1136 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفِرْيابي (2) ، عن عمر ابن راشِد، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ بن (3) عبد الله بْنِ (4) أَبِي طَلْحَة، عَنِ البَرَاء، عن النبيِّ (ص) قال: الرِّبَا اثْنَان ِ وسَبْعُونَ [بَابًا] (5) ، أَدْنَاهَا مِثْلُ إتْيَان ِ الرَّجُلِ أُمَّهُ؟
قَالَ أَبِي: هُوَ مُرسَلٌ؛ لم يُدرِكْ (6) يحيى ابنُ إِسْحَاقَ البراءَ، وَلا أَدْرَكَ والدُهُ البَرَاءَ (7) .
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1105) و (1132) ، والآتية برقم (1159) و (1170) .
(2) هو: محمد بن يوسف. وروايته أخرجها ابن أبي حاتم في "المراسيل" (916) ، فقال: حدثنا أبي؛ ثنا محمد ابن خلف العسقلاني، ثنا الفريابي ... فذكرها.
(3) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «بن» .
(4) في (ف) : «عن» بدل: «بن» .
(5) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، والمثبت من الموضع السابق من "المراسيل" ومن المسألة رقم (1105) و (1132) ، والآتية برقم (1159) و (1170) .
(6) في (ك) : «لم يذكر» ، وجاء على الصَّواب في زيادة مكررة أشار الناسخ إلى حذفها.
(7) كذا جاءت العبارة هنا، وقريب منها قوله في الموضع السابق من "المراسيل": «هُوَ مُرْسَلٌ؛ لَمْ يُدْرِكْ يَحْيَى ولا إسحاقُ البَرَاءَ بنَ عازب» ، وكذا جاء في "جامع التحصيل" (ص 296-297) ، و"تحفة التحصيل" (ص562) نقلاً عن أبي حاتم. والحديث أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7151) من طريق معاوية بن هشام؛ نا عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى بن أبي كثير، عن إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بن عازب، به. ثم قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ يحيى ابن أبي كثير إلا عمر بن راشد، ولا رواه عن عمر بن راشد إلا معاوية بن هشام، ولا يروى عن البراء إلا بهذا الإسناد» . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (15345) فقال: أخبرنا عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ من الأنصار، عن النبي (ص) .
فإما أن يكون في الحديث اختلافٌ على عمر بن راشد في ذكر يحيى بن أبي كثير وإسقاطه كما اختُلِف عليه في ذكر الصحابي، أو تكون رواية ابن أبي حاتم تصحَّف فيها «عن» إلى «ابن» ، ويكون صوابه: «عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يحيى، عن إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ» ، والله أعلم.
وتقدم في المسألة رقم (1105) أن عكرمة بن عمار روى الْحَدِيثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثير، عن عبد الله بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة. وذكرنا في التخريج رواية من رواه بإسقاط عبد الله بن زيد.(3/620)
1137 - وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (2) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (3) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (4) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيب، عَنِ ابْنِ شِهَاب (5) ، عَنْ أنس: أَنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ أَجْرِ عَسْبِ الفَحْلِ (6) .
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2836) . ونقل هذا النص العيني في "عمدة القاري" (2/105) ، ونقل بعضه الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (3/24) بتصرف.
(2) هو: ابن يحيى التُّجيبي.
(3) هو: عبد الله.
(4) روايته بهذا اللفظ ذكرها ابن طاهر في "أطراف = = الغرائب" للدارقطني (ق 90/أ) ، ولم يذكر من الراوي عن ابن لهيعة، وذكر عن الدارقطني أنه قال: «تفرَّد به ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي حبيب، عنه» .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/145 رقم 12477) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3592) ، كلاهما من طريق حسن بن موسى الأشيب، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بن أبي حبيب وعقيل، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ: أن رسول الله (ص) نهى أن يبيع الرجل فِحْلَةَ فرسه. وبهذا اللفظ ذكره ابن طاهر في "أطراف الغرائب" أيضًا (ق 87/ب) ، ونقل عن الدارقطني قوله: «تفرَّد به ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي حبيب، عنه، وَقَفَه الليث، ورفعه ابن لهيعة عن يزيد» .
وذكر ابن طاهر أيضًا في الموضع نفسه أن الدارقطني راوه من طريق عبد الله بن يوسف، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَن عقيل، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنّ رسول الله (ص) نهى عن عَسْب الفحل. ونقل عن الدارقطني قوله: «تفرَّد به عبد الله بن يوسف، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَن عقيل بهذا اللفظ» .
(5) هو: الزهري.
(6) عَسْبُ الفَحْلِ: ماؤُه؛ فرسًا كان أو بعيرًا، أو غيرهما، وعَسْبُه أيضًا: ضِرَابه. "النهاية" (3/234) .
وقال الفيومي في "المصباح المنير" (ص 408) : عَسَبَ الفَحْلُ الناقةَ عَسْبًا - من باب ضَرَبَ -: طَرَقَها، وعَسَبْتُ الرجلَ عَسْبًا: أعطيتُه الكراءَ على الضِّراب، ونُهيَ عن عَسْبِ الفحل: وهو على حذف مضاف، والأصل: عن كِراءِ عَسْبِ الفحل؛ لأن ثمرتَهُ المقصودةَ غيرُ معلومة؛ فإنه قد يُلقِحُ، وقد لا يُلقِحُ، فهو غَرَر، وقيل: المراد: الضِّرابُ نفسه، وهو ضعيف؛ فإنَّ تناسُلَ الحَيَوان مطلوبٌ لذاته لمصالح العباد؛ فلا يكونُ النهيُ لذاتِهِ دفعًا للتناقض بل لأمرٍ خارج. اهـ.(3/621)
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يُرْوَى مِنْ كَلامِ أَنَسٍ، ويزيدُ لَمْ يسمعْ مِنَ الزُّهْري؛ إِنَّمَا كتَبَ إِلَيْهِ.
1138 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أيُّوب، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي الزِّنَاد (1) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ بَيْعِ الغَرَرِ (2) ، وَعَنْ بيع الحَصَى (3) ؟
قَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو الزِّناد، عَنِ الأَعْرَج (4) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) (5)
قَالَ أَبِي: وَأَبُو الزِّنَاد (6) لَمْ يسمعْ مِنَ ابْنِ عُمَرَ شَيْئًا.
قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: مَا مَعْنَى بيع الحَصَاة؟
_________
(1) هو: عبد الله بن ذكوان.
(2) في (ت) و (ك) : «الغرور» .
(3) كذا في جميع النسخ! وفي آخر السؤال: «بيع الحَصَاة» ، وهو الموافق لرواية الحديث المعروفة.
(4) هو: عبد الرحمن بن هرمز.
(5) رواه على هذا الوجه مسلم في "صحيحه" (1513) من طرق عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عن الأعرج، به.
(6) من قوله: «عن الأعرج ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال النظر.(3/622)
قَالَ: إِذَا رُمِيَ (1) بِهَا، وَقَعَ البيعُ.
1139 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حديثَ ابْنِ لَهِيعَة (2) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (3) ، عن جابر: أنَّ النبيَّ (ص) زَجَرَ عَنِ الخَرْصِ (4) ، وَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أُهْلِكَ الثَّمَرُ (5) ، أَيَأْخُذُ أَحَدُكُمْ مَالَ أَخِيهِ؟! .
قَالَ أَبِي: مَا أَدْرِي مَا هَذَا! أَبُو الزُّبَير (6) يحدِّث عَنْ جَابِرٍ: أنَّ النبيَّ (ص) بعَثَ عبدَالله ابنَ رَوَاحة إلى خَيْبَرَ يَخْرِصُ (7) .
_________
(1) في جميع النسخ بُنِيَ الفعل لما لم يُسَمَّ فاعله، ما عدا (ف) ففيها: «رمى» بلا ضم على الراء، وبلا نقط للياء.
(2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/394 رقم15239) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/41) .
(3) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
(4) في (ك) : «الحوض» .
والخَرْصُ: حَزْرُ ما على النَّخْلة من الرُّطَب تمرًا، وما على الكَرْمَة من العِنَب زبيبًا، وهو من الظَّنِّ؛ لأن الحَزْرَ: إنما هو تقديرٌ بظَنٍّ. انظر "النهاية" (2/22) .
(5) في (أ) و (ش) و (ف) : «التمر» بالمثناة الفوقية.
(6) روايته على هذا الوجه أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7205) عن ابن جريج؛ أخبرني أبو الزبير، عن جابر، به.
ومن طريق عبد الرزاق رواه الإمام أحمد في "المسند (3/296 رقم14161) ، وأبو داود في "سننه" (3415) .
(7) لعلَّه أنكر قوله: «زَجَرَ عن الخَرْص» ، وإلا فبقية الحديث أخرجها مسلم في "صحيحه" (1554) = = من طريق ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ؛ أنه سمع جابر ابن عبد الله يقول: قال رسول الله (ص) : «لو بِعْتَ من أخيك ثَمَرًا، فأصابتهُ جائِحَةٌ، فلا يحلُّ لك أن تأخذَ منه شيئًا، بِمَ تأخذُ مالَ أخيك بغير حقٍّ؟!» .
وفي بعض طرقه تصريحُ ابن جريج بالسَّماع.
وتقدم الحديث في المسألة رقم (1129) عن أنس ح.(3/623)
قَالَ أَبِي: مَعْنَاهُ عِنْدِي: أنَّ خَرْصَ (1) الجَائِحَةِ (2) : أنْ يَبِيعَ (3) الرجُلُ الثَّمَرَ (4) قَبْلَ أَنْ يُخْرَصَ، فتُصِيبَهُ الآفَةُ.
1140- وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يزيدُ بْنُ أَبِي (6) حَبِيب (7) ، عَنْ عَطَاء (8) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ بَيْعَ الخَنَازِيرِ وَالمَيْتَةِ وَالأَصْنَامِ، فَقَالَ رجُلٌ: فَمَا تَرَى فِي شُحُومِ المَيْتَةِ يُدَّهَنُ بِهَا؟ فَقَالَ: لعَنَ اللهُ اليَهُودَ ... ، الحديثَ (9) .
قلتُ (10) : وَرَوَاهُ أَيْضًا حاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ (11) ، عن عبد الحميد بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيب، عَنْ عَمْرِو بْنِ الوليد بن عَبَدَة (12) ،
_________
(1) في (ك) : «حرض» .
(2) الجائِحَةُ: الآفَةُ التي تُهلِكُ الثِّمارَ والأموالَ، وتَستَأْصِلُها، وكلُّ مُصيبَة عظيمة وفتنة مُبِيرَةٍ: جَائِحَةٌ. انظر "النهاية" (1/311-312) .
(3) في (ك) : «بيع» .
(4) في (ش) و (ف) : «التمر» ، ولم تنقط في (ك) .
(5) ذكر ابن رجب في "جامع العلوم" (ص769) بعض هذا النص، وكذا ابن حجر في "فتح الباري" (4/424) .
(6) قوله: «أبي» سقط من (ف) .
(7) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2236) ، ومسلم (1581) من طريق اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ، به. ورواه البخاري تعليقًا بإثر الحديث (2236) ، ومسلم (1581) من طريق الضحاك بن مخلد، عن عبد الحميد بن جعفر؛ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ؛ قال: كتب إليَّ عطاء: أنه سمع جابر بن عبد الله ... فذكره.
(8) هو: ابن أبي رَباح.
(9) تتمته: «إن الله عز وجل لما حرَّم عليهم شحومها؛ أجملوه، ثم باعوه فأكلوا ثمنه» .
(10) قوله: «قلت:» من (ف) فقط.
(11) ذكر الحافظ ابن حجر في"فتح الباري" (4/424) أن رواية حاتم بن إسماعيل شاذة.
(12) نقل ابن ماكولا في "الإكمال" (6/29) عن الدارقطني قوله: «اختُلِف على يزيد في اسمه، فقيل: عمرو بن الوليد بن عبدة، وقيل: الوليد بن عبدة» .
وعمرو بن الوليد هذا معروف بحديث الكوبة والغبيراء الآتي ذكره، وقد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/266 رقم1471) ، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، ثم ترجم له فيمن اسمه الوليد (9/11 رقم49) ، ولكن وقع هناك: «الوليد بن عبيدة» ، ثم قال ابن أبي حاتم: «مولى عمرو بن العاص، روى عن عبد الله بن عمرو حديثًا منكرًا» ، ثم قال: «سمعت أبي يقول ذلك ويقول: هو مجهول» .(3/624)
عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) ؛ مثلَهُ (1) .
قلتُ: فأيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ أَبِي: حديثُ يزيدَ بنِ أَبِي حَبِيب، عَنْ عَطَاء: هُوَ (2) مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ (3) ، عَنْ عَطَاء، عَنْ جَابِرٍ (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) متن هذا الحديث يختلف عن متن الحديث الذي رواه الإمام أحمد في "المسند" (2/171 رقم6591) ، وفي "الأشربة" (211) حيث قال: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد، عن عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد ابن أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الوليد بن عبدة، عن عبد الله بن عمرو؛ قال: سمعتُ رسول الله (ص) يَقُولُ: «إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ حرَّم الخمر، والمَيسِر، والكُوبَة، والغُبَيراء، وكلُّ مُسكِر حرامٌ» .
ورواه أبو داود في "سننه" (3685) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بن أبي حبيب، عن الوليد بن عبدة، عن عبد الله بن عمرو باللفظ السابق.
ونقل المزي في "تهذيب الكمال" (31/45) عن أبي سعيد بن يونس قوله: «وليد بن عبدة مولى عمرو بن العاص: روى عنه يزيد بن أبي حبيب، والحديث معلول، ويقال: عمرو بن الوليد بن عبدة» .
وقال الذهبي في "الميزان" (4/341) : «والخبر معلول في الكوبة والغبيراء» .
(2) أي: رُوِيَ أيضًا.
(3) أخرج روايته أبو يعلى في "مسنده" (2209) من طريق يزيد بن هارون، وحمزة السهمي في"تاريخ جرجان" (ص 451-452) من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عطاء، عن جابر، به.
(4) قوله: «عن جابر» سقط من (ك) .(3/625)
وَلا أعلمُ يزيدَ بنَ أَبِي حَبيب سمعَ مِنْ عَطاءٍ شَيْئًا (1) .
وَلا أعلمُ أَحَدًا مِنَ المِصْريِّين رَوَى هَذَا الحديثَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيب، عَنْ عَمْرِو بن الوليد، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) .
فإن كان (2) عبدُالحميد سمعَه وحفِظَه، فَإِنَّ محلَّه الصِّدق (3) .
1141- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبَّاس الخَلاَّل (4) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ عبد الرحمن (5) ؛
قَالَ: حدَّثنا بِشر بْنُ عَون؛ قال: حدَّثنا بَكَّار ابن تَمِيمٍ، عَنْ مَكْحول، عَنْ واثِلَة بْنِ الأَسْقَع؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : عِبَادَ اللهِ، لاَ تَمْنَعُوا فَضْلَ مَاءٍ وَلا نَارٍ وَلا كَلَأٍ؛
_________
(1) يدل عليه رواية مسلم للحديث - كما سبق - ففيها يقول يزيد بن أبي حبيب: «كتب إليَّ عطاء: أنه سمع جابر بن عبد الله» ، ولذا قال ابن رجب في شرح الحديث الخامس والأربعين من "جامع العلوم والحكم" (ص769) - بعد أن ذكر الحديث-: «هذا الحديث خرجاه في الصحيحين من حَدِيث يزيد بْن أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ. وفي رواية لمسلم: أن يزيد قال: كتب إليّ عطاء، فذكره. ولهذا قال أبو حاتم الرازي: لا أَعْلَمُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ سمع من عطاء شيئًا؛ يعني: أنه إنما يروي عنه كتابه» . وكذا قال ابن حجر في "فتح الباري" (4/424) .
(2) من قوله: «عَنْ عَمْرِو بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ عبد الله ... » إلى هنا سقط من (ك) .
(3) في هامش نسخة (أ) حاشية بخط مغاير، نصها: «قد رواه أبو عاصم، عن عبد الحميد بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي حبيب؛ قال: كتب إليَّ عطاء عن جابر بهذا الحديث. فوافق رواية الكثير عن ... » ثم كلام غير واضح.
(4) هو: عباس بن الوليد.
(5) أخرج روايته الطبراني في "الكبير" (22/61 رقم145) ، وفي "مسند الشاميين" (3394) من طريق الوليد بن حماد، عنه، به.
ورواه تمام في "فوائده" (709/الروض البسام) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (33/221) - من طريق سليمان بن سلمة، عن عبد الله بن معاوية بن شمعلة القرشي - وكان ثقة - عن أيوب بن مدرك الحنفي، عن مكحول، عن واثلة به.(3/626)
فَإنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَهُمْ (1) مَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ (2) ، وَقُوَّةً لِلْمُسْتَمْتِعِينَ (3) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (4) .
1142 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (5) ، عَنِ ابْنِ ثَوْبان (6) ، عَنْ أَبِيهِ، عن طاوُس، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ بَاعَ سَرْجًا، فَنَدِمَ (7) المُبتاعُ (8) ، فَرَدَّه، ورَدَّ مَعَهُ دِرْهَمَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَوْ باعَهُ لعلَّه كَانَ يَخْسَرُ فِيهِ أكثرَ مِنْ ذَلِكَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: ابنُ ثَوْبان، عَنْ لَيْث، عن طاوُس (9) .
_________
(1) أي: جعل الماء والنار والكلأ، والجادَّة أن يقال: جعلها أو جعلهنَّ، لكنَّه هنا وضع ضمير العقلاء «هم» في موضع غير العقلاء؛ للملابسة والمشاكلة اللفظية مع قوله: «للمقوين» ، و «للمستمتعين» ؛ فإنهما جمعان للعقلاء، وقد تقدَّم التعليق على مثل ذلك في المسألة رقم (1063) .
(2) أي: منفعةً للمُسافرين إذا نزلوا بالأرض القِيِّ؛ وهي القَفْر؛ يقال: أَقْوَى الرجلُ: إذا نزلَ بِالقَوَاء من الأرض، وكذا: إذا نَفِدَ زادُهُ. انظر "لسان العرب" (15/210) ، و"تفسير القرطبي" (17/191) في تفسيره لقوله تعالى: [الواقِعَة: 73] {وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ} .
(3) في (ش) : «للمستمعين» .
(4) سيأتي في المسألة رقم (2678) حديثٌ بهذا الإسناد، إلا أن صحابيَّه هو أبو أمامة ح، وقال عنه أبو حاتم هناك: «هَذَا حَدِيثٌ كَذِبٌ، وَبِشْرٌ وَبَكَّارٌ مجهولان» .
(5) هو: ابن الوليد.
(6) هو: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان.
(7) في (ت) و (ش) و (ك) : «فقدم» .
(8) في (ش) : «المتاع» ، غير أنَّ التاء مهملة.
(9) لم نقف على روايته من هذا الوجه. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (14822) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/331) كلاهما من طريق الثوري، عن ليث، عن مجاهد، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنْ رجل باع سرجًا ... فذكره.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (20417) من طريق الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ في رجل اشترى بعيرًا فأراد أن يردَّه ويردَّ معه درهمًا، فقال: لا بأس به.(3/627)
1143 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِير بْنِ دِينَارٍ (2) ، عَنِ اليَمَان بْنِ عَدِيٍّ الحَضْرَمي، عَنِ الزُّبَيدي (3) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قال النبيُّ (ص) : أَيُّمَا امْرِئٍ أَفْلَسَ وَعِنْدَهُ مَالُ امْرِئٍ بِعَيْنِهِ لَمْ يَقْبِضْ مِنْهُ شَيْئًا؛ فَهُوَ أَحَقُّ بِعَيْنِ مَالِهِ، فَإِنْ كَانَ قَبَضَ مِنْهُ شَيْئًا؛ فَهُوَ أُسْوَةُ الغُرَمَاءِ. وَأَيُّمَا امْرِئٍ مَاتَ (4) وعِنْدَه مَالُ امْرِئٍ بِعَيْنِهِ اقْتَضَى مِنْهُ شَيْئًا أَوْ لَمْ (5) يَقْتَضِ (6) ؛ فَهُوَ أُسْوَةُ الغُرَمَاءِ؟
_________
(1) ستأتي هذه المسألة مطوَّلة برقم (1162) ، وانظر المسألة رقم (1179) .
(2) أخرج روايته ابن ماجه في "سننه" (2361) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (1737) ، وفي "الأوسط" (8254) ، والدارقطني في "سننه" (3/30) و (4/230) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/48) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (8/409) .
قال الطبراني في "الأوسط": «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري عن أبي سلمة إلا الزبيدي، ولا عن الزبيدي إلا اليمان بن عدي، تفرد به عمرو بن عثمان» . وضعفه البيهقي. وقال ابن عبد البر: «ليس هذا الحديث محفوظًا من رواية أبي سلمة، وإنما هو معروف لأبي بكر بن عبد الرحمن» .
(3) هو: محمد بن الوليد.
(4) في (ك) : «مالى» .
(5) قوله: «لم» سقط من (أ) و (ش) .
(6) في (ك) : «يقبض» .(3/628)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري (1) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عبد الرحمن: أنَّ النبيَّ (ص) . واليَمَانُ هَذَا شيخٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ.
1144 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (2) ، عن زُرْعَة بن عبد الله الزُّبَيدي، عَنْ عِمْران بْنِ أَبِي الفَضْل، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر؛ قال: قيل: يارسولَ اللَّهِ، مَا يَجْمُلُ (3) بِالْعَرَبِ مِنَ التِّجَارة؟ قال: بَيْعُ
_________
(1) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام مالك في "الموطأ" (2/678) ، ومن طريقه عبد الرزاق في "المصنف" (15158) ، وأبو داود في "سننه" (3520) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (4/166) . وأخرجها أبو داود في "سننه" (3521) ، وفي "المراسيل" (173) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (4/165) من طريق يونس ابن يزيد، كلاهما (مالك ويونس) عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عبد الرحمن، عن النبي (ص) به.
قال أبو داود: «حديث مالك أصح» . ونقل ابن الجارود في "المنتقى" (633) عن محمد بن يحيى الذهلي قوله: «رواه مالك وصالح بن كيسان ويونس عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ؛ مطلقٌ عن رسول الله (ص) ، وهم أولى بالحديث» . وقال الدارقطني في "السنن" (3/30) : «ولا يثبت هذا عن الزهري مسندًا؛ وإنما هو مرسل» .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (8/406) بعد أن ذكر رواية مالك: «هكذا هو في جميع الموطآت التي رأينا، وكذلك رواه جميع الرواة عن مالك - فيما علمنا - مرسلاً؛ إلا عبد الرزاق، فإنه رواه عن مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أبي بكر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) فأسنده، وقد اختُلِف في ذلك عن عبد الرزاق» .
والحديث رواه البخاري (2402) ، ومسلم (1559) من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بن حزم، عن عمر بن عبد العزيز، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) قال: «من أدرك ماله بعينه عند رجل قد أفلس فهو أحق به من غيره» .
(2) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (5/95) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/124) .
(3) في (ك) : «ما تحمل» .(3/629)
الإِبِلِ والبَقَرِ والغَنَمِ، قيل: يارسولَ اللَّهِ، فَمَا يَجْمُلُ بالمَوَالِي؟ قَالَ: بَيْعُ البَزِّ (1) ، وَإِقَامَةُ الحَوانِيتِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وزُرعَةُ وعِمْرانُ جَمِيعًا ضَعِيفَينِ (2) .
وسألتُ أَبِي فقلتُ لَهُ: فإنَّ إسماعيلَ بْنَ عَيَّاش رَوَى هَذَا الحديثَ، عَنْ عِمْران بْنِ أَبِي الفَضْل، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: مَا يَحسُنُ بِالْعَرَبِ مِنَ التِّجَارة؟ قَالَ: الإِبِلُ، قِيلَ: فَمَا يَحْسُن بِالْمَوَالِي مِنَ التِّجَارة (3) ؟ قَالَ: البَزُّ (4) وَالخَزُّ؟
قَالَ أبي: وهذا الحديثُ باطلٌ موضوعٌ؛ وكأَنَّ ذَلِكَ مِنْ عِمْران.
1145 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَر؛ قَالَ: حدَّثني
_________
(1) في (أ) و (ش) : «البر» بالراء.
(2) قال ابن عدي في "الكامل" (5/95) - بعد أن ذكر لعمران هذا الحديث وحديثًا آخر -: «وهذان الحديثان بهذا الإسناد منكران، وإنما يرويهما بقية، عن زرعة بن عبد الله، وزرعةُ غيرُ معروف» . وقوله: «ضعيفين» كذا في جميع النسخ، والجادة: «ضعيفان» ؛ بالألف؛ لأنَّه خبر المبتدأ، لكن ما في النسخ يخرَّج على وجهين:
الأول: أنَّه خبر المبتدأ، وهو مرفوع بالألف، لكنَّها كتبت ياءً للإمالة، وسببُ إمالة الألف هنا: كسرةُ النون بعدها، ووقوعُ الياء قبلها مفصولةً عنها بحرف واحد، ولا تُنطق هذه الياء إلا ألفًا ممالة. وانظر التعليق على المسألة رقم (25) و (124) .
= ... والثاني: أنه حالٌ منصوب بالياء سدَّ مسدَّ الخبر، والتقدير: وزُرعَةُ وعِمرانُ ثَبَتَا جميعًا ضَعِيفَيْنِ، حُذف الخبر فأغنى عنه الحال، وقام مقامه؛ وعليه فياء «ضعيفَيْنِ» ياءٌ خالصة. وانظر لذلك التعليق على المسألة رقم (827) .
(3) قوله: «من التجارة» ليس في (ك) .
(4) في (ش) و (ف) : «البر» بالراء.(3/630)
الأوزاعيُّ (1) ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ ثَوْبان؛ قَالَ: حَدَّثَنِي مَكْحول، عَنْ أَبِي قَتادة (2) ؛ قَالَ: كَانَ عثمانُ يَشْتَرِي الطَّعامَ ويبيعُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْبِضَهُ (3) ، فقال له رسولُ الله (ص) : إِذَا ابْتَعْتَ فَاكْتَلْ، وَإِذَا بِعْتَ فَكِلْ (4) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (5) .
1146- وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عَمْرو ابن عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِير بْنِ دِينَارٍ (6) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو غسَّان مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّف، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عن جابر بن عبد الله؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : رَحِمَ اللهُ عَبْدًا إِذا باعَ سَمْحًا، إِذا اقْتَضَى سَمْحًا، إِذا
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(2) هو: الحارث بن رِبْعِيّ.
(3) في (أ) و (ش) : «يقتضيه» .
(4) نقل الحافظ ابن حجر في "الفتح" (4/345) تفسير ابن التين لهذا الحديث، فقال: قوله: «إذا بِعْتَ فَكِلْ» أي: فأوفِ. «وإذا ابتَعْتَ فاكتَلْ» أي: فاستَوفِ. والمعنى: أنه أعطى أو أخذ لا يزيدُ ولا يَنقُصُ، أي: لا لكَ، ولا عليكَ. اهـ.
(5) نقل الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" (3/240) هذه المسألة بتمامها، ثم قال: «قلت: رواته ثقاتٌ، إلا أن مكحولاً لم يسمع من أبي قتادة، وبمجموع هذه الطرق يُعرَف أن للحديث أصلاً» .
وكان قد أورد الحديثَ قبل ذلك من طرق ضعيفة.
(6) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (2203) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10741) . ورواه البخاري في "صحيحه" (2076) ، وابن ماجه في "صحيحه" (4903) ، والطبراني في "الأوسط" (4708) ثلاثتهم من طريق عَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي غسان، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ محمد بن المنكدر إلا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مطرِّف» . وذكر ابن طاهر في "أطراف الغرائب" (ق113/أ) أن الدارقطني رواه من طريق أبي غسان، عن محمد بن المنكدر، ثم قال الدارقطني: «تفرد به أبو غسان محمد ابن مطرف، عنه» .(3/631)
اشْتَرَى سَمْحًا؟
وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله (1) ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ؟
قَالَ أَبِي: وَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ مُنكَران (2) .
1147 - قلتُ (3) لأَبِي في حديث محمد ابْنِ المُنْكَدر، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: غَفَرَ اللهُ لِرَجُلٍ كانَ قَبْلَكُمْ سَهْلاً إِذا باعَ، سَهْلاً إِذا اشْتَرَى، سَهْلاً إِذا قَضَى، سَهْلاً إِذا اقْتَضَى.
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن الحَنْظَلي (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا عباسٌ الدُّورِيُّ (5) ، عن عبد الوهَّاب ابن عَطَاء، عَنْ إِسْرَائِيلَ (6) ، عَنْ زَيْدِ بن
_________
(1) أخرج هذه الرواية البخاري في "صحيحه" (6021) ، والطبراني في "الصغير" (673) ، والدارقطني في "الأفراد" (113/أ/أطراف الغرائب) ثلاثتهم من طريق عَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي غسان، به. قال الدارقطني: «تفرَّد به عَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي غسان، عنه» ؛ أي: عن محمد بن المنكدر.
(2) لم تنته المسألة هنا، وانظر التعليق التالي.
(3) هذه المسألة تابعةٌ للمسألة السابقة، ومِنْ تتمَّتها، وجعلنا لها رقمًا خاصًّا؛ محافظةً على ترقيم طبعة الشيخ محب الدين الخطيب.
(4) هو: ابن أبي حاتم.
(5) هو: عباس بن محمد. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1320) ، وفي "العلل الكبير" (350) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10742) ، وفي "السنن الكبرى" (5/357-358) . قال الترمذي في"جامعه": «حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه» . وقال في "العلل الكبير": «سألت محمدًا عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ حديث حسن» . ورواه الإمام أحمد في "المسند" (3/340 رقم 14658) فقال: حدثنا عبد الوهَّاب بن عطاء ... فذكره.
(6) هو: ابن يونس.(3/632)
عَطاء ابن السَّائب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدر، عن جابر، عن النبيِّ (ص) ؟
فَقَالَ أَبِي: هُوَ عِنْدِي مُنكَرٌ؛ رَوَاهُ بعضُ الثِّقات عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدر؛ قَالَ: بلغَني أنَّ النبيَّ (ص) قال ... ولم يذكُرْ جَابِر (1) .
1148 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ مُصَفًّى (2) ، عَنْ بَقِيَّة (3) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ المُغِيرَة (4) ، عَنِ ابْنُ أَبِي عَروبة (5) ، عَنْ قَتادة، عَن جَابِر بْن زَيْدٍ (6) ، عَنِ قَبِيصَة بْنِ ذُؤَيب، عَنْ عُبادَة بن الصَّامِت، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لا بَأْسَ بِالقَمْحِ بِالشَّعِيرِ، اثْنَيْنِ بِوَاحِدٍ (7) ؟
_________
(1) كذا، وهو مفعولُ «يذكُر» ؛ وقد حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد سبق التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(2) هو: محمد. وروايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (2132) .
(3) هو: ابن الوليد.
(4) في "مسند الشاميين": «عمر بن الوليد» .
(5) هو: سعيد.
(6) في "مسند الشاميين": «جابر بن زيد، عن أبي الشعثاء، عن قبيصة» وهو خطأ؛ فجابر بن زيد هو أبو الشعثاء الأزدي.
(7) قوله: «اثنين بواحد» يتخرَّج على وجهين:
الأوَّل: أنَّه بدلٌ من «القمح» بَدَلَ الاشتمال، تقديره: لا بأسَ ببيع اثنين من القمح بواحدٍ من الشعير؛ فيكون موضعُهُ جَرًّا.
والثاني: أن ينصب على الحال، وهذا من المواضع التي تجيء فيها الحالُ جامدةً مؤولة بالمشتق، والتقدير: لا بأسَ ببيع القمح بالشعير، مُسَعَّرًا كلُّ اثنين من القمح بواحدٍ من الشعير. انظر: "إعراب الحديث النبوي" للعكبري (ص111-112) ، و"عقود الزبرجد" (1/283) ، وانظر تفصيل الكلام على الحال الجامدة في "شروح ألفية ابن مالك" (باب الحال) .(3/633)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنْكَرٌ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: قَتَادة (1) ، عَنْ أَبِي قِلاَبة (2) ، عَنْ أَبِي الأَشْعَث الصَّنْعاني (3) ، عن عُبَادَة، عن النبيِّ (ص) .
1149 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد المجيد بن عبد العزيز ابن أَبِي رَوَّاد، عَنْ مَعْمَر (4) ،
عَنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ عِكْرمَة، عن
_________
(1) هو: ابن دِعامة. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (516) من طريق سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ قتادة إلا سعيدُ بن بشير» .
(2) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي.
(3) هو: شَراحيل بن آدَة.
(4) هو: ابن راشد. وروايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير" (319) من طريق محمد بن حميد المعمري، وابن الجارود في "المنتقى" (610) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (6/40) ، والطبراني في "الكبير" (11/280 رقم11996) ، و"الأوسط" (5031) من طريق داود بن عبد الرحمن العطار، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/288) من طريق إبراهيم بن طهمان، ثلاثتهم عن معمر، به.
ورواه عبد الرزاق وسفيان الثوري عن معمر واختلف عليهما:
فأما عبد الرزاق: فرواه عنه الدبري في "المصنف" (14133) عن معمر، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، به. ورواه ابن الجارود في "المنتقى" (609) من طريق محمد بن يحيى، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن يحيى، عن عكرمة مرسلاً.
وأما الثوري: فرواه ابن حبان في "صحيحه" (5028) من طريق أبي داود الحفري، والطحاوي (4/60) من طريق أبي أحمد الزبيري، والدارقطني في "سننه" (3/71) من طريق أبي أحمد الزبيري وعبد الملك الذماري، ثلاثتهم عن الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به.
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/289) من طريق الفريابي، عن الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى، عن عكرمة مرسلاً.
= ... ونقل ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/522) ابن التركماني في "الجوهر النقي" (5/289) عن البزار أنه قال في رواية معمر المتصلة: «ليس في هذا الباب حديث أجلُّ إسنادًا منه» .(3/634)
ابن عبَّاس: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ بَيْعِ الحَيَوانِ بالحَيَوانِ (1) نَسِيئَةً.
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ: عَنْ عِكْرمَة (2) : أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَل (3) .
1150 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفِرْيابي (4) ، عَنِ ابْنِ (5) ثَوبْان (6) ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو حازمٍ المَدِيني (7) ، عمَّنْ سَمِعَ كعبَ بنَ عَمْرٍو يقول: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، أَو وَضَعَ لَهُ؛ أَظَلَّهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ؟
_________
(1) قوله: «بالحيوان» سقط من (ف) .
(2) أخرج هذه الرواية ابن الجارود في "المنتقى" (609) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عبد الرزاق، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/289) من طريق الفريابي، عن الثوري، كلاهما (الثوري وعبد الرزاق) عن معمر، عن يحيى، عن عكرمة به مرسلاً. وذكر البيهقي أن عبد الأعلى رواه عن معمر كذلك، وأن علي بن المبارك رواه عن يحيى، عن عكرمة مرسلاً أيضًا.
(3) قال الترمذي في "العلل الكبير" (319) : «سألت محمدًا [يعني: البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: قد روى داود بن عبد الرحمن العطار، عن معمر هذا، وقال: عن ابن عباس، وقال الناس: عن عكرمة، عن النبي (ص) مرسلاً. فوهَّن محمد هذا الحديث» . وقال الشافعي في "الأم" (7/340) : «هذا غير ثابت عن رسول الله (ص) » . وروى البيهقي في "السنن الكبرى" (5/289) بإسناده إلى ابن خزيمة أنه قال: «الصحيح عند أهل المعرفة بالحديث: هذا الخبرُ مرسلٌ ليس بمتصل» .
وقال البيهقي بعد أن ذكر رواية من رواه عن معمر متصلاً: «وكلُّ ذلك وهمٌ، والصحيح عن معمر، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ النبي (ص) مرسلاً» .
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (5/57) : «رجال إسناده ثقات؛ إلا أن الحفَّاظ رجَّحوا إرساله» .
وقوله «مرسل» يجوز فيه الرفع والنصب. وانظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(4) هو: محمد بن يوسف.
(5) في (ك) : «عن أبي» .
(6) هو: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان.
(7) لعله: سلمة بن دينار.(3/635)
قَالَ أَبِي: كعبُ بْنُ عَمْرٍو: هُوَ (1) أَبُو اليَسَر، ومَنْ سَمِعَ «كعبَ بنَ عَمْرٍو» يَحْتَمِلُ: حَنْظَلَةَ بنَ قَيْسٍ الزُّرَقيَّ (2) ، أَوْ عُبادَةَ (3) بنَ الوليدِ بنِ عُبادَةَ بنِ الصَّامت (4) .
1151 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو تَقِيٍّ هشامُ بْنُ عبد الملك (5) ، عَنْ بَقِيَّة (6) ؛ قَالَ: حدَّثني ثَوْر بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : إِنَّ أَطْيَبَ الكَسْبِ كَسْبُ التُّجَّارِ؛ الَّذِينَ إِذَا حَدَّثُوا لَمْ يَكْذِبُوا، وَإِذَا اؤْتُمِنُوا لَمْ يَخُونُوا، وَإِذَا وَعَدُوا لَمْ يُخْلِفُوا، وَإِذَا اشْتَرَوْا لَمْ يَذُمُّوا، وَإِذَا بَاعُوا لَمْ يُطْرُوا، وَإِذَا كَانَ عَلَيْهِمْ لَمْ يَمْطُلُوا، وَإِذَا كَانَ لَهُمْ لَمْ يُعَسِّرُوا (7) ؟
_________
(1) في (ك) : «وهو» .
(2) أخرج روايته الإمام أحمد في "المسند" (3/427 رقم15520) ، وابن ماجه في "سننه" (2419) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3/458) ، والطبراني في "الكبير" (19/167 رقم376) ، والبيهقي في"السنن الكبرى" (6/27-28) جميعهم من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن معاوية، عن حنظلة بن قيس، عن أبي اليَسَر، به.
(3) في (أ) و (ش) : «أو عُمارَة» ، وهو تصحيف. انظر "تهذيب الكمال" (14/198) .
(4) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (3006) من طريق يعقوب بن مجاهد أبي حَزْرة، عن عبادة بن الوليد، عن أبي اليَسَر به في حديث طويل.
وانظر الاختلاف في هذا الحديث في "العلل" للدارقطني (1202) .
(5) أخرج روايته ابن عدي في "الكامل" (2/103) ، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (ج2/ق 2/ب/الأصل الثاني والعشرون والمئة) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4513) ، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (796) .
(6) هو: ابن الوليد.
(7) قال المناوي في "فيض القدير" (2/425) : «لَمْ يُعَسِّرُوا، أي: لم يُضَيِّقوا أو يُشَدِّدوا» .(3/636)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وَلَمْ يَضْبِطْ أَبُو تَقِيٍّ، عَنْ بَقِيَّة، وَكَانَ بَقِيَّةُ لا يَذْكُرُ (1) الخبرَ (2) فِي مِثل هَذَا (3) .
1152- وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار، عَنْ مَرْوان بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَفْص (5) بْنِ عُمَرَ الثَّقَفي، عن أبيه (6) ، عن
_________
(1) في (ك) : «لم يذكر» .
(2) أي: كان بقيةُ لا يذكر تصريحَهُ بالسَّماع من ثَور في هذا الحديث؛ وإنما يرويه بالعنعنة، وهو مدلِّس، ورواه أبو تقيٍّ، عن بقية بذكر التصريح بالسَّماع، وغَلِطَ عليه في ذلك. وانظر نحو هذه العبارة في المسألة رقم (725) .
(3) ذكر البرذعي في "سؤالاته" (ص583-586) عدَّة أحاديث من رواية ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عن معاذ ابن جبل، ومنها هذا الحديث، وذكر أن أبا زرعة قال: «كلُّها مناكير» . قال البرذعي: لم يقرأها عليَّ، وأمرني فضَربتُ عليها.
(4) في هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة حاشية غير واضحة.
(5) في (ف) : «جعفر» بدل: «حفص» .
(6) هو: عمر بن بَيان كما سيأتي. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (735) ، والحميدي في "مسنده" (778) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (21612) ، وأحمد في "مسنده" (4/253 رقم 18214) ، والدارمي في "مسنده" (2147) ، وأبو داود في "سننه" (3489) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (608) ، والطبراني في "الكبير" (20/379 رقم 844) ، و"الأوسط" (8532) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/12) ، جميعهم من طريق طعمة ابن عمرو الجعفري، عن عمر بن بَيان، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ المغيرة، عَنْ أبيه به.
قال الطبراني: «لا يُروى هذا الحديث عن المغيرة إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به طعمة ابن عمرو» .
تنبيه: تصحَّف في مطبوع "المعجم الأوسط" للطبراني «طعمة بن عمرو» إلى: «طلحة بن عمرو» ، وتصحَّف «عمر بن بيان» إلى: «عمرو بن دينار» ، والتصويب من "المعجم الكبير"، ومصادر التخريج.(3/637)
عُرْوَة بْنِ المُغيرَة، عَنْ أَبِيهِ (1) ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ تَجَرَ بِالخَمْرِ، فَلْيُشَقِّصِ (2) الخَنَازِيرَ؟
ثُمَّ قَالَ أَبِي: حَفْصُ بْنُ عُمَرَ هَذَا: هُوَ ابنُ بَيَان، وحَفْصٌ مجهولٌ، وَأَبُوهُ معروفٌ (3) .
1153 - وَسَأَلْتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُعَافَى بن عِمْران الحِمْصي الظِّهْري (5) ، عن ابن لَهِيعَة (6) ، عن عُبَيدالله بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رسولُ الله (ص) عن ثَمَنِ الكَلْبِ وإنْ كان ضارِيًا (7) ؟
_________
(1) أي: المغيرة بن شعبة.
(2) أي: فليقطِّعها قِطَعًا، ويُفَصِّلها أعضاءً، كما تُفَصَّلُ الشَّاةُ إذا بيعَ لحمُها. والمعنى: من استحلَّ بيع الخمر فليستَحِلَّ بيع الخنزير؛ فإنَّهما في التَّحريم سواءٌ. "النهاية" (2/490) .
(3) كذا قال أيضًا في ترجمة حفص بن عمر بن بَيان من "الجرح والتعديل" (3/180 رقم777) ، وفي "العلل ومعرفة الرجال" (2/7) وسأل عبد الله ابن الإمام أحمد أباه: مَنْ عمر بن بَيان؟ فقال: «لا أعرفه» .
(4) في هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة حاشية غير واضحة. وقد نقل هذا النص العيني في "عمدة القاري" (12/57) ، ونقل بعضه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (4/427) .
(5) بكسر الظاء المعجمة، وسكون الهاء. "التقريب" (6746) .
(6) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح المعاني" (4/52) من طريق عمرو بن خالد وعثمان بن صالح، كلاهما عن ابن لهيعة، عن عبيد الله بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ صَفْوَانَ بن سليم، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به هكذا بزيادة: «صفوان بن سليم» .
(7) في (ك) : «ضاربًا» . ومعناه: أي كلبًا معوَّدًا بالصَّيد؛ يقال: ضَرِيَ الكلبُ، وأَضْراه صاحبُهُ، أي: عَوَّده، وأغراه به، ويُجمع على ضَوارٍ. انظر "النهاية" (3/86) .(3/638)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكرٌ (1) .
1154 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بن عُبَيدالله الرَّقِّيُّ (3) ،
عن عُبَيدالله بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أبي أُنَيسة، عن
_________
(1) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (4/427) : «سنده ضعيف» .
وقول أبي حاتم عن هذا الحديث: «منكر» : يعني بهذا السياق، وأما النهي عن ثمن الكلب فثابت في الصحيحين. فقد أخرج البخاري (2237) ، ومسلم (1567) من حديث أبي مسعود الأنصاري ح: أن رسول الله (ص) نهى عن ثمن الكلب، مهر البَغيّ، وحُلوان الكاهن.
(2) نقل الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/38) بعض هذا النص بتصرُّف.
(3) أخرج روايته ابن الجارود في "المنتقى" (575) ، وابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" كما في "إتحاف المهرة" (11/543 رقم14588) .
وأخرجه البزار في "مسنده" (623) ، والطبراني في "الأوسط" (2561) كلاهما من طريق محمد بن عبد الله العَرْزمي، عن الحكم بن عتيبة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (2780/إتحاف الخيرة) من طريق حَفْصِ بْنِ غياث، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن بن أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ علي، به هكذا بإسقاط عبد الرحمن بن أبي ليلى من الإسناد، وهذا - فيما يظهر - من سوء حفظ محمد الراوي عن الحكم.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/97 رقم760) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ الحكم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلَيٍّ بن أبي طالب، به. وذكر الدارقطني في "العلل" (3/272-273) أن خالد بن عبد الله - وهو الطحّان - رواه عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ كذلك، ثم قال الدارقطني: «وسعيد لم يسمع من الحكم شيئًا» .
ورواه عبد الوهاب بن عطاء بن سعيد، واختُلِف على عبد الوهاب:
فأخرجه البزار في "مسنده" (624) ، والبيهقي في "السنن" (9/127) ، كلاهما من طريق الحسن بن محمد الزعفراني، عن عبد الوهاب، عن سعيد، به مثل رواية غندر وخالد بن عبد الله.
وخالفه الإمام أحمد فرواه في "المسند" (1/126-127 رقم1045) عن عبد الوهاب بن عطاء، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ الحكم، به.
قال البزار بعد أن رواه في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى إلا محمد بن عبيد الله، وسعيد بن أبي عروبة لم يسمع من الحكم شيئًا، وروى هذا الحديث غير الحسن بن محمد، عن عبد الوهاب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن رجل، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى» . اهـ.
والإمام أحمد أوثق من الزعفراني فروايته أرجح، وقد تابعه محمد بن سوّار وعبد الأعلى كما ذكر الدارقطني في الموضع السابق، ويؤكده أن سعيد بن أبي عروبة لم يسمع من الحكم كما قال الدارقطني والبزار.
وقد أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "نصب الراية" (4/26) - من طريق محمد بن سواء، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن رجل، عن الحكم كذلك.
ورواه آخرون - ذكرهم الدارقطني (3/274-275) - عن عبد الوهاب بن عطاء، عن شعبة بدل «سعيد» ، ثم رجح الدارقطني رواية من رواه عن عبد الوهاب، عن سعيد بقوله: «وهو المحفوظ» .(3/639)
الحَكَم (1) ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عليٍّ؛ قال: أمرني رسولُ الله (ص) أنْ أبيعَ غُلامَيْنِ أخَوَيْنِ، فبعتُهما وَفَرَّقْتُ بَيْنَهُمَا، فذكَرْتُ ذَلِكَ للنبيِّ (ص) فقال: أَدْرِكْهُمَا فَارْتَجِعْهُمَا، وَلاَ تَبِيعُهُمَا (2) إِلاَّ جَمِيعًا؟
_________
(1) هو: ابن عُتَيْبَةَ.
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة «لا تَبِعْهُمَا» كما في بعض مصادر التخريج وغيرها من كتب الحديث، ولم تذكر هذه العبارة في أكثر المصادر. وكلا اللفظين صحيحان فصيحان في العربية.
وقولُه: «لا تَبِيعُهُمَا» ، مُتَّجهٌ على أن تكون «لا» نافيةً في اللفظ، ناهية في المعنى، والفعل بعدها مرفوعٌ، وتسمَّى هذه الجملة: خبريةً لفظًا، إنشائيةً معنًى. وانظر إيضاح ذلك في التعليق على المسألة رقم (331) . وانظر مثله في المسألة رقم (1111) و (1120) .(3/640)
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: الحَكَمُ (1) ،
عن ميمون ابن أبي شَبِيب، عن عليٍّ (2) ، عن النبيِّ (ص) .
1155 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيدالله بْنُ مُوسَى (3) ، عَنْ أَبِي عُمَرَ (4) الطَّحَّان (5) ، عَنْ مُسْلِم بْنِ مِخْراق (6) ، عن حُذَيفة؛ قال:
_________
(1) رواه عن الحكم على هذا الوجه ثلاثة، وهم:
1 - الحجاج بن أرطاة، وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (181) ، وأحمد في "المسند" (1/102 رقم800) ، والترمذي (1284) ، وابن ماجه (2249) ، والدارقطني في "سننه" (3/66 رقم250) . وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب» .
2 - يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد الدالاني، وروايته أخرجها أبو داود في"سننه" (2696) ، والدارقطني في الموضع السابق برقم (251) ، والحاكم في "المستدرك" (2/55) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" (9/126) . قال أبو داود: «ميمون لم يدرك عليًّا، قتل بالجماجم، والجماجم سنة ثلاث وثمانون» .
3 - أبو مريم عبد الغفار بن القاسم، وروايته ورواية حجاج والدالاني ذكرها الدارقطني في "العلل" (3/273-274) عقب ذكره لرواية من رواه عَن الحكم، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلَيٍّ، ثم قال: «ولا يمتنع أن يكون الحكم سمعه منهما جميعًا، فرواه مرة عن هذا، ومرة عن هذا» .
(2) قوله: «عن علي» سقط من (ف) .
(3) أخرج روايته البخاري في "التاريخ الكبير" (7/123) تعليقًا بلفظ: «من غشَّ المسلمينَ فليس منَّا» .
ورواه الطبراني في"الأوسط" (993) من طريق قيس بن الربيع، عن فضيل بن جرير، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : «من غشَّنا فليس منَّا» .
(4) في (ك) : «عن ابن عمر» .
(5) هو: فضيل بن جرير. ووقع في "التاريخ الكبير" للبخاري (7/122) : «أبو عمران الطَّحان» .
(6) هو: مولى حذيفة بن اليمان.(3/641)
قال النبيُّ (ص) : مَنِ احْتَكَرَ طَعَامَ المُسْلِمِينَ، فَلَيْسَ مِنَّا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ كَمَا حدَّثنا أَبُو نُعَيم (1) ، عَنْ أَبِي عُمَرَ الطَّحَّان، عن مُسلِم ابن مِخْراق: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (2) ؛ وَلَمْ يذكُرْ حُذَيْفةَ.
1156 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ كَثِير ابن هِشَامٍ (3) ، عَنْ كُلْثوم بْنِ جَوْشَن، عَنْ أيُّوبَ السَّخْتِياني، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَميِنُ المُسْلِمُ مَعَ الشُّهَداءِ يَوْمَ القِيَامَةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ لا أصلَ لَهُ، وكُلْثومٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ.
1157 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو (4) هارونَ البَكَّاءُ (5) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ بُكَير (6) ، عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى دَوْسٍ، عن عثمان ابن عفَّان ح، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الدِّينَارُ بِالدِّينَارِ، والدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمِ، ومِثْلً بِمِثْلٍ (7) ، وَزْنًا بِوَزْنٍ.
_________
(1) هو: الفضل بن دُكَين.
(2) قوله: «مرسل» يجوز فيه الرفع والنصب. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(3) أخرج روايته ابن ماجه في "سننه" (2139) ، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (215) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/230) ، والطبراني في "الأوسط" (7394) ، والدارقطني في "السنن" (3/7) ، والحاكم في "المستدرك" (2/6) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/266) .
(4) قوله: «أبو» سقط من (ك) .
(5) هو: موسى بن محمد.
(6) هو: ابن عبد الله الأَشَجّ.
(7) كذا في جميع النسخ، ولم نقف عليه بهذا اللفظ في أي من مصادر التخريج، والذي في "مسند أبي عوانة": «الذَّهبُ بالذَّهب، والفضةُ بالفضةِ مِثْلاً بِمثْلٍ» ، فإن لم يكن ما وقع عندنا في النسخ محرَّفًا، فيتوجَّهُ على أنَّ الأصل: «ومِثْلاً بِمثْلٍ» ، ثم حُذفت ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .(3/642)
وَعَنِ ابْنِ لَهِيعَة (1) ،
عَنْ بُكَير، عن (2) سالم بن عبد الله، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مثلَهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: سالمٌ مولى النَّصْرِيِّين (3) .
_________
(1) هو: عبد الله. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، وقد رواه أبو عوانة في "صحيحه" (3/373/المعرفة) من طريق مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قال: سمعت سالم أبا عبد الله مولى شداد يزعم أنه سمع أبا سعيد الخدري يحدِّث عن رسول الله (ص) ... فذكره. ورواه البخاري في "الكنى" (1/48) تعليقًا، وعبد الغني بن سعيد الأزدي في "أوهام الحاكم" (ص 103) كلاهما من طريق الليث بن سعد، عن بكير بن عبد الله؛ أن شيخًا من أهل المدينة يقال له: أبو عبد الله حدّثه، عن أبي سعيد الخدري ... فذكره.
وأبو عبد الله هذا ذكره في الموضع السابق، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/400) ، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلاً.
وذهب الأزدي في "أوهام الحاكم" (ص 86) إلى أن أبا عبد الله هذا هو سالم نفسه حيث قال: «والصَّواب من ذلك: أن سالمًا مولى شداد هو مولى شداد بن الهاد، وهو المَديني، وهو سالم مولى النَّصريين بالنون، وهو سالم مولى دَوْس، وهو سالم سَبَلان، وهو سالم أبو عبد الله الذي يروي عنه بُكَير بن الأشج فيكنيه ولا يسمِّيه في حديث الصَّرف الذي رواه الليث ابن سعد، وفي رواية مخرمة ابنه يسميه ويكنيه، وهو سالم مولى بن أوس بن الحَدَثان» .
(2) قوله: «عن» تصحف في (أ) و (ش) إلى: «بن» .
(3) في (ف) : «البصريين» .
وسالم مولى النَّصْريين: هو ابن عبد الله سَبَلان، وهو سالم مولى شدّاد بن الهاد، وهو سالم مولى مالك = = ابن أوس بن الحَدَثان النّصْري، وهو سالم مولى المَهْري، وهو سالم أبو عبد الله الدَّوْسي، وهو سالم مولى دَوْس. انظر "تهذيب الكمال" (10/154) .
وأبو حاتم الرازي وابنه عبد الرحمن يريان ذلك أيضًا؛ فقد ترجم عبد الرحمن بن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/184 رقم 798) لسالم بن عبد الله، وقال: «هو سَبَلان، يكنى أبا عبد الله، مولى ابن شدَّاد النَّصْري، وهو مولى دَوْس ... » إلخ، ثم قال: «سمعت أبي يقول ذلك» .
فإذا كان الأمر هكذا، فما الذي رآه أبو حاتم خطأً، وصوَّبه بقوله: «إِنَّمَا هُوَ سَالِمٌ مَوْلَى النَّصريين» ؟
جوابه - فيما يظهر - منحصر في ثلاثة أمور:
1 - أن يكون رأي أبي حاتم هنا لا يتفق مع رأيه فيما نقله عنه ابنه في "الجرح والتعديل"، فهو هنا يفرق بين سالم بن عبد الله وسالم مولى النصريين.
2 - أن يكون في النص سقط أحدث هذا الإشكال.
3 - أن يكون «سالم بن عبد الله» المذكور في الشطر الثاني من السؤال هو: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، فعدَّه أبو حاتم خطأً، وصوابه: سالم مولى النَّصريين، أو مولى دَوْس ... أو غير ذلك مما قيل في اسمه.
فقد أخرج الإمام أحمد في "المسند" (3/82) ، والبخاري في "صحيحه" (2176) كلاهما من طريق سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر: أنه لقي أبا سعيد الخدري، فقال: يا أبا سعيد، ما هذا الذي تحدِّث عن رسول الله (ص) ؟ فقال أبو سعيد: سمعتُ رسول الله (ص) يقول: «الذَّهبُ بالذَّهب مِثْلاً بِمثْل، والوَرِقُ بالوَرِق مِثْلاً بِمثْل» .
وقد اختصرنا متن الحديث، وفيه قصَّة انظرها إن شئت في الموضعَين المشار إليهما، وانظر معها "فتح الباري" لدفع إشكالٍ وقع فيها.
هذا، ولم يتعرض أبو حاتم هنا للاختلاف في صحابيِّ الحديث: أهو عثمان أو أبو سعيد رضي الله عنهما!(3/643)
1158- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بدرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ (1) ،
_________
(1) أخرج روايته أبوداود في "سننه" (3468) من طريق محمد بن عيسى، والترمذي في "العلل الكبير" رقم (346) من طريق إبراهيم بن سعيد، وابن ماجه في "سننه" (2283) من طريق محمد بن عبد الله بن نمير، والدارقطني في "سننه" (3/45) من طريق الحسن بن عرفة، وإبراهيم بن سعيد، وعلي بن الحسين، وأبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج، والبيهقي في "سننه" (6/30) من طريق محمد بن عبد الله بن نمير، وذكر الدارقطني أنه ساقه بسياق علي بن الحسين. وقد رواه ابن ماجه أيضًا فَقَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سعيد - وهو الأشج - حدثنا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ زِيَادِ بن خيثمة، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ به. ولم يذكر سعدًا. وهذه المخالفة - فيما يظهر - من الأشج، ولا يؤثر عليه كون الدارقطني رواه من طريقه بإثبات سعد الطائي؛ لأنه قرنه مع آخرين، وساق الحديث بسياق أحدهم، وهو علي بن الحسين. قال الترمذي: «وهذا حديث شجاع ابن الوليد لا أعرف هذا الحديث مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وهو حديث حسن» . وانظر "إرواء الغليل" (1375) .(3/644)
عَنْ زِيَادِ بْنِ خَيْثَمة، عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ (1) ، عَنْ عَطِيَّة (2) ، عَنْ أبي سعيد، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَسْلَمَ (3) فِي شَيْءٍ، فَلا يَصْرِفْهُ إِلى غَيْرِه (4) ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: سعدٌ (5) الطَّائيُّ، عَنْ عَطِيَّة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قولَهُ (6) .
_________
(1) هو: أبو مجاهد.
(2) هو: ابن سعد العَوْفي.
(3) أي: من باع بيع السَّلَم، وهو مثل السَّلَف، وزنًا ومعنًى. انظر "المصباح المنير" (ص286) .
(4) قال في "فيض القدير" (6/61) : «أي: لا يستبدل عنه وإن عَزَّ أو عُدِم. وإذا امتنع الاستبدالُ عنه، امتنع بيعُه من غيره قبل القَبْض» . وعلَّق عليه محققُ المطبوع بقوله: «معناه: أن يُسْلِفَ مثلاً في بُرٍّ، فيعطيه المُستَلِفُ غيرَه من جنسٍ آخرَ، فلا يجوزُ له أن يأخذَه» .
(5) في (ف) : «سعيد» .
(6) لم نقف عليه من طريق عطية عن ابن عباس. وقد رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (20844) فقال: حدثنا ابن نمير، عن حجاج - وهو ابن أرطاة - عن عطية، عَنِ ابْنَ عُمَرَ؛ قَالَ: لا بأس بالسَّلَم، ولا تَصْرِفْهُ إلى غيره، ولا تَبِعْهُ حتى تَقبِضَه.(3/645)
1159 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ الحُبَاب، عَنْ عِمْران بْنِ أَنَسٍ (2) ؛ قَالَ: سمعتُ ابنَ أَبِي مُلَيْكَة (3) يَقُولُ: سمعتُ عائِشَةَ تقول: قال رسولُ الله (ص) : إِنَّ الدِّرْهَمَ مِنْ رِبًا (4) أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ مِنْ سَبْعَةٍ وَثَلاثِينَ (5)
زَنْيَةً؟
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1105) و (1132) و (1136) ، والمسألة الآتية برقم (1170) .
(2) أخرج روايته البخاري في "التاريخ الكبير" (6/423) تعليقًا، والعقيلي في "الضعفاء" (3/296) من طريق أبي تميلة يحيى بن واضح، عنه. ومن طريق العقيلي رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1232) . قال العقيلي في عمران بن أنس: «لا يُتابَعُ على حديثه» . وقال: «وهذا يُروى من غير هذا الوجه مرسلاً، = = والإسناد فيه من طريق ليِّنة» . ونقل البيهقي في"الشعب" (10/140) عن البخاري قوله في عمران: «لا يُتابَع عليه» .
(3) هو: عبد الله بن عُبَيدالله.
(4) المثبت من (ش) ، وهو الموافق للرسم الإملائي الحديث، وفي بقيَّة النسخ: «ربوا» ، وهي كتابة قديمة دَرَجَ عليها بعض الكَتَبَةِ، وهي مُتَّفقة مع رسم المصحف العثماني. وتقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (1127) .
(5) في (ك) : «وثلاثون» . وقوله: «من سبعة» كذا جاء في جميع النسخ بالتاء في العدد مع أن المعدود مؤنَّث. وفي بعض مصادر التخريج جاء بلفظ: «سبعة» بالتاء، وفي أخرى بلفظ: «ستة» بالتاء أيضًا، وفي بعضها بلفظ: «ست» بلا تاء، وفي أخرى بلفظ: «ثلاثة» بالتاء، وفي غيرها بلفظ: «ثلاث» بلا تاء.
والجادَّة فيها كلِّها أن تكون بلا تاء؛ لأنَّ الأعداد من الثلاثة إلى التسعة تخالف المعدود تذكيرًا وتأنيثًا، والمعدود هنا قوله: «زَنْية» ، وهو لفظٌ مؤنَّث، ولكن ما وردَ مختومًا بالتاء - وهو «سبعة» و «ستة» و «ثلاثة» - له وجهٌ صحيحٌ في العربيَّة، وهو الحمل على المعنى؛ بأن تُحْمَل «الزَّنْية» على معنًى مُذكَّرٍ؛ كأنَّه قال: «أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ مِنْ سَبْعَةٍ وَثَلاثِينَ فِعْلاً من أفعال الزِّنا والفاحشة» . وانظر التعليق على المسألة رقم (270) .(3/646)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ (1) ؛ رَوَاهُ الثَّوْري (2)
وغيرُه، عن عبد العزيز بن
_________
(1) قوله: «خطأ» سقط من (أ) و (ش) .
(2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (15349) عنه، وأخرجها ابن أبي شيبة في"المصنف" (21991) من طريق وكيع، والدارقطني في "السنن" (3/16) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، وأبو القاسم البغوي - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (27/418-419) -، والبيهقي في "الشعب" (5128) من طريق حماد بن أسامة،، جميعهم عن الثوري به.
قال الدارقطني: «وهذا أصحُّ من المرفوع» ، وكذا صوَّبه أبو القاسم البغوي.
ورواه الإمام أحمد في "المسند" (5/225 رقم 21958) فقال: حدثنا وكيع؛ حدثنا سفيان، عن عبد العزيز بْنِ رُفَيْعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مليكة، عن حنظلة بن راهب، عن كعب، به. ومن طريق الإمام أحمد رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (27/419) ، وقال: قوله: «عن حنظلة» : وهم، وحنظلة قتل قبل أن يسلم كعب، وإنما هو عبد الله بن حنظلة. اهـ.
ورواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1233) من طريق الإمام أحمد، ووقع عنده: «ابن حنظلة» ، وكلمة «ابن» لم ترد في نسخ "المسند" جميعها؛ كما نبَّه على ذلك محققو "المسند"، وكذا عزاه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/117) إلى "المسند" من طريق حنظلة عن كعب وقال: «ذكر الحسيني أن حنظلةَ هذا غسيل الملائكة، فإن كان كذلك فقد قُتِل بأُحُد فكيف يروي عن كعب! وإن كان غيره فلم أعرفه، والظاهر أنه ابنه عبد الله بن حنظلة وسقط من الأصل» .
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (15348) من طريق بكَّار بن عبد الله بن وائل، والعقيلي في "الضعفاء" (2/258) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (1234) من طريق ابن جريج، كلاهما عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ عبد الله بن حنظلة، عن كعب، به.
ورواه أحمد في"المسند" (5/225 رقم21957) ، والبزار في "المسند" (3381) ، والدارقطني في "السنن" (3/16) من طريق أيوب السختياني، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2759) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/91) ، والطبراني في "الأوسط" (2682) ، والدارقطني في "السنن" (3/16) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (1346/ترجمة عبد الله بن حنظلة) من طريق ليث بن أبي سليم، كلاهما عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ عبد الله بن حنظلة، عن النبي (ص) ، به.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي (ص) إلا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ، وقد رواه بعضهم عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ رجل، عن عبد الله بن حنظلة» .
وقال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الحديثَ عَنِ ليث إلا عبيد الله» . وانظر "القول المسدد" لابن حجر (الحديث الثاني عشر) .(3/647)
رُفَيْع، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة، عن عبد الله بْنِ حَنْظَلَة، عَنْ كَعْبٍ (1) ، قَوْلَهُ.
1160 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ هِشَامِ ابن عمَّار (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش (3) ، عَنْ سُهَيْل بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أَبِي قَتَادة (5) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ (6) : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنَجِّيَهُ اللهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَأَنْ يُظِلَّهُ تَحْتَ ظِلِّ العَرْشِ؛ فَلْيُنْظِرْ مُعْسِرًا (7) .
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ كذبٌ؛ قَدْ أُدْخِلَ عَلَى هِشَامٍ.
1161 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفِرْيابي (8) ، عَنْ
_________
(1) هو: كعب الأحبار ح.
(2) أخرج روايته الطبراني في "الأوسط" (4592) ، وفيه: «عن أبي قتادة وجابر» ، وقال: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ سهيل بن أبي صالح إلا إسماعيل بن عياش» .
(3) قوله: «ابن عيَّاش» ليس في (ف) .
(4) هو: ذكوان السَّمّان.
(5) هو: الحارث بن رِبْعِيّ.
(6) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(7) قال الفيومي في "المصباح المنير" (ص315 -ن ظ ر) : «أَنْظَرْتُ الَّديْنَ، بالألف: أَخَّرْتُهُ، والنَّظِرَةُ، مِثْلُ كَلِمَة بالكسر: اسمٌ منه، وفي التنزيل: [البَقَرَة: 280] {فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} ، أي: فتأخيرٌ، ونَظَرْتُهُ الدَّيْنَ ثلاثيًّا: لغةٌ» . اهـ.
(8) هو: محمد بن يوسف. وروايته أخرجها الدارقطني في "العلل" (11/222) .(3/648)
الثَّوْري، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْس، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَار، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنِ اشْتَرَى مُصَرَّاةً (1) ، فَهُوَ بالخِيَارِ ... ، الحديثَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُوسَى ابن يَسَار (2) .
قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ مِمَّن هُوَ؟
قَالَ: إمَّا مِنَ الفِرْيابي، وإمَّا مِنَ الثَّوْري.
1162 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ اليَمَان بْنُ عَدِيّ، عَنِ الزُّبَيدي (4) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عن أبي هريرة،
_________
(1) المُصَرَّاةُ: الناقةُ، أو البقرةُ، أو الشَّاة، يُصَرَّى اللَّبنُ في ضَرْعِها، أي: يُجْمَع ويُحبَس.
وفسَّر الشافعيُّ المُصَرَّاةَ بقوله: هي التي تُصَرُّ أخْلافُها، ولا تُحلَبُ أيامًا، حتى يجتمعَ اللبنُ في ضَرْعِها، فإذا حلبها المشتري استَغْزَرَها.
وإنما نهى عنه؛ لأنه خِداعٌ وغِشٌّ. "النهاية" (3/27) .
(2) أخرجه على هذا الوجه أحمد في "المسند" (2/463) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ومسلم في "صحيحه" (1524) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/18) من طريق القعنبي، والنسائي في "المجتبى" (4488) من طريق عبد الله بن الحارث، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/18) من طريق عبد الله بن وَهْب وعبد الله بن نافع، جميعهم عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (14862) فقال: أخبرنا داود بن قيس، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أبي هريرة به موقوفًا عليه.
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (1143) ، وستأتي من وجه آخر برقم (1179) .
(4) المثبت من (ف) ، وهو الصَّواب كما في المسألة رقم (1143) ، وفي بقيَّة النسخ: «الزبيري» . والزبيدي هذا اسمه: محمد بن الوليد.(3/649)
عن النبيِّ (ص) (1) قَالَ: إِذَا أَفْلَسَ الرَّجُلُ فَوَجَدَ مَالَهُ بِعَيْنِهِ ... ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ إسماعيلُ بْنُ عَيَّاش (2) ،
عَنِ الزُّبَيْدِيِّ وَمُوسَى بنِ عُقْبَة، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أبي بكر بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قلتُ: فإنَّ بَقِيَّة (3) يحدِّث عن الزُّبَيدي؟
_________
(1) قوله: «عن النبي (ص) » سقط من (أ) .
(2) أخرج روايته أبو داود في "سننه" (3522) - ومن طريقه البيهقي في"السنن الكبرى" (6/47) -، وأخرجها ابن الجارود في "المنتقى" (632) ، والدارقطني في "السنن" (3/30) ، كلهم من طريق عبد الله بن عبد الجبار، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بكر بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) .
ورواه ابن الجارود في "المنتقى" (633) ، والدارقطني في "السنن" (3/29) من طريق هشام بن عمار، والعقيلي في "الضعفاء" (1/89) ، والبيهقي في"السنن الكبرى" (6/47) من طريق عبد الله بن عبد الجبار، كلاهما عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ موسى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي بكر بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . قال الدارقطني: «رواه إسماعيل ابن عياش مُضطرِب الحديث، ولا يثبتُ هذا عن الزهري مسندًا، وإنما هو مرسل» .
وقال البيهقي: «إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عن الزهري موصولاً لا يصحُّ» .
وانظر "العلل" للدارقطني (2199) ، و"التمهيد" لابن عبد البر (8/407-409) .
ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/296) من طريق أبي قرصافة محمد بن عبد الوهاب العسقلاني، = = عن آدم بن أبي إياس، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أبي هريرة: أن النبي (ص) قال: «من باع سلعة لم يكن قبض من ثمنها شيئًا فهي له، فان كان قد قبض من ثمنها شيئًا فهو أسوة الغرماء» . لكن محمد بن عبد الوهاب العسقلاني لم نجد من ترجم له.
(3) هو: ابن الوليد.(3/650)
فَقَالَ: مَا هَذَا مِنْ حديثِ بَقِيَّةَ أَصْلا! مَنْ رَوَى (1) هَذَا الحديثَ عَنْ بَقِيَّة؟
قلتُ: نُعَيْمُ بْنُ حمَّاد.
قَالَ: رَوَى نُعَيْمُ بنُ حمَّاد عَنْ بَقِيَّةَ أحاديثَ ليستْ مِن حَدِيثِ بَقِيَّة أَصْلا، مَا أعلمُ رَوَى هَذَا الحديثَ غَيْر (2) إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاش (3) .
قَالَ أَبِي: رَوَى نُعَيْمُ بنُ حمَّاد هَذَا الحديثَ (4) عَنْ بَقِيَّة، فَقَالَ فيه: عن أبي بكر ابن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ وَلَمْ يُتابَعْ نُعَيْمٌ عَلَيْهِ.
وَقَالا: الصَّحيحُ عِنْدَنَا مِنْ حَدِيثِ الزُّهْري: عَنْ أَبِي بكر بن عبد الرحمن، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (5) .
_________
(1) في (ك) : «روام» .
(2) قوله: «غير» يجوز فيه النصب والرفع، وقد تقدم تخريج ذلك في التعليق على نحوه في المسألة رقم (308/أ) وانظر التعليق على المسألة (68) .
(3) يعني: من الثقات، وإلا فقد رواه اليمان بن عدي كما في أول المسألة، وتقدم في المسألة (1143) أن اليمان ضعيف الحديث، وتقدم في التخريج أن محمد بن عبد الوهاب العسقلاني رواه عن آدم بن أبي إياس، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عقبة، عن الزهري، لكن لم نجد من ترجم لمحمد بن عبد الوهاب.
(4) من قوله: «الحديث غير إسماعيل ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(5) هذا بالنسبة لطريق الزهري، وتقدم في التعليق على المسألة (1143) أن البخاري ومسلمًا أخرجاه من طريق عمر بن عبد العزيز، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.
وقوله «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .(3/651)
1163- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمرو النَّاقد، عن عبد الله بْنِ سُلَيم، عَنْ بَقِيَّة (1) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ سُلَيم الأَنْصَارِيِّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسان، عَنْ سَعِيدٍ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: سُئِلَ النبيُّ (ص) (2) عَنْ رجُلٍ استأجرَ أَجِيرًا يَحْفِرُ له؟ فقال رسولُ الله (ص) ... (3) ؟
قال أبي: هذا الحديثُ باطلٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: سعيدٌ: أنَّ النبيَّ (ص) .... مُرسَلً (4) . وسُلَيمانُ بنُ سُلَيم: هُوَ سُلَيمان بْنُ أَرْقَم.
قلتُ: فَمَا حالُ عبد الله بْنِ سُلَيْم؟
قَالَ: شيخٌ لَيْسَ بِالْمَشْهُورِ (5) .
1164 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه إسماعيل بن عَيَّاش (7) ،
_________
(1) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في"الديات" (ص85) من طريق محمد بن مصفى، وابن عدي في "الكامل" (3/255) من طريق محمد بن مصفى وكثير بن عبيد، كلاهما عن بقية، به.
قال ابن عدي: «وهذا عن صالح بن كيسان يرويه سليمان بن أرقم، وعنه بقية» .
(2) قوله: «النبي (ص) » سقط من (ت) و (ك) .
(3) ولفظه بتمامه: سُئل رسول الله (ص) عن رجُلٍ استأجر رجلاً يحفر له بئرًا، فخرَّ عليه فمات؟ فقال رسول الله (ص) : «ليس الضمان كالعين» .
(4) قوله «مرسل» تقدم التعليق على مثله في المسألة السابقة.
(5) أخرج هذا النص الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/126) من طريق المصنف، إلا أنه لم يذكر قوله: «فقال رسول الله (ص) » .
(6) تقدمت هذه المسألة برقم (1128) .
(7) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/414 رقم 23510) ، والطبراني في "الكبير" (4/121 رقم 3859) ، وفي "مسند الشاميين" (1129) ، وابن عدي في "الكامل" (1/296) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/217) .
وتابع إسماعيلَ بن عياش على روايته هكذا: بقيةُ بن الوليد، وتقدمت روايته في المسألة رقم (1128) ، لكن ليس فيها: «عن أبي أيوب» ، وعلقنا عليها هناك: بأن المعروف من رواية بقية بزيادة أبي أيوب.(3/652)
عَنْ بَحِير (1) بْنِ سَعْدٍ (2) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنِ المِقْدام بْنِ مَعْدِي كَرِب (3) ، عَنْ أَبِي أيُّوب، عن النبيِّ (ص) قَالَ: كِيلُوا طَعَامَكُمْ يُبَارَكْ (4) لَكُمْ فِيهِ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ ثَور بن يزيد، عن (5) خالد ابن مَعْدان، عَنْ جُبَير ابن نُفَير، عن [المِقْدَام ابنِ مَعْدِي كَرِبَ] (6) ، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: وَهُوَ أشبهُ بالصَّواب (7) .
1165- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالكريم بن عبد الكريم (8)
_________
(1) قوله: «بحير» تصحَّف في (ت) و (ف) و (ك) إلى: «يحيى» .
(2) في (ش) : «سعيد» ، وكأنه صُوِّب.
(3) في (أ) : «ابن معدي ابن كرب» .
(4) في (ت) و (ف) : «ليبارك» ، وفي (ك) : «ليباركوا» .
(5) في (ك) : «بن» بدل: «عن» .
(6) في جميع النسخ: «أبي أيوب» ، وتقدمت رواية ثور بن يزيد هذه في المسألة رقم (1128) ، وفيها: «المقدام ابن معدي كرب» بدل: «أبي أيوب» ، وخرَّجنا روايته هناك؛ لكنَّنا لم نجد في شيء من طرق الحديث روايته هكذا عن أبي أيوب. والله أعلم.
(7) يعني: لأنَّه زاد رجلاً وهو «جبير بن نفير» ، كما تقدَّم في كلام أبي حاتم في المسألة رقم (1128) ، وتقدم في التخريج هناك ما يدلُّ على أن رواية من أسقط من الإسناد جبير بن نفير هي الأشبه بالصَّواب، وهو الذي رجَّحه البخاري.
(8) في (ت) و (ك) : «رواه عبد الكريم بن الناجي» .(3/653)
النَّاجِي (1) ،
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِم (2) ، عَنِ الحُسَين بْنِ واقِد، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَة (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ حَبَسَ العِنَبَ أَيَّامَ القِطَافِ لِيَبِيعَ (4) مِنْ يَهُودِيٍّ أَو نَصْرَانِيٍّ؛ كَانَ لَهُ مِنَ اللهِ مَقْت؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كذبٌ باطلٌ.
_________
(1) كذا في النسخ، وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/62) فقال: «عبد الكريم بن عبد الكريم التاجر» . ووقع عند ابن حبان في "المجروحين" (1/236) : «عبد الكريم بن عبد الله السُّكَّري» . وفي "الأوسط" للطبراني (5356) : «عبد الكريم بن أبي عبد الكريم» ، وكذا عند البيهقي في "الشعب" (5230) وزاد: «السُّكَّري» ، وفي (5231) : «المروزي» بدل: «السكري» ، وفي "تاريخ جرجان" للسَّهمي (390) : «عبد الكريم بن عبد الكريم البزاز الجرجاني المعروف بعَبْدَك، هو الذي ينسب إليه خان عبدك بباب الخندق» .
وروايته أخرجها ابن حبان في "المجروحين" (1/236) - ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1126) - من طريق محمد بن عبد الله بن الجنيد، والطبراني في "الأوسط" (5356) من طريق أحمد بن منصور المروزي، والبيهقي في "الشعب" (5230 و5231) من طريق إبراهيم بن محمد بن يزيد السكري وأحمد بن منصور المروزي، ثلاثتهم عن عبد الكريم، به.
قال الطبراني: «لَمْ يُروَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ بريدة إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به أحمد بن منصور المروزي» .
وقال ابن حبان: «هَذَا حديثٌ لا أَصْلَ لَهُ عن حسين بن واقد» .
ورواه السهمي في "تاريخ جرجان" (390) من طريق عبد الله بن مهدي، عن عبد الكريم بن عبد الكريم، عن الحسن بن مسلم التاجر، حدثنا الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، عن عمر، عن النبي (ص) .
(2) هو: الواسطي.
(3) هو: عبد الله. وفي (ك) : «عن أبي بريدة» .
(4) المثبت من (ت) وهو الجادَّة، وفي بقيَّة النسخ: «لِيَبِعَ» ؛ وهو من الاجتزاء بالكسرة عن الياء. انظر بيان ذلك في التعليق على المسألة رقم (679) .
وقوله: «مقت» في آخر الحديث يحتمل أن يكون منصوبًا أو مرفوعًا:
أما النصب: فعلى أنَّه خبر «كان» ، والتقدير: كان هو [أي حبسُهُ العنب لهذا القصد] مَقْتًا له من الله، إلا أن ألف تنوين النصب حذفتْ من «مقت» على لغة ربيعة. وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وفي هذا يعود الضميرُ - الذي هو اسم «كان» - إلى المصدر المفهوم من الفعل «حَبَسَ» . انظر التعليق على المسألة رقم (400) و (2011) .
وأمَّا الرفع: فعلى أنَّه اسم لـ «كان» ، أو فاعل لها، والتقدير: كان مقتٌ له من الله لأجل هذا.(3/654)
قلتُ: تَعْرِفُ عبدَالكريم هَذَا؟
قَالَ: لا.
قلتُ: فتَعْرِفُ الحسنَ بْنَ مُسْلِمٍ (1) ؟
قَالَ: لا، ولكنْ تَدُلُّ (2) روايتُهُم عَلَى الكَذِب (3) .
1166 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ زُهَير (5) ، عن جابر (6) ، عن (7) عبد الله بن ذَكْوان؛ قال: رأيتُ عبد الله ابن عُمَرَ يَشْتَرِي بيعَ المُجَازَفَة (8) ، وَيَقُولُ: قَالَ لِي عُمَرُ: إِذَا ابتَعْتَ
_________
(1) قال الذهبي في ترجمته في "الميزان" (1/523) : «أتى بخبر موضوع في الخمر» .
(2) في (ت) : «يدل» .
(3) وذكر نحو هذا في "الجرح والتعديل" (3/36-37) ، و (6/62) ، وانظر "لسان الميزان" (3/80) ، و (5/54) .
(4) في هامش النسخة (أ) حاشية بخط مغاير، نصها: «رواه ابن إسحاق، عن أبي الزناد، عن عبيد بن حنين، عن عمر ... » ثم كلام غير واضح.
(5) هو: ابن معاوية.
(6) هو: ابن يزيد الجعفي.
(7) في (ف) : «بن» بدل: «عن» .
(8) المُجازَفَةُ والجِزَافُ - بتثليث الجيم-: بيعُ الشَّيء لا يُعلمَ كيلُه ولا وزنُه. انظر "المصباح المنير" (ص99) .(3/655)
مَتَاعًا فضَمَمْتَهُ إليكَ؛ فذلكَ قَبْضُهُ (1) .
قال أبي: عبد الله بْنُ ذَكْوان: هُوَ أَبُو الزِّنَاد، وَلَمْ (2) يَرَ ابنَ عُمَرَ، وَبَيْنَهُمَا عُبَيد بْنُ حُنَين.
1167 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (3) ،
عن
_________
(1) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «بذلك قَبَضْتَهُ» ، ولعل ما أثبتناه أوفق بالسياق، وحتى لا يخلو جواب «إذا» من الفاء!
(2) في (ف) : «لم» بلا واو.
(3) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3357) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/60) ، والدارقطني في "سننه" (3/70) ، والحاكم في "المستدرك" (2/56-57) من طريق أبي عمر حفص بن عمر الحوضي، ورواه الطحاوي أيضًا من طريق الخطيب ابن ناصح، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/287) من طريق عبد الواحد بن غياث، ورواه أبو القاسم البغوي كما في "تنقيح التحقيق" (2/520) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (21/584) - من طريق عبد الأعلى بن حماد، أربعتهم عن حماد بن سلمة، به.
وخالفهم عفان بن مسلم الصفَّار - كما في "الإكمال" لابن ماكولا (2/421-422) ، و"نصب الراية" (4/47) - فرواه عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أبي سفيان، عن عمرو بن حَريش، عن عبد الله بن عمرو، به، والظاهر أن «ابن» متصحفة عن «عن» ، فيكون صوابه: «مسلم عن أبي سفيان» .
ورواه أحمد في "مسنده" (2/171 و216 رقم6593 و7025) من طريق إبراهيم بن سعد وجرير بن حازم، والدارقطني في "السنن" (3/69) من طريق جرير بن حازم، كلاهما عن ابن إسحاق، عن أبي سفيان، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عمرو بن حَريش، عن عبد الله بن عمرو، به.
ورواه ابن عبد البر في "الاستذكار" (20/87) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، عن أبي سفيان بن مسلم، عن مسلم بن كثير، عن عمرو ابن حَريش، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
وذكر عثمان بن سعيد الدارمي في "تاريخه" رقم (734) أنه سأل ابن معين فقال: «قلت: مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سفيان: ما حالُ أبي سفيان هذا؟ فقال ثقة مشهور. قلت: عن مسلم بن كثير، عن عمرو ابن حَريش الزبيدي؟ فقال: هذا حديث مشهور» .
وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (5/287) : «اختلفوا على محمد بن إسحاق في إسناده، وحماد بن سلمة أحسنُهم سياقة له» .
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (4/419) : «إسناده قوي» . وضعفه ابن حزم في "المحلى" (9/107) ، وابن القطان كما في "نصب الراية" (4/47) . وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (6/323) ، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (8/193) ، و"تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (2/520) ، و"تعجيل المنفعة" (2/254/ترجمة مسلم بن جبير) .(3/656)
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيب، عَنْ مُسْلِم بْنِ جُبَير، عَنْ أَبِي سُفْيان، عن [عمرو] (1) بن حَرِيش؛ قال: قلتُ لعبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: إنَّا بأرضٍ لَيْسَ (2) بِهَا ذَهَبٌ وَلا فِضَّةٌ، أفأبيعُ البقرةَ بالبقرتَيْنِ، والشَّاةَ بالشَّاتَين، والبعيرَ بالبَعِيرَين إِلَى أجَلٍ؟ فقال: أَمَرَني رسولُ الله (ص) أنْ أُجَهِّزَ جَيْشًا، فنَفِدَتِ الإبِلُ، قلتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، نَفِدَتِ الإبِلُ، فَقَالَ: خُذْ فِي قِلاصِ (3) الصَّدَقَةِ، فجَعَلْتُ آخُذُ البعيرَ بالبَعِيرَيْنِ إِلَى إبِلِ الصَّدَقَة؟
قلتُ لأَبِي: مَنْ مُسلِمُ بْنُ جُبَير؟
قَالَ: هو مِصريٌّ.
_________
(1) كذا في (ش) وهو الصواب، ولكنها منسوخة من (أ) ، وفي بقيَّة النسخ: «عمر» ، وهو تصحيف. انظر "الجرح والتعديل" (6/227) ، و"التقريب" (5045) .
(2) في (ك) : «وليس» بالواو.
(3) القِلاَصُ: جمعُ قَلوصٍ؛ وهي النَّاقةُ الشَّابَّة. انظر "النهاية" (4/100) .(3/657)
قلتُ: فَأَبُو سُفْيان مَنْ هُوَ؟
قَالَ: هُوَ الشَّامي، إنْ لَمْ يَكُنِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ - رَجُلٍ مِن أَهْلِ الشَّام - عن بَحِير (1) بْنِ رَيْسان (2) ، عَنْ عُبادَة؛ فِي الصَّلاة بَيْنَ التَّراويح (3) ؛ قَالَ: لا أَدْرِي مَنْ هُوَ!
1168 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بُهْلُول بْنُ عُبَيد (5) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعي، عَنِ الْحَارِثِ (6) ، عَنْ عليٍّ؛ قَالَ: سُئِلَ رسولُ الله (ص) : أَيُّ الأعمالِ أَزْكَى؟ قَالَ: كَسْبُ المَرْءِ بِيَدِهِ، وكُلُّ بَيْعٍ مَبْرُورٍ؟
_________
(1) بفتح الباء الموحدة، وكسر الحاء المهملة. انظر "تصحيفات المحدثين" للعسكري (2/682) ، و"الإكمال" لابن ماكولا (1/196-197) ، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (1/349) .
(2) في (ش) : «يحيى بن يسار» ، وفي (ف) : «بحير بن ريسار» .
(3) الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7729) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/137 رقم1961) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/155) ، ثلاثتهم من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ؛ قَالَ: حدثنا أبو سُفْيَانَ - رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ-، عن بحير ابن ريسان، عن عبادة بن الصامت: أنه وجد ناسًا كانوا يصلون في رمضان بعدما يتروح الإمام، وأنه نهاهم فلم ينتهوا، وأنه ضربهم. ونقل ابن عدي في "الكامل" (2/56) عن البخاري أنه قال في بَحير بن رَيسان: «لا يُتابع على حديثه» ، وكذا قال العقيلي، ونقله عن البخاري.
(4) أشار إلى هذه المسألة ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/5-6) . وانظر المسألة رقم (1172) .
(5) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/65) ، والدارقطني في "الأفراد" (38/أ/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "الشعب" (1182) .
(6) هو: ابن عبد الله الأعور.(3/658)
قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ بِهَذَا الإِسْنَادِ باطلٌ، بُهْلُولٌ ذاهبُ الْحَدِيثِ (1) .
1169 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي عُمَرَ (2) ، عَنِ ابْنِ عُيَينة (3) ، عَنِ ابْنِ عَجْلان (4) ، عَنْ عِيَاض (5) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أنَّ رَجُلا أُصِيبَ فِي حائطٍ له، فقال له النبيُّ (ص) : خُذُوا مَا وَجَدتُّمْ، لَيْسَ لَكُمْ غَيْرُهُ؟
قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا مِن حديثِ ابنِ عَجْلان؛ إِنَّمَا رَوَاهُ بُكَير بْنُ الأَشَجِّ (6) ، عَنْ عِيَاض، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
1170 - وسُئِلَ (7) أَبُو زُرْعَةَ (8) عَنْ حديثٍ رواه محمد بن رافع
_________
(1) قال ابن عدي في الموضع السابق: «ولبُهلول هذا غيرُ ما ذكرت من الحديث قليل، وأحاديثه عمَّن روى عنه فيه نظر. وحديثه عن أبي إسحاق أنكر منه عن غيره، وإنما ذكرته لأبيِّن أن أحاديثَه ليس مما يتابعه الثقات عليها؛ إذ لم أر لمن تكلَّم في الرجال فيه كلامًا» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به بُهلول بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي إسحاق، عنه» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ ناصر الدين الألباني _ح (2745) .
(2) هو: محمد بن يحيى.
(3) هو: سفيان. وروايته ذكرها أبو عوانة في "صحيحه" (3/336/المعرفة) .
(4) هو: محمد.
(5) هو: ابن عبد الله بن سعد بن أبي سَرْح.
(6) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1556) ولفظها: أُصِيبَ رجلٌ في عهدِ رسول الله (ص) في ثمارٍ ابتاعَها، فكثُر دَينُه، فقال رسولُ الله (ص) : «تَصدَّقوا علَيه» ، فتصَدَّق الناسُ عليه، فلم يبلُغ ذلك وفاءَ دينه، فقال رسول الله (ص) لغُرمائه: «وخُذُوا مَا وَجَدتُّم، ليسَ لكُم إلا ذلك» .
(7) انظر المسألة المتقدِّمة برقم (1105) و (1132) و (1136) و (1159) .
(8) في (أ) : «أبا زرعة» .(3/659)
النَّيْسابوري (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الصَّنْعاني، عَنِ النُّعْمان - يَعْنِي: ابنَ الزُّبَير - عَنْ طاوُس، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الرِّبَا (2) نَيِّفٌ (3) وَسَبْعُونَ بَابًا (4) ، أَهْوَنُ بَابٍ مِنَ الرِّبَا: مِثْلُ مَنْ أَتَى أُمَّهُ (5) فِيِ الإِسْلامِ، وَدِرْهَمُ رِبًا أَشَدُّ مِنْ خَمْسٍ وَثَلاَثِيِنَ زَنيَةً، وَأَشَدُّ الرِّبَا - أَوْ أَرْبَى (6) الرِّبَا، أَوْ أَخْبَثُ الرِّبَا -: انْتِهَاكُ عِرْضِ المُسْلِمِ، أَو انْتِهَاكُ حُرْمَتِهِ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكرٌ.
1171 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ غُنْدَر (7) ، عَنْ شُعْبة،
_________
(1) روايته أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (6289) من طريق يعقوب بن سفيان الفسوي، عن محمد بن رافع، به.
(2) رسمت هذه الكلمة في كل المواضع؛ في بعض النسخ: «الربا» ، وهو موافق للرسم الإملائي الحديث. وفي = = بعضها: «الربوا» وهو رسم قديم لبعض الكتبة، وهو مُتَّفِق مع رسم المصحف، وقد تقدَّم التعليق على ذلك في المسألة رقم (1127) .
(3) النَّيِّفُ: من واحد إلى ثلاث في قول بعضهم؛ ويقال: نيَّف فلانٌ على الستين ونحوها: إذا زاد عليها، وكُلُّ ما زاد على العِقْد: فهو نيِّف. انظر "لسان العرب" (9/342) .
(4) في (ت) و (ك) : «باب» .
(5) في (ك) : «مه» .
(6) المثبت من (ت) و (ك) ، وفي (ش) : «وأربى» بالواو، وفي (أ) : «وأربوا» ، وفي (ف) : «أو أربوا» ، وانظر التعليق على المسألة رقم (1127) .
(7) هو: محمد بن جعفر. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/240 رقم 2145) ، والنسائي في "المجتبى" (4622) ، والبغوي في "الجعديات" (1207) . ومن طريقه الإمام أحمد والبغوي أخرجه الضياء في "المختارة" (10/61 و62 رقم 52 و54) . قال البغوي: «هكذا حدَّث بهذا الحديث مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ ... » . وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" (316) من طريق عمرو بن محمد بن أبي رزين، عن شعبة بالإسناد السابق. وأخرجه البغوي في "الجعديات" (1208) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/432) من طريق عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير، عن ابن عمر، به.(3/660)
عن أيُّوب (1) ، عن سعيد ابن جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ فِي بَيْعِ حَبَلِ
_________
(1) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.(3/661)
الحَبَلَة (1) : رِبًا؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ شُعْبة عِنْدِي فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير (2) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي بَيْعِ حَبَلِ الحَبَلَة (3) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (4) .
1172 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قُدَامة بْنُ شِهاب المَازِني (6) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ وَبَرَة (7) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: سُئِلَ رسولُ الله (ص) عَنْ أَطْيَبِ الكَسْبِ؟ قَالَ: عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ، وَكُلُّ بَيْعٍ مَبْرُورٍ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وقُدامةُ ليس بقويٍّ.
_________
(1) قال ابن الأثير: «حَبَل الحَبَلَة» الحَبَل بالتحريك: مصدر سُمِّي به المَحْمول، كما سُمِّي بالحَمْل، وإنما دخَلت عليه التاء للإشعار بمعنى الأنوثة فيه، فالحَبَلُ الأوَّل: يُراد به ما في بُطون النُّوق من الحَمْل، والثاني: حَبَلُ الذي في بُطون النُّوق؛ وإنما نُهِيَ عنه لمَعْنَيين: أحدُهما: أنه غَرَرٌ وبَيْعُ شيء لم يُخْلَقْ بَعْدُ، وهو أن بيعَ ما سوفَ يحمِلُهُ الجَنينُ الذي في بَطْنِ النَّاقة- على تقدير أن تكونَ أُنثى- فهو بيعُ نِتَاج النتاج.
وقيل: أراد بِحَبَل الحَبَلَة: أن يبيعَهُ إلى أجلٍ يُنْتَج فيه الحَمْل الذي في بَطن النَّاقة، فهو أجَلٌ مجهولٌ، ولا يَصحُّ. "النهاية" (1/334) . وما ذكره أخيرًا هو المعنى الثاني للنهي عنه. وانظر "فتح الباري" (4/358) .
وقوله: «ربًا» مثبت من (ش) مع أنها منسوخة من (أ) ، وهو الموافق للرسم الإملائي الحديث، وفي (أ) و (ف) : «ربوا» ، وهو ضمن السقط الواقع في (ت) و (ك) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (1127) .
(2) روايته على هذا الوجه أخرجها الحميدي في "مسنده" (706) ، وأحمد في "مسنده" (2/11 رقم4582) ، والنسائي في "المجتبى" (4623) ، وابن ماجه في "سننه" (2197) ، والبغوي في "الجعديات" (1212) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (11461) جميعهم من طريق سفيان بن عيينة.
وأخرجه البغوي أيضًا (1212) من طريق معمر ووُهَيب، ثلاثتهم عن أيوب السَّختياني، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عمر، به.
وأخرجه البغوي أيضًا (1213) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5653) من طريق حماد بن سلمة، والمروزي في "السنة" (226-227) ، وابن حبان في "صحيحه" (4946) ، والبيهقي في "المعرفة" (11461) من طريق إسماعيل بن عليَّة، كلاهما عن أيوب، عن نافع وسعيد، عن ابن عمر، به.
(3) من قوله: «ربا قال أبو زرعة ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(4) قال البخاري - كما في "العلل الكبير" للترمذي (317) -: «حديث أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابن عمر أصحُّ» .
(5) نقل القزويني في "التدوين" (1/449) حكم أبي حاتم على الحديث هكذا: «قال ابن أبي حاتم: قال أبي: الحديث منكر، وقدامة ليس بقوي» . وأشار إلى هذه المسألة الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (3/5-6) . وانظر المسألة رقم (1168) .
(6) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (2140) ، والدارقطني في "الأفراد" (3454/أطراف الغرائب/العلمية) والإسماعيلي في "معجم شيوخه" رقم (274) ، والصيداوي في "معجم شيوخه" (377) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (37/397) ، والذهبي في "السير" (18/376) جميعهم من طريق الحسن بن عرفة، عن قدامة، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ إسماعيل إلا قدامة، تفرد به الحسن بن عرفة» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به قُدَامَةُ بْنُ شِهَابٍ الْمَازِنِيُّ، عَنْ إسماعيل بن أبي خالد، وتفرد به عنه (في الأصل: عن!!) الحسن» .
(7) هو: ابن عبد الرحمن المُسْلي.(3/662)
1173 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يزيدُ ابن عَبْدِ ربِّه، عَنْ بَقِيَّة (1) ،
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحول وسُلَيْمَانَ بنِ مُوسَى، عَنْ واثِلَةَ بنِ الأَسْقَع؛ قَالَ: سمعتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ: مَنْ بَاعَ عَيْبًا لَمْ يُبَيِّنْهُ، لَمْ يَزَلْ (2) فِي مَقْتٍ مِنَ اللهِ (3) ، أَوْ قَالَ: لَمْ تَزَلِ المَلائِكَةُ تَلْعَنُهُ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكرٌ، ومعاويةُ بْنُ يَحْيَى هُوَ الصَّدَفِيُّ.
1174 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يزيدُ بْنُ هارون (5) ،
عن
_________
(1) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (22/65 رقم 157) ، و"مسند الشاميين" (1511 و3406) من طريق موسى بن أيوب، ثنا بقية ... فذكره عن مكحول وحدَه، ولم يذكر معه سليمان.
ورواه ابن ماجه في "سننه" (2247) فقال: حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك؛ حدثنا بَقِيَّةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَكْحُولٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عن واثلة، به هكذا ليس فيه «العلاء بن الحارث» . ورواه الطبراني في "الكبير" (22/54 رقم 129) فقال: حدثنا أحمد ابن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، ثنا عبد الوهاب بن الضحاك؛ ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بن يحيى، عن يحيى بن الْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عن واثلة، به. كذا وقع عنده: «يحيى بن العلاء بن الحارث» !
قال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/553) بعد أن ذكره من رواية ابن ماجه: «إسناده ضعيف» .
(2) قوله: «لم يزل» سقط من (ك) .
(3) في (ش) : «في مقتِ الله» .
(4) نقل هذا النص الزيلعي في "نصب الراية" (4/262) ، ونقل بعضه الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/30) ، وفي "الدراية" (2/234) .
(5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/33 رقم4880) عنه، ومن طريق أحمد أخرجه ابن حجر في "القول المسدد" (ص 7) .
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5746) من طريق زهير، وابن عدي في "الكامل" (1/409) من طريق محمد بن المثنى، والطبراني في "الأوسط" (8426) من طريق سعيد بن عبد الحميد الواسطي، وأبو نعيم في "الحلية" (6/100-101) من طريق أحمد بن عبد الرحمن الواسطي، خمستهم عن يزيد بن هارون، به. قال الطبراني: «لا يُروى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به أبو الزاهرية» .
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (20389) عن يزيد ابن هارون، عن أصبغ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مرَّة، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به هكذا ليس فيه: «أبو بشر» ، ولعله سقط من الطباعة أو الناسخ؛ فقد عزاه الزيلعي في "نصب الراية" (4/262) إلى ابن أبي شيبة بمثل رواية الجماعة عن يزيد بن هارون.
ورواه الفاكهي في "أخبار مكة" (1772) فقال: حدثنا أبو بشر وعبد الجبار بن العلاء، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ أصبغ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الزاهرية، عن جبير ابن نفير، عن ابن عمر، به.
ورواه البزار في "مسنده" (1311/كشف الأستار) فقال: حدثنا عمرو بن علي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ أصبغ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الزاهرية، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ ابن عمر، به.
قال البزار: «لا نعلمه عن النبي (ص) إلا من هذا الوجه» .
ورواه الحاكم في "المستدرك" (2/11-12) من طريق عمرو بن الحصين، عَنْ أَصْبَغَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مرَّة،، عَنْ ابن عمر، به.
= ... وذكر الزيلعي في الموضع السابق من "نصب الراية" أن الدارقطني رواه في "غرائب مالك" من طريق أصبغ به.(3/663)
أَصْبَغ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي بِشْر (1) ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّة (2) ، عَنْ كَثِير بْنِ مُرَّة، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللَّهِ، واللهُ مِنْه بَرِيءٌ، وَأَيُّمَا أَهْلِ عَرْصَةٍ (3) ظَلَّ (4)
_________
(1) في (ت) و (ك) : «أبي يسر» . وأبو بشر هذا هو: الأُمْلوكي.
(2) هو: حُدَير بن كُرَيب.
(3) العَرْصَةُ: كلُّ موضع واسع لا بناءَ فيه. انظر "النهاية" (3/208) .
(4) في (ف) : «ضلَّ» .(3/664)
فِي نَادِيهِمُ (1) امْرُؤٌ جَائِعٌ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللهِ (2) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) ، وَأَبُو بِشْر لا أعرفُهُ.
1175 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (4) وحدَّثنا عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى (5) ، عَنْ هُشَيم (6) ، عَنْ سُفْيان بْن حُسَين، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سالم (7) ، عن
_________
(1) النادي: مُجتَمَع القَومِ وأهلِ المَجلِس، فيقعُ على المَجلِس وأهلِه. انظر "النهاية" (5/36) .
(2) لفظ الجلالة ليس في (أ) و (ش) .
(3) قال ابن حزم في "المحلى" (9/64) : «وهذا لا يصح؛ لأن أصبغ بن زيد وكثير بن مرة مجهولان» .
وقال ابن حجر في "القول المسدد" (ص 7) بعد أن ذكر أن ابن الجوزي وأبا حفص عمر بن بدر الموصلي حكما عليه بالوضع: «وفي كونه موضوعًا نظر؛ فإن أحمد وابن معين والنسائي وثقوا أصبغ، وقد أورد الحاكم في "المستدرك على الصحيحين" هذا الحديث من طريق أصبغ» . وقال أيضًا في "فتح الباري" (4/348) : «في إسناده مقال» .
(4) في (ف) : «أبي زرعة» ، ويبدو أنها صُوِّبت في الهامش، ولكن لم يظهر في التصوير.
(5) في جميع النسخ: «إبراهيم بن أبي موسى» ، ولم نجد في هذه الطبقة من يقال له: «إبراهيم بن أبي موسى» ، والمعروف: إبراهيم بن موسى بن يزيد التميمي أبو إسحاق الرازي، الذي يقال له: الفرَّاء الصغير، من كبار شيوخ أبي زرعة الرَّازي. انظر "الجرح والتعديل" (2/37) ، و"تهذيب الكمال" (2/219) .
(6) هو: ابن بشير الواسطي. وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (4990) من طريق العلاء بن هلال الباهلي، والبزار في "مسنده" (112) ، والدارقطني في "العلل" (2/51) من طريق الحسن بن عرفة، كلاهما عن هشيم، به.
ورواه الدارقطني في "الأفراد" (24/ب/أطراف الغرائب) من طريق هشيم به وقال: «تفرَّد به هُشَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عن الزهري، عنه [أي: عن سالم] أسنده عن عمر» . ورواه عبد بن حميد في "المنتخب" (722) فقال: أخبرنا يزيد بن هارون، سُفْيَانَ بْن حسين، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبي (ص) ، به، فجعله من مسند ابن عمر.
(7) هو: ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب.(3/665)
أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ، فمَالُهُ لِلْبَائِعِ، إلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ المُبْتَاعُ.
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ (1) : لَيْسَ هَذَا الحديثُ بمحفوظٍ (2) ؛ والصَّحيحُ: سالمٌ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) .
1176 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ فِي حديثٍ رواه ابن جُرَيج (4) ،
عن
_________
(1) قوله: «أبو زرعة» ليس في (أ) و (ش) .
(2) قال البزار في "مسنده" (112) : «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا قال فيه: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عُمَر، عَنِ النَّبِيِّ (ص) إلا سفيان بن حسين، وأخطأ فيه، والحفاظ يروونه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر، عن النبي (ص) ، وهو الصَّواب» .
(3) رواية سالم بن عبد الله بن عمر على هذا الوجه أخرجها البخاري في "صحيحه" (2379) ، ومسلم في "صحيحه" (1543) من طريق الليث بن سعد، ومسلم (1543) من طريق يونس بن يزيد وسفيان بن عيينة، وأحمد في "مسنده" (2/82 رقم5540) ، والنسائي في "الكبرى" (4992) من طريق معمر بن راشد، أربعتهم عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر، عن النبي (ص) .
ونقل الترمذي في "جامعه" (1244) عن البخاري قوله: «حديث الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي (ص) أصحُّ ما جاء في هذا الباب» . وانظر "العلل" للدارقطني (102) .
(4) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. وروايته أخرجها الدارقطني في "السنن" (4/219) ، وفي "المؤتلف والمختلف" (3/1437) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/133) من طريق روح بن عبادة، وأبو عبيد في "غريب الحديث" (2/222) من طريق = = حجاج الأعور، وابن حزم في "المحلى" (8/132) من طريق ابن وَهْب، ثلاثتهم عن ابن جريج، به.
ومن طريق الدارقطني رواه ابن الجوزي في "التحقيق" (2/385) .
ورواه الحربي في "غريب الحديث" (3/915) من طريق ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ صُدَيق بْنِ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْرٍ، عَنْ النبي (ص) ، ولم يذكر أباه.
ورواه العسكري في "تصحيفات المحدثين" (1/334) من طريق سعيد بن سالم الْقَدَّاحُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ صُديق بْنِ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النبي (ص) .
ورواه الدارقطني في "السنن" (4/219) من طريق أبي بكر بن أبي سبرة، عن ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ صُدَيق بْنِ موسى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) .
قال الدارقطني في "العلل" (81) : «يرويه أبو بكر بن أبي سبرة، عن ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ صُدَيق بْنِ موسى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بكر، عن أبيه، وهو وهمٌ، والمحفوظ عن ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ صُدَيق بْنِ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حزم، عن أبيه مرسلاً عن النبي (ص) . رواه ابن وَهْب وروح وحجاج وغيرهم» . وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (3/537) : «هذا حديثٌ لا يثبتُ وهو مرسل» .(3/666)
صُدَيْقِ (1) بنِ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) لا تَعْضِيَةَ (2) فِي المِيرَاثِ، إلاَّ أَنْ يَكُونَ المَالُ ذَا مَنٍّ.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا محمدُ بن أبي بكر ابن عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، وَلَيْسَ لأَبِيهِ صُحْبَة.
قال أبو محمد (3) : وقد (4) غَلِطَ جماعةٌ صنَّفوا "مُسْنَدَ أَبِي بكر"،
_________
(1) بضم الصاد المهملة، وفتح الدال المهملة المخففة. انظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين الدمشقي (5/419) .
(2) التَّعْضِيَةُ في الأصل: التفريق، والمعنى هنا: أن يموتَ الرَّجُلُ ويدَعَ شيئًا إن قُسِمَ بين وَرَثَتِه استَضَرُّوا أو بعضُهم، كالجَوْهَرة والطَّيْلَسان والحمَّام ونحو ذلك. انظر "النهاية" (3/256) .
(3) في (ف) : «وقلت» بدل: «قال أبو محمد» .
(4) في (ت) و (ك) : «قد» بلا واو، وفي (ش) : «فقد» .(3/667)
فظنُّوا أنَّ هذا محمدُ ابن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق، فأدخَلُوهُ (1) فِيهِ، مِنهُم: محمدُ بنُ عَوْفٍ الحِمْصيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ الهِسِنْجانيُّ، وغيرُهما.
1177- وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (3) ،
عَنْ أَبِي وَهْبٍ الأَسَدي، عَنْ أيُّوب (4) ، عَنِ ابْنِ سِيرين (5) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: نَهَى
_________
(1) في (ك) : «فأدخلوا» .
(2) أشار الحافظ ابن حجر في"التلخيص" (3/33) إلى هذه المسألة. وانظر المسألة الآتية برقم (1957) .
(3) هو: ابن الوليد. ولم نقف على روايته لهذا الحديث، لكن تابعه لُوَيْن محمد بن سليمان فرواه في "جزئه" (13) عن عبيد الله بن عمرو الرقي، به بلفظ: أن النبي (ص) نهى أن تتلقى الجلب. قال: فإن تلقاه متلقٍّ فصاحبه فيها بالخيار إذا دخل السوق.
ورواه أحمد في "مسنده" (2/403 رقم 9236) من طريق أحمد بن عبد الملك، والترمذي في "جامعه" (1221) من طريق عبد الله بن جعفر الرقي، وأبو داود في "سننه" (3437) من طريق أبي توبة الربيع بن نافع، وأبو يعلى في "مسنده" (6078) من طريق عيسى بن سالم، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/9) من طريق يوسف بن عدي، والطبراني في "الأوسط" (6362) من طريق عمرو بن خالد، جميعهم عن عبيد الله بن عمرو الرقي، عن أيوب، به نحو رواية لوين.
ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن" (5/348) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (13/323) و (18/188) .
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من حديث أيوب» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أيوب إلا عبيد الله بن عمرو» .
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (14879) - ومن طريقه ابن الجارود في "المنتقى" (571) - عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. نحو رواية لوين. ورواه مسلم في "صحيحه" (1519) من طريق هشام القردوسي، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة به. نحو رواية لوين أيضًا.
(4) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.
(5) هو: محمد.(3/668)
رسولُ الله (ص) عَنْ تَلَقِّي الجَلَبِ (1) ، فإنِ اشْتَرَاهُ مُشْتَرٍ فإنَّ صاحبَ السِّلْعَة بالخِيار - إِذَا دخلَ المِصْرَ - مَا بينَهُ وبينَ نِصْفِ النَّهَار؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ فِي شيءٍ مِنَ الْحَدِيثِ: «إِذَا دخلَ المِصْرَ فإنَّ صاحبَهُ بالخِيار مَا بينَهُ وبينَ نِصْفِ النَّهار» (2) ، وَأَبُو وَهْبٍ: هُوَ عُبَيدالله (3) بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّي.
1178 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (4) عَمْرو بْن عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثير بْنِ دِينَارٍ (5) ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبِيدة، عن عبد الله بن عثمان ابْنِ خُثَيم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رسولَ الله (ص) أَتَى جَمَاعَةً مِنَ التُّجَّار فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ، إنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ بَاعِثُكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ فُجَّارًا، إلاَّ مَنْ صَدَقَ وَوَصَلَ، وَأَدَّى الأَمَانَةَ؟
_________
(1) قال الفيومي: الجَلَب بفتحتين: فَعَل بمعنى مفعول، وهو: ما تجلبُهُ من بلد إلى بلد. "المصباح المنير" (ص104، ج ل ب) .
والمرادُ بتلقِّي الجَلَب: خروج التجار لتلقِّي الركبان الآتين من خارج البلد قبل دخولهم؛ ليشتروا منهم ما جلَبوه معهم من أمتعة وبضائع. وقد نهى النبيُّ (ص) عن ذلك حتى يدخلَ الرُّكبانُ البلدَ، ويحضُروا السوقَ، ويعرفوا الأسعارَ. انظر شرح النووي لصحيح مسلم (10/162-163) .
(2) من قوله: «فسمعت أبي ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ لانتقال النظر.
(3) في (ك) : «عبد الله» .
(4) قوله: «رواه» ليس في (ف) .
(5) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (2/54 رقم12499) . ورواه الطبري في "تهذيب الآثار" (96/مسند علي) من طريق عبد الله بن عبد الجبار، وابن حبان في "المجروحين" (1/225) من طريق إسحاق ابن راهويه، كلاهما عن الحارث بن عبيدة، به. قال ابن حبان: «وهذا ليس له أصل صحيحٌ يرجع إليه» .(3/669)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ ابنُ خُثَيم (1) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيد بْنِ رِفَاعَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النبيِّ (ص) .
1179 - وسمعتُ (2) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ الرَّبِيعِ بْن يَحْيَى، عَنْ شُعْبة (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: إِذَا أَفلَسَ الرَّجُلُ، فوَجَدَ رجُلٌ مَتاعَهُ بِعَيْنهِ، فهو أحقُّ به.
_________
(1) روايته على هذا الوجه رواها عنه معمر في "الجامع" (2099/مصنف عبد الرزاق) . ومن طريق معمر أخرجه الطبراني في "الكبير" (5/45 رقم4539) .
وأخرجه الترمذي في "جامعه" (1210) ، والطبراني في "الكبير" (5/44 رقم 4541 و4543) من طريق بشر بن المفضل، وابن ماجه في "سننه" (2146) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (92/مسند علي) من طريق يحيى بن سلم الطائفي، والدارمي في "مسنده" (2580) ، والطبري (93 و94/مسند علي) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2083) ، والطبراني في "الكبير" (5/44 رقم 4540) من طريق سفيان الثوري، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1974) ، والطبري (95/مسند علي) ، وابن حبان في "صحيحه" (4910) ، والطبراني في "الكبير" (5/44 رقم 4542) من طريق داود بن عبد الرحمن العطار، والطبري (95/مسند علي) من طريق مسلم بن خالد، والطبراني في "الكبير" (5/44 رقم 4541) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، والحاكم في "المستدرك" (2/6) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/266) - من طريق إسماعيل بن زكريا، جميعهم عن عبد الله بن خثيم، به. قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» .
(2) انظر ما تقدم في المسألة رقم (1143) و (1162) .
(3) ذكر روايته على هذا الوجه الدارقطني في "العلل" (11/167) . وذكر أنه رواه شعبة أيضًا فقال: حدثني وَرْقَاءَ، عَنْ عَمَرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، به.
وذكر الدارقطني أيضًا أنه رواه هشيم، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ رجل، عن أبي هريرة، موقوفًا.(3/670)
وحدَّثنا (1) أَبُو زُرْعَةَ، عَنِ الحُمَيْدي (2) ، عَنْ سُفْيان (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى المَخْزومي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: قَصَّر بِهِ شُعْبة.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وحدَّثنا بِحَدِيثِ الحُمَيدي عَلَى إثْرِ حديثِ شُعبة، فحدَّثنا بِهِ مِنْ حفظِهِ.
_________
(1) في (أ) و (ش) : «قال: وحدَّثنا» .
(2) هو: عبد الله بن الزبير. وروايته أخرجها في "مسنده" (1065) .
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (15164) ، وأحمد في "مسنده" (2/249 رقم7390) كلاهما عن سفيان ابن عيينة، به.
وأخرجه الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (33 و41) من طريق علي بن المديني وبيان المخزومي، كلاهما عن سفيان، به.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (15162) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عمرو بن دينار، به.
ومن طريق عبد الرزاق رواه عبد بن حميد في "مسنده" (1441) ، وابن حبان في "صحيحه" (5038) ، والبغوي في "الجعديات" (966) ، والدارقطني في = = "السنن" (3/30) و (4/229) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/46) ، وفي "المعرفة" (3635) .
ورواه عبد الرزاق (15163) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عمرو بن دينار، به.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (8/410) : «وحديثُ التفليس هذا من رواية الحجازيين والبصريين حديثٌ صحيحٌ عند أهل النقل ثابت ... » . وانظر "العلل" للدارقطني (2199) .
(3) هو: ابن عيينة.
(4) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ف) .(3/671)
1180 - وسُئِلَ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفْيانُ وإسرائيلُ (2) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، فاختَلَفا (4) : عن أبي إسحاق، عن عبد الله بْنِ حَلاَّم (5) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عن النبيِّ (ص) : إذَا رَأَى أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ (6) ؛ فَلْيَقُمْ إِلَى أَهْلِهِ؛ فإنَّ مَعَ أَهْلِهِ مِثْلَ الَّذِي مَعَهَا.
ورفَعَهُ إسرائيلُ (7) ،
وأوقفَهُ سُفْيانُ (8) وَلَمْ يرفَعْهُ؟
_________
(1) ذكر المصنف هذه المسألة هنا في كتاب البيوع، وهي من مسائل النكاح، ولعلَّ المصنِّف ذكرها هنا في "البيوع"؛ إشارةً إلى الأدب الذي ينبغي على المسلم مراعاتُهُ إذا رأى النساء في الأسواق، والله أعلم. وقد أورَدَ المصنف هذه المسألة في النكاح برقم (1238) ، لكن من حديث أنس.
(2) هو: ابن يونس.
(3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(4) في جميع النسخ: «فاختلفا، فقال سفيان الثَّوري» ، ولم يذكر أبو حاتم للثوري إلا روايةَ الوَقْف، ورجَّحها - في جوابه - على رواية إسرائيل المرفوعة، فلعلَّ هذه الزيادة سَهْوٌ في نسخة المصنِّف أو نسخةِ مَنْ أخذ عنه، وإلا فإنَّ إثباتها يتنافى مع سياق المسألة وجوابِ أبي حاتم عليها، والله أعلم.
(5) في (ش) : «سلام» .
(6) قوله: «فأعجبته» سقط من (ك) .
(7) لإسرائيل في هذا الحديث إسنادان: أحدهما: إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبي عبد الرحمن السلمي، عن النبي (ص) مرسلاً. أخرجه الخطيب في "الفصل" (2/915) . وقد تابعه على هذا الوجه الثوري كما سيأتي.
والثاني: الإسناد الذي حكاه المصنف هنا: إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عبد الله بن حلاَّم، عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا. أخرجه الخطيب أيضًا (2/915-916) .
وهذا الذي خالفه الثوري فيه؛ حيث رواه موقوفًا كما سيأتي.
(8) أخرج روايته ابن أبي شيبة في "المصنف" (17195) من طريق وكيع وعبد الرحمن بن مهدي، والدارقطني في "العلل" (5/198) - ومن طريقه الخطيب في "الفصل" (2/918) - من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكَين، والخطيب في "الفصل" أيضًا (2/917-918) من طريق يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن كثير العبدي، خمستهم عن سفيان الثوري، به موقوفًا.
لكنْ خالفهم قبيصة بن عقبة ومعاوية بن هشام، فروياه عن الثوري مرفوعًا:
أما رواية قبيصة: فأخرجها الدارمي في "سننه" (2261) ، والدارقطني في "العلل" (197-198) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5053) ، والخطيب في "الفصل" (2/916) .
وأما رواية معاوية بن هشام: فأخرجها الدارقطني في "العلل" (5/198) ، ومن طريقه الخطيب في "الفصل" (2/917) .
وقبيصة ومعاوية متكلم في حفظهما، وبالأخص في روايتهما عن الثوري، وقد خالفهما أوثق أصحاب الثوري - كما سبق - فوقفوه.
وللثوري في هذا الحديث إسناد آخر وافقه فيه إسرائيل - كما سبق - وهو: روايته للحديث عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عبد الرحمن السلمي، عن النبي (ص) مرسلاً. أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (17194) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، والدارقطني في "العلل" (5/198) - ومن طريقه الخطيب في "الفصل" (2/917) - من طريق معاوية بن هشام، والخطيب في "الفصل" أيضًا (916-919) من طريق يحيى بن سعيد القطان، وأبي نعيم الفضل بن دُكَين، وقبيصة.(3/672)
فسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: سُفْيان أحفَظُ مِن إِسْرَائِيلَ، والحديثُ هُوَ موقوفٌ (2) .
_________
(1) قوله: «فسمعت» سقط من (ك) .
(2) ذكر هذا الاختلاف الدارقطني في "العلل" (817) ، وقال: «والموقوف عن الثوري أصح» . وذكر الخطيب في "الفصل" (2/914) رواية من رواه عن الثوري مرفوعًا، ومن رواه عنه، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عبد الرحمن السلمي، عن النبي (ص) مرسلاً، ثم قال: «وهاتان الروايتان عن سفيان توافقان رواية عبيد الله بن موسى، عَنْ إسرائيل. ورواه محمد بن كثير العبدي، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حلاَّم، عَنِ عبد الله بن مسعود من قوله موقوفًا غير مرفوع. ورواه أبو نعيم ويحيى بن القطان، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن النبي (ص) » . اهـ.
وقد صحَّ متن الحديث مرفوعًا إلى النبي (ص) من حديث جابر بن عبد الله ذ عند مسلم في "صحيحه" (1403) ، والله أعلم.(3/673)
1181 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ وَهْب (1) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (2) ، عَنْ دَرَّاج (3) ، عَنِ ابْنِ حُجَيرة (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ الله (ص) أنه قال: {رِجَالٌ ... } (5) ، قال (6) : هُمُ الَّذِينَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ (7) : هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، ودَرَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ صَنْعَةٌ (8) .
1182 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حاتِم بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الأَوْزاعي (9) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ (10) ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) :
_________
(1) هو: عبد الله. وروايته أخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره" (14645) . وأخرجه ابن أبي حاتم أيضًا من طريق يحيى بن إسحاق، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (205) من طريق المعلى بن منصور، كلاهما عن ابن لهيعة، به.
(2) هو: عبد الله.
(3) هو: ابن سَمْعان.
(4) هو: عبد الرحمن.
(5) الآية (37) من سورة النور.
(6) قوله: «قال» ليس في (أ) و (ت) و (ك) .
(7) قوله: «يقول» من (ف) فقط.
(8) نقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/442) عن أبيه أنه قال: «دراج في حديثه صنعةٌ» . قال الشيخ المعلِّمي _ح في تعليقه على "الجرح والتعديل" (3/311) : «يعني: أنه يتصرَّف فيه، ولا يأتي به على الوجه» . وانظر "شفاء العليل، بألفاظ وقواعد الجرح والتعديل" (ص165) لأبي الحسن مصطفى بن إسماعيل.
(9) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(10) هو: ابن عبد الله بن عمر.(3/674)
مَا أَدْرَكَتِ الصَّفْقَةُ (1) [حَيًّا] (2) مَجْمُوعًا، فَهُوَ مِنْ مَالِ المُشْتَرِي؟
فَقَالَ (3) أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري (4) ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ
_________
(1) الصَّفْقةُ: البيع، وفي حديث ابن مسعود: صفقتان في صفقةٍ ربا، أراد: بيعتان في بيعة. "النهاية" (3/38) .
(2) في جميع النسخ: «جَمًّا» ، وهو تصحيف، والتصويب من مصادر التخريج.
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (4/352) : قوله: «وقال ابن عمر: ما أدركَتِ الصَّفْقَة» ، أي: العقد، «حيًّا» ، أي: بمهملة، وتحتانيَّة مثقَّلة، «مجموعًا» ، أي: لم يتغيَّر عن حالته، «فهو من المُبْتاع» ، أي: من المُشتَري.
والمعنى: أن ما كان من متاعٍ أو دابة عند العقد موجودًا سالمًا، ثم هلك بعد ذلك عند البائع، فهو من ضمان المشتري.
هذا وقد اختلف العلماءُ فيمن باع عبدًا واحتبسَهُ بالثمن، فهلك في يد البائع، قبل أن يأتي المشتري بالثمن، فمنهم من قال: هو على البائع، ومنهم من قال: هو على المشتري. والأصلُ في ذلك: اشتراط القبض في صحة البيع، فمن اشترطه في كل شيء جعله من ضمان البائع، ومن لم يشترطه جعله من ضمان المشتري، والله أعلم.
انظر الموضع السابق من "الفتح".
(3) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» .
(4) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن وهب في "جامعه" - كما في "تغليق التعليق" (3/242-243) - عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عبد الله، عن أبيه، موقوفًا. ومن طريق ابن وَهْب رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/16) ، وابن القاسم في "المدونة الكبرى" (10/306) ، وابن حزم في "المحلى" (8/365) .
ورواه الطحاوي في الموضع السابق أيضًا من طريق = = بشر بن بكر، والدارقطني في "السنن" (3/53-54) - ومن طريقه ابن حجر في "تغليق التعليق" (3/242) - من طريق الوليد بن مسلم، وأبو جعفر بن البختري في "فوائده" رقم (510) - ومن طريقه ابن حجر في "تغليق التعليق" (3/243) - من طريق محمد بن كثير. ثلاثتهم عن الأوزاعي، عن الزهري، به، بمثل رواية يونس بن يزيد. وصححه ابن حزم في "المحلى" (8/383 و396) ، وقال ابن حجر في "تغليق التعليق" (3/243) : «هذا موقوفٌ صحيحُ الإسناد» .(3/675)
عبد الله، عَنْ أَبِيهِ (1) .
1183 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ (2) رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَة (3) ، عَنِ بُكَير بن عبد الله بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَعْتَقَ عَبْدًا لَهُ، وَلَهُ مَالٌ؛ فَمَالُهُ لَهُ، إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ المُعْتِقُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مَنْ بَاعَ عَبْدًا، وَلَهُ مَالٌ؛ فَمَالُهُ لِلْبَائِع (4) . وإنما رواه عُبَيدالله بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بُكَير، وَلا أعلمُ ابنَ لَهِيعَة سَمِعَ مِنْ بُكَير (5) ، وَلَيْسَ هَذَا الحديثُ عِنْدَ لَيْثٍ أَيْضًا (6) ؛ إِنَّمَا رَوَاهُ عُبَيدالله (7) بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ (8) ، عَنْ بُكَير، عن نافع، عن ابن
_________
(1) يعني: موقوفًا عليه، كما تقدَّم في التخريج.
(2) قوله: «أبي عن حديث» سقط من (ف) .
(3) هو: عبد الله. وروايته على هذا الوجه أخرجها الدارقطني في "سننه" (4/134) من طريق عمرو بن خالد، عنه به.
وأخرجه أبو داود في "سننه" (3962) ، والدارقطني في الموضع السابق، كلاهما من طريق عبد الله بْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عن عبيد الله بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بُكَيْرٍ بن عبد الله بن الأشج، عن نافع، به هكذا بزيادة: عبيد الله بن أبي جعفر.
(4) انظر ما تقدم في المسألة رقم (1175) .
(5) ويؤكده: أن عبد الله بن وهب رواه - كما سبق - عن ابن لهيعة، عن عبيد الله بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بُكَيْرٍ.
(6) لعله يعني: ليس عند ليث عن بكير؛ لأن الليث رواه عن عبيد الله بن أبي جعفر كما سيأتي.
(7) في (ش) : «عبد الله» .
(8) أخرج روايته أبو عبيد في "الأموال" (1342) ، وأبو داود في "سننه" (3962) ، والنسائي في "الكبرى" (4981) ، والطبراني في "الأوسط" (8730) ، والدارقطني في "السنن" (4/133-134) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/325) ، جميعهم من طريق الليث بن سعد، عن عبيد الله بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بُكَيْرٍ، به. وتقدمت رواية ابن وهب للحديث عن ابن لهيعة، عن عبيد الله بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بُكَيْرٍ.
قال الطبراني بعد أن ذكر عدة أحاديث لليث: «لم يرو هذه الأحاديث عن عبيد الله بن أبي جعفر إلا الليث» . وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/555) بعد أن ذكره من طريق النسائي وابن ماجه: «رواته ثقات» .(3/676)
عمر، عن النبيِّ (ص) : مَنْ بَاعَ عَبْدًا ... .
1184 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثِ الحسنِ (1) ، عَنْ (2) سَمُرَة (3) ،
والحسنِ، عَنْ (4) عُقْبَة بْنِ عَامِرٍ (5) ،
عن النبيِّ (ص) قال: عُهْدَةُ
_________
(1) هو: البصري.
(2) في (ت) و (ك) : «بن» بدل: «عن» .
(3) الحديث رواه بهذا اللفظ ابن ماجه في "سننه" (2244) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (6092) ، والطبراني في "الكبير" (7/210 رقم6874) ثلاثتهم من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ وحده، به.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (950) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به كرواية سعيد، إلا أنه قال: «عُهدَةُ الرَّقيق أربعٌ» . وقد روي الحديث من طريق سعيد وهشام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عقبة بن عامر كما سيأتي.
(4) قوله: «عن» سقط من (ك) .
(5) أخرج رواية عقبة هذه: الإمام أحمد في "المسند" (4/143 رقم17292) ، وابن ماجه (2245) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6089) ، والحاكم في "المستدرك" (2/21) ، جميعهم من طريق هشيم بن بشير، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ الحسن البصري، عن عقبة، به، وقال: «أربع» بدل: «ثلاثًا» .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (7/39) من طريق نصر ابن حماد الوراق، عن شعبة، عن يونس بن عبيد وقتادة، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عامر، به بلفظ: «عهدة الرقيق ثلاثة أيام» .
قال ابن عدي: «وهذا من حديث شعبة عن يونس بن عبيد أغربُ منه من حديث قتادة، عن الحسن؛ فان حديث قتادة قد رواه غيرُ شعبة، وغيرُ نصر عن = = شعبة، عن يونس، ولا أعرفه إلا من حديث نصر عن شعبة» .
وأخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (4/152 رقم 17385) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عن عقبة، به كسابقه.
وأخرجه الدارمي في "مسنده" (2593) ، وأبو داود في "سننه" (3506) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (6090) ، ثلاثتهم من طريق أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، عَنْ قتادة، به كسابقه.
وأخرجه الدارمي في "مسنده" (2594) من طريق يزيد ابن هارون، وأبو داود في "سننه" (3506) ، من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (609) من طريق الخصيب بن ناصح، ثلاثتهم عن هَمَّام بْن يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، به كسابقه، إلا أن الخصيب ذكره بلفظ: «لا عهدة بعد أربع» .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (36315) ، وأحمد في "مسنده" (4/152 رقم17384) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (6088) ، والحاكم في "المستدرك" (2/21) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/323) ، جميعهم من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قتادة، به.
وأخرجه أحمد في "مسنده" (4/150 رقم17358) ، والروياني في "مسنده" (191) ، والحاكم في "المستدرك" (2/21-22) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/323) ، جميعهم من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به بلفظ: «عُهدَةُ الرَّقيق أربعُ ليالٍ» .
وفي رواية الحاكم: «قتادة عن عقبة» ، قال ابن حجر في "إتحاف المهرة" (11/213) : «ولم يذكر الحسن، وقال [أي الحاكم] : هو مرسل؛ لأن الحسن لم يسمع من عقبة» !
ورواه الطبراني في "الأوسط" (8331) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص399) من طريق أبي المقدام هشام بن زياد، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) قال: «لا عُهدَة بعد أربعة أيام ... » .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ الحسن، عن أبي هريرة، إلا هشام بن زياد» . وقال الدارقطني في "العلل" (10/261) : «وأبو المقدام ضعيف الحديث» .
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (36316) فقال: حدثنا ابْنُ عليَّة، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الحسن قال: قال النبي (ص) : «لا عُهدَةَ فوق أربعَ» .(3/677)
الرَّقِيقِ.............................(3/678)
ثَلاثًا (1) (2) ؟
قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا الحديثُ عِنْدِي بِصَحِيحٍ (3) ؛ وَهَذَا عِنْدِي مُرسَلٌ (4) .
_________
(1) كذا في جميع النسخ بنصب «ثلاثًا» ، والرواية في مصادر التخريج بالرفع على الإخبار، وهو الجادَّةُ، ووجهُ ما هاهنا: أن يكونَ من باب حذف الخبر وسدِّ ظرف الزمان مَسدَّه؛ كقول امرئ القيس: «اليومَ خَمْرٌ، وغدًا أَمْرٌ» ، وكقولك: الصيامُ غدًا، والتقدير هنا: عُهْدَةُ الرَّقِيقِ مستقرَّةٌ ثَلاثًا، أي: ثلاثَ ليال -كما في بعض المصادر- ثم حذف الخبر، واستغني بالظرف عنه. وانظر في حذف الخبر وسَدِّ شيءٍ مسدَّهُ المسألة رقم (827) .
(2) في رواية الحاكم: قال سعيد: فقلت لقتادة: كيف يكون هذا؟ قال: إذ أوجد المشتري عيبًا بالسِّلعة فإنه يردُّها في تلك الأيام، ولا يُسأل البيِّنة، فإذا مضت عليه أيام فليس له أن يردَّها إلا ببينةِ أنه اشتراها وذلك العيبُ بها، والا فيمينُ البائع أنه لم يبعه وبه داء. وانظر "لسان العرب" (3/312) (ع هـ د) .
(3) نقل ابن الجوزي في "التحقيق" (2/182) عن الإمام أحمد قوله: «ليس فيه حديثٌ صحيح، ولا يثبت حديث العُهدَة» . وقال ابن حزم في "المحلى" (8/380) : «أما الحديثان فساقطان؛ لأن الحسن لم يسمع من عقبة ابن عامر شيئًا قطُّ، ولا سمع من سمرة إلا حديثَ العقيقة فصارا منقطعين، ولا حجَّة في منقطع» .
(4) لأن الحسن لم يسمع من سمرة إلا حديثَ العقيقة كما تقدم، واختُلِف في حديثين أو ثلاثة غيره، بل ذهب ابن معين إلى أنه لم يلقَ سمرة؛ حكاه ابن أبي حاتم في "المراسيل" (96) . وأما عقبةُ بن عامر فقد نقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/41) عن أبيه قوله: «ولم يصحَّ له السماعُ من جندب، ولا من معقل ابن يسار، ولا من عِمران بن حصين، ولا من ابن عمر، ولا من عُقبة بن عامر، ولا من أبي هريرة» .(3/679)
1185 - وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ ابنُ وَهْب (2) ،
عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ واللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة بْنِ الزُّبَير، عن عبد الله بْنِ الزُّبَير، عَنِ الزُّبَير بْنِ العَوَّام: أَنَّهُ خاصمَ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ - قَدْ شَهِدَ بَدرًا مَعَ رسول الله (ص) (3) - إلى رسول الله (ص) في شِرَاجِ (4)
_________
(1) انظر المسألة الآتية برقم (1774) .
(2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الطبري في "تفسيره" (9912) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3/993) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (632) من طريق يونس بن عبد الأعلى، والنسائي في "المجتبى" (5407) من طريق يونس بن عبد الأعلى والحارث بن مسكين، وابن منده في "الإيمان" (253) ، وابن = = الجارود في "المنتقى" (1021) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ثلاثتهم عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ يُونُسَ والليث، عَنِ ابْن شِهَابٍ الزُّهْرِيّ، عَنْ عروة بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير، به.
ورواه الحاكم في "المستدرك" (3/364) من طريق محمد بن عبد الله بْنِ مُسْلِمِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزبير، به هكذا كما رواه ابن وهب سابقًا.
وذكر الدارقطني في "العلل" (4/229) أن أحمد بن صالح وحرملة بن يحيى روياه عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ؛ أَنَّ الزبير خاصم رجلاً ... هكذا عن عروة مرسلاً.
وذكر الدارقطني أيضًا أن شبيب بن سعيد رواه عن يونس مثل رواية أحمد بن صالح وحرملة عن ابن وَهْب.
ونقل الترمذي في"العلل الكبير" (374) عن البخاري قوله: «وكأن حديث يونس، عن الزهري مدرج، وكلُّ شيء عن ابن وَهْب مدرجٌ فليس بصحيح» .
(3) ذكر في المسألة رقم (1774) أنَّه حاطب بن أبي بلتعة، لكن الحديث مرسل.
(4) الشِّرَاجُ: جمع شَرْجَة، وهي: مَسِيلُ الماء من الحَرَّة إلى السَّهْل. "النهاية" (2/456) . وبعضهم يحذف الهاء من المفرد ويقول: شَرْجٌ. انظر "المصباح المنير" (ص308) . والحَرَّةُ: هي الأرضُ ذات الحِجارة السُّود. والحَرَّة المقصودة هنا: أرضٌ بظاهر المدينة بها حجارة سودٌ كثيرة. "النهاية" (1/365) .(3/680)
الحَرَّة، كَانَا يَسْقِيَان بِهِ - كلَيْهِمَا (1)
- النَّخْلَ. فقال [الأنصاريُّ] (2) : سَرِّحِ (3) الماءَ يَمُرَّ، فأَبى عَلَيْهِ، فقال رسولُ الله (ص) : اسْقِ يَا زُبَيْرُ! ثُمَّ أَرْسِلْ إِلَى جَارِكَ، فغَضِبَ الأنصاريُّ وَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، أَنْ كَانَ ابنَ عَمَّتِكَ (4) ؟! فَتَلَوَّن وجهُ رَسُولِ الله (ص) ؛ قال: يَا زُبَيْرُ!
_________
(1) كذا في جميع النسخ: «كليهما» ، وهي توكيدٌ معنوي لألف المثنَّى في «كانا» ، أو «يسقيان» ، فالجادَّة أن يكون مرفوعًا بالألف: «كلاهما» إتباعًا لمحلِّ ألف المثنَّى، وبالألف جاء في مصادر التخريج، غيرَ أن ما وقع في النسخ الخطيَّة صحيحٌ أيضًا في العربية، وله أوجه ثلاثة:
الأول: الرفع على التوكيد، والأصل: «كلاهما» لكنْ أميلت الألفُ نحو الياء؛ فكُتِبَت ياءً، ولا تنطق إلا ألفًا ممالة: «كِلَيهُمَا» ، وسببُ إمالة الألف هنا: كسرة الكاف قبلها مفصولة عنها بحرف واحد. وانظر للإمالة التعليق على المسألة رقم (25) ، و (124) .
والثاني: النَّصْبُ مفعولاً به لفعل محذوف، والتقدير: «أعني كِلَيْهِمَا» ، ويقرأ بالياء الخالصة.
وهذان الوجهان ذكر مثلهما النوويُّ في "شرح مسلم" (1/41-42) ؛ في نحو قوله: «حدثنا فلانٌ وفلانٌ كِلَيهما عن فلان» .
والوجه الثالث: الجَرُّ على المجاورة للمجرور قبله، وهو الضمير في قوله: «بهِ» ، وهو على ذلك توكيدٌ مرفوعٌ، لكنه جاء بالياء الخالصة للمجاورة، ومن شواهد العربية على جرِّ التوكيد المعنويِّ لمجاورة المجرور: قول أبي الغَرِيب الأعرابي [من البسيط] :
يا صاحِ بَلِّغْ ذَوِي الزَّوجاتِ كُلِّهِمُ
أنْ ليسَ وَصْلٌ إذا انحَلَّتْ عُرى الذَّنَبِ
قال ابن هشام: «كُلِّهم» توكيدٌ لـ «ذَوِي» ، لا للزَّوْجات، وإلا لقال: «كُلِّهِنَّ» ، و «ذوي» : منصوبٌ على المفعولية، وكان حَقُّ «كلهم» النصبَ، ولكنَّه خُفِضَ لمُجاورة المخفوض. "شرح شذور الذهب" (ص346) .
(2) كذا في (ك) ، وهو الصواب، مع أنها منسوخةٌ من (ت) ! وفي بقيَّة النسخ: «للأنصاري» ، وهو خطأٌ؛ انظر مصادر التخريج.
(3) في (ت) و (ك) : «سرج» .
(4) في (ك) : «عمك» .(3/681)
اسْقِ، ثُمَّ احْبِسِ المَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ الجَدْرَ (1) ، واستَوْفَى (2) رسولُ اللَّهِ (ص) للزُّبَير حَقَّهُ ... وَذَكَرَ الحديثَ.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: أخطأَ ابنُ وَهْب (3) فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ اللَّيْثُ لا يَقُولُ: عَنِ الزُّبَير.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : إِنَّمَا يَقُولُ اللَّيْثُ (5) : عَنِ الزُّهْري، عن عُرْوَة؛ أنَّ عبد الله بْنَ الزُّبَير حدَّثه: أنَّ رَجُلا من الأنصار خاصَمَ الزُّبَير ...
_________
(1) أي: حتَّى يبلغَ الماءُ الجَدْرَ.
قال الفيومي: الجَدْرُ لغةٌ في الجِدار، وجمعُهُ: جُدْران. وقوله في الحديث: «اسق أرضَكَ حتى يبلغَ الماءُ الجَدْرَ» : قال الأزهري: المرادُ به ما رُفِعَ من أعضادِ الأرضِ يُمْسِكُ الماءَ، تشبيهًا بجِدار الحائط. وقال السُّهَيلي: والجَدْرُ: الحاجزُ يحبسُ الماءَ، وجمعه: ُجدور. "المصباح المنير" (ص 93) .
وقال ابن الأثير: الجَدْرُ: هو هاهنا: المُسَنَّاة، وهو ما رُفِعَ حولَ المزرعة كالجِدار، وقيل: هو لغةٌ في الجِدَار، وقيل: هوأصل الجِدار. ويروى: الجُدُر بالضم؛ جمعُ جِدار. ويُروى بالذال. "النهاية" (1/246) .
(2) في (ت) و (ك) : «واستوعى» . وكذا وقع في رواية = = الطبري في "تفسيره" (9912) : «استوعى» . قال الطبري: «والصَّواب: استوعب» . قال الشيخ محمود شاكر في تعليقه عليه: الظاهر أن قول أبي جعفر: «والصَّواب: استوعب» إنما عنى به صواب الرواية في هذا الخبر بهذا الإسناد، ولا أظن أبا جعفر ينكر «استوعى» أن تكون صحيحة، فإن «استوعى» بمعنى: استوعب الحقَّ واستوفاه؛ عربيٌّ صحيح لا شكَّ فيه. اهـ.
(3) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (5/35) : «وكأن ابن وَهْب حمل رواية الليث على رواية يونس، وإلا فرواية الليث ليس فيها ذكر الزبير» . اهـ.
وقد روي الحديث - كما سبق - عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ وليس فيه ذكر للزبير ولا لعبد الله بن الزبير ذ.
(4) في (ف) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» .
(5) أخرج رواية الليث على هذا الوجه البخاري في "صحيحه" (2359) من طريق عبد الله بن يوسف التنيسي، ومسلم في "صحيحه" (2357) ، وابن ماجه في "سننه" (15 و2480) من طريق محمد بن رمح، ومسلم في "صحيحه" (2357) ، والترمذي في "جامعه" (1363 و5416) ، والنسائي في "المجتبى" (5416) من طريق قتيبة بن سعيد، وأحمد في "مسنده" (4/4 رقم 16116) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6814) من طريق هاشم بن القاسم، وعبد بن حميد في "المنتخب" (519) ، وأبو داود في "سننه" (3637) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (706) ، والبزار في "مسنده" (3/184) ، وابن حبان في "صحيحه" (24) من طريق أبي الوليد الطيالسي، والطَّحاوي في "شرح المشكل" (633) ، والطبراني (260) ، والحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (1/130-131) من طريق عبد الله بن صالح، والطَّحاوي في "شرح المشكل" (634) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (70) من طريق ابن المبارك، والطبراني (260) من طريق شعيب ابن يحيى التجيبي وعبد الله بن عبد الحكم، والحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (1/130-131) ، والبيهقي (10/106) من طريق يحيى بن بكير، والحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (1/130-131) من طريق أحمد بن يونس، والبيهقي (6/153) من طريق بشر بن عمر الزهراني، جميعهم عن اللَّيْثُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ خَاصَمَ الزبير ... الحديث.(3/682)
وَأَبُو بِشْر (1) ،
عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة؛ أنَّ الزُّبَير كَانَ يحدِّث: أَنَّهُ خاصَمَ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ ... .
_________
(1) هو: شعيب بن أبي حمزة. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/165-166 رقم 1419) ، و"البخاري في "صحيحه" (2708) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (707) ، والشاشي في "مسنده" (47) .
ورواه البخاري في "صحيحه" (2361 و4585) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (705) ، وابن منده في "الإيمان" (254) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/153) ، و (10/106) من طريق معمر بن راشد، والبخاري (2362) ، والبيهقي (6/154) من طريق ابن جريج، ويحيى بن آدم في "الخراج" (337) ، والطبري في "تفسيره" (9913) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق ومحمد بن أبي عتيق وعمر بن سعيد- كما في "العلل" للدارقطني (4/229) - خمستهم عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزبير: أن الزبير خاصم رجلاً.
قال الدارقطني في "العلل" (4/229) : «وهو المحفوظ عن الزهري» .
وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (5/35) : «وإنما صحَّحه البخاري مع هذا الاختلاف اعتمادًا على صحة سماع عروة من أبيه، وعلى صحة سماع عبد الله بن الزبير من النبي (ص) ، فكيفما دار فهو على ثقة، ثم الحديث ورد في شيء يتعلق بالزبير، فداعية ولده متوفرة على ضبطه» .(3/683)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي النِّكَاحِ
1186- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه سُلَيمان بن عبد الرحمن ابن شُرَحْبيل (1) الدِّمَشْقي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بْنِ نِمْران، عَنِ ابْنِ جُرَيج (2) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رجلٌ لرسول الله (ص) : أَلاَ أَمْتَنِعُ مِنَ النِّسَاء؟ فَقَالَ رسولُ الله (ص) : فَكَيْفَ لَكَ بِأَقْدَارٍ قَدْ قُدِّرَتْ، وَأَقْلامٍ قَدْ جَفَّتْ؟! .
فَقَالَ (3) أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (4) .
_________
(1) كذا سماه ابن أبي حاتم في عدة مواضع من "العلل". انظر المسائل (80 و208 و390 و1277 و2273 و2462 و2596 و2678 و2748) . وهو: سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل. انظر "الجرح والتعديل" (4/129 رقم 559) ، و"تهذيب الكمال" (12/26) .
(2) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «قال» .
(4) لأنه من رواية محمد بن عبد الله بن نمران، وقد قال عنه أبو زرعة: «منكر الحديث، لا يُكتَب حديثُه» . اهـ. من "سؤالات البرذعي" (ص336) .(3/684)
1187 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ نُعَيم بن حمَّاد (1) ، عن عبد الله بْنِ إِدْرِيسَ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي سُفْيان (2) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّر: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) خطبَ امرأةَ البَرَاء ابن مَعْرُور، فَقَالَتْ: إنِّي شَرَطْتُ لِزَوْجِي ألاَّ أتزوَّجَ بَعْدَهُ، فَقَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إِنَّ ذَلِكِ لاَ يَصْلُحُ.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ رَوَاهُ ابنُ إِدْرِيسَ، عَنْ يَحْيَى بن عبد الله بْنِ أَبِي قَتَادة، عَنْ أُمِّه - أَوْ عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ - عَنِ النبيِّ (ص) (3) .
1188- وسمعتُ أَبِي قَالَ: سمعتُ (4) أَبَا نُعَيم (5) وحدَّثنا عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (6) ، عَنِ الحَكَم (7) ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لا نِكَاحَ إِلاَّ بِوَلِيٍّ.
_________
(1) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الصغير" (1157) ، و"الكبير" (2/29 رقم 1186) ، و (25/102-103 رقم267) ، وقال في "المعجم الصغير: «لم يروه عن الأعمش إلا ابن إدريس، تفرَّد به نُعَيم» .
وحسَّن إسناده الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/219) .
(2) هو: طلحة بن نافع.
(3) وروي أيضًا على وجه آخر؛ فقد أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/285) من طريق زيد بن حباب، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي قتادة، عن محمد بن عبد الرحمن ابن خلاد الأنصاري، عن أم مُبَشِّر الأنصارية.
(4) قوله: «سمعت» سقط من (ك) .
(5) هو: الفضل بن دُكَين.
(6) هو: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
(7) هو: ابن عُتَيبة.(3/685)
فَقَالَ أَبُو نُعَيم: أَخْطَأَ فِيهِ (1) .
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: الحَكَمُ، عَنْ عليٍّ، قولَهُ (2) .
1189 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ [عَوفٍ] (3)
الحِمْصي؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو اليَمَان (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلَ بْنِ عيَّاش، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: خَيْرُ نِسَائِكُمُ العَفِيفَةُ الغَلِمَةُ (5) ؟
_________
(1) يعني: أخطأ فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى - فيما يظهر - والقائل هو: أبو نعيم، بدليل كلام أبي حاتم الآتي.
(2) لم نقف عليه بهذا اللفظ، وقد رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (15951) فقال: حدثنا ابن فضيل، عن أبيه، عن الحكم قال: كان عليٌّ إذا رُفع إليه رجلٌ تزوَّج امرأةً بغير وليٍّ، فدخل بها أمضاه. اهـ. وهذا خلاف ما جاء في هذه المسألة.
(3) في جميع النسخ: «عون» بالنون، والصواب ما أثبتناه، وروايته أخرجها ابن حبان في "المجروحين" (1/125-126) ، والبيهقي في "الخلافيات" (1/354 رقم 148) . ورواه ابن حبان أيضًا من طريق عيسى بن خالد ابن أخي أبي اليمان؛ ثنا أبو اليمان، عن إسماعيل بن عياش، به.
وقد أورد البيهقي هذا الحديثَ في الموضع السابق من "الخلافيات" فيما يُستَنكر على إسماعيل بن عياش، ونقل عن شيخه الحاكم قوله: «ففي الحديث الواحد غُنية لمن تدبَّره من أهل الصَّنعة» .
وقال القيسراني في "تذكرة الحفاظ" رقم (430) : «وهذا أحد ما أُنكر على إسماعيل بن عياش» .
وقال الذهبي في "السير" (8/326) : «هذا حديثٌ منكر» .
(4) هو: الحَكَم بن نافع.
(5) أي: المرأةُ التي غُلِبَت شهوةً، والغُلْمَةُ: هَيَجانُ شَهْوة النِّكاح من المرأة والرَّجُل وغيرهما؛ يقال: غَلِمَ غُلْمَة، واغْتَلَم اغْتِلامًا. انظر "النهاية" (3/382) ، و"لسان العرب" (12/439) .(3/686)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا يَرْوُونَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ جَبِيرَة (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسِ، عن النبيِّ (ص) ؛ وزيدُ بنُ جَبِيرَة: ضعيفُ الْحَدِيثِ.
1190 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (3) ، عَنْ شُعْبَة بْنِ الحَجَّاج، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الهَمْداني (4) ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ داودَ النبيَّ (ص) قال لابنه سُلَيمان (ص) : اعلَمْ أنَّ المرأةَ الصَّالحةَ لِزَوْجِهَا كالمَلِكِ المُتَوَّجِ بالتَّاجِ المُخَوَّصِ (5) بالذَّهَب، واعلَمْ (6) أنَّ المرأةَ السُّوءَ لِزَوْجِهَا كَحامِلِ الثَّقَلِ (7) عَلَى الشَّيْخِ الضَّعيف (8) ؟
_________
(1) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن عدي "الكامل" (3/203) من طريق عبد الملك ابن محمد الصنعاني، عن زيد بن جَبيرة، به. قال ابن عدي: «وهذا لا يرويه عن يحيى بن سعيد غير زيد بن جَبيرة، وعن زيد غير إسماعيل بن عياش» .
وقال الشيخ الألباني في "الضعيفة" (1498) : «ضعيف جدًّا» .
(2) ستأتي هذه المسألة برقم (2544) .
(3) هو: ابن الوليد.
(4) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(5) أي: عليه صفائح الذَّهب مثل خُوص النَّخل. "النهاية" (2/87) .
(6) في (ت) و (ك) : «فاعلم» .
(7) الثَّقَل بفتحتين: المَتَاعُ، والجمع: أثقالٌ. انظر: "المصباح المنير" (ص 83) . وقوله: «كحامل الثَّقَل» كذا جاء في جميع النسخ، والجادَّةُ أنْ يقال: كالثَّقَلِ المحمولِ على الشيخ الضعيف، أو يقال: كالشيخ الضعيف الحامل للثقل، أو كالشيخ الضعيف على ظهره الحمل الثقل؛ كما في "الدر المنثور". انظر التعليق التالي.
