُ الله (ص) أَبَا بَكْرٍ: الصِّدِّيقَ، وعمرَ: الفاروقَ، وحمزةَ: أسدَ الله، وخالدً (4) : سيفَ اللَّهِ، وَأَبَا الحَكَم: أَبَا جَهْل بْنَ هِشَامٍ، وَأَبَا عَامِرِ (5) بْنَ النُّعمان: الراهبَ الفاسقَ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
_________
(1) هُوَ: عبد الله.
(2) هو: ابن حَيَّان.
(3) هو: ابن مزاحم.
(4) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف، وحذفت منه ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) في (ك) : «عمر» .(6/385)
2605 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه معاوية بن عبد الله الزُّبَيري، عَنْ عائِشَة بِنْتِ الزُّبَير بْنِ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، عَنْ عَطاء بْنِ يَسار، عَنِ السَّائب بْنِ خَلاَّد، عن رسول الله (ص) أَنَّهُ قَالَ: اللَّهُمَّ، مَنْ ظَلَمَ أَهْلَ المَدِينَةِ وأَخَافَهُمْ؛ فَأَخِفْهُ، وعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ (2) أَبُو زُرْعَةَ: وَرَوَى هَذَا الحديثَ اللَّيثُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، عَنْ عَطاء بْنِ يَسَار، عَنِ عُبادَة ابن الصَّامت (3) ، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما الصَّحيح؟
قَالَ: حديثُ عائِشَة بِنْتِ الزُّبَير أصحُّ؛ لأنَّ الناسَ قَدْ رَوَوه عَنِ السَّائب بْنِ خَلاَّد.
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: مَا حالُ مُعَاوِيَةَ بن عبد الله هَذَا؟
قَالَ: لا بأسَ بِهِ، كَتَبنا عَنْهُ بِالْبَصْرَةِ، أخرَجَ إِلَيْنَا جُزُؤً (4) عن
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (787) .
(2) في (أ) و (ش) : «فقال» .
(3) في (ف) : «الصلت» .
(4) في (ش) : «جزء» ، والمثبت من بقية النسخ، و «جُزُؤ» بضم الزاي لغة في «جُزْءٍ» بسكونها، ويختلف رسم الهمزة تبعًا لحركة الزاي، وضم الزاي لغة الحجازيين، وإسكانها لغة تميم وأسد، وبهما قرئ القرآن، في نحو قوله تعالى: [البَقَرَة: 260] {اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا} انظر "معجم القراءات" (1/378) .
و «جزؤ» هنا مفعولٌ به، ورسم في جميع النسخ دون ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة التي تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .(6/386)
عائِشَة، فانتخبتُ (1) مِنْهُ أحاديثَ [غَرائِبَ] (2) ، وتركتُ الْمَشَاهِيرَ.
قلتُ: مَا حالُ عائِشَة؛ هَلْ رَوَى عَنْهَا أحدٌ سِوَى مُعَاوِيَةَ؟
قَالَ: نَعَمْ؛ حدَّثنا عَنْهَا (3) المدنيُّون.
2606 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُثْمَانُ بْنُ صالِح؛ قال: نا (4) ابْنُ لَهِيعَة؛ قَالَ: حدَّثني يَزِيدُ بن أبي حَبيب، عن عبد الله ابن الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيدي: قَالَ رسولُ الله (ص) : العِلْمُ فِي قُرَيْشٍ، والأَمَانَةُ فِي الأَنْصَارِ.
قَالَ (5) : وحدَّثنا أَيْضًا ابنُ لَهِيعَة (6) مَرَّةً أُخرى: والأَمَانَةُ فِي الأَزْدِ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يَرويه ابنُ لَهِيعَة، عن موسى ابن وَرْدان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وانتخبت» .
(2) تصحَّف ما بين المعقوفين في جميع النسخ إلى: «عن أبيه» ، والتصويب من المسألة المتقدمة برقم (787) .
(3) في (أ) : «عنه» ، وسقطت من (ش) .
(4) كذا في (أ) و (ف) ، وفي (ت) و (ك) : «ثنا» ، وفي (ش) : «حدَّثنا» .
(5) أي: عثمان بن صالح.
(6) روايته على هذا الوجه أخرجها الطبراني في "الأوسط" (6631) من طريق عمران بن هارون الرملي، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بن أبي حبيب، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عبد الله بن الحارث إلا يزيد بن أبي حبيب، تفرَّد به ابن لهيعة» .(6/387)
2607 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ بَكَّار (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتادة، عَنْ أنس: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِنَّ المُلْكَ فِي قُرَيْشٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
2608 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ سُلَيمان بْنِ أَبِي دَاوُدَ (2) ، عَنْ زُهَيْرِ ابن محمد، عن حسين بن عبد الله، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عبَّاس؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : يَا بَنِي هَاشِمٍ، إِنَّكُمْ سَيُصِيبُكُمْ (3) بَعْدِي جَفْوَةٌ، فَاسْتَعِينُوا عَلَيْهَا بِأَرِقَّاءِ (4) النَّاسِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وحسين هو: ابن عبد الله بن عُبَيدالله ابْنِ عبَّاس.
2609 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَر (5) ،
عَنِ الزُّهري،
_________
(1) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميِّين" (2572) .
(2) روايته أخرجها أبو عروبة الحراني في "حديثه" (40) ، ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" (2/350) ، وأخرجها أيضًا الطبراني في "الأوسط" (1640) .
(3) كذا في (ت) و (ش) و (ك) ، ولم تنقط في (أ) و (ف) . فتحتمل أن تكون بالتحتية أو الفوقية، وتأنيث الفعل هنا وتذكيره كلاهما جائزان، لكنَّ التأنيث أولى؛ لأنَّ الفاعل هنا - وهو «جفوة» - مؤنَّث غير حقيقي. وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (224) .
(4) في (ت) و (ك) : «بأربا» دون نقط.
(5) هو: ابن راشد الصنعاني. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، لكن أخرج الحديثَ معمر في "جامعه" (2545) عن الزهري قال: أخبرني عبد الله بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ حارثة بن النعمان قَالَ: مررتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) ... فذكره.
ومن طريق معمر أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/433 رقم 23677) ، وفي "فضائل الصحابة" (2/827 رقم 1508) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (446/المنتخب) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1961) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/186) ، والطبراني في "الكبير" (3/228 رقم 3226) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/737 رقم 1963) .
قال ابن حجر في "الإصابة" (2/190) : «إسناده صحيح» .(6/388)
عن عبد الله بْنِ عَامِرٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أنَّ حارثةَ بْنَ النُّعْمَانِ مرَّ بالنبيِّ (ص) وَهُوَ يُناجي جِبْرِيلَ ... ، فَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: وَرَوَى الزُّبَيدي (1) ، فَقَالَ: عَنِ الزُّهري، عَنْ عَمْرَة بِنْتِ عبد الرحمن: أنَّ حَارِثَةَ مرَّ بِرَسُولِ اللَّهِ (ص) ... ، مُرسَلً (2) ، وَهُوَ الصَّحيح؛ الزُّبَيديُّ أحفظُ مِنْ مَعْمَر.
فَقِيلَ لأَبِي: الزُّبَيديُّ أحفظُ مِنْ مَعْمَر؟!
قَالَ: أَتْقَنُ مِنْ مَعْمَر فِي الزُّهري وحدَه؛ فَإِنَّهُ سَمِعَ مِنَ الزُّهري إِمْلاءً، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الرُّصافَة، فَسَمِعَ أَيْضًا مِنْهُ.
2610 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سعيد بن عبد الجبَّار، عَنْ محمَّد بْنِ سُلَيمان، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي أُمامة، عن النبيِّ (ص) قال: نِعْمَ البَيْتُ: عَبْدُاللهِ، وأَبُو عَبْدِاللهِ، وأُمُّ عَبْدِاللهِ؟
_________
(1) هو: محمد بن الوليد. قال ابن أبي عاصم في الموضع السابق: «ورواه الزبيدي وشعيب وابن أبي عتيق، عن الزهري، عن عمرة: أن حارثة بن النعمان ح مرَّ برسول الله (ص) وهو نجي جبريل _ج فذكر نحوه» .
(2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .(6/389)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
2611 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الزُّهري (2) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ وَدِيعَة بْنِ خِذامٍ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الأَنْصَارُ أَعِفَّةٌ صُبُرٌ (4) ؟
وَعَنْ حديثٍ رواه الزُّهري (5) ،
عَمَّن لا يَتَّهِمُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك:
_________
(1) انظر المسألة رقم (2578) .
(2) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (2578) .
(3) في (أ) و (ك) : «حذام» ، وفي (ش) : «حدام» .
(4) ضبطها في (ف) : «صُبّر»
(5) روايته أخرجها البيهقي في "الشعب" (6182) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عنه، به. قال البيهقي: «وكذلك رواه عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ» .
وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (ص 3-4) ، وفي "الزهد" (694) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أنس بن مالك، به.
ومن طريق ابن المبارك أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (10699) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (754) .
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (20559) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أخبرني أنس بن مالك، به. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في = = "المسند" (3/166 رقم 12697) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1159) ، والبزار في "مسنده" (1985/كشف الأستار) ، والبيهقي في "الشعب" (6181) .
قال البيهقي: «هكذا قال عبد الرزاق: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أخبرني أنس. وَرَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ فقال: عن الزهري، عن أنس» .
وقال المزي في "تحفة الأشراف" (1/395) : «قال حمزة بن محمد الكناني الحافظ: لم يسمعه الزهري من أنس؛ رواه عن رجل، عن أنس؛ كذلك رواه عقيل وإسحاق بن راشد وغيرُ واحد، عن الزهري، وهو الصَّواب» .
وقال ابن حجر في "النكت الظراف": «وذكر البيهقي في "الشعب": أن شعيبًا رواه عن الزهري، حدثني من لا أتَّهم عن أنس. ورواه معمر، عن الزهري، أخبرني أنس كذلك أخرجه أحمد عنه، ورُوِّيناه في مكارم الأخلاق، وفي عدة أمكنة عن عبد الرزاق. وقد أظهر أنه معلول» .(6/390)
أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ (1) رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، فطَلَعَ سعدٌ؟
وَعَنْ حديثٍ رَوَاهُ الزُّهري (2) ،
عَنِ السَّائب ابن يزيد؛ قال: ذُكِرَ عبد الله بْنُ شُريحٍ الحَضْرَمي عِنْدَ رَسُولِ الله (ص) فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ لا يَتَوَسَّدُ القُرْآنَ (3) ؟
فَقَالَ أَبِي: قَدْ تفرَّد الزُّهري بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ وأحاديثَ معه.
_________
(1) قوله: «عليكم» ليس في (أ) و (ش) .
(2) روايته أخرجها عبد الله بن المبارك في "المسند" (60) ، وفي "الزهد" (426) عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهري، عَنِ السَّائب بْنِ يَزِيدَ؛ أن شُريحً الحضرمي ذُكِر عند النبي (ص) فَقَالَ: «ذاكَ رَجُلٌ لا يَتوسَّدُ القُرآنَ» .
كذا سمِّي في هذه الرواية: «شريح الحضرمي» .
ومن طريق ابن المبارك أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (4/363) ، ويحيى بن معين في "الثاني من فوائده" (191) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/449 رقم 15724 و15725 و15726) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2422) ، والنسائي في "سننه" (1783) .
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2423) ، والطبراني في "الكبير" (7/148 رقم 6655) ، والبيهقي في "الشعب" (1851) من طريق النُعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهري، عَنِ السَّائب بْنِ يَزِيدَ قَالَ: ذُكر مخرمة بْنُ شُريح الْحَضْرَمِيُّ عِنْدَ رَسُولِ الله (ص) ... ، فذكره.
قال ابن حجر في "الإصابة" (5/70) في ترجمة شُريح الحضرمي: «جاء ذكره في حديث صحيح أخرجه النسائي من طريق الزُّهْرِيُّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ: أن شريحًا الحضرمي ذُكر عند النبي (ص) فقال له: " ذَاكَ رجلٌ لا يتوسَّد الْقُرْآنَ "، وهكذا قال أكثرُ أصحاب الزهري. وأخرجه البغوي والطبراني وابن منده وغيرهم، وقال النُعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن السائب ذُكر مخرمة بن شريح وهو وهم منه» .
(3) قال ابن الأثير: قوله: «لا يتوسَّد القرآن» يحتملُ أن يكونَ مَدحًا وذَمًّا، فالمدح معناه: أنه لا ينامُ الليلَ عن القرآن ولم يتهجَّد به، فيكون القرآن مُتَوسَّدًا معه، بل هو يداوم قراءتَه ويحافظُ عليها. والذمُّ معناه: لا يحفظُ من القرآن شيئًا ولا يديمُ قراءته، فإذا نام لم يتوَسَّدْ معه القرآن. وأراد بالتوسُّد: النَّوم. "النهاية" (5/183) .(6/391)
2612 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابن الهادِ (1) ،
عن إبراهيم
_________
(1) هو: يزيد بن عبد الله. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (32382) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1504) ، وفي "الآحاد والمثاني" (216) ، والشاشي في "مسنده" (125) ، والحاكم في "المستدرك" (4/74) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/907) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/171 رقم 1473) من طريق سعد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه إبراهيم بن سعد، به.
ورواه يعقوب بن إبراهيم واختُلف عليه: فأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/171 رقم 1473) ، والشاشي في "مسنده" (124) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (1/159) من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ يوسف بن الحكم، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص، به.
وأخرجه الترمذي في "جامعه" (3905) ، والبزار في "مسنده" (1175) من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ يوسف بن الحكم، عن محمد ابن سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص، به. وأكثر الرواة تابعوا يعقوب بروايته على هذا الوجه، منهم:
سليمان بن داود: وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/103) ، والترمذي في = = "جامعه" (3905) ، وأبو يعلى في "مسنده" (775) ، والشاشي (123) ، والحاكم في "المستدرك" (4/74) . قال الترمذي: «هذا حديث غريب من هذا الوجه» .
ويعقوب بن حميد: وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (215) ، وفي "السنة" (1503) ، وتمام في "الفوائد" (1536/الروض البسام) .
وعبد الله بن صالح: وروايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/401) ، والطبراني في "الأوسط" (3/295 رقم3200) .
وإبراهيم بن حمزة: وروايته أخرجها الخطيب في "الفصل للوصل" (2/905-906) .
وأخرج الإمام أحمد في "المسند" (1/183 رقم 1586) من طريق أبي كامل المظفَّر بن مُدرك، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ صالح بن كيسان، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ يُوسُفَ بن الحكم، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص، به. ثم قال (1587) : «وحدثنا أبو كامل مرة أخرى: حدثني صالح ابن كيسان، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بن أبي سفيان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه سعد، به» .(6/392)
بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسان، عَنِ الزُّهري، عَنْ محمَّد بْنِ (1) أَبِي سُفيان، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِي عَقيل (2) ، عَنْ سَعْدِ ابن أبي وقَّاص، عن النبيِّ (ص) : مَنْ (3) يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ، أَهَانَهُ اللهُ؟ قَالَ أَبِي: يُخالَفُ فِي هَذَا الإِسْنَادِ (4) ، واضْطَرَبَ فِي هَذَا الحديث (5) .
_________
(1) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «بن» .
(2) هو: يوسف بن الحكم بن أبي عقيل والد الحجَّاج بن يوسف، قال أبو زرعة: «يُوسُفَ بْنِ أَبِي عُقَيْلٍ عَنْ سعد: مرسل» . "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص234 رقم 873) .
(3) في (ف) : «مر» بدل: «من» .
(4) يعني: إبراهيم بن سعد فيما يظهر.
(5) ذكر ابن المديني هذا الحديث في "العلل" (168) ، وقال: «فهذا حديث مدني، في إسناده رجلان لا أعلم رُويَ عنهما شيءٌ من العلم ... » ، ثم ساقه بإسنادين، وبين أن الرجلين هما: محمد بن أبي سفيان، ويوسف أبو الحجاج بن يوسف.
وذكره الدارقطني في "العلل" (627) ، ثم قال: «هو حديثٌ يرويه الزهري، واختُلف عنه: فرواه إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ محمد ابن أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الحكم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سعد. واختُلف عن إبراهيم: فقيل: عنه، عن يوسف بن الحكم، عن سعد، والقولان عنه محفوظان. وقالوا: إنه حدَّث به بالمدينة فَقَالَ فِيهِ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سعد، ثم ترك محمد بن سعد بعد ذلك. ورواه معمر، عن الزهري فقال: عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سعد، ووهم فيه معمر، والصَّحيح حديث صالح بن كيسان. وأرسله عُقَيل فقال: عن الزهري، عن سعد، لم يذكر بينهما أحدًا. وَقَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: عَنْ الزهري: أنه بلغه عن سعد، وحديث صالح هو الصَّواب. ورواه سعيد بْن سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن المدني - شيخ له -، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سعد، وهو وهم، والصَّحيح: حديث الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سفيان» . اهـ.
وأطال الخطيب البغدادي في "الفصل للوصل" (2/834-841) في ذكر الخلاف في هذا الحديث، ولم يرجِّح.(6/393)
2613 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد العزيز الدَّراوَرْدي (1) ، عن عبد الرحمن بن حُمَيد بن عبد الرحمن بْنِ عَوْف، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ جدِّه (2) عبد الرحمن بن عَوْف، عن النبيِّ (ص) قَالَ: عَشَرَةٌ فِي الجَنَّةِ.
وَرَوَاهُ مُوسَى بْن يعقوب الزَّمْعي (3) ،
عَنِ عمر بن سعيد بن
_________
(1) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/193 رقم 1675) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/274) تعليقًا، والترمذي في "جامعه" (3747) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (232) ، والنسائي في "الكبرى" (8194) ، وأبو يعلى في "مسنده" (835) ، وابن حبان في "صحيحه" (7002) من طريق قتيبة بن سعيد، والبزار في "مسنده" (3/231 رقم 1020) من طريق إبراهيم ابن أبي الوزير، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/143) من طريق حرمي بن حفص، والبغوي في "شرح السنة" (3926) من طريق يحيى الحمَّاني، ثلاثتهم عن الدراوري، به. وأخرجه الترمذي في "جامعه" (3747) من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، والبزار في "مسنده" (3/233 رقم 1021) من طريق أحمد بن أبان القرشي، كلاهما عن الدراوري، عن عبد الرحمن بْنِ حُمَيد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النبيِّ (ص) مرسلاً. قال البزار: «ولا نعلم يُروى إلا عن عبد الرحمن بن عوف، على أنه قد رواه غيرُ واحد مرسلاً» . قال البخاري: «وقال بعضهم: عن عبد العزيز ابن محمد مرسلاً» .
(2) في (ف) : «عن جده عن» .
(3) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/273-274) تعليقًا، والترمذي في "جامعه" (3748) ، والنسائي في "الكبرى" (8195) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1436) ، وعبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (1/114-115 رقم 85) ، والحاكم في "المستدرك" (3/440) .
قال البخاري: «والأول أصحُّ» ؛ يعني حديث موسى بن يعقوب، أصحُّ من حديث الدراوردي. وقال الترمذي: «وهذا أصحُّ من الحديث الأول» ، وقال أيضًا: «وسمعتُ محمدًا يقول: هو أصحُّ من الحديث الأول» .
وفي نسخة (ش) : «عمرو بن سعد» بدل: «عمر بن سعيد» .(6/394)
شُرَيح (1) ، عن عبد الرحمن ابن حُمَيد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بن زيد، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أشبهُ؟
قَالَ: حديثُ مُوسَى أشبهُ؛ لأنَّ الحديثَ يُروى عَنْ سَعِيدٍ (2) مِنْ طُرُقٍ شَتَّى، ولا يُعرَف عن عبد الرحمن بن عَوْف، عن النبيِّ (ص) ، في هذا - شيء (3) .
2614 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه صَدَقَةُ بن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «سريح» . ويأتي متصحِّفًا في بعض المصادر إلى «سريج» ؛ كالموضع الآتي من "العلل" للدارقطني. وأعظم من هذا ما وقع من تصحيفٍ لكل مَن صنَّف في رجال الكتب الستة، كالمزي في "تهذيب الكمال" (21/364) ، وابن حجر في "التقريب" (4905) ، وغيرهما، فإنهم لم يترجموا لعمر بن سعيد ابن شريح؛ ظنًّا منهم أنه عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حسين القرشي النوفلي؛ لأن اسمه ورد عند الترمذي، والنسائي: «عمر بن سعيد» غير منسوب.
(2) قوله: «سعيد» سقط من (ك) .
(3) ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (666) ، ولم يرجِّح بين روايتي الدَّراوردي وعمر بن سعيد - من رواية موسى بن يعقوب عنه -، ولكنه ذكر اختلافًا على الدَّراوردي رجَّح فيه رواية من رواه عنه، عن عبد الرحمن بْنِ حُمَيد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه عبد الرحمن ابن عوف.
(4) انظر المسألة رقم (971) .(6/395)
[عبد الله (1) ، عن عِياض ابن] (2) عبد الرحمن، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبد الرحمن بْنِ عَوْف، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ جدِّه؛ قَالَ: كنتُ جَالِسًا عِنْدَ النبيِّ (ص) ، فجاء سعد ابن مُعاذ، فقال النبيُّ (ص) : هَذَا سَيِّدُكُمْ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ (3) شُعبة (4) ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي أُمامة بْنِ سَهْل، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ والصَّحيحُ هَذَا هُوَ.
قلتُ: الوَهَمُ ممَّن هو؟
_________
(1) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1017) ، والطبراني في "الكبير" (6/6 رقم 5324) ، والدارقطني في "الأفراد" (59/أ/أطراف الغرائب) .
(2) ما بين المعقوفين زيادةٌ يقتضيها السياق، ويدلُّ عليها ما سيأتي، وانظر مصادر التخريج والتعليق آخر المسألة. وعياض هو: ابن عبد الرحمن الأنصاري؛ كما في "سنن البيهقي" (5/94-95) .
(3) في (ف) : «ورواه» بالواو.
(4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/22 و71 رقم 11168 و11170 و11171 و11680) ، والبخاري في "صحيحه" (3043) ، ومسلم (1768) .(6/396)
قَالَ أَبِي: مِنْ عِياض.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا أَدْرِي ممَّن هُوَ (1) .
2615 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ (3) ،
عَنِ
_________
(1) قال الدارقطني في الموضع السابق من "الأفراد": «غريب من حديث سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن جدِّه، تفرَّد به عياض بن عبد الرحمن، عنه، وتفرَّد به صدقة بن عبد الله، عن عياض، وخالفه مُحَمَّدِ بْنِ صالِح التمار، عَنِ سعد» .
وقال البزار: «وهذا الحديث قد رواه غيرُ عياض بن عبد الرحمن، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، ولا نعلمه يروى عن عبد الرحمن بن عوف إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» .
وذكره الدارقطني أيضًا في "العلل" (573) ، فقال: «يرويه سعد بن إبراهيم، واختُلِفَ عنه: فرواه صدقة بن عبد الله السَّمين أبو معاوية، عن عياض بن عبد الرحمن، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن أبيه، عن جدِّه، ووهم فيه، ورواه مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ التَّمَّار الْمَدِينِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص، عن أبيه، ووهم فيه أيضًا، والصَّواب ما رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ حنيف، عن أبي سعيد الخدري» . اهـ.
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (2595) .
(3) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (7/115 رقم 7017) من طريق محمد بن نصر، عنه، به، لكن باللفظ المذكور في المسألة رقم (2595) ، وفيه زيادة، واللفظان كلاهما جزء من حديث أيوب بن بشير هذا كما سيأتي.
قال الطبراني بعد أن أخرجه: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا محمد بن إسحاق، تفرد به سعيد بن يحيى، ولا يروى عن معاوية إلا بهذا الإسناد» ، ومن طريق الطبراني أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (56/105) .
ثم قال ابن عساكر: «وهذا القول من الطبراني شنيعٌ، ووهمه فيه عند أهل العلم فظيع؛ فإن معاوية لم يرو هذا الحديث، وإنما رواه الزهري، عن أيوب بن النعمان أحد بني معاوية مرسلاً، فظنَّ "أحد بني معاوية": "حدثني معاوية"، فغيَّر "حدثني" بـ"سمعت"، ونسب معاوية إلى أبي سفيان» .
وقال ابن حجر في "الإصابة" (1/160) : «وقد أخرجه الطبراني في "الأوسط" من وجه آخر عن ابن إسحاق، فوقع له تصحيفٌ شنيع نبَّه عليه ابن عساكر» .
وأصل هذا الوهم ليس من الطبراني كما يدلُّ عليه سؤال عبد الرحمن بن أبي حاتم هنا وجواب أبيه، فالظاهر أنه من هشام بن عمار، أو من سعدان بن يحيى، كما حصل في بعض المسائل من هذا الكتاب، ففي المسألة رقم (1339) سأل عبد الرحمن بن أبي حاتم أباه عن الذي ترك من الإسناد رجلاً: هل هو هشام بن عمار، أو سعدان بن يحيى؟ فقال: «يحتمل أن يكون أَحَدِهِمَا؛ مِنْ هِشَامٍ، أَوْ مِنْ سعدان» . والذي يغلب على الظن أنه من هشام بن عمار؛ لأنه كان في آخر عمره يلقِّنونه أشياء فيتلقَّن كما قال أبو حاتم في المسألة رقم (1899) ومسائل أخرى جعل الخطأ فيها من هشام.
وأخرجه ابن عساكر أيضًا من طريق محمد بن مروان البزار، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ سعيد بن يحيى، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهري، عن أيُّوب بن بشير بن النعمان ابن أكال الأنصاري أحد بني معاوية قال: قال رسول الله (ص) : «صبُّوا عليَّ من سبع قِرَب من آبارٍ شتَّى حتى أخرج إلى الناس، وأعهد إليهم» ، فخرج إليهم عاصبًا رأسه حتى ركب الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثم ذكر قتلى أحد، فصلى عليهم فأكثر الصلاة، ثم قال: «يا معاشر الْمُهَاجِرِينَ، إِنَّكُمْ قَدْ أَصْبَحْتُمْ تَزِيدُونَ وإن الأنصار على حالها لا تزيد، وإنهم عيبتي التي أويت إليها، فأكرموا كريمهم، وتجاوزوا عن مسيئهم» . ثم قال: «إن عبدًا من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله» ، فلم يلقَّنها إلا أبو بكر، فبكى، ثم قال: «نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأبنائنا، فقال: «على رسلك يا أبا بكر، إن أفضل الناس عندي في الصحبة، وفي ذات اليد لابن أبي قحافة، انظروا هذه الأبواب الشوارع في المسجد فسدُّوها، إلا ما كان من باب أبي بكر، فإن عليه نورًا» .
وهذا يبين أن هناك اختلافًا على هشام بن عمار في هذا الحديث.(6/397)
سَعْدان بْنُ يَحْيَى (1) ، عَنْ محمَّد بْن إِسْحَاقَ، عَن الزُّهري، عَنْ أيُّوب بْنِ بَشِيرٍ؛ قَالَ: حدَّثني معاوية: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: يَا مَعْشَرَ المُهَاجِرِينَ، إِنَّكُمْ قَدْ أَصْبَحْتُمْ تَزِيدُونَ، وإِنَّ (2) الأَنْصَارَ عَلَى حَالِهَا؟
قَالَ أَبِي: لَيْسَ ذَا بِشَيْءٍ (3) ، لعلَّه أَنْ يكونَ (4) قَدْ عُمِلَ عَلَى هِشَامٍ، أَوْ أَنْ يكونَ قَالَهُ!
إِنَّمَا هُوَ: مَا رَوَاهُ عامَّة (5) أَصْحَابِ محمَّد ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ (6) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أيُّوب بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أصحاب النبيِّ (ص) ، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) هو: سعيد بن يحيى اللخمي، وسعدان لقبه.
(2) المثبت من (ت) و (ك) ، وفي بقية النسخ: «إن» بلا واو.
(3) في (أ) و (ش) : «شيء» .
(4) كذا في جميع النسخ بإثبات «أَنْ» في خبر «لعلَّ» حملاً لها على «عَسَى» ؛ وانظر التعليق على المسألة رقم (240) .
(5) قوله: «عامة» سقط من (ت) و (ك) .
(6) قوله: عن محمد بن إسحاق» مكرر في (ف) .(6/398)
وَلا أعلمُ أَحَدًا (1) قَالَ: مُعَاوِيَةُ؛ إِلا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَلا أدري صحيحًا (2) هُوَ أَمْ لا (3) ؟
2616 - وسُئِلَ (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو الأَشْعَث أَحْمَدُ بْنُ المِقْدام (5) ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ الْعَلاءِ، عَنْ عَطاء بْنِ أَبِي مَيْمونة، عن أَوْس ابن ضَمْعَج، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: كَثْرَةُ العَرَبِ قُرَّةُ عَيْن ٍ لِي؟
_________
(1) في (ت) و (ف) و (ك) : «ولا أحدًا» .
(2) كذا في جميع النسخ بالنصب، والجادَّة: «وَلا أَدْرِي صحيحٌ هُوَ أَمْ لا؟» أي: «أصحيحٌ هو أم لا» ، ويخرَّج ما في النسخ على إضمار «كان» ، والتقدير: «لا أدري، أيكون صحيحًا هو أم لا؟» ، والله أعلم
(3) بهامش (أ) تعليق على هذا الموضع، ونصه: «ليس هو بصحيح، وإنما هو تصحيفٌ، فابن إسحاق رواه عَنِ = = الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بشير - أحد بني معاوية-، فصحَّفها سعدان؛ قال: حدثني معاوية» . اهـ.
والحديث أخرجه الذهلي في "الزهريات" كما في "الإصابة" (1/160) ، والطبراني في "الكبير" (19/342 رقم 791) كلاهما من طريق أحمد بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن إِسْحَاقَ، عَن الزُّهري، عَنْ أيُّوب بن بشير بن النعمان الأنصاري، عن أحد بني معاوية، عن رسول الله (ص) ؛ لكن جاء عند الطبراني: «حدثني معاوية» ، وقد تقدَّم التعليق عليه. ومن طريق الذُّهلي أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (56/106) . وأخرج ابن سعد في "الطبقات" (2/228) من طريق يونس ومعمر، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/407) تعليقًا من طريق عقيل وشعيب، والطبراني في "مسند الشاميين" (4/256 رقم 3219) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (21/230) من طريق شعيب، أربعتهم عَنِ الزُّهري، عَنْ أيُّوب بْنِ بشير الأنصاري، عن بعض أصحاب النبي (ص) .
(4) في (ك) : «سئل أبي» ، والمثبت من بقية النسخ، وكتب ناسخ (أ) في الهامش: «هكذا في الأصل» ، وكتب فوقها ناسخ (ف) : «صحـ» ؛ والمراد: وسئل أبي.
(5) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (5/369) . وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/274) من طريق طاوس، عن ابن عباس.(6/399)
فَقَالَ: هَذَا حديثٌ مَوْضُوعٌ.
وَذُكِرَ لَهُ أحاديثَ مِنْ رِوَايَتِهِ، فَقَالَ: هَذِهِ أحاديثُ موضوعةٌ، وَهَذَا شيخٌ لا يُشتَغَلُ بِهِ؛ يَعْنِي: زُهَيْرَ بْنَ الْعَلاءِ (1) .
2617 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أحمد بن عبد الله بْنِ قَيْس (2)
- مِنْ وَلَدِ بُرَيدة الأَسْلَمي -، عن عبد الله بْنِ بَكْرٍ السَّهْمي، عَنْ يَزِيدَ بن عَوانة الكِلابي - قَالَ: وَلا أحسَبُ أنَّ محمَّد بن ذَكْوان
_________
(1) قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (2/83 ترجمة زهير ابن العلاء) : «وروي عن أبي حاتم الرازي أنه قال: أحاديثه موضوعة، منها: عن عطاء، عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ، عَنْ ابن عباس ذ مرفوعًا: " كثرةُ الْعَرَبِ قُرَّة عَيْنٍ لِي» .
(2) لم نقف على رواية أحمد بن عبد الله، وقد رواه زهير بن محمد بن قمير والحسين بن الفضل البجلي ومحمد بن أنس القرشي ومحمد بن إسحاق الصغاني وأبو علي عبد الوهاب الضبِّي ومحمد بن سعد العوفي والحسن بن مكرم، جميعهم عن عبد الله بْنِ بَكْرٍ السَّهمي، عَنْ يَزِيدَ ابن عوانة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمر، به. كذا قالوا: «عمرو بن دينار» بدل: «عبد الله بن دينار» . وانظر التعليق آخر المسألة.
أما رواية زهير بن محمد بن قمير: فأخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/388) .
وأما رواية الحسين بن الفضل ومحمد بن أنس: فأخرجها الحاكم في "المستدرك" (4/73-74) .
وأما رواية محمد بن إسحاق: فأخرجها الحاكم في "المستدرك" (4/86-87) ، وفي "معرفة علوم الحديث" (ص166) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (1/171) .
وأما رواية عبد الوهاب الضبِّي: فأخرجها أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/133-134) .
وأما رواية محمد بن سعد: فأخرجها ابن قدامة المقدسي في "إثبات صفة العلو" (ص 117 رقم 29) .
وأما رواية الحسن بن مكرم: فأخرجها ابن حجر في "الأمالي المطلقة" (ص68) .
وأخرج ابن أبي الدنيا في "الإشراف في منازل الأشراف" (343) ، والطبراني في "الأوسط" (6/199 رقم 6182) ، وفي "الكبير" (12/348 رقم 13650) ، وابن عدي في "الكامل" (2/248-249) و (6/200) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (1/58 رقم 18) جميعهم من طريق حماد بن واقد الصفَّار، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمر، به. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (4/73) من طريق محمد بن ذكوان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَن عبد الله بن عمر.(6/400)
حدَّثني به (1) - عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: كُنَّا بفِنَاء رسولِ اللَّهِ (ص) ، فَمَرَّتِ امرأةٌ مِنْ بناتِ رسولِ الله (ص) ، فَقَالَ أَبُو سُفيان بْنُ حَرْبٍ: مَا مَثَلُ محمَّد فِي بَنِي هَاشِمٍ إِلا كمَثَل الرَّيْحانة فِي وَسَط النَّتْنِ (2) ، قَالَ (3) : فسمعَتْه (4) المرأةُ، فأبلغَتْه (5) رسولَ الله (ص) ، قال (6) : فخرَجَ رسولُ الله (ص) مُغْضبًا، فصَعِدَ المِنْبَرَ، فحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا بَالُ أَقْوَالٍ تَبْلُغُنِي عَنْ أَقْوَامٍ؟! إِنَّ اللهَ خَلَقَ سَمَوَاتٍ سَبْعًا فَاخْتَارَ العُلْيَا، فَسَكَنَهَا، وأَسْكَنَ سَمَوَاتِهِ مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ، ثُمَّ خَلَقَ أَرَضِينَ (7) سَبْعًا، فَاخْتَارَ العُلْيَا فَأَسْكَنَهَا مَنْ شَاءَ
_________
(1) كذا في جميع النسخ، وصوابه - فيما يظهر -: «ولا أحسب إلا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ ذَكْوَانَ حَدَّثَنِي به» ؛ ففي رواية الحاكم في "المستدرك" (4/73-74) من طريق عبد الله بن بكر، أوضح الحاكم أنه قال في روايته عن يزيد: «ولا أحسب محمدًا إلا قد حدثنيه» .
(2) في (ش) : «البير» ؛ ويشبه أن تكون هكذا في (أ) .
(3) قوله: «قال» في موضعه بياض في (ك) .
(4) في (ت) و (ك) : «سمعته» .
(5) في (ف) : «فأبلغت» .
(6) أي: ابن عمر ح.
(7) في (أ) و (ش) و (ف) : «أَرَضِينًا» .(6/401)
مِنْ خَلْقِهِ (1) ، ثُمَّ اخْتَارَ خَلْقَهُ، فَاخْتَارَ (2) بَنِي آدَمَ، ثُمَّ اخْتَارَ مِنْ بَنِي آدَمَ العَرَبَ، ثُمَّ اخْتَارَ العَرَبَ، فَاخْتَارَ (3) مُضَرَ (4) ،
ثُمَّ اخْتَارَ مُضَرَ، فَاخْتَارَ قُرَيْشًا، ثُمَّ اخْتَارَ قُرَيْشًا، فَاخْتَارَ بَنِي هَاشِمٍ، ثُمَّ اخْتَارَ بَنِي هَاشِمٍ، فَاخْتَارَنِي (5) ، فَلَمْ أَزَلْ خِيَارًا مِنْ خِيَارٍ، أَلا فَمَنْ أَحَبَّ العَرَبَ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، ومَنْ أَبْغَضَ العَرَبَ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (6) .
_________
(1) من قوله: «ثم خلق أرضين ... » إلى هنا سقط من (ت) ؛ لانتقال النظر.
(2) من قوله: «العليا فسكنها ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(3) قوله: «العرب فاختار» سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(4) في (ك) : «منهم مضر» ..
(5) في (ت) و (ك) : «فاختار» ، وفي (ك) بعدها بياض بمقدار نصف كلمة.
(6) ذكر الذهبي في "العلو" (1/302 رقم 26) هذا الحديث من طريق عبد الله بن بكر السهمي، ثم قال: «تابعه حماد بن واقد وغيره عن محمد بن ذكوان أحد الضعفاء، وبعضهم يقول فيه "عبد الله بن دينار" بدل "عمرو بن دينار"، وهو حديثٌ منكر، رواه جماعة في كتب السنة وأخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد» .
وقال العقيلي في الموضع السابق: «لا يُتابع عليه» يعني محمد بن ذكوان.
وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا لا أعلم يرويه غير محمد بن ذكوان، ولمحمد بن ذكوان غيرُ ما ذكرت من الحديث، وعامة ما يرويه إفرادات وغرائب، ومع ضعفه يكتب حديثه» .
وقال ابن حجر في الموضع السابق: «هذا حديث حسن أخرجه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" من رواية حماد بن واقد، عن محمد بن ذكوان، وقال: لا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد، انتهى. وحماد بن واقد ضعيف ولم ينفرد به؛ فقد رواه معه عبد الله بن بكر السَّهمي وهو من رجال الصَّحيحين، وأما شيخهما محمد بن ذكوان فمُختَلَف فيه، فحديثه حسن في الجملة؛ لأنه لم يطعن فيه بقادح، والله أعلم» .(6/402)
2618 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَقِيل محمَّد بنُ حاجِبٍ المَرْوَزي (1) ، عَنْ محمَّد بْنِ مِرْداسٍ الأنصاري، عن خارِجَة (2) ابن مُصْعَبٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: حُبُّ بَنِي هَاشِمٍ فريضةٌ، وزيارتهُم نَافِلَةٌ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مِرْداسٍ مَجْهُولٌ.
2619 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إبراهيم بن حمزة (3) ،
عن
_________
(1) كذا في (أ) و (ش) ، وهو الصَّواب كما سبق بيانه في المسألة رقم (1736) ، وفي (ت) و (ف) : «المروذي» . ولم نقف على روايته بهذا الوجه. وقد أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/155) عن عبد الله بْنِ يَحْيَى، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عبد الواحد، عن محمد بن عباد، عن زياد بن المنذر، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عُمَر، عَنِ النَّبِيِّ (ص) قال: «عيادةُ بني هاشم فريضةٌ، وزيارتهُم سنَّة» .
قال ابن عدي: «كذا قال: عن زياد بن المنذر، وإنما هو: المنذر بن زياد الطَّائي» ، ثم قال: «وهذه الأحاديث التي ذكرتها عن جعفر بن عبد الواحد كلُّها بواطيل، وبعضُها سرقة من قوم، وله غير هذه الأحاديث من المناكير، وكان يتهم بوضع الحديث» .
(2) في (ك) : «جارحة» .
(3) روايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/295-296) من طريق الهيثم بن كليب الشاشي.
وأخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (2/941 رقم 1812 و1813) من طريق عبد الله بن موسى بن شيبة الأنصاري وأحمد = = ابن عبد الصَّمد الأنصاري، وأبو يعلى في "مسنده" (5/55 رقم 2646) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/296-297) عن شعيب بن سلمة بن قاسم الأنصاري، وابن حبان في "المجروحين" (1/128) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (8/1502 رقم 2727) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/296) من طريق الحارث بن أبي الزبير، وابن عساكر أيضًا (26/296) من طريق عبد الله بن موسى بن شيبة، جميعهم عن إسماعيل بن قيس، به.(6/403)
إِسْمَاعِيلَ بْنِ قَيْس، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (1) ، عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ؛ قال: لمَّا رجَعَ النبيُّ (ص) مِنْ بَدْر؛ اسْتَأْذَنَهُ العبَّاس فِي أَنْ يَرجعَ إِلَى مَكَّةَ فيهاجرَ (2) منها، فقال له النبيُّ (ص) : اطْمَئِنَّ يَا عَمُّ! فَإِنَّكَ خَاتَمُ المُهَاجِرِينَ فِي الهِجْرَةِ، كَمَا أَنِّي خَاتَمُ النَّبِيِّينَ فِي النُّبُوَّةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ موضوعٌ، وإسماعيلُ مُنكَرُ الْحَدِيثِ (3) .
2620 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ [عُمَرُ] (4) بْنُ (5) يُونُسَ، عَنْ عِكرمَة بْنِ عمَّار، عَنْ إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَة، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ استغفَرَ لِلأَنْصَارِ، ولذَرَاريِّ الأَنْصَارِ، ولذَراريِّ ذَراريِّ (6) الأَنْصَارِ، وَلِمَوَالِي الأَنْصَارِ؟
قَالَ أَبِي: الكلامُ الأَخِيرُ: «ولذَراري الأَنْصَارِ» وَمَا بَعْدَهُ؛ لَيْسَ بِمَحْفُوظٍ.
2621 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ دَاوُدَ الخُرَيْبي، عَنِ الأعمَش، عَن هلال بْن يِسافٍ، عَن عِمران بْنِ حُصَين، عَنِ النبيِّ (ص) : خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ... ، وذكر الحديثَ؟
_________
(1) هو: سَلَمة بن دينار.
(2) في (ش) : «فهاجر» .
(3) قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (2/84) : «إسناده واهٍ رواه أبو يعلى والشاشي في مسنديهما، ويروى نحوه من مراسيل الزهري» . اهـ.
(4) في (أ) و (ت) و (ش) و (ك) : «محمد» ، وصوِّّبت بهامش (أ) بخط مغاير. ورواية عمر بن يونس أخرجها مسلم في "صحيحه" (2507) : أن رسول الله (ص) استغفر للأنصار. قال: وأحسبه قال: «ولذراري الأنصار، ولموالي الأنصار» ؛ لا أشكُّ فيه. اهـ.
(5) في (ف) : «رواه يونس» .
(6) في (ك) : «دراى» .
(7) تقدمت هذه المسألة برقم (2603) .(6/404)
قَالَ: يُدخَلُ بَيْنَ الأعمَش وَهِلالِ بْنِ يِسافٍ: عليُّ بنُ مُدْرِكٍ.
2622 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ الزِّبْرِقان (1) ، عَنْ شَريكٍ (2) ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْس، عَنْ نُبَيْح العَنَزي؛ قَالَ: خرَجَ عَلَيْنَا أَبُو سَعِيدٍ (3) ، فَقَالَ: يَا شِيعَةَ عليٍّ! وَيَا شِيعَةَ عُثْمَانَ! لا تَسُبُّوا حَوَارِيِّ (4) رسولِ الله (ص) ؛ فإنَّ عُقُوبةَ مَنْ سَبَّهُمُ: القتلُ؟
قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ جماعةٌ، فَقَالُوا فِي هَذَا الْحَدِيثِ: لا تَسُبُّوا فُلانًا وَفُلانًا؛ فإنَّ عقوبتَهُم كانَ (5) القَتلَ، وَلا أعلمُ أَحَدًا تَابَعَ الحسنَ بنَ الزِّبْرِقان عَلَى هَذَا اللَّفْظِ، وَهُوَ غَلَطٌ، وذاك (6) الصَّواب (7) .
_________
(1) لم نقف على روايته، وسيأتي من غير طريقه بلفظ آخر. وقد أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (2/468 رقم 999) من طريق زحمويه زكريا بن يحيى، والدارقطني في"العلل" (11/152) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، والحاكم في "المستدرك" (3/364) من طريق علي ابن حكيم، ثلاثتهم عن شريك، به.
ولفظ رواية زحمويه: «لا تَسُبُّوا حَوَارِيَّ رَسُولِ اللَّهِ (ص) ؛ فإن عقوبتهم كانت القتل» . ولفظ رواية أبي النضر: «لا تَسُبُّوا حَوَارِيَّ رسولِ اللَّهِ (ص) ، فإن عقوبتهم القتل» .
ولفظ رواية علي بن حكيم: «لا تَسُبُّوا حَوَارِيَّ رسولِ اللَّهِ (ص) ، فإن كفارتهم القتل» .
(2) هو: ابن عبد الله النخعي القاضي.
(3) أي: الخدري ح.
(4) كذا، والجادَّة: حَوَارِيِّي رسولِ الله، بصيغة الجمع، والأصل: «حواريِّين» ، ثم حُذِفَتِ النونُ للإضافة. وما في النسخ صحيحٌ في العربية؛ ويخرَّج على حَذْفِ ياءِ جَمْعِ المذكَّر اكتفاءً بالكسرة قبلها، والاجتزاءُ بالحركات عن حروف المد لغةُ هوازن وعليا قيس. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (679) .
(5) كذا، والجادة: «كانت» ، لكنْ يخرَّج ما هنا قياسًا على قولهم: «ولا أَرْضَ أبقلَ إبْقَالَهَا» ، انظر التعليق على المسألة رقم (178) .
(6) في (ت) و (ك) : «وذلك» .
(7) الفرق بين اللفظين ظاهر: فرواية الحسن بن الزبرقان تجعل القتل عقوبة لمن سبَّ حوارييِّ رسول الله (ص) . وأما رواية الجماعة فتذكر أن حوارييِّ رسول الله (ص) ماتوا مقتولين، وهذا كفارة لهم.(6/405)
2623 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَوْن ابن عُمارَة، عَنْ أَبِي نَضْرَة (1) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشَّأْن ِ، خِيَارُهُمْ تَبَعٌ لِخِيَارِهِمْ، وشِرَارُهُمْ تَبَعٌ لِشِرَارِهِمْ، قَالَ: فسألتُ أَبَا عَوْن (2) : ما يعني بـ «هذا الشَّأْنِ» ؟ قَالَ: يَعْنِي الخلافةَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ (3) ، وعَوْنٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ.
2624 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسماعيلُ بنُ أَبِي أُوَيْس (4) ، عَنْ أَبِيهِ (5) ، عَنْ حُمَيد بْنِ قَيْس، عَنْ عَطاءٍ (6) وغيرِه مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) أنه قال: يَا بَنِي عَبْدِالمُطَّلِبِ،
_________
(1) هو: المنذر بن مالك.
(2) كذا في جميع النسخ، وكنية عون بن عمارة: أبو محمد، والظاهر أنَّ ما وقع في النُّسخ سبق قلم من الناسخ، وصواب العبارة: «فسألت أبا نضرة» ، أو «فسألت أبا سعيد» ، والأول أولى، والله أعلم.
(3) أي: بهذا الإسناد، ومتن الحديث له أصل في الصحيحين، أخرجه البخاري (3495) ، ومسلم (1818) من حديث أبي هريرة، وانظر المسألة رقم (2578) .
(4) روايته أخرجها الفاكهي في "أخبار مكة" (1/470 رقم 1038) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/505) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (2/628 رقم 1546) ، وأبو عروبة الحراني في "أحاديثه" (41) ، والطبراني في "الكبير" (11/142 رقم 11412) ، والحاكم في "المستدرك" (3/148-149) .
(5) هو: عبد الله بن عبد الله بن أُوَيْس.
(6) هو: ابن أبي رَباح.(6/406)
إِنِّي سَأَلْتُ لَكُمْ (1) ثَلاَثًا: أَنْ يُثَبِّتَ قَائِمَكُمْ، وأَنْ يَهْدِيَ ضَالَّكُمْ، وأَنْ يُعَلِّمَ جَاهِلَكُمْ، وسَأَلْتُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَكُمْ جُودًا نُجُدًا (2) ، رُحَمَاءَ، ولَوْ أَنَّ رَجُلاً صَفَنَ (3) بَيْنَ الرُّكْنِ والمَقَامِ، فَصَلَّى (4) وصَامَ، ثُمَّ لَقِيَ اللهَ وهُوَ مُبْغِضٌ لأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ؛ دَخَلَ النَّارَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
تَمَّ الجُزْءُ الخامسَ عَشَرَمِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"؛بِحَمْدِ اللهِ وعَوْنِهِ ومَنِّهِ، ويَتْلُوهُ - إنْ شَاءَ اللهُ تعالى -في الجُزْءِ السَّادِسَ عَشَرَ مِنْهُ، في حَدِيثٍ رواه هشامُ بن عُبَيدالله الرَّازي، عَنْ عِكْرِمَة بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ بنِ شَدَّادٍ، عَنْ مُعَاوِيةَ بنِ قُرَّةَ؛ قَال: حدَّثني عبد الله ابن عمرو بن العاص، عن أبيهوالحمدُ لِلَّهِ ربِّ العَالمينَ، وصلَّى اللَّهُ على سيِّدنا محمَّدٍوآلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تَسْليمًا كَثيرًا (5)
_________
(1) ضبَّب ناسخ (ف) على قوله: «لكم» .
(2) في (أ) و (ش) : «تجدًا» . ونُجُدٌ: أشدَّاءُ شُجعان أولو بأس، والمفرد: نَجِدٌ ونَجُدٌ ونَجيدٌ. انظر "المصباح" (ن ج د 2/593) ، و"النهاية" (5/18) .
(3) في (ك) : «ظعن» . والصَّفَنُ: هو القيام مع جمع القَدَمين. انظر "النهاية" (3/39) .
(4) في (ك) : «فصلاه» .
(5) من قوله: «تم الجزء الخامس عشر ... » إلى هنا من (أ) فقط، وفي (ف) : «تم الجزء الخامس عشر، ويتلوه في الجزء السادس عشر بحمد الله وعونه ومنِّه، في حديث رواه هشام بن عبيد الله الرازي، والحمدُ لِلَّهِ رب العالمين، وصَلَّى الله على محمد وآله» . وبهامش (ش) : «آخر الجزء الخامس عشر» .(6/407)
بسم الله الرَّحمن الرَّحيموصلَّى الله على سَيِّدنا محمَّدوآلِهِ وصَحْبِهِ أجمعين (1) الجُزْءُ السَّادسَ عَشَرَ (2) مِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"، يَشْتَمِلُ عَلَى (3) ذِكْرِ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي (4) الْفَضَائِلِ، ودَلائِلِ النُّبُوَّةِ، والأُمَراءِ والفِتَنِ (5)
2625 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشامُ ابنُ عُبَيدالله الرَّازي (6) ، عَنْ عِكرمَة بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شدَّاد، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّة؛ قَالَ: حدَّثني عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ رَسُولِ الله (ص) ، فَقَالَ: ادْعُ لِي سَيِّدَ الأَنْصَارِ، فدعَوتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ؟
قَالَ أَبِي: رَوَى (7) هَذَا الحديثَ يَحْيَى بْنُ حسَّان (8) ، عَنْ عِكرمَة بْنِ
_________
(1) قوله: «وصحبه أجمعين» من (أ) فقط، ومكانه في (ف) : «وسلَّم تسليمًا كثيرًا» .
(2) قوله: «عشر» ليس في (ف) .
(3) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ش) .
(4) في (ف) : «في بقية الفضائل» .
(5) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) .
(6) قوله: «الرازي» لم يظهر في مصورة (ت) .
(7) في (ك) : «رواه» .
(8) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وقد أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/34-35) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، و (7/35) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، كلاهما عَنْ يَحْيَى بْنِ حسَّان، عَنِ عكرمة ابن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شدَّاد، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قرَّة، عَنِ عتبة بن عبد الله بن عمرو ابن العاص، عن أبيه، عن جدي عمرو بن العاص، به. هكذا بزيادة: «عن جدي» ، وذكر المزي في "تهذيب الكمال" (2/268-269) هذا الحديث، وقال: «رواه دحيم والدارمي، عَنْ يَحْيَى بْنِ حسَّان، عَنِ عكرمة» .
وذكره أيضًا الذهبي في "السير" (1/396) من رواية الدارمي، وعزاه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/434) إلى الطبراني في "الكبير" وقال: «وفيه يزيد بن شداد الهنائي: مجهول، وكذلك عتبة بن عبد الله بن عمرو بن العاص: مجهول» .
وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (239/ب/أطراف الغرائب) من طريق عِكْرِمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شدَّاد، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قرَّة، عن عتبة، عن أبيه، عن جده. وقال: «غريب من حديث معاوية بن قرَّة، عن عتبة، تفرَّد به عِكْرِمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ بن شدَّاد، عنه. ولا نعلم أسند عتبة حديثًا غير هذا» .(6/408)
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ (1) بْنِ شدَّاد، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّة، عَنِ ابن عبد الله بْنِ عَمْرٍو (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: ومعاويةُ (3) بْنُ قُرَّة لم يسمع من عبد الله بْنِ عَمْرٍو.
2626 - وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حمَّاد، عَنْ أَبِي عَوانة (5) ، عَنْ عَطاء بْنِ السَّائب، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) : اهْتَزَّ العَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ؟
_________
(1) في (ك) : «زيد» .
(2) هو: عتبة بن عبد الله بن عمرو بن العاص، كما تقدم في التخريج.
(3) في (ك) : «معاوية» بلا واو.
(4) انظر المسألة رقم (2599) والتعليق عليها.
(5) هو: وضَّاح بن عبد الله اليَشكُري.(6/409)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ جَريرٌ (1) ، وابنُ فُضَيل (2) ، وغيرهم (3) ، عَنْ عَطاء بْنِ السَّائب، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، مَوْقُوفٌ (4) ، لا يَرْفَعُونَهُ.
2627 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرَّزَّاق بْنُ عُمَرَ الدِّمشقي (5) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ (6) ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عمر، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: سَأَبْعَثُ عَلَيْكُمْ قَوِيًّا أَمِينًا، فَقَالَ عُمَرُ: فتعرَّضتُ؛ لِمَا رَجَوتُ أَنْ تصيبَني (7) كلمةُ النبيِّ (ص) ، فَدَعَا أَبَا عُبَيدة، فأمَّره، وتَركَني؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (8) ، وعبد الرزاق بن عمر ضعيفٌ.
_________
(1) هو: ابن عبد الحميد.
(2) هو: محمد. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (3/433) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (32306 و36789) ، والبزار في "مسنده" (2697/كشف الأستار) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (11993) . ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في "العرش" (49) ، والحاكم في "المستدرك" (2/206) .
قال البزار: «هذا الحديث بهذا التفسير لا نعلمه إلا عن ابن عمر» .
(3) منهم عبد السلام بن حرب، وروايته أخرجها محمد بن عثمان بن أبي شيبة في "العرش" (49) ، والطبراني في "الكبير" (12/323 رقم 13555) .
هذا؛ والجادَّة أن يقال: «وغيرهما» بدل «وغيرهم» ، لكنَّ لما وقع في النسخ وجوه في العربية ذكرناها = = في التعليق على المسألة رقم (74) .
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(5) روايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/488) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/458-459) .
(6) هو: سالم بن عبد الله بن عمر.
(7) في (ت) و (ك) : «يصيبني» .
(8) يعني بهذا الإسناد. فقد أخرجه البخاري في "صحيحه" (3745) ، ومسلم (2420) من طريق أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَّةَ بْنِ زُفَر، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ (ص) لأهل نجران ... ، فذكره.(6/410)
2628 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بنُ إِدْرِيسَ الأَسْواري (1) ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِير (2) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بْنِ الزُّبير، عَنِ الزُّبير؛ قَالَ: بعثَني رسولُ الله (ص) فِي حاجَةٍ فِي يومٍ باردٍ، فجئتُ (3) ، فأدخلَني فِي لِحافِه؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا أعلمُ هَذَا الحديثَ رَوَاهُ غَيرُ إِسْحَاقَ بْنُ إدريس، وإسحاقُ وَاهٍي (4) في هذا الحديث.
_________
(1) في (أ) و (ش) : «الأساوري» ، وانظر "الجرح والتعديل" (2/213 رقم 729) . وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (1394) ، وابن عدي في "الكامل" (1/334) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (18/392-393) من طريق محمد بن المثنى، عن إسحاق بن إدريس، به. ولكن الحديثَ في رواية ابن أبي عاصم وابن عساكر من مسند عبد الله بن الزبير.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (3/364) من طريق محمد بن سنان القزاز، عن إسحاق بن إدريس، عن محمد بن خازم، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عبد الله بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ.
قَالَ ابن عدي: «حدثنا عباس بن يزيد، حدثنا إسحاق بإسناده نحوها، ولم يذكر عبد الله بن الزبير، وقال: " فجعلت أسخنها ". قال عباس: هذا حديث شنيعٌ أول من حدث به فلان الخياط، فوثب عليه يحيى بن معين. قال الشيخ: وهذا الحديث أيضًا يرويه إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي معاوية، وله أحاديث غير ما ذكرته، ورواياته الى الضَّعف أقرب» .
(2) هو: محمد بن خازم.
(3) في (ك) : «فجيب» .
(4) كذا في جميع النسخ: «واهي» ، والأفصحُ في المنقوص المنوَّن المرفوع والمجرور أن يوقف عليه بحذف الياء، فيقال: «وإسحاق واهٍ» ، والوقوف عليه بالياء لغةٌ صحيحةٌ، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (146) .(6/411)
2629 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحارثُ بنُ عِمران، عَنْ محمَّد بْنِ سُوقَة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ؛ قَالَ: قَامَ عمرُ فِينَا خَطِيبًا بالجابِيَة فَقَالَ: قام فينا رسولُ الله كَمَا قُمتُ (2) فِيكُمْ، فَقَالَ (3) : أَكْرِمُوا أَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ.
وَرَوَاهُ ابنُ المُبارك (4) ، والنَّضْرُ بنُ إِسْمَاعِيلَ (5) ، عَنْ محمَّد بن سُوقَة، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أصحُّ الروايتَين (6) ، عِنْدِي (7) : حديثُ ابْنِ المُبارك والنَّضْر بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وأمَّا حديثُ الْحَارِثِ فخطأٌ؛ جعل مكان عبد الله بن دينار: «نافعً» (8) ، والحارثُ ابن عِمران الجَعْفَري: شيخٌ وَاهِي الْحَدِيثِ.
قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: فإنَّ هَذَا الحديثَ رَوَاهُ اللَّيث (9) ، عن ابن
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (1933) و (2583)
(2) في (ك) : «قومت» .
(3) قوله: «فقال» سقط من (ك) .
(4) هو: عبد الله. وروايته تقدم تخريجها في المسألة رقم (1933) .
(5) روايته تقدم تخريجها أيضًا في المسألة رقم (1933) .
(6) كتبها في (ف) : «الحديثين» ، وضرب عليها، وصوبها في الهامش إلى «الروايتين» لكن لم يظهر في التصوير غير آخر الكلمة.
(7) يعني: في الاختلاف على محمد بن سوقة، وقد خالف ابنَ سوقة يزيدُ بن عبد الله بن الهاد، وروايته أرجح كما سيأتي.
(8) قوله: «نافع» مفعولٌ به للفعل «جعَلَ» ، فكان حقُّه أن يكون بألف تنوين النصب، لكنها حذفت هنا على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(9) هو: ابن سعد.(6/412)
الهاد (1) ، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ (2) ، عَنِ الزُّهري: أنَّ عمرَ قَامَ بالجابِيَة ... ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الحديثُ حديثُ اللَّيث، عَنِ ابن الهاد، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الزُّهري: أَنَّ عمرَ قَامَ بالجابِيَة (3) ... .
2630 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَن حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أسَد؛ قَالَ: حدَّثني الخَصِيبُ بن ناصِح (4) ؛ قال: حدَّثنا (5) عُبيدة بنت نايل (6) ؛ قَالَتْ: سمعتُ عائِشَة بنتَ سَعْدٍ تحدِّث عَنْ أَبِيهَا (7) : أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: اللَّهُمَّ، سُقْ إِلَى هَذَا الطَّعَامِ عَبْدًا تُحِبُّهُ ويُحِبُّكَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدٌ؟
قَالَ (8) أَبُو زُرْعَةَ: خَالَفَ مَعْنٌ (9) ؛ فَقَالَ: عَنْ عُبَيدة بنت نايل أَنَّهَا سَمِعَتْ أمَّ عَمْرٍو بنتَ سَعْدٍ تحدِّث عَنْ أَبِيهَا: أنَّ النبيَّ (ص) كان بين يديه (10) ... .
_________
(1) هو: يزيد بن عبد الله.
(2) من قوله: «عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ أَبُو زرعة ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(3) يعني: أن رواية ابن الهاد أرجحُ من رواية محمد بن سوقة.
(4) روايته أخرجها ابن حبان في "الثقات" (7/307-308) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (20/327) من طريق سليمان بن شعيب، والحاكم في "المستدرك" (3/499) من طريق الربيع بن سليمان، كلاهما عن الخصيب بن ناصح، به.
(5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «حدثتنا» ؛ لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية، انظر التعليق عليه في المسألة رقم (206) .
(6) كذا في جميع النسخ! وهو قول في نسب عُبَيدة، وأكثر المصادر تنسبها: «عُبَيدة بنت نابل» بالباء الموحدة.
(7) هو: سعد بن أبي وقَّاص ح.
(8) في (ف) : «فقال» .
(9) هو: ابن عيسى القزَّاز.
(10) كذا ذكر أبو زرعة رواية معن! وقد أخرجه البزار في "مسنده" (1210) من طريق سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيِّ، عَنْ معن بن عيسى؛ قال: حدثتني عُبيدة بنت نابل، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ أبيها أنَّ النبي (ص) كان بين يديه طعامٌ فقال ... ، الحديث. ثم قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا عن سعد بهذا الإسناد، وفي غير حديث عُبَيدة، عن عائشة، عن أبيها: فطلع عبد الله بن سلام» .(6/413)
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: حديثُ مَعْنٍ أصَحُّ مِنْ حَدِيثِ الخَصِيبِ ابن ناصِح.
2631 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (1) ، عَنْ محمَّد (2) بْنِ المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ؛ قال: نَدَبَ رسول الله (ص) يومَ الْخَنْدَقِ، فانْتَدَبَ الزُّبَيرُ (3) ، ثُمَّ نَدَبَهُم فانْتَدَبَ الزُّبَيرُ، ثُمَّ نَدَبَهُم فانْتَدَبَ الزُّبَير (4) ، فَقَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ.
_________
(1) أخرج روايته البخاري في "صحيحه" (7261) من طريق علي بن المديني، عن سفيان، به بتمامه. وزاد: «قال سفيان: هو يومٌ واحدٌ، وتبسَّم سفيان» .
وأخرجه البخاري (2847 و2997) ، ومسلم (2415) بلا ذكر قول علي بن المديني.
أما رواية سفيان الثوري فأخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/65 رقم 14938) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، والبخاري في "صحيحه" (2846) من طريق أبي نعيم وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، كِلاهُمَا عن الثوري، به. وتابع في هذه الرواية ابن عيينة في قوله: «يوم الأحزاب» .
وأخرجه مسلم في "صحيحه" (2415) من طريق وكيع، عن الثوري، وقال: «بمعنى حديث ابن عيينة» . وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (122) من طريق وكيع، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قَالَ رسول الله (ص) : يوم قريظة ... فذكره.
(2) في (أ) و (ش) : «رواه ابن عيينة ومحمد» ، ويشبه أن تكون أُصلحت في (أ) .
(3) أي: فأجاب الزبير وسارع إلى ما نُدِبَ إليه. انظر "تاج العروس" (ندب 2/427) .
(4) قوله: «ثُمَّ نَدَبَهُمْ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرَ، ثُمَّ ندبهم فانتدب الزبير» سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.(6/414)
قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَينة: يَقُولُ: حَوارِيٌّ: نَاصِرٌ (1) .
قَالَ عليُّ بْنُ المَدِيني: قُلْتُ لِسُفْيَانَ (2) : فإنَّ الثَّوري يَقُولُ: نَدَبَهُم يومَ قُرَيظة؟
قَالَ (3) سُفْيَانُ: هَكَذَا حَفِظتُ، حفظتُه (4) وسمعتُه: «يومَ الْخَنْدَقِ» ؛ عَفَا اللَّهُ عَنَّا وَعَنْهُ (5) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الثَّوريُّ أثبتُ مِنِ ابن عُيَينة (6) .
_________
(1) في (ت) و (ك) أشبه بـ: «ناص» .
(2) يعني: ابن عيينة.
(3) في (ف) : «فقال» .
(4) قوله: «حفظته» سقط من (ك) ، وضبَّب عليها ناسخ (ف) .
(5) الذي يظهر أن الدعاء من سفيان بن عيينة لسفيان الثوري، والله أعلم.
(6) قال ابن حجر في "الفتح" (13/240-241) : «لم أره عند أحد ممَّن أخرجه من رواية سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر بلفظ: «يوم قريظة» إلا عند ابن ماجه، فإنه أخرجه عن علي بن محمد، عن وكيع كذلك، فلعلَّ ابن المديني حمله عن وكيع، وقد أخرجه البخاري في "الجهاد" عن أبي نعيم، وفي "المغازي" عن محمد بن كثير، وأخرجه مسلم في "المناقب" وابن ماجه من طريق وكيع، والترمذي من رواية أبي داود الحفري، ومسلم أيضًا والنسائي من رواية أبي أسامة، كلهم عن سفيان الثوري بهذه القصَّة، فأما مسلم فلم يَسُق لفظَه بل أحال به على رواية سفيان بن عيينة، وأما البخاري فقال في كل منهما: " يوم الأحزاب" وكذا الباقون، ووقع في رواية هشام بن عروة، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ: أن النبي (ص) قال يوم الخندق: " من يأتيني بخبر بني قُرَيظة" فلعلَّ هذا سببُ الوهم، ثم وجدت الإسماعيلي نبَّه على ذلك فقال: إنما طلب النبي (ص) يوم الخندق خبر بني قُرَيظة ... قال - أي الإسماعيلي - فالحديثُ صحيح. يعني: تُحمَل رواية من قال: "يوم قُرَيظة" أي: اليوم الذي أراد أن يعلم فيه خبرهم، لا اليوم الذي غزاهم فيه، وذلك مراد سفيان بقوله: إنه يومٌ واحدٌ» .
تنبيه: قول الحافظ: «ومسلم أيضًا والنسائي من رواية أبي أسامة، كلهم عن سفيان الثوري» فيه وهم، وهو أن مسلمًا أخرجه من رواية أبي أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَن جابر، به.(6/415)
2632 - وسُئِلَ (1) أَبِي عَنِ الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الثَّوري (2) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي وائلٍ (3) ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعَري، عن النبيِّ (ص) قَالَ: المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ.
وَرَوَاهُ شُعبة (4) ، وَجَرِيرٌ (5) ، عَنِ الأعمَش، عن أبي وَائلٍ، عن عبد الله (6) ، عن النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش (7) ، عن سَمْعانَ ابن مَالِكٍ، عَنْ أَبِي وائلٍ، عَنْ عبد الله، عن النبيِّ (ص) .
وسُئِلَ (8) أَبِي: أَيُّهم أشبهُ؟
قَالَ: سُفْيَانُ (9) أحفظُ، وَلا أُقَدِّم عَلَى سفيانَ فِي الْحِفْظِ أَحَدًا مِنْ أَشكالِهِ.
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (1862) و (2254) .
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/395 و398 رقم 19526 و19555) ، والبخاري (6170) .
(3) هو: شقيق بن سَلَمة.
(4) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (6168) ، ومسلم (2640) .
(5) هو: ابن عبد الحميد. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (6169) ، ومسلم (2640) .
(6) هو: ابن مسعود ح.
(7) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1753) ، والدارقطني في "سننه" (1/131-132) . وانظر المسألة رقم (36) .
(8) في (ف) : «قال أبو محمد: سئل» .
(9) أي: الثوري.(6/416)
2633 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْلُ بنُ تمَّام (2) ،
عَنْ عِمران القطَّان (3) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي نَضْرَة (4) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (5) ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي المَهْدِيَّ (6) ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ سعيدُ بنُ بَشير (7) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي المُتَوكِّل (8) ، عَنْ أَبِي سعيد، عن النبيِّ (ص) (9) .
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2783) . وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه: «المهدي» .
(2) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (4285) ، وأبو إسحاق الحربي في "غريب الحديث" (1/111) .
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9/176 رقم 9460) ، والخطابي في "غريب الحديث" (2/191) من طريق عفان بن مسلم، والحاكم في "المستدرك" (4/557) من طريق عمرو بن عاصم الكلابي، كلاهما عن عمران بن داوَر، به.
وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط" (ص 135) ، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (5/1038 رقم 553) من طريق عطاء بن عجلان، ونعيم بن = = حماد في "الفتن" (1065) من طريق عمرو بن دينار، كلاهما عن أبي نضرة، به.
(3) هو: عمران بن داوَر.
(4) هو: المنذر بن مالك.
(5) هو: الخُدْري ح.
(6) ولفظه: «المَهْدِيُّ مِنِّى أَجْلَى الجَبْهَةِ، أَقْنَى الأَنْفِ، يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْمًا، يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ» .
(7) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وقد أخرجه نعيم ابن حمَّاد في "الفتن" (1063) من طريق الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أبي نضرة أو أبي الصديق، عن أبي سعيد الخدري، به.
(8) هو: علي بن داود، ويقال: ابن دُؤاد.
(9) من قوله: «في المهدي ... » إلى هنا سقط من (ت) ؛ لانتقال النظر.(6/417)
قَالَ أَبِي: حديثُ أَبِي نَضْرَة (1) أشبهُ.
2634 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نُعَيم (2) بْنُ حمَّاد (3) ، عَنْ محمَّد بْنِ شُعَيب بْن شابور، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ جَناح، عَنْ يونس بن مَيْسَرة، عن عبد الله بن بُسْر: أنَّ النبيَّ (ص) اسْتَشَارَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فِي أمرٍ، فَقَالا: اللَّهُ ورسولُه أعلَمُ، قال (4) : ادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ، فغَضِبَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَالا: مَا كَانَ فِي رسول الله (ص) ورجُلَين من قريش ما يَجْزُون (5)
أمرَ رسول الله (ص) ؛ حتى يبعثَ إلى غلام ٍ مِنْ غِلْمان قُرَيْشٍ؟! فَقَالَ رسولُ الله (ص) : ادْعُوا لِي مُعَاويَةَ، فلمَّا وقفَ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ: أَحْضِرُوهُ أَمْرَكُمْ؛ فَإِنَّهُ قَوِيٌّ أَمِينٌ؟
قَالَ أَبِي: لَمْ يتابَع نُعَيمٌ عَلَى تَوصيل هذا الحديث؛ إنما يبدونه (6) عَنْ محمَّد بْنِ شُعَيب، عَنْ مَرْوَانَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرة، عن النبيِّ (ص) ... ، مُرسَلً (7) .
_________
(1) من قوله: «عن أبي سعيد ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(2) في (ت) : «نفيع» ، وفي (ك) : «بقيع» .
(3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (3507) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2/161 رقم 1110) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (8/1526 رقم 2776) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (59/86) .
(4) في (ك) : «فان» .
(5) أي: ما يَقضُون أمرَهُ؛ انظر "المصباح المنير" (ج ز ي/1/100) .
وفي "مسند الشاميين" للطبراني: «ما يُنْفِذون» ، وفي "تاريخ دمشق": «ما يُتْقِنون» .
(6) كذا! ولعلها مصحَّفة عن: «يَرْوونه» .
(7) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
والحديث ذكره الذهبي في "السير" (3/127) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ جُنَاحٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ ميسرة، مرسلاً. وقال: «ورواه نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنِ ابْنِ شعيب، فوصله بعبد الله بن بُسر» .(6/418)
2635 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ أَبِي عُمَرَ الحَوْضي (1) ، عَنِ المُبَارك بْنِ فَضالَة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عمَّته أُمِّ مُحَمَّدٍ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: ذكَرَتْ فاطمةُ عائِشَة عند النبيِّ (ص) ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ، إِنَّهَا حَبِيبَةُ أَبِيكِ (2) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَذَا قَالَ الحَوْضي: عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ (3) ، عَنْ عمَّته! وَإِنَّمَا هِيَ: امرأةُ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة (4) .
2636- وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عُبَيد ابن هِشَامٍ الحَلَبي (5) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عِمران الواسِطي، عَنْ عَمْرِو بْنِ كثيرٍ القَيْسي، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي الزِّنَاد، عَنْ أَبِيهِ (6) ، عَن أَبان بْن عُثْمَانَ، عَنْ عثمان (7) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَوْلَى رَجُلاً مِنْ بَنِي عَبْدِالْمُطَّلِبِ في الدُّنْيَا مَعْرُوفًا،
_________
(1) هو: حفص بن عمر. وروايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (2/44) .
(2) في (أ) و (ش) : «أبوك» .
(3) في (ك) : «يزيد» .
(4) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/130 رقم 24986 و24987) ، وأبو داود في "سننه" (4898) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (5/401 رقم 3033) ، والطبري في "تفسيره" (21/549) ، والطبراني في "الكبير" (23/44 رقم 117) ، جميعهم من طريق عبد الله بن عون، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أم محمد امرأة أبيه، عن عائشة، به.
(5) روايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (10/366) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (488) .
(6) هو: عبد الله بن ذَكْوان.
(7) قوله: «عن عثمان» سقط من (ف) ؛ لانتقال النظر.(6/419)
لَمْ يَقْدِرِ المُطَّلِبِيُّ أَنْ يُكَافِئَهُ؛ كَافَأْتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي الجَنَّةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، وجعفرٌ وعمرٌو (1) مجهولان ِ.
وقال أبو محمد (2) : وحدَّثنا أَبُو بَدْرٍ الغُبَري (3) ؛
قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ نَافِعٍ المَديني، عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبِي الزِّناد ... ، بِهَذَا الإِسْنَادِ نحوَهُ.
2637 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بنُ إِسْمَاعِيلَ ابن عيَّاش، عن أبيه، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُنِي أَنْزِعُ عَلَى قَلِيبٍ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ
_________
(1) في (ش) : «عمر» .
(2) قوله: «وقال أبو محمد» من (ف) فقط، ولولاها لاحتمل أن يكون القائل: «وحدَّثنا أبو بدر» هو أبا حاتم؛ لأن أبا بدر الغبري شيخ لأبي حاتم وابنه كما في "الجرح والتعديل" (6/87 رقم 446) .