(8) ذكر السيوطي هذا الحديث في "الدر المنثور" (7/174) مطوَّلاً، وعزاه إلى الإمام أحمد، ولفظه: «قال داود _ج لسليمان: كُن لِلْيَتِيمِ كَالأَبِ الرَّحيم، وَاعْلَمْ أنك كما تزرعُ تحصُدُ، وَاعْلَمْ أَنَّ خُطبة [الأَحْمَقِ فِي نادي] القوم كالمُغنِّي عند رأس الميت، واعلم أن المرأة الصَّالحة لأهلها كالمَلِك المتوَّج بِالتَّاجِ المُخَوَّص بِالذَّهَبِ، واعلم أن المرأة السُّوء لأهلها كالشيخ الضعيف على ظهره الحمل الثقيل، وما أقبحَ الفقرَ بَعْدَ الْغِنَى، وأقبحُ مِنْ ذَلِكَ الضَّلالة بَعْدَ الْهُدَى، وإن وعدتَّ صاحبك فأنجز ما وعدتَّه؛ فإنك إنْ لا تفعلْ تُورِثْ بينك وبينه عداوة، ونعوذُ بالله من صاحبٍ إذا ذَكَرْتَ لم يُعِنك، وإذا نسيتَ لم يذكِّرك» .
ولم نقف على هذا الحديث في "المسند"، ولا في مظانه من الزهد، وما بين المعقوفين سقط استدركناه من الموضع الآتي من "شعب الإيمان" للبيهقي، وتصحف أيضًا قوله: «خطبة» إلى «خطيئة» ، وقوله: «كالمغني» إلى «كالمسيء» .(3/687)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو إسحاقَ (1) ، عَنِ عبد الرحمن بْنِ أَبْزى فقطْ؛ لَيْسَ فِيهِ أبوه.
قال أبو محمد (2) : وروى (3) الأعمَش (4) ، والثَّوري (5) ،
عن أبي
_________
(1) في (أ) و (ش) : «ابن إسحاق» .
(2) في (ف) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» .
(3) في (ت) و (ك) : «روى» بلا واو.
(4) هو: سليمان بن مهران. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (17137) ، والدارقطني في "الأفراد" (231/ب/أطراف الغرائب) من طريق وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبزى قال: مَثَلُ المرأة الصَّالحة ... فذكره هكذا من قوله. قال الدارقطني: «غريبٌ من حَدِيث الأعمش، عَنْ أَبِي إسحاق، لا أعلم حدَّث به غير وكيع» .
وأخرجه ابن أبي شيبة أيضًا (34250) عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبزى قال: قال داود النبيُّ: خُطبة الأحمق في نادي القوم كمثل الذي يتغنَّى عند رأس الميت.
ورواه ابن أبي الدنيا في "العيال" رقم (619) من طريق جرير بن عبد الحميد، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبزى قال: قال داود لابنه: كُنْ لِلْيَتِيمِ كَالأَبِ الرَّحيم، وَاعْلَمْ أنك كما تزرعُ كذاك تحصد.
(5) روايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (138) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (446) من طريق عمار بن محمد ابن أخت سفيان، كلاهما عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبزى: أن داود _ج قال ... فذكره مطولاً، وليس فيه موضع الشَّاهد.
ورواه معمر في "الجامع" (20593/المصنف) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى: أَنَّ نبي الله داود ... فذكره مطولاً. ومن طريق معمر أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (10529) ، ووقع عنده: «عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبزى أو ابن أبي ليلى» .
ورواه البيهقي أيضًا (10528) من طريق زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبزى قال: كان داود _ج يقول ... فذكره مطوَّلاً أيضًا.
ورواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص75) من طريق إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عبد الرحمن بن أبزى قال: كان داود _ج يقول: كنت لليتيم كالأب الرَّحيم.(3/688)
إسحاق، عن عبد الرحمن ابن أَبْزى (1) ، كما قاله (2) أبي ح.
1191 - وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خَالِدُ بْنُ إِلْياس، واختُلِفَ عَلَى خالدٍ فِي الرِّوَاية:
فَرَوَى عِيسَى بنُ يُونُسَ (4) ،
عَنْ خَالِدٍ، عن رَبِيعة بن
_________
(1) في (ت) و (ف) و (ك) : «عن عبد الرحمن بن أبزى قوله» ، ولم تقع في أيٍّ من النسخ في المسألة الآتية برقم (2544) ، فالصواب عدم إثباتها؛ كما يتضح أيضًا من التخريج، والله أعلم.
(2) في (ت) و (ك) : «قال» .
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (1280) .
(4) روايته أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" (945) ، عنه، به.
وأخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (635) من طريق عبد الله بن المبارك، وابن ماجه في "سننه" (1895) ، والإسماعيلي في "معجم شيوخه (271) ، وأبوبكر الشافعي في"الغيلانيات" (753) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/265) من طريق نصر بن علي، وابن ماجه أيضًا من طريق الخليل بن عمرو، وابن عدي في "الكامل" (3/7) من طريق هاشم بن القاسم، وأبوبكر ابن الشافعي في"الغيلانيات" (753) من طريق عبد الله ابن وَهْب، جميعهم عن عيسى بن يونس، به. وكذا رواه ابْنِ نُفَيْلٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى، عن عيسى بن يونس؛ كما في المسألة (1280) .
قال ابن عدي: «وهذا يرويه عن ربيعة بهذا الإسناد خالد، وعن خالد: عيسى بن يونس» . وقال أبو نعيم: «هذا حديثٌ مشهور من حديث القاسم، عن عائشة، تفرَّد به خالد، عن ربيعة» . وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/290) من طريق أصبغ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ خالد بن إياس، عن ربيعة، عن القاسم، عن عائشة به. قال البيهقي: «كذا قال!؛ وإنما هو: خالد بن إلياس، ضعيف» .
ورواه أبو خيثمة مصعب بن سعيد - كما في"العلل" للدارقطني (5/146/ب) - عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ حسين المعلم، عن ربيعة، عن القاسم، عن عائشة به.
قال الدارقطني في "العلل": «ووهم في ذلك؛ وإنما هو: خالد بن إلياس» .
ورواه المعافى بن عمران الموصلي - كما في "العلل" للدارقطني (5/146/ب) - عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسٍ، عَنْ ربيعة، عن القاسم، عن عائشة، به.
ورواه الترمذي في "جامعه" (1089) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/174) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/290) من طريق عيسى بن ميمون الأنصاري، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عائشة، به.
قال الترمذي: «هذا حديث غريبٌ حسن في هذا الباب، وعيسى بن ميمون الأنصاري يضعَّف في الحديث ... » . وقال البيهقي: «عيسى بن ميمون ضعيف» . ورواه ابن الجوزي في "العلل" (2/627) من طريق الترمذي وقال: «عيسى بن ميمون ضعيف جدًّا لا يلتفت إلى ما روى» .(3/689)
أبي (1) عبد الرحمن، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: أَظْهِرُوا النِّكَاحَ ... (2) .
وَرَوَى القَعْنَبي (3) ، عن خالد (4) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ
_________
(1) قوله: «أبي» سقط من (أ) و (ش) .
(2) تتمته: «واضربوا عليه بالغِرْبال» .
(3) هو: عبد الله بن مَسْلَمة. وروايته أخرجها ابن أبي حاتم في المسألة رقم (1280) .
(4) قوله: «عن خالد» من (ف) فقط. وهو مذكور في المسألة رقم (1280) .(3/690)
عائِشَة، عن (1) النبيِّ (ص) (2) ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ كَمَا رواه القَعْنَبي، [عن] (3) خالد ... الحديثَ (4) .
1192 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (5) ،
عَنْ إِسْحَاقَ
_________
(1) في (ك) : «أنَّ» بدل: «عن» .
(2) أي: بإسقاط ربيعة من الإسناد؛ كما في المسألة (1280) .
(3) في جميع النسخ: «و» بدل: «عن» ، والتصويب من المسألة رقم (1280) .
(4) سئل الدارقطني في "العلل" (5/146/ب) عن هذا الحديث؟ فقال: «حدث به ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فروى حديثه عيسى بن يونس، واختُلِف عنه، فرواه جماعةٌ من الحفاظ عنه؛ منهم: نصر بن علي، وعلي ابن خشرم، وأبو همام، والحسين بن حريث أبو عمار المروزي، ومخلد بن مالك؛ رَوَوه عَنْ [عِيسَى بْنِ] يُونُسَ، عَنْ خالد بن إلياس، عن ربيعة. وخالفهم أبو خيثمة مصعب بن سعيد فرواه عن عيسى، عن حسين المعلِّم، عن ربيعة، ووهم في ذلك، وإنما هو: خالد ابن إلياس. وكذلك رواه المعافى بن عمران الموصلي عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسٍ، عَنْ ربيعة، وهو الصَّواب» .
(5) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (3178) - عنه به.
وأخرجها ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (54) من طريق محمد بن ناصح، والسلمي في "أداب الصحبة" (28) من طريق عبد الرحمن بن محمد، كلاهما عن بقية، به.
وذكر الشيخ ناصر الدين الألباني _ح في "الضعيفة" (759) ان النسائي رواه في "حديثه" من طريق بقية، به، لكنه قال: «عبد الله بن الحسين» .
وكذا رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (54/178) من طريق هشام بن خالد، عن بقية بمثله، ثم قال ابن عساكر: «غريب جدًّا» .
ورواه أبو بكر الشافعي في "فوائده"، والديلمي - كما في "الضعيفة" أيضًا (759) - من طريق عَمرو بن جُميع، عن عبد الله بن الحسن بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، به.
ورواه الدينوري في "المجالسة" (541 و2381) ، والرافعي في "التدوين" (2/389) من طريق علي بن الحسين، عن الحسين، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب، عن النبي (ص) ، به.
ورواه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (53) من طريق أبي عبد الله البصري، عن عبد الله بن الحسن قوله.(3/691)
أبي يعقوب المَدَني، عن عبد الله بْنِ الْحَسَنِ (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ (2) ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مِنْ سَعَادَةِ المَرْءِ: أَنْ تَكُونَ زَوْجَتُهُ مُوَافِقَةً، وَأَوْلاَدُهُ أَبْرَارً (3) ، وإِخْوَانُهُ صالحِينَ، وَأَنْ يَكُونَ رِزْقُهُ فِي بَلَدِهِ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
1193- وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوانُ بنُ مُعَاوِيَةَ الفَزَاري، عَنْ عَوْف (5) ، عَنِ الْحَسَنِ (6) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عن رسول الله (ص) : الدَّعْوَةُ أَوَّلَ يَوْمٍ حَقٌّ، والثَّانِيَ مَعْرُوفٌ، وَمَا زَادَ فَهُوَ [رِيَاءٌ] (7) ؟
_________
(1) هو: عبد الله بن الحسن بن الحسن بْنِ عَليّ بْن أَبِي طالب ح.
(2) أي: الحسن بْنِ عَليّ بْن أَبِي طالب ذ.
(3) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (5/111/ب) بتصرف، وكذا ابن حجر في "فتح الباري" (9/243) ، و"التلخيص الحبير" (3/397 رقم 1691) .
(5) هو: ابن أبي جميلة الأعرابي.
(6) هو: البصري.
(7) في (ش) : «زبا» بالزاي وإهمال ما بعدها، وفي بقيَّة النسخ: «ربوا» ، وهذا رسم قديم لكلمة «الربا» بالراء والباء الموحَّدة المفتوحة بعدها ألف، والظاهر: أنها رُسِمَتْ في الأصل القديم لهذا الكتاب هكذا: «ريا» بالراء مع إهمال الياء المثناة التحتانية والقصر؛ فظنَّ الناسخ أنها بالباء الموحدة، فنقلها على أنها: «الربا» ، وكتبها على الرسم القديم: «ربوا» ، وانظر في هذا الرسم التعليق على المسألة رقم (1127) ، وما أثبتناه موافق لما في مصادر التخريج الآتية.(3/692)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ الحسنُ، عن النبيِّ (ص) ... مُرسَلً (1) .
_________
(1) قوله: «مرسل» يجوز فيه الرفع والنصب. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
والحديث يرويه الحسن البصري، ورواه عنه يونس بن عبيد، وعوف بن أبي جَميلة، وقتادة.
فأما رواية يونس؛ فأخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (35903) من طريق عبد الوهَّاب الثقفي، والنسائي في "الكبرى" (6597) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن يونس، عن الحسن، به مرسلاً.
= ... وأما عوف؛ فقد اختُلِف عليه، فرواه ابن عدي في "الكامل" (6/388) من طريق مروان بن معاوية، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أنس، عن النبي (ص) ، به.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (35983) عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، عَن عوف، عن الحسن، به مرسلاً.
وأما قتادة؛ فاختُلِف عليه، فرواه أحمد في "مسنده" (5/28 و371 رقم20324 و23152) ، والدارمي في "مسنده" (2109) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/452) تعليقًا، وأبو داود في "سننه" (3745) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/260) -، والنسائي في "الكبرى" (6596) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3/234) ، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (217) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3021) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/240) ، والطبراني في"الكبير" (5/272 رقم5306) (وسقط من إسناده: الحسن) ، وابن عدي في "الكامل" (3/223) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3070) جميعهم من طريق هَمَّام بْن يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عن الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عثمان، عن زهير بن عثمان، عن النبي (ص) به.
ورواه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (217) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة بمثله. ورواه معمر في "جامعه" (19660) عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ النبي (ص) به مرسلاً.
قال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/425) في ترجمة زهير بن عثمان: «ولم يصح إسناده ولا يعرف له صحبة» .
وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (842) في ترجمة زهير: «في إسناده نظر، يقال: إنه مرسل، وليس له غيره» .
ونقل ابن الملقن في "البدر المنير" (5/111/ب) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/397) عن الدارقطني قوله: «المرسل أصح» .
وقال ابن حجر في "تغليق التعليق" (4/422) عن حديث زهير بن عثمان: «إسناده حسن» . وانظر "فتح الباري" لابن حجر (9/242-243) ، و"إرواء الغليل" للألباني (1950) .(3/693)
1194- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ يونسُ بنُ حَبِيبٍ الأَصْبَهاني، عَنْ أَبِي دَاوُدَ (2) ،
عَنْ أَبِي الأَشْهَب (3) ، وجريرِ بنِ حَازِمٍ، وحمادِ ابنِ نَجِيح، وسَلْمِ (4) بنِ رَزِينٍ (5) ، وصخرِ بنِ جُوَيرِية، عن أبي
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1807) .
(2) هو: الطيالسي. وروايته أخرجها في "مسنده" (872) . ومن طريق الطيالسي أخرجه: أبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (3/47) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/308) ، والبيهقي في "الشعب" (9901) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/878) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (7/287) .
ورواه الطيالسي أيضًا (2882) بالإسناد السابق غير أنه جعله عن ابن عباس وحدَه.
قال الخطيب في "الفصل للوصل" (2/879) : «كذا روى أبو داود الطيالسي هذا الحديث، وخلط في جمعه بين روايات هؤلاء الخمسة ... » ، ثم شرع في ذكر الاختلاف في هذا الحديث.
(3) هو: جعفر بن حيَّان كما سيأتي في كلام المصنف.
(4) في (أ) و (ش) و (ف) : «مسلم» ، وفي (ك) : «سالم» ، والمثبت من (ت) ، وهو الصَّواب الموافق لما في "مسند الطيالسي". وانظر التعليق على الموضع الآتي آخرَ المسألة.
(5) كذا في جميع النسخ: «رزين» ، وفي "الجرح والتعديل" (4/264) : «زرير» ، وهو الصواب، وما في النسخ تصحيف قديم، فقد قال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/158) : «سَلْم بن زرير ... وقال ابن مهدي: سَلْم ابن رزين. والصحيح: زرير» . وجاء على الصواب في "مسند الطيالسي"، ومصادر التخريج. وانظر "المؤتلف والمختلف" للدارقطني (1096) ، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (4/294) ، و"تهذيب الكمال" (7/287) ، و (11/222) . وانظر التعليق على المسألة رقم (1808) .(3/694)
رَجَاء (1) ، عَنْ عِمْران بْنِ حُصَين وابنِ عَبَّاسٍ؛ قَالا: قَالَ رسولُ الله (ص) : نَظَرْتُ فِي (2) الجَنَّةِ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا الفُقَرَاءُ، وَنَظَرْتُ فِي النَّارِ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا (3) ! فإنَّ بعضَهُمْ يَرْوِي عَنْ أَبِي رَجَاء، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) ، وبعضَهُمْ يَرْوِي عَنْ أَبِي رَجَاء، عَنْ عِمْران بْنِ حُصَين، عَنِ النبيِّ (ص) . ولا أعلَمُ واحدً (4) مِنْهُمْ يَجْمَعُ عَنْ أَبِي رَجَاء، بَيْنَ ابْنِ عَبَّاسٍ وعِمْرانَ بنِ حُصَين، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبُو محمَّد (5) : أَبُو الأَشْهَب جَعْفَرُ بْنُ حيَّان (6) ، وحمَّاد بْنُ
_________
(1) أي: العُطاردي، واسمه: عِمْران بن مِلْحان.
(2) قوله: «في» سقط من (ك) .
(3) كذا في جميع النسخ! ويشبه أن يكون وقع سقط في العبارة، ولعل الصواب: «هذا خطأ» ، ووجه الخطأ: جَمْعُ أبي داود الطيالسي بين روايات مشايخه الخمسة؛ كما سبق في كلام الخطيب البغدادي، والسِّياق يدلُّ عليه، وستأتي هذه المسألة برقم (1807) وفيها: «قَالَ أَبِي: ابْنُ عَبَّاسٍ أشبهُ؛ لأن أيوب أحفظُهم وأشبههُم» .
(4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد سبق التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) في (ف) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» .
(6) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2737) ، والبغوي في "الجعديات" (3045) ، والطبراني في "الكبير" (12/126 رقم 12766) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/880) .(3/695)
نَجِيح (1) ، وَصَخْرُ بْنُ جُوَيْرِية (2) :
فإنَّهم (3) يَرْوُونَ (4) عَنْ أَبِي رَجَاء العُطَاردي، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ لا يَذْكُرُونَ عِمْرانَ بنَ حُصَين.
وَأَمَّا سَلْم (5) بْنُ رَزِينٍ (6) : فَإِنَّهُ يَرْوِي عَنْ أَبِي رَجَاء العُطَاردي، عَنْ عِمْران بْنِ حُصَين، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/234 رقم 2086) ، والنسائي في "الكبرى" (9264) ، والبيهقي في "الشعب" (9899) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/880-881) .
(2) في (ك) : «جورية» . وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/234 رقم 2086) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/182) ، والنسائي في "الكبرى" (9263) ، والبغوي في "الجعديات" (3044) - ومن طريقه الآجري في "الشريعة" (918) ، والطبراني في "الكبير" (12/126 رقم 12765) -، والبيهقي في "الشعب" (9899) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/880-881) .
ورواه الطبراني في "الكبير" (12/126 رقم 12769) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/883) من طريق مطر الورَّاق، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس به.
(3) كذا «فإنَّهُمْ» بدخول الفاء على خبر المبتدأ، وهو جائزٌ مطلقًا في قول الأخفش. انظر التعليق على المسألة رقم (1977) .
(4) في (ك) : «يَرْوُنَ» .
(5) في (ف) : «أسلم» ، وفي (أ) و (ش) : «سالم» ، وفي (ك) : «مسلم» ، والمثبت من (ت) . وانظر التعليق على الموضع المتقدم أول المسألة.
(6) كذا في جميع النسخ: «رزين» ، وتقدم الكلام عليه أول المسألة.
وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (3241 و6449) ، والبيهقي في "الشعب" (9898) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/883-884) من طريق أبي الوليد الطيالسي، وأحمد في "مسنده" (4/429 رقم 19853) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، كلاهما (أبو الوليد وعبد الصمد) عن سَلْم ابن زرير، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بن حصين به.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/181-182) من طريق السكن، عن سَلْم بن زرير، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس وعمران بن حصين به.
ورواه الطبراني في "الكبير" (18/138 رقم 290) من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حصين به.(3/696)
وَأَمَّا جريرُ بْنُ حَازِمٍ: فَلا أَدْرِي كَيْفَ يَرْوِي! فَإِنَّهُ لَمْ يقَع عِنْدَنَا (1) .
فَهَذَا عِلَّةُ هَذَا الْحَدِيثِ.
وَرَوَى أيُّوبُ السَّخْتِياني (2) ، وسعيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبة (3) ؛ فَإِنَّهُمَا رَوَيَا
_________
(1) قال الخطيب في "الفصل للوصل" (2/879) : «وَأَمَّا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ فَلا نعلم كيف كان يرويه؛ لأنه لم يقع إلينا حديثه إلا من رواية أبي داود هذه، مجموعًا مع رواية غيره» .
(2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/359 رقم 3386) ، ومسلم في "صحيحه" (2737) ، والترمذي في "جامعه" (2602) ، والبغوي في "الجعديات" (3046) ، والطبراني في "الكبير" (12/126 رقم 12767) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/881-882) من طريق إسماعيل بن عليَّة، ومسلم في "صحيحه" (2737) ، والنسائي في "الكبرى" (9261) ، والطبراني في "الكبير" (12/126 رقم 12768) من طريق عبد الوهَّاب الثقفي، والبغوي في "الجعديات" (3047) ، والآجري في "الشريعة" (919) من طريق محمد بن عبد الرحمن الطُّفاوي، والبغوي أيضًا (3048) من طريق وُهَيب بن خالد، والطبراني في "الكبير" (12/126 رقم 12769) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/883) من طريق داود بن الزِّبرقان. خمستهم عن أيوب، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس به.
ورواه النسائي في "الكبرى" (9260) ، والبغوي في = = "الجعديات" (3049) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أيوب، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بن حصين، به.
قال البغوي عن عبد الوارث بن سعيد: «وخالف رواية الجميع» .
(3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/429 رقم 19854) ، وهنَّاد في "الزهد" (246 و604) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (691) ، ومسلم في "صحيحه" (2737) ، والنسائي في "الكبرى" (9262) ، والبيهقي في "الشعب" (9900) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/282) .(3/697)
عَنْ أَبِي رَجَاء، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) .
وَرَوَى قَتَادةُ (1) ، وعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ (2) ، عَنْ أبي رَجَاء، عن عِمْران ابن حُصَيْن، عن النبيِّ (ص) .
1195 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثِ أَبِي (4) النَّضْرِ سعيدِ (5) بنِ أبي
_________
(1) روايته أخرجها معمر في "الجامع" (20610) عنه. ومن طريق معمر أخرجه أحمد في "مسنده" (4/437 رقم 19927) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/182) ، والطبراني في "الكبير" (18/131 رقم 275) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/884) .
(2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/429 رقم 19852) ، والبخاري في "صحيحه" (5198 و6546) ، والترمذي في "جامعه" (2603) ، والنسائي في "الكبرى" (9259) ، والبزار في "مسنده" (3582) ، وابن حبان في "صحيحه" (7455) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/308) ، والبيهقي في "الشعب" (9898) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/885) .
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، وهكذا يقول عوف، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بن حصين، ويقول أيوب: عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس، وكلا الإسنادين ليس فيهما مقال. ويحتمل أن يكون أبو رجاء سمع منهما جميعًا، وقد روى غيرُ عوف أيضًا هذا الحديث عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بن حصين» .
وقال البزار: «وهذا الحديث قد اختلفوا فيه، فرواه غيرُ واحد عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس ورواه غيرُ واحد عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بن حصين، وإسناده حسن» .
قال أبو نعيم: «كذا رواه عوف، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ، وتابعه عليه قتادة، عن أبي رجاء. ورواه جماعة فخالفوهما فقالوا: عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس وعمران» .
وانظر "فتح الباري" لابن حجر (11/279) .
(3) انظر المسألة رقم (1199) و (1200) .
(4) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(5) في (ت) و (ك) : «وسعيد» بالواو.(3/698)
هَانِئٍ (1)
- وَأَبُوهُ أَبُو (2) هَانِئٍ: إسماعيلُ بْنُ خَلِيفة قَاضِي أَصْبَهان (3) - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُفْيان الثَّوْري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْضة بْنِ الشَّمَرْدَل، عَنْ قَيْس بْنِ الْحَارِثِ: أَنَّهُ أسلَمَ وَعِنْدَهُ ثمانُ (4) نِسوَةٍ فأمرَهُ أن يُمْسِكَ أربعةً (5) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الثَّوْري (6) ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائب الكَلْبي، عَنْ حُمَيضة بْنِ الشَّمَرْدَل، عَنْ قَيس بْنِ الحارث.
_________
(1) روايته أخرجها أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/414) .
ورواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/250) تعليقًا عن محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن خداش، ثنا أبو أيوب، ثنا يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ بمثله.
(2) في (أ) : «ابن» ، وفي (ش) : «أبي» .
(3) في (ت) و (ك) : «أصبهاني» .
(4) قوله: «ثمان» مبتدأ مرفوع، ويجوز في نونه وجهان: الأول: الكسر على أنَّ الأصل: «ثمانِي نِسْوةٍ» ، ثم حُذِفَتِ الياء، واجتزئ عنها بالكسرة على النون. انظر التعليق على المسألة رقم (679) .
والثاني: الضم على أنَّ ياء «ثماني» حذفتْ تخفيفًا، وجُعِلَ الإعراب - وهو هنا الرفع - على النون. انظر في ذلك التعليق على المسألة رقم (525) .
(5) كذا في جميع النسخ «أربعة» ، وسيأتي مثله في المسألة رقم (1200) ، والجادَّة أن يقال: «أربعًا» - كما في مصادر التخريج، وفي المسألة رقم (1199) - لأنَّ المعدود مؤنَّث، والمراد: أربع نسوة، لكنَّ ما وقَعَ في النسخ صحيحٌ أيضًا في العربية؛ لعدم ذكر المعدود بعد العدد. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (713) .
(6) روايته أخرجها الدارقطني (3/270) من طريق حسين ابن حفص، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/353) من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن الثوري، به.
ورواه أبو يعلى في "مسنده" (6874) عن أبي عبد الله أحمد بن إبراهيم قال: وحُدِّثت عن الثوري به. ورواه الدارقطني في "سننه" (3/271) من طريق غسان بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ حماد والكلبي، عن قيس بن الحارث به.
= ... ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (5/208) من طريق شيبان، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5701) من طريق قيس بن الربيع، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/183) من طريق هشيم، وابن عبد البر في "التمهيد" (12/57) من طريق جرير. أربعتهم عن الكلبي، عن حميضة، عن قيس بن الحارث به.
قال أبو نعيم: «ورواه الثوري، وهشيم، وجرير، وعلي ابن مسهر، عن الكلبي، عن حُميضة مثله، ورواه هشيم أيضًا عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن حُميضة» .
قال البخاري في "التاريخ الكبير" (2/262) بعد أن ذكر الحديث: «ورواه حُميضة ابن الشَّمردل، عن الحارث بن قيس، عن النبي (ص) ولم يصحَّ إسناده» .
قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" رقم (461) في ترجمة الحارث بن قيس بن عميرة الأسدي: «ويقال: قيس بن الحارث اختلفوا فيه، ليس له إلا حديثٌ واحد، ولم يأت من وجه صحيح» .
وقال في "التمهيد" (882) بعد أن ذكر الاختلاف في هذا الحديث: «الأحاديث المرويَّة في هذا الباب كلُّها معلولة، وليست أسانيدها بالقوية، ولكنها لم يُروَ شيء يخالفها عن النبي (ص) ، والأصول تعضُدها، والقول بها والمصير إليها أولى» .(3/699)
1196 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالسي، عَنْ شُعْبَة، عَنْ يُونُسَ الجَرْمي (2) ، عَنْ عليِّ بْنِ رَبِيعة؛ قَالَ: شَهِدتُّ عَلِيًّا ونازَعَتْ إِلَيْهِ امرأةٌ فِي وَلَدِهَا، وعَمٌّ (3) ، مَعَهَا ابْنَانِ (4) لَهَا (5) ، أحدُهُمَا أكبَرُ مِنَ الآخَرِ، فخَيَّرَ (6) عليٌّ الأكبرَ مِنْهُمَا، وَقَالَ للأصغَرِ: هَذَا إِذَا بلغَ مِثْلَ هَذَا خُيِّرَ؟
_________
(1) ذكر هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (6/10/ب) ، وذكر بعضه ابن حجر في "التلخيص" (4/24 رقم1861) .
(2) هو: ابن عبد الله.
(3) في (ت) و (ك) : «وعمر» .
(4) في (أ) : «اثنان» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ش) .
(5) المعنى: أن امرأة توفي عنها زوجها، فاختصمت هي وعَمُّ ولدِها؛ أيهما يَضُمُّ الولدَ إليه؟ فترافعا إِلَى عَليّ بْن أَبِي طالب ح، فجاءت ومعها الابنُ المتنازَع فيه، وآخرُ أصغر منه.
(6) في (ت) : «فخبر» ، وفي (ك) : «فجبر» .(3/700)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: يُونُسُ الجَرْمي (1) ، عَنْ عُمَارَة (2) ، عَنْ عليٍّ.
قلتُ لأَبِي: الخطأُ ممَّن هُوَ: مِن شُعْبَة، أَوْ مِنْ أَبِي دَاوُدَ؟
قَالَ: لا أَدْرِي! وَكَانَ أكثرُ خطأِ شُعْبَةَ فِي أَسْمَاءِ الرُّوَاة.
1197 - وسُئِلَ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ يَرْوِيهِ شُعْبَة وَأَبُو الأَحْوَص (4) ، عَنْ سِمَاك (5) ، فَقَالَ شُعْبَة (6) :
عَنِ الأَغَرِّ بْنِ سُلَيك، وقال أبو
_________
(1) روايته أخرجها الشافعي في "الأم" (5/92) من طريق ابن عيينة وإبراهيم بن محمد، وعبد الرزاق في "المصنف" (12609) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (2279) من طريق ابن عيينة، وابن أبي شيبة في "المصنف" (19120) من طريق عباد بن العوام، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/497) تعليقًا من طريق سفيان الثوري، جميعهم عن يونس، به. ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/4) . وقال البخاري: «وقال شعبة: حدثنا يونس، عن عامر بن عبد الله، والأول أصح» .
(2) في جميع النسخ: «عن علي بن عمارة» ، والتصويب من "البدر المنير"، و"التلخيص الحبير"، وهو الموافق لما في مصادر التخريج. وعمارة هذا هو: ابن ربيعة. قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/365) : «عمارة بن ربيعة الجرمي قال: خيَّرني علي وأنا صبي، فاخترت أمي، فجعلني معها. وروى عن عنبسة بن سعيد، روى سفيان الثوري عن يونس الجرمي عنه، سمعت أبي يقول ذلك» .
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (2229) .
(4) هو: سلاَّم بن سُلَيم.
(5) هو: ابن حرب.
(6) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (6/243) من طريق أبي عامر العقدي، والخطيب في "الموضح" (1/452) من طريق غُندر، ومسلم بن إبراهيم - كما في "العلل" للدارقطني (3/132) -، ثلاثتهم عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ الأغر بن سُليك، عن علي به.
ورواه الخطيب في "الموضح" (1/452) من طريق سليمان بن داود، عن شعبة، عن سماك وعلي بن الأقمر، عن الأغر بن سُليك، عن علي به.
ورواه الخطيب أيضًا (1/452) من طريق بدل بن المحبر، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأقمر، عن الأغر بن سُليك، عن علي به.
= ... وخالفهم روح بن عبادة؛ فرواه عن شعبة، عن سماك وعلي بن الأقمر، عن الأغر بن سُليك، عن علي، عن النبي (ص) به مرفوعًا. أخرجه الدارقطني في "العلل" (3/132) ، والخطيب في "الموضح" (1/451) .(3/701)
الأَحْوَص (1) : عَنِ الأَغَرِّ بْنِ حَنْظَلة، عَنْ عَلَيٍّ: ثلاثَةٌ يُبغِضُهُمُ اللهُ تَعَالَى: الشَّيْخُ الزَّاني، والغَنِيُّ (2) الظَّلومُ، والفَقِيرُ المُخْتالُ (3) .
قِيلَ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: شُعْبَةُ أحفَظُ (4) .
1198 - وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه أيُّوب بن (6)
_________
(1) روايته أخرجها الخطيب في "الموضح" (1/452-453) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (6/243) ، والخطيب في "الموضح" (1/453) من طريق إسرائيل، عن سماك، عَنِ الأَغَرِّ بْنِ حَنْظَلَةَ، عَنْ علي به.
(2) في (ك) : «والمغنى» .
(3) أي: المتكبر. انظر "النهاية" (2/93) .
(4) روى الخطيب في "الموضح" (1/453) بإسناده إلى علي بن المديني أنه قال: «فنظرت بعدُ؛ فإذا الأغر هذا هو: الأغر بن حنظلة بن سُليك، فإذا القوم قد أصابوا جميعًا في روايتهم» . وقال ابن سعد في "الطبقات" (6/243) : «الأغر بن سُليك، وفي حديث آخر: الأغر ابن حنظلة ... ، ولعله نُسب إلى جدِّه سُليك بن حنظلة» . وقال الخطيب في "الموضح" (1/452) بعد أن ذكر الأغر بن سُليك قال: «وهو الأغر بن حنظلة الذي روى أبو الأحوص سلاَّم بن سُليم وإسرائيل بن يونس، عن سماك بن حرب عنه هذا الحديث» .
(5) نقل بعض هذا النص ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (4/164) .
(6) في (ش) : «عن» بدل: «بن» ؛ وكأنها كانت كذلك في (أ) ، ثم صوِّبت.(3/702)
عُتْبَة (1) ،
عن يحيى ابن أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمة (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - أَوْ عائِشَة (3) -: أنَّ رسولَ الله (ص) كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُزَوِّجَ المرأةَ مِنْ بناتِهِ، جلَسَ إِلَى خِدْرِهَا (4) ، فَقَالَ (5) : إنَّ فُلاَنًا يَذْكُرُ فُلاَنَةَ (6) ؟ فإنْ هِيَ سكتتْ زَوَّجَهَا، وَإِنْ هِيَ نَقَرَتِ (7) السِّتْرَ ... فَهَكَذَا الحديثُ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ رُوِيَ عَنْ يَحْيَى (8) ،
عَنِ المُهَاجِر
_________
(1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/78 رقم 24494) قال: حدثنا حسين بن محمد، حدثنا أيوب ابن عتبة، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن عائشة به.
ورواه ابن عدي في الكامل" (1/353) من طريق عبد الله ابن صالح المقرئ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن عائشة به.
(2) في (ك) : «أبي سليمة» .
(3) في (ت) و (ك) : «وعائشة» .
(4) الخِدْر: ناحيةٌ في البيت، يُترك عليها سِتْرٌ؛ فتكون فيه الجاريةُ البِكْر. "النهاية" (2/13) .
(5) في (ك) : «قال» .
(6) في (ت) و (ف) و (ك) : «ولاية» بدل: «فلانة» .
(7) المثبت من (ت) ، وفي (أ) و (ش) : «نفرت» ، ولم تنقط في (ف) ، ولم تنقط النون في (ك) ، ويروى بلفظ: «طَعَنَتْ في الخِدْرِ» ، قال ابن الأثير في "النهاية" (2/13 خ د ر) : «ومعنى طَعَنَتْ في الخِدْرِ، أي: دَخَلَتْ وذهبَتْ فيه؛ كما يقال: طعن في المفازة: إذا دخل فيها، وقيل: معناه: ضربتْ بيدها على السِّتْر، ويشهد له ما جاء في رواية أخرى: نَقَرَتِ الخِدْرَ؛ مكان طَعَنَتْ» . وانظر "اللسان" (4/231) ، و"التاج" (11/140) مادة (خ د ر) .
(8) روايته أخرجها مسدَّد في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (1583) - عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيد القطان، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عن عكرمة بن مهاجر - أو مهاجر بن عكرمة - عن عبد الله بن أبي بكر به.
ومن طريق مسدد رواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/100) إلا أنه جزم بأنه المهاجر بن عكرمة. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (10278) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/123) من طريق سفيان الثوري، وسعيد بن منصور في "سننه" (577) من طريق إسماعيل بن عليَّة، كلاهما عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عن المهاجر بن عكرمة به مرسلاً.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (10277) من طريق معمر، و (10279) من طريق عمر بن راشد، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/123) من طريق يونس بن بكير، ثلاثتهم عن يحيى، عن المهاجر به مرسلاً.
ورواه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص127) من طريق أبي حنيفة، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ المهاجر، عن أبي هريرة به.
ورواه الطبراني في "الكبير" (11/281 رقم 11999) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/123) من طريق أبي الأسباط الحارثي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ = = أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة. وعن عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
قَالَ البيهقي: «كذا رواه أبو الأسباط الحارثي، وليس بمحفوظ، والمحفوظ من حديث يحيى مرسل» .(3/703)
بن (1) عِكْرمَة، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ (2) ؛ قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) (3) .
وَقَالا: هَذَا الصَّحيحُ.
قَالَ (4) أَبِي: وَكَانَ أيُّوبُ قَدِمَ بَغْدَادَ، وَلَمْ يكنْ (5) مَعَهُ كتُبُهُ، وَكَانَ يُحدِّثُ مِنْ حِفْظِهِ عَلَى (6) التَّوَهُّمِ فيغلَطُ. وَأَمَّا كتُبُهُ فِي الأَصْلِ فَهِيَ (7) صحيحةٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثيِر.
_________
(1) في (ف) : «عن» بدل: «بن» .
(2) هو: ابن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث.
(3) يعني: مرسلاً.
(4) في (ف) : «وقال» .
(5) كذا في (ت) و (ك) ، وأهملتْ في بقية النسخ، وتحتمل الفوقيةَ والتحتية، وكلاهما صحيح في العربية؛ لأن الفعل مُسْنَدٌ إلى جمع تكسير «كتبه» ، فيجوز تذكير الفعل وتأنيثه، وإن كان التأنيث أولى. انظر التعليق على المسالة رقم (224) .
(6) في (ك) : «قال» بدل: «على» .
(7) في (ت) و (ك) : «فهو» .(3/704)
1198/أ - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (2) بِشْر بْنُ السَّرِيِّ (3) ،
عن حمَّاد ابن سَلَمة، عن إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَة، عَنْ أَنَسٍ؛ أنَّ أمَّ سُلَيْمٍ قَالَتْ للنبيِّ (ص) : أَلاَ تتزوَّجُ مِنْ نِسَاءِ الأَنْصَارِ؟ قال النبيُّ (ص) : نِسَاءُ الأَنْصَارِ لَهُنَّ غَيْرٌ (4) ؟
قَالا جَمِيعًا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ (5) : حمَّادُ بنُ سَلَمة، عَنْ إِسْحَاقَ، أنَّ أمَّ سُلَيْمٍ (6) قَالَتْ للنبيِّ (ص) ... مُرسَل (7) .
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1261) .
(2) من قوله في المسألة السابقة: «صحيحة عن يحيى ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .
(3) روايته أخرجها الضياء في "المختارة" (1534) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، عنه، به.
وأخرجه النسائي في "سننه" (3233) ، وأبو يعلى في "معجم شيوخه" (163) - ومن طريقه الضياء في "المختارة" (1535) - والطبراني في "الأوسط" (8207) ، من طريق النضر بن شُميل، عن حماد، عن إسحاق، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قِيلَ: يَا رسول الله، أَلا تتزوَّج مِنْ نِسَاءِ الأَنْصَارِ؟ قال: «إنَّ فيهم غَيْرة شديدة» ، بدون ذكر أم سليم. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ إسحاق بن عبد الله إلا حماد بن سلمة، تفرَّد به النضر بن شُميل» .
(4) في (ك) : «غيرة» ، ومثله في مصادر التخريج، ولفظه فيها: «إنَّ فيهم [أي: الأنصار] غَيْرَةً» ، و «إنَّ فيهم غَيْرَةً شديدةً» ، وكلا اللفظين - غَيرةٌ، وغَيرٌ - بمعنًى واحدٍ؛ قال الفيومي: «غارَ» الرجلُ على امرأته، والمرأةُ على زوجها، «يغارُ» من باب تَعِبَ، غَيْرًا وغَيْرَةً بالفتح، وغارًا. "المصباح المنير" (ص458) .
(5) قال أبو حاتم في المسألة رقم (1261) : «حدثناه أبو سلمة [أي: موسى بن إسماعيل التبوذكي] ، عن حماد ابن سلمة ... » فذكره.
(6) في (ك) : «أم سلمة» .
(7) كذا في جميع النسخ، يجوز فيه الرفع والنصب. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .(3/705)
وسمعتُ أَبِي بَعْدَ ذَلِكَ يَقُولُ: حديثُ بِشْر ابن السِّريِّ خطأٌ.
أَخْبَرَنَا (1) أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: حدَّثنا (2) أَحْمَدُ بْنُ سِنَان؛ قَالَ: حدَّثنا يزيدُ (3) بنُ هَارُونَ، عَنْ حمَّاد، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عبد الله ابن أَبِي طَلْحَة (4) ، عَنْ أَنَسٍ؛ أنَّ أُمَّ سُلَيم ... الحديثَ.
1199 - وَسَمِعْتُ (5) أَبَا زُرْعَةَ (6) وحدَّثنا بِهَذَا الْبَابِ فِي "كِتَابِ النِّكَاحِ" بِطُرُقٍ عَنْ (7) مَعْمَر (8) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: أسلَمَ غَيْلانُ بنُ سَلَمة وَعِنْدَهُ عَشْرُ نِسْوَة. فَأَمَرَهُ النبيُّ (ص) أنْ يختارَ أَرْبَعًا.
وَأَخْبَرَنَا (9) أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ (10) : وحدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ، عن عبد العزيز
_________
(1) في (ت) و (ك) : «ثنا» ، وهي اختصار «حدثنا» .
(2) في (ف) : «قلت: وحدثنا» بدل: «أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا» .
(3) في (ك) : «ابن زيد» .
(4) هو أخو إسحاق، وهذا يعني وجود اختلاف آخر على حماد بن سلمة.
(5) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (5/92/ب) حكم أبي زرعة على الحديث، وانظر "التلخيص الحبير" (3/347) ، والمسألة التالية، والمسألة السابقة برقم (1195) .
(6) في (أ) : «أبي زرعة» .
(7) قوله: «عن» ليس في (أ) و (ش) و (ف) .
(8) هو: ابن راشد. وسيأتي تفصيل الكلام على روايته في المسألة التالية.
(9) في (ت) و (ك) : «واحا» ، ولعلها مصحَّفةٌ عن «وأنا» .
(10) في (ف) : «قلت» بدل: «وأخبرنا أبو محمد؛ قال» .(3/706)
الأُوَيْسِي؛ قَالَ: حدَّثنا مَالك (1) ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أنَّه (2) قَالَ: بلغَني أنَّ رسول الله (ص) قَالَ لِرَجُلٍ مِن ثَقِيفٍ أسْلَمَ وَعِنْدَهُ عَشْرُ نِسْوَة: أَمْسِكْ أَرْبَعًا، وَفَارِقْ سَائِرَهُنَّ.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: مُرسَلً (3) أصحُّ.
1200 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ زُرَيع (5) ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (6) ، وَابْنُ عُلَيَّة (7) ، وعيسى بن يونس (8) ،
عَنْ مَعْمَر،
_________
(1) روايته أخرجها في "الموطأ" (2/586) . ومن طريقه سعيد بن منصور في "سننه" (1868) ، والطحاوي في "شرح المعاني"، والدارقطني في "السنن" (3/270) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/182) . قال أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/2271) : «ورواه مالك بن أنس في غير "الموطأ"، عن الزهري متصلاً» . ثم رواه من طريق يحيى بن سلام، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالم، عن ابن عمر به. وقال ابن عبد البر في"التمهيد" (12/54) : «أخطأ فيه يحيى بن سلام على مالك، ولم يتابَع عنه على ذلك» .
(2) قوله: «أنه» ليس في (ش) .
(3) كذا في جميع النسخ، وأصل الكلام: هو أصحُّ مرسلً، وجاء قوله: «مرسلً» بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4) انظر المسألتين السابقتين برقم (1195) و (1199) .
(5) ذكر روايته البيهقي في "السنن الكبرى" (7/182) .
(6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (17176 و36275) ، والدارقطني في "السنن" (3/269) .
(7) هو: إسماعيل بن إبراهيم. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في"المصنف" (17176) ، وأحمد في "مسنده" (2/13 رقم 4609) - ومن طريقه أبو نعيم في "المعرفة" (5627) -، وأبو يعلى في "مسنده" (5437) ، وابن حبان في "صحيحه" (4156) .
(8) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (4158) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5627) .
والحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (36275) من طريق سفيان بن عيينة، وأحمد في"مسنده" (2/44 رقم 5027) ، والروياني في "مسنده" (1399) ، والطحاوي في "شرح المعاني (3/252) من طريق عبد الأعلى السامي، وأحمد في "مسنده" (2/83 رقم 5558) ، والترمذي في "جامعه" (1128) ، والدارقطني في "السنن" (3/269-270) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (5626) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/149 و182) ، وابن عبد البر في"التمهيد" (12/55) من طريق سعيد بن أبي عَروبة، وأحمد في "مسنده" (2/44 رقم 5027) ، وابن ماجه في "سننه" (1953) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/181) من طريق محمد بن جعفر، وابن حبان في "صحيحه" (4157) من طريق الفضل بن موسى، وابن عدي في "الكامل" (1/178) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (5629) من طريق يحيى بن أبي كثير، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/182) ، وابن عبد البر في"التمهيد" (12/55) من طريق سفيان الثوري، سبعتهم عن معمر، به.
ورواه عبد الرزاق، عن معمر، واختُلِف على عبد الرزاق، فرواه إسحاق الدَّبَري في "المصنف" (12621) - ومن طريقه أبو نعيم في "المعرفة" (5628) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/182) -، وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (234) من طريق محمد بن يحيى، والدارقطني في "السنن" (3/270) من طريق أحمد بن منصور الرمادي، ثلاثتهم (الدبري ومحمد بن يحيى والرمادي) ، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري به مرسلاً. وخالفهم احمد بن يوسف السلمي - كما في "المعرفة" لأبي نعيم (4/2271) - فرواه عن عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالم، عن ابن عمر به.
قال أبو نعيم: «وهو وهمٌ؛ لأن الأثبات والأعلام رووه عن عبد الرزاق مرسلاً» .
وقال ابن عبد البر في "الاستذكار" (18/142) : «ذكر يعقوب بن شيبة قال: حدثني أحمد بن شَبُّويه قال: قال لنا عبد الرزاق: لم يسند لنا معمر حديث غيلان بن سلمة: أنه أسلم، وعنده عشر نسوة» .(3/707)
عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي قصَّة غَيْلان بْنِ سَلَمة؛ حيثُ أسلَمَ وَتَحْتَهُ عَشْرُ نِسْوَة، فأمره أن يُمْسِكَ أربعةً (1) ...
_________
(1) في (ش) : «أربعًا» ، وجاء مثله في مصادر التخريج، = = وفي المسألة السابقة، وهو الجادَّة؛ لأنَّ المعدود مؤنَّث، والمراد: أربع نسوة، وما أثبتناه من بقيَّة النسخ، صحيحٌ في العربية؛ لعدم ذِكر المعدود بعد العدد. وقد سبق مثله في المسألة رقم (1195) . وانظر تعليقنا على المسألة رقم (713) .(3/708)
وذكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هُوَ وَهَمٌ (1) ؛
إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري (2) ، عَنِ ابْنِ أَبِي سُوَيد (3) ؛ قَالَ: بلغَنا أنَّ النبيَّ (ص) .
وَرَوَاهُ عُقَيْلٌ (4) ، عَنِ الزُّهْري؛ قَالَ: بلغَنَا عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي
_________
(1) قال الإمام أحمد في رواية ابنه صالح (1266) : «معمر أخطأ بالبصرة في هذا الإسناد، ورجع باليمن جعله منقطعًا» .
وقال الترمذي في "جامعه" (1128) : «سمعت محمد ابن إسماعيل [أي: البخاري] يقول: هذا حديث غير محفوظ، والصَّحيح ما روى شعيب بن أبي حمزة وغيره عن الزهري قال: حُدِّثت عن محمد بن سويد الثقفي: أن غيلان بن سلمة أسلم وعنده عشرُ نِسوَة. قال محمد: وإنما حديث الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أن رجلاً من ثَقيف طلَّق نساءه. فقال له عمر لتراجعنَّ نساءك، أو لأرجمنَّ قبرك، كما رُجِم قبرُ أبي رِغال» .
وروى البيهقي في "السنن الكبرى" (7/182) بإسناده إلى الإمام مسلم أنه قال: «أهل اليمن أعرف بحديث معمر من غيرهم؛ فإنه حدث بهذا الحديث عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه بالبصرة، وقد تفرَّد بروايته عنه البصريون؛ فإن حدث به ثقة من غير أهل البصرة صار الحديث حديثًا؛ وإلا فالإرسال أولى» .
وقال البزار - كما في "التلخيص الحبير" (3/347) -: «جوَّده معمر بالبصرة وأفسده باليمن فأرسله» .
وقال ابن عدي في "الكامل" (1/179) : «وهذا الحديث إنما يرويه معمر، عن الزهري، وهو مما أخطأ فيه معمر بالبصرة ... » ، وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (2059) : «ولم يُتابَع معمر على هذا الإسناد» ، وقال في "الاستذكار" (18/142) : «ورواه معمر بالعراق، حدث به من حفظه، فوصل إسناده وأخطأ فيه» ، وبنحوه في "التمهيد" (12/54) .
(2) روايته أخرجها البخاري في"التاريخ الأوسط" (1/442) ، و"التاريخ الكبير" (6/248- 249) ، والدارقطني في "السنن" (3/270) من طريق ابن وَهْب، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7 /182) من طريق عثمان بن عمر، كلاهما عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عثمان بن محمد بن أبي سويد به. وعند البيهقي: «محمد بن أبي سويد» .
(3) هو: عثمان بن محمد بن أبي سويد.
(4) هو: ابن خالد. وروايته أخرجها البخاري في"التاريخ الأوسط" (1/442) ، و"التاريخ الكبير" (6/248) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (3/253) ، والبيهقي في "السنن" (7/182) . ورواه والدارقطني في "السنن" (3/270) من طريق الليث، عن يونس، عن الزهري، بلغنا عن عثمان بن محمد بْنِ أَبِي سُوَيْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ (ص) به.
قال الطحاوي: «فبيَّن عقيل في هذا عن الزهري مَخْرَج هذا الحديث، وأنه إنما أخذه عما بلغه، عن عثمان بن محمد، عن النبي (ص) ، فاستحال أن يكون الزهري عنده في هذا شيء، عن سالم، عن أبيه، فيدع الحجة به، ويحتج بما بلغه عن عثمان بن محمد بن أبي سويد، عن النبي (ص) . ولكن إنما أُتى معمر في هذا الحديث؛ لأنه كان عنده عن الزهري في قصة غيلان حديثان، هذا أحدهما، والآخر: عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ غيلان بن سلمة طلَّق نساءَه، وقسَمَ مالَه، فبلغ ذلك عمر، فأمره أن يرتجعَ نساءَه ومالَه وقال: لو متَّ على ذلك لرجمتُ قبرك، كما رُجم قبرُ أبي رِغال في الجاهليَّة. فأخطأ معمر، فجعل إسناد هذا الحديث الذي فيه كلام عمر، للحديث الذي فيه كلام رسول الله (ص) ، ففسد هذا الحديث من جهة الإسناد» .(3/709)
سُوَيد: أنّ النبيَّ (ص) .
قَالَ أَبِي: وَهَذَا أَيْضًا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُوَيد؛ قَالَ: بلغَنَا أنَّ النبيَّ (ص) (1) .
_________
(1) ذكر ابن الملقن في "البدر المنير" (5/92/ب) إعلال أبي زرعة - المتقدم في المسألة السابقة - لهذا الحديث بالإرسال، ثم ذكر أن ابن أبي حاتم نقل نحوه عن والده.(3/710)
1201 - حدَّثنا (1) [أَبُو مُحَمَّدٍ] (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبِي؛ قَالَ: حدَّثنا صَفْوان بْنُ صَالِحٍ (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا مَرْوان بْنُ مُحَمَّدٍ (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ عَطَاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنِ الغَيْلِ، ثُمَّ رخَّص فِيهِ، وَقَالَ: لَوْ كَانَ ضَارًّا أَحَدًا، لَضَارَّ فَارِسَ وَالرُّومَ.
قَالَ أَبِي: الغَيْلُ: أَنْ يطَأَ الرجلُ امرأتَهُ وَهِيَ تُرْضِعُ (5) .
قلتُ لأَبِي: فإنَّ ابْنَ عُيَينة (6) يحدِّث عَنْ عمرو بن دينار، عن
_________
(1) في (ف) : «وحدثنا» بالواو.
(2) في جميع النسخ: «أبو بكر» ، وهو خطأ ظاهر، وما أثبتناه هو الصَّواب الموافق لمنهج المصنف في هذا الكتاب، فأبو محمد: هو ابن أبي حاتم نفسه، وصفوان بن صالح من شيوخ أبيه؛ كما في "تهذيب الكمال" (13/193) . وتقدَّم نحو هذا الخطأ في المسألة رقم (63) .
(3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1454/ كشف الأستار) إلا أنه وقع عنده: «صفوان بن صالح ثنا عيسى بن يونس ... » بإسقاط مروان بن محمد بينهما.
(4) هو: الطَّاطَري.
(5) قال المطرِّزي في "المُغْرِب" (2/120) بعد ذكره لهذا الحديث، بلفظ: «نهى عن الغِيلَة» : «قال أبو عبيد: قال أبو عبيدة: هي الغَيْلُ؛ وذلك أن يجامعَ الرجلُ المرأةَ وهي مرضعٌ"، يقال: أغال وأَغْيَلَ، وعن الكسائي: الغَيْلُ أن تُرضع المرأةُ ولدَها وهي حاملٌ؛ يقال: أغالت وأغْيَلَتْ، وهي مُغِيلٌ ومُغْيِلٌ، والولدُ مغالٌ ومُغْيَلٌ» . اهـ. وبذلك تعلم أن قول أبي حاتم هو قول أبي عبيدة، وهو أيضًا قولُ ثعلب كما في "اللسان" (11/510-511) ، وانظر "المصباح المنير" (ص459) .
(6) هو: سفيان، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/47) ، و"شرح المشكل" (3663) ، والطبراني في "الكبير" (11/135 رقم11389) من طريق يحيى بن بكير، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابن عباس: أن النبيَّ (ص) ... فذكره.(3/711)
عَطاء: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنِ الغِيلَةِ (1) ؟
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ مُرسَلٌ. وأصحابُ ابنِ جُرَيج لا يَقُولُونَ: «ابْنُ عَبَّاسٍ» ؛ فَلا أَدْرِي الخطأُ مِنْ مَرْوَانَ، أَمْ مِنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ؟
1202- وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ فُضَيْل (3) ، عَنْ عَطَاء بْنِ السَّائب (4) ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عن عبد الله؛ قال (5) : أُتِيَ عبدُالله بْنُ مَسْعُودٍ فِي رجلٍ تزوَّج امْرَأَةً وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا صَداقَهَا (6) ، فَمَاتَ قبلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا؟ فقال عبد الله: هَذَا أمرٌ مَا سمعتُ فِيهِ بِشَيْءٍ ... وذكرتُ لَهُمَا (7) الحديثَ؟
فَقَالا: رَوَاهُ جَرِير (8) ، عَنْ عَطَاء بْنِ السَّائب، عَنِ الشَّعْبي (9) ؛ قَالَ: أُتِيَ عبدُالله (10) ... وهو أشبهُ (11) .
_________
(1) الغِيلَة: مثل الغَيْل. وقد تقدم تفسير أبي حاتم للغَيْل. وانظر تعليقنا عليه.
(2) انظر المسألة رقم (1281) .
(3) هو: محمد.
(4) لم نقف على روايته من هذا الوجه. وقد رواه سعيد بن منصور في "سننه" (922) من طريق خالد بن عبد الله الطحان، وابن أبي شيبة في "المصنف" (17115) من طريق عبدة بن سليمان، كلاهما عن عطاء، عَنْ عَبْدِ خير، عَن عَليّ بن أبي طالب بنحوه.
(5) أي: عبد خير.
(6) في (ف) : «صداقًا» بدل: «صداقها» .
(7) أي: لأبيه وأبي زرعة.
(8) هو: ابن عبد الحميد.
(9) هو: عامر بن شَراحيل.
(10) وهو على هذا الوجه مرسل؛ لأن الشَّعْبي لم يسمع من ابن مسعود؛ كما ذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل" (591) عن أبيه.
(11) ذكر الدارقطني في "العلل" (5/ق11/ب) هذا الحديث والاختلاف فيه، ومن ضمن ما قال: «وروى هذا الحديث عطاء بن السائب، واختُلِف عنه: فرواه ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائب، عن عبد خير فقال: معقل بن سنان. ورواه الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائب، عن عبد خير موقوفًا لم يرفعه. وصَحِيحُه عن الشعبي وإبراهيم مرسل، وأحسنها إسنادًا حديث قتادة؛ إلا أنه لم يحفظ اسم الراوي عن رسول الله (ص) » .(3/712)
1203 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَشْعَثُ بنُ عبد الملك (1) ، عَنِ الْحَسَنِ (2) ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) نهى عن التَّبَتُّل (3) .
_________
(1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/252 رقم 26150) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1311) من طريق حماد بن مسعدة، وأحمد أيضًا (6/125 رقم 24943) ، والنسائي في "المجتبى" (3213) من طريق خالد بن الحارث، والترمذي في "العلل الكبير" (262) من طريق محمد بن عبد الله بن المثنى، وعبد الله ابن أحمد في "زوائد المسند" (6/252 رقم 26150) من طريق يحيى بن سعيد القطان، وتمام الرازي في "فوائده" (736/الروض البسام) من طريق عبد الله ابن حمران، خمستهم عن أشعث، به. ورواه النسائي في "المجتبى" (3216) من طريق حُصين بن نافع، عن أشعث، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هشام، عن عائشة موقوفًا.
(2) هو: البصري.
(3) سيأتي تفسير أبي حاتم للتبَتُّل في آخر المسألة.(3/713)
وَرَوَاهُ معاذُ بْنُ هِشَامٍ (1) ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ قَتَادة، عَنِ الْحَسَنِ، عن سَمُرَة: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنِ التَّبَتُّل.
قلتُ: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: أَبِي: قَتادةُ أحفظُ مِنْ أَشْعَث، وأحسَبُ الحديثَيْنِ صحيحَيْنِ؛ لأنَّ لِسَعْدِ (3) بْنِ هِشَامٍ قِصَّةً فِي سُؤَالِهِ عائِشَةَ عَنْ تَرْك النِّكاح؛ يَعْنِي: التَّبَتُّلَ (4) .
1204 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأَجْلَح (6) ، عَنِ الشَّعْبي، عن عبد الله بْنِ الخَلِيل (7) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أرقَم؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى النبيِّ (ص) فقال: إنَّ عليًّا أفتى باليَمَنِ (8) فِي ثلاثةٍ وَقَعُوا عَلَى جاريةٍ (9) فوُلِدَ بينهم ولدٌ ... الحديثَ (10) ؟
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (15912) ، وأحمد في "مسنده" (5/17 رقم 20192) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1312) ، والترمذي في "جامعه" (1082) ، وفي "العلل الكبير" (261) ، والنسائي في "المجتبى" (3214) ، وابن ماجه (1849) ، وابن الجارود في "المنتقى" (673) ، والطبراني في "الأوسط" (8496) وقال: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ قتادة إلا هشام، تفرَّد به معاذ» .
(2) هو: هشام الدَّستوائي.
(3) في (ك) : «أسعد» بدل: «لسعد» .
(4) قال الترمذي في الموضع السابق من "جامعه": «حديثُ سمرة حديث حسنٌ غريب، وروى الأشعث بن عبد الملك هذا الحديثَ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هشام، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) نحوه، ويقال: كِلا الحديثين صحيحٌ» .
وقال في الموضع السابق من "العلل الكبير" سألت محمدًا [يعني: البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: حَدِيث الحسن، عن سمرة محفوظٌ، وحديث الْحَسَنِ عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عن عائشة هو حسنٌ. قال محمد: وقد روي عَنْ سَعْدِ بْنِ هشام، عَنْ عائشة موقوفًا» . وقال النسائي في الموضع السابق: «قتادة أثبتُ وأحفظُ من أشعث، وحديثُ أشعث أشبهُ بالصَّواب، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ» .
(5) ستأتي هذه المسألة مطوَّلة برقم (2317) وفيها تفصيل الكلام على هذا الحديث.
(6) هو: ابن عبد الله الكندي، وسيأتي ذكر من أخرج روايته في المسألة رقم (2317) .
(7) قال المزي في "تهذيب الكمال" (14/457) : «ويقال: ابن أبي الخليل، ويقال: ابن الخليل بن أبي الخليل، الحضرمي أبو الخليل الكوفي» .
(8) في (ش) : «باليمين» .
(9) وكانوا شركاء في ملكيَّتها. انظر التعليق التالي.
(10) تمامه: فقال عليٌّ لأحدهم: تَدَعُه لهذا؟ فأبى، وقال لهذا: تَدَعُه لهذا؟ فأبى، وقال لهذا: تَدَعُه لهذا؟ فأبى، قال عليٌّ ح: أنتم شركاءُ متشاكسون، وسأُقرع بينكم، فأيكم أصابته القرعة فهو له، وعليه ثُلُثا الدِّية، فضحك رسول الله (ص) حتى بَدَت نواجذُهُ.(3/714)
فَقَالَ أَبِي: قَدِ اخْتَلَفُوا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، فاضطَربوا، والصَّحيحُ: حديثُ سَلَمة بْنِ كُهَيل (1) .
1205- وسألتُ أَبِي (2) عن حديثٍ رواه كَثير ابن هِشَامٍ (3) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقان، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه (4) ، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ نَهَى أَنْ يَجْلِسَ الرجلُ عَلَى مائدةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الخَمْرُ، وأنْ تُنكَحَ المرأةُ (5) عَلَى عَمَّتها؟
قال أبي: هَذَينِ الحَدِيثَينِ خَطَأٌ (6) ؛ يَرْوِيهِ عَنْ جَعْفَرٍ (7) عَنْ رجُلٍ،
_________
(1) ستأتي روايتُهُ وتخريجها في المسألة رقم (2317) .
(2) نقل بعض هذه المسألة ابن الملقن في "البدر المنير" (5/112/أ) ، وستأتي برقم (1555) و (1576/أ) ، وانظر المسألة رقم (1474) .
(3) سيأتي الكلام على روايته مفصَّلاً في المسألة رقم (1474) .
(4) قوله: «عن أبيه» مكرر في (ك) .
(5) في (ك) : «وأنْ يَنْكِحَ المرأةَ» .
(6) كذا العبارة في جميع النسخ، والجادًَّّة أن يقال: «قَالَ أَبِي: هَذَانِ الْحَدِيثَانِ خطأٌ» ، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية، وفيه تخريجان:
الأوَّل: حمله على إمالة الألف نحو الياء، فَتُكْتَبُ ياءً، وتنطق ألفًا ممالة، والإمالةُ لغةُ بني تميم ومن جاورهم.
والثاني: حمله على لغة بني سُلَيْم، في إجراء القول مجرى الظن مطلقًا في نصب مفعولين، وتنطق الياء على ذلك ياءً خالصة.
وقد أوضحنا هذين الوجهين في التعليق على المسألة رقم (759) ، وانظر المسألة رقم (25) .
(7) كذا في جميع النسخ! وفي "البدر المنير": «يرويه جعفر» ، وفي المسألة رقم (1555) : «يروونه عن جعفر» .(3/715)
عَنِ الزُّهْري هَكَذَا، وَلَيْسَ هَذَا مِن صحيحِ حَدِيثِ الزُّهْري.
أَمَّا حديثُ «نَهَى أَنْ تُنْكَحَ المرأةُ عَلَى عَمَّتِهَا وَعَلَى خَالَتِهَا» ؛ فإنَّ عُقَيلاً (1) رَوَاهُ (2) عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُبَيدِالله بنِ عبد الله، وقَبيصَةَ ابنِ ذُؤَيب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبهُ.
وَأَمَّا قصَّةُ الْمَائِدَةِ: فَهُوَ مُفتعَلٌ (3)
لَيْسَ مِن حديثِ الثِّقَات.
1206 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ ابنُ عُيَينة (4) ، عَنِ ابْنِ
_________
(1) هو: ابن خالد. وروايته أخرجها المروزي في "السنة" (288) عن يحيى بن أيوب وابن لَهِيعَةَ، عَن عقيل، عَنِ ابْنِ شهاب، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ وَعُرْوَةَ بن الزبير وعبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة به. ورواه أحمد في "مسنده" (2/452 رقم9834) من طريق ليث، عَن عقيل، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عن قبيصة، عن أبي هريرة به. ورواه البخاري في "صحيحه" (5110) ، ومسلم في "صحيحه" (1408) ، وأحمد في "مسنده" (2/401 رقم9203) من طريق يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ ابن ذؤيب، عن أبي هريرة به.
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «روى» .
(3) كذا، وهو من الحمل على المعنى؛ تأوَّل القصَّة على معنى «الحديث» ، والمراد: وأما حديثُ المائدة فهو مُفتعَلٌ، وانظر في الحمل على المعنى بتذكير المونَّث المسألة رقم (270) .
وقد يقال: إنَّه من حذف المضاف مع إقامة المضاف إليه مقامه، والتقدير: وأمَّا حديثُ قصة المائدة ... إلخ. وانظر في حذفِ المضافِ التعليقَ على المسألة رقم (2) .
(4) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (440) ، وسعيد ابن منصور في "سننه" (369) ، وأحمد في "مسنده" (5/213 رقم 21858) ، والنسائي في "الكبرى" (8982) ، وابن الجارود في "المنتقى" (728) ، وأبو عوانة في "مسنده" (4294) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (3/43) ، و"مشكل الآثار" (6131) ، وابن أبي حاتم في "آداب الشافعي" (215-216) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/197) .(3/716)
الهادِ (1) ، عَنْ عُمَارَة بْنِ خُزَيمة، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ.
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، أخطَأَ (2) فِيهِ ابنُ عُيَينة (3) ؛ إِنَّمَا هُوَ: ابنُ الهادِ، عَنْ عليِّ بن عبد الله بن السَّائِب، عن عُبَيدالله بْنِ مُحَمَّدٍ (4) ، عَنْ هَرَمِيّ (5) ، عَنْ خُزَيمة، عن النبيِّ (ص) (6) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «أبي الهاد» بدل: «ابن الهاد» . وابن الهاد هو: يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد.
(2) قوله: «أخطأ» سقط من (ك) .
(3) قال الشافعي -كما في "آداب الشافعي" لابن أبي حاتم (ص215) -: «غلط سفيان في إسناد هذا الحديث» . وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (8/256) : «وقال ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، عَنْ أبيه، وهو وهمٌ» . وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (7/197) : «رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ الهاد؛ فأخطأ في إسناده» . وقال أيضًا: «ومدار هذا الحديث على هرمي ابن عبد الله، وليس لعمارة بن خزيمة فيه أصل؛ إلا من حديث ابن عيينة، وأهل العلم بالحديث يَرْوُنَهُ خطأ» .
(4) كذا في جميع النسخ «محمد» ، وصوِّبت بهامش (أ) إلى «حصين» لكن بخط مغاير.
(5) هو: ابن عبد الله الواقفي.
(6) كذا نقل المصنف هنا عن أبيه! وفي "آداب الشافعي ومناقبه" (ص215) نقل عن أبيه قوله: «الصحيح: ابن الهادِ، عن عبيد الله بن عبد الله بن الحصين، عن هَرَمِيّ ابن عبد الله، عن خُزيمة، عن النبي (ص) » ، وهذا هو الصَّواب: فقد أخرج الحديث سعيد بن منصور في "سننه" (368) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/197) - والطبراني في "الكبير" (4/90 رقم 3743) من طريق الدراوردي، والإمام أحمد في "المسند" (5/215 رقم21874) ، والنسائي في "الكبرى" (8984) ، وابن حبان في "صحيحه" (4198) من طريق إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، والطبراني في "الأوسط" (977) من طريق زهير بن محمد، والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/256) ، والنسائي في "الكبرى" (8985) ، والطبراني في "الكبير" (4/89-90 رقم3741) من طريق أبي مصعب عبد السلام بن حفص المدني، والطبراني (3742) من طريق ابن أبي حازم، خمستهم عن يزيد بن الهاد، عن عبيد الله بن عبد الله بن الحصين، عن هَرَمي ابن عبد الله، عن خزيمة بن ثابت، به..وللاطلاع على أوجه الاختلاف في هذا الحديث انظر التعليق على "سنن سعيد بن منصور".(3/717)
1207 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو خالدٍ الأحمَرُ (2) ، عَنْ أَشْعَث بْنِ سَوَّار، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ البَرَاء، عَنْ خَالِهِ (3) : أنَّ رَجُلا تزوَّج امرأةَ أَبِيهِ - أَوِ امرأةَ ابنِهِ (4) - فأرسَلَ إليه النبيُّ (ص) فقَتَلَهُ.
فقلتُ لأَبِي: حدَّثنا أَبُو سعيدٍ الأَشَجُّ (5) ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ كَمَا ذكرتُ.
وحدَّثنا الأَشَجُّ، عَنْ حَفْص (6) ،
عَنْ أَشْعَث، عَنْ عَدِيٍّ، عن البَرَاء؛
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1277) عن أبي زرعة.
(2) هو: سليمان بن حيَّان.
(3) في (ك) : «خالد» .
(4) في (ك) : «امرأة أبيه وامرأة ابنه» .
(5) هو: عبد الله بن سعيد. وروايته أخرجها ابن خزيمة في "جزئه" (72) وهي رواية يَزداد بن عبد الرحمن الكاتب، عنه به. وتابع خالد الواسطي أبا خالد الأحمر على هذا الوجه، كما في "العلل" للدارقطني (6/21) . ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/237) من طريق ابن خزيمة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ، عَنْ أبي خالد الأحمر، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ عَدِيٍّ، عَنِ يَزِيدَ بْنِ الْبَرَاءِ، عَنِ الْبَرَاءِ، قال: رأيت خالي ... فذكره. ومن هذا الوجه ذكره ابن أبي حاتم في المسألة الآتية برقم (1277) .
(6) هو: ابن غياث. ورواية الأَشَجِّ أخرجها في "جزئه" (73) ، ومن طريقه الترمذي في "جامعه" (1362) ، والبزار في "مسنده" (3794) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/148) . قال الترمذي: «حديث حسنٌ غريب» .
ورواه ابن ماجه في "سننه" (2607) من طريق سهل بن أبي سهل، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/149) من طريق يوسف بن مَنازل، وأبو يعلى في "مسنده" (1667) ، والدارقطني في "السنن" (3/196) من طريق أبي معمر القطيعي، ثلاثتهم (سهل ويوسف وأبو معمر) عن حفص بمثله.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (33602) عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنِ أَشْعَثَ، عَنْ عَدِيٍّ، عَنِ الْبَرَاءِ أن النبي (ص) أرسله إلى رجل ... فذكر.
ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (942) ، وأحمد في "مسنده" (4/292 رقم18579) عن هشيم، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ عَدِيٍّ، عَنِ البراء، عن عمه به. وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (2607) من طريق إسماعيل بن موسى، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2010) ، والطبراني في "الكبير" (3/277 رقم 3405) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (5/265) - من طريق سليمان بن داود العتكي أبو الربيع الزهراني، وأبو يعلى في "مسنده" (1666) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/174) من طريق سُنيد بن داود، والطحاوي في "شرح المعاني" (3/148) من طريق سعيد بن يعقوب الطالقاني، خمستهم عن هشيم به. ووقع في المطبوع من "المعجم الكبير" للطبراني: «عن عدي، عن يزيد ابن البراء، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: مَرَّ بِي الحارث بن عمرو ... » ، فذكره. كذا بزيادة: «يزيد بن البراء» وقد رواه المزي من طريق الطبراني وليس فيه: «يزيد بن البراء» ، وهذا هو الموافق لرواية الجماعة عن هشيم، والله أعلم.
ورواه حجاج بن أرطاة - كما في "العلل" للدارقطني (6/22) - عَنْ عَدِيٍّ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ عمه به.(3/718)
قَالَ: مَرَّ بِي خَالِي أَبُو بُرْدَة بْنِ نِيَار وَمَعَهُ لِوَاء، فقلتُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَقَالَ (1) : بَعَثَني رسولُ الله (ص) إِلَى رَجُلٍ تَزَوَّجَ امرأةَ أَبِيهِ (2) آتِيَهُ (3) برأسِهِ؟
فَقَالَ أَبِي: وَهِمَا جَمِيعًا؛ إِنَّمَا هُوَ: كَمَا رَوَاهُ زيدُ بن أبي
_________
(1) في (ش) و (ف) : «قال» .
(2) في (ك) : «امرأة ابنه» ، وهو تصحيف.
(3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أَنْ آتِيَهُ» ، كما في بعض مصادر التخريج، لكنَّ ما في النسخ - ومثلُهُ في بعض المصادر - يخرَّج على حذف «أنْ» ، فيجوز حينئذ نَصْبُ الفعلِ على قول الكوفيين، ويجوزُ رفعُهُ على قول الأخفش، وحَذْفُ «أنْ» لغةٌ فاشيةٌ في كلام الشافعي _ح، وتقدير الكلام هنا: بعثني ... لآِتِيَهُ برأسه. وقد علقنا على ذلك في المسألة رقم (1024) .
وليس لقائل أن يقول: إنَّ «آتِيهِ» : صحيحٌ على الرفع بدون تقدير «أنْ» ، وتكون الجملة من الفعل والفاعل المفعول في محل نصب على الحال من مفعول «بعثني» ، أي: بعثني حالةَ كوني آتِيًا برأسه، لأمرَيْنِ:
الأوَّل: أنَّ هذا خلافُ المعنى المقصود؛ فإنَّ الإتيان برأسه عِلَّةٌ غائيَّةٌ لِبَعْثه، ولم يكنْ آتيًا برأسه عند بعثه، وهذا واضح.
والثاني: أنَّ المشهور أن يقال: بعثني فلانٌ إلى فلان في كذا، وهذا مخالفٌ لهذا الاحتمال، والله أعلم.(3/719)
أُنَيسة (1) ،
عَنْ عَدِيٍّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ البَرَاء، عَنِ البَرَاء، عَنْ خَالِهِ أَبِي بُرْدَة، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: عَنْ عمِّه أَبِي بُرْدَة.
1208 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ عِمْران الجَعْفَري، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ؟
قَالَ أَبِي: الحديثُ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ، وقد رواه مِنْدَلٌ أيضًا.
_________
(1) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (2285) ، والنسائي في "سننه" (3332) ، والطبراني في = = "الأوسط" (1119 و6652) من طريق عبد الله بن جعفر، وأبو داود في "سننه" (4457) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/253) - من طريق عمرو بن قُسَيْط، وابن الجارود في "المنتقى" (681) ، والطبراني في "الكبير" (3/277 رقم3406) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/162) و (8/208) من طريق عبيد بن جناد، ثلاثتهم عن عُبيدالله بن عمرو الرقي، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أنيسة به.
قال الطبراني بعد أن ذكر له حديثًا آخر: «لم يرو هذين الحديثين عن زيد إلا عبيد الله بن عمرو» .
وخالفهم يوسف بن عدي - فيما أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/150) فرواه عن عُبيدالله بن عمرو الرقي، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أنيسة، عن جابر الجعفي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْبَرَاءِ، عَنْ البراء، عن خاله ... فذكره.
ورواه أحمد في "مسنده" (4/295 رقم18610) من طريق عبد الغفار بن القاسم، عَنْ عَدِيٍّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ البراء، عن البراء، لقيت خالي ... فذكره.
قال عبد الله ابن الإمام أحمد: «ما حدث أبي عن أبي مريم عبد الغفار إلا هذا الحديث لعلته» . ورواه يزيد بن الرهاوي - كما سيأتي في المسألة رقم (1277) - عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أنيسة، عن عَدِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال: لقيت عمي ... فذكره.
واختلف في الحديث على أوجه أخر، ويأتي ذكرها في المسألة رقم (1277) .(3/720)
قلتُ: فحدَّثنا علي بن الحَرْب (1) ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عِمْرَانَ ... هَذَا الحديثَ، هَذَا المقدارَ مِنَ الْمَتْنِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ (2) : حدَّثنا (3) أَبُو سعيدٍ الأَشَجُّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عِمْران ... هَذَا الحديثَ، وَزَادَ فِيهِ: وَأَنْكِحُوا الأَكْفَاءَ، وَانْكِحُوا إلَيْهِمْ؟
قَالَ أَبِي: الحارثُ ضعيفُ الحديثِ، وَهَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
وَقُلْتُ (4) لأَبِي: وَرَوَاهُ أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى (5) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أَنْكِحُوا الأَكْفَاءَ، وَاختَارُوا لِنُطَفِكُمْ، الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، لا يَحْتملُ هشامُ بْنَ عُرْوَة هَذَا.
قلتُ (6) : فممَّن هُوَ؟
قال: مِنْ راويه.
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ف) و (ك) : «علي بن الحارث» . والمثبت من (ت) ، وهو الصواب. انظر "الجرح والتعديل" (6/183 رقم 1006) ، و"تهذيب الكمال" (20/361-362) .
(2) قوله: «أخبرنا أبو محمد قال» ليس في (ف) . وسقطت اللام من قوله: «قال» في (أ) .
(3) في (ف) : «وحدثنا» بالواو.
(4) في (ت) و (ك) : «قلت» بلا واو.
(5) واسمه: إسماعيل بن يعلى.
(6) في (ف) : «فقلت» .(3/721)
قلتُ: مَا حالُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ يَعْلَى؟
قَالَ: ضعيفُ الْحَدِيثِ (1) .
تَمَّ الجُزْءُ السابِعُ بحمدِ الله وعَوْنِهِ (2) ، ويتلوه في الجُزْءِ الثَّامِنِ في حديثٍ رَوَاهُ الحَكَم بْنُ عَطيَّة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . والحمد لله رب العالمينوصلواتُهُ على مُحَمَّدٍ وآلِهِ (3)
_________
(1) سيأتي هذا الحديث من طريق آخر عن هشام في المسألة رقم (1219) ، وهذا النص نقل بعضه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/615) بتصرف، والعجلوني في "كشف الخفاء" (1/302) .
والحديث أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (1/264) من طريق علي بن حرب، عن الحارث به، ثم قال: «هذا حديث غريب من حَدِيثَ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أبيه عن عائشة، اشتهر برواية الحارث بن عمران الجعفري عنه، وقد روي أيضًا عن أبي أمية بن يعلى وعكرمة بن إبراهيم، وأيوب بن واقد، ويحيى بن هشام السمسار، عن هشام. واختلف على الحكم بن هشام العقيلي فيه، فرواه أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الدمشقي عنه، عن هشام، ورواه هشام بن عمار، عن الحكم بن هشام، عن مندل بن علي، عن هشام، وكل طرقه واهية وروى عن قتادة، عن عروة، عن عائشة كذلك. حدث به أبو معاوية الضرير، عن المختار = = ابن منيح، عن قتادة، ويقال: لم يروه عن المختار غير أبي معاوية. ورواه أبو المقدام هشام بْنِ زِيَادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) مرسلاً، وهو أشبه بالصواب، والله أعلم» .
(2) في (ف) : «وعونه ومَنِّه» .
(3) من قوله: «تم الجزءُ السابع ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ش) و (ك) ، وفي (ش) : «آخر الجزء السابع» ، وجاء في (ف) بعد قوله: «والحمدُ لِلَّهِ رب العالمين» : «وصلَّى اللَّهُ عَلَى سيدنا مُحَمَّد وآله وصحبه وسَلَّم تسليمًا كثيرًا، وحسبنا الله ونعم الوكيل»(3/722)
بِسم اللهِ الرَّحمن الرَّحيم وصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّد، وآلِهِ وصَحْبِهِ وسلَّم تسليمًا كثيرًا (1) الجُزْءُ الثَّامنُ مِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"يَشْتَمِلُ عَلَى (2) ذِكْرِ (3) عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي النِّكَاحِ، والطَّلاَقِ، والأَيْمَانِ والنُّذُورِ، والحُدُودِ، والدِّيَاتِ، وأَوَّلِ الأَحْكَامِ والأَقْضِيَةِ، وغَيْرِهِ (4)
1209 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَكَم بْنُ عَطيَّة (6) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ تزوَّج أمَّ سَلَمة (7) ... ؟
فَقَالَ أَبِي: سألتُ أَبَا الْوَلِيدَ الطَّيَالِسيَّ عن هذا الحديث؟ فقال:
_________
(1) قوله: «كثيرًا» ليس في (ف) .
(2) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ش) .
(3) قوله: «ذكر» ليس في (ف) .
(4) قوله: «وأول الأحكام والأقضية وغيره» ليس في (ف) ، ومن قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) .
(5) سيأتي بعض هذه المسألة برقم (1211) ، وانظر رقم (1213) .
(6) روايته أخرجها أبو داود الطيالسي في "مسنده" (2134) ، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (5/422) ، والبزار في "مسنده" (1426/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3385) ، والطبراني في "الكبير" (23/247 رقم 498) ، وابن عدي في "الكامل" (2/205) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7416) . قال البزار: «لا نعلمه عن ثابت، عن أنس إلا من طريق الحكم، ورأيته في موضع آخر تزوجها على متاع ورحًى قيمتُه أربعون درهمًا» .
(7) تمامه: على شيء قيمتُه عشرةُ دراهم. كما في مصادر التخريج السابقة.(4/5)
مَا تَصْنَعون بِهَذَا؟ هَذَا خطأٌ. قُلْنَا (1) : وَمَا الصَّحيحُ يَا أَبَا الْوَلِيدِ؟ قَالَ: مَا حدَّثنا حمَّادُ بنُ سَلَمة (2) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمة، عن النبيِّ (ص) (3) .
قَالَ أَبِي: فقلتُ لَهُ: قَدْ حدَّث به أبو داود الطَّيَالسي، عن الحَكَم. فلم يُبَالِي (4) بِهِ، وَلَمْ يُحَدِّثنا بِهِ.
قلتُ لأَبِي: وَمَا الصَّحيحُ عِنْدَكَ؟
قَالَ: حديثُ عُمَرَ (5) بْنِ أَبِي سَلَمة.
قلتُ: فإنَّ جَعْفَرَ بْنَ سُلَيمان (6) يُحَدِّث بِهِ عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ
_________
(1) في (ف) : «قلت» .
(2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/295 و317 رقم 26529 و26697) ، والنسائي في "المجتبى" (3254) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (3/11) ، وابن حبان في "صحيحه" (2949) من طريق يزيد بن هارون، وأبو داود في "سننه" (3119) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/11) من طريق موسى بن إسماعيل التَّبوذكي، وأبو يعلى في "مسنده" (6907) ، وابن حبان في "صحيحه" (2949) من طريق إبراهيم ابن الحجاج، ثلاثتهم (يزيد وموسى وإبراهيم) ، عن حماد به.
(3) هو الحديث الطويل المشهور في قصَّة وفاة أبي سلمة ح، وخِطْبة النبي (ص) لأم سلمة، واعتذارها بِالغَيْرة، ثم موافقتها بعد أن دعا لها النبيُّ بذهاب غَيْرتها، وفيه قوله (ص) : «إن شئتِ سبَّعْتُ لكِ وسبَّعْتُ لنسائي ... » إلخ.
(4) كذا في جميع النسخ: «يبالي» بإثبات الياء، والجادَّة حذفها؛ لأنه مضارعٌ معتلُّ الآخر مجزومٌ بـ «لم» ، وما في النسخ صحيح، وانظر توجيهه لغة في التعليق على المسألة رقم (228) .
(5) في (ك) : «عمرو» .
(6) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (6701) ، وأحمد في "مسنده" (6/314 رقم26670) . قال ابن عبد البر في "التمهيد" (17/245) : «قول جعفر بن سليمان في هذا الحديث: عن ثابت، حدثني عمر بن أبي سلمة، خطأٌ، وإنما هو الثابت عَنِ ابْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سلمة، كما قال حماد بن سلمة وسليمان بن المغيرة» .
ورواه الترمذي في "جامعه" (3511) من طريق عمرو ابن عاصم، والنسائي في "الكبرى" (10909) من طريق آدم بن أبي إياس، والطبراني في "الكبير" (23/246 رقم497) من طريق محمد بن كثير، وابن عبد البر في "التمهيد" (3/186-187) من طريق عبد الله بن محمد العيشي، أربعتهم عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ = = ابن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عن أبي سلمة به. قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه» .(4/6)
عمر (1) بن أبي سَلَمة، لا يقول (2) : عَنِ ابْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمة (3) .
قَالَ أَبِي: نَقَصَ جعفرُ بن سُلَيمان رَجُلً (4) ، والصَّحيحُ: حَدِيثُ حمَّاد بْنِ سَلَمة.
قيل لأبي: فإنَّ عفَّان (5) حدَّث (6) عن حمَّاد ابن سَلَمة، عن ثابت، عن
_________
(1) في (أ) يشبه أن تكون: «عمرو» .
(2) قوله: «عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ لا يقول» سقط من (ت) و (ك) .
(3) من قوله: «قلت فإن جعفر ... » إلى هنا سقط من (ش) بسبب انتقال بصر الناسخ.
(4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم الكلام عليها في المسالة رقم (34) .
(5) في (ف) : «عثمان» . وعفان هذا: هو ابن مسلم الباهلي. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/313 رقم 26669) ، وابن سعد في "الطبقات" (8/89) .
والحديث رواه أحمد في "مسنده" (4/27 رقم 16343) من طريق روح بن عبادة، والنسائي في "الكبرى" (10911) من طريق محمد بن كثير، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/67) من طريق هُدْبَة بن خالد، ثلاثتهم (روح ومحمد وهدبة) ، عن حماد بمثله.
(6) في (ت) و (ك) : «حدثه» .(4/7)
ابْنِ عُمَرَ (1) بْنِ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمة؛ بعضَ (2) هَذَا الْحَدِيثِ.
قَالَ: اختَصَر عَفَّان (3) مِنَ الحديث شَيْءً (4) .
_________
(1) من قوله: «قيل لأبي ... » إلى هنا سقط من (ك) .
(2) من قوله: «عن حماد بن سلمة ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) .
(3) في (ت) و (ك) : «عثمان» .
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا على المسألة رقم (34) .
هذا وممن أعلَّ هذا الحديث: الإمام أحمد، فقد روى الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/217-218) عن الأثرم: أن الإمام أحمد قال: «وكان ذلك الشيخ الآخر الحكم بن عطيَّة الذي يروي عن الحسن أشياء عندي - أي صالح - حتى وجدتُ له غرائب عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النبي (ص) تزوَّج أم سلمة على قيمة عشرة دراهم، وهؤلاء الشُّيوخ يخطئون على ثابت. وإنما يريد الحديثَ الذي رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ بْنِ أبي سلمة. فقلت: نعم. وسليمان أيضًا يرويه. فقال: نعم، ولكن حماد بن سلمة أحسن [منه] حديثًا. قلت: وأسنده حماد، ولم يسنده سليمان. قال: نعم» . وانظر "الضعفاء" للعقيلي (1/258) .
وقال الدارقطني في "العلل" (5/170/أ) : «يرويه ثابت البناني، واختُلِف عنه، فرواه جعفر بن سليمان الضبعي وزهير بن العلاء، عن ثابت، عن [في الأصل: ابْنِ] عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عن أم سلمة. وخالفه حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ، رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ أم سلمة. وقال سليمان بن المغيرة: عن ابن أم سلمة - ولم يسمِّه - عن أم سلمة، وقول حماد بن سلمة أشبهها بالصَّواب» . اهـ.
قلنا: رواية زهير التي ذكرها الدارقطني أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/354) . ورواية سليمان بن المغيرة أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1827) من طريق النضر بن شميل، وأبو يعلى في "مسنده" (6908) من طريق هُدْبة بن خالد، كلاهما عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابن أم سلمة، عن أبي سلمة، به. ورواه أحمد في "مسنده" (6/314 رقم 26670) عن عفان، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابن عمر ابن أبي سلمة، عن أبي سلمة به.
ورواه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/11) من طريق آدم بن أبي إياس، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ أم سلمة به.(4/8)
1210 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سعيدُ بْنُ أَبِي عَروبة (2)
وأَبَانُ (3) ؛ فَقَالا: عَنْ قَتَادة، عَنِ الْحَسَنِ (4) ، عَنْ عُقْبَة بْنِ عامر.
_________
(1) نقل ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (2/147) بعض هذا النص بتصرف. ونقل ابن الملقن في "البدر المنير" (5/89/ب) عن أبي حاتم وأبي زرعة أنهما قالا: «حديث صحيح» ، وهذا تصرُّف في النقل ليس بجيِّد؛ فإنهما لم يصحِّحا الحديث، ولكن رجَّحا أحد الوجهين المرويَّين عن قتادة على الآخر، وهذا لا يلزم منه تصحيح الحديث نفسه.
(2) روايته أخرجها الشافعي في "المسند" (ص 290-291) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (15987) ، والطبراني في "الكبير" (17/348 رقم 959) من طريق إسماعيل بن علية، وعبد الرزاق في "المصنف" (10629) من طريق عثمان بن مطر، والطبراني في "الكبير" (17/349 رقم 960) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/140) من طريق أبي بحر البكراوي، ثلاثتهم (ابن علية وعثمان وأبو بحر) عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ به.
= ... ورواه الدارمي في "مسنده" (2239) من طريق يزيد بن هارون، وابن ماجه في "سننه" (2190) من طريق خالد بن الحارث، والنسائي في "الكبرى" (6279) من طريق إبراهيم بن طهمان، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/141) من طريق أبي عاصم، والبيهقي أيضًا (7/140) من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الوهاب بن عطاء، خمستهم (يزيد وخالد وإبراهيم وأبو عاصم وعبد الوهاب) عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَروبة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ سمرة أو عقبة به.
ورواه أحمد في "مسنده" (5/8 رقم 20085) ، والترمذي في "جامعه" (1110) ، والنسائي في "الكبرى" (6278) من طريق محمد بن جعفر غندر، والطبراني في "الكبير" (7/203 رقم6842) من طريق الحسن بن صالح، والحاكم في "المستدرك" (2/175) - وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/140) - من طريق يحيى بْن أَبِي طالب، عَن عبد الوهاب بن عطاء، ثلاثتهم عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ سمرة به.
(3) هو: ابن يزيد العطَّار. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (4/149 رقم 17349) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/139) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (10628) من طريق عبد الله بن مُحَرَّر، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عقبة، به.
(4) هو: البصري.(4/9)
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : وَرَوَاهُ هَمَّامٌ (2) وهشامٌ الدَّسْتوائي (3) وحمَّادُ بنُ سَلَمة (4) وسعيدُ بنُ بَشير (5) ؛
فَقَالُوا: عَنْ قَتَادة، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا زَوَّجَ الوَلِيَّانِ، فَهُوَ (6) لِلأَوَّلِ؟
فَقَالا: عَنْ سَمُرة، عَنِ النبيِّ (ص) : أصحُّ؛ لأنَّ ابْنَ أَبِي عَروبة
_________
(1) في (ف) : «قلت» بدل: «قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ» .
(2) هُوَ: ابْنُ يحيى. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/8 و11 رقم 20090 و20121) ، وأبو داود في "سننه" (2088) ، وابن ماجه في "سننه" (2344) ، والطبراني في "الكبير" (7/203 رقم 6841) .
(3) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (945) ، وأحمد في "مسنده" (5/11 و12 و18 رقم 20116 و20141 و20206 و20208) ، وأبو داود في "سننه" (2088) ، والنسائي في "الكبرى" (5397 و5398) ، والروياني في "مسنده" (800 و810) ، والطبراني في "الكبير" (7/202 رقم6839) ، والحاكم في "المستدرك" (2/35 و174-175) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/141) .
(4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/18-19 و22 رقم 20208 و20263) ، والدارمي في "مسنده" (2240) ، وأبو داود في "سننه" (2088) ، والطبراني في "الكبير" (7/203 رقم6840) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/141) .
(5) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (2191) ، والحاكم في "المستدرك" (2/135) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/141) .
ورواه الطبراني في "الكبير" (7/203 رقم 6843) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/191) من طريق سلام ابن أبي المطيع، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ سمرة به.
قال أبو نعيم: «غريب من حديث سلام، لم نكتبه عاليًا إلا من هذا الوجه» .
(6) أي: التزويج؛ فيعود الضمير إلى المصدر المستفاد من الفعل «زوَّج» ، ونظير ذلك الضميرُ «هو» في قوله تعالى: [المَائدة: 8] {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} ، أي: العدل.(4/10)
حدَّث بِهِ (1) قَدِيمًا فَقَالَ: عَنْ سَمُرة (2) ، وبِأَخَرَةٍ شَكَّ فِيهِ (3) .
1211 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَعْفَرٌ (5) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عمر (6) ابن أَبِي سَلَمة، عَنْ أمِّ سَلَمة: أنَّ النبيَّ (ص) تزوَّجها ... ، الحديثَ؟
فَقَالَ (7) أَبِي وأَبُو زُرْعَةَ: رَوَاةُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) ، وَهَذَا أصحُّ الحديثَيْنِ؛ زَادَ فِيهِ رَجُلاً.
قَالَ أَبِي: أَضْبَطُ (8) الناسِ لِحَدِيثِ ثابتٍ وعليِّ بْنِ زَيْدٍ: حمَّادُ بنُ سَلَمة؛ بيَّن خطَأَ الناس.
_________
(1) قوله: «به» سقط من (ف) . وهو ضمن السقط الذي في (ت) و (ك) ؛ كما سيأتي في التعليق التالي.
(2) من قوله: «عن النبي (ص) ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) بسبب انتقال البصر.
(3) قال البيهقي في "الكبرى" (7/141) : «هذا الاختلاف وقع من ابن أبي عَروبة في إسناد هذا الحديث، وقد تابعه أبان العطار، عن قتادة في قوله: " عن عقبة بن عامر"، والصَّحيح رواية من رواه عن سمرة بن جندب» .
وقال أيضًا في "المعرفة" (10/70) : «وكان ابن أبي عَروبة يشكُّ فيه، فتارة يرويه عن عقبة بن عامر، وتارة عن سمرة بن جندب، وتارة عن أحدهما بالشك، والصَّحيح: رواية همام وهشام وحماد بن سلمة وغيرهم عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) » .
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (1209) ، وانظر المسألة الآتية برقم (1213) و (1272) .
(5) هو: ابن سليمان الضُّبَعي. وقد تقدم ذكر من أخرج روايته في المسألة رقم (1209) .
(6) في (ك) : «عمرو» .
(7) في (أ) و (ش) : «قال» .
(8) قوله: «أضبط» لم يتضح في (ش) .(4/11)
1212 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بنُ خَلَف، وحمَّادُ بنُ زَيْدٍ (2) ، عَنْ ثَابِتٍ؛ قَالَ حمَّاد بْنُ زَيْدٍ: وأحسَبُهُ عَنْ أَنَسٍ، وَقَالَ مُوسَى: عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ ابْنَتَان ِ أَوْ ثَلاثَةٌ (3) كُنْتُ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ ... الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حمَّاد بْنِ سَلَمة (4) ، عَنْ ثَابِتٍ (5) ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبهُ بالصَّوَاب. وحمَّاد بْنُ سَلَمة أثبتُ النَّاسِ فِي ثابتٍ وعليِّ بن زيد.
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2004) .
(2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/147-148 رقم 12498) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1378/المنتخب) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (110) ، وابن حبان في "صحيحه" (447) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/80-81) . وفي رواية ابن حبان: «عن أنس» بلا شك.
(3) كذا في جميع النسخ: «ثلاثة» ، وفي مصادر التخريج: «من عال ابنتين أو ثلاثًا» ، وهو الأفصح، وما في نسخنا صحيح؛ لعدم ذكر المعدود بعد العدد، وقد أوضحنا ذلك في التعليق على المسألة رقم (713) .
(4) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/84) تعليقًا.
قال البيهقي في "الشعب" (15/188) : «مرسل بين ثابت وعائشة» .
والحديث رواه أحمد في "مسنده" (3/156 رقم 12593) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3448) من طريق محمد بن زياد البُرْجُمي، عن ثابت، عن أنس به.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/83) من طريق زياد بن خيثمة، عن ثابت، عن أنس به.
قال البيهقي في "الشعب" (15/188) : «وروي فيه عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) والمحفوظ عنه: عن ثابت، عن النبي (ص) مرسلاً، وقيل: عنه، عن ثابت، عن أنس أو غيره، وقيل غير ذلك» .
(5) قوله: «عن ثابت» سقط من (ش) .(4/12)
1213 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو قُتَيبة (2) ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمة بن عبد الرحمن، عَنْ أُمِّ سَلَمة: أنَّ النبيَّ (ص) لمَّا خَطَبها قَالَ لَهَا: إنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ، وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ سَبَّعْتُ لِنِسَائِي (3) ، وَإنْ شِئْتِ زِدتُّ فِي مَهْرِكِ وَزِدتُّ فِي مُهُورِهِنَّ؟
قَالَ: كَذَا رَوَاهُ أَبُو قُتَيبة! والناسُ يَروون عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ لأُمِّ سَلَمة ... ، الْحَدِيثَ (4) ، وَهُوَ أشبهُ.
قَالَ أَبِي: لَوْ صَحَّ هَذَا الحديثُ، كَانَ الزيادةُ فِي الْمَهْرِ جَائِزًا (5) .
1214 - وسألتُ (6) أَبَا زُرْعَةَ (7) عن حديثٍ رُوِيَ عن (8)
_________
(1) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (5/117/أ) بعض هذا النص، وانظر المسألة المتقدمة برقم (1209) و (1211) ، والآتية برقم (1272) .
(2) هو: سَلْم بن قتيبة. وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3080) ، والطبراني في "الكبير" (23/253-254 رقم518) في حديث طويل وفيه: «إن كان بكِ الزِّيادة في صَداقك زدنا ... » .
(3) في (ك) : «إن شئتِ سَبَّعْتُ لكِ، وسَبَّعْتُ لنسائي» .
(4) أي: مرسلاً.
(5) في (ت) و (ك) : «جائز» . وكانت الجادَّة أن يقال: «كانت الزيادة في المهر جائزة» ، لكن يخرَّج المثبت على قاعدة الحمل على المعنى، بأن تؤَوَّلَ «الزيادة» في معنى «الزائد» ، كأنه قال: «كان الزائد في المهر جائزًا» ، = = وانظر في الحمل على المعنى التعليق على المسألة رقم (270) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (465) .
(6) انظر المسألة رقم (1205) و (1263) و (1474) و (1555) و (1576/أ) .
(7) في (ف) : «أبي زرعة» .
(8) قوله: «حديث روي عن» سقط من (ف) .(4/13)
هَمَّام (1) ، عَنْ قَتَادة، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ تُنْكَحُ المَرْأَةُ عَلَى خَالَتِهَا وَلا عَلَى عَمَّتِهَا؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ (2) ؛ إِنَّمَا هُوَ (3) : همَّام (4) ، عَنْ يَحْيَى نَفْسِه (5) .
1215 - وسألتُ (6) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفْيان (7) ، وإسرائيل (8) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (9) ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الكِنْدي (10) ؛ قَالَ: قَالَ سَلْمان: لا نَؤُمُّكُمْ، ولا نَنكِحُ نساءَكُمْ (11) ؟
_________
(1) في (أ) و (ش) : «عن حديث رواه همام» . وهمام هذا: هو ابن يحيى.
(2) قوله: «هذا خطأ» ليس في (أ) و (ش) ، وكأنه ضرب عليه في (ف) .
(3) قوله: «هو» ليس في (ف) .
(4) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/43) تعليقًا، وابن عبد البر في "التمهيد" (18/276) .
والحديث رواه أحمد في "مسنده" (2/255 رقم 7463) ، ومسلم في "صحيحه" (1408) من طريق هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، به.
(5) أي: همام، عن يحيى - بلا واسطة بينهما - عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) به.
(6) تقدمت هذه المسألة برقم (299) .
(7) هو: الثوري.
(8) هو: ابن يونس.
(9) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(10) مشهور بكنيته، ومختلف في اسمه؛ فقيل: سلمة بن معاوية، وقيل بالعكس، وقيل: سعيد بن بشر، وقيل غير ذلك.
(11) في (ك) : «ولا تنكح نساؤكم» ، وفي بقية النسخ: «ولا ننكح نساؤكم» ، وتقدمت العبارة على الصَّواب في المسألة رقم (299) .(4/14)
قلتُ (1) : وَرَوَاهُ (2) شُعْبة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن أَوْس (3) بْن ضَمْعَج (4) ، عَنْ سَلْمان.
قلتُ: أيُّهما الصَّحيحُ؟
قالا: سُفْيانُ أحفَظُ مِن شُعْبة، وحديثُ الثَّوْري أصحُّ.
1216- وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَوَانة (6) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (7) ، عَنْ أَبِي بُرْدَة (8) ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لا نِكَاحَ إِلاَّ بِوَلِيٍّ؟
قَالَ أحمدُ (9) : ثُمَّ إنَّ أَبَا عَوَانة قَالَ يَوْمًا: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ إِسْرَائِيلَ (10) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَة، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) المثبت من (ف) - ومثله في المسألة رقم (299) - وفي بقية النسخ: «قال أبو محمد» بدل: «قلت» .
(2) في (ش) و (ف) : «رواه» بلا واو.
(3) في (ك) : «أويس» .
(4) في (ك) يشبه أن تكون: «ضميح» .
(5) انظر المسألة رقم (1224) .
(6) هو: وضَّاح بن عبد الله اليَشكُري. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (525) ، والترمذي في "جامعه" (1101) ، وابن ماجه في "سننه" (1881) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/9) ، والحاكم في "المستدرك" (2/171) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/107) .
(7) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(8) هو: ابن أبي موسى الأشعري.
(9) هو: ابن عبدة الضَّبِّي كما سيأتي.
(10) كذا في جميع النسخ! ويبدو أن في العبارة سقطًا، فقد ذكر الدارقطني في "العلل" (7/209) هذا الحديث من طريق أبي عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، ثم قال: «وقال مُعَلَّى بن منصور، عن أبي عوانة: لم أسمعه من أبي إسحاق، حدث به إسرائيل عنه» .
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/107) من طريق معلى بن منصور، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق، به، ثم قال مُعلَّى بن منصور: «ثم قال أبو عوانة بعد ذلك: لم أسمعه من أبي إسحاق، بيني وبينه إسرائيل» .(4/15)
قُلنا (1) لأَحْمَدَ بْنِ عَبْدَة: سمعتَ أَبَا عَوَانة يَذْكُرُ هَذَا؟
قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْنَ حمَّاد يذكُرُ عَنْ أبي عَوَانة (2) .
1217 - وسمعتُ (3) أبي ذكَرَ حديثَ حمَّاد (4) ، عن
_________
(1) المراد: أبو حاتم وأبو زرعة.
(2) الكلام على طرق هذا الحديث والاختلاف فيه يطول، انظر لذلك: "العلل" للدارقطني (1295) ، والتعليق على "المسند" للإمام أحمد طبعة مؤسسة الرسالة (32/280 رقم19518) .
(3) نقل هذا النصَّ بتمامه ابنُ الملقن في "البدر المنير" (6/7/أ) ، وذكر بعضَه ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (2/243) ، وعدَّ أخذَ أبي حاتم بهذا الأثر تصحيحًا منه له، وذكر بعضَهُ ابنُ حجر في "التلخيص الحبير" (4/19 رقم1855) .
(4) ذكر ابن حجر في الموضع السابق من "التلخيص" أنه: حماد بن سلمة، وقد روى عن عبيد الله بن عمر ممن اسمه «حماد» أربعة؛ وهم: أبو أسامة حماد بن أسامة، وَحَّمَادُ بْنُ زَيْدٍ، وَحَمَّادُ بْنُ سلمة، وحماد بن مسعدة؛ كما في "تهذيب الكمال" (19/126) .
والحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (12346) عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى أُمَرَاءِ الأجناد ... فذكره. ومن طريق عبد الرزاق رواه ابن المنذر - كما في "التلخيص الحبير" (4/19) ، وابن حزم في "المحلى" (10/94) .
ورواه الشافعي في "المسند" (ص 267) ، وفي "الأم" (5/91 و107) و (7/121) من طريق مسلم بن خالد، وابن أبي شيبة في "المصنف" (19013) عن ابن نمير، وابن حزم في "المحلى" (9/510) و (10/89) من طريق يحيى القطان، ثلاثتهم عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن عمر ... فذكره.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (12347) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نافع قال: كتب عمر ... فذكره.(4/16)
عُبَيدالله (1) بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ: أنَّ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى أُمَرَاء الأَجناد: أنْ مُرُوا أهلَ الْمَدِينَةِ أَنْ يَقْدَمُوا عَلَى نِسَائِهِمْ، أَوْ يُطَلِّقوهُنَّ، فَإِنْ طَلَّقوهُنَّ فليبعَثوا (2) إليهِنَّ بنفقةٍ لِمَا مَضَى.
قَالَ أَبِي: نَحْنُ نأخذُ بِهَذَا فِي نفقَةِ مَا مَضَى (3) .
1218 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ، عَنْ هُدْبة (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو هِلالٍ الراسِبي (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا قَتَادة، عَنْ مَعْقِل بْنِ يَسَارٍ؛ قَالَ: مَا كَانَ شيءٌ أعجبَ إلى رسول الله (ص) مِنَ الخَيْل. ثُمَّ قَالَ (6) : اللَّهُمَّ غَفْرًا؛ إلا النِّسَاءَ؟
_________
(1) في (ش) : «عبد الله» .
(2) في (ك) : «فيبعثوا» ، وكذا في "البدر المنير".
(3) قال ابن المنذر - كما في "المغني" لابن قدامة (11/361) -: «ثبت أن عمر بن الخطاب كتب إلى أمراء الأجناد ... » . وقال ابن كثير في "مسند الفاروق" (1/438) بعد أن ذكره من طريق الشافعي: «إسنادٌ جيِّد» .
(4) هو: ابن خالد.
(5) قوله: «الراسبي» ليس في (ك) .
وأبو هلال هذا هو: محمد بن سليم. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/398) من طريق عفان بن مسلم، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/103) من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْلَمة بْنِ قَعْنَب، كلاهما عن أبي هلال الراسبي، عن قتادة، عن معقل به.
قال ابن عبد البر عن هذا الطريق: «ليس بشيء» .
(6) قوله: «ثم قال» ليس في (ف) .(4/17)
فسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: قَالَ هُدْبة مَرَّةً: عَنِ الْحَسَنِ (2) ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَرَّةً الْحَسَنَ (3) .
1219 - وسمعتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ وذكَرَا حديثَ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَنْكِحُوا الأَكْفَاءَ، وَانْكِحُوا إِلَيْهِمْ.
فَقَالا جَمِيعًا: لا يصِحُّ هَذَا الْحَدِيثُ.
وَقَالا: رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ خَالِدٍ الزُّبَيري، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ.
وَرَوَاهُ هِشَامُ بن عمَّار، [عن الحَكَم] (5) بن هشام،
_________
(1) في (ف) : «وسمعت» بالواو.
(2) أي: عن الحسن، عن معقل، والحديث أخرجه أحمد في "مسنده" (5/27 رقم20312) عن عبد الصمد وحسن قالا: حدثنا أبو هلال، حدثنا قتادة، عن رجل - هو الحسن إن شاء الله - عن معقل بن يسار، به.
(3) الحديث أخرجه النسائي (3564) من طريق إبراهيم بن طهمان، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَروبة، عن قتادة، عن أنس، ولم يذكر: «اللَّهم غفرًا ... » إلخ. ومن طريق النسائي أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/102) .
وسُئِلَ الدارقطني في "العلل" (5/12/أ) عن هذا الحديث فقال: «يرويه أبو هلال الراسبي، عن قتادة، عن معقل. ومن قال فيه: عن الحسن، عن معقل، فقد وهم. وخالفه إبراهيم بن طهمان فرواه عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن قتادة، عن أنس، وكلاهما غير محفوظ» .
(4) في (ش) : «وسألت» . وتقدمت هذه المسألة برقم (1208) مطولةً.
(5) في جميع النسخ: «والحكم» بواو العطف، ولم نقف عليه من هذا الوجه، وقد ذكر الخطيب في"تاريخ بغداد" (1/264) أن هشام بن عمار يرويه عن الحكم بن هشام به.
قال الخطيب: «واختُلِف على الحكم بن هشام العقيلي فيه، فرواه أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الدمشقي عنه، عن هشام، ورواه هشام بن عمار، عن الحكم بن هشام، عن مندل بن علي، عن هشام، وكلُّ طرقه واهية ... » . اهـ. ويؤيد هذا أن هشام بن عمار يروي عن الحكم ولم يذكر أنه يروي عن مندل كما في "تهذيب الكمال" (30/242) .
وطريق أبي النضر التي ذكرها الخطيب رواها ابن أبي الدنيا في "العيال" (130) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/84) .
والحديث رواه ابن ماجه في "سننه" (1968) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/225) ، وابن عدي في "الكامل" (2/195) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (1/264) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/133) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/613) من طريق الحارث بن عمران، وابن أبي الدنيا في "العيال" (131) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/133) من طريق عكرمة بن إبراهيم، والدارقطني في "السنن" (3/298-299) من طريق صالح بن موسى، ثلاثتهم (الحارث وعكرمة وصالح) عن هشام، عن عروة، عن عائشة به.
قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/84) : «سألت أبي عن الحارث بن عمران الجعفري؟ فقال: ليس بقوي، والحديث الذي رواه عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) أنه قال: «تخيَّروا لنُطَفِكُم» لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ. وَقَدْ رَوَاهُ مندل أيضًا» .(4/18)
عَنْ مِنْدَل (1) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة.
وَقَالَ أَبِي بِحَضْرَةِ أَبِي زُرْعَةَ: وَلا أَرَاهُ إِلا ومِنْدَل قَدْ دَلَّسَهُ عَنْ هِشَامٍ (2) .
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الحديثُ لَيْسَ بصَحيح (3) .
_________
(1) مثلث الميم، ساكن الثاني، وهو: ابن علي العَنَزي، يقال: مندل لقبه، واسمه: عمرو.
(2) من قوله: «بن عروة، وقال أبي ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(3) قال الخطيب في "تاريخ بغداد" (1/264) : «هذا حديث غريب من حَدِيثَ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة، اشتهر برواية الحارث بن عمران الجعفري عنه، وقد روى أيضًا عن أبي أمية بن يعلى، وعكرمة بن إبراهيم، وأيوب بن واقد، ويحيى بن هاشم السِّمسار، عن هشام. واختُلِف على الحكم بن هشام العقيلي فيه، فرواه أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الدمشقي عنه، عن هشام. ورواه هشام بن عمار، عن الحكم بن هشام، عن مندل بن علي، عن هشام، وكل طرقه واهية. ورُوي عن قتادة، عن عروة، عن عائشة كذلك. حدَّث به أبو معاوية الضَّرير، عن المختار بن منيح، عن قتادة. ويقال: لم يروه عن المختار غيرُ أبي معاوية. ورواه أبو المقدام هشام بْنِ زِيَادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) مرسلاً، وهو أشبه بالصَّواب» . اهـ.
وذكر الدارقطني في "العلل" (5/125/أ) الاختلاف في هذا الحديث وقال عن طريق أبي المقدام المرسل: «وهو أشبه بالصَّواب» .
وقال ابن حبان في"المجروحين" (1/225) : «أصل الحديث مرسلٌ، ورفعه باطل» .
وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (7/132) : «وفي اعتبار الكفاءة أحاديثُ أُخَر لا تقوم بأكثرها الحجَّة» ثم ذكر هذا الحديث وغيره.(4/19)
1220- وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي ذِئْب (2) ، عَنْ عَطَاء (3) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ النبيِّ (ص) قَالَ: لا طَلاقَ قَبْلَ نِكَاحٍ؟
فَقَالا: لَمْ يَسْمَع ابنُ أَبِي ذِئْبٍ مِنْ عَطَاءٍ ومحمدِ بْنُ المُنْكَدِر؛
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1222) و (1312) .
(2) هو: محمد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (3306) -، والطبراني في "الأوسط" (8224) ، وابن عدي في "الكامل" (6/18) من طريق محمد بن المنهال، والحاكم في "المستدرك" (2/204) - وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/319) - من طريق محمد بن سنان القزَّاز، كلاهما عَنْ أَبِي بَكْر الحنفي، عَنْ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن جابر به.
ووقع في رواية الحاكم تصريح ابن أبي ذئب بالسَّماع من عطاء؛ لكن محمد بن سنان ضعيف. ورواه أيوب ابن سويد - كما في "فتح الباري" لابن حجر = = (9/385) - عن ابن أبي ذئب فقال: «حدثنا عطاء» . قال ابن حجر: «لكن أيوب بن سويد ضعيف» . وقال: «والمحفوظ فيه العنعنة» .
(3) هو: ابن رباح.(4/20)
يَقُولُ (1) فِي هَذَا الْحَدِيثِ: بَلَغَنِي عَنْ عَطَاء (2) .
فقلتُ لَهُمَا: رَوَاهُ صَدَقة بن عبد الله (3) ، [عَنْ مُحَمَّدِ] (4) بْنِ المُنْكَدِر، عَن جابر، عن النبيِّ (ص) .
فقالا: كذا روى (5) صَدَقَةُ! وَرَوَى ابنُ أَبِي ذِئْبٍ (6) ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِر وعَطَاءٍ، عَنْ جابر، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) أي: ابن أبي ذئب.
(2) الحديث على هذا الوجه رواه الطيالسي في "مسنده" (1787) قال: حدثنا ابن أبي ذئب، حدثني من سمع عطاء، عن جابر، به. ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/319) .
ورواه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (597) من طريق حسين بن محمد المرُّوذي، ثنا ابن أبي ذئب، عن رجل، عن عطاء، عن جابر، به.
(3) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (459) ، وابن مردويه في "تفسيره"- كما في "نصب الراية" (3/278) -، والحاكم في "المستدرك" (2/420) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/319) .
(4) في جميع النسخ: «ومحمد» ، وهو تصحيف، والتصويب من المسألة (1222) ومصادر التخريج السابقة.
(5) في (أ) و (ش) : «رواه» .
(6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (1714) -، والبزار في "مسنده" (1499/كشف الأستار) ، والحاكم في "المستدرك" (2/420) من طريق وكيع، عنه به.
ووقع في رواية البزار: «رفعه محمد وأوقفه عطاء» ، كذا في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (4/144 رقم 3306) نقلاً عن البزار.
ووقع في "كشف الأستار": «ووافقه عطاء» .(4/21)
وَرَوَى ابنُ لَهِيعَة (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) .
وروى (2) ابْنُ سَمْعان (3) - مَعَ لِينِهِ (4) - عَنِ ابْنِ المُنْكَدِر، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عليٍّ (5) ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي وَأَبُو زرعة جَميعًا: هَذِهِ الأسانيدُ كُلُّهَا (6) وَهَمٌ عِنْدَنَا، والصَّحيحُ: مَا رَوَاهُ (7) الثَّوْري (8) ، عَنْ ابن المُنْكَدِر، عمَّن سمع
_________
(1) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (11/41 رقم11004) .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (3/260) ، والدارقطني في "سننه" (4/16 و159) من طريق يحيى بن أبي كثير، وابن عدي (2/290) من طريق حميد الأعرج، كلاهما عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبي (ص) . قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/384) : «أخرجه الدارقطني وابن عدي بسندين ضعيفين عن طاوس» .
(2) في (ك) : «ورواه» .
(3) هو: عبد الله بن زياد. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/126) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/455) . ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/640) وقال: «هذا حديث لا يصح» .
(4) في (ش) و (ك) : «مع ابنه» .
(5) قوله: «عن علي» سقط من (ش) .
(6) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «كلهم» .
(7) المثبت من (ف) - ومثله في المسألة رقم (1222) - وفي بقية النسخ: «روى» .
(8) قال ابن معين - كما يأتي في المسألة رقم (1312) -: «وَأَصَحُّ شَيْءٍ فِيهِ حديثُ الثَّوْرِيِّ ... » ثم ساقه. ورواية الثوري هذه أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (11457) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (17809 و36303) ، وابن راهويه في "مسنده" كما في المطالب العالية" (1713) .
ورواه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (598) من طريق حسين بْن مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذئب، عن محمد ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، به.(4/22)
طاوسًا (1) ، عن النبيِّ (ص) (2) .
1221 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمة (3) ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أيُّوب، عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص)
_________
(1) المثبت من (ت) و (ك) ، وفي بقية النسخ: «طاوس» وهو مفتوحُ السين على أنه ممنوع من الصَّرْف، و «طاوس» عَلَمًا يجوز فيه الصَّرف - وهو الأكثر - وعدمُه، فمن صرفَهُ ذهب إلى أنه عربيٌّ أصيل، وأنه = = اشتُقَّ من قول العرب: تطَوَّسَتِ المرأةُ: إذا تزيَّنت. ومن منع صرفَه ذهب إلى أنه أعجمي.
قال: د. ف عبد الرحيم: هو يوناني معرَّب، وأصله «تاؤُس» بالهمزة، ألحقوه بفاعول؛ لفقد فاعُل في الأبنية العربية. انظر"المعرَّب" للجواليقي (ص 443) ، وانظر "اللسان" و"التاج" (ط وس) ، وبحث: «فاعول» بين العربية والسريانية ضمن كتاب "دراسات في اللغتين السريانية والعربية" لإبراهيم السامرائي (ص147) .
(2) سيأتي مثله أيضًا في المسألة رقم (1312) ، ومراده: عمَّن سمع طاوسًا، عن طاوس، عن النبي (ص) مرسلاً، كما سيأتي في المسألة رقم (1222) .
وقد قال الدارقطني في "العلل" (292) : «هو حديث يرويه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زياد بْن سمعان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَن طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ علي، عن النبي (ص) . وغيره يرويه عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ طَاوُسٍ مرسلاً عن النبي (ص) . قاله حسين المرُّوذي، عن ابن أبي ذئب. وقيل: عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ ابن المنكدر، عن جابر، ولا يصحُّ عن جابر؛ وإنما رواه ابن المنكدر مرسلاً عن النبي (ص) ، وهو الصَّواب، وعبد الله بن زياد ابن سمعان متروك الحديث» .
(3) هو: الحرَّاني. وروايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (3/283) .
والحديث رواه الدارمي في "مسنده" (2255) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/288) و (3/13) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (17/248) من طريق يعلى بن عبيد، وابن ماجه في "سننه" (1916) من طريق عَبْدة بن سليمان، كلاهما (يعلى وعبدة) عن محمد بن إسحاق به. ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/302) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (17/248) من طريق عبد الملك الرقاشي، عن أبي عاصم النبيل، عن سفيان، عن أيوب وخالد، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسٍ به مرفوعًا.
قال ابن عبد البر: «هذا الحديث - فيما يقولون - خطأٌ من أبي عاصم النبيل، وله خطأ كثير عن مالك والثوري، وإنما المحفوظ في حديث خَالِدٍ الْحَذَّاءِ: عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أنس أنه قال: السنةُ للبِكْر سبعٌ وللثَّيِّب ثلاثٌ. وأما رواية أيوب فالمحفوظ فيها: عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أنس، عن النبي (ص) ... » .
ورواه البخاري في "صحيحه" (5214) ، ومسلم في "صحيحه" (1461) من طريق سفيان الثوري، عن أيوب وخالد، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسٍ قال: من السنة إذا تزوَّج الرجل البِكْرَ على الثَّيِّب أقام عندها سبعًا وقسم، وإذا تزوَّج الثَّيِّبَ على البِكْر أقام عندها ثلاثًا ثم قسم. قال أبو قلابة: ولو شئت لقلت: إن أنسًا رفعه إلى النبي (ص) .
وقال عبد الرزاق: أخبرنا سفيان، عن أيوب وخالد. قال خالد: ولو شئت قلت: رفعه إلى النبي (ص) . والسِّياقُ للبخاري.
ورواه البخاري (5213) من طريق بشر، ومسلم (1461) من طريق هشيم، كلاهما عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أنس - ولو شئت أن أقول قال النبي (ص) -، ولكن قال: السنةُ إذا تزوَّج البِكْرَ ... فذكره والسياق للبخاري. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (10642) عن معمر، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/27) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أنس قوله.
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/302) من طريق حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عن أبي قلابة وحميد، عن أنس من قوله.
قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/410) - متعقبًا قول الرافعي: «إنه موقوف» - قال: «قوله: إن هذا موقوف خلافُ ما عليه الأكثر من أهل العلم بالحديث حيث قالوا: إن قول الراوي من السنة كذا، كان مرفوعًا ... » .(4/23)
أَنَّهُ قَالَ: لِلْبِكْرِ سَبْعٌ، وَلِلثَّيِّبِ (1) ثَلاثٌ، ثُمَّ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ؟
قَالَ أَبِي: رَوَى محمدُ بْنُ إِسْحَاقَ هَذَا الحديثَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أيُّوب، وَكُنْتُ مُعْجَبًا بِهَذَا الحديثِ، حَتَّى رأيتُ عِلَّتَهُ.
1222 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه صَدَقَةُ بنُ عبد الله
_________
(1) في (ك) : «والثيب» .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (1220) ، و (1312) .(4/24)
السَّمِينُ أَبُو مُعَاوِيَةَ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر؛ قَالَ (2) : قلتُ: أنتَ أحلَلْتَ لِلْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ امرأتَهُ أُمَّ سَلَمة (3) ؟ [قال] (4) : أَنَا! لكنْ حدَّثني جَابِرُ بْنُ عبد الله، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لا طَلاقَ قَبْلَ نِكَاحٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ والصَّحيحُ مَا رَوَاهُ الثَّوْري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر؛ قَالَ: حدَّثني مَنْ سَمِعَ طَاوُسًا (5) .
قَالَ أَبِي: فَلَوْ كَانَ سَمِعَ مِنْ جَابِرٍ؛ لَمْ يُحَدِّثْ عَنْ رجُلٍ، عَنْ طَاوُسٍ، مُرسَلً (6) .
1223- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ العَدَنِي (7) ، عَنِ ابْنِ عُيَينة، عَنِ ابْنِ عَجْلان؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: مَا رأيتُ رَجُلا بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ *} {إِنْ ... } (8) .
_________
(1) في (ك) : «أو معاوية» .
(2) أي: قال صدقة بن عبد الله لمحمد بن المنكدر.
(3) هي: سلمى بنت سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان، وانظر قصتها في "تاريخ دمشق" (69/219) .
(4) في جميع النسخ: «قلت» ، والتصويب من "مستدرك الحاكم" (2/420) ، و"سنن البيهقي" (7/319) .
(5) المثبت من (ت) و (ك) ، وفي بقية النسخ: «طاوس» ؛ على أنه ممنوع من الصرف، وكلاهما صوابٌ؛ على ما بيَّناه في تعليقنا على المسألة رقم (1220) .
(6) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(7) هو: محمد بن يحيى.
(8) الآية (32) من سورة النور.(4/25)
قَالَ عُمَرُ: ابتَغُوا الغِنَى فِي النِّكَاح (1) ؟
وَقَالَ (2) أَبِي: أَخْشَى أَنْ يَكُونَ وَهِمَ ابنُ أَبِي عُمَرَ فِي الْكَلامِ الأَخِيرِ؛ لأنَّ ابْنَ عُيَينة يَرْوِيهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: ابتَغُوا الغِنَى فِي (3) النِّكَاح.
1224- وسمعتُ (4) أَبِي يَقُولُ: سألتُ أحمدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنْ حَدِيثِ سُلَيمان بْنِ مُوسَى (5) ، عَن الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ نِكَاحَ إلاَّ بِوَلِيٍّ، وذكَرْتُ لَهُ حكايةَ ابْنِ عُلَيَّة (6) ؟
_________
(1) كذا النصُّ في جميع النسخ! وكأن في الكلام سقطًا، وقد أخرج عبد الرزاق في "المصنف" (10393) عن معمر، عن قتادة؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: ما رأيتُ مثل رجُل لم يلتمس الفضلَ في البَاهِ، والله يقول: [النُّور: 32] { ... إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} .
(2) في (ش) : «قال» بلا واو.
(3) في (أ) و (ت) و (ش) : «عن» .
(4) نقل البيهقي في "السنن الكبرى" (7/105-106) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (5/83/أ) هذا النص بتصرف. وانظر المسألة رقم (1216) .
(5) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1566) ، وأحمد في "مسنده" (6/47 رقم 24205) ، وأبو داود في "سننه" (2083) ، والترمذي في "جامعه" (1102) ، وابن ماجه (1879) .
(6) هو: إسماعيل بن إبراهيم، وحكايته هذه أخرجها أحمد في "مسنده" (16/47 رقم24205) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/8) من طريق يحيى بن معين، كلاهما (أحمد ويحيى) عنه، عن عن ابن جريج، به.
وذكر هذه الحكاية الترمذي عقب الحديث رقم (1102) وقال: «وقد تكلَّم بعض أصحاب الحديث في حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة، عن النبي (ص) . قال ابن جريج: ثم لقيتُ الزهريَّ؛ فسألته، فأنكره، فضعَّفوا هذا الحديث من أجل هذا، وذُكِر عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قال: لم يذكر هذا الحرفَ عن ابن جريج إلا إسماعيلُ بن إبراهيم. قال يحيى بن معين: وسماع إسماعيل بن إبراهيم عن ابن جريج ليس بذاك، إنما صحَّح كتبه على كتب عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد ما سمع من ابن جريج، وضعَّف يحيى روايةَ إسماعيل بن إبراهيم عن ابن جريج» . وقال الدارقطني في "العلل" (5/111/ب) : «ولم يتابَع ابن علية على هذا، وقد تكلم يحيى بن معين في سماع ابن علية من ابن جريج، وذكر أنه عرض سماعه منه على عبد المجيد ... » .(4/26)
فَقَالَ (1) : كُتُبُ ابْنِ جُرَيج مُدَوَّنَةٌ فِيهَا أحاديثُهُ، مَنْ حدَّثَ عَنْهُمْ: «ثُمَّ لَقِيتُ عَطَاءً (2) » ، «ثمَّ لَقِيتُ فلانً (3) » ، فَلَوْ كَانَ مَحْفُوظًا عَنْهُ (4) ، لَكَانَ هَذَا فِي كُتُبِهِ ومراجَعاتِهِ (5) .
1225 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ لَنَا محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم (7) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي أُوَيْس (8) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ بِلالٍ،
_________
(1) في (ك) : «قال» .
(2) أي: يقول ابن جريج في هذه الكتب: «ثم لقيت عطاء» .
(3) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4) يعني: ما ذَكَره ابن عليَّة من إنكار الزهري لهذا الحديث.
(5) الكلام على هذا الحديث يطول، وانظر "العلل" للدارقطني (5/111/أ-116/ب) ، و"سنن البيهقي" (7/105) ، و"نصب الراية" (3/184-187) ، والتعليق على "المسند" للإمام أحمد (24205/الرسالة) .
(6) ذكر ابن كثير في "تفسيره" (1/383) هذا الحديث، ثم قال: «قال أبو حاتم الرازي: لو كَانَ عِنْدَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن ابن عمر؛ لما أُولع الناس بنافع؛ وهذا تعليل منه لهذا الحديث» .
(7) في (أ) و (ش) : «بن الحكم» بإسقاط «عبد» . وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (8981) ، والطبري في "التفسير" (4333) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (6117) .
(8) هو: عبد الحميد بن عبد الله، مشهور بكنيته.(4/27)
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {نِسَاؤُكُمْ ... } (1) ؟
قال أبي: رواه عبد الله بْنُ نَافِعٍ الصَّائغ (2) ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاء بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) فِي ذَلِكَ.
قَالَ أَبِي: هَذَا أشبهُ، وَهَذَا أَيْضًا مُنكَرٌ، وَهُوَ أشبهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ؛ لأنَّ الناسَ أَقْبَلُوا قِبَلَ نافعٍ فِيمَا حَكَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ في قوله: {نِسَاؤُكُمْ ... } فِي الرُّخْصَة (3) ، فَلَوْ (4) كَانَ عندَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، لَكَانُوا لا يُولَعُونَ بِنَافِعٍ، وأَوَّلَ مَا رأيتُ حديثَ ابنِ
_________
(1) الآية (223) من سورة البقرة. ولفظ الحديث: أن رجلاً أتى امرأته في دُبُرها، في عهد رسول الله (ص) فوجَدَ من ذلك وَجْدًا شديدًا، فأنزل الله تعالى: [البَقَرَة: 223] {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} .
(2) لم نقف على روايته من هذا الوجه. والحديث رواه أبو يعلى في "مسنده" (1103) من طريق الحارث بن سرَيج، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/40) ، و"مشكل الآثار" (6118) من طريق يعقوب بن حميد ابن كاسب، كلاهما (الحارث ويعقوب) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ ابن يسار، عن أبي سعيد، به.
ورواه الطبري في "تفسيره" (4334) حدثني يونس قال: أخبرني ابن نافع، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بن يسار: أن رجلاً أصاب امرأتَه في دُبُرها على عهد النبيِّ (ص) ... فذكره.
(3) رواه البخاري (4526 و4527) من طريق نافع، عن ابن عمر به. إلا أنه أبهم موضع الإتيان. وانظر كلام الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (8/189-192) .
(4) في (ف) : «ولو» بالواو.(4/28)
عبد الحكم استغرَبْنَاهُ، ثُمَّ تَبَيَّنَ (1) لِي (2) عِلَّتُهُ.
1226 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ ابن ثَابِتٍ الجَزَري (3) ،
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَيْسَرَة أَبي الْوَفَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لَعَنَ اللهُ المُسَوِّفَاتِ، قِيلَ: وَمَا المُسَوِّفاتُ؟ قَالَ: الرَّجُلُ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ، فَتَقُولُ: سَوْفَ، سَوْفَ، حَتَّى تَغْلِبَهُ عَيْنَاهُ؟
وَبِهَذَا الإِسْنَادِ قَالَ (4) : لا يَحِلُّ (5) لامْرَأَةٍ تُؤمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أَنْ تَبِيتَ لَيْلَةً حَتَّى تَعْرِضَ نَفْسَهَا عَلَى زَوْجِهَا، قِيلَ: وَمَا عَرْضُها نَفْسَها؟ قَالَ: إِذَا نَزَعَتْ ثِيَابَهَا، وَدَخَلَتْ فِي فِرَاشِهِ، فَأَلْزَقَتْ جِلْدَهَا بِجِلْدِهِ، فَقَدْ عَرَضَتْ نَفْسَهَا عَلَيْهِ؟
قال أبي: هذان ِ الحديثان ِ باطلان ِ (6) .
1227 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عيسى بن يونس الرَّمْلي (7)
_________
(1) في (ش) : «بين» .
(2) في (ك) : «في» بدل: «لي» .
(3) في (ت) : «الجذري» ، وفي (ك) : «الخدري» .
وروايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "العيال" (553) ، وأحمد بن منيع في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (1605 و1606) -، وابن حبان في "المجروحين" (1/213) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1037) .
ورواه الطبراني في "الأوسط" (4393) من طريق غسان بن الربيع، عن جعفر بن ميسرة به. قال الطبراني: «لا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد» .
(4) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(5) في (ت) و (ك) : «لا تحل» .
(6) انظر "السلسلة الضعيفة" للألباني _ح (4312) .
(7) روايته أخرجها الدولابي في "الكنى والأسماء" = = (1/60) . وأخرجه "الطبراني في "الأوسط" (6544) من طريق عبد الواحد بن إسحاق، عن ضمرة، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا الزبيدي» .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (4/319) من طريق عبد الرحمن بن واقد، والدارقطني في "السنن" (3/301) من طريق أحمد بْنِ أَبِي الطَّيِّبِ، كِلاهُمَا عَنْ إسماعيل ابن عياش، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عروة، عن عائشة به.
قال ابن عدي: «وهذا الحديث برواية عبد الرحمن بن واقد هذا الحديث عن إسماعيل بن عياش تبين ضعفه وسرقته هذا الحديث، وهذا يعرف بضمرة عن إسماعيل ابن عياش، وهذا منكر من حديث الزبيدي، عن الزهري، لا يرويه إلا ضمرة عن إسماعيل عنه ... » .(4/29)
؛
قَالَ: حدَّثنا ضَمْرَة بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاش؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيدي (1) ، عَن الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَن عائِشَة: أنَّ أَبَا هِنْدٍ مَوْلَى بَنِي بَيَاضَة وَكَانَ حَجَّامًا يَحْجُمُ النبيَّ (ص) ، فقال (2) : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَنْ نَوَّرَ اللهُ الإِيمَانَ فِي قَلْبِهِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي هِنْدٍ.
وقال النبيُّ (ص) : أَنْكِحُوهُ وانْكِحُوا إِلَيْهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ.
فذكرتُ هَذَا الحديثَ لابْنِ جُنَيدٍ حافظِ حديثِ الزُّهْري، فَقَالَ: أفسَدَ هَذَا الحديثَ حديثٌ (3) رَوَاهُ إبراهيمُ بنُ حَمْزَةَ الرَّمْلي (4) ،
_________
(1) في (ش) : «الرنيدي» .
(2) في (أ) و (ش) : «قال» ، والمراد: قال النبي (ص) .
(3) في (ت) و (ف) : «حديثه» .
(4) أي: أن رواية إبراهيم بن حمزة بيَّنت علَّة ما رواه عيسى ابن يونس الرَّمليُّ، وقد أوضح ذلك ابنُ عدي في "الكامل" (1/295) ؛ فقال: «وهذا الحديث ينفرد به ابن عياش، عن الزبيدي، وهو منكر من حديث الزبيدي؛ إلا أن خالد بن يزيد ذكر الزبيديَّ وابنَ سمعان في الإسناد؛ فكأن ابن عياش حمل حديث الزبيدي على حديث ابن سمعان، فأخطأ، والزبيدي ثقة، وابن سمعان ضعيف» . وروايةُ إبراهيم بن حمزة هذه لم نقف عليها، لكن الحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/295) من طريق خالد بن يزيد الرملي، والدارقطني في "السنن" (3/300) من طريق عيسى بن محمد النحاس، كلاهما عن ضمرة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ الزُّبَيْدِيِّ وَابْنِ سَمْعَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن عروة، عن عائشة، به.(4/30)
عَنْ ضَمْرَة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الزُّبَيديِّ وَابْنِ سَمْعان (1) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة.
وَرَوَى هَذَا الحديثَ بَقِيَّةُ (2) ، عَنِ الزُّبَيدي، عَن الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَن عائِشَة (3) ، عن النبيِّ (ص) (4) مُرسَلاً (5) .
1228 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بْنِ عَبْدِ الحَكَم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (6) كَاتِبِ اللَّيْث، عَنْ عَمْرِو بْنِ هَاشِمٍ (7) ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيمان بْنِ أَبِي كَريمة، عَنْ هشام بن عُرْوَة،
_________
(1) هو: عبد الله بن زياد.
(2) هو: ابن الوليد.
(3) من قوله: «وروى هذا الحديث ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) لانتقال البصر.
(4) قوله: «عن النبي (ص) » مكرر في (ف) .
(5) كذا السِّياق في (أ) و (ش) و (ف) : «الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عن النبي (ص) مرسلاً» ، وهذا لا يجيء إلا بتأويل مُتكَلَّف؛ وذلك بحمله على ما جاء في المسألة رقم (898) ، وعلى ما حرَّره الحافظ ابن حجر في "النكت على ابن الصلاح" (2/586-587) ؛ فيكون المراد هنا: «عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَن قصة عائشة مع النبي (ص) ، في أخذها هذا الحديث» ؛ فتكونُ الروايةُ مرسلةً؛ لأنَّ عُروة لم يُدرك زمَنَ النبي (ص) . والذي يغلب على الظَّن أن قوله: «عن عروة، عن عائشة» مُقحَمٌ في النص، والصَّواب حذفُه؛ لأن الحديث رواه أبو داود في "المراسيل" (230) من طريق عمرو بن عثمان وكثير بن عبيد؛ قالا: حدثنا بقية؛ حدثني الزُّبَيدي؛ حدثني الزهري؛ قال: أمر رسولُ الله (ص) بني بَياضَة أن يزوِّجوا أبا هند امرأةً منهم ... ، الحديث. ثم قال أبو داود: «ورُويَ بعضه مسندًا، وهو ضعيف» ، يعني: حديث إسماعيل بن عياش هذا.
(6) هو: عبد الله بن صالح.
(7) روايته أخرجها القضاعي في "مسند الشهاب" (1146) من طريق أحمد بن أبي حازم، عن عمرو بن هاشم به. ورواه الواحدي في "الوسيط" - كما في "السلسلة الضعيفة" (1118) - من طريق مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن أَبِي كريمة به.
ورواه ابن عدي في "الكامل" (2/364) من طريق الحسين بن المبارك الطبراني، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ = = عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة به. ومن طريق ابن عدي رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (14/327) . قال ابن عدي: «وهذا الحديث منكر المتن؛ وإن كان عن إسماعيل بن عياش؛ لأن إسماعيل يخلط في حديث الحجاز والعراق، وهو ثبت في حديث الشام، والبلاء في هذا الحديث من الحسين بن المبارك هذا لا من إسماعيل بن عياش» .(4/31)
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: أَعْظَمُ نِسَاءِ أُمَّتِي بَرَكَةً: أَصْبَحُهُنَّ وَجْهًا، وَأَقَلُّهُنَّ مَهْرًا.
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، وابنُ أَبِي كَرِيمة: ضعيفُ الْحَدِيثِ، وعمرُو بنُ هَاشِمٍ (1) البَيْروتي قَدِمَ عَلَيْهِمْ مِصْرَ، وَكَتَبَ (2) عَنْ هِقْل (3) .
1229 - وسمعتُ أبي وحدَّثنا عن عبد الصَّمد بْنِ الفَضْل بْنِ هِلالٍ الرَّبَعي (4) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (5) ، عَنِ ابْنِ لَهيعة، عَنْ مِشْرَح بْنِ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَة بْنِ عَامِرٍ الجُهَني؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : لَعَنَ اللهُ الَّذِينَ يَأْتُونَ النِّسَاءَ في مَحَاشِّهِنَّ (6) .
_________
(1) في (ش) : «هشام» .
(2) في (ف) يشبه أن تكون: «فكتب» .
(3) هو: ابن زياد.
(4) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (3/84) ، والطبراني في "الأوسط" (1931) ، وابن عدي في "الكامل" (4/148) . قال العقيلي: «لا يُتابَع على حديثه ولا يُعرف إلا به» . وقال أيضًا: «لم يأتي به عن ابن وَهْب غيرُه» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابن لهيعة إلا ابن وَهْب، تفرد به عبد الصمد بن الفضل» .
(5) هو: عبد الله.
(6) المَحاشُّ: جمع مَحَشَّة، وهي: الدُّبُر. انظر "النهاية" (1/392) .(4/32)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنْكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ، مَا أعلمُ رَوَاهُ عَنِ ابْنِ وَهْب غَيْره (1) .
1230 - وسمعتُ (2) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلة (3) ،
عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنِ الْمَاضِي بْنِ مُحَمَّدٍ (4) ، عَنْ هِشَامٍ (5) ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيم (6) ، عَنْ مُجاهِد، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) قال: الزِّنَى يُورِثُ الفَقْرَ.
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، ومَاضٍي (7) : لا أعرفُهُ (8) .
_________
(1) قوله: «غيره» يجوز فيه الرفع والنصب، انظر التعليق على المسألة رقم (68) .
(2) انظر المسألة رقم (2333) .
(3) هو: ابن يحيى التُّجِيبي. ولم نقف على روايته من هذا الوجه. والحديث أخرجه ابن حبان في "المجروحين (2/231) ، وابن عدي في "الكامل" (6/432) من طريق الحسن بن سفيان، عَنْ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنِ الْمَاضِي بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنَ عمر به.
ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "الشعب" (5035) .
ورواه القضاعي في "مسند الشهاب" (66) من طريق أحمد بن عبد الرحمن ابْنُ أَخِي ابْنِ وَهْب، عَنْ ابن وَهْب بالإسناد السابق.
قال الدارقطني في "الأفراد" (184/ب/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به عبد الله بن وَهْب، عَنِ الْمَاضِي بْنِ مُحَمَّدٍ، عن ليث عنه» أي: عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
وانظر "السلسلة الضعيفة" (140) .
(4) في (ش) : «عن الماضي أبو محمد» .
(5) في (ف) : «عن الماضي، عن محمد بن هشام» .
(6) في (أ) و (ش) و (ف) : «أبي سليمان» .
(7) كذا في جميع النسخ؛ بإثبات ياء المنقوص المنوَّن المرفوع، والأفصح حذفها: «ماض» ، لكنَّ إثباتها لغةٌ صحيحةٌ فصيحةٌ، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (146) .
(8) قال الذهبي في "الميزان" (3/424) في ترجمة الماضي بن محمد: «له أحاديث منكرة، منها بإسناد فيه ضعف بمرَّة: الزِّنى يورثُ الفقر» .(4/33)
1231 - وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حديثَ ابنِ وَهْب، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنِ الحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بْنِ جُبَير (2) : أَنَّهُ كَانَ فِي مجلسٍ فِيهِ المُسْتَوْرِدُ وَعَمْرُو بْنُ غَيْلان، فَسَمِعَ المُسْتَوْرِدَ يَقُولُ: سمعتُ رسول الله (ص) يَقُولُ: مَنْ وَلِيَ لَنَا عَمَلاً فَلَمْ يَكُنْ لَهُ زَوْجَةٌ، فَلْيَتَزَوَّجْ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ (3) .
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: كَمَا رَوَاهُ اللَّيْث (4) ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رجُلٍ، عَنِ المُستَوْرِد، عن النبيِّ (ص) ، وَلَهُ صُحْبةٌ (5) .
1232- وسمعتُ (6) أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ أَبُو صَالِحٍ (7) كاتبُ (8) اللَّيْث (9) وعثمانُ بنُ صَالِحٍ (10) ؛ قالا: حدَّثنا (11) اللَّيْث (12) ،
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (636) .
(2) هو: المصري. وفي (ف) : «عبد الرحمن بن حنين» .
(3) قوله: «وذكر الحديث» ليس في (ف) .
(4) هو: ابن سعد.
(5) أي: المستورد.
(6) نقل هذا النص الزيلعي في «نصب الراية» (3/239) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (5/ل94/ب) بتصرف، ونقل بعضه ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/351) ، ووهم، فجعل أبا حاتم هو الذي ذكر الحديث ليحيى بن عبد الله بن بكير. وانظر المسألة رقم (1237) .
(7) في (أ) و (ش) : «ابن صالح» .
(8) في (ت) : «الكاتب» ، وكأنه ضُرِب على الألف واللام.
(9) هو: ابن سعد.
(10) هو: عبد الله بن صالح. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (17/299 رقم 825) ، والدارقطني في "السنن" (3/251) ، والحاكم في "المستدرك" (2/199) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/208) .
(11) في (ف) : «حديث» ، وهو تصحيف شائع، ومثله في المسألة رقم (1690) .
(12) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1936) ، والروياني في "مسنده" (226) ، والحاكم في "المستدرك" (2/198-199) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/208) .(4/34)
عَنْ مِشْرَح بْنِ هَاعَانَ (1) ، عَنْ عُقْبَة بْنِ عَامِرٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِالتَّيْسِ المُسْتَعَارِ (2) ؟ ، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ (3) ، قَالَ: المُحِلُّ وَالمُحَلَّلُ (4)
لَهُ، فَلَعَنَ اللهُ الحَالَّ وَالمُحَلَّلَ لَهُ (5) .
_________
(1) في (ك) : «حدثنا الليث بن مشرح، عن هاعان» .
(2) في (ت) : «المستعان» .
(3) قوله: «يا رسول الله» من (ف) فقط.
(4) في (ك) : «المحل المحلل» بلا واو العطف..
(5) قول: «الحالّ» بمعنى المحلِّل أو المُحِلِّ - وجاء مثله في "سنن سعيد بن منصور" (1997 و1998) ، و"إغاثة اللهفان" لابن القيم (1/272 و274) - ولم نقف عليه في غير هذه المواضع، وكذلك لم نقف عليه في كتب اللغة والغريب إلا عند أبي عبيد الهروي والزمخشري وابن الأثير؛ قال أبو عبيد: «وفي بعض حديث: "لا أُوتَى بحالٍّ ولا مُحَلٍّ إلا رجمتُهما"، فقال: "حالّ" إنْ كان محفوظًا، وهو من أَحلَلْتُ المرأة لزوجها، وإنما الكلامُ أن يقال: مُحِلٌّ» . اهـ. وقال الزمخشري: «"لا أوتى بحالٍّ ولا محلَّلٍ له إلا رجمتُهما"، يقال: حَلَلْتُ لفلانٍ امرأته، فأنا حالٌّ وهو محلولٌ له: إذا نكحها لِتحلَّ للزوج الأوَّل، وهو من حلِّ العقدة، ويقال: أحللتُها له وحلَّلتُها، وعنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: أنَّه لعنَ المحلِّلَ والمحلَّلَ له، وروي: لعَنَ المُحِلَّ والمُحَلَّ له» ، وقال ابن الأثير: «وفيه: "لعنَ اللهُ المحلِّلَ والمحلَّلَ له"، وفي رواية: "المُحِلَّ والمُحَلَّ له"، وفي حديث بعض الصحابة: "لا أوتَى بحالٍّ ولا محَلَّل إلا رجمتُهما"، جعل الزمخشري هذا الأخير حديثًا لا أثرًا. وفي هذه اللفظة ثلاثُ لغات: حَلَّلْتُ، وأَحْلَلْتُ، وحَلَلْتُ؛ فعلى الأولى جاء الحديثُ الأول؛ يقال: حلَّل فهو مُحلِّل ومُحلَّلٌ له، وعلى الثانية جاء الثاني؛ تقول: أحلَّ فهو مُحِلٌّ ومُحَلٌّ له، وعلى الثالثة جاء الثالث؛ تقول: حَلَلْتُ فأنا حالٌّ، وهو مَحْلُولٌ له. وقيل: أراد بقوله: "لا أوتَى بحالٍّ"، أي: بذي إحلال، مثل قولهم: رِيحٌ لاقِح، أي: ذاتُ إلقاح.
والمعنى في الجميع: أن يُطَلِّقَ الرجلُ امرأتَه ثلاثًا، فيتزوجَهَا رجلٌ آخَرُ على شريطة أن يطلِّقَها بعد وَطْئها لِتَحِلَّ لزوجها الأول. وقيل: سُمِّيَ مُحَلِّلاً بقصده إلى التحليل؛ كما يسمَّى مشتريًا: إذا قَصَدَ الشراء» . اهـ. وعلى ذلك فالزوج الثاني: هو المُحَلِّلُ، والمُحِلُّ، والحالُّ، والزوج الأول: هو المُحَلَّلُ له، والمُحَلُّ له، والمَحْلُولُ له. انظر "غريب الحديث" لأبي عبيد القاسم بن سلاَّم الهروي (3/131) ، و"الفائق" للزمخشري (1/308) ، و"النهاية" (1/431) ، و"لسان العرب" (11/167) .(4/35)
قال أبو زرعة: ذكرتُ (1) هَذَا الحديثَ لِيَحْيَى بْنِ عبد الله بن بُكَير، وأخبرتُهُ بروايةِ عبد الله بنِ صَالِحٍ، وعثمانَ بنِ صَالِحٍ، فأنكرَ ذَلِكَ إِنْكَارًا شَدِيدًا، وَقَالَ: لَمْ يَسْمَعِ اللَّيْثُ مِنْ مِشْرَحٍ شَيْئًا، وَلا رَوَى عَنْهُ شَيْئًا؛ وَإِنَّمَا حدَّثني اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ بِهَذَا الْحَدِيثَ، عَنْ سُلَيمان بْنِ عبد الرحمن (2) : أنَّ رسولَ الله (ص) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: والصَّوابُ عِنْدِي حديثُ يحيى؛ يعني (3) : ابنَ عبد الله بْنِ بُكَير (4) .
1233 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ الطَّبَّاع (6) ،
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وذكرت» بالواو.
(2) هو: الدمشقي الكبير.
(3) قوله: «يعني» ليس في (أ) و (ش) .
(4) ذكر الترمذي في "العلل الكبير" (274) أنه سأل البخاريَّ عن هذا الحديث، فأجاب: «عبد الله بن صالح لم يكن أخرجه في أيامنا، ما أرى الليث سمعه من مِشْرَح بن هاعان؛ لأن حَيْوَة روى عن بكر بن عمرو، عن مِشْرَح» ، أي: فكأنه يرى الليث أخذه عن حَيْوَة.
(5) انظر المسألة التالية، والمسألة رقم (1314) .
(6) هو: إسحاق بن عيسى الطَّباع. ولم نقف على روايته للحديث على هذا الوجه، وسيأتي الحديث من طريقه في المسألة التالية موقوفًا على عمر.
والحديث رواه أحمد في "مسنده" (1/31 رقم212) ، وابن ماجه في "سننه" (1928) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/385) ، والطبراني في "الأوسط" (3679) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/231) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (3/150) من طريق إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عن الزهري، عن مُحَرَّر بن أبي هريرة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطاب، عن النبيِّ (ص) به.
وقد تصحف إسحاق بن عيسى في "سنن البيهقي" إلى إسحاق بن حسن.
قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا جعفر بن ربيعة، ولا عن جعفر إلا ابن لهيعة، تفرَّد به إسحاق بن عيسى، ولا يُروى عن رسول الله (ص) إلا بهذا الإسناد» .
وقال الدارقطني في "العلل" (135) : «تفرَّد به إسحاق الطَّبَّاعِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن مُحَرَّر بن أبي هريرة، عن أبيه، عن عمر، ووهم فيه. وخالفه ابن وَهْب، فرواه عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حمزة بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر. وهو وهمٌ أيضًا، والصَّواب مرسل عن عمر» . اهـ.
وقال ابن كثير في "مسند الفاروق" (1/405) بعد أن ذكره من طريق الإمام أحمد: «وهذا إسنادٌ حسنٌ جيد» .(4/36)
عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ حمزة بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ يُعْزَلُ (1) عَنِ الحُرَّةِ إِلاَّ بِإِذْنِهَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا مِنْ تخاليطِ ابنِ لَهِيعَة، ومَنْ لا يَفْهَمُ يستغربُ هذا،
_________
(1) العَزْلُ: عَزْلُ الرَّجُلِ الماءَ عن جاريته إذا جامَعَها لئلا تَحْمِلَ. "لسان العرب" (11/441) . وقال الفيومي في "المصباح المنير" (ص408) : عَزَلَ المُجامِعُ: إذا قاربَ الإنزالَ فنَزَعَ وأمنَى خارجَ الفَرْج.(4/37)
وهو عندي خطأٌ (1) ؛ وحدَّثنا (2) أَبُو الأسوَد (3) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ الزُّهْري، عن حمزة بن عبد الله، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لا يُعْزَلُ عَنِ الحُرَّةِ إِلا بِإِذْنِها؛ وَهَذَا أشبهُ (4) .
1234 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ حَدَّثَنِيهِ أَبِي، عَنْ رِضْوان بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ الزُّهْري، عن حمزة بن عبد الله، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ: أَنَّهُ نَهَى عَنِ العَزْلِ عَنِ الحُرَّةِ إِلا بإذْنِها؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا أَبُو صَالِحٍ (6) كاتبُ اللَّيْث، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ ربيعة، عن حمزة بن عبد الله، عَنْ أَبِيهِ، عَن عُمَر.
قَالَ أَبِي: حديثُ أَبِي صَالِحٍ أصَحُّ (7) ؛ وَهَذَا مِن تَخَالِيطِ ابْنِ لَهِيعَة.
_________
(1) في (ت) و (ك) : «حكا» .
(2) قوله: «وحدثنا» من (ف) ، ومكانه في (ت) و (ك) : «وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: وَحَدَّثَنَا» ، وكذا في (أ) و (ش) غير أن فيهما: «حدثنا» بلا واو، وهذه الزيادة لا يمكن أن تكون صحيحة؛ لأن أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم لم يدرك أبا الأسود النضر بن عبد الجبار، فولادة ابن أبي حاتم سنة (240 هـ) ، ووفاة أبي الأسود سنة (219هـ) ، وإنما الذي يروي عن أبي الأسود هو أبو حاتم محمد بن إدريس كما في "تهذيب الكمال" (29/291-292) .
(3) هو: النَّضْر بن عبد الجبار.
(4) ورجح في المسألة التالية رواية من أسقط الزهري من إسناده، وجعله من كلام عمر.
(5) انظر المسألة السابقة، ورقم (1314) .
(6) هو: عبد الله بن صالح.
(7) قوله: «أصح» سقط من (ف) . وقد رجح أبو حاتم في المسألة السابقة رواية من زاد الزهري في إسناده، وجعله من كلام عبد الله بن عمر.(4/38)
1235 - وسألتُ أَبِي عَنْ أحاديثَ (1) رَوَاهَا أَبُو يُوسُفَ المَدِيني (2) ، فذكرتُ مِنْهَا حديثًا [حدَّثَ] (3) بِهِ أَبُو يُوسُفَ، عَنْ مُحَمَّدِ ابن المُنْكَدِر؛ قال: قال النبيُّ (ص) : عِفُّوا تَعِفَّ نِسَاؤُكُمْ (4) ؟
قَالَ أَبِي: أَبُو يُوسُفَ هَذَا اسمُه: يعقوبُ [بْنُ الوليدِ] (5) ضعيفُ الْحَدِيثِ، وَهَذَا حديثٌ باطِلٌ.
1236 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَدْر (7) ، عَنْ بَقِيَّة (8) ،
_________
(1) سيأتي في المسألة رقم (1515) أنه سأله عن ثلاثةِ أحاديثَ. انظر الحديثين الآخرين في المسألة رقم (1515) و (2423) .
(2) أوضح أبو حاتم في آخر المسألة أن اسمَهُ: يعقوب بن الوليد، وهو يعقوب بن الوليد بن عبد الله بن أبي هلال، يكنى: أبا يوسف أو أبا هلال، قال فيه الإمام أحمد: كان من الكذَّابين الكبار. ترجمته في "الجرح والتعديل" (9/216) ، و"تهذيب الكمال" (32/337) . وانظر "العلل" للإمام أحمد (1305) .
(3) في جميع النسخ: «حدَّثنا» ، وهو تصحيف؛ فإن ابن أبي حاتم لا يمكن أن يروي عن أبي يوسف يعقوب بن الوليد الذي يروي عن محمد بن المنكدر.
(4) هذا القولُ مُضَمَّن في شعرٍ منسوبٍ إلى الإمام الشافعيِّ؛ قال فيه [من الكامل] :
عِفُّوا تَعِفَّ نِساؤُكُم في المَحْرَمِ
وتَجنَّبوا ما لا يَليقُ بِمُسلم ِ
انظر "ديوان الشافعي" صححه وقدم له د. إحسان عباس (ص 62) .
(5) في جميع النسخ: «والوليد» ، وهو تصحيف؛ والوليد لم يَجْرِ له ذِكرٌ في المسألة. والتصويب من المسألة رقم (1515) . وانظر المسألة رقم (2423) .
(6) ستأتي هذه المسألة برقم (1267) و (1275) ، وذكر بعضها ابن الملقن في "البدر المنير" (5/ل98/ب) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/336) .
(7) هو: شجاع بن الوليد.
(8) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها ابن حبان في "المجروحين" (2/124) من طريق إسحاق بن إبراهيم، وابن عدي في "الكامل" (5/95) من طريق كثير بن عبيد، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/134) من طريق أبي عتبة أحمد بن الفرج، ثلاثتهم عن بقية به.
ورواه أبو يعلى في "مسنده"- كما في "نصب الراية" (3/198) - من طريق بقية به.
قال ابن عدي بعد أن ذكر لعمران حديثًا آخر: «وهذان الحديثان بهذا الإسناد منكران، وإنما يرويهما بَقِيَّةُ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ الله، وزرعة غير معروف» .
وقال البيهقي: «ضعيف بمرَّة» .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (19/165) : «حديث منكر موضوع» .
ورواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1019) من طريق الدراقطني، عن محمد بن هارون الحضرمي، عن محمد بن زكريا الأزرق، عن سويد، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبي (ص) به.
قال ابن الجوزي: «تفرَّد به محمد بن زكريا، عن سويد» .
كذا وقع عنده: «محمد بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر» وفي "نصب الراية" (3/198) نقلاً عن الدارقطني: «محمد بن الفضل، عَنْ عُبَيد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ» . وانظر "إرواء الغليل" (1869) .(4/39)
عن زرعة بن أبي عبد الرحمن الزُّبَيدي (1) ،
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي الفَضْل، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : العَرَبُ بَعْضُهَا
_________
(1) في (أ) و (ش) : «الزبيري» ، وسيأتي في المسألة (1275) باسم: «زرعة بن عبد الله الزبيدي» ، وفي "الجرح والتعديل" (3/606 رقم2742) سَمَّاه المصنِّف: «زرعة ابن عبد الله بن زياد الزُّبيدي» ، وقال: «سألت أبي عنه؟ فقال: شيخ مجهول ضعيف الحديث» ، فلعل عبدَالله - والدَ زرعة - يكنى: أبا عبد الرحمن.
وذكر الذهبي في "الميزان" (2860 و2861) زرعة بن عبد الله، وزرعة بن عبد الرحمن الزُّبَيْدي، وقال عن الأول: «من أشياخ بقية، قال الأزدي: مجهول» ، وقال عن الثاني: «شيخ لبقية متروك، والخبر باطل» ، فتعقَّبه ابن حجر في "اللسان" (3490) بقوله: «والذي قال في ابن عبد الله: مجهول: هو أبو حاتم، وزاد: شيخ ضعيف الحديث، ونسَبَه زُبَيْرِيًّا، وابن عبد الرحمن قال فيه الأزدي: متروك الحديث، ونسَبَه زُبَيْدِيًّا، والظَّاهر أنهما واحد تصحَّف أحدهما» .(4/40)
لِبَعْضٍ أَكْفَاءٌ، إِلاَّ حَائِكً أَوْ حَجَّامً (1) .
قَالَ أَبُو بَدْرٍ (2) : وسمعتُ ابنَ جُرَيج، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكة، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا كَذِبٌ لا أصلَ لَهُ (3) ؛ يَعْنِي: حديثَ ابْنِ جُرَيج (4) .
1237 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه مَرْوان الطَّاطَرِي، عن
_________
(1) كذا في جميع النسخ «إلا حائك أو حجام» بلا ألف، وكذا في المسألتين الآتيتين برقم (1267) = = و (1275) ، وكذا في معظم المراجع التي أخرجت الحديث، والاستثناءُ تامٌّ موجبٌ، فكانت الجادَّة أن يقال: إلا حائكًا أو حجامًا، بألف تنوين النصب، لكنَّ ما في النسخ له وجهان في العربية صحيحان:
الأول: النصب على الاستثناء: «إلا حائكً أو حجامً» ، وجاء بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) ؛ ويشهد لذلك مجيءُ الحديثِ بالألف: «إلاحائكًا أو حجامًا» في مطبوع "الكامل" لابن عدي (5/95) ، وكذلك في بعض كتب الرجال والفقه وشروح الحديث.
والثاني: الرفع على البدلية من «العرب» ، والإتباع في الاستثناءِ التامِّ الموجب جائزٌ على لغةٍ لبعضِ العرب؛ كما وقع هنا، حكى هذه اللغة أبو حيان. انظر التعليق على المسألة رقم (997) .
(2) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الحاكم - كما في "نصب الراية" (3/197) - وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/134) من طريق أبي بدر شجاع بن الوليد، ثنا بعض إخواننا، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ ابن عمر به. قال البيهقي: «هذا منقطع بين شجاع وابن جريج، حيث لم يسمِّ شجاعٌ بعضَ أصحابه» .
(3) نقل ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (2/149) كلام أبي حاتم هذا.
(4) لأن أبا بدر لم يسمعه من ابن جريج كما سبق بيانه في رواية الحاكم والبيهقي.
(5) ذكر ابن الملقن في "البدر المنير" (5/ق 94/ب) أن ابن أبي حاتم أخرج هذا الحديث في "العلل" بسند جيد، وانظر "التلخيص الحبير" (3/350) ، وانظر المسألة رقم (1232) .(4/41)
عبد الله بن جعفر (1) ؛ قال: حدَّثنا عبد الواحد بْنُ أَبِي عَوْن، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: لعَنَ رسولُ الله (ص) المُحِلَّ والمُحَلَّلَ لَهُ (2) ؟
قَالَ أَبِي: إنما هو: عبد الله بن جعفر، [عن] (3) عُثْمَانَ الأَخْنَسي (4) .
1238 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّار (6) ، عن
_________
(1) هو: عبد الله بن جعفر المخرمي.
(2) تقدم تفسير الحديث في تعليقنا على المسألة رقم (1232) .
(3) في جميع النسخ: «بن» بدل: «عن» ، وكأنه صوبها في (ف) إلى «عن» ، والمثبت من مصادر التخريج الآتية.
(4) الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (17086) ، والترمذي في "العلل الكبير" (273) ، وابن الجارود في "المنتقى" (684) ، والبزار في "مسنده" (1442/كشف الأستار) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/208) من طريق معلى ابن منصور، وأحمد في "مسنده" (2/323 رقم8287) من طريق أبي عامر العقدي، وتمام في "فوائده" (753/الروض البسام) من طريق عبد العزيز الأويسي، ثلاثتهم عن عبد الله بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ محمد الأخنسي، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هريرة به.
قال الترمذي: «فسألت محمدًا- يعني البخاري- عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ حديث حسن، وعبد الله بن جعفر المخرمي صدوق ثقة، وعثمان بن محمد الأخنسي ثقة، وكنت أظن أن عثمان لم يسمع من سعيد المقبري» . وقال البزار: «لا نعلمه عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد» .
(5) انظر المسألة المتقدمة برقم (1180) .
(6) هو: ابن بكار بن بلال العاملي. وروايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (2573) .(4/42)
سَعِيدُ بْنُ بَشير، عَنْ قَتَادة، عن أنس: أنَّ النبيَّ (ص) نَظَرَ إِلَى امرأةٍ فأعجبَتْهُ، فَأَتَى زوجَتَهُ زينبَ بِنْتَ جَحْش، فَقَضَى حاجَتَهُ، ثُمَّ خرجَ فَقَالَ: إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى امْرَأَةٍ، فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ، فَلْيَقْضِ حَاجَتَهُ. فَقَالَ رَجُلٌ: فإنْ لم تَكُنْ (1) لَهُ امرأةٌ؟ قَالَ: فَلْيَنْظُرْ إِلَى السَّمَاءِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
1239 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّار (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا سَعِيدٌ (3) ، عَنْ قَتَادة، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عباس: أنَّ رسولَ الله (ص) لَعَنَ مُخَنَّثِي الرِّجَالِ، ومُذَكَّراتِ النِّسَاءِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
1240 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (4) ، عن حمَّاد بن عبد الرحمن، عَنْ خَالِدِ بْنِ الزِّبْرِقان، عَنْ سُلَيمان بن حَبِيب (5) ،
_________
(1) المثبت من (ت) و (ك) ، ولم تنقط التاء في (أ) و (ش) و (ف) .
(2) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه أبو يعلى في "مسنده" (2433) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ، عَنْ خَالِدٌ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي زياد، عَنْ عِكْرِمَةَ، = = عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به. ورواه البخاري في "صحيحه" (5885) من طريق شعبة، وابن حبان في "صحيحه" (5750) من طريق سعيد بن أبي عروبة، كلاهما عن قتادة، به.
ورواه البخاري أيضًا (5886) من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس به.
(3) هو: ابن بشير.
(4) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (8/99 رقم 7489) ، و "مسند الشاميين" (1604) .
(5) هو: المحاربي.(4/43)
عَنْ أَبِي أُمامة (1) ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أَرْبَعَةٌ لَعَنَهُمُ اللهُ فَوْقَ عَرْشِهِ، وَأَمَّنَتْ عَلَيْهِ (2) المَلائِكَةُ: الَّذِي يَخْصِي نَفْسَهُ عَنِ النِّسَاءِ (3) ، وَلا يَتَزَوَّجُ لِئَلاَّ (4) يُولَدَ (5) لَهُ، وَالرَّجُلُ (6) يَتَشَبَّهُ بِالنِّسَاءِ وَخَلَقَهُ اللهُ ذَكَرًا، وَالمَرْأَةُ تَتَشَبَّهُ (7) بِالرِّجَالِ وَقَدْ خَلَقَهَا اللهُ أُنْثَى، وَمُضَلِّلُ المَسَاكِينِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
1241 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى (8) ؛ قَالَ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ صَالِحٍ الأَزْدي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبة، عَنْ قَتَادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أُمِّ أَيْمَن الأنصاريَّة: أنَّ رسولَ الله (ص) زوَّجَ ابنتَه فاطمةَ عليَّ بنَ أبي طالب، وأمرَهُ (9) ألاَّ يَدْخُلَ على أهله
_________
(1) هو: الباهلي.
(2) أي: على اللعن؛ فالضمير في «عليه» راجعٌ إلى «اللعن» وهو: المصدر المستفاد من الفعل «لعنهم» ، ونظيره الضمير «هو» في قوله تعالى: [المَائدة: 8] {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} ، أي: العدل. انظر التعليق على المسألة رقم (400) و (1165) و (2011) .
(3) وقع في "المعجم الكبير": «الذي يحصن نفسه عن النساء» ، وفي "مسند الشاميين": «الذي لا يحصن نفسه عن الزنى» .
(4) في (ش) : «ولئلاَّ» بزيادة واو.
(5) في (ف) : «لأن اليولد» .
(6) في (ك) : «والولد» بدل: «والرجل» .
(7) في (ك) : «تَشَبَّهُ» بحذف إحدى التاءين تخفيفًا. انظر التعليق على المسألة رقم (388) .
(8) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (25/91 رقم232) ، ووقع في مطبوعه: «عمرو بن صالح» . وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (8/24) ، والحاكم في "المستدرك" (3/157) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، عن عمرو بن صالح به. وانظر: "مختصر المستدرك" لابن الملقن (597) .
(9) في (ك) : «وأمر» .(4/44)
حَتَّى يجيئَه، فَجَاءَ رسولُ اللَّهِ (ص) حَتَّى وَقَفَ بِالْبَابِ، فَسَلَّمَ واستأْذَنَ، فَقَالَ: أَثَمَّ أَخِي ... ، فَذَكَرَ الحديثَ.
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وعمرُ ضعيفُ الْحَدِيثِ (1) .
قَالَ أَبِي: عمرُ هَذَا يحدِّث عَنْ أَبِي [جَمْرَة] (2) أحاديثَ بواطيلَ.
1242 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه بَقِيَّة (3) ، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ (4) العُمَري (5) ، عَنْ أَبِي الزِّنَاد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لاَ نِكَاحَ إِلاَّ بِإذْن ِ الرَّجُلِ وَالمَرْأَةِ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
_________
(1) قوله: «الحديث» ليس في (ف) .
(2) في جميع النسخ: «حمزة» بالحاء المهملة والزاي، وهو خطأ، وصوابه: «جمرة» بالجيم والراء، وهو: نصر بن عمران الضُّبَعي، انظر "الجرح والتعديل" (6/116 رقم 628) ، و"تهذيب الكمال" (29/362) ، والمسألة الآتية برقم (2596) .
(3) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/78) . قال ابن عدي: «وهذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه عن عبد الله بن عمر غير بقية» .
(4) في (ف) و (ك) : «عمرو» .
(5) قال الدارقطني في "العلل" (9/199) : «وروى بقية بن الوليد، عن شيخ له مجهول - سَمَّاه: عبد الله بن عمر؛ قال بعضهم: هو عبد الله بن عمر بن أنفع الحِمْيَري- عَنْ أَبِي الزِّناد، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي (ص) : " لا نِكاحَ إِلا بإذنِ الرَّجل والمرأة "، وخالفه عمر ابن صهبان، فرواه عن أبي الزِّناد، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، ولا يصحُّ واحد منهما» .(4/45)
1243 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليد ابن مُسْلِمٍ (1) ، عَنْ شَيْبان (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (3) : أنَّ رَجُلا أنكَحَ ابْنَةً لَهُ - عَلَى عهد رسول الله (ص) - ثَيِّبًا، فكَرِهَتْ ذَلِكَ، فَأَتَتِ النبيَّ (ص) فذكرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لَهَا: أَكُنْتِ (4) نَهَيْتِهِ (5) أَنْ يُزَوِّجَكِ؟ ، قَالَتْ: نَعَمْ! فجعَلَ أمرَها بِيَدِهَا، فردَّتْهُ؟
قَالَ أَبِي: لا يُوَصِّلُونَ (6) هَذَا الحديثَ؛ يقولون (7) :
أبو سَلَمة،
_________
(1) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (7/120) . وروي عن هشيم - كما سيأتي - عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
(2) هو: ابن عبد الرحمن النَّحْوي.
(3) قوله: «عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة» سقط من (ف) .
(4) في (ت) و (ك) : «كنت» بتقدير همزة الاستفهام.
(5) في (ك) : «نَهَيْتِيهِ» . ويخرَّج على توليد الياء من إشباع كسرة تاء المخاطبة، وهذه لغةٌ حكاها الخليل الفراهيدي، قال سيبويه: «وحدثني الخليل أن ناساً يقولون "ضَرَبْتِيهِ" فيلحقون الياء، وهذه قليلة» . اهـ. انظر كتاب "سيبويه" (4/200) ، و"طلبة الطلبة" للنسفي (ص233) ، و"مجمع الأمثال" للميداني (2/195) .
(6) «لا يوصِّلُون» بمعنى «لا يَصِلُونَهُ» من «وصَّل» المضعَّف. انظر التعليق على المسألة رقم (163) .
(7) الحديث رواه النسائي في "الكبرى" (5388) ، والدارقطني في "السنن" (3/235) من طريق أَيُّوبَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثير، عن أبي سلمة به مرسلاً.
ورواه الدارقطني في "السنن" (3/231) من طريق شجاع بن مخلد، عن هشيم، قال: أخبرنا عمر بن أبي سلمة، حدثنا أبو سلمة به مرسلاً.
وقد اختُلِف فيه على هشيم، فرواه الطبراني في "الكبير" (24/252 رقم 644) ، والدارقطني في "السنن" (3/232) من طريق أبي مسلم المستملي، عن هشيم، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. وانظر كلام الدارقطني في التعليق آخر المسألة.(4/46)
عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (1) ، ومُرسَلً (2) أشبهُ (3) .
_________
(1) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وفي (ك) : «مرسل» بلا واو.
(2) كذا، والتقدير: وهو أشبه مرسلاً، لكن جاء قوله: «مرسلً» على لغة ربيعة. انظر التعليق السابق.
(3) ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (1756) ، وذكر أنه يرويه عن أبي سلمة: يحيى بن أبي كثير وعمر ابن أبي سلمة، واختُلِف عنهما:
فأما يحيى بن أبي كثير: فرواه عنه حجاج بن الصَّواف وأبو الأسباط بشر بن رافع، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة موصولاً.
ورواه شيبان بن عبد الرحمن، عن يحيى، واختُلِف على شيبان:
فرواه الوليد بن مسلم وسورة بن الحكم، عنه، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة مثل الرواية السابقة.
وخالفهما أبو حنيفة وعليُّ بن يزيد الصدائي وأبو يحيى عبد الحميد الحِمَّاني، فرووه عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ المهاجر بن عكرمة - بدل أَبِي سَلَمَةَ-، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ موصولاً.
قال الدارقطني: «وخالفهم هشام الدَّستوائي ومعمر وأبان العطَّار وعلي بن المبارك؛ رووه عَنْ يَحْيَى، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ عكرمة مرسلاً، وهو الصَّحيح» .
ثم ذكر أن زيد بن حبّان رواه عن أيوب السَّختياني، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أبي سلمة مرسلاً.
ثم قال: «وقال يحيى القطَّان: عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عن مهاجر بن عكرمة، عن عبد الله بن أبي بكر، عن النبي (ص) مرسلاً، وهو أصحُّ» .
وهذا كله بالنسبة لرواية يحيى بن أبي كثير.
وأما رواية عمر بن أبي سلمة: فيرويها عنه هشيم بن بشير، واختُلِف على هشيم؛ فرواه إسحاق بن يونس الأفطس، عن هشيم، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.
ثم قال الدارقطني: «وغيره يرويه عن هشيم، عن عمر، عن أبيه مرسلاً، وهو الصَّحيح من قول هشيم» .
وقال البيهقي في "السنن" (7/120) بعد أن رواه من طريق الوليد بن مسلم موصولاً: «ورواه عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ أبيه، وسمى المرأة: خنساء بنت حذام، فذكره مرسلاً، وقد قيل: عنه موصولاً، والمرسل له أصحُّ» . وانظر "فتح الباري" لابن حجر (9/196) .(4/47)
1244 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ بنُ مُسْلِم (1) ، عَنِ ابْن أَبِي ذِئْب (2) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ رَجُلا زوَّج ابنتَهُ بِكْرًا، فكَرِهَتْ ذَلِكَ، فأتتِ النبيَّ (ص) ، فردَّ النبيُّ (ص) نِكَاحَهَا؟
قَالَ أَبِي: يَدْخُلُ بَيْنَ ابنِ (3) أَبِي ذِئْبٍ ونافعٍ رجلٌ يُسمَّى: عمر بن حسين (4) .
_________
(1) روايته أخرجها الدارقطني في "السنن" (3/236) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (51/45) .
ورواه ابن حزم في "المحلى" (9/461) من طريق دُحَيم، عن ابن أبي ذئب به.
ورواه ابن حبان في "المجروحين" (3/111) ، وابن عدي في "الكامل" (7/190) من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ نافع، عن ابن عمر به.
قال الدارقطني: «لا يثبت هذا عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نافع، والصَّواب حديث ابن أبي ذئب، عن عمر بن حسين» .
ونقل ابن الجوزي في "التحقيق" (2/263) عن الإمام أحمد أنه قال في حديث ابن عمر هذا: باطل. وانظر "نصب الراية" (3/191) .
(2) هو: محمد بن عبد الرحمن.
(3) قوله: «ابن» سقط من (ت) و (ك) .
(4) روايته أخرجها الدارقطني في "السنن" (3/229) من طريق محمد بن إسماعيل بن أَبِي فُدَيك، عَنِ ابْنِ أَبِي ذئب، عن عمر بن حسين، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ به.
قال الدارقطني: «ورواه الوليد بن مسلم وصدقة بن عبد الله، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نافع مختصرًا مرسلاً، وابن أبي ذئب لم يسمعه من نافع، وإنما رواه عن عمر ابن حسين عنه» .(4/48)
1245 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمر ابن عبد الواحد، عن الأوْزاعي (1) ، عن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا أَرَادَ الرَّجُلُ أَنْ يُجَامِعَ امْرَأَتَهُ، اتَّخَذَتْ خِرْقَةً، فَإِذَا فَرَغَ نَاوَلَتْهُ إِيَّاهَا فَمَسَحَ عَنْهُ الأَذَى وَمَسَحَتْ عَنْهَا؟
قَالَ أَبِي (2) : إِنَّمَا هُوَ: عَنْ عائِشَة، مَوْقُوفٌ (3) .
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروايته أخرجها الذهبي في "السير" (9/283) من طريق صدقة بن عبد الله السمين، عنه به.
(2) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(3) قوله: «موقوف» يحتمل النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
والحديث رواه ابن خزيمة في "صحيحه" (280) من طريق الوليد بن مسلم، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/411) من طريق محمد بن مصعب، كلاهما عن الأوزاعي، عن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة به موقوفًا.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (1431) ، وابن حزم في "صحيحه" (279) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/411) من طريق يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن عائشة به موقوفًا.
وسئل الدارقطني في "العلل" (5/ ق 57/أ) عن هذا الحديث فقال: «يرويه عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، واختُلِف عنه، فرواه عنه الأوزاعي، واختُلِف عنه، حدث به بشر [كذا! وصوابه: عمر] بن عبد الواحد وصدقة بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، عن النبي (ص) . ورواه الوليد بن يزيد [كذا! وصوابه: مَزْيد] وأبو المغيرة، عن الأوزاعي، عن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة مرفوعًا [كذا! وصوابه: موقوفًا] من قولها وهو أصحُّ، وكذلك رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ القاسم، عن عائشة موقوفًا» .(4/49)
1246 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو تَقِيٍّ (1) ، عن (2) يَعْقُوبُ بْنُ الجَهْم، عَنْ عليِّ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ مُغِيرَةَ (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (4) ؛ قَالَ: لمَّا خلَقَ اللهُ آدَمَ وخلَقَ له زوجَهُ (5) ، بعثَ اللَّهُ (6) مَلَكًا يأمرُهُ بالجِمَاع، فَفَعَلَ، فلمَّا فَرَغَ آدمُ قالتْ حواءُ: يَا آدمُ مَا أطيبَ هَذَا! زِدْنَا مِنْهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (7) .
1247- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (8) ،
عَنِ هشام بن
_________
(1) هو: هشام بن عبد الملك. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (7/150) .
ورواه ابن عدي أيضًا (1/195 و7/150) من طريق أحمد بن أبي روح البغدادي، عن علي بن عاصم به.
(2) قوله: «عن» ليس في (أ) و (ش) .
(3) هو: ابن مِقْسَم الضَّبِّي.
(4) هو: ابن يزيد النخعي.
(5) في (ك) : «زوجته حواء» .
(6) في (ش) : «بعث الله له» .
(7) قال ابن عدي: «وهذه الحكاية معروفة بيعقوب بن = = الجهم هذا، عن علي بن عاصم مثله، وقد أُنْكِرت هذه الحكاية على يعقوب بن الجهم» . وقال أيضًا: «وكلُّ من حدَّث بهذا عن علي بن عاصم فهو ضعيف. حدث به أحمد بن أبي روح هذا، وشيخ من أهل حِمص يقال له: يعقوب بن الجهم» .
(8) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1399/كشف الأستار) ، والطبراني في "الأوسط" (8203) ، وتمام في "فوائده" (730/الروض البسام) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/159) ، والضياء في "المختارة" (1853 و1854) .
قال البزار: «لا نعلم رواه عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أنس إلا بقية، ورواه غير بقية، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ رجُل من أصحاب النبي (ص) » .
وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ هشام، عن الحسن، عن أنس غير بقية» .
ونقل الضياء عن الدارقطني قوله: «وخالفه [أي خالف بقيَّةَ] أبو شهاب الحنَّاط، فرواه عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ بعض أصحاب النبي (ص) ، وهو الصَّواب» .
ورواه البزار في "مسنده" (1398/كشف الأستار) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3325) ، والضياء في "المختارة (1725 و1726) من طريق سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عن أنس، عن النبي (ص) به.
قال البزار: «لا نعلم رواه عن ثابت إلاَّ سليمان» .(4/50)
حسَّان، عَنِ الْحَسَنِ (1) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: خرجَ عَلَيْنَا رسولُ اللَّهِ (ص) وَنَحْنُ شبابٌ كلُّنا، فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِالبَاءَةِ (2) فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ (3) ؟
قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ هِشَامٍ (4) ، عَنْ رجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) ؛ قال: خرجَ علينا النبيُّ (ص) ... .
قَالَ أَبِي: وَلَوْ (5) كَانَ أَنَسٌ (6) ، لَمْ يُكَنِّ عَنْهُ.
1248 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبَّاس الخَلاَّل، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عيَّاش؛ قَالَ: حدَّثني ابن (7) عبد الله ابن
_________
(1) قوله: «عن الحسن» سقط من (أ) و (ش) . وهو: الحسن البصري.
(2) قال ابن الأثير: «عليكم بالباءَة» ، يعني: النِّكَاح والتَّزَوُّجَ، يقال فيه: الباءَةُ والباءُ. انظر "النهاية" (1/160) .
(3) الوِجَاء: أن تُرَضَّ أُنْثَيَا الفَحْلِ رَضًّا شديدًا يُذهِبُ شَهْوَةَ الجِمَاع، ويَتَنزَّلُ في قَطعِهِ منزلةَ الخَصْي، والمرادُ: أن الصومَ يقطعُ النكاح كما يقطعه الوِجاء. انظر "النهاية" (5/152) .
(4) لم نقف على رواية يزيد بن هارون؛ لكنَّ المقصود فيما يظهر: أن يزيد يرويه عن هشام، عن الحسن البصري، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) . كما يُفهَم من كلام البزار السابق وهو قوله: «ورواه غير بقية، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ رجُل من أصحاب النبي (ص) » والله أعلم.
(5) في (أ) و (ش) : «لو» بلا واو.
(6) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة (34) .
(7) في (ت) و (ك) : «أبي» . واسمه: محمد، كما ذكر الهيثمي في "مجمع االزوائد" (6/255) .(4/51)
[بُسْر] (1) ،
عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِنَّ الزُّنَاةَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ تَشْتَعِلُ (2) في وُجُوهِهِمْ نَارًا (3) ، يُعْرَفُونَ بِنَتْنِ فُرُوجِهِمْ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ لَمْ يَرْوِهِ غيرُ عبَّاس.
_________
(1) في جميع النسخ: «بشر» بالشين المعجمة، وصوابه «بسر» بالسين المهملة، كما في "فيض القدير" للمناوي (2/344) ، ومصادر التخريج..
والحديث رواه الطبراني؛ كما في "الترغيب والترهيب" للمنذري (3524) .
قال المنذري: «رواه الطبراني بإسنادٍ فيه نظر» . وقال الهيثمي في "مجمع االزوائد" (6/255) : «ورواه الطبراني من طريق محمد بن عبد الله بن بسر، عن أبيه؛ ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات» . وانظر "السلسلة الضعيفة" (3177) .
(2) كذا في (ك) ، ولم تنقط التاء الأولى في (أ) و (ش) ، وفي (ت) و (ف) : «يشتعل» بالياء المثناة التحتية في أوله، وضبطت في (ف) : «يُشْتَعل» بضم الياء، وفتح التاء.
(3) كذا في جميع النسخ، ولفظ الطبراني: «تشتعلُ وجوهُهُم نارًا» كما في "مجمع الزوائد" (6/255) ، و"الترغيب والترهيب" للمنذري (3524) ، وهذا هو الجادَّة، أما ما وقع في النسخ، فهي ثلاثة ألفاظ: «تَشْتَعِلُ» و «يَشْتَعِلُ» و «يُشْتَعَلُ» ، فإن لم تكن العبارةُ محرَّفة عمَّا ورد في "معجم الطبراني"، فإن هذه الألفاظ تخرَّج على مايلي: أما قوله: «تَشْتَعِلُ» فيخرَّج على أن فاعله ضمير مؤنث يعود إلى الفاحشة، وهو = = مفهوم من لفظ «الزناة» ، والمراد: تَشْتَعِلُ هي: [أي: الفاحشة] في وجوههم نارًا.
وقوله: «يَشْتَعِلُ» يخرَّج على أن فاعله ضمير مذكر يعود إلى الزنى، المفهوم أيضًا من لفظ «الزناة» ، والتقدير: يَشْتَعِلُ هو [أي: الزنى] في وجوههم نارًا. وانظر في رجوع الضمير إلى اسمٍ مفهومٍ من السياق: التعليق على المسألة رقم (400) . وقوله: «يُشْتَعَلُ» بالبناء لما لم يسم فاعله: يخرَّج على أن نائب فاعله هو الجار والمجرور: «في وجوههم» ، و «نارًا» بالنصب: نائب عن المصدر في باب المفعول المطلق، والتقدير: يُشْتَعَلُ في وجوههم اشتعالَ نارٍ، ثم حُذف المضاف وهو «اشتعالَ» ، وأقيم المضاف إليه مُقامه فانتصب انتصابَهُ، وانظر في إنابة الجار والمجرور عن الفاعل: التعليق على المسألة رقم (252) ، وانظر في حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه: التعليق على المسألة رقم (2) ، والله أعلم.(4/52)
1249 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَر (1) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسان، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) : الأَيِّمُ (2) أَحَقُّ بِنَفْسِها.
فقلتُ لَهُ: سَمِعَ صالحٌ هَذَا الحديثَ مِنْ نَافِعِ بْنِ جُبَير؟
فَقَالَ: هَكَذَا رواه مَعْمَر.
ورواه (3) سَعِيدُ بْنُ سَلَمة (4) ،
عَنْ صَالِحٍ، عن عبد الله بن الفَضْل،
_________
(1) هو: ابن راشد. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (10299) عنه به. ومن طريق عبد الرزاق رواه أبو داود في "سننه" (2100) ، والنسائي في "المجتبى" (3263) ، والدارقطني في "سننه" (3/239) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/118) . ورواه ابن حبان في "صحيحه" (4089) ، والدارقطني في "سننه" (3/239) من طريق ابن المبارك عن معمر به.
(2) قال ابن الأثير: الأَيِّمُ في الأصل: التي لا زَوْجَ لها؛ بِكْرًا كانت أو ثَيِّبًا، مُطَلَّقةً كانت أو متوفًّى عنها. ويريدُ بالأَيِّم ِ في هذا الحديث: الثَّيِّبَ خاصَّة، يقال: تَأَيَّمَتِ المرأةُ وآمَتْ: إذا أقامت لا تتزوَّج. "النهاية" (1/85) .
(3) قوله: «معمر ورواه» سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(4) روايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (3/239) .
والحديث أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (1/261 رقم 2365) ، والنسائي في "المجتبى" (3262) ، والدارقطني في "سننه" (3/238-239) من طريق محمد بن إسحاق، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عبد الله ابن الْفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابن عباس، به.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (10282) من طريق الثوري، وعبد الرزاق (10283) ، ومسلم في "صحيحه" (1421) ، وأحمد في "مسنده" (1/219 رقم 1888) ، وابن حبان في "صحيحه" (4084 و 4087) من طريق مالك، ومسلم (1421) ، وأحمد (1/219 رقم 1897) ، وابن حبان (4088) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (3309) من طريق زياد بن سعد، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/118) من طريق أبي أُوَيس، أربعتهم عن عبد الله بن الفضل به.(4/53)
عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَير؛ وَهُوَ أشبهُ (1) .
1250 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مِنْدَل (2) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يزيد، عن الزُّهْري، عن عُبَيدالله بن عبد الله (3) ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: تزوَّج رجلٌ امْرَأَةً (4) ، فَلَمْ يَجِدْهَا عَذْرَاءَ، فأرسلَتْ إِلَيْهَا (5) عائِشَةُ: أنَّ الحَيْضَ يَذْهَبُ بِالعُذْرَةِ (6) ؟
_________
(1) قال الدارقطني في "سننه" (3/239) : «كذا رواه معمر عن صالح، والذي قبلَه أصحُّ في الإسناد والمتن؛ لأن صالحًا لم يسمعه من نافع بن جُبير؛ وإنما سمعه من عبد الله بن الفضل عنه، اتَّفق على ذلك ابنُ إسحاق وسعيد بن سلمة عن صالح. سمعتُ النيسابوري يقول: الذي عندي أن معمرًا أخطأ فيه» .
وقال أيضًا بعد أن رواه من طريق ابن إسحاق: «تابعه سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ صَالِحٍ ابن كيسان، وخالفهما معمر في إسناده، فأسقط منه رجلاً، وخالفهما أيضا في متنه، فأتى بلفظ آخر وَهِمَ فيه؛ لأن كلَّ من رواه عن عبد الله ابن الفضل، وكلَّ من رواه عن نافع بن جبير مع عبد الله ابن الفضل خالفو معمرًا، واتفاقُهم على خلافه دليلٌ على وَهَمِهِ، والله أعلم» .
(2) هو: ابن علي العَنَزي، يقال: اسمه: عمرو، ومِنْدل لقبٌ، وهو مثلث الميم.
(3) هو: ابن عبد الله بن عتبة.
(4) في (ك) : «قالت: رجل تزوج امرأة» . وقوله: «امرأة» سقط من (ف) .
(5) كذا في جميع النسخ، والجادَّةُ أن يقال: «إليه» كما في "سنن سعيد بن منصور"؛ وفيه: «فلم يجدها = = عذراءَ، كانت الحيضةُ أحرقَتْ عُذْرَتَها، فأرسلَتْ إلَيْه عائشةُ؛ أنَّ الحَيْضَةَ تُذْهِبُ العُذْرَةَ يقينًا» ، وهنا جاء الضمير مؤنَّثًا في «إليها» ؛ لأنَّه مسبوقٌ وملحوقٌ بألفاظ مؤنَّثة، وللمجاورة تأثيراتٌ في العربية، انظر في ذلك: التعليق على المسألة رقم (54 - الوجه الثالث) .
(6) العُذْرَةُ: البَكَارةُ، وجاريةٌ عَذْراءُ: بِكْرٌ لم يمسَّها رجل. انظر"لسان العرب" (4/551) .(4/54)
قال أبي: رواه عبد الله بْنُ الْمُبَارَكِ (1) ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عائِشَة، مُرْسَلً (2) .
قَالَ أَبِي: المُرْسَلُ عِنْدِي أشبَهُ.
1251 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الرَّبِيع بْنُ بَدْرٍ (3) ، عَنِ النَّهَّاس بْنِ قَهْم، عَنْ عَطَاء (4) ، عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُمْ؛ مِنْهُمُ ابْنُ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قال: البَغَايَا: الَّتِي (5)
يُزَوِّجْنَ أَنْفُسَهُنَّ؛ لاَ نِكَاحَ إِلاَّ بِوَلِيٍّ، وَشَاهِدَيْنِ، وَمَهْرٍ مَا كَانَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ.
_________
(1) روايته أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (2118) .
(2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/312) ، والطبراني في "الأوسط" (4520) ، وابن عدي في "الكامل" (3/131) و (7/59) .
ومن طريق العقيلي أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1025) .
قال العقيلي: «وهذا يُروى عن أبي هريرة من غير هذا الوجه مرفوعًا، وأوقفه قوم. قصة البغايا والشَّاهدين والمهر فلا يثبت فيه شيء مرفوع» .
وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ النهاس إلا الربيع بن بدر» .
وقال ابن عدي: «وهذا لا أعلم يرويه عن النهاس بن قَهْم - والنهاس بصري - غير الربيع بن بدر، وأبو معاوية الزعفراني، وأبو معاوية شرٌّ من الربيع وأضعفُ» .
وقال ابن الجوزي: «هذا حديثٌ لا يصحُّ عن رسول الله (ص) ، والمتهم به النهاس» .
(4) هو: ابن أبي رباح.
(5) كذا في جميع النسخ، والجادةُ: «اللاتي» كما في مصادر التخريج، وهو الموافق لما قبله وما بعده، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية، ويتخرَّج على وجهين:
الأوَّل: على الإفراد، على أن يكونَ اسمَ جنسٍ، وتعودُ الضمائرُ - في «يُزَوِّجْنَ أَنْفُسَهُنَّ» - إليه على معناه دون لفظه؛ ونظير ذلك قراءة ابن هرمز لقوله تعالى: [النِّسَاء: 23] {وَأُمَهَاتُكُمُ اللاََّّتِي أَرْضَعْنَكُمْ} ؛ قرَأَ «الَّتي» بالإفراد. وانظر: "المحتسب" (1/185) ، و"البحر المحيط" (3/211) .
والثاني: على الجمع، والأصلُ: اللاتي، لكنْ حُذِفَتْ منه الألفُ تخفيفًا، وهو موافق لرسم المصحف العثماني؛ قال القلقشندي في كتابه الفَذِّ "صبح الأعشى، في صناعة الإنشا" (3/194) : «قال أحمد بن يحيى [ثعلب] : كتبوا «اللاَّتي» : الَّتِي، و «اللاَّئي» : الَّئِي، وأسقطوا لامًا من أوَّلها، وألفًا من آخرها» ، قال: «وهذا للاستعمال؛ لأنَّه يَقلُّ في الكلام مِثلُه، ويَدلُّ عليه ما قبله وما بعده، ولو كُتبَ على لفظه، كان أَوْلى» ، قال الشيخ أثير الدين أبو حيان: [وكلامه - يعني ثعلبًا - يَدلُّ على حذف اللام من أوَّله، والألف من آخره معًا] ، والذي عهدناه من الكُتَّاب: أنَّه لا تُحذَفُ الألفُ؛ لئلا يلتبس بالمفرد» . اهـ. كلام القلقشندي، وما بين المعقوفين زيادة من "همع الهوامع" للسيوطي (3/520) ، وانظر "المطالع النصريَّة" لنصر الهوريني (ص228) .(4/55)
1252 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيد ابن إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ سِنَان بْنِ هَارُونَ، عَنْ حُمَيد (2) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قالتْ أُمُّ حَبِيبة (3) : يارسولَ اللَّهِ، المرأةُ مِنَّا يكونُ لَهَا زَوْجَان ِ فِي الدُّنيا، ثُمَّ تموتُ فتدخُلُ (4) الجنَّةَ هِي وَزَوْجَاهَا؛ لأيِّهما تكونُ: للأوَّل، أَوْ للآخِرِ؟ قَالَ: تَخَيَّرُ (5) أَحْسَنَهُمَا خُلُقًا كَانَ مَعَهَا فِي الدُّنْيَا، فَيَكُونُ زَوْجَهَا في
_________
(1) هو العطَّار. وروايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (1212/المنتخب) ، والبزار في "مسنده" (1980/كشف الأستار) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/171) ، والطبراني في "الكبير" (23/222 رقم411) ، وابن عدي في "الكامل" (5/348) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/291 رقم1051) ، وابن بشران في "الأمالي" (734) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/371) .
(2) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل.
(3) هي: رملة بنت أبي سفيان، أم المؤمنين خ.
(4) في (ت) : «فيدخل» .
(5) أي: تتخيَّرُ، وحذفتْ إحدى التاءين تخفيفًا. انظر التعليق على المسألة رقم (388) .(4/56)
الجَنَّةِ، قَالَتْ أمُّ حَبِيبة: ذَهَبَ حُسْنُ الخُلُق بِخَيْرِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ (1) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ موضوعٌ لا أصلَ لَهُ، وسِنَانٌ عِنْدَنَا مَسْتُورٌ (2) .
1253 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو هَارُونَ البَكَّاء (3) ، عَنِ ابن لَهِيعَة (4) ، عن عيسى ابن عبد الرحمن الزُّرَقي، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ - أَوْ أَبِي سَلَمة - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: لا يُحَرِّمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ إلاَّ مَا فَتَقَ الأَمْعَاءَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وَعِيسَى هذا: أبو عَبَّاد (5) ، لا
_________
(1) كذا وقع هذا القول في جميع النسخ، موقوفًا من كلام أم حبيبة، ولم نقف عليه من هذا الوجه. وهو في مصادر التخريج السَّابقة مرفوع من كلام النبي (ص) .
(2) أوضح العلَّة أبو زرعة؛ حين سأله البرذعي (ص459/سؤالاته) قال: «قلت له في حديث سِنَانِ بْنِ هَارُونَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عن أنس: قصَّة أم حبيبة في حُسن الخُلُق؟ قال: ذاك ليس منه - يعني: ليس من سنان - ذاك من عبيد بن إسحاق» . اهـ.
وقال البزار (1980/كشف الأستار) : «لا نعلم رواه عن حميد، عن أنس إلا سنان، وهو كوفي لا بأس به» . وقال العقيلي في "الضعفاء" (2/171) : «ولا يُحفظَ إلا من حديث سنان» .
وقال ابن عدي في "الكامل" (5/348) : «لا يرويه - فيما أعلمه - غير عبيد بن إسحاق، ولعبيد غير ما ذكرت من الحديث، وعامة ما يرويه إما أن يكون منكر الإسناد أو منكر المتن» .
(3) هو: موسى بن محمد.
(4) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (3/381) من طريق عمرو بن خالد، وابن عدي في "الكامل" (5/245) من طريق قتيبة بن سعيد، و (5/350) من طريق عبيد بن أبي قرة، ثلاثتهم عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عِيسَى بن عبد الرحمن، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، النبي (ص) .
(5) يكنى: أبا عَباد، وأبا عُبادة. انظر "ميزان الاعتدال" (6583) .(4/57)
أعرفُ لَهُ حَدِيثًا صَحِيحًا (1) .
1254 - وسَمِعْتُ أَبِي [وذكَرَ] (2)
حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُول الأَنْبَارِي (3) ، عَنْ سُوَيد بْنِ عَمْرٍو الكَلبي [عَنِ الْحَسَنِ] (4) بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : لاَ تَرْفَعِ العَصَا عَنْ أَهْلِكَ، أَخِفْهُمْ في اللهِ.
_________
(1) نقل العقيلي في "الضعفاء" (3/381) عن البخاري قوله: «عيسى بن عبد الرحمن الزُّرَقي، عن الزُّهْري، حديثه مقلوب» ثم بيَّن العقيلي أن مقصود البخاري هذا الحديث وقال: «ولا يُتابع عليه من وجه يثبُت» .
وقال ابن عدي: «ولعيسى غير ما ذكرت، ولم يحضرني غير ما ذكرت له، ويروي عن الزهري أحاديث مناكير» .
(2) ما بين المعقوفين سقَطَ من جميع النسخ، ومكانها في (ف) : «و» ؛ لكنْ ضُرِبَ عليها، ومِنْ عادة المصنِّف أن يقول: «سمعتُ أبي وذكر حديثًا ... » ، كما في المسألة رقم (29) وغيرها.
ويتجه أيضًا أن يقال: إنَّ أصل الكلام: «وسَمِعْتُ مِنْ أبي حديثًا» بزيادة «مِنْ» أو: «وسَمَّعتُ أبي حديثًا» ؛ بتشديد الميم، أي: قرأتُهُ عليه، لكن هذا مخالفٌ لعادة المصنِّف التي جرى عليها في هذا الكتاب، والله أعلم.
(3) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "العيال" (321) ، والطبراني في "الأوسط" (1869) ، و"الصغير" (114) ، والدارقطني في "الأفراد" (179/ب/أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/332) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عبد الله بن دينار إلا الحسن، ولا عن الحسن إلا سويد، تفرَّد به إسحاق بن البُهْلول» . وقال الدارقطني: «غريب من حديث عبد الله [أي: ابن دينار] عنه [أي: عن ابن عمر] ، تفرَّد به إسحاق بن بُهْلول، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ عَمرو الْكَلْبِيِّ، عن الحسن بن صالح، عنه» .
وقال أبو نعيم: «غريب من حديث عبد الله بن دينار والحسن، تفرَّد به عنه سويد» .
(4) قوله: «عن الحسن» في جميع النسخ: «والحسن» وصوبت في (أ) بخط مغاير.(4/58)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كذبٌ.
1255 - وسألتُ (1) أَبِي (2) وسُئِلَ أَبُو زُرعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُسَينٌ المَرُّوذي (3) ،
عن جَرير بن حازم،
_________
(1) روى هذا النص الخطيب البغدادي في "تاريخه" (8/89) من طريق ابن أبي حاتم، لكن لم يذكر أبا زرعة. ونقل بعضه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/25) ، وابن حجر في "الفتح" (9/196) بتصرف.
(2) قوله: «وسألت أبي» سقط من (أ) و (ش) .
(3) في (ك) : «المزوري» ، ويقال له أيضًا: المروروذي؛ = = كما يأتي في آخر المسألة، وهما نسبتان إلى مَرْوِ الرُّوذ. وروايته أخرجها أحمد في " مسنده" (1/273 رقم 2469) ، وأبو داود في "سننه" (2096) ، وابن ماجه في "سننه" (1875) ، والنسائي في "الكبرى" (5387) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2526) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/365) ، والدارقطني في "السنن" (3/234-235) .
ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/89) من طريق سليمان بن حرب، عن جرير، به.
ورواه ابن ماجه في "سننه" (1875) ، والنسائي في "الكبرى" (5389) ، والدارقطني في "سننه" (3/235) من طريق مُعَمَّر بن سليمان، عن زيد بن حبان، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، به.
ورواه النسائي في "الكبرى" (5388) ، والدارقطني (3/235) من طريق معمَّر أيضًا، عن زيد بن حبان، عن أيوب، يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أبي سلمة، به مرسلاً.
ورواه الدارقطني في "سننه" (3/235) من طريق أيوب ابن سويد، عن الثوري، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس به.
ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/365) من طريق وكيع، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ، عن عكرمة، به، مرسلاً.
قال الدارقطني بعد أن رواه من طريق حسين المروذي: «وكذلك رواه زيد بن حبان، عن أيوب، وتابعه أيوب ابن سويد، عن الثوري، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، وغيره يرسله عن الثوري، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ النبي (ص) ، والصحيح مرسل» .
ورواه الدارقطني في "سننه" (3/234) من طريق عَبْدُ الْمَلِكِ الذِّماري، عَنْ سُفْيَانَ الثوري، عن هشام صاحب الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، به. قال الدارقطني: «هذا وهم من الذِّماري، وتفرَّد بهذا الإسناد، والصَّواب: عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن المهاجر، عن عكرمة مرسل، وهم فيه الذِّماري، عن الثوري، وليس بقوي» .
وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (7/117) عن طريق الذِّماري: «خطأ» ، وقال: «هو في جامع الثوري، عن الثوري كما ذكره أبو الحسن الدارقطني _ح مرسلاً، وكذلك رواه عامة أصحابه عنه، وكذلك رواه غير الثوري عن هشام» .(4/59)
عَنْ أيُّوب (1) ، عَنْ عِكرمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رَجُلا زوَّج ابنتَهُ وَهِيَ كارهةٌ، ففرَّق النبيُّ (ص) بَيْنَهُمَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ كَمَا رَوَاهُ الثِّقَات: عَنْ أيُّوب (2) ، عَنْ عِكْرمة: أنَّ (3) النبيَّ (ص) ... مُرْسَلً (4) ؛ مِنْهُمْ: ابنُ عُلَيَّة، وحمادُ ابن زَيْدٍ (5) : أنَّ رَجُلا تزوَّج؛ وَهُوَ الصَّحيحُ.
قلتُ: الوَهَمُ ممَّن هُوَ (6) ؟
قَالَ: مِنْ حُسَيْنٍ يَنْبَغِي أَنْ يكونَ؛ فإنه لم يَروِهِ (7) عن جَرِير
_________
(1) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.
(2) قوله: «عن أيوب» سقط من (أ) و (ش) .
(3) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «أن» .
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2097) ، وفي "المراسيل" (232) . ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/117) .
قال أبو داود: «لم يذكر: ابن عباس، وكذلك رواه الناس مرسلاً، معروف» .
(6) قوله: «هو» ليس في (ك) .
(7) في (ت) و (ف) و (ك) : «لم يَرْوِ» .(4/60)
غيرُهُ (1) .
قال أبي: رأيتُ حُسينً المَرْوَرُوذِيَّ (2) ، وَلَمْ أسمعْ مِنْهُ (3) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ أيُّوب لَيْسَ هُوَ بِصَحِيحٍ (4) .
1256 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ عُيَينة (5) ، عَنْ مُطَرِّف (6) ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي الخَضِرِ، عَنْ عمَّار بْنِ يَاسِرٍ؛ قَالَ: يُكْرَهُ مِنَ الإِمَاءِ مَا يُكْرَهُ مِنَ الحَرَائِرِ، إِلا العَدَدَ (7) ؟
_________
(1) قال الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/89) : «قد رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ جرير بن حازم أيضًا كما رواه حسين فبرئت عهدته، وزالت تبعته» .
(2) في (ك) : «المرورورذي» وهو خطأ. وكانت الجادَّةُ أن يقال: «حُسَيْنًا المَرْوَرُوذِيَّ» ، لكنَّ ما في النسخ صحيح أيضًا في العربية، وفيه وجهان: التنوين وعدمه: «حُسَيْنً» و «حُسَيْنَ» ، وقد فصَّلنا في هذين الوجهين في التعليق على مثله في المسألة رقم (126) ، وانظر المسألة رقم (34) .
(3) عدَّ ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/25) هذا قدحًا من أبي حاتم في حسين المرُّوذي، فتعقَّبه الحافظ ابن حجر في "القول المسدد" (ص51) بقوله: «قلت: حسين احتجَّ به الشيخان، ولم يترك أبو حاتم السَّماع منه باختيار أبي حاتم، فقد نقل ابنه عنه أنه قال: أتيته مرَّات بعد فراغه من تفسير شَيبان، وسألته أن يعيد عليَّ بعض المجلس، فقال: بَكِّر، بَكِّر، ولم أسمع منه شيئًا» . وانظر "الجرح والتعديل" (3/64) .
(4) قال البيهقي: «أخطأ فيه جرير بن حازم على أيوب السختياني، والمحفوظ: عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ النبي (ص) مرسلاً» . وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (3/153) : «الصحيح أنه مرسل» . وقال في "المحرر" رقم (1015) : «وله علة بيَّنها أبو داود وأبو حاتم وغيرهما وهي الإرسال» .
(5) هو: سفيان.
(6) هو: ابن طَريف.
(7) في (ش) : «العدو» ، ويشبه أن تكون هكذا في (أ) . والمقصود: أن ما زاد على أربع نساء، فهو جائز في الإماء دون الحرائر.(4/61)
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: مُطَرِّف (1) ، عَنْ أَبِي الجَهْم (2) ، عَنْ أَبِي الأخضَر (3) ، عَنْ [عَمَّار] (4) .
1257 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ عبد الله اللَّيْثي المَديني؛ قال: حدَّثني عبد الله بْنُ نَافِعٍ (5) ،
عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الزُّهْري، عَنِ ابْنِ شِهَاب، عَنْ عُرْوَة، عن عائِشَة:
_________
(1) روايته أخرجها الشافعي في "الأم" (6/5 رقم 2177/دار الوفاء) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (1736) من طريق ابن عيينة، وعبد الرزاق في "المصنف" (12750) من طريق الثوري، وابن أبي شيبة في "المصنف" (16250) من طريق محمد بن فضيل، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/117) من طريق أسباط بن محمد، أربعتهم عن مطرِّف، به. ومن طريق الشَّافعي رواه البيهقي في "الكبرى" (7/163) ، و"المعرفة" (13836) .
(2) هو: سليمان بن الجهم.
(3) هو: صاحب عمار بن ياسر، ذكره الدولابي بكنيته ولم يسمِّه، ووقع نسبه في رواية عبد الرزاق: أبو الأخضر التيمي.
(4) وقع في جميع النسخ هنا، وفي نسخةٍ من كتاب "الأم" للشافعي: «عُمَارة» ، وما أثبتناه من نسختين من "الأم" ومن مصادر التخريج السابقة، وهو الصَّواب.
(5) هو: الصائغ، وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (4803 و7224) ، وابن عدي في "الكامل" (5/160) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/99) ، والدارقطني في "السنن" (3/268) من طريق عبد الله بْنُ نَافِعٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ إسماعيل، عن عثمان بن عبد الرحمن، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة، عن النبي (ص) قال: «لا يحرِّم الحرامُ الحلالَ؛ إنما يَحرُمُ ما كان بنكاحٍ حلالٍ» .
ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/169) .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (5/160) من طريق محمد ابن المغيرة، عن أبيه المغيرة بن إسماعيل، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة به. ورواه الدارقطني في "السنن" (3/267) من طريق الهيثم ابن اليمان، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بمثله.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا المغيرة بن إسماعيل، تفرَّد به عبد الله بن نافع» .
وقال البيهقي: «تفرَّد به عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي هذا وهو ضعيف، قاله يحيى بن معين وغيره من أئمة الحديث، والصَّحيح: عَنِ ابْن شِهَابٍ الزُّهْرِيّ، عَنْ علي ح، مرسلاً موقوفًا عنه» .(4/62)
أنَّ النبيَّ (ص) سُئل عَنِ الرَّجُلِ يَزني بامرأةٍ، ثُمَّ يتزوَّج ابْنَتَهَا؟ فَقَالَ (1) : لا (2) ! يَحْرُمُ (3) عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ (4) مَا كَانَ بِالنِّكَاحِ، وَأَمَّا مَا كَانَ بِالزِّنَى فَلاَ يَحْرُمُ (5) عَلَيْهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، والمغيرةُ بنُ إِسْمَاعِيلَ وعُمر هَذَا: هُمَا مَجْهُولانِ.
1258 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الزُّهْري، عَنْ عبد الله بن عبد الله بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَل، عَنْ عبد المطَّلب بن ربيعة: أنَّ النبيَّ (ص)
_________
(1) في (أ) و (ش) : «قال» .
(2) كذا جاءت العبارة هنا، وتحتمل وجهين: الأول: أنَّ الجملةَ استثنائية، وسقطت منها أداة الاستثناء «إلا» ، والتقدير: «لا يَحْرُمُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ [إِلا] مَا كان بالنكاح ... » .
والثاني: أنَّ الكلام ليس مبنيًّا على الاستثناء، وليس في العبارة سقط؛ وهذا ما اخترنا إثباته؛ ولذا ضبطناها بفصل «لا» عن الفعل «يحرم» ؛ ليستقيم الكلام، ويُفهَم من السياق: أن السائلَ سأل: أيحرمُ أن يتزوَّج الرجلُ امرأةً زنى بأُمها؟ فأجابه النبيُّ (ص) : لا، أي: لا يَحْرُمُ. ثم فصَّل له بيانَ ما يحرُمُ من ذلك وما لا يحرُمُ؛ ويدل عليه لفظ الحديث في مصادر التخريج السابقة.
(3) في (ت) : «تحرم» ، ولم تنقط في (أ) و (ش) و (ف) ، والمثبت من (ك) .
(4) قوله: «من ذلك» سقط من (أ) و (ش) .
(5) في (أ) و (ت) : «تحرم» ، ولم تنقط في (ش) و (ف) ، والمثبت من (ك) .(4/63)
زوَّجَهُ والفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ، ثُمَّ قال (1) لِمَحْمِيَةَ (2) ابن جَزْءٍ: أَصْدِقْ عَنْهُمَا مِنَ الخُمُسِ؟
فَقَالَ أَبِي: قَدْ تفرَّد الزُّهْري بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ (3) .
1259- وسُئِلَ أَبِي (4) عَن حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ (5) ، عَنْ نَضْرَة (6) بْنِ [أَكْثَم] (7) : أَنَّهُ تزوَّج بِكْرًا، فَإِذَا هِيَ حُبْلى، فقال النبيُّ (ص) : لَهَا الصَّدَاقُ بِمَا (8) اسْتَحَلَّتَ (9)
مِنْ فَرْجِهَا، وَالوَلَدُ عَبْدٌ
_________
(1) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(2) في (ك) : «محمية» .
(3) تفرُّد الزهري بهذا الحديث لا يضرُّه، فكم من الأحاديث التي تفرَّد بها الزهري وهي مخرَّجة في "الصحيحين"، ولم يتوقف أحد عن الاحتجاج بها، قال الإمام مسلم في "صحيحه" (1647) : «وللزهري نحوٌ من تسعين حديثًا يرويه عن النبي (ص) لا يشاركه فيه أحدٌ بأسانيد جياد» . فذِكْر أبي حاتم للتفرُّد لا يعني إعلاله للحديث، وقد أخرج مسلم في "صحيحه" (1072) هذا الحديث من طريق الإمام مالك وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، به.
(4) في (أ) و (ش) : «قال: وسئل أبي» . وفي هامش نسخة (أ) حاشية غير واضحة.
(5) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (10704) ، والدارقطني في "السنن" (3/251) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/157) من طريق أبي إسحاق إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: بصرة، به. وفي رواية الدارقطني: «نضرة بن أبي نضرة الغفاري» . وفي رواية البيهقي: «بصرة بن أبي بصرة الغفاري» ، وانظر الحاشية التالية.
(6) ويقال: بَصْرَة - وهو الأشهر -، ويقال: بُسْرة، وقيل غير ذلك. انظر "تهذيب الكمال" (4/189) ، والتعليق آخر المسألة.
(7) لم تنقط في (ف) ، وفي بقية النسخ: «أكتم» ، والتصويب من "الإكمال" (1/923) ، و"تهذيب الكمال" (4/189) ، وغيرهما.
(8) في (ك) : «ما» .
(9) في (ش) : «استَحْلَلْتَ» ، ومثله في مصادر التخريج، وهو الجادَّة، وفي (ف) : «استُحِلَّتْ» بلام واحدة مبنيًّا لما لم يُسمَّ فاعله.
وفي بقية النسخ: «استحلت» بلام واحدةٍ، وهو صحيح في العربية على البناء للفاعل، وهو من الاستحلال، وفي ضبطه وجهان:
الأول: «استَحَلَّتَ» بفتح التاء الأولى والحاء، وتشديد اللام بعدها تاء مفتوحة، وهذا جارٍ على لغة أناس من بني بكر بن وائل؛ لا يفكُّون التضعيف من الأفعال عند إسنادها إلى ضمائر الرفع المتحركة، فيقولون في «رَدَدْتَ» : رَدَّتَ، وفي «استَحْلَلْتَ» : استَحَلَّتَ،،، وهكذا؛ وهذه اللغة حكاها الخليل.
والثاني: «استَحَلْتَ» بفتح التاء الأولى والحاء، وتسكين اللام بعدها تاءٌ مفتوحة، والأصل: «استَحْلَلْتَ» ، وحُذفت اللام الأولى تخفيفًا، مع نقل حركتها إلى الحاء الساكنة قبلها، وهذه لغةٌ فصيحة جاء عليها القرآن؛ كما في قوله تعالى: [الواقِعَة: 65] {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} ، ويقولون في «أَحْسَسْتُمْ» : أَحَسْتُمْ.
وانظر في هذين الوجهين: "غريب الحديث" للحربي (1/71) ، و"النهاية" لابن الأثير (2/266-267) ، و"الأذكار" للنووي (ص92) ، و"حاشية ابن القيم على سنن أبي داود" (4/273) ، و"مرقاة المفاتيح" (3/409) ، و"تاج العروس" (رمم) .
وانظر نحو ذلك في التعليق على قوله: «أُمِدْتُ» في المسألة رقم (948) .(4/64)
لَكَ، فَإِذَا وَلَدَتْ فَارْجُمْهَا (1) ، وَقَالَ بعضهم: وفَرَّقَ بينهما.
ما وجهُ هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَكَ؟
فَأَجَابَ أَبِي فَقَالَ: هَذَا حديثٌ مُرسَل لَيْسَ بِمُتَّصل.
وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ (2) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ نُعَيم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ لا يجاوزُهُ، مَرْفُوعٌ (3) .
وَمَا رَوَاهُ ابنُ جُرَيج (4) ،
عَنْ صَفْوان بْنِ سُلَيم، عن ابن المسيّب،
_________
(1) في مصادر التخريج السابقة والآتية: «فاجلدها» ، وفي بعضها: «فأقيموا عليها الحد» .
(2) روايته أخرجها أبو داود في"سننه" (2132) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/157) .
(3) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر المسألة رقم (34) .
(4) رواه عنه عبد الرزاق، واختُلِف على عبد الرزاق فرواه أبو داود في "سننه" (2131) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2212) من طريق الحسن بن علي الحلواني، وأبو داود (2131) ، والحاكم في "المستدرك" (2/183) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/157) من طريق محمد بن أبي السري، وأبو داود (2131) من طريق مخلد بن خالد، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/172) من طريق حسين بن مهدي، والطبراني في "المعجم الكبير" (2/48 رقم 1243) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/172) من طريق محمود بن غيلان، والدارقطني في "سننه" (3/250) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/157) من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل، ستتهم عن عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن رجل من الأنصار به.
ورواه أبو إسحاق الدَّبَري - كما في "المصنف" (10705) - عن عبد الرزاق، عن ابن جريج. قال: حُدِّثتُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سعيد بن المسيب، عن رجل من الأنصار به.(4/65)
عَنْ نَضْرَة بْنِ [أَكْثَم] (1) - لَيْسَ هُوَ مِنْ حَدِيثِ صَفْوان بْنِ سُلَيم. ويَحتمِلُ (2) أَنْ يكونَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ صَفْوان ابن سُلَيم؛ لأنَّ ابْنَ جُرَيج يُدلِّسُ عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى عَنْ صَفْوان بْنِ سُلَيم غَير شَيْءٍ (3) ، وَهُوَ لا يَحتمِلُ أَنْ يَكُونَ منه (4) .
_________
(1) في جميع النسخ: «أكتم» ، وتقدم تصويبه في بداية المسألة.
(2) قوله: «ويحتمل» سقط من (ك) .
(3) تقدم في المسألة رقم (731) ذكر حديث آخر دلَّس فيه ابنُ جُرَيْجٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سليم.
(4) أي: لا يحتمل أن يكون الخطأ في هذا الحديث من صفوان بن سليم؛ لأنه ثقة.
ونقل الدارقطني في "سننه" (3/251) عن عبد الرزاق قوله: «حديث ابن جريج، عن صفوان، هو: ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سليم» .
وقال البيهقي في"السنن الكبرى" (7/157) : «فهذا الحديث إنما أخذه ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سليم، وإبراهيم مختلفٌ في عدالته» .
وقال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" (3/156) : «والإرسال هو الصحيح، وأيضًا فابن جريج إنما رواه عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أبي يحيى الأسلمي، عن صفوان، وإبراهيم هذا متروك الحديث» .
وقال ابن القيم في "تهذيب السنن" (3/60-61) : «هذا الحديث قد اضطُرِبَ في سنده وحكمه واسم الصحابي راويه: فقيل: بَصْرة - بالباء الموحَّدة، والصاد المهملة - وقيل: نَضْرة - بالنون المفتوحة، والضاد المعجمة - وقيل: نَضْلة - بالنون، والضاد المعجمة، واللام - وقيل: بُسْرة - بالباء الموحَّدة، والسين المهملة - وقيل: نَضْرة بن أكثَم الخُزاعي، وقيل: الأنصاري. وذكر بعضهم: أنه بَصْرة بن أبي بَصْرة الغِفاري، ووهم قائله. وقيل: بَصْرة هذا مجهول.
وله علَّة عجيبة، وهي: أنه حديث يرويه ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُليم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن رجل من الأنصار، وابن جريج لم يسمعه من صفوان؛ إنما رواه عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أبي يحيى الأسلمي، عن صفوان، وإبراهيم هذا متروك الحديث؛ تركه: أحمد ابن حنبل، ويحيى بن معين، وابن المبارك، وأبو حاتم، وأبو زرعة الرَّازيان وغيرهم، وسُئل عنه مالك ابن أنس: أكان ثقة؟ فقال: لا! ولا في دينه. وله علَّة أخرى، وهي: أن المعروف أنه إنما يُروى مرسلاً عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ النبي (ص) ؛ كذا رواه قتادة ويزيد ابن نعيم وعطاء الخراساني، كلهم عن سعيد، عن النبي (ص) . ذكر عبد الحق هذين التعليلين، ثم قال: والإرسال هو الصحيح» . اهـ.(4/66)
1260 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنِ جُرَيج (1) ، عَنْ زِيَادٍ، عَنْ سُلَيمان بْنِ عَتيق، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: لمَّا أُدخِلَتْ صَفِيَّةُ بنتُ حُيَيٍّ على رسول الله (ص) ، خرج النبيُّ (ص) وَفِي طَرَفِ ردائِهِ نَحوٌ مِنْ مُدٍّ ونصفٍ تَمْرَ عَجْوةٍ، فَقَالَ: كُلُوا مِنْ وَلِيمَةِ أُمِّكُمْ؟
قلتُ لأَبِي: مَن زيادٌ هَذَا؟
فَقَالَ: هو زياد بن إسماعيل.
_________
(1) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (8/124) ، وأحمد في "المسند" (3/333 رقم 14576) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (402/بغية الباحث) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2251) .(4/67)
1261 - وَسَأَلْتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي عُمَرَ (2) ، عَنْ بِشْر بْنُ السَّريِّ، [عَنْ حمَّاد] (3) بْنِ سَلَمة، عن إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلحَة، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) : أنه قالت له أُمُّ سُلَيم (4) : لِمَ لا تتزوَّجُ فِي الأَنْصَارِ؟ قَالَ: إِنَّ فِيهِنَّ غَيْرَةً (5) ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثناه أَبُو سَلَمة (6) ، عَنْ حمَّاد ابن سَلَمة، عن إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلحَة: أنَّ أُمَّ سُلَيم (7) قالت للنبيِّ (ص) ... ، مُرسَلً (8) .
قَالَ أَبِي: وَهَذَا أصحُّ.
1262 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيك (9) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَعْدٍ (10) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص)
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (1198/أ) .
(2) هو: محمد بن يحيى.
(3) في جميع النسخ: «وحماد» ، والتصويب من المسألة رقم (1198/أ) .
(4) في (أ) و (ش) و (ك) : «أم سلمة» ، والمثبت من (ت) و (ف) ، وهو الصواب، كما في المسألة رقم (1198/أ) ومصادر التخريج.
(5) تقدَّم في المسألة رقم (1198/أ) بلفظ: «نِسَاءُ الأنصارِ لَهُنَّ غَيْرٌ» ، والغَيْرة والغَيْرُ بمعنى واحد. انظر التعليق على المسألة المذكورة. ولفظ الحديث في مصادر التخريج: «إنَّ فيهم [أي: الأنصار] غيرة» .
(6) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذَكي.
(7) في (أ) : «أم سليمان» .
(8) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر المسألة رقم (34) .
(9) هو: محمد بن إسماعيل.
(10) في (ك) : «سعيد» . وهو الأنصاري الزرقي.(4/68)
أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي لَأَكْرَهُ المَرْأَةَ المَرْهَاءَ السَّلْتَاءَ، فَقَالَتْ عائِشَة: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! إنَّي لأَسْمَعُ مِنْكَ الكلامَ (1) ! فَقَالَ: أَنَا أَعْرَبُ العَرَبِ وَلا فَخْرَ! أَمَّا المَرْأَةُ المَرْهَاءُ: فَالَّتِي لا كُحْلَ في عَيْنَيْهَا (2) ، وَأَمَّا المَرْأَةُ السَّلْتَاءُ (3) : الَّتِي (4) لا خِضَابَ فِي يَدَيْهَا (5) ؟
قَالَ أَبِي: يَحْيَى بْنُ أَبِي خَالِدٍ مجهولٌ، وَابْنُ أَبِي [سَعْدٍ] (6) مِثْلُهُ؛ وَهُوَ حديثٌ ضعيف.
_________
(1) كذا وردت العبارةُ مختصرةً، ويُفهَم منها أن عائشة خ تسمع أحيانًا من النبي (ص) ألفاظًا لا تفهم معناها، ففسَّر لها النبي (ص) معنى ما خفي عليها.
(2) في (ت) و (ف) و (ك) : «عينها» . ويقال: مَرِهَتِ العينُ تَمْرَهُ مَرَهًا، فهي مَرْهَاء: إذا خَلَتْ من الكحل. انظر "لسان العرب" (13/540) .
(3) الفعل من السلتاء: سَلَتَتِ المرأةُ الخضاب عن يديها تَسْلُتُه سَلْتًا: إذا مسحته. انظر "اللسان" (2/45) .
(4) كذا، والجادة: «فالتي» ؛ كما في العبارة التي قبلها، لكنَّ حذف الفاء من جواب «أمَّا» صحيحٌ في العربية، جائز، وقد تقدَّم التعليق على ذلك في المسألة رقم (637) .
(5) هذا جزء من حديث ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/378) فقال: «أبو سعد الأنصاري روى عن النبي (ص) : النَّدمُ توبةٌ، والتَّائبُ مِنَ الذَّنب كَمَنْ لا ذنبَ لَهُ، وَمِنْكَ من أعتبك، وإنِّى لأكرهُ المرأةَ المَرْهاء، والمرأةَ السَّلْتاء» .
والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (22/306 رقم775) ، وأبو نعيم في "الحلية" (10/398) ، و"معرفة الصحابة" (6821) من طريق ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أبي سعد، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قَالَ: «النَّدمُ توبةٌ، والتَّائبُ مِنَ الذَّنب كمَنْ لا ذنبَ لَهُ» . وانظر "لسان الميزان" (6/252) .
(6) في جميع النسخ: «سعيد» ، وتقدم على الصَّواب، وكذا جاء في "الجرح والتعديل" (9/140 و321 و378) . وانظر ما يأتي في المسألة رقم (1889) .(4/69)
1263 - وسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: حدَّثنا هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّار (2) ، عَنْ أَبِيهِ (3) ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشير، عَنْ قَتَادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي هريرة: أنَّ رسولَ الله (ص) نَهَى أَنْ يتزوَّج الرجلُ عَلَى عَمَّتها أو على خالتها (4) .
_________
(1) انظر المسألة رقم (1205) و (1214) و (1474) و (1555) و (1576/أ) .
(2) هو: محمد بن بكار بن بلال العاملي.
(3) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/37) من طريق هارون هذا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ [في المطبوع: و] بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به.
ورواه البزار في "مسنده" (138/ب/مسند أبي هريرة) ، والطبراني في "الأوسط" (4681) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ ابن الْمُسَيِّبِ وَأَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي هريرة به. ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/43) تعليقًا من طريق سَعِيدُ بْنُ = = بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة به.
ورواه العقيلي في "الضعفاء" (4/37) ، والطبراني في "الأوسط" (5907) من طريق همام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي هريرة به.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن قتادة، عن ابن الْمُسَيِّبِ وَأَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي هريرة إلا سعيد بن بشير، وسمعت محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري يذكر عن أبي عاصم، عَن همام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سعيد، وعن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) أنه قَالَ: لا تُنكَح المرأةُ عَلَى عمَّتها ولا على خالتها، وهذا الحديثُ إنما الرفع فيه عندي لحديث يحيى بن أبي كثير، وحديث سعيد مرسل، وجمع بينهما في هذا الحديث» .
وقال الطبراني (4681) : «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ قتادة إلا سعيد بن بشير، تفرَّد به محمد بن بكار» . وقال في (5907) : «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ قتادة إلا همام وسعيد بن بشير، تفرَّد به أبو عاصم، عن همام، ومحمد بن بكار بن بلال الدمشقي، عن سعيد بن بشير» .
(4) أي: نهى أَنْ يتزوَّج الرجلُ المرأةَ عَلَى عمَّتها أو خالتها. وفيه حذف المفعول به لفهمه من السياق والعلم به. انظر التعليق على المسألة رقم (24) ، والضمير في «عمتها» و «خالتها» يعود أيضًا إلى «المرأة» المفهومة من السياق. وانظر التعليق على المسألة رقم (400) ، وسيأتي نحو ما وقع هنا في المسألة رقم (1270) .(4/70)
قَالَ أَبِي: يَرْوِي هَذَا الحديثَ ابنُ أَبِي عَرُوبة (1) ، عَنْ قَتَادة، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ وسعيدِ بنِ المسيب، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ (2) : لا يَنْكِح (3) ... ، وَهُوَ أشبهُ، وابنُ أَبِي عَرُوبة أحفظُ (4) .
1264 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ الحديثَ الَّذِي رَوَاهُ نُعَيم بْنُ حمَّاد (5) ، عَنْ بَقِيَّة (6) ، عَنْ بَحِير (7) بْنِ سَعْدٍ (8) ، عن خالد بن مَعْدان،
_________
(1) هو: سعيد. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/43) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/37) .
(2) في (ت) و (ف) و (ك) : «عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ وَسَعِيدِ بْنِ المسيب، عن النبي (ص) مُرْسَلا بِأَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالا: بَلَغَنَا أن رسول الله (ص) قال» ، وما فيه من زيادة لا معنى لها، أو في العبارة تصحيفٌ أبهَم المعنى، والمثبت من (أ) و (ش) .
(3) كذا في (ت) و (ك) ، ولم تنقط في بقية النسخ، والمراد: لا يَنْكِحُ الرجلُ المرأةَ ... إلخ.
(4) قال العقيلي في "الضعفاء" (4/37) : «المراسيل في هذا الحديث أولى» .
وقال الدارقطني في "العلل" (1722) : «يرويه قتادة، واختُلِف عنه، فرواه سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عن ابن الْمُسَيِّبِ وَأَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي هريرة. وخالفه ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ عنهما مرسلاً. وخالفه همام بن يحيى فرواه عن قتادة، عن ابن المسيب مرسلاً وهو المحفوظ. وقاله أبو قلابة الرقاشي: عن أبي عاصم، عَن همام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ ابن المسيب، عن أبي هريرة؛ فلم يُتابَع عليه» .
(5) في (ت) : «نعيم حماد» ، وفي (ف) و (ك) : «نعيم وحماد» ، وكانت في (أ) و (ش) كما في (ت) ، ثم أُلحق قوله: «بن» .
(6) هو: ابن الوليد.
(7) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «يحيى» .
(8) في (ش) و (ك) : «سعيد» .(4/71)
عَنْ كَثِير بنِ مُرَّة الحَضْرَمي، عَن معاذ بْن جبل، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لا تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا إلاَّ قَالَتْ زَوْجَتُهُ (1) مِنَ الحُورِ العِينِ: لا تُؤْذِينَهُ (2) قَاتَلَكِ اللهُ! فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكِ دَخِيلٌ، عَسَى أَنْ يُفَارِقَكِ! .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَا أَدْرِي مِن أَيْنَ جاءَ بِهِ نُعَيم! أُراه شُبِّهَ عَلَى نُعَيم، لَمْ يَرْو هَذَا الحديثَ عَنْ بَحِير غيرُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عيَّاش (3) ،
إِلا أَنْ يَكُونَ: بَقِيَّةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاش (4) .
وَذَكَرَ أَبُو زُرْعَةَ: أَنَّ هَذَا الحديثَ لَيْسَ عندهُم بحِمْص في كُتُبِ بَقِيَّة.
_________
(1) في (ت) و (ف) : «زوجها» ، وكانت كذا في (أ) ، ثم صوِّبت.
(2) كذا في جميع النسخ عدا (ك) ، ففيها: «لا تُؤْذِيهِ» ، وهو موافق لما في مصادر التخريج، وهو الجادَّة، وما في بقية النسخ إن لم يكن تصحيفًا في الرواية، فإنه يخرَّج على أنَّ «لا» في «لا تُؤْذِينَهُ» نافيةٌ من جهة اللفظ، ناهيةٌ من جهة المعنى، فيكون المضارع بعدها مرفوعًا بثبوت النون؛ وهذا أبلغ من النهي الخالص، ويقال له: النهي بلفظ الخبر. وانظر بيان ذلك في التعليق على المسألة رقم (331) .
(3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/242 رقم 22101) ، والترمذي في "جامعه" (1174) ، وابن ماجه في "سننه" (2014) ، والشاشي في "مسنده" (1374) ، والطبراني في "الكبير" (20/113 رقم224) ، وفي "مسند الشاميين" (1666) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/220) ، وفي "صفة الجنة" (86) ، والذهبي في "السير" (4/47) .
قال الترمذي: «حسنٌ غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه» . وقال أبو نعيم: «غريبٌ من حديث خالد عن كثير، تفرَّد به بَحير» . وقال الذهبي: «إسناده صحيحٌ متصل» .
(4) يشير أبو زرعة إلى احتمال أن يكون بقية رواه عن إسماعيل بن عياش، فدلَّسه، ورواه عن بحير، ولم يذكر إسماعيل.(4/72)
1265 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَلَمة بْنُ شَبِيب (1) ،
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَعْيَن (2) ، عَنْ مَعقِل (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَة (4) ، عَنْ عمر بن عبد العزيز، عَنِ الرَّبيع بْنِ سَبْرَة، عَنْ أبيه: أنَّ النبيَّ (ص) حرَّمَ المُتْعَة (5) ؟
قَالَ أَبِي: رَوَى إسماعيلُ بْنُ (6) رَجاء الحِصْني، عَنْ مَعقِل، عن ابن
_________
(1) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1406) ، والطبراني في "الكبير" (7/111 رقم 6525) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/203) . والحديث أخرجه النسائي في "الكبرى" (5544) من طريق مغيرة ابن عبد الرحمن، وابن حبان في "صحيحه" (4150) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (3262) من طريق محمد ابن معدان، والطبراني في "الكبير" (7/111-112 رقم 6526) من طريق الحسين بن أبي السري، والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (89) من طريق عمر بن يعقوب الرقي، أربعتهم عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أعْيَن به.
وانتقد أبو الفضل ابن عمار الشهيد مسلمًا على إخراجه هذا الحديث، فقال في "علله" (ص100) : «وهذا رواه حسين بن عياش - وهو شيخ، بدون ابن أعين-، عَنْ مَعْقِلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عبلة، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الرَّبِيعِ بن سبرة، وهو الصَّحيح عندنا؛ لأن هذا اللفظ إنما هو لعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، رواه عنه الناس» . اهـ.
(2) هو: الحسن بن محمد بن أعين.
(3) هو: ابن عُبَيدالله الجزري.
(4) في (أ) و (ش) : «علية» . وفي هامش النسخة (أ) تعليق على هذا الموضع بخط مغاير، نصه: «تابع إسماعيل بن رجاء على روايته أيضًا حسين بن عياش، عن مَعقِل» .
(5) يعني: نكاح المتعة، وهو النِّكاح إلى أجل مُعَيَّن، وهو من التَّمَتُّع بالشَّيء، أي: الانتفاع به، كأن ينتفعَ بها إلى أَمَدٍ معلوم، وقد كان مُباحًا في أول الإسلام، ثم حُرِّم. انظر "النهاية" (4/292) .
(6) قوله: «بن» سقط من (ك) .(4/73)
أبي عَبْلَة (1) ؛ قال: حدَّثني عبد العزيز بن عمر (2) ،
_________
(1) في (ت) و (ك) : «علية» .
(2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (14041) عن معمر، عن عبد العزيز بن عمر به. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد في "المسند" (3/404 رقم15345) ، والطبراني في "الكبير" (7/108 رقم 6514) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (10/105) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (17061) من طريق عبدة بن سليمان، عن عبد العزيز بن عمر به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه مسلم في "صحيحه" (1406) ، وابن ماجه في "سننه" (1962) ، والطبراني في "الكبير" (7/110 رقم 6520) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (10/105) .
ورواه الحميدي في "مسنده" (870) من طريق ابن عيينة، وأحمد في "مسنده" (3/405 رقم15351) ، والطبري في "تفسيره" (9044) ، وابن الجارود في "المنتقى" (699) ، وابن حبان في "صحيحه" (4147) من طريق وكيع، والدارمي في "مسنده" (2241) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/203-204) من طريق جعفر بن عون، ومسلم في "صحيحه" (1406) من طريق عبد الله بن نمير، والنسائي في "الكبرى" (5541) من طريق يحيى بن سعيد، وفي "الكبرى" أيضًا (5542) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/26) ، وابن حبان في "صحيحه" (4144) ، والطبراني في "الكبير" (7/109 رقم 6518) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (10/109) من طريق عبد ربِّه بن سعيد، وأبو يعلى في "مسنده" (939) من طريق إسحاق الأزرق، والطبراني في "الكبير" (7/107 رقم 6513) ، = = والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/203) من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكَين، وابن عبد البر (10/105) من طريق ورقاء بن عمر، جميعهم عن عبد العزيز بن عمر، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرة، عَنْ أبيه به.(4/74)
عَنِ الرَّبيع، عَنْ أَبِيهِ.
قَالَ أَبِي: لَمْ يَزَلْ فِي قَلْبِي مِنْ حديث الحسن بن أَعْيَن حَتَّى رأيتُ هَذَا الحديثَ، وَقَدْ كتبتُ عَنْ إسماعيلَ بْنِ رَجاء، وَلَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ هَذَا الحديثَ.(4/75)
1266 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ راهُوْيَهْ (2) ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنِ الأَوْزاعيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُرَّة، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ تُنْكَحُ البِكْرُ (3) حَتَّى تُسْتَأْذَنَ، وَإِذْنُهَا الصُّمَاتُ، وَلِلثَّيِّبِ (4) نَصِيبٌ مِنْ أَمْرِهَا مَا لَمْ تَدْعُو (5) إِلَى سَخْطَةٍ، فَإِنْ دَعَتْ إِلى سَخْطَةٍ، وَكَانَ أَولِيَاؤُهَا يَدْعُونَ إِلى الرِّضَا؛ رُفِعَ ذَلِكَ إِلى السُّلْطَان ِ؟
_________
(1) كذا جاء السؤال هنا موجَّهًا إلى أبي حاتم، وسيأتي الجواب عنه بقول المصنِّف: «قالا» .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (8201) ، وفي "مسند الشاميين" (644) ، والدارقطني في "السنن" (3/237) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/370) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (48/27) .
ومن طريق الخطيب رواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/620 رقم 1022) ، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/573) .
وفي مصادر التخريج زيادة: «قال إسحاق: قلت لعيسى: آخر الحديث من حديث النبي (ص) ؟ فقال: هكذا أنا الأوزاعي» .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا إبراهيم بن مرَّة، ولا رواه عن إبراهيم بن مرَّة إلا الأوزاعي، تفرَّد به عيسى بن يونس» .
وقال ابن الجوزي: «هذا حديثٌ لا يصح» .
(3) في (ك) : «البر» .
(4) في (ش) : «والثيب» .
(5) رسمت في جميع النسخ: «لم تدعوا» بإثبات واو بعدها ألف، والقياس: «لم تَدْعُ» بحذف لام الفعل المعتل الآخر؛ لدخول «لم» الجازمة عليه.
ويخرَّج ما في النسخ على وجهين؛ ذكرناهما في التعليق على نحوه في المسألة رقم (228) . وانظر في إثبات الألف بعد الواو: التعليق على المسألة رقم (1025) .(4/76)
قَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الزُّهْري فقَطْ.
فَقَالَ أَبُو زرعة: كان عند عيسى ثلاثةُ أَحَادِيثَ:
كَانَ عِنْدَهُ حديثٌ عَنِ (1) الأَوْزاعي، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
وَعِنْدَهُ: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُرَّة، عَنِ الزُّهْري.
والأَوْزاعي، عَنْ عَطَاء.
فَدَخَلَ لإسحاقَ (2) حديثُ إبراهيمَ بْنِ مُرَّة فِي حَدِيثِ الزُّهْري؛ فحدَّث عَلَى مَا وَقَعَ عِنْدَهُ.
1267 - وسُئِلَ (3) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي مُلَيكة (4) : العَرَبُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ أَكْفَاءٌ، إِلاَّ حَائِكً أَوْ حَجَّامً (5) ؟
فَقَالَ: باطِلٌ! أَنَا نَهَيتُ (6) ابنَ أَبِي شُرَيح (7) أَنْ يُحدِّث بِهِ، ونهَيتُه عَنْ حديثٍ آخَرَ (8) .
1268 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ (9) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، عن سَلَمة ابن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن بْنِ عَوْف، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: آمِرُوا النِّسَاءَ فِي بَنَاتِهِنَّ (10) ؟
قَالَ أَبِي: يَرْوِيهِ بعضُهم (11) عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ راشد، عَنْ مَكْحول، عَنْ سَلَمة بْنِ أَبِي سَلَمة؛ وَهُوَ أَشْبَهُ.
1269 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه يزيد ابن زُرَيع (12) ، عن
_________
(1) قوله: «عن» ليس في (ش) .
(2) في (ت) و (ك) تشبه أن تكون: «لاسمر» .
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (1236) ، وستأتي برقم (1275) .
(4) هو: عبد الله بن عُبَيدالله.
(5) كذا في جميع النسخ، وهو صحيح في العربية، ويجوز فيه النصب والرفع، وقد تقدم التعليق على ذلك في المسألة رقم (1236) .
(6) في (ك) : «نهيب» .
(7) كذا في جميع النسخ: «ابن أبي شريح» بالشين المعجمة والحاء المهملة. ولعل المقصود: «ابن أبي سريج» بسين مهملة وجيم في آخره. وهو أحمد بن الصباح النهشلي، وانظر "الجرح والتعديل" (2/56) ، و"تهذيب الكمال" (1/355-356) .
(8) ذكر بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (5/ل88/ب) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/336) .
(9) هو: عبد الله.
(10) أي: شاوروهنّ في تزويجهنّ، وهو: استئذانُ المرأة في تزويج ابنتها.
(11) رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/116) من طريق يونس بن محمد المؤدب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوف، عن أبيه: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ خطب إلى نعيم ابن عبد الله - وكان يقال له: النَّحام؛ أحد بني عدي - ابْنَتَهُ، وهي بِكْر، فقال له نعيم: إن في حجري يتيمًا لي لستُ مؤثرًا عليه أحدًا، فانطلقَتْ أم الجارية؛ امرأة نعيم إلى رسول الله (ص) فقالت: ابن عمر خطب ابنتي وإن نعيمًا ردَّه، وأراد أن يُنكِحها يتيمًا له، فأخبرت النبيَّ (ص) ، فأرسل إلى نعيم، فقال له النبي (ص) : «أَرْضِها، وأَرْضِ ابنَتَها» .
ورواه الطبراني في "الأوسط" (6797) من طريق يحيى ابن عبيد، حدثني مَكْحُولٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أبيه، عن ابن عمر بمثله، فجعله من مسند ابن عمر. قال الطبراني: لَمْ يَرو هَذَا الحديثَ عَنِ مكحول إلا محمد بن راشد.
(12) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (400) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5110) .
ورواه أحمد في "مسنده" (1/58 رقم 411) ، والنسائي في "المجتبى" (2243 و3206) ، والشاشي في "مسنده" (361) من طريق إسماعيل بن علية، عن يونس به.(4/77)
يُونُسَ بْنِ عُبَيد، عَنْ أَبِي مَعْشَر (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (2) ، عَنْ عَلْقَمة (3) ، عن عثمان، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَنْ كَانَ مِنْكُمْ ذَا طَوْلٍ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ؛ وَمَنْ لا فَالصَّوْمُ لَهُ وِجَاءٌ (4) ؟
قَالَ أَبِي: هذا الحديثُ بعبد الله (5) بن مسعود عن النبيِّ (ص) أشبهُ (6) ، يَعْنِي: عَلَى (7) مَا رَوَاهُ الأعمشُ (8) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمة، عن عبد الله (9) ، عن النبيِّ (ص) (10) .
1270 -وسألتُ (11) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بن القاسم (12)
_________
(1) هو: زياد بن كُلَيب.
(2) هو: ابن يزيد النخعي.
(3) هو: ابن قيس النخعي.
(4) تقدم تفسير «الوجاء» في المسألة رقم (1247) .
(5) في (ش) : «لعبد الله» .
(6) قوله: «أشبه» سقط من (ك) .
(7) قوله: «على» ليس في (ش) و (ك) .
(8) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1905 و5065) ، ومسلم في "صحيحه" (1400) .
(9) في (ف) : «عن عبد الله بن مسعود» .
(10) قال البزار: «هكذا رواه يونس، عن أبي معشر، ورواه عن يونس: يزيدُ بن زريع وإسماعيل بن علية. وهذا الحديث إنما رَوَاهُ الأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ علقمة، عن عبد الله بن مسعود وهو الصَّواب. ورواه منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله. وحديث يونس خطأ؛ إنما الصَّواب حديث ابن مسعود، عن النبي (ص) » .
وذكر الدارقطني في"العلل" (278) هذا الحديث، وقال: «والمحفوظ: عن ابن مسعود، ولم يُتابَع أبو معشر على قوله: عن عثمان» .
(11) ستأتي هذه المسألة برقم (2475) .
(12) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (5/262) . وانظر "السلسلة الضعيفة" (4680) للألباني _ح.(4/78)
الأَسَدي، عَنْ عَنْبَسَة (1) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسلَم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : المَعْرُوفُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، وَمَنْ صَنَعَ مَعْرُوفًا دُفِعَ عَنْهُ مِفْتَاحُ الشَّرِّ.
قَالَ: وَقَالَ النبيُّ (ص) : إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْخُذْ بِنَاصِيَتِهَا (2) ، وَلْيَدْعُ بِالبَرَكَةِ، وَإِذَا اشْتَرَى بَعِيرًا فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى ذِرْوَتِهِ (3) ، وَلْيَسْتَعِذْ (4) بِاللهِ مِنْ شَرِّهِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ بَعِيرٍ إِلاَّ عَلَى ذِرْوَتِهِ شَيْطَانٌ (5) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ - يَعْنِي: بِهَذَا الإِسْنَادِ (6) - وعَنْبَسَةُ ضعيفُ الحديث (7) .
_________
(1) هو: ابن عبد الرحمن الأموي.
(2) كذا، وفيه حذفُ المفعول به - مع إرادته للعلم به - وفيه أيضًا عَوْدُ الضمير إلى غير مذكورٍ في اللفظ؛ لفهمه من السياق، أي: إذا تزوج أحدكم امرأةً ... إلخ. وانظر نحوه في المسألة رقم (1263) .
(3) ذرْوَةُ الشَّيء - بتثليث الذَّال -: أعلاه، والجمع: ذُرًا، وتَذَرَّيْتُهَا، أي: علوتُهَا. انظر "تاج العروس" (19/427 -ذ ر و) .
(4) في (ت) و (ف) و (ك) : «فليستعذ» .
(5) أخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/261) من طريق عبد الواحد بن غياث، عن عنبسة، به.
(6) لأنه جاء من حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، عند ابن ماجه (1918) ، والبيهقي (7/148) وغيرهما.
(7) وقد خالفه الإمام مالك فأخرجه في "الموطأ" (1140) عن زيد بن أسلم مرسلاً، ليس فيه ذكر لأبيه ولا لعمر.
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (5/300) : «مرسل عند جميع الرواة لـ"الموطأ"، والله أعلم. ومعناه يستند من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، ومن حديث أبي لاس الخزاعي. وقد رواه عنبسة بن عبد الرحمن، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عُمَر، عَنِ النَّبِيِّ (ص) وعنبسة ضعيفٌ لا يحتجُّ به. اهـ.(4/79)
1271 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ خَالِدٍ الخيَّاط (2) ،
عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة؛ قَالت: لا طلاقَ إِلا بَعْدَ نِكَاح؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَإِنَّمَا يُروى عَنِ الزُّهْري أَنَّهُ قَالَ: «مَا بَلَغَنِي فِي هَذَا روايةٌ عَنْ أَحَدٍ مِنَ السَّلَف» ، وَلَوْ كَانَ عِنْدَهُ: عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة؛ كَانَ لا يقولُ ذلك (3) .
_________
(1) ذكر ابن الملقن في "البدر المنير" (5/ق 125/أ، ب) هذا الحديث، ونقل قول أبي حاتم عنه: «حديث منكر» ، وكذا صنع ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/425-426) .
(2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (17812 و36302) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/321) .
وعند ابن أبي شيبة: «قال الزهري: إذا وقع النِّكاح وقع الطَّلاق» . وقال البيهقي: «كذا أتى به موقوفًا، وقد روي بهذا الإسناد مرفوعًا» .
ورواه سليمان بن قريش، عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّري، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النبي (ص) به، فرفعه. أخرجه الدارقطني في "الأفراد" (344/أ/أطراف الغرائب) وقال: «تفرَّد به سليمان بن قريش، عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّري، عَنْ هشام بن سعد، به» .
ورواه ابن ماجه في "سننه" (2048) ، والطبراني في "الأوسط" (7028) من طريق أحمد بن سعيد الدارمي، عن علي بن الحسين بن واقد، حدثنا هشام ابن سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عن المسور بن مخرمة، عن النبي (ص) به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا هشام بن سعد، ولا عن هشام إلا علي بن الحسين، تفرَّد به أحمد بن سعيد الدارمي» .
(3) في "سؤالات البرذعي" لأبي زرعة (ص 695-696) : «حدثني أبو حاتم قال: سألتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ حديث عائشة: "لا طلاقَ قبلَ نِكاح" الذي رواه هشام ابن سعد؟ فقال: هشام لم يكن بالحافظ. قال أحمد: وأما حديث ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ موسى؛ فإن إسماعيل ذكره عن ابن جريج، قال: فلقيتُ الزهري فسألته عن هذا الحديث، فلم يعرفه» . اهـ.
وسئل الدارقطني في "العلل" (5/118/ب) عن هذا الحديث فقال: «يرويه [حماد بن خالد عَنْ] هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ موقوفًا. وخالفه بشر بن السَّري فرواه عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ ورفعه. وقيل: عن بشر ابن السَّري، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزهري، عن عروة، عن المسور بن مخرمة، والصَّحيح عن هشام بن سعد ما قاله حماد بن خالد، والله أعلم» .
تنبيه: ما بين معقوفين سقط من الأصل، والسِّياق يدل عليه. وانظر "فتح الباري" لابن حجر (9/382-383) .
وقد استنكر أبو حاتم الرازي _ح هنا هذا الحديث من رواية حماد بن خالد عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ موقوفًا، وهو يعني إنكار الرواية بمجملها؛ بدليل احتجاجه بقول الزهري، في حين ذكر الترمذي في "العلل الكبير" (303) أنه سأل البخاري عن رواية بشر بن السَّري وغيره لهذا الحديث عن هشام ابن سعد، به مرفوعًا؟ فقال البخاري: «إن حماد بن خالد روى عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ موقوفًا» . اهـ.(4/80)
1272 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالسي، عَنْ سُلَيمان بْنِ المُغِيرة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ ابن أُمِّ سَلَمة، عَنْ أُمِّ سَلَمة: أنَّ النبيَّ (ص) لَمَّا تزوَّج فأرادَ أَنْ يدخُلَ سلَّم ... ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ مُرسَلٌ؛ لَمْ يَسْمَعْ ثابتٌ مِنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمة؛ إِنَّمَا يُرْوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِيهِ.
1273 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَسَنُ بن الزِّبْرِقان، عن
_________
(1) انظر المسألة رقم (1209) و (1211) و (1213) .(4/81)
إِسْحَاقَ بْنِ رُفَيع الذِّمَاري، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ عَطَاء، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: كَانَ (1) لعليٍّ ح جاريةٌ حسناءُ جميلةٌ، فَجَاءَتْهُ ذاتَ يَوْمٍ، فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إنَّ ابنَ التَّيَّاح مُؤَذِّنَكَ (2) يُحِبُّني (3) ، قَالَ: وَكَيْفَ عَلِمْتِ ذَاكِ (4) ؟ قَالَتْ (5) : إِنْ شئتَ أريتُكَ، قَالَ: قَدْ شئتُ، قَالَ: فجلسَ لَهَا فِي مَوْضِعٍ يراهُما وَلا يَرَيانِه (6) ، وَأَمَرَهَا أَنْ تَعرِضَ لَهُ (7) فِي وَقْتِ الصَّلاة. فخرَجَ متوضِّئًا يُرِيدُ الْمَسْجِدَ، فعرضَتْ لَهُ الجاريةُ، فَقَالَتْ لَهُ (8) - خَفِيًّا-: إِنِّي لأُحِبُّكَ! فَقَالَ لَهَا (9) : وَإِنِّي لأُحبُّكِ! قَالَتْ لَهُ: وَكَيْفَ إِلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: فكشَفَ القِناعَ (10) عَنْ رَأْسِهِ، فنظَرَ (11) عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَاله؛ قَالَ: ثُمَّ قامَ عَلَى أطرافِ أصابعِهِ، ثُمَّ قَالَ: نَعَمْ - بِأَعْلَى صَوْتِهِ - نَصبرُ وتَصبرينَ إِلَى يَوْمِ يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أجرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ، ثُمَّ مَرَّ وَتَرَكَهَا. قال: فَأَخْرَجَ عليٌّ رأسَهُ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ فِيهِ، فَقَالَ (12) : خُذْهَا هِيَ لكَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فيها؟
_________
(1) قوله: «كان» سقط من (ك) .
(2) في (ك) : «مونك» .
(3) في (ك) : «يحيي» .
(4) في (أ) و (ش) : «ذلك» .
(5) في (ت) و (ش) : «قال» .
(6) في (ف) : «ولا يَرَيَاهُ» ، وهو جائزٌ في العربية على لغةٍ لبعض العرب؛ يَحْذِفون نون الرفع من الأفعال الخمسة، لمجرد التخفيف، انظر تفصيل ذلك وشواهِدَهُ في التعليق على المسألة رقم (1015) .
(7) في (ت) و (ف) و (ك) : «لها» .
(8) في (ت) : «لها» .
(9) قوله: «فقال لها» سقط من (ك) .
(10) في (ك) : «للقناع» .
(11) في (ت) و (ف) و (ك) : «ونظر» .
(12) قوله: «فقال» سقط من (ك) .(4/82)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
1274 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو معاوية الضَّرير (1) ،
عن
_________
(1) هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (829) عنه به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (647) من طريق عبد الملك بن مروان، عن أبي معاوية به. ورواه الحاكم في "المستدرك" (4/34) من طريق يحيى بن يوسف الرقي، عن أبي معاوية، عَنْ جَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عن أبيه به. فزاد في الإسناد: «عن أبيه» .
واختلف على جميل بن زيد في هذا الحديث:
فرواه الطحاوي في "شرح المشكل" (648 و649) من طريق حفص بن غياث ومحمد بن أبي حفص، كلاهما عَنْ جَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زيد بن كعب به.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (7/223) من طريق محمد بن فضيل، عَنْ جَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عبد الله ابن كعب به.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (7/223) تعليقًا، والطحاوي في "شرح المشكل" (646) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/379) من طريق عبَّاد بن العوَّام، عَنْ جَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ كعب بن زيد به.
ورواه الطحاوي في "شرح المشكل" (2/108/الرسالة) من طريق محمد بن عمر العطار، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/256) من طريق أبي يحيى، كلاهما عَنْ جَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سعد بن زيد به. ورواه أحمد في "مسنده" (3/493 رقم 16032) من طريق القاسم بن مالك، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/256-257) من طريق محمد بن جابر، كلاهما عَنْ جَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زيد بن كعب؛ قال كعب: تزوَّج رسول الله (ص) ... فذكره.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (7/223) تعليقًا، والطحاوي في "شرح المشكل" (645) ، وابن عدي في "الكامل" (2/171) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/257) من طريق القاسم بن غصن. والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/223) ، = = والطحاوي في "شرح المشكل" (644) من طريق إسماعيل بن زكريا، وأبو يعلى في "مسنده" (5699) ، وابن عدي في "الكامل" (2/171) من طريق أبي بكير النخعي، ثلاثتهم عَنْ جَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ ابن عمر به.
قال البيهقي: «هذا مختلف فيه على جميل بن زيد - كما ترى - قال البخاري: لم يصحَّ حديثُه» .(4/83)
جَميل بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَة: أنَّ النبيَّ (ص) تزوَّج امْرَأَةً مِنْ بَنِي غِفَار، فلمَّا دخلَتْ عَلَيْهِ ووضعَتْ ثِيَابَهَا، رَأَى بِكَشْحِها (1) بَيَاضًا، فَقَالَ لَهَا: الْبَسِي ثِيَابَكِ، وَالْحَقِي بِأَهْلِكِ؟
قَالَ (2) أَبِي: هُوَ زَيْدُ بْنُ كَعْبٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: كَعْبُ بْنُ زَيْدٍ، وَاحِدٌ (3) ، لا يَقُولُ: ابْنُ عُجْرَة، ويَدخُلُ فِي الْمُسْنَدِ.
قلتُ: لَهُ صُحبة؟
قَالَ: يَدخُلُ فِي الْمُسْنَدِ.
1275- وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثِ (5) زرعة ابن عبد الله الزُّبَيدي (6) ، عَنْ عِمران بْنِ أَبِي الفَضْل (7) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: قُرَيْشٌ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ أَكْفَاءٌ، إِلاَّ حَائِكً أَوْ حَجَّامً (8) ؟
_________
(1) أي: في خَصْرِها. انظر "النهاية" (4/175) .
(2) في (ش) : «فقال» .
(3) كذا في جميع النسخ! والمراد: هما واحد: زيد بن كعب، وكعب بن زيد.
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (1236) و (1267) ، ونقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (5/88/ب) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/336) بتصرف.
(5) في (ك) : «عن حديث رواه» .
(6) في (ك) : «ابن الزبيدي» ، وضُرب على «ابن» .
(7) في (ك) : «عن عمران بن الفضل» .
(8) كذا في جميع النسخ، وهو صحيحٌ في العربية بنصب ما بعد «إلا» أو برفعه، وقد تقدم التعليق على هذا في المسألة رقم (1236) .(4/84)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، رَوَاهُ هِشَامٌ الرَّازي (1) وَزَادَ فِي الْحَدِيثِ: إِلاَّ حَائِكً أَوْ حَجَّامً أَوْ دَبَّاغً. قَالَ (2) : فَخَرَجَ عَلَيْهِ الدَّبَّاغُون وَاجْتَمَعُوا، حَتَّى إنَّ بَعْضَ النَّاسِ حسَّن الحديثَ، وَقَالَ: إِنَّمَا مَعْنَى هَذَا: أَوْ دَبَّابٌ (3) ؛
إِنَّمَا أَرَادَ هؤلاءِ الَّذِينَ (4) يتَّخِذُونَ الدِّبَاب (5) .
1276 - وسألتُ أَبِي (6) عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيدالله؟
فَقَالَ (7) : مُنكَرُ الْحَدِيثِ، يُقال: إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ حديثٌ يُعْتَمد عَلَيْهِ.
قلتُ: مَا أَنْكَرُوا عَلَيْهِ؟
قَالَ: روى عن عبد الله بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبيعة، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلا تزوَّج امْرَأَةً على نَعلَينِ، فأجازه النبيُّ (ص) (8) !
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ف) : «الرارت» ، وهو خطأ، وجاء على الصواب في "البدر المنير"، و"التلخيص الحبير". وهشام هذا: هو ابن عُبَيدالله.
(2) قوله: «قال» ليس في (ش) .
(3) في (ت) و (ك) : «ذباب» .
والدَّبَّابُ: الذي يلعب بالدِّباب ويرقِّصها. والدِّبَاب: جمع دُبٍّ، والدب: يجمع على دِبَابٍ ودِبَبَة. "لسان العرب" (1/372) و"تاج العروس" (1/480) .
(4) في (ك) : «إنما أراد هؤلاء إنما أراد الذين» .
(5) في (ك) : «الرباب» .
(6) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(7) في (أ) و (ش) : «قال» .
(8) الحديث أخرجه الطيالسي في "مسنده" (1239) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (16357 و36154) ، وأحمد في"مسنده" (3/445 و446 رقم15676 و15679 و15691) ، والترمذي في "جامعه" (1113) ، وابن ماجه في "سننه" (1888) ، وأبو يعلى في "مسنده" (7194 و7197) ، والبزار في "مسنده" (3814 و3815) ، جميعهم من طريق عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر، عن أبيه به.
قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» .
وقال الحافظ ابن حجر في "بلوغ المرام" (1063) بعد أن نقل تصحيح الترمذي: «وخولفَ في ذلك» . وبيَّن في "فتح الباري" (9/211) أنه لا يثبت.(4/85)
وَهُوَ مُنكَرٌ.
1277 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ شُرَحْبِيل (2) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عيَّاش (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَزِيدَ الرُّهاوي أَبِي شَيبَة (4) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيسة، عَن عَدِيِّ بْن ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: لَقِيتُ عمِّي (5) قَدِ اعتَقَدَ لِواءً، فسألتُه: أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَقَالَ: بعثَني رسول الله (ص) إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ تزوَّج امرأةَ أَبِيهِ، وَأَمَرَنِي أنْ أضربَ عُنُقَه، وَأَنْ أَقْسِمَ مَالَهُ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ (6) ، عَنِ السُّدِّي (7) ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ البَرَاء؛ قَالَ: لَقِيتُ خَالِي ومعه الرَّاية.
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (1207) عن أبي حاتم.
(2) هو: سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ابن ابنة شرحبيل، وانظر التعليق على المسألة رقم (1186) .
(3) في (ك) : «عباس» .
(4) في (ك) : «شبيبة» .
(5) في (ك) : «عمر» .
(6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (28858) ، وأحمد في "مسنده" (4/290 رقم 18557) ، والنسائي في "سننه" (3331) ، والبزار في "مسنده" (3795) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/148) ، وابن حبان في "صحيحه" (4112) ، والطبراني في "الكبير" (3/278 رقم 3407) .
(7) هو: إسماعيل بن عبد الرحمن.(4/86)
وَرَوَاهُ حَفص بْنُ غِيَاث (1) ، عَنِ أَشْعَث بْنِ سَوَّار، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ البَرَاء.
وَرَوَاهُ الفَضْل بْنُ الْعَلاءِ (2) ، وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ (3) ، ومَعْمَر (4) ، عَنْ أَشْعَث، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ البَرَاء، عَنِ البَرَاء (5) ؛ قَالَ: رأيتُ خَالِي.
وَرَوَاهُ شُعبَة (6) ، عَنِ الرَّبيع بْنِ الرُّكَين، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ البَرَاء.
وَرَوَاهُ عُبَيدالله بْنُ عَمْرٍو (7) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيسة، عَن عَدِيِّ بْن
_________
(1) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1207) .
(2) ذكر الدارقطني في "العلل" (6/21) أن الفضل بن العلاء رواه عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ عَدِيٍّ، عَنِ يزيد بن البراء، عن أبيه؛ حدثني عمِّي؛ قال: بعثني رسول الله (ص) .
(3) في (ك) : «وابن خالد الأصم» . وأبو خالد هذا هو: سليمان بن حَيَّان، وتقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1207) .
(4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (10804) عن معمر، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ عَدِيٍّ، عَنِ يَزِيدَ بْنِ الْبَرَاءِ، عَنِ الْبَرَاءِ قال: لقيت عمِّي ... .
ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (4/297 رقم 18626) ، والنسائي في "الكبرى" (7185/الرسالة) ، والطبراني في "الكبير" (3/277 رقم 3404) .
(5) قوله: «عن البراء» ليس في (أ) و (ش) .
(6) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/292 رقم 18578) ، والنسائي في "الكبرى" (7183/الرسالة) عن شعبة، عن ربيع بن رُكَين، عَن عدي بْن ثابت، عَن البراء قال: مرَّ بنا ناسٌ مُنطَلقون فقلنا: أين تذهبون؟ فقالوا: بعثَنا رسولُ الله (ص) إلى رجُل يأتي امرأةَ أبيه أن نقتُلَه.
(7) تقدم تخريج روايته في المسألة (1207) .(4/87)
ثابت (1) ، عن يزيد ابن البَرَاء (2) ، عن البَرَاء (3) ؛ قَالَ: لقيتُ عمِّي وَمَعَهُ الرَّاية.
قال أبو زرعة: الصَّحيحُ: خاله (4) ؛ هو أبو بُرْدَة بن (5) نِيار، واسمه: هانئ.
1278 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عن سعيد ابن مُحَمَّدٍ الجَرْمي، عَنْ أَبِي عُبَيدة الحَدَّاد (6) ، عَنْ عُمَارَة بْنِ زَاذَانَ، عَنْ زِيَادٍ النُّمَيرِي، عَنْ أَنَسِ بن مالك، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ وَالمَرْأَةَ لا يَجْتَمِعَانِ حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: ألا إِنَّ فُلانً (7) لِفُلانَةَ.
_________
(1) في (أ) : «عدي بن أبي ثابت» .
(2) قوله: «عن يزيد بن البراء» سقط من (ت) و (ك) .
(3) قوله: «عن البراء» سقط من (أ) و (ش) و (ف) . والمثبت هو الصواب كما في المسألة المتقدمة برقم (1207) .
(4) في (ف) : «خالد» . قال البخاري في"التاريخ الكبير" (2/259) : «الحارث بن عمرو، ويقال له: أبو بردة خال البراء، ويقال: عمُّ البراء بن عازب، وخال أصحُّ» .
(5) في (ك) : «عن» بدل: «بن» .
(6) هو: عبد الواحد بن واصل.
(7) كذا في جميع النسخ، عدا (ك) ، ففيها: «فلانًا» بألف تنوين النصب، وهو الجادَّة. غير أنَّ ما في بقيَّة النسخ صحيحٌ أيضًا في العربية، وفيه وجهان:
= ... الأوَّل: نصبه على أنه اسم «إن» لكن حذفتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
والثاني: رفعُه على أنَّه مبتدأ، وخبرُه: «لفلانةَ» ، والجملة من المبتدأ والخبر في محل رفع خبر «إنَّ» ، واسم «إنَّ» في هذه الحالة: ضميرُ الشأن المحذوف، والتقدير: إنَّه فلانٌ لفلانةَ، ونحوه ما ذُكر في تخريج قوله (ص) : «إنَّ مِنْ أشدِّ النَّاسِ عَذَابًا يوم القيامةِ المصوِّرون» ، وانظر التعليق على المسألة رقم (130) و (854) .(4/88)
فَقَالَ (1) أَبُو زُرْعَةَ: غَيْرُ أَبِي عُبَيْدَةَ الحَدَّاد لا يرفعُه، النَّاسُ يُوقِفُونَهُ عَنْ أَنَسٍ.
1279 - وسمعتُ (2) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ أَبِي سَلَمة مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ (3) ، عَنْ حمَّاد ابن سَلَمة، عَنْ أيُّوب (4) ، عَنْ أَبِي قِلابة (5) ، عن عبد الله بْنِ يَزِيدَ الخَطْمي، عَنْ عائِشَة؛ قالت: كان رسولُ الله (ص) يَقْسِمُ بَيْنَ نِسَائِهِ فيَعدِلُ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ هَذَا قَسْمِي فِيمَا أَمْلِكُ، فَلاَ تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلا أَمْلِكُ.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: لا أَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ حمَّادً (6) عَلَى هَذَا.
قلتُ: رَوَى ابنُ عُلَيَّة (7) ،
عَنْ أيُّوب، عَنْ أَبِي قِلابة؛ قال: كان
_________
(1) في (ش) : «قال» .
(2) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (5/ق65/ب) كلام أبي زرعة وابن أبي حاتم بتصرف.
(3) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2134) ، والحاكم في "المستدرك" (2/187) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/298) .
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (17535) ، وأحمد في "مسنده" (6/144 رقم 25111) ، والدارمي في "مسنده" (2253) ، والترمذي في "جامعه" (1140) ، وفي "العلل الكبير" (286) ، وابن ماجه في "سننه" (1971) ، والنسائي في "سننه" (3943) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (232) ، وابن حبان في "صحيحه" (4205) من طرق عن حماد بن سلمة به.
(4) هو: السَّختياني.
(5) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي.
(6) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(7) هو: إسماعيل بن إبراهيم. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (2/231) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (17534) ، والطبري في "تفسيره" (10637) .
ورواه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/120) عن معمر بن راشد، والطبري في "تفسيره" (10637) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وفي (10656) من طريق حماد بن زيد، ثلاثتهم (معمر وعبد الوهاب وحماد) عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، به مرسلاً. قال الترمذي في "جامعه" (1140) : «حديث عائشة هكذا رواه غيرُ واحد عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عبد الله بن يزيد، عن عائشة: أن النبي (ص) كان يَقْسِمُ، ورواه حماد بن زيد وغيرُ واحد عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ مرسلاً: أن النبي (ص) كان يَقْسِم، وهذا أصحُّ من حديث حماد بن سلمة» .
ونقل الزيلعي في "نصب الراية" (3/215) عن الدارقطني أنه قال: «والمرسل أقرب إلى الصواب» .(4/89)
رسولُ الله (ص) يَقْسِمُ بَيْنَ نِسَائِهِ ... ، الْحَدِيثَ، مُرسَلً (1) .
1280 - وسمعتُ (2) أَبَا زُرْعَةَ وذكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنِ ابْنِ نُفَيل (3) ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ خَالِدٍ - يَعْنِي: ابْنَ إِلْيَاسٍ -، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أبي عبد الرحمن، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: أَظْهِرُوا النِّكَاحَ ... .
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وحدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ عبد الله بْنِ مَسْلَمة (5) القَعْنَبي، عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ القُرَشي، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَلَمْ يذكُر فِي الإِسْنَادِ ربيعةَ.
_________
(1) كذا في جميع النسخ دون ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة المشار إليها آنفًا.
(2) تقدمت المسألة برقم (1191) .
(3) هو: عبد الله بن محمد. وروايته لم نقف عليها، وكذا رواية إبراهيم بن موسى، لكن تقدم تخريج الحديث من طرق عن عيسى بن يونس في المسألة رقم (1191) .
(4) قوله: «قال أبو محمد» من (أ) و (ش) فقط.
(5) في (ك) : «سلمة» .(4/90)
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحِيحُ هَذَا الحديثُ عَنْ خَالِدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) .
1281 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ قَتَادة (2) ،
عَنْ خِلاَس (3) وَأَبِي حسَّان (4) ، عن عبد الله بن عُتبَة؛ قال: أُتِيَ عبدُالله بن مسعود في
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (1202) .
(2) هو: ابن دِعامة. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (1/447 رقم 4276 و4277 و4278) من طريق سعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي وهمام بن يحيى، وأبو داود في"سننه" (2116) من طريق سعيد بن أبي عروبة، جميعهم عن قتادة به.
ورواه الطيالسي في "مسنده" (1369) - ومن طريقه أحمد في "المسند" (4/279 رقم 18460) - قال: حدثنا هشام، عَنْ قَتَادَةَ، عَن خِلاس، عَنْ عبد الله بن عتبة؛ قال: أُتيَ ابن مسعود ... فذكره.
قال الدارقطني في "العلل" (5/11/أ) في ضمن كلام ٍ طويل له على هذا الحديث: «وأما قتادة فاختُلِف عنه، فرواه هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلاس بن عمرو، عن عبد الله بن عتبة بن مسعود وقال فيه: فقام رجل من أشْجَع فشهد على رسول الله (ص) بذلك فقال: هَلُمَّ من شهد لك فشهد ابنُ الجرَّاح. قاله يحيى القطان عن هشام، وقال أبو عامر العقدي، عن هشام فشهد أبو سنان والجرَّاح؛ رجلان من أشجع. وخالفه سعيد بن أبي عروبة، قال: عن قَتَادَةَ، عَنْ خِلاسٍ وَأَبِي حَسَّانٍ الأعرج، عن عبد الله بن عتبة، وقال فيه: شهد رَهْطٌ من أشْجَع منهم أبو الجرَّاح وأبو سنان، وشهدوا بذلك عن رسول الله (ص) . قال ذلك غُنْدر عن سعيد. وقال عبد الوهَّاب بن عطاء، وعمرو بن حمران عن سعيد، عن قتادة: فشهد الجرَّاح وأبو سنان؛ كذلك. قال جريج بن إسحاق، عن سعيد. وَرَوَاهُ هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلاس وأبي حسان الأعرج، عن عبد الله بن عتبة، وقال فيه: فشهد الجرَّاح وأبو سنان» . ثم قال الدارقطني: «وصحيحه عن الشعبي وإبراهيم مرسل، وأحسنها إسنادًا حديث قتادة؛ إلا انه لم يحفظ اسم الراوي عن رسول الله (ص) » .
(3) هو: ابن عمرو الهَجَري.
(4) هو: الأعرج، مشهور بكنيته، واسمه: مسلم بن عبد الله.(4/91)
رَجُلٍ تزوَّج امْرَأَةً، فَمَاتَ عَنْهَا، وَلَمْ يدخُل بِهَا، وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا صَدَاقَهَا (1) ، فَقَالَ (2) : لَهَا صَدَاقُ نِسَائِهَا، وَعَلَيْهَا العِدَّةُ، وَلَهَا الميراثُ.
فَقَامَ أَبُو الجَرَّاح (3) وَأَبُو سِنان فشَهِدا أنَّ رسولَ الله (ص) قَضَى بِهِ فِيهِمْ فِي بِرْوَعَ (4) بنتِ وَاشِقٍ الأَشْجَعية بِمِثْلِ ذَلِكَ.
وَرَوَاهُ سُفْيان الثَّوْري (5) ، عَنْ مَنْصُورٍ (6) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (7) ، عَنْ (8) عَلْقَمة (9) ؛ قَالَ: فَقَامَ مَعقِل بْنُ سِنَان الأَشْجَعي فقال: قضى رسولُ الله (ص) ... .
_________
(1) في (ك) : «صداقًا» .
(2) أي: ابن مسعود.
(3) هو: الأشجعي، وقال المصنف في "الجرح والتعديل" (9/352) : «أبو الجراح الأشجعي روى عن النبي (ص) أنه قضى في امرأة منهم يقال لها: بروع بنت واشق، روى عنه أبو حسان الأعرج وخلاس بن عمرو، ومنهم من يروي عن أبي حسان الأعرج، وخلاس بن عمرو، عن عبد الله بن عتبة، عن أبي الجراح» . اهـ.
(4) قال السندي في حاشيته على "سنن النسائي" (6/121) : «بِرْوَع، بكسر الباء، وجُوِّزَ فتحها، وقيل: الكَسْرُ عند أهل الحديث، والفتح عند أهل اللغة أشهر» . اهـ. وانظر "تاج العروس" (11/12) .
(5) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (10898) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (17105) ، وأحمد في "المسند" (3/480 رقم15943) و (4/280 رقم 18465 و18466) ، وأبو داود في "سننه" (2115) ، والترمذي في "جامعه" (1145) ، والنسائي في "المجتبى" (3355 و3357 و3524) ، وفي "الكبرى" (5516 و5519 و5718) ، وابن الجارود في "المنتقى" (718) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1297) ، وابن حبان في "صحيحه" (4099) ، والطبراني في "الكبير" (20/231 رقم 543) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/245) .
(6) هو: ابن المعتمر.
(7) هو: ابن يزيد النخعي.
(8) في (ك) : «بن» بدل: «عن» .
(9) هو: ابن قيس النخعي.(4/92)
وَرَوَاهُ (1) الثَّوْري (2) ، عَنْ فِراس (3) ، عَنِ الشَّعبي، عن مسروق، عن عبد الله: أَنَّهُ سُئل، فَقَالَ مَعقِل بْنُ سِنَان ... .
وَرَوَى زَائِدَةُ (4) ،
عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَلْقَمةَ والأسْوَدِ أَنَّهُ قَالَ (5) : ... فقال رَجُلٌ مِنْ أَشْجَع. قَالَ مَنْصُورٌ: أَرَاهُ سَلَمَةَ بْنَ يَزِيدَ.
وَرَوَى حمَّاد بْنُ سَلَمة (6) ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعبي،
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وروى» .
(2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (17104) ، وأحمد في "المسند" (4/280 رقم 18464) ، وأبو داود في "سننه" (2114) ، والنسائي في "المجتبى" (3356) ، وفي "الكبرى" (5517) ، وابن ماجه في "سننه" (1891) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1296) ، وابن حبان في "صحيحه" (4098) ، والطبراني في "الكبير" (20/232 رقم 545 و546) .
(3) هو: ابن يحيى.
(4) هو: ابن قدامة. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث أخرجه أحمد في "المسند" (4/279 رقم 18461) ، والنسائي في "المجتبى" (3354) ، وفي "الكبرى" (5515) ، وابن حبان في "صحيحه" (4100) من طريق زائدة، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ علقمة والأسود، عن ابن مسعود به. والسِّياق لابن حبان.
قال النسائي: «لا أعلم أحدًا قال هذا في الحديث: " الأسود " غيرُ زائدة» .
(5) كذا في جميع النسخ: «أنه قال» ، وهو الموافق لرواية الإمام أحمد السابقة، وفي رواية النسائي: «أنهما قالا» .
(6) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/280 رقم 18462) ، والطبراني في "الكبير" (20/231 رقم 542) . ورواه النسائي في "المجتبى" (3358) ، و "الكبرى" (5518) من طريق علي بن مسهر، عن داود ابن أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ علقمة، عن ابن مسعود به. ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (930) قال: حدثنا هشيم، أنا سيَّار وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وداود، كلهم عن الشعبي، عن ابن مسعود به وقالوا: قام معقل ابن سنان الأشجعي. وحديث سيَّار وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ أخرجه النسائي في "الكبرى" (5522 و5523) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (10899) ، والنسائي في "الكبرى" (5521) من طريق عاصم، عن الشعبي، عن ابن مسعود.(4/93)
عَنْ عَلْقَمة؛ قَالَ: فَقَامَ أَبُو سِنَان (1) الأَشْجَعي فِي رَهْطٍ مِنْ أَشْجَع؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَعقِلُ بنُ سِنان أصحُّ (2) .
1282- وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ (4) رَوَاهُ مُعَاذ بن هِشَام (5) ،
_________
(1) في (ف) : «أبو سفيان» .
(2) ذكر ابن الملقن في "البدر المنير" (5/ل107/ب) بعض هذا النص، وكذا ابن حجر في "التلخيص" (3/388) .
وقال ابن أبي حاتم في "آداب الشافعي" (ص229-231) : قال أبي: ثنا أحمد بن أبي سُرَيج؛ قال: قلتُ للشافعي - في حديث بِرْوَع -: سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عن علقمة، عن عبد الله، و: سفيان، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعبي، عَنْ مسروق، عن عبد الله. فقال: وهذا عندك ثَبْتٌ؟! كالمُنكِر. فقلتُ: وأي شيء أثبت من هذا؟! قال: إن كان عندك ثبتًا فأنت أعلم. قال أبو محمد- أي: ابن أبي حاتم -: لم يُنكِر الشافعي هذا الإسناد وصحَّته، وإنما كان في قلبه من خبر الرجال الذين قاموا إلى عبد الله فأخبروه عن النبي (ص) في قصَّة بِرْوَع، والرجال هم غير معروفين بالصُّحبة، كانوا قومًا من أشجع، وقد قال الشافعي في كتبه: إن صحَّ حديث بِرْوَع قلت به» . اهـ.
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (2250) عن أبي حاتم.
(4) قوله: «عن حديث» سقط من (ك) .
(5) لم نقف على روايته من هذا الوجه. وأخرجه أحمد في "مسنده" (4/381 رقم19404) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (535) ، والبزار في "مسنده" (1461/كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" (20/52 رقم 90) ، والحاكم في "المستدرك" (4/172) جميعهم من طريق معاذ بْن هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن القاسم بْن عوف، عَنْ عبد الرحمن بن أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ معاذ بن جبل به هكذا بزيادة: «عن أبيه» ، وسقط من "المستدرك" المطبوع قوله: «عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه» وهو على الصَّواب في "التلخيص" للذهبي، و"إتحاف المهرة" (13/265) .(4/94)
عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْف -[أحَدُ بَني] (2) مُرَّة بن همَّام- عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعاذ ابن جَبَل، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: لَوْ أَمَرْتُ أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ، لَأَمَرْتُ المَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا؛ مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا.
وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ زَيْدٍ (3) ،
عَنْ أيُّوب (4) ، عَنِ الْقَاسِمِ [بن] (5) عَوْف،
_________
(1) هو: هشام بن أبي عبد الله الدستوائي.
(2) ما بين المعقوفين تصحَّف في جميع النسخ إلى: «قال أخبرني» ، والتصويب من مصادر التخريج السابقة، و"تهذيب الكمال" (23/399) .
(3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1853) من طريق أزهر بن مروان، وابن صاعد في "مسند ابن أبي أوفى" (5 و6) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/293) من طريق سليمان بن حرب، وابن صاعد (6) ، وابن حبان في "صحيحه" (4171) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ = = الْمُقَدَّمِيُّ، ثلاثتهم عن حماد، عن أيوب، عن القاسم، عن ابن أبي أوفى قال: لما قدم معاذ ... فذكره. وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ آدَمَ وَإِسْحَاقُ بن هشام التَّمار وعفان - كما في "العلل" للدارقطني (6/37) - عن حماد، عن أيوب، عن القاسم، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، عَنِ معاذ.
ورواه إسحاق بن هشام - كما في "العلل" للدارقطني (6/38) - عن حماد، عن أيوب وابن عون، عن القاسم الشيباني. قال الدارقطني: «فأغربَ بذكر ابن عون، ولم يُتابَع عليه» . ورواه الإمام أحمد في "المسند" (4/381 رقم 19403) ، وابن صاعد في "مسند ابن أبي أوفى" (4) من طريق إسماعيل بن علية، عن أيوب، به.
ورواه مؤمل بن إسماعيل - كما في "العلل" للدارقطني (6/38) - عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أيوب، عن القاسم، عَنْ زَيْدِ بْنِ أرقم، عَنِ معاذ. قال الدارقطني: «جعله من رواية زيد بن أرقم عن معاذ، ولم يُتابَع على هذه الرواية عن حماد بن زيد» .
(4) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.
(5) قوله: «بن» تصحَّف في جميع النسخ إلى «عن» ، وتقدم على الصواب، وسيأتي كذلك في المسألة رقم (2250) .(4/95)
عَنِ ابْنِ أَبي أَوْفى (1) ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَيُّوبُ أحفظُهم (2) .
1283 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مِنْدَل (3) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أبي وائل (4) ، عن عبد الله (5) ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ، فَلْيَسْتَتِرْ، وَلا يَتَجَرَّدَان ِ (6)
تَجَرُّدَ العَيْرَيْنِ؟
_________
(1) هو: عبد الله.
(2) هذا ما رجحه أبو زرعة! وأما أبو حاتم فقال في المسألة الآتية برقم (2250) : «والدستوائي [يعني: هشامًا] حَافِظٌ مُتْقِنٌ، وَالْقَاسِمُ بْنُ عَوْفٍ مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ، وَأَخَافُ أَنْ يَكُونَ الاضطراب من القاسم» ، وذكر الدارقطني في "العلل" (963) هذا الحديث، وأطال في ذكر الاختلاف فيه، وقال: «والاضطرابُ فيه من القاسم بن عوف» .
(3) هو: ابن علي، يقال: اسمه: عمرو بن قيس، ومندل لقب، وهو مثلث الميم. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "مسنده" (335) ، والبزار في "مسنده" (1701) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/266-267) ، والشاشي في "مسنده" (593) ، والطبراني في "الكبير" (10/196 رقم 10443) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/193) ، و"الشعب" (7404) .
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (10469) ، وابن سعد في "الطبقات" (8/193) من طريق سفيان الثوري، وابن أبي شيبة في "المصنف" (17619) من طريق أبي معاوية، كلاهما عن عاصم، عن أبي قلابة، عن النبي (ص) ، به، مرسلاً.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (10470) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أبي قلابة، عن النبي (ص) به مرسلاً.
(4) هو: شقيق بن سَلَمة.
(5) هو: ابن مسعود ح.
(6) كذا في جميع النسخ، وفي بعض مصادر التخريج. وجاء في بعضها: «ولا يتجرَّدْ» على الإفراد، وفي بعضها: «ولا يتجَرَّدَا» بألف المثنى ولا نونَ بعدها.
وما وقع هنا: «ولا يَتَجَرَّدَان» : كانت الجادَّة فيه حَذْف النون، لكنَّه بالنون صحيحٌ وفصيحٌ في العربية، وفيه وجهان:
الأوَّل: أن يكون بكسر النون مشدَّدةً: «ولا يَتَجَرَّدَانِّ» ، والأصل: «يَتَجَرَّدَانِنَّ» ، و «لا» فيه: ناهيةٌ لفظًا ومعنًى، والفعل مجزومٌ بحذف نون الرفع، والنونُ المشدَّدة هي نونُ التوكيد الثقيلةُ، وجملةُ «ولا يَتَجَرَّدَانِّ» : إنشائية معطوفة على «فليستتر» .
والثاني: أن يكون بكسر النون مخففة: «ولا يَتَجَرَّدَانِ» ، وفيه ثلاثة توجيهات:
أحدها: أن تكون «لا» ناهيةً لفظًا ومعنًى، ويكون الأصل التشديد - كما في الوجه الأول -: «ولا يَتَجَرَّدَانِّ» ؛ فالنونُ للتوكيد، وهي الثقيلة، وخُفِّفت: فحذفتِ النون الأولى الساكنة، وبقيت الثانية مكسورة مخفَّفة.
وثانيها: أن تكون «لا» نافيةً لفظًا، ناهيةً معنًى، والفعل بعدها مرفوعٌ بثبوت النون المكسورة الخفيفة، والجملة معطوفة على ما قبلها.
وثالثها: أن تجعل «لا» نافية لفظًا ومعنًى، والفعل بعدها مرفوعٌ - كما في التوجيه السابق - وعلى ذلك فتكون جُملةُ: «لا يَتَجَرَّدَانِ» في محل نصب على الحال، أي: غَيْرَ متجرِّدَينِ، أو في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: وهما لا يتجرَّدانِ، والجملة الاسمية: حاليةٌ أو استئنافية، أو تكون جملة «لا يتجردان» فعليةً استئنافيةً، فلا يكون لها موقعٌ من الإعراب. وانظر في «لا» النافية بمعنى النهي: التعليق على المسألة رقم (331) . وقد قرئ وخرِّج على = = ما ذكرناه قولُه تعالى: [يُونس: 89] {فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَانِ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} . انظر "البحر المحيط" (5/186-187) ، و"معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (3/612-616) .
وقوله: «العَيْرَان» مثنى «عَيْر» بفتح العين، وهو الحمارُ، أهليًّا كان أو وحشيًّا، وقد غلَبَ على الوحشي، والجمع: أَعْيَار مثل ثَوْب وأثواب، وعِيَارٌ، وعُيُورٌ، وعُيُورة، ومَعْيُوراء، والأنثى: عَيْرَة. انظر "المصباح المنير" (ص227 - عير) ، و"تاج العروس" (7/280- عير) .(4/96)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَخْطَأَ فِيهِ مِنْدَل (1) .
_________
(1) قال البزار في "مسنده" (1701) : «وهذا الحديث لا نعلم رواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن عبد الله إلا مندل، وأخطأ فيه. وذكر شريك أنه كان هو ومندل عند الأعمش، وعنده عاصم الأحول، فحدَّث عاصم عن أبي قلابة، عن النبي (ص) قَالَ: " إِذَا أَتَى أحدُكُم أهلَه ... "، وذكر الحديثَ مرسلاً» .
وروى العقيلي في "الضعفاء" (4/267) ، وابن عدي في "الكامل" (6/456) ، والبيهقي في "الشعب" (7405) من طريق الحسن بن أبي القاسم قال: ذكرنا لشريك حديث مندل ... فقال: كذب، أنا أخبرتُ الأعمش، عن عاصم، عن أبي قلابة.
وروى الخطيب في "تاريخ بغداد" (13/248) من طريق مسلم بن جندل قال: أتيتُ شريكًا أنا وقطبة، فقال له قطبة - أو قلت له -: إن مندلاً حدثنا ... - فذكر الحديث - فقال شريك: كذب مندل، فقلت له: كذب بمرة؟ فقال: أنا حدثت به الأعمش، عن عاصم، عن أبي قلابة، فاستعادَنيه - أو فأعجبه - فأتيت مندلاً فأخبرته. فقال: كذب بمرَّة. لعل الأعمش حدَّث بحديث فوصل هذا فيه، فتوهمته. ورجع عنه.
وقال الدارقطني في "العلل" (5/109 رقم 757) : «يرويه مَنْدَلٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وائل، عن عبد الله مرفوعًا، وذكر هذا الحديث لشريك فقال: كذب مندل، أنا حدثت به الأعمش، عن عاصم، عن أبي قلابة مرسلاً. وقد رواه كذلك أبو شهاب وابن عيينة، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي قلابة، عن النبي (ص) مرسلاً، وهو الصَّواب، ولا يصحُّ عن أبي وائل» .(4/97)
بَيَانُ (1) عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الطَّلاَقِ
1284 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (2) : وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ إسماعيلُ بْنُ أَبَانَ الوَرَّاق، عَنْ حَفْص بن عمر البُرْجُمي (3) ، عن عبد الله
_________
(1) قوله: «بيان» ليس في (ك) .
(2) قوله: «قال أبو محمد» من (ف) فقط.
(3) روايته أخرجها قاسم بن أصبغ - كما في "بيان الوهم والإيهام" (3/508) - قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أبي العوام، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حفص بن عمر البُرْجُمِي به.
ورواه الطبراني في "الأوسط" (7848) ، و"مسند الشاميين" (2230) من طريق وَهْب بن بقية، عن محمد ابن عبد الملك، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ، عن عبد الله بن عيسى به. ورواه البزار في "مسنده" (3066) من طريق محمد بن شيبة بن نعامة، عن عبد الله ابن عيسى، عمَّن حدَّثه، عن أبي موسى به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عمرو بن قيس إلا محمد بن عبد الملك، تفرَّد به وَهْب بن بقية» . ورواه البزار في "مسنده" (3064 و3065) من طريق أبي تميمة، عن أبي موسى، به.(4/98)
بْنِ عِيسَى، عَنْ عُمَارَة بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ عُبَادَة بْنِ نُسَيّ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ (1) : لا تُطَلِّقُوا النِّسَاءَ إلاَّ عَنْ رِيبَةٍ؛ فَإِنَّ (2) اللهَ تَعَالَى يَكْرَهُ الذَّوَّاقِينَ وَالذَّوَّاقَاتِ (3) ؟
قَالَ أَبِي: عُبَادَة عَنْ أَبِي مُوسَى لا يَجيءُ (4) .
1285 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ الحديثَ الَّذِي رَوَاهُ مُوسَى بْنُ مُطَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رجُلٍ من أصحاب النبيِّ (ص) : أنَّ رَجُلا طلَّق امرأتَه عَلَى عهد النبيِّ (ص) ثَلاثًا، ثُمَّ تزوَّجَت زَوْجًا غَيْرَهُ لِيُحِلَّها، فدخل بها
_________
(1) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(2) في (ك) : «قال» بدل: «فإن» .
(3) قال الخطابي: هذا في النِّكاح، كَرِهَ (ص) أن يكونَ الرجُل كثيرَ النِّكاح، سريعَ الطَّلاق، بمنزلة الذَّائق للطعام غيرِ الآكل منه. "غريب الحديث" (1/455) .
وقال ابن منظور: الذوَّاقين والذوَّاقات، يعني: السَّريعي النكاح، السَّريعي الطلاق؛ وتفسيره: ألاَّ يَطمئِنَّ ولا تَطمئِنَّ، كلَّما تزوَّج أو تزوَّجت، كَرِها، ومَدَّا أعينَهما إلى غيرهما. "اللسان" (ذوق/10/111) .
(4) قال عبد الحق الإشبيلي: «ليس لهذا الحديث إسناد قوي» .
قال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (547) بعد نقله لكلام عبد الحق: «لم يزد على هذا، وصدق فيه وهو حديث مصرَّحٌ في إسناده بالانقطاع ... » . وانظر (1281) منه أيضًا. وضعفه الشيخ الألباني في "غاية المرام" (256) .(4/99)
الزَّوجُ الثَّانِي، وطلَّقها، وانقضَت عدَّتُها، فَأَرَادَ (1) الأولُ أَنْ يتزوَّجها، فَذَكَرُوا ذلك للنبيِّ (ص) ، فَقَالَ: أَلَيْسَ سَمَّى لَهَا (2) صَدَاقًا؟ قَالُوا: بَلَى؛ قَالَ: أَلَيْسَ تَزَوَّجَهَا بِوَلِيٍّ؟ قَالُوا: بَلَى؛ قَالَ: أَلَيْسَ تَزَوَّجَهَا بِشُهُودٍ؟ قَالُوا: بَلَى؛ قَالَ: أَلَيْسَ قَدْ دَخَلَ بِهَا حَتَّى ذَاقَ عُسَيْلَتَهَا وَذَاقَتْ عُسَيْلَتَهُ (3) ؟ قَالُوا: بلى (4) ؛ فقال النبيُّ (ص) : ذَهَبَ الخِدَاعُ، ذَهَبَ الخِدَاعُ.
قَالَ (5) أبو زرعة: هذا واهٍي (6) ، ضعيفٌ، باطلٌ، غيرُ ثَابِتٍ وَلا صَحيحٍ، وَلا أعلمُ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ خِلافًا (7) أَنَّهُ حديثٌ واهٍ ضعيفٌ لا تَقُومُ بِمِثْلِهِ (8) حُجَّةٌ.
_________
(1) في (أ) و (ش) : «وأراد» بالواو.
(2) في (ت) و (ك) : «أليس سماها» .
(3) قال ابن الأثير: شبَّه لذَّة الجماع بذَوْق العَسَل، فاستعارَ لها ذَوْقًا، وإنما أنَّث؛ لأنه أراد قطعةً من العَسَل، وقيل: على إعطائها معنى النُّطفة. "النهاية" (3/237) .
وقال الفيومي: هذه استعارةٌ لطيفةٌ؛ فإنه شبَّه لذَّةَ الجِماع بحلاوَة العَسَل، أو سمَّى الجِماعَ عَسَلاً؛ لأن العربَ تسمِّي كلَّ ما تستَحليهِ عَسَلاً، وأشار بالتَّصغير إلى تقليل القَدْر الذي لابدَّ منه في حُصُول الاكتفاء به، قال العلماءُ: وهو تغييبُ الحَشَفَةِ؛ لأنه مَظِنَّةُ اللذَّة. "المصباح المنير" (ع س ل/2/410) .
(4) من قوله: «قال أليس قد دخل ... » إلى هنا سقط من (ك) بسبب انتقال بصر الناسخ.
(5) في (أ) : «قالوا» !
(6) كذا في جميع النسخ بإثبات ياء المنقوص المنوَّن المرفوع، وهي لغةٌ صحيحةٌ فصيحةٌ؛ وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (146) . وسيأتي بعده بقليل: «واهٍ» ، وهي لغةُ الجمهور، والجمع بين لغتين جائز، انظر التعليق على المسألة رقم (241) .
(7) في (أ) و (ش) : «خلاف» .
(8) في (ك) : «لا يقوم لمثله» .(4/100)
1286 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيد أَبُو (1) قُدَامَة، عَنْ أَبِي عِمْران الجَوْني (2) ، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) أنَّه طلَّق حَفْصَة، ثُمَّ راجَعَها ... ، الحديثَ.
وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (3) ، عَنْ أَبِي عِمْران الجَوْني (4) ، عَنْ قَيْس بْنِ زَيْدٍ (5) : أنَّ النبيَّ (ص) طلَّق حَفْصَة بنت عمر ذ تطليقةً، ثم قال النبيُّ (ص) : أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: رَاجِعْ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ؛ فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ (6) ... الحديثَ؟
قَالَ (7) أَبِي: الصَّحيحُ حديثُ (8) حمَّاد، وَأَبُو قُدامَة لَزِمَ الطَّريقَ.
1287 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نُعَيم ابن حمَّاد، عن يزيد
_________
(1) في (أ) و (ش) : «أو» .
(2) في (ت) : «النحوبي» لكنها مهملة الحروف، وفي (ك) : «النحربي» .
(3) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (8/84) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (1004/بغية الباحث) ، والطبراني في "الكبير" (18/365 رقم 934) ، والحاكم في "المستدرك" (4/15) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/50) .
(4) قوله: «وَرَوَاهُ حَمَّاد بْنُ سَلَمَةَ، عَن أبي عمران الجوني» مكرر في (أ) .
(5) في (أ) و (ش) : «الزيد» . وقد سئل أبو حاتم عن قيس ابن زيد هل له صحبة؟ فقال: لا. "المراسيل" لابن أبي حاتم رقم (615 و616) .
(6) جاءت العبارة في (أ) و (ش) مُشَوَّشة، فيها تقديمٌ وتأخيرٌ، هكذا: «طلَّق حفصة بنت عمر ذ، ثم قال: وأتاني النبي (ص) ، فَقَالَ: رَاجِعْ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ تطليقة ثم قال النبي (ص) : إنها صوامة قوامة» .
(7) في (أ) : «قال قال» .
(8) قوله: «حديث» سقط من (أ) و (ش) .(4/101)
ابن هَارُونَ (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: فِي الرَّجُل يطلِّقُ امْرَأَتَهُ ثَلاثًا فِي مَرَضِهِ؛ قَالَتْ (2) : تَرِثُهُ مَا دَامَتْ فِي العِدَّة؟
قال أبي: رواه (3) عبد الأعلى (4) ، عَنْ سَعِيدٍ (5) ، عَنْ رجُلٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ (6) ، عن عائِشَة.
قال أبي: كنتُ (7) أستحسنُ حديثَ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، حَتَّى كتبتُ (8) هَذَا الحديثَ، فَإِذَا هُوَ قَدْ (9) أفسَدَ ذَلِكَ الحديثَ.
1288- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ غُنْدَرٌ - محمد بن جعفر (10)
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (19039) قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ به، ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن حزم في "المحلَّى" (10/219) وقال: «لم يسمع ابن أبي عروبة من هشام بن عروة شيئًا» .
(2) في (ك) : «قال» .
(3) في (أ) و (ش) : «ورواه» بالواو.
(4) هو: ابن عبد الأعلى.
(5) هو: ابن أبي عَروبة.
(6) قوله: «عن أبيه» سقط من (أ) و (ش) .
(7) في (ت) و (ك) : «وكنت» .
(8) في (ك) : «كتب» .
(9) قوله: «قد» ليس في (أ) و (ش) .
(10) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/85 رقم 5571) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/13) تعليقًا، وابن ماجه في "سننه" (1933) ، والنسائي في "المجتبى" (3414) ، والطبري في "تفسيره" (4902) . ومن طريق أحمد أخرجه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/119-120) ووقع عندهم: «سالم بن رزين» .
قال الخطيب: «زاد شعبة في إسناده سعيد بن المسيب وسالم بن عبد الله» ، ثم ساق بإسناده عن أبي بكر الأثرم أنه قال: «سمعت أبا عبد الله أحمد بْنِ حَنْبَلٍ يَقُولُ فِي حَدِيثٍ غندر، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مرثد، عن سالم ابن رزين، عن سالم بن عبد الله، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ ابن عمر ذ، عن النبي (ص) : حتى تذوقَ العُسَيلة؛ قال: لا أراه محفوظًا. ثم قال: ليس بشيء. قال أبو عبد الله: سالم، ورجل بينه وبين ابن عمر ذ؟!! كالمنكر لذلك. قال أبو عبد الله: داود، عن سعيد بن المسيب خلاف هذا؛ يعني قوله: تحِلُّ للأول وإن لم يدخُل بها الثاني، أي: فهذا يضعِّف ذاك الحديثَ أن يكون فيه سعيد بن المسيب؛ لأنه لو رواه عن ابن عمر ذ، عن النبي (ص) ؛ لم يَقُلْ بخلافه» .
وأخرج الطبراني في "الكبير" (12/210 رقم13086) هذا الحديث من طريق شعبة، إلا أنه لم يذكر فيه سالم ابن عبد الله، ثم قال: «وَهِمَ شُعْبَةُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ في موضعين: قوله: عن سالم بن رزين؛ وإنما هو سليمان ابن رزين، وزاد في الإسناد سعيد بن المسيب، رواه سفيان الثوري وقيس بن الربيع، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سليمان بن رزين الأحمر، عن ابن عمر ح، عن النبي (ص) ، وهو الصَّواب» . وانظر "الموضح" للخطيب (2/117-119) ، و"فتح الباري" لابن حجر (9/467) .(4/102)
- عَنْ شُعْبة، عَنْ عَلْقَمَة بْنِ مَرْثَد، عَنْ سُلَيمان بْنِ رَزِين (1) ، عن سالم بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النبيِّ (ص) ؛ فِي الَّذِي تكونُ لَهُ المرأةُ، فيطلِّقها، ثُمَّ يتزوَّجها رجُلٌ، فطلَّقها (2) قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، فتَرْجِعُ إِلَى زَوْجِهَا الأَوَّلِ؟ قَالَ: لاَ! حَتَّى تَذُوقَ العُسَيْلَةَ (3) ؟
قَالَ أَبِي: قَدْ زَادَ عِنْدِي فِي هَذَا الإِسْنَادِ رِجَالا (4) لَمْ يَذكُرهم (5) الثَّوْري، وليست هذه الزِّيادةُ بمحفوظة.
_________
(1) كذا في جميع النسخ! والصَّواب في رواية شعبة: تسميته: سالم بن رزين، كما تقدم في الحاشية السابقة، وكما سيأتي.
(2) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «فيطلقها» وهو الجادَّة، والله أعلم.
(3) تقدم تفسيرها في المسألة رقم (1285) .
(4) في (ت) و (ك) : «رجلاً» . وهو يعني: أن شعبة زاد في الإسناد: سالم بن عبد الله وسعيد بن المسيب.
(5) في (ك) فقط: «لم يذكره» .(4/103)
قال أَبُو مُحَمَّد (1) : وحدَّثنا (2) أَحْمَد بْن سِنان؛ قال: حدَّثنا عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ (3) ،
عَنْ سُفْيان، عَنْ عَلْقَمَة، عَنْ رَزِين الأَحْمَري، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) .
وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (4) وسُئِل عَنْ هذَيْن الحديثَيْن؟ فَقَالَ: الثَّوْري أحفَظُ (5) .
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (6) : واختُلِف عَنِ الثَّوْري:
فَرَوَى ابْنُ مَهْدِيٍ كَمَا حدَّثنا أحمدُ بن سِنَان.