(3) هو: عبَّاد بن الوليد. ولم نقف على روايته، لكن الحديث أخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (1830) من طريق هارون بن سفيان، والطبراني في "الأوسط" (2/120 رقم 1446) من طريق محمد بن المؤمل بن الصباح، والخطيب في "تاريخ بغداد" (10/103) من طريق داود بن رشيد، ثلاثتهم عن يوسف بن نافع، به. وجاء في "فضائل الصحابة": «يوسف بن يعقوب المديني» بدل: «يوسف بن نافع المديني» ، وجاء عند الطبراني: «يونس بن نافع» ، لكن أخرجه الضياء في "المختارة" (315) من طريق الطبراني وفيه: يوسف بن نافع، وكذا وقع في بعض نسخ "مجمع البحرين" (3802) . ومن طريق الخطيب أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (463) . وقال: «هذا حديثٌ لا يصحُّ، وقد ضعَّف أحمد: عبد الرحمن بن أبي الزناد، وقال: لا يُحتجُّ بحديثه» .
وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (32/ب/أطراف الغرائب) من طريق يوسف بن نافع، وقال: «تفرَّد به يوسف بن نافع بن عبد الله بن نافع مولى عَليّ بْن أَبِي طالب، عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبان» . وقال الطبراني: «لا يُروى هذا الحديث عن عثمان إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به: يونس ابن نافع» .(6/420)
ذَنُوبًا (1) أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، واللهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا عُمَرُ فَاسْتَحَالَتْ فِي يَدِهِ، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَنْزِعُ نَزْعَهُ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: عُبَيدالله، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) (2) .
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟
قَالَ: مِنْ إسماعيلَ بْنِ عيَّاش، وابنُ إسماعيلَ كَانَ لا يَدْرِي أَمرَ الْحَدِيثِ.
2638 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَاصِمٍ النَّبيلُ (3) ، عَنِ الثَّوري، عَنْ الأسود ابن قَيْس، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ سُفيان، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَلِيًّا خطَب بِالْبَصْرَةِ، فَقَالَ: إِنَّ رسولَ الله (ص) لَمْ يَعْهَد إِلَيْنَا فِي الإِمَارَةِ عَهدًا (4) فآخُذَ بِهِ، وَلَكِنَّهُ رأيٌ رَأَيناه، استُخلِفَ أبو بكر ح (5) ،
_________
(1) الذَّنُوبُ: الدَّلْو العظيمةُ، قالوا: ولا يُسمَّى «ذَنوبًا» حتى تكونَ مملوءةً ماءً. "المصباح المنير" (ذ ن ب/1/210) .
(2) ومن هذا الوجه أخرجه البخاري في "صحيحه" (3682) ، ومسلم (2393) .
(3) هو: الضَّحَّاك بن مَخْلَد. وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (1253/الجوابرة) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/178) ، والدارقطني في "العلل" (4/86-87) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (7/1406 رقم 2527) ، والضياء في "المختارة" (2/94 برقم471) وتصحَّف اسم «سفيان» في أصل كتاب "السنة" إلى «شقيق» ، وقد أخرجه الضياء في "المختارة" (2/93-94 برقم470) من طريق ابن أبي عاصم على الصَّواب، لكن وقع عنده: «عمرو بن سعيد» بدل: «سعيد بن عمرو» .
(4) في (ش) : «عهدً» .
(5) في (أ) و (ش) و (ف) : «رحمه الله» .(6/421)
فأَقام واسْتَقام، ثُمَّ استُخلِفَ عمرُ ح (1) ، فأَقام واسْتَقام، حَتَّى ضربَ الدِّينُ بِجِرانِه (2) .
ورواه أبو داود الحَفَري (3) ،
عَنْ عِصَامِ بْنِ النُّعمان، عَنْ سفيان (4) ،
_________
(1) في (ف) : «رحمه الله» .
(2) الْجِرَانُ: مُقَدَّمُ عُنُق البَعير، من مَذبَحه إلى مَنْحَره، فإذا بَرَكَ البعيرُ ومَدَّ عُنقَه على الأرض؛ قيل: ألقى جِرانَه بالأرض. "المصباح المنير" (ج ر ن/1/97) .
والمراد هنا: أنَّ الدِّينَ قد استقام وقَرَّ في قَرارِهِ، كما أن البعيرَ إذا بَرَكَ واستَراح مدَّ جِرانَه على الأرض. انظر "لسان العرب" (13/86) .
(3) في (ف) : «الحفدي» ، وفي (ك) : «الجعدي» . وأبو داود هذا هو: عمر بن سعد. أخرج روايته الدارقطني في "العلل" (4/86 رقم 442) من طريق شعيب بن أيوب، عنه، لكن وقع عنده: «عمرو بن سفيان» بدل: «عمرو بن عثمان» .
وأخرجها الخطيب في "تاريخه" (3/164-165) من طريق شيخيه علي بن يحيى بن جعفر، وعبد الواحد بن محمد البراني، كلاهما عن عبد الله بن الحسن بن بندار المديني، عن محمد بن إسماعيل الصَّائغ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فضيل، عَنِ أبي داود الحفري، عن عاصم بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بن شقيق، عن علي، به. وقد نبَّه الخطيب على هذا الاختلاف في الإسناد فقال: «كذا روياه لنا، فقالا: عن عمرو بن شقيق! وإنما هو: عمرو بن سفيان، وقالا: عصام بن النعمان! وإنما هو: عاصم بن النعمان بن أبي خالد، ابن أخي إسماعيل بن أبي خالد، رواه عن سفيان الثوري هكذا، وخالفه أبو عاصم الضحاك بن مخلد، فرواه عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عن الأسود، عن سفيان بن عمرو، أو عمرو بن سفيان، ورواه عبد الصمد بن حسان، فلم يُقم إسنادَه؛ وقال: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الأسود بن قيس، عن علي. ورواه أبو يحيى الحمَّاني وعبد الرزاق وقبيصة، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قيس، عن شيخ غير مسمًّى، عن علي. وكذلك رواه شَرِيكٍ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، ورواه عبثر بن القاسم، عن الثوري، عن سوار، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أبيه، عن علي، وكان الثوري يضطرب فيه، ولا يثبت إسناده» . اهـ.
(4) هو: الثوري.(6/422)
عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْس، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ (1) ؛ قَالَ: خطبَ عليٌّ ...
وَرَوَاهُ قَبِيصَة (2) ، عَنْ سُفْيَانَ (3) ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْس، عَنْ رجُلٍ، عَنْ عليٍّ (4) ؟
فَقَالَ (5) أَبُو زرعة: ما أُ َرى «أَبُو عَاصِمٍ» (6) صَنَعَ شَيْئًا؛ فِيمَا زَادَ فِي إِسْنَادِ (7) «ابْنِ عَمْرٍو بن سُفيان» .
2639 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَر حديثًا كَانَ حدَّثَنا بِهِ عَن محمَّد بن
_________
(1) كذا في جميع النسخ! ووقع عند الدارقطني في الموضع السابق: «عمرو بن سفيان» ، وهو الذي صوَّبه الخطيب البغدادي كما سبق.
(2) هو: ابن عُقبة.
(3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/114 رقم 921) ، وفي "فضائل الصحابة" (477) ، ونعيم بن حماد في "الفتن" (1/86 رقم 197) من طريق عبد الرزاق، والدارقطني في "العلل" (4/87 رقم 442) من طريق أبي يحيى الحماني، كلاهما عن سفيان، به.
(4) في (ك) : «عن علي عن رجل» بالتقديم والتأخير.
(5) في (ف) : «قال» .
(6) كذا في جميع النسخ، عدا (ف) ، فإنه سقط منها قوله: «أبو» ، والجادَّة أن يقال: «أبا عاصم» ؛ لأنَّه مفعول «أرى» ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية أيضًا، وقد ذكرنا له وجوهًا ثلاثة في التعليق على مثله في المسألة رقم (22) ، ووجهًا رابعًا في التعليق على مثله أيضًا في المسألة رقم (379) .
(7) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: في الإسناد، أو في إسناده، لكنَّ ما في النسخ صحيح في العربية، ويخرَّج على أن قوله: «إسناد» غير منوَّن، بتقدير «ألْ» قبله، أو مضاف إليه بعده، ونحوه ما سُمِع من قولهم: «سلامُ عليكم» بلا تنوين، قال ابن هشام: «فيحتمل ذلك، أي: سلامُ اللهِ، أو إضمار ألْ» . انظر: "مغني اللبيب" (587) .(6/423)
خَلَفٍ العَسْقَلاني، عن المُؤَمَّل ابن إِسْمَاعِيل، عَن الحارث بْن عُمَير (1) ، عَن مَعْمَر أَبِي عَقيل (2) - ابْن عَمٍّ لأبي قِلابة (3) - عَن رجلٍ من أهل الشام يقال (4) لَهُ: أبو جَنابٍ، عن رايِطَةَ مولاة أسامة؛ قال (5) : بعثَني أسامةُ (6) إِلَى عُثْمان وهو مَحْصورٌ فِي داره، فقال: انطَلقي إِلَى أمير المؤمنين؛ فإن النساءَ ألطفُ لهذا من الرجال ... فذكر مقتلَ عثمان بطوله.
فسمعتُ أَبِي يقول: روى (7) هذا الحديثَ فيَّاضٌ الرَّقِّيُّ (8) ، عن
_________
(1) روايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (39/406-407) من طريق يحيى بن ميمون، عنه، به.
(2) في (ف) : «عن معمر، عن أبي عقيل» .
(3) أبو قلابة هو: عبد الله بن زيد الجَرمي.
(4) في (ك) : «فقال» .
(5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «قالت» كما في مصادر التخريج، وما في النسخ يتخرَّج في العربية على ثلاثة أوجه:
الأول: على ما جاء عن العرب من قولهم: «ولا أرضَ أبقَلَ إبقالَها» ، فالجادة: «أبقَلَت» . انظر بيان ذلك في التعليق على المسألة رقم (178) .
والثاني: أنَّ الضمير يعود إلى «رايطة» ، والجادَّة: «قالت» ، لكن ذكِّر الفعل هنا لمجاورة المذكَّر قبله، وهو «أسامة» ، وللمجاورة تأثيراتٌ في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (54 - الوجه الثالث) .
والثالث: برجوع الضمير في «قال» إلى الراوي، أي: قال الراوي، وهذا من الحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث، انظر التعليق على المسألة رقم (270) .
(6) في (أ) : «اساه» .
(7) في (ت) و (ف) و (ك) : «رواه» .
(8) هو: فياض بن محمد. ولم نقف على روايته. لكنْ أخرجه ابن شبَّة في "أخبار المدينة" (4/1210-1211) من طريق علي بن محمد، عن الشرقي بن قطامي، عن أبي جناب [في المطبوع: جنادة] الكلبي، به.(6/424)
أَبِي جَنابٍ الكَلبي (1) ، عَن مولاة (2) أسامة ... ، وذكر الحديثَ بطوله، وهو بأبي جَنابٍ (3) أشبهُ.
2640 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ كُرْدُوسُ بن أبي عبد الله الواسِطي، عن المُعَلَّى ابن عبد الرحمن، عن عبد الحَميد بن جعفر، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة - وَعَنْ سَعِيدِ (4) بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عائِشَة - قَالَتْ (5) : قال رسولُ الله (ص) فِي مَرَضِهِ: إِنَّهُ لَيُهَوِّنُ عَلَيَّ المَوْتَ أَنِّي أُرِيتُكِ زَوْجَتِي فِي الجَنَّةِ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ موضوعٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (6) ،
والمُعَلَّى متروكُ الحديث.
_________
(1) هو: يحيى بن أبي حَيَّة.
(2) في (ش) : «مولا» .
(3) أي: الكلبي.
(4) في (ف) : «قال» .
(5) قوله: «عن سعيد» عطفٌ على قوله: «عن أبي بكر بن عبد الرحمن» .
(6) لم نقف عليه من هذا الوجه. وأخرجه المروزي في "زياداته على الزهد لابن المبارك" (1078) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3008) ، والطبراني في "الأوسط" (3/284 رقم 3161) ، وفي "الكبير" (23/39 رقم98) ، والدارقطني في "الأفراد" (334/أ/أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (1/77) ، جميعهم من طريق أبي معاوية الضرير، عن أبي حنيفة، عن حماد بن أبي سليمان، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عائشة، به.
قال الطبراني في "الأوسط": «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ حماد إلا أبو حنيفة ومسعر، تفرَّد به أبو معاوية» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به أبو معاوية، عن أبي حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، عنه مجوَّدًا متصلاً، ورواه سفيان ابن عيينة عن أبي معاوية، عن مسعر، عن حماد، وتابعه الحسن بن زياد الكوفي فرواه عن أبي معاوية، عن مسعر أيضًا مثله» .(6/425)
2641 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْعَلاءُ (1) بْنُ عَمْرٍو الحنَفَي (2) ، عَنْ يحيى بن بُريد (3) الأَشْعَري، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنِ عَطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: أَحِبُّوا العَرَبَ لِثَلاَثٍ: لأَنِّي عَرَبِيٌّ، والقُرْآنُ َ عَرَبِيٌّ، وكَلاَمَ ُ أَهْلِ الجَنَّةِ عَرَبِيٌّ؟
فسمعتُ أَبِي يقول: هذا حديثٌ كَذِبٌ (4) .
_________
(1) في (ك) : «العلى» .
(2) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (3/348) ، والطبراني في "الأوسط" (5583) ، و"الكبير" (11/148 رقم11441) ، والدارقطني في "الأفراد" (161/ب/أطرافه) ، والحاكم في "المستدرك" (4/87) ، وفي "معرفة علوم الحديث" (ص 161) ، وتمام في "الفوائد" (1546/الروض البسام) ، والبيهقي في "الشعب" (1496) . وأخرجه الحاكم أيضًا من طريق مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنِ ابْنِ جريج، به، وتصحَّف اسم: «يحيى بن بريد» في "المعجم الكبير" للطبراني، و"المستدرك" للحاكم إلى: «يحيى بن يزيد» .
(3) في (أ) و (ت) و (ك) : «يزيد» ، ولم تعجم في (ش) و (ف) ، والمثبت هو الصَّواب كما في "الجرح والتعديل" = = (9/131) ، و"التاريخ الكبير" (8/264) ، ونصَّ عليه ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (9/227) . وجاء على الصَّواب في معظم مصادر التخريج؛ كما سبق بيانه.
(4) وقال العقيلي: «منكر لا أصل له» ، وقال الدارقطني: «تفرَّد به العلاء بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْن بريد، عنه» .
وقال الحاكم: «حديث يحيى بن يزيد [كذا! وصوابه: بريد] حديث صحيح، وإنما ذكرت حديث محمد بن الفضل متابعًا له» . فتعقَّبه الذهبي بقوله: «بل يحيى ضعَّفه أحمد وغيره، وهو من رواية العلاء بن عمرو الحنفي، وليس بعمدة، وأما الفضل فمتَّهم، وأظن الحديث موضوعًا» .
وقال في "الميزان" (3/103) : «موضوع» ، ونقل عن أبي حاتم قوله: «هذا كذب» .(6/426)
2642 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ منصور بْن أَبِي مُزاحِم (1) ، عَن محمَّد بْن الخطَّاب، عَن علي بْن زَيْدٍ (2) ، عَنْ محمَّد بْنِ المُنكَدِر، عَن جَابِرٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِذَا ذَلَّتِ (3) العَرَبُ، ذَلَّ الإِسْلاَمُ؟
فسمعتُ (4) أَبِي يقول: هذا حديثٌ باطِلٌ، ليس له أصلٌ.
2643 - وسمعتُ (5) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ عُبَيد بْنُ يَعيش (6) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَير، عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزيدَ الأَوْدي، عَنْ أَبِيهِ يزيدَ بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قال: خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي [الذين أنا] مِنْهُم (7) ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم، ثُمَّ الرَّابِعُ أَرْدَى (8) إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: حدَّثنا أَبُو نُعَيم (9) ،
عن داود بن يزيد
_________
(1) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (1881 و2096) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/340) .
(2) من قوله: «عن محمد بن الخطاب ... » إلى هنا سقط من (ك) .
(3) في (ك) : «أذلت» .
(4) في (ف) : «فسألت» .
(5) ستأتي هذه المسألة برقم (2704) ، لكن سقط منها كلام أبي زرعة، واختصر فيها المتن.
(6) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (8/347) تعليقًا.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5/335 رقم 5475) من طريق عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، عَنْ يُونُسَ بن بكير، به.
(7) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، فاستدركناه من الموضع الآتي من "المراسيل" للمصنِّف.
(8) في (ش) : «أردي» .
(9) هو الفضل بن دُكَيْن. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (8/347) ، وابن أبي حاتم في "المراسيل" (70) عن أبيه، كلاهما - البخاري وأبو حاتم - عن أبي نعيم، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (32398) من طريق عبد الله بْن إدريس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، عن جعدة ابن هُبَيرة، به.
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (383) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1476) ، وفي "الآحاد والمثاني" (726) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/154) .(6/427)
الأَوْدي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَعْدَة (1) بن هُبَيرة، عن النبيِّ (ص) ، ولم يذكر: ثُمَّ الرَّابِعُ أَرْدَى إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، وَأَبُو نُعَيم أحفظُ مِنْ يِونُسَ، وَلَيْسَ لِجَعْدَة صُحبة (2) .
2644 - وسمعتُ أَبِي ورأى فِي كتابي حديثًا حدَّثنا بِهِ يحيى بْن أَبِي طالب (3) ، عَن أزهر السَّمَّان (4) ، عَن ابْن عَوْن (5) ؛ قَالَ: أنبأني موسى بْن أَنَس، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك: أنَّ النبيَّ (ص) افتقد ثابتَ بن قَيْس
_________
(1) في (ت) و (ك) : «جده» .
(2) قال ابن أبي حاتم في الموضع السابق من "المراسيل": «فسمعت أبي يقول بعدما حدَّثنا بهذا الحديث في "مسند الوُحْدان": جعدة بن هبيرة: تابعي، وهو ابن أخت علي ابن أبي طالب، روى عن علي ح» . وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (8/347) .
(3) روايته أخرجها بحشل في "تاريخ واسط" (ص 257) ، وأبو عوانة في "مسنده" (2/70 رقم199) ، والبيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (2/166 رقم 651) ، وبيبى في "جزئها" (81) .
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (3613 و4846) من طريق علي بن عبد الله المديني، عن أزهر السَّمَّان، به.
وأخرجه مسلم في "صحيحه" (119) من طرق عن ثابت، عن أنس، وسمَّى الرجل الذي ذهب إلى ثابت: سعد بن معاذ.
(4) هو: أزهر بن سعد.
(5) هو: عبد الله.(6/428)
فقال: مَنْ يَعْلَمُ لِي عِلْمَهُ؟ ، فقال رجلٌ: أنا يَا رسولَ الله، أنا أعلمُ ذلك لك، فأتى منزلَه فوجده جالسًا فِي بيته مُنَكِّسَ رأسِهِ (1) ،
فقال: ما شأنُك؟ فقال: شَرٌّ؛ كَانَ يرفع صوتَه فوق صوت رسول الله (ص) ، فقد حَبِطَ عَمَلُه، وهو مِنْ أهل النار.
قَالَ (2) : قَالَ موسى بْن أَنَس: فرجَعَ والله إَلَيْهِ في المَرَّة الآخِرَةِ (3) ببِشارةٍ (4) عظيمة فقال: اذْهَبْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ (5) : إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، ولَكِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ.
فسمعتُ أَبِي يقول: الناس لا يَرْوون عَن ابْن عَوْن، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَس (6) ؛ إنما يَرْوون عَن موسى: أن (7) ثابتً (8) ... لا
_________
(1) قوله: «منكس رأسه» كذا في جميع النسخ، ومثله في "مسند أبي عوانة"ـ وفي بقية مصادر التخريج: «منكِّسًا رأسَهُ» ، فيحتمل ما في النسخ وجهين:
الأول: أن يكون على الإضافة كما أثبتناه.
والثاني: أن يكون منوَّنًا بالنصب «منكِّسً رأسَهُ» كما في أكثر المصادر، لكن حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . والراجح هو الوجه الثاني؛ لأنَّه الأظهر في الرواية، والله أعلم.
(2) أي: عبد الله بن عون.
(3) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «الأخيرة» ، والمثبت موافق لرواية البخاري التي تقدمت الإشارة إليها.
(4) في (أ) : «فبشارة» .
(5) قوله: «له» ليس في (أ) و (ش) .
(6) قوله: «عن أنس» سقط من (أ) و (ش) ؛ لانتقال النظر..
(7) يعني: مرسلاً.
(8) قوله: «أن ثابت» في (أ) و (ش) و (ك) : «ابن ثابت» ، والمثبت من (ت) و (ف) ؛ وعليه: فقد رُسم «ثابت» دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، التي تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .(6/429)
يقولون: أَنَس (1) .
2645 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحمن بن عبد الله العُمَري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرِ؛ قَالَ: اسْتَشارَ رسولُ الله (ص) أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فِي أُسَارى بَدْرٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَادِهِم، وَقَالَ عُمَرُ: اقتُلهم. قَالَ: فاختَلَف النَّاسُ فِي قَوْلِهِمَا؛ فَقَالَ ناسٌ (2) : فَلَوْ كَانَ أَبُو عُمَرَ (3) فِيهِمْ أَوِ ابنُه؛ مَا أَشَارَ بِقَتْلِهِمْ! وَقَالَ آخَرُونَ (4) : أَرَادُوا قَتلَ رَسُولِ الله (ص) وقَطْعَ الإِسْلامِ، فلمَّا أمكَنَ اللهُ مِنْهُمْ، خُلِّيَ سبيلُهُم! قَالَ: فارتفعَت الأصواتُ؛ حَتَّى سَمِعَ رسولُ اللَّهِ (ص) ، فَقَالَ (5) : مَا هَذَا؟ قِيلَ: اختلفَ النَّاسُ فِي مَشُورَةِ أَبِي بَكْرٍ (6) وَعُمَرَ؛ قَالَ: فخرجَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَى رِسْلِكُم، لا تَخْتَلِفُوا فِي صَاحِبَيَّ؛ فَلَو اتَّفَقَا مَا خَالَفْتُهُمَا، أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِمَثَلِهِمَا مِنَ المَلاَئِكَةِ؟ إِنَّمَا مَثَلُ أَبِي بَكْرٍ مَثَلُ مِيكَائِيلَ، لَمْ يَنْزِلْ إِلاَّ بِالْعَفْوِ ... ؟
فَقَالَ أَبِي: عبدُالرحمن هذا وأخوه القاسمُ مَترُوكَي (7) الحديثِ،
_________
(1) أخرجه من هذا الوجه ابن المبارك في كتاب "الجهاد" (122) عن ابن عَون، به. ومن طريقه أخرجه الإسماعيلي في "المستخرج" كما في "فتح الباري" (6/620) . وقد أطال ابن حجر في هذا الموضع من "الفتح" في الكلام على طرق الحديث، وعلله، واختلاف ألفاظه.
(2) في (ف) : «أناس» .
(3) في (ك) : «أبو بكر» ، وهو خطأ.
(4) في (أ) و (ش) و (ف) : «الآخرون» .
(5) في (أ) و (ش) : «قال» .
(6) في (ش) : «أبو بكر» .
(7) كذا في جميع النسخ عدا (ش) ففيها: «متروكين» . والجادَّة: «متروكَا» على الإخبار، ويخرَّج ما في النسخ على أن: «متروكي» حالٌ سَدَّ مَسَدَّ الخبر؛ ولذا جاء منصوبًا بالياء، وقد تقدم التعليق على نحو هذا في المسألة رقم (827) ، وانظر نحو ما وقع هنا في المسألة رقم (2235) و (2308) .(6/430)
وَهَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) .
2646 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ مَرزوق البَصري (2) ، عَنْ عُروَة بْنِ عبد الله بْنُ محمَّد بْنِ يَحْيَى بْنِ عُروَة بن الزُّبَير، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي الزِّناد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ؛ قَالَ: صلَّى بنا رسولُ الله (ص) الجُمُعة، ثم التفَتَ إليَّ، فقال (3) : ادْنُ مِنِّي، فدَنَوتُ مِنْهُ، فَقَالَ: انْظُرْ لِي نَفَرًا مِنَ الأَنْصَارِ يَعْرِفُونَ قَسْمَ الأَمْوَالِ وشِرْبَهَا (4) ؛ فَإِنِّي أَرَدتُّ أَنْ أَقْسِمَ أَمْوالَ بَنِي النَّضِيرِ [عَلَى] (5) المُهاجِرينَ الأَوَّلِينَ، ولَيْسَ لَهُمْ مَعْرِفَةٌ (6) بِقَسْمِ الأَمْوَالِ وشِرْبِهَا، قَالَ: فقلتُ: أَفعَلُ، قَالَ: فخَرَجتُ مِنْ عِندِ رسولِ الله (ص) ، فجمَعتُ نَفَرًا مِنَ الأَنْصَارِ أهلَ (7) مَعرِفَةٍ
_________
(1) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (4/108) وعزاه لابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه من طريق نافع، عن ابن عمر.
(2) هو: محمد بن محمد بن مرزوق البصري، وقد ينسب إلى جده كما في مسألتنا. وروايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (3/365) مختصرة، وقال: «عروة بن عبد الله، عن ابن أبي الزناد: مجهولٌ بالنقل لا يُتابعَ على حديثه» .
(3) في (أ) و (ش) : «ثم قال» .
(4) في (ك) : «سوبها» . والشِّرْبُ: الحَظُّ والنصيبُ من الماء. "لسان العرب" (1/488) ، ويمكن أن يكونَ الحظُّ والنصيبَ من كل مقسوم، والله أعلم
(5) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «عن» .
(6) في (أ) : «معرف» ، ولم تتضح في (ش) .
(7) في (ف) : «هل» .(6/431)
وبَصَرٍ، فجئتُ بِهِمْ إِلَى رَسُولِ الله (ص) ، وَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَيْنَا (1) مَا هناك، فقَسَمْنا أموالَ بَنِي النَّضير بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ بجَهْدِنا، فَكَانَ فراغُنا عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فأقبلَ رسولُ اللَّهِ (ص) وأقبَلْنا مَعَهُ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بالسَّبَخَةِ (2) ؛
أَدرَكَتْنا صَلاةُ الْمَغْرِبِ، فصلَّى بنا رسولُ الله (ص) ، ثُمَّ التفَتَ، وَقَالَ: انْصَرِفُوا إِلَى مَنَازِلِكُمْ، إِلاَّ أُبَيًّ (3) ؛ فَإِنَّ مَنْزِلَهُ قَرِيبٌ مِنْ مَنْزِلِي، ثُمَّ وَقَفَ رسولُ الله (ص) ، وَأَشَارَ إِلَيْهِ، ثُمَّ بسَطَ يَدَهُ، فأقبلتُ سَرِيعًا حَتَّى بسَطْتُ يَدَيَّ في يَدِ رسول الله (ص) ، ثُمَّ أقبلَ عليَّ فَقَالَ: يَا أُبَيُّ، اسْتَوْصُوا بِالمُهاجِرِينَ الأَوَّلِينَ بَعْدِي خَيْرًا، ولاَ تُنَازِعُوهُمْ (4) هَذَا الأَمْرَ؛ فَإِنَّ لَهُمْ عَيْن (5) ، مِنْهُمْ (6) يَنْضَحُ دَمُهُ مَا بَيْنَ المَشْرِقِ والْمَغْرِبِ، ثُمَّ يَنْزِعُ إِلاَّ مِنْ هَاهُنَا، وَأَشَارَ لِي قِبَلَ الشَّامِ، فقلتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، وَأَنْتَ حَيٌّ بَيْنَ أظهُرنا؟ قَالَ: لاَ ولاَ ولاَ.
_________
(1) في (ف) : «أتيناك» .
(2) السَّبَخةُ بفتح أوله وثانيه: موضعٌ بالمدينة، بين موضع الخندق وبين سَلْع؛ الجبل المتصل بالمدينة. "معجم ما استعجم" (3/717) ..
(3) في (ك) : «إلى أبي» . وقوله: «إلا أُبي» يحتمل أن يكون بنصب «أُبي» على الاستثناء، أي: «إلا أُبيًّا» ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . ويحتمل أن يكون برفع «أُبي» على لغة لبعض العرب؛ يرفعون المستثنى في الاستثناء التام الموجب المتصل، وقد تقدم التعليق على مثله في المسألة رقم (997) .
(4) في (أ) : «ولا تنازعواهم» .
(5) كذا في جميع النسخ، وتحتمل النصب والرفع، وقد تقدم التعليق على نحوها في المسألة رقم (130) .
(6) في (ت) : «مبهم» .(6/432)
كَفَّهُ (1) ، يَعْنِي: نفسَهُ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ. قلتُ: وكتابُ اللَّهِ قائمٌ، ودينُه ظاهرٌ؟ قَالَ (2) : إِنَّ الدِّينَ لا يُنَالُ، غَالِبٌ لِلدُّنْيَا (3) ،
حَتَّى تُخْرِجَ زَهْرَتَهَا، فَإِذَا أَخْرَجَتْ زَهْرَتَهَا عَلَتِ (4) الدُّنْيَا عَلَى الدِّينِ؛ كَالأَمَةِ الحَلِيبِ تَخْطُبُ (5) رَبَّتَهَا (6) ، خَيْرُكُمْ مَنْ مَاتَ عَلَى الأَثَرِ، والبَاقِي عَلَى مِثْلِ حَدِّ السَّيْفِ، اسْتَمْسِكِ، اسْتَمْسِكْ (7) أُبَيُّ، قلتُ: أَلا تستَخْلفُ عَلَيْهِمْ مَنْ تُوصيهِ بِهِمْ، وتُوصيهِمْ بِهِ (8) ؟ قَالَ: لَيْسَ لِي مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ، قَضَاءُ اللهِ غَالِبٌ، فَاصْمُتْ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
2647 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه المَسْعُودي (9) ، عن أبي
_________
(1) في (ك) : «لا ولا كنه» ؛ ومعنى «كفَّه» ، أي: قال ذلك بكفِّه.
(2) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(3) كذا في جميع النسخ، وقوله: «غالب» بالرفع، وهو خبرٌ ثانٍ لـ «إنَّ» ، أو هو خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو غالبٌ للدنيا، لكنَّ الذي يظهر: أنَّ في الكلام تصحيفًا، وصواب العبارة: «إِنَّ الدِّينَ لا يَزَالُ غَالِبًا للدنيا» ، والله أعلم..
(4) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «غلبت» .
(5) في (ك) : «يخطب» .
(6) كذا العبارة في جميع النسخ!
(7) قوله: «استمسك» الثانية سقط من (ك) ، وضبَّبَ عليها ناسخا (ت) و (ف) .
(8) في (ت) و (ك) : «يوصيه بهم، ويوصيهم به» .
(9) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة. ولم نقف على روايته. لكن أخرجه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (1277 و1551) ، والحاكم في "المستدرك" (3/262) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/474) من طريق سُفْيَانُ الثَّوْرِيّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، به. وجاء في مطبوع "المستدرك": «عن عُبَيدة» .(6/433)
إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ أَبِي عُبَيدة (2) ، عَنْ عبد الله (3) ؛ قَالَ: أَخِلاَّئي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ ثلاثةٌ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَأَبُو عُبَيدة ابن الجَرَّاح، وسمَّى بَنِيهِ (4) بِأَسْمَائِهِمْ؟
قَالَ أبي: رَوَاهُ زهيرٌ (5) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن أبي الأَحْوَص (6) ، عن عبد الله.
قلتُ لَهُ (7) : أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: كَانَ المَسْعُوديُّ أعلمَ بِحَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ مِنْ أَهْلِ زمانِه، وزهيرٌ كان مُتقِنً (8) (9) .
_________
(1) هو: السَّبيعي عمرو بن عبد الله.
(2) هو: ابن عبد الله بن مسعود.
(3) هو: ابن مسعود ح.
(4) كذا في جميع النسخ، وفي رواية البغوي في "الجعديات" الآتية - ومن طريقه ابن عساكر -: «ثلاثة» بدل «بنيه» ، ولم ترد العبارة عند بقية المخرِّجين.
(5) في (ت) و (ك) : «روى وهب» ، وزهير هذا هو: ابن معاوية. وروايته أخرجها البغوي في "الجعديات" (2549) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/474) .
(6) هو: عوف بن مالك.
(7) في (أ) و (ش) : «قال: قلت له» ، وكذا كانت في (ف) ثم ضرب على قوله: «قال» .
(8) كذا في جميع النسخ، ويخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(9) ذكر هذا الحديث الدارقطني في "العلل" (909) ، وذكر اختلاف الرواة فيه على أبي إسحاق في جعله عن أبي عُبَيدة، أو عن أبي الأحوص، ثم قال: «ويشبه أن يكونا صحيحَين» .(6/434)
2648 - أخبرنا (1) أبو محمَّد عبد الرحمن ابن أَبِي حاتِم؛ قَالَ (2) : وحدَّثنا (3) أَبِي؛ قَالَ: سمعتُ الحُمَيديَّ (4) حِينَ حدَّثَنا بحديث زائدَة (5) ،
عن عبد الملك بْنِ عُمَير، عَنْ رِبْعيٍّ (6) ، عَنْ حُذَيفة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي.
_________
(1) انظر المسألة الآتية برقم (2655) .
(2) قوله: «أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال» من (ت) و (ك) فقط.
(3) في (ت) و (ك) : «أنا» ، وهو اختصار: «أخبرنا» .
(4) هو: عبد الله بن الزبير.
(5) هو: ابن قُدامة الثقفي.
وهذا الحديث يرويه الحميدي في "مسنده" (449) عن شيخه سفيان بن عيينة، عن زائدة، ولا يعني ابن أبي حاتم أن الحميدي يرويه عن زائدة؛ فإنه لم يدركه، وسيأتي ذكر سفيان في آخر المسألة. ومن طريق الحميدي أخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (1227) ، والحاكم في "المستدرك" (3/75) ، وزاد الحاكم في إسناده: هلالاً مولى ربعي.
ورواية سفيان بن عيينة أخرجها أيضًا الإمام أحمد في "المسند" (5/382 رقم 23245) عنه، عن زائدة، به. وأخرجه الترمذي في "جامعه" (3662) من طريق الحسن بن الصباح، والبزار في "مسنده" (2827) من طريق أحمد بن أبان القرشي وأحمد بن ثابت، والطحاوي في "شرح المشكل" (1226 و1228 و1229) من طريق حامد بن يحيى البلخي، ويحيى بن حسان، جميعهم عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ زائدة، عن عبد الملك بن عمير، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (2/334) عن سفيان ابن عيينة، عن عبد الملك ابن عمير، به. وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" (689) من طريق أحمد بن منيع، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/112) من طريق الشافعي، كلاهما عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ عبد الملك بن عمير، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (1229) من طريق حامد بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عيينة غير مرَّة، عن عبد الملك، عن ربعي، وحدثنيه مرَّة أخرى فقال: أخبرني زائدة، عن عبد الملك، به.
(6) هو: ابن حِراش.(6/435)
قَالَ أَبِي: كَانَ (1) يحدِّث (2) بِهِ أيامَ الموسم عن عبد الملك بْنِ عُمَير، وَلَمْ يَذْكُرْ زَائِدَةَ، ثُمَّ قَالَ: لَمْ آخذُْه (3) مِنْ عبد الملك؛ إنما حدَّثَناه زائدة، عن عبد الملك. وَقَالَ سُفْيَانُ: إِذَا ذكرتُ لَهُمْ زائدة لم يسألوني (4) عَنْهُ، وَهَذَا حديثٌ فِيهِ فَضِيلَةٌ للشَّيخين (5) (6) .
2649 - وسألتُ أَبِي وأبا زرعة عَن حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَروبة (7) ، وعِمران القطَّان (8) ، عَن قَتادة، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) كان
_________
(1) قوله: «كان» سقط من (ش) .
(2) يعني: سفيان بن عيينة كما سيأتي.
(3) في (ك) : «له أجده» بدل: «لم آخذه» .
(4) في (ت) و (ف) و (ك) : «تسألوني» بالتاء الفوقية، ولم تنقط في بقية النسخ، فتحتمل التاء الفوقية والياء التحتية، والصواب ما أثبتناه، والله أعلم.
(5) في (ك) : «الشيخين» .
(6) قال الترمذي في الموضع السابق من "جامعه": «وكان سفيان بن عيينة يدلِّس في هذا الحديث، فربما ذكره عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، وربما لم يذكر فيه: "عن زائدة "» . اهـ. وقال في الموضع السابق من "العلل الكبير": «وكان سفيان بن عيينة يروي هذا ولا يذكر فيه: "عن زائدة" في كل وقت» . اهـ.
وقال الخليلي في "الإرشاد" (1/378) : «حديث ابن عيينة، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حذيفة، عن النبيِّ (ص) : " اقتدوا باللَّذَين من بعدي": رواه عنه الأئمة: الشافعي وغيره، يقال: سمعه من زائدة، عن عبد الملك، والحديث صحيحٌ معلول؛ لأن في بعض الروايات: عن عبد الملك، عَنْ مَوْلًى لِرِبْعِيٍّ، عَنْ رِبْعِيٍّ. وقد رواه مسعر والثوري وغيرهما، عن عبد الملك» . اهـ.
(7) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/112 رقم 12106) ، والبخاري في "صحيحه" (3675 و3686 و3697) ، وأبو داود في "سننه" (4651) ، والترمذي في "جامعه" (3697) ، وابن حبان في "صحيحه" (6865 و6908) .
(8) هو: ابن داوَر. وروايته أخرجها أبو داود الطيالسي في "مسنده" (2097) ، ومن طريقه أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (1439) .(6/436)
عَلَى (1) أُحُدٍ (2) فرَجَفَ (3) بهم، فقال النبيُّ (ص) : اثْبُتْ حِرَاءُ (4) ؛
فَإِنَّ عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَان ِ (5) ؟
_________
(1) قوله: «على» سقط من (ك) .
(2) في (ش) : «نجد» .
(3) في (ك) : «فزحف» .
(4) كذا في جميع النسخ هنا: «حراء» ، وقبل بضع كلمات: «أحد» ! وفي رواية البخاري المتقدِّمة من طريق يحيى ابن سعيد القطان، ويزيد بن زريع، كلاهما عن سعيد ابن أبي عروبة، به: «أحد» في جميع المواضع. وفي رواية الطيالسي المتقدمة من طريق عِمْرَانَ الْقَطَّانِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس: «حراء» .
وأخرجه القطيعي في "زياداته على الفضائل" (697) من طريق داود بن الزبرقان، عن مطر الوراق وسعيد بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس؛ كما في كتابنا: «أحد» في الموضع الأول، و «حراء» في الآخر، ولكن داود بن الزبرقان متروك.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" (5/365) من طريق قريش بن أنس، عن سعيد بلفظ: «حراء» . وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (6/350) من طريق رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، به بالشك: «حراء أو أحدًا» .
وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (7/38) : «ووقع في رواية لمسلم ولأبي يعلى من وجه آخر عن سعيد: "حراء "، والأول أصحُّ، ولولا اتحاد المخرج لجوَّزت تعدد القصة، ثم ظهر لي أن الاختلاف فيه من سعيد، فإني وجدته في "مسند الحارث بن أبي أسامة" عَنْ روح بْن عبادة، عَنْ سعيد، فقال فيه: " أحدًا أو حراء" بالشك» . اهـ. قلنا: ولم نجد مسلمًا أخرج حديث أنس هذا، لا بلفظ «حراء» ولا «أحد» ، وهو عند أبي يعلى في "المسند" المطبوع بلفظ: «أحد» .
(5) كذا في جميع النسخ، وهو صحيح في العربية؛ ويخرَّج على وجهين:
أحدهما: أن «نبيٌّ» مبتدأ مؤخر، خبرُه شبه الجملة قبله، وجملةُ المبتدأ والخبر خبرٌ لـ «إن» ، واسمُها ضمير الشأن المحذوف.
والثاني: أن تكون العبارة هكذا: «إنَّ عليك نبيًّ وصِدِّيقً وشهيدان» ، ويكون قوله: «نبيًّ» منصوبًا اسمًا لـ «إنَّ» مؤخَّرًا، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، و «صديقً» : منصوبٌ أيضًا عطفًا عليه، و «شهيدان» كذلك، وكانت جادته أن يكون بالياء «شهيدين» ، لكنه جاء على لغة من يلزم المثنى الألف مطلقًا رفعًا ونصبًا وجرًّا، وتقدم التعليق على هذه اللغة في المسألة رقم (554) .
وقد خرجنا على الوجهين نحو هذا في المسألة رقم (130) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) و (854) .(6/437)
فقال أَبِي: قد خالفهما سُلَيمان التَّيْمي؛ رواه (1) ابنُه (2) عَنْهُ، عَن قَتادة، عن [أبي غَلاَّب] (3) ، عن بعض أصحاب النبيِّ (ص) ، عن النبيِّ (ص) (4) .
قَالَ أَبِي: هذا أشبهُ بالصَّواب، وإن كَانَ سعيد حافظًا، إلا أن يكونَ عند قَتادة الإسنادينِ (5)
جميعًا.
قَالَ أَبُو زرعة: سعيدُ بْن أَبِي عَروبة أحفظُ من التَّيْمي.
_________
(1) في (ف) : «ورواه» بالواو.
(2) هو: معتمر بن سليمان. وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (1440) ، وفي "الآحاد والمثاني" (2902) ، وعبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (255) .
(3) في جميع النسخ: «غالب» وليس في شيوخ قتادة من اسمه «غالب» ، والتصويب من مصادر التخريج السابقة، وكذا هي في الموضع الآتي من "العلل" للدارقطني. واسم أبي غَلاَّب: يونس بن جُبَير.
(4) قوله: «عن النبيِّ (ص) » سقط من (أ) و (ش) ؛ لانتقال النظر.
(5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «الإسنادان» ؛ لأنَّه اسم مؤخَّر لـ «يكون» أو فاعلٌ به، إلا أن ما وقع هنا في النسخ صحيحٌ عربية، وهو إما مرفوع أو منصوبٌ.
أما الرفع: فعلى أنَّه اسم أو فاعل، والأصل فيه: «الإسنادان» ، لكن أميلت الألف نحو الياء، فكتبت ياءً، ولا تنطق إلا ألفًا ممالة، وسبب إمالتها: كسرة النون. وانظر التعليق على المسألة رقم (25) و (124) .
واما النصب: فعلى وجهين: إما أنه على اسم أو فاعل بـ «يكون» ، لكنَّه جاء منصوبًا لوضوح المعنى وعدم اللبس، كما في قولهم: «خَرَقَ الثوبُ المسمارَ» ، وإما على توهُّم أنه خبر «يكون» ؛ لتأخُّره في اللفظ عن شبه الجملة «عند قتادة» ، وقد أوضحنا هذين الوجهين في تعليقنا على قوله: «ليس له من عمله شيئًا» في المسألة رقم (1853- الوجهين الثاني والثالث) .(6/438)
قلتُ: فذاك الصَّحيحُ؟
قَالَ: أجَلْ (1) .
2650 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالوهَّاب الثَّقَفي (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ؛ قال: أخبرني ابن أبي مُلَيْكَة (3) ؛ أنَّ عُمَيْرً (4) اللَّيْثيَّ حدَّثه: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى بْن سَعِيد (5) ،
عَنِ ابْن أبي مُلَيْكَة، عن
_________
(1) وافق الدارقطنيُّ أبا زرعة، فقد ذكر الحديث في "العلل" (4/31/أ، ب) - بلفظ: «حراء» - فقال: «يرويه قتادة، واختُلِف عنه: فرواه سعيد بن أبي عروبة ومطر الورَّاق وعمران القطان، عَن قتادة، عَن أنس، وكذلك قيل عَنْ شُعْبَةَ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس، ولا يثبت عن شعبة. ورواه معمر، عن قتادة مرسلاً، ورواه سليمان التيمي، عن قتادة، عن أبي غلاب، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ _ج، عن النبيِّ (ص) ، والقول قول ابن أبي عروبة ومن تابعه، عن أنس» . اهـ.
(2) هو: عبد الوهاب بن عبد المجيد، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، وقد أخرجه الشافعي في "الأم" (1/80) عن عبد الوهَّاب الثَّقَفِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ عُبَيد بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مرسلاً.
(3) هو: عبد الله بن عُبَيدالله.
(4) كذا في جميع النسخ، وهو اسم «أنَّ» ، فكانتِ الجادَّة أن يقال: عميرًا، بالألف؛ لأنه اسمٌ عربيٌّ عَلَمٌ على مذكَّر، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ أيضًا في العربية، وفيه وجهان: التنوين وعدمه: عُمَيْرً وعُمَيْرَ، وقد فصَّلنا في هذين الوجهين في التعليق على مثل ذلك في المسألة رقم: (126) .
(5) روايته من هذا الوجه أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (2/215) عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ يحيى بن سعيد، به.
وأخرجه الشافعي في "الأم" (7/199) بلفظ مطوَّل فقال: أخبرنا الثقة، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُبَيد بن عمير قال: أخبرتني الثقة - كأنه يعني عائشة - ثم ذكر صلاة النبيِّ (ص) ، وأبو بكر إلى جانبه.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6/42 رقم 5741) ، وابن عدي في "الكامل" (5/192) من طريق علي بن عاصم، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ.(6/439)
عُبَيد بْنِ عُمَير: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ ... ، مُرسَلً (1) .
2651 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدة (3) ، عَن مُعتَمِر بْن سُلَيمان، عَنْ حُمَيد (4) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، أيُّ النَّاسِ أحبُّ إليك؟ قال: عَائِشَةُ، قال (5) : إنَّما نَعْنِي مِنَ الرِّجال؟ قَالَ: فَأَبُوهَا؟
_________
(1) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(2) ستأتي هذه المسألة برقم (2666) .
(3) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (3890) ، وابن ماجه في "سننه" (101) ، والضياء في "المختارة" (1940) .
وأخرجه ابن ماجه (101) ، والطبراني في "الأوسط" (1/155 رقم 487) ، والضياء (1939 و1941) من طريق الحسين بن الحسن المروزي، والحاكم في "المستدرك" (4/12) من طريق محمد بن عبد الأعلى، كلاهما عن المعتمر، به.
قال الترمذي: «هذا حديثٌ صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أنس» .
(4) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل.
(5) كذا في جميع النسخ، وتحتمل العبارة وجهين:
الأول: أنَّ فيها سقطًا، والتقدير: «قال: قالوا» ، وتقدَّم في الحديث نحوه، أو أنَّ فيها تحريفًا، فـ «قال» صوابها: «قالوا» .
والثاني: إذا قدِّر أن لا سقط في الكلام ولا تحريف، فإنَّه يخرَّج على أن الفعل بضم اللام «قالُ» ، وحذفت منه واو الجماعة اجتزاءً بالضمة عنها، وهذا جارٍ على لغة هوازن وعُلْيا قيس في الاجتزاء بالحركات عن الحروف، وتقدم التعليق عليها في المسألة رقم (679) .(6/440)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، يُمْكِنُ أَنْ يكونَ: حُمَيد (1) ،
عَنِ الحسن، عن النبيِّ (ص) (2) .
2652 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: حدَّثنا محمَّد ابن بشَّار؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو دَاوُدَ (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا همَّام، عَنْ قَتادة، عَنْ محمَّد بْنِ سِيرِينَ، عَنْ كَعبِ بْنِ عُجْرَة (4) ؛ قَالَ: ذَكَرَ رسولُ الله (ص) فِتنةً، فَقَرَّبَها، فَمَرَّ رجلٌ مُقَنَّعُ الرأس (5) ، فقال رسولُ الله (ص) : هَذَا وأَصْحَابُهُ يَوْمَئِذٍ عَلَى
_________
(1) لم نقف عليه من رواية حميد عن الحسن مرسلاً، وقد أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (7107) ، وابن عدي في "الكامل" (6/389) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/94 و132) جميعهم من طريق المسيب ابن واضح، عَنِ المعتمر، عَن حُمَيْدٍ، عَنْ الحسن، عن أنس، به.
قال ابن عدي: «وزاد المسيب في هذا الحديث على معتمر حيث قال: عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ أنس، عن النبيِِّّ (ص) ، وإنما رَوَاهُ مُعْتَمِرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أنس، وليس بينهما الحسن» .
(2) نقل الضياء في "المختارة" (5/298) كلام أبي حاتم على هذا الحديث، ثم قال: «قال الدارقطني: تفرَّد به معتمر، قال: والصَّحيح: عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَن حُمَيْدٍ، عَنْ الحسن مرسلاً، ولم يذكر من رواه كذلك» . اهـ.
(3) قوله: «قال: حدثنا أبو داود» سقط من (ف) ، وقوله: «أبو» سقط من (ك) .
(4) لم نقف على روايته على هذا الوجه، وأخرجه ابن أبي شيبة في"المصنف" (32016) ، وأحمد في "المسند" (4/243 رقم 18129) ، وابن ماجه في "سننه" (111) ، والطبراني في "الكبير" (19/16 رقم 359) من طريق هشام بن حسان، وأحمد في "المسند" (4/242 رقم 18118) ، وفي "فضائل الصحابة" (721) ، والقطيعي في "زوائده على الفضائل" (833) من طريق مطر الوراق، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ كعب ابن عجرة، به.
(5) أي: مُغَطَّى الرأس بقِناع.(6/441)
الهُدَى، فَمَرَّ عُثْمَانُ؛ قَالَ: فأَخَذتُ بِمَنْكِبه (1) فقلتُ: هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ.
فقال (2) أَبِي: يُقَالُ (3) : هَذَا الحديثُ عَنْ كعب بن مُرَّة البَهْزي (4) .
_________
(1) في (ك) : «بمنكبيه» .
(2) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» .
(3) في (ك) : «فقال» .
(4) في (ك) : «النهري» . ويقال له: مُرَّة بن كعب. والحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/236 رقم 18068) ، والحاكم في "المستدرك" (3/102) من طريق وهيب بن خالد، وابن شبَّة في "أخبار المدينة" (3/1103) ، والترمذي في "جامعه" (3704) عن عبد الوهَّاب بن عبد المجيد الثقفي، وإسماعيل القاضي في "جزء فيه أحاديث أيوب السَّختياني" (29-31) ، والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (828) عن حماد بن زيد، ثلاثتهم عَنْ أَيُّوبَ السَّختياني، عَنْ أَبِي قلابة عبد الله بن زيد، عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ مرة بن كعب، عن النبي (ص) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في"المصنف" (32017 و37079) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/235 رقم 18060) من طريق إسماعيل بن عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قلابة، عن مرة بن كعب، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/33 رقم = = 20352) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (720) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/57) ، والطبراني في "الكبير" (20/315 رقم 750) من طريق قتادة، عن عبد الله بن شقيق، عن مرة البهزي، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في"المصنف" (32015) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/33 رقم 20353) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/57) ، والطبراني في "الكبير" (20/315-316 رقم 751) من طريق كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن شقيق، عن هَرمي بن الحارث وأسامة بن خُرَيْم، عن مرة البهزي، به.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1/381 رقم 660) من طريق أبي صالح الخولاني، عَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ الْبَهْزِيِّ، به.(6/442)
2653 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سعيدُ ابنُ مَسْلَمة بن عبد الملك (1) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) دخَلَ المسجدَ، وَأَبُو بكرٍ عَنْ يَمِينِهِ (2) آخذٌ (*) بِيَدِهِ، وعمرُ عَنْ يَسَارِهِ آخِذٌ (*) بِيَدِهِ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَيْهِمَا، فَقَالَ: هَكَذَا نُبْعَثُ يَوْمَ القِيَامَةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) .
2654 - وسمعتُ (4) أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حديثًا رواه إبراهيم بن
_________
(1) هو: سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ هِشَامِ بن عبد الملك. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (3669) ، وابن ماجه في "سننه" (99) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1418) ، وعبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (77 و151 و221) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/321) ، وابن عدي في "الكامل" (3/379) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (4/239) ، وأبو حفص بن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة" (148) ، والحاكم في "المستدرك" (3/68 و4/280) ، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (2511) .
(2) في (ك) : «بنيه» .
(*) ... كذا وقع في النسخ، وفي مصادر التخريج «: آخذًا» بالألف، ويحتمل ما في النسخ وجهين:
الأول: الرفع على الخبرية. والثاني: النصب على أنه حالٌ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وهذا أرجح الوجهين؛ لموافقته لما في مصادر التخريج.
(3) قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث غريبٌ، وسعيد بن مسلمة ليس عندهم بالقوي» . وقال ابن حبان في الموضع السابق في ترجمة سعيد بن مسلمة: «منكر الحديث جدًّا، فاحش الخطأ في الأخبار» .
وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا لا يُعرَف بهذا الإسناد عن إسماعيل بن أمية إلا من رواية سعيد بن مسلمة عنه» .
(4) انظر المسألة الآتية برقم (2669) .(6/443)
سعد (1) ، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ جَعَلَ (2) الحَقَّ عَلَى لِسَان ِ عُمَرَ وقَلْبِهِ.
وَرَوَاهُ نَافِعُ بْنُ (3) أَبِي نُعَيم (4) والضحَّاك بْنُ عُثْمَانَ (5) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدِيثُ نَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيم أشبهُ؛ لأنِّي لَمْ أرَ أَحَدًا يُتابع إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ فِيهِ.
2655 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سعد (7) ،
عن الثَّوري، عن عبد الملك بْنِ عُمَير، عَنْ هلالٍ مَوْلَى رِبْعِيٍّ، عن
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (1247) .
(2) في (أ) و (ش) : «وضع» .
(3) في (أ) و (ش) : «عن» ، وصوِّبت فوقها في (أ) بخط مغاير.
(4) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (2/335) ، وأحمد في "المسند" (2/53 رقم 5145) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (758) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (1/382) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/327) .
(5) روايته أخرجها عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (395) ، والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (525) ، والطبراني في "الأوسط" (1/95 رقم 289) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/95 رقم 5697) ، والترمذي في "جامعه" (3682) ، وابن حبان في "صحيحه" (6895) من طريق خارجة بن عبد الله الأنصاري، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به.
(6) انظر المسألة المتقدمة برقم (2648) .
(7) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (8/209) تعليقًا، وابن أبي عاصم في "السنة" (1149 و1423) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/480) ، والبزار في "مسنده" (2828) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1230 و1232) ، "والطبراني في "الأوسط" (5/344 رقم 5503) ، والبيهقي في = = "السنن الكبرى" (8/153) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (2/334) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (31933) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/385 و402 رقم 23276 و23419) ، وفي "فضائل الصحابة" (478) ، والترمذي في "جامعه" (3799) ، وابن ماجه في "سننه" (97) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1148 و1422) ، والبزار في "مسنده" (2829) من طريق وكيع، وابن سعد (2/334) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/480) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (22/126) من طريق قبيصة ابن عقبة، وابن سعد (2/334) ، والفسوي (1/480) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/153) من طريق الضحَّاك بن مخلد، وابن ماجه في "سننه" (97) من طريق المؤمل بن إسماعيل، أربعتهم عن الثوري، به.
وأخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (293) ، والحاكم في "المستدرك" (3/75) من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن أبو يحيى الحماني، عن سفيان بن سعيد ومسعر بن كدام، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حراش، عن حذيفة، به.(6/444)
رِبْعِيٍّ (1) ، عَنْ حُذَيفة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي.
ورواه زائدة (2) وغيرُه (3) ، عن عبد الملك، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيفة، عَنِ النبيِّ (ص) .
قلتُ: فأيُّهما أصَحُّ؟
_________
(1) هو: ابن حِراشٍ.
(2) هو: ابن قدامة. وتقدم تخريج روايته في المسألة رقم (2648) .
(3) منهم: مسعر بن كدام، وروايته أخرجها عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (293) ، والدارقطني في "الأفراد" (126/ب/أطراف الغرائب) ، والحاكم في "المستدرك" (3/74 و75) عن مسعر، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حذيفة، به.(6/445)
قَالَ أَبِي: حدَّثنا ابْنُ كَثِيرٍ (1) ، عن الثَّوري، عن عبد الملك بْنِ عُمَير، عَنْ مَوْلًى لرِبْعِيٍّ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيفة.
قلتُ: فأيُّهما أصَحُّ (2) ؟
قَالَ: مَا (3) قَالَ الثَّوري؛ زَادَ رَجُلا وجَوَّد الحديثَ، فأمَّا إبراهيمُ بنُ سَعْدٍ فسَمَّى الرجلَ، وأمَّا ابنُ كَثِيرٍ فَلَمْ يُسَمِّ الْمَوْلَى.
2656 - وسمعتُ أَبِي يقولُ وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقاء، عَنِ الثَّوري، عَنْ عَلْقَمة بْنِ مَرْثَد، عَنْ عبدِ خَيْر، عَنْ عليٍّ: أَلا أخبرُكم بِخَيْرِ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهِ (4) ... ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو: خالد بن عَلْقَمة (5) .
_________
(1) هو: محمد بن كثير العَبْدي.
(2) من قوله: «قَالَ أَبِي: حَدَّثَنَا ابْنُ كَثِيرٍ ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(3) قوله: «ما» سقط من (أ) و (ش) .
(4) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «بعد نَبِيِّها» ، لكن يمكن أن يخرَّج ما في النسخ على لغة طيِّئ ولخم، فالأصل: «نَبِيِّها» ، وحذفت ألف «ها» ونقلت فتحة الهاء إلى الحرف الذي قبلها؛ فصارت الكلمة هكذا: «بعد نَبِيَّهْ» . ولهذه اللغة شواهد في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (235) .
(5) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (422) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وابن أبي عاصم في "السنة" (1208) من طريق شعيب ابن حرب، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/367) من طريق المؤمل بن إسماعيل، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد خير، به.
وأخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (423) من طريق أبي عوانة، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/427) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/368) من طريق إبراهيم بن محمد بن مالك، كلاهما عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد خير، به.
وذكر الدارقطني في "العلل" (4/38-39) رواية زيد ابن أبي الزرقاء هذه، وقال: «ووهم فيه، وخالفه عبد الرحمن بن مهدي، وعبثر بن القاسم، وغيرهما، فروَوه عن الثوري، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد خير، عن علي، وهو الصَّواب» .(6/446)
2657 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو زهير عبد الرحمن بْنُ مَغْرَاء (1) ، عَنْ مُجالدٍ (2) ، عَنِ الشَّعبي؛ قَالَ: سألتُ ابنَ عبَّاس - أَوْ سُئِلَ ابنُ عبَّاس -: مَن أَوَّل النَّاسِ كَانَ إِسْلامًا؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ؛ أَمَا سَمِعْتَ مَا قال حسَّانُ بنُ ثابت الأنصاري (3) :
إِذَا تَذكَّرْتَ شَجْوًا (4) مِنْ أَخِي (5) ثِقَةٍ
فاذكُر أخاكَ أَبَا بَكرٍ بما فَعَلا
_________
(1) روايته أخرجها عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (103) والطبري في "تاريخه" (2/399) ، والآجري في "الشريعة" (1245 و1246) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (73) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/313) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/41) .
(2) في (ك) : «خالد» ، ومجالد هذا هو: ابن سعيد.
(3) قوله: «الأنصاري» من (ف) فقط، وقوله: «بن ثابت الأنصاري» ليس في (ت) و (ك) . وهذه الأبيات من البحر البسيط، قالها حسان في رثاء أبي بكر الصديق ذ، وهي أبيات مشتهرة في كتب التفسير والحديث والتاريخ، والعقائد، وفضائل الصحابة، والعربية. وانظر "ديوان حسان بن ثابت" بتحقيق ودراسة د. وليد عرفات (1/125) . وانظر تخريج الأبيات في كتب العربية، واختلاف الروايات فيها، في تعليقات محقِّقه.
(4) الشَّجْوُ: الهَمُّ والحُزْن. "لسان العرب" (14/422) .
(5) المثبت من (ت) ، وهو موافق لما في مصادر التخريج، وفي بقية النسخ: «أخا» ، وهو خلاف الجادَّة، لكنَّه يخرَّج على لغة من يُجري الأسماء الستة مُجرى الاسم المقصور؛ فيلزمها الألف مُطلقًا، وقد تقدم التعليق على هذه اللغة في المسألة رقم (9) .(6/447)
خَيْرَ البَرِيَّةِ أَتْقَاهَا وأعدَلَهَا
إلاَّ النَّبِيَّ (1) وأوفاهَا بِمَا حَمَلا
والثَّانيَ التَّالِيَ المَحْمُودَ مَشْهَدُهُ
وأوَّلَ النَّاسِ مِنهُم صَدَّقَ الرُّسُلا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَأَرَى أَبَا زُهَيْرٍ أخذَهُ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيّ (2) .
وحدَّثنا (3)
إبراهيمُ بنُ الْوَلِيدِ الطَّبراني؛ قَالَ: حدَّثنا أبو عبد الرحمن
_________
(1) في (أ) و (ش) : «بعدَ النبيِّ» ، وهي رواية أخرى للبيت.
(2) والهيثم هذا ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/85 رقم350) ، ونقل عن أبيه أنه قال: «متروك الحديث، محلُّه محلُّ الواقدي» ، وعن ابن معين أنه قال: «ليس بثقة، كذاب» .
وأخرج الخطيب في "تاريخ بغداد" (16/77-78/بشار عواد) من طريق يعقوب بن شيبة، قال: حدثني أحمد بن العباس قال: قلت ليحيى بن معين: حديث مجالد، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أولُ القوم إسلامًا أبو بكر، أوَ لم تسمع إلى قول الشاعر؟» قال: من حدَّث به عن هشيم؟ قلت له: بشار الخفاف، فقال: باطل ما علم هشيمًا سمعه من مجالد ولم يحدث به هشيم. قلت: أفرواه أحد؟ قال: نعم الهيثم بن عدي، قلت: أفثقة هو؟ قال: ليس هو بثقة. قلت: سمعه منه؟ قال: نعم، وأحاديث، وليس بثقة» .
(3) قوله: «وحدثنا» من (ف) فقط، وفي بقية النسخ: «قَالَ أَبُو محمَّد: وَقَدْ حدَّثنا» ، والقائل: «وقد حدثنا إبراهيم ابن الوليد الطَّبراني» هو أبو حاتم وليس ابنه أبا محمد كما قد يظهر؛ ويَدُلُّ على ذلك أمور:
الأول: أنَّ إبراهيم بن الوليد الطَّبراني من شيوخ أبي حاتم، وليس من شيوخ ابنه أبي محمد. انظر "الجرح والتعديل" (2/142) ، وإنما روى عنه ابن أبي حاتم بواسطة أبيه؛ كما في "الجرح والتعديل" (1/204) ، و (7/131) ، و"التفسير" (3010 و3248 و18974) .
والثاني: ما ورد مصرَّحًا به في النسخة (ف) من أن القائل لذلك هو أبو حاتم، وهو ما أثبتناه.
والثالث: أن ظاهر السياق: أنَّ أبا حاتم يروي الحديث عن إبراهيم بن الوليد الطَّبراني، عن أبي عبد الرحمن الطائي - وهو الهيثم بن عدي - عن مجالد، به؛ ليبيِّن بهذه الطريق علة رواية أبي زهير؛ فإنَّ الحديث - عند أبي حاتم - معروفٌ من رواية الهيثم بن عدي، عن مجالد.
والرابع: قوله آخر المسألة: «يعني الهيثم بن عدي» من كلام ابن أبي حاتم، يعيِّن به شيخ إبراهيم بن الوليد الطبراني، وهو: «أبو عبد الرحمن الطائي» ، وهذا ممَّا يقوِّي أنَّ القائل: «وحدثنا إبراهيم بن الوليد الطَّبراني» هو أبو حاتم وليس ابنه أبا محمد.(6/448)
الطَّائي بِهَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ مُجالد (1) . يَعْنِي: الهيثمَ بْنَ عَدِي (2) .
2658 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَلِيُّ بن عابِسٍ (4) ، عن
_________
(1) في (ك) : «مخالد» .
(2) يعني: أن أبا عبد الرحمن الطائي هذا هو: الهيثم بن عدي. وروايته أخرجها عبد الله ابن أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (119) وفي "زوائده على الزهد" (ص 139) من طريق أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم، والطبري في "تاريخه" (2/399) من طريق سعيد بن عنبسة ويحيى بن واضح، والطبراني في "الكبير" (12/71 رقم12562) من طريق أَبِي الرَّبِيعِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الزهراني، والخطيب في "تاريخ بغداد" (16/77/بشار عواد) من طريق يحيى بن سيف المروزي، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/40) من طريق علي بن الوليد وداود بن راشد، جميعهم عن الهيثم بن عدي، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (33874 و36573) قال: حدثنا شيخ لنا، عن مجالد، به. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (3/64) من طريق الخليل بن زكريا، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/39) من طريق أبي الأجلح، كلاهما عن مجالد بن سعيد، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (44) ، والدينوري في "المجالسة" (625) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (73) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/40) .
(3) انظر المسألة الآتية برقم (2677) و (2681) .
(4) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (4/359 رقم 4431) من طريق عُبَيدالله بن يوسف الجبيري، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ بدر بن الخليل وعبد الملك بن أبي سليمان وأبي الجحاف وكثير بن النواء، كلهم سمعوا عطية، به. ثم قال: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ بدر بن الخليل ومن معه إلا علي بن عابس، تفرَّد به الجبيري» .(6/449)
أَبِي الجَحَّاف (1) ، عَنْ عَطِيَّة (2) ، عَنْ أبي سعيد، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: هَذَان ِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الجَنَّةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ يَرْوِيهِ تَلِيدُ بنُ سُلَيمان (3) ،
عَنْ أَبِي الجَحَّاف، عَنْ عَطِيَّة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ العُلَى ... ، فأَحسَبُ عليَّ بْنَ عَابِسٍ أَرَادَ هذا الحديث.
_________
(1) هو: داود بن أبي عَوْف.
(2) هو: ابن سعد العَوْفي.
(3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (169) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/27 و72 و93 و97 رقم 11213 و11690 و11882 و11939) ، والترمذي في "جامعه" (3658) ، وابن ماجه في "سننه" (96) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1178) من طريق الأعمش، وأحمد (3/93 رقم 1882) ، والترمذي (3658) ، وأبو يعلى (1299) من طريق سالم بن أبي حفصة وعبد الله بن صَهْبان وكثير بن النواء ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأحمد أيضًا (3/50 و61 رقم 11467 و11588) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (887) من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَأَبُو داود في "سننه" (3987) من طريق أبان بن تغلب، جميعهم عن عطية، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/26 و61 رقم 11206 و11588) من طريق أبي الودَّاك جبر بن نوف، عن أبي سعيد الخدري.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (3256) ، ومسلم (2831) من طريق عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سعيد الخدري بلفظ: «إن أهل الجنَّة يتراءون أهلَ الغُرَف من فوقهم كما تتراءون الكوكبَ الدُّريَّ الْغَابِرَ فِي الأُفُق من المَشرق أو المَغرِب لتفاضُل ما بينهُم» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تِلْكَ منازلُ الأَنْبَيَاءِ لا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ؟ قَالَ: بَلَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، رجالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وصدَّقوا المرسَلين» .(6/450)
2659 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وَهْب (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ عليٍّ وَعُثْمَانَ؟ فَقَالَ: أمَّا عليٌّ فَهَذَا منزلتُه مِنْ رسولِ اللَّهِ (ص) ، وَأَمَّا عثمانُ فَإِنَّهُ أَذْنَبَ ذَنْبًا عَظِيمًا، فغفَرَ اللَّهُ لَهُ ... ، الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا يدخُلُ بَيْنَهُمَا الْعَلاءُ (3) بنُ عِرار؛ رَوَاهُ زيدُ بنُ أَبِي أُنَيْسة (4) وغيرُه (5)
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عِرَار، عن ابن عمر.
_________
(1) كذا في جميع النسخ! ولم نجد في هذه الطبقة من يروي عن أبي إسحاق السبيعي ممن يقال له: «وهب» ، وقد يكون متصحفًا عن «ابن وهب» ، وهو: عبد الله، أو «وهيب» ، وهو: ابن خالد، ولكن لم نجد لهما رواية عن أبي إسحاق السبيعي، سوى ما جاء في "صحيح مسلم" (1254) في حديث رواه مسلم عن شيخه أبي بكر ابن أبي شيبة؛ حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زيد بن أرقم - سمعه منه -: أن رسول الله (ص) غزا تسع عشرة غزوة ... الحديث.
وكذا جاء في "مصنف ابن أبي شيبة" (37645) .
لكن وقع في بعض نسخ "صحيح مسلم": «وهيب» بدل «زهير» كما في "شرح صحيح مسلم" للنووي (12/195-196) ، ثم قال النووي: «هكذا هو في أكثر نسخ بلادنا: " وهيب عن أبي إسحاق "، وفي بعضها: " زهير عن أبي إسحاق"، ونقل القاضي أيضا الاختلاف فيه. قال: وقال عبد الغني: الصواب زهير، وأما وهيب فخطأ. قال: لأن وهيبًا لم يَلْقَ أبا إسحاق. وذكر خلف في الأطراف، فقال: زهير، ولم يذكر وهيبًا» . اهـ.
(2) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(3) في (ك) : «العلى» .
(4) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (2/38 رقم 1166) ، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (22/528) .
(5) منهم: معمر، وروايته في "جامعه" (20408/مصنف عبد الرزاق) ، ومن طريقه أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (9766) ، والإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (1012) .
وشعبة، وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (8489) .
وزهير بن معاوية، وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (8490) .
وإسرائيل بن يونس، وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (8491) .(6/451)
قال (1) أبي: ذاك نقصَ رجلً (2) ، وَهَذَا أشبهُ (3) .
2660 - وسمعتُ (4) أَبِي وحدَّثنا عن جعفر ابن مُسافِر، عَنْ مُؤَمَّل بْنِ إِسْمَاعِيلَ (5) ،
عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ (6) ، عَنْ ابن أبي مُلَيْكَة (7) ، عن
_________
(1) في (ك) : «فان» .
(2) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، التي تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) يعني: رواية من رواه بزيادة العلاء بن عِرار.
(4) في (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو، وفي (أ) و (ش) : «وسألت» .
(5) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/106 رقم24752) ، وفي "فضائل الصحابة" (205) عن مؤمَّل بن إسماعيل، به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4/324 رقم 4331) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/267) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/180) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/47 رقم 24199) ، وفي "فضائل الصحابة" (225) ، والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (600) ، جميعهم من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي، عن ابن أبي مليكة، به. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1611) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ عبد العزيز بْنِ رُفَيْعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مليكة، به.
ومن طريقه أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/180) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1163) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (227) .
وخالف الطيالسي في هذا الحديث عفان بن مسلم فأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/180) عن عفان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ عبد العزيز بن رفيع، عن عبد الله ابن أبي مليكة مرسلاً. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/144 رقم 25113) ، ومسلم في "صحيحه" (2387) من طريق عروة بن الزبير، والبخاري في "صحيحه" (5666 و7217) من طريق القاسم بن محمد، كلاهما عن عائشة.
(6) هو: الجُمَحي.
(7) هو: عبد الله بن عُبَيدالله.(6/452)
عائِشَة؛ قَالَتْ: لمَّا مَرِضَ رسولُ الله (ص) مرضَه الَّذِي قُبِضَ فِيهِ؛ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أفاقَ قَالَ: ادْعُ (1) لِي أَبَا بَكْرٍ، فَلأَْكْتُبْ (2) ؛ لِئَلاَّ يَطْمَعَ فِي أَمْرِ أَبِي بَكْرٍ طَامِعٌ، ولاَ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ (3) ، ثُمَّ قَالَ: يَأْبَى اللهُ ذَلكَ والمُؤْمِنُونَ ثَلاثًا، قَالَتْ (4) عائِشَةُ: فَأَبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يكونَ أَبِي، فَكَانَ أَبِي.
قَالَ أَبِي: حدَّثنا بِهَذَا الحديث يَسَرة (5) ، عن نافع (6) ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة: أنَّ النبيَّ (ص) ... ، مُرسَلً (7) ؛ وَهُوَ أشبهُ.
2661 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ يُحْكى أنَّ أَبَا صَالِحٍ (9) كَاتِبَ اللَّيث رَوَاهُ عَنِ اللَّيث (10) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن أنس، عن النبيِّ
_________
(1) كذا في جميع النسخ، وفي كثير من مصادر التخريج: «ادعوا» ، وفي "صحيح مسلم": «ادعي» .
(2) في (ش) و (ف) : «فلا كنت» ، وهي محتملة للوجهين في (أ) . وجاء لفظه عند أحمد كما في الموضع السابق: «ادعوا لي أبا بكر وابنَهُ فَلْيَكْتُبْ؛ لِكَيلا يطمعَ ... » إلخ.
(3) في (ش) : «منهى» .
(4) في (ف) : «فقالت» .
(5) في (ف) : «بسرة» ، وفي (ك) : «بشرة» . ويسرة هذا هو: ابن صَفوان.
(6) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (2/224-225) من طريق موسى بن داود، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ ابن أبي مليكة، مرسلاً.
(7) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(8) انظر المسألة المتقدمة برقم (2595 و2615) ، وانظر المسألة الآتية برقم (2672) .
(9) هو: عبد الله بن صالح. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/206-207) من طريق الحسن بن سليمان، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/737) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/249-250) من طريق فهد بن سليمان، وابن عساكر (30/249) من طريق حرملة بن يحيى، ثلاثتهم عن أبي صالح عبد الله ابن صالح، عن الليث بن سعد، به.
(10) قوله: «رواه عن الليث» سقط من (أ) و (ش) ؛ لانتقال النظر.(6/453)
(ص) قَالَ: سُدُّوا كُلَّ خَوْخَةٍ (1) ، إِلاَّ خَوْخَةَ أبِي بَكْرٍ (2) ؟
فَقَالَ أَبِي: هذا الحديثُ (3) باطلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ؛ حدَّثنا بِهِ أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيث (4) ، عَنِ اللَّيث، عَنْ يَحْيَى (5) ، عَنِ النبيِّ (ص) ... ، مُرسَلً (6) ، وبَلَغَنا أنَّ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ نَهَى أَبَا صَالِحٍ أَنْ يحدِّث بِهَذَا الْحَدِيثِ، فامتَنَعَ مِنْ تحديثه (7) .
_________
(1) الخَوْخَةُ: بابٌ صغيرٌ كالنَّافِذَة الكبيرة، وتكونُ بين بيتَين. "النهاية" (2/86) .
(2) في (ك) : «أبا بكر» .
(3) في (أ) و (ش) : «حديث» .