_________
(1) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ف) .
(2) في (ت) و (ك) : «حدثنا» بلا واو.
(3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/62 رقم 5277) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي به. ومن طريق أحمد أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/118) وقال: «وكذا رواه يحيى بن معين ومحمد بن بشار عن عبد الرحمن» .
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/13) تعليقًا، والطبري في "تفسيره" (4903) من طريق محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي به.
وأخرجه الخطيب في "الموضح" (2/118) من = = طريق محمد بن يعقوب الأصم، عن محمد بن إسحاق الصغاني، عن أبي عبيد، عن ابن مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عن ابن رَزِينٍ الأَحْمَرِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبي (ص) به. قال الخطيب: «هكذا قال في حديث أبي عبيد: عن ابن رزين، ورواه أحمد بن حنبل، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان فقال: عن رزين الأحمري، ولم ينسبه» .
ورواه البيهقي في "السنن" (7/375) من طريق أبي عبيد، عن ابن مهدي به، إلا أنه وقع في المطبوع: «عن رزين» بدل: «عن ابن رزين» .
(4) في (أ) : «أبي زرعة» .
(5) قال البيهقي في "السنن" (7/375) : «وبلغني عن محمد بن إسماعيل البخاري أنه وهَّن حديث شعبة وسفيان جميعًا، وعن أبي زرعة أنه قال: حديث سفيان أصح» .
(6) قوله: «أبو محمد» ليس في (ف) .(4/104)
وَرَوَى الفِرْيابي (1) - فِيمَا حدَّثنا الغَزِّي (2) عَنْهُ - عَنْ سُفْيان، عَنْ عَلْقَمَة بْنِ مَرْثَد، عَنْ سُلَيمان بْنِ رَزِين (3) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ (4) : وحدَّثنا (5) أَبُو زُرْعَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ (6) ، عَنْ وَكِيع، عَنْ سُفيان، عَنْ عَلْقَمَة بْنِ مَرْثَد، عَنْ سُلَيمان - وَقَالَ (7) وَكِيعٌ مرَّة: رَزِين بْنُ سُلَيمان-، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) .
وروى أبو أحمد الزُّبَيري (8) ، وَحُسَيْنُ بْنُ حَفْص، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِير (9) ،
عَنِ الثَّوْري كَمَا رَوَاهُ الفِريَابي، يَقُولُ: عَنْ سُلَيمان بْنِ رَزِين، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) .
وحدَّثنا الأَحْمَسي (10) ، عَنْ وَكيع، عَنْ سُفيان، عن عَلْقَمَة بن
_________
(1) هو: محمد بن يوسف. وروايته أخرجها الخطيب في "الموضح" (2/117) .
(2) في (ش) : «العربي» غير منقوطة الباء. والغزي هذا هو: عبد الله بن محمد بن عمرو.
(3) في (ك) : «سليمان بن زيد» .
(4) قوله: «وأخبرنا أبو محمد قال» ليس في (ف) .
(5) في (ت) و (ك) : «حدثنا» بلا واو.
(6) روايته أخرجها في "مصنفه" (16936) وعنده: «رزين ابن سليمان» .
(7) في (أ) و (ش) : «فقال» .
(8) هو: محمد بن عبد الله بن الزبير.
وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/25 رقم 4777) ، والطبري في "تفسيره" (4904) . ومن طريق أحمد أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/117-118) .
(9) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (11135) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/375) . قال البيهقي: «والصحيح رواية عبد الرحمن بن مهدي» .
ورواه الخطيب في "الموضح" (2/118) من طريق عبد العزيز بن أبان، عن سفيان الثوري بمثله.
(10) هو: محمد بن إسماعيل. ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه أحمد في "مسنده" (2/25 رقم 4776) ، قال: حدثنا وكيع به بمثل رواية الأحمسي.
ومن طريق أحمد رواه الخطيب في "الموضح" (2/119) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (9/189) .
ورواه النسائي في "المجتبى" (3415) عن محمود بن غيلان، عن وكيع بمثله. وقال: «هذا أولى بالصَّواب» ، أي: من رواية شعبة السابقة.(4/105)
مَرْثَد، عَنْ رَزِين بْنِ سُلَيمان، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) .
1289 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْران، عَنْ هِلالِ بْنِ أُسامة المُعَيْصي (2) ،
عَنْ سُلَيمان (3) بْنِ أَبِي مَيْمُونة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) خَيَّر ابنًا بين أبَوَيْهِ (4) ؟
_________
(1) ذكر ابن أبي حاتم أيضًا هذا النص في "الجرح والتعديل" (3/507-508) مع بعض الاختلاف في اللفظ. وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/13) : «وقال لي إبراهيم بن المنذر: نا أنس بن عياض سمع مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر قال: لو فعله أحدٌ وعمر حيٌّ لرجمهما» ، ثم قال البخاري: «وهذا أشهر، ولا تقوم الحجَّة بسالم بن رزين، ولا برزين؛ لأنه لا يُدرى سماعه من سالم ولا من ابن عمر» .
(2) كذا في جميع النسخ! ولم نجد من نسبه هذه النسبة، = = وقد ترجم له المصنِّف في "الجرح والتعديل" (9/76 رقم300) ونسبه: المدني، وذكر الاختلاف فيه فقال: «هلال بن أبي ميمونة المدني، وهو هلال بن علي، ويقال: هلال بن أسامة» .
ونسبه المزِّي في "تهذيب الكمال" (30/343) فقال: «القرشي، العامري، المدني» . وانظر "الموضح" للخطيب البغدادي (1/193-196) .
(3) في (ف) : «سليم» .
(4) الحديث رواه الشافعي في "الأم" (5/92) ، والحميدي في "مسنده" (1114) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (2275) ، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (19110) ، وأحمد في "مسنده" (2/246 رقم 7352) ، والترمذي في "جامعه" (1357) ، وابن ماجه في "سننه" (2351) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6131) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3085 و3086) ، وابن حبان في "صحيحه" (1200/الموارد) جميعهم من طريق سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ زِيَادِ ابن سعد، عن هلال بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي ميمونة؛ عن أبي هريرة به.
ومن طريق أبي يعلى رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/3) .
قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» .
ووقع عند ابن أبي شيبة والبيهقي: «عن هلال بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِيهِ» ، وهو خطأ، فأبو ميمونة الذي روى عنه هلال في هذه الرواية رجلٌ آخرُ ليس أبًا له، وقد وقع في رواية الطحاوي (3085) : «عن هلال بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي ميمونة؛ وليس بأبيه» . ورواه ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سعد، واختُلِف عليه: فأخرجه النسائي في "المجتبى" (3496) من طريق خالد، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زِيَادِ، عن هلال، عن أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به.
وأخرجه الدارمي في "مسنده" (2339) من طريق أبي عاصم، والحاكم في "المستدرك" (4/97) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زِيَادِ، عن هلال، عن أبي ميمونة سليمان، عن أبي هريرة به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (12611 و12612) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زِيَادِ، عن هلال، عن سُليم أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به.
وأخرجه أبو داود في "سننه" (2271/عوامة) من طريق عبد الرزاق وأبي عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ زياد، عن هلال، عن أبي ميمونة سُلْمى، عن أبي هريرة به.
كذا وقع في أكثر نسخ أبي داود، ووقع في بعضها: «سُليم أبي ميمونة» ومن هذا الوجه أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/3) من طريق أبي داود به.
قال الترمذي في "جامعه" (1357) : «وأبو ميمونة اسمه سُليم» . وقال في "العلل الكبير": (369) : «وسألت محمدًا [يعني البخاري] عن اسم أبي ميمونة الذي روى عن أبي هريرة؟ فقال: اسمه سُليم» .(4/106)
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: سُلَيم أَبُو مَيْمُونة.
1290 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمرو النَّاقِد (1) ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْن جُرَيج، عَنْ عَطَاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رَجُلا خَاصَمَ امرأتَه إلى النبيِّ (ص) ، فقال النبيُّ (ص) : أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ؟ .
_________
(1) هو: ابن محمد، وروايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (7/314) .(4/107)
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَطَاء، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (1) مِنْ رِوَايَةِ غيرِ الْوَلِيدِ (2) .
1291 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو يُوسُفَ الصَّيْدَناني (3)
الرَّقِّي، عَنْ أَبِي خُلَيْد (4) ، عَنْ حمَّاد بْنِ زيد، عن أيُّوب (5) ، عن عبد الله بْنِ كَثِير، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: كَانَ الثَّلاثُ (6)
_________
(1) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(2) الحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (11842) ، وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (235) من طريق يحيى بن سعيد القطان، والدارقطني في "السنن" (3/255) من طريق ابن عيينة، و (3/321) من طريق غندر، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/314) من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، وابن المبارك، وابن عيينة والثوري، جميعهم عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ به مرسلاً.
قال الدارقطني: «خالفهُ [يعني: غندرًا] الوليدُ، عن ابن جريج؛ أسنده عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، والمرسل أصح» . وقال البيهقي بعد روايته لطريق الوليد بن مسلم: «وهذا غيرُ محفوظ، والصَّحيحُ بهذا الإسناد ما تقدَّم مرسلاً» .
(3) كذا في جميع النسخ: «الصَّيدَناني» ، وكذا في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (1/28-29) و (7/183 رقم1037) ، وهو: محمد بن أحمد بن الحجَّاج. وجاء في موضع آخر من "الجرح والتعديل" (3/256 رقم 1144) : «الصَّيدلاني» ، وهو الوارد في مصادر ترجمته. انظر "تهذيب الكمال" (24/350) .
= ... قال المطرِّزي: الصَّيدَلانيُّ لغةٌ في الصَّيدَناني، وهو: بيَّاع الأدوية. "المغرب" (1/470) . وقال ابن برِّي: الصَّيدَلانيُّ والصَّيدَنانيُّ: العطَّار، منسوبٌ إلى الصَّيدَل والصَّيْدَن، والأصل فيهما: حجارةُ الفِضَّة، فشُبِّه بها حجارةُ العقاقير. "اللسان" (صندل/11/386) .
(4) هو: عتبة بن حمَّاد.
(5) هو: السَّخْتياني.
(6) يعني: الطَّلَقات الثلاث في المجلس الواحد.(4/108)
يُحسَبْنَ عَلَى عهدِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) ، وأَبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ وصَدرًا (1) مِنْ خِلافَتِهِ: وَاحِدَةً ... ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خَطَأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أيُّوب، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرة، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عبَّاس (2) .
1292 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إسحاق (4) ، عن
_________
(1) قوله: « ... وعمر وصدرًا من خلافته» كذا في النسخ، ويخرج على زيادة الواو في قوله: «وصدرًا» ؛ فإن المعنى - كما في لفظ الحديث من الطريق التي رجحها أبو حاتم - أن ذلك كان على عهد النبي (ص) وأبي بكر جميعهما، وظل أيضًا في صدر خلافة عمر ح؛ يؤيده تتمة الحديث: «فقال عمر: إن الناس قد استعجلوا في أمر قد كانت لهم فيه أناة، فلو أمضيناه عليهم! فأمضاه عليهم» .
ويكون «صدرًا» حينئذ منصوبًا على الظرفية؛ وهو بدل اشتمال من قوله: «وعمر» بتقدير المضاف والجار؛ إذ أصل الكلام: «على عهد رسول الله (ص) وعلى عهد أبي بكر، وعلى عهد عمر صدرًا من خلافته» ، و «على» هنا بمعنى «في» فهي للظرفية. والله أعلم، وانظر "مغني اللبيب" (ص151 و350) .
(2) من هذا الطريق وغيره أخرجه مسلم في "صحيحه" (1472) .
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (1300) ، ونقل بعضها ابن الملقن في "البدر المنير" (5/ق124/ب) .
(4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (18032) ، وأحمد في "المسند" (6/276 رقم 26360) ، وأبو داود في "سننه" (2193) ، وابن ماجه في "سننه" (2046) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4444 و4570) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (655) ، والدارقطني في "السنن" (4/36) ، والحاكم في "المستدرك" (2/198) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/357) . ومن طريق أحمد رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/171-172) تعليقًا، والمِزِّيّ في "تهذيب الكمال" (26/62) . ووقع عند ابن أبي شيبة: «عبد الله بن أبي صالح» ، وعند ابن ماجه: «عُبَيد ابن أبي صالح» بدل: «محمد بن عبيد» .(4/109)
ثَور بن زيد الدِّيلي (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيد (2) ، عَنْ صَفِيَّة بِنْتِ شَيْبَة، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: لا طَلاَقَ وَلا عَتَاقَ فِي غَلاَقٍ.
وَرَوَاهُ عَطَّاف بْنُ خَالِدٍ (3) ؛ قَالَ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيد، عَنْ عَطَاء، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) (4) .
قلتُ: أيُّهما الصَّحيحُ؟
قَالَ: حديثُ صَفِيَّةَ أشبهُ (5) .
قِيلَ لأَبِي: مَا معنى قول النبيِّ (ص) : لا طَلاَقَ وَلا عَتَاقَ فِي غَلاَقٍ؟
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ف) : «الأيلي» . ووقع في رواية أحمد والمزي: «ثور بن يزيد الكلاعي» ، وفي رواية أبي داود: «ثور بن يزيد الحِمصي» وهو الكلاعي نفسه بخلاف الدِّيلي فإنه مدني. وفي رواية الطحاوي والدارقطني والحاكم والبيهقي: «ثور بن يزيد» ، وفي رواية أبي يعلى: «ثور بن زيد» ، والكلاعي هو المعروف بالرِّواية عن محمد بن عبيد، ويروي عنه محمد بن إسحاق، بخلاف الدِّيلي فلم يُذكر له رواية عن محمد بن عبيد، والله أعلم.
(2) هو: محمد بن عُبَيد بن أبي صالح.
(3) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/172) . وتصحف عنده: «محمد بن عُبَيد» إلى: «محمد بن سعيد» .
(4) كذا ذُكرت روايةُ عطاف بن خالد هنا، وجاء في المسألة رقم (1300) : «وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَفْوَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ ... » بزيادة أبي صفوان بين عطاف ومحمد، ولم ترد هذه الزيادة في رواية البخاري المتقدمة. وانظر تعليقنا الآتي في المسألة رقم (1300) .
(5) هذا من باب التَّرجيح النسبي، وهو لا يقتضي الصِّحة، ويؤيد هذا أن أبا حاتم لما سُئِل في المسألة رقم (1300) عن الطريقين أيُّهما أَشْبَهُ؟ قَالَ: «أَبُو صَفْوَانَ وابن إسحاق جميعًا ضعيفين» ، والله أعلم.(4/110)
قَالَ: يَعْنِي فِي استِكراه (1) .
1293- وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بْنُ مَنْصُورٍ (3) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ عَاصِمٍ (4) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (5) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ مِثْلَ حَدِيثِ يَحْيَى (6) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: فِي الرَّجُلِ لا يَقدِرُ أَنْ يُنفِقَ عَلَى امرأتِه، قَالَ: يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا؟
قَالَ أَبِي: وَهِمَ إسحاقُ فِي اخْتِصَارِ هَذَا الحديثِ؛ وَذَلِكَ أنَّ الحديثَ إِنَّمَا هُوَ: عَاصِمٌ (7) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن
_________
(1) يروى لفظ: «غَلاَق» بهمزة في أوَّله: «إغلاق» ، وهو الأشهر. والأشهر تفسيره بالإكراه، والغلاق: اسم منه؛ لأن المغلَقَ مكره عليه في أمره، ومضيَّقٌ عليه في تصرُّفه؛ كأنه يغلق عليه الباب ويحبس ويضيق عليه حتى يطلق، وقال قوم: هو الغضب، وقيل: معناه النهي عن إيقاع الطلاق الثلاث في دفعة واحدة. وانظر "مشارق الأنوار" (2/134) ، و"الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي" (ص225) ، و"تهذيب اللغة" (8/36) ، و"النهاية" (3/379-380) ، و"الفتح" (9/389) .
وقد توسَّع الإمام ابن قيم الجوزية في تفسير الغِلاق والإغلاق في كتابه النفيس "إغاثة اللَّهفان، في حكم طلاق الغَضْبان" (ص 36-39) .
(2) نقل بعض هذه المسألة: ابن الملقن في "البدر المنير" (5/ق 5/أ) .
(3) هو: السلولي. وروايته أخرجها الدارقطني في "السنن" (3/297) ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/470) .
(4) في (أ) و (ش) : «حماد بن سلمة وعاصم» .
(5) هو: ذكوان السَّمَّان.
(6) قوله: «يحيى» ليس في (أ) و (ش) .
(7) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (3363) من طريق حماد بن سلمة، والبخاري في "الأدب المفرد" (196) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (17) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2436) من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن عاصم به.
ورواه البخاري في "صحيحه" (5355) من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة به.
ورواه أيضًا (5356) من طريق ابن شهاب، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هريرة به. وقوله في الحديث: «تقول امرأتك» هو موقوفٌ من قول أبي هريرة، ويبينه رواية أحمد في "مسنده" (2/524 رقم 10785) من طريق أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) : قال: «خيرُ الصَّدَقة ما كان عن ظَهْر غِنى، واليدُ العُليا خيرٌ من اليدِ السُّفْلى، وابدَأ بمَنْ تَعول» . قال: سئل أبو هريرة: ما «مَنْ تَعول» ؟ قال: امرأتُك تقول ... الحديث.
وفي رواية البخاري في "صحيحه" (5355) : «فقالوا: يا أبا هريرة، سمعتَ هذا من رسول الله (ص) ؟ قال: لا، هذا من كيس أبي هريرة» .(4/111)
النبيِّ (ص) : ابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ ... ؛ تَقولُ امرَأَتُكَ: أَنفِقْ عليَّ أَوْ طَلِّقني ... ، فتأَوَّلَ هَذَا الحديثَ.
1294 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (2) ، عَنِ الحَكَم بْنِ أَبان، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابن عباس: أنَّ
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1307) ، ونقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (5/ق 138/ب) ، و"تحفة المحتاج" (2/407) ، وابن حجر في "التلخيص" (3/445) . وانظر المسألة الآتية برقم (1309) .
(2) اختُلِف على ابن جريج في هذا الحديث؛ فرواه الوليد ابن مسلم كما ذكر المصنف، وحميد بن حماد كما عند الطبراني في "الكبير" (11/188 رقم11599) كلاهما (الوليد وحميد) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس به.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (11526) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/386) من طريق علي بن عاصم، كلاهما (عبد الرزاق وعلي) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عن عكرمة به مرسلاً.(4/112)
النبيَّ (ص) قَالَ: اعْتَزِلْهَا (1) حتَّى تُكَفِّرَ وتَفْعَلَ مَا أَمَرَكَ اللهُ يَعْنِي: فِي المُظاهِر (2) ؟
قَالَ أَبِي: كَذَا (3) رَوَاهُ الوليدُ، وَهُوَ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عِكْرِمَة: أنَّ النبيَّ (ص) ، مُرسَلً (4) .
_________
(1) في (ك) : «اعقرلها» .
(2) هو الذي يظاهرُ من زوجته بأن يقولَ لها: أنتِ عليَّ كظَهْر أمِّي. كما سيأتي في المسألة التالية، وانظر تعليقنا هناك.
(3) قوله: «كذا» سقط من (ك) .
(4) قوله: «مرسل» ليس في (ف) ، ويجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
= ... هذا؛ وقد اختُلِف على الحكم في هذا الحديث؛ فرواه الحاكم في "المستدرك" (2/204) وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/386) من طريق حفص بن عمر العدني، عن الحكم، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به.
ورواه معمر واختُلِف عليه؛ فرواه ابن ماجه في "سننه" (2065) من طريق غُندر، وأبو داود في "سننه" (2225) ، والترمذي في "جامعه" (1199) ، والنسائي في "المجتبى" (3457) ، وابن الجارود في "المنتقى" (747) ، والطبراني في "الكبير" (11/189 رقم 11600) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/386) من طريق الفضل بن موسى، كلاهما (غندر والفضل) عن معمر، عن الحكم، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به. قال الترمذي: «حديث حسن غريب صحيح» .
وخالفهما عبد الرزاق فرواه في "المصنف" (11525) ، عن معمر، عن الحكم، عن عكرمة به مرسلاً.
ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (1825) ، وأبو داود في "سننه" (2225) ، والنسائي في "المجتبى" (3459) من طريق المعتمر بن سليمان، وسعيد بن منصور في "سننه" (1826) ، وأبو داود في "سننه" (2217/عوامة) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/386) من طريق إسماعيل بن علية، وأبو داود في "سننه" (2221 و2222) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/386) من طريق سفيان بن عيينة، ثلاثتهم (المعتمر وابن علية وابن عيينة) عن الحكم، عن عكرمة به مرسلاً.
ورواه أبو داود في "السنن" (2224) من طريق خالد قال: حدثني محدِّث، عن عكرمة، عن النبيِّ (ص) به مرسلاً. قال النسائي: «المرسل أولى بالصَّواب من المسند» .(4/113)
1295 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُسَيَّب بْنُ واضِح، عَنْ مُعتَمِر بْنُ سُلَيمان، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ (3) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: الَّذِي (4) ظاهَرَ مِنْهَا زَوجُها: خَوْلَةُ - أَوْ خُوَيْلَةُ - بنتُ ثَعْلَبَةَ؛ أتت رسول الله (ص) فَقَالَتْ: يَا رسولَ اللَّهِ، إِنَّ زَوْجِي قَالَ لِي: أنتِ عَلَيَّ كظَهْرِ أُمِّي (5) ؟ فَقَالَ لَهَا رسولُ الله (ص) : أَنْتِ عَلَيْهِ حَرَامٌ ... ، وَذَكَرَ الحَديثَ؟
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1308) .
(2) هو: سليمان بن طَرْخان التَّيمي.
(3) هو: رُفَيْع بن مهران.
(4) كذا في جميع النسخ، وستأتي هكذا أيضًا في المسألة رقم (1308) ، والجادَّة أن يقال: «الَّتي» ، لكن قد ذهب الأخفش وجماعة من العلماء إلى أن «الذي» مثلُ «مَنِ» الموصولة تقع على الواحد والجمع؛ قال أبو حيان: «ولو كان مثل «مَنْ» - على ما ذهب إليه الأخفش - لجاز أن يكون أيضًا للمثنى، فيعود عليه الضمير مثنى، فتقول: جاءني الذي ضربا زيدًا، وهو غير مسموع» . اهـ. قلنا: ولجاز أيضًا أن يكون للمؤنث فيعود عليه الضمير بالتأنيث؛ كما في قوله تعالى: [الأحزَاب: 31] {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا} ، ويكون منه ما وقع هنا. والله أعلم. وانظر "التذييل والتكميل" (3/28-30) .
(5) قال الفيومي: «إنما خُصَّ ذلك بذكر الظَّهْر؛ لأن الظَّهْرَ من الدَّابة موضعُ الرُّكوب، والمرأةُ مركوبةٌ وقتَ الغِشْيان، فركوبُ الأمِّ مُستَعَارٌ من ركوب الدابَّة، ثم شُبِّه ركوبُ الزَّوجة بركوب الأمِّ الذي هو مُمتَنعٌ، وهو استعارةٌ لطيفةٌ؛ فكأنه قال: ركوبُكِ للنكاحِ حرامٌ عليَّ.
وكان الظِّهارُ طلاقًا في الجاهليَّة، فنُهوا عن الطَّلاق بلفظ الجاهليَّة، وأوجبَ عليهم الكفَّارةَ تغليظًا في النَّهْي» . اهـ. من "المصباح المنير" (ظ هـ ر/2/388) .(4/114)
قَالَ أَبِي: رَوَى غيرُه عَنْ مُعتَمِر، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صاحبٍ لَهُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ.
1296- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ (2) المُصَفَّى (3) ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأوزاعيِّ (4) ، عَنْ عَطَاء (5) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الخَطَأَ والنِّسْيَانَ ومَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ.
وَرَوَى ابْنُ مُصَفًّى، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عن الأوزاعيِّ، عن
_________
(1) نقل معظم هذا النص ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص694-695) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (3/166/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص" (1/510) ، والسخاوي في "المقاصد الحسنة" (رقم 528) ، ونقل بعضه ابن كثير في "تحفة الطالب" (ص273) .
(2) قوله: «محمد بن» سقط من (ت) ، وقوله: «محمد» سقط من (ك) .
(3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (2045) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/145) ، والطبراني في "الأوسط" (8273) ، وابن عدي في "الكامل" (2/346) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/356-357) . قال الطبراني: «لم يرو حديث الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس إلا الوليد بن مسلم» .
ورواه ابن حبان في "صحيحه" (7219) ، والطبراني في "الصغير" (765) ، والدارقطني في "سننه" (4/170) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/356) = = من طريق الربيع بن سليمان، عن بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابن عباس، عن النبي (ص) به.
قال الطبراني: «لم يروه عن الأوزاعي إلا بشر، تفرد به الربيع بن سليمان» .
وقال البيهقي: «جوَّد إسناده بشر بن بكر، وهو من الثقات» .
(4) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(5) هو: ابن أبي رباح.(4/115)
عَطَاء، عَنِ ابْنِ عبَّاس، مِثلَهُ (1) .
وَعَنِ الْوَلِيدِ (2) ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مِثلَهُ.
وَعَنِ الْوَلِيدِ (3) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عن موسى ابن وَرْدان، عَنْ عُقْبَة بْنِ عَامِرٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ مِثْلُ ذَلِكَ؟
قَالَ أَبِي: هَذِهِ أحاديثُ مُنكَرةٌ، كأنها موضوعة (4) .
_________
(1) كذا كرَّر الإسناد السابق، وقد يكون مقصوده بالإسناد الثاني أنه موقوف على ابن عباس، ولم نقف على روايته موقوفًا، والأظهر أن قوله: «الأوزاعي» خطأ، وصوابه: «ابن جريج» ، فقد أخرج الطبراني في "الأوسط" (8275) هذا الحديث من الأوجه الأربعة التي ذكرها المصنف هنا ووقع عنده: «الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْن جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبي (ص) مثله» . وذكر الطبراني أنه لم يرو حديث ابن جريج إلا الوليد. والله أعلم.
(2) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/145) ، والطبراني في "الأوسط" (8274) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/352) .
وذكر الطبراني أنه لم يرو حديث مالك، عن نافع إلا الوليد.
وقال أبو نعيم: «غريبٌ من حديث مالك، تفرد به ابن مصفى، عن الوليد» .
(3) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (8276) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/494) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/357) .
وذكر الطبراني أنه لم يرو حديثَ عقبة بن عامر إلا موسى بن وردان، ولا رواه عن موسى إلا ابن لهيعة، تفرد به: الوليد.
(4) سأل عبد الله بن أحمد أباه في "العلل" (1340) عن حديث مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبي (ص) ، به. وعن حديث الْوَلِيدِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر، مثله؟ فأنكره جدًّا، وقال: «ليس يروى فيه إلا عن الحسن، عن النبي (ص) » .(4/116)
وَقَالَ أَبِي: لَمْ يَسْمَعِ الأوزاعيُّ هذا الحديثَ من (1) عَطَاء؛ إنَّه (2) سَمِعَه مِنْ رَجُلٍ لَمْ يُسَمِّه، أَتَوَهَّمُ أنه عبد الله بْنُ عَامِرٍ، أَوْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَلا يصحُّ هَذَا الحديثُ، وَلا يَثبُتُ إِسْنَادُهُ.
1297 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الوَهْبي (4) ، عَنِ الوَصَّافي (5) ، عَنْ مُحارِب بن دِثار، عن عبد الله بن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَبْغَضُ الحَلاَلِ إِلى اللهِ الطَّلاقُ؟
وَرَوَاهُ أَيْضًا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الوَهْبي (6) ، عَنْ مُعَرِّف بْنِ واصِل،
_________
(1) في (ت) و (ك) : «عن» بدل: «من» .
(2) كذا في جميع النسخ، وفي "جامع العلوم"، و"البدر المنير"، و"التلخيص"، و"المقاصد": «إنما» ، وكلاهما صحيح.
(3) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (5/ق 120/أ) ، وأشار ابن حجر في "التلخيص" (3/417) إلى إعلال أبي حاتم لهذا الحديث بالإرسال.
(4) في (ف) : «الواهبي» . وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (2018) ، والطرسوسي في "مسند ابن عمر" (14) .
ورواه ابن حبان في "المجروحين" (2/64) ، وابن عدي في "الكامل" (4/323) من طريق عيسى بن يونس، وتمام في "الفوائد" (798/الروض البسام) من طريق سَعْدَانُ بْنُ يَحْيَى وَمُحَمَّدُ بْنُ مسروق، ثلاثتهم عن عبيد الله بن الوليد الوَصَّافي، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) .
قال ابن عدي بعد أن ذكر أحاديث للوَصَّافي: «وهذه الأحاديث للوَصَّافي عَنْ مُحَارِبٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ هو الذي يرويها ولا يُتابَع عليها» .
(5) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «الوضاح» . والوصَّافي هو: عُبَيدالله بن الوليد.
(6) في (ف) : «الواهبي» . وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2178) ، والطرسوسي في "مسند ابن عمر" (15) ، وابن عدي في "الكامل" (6/461) .(4/117)
عَنْ مُحارِب بْنِ دِثار، عَنِ عبد الله بن عمر (1) ، عن النبيِّ (ص) ، مِثْلَهُ.
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: مُحارِب، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (2) .
1298 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَر، عَنْ بِشْر بْنِ جَبَلَة (4) ، عَنْ سَوَّار بْنِ الأَشْعَث (5) ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيل؛ أنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعبَة قال: قال رسولُ الله (ص) في امرأةِ المفقود: هِيَ
_________
(1) في (أ) : «عمرو» .
(2) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (19187) من طريق وكيع، وأبو داود في "سننه" (2177) من طريق أحمد بن يونس، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/322) من طريق يحيى بن بكير، ثلاثتهم عن معرِّف، عن محارب بن دثار به مرسلاً.
ورواه الحاكم في "المستدرك" (2/196) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/322) من طريق محمد بن عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ أحمد بن يونس، عن معرِّف، عَنْ مُحَارِبٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبي (ص) به. قال البيهقي: «وفي رواية ابن أبي شيبة: عن عبد الله بن عمر موصولاً، ولا أراه حفظه» .
قال الدارقطني في "العلل" (4/50/ب) : «والمرسل أشبه» .
وقوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(3) نقل هذا النص بتمامه الزيلعي في "نصب الراية" (3/473) .
(4) في (ش) : «بشر بن حنظلة» .
(5) كذا في جميع النسخ: «سوار بن الأشعث» ، وقد ترجم له المصنف في "الجرح والتعديل" (4/273 رقم 1180) فقال: «سوار بن الأشعث: روى عن محمد بن شرحبيل، عن المغيرة بن شعبة، روى مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ، عَنْ بِشْرِ بن جبلة عنه» .
وقد وقع عند الزيلعي في "نصب الراية": «سوار بن مصعب» . والحديث رواه الدارقطني في "السنن" (3/312) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/445) من طريق صالح بن مالك، عن سوار بن مصعب، عن محمد ابن شرحبيل، عن المغيرة به.
قال البيهقي: «وكذلك رواه زكريا بن يحيى الواسطي، عن سوار بن مصعب، وسوار ضعيف» . وانظر "بيان الوهم والإيهام" (823) .(4/118)
امْرَأَتُهُ حتَّى يَأتِيَهَا البَيَانُ (1) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُرَحْبِيل: متروكُ الْحَدِيثِ، يَرْوِي عن المغيرة ابن شُعْبة، عن النبيِّ (ص) أحاديثَ (2) مناكيرَ أباطيلَ.
1299 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرو بْن أَبِي سَلَمة (3) ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عن جَدِّه، عن النبيِّ (ص) قال: إِذَا ادَّعَتِ المَرْأَةُ طَلاَقَ زَوْجِهَا، وشَهِدَ لَهَا شاهِدٌ؛ اسْتُحْلِفَ (4) ، فَإِنْ حَلَفَ بَطَلَتْ شَهَادَةُ الشَّاهِدِ، وإِنْ نَكَلَ (5) فَنُكُولُهُ بِمَنْزِلَةِ شَاهِدٍ آخَرَ، وجَازَ طَلاَقُهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (6) .
_________
(1) أي: حتى يأتيها الخَبَرُ عنه، ويَستَبينَ موتُه أو طلاقُه. انظر "الهداية" للمرغيناني (2/181) .
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «أحاديثا» ، وكلاهما صحيحٌ، انظر المسألة رقم (787) .
(3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (2038) ، والدارقطني في "سننه" (4/64 و166) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/45) .
(4) أي: الزَّوج، كما في مصادر التخريج السابقة.
(5) النُّكُولُ في اليمين: هو الامتِناعُ منها، وتَرْكُ الإقدام عليها. "النهاية" (5/117) .
(6) لأن رواية أهل الشام عن زهير بن محمد غير مستقيمة كما في "التقريب" (2060) ، وعمرو بن أبي سلمة التِّنِّيسي شاميٌّ، وابن جريج لم يسمع من عمرو بن شعيب كما قال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" (186) . ... وقد أخرج عبد الرزاق في "المصنف" (10270) هذا الحديث عن شيخه ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شعيب مرسلاً، وهو أصحُّ.(4/119)
1300 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عطَّاف بْنُ خَالِدٍ (2) ، عَنْ أَبِي صَفوان (3) ، عَنْ محمَّد بْنِ عُبَيد، عَنْ عَطَاء بْنِ أَبِي رَباح، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لا طَلاَقَ وَلا عَتَاقَ فِي غَلاَقٍ؟
قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ ثَور بْنِ زَيْدٍ، عَنْ محمَّد بْنِ عُبَيد - يَعْنِي ابنَ أَبِي صَالِحٍ - عَنْ صَفِيَّةَ بنتِ شَيْبَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) .
قلتُ لأبي: أيُّهما أشبهُ؟
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (1292) .
(2) تقدم التعليق على روايته في المسألة رقم (1292) .
(3) كذا في جميع النسخ، ولعلَّ الصواب: «رواه عطَّاف بن خالد أبو صَفوان» ؛ وذلك لأمور ثلاثة: الأوَّل: أن عطافًا كنيته أبو صفوان.
والثاني: أننا لم نقف على شيخ لعطَّاف بن خالد يُكنَى بـ «أبي صفوان» .
والثالث: أنه تقدَّمت رواية عطاف في المسألة رقم (1292) بهذا الإسناد، عن محمد بن عبيد، دون ذكر «أبي صفوان» ، وفيها: «رواه عطَّاف بْنُ خَالِدٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي محمَّد بن عُبَيد ... » ، ففيها التصريح بالسماع، وانظر تخريجها في المسألة المذكورة.
لكن يَرِدُ على هذا: ما قاله ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/395 رقم1873) ، قال: «أبو صفوان: روى عن محمد بن عبيد بن أبي صالح، روى عنه عطَّاف بن خالد، سألت أبي عنه؟ فقال: هو ضعيف الحديث» .
فإن صحَّ ما في "الجرح والتعديل"، وأنَّه يشير إلى الرواية التي وقعت عندنا هنا؛ فإنَّ احتمال السقط واردٌ في رواية عطَّاف المذكورة في المسألة رقم (1292) ، فقد يكون صوابها: «رَوَاهُ عطَّاف بْنُ خَالِدٍ، [عَنْ أبي صَفوان] ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي محمَّد بْنُ عُبَيد ... » ، والله أعلم.(4/120)
قَالَ: أَبُو صَفوان وابنُ إِسْحَاقَ جَمِيعًا ضَعيفَين (1) .
قلتُ لأَبِي: مَا مَعْنَى «غَلاَق» ؟
قَالَ: الإِكْرَاهُ.
1301 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حاتِم بْنُ إِسْمَاعِيلَ (2) ، عَنْ أَبِي (3) جَعْفَرٍ الرَّازي (4) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهاجِر، عن عامر ابن سَعْدٍ، عَنْ عائِشَة؛ أَنَّهَا قَالَتْ: طُلِّقَتِ امرأةٌ، فمكَثَتْ ثَلاثًا وَعِشْرِينَ ليلةً أو نَيِّفً (5) ، ثُمَّ وضَعَتْ حَمْلَها، فَأَتَتِ النبيَّ (ص) ، فذكرَت ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لَهَا: اسْتَفْلِحِي (6) بِأَمْرِكِ؛ يقول: تزوَّجي.
_________
(1) كذا في جميع النسخ: «ضعيفين» بالياء قبل النون، والجادَّة: «ضعيفان» بالألف؛ لأنَّه خبر للمبتدأ، لكنَّ ما وقع في النسخ بالياء صحيحٌ في العربية، وله وجهان ذكرناهما في التعليق على قوله: «وزرعةُ وعِمْرانُ جميعًا ضعيفين» في المسألة رقم (1144) .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (5800) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ عَامِرِ بن سعد إلا أبو جعفر الرازي عيسى ابن ماهان، تفرَّد به حاتم بن إسماعيل» .
(3) في (ف) : «ابن» بدل: «أبي» .
(4) هو: عيسى بن عبد الله بن ماهان.
(5) كذا في جميع النسخ، وعند الطبراني: «أو نيِّفًا» ، وهو الجادَّة، وما في النسخ يخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) في (ف) : «استقلحي» ، وفي (ك) : «استفلح» .
وقوله: «استَفْلحي بأمرِك» مثل قولكَ: اظْفَري بأمرِك، وفوزي بأمرِك، واستَبِدِّي بأمرِكِ؛ نقله أبو عُبَيد القاسم ابن سلام، عن أبي عبيدة معمر بن المثنى. انظر "غريب الحديث" لأبي عبيد (5/78-79) .(4/121)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَامِرُ بْنُ مُصعَب الزُّهْري، عَنْ عائِشَة (1) .
قلتُ لأَبِي: الخطأُ ممَّن هُوَ (2) ؟
قَالَ: مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازي (3) .
1302 - وسمعتُ أَبِي وسُئِل عَنْ حديثٍ رَوَاهُ كَثِير بْنُ هشام (4) ،
_________
(1) أخرجه على هذا الوجه الطبراني في "الأوسط" (1861) من طريق إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، عَنْ شريك، عن إبراهيم بن المهاجر، عن عامر بن مصعب به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ إبراهيم إلا شريك تفرَّد به إسحاق» .
(2) قوله: «هو» ليس في (ك) .
(3) قال الدارقطني في "العلل" (5/138/ب) : «يرويه إبراهيم بن مهاجر، واختُلِف عنه، فرواه حاتم بن إسماعيل، عن عيسى بن ماهان، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ = = مُهَاجِرٍ، عَنْ عامر بن سعد الزهري، عن عائشة. وخالفه شريك فقال: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مصعب ابن عامر الزهري، عن عائشة، والأول أصح» .
(4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/185 رقم 25517) ، وابن سعد في "الطبقات" (8/68) ، وعبد ابن حميد في "مسنده" (1483/المنتخب) .
ورواه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/115) ، ومن طريقه أحمد في "مسنده" (6/163 رقم 25299) ، والترمذي في "جامعه" (3318) ، وابن ماجه في "سننه" (2053) . ورواه النسائي في "المجتبى" (3440) من طريق محمد بن ثور، كلاهما (عبد الرزاق ومحمد) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عروة، عن عائشة به.
قال الترمذي: «حديث حسن صحيح غريب» . وقال النسائي: «هذا خطأ، والأول [أي حديث الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عائشة] أولى بالصَّواب» . ونقل المزي في "تحفة الأشراف" (12/87 رقم16632) عن النسائي قوله: «هذا خطأ، لا نعلم أحدًا من الرواة تابع معمرًا على هذه الرواية، وقد رَوَاهُ مُوسَى بْنُ أَعْيَن، عَنْ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سلمة، عن عائشة. ومحمد بن ثور ثقة» .(4/122)
عَن جعفرِ (1) بْن بُرْقان، عَنْ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي التَّخْيير (2) .
قلتُ لأَبِي (3) : أَلَيْسَ أَبُو نُعَيم (4) يحدِّث عَنْ جَعْفَرِ بْنُ بُرْقان، عَنِ الزُّهْري، عَنْ النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: جعفَرٌ لمَّا قَدِمَ الكوفةَ، وَلَمْ يَكُنْ (5) مَعَهُ كتُبُهُ وكان مُرسِلً (6) ، والصَّحيحُ: الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) (7) .
_________
(1) من قوله: «الرازي ... » في آخر المسألة السابقة إلى هنا سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(2) يعني: في تخيير النبيِّ (ص) زوجاته بين البقاء معه، والطلاق، وذلك بعد نزول قوله تعالى: ُ (ص) { «» ف پ ـ لله ْ ّ ِ ُ َ ِ [الأحزاب: 28] {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَِزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً *} .
(3) قوله: «قلت لأبي» مكرر في (ف) .
(4) في (أ) و (ش) : «أليس إسماعيل» ، وأبو نعيم هو: الفضل بن دُكَين.
(5) كذا في (ت) و (ك) ، ولم تنقط الياء في بقية النسخ. وانظر التعليق على المسألة رقم (224) .
(6) كذا في جميع النسخ، وحق العبارة أن يقال: «جعفرٌ لَمَّا قَدِمَ الكوفةَ لم تَكُنْ معه كُتُبُهُ، فكان يرسل» ، أو يقال: إن الواو أُقْحِمَتْ في جواب «لمَّا» ، ويضبط قوله: «مُرسِلً» بكسر السين اسمَ فاعلٍ منصوبًا، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. ويمكن ضبطُه هكذا: «مُرْسَلً» بفتح السين اسمَ مفعولٍ منصوبًا على لغة ربيعة أيضًا، واسم «كان» حينئذٍ محذوف، وتقديره: «وكان حديثُهُ مُرْسَلاً» . والمعنى على كلٍّ: أنه كان يرسل في الحالة المذكورة من قدومه الكوفة وعدمِ وجود كتبه معه، والله أعلم. وانظر في لغة ربيعة التعليق على المسألة رقم (34) .
(7) من هذا الوجه الذي رجحه أبو حاتم أخرجه البخاري في "صحيحه" (4785 و4786) ، ومسلم في "صحيحه" (1475) .(4/123)
1303 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا (1) أحمدُ بنُ سِنَان، عَن يزيد بْنِ هَارُونَ، عَنِ المَسعودي (2) ، عَنْ قَتَادة، عَنْ زُرارَة بْنِ أَوْفَى، عَنْ عِمران بْنِ حُصَين، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَالَمْ تَكَلَّمْ بِهِ، أَوْ تَعْمَلْ بِهِ؟
فَقَالَ لَهُ (3) : هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو: زُرَارَة (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) .
1304 - وَسَأَلْتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعقِل بن عُبَيدالله (7) ،
_________
(1) في (أ) و (ش) : «رواه» بدل: «حدثنا» ، والتقدير: حدَّثناه، أو حدَّثنا به، بحذف الضمير العائد من جملة النعت إلى المنعوت. انظر التعليق على المسألة رقم (253) .
(2) هو: عبد الرحمن بن عبد الله. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (3/37) من طريق خالد بن عبد الرحمن الخراساني عنه به. قال ابن عدي: «وهذا قال فيه خالد بن عبد الرحمن هكذا، والتخليط عندي من المسعودي» .
(3) أي: فقال أبو حاتم لابنه عبد الرحمن. وهذه فيما يظهر عبارة الراوي عن ابن أبي حاتم، والجادَّة المطّردة في كتابنا أن تُفتَتَحَ الإجابةُ بقوله: «قال أبي» .
(4) في (ت) و (ك) : «إنما رواه» .
(5) هذا ما رجَّحه الدارقطني أيضًا في "العلل" (1589) بعد أن أطال في ذكر الاختلاف. ومن هذا الوجه الرَّاجح أخرجه: البخاري (2528و5269 و6664) ، ومسلم (127) من طرق عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أبي هريرة، به.
(6) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (5/142/ب) بتصرف، وعنه ابن حجر في "التلخيص" (3/452) ، لكن وقع فيه تصحيفٌ وسقط، ولعله من النساخ أو الطباعين.
(7) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/453-454) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/155) .
ورواه الطبراني في "الأوسط" (4707 و6410) ، والخلال - كما في "اللآلئ المصنوعة" (2/171) -، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/155) من طريق عبد الكريم الجزري، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، به.(4/124)
عَنْ أَبِي الزُّبَير (1) ، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) : أنَّ رَجُلا أَتَاهُ فَقَالَ: إنَّ امْرَأَتِي لا تَدفَعُ يدَ لامِسٍ؟ قَالَ: طَلِّقْهَا، قَالَ: إِنَّهَا تُعجِبُني، قَالَ: تَمَتَّعْ بِهَا؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كثير (2) ، عَنِ سُفْيان، عن عبد الكريم؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو الزُّبَير، عَنْ مَولًى لِبَنِي هَاشِمٍ؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ إلى النبي (ص) ....
وَرَوَاهُ غَيْرُهُ (3) عَنِ الثَّوري هَكَذَا، فسمَّى (4) هَذَا الرجلَ: هِشَامٌ (5) مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ.
قَالَ: قِيلَ لأَبِي: أيُّهما أشبهُ؟
_________
(1) في (أ) و (ش) : «عن ابن الزبير» . وهو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
(2) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (7/155) . وأخرجه أبو الشيخ في "حديث أبي الزبير" (34) من طريق عبد الله بن الوليد، عن سفيان الثوري، به، إلاَّ أنه وقع فيه: «عن مولى النبي لبني هاشم» .
(3) الحديث أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/195) من طريق أحمد الكرماني، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (2688) من طريق محمد بن أسعد، كلاهما عن سليمان بن عبيد الله الرقي، عن سفيان، عن عبد الكريم، عن أبي الزبير، عن هشام مولى رسول الله (ص) . وأخرجه أبو الشيخ في "حديث أبي الزبير" (33) من طريق مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْن وارة، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6540) من طريق أحمد بن عثمان، كلاهما عن سليمان بن عبيد الله الرقي، عن محمد بن أيوب، عن سفيان به.
(4) في (ك) : «يسمى» .
(5) في (أ) و (ش) : «هاشم» . وحذفت منه ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد علقنا عليها في المسألة رقم (34) .(4/125)
قَالَ: الثَّوْريُّ أَحْفَظُ (1) .
1305 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عبَّاد ابن عَوَّام، عن حجَّاج ابن أَرْطاة، عن عمرو ابن دينار، عن جابر بن عبد الله (2) ؛ فِي الرَّجُل يَقُولُ لامْرَأَتِهِ: أمْرُكِ بيَدكِ؟ قَالَ: إِذَا قَامَتْ مِنْ مَجلِسها قَبْلَ أَنْ تقضيَ شَيْئًا، فَلا (3) أَمْرَ لَهَا؟
قَالَ أَبِي: أَرَى أَنَّهُ غَلِطَ، أَرَادَ: جَابِرَ بْنِ زَيْدٍ (4) .
1306 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحمن الدَّشْتَكِي (5) ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازي (6) ، عَنْ حُمَيد (7) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: جَاءَتِ امرأةُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ إلى رسول الله (ص) فَقَالَتْ: يَا رسولَ اللَّهِ، إِنِّي
_________
(1) سُئل الإمام أحمد - فيما حكاه الخلاَّل - عن هذا الحديث؟ فقال: «ليس له أصل، ولا يثبت عن النبي (ص) » . نقله السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (2/173) .
(2) أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (11935) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزبير، عن جابر بن عبد الله به.
(3) في (ك) : «ولا» .
(4) الحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (11931) من طريق الثوري، و (11933) من طريق ابن جريج، وعبد الرزاق (11934) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (1624) من طريق ابن عيينة، ثلاثتهم (الثوري وابن جريج وابن عُيَيْنَةَ) عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن أبي الشعثاء جابر بن زيد، به.
(5) هو: ابن عبد الله بن سعد.
(6) هو: عيسى بن عبد الله بن ماهان. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1515/كشف الأستار) ، والضياء في "المختارة" (2081) . قال البزار: «لا نعلم رواه عن حميد، عن أنس إلا أبو جعفر، وقد خالفه حماد بن سلمة، فقال: عن حميد، عن ابن أبي الخليل مرسلاً» .
(7) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل.(4/126)
لا أصبِرُ (1) لِخُلُقِ ثابتٍ، وَإِنِّي أخافُ أَنْ أدخلَ النارَ! فَقَالَ رسولُ الله (ص) : أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ الحَدِيقَةَ الَّتي أَخَذْتِ مِنْهُ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فأرسلَ إِلَى ثَابِتٍ فَقَالَ لَهُ: خُذِ الحَدِيقَةَ الَّتي أَعْطَيْتَهَا وَاخْلَعْهَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حُمَيد، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ (2) ، عَنْ عِكْرِمَة: أَنَّ امرأةَ ثَابِتٍ جَاءَتْ إِلَى النبيِّ (ص) ... كَذَا رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، وَأَخْطَأَ فِيهِ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازي.
1307 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (4) الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْن جُرَيج، عن الحَكَم ابن أَبان، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عباس: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: اعْتَزِلْهَا حتَّى تُكَفِّرَ وتَفْعَلَ مَا أَمَرَكَ اللهُ، يَعْنِي: فِي المُظاهِر (5) ؟
قَالَ أَبِي: كَذَا رَوَاهُ الوليدُ، وَهُوَ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عِكْرِمَة: أنَّ النبيَّ (ص) ، مُرسَلً (6) .
1308 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُسَيَّب (8) ، عَنْ مُعتَمِر بْنِ سُلَيمان، عَنْ أَبِيهِ (9) ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ (10) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ:
_________
(1) في (ت) و (ك) : «لا صبر» .
(2) هو: صالح بن أبي مريم.
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (1294) .
(4) قوله: «رواه» سقط من (ك) .
(5) في (ت) و (ك) : «المظاهرة» . وانظر معنى «المظاهر» ، و «الظهار» ، و «المظاهرة» في التعليق على المسألة رقم (1294) و (1295) .
(6) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(7) تقدمت هذه المسألة برقم (1295) .
(8) هو: ابن واضح.
(9) هو: سليمان بن طَرْخان التَّيمي.
(10) هو: رُفَيع بن مهران.(4/127)
الَّذِي (1) ظاهَرَ (2) مِنْهَا زَوجُها: خَوْلَةُ - أو خُوَيْلَةُ - ابنَتُ (3) ثَعْلَبة؛ أتت رسولَ الله (ص) فقالت: يارسولَ اللَّهِ، إنَّ زَوْجِي قَالَ لِي: أنتِ عَليَّ كظَهْرِ أُمِّي (4) ؟ فَقَالَ لها رسولُ الله (ص) : أنْتِ عَلَيْهِ حَرَامٌ ... ، فَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ [أَبِي] (5) : رَوَى غيرُهُ عَنْ مُعتَمِر (6) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صاحبٍ لَهُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ.
1309 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو معاوية (7) ، عن
_________
(1) كذا في جميع النسخ! وكذا تقدمت وعلقنا عليها في المسألة رقم (1295) .
(2) في (ت) و (ك) : «يظاهر» .
(3) في (ك) : «ابنة» ، وهو الجادَّة، والمثبت من بقيَّة النسخ، وهو صحيحٌ في العربية. انظر تخريجه في التعليق على المسألة رقم (6) .
(4) انظر التعليق على قوله: «كظَهْر أمي» في المسألة رقم (1295) .
(5) في جميع النسخ: «أبو زرعة» بدل: «أبي» ، وتقدَّمت هذه المسألة بنصها مجيبًا عنها أبو حاتم بعد أن سُئل عنها في المسألة رقم (1295) ، فلعلَّ ما وقع هنا وَهَمٌ من المصنِّف، أو من الناسخ الذي نسخت جميع النسخ عن نسخته، والله أعلم.
(6) في (أ) : «معمر» .
(7) هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (11/13 رقم 10887) . والحديث أخرجه إسحاق بن راهويه في"مسنده"- كما في "المطالب العالية" (1750) - من طريق عبد الله بن نمير، والدارقطني في "السنن" (3/316) من طريق عبد الرحمن المحاربي، والحاكم في "المستدرك" (2/204) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/386) من طريق علي بن هاشم، ثلاثتهم (عبد الله وعبد الرحمن وعلي) عن إسماعيل بن مسلم به.
ورواه البزار في "مسنده"- كما في "نصب الراية" (3/246) - من طريق إسماعيل بن مسلم به وقال: «لا يُروى عن ابن عباس بأحسن من هذا، وإسماعيل بن مسلم تُكلِّم فيه، وروى عنه جماعةٌ من أهل العلم، وفيه من الفقه أنه لم يأمره إلا بكفارة واحدة» .(4/128)
إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمرو ابن دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى النبيِّ (ص) فقال: يارسولَ اللَّهِ، إنَّي ظاهَرتُ (1) مِنَ امْرَأَتِي، وإنَّها (2) أعجَبَني (3) خَلْخَالاها (4) البارِحَةَ، فوقعتُ عَلَيْهَا قَبْلَ أَنْ أُكَفِّر؟ فقال رسولُ الله (ص) : أَوَ لَمْ يَقُلِ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَآسَّا} (5) ؟ أَمْسِكْ حَتَّى تُكَفِّرَ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: طَاوُسٌ: أنَّ النبيَّ (ص) . وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَة: أنَّ النبيَّ (ص) (6) . وإسماعيلُ بْنُ مُسْلِمٍ مُخلِّطٌ (7) .
1310 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ كَانَ حدَّث بِهِ قَدِيمًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جامِع العطَّار (8) ،
عَنْ مُعتَمِر بن سُلَيمان، عن الحَجَّاج
_________
(1) تقدم تفسير المظاهرة في المسألة رقم (1294) .
(2) في (أ) و (ش) يشبه أن تكون: «وإنما» .
(3) في (أ) و (ت) و (ف) : «أعجبتني» .
(4) في (ك) يشبه أن تكون: «خلخالها» وهي كذلك في مصادر التخريج.
(5) الآية (3 و4) من سورة المجادلة. وفي (ت) : «تتماسا» بالتاء، وهو خطأ.
(6) انظر ما سبق في المسألة رقم (1294) .
(7) كذا في (ت) و (ك) ، وفي بقية النسخ: «غلط» ، قال ابن أبي حاتم في ترجمة إسماعيل من "الجرح والتعديل" (2/199) : «سُئل عنه أبي؟ فقال: هو ضعيفُ الحديث مخلِّط» .
(8) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (3881) ، وابن عدي في "الكامل" (6/270) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/451) .
وأخرجه ابن عدي أيضًا من طريق محمد بن جامع، عَن معتمر بْن سُلَيْمَانَ، عَنْ أبيه، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصديق به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ قتادة إلا الحجَّاج الباهلي وهمام بن يحيى، ولا عن الحجاج إلا معتمر، تفرَّد به محمد بن جامع، ولم يذكر همام في حديثه حديثَ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ» .
وقال ابن عدي: «ومحمد بن جامع اضطرب في متن هذا الحديث وفي إسناده، فمرَّة قال: معتمر، عن حجاج الباهلي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس: أن النبي (ص) قال: " الوَلاءُ لِمَن أعتَقَ "، ومرَّة قال: معتمر، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن أبي بكر، عن النبي (ص) . وتابعه سويد، عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قتادة. ومحمد بن جامع له عن حماد بن زيد، وعن البصريين أحاديثُ مما لا يتابعونه عليه» .(4/129)
الباهِلي - وَهُوَ الأَحْوَل - عَنْ قَتَادة، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: أرادت عائِشَة أَنْ تشتريَ بَرِيرَةَ فتُعتِقَها، فَقَالَ مَوَاليها: لا، إِلا أَنْ (1) تَجعَلَ لَنَا الوَلاء (2) ، فذكَرَت ذَلِكَ لِرَسُولِ الله (ص) ، فَقَالَ: اشْتَرِيهَا؛ فَإِنَّمَا الوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ، فقام رسولُ الله (ص) خَطِيبًا، فَقَالَ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَ (3) فِي كِتَابِ اللهِ؟ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ. فَجَعَلَ رسولُ الله (ص) لها الخِيارَ.
_________
(1) قوله: «أن» سقط من (أ) .
(2) في (ت) و (ك) : «الولاء لنا» .
(3) قوله: «ليس» كذا في جميع النسخ، وضبَّب عليها ناسخ (أ) . وكذا وقع في لفظ الحديث عند البخاري في "صحيحه" (2155) من حديث عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، والجادَّة أن يقال: «ليسَتْ» كما جاء عند البخاري أيضًا في "صحيحه" (456) وغيره.
لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية، ويخرج على أنه من الحمل على المعنى بإفراد الجمع، فيرجع الضمير في «ليس» إلى واحد الشروط، كأنَّه قال: «ليس هو [أي: الشرطُ منها] في كتاب الله» . انظر التعليق على المسألة رقم (1135) .
أو يخرج على أنَّ الأصل: «ليستْ» ، لكن حذفت تاءُ التأنيثِ من الفعل على مذهب من يُجيز حذفها وإن كان الفعلُ مسندًا إلى ضمير مؤنث؛ وانظر التعليق على المسألة رقم (178) .(4/130)
وَفِي آخِرِهِ: وحدَّثني ابْنُ عَبَّاسٍ: أنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ: إنَّ (1) رسولَ الله (ص) (2) جعَلَ عَلَيْهَا العِدَّةَ عِدَّةَ الحُرَّةِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَكَأَنِّي أنظُرُ إِلَيْهَا يَتْبَعُها (3) فِي طُرُق الْمَدِينَةِ يَبْكِي، تقطُرُ دموعُ عينَيه عَلَى لِحْيَتِه.
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: اضرِبُوا (4) عَلَيْهِ! وَأَبَى أَنْ يقرأَهُ، وَقَالَ: هُوَ خطأٌ، وأظنُّهُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ جامِع، وَقَالَ: محمدُ بنُ جامِع شيخٌ فِيهِ لِينٌ، وَلَمْ يُكتَبْ هَذَا الحديثُ عَنْ مُعتَمِر عَنْ أحدٍ غيرِه.
1311 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْنُ أيُّوب النَّصِيبي، عَنِ الهُذَيل بْنِ أَبِي الغَرِيف الهَمْداني (5) ، عَنْ مُوسَى بْنِ هِلالٍ النَّخَعي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (6) ، عَنْ هُبَيْرة (7) ، عَنْ عَلِيٍّ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَتَخَوَّفُ (8) عَلَى أُمَّتِي: النِّسَاءُ والخَمْرُ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لا أَدْرِي مُوسَى بنُ هِلالٍ هَذَا مَنْ هُوَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَأَبُو الغَرِيفِ أحسَبُ أنَّ اسْمَهُ: عمر.
_________
(1) في (ت) و (ك) : «أتى» .
(2) من قوله: «لها الخيار وفي آخره ... » إلى هنا مكرر في (ك) ؛ بسبب انتقال البصر.
(3) أي: زوجها مغيث.
(4) في (ك) : «اضطربوا» .
(5) روايته أخرجها المحاملي في "الأمالي" (148) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (14/79) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "ذم الهوى" (ص 130) . وانظر "السلسلة الضعيفة" (3885) .
(6) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(7) في (ك) : «هبير» . وهو: هبيرة بن يَرِيم.
(8) في (ك) : «أتخوف به» .(4/131)
1312 - وسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: سمعتُ مُحَمَّدَ بْنَ خَلَف العَسْقَلاني يَقُولُ: قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لا يَصحُّ عن النبيِّ (ص) : لاَ طَلاَقَ قَبْلَ نِكَاحٍ، وأصحُّ شيءٍ فِيهِ: حديثُ الثَّوْري، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِر، عَمَّن سَمِعَ (2) طَاوُسًا (3) : أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لاَ طَلاَقَ قَبْلَ نِكَاحٍ.
1312/أ - وقال (4)
أَبُو مُحَمَّدٍ (5) : ذَكَرَ (6) أَبُو زُرْعَةَ حَدِيثًا رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش (7) ،
عن الغارِ (8) بْنِ جَبَلَة الجُبْلاني، عَنْ صَفوان
_________
(1) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (5/126/ب) ، وابن حجر في "التلخيص" (3/427) ، وتقدَّمت هذه المسألة برقم (1220) و (1222) .
(2) في (ك) : «عن مسمع» .
(3) المثبت من (ت) و (ك) ، وفي بقية النسخ: «طاوس» على أنه ممنوع من الصَّرف، وكلاهما صواب، وقد تقدم التعليق على ذلك في المسألة رقم (1220) .
(4) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو.
ونقل هذا النص ابن الملقن في"البدر المنير" (5/131/أ) بتصرف، ونقل ابن حجر في "التلخيص" (3/436) إعلال أبي زرعة للحديث.
(5) قوله: «وقال أبو محمد» ليس في (ف) .
(6) في (ف) : «وذكر» .
(7) روايته أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (1130) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/211) و (3/441) ، وابن حزم في "المحلى" (8/332-333) .
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (1131) من طريق الوليد بن مسلم، عن الغاز ابن جبلة به، ومن طريق سعيد أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/211) ، وابن حزم في "المحلى" (10/203) .
وأخرجه العقيلي (2/211) من طريق بقية بن الوليد، عن الغاز به. ومن طريق العقيلي رواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1074) .
وأخرجه العقيلي (3/441) من طريق محمد بن حمير، عن الغاز به بنحوه.
(8) كذا في جميع النسخ بالراء، وفي "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (7/58 رقم 337) : «الغاز» بالزاي، وكذا في"التاريخ الكبير" للبخاري (7/114 رقم 501) ، ومعظم كتب التراجم التي ذكرته. وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (6638) : «وغازي: بالزاي، وقيَّده بالراء بعض الأئمة، فالله أعلم» . وقال الدارقطني في "المؤتلف" (4/1772) : «وأما غار - بالراء -: فهو - فيما ذكر البخاري -: غار بن جبلة، حديثه منكرٌ في طلاق المُكرَه، كذا قال البخاري، وقال غيره: بالزاي» ، وكذا قال ابن ماكولا في "الإكمال" (7/4) ، وكأنه أخذه عن الدارقطني. وقال ابن ناصر الدين في "التوضيح" (6/405) : «وقال - أي: الذهبي في "المشتبه"-: والغار - بِراءٍ على ما قال البخاري -: الغار بن جبلة، حديثه في طلاق المُكرَه، وقيل: هو بزاي. قلت: وذكره المصنف أيضًا في "الميزان"، فقال: وغازي بالزاي، قيَّده بالراء بعض الأئمة. عَنَى المصنِّفُ بذلك البخاريَّ كما صرَّح به ههنا، وقد تبع ابن ماكولا في هذا، وأخذه ابن ماكولا من كلام الدارقطني» ، ثم ذكر كلام الدارقطني السابق، ثم قال: «ولم أر ما حكاه الدارقطني - وتابعه غيره - في نسختي بـ"التاريخ" التي بخط أُبَيّ النَّرسي إلا بالزاي المنقوطة» . اهـ.(4/132)
ابن عِمْران الطَّائي (1) : أنَّ رَجُلا كَانَ نَائِمًا مَعَ امْرَأَتِهِ، فقامتْ فَأَخَذَتْ (2) سِكِّينًا وجلسَتْ على صَدْره، ووضعَتِ (3)
السِّكِّينَ عَلَى حَلْقه، وَقَالَتْ (4) : طلِّقني ثَلاثًا وإلاَّ ذبحتُكَ، فطلَّقَهَا، فذكَرَ ذلك لرسول الله (ص) فَقَالَ: لاَ قَيْلُولَةَ فِي الطَّلاَقِ (5) .
_________
(1) في (ك) : «الطاء» .
(2) في (ك) : «وأخذَتْ» .
(3) كذا في (ش) مع أنها منسوخة من (أ) ، وهو الموافق لما في مصادر التخريج، وفي (أ) و (ت) و (ف) : «وقصعت» ، منقوطة القاف في (ت) فقط. ولعلها صوابٌ أيضًا؛ قال في "اللسان" (ق ص ع) : = = القَصْعُ: ضمُّك الشَّيء على الشَّيء. اهـ. وفي "تاج العَروس" (ق ص ع) : قَصَعَهُ قَصْعَةً: دفَعَهُ وكسَره. اهـ. فيكون المعنى: أنها دفعت السكينَ إلى حلقه، وضمَّتها عليه ضمًّا شديدًا، والله أعلم..وفي (ك) : «وقصفت» .
(4) في (ت) : «وقال» .
(5) أي: لا رجوع فيه ولا فسخ، وهذا الحديث مما يستدلُّ به الحنفيَّةُ في مسألة وقوع طلاق المكره، قال السرخسي في "المبسوط" (24/41) : «فيه تأويلان: أحدهما: أنها بمعنى الإقالة والفسخ، أي: لا يحتمل الطلاق الفسخ بعد وقوعه ... والثاني: أن المراد: إنما ابتليت بهذا لأجل نوم القيلولة؛ وذلك لا يمنع وقوع الطلاق» .(4/133)
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ واهٍي (1) جِدًّا (2) .
1313 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختَلَف أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وإبراهيمُ بنُ مُوسَى؛ رَوَيا جَمِيعًا عَنْ وَكِيعٍ:
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ (3) : عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ أَبِي المِنهال الطَّائي؛ قَالَ: سَأَلْتُ الشَّعبي عَنْ رَجُلٍ قَالَ لامْرَأَتِهِ: قَدْ بَرِئتُ منكِ؟ قَالَ: نِيَّتُه.
فقال إِبْرَاهِيمُ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُضَرِّس أَبِي الصَّهْباء (4) ؛ قَالَ: سألتُ الشَّعبي ... ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَا قَالَ إِبْرَاهِيمُ أَصَحُّ.
1314 - وسُئِلَ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ اختَلَف هشامٌ الدَّسْتوائيُّ ومَعْمَرٌ؛ روايتُهُمَا (6) عن يحيى ابن أبي كَثِير:
_________
(1) كذا في جميع النسخ، بإثبات ياء المنقوص المنوَّن المرفوع، وهي لغةٌ صحيحةٌ فصيحةٌ، تقدَّم التعليق على ذلك في المسألة رقم (146) .
(2) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/307) : «حديث منكر، لا يُتابَع عليه» . وقال ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1074) : «هذا حديثٌ لا يصح» .
(3) في "المصنف" (18156) .
(4) في (ك) : «مضر بن أبي الصهباء» ، وفي (ش) : «مضري ابن الصهباء» .
وهو: مُضَرِّس بن عبد الله بن وَهْب، أبو الصَّهباء الكوفي.
(5) انظر المسألة رقم (1233) و (1234) .
(6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «في روايتهما» ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ ومتجهٌ في العربية على وجهين: الأوَّل: بالرفع على أنَّه بدل اشتمال من «هشام ومعمر» ، أي: اختلفت روايتُهُما؛ كقولك: «أعجبني الوَلدان ِ خلُقُهُما» ، ومنه قوله تعالى: [البَقَرَة: 217] {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ} ؛ قال ابن هشام: «فـ"قتال" بدل من الشهر، وليس القتالُ نَفسَ الشهر، ولا بَعضَهُ، ولكنَّه ملابسٌ له؛ لوقوعه فيه» . انظر "شرح شذور الذهب" (ص 443) .
والثاني: بالنصب على نزع الخافض، أي: اختلَفُوا في روايتهما - أو بروايتهما - عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ. وانظر في نزع الخافض: التعليق على المسألة رقم (12) .(4/134)
فَرَوَى هِشَامٌ الدَّسْتوائي (1) ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن (2) ، عَنْ أَبِي رِفاعَة (3) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري؛ قَالَ: جَاءَ (4) رجلٌ (5) إلى النبيِّ (ص) فَقَالَ: إنَّ لِي وَلِيدَةً، وَأَنَا أَعْزِلُ (6) عَنْهَا وأَكْرَهُ أَنْ تَحْمِلَ، وإنَّ اليهودَ تَقُولُ (7) : هِيَ المَوْءُودَةُ الصُّغرى، فَقَالَ: كَذَبَتِ اليَهُودُ! لَوْ أَرَادَ اللهُ أَنْ يَخْلُقَهُ، لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَصْرِفَهُ.
وَرَوَى يَزِيدُ بْنِ زُرَيْع (8) ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ محمد بن عبد الرحمن، عن جابر، عن النبيِّ (ص) ؟
_________
(1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/51 و53 رقم 11477 و11502) ، والنسائي في "الكبرى" (9079) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/31) ، و"شرح المشكل" (1916) .
وأخرجه أحمد في "مسنده" (3/33 رقم11288) ، والنسائي في "الكبرى" (9080 و9081) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/31) ، و"شرح المشكل" (1917) من طريق علي بن المبارك، والنسائي في "الكبرى" (9082) من طريق إسماعيل القناد، وأبو داود في "سننه" (2171) من طريق أبان بن يزيد العطار، ثلاثتهم عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ به.
(2) هو: ابن ثوبان.
(3) ويقال: أبو مطيع، قيل اسمه: رفاعة بن عوف.
(4) قوله: «جاء» سقط من (ك) .
(5) في (ك) : «جل» .
(6) تقدم تفسير «العَزْل» في المسألة رقم (1234) .
(7) قوله: «تقول» سقط من (ف) .
(8) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1136) .
= ... وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9078) من طريق عبد الأعلى، عن معمر به.(4/135)
قَالَ أَبِي: حديثُ هِشَامٍ الدَّسْتَوائي أشبهُ مِنْ حَدِيثِ مَعْمَر (1) .
1315 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ (2) ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ (3) ، عَنْ رَبِيعَةَ ابنِ أبي عبد الرحمن، عَمَّن سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ يَقُولُ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) غَزاةَ بَنِي المُصْطَلِق، فَسَأَلْنَا رسولَ الله (ص) عَنِ العَزْلِ (4) ؟ فَقَالَ: وَمَا عَلَيْكُمْ أَلاَّ تَفْعَلُوا؛ فَإِنَّهُ (5) مَا مِنْ نَسَمَةٍ (6) كَتَبَ اللهُ خَلْقَهَا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ إِلاَّ هِيَ كَائِنَةٌ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: رَوَى هَذَا الحديثَ رَبِيعَةُ (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّان، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيز (8) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: وَأَبِي صِرْمَة (9) .
_________
(1) ذكر الدارقطني في "العلل" (1400) خلافًا آخر، ورجَّح رواية من رواه على هذا الوجه الذي رجَّحه أبو حاتم.
(2) كذا في جميع النسخ، ولم نقف عليه، والأظهر أنه متصحف عن «الوليد بن مَزْيَد» ، وهو البيروتي، فهو المعروف بالرواية عن الأوزاعي.
(3) ذكر روايته أبو نعيم في "الحلية" (5/146) .
(4) تقدم تفسير «العَزْل» في المسألة رقم (1234) .
(5) قوله: «فإنه» ليس في (أ) و (ش) .
(6) النَّسَمَة: النَّفسُ والرُّوحُ، وكلُّ دابَّة فيها رُوحٌ فهي نَسَمةٌ. "النهاية" (5/49) .
(7) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2542) .
(8) هو: عبد الله.
(9) أي: يقول: «وأبي صرمة» عطفًا على «ابن محيريز» . وأبو صِرْمَة: صحابي مشهور بكنيته، قيل: اسمه: مالك بن قيس، وقيل: قيس بن صِرْمَةَ.
والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (1438) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن رَبِيعَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ أنه قال: دخلتُ أنا وأبو صِرْمَة على أبي سعيد الخدري، فسأله أبو صِرْمَة فقال: يا أبا سعيد! هل سمعت رسول الله (ص) يذكر العَزْل؟ فقال: نعم ... ، وذكر الحديث.(4/136)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْعِدَدِ
1316 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَرِير (1) ،
عَنْ مُطَرِّف (2) ، عَنْ عُمَر بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْب؛ قَالَ: قلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لمَّا نزلَت (3) الآياتُ الَّتِي فِي سُورَةِ البقرةِ فِي عِدَّةِ النِّسَاءِ؛ قَالُوا: لَقَدْ بَقِيَ مِنْ عِدَّةِ النِّسَاءِ عِدَدٌ لَمْ يُذكَرْنَ في القرآن: الصِّغارُ (4) ، والكِبارُ (5) اللاتِي قَدِ انقَطَعَ عنها (6) الحَيْض، وذواتُ
_________
(1) هو: ابن عبد الحميد. وروايته أخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره"- كما في "تفسير ابن كثير" (8/175) - قال: حدثنا أبي، حدثنا يحيى بن المغيرة، أخبرنا جَرِيرٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عُمر بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كعب، به.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (3758) - قال: أخبرنا جرير، عن مطرف بن طريف، عن عَمرو بن سالم، عن أبيٍّ، به.
ومن طريق إسحاق رواه الحاكم في "المستدرك" (2/492-493) وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/420) .
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (17098) ، والطبري في "تفسيره" (23/451) من طريق ابن إدريس، وإسحاق بن راهويه - كما في "المطالب العالية" (3758) - من طريق المفضل بن مهلهل، كلاهما (ابن إدريس والمفضل) عن مطرف، عن عَمرو ابن سالم، عن أبيٍّ، به.
(2) هو: ابن طريف.
(3) في (ك) : «أنزلت» .
(4) في (ت) و (ك) : «إن الصغار» .
(5) كذا في النسخ: «الصغار والكبار» ، ومثله في مصادر التخريج، وهو جمع لـ «الصغيرة» و «الكبيرة» من النساء، قال في "المصباح المنير" (ص177- صغر) : «وقد يستغنون بـ"فِعَال" عن "فعائل"، قالوا: سَمينة وسِمَان، وصغيرة وصِغار، وكبيرة وكِبار، ولم يقولوا: سمائن، ولا صغائر، ولا كبائر في السِّنِّ، وإنما جاء ذلك في الذنوب» . اهـ.
(6) كذا، وفي مصادر التخريج: «عنهنَّ» ، وكلاهما صحيحٌ في العربية، انظر"المصباح المنير" (ص362/الخاتمة) .(4/137)
الحَمْل، قَالَ (1) : فأُنزِلَتِ الَّتِي فِي النِّسَاءِ القُصْرَى (2) : {وَاللاََّّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ} التي قد يَئِسَت، {فَعِدَّتُهُنَّ} (3) {ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ وَاللاََّّئِي لَمْ يَحِضْنَ} ؛ قَالَ: هَذِهِ (4) الَّتِي لَمْ تَحِضْ؛ قَالَ (5) : {وَأُولاَتُ الأَْحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} (6) ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَمرو بْنُ سَالِمٍ (7) ، وَيُقَالُ: عُمَر (8) ، وعَمْرو أصحُّ، وَهُوَ جَدُّ (9) يَحْيَى بْنِ الضُّرَيْس أَبُو أُمِّه؛ وَلَمْ يُدْرِكْ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، إِنَّمَا يُحَدِّث عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ (10) .
1317 - وسُئِلَ (11) أَبِي عَنْ حديثِ عُمَرَ: لا نَدَعُ كتابَ ربِّنا وسنةَ نبيِّنا ... (12) ؟
_________
(1) قوله: «قال» ليس في (أ) و (ش) .
(2) يعني: سورة الطَّلاق، وقد وردت تسميتها بالنساء القُصْرى في "صحيح البخاري" (4532 و4910) ، وانظر "فتح الباري" (8/655) ، و"الإتقان" للسيوطي (1/154) ، و (2/427) .
(3) قوله: «فعدتهن» من (ش) فقط، وكان كذلك في (أ) ، ثم ضُرب عليه.
(4) في (ش) : «هي» .
(5) قوله: «هَذِهِ الَّتِي لَمْ تَحِضْ قَالَ» سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(6) الآية (4) من سورة الطلاق. وقوله: {أجلهن} سقط من (ت) .
(7) قال عبد الله ابن الإمام أحمد في "العلل" (121) : «سألت أبي عن أبي عثمان الذي روى عنه مطرف ما اسمه؟ فقال: عَمرو بن سالم» .
(8) في (ك) : «عمرو» .
(9) في (ت) : «جيد» .
(10) أورد ابن أبي حاتم هذا النص أيضًا في "المراسيل" (522) .
(11) نقل هذه المسألة بتمامها: ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (3/245) .
(12) وتمامه: «لقول امرأةٍ لا ندري لعلَّها حفظت أو نسيت» ؛ يعني: فاطمة بنت قيس لمَّا حَدَّثَتْ بأن المطلَّقة ثلاثًا لا سُكنى لها ولا نفقة.(4/138)
فَقَالَ: الحديثُ لَيْسَ بِمُتَّصِلٍ.
فَقِيلَ (1) لَهُ: حديثُ الأسْوَد، عَنْ عُمَرَ (2) ؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وقيل» بالواو.
(2) أخرجه مسلم (1480) من طريق عَمَّارُ بْنُ رُزَيق، عَنْ أَبِي إسحاق، عن الأسود، به، وقد أعلَّه أبو حاتم هنا بتفرُّد عمار بن رُزَيق به عن أبي إسحاق السَّبيعي، دون سائر أصحاب أبي إسحاق المُكثِرين عنه، كإسرائيل ابن ابنه، وشعبة، والثوري، وشريك، وغيرهم.
لكن أخرجه مسلم عقب رواية عمار من طريق سليمان ابن معاذ، عن أبي إسحاق، ولم يَسُق متنه، ولكن قال: «بهذا الإسناد نحو حديث أبي أحمد عن عمار بن رُزَيق، بقصَّته» .
وقد أعلَّ الأئمة قوله: «وسنَّة نبيِّنا» . قال ابن القيم في"تهذيب السنن" (3/190-195) ، وأما قوله في الحديث: «وسنَّة نبيِّنا» فإن هذه اللفظة- وإن كان مسلم رواها - فقد طعن فيها الأئمة. كالإمام أحمد وغيره» . ثم نقل عن أبي داود أنه سأل الإمام أحمد عنه فقال: «أيصحُّ هذا عن عمر؟ قال: لا» .
وذكره الدارقطني في "العلل" (164) ، فقال: «رواه أشعث بن سوَّار، عن الحكم وحماد، عن إبراهيم، عن الأسود. ورواه المحاربي عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن الأسود. وَرَوَاهُ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبيري عَنْ عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن الأسود. وليست هذه اللفظة التي ذُكرت فيه محفوظة؛ وهي قوله: "وسنَّة نبيِّنا"؛ لأن جماعة من الثقات رووه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن الأسود: أن عمر قال: " لا نُجِيز في ديننا قولَ امرأة "، ولم يقولوا فيه: " وسنَّة نبيِّنا ". وكذلك رواه يحيى بن آدم - وهو أحفظ من أبي أحمد الزبيري وأثبت منه -، عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيق، عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عمر، لم يقل فيه: " وسنَّة نبيِّنا "، وهو الصَّواب. وكذلك رواه أبو كُريب ومحمد بن عبد الله بن نمير، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنِ الأعمش. وخالفهم طلق بن غنَّام، فرواه عن حفص، عن الأعمش، فقال فيه: " وسنة نبيِّنا ". ووهم على حفص في ذلك؛ لأن محمد بن عبد الله بن نمير وأبا كريب أحفظ منه وأثبت؛ روياه عن حفص، عن الأعمش، ولم يذكرا ذلك، والله أعلم» . اهـ.
وأطال الدارقطني أيضًا في تخريج طرق الحديث في "السنن" (4/22-27) ، ومنها رواية أبي أحمد الزبيري عن عمار بن رُزَيق، ثم أخرجه من طريق يحيى بن آدم، عن عمار، ثم قال: «ولم يقل فيه: " وسنَّة نبيِّنا "، وهذا أصح من الذي قبله؛ لأن هذا الكلام لا يثبت، ويحيى بن آدم أحفظ من أبي أحمد الزبيري وأثبت منه - والله أعلم-، وقد تابعه قَبيصة بن عقبة ... » ، ثم أخرجه من طريق قَبيصة.
وانظر "المسند" للإمام أحمد (6/412 رقم 27329) ، و"السنن الكبرى" للبيهقي (7/475-476) .(4/139)
............................
قَالَ (1) : رَوَاهُ عمَّار بْنُ رُزَيْق (2) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ وحدَهُ، لَمْ يُتابَعْ عَلَيْهِ.
1318- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه محمد ابن طَلحَة بْنِ مُصَرِّف (3) ، عَنِ الحَكَم (4) ، عن عبد الله بْنِ شَدَّاد، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ
_________
(1) في (ش) : «فقال» .
(2) في (أ) : «زريق» بتقديم الزاي.
(3) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (8/282) ، وأحمد في "مسنده" (6/369 و438 رقم 27083 و27468) ، والطبري في "تفسيره" (5088 و5089) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/74 و75) ، وابن حبان في "صحيحه" (3148) ، والطبراني في "الكبير" (24/139 رقم 369) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/187) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/438) . وفي رواية ابن حبان: «تسلمي» بالميم، وتعقَّبه ابن حجر في "فتح الباري" (9/487) .
ورواه ابن حزم في "المحلى" (10/280) من طريق شعبة، عَن الحكم بْن عُتيبة، عَنْ عبد الله بْنِ شَدَّادٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) ... ، به مرسلاً.
ورواه الطبراني في "الكبير" (23/287 رقم 631) من طريق أبي خالد الأحمر، عن الحسن بن سعد، عن عبد الله بن شداد، عن أم سلمة، أن أسماء بكت على جعفر أو حمزة ... . قال البيهقي: «فلم يثبث سماع عبد الله من أسماء، وقد قيل فيه: عن أسماء، فهو مرسل، ومحمد بن طلحة ليس بالقوي» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (5/171/أ-ب) و (5/193/أ-ب) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «والمرسل أصح» .
(4) هو: ابن عُتَيْبَة.(4/140)
عُمَيْس؛ قَالَتْ: لمَّا أُصِيبَ جعفرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ، أَمَرَنِي النبيُّ (ص) قَالَ: تَسَلَّبي (1) ثَلاَثًا، ثُمَّ اصْنَعِي مَا شِئْتِ؟
قَالَ أَبِي: فسَّروه عَلَى مَعْنَيَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: أنَّ الحديثَ لَيْسَ هُوَ عَنْ أَسْمَاءَ، وغَلِطَ محمَّدُ بنُ طَلحَة؛ وإنَّما كانتِ امْرَأَةٌ سِواها.
وَقَالَ آخَرُونَ: هَذَا قبلَ أن ينزلَ (2) العِدَدُ.
قَالَ أَبِي: أشبهُ عِنْدِي - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -: أنَّ هَذِهِ كَانَتِ امرأةً غير (3) أَسْمَاءَ، وكانتْ مِنْ جعفرٍ بِسَبِيلِ قَرابةٍ، وَلَمْ تَكُنِ امرأتَهُ؛ لأنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لاَ تُحِدُّ (4) امْرَأَةٌ عَلَى أَحَدٍ فَوْقَ ثَلاَثٍ، إِلاَّ عَلَى زَوْجٍ (5) .
_________
(1) في (أ) و (ش) : «لا تسلني» ، إلا أنها لم تنقط في (أ) ، وفي (ك) : «سلبي» .
ومعنى تَسَلَّبي، أي: البَسي ثوبَ الحِداد، وهو السِّلاَب، والجمع: سُلُب، وتَسَلَّبَتِ المرأةُ: إذا لَبِسَتْهُ، وقيل: هو ثوبٌ أسودُ تُغَطِّي به المُحِدُّ رأسَها. "النهاية" (2/387) .
(2) كذا في (ت) و (ف) و (ك) ، ولم تنقط الياء في (أ) و (ش) .
(3) في (ت) و (ف) و (ك) : «سوى» .
(4) قال ابن الأثير: «أحَدَّتِ المرأةُ على زوجها تُحِدُّ، فهي مُحِدٌّ. وحَدَّتْ تَحُدُّ وتَحِدُّ فهي حادٌّ: إذا حَزِنَت عليه، ولبِسَت ثِيابَ الحُزن، وتركت الزِّينَة. "النهاية" (1/352) . قال الزَّبيدي: وأبى الأصمعيُّ إلا «أَحَدَّتْ تُحِدُّ فهي مُحِدٌّ» ولم يعرف: «حَدَّت» . "تاج العروس" (4/413/ح د د) .
وقوله: «لا تُحِدُّ» : إخبارٌ بمعنى النَّهْي.
(5) رواه البخاري في "صحيحه" (1280) ، ومسلم في "صحيحه" (1486) من حديث أم حبيبة عن النبي (ص) ، ومسلم (983) ، وأبو داود (2302) من حديث أم عطية، واللفظ المذكور لمسلم - في الموضع الثاني - وأبي داود.(4/141)
1319 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ (1) ؛
قَالَ: حدَّثنا ابنُ عَيَّاش (2) ؛ قَالَ: حدَّثني الحجَّاج بْنِ أَرْطاة، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك: أنَّ رسولَ الله (ص) اسْتَبْرَأَ صفيَّةَ بِحَيْضَةٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا، لَيْسَ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْري، عَنْ أَنَسٍ.
1320 - وسمعتُ أبي [وحدَّثَنَا] (3) عن الحسين بن الأسْوَد (4) ،
_________
(1) هو: الطَّاطري.
وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/227) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/449) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (52/427) .
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (27) من طريق العباس بن عثمان الدمشقي، وابن عدي (2/227) من طريق عبد الوهَّاب بن الضحاك، كلاهما (العباس وعبد الوهَّاب) عن إسماعيل بن عياش به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ الزهري إلا الحجَّاج بن أرطاة، تفرد به إسماعيل بن عياش» .
وقال ابن عدي: «وهذا الحديث لا يرويه عن حجَّاج غير ابن عياش، وهو معروف بمروان الطَّاطري، عن ابن عياش؛ إلا أن عبد الوهَّاب بن الضحاك ادعاه عن ابن عياش، كما حدثناه أبو عروبة عنه» .
وقال البيهقي: «في إسناده ضعف» .
وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (4/424) : «إسناد ليِّن» .
(2) هو: إسماعيل.
(3) تصحفت في جميع النسخ إلى «وحدثت» ، وما أثبتناه هو الجادَّة المستمرة في هذا الكتاب، وتحتمل أن تكون: «وحدَّث» .
(4) هو: الحسين بن علي بن الأسود العجلاني، وقد ينسب إلى جَدِّهِ. وهو من شيوخ أبي حاتم. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (24/378 رقم933) .(4/142)
عَنِ ابْنِ فُضَيل (1) ، عَنْ لَيْث (2) ، عَنْ مُجاهِد (3) ، عَنِ الأَسْوَد (4) ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْس؛ قَالَتْ (5) : أتيتُ النبيَّ (ص) ، فَلَمْ يجعلْ لِي سُكْنَى وَلا نَفَقَةً.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا رَوَاهُ مَنْصُورٌ (6) ، عَنْ مُجاهِد؛ قَالَ: حدَّثني تميمٌ أَبُو سَلَمة مَوْلَى فَاطِمَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) هو: محمد.
(2) هو: ابن أبي سليم.
(3) في (ك) : «ليث بن مجاهد» . ومجاهد هو: ابن جَبْر.
(4) هو: ابن يزيد النخعي.
(5) في (ك) : «قال» .
(6) هو: ابن المعتمر. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/411 رقم27321) ، والنسائي في "المجتبى" (3419) .(4/143)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي النُّذُورِ وَالأَْيْمَانِ
1321 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة بْنُ الْوَلِيدِ (2) ، عَنْ بَحير (3) بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنْ كَثِير بْنِ مُرَّة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) : أنَّه قال لها النبيُّ (ص) : أَطْعِمِينَا يَا عَائِشَةُ قَالَتْ: مَا عندَنا شَيْءٌ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إنَّ المرأةَ المؤمنةَ لا تحلِفُ (4) أَنَّهُ (5) لَيْسَ عِنْدَهَا شيءٌ وَهِيَ (6) عندَها، فقال النبيُّ (ص) : مَا يُدْرِيكَ أَمُؤْمِنَةٌ هِيَ أَمْ لاَ؟ إِنَّ المَرْأَةَ المُؤْمِنَةَ فِي النِّسَاءِ كَالغُرَابِ الأَبْقَعِ (7)
فِي الغِرْبَان ِ؟
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1932) .
(2) قوله: «بن الوليد» ليس في (ف) . وروايته أخرجها عبد ابن حميد في "مسنده" (1528/المنتخب) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2/192 رقم 1171) .
(3) في (ت) و (ك) : «يحيى» ، وكذا كانت في (أ) ، ثم صُوِّبت في الهامش.
(4) كذا في جميع النسخ، وكذا في المسألة (1932) ؛ ليس فيهما أن عائشة حلفت، وأوضحتْ ذلك رواية الطبراني؛ حيث جاء فيها: «أطعمينا، قالت: ليس عندنا طعام، فقال: أطعمينا يا عائشة، قالت: والله ما عندنا طعام ... » ، ونحوها رواية عبد بن حميد، غير أنه وقع فيها حلف عائشة في المرتين كلتيهما.
(5) في (أ) و (ش) : «أن» ، والمثبت من بقية النسخ، ومثله في المسألة (1932) .
(6) في (ك) : «وهو» .
(7) الأبقع: الذي خالط بياضَه لونٌ آخر، أو الذي فيه بياض وسواد، وقيل: الذي في صدره بياض، وقيل: هو الأبيض البطن والظهر. والجمع: البقعان. واعلم أنه وقع هنا وفي المسألة رقم (1932) هكذا: «الأبقع» ، وفي مصادر التخريج وغيرها من كتب اللغة والغريب: «الأعصم» ؛ وهو الأنسب لسياق الحديث؛ قال أبو عبيد: وهذا الوصف في الغربان عزيز لا يكاد يوجد ... وأما هذا الأبيض البطن والظهر فإنما هو الأبقع وذلك كثير، وليس هو الذي ذكر في الحديث. فنرى أن مذهب الحديث أن من يدخل الجنة من النساء قليل كقلة الغربان العُصْم عند الغربان السُّود والبُقْع. اهـ..وقد اختلف في تفسير «الأعصم» ؛ فقيل: هو الأبيض الجناحين، وقيل: الأبيض أحد الجناحين، وقيل: الأبيض الرجلين، = = وقيل: الأبيض إحدى الرجلين، وقيل: الأحمر الرجلين والمنقار، وقيل: الذي في أحد جناحيه ريشة بيضاء. وانظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (2/495-496) ، و"أدب الكاتب" (ص132، 135) ، و"مشارق الأنوار" (1/99) ، و"تهذيب اللغة" (2/55-56) ، و"النهاية" (1/145-146) ، و"لسان العرب" (12/405-406) ، و"تاج العروس" (11/25-26) ، (17/485-486) .(4/144)
قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ (1) ؛ إِنَّمَا يُرْوَى (2) عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنْ كَثِير بْنِ مُرَّة: أنَّ عائِشَة سألت النبيِّ (ص) ... فذكَرَ الحديثَ.
1322 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عَمرو ابن عَوْن (3) ، عَنْ شَريك، عَنْ سِمَاك، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : وَاللهِ لَأَغْزُوَنَّ قُرَيْشًا! وَاللهِ (4) لَأَغْزُوَنَّ (5) قُرَيْشًا! وَاللهِ إِنْ شَاءَ اللهُ؟
_________
(1) في (ك) : «شيء» .
(2) في (ك) : «يرويا» .
(3) هو: الواسطي. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح المشكل" (1930) ، والطبراني في "الكبير" (11/225 رقم 11742) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/47) .
ورواه أبو يعلى في "مسنده" (2674) ، وابن عدي في "الكامل" (2/331) من طريق الحسن بن شبيب، والطحاوي في "شرح المشكل" (1931) من طريق محمد ابن سعيد الأصبهاني، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/47) من طريق أبي أحمد الزبيري، ثلاثتهم عن شريك به. ورواه أبو داود في "سننه" (3285) - ومن طريقه البيهقي (10/47) - من طريق قتيبة ابن سعيد، عَنْ شَرِيكٍ، عَن سماك، عَنْ عكرمة، به مرسلاً. قال أبو داود: «وقد أسند هَذَا الْحَدِيثَ غيرُ وَاحِدٍ عَنْ شَرِيكٌ، عَن سماك، عَنْ عِكْرِمَةَ، عن ابن عباس؛ أسنده عن النبي (ص) » .
قال ابن عدي: «وهذا الحديث لا أعلم أحدًا رواه عَنْ شَرِيكٍ، عَن سماك، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس موصولاً إلا الحسن بن شبيب، وهذا رُويَ عن مسعر، عن سماك موصولاً ومرسلاً، والأصلُ في هذا الحديث الإرسال» .
(4) في (ك) : «الله» .
(5) من قوله: «عن ابن عباس ... » إلى هنا مكرر في (ك) .(4/145)
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ مِسْعَر (1) ، عَنْ سِمَاك، عَنْ عِكْرِمَة - لَمْ يذكُرِ ابنَ عباس -: أنَّ النبيَّ (ص) ، مُرسَلً (2) ؛ وَهُوَ أَشْبَهُ (3) .
1323 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو قُدامَة الحارثُ بن
_________
(1) هو: ابن كِدام. واختُلِف عليه، وروايته على هذا الوجه أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (11306 و16123) عن سفيان بن عيينة، وأبو داود في "سننه" (3286) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/47) - من طريق محمد بن بشر العبدي، والطحاوي في "شرح المشكل" (1929) من طريق أبي نعيم، ثلاثتهم عن مسعر به.
ورواه أبو يعلى في "مسنده" (2675) ، وابن حبان في "صحيحه" (4343) من طريق علي بن مسهر، والطحاوي في "شرح المشكل" (1928) من طريق عبد الله بن داود، وأبو نعيم في "الحلية" (3/343-344) من طريق عبد العزيز بن أبان، وأبو نعيم أيضًا (7/241) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/404) من طريق الحسن بن قتيبة، أربعتهم عن مِسْعَرٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النَّبِيِّ (ص) به. ورواه الطبراني في "الأوسط" (1004) من طريق سفيان الثوري، عن سماك به موصولاً.
قال أبو نعيم (3/344) : «هذا حديث غريب من حديث مسعر، عن سماك [في المطبوع: هشام] ، ما كتبته عاليًا إلا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أبان» . وقال أيضًا في (7/241) : «وحديث سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس مشهور ثابت» .
وقال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" (4/30) : «والصَّحيح مرسل» . وقد نسب الزيلعي في "نصب الراية" (3/303) هذا القول إلى ابن القطان؛ فليصحَّح.
(2) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) قال ابن حجر في "التلخيص" (4/306) : «قال ابن أبي حاتم في "العلل" عن أبيه: الأشبه إرساله» . اهـ.
(4) نقل بعض هذا النص ابن حجر في "التلخيص" (4/383) .(4/146)
عُبَيد (1) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ رجلاً حَلَفَ بـ «لا إله إلا الله» كاذبًا، فقال رسولُ الله (ص) : غُفِرَ لَهُ كَذِبُهُ بِتَصْدِيقِهِ أنْ (2) لا إلهَ إلاَّ اللهُ؟
قَالَ أَبِي: حمَّاد بْنُ سَلَمة (3) يخالفُهُ؛ يقولُ: عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قُدَامَة.
_________
(1) روايته أخرجها مسدَّد - كما في "المطالب العالية" (1776) -، وعبد بن حميد في "مسنده" (1376/المنتخب) ، والبزار في "مسنده" (3068/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3368) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/213) ، وابن عدي في "الكامل" (2/189) ، والحاكم - كما في "إتحاف الخيرة" (4830) -، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/37) .
= ... قال البزار: «لا نعلم رواه عن ثابت، عن أنس إلا الحارثُ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو قُدَامَةَ، وخالفه حماد بن سلمة، فرواه عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ» .
وقال العقيلي في ترجمة الحارث: «ولا يُتابَع عليه ... ، وهذا المتن يُروى بغير هذا الإسناد بإسناد صالح أصح من هذا» .
وقال البيهقي: «ورُويَ من حديث ثابت، عن أنس، وليس بالقوي» .
وقال الحافظ في "المطالب العالية": «وصححه الحاكم من طريق مالك بن إسماعيل، عن أبي قدامة - وهو الحارث بن عبيد- به؛ لكن خالفه حماد بن سلمة، وهو أتقن منه في ثابت، فقال: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن عمر، قال حماد: لم يسمع ثابت هذا من ابن عمر ذ؛ بينهما رجل» .
(2) قوله: «أن» ليس في (أ) و (ش) .
(3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة" (4828) -، وأحمد في"مسنده" (2/68 و70 و118و127 رقم5361 و5380 و5986 و6102) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (857/المنتخب) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5690) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (452) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/37) .(4/147)
1324 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَريرُ بْنُ حَازِمٍ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَير، عَنْ أَبِيهِ (2) ؛ سمعتُ عِمْران بْنَ حُصَين يَقُولُ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لاَ نَذْرَ فِي غَضَبٍ، وكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ (3) جماعةٌ؛ مِنْهُمْ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِير (4) ، والثَّوْري، وَأَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلي (5) ، وغيرُهم (6) ؛
قَالُوا: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِمْران بْنِ حُصَين، وَلَمْ يَذْكُرُوا السَّمَاعَ كَمَا ذَكَرَهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ.
_________
(1) لم نقف على روايته التي فيها التصريح بالسماع، ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/129) ، وابن عدي في "الكامل" (6/203) من طريق ابن وَهْب، عن جرير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أبيه؛ عن عمران به.
(2) هو: الزُّبَير التَّميمي الحَنظَلي البصري.
(3) في (ش) : «ورواه» ، وفي (ف) : «روا» وزيدت هاء صغيرة في أعلاها.
(4) روايته أخرجها النسائي في "المجتبى" (3842 و3843) ، والطبراني في "الكبير" (18/201 رقم 487 و488) ، وابن عدي في "الكامل" (6/203) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/28) .
قال النسائي: «محمد بن الزبير ضعيفٌ لا يقوم بمثله حجة، وقد اختُلِف عليه في هذا الحديث» .
(5) مشهور بكنيته، ومختَلَف في اسمه؛ فقيل: عبد الله بن قطاف، أو ابن أبي قطاف، وقيل: وَهْب، وقيل: معاوية. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، ورواه أحمد في "مسنده" (4/439 رقم 19945) ، والنسائي في "المجتبى" (3848) ، والطبراني في "الكبير" (18/168 رقم363) من طريق أبي بكر النهشلي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ الحسن، عن عمران به.
(6) منهم حماد بن زيد، وعبَّاد بن العوام، وسعيد بن أبي عروبة:
أما رواية حماد بن زيد: فأخرجها البزار في "مسنده" (3561) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/129) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/56) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/70) ، وابن حزم في "المحلى" (8/6) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/56) .
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمران إلا من حديث محمد بن الزبير، وقد اختُلِف عن محمد ابن الزبير، ومحمد بن الزبير إنما ضعف حديثه بهذا الحديث عبيد الله بن عبد المجيد» . وقال البيهقي: «وهذا منقطع، الزبير الحنظلي لم يسمع من عمران» .
وأما رواية عبَّاد: فأخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/129) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/29-30) .
وأما رواية سعيد بن أبي عروبة: فأخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (10/70) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/30) .(4/148)
ورواه عبد الوارث (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَير، عَنْ أَبِيهِ، عَمَّن سَمِعَ عِمْرَانَ بْنَ حُصَين، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) هو: ابن سعيد، وقد اختُلِف عليه: فرواه الطيالسي = = في "مسنده" (878) ، ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/203) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/31) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ، كلاهما (الطيالسي ومحمد بن عبيد) عن عبد الوارث، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ الزبير، عن عمران به.
ورواه أحمد في "مسنده" (4/440 رقم19955) من طريق عفان بن مسلم، والنسائي في "المجتبى" (3846) ، والطبراني في "الكبير" (18/201 رقم489) من طريق مسدد، والروياني في "مسنده" (126) من طريق أبي عبد الله الزيادي، والبيهقي في"السنن الكبرى" (10/70) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/32) من طريق عبد الرحمن بن المبارك، أربعتهم (عفان ومسدد والزيادي وعبد الرحمن) عن عبد الوارث، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ الزبير، عن رجل، عن عمران به.
قال ابن عساكر: «والمحفوظ أن عبد الوارث رواه عن محمد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عمران» .
ورواه أحمد في "مسنده" (4/440 رقم19956) من طريق إسماعيل بن علية، والطحاوي في "شرح المشكل" (2164) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/33) من طريق خالد الطحان، والنسائي في "المجتبى" (3845) ، والطبراني في "الكبير" (18/201 رقم490) من طريق محمد بن إسحاق، وأحمد في "مسنده" (4/433 رقم19888) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/129) ، وفي "شرح المشكل" (2163) ، والحاكم في "المستدرك" (4/305) من طريق عبد الوهَّاب الخفاف، أربعتهم (إسماعيل وخالد وابن إسحاق وعبد الوهاب) عن محمد ابن الزبير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عمران به.(4/149)
قال أبي: حديثُ عبد الوارث أشبهُ؛ لأَنَّهُ قَدْ بيَّن عَوْرَةَ الحديث (1) .
1325 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَكَم بْنُ مُوسَى (2) ، عَنِ الهَيْثَم بْنِ حُمَيد، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ بُسْر (3) بْنِ عُبَيدالله، عَنِ ابْنِ عَائِذٍ (4) ، عَنْ أَبِي الدرداء، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا ... ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كَانَ أهلُ الشَّامِ يُسْأَلون عَنْهُ، وَذَكَرُوا أَنَّهُ ليس عندهم (5) .
_________
(1) قال البيهقي في "المعرفة" (14/200 رقم19658) : «فهذا حديث مختَلَف في إسناده ومتنه كما ذكرنا، ولا تقوم الحجة بأمثال ذلك» .
(2) روايته أخرجها أبو عوانة في "صحيحه" (4/40/المعرفة) ، والحاكم في "المستدرك" (4/301) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/52) .
وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (267/ب/أطراف الغرائب) من طريق الهيثم بن حميد وقال: «غريب من حديث عبد الرحمن بن عائذ، عن أبي الدرداء، تفرَّد به زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ بُسْرِ بن عبيد، ولم يروه عنه غير الهيثم بن حميد» .
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (1777) - قال: حدثنا الحكم بن موسى، ثنا الوليد بن مسلم أو غيره، عن الهيثم بن حميد به. كذا بزيادة: «الوليد بن مسلم أو غيره» .
(3) في (ش) : «بشير» .
(4) هو: عبد الرحمن.
(5) قال الصغاني - شيخ أبي عوانة الإسفرائيني -: «ليس هذا بالشام» .
(*) ... في (ش) : «بشر» .(4/150)
قَالَ أَبِي: وَالَّذِي عِنْدِي أنَّ بُسْر (*) بن عُبَيدالله إِنَّمَا يَرْوِي عَنْ أَبِي إدريسَ الخَوْلانيِّ عائذِاللهِ (1) ، وَلا أعلَمُ رَوَى (2) عَنِ ابْنِ عائذ شيءً (3) ؛ لأنَّ ابْنَ عَائِذٍ حِمصي، وبُسْرٌ (*) دِمَشْقي، فَلا أَعْلَمُ رَوَى عَنْهُ شَيْئًا، وَأَرَى أنَّه أَرَادَ: عَنْ عَائِذِ اللَّهِ، فَقَالَ: ابْنُ عَائِذٍ (4) ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
1326 - وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَعْقُوبُ بْنُ (6) كاسِب (7) ، عَنْ مُغِيرَة بْنِ عبد الرحمن، عن عبد الله بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْد (8) ، عن بُكَير بن عبد الله بْنِ الأَشَجّ، عَنْ كُرَيْب (9) ، عَنِ ابن
_________
(1) الحديث رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (1201) من طريق الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ واقد، عن بسر بن عبيد الله، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، عَنْ أبي الدرداء، به.
(2) في (ك) : «والله أعلم» بدل «ولا أعلم» ، وفاعلُ «روى» ضميرٌ يعود على «بسر» .
(3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر المسألة رقم (34) .
(4) في (ت) : «ابن عائذالله» ، وفي (ك) : «أبي عائذالله» .
(5) نقل هذا النص بتمامه: الزيلعي في "نصب الراية" (3/295-296) .
(6) في (ك) : «عن» بدل: «بن» .
(7) هو: يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيد بْنِ كَاسِبٍ.
(8) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3322) ، والدارقطني في "سننه" (4/158 و160) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/45 و72) من طرق عنه.
ورواه ابن ماجه في "سننه" (2128) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/325 رقم 12169) ، والدارقطني في "سننه" (4/158 و159) من طرق عن بكير بن عبد الله به. قال أبو داود: «روى هذا الحديث وكيعٌ وغيرُه، عن عبد الله بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ؛ أوقفوه على ابن عباس» .
(9) هو: ابن أبي مسلم مولى ابن عباس.(4/151)
عباس، عن النبيِّ (ص) قال (1) : مَنْ نَذَرَ نَذْرًا لَمْ يُسَمِّهِ، فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ ... وَذَكَرَ الحديثَ؟
فَقَالا: رَوَاهُ وَكيعٌ (2)
عَنْ مُغِيرَةَ فأوقَفَهُ، والموقوفُ (3) الصَّحيحُ (4) .
قلتُ لَهُمَا: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟
قَالا (5) : مَا نَدْرِي مِنْ مُغيرَة؟ أَوْ مِنَ ابْنِ كاسِب؟
1327 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبة (7) ، عَنْ عَطَاء بن
_________
(1) قوله: «قال» ليس في (ت) و (ك) .
(2) هو: ابن الجرَّاح.
وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (12183) .
(3) كذا باستعمال الفعل الرباعي «أوقَفهُ» ، واسم المفعول من الفعل الثلاثي: «موقوف» ، وهما لغتان صحيحتان، وأمَّا استعمالُ لغتَيْنِ في كلام واحد: فهو جائزٌ في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (241) و (628) .
(4) قال البيهقي في "المعرفة" (14/201 رقم19665) : «لم يثبت رفعُه» .
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (11/587) : «ورواته ثقات؛ لكن أخرجه ابن أبي شيبة موقوفًا، وهو أشبه» .
(5) في (أ) و (ش) : «قال» .
(6) نقل بعض هذا النص ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/383) .
(7) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/3 رقم 16101) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (586 و587) ، والبزار في "مسنده" (2177 و2178) ، والنسائي في "الكبرى" (6005) ، والطبراني في "الكبير" (قطعة من الجزء 13/117 رقم 287) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/238) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/37) .(4/152)
السَّائب (1) ، عَنْ أَبِي البَخْتَري (2) ، عَنْ عَبِيدَة (3) ، عَنِ ابْنِ الزُّبَير، عَنِ النبيِّ (ص) : أنَّ رَجُلا حلفَ بِاللَّهِ كَاذِبًا، فغُفِرَ لَهُ؟
قَالَ (4) أَبِي: رَوَاهُ عبدُالوارث (5) ، وجَريرٌ (6) ، عَنْ عَطَاء بْنِ السَّائب (7) ، عَنْ أَبِي يَحيَى - هُوَ الأعرَجُ (8) - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رجُلَيْنِ اختَصَما إلى النبيِّ (ص) ، فادَّعَى (9) أحدُهُما عَلَى صَاحِبِهِ حَقًّا، فاستَحْلَفَ النبيُّ (ص) المدَّعى عَلَيْهِ، فحَلَفَ بِاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ مَا لَهُ قِبَلي حقٌّ؛ قَالَ النَّبِيُّ (ص) : غُفِرَ (10) كَذِبُهُ بِتَصْدِيقِهِ بِلاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ (11) .
_________
(1) في (ك) : «السامت» .
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «عن ابن البختري» . وهو: سعيد ابن فَيْروز.
(3) هو: السَّلْماني. وتصحَّفت العبارة في"التلخيص الحبير" إلى: «عن البختري بن عبيد» .
(4) في (ف) : «فقال» .
(5) في (ك) : «رواه عنه الوارث» . وروايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (4/95-96) ، وأخرجه أحمد في "مسنده" (1/253 و288 رقم 2280 و2613) ، و (2/70 رقم 5379) ، وأبو داود في "سننه" (3275) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/37) من طريق حماد بن سلمة، وأحمد في "مسنده" (1/296 و322 رقم 2695 و2956) من طريق شريك بن عبد الله، وأبو داود في "سننه" (3620) ، والنسائي في "الكبرى" (6007) من طريق أبي الأحوص مع اختلاف في لفظه، والنسائي أيضًا (6006) من طريق سفيان الثوري، أربعتهم عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أبي يحيى الأعرج، عن ابن عباس به. قال النسائي: «هذا الصَّواب، ولا أعلم أحدًا تابع شعبة على قوله: عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَبيدة، عن ابن الزبير» .
(6) هو: ابن عبد الحَميد.
(7) في (ك) : «السامت» .
(8) اسمه: زياد، ووَهِمَ من قال: هو مِصْدَع. انظر "تحفة الأشراف" (5431) .
(9) في (ت) و (ك) : «فدعا» .
(10) في (ك) : «عقد» .
(11) في (ك) بعد هذا ما نصه: «ماله قِبَلي حق، قال النبي (ص) » وهو تكرار.(4/153)
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: شُعْبةُ أقدمُ سَماعًا مِنْ هَؤُلاءِ، وعَطَاءٌ تغيَّر بأَخَرَةٍ (1) .
1328 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (2) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (3) ، عَنْ عليِّ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَن قَيْس بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عن عبد الله (4) ؛ قَالَ: كَانَ عَلَى عائِشَة مُحَرَّرٌ (5) مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، فقَدِم عَلَيْهِ (6) سَبْيُ بَلْعَنْبَرِ (7) ، فأمرها النبيُّ (ص) أن تُعتِقَ
_________
(1) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لم يُتابِعْ شعبةَ على روايته هذه عن عطاء بن السائب أحدٌ، وقد خالفوه فيها، فقال حماد بن سلمة وجرير بن عبد الحميد: عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أبي يحيى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رجُلَين اختَصَما إلى رسول الله (ص) ، ولا أحسَبُ أتى هذا الاختلاف إلا من عطاء بن السائب؛ لأنه قد كان اضطرب في حديثه ولم يرو عَبيدة عن ابن الزبير حديثًا مسندًا غير هذا الحديث من وجه صحيح» .
وقال البيهقي في الموضع السابق: «وهذا وهم من شعبة، والصَّواب رواية الجماعة، وعَبيدة مات قبل ابن الزبير فيما زعم أهل التواريخ بتسع سنين فتبعُد روايته عنه» . وقال: «تفرَّد به عطاء بن السائب مع الاختلاف عليه في إسناده» .
(2) هو: ابن يحيى التُّجِيبي. وروايته لم نقف عليها، لكن أخرجه البزار في "مسنده" (1892) ، والطبراني في "الكبير" (10/148 رقم10400) من طريق أصبغ بن الفرج عن علي بن عابس، به. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن إسماعيل إلا علي بن عابس» .
(3) هو: عبد الله.
(4) هو: ابن مسعود ح.
(5) أي: تحرير رقبة، فقوله: «محرَّر» : مصدرٌ ميميٌّّ بمعنى التحرير.
(6) أي: على النبي (ص) .
(7) السَّبْيُ: النَّهْبُ، وأَخْذُ الناس عبيدًا وإماءً. "النهاية" (2/340) . وقال المرزوقي: المراد بـ «بَلْعَنْبَرِ» : بني العَنْبَرِ، ولهذا وجبَ ألا يصحبَ الكسرةَ التي في الرَّاء التنوينُ. وإنما حُذف النون من «بني» لاجتماعِه مع اللام من «العنبر» وتقاربِهما في المخرج؛ وذلك لأنه لما تعذَّر الإدغامُ فيه [لسكون اللام] جُعل الحذفُ بدلاً من الإدغام. "شرح ديوان الحماسة" بتحقيق عبد السلام هارون (1/22) .
ومثل «بَلْعَنْبَرِ» : بَلْحارثِ، وبَلْهُجَيْمِ، وكُلُّ قبيلة تظهرُ فيها لامُ المعرفة. انظر "لسان العرب" (ح ر ث/2/137) .
وبَلْعَنْبَرِ: قومٌ من بني تميم. انظر "الاشتقاق" لابن دريد، تحقيق عبد السلام هارون (ص 211) ، و"اللسان" (ص د غ) (8/440) .(4/154)
منهُنَّ؛ وَقَالَ: مَنْ كَانَ عَلَيْهِ مُحَرَّرٌ مِنْ وَلَدِ إِسمْاعِيلَ، فَلاَ يُعْتِقْ مِنْ حِمْيَرَ أَحَدًا.
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، لَيْسَ فِيهِ: ابْنُ مَسْعُودٍ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُرسَلٌ.
1329 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بن عبد الحميد (1) ؛
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي (2) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْس السَّكُوني، عَنْ واثِلَة بْنِ الأَسْقَع؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : اليَمِينُ الغَمُوسُ (3) تَذَرُ الدِّيَارَ بَلاَقِعَ (4) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
_________
(1) روايته أخرجها الخطيب في "تلخيص المتشابه في الرسم" (2/702-703) .
ورواه خيثمة الأطرابلسي في "الفوائد" (ص70) ، وابن حبان في "الثقات" (8/400) من طريق عبد السلام بن عبد الحميد، والدولابي في "الكنى" (2/165) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2543) من طريق سليم بن عبد الحميد، كلاهما (عبد السلام وسليم) عن أبيهما عبد الحميد به. ومن طريق خيثمة رواه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/582) . وانظر "السلسلة الصحيحة" (978) .
(2) هو: عبد الحميد بن عبد العزيز أبو خازم الحِمصي.
(3) هي: اليمين الكاذبةُ الفاجِرةُ؛ كالتي يَقْتَطعُ بها الحالفُ مالَ غيره. سُمِّيَتْ غَمُوسًا؛ لأنها تَغمِسُ صاحبَها في الإثم، ثم في النار. "النهاية" (3/386) .
(4) البَلاَقِعُ: جمع بَلْقَع وبَلْقَعَة؛ وهي: الأرضُ القَفْرُ التي لاشيءَ بها، يريد: أن الحالفَ بها يَفْتَقِرُ ويذهبُ ما في بيته من الرِّزق. "النهاية" (1/153) .(4/155)
1330 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ معاوية (1) بْن سَلاَّم، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنِ اسْتَلَجَّ (2) بِيَمِينٍ فِي أَهْلِهِ، فَهُوَ أَعْظَمُ إِثْمًا، لَيْسَ الكَفَّارَةَ (3) ؟
قَالَ أَبِي: رَوَى (4) هَذَا الْحَدِيثَ مَعْمَر (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ عِكْرِمَة- فِي قَوْلِهِ: {وَلاَ تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَِيْمَانِكُمْ} (6) -: وقد قال رسولُ الله (ص) : لاَ يَسْتَلِجَّ (7) أَحَدُكُمْ بِاليَمِينِ فِي أَهْلِهِ، فَهُوَ آثَمُ لَهُ عِنْدَ اللهِ مِنَ الكَفَّارَةِ الَّتي أُمِرَ بِهَا.
_________
(1) في (ف) : «أبو معاوية» . وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2626) .
(2) قال ابن الأثير في "النهاية" (4/233) : اسْتَلَجَّ: من اللَّجَاج، ومعناه: أن يَحْلِفَ على شيء ويَرَى أن غيرَهُ خيرٌ منه، فيُقيمَ على يمينه، ولا يحنَث فيُكفِّرَ، فذلك آثَمُ له.
وقال النووي في "شرح صحيح مسلم" (11/123) : «ومعنى الحديث: أنه إذا حلف يمينًا تتعلَّق بأهله، ويتضرَّرون بعدم حِنْثه، ويكون الحِنْثُ ليس بمعصية؛ فينبغي له أن يَحنَثَ، فيفعلَ ذلك الشيء، ويكفِّر عن يمينه، فإن قال: لا أحنَثُ بل أتورَّع عن ارتكاب الحِنْث، وأخافُ الإثم؛ فهو مُخطِئ بهذا القول، بل استمرارُهُ في عدم الحِنْث وإدامةُ الضَّرر على أهله أكثرُ إثمًا من الحِنْث» . اهـ. وانظر "فتح الباري" لابن حجر (11/519) .
(3) وقع في قوله: «ليس الكفَّارة» خلاف كثير في الرواية والتفسير، انظر تفصيله في "فتح الباري" لابن حجر (11/520) .
(4) في (ك) : «رواه» .
(5) هو: ابن راشد. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "تفسيره" (1/91) .
(6) الآية (225) من سورة البقرة.
(7) في (أ) و (ش) و (ف) : «لا يَسْتَلْجِجْ» ، وهو صحيحٌ في العربية، ومثله قولك: لا تَسْتَمِرَّ في الخطأ، ويجوزُ: لا تَسْتَمرِرْ، وكذلك في الأمر تقولُ: استَلِجَّ واستَلْجِجْ، واستَمِرَّ واستَمْرِرْ، وهذا جارٍ في كل فعل مضعَّف؛ يجوز لك فيه: الإدغامُ، وهو لغة التميميِّين؛ وعليه قوله تعالى: [المَائدة: 54] {يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ} . والفك، وهو لغة الحجازيين؛ وعليه قوله تعالى: [البَقَرَة: 217] {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ} . انظر "شرح ابن عقيل" (2/542) ، و"شذا العرف في فن الصرف" للحملاوي (ص180) . لكن الرواية في الموضع المذكور من "تفسير عبد الرزاق": «لا يتلجَّجْ» .(4/156)
فقلت ُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
فَقَالَ (1) : لا أعلَمُ أَحَدًا وصلَهُ غيرَ معاويةَ ابنِ سَلاَّم، ومَعْمَرٌ أشهرُ وأحبُّ إليَّ من معاوية ابن سَلاَّم (2) .
1331 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ [حَدَّثَناه عن] (3) عليِّ بْنُ جَعْفَرٍ الأَحمَر؛ قَالَ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِر، عَنِ الفَضْل بْنِ يَزِيدَ الثُّمَالي، عَنْ عِكْرمَة؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَنْ حَلَفَ عَلَى امْرِئٍ فِي
_________
(1) في (ف) : «قال» .
(2) خالف البخاريُّ أبا حاتم، فأخرج هذا الحديث في "صحيحه" (2626) من طريق معاوية بن سلاّم، به. كما تقدم.
قال ابن حجر في"الفتح" (11/519) : «كذا أسنده معاوية بن سلاَّم، وخالفه معمر، فرواه عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ فأرسله، ولم يذكر فيه أبا هريرة. أخرجه الإسماعيلي من طريق ابن المبارك عن معمر، لكنه ساقه بلفظ رواية همام عن أبي هريرة، وهو خطأ من معمر، وإذا كان لم يضبِط المتن، فلا يُتعَجَّب من كونه لم يضبِط الإسناد» . اهـ.
ورواية معمر عن همام عن أبي هريرة التي أشار إليها ابن حجر: أخرجها البخاري (2625) ، ومسلم (1655) ، ولفظها: «والله لأن يَلَجَّ أحدُكُم بيمينِه في أهله؛ آثَمُ لَهُ عندَ اللَّهِ مِنَ أن يُعْطِيَ كفَّارَتَه التي افتَرضَ الله عليه» .
(3) في (أ) و (ش) : «حدثنا» ، وفي بقية النسخ: «حدثناه» ، وزدنا: «عن» ؛ لأن هذا الحديث لا يمكن أن يكون من رواية ابن أبي حاتم عن علي بن جعفر؛ لأن علي بن جعفر توفي سنة 230 هـ قبل مولد ابن أبي حاتم بنحو عشر سنوات. وضمير الفاعل في «حدثناه» يعود إلى أبي حاتم؛ فإن علي بن جعفر من شيوخه، قال ابنه في "الجرح والتعديل" (6/178) : «روى عنه أبي قال: أنا علي بن جعفر بن زياد الأحمر، وكان ثقة صدوقًا» . وانظر "المنتظم" (11/161) ، و"تاريخ الإسلام" (16/282) .(4/157)
شَيْءٍ فَأَحْنَثَهُ (1) ؛ فَالإِثْمُ عَلَى المُحْنِثِ (2) (3) ؟
قال أبي (4) : فحدَّثتُ بِهِ أَبَا نُعَيم (5) ، فَقَالَ: لَوْ كَانَ عَنْ عِكْرِمَة قَطْ (6) ، وَلَمْ يرفَعْه - كَانَ أحسنَ.
1332 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خَالِدٌ الْوَاسِطِيُّ (7) ، عَنْ أَبِي سِنان (8) ، عن عبد الله بْنِ أَبِي الهُذَيل (9) ، عَنْ حَنْظَلَة بن خُوَيْلِد (10) ؛
_________
(1) أحْنَثَهُ: حمله على الحِنْث في يمينِه، أي: نَقْضِهَا وعدم ِ البِرِّ بها. انظر "اللسان" (ح ن ث/2/138) .
(2) في (ك) : «المخبث» .
(3) الحديث أخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/340 رقم 522) - وعنه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/215) - من طريق إبراهيم بن يزيد، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبي (ص) ، به.
(4) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «قال علي» .
(5) هو: الفضل بن دُكَيْن.
(6) قوله: «قَطْ» هنا ساكنةُ الطاء لا غير؛ بمعنى «حَسْبُ» ، وتستعمل في الإثبات وفي النفي، وقد تدخل عليها الفاء لتزيين اللفظ، فيقال: «فَقَطْ» ، يريد: «لو كان عن عكرمة فَحَسْبُ ... » ، وهذا بخلاف «قَطُّ» المشدَّدة الطاء؛ فإنها ظرف لا يستعمل إلا في النفي، وهنا الكلام في سياق الإثبات.
(7) هو: خالد بن عبد الله. وروايته أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (141) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/43) .
ورواه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (378) من طريق أبي عوانة الوضَّاح بن عبد الله اليشكري عن أبي سنان به.
(8) هو: ضرار بن مرَّة.
(9) في (ك) : «عبد الله بن أبي لهيعة الهذيل» ، ثم ضرب على قوله: «لهيعة» .
(10) اختُلِف في اسم حنظلة، فقيل كما هنا، وقيل: سويد بن حنظلة، وقيل: عبد الله بن حنظلة، وقيل: حنظلة بن سويد. انظر: "الجرح والتعديل" (3/240 رقم1067) ، و"التاريخ الكبير" (3/42 رقم162) مع الحاشية، والتعليق على "سنن سعيد بن منصور" (141) .(4/158)
قَالَ: أَخَذَ بِيَدي ابنُ مَسْعُودٍ، فَسَمِعَ رَجُلا يَحْلِفُ بسورةٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: يَا حَنْظَلَةُ، تَرَى هَذَا يُكَفِّرُ (1) عَنْ يَمِينِهِ؟! إنَّ عَلَيْهِ بكلِّ آيَةٍ كفَّارةً!!
وَرَوَاهُ جَرير (2) ، عن أبي سِنان، عن عبد الله (3) بْنِ أَبِي الهُذَيل، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
وَرَوَاهُ الثَّوْري (4) ،
عَنْ أَبِي سِنان، عن عبد الله بن أبي الهُذَيل، عن عبد الله بْنِ حَنْظَلَة، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ (5) .
قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما أصَحُّ؟
قال: الثَّوْريُّ أحفَظُهُمْ كُلِّهِمْ.
_________
(1) في (ش) : «تكفر» .
(2) هو: ابن عبد الحميد.
(3) في (أ) و (ش) : «عن أبي سنان وعبد الله» .
(4) هو: سفيان، وقد اختُلِف عليه، فرواه ابن حزم في "المحلى" (8/33) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/43) من طريق عبد الله بن الوليد، كلاهما (عبد الرحمن وعبد الله) عن سفيان، عن أبي سنان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عبد الله بْنِ حَنْظَلَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ به.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (12228) من طريق ابن فضيل ووكيع، كلاهما عن سفيان، عن أبي سنان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عبد الله بْنِ حَنْظَلَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ به. ورواه الطبراني في "الكبير" (9/181 رقم8895) ، وفي "الدعاء" (2/1168 رقم 796) من طريق أبي نعيم، عن سفيان، عن أبي سنان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن سليم بْنِ حَنْظَلَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ به.
ووقع في "الدعاء": «أبو حصين» بدل: «أبو سنان» .
(5) من قوله: «ورواه الثوري ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) بسبب انتقال البصر.(4/159)
1333 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو زُهَير الْبَصْرِيُّ ثابتُ (1) بْنُ زُهَير (2) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللهِ فَأَعْطُوهُ، ومَنِ اسْتَجَابَكُمْ فَأَجِيبُوهُ، ومَنْ أَهْدَى إِلَيْكُمْ فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَكُمْ مَا تُكَافِئُونَهُ (3) فَادْعُوا لَهُ حَتَّى يَعْلَمَ أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ (4) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
1334 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَبَّاد بن إسحاق (5) ،
_________
(1) في (ف) : «ابن ثابت» .
(2) قال أبو حاتم: «منكر الحديث، ضعيف الحديث، لا يُشتَغَل به» . "الجرح والتعديل" (2/452 رقم1819) . وقال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (2/76) : «وذكره ابن المديني في المتروكين من أصحاب نافع، وجعله دون جابر الجُعفي» .
(3) في (ك) : «تكافئوه» .
(4) الحديث رواه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/23 رقم795) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (235) من طريق الوضَّاح بن يحيى، عن منْدَل، عن الأعمش وليث، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به.
ورواه الدارقطني في "الأفراد" (189/ب/أطراف الغرائب) من طريق الوضَّاح، عن منْدَل، عن الأعمش، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. وقال: «تفرَّد به وضاح بن يحيى، عن منْدَل، عن الأعمش، عنه» . ورواه أحمد في "مسنده" (2/68 رقم5365) وغيره من طريق أَبِي عَوانة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مجاهد، عن ابن عمر، به.
وقد اختُلِف على الأعمش في هذا الحديث، وذكر الدارقطني في "العلل" (4/47/أ) أوجهَ الاختلاف عليه وقال: «والصَّحيح عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابن عمر» . وانظر "السلسلة الصحيحة" (254) .
(5) ويقال: عبد الرحمن بن إسحاق. وروايته أخرجها البخاري - كما ذكر الترمذي في "العلل الكبير" بعد الرقم (460) -، وأخرجها الترمذي نفسه في المصدر السابق برقم (460) ، وابن ماجه في "سننه" (2092) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (234) ، والنسائي في "المجتبى" (3762) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5520) ، والطبراني في "الكبير" (12/223 رقم 13142) . ورواه البخاري في "صحيحه" (6628) ، وأحمد في "مسنده" (2/26 رقم4788) من طريق مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَتِ يمينُ النبيِّ (ص) : «لا ومُقلِّبِ القُلوب» .
(*) ... هو: عبد الله بن عمر بن الخطاب ذ.(4/160)
عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ (*) ؛ قَالَ: أكثرُ يَمِينِ رسولِ الله (ص) : لا وَمُصَرِّفِ القُلُوبِ! .
وَرَوَاهُ يونسُ بنُ يَزِيدَ (1) ، وعُقَيلٌ (2) ، عَنِ الزُّهْري، عن حمزة بن عبد الله، عن أبيه (*) ، عن النبيِّ (ص) ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ يُونُسَ وعُقَيلٍ أصحُّ.
1335 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَرير بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَة، عَنْ زِرّ (3) - أَوْ (4) عَنْ أَبِي وَائِلٍ (5) - عن عبد الله بن
_________
(1) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه"- كما في "تحفة الأشراف" (5/341 رقم 6709) وليس في المطبوع من "السنن"- وابن أبي عاصم في "السنة" (237) .
(2) هو: ابن خالد. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه"- كما في "تحفة الأشراف" (5/341 رقم6709) وليس في المطبوع من "السنن"- وابن أبي عاصم في "السنة" (238) . قال المزي بعد أن ذكر رواية يونس وعقيل: «هذا الحديث لم يذكره أبو القاسم، وهو ثابت في عدة نسخ، من عدة طرق» .
(3) هو: ابن حُبَيْش.
(4) ضبَّب ناسخ (أ) على قوله: «أو» ، وناسخ (ف) على قوله: «زر» .
(5) هو: شَقيق بن سلمة.(4/161)
مَسْعُودٍ؛ أنَّه قَالَ (1) : مَنْ حَلَفَ على يَمينٍ لِيَقْتَطِعَ بها مالً (2) ، لَقِيَ اللَّهَ وهُوَ علَيهِ غَضْبانُ (3) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: الصَّحيحُ: عَنْ أبي وائل، عن عبد الله (4) .
_________
(1) كذا! وظاهره أنه من قول ابن مسعود، وهذا الظَّاهر غيرُ مرادٍ - فيما يبدو -؛ فالحديث لم يُختَلَف في رفعه، فهو مرفوعٌ في مصادر التخريج كلها، وإنما وقع الخلاف في راويه عن ابن مسعود. انظر "العلل" للدارقطني (715) ، والتعليق على "سنن سعيد بن منصور" (503) ؛ فليكن التقدير هنا: «أنه قال: قال رسول الله (ص) » ، والله أعلم.
(2) في (ش) : «مالاً» ، وهو الجادَّة، والمثبت من بقية النسخ، لكن ضبَّبَ عليها ناسخ (ف) ، وهي صحيحة في العربية، فقد حُذِفَتْ منها ألف تنوين النصب على لغة ربيعة؛ وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) هذا الحديث جزء من حديث طويل رواه الإمام أحمد في "مسنده" (1/460 رقم 4395) من طريق حماد بن زيد، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن ابن مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : «لا تُباشِر المرأةُ المرأةَ كأنها تَنعَتُها لزوجها - أو تَصِفُها لزوجها، أو للرجل- كأنه ينظرُ، وإذا كان ثلاثةٌ فلا يتناجى اثنان ِ دونَ صاحبهما؛ فإنَّ ذلك يُحزِنه، ومن حَلَفَ على يمين كاذبًا ليقتَطِعَ بها مالَ أخيه - أو قال: مال امرئ مسلم - لقيَ الله عز وجل وهو عليه غَضْبانُ» .
ورواية جرير أخرجها الدارقطني في "الأفراد" = = (209/ب/أطراف الغرائب) بلفظ: «لا يَتَناجى اثنان ِ دونَ الثَّالث» ، وقال: «تفرَّد به جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَاصِمِ، واختُلِف عنه، فقيل: عنه، عَن عَاصِمٍ، عَن زر، عن أبي وائل» . وذكرها في "العلل" (5/70) فقال: «وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: عَنْ عاصم، عن أبي وائل - أو زر-، عن عبد الله: " لا يَتَناجى اثنان ِ " حسبُ» .
(4) رواه من هذا الوجه البخاري في"صحيحه" (7445) ، ومسلم في"صحيحه" (138) .
قال الدارقطني في "العلل" (5/70) : «والحديث عن أبي وائل أشبه بالصَّواب؛ لأن منصور والأعمش روياه عن أبي وائل، عن عبد الله» .
وانظر تمام تخريج الحديث في التعليق على "سنن سعيد بن منصور" (503) .(4/162)
1336 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ سَهْل بْنِ بَكَّار (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أيُّوب (2) ، عَن حُمَيد بْن هِلال، عَنْ أبي الأَحْوَص (3) ، عن عبد الله (4) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ (5) مُتَعَمِّدًا فِيهَا لإِثْمٍ لِيَقْتطِعَ (6) مَالاً بِغَيْرِ حَقٍّ؛ لَقِيَ اللهَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هَذَا يُوقِفُهُ حمَّادُ ابنُ زيد (7) ، عن أيُّوب.
_________
(1) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" - كما في "تحفة الأشراف" (7/122) - والطحاوي في "مشكل الآثار" (443) ، والطبراني في "الكبير" (10/107 رقم 10113) ، وفي "الصغير" (338) . وسقط من رواية الطحاوي قوله: «عن أيوب» .
قال الطبراني في "الصغير": «لم يروه عن يزيد بن إبراهيم إلا سهل بن بكار» . وقال في "الكبير": «رفعه يزيد بن إبراهيم ولم يرفعه حماد بن زيد» .
(2) هو: السَّختياني.
(3) هو: عَوْف بن مالك.
(4) هو: ابن مسعود ح.
(5) قال ابن الجوزي في "غريب الحديث" (1/578) : مَنْ حلفَ عَلَى يَمِينٍ صَبْرٍ: هو أن يحبسَ نفسَهُ على اليمينِ الكاذبةِ، غيرَ مُبالٍ بها. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (1005) .
(6) في (ت) و (ك) : «ليقطع» .
(7) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (10/107 رقم 10114) من طريق عارم أبي النعمان، عن حماد، به.
ورواه ابن حبان في "صحيحه" (5085) من طريق مُعلَّى بن مهدي، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النبي (ص) ، به.(4/163)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْحُدُودِ
1337 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو كامِل (1) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيع، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاء، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عبَّاس، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي قِصَّةِ مَاعِز؟
قَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: خَالِدٌ الحَذَّاء (2) ، عن عِكْرِمَة: أنَّ النبيَّ (ص) ، مُرسَلً (3) .
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الخطأُ مِنْ أَبِي كَامِلٍ؟
فَقَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ، يَزِيدُ بْنُ زُرَيع ثَبْتٌ.
وَقَالَ (4) أَبِي: أَخْطَأَ فِيهِ أَبُو كامِل.
1338- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه يزيد ابن عَطَاء اليَشْكُري،
_________
(1) هو: فضيل بن حسين. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (4421) ، والطبراني في "الكبير" (11/269 رقم 11945) ، وفي "الأوسط" (4556) . ومن طريق أبي داود أخرجه الخطيب في "الكفاية" (1/141) . قال الطبراني في "الأوسط": «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ خالد الحذاء إلا يزيدُ بن زريع، تفرَّد به أبو كامل» .
والحديث رواه البخاري في "صحيحه" (6824) من طريق عكرمة، ومسلم في "صحيحه" (1693) من طريق سعيد بن جبير، كلاهما عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، به.
(2) روايته من هذا الوجه أخرجها النسائي في "الكبرى" (7170) من طريق عبد الوهَّاب الثَّقَفِيِّ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، به مرسلاً.
(3) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(4) في (ك) : «قال» بلا واو.(4/164)
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعي، عَنِ زَيْدِ بْنِ يُثَيْع (1) ، عَنْ سُهَيل بْنِ بَيْضَاءَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : يَا أَبَا بَكْرٍ، أَرَأَيْتَ لَوْ وَجَدتَّ مَعَ أَهْلِكَ رَجُلاً، مَا كُنْتَ صَانِعًا بِهِ (2) ؟ ، قَالَ: لَمْ أكنْ آلُو أَنْ أقتلَهَا (3) ... ، الْحَدِيثَ (4) ؟
فقال (5) أَبِي: لا أعلمُ أَحَدًا قَالَ: «عَنْ سُهَيل» إِلا يَزِيدَ بْنَ
_________
(1) ويقال: أُثَيع، بالهمزة.
(2) قوله: «به» ليس في (ف) .
(3) كذا في النسخ: «صَانِعًا به ... أن أقتلَهَا» ، والجادَّة اتحاد الضمير في السؤال والجواب، فيقال: «صَانِعًا بِهِ ... أن أقتُلَه» بالإفراد والتذكير، أو يقال: «صَانِعًا بها ... أن أقتُلَهَا» بالإفراد والتأنيث، أو «صَانِعًا بهما ... أن أقتُلَهُمَا» بضمير المثنَّى، وجاء الضمير في مصادر التخريج مفردًا مذكرًا في السؤال والجواب، راجعًا إلى «الرجل» ، والله أعلم.
فإن كانت الرواية هنا سؤالاً عمَّا يَصْنعه بامرأته، فيكون الضمير في «صَانِعًا به» وارادًا على لغة طيِّئ ولَخْم، فإنهم يقفون على نحو «بِهَا» فيقولون: «بَهْ» ؛ ويحذفون ألف ضمير المؤنَّث «هَا» مع نقل فتحة الهاء إلى الحرف الذي قبلها. وانظر التعليق على المسألة رقم (235) .
(4) لم نقف على الحديث من هذا الوجه. وقد أخرجه البزار في "مسنده" (2940) ، والطبراني في "الأوسط" (8111) ، والدارقطني في "الأفراد" (127/أ/أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/237) من طريق يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبيه، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيع، عَنْ حذيفة، به مرفوعًا.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا أسنده إلا النضر بن شُميل، عن يونس» .
وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ أبي إسحاق إلا ابنه يونس» . وقال الدارقطني: «غريبٌ من حديث أبي إسحاق، عن زيد، تفرَّد به عنه ابنه يونس» . وقال أبو نعيم: «غريب، تفرَّد به يونس، عن أبي إسحاق، وعنه النضر» .
(5) في (أ) و (ش) : «قال» .(4/165)
عَطَاء، وَقَدْ رَوَاهُ إِسْرَائِيلُ وَغَيْرُهُ (1) ، فإنهم يقولون: عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْع: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ولسُهَيل بْنِ بَيْضَاءَ ... ، مُرسَلً (2) ، وَهُوَ أشبهُ بالصَّواب.
1339 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (3) ، عَنْ سَعدان (4) بْنِ يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: إِذَا سَرَقَ فَاقْطَعُوهُ، ثُمَّ إِذَا سَرَقَ فَاقْطَعُوهُ، ثُمَّ إِذَا سَرَقَ فَاقْطَعُوهُ، ثُمَّ إِذَا سَرَقَ فَاقْطَعُوهُ (5) ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَة، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عن جابر، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ (6) : فالخطأُ ممَّن هو؟
_________
(1) الحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (12364) ، والبزار في "مسنده" (2941) من طريق الثَّوْرِيّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زيد بن أُثَيع قال: قال النبي (ص) ، به.
(2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) في (ك) : «عمارة» . وروايته أخرجها الدارقطني في "السنن" (3/181) .
ورواه الدارقطني أيضًا من طريق يزيد بن سنان وعائذ بن حبيب، عن هشام به.
ورواه أبو داود في "سننه" (4410) ، والنسائي في "المجتبى" (4978) ، وفي "الكبرى" (7471) = = من طريق مصعب بن ثابت، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَن جابر به.
قال النسائي: «وهذا حديثٌ منكر، ومصعب بن ثابت ليس بالقوي في الحديث» . وقال في"الكبرى": «مصعب بن ثابت ليس بالقوي، ويحيى القطان لم يتركه، وهذا الحديث ليس بصحيح، ولا أعلم في هذا الباب حديثًا صحيحًا عن النبي (ص) » .
(4) هو: سعيد بن يحيى اللخمي. وسعدان لقبُه.
(5) من قوله: «ثم إذا سرق فاقطعوه ... » الأولى إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ ولعلَّه لانتقال النظر.
(6) في (ك) : «قلت لأبي» .(4/166)
قَالا: لَيْسَ هَذَا خَطَأً؛ إِنَّمَا تَرَكَ مِنَ الإسنادِ رجُلاً (1) .
قلتُ: مَن التَّاركُ: هشامٌ، أَوْ سَعدان؟
قَالا: يَحْتملُ أَنْ يكونَ مِنْ أَحَدِهِمَا؛ مِنْ هِشَامٍ، أَوْ مِنْ (2) سَعدان.
1340 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ (4) ، عَن الزُّهْري، عَنْ
_________
(1) هذه العبارة تحتمل أن يكون مرادهما: أن عدم ذكر الرجل المبهم في الإسناد لم يكن وهمًا وخطأً، وإنما كان متعمدًا، فيكون من باب تدليس التسوية، وتحتمل أن هذا لا يُعَدّ من الأخطاء المهمّة، والاحتمال الأول أقوى، والله أعلم.
(2) قوله: «من» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(3) في (ف) : «وقال أبو زرعة: سألتُ» ، وفي (ت) و (ك) : «قال أبو زرعة: سألتُ» .
(4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/32 رقم 16378) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2303 و2304) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1460) ، والطبراني في"الكبير" (22/190-191 رقم 498 و499) ، وابن عدي في "الكامل" (4/302) ، والدارقطني في "السنن" (3/96) ، والحاكم في "المستدرك" (4/349) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/26) . قال ابن عدي: «وهذا من حديث الزهري لا أعلمُ يرويه غير عبد الرحمن بن إسحاق عنه» .(4/167)
عَطَاء بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي شُرَيح (1) ، عن النبيِّ (ص) : أَعْتَى النَّاسِ عَلَى اللهِ مَنْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ ... ، الحديثَ؟
قَالَ أبي: كذا روى عبد الرحمن بْنُ إِسْحَاقَ، وخُولِفَ.
وَرَوَاهُ عُقَيْلٌ (2) ، ويونسُ (3) ، وغيرُهُما؛ يَقُولُونَ: عَنِ الزُّهْري، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أبي شُرَيْح، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو الصَّحيحُ (4) ، أخطأ عبد الرحمن بْنُ إِسْحَاقَ.
1341 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عن جَنْدَل ابن وَالِق (5) ، عن عُبَيدالله بن عمرو، عن عبد الكريم (6) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) رجَمَ يَهُودِيًّا ويهوديَّةً، حِينَ بَدَأَ حَمِدَ اللهَ.
قَالَ أَبِي: كَذَا قَالَ جَنْدَل؛ وإنَّما يُروى: «حيثُ (7) تحاكَمُوا إليه» (8) .
_________
(1) هو: الكعبي، صحابي مشهور بكُنيته، ومختَلَف في اسمه؛ قيل: اسمه: خويلد بن عمرو، أو عكسه، وقيل: عبد الرحمن بن عمرو، وقيل غير ذلك.
(2) هو: ابن خالد الأيلي.
(3) هو: ابن يزيد الأيلي. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/31-32 رقم 16376) ، والبخاري في"التاريخ الكبير" (7/277) معلقًا، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/397-398) ، والطبراني في"الكبير" (22/191 رقم 500) ، والحاكم في "المستدرك" (4/349) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/71) .
(4) قال البخاري في"التاريخ الكبير" (7/277) في ترجمة مسلم بن يزيد: «روى عنه الزهري، وجعل بعضُ الناس حديثه عن عطاء بن يزيد، ولا يصحُّ» .
(5) لم نقف على روايته. لكن أخرجه المصيصي في "حديثه" (40) عن لوين، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (15/94) ، و"شرح معاني الآثار" (4/141) من طريق علي بن مَعْبَد، كلاهما (لوين، وعلي بن معبد) عن عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم بن مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر: أن رسول الله (ص) رجم يهوديًّا ويهوديَّة حين تحاكموا إليه. والحديث رواه البخاري في "صحيحه" (3635) ، ومسلم في "صحيحه" (1699) من طريق مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، به مطولاً.
(6) هو: ابن مالك الجزري.
(7) كذا في جميع النسخ، ومثله في "سؤالات البرذعي لأبي زرعة"، و"تهذيب الكمال" كما سيأتي، وهو تصحيف، وفي المواضع الآتية من حديث لوين" و"شرح مشكل الآثار" و"شرح المعاني": «حين» ، وهو الصواب.
(8) قال البرذعي في "سؤالاته لأبي زرعة" (ص369-370) : «سمعتُ أبا زرعة يقول: كان جندل بن والِق يحدِّث عن عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن النبي (ص) رجم يهوديًّا ويهودية حيث [بدأ حمد] الله. فكانوا يستغربون هذا الحديث، فلما قدمت الرَّقَّة كتبته عن جماعة: حيث تحاكموا إليه، فعلمت أنه صحَّف» . وما بين المعقوفين تصحَّف في المطبوع إلى: «تراحمه» ، والتصويب من "تهذيب الكمال" (5/152) حيث نقل هذا النص عن البرذعي.(4/168)
1342 - وسُئِلَ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَفْص النَّيْسابوري (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبِي (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمان (4) ، عَنْ سِمَاك بْنِ حَرْب، عَنْ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْب (5) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ جَرير، عَنْ جَرير بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ ... .
وَرَوَاهُ داودُ الأَوْدِي (6) ، عَنْ سِمَاك، عَنْ خَالِدِ بْنِ جَرير، عَنْ جَرير بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: حديثُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمان أصحُّ؛ لأَنَّهُ زَادَ فِيهِ رَجُلا.
1343 - وسألتُ (7) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (8) ،
_________
(1) في (ف) : «وسألت» .
(2) يروي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طهمان مشيخته. وروايته أخرجها ابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (526) . قال ابن شاهين: «وهذا حديث غريبٌ لا أعلم أن سماكًا حدث عن أخيه إلا هذا. وابن جرير هذا اسمه خالد بن جرير» .
(3) هو: حفص بن عبد الله بن راشد.
(4) روايته أخرجها في "مشيخته" (14) .
(5) قوله: «عَنْ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ» سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(6) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/142) معلقًا، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/159) ، والطبراني في "الكبير" (2/335-336 رقم 2397 و2398) ، والحاكم في "المستدرك" (4/371) .
(7) ستأتي هذه المسألة برقم (1347) عن أبي حاتم وأبي زرعة.
(8) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وقد أخرجه أبو داود في "سننه" (4363) من طريق موسى بن إسماعيل التَّبوذَكي، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ يونس، عن حميد، عن النبي (ص) . ورواه ابن أبي عاصم في "الديات" (ص 118) من طريق سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، به.(4/169)
عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيد، عَنْ حُمَيد بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبِي بَرْزَة (1) ؛ في قصة أبي بكر (2) ؟
قال أبو زرعة: ورواه (3) شُعْبة (4) ، عَنْ عَمرو بْنِ مُرَّة، عَن حُمَيد بْن هلال (5) ، عَنْ أَبِي بَرْزَة؛ فِي قِصَّةِ أَبِي بكر (6) .
وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ زُرَيع (7) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيد، عَنْ حُمَيد، عن
_________
(1) هو: نَضْلَة بن عبيد.
(2) في (ت) و (ك) : «أبي بكرة» . وسيأتي ذكر القصة في المسألة رقم (1347) .
(3) في (ت) و (ك) : «رواه» بلا واو.
(4) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (4076) من طريق أبي داود الطيالسي، والمروزي في "مسند أبي بكر" (67) من طريق غندر، كلاهما (أبو داود وغندر) عن شعبة، به.
ورواه الطيالسي في "مسنده" (4) عن شعبة، عن توبة العَنبَري، عن أبي السوار عبد الله بن قدامة، عن أبي برزة به.
ورواه أحمد في "مسنده" (1/9 رقم54) ، وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 119) من طريق غندر، والنسائي في "سننه" (4071) ، وأبو يعلى في "مسنده" (81) من طريق معاذ بن معاذ، وأبو يعلى (82) من طريق عثمان بن عمر، ثلاثتهم (غندر ومعاذ وعثمان) ، عن شعبة بمثل رواية الطيالسي.
(5) وكنيته: أبو نصر. وانظر ما سيأتي في المسألة رقم (1347) .
(6) في (ك) : «أبي بكرة» .
(7) في (ك) : «رزيع» . وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/10 رقم61) ، وأبو داود في "سننه" (4363) ، وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 118) ، والبزار في "مسنده" (49) ، والنسائي في "سننه" (4077) .(4/170)
عبد الله بْنِ مُطَرِّف، عَنْ أَبِي بَرْزَة.
والصَّحيحُ: كما يَقُولُ يزيدُ بنُ زُرَيع (1) .
1344 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أُسَامَةُ بْنُ زيد (3) ،
عن الزُّهري، عن عبد الرحمن بن أَزْهَر؛ قال: رأيتُ
_________
(1) وهذا ما رجَّحه أبو حاتم في المسألة رقم (1347) .
وقال البزار بعد أن ذكر الاختلاف فيه: «وأحسن إسنادٍ في هذا: حديث يُونُسَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، ولا نعلم حدّث به عن يونس إلا يزيد بن زريع» . اهـ. كذا قال، ولعله يقصد بهذا الوجه. وقال النسائي عن طريق يزيد بن زريع هذه: «هذا الحديث أحسنُ الأحاديث وأجوَدُها» .
وأطال الدارقطني في "العلل" (39) في ذكر الاختلاف في هذا الحديث، وقال: «ورواه يونس بن عبيد فجوَّد إسناده، فَقَالَ: عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عن عبد الله بن مطرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير، عن أبي برزة؛ قال ذلك: يَزِيدُ بْنُ زُرَيع عَنْ يُونُسَ. وتابعه الحسن بن دينار عن حميد بن هلال» .
(2) نقل ابن حجر بعض هذا النص في "التلخيص الحبير" (4/142) .
(3) في (ف) : «يزيد» . وأسامة بن زيد هو: الليثي. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (36935) ، وأحمد في "مسنده" (4/88 و350 رقم 16809 و16810 و19079 و19080) ، وأبو داود في "سننه" (4487 و4489) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/283-284) ، والحاكم في "المستدرك" (4/374-375) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/320) .
ووقع في رواية أحمد تصريح الزهري بالسَّماع من عبد الرحمن بن أزهر، وقد بيَّن الإمام أحمد أن الزهري لم يسمع من عبد الرحمن بن أزهر، وأن أسامة لم يحفظ. انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص 191) .
وأخرجه الشافعي في "الأم" (6/180) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (9741) من طريق معمر، والنسائي في "الكبرى" (5282) من طريق صالح بن كيسان، وأبو عوانة في "صحيحه" (6751/المعرفة) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، ثلاثتهم (معمر وصالح ويونس) عن الزهري، به.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد في "مسنده" (4/88 و351 رقم 16811 و19081) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (639) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (6750) ، وابن حبان في "صحيحه" (7090) ، والبيهقي في "الدلائل" (5/139-140) .(4/171)
رسول الله (ص) يَسْأَلُ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ - وأنا غلامٌ شابٌّ - فأُتِي (1) بِشَارِبٍ، وأمرهُمْ فَضَرَبوه، فَمِنْهُمْ مَنْ ضَرَبَ بنعلِه ... وذكرتُ لَهُمَا الحديثَ؟
فَقَالا: لَمْ يَسْمَع الزُّهْريُّ هَذَا الحديثَ مِنْ عبد الرحمن بن أَزْهَر، يُدخَلُ بينهم (*) : عبد اللهُ ابنُ عبد الرحمن بْنِ أَزْهَر.
قلتُ لَهُمَا: مَنْ يُدْخِلُ بينهم (*) ابنَ عبد الرحمن بنِ أَزْهَر؟
قَالا: عُقَيل بْنُ خَالِدٍ (2) .
1345 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَبَّاد بْنُ مَنْصُورٍ (4) ، عَنْ
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وأتي» .
(*) ... كذا، وهو صحيح في العربية، والجادَّة: بينهما. وانظر التعليق على المسألة رقم (74) .
(2) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (4488) ، والنسائي في "الكبرى" (5283) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/320) .
قال أبو داود: «أدخل عُقيل بن خالد بين الزهري وبين ابن الأزهر في هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عبد الرحمن بن الأزهر، عن أبيه» . وقال النسائي: «هذا أولى بالصَّواب» . أي: من رواية أسامة بن زيد.
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (1403) ، وانظر المسألة رقم (2274) و (2463) .
(4) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2789) ، وأحمد في "مسنده" (1/238-239 و245 رقم 2131 و2199) ، وأبوداود في "سننه" (2256) ، والطبري في "تفسيره" (19/111) .
ومن طريق الطيالسي أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (14182) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" = = (7/394) . ومن طريق أبي داود أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (6/250) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/395) .
ورواه البخاري في "صحيحه" (4747) من طريق هشام ابن حَسَّانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس به. وانظر "العلل الكبير" للترمذي (ص 176) ، و"نصب الراية" (3/251) .(4/172)
عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عبَّاس - فِي قصَّة اللِّعَان -: جَاءَ هلالُ بْنُ أُمَيَّةَ ... ؟
فَقَالَ أَبِي: لَهُ (1) بِهَذَا الإِسْنَادِ نَحْوُ عَشَرَةِ أحاديثَ.
قَالَ: فرأيتُ فِي بَعْضِ حَدِيثِ عبَّاد بْنِ مَنْصُورٍ: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى (2) ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَين، عَنْ عِكْرِمَة (3) ، عَنِ ابْنِ عبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) (4) .
1346 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هُشَيم (5) ، عَنْ (6) أَبِي بِشْرٍ (7) ، عَنْ [حَبِيب] (8) ابن سالِم، عَنِ النُّعْمان بْنِ بَشِير، عن النبيِّ (ص) :
_________
(1) أي: لعبَّاد بن منصور.
(2) هو: الأسلمي، متروك.
(3) رواية داود بن الحصين عن عكرمة منكرة.
(4) قال ابن حبان في "المجروحين" (2/166) في ترجمة عباد: «كل ما روى عن عكرمة سمعه من إِبْرَاهِيم بْن أَبِي يَحْيَى، عن داود بن الحصين، فدلَّسها عن عكرمة» .
(5) هو: ابن بشير. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (833) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (2257) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (29004-الرشد) ، وأحمد في "مسنده" (4/277 رقم 18446) ، والترمذي في "جامعه" (1452) ، و"العلل الكبير" (424) ، والنسائي في "الكبرى" (5527 و7188/الرسالة) .
(6) في (ك) : «بن» بدل: «عن» .
(7) في (ف) : «أبي بشير» . وأبو بشر: هو جعفر بن إياس، المعروف بابن أبي وحشيَّة.
(8) في جميع النسخ: «جبير» ، والتَّصويب من مصادر التخريج السابقة واللاحقة، وسيأتي على الصواب في مسألتنا هذه، وانظر التعليق التالي.(4/173)
أَنَّهُ قَضَى فِي رَجُلٍ وَقَعَ عَلَى جاريةِ امرأتِهِ (1) بِغَيْرِ إِذْنِهَا، فقال النبيُّ (ص) : إِنْ كُنْتِ لَمْ تَأْذَنِي لَهُ رَجَمْتُهُ، وإِنْ كُنْتِ أَذِنْتِ لَهُ جَلَدتُّهُ مِئَةً.
وَرَوَى الْحَسَنُ (2) ،
عَنْ سَلَمة بْنِ مُحَبِّق، عن النبيِّ (ص) : أنَّ رَجُلا وقعَ عَلَى جَارِيَةِ امرأتِه، فرُفع إلى النبيِّ (ص) ، فقال النبيُّ (ص) : إِنْ كَانَتْ طَاوَعَتْهُ، فَهِيَ لَهُ، وعَلَيْهِ مِثْلُهَا. وإِنْ كَانَ اسْتَكْرَهَهَا، فَهِيَ حُرَّةٌ، ولِمَوْلاَتِهَا عَلَيْهِ مِثْلُهَا؟
_________
(1) في جميع النسخ: «جارية حبيب امرأته» ، هكذا بزيادة لفظة «حبيب» ، وهي زيادة مقحمة، ولم ترد في شيء من مصادر التخريج. وسبب ورودها هنا - والله أعلم-: أنَّ قوله: «جبير» صوب في الأصل إلى «حبيب» ، ولعل الذي قام بالتصويب لم يضرب على «جبير» ، فظن الذي نقل عن الأصل أن هذه الكلمة تتبع السطر الأسفل؛ لكونها جاءت بين السطرين، وهو هذا الموضع، ومرجع النُّسخ التي اعتمدناها إلى تلك النسخة التي وقع فيها هذا الخطأ.
(2) هو: ابن أبي الحسن البصري. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/476 رقم 15911) من طريق المبارك ابن فَضالة، وأحمد في "مسنده" (5/6 رقم 20063) ، وأبوداود في "سننه" (4461) ، والترمذي في "العلل الكبير" (425) ، والنسائي في "المجتبى" (3364) ، وفي "الكبرى" (7194) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قتادة، والنسائي في "الكبرى" (7192) ، وابن ماجه في "سننه" (2552) ، والدارقطني في "سننه" (3/84) من طريق هشام بن حسان، والنسائي في "الكبرى" (7193) من طريق يونس بن عبيد، أربعتهم (المبارك وقتادة وهشام ويونس) عن الحسن، عن سلمة به. ... ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (13417) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَن الْحَسَنِ، عَنْ قَبيصة بْنِ حُرَيْثٍ، عن سلمة به، ووقع في المطبوع: «قبيصة بن ذؤيب» .
ومن طريق عبد الرزاق رواه أبوداود في "سننه" (4460) ، والنسائي في "الكبرى" (7195) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/1167/السلفي) .
قال الترمذي في "العلل الكبير" (425) بعد أن رواه من طريق قتادة، عن الحسن، عن سلمة: «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: «رواه الفضل ابن دَلْهَم ومنصور بن زاذان وسلاَّم بن مسكين، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَبيصة بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ المحبِّق، وهو أصحُّ من حديث قتادة» ، ثم قال البخاري: «ولا يقول بهذا الحديث أحدٌ من أصحابنا» .
وقال أبو داود: «روى يونس بن عبيد وعمرو بن دينار ومنصور بن زاذان وسلاَّم عن الحسن هذا الحديث بمعناه، لم يذكر يونس ومنصور: قبيصة» .
وقال النسائي في "الكبرى": «ليس في هذا الباب شيء صحيحٌ يُحتَجُّ به» .
وقال العقيلي: «وفي هذا الحديث اضطراب» . وانظر "العلل" لابن المديني (ص57-60 رقم 70 و71 و74) .(4/174)
قلتُ لأبي: هما صَحِيحَينِ (1) ؟
قَالَ: نَعَمْ (2) .
قلتُ: حَبيبٌ عَنِ النعمانُ مُتَّصِلٌ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قلتُ: الحسن، عن سَلَمة مُتَّصِلٌ؟
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «صحيحان» ؛ لأنَّه خبر المبتدأ، والتقدير: «أهما صحيحان؟» ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية، وفيه وجهان:
الأوَّل: وجه الرفع على أنَّه خبر، والأصل: «صحيحان» إلا أنَّ الألف أميلت فكتبت ياءً، ولا تنطق إلا ألفًا ممالة: «صحيحين» . وانظر في سبب الإمالة في هذه الكلمة: التعليق على المسألة رقم (25) و (124) .
والثاني: وجه النصب «صحيحين» ، وفيه تخريجان؛ أحدهما: منصوبٌ على أنَّه حالٌ سدَّ مَسَدَّ الخَبر، والتقدير: «أهما مستقرَّانِ صَحِيحَين؟» ، وله شواهد في العربية. انظر تعليقنا على المسألة رقم (827) . وثانيهما: نصبه على أنَّه مفعول به لفعلٍ محذوف، والتقدير: «أهما يُعَدَّانِ عندك صحيحين؟» ، والله أعلم.
(2) قال ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (2/359) عن الحديث: «وصحَّحه أبو حاتم الرازي» .
وقال الترمذي في "العلل الكبير" (424) ؛ بعد أن ذكر أوجه الخلاف فيه: «وسمعت إسحاق بن منصور يذكر عن أحمد وإسحاق أنهما قالا بحديث حَبِيبِ بْنِ سالِم، عَنِ النُعْمَانِ» .(4/175)
قال: لا! حدَّثنا القاسمُ بنُ سَلاَّم (1) ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: حدَّثني قَبيصة بْنُ حُرَيْث، عَنْ سَلَمَة بْنِ مُحَبِّق، عَنِ النبيِّ (ص) ، فَأَدْخَلا (3) بَيْنَهُمَا قَبيصَةَ بنَ حُرَيث (4) ، فاتَّصَلَ الإِسْنَادُ (5) .
قلتُ: الْحَسَنُ سَمِعَ من سَلَمة، وروى محمدُ ابنُ مُسْلِمٍ الطَّائفي (6) ، عَنْ عَمرو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ: سمعتُ سَلَمةَ بنَ المُحَبِّق؟
قَالَ: هَذَا عِنْدِي غَلَطٌ غيرُ مَحْفُوظٍ.
قلتُ: فإنَّ قَتَادة يُختلَفُ عَلَيْهِ فِي هَذَا:
_________
(1) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/144) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/240) . وسبق تخريجه من رواية قتادة، عن الحسن، عن قبيصة، عن سلمة.
(2) هو: سلاَّم بن مسكين.
(3) لعل المقصود: القاسم بن سلاَّم، وأبوه.
(4) قوله: «ابن حريث» ليس في (أ) و (ش) و (ف) ، وفي (ك) : «بنت حريث» .
(5) قال البخاري: «قَبيصة بن حُرَيث؛ سمع سلمة بن المُحَبِّق، في حديثه نظر» . نقله العقيلي في "الضعفاء" (3/1166/السلفي) .
(6) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/72) ، والطبراني في "الكبير" (7/46 رقم 6338) . ورواه أحمد في "مسنده" (5/6 رقم 20060) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/240) من طريق حماد بن زيد، وعبد الرزاق في "المصنف" (13418) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1066) ، والطبراني في "الكبير" (7/45 رقم 6337) من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما (حماد وسفيان) عن عمرو بن دينار به.
قال البخاري: «لم يسمع الحسن من سلمة، بينهما قَبيصة بن حُرَيث، ولا يصحُّ» .(4/176)
يَرْوِي أَبَانُ (1) ،
عَنْ قَتَادة؛ قَالَ: حدَّثنا خَالِدُ بْنُ عُرْفُطَة، عَنْ حَبِيب بْنِ سالِم، عَنِ النُّعمان بْنِ بَشِيرٍ.
وَرَوَى همَّام (2) ، عَنْ قَتَادة، عَنْ حَبيب بْنِ يِساف، عَنْ حَبيب بْنِ سالم، عَنْ النُّعمان.
فأيُّ هَذَا أشبهُ؟
قَالَ: حديثُ همَّام أشبهُ، وحبيبُ بنُ يِسَاف (3) مجهولٌ، لا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى عَنْهُ غيرَ قَتَادة هَذَا الْحَدِيثَ الواحدَ، وَكَذَلِكَ خَالِدُ بْنُ
_________
(1) هو: ابن يزيد العطار. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/275 و276 رقم 18425 و18426) ، وأبو داود في "سننه" (4458) ، والنسائي في "المجتبى" (3361) ، وفي "الكبرى" (7190) .
وقال الترمذي في "العلل الكبير" (424) : «وقال شُعْبَةَ: عَنْ أَبِي بشر، عَن خَالِدُ بْنُ عَرْفَطَةَ، عَنْ حَبِيبِ، عن النعمان، عن النبي (ص) » . اهـ.
ومن طريق شعبة هذه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/277 رقم 18444) ، والدارمي في "المسند" (2375) ، وأبوداود (4459) ، والنسائي في "الكبرى" (5526 و7187-الرسالة) ، والحاكم في "المستدرك" (4/365) .
(2) هو: ابن يحيى العَوْذي. وروايته على هذا الوجه أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/145) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/239) من طريق = = أبي عمر الحوضي عنه، به.
ورواه النسائي في "الكبرى" (7191) من طريق حَبَّان بن هلال، والبيهقي (8/239) من طريق هُدْبَة بن خالد، كلاهما (حَبَّان وهُدْبَة) عَن همام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ حَبيب ابن سالم، عَنْ حَبِيبِ بْنِ يِساف، عَنْ النعمان، به.
وقد ذكر البيهقي أنه اختُلِف فيه على همام، ثم روى الوجهَين السابقَين وقال: «هكذا وجدتهما في الكتاب» .
(3) في (ك) : «حبيب بن همام» .(4/177)
عُرْفُطَةَ مجهولٌ، لا نعرفُ أَحَدًا يُقَالُ (1) لَهُ: خالدُ بنُ (2) عُرْفُطَة، إلا واحدً (3) ؛ الَّذِي لَهُ صُحْبة.
1347 - وسُئِلَ (4) أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالواحد بْنُ زِيَادٍ، ويَعْلى بنُ عُبَيد (5) ،
وَأَبُو عَوَانة (6) ، وعليُّ (7) بنُ مُسْهِر، وعبدُالله بْنُ نُمَير (8) ، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ عمرو ابن مُرَّة، عَنْ أَبِي البَخْتَري (9) ، عَنْ أَبِي بَرْزَة (10) ؛ قَالَ: انتهَيْتُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ (11) وَهُوَ غَضْبَانُ يَتَلَظَّى (12)
_________
(1) في (ك) : «فقال» .
(2) في (أ) و (ت) و (ك) : «عن» بدل: «بن» .
(3) كذا في جميع النسخ، دون ألف تنوين النصب، وهو هنا مستثنًى من استثناءٍ تامٍّ منفي؛ فإما أن ينصب على الاستثناء، أو يعرب بدلاً من المستثنى منه - وهو «أحدًا» - فيأخذ إعرابه وهو هنا النصب أيضًا. ويخرَّج على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (1343) عن أبي زرعة وحده.
(5) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (6) ، وأخرجه النسائي في "سننه" (4073) من طريق أبي داود الحراني، والدارقطني في "الأفراد" (17/ب/أطراف الغرائب) من طريق محمد بن عبيد، ثلاثتهم (الحميدي والحراني ومحمد) عن يعلى بن عبيد، به.
قال الدارقطني: «غريبٌ من حديث محمد بن عبيد عن أخيه يعلى، عن الأعمش، عن أبي البختري عنه» .
(6) هو: وضَّاح بن عبد الله اليَشكُري. وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (4074) .
(7) في (ك) : «وأبو عوانة علي» .
(8) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الديات" (ص118) .
(9) هو: سعيد بن فيروز.
(10) في (أ) : «أبي سوزة» ، ولم تتضح في (ش) .
(11) في (ك) : «إلى أبو بكر» .
(12) شبَّه شدَّة غضبه بالنار تَتَلَظَّى، أي: تتلَهَّب، واللَّظَى: النارُ أو لَهَبُها. انظر "القاموس" (لظي/ص1331) .(4/178)
عَلَى رَجُلٍ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا الَّذِي أغضَبَكَ فأَضْرِبَ عنقَهُ؟ قَالَ: مَا كَانَ هَذَا لأحدٍ بَعْدَ رسول الله (ص) .
وَرَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ (1) ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الأعمَش، عَنْ عَمْرِو بن مُرَّة، عن سالم ابن أَبِي الجَعْد، عَنْ أَبِي بَرْزَة.
وَرَوَاهُ شُعْبة، وزيدُ بنُ أَبِي أُنَيْسة (2) ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّة (3) ، عن
_________
(1) هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الديات" (ص 118) ، والنسائي في "سننه" (4072) ، والمروزي في "مسند أبي بكر" (68) .
وسقط: «عمرو بن مرة» من المطبوع من "الديات".
قال الدارقطني في "العلل" (39) : «وقال أبو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ رجل، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي برزة. وقال عليُّ بن صالح المكي: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّة، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أبي هريرة، ووَهِمَ فيه؛ قال ذلك خالد بن نزار، عن سعيد بن سالم عنه» .
(2) كذا ذكر المصنف هنا رواية شعبة مقرونة برواية زيد بن أبي أنيسة، وكذا ذكرهما الدارقطني في "العلل" (1/237) ووقع عنده في المطبوع: «أبو نضرة» ، وأشار محققه إلى أنَّه في "النسخة الهندية" من مخطوط العلل: «أبو نصر» ، وأبو نصر: هو حميد بن هلال، وقد تقدَّم تخريج رواية شعبة في المسألة رقم (1343) وفيها: «عن حميد بن هلال» .
وأمَّا رواية زيد بْن أَبِي أنيسة فأخرجها أبو يعلى في "مسنده" (80) ، ووقع عنده في المطبوع: «أبو نصر» وهي كذلك في الأصل الخطي من "مسند أبي يعلى" ولكن وضع عليها الناسخ كلمة «لا» ، ثم صوبها في الهامش إلى: «أبو بصير» وهو خطأ لا شك فيه. وقد أخرج النسائي في "سننه" (4075) وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 118) الحديث من طريق زيد بن أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّة، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي برزة، به. قال النسائي: «هذا خطأ، والصَّواب أبو نصر، = = واسمه حميد بن هلال خالفه شعبة» . ثم أورد رواية شعبة وفيها: «أبو نصر» .
(3) من قوله: «عن سالم ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.(4/179)
أَبِي نَصْرٍ (1) ، عَنْ أَبِي بَرْزَة (2) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ من حَدِيثِ الأعمَش (3) : عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّة، عَنْ أَبِي البَخْتَري.
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ (4) بعضُهُم عَنِ الأعمَش، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي نَصْر حُمَيد بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبِي بَرْزَة.
وَرَوَى يُونُسُ بْنُ عُبيد (5) ، عَنْ حُمَيد بْنِ هِلالٍ - وَهُوَ أبو نَصْر - عن عبد الله (6) بْنِ مُطَرِّف، عَنْ أَبِي بَرْزَة (7) .
قال أبي: والصَّحيحُ: مارواه (8) يُونُسُ بْنُ عُبَيد، وَهُوَ أشبهُها،
_________
(1) في (أ) و (ش) : «أبي نضرة» ، والصواب ما أثبتناه، وقد ضبَّب ناسخ (ك) على قوله: «نصر» ، ويبدو أن السائل قد حمل رواية زيد بْن أَبِي أُنيسة على رواية شعبة. والله أعلم.
(2) في (ت) و (ف) : «أبي بردة» .
(3) هذا التصحيح من أبي زرعة إنما هو لبيان الراجح من الاختلاف على الأعمش فَحَسْبُ؛ وإلا فقد تقدم في المسألة رقم (1343) أنه صحَّح حديث يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بن هلال، عن عبد الله بْنِ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، وهو الذي وافقه عليه أبو حاتم، والبزار، والنسائي، والدارقطني.
(4) في (أ) و (ش) : «روى» .
(5) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1343) .
(6) في (أ) و (ش) : «عبيد الله» .
(7) من قوله: «وروى يونس ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) بسبب انتقال بصر الناسخ.
(8) في (ف) : «ما روى» .(4/180)
وَلَيْسَ لأَبِي البَخْتَريِّ مَعْنًى.
1348 - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عبد الصَّمد بن عبد الوارث (1) ،
عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتَوائي، عَنْ قَتَادة، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ عَلِيًّا أَخَذَ قَوْمًا مِنَ الزُّطِّ (2) اتَّخذوا صَنَمًا فحرَّقَهُم بِالنَّارِ ... ؟
قَالَ: كَذَا يَرْوِيهِ عبد الصَّمد! وَإِنَّمَا هُوَ: قَتَادة، عَنْ عِكْرِمَة: أنَّ عَلِيًّا ... (3) .
1349 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عن
_________
(1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/322 رقم 2966) ، والنسائي في "سننه" (4065) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2533) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (3/81/مسند علي) ، وابن حبان في "صحيحه" (4475) ، والطبراني في "الكبير" (10/272 رقم 10638) ، والدارقطني في "الأفراد" (144/ب/أطراف الغرائب) .
قال الدارقطني: «تفرَّد به عبد الصمد بن عبد الوارث، عن هشام، عن قتادة، عنه» .
(2) الزُّطُّ، بضم الزاي: جِيلٌ من الهند، معرَّبُ «جَتّ» ، بالفتح، والواحدُ: زُطِّيٌّ. "القاموس" (ز ط ط/ص668) . وفي "اللسان" (ز ط ط/7/308) : الزُّطُّ: جِيلٌ أسوَدُ من السِّند، إليهم تُنسَب الثياب الزُّطِّيَّة.
قال د. ف عبد الرحيم: هذه الكلمة - أي: الزُّطّ - هندية، أصلها: «جات» بألف بعد الجيم، وبالتاء اللثوية. "القول الأصيل، فيما في العربية من الدخيل" (ص110) .
(3) الحديث رواه البخاري في "صحيحه" (3017) من طريق أيوب، عن عكرمة؛ أنَّ عليًّا حرَّق قومًا، فبلغ ابن عباس فقال: لو كنتُ أنا لم أحرِّقْهم؛ لأنَّ النبيَّ (ص) قال: «لا تعذِّبوا بعذابِ الله» ، ولقتلتُهم كما قال النبيُّ (ص) : «من بَدَّل دينَه فاقتُلوه» .(4/181)
أيُّوب (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي (2) عَطِيَّة الهَمْداني: أنَّ عُمَرَ بْنَ الخطَّاب قَالَ فِي أمِّ الْوَلَدِ: إِنْ كفَرَتْ أَوْ زَنَتْ أَوْ فَجَرَتْ، فَهِيَ رقيقٌ.
قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: مَالِكُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ، وَيُقَالُ: ابْنُ عَامِرٍ (3) ، وَهُوَ: أَبُو عَطِيَّة الهَمْداني، ثُمَّ الوَادِعي (4) .
1350 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه حمَّاد ابن سَلَمة، عَن حُمَيد (5) ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ غُلامًا سَرَقَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، فأُتِيَ بِهِ عُمَرُ، فشَبَرَ الغلامَ (6) ، وأَخَذَ مَقايِسَهُ، فنَقَصَ أُنْمُلَةً (7) ؛ فَلَمْ يَقْطَعْهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ حدَّثنا الأَنْصَارِيُّ (8) ، عَنْ حمَّاد (9) ، عن
_________
(1) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.
(2) قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ك) .
(3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (21599) ، وابن حزم في "المحلى" (9/219) من طريق ابن سيرين، عنه، عن عمر به.
(4) ترجمته في "التاريخ الكبير" (7/305) ، و"الجرح والتعديل" (8/213) .
(5) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل.
(6) أي: قاسه بشِبْرِه، والشِّبْرُ: ما بين أعلى الإبهام وأعلى الخِنْصَر بالتفريج المعتاد. انظر "لسان العرب" (4/391) ، و"المصباح المنير" (1/302-303) .
(7) في كلمة «أنملة» تِسْع لغات، ومثلها كلمة «إصبع» مع لغة عاشرة هي «أُصْبُوع» ، وقد جمع العِزُّ القَسْطَلاَّنِيُّ ذلك كلَّه في قوله [من البسيط] :
وَهَمْزَ أُنْمُلَةٍ ثَلِّثْ وَثَالِثَهُ
أَلتِّسْعُ في أُصْبُعٍ وَاخْتِمْ بِأُصْبُوع
انظر: "تاج العروس" (ن م ل) (5/758) .
(8) هو: محمد بن عبد الله بن المثنَّى.
(9) في (ت) : «حَمَّاد بن» ، وكذا في (ك) ، لكن بعد قوله: «بن» بياض بمقدار كلمة، ونظن أن الصَّواب: «عن حميد» ؛ لأن الأنصاري يروي عن حميد، ولا يروي عن حماد كما في "تهذيب الكمال" (25/540) . وقد أخرج ابن أبي شيبة هذا الأثر في "المصنف" (28146) من طريق مروان بن معاوية، عَن حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنّ أبا بكر أتي بغلام ... فذكره.(4/182)
أَنَسٍ: أنَّ غُلامًا سَرَقَ، فأُتِيَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ فشَبَرَهُ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ.
قلتُ لأَبِي: فَمَا مَعْنَى هَذَا الحديثِ؟ وَهَلْ تقولُ بِهِ؟
قَالَ: كَانَ إِسْحَاقُ بْنُ راهُوْيَهْ يأخُذُ بِهِ، وَأَمَّا نحنُ فإنَّا نذهَبُ إلى حديثِ النبيِّ (ص) ؛ فِي البُلُوغِ خمسةَ عَشَرَ (1) ، أَوِ احتلامٍ (2)
قبل
_________
(1) يشير إلى ما أخرجه البخاري (2664 و4097) ، ومسلم (1868) من حديث ابن عمر ح وفيه: «ثم عرضني يوم الخندق، وأنا ابن خمسَ عشْرَة سنة فأجازَني» . فقد استدلَّ به أحمد وابن وَهْب والشافعي والجمهور على أن حدَّ بلوغ الصِّبيان خمسَ عشْرَة سنة. انظر "فتح الباري" (5/276-279) ، و"مسلم بشرح النووي" (13/12) .
(2) لما أخرجه البخاري (1354) في ذكر قصَّة خروج النبي (ص) إلى ابن صيَّاد وعرضه الإسلام عليه، وفيه: «وقد قارب ابن صيَّاد الحُلُم ... » الحديث.
ولما أخرجه مسلم (2206) من حديث جابر أن أم سلمة استأذنَتْ رسولَ الله (ص) في الحِجامة، فأمر النبيُّ (ص) أبا طيبة أن يحجمَها. قال: حسبت أنه قال: كان أخاها من الرَّضَاعة، أو غلامًا لم يحتلم.
ولما أخرجه أحمد (6/100-101 رقم 24694 و24703 و25114) ، والدارمي (2342) ، وابن ماجه (2041) ، وأبو داود (4398) ، والنسائي في "المجتبى" (3432) ، وابن حبان (142) ، والحاكم (2/59) من طرق عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عن عائشة، عن النبيِّ (ص) قال: «رُفعَ القلمُ عن ثلاث: عن النَّائم حتَّى يستيقظَ، وعن الصَّبيِّ حتى يحتلم ... » الحديث.
قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وصححه الألباني. وصحَّ هذا أيضًا من حديث علي ح، أخرجه ابن ماجه والترمذي وأبو داود وابن خزيمة وابن حبان وغيرهم.(4/183)
ذَلِكَ، وَإِذَا [أَشْكَلَ] (1) نُظِرَ إِلَى العانَةِ، فإنْ نبَتَ فَهُوَ بلوغٌ (2) .
1351 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى ابن سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامة بْنِ سَهْل، عَنْ عُثْمَانَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلم ٍ إِلاَّ بإِحْدَى ثَلاَثٍ ... ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا سُلَيمانُ (3) بنُ حَرْبٍ (4) ، وأحمدُ بنُ يُونُسَ، عَنْ حمَّاد بْنِ زيد هكذا.
_________
(1) المثبت من (ك) ، وفي بقية النسخ: «شكل» .
(2) لحديثِ عطيَّة القُرَظي الذي أخرجه أحمد (4/310 رقم 18776 و19421 و19422) ، وابن ماجه (2541) ، والترمذي (1584) ، وأبو داود (4404) ، والنسائي في "المجتبى" (3430) ، وفي "الكبرى" (8620 و8621 و7474) ، والحاكم (2/123) و (3/35) من طرق عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، سمعتُ عطيَّة القُرَظي يقول: عُرِضنا على رسول الله (ص) يومَ قُرَيظَة، فكان من أنبَتَ قُتِل، ومن لم يُنبِت خُلِّيَ سبيلُه، فكنت فيمن لم يُنبِت فخُلِّي سبيلي. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .
وقال الحاكم في الموضع الأول: «صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرِّجاه» ، وفي الموضع الثاني: «صحيح الإسناد، ولم يخرِّجاه» . ووافقه الذهبي.
وصحَّحه الشيخ الألباني.
(3) في (ش) : «سلمان» .
(4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/70 رقم 509) ، وابن شبة في "تاريخ المدينة" (4/1186) ، وأبوداود في "سننه" (4502) ، وابن الجارود في "المنتقى" (836) ، والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" لأحمد (830) ، والحاكم في "المستدرك" (4/350) .
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (3/67) ، وأحمد في "مسنده" (1/61 رقم 437) ، وفي "فضائل الصحابة" (806) من طريق سليمان بن حرب وعفَّان، عن حماد به.(4/184)
وحدَّثنا ابنُ الطَّبَّاع (1) ، عَنْ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ، فَقَالَ: عَنْ يَحْيَى، عن أبي أُمامةَ وعبد الله بنُ عَامِرِ (2) بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عثمان، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: غَلِطَ ابنُ الطَّبَّاع؛ حديثُ عبد الله ابن عامر غيرُ مرفوعٍ، هو موقوفٌ؛ فإنَّ حمَّاد ابن سَلَمة رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي أُمامة بْنِ سَهْل، عْنَ عُثْمَانَ، مَوْقُوفٌ (3) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أشبهُ (4) ؟
قَالَ: لا أعلمُ أَحَدًا يُتَابِعُ حمَّادَ بنَ زيد على رفعه (5) .
قلتُ: فالموقوفُ عندك (6) أشبهُ؟
_________
(1) هو: محمد بن عيسى. وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (4019) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/194) .
(2) من قوله: «ابن الطباع ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .
(3) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
وقد نقل الترمذي في"العلل الكبير" (595) عن البخاري أنه قال: «وحديث يحيى بن سعيد الأنصاري في هذا الباب عن عبد الله بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عثمان قوله» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (285) الاختلاف على حماد بن زيد في هذا الحديث، ثم قال: «وحديث عبد الله بن عامر بن ربيعة هو حديثٌ آخرُ موقوف على عثمان، وَهِمَ محمد بن عيسى في الجمع بينه وبين أبي أمامة في هذا الحديث» .
(4) أي: المرفوع، أو الموقوف؟
(5) بل تابعه حماد بن سلمة كما سيأتي.
(6) في (أ) : «وعندك» .(4/185)
قَالَ: نَعَمْ (1) .
1352 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبدُالصَّمَد بن عبد الوارث (2) ، عن رِئَاب (3) ابن سُلَيمان الأَسَدي، عن عبد الرحمن بْنِ سَيَابَة؛ قَالَ: سمعتُ عَلِيًّا (4) يَقُولُ: يكونُ فِي آخِرِ الزمانِ أقوامٌ (5) لهم
_________
(1) أخرج الترمذي هذا الحديث في "جامعه" (2158) من طريق حماد بن زيد، ثم قال: «وهذا حديثٌ حسن. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَن يحيى بن سعيد فرفعه. وَرَوَى يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وغيرُ واحد عن يحيى بن سعيد هذا الحديث فأوقفوه ولم يرفعوه. وقد رُويَ الحديث من غير وجه عن عثمان، عن النبي (ص) مرفوعًا» . اهـ.
وذكره في "العلل الكبير" (595) ، وذكر أنه سأل البخاري عنه فقال: «رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ يحيى بن سعيد مثله ورفعه. حدثنا به داود بن شبيب، عن حماد ابن سلمة. وحديث يحيى بن سعيد الأنصاري في هذا الباب عن عبد الله بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عثمان قوله. وحديث أَبِي أُمَامَةَ بْن سهل بْن حنيف، عن عثمان، عن النبي (ص) مرفوع. قال محمد - أي: البخاري -: روى الحديثين جميعًا يحيى بن سعيد الأنصاري» ، ثم قال الترمذي: «وإنما روى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد الأنصاري مرفوعًا: حماد بن سلمة وحماد بن زيد، وأما الآخرون فرَوَوا عن يحيى بن سعيد موقوفًا» . اهـ. وانظر "مسند البزار" (381) .
(2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/333 رقم 1127) تعليقًا.
(3) في (ش) : «ربات» .
(4) قوله: «عليًّا» سقط من (ك) .
(5) الأقوام: جمعُ قوم، و «القومُ» في اللغة يُطْلَق على الرجال؛ لأنهم هم الذين يقومون بالأمور، ومن ذلك قوله تعالى: [الحُجرَات: 11] {لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ} .
وقد يطلق القوم على الرجال والنساء جميعًا على التغليب؛ كما في قوله تعالى: [نُوح: 1] {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} . وانظر "الزاهر" لأبي بكر الأنباري (2/160-161) ، و"الكوكب الدري" للإسنوي (ص283) ، و"مفردات القرآن" للراغب الأصبهاني (قوم) ، وانظر تفسير الآيتين المذكورتين.(4/186)
أرحامٌ مَنْكُوسَةٌ، يُنْكَحُونَ كَمَا تُنكَحُ النساءُ، فَمَنْ أدركهُمْ فليقتُلِ الفاعلَ والمفعولَ بِهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
1353- وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زرعة عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ جُرَيج (2) ،
_________
(1) نقل بعض هذا النص الزيلعي في "نصب الراية" (3/364) ، وابن حجر في "التلخيص" (4/123) .
(2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/380 رقم 1507) ، وأبو داود في "سننه" (4391 و4392 و4393) ، والترمذي في "جامعه" (1448) ، والنسائي في "سننه" (4972-4973) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/171) ، والدارقطني في "سننه" (3/187) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/153) من طرق عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزبير، عن جابر به معنعنًا من ابن جريج.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (18858 و18860) عن ابن جريج به، معنعنًا.
ورواه عبد الرزاق (18844) عن ابن جريج قال: قال لي أبو الزبير به.
ورواه ابن ماجه في "سننه" (2591) من طريق محمد بن بشار، والطحاوي في "شرح المشكل" (1314) من طريق يزيد بن سنان، كلاهما (محمد ويزيد) عن أبي عاصم الضحَّاك بن مخلد، عن ابن جريج به معنعنًا.
ورواه الدارمي في "مسنده" (2356) عن أبي عاصم، عن ابن جريج قال: أنبأنا أبو الزبير به.
ورواه ابن حبان في "صحيحه" (4456 و4457) من طريق عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزبير وعمرو بن دينار، عن جابر به.
ورواه ابن المبارك في "مسنده" (148) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أبو الزبير به. ومن طريق ابن المبارك رواه النسائي في "الكبرى" (7463) .
ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/171) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/68/بشار عواد) من طريق مكي بن إبراهيم، عن ابن جريج: أخبرني أبو الزبير، به.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (18845 و18859) عن ياسين الزيات أنه سمع أبا الزبير يحدث عن جابر، به. ومن طريق عبد الرزاق رواه ابن عدي في "الكامل" (7/183-184) .(4/187)
عَنْ أَبِي الزُّبَير (1) ، عَنْ جَابِرٍ بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) : لَيْسَ عَلَى مُخْتَلِسٍ ولاَ خَائِنٍ ولاَ مُنْتَهِبٍ قَطْعٌ؟
فَقَالا: لَمْ يَسْمَعِ ابنُ جُرَيج هَذَا الحديثَ مِنْ أَبِي الزُّبَير، يُقَالُ (2) : إِنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ ياسينَ الزَّيَّاتِ، عَنْ أبي الزُّبَير (3) .
_________
(1) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
(2) في (ك) : «فقال» .
(3) روى ابن عدي في "الكامل" (7/184) بإسناده إلى عبد الرزاق قال: «أهلُ مكة يقولون: إن ابن جريج لم يسمع من أبي الزبير؛ إنما سمع من ياسين» .
وقال أبو داود في "سننه" (4393) : «هذان الحديثان لم يسمعهما ابن جريج من أبي الزبير، وبلغني عن أحمد بن حنبل أنه قال: إنما سمعهما ابن جريج من ياسين الزيات» .
وذكر النسائي في "سننه" (4972) أن ابن جريج لم يسمعه من أبي الزبير.
وقال النسائي أيضًا: «وَقَدْ رَوى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابن جريج عيسى بن يونس، والفضل بن موسى، وابن وَهْب، ومحمد بن ربيعة، ومخلد بن يزيد، وسلمة بن سعيد - بصرى ثقة، قال ابن أبي صفوان: وكان خيرَ أهل زمانه -، فلم يقل أحدٌ منهم: حدثني أبو الزبير، ولا أحسبه سمعه من أبي الزبير» .
وقال الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/68/بشار عواد) : «لا أَعْلَمُ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عن ابن جريج مجوَّدًا هكذا غيرُ مكي بن إبراهيم إن كان أحمد بن الحباب حفظه عنه؛ فإن الثوري وعيسى بن يونس وغيرهما رَوَوه عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزبير لم يذكروا فيه الخبر، وكان أهل العلم يقولون: لَمْ يَسْمِعِ ابْنُ جُرَيْجٍ هَذَا الحديثَ من أبي الزبير، وإنما سمعه من ياسين الزيات عنه، فدلَّسه في روايته عن أبي الزبير» .
وقال الخليلي في "الإرشاد" (1/352) : «ويقال: إن هذا لم يسمعه من أبي الزبير، لكنه أخذه عن ياسين الزيات - وهو ضعيف جدًّا - عن أبي الزبير» .
وقال ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (2/373) : «هذا الحديث رواه عَشَرة من الحفاظ الكبار عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزبير، عنه، وقد قال الإمام أحمد، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وغيرهم: إنما سمعه ابن جريج من ياسين بْن معاذ الزيات، عَنِ أبي الزبير، وياسين ضعيفٌ. لكن رواه النسائي من حديث المغيرة ابن مسلم القَسْمَلي، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ مرفوعًا، والله أعلم» . اهـ.(4/188)
فَقَالا: قَالَ (1) زيدُ بنُ حُباب (2) ، عَنْ يَاسِينَ (3) : أَنَا حَدَّثتُ بِهِ ابنَ جُرَيج، عَنْ أَبِي الزُّبَير.
فقلتُ لَهُمَا: مَا حالُ يَاسِينَ؟
فَقَالا: لَيْسَ بقويٍّ.
1354 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ ابنُ وَهْب (4) ، عَنْ مَالِكٍ (5) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يحيى بن عبد الرحمن بْنِ حاطِب (6) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ: أنَّ (7) رَقِيقًا (8) لحاطِب (9) بْنِ أَبِي بَلْتَعَة سَرَقُوا نَاقَةً لرجلٍ مِنْ مُزَيْنَة، فانتَحَروها، فرُفِعَ ذَلِكَ إلى عمر، فأمَرَ
_________
(1) في (ف) : «فإن» بدل: «قال» .
(2) في (ف) : «خباب» .
(3) من قوله: «الزيات عن ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال البصر.
(4) هو: عبد الله. وروايته أخرجها في "موطئه" - كما في "الاستذكار" (22/262) - قال: وحدثني مالك بْن أَنَس والليث بْن سَعْد وسعيد بن عبد الرحمن الجُمَحي، عن هشام بن عروة، به. ورواه ابن وَهْب في "موطئه" أيضًا - كما في "الاستذكار" (22/261) - قال: أخبرني عبد الرحمن بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عن عروة ابن الزبير، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، به.
(5) هو: ابن أنس، الإمام المشهور.
(6) في (ك) : «خاطب» .
(7) قوله: «أن» مكرر في (ك) .
(8) في (ف) : «رفيقًا» .
(9) في (ك) : «لخاطب» .(4/189)
كَثِيرَ بنَ الصَّلْت أَنْ يقطعَ أيديَهُم، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: إنِّي أَرَاكَ تُجِيعُُهم، وَاللَّهِ! لأُغَرِّمَنَّكَ غُرْمًا يَشُقُّ (1) عَلَيْكَ، ثُمَّ قَالَ للمُزَني: كَمْ ثمنُ نَاقَتِكَ؟ قَالَ: أربعُ مئةِ درهمٍ؛ قال: أعطِهِ ثمانَ مِئَةِ (2) درهمٍ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَفِي "مُوَطَّإِ مَالِكٍ" (3) :
عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أبيه، عن يحيى بن عبد الرحمن، عَنْ عُمَرَ، وَلَمْ يقُل: «عَنْ أَبِيهِ» ، وَهَذَا الصَّحيحُ (4) .
1355 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يونس بْن يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْري؛ قَالَ: بَلَغَنا عَنِ السَّائب بْنِ يَزِيدَ: أنَّ عبد الله بْنَ عَمرو بْنِ الحَضْرَمي أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بعَبْدٍ لَهُ سَرَق، فَقَالَ: مالُكَ سَرَقَ بعضُهُ بعضًا؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «يشتق» .
(2) قوله: «ثمان مئة» حذفتْ ياء «ثماني» ، وجعل الإعراب على النون؛ وهذا صحيح في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (525) .
(3) (2/748 رقم1436 رواية يحيى الليثي) ، و (2905/رواية أبي مصعب الزهري) ، ورواه الإمام الشافعي في "الأم" (7/231) عن مالك.
ورواه ابن حزم في "المحلى" (11/324) من طريق يحيى بن بكير، عن مالك به.
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/210) من طريق جعفر بن عَون، عن هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَحْيَى ابن عبد الرحمن بن حاطب قال: أصابَ غلمانٌ ... فذكره، وليس فيه: عن أبيه.
(4) قال ابن عبد البر في "الاستذكار" (22/262) : «هكذا قال ابْنُ وَهْب فِي هَذَا الْحَدِيثِ أيضًا عن مالك ومَنْ ذَكَر معه، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، وليس في "الموطأ": «عن أبيه» عند جمهور الرواة له عن مالك، وأظن ابن وَهْب وَهِمَ فيه عن مالك لرواية الليث وغيره له، كذلك؛ إذ جمعهم في حديث واحد، وكان عنده أيضًا فيه عن ابن أبي الزناد بإسناده كذلك "عن أبيه"، فأجرى مالكًا مُجراهم في ذلك فوهِمَ، والله أعلم. ولعله أن يكونَ مالكًا ذاكرًا [كذا، ولعل صوابه: مالكٌ ذاكَره] بما رواه غيرُه، فمال إلى ذكره؛ لأنه كذلك رواه عنه في "موطئه" دون سائر الرواة» .(4/190)
قَالَ أَبِي: رَوَى (1) هَذَا الحديثَ كلُّ أصحابِ الزُّهْري (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنِ السَّائب.
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: الزُّهْري؛ أَخْبَرَنِي السَّائب.
وكثيرٌ مِنْهُمْ يَقُولُ: الزُّهْري عَنِ السَّائب، وَلا أَدْرِي مَا يقولُ يُونُسُ؟!
الصَّحيحُ: مَا يَقُولُ الحُفَّاظُ مِنْ أَصْحَابِ الزُّهْري: عَنِ السَّائب.
1356 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ اللَّيْث (4) ، عَنْ بُكَير بن
_________
(1) في (ك) : «وروى» بالواو.
(2) أخرجه مالك في "الموطأ" (2/839) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (18866) عن معمر، ومسدد في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (1866) -، وابن أبي شيبة في "المصنف" (28559) ، والدارقطني في "سننه" (3/188) من طريق ابن عيينة، والطبراني في "مسند الشاميين" (2997) من طريق شعيب بن أبي حمزة، أربعتهم (مالك ومعمر وابن عيينة وشعيب) عن الزهري، عن السائب، عن عبد الله بن عمرو الحضرمي، به.
ومن طريق مالك رواه الشافعي في "الأم" (6/151 و7/233) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/282) ، والبغوي في "شرح السنة" (2601) .
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (1358) .
(4) هو: ابن سعد. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/466 رقم 15835) عن أبي سلمة الخزاعي، عن الليث به.
قال أبو سلمة: وكان ليثٌ حدثناه ببغداد عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عن بكير، عن سليمان، فلما كنا بمصر قال: أخبرناه بكير بن عبد الله بن الأشج.
ورواية الليث عن يزيد أخرجها البخاري في "صحيحه" (6848) ، وأحمد في "مسنده" (3/466 رقم 15832) .(4/191)
الأَشَجّ، عَنْ سُلَيمان بْنِ يَسار، عن عبد الرحمن بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَة بن نِيار (1) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ يُجْلَدُ فَوْقَ عَشَرَةِ أَسْوَاطٍ إِلاَّ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ ابْنِ وَهْب (2) ، عَنْ عَمرو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَير بْنِ الأَشَجّ، عَنْ سُلَيمان بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَة بْنِ نِيار، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ يُجْلَدُ فَوْقَ عَشَرَةِ أَسْوَاطٍ إِلاَّ فِي حَدٍّ.
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حَفْص بْنُ مَيْسَرة (3) ، عَنْ مُسْلِم بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: حديثُ عَمرو بْنِ الْحَارِثِ؛ لأنَّ نَفْسَين (4) قَدِ اتَّفقا عَلَى أَبِي
_________
(1) اسمه: هانئ.
(2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (6850) ، ومسلم في "صحيحه" (1708) .
(3) ذكر روايته الدارقطني في "العلل" (6/24) .
وأخرجها البخاري في "صحيحه" (6849) من طريق فضيل بن سليمان، حدثنا مسلم بن أبي مريم، حدثني ابن جابر عمَّن سمع النبي (ص) .
(4) هما: الليثُ، وعمرو بن الحارث.(4/192)
بُرْدَةَ بنِ نِيار، قَصَّر أحدُهما ذِكْرَ جابرٍ (1) ، وحَفِظَ الآخرُ جَابِرًا (2) .
1357 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُفَضَّل بن فَضَالَة (4) ،
_________
(1) أي: قصَّر أحدهما في ذِكْرِ جابرٍ، لكنْ حُذِفَ حرف الجر «في» ؛ فانتصب ما بعده، على نزع الخافض. انظر التعليق على المسألة رقم (12) .
(2) قال الترمذي في "جامعه" (1463) : «والصَّحيح حديث الليث بن سعد، إنما هو: عبد الرحمن بن جابر ابن عبد الله، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ، عن النبي (ص) » .
واختلف قول الدارقطني في هذا الحديث، فرجَّح في "التتبع" (ص 226) ما رجَّحه أبو حاتم هنا فقال: «وقول عَمرو [أي: ابن الحارث] صحيحٌ، والله أعلم؛ لأنه ثقة وقد زاد رجلاً، وتابعه أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ بُكَيْرِ، عن سليمان، عن عبد الرحمن بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي بردة، مثله» . ورجَّح في "العلل" (952) ما رجَّحه الترمذي فقال: «والقول قول الليث بن سعد، ومن تبعه عن بكير» .
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (12/177) : «وحاصل الاختلاف: هل هو عن صحابي مبهم أو مسمًّى؟ الرَّاجح الثاني، ثم الرَّاجح أنه أبو بردة بن نيار. وهل بين عبد الرحمن وأبي بردة واسطة وهو جابر، أو لا؟ الرَّاجح الثاني أيضًا» . وقال: «ولم يقدح هذا الاختلاف عند الشيخين في صحة الحديث، فإنه كيفما دار يدور على ثقة، ويحتمل أن يكون عبد الرحمن وقع له فيه ما وقع لبكير بن الأشج في تحديث عبد الرحمن بن جابر لسليمان بحضرة بكير، ثم تحديث سليمان بكيرًا به عن عبد الرحمن، أو أن عبد الرحمن سمع أبا بردة لما حدث به أباه وثبَّته فيه أبوه، فحدَّث به تارة بواسطة أبيه وتارة بغير واسطة» .
(3) نقل الزيلعي في "نصب الراية" (3/376) هذا النص بتمامه.
(4) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1059) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/277) من طريق عبد الرحمن الخلال، والنسائي في "سننه" (4984) من طريق حسان بن عبد الله، والطبراني في "الأوسط" (9274) ، والدارقطني في "سننه" (3/182) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/322) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/277) من طريق عبد الله بن صالح، والدارقطني = = أيضًا من طريق سعيد بن عُفير وعبد الغفار بن داود، خمستهم (عبد الرحمن وحسان وعبد الله وسعيد وعبد الغفار) عن المفضل بن فضالة به.
ومن طريق النسائي رواه ابن عبد البر في "الاستذكار" (24/211) .
ورواه الدارقطني في "سننه" (3/183) من طريق إسحاق بن الفرات، عن المفضل، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بن مخرمة، عن عبد الرحمن بن عوف به. قال الدارقطني: «هذا وهمٌ من وجوهٍ عدَّة» .(4/193)
عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِي، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن المِسْوَر بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن عَوْف، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لا يُغَرَّمُ السَّارِقُ إِذَا أُقِيمَ عَلَيْهِ (1) الحَدُّ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، ومِسْوَرٌ لَمْ يَلْقَ عبدَالرحمن، هو مُرسَلٌ أَيْضًا (2) .
1358 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُسَيَّب بْنُ واضِح، عن
_________
(1) قوله: «عليه» سقط من (ك) .
(2) قال البزار: «وهذا الحديث مرسلاً [كذا] عن عبد الرحمن؛ لأن المسور بن إبراهيم لم يلق عبد الرحمن» . وقال النسائي: «وهذا مرسل، وليس بثابت» . وقال الطبراني: «لا يروى هذا الحديث عن عبد الرحمن بن عوف إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به مفضل بن فضالة، وليس متصل الإسناد؛ لأن المسور لم يسمع من جدِّه» .
وقال الدارقطني: «والمسور بن إبراهيم لم يدرك عبد الرحمن بن عوف، وإن صحَّ إسناده كان مرسلاً» . وذكر في "العلل" (575) الاختلاف في الحديث وقال: «هو مضطرب غير ثابت» . وقال أبو نعيم: «لم يروه عن سعد إلا يونس» . وقال ابن المنذر - كما في "المعرفة" (12/424) للبيهقي-: «ولا يثبت خبر عبد الرحمن بن عوف في هذا الباب» . وقال البيهقي في "المعرفة" (12/423) : «فهو إن ثبت قلنا به؛ لكنه تفرَّد به المفضل ابن فضالة قاضي مصر، واختُلِف عليه فيه ... » ، ثم ذكر الاختلاف فيه، وبنحوه في "السنن الكبرى" له (8/277) . وقال الذهبي في "الميزان" (4/113) في ترجمة المسور: «لا يُعرَف حاله وحديثه منكر» .
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (1356) .(4/194)
حَفْص (1) بْنُ مَيْسَرة، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ جابر، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لا عُقُوبَةَ فَوْقَ عَشَرَةِ أَسْوَاطٍ إِلا فِي حَدٍّ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، والصَّحيحُ عَلَى مَا رَوَاهُ ابْنُ وَهْب، عَنْ عَمرو بْنُ الْحَارِثِ (2) .
1359 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه بَقِيَّة ابن الْوَلِيدِ (3) ؛
قَالَ: حدَّثنا [مَسْلَمة] (4) بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَخِيهِ دُوَيْد (5) بْنِ نافع، عن عبد الله ابن شِهَابٍ أَخِي الزُّهْري؛ قَالَ: حدَّثنا أَنَسٌ؛ قَالَ: جاءتِ امرأةٌ إِلَى
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ف) : «جعفر» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وتقدَّم على الصواب في جميع النسخ في المسألة رقم (1356) .
(2) يعني: عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأشَج، عَنْ سُلَيْمَانَ بن يسار، عن عبد الرحمن بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي بردة؛ كما في المسألة رقم (1356) .
(3) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (8849) من طريق أسد بن موسى، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (58/64) من طريق هشام اليزني، كلاهما عن بقية، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ عبد الله بن مسلم إلا دويد بن نافع، ولا عن دويد إلا أخوه مسلمة ابن نافع، تفرد به بقية بن الوليد» .
ورواه أبو داود في "المراسيل" (248) عن كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ بَقِيَّةَ، عن صفوان بن عمرو، حدثني الفضيل ابن فضالة الهوزني قال: جاءت امرأة ... فذكره.
(4) في جميع النسخ: «مسلم» ، والتصويب من مصادر التخريج السابقة، وسيأتي على الصَّواب في المسألة (2425) بمتن آخر، وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (3/251) .
(5) دُوَيد بالدَّال المهملة، ويقال بالذَّال المعجمة: ذُوَيد. وقد وقع في رواية ابن عساكر السابقة: «ذُوَيد» بالذَّال المعجمة. قال ابن عساكر: «كذا في الأصل: ذُوَيد بالذَّال المعجمة، وهي نسخة عتيقة» .(4/195)
النبيِّ (ص) فقالت: يارسولَ اللَّهِ، إنَّ فِي بَطْنِي حَدَثًا فأقِمْ عليَّ حَدَّ اللهِ، فَقَالَ رسولُ الله (ص) : لا يُقْتَلُ مَا فِي بَطْنِكِ مِنْ أَجْلِكِ، اذْهَبِي حَتَّى تَضَعِيهِ، فذهبَتْ، فلمَّا وضعَتْهُ جَاءَتْ، فَقَالَتْ: يارسولَ اللَّهِ، قَدْ وضعتُهُ (1) ؛ قَالَ: اذْهَبِي فَأَرْضِعِيهِ حَتَّى تَفْطِمِيهِ، فذهبَتْ فأرضعَتْه حَتَّى فطَمَتْه، ثُمَّ جَاءَتْ فَقَالَتْ: يارسولَ اللَّهِ، قَدْ فطَمْتُه؛ قَالَ: اذْهَبِي فَأَكْفِلِيهِ قَوْمًا، فذهبَتْ، ثُمَّ جَاءَتْ هي وأختٌ لها تَماشَيانِ (2) ؛ قالتْ (3) : يَا رسولَ اللَّهِ، هَذِهِ أُخْتِي تَكْفُلُهُ، فَجَعَلَ رسولُ اللَّهِ (ص) يَعجَبُ مِنْهَا ومِنْ أُخْتِهَا، ثُمَّ أمر بها رسولُ الله (ص) أَنْ تُرْجَمَ، ثُمَّ قَالَ: إِذَا وَضَعْتُمُوهَا فِي حُفْرَتِهَا؛ فَلْيَذْهَبْ رَجُلٌ مِنْكُمْ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهَا كَأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَرْمِيَهَا، حَتَّى إِذَا شَغَلَهَا؛ فَلْيَذْهَبْ رَجُلٌ مِنْكُمْ مِنْ خَلْفِهَا بِحَجَرٍ عَظِيمٍ؛ فَلْيَرْمِ بِهِ رَأْسَهَا (4) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
1360 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه الحسن بن يحيى
_________
(1) قوله: «جاءت، فقالت: يارسول الله، قد وضعته» مكرر في (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(2) أصلها: تَتَماشَيان، وحُذفت إحدى التاءين تخفيفًا، وقد تقدَّم بيان ذلك في التعليق على المسألة رقم (388) .
(3) في (ف) : «فقالت» .
(4) في (ك) : «فيلزم رأسها» .
(5) نقل هذه المسألة بتمامها: ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (3/314) .(4/196)
الخُشَني (1) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ مَكْحُول، عَنْ جُبَير بْنِ نُفَير (2) ، عَنْ عُبادة بْنِ الصَّامت؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : أَقِيمُوا الحُدُودَ فِي الحَضَرِ والسَّفَرِ عَلَى القَرِيبِ والبَعِيدِ، وَلاَ تَأخُذْكُمْ (3) فِي اللهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ؟
ثُمَّ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ حسنٌ؛ إِنْ كَانَ مَحْفُوظًا.
1361- وسمعتُ (4) أَبِي وذكَرَ الحديثَ الذي رواه عبد الرَّزَّاق (5) ،
_________
(1) في (ت) : «الجشني» ، وفي (ف) : «الحسني» ، وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (6/339) . ولم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه أبو داود في "المراسيل" (241) عن هشام بن خالد، حدثنا الحسن ابن يَحْيَى الخُشني، عَنْ زَيْدِ بْنِ واقد، عن مكحول، عن عُبادة به. ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى (9/104) ، وابن الجوزي في "التحقيق" (1839) . وللحديث طرق أخرى عن عبادة. انظر "المسند" للإمام أحمد (37/371/الرسالة) ، و"الصحيحة" للشيخ الألباني (670) .
(2) في (ك) يشبه أن تكون: «نفيل» .
(3) في (ك) : «يأخذكم» .
(4) ستأتي هذه المسألة برقم (1405) .
(5) روايته أخرجها في "المصنف" (10/202/الهامش) (كما في إحدى النسخ الخطية للمصنَّف) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد في "المسند" (2/151 رقم 6383) ، وأبو داود في "سننه" (4395) ، والنسائي في "سننه" (4887 و4888) ، والطبراني في "الأوسط" (2996) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أيوب إلا معمر» .
ورواه النسائي في "سننه" (4889) ، وابن حزم في "المحلى" (11/358) من طريق عمرو بن هاشم، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، به.
ورواه النسائي (4890) من طريق شعيب بن إسحاق، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع به مرسلاً.(4/197)
عَنْ مَعْمَر، عَنْ أيُّوب، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: كانتِ المَخْزوميَّةُ تَستَعيرُ المتاعَ وتَجْحَدُها (1) ، فأمر النبيُّ (ص) بقَطْعِ يَدِهَا.
قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، عن محمد بن عبد الرحمن بن عَنْج (2) ، عَنْ نَافِعٍ: أنَّ صَفِيَّة بِنْتَ أَبِي عُبَيد أَخْبَرَتْهُ: أنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تَستَعيرُ المتاعَ فِي عَهْدِ رسول الله (ص) ثم تَجْحَدُه، فأمَرَ النبيُّ (ص) بِقَطْعِ يَدِهَا ... فِي قصَّةٍ طويلةٍ؛ مُرسَلً (3) ؛ وَهَذَا أشبهُ.
وَلَمْ يَرْوِ (4) عن أيُّوبَ إلا مَعْمَرٌ (5) .
_________
(1) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «وتجحده» ، وهو الجادَّة، وسيأتي كذلك في مسألتنا هذه، ويخرَّج ما في النسخ على أنه أنث الضمير بإرجاعه إلى معنى المتاع، والتقدير: «تستعير العارية وتجحدها» أو نحوه؛ وهذا من باب الحمل على المعنى بتأنيث المذكَّر، وقد تقدَّم إيضاحُهُ والتعليق عليه في المسألة رقم (81) .
(2) كذا ضُبِطَ في (ت) و (ف) بإسكان النون، ويقال أيضًا: بالتحريك؛ كما في "القاموس المحيط" (ع ن ج/ص199) . وفي "التقريب" لابن حجر (6119) قال: «محمد بن عبد الرحمن بن غَنَج، بفتح المعجمة والنون، بعدها جيم» ، ولكنه ذكره في باب من نُسِب إلى أبيه (8557/2) بالعين المهملة.
وروايته ذكرها أبو داود في "سننه" (4395) تعليقًا.
ورواه السرقسطي في "الدلائل في غريب الحديث" (8) من طريق ابن أخي جويرية وهو عبد الله بن محمد ابن أسماء، وأبو عوانة في "صحيحه" (6245/المعرفة) من طريق جويرية بن أسماء، كلاهما عن نافع، عن صفية به.
(3) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة (34) .
(4) أي: هذا الحديثَ.
(5) قال الدارقطني في "العلل" (4/108/ب) : «يرويه عبيدُالله بن عمر واختُلِف عنه، فرواه أبو مالك الجَنْبي عمرو بن هاشم، عن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وكذلك روي عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نافع، عن ابن عمر، ورواه يحيى بن عبد الله بن سالم، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ امرأةً كانت ... مرسلاً، وكذلك رواه الثَّقفي، عن أيوب مرسلاً، والمرسل أشبهُ» .
وانظر "المعرفة" للبيهقي (12/430) ، و"نصب الراية" (3/366) .(4/198)
وذكَرَ حديثَ (1) يُونُسَ (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) فِي هَذَا.
قَالَ أَبِي: كَذَا رَوَاهُ يُونُسُ!
1362 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ هَذِهِ الأحاديثَ الثَّلاثَةَ (3) الَّتِي رَوَاهَا عُبَيد بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ زُهَير ابن مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ وَهْب (4) :
أحدُها (5) : زَيْدُ بْنُ وَهْب، عَنِ النبيِّ (ص) أنه (6) قال: تَعِجُّ (7)
_________
(1) في (ف) : «الحديث» .
(2) هو: ابن يزيد الأَيلي. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2648 و4304 و6800) ، ومسلم (1688) . وتابعه الليث بن سعد عند البخاري (3475 و3732 و6787 و6788) ، ومسلم في الموضع السابق، كما تابعه معمر عند مسلم أيضًا.
وأخرج البخاري (3733) عن شيخه علي بن المديني؛ قال: حدثنا سفيان - يعني: ابن عيينة -؛ قال: ذهبُ أسأل الزهري عن حديث المخزوميَّة، فصاح بي! قلتُ لسفيان: فلَم تحتمله عن أحد؟ قال: وجدتُه في كتابٍ كان كتبه أيوب بْنِ مُوسَى عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عروة، عن عائشة رضي الله عنها.
(3) في (ت) و (ك) : «الأحاديث الثلاث» . وهو جائزٌ أيضًا لتقدُّم المعدود على العدد. انظر تعليقَنا على المسألة رقم (713) .
(4) هو: زيد كما سيأتي.
(5) في (ت) و (ك) : «أحدهما» .
(6) قوله: «أنه» ليس في (أ) و (ش) .
(7) قال ابن منظور: عَجَّ يَعِجُّ ويَعَجُّ عَجًّا وعَجيجًا: رفعَ صَوتَهُ وصاحَ؛ وقيَّده في "التهذيب" فقال: بالدُّعاء والاستغاثة. انظر "لسان العرب" (ع ج ج/2/318) .(4/199)
الأَرْضُ مِنْ ثَلاثَةٍ: مِنَ الدَّيُّوثِ، [والَّذِي] (1) يَأتِي البَهِيمَةَ، والشَّيْخِ الزَّانِي.
وَالثَّانِي: عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْب، عن النبيِّ (ص) : إِنَّ أَعْظَمَ الذُّنُوبِ عِنْدَ اللهِ: أَنْ تَجْعَلَ للهِ نِدًّا (2) وَهُوَ خَلَقَكَ، أَوْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ (3) مِنْ أَجْلِ أَنْ يَطْعَمُوا، أَوْ تُزَانِيَ (4) حَلِيلَةَ (5) جَارِكَ.
والثالثُ: زَيْدُ بْنُ وَهْب؛ قَالَ: كَانَ عُمَرُ إِذَا بعَثَ جَيْشًا قَالَ: سِيروا باسْم اللَّهِ.
قَالَ أَبِي: لَيْسَ لِهَذِهِ الأحاديثِ الثَّلاثَةِ مَعْنًى؛ إِنَّمَا يُعرَفُ (6) لِيَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْب: حديثٌ عَنْ عُمَرَ - مُرْسَلٌ - فِي القُنوت (7) ، وَلا أعرفُ هذه الثلاثةَ الأحاديثِ (8) .
_________
(1) في جميع النسخ: «والتي» ، وهو خطأٌ ظاهرٌ. وعلى الصواب جاء في بعض الأحاديث.
(2) في (ك) : «تجعل له نِدًّا» .
(3) الوَلَدُ؛ بفتحتين: كلُّ ما وَلَدَهُ شيء، ويطلق على الذكر والأنثى، والمثنى والمجموع؛ فَعَلٌ بمعنى مفعولٍ، وهو مذكَّر، وجمعه: أولاد. والوُلْدُ وزان قُفْل: لغةٌ فيه، وقَيْسٌ تجعلُ «الوُلْدَ» المضموم جَمْعَ «الوَلَد» المفتوح، مثل أُسْد جمع أَسَد. "المصباح المنير" (ولد) .
(4) المثبت من (أ) ، وفي بقية النسخ: «وتزاني» بالواو.
(5) حَليلةُ الرَّجُل: امرأتُه، والرَّجُل حَليلُها؛ لأنها تَحُلُّ معه ويَحُلُّ معها. وقيل: لأن كلَّ واحدٍ منهما يَحِلُّ للآخَر. "النهاية" (1/431) .
(6) في (ك) : «تعرف» .
(7) رواه الطبري في "تهذيب الآثار" (1/359 رقم 614 و615/مسند ابن عباس) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/208) .
(8) في (ك) : «أحاديث» .(4/200)
1363 - وسألتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ الحَكَم بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيان بن عُيَينة، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَطَاء؛ قَالَ: إِذَا سَرَقَ المسلمُ الخَمْرَ مِنَ الذِّمِّيِّ، قُطِعَ؛ لأنَّها لهُ مالٌ (1) ، وإِذَا سَرَقَ (2) مِنْ مُسلم ٍ، لَمْ يُقطَع؛ لأنَّها ليسَتْ لهُ بِمالٍ؟
قَالَ (3) أَبِي: يُقَالُ (4) : هُوَ سعيدُ بْنُ سَعِيدٍ المكِّي (5) .
1364 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرو بْنُ عَاصِمٍ (6) ، عَنْ همَّامٍ (7) وحمَّادِ (8) بْنُ سَلَمة، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عبد الله بْنِ أَبِي طَلحَة، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبيِّ (ص) فقال (9) : يَا رسولَ اللَّهِ (10) ، أصبتُ حَدًّا فأَقِمْهُ عليَّ، فأُقِيمَتِ الصَّلاة، فلمَّا صلَّى النبيُّ (ص) ، قَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ (11) ، إنِّي أصبتُ حَدًّا فأَقِمْهُ عليَّ (12) ؛ قَالَ: صَلَّيْتَ
_________
(1) قوله: «مال» سقط من (أ) و (ش) ، وفي (ك) : «قال» بدل: «مال» .
(2) أي: المسلم.
(3) في (ك) : «وقال» بالواو.
(4) في (ك) : «فقال» .
(5) ترجمته في "الجرح والتعديل" (4/25 رقم 101) ، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (28408) . وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (18904 و18905) من طريق ابن جريج وابن أبي نجيح، كلاهما عن عطاء، به.
(6) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (6823) ، ومسلم في "صحيحه" (2764) .
(7) هو: ابن يحيى العَوْذي.
(8) في (ك) : «أو حَمَّاد» ، وفي (ت) : «وحَمد» .
(9) في (أ) و (ش) : «قال» .
(10) في (ك) : «يا رسول» ولم يذكر لفظ الجلالة.
(11) قوله: «قال: يا رسول الله» سقط من (ت) .
(12) من قوله: «فأقيمت الصلاة ... » إلى هنا سقط من (ش) و (ك) ؛ لانتقال النظر.(4/201)
مَعَنَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: قَدْ غُفِرَ لَكَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (1) .
1365 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (2) ،
عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ أَبَا بَكْرٍ أُتِيَ بِبِكْرَين قَدْ فَجَرَا، فَأَمَرَ عُمَرَ فجلدهما الحَدَّ (3) .
_________
(1) نقل ابن رجب في "شرح العلل" (1/452) قول أبي حاتم هذا، وكان نقل قبله عن البرديجي قوله عن هذا الحديث: «هذا عندي حديثٌ منكر، وهو عندي وهم من عمرو بن عاصم» ، ثم قال ابن رجب: «وهذا الحديث مخرَّج في "الصحيحين" من هذا الوجه، وخرَّج مسلم معناه أيضًا من حديث أبي أمامة عن النبي (ص) ، فهذا شاهد لحديث أنس. ولعل أبا حاتم والبرديجي إنما أنكرا الحديث؛ لأن عمرو بن عاصم ليس هو عندهما في محلِّ من يُحتمَل تفرُّده بمثل هذا الإسناد، والله أعلم» . اهـ.
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (12/134) بعد نقله لكلام البرديجي: «لم يبيِّن وجه الوهم، وأما إطلاقه كونه منكرًا فعلى طريقته في تسمية ما ينفرد به الراوي منكرًا إذا لم يكن له متابع؛ لكن يجاب بأنه وإن لم يوجد لهمام ولا لعمرو بن عاصم فيه متابع فشاهده حديث أبي أمامة الذي أشرت إليه ومن ثَمَّ أخرجه مسلم عقبه، والله أعلم» .
وحديث أبي أمامة الذي أشار إليه ابن رجب وابن حجر رواه مسلم برقم (2765) .
وفي معناهما أيضًا حديث عبد الله بن مسعود ح في سبب نزول قوله تعالى: [هُود: 114] {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ *} . أخرجه البخاري (526 و4687) ، ومسلم (2763) .
(2) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى (8/222-223) من طريق علي بن المديني، عن يحيى بن زكريا ابن أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق به.
قال علي بن المديني: «هكذا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نافع، عن ابن عمر، وخالفه عبيد الله بن عمر في إسناده ولفظه» .
(3) كذا ساق اللفظ مختصرًا، وفي "سنن البيهقي" ليس فيه التصريح بأن عمر هو المأمور بجلدهما.(4/202)
رَوَاهُ ليثٌ (1) ، وشُعَيبُ بْنُ أَبِي حمزة (2) ، وعُبَيدالله (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّة: أنَّ أَبَا بَكْرٍ أُتِيَ بِبِكْرَيْنِ ... ؟
قَالَ أَبِي: حديثُ صَفِيَّةَ أصَحُّ (4) .
1366- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُسْلِمُ ابن خَالِدٍ (5) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُمْ فَاجْلِدُوهَا ... ، الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مَا رَوَاهُ بِشْر بن مُفَضَّل (6) ،
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ المَقبُري (7) ، عن أبي هريرة (8) .
_________
(1) هو: ابن سعد، وروايته عند ابن أبي شيبة في "المصنف" (28787) .
(2) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (8/223) .
(3) هو: ابن عمر العُمَري. وروايته أخرجها الدارقطني = = في "العلل" (1/272) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/223) .
ورواه مالك في "الموطأ" (2/826) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (13311) من طريق عبد الله بن عمر العمري، كلاهما (مالك وعبد الله) عن نافع، عن صفية، به. ومن طريق مالك رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/223) .
(4) وكذا رجَّح الدارقطني في "العلل" (63) .
(5) روايته أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" (6/100) .
(6) في (أ) و (ش) : «المفضل» . وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (7253) . وذكر البخاري في "صحيحه" عقب الحديث (6839) رواية إسماعيل على هذا الوجه.
والحديث رواه البخاري في "صحيحه" (2152 و2234 و6839) ، ومسلم في "صحيحه" (1703) من طريق اللَّيْثِ بْن سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أبيه، عن أبي هريرة به.
(7) في (ت) و (ك) : «المقري» . وهو: سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ.
(8) ذكر علي بن المديني هذا الحديث في "العلل" (125) فقال: «رواه ابن إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. ورواه عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد قال: سمعت أبا هريرة. فنظرت فإذا سعيدٌ لم يسمعه من أبي هريرة. ورواه ابن إسحاق وليث بْن سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ أبي هريرة. ورواه أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَن سَعِيدٍ، عن أبي هريرة. والحديث عندي: حديث سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة. وحديث عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ ... وهمٌ، وأخاف ألا يكون حفظه» .(4/203)
1367 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيك (1) ،
عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبة (2) ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَين، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عباس؛ أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: يَا مُخَنَّثُ، فَاجْلِدُوهُ، وإِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: يَا لُوطِيُّ، فَاجْلِدُوهُ عِشْرِينَ، ومَنْ وَقَعَ عَلَى ذَاتِ مَحْرَمٍ، فَاقْتُلُوهُ، ومَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ، فَاقْتُلُوهُ واقْتلُوا البَهِيمَةَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر، لَمْ يَرْوِهِ غيرُ ابنِ أَبِي حَبِيبة (3) .
_________
(1) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1462) ، وابن ماجه في "سننه" (2568) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (1/554 و555/مسند ابن عباس) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/183 رقم 11580) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/110) ، والدارقطني في "السنن" (3/126) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/252) . مطوَّلاً ومختصرًا.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (28510) من طريق عبيد الله بن موسى، وأحمد في "مسنده" (1/300 رقم2727) من طريق أبي القاسم بن أبي الزناد، والطبري في "تهذيب الآثار" (1/556/مسند ابن عباس) من طريق إسحاق بن محمد الفروي، وابن عدي في "الكامل" (1/234) ، و (5/286) من طريق عبد العزيز بن عمران، جميعهم عن إبراهيم بن إسماعيل وهو ابن أبي حبيبة، به مطوَّلاً ومختصرًا.
(2) هو: إبراهيم بن إسماعيل الأشهَلي.
(3) قال الترمذي: «هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإبراهيم بن إسماعيل يضعَّف في الحديث» .
وقال ابن عدي: «وهذا لا يرويه إلا عبد العزيز بن عمران بهذا الإسناد، وهو منكر» .
وقال ابن حبان: «وهذا باطلٌ لا أصل له» .
وقال البيهقي: «تفرَّد به إبراهيم الأشهلي، وليس بالقوي، وهو إن صح محمولٌ على التعزير» .(4/204)
1368 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليد (1) ، عن الأوزاعي، عن عبد الله بْنِ عَمرو بْنِ أَبِي طَلْحَة -عامل عُمَرَ بنِ عبد العزيز عَلَى اليَمَامَة -: أنَّه (2) أُتيَ برجُلٍ أَصَابَ حَدًّا ... فَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي (3) : إِنَّمَا رَوَى الأَوْزَاعِيُّ (4) ، عَنْ عَمرو بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَة، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: عُمَرُ.
1369 - وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (6) ؛ قَالَ: حدَّثنا رِفْدَة بْنُ قُضَاعَة الغَسَّاني؛ قَالَ: حدَّثنا صالح ابن
_________
(1) هو: ابن مسلم.
(2) في (ف) : «وأنه» .
(3) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(4) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (6/348-349) تعليقًا، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص356) من طريق أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قال: لم يكن أحدٌ من عُمَّال عمر بن عبد العزيز يُشَبَّه به إلا عمرو بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري؛ عامله على عمان، فبلغ من لينه - كذا - أنه أُتي برجل قد أصاب حدًّا من حدود الله - عزَّ وجلَّ - بعد العشاء فقال: إني أكره أن أؤخرَ حدود الله حتى أصبح فأقامه عليه ليلاً. واللفظ لعبد الله بن أحمد. وتصحَّف عنده «عمرو بن عبد الله بن أبي طلحة» إلى «عمرو بن عبيد بن طلحة» . وهو على الصَّواب في "تهذيب الآثار" (2/284) نقلاً عن "الزهد".
(5) نقل ابن حجر في "فتح الباري" (12/118) بعض هذا النص.
(6) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (2/201-202) ، وابن عدي في "الكامل" (3/175) ، و (4/221) . ومن طريق العقيلي رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (54/187) . ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "الشعب" (5090) .
قال العقيلي: «ولا يُحفظَ هذا اللفظ إلا به» . أي: صالح بن راشد.
وقال ابن عدي: «ورفدة بن قضاعة هذا لم أر له إلا حديثًا يسيرًا، وعند هشام بن عمار عنه مقدارُ خمسة أو ستة أحاديث، وهذا الحديثُ حديث عبد الله بن أبي مطرِّف لا أعرفُه إلا من حديث رفدة» .
وقال أيضًا: «وهذا الحديثُ هو الحديث الذي أشار إليه البخاري أنه لا يصحُّ له» .(4/205)
رَاشِدٍ القُرَشي؛ قَالَ: أُتيَ الحَجَّاج (1) برجُلٍ قَدِ اغتَصَبَ أختَه نَفْسَهَا، فَقَالَ: احبِسُوهُ، وسَلُوا (2) مَن هَاهُنَا مِنْ أصحاب النبيِّ (ص) ؟
فسألوا عبد الله بْنَ أَبِي مُطَرِّف؛ فَقَالَ: سمعتُ رسول الله (ص) يَقُولُ: مَنْ تَخَطَّى الحُرْمَتَيْنِ، فَخُطُّوا وَسَطَهُ بِالسَّيْفِ، وَكَتَبُوا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فكتبَ إِلَيْهِمْ بمِثلِ (3) قَوْلِ عبد الله بن أبي مُطَرِّف؟
فقال (4) أَبِي: كَذَا رَوَاهُ هِشَامٌ، ورُويَ عن عبد الله بْنِ مُطَرِّف بْنِ الشِّخِّير هَذَا الكلامُ، قولَهُ؛ فَلا أَدْرِي هَذَا هُوَ أَوْ غَيْرُهُ!
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَى هَذَا الحديثَ قَتَادةُ، وداودُ بنُ أَبِي هند، عن (5) عبد الله بْنِ مُطَرِّف بْنِ الشِّخِّير: أنَّ الحَجَّاجَ أُتيَ برجُلٍ ... ، الحديثَ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ (6) .
_________
(1) هو: ابن يوسف الثَّقَفي.
(2) في (ف) : «واسألوا» .
(3) في (ك) : «مثل» .
(4) في (أ) و (ش) و (ف) : «قال» .
(5) من قوله: «أبو زرعة: هذا خطأ ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .
(6) ذكر ابن أبي حاتم عبدَالله بن أبي مطرف هذا في موضعين من "الجرح والتعديل" (5/152-153 و182) ، وذكر هذا الحديثَ في الموضعين، ونقل في الموضع الأول عن أبيه قوله: «هذا غلطٌ! غلط فيه رفدة بن قضاعة؛ إنما هو عبد الله بن مطرف بن عبد الله ابن الشِّخِّير، لجدِّه صُحبة» ، ونقل عنه في الموضع الثاني قوله: «يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن مطرف ابن عبد الله بن الشخير، وأبوه من التابعين، فلا أدري هذا هو ابن مطرف، أو رجل آخر؟» . وترجم البخاري في "التاريخ الكبير" (4/279) لصالح بن راشد الراوي عن عبد الله بن أبي مطرف، وقال: «لم يصحَّ حديثه» ، وترجم في (5/34) لعبد الله بن أبي مطرف، وقال: «ولم يصح إسناده» . وبوَّب في "صحيحه" بقوله: «بابُ رَجم المُحصَن» ، ثم أخرج برقم (6812) حديث علي ح حين رجم المرأة يوم الجمعة، وقال: «قد رجمتها بسنة رسول الله (ص) » .
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (12/118) : «لم يُفرَّق بين ما إذا كان الزنى بمَحْرَم أو بغير مَحْرَم. وأشار البخاري الى ضعف الخبر الذي ورد في قتل من زنى بذات مَحْرَم، وهو: ما رواه صالح بن راشد ... » ، ثم ذكر الحديث، ثم قال: «ذكره ابن أبي حاتم في "العلل"، ونقل عن أبيه أنه رُوي عن مطرِّف بن عبد الله ابن الشِّخِّير من قوله. قال: ولا أدري: أهو هذا أو لا؟ يشير إلى تجويز أن يكون الراوي غلط في قوله: = = «عبد الله بن [أبي] مطرف» ، وفي قوله: «سمعت» ، وإنما هو: مطرف بن عبد الله، ولا صُحبة له. وقال ابن عبد البر: يقولون: إن الراوي غلط فيه. وأثرُ مطرف الذي أشار إليه أبو حاتم: أخرجه ابن أبي شيبة من طريق بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ؛ قَالَ أُتِيَ الحجَّاج بِرَجُلٍ قَدِ وقع على ابنته وعنده مطرِّف بن عبد الله ابن الشخير وأبو بردة، فقال أحدهما: اضرب عنقه، فضربت عنقَه. قلت - أي: ابن حجر -: والراوي عن صالح بن راشد ضعيفٌ؛ وهو: رِفْدة - بكسر الراء، وسكون الفاء- ويوضِّح ضعفَه: قوله: «فكتبوا إلى ابن عباس» ، وابن عباس مات قبل أن يليَ الحجَّاج الإمارة بأكثر من خمس سنين» . اهـ.
وترجم ابن حجر في "الإصابة" (6/219) لعبد الله بن أبي مطرف، وذكر هذا الحديثَ، ونقل عن ابن منده أنه قال عنه: «غريب» ، وقال ابن حجر: «وقال العسكري - تَبَعًا لأبي حاتم -: إن رِفْدة بن قضاعة راويه وَهِمَ فيه، وإنما هو: عبد الله بن مطرف بن عبد الله بن الشِّخِّير» .(4/206)
1370 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفَضْلُ بن دَلْهَم (2) ، عن
_________
(1) نقل هذا النص بتصرف: ابن عبد الهادي في "التنقيح" (3/290) .
(2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/476 رقم 15910) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/134) ، والدارقطني في "الأفراد" (139/ب/أطراف الغرائب) .
ورواه أبو داود في "سننه" (4417) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، عَنِ الفضل، عن الحسن، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبَّقِ، عَنِ عبادة به مرفوعًا.
قال أبو داود: «روى وكيع أولَ هذا الحديث عن الْفَضْلُ بْنُ دَلْهم، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبَّقِ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، وإنما هذا إسنادُ حديث ابن المحبق أَنَّ رَجُلا وَقَعَ عَلَى جَارِيَةِ امرأته» .(4/207)
الْحَسَنِ (1) ، عَنْ (2) قَبِيصَة بْنِ حُرَيث، عَنْ سَلَمة بْنِ المُحَبِّق، عَنِ النبيِّ (ص) : خُذُوا عَنِّي، قَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً ... ، الْحَدِيثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ (3) ؛ إِنَّمَا أَرَادَ: الْحَسَنُ (4) ،
عَنْ حِطَّان (5) ، عَنْ عُبادَة بْنِ الصَّامت، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) هو: ابن أبي الحسن البصري.
(2) في (ش) : «بن» بدل: «عن» .
(3) نقل المزي في "تهذيب الكمال" (23/221) عن الأثرم أنه سأل الإمام أحمد عن حديث الفضل بن دَلْهَم هذا؟ فقال: «هذا حديث منكر» . قال الأثرم: يعني: خطأ.
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (7/116-117) : «الفضل بن دَلْهَم البصري، سمع الحسن، عن قبيصة، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبَّقِ، عَنِ النبي (ص) قال: " للبِكْر جَلْدُ مِئَةٍ وتغريبُ عامٍ"، روى عنه وكيع، وقال قتادة وسلام: عن الْحَسَنُ، عَنْ حِطَّانَ، عَنْ عُبَادَةَ، عن النبي (ص) وهذا أصحُّ» .
وقال الدارقطي في "الأفراد": «تفرَّد به الْفَضْلُ بْنُ دَلْهم، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَبيصة بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سلمة. والمحفوظ: عن الحسن، عن حطَّان الرقاشي، عن عبادة بن الصامت» .
(4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (13360) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (28777) ، وأحمد في "مسنده" (5/313 رقم22666) ، ومسلم في "صحيحه" (1690) ، والبزار في "مسنده" (2686) ، وابن حبان في "صحيحه" (4425) .
قال البزار: «وهذا الحديث أسنده قتادة، عن الْحَسَنُ، عَنْ حطَّان، عَنْ عُبَادَةَ. ورواه عن قتادة غيرُ واحد، وقد رواه غير واحد عن الحسن، عن عبادة مرسلاً. وقال الْفَضْلُ بْنُ دَلْهم، عَنِ الْحَسَنِ، عن قبيصة، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبَّقِ، عَنِ النبي (ص) . والفضل بن دَلْهم لم يكن بالحافظ، والحديث حديث قتادة على أنه قد رُوي عن النبي (ص) من وجوهٍ صحاح، روى ذلك جماعةٌ من أصحاب النبي (ص) بخلاف هذا اللفظ» .
(5) هو: ابن عبد الله الرَّقاشي.(4/208)
1371 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ المُبارك (2) ، عَنْ عَنْبَسَة بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعبي (3) ، عَنِ جابر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لا يُسْتَقَادُ مِن الجُرْحِ حَتَّى يَبْرَأَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هو مُرسَلٌ مقلوبٌ (4) .
_________
(1) نقل هذا النص بتمامه: ابن عبد الهادي في "التنقيح" (3/271) ، والزيلعي في "نصب الراية" (4/378) ، وانظر ما سيأتي في المسألة رقم (1391) .
(2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/184) ، والطبراني في "الأوسط" (126) من طريق مهدي بن جعفر، عنه، به.
ورواه البزار في "مسنده" (1526/كشف الأستار) قال سمعتُ رجلاً من أصحاب الحديث يقول: ثنا عبد الله ابن سنان، ثنا ابن المبارك، عن عنبسة، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جابر به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الشعبي إلا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَاضِي الريِّ، ولا عن عنبسة إلا ابن المبارك، تفرَّد به مهدي بن جعفر» . وقال ابن حزم في "المحلى" (10/377) : «هذا باطل؛ لأن عنبسة هذا مجهول» .
(3) هو: عامر بن شَراحيل.
(4) الظاهر أنه يعني بالإرسال كون الحديث عن الشعبي، عن النبي (ص) ، ولكننا لم نجد من رواه مرسلاً.
وأما قوله: «مقلوب» : فهو مشكل، لكنْ لعله يعني أن اسم «مجالد بن سعيد» انقلب على الراوي عن ابن المبارك إلى «عنبسة بن سعيد» ، والله أعلم.(4/209)
1372 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو خالدٍ الأحمَرُ (1) ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّان، عَنْ رَافِعِ بن خَدِيج، عن النبيِّ (ص) : قَالَ: لا قَطْعَ فِي (2) ثَمَرٍ (3) ولاَ كَثَرٍ (4) ؟
قَالَ أَبِي: منهُم مَنْ يَقُولُ: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ابن حَبَّان، عَنْ أَبِي مَيمونة (5) ، عَنْ رافع.
_________
(1) هو: سليمان بن حيان. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (28574) . ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (4/262 رقم 4350) .
ورواه أحمد في "مسنده" (3/463 رقم 15804) ، والدارمي في "مسنده" (2350 و2353 و2354) ، وأبو داود في "سننه" (4388 و4389) ، والنسائي في "سننه" (4961-4965) ، والطبراني في "الكبير" (4/261 رقم 4339-4351) ، من طرق عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، به.
(2) قوله: «في» سقط من (أ) .
(3) في (ت) و (ف) و (ك) : «تمر» .
(4) قال ابن الأثير: الكَثَرُ - بفتحتَين -: جُمَّار النَّخْل، وهو شَحْمُهُ الذي وَسَطَ النَّخْلة. "النهاية" (4/152) .
(5) كذا في جميع النسخ، وكذا في نسختين خطيتين من "مسند الدارمي" كما ذكر محققه (2355) . والحديث أخرجه الدارمي في "مسنده" (2355) ، والنسائي (4968) من طريق سعيد بن منصور، عن عبد العزيز بن محمد الدَّراوَرْدي، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حبَّان، عن أبي ميمون، عن رافع بن خديج، به. قال النسائي: «هذا خطأٌ، أبو ميمون لا أعرفه» .
وقد ترجم المزي في "تهذيب الكمال" (34/337) لأبي ميمون وعدَّه من الأوهام.
وقال الجصاص في "أحكام القرآن" (4/75) : «روى مالك وسفيان الثوري وحماد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بن حبان: أن مروان أراد قطع يد عبد وقد سرق وديًا، فقال رافع بن خديج: سمعت رسول الله (ص) يقول: "لا قطع في ثمرة، ولا كثر". وَرَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن حبان، عن عمه واسع بن حبان: بهذه القصة، فأدخل ابن عيينة بين محمد بن حبان وبين رافع واسع بن حبان. وَرَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن حبان، عن عمة له: بهذه القصة، وأدخل الليث بينهما عمة له مجهولة. ورواه الدَّرَاوَرْدِيّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيد، عن محمد بن يحيى ابن حِبَّانَ، عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) : مثله، فجعل الدراوردي بين محمد بن يحيى ورافع أبا ميمونة، فإن كان واسع بن حبان كنيته أبو ميمونة فقد وافق ابن عيينة، وإن كان غيره فهو مجهول لا يدري من هو، إلا أن الفقهاء قد تلقت هذا الحديث بالقبول وعملوا به..» . اهـ.(4/210)
1373 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيد بْنُ سَعِيدٍ (2) ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي الرِّجَال، عن عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّاد، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) : مَنْ قَالَ فِي دِينِنَا بِرَأْيِهِ، فَاقْتُلُوهُ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سمعتُ يَحْيَى بْنَ مَعِين يَقُولُ - وَقِيلَ له:
_________
(1) قال البرذعي في "سؤالاته لأبي زرعة" (ص409-410) : «وسمعتُ أبا زرعة يقول: قلنا ليحيى بن معين: إن سويد بن سعيد يحدِّث عن ابن أبي الرِّجال، عن ابْنُ أَبِي روَّاد، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ (ص) قال: «مَنْ قَالَ فِي دِينِنَا بِرَأْيِهِ، فاقتلوه» ؟ فقال يحيى: سويد ينبغي أن يُبدأ به فيقتل. فقيل لأبي زرعة: [سويد] يحدِّث بهذا عن إسحاق بن نجيح. فقال: هذا حديث إسحاق بن نجيح، إلا أن سويدًا حدثنا عن ابن أبي الرِّجال. [قلت] : وقد رواه لغيرك عن إسحاق. فقال: [عسى] قيل له فرجع» . اهـ. وما بين المعقوفين زيادة وتصويب من "تاريخ بغداد" (9/229) ، و"تهذيب الكمال" (12/253) .
(2) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/285) ، وتمام في "فوائده" (117/الروض البسام) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/229) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1531) .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (1/331) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/322) من طريق سويد بن سعيد، عن إسحاق بن نجيح، عن عبد العزيز بن أبي روَّاد به.
ومن طريق الخطيب رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1529) .
ورواه الدارقطني في "الأفراد" (190/ب/أطراف الغرائب) من طرق عن إسحاق بن نجيح، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر به.
قال الدارقطني: «غريبٌ من حديث الأوزاعي عن = = نافع، تفرَّد به إسحاق بن نجيح الملطي، عنه» .
ورواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1530) من طريق سويد بن سعيد ونوح بن حبيب، عن إسحاق بن نجيح، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابن عمر، به.(4/211)
رَوَى سُوَيْد هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ (1) -: يَنْبَغِي أنْ يُبدَأَ بِسُوَيدٍ فَيُستَتاب (2) .
1374 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ عبدُالعزيز الماجِشُونُ (3) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بن عَدِي: أنَّ عُوَيمِرً (4) - رَجُلا (5) مِنْ بَنِي العَجْلان - قَالَ: يا عاصمُ (6) ، أرأيتَ
_________
(1) في (ف) : «قال» .
(2) في (ف) : «فليستتاب» ، وفي (ك) : «فيستات» .
وقد قال ابن عدي في (4/285) : «وهذا الحديث قد يتلَوَّن فيه سويد بن سعيد، فمرَّة يرويه هكذا عن ابن أبي الرجال، ومرَّة يرويه عن إسحاق بن نجيح، عن ابن أبي روَّاد» . وقال في (1/331) : «وهذه الرواية التي بلغت يحيى بن معين أن سويدًا حدث به عن ابن أبي الرجال، فقال يحيى: لو كان عندي سيف ودرقة لغزوتُه، وإنما قال يحيى هذا لأن ابن أبي الرجال لا يحتمل مثل هذه الرواية، وإسحاق بن نجيح يحتمل» .
وقال ابن الجوزي: «هذا حديثٌ لا يصح، تفرَّد به إسحاق وهو المتهم به، وكان يضع الحديث، شهد عليه بذلك يحيى والفلاس وابن حبان، وهو غيَّر إسناده، فتارة يرويه عن الأوزاعي، وتارة عن عبد العزيز، عن نافع، وتارة عنهما عن نافع، وهذا من فعله، فإنه معروف بمثل هذا. وأما رواية سويد عن ابن أبي الرجال فقد اعتذر قوم لسويد فقالوا: وهِمَ، وأراد أن يقول: إسحاق فقال: ابن أبي الرجال على أن هذا الاعتذار لم يقبله كثيرٌ من العلماء» . ثم ذكر مقالة ابن معين في سويد.
(3) في (ف) : «الماجشوني» . وعبد العزيز هذا هو: ابن عبد الله بن أبي سلمة. وروايته أخرجها علي بن الجعد في "مسنده" (2871) ، وأحمد في "مسنده" (5/337 رقم 22856) ، والنسائي في "سننه" (3466) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/156) ، والطبراني في "الكبير" (6/119 رقم 5690 و5692) .
(4) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) في (ش) : «عن عاصم بن عدي بن عويمر أن رجلاً» .
(6) في (ك) : «ثنا عاصم» .(4/212)
رَجُلا وجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلا، أيقتُلُهُ (1) ؟ ... فَذَكَرَ الحديثَ؛ قصَّةَ المُتَلاعِنَينِ (2) .
قَالَ أَبِي: لا أعلمُ أحدًا يَصِلُه غيرَ عبد العزيز.
قِيلَ لَهُ: هُوَ محفوظٌ؟
قَالَ أبي: الناسُ يقولون (3) : «أنَّ عاصمَ (4) » ، وهو أشبهُ.
_________
(1) في (ت) و (ك) : «فقتله» .
(2) قوله: «قصَّةَ المُتَلاعِنَينِ» منصوب على نزع الخافض؛ أي فذكر الحديثَ في قصَّة المُتَلاعِنَين، ثم حُذِفَ الجار، وهو «في» ؛ فانتصب ما بعده على نزع الخافض. انظر لذلك التعليق على المسألة رقم (12) . أو منصوب على أنه مفعولٌ به لفعل محذوف، والتقدير: أعني: قصَّةَ المُتَلاعِنَين.
(3) الحديث من هذا الوجه رواه البخاري في "صحيحه" (5259 و5308) ، ومسلم في "صحيحه" (1492) من طريق مالك، والبخاري (423) ، ومسلم (1492) من طريق ابن جريج، والبخاري (4745 و4746 و6854 و7304) من طريق الأوزاعي وفُليح بن سليمان وابن عيينة وابن أبي ذئب، ومسلم (1492) من طريق يونس، وأحمد في "مسنده" (5/334 رقم 22830 و22831) من طريق إبراهيم بن سعد وابن إسحاق، وأبو داود في "سننه" (2250) ، والطبراني في "الكبير" (6/117 رقم 5684) من طريق عياض الفهري، والطبراني في "الكبير" (6/115 و117 رقم 5680 و5681 و5686) من طريق قُرَّة بن عبد الرحمن ويزيد بن أبي حبيب وإبراهيم بن إسماعيل ابن مُجَمَّع، جميعهم عن ابن شهاب، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْد أَنّ عويمرًا جاء إلى عاصم ابن عدي فذكره.
(4) كذا في جميع النسخ بلا ألف بعد الميم، وهو علمٌ مصروفٌ، وفيه وجهان:
الأوَّل: أنَّه منصوب غير منوَّن: «أنَّ عاصم ... » ، على حكاية الإسناد السابق، والمراد: «الناسُ - أي: أصحابُ الزهري - يقولون: عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْد؛ أنَّ = = عاصمَ ابنَ عديٍّ جاءه عويمر ... إلخ» . فلم ينوَّن الاسم لاتصافه بـ «ابن» .
والثاني: أنَّه منصوبٌ منوَّن: «أنَّ عاصمً ... » ، وكانت الجادَّة على ذلك أن يقال: «أنَّ عاصمًا» ، بألف تنوين النصب، لكنَّها حُذِفت هنا على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .(4/213)
1375 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحسنُ بْنُ صَالِحٍ (2) ، عَنْ مَنْصُورٍ (3) ، عَنِ الحَكَم (4) ، عَنْ عَطَاءٍ ومُجاهِدٍ، عَنْ أيمَنَ - وَكَانَ فَقِيهًا- قَالَ (5) : يُقْطَعُ السَّارِقُ فِي ثَمَنِ المِجَنِّ (6) ، على عهد رسول الله (ص) ؛ دينارٍ (7) ؟
_________
(1) أورد ابن أبي حاتم هذا النص أيضًا في "المراسيل" (ص15 رقم43) كما هنا إلى قوله: «وليست له صحبة» .
(2) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (5/110) ، والنسائي في "سننه" (4947) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة (1010) .
(3) هو: ابن المعتمر.
(4) هو: ابن عُتَيبة.
(5) في (ش) : «فقال» .
(6) المِجَنُّ: التُّرْسُ؛ لأنه يُواري حامِلَهُ، أي: يستُرُهُ، والميم زائدةٌ. "النهاية" (1/308) .
(7) كذا في جميع النسخ! والذي في "المراسيل: للمصنِّف، ومصادر التخريج: «في ثمن المجن، وكان ثَمَنِ الْمِجَنِّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله (ص) دينارًا» .
وعلى ذلك فقوله: «دينارٍ» بالجر، يمكن تخريجه على أنَّه بدل من قوله: «ثَمَنِ المجن» .
ويمكن أن يكون منصوبًا على نزع الخافض، والتقدير: «في دينارٍ» ، وحُذِفَ الخافض، فانتصب ما بعده. انظر التعليق على المسألة رقم (12) ، والأصل هنا: «دينارًا» بالألف، لكنْ حُذِفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
وهذان التخريجان بناء على أنَّه ليس في الكلام سقطٌ، وإلاَّ فلعلَّ صحة اللفظ كما في مصادر التخريج، فيكون وجه الحديث عندنا هكذا: «يُقْطَعُ السَّارِقُ فِي ثَمَنِ المِجَنِّ، [وكان ثَمَنُ المِجَنِّ] عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله (ص) دينارًا» ، والله أعلم.(4/214)
قَالَ أَبِي: هُوَ مُرسَلٌ (1) ، وَأَرَى أنَّه والدُ (2) عبد الواحد بْنِ أيمَن، وليستْ لَهُ صُحْبةٌ.
قلتُ لأَبِي: وَقَدْ رَوَى هَذَا الحديثَ يَحْيَى الحِمَّانِيُّ (3) ، عَنْ شَريك (4) ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَطَاء، عَنْ أيمَنَ بنِ أُمِّ أيمَن، عَنْ أُمِّ أَيْمَن (5) ؛ قالتْ: قال رسولُ الله (ص) : لا يُقْطَعُ السَّارِقُ إِلاَّ (6) فِي حَجَفَةٍ (7) ؛ قُوِّمَتِ الحَجَفَةُ يومئذٍ عَلَى عهد رسول الله (ص) دِينَارً (8) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ مِنْ وجهَين:
أحدُهما: أنَّ أصحابَ شَريك لَمْ يَقُولُوا: عَنْ أُمِّ أَيْمَن؛ إنَّما
_________
(1) ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" (2/25-26) الاختلاف على أيمن في وقف الحديث ورفعه، ورجَّح الطريق الموقوف، وقال: «أصحُّ بإرساله» .
(2) قوله: «والد» سقط من (ك) .
(3) هو: يحيى بن عبد الحميد. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/163) .
(4) هو: ابن عبد الله النَّخَعي.
(5) من قوله: «عن عطاء ... » إلى هنا، في (ت) : «عن عطاء، عن أيمن بن أم أيمن» ، وفي (ك) : «عن عطاء، عن أم أيمن بن أم أيمن» .
(6) قوله: «إلا» سقط من (ف) .
(7) الحَجَفَةُ: التُّرس. انظر "النهاية" (1/345) .
(8) كذا في جميع النسخ، والجادة أن يقال: «بدينار» . ويوجَّه على أنه منصوب على نزع الخافض، ووُقف عليه منوَّنًا دون ألف العوض؛ على لغة ربيعة، وانظر في نزع الخافض: المسألة رقم (12) ، وفي لغة ربيعة: المسألة رقم (34) ؛ ويشهد لهذا الوجه: روايتُهُ بألف تنوين النصب في الموضع المذكور من "شرح معاني الآثار"، ففيه: «دينارًا أو عشرةَ دراهم» .(4/215)
قالوا: عن أَيْمَنَ بن أم أيمَن، عن النبيِّ (ص) (1) .
والوجهُ (2) الآخَرُ: أنَّ الثِّقات يَرْوُونَ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الحَكَم، عَنْ مُجاهِد وعَطَاء، عَنْ أيمَن، قولَهُ (3) .
وأيمَنُ بنُ أُمِّ أيمَن لَمْ يُدرِكِ النبيَّ (4) (ص) .
1376 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمر ابن عليِّ بْنِ مُقَدَّم (5) ، عَنِ الحجَّاج بْنِ أَرْطاة، عَنْ مَكْحول، عَنْ عبد الرحمن بن مُحَيرِيز؛
_________
(1) الحديث رواه النسائي في "سننه" (4948) من طريق علي بن حجر، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (614) من طريق الأسود بن عامر، كلاهما (علي والأسود) عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عطاء ومجاهد، عن أيمن، به مرفوعًا.
ورواه ابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (613) من طريق خلف بن هشام، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عطاء، عن أيمن، به مرفوعًا.
(2) في (ك) : «والوجوه» .
(3) في (ك) : «فقوله» ، والصواب: ما في بقية النسخ. = = والحديث من هذا الوجه رواه النسائي في "سننه" (4949) ، والحاكم في "المستدرك" (4/379) من طريق جرير، عن منصور، به.
(4) في (ت) و (ف) : «للنبي» .
(5) روايته أخرجها ابن المبارك في "مسنده" (145) ، وأحمد في "مسنده" (6/19 رقم 23946) ، وأبو داود في "سننه" (4411) ، والترمذي في "جامعه" (1447) ، والنسائي في "سننه" (4983) .
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريبٌ لا نعرفه إلا من حديث عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، عَنِ الحجاج بن أرطاة، وعبدُالرحمن بن مُحَيريز: هو أخو عبد الله بن محيريز، شاميٌّ» . وقال النسائي: «الحجاج بن أرطاة ضعيفٌ، ولا يحتجُّ بحديثه» .
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (28964) ، وابن ماجه في "سننه" (2587) ، والدارقطني في "سننه" (3/208) من طريق عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، عَنِ حجَّاج، عن مكحول، عن ابن محيريز، عن فضالة، به.(4/216)
قَالَ: سألتُ فَضَالَة بْنَ عُبَيد فقلتُ: أرأيتَ تعليقَ اليدَين مِنَ العُنُق (1) ، أمِنَ (2) السنَّة؟ فَقَالَ: أُتِيَ النبيُّ (ص) بِسَارِقٍ (3) ، فأَمَر بِهِ، فقُطِعَتْ يدُهُ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فعُلِّقَتْ فِي عُنُقِهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنَّما هو: عبد الله بْنِ مُحَيريز (4) ؛ قَالَ: سألتُ فَضَالة.
1377 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوب بْنُ سُوَيد، عَنِ الأَوْزاعي، عن محمد بن عبد الملك، عن مُطَرِّف بن عبد الله بْنِ الشِّخِّير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمَّار بْنِ يَاسِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لا يَحِلُّ دَمُ المُؤْمِنِ إِلاَّ فِي ثَلاثٍ: الدَّمُ بِالدَّمِ، والثَّيِّبُ الزَّان ِ (5) ، والمُرْتَدُّ
_________
(1) في (ت) و (ك) : «العنوا» .
(2) في (ت) و (ك) : «من» بلا همزة.
(3) قوله: «بسارق» سقط من (ك) .
(4) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (18/299 رقم 769) ، وفي "مسند الشاميين" (2175) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/148) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/257) من طريق عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، عَنِ حجَّاج، عن مكحول، عن عبد الله بْنِ مُحَيْرِيزٍ قَالَ: سَأَلْتُ فَضالة ... فذكره.
قال المزي في "تهذيب الكمال" (17/398) : «وفي حديث الطبراني: عبد الله بن محيريز، وهو وهمٌ» .
(5) في (ف) : «الزاني» ، وما أثبتناه من بقية النسخ، وكلاهما عربي فصيح، ووقع نحوه في هذا الحديث في "صحيح مسلم" من حديث عبد الله بن مسعود، قال النووي: «هكذا هو في النسخ: «الزان» من غير ياء بعد النون وهي لغة صحيحة قُرئ بها في السبع؛ كما في قوله تعالى: [الرّعد: 9] {الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} ، وغيره، والأشهر في اللغة إثبات الياء في كل هذا. "شرح النووي على صحيح مسلم" (11/164) . وانظر في هذه اللغة التي تَحذفُ ياء الاسم المنقوص المحلَّى بـ «أَلْ» : "سر صناعة الإعراب" (2/519) ، و"الخصائص" (2/292) ، و"شرح قطر الندى" (ص326) ، و"همع الهوامع" (2/428) .
ولعل حذف الياء هنا: جاء تحقيقًا للسَّجعة، والموافقة بين «الزان» و «الإيمان» . والله أعلم.(4/217)
عَنِ الإِيمَانِ (1) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ مُفتَعَلٌ، ومحمدُ ابنُ عبد الملك هذا هو: ابنُ عبد الملك بْنِ مَرْوَانَ، لَعَلَّهُ لَمْ يَرَ مُطَرِّفً (2) بعينِه.
وذكرت ُ هَذَا الحديثَ لابنِ جُنَيد (3) ؟ فَقَالَ: هَذَا مِنْ أيُّوب بْنِ سُوَيد، وأما محمد بن عبد الملك فثقةٌ.
1378 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ كتبتُهُ عَنْ نَصْرِ بنِ دَاوُدَ بْنِ طَوْق (4) بواسِط - قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْكُوفَةِ - عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ الواسِطي؛ قَالَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : لاَ يُقْتَلُ أَحَدٌ بِسَبِّ أَحَدٍ، إِلاَّ بِسَبِّ النبيِّ (ص) ؟
_________
(1) رواه الطبراني، كما في "مجمع الزوائد" (6/253) .
قال الهيثمي: «وفيه أيوب بن سويد، وهو متروك، وقد وثقه ابن حبان وقال: رديء الحفظ» .
(2) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) هو: عليُّ بن الحسين.
(4) في (ك) : «طرق» . ولم نقف على روايته، ولا على من رواه على هذا الوجه، ولكن رواه ابن أبي عاصم في "الديات" (ص 119) من طريق حجاج بن يوسف، وابن عدي في "الكامل" (7/249) من طريق أبي = = الأحوص العكبري، كلاهما عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْوَاسِطِيِّ؛ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة قال: «لا يُقتَلُ أحدٌ بسبِّ أَحَدٍ إلا من سبَّ النبيَّ (ص) » .
ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/60) .
وقوله: «عن أبي سلمة» سقط من المطبوع من "الكامل". وتصحَّف المتن فيه تصحيفًا غريبًا، والتصويب من "السنن الكبرى" للبيهقي الذي روى الحديث من طريق ابن عدي.(4/218)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ باطلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
1379- وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه اليَمَان ابن (1) عَدِيٍّ الحِمْصي الحَضْرَمي (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ ابن زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامة؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ جُرْمًا يَوْمَ القِيَامَةِ: رَجُلٌ حَزَّز (3) ظَهْرَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ حَقٍّ؟
فسمعتُ أَبِي يقولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (4) ، واليَمَانُ شيخٌ صدوق.
_________
(1) في (ك) : «عن» بدل: «بن» .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (8/116 رقم 7536) ، و"الأوسط" (2339) ، و"مسند الشاميين" (825) .
(3) كذا في (أ) - دون ضبط - وفي (ش) و (ف) : «حرر» ، وفي (ت) : «حزن» ، وفي (ك) : «حزر» ، وفي مصادر التخريج السابقة: «جَرَّد» ، وهي الأَوْلى. قال في "فيض القدير" (6/113) : «أي: عرَّاه من ثيابه ... والمراد فيما يظهر: أنه جرده من ثيابه ليضربه وفَعَلَ. ويحتمل على بعدٍ أن المراد: هتك العورة. اهـ. وما في (أ) أقرب إلى المعنى من حيث إن «الحزّ» هو: القطع من الشيء في غير إبانة، ويقال: الحزّ قطع ما كان غير بائن. "تاج العروس" (8/47) .
(4) قال ابن حجر في "فتح الباري" (12/85) : «وفي سنده مقال» . وضعفه الشيخ الألباني في "الضعيفة" (1275) .(4/219)
1380 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوْري (1) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عَطَاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قاتِل الْمُؤْمِنِ: أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ (2) تَوبَةٌ؟
قَالَ أَبِي: أَبُو سَعِيدٍ: هو عبد القُدُّوس بْنُ حَبِيب الشَّامي، وَكَانَ لا يَصدُقُ.
1381 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه معاذ ابن خَالِدٍ العَسْقَلاني، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، عَنِ الحارث (4) ، عن عليٍّ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ خَصَى عَبْدَهُ خَصَيْتُهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
1382 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو كُرَيْب (5) ، عن عبد الله
_________
(1) روايته أخرجها الواحدي في تفسيره "الوسيط" - كما في "تخريج أحاديث الكشَّاف" للزيلعي (1/343) - من طريق إسحاق بن راهويه، ثنا أبو داود الحَفَري، ثنا سفيان، به.
(2) قوله: «له» سقط من (أ) .
(3) هو: السَّبيعي، عمرو بن عبد الله.
(4) هو: ابن عبد الله الأعور.
(5) في (ك) : «أبو كريت» . وأبو كُرَيب هو: محمد بن العلاء. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1438) ، و"العلل الكبير" (413) ، والنسائي في "الكبرى" (7342) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/223) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/83) . وَقَرن الترمذيُّ بأبي كُريب: يحيى بن أكْثَم.
ورواه ابن عدي في "الكامل" (1/177) من طريق أبي مَيْسَرة أحمد بن عبد الله، والخطيب في "تاريخ بغداد" (14/191-192) من طريق أبي بكر الميانجي، عن أبي عيسى بن عرَّاد، عن يحيى بن أكثم، كلاهما عن عبد الله بن إدريس به.
قال ابن عدي: «وهذا الحديث يُعرَف بأبي كُرَيب عن ابن إدريس، وقد حدَّث به مسروق بن المرزُبان ويحيى بن أكثم، وسرقه منهم جماعةٌ من الضعفاء؛ مثل جَحْدَر الكفرتوثي - واسمه: عبد الرحمن بن الحارث -، والسَّرِيّ [بن] عاصم، وأبو ميسرة الهَمْداني وغيرهم» . وذكر نحوه أيضًا في (4/321) .
وقال الخطيب: «قال القاضي أبو بكر الميانجي: = = هكذا حدَّثَناه ابن عراد عن يحيى ابن أكثم. وهذا الحديثُ إنما هو معروف عن أبي كُرَيب وأنه المنفرد به. قلت -أي الخطيب -: الأمرُ على ما ذكر، إلا أن جماعةً قد رَوَوه عن عبد الله بن إدريس هكذا مرفوعًا متصلاً، ولم يكن فيهم ثَبْتٌ سوى أبي كُرَيب. ورواه يوسف بن محمد بن سابق، عن ابن إدريس، عن عبيد الله، عن نافع، عن النبيِّ (ص) مرسلاً. وخالفه محمد بن عبد الله بن نمير وأبو سعيد الأشج فروَياه عن ابن إدريس، عن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن أبا بكر ضرَبَ وغرَّب، وأن عمر ضرَبَ وغرَّب، ولم يذكُرا النبيَّ (ص) ، وهو الصَّواب» . اهـ.(4/220)
ابن إدريس، عن عُبَيدالله (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) ضَرَبَ وغَرَّبَ.
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ قومٌ عَنِ ابْنِ إدريس، عن عُبَيدالله، عن نافع: أنَّ النبيَّ (ص) ، مُرسَلً (2) .
قَالَ أَبِي: ابنُ إِدْرِيسَ وَهِمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ مرَّة حدَّث مُرسَلاً، ومرَّة حدَّث مُتَّصِلا، وحديثُ ابْنِ إِدْرِيسَ حجَّةٌ يُحتَجُّ بِهَا، وَهُوَ إمامٌ مِنْ أَئِمَّةِ المسلمين (3) .
_________
(1) هو: ابن عمر العُمَري.
(2) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) قال الترمذي في "جامعه" (1438) : «حديثُ ابن عمر حديثٌ غريب، رواه غيرُ واحد عن عبد الله بن إدريس فرفعوه، وروى بعضُهم عن عبد الله بن إدريس هذا الحديثَ، عن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن أبا بكر ضَرَب وغرَّب، وأن عمر ضَرَب وغرَّب» .
وقال في "العلل الكبير" (413) : «روى أصحابُ عبيد الله بن عمر، عن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن أبا بكر ... ولم يرفعوه. وهكذا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نافع موقوفًا. ولا يَرفَع هذا الحديث عن عبيد غيرُ ابن إدريس. وقد رواه بعضُهم عن ابن إدريس، عن عبيد الله موقوفًا» . اهـ.
وذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (4/107/ب) ، وذكر أنه يرويه عبد الله ابن إدريس عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر مرفوعًا على ما رواه عنه أبو كُرَيب، ومسروق بن المَرْزُبان، ويحيى بن أكثَم، وجَحْدَر بن الحارث، وغيرُهم، ورواه يوسف بن محمد ابن سابق عن ابن إدريس، عن عبيد الله، عن نافع: أن النبيَّ (ص) ... ، مرسلاً لم يذكر ابنَ عمر، وخالفهم محمد بن عبد الله بن نمير وأبو سعيد الأشج فرَوَياه عن ابن إدريس، عن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن أبا بكر ضَرَب وغرَّب، وأن عمر ضَرَب وغرَّب، ولم يذكُر النبيَّ (ص) ، ثم قال الدارقطني: «وهو الصَّواب» ؛ يعني الوقف. وانظر "نصب الراية" (3/331) .
ونقل الخطيب في "تاريخه" (12/83) عن شيخه البرقاني قوله: «قال لنا الدارقطني: لم يُسنِده أحدٌ من الثقات غيرُ أبي كريب، ووقفه أبو سعيد الأشج وغيره» .(4/221)
1383 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ (1) ، عَنْ عَنْبَسة بْنِ خَالِدٍ، عَنْ يونس (2) ، عن الزُّهْري، عن عبد الله بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ سَهل بْنِ أَبِي حَثْمَة؛ فِي القَسَامَة؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْري! رَوَى (3) الثِّقاتُ عَنِ الزُّهْري مَا (4) كان عند الزُّهْري فِي هَذَا الْبَابِ فِي القَسَامَة، وليس
_________
(1) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (3539) . وقال: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا يونسُ، ولا عن يونسَ إلا عنبسةُ بن خالد، تفرَّد به: أحمد بن صالح» .
(2) قوله: «عن يونس» مكرر في (ك) . ويونس هو: ابن يزيد الأيلي.
(3) في (ش) : «رواه» .
(4) «ما» هنا: اسم موصولٌ بمعنى «الذي» ، وكانت الجادَّة أن يقال: «رَوَى الثقاتُ عَنِ الزُّهري مَا كان عنده ... » ، والضمير في «عنده» هو العائد من الصلة إلى الموصول، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية، وهو من وضع الظاهر في موضع المُضمَر العائد إلى الموصول، ومثلُه قولُ الشاعر [من الطويل] :
سُعَادُ التي أَضْنَاكَ حُبُّ سُعَادَا
وإِعْراضُهَا عَنْكَ اسْتَمَرَّ وزادَا
والأصل: سُعَادُ التي أَضْنَاكَ حُبُّهَا. انظر "شرح شذور الذهب" (ص172-173) .(4/222)
لِشَيْءٍ (1) مِنْ هَذَا ذِكرٌ، وَإِنَّمَا وَجَدْنَا هَذَا الحديثَ مِنْ حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مالك، عن أبيه، عن عبد الله بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ سَهل بْنِ أَبِي حَثْمَة، فِي القَسامَة، فَأَخْشَى (2) أَنْ يَكُونَ مُستَرَقً (3) مِن ثَمَّ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هذا حديثٌ ما أدري ماهو؟!
ثم قال: مُنكَرٌ جِدًّا!
فَقُلْتُ لَهُ: فَتَرَى أَنَّهُ مُستَرَقٌ من حديث خالد ابن يَزِيدَ؟
قَالَ: مَنْ سَرَقَهُ مِن ثَمَّ؟
قلتُ: عَنْبَسَةَ نراه!
قال: ما أظنُّ أن عَنْبَسة كَانَ يُحسِنُ أَنْ يَقْلبَ الحديثَ.
ثُمَّ قَالَ: بَلَغَنِي أنَّ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ حدَّث عَنْهُ فِي بُدُوِّ أَمرِه عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة، فِي قِصَّةِ أُمِّ زَرْع، فَأَنْكَرُوا عَلَيْهِ، فترَكَه وَلَمْ يحدِّث بِهِ بعدُ.
_________
(1) في (ت) و (ك) : «بشيء» .
(2) في (ت) و (ك) : «فأنشأ» .
(3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .(4/223)
وَقَالَ (1) أَبُو زُرْعَةَ: وَلَمْ يظهَر لَنَا حديثُهُ، فكنَّا نَعتَبرُ بِهِ، وَمَا أَعْلَمُ رَوَى عَنْهُ أحدٌ (2) سِوَى أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ عَلَى النَّاس، وَلَمْ يحدِّث بِهِ (3) وَلَوْ عَلِمَ أحمدُ بنُ صَالِحٍ أنَّ الناسَ يُنكِرون هَذَا، لامتنعَ مِنْ تحديثه.
1384- وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ضَمْرَة (5) ، عَنْ سُفْيان الثَّوْري، عَنْ يونسَ (6) ، عَنِ الحَسَن، وابنِ جُرَيْج (7) ، عَنْ عَطَاء - فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (8) - قالا (9) : الإمامُ (10) مُخَيَّر: إِنْ شَاءَ قَتَل، وَإِنْ شَاءَ قَتَلَ وصَلَبَ، وَإِنْ شاء نَفَى؟
_________
(1) قوله: «وقال» مكرر في (ك) .
(2) في (ف) : «أحدًا» .
(3) كذا العبارة في جميع النسخ! والمعنى - فيما يظهر -: أن عنبسة هذا قليل الرواية، وليس له من الحديث ما يمكن تتبعه وعرضه على أحاديث الثقات حتى يُحكم عليه من خلاله، ولم يرو عنه سوى أحمد بن صالح، ولم يحدَّث بهذا الحديث أحد من الناس، والله أعلم.
(4) في (ت) و (ك) : «قال سئل» .
(5) هو: ابن ربيعة.
(6) هو: ابن عُبَيد.
(7) قوله: «وابن جريج» بالجر: معطوفٌ على «يونس» ؛ والمراد: أن سفيان الثوري يروي هذا الأثرَ عن يونس ابن عبيد، عن الحسن البصري، ويرويه أيضًا عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ.
(8) الآية (33) من سورة المائدة.
(9) أي: الحسن البصري، وعطاء بن أبي رباح.
(10) في (ك) : «نام» .(4/224)
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حدَّثنا قَبِيصَة (1) ؛ قال: حدَّثنا سُفْيَانُ (2) ،
عَنْ عاصمٍ (3) ، عَنْ الحَسَنِ - وَابْنِ جُرَيج (4) ، عَنْ عَطَاء (5) -.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: عَاصِمٌ، عَنِ الحسن أصحُّ.
_________
(1) هو: ابن عقبة.
(2) روايته أخرجها الطبري في "تفسيره" (11847) من طريق وكيع، عن سفيان، عن عاصم، عن الحسن. ورواه الطبري أيضًا (11848) من طريق وكيع، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عن عطاء.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (32788) من طريق حفص بن غياث، والطبري (11846) من طريق جرير، كلاهما عن عاصم، عن الحسن.
(3) هو: ابن سليمان الأحول.
(4) قوله: «وابن جريج» بالجر معطوفٌ على «عاصم» ؛ والمراد: أنَّ سفيان الثوري يروي هذا الأثر عن عاصم ابن سليمان الأحول، عن الحسن البصري، ويرويه أيضًا عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ.
(5) من قوله: «فقال أبو زرعة ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.(4/225)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الدِّيَاتِ
1385- وسمعتُ أبي ح يَقُولُ: أَخْطَأَ النُّعمان بْنُ ثَابِتٍ (1) ، وأَشْعَثُ بنُ سَوَّار جَمِيعًا:
قَالَ (2) النُّعمان: عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الحَنَفِيَّة؛ فِي إِخوةٍ لأُمٍّ: إنَّ لهم نصيبً (3) فِي الدِّيَة.
وَقَالَ أَشْعَث (4) :
عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي جعفر محمد بن
_________
(1) هو: أبو حنيفة الفقيه المشهور.
قال البرذعي في "سؤالاته لأبي زرعة" (ص756) : «قال أبو حاتم: حُدِّثت عن سفيان بن عيينة قال: لقيني أبو حنيفة فقال لي: كيف سماعك عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ؟ قَالَ: قلت له: أكثرت عنه، قال: لكني لم أسمع منه إلا حديثين. قال: قلت: وما هما؟ فقال: حدثنا عمرو، عن جابر بن عبد الله في أخباري. فقلت: حدثنا عمرو، عن جابر بن زيد، ليس جابر بن عبد الله، قلت: وما الآخر؟ فقال: حدثنا عمرو، عَنِ ابْنِ الحنفية، عَن عَليّ: لقد ظلمَ من لم يورِّث الإخوةَ من الأم. فقلت: حدثنا عمرو، عن عبد الله بن محمد بن علي، ليس بابن الحنفية. قال سفيان: فإذا هو قد أخطأ فيهما جميعا» . وانظر "تاريخ بغداد" (13/393) .
(2) في (ك) : «عن» بدل: «قال» .
(3) كذا في جميع النسخ «نصيب» ، بلا ألف بعد الباء، وفيه وجهان؛ تقدم ذكرهما في التعليق على قوله: «إنَّ لِلْوُضُوءِ شَيْطَانٌ، يُقالُ لَهُ: الْوَلْهَانُ» في المسألة رقم (130) .
(4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (27561) .
ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (304) عن داود بن عبد الرحمن، عن عمرو بن دينار، سمعت محمد بن علي ابن الحسين، عن علي به. ورواه الدارمي في "مسنده" (3083) من طريق قبيصة، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار، عن بعض ولد ابن الحنفية، عن علي، به.
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/58) من طريق يزيد بن هارون، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار، عمَّن أخبره، عن علي، به.(4/226)
عليِّ (1) بن [الحسين] (2) .
والصَّحيحُ: عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ (3) ، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ (4) الحَنَفِيَّة، عَنِ عليٍّ.
1386 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عُبَيدالله (5) بْنُ مُوسَى، عَنْ همَّام (6) ، عَنْ قَتَادة، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عباس؛ أنَّ النبيَّ (ص) قال: الإِبْهَامُ خَمْسٌ؟
قال أبي: هو عندي وَهَمٌ؛ لأنَّ يزيدَ النَّحْويَّ (7) يروي عن
_________
(1) في (ك) : «عن أبي جعفر، عن محمد بن علي» .
(2) في جميع النسخ: «الحسن» ، وهو تصحيفٌ، فأبو جعفر هذا هو الباقر، واسمه: محمد بن عليِّ بن الحسين بْنِ عليِّ بْن أَبِي طالب رضي الله عنهما. انظر "تهذيب الكمال" (26/136) .
(3) روايته أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" (17771) من طريق ابن جريج، وسعيد بن منصور في "سننه" (303) ، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (27554) من طريق ابن عيينة، كلاهما عن عمرو بن دينار، به.
(4) قوله: «محمد بن» سقط من (ش) .
(5) في (ش) : «عبد الله» .
(6) في (ش) : «هشام» . وهمام هو: ابن يحيى العَوذي.
(7) هو: يزيد بن أبي سعيد. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/289 رقم 2621 و2624) ، وأبو داود في "سننه" (4560 و4561) ، والترمذي في "جامعه" (1391) ، والدارقطني في "سننه" (3/212) . ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/92) . ورواه البخاري في "صحيحه" (6895) من طريق شعبة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس به. قال الترمذي: «حديث حسن صحيح، غريبٌ من هذا الوجه» .(4/227)
عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ النبيَّ (ص) قَالَ (1) : فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الأَصَابِعِ عَشْرٌ (2) .
1387 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ (3) رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار، عَنِ البَخْتَري بْنِ عُبَيد، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : فِي السِّقْطِ (5) غُرَّةٌ (6) ؛ عَبْدٌ أَو أَمَةٌ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، رَوَى الفِرْيابي (7) ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ البَخْتَري.
1388 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو أُمَيَّة الطَّرَسُوسي (9) ،
_________
(1) من قوله: «الإبهام خمس ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(2) في (أ) و (ش) : «عشرًا» ؛ وما أثبتناه من بقية النسخ، وهو الموافق لما في مصادر التخريج، والجادة أن يقال: «عَشَرة» ؛ لتأنيثِ الإصبع، لكن مجيئه هنا بلا تاء يخرَّج على وجهين: إمَّا على جواز تذكير العدد لتقدُّم المعدود، وإمَّا على جواز تذكير الإصبع، كما في "المصباح المنير" (صبع) ، وانظر المسألة رقم (713 و1475) .
(3) قَوْلَهُ: «وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حديثٍ» سقط من (ش) .
(4) هو: عبيد بن سليمان الطابخي.
(5) السِّقْطُ - بالكسر والفتح والضَّم، والكسرُ أكثرُها -: الولدُ الذي يسقُطُ من بَطْن أمِّه قبلَ تمامه. "النهاية" (2/378) .
(6) قال النووي: وأما الغُرَّة فقال أهلُ اللغة والغَريب والفُقهاءُ: هي النَّسَمةُ من الرَّقيق ذكرًا كان أو أنثى، قال ابن قتيبة وغيرُه: سُمِّيا بذلك؛ لأنهما غُرَّةُ ما يملكه الإنسان، أي: أفضَلُهُ وأشهَرُهُ، وغُرَّةُ كلِّ شيء: خِيارُهُ. "تحرير ألفاظ التنبيه" (ص 305) . وانظر "النهاية" (3/353) .
(7) هو: محمد بن يوسف.
(8) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (6/22/أ) ، وابن حجر في "التلخيص" (4/38) حكم أبي حاتم على هذا الحديث.
(9) هو: محمد بن إبراهيم. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (7/82) ، والدارقطني في "سننه" (3/105-106) . ورواه ابن ماجه في "سننه" (2668) ، والبزار في "مسنده" (3663) من طريق الحُرِّ ابن مالك، عن مبارك به.
وقال ابن عدي في ترجمة الوليد بعد أن ذكر له أحاديث أُخَر: «وكلُّ هذه الأحاديث غير محفوظة» .
وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا أسنده بأحسن من هذا الإسناد عن رسول الله (ص) ، ولا نعلم أحدًا قال: عن أبي بكرة إلا الحرُّ بن مالك؛ ولم يكن به بأس، وأحسَبُه أخطأ في هَذَا الْحَدِيثِ؛ لأَنَّ النَّاسَ يَرْوُونَهُ عن الحسن مرسلاً» .
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (27713 و27717) ، وأحمد في "العلل" (979) ، والدارقطني في "سننه" (3/106) من طرق عن الحسن به مرسلاً. وانظر "إرواء الغليل" (2229) .(4/228)
عن الوليد بن محمد ابن صالح [الأَيْليِّ] (1) ، عَن مبارك بْن فَضَالة، عَن الْحَسَنِ (2) ، عَنْ أَبِي بَكْرَة (3) ؛ قَالَ: قال النبيُّ (ص) : لا قَوَدَ (4) إِلاَّ بالسَّيْفِ؟
قَالَ أبي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ (5) .
_________
(1) كذا في (ش) ، وفي (ف) و (ك) : «الأبلي» بالباء الموحدة، وهي مهملة في (أ) و (ت) ، إلا أن الهمزة ضمَّت في (ت) .
وقد وردت نسبته في "ميزان الاعتدال" (4/346) ، و"لسان الميزان" (6/226) ، و"الكامل" لابن عدي (7/82) : «الأَيْلي» ، وفي "الجرح والتعديل" (9/16) : «الأُبُلِّي» . وسيأتي في المسألة رقم (1485) و (1519) .
(2) هو: البصري.
(3) هو: نُفَيع بن الحارث.
(4) القَوَدُ: القِصاصُ، وقَتْلُ القاتِل بدلَ القَتِيل. "النهاية" (4/119) .
(5) ضعَّف ابن رجب في "جامع العلوم" (ص283) هذا الحديث، ونقل عن الإمام أحمد قوله: «وليس إسناده بجيِّد» .(4/229)
1389 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ المِنْقَري، عن حمَّاد ابن سَلَمة (2) ، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدٍ، عن يعقوب السَّدُوسي، عن عبد الله بْنِ عَمرو: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) خَطَبَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَقَالَ: أَلاَ إِنَّ دِيَةَ العَمْدِ الخَطَأِ - بِالسَّوْطِ والعَصَا - دِيَةٌ مُغَلَّظَةٌ مِئَةٌ مِنَ الإِبِلِ؛ مِنْهَا أَرْبَعُونَ خَلِفَةً (3) فِي بُطُونِهَا أَوْلاَدُهَا، أَلا إِنَّ كُلَّ دَمٍ ومَالٍ ومَأْثُرَةٍ (4) كَانَتْ فِي الجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمِي هَذِه إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ سِقَايَةِ الحَاجِّ وسِدَانَةِ البَيْتِ (5) ،
فَإِنِّي قَدْ أَمْضَيْتُهَا لأَهْلِهَا.
وَرَوَى هَذَا الحديثَ الحُمَيْديُّ (6) ، عَنِ ابْنِ عُيَينة، عَنْ عليِّ بْنِ
_________
(1) نقل بعض هذا النص ابن السبكي في "طبقات الشافعية" (3/114) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (6/14/ب) .
(2) روايته علَّقها أبو داود في "سننه" عقب الحديث (4549) ، والدارقطني في "سننه" (3/104) .
(3) الخَلِفَةُ - بفتح الخاء وكسر اللام -: الحاملُ من النُّوق، وتُجمَع على: خَلِفات وخَلائف. "النهاية" (2/68) .
(4) يقال: أُثْرَة، ومَأْثُرَة، ومَأْثَرَة، قال الزبيدي: «والأُثْرَة ُبالضّمِّ: المَكْرُمة؛ لأَنها تُؤْثَرُ، أَي: تُذْكَرُ، ويَأْثُرها قَرْنٌ عن قَرْنٍ يتحدَّثُون بها. وفي المُحكَم: المَكْرُمةُ المُتَوارَثَة؛ كالمَأْثَرَة، بفتح الثاءِ، والمَأْثُرَةِ بضمها، ومثلُه من الكلامِ: المَيْسَرَة والمَيْسُرة، ممَّا فيه الوَجْهَانِ، وهي نحو ثلاثين كلمةً جَمَعَها الصّغانيّ في (ح ب ر) » . اهـ. والمأثرة: جمعها: مآثر، قال ابن الأثير: «ومآثِرُ العرب: مَكارمُها ومَفاخِرُها التي تُؤثَرُ عنها، أي: تُروى وتُذكَر» . "تاج العروس" (6/9) ، و"النهاية" (1/22) .
(5) سِدَانةُ الكعبة: هي خِدْمَتُها وتَولِّي أمرها، وفَتحُ بابها وإغلاقُه. "النهاية" (2/355) ..
(6) هو: عبد الله بن الزبير. وروايته أخرجها في "مسنده" (719) .
ورواه الشافعي في "مسنده" (2/108/ترتيب السندي) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (26727) ، وأحمد في "مسنده" (2/11 رقم 4583) ، وابن ماجه في "سننه" (2628) ، والنسائي في "سننه" (4799) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5675) ، والدارقطني في "سننه" (3/105) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/44) من طرق عن ابن عيينة، به.
ورواه عبد الرزاق في "مصنفه" (17212) من طريق معمر، عن علي بن زيد به.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد في "مسنده" (2/36 رقم 4926) ، والدارقطني في "سننه" (3/105) .(4/230)
زَيْدٍ؛ أنَّه سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ رَبِيعَةَ يُخبِرُ عَنِ ابْنِ عُمر، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ قَالَ يومَ فَتْحِ مَكَّةَ عَلَى دَرَج الكَعْبة: الحَمْدُ للهِ الَّذِي صَدَقَ وَعْدَهُ، ونَصَرَ عَبْدَهُ، وهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ، أَلاَ إِنَّ قَتِيلَ العَمْدِ الخَطَأِ -بِالسَّوْطِ أَو العَصَا (1) - ... ، وذكَرَ الحديثَ مِثْلَهُ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ القاسمِ بنِ رَبِيعةَ أصَحُّ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (2) : ونَفْسُ حَدِيثِ حمَّاد بْنِ سَلَمة؛ فإنَّ أَحْمَدَ بْنَ سِنَان حدَّثنا (3) عَنْ يَزِيدَ (4) ، عَنْ حمَّادُ بنُ سَلَمة، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ السَّدوسي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ - وَلَيْسَ لابْنِ عَمرو مَعْنًى - عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أَشْبَهُ.
وقلتُ لأَبِي: مَن يعقوبُ السَّدوسي؟
فَقَالَ: هُوَ يعقوبُ بن أَوْس، ويقال: عُقْبة (5) بن أوس (6) .
_________
(1) في (ك) : «بالسوط والعصا» .
(2) في (ف) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» .
(3) قوله: «حدثنا» سقط من (ش) .
(4) هو: ابن هارون.
(5) في (ت) و (ك) : «عتبة» .
(6) روى البيهقي في "السنن الكبرى" (8/69) عن يحيى ابن معين أنه قال: «يعقوب بن أوس وعقبة بن أوس واحد» .(4/231)
قلتُ: وقد روى هَذَا الحديثَ بطوله حمَّادُ ابنُ سَلَمة (1) ، عَنْ حُمَيد (2) ، عَنِ الْقَاسِمِ بن ربيعة: أنَّ النبيَّ (ص) خطبَ الناسَ يَوْمَ الفتحِ ... ، مُرسَلً (3) ؛ وَهَذَا أشبهُ بالصَّواب، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (4) .
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (5) : وَتَابَعَ يزيدَ بْنَ هَارُونَ عَلَى رِوَايَتِهِ أسدُ بْنُ مُوسَى؛ فَقَالَ: عَنْ حمَّاد ابن سَلَمة، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ السَّدوسي، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) (6) .
_________
(1) لم نقف على روايته من هذا الوجه. لكن أخرجه أحمد في "مسنده" (3/410 رقم 15389) من طريق هُشَيم، والنسائي في "سننه" (4800) من طريق سهل بن يوسف، كلاهما عن حميد، به.
ورواه أيوب، عن القاسم، واختُلِف عليه، فرواه النسائي في "سننه" (4792) من طريق حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عن القاسم، به مرسلاً.
ورواه أحمد في "مسنده" (2/164 رقم 6533) ، وابن ماجه في "سننه" (2627) ، والنسائي في "سننه" (4791) من طريق شعبة، عن أيوب، عن القاسم، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، به.
(2) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل.
(3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وعلَّقنا عليها في المسألة رقم (34) .
(4) قوله: «بالصواب، والله أعلم» ليس في (ف) .
(5) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) ، وفي (ف) بدلاً منه: «قلت» .
(6) نقل البيهقي في "السنن الكبرى" (8/69) عن ابن معين أنه قال: «علي بن زيد ليس بشيء، والحديث حديث خالد، وإنما هو: عبد الله بن عمرو بن العاص خ» .
وذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (4/67/ب) ، فقال: «اختُلِف فيه عن القاسم بن ربيعة. فرواه عليُّ بْنَ زَيْدِ بْنِ جُدعان، عن القاسم بن ربيعة، عن = = ابن عمر، وخالفه أيوب السَّختياني، فرواه عن القاسم بن ربيعة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص. وقال خالد الحذَّاء: عن القاسم، عن عقبة بن أوس، عن عبد الله بن عمر. وأرسله حميد الطويل عن القاسم ابن ربيعة، وقول خالد الحذَّاء أشبه بالصَّواب» . اهـ.
وقد أطال ابن السُّبكي في "طبقات الشافعية" (3/112-116) الكلام على هذا الحديث وعلله، وذكر قصة في مناظرةٍ وقعت بين المزني وأحد العراقيين بمحضر ابن خزيمة، وجواب ابن خزيمة بأن عليَّ بْنَ زَيْدِ بْنِ جُدعان قد توبع على الحديث؛ بما يفيد تصحيح ابن خزيمة له، ثم قال ابن السُّبكي: «فالحاصل في الحديث: الاختلاف في أنه هل هو من مسند عبد الله بن عمر، أو ابن عمرو؟ وذلك لا يضرُّ؛ لأن الصحابة كلهم عدولٌ، ولا يبعد أن يكون الحديث عنهما جميعًا، وإليه ميل الحافظ المنذري، وأن ابن جُدعان ممن سمعه، إلى غير ذلك مما رأيت. وبسببه قضى ابن عبد البر باضطراب الحديث، وحكم بأن عقبة بن أوس مجهول، ولعل عِرْقَ العصبية للمالكية لَحِقَه، وإلا فليس عقبةُ بمجهول، بل معروف، وروى عنه ابن سيرين كما ذكر ابن خزيمة ... » إلى آخر ما قال. وهو كلام - كما ترى - فيه ما فيه مما لو أعرض عنه ابن السُّبكي لكان أولى به، والله أعلم.(4/232)
1390 - وسُئِلَ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِنَان العَوَقي (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفي، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عبَّاس: أنَّ النبيَّ (ص) قَضى بالدِّيَةِ اثنا عشر (3) ألفًا؟
_________
(1) نقل إعلال أبي حاتم لهذا الحديث بالإرسال: ابن عبد الهادي في "المحرر" (1142) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (6/30/ب) ، وابن حجر في "التلخيص" (4/47) .
(2) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (2632) ، والطبري في "تفسيره" (16983) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (6/1845) .
ورواه الدارمي في "مسنده" (2408) ، وأبو داود في "سننه" (2629) ، والترمذي في "جامعه" (1388) ، وفي "العلل الكبير" (390) ، والنسائي في "المجتبى" (4803) ، وفي "الكبرى" (7006 و7007) ، والدارقطني في "سننه" (3/130) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/78) من طرق عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ به.
(3) كذا في جميع النسخ، والمشهور في اللغة أن يقال هنا: «اثْنَيْ عشَرَ» ، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيح، وهو جارٍ على لغة بني الحارث بن كعب وجماعة من العرب؛ يُلزمون المثنى والملحق به الألفَ في حالات الإعراب الثلاثة، وقد تقدم التعليق على ذلك في المسألة رقم (554) .(4/233)
قَالَ أَبِي، قَالَ (1) : حدَّثنا يَسَرَة (2) بْنُ صَفوان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن عِكْرِمَة، عن النبيِّ (ص) .
فَقَالَ أَبِي: المُرسَل أصحُّ (3) .
1391 - وسألتُ (4) أَبَا زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثٍ اختَلَفَ فِي الرِّوَاية (6) عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: أيُّوبُ السَّخْتِياني، وحمَّادُ بْنُ سَلَمة:
_________
(1) قوله: «قال» زيد سهوًا، أو توكيدًا لـ «قال» الأولى؛ لأن القائل هو أبو حاتم.
(2) في (ف) : «ميسرة» . وروايته أخرجها ابن أبي حاتم في "التفسير" (6/1845) .
ورواه عبد الرزاق في "مصنفه" (17273) ، والترمذي في "جامعه" (1389) ، والطبري في "تفسيره" (16980 و16982) من طريق سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بن دينار، عن عكرمة به مرسلاً.
(3) قال الترمذي في "العلل" (390) : «سألت محمدًا عن هذا الحديث؟ فقال: «سفيان بن عيينة يَقُولُ: عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن عكرمة، عن النبي (ص) مرسل» . ثم قال الترمذي: «وكأن حديث ابن عيينة عنده أصح» . وقال الترمذي في "جامعه" (1389) : «ولا نعلم أحدًا يذكر في هذا الحديث: عن ابن عباس غير محمد بن مسلم» . وقال النسائي في "الكبرى" (7007) : «محمد ابن مسلم ليس بالقوي، والصواب مرسل» .
(4) نقل الزيلعي في "نصب الراية" (4/378) هذا النص بتمامه، وانظر المسألة المتقدمة برقم (1371) .
(5) في (أ) : «أبي زرعة» .
(6) أي: في روايته، نابت «أل» عن الضمير المضاف إليه، وهذا جائزٌ على قول الكوفيين وبعض البصريين، وكثير من المتأخِّرين؛ ومن شواهدهم على ذلك قولُه تعالى: [النَّازعَات: 40-41] {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى *فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى *} ، أي: هي مأواه.
قال ابن جرير الطبري في "تفسيره": «والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصى» .
والمانعون يقدِّرون: هي المأوى له.
قال ابن هشام: «وقيد ابن مالك الجواز بغير الصلة، وقال الزمخشري في [البَقَرَة: 31] {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَْسْمَاءَ كُلَّهَا} : إنَّ الأصل: أسماءُ المسمَّيات» ، وقال أبو شامة في قوله [أي الشاطبي في لاميَّته] :
بَدَأْتُ بِبِاسْمِ اللهِ في النَّظْمِ أَوَّلاَ
.:
«إنَّ الأصلَ: في نظمي» ، فجوَّزَا نيابَتَها عن الظاهر، وعن ضمير الحاضر، والمعروفُ من كلامهم: إنما هو التمثيل بضمير الغائب» . اهـ. كلام ابن هشام. انظر "تفسير الطبري" (2/550) و (9/57) و (23/173) ، و"مغني اللبيب" (ص65-66 و474) .(4/234)
فَرَوَى ابْنُ عُلَيَّة (1) ،
عَنْ أيُّوب، عن عمرو ابن دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ: أنَّ رَجُلا طعَنَ رَجُلاً بِقَرْنٍ فِي رُكبَتِهِ، فأتى (2) النبيَّ (ص) يَستَقِيدُ، فقيل
_________
(1) هو: إسماعيل بن إبراهيم. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (27775) ، وفي "المسند"- كما في "المطالب العالية" (1886) - عن ابن عليَّة به.
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن أبي عاصم في "الديات" (ص 64) ، والدارقطني في "السنن" (3/89) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/66) ، وابن حزم في "المحلَّى" (10/377) .
ورواه الدارقطني في "سننه" (3/89) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/66) من طريق عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ ابن علية، به.
قال أبو أحمد بن عبدوس: «ما جاء بهذا إلا أبو بكر وعثمان» .
قال الدارقطني بعد نقله لكلام أبي أحمد بن عبدوس: «أخطأ فيه ابنا أبي شيبة، وخالفهما أحمد بن حنبل وغيره، عن ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عمرو مرسلاً، وكذلك قال أصحاب عمرو بن دينار عنه، وهو المحفوظ مرسلاً» . كذا وقع في "السنن": «وخالفهما أحمد بن حنبل وغيره» . وقد نقل الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" (3/303) عبارة الدارقطني السابقة؛ لكن جاءت عنده: «وخالفهما أحمد وعبدة» .
(2) قوله: «ركبته فأتى» مطموس في (ك) .(4/235)
لَهُ: حتَّى يَبْرَأَ (1) ، فعَجِلَ فاسْتَقَادَ (2) ، فَغَثَّتْ (3) رِجْلُهُ، وبَرِئَتْ رجلُ المُسْتَقاد منه، فأتى النبيَّ (ص) ، فَقَالَ: لَيْسَ لَكَ شَيْءٌ؛ إِنَّكَ أَبَيْتَ.
وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَة بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَة: أنَّ رَجُلا طعَنَ رجُلاً (5) ، فأتى النبيَّ (ص) ... ؟
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يقولُ: حديثُ حمَّادَ بنِ سَلَمة أشبهُ (6) .
_________
(1) أي: يبرأ جُرحُك. وفي مصادر التخريج: «حتى تبرأ» ، أي: حتى تبرأ أنت، أو: حتى تبرأ رِجْلُك.
(2) في (ك) : «فاستفاد» بالفاء.
(3) كذا في (ت) و (ف) بالغين المعجمة، والثاء المثلَّثة، بمعنى: فَسَدت، وغَثِيثَةُ الجُرْح: قَيْحُهُ ولحمُهُ الميِّت، وغَثَّ الجُرحُ: إذا سال القَيحُ منه. انظر "لسان العرب" (2/171-172) . وفي (أ) و (ك) : «فعثَّت» بالعين المهملة، والثاء المثلثَّة، وفي (ش) : «فعنت» بالعين المهملة، والنون، ومثلها في إحدى النسخ الخطية لـ"سنن البيهقي" كما في هامش المطبوع (8/66) . ووقعت في "سنن الدارقطني" (3/89) ، و"المحلى" لابن حزم (10/377) : «فعَنِتَت» ؛ من العَنَت، وهو: الضَّرَر والفساد، قاله ابن قتيبة في "غريب الحديث" (3/674) ، وانظر "لسان العرب" (2/62) .
(4) روايته أخرجها أبو داود في "المراسيل" (253) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/66) من طريق ابن عيينة، وأبو داود أيضًا (254) من طريق حماد بن زيد، كلاهما عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ محمد بن طلحة، به.
قال أبو داود: «وأسنده ابْنُ عليَّة، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عمرو، عن جابر، ووَهِمَ فيه، والأولُ أصحُّ» ، أي: المرسل.
(5) قوله: «طعن رجلاً» سقط من (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(6) يعني: مرسلاً.(4/236)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الأَْحْكَام ِ وَالأَْقْضِيَةِ (1)
1392 - قال أَبُو مُحَمَّدٍ (2) : سألتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ (4) عْنَ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو يَعْلى مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْت، عَنْ مَرْوان الفَزَاري (5) ، عن إسحاق ابن مُحَمَّدِ بْنِ جَرير، عَنْ عَمْرَة، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: لَعَنَ رسولُ الله (ص) الرَّاشِيَ والمُرْتَشِيَ؟
فَقَالَ (6) أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ أَبُو يَعْلى.
قَالَ (7) : حدَّثنا دُحَيم (8) ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَرْوان بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْم، عَنْ عَمْرَة، عَنْ عائِشَة (9) ، عن النبيِّ (ص) ؛ وهذا الصَّحيحُ.
_________
(1) العنوان بكامله سقط من (ك) .
(2) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط.
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسألت» بالواو.
(4) في (ف) : «وسألت أبي وأبا زرعة» .
(5) هو: مروان بن معاوية.
(6) في (ف) : «قال» .
(7) يعني: أبا زرعة.
(8) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم، ودُحَيم لقبُه. وروايته أخرجها وكيع في "أخبار القضاة" (1/46) ، والطبراني في "الدعاء" (2100) . وأخرجه أحمد بن مَنيع في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (2186) - قال: حدثنا مروان بن معاوية به. وعن ابن منيع رواه أبويعلى في "مسنده" (4601) . ورواه البزار في "مسنده" (1354/كشف الأستار) ، ووكيع في "أخبار القضاة" (1/45-46) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ، عن إسحاق بن يحيى به.
قال البزار: «لا نعلمه عن عائشة إلا من هذا الوجه، تفرَّد به إسحاق وهو ليِّن الحديث، وقد حدَّث عنه ابن المبارك وغيره» .
(9) من قوله: «قالت: لعن رسول الله ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.(4/237)
1392/أ - قِيلَ لأَبِي (1) : يَصِحُّ حديثُ أَبِي هريرة عن النبيِّ (ص) ؛ فِي اليمينِ مَعَ الشَّاهد (2) ؟
فوقَفَ وَقْفَةً، فَقَالَ: تَرى الدَّرَاوَرْديَّ (3) مَا يَقُولُ (4) ؟ يَعْنِي: قَوْلَهُ: «قلتُ لسُهَيل، فَلَمْ يَعْرِفْهُ» .
قلتُ: فَلَيْسَ نِسْيانُ سُهَيل دافعً (5) لِمَا حَكى عنه رَبِيعةُ (6) ، ورَبيعةُ ثقةٌ، والرجلُ يُحَدِّثُ بالحديث ويَنْسَى؟
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1409) ، وانظر المسألة رقم (1425) .
(2) الحديث رواه الشافعي في "مسنده" (2/179/ترتيب السندي) ، وأبو داود في "سننه" (3610) ، وابن ماجه في "سننه" (2368) ، والترمذي في "جامعه" (1343) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/144) ، والدارقطني في "سننه" (4/213) من طريق الدراوردي، وأبو داود (3611) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1007) ، والطحاوي (4/144) ، وابن حبان في "صحيحه" (5073) من طريق سليمان بن بلال، كلاهما (الدراوردي وسليمان) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عَن سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.
قال الترمذي: «حديث حسنٌ غريبٌ» .
(3) هو: عبد العزيز بن محمد.
(4) وذلك في روايته المخرجة آنفًا حيث قال: «فذكرت ذلك لسُهَيل، فقال: أخبرني ربيعة - وهو عندي ثقة -: أني حدَّثته إيَّاه، ولا أحفظُه. قال عبد العزيز: وقد كان أصابت سُهَيلاً علَّة أذهبت بعض عقله، ونسِيَ بعض حديثه، فكان سُهَيل بعدُ يحدِّثه عن ربيعة عن أبيه» . اهـ.
(5) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) هو: ابن أبي عبد الرحمن.(4/238)
قَالَ: أجَلْ هَكَذَا هُوَ، ولكنْ لم نَرَى (1) أَنْ يَتْبَعَهُ متابعٌ (2) عَلَى رِوَايَتِهِ (3) ، وَقَدْ رَوَى عَنْ سُهَيل جماعةٌ كَثِيرَةٌ؛ لَيْسَ عِنْدَ أحدٍ منهُم هذا الحديثُ.
قلتُ: إنه تقولُ (4)
بخبر الواحد؟!
_________
(1) كذا في جميع النسخ: «لم نرى» والجادة: «لم نَرَ» بحذف الألف؛ لأنه فعل مضارع معتل الآخر، ويخرَّج ما في النسخ على تخريجين ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) .
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «متابعًا» .
(3) تابعه محمد بن عبد الرحمن بن الردَّاد العامري المدني، عن سهيل، به. ولا يصح. أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/169) ، والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/582) .
قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/315) في ترجمة محمد بن عبد الرحمن هذا: «سألت أبي عنه؟ فقال: ليس بقوي، ذاهبُ الحديث، ولم يقرأ علينا حديثه» ، وَقَالَ: «سُئل أَبُو زُرْعَةَ عَنْ محمد بن عبد الرحمن بن الردَّاد؟ فقال: مديني ليِّن» .
(4) في (ت) و (ف) : «إنه يقول» بالياء، ولم تنقط في بقية النسخ، فيحتمل أن يكون فيها بالتاء كما أثبتناه، أو يكون بالنون، أو بالياء كما في (ت) و (ف) :
أما بالتاء: «فإنه تقول بخبر الواحد» ، فإنه خطاب لأبي حاتم، والضمير في «إنه» هو ضمير الشأن - انظر التعليق على المسألة رقم (854) - فكأنَّ ابن أبي حاتم يقول لأبيه: «لكنَّ الشأن أنَّك تقول بقبول خبر الواحد؛ فَلِمَ تَرُدُّ أو تتردَّدُ هنا في قبول خبر ربيعة بن عبد الرحمن عن سهيل، مع أنَّه ثقة وإنْ لم يتابعهُ متابع؟!» ؛ فالذي ردَّ خبر ربيعة أو توقَّف فيه - مع كونه عنده ثقةً - هو أبو حاتم، ولا أحدَ سواه؛ ولذا جاء جوابه، بما يفيد أنه لم يردَّ خبر ربيعة لأنَّه لا يقبل خبر الواحد الثقة، بل ردَّه هنا لشيء آخر، وهو أمران:
أولاً: أنَّ مضمون هذا الحديث - وهو قضاء النبي (ص) باليمين مع الشاهد - أصلٌ كُلِّيٌّ من أصول الشريعة، فكيف يتفرَّد بنقله ربيعة دون سائر أصحاب سهيل وهم جماعة كثيرة، وهذا ذهابٌ من أبي حاتم إلى القول بأنَّ ربيعة وَهِمَ في الحديث وإنْ كان ثقة!
وثانيًا: أنَّ أبا حاتم لا يعلَمُ لِهَذَا الْحَدِيثِ أَصْلا عَنْ أَبِي هريرة حتى يعتبر به.
وأما بالنون: «فإنَّه نقول بخبر الواحد» ، فهو في معنى ما سبق.