(4) روايته على هذا الوجه أخرجها الخطيب في "الفصل للوصل" (2/737-738) من طريق محمد بن إسماعيل السلمي، عن أبي صالح، به.
وأخرجه الخطيب أيضًا (2/738) من طريق قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ اللَّيْثِ، به.
(5) ضبب عليها في (ف) .
(6) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(7) قال ابن عدي في الموضع السابق: «ولا أعلم أوصل هذا الحديث عن الليث غير عبد الله بن صالح، ورواه ابن بكير، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد: أن النبي (ص) خطب الناسَ ... ، ولم يذكر في إسناده أنس» . اهـ.
وذكره الخطيب البغدادي في "الفصل للوصل" (2/736-738 رقم88) لأجل إدراجٍ وقع فيه، وقال: «هكذا رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي صالح عبد الله بن صالح، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد بطوله، وهو وهم؛ لأن الليثَ كان يروي صدره عن يحيى بن سعيد، وكان يروي من ذكر قول الناس: " سُدُّوا الأبوابَ كلَّها ... " إلى آخره؛ عن معاوية بن صالح، لا عن يحيى بن سعيد، وكان أيضًا يرسل الحديثين ولا يسندهما، بخلاف ما قدمناه عن أبي صالح، عنه، وقد روى أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي الترمذي بمثل لفظ الحديث الأول الذي عن الليث، عن يحيى ابن سعيد على الصَّواب، وروى قتيبة بن سعيد الحديثين جميعًا عن الليث في سياقة واحدة، إلا أنه ميَّز إسناد كل واحد منهما، وميَّز الخلافَ فيهما ... » .
والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (466 و3654 و3904) ، ومسلم (2382) عن أبي سعيد الخدري. وأخرجه البخاري (467) عن ابن عباس.(6/454)
2662 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ اليَسَعِ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو مَرْحوم الأَرْطَباني (1) ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيمان الأَحْوَل، عَنْ شيخٍ حدَّثه: أنَّ عُمَرَ بْنَ الخطَّاب مرَّ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ يُكَلِّمُ امْرَأَةً سِرًّا، فضربه بِدِرَّتِهِ (2) ، فقال الرجل: مَالي ولَكَ يَا أميرَ الْمُؤْمِنِينَ! امْرَأَتِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، تضربُني ظُلْمًا (3) ! فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: رَحِمَكَ اللَّهُ! فَهَلاَّ - إِذَا (4) كَانَتِ امرأَتَكَ - كَلَّمْتَها فِي بيتٍ، أَوْ خلفَ شيءٍ، أَوِ استَتَرْتَ بِحَائِطٍ؟! قَالَ: يَا أميرَ الْمُؤْمِنِينَ، كَانَتْ إِلَيْهَا حاجةٌ، فَلَمْ أُحبَّ أَنْ يَعْلَمَ أَحَدٌ بسِرِّي، فانطلَقَ عُمَرُ بَاكِيًا نَادِمًا؛ حِينَ عَجِلَ عَلَى الرَّجُلِ، فضَرَبه مِنْ قَبْلِ أَنْ يسألَه، فَأَتَى منزلَ أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ، فخرَجَ إِلَيْهِ ابنُه، فَقَالَ: أَبُوكَ ثَمَّ؟ قَالَ: نَعَمْ، فأذِنَ لَهُ، فدخلَ عَلَيْهِ، فلمَّا رَآهُ أُبيٌّ (5) قال (6) : مرحبًا مَرْحَبًا (7) يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فأَلْقى له وِسادةً من أَدَم ٍ حَشْوُها لِيفٌ، فَقَالَ: يَا أُبيُّ! لَيْسَ لِهَذَا جئتُ، قَالَ: اجْلِسْ يَا أميرَ الْمُؤْمِنِينَ؛ فَإِنِّي سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: أَيُّمَا رَجُلٍ مُسلِمٍ دَخَلَ عَلَى أَخِيهِ المُسلِمِ، فَرَفَعَهُ مِنَ الأَرْضِ؛ غَفَرَ اللهُ لَهُ، فَجَلَسَ عمر ... ، فذكر الحديثَ؟
_________
(1) هو: عبد الرحيم بن كَرْدَم.
(2) في (ك) : «بذرته» .
(3) في (ت) و (ف) و (ك) : «تظلمني» بدل: «ظلمًا» .
(4) في (ت) : «إذ» .
(5) قوله: «أُبي» ليس في (ت) و (ك) .
(6) في (ك) : «فقال» .
(7) كلمة: «مرحبًا» الثانية ليست في (ك) ، وضبَّب عليها الناسخ في (ف) .(6/455)
وَذَكَرَ أُبَيٌّ حَدِيثًا فِي فَضِيلَةِ عمرَ بْنِ الخطَّاب، وَفَضْلِ أَبِي بكر؛ عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، لا أصلَ لَهُ، غَيرُ مَعْرُوفٍ.
2663 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ المُصَفَّى (1) ، عَنْ بَقِيَّة (2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (3) ، عَنْ عَطاء (4) ، عَنْ أَبِي الدَّرداء؛ قَالَ: رَآنِي النبيُّ (ص) وَأَنَا أَمْشِي أَمَامَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: لِمَ تَمْشِي أَمَامَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ؟ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ خَيْرُ مَنْ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ أَوْ غَرَبَتْ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ موضوعٌ؛ سَمِعَ بَقِيَّة هَذَا الحديثَ مِنْ هِشَامٍ الرَّازِي (5) ، عن محمَّد ابن الْفَضْلِ (6) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، فتَرَكَ (7) الاثنين من الوسَط.
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (1224) ، وخيثمة الأطرابلسي في "حديثه" (ص 133) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/397) و (30/208) .
(2) هو: ابن الوليد.
(3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(4) هو: ابن أبي رَباح.
(5) هو: هشام بن عُبَيدالله.
(6) روايته أخرجها بحشل في "تاريخ واسط" (1/248) من طريق محمد بن عبد الخالق العطار، والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (135) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (7/1358 رقم 2433) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/208) من طريق وَهْب بن بقية، كلاهما عن عبد الله بن سفيان، عن ابن جريج، به. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/127) من طريق إسماعيل ابن يحيى، والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (508) من طريق أبي بكر، وأبو نعيم في "الحلية" (3/325) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/209) من طريق هَوْذَة بن خليفة، ثلاثتهم عن ابن جريج، به.
(7) في (ك) : «ترك» .(6/456)
قَالَ أَبِي: محمَّد بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّة متروكُ الْحَدِيثِ.
2664 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرو ابن الأزهَر، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ عَطاء (1) ، عَنِ ابْنِ عبَّاس؛ قَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، خَبِّرنا بأفضلِ أصحابكَ، نتَّخِذُهُ مُعَلِّمًا، ويكونُ (2) لَنَا مَفْزَعًا إِنْ كَانَ كَوْنٌ؛ قَالَ: عَلِيٌّ أَقْدَمُكُمْ (3) سِلْمًا، وأَعْظَمُكُمْ حِلْمًا، وأَكْثَرُكُمْ عِلْمًا، قَالَ: فسَكَت، ثُمَّ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ وَزِيرِي، والقَائِمُ فِي أُمَّتِي مِنْ (4) بَعْدِي، وعُمَرُ حَبِيبِي، ويَنْطِقُ عَلَى لِسَانِي، وأَنَا مِنْ عُثْمَانَ وعُثْمَانُ مِنِّي؟
قَالَ أَبِي: «هَذَا (5) حديثٌ كذبٌ» ؛ وَلَمْ يحدِّثني بِهِ.
2665 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ السِّجْزِي، عَنْ جَامِعِ بْنِ مَخْلَد (6) ، عن الْوَلِيدُ بْنُ الْفَضْلِ (7) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن
_________
(1) هو: ابن أبي رَباح.
(2) كذا في جميع النسخ: «نَتَّخِذْهُ ... ويكون» ، والجادَّة أن يقال: «نَتَّخِذْهُ ... ويَكُنْ» ؛ لأنَّ الفعل «نَتَّخِذْهُ» واقعٌ في جواب الأمر «خبِّرنا» ؛ فالأشهر في العربية جزمُه؛ لكنَّ رفعه - كما في النسخ - جائزٌ في العربية. انظر: "شرح ابن عقيل" (2/342-343) .
(3) في (ك) : «أقدامكم» .
(4) قوله: «من» ليس في (ش) .
(5) قوله: «هذا» من (ت) و (ك) فقط.
(6) كذا في جميع النسخ، ولم نجد راويًا بهذا الاسم.
(7) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (1603) ، والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (678) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/122-123) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (303) ، وفي "الموضوعات" (1/321) من طريق الحسن بن عرفة، والروياني في "مسنده" (1342) ، وابن عدي في "الكامل" (7/79) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (44/138-139) من طريق الحسن بن إبراهيم، والطبراني في "الأوسط" (2/158 رقم 1570) من طريق أحمد بن محمد، وابن عساكر (44/138) من طريق محمد بن إسرائيل الجوهري، جميعهم عن = = الوليد ابن الفضل، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ حماد بن إسماعيل، تفرَّد به الوليد» .(6/457)
عُبَيد - يَعْنِي: ابنَ نَافِعٍ (1) العِجْليَّ - عَنْ حمَّاد (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (3) ، عَنْ عَلْقَمَة (4) ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : أَتَانِي جِبْرِيلُ _ج آنِفًا، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، حَدِّثْنِي بِفَضَائِلِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ فِي السَّمَاءِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، لَوْ حَدَّثْتُكَ بِفَضَائِلِ عُمَرَ فِي السَّمَاءِ مِثْلَ مَا (5) لَبِثَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ؛ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا؛ مَا نَفِدَتْ فَضَائِلُ عُمَرَ، وإِنَّ عُمَرَ حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِ أَبِي بَكْرٍ ... وَذَكَرَ الحديثَ بِطُولِهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ موضوعٌ، اضْرِبْ عَلَيْهِ (6) .
2666 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعتَمِرُ بنُ سُلَيمان، عَن حُمَيد (8) ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) - وَعَنْ حُمَيد، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ف) : «مسافع» ، وانظر "الكامل" لابن عدي (7/79) .
(2) هو: ابن أبي سُلَيمان.
(3) هو: ابن يزيد النَّخَعي.
(4) هو: ابن قيس.
(5) قوله: «ما» ليس في (ت) و (ك) .
(6) قال ابن الجوزي في الموضع السابق من "الموضوعات": «قال أحمد بن حنبل: هذا حديث موضوع، ولا أعرف إسماعيل» . وقال الذهبي في "الميزان" (4/343) : «وإسماعيل - يعني: ابنَ عُبَيد - هالكٌ، والخبر باطلٌ» . وعقد ابن القيم في "المنار المنيف" (ص115) فصلاً بعنوان: «ومما وضعَه جَهَلة المنتسبين إلى السُّنَّة في فضائل الصدِّيق ح» ، وذكر فيه هذا الحديث برقم (245) .
(7) تقدمت هذه المسألة برقم (2651) .
(8) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل.(6/458)
النبيِّ (ص) - أَنَّهُ سُئل: مَن أحبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ (1) ؟ قَالَ: عَائِشَةُ، قَالُوا: لا نَعْنِي أهلَكَ؛ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ عَنْ الحسن، عن النبيِّ (ص) ، وَأَمَّا عَنْ (2) أَنَسٍ؛ فَلَيْسَ بِمَحْفُوظٍ.
2667 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيك (3) ؛
قَالَ: حدَّثني غيرُ واحد، عن عبد العزيز بْنِ المُطَّلب، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ جدِّه، عن عبد الله بْنِ حَنْطَب (5) ؛ قَالَ: كنتُ جَالِسًا عند رسول الله (ص) ؛ إِذْ (6) جَاءَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فلمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمَا قَالَ: هَذَان ِ السَّمْعُ والبَصَرُ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا بِهَذَا الْحَدِيثِ مُوسَى بنُ أيُّوب (7) ،
فقال: عن ابن
_________
(1) في (ف) : «أي الناس أحب إليك؟» .
(2) قوله: «عن» سقط من (أ) و (ش) .
(3) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها ابن قانع في "معجمه" (2/100-101) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/115) و (44/67) من طريق علي بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: حَدَّثَنِي غيرُ وَاحِدٍ، منهم: عمر بن أبي عمر، وعلي بن عبد الرحمن بن عثمان، عن عبد العزيز بن المطلب، به.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/115) و (44/66) من طريق الفضل بن الصباح، عن ابن أبي فديك حدثني غيرُ واحد، عن عبد العزيز بن المطلب، به.
(4) هو: المطَّلِب بن عبد الله بن حَنْطَب.
(5) كذا في جميع النسخ! وهو خطأ قديم جاء في رواية هذا الحديث، والصَّواب: «عن جده عبد الله بن حنطب» ، وانظر تفصيل ذلك في "تحفة الأشراف" (5246) ، و"تهذيب الكمال" (3223) ، و"الإصابة" (6/60-61) ، و (2/294-295) .
(6) في (ك) : «إذا» .
(7) روايته لم نقف عليها، وقد أخرجه الترمذي في "جامعه" (3671) من طريق قتيبة بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي فديك، به. ثم قال: «وهذا حديثٌ مرسل، وعبد الله ابن حنطب لم يدرك النبيَّ (ص) » .
وقد اختُلف على ابن أبي فُدَيك فأخرجه القطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (686) من طريق رجل مبهم، والحاكم في "المستدرك" (3/69) من طريق آدم بن أبي إياس، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ الحسن بن عبد الله بن عطية، عن عبد العزيز بن المطلب، به.
وأخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب" (ص 188 رقم 576) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (44/67) من طريق عبد السلام بن محمد الحراني، عن المغيرة بن عبد الرحمن، عن المطلب، به. كذا في "الاستيعاب" بدون ذكر عبد العزيز بن المطلب، وقرن ابن عساكر = = رواية عبد السلام برواية آدم بن أبي إياس.
قال ابن عبد البر: «والمغيرة بن عبد الرحمن هذا هو الحزامي ضعيفٌ، وليس بالمخزومي الفقيه صاحب الرأي، ذلك ثقة في الحديث حسن الرأي» . وقال (ص395 رقم 1357/ترجمة عبد الله بن حنطب المخزومي) : «له صحبةٌ، وروى عنه المطلب مرفوعًا في فضائل قريش، وفضل أبي بكر وعمر ذ، وحديثُه مضطرب الإسناد لا يثبت» .(6/459)
أبي فُدَيك، عن عبد العزيز؛ وَهَذَا أشبهُ (1) .
2668 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَامِدُ بْنُ يَحْيَى البَلْخي (2) ،
_________
(1) قال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (2/324) : «وقد سقط بين ابن أبي فديك وبين عبد العزيز واسطة، فقد رواه داود بن صُبَيح والفضل بن الصباح، عن ابن أبي فديك؛ حدثني غير واحد، عن عبد العزيز. وهكذا رواه عليُّ بن مسلم ويوسف بن يعقوب الصفار، عن ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: حَدَّثَنِي غيرُ واحد، منهم: عليُّ ابن عبد الرحمن بن عثمان، وعمرو بن أبي عمرو، عن عبد العزيز، به» .
كذا قال ابن حجر: «عمرو بن أبي عمرو» ، وكذا قال في "الإصابة" (6/61) ، وتقدم في التخريج أنه: «عمر ابن أبي عمر» .
(2) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (8 و17) ، والبزار في "مسنده" (2213) ، وابن حبان في "صحيحه" (6864) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/186) ، والخطابي في "غريب الحديث" (2/34) . قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه بهذا الإسناد إلا حامد عن ابن عيينة» .(6/460)
عَنْ سُفيان بْنِ عُيَينة، عَنِ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بن عبد الله بْنِ الزُّبَير، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كان اسمُ أبي بكر: عبد الله بْنُ عُثْمَانَ، فَلَمَّا قَالَ رسولُ الله (ص) : أَنْتَ عَتِيقُ اللهِ مِنَ النَّارِ؛ سُمِّيَ عَتِيقًا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ (1) .
2669 - وسمعتُ (2) أَبَا زُرْعَةَ وذكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنْ دُحَيم (3) ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ بِشْر بْنِ السَّرْح، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَبِيب ابن عُبيد، عَنْ غُضَيف بْنِ الْحَارِثِ، عن بلال، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللهَ جَعَلَ (4) الحَقَّ فِي قَلْبِ عُمَرَ وعَلَى لِسَانِهِ.
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ (5) ، عَنْ مَكْحول، عن
_________
(1) الظاهر: أنه باطل؛ لتفرُّد حامد بن يحيى البلخي به عن ابن عيينة.
(2) انظر المسألة المتقدمة برقم (2654) .
(3) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم. وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (1248) ، والطبراني في "الكبير" (1/354 رقم 1077) .
وأخرجه الشاشي في "مسنده" (983) ، والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (520) من طريق بشر ابن بكر، والطبراني في "الكبير" (1/354 رقم 1077) من طريق محمد بن حمير، وفي "مسند الشاميين" (1463) من طريق محمد بن المبارك الصُّوري ومحمد بن أبي السري، جميعهم عن أبي بكر ابن أبي مريم، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/145 رقم 21295) ، وفي "فضائل الصحابة" (317) من طريق عباد بن نسي، عن غضيف، به.
(4) في (ك) : «خلق» .
(5) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (2/335) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (31959) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/165و177 رقم 21457 و21542) ، وفي "فضائل الصحابة" (316) ، وأبو داود في "سننه" (2962) ، وابن ماجه (108) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1249) ، والبزار في "مسنده" (4059) .
قال البزار: «وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد» .
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1543 و3566) ، والحاكم في "المستدرك" (3/86-87) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/191) جميعهم من طريق أبي خالد الأحمر، عن هشام بن الغاز ومحمد بن عجلان ومحمد بن إسحاق، عن مكحول، به.
قال الدارقطني في "العلل" (6/259) : «وأحسب أبا خالد حمل حديث هشام بن الغاز وابن عجلان على حديث محمد بن إسحاق فجود إسناده؛ لأن غيره يرويه عن هشام بن الغاز، وعن محمد بن عجلان، عن مكحول مرسلاً عن أبي ذر، وكذلك رواه عقيل بن خالد وابن أبي حسين المكي، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ مرسلاً، وقال وكيع: عن هشام بن الغاز، عن مكحول، عن النبي (ص) ؛ لم يذكر أبا ذر» .
وأخرجه القطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (683) من طريق عبد الله بن سعيد، عن مكحول، به.
وقوله: «عن» سقط من قوله: «عن مكحول» في (ك) .(6/461)
غُضَيف بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي ذَر، عن النبيِّ (ص) أشبهُ (1) ؛ لأَنَّهُ قَدْ وَافَقَهُ عَلَيْهِ غيرُه عَنْ أَبِي ذَر.
2670 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْل بْنُ عُثْمَانَ العَسْكَري؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو الأَحْوَص (2) ، عَنْ مُهاجر أَبِي الْحَسَنِ (3) ؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى عليٍّ، فَسَأَلَهُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ؟ فقال: على الخَبير سَقَطْتَ مِن أمرهما؛ كانا - والله - إمامَيْ هُدًى، راشِدَين مُرْشِدَين، مُفْلِحَين (4) مُنْجِحَين، خَرَجا من الدُّنيا خَمِيصَين (5) ؟
_________
(1) قال الدارقطني في "العلل" (1116) : «ومحمد بن إسحاق أقام إسناده عن مكحول» .
(2) هو: سلاَّم بن سُلَيم.
(3) في (أ) و (ش) : «ابن الحسن» .
(4) في (ف) : «مصلحين» .
(5) أي: جائعَين. "المصباح المنير" (خ م ص 1/182) .(6/462)
قال أبي: لا يَحتملُ أَنْ يكونَ هَذَا الشيخُ: مُهاجِرً أَبُو الْحَسَنِ (1) ، وَأَبُو الأَحْوَص لَمْ يُدرك مُهاجِرً (2) ؛ وذلك (3) أنه قديمٌ، ويشبهُ أَنْ يكونَ شَيْخٌ مَجْهُولٌ (4) يُكنى أَبَا الْحَسَنِ (5) .
2671 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيمان (6) ،
عن
_________
(1) كذا في جميع النسخ: «مُهاجِرً أبو الحسن» ، و «مهاجر» هنا خبر «يكون» منصوب، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
وقوله: «أبو الحسن» الجادة فيه: «أبا الحسن» لأنه بدل من «مهاجرًا» ، لكن ما في النسخ يخرَّج على وجهين:
الأول: أنه منصوب بالألف، لكنه رُسم بالواو على حكاية أصل التكنية الذي وُضع عليه الاسم، وهو الرفع.
والثاني: أنه منصوب بالألف، لكنه رُسم بالواو على الأصل في لام كلمة «الأب» وهو: الواو. فهو يرسم بالواو ويُنطق بالألف، مثل: «الصلوة» و «الزكوة» . والله أعلم. وقد تقدم التعليق على نحو هذا في المسألة رقم (22) .
(2) كذا في جميع النسخ، ويخرَّج على لغة ربيعة التي تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) قوله: «وذلك» سقط من (ش) .
(4) كذا في جميع النسخ، ويخرج أيضًا على لغة ربيعة، كما تقدم قبل قليل.
(5) أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/210) من طريق عُبَيدالله بن موسى، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/382) ، من طريرق شبابة، كلاهما عن أبي عقيل، عن رجل مبهم؛ قال: سُئل علي ... ، فذكره.
(6) لم نقف على رواية إسحاق بن سليمان، وقد أخرج الحديث الطبراني في "الأوسط" (5/231 رقم 5172) ، وابن أبي خيثمة في "تاريخه" كما في "لسان الميزان" (3/586) من طريق سعيد بن سليمان، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (39/146) من طريق شبابة ابن سوار الفزاري، كلاهما عن عبد الأعلى، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1150 و1168 و1170) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3958) ، وفي "معجمه" (1/177 رقم 204) من طريق أبي بهز صقر ابن عبد الرحمن، عن عبد الله بن إدريس، عن المختار ابن فلفل، به.
ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/91-92) ، وقال: «وكان أبو يعلى ينسبه في هذا الحديث بعينه الى الضَّعف، وأظنُّ أنَّ ابنَ المثنى كان قد سمع، وبلَّغه أن هذا الحديث يرويه عن مختار بن فلفل عبد الأعلى بن أبي المساور، وأنكره من حديث ابن إدريس عن مختار إذ لم يحدِّثه عن ابن إدريس غير صقر هذا؛ لأنَّ ابن إدريس أحد ثقات الناس، ولا يحتمل أن يروي مثل هذا عن المختار، وعبد الأعلى بن المساور يحتمل أن يرويه؛ لأنه ضعيف» .
وقال ابن حجر في "لسان الميزان" (3/587) : «ابن أبي المساور: واهٍ فالظَّاهر أن الصَّقر سمعَه من عبد الأعلى أو بكر فجعله عن عبد الله بن إدريس ليروجَ له، أو سها، وإلا لو صحَّ هذا لما جعل عمرُ الخلافة في أهل الشُّورى، وكان يعهد الى عثمان بلا نزاع، والله المستعان» .
وأخرج الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/339) من طريق عبد الله بن علي بن المديني أنه قال: «قلت لأبي في حديث أبي بهز عن ابن إدريس، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أنس: كان في حائط فقال: ايذن له وبشَّره بالجنة ... مثل حديث أبي موسى؟ فقال: كذب، هذا موضوع لم يكن عند ابن إدريس إلا ثلاثة أحاديث عن المختار، عن أنس في الأشربة» .
وأخرجه خيثمة في "حديثه" (ص101) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/196) من طريق بكر بن المختار = = ابن فلفل، عن أبيه، عن أنس.
قال ابن حبان عن بكر المختار: «منكر الحديث جدًّا، يروي عن أبيه مالا يشك من الحديث صناعته أنه معمول لا تحلُّ الروايةُ إلا على سبيل الاعتبار» . ثم ذكر هذا الحديث.
وأخرجه خيثمة في "حديثه" (ص100) ، وفي "المعجم الأوسط" (7/207 رقم 7288) من طريق أبي روق عطيَّة بن الحارث، والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (628) من طريق إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ شيخ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/24) من طريق أبان بن أبي عياش ويونس بن عبيد، جميعهم عن أنس.(6/463)
عبد الأعلى بْنِ أَبِي المُساوِر، عَنِ المُخْتار بْنِ فُلْفُل، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: خرج رسولُ الله (ص) فخرجتُ مَعَهُ، فَدَخَلَ حَائِطًا لِلأَنْصَارِ، وأمرني(6/464)
فغَلَّقتُ الْبَابَ، فَجَاءَ رَجُلٌ فقَرَعَ الباب، فقال النبيُّ (ص) : يَا أَنَسُ، افْتَحْ لَهُ البَابَ، وبَشِّرْهُ بِالجَنَّةِ، وأَخْبِرْهُ أَنَّهُ يَلِي الأُمَّةَ مِنْ بَعْدِي، ففتحتُ البابَ وَلا أَدْرِي مَنْ هُوَ، فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ (1) فبشَّرتُه بالجنَّة، وأخبرتُه أَنَّهُ يَلِيَ الأمةَ مِنْ بَعْدِ النبيِّ (ص) ، فحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ دخلَ، ثُمَّ جَاءَ آخرُ فقَرَعَ (2) الْبَابَ (3) ، فَقَالَ: يَا أَنَسُ، افْتَحْ لَهُ البَابَ (4) وبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، وأَخْبِرْهُ أَنَّهُ يَلِي الأُمَّةَ مِنْ بَعْدِ أَبِي بَكْرٍ، ففتحتُ البابَ وَلا أَدْرِي مَنْ هُوَ، فَإِذَا هُوَ عمرُ، فبشَّرته بِالْجَنَّةِ، وأخبرتُه أَنَّهُ يَلِيَ الأمةَ مِنْ بَعْدِ أَبِي بَكْرٍ، فحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ دَخَلَ، ثُمَّ جَاءَ آخرُ فقَرَعَ الْبَابَ، فَقَالَ: يَا أَنَسُ، افْتَحْ لَهُ البَابَ (5) ، وبَشِّرْهُ بِالجَنَّةِ (6) ، وأَخْبِرْهُ أَنَّهُ يَلِي الأُمَّةَ مِنْ بَعْدِ عُمَرَ، وأَنَّهُ يَلْقَى مِنْ أُمَّتِي بَلاَءً يَبْلُغُونَ فِيهِ دَمَهُ، ففتحتُ له البابَ وَلا أَدْرِي مَنْ هُوَ، فإذا عثمانُ بن عفَّان، فبشَّرتُه بِالْجَنَّةِ، وأخبرتُه أَنَّهُ يَلِيَ الأمةَ مِنْ بَعْدِ عُمَرَ (7) ، وَأَنَّهُ يلقى من الأمة (8) بَلاءً يَبْلُغُونَ فِيهِ دَمَه (9) ، فحَمِدَ الله واسترجَعَ، ثم دخَلَ؟
_________
(1) في (ش) : «فإذا هو أبو بكر» .
(2) في (ت) و (ف) : «وقرع» .
(3) قوله: «الباب» ليس في (ك) .
(4) قوله: «الباب» ليس في (ش) .
(5) قوله: «الباب» ليس في (أ) و (ش) .
(6) من قوله: «وَأَخْبِرْهُ أَنَّهُ يَلِيَ الأُمَّةَ مِنْ بعد أبي بكر ... » إلى هنا سقط من (ك) .
(7) من قوله: «ففتحت له الْبَابَ وَلا أَدْرِي مَنْ هُوَ، فإذا عثمان ... » إلى هنا سقط من (ت) ؛ لانتقال النظر.
(8) في (ت) : «أمته» .
(9) من قوله: «ففتحت له الباب ... » الأخيرة إلى هنا سقط من (أ) و (ش) و (ك) ؛ لانتقال النظر.(6/465)
فقال (1) أبي: عبد الأعلى ضعيفٌ شِبْهُ الْمَتْرُوكِ، وَهَذَا حديثٌ باطِلٌ، كتبتُ بِالْبَصْرَةِ هَذَا الحديثَ عَنْ شَيْخٍ يُسمَّى خَالِدُ بْنُ يزيد السَّابِري، عن عبد الأعلى نفسِه، وَلَمْ أحدِّث بِهِ.
2672 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ محمَّد بْنِ سَلَمة، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (3) ، عَنْ الزُّهري، عن عبد الرحمن ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أبيه: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ فِي وَجَعِه: سُدُّوا هَذِهِ الأَبْوَابَ الشَّارِعَةَ، إِلاَّ بَابَ أَبِي بَكْرٍ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ (4) مِنْ أَصْحَابِي أَحْسَنَ عِنْدِي بَلاءً ولاَ أَعْظَمَ عِنْدِي يَدًا مِنْهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
2673- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ سِنان العَوَقي (5) ،
_________
(1) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» .
(2) انظر المسألة المتقدمة برقم (2595) و (2615) و (2661) .
(3) هو: محمد.
(4) في (ف) : «واحد» .
(5) في (أ) و (ف) : «العوفي» . وانظر "الأنساب" (3/381) . وروايته أخرجها أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/259) .
ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (44/148) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/269 رقم 13847) ، والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (679) من طريق بهز بن أسد، عن همام، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9/115 رقم = = 9285) من طريق مسعر، عن قتادة، به. وقال: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ مسعر إلا إسماعيل بن أبان، تفرَّد به يحيى ابن معين» .
ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/259) ، والخطيب في "الموضح" (2/129-130) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (31982) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/107 و179 و191 و263 رقم 12046 و12834و12983و13775) ، والترمذي في "جامعه" (3688) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1266) ، والنسائي في "الكبرى" (8127) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3736 و3860) ، وابن حبان في "صحيحه" (6887) من طريق حميد، والإمام أحمد (3/191 رقم 12983) ، وأبو يعلى (3736 و4182) ، وابن حبان (54) من طريق أبي عمران الجوني، كلاهما عن أنس.(6/466)
عَن همَّام (1) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: دَخَلْتُ الجَنَّةَ (2) ، فَإِذَا فِيهَا قَصْرٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ قَالُوا: لِعُمَرَ ... ، فَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ (3) .
2674- وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ إسماعيلُ بنُ عُبَيد بْنِ أَبِي كَريمَة (4) ؛ قَالَ: قرأتُ في كتاب أبي عبد الرحيم (5) بخَطِّه - وَأَخْبَرَنِي محمَّد بْنُ سَلَمة أنه خَطُّ أبي عبد الرحيم -: عَنْ (6) زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيسَة، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّة، عَنْ عبد الله بْنِ الْحَارِثِ؛ قَالَ: حدَّثني جَمِيل
_________
(1) هو: ابن يحيى.
(2) في (ف) : «في الجنة» .
(3) أخرج الحديثَ البخاري في "صحيحه" (3242) ، ومسلم (2395) من حديث أبي هريرة، والبخاري أيضًا (3679 و5226 و7024) ، ومسلم (2394) من حديث جابر بن عبد الله.
(4) روايته أخرجها الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 500) .
(5) هو: خالد بن أبي يزيد الحَرَّاني.
(6) قوله: «عن» سقط من (ك) .(6/467)
النَّجْراني؛ قال: سمعتُ جُنْدُبَ ابنَ عبد الله البَجَلي؛ قال: سمعتُ النبيَّ (ص) يقولُ قَبْلَ مَوته بِخَمْسٍ: قَدْ كَانَ لِي مِنْكُمْ (1) أَخِلاَّءُ وأَصْدِقَاءُ، وإِنِّي أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ ذِي خِلٍّ (2) مِنْ خُلَّتِهِ، ولَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً (3) ... ؟
قال أبي: رواه عُبَيدالله بْنُ عَمْرٍو (4) ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ عمرو، عن عبد الله بْنِ الْحَارِثِ النَّجْراني؛ قَالَ: حدَّثنا جُنْدُب؛ وَهُوَ أشبهُ، وَهُوَ عِنْدِي عبد الله بْنُ الْحَارِثِ المُكْتِبُ الْكُوفِيُّ، وَقَدْ أَدْرَكَ جُنْدُبًا.
2675 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو (5) سَعِيدٍ الأَشَجُّ (6) ،
_________
(1) في (ت) و (ك) : «منك» .
(2) في رواية الرامهرمزي في الموضع السابق: «كل ذي خُلَّةٍ» .
(3) في (أ) و (ش) : «مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ خَلِيلا» ، وهذه الزيادة ليست في (ت) و (ك) ، وكانت في (ف) ، ثم ضُرِبَ عليها، وليست في رواية الرامهرمزي.
وتمام الحديث عند الرامهرمزي: «لاتخذت أبا بكر خليلاً، وإن الله تعالى اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً» .
(4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (71) ، ومسلم في "صحيحه" (532) .
(5) قوله: «أبو» سقط من (ش) .
(6) هو: عبد الله بن سعيد. وروايته أخرجها في "جزء في حديثه" (40) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي في "جامعه" (3667) ، وفي "العلل الكبير" (690) ، والبزار في "مسنده" (35) ، وابن حبان في "صحيحه" (6863) ، والدارقطني في "العلل" (1/234) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/37) ، والضياء في "المختارة" (18 و19) .
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (18) ، وفي "الأوائل" (72) من طريق ابن أبي شيبة، عن عقبة ابن خالد، به. وأخرجه الدارقطني أيضًا (1/235) من طريق يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ شعبة، به. وأخرجه ابن عساكر أيضًا (30/37-38) من طريق شبابة بن سوار، عن الجريري، به.(6/468)
عَنْ عُقْبَة بْنِ خَالِدٍ، عَنْ شُعبة، عَنِ الجُرَيري (1) ، عَنْ أَبِي نَضْرَة (2) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: ألستُ أحقَّ النَّاسِ بِهَذَا (3) ؟! ألستُ أولَ مَنْ أَسْلَمَ؟! ألستُ صاحبَ كَذَا؟! ألستُ صاحبَ كَذَا؟!
قَالَ أَبِي: الناسُ يروون هَذَا الحديثَ عَنْ أَبِي نَضْرَة (4) ،
عَنْ أَبِي بَكْرٍ، مُرسَلً (5) ، لا يَقُولُونَ فِيهِ: عَنْ أَبِي سعيد (6) .
_________
(1) هو: سعيد بن إياس.
(2) هو: المنذر بن مالك.
(3) أي: بأمر الخلافة. انظر: "تاريخ دمشق" (30/37) .
(4) روايته على هذا الوجه أخرجها الترمذي في "جامعه" (3667) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/38) من طريق عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ الجريري، عن أبي نضرة، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (3/182) من طريق عفان بن مسلم، عن شعبة، عن الجريري قال: لما أبطأ الناسُ عن أبي بكر قال ... ، فذكر.
(5) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(6) قال الترمذي في الموضع السابق من "الجامع": «هذا حديث غريبٌ. وروى بعضهم عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أبي نضرة؛ قال: قال أبو بكر ... ، فذكر نحوه بمعناه، ولم يذكر فيه "عن أبي سعيد"، وهذا أصحُّ» .
وقال في "العلل الكبير": «الصحيح: عن أبي نضرة؛ قال: قال أبو بكر؛ هكذا روى أصحابُ شعبة، لا يذكرون فيه: عن أبي سعيد» . اهـ.
وقال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا قال فيه: عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ إلا عقبة بن خالد، وقد رواه عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ الجريري، عن أبي نضرة قال: خطب أبو بكر ولم يذكر أبا سعيد» .
وذكر الحديثَ الدارقطني في "العلل" (37) ، وذكر أن عقبة بن خالد ويعقوب الحضرمي روياه عن شعبة متصلاً، ثم قال: «وغيرهما يرويه عن شعبة مرسلاً، وكذلك رواه ابن عُلَيَّة وابن المبارك وعِدَّةٌ عن سعيد مرسلاً، وهو الصَّحيح» . اهـ.(6/469)
2676 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عَوْن (2) ،
عَنِ مُعتَمِر بن سُلَيمان، عن عُبَيدالله (3) بن عمر، عن بكر (4) ابن سالم،
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (2573) و (2637) .
(2) في (ش) : «محمد بن عون» . ورواية عمرو بن عون أخرجها الطبراني في"الكبير" (12/227 رقم13155) ، والحاكم في "المستدرك" (3/85-86) من طريق علي ابن عبد العزيز البغوي، عن عَمْرُو بْنُ عَوْن، عَنْ مُعتَمِر ابن سليمان، عن عُبَيدالله بن عمر، أنه سمع أبا بكر بن سالم يحدث عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، فذكره.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده على الفضائل" (319) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المقدَّمي، عَن مُعتَمِر بْن سُلَيْمَانَ، عَنْ عُبَيدالله بن عمر، عن بكر - أو أَبِي بَكْرِ - بْنِ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر، فذكره. كذا في أصل نسخة "الفضائل"، ولكن زاد المحقق - هداه الله - في الإسناد: «عن أبيه» ؛ محتجًّا بوجودها في سندي الطبراني والحاكم!
فالذي يظهر: أنه اختُلف على معتمر بن سليمان: فعمرو بن عون يرويه عنه، عن عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن سالم، عن أبيه سالم، عن ابن عمر. ومحمد بن أبي بكر المقدَّمي يرويه عن مُعتَمِر، عن عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن سالم، عن جدِّه عبد الله بن عمر، ولا يذكر في الإسناد: سالمًا. وهذا الذي رجَّحه أبو زرعة فيما يظهر، وعليه يكون في أول المسألة خطأٌ، وصوابه: «عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سَالِمٍ، عن أبيه» ؛ كما في مسندي الطبراني والحاكم. والله أعلم.
وثَمَّ اختلافٌ ثالث على معتمر: فقد أخرج ابن حبان في "صحيحه" (6854) من طريق عبد الله بن الصبَّاح العطار، عن مُعتَمِر، عن عُبَيدالله بن عمر، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، فذكره هكذا، وجعله منقبةً لأبي بكر، وليس لعمر فيه ذكر. وهذه رواية شاذَّة بمرَّة، فأصل الحديث أخرجه البخاري (82) ، ومسلم (2391) من طريق حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه عبد الله بن عمر، به بذكره منقبةً لعمر ح.
(3) في (ك) : «عبد الله» .
(4) كذا في جميع النسخ! عدا (أ) ، فقد أُلْحِق فيها بخط مغاير قوله: «أبي» بين «عن» و «بكر» ، فتكون العبارة «عن أبي بكر» ، وانظر ما تقدم في التخريج، والتعليق آخر المسألة.(6/470)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ أَنِّي أُعْطِيتُ عُسًّا (1) مَمْلُوءًا لَبَنًا، فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى تَمَلأَّْتُ، حَتَّى (2) رَأَيْتُهُ (3) يَجْرِي فِي عُرُوقِي بَيْنَ اللَّحْمِ والجِلْدِ، فَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ فَأَعْطَيْتُهَا عُمَرَ، فَأَوِّلُوهَا، قَالُوا: يَا نبيَّ اللَّهِ، هَذَا عِلمٌ أعطاكَهُ (4) اللَّهُ، فَمَلأَكَ مِنْهُ، ففَضَلَتْ (5) فَضْلَةٌ فأعطيتَه عُمَرَ؛ قَالَ (6) : أَصَبْتُمْ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ فِيهِ مُعتَمِر؛ إِنَّمَا هو: عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (7) ، عن النبيِّ (ص) .
2677 - وسُئِلَ (8) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ دَاوُدُ بْنُ مِهْران (9) ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ مَالِكِ بْنِ مِغْوَل، عَنْ عُبَيدالله (10) ، عَنْ (11) نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: هَذَان ِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ والآخِرِينَ، إِلاَّ النَّبِيِّينَ والمُرْسَلِينَ، لا
_________
(1) العُسُّ: القَدَحُ الكبيرُ. "المصباح المنير" (ع س س 2/409) .
(2) في (ف) : «ثم» بدل: «حتى» .
(3) في (ت) و (ك) : «رويته» .
(4) في (ك) : «أعطاله» .
(5) قوله: «ففضلت» لم يتضح في (ك) .
(6) في (ف) : «فقال» .
(7) كذا في جميع النسخ! عدا (أ) ، فقد أُلحِقَ فيها بخط مغاير قوله: «عن سالم» بين «سالم» و «عن» ، فتكون العبارة «عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ» ، وانظر ما تقدم أول المسألة من التعليق على قوله: «بكر بن سالم» .
(8) انظر المسألة المتقدمة برقم (2658) ، والمسألة الآتية برقم (2681) .
(9) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (2/345) ، والسَّهمي في "تاريخ جرجان" (ص 116) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (44/172) . وأخرجه البزار في "مسنده" (3/168/كشف الأستار) من طريق محمد بن هشام، عن عبد الرحمن بن مالك، به.
(10) هو: ابن عمر العُمَري.
(11) قوله: «عن» سقط من (ف) .(6/471)
تُخْبِرْهُمَا يَا عَلِيُّ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ باطِلٌ» ، يَعْنِي بِهَذَا الإِسْنَادِ؛ وامتَنَعَ أَنْ يحدِّثَنا بِهِ (1) ، وَقَالَ: «اضْرِبُوا عَلَيْهِ» (2) .
2678 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبْح الدِّمشقي (3) ،
عن سُلَيمان بن عبد الرحمن بْنِ شُرَحْبيل (4) ، عَنْ بِشْر (*) بْنِ عَوْن، عَنْ بَكَّار بْنِ تَميم، عَنْ مَكْحول، عَنْ أَبِي أُمامة: أنَّ رسولَ الله (ص) لمَّا آخَى بَيْنَ النَّاسِ؛ آخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ عليٍّّ؟
فَقَالَ (5) أَبِي: هَذَا حديثٌ كَذِبٌ، وبِشْرٌ (*) وبكَّارٌ مجهولان ِ (6) .
_________
(1) قوله: «به» سقط من (ت) و (ك) .
(2) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلمه رواه عن عبيد الله إلا عبد الرحمن بن مالك بن مغول، وهو ليِّن الحديث، ولا نعلمه يُروى عن ابن عمر إلا من هذا الوجه» .
وذكر البرذعي هذا الحديث في "سؤالاته لأبي زرعة" (ص 699-700) ، ثم قال لأبي زرعة: «رواه عبد الرحمن بن مالك بن مغول؟ فضعَّف - يعني أبا زرعة - عبد الرحمن، ووهَّن أمره جدًّا» .
(3) لم نقف على روايته. لكن أخرجه الطبراني في "الكبير" (8/127 رقم 7577) ، وفي "مسند الشاميين" (3411) من طريق الحسن بن جرير، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/51) من طريق محمد بن هارون بن بلال، كلاهما عن سليمان بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (627) من طريق يزيد بن يزيد بن جابر، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (10/119) و (42/51) من طريق أيوب بن مدرك، كلاهما عن مكحول، به.
(4) هو: سليمان ابن ابنة شرحبيل، كما سبق بيانه في المسألة رقم (1186) .
(*) ... في (ف) : «بسر» .
(5) في (أ) و (ش) : «قال» .
(6) تقدم في المسألة (1141) حديثٌ بهذا الإسناد عن واثلة ابن الأسقع ح، وقال عنه أبو حاتم هناك: «هذا حديث منكر» . وذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/408 رقم1605) عن أبيه أنه قال: «بكار بن تميم، وبشر مجهولان» .
وترجم ابن حبان في "المجروحين" (1/190) لبشر بن عون وقال: «روى عَنْ بَكَّارِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ مكحول، عن واثلة نسخةً فيها ست مئة حديث كلها موضوعةٌ، لا يجوز الاحتجاج به بحال» .(6/472)
2679 - قال أبو محمد: وذكر (1) أبي حديثً (2) رَوَاهُ عَبْدان (3) ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ السُّكَّري (4) ، عَنْ إسماعيلَ بْنِ أَبِي خالد، عن عبد الله بْنِ أَبِي أَوْفى، عَنِ النبيِّ (ص) قال: لَوْلاَ الهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ.
فَقَالَ: سُئِلَ عليُّ بنُ المَدِيني عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فقال: هوخطأٌ؛ حدَّث بِهِ يَعْلى (5) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة.
2680 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُطَّلبُ بنُ زياد (6) ، عن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «ذكر» بلا واو.
(2) كذا في جميع النسخ، ويخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) هو: عبد الله بن عثمان. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (5/299 رقم 5369) .
(4) هو: محمد بن ميمون.
(5) هو: ابن عُبَيد الطَّنافسي. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (32365) عن يعلى، عن إسماعيل، عن عبد الله بن أبي قَتادة قال: أُخبرتُ أن رسول الله (ص) ... ، فذكره.
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1724) .
(6) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (1340) ، والبزار في "مسنده" (1200) ، والنسائي في "الكبرى" (8442) ، والشاشي في "مسنده" (137) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/53) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/170 رقم 1463) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1340) ، والنسائي في "الكبرى" (8440 و8443) من طريق الجُعَيد بن عبد الرحمن، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ أبيها به.(6/473)
لَيْث (1) ، عَنِ الحَكَم (2) ، عَنْ عائِشَة بنت سعد (3) ، عن سعد: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ لعليٍّ يَوْمَ غَزْوَةِ تَبوك: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلاَّ أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا رواه مُطَّلب، وإنما هو كما رَوَاهُ شُعبة (4) ، عَنِ الحَكَم، عَنْ مُصعَب بن سعد، عن سَعْدٍ (5) ، والوَهَم يَنْبَغِي أَنْ يكونَ من لَيْث (6) .
2681 - قال أَبُو مُحَمَّد (7) : ذكرتُ (8) لأبي، فقلتُ: سمعتُ
_________
(1) هو: ابن أبي سُلَيم.
(2) هو: ابن عُتَيْبَة.
(3) هو: سعد بن أبي وقَّاص ح.
(4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/182 رقم 1583) ، والبخاري في "صحيحه" (4416) ، ومسلم (2404) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/175 رقم 1505) ، والبخاري في "صحيحه" (3706) ، ومسلم (2404) من طريق إبراهيم بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وأحمد (1/185 رقم 1608) ، ومسلم (2404) من طريق عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقاص، كلاهما عن سعد ابن أبي وقاص، به.
(5) قوله: «عن سعد» سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(6) قال البزار في الموضع السابق: «ولا نعلم روى هذا الحديث عن الليث إلا المطلب بهذا الإسناد، ولا روى الحكم، عن عائشة، عن أبيها إلا هذا الحديث، والصَّواب: ما رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ» .
وأخرجه برقم (1170) من طريق شعبة، ثم قال: «وهذا الحديث قد رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مصعب، عن أبيه، وهو الصَّواب، ورواه لَيْثٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَائِشَةَ بنت سعد، عن أبيها، وحديث شعبة، عن الحكم هو الصَّواب» .
(7) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ف) ، وانظر المسألة المتقدمة برقم (2658) و (2677) .
(8) في (فّ) : «وذكرت» بالواو.(6/474)
يونس بْن حَبِيب؛ قَالَ: ذكرتُ لعليِّ بْن المديني حديثًا حدَّثنا به محمَّد ابن كَثِيرٍ المِصِّيصي (1) ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ (2) ، عَنْ قَتادة، عَن أَنَس؛ قَالَ: نظر النبيُّ (ص) إِلَى أَبِي بكر وعمر فقال: هَذَان ِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الجَنَّةِ، فقال عليٌّ: كنتُ أشتهي أن أرى (3) هذا الشيخَ، فالآنَ لا أحبُّ أن أراه (4) .
فقال (5) أَبِي: صدَقَ؛ فإنَّ قَتادة، عَن أَنَس؛ لا يجيءُ هذا المتن (6) .
_________
(1) في (ك) : «المصيفي» ، ويشبه أن تكون كذلك في (ت) . وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (3664) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1420) ، والطبراني في "الأوسط" (7/68 رقم 6873) ، وفي "الصغير" (976) ، والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (129) ، والضياء في "المختارة" (2508-2510) .
قال الترمذي: «هذا حديثٌ حسن غريب من هذا الوجه» .
(2) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(3) في (ك) : «إزاري» بدل: «أن أرى» .
(4) في (ت) و (ك) : «أن أره» . ومن قوله: «سمعت يونس ... » إلى هنا ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/69) .
(5) في (ف) : «قال» .
(6) أي: بهذا المتن، وحُذِفَ الجارُّ، فانتصب ما بعده على نزع الخافض. انظر التعليق على المسألة رقم (12) .
وقال الطبراني في الموضع السابق من "الأوسط": «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأوزاعي إلا محمد بن كثير، = = ولم يروه عن قتادة إلا الأوزاعي» .
وقال الضياء في الموضع السابق: «وقال البخاري: هذا حديث منكر. قال الترمذي: إنما أنكر محمد هذا من حديث قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) » .
وقال الذهبي في "السير" (7/134) : «هذا حديثٌ حسن اللفظ، لولا لِينٌ في محمد بن كثير المصيصي لصحِّح» .(6/475)
عِلَلُ (1) أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (2) فِي دَلاَلاَتِ النُّبُوَّةِ
2682 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يعقوبُ بنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثير، عَنِ ابْنِ حَلْحَلة (4) ، عن طلحة ابن عُبَيدالله (5) بْنِ كَرِيز: أَنَّهُ سَمِعَ أمَّ سَلَمة تَقُولُ: إنَّا لنَجِدُ صفةَ رسول الله (ص) فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: اسمُهُ المُتَوَكِّلُ، لَيْس بِفَظٍّ، وَلا غَليظٍ، وَلا سَخَّابٍ بالأَسواق، وَلا يأخُذُ بِالسَّيِّئَةِ إِذا سَمِعَها، ولَكِنْ يُطْفيهَا، بعَثْتُهُ (6) أَعطَيتُهُ مَفَاتيحَ ليَفتَحَ عُيونًا عُورًا، وليُسْمِعَ آذَانًا وُقْرًا، وليُحْيِيَ قُلوبًا غُلْفًا، ولِيُقيمَ أَلْسِنَةً مُعْوَجَّةً (7) ، حتَّى يَشْهَدُوا أنْ لا إِلهَ إِلا اللهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ عِنْدي غيرُ مَحْفُوظٍ، وَلا أَحسَبُ سَمِعَ طَلْحَةُ مِنْ أُمِّ سَلَمة، ويشبهُ أَنْ يكونَ هَذَا مِنْ كَلامِ كَعْب (8) .
_________
(1) المثبت من (ف) و (ك) ، وفي بقية النسخ: «باب علل» .
(2) في (ت) : «الأخبار المروية» .
(3) روايته أخرجها الحربي في "غريب الحديث" (3/1132) .
(4) هو: محمد بن عمرو.
(5) في (ف) : «عبيد» بدل: «عبيد الله» .
(6) كذا في (ف) و (ك) ، ولم تنقط في (أ) و (ش) ، ولم تتضح في (ت) .
(7) في (ك) : «معرجة» .
(8) يعني: كعب الأحبار. وحديثه أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/360) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/174 رقم 6622) ، والدارمي في "مسنده" (5-8) ، والبيهقي في "الدلائل" (1/376 و377) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/174 رقم 6622) ، والبخاري في "صحيحه" (2125 و4838) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص.(6/476)
2683- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ الْقَاسِمِ الأَسَدي (2) ، عَنْ شُعبة، عن عبد العزيز (3) بْنِ صُهَيب، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ (ص) جُمَّةٌ (4) جَعْدَةٌ (5) ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لَمْ يَرْوِهِ غيرُ محمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ (6) .
2684 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو كُدَيْنَة (7) ،
وعِمرانُ بنُ عُيَينة، وشُعَيب بْنُ صَفْوان، عَنْ عَطاء بْنِ السَّائب، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ جدِّه؛ قَالَ: جَاءَ حَبْرٌ إِلَى النبيِّ (ص) ، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ شَيْءٍ لا يعلمُه إِلا نبيٌّ؛ أَخْبِرْنِي عَنْ ماءِ الرَّجُل، وماءِ الْمَرْأَةِ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟
_________
(1) هذه المسألة بتمامها سقطت من (أ) و (ش) .
(2) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (2390/كشف الأستار) ، والبغوي في "الجعديات" (1440) ، والطبراني في "الأوسط" (2/344 و2177) ، وابن عدي في "الكامل" (6/249) .
(3) في (ف) : «عبد الله» .
(4) الجُمَّةُ: ما سقَط من شعر الرأس على المَنْكِبَين. انظر "النهاية" (1/300) .
(5) الشَّعرُ الجَعْدُ: خِلافُ المُستَرسِل، أي: الذي فيه التِواءٌ وتقَبُّض. انظر "المصباح المنير" (ج ع د 1/102) .
(6) قال البزار في الموضع السابق: «تفرَّد به محمد بن القاسم، وقد حدَّث بأحاديثَ لم يُتابع عليها» .
وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ شعبة إلا محمد بن القاسم» .
وقال ابن عدي: «لا أعلم يرويه عن شعبة بهذا الإسناد غير محمد» .
ومحمد بن القاسم كذَّاب؛ كذبه الإمام أحمد والدارقطني. انظر "ميزان الاعتدال" (4/11 رقم 8066) .
(7) هو: يحيى بن المهلب. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/465 رقم 4438) ، والبزار في "مسنده" (2000) ، والنسائي في "الكبرى" (9075) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (5/1628-1629 رقم 1072) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10/172 رقم 10360) من طريق حمزة الزيات، عن عطاء بن السائب، به.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عبد الله إلا عطاء بن السائب، ولا نحفظ أن أحدًا رواه عن عطاء إلا أبو كُدَينة» .(6/477)
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عن عَطاء ابن السَّائب، عَنِ الْقَاسِمِ؛ قَالَ: جَاءَ حَبْرٌ إلى النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؛ مِنْ حديث عَطاء ابن السَّائب؟
قَالَ: اتَّفقَ ثلاثةُ أنفُسٍ (1) عَلَى التَّوصيل (2) .
2685 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنْ محمَّد بن عبد الله بْنِ نُمَير (3) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكير، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (4) ، عَنْ أَبِيهِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسار؛ قَالَ: حدَّثني رجلٌ مِنْ بَنِي مازِن، عَنْ أَبِي واقِدٍ اللَّيثي؛ قَالَ: إِنِّي لأَتْبَعُ يَوْمَ بَدْر رَجُلا من المشركين لأضربَه (5) ،
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «ثلاثُ أنفُسٍ» ؛ لأن «النفس» مؤنَّثة، والعدد هنا يخالف المعدود في نوعه، ولكن يخرَّج ما في النسخ على الحمل على المعنى بتذكير المؤنث، كأنه قال: «ثلاثة أشخاص» ، أو «ثلاثة رواةٍ ذكور» ونحو ذلك. وانظر التعليق على المسألة رقم (270) ، و"الإنصاف" لابن الأنباري (2/771) .
(2) قوله: «التوصيل» مصدرُ «وصَّل الحديثَ يوصِّله» ، وهو في معنى: الوَصْل. انظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (163) .
(3) في (ف) : «عن محمد بن محمد بن عبد الله بن نمير» . ورواية محمد بن عبد الله بن نمير لم نقف عليها، وقد أخرج الحديثَ ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (67/277) من طريق أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، به.
(4) هو: محمد.
(5) في (ت) و (ف) و (ك) : «لأضرب» .(6/478)
فَوَقَعَ (1) رأسُه قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهِ سَيْفِي، فعرفتُ أنَّ غَيْرِي قَتَلَهُ.
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا عِنْدِي خطأٌ؛ والصَّحيحُ مَا حدَّثنا يوسفُ بنُ بُهْلول، عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ (2) ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَعْضِ بَنِي مازِن، عَنْ أَبِي دَاوُدَ المازِني - وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا - قَالَ: إِنِّي (3) لأتبعُ رَجُلا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ...
قَالَ (4) : وحدَّثنا عبد الرحيم بْنُ مُطَرِّف، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَزِيع، عَنْ محمَّد بْنِ (5) إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رجالٍ مِنْ بَنِي مازِنٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ المازِني (6) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: «أَبِي (7) دَاوُدَ المازِني» ، وَالَّذِي قَالَ:
_________
(1) في (ك) : «فرفع» .
(2) هو: عبد الله.
(3) في (ك) : «أبي» .
(4) أي: أبو زرعة.
(5) قوله: «محمد بن» مكرر في (أ) .
(6) الحديث أخرجه ابن هشام في "السيرة" (2/633) من طريق زياد بن البكاء، والإمام أحمد في "المسند" (5/450 رقم 23778) ، والدولابي في "الكنى" (1/69) من طريق يزيد، وابن جرير في "تفسيره" (7/175-176) من طريق سلمة بن الفضل، ثلاثتهم عن محمد ابن إسحاق، به.
وأخرجه الإمام أحمد (5/450 رقم 23778) من طريق يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إسحاق، عن أبيه قال: قال أبو داود.
(7) كذا في جميع النسخ، وكأنَّه غيَّرها في (ت) إلى «أبو» ، لكن يخرَّج ما في النسخ على وجهين: الأوَّل: على تقدير حرف الجرِّ «عن» ، أي: عن أبي داود، لكن حُذِفَ الحرفُ وبقي الاسم مجرورًا، وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (440) .
والثاني: على حكاية اللفظ المتقدم في الإسناد السابق. وانظر لـ «الحكاية» التعليق على المسألة رقم (22) .(6/479)
«عَنْ أَبِي واقِد» فقد أخطأ.
2686 - وسمعتُ أَبِي (1) وَذَكَرَ حديثَ أُمِّ مَعْبَد - فِي الصِّفَةِ (2) - الَّذِي رَوَاهُ بِشْر بْنُ محمَّد السُّكَّرِي (3) ، عَنْ عبد الملك بْنِ وَهْب المَذْحِجي، عَنِ الحُرِّ بن (4) الصَّيَّاح (5) .
فَقَالَ: قِيلَ لِي (6) : إنَّه يُشْبِهُ أَنْ يكونَ مِنْ حَدِيثِ سُلَيمان بْنِ عَمْرٍو النَّخَعي؛ لأَنَّ سُلَيمان ابن عمرو هو: ابن (7) عبد الله بْنِ وَهْب النَّخَعي، فتُركَ «سُلَيمان» ، وجُعِلَ «عبد الملك» ؛ لأنَّ (8) الناسَ كلَّهم عَبيدُ اللهِ، ونُسِبَ إِلَى جدِّه وَهْب، والْمَذْحِجُ (9) قبيلةٌ من نَخَع.
_________
(1) في (ت) و (ك) : «قال أبو زرعة: سمعت أبي» .
(2) أي: صفة النبيِّ (ص) ؛ فقد أخرج ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (1/230-231) ، عن أم معبد أنها وصفت النبي (ص) لزوجها، فقالت: «رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، متبلِّج الوجه، حسَنَ الخَلْق، لم تَعِبْهُ ثُجْلَة، ولم تُزرِبه صَلْعة، وَسِيم قَسيم، في عينيه دَعج ... » الحديث.
(3) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/230) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/84) ، وابن عدي في "الكامل" (2/18) ، والحاكم في "المستدرك" = = (3/11) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6/3019 رقم 7001) .
(4) في (ف) : «الحرير بن» دون نقط الباء.
(5) في (أ) و (ش) و (ف) و (ك) : «الصباح» بالباء الموحَّدة، ولم تنقط في (ت) ، والمثبت من "الجرح والتعديل" (3/277 رقم1236) ، و"توضيح المشتبه" (5/399) .
(6) قوله: «لي» ليس في (ف) .
(7) قوله: «ابن» سقط من (ك) .
(8) في (ك) : «لا» بدل: «لأن» .
(9) في (أ) : «والمرحج» بالراء.(6/480)
قَالَ أَبِي: يَحتمِلُ أَنْ يكونَ هكذا؛ لأن الحُرَّ بن الصَّيَّاح (1) ثِقَةٌ (2) ، رَوَى عَنْهُ شُعبة، والثَّوري، والحسن بن عُبَيدالله النَّخَعي، وشَريك، فَلَوْ أنَّ هَذَا الحديثَ عَنِ الحُرِّ؛ كَانَ أولَ مَا يُسأل عَنْهُ؛ فَأَيْنَ كَانَ هَؤُلاءِ الحفَّاظ عَنْهُ (3) ؟!!
2687 - وسمعتُ أَبِي ح ذَكَرَ (4) حَدِيثًا رَوَاهُ ابْنُ فُضَيل (5) ، عَنْ أَبِي حيَّان (6) ، عَنْ عَطاء (7) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: كُنَّا مع النبيِّ (ص) فِي سَفَر، فَأَقْبَلَ أعرابيٌّ، فَقَالَ له النبيُّ (ص) : هَلْ لَكَ إِلَى خَيْرٍ مِنَ
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ك) : «الصباح» ، ولم تنقط في (ت) ، والمثبت من (ف) ، وانظر التعليق أول المسألة.
(2) قال ابن حجر في "الإصابة" (3/37 رقم1360) : «الحُرُّ الخَثْعَمي: تابعيٌّ أرسل حديثًا، فذكره بعضُهم في الصَّحابة؛ أخرجه البَلاذُري من طريق عبد الملك بن وَهْب، عن الحُرِّ الخَثْعَمي: أن النبي (ص) لما خرج مهاجرًا؛ مرَّ بامرأة يقال لها: عاتِكَة بنت خالد، وهي أم معبد ... ، فذكر حديثها» . اهـ.
(3) وذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/373 رقم1744) عن أبيه أنه قال: قال بعضُ أصحابنا: إن عبد الملك بن وَهْب هذا معمول [كذا] ! عن اسمه، وهو سليمان بن عمرو بن عبد الله بن وَهْب النخعي؛ نَسَبَهُ إلى جدِّه وَهْب، وسَمَّاه عبد الملك، والناس مُعَبَّدون: عَبِيد الله» . وانظر"الجرح والتعديل" أيضًا (2/349-350 رقم1327) .
(4) في (ف) : «وسمعت أبي وذكر» .
(5) هو: محمد. وروايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (16) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (4/29 رقم 2328) ، والبزار في "مسنده" (2411/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5662) ، وابن حبان في "صحيحه" (6505) ، والطبراني في "الكبير" (12/330 رقم 13582) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (6/14-15) .
(6) هو: يحيى بن سعيد بن حيَّان.
(7) هو: ابن أبي رَباح.(6/481)
الذَّهَابِ (1) ؟ ، قَالَ: نَعَمْ؛ قَالَ: تَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَنِّي رَسُولُ اللهِ، قَالَ الأَعْرَابِيُّ: فمَن يشهدُ لَكَ؟ قَالَ: هَذِهِ الشَّجَرَةُ الَّتي عَلَى دَارِي ... ، الْحَدِيثَ.
قَالَ أَبِي: وَقَدْ (2) حدَّثنا عليٌّ الطَّنافِسي (3) ، وعبد المؤمن بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ فُضَيل هَكَذَا، وَأَنَا أنكرُ هَذَا؛ لأنَّ أَبَا حيَّان (4) لَمْ يَسمَع مِنْ عَطاء، وَلَمْ يَروِ عَنْهُ، وَلَيْسَ هَذَا الحديثُ مِنْ حَدِيثِ عَطاء (5) .
قلتُ: مَنْ تَرَاهُ؟
قَالَ: بِحَدِيثِ أبي جَنابٍ (6) أشبهُ.
2688 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (7) حمَّاد بْنُ سَلَمة، عن ثابتٍ (8) ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى: أنَّ أَبَا طلحة صنع
_________
(1) يعني: خير من الذهاب إلى أهله؛ كما في مصادر التخريج، ولفظه: كنا مع النبيِّ (ص) في سفر، فأقبل أعرابيٌّ، فلما دنا منه؛ قال رسول الله (ص) : «أينَ تريدُ؟» ، قال: إلى أهلي؛ قال: «هل لك إلى خَيرٍ؟» ... إلخ.
(2) قوله: «قد» سقط من (ش) .
(3) هو: علي بن محمد.
(4) في (ف) : «حبان» بالموحَّدة.
(5) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلم رواه عن ابن عمر بهذا اللفظ وهذا الإسناد إلا محمد بن فضيل، ولا نعلم أسند أبو حيان عن عطاء إلا هذا الحديث» .
وقال الدارقطني في "الأفراد" (182/أ/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به محمد بن فضيل، عن أبي حيان التيمي يحيى بن سعيد بن حيان، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَباح، عنه» .
(6) في (ت) و (ش) و (ف) و (ك) : «أبي جناد» ، والمثبت من (أ) ، وأبو جَنابٍ هذا هو: يحيى بن أبي حَيَّة. انظر "تهذيب الكمال" (31/284-285) .
(7) قوله: «رواه» ليس في (ف) .
(8) هو: ابن أسلم البُناني.(6/482)
طَعَامًا ... ، وَذَكَرَ القصَّةَ.
قلتُ: وَرَوَاهُ مُبارَكُ بْن فَضالَة (1) ، عَن ثابت، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ أَبَا طَلْحَةَ ... ؟
قَالَ أَبِي: ثابتٌ لا يَقُولُ فِي هَذَا: عَنْ أَنَسٍ. وَرَوَاهُ عبدُالملك بنُ عُمَير (2) ، وحُصَين (3) ؛ فَقَالا: عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَنَسٍ ... ، القصَّة.
قال أبي: وعبد الملك وحُصَين أعلمُ بعبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى مِنْ ثَابِتٍ؛ زادَ (4) رجلا (5) .
2689 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَرير بْنُ حَازِمٍ (7) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ ضَخمَ الكَفَّين والقَدَمين؟
_________
(1) روايته أخرجها أبو بكر الفريابي في "دلائل النبوة" (11) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4151) من طريق المبارك بن فضالة، عن بكر بن عبد الله وثابت، عن أنس.
ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (5285) .
(2) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2040) .
(3) هو: ابن عبد الرحمن السُّلَمي.
(4) كذا في جميع النسخ: «زاد» ، والفاعل: عبد الملك وحصين، فالجادة أن يقول: «زادا» بألف المثنى، ويخرَّج ما في النسخ على أنه من باب إنابة الحركة عن الحرف، أي: نابت فتحةُ الدال عن ألف الاثنين. وانظر في الاجتزاء بالحركات عن الحروف في التعليق على المسألة رقم (679) .
(5) وقد أخرجه البخاري في"صحيحه" (422) ، ومسلم (2040) من طرق أخرى عن أنس.
(6) نقل ابن حجر في "النكت الظراف" (1/302 رقم 1149) بعضَ هذه المسألة بتصرف.
(7) سيأتي تخريج روايته آخر المسألة.(6/483)
فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ على مَا رَوَاهُ همَّام (1) ، عَنْ قَتادة، عَنْ رجُل حدَّثه، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) (2) .
_________
(1) هو: ابن يحيى. وسيأتي تخريج روايته.
(2) هذا الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" من هذين الوجهين، فأخرجه أولاً (5906 و5907) من طريق جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس، ثم أخرجه (5908 و5909) من طريق معاذ بن هانئ، عن هَمَّام بْن يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس، أو عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ثم علَّقه البخاري عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَن أنس، ثم قال: «وقال أبو هلال: حدثنا قتادة، عن أنس، أو جابر بن عبد الله ... » ، فذكره.
وذكر ابن حجر في "فتح الباري" (10/358-359) طريق همام التي فيها زيادة: أو عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» ، ثم قال: «وهذه الزيادة لا تأثير لها في صحَّة الحديث؛ لأن الذين جزموا بكون الحديث عن قتادة عن أنس أضبطُ وأتقنُ من معاذ بن هانئ، وهم: حبان ابن هلال، وموسى بن إسماعيل كما هنا، وكذا جرير ابن حازم كما مضى، ومعمر كما سيأتي حيثُ جزما به عن قتادة عن أنس، ويحتمل أن يكونَ عند قتادة من الوجهين، والرجل المبهم يحتمل أن يكونَ هو سعيد بن المسيب، فقد أخرج ابن سعد من روايته عن أبي هريرة نحوه، وقتادة معروف بالرواية عن سعيد بن المسيب، وجوَّز الكرماني أن يكونَ الحديث من مسند أبي هريرة، وإنما وقع التردُّد في الراوي؛ هل هو أنس أو رجل مبهم؟ ثم رجَّح كون التردُّد في كونه من مسند أنس أو من مسند أبي هريرة بأن أنسًا خادم النبي (ص) وهو أعرف بوصفه من غيره، فبَعُدَ أن يروي عن رجل عن صحابي آخرَ هو أقل ملازمة له منه. اهـ. وكلامه الأخيرُ لا يحتمله السياق أصلاً؛ وإنما الاحتمالُ البعيد ما ذكره أولاً، والحق: أن التردُّد فيه من معاذ بن هانئ؛ هل حدثه به همام عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أو: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَن أبي هريرة، وبهذا جزم أبو مسعود، والحميدي، والمزي، وغيرهم من الحفاظ» . ثم أعلَّ ابن حجر مخالفةَ أبي هلال، فقال: «وأبو هلال اسمه: محمد بن سليم الرَّاسبي - بكسر المهملة والموحّدة -، بصري صدوق، وقد [ضُعِّف] من قِبَل حفظه، فلا تأثير لشكِّه أيضًا، وقد بيَّنَت إحدى روايات جرير بن حازم صحَّة الحديث بتصريح قتادة بسماعه له من أنس، = = وكأن المصنف أراد بسياق هذه الطرق بيان الاختلاف فيه على قتادة، وأنه لا تأثير له، ولا يقدح في صحة الحديث» . اهـ.(6/484)
2690 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إبراهيمُ بنُ محمَّد الفِرْيابي (1) ، عَنْ محمَّد بن عبد الرحمن - مِنْ (2) وَلَدِ شدَّاد بْنِ أَوْس- عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه شدَّادِ بنِ أَوْس؛ قَالَ: لمَّا دَنَت وفاةُ رسول الله (ص) ؛ قَامَ شدَّاد بْنُ أَوْس (3) ، ثُمَّ جلَسَ، فَقَالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَا تَلَقَّاكَ (4) يَا شدَّادُ؟ ، فقال (5) : يَا رسولَ اللَّهِ (6) ، ضَاقَتْ بِيَ الأرضُ، قَالَ: لا، إِنَّ الشَّامَ سَتُفْتَحُ إِنْ شَاءَ اللهُ، وبَيْتُ المَقْدِسِ سَتُفْتَحُ (7) إِنْ شَاءَ اللهُ، وتَكُونُ أَنْتَ ووَلَدُكَ ... (8) كَذَا، وَذَكَرَ الحديثَ؟
_________
(1) روايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (22/408) ، والضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس" (39) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7/289 رقم 7162) من طريق مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْن وارَة، عن محمد ابن عبد الرحمن بن شداد بن محمد بن شداد قال: سمعت أبي يذكر عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه، عَنِ شدَّاد بن أوس. كذا جاء عند الطبراني وأخرجه من طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (22/408-409) بالإسناد نفسه.
(2) قوله: «من» سقط من (ك) .
(3) من قوله: «قال: لما دنت ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(4) كذا في جميع النسخ: «ما تلقاك» ، غير أنَّ التاءَ لم تنقَط في (ف) . وفي "تاريخ دمشق" و"فضائل بيت المقدس": «ما قَلَّقَكَ» ، وفي"معجم الطبراني": «ما لَكَ» .
(5) في (ف) : «قال» .
(6) كأن ناسخ (ف) ضبَّب على قوله: «يا رسول الله» .
(7) كذا في (ت) ، وفي (ك) : «سيفتح» بالمثناة التحتية، وهو الجادَّة، ولم تنقط في بقية النسخ، ويخرَّج ما أثبتناه على أنه حمل «بيت المقدس» على معنى «بقعة بيت المقدس» فأنث، وانظر في ذلك التعليق على المسألة (81) ، أو على تقدير مضاف؛ أي: ومدينة بيت المقدس ستفتح. وانظر في ذلك التعليق على المسألة رقم (2) .
(8) تَتمَّةُ الحديث: «وتَكُونُ أنتَ ووَلَدُكَ من بعدِكَ أئمةً بها إنْ شاءَ الله» .(6/485)
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، ومحمد بن عبد الرحمن وَأَبُوهُ لا يُعرَفان.
2691 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ أَبِي عُمَير بْنِ النَّحَّاس (1) ، عَنْ أيُّوب بْنِ سُويد، عَنْ سُفْيَانَ (2) ، عَنِ ابْنِ المُنكَدِر (3) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: مَا رأيتُ أَحَدًا أحسنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) فِي حُلَّةٍ حَمراءَ.
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يَرْوِيهِ الثَّوري (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (5) ، عَنِ الْبَرَاءِ (6) .
2692 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الزُّبَيدي (7) ، عَنِ الزُّهري،
_________
(1) هو: عيسى بن محمد. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (1/210-211 رقم 680) ، وابن عدي في "الكامل" (1/362) .
(2) في (ك) : «عَنْ أَيُّوبَ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ سويد عن سفيان» ، وسفيان هو: الثوري.
(3) هو: محمد.
(4) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (4/290 و300 رقم 18558 و18666) ، ومسلم في "صحيحه" (2337) . وأخرجه أحمد (4/281 و295 و303 رقم 18473 و18613 و18700) ، والبخاري في "صحيحه" (3551 و5848 و5901) ، ومسلم (2337) من طرق عن أبي إسحاق، به.
(5) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي.
(6) قال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا الحديث أخطأ أيوب بن سويد على الثوري، حيث قال: عن محمد بن المنكدر، وإنما رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أبي إسحاق، عن البراء» .
(7) هو: محمد بن الوليد. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/124) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/361-362) ، والنسائي في "الكبرى" (6743) ، وابن صاعد في "زوائده على الزهد لابن المبارك" (766) ، والطبراني في "الكبير" (10/288 رقم 10686) . ووقع في إسناد الطبراني: محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. ومن طريق الفسوي أخرجه البيهقي في "الكبرى" (7/49) ، ومن طريق ابن صاعد أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/71) ، ومن طريق الطبراني أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (25/491) .(6/486)
عن محمَّد بن عبد الله بْن عباس (1) ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: أتى النبيَّ (ص) مَلَكٌ فخيَّره؛ فَقَالَ: إِنْ شئتَ نَبِيًّا مَلِكًا، وَإِنْ شئتَ نَبِيًّا (2) عَبْدًا ... الْحَدِيثَ.
وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عيَّاش، عَنْ مُبَشِّر، عَنِ الزُّهري، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأبي: المتصلُ محفوظٌ (3) ؟
_________
(1) ذكر المزي في "تحفة الأشراف" (5/232 رقم 6441) أن أبا القاسم ابن عساكر ذكر هذا الحديث في ترجمة = = محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن جده. وأنه قال في آخره: «كذا قال: "محمد بن عبد الله " وإنما هُوَ: " مُحَمَّدُ بْنُ عَليّ بْن عبد الله "» ، ثم تعقب المزيُّ ابن عساكر بقوله: «كذا قال أبو القاسم! والصَّواب: "محمد بن عبد الله" كما جاء في الرواية، وكذلك ذكره البخاري في "التاريخ" فيمن اسمه: "محمد بن عبد الله"، وروى حديثه هذا عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ بقية، وكذلك ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه فيمن اسمه "محمد بن عبد الله"» .
وتعقب ابنُ حجر في "النكت الظراف" (5/232) المزيَّ بقوله: «ذكره الذهلي في "علل حديث الزهري" عن يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ بقية؛ في ترجمة محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ووقع في السند: «محمد بن عبد الله بن عباس» ، فالذهلي سلف ابن عساكر في دعوى أن «عليًّا» سقط بين محمد وعبد الله. وذكر شيخي [يعني: العراقي] في "شرح الترمذي" أن أبا الشيخ أخرجه من الوجه الذي أخرجه منه النسائي فوقع عنده في السَّند: «محمد بن علي بن عبد الله بن عباس» . وكذلك رُوِّيناه في "فوائد أبي محمد بن صاعد" من طريق عبد الله بن سالم، عن الزبيدي» . اهـ كلام الحافظ ابن حجر، وفيما ذكره عن ابن صاعد نظر، فقد تقدم أنه روى الحديث في "زوائده على الزهد لابن المبارك" كما في رواية الجماعة؛ لم يذكر عليًّا، والله أعلم.
(2) قوله: «ملكًا وإن شئت نبيًّا» سقط من (ك) .
(3) يعني بالمتصل: رواية الزبيدي التي فيها زيادة محمد بن عبد الله بن عباس في إسناده.(6/487)
قَالَ: نَعَمْ.
قلتُ (1) : مَنْ مُبَشِّرٌ هَذَا؟ السَّعِيديُّ (2) ؟
قَالَ: هُوَ أُمَوِيٌّ عِنْدِي، وَأَرَى حَدِيثَهُ مُسْتَقِيمًا، يُكثرُ الروايةَ عَنِ الزُّهري (3) .
2693 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى الحِمَّاني (4) ، عَنْ قَيْس بْنِ الرَّبيع، عَنْ الأعمَش، عَنْ عِبَايَة بْنِ (5) رِبْعِيّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِنَّ اللهَ قَسَمَ الخَلْقَ قِسْمَيْنِ،
_________
(1) قوله: «قلت» سقط من (ف) .
(2) السَّعيدي: من ولد سعيد بن العاص، كوفيٌّ ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/342 رقم 1570) ، وذكر عن أبيه أنه يروي عن الزهري، ويروي عنه أبو بكر بن عياش، وقال: «لا أعلم روى عنه غير أبي بكر بن عياش» ، ثم ذكر "مبشِّرًا الشامي"، وذكر عن أبيه أنه قال: «روى عن الزهري، روى عنه الأوزاعي» ، وقال: «جمع البخاري بينهما، وهما مفترقان، أحدهما كوفيٌّ، والآخر: شاميٌّ» .
(3) اختُلف على الزهري في هذا الحديث اختلافًا آخر؛ فأخرجه معمر في "جامعه" (19551/مصنف عبد الرزاق) عن الزهري قال: جاء النبيَّ (ص) مَلكٌ ... فذكره. ومن طريق معمر أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (764) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (5247) ، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (1/380-381) . وجاء عند ابن المبارك وابن سعد عن الزهري قال: بلغنا أنه أتى النبيَّ (ص) مَلَكٌ ... فذكره.
قال ابن حجر في "النكت الظراف" (5/233) : «ورواه مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: بَلَغَنَا أن النبيَّ (ص) جاءه ... فذكر الحديث. وقيل: إن هذا أرجحُ طرقه، والله أعلم.
(4) هو: يحيى بن عبد الحميد. وروايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/498) ، والطبراني في "الكبير" (3/56-57 و12/81-82 رقم 2674 و12604) . ومن طريق الفسوي أخرجه البيهقي في دلائل النبوة" (1/170-171) .
(5) في (ش) : «عن» بدل: «بن» .(6/488)
فَجَعَلَنِي في خَيْرِهَا (1) قِسْمًا؛ وذلك قَوْلُهُ: { (2) الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ} (3) ، فَأَنَا مِنْ أَصْحَابِ اليَمِينِ (4) . ثُمَّ قَسَمَ القِسْمَيْنِ أَثْلاثًا، فَجَعَلَني فِي خَيْرِهِمَا (5) ثُلُثًا؛ وذَلِكَ قَوْلُهُ: { (6) الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} (7) ، {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ *} (8) ، فَأَنَا مِنَ السَّابقِينَ، وأَنَا خَيْرُ السَّابقِينَ. ثُمَّ جَعَلَ الأَثْلاَثَ قَبَائِلَ، فَجَعَلَنِي في خَيْرِها (9)
قَبِيلَةً؛ وذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ} (10) ، فَأَنَا أَتْقَى وَلَدِ آدَمَ، وأَكْرَمُهُمْ عَلَى اللهِ، ولاَ فَخْرَ. ثُمَّ جَعَلَ القَبَائِلَ بُيُوتًا، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهَا بَيْتًا؛ وذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ (11) : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (12) ، فَأَنَا وَأَهْلُ
_________
(1) كذا، ومثله في "المعجم الكبير" (2674) ، وفي "المعرفة والتاريخ"، و"المعجمم الكبير" (12604) : «خيرهما» ، وهو الجادَّة، لكن يخرَّج ما في النسخ على الحمل على المعنى، أي: خير الأقسام، المذكورة، والله أعلم.
(2) في جميع النسخ: «أصحاب» بلا واو.
(3) الآية (27) من سورة الواقعة.
(4) قوله: «فأنا من أصحاب اليمين» سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(5) في (ك) : «خيرها» ، ومثله في "المعرفة والتاريخ"، و"دلائل النبوة"، وهو الجادَّة، أي: خير الأثلاث، = = وما أثبتناه من بقية النسخ، ووقع مثله في بقية مصادر التخريج، ويخرَّج على أن المراد: خير القسمين، والله أعلم.
(6) في (أ) و (ش) : «أصحاب» ، وفي (ت) و (ف) و (ك) : «وأصحاب» .
(7) الآية (8) من سورة الواقعة.
(8) الآية (10) من سورة الواقعة.
(9) في (ت) و (ك) : «خيرهم» ، وفي (ف) : «خيرهما» ..
(10) الآية (13) من سورة الحجرات.
(11) في (أ) و (ش) : «وذلك قوله تعالى» .
(12) الآية (33) من سورة الأحزاب.(6/489)
بَيْتِي مُطَهَّرُونَ مِنَ (1) الذُّنُوبِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، وَكَانَ عِنْدَ الحِمَّانيِّ أحاديثُ عَنْ قَيْس، عَنِ الأعمَش، عَنْ عِبايَة، بعضُها عَنْ أَبِي أيُّوب (2) ، وبعضُها عَنْ عليٍّ.
2694 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختُلِفَ عَنِ الدَّراوَرْدي فِيهِ: فَرَوَى سعيدُ بنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عبد العزيز الدَّراوَرْدي، عن عُمَارة ابن غَزِيَّة، عَنْ عبَّاد بْنِ تَميم، عن عبد الله بن زيد، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا بَيْنَ مِنْبَرِي وحُجْرَتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ.
وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ الدَّراوَرْدي، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ (3) عبَّاد بن تَميم، عن عبد الله بن زيد، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ؟
قَالَ أبو زرعة: حديثُ (4) عبد العزيز، عَنْ عُمارَة بْنِ غَزِيَّة أصَحُّ عندي (5) .
_________
(1) المثبت من (أ) ، وهو الجادَّة، ولم يتضح في (ش) ، وفي بقية النسخ: «عن» ، وهو صحيحٌ، ويخرَّج على التضمين؛ ضمَّن «مطهَّرون» معنى «منزَّهون» فعدَّاه بـ «عن» ؛ كأنَّه قال: منزَّهون عن الذنوب، والتضمينُ بابٌ واسعٌ في العربية.
(2) في (أ) و (ش) : «عن أيوب أبي أيوب» .
(3) في (ف) و (ك) : «بن» بدل: «عن» .
(4) في (ك) : «بحديث» .
(5) الحديث أخرجه مالك في "الموطأ" (1/197) عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبَّادِ بن تميم، به. ومن طريق مالك أخرجه أحمد في "المسند" (4/40 رقم 16453) ، والبخاري في "صحيحه" (1195) ، ومسلم (1390) . وأخرجه الإمام أحمد (4/41 رقم 16461) ، ومسلم (1390) من طريق يزيد بن الهاد، عن أبي بكر ابن محمد بن عمر، عن عباد بن تميم، به.(6/490)
2695 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنُ زِيَادٍ الرَّصاصِيُّ، عَنِ المَسعودي (2) ،
عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ ابْنِ يَعْلى بْنِ مُرَّة، عَنْ يَعْلى بن
_________
(1) انظر المسألة رقم (183) .
(2) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود. ولم نقف على رواية الرصاصي هذه عنه، ولكن لعلها التي أشار إليها أبو حاتم في المسألة رقم (183) حين سئل عن حديث داود بن عبد الحميد، عَنْ يُونُسَ بْنِ خبَّاب، عَنْ طاوس، عن ابن عباس؛ بذكر قصَّة النَّخلتين اللتين استتر النبيُّ (ص) بهما؟ فقال أبو حاتم: «هَذَا حديثٌ منكرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ، إِنَّمَا رَوَى يُونُسُ بْنُ خبَّاب، واختُلِفَ عَلَيْهِ: فَرَوَى الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خبَّاب، عَنِ ابْنِ يَعْلَى بْنِ مرَّة، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) . وروى عبد الله بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خبَّاب، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّة، عن النبيِّ (ص) . وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْوِي عَنْ يُونُسَ بْنِ خبَّاب، عَنِ المِنهال بْنِ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ يَعْلَى، عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) » .
وأخرجه قوام السنة الأصبهاني في "دلائل النبوة" (340) من طريق حجاج بن محمد، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنِ ابْنِ يَعْلَى بْنِ مرة الثقفي، عن أبيه، به بقصة الشَّجرتين، والغلام، والبعير. وهذه متابعة تامة للرصاصي. ورواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (633) من طريق محمد بن المصفى، عن يحيى ابن سعيد، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خباب، به بذكر = = قصة الغلام فقط، لكن تصحَّف منه «ابن يعلى بن مرة» إلى: «ابن ليلي بن مرة» . وللحديث طرق أخرى عن يعلى، منها: ما أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (19928 و23555 و23579 و31744) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/170-171 رقم 17548) ، كلاهما من طريق عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن يعلى ابن مرة، به بذكر قصة الصبي، والشَّجرتين، والبعير.
وأخرجه أحمد أيضًا (4/173 رقم 17565) ، وعبد بن حميد (405) من طريق معمر، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عبيد الله بْنِ حَفْصٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مرة، به مثل سابقه، غير أنه جعل قصة الشجرتين شجرة واحدة سلَّمت على رسول الله (ص) .
وأخرجه البخاري تعليقًا في "التاريخ الكبير" (6/357) عن إسحاق بن أبي إسرائيل؛ حدثنا عبد الواحد الحداد؛ حدثنا خلف بن مهران العدوي؛ حدثني عمرو ابن عثمان بن يعلى؛ حدثني أبي، عن جدي ... ، فذكر قصة البعير فقط.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/261 رقم 672) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، عن عمر بن عبد الله بن يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، به بذكر قصة الصَّبي، والشَّجرتين، والبعير.
وأخرجه وكيع في "الزهد" (508) عن الأعمش، عَن المنهال بْن عَمْرٍو، عَنْ يعلى بن مرة، به مثل سابقه.
ومن طريق وكيع أخرجه الإمام أحمد (4/172 رقم 17563) ، وابن ماجه (339) ، لكن بذكر الشَّجرتين فقط.
وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (4/172 رقم 17563) من طريق وكيع بذكر قصة الغلام فقط، ثم قال الإمام أحمد: «وقال وكيع مرة: عن أبيه، ولم يقل: يا يعلى» ، ثم أخرجه برقم (17549 و17564) عن وكيع، وقال فيه: «عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنِ أبيه» ، وذكر قصة الغلام، والشَّجرتين.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1611) من طريق يحيى بن عيسى، والحاكم في "المستدرك" (2/617) من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن الأعمش، عن المنهال، عن يعلى، عن أبيه، به بذكر قصة الغلام، والبعير، والشَّجرتين.
وأخرجه الإمام أحمد (4/173 رقم17567) من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَن حبيب بن أبي عمرة، عن المنهال، عن يعلى، به كسابقه، إلا أنه لم يذكر: «عن أبيه» .(6/491)
مُرَّة (1) ؛ قَالَ: رأيتُ فِي رَسُولِ الله (ص) ثلاثَ خِصالٍ مَا رأيتُ مِثلَهُنَّ، وَذَكَرَ قِصَّةَ النَّاضِح (2) ، وَمَا شَكاه إلى رسول الله (ص) (3) .
_________
(1) قوله: «عن يعلى بن مرة» سقط من (أ) و (ش) ؛ لانتقال النظر.
(2) هو: الجَمَل. انظر "المصباح المنير" (ن ض ح) .
(3) هذه خصلة واحدة، والأخرى: أنه (ص) أراد أن يقضيَ حاجته، فلم يجد شيئًا يستُره، فأمر شجرتين، فانضمَّت إحداهما إلى الأخرى، وأما الخصلة الثالثة فاختُلف فيها، ففي بعض الروايات ذكر قصَّة صاحب القبر الذي قال عنه: «إنه يعذَّب في غير كبير» ، فأمر بجريدة، فوُضِعَت على قبره، فقال: «عسى أن يُخفَّفَ عنه ما دامتْ رَطْبَة» ، وفي بعض الروايات ذكر قصَّة الصبي الذي أصابه بلاء، ورقاه النبيُّ (ص) ففَغَر فمه، فنفث فيه ثلاثًا وقال: «باسم الله، أنا عبد الله، اخسأ عدوَّ الله» . انظر روايات هذا الحديث - إن شئت - في "مسند أحمد" (4/170 و172 رقم 17548 و17559) .(6/492)
وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (1) ، عَن عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَة، عَنْ حَبيب بْنِ أَبِي جَبِيرَة، عَنْ يَعْلى بن سِيابَة، عن النبيِّ (ص) .
ورواه أَبانُ العَطَّار (2) ،
عن عاصم، عن محمَّد بْنِ أَبِي جَبِيرَة، عَنْ يَعْلى بن سِيَابَة، عن النبيِّ (ص) (3) .
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (12043) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/172 رقم 17559 و17560) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (404) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/221) ، والطبراني في "الكبير" (22/275 رقم 705) ، و"الأوسط" (2413) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (126) ، والخطيب في "الموضح" (1/282) .
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1603) .
وقد ذكر بعضهم الحديث بتمامه، وذكر بعضهم بعض أجزائه.
(2) أشار لروايته البخاري في "التاريخ الكبير" (2/314 رقم 2595) ، فقال: «حَبِيبِ بْنِ أَبِي جُبَيْرَةَ: عَنْ يعلى ابن سيابة؛ قاله حمَّاد بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ. وقال أبان: عن عاصم، عن محمد بْنِ أَبِي جُبَيْرَةَ، عَنْ يَعْلَى» .
وذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/97 رقم 457) نحو عبارة البخاري. وقال البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (ص 89) - بعد أن رواه من طريق حمَّاد بن سلمة-: «هكذا رواه حماد. وقال أبان بن يزيد: عن عاصم، عن محمد بْنِ أَبِي جُبَيْرَةَ، عَنْ يَعْلَى» .
(3) من قوله: «ورواه أبان ... » إلى هنا من (ف) فقط؛ وسقط من بقية النسخ؛ لانتقال النظر.(6/493)
قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما (1) أصحُّ؟
قَالَ: كَيْفَمَا كَانَ يَرْجِعُ إِلَى يَعْلَى بْنِ مُرَّة (2) ؛ وَهُوَ أصَحُّ.
قلتُ لَهُ: فحَبِيبُ بْنُ أَبِي جَبِيرَة أصَحُّ، أَوْ محمَّد بْنُ أَبِي جَبِيرَة؟
قَالَ: حمَّاد عِنْدِي أحفظُ وأكبرُ مِنْ أَبَان، وَقَالَ: حَبيب.
قِيلَ لَهُ: فَأَبُو جَبِيرَة سُمِّيَ؟
قَالَ: لا.
2696 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مِنْجاب بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَريك (3) ، عَنْ سِماك (4) ، عَنْ أَبِي الضُّحى (5) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: جَاءَ أعرابيٌّ إلى النبيِّ (ص) فَقَالَ: بِمَ تَكُونُ لَهُمْ رسولَ اللَّهِ (6) ؟ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ أَنَا دَعَوْتُ ذَلِكَ العِذْقَ، فَجَاءَنِي، أَتُؤْمِنُ بِي؟ ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَعَا العِذْقَ، فَجَاءَ، فَقَالَ لَهُ: ارْجِعْ، فرجَعَ، فآمن الأعرابيُّ؟
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والصواب: «أيها» ؛ لأنها ثلاثُ روايات ولعلَّه توهَّم أنَّ المذكور روايتان، والله أعلم.
(2) أي: أنَّ يعلى بن مُرَّة، ويعلى بن سِيابة واحد، فأمه: سِيابة، نُسِبَ إليها مَرَّةً، وإلى أبيه أخرى، فلا منافاة بين التسميتين. وقد قيل: إنه يعلى بن أمية، وهو وهم نبَّه عليه الخطيب البغدادي في "الموضح" (1/281-287) ، وزاده وضوحًا الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي في تعليقه على كلام الخطيب البغدادي.
(3) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي.
(4) هو: ابن حرب.
(5) هو: مسلم بن صُبَيْح.
(6) لفظ الجلالة ليس في (ك) .(6/494)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَبِي ظَبْيان (1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (2) .
2697 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش (4) ، عن عبد الملك بْنِ عُمَير، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لَتَخْرُجَنَّ الظَّاعِنَةُ - أَوِ الظَّعِينَةُ (5) - مِنَ المَدِينَةِ إِلَى الحِيرَةِ، لا تَخَافُ أَحَدًا (6) ؟
_________
(1) هو: حصين بن جُنْدُب.
(2) أي: غير منجاب يرويه عَنْ شَرِيكٍ، عَن سماك، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به.
والحديث رواه ابن سعد في "الطبقات" (1/182) ، والبيهقي في "الشعب" (82) من طريق فضيل بن عبد الوهَّاب الغطفاني، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/3) تعليقًا، والترمذي في "جامعه" (3628) ، والطبراني في "الكبير" (12/86 رقم 12622) ، والحاكم في "المستدرك" (2/620) وعنه البيهقي في "الاعتقاد" ص (42) ، وفي "الدلائل" (6/15) من طريق محمد بن سعيد الأصبهاني، كلاهما عَنْ شَرِيكٍ، عَن سماك، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به.
ورواه أحمد في "مسنده" (1/223 رقم 1954) ، والدارمي في "مسنده" (24) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص (212) ، والبيهقي في "الدلائل" (6/15 و16) من طريق الأعمش، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عباس، به.
(3) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/303/ مخطوط) عبارة أبي حاتم بتصرف.
(4) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (2429/ كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" (2/215 رقم 1880) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/309) .
(5) أي: المرأة. ويقال للمرأة: «ظَعينَة» فَعيلَة، بمعنى: مفعولة؛ لأن زوجَها يَظْعَنُ بها، أي: يرتَحِل. ويقال: «الظَّعِينَة» في الأصل: وَصْفٌ للمرأة في هودَجِها، ثم سُمِّيت بهذا الاسم وإن كانت في بيتها. انظر "المصباح المنير" (2/385/ظعن) ، و"النهاية" (3/157) .
(6) المثبت من (ف) ، وهو الجادَّة، وفي بقية النسخ: «أحد» بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .(6/495)
قَالَ أَبِي: لا أعلمُ أحدًا تابع أبا بكرٍ على رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
وبعضُهم يَرْوونه عن عبد الملك (1) ،
عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حاتِم، عن النبيِّ (ص) ، كأنَّه أَشْبَهُ (2) .
2698 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سعيد ابن منصور (3) ،
عن
_________
(1) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1132) ، والطبراني في "الكبير" (17/101 رقم 239) من طريق أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن غير واحد، أن عدي ابن حاتم حدثهم، به.
ورواه الطبراني في "الكبير" (17/100 رقم 238) من طريق أبي إسماعيل المؤدب، عن عبد الملك بن عمير، عن عدي بن حاتم، به. ورواه الدارقطني في = = "الأفراد" (236/ب/أطراف الغرائب) من طريق حبان بن علي، عن رقبة، عن رجل من إياد، عن رجل من طيِّئ، عن عدي، به. قال الدارقطني: «تفرَّد به حبان بن علي، عن رقبة، عن رجل من إياد، عن رجل من طيِّئ» .
(2) ذكر المصنف في "المراسيل" (ص132-133 رقم 476) أن ابن معين سئل عن هذا الحديث من رواية عبد الملك بن عمير، عن عدي بن حاتم، فقيل له: عبد الملك بن عمير سمع من عدي بن حاتم؟ قال: «لا، هو مرسل» .
(3) روايته أخرجها في التفسير من "سننه" (1257) .
ومن طريقه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/165) ، والطبراني في "الأوسط" (3742) ، وفي "الدعاء" (1747) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/7-8) ، وفي "معرفة الصحابة" (4658) ، وفي "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن سعيد بن منصور" (4) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (35/341) .
قال الطبراني: «لا يروى عن النبي (ص) إلا بهذا الإسناد تفرَّد به سعيد بن منصور» . وقال أبو نعيم في "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن سعيد": «هذا حديث صحيح غريب، لم يروه عن عروة بن رويم غير مسكين بن ميمون فيما قالوا، وعبد الرحمن بن قرط يعدُّ في الصحابة، وتفرَّد بهذا الحديث عن النبي (ص) في ذكر التسبيح، ومسكين بن ميمون هو الرملي، وروى عنه هشام بن عمار وغيره هذا الحديث» .(6/496)
مِسْكينٍ - مؤذِّن مَسْجِدِ الرَّمْلَة - عَنْ عُروَة بن رُوَيْم، عن عبد الرحمن ابن قُرْط؛ قَالَ: لَمَّا عُرِجَ بالنبيِّ (ص) : سَمِعْتُ (1) فِي السَّمَوَاتِ تَسْبِيحًا ... ، فَذَكَرَ الحديثَ؟
قال أبي: ورواه هِشَامُ بْنُ عمَّار، وَأَبُو هَارُونَ البَكَّاء، عَنْ مِسْكِين، عَنْ عُروَة؛ قال: لمَّا عُرِجَ بالنبيِّ (ص) ، ولم يذكرا عبد الرحمن ابن قُرْط.
قلتُ لأَبِي: مَا هَذَا؟
قَالَ: سعيدٌ ثِقَةٌ، وَإِنْ كَانَ شيءٌ فمِنْ مِسْكين، هَذَا كَانَ (2) شَيخً (3) .
_________
(1) كذا السِّياق في جميع النسخ! فيُفهَم من ظاهره أن قائل: «سمعت» هو: عبد الرحمن بن قرط، وليس كذلك، ولفظ سعيد بن منصور في "سننه": نا مِسْكين ابن ميمون - مؤذن مسجد الرَّمْلَة - قال: حدثني عروة ابن رُوَيْم، عن عبد الرحمن بن قُرْط: أنَّ رسول الله (ص) ليلة أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، فلمَّا رجع فكان بين زمزم والمقام، وجبريلُ _ج عن يمينه، وميكائيلُ عن شِماله، فطارا به حتى بلغ السموات العُلى، فلما رجع قال: «سَمِعْتُ تَسْبِيحًا في السَّمواتِ العُلَى مع تسبيحٍ كثيرٍ، سَبَّحتِ السَّمواتُ العُلَى من ذي المهابَةِ، مُشْفِقاتٍ من ذي العُلى لما علا، سبحان العليِّ الأعلى! سبحانه وتعالى!» .
(2) قوله: «كان» ليس في (ك) .
(3) كذا في جميع النسخ وهي منصوبة، وتخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
ومسكين بن ميمون ذكره الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/101) وقال: «لا أعرفه، وخبره منكر» ثم ساق له هذا الحديث. وانظر "الإصابة" (6/317) .(6/497)
2699 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد العزيز الماجِشُون (1) ، عَنِ ابْنِ المُنكَدِر (2) ، عَنْ جابر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَرَأَيْتُ الرُّمَيْصَاءَ (3) ... : ما حالُ هَذَا الحديث؟
فَقَالَ: رَوَى هَذَا الحديثَ سعيدُ بنُ سَلَمة ابن (4) أَبِي الحُسام المَديني، عَنِ ابْنِ المُنكَدِر، عَنْ بُسْر (5) بْنِ سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (6) ، وَقَالَ: هُوَ الصَّحيحُ.
2700 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْن كَثير، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد، عن سعيد ابن المسيّب، عن جابر بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) : أنَّه خطَبَ، فاستَنَدَ إِلَى خَشَبة، فلمَّا اتخَذَ المِنْبَرَ، حَنَّتِ الخَشَبةُ ... وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ بِلالٍ وسُوَيد بْنُ عبد العزيز، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حَفْص بن عُبَيدالله بْنِ أَنَسٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) هو: عبد العزيز بن عبد الله. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/372 رقم 15002) ، والبخاري في "صحيحه" (3679) ، ومسلم (2457) .
(2) هو: محمد.
(3) في (ف) : «الرميضاء» ، وهو موافق لبعض الروايات، وهي: أم سُلَيم بنت مِلْحان زوجة أبي طلحة، وأم أنس ابن مالك. والرَّمَصُ: وَسَخُ العَين. انظر "المصباح المنير" (ر م ص) .
(4) في (أ) و (ش) : «عن» ، وانظر "الجرح والتعديل" (4/29 رقم117) .
(5) في (ت) و (ش) و (ك) : «بشر» بالشين.
(6) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(7) تقدمت هذه المسألة برقم (566) و (573) .(6/498)
قَالَ أَبِي: هَذَا أشبهُ، وَلَيْسَ لسعيد بن المسيّب هاهنا مَعْنًى.
2701 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ العَدَني (2) ، عَنِ ابْنِ عُيَينة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْس بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَدِي بْنِ حاتِم؛ قَالَ: قَالَ لِي رسولُ الله (ص) : مُثِّلَتْ لِيَ الحِيرَةُ (3) كَأَنْيَابِ الكِلاَبِ، وإِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَهَا، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، هَبْ لِي ابْنَتَ (4) بُقَيْلَةَ؛ قَالَ: هِيَ لَكَ، قَالَ: فأعطَوْهَا إيَّاه (5) ... وذكر الحديثَ؟
_________
(1) نقل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2286) حكم أبي حاتم على الحديث.
(2) هو: محمد بن يحيى، وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2490) ، وابن حبان في "صحيحه" (6674) ، والطبراني في "الكبير" (17/81 رقم 183) ، وعبد الغني الأزدي في "الغوامض والمبهمات" ص (181) ، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (397) ، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص (448) ، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" ص (413) .
ومن طريق الإسماعيلي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/136) ، و"الدلائل" (6/326) .
قال البيهقي في "السنن": «تفرَّد به ابن أبي عمر، عن سفيان هكذا، وقال غيره: عنه، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعان، والمشهور هذا الحديث عن خريم بن أوس، وهو الذي جعل له رسول الله (ص) هذه المرأة» .
(3) في (ك) : «الخيرة» .
(4) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «ابنة» ، أو «بنت» ، لكنَّ ما في النسخ صحيح فصيح، ويوجَّه على لغة لبعض العرب. تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (6) .
(5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «فأَعْطَوْهُ إيَّاها» كما في مصادر التخريج.
وتتمة الحديث: «فجاء أبوها، فقال: تبيعها؟ قال: نعم. قال: بكم؟ قال: احكُم ما شئت. قال: ألف درهم. قال: قد أخذتها به، فقالوا له: لو قلت ثلاثين ألفًا. قال: هل عددٌ أكثر من ألف؟!» .(6/499)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ.
2702 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الله بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيم، واختُلِفَ عَلَيْهِ:
فَرَوَى يَحْيَى بْنُ سُلَيم الطَّائِفي (1) ، عَنِ ابْنِ خُثَيم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ (2) عباس، عن النبيِّ (ص) .
وَرَوَى (3) هشامُ بنُ يُوسُفَ (4) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ ابْنِ خُثَيم، عَنْ أَبِي الطُّفَيل (5) ، عَنِ ابْنِ عبَّاس؛ قَالَ: اجتمعَ الملأُ مِنْ قريشٍ فِي الحِجْر، فتعاهَدُوا بِمَحْلُوفِهِمْ؛ باللاَّت، والعُزَّى، ومَنَاةَ الثالثةِ الأُخرى،
_________
(1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/303 رقم 2762) ، والحاكم في "المستدرك" (1/163) ، والضياء في "المختارة" (10/218-219 رقم230) .
ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (2913) من طريق إسماعيل بن عياش، وابن حبان في "صحيحه" (6502) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (139) من طريق مسلم بن خالد الزنجي، والبيهقي في "دلائل النبوة" (6/240) من طريق أبي بكر بن عياش، ثلاثتهم عن ابن خثيم، به.
ورواه الدينوري في "المجالسة" (2521) ، والحاكم في "المستدرك" (3/157) من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَن ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ فاطمة بنت النبي (ص) ، به.
(2) قوله: «ابن» سقط من (ك) .
(3) في (ش) و (ك) : «ورواه» .
(4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (1/368 رقم 3485) من طريق عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس، به.
(5) هو: عامر بن واثلة.(6/500)
ونائِلَةَ (1) ، وإِسافٍ: لَوْ قَدْ رَأَيْنَا محمَّدًا؛ لَقَدْ قُمنا إِلَيْهِ مقامَ رجلٍ وَاحِدٍ، فَلَمْ نُفارِقْه حَتَّى نقتلَه، فسمعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ، وَأَقْبَلَتْ فاطمةُ تَبْكِي حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى النبيِّ (ص) ، فَقَالَتْ (2) : هؤلاءِ الملأُ مِنْ قَوْمِكَ قد تعاقَدوا عَلَيْكَ: لَوْ قَدْ رَأَوْكَ؛ لَقَدْ قَامُوا فقتلوكَ (3) ، فَلَيْسَ مِنْهُمْ رجلٌ إِلا قَدْ عرَفَ نَصِيبهُ مِنْ دَمِكَ! قَالَ: يَا بُنَيَّةُ! ائْتِنِي (4) بِوَضُوءٍ (5) ، فتوضَّأ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِمْ، فلمَّا رَأَوْهُ؛ قَالُوا: هَا هُوَ ذَا (6) ، هَا هُوَ ذَا (7) ، وخَفَضوا أَبْصَارَهُمْ، وعَقِرُوا (8)
فِي مَجَالِسِهِمْ، وَلَمْ يَرْفَعُوا إِلَيْهِ أبصارَهُمْ، وَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ مِنْهُمْ رجلٌ، فأقبلَ النبيُّ (ص) حتى قام على (9) رؤوسهم، وأخَذَ قَبْضَةً مِنَ التُّرَابِ، وَقَالَ: شَاهَتِ
_________
(1) في (ت) و (ك) : «ونائلته» .
(2) في (ك) : «فقال» .
(3) في (أ) و (ش) : «يقتلوك» ، وفي (ك) : «قتلوك» .
(4) كذا في جميع النسخ ومصادر التخريج، عدا "صحيح ابن حبان"، ففيه: «ائتيني» على الجادَّة، لكن يخرَّج ما في النسخ ومصادر التخريج على أنه من الاجتزاءِ بالحركات عن حروف المدِّ، وهنا اجتزَأ بكسرة التاء عن الياء؛ ولهذا نظائر في كلام العرب، وتقدم التعليق على نحوه في المسألة رقم (679) .
(5) في (ت) و (ك) : «وضوءًا» ، وفي (ف) : «بوضوءا» .
(6) ضبَّب ناسخا (أ) و (ف) على قوله: «ذا» .
(7) قوله: «ها هو ذا» الثانية سقط من (ت) و (ك) ، وضبَّب عليها في (أ) و (ف) ، ورسمت «ذا» في (ش) فقط بالألف، وفي بقية النسخ «ذى» . وانظر التعليق على المسألة (124) .
(8) المثبت من (ف) وفي بقية النسخ: «وعفروا» بالفاء، والمثبت موافق لرواية الإمام أحمد السابقة..وكذا ذكره ابن الأثير في "النهاية" (3/273) : «وعَقِرُوا في مجالسهم» ، وفسَّره بقوله: العَقَرُ - بفتحتَين -: أن تُسْلِمَ الرَّجُلَ قوائمُهُ من الخوف. وقيل: هو أن يفجأَهُ الرَّوْعُ، فيَدْهشَ، ولا يستطيعَ أن يتقدَّم أو يتأخَّر» . اهـ.
(9) في (أ) و (ت) و (ف) : «عنى» .(6/501)
الوُجُوهُ (1) ، ثُمَّ حَصَبَهُم بِهَا، فَمَا أَصَابَ رَجُلا (2) مِنْهُمْ مِنْ ذَلِكَ الحَصا حصاةٌ إِلا قُتل يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرًا؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: ابْنُ خُثَيم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) ، وَهِمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَعْمَر (3) .
2703 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رُوي عَنِ الزُّهري، فاختُلِف فِي الرِّوَايَةِ عَنِ الزُّهري:
فَرَوَى إبراهيمُ بنُ سَعْدٍ (4) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَسِيد بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفي - حليفًا (5) لِبَنِي زُهْرَة - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: بعث رسول الله (ص) عشَرةَ رَهْطٍ، وأمَّر عَلَيْهِمْ عاصمَ ابنَ ثابت الأنصاريَّ، فخلفَهُم مِئَةُ نَفَر مِنْ بَنِي لِحْيان، فقُتِلَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ فِي سبعةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَبَعَثَ ناسٌ مِنْ قُرَيْشٍ ليُؤْتى بِشَيْءٍ مِنْ بَدَنِه، فبعث الله على
_________
(1) أي: قَبُحَت الوجوه. وهو دعاءٌ عليهم؛ يقال: شاهَ وَجهُهُ يَشُوهُ شَوْهًا وشَوْهَةً، والاسم: الشُّوهَهُ، فهو أَشْوَهُ، وهي شَوْهاء، والجمع: شُوهٌ. انظر "المصباح المنير"، و"النهاية"، و"لسان العرب" (ش وهـ) .
(2) في (ك) : «رجلً» .
(3) تقدم أن الإمام أحمد أخرجه من طريق عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير، عن ابن عباس، به.
(4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/294 رقم 7928) ، والبخاري في "صحيحه" (3989) .
ورواه البخاري (3045 و7402) من طريق شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَة، عَنْ الزهري، به.
(5) كذا في جميع النسخ، وهو على تقدير: وكان حليفًا.(6/502)
عَاصِمٍ مثلَ الظُّلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ (1) فَحَمَتْهُ، فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يقطَعوا مِنْهُ شَيْئًا.
وَرَوَى ابْنُ المُبارك (2) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِي، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الثَّقَفي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: بَعَثَ رسول الله (ص) ... .
فَقِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما أصحُّ؟
_________
(1) الدَّبْرُ: - بسكون الباء -: جماعةُ النَّحْلِ والزَّنابير. "القاموس المحيط" (د ب ر) .
(2) هو: عبد الله. وقد توبع على روايته، فرواه عبد الرزاق في "المصنف" (9730) عن معمر، به. ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (2/310 رقم 8096) ، وابن حبان في "صحيحه" (7039) .
ورواه البخاري (4086) من طريق هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَعْمَرٍ، به.
= ... ورواه البخاري (3045) من طريق شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَة، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سفيان بن أسيد ابن جارية الثقفي، وهو حليف لبني زهرة، وكان من أصحاب أبي هريرة، عن أبي هريرة، به.(6/503)
فَقَالَ (1) : عُمَرُ بْنُ أَسِيد أصحُّ (2) .
2704- وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ عُبَيد ابن يَعيش، عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَير، عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الأَوْدي، عن أبيه يزيد بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ... (3) .
_________
(1) في (ك) : «قال» .
(2) رجَّح أبو زرعة هنا رواية من قال: «عمر بن أسيد» ، وخالفه في ذلك البخاري وغيره، وقد فصَّل القول فيه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (7/310) فقال: «قوله أخبرني: "عمرو بن جارية": بالجيم، وفي رواية الكُشْمَيْهَني: "عمرو بن أبي أَسِيد بن جارية "، وكذا للأَصِيلي، وهو نَسبٌ إلى جَدِّه، بل هو جَدُّ أبيه؛ لأنه ابن أَسِيد بن العلاء بن جارية، ووقع في غزوة الرجيع - كما سيأتي -: " عمرو بن أبي سفيان "، وهي كنية أبيه أَسِيد، والله أعلم. وأَسِيد: بفتح الهمزة للجميع. وأكثر أصحاب الزهري قالوا فيه: عَمْرو - بفتح العين -، وقال بعضهم: عُمر - بضم العين -، ورجَّح البخاري أنه: عَمرو، وكذا وقع في الجهاد - في باب: هل يستأسر الرجل - للأكثر: عَمرو، أما النسفي وأبو زيد المروزي فلم يُسمِّياه؛ قالا: أخبرنا ابن أَسِيد، وقال ابن السَّكَن في روايته: "عُمَير" -بالتصغير-، والراجح: عَمرو -بفتح العين-، وسيأتي مزيد لذلك في غزوة الرجيع» . اهـ.
وقال أيضًا (7/380) : «قوله: " عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ " هكذا يقول معمر، ووافقه شعيبٌ وآخرون، وقد تقدم مستوفًى في الجهاد بأتَمَّ من هذا، وإبراهيم بن سعد يقول: "عن الزهري، عن عُمر" بضم العين، كذا أخرجه ابن سعد عن معن بن عيسى، عنه، وكذا قال الطيالسي عن إبراهيم، وبذلك جزم الذُّهلي في "الزهريات"، لكن وقع في غزوة بدر [يعني عند البخاري] : عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ إبراهيم بن سعد: "عَمرو " بفتح العين، وأخرجه أبو داود عن موسى المذكور، فقال: " عُمر "» . اهـ.
كذا قال الحافظ! وهذا الذي ذكره جاء في بعض روايات البخاري، وفي بعضها الآخر: " عُمر " على الصواب؛ كما في النسخة السلطانية (5/100) ، حيث أوضح في هامشها أن في رواية الهروي والأصيلي وابن عساكر: " عَمرو بن أسيد "، ثم قال: «وعَمرو - بفتح العين -: هكذا يرويه أكثر أصحاب الزهري. ورواه إبراهيم بن سعد عنه: عُمر بضم العين، وذكره البخاري في عَمرو، وبيَّن الخلاف فيه عن الزهري، والأول - أي بفتح العين - أصح» .
وقال علي بن المديني في "العلل" (127) : «حديث أبي هريرة: بعث رسول الله (ص) سريَّةً عينًا، وأمَّر عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ: رَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمرو ابن أَبِي سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي هريرة. ورواه يونس عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمرو بْنِ أسيد بن جارية الثقفي، عن أبي هريرة، فخالف معمرًا في إسناده. والحديث عندي: حديث يونس؛ لأنه تابعه غيرُه على عمرو بن أسيد، وهو الصَّواب» . اهـ.
وذكر المزي في "تهذيب الكمال" (22/44-45) عمرو بن أبي سفيان بْنِ أَسِيدِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيِّ المدني، وبيَّن أنه قد يُنسب إلى جدِّه؛ فيقال: عمرو بن أسيد، وأنه يقال في اسمه: «عُمر» بضم العين، ثم قال المزي: «وعَمرو أصح» .
(3) هنا انتهت المسألة، وسقط آخرها، وفيه كلام أبي زرعة عن الحديث، وتقدمت بتمامها برقم (2643) .(6/504)
2705- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ اختُلِفَ في الرواية على عبد الله ابن محمَّد بْنِ عَقِيل:
فَرَوَى سَعِيدُ بْنُ سَلَمة بْنِ أَبِي الحُسام (1) ، عن عبد الله بْنِ محمَّد بْنِ عَقِيل، عَنْ محمَّد بْنِ عَقِيل بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: أُعْطِيتُ مَا لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وأُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الأَرْضِ (2) ، وسُمِّيتُ أَحْمَدَ (3) ، وجُعِلَ التُّرَابُ لِي طَهُورًا، وجُعِلَتْ أُمَّتِي خَيرَ الأُمَمِ.
وَرَوَاهُ زُهَير بن محمَّد (4) ، عن عبد الله بْنِ محمَّد بْنِ عَقِيل، عَنْ محمَّد بْنِ عليٍّ؛ أَنَّهُ سَمِعَ عليًّ (5) ... ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدِيثُ سَعِيدِ بْنِ سَلَمة عِنْدِي خطأٌ، وَهَذَا عندي الصَّحيحُ.
_________
(1) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث أخرجه أحمد في "مسنده" (1/158 رقم 1361) من طريق سعيد بن أبي الحسام، حدثنا عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ محمد بن الحنفية، عن أبيه علي بن أبي طالب، به.
(2) في (ف) : «مفاتيح خزائن الأرض» .
(3) من قوله: «من الأنبياء ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (31638) ، وأحمد في "مسنده" (1/98 رقم 763) ، والبزار في "مسنده" (656) ، والآجري في "الشريعة" (1043) ، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (1447) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/213-214) ، و"دلائل النبوة" (5/472) .
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (19/291) .
(5) كذا في جميع النسخ، وهو علم مصروف، وحذفت منه ألفُ تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .(6/505)
2706 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا به كُرْدُوس بن أبي عبد الله الواسِطي (1) ، عن المُعَلَّى بن عبد الرحمن، عن عبد الحَمِيد بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: مَا أخرج (2) رسولُ الله (ص) ركبتَه بَيْنَ جليسٍ لَهُ قَطُّ، وَلا ناولَ يدَه أَحَدًا فَتَرَكَهَا، حَتَّى يكونَ الرجلُ (3) هُوَ يَتْرُكُهَا، وَمَا جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) أحدٌ قَطُّ فَقَامَ، حَتَّى يقومَ، وَمَا وجدتُّ ريحَ شيءٍ قَطُّ (4) أطيبَ رِيحًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ باطلٌ، والمُعَلَّى متروكُ الحديث.
_________
(1) روايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/55) .
ورواه ابن البختري في "المنتقى من الجزء السادس عشر من حديثه" (ص442/ مجموع فيه مصنفات ابن البختري) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (1230) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (38) ، وابن عدي في "الكامل" (5/318) و (6/373) من طرق عن المعلى، به.
قال ابن عدي: «وهذا لا يرويه عن يحيى بن سعيد غيرُ عبد الحميد بن جعفر، ولا عن عبد الحميد غير معلَّى بن عبد الرحمن، ولعلَّ البلاء من معلَّى لا منه؛ فإن معلَّى ليِّن» .
ورواه ابن المبارك في "الزهد" (392) ، وابن سعد في "الطبقات" (1/378) ، والترمذي في "جامعه" (2490) ، وابن ماجه في "سننه" (3716) ، والبغوي في "الجعديات" (3443) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/289) من طريق زيد العمي، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (39) من طريق محمد بن المنتشر، كلاهما عن أنس به نحوه.
وروى بعضه البخاري في "صحيحه" (1973) من طريق حميد، والبخاري (3561) ومسلم (2330) من طريق ثابت، كلاهما عن أنس، به.
(2) في (ت) و (ك) : «ما خرج» .
(3) قوله: «الرجل» ليس في (ف) .
(4) قوله: «قط» سقط من (ك) .(6/506)
2707 - أخبرنا أبو محمد؛ قال (1) : وحدَّث (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ شيخٍ بَصْرِيٍّ يُسَمَّى: بِشْر بْنُ سَيْحان (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ الأَبَحُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَروبة (4) ، عَنْ قَتادة، عَن أنس؛ قَالَ: مَا مَسِسْتُ خَزًّا، وَلا قَزًّا (5) ، [ولا شيئًا] (6) أَليَنَ مِنْ جِلدِ رسولِ اللهِ (ص) .
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ مِنْ حَدِيثِ قَتادة (7) .
وسُئل عَنْ بِشْر بْنِ سَيْحان؟
فَقَالَ: شيخٌ بصريٌّ صَالِحٌ (8) .
2708 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رُويَ عَنْ الشَّعبي (9) ، واختَلَفَ الرواةُ عنه:
_________
(1) قوله: «أخبرنا أبو محمد قال» ليس في (ف) ، وجاء بدلاً منه في (أ) و (ش) : «قال أبو محمد» .
(2) في (ت) و (ك) : «حدث» بلا واو.
(3) في (ك) : «شيحان» بالشين المعجمة. ورواية بشر بن سيحان أخرجها الطبراني في "الأوسط" (2751 و2752) ، وابن عدي في "الكامل" (5/48) .
(4) هو: سعيد.
(5) الخَزُّ من الثِّياب: ما يُنسَجُ من صوفٍ وإبْرَيسَم (هو: أجوَدُ الحَرير) . وما يُنسَجُ من إبْرَيسَم خالص. انظر "النهاية" (2/28) . والمعنى الثاني هو المُراد هنا، والله أعلم.
والقَزُّ: الإبْرَيسَم، أو ما يسوَّى منه الإبْرَيسَم. "متن اللغة" (ق ز ز/4/557) .
(6) ما بين المعقوفين سقط من (ك) ، وفي بقية النسخ: «وشيئًا» بإسقاط «لا» ، والمثبت من الموضع السابق من "الأوسط" للطبراني.
(7) الظاهر: أنه لأجل تفرُّد عمر بن سعيد الأَبَحّ به، فقد قال عنه أبو حاتم: «ليس بقوي» . "الجرح والتعديل" (6/111 رقم588) .
(8) وكذا حكى عنه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/358 رقم1364) .
(9) هو: عامر بن شَراحيل.(6/507)
فروى زكريَّا بنُ أبي زائدة (1) ، عَنِ الشَّعبي، عَنْ خارِجَةَ بْنِ (2) الصَّلْت، عَنْ عَمٍّ لَهُ: أَنَّهُ أتى (3) النبيَّ (ص) فَأَسْلَمَ، فلمَّا رَجَعَ، مرَّ عَلَى أعرابيٍّ مَجْنُونٍ (4) مُوثَقٍ بِحَدِيدٍ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُهُمْ: أعندَكَ شيءٌ تُدَاوِيه؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فرقَيتُه بأمِّ الْكِتَابِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، كلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ، وأَتْفُلُ عَلَيْهِ، فَكَأَنَّمَا نَشِطَ من عِقالٍ (5) ، فأعطَوني مِئَةَ شاةٍ، فَلَمْ آخُذها حَتَّى أتيتُ النبيَّ (ص) ، فَقَالَ: أقُلْتَ غَيرَ هَذا؟ ، قلتُ: لا؛ قَالَ: كُلْهَا؛ لَقَدْ أَكَلْتَ بِرُقْيَةِ حَقٍّ.
وَرَوَاهُ شُعبة (6) ، عَنْ عبد الله بن أبي السَّفَر، عن الشَّعبي، عن
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23933 -اللحيدان) ، و"المسند" (631 و632) ، وأحمد في "مسنده" (5/210- 211 رقم 21835) ، وأبو داود في "سننه" (3896) ، وابن ماجه في "سننه" (6111) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/126) ، وابن حبان في "صحيحه" (6110 و6111) ، والطبراني في "الكبير" (17/190 رقم 509) ، والدارقطني في "سننه" (4/296- 297) ، والحاكم في "المستدرك" (1/559- 560) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2502 و5598 و7116) ، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء" (2/812) .
(2) في (أ) : «عن» بدل: «ابن» .
(3) في (ك) : «أنه كان أتى» .
(4) في (أ) و (ف) : «محبور» ، ويبدو أنها كانت في (ش) : «مجنون» ، ثم أصلحت لتكون: «محبور» ، إلا أن إصلاحها كان على الأصل فأصبحت غيرَ واضحة.
(5) ذهب ابن الأثير في "النهاية" (5/56 - نشط) إلى تخطئة ما جاء في الروايات بلفظ: «نَشِطَ من عقال» بمعنى حُلَّ، وأشار إلى أنَّ الصواب: «أُنْشِطَ» كما في حديث السِّحر، لكنَّه متعقَّب بما ذكره ابن الأثير نفسُهُ من كثرة ورود هذه الرواية في الأحاديث، وبما ذكره أهل اللغة من أنَّه يقال: نَشِطَ من عقال، وأُنْشِطَ» بمعنى حُلَّ. انظر "تاج العروس" (نشط) .
(6) لم نقف على روايته من هذا الوجه. والحديث رواه الطيالسي في "مسنده" (1459) ، وأحمد في "مسنده" (5/211 رقم 21836) ، وأبو داود في "سننه" (3420 و3897 و3901) ، والنسائي في "الكبرى" (7534 و10871) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/126) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (631) ، والدارقطني في "سننه" (4/297) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (522) ، و"شعب الإيمان" (2365) من طريق شعبة، عن عبد الله بن أبي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بن الصلت، عن عمه، به. وليس فيه: «عن أنس» .(6/508)
خارِجَة بْنِ الصَّلْت، عَنْ عمِّه، عَنْ أَنَسٍ هَكَذَا.
وَرَوَى إسماعيلُ بنُ مُجالِد، عَنِ الشَّعبي (1) ، عَنْ جابر بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) بِهَذَا الْمَتْنِ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ ابْنِ أَبِي السَّفَر وَزَكَرِيَّا أصحُّ.
قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: عمُّ خارِجَة يُسمَّى؟
قَالَ: لا (2) .
2709 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بن عَبْدَك القَزْويني (3) ،
_________
(1) كذا في جميع النسخ! وليس لإسماعيل بن مجالد رواية عن الشعبي، وإنما المعروف بالرواية عنه: والده مجالد ابن سعيد، فقد يكون قوله: «ابن مجالد» متصحفًا عن قوله: «عن مجالد» .
(2) وقيل: اسمه: علاقة، وقيل غير ذلك.
(3) روايته أخرجها ابن جُمَيع الصَّيداوي في "معجم شيوخه" ص (237) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/185) ، والخطيب في "الموضح" (2/468) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/276- 277) ، والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" (2/280- 281) و (3/18) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (12/509) .
قال الرافعي: «غريبٌ من حديث شعبة، عن عدي، لم يروه إلا حسان، ورواه الخلق عن عدي» أي: عن الأعمش، عن عدي.
= ... وقال الذهبي: «غريب عن شعبة، والمشهور حديث الأعمش عن عدي» .(6/509)
عَنْ حَسَّان بْنِ حَسَّان الْبَصْرِيِّ - نَزِيلِ مكَّة - عَنْ شُعبة، عَنْ عَدِي بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيش، عَنْ عَلِيٍّ؛ أَنَّهُ قال: إنه (1) لَعَهْدُ النبيِّ (ص) إليَّ: لا يُحِبُّكَ إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَلا يُبْغِضُكَ إِلاَّ مُنَافِقٌ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ الأعمَش (2) ، عَنْ عَدِي (3) ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيش، عَنْ عَلِيٍّ.
وَقَدْ رَوَى (4) عَنِ الأعمَش الخلقُ، والحديثُ معروفٌ بالأعمَش، وَمِنْ حَدِيثِ شُعبة غَلَطٌ، وَلَوْ كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدَ شُعبة؛ كَانَ أولَ مَا يُسأل عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ (5) .
2710 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (6) ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّناد (7) ، عن عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي الحَكَم؛ أَنَّهُ قَالَ: كَانَتْ عند آبائي ورقةٌ يَتَوَارَثُونَهَا (8) ، فلمَّا كَانَ رسولُ الله (ص) ؛ جاؤوا بها إليه (9) ، فقرؤوها عليه، فإذا فيها: باسم اللَّهِ، وقولُه الحقُّ، وقولُ الظَّالِمِينَ في تَباب (10) ، هذا الذِّكْر لأُمَّةٍ تَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمان،
_________
(1) قوله: «إنه» سقط من (ك) .
(2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/84 و95 و128 رقم642 و731 و1062) ، ومسلم في "صحيحه" (78) .
(3) في (أ) و (ش) : «عدي بن حاتم» .
(4) أي: هذا الحديثَ.
(5) انظر "العلل" للدارقطني (363) .
(6) هو: عبد الله.
(7) في (ش) : «عن أبي الزناد» ، وابن أبي الزناد هو: عبد الرحمن.
(8) في (ش) : «يتوارثها» ، وفي (ك) : «يتوارثوها» .
(9) في (ف) : «إليها» .
(10) في (ك) : «بيان» . والتَّبابُ: الخُسْران. "المصباح المنير" (ت ب ب/1/72) .(6/510)
يَغسلون أطرافَهم، ويَأْتَزِرون عَلَى أَوْسَاطِهِمْ، ويَخوضون البحورَ إِلَى أَعْدَائِهِمْ، وَفِيهِمْ صلاةٌ لَوْ كَانَتْ فِي قَوم نُوح مَا أُهلِكُوا بالطُّوفان (1) ، أَوْ فِي قَوْمِ عادٍ مَا أُهلِكُوا بالرِّيح، أَوْ فِي (2) ثَمُودَ مَا أُهلِكُوا (3) بالصَّيحة؟
قَالَ أَبِي: هُوَ عُمَرُ بْنُ الحَكَم بْنِ ثَوْبان (4) .
قَالَ أَبُو محمَّد: بَيْنَ عُمَرَ بن الحَكَم (5) وبين النبيِّ (ص) رجلٌ (6) ، وَهُوَ مُرسَلٌ، وَهُوَ حديثٌ مُنكَرٌ.
2711 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ محمَّد بْنِ المُنكَدِر (7) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ؛ قال: بينا رسولُ الله (ص) مارًّا (8) في
_________
(1) في (ك) : «في الطوفان» .
(2) قوله: «في» سقط من (أ) و (ش) .
(3) في (ف) : «هلكوا» .
(4) الحديث رواه المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (211) من طريق ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ أبي الزناد، عن عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الحكم، به.
ورواه الدينوري في "المجالسة" (1298) من طريق الأصمعي، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حفص - وكان من خيار الناس - به.
(5) من قوله: «بن ثوب ... » مكرَّر في (ك) ؛ لانتقال النظر.
(6) الحديث رواه البيهقي في "الدلائل" (1/382) من طريق سعد بن عبد الحميد، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الحكم قال: حدثني بعض عمومتي وآبائي أنهم كانت عندهم ورقة ... فذكره.
(7) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (1868) . ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" (7/156) .
(8) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «مارٌّ» بالرفع على أنَّه خبر المبتدأ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ على أنَّه حالٌ منصوب سدَّ مسدَّ الخبر، وقد تقدم التعليق على نحوه في المسألة رقم (827) .(6/511)
السُّوق؛ إِذَا امرأةٌ تَهتِفُ: يَا رسولَ اللَّهِ (1) ، إنَّ لِي زَوْجًا يُجْفيني (2) وَلا يُدْنيني؛ ففَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ. فبعث رسولُ الله (ص) إِلَى زَوْجِهَا، فَسَأَلَهُ؟ فَقَالَ: إِنِّي لأُكرمُها وأُدنيها، قَالَ: فأَرْخَتْ دموعَها بشَهيقٍ، فَقَالَتْ: لا خيرَ فِي الْكَذِبِ، مَا فِي الأَرْضِ أبغضُ إليَّ مِنْهُ (3) . فتبسَّم رَسُولُ اللَّهِ (ص) ، وأخَذَ بطرَف قِناعها وَبِرَأْسِهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ، أَرِّي (4)
كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ (5) ، قَالَ: ثُمَّ ذهبَتْ (6) فلبثَتْ شَهْرًا (7) ، فَبَيْنَا النبيُّ (ص)
_________
(1) زاد بعده في النسخ عدا (ت) : «صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» .
(2) فِي (ت) و (ك) : «يخفيني» ، ولم تنقط الجيم في (أ) و (ش) . ومعنى «يُجْفيني» : يُبعِدُني، من أجفاه: إذا أبعدَه. انظر "اللسان" (ج ف و/14/148) .
(3) قوله: «منه» مكرر في (ش) .
(4) كذا في جميع النسخ: «أَرِّي» بإثبات الياء في آخره، وهو فعلُ أمر معتلُّ الآخر، فحقُّه أن يُبنى على حذف الياء: «أرِّ» ، على لغة جمهور العرب، وما في النسخ لغةٌ تخرَّج تخريجين، وقد تقدَّم التعليق على مثلها في المسألة رقم (1112) . قال ابن الأثير في "النهاية" (1/42) : «اللهم أرِّ بينهما» ، أي: أَلِّف وأَثْبِت الودَّ بينهما؛ من قولهم: الدابةُ تَأْري الدابةَ: إذا انضمَّت إليها، وألِفَت معها مَعْلَفًا واحدًا، وآرَيْتُها أنا..ورواه ابن الأنباري: «اللهم أرِّ كلَّ واحد منهما صاحبَه» ، أي: احْبِس كلَّ واحد منهما على صاحبه حتى لا ينصرفَ قلبُه إلى غيره، من قولهم: تأرَّيتُ في المكان: إذا احتبَسْتَ فيه، وبه سُمِّيت الآخِيَّةُ آرِيًّا؛ لأنها تمنعُ الدوابَّ عن الانفِلات. وسُمِّيَ المَعْلَفُ آرِيًّا مجازًا، والصَّوابُ في هذه الرواية أن يقال: «اللهمَّ أرِّ كُلَّ واحد منهما على صاحبه» ، فإن صحَّت الرواية بحذف «على» فيكون كقولهم: تعلَّقتُ بفلان، وتعلَّقتُ فلانًا» اهـ.
وانظر «غريب الحديث» لأبي عبيد (3/51-52) .
(5) اللفظُ في رواية أبي يعلى السابقة: «اللَّهُمَّ، أَدْنِ كلَّ واحدٍ مِنْهُمَا مِنْ صاحبه» .
(6) في (أ) و (ش) : «ثم فذهبت» .
(7) في (ت) و (ك) : «شهدا» .(6/512)
مارًّا (1) فِي السُّوق؛ إِذَا هِيَ قَدْ أقبلَتْ على رأسها أُدُمٌ، فألقَتْ، فَقَالَتْ: أشهدُ أَنَّكَ رسولُ اللَّهِ (ص) ، وَاللَّهِ مَا فِي الأَرْضِ أحبُّ إليَّ مِنْهُ؟
قَالَ أَبِي: هُوَ حديثٌ مُنكَرٌ.
2712 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ المَوْصِلي (3) ، عَنِ الحَكَم بْنِ ظُهَير، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن عبد الرحمن السُّدِّي، عن عبد الرحمن بن سَابِط، عن جابر ابن عبد الله؛ قال: أتى النبيَّ (ص) رجلٌ مِنَ الْيَهُودِ، يُقَالُ لَهُ: بُسْتاني اليهودي، فقال: يامحمد، أَخْبِرْنِي عَنِ الْكَوَاكِبِ الَّتِي رَآهَا يوسُف ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَر، لَيْسَ بشيء (4) .
_________
(1) كذا في جميع النسخ، وتقدم التعليق عليه في أول المسألة.
(2) نقل الزيلعي في "تخريج الكشاف" (2/161) حكم أبي زرعة على هذا الحديث.
(3) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (3635) .
وروى الحديثَ سعيد بن منصور في التفسير من "سننه" (1111) عن الحكم بن ظهير، به.
ومن طريق سعيد رواه العقيلي في "الضعفاء" (1/259) ، والبيهقي في "الدلائل" (6/277) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/216) .
ورواه البزار في "مسنده" (2220/ كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (3635) - وابن جرير الطبري في "تفسيره" (15/555) ، وابن أبي حاتم في "التفسير" (11332) تعليقًا، والدارقطني في "الأفراد" (107/ب/ أطراف الغرائب) من طرق عن الحكم بن ظهير، به.
ومن طريق أبي يعلى رواه ابن حبان في "المجروحين" (1/250-251) .
ورواه الحاكم في "المستدرك" (4/396) من طريق أسباط بن نصر، عن السدي، به.
(4) قال البزار: «لا نعلمه يُروى عن النبيِّ (ص) إلا بهذا الإسناد، والحكم فليس بالقوي، وقد روى عنه جماعة» .
وذكر العقيلي هذا الحديث وبعض الأحاديث المنتقدة على الحكم بن ظهير، ثم قال: «ولا يصحُّ من هذه المتون عن النبيِّ _ج شيءٌ من وجه ثابت» .
وقال ابن حبان: «وهذا لا أصلَ لَهُ مِنْ حَدِيثِ رسول الله (ص) » .
وقال الدارقطني: «تفرَّد به الْحَكَمِ بْنِ ظَهِيرٍ عَنِ السُّدِّيِّ إسماعيل، عنه» .
وقال ابن الجوزي: «هذا حديث موضوع على رسول الله (ص) ، وكأن واضعه قصد شَيْن الإسلام بمثل هذا» .(6/513)
2713 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيد أَبُو قُدامَة (1) ، عَنْ أَبِي عِمران الجَوْني (2) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: بَيْنَمَا النبيُّ (ص) جَالِسٌ مَعَ أَصْحَابِهِ؛ إِذْ جَاءَ جِبْرِيلُ، فنَكَتَ فِي ظَهْرِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى شَجَرَةٍ فِيهَا مثلُ وَكْرَي الطَّير ... ثُمَّ ذكرتُ لَهُمَا الحديث بطوله؟
_________
(1) روايته أخرجها سعيد بن منصور في التفسير من = = "سننه" (1256) .
ومن طريق سعيد رواه البزار في "مسنده" (58/ كشف الأستار) ، وابن خزيمة في "التوحيد" (2/520) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (302 و360) ، والطبراني في "الأوسط" (6214) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/316) . قال البزار: «وهذا لا نعلم رواه إلا أنس، ولا رواه عن أبي عمران إلا الحارث، وكان بصريًّا مشهورًا» .
فتعقَّبه الحافظ ابن حجر بقوله: «قلت: أخرج له الشيخان، وهو مع ذاك له مناكير؛ هذا منها» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ أبي عمران الجوني إلا الحارث» . وقال أبو نعيم: «غريب، لم نكتبه إلا من حديث أبي عمران، عن أنس، تفرَّد به عنه الحارث» .
وعزا الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (7/198) الحديث لسعيد بن منصور والبزار، ثم قال: «ورجاله لا بأس بهم، إلا أن الدارقطني ذكر له علَّة تقتضي إرساله» .
(2) هو: عبد الملك بن حبيب.(6/514)
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ كما رواه حمَّاد ابن سَلَمة (1) ، عَنْ أَبِي عِمران، عَنْ محمَّد بْنِ عُمَير بْنِ عُطارِد بْنِ حاجِبٍ الدَّارِيّ؛ قَالَ: بَيْنَمَا النبيُّ (ص) ... مُرسَلً (2) ، وذكَرَ الحديثَ.
فَقَالَ (3) : هَذَا الحديثُ هُوَ (4) الصَّحيحُ.
2714 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يونس، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عن النبيِّ (ص) ؛ في المِعْراج.
_________
(1) روايته أخرجها ابن المبارك في"الزهد" (220) .
ومن طريقه رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (55/38) .
وأخرجه أيضًا في (55/39) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَمَّادِ، به.
قال ابن عساكر: «هذا هو المحفوظ، وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حماد، فقال: عن محمد، عن أبيه» .
ونص البخاري في "التاريخ الكبير" (1/194 رقم597) على أن الرواية مرسلة، وتقدم ذكر ابن حجر لإعلال الدارقطني للحديث بالإرسال.
وقال أبو الشيخ في الموضع السابق من "العظمة": «ورواه ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عطارد بن حاجب ح، عن النبيِّ (ص) بمثل معناه، وهو الصَّحيح» .
وانظر "الإصابة" (10/73-74) .
(2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) كذا في جميع النسخ، والظاهر: أنَّ المراد: أبو حاتم وأبو زرعة، كما في السؤال والجواب السابقين لكن يخرَّج ما وقع هنا على الاجتزاء، والأصل: «فقالا» بألف المثنَّى، غير أن هذه الألف حذفت اكتفاءً بالفتحة على اللام قبلها، والاجتزاء لغة هوازن وعُلْيا قيس. انظر بيانها في التعليق على المسألة رقم (679) .
(4) المثبت من (ك) ، وفي بقية النسخ: «وهو» بالواو.
(5) تقدمت هذه المسألة برقم (315) و (316) .(6/515)
وَرَوَاهُ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعة، عَنِ النبيِّ (ص) .
فَقِيلَ لأَبِي: أيُّهما أشبهُ؟
قَالَ: أَنَا لا أعدِلُ بالزُّهري أحدًا مِنْ أَهْلِ عَصْرِهِ.
قَالَ أَبِي: أرجو أن يكونا جَميعًا صحيحَين.
وَقَالَ مرَّة: حديثُ الزُّهري أصحُّ.
قلتُ: وَقَدِ اخْتَلَفُوا عَلَى الزُّهري؟
قَالَ: نعم، منهم من يَقُولُ: عَنِ الزُّهري، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْب.
والزُّهريُّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أصحُّ.
2715 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ عبد الجبَّار بْنِ سَعِيدٍ المُساحِقي، عَنْ يَحْيَى بْنِ محمَّد بْنِ هَانِئٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ محمَّد بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ مُعاذ بْنِ جَبَلٍ؛ قَالَ: كَانَ وَشَلٌ (2)
بالطَّريق يخرُجُ مِنْهُ الماءُ، فيجتمعُ تحتَ ذَلِكَ الوَشَل
_________
(1) هو: محمد.
(2) في (ك) : «وشك» . والوَشَلُ: ماءٌ قليلٌ يَتَحَلَّبُ من جبلٍ أو صخرة يقطُر منه قليلاً قليلاً. "اللسان" (11/725) .
ولعل المرادَ بقوله: «كَانَ وَشَلٌ بِالطَّرِيقِ يَخْرُجُ مِنْهُ الماء» : جبلٌ أو صخرةٌ، وقد سماها باسم = = ما يخرُجُ منها من ماء، وهذا من باب إطلاق الشيء على ما يتعلَّق به، وهي جادَّة في العربية مسلوكة.(6/516)
ما يُرْوي الراكبَ والراكبين والثلاثة، يقال لها: وادي الشَّفيق (1) ، فقال رسولُ الله (ص) : مَنْ سَبَقَنَا إِلَى المَاءِ، فَلاَ يَقْرَبَنَّهُ، فسبقَهُ إِلَيْهِ ناسٌ مِنَ المنافقين، فاستَقَوا مِنْهُ، فلمَّا أَتَاهُ رسولُ اللَّهِ (ص) وَقَفَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يرَ فِيهِ شَيْئًا، فَقَالَ: مَنْ سَبَقَنَا إِلَى هَذَا المَاءِ؟ ، قَالُوا: فلانٌ وفلانٌ وفلان، فقال: أَوَ لَمْ نَنْهاكُمْ (2) أنْ لا يَقْرَبَنَّهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ حتَّى آتِيَهُ؟! ، فلعنهُم رسولُ الله، وَدَعَا عَلَيْهِمْ، ثُمَّ نَزَلَ رسولُ الله (ص) فَوَضَعَ يدَه تَحْتَ ذَلِكَ الوَشَلِ حَتَّى انصَبَّ فِي يَدِهِ مِنْهُ، ثُمَّ نَضَحَ فمَهُ ومَسَحَه، وَدَعَا اللَّهَ عزَّ وجلَّ فِيهِ بِمَا شَاءَ أَنْ يدعوَ، فانخَرَقَ مِنَ الْمَاءِ مَا يقولُ مَنْ سمعَه: إنَّ لَهُ لَحِسًّا مثلَ حِسِّ الصَّواعق، فشربَ النَّاسُ واستَقَوا.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: رَوَى هَذَا الحديثَ مالكٌ (3) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ أَبِي الطُّفَيل، عَن مُعاذ بن جبل، عن النبيِّ (ص) ، وَهُوَ الصَّحيحُ عِنْدِي، ومحمدُ بنُ مُسْلِمٍ هُوَ عِنْدِي: أَبُو الزُّبَير.
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والحديث في "سيرة ابن إسحاق" (4/527/ابن هشام) هكذا: «يقال له: وادي المُشَقَّق» ، وكذا رواه ابن جرير الطبري في "تاريخه" (3/350) عن ابن إسحاق، وبهذا الاسم ذكره ياقوت في "معجم البلدان" (5/135) نقلاً عن ابن إسحاق. وانظر "الثقات" لابن حبان (2/98) .
(2) كذا في جميع النسخ، ويخرَّج على لغة من يثبت حرف العلة مع الجازم، وهي لغة لبعض العرب، ووجِّهت توجيهين، ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) .
(3) في "الموطأ" (1/143 رقم328) . ومن طريقه أخرجه مسلم في "صحيحه" (706) عقب الحديث رقم (2281) . وانظر المسألة رقم (245) .(6/517)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الأُْمَرَاءِ وَالْفِتَنِ
2716 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عُبَيد ابن أَبِي قُرَّة (1) ، عَنِ اللَّيث بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي قَبِيل (2) ؛ قَالَ: سمعتُ أَبَا مَيْسَرَة (3) يَقُولُ: سمعتُ العبَّاس يَقُولُ: كنتُ عِنْدَ النبيِّ (ص) ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ لِي: انْظُرْ، تَرَى في السَّمَاءِ نَجْمً (4) ؟ ، قلتُ: نَعَمْ؛ قَالَ: مَا تَرَى؟ ، قَالَ: أَرَى الثُّرَيَّا؛ قَالَ: أَمَا (5) إِنَّهُ يَلِي هَذِهِ الأُمَّةَ كَعَدَدِهَا - أَوْ عَدَدُهَا - في صُلْبِكَ (6) ،
اثْنَان ِ في فِتْنَةٍ (7) ؟
_________
(1) سيأتي تخريج روايته آخر المسألة.
(2) هو: حُيَيّ بن هانئ المَعافري.
(3) هو: مولى العباس بن عبد المطلب.
(4) كذا في جميع النسخ، وفي رواية الخطيب: «نجمًا» وفي رواية أحمد وأبي بكر الشافعي: «من نجم» وفي رواية ابن عدي والحاكم: «مِن شيءٍ» ، وسيأتي تخريج رواياتهم. وما في نسخنا يخرَّج على أن قوله: «نَجْمً» جاء على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وأصل الكلام: «انْظُرْ أَتَرَى؟» ؛ وحُذِفَتْ هَمْزَةُ الاستفهام، وحَذْفُهَا جائزٌ في العربية.
(5) في (ف) : «أرى» بدل: «أما» .
(6) في مصادر التخريج الآتية: «من صلبك» . والمعنى: أمَا إنه سيلي هذه الأمة - في الإمارة والخلافة - مثلُ عدد نجوم الثريا - أو عددُها - مِن صُلْبِكَ» ـ وذلك إشارة إلى خلافة بني العباس، ثم يقول: «وسيلي اثنان من هؤلاء في فتنة» ، وفي "تاريخ بغداد" بعد ذكر الحديث: «والثريا يُختلف في عددها؛ يقولون: ثمانية، ويقولُ قومٌ: لا يوقف على عددها كثرة» ، وانظر لذلك ألفاظ الحديث في بقية مصادر التخريج، والله أعلم.
وبقي أن يقال: إنَّ الكاف في قوله: «كعددها» اسمٌ بمعنى «مِثل» - وليست هنا حرف جر- وهي فاعلٌ لقوله: «يلي» ، وهي على ذلك مضافٌ، وقوله: «عددِها» : مجرور بالإضافة، وقوله: «أو عددُها» بالرفع عطفًا على محل الكاف.
وانظر: "اللباب" للعكبري (1/361-362) ، و"همع الهوامع" (2/449-451) ، و"خزانة الأدب" (10/181-192 الشاهد رقم 829) .
(7) قوله: «اثنان في فتنة» كذا وقع في جميع النسخ، والتقدير: وسيلي اثنان منهم في فتنة، فلعلَّ = = المراد: أن اثنين منهم سيملكان في أثناء فتنة تحدُثُ، أو أنه سيتخلَّل ملكَهما فتنةٌ تجعله غير مستَقِرٍّ، وقد جاءت الرواية في بعض مصادر التخريج - كـ"مسند أحمد" وغيره-: «اثنين في فتنة» .(6/518)
قال: إنَّ (1) ، لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ غيرُ عُبَيد، وعُبَيدٌ صدوقٌ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ أَبِي صَالِحٍ (2) هَذَا الحديثُ.
قَالَ أَبُو محمَّد (3) : وحدَّثنا بهذا الْحَدِيث أَبُو سعيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ
_________
(1) قوله: «قال: إن» مكانه في (ك) : «قال أبي» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، ولك في «إن» ضبطان: التشديد «إنَّ» ، والتخفيف «إنْ» :
وفي المشددة وجهان: الأوَّل: أن تكون حرف جواب بمعنى «نعم» ، والمعنى: قال أبي: نعم، لم يَرْوِ ... إلخ، وقد جاءت «إنَّ» بمعنى «نعم» في كلام العرب شعره ونثره. انظر: "مغني اللبيب" (ص 50-51) .
والثاني: أن تكون حرف توكيد ونصب؛ تنصبُ الاسم وترفع الخبر، واسمها هنا: ضمير شأن محذوف، وخبرها الجملة بعدها، والتقدير: قال أبي: إنَّهُ [أي: إن الشأن] لم يَرْوِ ... إلخ. انظر في ضمير الشأن تعليقنا على المسألة رقم (854) .
وفي «إنْ» ساكنة النون: وجهٌ واحدٌ، وهو أن تكون مؤكدةً ناصبةً للاسم رافعة للخبر، وهي التي يسمِّيها النُّحاة: «إنْ المخفَّفة مِن الثقيلة» ، واسمها هنا: ضمير الشأن المحذوف، وخبرها: الجملة بعدها، والأصل: «إنَّه لم يَرْوِ ... إلخ» - كما في الوجه السابق- ثم خفِّفت «إنَّ» وحُذِف اسمها ضمير الشأن، فصارت: إنْ لم يَرْوِ ... .
(2) هو: عبد الله بن صالح، كاتب الليث بن سعد.
(3) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ف) و (ك) ، والمثبت من (أ) و (ش) ، وهو الأَوْلى؛ لأنَّ أبا سعيد المذكور: هو أحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سعيد، وهو شيخ لأبي محمد ابن أبي حاتم، ولم يذكر في شيوخ أبيه، وقد نقل ابن حجر في "لسان الميزان" (4/123) قال: «قال ابن أبي حاتم: حدَّثنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بن سعيد القطَّان، قال: ثنا عُبَيد بن أبي قُرَّة بهذا الحديث» . وانظر "الإصابة" (12/49) . وعلى ذلك فيخرَّج ما في (ت) و (ف) و (ك) على أن القائل: «وحدَّثنا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبُو سَعِيدِ» ليس هو أبا حاتم، وإنما هو أبو محمد، من باب الاستئناف بذكر روايته للحديث من طريق عُبَيد بن أبي قُرَّة مؤكدًا بها جواب أبيه، والله أعلم.(6/519)
سَعِيدٍ القطَّان (1) ؛
قَالَ: حدَّثنا عُبَيد بْنُ أَبِي قُرَّة، عَنِ اللَّيث بن سعد (2) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «العطار» .