وأما بالياء التحتية: فلا يتَّجه الكلام مع ما قبله وما بعده، فإنْ قال قائل: لِمَ لا يكون مرادُهُ: «إنَّه - أي: سهيل بن أبي صالح - يقول بقبول خبر الواحد؛ ولذا فقد قبل خبر ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وأصبح يقول - كما سبق -: «حدثني ربيعة - وهو عندي ثقة -: أني حدثته إياه، ولا أحفظه» ؛ وهذا يدل على قبول سهيل لخبر الواحد الثقة؛ برغم أنه يحدِّث عنه وهو لا يذكُرُ ذلك؟» :
قلنا: لا يصحُّ ذلك لوجهين:
الأول: ليس في الحديث تصريحٌ أو إشارةٌ إلى أنَّ سهيلاً لا يقول بقبول خبر الواحد، بل فيه أنه يقول بعكس ذلك، فإنَّه قَبِلَ خبرَ ربيعة عنه وهو يَذْكُرُهُ. والثاني: أنَّ في القول بذلك إشارةً إلى أنَّ ابن أبي حاتم وأباه ومَن حضر المجلس لا يقولون بقبول خبر الواحد، وفي هذا ما فيه!!
هذا؛ وقبولُ خبر الواحد الثقة هو القول الحق الذي دلَّتْ عليه نصوص الكتاب والسنة، وسار عليه أئمة الهدى - كأبي حاتم وأبي زرعة وغيرهما من أئمة السنة - وقد أطال الإمام الشافعي في نصرته في كتاب "الرسالة"، وأفرد له الإمام البخاري كتابًا في "صحيحه" بعنوان: «كتاب أخبار الآحاد» ، وأطال ابن القيم في "الصواعق" (ص685-784/مختصره) في الاستدلال له، وللشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رسالة فذَّة في ذلك.(4/239)
قَالَ: أجَلْ، غيرَ أَنِّي لا أَدْرِي (1) لِهَذَا الحديثِ أَصْلا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَعتَبرُ بِهِ! وَهَذَا أصلٌ مِنَ الأُصُولِ لَمْ يُتابَع عليه رَبِيعةُ (2) .
_________
(1) في (ك) : «لا أرى» .
(2) يُفهم من جواب أبي حاتم هنا ردُّهُ أو توقفه عن قبول رواية ربيعة عن سهيل هذه، مع أنه صححها في المسألتين رقم (1409) و (1425) .
وقد ذكر الدارقطني في "العلل" (1929) هذا الحديث، والاختلاف على سليمان بن بلال فيه: فمنهم من يرويه عنه، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عَن سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ومنهم من يرويه عنه، فلا يذكر ربيعة، فقال: «والصَّحيح: عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ ربيعة. وقد بيَّن ذلك زياد بن يونس في روايته عن سليمان، فقال فيه: قال سليمان: فلقيتُ سُهَيلاً؛ سألته عنه، فلم يعرفه، فقلت: حدثني به عنك ربيعة، فقال: فحدِّث به عن ربيعة، عنِّي» .(4/240)
1393 - وسُئِلَ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ المُبارك (2) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: المُقْسِطُون (3) للَّه فِي الدُّنيا يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى منابرَ مِنْ نُورٍ بَيْنَ يَدَيِ الرحمنِ بِمَا أَقْسَطُوا فِي الدُّنيا.
فَقِيلَ لأَبِي: أَلَيْسَ يُرْفَعُ هَذَا الحديث (4) ؟
قال: نعم! والصَّحيحُ موقوفٌ.
1394 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُثَيم بْنِ (5)
_________
(1) حكى الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (4/333-334) إعلال أبي حاتم لهذا الحديث.
(2) هو: عبد الله.
(3) جمع مُقْسِط، وهو: هو العادل؛ يقال: أقسَطَ فهو مُقْسِط: إذا عَدَل. "النهاية" (4/60) .
(4) الحديث رواه عبد الرزاق في "مصنفه" (20664) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سعيد بن المسيّب، عن = = عبد الله بن عَمرو، به مرفوعًا. ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (2/203 رقم 6897) .
ورواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (34025) ، وأحمد في "مسنده" (2/159 رقم 6485) ، والبزار في "مسنده" (2340) ، والنسائي في "الكبرى" (5917) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن معمر، به.
قال البزار: «لا نعلمُ رواه عن النبي (ص) إلا عبد الله بن عمرو» . وقال النسائي: «وقفه شعيب بن أبي حمزة» .
(5) في (أ) : «أن» بدل: «بن» .(4/241)
عِراك بْنِ مَالِكٍ (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) حَبَسَ رَجُلا فِي تُهْمَةٍ احْتِيَاطًا واستِظْهارًا؟
وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (2) ، عَنْ عِرَاك بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قال: أتى النبيَّ (ص) رجلٌ ... فذكر الحديثَ (3) .
_________
(1) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1360/كشف الأستار) ، وأبو يعلى - كما في "المطالب العالية" (1881) - والعقيلي في "الضعفاء" (1/52) ، وابن عدي في "الكامل" (1/243) ، والحاكم في "المستدرك" (4/102) ، وأبو نعيم في "الحلية" (10/114) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/77) ، وابن حزم في "المحلى" (11/131) .
قال البزار: «لا نعلمه عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه» .
وقال العقيلي: «لا يُتابَع إبراهيم على هذا» .
وقال البيهقي: «إبراهيم بن خُثَيم ضعيفٌ» .
وسأل الترمذي في "العلل الكبير" (402) البخاري عن هذا الحديث؟ فقال: «قال يحيى بن معين: كان إبراهيم كأنه مجنون، وكان الصِّبيان يلعَبون به، وضعَّفه جدًّا» .
(2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" (18892) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/54) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/49-50) .
(3) كذا في جميع النسخ؛ لم يذكر المصنِّف جوابَ أبيه عن سؤاله! فإما أن جوابه سقط من النسخ، أو يكون أجاب بقوله: «ورواه يحيى بن سعيد ... » إلخ، فرجَّح رواية يحيى بن سعيد على رواية إبراهيم بن خُثَيم، وهذا أظهَرُ، والله أعلم.(4/242)
.. تَمَّ الجُزْءُ الثَّامنُ بِحَمْدِ اللهِ تعالى وعَوْنِهِ ومَنِّهِ (1) ، ويَتلوهُ في (2) الجُزْءِ التاسعِ في حديث: سألتُ أَبَا زُرْعَةَ عْنَ حديثٍ رواه أبو بكر ابن عَيَّاش، عَنْ لَيْث، عَنْ أَبِي الخَطَّاب، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ ثَوْبان؛ قَالَ: لَعَنَ رسولُ اللَّهِ (ص) الرَّاشِيَ والمُرتَشِيَ والحمدُ للَّه ربِّ العالمين، وصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا (3) محمَّد، وآلِهِ وصَحْبِهِ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا (4)
_________
(1) في (ف) : «ومنِّه وعونه» .
(2) قوله: «في» ليس في (ف) .
(3) قوله: «سيدنا» ليس في (ف) .
(4) زاد بعده في (ف) : «وحسبنا الله ونعم الوكيل» ، ومن قوله: «تم الجزء الثامن ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ش) و (ك) ، وبدلاً منه في (ش) : «آخر الجزء الثامن» .(4/243)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ِوصلواته (1) عَلَى سيِّدنا محمَّد، وآلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تسليمًا كثيرًاالجُزْءُ التَّاسِعُ مِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ" يَشْتَمِلُ عَلَى (2) ذِكْرِ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الشُّفْعَةِ، واللِّبَاسِ، والأَطْعِمَةِ، والأَشْرِبَةِ
1395 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (3) : سألتُ أَبَا زُرْعَةَ (4) عْنَ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عيَّاش، عَنْ لَيثٍ، عَنْ أَبِي الخَطَّاب، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ ثَوبان؛ قال: لعَنَ رسولُ الله (ص) الرَّاشِيَ والمُرتَشِيَ، وإنَّ هَذَا الفَيْءَ لا يُحِلُّ منه خَيْطًا ولا مِخْيَطًا (5) ، وإنَّ المُخْتَلِعاتِ هُنَّ المُنافِقاتُ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ (6) ذَوَّاد بْنُ عُلْبَة (7) ، وَابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ لَيثٍ، عَنْ أَبِي الخَطَّاب، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخَوْلاني، عَنْ ثَوبان، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهَذَا الصَّحيحُ، وَقَدْ وَصلوه، وَزَادُوا فِيهِ رجُلاً.
_________
(1) في (ف) : «وصلى الله» .
(2) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ش) .
(3) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) .
(4) في (ف) : «قال رضي الله عنه: وسألت أبي» . وهذه المسألة تقدمت برقم (913) .
(5) كذا في جميع النسخ، وكذا في الموضع المتقدم برقم (913) ، وانظر تعليقنا عليه هناك.
(6) في (أ) و (ش) : «روى» .
(7) في (ش) : «رواد بن علية» ، وفي (ك) : «دواد بن علية» .(4/244)
1396 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وَكيعٌ، والفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّيناني (3) ،
عَنِ الأعمَش، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (4) ، عَنِ الأسوَد (5) ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) : إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ: مِنْ كَسْبِهِ ... .
_________
(1) انظر المسألتين الآتيتين برقم (1411) و (1416) .
(2) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (6/5/ب) .
(3) في (ش) و (ف) : «الشيباني» . ورواية السيناني أخرجها النسائي في "سننه" (4451) .
ورواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (22685 و36201) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1507) ، وأحمد في "مسنده" (6/42 رقم 24148) ، وابن ماجه في "سننه" (2137) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/480) من طريق أبي معاوية، وإسحاق بن راهويه (1507) ، وأحمد (6/42 رقم 24148) من طريق يعلى بن عُبَيد، وأحمد (6/220 رقم 25845) ، وابن حبان في "صحيحه" (4260) من طريق شريك، وإسحاق بن راهويه (1561) من طريق مِنْدَل، والنسائي في "سننه" (4452) ، والطبراني في "الأوسط" (4486) من طريق عمر بن سعيد، خمستهم عن الأعمش، به. قال البيهقي: «وهو بهذا الإسناد غير محفوظ» .
ورواه الحميدي في "مسنده" (248) ، وأحمد (6/41 و201 رقم 24135 و25654) ، والنسائي (4450) من طريق ابن عيينة، وأحمد (6/220 رقم 25846) من طريق شريك، كلاهما (ابن عيينة وشريك) عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن عُمَارَةَ، عَنْ عَمِّتِهِ، عَنْ عَائِشَةَ، به مرفوعًا.
ورواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (22689 و36202) ، وأحمد (6/162 رقم 25296) من طريق يحيى بن زكريا، وأحمد (6/173 رقم 25400) من طريق شعبة، والنسائي في "الكبرى" (6047) ، والطبراني في "الأوسط" (4487) من طريق عمرو بن سويد، ثلاثتهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عمته، عن عائشة، به مرفوعًا.
(4) هو: ابن يزيد النَّخَعي.
(5) هو: ابن يزيد النَّخَعي.(4/245)
ويُروى عَنْ إِبْرَاهِيمَ (1) ، عَنْ عُمارة (2) ، عَنْ عمَّته، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: عَنْ عُمَارة أَشْبَهُ، وأرجو أن يكونَ (3) جَمِيعًا صَحيحَين (4) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَرَوَى أَيْضًا عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهَذَا الصَّحيحُ، وحديثُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَارة، عَنْ عمَّته، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) (5) .
_________
(1) روايته أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" (16643) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1508 و1657) ، وأحمد في "مسنده" (6/31 رقم 24032) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/407) ، وأبو داود في "سننه" (3528) ، والنسائي في "سننه" (4449) ، والدارقطني في "العلل" (5/59/أ) من طريق منصور عنه به.
قال الدارقطني: «وروى الحديث منصور بن المعتمر فحفظ إسناده» . وقال بعد أن ذكر الاختلاف في = = الحديث: «والصَّحيح حديث منصور، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عمته، عن عائشة» .
ورواه الطيالسي في "مسنده" (1685) ، وأحمد في "مسنده" (6/202 رقم 25668) وغيرهما من طريق شعبة، عَن الحكم بْن عُتيبة، عَنْ عمارة، عن أمه، عن عائشة به.
(2) هو: ابن عُمَير الكوفي.
(3) كذا في جميع النسخ: «أن يكونَ» ، ووردت في "البدر المنير" على الجادَّة: «أن يكونا» ، وما في النسخ صحيحٌ في العربية، وفيه توجيهان ذكرناهما في التعليق على مثل هذه العبارة في المسألة رقم (679) .
(4) قال ابن كثير في "الإرشاد" (2/419) : «وصحَّحه أبو حاتم الرازي» .
(5) قال ابن أبي حاتم في "مقدمة الجرح والتعديل" (ص69) : «نا صالح بن أحمد؛ نا علي - يعني: ابن المديني - قال: سألتُ يحيى بن سعيد عن حديث سفيان، عَنْ حمَّاد، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الأسود، عن عائشة: «إن أطيبَ ما أكلتُم كَسْبُكُم» ؟ قال لي سفيان: هذا وَهَمٌ. قال يحيى: وقد حملتُه عنه، وهو عندي هكذا كما قال سفيان: وَهَمٌ» . اهـ. وانظر المسألة الآتية برقم (1416) .(4/246)
1397 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُجالد (2) بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعبي (3) ، عَنِ الْحَارِثِ (4) ، عَنْ عليٍّ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: الْمَعْدِنُ جُبَارٌ ... ، وذكرتُ لَهُمَا الحديثَ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الشَّعبي، عَنْ جابر، عن النبيِّ (ص) ، وهو الصَّحيحُ.
1397/أ - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ (6) ، عَنْ حارِثَة بْنِ مُضَرِّب ... ، فِي قصَّة ابْنِ النَّوَّاحَة؛ الزِّيادة الَّتِي يَزِيدُ (7) أَبُو عَوَانة (8) :
أَنَّهُ قَالَ: وكَفَّلَهُمْ عَشَائِرَهُمْ: هو (9) صحيحٌ؟
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (620) .
(2) في (ت) و (ف) و (ك) : «مخالد» .
(3) هو: عامر بن شَراحيل.
(4) هو: ابن عبد الله الأعور.
(5) في (ت) و (ك) : «وسألتهما» بدل: «وسألت أبي وأبا زرعة» .
(6) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(7) أي: التي يزيدها؛ حُذِفَ الضميرُ العائدُ على الاسم الموصولِ، وهو جائزٌ في العربية، وقد علَّقنا عليه في المسألة رقم (1015) .
(8) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليَشكُري. وروايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (6/77) و (8/206) ، والخطيب في "الموضح" (2/107-108) من طريقه، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن حارثة بن مُضَرِّب، عن ابن مسعود به.
قال ابن حجر في "تغليق التعليق" (3/291) : «هذا إسنادٌ صحيح» .
(9) في (أ) و (ش) : «وهو» . والمراد: أهو - أي: الحديث - بهذه الزيادة، أو: أهو - أي: الكلام الزائد - صحيح؟(4/247)
فَقَالا: رَوَاهُ الثَّوْري (1) وَلَمْ يَذْكُر هَذَهِ الزِّيادةَ، إِلا أنَّ أَبَا عَوَانة ثقةٌ، وزيادةُ الثقةِ مقبولةٌ.
1398 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ السَّقَطي (2) ،
عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن هشام ابن سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسلَم، وعن عبد الله بن
_________
(1) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2762) ، والبزار في "مسنده" (1788) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2862) ، وابن حبان في "صحيحه" (4879) ، والطبراني في "الكبير" (9/194 رقم 8957) .
قال البزار: «ولا نعلم أحدًا أسند حديث الثَّوري إلا محمد بن كثير» .
ورواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (32732) ، وأحمد في "مسنده" (1/384 رقم 3642) ، والبزار في "مسنده" (1787) ، والنسائي في "الكبرى" (8675) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5221) من طريق أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أبي إسحاق بمثله.
قال البزار: «وهذا الكلامُ لا نعلم رواه عن النبيِّ (ص) أحدٌ أعلى من عبد الله، وإن كان يُروى عن عبد الله من غير هذا الوجه، ولا نعلم روى هذا الحديث عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن حارثة، عن عبد الله مرفوعًا إلا أبو معاوية» .
(2) لم نعرف من هو؟ ولم نجد الحديث من طريقه، لكنْ أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (4/20) ، وأحمد في "مسنده" (1/210 رقم 1790) ، وفي "فضائل الصحابة" (1761) ، والروياني في "مسنده" (1332) من طريق أَسْبَاطِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بن سعد، عن عُبَيدالله بن العباس قال: كان للعباس مِيزاب ... فذكره.
ورواه الحاكم في "المستدرك" (3/331-332) من طريق عبد الرحمن بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمٍ، عَنْ أبيه، عن جدِّه، عن عمر بن الخطاب به فذكره ضمن حديث طويل.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (15264) ، وأبو داود في "المراسيل" (406) من طريق ابن عيينة، عن أبي هارون المدني موسى بن أبي عيسى قال: كان في دار العباس مِيزاب ... فذكره.
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (4/20) من طريق موسى ابن عبيدة، عن يعقوب بن زيد أن عمر ... فذكره.(4/248)
عُبَيدالله بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كَانَ لِلْعَبَّاسِ مِيزابٌ (1) عَلَى ظَهْر الطَّريق، فمرَّ عُمَرُ ... ، فَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ الناسُ لا يَقُولُونَ هَكَذَا (2) .
1399 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (4) عَمْرُو بنُ أَبِي قَيْس (5) ، ويوسفُ بنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ (6) الهَمْداني (7) ،
عَنِ ابن
_________
(1) المِيزابُ: - وهو المِئْزابُ -: قَناةٌ أو أُنبوبةٌ يُصرَفُ بها الماءُ من سَطح بناءٍ أو موضعٍ عالٍ. والجمعُ: مآزيبُ.
وقد اشتق ابن منظور «المئزاب» من: أزَبَ الماءُ: إذا جَرى. واشتقه الفيومي من: وَزَبَ الماءُ: إذا سَالَ. ونصَّ الجوهري على أنه فارسي معرَّب. وذكر ابن منظور هذا القول أيضًا. وقد رجَّح د. ف. عبد الرحيم عربيتها وأنها مشتقة من «أزب» أو «وزب» . انظر"المعرب" للجواليقي (ص599) .
(2) نقل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/99 رقم1261) حكم أبي حاتم على هذا الحديث.
(3) ذكر ابن الملقن في "البدر المنير" (5/104/ب) بعض هذا النص بتصرُّف.
(4) في (ت) : «روى» .
(5) روايته أخرجها السهمي في "تاريخ جرجان" (385) ، والخطيب في"الموضح" (2/140) .
(6) في (أ) و (ش) : «يوسف بن أبي إسحاق» ، وفي (ك) : «يوسف إسحاق» فقط.
(7) في (ت) : «الهمذاني» . وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (2291) ، وبقي بن مخلد في "مسنده"- كما في "بيان الوهم والإيهام" (5/103) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/158) ، و"شرح المشكل" (1598) ، والطبراني في "الأوسط" (3534) ، وابن عدي في "الكامل" (7/165) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ يوسف بن أبي إسحاق إلا عيسى بن يونس» .
وقال ابن عدي: «وهذا يُروى أيضًا عن هشام بن عروة والمنكدر بن محمد بن المنكدر جميعًا، عن محمد بن المنكدر» . ونقل ابن حجر في "فتح الباري" (5/211) عن الدارقطني أنه قال: «غريبٌ، تفرَّد به عيسى بن يونس بن أبي إسحاق، وَيُوسُفُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إسحاق، عن ابن المنكدر» .(4/249)
المُنْكَدِر (1) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنْتَ ومَالُكَ لأَبِيكَ؟
قِيلَ لأَبِي: وَقَدْ رَوَى (2) مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ابن عبد الكريم الأَزْدي (3) ، عن عبد الله بْنِ دَاوُدَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عن جابر بن عبد الله؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، وَلَيْسَ هذا محفوظً (4) عن جابر؛ رواه
_________
(1) هو: محمد.
(2) في (ف) : «رواه» .
(3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" - كما في "بيان الوهم والإيهام" (5/102) - ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" (8/103) . قال البزار: «إنما يُروى عن هشام، عن ابن المنكدر مرسلاً، ولا نعلم أسنده هكذا إلا عثمان بن عثمان الغطفاني، وعبد الله بن داود» .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (5/72) ، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (408) ، والدارقطني في "الأفراد" (112/أ/أطراف الغرائب) من طريق عمار ابن مطر العنبري، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أبان بن تغلب، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ به.
قال ابن عدي: «وهذا الحديث رواه عن ابن المنكدر جماعةٌ، ومن حديث أبان بن تغلب غريبٌ، لم يروه غيرُ زهير، وعن زهير عمار بن مطر» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به زهير بن معاوية، عن أبان بن تغلب، عنه» .
(4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .(4/250)
الثَّوْريُّ (1) وابنُ عُيَينة (2) ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِر (3) : أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ.
قَالَ أَبِي: وَهَذَا أشبهُ.
1400 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عِمران بْنُ خَالِدٍ الواسِطي (5) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) فِي بَيْتِ عائِشَة وَمَعَهُ أصحابُه، فأرسلَتْ حفصَةُ بِقَصْعَةٍ، فكسرَتْهَا عائِشَةُ، فقضى النبيُّ (ص) (6) : مَنْ كَسَرَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ، وعَلَيْهِ مِثْلُهُ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (7) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّل (8) : أنَّ النبيَّ (ص) ... ، وهذا الصَّحيحُ.
_________
(1) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (16628) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (36204) .
(2) روايته أخرجها الشافعي في "الأم" (6/103) و"الرسالة" (467) ، ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/480) وقال: «هذا منقطع، وروي موصولاً من أوجه أُخَر لا يثبت مثلها» .
(3) من قوله: «عن جابر بن عبد الله ... » إلى هنا مكرر في (أ) و (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ، وضُرِبَ على المكرر في (أ) .
(4) ذكر هذا النص الحافظ ابن حجر في "الفتح" (5/125) بتصرف، وانظر المسألة الآتية برقم (1412) .
(5) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (3339) ، والدارقطني في "السنن" (4/153) . ورواه الطبراني في "الصغير" (568) من طريق عُبَيدالله بن عُمر، عن ثابت به.
(6) في (ك) : «للنبي (ص) » .
(7) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "العيال" (563) ، و"مداراة الناس" (158) ، والنسائي في "سننه" (3956) .
(8) هو: علي بن داود الناجي.(4/251)
1401 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاع (3) ، عَنْ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أيُّوب (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرينَ وعِكرِمَة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لا يَمْنَعْ (5) أَحَدُكُمْ (6) جَارَهُ أَنْ يَضَعَ خَشَبَةً ... ، الحديثَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ حَرب وغيرُ وَاحِدٍ مِنَ الثِّقات، عَنْ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ، لَمْ يَذْكُروا ابنَ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَهُوَ الصَّحيحُ، وأحسَبُ (7) الوَهَمَ مِن ابن الطَّبَّاع.
قال أبي: رَوَاهُ وُهَيْبٌ (8) ، وابنُ عُلَيَّة (9) ، وابن عُيَينة (10) ؛ فقالوا: عَنْ أيُّوب، عَنْ عِكْرِمَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، وَلا يَذْكُرُونَ ابنَ سِيرِينَ.
قَالَ أَبِي: إِنَّ (11) كَانَ حديثُ ابْنِ الطَّباع محفوظًا فهو غريبٌ!
_________
(1) انظر المسألة الآتية برقم (1413) و (2334) .
(2) في (ت) و (ك) : «وسألتهما» بدل: «وسألت أبي وأبا زرعة» .
(3) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (306/ب/أطراف الغرائب) وقال: «غريب من حديث أيوب عنه، تفرَّد به مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أيوب» .
(4) هو: السَّختِياني.
(5) في (ك) : «لا تمنع» .
(6) قوله: «أحدكم» سقط من (ك) .
(7) في (ش) : «وحسب» .
(8) هو: ابن خالد.
(9) هو: إسماعيل بن إبراهيم. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/230 رقم 7154) .
(10) هو: سفيان. وروايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (1108) ، والبخاري في "صحيحه" (5627) . ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/69) من طريق عبد الوارث، عن أيوب، عن عكرمة به وقال: «هذا إسناد صحيح» .
(11) قوله: «إن» سقط من (ت) و (ش) و (ك) .(4/252)
وأحسَبُ غيرَ ابنِ الطَّبَّاع قَدْ رَوَاهُ عَنْ حمَّاد، وَلَمْ يذكُرِ ابنَ سِيرِينَ (1) .
1402- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زرعة (2) عن حديثٍ (3) رواه عبد الوهَّاب الثَّقَفي (4) ،
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَابِر: أنَّ النبيَّ (ص) قَضَى بشاهدٍ ويمينٍ؟
_________
(1) ذكر الدارقطني هذا الحديثَ في "العلل" (2162) ، والاختلافَ على أيوب، ولم يرجح. وذكر رواية سِماك بن حرب لهذا الحديث عن عكرمة، ورجَّح الإرسال فيها.
(2) في (ت) و (ك) : «وسألتهما» بدل: «وسألت أبي وأبا زرعة» .
ونقل بعض هذا النص ابن حجر في "التلخيص الحبير" (4/378) .
(3) قوله: «عن حديث» سقط من (ف) .
(4) روايته أخرجها أحمد (3/305 رقم 14278) ، وابن ماجه في "سننه" (2369) ، والترمذي في "جامعه" (1344) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/144-145) ، والدارقطني في "سننه" (4/212) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/170) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/136) .
قال عبد الله ابن الإمام أحمد: «كان أبي قد ضرب على هذا الحديث، قال: ولم يوافق أحدٌ الثقفيَّ على جابر، فلم أزل به حتى قرأه عليَّ وكتب عليه: صح» .
ووراه أبو عوانة في "صحيحه" (6022/المعرفة) ، والطبراني في "الأوسط" (796 و6422) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/170) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/138) من طريق إبراهيم بن حيَّة، والطبراني في "الأوسط" (7349) من طريق عبد الله العمري، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/135 و136 و137) من طريق عُبَيدالله العمري، ويحيى بن سُلَيم ومحمد بن عبد الرحمن بن ردَّاد، جميعهم عن جعفر بن محمد به.
كذا وقع عند الطبراني في سند الحديث: «عبد الله» مكبَّرًا؛ لكن قال الطبراني في كلامه على الحديث: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عُبَيدالله بن عمر إلا عُبَيدالله بن عبد المجيد، تفرَّد به عبد السلام» .
(5) هو: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بن الحسين بْنِ عَليّ بْن أَبِي طالب ح.(4/253)
فقالا: أخطَأَ (1) عبدُالوهَّاب فِي هَذَا الحديث؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ جَعْفَرٍ (2) ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (3) .
1403 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبَّاد بْنُ مَنصور (5) ، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِي قصَّة اللِّعَان -: جَاءَ هلالُ بْنُ أمية (6) ... ؟
_________
(1) قوله: «فقالا: أَخْطَأَ» في (ك) : «فقالا هذا خطأ» ، وفي (ت) : «فقالا: خطأ» ، وكانت هكذا في (أ) و (ف) ، ثم ألحقت الألف.
(2) روايته أخرجها مالك في "الموطأ" (2/721) ، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "مسنده" (2/179) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (6023/المعرفة) ، والصيداوي في "معجم شيوخه" (ص 179-180) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (4/145) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/169) .
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29085) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (4/145) من طريق سفيان الثوري، والترمذي في "جامعه" (1345) ، والبيهقي (10/169) من طريق إسماعيل بن جعفر، وأبو عوانة في "صحيحه" (6023) ، والبيهقي (10/169) من طريق يحيى بن أيوب، والعقيلي في "الضعفاء" (4/217) ، والبيهقي (10/169) من طريق ابن جريج، أربعتهم عن جعفر، عن أبيه به مرسلاً.
قال الترمذي: «وهذا أصحُّ» أي: من الموصول. وسأل الترمذي في "العلل الكبير" (ص 202) عن هذا الحديث؟ فقال: أصحُّه حديث جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أن النبي (ص) مرسلاً» . وقال العقيلي بعد روايته للطريق المرسلة: «هذا أولى» .
وأما الدارقطني؛ فإنه ذكر الحديث في "العلل" (301) ، وأطال في ذكر الخلاف على جعفر بن محمد، ثم قال: «وكان جعفر بن محمد ربما أرسل هذا الحديثَ وربما وصله عن جابر؛ لأن جماعةً من الثقات حفِظوه عن أبيه، عن جابر، والحُكْم يوجب أن يكونَ القول قولهم؛ لأنهم زادوا وهم ثقات، وزيادةُ الثقة مقبولة» . اهـ.
(3) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (1345) . وانظر المسألة رقم (2274) و (2463) .
(5) في (ت) و (ك) : «عباد عن منصور» .
(6) في (ش) و (ف) : «بن أبي أمية» ، وكذا كان في (أ) ، ثم ضُرب على قوله: «أبي» .(4/254)
فَقَالَ أَبِي: لَهُ (1) بِهَذَا الإِسْنَادِ نحوٌ مِنْ عَشَرَةِ أحاديثَ؛ قَالَ: فرأيتُ فِي بَعْضِ حَدِيثِ عبَّاد بْنِ مَنصور: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَين، عَنْ عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) .
1404 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ أيُّوب (2) ، عَنْ أَبِي المَلِيح (3) : أنَّ خَاتِنًا مالَتْ يدُهُ، فضمَّنَهُ (4) عثمانُ؟
قَالَ أَبِي: حديثُ حمَّاد بْنِ سَلَمة أشبهُ (5) .
1405 - وسُئِلَ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) أُتِيَ (7) بامرأةٍ اسْتَعَارَتْ حُلِيًّا (8) ، فقطعَ رسولُ الله (ص) يَدَهَا.
_________
(1) أي: لعباد بن منصور.
(2) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.
(3) هو: ابن أسامة بن عمير، مشهور بكنيته، ومُختَلَف في اسمه.
(4) في (ش) : «فصمته» ، وفي (ك) : «فضمنته» .
(5) كذا في جميع النسخ بدون ذكر الخلاف، ولا شكَّ أنَّ الرواية أو الروايات التي خالفتْ حَمادًا قد سقطتْ؛ لكنَّا لم نقف على رواية حماد، ووقفنا على رواية من خالفَهُ، فلعلَّ ذلك هو ما سقط من المسألة، فقد روى الحديث عبد الرزاق في "المصنف" (18045) عن معمر، وابن أبي شيبة في "المصنف" (27591) من طريق عبد الوهَّاب الثَّقَفي، كلاهما عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أبي المليح: أن عمر بن الخطاب ضمَّن رجلاً كان يَختِنُ الصِّبيان، فقطع من ذكر الصَّبي فضمَّنه. قال معمر: وسمعتُ غير أيوب يقول: كانت امرأةٌ تَخفِضُ النساء، فأعنقت جاريةً، فضمَّنها عمر. واللفظ لعبد الرزاق.
(6) تقدمت هذه المسألة برقم (1361) .
(7) في (ك) : «أتا» .
(8) أي: وجحدتْهُ. انظر المسألة رقم (1361) .(4/255)
وأيُّوبَ (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: لَمْ يَرْوِ هَذَيْنِ الحديثَينِ غيرُ مَعْمَر:
فَأَمَّا حديثُ أيُّوب: فإنَّ النَّاسَ يُحَدِّثون عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّة: أنَّ عُمَرَ أُتِيَ (2) بسارقِ ... قِصَّةَ السَّارقِ (3) ، لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ عَارِيَّة (4) .
وَأَمَّا حديثُ الزُّهْري: فإنَّه عِنْدِي أنَّه أَرَادَ حديثَ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة: أَنَّ رَجُلا أقطَعَ نزَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَجَعَلَ يُطَوِّل الصَّلاة بالليل ... قِصَّةََ الأقطَع (5) .
_________
(1) أي: ورواه معمر، عن أيوبَ.
(2) في (ت) و (ف) و (ك) : «عن صفية: أُتيَ عمر أي» .
(3) قوله: «قصَّة السَّارق» يجوز فيها النصب والجر؛ أما النصبُ: فعلى أنَّه مفعول به لفعلٍ محذوف، أي: فذكر قصَّة السَّارق. أما الجر: فعلى أنَّ التقدير: إلى آخر قصة السارق، وحُذف حرفُ الجر والمضافُ، وبقي المضاف إليه مجرورًا. وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (3) .
وقد ذكر العلماء نحوه في إعراب قولهم: «الآية» بعد ذكر جزء من آية قرآنية، أو «الحديث» بعد ذكر جزء من حديث هذا التخريج.
(4) في (ك) : «عارته» . وهناك تعليق في (أ) على هذا الموضع بخط مغاير يشير إلى المسألة رقم (1361) ، ونصه: «قد سبق في كتاب الحدود أن أبا حاتم قال ما يناقض هذا» .
(5) انظر التعليق السابق على قوله: «قصة السارق» . وقصة الأقطع هذه أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (18774) من طريق مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة، ومن طريق مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر؛ في قصَّة الرجل الذي قطعَ أحدُ ولاة أبي بكر ح يدَه، واسمه: جبر، أو: جبير؛ كما في الأثر رقم (18775) عنده.
وبهامش (أ) تعليق على هذا الموضع، ونصه: «ما كان معمر مغفَّلاً إلى هذه الغاية، كيف والحديثُ ثابت عن الزهري؛ رواه عنه أصحابه: يونس، والليث، وشعيب، وأيوب بن موسى، وغيرهم، وبعضُهم يقول فيه: "سرقَتْ"، وبعضهم يقول: "استعارَتْ"؟!» .(4/256)
قَالَ أَبِي: قَالَ (1) حمَّاد بْنُ زيد: كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى أيُّوب (2) جماعةٌ، فَخَرَجَ واحدٌ إِلَى الْيَمَنِ (3) ، فحدَّث عَنْ أيُّوب بأحاديثَ، كأنَّه لَيْسَ (4) مِنْ حَدِيثِ أيُّوب.
1406 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه مُعتَمِر ابن سُلَيمان (5) ، عن عبد الملك بن أبي جَمِيلة، عن عبد الله بْنِ وَهْب (6) :
أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ
_________
(1) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(2) في (ف) : «أيواب» ، وفي بقية النسخ: «أبواب» ، وصوَّبها ناسخ (أ) إلى «أيوب» .
(3) يعني: معمر بن راشد.
(4) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «كأنها ليست» لكن يخرَّج ما في النسخ على أنَّ الضمير في «كأنَّه» يرجع إى «الأحاديث» باعتبار مفردها، والمراد: كأنَّ حديثه = = عن أيُّوب ليس من حديث أيُّوب. وهذا من الحمل على المعنى بإفراد الجمع، وانظر التعليق على المسألة رقم (1135) .
(5) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1322) ، وفي "العلل الكبير" (351) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5727) ، وابن حبان في "صحيحه" (5056) ، والطبراني في "الكبير" (12/269 رقم 13319) ، و"الأوسط" (2729) ، ووكيع في "أخبار القضاة" (1/17) . قال الترمذي في "العلل": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، وَقُلْتُ لَهُ: من عبد الملك هذا؟ فقال: هو عبد الملك بن أبي جميلة. وعبد الله بن مَوْهَب، عن عثمان مرسل» . وقال الترمذي في "جامعه": «حديث غريبٌ، وليس إسناده عندي بمتصل» .
وقال الطبراني في "الأوسط": «لا يُروى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به معتمر» . وانظر التعليق التالي.
(6) كذا في جميع النسخ: «عبد الله بن وهب» وسيأتي في خاتمة المسألة قول أبي حاتم: «هو ابن مَوْهَب» . وقد وقع في الرواية السابقة عند ابن حبان والطبراني في "معجميه": «عبد الله بن وَهْب» .
قال ابن حبان: «ابن وَهْب هذا هو: عبد الله بن وَهْب ابن الأسود القرشي، من المدينة، روى عنه الزهري» . وقال الطبراني في "الكبير": «عبد الله بن وَهْب هذا هو عندي عبد الله بن وَهْب بن زمعة» . قال الحافظ ابن حجر في"التلخيص الحبير" (4/341) متعقبًا قول ابن حبان: «ووَهِمَ في ذلك، وإنما هو: عبد الله بن مَوْهَب» .(4/257)
عفَّان قال (1) : اذهب فاقْضي (2) بَيْنَ النَّاسِ، قَالَ: [أَوَ تُعْفِيني] (3) ؟! قَالَ: أعزِمُ عَلَيْكَ، قَالَ: لا تَعْجَلْ عليَّ، هَلْ سمعتَ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: مَنْ عَاذَ بِاللهِ، فَقَدْ عَاذَ مَعَاذًا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي أعوذُ بِاللَّهِ أَنْ أكونَ قَاضِيًا، قَالَ: مَا تَكْرَهُ مِنْ ذَلِكَ، وَقَدْ كَانَ أبوكَ يَقْضِي (4) ؟ [قال] (5) : سمعتُ رسول الله (ص) يَقُولُ: مَنْ كَانَ قَاضِيًا فَقَضَى بِالجَوْرِ؛ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، ومَنْ كَانَ قَاضِيًا فَقَضَى بِجَهْلٍ؛ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَمَنْ كَانَ قَاضِيًا (6) عَالِمًا (7) فَقَضَى بِعَدْلٍ؛
_________
(1) أي: لابن عمر، كما في مصادر التخريج.
(2) كذا في جميع النسخ: «فاقضي» بإثبات الياء في آخره، والجادة حذفُها - كما في مصادر التخريج - لأنه فعل أمر معتل الآخر، وما في النسخ لغةٌ تخرَّج على وجهين، وقد تقدم التعليق على نحوها في المسألة رقم (228) .
(3) كذا في (ش) مع أنها منسوخة من (أ) ، وهو الموافق لما في أكثر مصادر التخريج، وفي بقية النسخ: «أو تعقبني» ، وجاء بلفظ: «أَوَ تُعَافِيني» عند الترمذي في "جامعه"، و"العلل الكبير"، وعند وكيع في أخبار القضاة".
وقوله «أَوَ تُعْفِينِي» أو «أَوَ تُعَافِيني» بواو العطف المفتوحة بعد همزة الاستفهام، والمعطوفُ عليه محذوفٌ، والتقدير: «أَتَرْحَمني وَتُعْفِيني من القضاء؟!» . أو نحوه. وانظر: "مرقاة المفاتيح" (7/287) ، و"تحفة الأحوذي" (4/460) .
(4) في (أ) و (ت) و (ف) : «يعطي» .
(5) في جميع النسخ: «وقد» ، والتصويب من مصادر التخريج.
(6) قوله: «قاضيا» سقط من (ك) .
(7) قوله: «عالمًا» ليس في (ف) .(4/258)
فَبِالحَرِيِّ أَنْ يَنْفَلِتَ (1) كَفَافًا (2) ؟
قَالَ أبي: عبدُالملكِ بنُ أبي جَميلة مجهولٌ، وعبدُالله هُوَ (3) ابنُ مَوْهَبٍ الرَّمْلي عَلَى مَا أَرَى، وَهُوَ عَنْ عُثْمَانَ مُرْسَلً (4) .
1407 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَاهِينُ بْنُ حيَّان (5) ؛ حدَّثنا رَوْح بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمونة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ (6) ، عَنْ سَمُرَة بْنِ جُنْدُب، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ دُعِيَ إِلى سُلْطانٍ فَلَمْ يُجِبْ، فَهُوَ ظَالمٌ، لا حَقَّ لَهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (7) .
_________
(1) في (ك) : «ينقلب» .
(2) الكفافُ: هو الذي لا يَفْضُل عن الشَّيء، ويكونُ بقَدْرِ الحاجَة إليه. انظر "النهاية" (4/191) .
(3) قوله: «هو» ليس في (ش) .
(4) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(5) في (ت) و (ك) : «حسان» . وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (7/225 رقم 6939) .
(6) في (ت) و (ك) : «الجهني» بدل: «الحسن» .
(7) الحديث رواه أبو داود في "المراسيل" (391) ، وابن أبي حاتم في "التفسير" (14744) ، والدارقطني في "سننه" (4/214) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/140) من طرق عن الحسن، عن النبي (ص) مرسلاً.
قال ابن كثير في "تفسيره" (6/81) : «وهذا حديثٌ غريبٌ، وهو مُرسَل» .
وانظر "المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس" للشيخ الشريف حاتم العوني (3/1365-1366) .(4/259)
1408 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشير (2) ،
عَنْ مَطَر (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب؛ أحسَبُهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أنْتَ وَمَالُكَ لأَبِيكَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَمْرِو بْنِ شُعَيب (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عن جَدِّه، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) نقل هذه المسألة ابن الملقن في "البدر المنير" (5/105/أ) .
(2) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (295) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2779) ، وابن عدي في "الكامل" (3/375-376) ، والدارقطني في "الأفراد" (22/أ/أطراف الغرائب) .
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عمر عن النبي (ص) إلا من هذا الوجه، وقد رواه غير مَطَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عن أبيه، عن جدِّه» .
وقال ابن عدي: «ولا أدري تشويش هذا الإسناد ممَّن هو؟ لأن هذا الحديث يرويه جماعةٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أبيه، عن جدِّه، ولا أعلم رواه عن سعيد ابن المسيب، عن عمر؛ إلا من حديث سعيد بن بشير هذا، ومطر، عن عمرو» .
وقال الدارقطني: «تفرَّد به مطر الورَّاق، عن عمرو بن شعيب، عنه، ولم يروه عنه غير سعيد بن بشير» .
(3) هو: ابن طَهْمان الورَّاق.
(4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (22700 و36206) ، وأحمد في "مسنده" (2/204 رقم 6902) ، وابن ماجه في "سننه" (2292) من طريق حجَّاج بن أرطاة، وأحمد (2/214 رقم 7001) ، وأبو داود في "سننه" (3530) من طريق حبيب المعلِّم، وأحمد (2/179 رقم 6678) ، وابن الجارود في "المنتقى" (995) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/480) من طريق عُبَيدالله بن الأخنس، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/158) من طريق حُسين المعلِّم، والطبراني في "مسند الشاميين" (379) من طريق بُرد بن سنان، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/22) من طريق قتادة، جميعهم عن عمرو بن شعيب به.(4/260)
1409 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَبيعة (2) ، عَنْ سُهَيل (*) بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) قَضى بشاهدٍ ويمينٍ؟
فَقَالا: هُوَ صَحيحٌ.
قلتُ: يَعْنِي أَنَّهُ يُروى عَنْ رَبيعة هَكَذَا.
قلتُ: فإنَّ بعضَهم (4) يَقُولُ: عَنْ سُهَيل (*) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ؟
قَالا: وَهَذَا أَيْضًا صَحيحٌ، جَمِيعًا صَحيحَين ِ (5) (6) .
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (1392/أ) ، وانظر المسألة رقم (1425) .
وذكر ابن القيم في "تهذيب السنن" (5/125) هذه المسألة مع اختلاف يسير. وذكر ابن كثير في "الإرشاد" (2/421) هذا الحديث، وقال: «وصحَّحه الحافظان: أبو زرعة وأبو حاتم الرَّازيَّان من حديث أبي هريرة وزيد بن ثابت» . وحكى ابن حجر في "التلخيص" (4/354) تصحيحَ أبي حاتم فقط.
(2) هو: ابن أبي عبد الرحمن.
(*) ... في (ش) : «سهل» .
(3) هو: أبو صالح ذكوان السَّمَّان.
(4) هو: زهير بن محمد، وسيأتي تخريج روايته في المسألة رقم (1425) .
(5) قول أبي حاتم هنا يخالف قوله في المسألتين (1392/أ) و (1425) ؛ فإنه تردد في الأولى في قبول رواية ربيعة، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، وفي الثانية أعلَّ رواية من رواه عَنْ سُهَيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زيد بن ثابت.
(6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «صحيحان» ، على أنَّه خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: «هما جميعًا صحيحان» ، لكن ما في النسخ صحيح، ويخرج على تخريجين، سبق نحوهما في التعليق على المسألة رقم (25) .(4/261)
1410 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ العَسْقَلانيُّ، عَنْ رَوَّاد بْنِ الجَرَّاح (2) ،
عَنْ سُفْيان الثَّوْري، عَنِ الزُّبَير بْن عَدِي، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لِلرِّجَالِ أَرْبَعٌ، وَلِلنِّسَاءِ أَرْبَعٌ (3) ؛ لِلرِّجَالِ: مَن ِ اتَّقَى الدِّمَاءَ، والفُرُوجَ (4) ، والأَمْوَالَ، والأَشْرِبَةَ؛ دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الجَنَّةِ شَاءَ. ولِلنِّسَاءِ (5) : إِذَا صَلَّتْ خَمْسَهَا، وصَامَتْ شَهْرَهَا، وحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وأَطَاعَتْ بَعْلَهَا؛ دَخَلَتْ (6) مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الجَنَّةِ شَاءَتْ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ لعلَّهم لقَّنوا (7) رَوَّادًا (8) ،
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2025) .
(2) روايته أخرجها ابن الجنيد في "سؤالاته لابن معين" (ص 299) ، وحنبل في "جزئه" (86) ، والبزار في "مسنده" (2/181 و 4/118/كشف الأستار) ، وابن عدي في "الكامل" (3/176) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 331) .
قال ابن معين - كما في "سؤالات ابن الجنيد" (ص300) : «هذا كذبٌ» .
ونقل معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قوله في رواد: «حدث عن سفيان الثوري، تخايَل له، سفيان لم يحدثه سفيان بذا قطُّ؛ إنما حدثه عن الزبير: " أتينا أنسًا نشكو الحجَّاج" وينبغي أن يكونَ إلى جانب سُفْيَانَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ الرِّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبي (ص) » . نقله ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (18/209) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (9/229) . وقال البزار: «لا نعلم رواه عن أنس مرفوعًا إلا الزُّبير، ولا عنه إلا الثوري، ولا عنه إلا روَّاد، وروَّاد صالح الحديث، وليس بالقويِّ، وقد حدَّث عنه جماعةٌ من أهل العلم» .
(3) قوله: «أربع» سقط من (ف) .
(4) في (ت) : «والقروح» .
(5) في (ف) : «وللنساء أربع» .
(6) في (أ) : «دخل» .
(7) في (ت) : «يفتوا» ، وفي (ف) : «لينوا» ، وفي (ك) : «يقنوا» .
(8) في (ت) و (ك) : «رَوَّاد» .(4/262)
وأدخلوا عليه (1) .
1410/أ- وسألتُ أَبِي (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ سُلَيمان بن عبد الرحمن الدِّمَشْقي (3) ؛
حدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرب، عَنْ بَحِير بْنِ سَعْدٍ (4) ، عَنْ خَالِدِ بن مَعْدان، عن كَثِير ابن مُرَّة، عن نُعَيم ابن هَمَّار، عَنِ المِقْدام بْنِ مَعْدِي كَرِب، عَنْ أَبِي أيُّوب الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَوْف بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعي؛ قال: خرج علينا (5)
_________
(1) وقال في المسألة رقم (2025) : «هَذَا حديثٌ باطل، ليس له أَصْلٌ، لَعَلَّهُمْ لَقَّنُوا روَّادً، وَأَدْخَلُوا عَلَيْهِ؛ إِنَّمَا رُوِيَ عَنِ الثَّوري؛ قال: بلغني، مُرسَلً» .
(2) في (ت) و (ك) : «وسألته» بدل: «وسألت أبي» .
(3) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (18/38 رقم 65) من طريق أحمد ابن المعلى الدمشقي، وعبد الغني الأزدي في "الرباعي في الحديث" (ص21) ، وتمام في "فوائده" (60/الروض البسام) من طريق أحمد بن الغمر، كلاهما عن سليمان بن عبد الرحمن به. ووقع عند تمام: «محمد بن حمير» بدل: «محمد بن حرب» . ورواه تمام (59) من طريق سليمان بن أيوب بن حَذْلم، عن سليمان بن عبد الرحمن، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ إبراهيم بن أبي العباس، قال: حدثني ابن حمير، عن بَحير بن سعد بالإسناد السابق.
ورواه عبد الغني الأزدي في "الرباعي في الحديث" (ص 19) من طريق علي بن سعيد بن بشير، عن معاوية بن صالح، وأيوب بن إسحاق، قالا: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس عن محمد بن حمير بمثله. ورواه الطبراني في "مسند الشاميين" (1170) من طريق سليمان بن الربيع، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ بحير بن سعد به.
قال الأزدي: «حدث به سليمان بن عبد الرحمن أبو أيوب، عن معاوية بن صالح، وهذا يدخُل في رواية الكبار عن الصِّغار» .
(4) في (أ) و (ف) : «يحيى بن سعد» ، وفي (ش) : «يحيى ابن سعيد» .
(5) في (ك) : «عليه» .(4/263)
رسولُ الله (ص) بالْهَجِير (1) وَهُوَ مَرْعوب؛ فَقَالَ: أَطِيعُونِي مَا دُمْتُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ، وعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللهِ، وأَحِلُّوا حَلالَهُ، وحَرِّمُوا حَرَامَهُ؟
فَقَالَ: هَذَا حديثٌ باطلٌ.
1411- وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ (3) بْنِ كَثِير بْنِ دِينَارٍ (4) ،
عَنِ الحارث بن عَبِدَة الكَلاعي، عن
_________
(1) الهَجيرُ والهاجِرَةُ: اشتِدادُ الحرِّ نصفَ النَّهار. "النهاية" (5/246) .
(2) نقل بعض هذا النص: ابن الملقن في "البدر المنير" = = (5/105/أ) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/384) ، وانظر المسألة الآتية برقم (1396) و (1416) و (1418) .
(3) في (ف) : «عمرو بن عثمان وسعيد» .
(4) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (8257) ، وابن عدي في "الكامل" (2/192) . ورواه الخطيب في "تالي التلخيص" (2/511) من طريق الربيع بن روح، عن الحارث بن عبيدة به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ هشام إلا الحارث، تفرَّد به هشام بن عمار» . وقال ابن عدي: «وهذا الحديث عن هشام بن عروة غريبٌ لا أعلم يرويه عنه غيرُ الحارث بن عبيدة، ويُروى عن وكيع عن هشام ابن عروة، روى عنه شيخ ضعيفٌ يقال له: الحسن بن عبد الرحمن الاحتياطي» .
ورواية وكيع التي أشار إليها ابن عدي أخرجها في "الكامل" (2/335) وقال: «وهذا حديث ليس له أصل عن وكيع، وإنما يروى هذا عن عبد الله بن عبد القدوس، عن هشام بن عروة» . ورواه أبو عبيد في "غريب الحديث" (2/31) قال: «حدثناه غيرُ واحد عن هشام ابن عروة، عن أبيه» .
وسئل الدارقطني في "العلل" (5/45/أ) عن هذا الحديث؛ فقال: «يرويه هشام بن عروة واختُلِف عنه، فرواه الحارث بن عبيدة الحمصي - ضعيفٌ - عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة. وخالفه سفيان ابن عيينة وغيرُه، رَوَوه عن هشام، عن أبيه مرسلاً، وهو الصَّحيح» .(4/264)
هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: تَفَوَّتَ (1) رجلٌ (2) بمالٍ مِنْ مَالِ نفسِه عَنْ أَبِيهِ، فجاءَ أَبُوهُ إِلَى رَسُولِ الله (ص) فأعلَمَه ذَلِكَ، فأرسلَ إِلَيْهِ رسولُ الله (ص) (3) : أَنْ رُدَّ عَلَى أَبِيكَ (4) مَا حَبَسْتَ عَنهُ، فَإنَّكَ ومَالَكَ كَسَهْم ٍ مِنْ كِنَانَتِهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
1412 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سُوَيد بن عبد العزيز (6) ، عَنْ حُمَيد الطَّويل، عَنْ أَنَسٍ؛ قال: استعارَ بعضُ آل (7) رسول الله (ص) قَصْعَةً، فضاعَت، فضَمِنها رسولُ اللَّهِ (ص) ؟
_________
(1) لم تنقط هذه الكلمة في جميع النسخ، عدا نسخة (ت) ، فإنها نقطت فيها التاء آخر الكلمة فقط. والمثبت موافق لرواية ابن عدي السابقة، ووقع في رواية الطبراني: «تقرب» ، وفي رواية الخطيب: «تقوَّت» .
قال أبو عبيد في "غريب الحديث" (2/31) : «قوله: تفوَّت، مأخوذ من الفَوْت، إنما هو تفعَّلَ منه؛ كقولك من القول: تقوَّل، ومن الحول: تحوَّل، ومعناه: أن الابن فات أباه بمالِ نفسه، فوهبه، وبذَّره، فمن ذلك قال: "اردُدْه على ابنك، فإنما هو سهم من كنانتك" يقول: ارتجعه من موضعه فرده إلى ابنك؛ فإنه ليس له أن يفتات عليك بماله» . اهـ. والحديث ذكره ابن الأثير في "النهاية" (3/477) .
(2) في (ك) : «ارجل» .
(3) من قوله: «فأعلمه ذلك ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(4) في (ف) : «على أبوك» .
(5) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1360) ، وفي "العلل الكبير" (370) ، والطبراني في "الأوسط" (8280) ، وابن عدي في "الكامل" (3/427) .
(6) انظر المسألة المتقدمة برقم (1400) .
(7) في (ت) و (ف) و (ك) : «إلى» ، وقبله في (ك) بياض بمقدار كلمة.(4/265)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ (1) ، لَيْسَ فِيهِ: «اسْتَعَارَ» ، وَهِمَ فِيهِ سُوَيد بن عبد العزيز، ولفظُ هَذَا الحديثِ غَيْرُ هَذَا اللفظِ شِبْهِ الْكَذِبِ؛ إِنَّمَا الصَّحيحُ: مَا حدَّثَناه الأَنْصَارِيُّ (2) ، عَنْ حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) عِنْدَ بَعْضِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فأرسلَتْ أُخْرَى بِقَصْعَةٍ فِيهَا طعامٌ، فضَرَبَتْ يَدَ الرسولِ (3) ، فسقَطَتِ (4) القَصْعَةُ، فانكَسَرَتْ، فأخَذَ النبيُّ (ص) الكِسْرَتَيْنِ فضمَّها (5) إلى الأُخرى، وجعَلَ يَجْمَعُ فيها (6) الطَّعَامَ وَيَقُولُ: غَارَتْ أُمُّكُمْ، كُلُوا، فَأَكَلُوا (7) ،
وحَبَسَ الرسولَ؛ حَتَّى جاءتْ بقَصْعَتها التي في بيتها، [ودَفَعَ] (8) القَصْعَةَ الصَّحيحةَ إلى
_________
(1) قال الترمذي في "العلل": «سويد بن عبد العزيز رجل كثير الغلط في الحديث، والصَّحيح عندي ما رواه سفيان الثوري، عَن حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أهدت بعض أزواج النبي (ص) طعامًا في قصعة، فضربت عائشة القصعة ... الحديث» .
وقال في "الجامع": «وهذا حديث غير محفوظ» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الحديثَ عَنِ النبي (ص) بهذا اللفظ: "فضمنها رسولُ الله (ص) " إلا حميد، تفرَّد به سويد» .
(2) هو: محمد بن عبد الله، ولم نقف على روايته، لكن أخرجه البخاري في "صحيحه" (2481 و5225) من طريق يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَابْنُ علية، كلاهما عن حميد، عن أنس، به.
(3) أي: ضربت التي عندها النبيُّ (ص) يَدَ الرسولِ الذي أُرسِل بالقَصْعَة.
(4) في (ف) : «فسقطعت» .
(5) في (ك) : «فضم أحدهما» ، وفي بعض مصادر التخريج: «فضم إحداهما» ، وهو الجادة. وما هنا يخرَّج على أنه أعاد الضمير «ها» إلى «إحدى الكسرتين» وإن لم يذكرها بلفظها؛ لدلالة لفظ «الكِسرتَين» عليها؛ كأنه قال: «فأخذ النبيُّ (ص) الكسرتين، فضَمَّ إحدى الكسرتين إلى الأخرى» . وقد تقدم التعليق على نحو ذلك في المسألة رقم (170) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (400) .
(6) في (ت) و (ك) : «فيه» .
(7) قوله: «فأكلوا» ليس في (ت) و (ك) ..
(8) كذا في (ك) ، وهو الموافق للموضعين المذكورين من "صحيح البخاري"، وفي بقية النسخ: «ورفع» بالراء.(4/266)
الرَّسُولِ، وَتَرَكَ المكسورةَ فِي بيتِ الَّتِي كَسَرَتْهَا.
1413 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَر (2) ، عن الزُّهري، عن سعيد ابن الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لا يَمْنَعَنَّ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَضَعَ (3) خَشَبَةً عَلَى جِدَارِهِ؟
فقالا: وَهِمَ فِيهِ مَعْمَر؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهري، عَنِ الأَعْرَج (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، كَذَا رَوَاهُ مالكٌ (5) وجماعةٌ (6) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (7) .
1414 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الله بن نافع (9) ،
عن
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1401) ، والآتية برقم (2334) .
(2) هو: ابن راشد البصري، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23026) من طريق عبد الأعلى، والطحاوي في "شرح المشكل" (2416) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (10/216) من طريق هشام الدَّستوائي، كلاهما (عبد الأعلى وهشام) عن معمر، به. ورواه الطحاوي في "شرح المشكل" (2418) من طريق عُقيل بن خالد، عن ابن شهاب الزهري به.
(3) في (ك) : «تضع» .
(4) هو: عبد الرحمن بن هُرمز.
(5) روايته أخرجها في "الموطأ" (2/745) . ومن طريقه أخرجه أحمد في "مسنده" (2/463 رقم 9961) ، والبخاري في "صحيحه" (2463) ، ومسلم في "صحيحه" (1609) .
(6) رواه مسلم في "صحيحه" (1609) من طريق ابن عيينة، ويونس بن يزيد الأيلي، ومعمر من رواية عبد الرزاق، عنه، وأحمد في "مسنده" (2/396 رقم9145) من طريق أبي أويس، أربعتهم عن الزهري، به.
(7) هذا ما رجَّحه الدارقطني أيضًا في "العلل" (2015) ، وانظر عنده رقم (1720) ، وانظر "التمهيد"لابن عبد البر (10/215-218) ، و"فتح الباري" لابن حجر (5/110) .
(8) انظر المسألة رقم (1129) و (1139) .
(9) هو: الصائغ. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (3/5) .
وأخرجه ابن حزم في "المحلى" (8/386) من طريق عبد الملك بن حبيب، عن عبيد الله بن موسى، عن خالد بن إلياس، به.
قال ابن عدي: «وهذا أكثر ظنِّي أنَّه لا يرويه عن يحيى ابن سعيد غيرُ خالد، وعن خالد: عبد الله» . وقال ابن حزم: «هذا كلُّه كذب، عبد الملك مذكور بالكذب ... وخالد بن إياس ساقط» .
ورواه الدارقطني في"الأفراد" (118/ب/أطراف الغرائب) من طريق خالد بن إلياس به، وقال: «غريب من حديث يحيى الأنصاري عنه، تفرد به خالد بن إلياس عنه» .(4/267)
خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (1) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قَضَى رسولُ الله (ص) بالجائِحَة (2) . والجائِحَةُ: [الجَرَادَ] (3) ، والحَرِيقُ، والسَّيْل (4) ، والبَرَدُ، والرِّيح؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ بِهَذَا الإِسْنَادِ مُنكَرٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ ابْنُ جُرَيج (5) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) .
وخالدُ بْنُ إِلْيَاسَ ضعيفُ الْحَدِيثِ.
1415 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يعقوب الزُّهري (6) ، عن
_________
(1) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
(2) في (ت) و (ك) : «الجائحة» . وهي الآفة التي تهلك الثمار والأموال وتستأصلها. "النهاية" (1/311-312) .
(3) في (ش) و (ف) و (ك) : «الحدار» غير منقوطة. وفي (أ) : «الجدار» ، وفي (ت) : «الجداد» ، والمثبت موافق لرواية ابن عدي وابن حزم السابق ذكرها في التخريج.
(4) في (ك) : «والسبيل» .
(5) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1554) .
(6) هو: يعقوب بن محمد. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (7/74) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/167) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير"- كما في "مجمع الزوائد" (8/110) - من حديث نقادة به. قال الهيثمي: «وفيه جماعة لم أعرفهم» .(4/268)
عبد العزيز بْنِ مُسَيحٍ (1) الأَسَدي (2) - أحدِ بَنِي نُقادَة (3)
- عَنْ عُيَينة بْنِ عَاصِمِ بن [سِعْر] (4) بْنِ نُقادَة (5) ، عَنْ أَبِيهِ؛ حدَّثني أَبِي وعُمُومَتي، عَنْ نُقادَة؛ قَالَ: قلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي رجلٌ مُغْفِلٌ (6) ، فَأَيْنَ (7) أسِمُ، وَلَمْ أرَكَ تَسِمُ فِي الْوَجْهِ؟ قَالَ: فِي مَوْضِعِ الجَرِيرِ (8) مِنَ السَّالِفَةِ (9) . قَالَ: فَوَسَم نُقادَةُ هُنَاكَ حَلْقَةَ هَديَّتِهِ (10) ،
فوَسَم بِهَا رجلٌ مِنْ بَنِي
_________
(1) في (أ) : «مسبح» بالباء الموحدة. و «مُسَيْح» هنا بضم أوله، وفتح السين المهملة، مصغَّر، وذكر الدارقطني في"المؤتلف والمختلف" (4/2100) ، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (8/155-156) أنه يقال: «مُسِيح» ، بكسر السين.
(2) في (ك) : «الأزدي» .
(3) في (ت) : «أخبرني نقادة» ، وفي (ك) : «أخبرني قتادة» بدل: «أحد بني نقادة» .
وانظر الموضع السابق من "التوضيح"، و"الإكمال" لابن ماكولا (6/125) .
(4) تصحَّف في جميع النسخ إلى: «سعد» بالدال، والمثبت هو الصَّواب؛ كما في "التاريخ الكبير" (6/477 و492 رقم 3035 و3086) ، و (7/73 رقم 340) ، و"الجرح والتعديل" (6/337 و344 رقم 1865 و1905) ، و (7/31 رقم 167) ، و (8/507 رقم 2319) ، و"المؤتلف" للدارقطني (3/1181) ، و"الإكمال" لابن ماكولا (4/299) .
(5) في (ك) : «معادة» .
(6) سيأتي تفسير المصنِّف للمُغْفِل آخر المسألة. وقال العسكريُّ في "تصحيفات المحدثين" (343-344) : «ومن رواه مُغَفَّلاً- بالتشديد- فهو فاحش من التصحيف» .
(7) في (ك) : «فإن» بدل: «فأين» .
(8) في (ك) : «الحدير» ، ولم تُنقَط الجيم إلا في (ف) . وسيأتي تفسير «الجَرير» في كلام المصنف.
(9) سيأتي تفسير السَّالِفَة آخر المسألة.
(10) في (ت) : «هدبنه» ، وفي (ف) : «هزبته» ، ولم تنقط الكلمة في (أ) و (ش) و (ك) ، وقد نقل هذا النص بتمامه الشيخ طاهر الجزائري في "توجيه النظر" (2/644) ، ووقع في أصله: «هديته» وصوبها المحقق إلى: «هديه» ! والهَدْيَة والهَدِيَّة: مفرد الهَدْيِ والهَدِيّ، وكلاهما بمعنًى؛ وهو: ما يُهدى إلى البيت الحرام من النَّعَم لتُنحر، والمراد هنا: الإبل. انظر "لسان العرب" (15/358-359) . ووقع في رواية البخاري السابقة: «فوسم في السالفتين حَلْقَتَين مُذَنَّبَتَين» ..(4/269)
يَرْبُوع، فَاسْتَعْدَى عَلَيْهِ نُقادَةُ بعضَ الْخُلَفَاءِ؛ فَقَالَ: رَجُلٌ مَعِي فِي مِيسَم أَمَرَنِي بِهِ رسولُ اللَّهِ (ص) ؟! وقَضى عليه ألاَّ يَسِمَ مِيسَمَهُ، فَقَطَعَ الحَلْقةَ، فسُمِّيَتْ: [بُتَيْراءَ] (1) بَنِي يَرْبُوع؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وهؤلاءِ مَجْهُولُونَ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: قَالَ بعضُ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ: الجَرِيرُ (2) مِنَ السَّالفة: الزِّمَامُ. والسَّالِفَةُ: صَفْحَةُ العُنُقِ (3) . والمُغْفِلُ: رجُل لَهُ إِبِلٌ أَغفالٌ؛ وَهِيَ الَّتِي لا سِمَاتَ ِعليها، وواحدُها غُفْل (4) .
1416- وسمعتُ (5) أبي وحدَّثنا عن مَيْمون ابن العباس الرَّافِقي (6) ،
_________
(1) في (ت) : «بتيراد» ، وفي (أ) و (ف) و (ك) : «بتيرار» ، وفي (ش) : «بتيراو» ، وفي رواية البخاري السابقة: «بُتَيْرة» وهي تؤيد ما أثبتناه.
(2) في (ك) : «الحدير» .
(3) الجرير: حبلٌ من أَدَم يجعل في عنق الناقة. و «موضع الجَرير من السَّالفة» ، أي: مُقَدَّم صفحة العُنُق. انظر "النهاية" (1/259) .
(4) بوزن «قُفْل» ، وتضم عين الكلمة إتباعًا لضمة الفاء؛ كما في كتب التصريف واللغة، وقد ضبطت في (أ) و (ت) و (ف) بفتح الغين والفاء: «غَفَل» ، ولا وجه له في هذا الموضع، والله أعلم.
(5) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (5/104/ب) ، وابن حجر في "التلخيص" (3/383) ، وانظر المسألة المتقدمة برقم (1396) و (1411) و (1418) .
(6) في (ش) : «الواقفي» ، وفي (ت) و (ك) : «الرافعي» . وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (29/208) .
ولم نقف على روايته، لكن أخرجه الطبراني في "الكبير" (10/82-83 رقم 10019) ، و"الأوسط" (57) ، و"الصغير" (2) ، و"مسند الشاميين" (2481) عن أبي زيد الحوطي، عن علي بن عياش، به.
قال الطبراني في "الصغير": «لا يُروى عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به ابن ذي حماية، وكان من ثقات المسلمين» . اهـ. وابن ذي حماية هو: إبراهيم بن عبد الحميد. ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/402) من طريق سلامة بن جوَّاس، عَنْ أَبِي مُطِيعٍ مُعَاوِيَةَ بْنِ يحيى، به.
والحديث رواه الدارقطني في "الأفراد" (214/أ/أطراف الغرائب) وقال: «تفرَّد به أَبُو مُطِيعٍ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ذِي حِمَايَةٍ [في الأصل: جمانة، وهو تصحيف] ، عَنْ غَيْلانَ بْنِ جَامِعٍ، عَنْ حماد، عن إبراهيم، عنه» .(4/270)
عَنْ عَلِيِّ بْنِ عيَّاش، عَنْ (1) أَبِي مُطِيع مُعَاوِيَةَ (2) بْنِ يَحْيَى، عن إبراهيم بن عبد الحميد قَاضِي حِمْص، عَنْ غَيْلان بْنِ جامِع، عَنْ حمَّاد (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (4) ، عَنْ عَلْقَمة (5) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ بِأَبِيهِ إِلَى النبيِّ (ص) يَقتَضِيهِ دَينًا (6) عَلَيْهِ، فَقَالَ النبيُّ (ص) : أَنْتَ ومَالُكَ لأَبِيكَ (7) .
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: حمَّاد، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (8) ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) : إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ: مِنْ كَسْبِهِ ... .
1417 - وسألتُ أَبِي (9) عَنْ حديثٍ رواه بَقِيَّة (10) ،
عن
_________
(1) قوله: «عن» سقط من (ف) .
(2) في (ك) : «عن معاوية» .
(3) هو: ابن أبي سليمان.
(4) هو: ابن يزيد النَّخَعي.
(5) هو: ابن قيس.
(6) في (ف) : «دين» ، وهو صحيحٌ على القول بحذف ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة، وانظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(7) قوله: «لأبيك» مكرر في (أ) .
(8) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1396) .
(9) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وانظر المسألة رقم (2270) .
(10) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير"، (21/مسند النعمان بن بشير/رقم97) .
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/166) : «ولم أعرف عيسى هذا، وبقية مدلسٌ، وبقية رجاله ثقات» .
ورواه الدارقطني في "سننه" (3/179) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/344) من طريق أبي جزي نصر ابن طريف، عن السَّري بن إسماعيل، عن الشعبي، عن النعمان به.
قال البيهقي: «أبو جزي والسري بن إسماعيل ضعيفان» .(4/271)
عيسى (1) بن عبد الله، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعبي، عَنِ النُّعْمان، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ رَبَطَ دَابَّتَهُ عَلَى الطَّرِيقِ؛ فَمَا أَصَابَ الدَّابَّةُ بِرِجْلِهِ فَهُوَ ضَامِنٌ لَهُ (2) ؟
_________
(1) قوله: «عيسى» ليس في (ك) .
(2) في (ت) و (ف) و (ك) : «فهو له ضامن» ، وقوله: «فما أصاب الدابَّةُ برِجْلِهِ» كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «فما أصابَتهُ الدابَّةُ برِجْلِهَا» ، ففيه إشكالات ثلاثة: حذف التاء من «أصابته» ، وحذف الهاء منها، وتذكير الضمير في «برجله» :
أما حذف التاء فله توجيهان: أحدهما: الحمل على المعنى بتذكير المؤنث؛ حمل «الدابة» على معنى «الحيوان» ؛ أي: فما أصاب الحيوانُ برجله. وانظر التعليق على المسألة رقم (270) . وهذا وجه أيضًا في حل الإشكال الثالث.
والتوجيه الثاني لحذف التاء: أن يكون الفاعل هنا غير حقيقي التأنيث؛ وتذكير الفعل معه حينئذ جائز في العربية، وقد فصَّلنا في ذلك في تعليقنا على المسألة رقم (224) .
وإن كان حقيقي التأنيث: فهو جائز أيضًا على لغة من قال: «قال فلانةُ» ، وهي لغة حكاها سيبويه عن بعض العرب؛ وقال: «ومن قال: ذَهَبَ فلانةُ، قال: أذاهبٌ فلانةُ، وأحاضرٌ القاضيَ امرأةٌ» . اهـ. ومنه ما وقع في "صحيح مسلم" (293) من حديث عائشة خ قالت: «كان إحْدَانَا إذا كانت حائضًا ... » . انظر "شرح النووي" (3/203) ، و"عمدة القاري" (3/267) . وانظر: "كتاب سيبويه" (2/38 و45) ، و"شرح = = ابن عقيل" (2/92) ، و"همع الهوامع" (3/333-334) .
والإشكال الثاني: حذف الهاء، وهو ضمير النصب في «أصابته» ، وهو العائد إلى «ما» ، وهذا أيضًا جائزٌ في العربية، سواءٌ كانت «ما» شرطية أو موصولة. وانظر التعليق على المسألة رقم (1015) .
وأما الإشكال الثالث: وهو تذكير الضمير في: «برجله» مع عوده إلى «الدابة» ، فإضافة إلى وجه الحمل على المعنى المذكور آنفًا، فإنه يحمل أيضًا على أنَّه جاء على لغة طيِّئ ولخم في حذف ألف الضمير في «ها» مع نقل فتحة الهاء إلى الحرف الذي قبلها؛ فيقولون في «بِهَا» : بَهْ، وفي «بِرِجْلِهَا» : برِجْلَهْ. وقد وضحنا هذه اللغة في التعليق على المسألة رقم (235) .(4/272)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الشَّعبي، عَنْ شُرَيح، هَذَا الكلامَ مِنْ قِيلِهِ (1) . وعيسى هو: ابنُ عبد الله الأَنْصَارِيُّ، مِنْ وَلَد النُّعْمان بْنِ بَشِيرٍ، وَلَمْ يُدْرِكِ ابنَ أَبِي خَالِدٍ، وَهُوَ ذاهبُ الْحَدِيثِ، مجهولٌ، رَوى عَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وبَقِيَّةُ (2) .
1418 - وسمعتُ أَبِي (3) وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ يَحْيَى القطَّان (4) ، عَنِ الثَّوْري، عن إبراهيم ابن (5) عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ سُوَيد بْنِ غَفَلَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلْتُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ، وإِنَّ أَوْلاَدَكُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ.
_________
(1) في (ك) : «من قبله» . والقِيلُ والقالُ: لغتان في القَوْل. والمعنى: أنه موقوف على شريح، ولا يصحُّ رفعه إلى النبي (ص) . والحديث رواه عبد الرزاق في"المصنف" (10/69 رقم 18386) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (28010) من طريق أشعث، عن الشعبي، قوله. ورواه ابن أبي شيبة (28011) من طريق حماد، عن إبراهيم، قوله.
(2) في (ف) : «ولقيه» بدل: «وبقية» ، وسيأتي في المسألة رقم (2270) قولُ أبي حاتم عن عيسى المذكور: «رَوَى عَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ... » ، ولم يذكُر «بقية» . ولم نقف على عيسى في شيوخ بقية، ولا على بقية مذكورًا فيمن أخَذُوا عن عيسى، والله أعلم.
(3) في (ت) و (ك) : «وسمعته» . وقد نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (6/5/ب) ، وابن حجر في "التلخيص" (4/16) . وانظر المسألة رقم (1396) و (1411) و (1416) .
(4) روايته أخرجها ابن حزم في "المحلى" (8/102) من طريق مسدَّد، عن يحيى القطان، به.
(5) في (ف) : «عن» بدل: «بن» .(4/273)
وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: صحَّ رفعُهُ مِنْ رِوَايَةِ يَحْيَى القطَّان، وَلَمْ يَرفَعْهُ غيرُهُ (1) .
1419 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى القطَّان (2) ، عَنِ الثَّوْري، عَنْ حُمَيدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمي، عَنْ جابر بن عبد الله (3) : أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ أَعْطى أُمَّهُ حَدِيقَةً لَهُ حياتَها (4) ، فَمَاتَتْ، فَقَالَ هُوَ أَنَا أحقُّ بِهِ (5) ، فَقَالَ إخوتُه: نَحْنُ شَرَعٌ (6) سَواءٌ،
_________
(1) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (22690 و36205) قال: ثنا وكيع، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبد الأعلى، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ، عَنْ عائشة، به من قولها.
(2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/299 رقم 14197) . وقرن أحمد بين يحيى القطان وروح بن عبادة.
(3) في (أ) و (ش) : «عبيد الله» .
(4) قوله: «حياتها» سقط من (ش) .
(5) في (ف) : «فقال هذا ... » . والمثبت من بقية النسخ، وقوله: «هو» : إما توكيدٌ لفاعل «قال» الذي هو ضميرٌ مستترٌ عائدٌ إلى الأنصاري. أو يكون «هو» ضمير الشأن مبتدأ والجملة بعده خبره، وجملة ضمير الشأن وخبره: مقول القول، وانظر في ضمير الشأن: التعليق على المسألة رقم (854) .
وقوله: «به» وإنما الكلام على «الحديقة» ؛ رجع الضمير فيه إلى «الحديقة» بالتذكير حملاً لها على معنى «المال» أو «العطاء» ؛ انظر في الحمل على المعنى التعليق على المسألة رقم (270) .
ويمكن أن يكون أراد «بهَا» لكن حذف الألف، وسكَّن الهاء وألقى حركتها على الباء، ويكون ضبطُها حينئذٍ هكذا: «بَهْ» ، أي: «بِهَا» ؛ جريًا على لغة طيئ ولخم في الوقف على ضمير المفردة الغائبة المتصل. انظر هذه اللغة في المسألة رقم (235) .
(6) قال الفيومي: «الناسُ في هذا الأمر شَرَعٌ» بفتحتين، وتُسكَّن الراءُ للتخفيف، أي: سواءٌ. "المصباح المنير" (ش ر ع/1/310) . والمعنى: أنهم مُتَساوون في أمرهم، لا فَضْل لأحدٍ منهم على الآخر. انظر "النهاية" (2/461) .(4/274)
فاختَصَموا إلى رسول الله (ص) ، فَقَالَ: هُوَ (1) مِيرَاثٌ؟
قَالَ أَبِي: كَذَا رَوَاهُ يَحْيَى القطَّان، ومعاويةُ ابن هِشَامٍ (2) ، عَنِ الثَّوْري، وَرَوَاهُ حَبِيب بْنُ أَبِي ثَابِتٍ (3) ؛ فَقَالَ: عَنْ حُمَيد، عَنْ طارقٍ قَاضِي مَكَّةَ، عن جابر بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: إِنْ كَانَ شيءٌ فَمِنْ حُمَيد؛ لأنَّ حُمَيْدً (4) ليس (5) بالحافظ.
_________
(1) أي: العطاء أو المال. والمراد: الحديقة. وانظر التعليق قبل السابق!
(2) كذا وقعت العبارة في جميع النسخ، والذي تقدَّم في السؤال روايةُ يحيى القطان وحده دون معاوية بن هشام، وأيضًا: لم نقف على رواية معاوية من هذا الوجه، والحديث رواه أبو داود في "سننه" (3557) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/174) من طريق عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ معاوية، عن الثوري، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عن حميد، عن طارق، عن جابر، عن النبيِّ (ص) ، به.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29107) عن معاوية، عن الثوري، عن حميد، به. بإسقاط حبيب ابن أبي ثابت.
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/174) وقرن بأبي بكر بن أبي شيبة أخاه عثمان. وانظر "نصب الراية" (4/127) .
والظاهر: أنَّ في الكلام تصحيفًا مع تقديم وتأخير، ووجهُ الكلام أن يقال: «كذا رواه يحيى القطَّان! ورواه معاويةُ بنُ هشام، عن الثَّوْري، عَنْ حَبِيب بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، فَقَالَ: عَنْ حُمَيد، عَنْ طارقٍ - قَاضِي مَكَّةَ - عَنْ جَابِرِ بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) » ، ويظهر ذلك جليًّا من التخريج السابق، والله أعلم.
(3) انظر التعليق السابق.
(4) في (ك) : «حميدًا» وهو الجادَّة، والمثبت من بقية النسخ، وهو منصوب أيضًا، ولكن حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(5) قوله: «ليس» سقط من (ش) .(4/275)
1420- وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ [أبو] (2) معاويةَ الضَّرِيرُ (3) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ راشد، عن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» بدل: «وسألت أبي» .
(2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولابد منه، وأبو معاوية هو: محمد بن خازم، وهو يروي عن عمر ابن راشد، كما في "تهذيب الكمال" (21/341) .
(3) روايته أخرجها مسدَّد في "مسنده"، كما في "المطالب العالية" (2198) ، و"إتحاف الخيرة" (4936) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (15525) عن عمر ابن راشد، به. وقد روي عن عبد الرزاق موصولاً كما سيأتي.(4/276)
يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ أبي سَلَمة، عن النبيِّ (ص) قال: لا يَرِثُ (1) مِلَّةٌ مِلَّةً، وَلا تَجُوزُ (2) شَهَادَةُ مِلَّةٍ عَلَى مِلَّةٍ، إِلاَّ أُمَّةُ (3) مُحَمَّدٍ (ص) ، فَإِنَّ شَهَادَتَهُمْ تَجُوزُ (4) عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ؟
قَالَ أَبِي: كَذَا حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ الجَعْد (5) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى (6) ، عَنْ أبي سَلَمة (7) ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (8) .
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَرْوِي عَنْ عُمَرَ (9) بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (10) .
وعمر شيخٌ [يَمَاميٌّ] (11) ضعيفُ الْحَدِيثِ.
1421 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ المُبَارك (12) ، عَن مَعْمَر، عَنْ بَهْز بْنِ حَكيم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه: أنَّ النبيَّ (ص) حَبَس في تُهَمَةٍ؟
_________
(1) كذا في (ت) و (ك) ، وأهملت الياء في بقية النسخ، فاحتمل أن تكون: «لا ترث» و «لا يرث» . أمَّا تأنيث الفعل: فهو الجادَّة، وهو الراجح من جهة العربية؛ بسبب تأنيث الفاعل. وأمَّا تذكير الفعل: فهو صحيحٌ مرجوحٌ؛ لأنَّ تأنيث الفاعل غير حقيقي. انظر تعليقنا على المسألة رقم (224) .
(2) قوله: «تجوز» سقط من (ف) .
(3) الراجحُ في كلمة «أُمَّة» : الرفع على الابتداءِ، وخبرُ المبتدأ: جملة «فإنَّ شهادتهم ... إلخ» ؛ وهذا جائزٌ على لغة لبعض العرب حكاها أبو حيَّان. ويجوز في «أُمَّة» أيضًا نصبها على الاستثناء، كما يجوز جرُّها بدلاً من «مِلَّةٍ» في قوله: «شَهَادَةُ مِلَّةٍ» . وانظر في صحة كل هذه الوجوه: التعليق على المسألة رقم (997) .
(4) في (ت) : «يجوز» .
(5) رواه أبو حاتم عن علي بن الجعد على هذا الوجه، والحديث رواه العقيلي في "الضعفاء" (3/158) من طريق محمد بن إسماعيل، والطبراني في "الأوسط" (5434) من طريق محمد بن جعفر الرازي، وابن عدي في "الكامل" (5/16) من طريق محمد بن يحيى المروزي، والدارقطني في "السنن" (4/69) من طريق الحسن بن محمد الزعفراني، أربعتهم عن عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به، مرفوعًا.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ يحيى بن أبي كثير إلا عمرُ بن راشد» .
(6) في (ش) : «عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ» .
(7) قوله: «عن أبي سلمة» سقط من (ش) .
(8) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر المسألة رقم (34) .
(9) في (ش) : «عمران» .
(10) كذا وقعت العبارة في جميع النسخ! ولم نقف على من رواه عن عمر على هذا الوجه، والحديث رواه البزار في "مسنده" (1384/كشف الأستار) من طريق أحمد ابن منصور، عن عبد الرزق، والدارقطني في "السنن" (4/69) من طريق الحسن بن موسى، والحاكم في "المستدرك"- كما في"إتحاف الخيرة" (4936) - وعنه البيهقي في"السنن الكبرى" (10/163) من طريق الأسود بن عامر شاذان، ثلاثتهم (عبد الرزاق والحسن وشاذان) عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، به.
قال الدارقطني: «وعمر بن راشد ليس بالقويِّ» .
(11) في جميع النسخ: «يماني» بالنون، وهو تصحيفٌ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (6/107 رقم 567) ، وانظر "تهذيب الكمال" (21/340) .
(12) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1417) ، والنسائي في "المجتبى" (4875 و4876) ، والطبراني في "الكبير" (19/414 رقم 998) ، و"الأوسط" (154) ، وابن عدي في "الكامل" (2/66 و67) .
قال الترمذي: «وقد روى إسماعيل بن إبراهيم، عن بهز ابن حكيم هذا الحديث أتمَّ من هذا وأطول» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ بهز إلا معمر» .
والحديث رواه معمر في "جامعه" (18891) مطولاً، ورواه أحمد في "مسنده" (5/2 رقم 20019) ، والطبراني في "الكبير" (19/414 رقم996) من طريق عبد الرزاق، عن معمر به مطولاً. ورواه أبو داود في "سننه" (3630) من طريق إبراهيم بن موسى، والحاكم في "المستدرك" (1/125) من طريق الدبري، كلاهما عن عبد الرزاق، عن معمر به مختصرًا.(4/277)
قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ ابنُ عُلَيَّة (1) ، عَنْ بَهْز بْنِ حَكيم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قال: أتى النبيَّ (ص) أَهْلُنا، فَقَالُوا: إخوانُنَا (2) فيمَ حُبِسُوا (3) ؟ قَالَ: أَطْلِقُوا لَهُمْ إِخْوَانَهُمْ (4) ؛ اختَصَرَ (5) مَعْمَرٌ كَمَا تَرَى.
1422 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (6) ،
عَنْ زَمْعَة (7) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: قَالَ رسولُُ الله (ص) :
_________
(1) هو: إسماعيل بن إبراهيم. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/2 و4 رقم 20017 و20042) ، وأبو داود في "سننه" (3631) ، والطبراني في "الكبير" (19/414 رقم997) . وانظر "العلل الكبير" للترمذي رقم (403) .
(2) في (ت) : «أخواتنا» .
(3) في (أ) : «وحبسوا» .
(4) في (ت) : «أخواتهم» .
(5) في (ك) : «احصر» .
(6) هو: سليمان بن داود الطيالسي. وروايته أخرجها في "مسنده" (1543) . ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" (3/231) ، والدارقطني في "سننه" (4/217) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/142) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (22/283) .
قال ابن عدي: «"ومن أحيا مواتًا"، قد رواه عن الزهري غيرُ زمعة، وأما قوله: "العبادُ عبادُ اللَّهِ والبلادُ بلادُ الله"، يقول [كذا، ولعلها: فقول] زمعة» .
ورواه الدارقطني في "الأفراد" (344/أ/أطراف الغرائب) من طريق حماد بن سلمة، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ به مرفوعًا بلفظ: «من أحيا أرضًا ميتة ... » . قال الدارقطني: «تفرَّد به حماد بن سلمة، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ الزهري» .
(7) هو: ابن صالح.(4/278)
العِبَادُ عِبَادُ اللهِ، والبِلاَدُ بِلاَدُ اللهِ؛ مَنْ أَحْيَا مِنْ مَواتِ الأَرْضِ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ، ولَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ (1) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ (2)
مِنْ غَيْرِ حَدِيثِ الزُّهري عَنْ عُرْوَة، مرسلاً (3) .
_________
(1) قوله: «وليس لعِرْقٍ ظالم ٍ حَقٌّ» : هو أن يجيءَ الرجلُ إلى أرضٍ قد أحياها رجلٌ قبله، فيَغْرسَ فيها غَرْسًا غَصْبًا ليَستَوْجِبَ به الأرضَ.
ورواية الأكثر: «لِعِرْقٍ» بالتنوين، وهو على حذف المضاف، أي: لذِي عِرْقٍ ظالمٍ، فجعل العِرْق نفسَه ظالِمًا والحقَّ لصاحبه. وروي بالإضافة: «لِعِرْقِ = = ظالمٍ» ، فيكونُ الظالمُ صاحبَ العِرْق، والحقُّ للعِرق، وهو أحدُ عروق الشَّجَرة. انظر "النهاية" (3/219) ، و"فتح الباري" (5/19) .
(2) كذا في (ت) و (ش) ، ولم تنقط في بقية النسخ، فتحتمل وجهين: أحدهما: أن تكون «يَرْويه» كما في (ت) و (ش) ، وثانيهما: أن تكون: «يَرْوُونهُ» ، لكنها كتبت بواوٍ واحدة، وهذا يفعلُه كَتَبةُ الحديث تخفيفًا لكثرة دوران هذه الكلمة في كتبهم، يحملونها على مثل داود، وطاوس، والظَّاهر أن صوابها: «يروونه» ؛ فقد ذكر الدارقطني في "العلل" (665) الاختلاف في هذا الحديث، وأن يحيى بن سعيد الأنصاري، ومالك بن أنس، وعبد الله بن إدريس، ويحيى بن سعيد الأموي: رَوَوه عن هشام، عن أبيه مرسلاً، ثم قال: «والمرسلُ عن عروة أصحُّ» .
وذكره أيضًا في "العلل" (5/25/ب) وقال: «يرويه الزهري، وابن أبي مليكة، وهشام بن عروة، واختُلِف عنهم، فأما الزهري: فروى حديثه زمعة بن صالح، عنه، عن عروة، عن عائشة، وغيرُه يرويه عن الزهري مرسلاً، وأما ابن أبي مليكة ... » ، وذكر الاختلاف فيه، ثم قال: «والصَّحيحُ عن هشام، عن أبيه مرسلاً» .
(3) الحديث رواه مالك في "الموطأ" (2/743) ، ويحيى ابن آدم في "الخراج" (266 و268) ، وأبو عبيد في"الأموال" (704) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (22375) ، والنسائي في "الكبرى" (5762) ، والدارقطني في "سننه" (3/35) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/142) من طرق عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، به مرسلاً.
ورواه يحيى بن آدم في "الخراج" (274 و275) ، وأبو عبيد في "الأموال" (707) ، وأبو داود في "سننه" (3074 و3075) ، والدارقطني في "سننه" (3/35) ، والبيهقي في"السنن الكبرى" (6/142) من طريق يحيى ابن عروة، عن أبيه به مرسلاً.
ورواه أبو داود في "سننه" (3076) من طريق ابن أبي مليكة، عن عروة مرسلاً.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (22/283) : «هذا الاختلاف على عروة يدل على أن الصحيح في إسناد هذا الحديث عنه الإرسال» .(4/279)
1423 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ نُمَير، عَنِ الأعمَش، عَنْ حَبيب بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ نَافِعِ بْنِ الْحَارِثِ؛ قَالَ: اختَصَمَ رَجُلان إِلَى عُمَرَ، فقَضَى لأَحَدِهِمَا؛ فَقَالَ: أَصَبْتَ (1) ، أصابَ اللهُ بِكَ، فَقَالَ: وَيْحَكَ! واللهِ مَا أَدْرِي أخطأتُ أَمْ أصبتُ (2) ؟! ولكنْ (3) لَمْ آلُو (4) ؟
قَالَ أَبِي: هُوَ نافعُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ.
1424 - وسألتُ أَبِي (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ النَّضْر بْنُ شُمَيل (6) ، عن
_________
(1) في (ك) : «فقا أصيب» بدل: «فقال أصبت» .
(2) من قوله: «أصاب الله بك ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(3) في (ك) : «ولك» .
(4) في جميع النسخ: «لم آلوا» بإثبات واو بعدها ألف، عدا (ف) ففيها: «لم آلو» بإثبات الواو بلا ألف. وهو صحيحٌ على لغة لبعض العرب خُرِّجَتْ على وجهين ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) ، وزيادةُ الألف بعد واو الفعل هو قولُ الكُتَّاب المتقدِّمين؛ وقد بيَّنا ذلك في التعليق على المسألة رقم (1025) .
(5) في (ت) و (ك) : «وسألته» بدل: «وسألت أبي» .
(6) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (8/247) ، وأبو داود في "سننه" (3629) ، وابن ماجه في "سننه" (2428) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1208) ، والطبراني في "الكبير" (22/308-309 رقم 783 و784) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/52 و53) .(4/280)
هِرْماس بْنِ حَبيب؛ حدَّثني أَبِي، عَنْ جدِّي: أَنَّهُ استَعْدَى رسولَ الله (ص) في حَقٍّ له كان عَلَى آخَرَ، وأنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قَالَ لَهُ (1) : الزَمْهُ؟
قَالَ أَبِي: لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ غيرُ النَّضْرِ ابنِ شُمَيل، عَنِ الهِرْماس، والْهِرْماسُ شيخٌ أعرابيٌّ، لا يُعرَفُ أَبُوهُ وَلا جَدُّه.
1425 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ بَحْرُ بنُ نَصْر (3) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (4) ، عَنْ عُثْمَانَ بن الحَكَم [الجُذامِي] (5) ،
عن
_________
(1) قوله: «له» ليس في (أ) و (ش) .
(2) انظر المسألة المتقدمة برقم (1392/أ) و (1409) .
(3) في (ف) : «يحيى بن نضر» .
(4) هو: عبد الله.
(5) في جميع النسخ: «الحزامي» بالحاء المهملة والزاي، ولم تنقط الزاي في (أ) . وصوابه بالجيم والذال المعجمة، انظر "الجرح والتعديل" للمصنف (6/148 رقم 810) ، و"تهذيب الكمال" (19/352) .
وروايته أخرجها أبو عوانة في "صحيحه" (6019) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/144) ، والطبراني في "الكبير" (5/105 رقم 4909) ، وابن عدي في "الكامل" (3/221) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/326-327) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/172) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/145) .
قال ابن عدي: «لم يقل: عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زيد بن ثابت، غيرُ زهير، وعن زهير: عثمان بن الحكم، ورواه عن عثمان: ابنُ وَهْب، وحدَّث به عن ابن وَهْب مع حرملة ابنُ أخي ابن وَهْب وغيره، وروى هذا الحديث ربيعة الرأي ومحمد بن عبد الرحمن بن رداد وغيرهما عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، وهو أصوب» .
وقال أبو نعيم: «تفرَّد به عثمان، عن زهير؛ من حديث زيد بن ثابت» .
وقال ابن عبد البر: «زهير بن محمد عندهم سيِّئ الحفظ، كثير الغلط لا يحتجُّ به، وعثمان بن الحكم ليس بالقوي، والصَّواب في حديث سُهَيْلٍ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة» . وذكره الدارقطني في "العلل" (10/141) وقال: «ولا يصحُّ عن زيد» . وقال ابن حجر في "إتحاف المهرة" (4/622) بعد أن ذكره من رواية زهير بن محمد: «رواه سليمان بن بلال والدَّراوَرْدي، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، وهو الصَّواب» .(4/281)
زُهَيْرِ (1) بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيل بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ رسول الله (ص) : أَنَّهُ قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهد؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: سُهَيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ، وعثمانُ ابنُ الحَكَمِ لَيْسَ بالمُتقِن (3) .
1426- وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه محمد ابن عبد الرحمن العَرْزَمي، حدَّثنا مُحَمَّدُ (4) بْنُ الفُرات (5) ؛ قال: كنتُ عند مُحَارِب (6) ،
_________
(1) في (ك) : «بهير» .
(2) هو: ذَكوان السَّمان.
(3) هذا مخالف لما ذهب إليه أبو حاتم - ووافقه أبو زرعة - في المسألة رقم (1409) من تصحيح الحديثين جميعًا، فلعل اجتهاده اختَلَفَ في ذلك كما اختلف اجتهاده في تردده في قبول رواية ربيعة، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة في المسألة رقم (1392/أ) .
(4) قوله: «محمد» من (ت) و (ك) فقط.
(5) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/208) ، وابن ماجه في "سننه" (2373) ، وحنبل في "جزئه" (11) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (464/بغية الباحث) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5672) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/123) ، وابن عدي في "الكامل" (6/138) ، والحاكم في "المستدرك" (4/98) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/403) . ومن طريق أبي يعلى رواه ابن حبان في "المجروحين" (2/281) ، ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/122) ، وابن الجوزي في "المجروحين" (2/761) . قال العقيلي بعد أن ذكر له هذا الحديث وحديثًا آخر: «جميعًا لا يتابع عليهما» . وقد فرَّق ابن عدي هذا المتن في حديثين ثم قال: «وهذان الحديثان لا أعلم يرويهما عن محارب غيرُ محمد بن الفرات» . وقال ابن الجوزي: «هذا حديثٌ لا يثبُت» .
(6) هو: ابن دِثار.(4/282)
فأتاه خَصْمان ِ، فَقَالَ لأَحَدِهِمَا: لَكَ شُهُودٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَدَعَا شَاهِدًا فشَهِدَ لَهُ، وَدَعَا الآخرَ فَلَمْ يَحْضُرْ. فَقَالَ المشهودُ عَلَيْهِ للشَّاهد: أَمَا واللهِ إِنَّهُ لامْرُؤُ صِدْقٍ، ولَئِنْ سألتَ عَنْهُ لَيُزَكَّيَنَّ، وَمَا رأيتُ عَلَيْهِ خَرَبَةً (1) قبلها، ولقد شَهِدَ عليَّ بِبَاطِلٍ، وَلا أَدْرِي مَا أَجْبَرَهُ إِلَى (2)
ذَاكَ، فَجَلَسَ (3) مُحارِب، فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا! اتَّقِي (4) اللهَ؛ فَإِنِّي سمعتُ ابْنَ عُمَرَ يزعُمُ أنَّه سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ: إِنَّ شَاهِدَ الزُّورِ لا تَزُولُ قَدَمَاهُ حَتَّى يُوجِبَ اللهُ لَهُ النَّارَ، وإِنَّ الطَّيْرَ يَومَ القِيَامَةِ تَحْتَ العَرْشِ تَرْفَعُ (5) مَنَاقِيرَهَا، وتَضْرِبُ (6) بِآذَانِهَا (7) ، وتُلْقِي (8) مَا فِي بُطُونِهَا مِمَّا
_________
(1) يعني: عيبًا. انظر "النهاية" (2/17) .
(2) في (ك) : «ما أخبره إلى» ، والأصل في الفعل «أجبر» أن يتعدَّى إلى مفعوله الثاني بـ: «على» ؛ يقال: أجبرتُهُ على الأمر. وقد عدِّي في هذا الموضع بـ «إلى» ، وهذا سائغٌ في العربية بتضمين الفعل «أجبر» معنى الفعل «ألجأ» ، والمعنى: «ما ألجأه إلى ذلك» ، والله أعلم. قال ابن هشام في "مغني اللبيب" (6/671) تحقيق وشرح د..عبد اللطيف الخطيب: «قد يُشْرِبون لفظًا معنى لفظٍ فيعطونه حُكْمَهُ، ويسمَّى ذلك تضمينًا، وفائدته: أن تؤدِّيَ كلمةٌ مُؤدَّى كلمتين» . قال ابن جني في "الخصائص" (2/310) : «ووجدتُّ في اللغة من هذا الفنِّ شيئًا كثيرًا لا يكادُ يُحاط به ... فإذا مرَّ بك شيءٌ منه فتقبَّلهُ وأْنَس به؛ فإنه فصل من العربية لطيف» .
(3) في (ك) : «مجلس» .
(4) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «اتَّقِ» ؛ لأنه خطاب لمذكَّر، وما في النسخ يخرَّج على وجهين، ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) .
(5) في (ت) : «يرفع» .
(6) في (ت) : «ويضرب» .
(7) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «بأذنابها» .
(8) في (ت) : «ويلقي» .(4/283)
تَرَى مِنْ هَوْلِ يَوْمِ القِيَامَةِ، ولَيْسَ عِنْدَهَا طَلِبَةٌ (1) ، والنبيُّ (ص) يَعِظُ بِهِ (2) رَجُلا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) ، ومحمدُ بنُ الفُرَات ضعيفُ الْحَدِيثِ.
1427 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى القَطَّان (5) ، عَنْ أَبِي (6) جَعْفَر الخَطْمي (7) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ رَافِعِ ابن خَدِيج؛ قال: مرَّ النبيُّ (ص) بزرعٍ فَقَالَ: لِمَنْ هَذَا الزَّرْعُ؟ ، قَالُوا: لِظُهَيْرٍ (8) ؛ قَالَ: لِيَرُدَّ صَاحِبُ الأَرْضِ عَلَيْهِ نَفَقَتَهُ، وَلْيَأخُذْ أَرْضَهُ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الخَطْمي (9) : أنَّ النبيَّ (ص) ... وَلَمْ يُجوِّدْه؛ والصَّحيحُ: حديثُ يَحْيَى؛ لأنَّ يحيى حافظٌ ثقة.
_________
(1) الطَّلِبَة: الحاجة. انظر "النهاية" (3/131) .
(2) قوله: «به» ليس في (ت) و (ك) .
(3) وقد حكم على الحديث بالوضع: أبو داود؛ كما في "سؤالات الآجري" (2/282 رقم 1851) ، والشيخ الألباني في "الضعيفة" (1259) .
(4) في (ت) و (ك) : «وسألته» بدل: «وسألت أبي» .
(5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "مصنفه" (22438 و36288) ، وفي "المسند" - كما في "المطالب العالية" (1359) - وأبو داود في "سننه" (3399) ، والنسائي في "السنن" (3889) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2670 و2671) ، والطبراني في "الكبير" (4/244 رقم 4267) .
(6) قوله: «أبي» سقط من (أ) و (ش) .
(7) هو: عمير بن يزيد.
(8) سيأتي الكلام عليه في آخر المسألة.
(9) من قوله: «عن سعيد بن المسيب ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال البصر.(4/284)
قَالَ أَبِي: هَذَا يُقوِّي حديثَ شَرِيك (1) ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنِ
_________
(1) هو: ابن عبد الله النَّخَعي، وروايته أخرجها يحيى بن آدم في "الخراج" (295) ، والطيالسي في "مسنده" (1002) ، وأبو عبيد في "الأموال" (708) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (22436 و36287) ، وأحمد في "مسنده" (3/465 رقم 15821) ، و (4/141 رقم 17269) ، وأبو داود في "سننه" (3403) ، والترمذي في "جامعه" (1366) ، وفي "العلل الكبير" (377) ، وابن ماجه في "سننه" (2466) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/117-118) ، و"شرح المشكل" (2669) ، والطبراني في "الكبير" (4/284-285 رقم 4437) ، وابن عدي في "الكامل" (4/19) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/136) .
قال الترمذي في "جامعه": «هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث أبي إسحاق إلا من هذا الوجه من حديث شريك بن عبد الله» . وقال: وسألت محمد بن إسماعيل عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ حديث حسن. وقال: لا أعرفه من حديث أبي إسحاق إلا من رواية شريك» . وقال في العلل: «سألت محمدًا عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: «هُوَ حديثُ شريك الذي تفرَّد به عن أبي إسحاق. قال محمد: وحدثنا معقل بن مالك، عن عقبة بن الأصم، عن عطاء، قال: حدثنا رافع بن خديج، بهذا الحديث، ومعقل بن مالك بصري» . وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (6/137) : «وعقبة [أي: ابن الأصم] ضعيفٌ، لا يُحتَج به» .
وقال ابن عدي: «وهذا يعرف بشريك بهذا الإسناد، وكنت أظنُّ أن عطاء، عن رافع بن خديج مرسل، حتى تبيَّن لي أن أبا إسحاق أيضًا عن عطاء مرسل» .
وقال الخطابي في "معالم السنن" (5/64) : «هذا الحديث لا يثبت عند أهل المعرفة بالحديث، وحدثني الحسن بْنِ يَحْيَى عَنْ مُوسَى بْنِ هارون الحمال: أنه كان ينكر هذا الحديث ويضعفه ويقول: لم يروه عن أبي إسحاق غير شريك، ولا عن عطاء غير أبي إسحاق، وعطاء لم يسمع من رافع بن خديج شيئًا، وضعفه = = البخاري أيضًا، وقال: تفرد بذلك شريك عن أبي إسحاق، وشريك يهم كثيرًا أو أحيانًا» .
وقال الخطابي أيضًا: وحكى ابن المنذر عن أبي داود قال: سمعت أحمد بن حنبل يُسأل عن حديث رافع بن خديج؟ فقال: عن رافع ألوان، ولكن أبا إسحاق زاد فيه "زرع بغير إذنه" وليس غيره يذكر هذا الحرف» .
(2) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.(4/285)
عَطَاءٍ، عَنْ رَافِعٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ زَرَعَ فِي أَرْضِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ، فَلَيْسَ لَهُ مِنَ الزَّرْعِ شَيْءٌ، ويُرَدُّ (1) عَلَيْهِ نَفَقَتُهُ.
قَالَ أَبِي (2) : رَوَى هَذَا الحديثَ غيرُ (3) شَرِيك، وحديثُ يَحْيَى لَمْ يُسْنِدْهُ غيرُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. وَأَمَّا الشافعيُّ فَإِنَّهُ يدفعُ (4) حديثَ عَطَاءٍ، وَقَالَ: عطاءٌ لَمْ يَلْقَ رَافِعًا (5) .
قَالَ أَبِي: بَلَى قد أدرَكَهُ.
قلتُ: فإن حمَّادً (6) يقول: إنَّ النبيَّ (ص) مَرَّ بزرع ٍ، فَقَالُوا: هَذَا لظُهَيْر (7) بْنِ خَدِيج؟
قَالَ أَبِي: أَخْطَأَ حمَّاد فِي هذه اللَّفْظَةِ، لَيْسَ هُوَ ظُهَيْر بْنَ خَدِيج؛
_________
(1) كذا في (ت) ، ولم تنقط في بقية النسخ، فتحتمل أن تكون بالياء التحتية أو بالتاء الفوقية، وكلاهما صحيحٌ في العربية؛ لأنَّ نائب الفاعل «نفقته» ، وهو مؤنَّثٌ غير حقيقيِّ التأنيث، وفُصِلَ عن فعله بفاصل. انظر التعليق على المسالة رقم (224) و (206) .
(2) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(3) في (ش) : «عن» .
(4) في (ف) : «يرفع» .
(5) قال البيهقي في "السنن": «قال الشافعي في كتاب البُوَيطي: الحديثُ منقطع؛ لأنه لم يلقَ عطاءٌ رافعًا» . وقال ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص155 رقم 569) : «سمعت أبا زرعة يقول: لم يسمع عطاء من رافع بن خديج» .
(6) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(7) في (ك) : «هذا الظهير» .(4/286)
إِنَّمَا هُوَ: ظُهَيْرٌ (1) عَمُّ رَافِعِ بْنِ خَدِيج، لا يُنسَبُ (2) .
1428 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى، عَنْ [مَرْوَانَ] (3) بْنِ مُعَاوِيَةَ (4) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ (5) الدِّمَشقي، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: لا تَجُوزُ شَهَادَةُ خَائِنٍ وَلا خَائِنَةٍ، وَلا مَجْلُودٍ فِي حَدٍّ، وَلا ذِي غِمْرٍ لأَِخِيهِ (6) ،
_________
(1) في (ف) : «وإنما ظهير» .
(2) أي: في هذا الحديث. قال ابن حجر في "التقريب" (3051) : «ظُهَير بالتصغير، ابن رافع بن عدي الأنصاري الأوسي، من كبار الصَّحابة، شهد بدرًا، وهو عمُّ رافع ابن خديج» .
(3) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «مروز» ! وكأنه صوبها في (ت) .
(4) روايته أخرجها أبو عبيد في "غريب الحديث" (1/363) ، والترمذي في "جامعه" (2298) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4866) ، وابن عدي في "الكامل" (7/259-260) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (65/193) .
ومن طريق أبي عبيد رواه ابن حزم في "المحلَّى" (9/416) . ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/155) ، ومن طريق الترمذي رواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/760) . ورواه الدارقطني في "سننه" (4/244) من طريق عبد الواحد ابن زياد، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ به.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن زياد الدمشقي، ويزيد يضعَّف في الحديث، وَلا يُعرَف هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ حديث الزهري إلا من حديثه» . وقال ابن عدي بعد أن روى له هذا الحديث وحديثًا آخر: «وجميعًا ليسا بمحفوظين» . والحديث ضعفه البيهقي وابن حزم وابن الجوزي.
(5) ويقال له: زياد بن زياد أيضًا، انظر "تهذيب الكمال" (32/134) .
(6) في بعض طرقه: «ولا ذي غِمْر على أخيه» ، وهو الجادَّة، لكنَّ اللام في اللغة قد تأتي بمعنى «على» نحو قوله تعالى: [الإسرَاء: 7] {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} ، أي: عليها، ونحو قوله (ص) لعائشة خ: «اشترطي لهم الوَلاَءَ» ، أي: عليهم. انظر "مغني اللبيب" (ص216) .
والغِمْرُ: هو الحِقْدُ، وزنًا ومعنًى. وغَمِرَ صدرُه علينا غمَرًا: من باب تَعِبَ. "المصباح المنير" (غ م ر/2/453) .(4/287)
وَلا مُجَرَّبٍ عَلَيْهِ شَهَادَةُ زُورٍ، وَلا القَانِعِ (1) مِنْ أَهْلِ البَيْتِ، وَلاَ ظَنِينٍ (2) فِي وَلاَءٍ، وَلاَ قَرَابَةٍ.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: «هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ» (3) ؛ وَلَمْ يقرَأ علينا (4) .
_________
(1) قال ابن الأثير: القانِعُ: الخادِمُ والتَّابعُ؛ تُرَدُّ شهادتُه للتُّهمة بجَلْب النَّفْع إلى نفسه. والقانع - في الأصل -: السَّائل. "النهاية" (4/114) .
(2) الظَّنِينُ: هو الذي ينتمي إلى غير مَواليه، لا تُقْبل شهادتُه للتُّهمة. "النهاية" (3/163) .
(3) نقل ابن السبكي في "طبقات الشافعية" (3/287) ، وابن حجر في "فتح الباري" (5/257) قول أبي زرعة هذا.
(4) أي: لم يقرأه علينا.(4/288)
عِلَلُ (1) أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الشُّفْعَةِ
1429- وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُسينٌ المُعلِّم (3) ، وحجَّاجٌ (4) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّريد، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي الشُّفْعَة فِي الجِوار.
وَرَوَاهُ ابنُ جُرَيج (5) ؛ فَقَالَ: عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّريد (6) ؛ قَالَ: بَاعَ جارٌ للشَّريد أرضًا، فقضى النبيُّ (ص) بالشُّفْعَةِ للشَّريد.
وَرَوَاهُ مَنصور بْنُ زَاذَانَ (7) ، عَنِ الحَكَم بْنِ عُتَيبة، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ الشَّريد: أنَّ النبيَّ (ص) ... .
وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، وهمَّامٌ (8) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عن الشَّريد، عن النبيِّ (ص) (9) .
_________
(1) في (ت) و (ف) : «باب علل» .
(2) في (ت) و (ف) و (ك) : «وسمعت» ، وانظر المسألة التالية، والمسألة رقم (1436) .
(3) هو: ابن ذكوان، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (22721) ، و"المسند" (911) ، وأحمد في "مسنده" (4/389 و390 رقم 19461 و19462 و19477) ، والنسائي في "المجتبى" (4703) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/342) .
(4) هو: ابن أرطاة. وروايته علَّقها الشافعي في "الأم" (7/111) .
(5) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (11723 و11724/الرسالة) .
(6) من قوله: «عن أبيه ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(7) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (11725/الرسالة) .
(8) هو: ابن يحيى. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (5/315) ، وأحمد في "مسنده" (4/388 رقم 19459) .
(9) فَصَل أبو زرعة وأبو حاتم في المسألة التالية رواية حماد عن رواية همام، فذكرا أن همامًا هو الذي يرويه هكذا، وأما حماد فلم يذكر عمرو بن شعيب.(4/289)
ورواه المُثَنَّى بن الصَّبَّاح (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب (2) ، عَنْ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ الشَّريد، عَنِ النبيِّ (ص) (3) .
قلتُ لَهُمَا: أيُّها (4) الصَّحيحُ (5) ؟
قَالا: الصَّحيحُ: حَدِيثُ حجَّاج بْنِ أَرْطاة وَحُسَيْنٍ المُعَلِّم- وحسينٌ أحفظُهم - عَنْ عمرو ابن الشَّريد، عَنْ أَبِيهِ (6) .
1430 - وسألتُ (7) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ (8) ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَروبة، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: جَارُ الدَّارِ أَحَقُّ بِالدَّارِ؟
_________
(1) روايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (4/223) .
(2) من قوله: «عن الشريد، عن النبي (ص) ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(3) من قوله: «ورواه المثنى ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(4) في (ف) و (ك) : «أيهما» .
(5) قوله: «الصحيح» سقط من (ف) .
(6) ورجَّح الترمذي رواية عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أبيه. انظر "العلل الكبير" للترمذي (383) . وقال في "الجامع" (1368) عن حديث الطائفي هذا: «حديث حسن» .
وأشار الدارقطني في"العلل" (7/15) للاختلاف على عمرو بن شعيب، ولم يرجِّح.
(7) انظر المسألة السابقة، والمسألة الآتية برقم (1436) .
(8) روايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير" (381) ، والنسائي في "الكبرى" (11713/الرسالة) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/122) ، والطبراني في "الأوسط" (8146) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ سعيد (كذا!) ، عن قتادة، عن أنس إلا سعيدُ ابن أبي عَروبة، تفرَّد به عيسى بن يونس، وعند عيسى-أيضًا-: حديث قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ» . وقال الترمذي في "جامعه" عقب الحديث (1368) : «ولا نعرف حديث قتادة، عن أنس إلا من حديث عيسى بن يونس» .(4/290)
قَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَى هَذَا الحديثَ همَّامٌ، وحمَّادُ (1) بنُ سَلَمة؛ فَقَالَ حمَّاد: عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الشَّريد، وَقَالَ همَّام: عَنْ قَتَادَةَ، عن عمرو ابن شُعَيب، عَنِ الشَّريد (2) .
وَقَالا: نظنُّ (3) أنَّ عيسى وَهِمَ فيه؛ لِشَبَهِ (4) «الشَّريد» بِـ «أَنَسٍ» .
قَالَ أَبِي: أشبهُ أَنْ يكونَ «قَتَادَةُ عَنِ الشَّريد» ؛ لأنَّ ابنَ أَبِي عَرُوبة فِيمَا قَالَ: عَنْ أَنَسٍ؛ لَوْ كَانَ بَيْنَهُمْ (5) عَمرٌو، كَانَ يَقُولُ، فلمَّا قَالَ: أَنَسٌ، دَلَّ عَلَى أنه عن (6) الشَّريد، و «أنس» يُشبهُ «شَريد» (7) .
_________
(1) في (ك) : «همام أبو حماد» .
(2) في المسألة السابقة لم يذكرا فرقًا بين رواية حماد ورواية همام.
(3) في (ف) : «الذي نظن» .
(4) في (ت) و (ف) و (ك) : «فشبه» . والمثبت من (أ) ، ونحوه في (ش) إلا أن لامها قصيرة.
(5) كذا، والجادَّة أن يقال: بينهما، كما هو ظاهر؛ لكنَّ ما ههنا يخرَّج على وجهَيْن ذكرناهما في التعليق على نحوه في المسألة رقم (74) .
(6) في (ف) : «من» .
(7) كذا في جميع النسخ بلا ألف بعد الدال، والمراد أن رَسْمَ كلمة «أنس» يُشْبه رسم كلمة «الشريد» فكأنَّ أبا حاتم يقول: إنَّ عيسى بن يونس تصحَّفَتْ عليه كلمة «الشريد» فقرأها «أنس» ؛ لتقاربهما في الرسم؛ وعلى ذلك فيحتمل قوله: «الشريد» وجهَيْن:
الأوَّل: حكاية رَسْمه؛ فتقرأ العبارة بالسكون: «وأَنَسْ يُشْبه شَرِيدْ» ، أي: رسم «أَنَسْ» يشبه رسم «الشَّرِيدْ» .
والثاني: إعراب آخر الكلمة بالنصب مفعولاً به؛ وكانت الجادَّة على ذلك أن يقال: «شريدًا» بألف تنوين النصب، ولكنَّها حذفت هنا على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .(4/291)
وَقَالَ (1) أَبُو زُرْعَةَ: والصَّحيحُ عِنْدَنَا: قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنِ الشَّريد، ووَهِمَ (2) فِيهِ عِيسَى (3) .
1430/أ - وَقَالَ أَبِي (4) فِي حديثٍ رَوَاهُ نائل بن نَجِيح (5) ،
عن
_________
(1) في (ف) : «قال» بلا واو.
(2) في (ك) : «وهم» بلا واو قبلها.
(3) قال أبو داود في "مسائله" (1902) : «سمعت أحمد قال: عند عيسى حديث أنس؛ يعني: عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) في الشُّفعة. قال أحمد: ليس بشيء. فقلت لأحمد: كلاهما عنده؟ أعني: عند عيسى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس، وعن سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عن سمرة، عن النبيِّ (ص) في الشُّفعة؟ فلم يَعْبأ إلى جمعه الحديثين وأنكر حديث أنس» . اهـ.
قال الترمذي في "العلل الكبير" (381) سألت محمدًا [يعني البخاري] عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: «الصَّحِيحُ: حديث الحسن عن سمرة، وحديث قتادة عن أنس ليس بمحفوظ، ولم يُعرف أن أحدًا رواه عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قتادة، عن أنس؛ غيرُ عيسى بن يونس» .
وقال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" (2/207) : «وهو معلول، وإنما المحفوظ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ سمرة» . ثم ذكر أن ابن أبي خيثمة أخرج الحديث في "تاريخه" من طريق أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ، عَنْ عِيسَى، ثم قال: «قال أحمد ابن جناب: أخطأ فيه عيسى بن يونس» .
ونقل الضياء في "المختارة" (7/124) عن الدارقطني قوله: «رَوَاهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، ووهم فيه، وغيرُه يَرْوِيهِ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عن الحسن، عن سمرة. وكذلك رواه شعبة وغيره عن قتادة وهو الصَّواب» .
وانظر المسألة الآتية برقم (1436) ، وانظر "نصب الراية" (4/172-173) .
(4) نقل هذه المسألة ابن عبد الهادي في "التنقيح" (3/62) .
(5) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/313) ، والطبراني في "الصغير" (569) ، وابن عدي في "الكامل" (7/56) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/465) ، ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/108 و109) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (985) .
قال الطبراني: «لم يروه عن سفيان إلا نائل، تفرَّد به محمد بن سنان» .
وقال ابن عدي: «وهذا عن الثوري لا أعلم روى عنه غير نائل بن نجيح» . وقال أيضًا: «ولنائل غير ما ذكرت، وأحاديثه مظلمة جدًّا، وخاصة إذا روى عن الثوري» .(4/292)
الثَّوْري، عَن حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لا شُفْعَةَ لِلنَّصْرَانِي.
قَالَ: هُوَ باطِلٌ (1) .
1431 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَر (3) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: إِنَّمَا جَعَلَ رسولُ اللَّهِ (ص) الشُّفْعَة فِيمَا لَمْ يُقسَم، فَإِذَا قُسِمَ، ووَقعَتِ الحدودُ؛ فَلا شُفْعَةَ؟
_________
(1) روى الخطيب في "تاريخ بغداد" (13/465) بإسناده إلى الدارقطني أنه سئل عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه نَائِلُ بْنُ نَجِيحٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَن حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبي (ص) ، وهو وهمٌ، والصَّواب: عن حميد الطويل، عن الحسن من قوله» . ورواية الحسن أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/313) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/109) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/465) .
وبيَّن العقيلي أن هذا أولى من حديث نائل. وقال الخطيب عن حديث الحسن: «وهو الصحيح» . وقال البيهقي: «هذا هو الصَّواب من قول الحسن» . وانظر لهذه المسألة: " أحكام أهل الذمة" لابن القيم (1/586-600/دار الرمادي) .
(2) نقل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/124) بعض هذا النص بتصرف.
(3) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (14391) . ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (3/296 رقم 14157) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1080/ المنتخب) ، والبخاري في "صحيحه" (2213) ، وأبو داود في "سننه" (3514) ، والترمذي في "جامعه" (1370) ، وابن ماجه في "سننه" (2499) .
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، وقد رواه بعضهم مرسلاً عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) » .(4/293)
قَالَ أَبِي: الَّذِي عِنْدِي أنَّ كلامَ النبيِّ (ص) : هَذَا القَدْرُ: «إنَّما جَعَلَ النبيُّ (ص) الشُّفعةَ فِيمَا لَمْ يُقْسَم» قَطْ (1) ، وَيُشْبِهُ أَنْ يكونَ بقيَّةُ الْكَلامِ هُوَ كلامَ جَابِرٍ: «فَإِذَا قُسِم، ووقعَتِ الحدودُ؛ فَلا شُفْعَة» ، وَاللَّهُ أعلم (2) .
قلتُ له: وبِمَ استدلَلْتَ عَلَى مَا تَقُولُ؟
قَالَ: لأنَّا وَجَدْنَا فِي الْحَدِيثِ: «إنَّما جَعَلَ النبيُّ (ص) الشُّفْعَةَ فِيمَا لَمْ يُقْسَم» ، تَمَّ (3) الْمَعْنَى، «فَإِذَا وقَعَتِ الحدودُ ... » ، فَهُوَ كَلامٌ مُستَقبَلٌ، وَلَوْ كَانَ الكلامُ الأخيرُ عن النبيِّ (ص) ، كَانَ يَقُولُ: «إِنَّمَا جَعَلَ النبيُّ (ص) الشُّفْعَة فِيمَا لَمْ يُقسَم، وَقَالَ: إِذَا وقعَت الحدودُ ... » ، فلمَّا لَمْ نَجِدْ (4) ذكرَ الْحِكَايَةِ عَنِ النبيِّ (ص) فِي الْكَلامِ (5) الأَخِيرِ؛ استدلَلْنا أنَّ استقبالَ الْكَلامِ الأخيرِ مِنْ جَابِرٍ؛ لأَنَّهُ هُوَ الرَّاوي عَنْ رسولِ الله (ص) هذا الحديثَ.
وكذلك بَعْضُ (6) حديثِ مَالِكٍ (7) ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدٍ وَأَبِي سَلَمة: «أنَّ النبيَّ (ص) قَضَى بالشُّفْعَةِ فِيمَا لَمْ يُقْسَمْ، فإذا وقعَتِ
_________
(1) قوله: «قَطْ» هنا ساكنةُ الطاء، وهي بمعنى «حَسْبُ» ، وهي التي يقال فيها أيضًا: «فَقَطْ» بزيادة فاء في أولها لتحسين اللفظ، وتستعملان في النفي والإثبات، بخلاف «قَطُّ» المشدَّدة الطاء؛ فإنها ظرفُ زمان لا تستعمل إلا في النفي، والسياقُ هنا إثبات كما هو ظاهر. وانظر المسألة رقم (92) .
(2) قوله: «أعلم» سقط من (ك) .
(3) في (ك) : «ثم» .
(4) في (ش) و (ك) : «يجد» .
(5) في (ك) : «والكلام» بدل: «في الكلام» .
(6) كذا تقرأ في (ف) ، وفي بقية النسخ: «نقص» ، والمعنى -والله أعلم-: وكذلك بعض حديث مالك ... ليس من كلام النبي (ص) .
(7) هو: ابن أنس، وروايته أخرجها في "الموطأ" (2/713) .(4/294)
الحدودُ فَلا شُفْعَة» ، فَيَحتملُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: أنْ يكونَ الكلامُ الأخيرُ كلامَ سَعِيدٍ وَأَبِي سَلَمة، ويَحتَملُ أَنْ يكونَ كلامَ ابْنِ شِهَابٍ، وَقَدْ ثبَتَ فِي الْجُمْلَةِ قضاءُ (1) النبيِّ (ص) بالشُّفْعَة فِيمَا لَمْ يُقْسَم فِي حَدِيثِ ابْنِ شِهَابٍ، وَعَلَيْهِ العملُ عِنْدَنَا (2) .
1432 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْث (3) ،
عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، عن أبِيهِ (4) وعُبَيدِالله ابنِ عُمَرَ (5) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر: أنَّ النبيَّ (ص) قال: الشُّفْعَةُ
_________
(1) في (ش) : «قضى» .
(2) روى ابن عبد البر في "التمهيد" (7/45) بإسناده إلى أبي زرعة قال: «قال لي أحمد بن حنبل: رواية معمر، عن الزهري في حديث الشفعة حسنةٌ. قال: وقال لي يحيى بن معين: رواية مالك أحبُّ إليَّ، وأصحُّ في نفسي مرسلاً: عن سعيد وأبي سلمة» .
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (4/437) : «حكى ابن أبي حاتم عن أبيه أن قوله: «فإذا وقعَت الحدودُ ... » إلخ، مُدرَجٌ من كلام جابر، وفيه نظرٌ؛ لأن الأصل: أن كل ما ذُكر في الحديث فهو منه حتى يثبُتَ الإدراج بدليل.
وقد نقل صالح بن أحمد عن أبيه أنه رجَّح رفعها» . اهـ.
وقد ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (560 و1801) لاختلاف في إسناده، ولم يتعرَّض للإدراج المذكور. وانظر "السنن الكبرى" للبيهقي (6/102-105) ، و"التمهيد" لابن عبد البر (7/36-45) .
(3) لم نقف على روايته. والحديث أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/286 رقم 13385) من طريق إسماعيل بن توبة القزويني، ثنا، عبد الرحمن بن عبد الله ابن عمر، عن أبيه وعبيد الله بن عمر، عن نافع، به.
قال الهيثمي في"مجمع الزوائد" (4/159) : «وفيه عبد الرحمن بن عبد الله العمري، وكان كذابًا» .
(4) هو: عبد الله بن عمر بن حفص العمري.
(5) وهو: عَمُّ عبد الرحمن.(4/295)
مَا لَمْ تَقَعِ (1) الحُدُودُ، فَإِذَا وَقَعَتِ الحُدُودُ فَلاَ شُفْعَةَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ باطلٌ» ؛ فامتَنَع أَنْ يحدِّث بِهِ، وَقَالَ: اضرِبوا عَلَيْهِ.
1433- وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: حدَّثنا ابْنُ نُفَيل (2) ، عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ (3) ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارة، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْم، عَنْ أَبَانَ بْن عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ (4) ؛ قَالَ: لا شُفْعَةَ فِي بِئرٍ ولا نَخلٍ، [والأُرَفُ] (5) يَقطَعُ (6) كلَّ شُفْعَة (7) .
_________
(1) في (ت) : «يقع» .
(2) هو: عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عليِّ بْنِ نفيل.
(3) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أبو عبيد في "غريب الحديث" (4/307) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (22065 و22736) ، وصالح ابن الإمام أحمد في "مسائله" (1276) . ومن طريق أبي عبيد رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/105) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن حزم في "المحلى" (9/83) .
ورواه مالك في "الموطأ" (2/717) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أبي بكر بن حزم أن عثمان ... . وسأل صالح ابن الإمام أحمد أباه: «أحدٌ يقول: «والأُرَف» غير ابن إدريس؟ فقال: يكفيك بابن إدريس» .
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (14428) من طريق أبي طوالة، عَن أبان بْن عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: لا شُفْعَة فِي بئر ولا فَحْل» .
(4) قوله: «عن عثمان» سقط من (أ) و (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(5) في جميع النسخ: «ولارف» ، والمثبت من "غريب الحديث" لأبي عبيد (4/307) ، و"النهاية" لابن الأثير (1/39-40) ؛ حيث بيَّنا أن الأُرَفَ: المعالمُ والحدودُ.
(6) قوله: «ولا نخل ولارف يقطع» مكرر في (ف) . وقد أهملت الياء من «يقطع» في (أ) و (ش) ، وأعجمت في بقية النسخ، وكانت الجادَّة أن يقال: «والأُرَفُ تَقطَعُ» بتأنيث الفعل المسند إلى ضمير «الأرف» ، لكنَّ مجيء الفعل هنا مذكَّرًا جائز. وانظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (178) .
(7) في (ك) : «الشفعة» .(4/296)
قَالَ ابنُ (1) إِدْرِيسَ: يَعْنِي المعالمَ والحدودَ.
قَالَ ابْنُ نُفَيل: هَذَا إنما هو: عن محمد (2) ابن أبي بكر، عن أبان ابن عُثْمَانَ.
1434 - وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عُبَيدالله بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمي - المعروفُ بِابْنِ عائِشَة (4)
- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الحارثي، عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ البَيْلَماني (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الشُّفْعَةُ كَحَلِّ العِقَالِ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ» ؛ وَلَمْ يقرَأ عَلَيْنَا (6) فِي كِتَابِ
_________
(1) في (أ) و (ش) : «أبي» .
(2) في (أ) و (ش) : «عن عمر» .
(3) نقل ابن حجر في "التلخيص" (3/125) قول أبي زرعة: «منكر» .
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/231) : «ترك أَبُو زُرْعَةَ حديث مُحَمَّد بْن الحارث الحارثي، وَلَمْ يُقْرَأْ عَلَيْنَا فِي كِتَابِ الشفعة» . اهـ. وانظر المسألة التالية.
(4) لم نقف على روايته. لكن أخرجه ابن ماجه في "سننه" (2500) من طريق محمد بن بشار، والبزار - كما في "المحلى" (9/91) من طريق محمد بن المثنى- وابن حبان في "المجروحين" (2/266) ، وابن عدي في "الكامل" (6/180) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وابن عدي (6/177) من طريق عمر بن شبة، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/57) من طريق عبيد الله القواريري، جميعهم عن محمد بن الحارث، به.
ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/108) .
ومن طريق البزار رواه ابن حزم في "المحلى" (9/91) .
(5) في (ت) و (ك) يشبه أن تكون: «السلماني» .
(6) أي: ولم يقرَأه علينا.(4/297)
الشُّفْعَة، وضرَبْنَا عَلَيْهِ (1) .
1435 - وسُئِلَ (2) أَبُو زرعة عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ عائِشَة (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، عن محمد بن عبد الرحمن (4) بْنِ البَيْلَماني (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : لا شُفْعَةَ لِغَائِبٍ وَلا لِصَغِيرٍ؟
فَقَالَ (6) أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لا أَعْلَمُ أَحَدًا قَالَ بِهَذَا، الغائبُ لَهُ شُفْعَةٌ، والصبيُّ حَتَّى يَكبَرَ» . فَلَمْ يُقْرَأْ عَلَيْنَا هذا الحديثَ.
_________
(1) سئل الدارقطني في "العلل" (257) عن هذا الحديث؟ فقال: يرويه محمد بن عمارة بْن عَمرو بْنِ حزم، عن أبي بكر بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عثمان. قاله صفوان بن عيسى وابن إدريس عنه، ورواه مالك، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أبي بكر بن حزم، عن عثمان، ولم يذكر أبان، وكلهم وقفوه. ورواه يزيد بن عياض، عن أبي بكر بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . والموقوف أصح، ويزيد بن عياض ضعيف» .
(2) أورد الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (3/125) هذا الحديث مع الحديث السابق؛ على أنهما حديثٌ واحدٌ عند بعض من أخرجه. وانظر المسألة السابقة.
(3) لم نقف على روايته. لكن أخرجه البزار - كما في "المحلى" (9/91) - من طريق محمد بن المثنى، وابن حبان في "المجروحين" (2/266) ، وابن عدي في "الكامل" (6/180) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وابن عدي (6/177) من طريق سويد وعمر ابن شبة، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/57) من طريق عبيد الله القواريري، جميعهم عن محمد بن الحارث به.
ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/108) .
ومن طريق البزار رواه ابن حزم في "المحلى" (9/91) .
(4) قوله: «بن عبد الرحمن» سقط من (ك) .
(5) في (ت) : «السلماني» .
(6) في (ف) : «قال» .(4/298)
1436- وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (1) وحدَّثنا عَنِ عبد الرحيم بْنُ مُطَرِّف (2) ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ شُعْبة، عَنْ يُونُسَ (3) ، عَنِ الْحَسَنِ (4) ، عَنْ سَمُرة بْنِ جُنْدُب، عن النبيِّ (ص) قال: الجَارُ أَحَقُّ بِدَارِ جَارِهِ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَرَوَاهُ يزيدُ بْنُ زُرَيع (5) ، وعبَّادُ بنُ العَوَّام، وَجَمَاعَةٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ النبيِّ (ص) ؛ لَيْسَ فِيهِ: سَمُرة.
وَأَمَّا مِنْ حَدِيثِ شُعْبة: فحدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ (6) ؛
حدَّثنا شُعْبة، عن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسمعته» ، وفي (ف) : «وسمعت أبي» ؛ بدل: «وسمعت أبا زرعة» .
(2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى"، كما في "تحفة الأشراف" (4/74 رقم 4610) .
(3) هو: ابن عُبَيد.
(4) هو: البصري. وانظر المسألتين السابقتين برقم (1429) و (1430) .
(5) في (ت) و (ك) : «رزيع» . وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى"، كما في "تحفة الأشراف" (4/74 رقم 4610) .
(6) هو: الطيالسي هشام بن عبد الملك. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3517) ، وابن الجارود في "المنتقى" (644) ، والروياني في "مسنده" (786) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/123) ، والطبراني في "الكبير" (7/196 رقم 6801) .
ورواه أحمد في "مسنده" (5/18 رقم 20199) ، والبغوي في "الجعديات" (1354) من طريق يزيد بن هارون، والنسائي في "الكبرى" (11717/الرسالة) ، وابن عدي في "الكامل" (2/316) من طريق بشر بن المفضل، والبغوي في "الجعديات" (985 و1353 و1354) من طريق شبابة بن سوار ومحمد بن جعفر، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/123) من طريق عيسى بن يونس، وابن عدي في "الكامل" (2/316) من طريق الحسن بن صالح، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/326) من طريق هاشم بن القاسم، جميعهم عن شعبة، به.(4/299)
قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرة، عن النبيِّ (ص) بِنَحْوِهِ، وَهُوَ الصَّحيحُ.
قَالَ أَبُو محمد: كأنَّ روايةَ عبد الرحيم بْنُ مُطَرِّف (1) : عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرة، عَنِ النبيِّ (ص) (2) بنحوه؛ وهو (3) الصَّحيحُ.
أَخْبَرَنَا أَبِي؛ ثَنَا (4) أَحْمَدُ بْنُ جَناب (5) ، عَنْ عِيسَى بْنِ يونس، عن
_________
(1) لم نقف على روايته. لكن أخرجه النسائي في "الكبرى" (11717/الرسالة) ، وابن حبان - كما في "إتحاف المهرة" (1564) - والطبراني في "الكبير" (7/196 رقم 6803) من طريق إسحاق بن راهويه، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/123) من طريق علي بن بحر وأحمد بن جناب، ثلاثتهم عن عيسى بن يونس، به.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (22712) ، وأحمد في "مسنده" (5/12 و13 رقم 20128 و20147) ، والترمذي في "جامعه" (1368) ، والروياني في "مسنده" (823) ، والطبراني في "الكبير" (7/197 رقم 6804) من طرق عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، به.
ورواه الطيالسي في "مسنده" (946) ، وأحمد في "مسنده" (5/18 رقم 20199) ، والروياني في "مسنده" (799) ، والطبراني في "الكبير" (7/197 رقم 6807) من طريق هشام الدستوائي، وأحمد في "مسنده" (5/8 و18 رقم 20088 و20195) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/123) ، والطبراني في "الكبير" (7/197 رقم 6802) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/106) من طريق همام، وأحمد في "مسنده" (5/17 رقم 20183) ، والطبراني في "الكبير" (7/193 رقم 6800) من طريق حماد بن سلمة، والروياني في "مسنده" (866) ، والطبراني في "الكبير" (7/197 رقم 6805) من طريق عمر بن عامر، جميعهم عن قتادة، به.
(2) هنا انتهت المسألة في (أ) و (ش) ، وسقط ما بعده إلى آخر المسألة لانتقال النظر.
(3) في (ت) : «هو» بلا واو.
(4) قوله: «ثنا» سقط من (ت) و (ك) .
(5) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/123) ، وأبو بكر بن أبي خيثمة في "تاريخه"، كما في "إتحاف المهرة" (1564) . ونقل ابن أبي خيثمة عن أحمد بن جناب قوله: «أخطأ فيه عيسى بن يونس» . وانظر المسألة رقم (1430) .(4/300)
سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عن سَمُرة، عن النبيِّ (ص) .
1437 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ (2) حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمة، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، واختُلِفَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمة:
فَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيد بْنِ مَيْمون (3) ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1433) .
(2) في (ف) : «وسُئل أبي عن» ، وفي (ت) و (ك) : «وسئل عن» .
(3) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (ص209/القسم المتمم) من طريق محمد بن عمر الواقدي، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم، عن عبد الرحمن ابن أبان بن عثمان، يخبر عن أبيه، عن عثمان، به.(4/301)
حَزْم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبانَ، عَنْ أَبِيهِ أبانَ (1) بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ (2) عُثْمَانَ (3) بْنِ عفَّان؛ أَنَّهُ قَالَ: لا مُكابَلَة (4) ، فَإِذَا وقَعَت الحدودُ فَلا شُفْعَة.
وروى أبو الأصْبَغ عبد العزيز بْنُ يَحْيَى الحَرَّاني، عَنْ مُحَمَّدِ بْنَ سَلَمة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ عثمانَ بنِ عفَّان (5) ؟
فَقَالَ أبو زرعة: الصَّحيحُ: عبد الرحمن بْنِ أبانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ (6) .
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَكَذَا رَوَاهُ سَعْدان بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبَانٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عثمان.
_________
(1) قوله: «عن أبيه أبان» سقط من (ك) .
(2) قوله: «أبيه» من (ت) و (ك) فقط.
(3) قوله: «عن أبيه عثمان» سقط من (ف) .
(4) لم تنقط الباء في (ش) ، وفي (أ) : «لا مكايلة» ، وفي (ت) و (ك) : «لا مكايدة» ، وكذا في (ف) ، إلا أن الياء لم تنقط.
والمُكَابَلَة: من الكَبْل؛ وهو القَيْد، ومعناه: الحَبْسُ عن الحَقِّ، والمرادُ: إذا حُدَّت الحدود فلا يُحبَسُ أحدٌ عن حَقِّه. انظر "غريب الحديث" لأبي عبيد (4/306) ، و"النهاية" لابن الأثير (4/145) .
(5) عثمان بن عفان: هو جَدُّ عبد الرحمن بن أبان بن عثمان، والأب قد يطلق في اللغة على الجد. وجاء في (ت) و (ف) و (ك) : «عن عبد الرحمن بْنِ أَبَانٍ، عَنْ أَبِيهِ عُثْمَانَ بْنِ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أبيه عثمان بن عفان» .
(6) قوله: «عن أبيه عن عثمان» مكرر في (ك) .(4/302)
عِلَلُ (1) أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي اللِّبَاسِ
1438 - وحدَّثنا (2) عليُّ بْنُ الْحَسَنِ الهِسِنْجاني (3) ؛ قَالَ: سمعتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ (4) بْنِ حَنْبل يَقُولُ فِي حديثٍ حدَّثَناهُ به (5) :
حدَّثنا
_________
(1) في (ت) فقط: «باب علل» .
(2) في (ت) و (ف) و (ك) : «حدثنا» بلا واو.
(3) في (ك) : «الهستحاني» .
(4) قوله: «بن محمد» ليس في (ت) و (ك) .
(5) في (ك) : «حدثنا به» .
ورواية الإمام أحمد هذه أخرجها هو في "مسنده" (4/163 رقم 17491) .
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (45) من طريق أحمد ابن مَنيع، وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (2/227 رقم 7113) من طريق عمرو الناقد، وابن الجارود في "المنتقى" (770) من طريق زياد بن أيوب، ثلاثتهم عن هشيم به.
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (1/427) من طريق عبد الله بن عمرو، وأحمد في "مسنده" (2/226 رقم 7106) من طريق حماد بن سلمة، والدارمي في "مسنده" (2433) ، وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (2/228 رقم 7118) من طريق جرير بن حازم، والترمذي في "الشمائل" (43) ، والطبراني في "الكبير" (22/283 رقم 724) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6790) من طريق شعيب بن صفوان، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1140) ، وعبد الله ابن أحمد في "زيادات المسند" (2/227 رقم 7111) من طريق أبي عوانة الوضَّاح اليَشْكُري، جميعهم عن عبد الملك بن عمير به. وعندهم جميعًا: «أتيتُ النبيَّ (ص) ومعي ابنٌ لي» .
ورواه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (4/163 رقم 17499) من طريق سليمان الشَّيباني عن إياد بن لقيط به. وعنده: «ومعي ابنٌ لي» .
ووراه الثوري واختُلِف عليه، فرواه ابن سعد في "الطبقات" (1/427) من طريق قَبيصة، عن الثوري عن إياد به بلفظ: «ومعي ابنٌ لي» .
ورواه ابن أبي شيبة في "المسند" (800) ، وأحمد في "المسند" (2/226 رقم 7104) و (4/163 رقم 17493) من طريق وكيع، وأحمد (2/226 رقم 7107) ، والطبراني في "الكبير" (22/280 رقم 717) من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكين، وأبو داود في = = "سننه" (4208) ، والنسائي في "سننه" (5083) من طريق ابن مهدي، ثلاثتهم عن الثوري به، وفيه أنه أتى مع أبيه إلى النبي (ص) وهو المحفوظ عن سفيان الثوري.
ورواه الشافعي في "مسنده" (2/98) ، والحميدي في "مسنده" (890) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (23413) ، وأحمد في "مسنده" (4/163 رقم 17492) ، وأبو داود (4207) ، والنسائي (4832) من طريق عبد الملك بن أبجر، وابن سعد في "الطبقات" (1/426) ، وأحمد (2/226 رقم 7109) ، والدارمي (2434) ، وأبو داود (4065 و4206 و4495) ، وابن حبان في "صحيحه" (5995) من طريق عبيد الله بن إياد، وابن أبي شيبة في "المسند" (801) ، و"المصنف" (25069) ، وأحمد (4/163 رقم 17494) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1141) ، وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (2/227 رقم 7112) ، والطبراني في "الكبير" (22/282 رقم 721) من طريق علي بن صالح، وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (2/226 رقم 7115) ، و (4/163 رقم 17496) من طريق قيس بن الربيع، والطبراني في "الكبير" (22/282 رقم 723) من طريق صدقة بن أبي عمران، وأبو نعيم في "الحلية" (7/231) من طريق مسعر، جميعهم عن إياد، عن أبي رمثة قال: خرجتُ مع أبي ... فذكره.
قال أبو نعيم: «مشهورٌ من حديث إياد، عن أبي رمثة - واسمه رفاعة بن يثربي - غريبٌ من حديث مسعر، لم نكتبه إلا من هذا الوجه» .
ورواه أحمد في "مسنده" (2/226 رقم 7108) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1144) ، والطبراني في "الكبير" (22/378 رقم 713) من طريق عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي رمثة، به، وفيه: أنه أتى إلى النبي (ص) مع ابن له.(4/303)
هُشَيم؛ أخبرنا عبد الملك (1) ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيط؛ حدَّثنا أبو رِمْثَة التَّيْمي؛ قال: أتيتُ النبيَّ (ص) وَمَعِي ابنٌ لِي، فَقَالَ (2) : هَذَا ابْنُكَ؟ قلتُ: [أشهَدُ بِهِ] (3) ، قَالَ: لا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلا تَجْنِي عَلَيْهِ. قَالَ: ورأيتُ الشَّيْبَ أَحمَرَ.
_________
(1) هو: ابن عُمَير.
(2) في (أ) و (ش) : «فيقول» .
(3) في جميع النسخ: «أشهدته» ، والمثبت من مصادر التخريج السابقة.(4/304)
فسمعت ُ عليَّ بن الحسن (1) يَقُولُ: قَالَ لِي أَحْمَدُ: غَلِطَ - يعني هُشَيمً (2) - فِي هَذَا فِي موضعَين (3) : قَالَ: «أبو رِمْثَة (4) التَّيْمي (5) » ؛ وإنما هو: «التَّميمي (6)
» ، وقال: «أتيتُ النبيَّ (ص) وَمَعِي ابنٌ لِي» ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: «أتيتُ النبيَّ (ص) وَمَعِي ابنٌ لِي» (7) .
1439 - وسألتُ (8) أَبَا زرعة عن حديثِ النبيِّ (ص) في تَخَتُّمِهِ:
_________
(1) في (ك) : «الحسين» .
(2) كذا في جميع النسخ، وهو إما مرفوعٌ على أنه أراد تكرار الفعل، أي: يعني: غَلِطَ هشيمٌ. أو منصوبٌ مفعولاً به لـ «يعني» ؛ وحينئذ فقد رُسِم دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) توبع هُشَيم - كما سبق - من قِبل جَمْع من الثقات في روايته عن عبد الملك على هذا الوجه، ويشبه أن يكون الخطأ في الموضع الثاني من عبد الملك نفسه؛ لمخالفته بقية الرواة عن إياد بن لقيط، والله أعلم.
(4) في (أ) : «أبو ررمثة» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ت) ، أو: «أبو درمثة» ، وفي (ك) : «أبي رمثة» ، وقبل الراء حرف مشتبه، أو فراغ ملأه الناسخ.
(5) في (ك) : «التميمي» .
(6) في (ت) و (ف) و (ك) : «التيمي» .
وقد ذكر المزي في "تهذيب الكمال" (33/316) ، وابن حجر في "الإصابة" (11/133-134) الخلاف في اسم أبي رمثة ونسبته هذا، ولم يرجِّحا. ووقع عند أحمد في "مسنده" (4/163 رقم 17493) : «التميمي» وعنده أيضًا (2/226 رقم 7104 و7107) : «التيمي» . والظاهر أنه يجوز فيه أن يقال: «التيمي» ، و «التميمي» ؛ لأنه من «تَيْم الرَّباب» كما عند الترمذي في "الشمائل" (43) ، وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (2/227 رقم 7111) ، والطبراني في "الكبير" (22/283 رقم 724) ، وأبي نعيم في "معرفة الصحابة" (6790) . والرَّباب بطنٌ من تميم. انظر "الأنساب" للسمعاني (1/360) ، و (2/290-291) ، و"تاريخ الطبري" (4/87) .
(7) كذا في جميع النسخ! وفي هامش (أ) و (ش) ما نصه: «لعله: ابنُ ابنٍ لي» ، والصواب: «أتيت النبي (ص) مع أبي» كما تقدم في التخريج، والله أعلم.
(8) انظر المسألة الآتية برقم (1451) .(4/305)
أَفِي يَمينِهِ (1) أصَحُّ أَمْ فِي (2) يَسَارِه (3) ؟
فَقَالَ (4) : فِي يمينِهِ الحديثُ أكثَرُ، وَلَمْ يَصِحَّ هَذَا وَلا هَذَا (5) .
1440 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عبد الله الحَمَّال، عن [سعد] (6) بن عبد الحميد بن جعفر، عن العبَّاس
_________
(1) في (ك) : «في أيمنه» .
(2) قوله: «في» سقط من (ك) .
(3) قال الحافظ ابن رجب في "أحكام الخواتيم" (ص144- 161) : «ويجوز التختم في اليمين واليسار، واختلف الناس في أفضلهما، فقالت طائفةٌ: التختم في اليسار أفضلُ، وهذا نصُّ أحمد في رواية صالح، قال: "التختم في اليسار أحبُّ إلي" قال: "وهو أقوى وأثبت" ونقل نحوه الفضل بن زياد. وهو أيضًا مذهب مالك، وروي عنه أنه كان يلبَسُه في يساره، وكذلك الشافعي. ورُوِّينا في صحيح مسلم عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس قال: كان خاتمُ النبي (ص) في هذه، وأشار إلى الخنصر من يده اليُسرى. ورجَّحت طائفةٌ التختم في اليمين. وهو قول ابن عباس وعبد الله بن جعفر، وقولُ أحمد في التختم في اليسار: "هو أقوى وأثبت"، إشارةً إلى أن تقديمَ رواية ثابت، عن أنس في ذلك، وأنها أصحُّ الروايات في هذا الباب: موافقٌ لما ذكره الدارقطني من أن هذا هو المحفوظ عن أنس وأن ما روي عن ابن عمر في ذلك لا يثبت» . اهـ باختصار شديد.
(4) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» .
(5) روى مسلم في "صحيحه" (2094) من طريق يونس، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ أن رسول الله (ص) لبس خاتم فضَّة في يمينه. وروى مسلم أيضًا (2095) من طريق حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن أنس قال: كان خاتمُ النبي (ص) في هذه، وأشار إلى الخنصر من يده اليُسرى.
وانظر كلام أبي حاتم على هذه الطريق في المسألة رقم (1451) . ونقل ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/693) عن الدارقطني قوله: «والمحفوظ ذكرُ الخاتم دون ذكر اليمين واليسار» . ونقل ابن رجب في "أحكام الخواتيم" (ص160) عن الدارقطني قوله: «الحفاظ الأثبات لم يذكروا فيه التختم في اليمين ولا في غيرها» .
(6) في جميع النسخ: «سعيد» ، وهو خطأ وصوابه: «سعد» كما في "التاريخ الكبير" (4/61) و (7/5) ، و"الجرح والتعديل" (4/92) ، و"تهذيب الكمال" (10/285) .
والحديث أخرجه أبو يعلى في "مسنده"- كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (1150) - قال: حدثنا الحسن بن الصباح، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (456) عن جعفر بن عامر البزار ونصر بن داود، ثلاثتهم قالوا: ثنا سعد بن عبد الحميد، ثنا العباس بن الفضل ... فذكره.
والحديث في "مسند أبي يعلى" (929) ، و"المقصد العلي، في زوائد أبي يعلى الموصلي" للهيثمي (1/151 رقم 322) عن الحسن بن الصباح، ثنا العباس بن الفضل، به. ليس بينهما سعد بن عبد الحميد.(4/306)
بْنِ الفَضْل الأَزْرَقِ، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَان، عَنْ عُبَيد بْنِ عَلِيٍّ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ زَيْدٍ، عَنْ (2) أَبِي أُنَيْسة، عَنْ أَبِي لَيْلَى؛ قَالَ: خَرَجَ رسولُ اللَّهِ (ص) وخرجنا معه، فمرَّ بِرَجُلٍ (3) مِنْ بَنِي عَدِيٍّ كَاشِفًا عَنْ فَخِذِهِ، فقال النبيُّ (ص) : غَطِّ فَخِذَيْكَ يَا مَعْمَرُ! فَإِنَّهُمَا (4) مِنَ العَوْرَةِ.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا إسنادٌ مُضطَرِبٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو شَيبة يَحْيَى (5) بْنُ يَزِيدَ (6) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسة ... بإسنادٍ له.
_________
(1) في "مسند أبي يعلى": «عقبة بن علي» ، وفي "المقصد العلي": «عتبة بن علي» ، وفي "الآحاد والمثاني" لابن أبي عاصم (932) : «عبيد الله بن علي» حيث روى هذا الحديث من طريق عبد الأعلى، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عبيد الله بن علي بالإسناد الذي رجَّحه أبو حاتم في آخر المسألة. وفي "مكارم الأخلاق": «عبيد بن يعلى» .
(2) في "إتحاف الخيرة": «بن» بدل: «عن» .
(3) في (ت) و (ك) : «رجل» .
(4) في (ك) : «فإنها» .
(5) في (ك) : «عن يحيى» .
(6) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (932) من طريق عبد الأعلى، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عبيد الله بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَزِيدَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أنيسة، عن العلاء، عن أبي كثير مولى محمد بن جحش، عن محمد بن جحش قال: خرج رسولُ الله (ص) ... فذكره.
وانظر "المنتخب" لعبد بن حميد (367) ، و"المعجم الكبير" للطبراني (19/245-247 رقم 550-555) .(4/307)
1441 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو هَارُونَ البَكَّاء القَزويني (2) ، عَنِ ابن لَهِيعَة (3) ، عَن عُقَيل (4) ، عَنِ مَكْحول؛ قَالَ: كَانَ رداءُ النبيِّ (ص) أربعةَ أَذْرُعٍ وَنِصْفٍ (5) ، فِي ذراعَين ونصفٍ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ (6) : كَذَا حدَّثني أَبُو هَارُونَ! وحدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ (7) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (8) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ (9) ، عَنْ عُرْوَة؛ قَالَ: كَانَ رداءُ النبي (ص) ... .
_________
(1) في (ت) : «سألته» ، وفي (ك) : «سألت أبي» ، وفي (أ) و (ش) : «وسألت أبا زرعة» .
(2) هو: موسى بن محمد.
(3) هو: عبد الله.
(4) هو: ابن خالد.
(5) في (ف) : «أربعة أذراع ونصف» ، والأذرع: جمع ذراع، وهي مؤنَّثة عند أكثر العرب، وتُذكَّر عند بعضهم. وعلى ذلك فقوله هنا: «أربعةَ أَذْرُعٍ» جائز على لغة من يذكِّر الذراع. ولو أنثها لقال: أربع أذرع. انظر "المصباح المنير" (ص207- ذ ر ع)
وقوله: «ونصفً» كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) قوله: «يقول» من (ف) فقط.