وروايته أخرجها الخطيب في "تاريخه" (12/388-بشار عوّاد) من طريق المصنف، به. ونقل الخطيب عن ابن أبي حاتم أنه قال: «سمعت أبي - وذكَرَ هَذَا الْحَدِيثِ - فَقَالَ: هَذَا حديثٌ لم يروه إلا عبيد بن أبي قُرَّة، وكان ببغداد عند أحمد بن حنبل - أو يحيى بن معين، أنا أشكُّ - وكان يَضِنُّ به. ورأيته يستحسن هذا الحديث، وسُرَّ به حيثُ وجده عند ابن يحيى بن سعيد» .
ورواه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (280) - ومن طريقه الضياء في "المختارة" (8/385 رقم475) - وابن عدي في "الكامل" (5/350) ، والمستغفري في "الصحابة" - كما في "الإصابة" (12/49) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/351) من طريق أبي سعيد أحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سعيد، به.
ورواه أحمد في "مسنده" (1/209 رقم 1786) قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قرَّة، به.
ومن طريق أحمد رواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (12/387-بشار عوّاد) ، والضياء في "المختارة" (8/384 رقم 474) .
ورواه البخاري في "الكنى" (ص75) تعليقًا من طريق عبد الله بن محمد الجعفي، وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" كما في "الإصابة" (12/49) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري، والحاكم في "المستدرك" (3/326) وعنه البيهقي في "الدلائل" (6/518) ، والضياء في "المختارة" (8/386 رقم 476) من طريق ابن معين، والخطيب (11/97) من طريق حجَّاج، جميعهم عن عبيد بن أبي قرَّة، به.
(2) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (6/2) في ترجمة عبيد بن أبي قرَّة: «في قصة العباس، لا يتابع في حديثه» .
وقال العقيلي: «عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قرَّة، عَنِ الليث بن سعد، حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به» . وقال ابن عدي: «وهذا لم يروه عن الليث غير عبيد بن أبي قرَّة» .
وقال الحاكم عقب رواية يحيى بن معين، عن عبيد بن أبي قرَّة: «هذا حديث تفرَّد به عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قرَّة، عَنِ الليث، وإمامنا أبو زكريا [يعني: ابن معين]_ح لو لم يرضه، لما حدَّث عنه بمثل هذا الحديث» . وتعقَّبه الذهبي بقوله: «لم يصح هذا» .
وقال في "المغني" (2/420) في ترجمة عبيد بن أبي قرة: «تفرد بخبر ساقط في بني العباس: "يملك من صلبك يا عَمُّ بعدد الثريا» . وقال في "ميزان الاعتدال" (3/22) : «رواه أحمد بن حنبل في "مسنده"، وهذا باطل» .
= ... وتعقَّبه ابن حجر في "لسان الميزان" (4/123) فقال: «لم أر من سبق المؤلف إلى الحكم على هذا الحديث بالبطلان» ، ثم نقل قول أبي حاتم عن أبيه أنه كان يستحسن هذا الحديث ويُسَرُّ به. ولكنْ سبق إعلال البخاري والعقيلي لهذا الحديث، والله أعلم.(6/520)
2717 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق، عَنْ عُمَرَ (2) بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يحيى ابن أَبِي كَثير، عَنْ أَبِي حَازِمٍ مولى الأنصار: أنَّ رسولَ الله (ص) وقفَ عَلَى بَابِ قُبَّةٍ (3) فِيهِ نَفَر مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: إِنَّ لِي عَلَيْكُمْ حَقًّا، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: وَلِلأَئِمَّةِ مِنْ قُرَيْشٍ مِثْلُهُ، مَا أَقَامُوا فِيكُمْ ثَلاَثًا: إِنْ حَكَمُوا عَدَلُوا، وإِن ِ اسْتُرْحِمُوا رَحِمُوا، وإِنْ عَاهَدُوا وَفَوْا، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌٌ.
2718 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ [بَكْرُ] (4) بْنُ يونس، عن
_________
(1) انظر المسألة رقم (2774) .
(2) في (ش) : «معمر» ، وانظر "تهذيب الكمال" (21/340-341) .
(3) قوله: «قبة» سقط من (ك) . والقُبَّة من الخِيام: بيتٌ صغيرٌ مستديرٌ، وهو من بيوت العَرَب. "النهاية" (4/3) .
(4) في جميع النسخ: «بكير» ، عدا (ف) ، فإنه كتب فيها: «يونس بن بكير» ، ثم ضرب على «بن بكير» ، وألحق قبل «يونس» لحقًا ليكتبها - فيما يظهر - في الحاشية: «بكير بن» لكن لم يظهر في المصوَّرة شيء، والتصويب من "الجرح والتعديل" (2/393 رقم 1535) ، و"تهذيب الكمال" (4/232) ، وذكره ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (1/250) وقال: «بكير بن يونس ابن بكير، هو: بكر، كذا نبه عليه في "المغني"» . وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (7238) ، و"الكبير" (17/293 رقم 808) ، وفيهما: «بكر» على الصَّواب.(6/521)
مُوسَى بْنِ عُلَيّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُقْبَة بْنِ عَامِرٍ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِ (1)
عُمَّالِكُمْ وشِرَارِهِمْ؟ ، قَالُوا: بَلَى يَا رسولَ اللَّهِ، قَالَ: فَإِنَّ خِيَارَهُمْ خِيَارُهُمْ لَكُمْ، وتُحِبُّوهُ (*) ويُحِبُّكُمْ، وَتَدْعُونَ اللهَ لَهُ، وَيَدْعُونَ (2) اللهَ لَكُمْ، وشِرَارُهُمْ شِرَارُهُمْ لَكُمْ؛ مَنْ تُبْغِضُوهُ (*) ويُبْغِضُكُمْ، وتَدْعُونَ اللهَ عَلَيْهِ، ويَدْعُونَ (3) اللهَ عَلَيْكُمْ، قَالُوا: أَفَلا نقاتلُهم يَا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لاَ، دَعُوهُمْ مَا صَامُوا وصَلَّوا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
2719 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو حُذَيفة (4) ، عَنْ عِكْرِمَة بْنِ عمَّار، عَنْ شدَّاد (5) ، عَنْ أبيه؛ قال: خرج النبيُّ (ص) مِنْ بيتِ عَائِشَةَ، فأَوْمَأَ (6) بِيَدِهِ نحو المَشرِق، وقال: مِنْ هَهُنا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَان ِ؟
_________
(1) في (أ) و (ش) : «بخير» ، وكانت هكذا في (ف) ، ويبدو أنها صُوِّبت، ولكن لم يظهر التصويب في التصوير.
(
*) ... كذا في جميع النسخ في الموضعين: «تحبوه» و «تبغضوه» ، والجادَّة: «تحبونه» و «تبغضونه» ، وما في النسخ يخرَّج على أنه بحذف نون الرفع تخفيفًا بلا ناصب ولا جازم، ولا نون توكيد ولا نون وقاية، وهو لغة تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (1015) .
(2) في (ك) : «ويدعوا» .
(3) في (ف) : «ويدعوا» .
(4) هو: موسى بن مسعود النَّهْدي.
(5) هو: شدَّاد بن عبد الله القرشي، أبو عمار الدمشقي.
(6) في (ك) : «قالا فأومأ» ، ويبدو أنها كذلك في (ت) ، لكن لم تتضح في المصوَّرة.(6/522)
فَقَالا: أَخْطَأَ أَبُو حُذَيفة فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ إِنَّمَا هُوَ [عَنْ] (1) عِكرِمَة (2) ، عَنْ سَالِمٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ.
2720 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحاضِر (4) بْنُ المُوَرِّع (5) ، عن هشام ابن عُروَة، عَنْ وَهْب بْنِ كَيْسان، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) فِي الدَّجَّال: مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ وقَدْ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟
فَقَالا: هَذَا وَهَمٌ (6) ، وَهِمَ فِيهِ مُحاضِر (7) ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: هِشَامِ بْنِ عُروَة (8) ، عَنْ وَهْب بْنِ كَيْسان، عَنْ عُبَيد بْنِ عُمَير، عن النبيِّ (ص) ... ،
_________
(1) في جميع النسخ: «من» .
(2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (32430) ، وعنه مسلم في "صحيحه" (2905) .
ورواه البخاري في "صحيحه" (3511) ، ومسلم في "صحيحه" (2905) من طريق الزهري، عن سالم، به.
(3) هو: ابن عبد الله بن عمر.
(4) في (ف) : «مخاض» ، وفي بقية النسخ: «محاض» ، ثم صوِّبت في (أ) و (ش) .
(5) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (6780) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (1019) .
(6) قوله: «وهم» سقط من (أ) و (ش) ، وكأن في موضعها في (ش) علامةَ لَحَق، ولم يظهر اللَّحَقُ في المُصَوَّرة.
(7) في (ف) : «مخاض» ، وفي بقية النسخ: «محاض» ، ثم صوِّبت في (أ) و (ش) .
(8) روايته أخرجها مسدَّد في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (4521) - من طريق عبد الله بن داود، عنه به.
قال ابن حجر: «خالفه محاضر، فقال: عن هشام، عن وَهْب، عن عبد الله بن عمر ذ أخرجه ابن حبان، والأول أصحُّ مع إرساله» .
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (37536) ، ونعيم ابن حماد في "الفتن" (1535) من طريق أبي معاوية، عن هشام، عن وَهْب، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قال رسول الله (ص) : «لَيَصْحَبَنَّ الدجَّالَ قومٌ يقولون: إنا نَصحَبُه، وإنا لنعلَمُ أنه كذَّاب، ولكنَّا إنما نصحَبُه لنأكُلَ من الطَّعام ونرعى من الشَّجر، وإذا نزَلَ غضبُ الله نزَلَ عليهم كلِّهم» .
ورواه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (655) من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ، عن وَهْب، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: فذكره باللفظ السابق هكذا من قوله.(6/523)
مُرسَلً (1) .
2721- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثِ بَشير بْنِ المُهاجِر (2) ، عَنِ ابْنِ بُرَيدة (3) ، عَنْ أَبِيهِ؛ فِي قصَّة الجَسَّاسَة (4) : مَا عِلَّته؟
فَقَالا: لَهُ عَوْرة.
قلتُ: وَمَا هي؟
قالا: روى (5) عبد الوارث (6) ، عن حُسين ابن ذَكْوان المعلِّم، عَنِ ابْنِ بُرَيدة، عَنِ الشَّعبي، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْس، عن النبيِّ (ص) فِي ذَلِكَ.
قَالا: فَأَفْسَدَ (7) هَذَا الحديثُ حديثَ [بشير] (8) .
_________
(1) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصبُ على أنَّه حال، والرفع على أنَّه خبر ثانٍ، انظر تعليقنا على المسألة رقم (85) .
(2) روايته ذكرها الدارقطني في "العلل" (4/214/ب) .
(3) هو: عبد الله بن بُرَيدة بن الحُصَيب.
(4) الجساسة: دابة في جزائر البحر تَجُسُّ الأخبار، وتأتي بها الدَّجَّال. "لسان العرب" (6/38) .
(5) في (ف) : «رواه» .
(6) هو: ابن سعيد، وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2942) .
(7) في (ك) : «فاسد» .
(8) في جميع النسخ: «بشر» ، عدا (ت) فلم يتضح في مُصَوَّرتها، وتقدم في أول المسألة على الصَّواب.(6/524)
2722 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُونُسَ بْنِ بُكَير، عَنِ ابْنِ إسحاق (1) ، عن يزيد ابن أَبِي زِيَادٍ؛ قَالَ: دخلتُ عَلَى أَنَسٍ، فَقَالَ: سمعتُ رسولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ: بُعِثْتُ أَنَا والسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ؟
فَقَالا (2) : هَذَا وَهَمٌ، وَهِمَ فِيهِ يُونُسُ بْنُ بُكَير؛ وَإِنَّمَا هُوَ: عَنْ (3) زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ (4) .
2723 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ فُضَيل بن عِياض (5) ،
عن
_________
(1) هو: محمد.
(2) كذا في جميع النسخ، مع أنه ذكر أباه فقط في أول المسألة، فلعلَّه سقط في السؤال قوله: «وأبا زرعة» ، أو أنَّ الأصل: «فقال» ، وأشبعَ فتحة اللام فتولَّدت الألف؛ فهي ألف الإشباع لا ألف المثنى. وانظر في إشباع الحركات التعليق على المسألة رقم (228) .
(3) قوله: «عن» ليس في (أ) و (ش) .
(4) الحديث أخرجه أحمد في "المسند" (3/237 رقم 13483) من طريق إبراهيم بن سعد، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/355) تعليقًا من طريق حفص بن غياث، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى ابن عياش، عن أنس.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6504) ، ومسلم في "صحيحه" (2951) من طرق أخرى عن أنس.
(5) في (أ) : «غياض» بالمعجمة. وروايته أخرجها الطبرني في "الكبير" (1/156-157 رقم 367) و (20/53 رقم 91) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (484/ منتخبه) ، وفي "معرفة الصحابة" (593) ، والبيهقي = = في "شعب الإيمان" (5228) .
ووقع عند أبي نعيم في "الدلائل": «عبد الله بن سابط» بدل: «عبد الرحمن» .
ورواه الطيالسي في "مسنده" (225) ، والبزار في "مسنده" (1283) ، وأبو يعلى في "مسنده" (873) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (14/245) من طريق جرير ابن حازم، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (2092) -. وابن أبي عاصم في "السنة" (1130) ، وأبو يعلى في "مسنده" (874) ، والطبراني في "الكبير" (20/53 رقم 92) من طريق عبد الواحد بن زياد، كلاهما عن ليث به.
ومن طريق الطيالسي رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (595) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/159) ، و"دلائل النبوة" (6/341) .
ورواه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (334) من طريق المعتمر بن سليمان، عن ليث ابن أبي سليم، عن ابن سابط، عن النبي (ص) ، به مرسلاً.(6/525)
لَيْث (1) ، عن عبد الرحمن بْنِ سابِط، عَنْ أَبِي ثَعْلَبة (2) ، عَنْ مُعاذ وَأَبِي عُبَيدة؛ قَالا: قال رسولُ الله (ص) : إِنَّ هَذَا الأَمْرَ بَدَأَ رَحْمَةً ونُبُوَّةً، ثُمَّ تَكُونُ (3) رَحْمَةٌ وخِلاَفَةٌ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا علي بن نَصْر؛ قال: ثنا عثمان بن اليَمان، عن عبد السلام بْنِ حَرْب، عَنْ لَيْث، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ (4) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جُرْثوم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعاذ بْنِ جَبَلٍ، وَأَبِي عُبَيدة، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ: عَمْرُو بْنُ جُرْثُوم هُوَ: ابْنُ أَبِي ثَعْلَبة (5) .
قَالَ أَبِي: جوَّد هذا الحديث.
_________
(1) هو: ابن أبي سُلَيم.
(2) هو: الخُشَني، وسيأتي أن اسمه: جُرْثوم، وهو صحابيٌّ ح.
(3) كذا في (ت) و (ك) ، ومثله في "المعجم الكبير" للطبراني (20/53 رقم 91) ، وأهملت التاء في بقية النسخ، وجاء بالياء على صيغة التذكير في بقية مصادر التخريج، وكلاهما صحيحٌ، فوجه التأنيث: أنَّ الفعلَ تامٌ، والتذكير على أنَّه ناقصٌ.
(4) في (ش) : «أبي سابط» .
(5) وهذا يدلُّ على أن أبا حاتم يرجِّح أن اسمَ أبي ثعلبة الخُشَني: جُرْثوم، وكذا في "الجرح والتعديل" (2/543 رقم2257) . وفي اسمه خلافٌ كثير يُنظَر في "فتح الباري" (9/606) .(6/526)
2724 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق، عَنِ الثَّوري (1) ،
عَنِ الأعمَش، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمي (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ أَنَّهُ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: إِنِّي وَإِيَّاكَ (3) فِرْعَوْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ؛ يَرَون (4) أَنَّ الأعمَش أخذه من
_________
(1) روايته أخرجها الدارقطني في "العلل" (6/271) ، و"الأفراد" (270/أ) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/113) من طريق الفريابي، عن الثوري، به.
قال الدارقطني في "الأفراد": «تفرَّد به أبو مسعود الرازي أحمد بن الفرات، عن مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم» .
(2) في (ك) : «القمي» . وإبراهيم هذا هو: ابن يزيد بن شَريك التَّيمي.
(3) لم تنقط الكلمتان جميعًا في (أ) ، ووقعت الأولى في (ف) : «أبي» ، ولم تنقط في بقية النسخ. والثانية في (ش) : «وأباك» ، وفي (ت) و (ك) : «وإيَّاك» ، ولم تنقط في (ف) . ولفظ الدارقطني في "العلل" (1129) : «أحدنا فرعون هذه الأمة» ، وجعله مرفوعًا إلى النبي (ص) . ولفظ أبي نعيم: عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رسول الله (ص) لرجلين: «أحدهما فرعون هذه الأمة» ، فقال الآخر: أما أنا فلا. ولذا فالجادَّة فيما وقع في النسخ أن يقال: «إِنِّي أو إِيَّاكَ» ؛ لكنَّ مجيء الواو بمعنى «أو» جائز في العربية، وله شواهد، وقد أوضحنا ذلك في التعليق على المسألة رقم (794) .
وفي هذا الحديث من فنون البلاغة ما يسمَّى بالتعريض، قال الخطابي في "غريب الحديث" (2/250) : «ومن مذهب العرب: استعمال الكناية في كلامها، وترك التصريح بالسوء، وهو كقول بعض الصحابة لرجل: قد علمت أنَّ رسول الله (ص) قال: "إنَّ أحدنا فرعون هذه الأمة" يعنيه بذلك» ، وفي "النهاية" لابن الأثير (1/88) : «في حديث أبي ذر أنَّه قال لفلان: أشهدُ أن النبيَّ (ص) قال: " إنِّي أَوْ إيَّاك فرعونُ هَذِهِ الأمة"، ولكنَّه ألقاه إليه تعريضًا لا تصريحًا؛ كقوله تعالى: [سَبَإ: 24] {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ} ، وهذا كما تقول: أحدُنا كاذبٌ، وأنتَ تعلمُ أنك صادقٌ، ولكنَّك تعرِّض به» .
(4) في (ك) : «يروون» .(6/527)
حَكيم بْنِ جُبَير (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرّ.
وحَكيمٌ هُوَ نَحْوُ يُونُسَ بْنِ خَبَّاب (2) ، وَهُوَ ذاهبٌ فِي الضَّعف (3) .
2725 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: حدَّثنا النُّفَيلي (4) بِحَدِيثِ زُهَيْرٍ (5) ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْس، عَنْ ثَعْلَبة بْنِ عِبَاد، عَنْ سَمُرَة بْنِ جُنْدُب؛ فِي قصَّة الدَّجَّال، فلمَّا بَلَغَ: فَإِنَّهُ يُخْتَمُ عَلَيْهِ بِسَيِّئ (6) عَمَلِهِ (7) ؛ قال النُّفَيلي: صحَّف أحمد ابن يونس (8)
في هذا الحديث،
_________
(1) وهو ضعيف، ورمي بالتشيع كما في "التقريب" = = (1468) ، وهذا يعني أن الأعمش دلَّس، فأسقطه من الإسناد.
(2) في (ت) و (ك) : «حباب» ، والمراد: أنه مثله في التشيُّع.
(3) قال الدارقطني في "العلل" (1129) : «هو حديث يرويه الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التيمي، عَنِ أبيه، عن أبي ذر، واختلف عنه: فرواه الثوري، عن الأعمش كذلك.
ورواه أبو عوانة ومنصور بْن أَبِي الأسود، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ إبراهيم التيمي، وحكيم بن جبير ضعيفُ الحديث، وهو الصَّواب؛ فدل أنَّ رواية الثوري ومن تابعه مرسل» . اهـ.
(4) هو: عبد الله بن محمد بن علي.
(5) هو: ابن معاوية. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (8313) ، وأحمد في "مسنده" (5/16 رقم 20178) ، والنسائي في "سننه" (1484) ، والروياني في "مسنده" (847) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1397) ، والبغوي في "الجعديات" (2658) ، وابن حبان في "صحيحه" (2852) ، والطبراني في "الكبير" (7/191 رقم 6799) ، والحاكم في "المستدرك" (1/329-330) وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/339) . من طرق عن زهير، به. مطولاً ومختصرًا.
وسقط من مطبوع ابن خزيمة: «زهير بن محمد» وهو على الصَّواب في "إتحاف المهرة" (6/25) .
(6) في (ش) : «بشيء» .
(7) في رواية أحمد وابن خزيمة والطبراني والحاكم والبيهقي في ذكر الدجال: « ... ومن كفر به وكذَّبه لم يعاقَب بشيء من عمله ... » .
(8) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1184) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/329 و333) . وليس عندهما موضع الشاهد.
ومن طريق أبي داود رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (3/309) .(6/528)
فَقَالَ: بِشَيْءٍ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: بِسَيِّئ عَمَلِهِ (1) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وفَرِحَ بِمَا أَخْطَأَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ فَرَحًا شَدِيدًا.
2726- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ (2) ، عَنْ شُعبة، عَنْ قتادة، عن عبد الله بْنِ عُتْبة - أَوِ ابْنِ أَبِي عُتْبة-، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: ليُحَجَّنَّ هَذَا البيتُ [ولَيُعْتَمَرَنَّ] (3) بَعْدَ خُرُوجِ يأجوجَ ومأجوجَ.
قلتُ: رَوَى (4) هَذَا الحديثَ أبانُ العطَّار (5) ،
عَنْ قتادة، عن عبد الله
_________
(1) قال أحمد في روايته: وقال حسن الأشيب [يعني: في روايته عن زهير] : «بسيِّئٍ من عمله» .
(2) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الحاكم في "المستدرك" (4/453) من طريق الإمام أحمد، عن ابن مهدي، عن شعبة، به مرفوعًا بلفظ: «لا تقوم الساعة حتى لا يُحَجَّ البيت» .
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد أوقفه أبو داود عن شعبة، والله أعلم، وقد صحَّ وثبت عن رسول الله (ص) أن البيت يُحَج ويعتمر بعد خروج يأجوج ومأجوج» . وجاء عن ابن مهدي من وجه آخر يأتي تخريجه.
(3) في جميع النسخ: «ولَيُعْمَرَنَّ» ، والتصويب من مصادر التخريج.
(4) في (ك) : «رواه» .
(5) هو: أبان بن يزيد. وروايته أخرجها عفان بن مسلم في "جزئه" (12/ب) وعنه، ابن أبي شيبة في "المصنف" (37532) ، وأحمد في "مسنده" (3/64 رقم 11617) .
ورواه أحمد (3/27 و48 رقم 11217 و11455) من طريق سويد بن عمرو الكلبي وعبد الصمد بن عبد الوارث، وابن خزيمة في "صحيحه" (2507) ، والحاكم في "المستدرك" (4/453) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/16) من طريق ابن مهدي، ثلاثتهم عن أبان، به.
ورواه البخاري في "صحيحه" (1593) من طريق الحجاج بن الحجاج، وأحمد في "مسنده" (3/28 رقم 11219) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1030) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2507) من طريق عمران القطان، كلاهما عن قتادة، به.
= ... وانظر "فتح الباري" (3/455) ، و"تغليق التعليق" (3/67-68) كلاهما للحافظ ابن حجر.(6/529)
ابْنِ أَبِي عُتْبة (1) ، عَنْ أَبِي سعيد، عن النبيِّ (ص) ؛ فأيُّهما الصَّحيح؟
قَالَ أَبِي: سمعتُ أَبَا زِيَادٍ حمَّاد بْنَ زَاذَانَ يحدِّث عن عبد الرحمن هَذَيْنِ الحديثَين، ثُمَّ قَالَ: سمعتُ عبد الرحمن يَقُولُ: مَا أَرَى أَبَانَ إِلا وَقَدْ حَفِظ.
قَالَ أَبِي: حديثُ أَبَانٍ أصحُّ مِنْ حَدِيثِ شُعبة.
2727 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُؤَمَّل (2) ، وزيدُ بْنُ حُباب (3) ، عن حمَّاد ابن سَلَمة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عن
_________
(1) في (ك) : «عقبة» .
(2) هو: ابن إسماعيل.
(3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (3418/كشف الأستار) .
ورواه الحاكم في "المستدرك" (4/495) من طريق علي بن عثمان اللاحقي وعبد الصمد بن عبد الوارث، كلاهما عن حماد، به.
وقد جاء ما يدلُّ على أن الاختلاف من حماد بن سلمة نفسه، فإنه كان يرفعه مرة، ومرة لا يرفعه، ومرة يشك، فقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/286 رقم 14047) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3527) ، كلاهما من طريق عفان بن مسلم، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس؛ قال: كنا نتحدَّث أنه لا تقوم الساعة ... ، الحديث. ثم قال عفان: «ذكره مرة حماد هكذا، وقد ذكره عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبي (ص) لايشكُّ فيه. وقد قال أيضًا: عن أنس عن النبي (ص) فيما يَحسَبُ» .
وقد رواه معاذ بن حرملة الأزدي، عن أنس مرفوعا كما سيأتي في التعليق آخر المسألة.
وأصل الحديث متفق عليه من طريق قتادة، عن أنس؛ قال: لأحدِّثنَّكم حديثًا لا يحدِّثكم أحدٌ بعدي؛ سمعت رسول الله (ص) يقول: «من أشراط الساعة: أن يقلَّ العلم، ويظهرَ الجهل، ويظهر الزِّنى، وتكثُرَ النساء، ويقلَّ الرجال، حتى يكونَ لخمسين امرأةً القيِّمُ الواحد» . أخرجه البخاري (81) ، ومسلم (2671) .(6/530)
النبيِّ (ص) : لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُمْطِرَ السَّمَاءُ، وَلا تُنْبِت (1) الأَرْضُ، وحَتَّى يَكُونَ لِلْخَمْسِينَ امْرَأَةً القَيِّمُ الوَاحِدُ؟
قَالَ أَبِي وأَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَنَسٍ، مَوْقُوفٌ (2) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ حُبابٍ (3) لا أعرفُه (4) .
2728 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالسي (5) ،
_________
(1) في (ت) و (ك) : «ولا ينبت» .
(2) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(3) من قوله: «هذا خطأ ... » إلى هنا ساقط من (ت) و (ك) ، وفي (أ) : «خباب» بالخاء المعجمة بدل: «حباب» .
(4) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/140 رقم12429) ، والبزار في "مسنده" (3415/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4340) ، والحاكم في "المستدرك" (4/513) من طريق زيد بن الحباب؛ قال: حدثني حسين بن واقد؛ حدثني معاذ بن حرملة الأزدي؛ قال: سمعت أنسًا يقول: قال رسول الله (ص) : «لا تقومُ الساعة حتى يُمْطَرَ الناسُ مطرًا عامًّا، ولا تُنبِتُ الأرضُ شيئًا» .
(5) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2258) من طريق محمود بن غيلان، والإسماعيلي في "معجمه" (3/786) ، والطبراني في "الأوسط" (4835) من طريق عمار بن رجاء، كلاهما عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، عَنْ شعبة، عن عاصم والأعمش، عن أبي وائل، به. وزاد الترمذي مع عاصم والأعمش: حماد بن أبي سليمان. وأخرجه الإسماعيلي في الموضع السابق؛ من طريق عمار بن رجاء أيضًا، عن الطيالسي، عن حماد ابن سلمة، عن عاصم، به. ورواية حماد هذه أخرجها الطيالسي في "مسنده" (408) .
ورواه البزار في "مسنده" (2893) من طريق موسى بن إسماعيل التَّبوذكي، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِم، عَنْ أَبِي وائل، عَن حذيفة، به.(6/531)
عَنْ شُعبة (1) وحمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وائلٍ (2) ، عَنْ حُذَيفة؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: أيُّكم يحفَظُ مَا قَالَ رسولُ الله (ص) فِي الْفِتْنَةِ؟ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أبو زرعة: «لا أعرفُه مِنْ حَدِيثِ شُعبة» ، وأَنكَره (3) .
قلتُ: فَهُوَ خطأٌ؟
قَالَ: مَا (4) أَدْرِي مَا أقولُ لَكَ فِيهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ أَرَى أنَّ أَبَا دَاوُدَ وَهِمَ فِيهِ؛ لَيْسَ فِيهِ شُعبة، لَيْسَ يَعرِفُ هَذَا الحديثَ شُعبةُ؛ إِنَّمَا هُوَ: حمَّاد بْنُ سَلَمة فَقَطْ.
2729 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (5) ، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُريِّ - أَوْ غَيْرِهِ -، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
_________
(1) في (ت) و (ك) : «يحفظ عن شعبة» ، وضُبب فيهما على قوله: «يحفظ» .
(2) هو: شقيق بن سلمة.
(3) أي: أنكره من حديث شعبة عن عاصم، وإنما هُوَ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عاصم، به.
والحديث رواه البخاري في "صحيحه" (3586) من طريق شعبة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن حذيفة، به.
(4) قوله: «ما» سقط من (ك) .
(5) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وذكر الدارقطني في "العلل" (8/313) رواية حماد فقال: «وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَن عبيد الله، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هريرة قوله» . كذا موقوفًا وبلاشك.(6/532)
عن النبيِّ (ص) : سَبْعَةٌ فِي ظِلِّ العَرْشِ (1) يَوْمَ لا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ؟
قَالَ أبي: والناسُ يقولون: عن عُبَيدالله (2) ، عن خُبَيب (*) بن عبد الرحمن، عَنْ حَفْص بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: لَمْ يَضبِط حمَّاد، فَأَدْخَلَ فِيهِ الشَّكَّ، وتخلَّص، والصَّحيحُ: عَنْ خُبَيب (*) ، عَنْ حَفْص، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) (3) .
2730 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ أَبِي حيَّان (4) ، عَنِ الشَّعبي (5) ، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي أوَّل الآيَاتِ خُروجًا ... ؟
قَالا (6) : يخالفون حمَّادً (7) فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ يَقُولُونَ: [أَبُو] (8)
_________
(1) في (ك) : «العرض» .
(2) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (660 و1423 و6479 و6806) ، ومسلم في "صحيحه" (1031) .
(*) ... في (أ) و (ش) و (ك) : «حبيب» بالحاء المهملة، وفي (ف) بإهمال جميع الأحرف.
(3) ذكر الدارقطني في "العلل" (1588) الاختلاف في هذا الحديث، ومن ذلك مخالفة حماد بن سلمة، فقال: «وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَن عبيد الله، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هريرة قوله، والصَّحيح قول حماد بن زيد ويحيى ومن تابعهما، عن عبيد الله» ؛ يعني: عن عبيد الله، عَنْ خُبَيْبٍ، عَنْ حفصٍ، عَنْ أبي هريرة، مرفوعًا.
(4) هو: يحيى بن سعيد بن حيَّان.
(5) هو: عامر بن شَراحيل.
(6) في (ت) و (ك) : «مالا» .
(7) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف، وحُذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(8) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، وقد تقدم على الصواب.(6/533)
حيَّان (1) ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عمرو بن جَرير، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) ، وَهَذَا أشبهُ: عَنْ أَبِي زُرْعَةَ (2) عن عبد الله، والوَهَمُ من حمَّاد.
2731 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو حَفْص الصَّيْرَفي (3) ؛ فَقَالَ: أَفَدتُّ عفَّانَ (4) : حدَّثنا سُفيان (5) ،
عَنْ عَاصِمٍ (6) ، عَنْ زِرٍّ (7) ، عن عبد الله (8) ، فِي المَهْدي، فحدَّثه بِهِ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، فَقَالَ: لَيْسَ كَذَا أُرِيدُ، فلقَّنه فتلقَّنه، ثُمّ قَالَ: مَا هَكَذَا حدَّثنا سُفيان، وَلَكِنْ لا بَأْسَ بِهِ؟
قَالَ أَبِي: مَا أخوفَني أَنْ يَكُونَ أَبُو حَفْص غَلِطَ، لَيْسَ هَذَا كلامَ
_________
(1) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (2/201 رقم 6881) ، ومسلم في "صحيحه" (2941) .
(2) من قوله: «بن عمرو بن جرير ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ لانتقال النظر.
(3) هو: عمرو بن علي الفَلاَّس.
(4) هو: ابن مسلم الباهلي الصَّفَّار.
(5) يروي عمرو بن علي الفَلاَّس أبو حفص الصيرفي عن سفيان بن عيينة كما في "تهذيب الكمال" (22/162) ، ويروي عن سفيان الثوري بواسطة، وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عَن عَاصِمٍ، عَن زِرٍّ، عن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (ص) : «لا تقومُ الساعةُ حتى يملكَ الناسَ رجلٌ من أهل بيتي، يُواطئ اسمُه اسمي، واسمُ أبيه اسمَ أبي، فيملَؤها قسطًا وعدلاً» . أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (6824) .
وسفيانُ في هذه المسألة هو: الثوري، بدليل قول يحيى بن سعيد القطَّان: «ما هكذا حدثنا سفيان» ، ويحيى بن سعيد هو راوية سفيان الثوريِّ، وقد أخرج روايتَه عنه الإمام أحمد في "المسند" (1/377 رقم3573) ، وأبو داود في "سننه" (4282) ، والطبراني في "الكبير" (10218) .
(6) هو: ابن أبي النَّجود المعروف بابن بَهْدَلَة.
(7) هو: ابن حُبَيش.
(8) في (ك) : «عبيد الله» . وعبد الله هذا هو: ابن مسعود ح.(6/534)
يَحْيَى، لَمْ يَكُنْ يَحْيَى مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي يقولُ (1) : لا بأسَ بِمِثْلِ هَذَا، لا أَدْرِي مِنْ أَيْنَ جَاءَ بِهِ أَبُو حَفْص؟!
2732 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْحَاقُ الأزرَق (2) ، عَنِ العَوَّام بْنِ حَوْشَب (3) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْف الشَّيْباني؛ قَالَ: أَتَيْنَا أَبَا ذَرّ بالرَّبَذَة (4) ؛ فقال: سمعتُ النبي (ص) يَقُولُ: إِنَّهُ يَكُونُ بَعْدِي سُلْطَانٌ؛ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ [يُذِلَّهُ] (5) ، خَلَعَ (6) رِبْقَةَ (7) الإِسْلاَمِ مِنْ
_________
(1) كذا في جميع النسخ، عدا (ش) ، ففيها: «من الرجال الذين يقول» ، والجادَّة أن يقال: «من الرجال الذين يقولون» ، وما أثبتناه يمكن تخريجه في العربية:
فـ «الَّذي» أصلها «الَّذين» ، وحذفت نونها تخفيفًا؛ استطالة بالصِّلة؛ كما في قوله تعالى: [التّوبَة: 69] {وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا} في أحد الأقوال، فالأصل: كالذين خاضوا، انظر: "المفصل" للزمخشري (ص179-181 باب الموصولات) ، و"سر صناعة الإعراب" لابن جني (2/537) ، و"الدر المصون" (1/156-159) ، و (6/83-84) .
وأما «يقول» فتخرج على أنَّ المراد: «يقولون» وحذفت نون الرفع بلا ناصب ولا جازم، ولا نون توكيد ولا نون وقاية، تخفيفًا، فصارت: «يقُولُوا» ، ثم حذفت واو الجماعة، واجتزئ عنها بضمة اللام، والاجتزاء بالحركات عن حروف المد لغة هوازن وعُلْيا قيس، فانظر لحذف نون الرفع: التعليق على المسألة رقم (1015) ، وانظر للاجتزاء: التعليق على المسألة رقم (679) .
(2) هو: إسحاق بن يوسف.
(3) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (560) من طريق يزيد بن هارون عن العوام، به مختصرًا، وليس فيه موضع الشاهد.
(4) في (ت) : «بالربد» ، وفي (ك) : «بالدبد» . والرَّبَذَةُ: من قرى المدينة على ثلاثة أيام، قريبة من ذات عِرْقٍ على طريق الحجاز إذا رحلت من فَيْد تريد مكة، وبهذا الموضع قبرُ أبي ذَرٍّ الغِفاري ح. "معجم البلدان" (3/24) .
(5) في جميع النسخ: «يدخله» ، والتصويب من مصادر التخريج الآتية.
(6) قوله: «خلع» سقط من (ك) .
(7) في (ت) و (ك) : «الله» بدل: «ربقة» .
والرِّبْقَةُ في الأصل: عُرْوةٌ في حَبْلٍ تُجعل في عُنُق البهيمة أو يَدِها تُمْسِكها، فاسْتعارها للإسلام؛ يعني: ما يَشُدُّ به المُسلمُ نفْسَهُ من عُرَى الإسلام؛ أي: حُدُوده وأحكامه وأوامِره ونواهِيه. "النهاية" (2/190) .(6/535)
عُنُقِهِ ... ، فَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا أَخْطَأَ فِيهِ إِسْحَاقُ؛ رَوَاهُ غيرُ إِسْحَاقَ (1) ، عَنِ (2) العَوَّام، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْف، عَنْ رجلٍ مِنْ عَنَزَة، عَنْ أَبِي ذَرّ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ.
2733 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْل بْنُ تمَّام (4) ، عَنْ عِمران (5) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عبد الله بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمة، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي المَهْدي (6) ؟
قَالَ أَبِي: أسقَطَ (7) مِنَ الإِسْنَادِ رَجُلا؛ رَوَاهُ (8) عفَّان (9) ، عن
_________
(1) الحديث رواه أحمد في "مسنده" (5/165 رقم 21460) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1020) ، والبيهقي في "الشعب" (6989) و"الاعتقاد" ص (305) من طريق يزيد بن هارون، عن العوام، به.
وقرن أحمد في رواية محمد بن يزيد بيزيد بن هارون.
(2) قوله: «عن» سقط من (ك) .
(3) انظر المسألة الآتية برقم (2740) .
(4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (23/295 رقم 656) عن أحمد ابن موسى الشامي البصري، عن سَهْلُ بْنُ تَمَّامٍ، عَنْ عِمْرَانَ الْقَطَّانِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الخليل، عن عبد الله ابن الحارث، عن أم سلمة، به.
(5) هو: ابن داوَر القطَّان.
(6) سيأتي لفظه في المسألة الآتية برقم (2740) .
(7) يعني: سهل بن تمام.
(8) في (ف) : «ورواه» .
(9) هو: ابن مسلم الباهلي الصَّفَّار. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (37212) ، وابن شبَّة في = = "تاريخ المدينة" (1/309) ، والطبراني في "الكبير" (23/389 رقم 930) و"الأوسط" (9459) .
ورواه أبو داود في "سننه" (4288) من طريق عمر بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ القطان، به.(6/536)
عِمران، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الخليل (1) ، عن عبد الله بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمة، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (2) .
2734 - أَخْبَرَنَا (3) أَبُو محمَّد عبد الرحمن ابن أبي حاتِم (4) ؛ قَالَ: [حَدَّثَنَا أَبِي؛ قَالَ] (5) :
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْن (6) ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ (7) ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن عمرو ابن مُرَّة، عَنْ أَبِي عُبَيدة (8) ، عَنْ أبي
_________
(1) هو: صالح بن أبي مريم.
(2) عرض الدارقطني في "العلل" (5/172/أ) الاختلاف في هذا الحديث، ولم يرجِّح.
(3) انظر ما تقدم في المسألة رقم (1801) ، وما سيأتي في المسألة رقم (2797) .
(4) قوله: «عبد الرحمن بن أبي حاتم» ليس في (ف) .
(5) مابين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولابُدَّ منه؛ فإن القائل: «حدَّثنا عمرو بن عون» هو أبو حاتم وليس ابنَهُ أبا محمد، ويَدُلُّ على ذلك أمور:
الأول: أنَّ عمرو بن عون توفِّي سنة (225 هـ) ، وذلك قبل ولادة ابن أبي حاتم سنة (240 هـ) أو (241 هـ) ؛ وكان عمرو بن عون من شيوخ أبي حاتم.
الثاني: أن ابن أبي حاتم يروي عن عمرو بن عون بواسطة أبيه كما في المسألة رقم (1123) و (2566) .
الثالث: ظاهر السياق: أنَّ الكلام لأبي حاتم؛ ففي آخر المسألة السابقة: «قَالَ أَبِي: أَسْقَطَ مِنَ الإِسْنَادِ رجلاً ... الخ» ، وفي آخر هذه المسألة: «قَالَ أَبِي: رَأَى أَبُو زُرْعَةَ هذا الحديث في كتابي ... » ، وإنما رآه مِنْ رواية أبي حاتم، وهذا يشهد لما قلناه، والله أعلم.
(6) في (ش) و (ك) : «عوف» . وروايته تقدم تخريجها في المسألة رقم (1801) .
(7) هو: ابن عبد الله الواسطي.
(8) هو: ابن عبد الله بن مسعود.(6/537)
موسى، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لَمَّا وَقَعَ النَّقْصُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ... .
قَالَ أَبِي: رَأَى أَبُو زُرْعَةَ هَذَا الحديثَ فِي كِتَابِي؛ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ هَذَا قطُّ! وبقي (1) ، ثم رآني (2) بَعْدَ أَيَّامٍ، فَقَالَ: ألقَيتُه عَلَى محمَّد بْنِ مُسْلِمٍ (3) ، فَقَالَ: هَذَا حدَّثنا بِهِ عَمْرُو بْنُ مَيْمون (4) .
2735 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خالد ابن خِداش، عَنْ أَبِي (5) عَوْن بْنِ (6) أَبِي رُكبة - وَقَالَ خَالِدُ مرَّة: عَوْن بْنُ أَبِي رُكبة -، عَنْ غَيْلان بْنِ جَرير، عَنْ أَنَسٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : السُّلْطَانُ ظِلُّ اللهِ فِي الأَرْضِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌٌ، وابن أبي رُكبة مجهولٌ (7) .
_________
(1) أي: وبقي ساكتًا. انظر التعليق على المسألة رقم (1902) .
(2) يشبه أن تكون في النسخ: «رأى» .
(3) يعني: ابن وارة.
(4) كذا! والذي يغلب على الظن أنه متصحِّف عن «عمرو ابن عون» ، ولم نجد في هذه الطبقة من اسمه: «عمرو ابن ميمون» ، والحديث معروف من رواية عمرو بن عون، عن خالد كما تقدم.
(5) ضبَّب ناسخ (ف) على قوله: «أبي» .
(6) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «بن» .
(7) في ترجمة أَبِي عَوْنِ بْنِ أَبِي رُكْبَةَ من "الجرح والتعديل" (9/414 رقم2021) قال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عنه؟ فقال: هو مجهول، والحديث الذي رواه منكر» .
وللحديث طرق أخرى عن أنس انظرها في "الضعفاء" للعقيلي (3/354) ، و"غريب الحديث" للخطابي (1/707) ، و"فضيلة العادلين" لأبي نعيم (32) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/162) ، و"الشعب" (6990) ، و"المقاصد الحسنة" للسخاوي (رقم 207) ، و"السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (745 و1661) .(6/538)
2736 - وسمعتُ أَبِي وسُئِلَ (1) عَنْ حديثِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَة (2) ، عَنْ قَيْس بْنِ عُبَادٍ؛ قَالَ: قُلْتُ لعمَّار بْنِ يَاسِرٍ: أرأيتُم قِتَالَكُمْ، أَرَأْيٌ رَأَيْتُمُوهُ؛ فإنَّ الرأيَ يُخطِئ ويُصيب، أو عَهْدٌ عَهِدَهُ إليكم النبيُّ (ص) ؟ ... ، وَفِي آخِرِ الْحَدِيثِ قَالَ - وأحسَبُه -: حدَّثني حُذَيفة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: فِي أُمَّتِي اثْنَا عَشَرَ مُنَافِقًا؟
فَقَالَ: هَذَا يقولُهُ قَيْس بن عُبَادٍ، عن حُذَيفة، وليس كلُّ إنسانٍ يَقُولُهُ (3) .
2737 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ زيد، عن
_________
(1) في (أ) و (ت) و (ش) : «سئل» بلا واو.
(2) هو: المنذر بن مالك.
(3) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/390 رقم 23319) ، ومسلم في "صحيحه" (2779) من طريق أسود بن عامر، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الحجَّاج، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ قيس؛ قال: قلت لعمار: أرأيتُم صنيعكم هذا الذي صنعتُم في أمر عليٍّ، أرأيًا رأيتموه، أو شيئًا عهده إليكم رسولُ الله (ص) ؟ فقال: ما عهد إلينا رسولُ الله (ص) شَيْئًا لم يعهده إِلَى الناس كافَّةً، ولكن حذيفة أخبرني عن النبيِّ (ص) قال: قال النبيُّ (ص) : «في أصحابي اثنا عشر منافقًا، فيهم ثمانيةٌ لا يدخلونَ الجنَّة حتى يَلِجَ الجملُ في سَمِّ الخِياط، ثمانيةٌ منهم تكفيكَهم الدُّبَيْلة» ، وأربعةٌ لم أحفَظْ ما قال شعبة فيهم.
وهذا يدلُّ على أن الراوي عن حذيفة هو عمار بن ياسر، وليس قيس بن عباد. وقد أخرجه الإمام أحمد في المسند (4/319-320 رقم18885) ، ومسلم أيضًا من طريق مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ، عَنْ شعبة، وفيه قال شعبة: وأحسَبه قال: حدثني حذيفة. وهذا إنما يفيد شكَّ شعبة في أن عمارًا قال ذلك.
(4) تقدَّمت هذه المسألة بتمامها برقم (2266) ، وانظر المسألة الآتية برقم (2767) .(6/539)
يُونُسَ (1) ، وأيُّوبَ (2) ، عَنْ محمَّد (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: إنَّ الملائكةَ تَلْعَنُ أحدَكُم إِذَا (4) أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بحَديدَة؟
قَالَ أَبِي: قَدْ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنِ أيُّوبَ ويونسَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: فأيُّهما الصَّحيحُ؟ موقوفٌ أو مُسْنَدٌ؟
قَالَ: المسندُ أَصَحُّ.
2738 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعتَمِر (6) ، عَنْ لَيْث (7) ، عَنْ سَعِيدِ بن عامر، عن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : إِنَّ في أُمَّتِي نَيِّفً (8) وسَبْعِينَ دَاعِيًا إِلَى النَّارِ، ولَوْ (9) شِئْتُ لَأَنْبَأْتُكُمْ بِأَسْمَائِهِمْ وأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ؟
قَالَ أَبِي: يَرْوون هَذَا الحديثَ عن ابن عمر (10) ، وسعيدٌ
_________
(1) هو: ابن عبيد.
(2) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.
(3) هو: ابن سيرين.
(4) في (ت) : «إذ» .
(5) انظر المسألة المتقدِّمة برقم (2262) .
(6) هو: ابن سليمان.
وروايته أخرجها الهروي في "ذم الكلام" (634) .
(7) هو: ابن أبي سُليم.
(8) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب من «نيِّف» جريًا على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وقد جاء على الجادَّة بالألف «نيِّفًا» في مصادر التخريج.
(9) في (ت) و (ك) : «لو» بلا واو قبلها.
(10) في (أ) و (ش) : «أبي عمر» .
وتقدم تخريج الحديث مطولاً من روايته في المسألة رقم (2262) .(6/540)
لا يُعرَفُ (1) .
2738/أ - وسألتُ أَبِي (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَة، عَنْ حمَّاد بْنُ زَيْدٍ (3) ، عَنْ ثَابِتٍ (4) ؛ قَالَ: كتَبَ إِليَّ سعيدُ بنُ أَبِي بُرْدَة [حديثًا] (5) يَرُدُّهُ إِلَى جَدِّه (6) ؛ أَنَّهُ قَالَ: لَمْ يبقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلا فِتْنَةٌ منتظَرَةً، أو كَلاًّ (7) مُحزِنً (8) ؟
_________
(1) وكذا قال عنه أيضًا في "الجرح والتعديل" (4/48 رقم 207) .
(2) هذه المسألة بتمامها ليست في (ت) و (ك) .
(3) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (ص81) من طريق حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ؛ قَالَ: كَتَبَ إِليَّ سَعِيدُ بْنُ أبي بُرْدَة: قال أبو موسى: إنه لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلا فتنةٌ منتظَرة، وكَلٌّ محزن.
(4) هو: ابن أسلم البُناني.
(5) تقرأ في النسخ: «حدثنا» بالمثلثة، بعدها نون، لكن لم تنقط النون، والصواب: «حديثًا» بالمثناة التحتيَّة بعدها مثلثة، فلعلَّ ما في النسخ سهو من النُّسَّاخ، والله أعلم.
(6) جَدُّه: هو أبو موسى الأشعري ح.
(7) كذا، وسيأتي الكلام عليه، والكَلُّ: هو الثِّقَلُ من كُلِّ ما يُتَكَلَّف. "النهاية" (4/198) .
(8) قوله: «لَمْ يُبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلا فتنةً منتَظَرةً، أو كَلاًّ مُحْزنً» ؛ كذا بَنَيْنا الفعل «يُبْقَ» لما لم يُسَمَّ فاعله، وضبطنا الكلمات بعد «إلا» بالنصب؛ لثبوت الألف في «كَلاًّ» ، والجادَّةُ بناءُ الفعل لما سمِّي فاعله ورَفْعُ ما بعد «إلا» على الفاعلية كما سبق نقله عن المطبوع من = = "ذم الدنيا" لابن أبي الدنيا، لكنْ يخرَّج ما في النسخ على إنابة الجار والمجرور «من الدنيا» مناب الفعل مع وجود المفعول به منصوبًا، وهو قوله: «فتنةً منتظرةً ... » ، وهذا جائز على قول الكوفيين ومن وافقهم من النحاة. وعلى ذلك يخرَّج ما ورد في بقية مصادر التخريج، ففيها أنَّ أبا موسى قال: «ما يُنْتَظَرُ من الدنيا إلا كَلاًّ مُحزنًا، أو فتنةً تَُنتظَرُ» . وانظر تعليقنا على المسألة رقم (252) .
وقوله: «مُحْزِنً» كذا ورد بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب تمشِّيًا مع لغة ربيعة، وقد تقدم تعليقنا عليها في المسألة رقم (34) .(6/541)
قَالَ أَبِي: سعيدُ بنُ أَبِي بُرْدَة لَمْ يَسْمَعْ مِنْ جَدِّه (1) ، وغيرُهُ يَرْوِيهِ يَقُولُ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه (2) .
2739 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ زَيْدٍ (3) ،
عَنْ مُجالد (4) ، عَنْ قَيْس بْنِ أَبِي حَازِمٍ (5) ، عَنِ الصُّنابِحي؛ قَالَ: قال
_________
(1) وكذا قال في "المراسيل" (ص76 رقم269) .
(2) أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (5) ، ووكيع في "الزهد" (66) ، كلاهما عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بردة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، به.
ومن طريق ابن المبارك أخرجه هناد في "الزهد" (505) ، ومن طريق هناد أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/260) .
(3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/351 رقم 19087) ، والطبراني في "الكبير" (8/78 رقم 7414) . وعند أحمد: «الصنابحي، وربما قال: الصنابح» .
ورواه أحمد (4/351 رقم86-19) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1452) من طريق عباد بن عباد، عن مجالد ابن سعيد، به.
ورواه الحميدي في "مسنده" (798) ، والبخاري في "التاريخ الأوسط" (1/300/الصميعي) ، وأحمد في "مسنده" (4/349 و351 رقم19069 و19083-19084) ، وابن ماجه في "سننه" (3944) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/220) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2540 و2541) وفي "السنة" (739) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/23) ، وابن حبان في "صحيحه" (6446 و6447) ، والطبراني في "الكبير" (8/79 و80 رقم 7415 و7416) من طرق عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، به.
واختُلف على إسماعيل في صحابي الحديث فقيل: «الصنابحي» وقيل: «الصنابح» ، قال البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/300) : «والصَّحيح: الصنابح» .
وكذا قال في "التاريخ الكبير" (4/327) .
وانظر "العلل الكبير" للترمذي (1 و172) ، و"الإصابة" (5/158-159) .
(4) هو: ابن سعيد. وفي (ف) : «مخالد» .
(5) في (ك) : «حاتم» .(6/542)
رسولُ الله (ص) : أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ، وإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ؛ فَلاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الصُّنابِح (1) بْنِ الأعْسَر (2) ، وَلَهُ صُحبة، والصُّنابحيُّ لَيْسَتْ لَهُ صُحبة (3) .
2740 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الصَّمد بن عبد الوارث (5) ،
عَنْ هِشَامٍ (6) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صالح أبي الخَليل، عن
_________
(1) في (ف) : «الصنابحي» .
(2) في (ت) و (ك) يشبه أن تكون: «الأعس» .
(3) وقال المصنف في "المراسيل" (ص122 رقم439) : «سمعتُ أبي يقول: الصُّنابحي هم ثلاثة: الذي يروي عنه عطاء بن يسار، فهو: عبد الله الصُّنابحي، لم تصحَّ صحبتُه. والذي روى عنه أبو الخير، فهو: عبد الرحمن ابن عسيلة الصُّنابحي، يروي عن أبي بكر الصديق، وعن بلال، ويقول: قدمتُ المدينة وقد قُبض النبي (ص) قَبلي بخمس ليالٍ، ليست له صُحبة. والصُّنابح بن الأعسر له صحبة، روى عنه قيس بن أبي حازم، ومن قال في هذا: الصُّنابحي، فقد وهم» .
وروى برقم (437) عن ابن معين قوله: «الصُّنابحي: عبد الرحمن بن عسيلة، قدم بعد وفاة النبي (ص) ، ليست له صُحبة» ، ونقل برقم (438) عن أبي زرعة قوله: «الصُّنابحي الذي له صحبة هو: الصُّنابح بن الأعسر الأحمَسي، والذي ليست له صحبة هو: الصُّنابحي، واسمه: عبد الرحمن بن عسيلة، قدم على النبيِّ (ص) ، فلم يلحَقْه، توفي النبي (ص) وهو بالجُحْفَة» .
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (2733) .
(5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/316 رقم 26689) .
ورواه أحمد في الموضع السابق من طريق حرمي بن عمارة، وإسحاق في "مسنده" (1954) من طريق وَهْب ابن جرير بن حازم، وأبو داود في "سننه" (4286) من طريق معاذ بن هشام، ثلاثتهم عن هشام، به.
(6) هو: ابن أبي عبد الله الدَّسْتوائي.(6/543)
صاحبٍ لَهُ، عَنْ أُمِّ سَلَمة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يَكُونُ اخْتِلاَفٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ ذَاهِبٌ إِلَى مَكَّةَ، فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَيُخْرِجُونَهُ وهُوَ كَارِهٌ، فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ والمَقَامِ، ويُبْعَثُ إِلَيْهِمْ بَعْثُ الشَّامِ، فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالبَيْدَاءِ.
فقلتُ لأَبِي: مَنْ صاحبُهُ هذا؟
قال: عبد الله بْنُ الْحَارِثِ.
2741 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَبَّان (1) بْنُ هِلالٍ (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا سُلَيمان بْنُ كَثير، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عَنْ عُمارَة بْنِ عُبَيد - شَيْخٍ مِنْ خَثْعَم كَبِيرٍ (3) - قَالَ: سمعتُ رسول الله (ص) يُذاكرنا (4) خمسَ فِتَنٍ، أَعلَمُ أَرْبَعَةً (5) ، قَدْ مَضَتْ، والخامسةُ هِيَ فِيكُمْ يَا أَهْلَ الشَّام - وذاكَ عِنْدَ هزيمة عبد الرحمن بن محمَّد بن الأَشْعَث -،
_________
(1) في (ش) : «حيان» .
(2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (6/495) تعليقًا، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/245) ، وابن عدي في "الكامل" (3/288) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5236) .
قال ابن عدي: «وهذا يرويه عن داود سليمانُ بن كثير، ولا أعلم يرويه غيره» .
(3) في (ش) : «كثير» .
(4) لم تنقط في (ش) وفي بقية النسخ: «تذاكرنا» . وفي مصادر التخريج السابقة: «يذكُرُ» .
(5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أربعًا» ؛ لأن المعدود مؤنَّث، وهو «الفتن» ، لكن تأنيث العدد هنا صوابٌ أيضًا؛ لعدم ذكر المعدود، وقد تقدم تفصيل ذلك في تعليقنا على المسألة رقم (713) .(6/544)
فَإِنْ (1) أَدْرَكْتَ الخامسةَ، واستطعْتَ أَنْ تقعُدَ فِي بَيْتِكَ فافعَلْ، وَإِنِ استطعْتَ أَنْ تبتغيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ فتدخُلَ فِيهِ، فافعَلْ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عُمارَة، عَنْ رجلٍ لَمْ يُسَمَّ، عن النبيِّ (ص) (2) .
2742 - وسمعتُ أَبِي يقولُ فِي حديثٍ حدَّثه محمَّد بن أبي
_________
(1) في (ت) و (ك) : «قال» بدل: «فإن» .
(2) معنى هذا: أن عمارة ليست له صحبة، وهذا يخالف ما في "الجرح والتعديل" (6/366 رقم2020) ، حيث ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنه قال: «عمارة بن عبيد له صُحبة» ، فلعلَّ أبا حاتم رجع عن قوله بصحبته، وهو الصواب. ولم يطَّلع الحافظ ابن حجر على كلام أبي حاتم في "العلل" فذهب يتعقَّبه في "الإصابة" (7/70-71) ، و"تعجيل المنفعة" (2/620-621 رقم 1551) في قوله: «له صحبة» ، ورجَّح ابن حجر ما رواه الإمام أحمد في "المسند" (5/73 رقم20696) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5237) من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بن أبي هند، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يقال له: عمار؛ قال: أَدْرَبْنا - أي: دخلنا الدَّرْب، وكل مدخل إلى الروم دَرْبٌ - عامًا، ثم قَفَلْنا، وفينا شيخٌ من خَثْعَم، فذكر الحديثَ من رواية ذلك الشيخ الذي لم يُسَمَّ.
قال ابن حجر في "الإصابة": «والمحفوظُ في هذا ما أخرجه أحمد» . وقال أيضًا: «والحاصلُ أن داود بن أبي هند تفرَّد بهذا الحديث، فاختُلف عليه في اسم شيخه، هو صحابيُّ هذا الحديث؟ أو الصَّحابيُّ شيخ من خَثْعَم؟ فالأول لم يترجَّح عندي فيه شيء، والثاني: الراجح أن شيخ داود تابعي، والصحابيُّ خثعمي لم يُسَمَّ، والله أعلم» .
وقال في "تعجيل المنفعة": «والذي في "المسند" أصوبُ» ، ثم ذكر قول أبي حاتم: «له صحبة» ، ثم قال: «وهذا مقلوبٌ مخالفٌ لجميع ما تقدَّم، والصحبة إنما هي للخثعمي الذي لم يُسَمَّ، وعمارةُ هو الراوي عن الصحابي، لا الصحابي» . اهـ.(6/545)
صَفْوان (1) ، عن عبد الرحمن بْنِ مَهْدي (2) ،
عَنْ محمَّد بْنِ أَبِي الوَضَّاح؛ قَالَ: حدَّثني ثابتٌ أَبُو سَعِيدٍ - لقيتُه بالرَّيِّ - عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَر: أنَّ عَلِيًّا قَامَ خَطِيبًا، فحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أيُّها (3) النَّاسُ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بركوبهِمُ المَعاصي، ولم يَنهاهُم (*) الرَّبَّانِيُّون والأَحْبار، فلمَّا تَمادَوا فِي المَعاصي، ولم يَنهاهُم (*) الربانيُّون والأَحْبار؛ أنزلَ اللَّهُ بِهِمُ العُقوبات، فَمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وانْهَوا عَنِ المُنكر قَبْلَ أَنْ ينزلَ بِكُمْ مَا نَزَل (4) بِهِمْ، إنَّ هَذَا الأَمْرَ يَتَنَزَّل مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ كقَطْر المَطَر إِلَى كُلِّ نفسٍ بِمَا قدَّر اللَّهُ لَهَا مِنْ زيادةٍ أَوْ نُقْصَانٍ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ.
قَالَ أَبِي: أَحسَبُ ابنَ أَبِي صَفْوان أَخْطَأَ فِي قَوْلِهِ: «ثابت أبو سَعِيدٍ (5) » ؛ أَرَادَ أَنْ يَقُولَ: «ثَابِتٌ أَبُو حَمْزَةَ الثُّمالي» ؛ لأنَّ ابْنَ أَبِي الوَضَّاح يُكْنى: أَبَا سَعِيدٍ.
_________
(1) في (ت) و (ك) : «محمد بن صفوان» .
(2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (2/164) تعليقًا.
وقال ابن أبي حاتم في "التفسير" (3/15/ب) ذكر يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/501-502) من طريق يحيى بن حسان كلاهما (أبو داود ويحيى) عن محمد بن مسلم ابن أبي وضَّاح، به.
(3) في (ش) : «يا أيها» .
(*) ... كذا في جميع النسخ بإثبات الألف، وهو مضارع معتل الآخر مجزوم، فالقياس في مثله: «لم يَنْهَهُمْ» بحذف حرف العلة من آخره. وما في النسخ لغةٌ لبعض العرب تخرَّج على تخريجين، ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) .
(4) في (ك) : «فأنزل» .
(5) في (أ) و (ش) : «ابن سعيد» .(6/546)
2743 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ (1) رَوَاهُ نائلُ بنُ نَجِيح، عَنْ شَريك (2) ، عَنْ أَبِي حَصِين (3) ، عَنْ أَبِي خالد الوالِبي (4) ،
عن مُعاذ ابن جبل، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ المُسلِمِينَ شَيْئًا، فَاحْتَجَبَ عَنْ ذَوِي الضَّعفَةِ والحَاجَةِ؛ احْتَجَبَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌٌ.
2744 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحُسَيْنُ بْنُ سَلَمة بْنِ أَبِي كَبْشَة؛ قَالَ: حدَّثني شَيخٌ من بني (5) سُلَيم (6) يُكْنى: أَبَا جَعْفَرٍ السُّلَيْمي (7) ؛ قَالَ: حدَّثتني عمَّتي مَرْجانة ابْنَتُ (8) المُشَاش؛ قالت (9) : سمعتُ أبي، مُشَاشً (10) ، يُحدِّث عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قال: قال
_________
(1) من قوله: «ابن أبي الوضاح يكنى ... » إلى هنا مكرر في (ك) .
(2) هو: ابن عبد الله، النَّخَعي القاضي، وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/238 رقم 22076) من طريق حسين بن محمد، والبغوي في "الجعديات" (2309) عن علي بن الجعد، والطبراني في "الكبير" (20/152 رقم 316) من طريق حنيفة بن مرزوق، ثلاثتهم عن شريك، به.
(3) هو: عثمان بن عاصم.
(4) في (ك) : «الواليي» .
وأبو خالد هذا مشهور بكُنيته ومختلَف في اسمه، فقيل: هُرْمُز، وقيل: هَرِم.
(5) قوله: «بني» سقط من (ك) .
(6) في (ت) و (ك) : «سلميمة» .
(7) في (ك) : «السلمي» .
(8) في (ك) : «ابنة» ، وهو الجادَّة، وما في النسخ صحيح أيضًا، ويوجَّه على لغة لبعض العرب، وبها نزلت بعض آيات القرآن. وقد علقنا على ذلك في المسألة رقم (6) .
(9) في (ش) يشبه أن تكون: «قال» .
(10) كذا في جميع النسخ، وهو علم مصروف، حذفت منه ألف التنوين على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .(6/547)
رسولُ الله (ص) : إِذَا حُرِّفَتِ الأَرْضُ رِكَابًا (1) ، وبُنِيَتِ المَسَاجِدُ عَلَى أَبْوَابِ الدُّورِ؛ فَقَد (2) اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ، وَقَالَ: تِلْكَ (3) مَسَاجِدُ الكَسَلِ والحَمِيَّةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
2745 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَكَمُ بنُ مُوسَى (4) ،
عَنِ الهيثَم بْنِ حُمَيد، عَنْ حَفْص (5) ، عَنْ مَكْحول، عن أنس؛ قال: يارسولَ اللَّهِ، مَتَى (6) يُترَكُ الأمرُ بِالْمَعْرُوفِ والنَّهيُ عَنِ المُنكر؟ فَقَالَ: إِذَا كَانَ العِلْمُ فِي رِذَالِكُمْ ... ، فَذَكَرَ الحديثَ؟
_________
(1) في (أ) و (ف) : «حرقت الأرض ركابا» ، وفي (ش) و (ت) : «حرفت ... » ، ولم تنقط الفاء في (ك) ، فلعلَّ وجه العبارة هكذا: «إذا جُرِّفَت الأرضُ رَكايا» كنايةً عن حفر الرَّكايا وهي: الآبار، والركون إلى الزَّرع. والله تعالى أعلم.
(2) في (ف) : «فقال» .
(3) قوله: «تلك» سقط من (أ) و (ش) .
(4) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح المشكل" (3350) ، وابن عدي في "الكامل" (2/394) ، والبيهقي في "الشعب" (7149) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (1049) .
ورواه ابن ماجه في "سننه" (4015) ، وابن عبد البر في "الجامع" (1050) من طريق زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/185) ، والبيهقي في = = "الشعب" (7150) ، وابن عبد البر في "الجامع" (1048) من طريق محمد بن عائذ، كلاهما عن الهيثم ابن حميد، به.
ورواه أحمد في "مسنده" (3/187 رقم 12943) من طريق زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، عن حفص بن غيلان، به. كذا بإسقاط الهيثم بن حميد.
(5) هو: ابن غَيْلان، أبو مُعَيْد.
(6) في (ك) : «قال متى» .(6/548)
قَالَ أَبِي: حدَّثني العبَّاسُ بنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَد بعلَّة هَذَا الْحَدِيثَ، وخلافِه فِي الإِسْنَادِ.
قَالَ أَبِي: حدَّثني العباسُ بْنُ الْوَلِيدِ؛ قَالَ: حدَّثني أَبِي؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو مُطيع مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ واقِد، عَنْ مَكْحُول، عَنْ كَثير بْنِ مُرَّة، عَنْ رجلٍ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) ؛ قيل: يارسول اللَّهِ، مَتَى يُترَكُ الأمرُ بِالْمَعْرُوفِ، والنَّهيُ عن المنكر؟
قال أبي: فكأنَّ هَذَا أشبهُ مِنْ ذَاكَ.
فقلتُ (1) لأَبِي: مَنْ (2) حَفْصٌ هَذَا؟
قَالَ: حَفْصٌ أبو مُعَيْدٍ (3) .
2746 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سعيدُ بنُ مَسْلَمة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة (4) ،
عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص)
_________
(1) في (أ) و (ف) و (ش) : «قلت» .
(2) قوله: «من» ليس في (ف) ، وموضعه علامة لحق، ولم يظهر شيء في الحاشية.
(3) في (ت) و (ف) و (ك) : «أبو معبد» .
(4) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (4/483) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن إسماعيل، به.
والحديث رواه معمر في "جامعه" (20777) عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ رجل - قال معمر: أراه سعيد - عن أبي هريرة، به.
ومن طريق معمر رواه نعيم بن حماد في "الفتن" (1981) . وليس عنده: «قال معمر: أراه سعيد» .
وقوله: «وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقترب» رواه أحمد (2/441 رقم 9691) ، وأبو داود في "سننه" (4249) .
والطحاوي في "شرح المشكل" (2299) من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة، به مرفوعًا.(6/549)
قَالَ: وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، يُوشَِكُ العَرَبُ أَنْ تُصْبِحَ (1) فِي شَرٍّ بَيْنَ شَرَّيْنِ: إِنْ عَصَوْا قُتِلُوا، وإِنْ أَطَاعُوا دَخَلُوا النَّارَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (2) .
2747 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (3) عَنْ حديثٍ اختُلِفَ فِيهِ عَنْ محمَّد بن إسحاق: فيروي محمَّد بْنُ سَلَمة، عَنْ محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ أنه قال: لَيَهْبِطَنَّ عِيسَى بنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَادِلاً، وإِمَامًا مُقْسِطًا، ولَيَسْلُكَنَّ فَجَّ (4) الرَّوْحَاءِ (5) حَاجًّا أَوْ مُعتَمِرًا، ولَيُسَلِّمَنَّ عَلَيَّ فَلَأَرُدَّنَّ عَلَيْهِ.
_________
(1) في (ت) و (ك) : «يصبح» .
(2) قال الدارقطني في "العلل" (2059) : «يرويه إسماعيل ابن أمية عنه، واختُلف عنه، فرواه [محمد بن] مصعب ابن صدقة القرقساني، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، به.
وخالفه جعفر بن الحارث أبو الأشهب، رواه عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ المقبري، عن أبي هريرة موقوفًا، وهو أشبه بالصَّواب» .
وما بين معقوفين زيادة من محقق "العلل".
(3) في (أ) : «أبي زرعة» .
(4) في (ك) : «مج» .
(5) هو: موضعٌ بين مكة والمدينة، كان طريقَ رسول الله (ص) إلى بدرٍ وإلى مكة عام الفتح، وعام الحجِّ. "معجم البلدان" (4/236) .(6/550)
وَرَوَى (1) يُونُسُ بْنُ بُكَير، عَنْ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ (2) ،
عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ عَطَاءٍ مَوْلَى أُمِّ صُبَيَّة (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ... ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: قَدِ اختُلِفَ فِيهِ عَنْ محمَّد بْنِ سَلَمة فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
حدَّثنا أحمدُ بنُ أَبِي شُعَيب (4) ، فَقَالَ فِيهِ: عَنْ محمَّد بْنِ سَلَمة (5) ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وحدَّثنا أَبُو (6) الأصْبَغ (7) عبد العزيز بْنُ يَحْيَى الحَرَّاني، عَنْ محمَّد بْنِ سَلَمة، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ عَطَاءٍ مَوْلَى أُمِّ صُبَيَّة (8) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؛
_________
(1) في (ف) : «ورواه» .
(2) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (2/595) من طريق يعلى بن عبيد، عن محمد بن إسحاق، به.
ووقع في "المطبوع": «عطاء مولى أم حبيبة» . قال محقق "إتحاف المهرة" (15/413) : «وهو خطأ، والصواب: «عطاء مولى أم صبَّية» كما في مخطوطة المستدرك 2/275/ب» اهـ. وانظر "الموضح" للخطيب (1/343) .
(3) في (ك) : «ضبية» .
(4) في (ت) : «أبي شعبة» . وأحمد هذا هو: ابن عبد الله بن أبي شعيب.
وقد تابعه ابنه الحسن فيما أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (47/493) .
(5) من قوله: «في هذا الحديث ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(6) قوله: «أبو» سقط من (ف) .
(7) المثبت من (ت) ، وفي بقية النسخ: «الأصبع» . وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (18/215) .
(8) في (ك) : «ضبية» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ف) .(6/551)
وَهَذَا أصحُّ (1) .
2748 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه (2) سُلَيمان بن عبد الرحمن ابن شُرَحْبيل (3) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عيَّاش؛ قال: حدَّثني عبد الرحمن ابن البَيْلَماني، عن عبد الله بْنِ فَرُّوخ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ (4) : تَكُونُ فِتْنَةٌ القَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ القَائِمِ؟
قَالَ أَبِي: هذا خطأٌ؛ إنما هو: عبد الله بْنُ فَرُّوخ (5) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) الحديث رواه مسلم في "صحيحه" (155) من طريق الليث، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عن عطاء بن ميناء مولى ابن أبي ذباب، عن أبي هريرة، به مرفوعًا.
وأصل الحديث رواه البخاري في "صحيحه" (2222 و2476 و3448) ، ومسلم (155) من طريق سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هريرة، به مرفوعًا.
وانظر "العلل" للدارقطني (1709) .
(2) في (ك) : «روا» . وفي هامش النسخة (أ) كتب بخط مغاير يبدو أنه خط محمد بن العطار ما نصه: «عبد الرحمن بن البَيْلَماني» .
(3) هو: سليمان ابن ابنة شرحبيل، كما سبق بيانه في المسألة رقم (1186) .
(4) قوله: «قال» سقط من (ت) و (ف) و (ك) .
(5) روايته أخرجها الهروي في "ذم الكلام وأهله" (1/425-426 رقم115) من طريق يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ خالد بن أبي عمران، عن عبد الرحمن البَيْلماني، عن عبد الله بْنُ فَرُّوخَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) أنه قال: «ستكون فتنة صمَّاء عمياء، مَنْ أشْرفَ لها استَشْرَفَت له، اللسانُ فيها كوَقْع السَّيف» .
ورواه أبو داود في "سننه" (4264) ، والطبراني في "الأوسط" (8717) ، وابن بطة في "الإبانة" (2/598-599 رقم768/كتاب الإيمان) من طريق يحيى ابن سعيد الأنصاري، به.
ووقع عند أبي داود وابن بطة: «عبد الرحمن بن هُرْمُز» ، وعند الطبراني: «عبد الرحمن بن فروخ» بدل: «عبد الله ابن فروخ» .(6/552)
قلتُ لأَبِي: فإسماعيلُ بنُ عيَّاش سَمِعَ من عبد الرحمن بْنِ البَيلَماني؟
قَالَ: مَا أَدْرِي ما هذا! إنَّ عبد الرحمن بْنَ البَيلَماني يحدِّث عَنْهُ حَبيب بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، ويحدِّث عَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وسِماك بْنُ الفَضْل.
قلتُ: مِنْ أَيْنَ هُوَ؟
قَالَ: قَدِ اشْتَبَهَ عَلَيْنَا! يحدِّث عنه أهلُ الْمَدِينَةِ: رَبِيعَةُ الرَّأْي، وابنُ المُنكَدِر، ويحدِّث عَنْهُ محمَّد ابنُه (1) ، ويحدِّث عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ: حَبيبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَمِنْ أَهْلِ اليَمامة: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، ويحدِّث عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ: سِماكُ بنُ الفَضْل، وَقَدِ اشْتَبَهَ عَلَيْنَا: مَنْ أَدْرَكَ؟ وَمِنْ أَيِّ بلدٍ هُوَ؟ وَقَدْ رأيتُ فِي حديثٍ: «ابْنِ البَيْلَماني مَوْلَى عُمَرَ» (2) .
2749 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو سُمَيْرٍ حَكيمُ بنُ خِذام (3) ،
_________
(1) يعني: محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني.