(7) لم نقف على روايته، لكن أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/458) من طريق عبد العزيز الأويسي وابن المبارك، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (280 و281) من طريق محمد بن معاوية وابن المبارك، ثلاثتهم عن ابن لهيعة، به. ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/193) من طريق منصور بن عمار، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأسود، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالت: كان طولُ رداء النبيِّ (ص) أربعةَ أذرع وشِبرًا في ذراع وشِبر.
(8) هو: عبد الله.
(9) هو: محمد بن عبد الرحمن بن نَوْفَل. المعروف بيتيم عروة.(4/308)
قلتُ لأَبِي: فأيُّهما (1) أصَحُّ (2) ؟
قَالَ: لا يُضبَطُ عِنْدِي، جَمِيعًا ضَعِيفَينِ (3) .
1442 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنِ سَلَمة (4) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عبد الله بن الحارث: أنَّ النبيَّ (ص) اشْتَرَى حُلَّةً يَمَانيةً ببِضْعٍ وَعِشْرِينَ دِينَارًا (5) .
وَرَوَاهُ همَّام (6) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدٍ: أنَّ النبيَّ (ص) ... ؟
_________
(1) في (ف) : «أيهما فأيهما» .
(2) قوله: «أصح» ليس في (ف) .
(3) كذا في جميع النسخ، وهي صحيحةٌ في العربية، وتتخرَّج على وجهين ذكرناهما في التعليق على قوله: «جميعًا صحيحين» في المسألة رقم (25) .
(4) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (4035) بلفظ: إن رسول الله (ص) اشترى حُلَّةً ببضعة وعشرين قلوصًا، فأهداها إلى ذي يَزَن.
(5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «ببِضْعة وعشرين دينارًا» ؛ لأنَّ الدينار مذكَّر، ولفظ «البضع» يخالف المعدود في نوعه تذكيرًا وتأنيثًا؛ وما وقع في النسخ يخرَّج على حمل «الدينار» على معنى القطعة من الذهب ونحو ذلك، وهذا من حمل المذكَّر على معنى المؤنَّث، وهو جائزٌ في العربية. انظر تعليقنا على المسألة رقم (81) .
وانظر "النهاية" (1/134) .
لكنَّ الظاهر عندنا أنَّ كلمة «دينار» سهو؛ وأنَّ الصواب: ببضع وعشرين ناقةً أو أوقية أو نحوهما؛ كما في مصادر التخريج، والمعدود هنا مؤنَّث ولا إشكال فيه، وقد تكون كلمة «دينار» مصحَّفة عن أحد هذه الألفاظ، والله أعلم.
(6) هو: ابن يحيى. وروايته أخرجها البغوي في "الجعديات" (3108) بلفظ: إن النبي (ص) اشترى حلَّة بسبع وعشرين ناقةً، فلبسها. ورواه ابن سعد في "الطبقات" (1/461) من طريق الفضل بن دكين، عَن همام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بن عبد الله بن الحارث بن نوفل: أن النبيَّ (ص) اشترى حُلَّة بتسع وعشرين أوقيَّة.
ورواه أيضًا من طريق عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ، عَنْ هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن سيرين: أن النبيَّ (ص) اشترى حُلَّة - وإما قال: ثوبًا - بتسع وعشرين أوقيَّة.(4/309)
قَالَ أَبِي: قصَّر همَّام، وَزَادَ حمَّاد، وَهِيَ زيادةٌ صَحِيحَةٌ (1) .
1443 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنِ عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ حُنَيْنٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عليٍّ؛ قَالَ: نَهَانِي رسولُ اللَّهِ (ص) عَنْ لُبْسِ القَسِّيِّ (3) ، وأنْ أَقْرَأَ وَأَنَا راكعٌ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: عُبَيدالله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ حُنَين؛ وَهِمَ فِيهِ حمَّاد (4) .
1444 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوْري (6) ، عَنْ عُبَيد بْنِ نِسْطَاسٍ (7) ؛ قَالَ: رأيتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَعْتَمُّ بعِمامَةٍ سوداءَ ثُمَّ يُرسِلُهَا خلفَهُ؟
_________
(1) يعني: زيادة صحيحة عن علي بن زيد، وإلا فالحديث ضعيفٌ لأمرين ذكرهما المنذري في "مختصر السنن" (6/26) فقال: «هذا مُرسَل. وفي إسناده عليُّ بن زيد ابن جُدْعان، ولا يحتجُّ بحديثه» . اهـ.
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (233) ، وانظر المسألة رقم (1464) .
(3) تقدم تفسير القَسِّي في المسألة رقم (233) .
(4) لم يُذْكَرْ جوابُ أبي زرعة عن هذه المسألة، فيحتمل وجوهًا، منها: أنَّ يكون ذِكْرُ أبي زرعة في السؤال وَهَمًا من المصنِّف أو من النُّسَّاخ؛ ويشهد لهذا أنَّ هذه المسألة تقدمت برقم (233) بنصِّها سؤالاً وجوابًا، موجَّهة إلى أبي حاتم فقط. ومنها: أنْ يكون السؤال وُجِّهَ إلى أبي حاتم وأبي زرعة، فأجاب أبو حاتم ووافقه أبو زرعة ولم ينكر عليه، والراجح الأول، والله أعلم.
(5) في (ت) و (ك) : «وسألتهما» .
(6) روايته أخرجها ابن سعد في"الطبقات" (5/138) من طريق قبيصة بن عقبة، عنه، به.
(7) في (ت) و (ك) : «بسطاس» .(4/310)
فَقَالا: وَهِمَ فِيهِ الثَّوْري؛ إِنَّمَا هو: عثمان (1) بن [نِسْطاس] (2) مولى كَثِيرِ بنِ الصَّلت، فَقَالَ هُوَ: [عُبَيد] (3) .
1445 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ همَّام (5) ، عَنْ قتادة، عن بكرِ بنِ عبد الله المُزَني وبِشْرِ بنِ عَائِذٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرَوَى (6) هَذَا الحديثَ شُعْبةُ (7)
فَقَالَ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ بَكْرٍ وبِشْرِ بْنِ [الْمُحْتَفِز] (8) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) : إِنَّمَا
_________
(1) ويقال أيضًا: «عثيم» ؛ كما في "الجرح والتعديل" (7/37 رقم198) ، و"التاريخ الكبير" (7/79 رقم 364) . والحديث من هذا الوجه رواه ابن سعد في "الطبقات" (5/138) قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة قال: حدثنا عثيم بْنِ نِسْطَاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بن المسيب عليه عِمامةٌ سوداءُ.
(2) في جميع النسخ: «بسطام» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (6/171 رقم936) .
(3) في جميع النسخ: «عبيدة» ، وتقدم على الصَّواب في أول المسألة.
(4) في (ت) و (ك) : «وسألتهما» .
(5) هو: ابن يحيى العَوْذي. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2049) ، وأحمد في "مسنده" (2/68 و127 رقم 5364 و6105) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/78-79) تعليقًا، والنسائي في "الكبرى" (9591) . ومن طريق الطيالسي رواه أبو نعيم في "الحلية" (2/231) وقال: «هذا حديث غريب من حديث بكر وحديث بشر، لم يجمعهما إلا قتادة» . وقال البخاري: «ويقال: إن بشرًا قديم الموت، لا يشبه أن قتادة أدركه» .
(6) في (ك) : «رواه» .
(7) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/51 رقم 5125) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/78) ، والنسائي في "المجتبى" (5307) .
ورواه البغوي في "الجعديات" (974) عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ بكر بن عبد الله، عن ابن عمر، به مرفوعًا.
(8) في (أ) و (ش) : «المحتقن» ، وكذا كانت في (ف) ، ثم صُوِّبت إلى: «المحتقر» ، وعليها علامة التصحيح، وفي (ت) و (ك) : «المحتص» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (2/365 رقم 1405) ، و"تهذيب الكمال" (4/144) ، ومصادر التخريج. قال ابن أبي حاتم: «سئل أَبُو زُرْعَةَ عنه؟ فَقَالَ: لا أَعْرِفُهُ إِلا فِي هَذَا الْحَدِيثِ» .(4/311)
يَلْبَسُ الحَرِيرَ مَنْ لا خَلاقَ (1) لَهُ.
فقلتُ لَهُمَا: أيُّهما أصحُّ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: شُعْبةُ أحفظُ.
وَقَالَ أَبِي: همَّامٌ أعلمُ بِحَدِيثِ قَتَادَةَ مِنْ (2) شُعْبة، يَحتملُ أنْ يكونَ (3) أَصَابَا جَمِيعًا؛ لأنَّ [الْمُحْتَفِز] (4) لَقَبٌ (5) ، وعائذٌ اسْمٌ، فيحتملُ أَنْ يَكُونَ كذا.
1446- وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ كَثِير (6)
أَبُو غسَّان، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: كَانَ سيفُ رسول الله (ص)
_________
(1) في (ف) : «من خلاق» .
(2) في (ت) و (ك) : «عن» .
(3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أن يكونا أصابا ... » ؛ لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ أيضًا في العربية، وفيه وجهان، ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (679) .
(4) في (أ) و (ش) : «المحتقن» ، وفي (ت) و (ف) و (ك) : «المحتقر» ، وسبق تصويبه.
(5) في (ف) : «ليت» .
(6) في (ت) : «ابن أبي كثير» ، ثم ضرب على قوله: «أبي» . وروايته أخرجها الدولابي في "الكنى" (2/76) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1402) ، وابن عدي في "الكامل" (5/169) ، وأبو الشيخ في أخلاق النبي (ص) (404) ، والبغوي في "الأنوار في شمائل النبي المختار" (877) .
ورواه أبو داود في "سننه" (2585) ، وابن عدي في "الكامل" (5/169) من طريق يحيى بن كثير به بلفظ: «إن قبيعة سيف رسول الله (ص) كانت من فضة» .(4/312)
حَنَفِيًّ (1) ، وحِلْيتُه فِضَّة (2) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ أَبُو عُبَيدة الحَدَّاد (3) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ سَمُرة، عَنِ النبيِّ (ص) .
قلتُ: هو الصَّحيحُ؟
_________
(1) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(2) قال إبراهيم الباجوري في "المواهب اللَّدنية، على الشمائل المحمدية" (ص220) : «وكان سيفه حنفيًّا: نسبة إلى حنيفة، وهم قبيلة مسيلمة؛ لأنهم معروفون بحسن صنعة السيوف، فيحتمل أن صانعه كان منهم، ويحتمل أنه أتى به من عندهم» . وبنحوه قال السندي كما في حاشية "مسند أحمد" (33/378/الرسالة) .
وقال الذهبي في " تاريخ الإسلام" (ص512/السيرة النبوية) : " وأخذ [يعني: النبي (ص) ] من سلاح بني قينقاع ثلاثة أسياف: سيفًا "قلعيًّا"، منسوبٌ إلى مرج القَلعة - بالفتح - موضع بالبادية، و «البتَّار» و «الحَنيف» . اهـ.
ووقع في "تركة النبي (ص) " لحماد بن إسحاق (ص 102) : «الحيف» بدل: «الحنيف» ، ووقع في "تاريخ الطبري" (3/418) ، و"الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2/180) : «الحتف» . وانظر "البداية والنهاية" لابن كثير (8/369-370/دار هجر) .
(3) هو: عبد الواحد بن واصل. روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (683) ، وفي "الشمائل" (108) .
وأخرجه أحمد في "مسنده" (5/20 رقم 20229) ، والترمذي في "الشمائل" (109) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1630) ، وابن عدي في "الكامل" (5/170) من طريق محمد بن بكر البُرساني، عن عثمان بن سعد، به.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقد تكلَّم يحيى بن سعيد القطان في عثمان بن سعد الكاتب، وضعَّفه من قِبَل حفظه» . والحديث ضعفه أبو داود في "السنن" (2585) . وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (ص513/السيرة النبوية) : «رواه عُثْمَانَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ سيرين، وليس بالقوي» .(4/313)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَبُو عُبَيدة أحفظُ.
فَقُلْتُ (1) : الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟
قَالَ: مِنْ يَحْيَى بْنِ كَثِير (2) .
1447 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعتَمِر (3) ، عَن حُمَيد (4) ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) شَبَرَ (5) لبعض من تَلِيهِ ذَيْلَهَا، فَقَالَ: لا تَزِيدِينَ (6) عَلَى شِبْرٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ (7) : حُمَيد، عَنِ الْحَسَنِ (8) ، عن
_________
(1) في (ش) و (ك) : «قلت» .
(2) في (ك) : «ابن أبي كثير» .
(3) هو: ابن سليمان. وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (3796) ، والطبراني في "الأوسط" (5936) ، والضياء في "المختارة" (6/70 رقم 2051) .
قال الطبراني في: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ حميد إلا معتمر، تفرَّد به ضرار بن صُرَد» .
(4) هو: ابن أبي حميد الطويل.
(5) يقال: شَبَرَهُ يَشْبُرُهُ ويَشْبِرُهُ، من بابي نَصَرَ وضَرَبَ، أي: قاسَهُ أو قدَّره بالشِّبر، ومنه قولهم: «مَنْ لَك أن تَشْبُرَ البسيطةَ؟!» يضربُ مثلاً لمن يتكلَّف ما لا يطيق. ويقال فيه أيضًا: شَبَّرَ تشبيرًا، بتضعيف عين الفعل. انظر "المصباح المنير" (ص158) و"تاج العروس" (7/4-6) .
(6) في (ف) : «لا تزيد» ، وما أثبتناه من بقية النسخ، والجادَّة: «لا تزيدي» . ولكنَّ ما في النسخ مُتَّجه في العربية على أنَّ «لا» هنا نافيةٌ بمعنى النهي - والفعل بعدها مرفوع؛ ولذا ثبتَتْ فيه نون الرفع - وهذا أبلغ من كونها ناهيةً لفظًا ومعنًى، وقد وضَّحنا ذلك في التعليق على المسألة رقم (331) .
(7) قوله: «إنما هو» سقط من (ف) .
(8) في (ف) : «أنس» بدل: «الحسن» .(4/314)
النبيِّ (ص) (1) ،
ويَهِمُ فِي حديثٍ (2) آخَرَ أَيْضًا؛ يَقُولُ: عَنْ حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: حُمَيد، عَنِ الْحَسَنِ، عن النبيِّ (ص) .
1448 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ النُّعْمان بْنِ رَاشِدٍ (4) ، عَنِ الزُّهري، عن عَطَاء ابن يَزِيدَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبة الخُشَني؛ قَالَ: جَلَسَ رجلٌ إِلَى النبيِّ (ص) وَعَلَيْهِ (5) خَاتَمٌ مِن ذهبٍ، فقَرَعَ رسولُ الله (ص) يدَه (6) بقَضِيبٍ ... الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ كَمَا رَوَاهُ يونس (7) ،
عَنِ الزُّهري، عَنْ
_________
(1) أخرجه معمر في "جامعه" (19985) من طريق حفص = = ابن سليمان، وابن أبي شيبة في "المصنف" (24882) من طريق يونس بن عبيد، كلاهما عن الحسن، عن النبي (ص) به مرسلاً.
والحديث رواه أحمد في "مسنده" (6/299 رقم 26554) من طريق علي بن زيد، عن أمِّ الحسن، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ (ص) شَبَر لفاطمة شِبرًا من نطاقها.
وذكر الدارقطني في "العلل" (5/178/أ-ب) الاختلافَ في هذا الحديث، ثم قال: «والمرسل أشبه» .
(2) قوله: «في حديث» مكرر في النسخ عدا (ك) .
(3) انظر المسألة الآتية برقم (1453) .
(4) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (7/416) ، وأحمد في "مسنده" (4/195 رقم 17749 و17751) ، والنسائي في "المجتبى" (5190) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/261) ، وابن حبان في "صحيحه" (303) ، والطبراني في "الكبير" (22/216 و217 رقم 578 و579) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/200) .
(5) قوله: «وعليه» سقط من (ت) و (ك) .
(6) قوله: «يده» سقط من (ف) .
(7) هو: ابن يزيد. وروايته أخرجها النسائي في "المجتبى" (5191) .
قال النسائي: «وحديث يونس أولى بالصَّواب من حديث النعمان» .
ورواه النسائي (5192 و5193) من طريق الأوزاعي وإبراهيم بن سعد، كلاهما عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ: أن النبي (ص) ، به.
ورواه النسائي (5194) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ به مرسلاً.
قال النسائي: «والمراسيل أشبه بالصَّواب» .
وسئل الدارقطني في "العلل" (1165) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، واختُلِف عنه؛ فرواه النُعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أبي ثعلبة. ورواه عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ العمري وبشر بن الوليد، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزهري، عن أنس، ووَهِما فيه. وغيرهما يرويه عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزهري مرسلاً. ورواه الحفَّاظ من أصحاب الزهري، عنه، عن أبي إدريس الخولاني أَنَّ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) لبس خاتمًا، وهو الصَّحيح» .(4/315)
أَبِي إِدْرِيسَ (1) ، عَنْ رجلٍ مِن أصحابِ رسول الله (ص) ، عن النبيِّ (ص) .
1449 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَر (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي شيخ ٍ الهُنَائي (3) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ؛ قَالَ: نَهَى رسولُ الله (ص) عن
_________
(1) هو: الخولاني، واسمه: عائذ الله بن عبد الله.
(2) روايته في "جامعه" (19927) . ومن طريقه أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (217) مختصرًا، وأحمد في "مسنده" (4/95 رقم 16864) ، والطبراني في "الكبير" (19/352-353 رقم 824) .
ورواه أحمد في "مسنده" (4/92 رقم 16833) ، وعبد ابن حميد في "مسنده" (419/المنتخب) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3250) ، والطبراني في "الكبير" (19/353 رقم835) من طريق همام بن يحيى، وأحمد في "مسنده" (4/99 رقم 16909) ، والنسائي في "المجتبى" (5151) ، والطبراني في "الكبير" (19/353 رقم 826) من طريق سعيد بن أبي عروبة، وأبو داود في "سننه" (1794) من طريق حماد، والطبراني في"الكبير" (19/353 و354 رقم 827 و828) من طريق هشام الدستوائي ومحمد بن عبيد الله العرزمي، جميعهم عن قتادة به.
ورواه أحمد (4/98 رقم 16901) ، والنسائي (5159) ، والطبراني (19/354 رقم 829) من طريق بَيْهَس بن فهدان، والنسائي (5152) من طريق مطر الوراق، كلاهما عن أبي شيخ، عن معاوية به.
(3) مشهور بكنيته، قيل: اسمه: حيوان - بالحاء المهملة أو المعجمة - بن خالد.(4/316)
الذَّهَبِ إلاَّ مُقَطَّعًا، وَعَنْ رُكُوبِ النُّمُورِ (1) ؟
قَالَ أَبِي (2) : رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِير (3) ؛ حدَّثني أَبُو شيخٍ، عَنْ أَخِيهِ حِمَّان، عَنْ مُعَاوِيَةَ (4) ، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ: أدخلَ أَخَاهُ - وَهُوَ مجهولٌ - فأفسد الحديثَ (5) .
1449/أ- قَالَ أَبِي: وَرَوَى سَهْل (6) بْنُ عَقِيل حديثًا (7) منكرًا عن عبد الله بْنِ سِنان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عن ابن عمر ح: أنَّ (8) النبيَّ (ص) انْقَطَعَ شِسْعُ (9) نَعْلِهِ، فَأَعْطَاهُ (10) رَجُلٌ شِسْعًا، فقال له: [جَزَاكَ
_________
(1) أي: ركوب جلود النُّمور، أي: وضعها على السرج والرحال. والنمور هي السِّباع المعروفة، واحدُها: = = نَمِر. وإنما نهى عن استعمالها؛ لما فيها من الزِّينة والخُيَلاء، ولأنه زِيُّ الأعاجم. وانظر "النهاية" (5/117-118) .
(2) قوله: «أبي» من (ف) فقط.
(3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/96 رقم 16877) ، والنسائي (5154 و5155) ، والطبراني في "الكبير" (19/354 و355 رقم830 و831 و832) .
(4) في (أ) و (ت) و (ش) : «حمان بن عن معاوية» ، وفي (ش) بياض بمقدار كلمة بعد «بن» ، وفي (ك) : «حماذ عن معاوية» .
(5) قال النسائي في "الكبرى" (9533/الرسالة) : «قتادة أحفظ من يحيى بن أبي كثير، وحديثُه أولى بالصَّواب» . وذكر الدارقطني في "العلل" (1225) الاختلاف في هذا الحديث ثم قال: «واضطرب يحيى بن أبي كثير فيه، والقول عندنا قول قتادة وبَيْهَس بن فهدان» .
(6) قوله: «سهل» سقط من (ت) و (ك) .
(7) في (ت) : «ثنا» بدل: «حديثًا» .
(8) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «أن» .
(9) الشِّسْع: أحدُ سُيور النَّعْل، وهو الذي يُدْخَلُ بين الإصْبَعَينِ، ويُدْخَلُ طرَفُهُ في الثَّقْبِ الذي في صَدرِ النَّعْل المشْدود في الزِّمَام. والزِّمامُ: السَّيْرُ الذي يُعْقَد فيه الشِّسْع. "النهاية" (2/472) .
(10) في (ش) : «فأعطا» .(4/317)
اللهُ] (1) ... ، وَهُوَ حديثٌ مُنكَرٌ، [فَاتَنِي] (2)
عَنْهُ ولم أُبالِي (3) ، لَمْ يَكُنْ عِنْدَ (4) هَذَا الشَّيخ إلا حَدِيثَينِ (5) ، وهما مُنكَران،
_________
(1) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ رسمت هكذا: «حر تلك الله» .
(2) في (ت) و (ك) : «ماتنى» مهملة الحروف، وفي (أ) : «فانثى» ، وفي (ف) : «فاثنى» ، والمثبت من (ش) . والمعنى: فاتني أن أرويَ عنه هذا الحديثَ سماعًا منه، ولكنني لا أبالي؛ لأنَّه لَمْ يَكُنْ عِنْدَ هَذَا الشَّيْخِ - سَهْلِ ابن عَقِيل - إلا حديثان منكران، وهذا - أي: الذي فاتني أن أرويَهُ عنه- أحدهما، ولعلَّ أبا حاتم رَوَى عن سَهْل الحديث الآخر المتقدِّم برقم (806) ، وفي ضَوْء ذلك يُفهَمُ كلامُ ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/202 رقم872) ، فقد ذكر في ترجمة سهل، قال: «رَوَى عنه أبي وأبو زرعة؛ سمعتُ أبي يقول: هو صدوق» . اهـ.
وقد ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه في المسألة السالفة الذكر (806) مثل ما ذكره عن أبيه في "الجرح والتعديل"، والله أعلم.
(3) في (ك) : «ولا أبالي» ، والمثبت من بقية النسخ، والقياس فيه: «ولم أُبالِ» بحذف الياء من آخره؛ لأنه مضارعٌ معتلُّ الآخر مجزوم بـ «لم» ، لكنَّ إثبات حرف العلة مع الجازم صحيح في العربية، وقد خرَّجناه وذكرنا شواهده في التعليق على المسألة رقم (228) .
(4) قوله: «لم يكن» سقط من (ك) ، وفيها: «عنه» بدل: «عند» .
(5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «حديثان» بألف الرفع؛ لأنَّه فاعلُ «يكن» أو اسمُهَا، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية، ولنا فيه توجيهان:
الأوَّل: أنَّه مرفوعٌ، والأصل فيه: «حديثان» ، غير أن الألف أميلت فكتبت ياءً، ولا يُلفظ بها إلا ألفًا ممالة، هكذا: «حديثين» ، واجتمع على الألف هنا سببان للإمالة، وهما كسرة النون بعدها، والياء التي قبلها مفصولةً عنها بحرف، وأحدُ هذين السببين كافٍ في جواز الإمالة. وانظر التعليق على المسألة رقم (25) و (124) .
والثاني: أنه منصوب على تقدير الاستثناء تامًّا منفيًّا، والمستثنى منه هنا هو ضميرٌ مستتر مرفوع بـ «يكون» - إمَّا الفاعلُ إن كانت تامَّةً، أو الاسم إن كانت ناقصةً - وهو يعود إلى ما يُفهم من السياق، والتقدير: لَمْ يَكُنْ عِنْدَ هَذَا الشَّيْخِ شيءٌ من الأحاديث إلا حديثين، ومن شواهد جواز نصب المستثنى في الاستثناء التام المنفي؛ قراءةُ ابن عامر: [النِّسَاء: 66] {فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ} ، والله أعلم.(4/318)
أحدُهما هَذَا (1) .
1450 - وسألتُ أَبِي (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَكْر بْنُ يَحْيَى بن زَبَّان (3) العَنَزي، عَنْ حِبَّان بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ رَزِين (4) ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ علي، عن أسماءَ؛ قالت: لعَنَ رسولُ الله (ص) مَنْ تَشَبَّهَ (5) مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَمَنْ تشبَّه مِنَ النساءِ بِالرِّجَالِ، وواصلةَ الشِّعْرِ بِالشَّعْرِ. وَأَمَّا القَرامِلُ (6) والسُّيُورُ (7) فَلا بأسَ بِهَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (8) .
1451 - وسألتُ أَبِي (9) عَن حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بن بَشير (10) ، عن
_________
(1) والآخر سبق برقم (806) .
(2) في (ت) و (ك) : «وسألته» بدل: «وسألت أبي» . وفي هامش (أ) حاشية بخط مغاير بُتِرَ آخرها في التصوير نصها: «قد رواه بعضهم عَنْ رَزِينٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ علي، عن ... » .
(3) في (ت) و (ك) : «ريان» .
(4) هو: ابن حبيب الجُهَني.
(5) في (ك) : «يشبه» .
(6) القَرامِلُ: هي ضفائرُ من شَعْرٍ أو صُوف أو إبْرَيْسَم تَصِلُ به المرأةُ شَعْرها. انظر "النهاية" (4/51) .
(7) السَّيْرُ: ما قُدَّ من الأَدِيم طُولاً، والسَّيْرُ: شِرَاك النَّعْل، وجمعه: أَسْيارٌ وسُيُور. انظر "لسان العرب" (س ي ر - 4/390) .
(8) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25217) قال: حدثنا حفص، عن رزين قال: سمعت فاطمة بنت علي بن أبي طالب تقول: لعن رسولُ الله (ص) واصلةَ الشَّعر بالشَّعر. هكذا مرسلاً، ولعل هذا هو سبب استنكار أبي حاتم للحديث.
(9) في (ت) و (ك) : «وسألته» بدل: «وسألت أبي» . وانظر المسألة رقم (1439) .
(10) روايته أخرجها أبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (350) ، وتمام في "فوائده" (1041/الروض البسام) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (52/374) .(4/319)
قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) اتَّخذَ خاتَمًا مِنْ فضَّة، ونقَشَ عَلَيْهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، فَكَانَ يَلْبَسُهُ فِي شِمَاله، ولَبِسَ أَبُو بَكْرٍ وعُمَرُ وعثمانُ بعدَهُ؟
قَالَ أَبِي: أَمَّا قَوْلُهُ: «اتَّخذَ خاتَمًا مِنْ فضَّة، ونقَشَ عَلَيْهِ: محمَّدٌ (1) ... » ، فهو صحيحٌ عن النبيِّ (ص) (2) .
وَأَمَّا قَوْلُهُ: «فَكَانَ يَلْبَسُهُ فِي شِمَاله» ، فَلا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ، إلا مارواه عبَّادُ بنُ العَوَّام (3) ، عَنْ سَعِيدِ (4) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) قوله: «محمد» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(2) رواه البخاري في "صحيحه" (65) ، ومسلم في "صحيحه" (2092) من طريق قتادة، عن أنس، به.
(3) روايته أخرجها الترمذي في "الشمائل" (103) ، والنسائي في "المجتبى" (5283) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3119) وعنه أبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (338) بلفظ: أن النبي (ص) كان يتختَّم بيمينه.
قال الأثرم: «ذكرت لأبي عبد الله: عن عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سَعِيدِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النبي (ص) كان يتختَّم في يمينه؟ فأنكره، وقال: مُضطرب الحديث عن سعيد» .
وقال أبو داود: «قلت لأبي عبد الله: حديث عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سَعِيدِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النبي (ص) كان يتختَّم في يمينه؟ فلم يعره، وقال: عباد، عن سعيد غير حديث خطأ فلا أدري سمع منه بأخرة أم لا؟» . نقل ذلك الحافظ ابن رجب في "أحكام الخواتيم" (ص 161-162) .
(4) هو: ابن أبي عروبة.(4/320)
وَرَوَى بعضُهُمْ عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة (1) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) .
والْحُفَّاظُ (2) تَرْوِيهِ (3) عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ (4) ، عَنْ أَنَسٍ (5) ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ لا يَقُولُونَ: إِنَّهُ لَبِسَ (6) فِي يَسَاره (7) .
1452 - وسألتُ (8) أَبِي (9) عَنْ حديثٍ رواه ابن عُيَينة (10) ،
عن
_________
(1) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2095) من طريق ابن مهدي، عن حماد به بلفظ: كان خاتم النبي (ص) في هذه، وأشار إلى الخِنصِر من يده اليُسرى.
ونقل ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/694) عن الدارقطني قوله: «اختلفت الروايات عن أنس، وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ (ص) يتختَّم في يساره، وهو المحفوظ عن أنس» .
(2) الحديث رواه ابن سعد في "الطبقات" (1/471) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، ورواه أيضًا (1/471) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/264) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (4/197 و5/490-491) من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، وأحمد في "مسنده" (3/170 رقم 12738) من طريق محمد ابن جعفر ومحمد بن بكر، والبخاري في "صحيحه" (5872) من طريق يزيد بن زريع، وأبو داود في "سننه" (4215) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3154) من طريق خالد بن عبد الله، وأبو عوانة (5/491) من طريق أبي عاصم، جميعهم عن سعيد به.
(3) في (ت) : «يرويه» ، وفي (ش) : «يروونه» .
(4) قوله: «عن قتادة» سقط من (ك) .
(5) قوله: «عن أنس» سقط من (ف) .
(6) في (ك) : «ليس» .
(7) سُئل الدارقطني عن هذا الحديث، فأجاب بكلام طويل لخَّصه الحافظ ابن رجب في "أحكام الخواتيم" (ص154-160) فانظره ثَمَّ.
(8) ستأتي هذه المسألة برقم (2287) .
(9) في (ت) : «وسألته» ، وقوله: «أبي» سقط من (ك) .
(10) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/240 رقم 7274) ، والبخاري في "صحيحه" (5899) ، ومسلم في "صحيحه" (2103) .
ورواه ابن أبي شيبة في"المصنف" (24989) من طريق ابن علية عن الزهري بمثله.
ورواه معمر في "الجامع" (20175) عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة به. ومن طريق معمر رواه أحمد في "مسنده" (2/260 و309 رقم 7542 و8083) ، والنسائي في "المجتبى" (5070 و5071) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3675) .
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (1/439) ، والبخاري في "صحيحه" (3462) ، والنسائي (5069) من طريق صالح بن كيسان، وأحمد (2/401 رقم 9209) ، والنسائي (5069) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3673) ، وابن حبان في "صحيحه" (5470) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، كلاهما عن الزهري بمثله.
ورواه الطبراني في "الأوسط" (9296) من طريق موسى بن أعين، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عن أبي هريرة به.
قال الطبراني بعد أن ذكر أحاديث عدة لإسحاق بن راشد: «لم يرو هذه الأحاديث عن إسحاق بن راشد إلا موسى بن أعين» .(4/321)
الزُّهري، عن سُلَيمان ابن يَسَار وأبي سَلَمة بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1) ، عَنِ النبيِّ (ص) : إِنَّ اليَهُودَ والنَّصَارَى لاَ يَصْبُغُونَ؛ فَخَالِفُوهُمْ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرَوَى (2) الأَوْزاعيُّ (3) ،
عَنِ الزُّهري، عَنْ سُلَيمان بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؛ لم يذكُر أبا سَلَمة؟
_________
(1) قوله: «عن أبي هريرة» سقط من (ك) .
(2) في (ف) و (ك) : «روى» بلا واو.
(3) هو: عبد الرحمن بن عمرو، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، وقد اختُلِف على الأوزاعي فرواه النسائي (5072) من طريق عيسى بن يونس، والطحاوي في "شرح المشكل" (3676) من طريق محمد بن القاسم الأسدي، وابن عدي في "الكامل" (2/321) من طريق الْحَسَنِ بْنِ عَلَيِّ بْنِ عَاصِمٍ، ثلاثتهم عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به. وكذا رواه عن الأوزاعي: الوليد بن مسلم، والوليد ابن مَزْيد، وبشر بن بكر، كما في"العلل" للدارقطني (1747) .
قال ابن عدي: «كذا قال الْحَسَنِ بْنِ عَلَيِّ بْنِ عَاصِمٍ، عن الأوزاعي. وغيره قال: عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَأَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة، وقال بعضهم: عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يسار وعروة، عن أبي هريرة» .
ورواه أبو يعلى في "مسنده" (6001) من طريق مبشر ابن إسماعيل، والطحاوي في "شرح المشكل" (3677) من طريق عمرو بن أبي سلمة، كلاهما عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي سلمة وسليمان بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.
ورواه مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ الأوزاعي واختُلِف عنه، فرواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/382) من طريق محمد بن خلف وسعيد بن أبي زيدون وابن عمرو وأبو سليم، عن الفريابي، بمثل رواية مبشر وعمرو السابقة. وكذا رواه محمد بن يحيى الذهلي عن الفريابي، كما في "العلل" للدارقطني (1747) .
ورواه الدارقطني في "العلل" (9/265 رقم1747) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/366) من طريق الفضل بن يعقوب الرخامي، عن الْفِرْيَابِيُّ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن سعيد وأبي سلمة وسليمان بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به.
قال الدارقطني: «ووهم في ذكر سعيد» . وقال أيضًا: «ومن قال: "عن سعيد بن المسيب" فقد وهم، ما قاله إلا فضل الرخامي» .
وقال الخطيب: «هكذا روى هذا الحديث فضل الرخامي، عن محمد بن يوسف الفريابي، وتفرَّد بذكر سعيد - وهو ابن المسيب - ورواه محمد بن يحيى الذهلي، عن الفريابي، فلم يذكر سعيدًا، وكذلك رواه الوليد بن مسلم، وعيسى بن يونس، والوليد بن مَزْيد، وبشر بن بكر، أربعتهم عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي سلمة وسليمان بن يسار، حسبُ، ولم يتابع أحدٌ فَضْلاً على ذكر سعيد، وقد وهم في ذلك» .(4/322)
قَالَ أَبِي: قَدْ جُمِعا، وَهُوَ صحيحٌ (1) .
1453 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (3) عن حديثٍ رواه عبد العزيز
_________
(1) كذا قال أبو حاتم هنا بينما سئل في المسألة رقم (2287) عن رواية الأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بن يسار، بهذا الحديث، فقال: «وَهِمَ الأَوْزَاعِيُّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، النَّاسُ يَقُولُونَ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) » . وذكر الدارقطني في "العلل" (1747) هذا الحديث والاختلاف فيه، وقال: «والحديث محفوظ عن أبي سلمة وسليمان بن يسار جميعًا» .
(2) انظر المسألة المتقدمة برقم (1448) .
(3) كذا جاء السؤال موجَّهًا إلى أبي حاتم وأبي زرعة، مع أنَّ الجواب لأبي حاتم وحده، فيحتمل وجوهًا: أولها: أن ذكر أبي زرعة في السؤال خطأ، وقد يشهد له توجُّهُ نحو هذا السؤال إلى أبي حاتم وجوابُهُ عليه بنحو ما وقع هنا في المسألة رقم (1448) ، ولم يُذكر معه أبو زرعة.
والثاني: أنَّ السؤال وجِّه إليهما، فأجاب عنه أبو حاتم، ووافقه أبو زرعة فسكَتَ.
والثالث: أنَّ جواب أبي زرعة ساقط من المسألة، وفي هذا بُعْدٌ، والله أعلم.(4/323)
بْنُ أَبِي سَلَمة (1) ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أنس: أنَّ النبيَّ (ص) رَأَى فِي يَدِ رَجُلٍ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ (2) ، فضَرَبَ يَدَهُ بِقَضِيبٍ كَانَ فِي يَدِهِ؟
قَالَ أَبِي: هَكَذَا (3) رَوَاهُ إبراهيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن الزُّهري: أنَّ النبيَّ (ص) ... .
_________
(1) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (88/ب/أطراف الغرائب) .
وأخرجه النسائي في "المجتبى" (5193) ، وفي "السنن الكبرى" (9440) عن أبي بكر بن علي بن سعيد، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، به. لكن جعله من مسند "أبي إدريس الخَوْلاني" بدل «أنس» . وأشار محقق "السنن الكبرى" أنَّه وقع في الأصلين - يعني نسخة مراد ملا ونسخة طنجة -: «عن أنس» ، والحديث أورده المزي في "تحفة الأشراف" (1/375 رقم 1476) في مسند أنس، ثم قال: «رواه النسائي في الزينة في رواية ابن حيويه والأسيوطي دون رواية ابن السني» . اهـ. وقال المزي أيضًا في موضع آخر (9/133) : «وهو في رواية أبي الحسن بن حيويه وأبي علي الأسيوطي "عن أنس" بدل "أبي إدريس" وهو خطأ» . اهـ.
ووقع عند الجميع: «خاتمًا من ذهب» بدل: «خاتمًا من حديد» .
(2) كذا في جميع النسخ، وجاء في مصادر التخريج بلفظ: «من ذهب» ، ومثله في المسألة رقم (1448) .
(3) قوله: «هكذا» يحتمل أن يكون إشارة إلى الإسناد التالي، وهو رواية إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهري مرسلاً؛ فقد رواه النسائي في "المجتبى" (5194) من طريق الوركاني، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزهري أن النبي (ص) ، مرسلاً.
قال النسائي: «والمراسيل أشبه بالصَّواب» .
ويحتملُ - وهو ظاهرٌ - أن يكونَ إشارة إلى الإسناد السابق؛ وهو رواية عبد العزيز بن أبي سلمة، فيكون في الإسناد سقطٌ، فلعلَّ صوابَ الكلام أن يقال: «هكذا رواه [عبد العزيز بن أبي سلمة. والصحيحُ فيه: ما رَوَاهُ] إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزهري؛ أن النبيَّ (ص) » ؛ أو نحو ذلك؛ وسبب هذا السقط انتقال النظر، والعلم عند الله تعالى.(4/324)
قال (1) : والخطَأُ من عبد العزيز بْنِ أَبِي سَلَمة العُمَرِي، والصَّحيحُ (2) : مِنْ حَدِيثِ الزُّهري، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ (3) ، عَنْ رجلٍ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) (4) .
1454 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد بن عبد الرحمن الجُعْفي (5) ، عَنْ حُسَيْنٍ الجُعْفي، عَنْ عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّاد، عَنْ نَافِعٍ،
_________
(1) قوله: «قال» من (ت) و (ك) فقط.
(2) تقدَّم تخريج هذه الرواية في المسألة رقم (1448) .
(3) هو: الخَوْلاني، واسمه: عائذ الله بن عبد الله.
(4) لكن الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" بعد (5868) تعليقًا، ومسلم في "صحيحه" (2093) من طريق محمد بن جعفر بن زياد، كلاهما عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزهري، عن أنس: أنه أبصر في يد رسول الله (ص) خاتمًا من وَرِق يومًا واحدًا، قال: فَصَنَعَ النَّاسُ الخَوَاتِمَ مِنْ وَرِقٍ، فَلَبِسُوهُ، فَطَرَحَ النَّبِيُّ (ص) خَاتَمَهُ، فَطَرَحَ النَّاسُ خَوَاتِمَهُمْ. اهـ.
ووصله البخاري (5868) من طريق يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شهاب الزهري. فيبدو أن هذا أصل الحديث، والله أعلم.
(5) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (24830) من طريق الحسين الجعفي، عن عبد العزيز بن أبي روَّاد، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ به. ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن ماجه في "سننه" (3576) .
= ... ورواه أبو داود في "سننه" (4094) من طريق هنَّاد بن السري، والنسائي في "المجتبى" (5334) من طريق محمد بن رافع، والطبراني في "الكبير" (12/240 رقم 13209) من طريق علي بن المديني، والبيهقي في "الشعب" (5723) من طريق أحمد بن عبد الحميد الحارثي، عن حسين الجعفي بمثله.
ونقل ابن ماجه عن ابن أبي شيبة قوله في هذا الحديث: «ما أغربه!» .
ورواه البخاري في "صحيحه" (3665) من طريق موسى بن عقبة، ومسلم في "صحيحه" (2085) من طريق حنظلة بن أبي سفيان، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبي (ص) قال: «من جَرَّ ثوبَه خُيَلاء لَمْ ينظُر اللَّهُ إِلَيْهِ يومَ القيامة» .
ورواه البخاري (5783) ، ومسلم (2085) من طريق مالك، عن نافع وعبد الله بن دينار وزيد بن أسلم، كلهم عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبي (ص) بمثله.(4/325)
عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: قال رسولُُ الله (ص) : الإسْبَالُ فِي الإِزَارِ والعِمَامَةِ؛ مَنْ جَرَّ مِنْهُمَا شَيْئًا خُيَلاءَ، لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ: نافعٌ عَنْ سَالِمٍ.
1455- وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ ابن وَهْب (2) ، عن عبد الله بْنُ السَّمْح، عَنْ عُمَرَ بْنِ صُبَيْح (3) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَيْمون، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيد، عَنْ الحسن (4) ، عن جابر بن عبد الله (5) أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
_________
(1) انظر المسألة رقم (2208) .
(2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (4122) و (4227/مجمع البحرين) ، لكن سقط من سنده عمر بن صبيح. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ يونس إلا خالد، ولا عن خالد إلا عبد الله، ولا عن عبد الله إلا ابن وهب، تفرَّد به: ابن أخيه» .
(3) كذا في جميع النسخ، وكذا وقع في "الجرح والتعديل" (5/77 رقم363) في ترجمة عبد الله بن السمح، وكذا وقع في بعض المصادر كـ"الضعفاء" للعقيلي (3/916/السَّلفي) ، و"الكامل" لابن عدي (5/211) و (6/315) وغيرها. وقيل - وهو الأكثر والأصح -: «صبح» وهكذا ترجم له المصنف في "الجرح والتعديل" (6/116 رقم629) ، والبخاري في"الأوسط" (2/152) ، وابن عدي في "الكامل" (5/24) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (21/396 رقم 4259) .
(4) هو: البصري.
(5) من قوله: «ابن السمح ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال البصر.(4/326)
إنَّ الْمُشْرِكِينَ يَتَسَروَلون وَلا يَأتَزِرون؟ قَالَ: فَتَسَرْوَلُوا أَنْتُمْ وَاتَّزِرُوا، قَالُوا: وإنَّ (1) الْمُشْرِكِينَ (2) يَتَخَفَّفون وَلا يَنتَعِلون (3) ؟ قَالَ: فَتَخَفَّفُوا أَنْتُمْ وَانْتَعِلُوا، وخَالِفُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ بِكُلِّ مَا اسْتَطَعْتُمْ.
قَالَ أَبِي: عمرُ بْنُ صُبَيْح وخالدُ بنُ مَيْمون خُراسانيَّان، وَهَذَا الحديثُ إِسْنَادُهُ مُضطَرِب (4) .
1456 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ (5) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشير، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَن جَابِر: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لا تَدْخُلُ المَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ جِلْدُ نَمِرٍ (6) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
1457 - وسألتُ أَبِي (7) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار، عن
_________
(1) في (ك) : «إن» بلا واو.
(2) من قوله: «يتسرولون ولا يأتزرون ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(3) في (ت) و (ف) : «يتنعلون» .
والمعنى: أنهم يَلْبَسُون الخِفَاف، ولا يَلْبَسُون النِّعَال. وانظر "تاج العروس" (12/180) و (15/742) .
(4) وعمر بن صبح متَّهم بالكذب كما في "تهذيب الكمال" (21/396) .
(5) روايته أخرجها ابن حبان في "المجروحين" (1/319) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2800) .
وانظر "العلل" للدارقطني (2039) .
(6) في (ف) : «نمرة» .
(7) في (ت) و (ك) : «وسألته» بدل: «وسألت أبي» .(4/327)
يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ (1) ،
عَنْ أَبِي عُبَيدة (2) ؛ حدَّثنا عبد الله بْنِ بُسْر (3) المازِني الحِمْصي؛ قَالَ: بعث رسول الله (ص) عَلِيًّا عَلَى بَعْثٍ يومَ غَدِيرِ خُمٍّ (4) ، وعَمَّمَهُ بعِمَامةٍ سوداءَ، ثُمَّ أَرْسَلَهَا مِنْ وَرَائِهِ (5) ... وَذَكَرَ الحديثَ في قِصَّةِ (6) القَوْسِ الفارسيَّة (7) ؟
_________
(1) روايته أخرجها البغوي في "معجم الصحابة" (4/175) من طريق منصور بن أبي مزاحم، والضياء في "المختارة" (9/109) من طريق الطبراني، عن بكر بن سهل، عن عبد الله بن يوسف، وأيضًا (9/110) من طريق ابن أبي عاصم، عن يعقوب بن سفيان، عن = = عبد الله بن يوسف، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (63/255) من طريق أبي مسهر، ثلاثتهم (منصور وعبد الله وأبو مسهر) عن يحيى بن حمزة، به.
قال البغوي: «عبد الله بن بسر هذا ليس له صحبة، ولا أحسبه بصريًّا، رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي راشد، عن علي، عن النبي (ص) » .
قلنا: هذه الرواية التي ذكرها البغوي أخرجها الطيالسي في "مسنده" (149) ، وابن أبي شيبة وأحمد بن منيع في "مسنديهما"- كما في "المطالب العالية" (2000) - وابن ماجه في "سننه" (2810) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (4/175) ، وابن عدي في "الكامل" (4/173 و174) من طريق عبد الله بن بسر، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ، عَنْ علي، عن النبي (ص) ، به.
(2) في (ش) : «عبدة» . وأبو عبيدة هذا: هو الحدَّاد، واسمه: عبد الواحد بن واصل.
(3) في (ش) : «بشر» .
(4) خُمّ: موضعٌ بين مكة والمدينة، في الجُحْفَة أو قُربَها، فيه غديرٌ نسب إليه. انظر "معجم البلدان" (2/389) ، و (4/188) .
(5) في (ت) : «من رواية» .
(6) في (ك) : «قصته» .
(7) وتمام الحديث - كما في "المختارة" -: «ثم أرسلها من ورائه، أو قال: على كتفِهِ اليسرى. ثم خرَجَ رسولُ الله (ص) يَتْبَعُ الجيشَ وهو متوكِّئٌ على قوسٍ، فمرَّ به رجلٌ يَحملُ قوسًا فارسيةً، فقال: «أَلْقِها؛ فإنَّها ملعونةٌ، ملعونٌ مَنْ يَحْمِلُها؛ عليكم بالقَنَا والقِسِيِّ العربيَّة؛ فإنَّ بها يُعِزُّ اللهُ دِينكُم، ويَفتَحُ لكُم البلادَ» .(4/328)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، لَيْسَ هو عبدَالله بْنَ بُسْرٍ (1) المازِنيَّ الحِمْصيَّ، هَذَا عبدُالله بنُ بُسْرٍ الحُبْرَانيُّ، ليستْ لَهُ صُحبَة (2) .
1458- وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُسَيَّب (4) بْنُ واضِح (5) ، عن عبد الله بْنِ نَافِعٍ الْمَدَنِيِّ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: عَمَّمَ رسولُ اللَّهِ (ص) عبدَالرحمن بنَ عَوْف بعِمَامةٍ سوداءَ كَرابِيسَ (6) ، وَأَرْخَاهَا مِنْ خلفِهِ قَدرَ أربعِ أصابع، وقال: هكذا فاعْتَمَّ؛
_________
(1) في (ش) : «بشر» .
(2) في جميع النسخ جاء النص هكذا - مع ملاحظة الفروق -: «هذا عبد الله بن بُسْر [في (ش) : «بشر» ، وفي (ك) : «مبير» ] الحُبرانِي [في (أ) و (ش) و (ف) : «الحراني» ] ، عن النبي (ص) . وروى بعضهم عن حَمَّاد ابن سَلَمة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبي (ص) . والحفَّاظ ترويه [في (ت) و (ك) : " مروية "] عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس، لا يقولون: عبد الله بن بُسْر [وفي (ش) : "بشر"] الحُبْرانِي [وفي (أ) و (ش) : "الحراني"، وفي (ت) : "الحيراني"] ليست له صحبة» . وقوله: «عبد الله بن بسر الحبراني ليست له صحبة» سقط من (ف) .
والنص بالسِّياق المتقدم لا يستقيم، والذي يغلب على ظننا: أن بعض النص المتقدِّم برقم (1451) نُسِخ خطأً مع هذا النص، مع تكرار قوله: «عبد الله بن بسر الحبراني» ، وهذا واضح لمن تأمل النصَّين، ولذا حذفنا هذه الزيادة التي لا معنى لها - فيما نرى - والله أعلم.
وقد نقل مغلطاي بعض هذا النص في "الإنابة، إلى معرفة المختلَف فيهم من الصحابة" (1/328) ، فقال: «وقال أبو حاتم في كتاب "العلل": عبد الله بن بسر هذا هو الحُبراني، وليست له صحبة» . اهـ.
(3) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(4) من أول المسألة إلى هنا سقط من (ف) .
(5) روايته أخرجها محمد بن الحسين البزار في "فوائده المنتقاة"؛ كما في "التدوين في أخبار قزوين" (2/70) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (32/194) .
(6) كرابيس: جَمع كِرْباسٍ، وهو القُطْن. "النهاية" (4/161) .(4/329)
فإنَّه أعرَفُ وأجمَلُ. ثُمَّ قَالَ: اغْزُوا فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، لا تَغُلُّوا، وَلا تَغْدِرُوا، وَلا تُمَثِّلُوا (1) ؛ هَذَا عَهْدُ اللهِ إِلَيْكُمْ، وسُنَّةُ نَبِيِّهِ فِيكُمْ؟
قال أبي: عبد الله بْنُ نَافِعٍ لَمْ يسمعْ مِنَ ابْنِ جُرَيج شَيْئًا، والحديثُ باطلٌ.
1459 - وسألتُ أَبِي (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأَوْزاعي (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِزْرَةُ المُؤْمِنِ (4)
إِلى عَضَلَةِ (5) سَاقَيْهِ، ثُمَّ إِلى نِصْفِ سَاقَيْهِ (6) ، ثُمَّ إِلى
_________
(1) في (ت) : «ولا يمثلوا» ، وفي (ش) : «ولا تبتلوا» ، ولكنها لم تنقط.
(2) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(3) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (9626/الرسالة) من طريق الوليد بن مسلم، عنه، به. وقد اختُلِف على يحيى بن أبي كثير في هذا الحديث على أوجه عدَّة، انظر لذلك "مسند أحمد" (2/255 و287 رقم 7467 و7857) ، و"السنن الكبرى" للنسائي (9627 و9628) ، و"العلل" للدارقطني (2130) ، و"تحفة الأشراف" (10/319 رقم 14355) .
(4) قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" (1/29) : «قوله: إِزْرَةُ المؤمن، أكثرُ الشيوخ والرواة يَضبِطونه بضم الهمزة، قالوا: والصوابُ كسرها؛ لأن المراد بها: الهيئة؛ كالقِعْدة والجِلْسة، لا المرة الواحدة» . اهـ.
وقال المناوي في "فيض القدير" (1/480) - في شرح حديث: «إِزْرَةُ المُؤمن إلى أنصاف ساقيه ... » -: «إِزْرَةُ المؤمنِ، بالكسر: الحالةُ وهيئةُ الاتِّزَار؛ كالجِلْسة، يعني: الحالةُ التي ترتضَى منه في الاتِّزَار، وتَحْسُنُ في نَظَر الشَّرْع: أن يكون الإزار إلى أنصاف ساقَيْهِ فقط ... » . وانظر "النهاية" لابن الأثير (1/44) .
(5) في (أ) و (ش) و (ف) : «عضدة» .
(6) قوله: «ثم إلى نصف ساقيه» سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.(4/330)
كَعْبَيْهِ (1) ، ومَا تَحْتَ الكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فَفِي النَّارِ.
قلتُ لأَبِي: يعقوبُ مَنْ هَذَا؟
قَالَ: هُوَ جَدُّ العلاء بن عبد الرحمن بْنِ يَعْقُوبَ (2) .
1460 - وسمعتُ أَبِي (3) يَقُولُ: روى عبدُالرَّزاق، عَنْ مَعْمَر (4) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ رَأَى عَلَى عُمَرَ ثَوْبًا غَسِيلا (5) - أَوْ (6) جَدِيدًا - فَقَالَ: عِشْتَ حَمِيدًا ... .
قَالَ (7) أَبِي: هَذَا حديثٌ لَيْسَ لَهُ (8) أصلٌ مِنْ حَدِيثِ الزُّهري (9) !
_________
(1) في (ت) و (ك) : «كعبه» .
(2) قوله: «يعقوب» سقط من (ك) .
(3) في (ت) و (ك) : «وسمعته» . وستأتي هذه المسألة برقم (1470) .
(4) روايته أخرجها في "الجامع" (20382/مصنف عبد الرزاق) برواية عبد الرزاق عنه.
ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (2/88 رقم 5620) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (723/المنتخب) ، وابن ماجه في "سننه" (3558) ، والترمذي في "العلل الكبير" (694) ، والنسائي في "الكبرى" (10070/الرسالة) ، والبزار في "مسنده" (2504/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5545) ، وابن حبان في "صحيحه" (6897) ، والطبراني في "الكبير" (12/219 رقم 13127) ، و"الدعاء" (399) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/139) .
(5) الثوبُ الغَسيلُ: هو المَغْسولُ النظيفُ.
(6) قوله: «أو» ليس في (أ) و (ش) .
(7) في (ك) : «فقال» .
(8) قوله: «قَالَ أَبِي هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ له» مكرر في (ف) .
(9) قال ابن معين: «هو حديث منكر، ليس يرويه أحدٌ غير عبد الرزاق» . "الكامل" لابن عدي (5/311) . وقال الإمام أحمد في رواية الأثرم عنه: «هذا كان يحدِّث به من حفظه، ولم يكن في الكتب» . "شرح علل الترمذي" لابن رجب (2/585) . وقال الترمذي في "العلل الكبير" (694) . «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ قال: قال سليمان الشاذَكوني: قدمت على عبد الرزاق فحدثنا بهذا الحديث، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالم، عن أبيه، ثم رأيت عبد الرزاق يحدِّث بهذا الحديث، عن سفيان الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قال محمد: وقد حدثونا بهذا عن عبد الرزاق، عن سفيان أيضًا، قال محمد: وكلا الحديثين لا شيء» .
وقال البزار: «لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا عبد الرزاق، ولم يتابع عليه» .
وقال النسائي: «وهذا حديث منكر، أنكره يحيى بن سعيد القطان على عبد الرزاق، لم يروه عن معمر غيرُ عبد الرزاق، وَقَدْ رُوي هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ معقل بن عبد الله، واختُلِف عليه فيه، فروي عَنْ مَعْقِلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعد، عن الزهري، وهذا الحديث ليس من حديث الزهري» . وقال حمزة الكناني: «لا أعلم أحدًا رواه عن الزهري غير معمر، وما أحسبه بالصحيح» . وانظر "تهذيب التهذيب" (2/574/ترجمة عبد الرزاق) ، وتخريج الأخ ياسر فتحي لكتاب "الذكر والدعاء" للقحطاني رقم (49) .(4/331)
قال أبي: ولم (1) يَرْضَ عبد الرَّزاق حتى أَتبَعَ هذا شيءً (2) أنكرَ مِن هَذَا، فَقَالَ: حدَّثنا الثَّوْري (3) ،
عن عاصم بن عُبَيدالله، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) بِمِثْلِهِ، وَلَيْسَ لشيءٍ (4) مِن هَذَيْنِ أصلٌ (5) .
قَالَ أَبِي: وَإِنَّمَا هُوَ: مَعْمَر، عَنِ الزُّهري- مُرسَلً (6) -: أنَّ النبيَّ (ص) .
_________
(1) في (ك) : «ولو لم» .
(2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) روايته أخرجها البخاري في "الأوسط" (2/33) تعليقًا، والطبراني في "الدعاء" (400) .
وتقدم أن البخاري قال عن هذا الطريق: «لا شيء» .
(4) في (ك) : «بشيء» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ت) .
(5) انظر ما سيأتي في المسألة رقم (1470) عن هذا الحديث.
(6) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .(4/332)
1461- وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنِ الفَضْل ابن الصَّبَّاح، عَنْ أَبِي عُبَيدة الحدَّاد (2) ، عَن همَّام (3) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمرِو بْنِ سَعيد، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالْبَسُوا، فِي غَيْرِ سَرَفٍ وَلا مَخِيلَةٍ.
قَالَ أَبِي: أَخْطَأَ فِيهِ؛ هُوَ: قتادةُ (4) ،
عَنْ عَمرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عن جَدِّه، عن النبيِّ (ص) ، ولكنْ كذا قال الفَضْل!
_________
(1) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/253) : «وقد قلب هذا الإسناد بعض الرواة، فصحَّف والدَ عمرو بن شعيب، [أي: فجعله: سعيد] ، وقولَهُ: "عن أبيه"، [أي: فجعله: عن أنس] . ذكر ابن أبي حاتم في "العلل": أنه سأل أباه عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادِ، عَنْ هَمَّام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أنس ... فذكر هَذَا الْحَدِيث، فَقَالَ: هَذَا خطأٌ، والصَّواب: عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده» . اهـ.
(2) هو: عبد الواحد بن واصل.
(3) هو: ابن يحيى.
(4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (24867) ، وأحمد في "مسنده" (2/181 رقم 6695) ، والنسائي في "المجتبى" (2559) من طريق يزيد بن هارون، وأحمد (2/182 رقم 6708) من طريق بهز بن أسد، والترمذي في "جامعه" (2819) من طريق عفان بن مسلم، والحاكم في "المستدرك" (4/135) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، أربعتهم عن قتادة، به.
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن ماجه في "سننه" (3605) .
ورواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (546/بغية الباحث) من طريق العباس ابن الفضل، عن همَّام، عن قتادة والمثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب به.
ومن طريق الحارث رواه ابن حجر في "تغليق التعليق" (5/52) ، و"الأمالي المطلقة" (ص32) ، وقال في "الأمالي": «هذا حديث حسن» .
ورواه الطيالسي في "مسنده" (2375) قال: حدثنا همام، عن رجل، عن عمرو بن شعيب به. ومن طريق الطيالسي رواه البيهقي في "الشعب" (5768) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" (5/52) . ورواه تمام في "فوائده" (1034/الروض البسام) من طريق سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ به.(4/333)
1462 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رواه بَقِيَّة (2) ، عن عُبَيدالله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) : أنه لم يَكُنْ يرى بِالقَزِّ والحريرِ لِلنِّسَاءِ بَأْسًا؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) .
قلتُ: تَعْرِفُ (4) له عِلَّةً؟
قال: لا (5) .
_________
(1) في (ف) : «وسألت أبي» .
(2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (9581) ، والطبراني في "الكبير" (12/289 رقم 13402) ، والدارقطني في "الأفراد" (193/ب/أطراف الغرائب) .
(3) قال النسائي: «هذا منكر من حديث عبيد الله بن عمر» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به بقية، عنه» .
(4) في (ك) : «يعرف» .
(5) يعني بالعِلَّة: المخالفةَ التي تنكشف بعد جمع طُرُق الحديث؛ كالإرسال، أو الوقف، ونحوهما.
وأما السبب الذي من أجله حكم أبو زرعة على الحديث بالنَّكارة فلم يسأله ابن أبي حاتم عنه لمعرفته به؛ وهو: تفرُّد بقيَّةَ بن الوليد بهذا الحديث عن عبيد الله ابن عمر العمري - كما قال الدارقطني - وهو من الأئمة المكثرين الذين كان لهم أصحاب، حرصوا على جمع حديثهم؛ كأيوب السَّختِياني، وشعبة، والثوري، وابن جريج، ويحيى القطان، وعبد الله بن المبارك، = = وعبد الله بن نمير، وعبد الوهَّاب الثقفي، وحماد بن زيد، وغيرهم، فكيف غاب هذا الحديث عنهم؟! وقد قال الإمام أحمد: «روى بقية عن عبيد الله - هو ابن عمر العمري - مناكير» . "سؤالات أبي داود للإمام أحمد (ص265) ، وانظر "المجروحين" لابن حبان (1/230/السلفي) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (24693) موقوفًا فقال: حدثنا حفص، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنه كان يكسو بناته خُمُرَ الخَزِّ ونساءَه.
وهذا سندٌ رجاله ثقات، ولكن داود بن أبي هند لا أدري سمع من نافع أَوْ لا؟(4/334)
1463 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ (2) بْنُ بَشير (3) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ، عَنْ عائِشَة: أنَّ أسماءَ دخلَتْ عَلَى النبيِّ (ص) وَعَلَيْهَا ثيابٌ شاميَّةٌ رِقَاقٌ، فأعرَضَ عنها النبيُّ (ص) وَقَالَ: إِنَّ المَرْأَةَ إِذَا حَاضَتْ، لَمْ يَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا (4) إِلاَّ هَذِهِ (5) ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى كَفِّهِ ووجهِهِ (6) .
قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ إنما هُوَ: قتادةُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ: أنَّ عائِشَة ... مُرسَل (7) .
_________
(1) ذكر ابن كثير في "الإرشاد" (1/109) إعلال أبي حاتم لهذا الحديث بالإرسال، وذكر ابن حجر في "التلخيص" (3/95) بعض هذا النص بتصرف.
(2) في (ف) : «رواه عن سعيد» .
(3) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (4104) ، وابن عدي في "الكامل" (3/373) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2739) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/226 و7/86) .
قال أبو داود: «هذا مرسل، خالد بن الدريك لم يدرك عائشة خ» .
وقال ابن عدي: «ولا أعلم رواه عن قتادة غيرُ سعيد بن بشير، وقال مرَّة فيه: عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ، عَنْ أم سلمة، عن عائشة» .
وانظر "النقد البنَّاء لحديث أسماء" لطارق بن عوض الله.
(4) في (ت) و (ك) : «عنها» .
(5) كذا، وفي مصادر التخريج: «هذا وهذا» .
(6) في (ك) : «إلى كفه وجهه» .
(7) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .(4/335)
1464 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ سِنَان، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمي؛ أنَّ الْحَسَنَ بْنَ عليٍّ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَلِيٍّ: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ لُبْسِ الحريرِ والْمُعَصْفَر؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ شَيبان (2) ، عَنْ يَحْيَى (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ حُنَين، عَنْ عليٍّ، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبهُ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ عِنْدِي: مَا حدَّثنا بِهِ أَبُو نُعَيم (4) ، عَنْ شَيبان، عَنْ (5) يَحْيَى، عَنِ ابْنِ حُنَين، عَنْ عليٍّ، عن النبيِّ (ص) ، وَمَا يَرْوِيهِ يزيدُ بنُ سِنَان فَهُوَ خطأٌ.
فذكرتُ قولَ أَبِي زرعة لأبي، فقال: رواه عُبَيدالله بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيبان، فَقَالَ فِيهِ: مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ؛ والصَّحيحُ ما قال عُبَيدالله.
1465 - وسألتُ أَبِي (6) عَنْ حديثٍ رُوِيَ عن عبد الرحمن بن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وفي هامش (أ) حاشية بخط مغاير نصها: «رواه حميد بن الربيع، عن عبيد الله ابن موسى، عن شيبان، عن يحيى ... » ، ثم بعد ذلك كلام غير واضح. وانظر المسألة رقم (233) و (1443) .
(2) هو: ابن عبد الرحمن النَّحوي.
(3) لم نقف على روايته من هذا الوجه. لكن أخرجه النسائي في "المجتبى" (5271) من طريق إبراهيم بن عبد الملك أبي إسماعيل القنَّاد، عن يحيى، به. ورواه النسائي أيضًا (5272) من طريق الحسن بن موسى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ خالد بن مَعْدان؛ أن ابن حنين حدَّثه؛ أن عليًّا قال.
(4) هو: الفضل بن دُكَين. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/299) ، والنسائي في "الكبرى" (9493) .
(5) قوله: «عن» سقط من (ك) .
(6) في (ت) و (ك) : «وسألته» .(4/336)
المُهاجِر (1) ؛ قَالَ: رأيتُ فِي يَدِ أنسٍ خاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ؟
قَالَ (2) أَبِي: هُوَ شيخٌ كوفيٌّ لَيْسَ بِمَشْهُورٍ، رَوَى عَنْهُ أَبُو زُهَيرٍ عبدُالرحمنِ بنُ مَغْراء (3) وَأَبُو معاويةَ (4) الضَّريرُ.
1466 - وسألتُ أَبِي (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمَّار بْنُ رُزَيق (6) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (7) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ بَعْجَة (8) : أنَّ ابْنَ عُمَرَ ساوَمَ بثوبِ دِيباجٍ (9) ... وَذَكَرَ الحديثَ.
وَرَوَاهُ زُهَير (10) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ عمر؟
_________
(1) روايته أخرجها مسدد في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (2274) من طريق أبي معاوية، عنه، به.
(2) في (ش) : «فقال» .
(3) في (ت) : «معزاء» .
(4) في (ك) : «أو أبو معاوية» . وهو: محمد بن خازم.
(5) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(6) لم نقف على روايته من هذا الوجه، لكن رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/256) من طريق فضيل بن عبد الوهَّاب، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن شمر ابن جعونة قال: اشترى منِّي ابن عمر ونحن بنَهاوَنْد قَباءَ ديباجٍ؛ أو قال: إستبرق. ورواه البخاري أيضًا من طريق إبراهيم بن يوسف، حدثني أبي، عن أبي إسحاق، عن سمرة بن جعونة: أصبتُ يوم تُسْتَر قَباءَ ديباجٍ، فقال لي ابن عمر: تبيعُ؟
قال المعلمي في تعليقه على "الجرح والتعديل" (4/156) : «والظاهر أن الواقعة واحدة، وإنما اختلف الرواة عن أبي إسحاق، والأكثر أنه سمرة» .
(7) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(8) في (ك) : «نعجة» .
(9) في (ك) : «ويباح» ، مهملة الأحرف.
(10) هو: ابن معاوية.(4/337)
قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ لَيْسَ مِمَّا سَمِعَ أَبُو إِسْحَاقَ مِنَ ابْنِ عُمَرَ، مَعَ أنَّ أَبَا إِسْحَاقَ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ ابْنِ عُمَرَ؛ إِنَّمَا رَأَى ابنَ عُمَرَ رُؤْيَةً (1) .
1467 - وسألتُ أَبِي (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بِشْر بْنُ المُفَضَّل (3) ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاء، عَنِ ابْنِ سِيرِين؛ قَالَ: أوَّلُ نَعْلٍ رأيتُ لَهَا قِبالاً (4) وَاحِدًا (5) : عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عفَّان؟
قَالَ أَبِي: يَقُولُ: عَنِ ابن سِيرين (6) ، عن عبد الله بْنِ سُرَاقَة؛ قَالَ: رأيتُ عَلَى عُثْمَانَ نَعْلاً (7) لَهَا قِبَالٌ وَاحِدٌ (8) .
1468 - وسألتُ أَبِي (9) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهل بن عثمان، عن
_________
(1) قال ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص146 رقم 526) : «سمعت أبي يقول: لم يسمع أَبُو إِسْحَاقَ مِنَ ابْنِ عُمَرَ، إنما رآه رؤية» .
(2) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(3) لم نقف على روايته. لكن أخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" (3/957) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، عن خالد الحَذَّاء، به.
(4) القِبالُ: زِمام النَّعْلِ، وهو: السَّيْرُ الذي يكون بين الإصبَعين. "النهاية" (4/8) .
(5) في (أ) و (ش) و (ف) : «قبال واحد» . وهو جارٍ على لغة ربيعة. انظر تعليقنا على المسألة رقم (34) .
(6) من قوله: «قال أول نعل ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(7) في (أ) و (ش) : «نعل» ، وفي (ك) : «بغلاً» .
(8) في (ت) : «قبالاً واحدًا» ، وفي (ك) : «قبالاً واحد» . والحديث رواه ابن شبة في "تاريخ المدينة" (3/956) من طريق هارون بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن سيرين، عن عبد الله بن الحارث وسراقة قال: أولُ نعل رأيتها متسعةً نعلٌ رأيتها على ابن عفان. كذا فيه.
(9) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وستأتي هذه المسألة برقم (1473) .(4/338)
العَقِيلي (1) ، عن عبد الله ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَقيل، عَنْ أُمِّهِ (2) ؛ قالت: دخَلَ رسولُ الله (ص) عَلَى عَقيل، فوهَبَ لَهُ خاتَمًا أهداه إلى رسول الله (ص) النَّجاشِيُّ مِثلَ الفَلْكَةِ (3) ، فكتَبَ رسولُ الله (ص) فِيهِ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} والمعوِّذَتين؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، والعَقيلي: هو ابن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقيل، وحديثُهُ لَيْسَ بِشَيْءٍ.
1469 - وسمعتُ (4) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ خَالِدُ بْنُ نِزار، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمان، عَنْ الحجَّاج بْنِ الحجَّاج، عَنْ سَلْم (5) بْنِ جُنادة، عَنْ فَرْوة بْنِ عَلِيٍّ السَّهْمي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: نهى رسولُ الله (ص) أَنْ يَنتَعِلَ أحدُنا وَهُوَ قائمٌ، وَأَنْ يَستَنجِيَ بعظمٍ أَوْ مَا يَخرُجُ مِنْ بَطْنٍ.
قَالَ أَبِي: يقال (6) : عُرْوَة (7) بن علي (8) .
_________
(1) هو: القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل.
(2) هي: زينب الصغرى بنت علي بن أبي طالب.
(3) كلُّ شيء مستدير فهو فَلْكَة. انظر "لسان العرب" (ف ل ك/10/478) .
(4) في (ف) : «وسألت» .
(5) في (ش) : «مسلم» ، وفي (ف) و (ك) : «سالم» .
(6) في (ك) : «فقال» .
(7) في (ت) و (ف) و (ك) : «عزرة» .
(8) الحديث من هذا الوجه رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/75) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/364) ، والطبراني في "الأوسط" (6531) من طريق سلمة بن حبيب، عن عروة بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.
قال البخاري في ترجمة سلمة: «لم يتابَع عليه» . وقال العقيلي في ترجمة عروة: «مجهول بالنَّقل، وسلمة بن حبيب أيضًا نحوه» .(4/339)
1470 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرَّزاق، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ رَأَى عَلَى عُمَرَ بْنِ الخطَّاب ثَوْبًا جَدِيدًا فَقَالَ: الْبَسْ جَدِيدًا، وعِشْ حَمِيدًا، وتَوَفَّ شَهِيدًا، ويَرْزُقُكَ اللهُ قُرَّةَ عَيْنٍ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ؟
[قال أبي] (2) : وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَيْضًا عَنِ الثَّوْري، عن عاصم بن عُبَيدالله (3) ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن النبيِّ (ص) مِثلَهُ.
فأنكَرَ الناسُ ذَلِكَ، وَهُوَ حديثٌ بَاطِلٌ، فالتُمِسَ الحديثُ: هَلْ رَوَاهُ أحدٌ؟ فَوَجَدُوهُ قَدْ رَوَاهُ ابنُ إِدْرِيسَ (4) ،
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وتقدمت هذه المسألة برقم (1460) .
(2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، واستدركناه من المسألة رقم (1460) .
(3) في (أ) و (ش) : «عبد الله» .
(4) هو: عبد الله. ولم نقف على روايته من هذا الوجه.
والحديث رواه ابن سعد في "الطبقات" (3/329) ، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (25081 و29746) ، وفي "المسند"- كما في "المطالب العالية" (3894) - والبخاري في "الأوسط" (2/32-33) ، والدولابي في "الكنى" (1/109) جميعهم عن عبد الله بن إدريس، عن أبي الأشهب، عن رجل من مزينة به، كذا بإسقاط: «إسماعيل بن أبي خالد» .
ورواه البخاري في "التاريخ الأوسط" (2/33) ، وعنه الترمذي في "العلل الكبير" (695) من طريق أبي نعيم، عن سفيان، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن أبي الأشهب، عن النبي (ص) مرسلاً.(4/340)
خَالِدٍ، عَنْ أَبِي الأَشْهَب (1) النَّخَعي (2) ، عَنْ رجلٍ مِنْ مُزَينة، عَنِ النبيِّ (ص) ، فذكَرَ مثلَهُ (3) .
1471 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (5) ، عَنْ عُثْمان بْنِ أَبِي زُرْعة (6) ، عَنْ مُهَاجِرٍ الشَّامي (7) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قال
_________
(1) في (أ) و (ش) : «الأشعث» .
(2) هو: زياد بن زاذان. انظر "الجرح والتعديل" (3/532 رقم2403) .
(3) هذا الحديث أعلَّه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/356) بالإرسال، فقال: «قال ابن عرعرة: سمعت ابن إدريس: ذهبت مع ابن أبي خالد إلى أبي الأشهب زياد ابن زاذان، فحدَّث بحديث عمر: أن النبيَّ (ص) قال له: " البَسْ جَديدًا ". وروى عبد الرزاق، عن سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم، وعن مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . وروى أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إسماعيل، عن أبي الأشهب، وهذا أصحُّ بإرساله» . اهـ.
وذكر نحو هذا بشيء من الاختصار في "التاريخ الأوسط" (2/33) ، وفي آخره قال: «وهذا مرسل لا يصحُّ» . اهـ.
وذكره الدارقطني في "العلل" (220) وقال: «والصَّواب: عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن أبي الأشهب النخعي مرسلاً، عن النبي (ص) » . اهـ.
(4) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(5) هو: ابن عبد الله النَّخَعي.
وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/92 و139 رقم 5664 و6245) ، وأبو داود في "سننه" (4029) ، وابن ماجه في "سننه" (3606) ، والنسائي في "الكبرى" (9560) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5698) .
وأخرجه أبو داود (4029 و4030) ، وابن ماجه (3607) من طريق أبي عوانة الوضَّاح اليَشكُري، عن عثمان بن المغيرة به.
(6) في (ف) : «عثمان بن زرعة» .
(7) في (أ) و (ت) : «السامي» . وهو مهاجر بن عمرو النبال.(4/341)
رسولُُ الله (ص) : مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ، أَلْبَسَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ (1) مَوْقُوفٌ (2) أصحُّ (3) .
1472 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش، عَنِ شُرَحْبيل (5) ، عمَّن أَخْبَرَهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: رَأَى رسولُ اللَّهِ (ص) عَلَيَّ (6) ثَوْبًا أحمرَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فانطلقتُ فَأَحْرَقْتُهُ بالنَّار، ثُمَّ لقِيَني فَقَالَ: مَا فَعَلَ ثَوْبُكَ؟ قلتُ: أَحْرَقْتُهُ؛ قَالَ: لَوْ كَسَوْتَهُ بَعْضَ أَهْلِكَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: عن عبد الله ابن عَمرو، يُسمِّي (7)
_________
(1) في (ك) : «حديث» .
(2) كذا في جميع النسخ، وهو منصوب على الحال، وحُذِفَتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . وأصلُ الكلام: هذا الحديثُ أصحُّ موقوفًا.
(3) الحديث رواه معمر في "جامعه" (19979/مصنف عبد الرزاق) عن ليث، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ به موقوفًا. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25260) عن أبي معاوية، عن ليث، عن المهاجر بن أبي الحسن، عن ابن عمر، به موقوفًا.
(4) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(5) هو: ابن مسلم.
(6) قوله: «علي» سقط من (ف) .
(7) قوله: «عمر يسمي» يقرأ في (ش) : «عمرو سمى» ، وفي (ت) و (ك) : «عمر ويسمي» مباعدًا بين «عمر» والواو. ونحوه في (أ) و (ف) ، وزاد في (ف) ضبط «عُمر» بضمة العين. وانظر التعليق التالي.(4/342)
مَنْ أَخْبَرَهُ (1) .
1473 - وسألتُ (2) أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بن (4) عبد الله بن محمد ابن عَقِيل، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيل (5) ، عَنْ جَابِرٍ (6) : أنَّ النَّجاشِيَّ أَهْدَى لِلنَّبِيِّ (ص) خَاتَمَ فِضَّةٍ لان جرد (7) فِيهِ تمثالٌ، قال: فكتب النبيُّ (ص) حَوْلَهُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} وَ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *} وَ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *} ؟
_________
(1) المبهم الذي أخبر شُرَحبيلَ هو: شُفْعَةُ السَّمعي. فالحديث أخرجه أبو داود في "سننه" (4068) عن محمد بن عثمان الدمشقي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عن شرحبيل بن مسلم، عن شُفْعة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ... به، وفيه: «ثوبٌ مصبوغٌ بِعُصْفُرٍ مُوَرَّد» ، بدل: «أحمر» . ثم قال أبو داود: «رواه ثور، عن خالد، فقال: " مُوَرَّد "، وطاوس قال: " مُعَصْفَر "» . اهـ.
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (1468) .
(3) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(4) في (ش) : «عن» بدل: «ابن» .
(5) قوله: «عن عبد الله بن محمد بن عقيل» سقط من (ف) ، وكان موجودًا في (أ) و (ش) ، ثم ضُرِب عليه.
(6) في (ف) : «خالد» .
(7) كذا في جميع النسخ: «لان جرد» ، عدا (ف) ففيها: «لان جود» . ولعل ما في النسخ تغييرٌ للأصل الفارسي لهذه الكلمة وهو «لاجورد» أو نطقٌ آخرُ لها.
وقد عُرِّب هذا اللفظ إلى: «لازَوَرْد» والمراد به: حَجرٌ كريمٌ، لونُه أزرقُ سماويٌّ أو بنفسجيٌّ، يُتَّخَذُ للحُلِيِّ والزِّينة، أجوَدُه الصَّافي الشفَّافُ الأزرقُ الضَّاربُ إلى الحُمرة والخُضرة، يتولَّد معدِنُه في جبال أرمينية وفارس.
انظر "تاج العروس (ل د د) ، و"القول الأصيل فيما في العربية من الدخيل" للدكتور ف. عبد الرحيم (ص205) ، و"معجم المعرَّبات الفارسية في اللغة العربية" للدكتور محمد التونجي (ص140) ، و"ألفاظ الحضارة في القرن الرابع الهجري" للدكتور رجب إبراهيم (ص216) .(4/343)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَالْقَاسِمُ متروكُ الْحَدِيثِ.
1474 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ كَثِير بْنُ هِشَامٍ (2) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقان، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: نَهَى رسولُ الله (ص) عَنْ لِبْسَتَين: الصَّمَّاء (3) ؛ وَهُوَ: أَنْ يَلتَحِفَ الرجلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، ثُمَّ يرفعَ جَانِبَهُ عَنْ مَنْكِبِه لَيْسَ عَلَيْهِ ثوبٌ غيرُهُ (4) ، وَأَنْ يَحتَبِيَ الرجلُ الثَّوبَ (5) الواحدَ (6) لَيْسَ بَيْنَ فَرْجِه وَبَيْنَ السَّمَاءِ شيءٌ يَستُرُهُ.
وَنَهَى عَنْ نِكاحَينِ: أَنْ يتزوَّجَ الرَّجُلُ المرأةَ عَلَى عَمَّتها، ولا
_________
(1) انظر المسألة رقم (1205) و (1214) و (1263) و (1555) و (1576/أ) .
(2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25210) ، والروياني في "مسنده" (1407) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/184) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (12/170) ، و (18/35-36) .
(3) تصحفت في (ف) إلى: «أيضًا» .
وتقدم تفسير «الصماء» في تعليقنا على المسألة رقم (544) .
(4) في (ت) و (ك) : «غيره ثوب» .
(5) كذا في جميع النسخ، ولم نقف على الفعل «احتبى» متعدِّيًا بنفسه فيما رجعنا إليه من كتب اللغة، وإنما استُعمل الفعل «احتبى» لازمًا، ومتعدِّيًا بالباء وبـ «في» ، يقال: احتَبى الرجلُ، واحتبَى بالثوبِ وفي الثوب، ونحوه: إذا جمعَ ظهرَه وساقَيه بثوبٍ أو غيره، وقد يحتبي بيديه. ويخرَّج ما هنا على حذف حرف الجر، وإيصال الفعل إلى المفعول به بنفسه دون حرف الجر، أو النصب على نزع الخافض، وهو مقيسٌ عند بعض النحويين إن عُرف الحرف المحذوف وعُرف مكانه. انظر التعليق على المسألة رقم (12) .
(6) من قوله: «ثم يرفع جانبه ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ لانتقال النظر.(4/344)
عَلَى خَالَتِهَا (1) .
وَنَهَى رسولُ اللَّهِ (ص) عَنْ مَطْعَمَينِ: الجلوسِ عَلَى مائدةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ (2) ، وَأَنْ يأكلَ الرجلُ وَهُوَ مُنبَطِحٌ عَلَى وَجْهِهِ (3) .
ونهى رسولُ الله (ص) عن بَيْعَتَين: وهي (4) المُلامَسَة (5) ،
_________
(1) الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (16764) ، والترمذي في "العلل الكبير" (276) ، والمروزي في "السنة" (300) ، والروياني في "مسنده" (1393 و1407) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/184-185) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/482) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (50/65) .
قال الترمذي: «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ غلط؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ قبيصة بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» .
وانظر المسألة رقم (1205) .
وقوله: «ولا على خالتها» كذا جاء في النسخ الخطية، والجادَّة: «أو على خالتها» ، كما في بعض المصادر، لكن جاء الحديث أيضًا بلفظ: «لا تنكح الْمَرْأَةَ عَلَى عَمَّتها، وَلا عَلَى خالتها» ، فلعلَّ إحدى الروايتين دخلت في الأخرى، والله أعلم.
(2) انظر المسألة رقم (1205) و (1555) .
(3) في (ت) : «وجه» . والحديث رواه أبو داود في "سننه" (3774) ، وابن ماجه في "سننه" (3370) ، والروياني في "مسنده" (1392 و1407) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/184-185) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/266) . واقتصر ابن ماجه في روايته على قوله: نهى رسول الله (ص) أن يَأْكُلَ الرَّجُلُ وَهُوَ مُنبطِح عَلَى وجهه» . قال أبو داود: «هذا الحديث لم يسمعه جعفر من الزهري، وهو منكر» .
(4) كذا في (ف) ، وفي بقية النسخ: «وهو» ، وكلاهما صحيحٌ.
(5) بيع المُلامَسَة: هو أن يقول: إذا لَمَسْتَ ثَوبِي - أو لَمَسْتُ ثَوبَك - فقد وَجَب البيعُ. وقيل: هو أن يَلْمِسَ المتاعَ من وَراءِ ثَوب ولا يَنظُرَ إليه، ثم يُوقعَ البَيْعَ عليه. "النهاية" (4/269-270) .(4/345)
والْمُنابَذَةُ (1) ؛ وَهِيَ (2) بُيوعٌ كَانُوا يَتَبَايَعُونَ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ (3) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقان إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الزُّهري (4) ، عَنِ قَبِيصَة بْنِ ذُؤَيب وعُرْوَةَ بنِ الزُّبَير وعُبَيدِالله بنِ عبد الله بْنِ عُتْبة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: حديثُ: نهى رسول الله (ص) أَنْ يتزوَّج المرأةَ عَلَى عمَّتها (5) .
وَحَدِيثُ المُنابَذَةِ والْمُلامَسَة إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الزُّهري (6) ، عَنْ (7) عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، ويقولُ مَعْمَر (8) : عَنِ الزُّهري، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري.
_________
(1) تقدم تفسير «المنابذة» في المسألة رقم (544) .
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «هي» بلا واو.
(3) الحديث رواه الروياني في "مسنده" (1407) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/184-185) . قال العقيلي في ترجمة جعفر بن بُرقان؛ بعد أن روى الحديث بجميع فقراته: «ولا يتابع عليه من حديث الزهري، وأما الكلام فيُروى من غير طريق الزهري، كله بأسانيد صالحة، خلا الْجُلُوسِ عَلَى مَائِدَةٍ يُشرَب عَلَيْهَا الخمر، فالرواية فيه فيها لين» .
(4) قوله: «عن الزهري» سقط من (ك) .
(5) الحديث رواه البخاري في "صحيحه" (5110) ، ومسلم في "صحيحه" (1408) ، وأحمد في "مسنده" (2/401 رقم 9203) من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عن أبي هريرة، به.
(6) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2144) ، ومسلم (1512) .
(7) قوله: «عن» سقط من (ت) و (ك) .
(8) في (ك) : «ويقول عن معمر» . وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2147) ، وانظر "العلل" للدارقطني (2295) .(4/346)
1475 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (2) سَالِمُ بْنُ نُوح (3) ، عَنْ [عمر] (4) بْنِ عَامِرٍ (5) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي (6) عُثْمَانَ (7) ، عَنْ عُثْمَانَ: أَنَّهُ كتَبَ إِلَى عاملِ الْكُوفَةِ: أنَّ رسولَ الله (ص) نَهَى عَنِ الْحَرِيرِ، إِلا قَدْرَ إصبَعَيْنِ وثلاثةٍ (8) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ (9) قَتَادَةَ (10) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عمر (11) .
_________
(1) ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (286) ، ورجَّح أيضًا أنه عن عمر ح.
(2) قوله: «رواه» ليس في (ف) .
(3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (386) ، والدارقطني في "الأفراد" (34/أ-ب/أطراف الغرائب) . وقال الدارقطني: «تفرَّد به عمر بْنِ عَامِرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أبي عثمان، ولم يروه عنه غير سالم بن نوح» .
(4) في جميع النسخ: «عامر» ، والتصويب من مصادر التخريج، وانظر: "الجرح والتعديل" (6/126) ، و"تهذيب الكمال" (21/403) .
(5) قوله: «ابن عامر» ليس في (ت) و (ك) .
(6) في (ف) : «ابن» بدل: «أبي» .
(7) هو: النَّهدي، واسمه: عبد الرحمن بن مُلّ.
(8) كذا في جميع النسخ، وهو صحيح؛ لأن الراجح جواز تذكير «الإِصْبَع» ، وإن كان تأنيثها أجود، ولو جاءت على التأنيث لقال: «إصبَعَيْنِ وثلاثٍ» ؛ لأنَّ الأعداد من الثلاثة إلى التسعة تخالف المعدود تذكيرًا وتأنيثًا. انظر التعليق على المسألة رقم (713 و1386) .
(9) قوله: «عن» سقط من (ك) .
(10) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5828) ، ومسلم (2069) . قال الدارقطني في "العلل" (286) : «هو حَدِيثٍ رَوَاهُ سَالِمُ بْنُ نُوحٍ، عن عمر بْنِ عَامِرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أبي عثمان، عن عثمان. ووهم فيه، وإنما رواه أبو عثمان النهدي، عن عمر بن الخطاب، كذلك رواه سليمان التيمي، وعاصم الأحول، وغيرهما» .
(11) قال البزار في الموضع السابق: «هكذا قال عمر بْنِ عَامِرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أبي عثمان، عن عثمان، وقد رواه غير عمر، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عن عمر، ولا نعلم أحدًا تابع عمر بن عامر على هذه الرواية، عن عثمان» .(4/347)
1476- وسألتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ (1) يُوسُفُ بْنُ مُوسَى القطَّان (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زَكريَّا المَكفُوف البَصْري العِجْلي؛ قَالَ: حفظتُ أنَّ همَّام بْنَ يَحْيَى حدَّثنا، عَنْ قَتَادَةَ، عن قُدامة ابن وَبَرَة، عَنِ الأَصْبَغ بْنِ نُباتة، عن علي ح؛ قَالَ: كنتُ قَاعِدًا عِنْدَ رَسُولِ الله (ص) بالبَقِيعِ فِي يومِ داجِنٍ (3) مَطِيرٍ، فمرَّتِ امرأةٌ عَلَى حِمَارٍ، وَمَعَهَا مُكارٍي (4) ، فهَوَت يدُ الْحِمَارِ فِي وَهْدَةٍ (5) مِنَ الأَرْضِ، فسقطَتِ المرأةُ، فأعرض النبيُّ (ص) بِوَجْهِهِ (6) ،
فَقَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، إنها
_________
(1) قوله: «رواه» ليس في (ف) .
(2) لم نقف على روايته، لكن أخرجه البزار في "مسنده" (898) من طريق محمد بن مرزوق، والعقيلي في "الضعفاء" (1/54) من طريق محمد بن إسماعيل، وابن عدي في "الكامل" (1/256) من طريق محمد بن سنجر، والديلمي في "مسند الفردوس" (ق 200) من طريق داود بن بكير، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/222) من طريق إسحاق بن سيَّار النصيبي، جميعهم عن إبراهيم بن زكريا، به. ومن طريق ابن عدي رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1438) .
(3) على تقدير حذف مضاف، أي: يومِ سَحابٍ داجِنٍ، قال الفيومي: وسَحابةٌ داجنَةٌ، أي: مُمطِرَةٌ. "المصباح المنير" (د ج ن/1/190) . وفي مصادر التخريج: «في يومِ دَجْنٍ مَطير» قال الفيومي: الدَّجْنُ - وِزان فَلْس -: المطرُ الكثير. "المصباح المنير" الموضع السابق.
(4) كذا في جميع النسخ: «مكاري» بإثبات الياء، والجادة: «مُكَارٍ» . لكنَّ إثبات الياء صحيحٌ في العربية، على لغة لبعض العرب. وتقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (146) . والْمُكاري والكَرِيُّ: الذي يُكريكَ دابَّته، أي: يُؤْجرُك إياها. انظر "لسان العرب" (15/219) .
(5) الوَهْدَةُ: الهُوَّة تكونُ في الأرض. "لسان العرب" (3/471) .
(6) في (ش) : «وجهه» ..(4/348)
مُتَسَروِلَةٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لِلْمُتَسَرْوِلاَتِ مِنْ أُمَّتِي - قَالَهَا ثَلاثًا - يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّخِذُوا السَّرَاويلاتِ؛ فَإِنَّهَا مِنْ أَسْتَرِ ثِيَابِكُمْ (1) ، وَخُصُّوا بِهَا نِسَاءَكُمْ إِذَا خَرَجْنَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (2) ، وإبراهيمُ مَجْهُولٌ (3) .
1477- وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ (5) عُمَرَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ لاحِق التَّيْمي، عن ابن جابر (6) ، عن عبد الرحمن بْنِ طَرَفَة، عَنْ جَدِّهِ عَرْفَجَة (7) ؛ قَالَ: أُصِيبَ (8) أنفُهُ يومَ الكُلاب (9) ، فاتَّخَذَ أنفًا
_________
(1) في (ف) : «لباسكم» .
(2) قال البزار: «وهذا الكلام لا نعلمه يُروى عن النبي (ص) إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وإبراهيم بن زكريا هذا لم يُتَابع على هذا الحديث، وهو منكر الحديث» .
وقال العقيلي في ترجمة إبراهيم هذا: «صاحبُ مناكير وأغاليط» . وقال: «لا يُعرَف هذا الحديث إلا بهذا الشيخ، فلا يُتابَع عليه. الحديث يُروى من جهة ابن عباس وأبي هريرة ثابت عنهما، فأما هذا الحديث فليس بمحفوظ» .
وقال ابن عدي: «وهذا الحديث منكر لا يرويه عن همام غير إبراهيم بن زكريا، ولا أعرفه إلا من هذا الوجه» . وقال ابن الجوزي: «هذا حديث موضوع، والمتهم به إبراهيم بن زكريا» . وضعَّفه ابن حجر في "فتح الباري" (10/272) .
(3) ذكر في "الجرح والتعديل" (2/101 رقم280) أنه سأل أباه عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زَكَرِيَّا الْمَكْفُوفُ؟ فقال: «مجهول، والحديث الذي رواه منكر» .
(4) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(5) قوله: «بن» سقط من (ت) .
(6) هو: محمد بن جابر الحنفي اليَمامي.
(7) في (ك) : «عن فجة» ، وهو: ابن أسعد التميمي العطاردي.
(8) في (أ) : «وأصيب» .
(9) الكُلاب - بالضَّم والتَّخفيف -: موضعٌ بالدَّهْناء بين اليمامة والبصرة، كانت فيه وقعتان؛ إحداهما بين ملوك كندة الإخوة، والأُخرى بين بني الحارث وبين بني تميم. "الاشتقاق" لابن دريد (ص 21) .(4/349)
مِنْ وَرِقٍ (1) ، فأَنْتَنَ عَلَيْهِ، فَأَمَرَنِي أَنْ أتخذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَب؟
قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ (2) لَيْسَ لَهُ أصلٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جابر، لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ غيرُ أَبِي (3) الأشهبِ (4) ،
وسَلْمِ (5) بْنُ رَزِينٍ (6) .
قلتُ لأَبِي: فَرَوَى هَذَا الحديثَ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ سِوَى هَذَا الشَّيخ؟
_________
(1) الوَرِقُ بفتح الواو وكسر الراء، ويجوز فيه على لغة تميم: إسكانُ الراء مع فتح الواو وكسرها «الوَرْق» و «الوِرْق» ، قال النووي في "تحرير التنبيه" (ص113) : «قال الأكثرون من أهل اللغة هو مُخْتَصٌّ بالدراهم المضروبة. وقال جماعة: يُطلَقُ على كل الفِضَّة، وإن لم تكن مضروبة» . اهـ. وهذا المعنى الثاني هو المراد في الحديث هنا، والله أعلم.
(2) في (ك) : «حديث» .
(3) في (ش) و (ف) : «ابن» .
(4) هو: جعفر بن حيَّان العطاردي. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1354) ، وابن سعد في "الطبقات" (7/45) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (25255) ، وفي "المسند" (618) ، وأحمد في "مسنده" (4/342 رقم 19006) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/64-65) تعليقًا، وأبو داود في "سننه" (4232 و4233) ، والترمذي في "جامعه" (1770) ، و"العلل الكبير" (533) .
قال الترمذي في "جامعه": «هذا حديث حسن غريب؛ إنما نعرفه من حديث عبد الرحمن بن طرفة، وقد روى سَلْم بن زرير، عن عبد الرحمن بن طرفة نحو حديث أبي الأشهب» . وقال في "العلل الكبير": «سألت محمدًا عن هذا الحديث؟ فقال: رواه أبو الأشهب وسَلْم بن زرير، عن عبد الرحمن بْنِ طُرْفَةَ، عَنْ جَدِّهِ عَرْفَجَةَ» . وانظر "العلل" لعلي بن المديني (ص 88) ، و"معرفة الصحابة" لأبي نعيم (4/2230) .
(5) في (ف) : «وسالم» .
(6) كذا في جميع النسخ: «رزين» ، وفي "الجرح والتعديل" (4/264) : «زرير» ، وهو الصواب؛ انظر التعليق على المسألة رقم (1194، 1808) .
والحديث أخرجه أحمد في "المسند" (5/23 رقم 20269) ، والنسائي في "سننه" (5161) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1407) من طريق سَلْم بن زرير، عن عبد الرحمن بن طرفة، به. وانظر "تهذيب الكمال" (11/222) .(4/350)
قَالَ (1) : لا.
قلتُ: فَمَا حالُ هَذَا الشَّيْخِ: مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ابن الْوَلِيدِ؟
قَالَ أَبِي: أمرُهُ مُضطَرِبٌ، روى عن شَرِيك (2) ، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقيل، عَنْ جابر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا تَزَوَّجَ العَبْدُ بِغَيْرِ إِذْنِ سَيِّدِهِ، كَانَ عَاهِرًا (3) .
قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ لَيْسَ مِنْ حديثِ شَريك، رَوَاهُ زهيرٌ (4) والحسنُ بْنُ صَالِحٍ (5) ، وَلا أَعْلَمُ شَريكًا رَوَى هَذَا الحديثَ.
1478 - وسُئِلَ (6) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيل، كلاهما عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائب:
_________
(1) في (ت) و (ك) : «قلت» .
(2) هو: ابن عبد الله النخعي القاضي.
(3) في (ت) و (ك) : «عاهدًا» . والعاهِر: الزَّاني. انظر "النهاية" (3/326) .
(4) هو: ابن محمد. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1111) وقال: «حديث حسن، وروى بعضهم هذا الحديث عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) ولا يصحُّ، والصَّحيحُ عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جابر» .
(5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/301 رقم 14212) ، والدارمي في "مسنده" (2279) ، وأبو داود في "سننه" (2078) ، وابن الجارود في "المنتقى" (686) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2705 و2706 و2707) ، وابن عدي في "الكامل" (2/314-315) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/333) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/127) .
قال أبو نعيم: «غريب من حديث الحسن لم نكتبه إلا من حديث إسماعيل» . وانظر "العلل الكبير" للترمذي (159) .
(6) ستأتي هذه المسألة برقم (2472) .(4/351)
فَفِي رِوَايَةِ حمَّاد بْنِ سَلَمة (1) : عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ حَفْص بْنِ عبد الله، عَنْ يَعْلى بْنِ مُرَّة؛ قَالَ: أتيتُ (2) النبيَّ (ص) وَبِي أَثَرُ صُفْرَةٍ مِنْ زَعْفَرانٍ؛ فَقَالَ: اغْسِلْ هَذَا عَنْكَ، ثُمَّ اغْسِلْهُ، ثُمَّ اغْسِلْهُ (3) - مرَّتين - ثُمَّ لا تَعُدْ. فذهبتُ فغسلتُه، ثُمَّ لَمْ أَعُدْ.
وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ فُضَيل (4) : عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِب، عن عبد الله بْنِ حَفْص، عَنْ يَعْلى بْنِ مُرَّة؛ قَالَ: مررتُ عَلَى رَسُولِ الله (5) (ص) ... ؟
قال أبو (6) زرعة: عبدُاللهِ بنُ حَفْص أصحُّ.
_________
(1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/171 رقم 17553 و17554) ، والطبراني في "الكبير" (22/267 رقم 685) .
(2) قوله: «أتيت» سقط من (ك) .
(3) قوله: «ثم اغسله» الثاني ليس في (ك) .
(4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (17668) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1569) ، والطبراني في "الكبير" (22/268 رقم 686) .
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7937) ، والحميدي في "مسنده" (841) ، والنسائي في "سننه" (5124) من طريق ابن عيينة، وأحمد في "مسنده" (4/173 رقم 17570) من طريق عَبيدة بن حميد، والنسائي في "سننه" (5125) ، والطبراني في "الكبير" (22/268 رقم 688) من طريق موسى بن أعين، والطبراني في "الكبير" (22/267 و268 رقم 684 و687) من طريق ورقاء بن عمر وقيس بن الربيع، جميعهم عن عطاء بمثله. وفي الحديث خلاف آخر؛ انظره في المسألة رقم (2472) .
(5) قوله: «على رسول الله» مكرر في (ك) .
(6) في (ف) : «أبي» ، وكأنها صوِّبت.(4/352)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الأَْطْعِمَةِ
1479 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحمن بن عبد الله بْنِ دِينَارٍ (3) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِب (4) ، عَنْ أَبِي (5) واقدٍ اللَّيْثي؛ قَالَ: قَدِمَ النبيُّ (ص) المدينةَ والناسُ يَجُبُّونَ (6) أَسْنامَ الإِبِلِ، وَيَقْطَعُونَ أَلَيَاتِ الْغَنَمِ، فَقَالَ النبيُّ (ص) : مَا قُطِعَ مِنَ البَهِيمَةِ وَهِيَ حَيَّةٌ، فَهُوَ (7) مَيْتَةٌ.
_________
(1) نقل ابن الملقِّن في "البدر المنير" (2/184) بعض هذا النص بتصرف. وانظر المسألة الآتية برقم (1526) .
(2) في (ف) : «أبي زرعة» .
(3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/218 رقم 21903 و21904) ، والدارمي في "مسنده" (2061) ، وأبو داود في "سننه" (2858) ، والترمذي في "جامعه" (1480) ، و"العلل الكبير" (437) ، وابن الجارود في "المنتقى" (876) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1572) ، وابن عدي في "الكامل" (4/299) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي واقد، به. قال الترمذي في "جامعه" (1480) : «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث زيد بن أسلم» . وقال في "العلل الكبير" (437) : «سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقلت له: أترى الحديث محفوظًا؟ قال: نعم. قلت له: عطاء بن يسار، أدرك أبا واقد؟ فقال: ينبغي أن يكون أدركه، عطاء بن يسار قديم» .
وقال ابن عدي: «وهذا لا أعلم يرويه عن زيد بن أسلم غيرُ عبد الرحمن بن عبد الله هذا» .
(4) كذا في جميع النسخ! والحديث معروف من رواية عَطَاءِ بْنِ يَسار، عَنْ أَبِي واقد كما مضى في التخريج.
(5) في (ف) : «ابن» بدل: «أبي» .
(6) أي: يقطعون. "النهاية" (1/233) .
(7) في (ت) و (ك) : «فهي» .(4/353)
وَرَوَى مَعْن القَزَّاز (1) ،
عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: جَمِيعًا وَهْمَين (2) ! والصَّحيحُ: حديثُ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) .
1480 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِير الْكُوفِيُّ، عَنِ (5) الأَجْلَح، عَنِ الحَكَم بْنِ عُتَيبة (6) ، عَنْ مِقْسَم،
_________
(1) في (ت) : «البزاز» ، وهو ابن عيسى، وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3216) ، والبزار في "مسنده"- كما في "نصب الراية" (4/317) ، والدارقطني في "سننه" (4/292) ، والحاكم في "المستدرك" (4/124) .
قال البزار: «لا نعلمه يُروى عن ابن عمر إلا من هذا الوجه» .
(2) كذا في جميع النسخ! وتقدم التعليق على مثله في المسألة رقم (1088) .
(3) كذا في جميع النسخ، وهو مُشكِل كما ترى! إذ كيف يذكر أن الحديث مُرسَل وهو متَّصل؟! فلعله انتقال بصر من النسَّاخ، ولعله يعني: «والصَّحيح: حَدِيثُ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ النبيِّ (ص) ، مرسل» . فقد أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (8611) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم مرسلاً، ليس فيه ذكرٌ لابن عمر ولا لغيره. وذكر الدارقطني في "العلل" (1152) الخلافَ على زيد بن أسلم في هذا الحديث، وفي آخره قال: «وقال سليمان ابن بلال: عن زيد، عن عطاء مرسلاً. وقال هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، والمرسل أشبه» .
وقوله: «مرسلً» يحتمل هنا وجهين: النصب والرفع، وقد تقدم التعليق على مثله في المسألة رقم (85) .
(4) انظر المسألة الآتية برقم (1506) .
(5) قوله: «عن» سقط من (ف) .
(6) في (ك) : «عتبة» . وروايته أخرجها ابن أبي عمر العَدَني في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (2354) - من طريق إسماعيل بن مسلم، عنه، به.(4/354)
عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهى عَنْ كُلِّ ذِي نابٍ مِنَ السِّبَاع (1) ؟
قَالَ (2) :
هَذَا (3) حديثٌ خَطَأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الحَكَم بْنِ عُتَيبة (4) ، عَنْ مَيْمون بْنِ مِهْران، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّه نَهى عَنْ كلِّ ذِي نابٍ من السِّباع.
_________
(1) أي: نهى عن أكله، كما في الحديث الآتي برقم (1506) .
(2) كذا في جميع النسخ، والسؤال موجَّه إلى أبي حاتم وأبي زرعة، فالسِّياق يقتضي: أن يقال: «قالا» ، لكن ما في النسخ محتمل لوجهين:
الأوَّل: أن السؤال موجَّه إليهما، والجواب واقع منهما أيضًا، وأصلُ «قال» هنا: «قالا» بألف المثنَّى، لكنها حذفت واكتفي عنها بالفتحة على لغة هوازن وعليا قيس، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (679) ، أو أنه أراد: قال كلُّ واحدٍ منهما.
والثاني: أنَّ ذكر أبي زرعة في السؤال وهم؛ فإن هذه المسألة ستكرَّر بنحو ذلك في المسألة رقم (1506) ، والسؤال فيها موجَّه إلى أبي حاتم وحده، والله أعلم.
(3) قوله: «هذا» سقط من (ف) .
(4) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «عتبة» . وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/289 رقم 2619) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3477 و3478) من طريق عبد الله بن المبارك، عن شعبة، عن الحكم به موقوفًا.
ورواه مسلم في "صحيحه" (1934) ، وأبو عوانة (7609) من طريق معاذ العَنبري، وأبو عوانة (7607 و7608 و7610) من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء ويزيد ابن زريع ويحيى بن سعيد القطان، جميعهم عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ (ص) ... فذكره مرفوعًا.
قال شعبة - كما عند أحمد -: رفعه الحكم، وأنا أكره أن أحدِّث برفعه، وحدثني غيلان والحجاج، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابن عباس، ولم يرفعه» .
وانظر المسألة الآتية برقم (1506) .(4/355)
1481 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَر (2) ، عَنِ الأعمَش، عن زيد ابن وَهْب، عَنْ حُذَيفة؛ قَالَ: كُنَّا إِذَا دُعِينا إِلَى طَعَامٍ والنبيُّ (ص) مَعَنَا لَمْ نضَعْ أيديَنا حَتَّى يَضَعَ (3) النبيُّ (ص) يَدَهُ. فأُتِينا بِجَفْنَةٍ، فَجَاءَ أعرابيٌّ ... فذكرتُ لَهُمَا الحديثَ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ الأعمَش (4) ، عَنْ خَيثمة (5) ، عَنْ أَبِي حُذَيفة الأَرْحَبي (6) ، عَنْ حُذَيفة، وليس هو من حديث زيد بن وَهْب.
فقلتُ لهما: الوَهَمُ ممَّن هو؟
قالا: مِن مَعْمَر (7) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألتهما» .
(2) روايته أخرجها في "الجامع" (19563/مصنف عبد الرزاق) .
ومن طريقه أخرجه البزار في "مسنده" (2814) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1077) ، والبيهقي في "الشعب" (5445) .
(3) قوله: «أيدينا حتى يضع» سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/383 و397 رقم 23249 و23373) ، ومسلم في "صحيحه" (2017) ، وأبو داود في "سننه" (3766) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1078 و1079) .
(5) هو: ابن عبد الرحمن.
(6) هو: سلمة بن صُهَيب.
(7) قال الطحاوي في الموضع السابق: «وأهل العلم جميعًا بالحديث يقولون: إن معمرًا غلط في إسناد هذا الحديث، عن الأعمش، وإنَّ الصحيح في إسناده هو: ما حدثنا ... » ، ثم رواه من طريق الأعمش.(4/356)
1482 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشام بن عمَّار (2) بِأَخَرَةٍ (3) ، عن إسماعيل ابن عيَّاش، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ الزُّهْري، عن عُبَيدالله (4) بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي الضَّبِّ، وقصةِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ (5) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري (6) ، عَنْ أَبِي أُمامة بْن سَهْل بْن حُنَيف، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ خَالِدِ بن الوليد، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: وَفِي (7) حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ (8) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج كلامٌ (9) : قَالَ: فأُتِيَ النبيُّ (ص) بإناءٍ، فشَرِبَ، وَعَنْ يَمِينِهِ ابنُ عَبَّاسٍ، وَعَنْ يَسَارِهِ خَالِدُ بْنُ الوليد، فقال النبيُّ (ص) لابْنِ عَبَّاسٍ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَسْقِيَ
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1497) و (1517) و (1527) .
(2) رواه بتمامه أبو عبد الله بن مروان القرشي في "الفوائد"- كما في "السلسلة الصحيحة" (2320) - قال: حدثنا محمد بن إسحاق بن الحويص، ثنا هشام ابن عمار، حدثنا ابن عياش، حدثنا ابن جريج - قال: وابن زياد - عن شهاب، عن عبيد الله بن عتبة، عن ابن شهاب (كذا الأصل، والصواب ابن عباس) فذكره. كذا وقع الإسناد فيه، وما بين القوسين من كلام الشيخ الألباني _ح. وسيأتي بيان من أخرجه مختصرًا.
(3) في (ك) : «فأخذه» .
(4) في (ك) : «عبد الله» .
(5) ذكر المصنف متن هذا الحديث كاملاً في المسألة رقم (1517) .
(6) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5391 و5400 و5537) ، ومسلم في "صحيحه" (1946) .
(7) في (ف) : «في» بلا واو.
(8) أخرجه بهذا اللفظ ابن ماجه في "سننه" (3426) .
(9) قوله: «كلام» ليس في (ك) .(4/357)
خَالِدًا؟ . فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ (1) : مَا أُحبُّ أَنْ أُوثِرَ بسُؤْرِ (2) النبيِّ (ص) عَلَى نَفْسِي. فَتَنَاوَلَ ابنُ عَبَّاسٍ فشَرِبَهُ؟
قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا مِن حديثِ عُبَيدالله بن عبد الله، وَلا مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمامة بْنِ سَهْل؛ وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ حَدِيثِ الزُّهري (3) ، عَنْ أَنَسٍ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَفِي (4) هَذَا (5) الحديثِ بَعْضُ (6) هَذَا الْكَلامِ (7) : فَقَالَ النبيُّ (ص) : مَنْ أَطْعَمَهُ (8) اللهُ طَعَامًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَارْزُقْنَا خَيْرًا مِنْهُ، ومَنْ سَقَاهُ اللهُ لَبَنًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ (9) بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وزِدْنَا مِنْهُ؛ فَإِنِّي لا أَعْلَمُ يُجْزِئُ (10)
مِنَ الطَّعَامِ والشَّرَابِ إلاَّ اللَّبَنَ؟
_________
(1) في (ك) : «فقال النبي (ص) » بدل: «فقال ابن عباس» .
(2) السُّؤْرُ: بقيَّةُ الشيء وفضلَتُه، والجمع: أسْآرٌ. انظر "اللسان" (سأر/4/339) .
(3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2352 و5612 و5619) ، ومسلم في "صحيحه" (2029) .
(4) في (ف) : «في» بلا واو.
(5) قوله: «هذا» ليس في (أ) و (ش) .
(6) كذا في جميع النسخ، ولعل الصَّواب: «بعد» بدل: «بعض» .
(7) رواه ابن ماجه في "سننه" (3322) عن هشام بن عمار بالإسناد المتقدم في أول المسألة.
(8) في (ك) : «أطعم» .
(9) في (ك) : «الله» .
(10) كذا في جميع النسخ، وفي "سنن ابن ماجه": «لا أعلمُ ما يُجْزِئ» ، وسيأتي في المسألة رقم (1517) بلفظ: «لا أعلمُ شيئًا يُجْزِئ» .
وبالنظر إلى ما في "سنن ابن ماجه" يخرَّج ما هنا على أنه حذف الموصول «ما» وأبقى صلته، وهو جائز عند الكوفيين والأخفش، وتبعهم ابن مالك؛ ومنه قوله تعالى: [النِّسَاء: 46] {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} ، أي: مَن يحرِّفون.
وانظر: "الإنصاف في مسائل الخلاف" (2/721-722) ، و"شرح التسهيل" (1/235) ، و"مغني اللبيب" (ص588) ، و"همع الهوامع" (1/343-344) .
وبالنظر إلى ما ورد في المسألة رقم (1517) ، فيتوجَّه ما هنا على حذف المنعوت - وهو «شيئًا» - للعلم به، وقد أجاز النحويون حذف المنعوت أو النعت مع بقاء الآخر إذا علم المحذوف. وانظر "أوضح المسالك" (3/274-287) .
وقوله: «إلا اللبن» يحتمل النصب والرفع، وقد ذكرنا توجيههما في التعليق على نحوه في المسألة (308/أ) .(4/358)
قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ الزُّهري؛ إِنَّمَا هُوَ مِنْ حَدِيثِ عليِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعان (1) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَرْمَلة، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: وَأَخَافُ أَنْ يكونَ قَدْ أُدخِل عَلَى هِشَامِ بْنِ عمَّار (2) ؛ لأَنَّهُ لَمَّا كَبِر تغيَّر.
1483 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ تَميم ابن زِياد، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازي (3) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ عَطَاءٍ، عن جابر، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: نِعْمَ الإِدَامُ الخَلُّ؟
_________
(1) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2846) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (8676) ، والحميدي في "مسنده" (488) ، وابن سعد في "الطبقات" (1/396-397) ، وأحمد في "مسنده" (1/220 رقم 1904) ، وأبو داود في "سننه" (3730) ، والترمذي في "جامعه" (3455) .
قال الترمذي: «هذا حديث حسن، وقد روى بعضهم هذا الحديث عن علي بن زيد، فقال: عن عمر بن حرملة، وقال بعضهم: عَمرو بن حرملة؛ ولا يصحُّ» .
وانظر تخريج الأخ ياسر فتحي لكتاب "الذكر والدعاء" للقحطاني رقم (247) .
(2) في (ف) : «عمارة» ، وصوبت إلى: «عمار» .
(3) هو: عيسى بن أبي عيسى. وروايته أخرجها أبو عوانة في "صحيحه" (8378) .(4/359)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (1) .
1484 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبدُالله بنُ المُطَّلِب العِجْلي (3) ،
عَنِ الْحَسَنِ بْنُ ذَكْوان، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : إنَّ أَهْلَ البَيْتِ لَيَقِلُّ طُعْمُهُمْ (4) ، فَتَسْتَنِيرُ (5) بُيُوتُهُم؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كذبٌ، وعبد الله بْنُ المُطَّلِب مجهولٌ (6) .
1485 - وسألتُ أَبِي (7) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرُ بن أبي عَتَّاب
_________
(1) الحديث رواه مسلم في "صحيحه" (2052) من طريق أَبِي سُفْيَانَ طَلْحَةَ بْنِ نَافِعٍ، عن جابر، عن النبي (ص) ، به.
(2) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(3) في (ك) : «العجل» . وروايته أخرجها ابن أبي الدنيا في كتاب "الجوع" (71) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/305) ، والطبراني في "الأوسط" (5165) ، وابن عدي في "الكامل" (2/318) .
ورواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1414) من طريق العقيلي.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ يحيى بن أبي كثير إلا الحسن بن ذكوان، ولا عن الحسن إلا عبد الله ابن المطلب، تفرَّد به عبد الرحمن» .
(4) قال المناوي في "فيض القدير" (2/438) : «لَيَقِلُّ طُعْمُهُم: بِضَمٍّ فسُكُون، أي: أكلُهم للطَّعام» .
(5) في (ت) : «فيستنير» ، وهو جائز؛ لأنَّ فاعله جمع تكسير، فيجوز معه تذكير الفعل وتأنيثه، وإن كان التأنيث أولى، وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (224) .
(6) قال العقيلي في ترجمة عبد الله بن المطلب: «مجهول، وحديثه منكر غير محفوظ» .
وقال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يصحُّ عن رسول الله (ص) » . وقال الشيخ الألباني في "الضعيفة" (166) : «موضوع» .
(7) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وستأتي هذه المسألة برقم (1519) ، وفيها قول أبي حاتم: «هَذَا حديثٌ منكرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ» .(4/360)
الأَعْيَن (1) ، عن الوليد ابن محمد الأَيْلي (2) ، عَنِ المُبارَك بْنِ فَضالة، عَنِ الْحَسَنِ (3) ، عَنْ سَمُرة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: طَعَامُ الوَاحِدِ يَكْفِي اثْنَيْنِ، وَطَعَامُ الاثْنَيْنِ يَكْفِي الأَرْبَعَةَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا (4) حديثٌ باطلٌ - يَعْنِي بِهَذَا الإِسْنَادِ (5) - والوليدُ مجهولٌ.
1486 - وسمعتُ (6) أَبِي ورأى فِي كتابي عَنِ هَارُونَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ محمَّد بن بِشْر، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي الزِّناد، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَكْلِ الضَّبِّ، فقال: مَا أَنَا
_________
(1) هو: محمد بن أبي عتَّاب.
(2) كذا في (ت) و (ش) ، وفي (ف) و (ك) : «الأبلي» ، وهي مهملة في (أ) . وتقدم في المسألة رقم (1388) ، وسيأتي في المسألة رقم (1519) .
وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (7/229 رقم 6958) من طريق إبراهيم بن الْوَلِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأُبُلِّيُّ، عَنِ أبيه، به.
ورواه الروياني في "مسنده" (864) من طريق إسماعيل ابن مسلم، والبزار في "مسنده" (2874/كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" (7/231 رقم 6963) من طريق أبي بكر الهذلي، كلاهما عن الحسن، عن سمرة، به.
(3) هو: البصري.
(4) قوله: «هذا» سقط من (ت) و (ك) .
(5) هذا احترازٌ حسن من ابن أبي حاتم؛ فإن الحديث بهذا اللفظ أخرجه مسلم في "صحيحه" (2059) من حديث جابر. وأخرجه البخاري (5392) ، ومسلم (2058) من حديث أبي هريرة بلفظ: «طعامُ الاثنينِ كافي الثَّلاثة، وطعامُ الثَّلاثة كافي الأربعَة» .
(6) تقدمت هذه المسألة برقم (252) .(4/361)
بِآكِلِهِ (1) ، وَلا مُحَرِّمِهِ.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ وَهَمٌ؛ وَإِنَّمَا (2) هو: عن (3) عبد الرحمن بن عبد الله ابن دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) .
1487 - وسمعتُ أَبِي (4) وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ مَرْوَانُ الفَزاري (5) ،
عَنْ سَهْل بْنِ عبد الله المَرْوَزي، عن عبد الملك بْنِ مِهْران، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَكَلَ الطِّينَ (6) ، فَكَأَنَّمَا أَعَانَ عَلَى قَتْلِ نَفْسِهِ.
_________
(1) في (ت) : «يأكله» .
(2) في (ك) : «وهم فيه إنما» .
(3) قوله: «عن» ليس في (ف) .
(4) في (ت) و (ك) : «وسمعته» . وذكر المصنف هذا الحديث في "الجرح والتعديل" (4/201 رقم866) وقال: «سمعت أبي يقول: سهل بن عبد الله وعبد الملك مجهولان، والحديث باطل» . اهـ. وانظر (5/370) منه.
(5) هو: مروان بن معاوية. وروايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (3/34-35) ، ورواه ابن حبان في "المجروحين" (1/349) تعليقًا عن عبد الملك بن مهران، به.
ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1/361 رقم 368) ، وابن عدي في "الكامل" (5/307) من طريق بقية، عن عبد الملك بن مهران، عَن سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به. ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/11-12) .
قال العقيلي بعد أن ذكر أحاديث عدة لعبد الملك بن مهران: «كلُّها ليس لها أصلٌ، ولا يُعرف منها شيء من وَجْه يصحُّ» . وقال ابن عدي: «وهذا لا أعلم يرويه عن سهيل غير عبد الملك هذا» . وانظر "السلسلة الضعيفة" (4560) .
(6) في (ك) : «الظبى» .(4/362)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وسَهْلُ بن عبد الله وعبدُالملك بنُ مِهْران: مجهولان ِ.
1488 - وسمعتُ أَبِي (1) وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَينة (2) ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ مَنصور، عَنِ الشَّعبي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: أُتِيَ النبيُّ (ص) في غزوة تبوك بجُبْنَةٍ (3) ، فدعا بسِكِّينٍ، فسمَّى وقطَعَ.
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسمعته» .
وقد نقل الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم" (ص535) حكم أبي حاتم على الحديث بالنكارة.
(2) روايته أخرجها أبو داود في "سننه (3819) ، وابن حبان في "صحيحه" (5241) ، والطبراني في "الأوسط" (7084) ، و"الصغير" (1026) .
ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/6) .
ورواه مسدد في"مسنده"- كما في المطالب العالية" (2413) - من طريق عيسى بن يونس، عن عمرو بن منصور به بلفظ: «إن النبيَّ (ص) أُتي بجُبنَة فقيل: إن هذا طعامٌ تصنعه المجوس، فقال: «اذكُروا اسمَ الله عليه وكُلوا» .
قال الطبراني في "الأوسط": «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عمرو بن منصور إلا إبراهيم بن عيينة، ولم يروه عن الشعبي إلا عمرو بن منصور» .
ورواه الدارقطني في "الأفراد" (166/أ/أطراف الغرائب) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابن عباس به.
قال الدارقطني: «تفرَّد به إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو ابن منصور المشرقي، عنه» .
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «بجبة» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وضُبطت في (ت) بتشديد النون، وهي لغةٌ صحيحة فيها. قال الفيومي: الجُبْنُ المأكول فيه ثلاث لغات؛ أجودُها: سكون الباء، والثانية ضمُّها للإتباع، والثالثةُ وهي أقلها: التَّثقيل. ومنهم من يجعل التثقيلَ من ضرورة الشعر. "المصباح المنير" (ج ب ن/1/90) . وقال ابن منظور: الجُبْن والجُبُن والجُبُنُّ مثقَّل: الذي يؤكَل، والواحدة من كل ذلك بالهاء. "اللسان" (ج ب ن/13/85) .(4/363)
قَالَ أَبِي: جَابِرٌ الجُعْفِي (1) يَقُولُ: عَنِ الشَّعبي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَكِلاهُمَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ، وَهُوَ مُنكَر.
1489 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رواه شَريك (3) ، عن
_________
(1) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وتقدم ذكر رواية الدارقطني في "الأفراد" من طريق مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عباس.
والحديث رواه الطيالسي في "مسنده" (2807) ، وأحمد في "مسنده" (1/234 و302 رقم 2080 و2755) ، والبزار في "مسنده" (2878 و2879/كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" (11/240 رقم 11807) ، وابن عدي في "الكامل" (2/119) من طريق جابر الجعفي، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به.
قال البزار: «لا نعلم أحدًا يروي (كذا) عن ابن عباس إلا عكرمة، ولا عنه إلا جابر» .
ونقل ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص 535/الحديث الثلاثون) عن الإمام أحمد أنه سئل عن حديث ابن عباس هذا فقال: «هو حديث منكر» .
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (24417) عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ = = به مرسلاً.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (8795) عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عمرو بن منصور الهمداني، عن الشعبي والضحاك بن مزاحم به مرسلاً.
قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص535) : «وهو أشبه» .
(2) في (ش) : «وسألت أبي وأبا زرعة» . وستأتي هذه المسألة برقم (1522) ، وانظر المسألة الآتية برقم (1528) ، (1537) ، و (1538) ، و (2415) ، و (2521) .
(3) هو: ابن عبد الله النَّخَعي القاضي. وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (6751) ، والطبراني في "الأوسط" (5575) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عُبَيدالله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، إلا شريك، وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ والناس عن عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أبي بكر بن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) » .
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ عبيد الله، واختُلِف عنه: فرواه أحمد في "مسنده" (2/80 رقم 5514) عن محمد بن عبيد بمثل رواية شريك، ورواه أبو عوانة في "صحيحه" (8176) عن أبي الحسن الميموني في آخرين، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أبي بكر بن عُبَيدالله، عن ابن عمر به.(4/364)
عُبَيدالله (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) : الشَّيْطَانُ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ؟
فَقَالَ: هَذَا خطأٌ (2) ؛ إنما هو: عُبَيدالله (3) ،
عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب، عَنْ عبد الله بن عمر، عن النبيِّ (ص) ؛ والوَهَمُ مِنْ شَريكٍ (4) .
1490 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه قَيسُ ابن الرَّبيع (5) ، عن
_________
(1) في (ش) : «عبد الله» . وعُبَيدالله هذا هو: ابن عمر العُمَري.
(2) وكذا قال النسائي في "الكبرى" (6751) وذكر أن الصَّواب رواية عبيد الله، عن الزهري الآتية.
(3) في (ف) : «عُبَيْد» بدون ذكر لفظ الجلالة، وهو العمري، وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/146 رقم 6334) ، ومسلم في "صحيحه" (2020) ، والترمذي في "جامعه" (1799) ، والنسائي في "الكبرى" (6750) .
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، وهكذا روى مالك وابن عُيَيْنَةَ، عَن الزُّهْرِيّ، عن أبي بكر بن عبيد الله، عن ابن عمر، وروى معمر وعُقيل، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر، ورواية مالك وابن عيينة أصحُّ» .
(4) قال الدارقطني في "العلل" (4/54/ب) : «ورواه شريك بن عبد الله ومحمد بن بشر، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، وذلك وهمٌ» .
وانظر "العلل" للدارقطني (100) أيضًا.
(5) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (805) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (4/237 و238) .
قال البزار: «ولا نعلم روى شَرِيكِ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ عَلِيٍّ إلا هذا الحديث» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (383) ، وابن حجر في "الإصابة" (5/74) أن قيس بن الربيع يرويه أيضًا عن أبي إسحاق، عن عمير بن قميم، عَنْ شَرِيكِ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ علي، عن النبي (ص) .(4/365)
أبي إسحاق (1) ، عن شَريك ابن حَنْبَلٍ، عَنْ عليٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لا يَحِلُّ أَكْلُ الثُّومِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ منهم مَن يَقُولُ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ شَريك بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ عليٍّ، قولَهُ (3) ؛ مَوْقُوفٌ (4) .
وَرَوَاهُ عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ (5) ، عَنِ الثَّوْري، عَن أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شَريك بْنِ حَنْبَلٍ - لَمْ يَقُل: عَنْ عليٍّ -: لا يَحِلُّ أكلُ الثُّوم، وَهُوَ أشبهُ عِنْدِي؛ لأنَّ الثَّوْريَّ أحفظُهم.
_________
(1) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(2) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1808) من طريق مسدَّد، عَنِ الْجَرَّاحِ بْنِ مَلِيحٍ، عَنْ أبي إسحاق، عن شريك، عن علي بلفظ: «نُهيَ عن أكل الثُّوم إلا مَطبوخًا» .
ورواه الترمذي (1809) من طريق وكيع، عن أبيه الجراح بمثله بلفظ: «لا يصلحُ أكلُ الثُّوم إلا مطبوخًا» .
قال الترمذي: «هذا الحديث ليس إسناده بذلك القوي، وقد رُوي هذا عن علي قوله، وروي عَنْ شَرِيكِ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ النبي (ص) مرسلاً» .
(3) قوله: «قوله» ليس في (أ) و (ش) .
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) ذكر روايته الإمام أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" = = (4162) ولم يسق المتن. والحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8657) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (3/310) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/1474) من طرق عن يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عمير بن قميم - ويقال: تميم - عَنْ شَرِيكِ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ النبي (ص) به. وعند البغوي تصريح شريك بالسَّماع من النبي (ص) .
وقد سُئل الدارقطني في "العلل" (383) عن هذا الحديث فقال: «يرويه أبو إسحاق السبيعي، واختُلِف عنه؛ فرواه أَبُو وَكِيعٍ الجرَّاح بْنُ مَلِيحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شَرِيكِ بن حنبل، عن علي قال: نهى عن أكل الثَّوم إلا مَطبوخًا. قاله مسدد، عن أبي وكيع. ووقفه يحيى الحماني، عن أبي وكيع، ولم يقل: نهى. وخالفه قيس بن الربيع، فرواه عن أبي إسحاق، عن عمير بن قميم، عَنْ شَرِيكِ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ علي، عن النبي (ص) ، ويشبه أن يكون قول قيس أولى بالصَّواب؛ لأن يونس بن أبي إسحاق رواه عن أبي هلال - وهو عمير بن تميم - عَنْ شَرِيكِ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ علي ح» .(4/366)
1491- وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ حَفْص بْنِ غِياث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي العُمَيْس (2) ،
عَنْ عُبَيد بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ مَعْقِل، عَنْ غالِب بْنِ أَبْجَر؛ قال: سألتُ النبيَّ (ص) فقلتُ: يارسولَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَمْ يُبْقَ مِنْ مالي شيئًا (3) أُطعِمُهُ أهلي، إلا
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(2) هو: عتبة بن عبد الله المسعودي.
وذكر روايته أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/2265 رقم5617) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/332) ، وفيهما: «عبد الله بن معقل» بدل: «عبد الرحمن ابن معقل» .
والحديث رواه أبو داود في "سننه" (3809) من طريق منصور، عن عبيد، به.
ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/332) .
(3) كذا في جميع النسخ، ولو جاء على الجادَّة لقال: «لَمْ يَبْقَ مِنْ مَالِي شيءٌ» ؛ كما في مصادر التخريج. ولكنَّ النصب في النسخ يتجه ببناء «يُبْقَ» للمجهول، على أن يكون نائبُ فاعله هو الجارَّ والمجرور «من مالي» ، و «شيئًا» على ذلك: مفعول به منصوب، وهذا جارٍ على مذهب الكوفيين ومن وافقهم من النحاة في جواز إنابة الجارِّ والمجرور مُنَابَ الفاعل مع وجود المفعول به، وقد منع ذلك جمهور البصريين. انظر إيضاح ذلك في التعليق على المسألة رقم (252) .(4/367)
أَحْمِرَةً (1) عِنْدِي؛ فَقَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : أَطْعِمْ أَهْلَكَ مِنْ سَمِينِ مَالِكَ؛ فَإِنَّمَا قَذِرْتُ لَكُمْ جَوَالَّ (2)
القَرْيَةِ.
وَرَوَاهُ شَريكٌ (3) ، عَنْ مَنصور (4) ، عَنْ عُبيد ابن حَسَنٍ، عَنْ (5) غالِب بْنِ ذُرَيح؛ قال: قيل للنبيِّ (ص) في أكل الحُمُرِ ... .
_________
(1) في (ك) : «حمرة» . وأَحْمِرَةٌ: جمعُ حِمار، ويُجمَع أيضًا على: حَمير، وحُمُر. انظر "المصباح المنير" (ح م ر/1/150) .
(2) قال أبو عبد الرحمن شرف الحق محمد أشرف الصدِّيقي العظيم آبادي في "عون المعبود" (10/282) : «جَوَالّ» بتشديد اللام جمعُ جالَّة، وهي التي تأكل الجَلَّة وهي: العَذِرَة. يقال: جَلَّت الدابةُ الجَلَّةَ، واجتَلَّتها، فهي جالَّةٌ، وجَلاَّلةٌ: إذا التقطتها. اهـ. وقال الفيومي: الجَلَّةُ بالفتح: البَعَرَة، وتُطلقُ على العَذِرَة. وجَلَّ فلانٌ البَعَرَ جَلاًّ من باب قتل: التَقَطَهُ، فهو جَالٌّ، وجَلاَّلٌ: مبالغةٌ، ومنه قيل للبهيمة تأكلُ العَذِرَةَ: جَلاَّلَةٌ وجَالَّةٌ أيضًا، والجمعُ: جَلاَّلاتٌ على لفظ الواحِدَة، وجَوَالُّ، مثل: دابَّة ودوابَّ. "المصباح المنير" (ج ل ل/1/160) . وانظر "النهاية" (1/288) ، و"اللسان" (ج ل ل) .
وفسَّر أبو داود في روايته جَوَالَّ القرية: بالجَلاَّلة. وقد ضُبطت كلمة «جوال» خطأً في طبعة بيت الأفكار الدولية: «جَوَّال» بتشديد الواو. ومثلها في متن السنن المطبوع مع شرحه "عون المعبود"، وفي "غريب الحديث" لابن قتيبة بتحقيق عبد الله الجبوري (1/276) ، والصوابُ ضبطها بتخفيف الواو، وتشديد اللام، كما بيَّناه آنفًا، وضبط على الصَّواب في "سنن أبي داود" طبعة عزت عبيد الدعَّاس، وعادل السيد، والله تعالى أعلم.
(3) هو: ابن عبد الله النخعي القاضي. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (24328) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/203) ، والطبراني في "الكبير" (18/267 رقم 669) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1132) ، والطبراني في "الكبير" (18/267 رقم 670) .
(4) هو: ابن المعتمر.
(5) في (ك) : «بن» بدل: «عن» .(4/368)
وَرَوَاهُ شُعْبة (1) ، عَنْ عُبَيد بْنِ حسن، عن عبد الرحمن بن مَعْقِل، عن عبد الرحمن بْنِ بِشْر، عَنْ رِجَالٍ مِنْ مُزَينة من أصحاب النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ مِسْعَر (2) ، عَنْ عُبَيد بْنِ حَسَنٍ، عَنِ ابْنِ مَعْقِل، عَنْ رَجُلَيْنِ مِنْ مُزَينة، أحدُهُما عَنِ الآخَر: عبدُالله بْنُ عَمْرِو بْنِ لُؤَيٍّ (3) ، والآخَرُ: غالِبُ بنُ أَبْجَر. قَالَ مِسْعَر: أُرَى غالِبً (4) الَّذِي (5) أَتَى النبيَّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: شُعْبَةُ أحفظُ مِنْ أَبِي العُمَيْس، لَمْ يَضبِط (6) أَبُو العُمَيْس.
وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟
فَقَالَ: الصَّحيحُ حَدِيثُ (7) شُعْبة (8) .
_________
(1) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/203) .
ورواه الطيالسي في "مسنده" (1401) من طريق شعبة، عن عبيد بن الحسن: سمعت عبد الله بن معقل، عن عبد الله بن بشر، عن ناس من مزينة، به.
ومن طريق الطيالسي رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1134) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5617) .
(2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (8728) ، وأبو داود في "سننه" (3810) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1133) ، والطبراني في "الكبير" (18/266 رقم 666) . وفيها جميعًا: «عبد الله بن معقل» بدل: «عبد الرحمن بن معقل» .
(3) في "سنن أبي داود": «عويم» .
(4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، جريًا على لغة ربيعة، والجادَّة أن يقال: «أُرَى غالبًا» ، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(5) قوله: «الذي» مكرر في (ت) .
(6) في (ش) : «يضبطه» .
(7) قوله: «حديث» سقط من (ف) .
(8) في هذا الحديث اختلافٌ كثير جدًّا، منه ما ذكره ابن أبي حاتم هنا، ومنه ما تجده في "تحفة الأشراف" (8/253-254) ، و"نصب الراية" (4/197-198) ، ولذلك حكم عليه البيهقي في "المعرفة" (14/104) بالاضطراب، وذكر في "السنن" (9/332) بعض الاختلاف فيه، ثم قال: «ومثلُ هذا لا يُعارَض به الأحاديث الصَّحيحة التي قد مضت مصرِّحة بتحريم لحوم الحمر الأهلية» . اهـ.(4/369)
1492 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (2) ، عَنْ سَعِيدٍ الجُرَيري، عَنِ ابْنِ أَعْبُد (3) ؛
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2075) ، وانظر المسألة رقم (2091) .
(2) لم نقف على روايته، لكن أخرجه البيهقي في "الشعب" (5640) من طريق مهدي بن ميمون، عن الجريري، به.
(3) اسمه: علي.(4/370)
قَالَ: قَالَ عليُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: هَلْ تَدْرون مَا حَقُّ الطَّعَامِ؟ قَالُوا: وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ: أنْ [تقولوا] (1) : باسم اللَّهِ، اللهمَّ بَارِكْ لَنَا فِيمَا رزقتَنا. قال: [وهل تَدْرون ما شُكْرُهُ؟ قَالُوا] (2) : وَمَا شُكْرُهُ؟ قَالَ: أَنْ [تَقُولُوا] (3) : الحمدُ للَّه ... (4) ؟
فَقَالا: الصَّحيحُ: الجُرَيري (5) ، عَنْ أَبِي الوَرْد (6) ، عَنِ ابْنِ أَعْبُد (7) .
1493 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (8) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الهَيْثَم بْنُ جَميل وابنُ الطَّبَّاع (9) ، عَنْ أَبِي عَوَانة (10) ، عَنْ رَقَبَة (11) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ [الأَقْمَر] (12) ، عَنْ عَوْن بْن أَبِي جُحَيفَة، عَنْ أَبِيهِ (13) ؛ قال: نهى النبيُّ (ص) أَنْ يُؤكَلَ مُتَّكِئًا (14) ؟
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ مَا رَوَاهُ الثَّوْري (15) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَر؛ قَالَ: سَمِعْتُ أبا جُحَيفة.
_________
(1) المثبت من (ك) ، وفي (ت) : «يقولوا» ، ولم تنقط التاء في بقية النسخ.
(2) ما بين المعقوفين زيادة لابد منها لاستقامة السياق. وانظر مصادر التخريج.
(3) المثبت من (ك) ، وفي (ت) : «يقولوا» ، ولم تنقط التاء في بقية النسخ.
(4) في مصادر التخريج: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا» .
(5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (24499 و29555) من طريق سفيان الثوري، وأبو داود في "سننه" (2988) من طريق عبد الأعلى، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/153 رقم 1313) ، وفي "زوائده على فضائل الصحابة" (1207) ، والطبراني في "الدعاء" (235) من طريق عبد الواحد بن زياد، ثلاثتهم عَنِ الْجَرِيرِيِّ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ، عَنِ ابْنِ أعبدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، به.
(6) هو: ابن ثُمامة بن حزن القُشَيري، معروف بكُنيته.
(7) يعني: بهذا الأثر عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب. كما سيأتي في المسألة رقم (2075) وهو بين في مصادر التخريج.
(8) في (ت) و (ك) : «وسألتهما» .
(9) هو: مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاع، وروايته هذه أخرجها الطبراني في "الكبير" (22/103 رقم 254) ، و"الأوسط" (3684) . قال الطبراني: «لم يُدخِل في هذا الحديث بين عليِّ بن الأقمر وبين أبي جُحَيفة: عونَ ابن أبي جحيفة إلا محمدُ بن عيسى الطباع. ورواه جماعةٌ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ رَقَبَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، عَنْ أبي جحيفة» . وقال الدارقطني في "الأفراد" (265/ب/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به أبو عوانة، عن رقبة» .
(10) هو: وضَّاح بن عبد الله اليشكري.
(11) هو: ابن مَصْقَلَة.
(12) تصحَّف في جميع النسخ إلى: «الأرقم» ، وما أثبتناه من مصادر التخريج، وسيأتي على الصَّواب.
(13) هو: وَهْب بن عبد الله السوائي.
(14) كذا وقع هنا، والذي في"الكبير" و"الأوسط": «عن النبيِّ (ص) قال: لا آكل مُتَّكِئًا» .
(15) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/308 و309 رقم 18754 و18764 و18766) ، والدارمي في "مسنده" (2115) ، وأبو داود في "سننه" (3769) ، والترمذي في "الشمائل" (133) ، و"العلل الكبير" (567) ، وأبو يعلى في "مسنده" (888 و889) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (4/274) ، و"شرح المشكل" (2086-2089) ، وابن حبان في "صحيحه" (5240) ، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (971-973) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (611 و612) .
قال الترمذي: «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: حَدِيث ابن الأقمر لا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ غيرُ علي بن الأقمر» . والحديث رواه البخاري في "صحيحه" (5398) من طريق مسعر، و (5399) من طريق منصور، كلاهما عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، عَنْ أبي جحيفة قال: قال رسول الله (ص) : «لا آكُلُ مُتَّكئًا» .
(*) ... في (ت) و (ك) : «الأرقم» .(4/371)
وبعضُ أَصْحَابِ أَبِي عَوَانة رَوَاهُ عَنْ أَبِي عَوَانة، عَنْ رَقَبَة، عَنْ عَوْن، لا يَقُولُونَ: عَلِيُّ ابن الأَقْمَر (*) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: أَبُو عَوَانة (1) ، عَنْ رَقَبَة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَر (*) ؛ سمعتُ أَبَا جُحَيْفة.
1494 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ (3) العَنْبَري (4) ،
عَنْ شُعْبة، عَنْ أبي جعفر (5) الفَرَّاء (6) ، عن عبد الله
_________
(1) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح المعاني" (4/274) من طريق حجاج بن منهال، وفي "شرح المشكل" (2090) من طريق حجاج وسعيد بن منصور وسهل بن بكار، والطبراني في "الكبير" (22/131 رقم346) من طريق مسدد، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (607) من طريق عاصم بن علي، جميعهم عن أبي عوانة، به.
(2) في (ت) و (ك) : «وسألتهما» .
(3) في (أ) و (ش) : «يحيى بن أبي كثير» .
(4) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1790) ، والنسائي في "الكبرى" (10132) ، والطبراني في "الكبير" (10/231 رقم 10563) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (489) .
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) ، إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وقد رواه غيرُ يحيى بن كثير عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَر، عن عبد الله بن شدَّاد، عن النبيِّ (ص) مرسلاً، ووصله يحيى بن كثير» .
(5) في (ف) : «عن ابن جعفر» ، وفي (ت) و (ك) : «عن جعفر» .
(6) مشهور بكنيته، أما اسمه فمُختَلَف فيه؛ فقيل: سلمان، وقيل: كيسان، وقيل غير ذلك.(4/372)
بن شَدَّاد، عن عبد الله (1) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ دُعِيَ إِلَى طَعَامٍ، فَلْيُجِبْ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو: عن عبد الله بن شَدَّاد (2) ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) .
قلتُ لَهُمَا: الخطأُ ممَّن هُوَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مِنْ (4) يَحْيَى بْنِ كَثِير (5) .
1495 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ فائدٌ أَبُو العَوَّام (6) ،
عن
_________
(1) هو: ابن مسعود ح.
(2) روايته أخرجها البغوي في "الجعديات" (871) من طريق علي بن الجعد، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَر الفراء، عن عبد الله بن شدَّاد، به.
(3) قوله «مرسلً» يجوز فيه النصب والرفع. وانظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(4) في (ف) يشبه أن تكون: «بن» بدل: «من» .
(5) كذا بدون ذكر جواب لأبي حاتم، فلعله وافق أبا زرعة في جوابه، فاكتفى المصنِّف بجواب أبي زرعة. والله أعلم.
(6) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3814) ، وابن ماجه في "سننه" (3219) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/258) ، والطبراني في "الكبير" (6/256 رقم 6149) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (1295) .
قال أبو داود: «رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ أبي العوَّام، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ النبيِّ (ص) ، لم يذكر سلمان» .
ورواه أبو داود (3813) ، والبزار في "مسنده" (2509) ، والطبراني في "الكبير" (6/251 رقم 6129) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (1294) ، والدارقطني في "الأفراد" (141/أ/أطراف الغرائب) ، من طريق محمد بن الزبرقان، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عثمان النَّهدي، عن سلمان به.
قال أبو داود: «رواه المعتمر، عن أبيه، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، لم يذكر سلمان» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به أبو همام محمد بن الزبرقان، عن سليمان التيمي، عنه» .
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/257) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عثمان النَّهدي قال: قال رسول الله (ص) ... فذكره مرسلاً.(4/373)
أَبِي عُثْمَانَ (1) ، عَنْ سَلْمان، عَنِ النبيِّ (ص) - فِي الجَراد (2) - قَالَ: أَكْثَرُ جُنُودِ اللهِ، لاَ أُحِلُّهُ، وَلا أُحَرِّمُهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، الصَّحيحُ: مرسلٌ؛ لَيْسَ فِيهِ سَلمان (3) .
1496 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أيُّوب الزَّاهِدُ (5) ،
عَنْ مُحَمَّدِ بن الحَجَّاج الواسطي، عن عبد الملك بن عُمَير:
_________
(1) هو: النَّهْدي، واسمه: عبد الرحمن بن مُلّ.
(2) في (ك) : «في الجواد» .
(3) وكذا رجَّح ابن معين في "تاريخه" (4/268/رواية الدوري) ، والحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/622) ، والشيخ الألباني في "الضعيفة" (1533) .
(4) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(5) روايته على هذا الوجه ذكرها الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/279) ؛ فقد روى الحديث من طريق داود ابن مهران، عن محمد بن حجَّاج، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ليلى وربعي بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قال رسول الله (ص) فذكره.
قال الخطيب: «وهكذا رواه الحسن بن علي المتوكل، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ محمد بن الحجَّاج، إلا أنه قال: عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن النبي (ص) ، وعن رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) » .
والحديث رواه العقيلي في "الضعفاء" (4/45) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/295) ، والطبراني في "الأوسط" (6596) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/279) من طريق يحيى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الحجَّاج، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حذيفة، عن النبي (ص) به.
ومن طريق الخطيب رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1371) .
ورواه تمَّام في "فوائده" (987/الروض البسَّام) من طريق محمد بْنِ حسَّان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الحجاج بمثله.
قال العقيلي: «هذا حديث باطل، لا يُتابع عليه إلا من هو مثله أو دونه» .
وقال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عبد الملك بن عمير؛ إلا محمد بن الحجاج» . وقال ابن عدي في "الكامل" (6/144) : «وهذا الحديث موضوعٌ؛ مما وضعه محمد بن الحجاج» .
وقال الحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (1/242) : «موضوع» .
وقال تمَّام في "فوائده" (988/الروض البسَّام) : «لم يرو هذا الحديث إلا محمد بن الحجاج، وقد اختُلِف عليه فيه، ورواه الثقة عنه فقال: عن عبد الملك، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، وهو أشبه» .
وقال ابن الجوزي: «هذا حديث وضعه محمد بن الحجاج، وكلُّ الطرق تدور عليه؛ إلا أن طريق ابن عباس فيها نَهْشَل» . وانظر "السلسلة الضعيفة" (690) .(4/374)
عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ [حِراش] (1) ، عَنْ حُذَيفة - وعبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى (2) - أنَّ النبيَّ (ص) قال: إِنَّ جِبْرِيلَ _ج أَطْعَمَنِي الهَرِيسَةَ يَشُدُّ بِهَا ظَهْرِي لِقِيَامِ اللَّيْلِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كذبٌ، ومحمدُ بْنُ الحجَّاج هذا (3) ذاهبُ (4) الحديث.
_________
(1) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «خراش» بالخاء المعجمة. وانظر "تهذيب الكمال" (9/54) .
(2) قوله: «وعبد الرحمن» معطوف على قوله قبلُ: «عن ربعي بن حراش» ، أي: أن عبد الملك بن عمير يرويه عَنْ رَبْعِي بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حذيفة، عن النبي (ص) ، = = ويرويه أيضًا عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ النَّبِيِّ (ص) مرسلاً، وراجع التخريج السابق.
(3) قوله: «هذا» ليس في (ك) .
(4) في (ف) : «ذهب» .(4/375)
1497 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِم بْنِ (2) أَبِي الوَضَّاح (3) ، عن عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُتبَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: كان رسولُ الله (ص) فِي بيتِ مَيْمونة، فقُرِّبَ (4) إِلَيْهِ ضَبٌّ (5) ، فَلَمْ يأكلْهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، رَوَاهُ مالكٌ (6) ومَعْمَرٌ (7) ، وجماعةٌ (8) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي أُمَامة بْن (9) سَهْل بْن حُنَيف، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ خَالِدِ بن الوليد.
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وتقدمت هذه المسألة برقم (1482) ، وستأتي برقم (1517) و (1527) .
(2) قوله: «بن» سقط من (أ) و (ش) ، وفي (ف) : «بن حجاج» ، وكأنه ضرب على «حجاج» .
(3) روايته أخرجها ابن مردويه في "جزء أبي الشيخ" (99) ، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (3/746) ، والدارقطني في "الأفراد" (152/ب/أطراف الغرائب) ، وتمَّام في "فوائده" (951/الروض البسَّام) .
قال الدارقطني: «تفرَّد به أبو سعيد المؤدِّب مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِم بْنِ أَبِي الوضَّاح، عن عبيد الله بن عمر، عن الزهري، عنه. ولم يروه عنه غير منصور بن أبي مزاحم» .
(4) في (ش) : «فقربت» .
(5) قوله: «ضب» ، سقط من (ك) .
(6) روايته أخرجها في "الموطأ" (2/968) ، ومن طريقه البخاري في "صحيحه" (5537) .
(7) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5400) .
(8) منهم يونس بن يزيد، وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5391) ، ومسلم في "صحيحه" (1946) . وصالح بن كيسان وروايته أخرجها مسلم (1946) .
(9) في (ف) : «عن» بدل: «بن» .(4/376)
وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَن هَذَا الْحَدِيثِ، وَكَانَ حدَّثنا (2) عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي المُزاحِم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ مُسْلِم بْنِ أَبِي الوَضَّاح؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهري، عَنْ أَبِي أُمَامة بْن سَهل بْن حُنَيف.
1498 - وسألتُهُ (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الدَّرَاوَرْدي (4) ، عَنِ عُبَيدالله (5) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ لُحُومِ الحُمُرِ الأهليَّة؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا هُوَ نافعٌ وسالمٌ (6) .
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟
قَالَ: من الدَّرَاوَرْدي.
_________
(1) في (ت) و (ك) : «سئل» بلا واو.
(2) كذا في (ش) ، ولم تنقط في (أ) و (ف) و (ك) ، وفي (ت) : «حديثا» .
(3) كذا في (ت) و (ك) ، والضمير فيه راجع إلى «أبي زرعة» في آخر المسألة السابقة. وسيأتي قولُ ابن أبي حاتم: «قال أبو زرعة» ، و «قلتُ لأبي زرعة» . ووقع هنا في بقية النسخ: «وسألت أبي» ولا يستقيم مع كون الجواب من أبي زرعة. وستأتي هذه المسألة برقم (1536) ، موجَّهةً إلى أبي زرعة، ومجيبًا هو عنها.
(4) هو: عبد العزيز بن محمد.
(5) هو: ابن عمر العُمَري.
(6) أخرجه أحمد في "مسنده" (2/102 رقم 5786) ، والبخاري في "صحيحه" (4215 و4217 و4218 و5521 و5522) ، ومسلم في "صحيحه" عقب الحديث (1936) ، وانظر "فتح الباري" لابن حجر (7/482) .(4/377)
1499 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ القَعْنَبي (2) ، عَنْ مَالِكٍ، عن الزُّهري، عن عُبَيدالله (3) بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) سُئِلَ عَنِ السَّمْنِ الجامدِ تقعُ فِيهِ (4) الفأرةُ؟ فَقَالَ: خُذُوهَا ومَا حَوْلَهَا، فَأَلْقُوهَا؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا الحديثُ فِي "الموطَّأ" (5) : مالكٌ (6) ، عن الزُّهري، عن عُبَيدالله بن عبد الله: أنَّ النبيَّ (ص) ... ، مُرسَلً (7) .
وَقَالَ أَبِي: الصَّحيحُ مِن حديث الزُّهري: عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن مَيْمونة، عن النبيِّ (ص) (8) .
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1507) .
(2) هو: عبد الله بن مَسْلَمة. وروايته أخرجها ابن المنذر في "الأوسط" (2/284 رقم 870) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/379) .
(3) في (ك) : «عبد الله» .
(4) في (ت) و (ك) : «يقع فيها» .
(5) (2/397 رقم2714/رواية أبي مصعب الزهري) .
(6) في (ك) : «لمالك» .