(2) انظر ترجمته في "الجرح والتعديل" (5/216 رقم 1018) ، ويقال له أيضًا: «عبد الرحمن بن أبي زيد» = = كما في "الجرح والتعديل" (5/236 رقم 1117 و1118) .
(3) في (ف) و (ش) : «خزام» . وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/220) ، والدارقطني في "الأفراد" (208/ب/أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "فضيلة العادلين" (43) ، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (130) ، والخطيب في "الموضح" (2/70-71) .
ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "الشعب" (6983) .
قال الدارقطني: «تفرَّد به عبد الملك بن عمير، عن الربيع، وتفرَّد به حكيم بن خذام؛ يكنى أبا سُمَير» .(6/553)
عن عبد الملك بْنِ عُمَير، عَنِ الرَّبيع بْنِ عُمَيْلَة، عن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : تَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يُفْسِدُونَ، ومَا يُصْلِحُ اللهُ بِهِمْ أَكْثَرُ: فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ بِالحَقِّ؛ فَلَهُمُ الأَجْرُ، وعَلَيْكُمُ الشُّكْرُ، ومَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ بِغَيْرِ ذَلِكَ؛ فَعَلَيْهِمُ الوِزْرُ، وعَلَيْكُمُ الصَّبْرُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَأَبُو سُمَيْر متروكُ الْحَدِيثِ.
2750 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عفَّان (1) ، عن همَّام (2) ، ورواه عبد الوارث (3) ، عن ابن جُحادَة (4) ، عن عبد الرحمن بْنِ ثََرْوان (5) ، عَنْ هُزَيل (6) ، عَنْ أبي موسى، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي الْفِتْنَةِ: اكْسِرُوا قِسِيَّكُمْ (7) ... ، الْحَدِيثَ.
_________
(1) هو: ابن مسلم الباهلي الصفَّار. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (37111) ، وأحمد في "مسنده" (4/408 رقم 19663) ، والروياني في "مسنده" (585) ، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (114) ، والبيهقي في "الشعب" (4938) ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (64/7) .
ورواه الترمذي في "جامعه" (2204) من طريق سهل ابن حماد، به.
(2) هو: ابن يحيى.
(3) هو: ابن سعيد. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/416 رقم19730) ، وأبو داود في "سننه" (4259) ، وابن ماجه (3961) ، وابن أبي عاصم في "الديات" (87) ، والفريابي في "صفة المنافقين" (105) ، وابن حبان في "صحيحه" (5962) ، والطبراني في "الأوسط" (8563) .
(4) في (أ) : «جحاحة» . وهو: محمد.
(5) في (ت) و (ك) : «شروان» .
(6) في (أ) و (ش) و (ف) : «هذيل» بالذال.
(7) القِسِيُّ: جمعُ قَوْسٍ، ويُجمع أيضًا على: أقْواس، وقِياس. انظر "المصباح المنير" (2/519) .(6/554)
وَرَوَاهُ أَبُو سَلَمة (1) ، عَنْ همَّام، عَنِ ابْنِ جُحادَة، عَنْ هُزَيل (2) بْنِ شُرَحْبيل، عَنْ أَبِي مُوسَى، عن النبيِّ (ص) ؟
قال أبي: الصَّحيحُ: حديثُ عبد الرحمن بْنِ ثَروان.
2751 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه مُعاذُ ابنُ خالد العَسْقَلاني (3) ،
_________
(1) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذَكي.
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «هذيل» بالذال.
(3) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (1520 و6667) ، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقَّاق في "جزئه" - كما في "الإصابة" (2/272) - ومن طريقه ابن عبد البر في "أسد الغابة" (2/37) .
وانظر "الجرح والتعديل" (8/250/ ترجمة معاذ بن خالد العسقلاني) .(6/555)
عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ نَافِع بْن جُبَير بْن مُطْعِم، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النبيِّ (ص) فِي الحِجْرِ، فمَرَّ الحَكَم بْنُ أبي العاص، فقال النبيُّ (ص) : وَيْلٌ (1) لأُمَّتِي مِمَّا فِي صُلْبِ هَذَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
2752- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه ضَمْرَة (2) ، عن ابن
_________
(1) قوله: «ويل» ليس في (ف) .
(2) هو: ابن ربيعة الفلسطيني. وروايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (1306) ، والدارقطني في "الأفراد" (315/أ/أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/134) .
قال الدارقطني: «غريبٌ من حديث عبد الله بن = = شَوْذَب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، تفرَّد به ضمرة بن ربيعة» .
والحديث مرويٌّ عن ضَمْرة بلفظ آخر، سيأتي تخريجه في المسألة رقم (2767) .(6/556)
شَوْذَب (1) ، عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرٍو (2) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة: أنَّ رسولَ الله (ص) رأى رجُلَين يتعاطَيا (3) بَيْنَهُمَا سَيْفًا مَسْلُولا، فَقَالَ: أَلَمْ أَنْهَى (4) عَنْ هَذَا؟! لَعَنَ اللهُ مَنْ فَعَلَ هَذَا! ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لا يَحتَمِلُ ضَمْرَةُ مثلَ هَذَا الْحَدِيثِ.
2753 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُسيَّب بْنُ واضِح (5) ، عَنِ ابْنِ المُبارك (6) ، عَنْ عَنْبَسَة بْنِ سَعِيدٍ (7) ، عَنْ عُثْمَانَ (8) ؛ قال: سألتُ سالم بن عبد الله عَنِ السَّيف الحَبِيس: أَيَتَقَلَّدُهُ الرجلُ فِي السُّوق (9) فِي الحاجَة؟ قَالَ: لا يَتَقَلَّدُهُ إِلا فِيمَا جُعِلَ لَهُ؟
قَالَ أَبِي: أَخْطَأَ المُسيَّب؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْبَسَة، عَنْ عِيسَى بْنِ جَارِية، عَنْ سَالِمٍ؛ لَيْسَ فيه: عثمان.
_________
(1) هو: عبد الله.
(2) في (ش) : «عمر» .
(3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «يتعاطيان» لكنَّ حذف نون الرفع، بلا ناصب ولا جازم، ولا نون توكيد ولا نون وقاية تخفيفًا، جائز في العربية، وقد علقنا على ذلك في المسألة رقم (1015) .
(4) كذا في جميع النسخ: «لم أنهى» ، والقياس: «لم أنهَ» ؛ لأنه مضارع معتل الآخر مجزوم، وما في النسخ صحيح أيضًا، ويخرَّج على وجهين ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) .
(5) قوله: «رواه المسيب بن واضح» مطموس في (ش) .
(6) هو: عبد الله.
(7) هو: عنبسة بن سعيد بن الضُّرَيس.
(8) هو: ابن عمير.
(9) في (ك) : «السيوف» .(6/557)
2754 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خالد الواسِطي (1) ، ويحيى القطَّان (2) ، و [مُعتَمِر] (3) ، عَنِ التَّيْمي (4) ، عَنْ أَبِي نَضْرََة (5) ، عن جابر، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ لَقِيَ ابْنَ صائدٍ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ (6) .
وَرَوَاهُ الأَنْصَارِيُّ (7) ، عَنِ التَّيْمي، عن أبي نَضْرَة، عن عبد الله (8) ابن مسعود، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: عبد الله أَصَحُّ، لَوْ كَانَ عَنْ جَابِرٍ؛ كَانَ مُتَّصِلاً.
قلتُ: كَيْفَ كَانَ؟
قَالَ: لأنَّ أَبَا نَضْرَة قَدْ أدرك جابرً (9) ، وَلَمْ يُدرِك ابنَ مَسْعُودٍ، وابنُ مَسْعُودٍ قديمُ الْمَوْتِ.
وسألتُ (10) أَبِي مرَّة أُخْرَى عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟
فَقَالَ: يَحْيَى القطَّان ومُعتَمِر وغيرُهما يَقُولُونَ: عَنِ التَّيْمي، عَنْ أَبِي نَضْرَة، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، وَهُوَ أشبهُ بالصَّواب.
2755 - وسألتُ (11) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَة، عَنْ جَمِيلٍ الحَذَّاء (12) ، عَنْ سَهْل بن سعد، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لا يُدْرِكنِي (13) زَمَانٌ وَلا أُدْرِكهُ، زَمَانٌ لا يَنْفَعُ (14) فِيهِ العَلِيمُ، وَلا يُسْتَحْيا فِيهِ مِنَ الحَلِيمِ، قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ العَجَمِ، وأَلْسِنَتُهُمْ أَلْسِنَةُ العَرَبِ؟
فَقَالَ: هذا وَهَمٌ، وهو من تَخاليط ابْنِ لَهِيعَة؛ رَوَى هَذَا الحديثَ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ جَمِيلٍ الحَذَّاء؛ أَنَّهُ بَلَغَهُ: أنَّ النبيَّ (ص) قال ... ، وهو الصَّحيحُ (15) .
_________
(1) هو: خالد بن عبد الله.
(2) هو: يحيى بن سعيد.
(3) ما بين المعقوفين تصحَّف في جميع النسخ: إلى «معمر» ، وسيأتي في آخر المسألة على الصَّواب.
وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2926) .
ورواه مسلم أيضًا (2925) من طريق الجُرَيري، عَنْ أَبِي نْضَرَةَ، عَنْ أبي سعيد الخدري، به.
(4) هو: سليمان بن طرخان.
(5) هو: المنذر بن مالك.
(6) وتتمة الحديث: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ (ص) : «أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ» ، فَقَالَ هُوَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ (ص) : «آمَنْتُ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ. مَا تَرَى؟» ، قَالَ: أَرَى عَرْشًا عَلَى الْمَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ (ص) : «تَرَى عَرْشَ إِبْلِيسَ عَلَى الْبَحْرِ، وَمَا تَرَى؟» قَالَ: أَرَى صَادِقَيْنِ وَكَاذِباً، أَوْ كَاذِبَيْنِ وَصَادِقاً، فَقَال رَسُولُ اللهِ (ص) : «لُبِّسَ عَلَيْهِ دَعُوهُ» .
(7) هو: محمد بن عبد الله.
(8) في (ك) : «عبيد الله» .
(9) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف، حُذفت منه ألف التنوين على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(10) في (ت) و (ك) : «سألت» بلا واو.
(11) تقدمت هذه المسألة برقم (2288) .
(12) هو: جميل بن سالم.
(13) في (أ) و (ش) : «يدركن» .
(14) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «لا يُتَّبَع» وسبق في المسألة رقم (2288) بلفظ: «لا يَتَّبِعُون» .
(15) في المسألة (2288) روى أبو حاتم الحديثَ عن شيخه قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَر، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَمِيلٍ؛ أَنّ النبيَّ (ص) ، ثم قال: «هذا الصحيح؛ لأن عمرو أحفظُ مِنِ ابْنِ لَهِيعَةَ وَأَتْقَنُ» .(6/558)
2756 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشام بن عمَّار (1) ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ابن يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُوسَى بْنِ عَبْدِ ربِّ الْكَعْبَةِ؛ قَالَ: قَدِمتُ مَكَّةَ حَاجًّا أَوْ مُعتَمِرًا؛ فَإِذَا عبد الله بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يحدِّثُ عن رسول الله (ص) ؛ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ نَسيرُ مَعَهُ؛ إِذْ نَزَلَ مَنْزِلا، فَمِنَّا مَنْ يضعُ رَحْلَه (2) ، ومنَّا مَنْ يَضربُ خِباءَه، ومنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ (3) ؛ إِذْ سَمِعنا مُناديًا يُنَادِي: الصلاةَ جَامِعَةٌ (4) ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَذَكَرَ فِيهِ: وإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَتْ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وإِنَّ آخِرَهُمْ (5) سَيُصِيبُهُمْ بَلاَءٌ وأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ مِنْ حَدِيثِ الأعمَش (6) ، عَنْ زَيْدِ بن وَهْب، عن عبد الرحمن بن عبد ربِّ الكعبة (7) ، وهذا (8) حديثٌ مُضطَرِبٌ.
_________
(1) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (613) .
(2) في (ك) : «رجله» ، وهو تصحيف قديم. انظر تعليقنا على المسألة رقم (2429) .
(3) انْتَضَل القومُ وتَناضَلوا، أي: رَمَوْا بالسِّهام للسَّبْق. انظر "النهاية" (5/72) .
(4) قال في "مرقاة المفاتيح" (3/528) : «قال الطيبي: الصلاةُ مبتدأ، وجامعةٌ خبرُه، أي: الصلاة تجمعُ الناسَ، ويجوز أن يكون التقدير: الصلاةُ ذات جماعة، أي: تصلى جماعة لا منفرداً؛ كالسنن الرواتب، فالإسناد مجازي، كطريق سائرٍ. اهـ. وجُوِّز نصب الأوّل بتقدير: احضُروا، مع نصب الثاني على الحال، ورفعه بتقدير: هي جامعةٌ، ورفعُ الأوَّل بالخبرية، أي: هذه الصلاة، مع نصب الثاني على الحالية» . وانظر: "فتح الباري" (2/533) ، و"شرح شذور الذهب" (ص289) ، و"أوضح المسالك" (4/80) ، و"المصباح المنير" (ص109 - جمع) ، (346-صلي) .
(5) في (أ) و (ش) : «آخركم» .
(6) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1844) .
(7) أي: عن عبد الله بن عمرو، به مرفوعًا.
(8) في (أ) و (ش) : «فهذا» .(6/559)
2757 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو المُغِيرَة (1) ؛ قال: حدَّثنا عبد الله بْنُ سَالِمٍ؛ قَالَ: حدَّثني الْعَلاءُ بْنُ عُتْبة اليَحْصُبي، عَنْ عُمَير بْنِ هانئٍ العَنْسي؛ قَالَ: سمعتُ عبد الله بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ رسول الله (ص) قُعُودًا، فذكَرَ الفتنَ، فأكثَر فِي ذِكْرِهَا، حَتَّى ذَكَرَ فتنةَ الأَحْلاسِ (2) ، فَقَالَ قائلٌ: وَمَا فتنةُ الأَحْلاس (3) ؟ قَالَ: هِيَ فِتْنَةُ هَربٍ وحَربٍ، قال: ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ؛ دَخَنُهَا (4) مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ (5) أَنَّهُ مِنِّي، ولَيْسَ مِنِّي؛ إِنَّمَا أَوْلِيَائِي المُتَّقُونَ ... ، وذكر الحَديث؟
_________
(1) في (أ) و (ش) : «ابن المغيرة» . وأبو المغيرة هو: عبد القدوس بن الحجَّاج. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/133 رقم 6168) ، وأبو داود في "سننه" (4242) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2551) ، والحاكم في "المستدرك" (4/466) ، والبغوي في "شرح السنة" (4226) .
ومن طريق أبي داود رواه الخطابي في "غريب الحديث" (1/286) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (289) .
ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في "الحلية" (5/158) وقال: «غريبٌ من حديث عمير والعلاء، لم نكتبه مرفوعًا إلا من حديث عبد الله بن سالم» .
(2) في (ف) : «الأخلاس» بالخاء المعجمة. والأَحْلاسُ: جمع حِلْسٍ، وهو: الكِساء الذي يَلي ظَهْرَ البعير تحت القَتَب، شبَّهها به للزُومها ودَوامها. "النهاية" (1/423) .
(3) في (ك) : «الأحاليس» .
(4) أي: ظهورُها وإثارَتُها، شبَّهَها بالدُّخَان المُرْتَفِع. والدَّخَنُ - بالتحريك -: مصدر دَخِنَتِ النارُ تَدْخَنُ: إذا أُلْقِيَ عليها حَطَبٌ رَطْبٌ، فكثُر دُخانُها، وقيل: أصلُ الدَّخَن: أن يكونَ في لون الدَّابة كُدُورةٌ إلى سَواد. "النهاية" (2/109) .
(5) في (ك) : «يزعموا» .(6/560)
[قَالَ أَبِي] (1) : رَوَى (2) هَذَا الحديثَ ابنُ جَابِرٍ (3) ، عَنْ عُمَير بْنِ هانئ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (4) ، والحديثُ عندي فليس (5) بِصَحِيحٍ، كَأَنَّهُ موضوعٌ.
2758 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه سعيدُ ابنُ بَشير (6) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي عَلْقَمة الشَّيْباني، عَنْ أَبِي ذرٍّ، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: اسْمَعْ وأَطِعْ ولَوْ عَبْدً حَبَشِيًّ (7) ، وإِذَا رَأَيْتَ البُنْيَانَ قَدْ بَلَغَ سَلْعًا (8) ،
_________
(1) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولابد منه؛ لاستقامة السياق.
(2) في (ش) : «وروى» .
(3) هو: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وروايته أخرجها نعيم بن حماد في "الفتن" (93) .
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) في (ك) : «وليس» ، ولم تتضح في (ت) . وكذا هو في بقية النسخ، بدخول الفاء على خبر المبتدأ، وقد أجاز ذلك الأخفشُ مطلقًا، وتقدم التعليق على نحو هذا في المسألة رقم (1026) .
(6) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (2717) .
وللحديث طرق أخرى عن أبي ذر، انظر "مسند أحمد" (5/144 و156 و457) .
(7) كذا في جميع النسخ، بلا ألف، والجادَّة: «ولو عبدًا حبشيًّا» ؛ لأنَّ التقدير: «ولو كان هو - أي: المطاعُ - عبدًا حبشيًّا» ، وقد ذكر النحاة أن «كان» واسمها يحذفان بعد «إنْ» و «لو» الشرطيتين كثيرًا.
ومن ذلك قوله (ص) : «التَمِس ولو خاتمًا مِنْ حديد» . انظر "شرح ابن عقيل" (1/271-272) .
ويجوز أن يكون: قوله: «عبدٌ حبشيٌّ» بالرفع على أنَّه اسم لـ «كان» المحذوفة مع خبرها، وهذا ضعفيف في العربية.
(8) قال البكري: «سَلْع» بفتح أوله وإسكان ثانيه بعده عينٌ مهملة: جبلٌ متصلٌ بالمدينة. "معجم ما استعجم" (3/747) .(6/561)
فَالْحَقْ بِالشَّام ِ؟
قَالَ أَبِي: لا أعرفُ أَبَا عَلْقَمة.
2759 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه هشامُ ابنُ عمار (1) ، عن حمَّاد بن عبد الرحمن الكَلْبي، عَنْ خَالِدِ (2) بْنِ الزِّبْرِقان، عَنْ [سُلَيمان] (3) بْنِ حَبيب، عَنْ أبي أُمامَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا طَغَتْ (4) نِسَاؤُكُمْ، وفَسَقَ شَبَابُكُمْ، وتَرَكْتُمْ جِهَادَكُمْ؟! ، قَالُوا: وإنَّ ذَلِكَ لكائنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وأَشَدُّ مِنْهُ سَيَكُونُ، كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَمْ تَأْمُرُوا بِالمَعْرُوفِ وتَنْهَوْا عَنِ المُنكَرِ؟! ، قَالُوا: وكائنٌ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وأَشَدُّ مِنْهُ يَكُونُ، كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا رَأَيْتُمُ المَعْرُوفَ مُنكَرًا، ورَأَيْتُمُ المُنكَرَ مَعْرُوفًا؟! ، قَالُوا: وكائنٌ ذَلِكَ؟ قَالَ: وأَشَدُّ مِنْهُ سَيَكُونُ؛ قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا أَمَرْتُمْ بِالمُنكَرٌِ، ونَهَيْتُمْ عَنِ المَعْرُوفِ؟! ، قَالُوا: وكائنٌ ذَلِكَ؟ قَالَ: وأَشَدُّ مِنْهُ سَيَكُونُ؛ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: بِي حَلَفْتُ (5) لَأُتِيحَنَّ لَهُمْ فِتْنَةً يَصِيرُ الحَلِيمُ فِيهَا حَيْرَانَ؟
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ" (31) .
(2) في (ش) : «جابر» .
(3) في جميع النسخ: «سليم» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (4/105 رقم470) ، وهو على الصواب في رواية ابن أبي الدنيا السابقة.
(4) في (ك) : «طلعت» ، والكلمة مطموسة في (ت) .
(5) في (ت) : «حلقت» ، وفي (ك) : «خلقت» .(6/562)
قَالَ أَبِي: هُوَ (1) حديثٌ مُنكَرٌ، وحمادٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ.
2760 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ عَوْف الحِمصي، عَنْ محمَّد بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عيَّاش (2) ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ (3) ضَمْضَم بْنِ زُرْعة، عَنْ شُرَيح بْنِ عُبَيد؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو أُمامَة، وَالْحَارِثُ بْنُ الْحَارِثِ، وكَثيرُ ابنُ مُرَّة، وعُمَيرُ بنُ الأَسْوَدِ؛ فِي نَفَر مِنَ الْفُقَهَاءِ: أنَّ رسولَ الله (ص) نادى بقُرَيشٍ، فَجَمَعَهُمْ، ثُمَّ قَامَ فِيهِمْ، فَقَالَ (4) : أَلاَ إِنَّ كُلَّ نَبِيٍّ بُعِثَ إِلَى قَوْمِهِ، وإِنِّي بُعِثْتُ إِلَيْكُمْ، ثم جعَلَ يَستَقرِبُهُم (5)
_________
(1) في (أ) و (ش) : «هذا» .
(2) روايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (11/408) من طريق محمد بن الهيثم، عن محمد بن إسماعيل، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2831) من طريق أبي اليمان، عن إسماعيل، عن صفوان (كذا) ، عن شريح، به.
ورواه الطبراني في "مسند الشاميين" (1644) من طريق علي بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عياش، به بلفظ: «خِيارُ الناس خيارُ قريش، وشِرارُ قريش شِرارُ الناس، وخيارُ أئمة قريش خيارُ أئمة الناس، وشِرارُ أئمتهم شرارُ أئمة الناس، وخِيارُ الناس تَبَعٌ لخيارهم، وشِرارُ الناس تَبَعٌ لشرارهم» .
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/262) من طريق عتبة بن سعيد، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2833) ، والطبراني في "الكبير" (8/109 رقم 7517) من طريق عبد الوهاب بن نجدة، كلاهما عن إسماعيل، به مختصرًا بلفظ: «خِيارُ أئمةِ قريش خِيارُ أئمة الناس» .
(3) قوله: «عن» سقط من (ف) .
(4) في (ك) : «ثم قام فيهم، ثم قال» .
(5) لم تنقط الباء في (أ) و (ش) . ومعنى «يستقربهم» : يطلبُ إليهم أن يقتربوا.(6/563)
رجلاً رجلاً، فيَنْمِيهِ (1) إِلَى أَقْصَى آبَائِهِ، ثُمَّ يقولُ لَهُ (2) : يَا فُلانُ، عَلَيْكَ بِنَفْسِكَ؛ فَإِنِّي لا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا، حَتَّى خَلَصَ إِلَى فاطمةَ ابنته (3) ، فَقَالَ لَهَا مثلَ مَا قَالَ لَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، لا أُلْفِيَنَّ النَّاسَ يَأْتُونِي (4)
بِخُزُون ِ (*) الجَنَّةِ، وتَأْتُونِي بِخُزُونِ (*) الدُّنْيَا، اللَّهُمَّ لا أُحِلُّ لِقُرَيْشٍ أَنْ يُفْسِدُوا مَا أَصْلَحْتُ، ثُمَّ قَالَ: أَلاَ (5) إِنَّ خِيَارَ أَئِمَّتِكُمْ خِيَارُ قُرَيْشٍ، وشِرَارَ أَئِمَّتِكُمْ شِرَارُ النَّاسِ، وخِيَارَ قُرَيْشٍ خِيَارُ النَّاسِ، وشِرَارَ قُرَيْشٍ شِرَارُ النَّاسِ؟
فَقَالَ (6) أبي: هو (7) حديثٌ مُنكَرٌ.
_________
(1) في (أ) و (ش) يشبه أن تكون: «فيسميه» . ومعنى «يَنْميه» : يَنسُبه، يقال: نَمَيْتُ الرجلَ إلى أبيه أَنْمِيهِ نَمْيًا: نسَبتُه إليه. انظر "النهاية" (5/121) .
(2) قوله: «له» من (ت) فقط.
(3) قوله: «ابنته» ليس في (ت) و (ك) .
(4) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «يأتونني» بنونين، لكن إذا اجتمعت نون الرفع ونون الوقاية فإنه يجوز إثبات النونين مع الفك، وإثباتهما مع الإدغام، وحذفُ إحداهما، فما وقع هنا يخرَّج على الوجهين الأخيرين. وقد علقنا على ذلك في المسألة رقم (435) ، ويقال مثل ذلك في قوله بَعدُ: «وتأتوني بخزون الدنيا» .
(*) ... المثبت من (ك) ، ولم تنقط الباء في بقية النسخ، ولم تنقط الخاء في (ش) و (ف) ، ولم تنقط الزاي في (ف) .
ووقع في روايتي ابن أبي عاصم وابن عساكر السابقتين: «تجرُّون» بالمثناة الفوقانية ثم جيم وراء.
(5) قوله: «ألا» سقط من (أ) و (ش) .
(6) في (ت) و (ك) : «قال» .
(7) في (أ) و (ش) : «هذا» .(6/564)
2761 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ عَوْف (1) ، عَنْ محمَّد بْنِ إِسْمَاعِيلَ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبِي (2) ؛ قَالَ: حدَّثني ضَمْضَم (3) ، عَنْ شُرَيْح - يَعْنِي: ابْنَ عُبَيد - قَالَ: حَدَّثَنَا جُبَير بْنُ نُفَير، وكَثير بْنُ مُرَّة، وعُمَير بْنُ الأَسْوَدِ، والمِقدادُ، وَأَبُو أُمامة، فِي نَفَر مِنَ الْفُقَهَاءِ: أَنَّ رَجُلا أَتَى رَسُولَ الله (ص) فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، أَهَذَا الأمرُ (4) إلا في قومك؟ فوَصِّهم بِنَا، فَقَالَ لِقُرَيْشٍ: إِنِّي أُذَكِّرُكُمْ أَلاَّ تَشُقُّوا عَلَى أُمَّتِي مِنْ (5) بَعْدِي، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ، فَأَدُّوا إِلَيْهِمْ طَاعَتَهُمْ؛ فَإِنَّ الأَمِيرَ (6) مِثْلُ المِجَنِّ يُتَّقَى بِهِ (7) ، فَإِنْ أَصْلَحُوا وأَمَرُوكُمْ بِخَيْرٍ، فَلَهُمْ وَلَكُمْ، وإِنْ أَسَاؤُوا مَا أَمَرُوكُمْ بِهِ، فَعَلَيْهِمْ، وأَنْتُمْ مِنْهُ (8) بَرَاءٌ، ثُمَّ [يَقُولون] (9) : إنَّا سَمِعْنا الرَّسُولَ يَقُولُ ذَلِكَ (10) ؟
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2832) ، و"السنة" (1073) .
(2) هو: إسماعيل بن عيَّاش.
(3) هو: ابن زُرْعة.
(4) كذا! وفي "السنة": «هذا الأمر» ، وهو مشكل أيضًا، ولذلك علّق عليه الشيخ ناصر الدين الألباني _ح بقوله: «كذا الأصل! ولعل الصَّواب: لا يكون إلا في قومك، أو نحوه» .
(5) قوله: «من» ليس في (ت) و (ك) .
(6) في (أ) : «الأمين» .
(7) في (ت) و (ك) : «يتقاربه» بدل: «يتقى به» .
(8) في (ك) : «منهم» .
(9) في جميع النسخ: «يقولا» ، عدا (ك) ، ففيها: «يعولا» والمثبت من رواية ابن أبي عاصم، انظر التعليق التالي.
(10) في جميع النسخ: «ويقول ذلك» ، ووقع في رواية ابن أبي عاصم السابقة: «وأنتم منه براء، وإن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم، ثُمَّ يَقُولُونَ: إِنَّا سَمِعْنَا الرَّسُولُ (ص) يقول ذلك» .
وقوله: «إن الأمير إذا ابتغى الريبة ... » ؛ رواه أحمد في "المسند" (6/4 رقم 23815) ، وأبو داود في "سننه" (4889) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2834 و2835) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (88 و89 و90) ، والطبراني في "الكبير" (8/108-109 رقم 7516) ، من طرق عن إسماعيل بن عياش، به.(6/565)
فَقَالَ أَبِي: هُوَ حديثٌ مُنكَرٌ جدًّا (1) .
2762 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ (3) ، عَنِ ابْنِ حِمْيَر (4) ، عَنْ فَضالَة بْنِ شَرِيك، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنِ العِرْباض بْنِ سارِيَة: أنَّ النبيَّ (ص) وَعَظَهم مِوْعِظَةً وَجِلَت مِنْهَا (5) الْقُلُوبُ، وذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ (6) ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، يُوشِكُ أَنْ تَكُونُوا أَجْنَادًا مُجَنَّدَةً؛ فَجُنْدٌ بِالشَّامِ، وجُنْدٌ بِالعِرَاقِ، وجُنْدٌ بِاليَمَنِ ... ، فذكَرَ الَ حديث؟
قَالَ أَبِي: قَدْ دَخَلَ لَهُ حديثٌ فِي حديثٍ؛ حديثُ ابْنِ حَوالَة (7) ؛ فِي حديثِ سَعِيدِ بْنِ عبد العزيز (8) .
_________
(1) قوله: «جدًّا» ليس في (أ) و (ش) .
(2) انظر المسألة المتقدمة برقم (1001) ، والمسألة الآتية برقم (2770) .
(3) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (18/251 رقم 627) . ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/78) .
(4) هو: محمد.
(5) في (ك) : «فيها» .
(6) قوله: «وذرفت منها العيون» سقط من (ك) .
(7) هو: عبد الله.
(8) الظاهر أنه يعني: دخل على الراوي حديث العرباض بن سارية في حديث عبد الله بن حَوالَة، من طريق سعيد بن عبد العزيز، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عن ابن حوالة. وحديث عبد الله بن حوالة هذا تقدم في المسألة رقم (1001) وسيأتي في المسألة رقم (2770) . وأما حديث العرباض فأخرجه أحمد في "مسنده" (4/126 رقم 17142) ، وأبو داود في "سننه" (4607) ، والترمذي في "جامعه" (2676) ، وابن ماجه (42 و43 و44) بلفظ: قام فينا رسول الله (ص) ذات يوم، فوعَظَنا موعظةً بليغةً وَجِلَت مِنْهَا الْقُلُوبُ، وذَرَفَت مِنْهَا العيون، فقيل: يا رسول الله! وَعَظْتنا موعظةَ مودِّع، فاعهَدْ إلينا بعهد ... الحديث.(6/566)
2763 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمرو بن عثمان (1) ،
عن عبد السلام بن عبد القُدُّوس، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قال: كُلُّكُمْ رَاعٍ، وكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ؟
قَالَ أَبِي (2) : هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وعبد السلام ضعيفُ الْحَدِيثِ (3) .
2764 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ دُرُسْت (4) بْنُ زِيَادٍ، عَنْ رَاشِدٍ أَبِي محمَّد الحِمَّاني (5) ، عَنْ أَبِي (6) الْحَسَنِ مَوْلًى لأَبِي بَكْرَة (7) ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْرَة (8) ، عَنْ أَبِيهِ (9) ، عن النبيِّ (ص) قال:
_________
(1) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء الكبير" (3/67) ، وابن عدي في "الكامل" (5/330) .
ورواه الطبراني في "الأوسط" من طريق أرطاة بن أشعث، عن هشام بن عروة، به.
(2) في (ك) : «إني» .
(3) قال ابن عدي بعد أن روى حديثًا آخر لعبد السلام: «هذان الحديثان عن هشام بن عروة بهذا الإسناد لا يرويهما عن هشام غير عبد السلام، وهما بهذا الإسناد منكران» . اهـ. وانظر "تاريخ بغداد" (5/276) .
(4) في (ك) : «دوست» .
(5) هو: راشد بن نجيح.
(6) قوله: «أبي» سقط من (ف) .
(7) في (ت) و (ك) : «مولى أبي بكرة» .
(8) الحديث رواه الطيالسي في "مسنده" (911) ، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (473) من طريق سعيد بن جمهان، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، به مرفوعًا. واختُلف فيه على سعيد، انظر لذلك "العلل" للدارقطني (1270) .
(9) هو: أبو بَكْرَة نُفَيع بن الحارث.(6/567)
تَسْكُنُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي أَرْضًا يُقَالُ لَهَا: البَصْرَةُ، يَجِيءُ بَنُو قَنْطُورَاءَ (1) حَتَّى (2) يُوثِقُوا خَيْلَهُمْ، فَيَفْتَرِقُ النَّاسُ عَلَى ثَلاَثِ فِرَقٍ: فِرْقَةٌ (3)
تَلْحَقُ بِأَذْنَابِ الإِبِلِ، يَضِلُّوا (*) ، وفِرْقَةٌ يَجْعَلُونَ ذَرَارِيَّهُمْ خَلْفَ ظُهُورِهِمْ يُقَاتِلُوا (*) عَنْهُمْ، أُولَئِكَ هُمُ الشُّهَدَاءُ ... ؟
فَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: هُوَ (4) حديثٌ مُنكَرٌ.
2765 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ محمَّد (6) بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ (7) بُرْدٍ الأَنْطاكي (8) ، عَنْ رَوَّاد بْنُ الجَرَّاح، عَنْ سُفيان، عَنْ مَنْصُورٍ (9) ، عَنْ رِبْعِيّ، عَنْ حُذَيفة؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : خَيْرُكُمْ في المِئَتَيْنِ الخَفِيفُ الحَاذِ (10) ، قِيلَ: يَا رسولَ الله، وما خَفيفُ (11)
_________
(1) بنو قَنْطُورَاء: التُّرْكُ. "غريب الحديث" لأبي عبيد (2/330) .
(2) قوله: «حتى» مكرر في (ك) .
(3) قوله: «فرقة» سقط من (ك) .
(
*) ... كذا في جميع النسخ في الموضعين: «يضلوا» و «يقاتلوا» ، والجادَّة: «يضلون» و «يقاتلون» ، وما في النسخ يخرَّج على لغة من يحذف نون الرفع تخفيفًا بلا ناصب ولا جازم، ولا نون توكيد ولا نون وقاية، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (1015) .
(4) في (أ) و (ش) : «هذا» .
(5) تقدمت هذه المسألة برقم (1890) . وأجاب عنه أبو حاتم هناك بقولة: «هذا حديث باطل» .
(6) في (ت) و (ك) : «عمر» . وانظر "الأنساب" للسمعاني (1/152) .
(7) قوله: «بن» سقط من (ك) .
(8) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (2/69) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/55) . وانظر تتمة تخريج الحديث في المسألة رقم (1890) .
(9) قوله: «عن منصور» سقط من (أ) و (ش) .
(10) في (ك) : «الجاذ» . وتقدم تفسيره في المسألة برقم (1890) .
(11) في (ك) : «الخفيف» .(6/568)
الحاذِ (1) ؟ قَالَ: الَّذِي لا أَهْلَ لَهُ، ولاَ وَلَدَ لَهُ، خَفِيفُ المَؤُونَةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
2766- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد ابن المُصَفَّى؛ قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْع، عَنْ سُلَيمان بْنِ جُنادَة بْنِ أَبِي أُمَيَّة، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: حدَّثني مُعاذُ بنُ جَبَلٍ؛ قَالَ: سمعتُ رسول الله (ص) يَقُولُ: لَيَخْرَبَنَّ السَّاحِلُ، وأَوَّلُ مَا يَخْرَبُ مِنْهَا (2) الإسْكَنْدَرِيَّةُ؟
فَقَالَ (3) أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
2767 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ محمَّد بْنِ يُوسُفَ الفِريابي (5) ، عَنْ ضَمْرَة بْنِ رَبيعَة، عَنِ ابْنِ شَوْذَب (6) ، عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرٍو (7) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص)
_________
(1) في (ك) : «الجاد» .
(2) كذا، والجادَّة: مِنْهُ، لكنَّ المراد: وأوَّلُ ما يَخْرَبُ من السواحلِ؛ وهذا من الحمل على المعنى بجمع المفرد. انظر المسألة (2118) .
(3) في (ف) : «قال» .
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (2266) و (2737) .
(5) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (6671) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/134) . ورواه الطبراني في "مسند الشاميين" (1307) من طريق أحمد بن هاشم الرملي، عن ضمرة، به.
ورواه ابن أبي شيبة - كما في "فتح الباري" (13/25) - والدارقطني في "الأفراد" (315/أ/أطراف الغرائب) من طريق ضمرة بن ربيعة، به.
قال الدارقطني: «تفرد به ضمرة، عن ابن شوذب، عنه» .
وقال أبو نعيم: «كلُّ ما رويناه عن ابن شَوْذَب فمن غرائب حديثه، منها ما تفرَّد به ضمرة، ومنها ما تفرَّد به أيوب بن سويد» .
(6) هو: عبد الله.
(7) في (ت) و (ك) : «عمر» .(6/569)
قَالَ: إِنَّ المَلاَئِكَةَ تَلْعَنُ أَحَدَكُمْ إِذَا أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ، وإِنْ كَانَ أَخًا لأَبِيهِ (1) وأُمِّهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ لَمْ يَروِه إِلا ابْنُ عَوْن (2) ، وهشامُ بنُ حسَّان، عَنْ مُحَمَّدٍ (3) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) (4) ، وَلا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ غَيْرِ (5) ضَمْرَةَ بنِ رَبيعَة، عَنِ ابْنِ شَوْذَب، وَهُوَ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
2768 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ (6) ؛ قَالَ: حدَّثنا ابْنُ جَابِرٍ (7) ، عن عطاء ابن يَزِيدَ السَّكْسَكي؛ قَالَ: يبعثُ اللَّهُ ريحًا طيِّبةً بعد
_________
(1) في (ك) : «لأخيه» .
(2) هو: عبد الله.
(3) في (ش) : «وهشام بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ» . ومحمد هذا هو: ابن سيرين.
(4) كذا قال هنا! وكان ذكر في المسألتين (2266) و (2737) أنه رواه أيوب السختياني ويونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين، واختلف عنهما في رفعه ووقفه كما اختُلِف على هشام وابن عون؛ كما تجد تفصيله في التعليق على المسألة (2266) .
(5) في (ت) و (ك) : «بخبر» بدل: «غير» . وقوله: «غير» يجوز فيه النصب والرفع، انظر التعليق على المسألة رقم (487) .
(6) هو: ابن مسلم. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، وقد أخرج الحديث مسلم في "صحيحه" (2937) من طريق الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه جبير بن نفير، عن النواس بن سمعان بحديث الدجال الطويل، وقتل عيسى بن مريم _ج له.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/181 رقم 17629) من الطريق نفسه، وزاد: قال ابن جابر: فحدَّثني عطاء بن يزيد السَّكْسَكي، عن كعب - أو غيره - قال: فتطرحهم؛ يعني: الطير التي يرسلها الله لتحمل يأجوج ومأجوج بعد موتهم ... إلخ الحديث.
(7) هو: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.(6/570)
قبضه عيسى بن مَرْيَمَ، وَعِنْدَ دُنُوٍّ مِنَ السَّاعَةِ ... ، فَذَكَرَ الحديثَ؟
فَقَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ يزيدُ بنُ عَطَاءٍ السَّكْسَكي.
2768/أ- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (1) ،
عَنْ صَدَقَة (2) ، عَنْ (3) أَبِي وَهْبٍ (4) ، عَنْ مَكْحولٍ، عَنْ أَبِي أُمامَة، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: النَّاسُ اليَوْمَ شَجَرَةٌ ذَاتُ جَنًى، ويُوشِكُ (5) النَّاسُ أَنْ يَعُودُوا شَجَرَةً (6) ذَاتَ شَوْكٍ (7) ، إِنْ (8) نَاقَدتَّهُمْ نَاقَدُوكَ (9) ، وإِنْ
_________
(1) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها أبو يعلى -كما في "المطالب العالية (3143) -، والطبراني في "الكبير" (8/126 رقم 7575) وفي "مسند الشاميين" (1371 و3409) ، والداني في "السنن الواردة في الفتن" (219) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (311) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (24/17) .
ومن طريق أبي يعلى أخرجه الشجري في "أماليه" (2/153) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (24/17) . ومن طريق الطبراني أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/127) ، والشجري في "أماليه" (2/153) .
(2) هو: ابن عبد الله السَّمين.
(3) من قوله: «السكسكي» - في نهاية المسألة السابقة - إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . وترتب عليه اختلاط هذه المسألة بالتي قبلها.
(4) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «ابن وهب» . وأبو وهب هذا هو: عُبَيدالله بن عُبَيد الكَلاعي.
(5) في (ف) : «يوشك» بدون واو.
(6) في (ف) : «شجوة» .
(7) في (ك) : «شوكة» ، وكانت هكذا في (ت) ، ثم صوِّبت.
(8) قوله: «إن» سقط من (ك) .
(9) قال الجوهري: ناقَدتُّ فلانًا: إذا ناقشتَه في الأمر. "الصَّحاح" (ن ق د 2/544) . وقال الزَّبيدي: ناقَدَهُ في الأمر: ناقشَهُ، ومنه الحديث: «إن ناقدتَّهُم ناقَدوك» ، ويروى بالفاء. اهـ. "تاج العَروس" (9/234) . والمراد بالمناقشة: الاستقصاء في الحساب. قال الفيومي: ناقشتُه مناقشةً: استَقصَيتُ في حسابه. "المصباح المنير" (ن ق ش 2/261) .(6/571)
تَرَكْتَهُمْ لَمْ يَتْرُكُوكَ، وَإِنْ هَرَبْتَ مِنْهُمْ طَلَبُوكَ، قَالَ: فقلتُ: كَيْفَ (1) المَخْرَجُ عِنْدَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: تُقْرِضُهُمْ مِنْ عِرْضِكَ لِيَوْمِ فَاقَتِكَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
2769 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (2) ، عَنْ سعيدُ بنُ يَحْيَى اللَّخْمي، عَنْ حسَّان بْنِ دِينَارٍ، عَنْ كُلْثُوم بْنِ جَبْر، عَنْ أَبِي الغادِية (3) ، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: قَاتِلُ عمَّارٍ فِي النَّارِ، وهو الَّذي قتَلَهُ (4) ؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «قلت فكيف» .
(2) لم نقف على روايته في «جزئه عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَحْيَى اللَّخْمِيِّ» .
(3) في (ك) : «العارية» ، وأشار في حاشية (ف) أن في نسخة: «الغاوية» ، ويشبه أن تكون هكذا في (أ) و (ش) .
(4) قوله: «قتله» تصحَّف في (ت) و (ك) إلى: «قبله» . والمراد أن أبا الغادية هو الذي قتل عمار بن ياسر ح.
وأبو الغادية هو الجهني، واسمه يسار بن سَبُع، وقصة قتله لعمار أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (3/260) ، والطبراني في "الكبير" (22 رقم 912) من طريق ربيعة بن كلثوم، وعبد الله بن الإمام أحمد في "زوائد المسند" (4/76 رقم 16698) من طريق ابن عون، والطبراني في "الكبير" (22 رقم 913) من طريق عبد الله بن كلثوم بن جبر، قال: كنا بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر، قال: فإذا عنده رجل يقال له: أبو الغادية؛ استسقى ماءً، فأُتي بإناء مفضَّض، فأبى أن يشرب، وذكر النبي (ص) ، فذكر هذا الحديث: «لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رقاب بعض» ، فإذا رجل يسب فلانًا، فقلت: والله، لئن أمكنني الله منك في كتيبة. فلمَّا كان يَوم صِفِّينَ إذا أنا به وعليه دِرْعٌ، قال: ففطنت إلى الفرجة في جُرُبَّان الدرع، فطعنته، فقتلته فإذا هو عمار بن ياسر.
قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (11/289) بعد ذكره لبعض هذه الروايات" والظن في الصحابة في تلك الحروب أنهم كانوا فيها متأولين وللمجتهد المخطيء أجر، وإذا ثبت هذا في حق آحاد الناس، فثبوته للصحابة بالطريق الأولى. اهـ.(6/572)
قَالَ أَبِي: هُوَ حسنُ بْنُ دِينَارٍ (1) .
2770 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو [مُعَيْدٍ] (3) ، عَنْ مَكْحول، عن عبد الله بن حَوالَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: سَيَكُونُ النَّاسُ أَجْنَادًا؛ جُنْدٌ بِالشَّامِ، وجُنْدٌ بِاليَمَنِ ... ، فَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: يَرْوِيهِ سَعيدُ بنُ عبد العزيز، عَنْ مَكْحُول، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عن عبد الله بن حَوالَة، عن النبيِّ (ص) .
2771 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بن شُعَيب (4) ، عن
_________
(1) يعني: بدلا من حسان بن دينار. والحديث رواه بن عدي في "الكامل" (2/300) من طريق هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ سَعِيدِ بن يحيى، عن الحسن بن دينار، به. قال ابن عدي: «وهذا الحديث لا يعرف إلا بالحسن بن دينار من هذا الطريق» . والحديث ذكره الذهبي في "الميزان" (1/488) ، وابن حجر في "اللسان" (2/204) ، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (6/409) وعندهم: «الحسن بن دينار» .
(2) انظر المسألة المتقدمة برقم (1001) و (2762) .
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «معين» بالنون، وفي (ك) : «معير» ، وهي محتملة للوجهين في (ت) بسبب تعديل أجري عليها. وذكر ناسخ (ف) في الحاشية أنَّ في نسخة: «معيد» لكن لم تنقط الياء. وأبو مُعَيْدٍ هذا هو: حفص بن غَيلان.
وانظر "الجرح والتعديل" (3/186) ، والمسألة رقم (594) .
(4) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (1/217 رقم 590) ، والخطيب في "تالي التلخيص" (2/508) ، وتمام في "فوائده" (1732/ الروض البسام) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/227) .
وفي رواية الخطيب: «قال محمد بن شعيب: ولا أعلم إلا حدثناه عن رسول الله (ص) أو عن كعب» .(6/573)
يَزِيدَ بْنِ عَبِيدَة، عَنْ أَبِي الأَشْعَث (1) الصَّنْعاني (2) ، عَنْ أَوْس بْنِ أَوْس الثَّقَفي؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : يَنْزِلُ المَسِيحُ عِيسَى بنُ مَرْيَمَ عِنْدَ (3) المَنَارَةِ البَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ؟
قَالَ (4) أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَوْس بْنِ أَوْس، عَنِ كَعْبٍ (5) قولَهُ، كَذَا يَرْوِيهِ الثِّقات (6) .
قلتُ: فَمَا قَوْلُكَ فِي يَزِيدَ بْنِ عَبِيدة هَذَا (7) ؟
قَالَ: لا بأسَ به.
_________
(1) قوله: «أبي الأشعث» ليس في (ك) .
(2) هو: شراحيل بن آدَهْ بالمدِّ، وتخفيف الدال.
(3) في (ك) : «عن» .
(4) في (ف) : «فقال» .
(5) هو: كعب الأحبار.
(6) الحديث رواه نعيم بن حماد في "الفتن" (1590) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/229) من طريق صفوان بن عمرو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ كعب قوله.
(7) قوله: «هذا» ليس في (أ) و (ش) .(6/574)
.. تَمَّ الجُزْءُ السَّادسَ عَشَرَبِحَمْدِ اللهِ (1) وعَوْنِهِ ومَنِّهِ وكَرَمِهِ (2) ، ويَتلُوهُ في الجُزْءِ السَّابِعَ عَشَرَفي حديثٍ (3) رَوَاهُ معاويةُ بنُ سَلَمة، عن الوليد، وهو آخِرُ الكِتَابِ (4) . والحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ (5) عَلَى سَيِّدِنَا النَّبيِّ (6) مُحمَّدٍ وعَلَى (7) آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا (8)
_________
(1) في (ف) : «بحمد الله تعالى» .
(2) قوله: «وعونه ومنه وكرمه» ليس في (ف) .
(3) جاء بعده في (ف) : «يقول فيه رحمَه اللَّهُ: وسألتُ أَبِي عَنْ حديث» .
(4) قوله: «وهو آخر الكتاب» متقدم في (ف) بعد قوله: «السابع عشر» .
(5) في (ف) : «وصلواته» بدل: «وصلى الله» .
(6) قوله: «النبي» ليس في (ف) .
(7) قوله: «وعلى» ليس في (ف) .
(8) من قوله: «تم الجزء السادس عشر ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ش) و (ك) ، وجاء في حاشية (ش) قوله: «آخر الجزء السادس عشر» .(6/575)
{
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ *} وصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّدوآلِهِ وسَلَّمَ (1) الجُزْءُ السَّابعَ عَشَرَ مِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"يَشْتَمِلُ (2) على (3) ذِكْرِ عِلَلأَِخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الأُمَرَاءِ والفِتَنِ، والعِتْقِ، والمُدَبَّرِ، وأُمِّ الوَلَدِ، والقَدَرِ، وصِفَةِ الجَنَّةِ والنَّارِ، والهِبَاتِ، والعِلْمِ، وحُرُوفِ القُرْآنِ، والإِجَارَاتِ، والنُّذُورِ (4)
2772 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَمة، عَنِ الوليد بن العَيْزار، عن عبد الله البَهِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري، عن النبيِّ (ص) قَالَ: سَتَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ تَطْمَئِنُّ إِلَيْهِمُ القُلُوبُ، وتَلِينُ لَهُمُ الجُلُودُ، ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ تَشْمَئِزُّ مِنْهُمُ القُلُوبُ، وتَقْشَعِرُّ مِنْهُمُ الجُلُودُ. فقال رجلٌ: أَلاَ نَقتُلُهم يَا رسولَ اللَّهِ (5) ؟ قَالَ: لا، مَا أَقَامُوا الصَّلاَةَ؟
قَالَ أَبِي: أَحْسِبُ أنَّ هَذَا الحديثَ مِنْ حديثِ ابن جُحادَة (6) ،
ولم
_________
(1) قوله: «وسلم» من (أ) فقط، ومكانه في (ف) : «وصحبه» .
(2) في (ف) : «يشمل» .
(3) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ش) .
(4) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) .
(5) قوله: «يا رسول الله» من (ف) فقط.
(6) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/28 و29 رقم 11224 و11231) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1077) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1300) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (954) ، والدارقطني في "الأفراد" (273/أ/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7100) من طريق عبد الوارث بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جحادة، عن الوليد، عن عبد الله بن الْبَهِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، به.
قال الدارقطني: «تفرَّد به عبد الوارث، عن ابن جحادة، عن الوليد، عنه، به» .(6/576)
يُدرك معاويةُ الوليدَ ابن عَيْزار، وَأَرَى أنَّ: مُعَاوِيَةَ، عَنْ محمَّد بْنِ جُحادَة (1) ، وَقَدْ تَرَكَ مِنَ الإِسْنَادِ: محمَّد بْنَ جُحادَة.
2773 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ بنُ الْحَسَنِ (3) بْنِ شَقِيق، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ واقِد، عَنِ عبد الله بْنِ بُرَيدة (4) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: مَا نقَضَ قومٌ العَهدَ إِلا أَظْهَرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عدوَّهم، وَمَا جارَ قومٌ فِي الحُكْمِ إِلا كَانَ القتلُ بَيْنَهُمْ، وَمَا فَشَتِ الفاحشةُ فِي قومٍ إِلا أخذَهُمُ اللَّهُ بِالْمَوْتِ، وَمَا طَفَّفَ قومٌ فِي الْمِيزَانِ إِلا أخذَهُمُ اللَّهُ بالسِّنين، وَمَا مَنَعَ قومٌ الزَّكَاةَ إِلا مَنعَهُم اللَّهُ القَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا به عُبَيدالله بْنُ مُوسَى، عَنْ بَشير بْنِ مُهَاجِر، عَنِ ابْنِ بُرَيدة، عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) ، وَهُوَ وَهَمٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أشبهُ.
2774 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الرَّزَّاق (6) ،
عن
_________
(1) كذا في جميع النسخ، وتخرَّج على أنَّ اسم «إنَّ» ضمير شأن محذوف، والتقدير: وأرى أنَّه: معاويةُ عن محمد ابن جحادة، وانظر التعليق على المسألة رقم (854) .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (630) .
(3) في (ش) : «الحسين» .
(4) في (ف) : «يزيد» ، وكذا في (أ) و (ش) غير أنها مهملة الأحرف، فتحتمل أن تكون: «بريد» .
(5) انظر المسألة رقم (2799) .
(6) روايته عن معمر في "الجامع" لمعمر بن راشد (19902/مصنف عبد الرزاق) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد في "مسنده" (2/270 رقم7653) ، وابن حبان في "صحيحه" (4581 و4584) ، والطبراني في "الأوسط" (2988) و"الدعاء" (2123) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابن أبي ذئب إلا معمر، تفرَّد به عبد الرزاق» .(6/577)
مَعْمَر، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْب (1) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ لِيَ عَلَى قُرَيْشٍ حَقًّا، وإِنَّ لِقُرَيْشٍ عَلَيَّ حَقًّا، مَا إِنْ حَكَمُوا عَدَلُوا، وإِن ِ اسْتُرْحِمُوا رَحِمُوا، وإِن ِ ايْتُمِنُوا (2) أَدَّوْا، فَإِذَا لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ، فَعَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ؟
قَالَ أَبِي: يَرْوُونَهُ (3) عَنْ سَعِيدٍ: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (4) .
2775 - وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَكَم بْنُ مُوسَى، عَنْ محمَّد بْنِ سَلَمة، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (6) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن
_________
(1) هو: محمد بن عبد الرحمن.
(2) كذا في (ت) و (ف) و (ك) غير مهموزة، وفي (أ) و (ش) : «ائتمنوا» بالهمز، لكنَّ الجادَّة: «اُؤْتُمِنُوا» بهمزة على واو؛ لأنَّها ساكنة بعد ضم للبناء لما لم يُسمَّ فاعلُه، لكنَّ هذه الكلمة إذا سُهِّلت، فلها حالتان:
الأولى: أنْ تُسَهَّل في حالة الابتداء؛ فتبدلُ واوًا: «اُوْتُمِنُوا» .
الثانية: أنْ تُسَهَّل في حالة الوصل مع ما قبلها؛ فتبدلُ ياءً لانكسار النون في «إِنِ» قبلها، هكذا: «إِنِ ايْتُمِنُوا» كما وقع في النسخ (ت) و (ف) و (ك) ، ومن ذلك قراءةُ ابن محيصن، وورش، وأبي عمرو بخلافٍ عنه، وأبي جعفر، والسُّوسي: {الَّذِي ايْتُمِنَ} من سورة البقرة، الآية (283) وصورة هذه القراءة كما في "شرح المفصَّل" (9/108) : «الَّذِيْتُمِنَ» . وانظر: "معجم القراءات" (1/426) . وأمَّا كتابةُ هذه الكلمة بهمزة على ياء - كما في (أ) و (ش) - فلا نعلم له وجهًا في علم الرسم والإملاء، والله أعلم.
(3) في (ف) : «يَرْوُنَه» .
(4) قوله: «مرسل» سقط من (ك) ، وجاء في بقية النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
والحديث رواه البغوي في "الجعديات" (2830) عن علي بن الجعد، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سعيد بن خالد، عن النبي (ص) ، به مرسلاً. وانظر المسألة رقم (2717) .
(5) تقدمت هذه المسألة برقم (2542/أ) .
(6) هو: محمد.(6/578)
مُهاجِر، عن إسماعيل مولى عبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن عمرو؛ قال النبيُّ (ص) : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَقَتْلُ المُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ مِنْ زَوَالِ الدُّنْيَا؟
فَقَالا (1) : هَكَذَا رَوَاهُ الحَكَمُ، والحَرَّانِيُّون يُدخِلون بَيْنَ ابْنِ إِسْحَاقَ وَبَيْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهاجِر: الحسنَ بْنُ عُمارة.
2776 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ الحديثَ الَّذِي حدَّثنا بِهِ؛ قَالَ: حدَّثنا سَلْمُ (2) بْنُ محمَّد الورَّاق، عَنْ عِكرِمَة بْنِ عمَّار، عَنْ عَاصِمِ بْنِ شُمَيْخ الغَيْلاني، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري، عن النبيِّ (ص) قال: كُلُّكُمْ رَاعٍ، وكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ... ، الحديثَ.
فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْقُوفٌ (3) .
2777 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ الأزرَق (4) ، عَنْ الثَّوري، عَنْ زُبَيد (5) ، عَنْ أَبِي وائلٍ (6) ، عن مَسْرُوقٍ، عن عبد الله (7) ،
_________
(1) في (ف) : «فقال» .
(2) في (ف) : «سالم» ، وفي (ك) : «سليم» . وانظر "الجرح والتعديل" (4/269 رقم1159) .
(3) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . ومتن الحديث أخرجه البخاري (2554) ، ومسلم (1829) من حديث ابن عمر ذ.
(4) هو: إسحاق بن يوسف. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (10/157 رقم10308) والدارقطني في "العلل" (5/261) .
ورواه الطبراني في "الكبير" (10/159 رقم10316) من طريق لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ طلحة بن مصرِّف، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، به.
(5) هو: اليامي.
(6) هو: شقيق بن سَلَمة.
(7) هو: ابن مسعود ح.(6/579)
عن النبيِّ (ص) قَالَ: سِبَابُ المُسلِمِ فُسُوقٌ، وقِتَالُهُ كُفْرٌ؟
قَالَ أَبِي: لا أعلَمُ أَحَدًا أدخَلَ بَيْنَ (1) شَقيقٍ وعبدِ الله «مَسْروقً» (2) غيرَ إسحاقَ الأزرَق (3) .
2778 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عبد العزيز الدَّراوَرْدي (4) ، عَنْ صَفْوان بْنِ سُلَيم، عن عبد الله بْنِ سَلْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يَبْعَثُ رِيحًا مِنْ قِبَلِ اليَمَن ِ، فَتَقْبِضُ كُلَّ مُؤْمِنٍ؟
_________
(1) في (أ) : «من» .
(2) كذا في جميع النسخ، وهو علم مصروف، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) ذكر الدارقطني في "العلل" (866) هذا الحديث من رواية إسحاق الأزرق، ثم قال: «وخالفه أصحاب الثوري، فَرَووه عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ زُبَيْد، عَنْ أبي وائل، عن عبد الله، ليس فيه مسروق، وكذلك رواه أصحاب زبيد عن زبيد، والصَّحيح قول من لم يذكر فيه مسروقًا، وكذلك رواه الأعمش ومنصور، عن أبي وائل، عن عبد الله» اهـ.
= ... وقال أبو نعيم في "الحلية" (5/34) : «رواه شعبة وقيس ومحمد بن طلحة وعبد الرحمن بن زبيد، عن زبيد مثله، وخالف إسحاق الأزرق أصحاب الثوري، فرواه عنه، عَنْ زُبَيْد، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن مسروق، عن عبد الله» اهـ.
والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (64) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثَّوْرِيِّ، عَنْ زُبَيْد، عَنْ أَبِي وائل، عن عبد الله، ليس فيه ذكر لمسروق.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (48) ، ومسلم أيضًا من طريق شعبة، عن زبيد كذلك.
وأخرجه البخاري (6044 و7076) ، ومسلم أيضًا، كلاهما من طريق الأعمش ومنصور بن المعتمر، عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن عبد الله.
(4) هو: عبد العزيز بن محمد.(6/580)
قَالَ أَبِي: كَذَا حدَّثني داودُ الجَعْفَري (1) !
وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَة (2) ، ومحمد بن سُلَيم (3) ، عن عبد العزيز، عَنْ صَفْوان بْنِ سُلَيم، عَنْ عُبَيدالله بْنِ سَلْمَانَ الأَغَرِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (4) .
قلتُ لأَبِي: هَذِهِ الزِّيادة (5) محفوظةٌ؟
_________
(1) هو: داود بن عبد الله.
(2) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن منده في "الإيمان" (450) من طريقه عن أبي علقمة الفروي وعبد العزيز الدراوردي، عن صفوان، به. وأخرج الحديث مسلم في "صحيحه" (117) من طريق أحمد بن عَبْدة الضَّبِّي، عن الدَّراوَرْدي وأبي علقمة الفروي؛ قالا: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدالله بن سلمان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وذكر المزِّي في "تحفة الأشراف" (13468) هذا الحديث من رواية مسلم، ثم قال: «في كتاب خلف: «عن عُبَيدالله بن سلمان» ، وهو وَهَمٌ، وفي كتاب أبي مسعود: «عن عبد الله» ، وهو الصَّواب، وهو أخو عُبَيدالله» . اهـ.
وخَلَف: هو الواسطي، وأبو مسعود: هو الدمشقي، ولهما كتابان في أطراف الصَّحيحين.
وهذا الذي رجَّحه المزِّي هو الظاهر من صنيع البخاري؛ فإنه ذكر عبد الله بن سلمان هذا في "التاريخ الكبير" (5/109 رقم325) وذكر في ترجمته هذا الحديث.
وقال الدارقطني في "الأفراد" (296/أ/أطراف الغرائب) : «غريب من حديث أبي عبد الله سلمان الأغر، عنه، تفرَّد به صفوان بن سليم، عن عبد الله بْنِ سَلْمَانَ الأَغَرِّ، عَنْ أَبِيهِ، وهو صحيح أخرجه مسلم عن أحمد بن عبيدة بهذا الإسناد» .
وانظر "التقييد والإيضاح" للعراقي ص (398) .
(3) هو: أبو عبد الله البغدادي القاضي، أصله من الكوفة. انظر "الجرح والتعديل" (7/275 رقم1488) .
(4) من قوله: «قال إن الله ... » إلى هنا مكرر في (أ) و (ش) ؛ لانتقال النظر.
(5) يعني زيادة: «عن أبيه» .(6/581)
قال: نعم.
قلتُ: فعُبَيدُالله أَصَحُّ أو عبد الله؟
قال: عُبَيدُالله صحيحٌ.
2779 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو مُصعَب الزُّهْري (1) ، عَنِ الدَّراوَرْدي (2) ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عيسى، عن عُبَيدالله بْنِ سَلْمَانَ الأَغَرّ؛ قَالَ: حدَّثنا ابْنُ عُمَر (3) ؛ قَالَ: قلتُ للنبيِّ (ص) : أَيْنَ نَذْهَبُ إِذَا أَدرَكَتْنا الفتنةُ؟ قَالَ: جَبَلَ جُهَيْنَةَ (4) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خَطَأٌ؛ حدَّثنا دَاوُدُ الجَعْفَري، فقال فيه: عن عُبَيدالله، عن أبيه؛ قال: قُلنا لعبد الله بْنِ عَمْرو ... ، وَلَمْ يرفَعْه؛ وَهُوَ أشبهُ.
2780 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيْك (5) ، عَنْ
_________
(1) هو: أحمد بن أبي بكر بن الحارث.
(2) هو: عبد العزيز بن محمد.
(3) في (ك) : «ابن عمير» .
(4) جبلُ جُهَينة هو: رَضْوى، بين يَنْبُع والحَوْراء. "معجم ما استعجم" (4/1310) .
وقال ابن خلِّكان: قال الطبري في "تاريخه" الكبير: رَضْوى جبل جُهَينة، وهو في عمل يَنْبُع. وقال غيره: بينهما مسيرةُ يوم واحد، وهو من المدينة على سبع مراحل ... وهو على ليلتين من البحر. "وفيات الأعيان" (4/173) .
وقوله: «جَبَلَ جهينة» منصوب على نزع الخافض، والأصل: إلى جَبَلِ جهينة؛ حُذِفَ حرف الجر، فانتصب ما بعده، انظر التعليق على المسألة رقم (12) .
(5) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (13/10 رقم6/قطعة منه) .(6/582)
مُوسَى بْن يعقوب الزَّمْعي، عَنِ أَبِي حَازِمٍ (1) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الحَكَم بن ثَوْبان، عن عبد الله بن عمرو: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ لَهُ: كَيْفَ أَنْتَ إِذَا كَانَ زَمَانٌ يُغَرْبَلُ فِيهِ النَّاسُ غَرْبَلَةً، وبَقِيْتُمْ فِي حُثَالَةٍ (2) مِنَ النَّاسِ؟! ... ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو حَازِمٍ (3) ، عَنْ عُمارة بْنِ عمرو بن حزم، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) .
2781 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثِ أَبِي اليَمان (4) ، عَنْ صَفْوان بْنِ عَمْرٍو، عن عبد الرحمن بْنِ جُبَير بْنِ نُفَير، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ قَالَ لجُلَسائه: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا خَرَجَ فِيهَا دَاعِيَانِ: داعٍي (*) إلى كتاب الله (5) ، وداعٍي (*) إلى سُلطان الله، إلى أَيِّما تُجِيبُونَ؟ قَالُوا: إِلَى كِتَابِ اللَّهِ؛ قال: إذَنْ تَهْلِكُوا؟
_________
(1) هو: سلمة بن دينار.
(2) الحُثالَةُ: الرَّدِيءُ من كلِّ شيء، ومنه حُثالة الشَّعِير والأَرُزِّ والتَّمْر وكلِّ ذي قِشْر. "النهاية" (1/339) .
(3) روايته أخرجها نعيم بن حماد في "الفتن" (693) ، وأحمد في "المسند" (2/221 رقم7063) ، وأبو داود في "سننه" (4342) ، وابن ماجه في "سننه" (3957) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1176 - 1180) ، والحاكم في "المستدرك" (4/435) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/ 318 و319) .
ومن طريق نعيم بن حماد أخرجه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (253) .
(4) هو: الحكم بن نافع.
(*) ... كذا في جميع النسخ: «داعي» بإثبات الياء في آخرها، والجادة في المنقوص المنون المرفوع والمجرور حذف الياء من آخرها، وما في النسخ لغة صحيحة وبها قرأ ابن كثير المكي من السبعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (146) .
(5) لفظ الجلالة «الله» ليس في (ف) .(6/583)
قَالَ أَبِي: أَرَى أَنَّهُمْ يَرْوونه عن عبد الرحمن ابن جُبَير بْنِ نُفَير، عَنْ أَبِيهِ، إمَّا عَنْ أَبِي الدَّرْداء، أَوْ عَنْ كَعْبٍ (1) .
2782 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (2) ،
عَنِ ابْنِ سُمَيْع (3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئبٍ (4) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ فِي (5) مَقْتَلِ عُثْمَانَ بْنِ عفَّان؟
قَالَ أَبِي: سألتُ مَحْمُودَ بْنَ عِيسَى بْنِ سُمَيْع (6) عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فحدَّثني، وَقَالَ: فِي كِتَابِ ابْنِ سُمَيْع: حدَّثني رجلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنْ ابن أبي ذِئب (7) .
_________
(1) يعني: كعب الأحبار. ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1944) أخبرنا بقية قال: وحدثني أرطاة بن المنذر، عمَّن حدثه، عن أم سلمة أنها قالت ... به.
(2) روايته أخرجها ابن شبَّة في "تاريخ المدينة" (4/1157) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/115) ، وابن عدي في "الكامل" (6/246) ، والخطيب في "الموضح" (1/45-46) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (39/415) .
وتابعه عليه هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ، عن ابن عدي.
(3) هو: محمد بن عيسى بن القاسم بن سُمَيْع الدمشقي.
(4) هو: محمد بن عبد الرحمن.
(5) في (ش) و (ك) : «عن» .
(6) قوله: «بن سميع» سقط من (ك) . ومحمود هذا هو: ابن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن القاسم بن سُمَيْع.
(7) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/203 رقم630) : «محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع، شامي، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الزهري؛ عن سعيد، في مقتل عثمان، سمع منه هشام بن عمار، ويقال: إنه لم يسمع عن ابن أبي ذئب هذا الحديث» .
وقال ابن حبان في "الثقات" (9/43) في ترجمة مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سُمَيْعٍ: «مستقيم الحديث إذا بيَّن السماع في خبره، فأما خبره الذي روى عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ في مقتل عثمان، لم يسمعه من ابن أبي ذئب، سمعه من إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي، عن ابن أبي ذئب، فدَلّس عنه، وإسماعيل واهٍ» .
وقال ابن عدي في "الكامل" (6/246) : «سمعت عَبْدان يقول: سمعت ابن أبي سميع يقول: لم يسمع أبي حديثَ مقتل عثمان من ابن أبي ذئب، إنما هو في كتاب أبي عن قاصٍّ» ، ثم قال ابن عدي: «وهو = = حسنُ الحديث، والذي أُنْكِر عليه حديث مقتل عثمان أنه لم يسمعه من ابن أبي ذئب» .
وأخرج الخطيب في "الموضح" (1/45 - 46) عن صالح بن محمد الحافظ - المعروف بجَزَرَة -؛ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَام بْن عَمَّار؛ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ القاسم، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الزهري؛ حديث مَقْتَلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ؛ قَالَ: فجَهَدْتُ به الجهد أن يقول: حدثنا ابن أبي ذئب، فأبى أن يقول إلا: عَنِ ابْنِ أَبِي ذئب. قَالَ صالح بن محمد: فقال لي محمود ابن ابنة محمد بن عيسى: هو في كتاب جدِّي: عن إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله، عَنِ ابْنِ أَبِي ذئب. قَالَ صالح: وإسماعيل بن يحيى هذا يضع الحديث» .
وقد أطال الشيخ عبد الرحمن المعلِّمي _ح التعليقَ على هذه الحكاية في بيان هل الذي دلَّس هو هشام بن عمار؟ أو مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سُمَيْعٍ؟ ورجَّح أنه هشام ابن عمار، لكن يُشكل عليه متابعة هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ له عند ابن عدي في "الكامل" كما سبق نقله. وانظر "تهذيب الكمال" (26/256-257) .(6/584)
2783 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْلُ بنُ تمَّام ٍ، عَنْ عِمران القطَّان، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَة، عَنْ أَبِي سعيد، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي المَهْديِّ؟
فَقَالَ (2) أَبِي: رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشير، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي المُتَوكِّل، عَنْ أَبِي سعيد، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: حديثُ أَبِي نَضْرَة أشبهُ.
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (2633) .
(2) في (ف) : «قال» .(6/585)
2784 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى القطَّان، عَنْ أَجْلَح (1) ، عَنْ قَيْس بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ رِبْعيِّ بْنِ [حِرَاش] (2) ، عَنْ حُذَيفة؛ قَالَ: لَوْ خَرَجَ الدَّجَّالُ، لآمنَ بِهِ قومٌ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: قَيْس بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ (3) ، وَأَبُو مُسْلِمٍ اسْمُهُ: رُمَّانَة (4) .
2785 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ جابر، عن عبد العزيز بن رُفَيْع، عن عبد الله ابن القِبْطِيَّة؛ قَالَ: دخلتُ أَنَا والحسنُ ابنُ عليٍّ عَلَى أمِّ سَلَمة، فَقَالَ: حدَّثيني عَنْ جيشِ الخَسْفِ (5) ، فَقَالَتْ: سمعتُ رسول الله (ص) يَقُولُ: يَخْرُجُ (6) السُّفْيَانِيُّ بِالشَّامِ، فَيَسِيرُ إِلَى الكُوفَةِ، فَيَبْعَثُ جَيْشًا إِلَى المَدِينَةِ، فَيُقَاتِلُونَ مَا شَاءَ اللهُ، حَتَّى يُقْتَلَ الحَبَلُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، ويَعُوذُ (7) عَائِذٌ (8) مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ - أَو
_________
(1) هو: ابن عبد الله الكندي.
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «خراش» ، وفي (ت) : «حداش» ، وفي (ك) : «خداش» . وانظر المسألة رقم (1496) و (1735) و (1891) و (1929) و (2538) ، و"تهذيب الكمال" (9/54) .
(3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (37481 و37610) من طريق محاضر أبي المورِّع، عن الأجلح، عن قيس، به.
(4) وكذا قال في "الجرح والتعديل" (7/96 رقم552) .
(5) في (ك) : «حبيش الحشف» .
(6) قوله: «يخرج» سقط من (ك) .
(7) في (ش) و (ك) : «ويعود» .
(8) في (أ) و (ش) و (ك) : «عائد» .(6/586)
قَالَ: مِنْ وَلَدِ عَلِيٍّ - بِالْحَرَمِ، فَيَخْرُجُونَ إِلَيْهِ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ (1) مِنَ الأَرْضِ؛ خُسِفَ بِهِمْ، غَيْرَ رَجُلٍ يُنْذِرُ النَّاسَ؟
قَالَ أَبِي: إنما هو: عن عُبَيدالله ابن القِبْطِيَّة (2) ، وَفِيهِ زيادةُ كلامٍ لَيْسَ فِي حَدِيثِ النَّاسِ.
2786- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَزْم (3) ،
عَنِ الْحَسَنِ (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو مُوسَى الأشعريُّ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الهَرْجَ، قَالُوا: مَا الهَرْجُ؟ قَالَ: القَتْلُ، قالوا:
_________
(1) البَيْداء: الصحراء، والمَفازَة، والقَفْر: المستوي المشرف من الأرض، وهي: قليلة الشجر، أو لا شيء فيها. وانظر: "النهاية" (1/1710) ، و"لسان العرب"، و"تاج العروس" (بيد) ، و (فوز) .
(2) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2882) من طريق جرير، عن عبد العزيز بن رفيع، عن عبيد الله ابن القبطية، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) قال: «يعوذ عائذٌ بالبيت، فيُبْعَث إليه بَعثٌ، فَإِذَا كَانُوا ببَيْداءَ مِنَ الأَرْضِ خُسِف بهم» ، فقلتُ: يا رسول الله، فكيف بمن كان كارهًا؟ قال: «يُخسَفُ به معهم، ولكنَّه يُبعَثُ يوم القيامة على نيَّته» .
(3) في (أ) : «خرم» . وحَزمٌ هذا هو: ابن أبي حَزْم القُطَعي. وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (7255) ، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (21 و172) .
ورواه الحاكم في "المستدرك" (4/451) من طريق أبان، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، به.
قال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" (12193) : «أبان متروك باتفاق، والحسن عن أبي موسى مرسل» .
(4) هو: البصري.(6/587)
مايكفينا أَنْ يُقتَلَ (1) مِنَ الْمُشْرِكِينَ كلَّ عَامٍ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: لَيْسَ بِذَاكَ، ولَكِنْ قَتْلُكُمْ أَنْفُسَكُمْ ... ، فَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ؛ رَوَاهُ عَوْفٌ (2) ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَسِيد بْنِ المُتَشَمَِّس، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النبيِّ (ص) .
قلتُ: سَمِعَ الحَسنُ مِنْ أَبِي موسى؟
قال: لا (3) .
_________
(1) كذا في (ف) و (ك) ، ولم تنقط الياء في بقية النسخ، ووقع في روايتي أبي يعلى والداني السابقتين: «نقتل» بالنون.
(2) هو: ابن أبي جميلة الأعرابي. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (37373) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/12) ، وابن ماجه في "سننه" (3959) .
ورواه أحمد في "مسنده" (4/406 رقم 19636) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/12) ، ونعيم بن حماد في "الفتن" (420) ، والبزار في "مسنده" (3047) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (1/305-306) من طريق يونس بن عبيد، وابن المبارك في "المسند" (260) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/226) . من طريق مبارك بن فضالة، كلاهما عن الحسن، به.
ومن طريق ابن المبارك رواه نعيم بن حماد في "الفتن" (11) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/226) .
وذكر الدارقطني في "العلل" (1317) الاختلافَ في الحديث، ومما ذكره أنه روي عن الحسن عن حطَّان الرقاشي، عن أبي موسى. ثم قال: «والمحفوظُ قول من قال: عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ المتشمِّس. ومن قال: عن الحسن، عن حطَّان؛ فقوله غيرُ مدفوع، يحتمل أن يكون الحسنُ أخذه عنهما جميعًا، ومن قال: عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، فإنه أرسل الحديث؛ فلا حجَّة له ولا عليه» .
(3) وقال في "المراسيل" (117) : «سمعت أبي يقول: الْحَسَنَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي موسى الأشعري شيئًا» . وقال أيضًا (118) : «سمعت أبا زرعة يقول: الحسن لم يَرَ أبا موسى الأشعري أصلاً، يدخل بينهما أسيد بن المُتَشَمِّس» .(6/588)
2787 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأَشَجُّ (1) ، عَنْ عُقْبة بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ قُدَامة - يَعْنِي: عِصامً (2) - عَنْ عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) لِبَعْضِ نِسَائِهِ: لَيْتَ شِعْرِي! أَيَّتُكُنَّ صَاحِبَةُ الجَمَلِ [الأَدْبَبِ] (3) ... ؟ ،
وَذَكَرَ الحديثَ (4) ؟
_________
(1) هو: عبد الله بن سعيد الأَشَجّ.
(2) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة؛ وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
ورواية عصام هذا: أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (37774) وفي "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (4400) - من طريق وكيع، والبزار في "مسنده" (3273/كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (5611) من طريق أبي نعيم، والبزار (3274) من طريق عبد الله (كذا) بن موسى، ثلاثتهم عن عصام، به.
قال البزار: «لا نعلمه يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد» .
(3) في جميع النسخ: «الأريب» ، والمثبت من مصادر التخريج، وضبطه الحافظ ابن حجر في "الفتح" (13/55) : «الأَدْبَبُ: بهمزة مفتوحة، ودال ساكنة، ثم موحَّدتين، الأولى مفتوحة» . وقال ابن الأثير في "النهاية" (2/96) : «أراد: الأَدَبَّ، فأظهرَ الإدغامَ لأجل الحَوْءَب: والأَدَبُّ: الكثيرُ وَبَرِ الوَجْه» . اهـ. والإدغام إذا كان واجبًا لا يُفَكُّ إلا للسجع في النثر - كما وقع هنا - أو للتقفية والتصريع في الشعر كما في قول أبي النجم العِجْلي أحد رُجَّاز الإسلام:
الحمدُ للهِ العَلِيِّ الأَجْلَلِ
الواهبِ الفضلِ الوَهُوبِ المُجْزِلِ
أَعْطَى فلم يَبْخَلْ ولم يُبَخَّلِ
والشاهد في قوله: «الأَجْلَلِ» ، وقياسه: الأَجَلّ، وانظر: "الإيضاح، في علوم البلاغة" (ص74) ، وكتاب "علم المعاني" لعبد العزيز عتيق (ص 19) .
(4) تكملته: «تنبَحُها كلابُ الحَوْءَب، يقتل عن يَمينها وشِمالها قَتلى كثير، ثم تنجو بعدما قد كادتْ» .(6/589)
قَالَ أَبِي: لَمْ يَروِ هَذَا الحديثَ غيرُ عِصَامٍ، وَهُوَ حديثٌ مُنكَرٌ.
وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ هَذَا الحديثِ؟
فَقَالَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) ، لا يُروى مِنْ طريقٍ غيرِه (2) .
2788 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وسُئِلَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ عِمران بْنِ أَبِي لَيْلَى (3) ، عَنْ سُلَيمان بن رَجاء، عن عبد العزيز بن مُسلِم، عن أبي نُصَيْرَة (4)
العَبْدي، عَنْ أَبِي رَجاء العُطارِدي، عن
_________
(1) من قوله: «وسئل أبو زرعة ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(2) أما ابن عبد البر: فإنه ذكر الحديث في "الاستيعاب" (13/94) ، وقال: «وهذا الحديثُ من أعلام نبوَّته (ص) ، وعصام بن قدامة ثقةٌ، وسائر الإسناد أشهرُ من أن يحتاج لذكره» .
(3) روايته أخرجها ابن شاهين في "الترغيب" - كما في "الأمالي المطلقة" لابن حجر ص (115) ، ولم نقف عليه في المطبوع من "الترغيب" -، وأبو نعيم في "فضيلة العادلين" (18) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص (69-70) ، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2188) ، وابن حجر في "الأمالي المطلقة" ص (115) .
قال ابن حجر: «هذا حديث غريب» .
(4) في (أ) و (ش) و (ف) : «عن أبي بصير» ، وفي (ك) : «عن أبي نضرة» ، والمثبت من (ت) ، وهو الموافق لما في "الجرح والتعديل" (8/188 رقم 827) وغيره من مصادر ترجمته، وجاء على الصَّواب في "فضيلة العادلين" لأبي نعيم (18) ، وتصحَّف في "تاريخ جرجان" إلى: «عن أبي نصر البغدادي العبدي» وفي "الترغيب" للأصبهاني إلى: «حدثنا عبد العزيز بن مسلم بن أبي نضرة العبدي» !.
وقد قيل إن أبا نُصَيرة هذا هو مسلم بن عبيد، وقيل: هما اثنان. انظر تفصيل ذلك في "الجرح والتعديل" (8/188 رقم827) ، و"الإكمال" لابن ماكولا (1/329) ، و"تهذيب التهذيب" (4/598) و"تبصير المنتبه" (4/1421) و"الأمالي المطلقة" ص (115) ثلاثتها لابن حجر.(6/590)
أَبِي بَكْر الصِّدِّيق، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: الوَالِي العَادِلُ المُتَوَاضِعُ ظِلُّ اللهِ ورُمْحُهُ فِي أَرْضِهِ، فَمَنْ نَصَحَهُ فِي نَفْسِهِ وفِي عِبَادِ اللَّهِ؛ حَشَرَهُ اللهُ فِي وَفْدِهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ، ومَنْ غَشَّهُ فِي نَفْسِهِ وفِي عِبَادِ اللهِ خَذَلَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، ويُرْفَعُ لِلْوَالي (1) العَادِلِ المُتَوَاضِعِ فِي كُلِّ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ عَمَلُ سِتِّينَ صِدِّيقًا، كُلُّهُمْ عَابِدٌ (2) مُجْتَهِدٌ فِي نَفْسِهِ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لا يُعرفُ سُلَيمانُ بنُ رَجاء هَذَا، وَلا (3) يُعرفُ لَهُ أصلٌ مِنْ حديثِ عبد العزيز بن مُسلِم، ولا نَعلَمُ (4) عبدَالعزيز بْنَ مُسلِم رَوَى عَنْ أَبِي نُصَيْرَة (5) العَبْدِيِّ شَيْئًا.
2789 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بُنْدار (6) ، عَنْ غُنْدَر (7) ، عَنْ شُعبة، عَنْ يُونُسَ (8) ، عَنِ الحَسَنِ (9) ، عَنْ أُمِّه، عَنْ أمِّ سَلَمة، عن النبيِّ (ص) : تَقْتُلُ عَمَّارً (10) الفِئَةُ (11) البَاغِيَةُ؟
_________
(1) في (ك) : «الوالي» .
(2) في (ف) : «عائذ» .
(3) في (ف) : «لا» بدون واو.
(4) في (ك) : «ولا يعلم» .
(5) في (أ) و (ش) و (ف) : «عن أبي بصير» ، وفي (ك) : «نضيرة» .
(6) هو: محمد بن بشار. وروايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (7077) ، والطبراني في "الكبير" (23/364 رقم 857) ، وبيبى بنت عبد الصَّمد في "جزئها" (21) .
(7) هو: محمد بن جعفر.
(8) هو: ابن عبيد.
(9) هو: البصري.
(10) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(11) في (ت) : «العبد» ، بدل: «الفئة» .(6/591)
فَقَالا: هَذَا خطأٌ، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ حديثِ يُونُسَ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أيُّوب (1) ،
عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أمِّ سَلَمة.
وشُعبة (2) ، عن خالد (3) ، عَنْ سَعِيدِ (4) بْنِ أَبِي الْحَسَن (5) ، عَنْ أُمِّه، عَنْ أُمِّ سَلَمة (6) .
وَقَالا: أَخْطَأَ بُنْدارٌ فِي هَذَا الحديث.
_________
(1) أي: ابن تَميمَة السَّختياني. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1703) ، والطبراني في "الكبير" (23/363 رقم 852) .
ومن طريق الطيالسي رواه ابن سعد في "الطبقات" (3/252) ، وأحمد في "مسنده" (6/300 رقم 26563) .
(2) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2916) من طريق محمد بن عمرو بن جَبلة وعُقْبة بن مُكْرَم وأبي بكر بن نافع، ثلاثتهم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ، عن شعبة، عن خالد الحذَّاء، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَن عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ.
وأخرجه من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن شعبة، عن خالد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَن، والحسن البصري كليهما، عن أمهما، عن أم سلمة.
وأخرجه من طريق عبد الله بن عون، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أم سلمة.
(3) هو: ابن مِهْران الحذَّاء.
(4) في (أ) و (ش) : «أبي سعيد» .
(5) هو: أخو الحسن البصري.
(6) قال الحاكم في "تاريخ نيسابور" - كما في "فتح الباري" لابن رجب (2/494) -: «سمعت أبا عيسى محمد بن عيسى العارض - وأثنى عليه - يقول: سمعت صالح بن محمد الحافظ - يعني: جزرة - يقول: سمعت يحيى بن معين وعليَّ بن المديني يصحِّحان حديث الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سلمة: تقتل عمَّارًا الفئةُ الباغية» . اهـ.
وروى الخلال في "العلل" (131/المنتخب لابن قدامة) بإسناده إلى الإمام أحمد أنه ذُكر له حديث «تقتل عمارًا الفئةُ الباغية» ؟ فقال: «ليس فيه حديثٌ صحيح» . وتعقب ذلك ابن رجب في "فتح الباري" (2/494) بأن إسناد الخلال إلى أحمد غير معروف، وأنه روي عن أحمد خلاف هذا، وأنه قال: «في هذا غيرُ حديث صحيح عن النبي (ص) » ، والله أعلم.(6/592)
2790- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأَوْزاعي (2) ،
عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قال: مَا مِنْ وَالٍي (3) إِلاَّ لَهُ بِطَانَتَان ِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالمَعْرُوفِ وتَنْهَاهُ عَنِ المُنكَرٌِ، وبِطَانَةٌ لاَتَأْلُوهُ خَبَالاً (4) ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ يُونُسُ (5) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: هُوَ بِأَبِي هُرَيْرَةَ أشبهُ؛ لأنَّ محمَّد ابن عَمْرٍو (6) يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (7) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «سألت» بلا واو.
(2) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروايته أخرجها ابن المبارك في "مسنده" (272) ، وأحمد في "مسنده" (2/237 رقم 7239) ، وابن حبان في "صحيحه" (6191) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2117) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/111) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/422) .
ومن طريق ابن المبارك رواه أبو يعلى في "مسنده" (5901) .
(3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «وال ٍ» بحذف الياء، لكنَّ ما في النسخ عربيٌّ فصيحٌ، تقدم التعليق على نحوه في المسألة رقم (146) .
(4) أي: لا تُقَصِّر في إفساد أمره. "النهاية" (2/8) .
(5) هو: ابن يزيد الأَيْلي. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/39 و88 رقم 11342 و11834) ، والبخاري في "صحيحه" (6611 و7198) .
(6) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (367) ، و"الصغير" (188) .
(7) قال البخاري عقب الحديث (7198) : «وقال سليمان، عن يحيى: أخبرني ابن شهاب بهذا، وعن ابن أبي عتيق وموسى، عن ابن شهاب مثله، وقال شعيب، عن الزهري: حدثني أبو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَوْلُهُ، وقال الأوزاعي ومعاوية بن سلاَّم: حدثني الزهري، حدثني أبو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي (ص) ، وقال ابن أبي حسين وسعيد بن زياد: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سعيد قوله، وقال عبيد الله بن أبي جعفر: حدثني صفوان، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي أيوب؛ قال: سمعت النبي (ص) » . اهـ.
وذكره الدارقطني في "العلل" (1016) من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي أيوب ح، فقال: «يرويه صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي أيوب، واختُلف عن أبي سلمة فيه: فرواه الزهري، عن أبي سلمة، فخالف صفوان، ورواه عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سعيد الخدري. وقيل: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة. وقيل: عن أبي سلمة - مرسلاً -، عن النبي (ص) ، ولا يُدفع حديث صفوان؛ لجواز أن يكون أبو سلمة حفظه عن أبي أيوب، وعن أبي سعيد، وعن أبي هريرة، والله أعلم» . اهـ. وذكره في "العلل" (2322) وقال: «ولا يدفع هذه الأقاويل» .
وذكره في "العلل" (1414) من رواية أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وذكر الاختلاف فيه فقط، ولم يرجِّح.
= ... وذكر الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" (ص381) كلام الدارقطني في "التتبع" (66) ، ثم قال: «قلتُ: حكى البخاري هذه الأوجهَ كلها، وكأنه ترجَّح عنده طريق أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، فإن أكثر أصحاب الزهري رَوَوه كذلك، ولأن الزهري أحفظُ من صفوان ابن سليم، والله أعلم» .
وأطال ابن حجر في "فتح الباري" (13/191) في الكلام على هذا الاختلاف، وتخريج طرقه، وفي آخره قال: «قال الكرماني: محصَّل ما ذكره البخاري: أن الحديث مرفوعٌ من رواية ثلاثة أنفس من الصحابة. انتهى. وهذا الذي ذكره إنما هو بحسب صورة الواقعة، وأما على طريقة المحدِّثين فهو حديثٌ واحد، واختُلف على التابعيِّ في صحابيِّه. فأما صفوانُ فجزم بأنه عن أبي أيوب، وأما الزهري فاختُلِف عليه: هل هو أبو سعيد؟ أو أبو هريرة؟ وأما الاختلافُ في وقفه ورفعه فلا تأثير له؛ لأن مثله لا يقال من قِبَل الاجتهاد. فالروايةُ الموقوفة لفظًا مرفوعةٌ حكمًا، ويرجِّح كونه عن أبي سعيد: موافقةُ ابن أبي حسين وسعيد بن زياد لمن قال عَنِ الزُّهْرِيِّ: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي سعيد، وإذا لم يبقَ إلا الزهري وصفوان، فالزهري أحفظُ من صفوان بدرجات، فمن ثَمَّ يظهر قوة نظر البخاري في إشارته إلى ترجيح طريق أبي سعيد، فلذلك ساقها موصولة، وأورد البقيَّة بصيغ التعليق، إشارة إلى أن الخلافَ المذكور لا يقدح في صحَّة الحديث؛ إما على الطريقة التي بيَّنتها من الترجيح، وإما على تجويز أن يكونَ الحديث عند أبي سلمة على الأوجُه الثلاثة، ومع ذلك فطريق أبي سعيد أرجح والله أعلم، ووجدتُ في "الأدب المفرد" للبخاري ما يترجَّح به رواية أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فإنه أخرجه من طريق عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة كذلك في آخر حديث طويل» . اهـ. وانظر "تغليق التعليق" (5/309) .(6/593)
2791 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُبارك بْنِ فَضالَة (2) ، عَنِ الْحَسَنِ (3) ، عَنِ النُّعمان بْنِ بَشير، عَنِ النبيِّ (ص) : إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنً (4) كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ ... ، الحديثَ.
قلتُ: وَرَوَى هَذَا الحديثَ يَحْيَى بنُ سُلَيم (5) ، عن هشام بن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «سألت» بلا واو.
(2) روايته أخرجها ابن المبارك في "المسند" (248) ، والطبراني في "الأوسط" (2439) ، والحاكم في "المستدرك" (3/531) ، وأبو نعيم في "الحلية" (10/170-171) ، والداني في "السنن الواردة في الفتن" (50) .
ومن طريق ابن المبارك رواه نعيم بن حماد في "الفتن" (66) ، وأحمد في "مسنده" (4/272 رقم 18404) . قال الطبراني: «لا يروى هذا الحديث عن النعمان بن بشير إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به مبارك» !.
ورواه أحمد في "مسنده" (4/277 رقم 18439) من طريق يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، به نحوه.
(3) هو: البصري.
(4) كذا في جميع النسخ، ويحتمل وجهَيْن:
الأوَّل: النصب على أنه اسم «إنَّ» مؤخَّر، أي: «فتنًا» ، وحذفت منه ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة.
والثاني: الرفع على أنه مبتدأ مؤخَّر، وشبه الجملة قبله خبرٌ مقدَّم، وجملة المبتدأ والخبر خبرٌ لـ «إن» ، واسمها ضمير الشأن المحذوف.
وتقدم التعليق على نحو ما هنا في المسألة رقم (130) .
(5) لم نقف على روايته، لكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (30332) من طريق زائدة، عن هشام بن حسان، به.(6/595)
حسَّان، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي موسى الأشعري، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (1) .
قلتُ: فأيُّهما الصَّحيحُ عندك؟
قَالَ: الْحَسَنُ، عَنْ أَبِي مُوسَى (2) ، عن النبيِّ (ص) ؛ أَشْبَهُ مِنْهُ مِنَ (3) النُّعمان بْنِ بَشير.
2792 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثِ الَّذِي (5) رَوَاهُ ابنُ إِسْحَاقَ (6) ، عَنْ عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي الرُّوَيْبِضَة؟
قَالَ أَبِي: لا أعلم أحدًا روى عن عبد الله ابن دينار هذا الحديثَ
_________
(1) الظاهر: أنه يعني بالإرسال: عدم سماع الحسن من أبي موسى؛ كما تقدم بيانُه في المسألة رقم (2786) . وقوله: «مرسل» منصوبٌ على أنه حالٌ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(2) قوله: «عن أبي موسى» سقط من (ف) .
(3) قوله: «من» سقط من (ك) ؛ ولعل صوابها: «عن» .
(4) في (ت) و (ك) : «سألت» بلا واو.
(5) قوله: «حديث الذي» في (ك) : «الحديث الذي» ، وهو الجادَّة، ويخرَّج المثبت من باب إضافة الموصوف إلى صفته، وهو جائز على مذهب الكوفيين، وقد علَّقنا على هذا في المسألة رقم (505) .
(6) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/220 رقم 13299) ، وابنه عبد الله في "زوائده" في الموضع = = نفسه، وأبو يعلى في "مسنده" (3715) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (466) من طريق عبد الله بن إدريس والبزار في "مسنده" (3373/كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (465) ، وابن عدي في "الكامل" (6/105) من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن ابن إسحاق، به.
وخالفهما عبَّاد بن العوَّام، فرواه عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن المنكدر، عن أنس، به. رواه أحمد في "مسنده" (3/220 رقم 13298) .(6/596)
غيرَ (1) محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ، ووجدتُّ فِي رِوَايَةٍ بَعْضَ البصريِّين: عَنْ عبد الله بن المُثَنَّى الأنصاري، عن عبد الله ابن دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الأَزْهَر، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) ، بِنَحْوِهِ.
قَالَ أَبِي: وَلا أَدْرِي مَنْ أَبُو الأَزْهَر هَذَا!
قلتُ: مَن الذي رواه عن عبد الله بْنِ المثنَّى؟
فَقَالَ: حَجَّاج الفُسْطاطي (2) .
قَالَ أَبِي (3) : لَوْ كَانَ حديثُ ابن إسحاقَ صحيحً (4) ، لَكَانَ قَدْ رَوَاهُ الثقاتُ عَنْهُ (5) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «عن» .
(2) في (أ) و (ف) : «القَسطاطي» . والأشهر في نسبته: «الفَساطِيطي» ، كما في "الجرح والتعديل" (3/167 رقم712) ، وإن كان يرد أحيانًا: «الفُسْطاطي» ؛ كما في "التاريخ الكبير" (2/380 رقم2845) ، وانظر "الأنساب" للسمعاني (3/456) .
(3) قوله: «قال أبي» مكرر في (أ) و (ت) و (ف) .
(4) كذا في جميع النسخ: «صحيح» بلا ألف بعد الحاء، وفيه وجهان:
الأوَّل: النصب على أنه خبر «كان» وحذفتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
والثاني: الرفع على أنَّه خبر للمبتدأ «حديث ابن إسحاق» ، والجملة من المبتدأ والخبر في محل خبر «كان» ، واسمها: ضمير الشأن، والتقدير: لو كان هو - أي الشأن والحديث - حديث إسحاق صحيحٌ ... وانظر الكلام على ضميرُ الشأن في التعليق على المسألة رقم (854) .
(5) قال ابن معين: «لم نسمع: عن عبد الله بن دينار، عن أنس إلا الحديث الذي يحدث به محمد بن إسحاق» . "تاريخ ابن معين" (3/135/رواية الدوري) . قال ابن عدي في "الكامل" (6/105) بعد أن روى قول ابن معين: «يعني: حديث الرُّوَيبضَة» .
وقال أبو عثمان سعيد البَرْذَعي في "سؤالاته لأبي زرعة" (2/329-331) : «قلت لأبي زرعة: عبد الله بن دينار الشامي؟ قال: شيخٌ ربما أنكر. قلت: عبد الله بن دينار الذي يروي عن أنس حديث الرُّويبضَة هو هذا؟ قال: لا، ابن إسحاق ماله وهذا؟ قال أبو عثمان: وقد كان رجلٌ من أصحابنا ذاكرني بهذا الحديث عن شيخ ليس عندي بمأمون، عن أبي قتيبة، عن عبد الله بن المثنَّى، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الأزهَر، عن أنس، وذكرت لأبي زرعة هذا أنه صاحب أنس، ولم أجترئ أن أذكرَ له أنه من رواية هذا الرجل؛ لأنه لم يكن يرضاه، فقلت له: هو هذا الشامي؟ فأجابني بهذا» . اهـ.(6/597)
2793 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قُدامَة (2) بْنُ محمَّد المَدِيني الخَشْرَمي (3) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ شَيْبة، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : أَيُّمَا أَمِيرٍ احْتَجَبَ عَنِ النَّاسِ بِفَاقَتِهِمُ، احْتَجَبَ اللهُ عَنْهُ بِوَجْهِهِ.
وقال رسولُ الله (ص) : أَيُّمَا امْرِئٍ وَلِيَ مِنْ (4) أَمْرِ المُسلِمِينَ شَيْئًا، لَمْ يَحُطْهُمْ بِمَا يَحُوطُ بِهِ بَنِيهِ وأَهْلَ (5) بَيْتِهِ؛ لَمْ يَرَحْ (6) رِيحَ الجَنَّةِ يَوْمَ
_________
(1) ذكر ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2583) الحديث الأول، وقال: «قال ابن أبي حاتم عن أبيه في "العلل": هذا حديث منكر» . كذا! وهو هنا من قول أبي زرعة.
(2) في (ت) و (ك) : «أبو قدامة» ، وكأنه ضُرب على قوله: «أبو» في (ت) .
(3) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (1/313) ، والدارقطني في "الأفراد" (161/أ/أطراف الغرائب) .
قال ابن عدي: «غير محفوظ، وإسماعيل بن إبراهيم هذا لا أعلم له رواية عن غير ابن جريج، وأحاديثه عن ابن جريج فيها نظر» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به قدامة ابن محمد، عن إسماعيل، عنه» .
(4) قوله: «من» سقط من (ك) .
(5) في (أ) و (ش) : «بينه وبين أهل» .
(6) أي: لم يَشَمَّ ريحَها؛ يقال: راحَ يَريحُ، وراحَ يَراحُ، وأراحَ يُريح: إذا وجدَ رائحةَ الشيء. انظر "النهاية" (2/272) .(6/598)
القِيَامَةِ (1) ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كِلا الحديثَين مُنكَرٌ.
2794 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نُعَيمُ (2) بنُ حمَّاد، عَنْ سُفيان بْنِ عُيَينة، عَنِ أَبِي الزِّناد (3) ، عَنِ الأعْرَج (4) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قال (5) : أَنْتُمْ في زَمَان ٍ مَنْ تَرَكَ فِيهِ (6) عُشْرَ مَا أُمِرَ بِهِ هَلَكَ، وسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ عُشْرَ مَا أُمِرَ بِهِ نَجَا؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا عِنْدِي خطأٌ؛ رَوَاهُ جَرير (7) ، وموسى بن
_________
(1) الحديث رواه العقيلي في "الضعفاء" (1/83) ، وابن عدي في "الكامل" (6/52) من طريق قدامة، به.
قال العقيلي بعد أن ساق عدَّة أحاديث لإسماعيل: «كلُّ هذه الأحاديث غيرُ محفوظة من حديث ابن جريج، ولا من حديث غيره؛ إلا من حديث من كان مثله في الضَّعف أو نحوه، فأما من حديث ثقة فلا» .
وقال ابن عدي بعد أن ساق عدَّة أحاديث لقدامة عن إسماعيل: «وكل هذه الأحاديث في هذا الإسناد غيرُ محفوظة» .
(2) قوله: «نعيم» سقط من (ش) ، وفي بقية النسخ: «يعني» بدل: «نعيم» إلا أنَّها صوبت في (أ) إلى ما أثبتناه. ورواية نعيم بن حماد أخرجها الترمذي في "جامعه" (2267) ، والطبراني في "الصغير" (1156) ، وابن عدي في "الكامل" (7/18) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/316) ، وتمام في "فوائده" (1721/الروض البسام) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص (464) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (52/362) .
ومن طريق الترمذي رواه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/418) . ومن طريق الطبراني رواه ابن حجر في "الأمالي المطلقة" ص (146) .
(3) هو: عبد الله بن ذكوان.
(4) هو: عبد الرحمن بن هُرمز.
(5) قوله: «قال» سقط من (أ) و (ش) .
(6) قوله: «فيه» من (أ) و (ش) فقط.
(7) هو: ابن عبد الحميد.(6/599)
أَعْيَن، عَنْ لَيْثٍ (1) ،
عَنْ مَعْرُوفٍ (2) ، عن الحسن، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) .
_________
(1) هو: ابن أبي سُلَيم. وروايته أخرجها أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (229) من طريق إبراهيم ابن محمد، وابن حجر في "الأمالي المطلقة" ص (147) من طريق الثوري، كلاهما عن ليث، به.
وقال ابن حجر في "النكت الظراف" (13721) : «قرأت بخط الذهبي: لا أصل له ولا شاهد، ونعيم منكر الحديث مع إمامته. قلت [أي: ابن حجر] : بل وجدت له أصلاً، أخرجه ابن عيينة في "جامعه" عن معروف الموصلي عن الحسن البصري به مرسلاً، فيحتمل أن يكون نعيم دخل لَهُ حَدِيث فِي حَدِيث» اهـ. وانظر "التاريخ الكبير" (7/415) .
(2) هو: معروف بن أبي معروف المَوْصلي.
(3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
وقال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث نعيم بن حَمَّادٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ» . وذكره ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1425) ، ونقل عن النسائي قوله: «هذا حديث منكر» .
وقال الطبراني: «لم يروه عن سفيان إلا نعيم» .
وقال ابن عدي: «قال نعيم: هذا حديثٌ ينكرونه، وإنما كنت مع ابن عيينة، فمرَّ بشيء فأنكره، ثم حدثني بهذا الحديث» .
قال ابن عدي: «وهذا الحديثُ أيضًا معروف، لا أعلم رواه عن ابن عيينة غيره» . اهـ. وقال أبو نعيم: «غريب، تفرد به نعيم، عن سفيان» .
وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (10/606) : «وتفرَّد نعيم بذاك الخبر المنكر: حدثنا سفيان بن عيينة ... » ، ثم ذكره، ثم قال: فهذا ما أدري من أين أتى به نعيم؟! وقد قال نعيم: هذا حديثٌ ينكرونه، وإنما كنت مع سفيان، فمرَّ شيءٌ فأنكره، ثم حدّثني بهذا الحديث. قلت: وهو صادق في سماع لفظ الخبر من سفيان، والظاهر - والله أعلم - أن سفيان قاله من عنده بلا إسناد، وإنما الإسناد قاله لحديث كان يريد أن يرويَه، فلما رأى المنكر تعجَّب وقال ما قال عقيب ذلك الإسناد، فاعتقد نعيم أن ذاك الإسناد لهذا القول، والله أعلم» . اهـ. وقال في "تذكرة الحفاظ" (2/418) : «هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، لا أَصْلَ له من حديث رسول الله (ص) ، ولا شاهد، ولم يأت به عن سفيان سوى نعيم، وهو مع إمامته منكر الحديث» .
وقال ابن حجر في "الأمالي المطلقة" ص (146) : «هذا حديث حسن غريب» .
وانظر "المنتخب من العلل" للخلال ص (91-92) ، و"السلسلة الضعيفة" للألباني (684) .(6/600)
2795 - وسمعتُ (1) أَبِي يقولُ، وذكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا محمَّد بْنُ هَارُونَ أَبُو نَشِيط، عَنْ أَبِي المُغِيرَة (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا عبد الرحمن - يَعْنِي: ابنَ يَزِيدَ بْنِ تَميم - عن الزُّهري، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ: أنَّ (3) عُمَرَ بْنَ الخطَّاب ح قَالَ لِمُعاذ بْنِ جَبَلٍ: مَا مِلاكُ (4) هَذَا الأَمْرِ؟ قَالَ: كلمةُ الإِخْلاصِ، وَهِيَ الفِطْرةُ، والصَّلاة، وَهِيَ المِلَّة (5) ، والسَّمعُ وَالطَّاعَةُ، وَسَيَكُونُ (6) اختلافٌ. فلمَّا أدبرَ عُمَرُ؛ قَالَ: وسِنُوكَ خيرُ سِنيْهِم.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (7) .
_________
(1) في (ف) : «وسألت» .
(2) هو: عبد القدوس بن الحجَّاج.
(3) في (ف) : «ابن»
(4) قال ابن الأثير: المِلاكُ - بالكسر والفتح -: قِوامُ الشَّيء، ونظامُه، وما يُعتَمَد عليه فيه. "النهاية" (4/358) .
(5) في (ت) و (ك) : «المسلة» .
(6) في (ت) و (ك) : «سيكون» بلا واو.
(7) أخرجه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (125) من طريق عبد الله بن عمر العمري، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عطاء: أن عمر ... ، فذكره.
وأخرجه معمر في "الجامع" (20689/مصنف عبد الرزاق) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (20/98) من طريق أيوب، ومسدد في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (209) - من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن أبي قلابة، عن عمر به نحوه.
ورواه الطبري (20/97-98) من طريق يونس بن أبي صالح، عن يزيد بن أبي مريم قال: مرَّ عمر بمعاذ فذكره.
ورواه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1530) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/330-331) من طريق عبد الله بن خراش، عن أبيه قال: نزل عمر بالجابية فمر بمعاذ ... فذكره.(6/601)
2796 - وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : سألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ سَعِيدِ بْنِ سابِق (3) ، عَنْ عَمْرِو بْن أَبِي قَيْس (4) ، عَن سِماكٍ (5) ، عَنْ عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: نهى رسولُ الله (ص) أَنْ يُشْتَرَى (6) الثمرةُ حَتَّى تُطْعِمَ (7) .
وقال: إِذَا ظَهَرَ الزِّنَى والرِّبَا فِي قَرْيَةٍ؛ فَقَدْ أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ كِتَابَ اللهِ (8) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: أمَّا مِنْ قوله: إِذَا ظَهَرَ الزِّنَى والرِّبَا، فَلَيْسَ هُوَ مِنْ حديثِ عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عبَّاس؛ إِنَّمَا هو: سِماك، عن
_________
(1) قوله: «وقال أبو محمد» من (ف) فقط.
(2) في (أ) و (ش) : «وسألت» بالواو.
(3) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (2/37) . وعنه البيهقي في "الشعب" (5033 و5143) .
(4) في (ك) : «قبيس» .
(5) هو: ابن حرب.
(6) كذا في (ت) و (ف) و (ك) ، ولم تُعجَم الياء في (أ) و (ش) . وتأنيث الفعل هنا وتذكيره كلاهما جائزٌ؛ لأنَّ «الثمرة» مؤنَّث غير حقيقي. وإنْ كان التأنيثُ في مثل هذا أولى وأوضح. وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (224) .
وجاء هذا اللفظ في مصادر التخريج تارةً بالياء وتارةً بالتاء.
(7) قوله: «حتى تُطْعِمَ» لك فيه ضبطان:
الأول: ماأثبتناه، وهو من الفعل: «أَطْعَمَ يُطْعِمَُ» ، قال في "تاج العروس" (طعم) : «أَطْعَمَ النَّخلُ: أَدْرَكَ ثَمَرُها، وصَارَ ذَا طَعْمٍ يُؤْكَلُ، يُقَال: في بُسْتانِ فُلانٍ من الشَّجَرِ المُطْعِم كَذَا، أي: من الشَّجَرِ المُثْمِر الذي يُؤْكَل ثَمَرُه» .
والثاني: «حتى تَطَّعِمَ» من الفعل: «اطَّعَمَ يَطَّعِمَُ» ، قال أيضًا في "تاج العروس" (طعم) : «واطَّعَمَ البُسْرُ كافْتَعَل: أَدْرَكَ، وصَارَ لَهُ طَعْمٌ يُؤْكَلُ مِنْهُ» .
(8) في بعض مصادر التخريج: «عقاب الله» ، وفي بعضها: «عذاب الله» .(6/602)
عبد الرحمن بن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، مِنْهُمْ مَنْ يَرْفَعُهُ (1) ،
وَمِنْهُمْ مَنْ يُوقِفُهُ (2) .
قلتُ: أَوْقَفَهُ (3) أَسْباطُ بنُ نَصْرٍ.
2797 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بنُ مُوسَى الخَطْمي الأَنْصَارِيُّ (5) ،
عن عبد الرحمن بن محمَّد المُحارِبي، عن
_________
(1) رواية سماك بهذا الوجه أخرجها أحمد في "مسنده" (1/402 رقم 3809) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4981) .
ومن طريق أبي يعلى رواه ابن حبان في "صحيحه" (4410) .
(2) رواية سماك بهذا الوجه أخرجها الطبري في "تفسيره" (17/475) من طريق أبي الأحوص سلاَّم، عن سماك ابن حرب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود قولَه، وليس فيه: «عن أبيه» . وأخرج الحديث الطبراني في "الكبير" (10/163 رقم10329) من طريق أبي عبد الرحمن السلمي، عن ابن مسعود قال: لم يهلك أهل نبوَّة قطُّ حتى يظهرَ الزنى والرِّبا.
(3) يقال: «أَوْقَفَهُ يُوقِفُهُ» مزيدًا بالهمزة؛ كما يقال: «وَقَفَهُ يَقِفُهُ» ، انظر المسألة (628) .
(4) انظر المسألة المتقدمة برقم (1801) و (2734) .
(5) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه أبو بكر المطرز في "فوائده" (141) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (6661) من طريق هارون بن إسحاق، وأبو يعلى في "مسنده" (5035) من طريق الحسن بن حماد، وابن جرير في "تفسيره" (12306) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، وابن أبي حاتم أيضًا (6661) من طريق أبي سعيد الأشج، جميعهم عن عبد الرحمن المحاربي، به.
وأخرجه أبو داود في "سننه" (4337) ، والطبراني في "الكبير" (10/146-147 رقم 10268) من طريق أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط، والطبراني أيضًا (10/146 رقم10267) من طريق جعفر بن زياد، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (298) من طريق عبثر بن القاسم، جميعهم عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ الأفطس، به. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/299) من طريق خالد ابن عمرو، والأصبهاني أيضًا (299) من طريق أبي إسحاق الفزاري، كلاهما عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عبيدة، به. وانظر تخريج المسألة المتقدمة برقم (1801) .(6/603)
العلاء ابن المسيّب، عن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّة، عَنْ سَالِمٍ الأَفْطَس، عَنْ أَبِي عُبَيدة، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا رَأَى أَخَاهُ عَلَى الذَّنْبِ نَهَاهُ (1) عَنْهُ تَعْذِيرًا (2) ، فَإِذَا كَانَ مِنَ الغَدِ لَمْ يَمْنَعْهُ مَا رَأَى مِنْهُ أَنْ يَكُونَ أَكِيلَهُ وخَلِيطَهُ وشَرِيبَهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ اللهُ (3) مِنْهُمْ؛ ضَرَبَ بِقُلُوبِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ، ولَعَنَهُمْ عَلَى لِسَان ِ نَبِيِّهِمْ دَاوُدَ (4) وعِيْسَى بْنِ مَرْيَمَ؛ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وكَانُوا يَعْتَدُون، ثم قال النبيُّ (ص) : والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَتَأْمُرُنَّ (5) بِالمَعْرُوفِ، ولَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنكَرٌِ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ إِنَّمَا هُوَ مُرسَلٌ؛ يَعْنِي: عَنْ أَبِي عُبَيدة (6) ، عن النبيِّ (ص) .
2798 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (7) وحدَّثنا عَنِ الرَّبيع بْن يَحْيَى، عَنْ شُعبة، عَنْ يَحْيَى (8) ؛ قَالَ: سمعتُ الوليدَ بنَ الْوَلِيدِ بْنِ عُبادَة بْنِ
_________
(1) قوله: «نهاه» مكرر في (ك) .
(2) قال ابن الأثير في "النهاية" (3/198) : في حديث بني إسرائيل: «كانوا إذا عُمِل فيهم بالمَعاصي نَهَوهُم تَعْذيرًا» ، أي: نَهْيًا قَصَّروا فيه ولم يُبالغوا، وُضِع المصْدَر موضعَ اسم الفاعل حالاً، كقولهم: جاء مَشْيًا.
(3) لفظ الجلالة ليس في (ك) .
(4) في (ت) زيادة: «عليه السلام» وضبِّب عليها.
(5) في (ك) : «لتأمرون» .
(6) في (ت) و (ك) : «ابن عبيدة» .
(7) في (ف) : «وسألت أبي زرعة» .
(8) هو: ابن سعيد الأنصاري.(6/604)
الصَّامِت، يحدِّث عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه؛ قَالَ: بايَعْنا رسولَ اللَّهِ (ص) عَلَى السَّمع وَالطَّاعَةِ: فِي يُسْرِنا وعُسْرِنا، ومَنْشَطِنا ومَكْرَهِنا، وألاَّ نُنازِ عَ الأَمْرَ (1) أهلَه، وَأَنْ نَقومَ بالحقِّ حيثُما كُنَّا، لا نخافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يقولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى (2) ، عَنْ عُبادَة بْنِ الْوَلِيدِ بن عُبادَة ابن الصَّامِت، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه، عن النبيِّ (ص) ، والخطأُ عِنْدِي مِنَ الرَّبِيع بْنِ يَحْيَى.
2799- وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو الجَوَّاب الأَحْوَص (4) بْنُ جَوَّاب (5) ، عَنْ عمَّار بْنِ رُزَيق، عَنِ الأعمَش، عَنْ سَهْل بْنِ بُكَير الجَزَري، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: لِلأَئِمَّةِ (6) مِنْ قُرَيْشٍ عَلَيْكُمْ حَقٌّ عَظِيمٌ، ولَهُمْ مِثْلُهُ (7) ؛ مَا عَمِلُوا ثَلاَثًا:
_________
(1) في (ك) : «الأمن» .
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/314 رقم 22679) ، والبخاري في "صحيحه" (7199 و7200) ، ومسلم (1709) .
وهذا الذي رجَّحه الدارقطني في "العلل" (2265) .
(3) انظر المسألة رقم (2774) .
(4) في (ف) : «الأخوص» بالخاء المعجمة.
(5) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (8/143) ووقع في المطبوع: «سهل، عن بكير الجزري» . وأشار محققه أنه وقع في نسخة خطية: «سهل بن بكير» وهو الموافق لما هنا.
(6) في (ف) : «الأئمة» ولم تتضح في (ش) .
(7) كذا اللفظ في جميع النسخ، ولفظه في "السنن الكبرى" للبيهقي و"مسند أبي يعلى" الموضع الآتي في التخريج: «الأئمة من قريش، ولي عليكم حقٌّ، ولهم عليكم مثلُه ... » . ولفظه في "مسند أحمد" و"السنن الواردة في الفتن": «الأئمة من قريش، ولهم عليكم حقٌّ، ولكم مثلُ ذلك ... » .(6/605)
مَا (1) اسْتُرْحِمُوا فَرَحِمُوا، وحَكَمُوا فَعَدَلُوا، وعَاهَدُوا فَوَفَوْا، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ والْمَلاَئِكَةِ والنَّاسِ أَجْمَعِينَ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: الأعمَش (2) ، عَنْ سَهْل أَبِي الأَسَدِ، عَنْ بُكَير الجَزَري (3) ، عن أنس، عن النبيِّ (ص) .
2800 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - خَتَنُ (5) سَلَمة بن الفَضْل- عن عبد الله بن عبد العزيز (6) بن عبد الله بن عبد الله (7) بْنِ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمِّه سَالِمٍ، عَنْ أبيه (8) عبد الله بن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مُرُوا بِالمَعْرُوفِ، وَانْهَوْا عَنِ المُنكَرٌِ، مِنْ قَبْلِ أَنْ تَدْعُونَ (9) اللهَ فَلا يُسْتَجابُ لَكُمْ، ومِنْ قَبْلِ أَنْ تَسْتَغْفِرُوهُ (10) فَلاَ يَغْفِرَ لَكُمْ (11) ؛ فَإِنَّ الأَمْرَ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ
_________
(1) في (ف) : «إذا» بدل: «ما» .
(2) روايته على هذا الوجه أخرجها أحمد في "مسنده" (3/183 رقم12900) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1120) ، وأبو يعلى في "المسند" (4033) ، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (201) . وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (2/112-113) و (4/99-100) .
(3) هو: بكير بن وَهْب.
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (1908) .
(5) تقدم تفسير «الختن» في المسألة رقم (1791) .
(6) في (ف) : «عن عبد الله بن عبد الله بن عبد العزيز» .
(7) قوله: «بن عبد الله» الثانية سقط من (ت) و (ك) .
(8) قوله: «عن أبيه» سقط من (ف) .
(9) كذا في جميع النسخ، عدا (ك) ، ففيها: «تدعو» . وانظر التعليق بعد التالي.
(10) في (ش) : «تستغفرون» ، وفي (ك) : «تستغفروا» .
(11) من قوله: «من قبل أن تدعون ... » إلى هنا تقدَّم التعليق عليه لغةً في المسألة رقم (1908) ، وبيَّنا هناك جواز استعمال «أن» المصدرية مهملةً وعاملة في كلام واحد؛ فارجع إليه إنْ شِئْتَ!(6/606)
المُنكَرٌِ، لا يُقَرِّبُ أَجَلاً، ولاَ يُبَاعِدُ رِزْقًا،، وإِنَّ الأَحْبَارَ مِنَ اليَهُودِ، والرُّهْبَانَ مِنَ النَّصَارَى، لَمَّا تَرَكُوا الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ والنَّهْيَ عَنِ المُنكَرٌِ؛ أَصَابَهُمُ اللهُ بِعِقَابِهِ، ثُمَّ (1) لَمْ يَنْفَعْهُمْ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هُوَ حديثٌ مُنكَرٌ.
2801 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْن إِسْمَاعِيلَ، عَنْ وُهَيْب (2) ، عَنْ أيُّوب (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ حَضَرَ إِمَامًا، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ يَسْكُتْ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: وُهَيْبٌ (4) ، عَنْ أَبِي واقِدٍ (5) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) قوله: «ثم» سقط من (ك) .
(2) هو: ابن خالد.
(3) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.
(4) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "الصمت" (687) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (488) ، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (609) ، والطبراني في "الأوسط" (5947) ، وابن عدي في "الكامل" (4/59) ، ومن طريق أبي بكر الشافعي أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (23/373) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ أبي واقد إلا وهيب» .
(5) هو: صالح بن محمد الليثي.(6/607)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي العِتْقِ (1)
2802 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حديثًا حدَّثنا بِهِ محمَّد بْن عبد الله بْنِ المُبارك المُخَرِّمي (2) ؛قَالَ: حدَّثنا وَكيعُ بنُ الجَرَّاح، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْس بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ أقبلَ يريدُ الإسلامَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ؛ ضَلَّ غُلامَهُ (3) ، فجَعَلَ يَنشُدُهُ (4) وَهُوَ يَقُولُ:
يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وعَنَائِهَا (5) ... عَلَى انَّهَا (6) مِنْ دَارِ كُفْرٍ نَجَّتِ (7)
_________
(1) في (ت) و (ك) : «الأخبارُ المروية في العتق» ، وفي (أ) و (ش) : «عللُ أخبارٍ مروية فِي العتق» .
(2) بضم الميم، وفتح الخاء المعجمة، وتشديد الراء المكسورة، نسبةً إلى المُخَرِّم؛ وهي محلَّة ببغداد. انظر "الأنساب" للسمعاني (4/248) .
(3) أي: فقد غلامَه. «تاج العروس» (ضلل) ، و"المصباح المنير" (ضلل/ص188) .
(4) أي: يطلُبُه، يقال: نَشَد الضالَّة يَنشُدُها نِشْدَانًا، أي طلبها. انظر «تاج العروس» (نشد) ، و"المصباح المنير" (نشد/ص311) .
(5) في (ت) و (ف) : «وغنائها» .
(6) بوصل همزة القطع من «أَنَّها» ؛ لإقامة الوزن، وهو من الضرورات الجائزة في الشِّعر، ونحوه قول بعض العرب [من الطويل] :
ومَنْ يَصنَع المعروفَ في غير أهله
يُلاقي الذي لاقَى مُجيرُ امِّ عامِرِ
والأصل: مجيرُ أُمِّ عامر. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (1781) ، وانظر التعليق التالي.
(7) البيت على هذه الصورة من البحر الكامل، وقد جاء عجزه في مصادر التخريج وكتب التاريخ واللغة بلفظ:.
عَلَى أَنّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ
ويكون على ذلك من البحر الطويل مخرومَ الصدر [والخَرْمُ عند العروضيين: هو إسقاطُ الحرفِ الأول مِنَ الوتدِ المجموعِ الواقعِ في أوَّل البيت، أو في أوَّل عجزه على قلة؛ فتتحوَّل «فَعُولُنْ» إلى: عُولُنْ، و «مَفَاعِيلُنْ» إلى: فَاعِيلُنْ، و «مُفَاعَلَتُنْ» إلى: فَاعَلَتُنْ، ولايَدْخُلُ الخرمُ غير هذه التفاعيل] ؛ فجاء هذا البيت في مصادر التخريج هكذا:
يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا
عَلَى أَنّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ
ولو جاء صدرُهُ على التمام، لقال: أيا ليلةً ... إلخ، والبحرُ الطويلُ إذا دخله الخرم، قد يشتبه بالبحر الكامل؛ فلعلَّ الراوي أو غيره: لَمَّا رأى صدر البيت على وزن الكامل في الظاهر، ظَنَّهُ منه؛ فتصرَّف في عجزه، فجعله من الكامل أيضًا؛ حتى يكونَ البيتُ بشطْرَيْهِ من بحر واحد، فجاء العجز كما في جميع النسخ هكذا:.
عَلَى انَّهَا مِنْ دارِ كُفْرٍ نَجَّتِ
وانظر: مصادر التخريج، و «لسان العرب» ، و «تاج العروس» (دور) ، و «النهاية» (2/139) ، وانظر: «العيون الغامزة، على خبايا الرامزة» للدماميني (ص113-118) ، و «المعجم المفصل في علم العروض» (ص223-227) .(6/608)
قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا جالسٌ عِنْدَ النبيِّ (ص) إذ طلع الغلامُ فأعتَقْتُه (1) .
قلتُ: وَهَكَذَا (2) حدَّثنا أَبُو سَعِيدِ بن يحيى ابن سَعِيدٍ (3) ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ (4) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْس، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قمتُ (5) عَلَى رَسُولِ الله (ص) ... .
قَالَ أَبِي: من الناس من يَروي عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْس: أنَّ أبا
_________
(1) في (ف) : «فأعتقه» .
(2) في (ك) : «وكذا» ، ولم تتضح في (ش) .
(3) هو: أحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سعيد القطان.
(4) هو: حماد بن أسامة. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (4/326) ، وأحمد في "مسنده" (2/286 رقم 7845) ، والبخاري في "صحيحه" (2531 و4393) .
(5) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «قَدِمتُ» .(6/609)
هُرَيْرَةَ (1) ... ، وَهُوَ أشبهُ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: طلبتُ (2) هَذَا الحديثَ فِي كِتَابِ بُنْدار مُحَمَّدِ (3) بْنِ بشَّار (4) ، عن يحيى ابن سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، فَلَمْ أجِدْ هَذَا الحديثَ عِنْدَهُ، وطلبتُ فِي كِتَابِ يَعْلى بْنِ عُبَيد عَنِ (5) ابْنِ أَبِي خالد، فلم أجِدْه عنده (6) .
_________
(1) يعني: مرسلاً. ومن هذا الوجه أخرجه البخاري في "صحيحه" (2532) من طريق إبراهيم بن حميد، عن إسماعيل، به.
(2) في (ف) : «وطلبت» بالواو.
(3) قوله: «محمد» مكرر في (ف) .
(4) في (ك) : «بشام» .
(5) قوله: «عن» سقط من (أ) و (ش) .
(6) قوله: «خالد فلم أجده عنده» مطموس في (ك) .(6/610)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي المُدَبَّرِ (1)
2803 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ بْنُ ظَبْيان (3) ، عَنْ عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ (4) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : المُدَبَّرُ مِنَ الثُّلُثِ؟
فَقَالَ (5) أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ باطِلٌ» ؛ وَامْتَنَعَ مِنْ قِرَاءَتِهِ.
قلتُ: يَرْوِي خالدُ بنُ إِلْيَاسَ (6) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر؛ قال:
_________
(1) في (ت) و (ك) : «علل الأخبار المروية في المدبر» ، وقوله: «المدبر» مطموس في (ك) .
والمُدَبَّر: هو العبد الذي يُعَلَّق عتقُه بموت سيِّده. انظر "النهاية" (2/98) .
(2) نقل هذه المسألة ابن الملقن في "البدر المنير" (6/60/ب) بتصرف. ونقل ابن كثير في "إرشاد الفقية" (2/115) جواب أبي زرعة.
(3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (2514) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/234) ، والطبراني في "الكبير" (12/281 رقم13365) ، وابن عدي في "الكامل" (5/188) ، والدارقطني في "السنن" (4/138) ، والبيهقي في "السنن" (10/314) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/443-444) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (20/501) .
وأخرجه الشافعي في "الأم" (8/18) قال: أخبرنا علي ابن ظبيان، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، موقوفًا.
ومن طريق الشافعي أخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/187) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/314) .
(4) قوله: «بن عمر» مطموس في (ك) .
(5) قوله: «المدبر من الثلث فقال» مطموس في (ك) .
(6) قوله: «إلياس» مطموس في (ك) . وروايته لم نقف عليها، لكن أخرج الحديث الدارمي في "مسنده" (3316) من طريق الأشعث، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، موقوفًا.(6/611)
«المُدَبَّرُ مِنَ الثُّلُثِ» ؛ قولَ ابنِ عمر (1) .
_________
(1) قال الشافعي في الموضع السابق: قال عليُّ بن = = ظبيان: «كنت أخذته مرفوعًا، فقال لي أصحابي: ليس بمرفوع، وهو موقوفٌ على ابن عمر، فوقفته» . قال الشافعي: «والحفَّاظ الذين يحدثونه يقفونه على ابن عمر» . وقال البيهقي في الموضع السابق: «والصَّحيح موقوفٌ كما رواه الشافعي _ح» .
وروى الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/444) عن عبد الله بن علي بن المديني قال: «سمعتُ أبي يقول: كان علي بن ظبيان حدثنا بثلاثة أحاديثَ مناكير كلها ... » ، ثم ذكر منها هذا الحديثَ. ثم قال علي ابن المديني: «فسمعت معاذًا يذكره - يعني عليَّ بن ظبيان - وقال ليحيى - يعني القطان -: إنه من أصحاب الحديث، وإنه! فنظر إلى يحيى فقال: هذا يروي عن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ يبلغُ به: «المُدبَّر من الثُّلث» ، فانتفض يحيى حتى سقطت قَلَنْسُوَتُهُ من رأسه، فقال معاذ: يا أبا سفيان، وأنت لم تسمع هذا من عبيد الله؟ فنظر إليَّ يحيى وغمزني، أي: لا يبصر الحديث» . اهـ. وذكر هذه القصة المزي في "تهذيب الكمال" (20/499) وفيها: «أبو سعيد» بدل: «أبو سفيان» .
ثم روى الخطيب من طريق ابن مُحْرِز؛ قال: حدثنا يحيى بن معين، وقيل له: علي بن ظبيان؟ فقال: كذابٌ خبيث، ليس بثقة. وسألت يحيى بن معين عن ابن ظبيان مرَّة أخرى؟ فقال: قد سمعت منه بالكوفة، وهو كوفي، كان قاضيَ الشرقية. فقلت له: يحدث بحديث منكر! فقال: ما هو؟ قلت: عن عبيد الله، قال: نعم! عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبي (ص) قال: «المُدبَّر من الثُّلث» ، قد سمعته منه. قلت: حدثكم به؟ قال: نعم، سمعته منه، وليس هو بشيء» . اهـ.
وقال العقيلي في الموضع السابق: «علي بن ظبيان، عن عبيد الله بن عمر، منكر الحديث» ، ثم أخرج له هذا الحديث وقال: «ولا يعرف إلا به» .
وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وإنما يذكر علي ابن ظبيان بهذين الحديثين لما رفعهما، والثقاتُ قد أوقفوهما» . اهـ.
وسُئل الدارقطني في "العلل" (4/ق107/ب) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه عبيد الله بن عمر وأيوب، واختُلف عنهما: فرواه علي بن ظبيان، عن عبيد الله عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبي (ص) ، وغيره يرويه عن عن عبيد الله موقوفًا. ورواه عبيدة بن حسان، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبي (ص) مرفوعًا، وغيره يرويه موقوفًا، والموقوفُ أصح» . اهـ. وانظر "التلخيص الحبير" (4/396 رقم2723) .(6/612)
............................
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي أُمِّ الوَلَدِ
2804 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحسنُ بنُ زِيَادٍ اللُّؤْلُئِيُّ (3) ، عَنْ أيُّوب بْنِ عُتْبة، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) سُئِلَ عَنْ أُمِّ الوَلَد؟ فَقَالَ: يَسْتَمْتِعُ بِهَا صَاحِبُهَا حَيَاتَهُ، فَإِذَا مَاتَ فَهِيَ حُرَّةٌ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ باطِلٌ لا أصلَ لَهُ.
2805 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ اللُّؤْلُئِيُّ (4) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (5) ، عَنْ عَطَاءٍ (6) ؛ قَالَ: بلغَني أَنَّهُ كَانَ فِي عَهْدِ عليٍّ - يَعْنِي فِي وصيَّته -: إِنِّي قَدْ تَركتُ تِسعَةَ عشَرَ أُمَّ وَلَدٍ (7) ، فأَيَّتُهُنَّ كَانَ
_________
(1) في (ت) و (ك) : «علل الأخبار المروية» .
(2) نقل هذه المسألة ابن الملقن في "البدر المنير" (6/63/ب) .
(3) سيأتي تضعيفُ أبي حاتم للحسن بن زياد في المسألة رقم (2806) .
(4) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (13212) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عطاء أنه بلغه أن عليًّا ... فذكره.
وذكره ابن حزم في "المحلى" (9/218) عن عبد الرزاق، به.
(5) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(6) هو: ابن أبي رباح.
(7) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «تِسْعَ عَشْرَةَ أُمَّ وَلَد» ، وفي الموضع السابق من "مصنِّف عبد الرزاق"، و"محلَّى ابن حزم": «تِسْعَ عَشْرَةَ أُمَّ سُرِّيَّةً» ، لكن يخرَّج ما في النسخ على الحمل على المعنى بتذكير المؤنث، حَمَل «أُمَّ الوَلَد» على معنى «المتروك» أو «الموصَّى به» . وانظر تعليقنا على المسألة رقم (270) .(6/613)
لها وَلَدٌ حيٌّ قُوِّمَتْ قيمةَ عَدْلٍ فِي حِصَّة وَلَدِها منِّي، وأَيَّتُهُنَّ لَمْ يَكنْ لَهَا وَلَدٌ فَهِيَ حُرَّةٌ.
قَالَ عَطَاءٌ: فسألتُ (1) محمَّدَ بنَ عليٍّ الأكبرَ - يَعْنِي ابنَ الحَنَفِيَّة (2) -، فقلتُ: أَكَانَ (3) ذَلِكَ فِي وصيَّة عَلِيٍّ؟ فَقَالَ: نَعَمْ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ لَهُ أَصلٌ.
2806- وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَسَن بن زياد اللُّؤْلُئِيُّ (5) ،
_________
(1) في (ف) : «سألت» .
(2) جاء عند عبد الرزاق في الموضع السابق: «فسألت مُحَمَّدِ [بْنِ] عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ الأكبر» . وجاء عند ابن حزم: «فسألت محمد بن علي بن الحسين بن علي» .
ومحمد بن علي بن الحسين هو أبو جعفر الباقر، وابن الحنفية هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَليّ بْن أبي طالب.
(3) في (ت) و (ك) : «لكان» .
(4) نقل هذه المسألة ابن الملقن في "البدر المنير" (6/63/ب) .
(5) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (13211) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله ... فذكره.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/321 رقم14446) ، وابن ماجه في "سننه" (2517) ، والدارقطني في "السنن" (4/135) . ومن طريق الدارقطني أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/348) .
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (286) ، والنسائي في "الكبرى" (5039 و5040) من طريق مكي بن إبراهيم وأبي عاصم الضحاك بن مخلد، وأبو يعلى في "مسنده" (2229) من طريق روح بن عبادة، ثلاثتهم عن ابن جريج، به.
ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (4323) .
وأخرجه أبو داود في "سننه" (3954) ، وابن حبان في "صحيحه" (4324) ، والحاكم في "المستدرك" (2/18-19) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/347) من طريق قيس بن سعد، عن عطاء، عن جابر، به.(6/614)
عَنِ ابْنِ جُرَيْج (1) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (2) ، عن جابر بن عبد الله؛ قَالَ: كنَّا نَبيعُ سَراريَنا وأُمَّهاتِ أَوْلادِنَا عَلَى عَهْد رَسُول اللَّهِ (ص) وَهُوَ حيٌّ بَيْنَ أظهُرنا، لا يُنكِرُ ذَلِكَ عَلَيْنَا؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هُوَ حديثٌ مُنكَرٌ، والحسنُ بنُ زِيَادٍ ضعيفُ الْحَدِيثِ، لَيْسَ بثقة ولا مأمون.
_________
(1) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(2) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس.(6/615)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي القَدَرِ
2807- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ يَزِيدَ المُقرئ (2) ،
عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ [رَافِعِ] (4) بْنِ خَدِيج، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي قَوْمٌ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وبِالقُرْآنِ وهُمْ لا يَشْعُرُونَ (5) ، قلتُ: يَقُولُونَ: كَيْفَ (6) يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يُقِرُّونَ (7) بِبَعْضِ القُرآن ِ (8) ، ويَكْفُرُونَ (9) بِبَعْضٍ، قُلْتُ: يَقُولُونَ مَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: الخَيْرُ مِنَ اللهِ،
_________
(1) في (ت) و (ك) : «علل الأخبار المروية» .
(2) في (ك) : «المقبري» . وروايته أخرجها الفريابي في "القدر" (223 و224) ، وأبو يعلى كما في "المطالب العالية" (2958) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/358) ، والطبراني في "الكبير" (4/246 رقم4271) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (4/681-683 رقم 1100) .
وأخرجه الفريابي في "القدر" (225) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/357-358) ، والطبراني في "الكبير" (4/245-246 رقم4270) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (4/681 رقم1099) من طريق عطاء ابن أبي رباح، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (749/بغية الباحث) ، والعقيلي (3/358) من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حبيبة، كلاهما عن عمرو ابن شعيب، به.
(3) هو: عبد الله.
(4) في جميع النسخ: «نافع» ، والتصويب من مصادر التخريج. إلا أن إحدى روايات العقيلي فيها: «نافع بن خديج» .
(5) في (أ) : «لا يستغفرون» ، وهي مطموسة في (ش) .
(6) قوله: «كيف» سقط من (ك) .
(7) في (ك) : «يعودن» .
(8) في (ك) : «الكتاب القرآن» ، وفي بعض مصادر التخريج: «القدر» ، وفي بعضها الآخر لم تُذكَر هذه العبارة.
(9) في (ك) : «فتكفرون» .(6/616)
والشَّرُّ منْ إِبْلِيسَ، ثُمَّ يَقْرَؤُونَ (1) عَلَى ذَلِكَ كِتَابَ اللهِ، فَيَكْفُرُونَ بِاللهِ وبِالقُرْآنِ بَعْدَ الإِيمَانِ والمَعْرِفَةِ، فَمَا يَلْقَى أُمَّتِي مِنْهُمْ مِنَ العَدَاوَةِ والبَغْضَاءِ، فَيُمْسَخُ عَامَّةُ أُوْلَئِكَ قِرَدَةً وخَنَازِيرَ، ثُمَّ يَكُونُ الخَسْفُ، فَقَلَّ مَنْ يَنْجُو مِنْهُمْ، المُؤْمِنُ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ (2) ، ثم بكى رسولُ الله (ص) حَتَّى بكَينا لبُكائه، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا البُكاء؟ قال: رَحْمَةٌ لَهُمُ، الأَشْقِيَاءِ! لأَنَّ مِنْهُمُ المُجْتَهِدَ، ومِنْهُمُ المُتَعَبِّدَ؛ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِأَوَّلِ (3) مَنْ سَبَقَ إِلَى هَذَا (4) القَوْلِ، وضَاقَ بِحَمْلِهِ ذَرْعًا، إِنَّ عَامَّةَ مَنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ للتَّكْذِيبِ (5)
بِالقَدَرِ (6) ، فَقِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، فَمَا الإيمانُ بالقَدَر؟ قَالَ: تُؤْمِنُ بِاللهِ وَحْدَهُ، وتُؤْمِنُ بِالجَنَّةِ والنَّارِ، وتَعْلَمُ أَنَّ (7) اللهَ خَلَقَهُمَا قَبْلَ الخَلْقِ، ثُمَّ خَلَقَ الخَلْقَ، فَجَعَلَ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلْجَنَّةِ (8) ، وَمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلنَّارِ عَدْلاً (9) مِنْهُ، فَكُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى قَدَرٍ مَّا قَدْ (10) فُرِ غَ (11) مِنْهُ، وصَائِرٌ (12) إِلَى مَا خُلِقَ لَهُ. فَقُلْتُ: صدقَ اللَّهُ ورسولُه؟
_________
(1) قوله: «يقرؤون» لم تتضح في (ش) .
(2) قوله: «قليل» سقط من (ك) .
(3) في (أ) و (ت) و (ك) : «بأولى» ، ولم تتضح في (ش) .
(4) قوله: «سبق إلى هذا» مطموس في (ك) .
(5) في (ك) : «التكذيب» ..
(6) قوله: «بالقدر» مطموس في (ك) .
(7) قوله: «وتعلم أن» مطموس في (ك) .
(8) في (ك) : «فجعل منهم من شاء منهم للجنة» .
(9) قوله: «وَمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلنَّارِ عَدْلا» مطموس في (ك) .
(10) قوله: «قد» سقط من (ف) .
(11) في (ت) : «قرع» .
(12) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «ويصير» عطفًا على الفعل المضارع: «يعمل» ، لكنَّ ما في النسخ صحيح في العربية، ويخرَّج على عطف اسم الفاعل على الفعل، ومنه قول النابغة الذبياني [من الطويل] :
فأَلْفَيْتُهُ يَوْمًا يُبيرُ عَدُوَّهُ
ومُجْرٍ عَطَاءً يَسْتَحِقُّ المَعَابِرا
فـ مُجْرٍ معطوفٌ على يبير. ويجوز عكسه: عطف الفعل على اسم الفاعل ونحوه؛ ومنه قوله تعالى: [العَاديَات: 3-4] {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا *فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا *} ؛ عطف الفعل «أثرن» على اسم الفاعل «المغيرات» . وانظر "شرح ابن عقيل": (2/223-224) .(6/617)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ عِنْدِي موضوعٌ (1) .
2808 - أَخْبَرَنَا (2) أَبُو محمَّد قَالَ (3) : وسمعتُ عليَّ بنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الجُنَيْد، وَرَأَى فِي كِتَابِي حديثً (4) عَنْ محمَّد بْنِ عَوْف الحِمْصي، عَنْ حَيْوَة بْنِ شُرَيح، عَنْ بَقِيَّة (5) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى الصَّدَفي (6) ، عن محمَّد ابن عَجْلان، عَنِ الأعْرَج (7) ، عَنْ أَبِي هريرة، عن عمر بن
_________
(1) ذكر العقيلي في "الضعفاء" (3/357-358) عطية بن أبي عطية، ثم قال: «مجهول بالنقل، وفي حديثه اضطراب، ولا يتابَع عليه» ، ثم أخرج هذا الحديث من رواية عطية هذا عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ سعيد بن المسيب، ثم أخرجه العقيلي من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حبيبة، عن عمرو بن شعيب، ثم من طريق ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شعيب، ثم قال: «فلم يأت به عن ابن لهيعة غيرُ المقرئ، ولعل ابن لهيعة أخذه عن بعض هؤلاء، عن عمرو بن شعيب» ؛ يعني: فدلَّسه. وفي ترجمة عطية هذا من "الميزان" (3/80 رقم5672) قال الذهبي: «عطية بن عطية، عن عطاء، لا يُعرف، وأتى بخبر موضوع طويل» . اهـ.
(2) انظر "التبيين، لأسماء المدلسين" لسبط ابن العجمي (71) .
(3) قوله: «أخبرنا أبو محمد قال» من (ت) و (ك) فقط.
(4) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب، وهي لغة ربيعة تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) هو: ابن الوليد.
(6) في (أ) و (ش) و (ف) : «الضبعي» دون نقط الضاد والباء. وانظر "الجرح والتعديل" (8/383 رقم 1753) .
(7) هو: عبد الرحمن بن هُرمز.(6/618)
الخطَّاب؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : المُؤْمِنُ القَوِيُّ أَفْضَلُ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وكُلٌّ فِي خَيْرٍ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، ولاَ تَعْجِزْ، فَإِنْ غَلَبَكَ شَيْءٌ فَقُلْ: قَدَرُ اللهِ ومَا شَاءَ صَنَعَ، وإِيَّاكَ و"لَوْ"! فَإِنَّ (1) اللَّوَّ (2) يَفْتَحُ (3) عَمَلَ الشَّيْطَان ِ.
فسمعتُ ابنَ الجُنَيْد - حافظَ حديثِ مالكٍ والزُّهريِّ- يَقُولُ: إِنَّمَا يَرْوِيهِ الناسُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، بلا «عمر» (4) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «قال» .
(2) في (ت) : «الله» ، وفي (ك) : «لو» . وانظر تعليقنا على «اللَّوِّ» في المسألة رقم (1855) .
(3) في (ف) : «تفتح» ، ولم تنقط في (أ) ، ولم تتضح في (ش) و (ك) ، والمثبت من (ت) .
(4) اختُلف على محمد بن عجلان في هذا الحديث:
فأخرجه ابن ماجه في "سننه" (4168) ، والنسائي في "الكبرى" (10457) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (259) ، وابن حبان في "صحيحه" (5721) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/288) - من طرق عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ محمد ابن عَجْلانَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة، مرفوعًا.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (10/296) ، وفي "أخبار أصبهان" (2/33) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/223) من طريق يونس بن عبد الأعلى، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، مرفوعًا.
وأخرجه الحميدي في "مسنده" (1147) عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آل أبي رَبِيعَةَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعًا.
ومن طريق الحميدي أخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/5-6) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/366 و370 رقم 8791 و8829) ، والفسوي في "المعرفة" (3/6) ، والنسائي في "الكبرى" (10459 و10460) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6346) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (348) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (260 و261) من طريق عبد الله بن المبارك، عن ابن عجلان، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ الأعرج، عن أبي هريرة، مرفوعًا.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10458) من طريق الفضيل بن سليمان، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة، مرفوعًا.
وأخرجه مسلم في "صحيحه" (2664) ، وابن ماجه في "سننه" (79) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/6-7) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (356) ، والبزار في "مسنده" (200/ب) ، والنسائي في "الكبرى" (10461) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6251) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (262) ، وابن حبان في "صحيحه" (5722) من طريق عبد الله بن إدريس، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.
قال الدارقطني في "العلل" (2021) : «يرويه محمد = = ابن عجلان، واختُلف عنه: فرواه ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قال ذلك نعيم بن يعقوب، عنه. وخالفه الحميدي، فرواه عنه عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ رَجُلٍ من آل أبي رَبِيعَةَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة. ورواه ابن المبارك، عن ابن عجلان، عن رَبِيعَةَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة، وهو ربيعة بن عثمان. ورواه عبد الله بن إدريس، فضبط إسناده وجوَّده، رواه عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وهو الصَّحيح» .
قال الطحاوي: «فوقفنا بذلك على أن محمد بن عجلان إنما حدَّث به عن الأعرج تدليسًا منه به عنه، وأنه إنما كان أخذه من ربيعة بن عثمان عنه، ثم تأملنا حديث ربيعة، عن الأعرجِ هل هو سماعه إياه منه؟ أو على التدليس به عنه؟ فوجدنا فهدًا قد حدَّثنا ... » ، ثم أخرج الحديث من طريق عبد الله بن إدريس هذه التي أخرجها مسلم، ثم قال: «فوقفنا بذلك على أن أصل هذا الحديث في إسناده إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عن الأعرج» . اهـ.
وذكر ابن حجر في "فتح الباري" (13/227-228) الاختلافَ في هذا الحديث، ثم ذكر رواية عبد الله بن إدريس هذه، ثم قال: «وهذه الطريق أصحُّ طرق هذا الحديث، وقد أخرجها مسلم من طريق عبد الله بن إدريس أيضًا، واقتصر عليها، ولم يخرج بقية الطرق من أجل الاختلاف على ابن عجلان في سنده» .(6/619)
2809 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (1) ، عَنْ محمَّد بْنِ أَبِي جَميلة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : لَوْ شَاءَ اللهُ أَلاَّ يُعْصَى، مَا خَلَقَ إِبْلِيسَ (2) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، ومحمدٌ مجهولٌ (3) .
2810 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (4) ،
عَنْ حَبيب بن
_________
(1) لم نقف على روايته على هذا الوجه، لكن أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1246) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/92) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ المصفَّى، عَنْ بَقِيَّةَ، عن علي بن أبي حملة، عن نافع، به.
وجاء عند أبي نعيم: علي بن أبي جملة بالجيم، والصحيح علي بن أبي حملة بالحاء المهملة.
كما في "الجرح والتعديل" (6/183) .
(2) قوله: «خلق إبليس» مطموس في (ك) .
(3) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/224) : «محمد بن أبي جميلة، روى عن نافع، روى عنه بقية، سألت أبي عنه فقال: هو مجهول» .
(4) روايته أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (2979) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (336) ، وأبو يعلى في "مسنده" كما في "مسند الفاروق" (2/636) وفي "المطالب العالية" (2979) ، والطبراني في "الأوسط" (6/317 رقم 6510) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (219) .
جاء عند ابن راهويه: حبيب بن عمرو الأنصاري.
وأخرجه الخطيب في "تالي تلخيص المتشابه" (123) من طريق ضِرار بن صُرَد، عن عبد الرحمن المحاربي، عن سليمان التيمي، عن عمر بن حبيب الأنصاري، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به.
وأخطأ ضرار في هذا الإسناد، فصوابه: أبو سليمان التيمي، كما بيَّن ذلك الدارقطني في "العلل" (115) ، إلاّ أنه وقع في المطبوع من العلل للدارقطني: «عن أبي سليمان التيمي» وهو خطأ طباعي. والله أعلم.(6/621)
عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ الله (ص) ؛ أنه قال: يُنَادِي مُنَادٍي (1) يَوْمَ القِيَامَةِ: لِيَقُمْ (2) خُصَمَاءُ اللهِ، وهُمُ القَدَرِيَّةُ؟
فَقَالَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وحَبيبُ بْنُ عُمَرَ ضعيفُ الحديث مجهولٌ، لم يَرْو عنه غيرُ بَقِيَّة (3) .
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: منادٍ؛ بحذف الياء، لكنَّ إثبات الياء هنا لغة لبعض العرب، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (146) .
(2) في (ك) : «ليقيم» .
(3) ذكر هذا الحديث الدارقطني في "العلل" (115) ، وقال: «هو حديث مضطرب الإسناد، يرويه بقية بن الوليد، عن حبيب بن عمر الأنصاري - وهو مجهول، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن عمر ... » ، ثم ذكر اختلافًا بين الرواة، ومن ذلك تسمية بعضهم شيخ بقية: عمر بن حبيب، ثم قال: «وقول من قال: حبيب بن عمر أصحُّ، وهو مجهول، والحديث غير ثابت، والله أعلم» . اهـ.(6/622)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي فَضْلِ الكُوَرِ والأَمْصَارِ (2)
2811 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عمرو ابن عليٍّ الصَّيْرَفي، عَنْ محمَّد بْنِ غسَّان (3) ، عَنْ صَالِحٍ المُرِّي (4) ، عَنِ المُغِيرة بن [حَبيب] (5) صِهْرِ مَالِكٍ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: سمعتُ الأَحْنَفَ بنَ قَيْس، يحدِّث عَنْ أبي ذَرٍّ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: تَكُونُ بَلْدَةٌ يُقَالُ لَهَا: البَصْرَةُ، هِيَ أَقْوَمُ النَّاسِ قِبْلَةً، وأَكْثَرُهُمْ مُؤَذِّنِينَ، يَدْفَعُ اللهُ عَنْهُمْ مَا يَكْرَهُونَ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لَيْسَ بقويٍّ (6) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «علل الأخبار المروية» .
(2) في (أ) و (ش) : «الدُّور والأمصار» . والكُوَرُ: جمع كُوْرَة [بوزن: صُوْرَة] ؛ وهي المدينة والصُّقْع. انظر "لسان العرب" (5/156) . والأمصار: جمع مِصْر، وهو: الكُوْرَة. "اللسان" (5/176) .
(3) كذا! ولم نعرفه؛ ولعلَّه مصحَّف عن: «عباد» ، فقد روى الحديثَ محمد بن عبَّاد، عن صالح المرِّي، كما سيأتي في التخريج.
(4) هو: صالح بن بشير.
(5) في جميع النسخ: «حكيم» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (8/220 رقم991) .
(6) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/249) من طريق محمد بن يونس الكُدَيْمي، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (38/419) من طريق رجاء بن محمد، كلاهما عن محمد بن عبَّاد المهلَّبي، عَنْ صَالِحٍ المُرِّي، عَنِ الْمُغِيرَةِ بن حبيب، به، قال أبو نعيم: «غريب من حديث المغيرة وصالح» .
ومن طريق أبي نعيم أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (500) وأعلَّه بمحمد بن يونس.(6/623)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ والنَّارِ
2812 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا به حُمَيد بن (1) عَيَّاشٍ الرَّمْلي (2) ،
عَنِ المُؤَمَّل بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ يَعْلى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ نافع بن عاصم بن عبد الله بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ جدِّه، أَنَّهُ قَالَ: فِي الجَنَّة قَصْرٌ يُقالُ لَهُ: عَدَنٌ، حَوْلَهُ البُروجُ والمُروجُ، لا يَدخُلُه إلاَّ نَبيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَو شَهيدٌ، أَو إِمامٌ عَدْلٌ، وَفِي النَّارِ قَصْرٌ يُقال لَهُ: بُولَسُ، يَدخُلُه (3) الجَبَّارونَ والمُتَكَبِّرونَ، فِيهِ نارُ الأَنْيار (4) ، وأَشَرُّ الأَشْرار (5) ، وحُزْنُ الأَحْزان، وموتُ (6) الأَموات، والشَّرُّ، وأَنْيارُ الشَّرِّ؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «عن» بدل: «بن» .
(2) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (14/354 رقم16955) من طريق يزيد ابن هارون، و (16/424 رقم20342) من طريق علي ابن جرير، كِلاهُمَا عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ نافع بن عاصم، عن عبد الله بن عمرو، به موقوفًا على عبد الله بن عمرو، ولم يذكر قوله: «أو إمام عادل ... » إلخ.
وكذا رواه ابن أبي شيبة في المصنف (19373) من طريق غندر، وابن جرير الطبري في التفسير برقم (16956) من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، لكنه سمى نافعًا: يعقوب.
(3) قوله: «بولس يدخله» مطموس في (ك) .
(4) قال ابن الأثير: في حديث سجن جهنَّم: «فتعلوهم نارُ الأنيار» لم أجده مشروحًا، ولكن هكذا يُروى، فإن صحَّت الرواية فيَحتَمِلُ أن يكونَ معناه: «نار النِّيران» فجمع النارَ على أنيار، وأصلها: أنوار؛ لأنها من الواو، كما جاء في رِيْح وعِيْد: أرياحٌ وأعيادٌ، من الواو، والله أعلم.
(5) قوله: «أشر» جارٍ على لغة بني عامر، والجادة: «شر» . انظر المسألة رقم (2562) .
(6) قوله: «الأحزان وموت» مطموس في (ك) .(6/624)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: نافع (1) بن (2) عَاصِمِ بْنِ عُروَة بْنِ مَسْعُودٍ، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو (3) .
قلتُ: الكلامُ (4) الأخيرُ لا أعلمُهُ فِي شيءٍ مِنَ الحديث.
_________
(1) قوله: «إنما هو نافع» مطموس في (ك) .
(2) في (ت) و (ك) : «عن» بدل: «بن» .
(3) الحديث أخرجه البزار في "المسند" (6/449 رقم 2487) ، وابن أبي حاتم - كما في "تفسير ابن كثير" (7/68) ، وأبو نعيم في "فضيلة العادلين" (27) من طريق عبد الله بن نمير، عن عبد الله بن مسلم بن هرمز، عن عبد الرحمن بن أسباط، عن عبد الله بن عمرو، في ذكر قصر الجنَّة وأبوابه، وما حوله من البروج والمروج ومن يدخله، ليس فيه ذكرٌ لقصر النار ولا اسمه ولا من يدخله من الجبَّارين والمتكبِّرين.
وأخرجه الحميدي في "المسند" (609) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (26573) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/179 رقم 6677) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (557) ، والترمذي في "الجامع" (2492) من طريق عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، عن النبي (ص) قال: «يُحشَر المتكبِّرونَ يومَ القيامة أمثالَ الذَّرِّ في صُوَر الرِّجال يَغْشاهُم الذُّلُّ من كلِّ مكان؛ فيُساقون إلى سِجْن في جهنَّم يسمَّى بُولَسَ، تعلوهم نار الأنيار، يُسقَون من عُصَارة أهل النار طِينةَ الخَبال» . هذا لفظُ الترمذي. وقال: هذا حديثٌ حسن.
(4) قوله: «قلت الكلام» مطموس في (ك) .(6/625)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي الْعُمْرَى (2)
2813 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ خَالِدٍ الوَهْبِي (3) ، عَنِ محمَّد بْن عَمْرِو بْنِ عَلْقَمة، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ (4) قَالَ: لا عُمْرَى؛ فَمَنْ أُعْمِرَ شَيْئًا، فَهُوَ لَهُ؟
قَالَ أَبِي: يَرْوِي هَذَا الحديثَ يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِير (5) ،
عَنْ أَبِي
_________
(1) في (ت) : «علل الأخبار المروية» ، وقوله: «رويت في العمرى» مطموس في (ك) .
(2) العُمْرى هي من قولهم: أعْمَرتُه الدارَ عُمْرى، أي: جعلتُها له يسكنُها مدَّةَ عُمرِه، فإذا مات عادت إليَّ، وكذا كانوا يفعلون في الجاهليَّة، فأبطل ذلك وأعلمهم أن من أُعْمِر شيئًا في حياته فهو لورثَتِه من بعده. انظر "النهاية" (3/298) .
(3) لم نقف على روايته، ولكن أخرج الحديث ابن أبي شيبة في "المصنف" (22607) من طريق يحيى ابن زكريا بن أبي زائدة، والإمام أحمد في "المسند" (2/357 رقم 8686) ، والنسائي في "سننه" (3752) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/92) ، وفي "شرح المشكل" (5470) ، وابن حبان في "صحيحه" (5131) من طريق إسماعيل بن جعفر، والنسائي في "سننه" (3753) من طريق عيسى وعبدة ابن سليمان، والخطيب في "الموضح" (2/439) من طريق أبي بكر بن عياش، جميعهم عن محمد بن عمرو، به.
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه في "سننه" (2379) .
(4) في (ك) : «فإنه» .
(5) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/302 رقم14243 و3/304 رقم 14270) ، والبخاري (2625) ومسلم (1625) بلفظ «العُمْرَى لِمَن وُهِبَتْ لهُ» . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/294 رقم14131) ، ومسلم (1625) من طريق الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جابر، وهذا يرجِّح رواية يحيى بن أبي كثير.
وذكر النسائي في الموضع السابق بابًا بعنوان: «ذكر اختلاف يحيى بن أبي كثير ومحمد بن عمرو على أبي سلمة فيه» .(6/626)
سَلَمة، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) وَهُوَ أشبهُ، وَهَذَا مِنْ محمَّد بن عمرو (1) .
_________
(1) قال الدارقطني في "العلل" (1764) : «يرويه مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا، ورواه صَالِحِ بْنِ أَبِي الأخضر، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة مرفوعًا أيضًا، والصحيح عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن جابر» .(6/627)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي الْهِبَاتِ
2814 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (2) ، عَنِ الفَزاري (3) ، عَنْ سُلَيمان - يَعْنِي الأعمَش- عَنْ شَقيقٍ - يَعْنِي: أَبَا وائلٍ - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: إِذَا وَعَدَ أحدُكُم صَبيَّهُ فَلْيُنْجِزْ لَهُ؛ فإنِّي سمعتُ (4) رسولَ الله (ص) يَقُولُ: العِدَةُ عَطِيَّةٌ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هذا حديثٌ باطِلٌ (5) .
2815 - وسألتُ (6) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَبِيصَة (7) ، عَنْ سُفيان (8) ، عَن أيُّوب (9) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: العَائِدُ فِي هِبَتِهِ ... ؟
فَقَالا (10) : هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ قَبِيصَة؛ إنما هو: أيُّوب، عن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «علل الأخبار المروية» .
(2) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (8/259) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (6) .
(3) هو: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحارث.
(4) قوله: «فإني سمعت» مكرر في (ف) .
(5) وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص802) : «وفي إسناده نظر، وأوَّله صحيحٌ عن ابن مسعود من قوله» .
(6) تقدمت هذه المسألة برقم (2181) .
(7) هو: ابن عقبة.
(8) هو: الثوري.
(9) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.
(10) في (ك) : «قالا» .(6/628)
عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن النبيِّ (ص) .
2816- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو (2) عُبَيدة السَّقَطي (3) ، عَنِ الأَنْصَارِيِّ (4) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (5) ، عَنِ الحَسَن بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طاوُس، عَنِ ابن عبَّاس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ وَهَبَ هِبَةً ثُمَّ عَادَ فِيهَا، فَهُوَ كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ هَكَذَا يُروى؛ إِنَّمَا يَرويه: «عن طاوُس: أنَّ النبيَّ (ص) » ، مُرسَلً (*) وَلا أعلَمُ أَحَدًا تَابَعَ هَذِهِ الرِّواية مِنْ حديثِ الْحَسَنِ بن مسلم، مرفوعً موصَّلً (*) (6) .
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (2253) .
(2) قوله: «أبو» سقط من (أ) ، وهو غير واضح في (ش) .
(3) هو: الفضل بن الفضل السَّعْدي.
(4) الظاهر أنه: محمد بن عبد الله.
(5) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) قوله: «موصل» سقط من (أ) ، والظاهر أنه سقط من (ش) أيضًا، لكنه لم يتضح لرداءة التصوير.
وقوله: «موصَّل» هو بشدِّ الصاد، من «وصَّل الحديثَ يوصِّله توصيلاً» ، بمعنى: وَصَلَه وصلاً. وانظر التعليق على المسألة رقم (163) .(6/629)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْعِلْم ِ
2817 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بكر ابنُ سُلَيم الصَّوَّاف (1) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (2) ، عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ - رَفَعَهُ مرَّة (3) - قَالَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُرْفَعُ فِيهِ العِلْمُ، لا أَقُولُ: يُرْفَعُ، ولَكِنْ يَذْهَبُ أَهْلُهُ، ويَبْقَى قَوْمٌ جُهَّالٌ، فَيَجْتَرِئُونَ (4) بِرَأْيِهِمْ، فَيَضِلُّوا ويُضِلُّوا (5) ؟
سمعتُ أَبِي يَقُولُ: هذا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (6) .
قلتُ: بَكْرٌ؟
قال: شَيخٌ.
_________
(1) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/30) .
(2) هو: سَلَمة بن دينار.
(3) قوله: «مرة» سقط من (ك) .
(4) في (أ) : «فيجتتيرون» ، ولكنها لم تنقط، ولم تتضح في (ش) لرداءة التصوير، وفي (ت) : «فيختبوون» ، وفي (ك) : نحو «فيختبيون» ، ولكنها مهملة الأحرف.
(5) كذا في جميع النسخ، والجادَّةُ: فيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ، لكن حذفت هنا نونُ الرفع تخفيفًا، بلا ناصب ولاجازم، ولا نون توكيد، ولا نون وقاية، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (1015) .
(6) قال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا الحديث بهذا الإسناد منكر، لا يرويه غير بكر بن سليم، وهذا الحديث عن سهل، عن النبي (ص) لا أعرفُه إلا من هذا الطريق» .
وإعلال أبي حاتم وابن عدي للحديث متجَّه إلى هذا الإسناد، ومعناه صحيحٌ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ذ قال: سمعتُ رسول الله (ص) يقول: «إن الله لا يَقبضُ العلمَ انتزاعًا ينتزعُه من العباد، ولكن يَقبضُ العلمَ بقَبْض العلماء، حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا؛ اتخَذَ الناسُ رؤُوسا جُهَّالاً، فسُئِلوا فأفتَوا بغير علم، فضَلُّوا وأضلُّوا» . أخرجه البخاري (100 و7307) ، ومسلم (2673) .(6/630)
2818 - وسُئِل أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ [دابٍ] (1) المَديني؛ قَالَ: حدَّثنا صَفْوان بْنُ سُلَيم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سعيد (2) : أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ كَتَمَ عِلْمًا مِمَّا يَنْفَعُ اللهُ بِهِ فِي أَمْرِ الدِّينِ؛ أَلْجَمَهُ اللهُ (3) يَوْمَ القِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: محمدٌ هَذَا ضعيفُ الْحَدِيثِ؛ كَانَ يَكْذِبُ (4) (5) .
2819- وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنْ سعيد بن منصور (6) ،
_________
(1) في جميع النسخ: «باب» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (7/250 رقم1370) ، ومن مصادر التخريج، وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (265) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (16) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (124) .
(2) قوله: «عن أبي سعيد» سقط من (ف) ؛ لانتقال النظر.
(3) قوله: «ألجمه الله» مطموس في (ك) .
(4) قوله: «يكذب» مطموس في (ك) .
(5) نقل المصنف في الموضع السابق من "الجرح والتعديل" عن أبي زرعة مثل قوله هنا في محمد بن داب.
وقال الدارقطني في "الأفراد" (273/أ/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به محمد بن داب، عن صفوان بن سليم. وتفرد به عبد الله بن عاصم الحماني، عن محمد بن داب» .
(6) روايته أخرجها أبو الحسن بن القطان في زياداته على "سنن ابن ماجه" عقب الحديث رقم (252) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/467) ، والحاكم في "المستدرك" (1/85) ، وأبو نعيم في "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن سعيد بن منصور" (19- 21) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/78) .
ومن طريق أبي نعيم أخرجه الخطيب في الجامع (18) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26118) والإمام أحمد في "المسند" (2/338 رقم8457) من طريق سريج بن النعمان، والإمام أحمد في "المسند" (2/338 رقم 8457) ، وابن ماجه في "سننه" (252) من طريق يونس بن محمد، وأبو يعلى في "مسنده" (6373) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/346- 347 و8/78) ، وفي "الجامع" (18) من طريق بشر بن الوليد، وابن حبان في "صحيحه" (78) ، والحاكم في "المستدرك" (1/85) من طريق عبد الله بن وَهْب، جميعهم عن فليح بن سليمان، به.
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو داود في "سننه" (3664) ، وابن ماجه (252) .(6/631)
عن فُلَيح ابن (1) سُلَيمان، عَنْ أَبِي طُوالَة (2) ، عَنْ سعيد ابن يَسار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ (3) : مَنْ تَعلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ لا يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا (4) ؛ لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ؛ يَعْنِي: ريحَها.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هَكَذَا رَوَاهُ (5) ! وَرَوَاهُ زَائِدَةُ (6) ، عَنْ أَبِي طُوالَة، عَنْ محمَّد ابن يَحْيَى بْنِ حَبَّان، عَنْ رَهْطٍ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، موقوفً (7) ، ولم يرفَعْه (8) .
_________
(1) قوله: «عن فليح بن» مطموس في (ك) .
(2) هو: عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر.
(3) قوله: «قال» مطموس في (ك) .
(4) قوله: «لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا» مطموس في (ك) .
(5) يعني: فليح بن سليمان.
(6) هو: ابن قدامة.
(7) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(8) أورد العقيلي هذا الحديث في الموضع السابق من "الضعفاء" فيما ينتقد على فليح ابن سليمان، ثم قال: «الرواية في هذا الباب ليِّنة» . وقال الدارقطني في "العلل" (2087) : «يرويه أبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، واختُلف عنه فرواه فليح بن سليمان أبو يحيى، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) . وخالفه محمد بن عمارة ابن عمرو بن حزم الحزمي، فرواه عن أبي طوالة، عن رجل من بني سالم مرسلاً عن النبي (ص) ، والمرسل أشبه بالصَّواب» .(6/632)
2820 - وسمعتُ (1) أَبِي وَرَأَى فِي كِتَابِي حَدِيثًا حدَّثَنا بِهِ عليُّ بْنُ الحسن الهِسِنْجاني، عَنْ يَحْيَى بْنِ بِشْر الأَسَدي، عَنْ محمَّد بْنِ أَبَان، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيد، عَنْ شُرَحْبِيل بْنِ سَعْدٍ؛ قَالَ: جَمَعَ الحسنُ بْنُ عليٍّ بَنِيهِ وابنَ أَخِيهِ (2) ، فَقَالَ: عَلَيْكُمْ [بِالْعِلْمِ] (3) ، فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا تحفَظوه (4) فاكتُبوه.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ هَذَا يونسَ بْنُ عُبَيد؛ هُوَ: يونسُ بْنُ [عبد الله] (5)
بن أبي فَرْوَة المَديني.
_________
(1) روى هذا النص الخطيب البغدادي في "الموضح" (2/475- 476) من طريق المصنِّف، وفيه سقط نبَّه الشيخ عبد الرحمن المعلمي على أنه استدركه من هذا الموضع من "العلل"، ومن مواضع أخرى من "الموضح".
(2) في "الموضح": «وبني أخيه» .
(3) في جميع النسخ: «بالعمل» ، والتصويب من "الموضح"، والسياق يوجبُه.
(4) كذا في جميع النسخ، وفي "الموضح": «تحفظونه» ، وهو الجادَّةُ، لكن ما وقع في النسخ صحيحٌ، وهو = = جارٍعلى حذف نونُ الرفع، بلا ناصب ولاجازم، ولا نون توكيد، ولا نون وقاية، تخفيفًا، وقد تقدم التعليق على ذلك في المسألة رقم (1015) . والذي سوَّغ حذف النون هنا: المشاكلة مع قوله: «فاكتبوه» . وانظر "شرح النووي على صحيح مسلم" (2/36) .
(5) في جميع النسخ: «عبد الأعلى» ، والتصويب من مصادر التخريج و"الجرح والتعديل" (9/240) للمصنِّف.
والحديث أخرجه الدارمي في "مسنده" (528) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/407) تعليقًا، والبيهقي في "المدخل" (632- 772) ، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (6/399) من طريق مسعود بن سعد أبو سعيد الجعفي، والخطيب في "تقييد العلم" (ص91) من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل ومحمد بن أبان، جميعهم عن يونس بن عبد الله بن أبي فروة، به. وسقط من "التاريخ الكبير": «شرحبيل بن سعد» .
ومن طريق الخطيب في "تاريخ بغداد". أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/259) . وأخرجه الإمام أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (2865) من طريق المطلب بن زياد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ الحسن بن علي، به.
ومن طريق الإمام أحمد أخرجه الخطيب في "الكفاية" (1/229) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (484) ، وابن عساكر (13/259) .(6/633)
2821 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ العَلاء ابن زَيْدَلٍ (1) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قال: إنَّ (2) العَالِمَ لا يَخْرَفُ؟
فَقَالَ: العلاءُ ضعيفُ الْحَدِيثِ (3) ، متروكُ الْحَدِيثِ، قَدْ (4) وَجَدْنَا مَن يُنسَبُ إِلَى الْعِلْمِ: المَسْعُوديَّ (5) ، والجُرَيريَّ (6) ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي عَروبة، وعطاءَ بْنِ السَّائِبِ، وغيرَهُم (7) .
_________
(1) لم نقف على روايته، ولكن أخرج الحديث خيثمة في "حديثه" (ص75) من طريق الزهري، عن أنس مرفوعًا، بلفظ: «لا يَخْرَفُ قارئ القرآن» .
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/343) ، ومن طريق أبي نعيم أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (64/17- 18) .
(2) قوله: «إن» من (ف) فقط.
(3) قال ابن حبان في "المجروحين" (2/180) : «يروي عن أنس بن مالك بنسخة موضوعة لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل التعجُّب» .
وقال ابن عدي في "الكامل" (5/220) : «يحدث عن أنس بأحاديثَ عداد مناكير» .
وقال الذهبي في "الميزان" (3/99) : «العلاء بن زيدل الثقفي بصري روى عن أنس بن مالك، يكنى أبا محمد، تالف. قال ابن المديني: كان يضع الحديث، وقال أبو حاتم والدارقطني: متروك الحديث، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث» .
(4) في (ك) : «وقد» .
(5) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة.
(6) هو: سعيد بن إياس.
(7) يعني: أنهم اختلطوا، وهذا يعارض معنى الحديث.(6/634)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي حُرُوفِ الْقُرْآنِ
2822 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نَصْر بْنُ عَلِيٍّ (2) ، عَنْ أَبِي حَفْص الأَرْطَباني (3) ، عَنْ عَاصِمٍ الجَحْدَري (4) ، عَنْ أَبِي بَكْرَة (5) : أنَّ النبيَّ (ص) قَرَأَ: {بَلَى قَدْ جَاءَتْكِ آيَاتِي فَكَذَّبْتِ بِهَا واسْتَكْبَرْتِ وكُنْتِ مِنَ الكَافِرِين} (6) ؛ يَعْنِي: خَفَضَ جميعَ ذَلِكَ (7) ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَفْعُ (8) هَذَا الحديثِ مُنكَرٌ (9) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «علل الأخبار المروية» .
(2) روايته أخرجها أبو عمر الدوري في "جزء فيه قراءات النبي (ص) " (100) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/486) تعليقًا، والبزار في "مسنده" (3672) . وتصحَّف قوله: «عبد الله بن حفص» عند أبو عمر الدوري إلى: «عبد الله بن جعفر» .
(3) هو: عبد الله بن حفص.
(4) هو: عاصم بن العجاج، أبو مُجَشِّر الجحدري.
(5) هو: نُفَيع بن الحارث ح.
(6) قراءةٌ للآية (59) من سورة الزمر.
(7) قال ابن جرير الطبري في "تفسيره" (21/318) : «وقد رُوي عن رسول الله (ص) أنه قرأ ذلك بكسر جميعه على وجه الخطاب للنفس، كأنه قال: أن تقولَ نفسٌ: يا حسرتا على ما فرَّطتُ في جَنْب الله، بلى قد جاءتكِ أيتها النفسُ آياتي، فكذَّبتِ بها ... ، أجرى الكلامَ كلَّه على النفس، إذ كان ابتداءُ الكلام بها جرى، والقراءة التي لا أستجيزُ خلافَها، ما جاءت به قرَّاءُ الأمصار مجمعةً عليه، نقلاً عن رسول الله (ص) ، وهو الفتح في جميع ذلك» . اهـ.
وقراءة الجمهور: «جاءتكَ ... فكذَّبتَ ... واستكبرتَ وكنتَ» بفتح الكاف، وتاء ما بعدها، خطابًا للكافر.
وانظر مَنْ قرأ بكسر جميع ذلك في "معجم القراءات" (8/179) .
(8) في (ف) : «رفع جميع» .
(9) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرويه عن رسول الله (ص) إلا أبو بكرة بهذا الإسناد، ولا رواه إلا عبد الله بن حفص الأرطباني» .
وفيه اختلافٌ آخرُ على عبد الله بن حفص الأرطباني ذكره الدارقطني في "العلل" (1278) وقع فيه عن عاصم، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ. وذكر الدارقطني أن المحفوظ من رواية عاصم ليس فيه: «ابن أبي بكرة» .(6/635)
2823 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هارونُ النَّحْوي (1) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيل (2) : أنَّ النبيَّ (ص) قرأ: {فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَيَّ} (3) ؟
_________
(1) هو: هارون بن موسى الأَزْدي، العَتكي. وروايته أخرجها أبو عُمَر الدوري في "جزء فيه قراءات النبي (ص) " (13) ، والخطيب في "المتفق والمفترق" (1/561) ، والحديث ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/67) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيِّ، وَهُوَ ضعيف» . وأورده السيوطي في "الدر المنثور" (5/607) في تفسير سورة طه (الآية 123) ، قال: «أخرج الطبراني، والخطيب في "المتفق والمفترق" وابن مردويه، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ (ص) قرأ {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ} [كذا بالألف، والصواب: "هُدَيَّ"» . اهـ. ولم نقف على الحديث في المطبوع من معاجم الطبراني الثلاثة.
وأورده السيوطي أيضًا في "الدر المنثور" (1/152) في تفسير سورة البقرة (الآية 38) ، قال: «وأخرج ابن الأنباري في "المصاحف" عن أبي الطفيل، قال: قرأ رسول الله (ص) {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَيَّ} بتثقيل الياء وفتحها» .
(2) هو: عامر بن واثِلَة.
(3) قراءة للآية (123) من سورة طه. والمثبت من (أ) و (ش) و (ك) ، وفي (ت) و (ف) : {فَمَنْ تَبِعَ هُدَيَّ} ، وهي قراءة للآية (38) من سورة البقرة، وكلاهما صحيح، فقد ذكرت هذه القراءة في آية سورة البقرة، وفي آية سورة {طه} ، وذلك في كتب القراءات، أما كتب الحديث: فأكثر من أوردها أوردها في سورة {طه} فقط. وقد وردت هذه القراءة بالألف {هُدايَ} ، كما في "المتفق والمفترق"، و"مجمع الزوائد"، و"الدر المنثور" (5/607) ، وهو خطأ، وصوابه: {هُدَيَّ} بلا ألف مع تشديد الياء.
وفي "معجم القراءات" للدكتور عبد اللطيف الخطيب (1/86- 87) : «قراءة الجماعة: {هُدَايَ} بفتح ياء النفس ... وقرأ عاصمٌ الجحدريُّ، وعبد الله بن أبي إسحاق، وعيسى بن عمر، وأبو الطفيل، وهي قراءة رسول الله (ص) : «هُدَيَّ» بقلب الألف ياءً وإدغامها في ياء المتكلِّم؛ إذ لم يمكن كسرُ ما قبل الياء؛ لأنه حرفٌ لا يقبلُ الحركة، وهي لغةُ هُذَيل، فهم يقلبون ألف المقصور، ويُدغمونها في ياء المتكلِّم، يقولون في «عَصايَ» : عَصَيَّ» . وانظر في لغة هذيل: «المفصَّل" للزمخشري (ص139) ، و"سر صناعة الإعراب" = = (2/700) ، و"همع الهوامع" (2/529) .
هذا؛ وكثير ما يقول المفسِّرون والنحاة في كتبهم: «وهذه قراءة النبيِّ (ص) » ، ومرادهم: أن علماء الحديث النبوي نقلوها عنه (ص) ، ولم يدوِّنها القُرَّاء من طُرُقهم؛ وهذا اصطلاح للمفسرين. انظر "حاشية الشهاب على البيضاوي" (6/337) نقلاً عن "السير الحثيث" لمحمود فجال (2/417) ، وقال: «وهذه فائدة عزيزة قلَّ من تَنَبَّه لها، فاغتنمها» .(6/636)
فقال: هُوَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ المَكِّيُّ، وَهُوَ عَنْ أَبِي الطُّفَيل، مُرسَلً (1) .
2824 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ عليِّ ابن نَصْرٍ ومُعتَمِر بْنُ سُلَيمان كِلَيْهِمَا، عَنْ شُعبة (2) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سُلَيمان بْنِ قَتَّةَ؛ قَالَ: سمعتُ ابنَ عَبَّاسٍ، ومعاويةَ، وعمرو بنَ العاص يقرؤون ... فاختلَفَوُا (3) فِي أَدَاءِ الْحَرْفِ، فَفِي رواية عليِّ ابن
_________
(1) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(2) لم نقف على روايةَ عَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سليمان، عن شعبة، لكنَّ الحديث أخرجه أبو جعفر النحاس في "إعراب القرآن" (4/65) من طريق حجَّاج بن محمد، عن شعبة، به بلفظ: (وهو عليهم عمٍ) .
وأخرجه أيضًا عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ ابن عباس، أنه قرأ: (وهو عليهم عم) .
(3) كذا، والجادَّة: «فاختلفا» ، أي: علي بن نصر الجَهْضَمي، ومعتمر بن سليمان؛ لكن مجيئه بصورة الجمع هنا له وجهان:
الأول: لمجاورته صيغة الجمع قبله في قوله: «سمعتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَمُعَاوِيَةَ، وَعَمْرَو بن العاص يقرؤون» ، وللمجاورة تأثيراتٌ في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (54) .
والثاني: أن يقال: إنَّه عُبِّرَ عن المثنَّى بالجمع؛ على القول بأن أقل الجمع اثنان، وقد علقنا على ذلك في المسألة رقم (368) .(6/637)
نصر: {} عَمٍي} (1) بالخَفْض مُنَوَّنً (2) ، وَفِي رِوَايَةِ مُعتَمِر: {} ؛ يَعْنِي: بالنَّصْب مُنَوَّنً (3) ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدِيثُ المُعتَمِر أصحُّ.
2825 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نَصْر بْنُ عليٍّ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ (4) ، عَنْ محمَّد بْنِ أَبان (5) ، عن السُّدِّيِّ (6) ، عمَّن سمع عليًّا يقرأ:
_________
(1) قراءة للآية (44) من سورة فصلت. وقوله: «عَمٍي» كذا في جميع النسخ بإثبات ياء المنقوص المنوَّن المرفوع، وهي لغة لبعض العرب حكاها أبو الخطاب ويونس عن الموثوق بعربيتهم، وانظر تعليقنا على المسالة رقم (146) .
(2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) قوله: «منوَّن» سقط من (ف) ، وجاء في بقية النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة المشار إليها قريبًا.
وقال الطبري في "تفسيره" (21/484) : «وقرأت قرَّاءُ الأمصار: {وهُوَ عَلَيْهِم عَمًى} بفتح الميم، وذكر عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ: {وهُوَ عَلَيْهِم عَمٍ} بكسر الميم على وجه النعت للقرآن. والصَّوابُ من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قرَّاء الأمصار» . اهـ.
وفي "معجم القراءات" (8/292) : «قرأ الجمهور: «عَمًى» بفتح الميم منوَّنًا، مصدر عَمِيَ ... وقرأ ابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وابن هرمز، وسليمان بن قَتَّة، وعمرو بن دينار: «عَمٍ» بكسر الميم وتنوينه. وقرأ عمرو بن دينار، وسليمان بْنِ قَتَّةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «عَمِيَ» بفتح الياء على أنه فعلٌ ماض. قال يعقوب: ما أدري أقرؤوا: {وهو عليهم عمٍ} أو {هو عليهم عَمِيَ} على أنه فعلٌ ماض» .
(4) هو: سليمان بن داود الطيالسي.
(5) هو: الجُعْفي.
(6) هو: إسماعيل بن عبد الرحمن.(6/638)
{فَأَخَذَتْهُمُ الصَّعْقَةُ} (1) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ عُمَرَ (2) .
2826 - وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وَكيع، عَنْ سُفْيَانَ (4) ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ سُلَيمان بْنِ قَتَّة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ قرأ: (5) ؟
_________
(1) قراءة للآية (44) من سورة الذاريات.
(2) ذكر السيوطي في "الدر المنثور" (2/726) هذه القراءة عن عمر، وعزا حديثَها لسعيد بن منصور وعبد بن حميد.
وقد أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (708) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (27/6) ، كلاهما من طريق السُّدِّي، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ؛ قَالَ: سمعت عمر ابن الخطاب ح يقرأ: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّعْقَةُ} .
قال ابن جرير: «وكذلك قرأ الكسائي» . وقال = = أبو جعفر بن النحاس في "إعراب القرآن" (4/247) : «ويُروى عن عمر بن الخطَّاب _ح أنه قرأ: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّعْقَةُ} وإسناده ضعيف؛ لأنه لا يُعرف إلا من حديث السُّدِّي» .
وفي "معجم القراءات" (9/137- 138) : قراءة الجمهور: «الصَّاعِقَةُ» على إرادة: النازلة من السَّماء للعقوبة، وهي قراءةُ ابن محيصن. وقَرأ عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، والكسائي، وزيد بن علي، وحميد، وابن محيصن بخلافٍ عنه، ومجاهد: «الصَّعْقَة» بدون الألف، على إرادة الصوت الذي يصحب الصاعِقَة.
(3) انظر المسألة الآتية برقم (2829) .
(4) هو: الثوري.
(5) قراءة للآية (46) من سورة هود.
وقراءة الجمهور: [هُود: 46] {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} ، وقرأ الكسائي، ويعقوب، وسهل، وعلي، وأنس، وابن عباس، وعروة، وعكرمة، وعائشة، وأم سلمة عن النبي (ص) : {إنَّه عَمِلَ غَيرَ صَالِحٍ} . انظر "معجم القراءات" (4/67) .
وسيأتي في المسألة رقم (2829) أنَّ أمَّ سَلَمَةَ هَذِهِ هِيَ: أَسْمَاءُ بنتُ يزيد. وانظر التعليق على "سنن سعيد بن منصور" (5/349-351) .(6/639)
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا كَانَ يَرويهِ وَكيع! وَإِنَّمَا هُوَ: سُفيان (1) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سُلَيمان بْنِ قَتَّة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ قَرَأَ ... .
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: كَذَا رَوَاهُ خَلَف بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي عَوانة (2) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سُلَيمان بْنِ قَتَّة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْراني (3) ، عَنْ سُفْيَانَ - يَعْنِي ابْنَ عُيَينة - عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سُلَيمان بْنِ قَتَّة، عن ابن عباس.
_________
(1) أخرجه سفيان الثوري في "تفسيره" (ص130 رقم 355) ، ومن طريقه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/310) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (12/435 طبغة هجر) .
وقد ضُبطت القراءة في مطبوع عبد الرزاق: [هُود: 46] {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} ، وكذلك هي في أصل "تفسير" الثوري، ونبَّه محققُه على أن القراءة ضبطت في مخطوط "تفسير عبد الرزاق" (ل41/أ) : {إنه عَمِلَ غيرَ صالح} بصيغة الفعل الماضي.
(2) هو: وضَّاح بن عبد الله اليشكري.
(3) هو: سليمان بن داود العَتَكي. ولم نقف على روايته، وقد أخرج الحديث عبد الرزاق في "تفسيره" (1/310) ، وسعيد بن منصور في "السنن" (1092) عن سفيان بن عيينة، به.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبري في "تفسيره" (15/343 رقم 18227) .
وقد ضُبطت القراءة في مطبوع عبد الرزاق والطبري: ُ 7 8 1 2 ِ، ولم تُضبَط في "سنن سعيد بن منصور"؛ لأنها غيرُ مضبوطة في أصله.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" (15/348 رقم18247) قال: حدثنا ابن وكيع، عن ابن عيينة به، بقراءة: {عَمِلَ غَيرَ صَالِحٍ} .
وأخرجه الطبري أيضًا رقم (18248) من طريق غندر، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس: {إنَّه عَمِلَ غَيرَ صَالِحٍ} .(6/640)
2827 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (1) أَبُو الرَّبيع الزَّهْراني (2) ، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيري (3) ، عَنْ إِسْرَائِيلَ (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (5) ، عَنْ أَبِي عبد الرحمن السُّلَمي (6) ، وَعَنْ كُرَيْب بْنِ أَبِي كَرِب، عَنْ عليٍّ: أَنَّهُ قَرَأَ: {} (7) ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا رَوَاهُ! وإنما هو: كُرَيْب بن أبي كُرَيْب، عن عليٍّ.
_________
(1) قوله: «رواه» سقط من (أ) ، وأُلحق بهامشها بخط مغاير، ولم يتضح في (ش) لرداءة التصوير.
(2) هو: سليمان بن داود العتكي، ولم نقف على روايته، وقد أخرج الحديث ابن جرير الطبري في "تفسيره" (11/196 رقم 12972) من طريق يحيى بن آدم، عن إسرائيل، به. وضُبطت القراءة فيه: «من الذين استُحِقَّ عليهم» بالبناء للمفعول. والمنقول عن علي أنه قرأ: «استَحَقَّ» بالبناء للفاعل، وقد نقل ذلك الطبري نفسُه (11/194) . وانظر ما سيأتي في تخريج القراءة.
(3) هو: محمد بن عبد الله بن الزبير.
(4) هو: ابنُ يونسَ بن أبي إسحاق السَّبيعي.
(5) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(6) هو: عبد الله بن حبيب.
(7) الآية (107) من سورة المائدة. ولم تضبط القراءة في النسخ.
وقرأ من العشر حفص فقط: «الذين استَحَقَّ» بفتح التاء، ووافقه الحسن.
وقرأ الباقون: «الذين استُحِق» بضم التاء.
وقرأ شعبة وحمزة ويعقوب وخلف: «الأوَّلِيْنَ» ووافقهم الأعمش.
وقرأ الباقون وأُبيٌّ، وعلي، وابن عباس، بالرفع: «الأَوْلَيَانِ» .
وانظر "معجم القراءات" (2/357- 360) .
وقال الطبري في "تفسيره" (11/194) : قرأ قرَأَةُ الحجاز والعراق والشأم: {مِنَ الَّذِينَ اسْتُحِقَّ عَلَيْهمُ الأَوْلَيَانِ} بضم التاء، ورُويَ عن عليٍّ، وأبيِّ بن كعب، والحسن البصري أنهم قرؤوا: ُ / 0} ِ بفتح التاء ... » .(6/641)
2828 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه الحَكَم بن عبد الملك، واختُلِفَ فِي مَتْنِ الْحَدِيثِ فِي الرِّواية عن الحَكَم بن عبد الملك:
فروى إسحاق بن منصور السَّلُولي (1) ، عن الحَكَم بن عبد الملك (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ (3) ، عَنْ عِمْران بْنِ حُصَين؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) يَقْرَأُ: {وَتَرَى النَّاسَ سَكْرَى} (4) ؛ يَعْنِي: بنَصْب السِّينِ بِغَيْرِ أَلِفٍ.
وَرَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ بِشْر البَجَلي (5) ،
عَنْ الحَكَم بن عبد الملك، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عِمْران بْنِ حُصَين؛ قَالَ: سمعتُ النبيَّ (ص) يقرأ: {} ؛ يعني: برفع السين بألف؟
_________
(1) روايته أخرجها أبو عمر حفص الدوري في "قراءات النبي (ص) " (83) ، والبزار في "مسنده" (9/34) .
(2) من قوله: «فروى إسحاق ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(3) هو: البصري.
(4) قراءة للآية (2) من سورة الحج. وقد قرأ بفتح السين بغير ألف {سَكْرَى} حمزة والكسائي وخلف ووافقَهم الأعمش، والباقون بضم السين بألف {سُكَارَى} .
قال الطبري في "تفسيره" (18/565) : اختلف القراء في قراءة قوله: «سُكارى» ، فقرأ ذلك عامَّةُ قراء المدينة والبصرة وبعض أهل الكوفة:، وقرأته عامةُ قرَّاء أهل الكوفة: {وَتَرَى النَّاسَ سَكْرَى وَمَا هُم بِسَكْرَى} .
والصَّوابُ من القول في ذلك عندنا: أنهما قراءتان مستفيضَتان في قَرَأَة الأمصار، متقاربتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيبٌ الصَّوَابَ.
وانظر "معجم القراءات" (6/75- 77) .
(5) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2941) ، والطبراني في "الكبير" (18/141 رقم298) ، والحاكم في "المستدرك" (2/245 و385- 386) ، وتمام في "فوائده" (1385/الروض البسام) .
وسقط: الحسن من سند الترمذي. قال الترمذي: «هذا حديث حسنٌ، ولا نعرف لقتادة سماعًا من أحد من أصحاب النبي (ص) إلا من أنس وأبي الطفيل، وهذا عندي مختصر إنما يُروى عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: كنا مع النبي (ص) في سفر فقرأ: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ} الحديث بطوله، وحديث الحكم بن عبد الملك عندي مختصر من هذا الحديث» .
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/233- 234) من طريق موسى بن إسماعيل، عن الحكم بن عبد الملك، به. مطولاً.
وأخرجه الطيالسي (874) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/435 رقم19901 و19902) ، والترمذي (3169) ، والنسائي في "الكبرى" (11340) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (18/559- 560) ، والطبراني في "الكبير" (18/144 رقم307) ، والحاكم في "المستدرك" (4/567) من طريق هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، والطبراني في "الكبير" (18/144 و145 رقم 306 و308) من طريق أبي عوانة وسعيد بن بشير، وفي "مسند الشاميين" (2636) من طريق سعيد بن بشير، والحاكم (1/28 و2/385) من طريق شيبان بن عبد الرحمن وسعيد بن أبي عروبة، جميعهم عن قتادة، به، مطوَّلاً.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" (18/559) من طريق سليمان بن طرخان، عن قتادة عن صاحب له حدثه عن عمران بن حصين، به مطوَّلاً.
وأخرجه الحميدي في "مسنده" (853) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/432 رقم19884) ، والترمذي في "جامعه" (3168) من طريق عَلِيَّ بْنَ زَيْدِ بْنِ جُدعان، والطبراني في "الكبير" (18/151 و155 رقم328 و340) من طريق يونس بن عبيد وثابت بن أسلم، جميعهم عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حصين، به. مطوَّلاً.(6/642)
فَقَالَ (1) أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ ذَا وَلا ذَاكَ (2) ! قَدْ رَوَى الثِّقات، فَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ الحروفَ، لَمْ يذكروا قراءةً.
_________
(1) في (ف) : «قال» .
(2) في (ك) : «ذلك» .(6/643)
2829 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ الَّذِي (2) رَوَاهُ هَارُونُ النَّحْوي (3) ،
عَنْ ثَابِتٍ البُناني (4) ، عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ [أُمِّ] (5) سَلَمة: أنَّ
_________
(1) انظر المسألة رقم (2826) .
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «عن الحديث الذي» ، لكنَّ ما في النسخ صحيح، وهو من باب إضافة الموصوف إلى صفته، وقد أجازه الكوفيُّون، وتقدَّم التعليق على ذلك في المسألة رقم (505) .
(3) هو: هارون بن موسى. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/294 و322 رقم26518 و26732) ، وأبو عمر حفص الدوري في "قراءات النبي (ص) " (63) ، والترمذي في "جامعه" (2932) ، وأبو يعلى في "مسنده" (7020) ، والطبراني في "الكبير" (23/335 رقم776) ، والخطيب في "الموضح" (1/470) .
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (5/175- 176 و179 رقم 2299 و2304) من طريق هارون بن موسى النحوي، عن ثابت، عن شهر، عن أسماء بنت يزيد، به.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1699) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/301) من طريق محمد بن ثابت البُناني، وأبو عمر حفص الدوري (63) من طريق سعيد ابن أبي عَروبة، وسعيد بن منصور في "سننه" (1091/التفسير) ، والطبراني في "الكبير" (23/339 رقم778) من طريق عثمان بن مطر، وأبو داود في "سننه" (3983) ، والطبراني في "الكبير" (23/335 رقم 775) من طريق عبد العزيز بن المختار، والترمذي في "جامعه" (2931) من طريق عبد الله بن حفص، والطبراني في "الكبير" (23/335 رقم774 و777) من طريق موسى بن خلف، وداود بن أبي هند، جميعهم عن ثابت البُناني، به.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1736) ، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص311) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (5/179 رقم2303) ، وأحمد في "المسند" (6/454 رقم27569) ، وأبو عمر حفص الدوري في "قراءات النبي (ص) " (60 و61 و98) ، وأبو داود في "سننه" (3982) من طريق حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن شهر، عن أسماء بنت يزيد، به.
(4) هو: ثابت بن أسلم.
(5) في جميع النسخ: «أبي» ، والتصويب من مصادر التخريج، وسيأتي على الصواب في آخر المسألة.(6/644)
رسولَ الله (ص) قرأ: (1) ؟
فَقَالَ (2) أَبُو زُرْعَةَ: أُمُّ سَلَمة هَذِهِ هِيَ: أسماءُ بنتُ يَزِيدَ (3) .
_________
(1) قراءة للآية (46) من سورة هود. وانظر قراءة أم سلمة في المسألة رقم (2826) .
(2) في (ف) : «قال» .
(3) تشبه في (ف) : «بريدة» .
وقال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث قد رواه غيرُ واحد عن ثابت البناني نحو هذا، وهو حديثُ ثابت البناني، وقد رُوي هذا الحديث أيضًا عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أسماء بنت يزيد، وسمعتُ عبد بن حميد يقول: أسماء بنت يزيد هي أم سلمة الأنصارية. قال أبو عيسى: كلا الحديثين عندي واحدٌ، وقد روى شهر ابن حوشب غيرَ حديث عن أم سلمة الأنصارية، وهي أسماء بنت يزيد، وقد رُويَ عن عائشة، عن النبي (ص) نحو هذا» . اهـ. وقال الخطيب في الموضع السابق: «ورواه حماد ابن سلمة، عن ثابت فبيَّن في روايته أن أم سلمة هي أسماء بنت يزيد، وقد ذكرنا ذلك في كتابنا "المكمل في إيضاح المهمل"» .(6/645)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الخَرَاجِ
2830 - وسألتُ (1) أَبِي؛ قلتُ: حدَّثنا صالحُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَل (2) ؛ قَالَ: سألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نُصَيْرُ بنُ محمَّد الرَّازِي (3) صاحبُ ابْنِ المُبارك، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَائِدَةَ، عَنِ الزُّبَير بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَفَعهُ؛ قَالَ: مَنْ أَقَرَّ بِالْخَراجِ وهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَلاَّ يُقِرَّ بِهِ؛ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ والمَلاَئِكَةِ والنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ ولاَ عَدْلٌ فَقَالَ (4) : هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، مَا سَمِعنا بِهَذَا (5) ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ لا أصلَ لَهُ.
2831 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ اختَلَفَ شُعبةُ وزهيرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق (6) :
_________
(1) نقل هذا النص ابن رجب في "الاستخراج" (ص170) ، ولكن جعل عبارة: «هَذَا حديثٌ بَاطِلٌ لا أصلَ له» من كلام ابن أبي حاتم لا من كلام أبيه.
(2) في (ت) و (ك) يشبه أن تكون: «خبير» ، أو: «حنين» . وسؤال صالح لأبيه في "مسائله" (ص56- 57 رقم 174) .
(3) لم نقف على روايته، وقد أخرج الحديثَ يحيى بن آدم في "الخراج" (150) من طريق الثوري، عَنِ الزبير بْن عدي، عن رجل من جهينة، عن النبي (ص) ... بنحوه.
(4) أي: الإمام أحمد بن حنبل.
(5) قال ابن رجب في "الاستخراج" (ص171) : «وقال الميموني: كتبتُ إلى أحمد أسأله عن هذا الحديث؟ فأتاني الجواب: ما سمعنا بهذا، وهو حديثٌ منكر» .
(6) أي: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.(6/646)
فَرَوَى شُعبة (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن زيد ابن صَعْصَعَة؛ قَالَ: قلتُ لابْنِ عَبَّاسٍ: إنَّا نَنزِلُ بِأَهْلِ الذِّمَّةِ، فمِنَّا مَنْ يُذبَحُ لَهُ الشاةُ، وَمِنَّا مَنْ يُذبَحُ لَهُ الدَّجاجُ، وَإِنِ استَفْتَحْنا فَلَمْ يُفتَحْ لَنَا كَسَرْنَا الْبَابَ؟ قَالَ: فَكَيْفَ تَقُولُونَ فِي ذَلِكَ؟ قَالَ: مِنَّا مَنْ لا يَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا، قَالَ: أنتُم تَقُولُونَ كَمَا قَالَ أهلُ الكِتاب: { (2) } (3) .
وَرَوَى زُهَيرُ بنُ مُعَاوِيَةَ (4) هَذَا الحديثَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صَعْصَعَة بْنِ يَزِيدَ؛ قَالَ: قلتُ لابْنِ عبَّاس، وَزَادَ فِي الْمَتْنِ:
_________
(1) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/320- 321) ، والبيهقي في "السنن" (9/198) .
(2) لفظ الجلالة ليس في (ت) .
(3) الآية (75) من سورة آل عمران.
(4) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/320) .
ومن طريقه أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/341) .
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (415) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/321) ، وابن جرير في "تفسيره" (7273) من طريق الثَّوْرِيّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صعصعة، عن ابن عباس، به. وجاء عند البخاري: «صعصعة بن زيد» ، قال البخاري: «وقال الثوري: ابن زيد، وخالفوه، هو: ابن يزيد» .
وأخرجه البخاري أيضا (4/320) تعليقًا عن إسرائيل وَشَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صعصعة بن زيد، كذا جاء عند البخاري: ابن زيد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (10102) ، وفي "تفسيره" (1/123- 124) من طريق معمر، عن إسحاق، عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ ابن عباس.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (7274) ، وفيه: عن صعصعة، ولم يسمِّ أباه.(6/647)
فَقَالَ (1) ابْنُ عَبَّاسٍ: لا يَحلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ أموالِ أهلِ الذِّمَّةِ (2) إِلا بِطِيبِ نفسٍ مِنْهُمْ، وكُلُوا مَا أكلتُم بِثَمَنٍ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: الصحيحُ: صَعْصَعَة بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وخطأُ شُعبة أكثرُه فِي أَسْمَاءِ الرجال. يعني: الرُّواة (3) .
_________
(1) في (ف) : «وقال» .
(2) قوله: «أهل الذمة» من (ف) فقط، وفي (أ) : «هذه الأمة» ، وفي (ت) : «هذه الذمة» ، وفي (ش) : «هذه ... » ثم طمس ما بعدها، وفي (ك) : « ... مة» وطمس ما قبلها.
(3) أشار لهذه المسألة ابن حجر في "التلخيص الحبير" (4/233 رقم2325) فقال: «وذكر ابن أبي حاتم من طريق صعصعة بن يزيد، أو يزيد بن صعصة، عن ابن عباس من قوله» .(6/648)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الإِجَارَاتِ (1)
2832 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمران القطَّان (3) ، عَن قَتادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي قِصَّةِ الغَارِ (5) .
ورواه أَبُو عَوانَة (6) ، عَن قَتادة، عَن أَنَس، عن النبيِّ (ص) ، مرفوع (7) .
قلتُ لأبي: ما الصَّحيحُ؟
قال: الحديثان ِ عندي صحيحان؛ لأنَّ ألفاظَهُما مختلفةٌ.
_________
(1) في (أ) و (ت) و (ش) : «باب في الإجارات» ، وفي (ك) : «باب في النذر» .
(2) انظر المسألة التالية.
(3) هو: عمران بن داوَر. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2126) ، وأبو عوانة في "مسنده" كما في "إتحاف المهرة" (14/655) ، وابن حبان في "صحيحه" (971) ، والطبراني في "الأوسط" (2454) ، وفي "الدعاء" (193) .
ومن طريق الطيالسي أخرجه البزار في "مسنده" (1869/كشف الأستار) ، والروياني في "مسنده" (1359) ، وأبو عَوانة كما في "إتحاف المهرة" (14/655) .
(4) هو: أخو الحسن البصري.
(5) يعني: حديثَ النَّفَرِ الثلاثةِ الذين أصابَهُم المطر، فلجؤوا إلى غارٍ، فانحدرَتْ صخرةٌ، فسدَّت عليهم بابَ الغار، فدعَوا الله بصالح أعمالهم، وذكرَ أحدُهم أنه استأجَرَ أُجَراء، ومنهم ذاك الأجيرُ الذي تركَ أُجرَتَه، ثم عادَ بعد زمن، فوجدَ الذي استأجَرَهُ قد نمَّاها له، وهو موضعُ الشاهد في هذا الباب.
(6) هو: وضَّاح بن عبد الله اليَشكُري. وسيأتي تخريج روايته.
(7) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .(6/649)
قَالَ أَبِي: حدَّثنا مُسَدَّد (1) ؛
قَالَ: حدَّثنا أَبُو عَوانة، عَن قَتادة، عن أنس، عن النبيِّ (ص) ، فِي قصَّة الغارِ (2) ، وذاكرتُ أَبَا رَبيعة فهدَ بْن عَوْف، فقال: كيف حدثكم المُعلَّى (3) ؟ قلتُ: لم يرفَعْه، فقال: حدَّثنا أَبُو عَوانة، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
2833 - وسألتُ (4) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ بْنُ مُسْهِر (5) ، عَنِ عُبَيدالله (6) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي قصَّة الغارِ؟
قَالَ أَبُو زرعة: لا أعلم أنه رواه غيرُ عليِّ ابن مُسْهِر (7) .
_________
(1) روايته أخرجها الطبراني في "الدعاء" (192) .
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (2126) عن أبي عَوانة، عن قتادة، به مرفوعًا.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/142- 143 رقم 12454) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2938) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" (2/334- 335) من طريق يحيى بن حماد، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على المسند" (3/143 رقم 12455) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الواحد بن غياث، والبزار في "مسنده" (1868) من طريق هلال بن يحيى، جميعهم عن أبي عوانة، عن قتادة به مرفوعًا.
وأخرجه الإمام أحمد (3/143 رقم 12456) من طريق بهز بن أسد، وأبو يعلى (2937) من طريق عبد الواحد ابن غياث وسعيد بن أبي الربيع، جميعهم عن أبي عوانة، عَن قتادة، عَن أَنَس، موقوفًا.
(2) نقل الضياء المقدسي في "المختارة" (7/59) هذا النص من بدايته إلى هذا الموضع.
(3) يعني: ابن أسد.
(4) انظر المسألة السابقة.
(5) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (3465) ، ومسلم (2743) .
(6) هو: ابن عمر العُمَري.
(7) قولُ أبي زرعة: «لا أعلم أنه رواه غير علي بن مسهر» : الظاهر أنه يعني به: تفرُّده به عن عبيد الله بن عمر، ولا يمكن أن تخفى عليه كثرةُ طرق الحديث، فقد رواه عن نافع أيضًا: موسى بن عقبة عند البخاري (2215) ، ومسلم في الموضع السابق، وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عند البخاري (5974) ، وفضيل بن غزوان ورقبة ابن مَصْقَلة وصالح بن كيسان عند مسلم أيضًا، ورواه البخاري (2272 و2333) ، ومسلم أيضًا من طريق الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به.(6/650)
قلتُ لَهُ: هو صحيحٌ؟
قَالَ: نعم، عليُّ بْن مُسْهِر ثقة.
2834 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ فُضَيل (2) ،
عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: نَهى رسولُ الله (ص) عَنْ ثَمَنِ الكَلْب، وعَسْبِ الفَحْل (4) ؟
قَالَ أَبِي: لَمْ يَروِ (5) عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ غيرُ (6) ابْنِ فُضَيل، وَأَخْشَى أَنَّهُ أَرَادَ: أَبَا سُفيان (7) ، عن جابر، عن
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1137) و (1153) و (1704) ، والمسألة الآتية برقم (2836) و (2839) . ونقل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/24 رقم 1145) هذا النص بتصرُّف.
(2) هو: محمد. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (1279) تعليقًا، وفي "العلل الكبير" (334) ، وابن ماجه في "سننه" (2160) ، والنسائي في "سننه" (4675) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/53) .
وانظر تتمة تخريجه في التعليق آخر المسألة.
(3) هو: سلمان الأَشْجَعي.
(4) تقدم تفسير «عسب الفحل» في المسألة رقم (1137) .
(5) أي: لم يَرْوِهِ، يعني: هذا الحديث.
(6) في (ت) و (ف) و (ك) : «عن» بدل: «غير» .
(7) هو: طلحة بن نافع. وروايته على هذا الوجه أخرجها أبو داود في "سننه" (3479) ، والترمذي في "جامعه" (1279) ، وأبو عوانة في "مسنده" (5271 و5272) ، والطبراني في "الأوسط" (3/295 رقم 3201) ، والدارقطني في "سننه" (3/72) ، والحاكم في "المستدرك" (2/34) ، والبيهقي في "السنن" (6/11) جميعهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عن جابر قال: نهى رسولُ الله (ص) عن ثمن الكلب والسِّنَّور.
قال الترمذي: «هذا حديثٌ في إسناده اضطراب، ولا يصحُّ في ثمن السِّنَّور، وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأعمش، عن بعض أصحابه، عن جابر، واضطربوا على الأعمش في رواية هذا الحديث» .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (36221) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2275) كلاهما من طريق الأعمش قال: أرى أبا سفيان ذكره عن جابر، وعند أبي يعلى: عن الأعمش قال: قال جابر: ... فذكره ثم قال: قال الأعمش: أظن أبا سفيان ذكره.
وأخرجه مسلم في "صحيحه" (1569) من طريق أبي الزبير قال: سألت جابرًا عن ثمن الكلب والسِّنَّور؟ قال: زجر النبيُّ (ص) عن ذلك.(6/651)
النبيِّ (ص) (1) .
_________
(1) قال الترمذي في الموضع السابق من "العلل الكبير": «سألت محمدًا - يعني البخاري - عَنْ هَذَا الْحَدِيث؟ فَقَالَ: لا أعلم أحدًا روى هذا الحديث غير ابن فُضيل» . اهـ.
ولعلَّ مراد أبي حاتم والبخاري: تفرُّد محمد بن فضيل به عن الأعمش بهذا السياق، وإلا فقد أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (6210) من طريق أبي عبيدة عبد الملك بن معن، وأبو عوانة (4491) من طريق أسباط بن محمد، كلاهما عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ (ص) نهى عن ثمن الكلب، ومهر البَغِيّ.
وكذا أخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/33) من طريق عبد الرحمن بْنُ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِيهِ شَرِيكٍ بن عبد الله النخعي، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ وأبي حازم، عن أبي هريرة، بنحو لفظ أبي يعلى.
وذكره الدارقطني في "العلل" (2219) بنحو لفظ أبي يعلى أيضًا، وذكر الاختلافَ فيه على الأعمش في رفعه ووقفه، ومن جعله: عنه، عن أبي حازم، ومن جعله: عنه، عن أبي صالح، وذكر أن أبا عبيدة بن معن وأسباط بن محمد رَوَياه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عن أبي هريرة مرفوعًا، وكذا رواه جرير بن عبد الحميد عن الأعمش، إلا أنه وقفه.(6/652)
2835 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنِ حمَّاد (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (3) ، عَنْ أَبِي سعيد الخُدْري، عن النبيِّ (ص) : أنَّه نَهَى أَنْ يُستَأْجَرَ الأَجيرُ حَتَّى يُعلَمَ أَجرُهُ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرَوَاهُ (4) الثَّوري، عَنْ حمَّادٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْقُوفٌ (5) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: موقوفٌ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ لأنَّ الثَّوريَّ أحفظُ.
2836 - وسمعتُ (6) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلة (7) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (8) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبيب، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ (9) ، عَنْ أنس: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ عَسْبِ الفَحْل.
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يُروى مِنْ كَلامِ أَنَسٍ، ويزيدُ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الزُّهري؛ إِنَّمَا كتَبَ إِلَيْهِ.
2837 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو إسماعيلَ المُؤَدِّبُ (10) ،
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (1118) .
(2) هو: ابن أبي سليمان.
(3) هو: ابن يزيد النخعي.
(4) في (أ) : «وروى» ، ولم تتضح في (ش) ؛ لرداءة التصوير.
(5) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) تقدمت هذه المسألة برقم (1137) ، وانظر المسألة المتقدمة برقم (2834) .
(7) هو: ابن يحيى.
(8) هو: عبد الله.
(9) هو: الزُّهري، محمد بن مسلم.
(10) هو: إبراهيم بن سليمان.(6/653)
عَنْ وائِل بْنِ دَاوُدَ، عَنْ سعيد بن عُمَير ابن أَخِي البَراء، عَنِ البَراء (1) ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ سُئِلَ: أَيُّ الكَسْبِ أطيبُ؟ قَالَ: عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ، وكُلُّ بَيْعٍ مَبْرُورٍ؟
قَالَ أَبِي: وحدَّثني أَيْضًا الحَسنُ بنُ شَاذَانَ (2) ، عَنِ ابْنِ نُمَير (3) ، هَكَذَا، مُتَّصِلً (4) عَنِ البَراء، وأمَّا الثِّقاتُ: الثَّوريُّ (5)
وجماعةٌ (6) ؛
_________
(1) هو: ابن عازب ح.
(2) هو: الحسن بن خلف بن زياد الواسطي، وكأن «شاذان» لقبُ أبيه. انظر "التقريب" (1237) .
(3) هو: عبد الله.
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) اختُلف على الثوري في هذا الحديث:
فأخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/179- 180) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، وقبيصة بن عقبة، عن الثوري، به، مرسلاً.
ومن طريق الفسوي أخرجه البيهقي في "الشعب" (1171) .
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/10) من طريق الأسود بن عامر، عن الثوري، به، متصلاً. ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "السنن" (5/263) ، وفي "الشعب" (1172) .
(6) منهم: أبو معاوية محمد بن خازم، ومروان بن معاوية، ومحمد بن عبيد:
أما رواية أبي معاوية: فأخرجها أبو عبيد في "غريب الحديث" (5/520) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (23073) ، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (314) .
وأما رواية مروان بن معاوية: فأخرجها أبو عبيد في "غريب الحديث" (5/520) .
وأما رواية محمد بن عبيد: فأخرجها البيهقي في "السنن" (5/263) ، وقال: «هذا هو المحفوظ، مرسلاً» .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/466 رقم 15836) ، والبزار في "مسنده" (3798) ، والطبراني في "الكبير" (22/197 رقم 520) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/134) ، والحاكم في "المستدرك" (2/10) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ جميع بن عمير، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ، عن النبي (ص) ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "السنن" (5/263) . وفيه اختلافٌ على شريك:
أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/205) من طريق شريك، عن وائل التيمي، عن خاله، عن أبي بردة.
وأخرجه ابن قانع في الموضع السابق: من طريق شريك أيضًا عن وائل، عن التيمي، عن خاله أبي بردة.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/227) تعليقًا من طريق شريك، عن عبد الله بن عيسى، عن جميع بن عمير، عن خاله أبي بردة.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/204) من طريق شريك، عن عبد الله بن عيسى، عن ابن عمير، أو عمير بن جميع، عن خاله أبي بردة.
وقال البيهقي: «هكذا رواه شريك بن عبد الله القاضي! وغلط فيه في موضعين: أحدهما: في قوله: «جميع بن عمير» ، وإنما هو: سعيد بن عمير، والآخر في وصله، وإنما رواه غيره عن وائل مرسلاً» .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/141 رقم 17265) ، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (309) ، والطبراني في "الكبير" (4/276 رقم 4411) ، وفي "الأوسط" (8/47 رقم 7918) ، والحاكم في "المستدرك" (2/10) ، والبيهقي في "الشعب" (1174) من طريق المسعودي عبد الرحمن ابن عبد الله عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ عُبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنِ النبي (ص) .
وأخرجه البزار في "المسند" (3731) من طريق المسعودي، عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدًا أسنده عن المسعودي إلا إسماعيل بن عمر، وقد رواه غير إسماعيل فقال: عبيد بن رفاعة، ولم يقل: عن أبيه. اهـ.
= ... والذي يظهر لنا أن ذكر عبيد بن رفاعة في هذا الحديث هو خطأٌ من البزار لأنه كرره في موقعين. والله أعلم.
قال الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/180) : «والمسعودي يخالف في هذا الحديث ويغلط فيه» .
وقال البيهقي في "السنن" (5/263) : «وقال المسعودي: عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ عباية بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ أبيه، وهو خطأ» .(6/654)
............................(6/655)
رَوَوْا (1) عَنْ وائِل بْنِ دَاوُدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَير (2) : أنَّ النبيَّ (ص) ؛ والمُرسَلُ أشبهُ (3) .
2838 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرعة عَن حديثٍ رَوَاهُ سُفيان وشُعبة، عَنْ سِماك بْنِ حَرْب، فاختَلَفا فِيهِ:
فَقَالَ الثَّوري (4) : عَنْ سِماك بْنِ حَرْب، عَنْ سُوَيد بن قَيْس؛ قال:
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «فرووا» ، لكنَّ حذف الفاء من جواب «أمَّا» أجازه حُذَّاق النَّحْويين في الاختيار وسعة الكلام، ومنهم ابن مالك والدماميني. انظر تعليقنا على المسألة رقم (637) .
(2) في (أ) : «سعيد بن ابن عمير» .
(3) نقل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/5 رقم 1123) بعضَ هذا النص فقال: «وقال ابن أبي حاتم في "العلل": المرسلُ أشبه» . كذا قال! ومن الواضح أنه سقط منه قوله: «عن أبيه» . قال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/502) : «وأسنده بعضهم وهو خطأ» .
قال البيهقي في الموضع السابق من "السنن": «والصحيح رواية وائل، عن سعيد ابن عمير، عن النبي (ص) مرسلاً» . اهـ.
(4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (14341) ، وابن أبي شيبة (22082 و24860) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/352 رقم 19098) ، والدارمي (2585) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/141- 142) ، وأبو داود في "سننه" (3336) ، وابن ماجه (3579) ، والترمذي في "جامعه" (1305) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1669) ، والنسائي في "سننه" (4592) ، وفي "الكبرى" (6184 و9670) ، وابن الجارود في "المنتقى" (559) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/126) ، وابن حبان في "صحيحه" (5147) ، والطبراني في "الكبير" (7/89 رقم 6466) . ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه في "سننه" (2220 و3579) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1668) . وأخرجه ابن قانع في "معجمه" (3/126) من طريق الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سماك بن حرب، عن نبيح العنزي، عن مخرمة العبدي، به.(6/656)
جَلَبتُ أنا ومَخْرَفَةُ العَبْدي بَزًّا مِنْ هَجَر (1) ، فَأَتَانَا رسولُ الله (ص) وَنَحْنُ بِمِنًى، فَاشْتَرَى منَّا سَراويلَ، ووَزَّانٌ يَزِنُ بالأَجْرِ (2) ، فَقَالَ للوَزَّان: زِنْ وأَرْجِحْ.
وَرَوَاهُ شُعبة (3) ، عَنْ سِماك بْنِ حَرْب، عَنْ أَبِي صَفْوان مَالِكِ بْنِ عُمَير (4) ؛ أَنَّهُ قال: اشتَرَى النبيُّ (ص) سَراويلاً (5) بِثَلاثَةِ دَرَاهِمَ، فوَزَنَ لِي، فأرجَحَ لِي (6) .
فقلتُ لَهُمَا: أيُّهما أصحُّ عندكما؟
_________
(1) هَجَرُ: مدينةٌ، وهي قاعدةُ البحرين، وقيل: ناحيةُ البحرين كلُّها هَجَر، وهو الصواب. "معجم البلدان" (5/393) .
(2) المعنى: وعندنا وزَّانٌ يَزِنُ بالأجر؛ كما في بعض مصادر التخريج.
(3) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1289) ، وابن سعد في "الطبقات" (6/63) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/352 رقم19099) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/142) ، وأبو داود في "سننه" (3337) ، وابن ماجه (2221) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1670) ، والنسائي في "سننه" (4593) ، وفي "الكبرى" (6185 و9671- 9673) ، والدولابي في"الكنى" (1/39- 40 و40) ، وابن قانع في "معجمه" (3/32) .
(4) قال المزِّي في "تهذيب الكمال" (27/153) : «مالك ابن عَمِيرة، ويقال: ابن عُمَير، أبو صفوان» .
(5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «سراويلَ» ؛ لأنه ممنوع من الصرف، وقد تقدمت على الجادَّة في أول المسألة، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ أيضًا في العربية، وفيه وجهان ذكرناهما في التعليق على قوله: «أحاديثًا» في المسألة رقم (787) .
(6) قوله: «لي» سقط من (ش) و (ف) .(6/657)
فَقَالا: سفيانُ أحفظُ الرَّجُلَين (1) .
ثُمَّ قَالا: وقَيْسُ بنُ الرَّبيع عَلَى ضَعْفِه قَدْ تابَعَ [سُفيانَ] (2) فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
فقلتُ لَهُمَا: هَلْ تَابَعَ شُعبةَ أحدٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ؟
قَالَ أَبِي: لا أعلمُه.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: تابعَهُ عَلَيْهِ عَمرو بنُ أَبِي المِقْدام مَعَ ضَعْفه.
2839 - وسمعتُ (3) أَبِي وحدَّثنا عَنْ إسحاق بن موسى الخَطْمي،
_________
(1) قال أبو داود عقب الحديث رقم (3337) : «رواه قيس كما قال سفيان، والقول قول سفيان» . وقال في الحديث رقم (3338) : «حدثنا ابن أبي زِرْمَة سمعت أبي يقول: قال رجل لشعبة: خالفك سفيان. قال: دفعتني. وبلغني عن يحيى بن معين قال: كل من = = خالف سفيان فالقول قول سفيان» . وقال في الحديث رقم (3339) : «حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا وكيع، عن شعبة قال: كان سفيان أحفظ مني» .
وقال النسائي في "الكبرى" عقب الحديث رقم (6185) : «وحديث سفيان أشبهُ بالصَّواب من حديث شعبة» .
(2) ما بين المعقوفين جاء في جميع النسخ هكذا: «شعبة أحدٌ» ، وهو خطأ واضح، سبَّبه انتقال بصر الناسخ من هنا إلى الكلام الآتي، ويبدو أنَّ هذا سهو قديم؛ لاتفاق النسخة (أ) و (ت) و (ف) و (ك) عليه، وأما (ش) فلم يظهر فيها لرداءة التصوير، وصواب العبارة ما أثبتناه، ومتابعة قيس بن الربيع أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1288) ، ومن طريقه البيهقي في "سننه" (6/32- 33) عن قيس، عن سماك، به. مثل رواية الثوري. وتابعه أيضًا أيوب بن جابر، وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/124) تعليقًا، والطبراني في "الكبير" (20/321 رقم761) .
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (1704) ، وانظر المسألة رقم (732) .(6/658)
عَنْ محمَّد بْنِ فُضَيل، عَنِ محمَّد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: سمعتُ السائبَ بْنَ يَزِيدَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : السُّحْتُ (1) ثَلاَثٌ: مَهْرُ البَغِيِّ، وكَسْبُ الحَجَّامِ، وثَمَنُ الكَلْبِ.
فسمعتُ أَبِي يقول: عبد الرحمن بْنُ محمَّد هُوَ: ابْنُ عبدٍ (2) القَارِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ هُوَ أَخُوهُ عَلَى مَا أظنُّ، والناسُ يَرْوون هَذَا الحديثَ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عن رافِع بن خَدِيج.
_________
(1) تقدم تفسير «السُّحْت» في المسألة رقم (1704) .
(2) قوله: «عبد» سقط من (ت) و (ك) ، ولم يتضح في (ش) ، والمثبت من (أ) و (ف) ، وهو الصواب كما تقدم في المسألة رقم (1704) ، وكما في "الجرح والتعديل" (5/281 رقم1337) .(6/659)
بَابٌ فِي النُّذُورِ (1)
2840 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ أحمدُ بنُ الفَضْل العَسْقَلاني، عن رَوَّاد (3) ابن الجَرَّاح، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمان، عَنْ حَبِيب بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: رَأَى رسولُ الله (ص) رَجُلا يُهَادَى (4) بَيْنَ اثْنَيْنِ، فَقَالَ: مَا شَأْنُ هَذَا؟ ، قَالَ: نَذَرَ أَنْ يحُجَّ مَاشِيًا ... ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: إبراهيمُ بنُ طَهْمان، عَنْ حُمَيدٍ الطَّويل (5) ، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «النذر» .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (868) ، وفي آخرها زيادة: «وَلَمْ يَرْوِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عن حبيب شيئًا» .
(3) في (ك) : «داود» .
(4) في (ك) : «يهاد» . ومعنى «يُهادى» ؛ أي: يَمشي بينهما مُعتمدًا عليهما من ضَعْفه وتمايُله. "لسان العرب" (هـ د ي) (15/359) .
(5) هو: حميد بن أبي حميد.(6/660)
آخِرُ "كِتَابِ الْعِلَلِ"بِحَمْدِ اللهِ ومَنِّهِ وعَوْنِهِ، وصلَّى اللهُ عَلَى محمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ. وكان الفَرَاغُ مِنْ نَسْخِهِ في تاريخِ سابعَ عَشَرَ شَهْرِ ربيعٍ الأوَّلِ مِنْ شُهُورِ سَنَةِ ثلاثين وسَبْعِ مِئَةٍوكتَبَهُ محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عليٍّ الخطيبُ، يومئذٍ، بِقَرْيَةِ العَبَّادِيَّةِ مِنْ عَمَلِ المَرْجِ الشاميِّ، بِدِمَشْقَ المحروسةِ، عفا الله عنهُ وعن أُمَّةِ مُحَمَّدٍ أجمعينَ. وَحَسْبُنَا اللهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ (1)
_________
(1) هذا آخر النسخة (أ) ، وجاء في آخر (ف) ما نصه: «آخر "كِتَاب ِ الْعِلَلِ" بحمد الله ومنه، وصَلَّى اللَّهُ عَلَى سيدنا مُحَمَّد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، كتَبَهُ لنفسه محمدُ بن أحمد بن عليّ الخطيب، يومئذ، بقريةِ العبَّادية، من عَمَل المَرْج الشامي، بدمشقَ المحروسةِ، وكان الفراغ من نسخه يوم السبت رابعَ عَشَرَ ربيعٍ الآخِرِ، من سنة ثلاثين وسبع مئة، وحسبُنا الله ونعْمَ الوكيل، والحمد لله رب العالمين» .
وجاء في آخر (ش) : «آخِرُ "كتابِ العِلَل"، بحمد الله ومَنِّه، وصلَّى اللهُ عَلَى محمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ، علَّقه العبدُ الفقيرُ إلى الله تعالى عليُّ بنُ عمرَ بنِ عبد الله ... اليَمَانِي، عفا الله عنه وعن والدَيْهِ ... والحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وكان ذلك يومَ ... ربيع الآخِر سنَةَ خَمْسٍ وثلاثين وسَبْعِ مئةٍ ... وحسبُنَا اللهُ ونِعْمَ الوكيل» .
وفي آخر (ت) : «آخر "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"، والحمد لله رب العالمين، وقد وقع الفراغ من تسويده يوم الأحد لليلتين بقيتا من شهر الله الأَصَمّ رجب، عظم الله حرمته من سنة خمس عشرة وست مئة، بدمشق حرسها الله. غفر الله لكاتبه ولصاحبه ولجميع المؤمنين، إنه هو الغفور الرحيم» .
وفي آخر (ك) : «هذا آخر الكتاب المعروف بـ"كِتَاب ِ الْعِلَلِ"، والحمد لله رب العالمين، وصلواته عَلَى سيدنا مُحَمَّد وآله وصحبه وسلم تسليمًا» .(6/661)