(7) قوله «مرسلً» يجوز فيه النصب والرفع، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(8) من هذا الوجه أخرجه مالك في "الموطأ" (2/971-972/رواية يحيى الليثي) عن الزهري، به. وأخرجه أحمد في "مسنده" (6/335 رقم 26847) ، والنسائي في "المجتبى" (4259) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والدارمي في "مسنده" (2131) من طريق زيد ابن يحيى، والبخاري في "صحيحه" (235) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، و (236) من طريق معن ابن عيسى، و (5540) من طريق عبد العزيز بن عبد الله، والطحاوي في "شرح المشكل" (5358 و5359) من طريق جويرية وسعيد بن أبي مريم، جميعهم عن مالك، به.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (279) ، والنسائي في "سننه" (4260) من طريق معمر، وأحمد في "مسنده" (6/329 رقم 26796) ، والبخاري في "صحيحه" (5538) ، والترمذي في "جامعه" (1798) من طريق سفيان بن عيينة، وأحمد (6/330 رقم 26803) من طريق الأوزاعي، جميعهم عن الزهري، به.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري، عن عبيد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ (ص) سُئل ... ، ولم يذكروا فيه عن ميمونة، وحديث ابن عباس، عن ميمونة أصحُّ» .
وقد اختلف رواة "الموطأ" على مالك في هذا الحديث. وقد أطال الدارقطني في "العلل" (5/182/ب-183/أ) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/33) في ذكر الاختلاف على مالك، قال الدارقطني: «والصحيح: عن الزهري، عن عبيد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن ميمونة» . وقال ابن عبد البر: «وهذا اضطرابٌ شديد عن مالك في إسناد هذا الحديث، والله أعلم، والصَّواب فيه: ما قاله يحيى ومن تابعه» .
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (1/344) : «رواه أصحاب "الموطأ" عنه واختلفوا، فمنهم من ذكره عنه هكذا؛ كيحيى بن يحيى وغيره، ومنهم من لم يذكر فيه ميمونة؛ كالقعنبي وغيره، ومنهم من لم يذكر فيه ابن عباس؛ كأشهب وغيره، ومنهم من لم يذكر فيه ابن عباس ولا ميمونة؛ كيحيى بن بكير وأبي مصعب، ولم يذكر أحدٌ منهم لفظة «جامد» إلا عبد الرحمن بن مهدي، وكذا ذكرها أبو داود الطيالسي في "مسنده" عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابن شهاب، ورواه الحميدي والحفَّاظ من أصحاب ابن عيينة بدونها، وجوَّدوا إسناده فذكروا فيه ابن عباس وميمونة، وهو الصَّحيح» . وانظر "مرويات الزهري المعلة" للدكتور عبد الله دَمْفُو (2/980-1019) .(4/378)
1500 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ بْنِ سُلَيمان المِصِّيصِي (1) ، عَنْ حَفْص بْنِ غِياث، عن عُبَيدالله (2) ، عن نافع، عن
_________
(1) روايته أخرجها ابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (ص 432) .
ورواه الترمذي في "جامعه" (1880) ، و"العلل الكبير" (578) ، وابن ماجه في "سننه" (3301) ، وابن حبان في "صحيحه" (5322 و5325) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/195) من طريق سلم ابن جنادة، وابن حبان في "صحيحه" (5322) من طريق هشام بن يونس، كلاهما عن حفص به.
(2) في (ك) : «عبد الله» . وعبيد الله هذا: هو ابن عمر العُمَري.(4/379)
ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: كُنَّا فِي عَهْدِ رسول الله (ص) نأكُلُ ونحنُ نَمْشي (1) ، ونَشْرَبُ وَنَحْنُ قيامٌ؟
قال أبي: قد تَابَعَهُ عَلَى رِوَايَتِهِ: ابنُ أَبِي شَيْبة (2) ، عَنْ حَفْص؛ وإنما هو: حَفْص، عن محمد بن عُبَيدالله العَرْزَمي. وَهَذَا حديثٌ لا أصلَ له بهذا الإسناد (3) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «نحن نأكل ونحن نمشي» .
(2) روايته أخرجها في "المصنف" (24108) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند"، وابنه عبد الله في "زوائده" (2/108 رقم5874) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (785/المنتخب) ، والدارمي في "مسنده" (2172) .
(3) وأعله كذلك الإمام أحمد، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، والبخاري، وأبو زرعة، ورأى بعضهم أن = = حفص بن غياث وهم فيه، وإنما هو حديثُ عمران ابن حُدَير، عن أبي البَزَرَى يزيد بن عُطارد، عن ابن عمر، وأبو البَزَرَى مجهولُ الحال.
ففي ترجمة حفص بن غياث من "تاريخ بغداد" (8/195-196) روى الخطيب بسنده عن أبي بكر الأثرم؛ قال: قلت له - يعني لأبي عبد الله أحمد بن حنبل -: «الحديث الذي يرويه حفص، عن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: كنا نأكلُ ونحن نسعى، ونشرب ونحن قيام؟ فقال: ما أدري ما ذاك - كالمنكر له -! ما سمعت هذا إلا من ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ حَفْصٍ! قال لي أبو عبد الله: ما سمعتَه من غير ابن أبي شيبة؟ قال: قلتُ له: ما أعلم أني سمعته من غيره، وما أدري رواه غيره أم لا؟ ثم سمعته أنا بعدُ من غير واحد، عن حفص. قال أبو عبد الله: أما أنا فلم أسمعه إلا منه. ثم قال: إنما هو حديثُ يزيد بن عطارد. اهـ.
وأسند الخطيب عن ابن معين أنه قال: «لم يحدِّث به أحدٌ إلا حفص، وما أراه إلا وَهِمَ فيه، وأراه سمع حديث عمران بن حُدَير، فغلط بهذا» . اهـ.
وذكر الآجري في "سؤالاته" (580) عن أبي داود أنه قال: «قال علي بن المديني: «نَعَسَ حفص نَعْسَةً - يعني: حين روى حديث عبيد الله بن عمر - وإنما هو حديث أبي البَزَرَى» . اهـ.
وفي ترجمة محمد بن عبد الملك من "التاريخ الكبير" (1/165 رقم491) أورد البخاري هذا الحديث من طريق أبي بَزَرَى يزيد بن عطارد، عن ابن عمر، ثم أورده من طريق حفص بن غياث هذا، ثم قال: «والأولُ أصحُّ» .
وقال الترمذي في "العلل الكبير" (578) : «فسألت محمدًا [يعني البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هَذَا حديث فيه نظر» . ثم قال الترمذي: «لا يُعرف عن عبيد الله إلا من وجه رواية حفص، وإنما يعرف من حديث عمران بن حُدير، عن أبي البَزَرَى، عن ابن عمر. وأبو البَزَرَى اسمه: يزيد بن عطارد» .
وقال الترمذي في "جامعه" (1880) : «صحيحٌ غريبٌ» .
تنبيه: ضبط ابن ماكولا في "الإكمال" (1/428) كنية يزيد بن عطارد فقال: «أما البَزَرِي - بفتح الباء والزاي، وكسر الراء -: فهو أبو البَزَرِي يزيد بن عطارد، بصري روى عن ابن عمر، حدَّث عنه عمران بن حُدَير» . اهـ.
وخالفه الفيروز آبادي في "القاموس" (ص 349) فقال: «وأبو البَزَرَى - كَجَمَزَى-: يزيد بن عطارد، تابعي، وكسر الرَّاء لحنٌ» .
وتوسَّط الذهبي، فضبطه في "المشتبه" (ص 62) بقوله: «وبموحَّدة ثم زاي مفتوحتين، ثم راء ممالة» ؛ يعني: أنها مفتوحة بإمالة، تليها ألف مقصورة؛ كما قال المعلمي في تعليقه على الموضع السابق من "الإكمال". وانظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (1/437) .(4/380)
............................
1501 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ (1) ، عَنْ حَفْص - يَعْنِي: ابنَ غِيَاث - ... ، الْحَدِيثَ (2) ؟
قال أبو زرعة: [رواه] (3) حَفْصٌ وحدَهُ.
_________
(1) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/273) .
(2) يعني: الحديث السابق.
(3) في جميع النسخ: «أوله» ، والمثبت من "تاريخ بغداد" (8/196) ؛ حيث قال الخطيب: «أنبأنا البرقاني؛ أنبأنا الحسين بن علي التميمي؛ حدثنا ابن أبي حاتم؛ قال: سُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ هَذَا الحديث، فقال أبو زرعة: رواه حفص وحده» . اهـ.(4/381)
1502 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَيْس بْنُ الرَّبِيع (2) ،
عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّاني، عَنْ زَاذَانَ، عَن سَلْمان؛ قال: قلتُ للنبيِّ (ص) : قرأتُ فِي التَّوْرَاةِ: بَرَكةُ الوُضُوءِ قَبْلَ الطَّعَام (3) ، فَقَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : بَرَكَةُ الطَّعَامِ: الوُضُوءُ قَبْلَ الطَّعَام ِ وبَعْدَهُ؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(2) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (690) عن قيس به. ومن طريق الطيالسي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/275) .
ورواه أحمد في "مسنده" (5/441 رقم 23732) من طريق عفان، وأبو داود في "سننه" (3761) من طريق موسى بن إسماعيل، والترمذي في "جامعه" (1846) من طريق عبد الله بن نمير وعبد الكريم الجرجاني، والبزار في "مسنده" (2519 و2520) من طريق أبي قتيبة ويحيى بن ضريس، والطبراني في "الكبير" (6/238 رقم6096) ، والحاكم في "المستدرك" (3/604) من طريق عبيد بن إسحاق، والطبراني (6/238 رقم 6096) ، وتمَّام، في "فوائده" (964/الروض البسام) من طريق أبي بلال الأشعري، وابن عدي في "الكامل" (6/46) من طريق أبي معاوية، والحاكم في "المستدرك" (4/106) من طريق مالك بن إسماعيل، وتمَّام في "فوائده" (963/الروض البسام) من طريق عبيد الله بن موسى، جميعهم عن قيس، به.
ووقع عند الترمذي والحاكم في روايتَيْه وتمَّام نسبةُ أبي هاشم بأنه الرُّمَّاني. ووقع في رواية عفان عند أحمد، ومالك بن إسماعيل عند الحاكم تصريح قيس = = بالسَّماع من أبي هاشم.
قال أبو داود: «وهو ضعيف» .
وقال الترمذي: «لا نعرفُ هذا الحديثَ إلا من حديث قيس بن الربيع. وقيسُ بن الربيع: يُضعَّف في الحديث، وأبو هاشم الرمّاني اسمه: يحيى بن دينار» . وقال البيهقي: «قيس بن الربيع غير قوي، ولم يثبت في غسل اليد قبل الطعام حديثٌ» .
(3) كذا في جميع النسخ! ولفظه في بعض مصادر التخريج: قرأتُ في التَّوراة: أن بركةَ الطَّعام الوضوءُ قبلَه ... وفي بعضها: بعده، بدل: قبله.(4/382)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لو كان هذا الحديثُ صحيحً (1) ؛
كَانَ حَدِيثًا (2) ، وَأَبُو هاشمٍ الرُّمَّانيُّ لَيْسَ هُوَ.
قَالَ: ويُشْبِهُ هَذَا الحديثُ (3) أحاديثَ أَبِي خَالِدٍ (4) الواسِطي عَمْرُو (5) بْنُ خَالِدٍ، عِنْدَهُ مِن هَذَا النَّحْوِ أَحاديثُ موضوعةٌ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، وَعَنْ حَبِيب بْنِ أبي ثابت.
_________
(1) كذا في جميع النسخ دون ألف تنوين النصب، وهذه لغة ربيعة. وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
وتحتمل وجهًا آخرَ: أن تكون مرفوعةً على أنها خبرٌ للمبتدأ اسم الإشارة «هذا» ، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب خبر «كان» ، واسم «كان» ضمير الشأن. وانظر في ضمير الشأن: التعليق على المسألة رقم (854) .
(2) كذا في (ت) ولم تنقط في بقية النسخ، وعليه يكون معنى عبارة أبي حاتم: لَوْ كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ صَحِيحًا، لكان حديثًا أصلاً يُعتمد عليه في باب غسل الأيدي قبل الطعام وبعده، أو نحو هذا المعنى، ويحتمل أن تكون الكلمة: «حدثنا» ويكون المعنى: «لَوْ كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ صَحِيحًا، لقال قيس: حدثنا أبو هاشم» ؛ فإن قيسًا هذا وإن كان صدوقًا، فإنه قد ابتلي بابن ٍ له أدخل عليه ما ليس من حديثه، ومن ذلك أنه وضع لقيس في كتابه عن أبي هاشم الرُّمَّاني حديث أبي هاشم إِسْمَاعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ عَاصِمِ بن لقيط في الوضوء، فحدَّث به، فقيل له: من أبو هاشم؟ قال: صاحب الرُّمَّان. قال ابن المديني: «وهذا الحديث لم يروه صاحب الرُّمَّان، ولم يسمع قيس من إسماعيل بن كثير شيئًا، وإنما أهلكه ابنٌ له قَلَب عليه أشياءَ من حديثه» وإذا صحَّ هذا الاحتمال يكون معنى قول أبي حاتم: «وَأَبُو هَاشِمٍ الرُّمَّانِيُّ لَيْسَ هُوَ» أي: وأبو هاشم الذي في إسناد هذا الحديث ليس هو الرُّمَّانيَّ؛ وإنما هو أبو هاشم إسماعيل بن كثير، وقيس لم يسمع منه، وأن هذا مما أُدخل عليه، وعليه فلا يعتدُّ بتصريحه بالسماع عند أحمد والحاكم في إحدى روايتيه، والله أعلم.
(3) من قوله: «صحيح كان ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(4) في (أ) و (ش) و (ف) : «ابن خالد» بدل: «أبي خالد» .
(5) في (ك) : «عمر» .(4/383)
قَالَ أَبِي: رَوَى (1) عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، عَنْ (2) حَبيب بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَة، عن عليٍّ، عن النبيِّ (ص) أحاديثَ مَوْضُوعَةً؛ خَمْسَةً، سِتَّةً.
قَالَ أَبِي: ومَنْ لَمْ يَفْهَمْ - وَرَأَى تلك الأحاديثَ التي يَرْوِي (3) عنه ابنُ جُرَيج، وحسينٌ المُعَلِّم - يَظُنُّ أنَّ [أبا] خالد (4) هَذَا هُوَ (5) الدَّالانِيُّ (6) ، والدَّالانيُّ ثقةٌ، وَهَذَا ذاهبُ الحديثِ، ومَنْ يَفْهَمْ لم يَخْفَى (7) عليه (8) .
_________
(1) في (ك) : «وروى» بالواو.
(2) قوله: «عمرو بن خالد عن» سقط من (ك) .
(3) في (ش) و (ك) : «تروى» ، ولم تنقط في بقية النسخ، والمراد: التي يرويها. حُذِفَ الضمير العائد إلى الاسم الموصول. وانظر التعليق على المسالة رقم (1015) .
(4) في جميع النسخ: «يظن أن خالدًا» ، عدا (ف) ففيها: «يظن أن خالد» ، وصوِّبت في (أ) بخط مغاير كما هنا.
(5) قوله: «هو» سقط من (ك) .
(6) هو: يزيد بن عبد الرحمن الدالاني.
(7) كذا في جميع النسخ: «يخفى» ، والقياس: «لم يَخْفَ» بحذف الألف؛ لأنه مضارع معتلُّ الآخر، مجزومٌ بـ «لم» . ويخرَّج ما في النسخ على لغة من يُبقي حرف العلة مع الجازم. وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (228) .
(8) قال ابن القيِّم في "تهذيب السنن" (5/297-298) : «وقال الخلال في "الجامع": عن مهنَّا؛ قال: سألت أحمد عن حديث قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي هاشم، = = عن زاذان، عن سلمان، عن النبي (ص) : «بركةُ الطعام الوضوءُ قبله وبعده» ؟ فقال لي أبو عبد الله: هو منكر. فقلت: ما حدَّث بهذا إلا قيس بن الربيع؟ قال: لا. وسألت يحيى بن معين؛ وذكرتُ له حديث قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي هاشم، عن زاذان، عن سلمان ... الحديث؟ فقال لي يحيى بن معين: ما أحسنَ الوضوءَ قبل الطعام وبعده! قلت له: بلغني عن سفيان الثوري أنه كان يكره الوضوء قبل الطعام. وقال مهنَّا: سألت أحمد؛ قلت: بلغني عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ قال: كان سفيان يكره غسل اليد عند الطَّعام؛ قلت: لم كرهَ سفيان ذلك؟ قال: لأنه من زيِّ العجم، وضعَّف أحمد حديث قيس بن الربيع. قال الخلال: وأخبرنا أبو بكر المرُّوذي؛ قال: رأيت أبا عبد الله يغسل يديه قبل الطعام وبعده، وإن كان على وضوء» . اهـ.
وانظر الكلام على هذا الحديث في التعليق على "مختصر المستدرك" (869) .(4/384)
1503 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَيف بْنُ هَارُونَ البُرْجُمِي (2) ،
عَنْ سُلَيمان التَّيمي، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهدي، عن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . ونقل ابن رجب في "جامع العلوم" (ص521) كلام أبي حاتم هنا، مع بعض الاختلاف، ونقل عن الإمام أحمد أنه قال: «هو منكر» ، وأن ابن معين أنكره أيضًا.
(2) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3367) ، والترمذي في "جامعه" (1726) ، وفي "العلل الكبير" (513) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/174) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/346) ، والطبراني في "الكبير" (6/250 رقم 6124) ، وابن عدي في "الكامل" (3/430) ، والدارقطني في "الأفراد" (141/أ/أطراف الغرائب) ، والحاكم في "المستدرك" (4/115) ، وبيبى في "جزئها" (85) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/212) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/12) .
قال الترمذي في "جامعه": «هذا حديث غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وروى سفيان وغيره عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عثمان، عن سلمان قوله، وكأن هذا الحديث الموقوفَ أصحُّ. وسألت البخاريَّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: مَا أراه محفوظًا، روى سفيان عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عثمان، عن سلمان موقوفًا. قال البخاري: وسيف بن هارون مقاربُ الحديث، وسيف بن محمد، عن عاصم ذاهبُ الحديث» .
وقال العقيلي في ترجمة سيف: «ولا يحفظ إلا عنه بهذا الإسناد» . وقال ابن عدي: «هذا وإن كان معروفًا بسيف عن سليمان فقد رُوي عن غيره، عن سليمان التيمي» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به سيف بن هارون عن سليمان التيمي، عنه مرفوعًا، وروي عن ابن عيينة» .(4/385)
سَلمان؛ قال: سُئِلَ النبيُّ (ص) عَنِ الفِراءِ والسَّمنِ والْجُبْنِ (1) ؟ فَقَالَ: الحَلاَلُ مَا أَحَلَّ (2) اللهُ فِي كِتَابِهِ، والْحَرَامُ مَا حَرَّمَ (3) اللهُ فِي كِتَابِهِ، ومَا سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ مِمَّا عَفَا (4) عَنْهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ (5) ، رَوَاهُ الثِّقاتُ عَنِ التَّيمي، عَنْ أَبِي عثمان، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (6) ؛ لَيْسَ فِيهِ سَلمان؛ وَهُوَ الصَّحِيحُ (7) .
1504 - وسُئِلَ أبو زرعة عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيْد (8) بْنُ سَعِيدٍ (9) ،
عَنِ الثَّوْري، عَنْ مَنصور (10) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (11) ، عَنِ الأَسْوَدِ (12) ، عَنْ عائِشَة؛ قالت: أُهدِيَ إلى النبيِّ (ص) ضَبٌّ، فلم يأكُل منه، فقلت (13) :
_________
(1) ضبطت في (ت) : «الجُبُنِّ» بضم الباء وتشديد النون، وهو وجه في ضبطها كما بيناه في التعليق على المسألة رقم (1488) .
(2) في (أ) و (ش) : «ما أحله» .
(3) في (أ) : «ما حرمه» .
(4) في (ك) : «ما عفا» .
(5) وأنكره الإمامان أحمد بن حنبل وابن معين؛ كما في "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (ص521/الحديث الثلاثون) .
(6) كذا بدون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(7) للحديث طرق أخرى عن سلمان وغيره من الصحابة ج انظرها في تخريج "سنن سعيد بن منصور" (2/321-330) .
(8) ويقال: عُبَيدالله.
(9) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (24335) . وعنه أبو يعلى في "مسنده" (4461) . ورواه الطيالسي في "مسنده" (1487) ، وأحمد (6/105 رقم 24736) من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادٍ بن أبي سليمان، عن إبراهيم، بمثله.
ومن طريق الطيالسي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/325) وقال: «تفرَّد به حماد بن أبي سليمان موصولاً، وقيل: عنه، عن إبراهيم، عن عائشة مرسلاً» .
(10) هو: ابن المعتمر.
(11) هو: ابن يزيد النخعي.
(12) هو: ابن يزيد النخعي.
(13) في (أ) و (ش) : «فقلنا» .(4/386)
أَلاَ نُطعِمُ (1) السُّؤَّالَ؟ قال: لا تُطْعِمِ (2) السُّؤَّالَ مَا لاَ تَأْكُلِينَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ عُبَيد؛ قَالَ: عَنْ مَنصور؛ وَإِنَّمَا هُوَ: عَنْ حمَّاد (3) ، وَكَانُوا أربعةَ إِخْوَةٍ: يَحْيَى وعُبَيد وَمُحَمَّدٌ وعَنْبَسة، وعَنْبَسَةُ أصغرُهم، والصَّحيحُ: مَا حدَّثنا قَبِيصةُ (4) ، عن الثَّوْري (5) ،
عن
_________
(1) في (ت) و (ف) : «تطعم» ، ولم تنقط في (أ) و (ش) ، والمثبت من (ك) ، وفي مصادر التخريج: «أَلاَ أُطْعِمُ» .
(2) كذا في جميع النسخ، وفي رواية ابن أبي شيبة السابقة: «لا تطعمي» ، وهو الجادَّة، وما هنا يخرَّج على أن الأصل: «لا تُطْعِمِي» ، لكن حُذفت ياءُ المخاطبة اجتزاءً بالكسرة قبلها، والاجتزاءُ بالحركات عن الياء والواو والألف لغة هوازن وعليا قيس. وتقدم التعليق عليها في المسألة رقم (679) .
(3) في (ك) : «حمادة» . وحماد هذا هو: ابن أبي سليمان.
(4) هو: ابن عقبة السُّوائي.
(5) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (9/325-326) من طريق أبي أحمد الزبيري، عنه، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عائشة قالت: أُهديَ لنا ضبٌّ ... .
ورواه أحمد بن منيع في "مسنده"- كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (4705) - قال: حدثنا حجاج بن محمد، حدثني شعبة، عن حماد بمثله. قال شعبة: «ليس يذكر هذا عن إبراهيم إلا حماد» .
وسئل الدارقطني في "العلل" (5/62/أ) عن هذا الحديث، فأجاب: «يرويه إبراهيم النخعي، واختُلِف عنه، فرواه الثوري، واختُلِف عنه، فرواه عُبَيد بن سعيد الأموي، عَنِ الثَّوري، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، حدَّث به عنه أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، والحسن بن حماد الورَّاق. وخالفهم يونس ابن يعقوب الصفَّار؛ فرواه عُبَيد بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الثَّوري، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الأسود، عن عائشة. حدثناه ابن مخلد، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا يوسف الصفَّار بذلك، ورواه عبد الرحمن بن مهدي وأبو عاصم عن الثَّوري، عن إبراهيم، عن عائشة. وكذلك رواه وكيع عن مسعر، عن الثوري، عن حماد، وكذلك رواه شعبة وعمران القطان عَنْ حَمَّادٍ،، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عائشة. ورواه أبو حنيفة وحماد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ. وكذلك رواه الهيثم بن حنيف الصرَّاف، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عائشة، قاله عبَّاد بن كثير عنه، والصَّحيحُ: عن شعبة والثوري، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عائشة مرسلاً؛ ليس فيه الأسود» .(4/387)
حمَّاد، عَنْ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: أُهدِيَ لعائِشَةَ ضِبابٌ (1) ....
1505 - قال أَبُو مُحَمَّدٍ: قَرَأَ عَلَيْنَا أَبُو زُرْعَةَ كتابَ "الأَطْعِمَةِ"، فَانْتَهَى إِلَى حديثٍ كَانَ حدَّثهم قَدِيمًا إسماعيلُ بْنُ أَبَانَ الوَرَّاقُ، عَنْ عَنْبَسة بن عبد الرحمن، عَنْ عَلاَّق بْنِ مُسلِم (2) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : تَعَشَّوْا ولَوْ بِكَفٍّ مِنْ حَشَفٍ (3) ؛ فَإِنَّ تَرْكَ العَشَاءِ مَهْرَمَةٌ (4) .
_________
(1) في (ك) : «ضبان» . وهو صواب أيضًا، فجمع «ضَبٍّ» : أَضُبٌّ وضِبابٌ وضُبَّانٌ. انظر "القاموس المحيط" (ض ب ب /ص107) .
(2) ويقال: عَلاَّق بن أبي مسلم، وسماه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/59 رقم338) : «غَلاَّق بن مسلم» بالغين المعجمة.
قال المزي في "تهذيب الكمال" (22/550) : «وذكره أبو نصر بن ماكولا بالعين المهملة، وهو الصَّحيح» . وقال المزي: «ويقال: إنه عبد الملك بن عَلاَّق» .
(3) في (أ) و (ف) : «خشف» .
والحَشَفُ: اليابسُ الفاسِدُ من التَّمر. انظر "النهاية" (1/391) .
(4) الحديث أخرجه الترمذي في "جامعه" (1856) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4353) من طريق محمد بن يعلى الكوفي، عن عنبسة، عن عبد الملك بن عَلاَّق، عن أنس به.
ومن طريق أبي يعلى رواه ابن عدي في "الكامل" (5/262) .
قال الترمذي: «هذا حديث منكر، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وعنبسة يضعَّف في الحديث، وعبد الملك بن عَلاَّق مجهول» .
ورواه القضاعي في "مسند الشهاب" (735) من طريق عبيدة بن الحارث، عن عنبسة، عن عَلاَّق بن أبي مسلم، عن أنس به.
قال ابن حبان في "المجروحين" (2/174) : «وهذا لا أصلَ له» .
= ... ورواه ابن عدي في "الكامل" (5/262) من طريق عبد الرحمن بن مسهر، عن عنبسة، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أنس، به.
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (8/214-215) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (3/396) من طريق يحيى ابن أيوب، عن ابن السماك، عن عنبسة، عن مسلم، عن أنس، به. قال أبو نعيم: «غريب من حديث عنبسة وابن السماك، لم نكتبه إلا [من] حديث يحيى بن أيوب» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للألباني (116) .(4/388)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ ضعيفٌ» . ولم يَقرأ علينا (1) .
1505/أ - وَانْتَهَى أَبُو زُرْعَةَ إِلَى حديثٍ آخرَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبَانٍ (2) ، عَنْ كَثِير بْنِ سُلَيم، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكْثُرَ لَهُ (3) بَرَكَةُ بَيْتِهِ؛ فَلْيَتَوَضَّأ إِذَا حَضَرَ غَدَاؤُهُ، وإِذَا رُفِعَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ منكرٌ» ؛ وَامْتَنَعَ مِنْ قراءته، فلم يُسمَع (4) منه.
_________
(1) أي: ولم يقرأه علينا، يعني: هذا الحديثَ.
(2) روايته أخرجها أبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (686) من طريق أبي زرعة، عن إسماعيل بن أبان، به.
ورواه ابن ماجه في "سننه" (3260) ، وابن عدي في "الكامل" (6/63) من طريق جبارة، عَنْ كَثِيرِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أنس. وقرن ابن عدي قتيبةَ بن سعيد بجبارة.
ورواه البيهقي في "الشعب" (5424) من طريق عبد الله ابن صالح كاتب الليث، عن كثير، عن أنس به.
قال ابن عدي بعد أن ساق عدة روايات لكثير بن سليم: «وهذه الروايات عن أنس عامتها غير محفوظة» . وقال البيهقي: «وهذا ليس بشيء، وكثير بن سليم من طور أنس يأتي بما لا يُتابَع عليه» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للألباني _ح (117) .
(3) قوله: «له» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(4) المثبت من (ت) ، ولم ينقط في بقية النسخ.(4/389)
1506 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوَّاد بْنُ الجَرَّاح، عَنْ سَعِيدِ بْنُ بَشِيرٍ (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مَيمون بْنِ مِهْران، عَنِ ابْنِ عباس؛ قال: نَهى النبيُّ (ص) عَنْ أكلِ كُلِّ ذِي نابٍ مِنَ السِّباع، وَعَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّير؟
قَالَ أَبِي: كَذَا رَوَاهُ سعيدُ بْنُ بَشير!
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرَوَاهُ أَبُو عَوَانة (3) ، عَنِ الحَكَم (4) وَأَبِي بِشْر (5) ، عَنْ مَيمون بْنِ مِهْران، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَروبة (6) ، عَنْ علي بن الحَكَم،
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1480) .
(2) روايته أخرجها تمَّام في "فوائده" (946/الروض البسَّام) .
(3) هو: وضَّاح بن عبد الله اليشكُري. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2868) . ومن طريق الطيالسي رواه أحمد في "مسنده" (1/302 و373 رقم 2747 و3544) ، ومسلم في "صحيحه" (1934) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (7612) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/95) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/25) ، و (9/315) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/278) .
(4) هو: ابن عُتَيبة.
(5) في (أ) و (ش) : «وابن بشير» . وأبو بشر هذا هو: جعفر ابن أبي وحشيَّة.
(6) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/339 رقم 3141) ، وأبو داود في "سننه" (3805) ، وابن ماجه في "سننه" (3234) ، والنسائي في "المجتبى" (4348) ، وابن الجارود في "المنتقى" (893) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/190) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/315) .
قال البزار - كما في "بيان الوهم والإيهام" لابن القطان (2/450) -: «وَلا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَنْ ميمون ابن مِهْرَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابن عباس إلا عليُّ ابن الحكم، وقد رواه أبو بشر والحكم، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابن عباس، ولم يذكرا سعيد بن جبير بينهما» .(4/390)
عَنْ مَيمون بْنِ مِهْران، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ عِنْدِي (1) محفوظٌ (2) .
1507 - وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي مريم (4) ،
عن
_________
(1) في (ف) : «كذا» بدل: «عندي» .
(2) قال الخطيب - كما في "تحفة الأشراف" (5/253) -: «والصحيح في هذا الحديث: عن ميمون، عن ابن عباس، ليس بينهما سعيد بن جبير» .
وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (2/450) : «ولم يسمعه [أي: ميمون] من ابن عباس، بل بينهما فيه سعيد بن جبير» .
= ... وقال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (5/253) : «وخالفه [أي عليَّ بن الحكم] الحكمُ بن عتيبة وأبو بشر جَعْفَر بْن أَبِي وحشية، فلم يذكرا سعيد بن جبير، وهما أحفظ من علي بن الحكم؛ فروايته شاذة» .
(3) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وقد تقدمت هذه المسألة برقم (1499) ، ونقلها بتمامها ابن عبد الهادي في "التنقيح" (2/567) ، ونقل بعضها في "المحرر" (852) ، وأشار ابن حجر في "فتح الباري" (1/344) ، و"موافقة الخُبر الخَبَر" (1/154) إلى حكم أبي حاتم هنا.
(4) هو: سعيد. وروايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (3/87) من طريق يحيى بن عثمان، عنه، به.
ورواه ابن المنذر في "الأوسط" (2/293 رقم 888) من طريق علاَّن بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مريم، عن ابن وَهْب، عن عبد الجبار، به.
ورواه ابن عدي في "الكامل" (5/324) من طريق الحارث بن مسكين، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/354) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، كلاهما عن ابن وَهْب، عن عبد الجبار، به.
قال ابن عدي: «وهذا بهذا الإسناد لا يرويه غيرُ عبد الجبار هذا» .
ورواه الدارقطني في "الأفراد" (175/أ/أطراف الغرائب) من طريق عبد الجبار، عن الزهري، به. وقال: «كذا رواه عبد الجبار بْنِ عُمَرَ الأَيْلِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن سالم، ورُوي عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ كذلك، وكلاهما وهمٌ، والصَّحيح: عن عبيد الله، عن ابن عباس» .
ورواه الطبراني في "الأوسط" (3077) من طريق شعيب بن يحيى، عن عبد الجبار بن عمر، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، به.
قال الطبراني: «هكذا رواه عبد الجبار بن عمر، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هريرة، ورواه أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ عُبَيدالله بن عبد الله، عن ابن عباس» .
ورواه الدارقطني في "السنن" (4/291) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/380) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/354) من طريق شعيب بن يحيى، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ ابن جريج، عن الزهري، به. قال الدارقطني في "الأفراد" (175/أ/أطراف الغرائب) : «تفرَّد بحديث ابن جريج شعيب بن يحيى، عن يحيى بن أيوب، عنه» . وقال أبو نعيم: «غريب من حديث الزهري، لم يروه عن ابن جريج إلا يحيى بن أيوب» . وقال البيهقي: «والصَّحيح عن ابن عمر من قوله موقوفًا عليه غير مرفوع» .(4/391)
عبد الجَبَّار بْنِ عُمَرَ الأَيْلي، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن النبيِّ (ص) ؛ فِي الفَأْرَةِ تَقَعُ (1) فِي السَّمْنِ؛ قَالَ: إِنْ كَانَ جَامِدًا ... ، الحديثَ؟
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرَوَاهُ مَعْمَر (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
_________
(1) في (ت) : «يقع» وكلاهما صحيح، وانظر توجيه ذلك في التعليق على مثله في المسألة رقم (178) .
(2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (278) عن معمر، به.
ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (2/265 رقم 7601) ، وأبو داود في "سننه" (3842) ، وابن الجارود في "المنتقى" (871) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2/284 رقم 871) ، وابن حبان في "صحيحه" (1393 و1394) ، والدارقطني في "العلل" (7/287) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/353) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/37 و38) .
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (24383) ، والبزار في "مسنده" (44/أ/مسند أبي هريرة) من طريق عبد الأعلى السامي، وأحمد (2/232-233 و490 رقم 7177 و10355) من طريق غندر، والبزار (44/أ) ، والدارقطني في "العلل" (7/287) من طريق يزيد ابن زريع، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/353) من طريق عبد الواحد بن زياد، جميعهم عن معمر، به.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبي هريرة إلا معمر، وقد خولف في إسناده ومتنه» .
وقال ابن حجر في "موافقة الخُبر الخَبر" (1/153) : «هذا حديث غريب، تفرَّد به معمر، عن الزهري، وخالف أصحاب الزهري في إسناده» .
وانظر "العلل" للدارقطني (1357) ، و"الضعفاء" للعقيلي (3/87) ، و"مرويات الزهري المعلَّة" للدكتور عبد الله دَمْفُو (2/980-1017) .(4/392)
قَالَ أَبِي: كِلاهُمَا وَهَمٌ، والصَّحيحُ: الزُّهْري (1) ، عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن مَيمونة، عن النبيِّ (ص) ؟
1508 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ فُضَيل (3) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (4) وَأَبِي سُفْيَانَ (5) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : إِذَا أَكَلَ (6) أَحَدُكُمْ، فَلاَ يَمْسَحْ يَدَهُ بِالمِنْدِيلِ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا؛ فَإِنَّهُ لا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَام ٍ (7) البَرَكَةُ؟
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1499) .
(2) انظر المسألة التالية، والمسألة رقم (2281) .
(3) هو: محمد. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (24446) . ومن طريقه أخرجه مسلم في "صحيحه" (2033) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1934) .
(4) هو: ذكوان السمان.
(5) قوله: «وأبي سفيان» سقط من (ف) . وأبو سفيان هذا هو: طلحة بن نافع.
(6) قوله: «أكل» سقط من (ف) .
(7) في مصادر التخريج السابقة: «طعامه» .(4/393)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الناسُ يَقُولُونَ (1) : عَنْ أَبِي سُفيان، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) فقَطْ (2) ، بِلا «أَبِي صَالِحٍ» (3) .
1509 - وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يعقوبُ بنُ حُمَيد بْنِ كاسِب، عن أسامة ابن حَفْص، عَنِ ابْنِ لَهِيعة، عَنِ الأعرَج (6) ، عَنْ أَبِي عَمْرَة الأَنْصَارِيِّ، عن النبيِّ (ص) قال: إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَتَلَعَّقْ (7) أَصَابِعَهُ؛ فَإِنَّهُ لا يَدْرِي فِي أَيِّهِنَّ البَرَكَةُ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا قَالَ! وَإِنَّمَا هُوَ: ابْنُ أبي عَمْرَة (8) ،
_________
(1) في (أ) و (ش) : «يقولونه» .
(2) قوله: «فقط» ليس في (ك) .
(3) رواه مسلم في "صحيحه" (2033) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1903) من طريق جرير، وابن أبي شيبة في "المصنف" (24437) ، وأحمد في "مسنده" (3/316 رقم 14390) ، ومسلم (2033) من طريق أبي معاوية، وأبو يعلى (2283) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (8277) من طريق يعلى بن عبيد، وأبو عوانة (8278 و8288 و8289) من طريق عيسى بن يونس ومالك بن سعير وشيبان، جميعهم عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عن جابر، به.
(4) انظر المسألة السابقة، والمسألة رقم (2281) .
(5) قوله: «أبو زرعة» ليس في (ت) و (ك) .
(6) هو: عبد الرحمن بن هُرْمُز.
(7) كذا في جميع النسخ، وهو تفعُّلٌ من اللَّعْق، فهو في معنى «فَلْيَلْعَقْ أصابعَهُ» بمعنى: فَلْيَلْحَسْهَا؛ قال في "الصحاح" (4/1550) : «لَعِقْتُ الشيءَ، بالكسر، أَلْعَقُهُ لَعْقًا، أي: لَحِسْتُهُ ... والمِلْعقة: واحدة الملاعق، واللُّعْقة بالضم: اسمُ ما تأخذه المِلْعقة، واللَّعْقة بالفتح: المرة الواحدة ... واللَّعُوق: اسمُ ما يُلْعَق» . اهـ. وجاء متن هذا الحديث في كثير من كتب السنة وغيرها بلفظ: «فَلْيَلْعَقْ أصابعَهُ» ، ولم نقف عليه بهذا اللفظ الذي وقع هنا، في شيء من كتب اللغة أو الحديث أو غيرها، والله أعلم.
(8) واسمه: عبد الرحمن.(4/394)
عن النبيِّ (ص) (1) .
1510 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ القَعْنَبي (3) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ المُغيرَة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي موسى، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ، فَلْيُمِطْ عَنْهَا (4) ، ثُمَّ لْيَأكُلْهَا، وَلا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَان ِ.
وَرَوَاهُ (5) حمَّاد بْنُ سَلَمة (6) ، عَن ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
فَقَالَ (7) أَبُو زُرْعَةَ: حمَّادٌ أحفظُ.
1511- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (8) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيسابوري - نزيلُ مَكَّةَ (9) - عَنْ لَيث بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زُهْرَة بْنِ مَعْبَد، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِيِّ (10) ، عَنْ أَبِي أيُّوب الأَنْصَارِيِّ: أنَّ
_________
(1) يعني: مرسلاً؛ لأن عبد الرحمن بن أبي عمرة تابعيٌّ.
(2) قوله: «أبو زرعة» ليس في (ت) و (ك) .
(3) هو: عبد الله بن مسلمة.
(4) كذا، وفيه حذف المفعول به، وهو «الأذى» لفهمه من السياق، وقد جاء مصرَّحًا به في روايات أخرى، وانظر التخريج الآتي. وانظر التعليق على المسألة رقم (24) .
(5) في (أ) و (ش) : «وروى» .
(6) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2034) ، وأحمد في "مسنده" (3/177 رقم 12815) ، وابن حبان في "صحيحه" (5249 و5252) .
(7) في (ش) : «قال» .
(8) قوله: «أبو زرعة» من (ف) فقط. وستأتي هذه المسألة برقم (2569/أ) .
(9) روايته أخرجها الطبراني في "الدعاء" (897) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (691) .
(10) هو: عبد الله بن يزيد.(4/395)
رسولَ الله (ص) كَانَ إِذَا أكَلَ أَوْ شَِربَ قَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا، وسَقَانَا، وسَوَّغَهُ، وجَعَلَ لَهُ مَخْرَجًا؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حديثِ لَيث (1) ابن سَعْدٍ.
قلتُ: هَذَا مِنْ حَدِيثِ (2) ابْنِ وَهْب (3) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أيُّوب، عَنْ أَبِي عَقِيلٍ زُهْرَةَ بنِ مَعْبَد، عَنْ أَبِي عبد الرحمن الحُبُلِيِّ، عَنْ أَبِي أيُّوب، عَنِ النبيِّ (ص) (4) .
1512 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ المُبارك (6) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (7) ، عَنْ مَعْن بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ النبيِّ (ص) قَالَ: الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ مِثْلُ الصَّائِمِ الصَّابِرِ.
_________
(1) زاد قبله في (ف) : «ليس» .
(2) من قوله: «لَيث بن سعد ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(3) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أبو داود في "السنن" (3851) ، والنسائي في "الكبرى" (6894 و10117) ، وابن حبان في "صحيحه" (5220) ، والطبراني في "الكبير" (4/182 رقم 4082) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (470) .
ورواه الطبراني في "الأوسط" (5384) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (10/62) من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج، والطبراني في "الكبير" (4/182 رقم 4082) من طريق رشدين بن سعد، كلاهما عن زهرة بن معبد، به.
(4) انظر زيادة بيان في المسألة رقم (2569/أ) .
(5) في (ت) و (ك) : «وسُئل» فقط؛ عطفًا على ما سبق، وفي (أ) و (ش) : «وسئل أبي» ، والمثبت من (ف) .
(6) هو: عبد الله.
(7) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. وقد ذكر روايته الدارقطني في "العلل" (10/374) .(4/396)
وَرَوَاهُ (1)
محمدُ بنُ مَعْن، عَنْ أبيه - وعبدُاللهِ (2) بنُ عبد الله (3) ، عَنْ (4) مَعْن بْنِ مُحَمَّدٍ - عَنْ حَنْظَلة بْنِ عَلِيٍّ الأَسْلَمي، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
فَقِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما أصحُّ؟
_________
(1) الحديث من هذا الوجه أخرجه ابن ماجه في "سننه" (1764) من طريق يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، عن محمد بن معنٍ وعبد اللهِ بن عبد الله الأُمَوِيِّ، كلاهما عن معن بن محمد، به.
ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" (1899) ، وأبو عوانة في "مسنده" (8242) ، والحاكم في "المستدرك" (1/422) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/306) من طريق عمر بن علي المقدمي، والطبراني في "الأوسط" (7381) من طريق ابن جريج، كلاهما عَنْ مَعْنٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ أبي هريرة، به.
ورواه الترمذي في "جامعه" (2486) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6582) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/288) من طريق إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، عَنْ محمد بن معن، وابن خزيمة (1898) من طريق عمر بن علي، كلاهما (محمد وعمر) عن معن، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هريرة، به.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب» .
وقال ابن خزيمة: «الإسنادان صحيحان: عن سعيد المقبري، وعن حنظلة بن علي جميعًا، عن أبي هريرة، ألا تسمع المقبري يقول: كنت أنا وحنظلة بن علي بالبقيع مع أبي هريرة» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (2061) الاختلاف في هذا الحديث ورجَّح رواية سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وانظر "فتح الباري" لابن حجر (9/583) .
(2) أي: «ورواه عبدُاللهِ ... » ، فقوله: «عبد الله» مرفوعٌ عطفًا على «محمد بن معن» ، وانظر التخريج السابق، وقد وقع نحو ذلك في المسألة رقم (1522) .
(3) هو: الأموي. وفي (ك) : «عن أبيه عبد الله بن عبد الله» .
(4) في (ش) : «بن» .(4/397)
فَقَالَ: حَدِيثُ مَعْنٍ، عَنْ حَنْظَلة بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) : محفوظٌ؛ رَوَاهُ (1) دَاوُدُ العطَّار (2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ مَعْن، عَنْ حَنْظَلة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
1513 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ بِلالٍ (4) ، عَنْ محمد بن عبد الله بْنِ أَبِي حُرَّة، عَنْ عمِّه حَكِيم بْنِ أَبِي حُرَّة، عَنْ سَلمان الأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، لا (5) أعلمُهُ إِلا عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ مِثْلُ الصَّائِمِ الصَّابِرِ.
وَرَوَاهُ الدَّراوَرْدي (6) ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الله ابن أَبِي حُرَّة، عَنْ عمِّه حَكِيم بْنِ أَبِي حُرَّة، عَنْ سِنَانِ بنِ سَنَّة الأَسْلَميِّ صاحبِ رَسُولِ الله (ص) ، عن رسول الله (ص) (7) .
_________
(1) في (ف) : «ورواه» .
(2) في (ك) : «القطان» ، وهو داود بن عبد الرحمن العطار، وروايته ذكرها الدارقطني في "العلل" (10/374 رقم 2061) من طريق الفضل بن موسى السيناني، عنه، به. وانظر التعليق المتقدِّم.
(3) في (ت) و (ك) : «وسئل» فقط؛ عطفًا على ما سبق، وفي (أ) و (ش) : «وسئل أبي» ، والمثبت من (ف) .
(4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/289 رقم 7889) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/143) ، والبيهقي (4/306) .
(5) في (ش) : «ولا» .
(6) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/343 رقم 19014) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/142) ، وابن ماجه في "سننه" (1765) ، وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (4/343 رقم 19015) ، والطبراني في "الكبير" (7/100 رقم6492) .
(7) قوله: «عن رسول الله (ص) » سقط من (أ) و (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.(4/398)
فقيل لأبي زرعة: أيُّهما صحيحٌ (1) ؟
قَالَ: حديثُ الدَّراوَرْديِّ أشبهُ (2) .
1514 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (3) عَنْ حديثٍ كَانَ رواه قديمًا (4)
عن عبد الرحمن بن عبد الملك بْنِ شَيْبَة الحِزَامي (5) ، عَنِ ابْنِ (6) أَبِي فُدَيْك (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا قُرِّبَ إِلَى أَحَدِكُمُ الحَلْوَى، فَلْيَأكُلْ (8) مِنْهَا وَلا يَرُدَّهَا؟
_________
(1) في (ك) : «أصح» .
(2) ذكر ابن حجر في "فتح الباري" (9/582-583) الاختلاف في هذا الحديث، ونقل عن أبي زرعة ترجيحه لرواية الدراوردي هذه.
(3) في (ت) و (ك) : «وسئل» فقط، عطفًا على ما سبق، وفي (أ) و (ش) : «وسئل أبي» ، والمثبت من (ف) .
(4) رواه عن أبي زرعة البرذعي في "سؤالاته" (2/400) .
والحديث أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/206) ، والدارقطني في "الأفراد" (314/ب/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "الشعب" (5536 و5670) من طريق فضالة بن حصين، وابن عدي في "الكامل" (2/54) من طريق بحر بن كنيز السفار، كلاهما عنه، به.
ومن طريق ابن حبان رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1378) .
قال الدارقطني: «تفرَّد به فَضالة بن حُصين، عنه» . وقال البيهقي: «تفرَّد به فَضالة بن حُصين العطَّار، وكان متهمًا بهذا الحديث» . وقال أيضًا: «وهذا إسنادٌ غير قويٍّ» . وقال ابن الجوزي: «وهذا لا يصحُّ» . وانظر "لسان الميزان" (4/435) .
(5) في (ك) : «الخزامي» .
(6) قوله: «ابن» سقط من (ك) .
(7) هو: محمد بن إسماعيل.
(8) في (ك) : «فيأكل» .(4/399)
فَامْتَنَعَ أَبُو زُرْعَةَ مِنْ أَنْ يحدِّثنا بِهِ، وَقَالَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) .
1515- وسألتُ أَبِي عَنْ أحاديثَ ثلاثةٍ (2) رَوَاهَا أَبُو يُوسُفَ المَديني؛ مِنْهَا:
حديثُ أَبِي يُوسُفَ (3) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (4) ، عَنْ سَهل بْنِ سعد؛ قال: رأيتُ النبيَّ (ص) يأكُلُ البِطِّيخَ (5) بِالرُّطَبِ؟
قَالَ أَبِي: أَبُو يُوسُفَ هَذَا اسمُهُ: يعقوبُ ابنُ الْوَلِيدِ؛ ضعيفُ الْحَدِيثِ (6) ، وحديثُ سَهلٍ هُوَ باطلٌ، وَهَذِهِ الأحاديثُ الثلاثةُ بواطيلُ.
_________
(1) ذكر البرذعي في "سؤالاته" (2/400-401) أنه سأل أَبَا زُرْعَةَ عَن هَذَا الْحَدِيثِ والحديث الآتي برقم (1546) ؟ قال: «فأمرني أن أضربَ عليهما، ولم يقرأهما» .
(2) انظر الحديثين الآخرين في المسألة المتقدمة برقم (1235) ، والآتية برقم (2423) .
(3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3326) ، والطبراني في "الكبير" (6/162 رقم 5859) ، وابن عدي في "الكامل" (7/147) ، والدارقطني في "الأفراد" (137/ب/أطراف الغرائب) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/245-246) .
قال الدارقطني: «تفرَّد به يعقوب بن الوليد المدني، عنه» .
ونقل عبد الله ابن الإمام أحمد في "العلل" (1305) عن أبيه قال: «يعقوب بن الوليد من أهل المدينة، وكان من الكذَّابين الكبار، يحدث عن أبي حازم ... » ، ثم ذكر له هذا الحديث. ونقل ابن عساكر عن ابن شاهين قوله: «تفرَّد به عن أبي حازم - فيما أعلم - يعقوب بن الوليد المدني، وليس هو عندهم بذاك» .
= ... وانظر "الجرح والتعديل" (9/216) ، وانظر "السلسلة الصحيحة" للألباني (57) .
(4) هو: سلمة بن دينار.
(5) في (ت) و (ف) و (ك) : «الطِّبِّيخ» ، وهي لغة في «البِطِّيخ» كما ذكر الخطابي وغيره. انظر: "فيض القدير" (5/196 و230) ، و"عون المعبود" (10/222) .
(6) قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" في الموضع السابق: «كان من الكذابين الكبار» .(4/400)
1516 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عَمَّار (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سُمَيع (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الزُّعَيْزِعَة، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْب، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) : أنَّه كَانَ يَقُولُ فِي الطَّعَامِ إِذَا قُرِّبَ إِلَيْهِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيمَا رَزَقْتَنَا وقِنَا عَذَابَ النَّارِ، بِاسْمِ اللهِ، فَإِذَا فرَغَ قَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا وهَدَانا، والَّذِي أَشْبَعَنَا (4) وأَرْوَانَا، وكُلَّ الإِحْسَانِ آتَانَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ، وابنُ أَبِي (5) الزُّعَيْزِعَة لا يُشْتَغَلُ بِهِ؛ منكرُ الْحَدِيثِ (6) .
1517 - وسألتُ أَبِي (7) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عيَّاش، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيدالله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: دخلتُ على خالتي مَيْمونَةَ وخالدُ ابنُ الْوَلِيدِ (8) ، فَقَالَتْ مَيمونة: يَا رسولَ اللَّهِ، أَلا أطعمُكَ مِمَّا أهدَتْ إليَّ أختي من البادية؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "الدعاء" (888 و895) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (457 و466) ، وابن عدي في "الكامل" (6/206) .
(3) قوله: «عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سميع» مكرر في (ك) .
(4) في (ك) : «أسبغنا» .
(5) في (ك) : «وأين ابن» .
(6) وانظر "الجرح والتعديل" (7/261 رقم425) .
(7) في (ت) و (ك) : «وسألته» ، وتقدمت هذه المسألة برقم (1482) و (1497) ، وانظر المسألة الآتية برقم (1527) .
(8) قوله: «وخالدُ بنُ الوليد» بالرفع عطفًا على فاعل «دخَلَ» ، وهو تاء المتكلِّم. ولفظه في المسألة رقم (1527) : «عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدَ دخلَ مَعَ رَسُولِ الله (ص) بيت مَيمونة» ، وقال عنه ابن الجُنَيد: «والصَّحيحُ عندي: دخلتُ أنا وخالدٌ» .(4/401)
فقرَّبَتْ ضَبَّينِ مَشْوِيَّيْنِ عَلَى خُبْزٍ، فقال النبيُّ (ص) : كُلُوا؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ طَعَامِ قَوْمِي، أَجِدُنِي أَعَافُهُ. فأكَلَ مِنْهُ ابنُ عَبَّاسٍ وخالدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وقالتْ مَيْمونة: لا آكُلُ مِنْ طعام ٍ لَمْ يأكلْ مِنْهُ رسولُ اللَّهِ (ص) .
فأُتي بإناءٍ، فَشَرِبَ، وَعَنْ يَمِينِهِ ابنُ عَبَّاسٍ، وَعَنْ يَسَارِهِ خالدُ بن الوليد، فقال النبيُّ (ص) لابْنِ عَبَّاسٍ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَسْقِيَ خَالِدًا؟ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا أُحِبُّ أنْ أُوثِرَ بِسُؤْرِ رسول الله (ص) عَلَى نَفْسِي أَحَدًا، فَنَاوَلَهُ، فَشَرِبَ (1) ، وشرب خالدٌ، فقال النبيُّ (ص) : مَنْ أَطْعَمَهُ اللهُ طَعَامًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَارْزُقْنَا خَيْرًا مِنْهُ، ومَنْ سَقَاهُ اللهُ لَبَنًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وزِدْنَا مِنْهُ؛ فَإِنِّي لاَ أَعْلَمُ شَيْئًا يُجْزِئُ مِنَ الطَّعَامِ والشَّرَابِ إِلاَّ اللَّبَنَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خَطأٌ مِنْ وُجُوهٍ، وَقَدْ كتبتُ خَطَأَهُ فِي ظَهْرٍ (2) .
1518 - وسمعتُ أبي وروى حديثَ محمدِ ابن مُصفًّى؛ قَالَ: حدَّثنا بَقِيَّة (3) ، حدَّثنا الزُّبَيدي (4) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخَوْلاني (5) ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبة الخُشَني: أنَّ رسولَ الله (ص) نَهى عن أَكلِ
_________
(1) في (ك) : «وشرب» .
(2) هذه الوجوه التي أشار إليها أبو حاتم هنا فصَّلها في المسألة رقم (1482) ، وانظر المسألة رقم (1497) و (1527) .
(3) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2630) ، والنسائي في "سننه" = = (4342) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (7606) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/206) ، والطبراني في "الكبير" (22/210 رقم 559) .
(4) هو: محمد بن الوليد.
(5) هو: عائذالله بن عبد الله.(4/402)
كُلِّ ذِي نابٍ منَ السِّباع، وَعَنْ لحومِ الحُمُرِ الأَهليَّة.
قَالَ أَبِي (1) : قَوْلُهُ: «لُحُومُ الحُمُرِ الأَهليَّة» لم يَرْوِهِ غيرُ الزُّبَيْدِي (2) .
_________
(1) قوله: «قال أبي» سقط من (ك) ، وفي هامش النسخة (أ) تعقيب على عبارة أبي حاتم هذه بخط مغاير نصه: «بل رواه صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ... [كلمة غير واضحة] العمي، ورواه عقيل ويونس» .
(2) اختلفت كلمة الأئمة في هذا الحديث، فأبو حاتم يرى أن الزُّبَيدي تفرَّد - دون أصحاب الزهري - بلفظ: «لحوم الحُمُر الأهلية» مع أنه قد وافقه عليها غيره؛ فقد روى أحمد في "مسنده" (4/193 رقم 17735) من طريق عُقَيل بن خالد الأيلي، والبخاري في "صحيحه" (5527) من طريق صالح بن كيسان، وأبو عوانة في "صحيحه" (7605) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (11/10) من طريق صالح بن أبي الأخضر، ثلاثتهم عن الزهري، به، بمثل رواية الزُّبَيدي، واقتصر البخاري على تحريم لحوم الحمر الأهلية، وخالف البخاري أبا حاتم في ذلك، فرواه من طريق صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ - كما سبق - ثم قال: «تابعه الزُّبيدي، وعُقيل، عن ابن شهاب، وقال مالك ومعمر والماجشون ويونس وابن إسحاق: عن الزهري: نَهى النبي (ص) عَنْ كلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّباع» . وذهب الدارقطني في "العلل" (1163) إلى صحَّة الوجهين عن الزهري. وذهب ابن عبد البر إلى أن تحريم لحوم الحُمُر الأهليَّة لا يصحُّ عن الزهري بهذا الإسناد أصلاً، فضعَّف رواية صالح بن أبي الأخضر، وخطَّأ رواية صالح بن كيسان، ولم يذكر رواية الزُّبَيدي، وأما رواية عُقيل فقد ذكر أن عُقيلاً يرويه بمثل رواية الجماعة عن الزهري؛ بعدم ذكر لحوم الحمر الأهليَّة، وكذا ذكر الدارقطني في "العلل" (1163) رواية عقيل.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (11/11) : «ورواه صالح بن أبي الأخضر، وليس هو مما يُحتجُّ به في الزهري. وصالح بن كيسان - وإن كان ثقة - فإنه أخطأ في هذا؛ لأن أصحاب الزهري الثقات: مالك، وابن عيينة، ومعمر، ويونس، وعُقيل، لم يذكروا في هذا الإسناد غير النهي عن أكل كلِّ ذي الناب من السِّباع» .
وقال أيضًا: «ولا يصحُّ عن ابن شهاب في تحريم الحُمُر الأهليَّة إسنادٌ؛ إلا إسناد مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عبد الله والحسن ابني مُحَمَّدِ بْنِ عَليّ بْن أَبِي طالب، عن أبيهما، عن عليٍّ، عن النبي (ص) » . والله أعلم.(4/403)
1519 - وسألتُ (1) أَبِي (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو أُميَّة الطَّرَسُوسي (3) ، عَنِ الْوَلِيدِ بن محمد ابن صالح الأَيْلِيِّ (4) ، عَن مبارك بْن فَضَالة، عَن الْحَسَنِ (5) ، عَنْ سَمُرَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: طَعَامُ الوَاحِدِ يَكْفِي الاِثْنَيْنِ، وطَعَامُ الاِثْنَيْنِ يَكْفِي الأَرْبَعَةَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
1520 - وسمعتُ أَبِي (6) يَقُولُ: رَوَى عبد الرَّزَّاق (7) ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) : كُلُوا الزَّيْتَ، وائْتَدِمُوا بِهِ ... (8) .
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (1485) ، وقال أبو حاتم هناك: «هَذَا حديثٌ باطلٌ - يَعْنِي بِهَذَا الإسناد - والوليد مجهول» .
(2) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(3) هو: محمد بن إبراهيم.
(4) كذا في (ت) و (ش) ، وتشبه في (ك) : «الأبلي» ، وهي غير منقوطة في (أ) و (ف) . وتقدم في المسألة رقم (1388) و (1485) .
(5) هو: البصري.
(6) في (ت) و (ك) : «وسمعته» .
(7) روايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (13/المنتخب) ، وفي "تفسيره"- كما في "مسند الفاروق" لابن كثير (2/598) - وابن ماجه في "سننه" (3319) ، والترمذي في "جامعه" (1851) ، وفي "العلل الكبير" (570) ، والبزار في "مسنده" (275) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4450) ، والحاكم في "المستدرك" (4/122) ، والضياء في "المختارة" (82 و83) .
(8) وتمامه: «فإنه يخرج من شجرة مباركة» .(4/404)
حَدَّثَ (1) مرَّةً عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) (2) ... هَكَذَا رَوَاهُ دَهْرًا، ثُمّ قَالَ (3) بعدُ: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أحسَبُهُ عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، ثُمَّ لَمْ يَمُتْ (4) حَتَّى جَعَلَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عُمَر، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ بلا شَكٍّ (6) .
_________
(1) أي: حدَّث به عبدُالرَّزاق مرةً عن معمر، فجعلهُ عن زيد ابن أسلم، به، ورواية عبد الرزاق من هذا الوجه أخرجها في "مصنفه" (19568/جامع معمر) ، ومن طريقه أخرجها الترمذي في "جامعه" (1851) .
(2) يعني: مرسلاً.
(3) أي: عبدُالرَّزاق. وروايته على هذا الوجه أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (5539) من طريق أحمد ابن منصور الرمادي، عن عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم، به.
(4) أي: عبد الرزاق.
(5) تقدَّم تخريج رواية عبد الرزاق من هذا الوجه في أول المسألة.
(6) قال أبو داود في "مسائل أحمد" (ص392 رقم 1877) : «سألت أحمد عن حديث عبد الرَّزاق، عَنْ مَعْمَر، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، عن النبي (ص) : «كُلُوا الزَّيْتَ وادَّهِنُوا بِهِ؛ فإِنَّها شَجَرةٌ مُبارَكةٌ» ؟ فقال: هذا حدثنا به عبد الرَّزاق، عَنْ مَعْمَر، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عن أبيه، ليس فيه عمر» . اهـ.
وروى عباس الدوري في "تاريخه" (3/142 رقم595) عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قال: «حدَّث مَعْمَر، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : «كُلُوا الزَّيْتَ وادَّهِنُوا بِهِ ... » ، ليس هو بشيء؛ إنما هو عن زيد مرسلاً» . اهـ.
وقال الترمذي في "العلل الكبير" (570) : «سألت محمدًا [يعني: البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ حديثٌ مرسل. قلت له: رواه أحدٌ عن زيد بن أسلم غيرُ معمر؟ قال: لا أعلمه» . اهـ.
وقال في "جامعه" (1851) : «هذا حديث لا نعرفُه إلا من حديث عبد الرزاق، عن معمر، وكان عبد الرزاق يضطَرب في رواية هذا الحديث، فربما ذكر فيه: " عن عمر، عن النبي (ص) "، وربما رواه على الشَّك، فقال: أَحْسَبُهُ عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، وربما قال: عن زيد ابْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النبي (ص) مرسلاً» . اهـ.
وقال البزار: «وهذا الحديثُ لا نعلمه يُروى عن عمر، عن النبي (ص) إلا من هذا الوجه، ولا رواه عن زيد إلا معمر، وزياد بن سعد، ورواه غيرُ واحد عن عبد الرزاق، عن معمر، عن زيد، عن أبيه، ولا أعلمه إلا عن عمر، ورواه غيرُ واحد بلا شَك، وهذا الكلام قد روي عن أبي أسيد وعن أبي هريرة، وإسنادهما فغير ثابت» .(4/405)
1521- وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ الفَزاري (2) ، عَنْ سُفْيان، عن سُهَيل ابن أبي صالح، عن عبد الله بْنِ يَزِيدَ؛ قَالَ: كنتُ جَالِسًا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فَقَالَ شيخٌ عِنْدَهُ: سمعتُ أَبَا ذرٍّ يقول: نهى رسولُ الله (ص) عَنْ أَكلِ كُلِّ ذِي نابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَعَنْ كُلِّ نُهْبَةٍ (3) ، وكُلِّ (4) خَطْفَةٍ (5) ، وكُلِّ مُجَثَّمَة (6) . فَقَالَ سَعِيدٌ: صَدَقَ؟
فَقَالَ أَبِي: أَخْطَأَ (7) فِيهِ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي الدَّرداء، بدل: أبي ذر (8) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وانظر المسألة الآتية برقم (1535) .
(2) هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث.
(3) النُّهْبَةُ والنُّهْبى: اسمٌ للمَنْهوب. "المصباح المنير" (ن هـ ب/2/627) .
(4) قوله: «كل» ليس في (أ) و (ش) .
(5) أي: ما اختطفَ الذئبُ من أعضاء الشَّاة وهي حيَّة؛ لأن كلَّ ما أُبِينَ من حيٍّ فهو ميِّت، والمراد: ما يُقطَعُ من أطراف الشَّاة، وذلك أنه لمَّا قَدِمَ المدينةَ رأى الناسَ يَجُبُّون أسنِمَةَ الإبل، وأَلَيَات الغنم، ويأكلونَهَا. والخَطْفة: المرَّةُ الواحدةُ من الخَطْف، فَسُمِّيَ بها العُضْو المُخْتَطَف. اهـ. انظر "النهاية" (2/49) .
(6) في (ك) : «محتمة» . والْمُجَثَّمةُ: كلُّ حَيَوان يُحْبَس ويُرمى لِيُقْتَلَ. "مشارق الأنوار" (1/1401) و"النهاية" (1/239) . وسيأتي تفسير المصنف للمجثَّمة في المسألة رقم (1535) .
(7) يعني: أبا إسحاق الفزاري.
(8) المعنى: أن الصواب في رواية الحديث: أن يقال: «عن أبي الدرداء» بدل «عن أبي ذر» ، وهذا ليس تصحيحًا من أبي حاتم للحديث من طريق أبي الدرداء، فقد قال في المسألة رقم (1535) : «سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي الدرداء لا يستوي» .
والحديث رواه ابن المبارك في "مسنده" (188) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (8688) ، والحميدي في "مسنده" (401) ، وأحمد في "مسنده" (5/195 رقم 21706) ، ومسدد وأبو يعلى في "مسنديهما"- كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (4717) - وابن حبان في "الثقات" (7/13) من طريق ابن عيينة، ومسدد في "مسنده" من طريق يحيى بن سعيد، وأحمد بن منيع في "مسنده" من طريق عبيدة بن حميد - كما في "إتحاف الخيرة" (4717) - وأحمد في "مسنده" (6/445 رقم 27512) من طريق علي بن عاصم، وإسحاق بن = = راهويه وأبو يعلى في "مسنديهما" - كما في "نصب الراية" (4/193) - من طريق جرير، والدولابي في "الكنى" (2/154-155) من طريق سليمان بن بلال، جميعهم عن سهيل، عن عبد الله بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن أبي الدرداء، به.
ورواه ابن أبي شيبة في "مسنده"- كما في "إتحاف الخيرة" (4717) - والترمذي في "جامعه" (1473) ، والبزار في "مسنده" (1213/كشف الأستار) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَفْرِيقِيِّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عن النبي (ص) به.
قال الترمذي: «حديثٌ غريب» . وقال البزار - كما في حاشية "العلل" للدارقطني (6/204) -: «وهذا الحديث قد رُوي عن النبي (ص) نحو كلامه من وجوه، وأبو الدرداء فمن أعلى من روى ذلك عن رسول الله (ص) ، فلذلك ذكرنا حديث أبي الدرداء لجلالته، ولم نعدَّ كل من روى عن رسول الله (ص) من هذا الوجه بهذا اللفظ إلا أن يغير لفظًا أو يزيد شيئًا، وإسناده حسن، ولا نعلم روى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي الدرداء غيرَ هذا الحديث، ولا روى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سليم إلا أبو أيوب، وروى عن أبي أيوب هذا عبد الرحيم وابن أبي زائدة» .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (11/8) عن حديث صفوان هذا: «ليِّن الإسناد» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (1070) حديثَ سهيل وحديثَ صفوان ثم قال: «وحديث سهيل بن أبي صالح كأنه أشبه بالصَّواب، ولا يثبت سماع سعيد من أبي الدرداء؛ لأنهما لم يلتقيا» .(4/406)
1522 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد بن سعيد بن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وتقدَّمت هذه المسألة برقم (1489) ، وانظر المسألة الآتية برقم (1528) و (1537) ، و (1538) و (2415) ، و (2521) .(4/407)
زائدة، عن شَريكٍ (1) ، عن عُبَيدالله (2) - وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنِ سُلَيم (3) ، عَنْ عُبَيدالله - عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ (4) ... ، وَذَكَرَ (5) الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ (6) ؛ إنما هو: عن عُبَيدالله، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عُبَيدالله (7) بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ جدِّه (8) ابْنِ عُمَرَ.
1523 - وسألتُ أَبِي (9) عَنْ حديثٍ رواه الدَّراوَرْدي (10) ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة: أنَّ النبيَّ (ص) أَمَرَ بِأَكْلِ الضَّبُع؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا أَرَادَ: مَا رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بن أُميَّة (11) ،
عن عبد الله
_________
(1) هو: ابن عبد الله النَّخَعي القاضي.
(2) هو: ابن عمر العُمَري.
(3) قوله: «عن عبيد الله ورواه يحيى بن سليم» سقط من (ك) .
(4) تمامه: «فليأكُل بيمينِه، وإذا شَرِبَ فليشْرَب بيمينِه؛ فإنَّ الشَّيطانَ يأكلُ بشِماله ويشربُ بشِماله» .
(5) قوله: «وذكر» ليس في (ف) .
(6) في المسألة رقم (1489) جعل أبو زرعة الوَهَمَ في رواية شريك من شريك.
(7) قوله: «عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عُبَيدالله» سقط من (أ) و (ش) .
(8) في (ف) : «عن أبي بكر بن عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه» . وانظر المسألة رقم (1538) .
(9) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(10) هو: عبد العزيز بن محمد.
(11) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (8681) ، وابن ماجه في "سننه" (3236) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2127) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/164) ، و"شرح المشكل" (3466) ، والدارقطني في "السنن" (2/245 و246) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/318) . ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (3/297 رقم 14165) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2/310 رقم 916) .
ورواه أبو داود في "سننه" (3801) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2/310 رقم 916) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (2/164) ، و"شرح المشكل" (3465) ، والدارقطني في "السنن" (2/246) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/318) من طريق جرير بن حازم، والترمذي في "جامعه" (1791) ، و"العلل الكبير" (551) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (2/164) ، و"شرح المشكل" (3465 و3471) ، والدارقطني في "السنن" (2/246) ، والبيهقي (9/318) من طريق ابن جريج، كلاهما عن عبد الله بن عبيد، به.
قال الترمذي في "جامعه": «حديثٌ حسن صحيح» . وقال في "العلل الكبير": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ حديث صحيح» .
= ... ونقل الترمذي في "جامعه" عن يحيى القطان قوله: «وروى جرير بن حازم هذا الحديثَ عن عبد الله بن عبيد ابن عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عن جابر، عن عمر قوله. وحديث ابن جريج أصحُّ» .
ونقل الطحاوي في "شرح المشكل" (9/95) عن يحيى القطان أنه أنكر هذا الحديث وأنه قال: «يحدث به عن جابر عن عمر، ثم صيَّره عن النبي (ص) !» .
قال الطحاوي: «إنكارًا منه إياه على ابن أبي عمار» .(4/408)
بْنِ عُبَيد بْنِ عُمَير، عَنْ ابْنِ أَبِي عمَّار (1) ؛ قَالَ: سألتُ جَابِرًا عَنِ الضَّبُعِ: أَصَيْدٌ هُوَ (2) ؟ قَالَ: نَعَمْ، قلتُ: قَالَهُ النبيُّ (ص) ؟ قَالَ: نَعَمْ.
1524 - وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عن حديثٍ رواه عبد الرحمن بن زيد
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عبد الله.
(2) في (ت) و (ك) : «أصيده» .
(3) نقل بعض هذا النص ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/359-360) ، وابن الملقن في "البدر المنير" المطبوع (2/161) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/35) ، والسخاوي في "المقاصد الحسنة" (رقم36) .(4/409)
بْنِ أَسلَم (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ (2) ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَان ِ ودَمَان ِ ... (3) .
ورواه عبد الله بْنُ نَافِعٍ الصَّائغ (4) ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ (5) ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) .
ورواه القَعْنَبِي (6) ، عن أسامة (7) وعبد الله ابنَي زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِمَا، عَنِ ابن عمر، موقوفً (8) ؟
_________
(1) روايته أخرجها الشافعي في "مسنده" (2/173/السندي) ، وأحمد في "مسنده" (2/97 رقم 5723) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (820/المنتخب) ، وابن ماجه في "سننه" (3218) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/331) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/58) ، وابن عدي في "الكامل" (4/271) ، والدارقطني في "سننه" (4/271) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/7) .
ورواه ابن عدي (1/397) ، والبيهقي (1/254) من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ عبد الرحمن وعبد الله وأسامة بني زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) به. ووقع عند ابن عدي: «عن عمر» بدل: «عن ابن عمر» وهو خطأ.
نقل عبد الله ابن الإمام أحمد في "العلل" (5204) عن أبيه أنه قال: «حديثٌ منكر» .
وقال البيهقي (10/7) : «وكذلك رواه عبد الرحمن وأخواه عن أبيهم، ورواه غيرهم موقوفًا على ابن عمر، وهو الصَّحيح» .
(2) قوله: «عمر» سقط من (ت) و (ك) ، وكتب ناسخ (ك) فوق «ابن» : «كذا» .
(3) تمامه: «فأمَّا الميتتان: فالحوتُ والجَرَاد، وأمَّا الدَّمَان فالكبد والطحال» ، واللفظ لأحمد.
(4) في (ت) و (ك) : «الصباغ» .
(5) في (ش) : «أبيهما» .
(6) هو: عبد الله بن مَسْلَمة.
(7) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (2/331) من طريق عبد الرحمن بن زيد، عن أخيه أسامة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ موقوفًا.
(8) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .(4/410)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الموقوفُ أصحُّ (1) .
1525 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحيم بن سُلَيمان (3) وعبد العزيز الدَّراوَرْدي (4) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: قِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، إنَّ الأعرابَ يَأْتُونَا (5) بلحم ٍ، وَلا نَدْرِي (6) هَلْ سَمَّوُا اللهَ عَلَيْهِ أَمْ لا؟ فَقَالَ رسولُُ الله (ص) : سَمُّوا اللهَ عَلَيْهِ (7) ، وكُلُوا؟
_________
(1) وكذا رجح الدارقطني في "العلل" (2277) فقال عن هذا الحديث: «يرويه المسوَّر بن الصلت عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سعيد، وخالفه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، فرواه عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. عن النبي (ص) ، وغيره يرويه عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ ابن عمر، موقوفًا، وهو الصَّواب» .
وانظر "فتح الباري" لابن حجر (9/621) .
(2) قوله: «أبو زرعة» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (24427) ، والدارمي في "مسنده" (2019) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن ماجه في "سننه" (3174) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4447) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (22/299) .
(4) ذكر روايته البخاري في "صحيحه" (5507) . قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/634) : «أخرجه الإسماعيلي من طريق يعقوب بن حميد، عن الدراوردي» . ورواه البخاري في "صحيحه" (2057 و5507 و7398) من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي وأسامة بن حفص المدني وأبي خالد الأحمر سليمان بن حيان، ثلاثتهم عن هشام بمثله.
(5) في (ش) : «يأتوا» . والجادَّة: «يأتوننا» ؛ لأنه مضارعٌ مرفوعٌ بثبوت النون، لكنْ حُذِفَتْ هنا النونُ تخفيفًا؛ وهذا نادرٌ مع غير نون الوقاية وياء المتكلم: «نِي» . انظر: "الأشباه والنظائر" للسيوطي (2/63-65) ، و"شواهد التوضيح" (ص228-230) ، و"شرح النووي" (2/36) .
(6) في (ك) : «ولا نعلم ندري» ، وكأنه ضرب على قوله: «نعلم» .
(7) قوله: «عليه» ليس في (ش) .
(*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .(4/411)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: هشامُ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النبيِّ (ص) ... ، مُرسَلً (*) أصحُّ؛ كَذَا يَرْوِيهِ مالكٌ (1) ،
وحمَّادُ بن سَلَمة (2) ، مُرسَلً (*) .
_________
(1) في "الموطأ" (2/488 رقم1038) . ومن طريقه أبو داود في "سننه" (2829) .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (22/298-299) : «لم يُختلَف عن مالك - فيما علمت - في إرسال هذا الحديث، وقد أسنده جماعةٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة» ، وقال: «روى هذا الحديث مرسلاً - كما رواه مالك - جماعة، منهم: ابن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان. ورواه مسندًا جماعةٌ، منهم: هؤلاء الذين ذكر البخاري وغيرهم» . اهـ.
(2) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2829) .
ورواه عبد الرزاق في "مصنفه" (8542) عن معمر، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (838) عن عيسى بن يونس، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/239) من طريق جعفر بن عون، ثلاثتهم عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه به مرسلاً.
وسئل عنه الدارقطني في"العلل" (5/39/ب - 40/أ) ، فقال: «يرويه هشام بن عروة، واختلف عنه: فرواه عبد الرحيم بن سليمان، ويونس بن بكير، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي، وأبو خالد الأحمر، ومحاضر، والنضر بن شُمَيل، ومسلمة بن [قعنب] ، وابن هشام بن عروة، و [عمرو] بن مجمع، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة. واختُلف عن مالك بن أنس، فرواه عبد الوهَّاب بن عطاء، عن مَالِكٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة، [قاله] يحيى بن أبي طالب، عنه. وغيره يرويه عن مَالِكٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ مرسلاً، وكذلك رواه [حَمَّادُ] بْنُ زَيْدٍ، وَحَمَّادُ بْنُ سلمة، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، والمفضل بن فضالة، عن هشام، عن أبيه مرسلاً ليس فيه عائشة، والمرسل أشبه بالصَّواب» . اهـ، وما بين المعقوفين سقط، وتصحيف وقع في المخطوط، فاستدركنا بعضه وصوَّبنا بعضه الآخر من "فتح الباري" لابن حجر (9/634) ، فإنه نقل معظم النص عن الدارقطني، ثم قال: «قلت: رواية عبد الرحيم عند ابن ماجه ... وصحَّ الحديث على شرطه» . اهـ.(4/412)
1526 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ نَافِعٍ الصَّائغ (2) ، عَنْ عَاصِمِ بن عمر العُمَري، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَا قُطِعَ مِنْ بَهِيمَةٍ وَهِيَ حَيَّةٌ مِنْ شَيءٍ؛ فَالَّذِي قُطِعَ مِنْهَا (3) لا يَأكُلُهُ أَحَدٌ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
1527 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مالكٌ (5) فِي "الْمُوَطَّإِ" عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي أُمامة بْن سَهْل، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدَ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ الله (ص) بيتَ مَيْمونة، فأُتِيَ بِضَبٍّ مَحْنوذٍ (6) ؛ قال خَالِدٌ: حرامٌ هُوَ؟ قَالَ: لا! وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي؛ فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ؟
قَالَ أَبِي: رَوَى مالكٌ فِي "الْمُوَطَّإِ" (7) ، عَنِ ابْنِ عباس وخالد،
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1479) .
(2) قوله: «الصائغ» ليس في (ك) . وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (5/230) .
(3) قوله: «منها» ليس في (ف) .
(4) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وتقدمت هذه المسألة برقم (1482) و (1497) ، وانظر المسألة رقم (1517) .
(5) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (6653) من طريق معن بن عيسى، وأبو عوانة في "صحيحه" (7700) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/202) من طريق ابن وَهْب، كلاهما عن مالك به. وقَرَن ابنُ وَهْب بمالكٍ يونسَ بن يزيد الأيلي.
(6) أي: مَشْوِيّ. "النهاية" (1/450) .
(7) وهذا في رواية ابن بكير، عن مالك، كما في "التمهيد" لابن عبد البر (6/248) .(4/413)
والقَعْنَبيُّ (1) رَوَى عَنِ (2) ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ خَالِدٍ؛ وَهُوَ أصحُّ.
فذكرتُ (3) ذَلِكَ لابْنِ الجُنَيد (4) ، فَقَالَ: رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ المَكِّي (5) كَمَا رَوَاهُ القَعْنَبِي، والصَّحيحُ عِنْدِي: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: دخلتُ أَنَا وَخَالِدٌ (6) .
1528- وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (8) ، عَنْ هِقْل بن زياد، عن هشام ابن حسَّان، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي (9) كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَن أبي هريرة: أنَّ (10) النبيَّ (ص) قال: لا يَأْكُلْ أَحَدُكُمْ
_________
(1) هو: عبد الله بن مَسْلَمة. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5537) . وذكرها ابن عبد البر في "التمهيد" (6/248) .
قال البيهقي في "السنن الكبرى" (9/323) : «وكأن مالكًا كان يشكُّ فيه، والصَّحيحُ رواية القعنبي ومن تابعه، وقد رواه يونس بن يزيد ومعمر - في رواية هشام ابن يوسف عنه - وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ نحو رواية القعنبي، عن مالك» .
(2) قوله: «عن» سقط من (أ) و (ش) .
(3) القائل: «فذكرت» : هو ابن أبي حاتم.
(4) هو: علي بن الحسين.
(5) قوله: «المكي» ليس في (ش) . وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (4828) ، والطبراني في "الكبير" (4/108 رقم 3818) .
(6) من هذا الوجه رواه مسلم في "صحيحه" (1945) عن يحيى بن يحيى النيسابوري، عن مالك، به.
(7) انظر المسألة المتقدمة برقم (1489) و (1522) ، والمسألة الآتية برقم (1537) و (1538) .
(8) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3266) ، والطبراني في "الأوسط" (7/35 رقم 6775) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (11/114) .
(9) قوله: «أبي» سقط من (أ) و (ش) و (ف) .
(10) في (ف) : «عن» بدل: «أن» .(4/414)
بِشِمَالِهِ، وَلا يَشْرَبْ بِشِمَالِهِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَشْرَبُ بِشِمَالِهِ (1) ... ، الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، وَكَذَا حدَّثناه هِشَامٌ، وَقَدْ حدَّثني الأنصاريُّ (2) ،
عَنْ هشام بن حسَّان، عن عُبَيدالله بْنِ دِهْقان مَوْلَى أَنَسٍ، عَنْ أنس (3) ، عن النبيِّ (ص) .
1529- وسألتُ أَبِي (4) عَنِ الْحَدِيثِ الَّذِي رواه داود بن رُشَيد (5) ،
_________
(1) في (ت) و (ف) و (ك) : «فإن الشَّيطان يشرب بها» .
(2) هو: محمد بن عبد الله بن المثنى. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/380) تعليقًا.
والحديث رواه أحمد في "مسنده" (3/202 رقم 13097 و13098) من طريق يزيد بن هارون وخالد بن الحارث، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/380) تعليقًا من طريق عبد الأعلى وروح، والطبراني في "الأوسط" (1253) من طريق أسد بن عُبيدة البجلي، جميعهم عن هشام، به.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (24429) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/380) تعليقًا من طريق يزيد بن هارون، وأحمد في "مسنده" (3/203 رقم 13097) من طريق روح، والترمذي في "العلل الكبير" (556) من طريق عبد الله بن سعد الرازي، وأبو يعلى في "مسنده" (4272 و4274) من طريق عبد الأعلى، جميعهم عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ عبد الله ابن دِهْقان، عن أنس به.
قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/47) : «عبد الله بن دهقان ويقال: عبيد الله بن دهقان» .
وقال الترمذي: «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: يقال: عبيد الله بن دهقان، وعبد الله بن دهقان، ولا أعرف له غير هذا الحديث» .
(3) قوله: «عن أنس» سقط من (ك) .
(4) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(5) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (7147) وقال: «لا يُروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به داود بن رُشيد» .(4/415)
عَنْ سَلَمة بْنِ بِشْر بْنِ صَيْفي (1) ، عَنْ عبَّاد بْنِ كَثِير (2) الشَّامي، عَنْ أَبِي عِقال (3) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: اثْرُدُوا وَلَوْ بِالمَاءِ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا النُّفَيلي (4) بِهَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ عَبَّاد بْنِ كَثِير، عَنْ عبد الرحمن [السُّدِّيِّ] (5) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
قَالَ أَبِي: عبَّادُ بنُ كَثِير هَذَا مضطربُ الْحَدِيثِ، ظننتُ أَنَّهُ أحسَنُ حَالا مِنْ عبَّاد بْنِ كَثِير الْبَصْرِيِّ، فَإِذَا هُوَ قريبٌ مِنْهُ.
1530 - وسألتُ أَبِي (6)
عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحجَّاج القطَّان، عن عبد الله بن معاوية الزَّيْتوني، عن عبد العزيز بن [عمران] (7) بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عَوْف، عن ابن
_________
(1) في (ت) : «صفي» .
(2) في (ت) و (ف) و (ك) : «بشر» .
(3) في (ف) : «ابن عقال» ، وأبو عقال هو: هلال بن زيد ابن يسار.
(4) هو: عبد الله بن محمد بن علي. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الطبراني في "الأوسط" (1110) ، والبيهقي في "الشعب" (5523) من طريق النفيلي، عن عباد، عن عاصم بن طلحة، عن أنس به.
قال الطبراني: «لا يُروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به عباد» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للألباني (1790) .
(5) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «السندي» ، وعبد الرحمن السدي: هو والد إسماعيل، ومولى قيس ابن مخرمة القرشي.
(6) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
ونقل بعض هذا النص العينيُّ في "عمدة القاري" (21/44) .
(7) في جميع النسخ: «عمر» ، والمثبت من "الجرح والتعديل" (5/390) ، و"تهذيب الكمال" (18/178) ، ومصادر التخريج الآتية. ورواية عبد العزيز بن عمران أخرجها ابن منده - كما في "الإصابة" (3/77) - وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/299) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/913) .
قال ابن منده: «هذا حديثٌ غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه» .
وقال أبونعيم: «وصوابه: ابن عبد الله بْنِ السَّائب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده» .
وقال ابن حجر في "الإصابة": «يعني: فيكون من مسند السَّائب» .(4/416)
أبي ذِئْب (1) ، عن عبد الله بْنِ السَّائب بْنِ خبَّاب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه؛ قَالَ: رأيتُ رسولَ الله (ص) يأكُلُ قَدِيدًا (2) فِي طَبَقٍ مُتَّكِئًا، ثُمَّ قَامَ (3) إِلَى فَخَّارَةٍ فِيهَا ماءٌ فشَرِبَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وعبدُالعزيز: متروكُ الحديث.
1531 - وسألتُ أَبِي (4) عَن حديثٍ رَوَاهُ حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ (5) ،
عَنْ أيُّوب، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لَوَدِدتُّ أَنَّ عِنْدِي خُبْزَةً بَيْضَاءَ مِنْ بُرَّةٍ سَمْرَاءَ، مُلَبَّقَةً (6) بِسَمْنٍ ولَبَنٍ ... ، الحديثَ؟
_________
(1) هو: محمد بن عبد الرحمن.
(2) القَديدُ: اللحمُ المَمْلوح المجفَّف في الشَّمس. "النهاية" (4/22) .
(3) في (ش) : «قال» .
(4) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(5) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3818) ، وابن ماجه في "سننه" (3341) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/199) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/251) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/326) ، وفي "الشعب" (5600) .
قال العقيلي: «حدثنا أحمد بن أصرم بن خزيمة قال: سمعت أحمد بن حنبل وقيل له في حديث أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر: عن النبيِّ _ج في الملبَّقة، فأنكره أبو عبد الله، وقال: من روى هذا؟ قيل له: الحسين بن واقد. فقال بيده، وحرَّك رأسه، كأنه لم يرضاه» . وقال أبو داود: «هذا حديث منكر، وأيوب ليس هو السَّختياني» . وعدَّ الذهبي في السير (7/104) هذا الحديث من مناكير الحسين بن واقد.
(6) أي: مُلَيَّنة، يقال: ثَرِيد مُلَبَّقٌ: مُلَيَّن بالدَّسَم. انظر "القاموس" (ل ب ق/ص921) .(4/417)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وَلا يُشْبِهُ أَنْ يكونَ مِنْ حَدِيثِ أيُّوب السَّخْتِياني، وَيُشْبِهُ أَنْ يكونَ مِنْ حَدِيثِ أيُّوب بْنِ خُوطٍ.
1531/أ - وَكَذَلِكَ الحديثُ الآخرُ الَّذِي يَرْوِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمان (1) ، عَنْ أيُّوب، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) : دِبَاغُ الأَدِيمِ (2) طُهُورُهُ (3) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا أَيْضًا باطلٌ.
قلتُ: فأيُّوبُ بن خُوطٍ روى عَنْ نَافِعٍ؟
قَالَ: نَعَمْ! وَهُوَ متروكُ الْحَدِيثِ.
قلتُ: فحسينُ بنُ وَاقِدٍ رَوَى عَنْ أيُّوب بْنِ خُوطٍ شيءً (4) ؟
قال: لا أدري.
_________
(1) روايته أخرجها الدارقطني في "السنن" (1/48) . ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق" (1/88) . قال الدارقطني: «إسناد حسن» .
وقول الدارقطني لا يُعارض قول أبي حاتم، فمقصود الدارقطني بالحُسْن: الغرابةُ والنكارة، انظر مزيدًا من الأمثلة على ذلك من كلام الدارقطني في كتاب "الإرشادات، في تقوية الأحاديث بالشواهد = = والمتابعات" للأخ طارق بن عوض الله (ص 145) فما بعدها.
(2) الأديم: الجلد ما كان، وقيل: الأحمر، وقيل: هو المدبوغ. «لسان العرب" (12/9) .
(3) في (ت) و (ك) : «طهور» .
(4) قوله: «شيء» ليس في (ف) ، ويخرَّج ما في النسخ على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .(4/418)
1532 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: حدَّثنا مُسَدَّد (1) ؛ حدَّثنا عبد الله بن داود (2) ، عن عُقْبَة ابن وَهْب؛ حَدَّثَنِي أَبِي: أنَّ الهَجَنَّعَ (3) قَالَ: يَا رسولَ اللهِ (4) ، مَا يَحِلُّ لَنَا مِنَ المَيْتَة؟ قَالَ (5) : نَغْتَبِقُ ونَصْطَبِحُ؛ قَدَحًا باللَّيلِ، وقَدَحًا بِالْغَدَاةِ، قَالَ (6) : ذَاكَ الجُوعُ، كُلْهَا، وأحلَّها لَهُمْ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: قَالَ (7) أهلُ الْعَرَبِيَّةِ: الصَّبُوحُ: شُربُ الغَدَاة، والغَبُوقُ: شربُ العَشِيِّ (8) .
_________
(1) روايته أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/197) .
(2) هو: الخريبي.
(3) قوله: «الهجنع» ضبب عليه ناسخ (ف) . وقد ترجم الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (10/282) للهَجَنَّع هذا، وقال: «ذكره ابن قانع في الصحابة، فأخطأ في ذلك خطأً فاحشًا، وأورد من طريق عقبة بن وَهْب بن عقبة، عن أبيه: أَنَّ الهَجَنَّع قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يحلُّ لَنَا مِنَ الميتة؟ ... الحديث، وقوله: الهَجَنَّع تصحيفٌ؛ وإنما هو: الفُجَيع بفاء وبعد الجيم تحتانية ساكنة، وقد تقدَّم في حرف الفاء على الصَّواب، والحديث عند أبي داود، وقد أخرجه الخطيب في "المؤتلف" من الطريق التي أخرجها ابن قانع؛ فقال: عن الهَجَنَّع بن عبد الله، فذكره، وقال: كذا وقع، والصَّواب: الفُجَيع بن عبد الله» . اهـ.
وقد ترجم المصنف في "الجرح والتعديل" (7/93) لفجيع العامري وذكر أن الراوي عنه هو وهب بن عقبة! وانظر "تهذيب الكمال" (23/144) .
(4) لفظ الجلالة: «الله» ليس في (ك) .
(5) أي: الهَجَنَّع.
(6) في (ك) : «فإن» .
(7) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(8) قال الخطابي في "غريب الحديث" (1/532) : «أخبرني أبو عُمَرَ: أنا أبو العَبَّاس ثَعْلَبٌ عن الكوفيِّين، والمُبَرِّدُ عن البصريِّين، قالوا: شُرْبُ الغدَاةِ: الصَّبُوحُ، وفي نصفِ النهار: القَيْلُ، وبالعشيِّ: الغَبُوقُ، وبين المغرب والعَتَمة: الفَحْمَةُ، وفي السَّحَرِ: الجَاشِرِيَّة، وكلُّ شَرَابٍ شُرِبَ في أيِّ زمانٍ كان، فهو: الصَّفْحُ، يقال: أتاني فصَفَحْتُهُ، أي: سَقيْتُهُ، وأتاني فأصفحْتُهُ: إذا حَرمْتَهُ وردَدْتَهُ» .
وانظر: "النهاية" (3/6 و341) ، و"لسان العرب" (2/504) و (10/281) .(4/419)
قَالَ أَبِي: كَذَا قَالَ مُسَدَّد! وَإِنَّمَا هُوَ: وَهْب بْنُ عُقبَة؛ حدَّثنا أَبُو نُعَيْم (1)
بِهَذَا الْحَدِيثِ، هُوَ: وَهْب بْنُ عُقْبَة.
1533 - وسألتُ أَبِي (2) عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أبي أُوَيس (3) ؛
_________
(1) هو: الفضل بن دُكين. وروايته أخرجها أبو نعيم الأصبهاني في "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم" (36) من طريق محمد بن يونس الكديمي، عن الفضل بن دُكَين، عن وَهْب بن عقبة، عن أبيه، عن الهَجَنَّع، به.
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (6/46) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/137) تعليقًا، والمزي في "تهذيب الكمال" (23/144-145) من طريق إسماعيل بن عبد الله، عن أبي نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَين، عَنْ عقبة بن وَهْب، عن أبيه، عن الفُجَيع، به.
ورواه أبو داود في "سننه" (3817) من طريق هارون ابن عبد الله، والطحاوي في "شرح المشكل" (823) من طريق أبي أمية، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/338) من طريق إبراهيم الحربي، والطبراني في "الكبير" (18/321 رقم829) من طريق علي بن عبد العزيز، جميعهم عن أبي نعيم بمثله.
ووقع في رواية هارون بن عبد الله عند أبي داود: «قال أبو نعيم: فسره لي عقبة: قدح غدوة، وقدح عشية ... » .
ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم الأصبهاني في "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم" (37) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (20/231) .
= ... ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/357) وقال بعد أن روى أحاديث عدَّة: «وفي ثبوت هذه الأحاديث نظرٌ» .
(2) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(3) هو: إسماعيل بن عبد الله. وروايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (350/ب/أطراف الغرائب) بلفظ: «نِعْم الإدامُ الخَلُّ، ولا يجوعُ أهلُ بيتٍ ... » الحديث. وقال: «تفرَّد به أبو أويس عنه بهذه الألفاظ، ولم يروه عنه غير مُعلَّى بن منصور الرازي» .(4/420)
حَدَّثَنِي أَبِي (1) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قالت: قَدِمَ على النبيِّ (ص) ناسٌ، فَرَأَى أجسامَهُمْ ضارِعَةً (2) ، فَقَالَ لَهُمْ: مَا بِأَرْضِكُمْ أُدُمٌ؟ قَالُوا: لا؛ قَالَ: فَمَا يَكُونُ بِأَرْضِكُمُ الخَلُّ؟ قَالُوا: بَلَى؛ قَالَ: فَإِنَّهُ أُدُمٌ (3) . وَلا أُرَاهُ إِلا قَالَ لأناسٍ قَدِمُوا على النبيِّ (ص) مِنَ البَحْرَيْنِ (4) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (5) .
1534 - وسألتُ أَبِي (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسي (7) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ وَاصِل، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيد، عَنِ ابنِ مَعْقِل بْنِ يَسَار؛ أنَّ مَعْقِلاً قال: سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: إِذَا وَقَعَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ، فَلْيُمِطْ عَنْهَا الأَذَى، ولْيَأْكُلْهَا، وَلا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَان ِ؟
_________
(1) هو: عبد الله بن عبد الله المدني.
(2) الضَّارِعُ: النَّحِيفُ الضَّاوي الجسم. "النهاية" (3/84) .
(3) الأُدُم - بضم الهمزة والدال، وقد تُسَكَّن الدال - جمع الإدَام، وهو ما يؤكل مع الخبز أيَّ شيء كان. وإذا سكنت الدال جُمع الجمع على «آدام» . "النهاية" (1/31)
(4) في (ف) : «التحرير» بدل: «البحرين» .
(5) لعل ما يبين وَجْه نكارة الحديث ما رواه ابن عمار الشَّهيد في "علل أحاديث كتاب الصحيح" (25) من طريق الإمام أحمد بن صالح المصري أنه قال: وحدثني ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أبي الزناد، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ الأنصار أن رسول الله (ص) سأل قومًا: «ما إدامكُم؟» قالوا: الخلُّ. قال: «نِعْم الإدامُ الخَلُّ» . اهـ. فهذا يبين أن أصل الحديث مرسل، والله أعلم.
(6) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(7) هو: سليمان بن داود.(4/421)
قَالَ أَبِي: إنَّما يَرْوِيهِ عَنْ يونس (1) ، عن الحسن؛ أنَّ معقلً (2) قَالَ: نَهَى ... .
1535- وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحيم بْنِ سُلَيمان الرَّازِي (4) ، عَنْ أَبِي أيُّوب الأَفْرِيقِيِّ (5) ، عَنْ صَفْوان بْنِ سُلَيم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي الدَّرداء، عَنِ النبيِّ (ص) : أنَّه نَهى عَنْ أَكْلِ (*) المُجَثَّمَةِ (6) ، والنُّهْبَى، والْخَطْفَةِ (7) ، وَعَنْ أَكْلِ (*) كُلِّ ذي نَابٍ مِنَ السِّبَاع (8) .
_________
(1) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (2072) ، وابن ماجه في "سننه" (3278) ، والروياني في "مسنده" (1306) ، والطبراني في "الكبير" (20/200 رقم 450) من طريق يزيد بن زريع، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1089) ، والطبراني في "الكبير" (20/201 رقم 453) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، والطبراني (20/200 رقم 451 و452) من طريق عامر بن صالح والمضاء الخزاز، جميعهم عن يونس، به.
(2) في (ش) : «عن الحسن بن معقل» ، والمثبت من بقية النسخ، و «معقل» : عَلَمٌ مصروفٌ منوَّنٌ، فحقُّه هنا أن يكون بألف تنوين النصب «معقلاً» ؛ لكنَّها حذفتْ على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وانظر المسألة المتقدمة برقم (1521) .
(4) تقدم تخريج روايته والكلام عليها في المسألة رقم (1521) .
(5) هو: عبد الله بن علي.
(*) ... قوله: «أكل» ليس في (ف) .
(6) في (ك) : «المحتمة» .
(7) تقدم تفسير المجثمة والنهبى والخطفة، في المسألة رقم (1521) .
(8) في (ت) و (ف) و (ك) : «السبع» .(4/422)
والْمُجَثَّمَة: التي تُصَبَّرُ (1) بالنَّبْلِ (2) ؟
قال أَبِي: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي الدَّرداء لا يَسْتَوِي (3) .
1536 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الدَّرَاوَرْدي (5) ، عن عُبَيدالله (6) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ أَكْلِ لحومِ الحُمُرِ الأهليَّة.
وَرَوَاهُ ابْنُ نُمَير (7) ، عن عُبَيدالله؛ حدَّثني نَافِعٌ وَسَالِمٌ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) ؟
_________
(1) في (ت) : «يصبر» .
(2) في (أ) و (ش) : «بالليل» ، وفي (ف) غيِّرت «بالنبل» إلى «بالليل» ، أو العكس، قال في "اللسان" (12/83) : «قال أبو عبيد [في "غريب الحديث" (1/255) ] : والمُجَثَّمَةُ التي نُهِيَ عنها: هي المصبورة، وهي: كلُّ حيوان يُنصَبُ ويُرمَى ويقتل، قال أبو عبيد: ولكنَّ = = المجثَّمة لا تكون إلا من الطير والأرانب وأشباهها مما يَجْثُمُ بالأرض، أي: يلزمها؛ لأنَّ الطَّيْرَ تَجْثُمُ بالأرض إذا لزمتها ولبدت عليها؛ فإنْ حبسها إنسانٌ قيل: قد جُثِّمَتْ؛ فهي مُجَثَّمَةٌ: إذا فُعِلَ ذلك بها، وهي المحبوسةُ، فإذا فَعَلَتْ هي مِنْ غير فعل أحدٍ، قيل: جَثَمَتْ تَجْثُمُ وتَجْثِمُ جُثُومًا، فهي جاثمة» . اهـ. وانظر "النهاية" لابن الأثير (1/239) ، و"تاج العروس" (ج ث م) .
(3) أي: لا يجيء؛ لأن سعيد بن المسيب ليس معروفًا بالرواية عن أبي الدرداء؛ قال الدارقطني في "العلل" (1070) ، في كلامه على هذا الحديث: «ولا يَثْبُتُ سماع سعيد من أبي الدرداء؛ لأنهما لم يلتقيا» .
(4) في (ف) : «أبي زرعة» ، وكأن الناسخ صوبها. وقد تقدمت هذه المسألة برقم (1498) ، وذكر فيها أبو زرعة: أنَّ الوَهَمَ من الدراوردي.
(5) هو: عبد العزيز بن محمد.
(6) في (أ) و (ش) و (ف) : «عبد الله» . وعبيد الله هذا: هو ابن عمر العُمَري.
(7) هو: عبد الله. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" عقب الحديث رقم (1936) .(4/423)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ ابْنِ نُمَير أصحُّ.
1537 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عن حديثٍ رواه عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ أَخِي جُويرِيَة، عَنْ جُوَيْرِيَة (2) بْنِ أَسْمَاءَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهري؛ أنَّ أَبَا بكر بن عبد الله (3) بن عبد الله ابن عمر أخبره؛ أنه سَمِعَ عبدَاللهِ ابنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ ... ، الحَديث؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: جُوَيْرِيَةُ يَهِمُ فيه (4) .
_________
(1) قوله: «أبو زرعة» ليس في (ت) و (ك) . وانظر المسألة المتقدمة برقم (1489) و (1522) و (1528) ، والمسألة التالية، والمسألة الآتية برقم (2415) و (2521) .
(2) قوله: «عن جويرية» سقط من (ك) .
(3) كذا وقع هنا من رواية جويرية، عن مالك: «أبو بكر بن عبد الله ... » مكبَّرًا، وكذا ذكر الدارقطني في "الموطآت" - كما في "النكت الظراف" لابن حجر (6/269) - وذكر ابن المديني في "العلل" (ص75) رواية جويرية وفيها: «أبو بكر بن عُبَيدالله ... » مصغَّرًا، وهو الموافق للثابت من رواية الجماعة عن مالك، وانظر "مرويات الإمام الزهري المعلَّة" للدكتور عبد الله دمفو (3/1515-1516) ، والمسألة رقم (1489) و (1522) .
وقد ضبَّب ناسخ (ت) على قوله: «بن عبد الله» .
(4) أي: في ذكره السَّماع بين أبي بكر وجدِّه عبد الله بن عمر. وقد صرَّح الدارقطني في "العلل" (1713) بأن أبا بكر لم يسمعه من جدِّه ابن عمر، وإنما من عمه سالم، عن أبيه. وانظر "العلل" له (100) و (4/54/أ) . قال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (6/268-269) : «ووقع في رواية جويرية، عن مالك، في "الموطآت" للدارقطني: عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ؛ أَنَّ أبا بكر بن عبد الله أخبره؛ أنه سمع عبد الله بن عمر، وهو من أغرب ما يكون» . اهـ.
وذكر ابن المديني في "العلل" (ص75) أن جويرية رواه عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي بكر بن عُبَيدالله، عن ابن عمر، ثم قال: «وحديث مالك كحديث جويرية قديمٌ، وكان يسنده» . اهـ. وقوله: «كحديث» يظهر أن صوابه: «من حديث» .
والحديث أخرجه مالك في "الموطأ" (2/922-923) - ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (2/33 و146 رقم 4886 و6334) ، ومسلم في "صحيحه" (2020) - عَنِ ابْن شِهَابٍ الزُّهْرِيّ، عَنْ أبي بكر بن عُبَيدالله بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر، ليس فيه تصريحٌ بالسَّماع.
وقد عرض ابن عبد البر في "التمهيد" (11/109-112) لاختلاف الرواة على مالك في هذا الحديث، ولم يذكر رواية جويرية، وإنما ذكر رواية إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مَالِكِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عُبَيدالله بن عمر، عمَّن حدثه؛ أنه سمع ابن عمر ... ، الحديث، ثم قال ابن عبد البر: «قال الدارقطني: روى هذا الحديث عمر بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ القاسم بن عُبَيدالله، عن عبد الله بن عمر، وهو - أي القاسم - أبو بكر الذي روى عنه الزهري، وقال: عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، فأشبه أن يكون قول إبراهيم بن طهمان له وجه، والله أعلم» . اهـ.(4/424)
1538 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رواه يحيى بن عبد الله بْنِ بُكَير؛ حدَّثني مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَاب، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عُبَيدالله (2) ابن عبد الله، عن أبيه، عن عبد الله، عن ابن عمر (3) :
أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُم ... ، الحديثَ؟
_________
(1) قوله: «أبو زرعة» من (ف) فقط. وانظر المسألة السابقة.
(2) في (ش) : «عبد الله» .
(3) كذا في جميع النسخ: «عن عبد الله، عن ابن عمر» ، وهو خطأٌ، فجميع الذين ذكروا مخالفة ابن بكير ذكروها على النحو التالي: عن أبي بكر بن عُبَيدالله بن عبد الله، عن أبيه (عُبَيدالله) ، عن جده (عبد الله بن عمر) . عدا الدارقطني في "الغرائب" كما سيأتي في آخر هذا التعليق.
قال الجوهري في "مسند الموطأ" (ص 205) : «وفي رواية ابن بكير: عن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عبد الله بن عمر» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (4/ل54/ب) الاختلاف في هذا الحديث، ومن ذلك قوله: «وقال إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ: عَنْ مَالِكِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عُبَيدالله، عن أبيه، عن جده، وكذلك قيل عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ مالك» . اهـ.
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (11/110) : «وقال ابن بكير في هذا الحديث: عن مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أبي بكر بن عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عمر، ولم يتابعه أحدٌ من أصحاب مالك على ذلك فيما علمت، وإنما يجعلون الحديث لأبي بكر بن عبيد الله، عن جده، لا يقولون فيه: عن أبيه كما قال ابن بكير» . اهـ.
وقال ابن حجر في "النكت الظراف" (6/268-269) : «قال ابن العربي في "العارضة": اتفق أكثر الرواة عن مالك على هذا، وخالفهم يحيى بن بكير فقال: عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ جده؛ زاد فيه: " عن أبيه " قلت [أي ابن حجر] : أورده الدارقطني في "الغرائب" من رواية يحيى بن بكير، وليس فيه: " عن جده " وإنما فيه: " عن أبيه " حسبُ، فإذا حملنا قوله: "عن أبيه" على أن المراد "جده" وافق الجماعة» .(4/425)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ يَحْيَى.
1539- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رواه عُبَيدالله بن عائِشَة (2) ،
عن عبد الرحمن بْنِ حمَّاد بْنِ (3) عِمْرَانَ بْنِ موسى بن طَلْحَة بن عُبَيدالله،
_________
(1) قوله: «أبو زرعة» ليس في (ت) و (ك) ، وفي (أ) و (ش) : «وسئل أبي» ، والمثبت من (ف) .
(2) هو: عُبَيدالله بن محمد بن حفص ابن عائشة. وروايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/165) ، والشاشي في "مسنده" (11) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/60) ، والحاكم في "المستدرك" (3/370 و4/411) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/57) ، جميعهم، عنه، عن عبد الرحمن بن حماد، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أبيه، عن طلحة بن عُبَيدالله، به. ورواه البزار في "مسنده" (949) من طريق سليمان ابن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن حماد، بمثله.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن طلحة إلا بهذا الإسناد» .
وقال الدارقطني في "الأفراد" (54/ب/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به طلحة بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه» .
(3) في (ف) : «عن» بدل: «بن» .(4/426)
عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ طَلْحَة بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَة، عَنْ أَبِيهِ، عن طَلْحَة بن عُبَيدالله؛ قَالَ: دخلتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) ، وَفِي يَدِهِ سَفَرْجَلَةٌ (2) ، فَأَلْقَاهَا إليَّ وَقَالَ: إِنَّهَا تُجِمُّ الفُؤَادَ (3) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (4) .
1540- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثٍ رواه إبراهيم بن موسى (6) ،
_________
(1) كذا في جميع النسخ بزيادة: «عن أبيه» ، ولم نقف عليه من هذا الوجه.
(2) السَّفَرْجَلَةُ: واحدة السَّفَرْجَل، وهو من الفواكه؛ قال في "تاج العروس" (14/347) : «السَّفَرْجَلُ: ثمَرٌ مَعْرُوفٌ، قالَ أبو حَنِيفَةَ: كثِيرٌ في بِلادِ العَرَبِ. قَابِضٌ مُقَوٍّ مُدِرٌّ مُشَهٍّ لِلطَّعامِ والْبَاهِ، مُسَكِّنٌ لِلْعَطَشِ، وإِذا أُكِلَ عَلى الطَّعامِ أَطْلَقَ، وأَنْفَعُهُ: ما قُوِّرَ وأُخْرِجَ حَبُّهُ، وجُعِلَ مَكانَهُ عَسَلٌ وطُيِّنَ وشُوِيَ في الفُرْنِ، ج: سَفارِجُ، الْواحِدَةُ: بِهَاءٍ، وتَصْغِيرُها: سُفَيْرِجٌ وسُفَيْجِلٌ» .
(3) تُجِمُّ الفؤادَ، أي: تُريحُه. وقيل: تجمعُه وتكمِّل صلاحَه ونشاطَه. "النهاية" (1/301) .
(4) قال البرذعي في "سؤالاته" (2/700-701) : «وشهدت أبا زرعة يحدِّث عن عبيد الله بن محمد بن حفص ابن عائشة بحديث طلحة بن عبيد الله في السَّفَرْجَلَة: إِنَّهَا تُجِمُّ الفؤادَ. قَالَ أَبُو زرعة: "إما واهٍ"، وإما كلمة نحوها، ثم قال أبو زرعة: سئل = = أبو الوليد عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هَذَا حديث البقَّالين» . اهـ. وانظر "تحفة الأشراف" (5004) ، و"لسان الميزان" (3/412) ، و"مختصر المستدرك" (721) .
(5) قوله: «أبو زرعة» ليس في (ت) و (ك) ، وفي (أ) و (ش) : «وسئل أبي» ، والمثبت من (ف) .
(6) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (1/379) ولكن من حديث: عبد الله بن عمر. قال ابن عدي: «حدثنا أحمد بن حمدون، حدثنا أبو زرعة وأبو حاتم وابن وارة وابن حيويه قالوا: حدثنا إبراهيم بن موسى، حدثنا أَشْعَثَ بْنِ عَطَّافٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) به» .
وقال ابن عدي: «حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الكريم الجرجاني، حدثنا محمد بن حميد الرازي، حدثنا أشعث بن عطاف، بإسناده نحوه» . ثم قال: «وهذا عندي حديث إبراهيم بن موسى الفراء، عن أشعث، سرقه منه محمد بن حميد، وَلا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى هَذَا الحديث عن الثوري فقال: عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) غير أشعث بن عطاف، ورواه ابن مهدي وغيره عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عن جابر، وعن ابن عمر، عن النبي (ص) ، وهذا أصوب» . ووقع في المطبوع: «عن الثوري وعن أبي الزبير» ؛ وهو خطأ.(4/427)
عَنْ أَشْعَث بْنِ عَطَّاف، عَنْ سُفْيَانَ (1) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (2) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ (3) ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : المُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى (4) وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ فِيهِ أَشْعَث، وَكَانَ كُوفِيًّا؛ شيخٌ صالِحٌ (5) ، كان ها هنا عِنْدَنَا. والحديثُ حديثُ (6) ابنِ مَهْدِيٍّ (7) الَّذِي رَوَاهُ سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ جابرٍ وابنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) .
1541 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا رواه الفَضْل بن موسى
_________
(1) هو: الثوري.
(2) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
(3) كذا في جميع النسخ: «عمر» ، والظَّاهر أنه خطأٌ صوابه: «ابن عمر» ، كما تقدَّم في التخريج، وكما يدلُّ عليه سياق المسألة.
(4) في (ف) : «معا» وعليها علامة المد. قال الفيومي في "المصباح المنير" (2/576) : «المِعَى: المُصْران، وقصره أشهر من المد، وجمعه أمعاءٌ» .
(5) قوله: «شيخٌ صالح» خبر لمبتدأ محذوف، أي: «هو شيخٌ صالحٌ» . وهذا على قطع هذا الكلام عما قبله. ولو قيل بوصله، نُصِبَ: «شيخ صالح» خبرًا آخر لـ «كان» ، وكانت الجادَّة أن يقال: شيخًا صالحًا، لكنْ حذفت هنا ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) قوله: «حديث» سقط من (ك) .
(7) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2061) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2152) ، ورواه أبو عوانة في"صحيحه" (5/424) من طريق مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، به.(4/428)
السِّيناني (1) ، فاختَلَفَ الروايةُ عَنْهُ (2) :
فَرَوَى مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ المَرْوَزِي (3) ،
عَنِ الفَضْل بْنِ مُوسَى، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الزُّبَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَافِعِ بن عمرو؛ قال: كنتُ أَرْمِي (4) نَخْلا لِلأَنْصَارِ، فَأَخَذُونِي، فَذَهَبُوا بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) ، فَقَالُوا: هَذَا يَرْمِي نَخْلَنَا؛ قَالَ: يَا رَافِعُ، لِمَ تَرْمِ (5) نَخْلَهُمْ؟ ، فقلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الجُوع؛ قَالَ: لا تَرْمِ، وَكُلْ مَا وَقَعَ، أَشْبَعَكَ اللهُ! .
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ك) : «الشيباني» ، ووضع في (ت) و (ف) علامة الإهمال على السين. وانظر "تهذيب الكمال" (23/254) .
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «فاختلفتِ الروايةُ عنه» ؛ لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ أيضًا في العربية؛ لأنَّ الفعل مسندٌ إلى «الرواية» ، وهي مؤنَّثٌ غير حقيقي، وفي مثل ذلك يجوز تأنيثُ الفعلِ وتذكيرُهُ، وإنْ كان التأنيث أرجح. انظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (224) .
(3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (5/19 رقم 4460) من طريق أحمد بن داود المكي، والحاكم في "المستدرك" (3/444) من طريق أبي يحيى بن أبي ميسرة، كلاهما عن معاذ بن أسد، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي جُبَيْرٍ، عَنْ أبيه، عن رافع، به.
ووقع عند الحاكم: «صالح بن أبي جعفر» بدل: «صالح بن أبي جبير» .
ومن طريق الطبراني رواه المزي في "تهذيب الكمال" (13/27) .
(4) في (أ) : «أومي» .
(5) في (ش) و (ك) : «لِمَ تَرْمي» ، وهو الجادَّة، ولكنهما نسختان ليستا بقويتين؛ والمثبت من بقية النسخ، ويخرَّج على وجهين:
الأوَّل: أن الأصل: «لِمَ تَرْمِي» ، والفعلُ مرفوعٌ، لكنْ حُذفت منه الياء اجْتزاء بالكسرة قبلها، والاجتزاء بالحركات عن حروف المدِّ لغةٌ لهوازن وعليا قيس. تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (679) .
والثاني: أنَّ الفعل مجزوم بـ «لِمَ» ، على ما ذهب إليه بعض النحاة من الجزم بـ «لِمَ» حملاً لها على «لَمْ» - وكأن ذلك لتشابههما في الصورة - وخرَّجوا على ذلك قراءةَ عُبَيد بن عمير في قوله تعالى: {لِمَ تَلْبِسُوا ... وَتَكْتُمُوا} [آل عِمرَان: 71] . وانظر كلام أبي حيان في "البحر المحيط" (2/516) ، وانظر كلام السمين الحلبي على هذه القراءة في "الدر المصون" (3/247) ، فهو مهم.(4/429)
وَرَوَى الحسينُ بنُ حُرَيث (1) ، وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلان، عَنِ الفَضْل، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي جُبَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَافِعِ بْنِ عَمْرٍو؟
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحيحُ: صالحُ ابنُ أبي جُبَير (2) . ورواه (3) أَبُو تُمَيْلَة (4) وقَصَّرَ بِهِ (5) ؛ والصَّحيحُ متصلٌ.
1542 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمان
_________
(1) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1288) ، و"العلل الكبير" (340) . قال الترمذي في "جامعه": «هذا حديث حسن صحيح غريب» . وقال في "العلل": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَنْ هَذَا الْحَدِيث؟ فَقَالَ: لا أعرف هذا إلا من حديث الفضل بن موسى، وصالح بن أبي جبير لا أعرف اسم أبيه» . اهـ.
(2) من قوله: «عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَافِعِ بْنِ عمرو، فسمعتُ أبا زرعة ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(3) في (ت) و (ك) : «رواه» بلا واو.
(4) المثبت من (ت) وفي بقية النسخ: «أبو ثميلة» بالثاء المثلثة، وهو تصحيفٌ. واسم أبي تميلة: يحيى بن واضح. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/274) ، والبيهقي في "السنن" (10/2) من طريقه، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي جُبَيْرٍ مولى الحكم بن عمرو الغفاري، عن أبيه؛ قال: شكا ناسٌ من أهل المدينة إلى رسول الله (ص) أن غلامًا من بني غِفار يرمي نخلَهم ... ، الحديث، واللفظ للبيهقي. قال البيهقي: «وهذا منقطع» .
(5) في (أ) و (ت) و (ش) : «وقصرته» .
(6) قوله: «أبو زرعة» ليس في (ت) و (ك) .(4/430)
الواسِطي (1) ،
عَنْ هُشَيم (2) ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاء، عَنْ أَبِي العُرْيان المُجَاشِعي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: لَعَنَ رسولُ الله (ص) اليهودَ! حُرِّمَتْ عليهمُ الشُّحُومُ، فَبَاعُوهَا، وأكلوا أثمانَهَا، وإنَّ اللَّهُ إِذَا حرَّم أكلَ شيءٍ حرَّم ثَمَنَهُ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ بَرَكَةَ أَبِي الْوَلِيدِ (3) ؛ وَهِمَ فِيهِ هُشَيم.
_________
(1) لم نقف على روايته، لكن الحديث أخرجه أحمد في "مسنده" (1/293 رقم2678) قال: حدثنا سُرَيج، حدثنا هشيم؛ أخبرنا خالد الحذاء، عن بَرَكَة بن العُريان المجاشعي، قال: سمعت ابن عباس، به.
وبَرَكَةُ هذا كنيته: أبو الوليد، وقيل: أبو العريان. قال ابن ماكولا في "الإكمال" (1/232-233) : «بركة أبو الوليد، عن ابن عباس، روى عنه خالد الحذَّاء والتيمي، هو: المجاشعي البصري، وقيل: هو أبو العريان المجاشعي» . وقال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (1/218) : «وقرأت بخط مغلطاي أن ابنَ خَلْفون سمَّى أباه: العُرْيان. والذي رأيت في ابن خلفون: بركة أبو الوليد، ويقال: أبو العريان» .
ورواه ابن عبد البر في "التمهيد" (17/402) من طريق أحمد بن زهير، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ هشيم، عن خالد، عن بركة أبي العريان المحاربي، عن ابن عباس، به. قال ابن عبد البر: «قال أحمد بن زهير: كذا قال: عن بركة أبي العريان، وسمعت أبي يقول: وأبو العريان الذي يحدث عنه خالد اسمه: أنيس» .
ورواه الطبراني في "الكبير" (12/155 رقم 12887) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/44) من طريق عمرو بن عوف الْوَاسِطِيُّ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ خَالِدٍ الحذاء، عن بركة بن الوليد، عن ابن عباس، به.
(2) هو: ابن بشير الواسطي.
(3) هو: ابن الوليد، وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/247 رقم 2221) من طريق علي بن عاصم، و (1/322 رقم 2961) من طريق محبوب بن الحسن، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/147) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/13) من طريق وهيب بن = = خالد، وأبو داود في "سننه" (3488) ، والبيهقي (6/13) من طريق بشر بن المفضل، وأبو داود (3488) ، والدارقطني في "السنن" (3/7) من طريق خالد بن عبد الله، وابن حبان في "صحيحه" (4938) من طريق يزيد بن زريع، والضياء في "المختارة" (9/510 رقم 493) من طريق عبد الوهَّاب، عن خالد، عن بركة أبي الوليد، عن ابن عباس، به.(4/431)
1543 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ عمَّار بْنُ خَالِدٍ الواسِطي، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ البَصْرة يُكْنى: أَبَا الفَضْلِ الأَشَجَّ، عَنْ جعفر ابن مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: نَهَى رسولُ الله (ص) عَنْ أَكْلِ الطِّين، وَقَالَ: مَنْ أَكَلَ الطِّينَ، فَقَدْ (2) أَعَانَ عَلَى قَتْلِ نَفْسِهِ؟
فسمعتُه يَقُولُ: هَذَا حديثٌ كذبٌ، والشيخُ لا أعرفُهُ.
1544 - وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عَوْن الواسِطي (4) ،
عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِير (5) ، عَنِ الأَعمش، عَنْ أَبِي يَحْيَى مَوْلَى جَعْدَة بْنِ هُبَيرة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: مَا عابَ (6) رسولُ اللَّهِ طعامًا قَطُّ؟
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1487) .
(2) في (ف) : «فكأنما» .
(3) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وستأتي هذه المسألة برقم (2228) ، وانظر المسألة رقم (2227) .
(4) لم نقف على روايته، لكن أخرجه مسلم في "صحيحه" (2064) من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وأبي كريب ومحمد بن المثنى وعمرو الناقد، وأبو عوانة في "صحيحه" (8444) من طريق أحمد بن حنبل وعلي بن حرب، ستتهم عن أبي معاوية، به.
ثم رواه مسلم أيضًا من طريق أبي كريب ومحمد بن المثنى، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هريرة، به.
(5) هو: محمد بن خازم.
(6) في (أ) و (ت) : «ما غاب» .(4/432)
قَالَ أَبِي: لَمْ يُتابَعْ عَلَى هَذِهِ (1) الروايةِ! إِنَّمَا هُوَ: الأَعْمَشُ (2) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (3) ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
1545 - وسُئِلَ (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ حُمَيد (5) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ،
_________
(1) في (ف) : «هذا» .
(2) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2568 و3563) ، وأحمد في "مسنده" (2/479 رقم 10212) من طريق شعبة، والبخاري (5409) ، ومسلم في "صحيحه" (2064) ، وأحمد (2/474 رقم 10141) من طريق سفيان الثوري، ومسلم (2064) من طريق جرير وزهير بن معاوية، وأحمد (2/481 رقم 10242) من طريق وكيع، وأبو عوانة في "صحيحه" (8436 و8437 و8439 و8441) من طريق أبي يحيى الحماني علي بن حرب وشيبان والوضَّاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (950) من طريق زائدة، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (583) من طريق فضيل بن عياض، جميعهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عن أبي هريرة، به.
قال يحيى بن معين: «يرويه أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أبي يحيى مولى جعدة، عن أبي هريرة، والناس يَروون هذا عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هريرة» . "تاريخ ابن معين/رواية الدوري" (2217) . وذكر الدارقطني في "العلل" (2217) اختلاف الرواة في هذا الحديث على الأعمش ومن دونه، ثم قال: «والصَّحيح: عن شعبة وَغَيْرُهُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حازم، عن أبي هريرة» .
(3) هو: سلمان الأشجعي.
(4) قوله: «وسئل» كذا في (ت) و (ك) ، وفي بقية النسخ: «وسئل أبي» . وسيأتي الجواب من أبي زرعة. وعلى ما أثبتناه يكون نائب الفاعل في قوله: «وسئل» ضميرًا يعود إلى «أبي زرعة» في المسائل السابقة قبل مسألتين، أو يعود إلى غير مذكور - وهو أبو زرعة أيضًا - لفهمه من السياق بعد، والله أعلم، انظر التعليق على المسألة رقم (400) .
(5) هو: محمد بن حميد الرازي.(4/433)
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيح (1) ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: نَهَى رسولُ الله (ص) عَنْ لحومِ الجَلاَّلَةِ (2) وَأَلْبَانِهَا؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ (3) .
1546 - وَانْتَهَى أَبُو زُرْعَةَ إِلَى حديثٍ كَانَ حدَّث بِهِ قَدِيمًا فِي كِتَابِ "الأطعمة"، عن عبد الرحمن بن عبد الملك الحِزَامي (4) ، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْك (5) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: كَانَ أحبَّ اللَّحْمِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) الذِّرَاعُ.
فلم يَقْرأ (6) ؛ قال: هو حديثٌ مُنكَرٌ (7) .
_________
(1) هو: عبد الله.
(2) الجَلاَّلة من الحَيَوان: الَّتي تأكل العَذِرَة؛ يقال: جَلَّتِ الدابةُ الجَلَّةَ واجتَلَّتها، فهي جالَّة وجلاَّلة: إذا التَقَطَتها. انظر "النهاية" (1/288) .
(3) الحديث رواه أبو داود في "سننه" (3785) ، = = والترمذي في "جامعه" (1824) من طريق عبدة، وابن ماجه في "سننه" (3189) من طريق ابن أبي زائدة، والطبراني في "الكبير" (12/311 رقم 13506) من طريق علي بن مسهر، والحاكم في "المستدرك" (2/34) من طريق عيسى بن يونس، جميعهم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن ابن عمر، به.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، وروى الثوري، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد، عن النبي (ص) مرسلاً» .
(4) هو: عبد الرحمن بن عبد الملك بن محمد بن شيبة، ويكنى أبا بكر، وروايته أخرجها أبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (628) إلا أنه وقع في المطبوع: «أبو بكر ابن عبد الرحمن» ، وصنيع محقق الكتاب في التعريف برجال الإسناد يدل على أن الخطأ ليس في الأصل؛ لأنه عرف بعبد الرحمن، فالظاهر أن كلمة «بن» خطأ في الطباعة، والله أعلم.
(5) هو: محمد بن إسماعيل.
(6) أي: فلم يقرأه علينا.
(7) ذكر البرذعي في "سؤالاته لأبي زرعة" (2/400-401) أنه سأل أَبَا زُرْعَةَ عَن هَذَا الْحَدِيثِ والحديث المتقدم في المسألة رقم (1514) ؟ قال: «فأمرني أن أضرب عليهما، ولم يقرأهما» .(4/434)
عِلَلُ (1) أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الأَْشْرِبَةِ
1547 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ يَعْلى المُحَارِبي، عَنْ زَائِدَةَ (3) ، عَنْ سَعِيدِ (4) بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْب بْنِ عُجْرَة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك: أنَّ النبيَّ (ص) أُتِيَ بِشَرَاب، وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ، فناول أعرابيًّ (5) ... الْحَدِيثَ (6) ؟
وَقَالَ (7) أَبِي: هَكَذَا حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى (8) ! وأردتُّ أَنْ أقولَ حِينَ حدَّثني بِهِ: أَنَّهُ خطأٌ، فتركتُ، وَلَمْ أقلْ شَيْئًا، وَهُوَ خطأٌ.
قَالَ أَبِي: أصحابُ زَائِدَةَ يُخَالِفون فِي هَذَا الْحَدِيثِ، يَقُولُونَ: يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، عَنْ زائدة (9) ، عن أبي طُوَالَةَ عبدِاللهِ بنِ عبد الرحمن
_________
(1) في (ت) : «باب علل» .
(2) انظر المسألة الآتية برقم (1573) .
(3) هو: ابن قدامة الثقفي.
(4) كذا، والمشهور بالرواية من ولد إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ هو: سَعْد، وترجمته في "الجرح والتعديل" (4/80 رقم 348) ، و"تهذيب الكمال" (10/248) .
(5) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليقُ عليها في المسألة رقم (34) .
(6) هو الحديثُ المعروفُ الذي فيه أن النبيَّ (ص) بعد ما فرغَ من الشُّرب أعطى الإناءَ الأعرابيَّ لكونه عن يمينه، وفيه أنه (ص) قال: «الأيمنون الأيمنون» .
(7) في (أ) و (ش) : «هو قال» .
(8) في (ش) : «علي» .
(9) كذا في جميع النسخ، ومن الواضح أن قوله: «يحيى بن يعلى» هنا لا معنى له، فالصواب حذفه، أو تكون العبارة: «أَصْحَابُ زَائِدَةَ يُخَالِفُونَ فِي هَذَا الحديث يحيى بنَ يعلى؛ يقولون: عن زائدة ... » . ولم نجد رواية زائدة هذه التي ذكرها أبو حاتم، ولكنَّ الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (2571) ، ومسلم في "صحيحه" (2029) من طريق سليمان بن بلال، عن أبي طُوالة، به.(4/435)
ابن مَعْمَر، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: فأيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: هَذَا حديثٌ معروفٌ بِهِ أَبُو طُوَالَة، غَيْرَ أنَّ يَحْيَى كَذَا حدَّثنا، وَأَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ الأَدَمي: أَنَّهُ وَقَعَ عِنْدَهُ عَنْ يَحْيَى كَذَا (1) .
قَالَ أَبِي: وتوهَّمْتُ (2) أَنْ يَكُونَ وَهِمَ الشيخُ (3) ، وَكَانَ فِي قَلْبِي مِنْ ذَلِكَ حَتَّى رأيتُ فِي كِتَابِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ رَاشِدٍ الأَدَمي بِبَغْدَادَ: كَذَا سَمِعَهُ (4) مِنْ يَحْيَى بْنِ يَعْلى؛ فسَكَنَ قَلْبِي.
1548 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثٍ رواه شَرِيك (6) ، عن
_________
(1) يعني: عن يَحْيَى بْنُ يَعلَى، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي طُوالة، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) .
(2) في (أ) و (ش) : «توهمت» بلا واو.
(3) يعني: إبراهيم بن راشد الأَدَمي.
(4) كذا في جميع النسخ: «سمعه» ، وكأن هناك من حاول إصلاحها في (ش) إلى «سمعتُهُ» ، فزاد نقطتين بين العين والهاء من غير سنّة للتاء، وكانت الجادَّة أن يقال: «سمعتُهُ» ، لكنَّ ما في النسخ صحيح على أن أبا حاتم يقول: وكان في قلبي ريبٌ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى رأيتُ فِي كتابِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ رَاشِدٍ الآدَمِيِّ ببغداد أنَّه سَمِعَهُ كذلك من يحيى بن يَعلى، كما رواه غيره من أصحاب زائدة؛ فسَكَنَ قلبي.
(5) في (أ) : «أبي زرعة» .
(6) هو: ابن عبد الله النخعي القاضي. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/274) ، وفي "شرح المشكل" (2111) من طريق أبي غسان، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (719) من طريق عثمان ابن أبي شيبة، والطبراني في "الأوسط" (654) من طريق علي بن حكيم الأودي، ثلاثتهم عن شريك، به.(4/436)
حُمَيد (1) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ دخَلَ، فشَرِبَ مِنْ قِرْبَةٍ وَهُوَ قَائِمٌ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ شَرِيكٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ شَرِيك (2) ،
عن عبد الكريم، عن البَرَاء بن أَنَسٍ (3) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ دَخَلَ فشَرِبَ مِنْ قِرْبَةٍ وهو قائم.
_________
(1) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل.
(2) روايته أخرجها البغوي في"الجعديات" (2255) عن عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، عَنْ شَرِيكٍ، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (8/428) من طريق عبيد الله بن عمر، عن عبد الكريم، به.
ورواه الطيالسي في "مسنده" (1755) ، عن شريك، عن عبد الكريم، عن البراء، عن أم سليم. ورواه الدارمي في "مسنده" (2170) من طريق منصور بن سلمة الخزاعي، عن شريك، عن عبد الكريم، عن البراء، عن أنس، عن أم سليم، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (8/428) عن أبي عاصم النبيل، عن ابن جريج، عن عبد الكريم، به. مثل رواية منصور بن سلمة.
وثَمَّ اختلافاتٌ أخرى تنظر في "العلل" للدارقطني (5/217/ب) ، وحاشية "مسند الطيالسي" (1755) ، وحاشية "مسند أحمد" (6/376 رقم 27115) .
(3) كذا في جميع النسخ: «البراء بن أنس» ، ووقع في بعض مصادر التخريج: «البراء ابن بنت أنس» ، وفي بعضها: «البراء بن زيد ابن بنت أنس» ؛ وبهذا ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/400 رقم 1573) . وما وقع هنا يمكن أن يكون له وجهٌ؛ بأن يكون نُسب إلى جدِّه لأمه، وله نظائر، فأبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، يقال له: «أبو القاسم بن مَنيع» ويقال له: «ابن بنت مَنيع» يُنسب إلى جدِّه لأمه: أحمد بن مَنيع الحافظ، صاحب "المسند"، ولهذا تجدُ أحاديثَ "مسند الحِبِّ ابن الحِبِّ أسامة بن زيد لأبي القاسم البغوي مصدَّرةً بـ «حدثنا ابن مَنيع» وهو هو. ومثله سُليمان بن شرحبيل؛ نُسب إلى جدِّه لأمه، وهو سليمان بن عبد الرحمن. ويقال: ابن بنت شرحبيل، ترجمته في"الجرح والتعديل" (4/129 رقم 559) . وانظر المسألة رقم (80) و (208) و (390) و (1186) و (1277) و (2273/أ) و (2462) و (2596) و (2678) و (2748) من هذا الكتاب، والله أعلم.(4/437)
1549 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (1) عَنْ حَدِيثٍ أَبِي الأَحْوَص (2) ، عَنْ سِماك (3) ، عَنْ القاسم بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أَبِي بُرْدَة (5) ؛ قال: قال رسولُُ الله (ص) : اشْرَبُوا فِي الظُّرُوفِ، وَلا تَسْكَرُوا (6) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فوَهِمَ أَبُو الأَحْوَص (7) ،
فَقَالَ: عَنْ سِمَاك، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَة، قَلَبَ (8) مِنَ (9) الإِسْنَادِ مَوْضِعًا،
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وقد نقل ابن عبد الهادي في "التنقيح" (3/482) معظم هذا النص بتصرف، وستأتي هذه المسألة برقم (1551) .
(2) في (ف) و (ك) : «الأخوص» . وأبو الأحوص هذا: هو سلاَّم بن سُلَيم. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23930) ، والنسائي في "سننه" (5677) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/228) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/204) ، والدارقطني في "السنن" (4/259) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه الطبراني في "الكبير" (22/198 رقم 522) .
(3) هو: ابن حرب.
(4) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود.
(5) هو: ابن نيار.
(6) في (ش) : «ولا تشكروا» .
(7) في (أ) و (ف) و (ك) : «الأخوص» ، وفي (ش) : «الأجوص» . قال النسائي: «هَذَا حديثٌ مُنْكَرٌ، غَلِطَ فِيهِ أبو الأحوص سلاَّم بن سُلَيم، لا نعلم أن أحدًا تابعه عليه من أصحاب سِماك بن حرب، وسِماك ليس بالقوي، وكان يقبل التلقين. قال أحمد بن حنبل: كان أبو الأحوص يخطئ في هذا الحديث» . وقول الإمام أحمد هذا رواه عنه أيضًا أبو زرعة كما في المسألة الآتية برقم (1551) .
وقال الدارقطني في "العلل" (955) : «يرويه أبو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، واختُلف عن أبي الأحوص؛ فقال عنه سعيدُ بن سليمان، عن سماك، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، ووهم فيه على أبي الأحوص؛ ووهم فيه أبو الأحوص على سماك أيضًا. وإنما روى هذا الحديث سماك، عن القاسم، عن ابن بردة، عن أبيه، ووهم أيضًا في متنه في قوله: " ولا تسكروا " والمحفوظ عن سماك أنه قال: وكلُّ مسكر حرام» . وقال في "السنن" (4/259) : «وَهِمَ فيه أبو الأحوص في إسناده ومتنه» .
(8) في (ش) : «قلت» .
(9) قوله: «من» سقط من (ف) .(4/438)
وصحَّف فِي مَوْضِعٍ؛ أمَّا القَلْبُ: فَقَوْلُهُ: «عَنْ أَبِي بُرْدَة» ، أَرَادَ: عَنِ ابْنِ بُرَيْدة (1) ، ثُمَّ احْتَاجَ أَنْ يَقُولَ: «ابْنُ بُرَيْدة، عَنْ أَبِيهِ» ، فقَلَبَ (2) الإِسْنَادَ بِأَسْرِهِ، وأَفْحَشَ فِي الْخَطَإِ. وأَفْحَشُ مِنْ ذَلِكَ وأَشْنَعُ: تصحيفُهُ فِي (3) مَتْنِه: اشْرَبُوا فِي الظُّرُوفِ، وَلا تَسْكَرُوا (4) (5) .
وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ بُرَيْدة، عَنْ أَبِيهِ: أَبُو سِنَان ضِرَارُ بْنُ مُرَّة، وزُبَيدٌ الْيَامِيُّ، عَنْ مُحَارِب بْنِ دِثَار (6) ، وسِماكُ بْنِ حَرْبٍ (7) ، والْمُغِيرةُ بْنِ سُبَيْع (8) ، وعَلْقَمةُ بْنِ مَرْثَد (9) ، والزُّبَيرُ بْنِ
_________
(1) في (ك) : «أبي بريدة» . وابن بريدة هو: عبد الله بن بريدة ابن الحصيب.
(2) في (ش) و (ك) : «فقلت» .
(3) في (ش) : «من» .
(4) في (ش) : «ولا تشكروا» .
(5) التصحيف في متن الحديث في موضعين؛ الأول: قوله: «اشْرَبُوا في الظُّرُوفِ» ، والمحفوظ: «اشْرَبُوا في الأَسْقِيَةِ» . والثاني: قوله: «ولا تَسْكَرُوا» ، والمحفوظ: «وَلا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا» ؛ وَفِي حَدِيثِ بعضهم: «اجتنبوا كلَّ مسكر» كما يأتي في كلام أبي زرعة. وانظر كلام الدارقطني في التعليق على أول جواب أبي زرعة. وانظر كلام الإمام أحمد في المسألة رقم (1551) .
(6) المعنى: أن ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ وَزُبَيْدٌ الْيَامِيُّ رَوَيا هذا الحديث عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) ، ورواية ضرار أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (11803) ، وأحمد في "مسنده" (5/350 رقم 22958) ، ومسلم في "صحيحه" (977) . ورواية زُبَيْد أخرجها أحمد في "مسنده" (5/355 رقم 23003) ، ومسلم في "صحيحه" (977) .
(7) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (5678) ، والطبراني في "الأوسط" (2966) ، والدارقطني في "السنن" (4/259) .
(8) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (11812) ، والنسائي في "سننه" (2033) .
(9) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/356 رقم 23016) ، ومسلم (977) .(4/439)
عَدِي (1) ، وعطاءٌ الخُرَاساني (2) ، وسَلَمَةُ بن كُهَيل (3) ، كلُّهم عَنِ ابْنِ بُرَيْدة، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) : نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ القُبُورِ فَزُورُوهَا، ونَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الأَضَاحِي فَوْقَ ثَلاَثٍ فَأمْسِكُوا مَا بَدَا لَكُمْ، ونَهَيْتُكُمْ عَنِ النَّبِيذِ إِلاَّ فِي سِقَاءٍ، فَاشْرَبُوا فِي الأَسْقِيَةِ، وَلاَ تَشْرَبُوا مُسْكِرًا.
وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ قَالَ (4) : وَاجْتَنِبُوا (5) كُلَّ مُسْكِرٍ، وَلَمْ يَقُلْ أحدٌ (6) مِنْهُمْ: وَلا تَسْكَرُوا، وَقَدْ بانَ وَهَمُ (7) حديثِ أَبِي الأَحْوَص مِنِ اتفاقِ هؤلاءِ (8) [المُسَمَّيْنَ] (9) ؛ عَلَى مَا ذَكَرْنَا مِنْ خِلافِهِ.
1550 - وسألتُ (10) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثِ يحيى بن يَمان (11) ،
_________
(1) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (4430 و5651) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (7884) .
(2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (6708 و16957) ، ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (5/355 رقم 23005) ، ومسلم في "صحيحه" (977) .
(3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/356 رقم 23015) .
(4) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(5) في (ك) : «اجتنبوا» بلا واو.
(6) في (ت) و (ف) و (ك) : «أحدًا» .
(7) في "التنقيح": «وقد بان خطأ» .
(8) في جميع النسخ: «وهؤلاء» بزيادة واو، وقد طُمِست الواو في (أ) ، وجاء على الصَّواب في "التنقيح" لابن عبد الهادي.
(9) تصحَّفت هذه الكلمة في جميع النسخ إلى: «المشمس» ، والتصويب من "التنقيح".
(10) نقل ابن عبد الهادي في "التنقيح" (3/480) كلام أبي زرعة هذا. وستأتي هذه المسألة مطوَّلة برقم (1552) .
(11) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23858) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1/286 رقم 585) ، والنسائي في "سننه" (5703) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/219) ، وابن عدي في "الكامل" (3/29) ، والطبراني في "الكبير" (17/243 رقم 675) ، والدارقطني في "سننه" (4/263) ، وفي "العلل" (6/193) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/304) .(4/440)
عَنْ سُفْيان (1) ، عَنْ مَنْصور (2) ، عَن خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي مسعود: أنَّ النبيَّ (ص) عَطِشَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ، فَاسْتَسْقَى، فأُتِيَ بشَرَابٍ مِنَ السِّقَاية (3) ، فشَمَّهُ، فقَطَّبَ (4) ، فَقَالَ: عَلَيَّ ذَنُوبًا (5) مِنْ زَمْزَمَ، فصَبَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ شَرِبَهُ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا إسنادٌ بَاطِلٌ (6)
عن الثَّوْري، عن مَنْصور؛
_________
(1) هو: الثوري.
(2) هو: ابن المعتمر.
(3) أي: فأُتِيَ بنبيذٍ من السِّقَاية، كما في مصادر التخريج، وكما يأتي في المسألة رقم (1552) .
(4) أي: قبض ما بين عينيه كما يفعلُه العَبوسُ. "النهاية" (4/79) .
(5) الذَّنُوب - وِزانُ صَبُور -: الدَّلْوُ العظيمةُ، قالوا: ولا تُسمَّى ذَنُوبًا حتى تكونَ مَملوءَةً ماءً. انظر "المصباح المنير" (ذ ن ب/1/210) ، وقوله: «عَلَيَّ ذَنُوبًا» بالنصب كذا جاء في جميع النسخ، والذي في مصادر التخريج: «عَلَيَّ بذَنُوبٍ» ، وهو الجادَّة، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على النصب على نزع الخافض. وانظر في نزع الخافض: التعليق على المسألة رقم (12) .
(6) روى البيهقي في "السنن الكبرى" (8/304) بإسناده إلى أبي موسى قال: ذكرت لعبد الرحمن بن مهدي حديث سفيان، عن منصور في النبيذ ... قال: لا يحدث به.
ونقل أبو داود في "مسائله" (1903) عن الإمام أحمد أنه قال: «هذا منكر» .
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/153) : «ولم يصحَّ» . وقال في "التاريخ الأوسط" (2/52) : «ولم يثبت» .
وقال النسائي: «وهذا خبرٌ ضعيف؛ لأن يحيى بن يمان انفرد به دون أصحاب سفيان، ويحيى بن يمان لا يحتجُّ بحديثه لسوء حفظه، وكثرة خطئه» .
وقال ابن عدي: «سمعت عبدان يقول: سمعت ابن نمير يقول: أخطأ ابن يمان على الثَّوْرِيُّ فَقَالَ: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي مسعود، وإنما هُوَ: الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أبي صالح، عن المطلب قال: عطش النبي (ص) ... فذكره» .
وقال ابن عدي: «ويحيى بن يمان قد وهم في حديث النبي (ص) ... فذكره» .
وقال الدارقطني في "السنن" (4/264) : «وهذا حديثٌ معروف بيحيى بن يمان، ويقال: إنه انقلب عليه الإسناد، واختلط عليه بحديث الكلبي، عن أبي صالح» .
وذكر نحوه في "العلل" (1061) وزاد: «والكلبي متروكُ الحديث، ولا يحفظ هذا من حديث منصور إلا من رواية يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ. وقد تابعه عبد العزيز بن أبان - وهو متروكٌ - عن الثوري، وتابعهما أيضًا اليسع بن إسماعيل - وهو ضعيفٌ - عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، عَنْ الثوري» .
وقال البيهقي: «ورواه يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ فغلط في إسناده» .(4/441)
وَهِمَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ يَمان؛ وَإِنَّمَا ذَاكَرَهُمْ سُفْيَانُ (1) عَنِ الكَلبي (2) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (3) ، عَنِ المُطَّلِب بْنِ أَبِي وَداعة، مُرْسَلً (4) . ولعلَّ (5) الثَّوْري إِنَّمَا ذَكَرَهُ تعجُّبًا مِنَ الكَلبِي حِينَ حدَّث بِهَذَا الْحَدِيثِ؛ مُستَنكِرًا (6) عَلَى الكَلبِي.
1551 - وسمعتُ (7) أَبَا زُرْعَةَ (8) يَقُولُ: سمعتُ أَحْمَدَ بْنَ حنبل
_________
(1) روايته ذكرها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/153) فقال: وقال الأشجعي وغيره: عن سفيان ... .
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/304) من طريق أبي حذيفة، عن سفيان، به.
= ... ورواه الدارقطني في "السنن" (4/261-262) من طريق عمر بن علي المقدمي وشعيب بن خالد، كلاهما عن الكلبي، به.
(2) هو: محمد بن السَّائب.
(3) هو: باذام مولى أم هانئ.
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) في (ت) و (ك) : «فلعل» .
(6) المثبت من (ف) ، وهو الجادَّة، وفي بقية النسخ: «مستنكر» ، وهو صحيحٌ أيضًا على لغة ربيعة المشار إليها.
(7) تقدمت هذه المسألة برقم (1549) ، ونقلها ابن عبد الهادي في "التنقيح" (3/482-483) .
(8) في (ف) : «أبي زرعة» .(4/442)
_ح (1) يَقُولُ: حديثُ أَبِي الأَحْوَص (2) ، عَنْ سِماك (3) ، عن القاسم ابن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَة: خطأٌ؛ الإسنادُ والكلامُ:
فَأَمَّا الإسنادُ: فإنَّ شَرِيكً (4) وأيُّوبَ ومحمدً (5) ابني جابرٍ رَوَوْهُ (6) عَنْ سِمَاك، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عبد الرحمن، عَنِ ابْنِ بُرَيْدة (7) ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) كما روى (8) الناسُ: فَانْتَبِذُوا فِي كُلِّ وِعَاءٍ، وَلا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا (9) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَذَا أَقُولُ: هَذَا خطأٌ! أمَّا (10) الصَّحيحُ:
_________
(1) في (ف) : «رضي الله عنه» بدل: «رحمه الله» .
(2) كذا في (ت) و (ش) ، وفي بقية النسخ: «الأخوص» . وأبو الأحوص: سلام بن سليم.
(3) هو: ابن حرب.
(4) كذا في جميع النسخ! إلا أنها غُيِّرَتْ في (أ) بخط مغاير إلى «شريكًا» ، وهو الجادَّة؛ لكن يخرَّج ما في النسخ على لغة ربيعة التي تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وجاءت على الجادَّة: «شريكًا» في "التنقيح". وشريك هو: ابن عبد الله النخعي. وروايته أخرجها النسائي (5678) .
(5) كذا في جميع النسخ و"التنقيح": «ومحمد» ، وغُيِّرَتْ في (أ) إلى «محمدًا» ، وانظر التعليق السابق. ورواية محمد أخرجها الطبراني في "الأوسط" (2966) ، والدارقطني في "السنن" (4/259) .
(6) في جميع النسخ: «روياه» ، ثم صوبت في (أ) وجاءت على الصَّواب في "التنقيح".
(7) هو: عبد الله.
(8) في (أ) و (ف) : «رواى» ، وفي (ك) : «رواه» .
(9) وفي ضمن هذا بيان للخطأ في الكلام، أي: المتن؛ فالصواب: كَمَا رَوَاهُ النَّاسُ: «فَانْتَبِذُوا فِي كُلِّ وِعَاءٍ، وَلا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا» ، والخطأ في رواية أبي الأحوص: «اشْرَبُوا فِي الظُّرُوفِ، وَلا تَسْكَرُوا» كما في المسألة رقم (1549) ، وانظر تعليقنا على نحو ذلك هناك.
(10) في (ف) : «إنما» .(4/443)
حديثُ (1) ابنِ بُرَيْدة، عَنْ أَبِيهِ (2) .
1552 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ يَمَان، عَنِ الثَّوْري، عَنْ مَنْصور، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي مسعود: أنَّ النبيَّ (ص) طافَ بِالْبَيْتِ فاسْتَسْقَى، فأُتِيَ بِنَبِيذٍ، فشَمَّهُ، فقَطَّبَ وجهَهُ، فَقِيلَ: أحرامٌ هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لا.
فقلتُ لَهُمَا: مَا عِلَّةُ هَذَا الْحَدِيثِ؟ وَهَلْ هُوَ صحيحٌ؟
فَقَالا: أخطَأَ (4) ابنُ يَمَان فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ، ورُوِيَ هَذَا الحديثُ، عَنِ الثَّوْري، عَنِ الكَلْبي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ المُطَّلِبِ بنِ أَبِي وَدَاعة، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: وَالَّذِي عِنْدِي: أنَّ يَحْيَى بْنَ يَمَان دَخَلَ حديثٌ لَهُ فِي حديثٍ، رَوَاهُ الثَّوْري، عَنْ مَنْصور، عَنْ خَالِدِ بْنِ سعد (5) مولى أبي
_________
(1) قوله: «حديث» ليس في (ف) ، والمثبت من بقية النسخ، وكانت الجادَّة فيها أن يقال: «أمَّا الصَّحيحُ: فحديثُ ابنِ بُرَيْدة ... » ؛ بإثبات الفاء في جواب «أمَّا» ، لكنَّ حَذف هذه الفاء أجازه بعضهم. انظر التعليق على المسألة رقم (637) .
(2) من قوله: «أما الصحيح ... » إلى هنا ليس في "التنقيح"، وفيه بدلاً منه: «ولم يخرجوه» .
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (1550) ، وانظر المسألة الآتية برقم (1565) . ونقل معظم هذا النص ابن عبد الهادي في "التنقيح" (3/480) .
(4) في (ت) و (ك) : «خطأ» .
(5) في (أ) و (ش) : «خالد بن سعد بن خالد بن سعيد» ولم نَرَ أحدًا ذكر هذه الزيادة في ترجمته.(4/444)
مسعود (1) ، [عن أَبِي مَسْعُودٍ] (2) : أَنَّهُ كَانَ يشربُ نبيذَ الجَرِّ (3) ، وَعَنِ (4) الكَلْبي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ المُطَّلِب، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يطوفُ بِالْبَيْتِ ... الحديثَ، فسقَطَ عَنْهُ إسنادُ الكَلْبي، فَجَعَلَ إسنادَ مَنْصور عَنْ خَالِدٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، لِمَتْن (5) حديثِ الكَلْبي.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ يَمَان؛ إِنَّمَا هُوَ: الثَّوْري، عَنِ الكَلْبي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ المُطَّلِب، عَنِ النبيِّ (ص) .
1553 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحسن بن عَطِيَّة، وعُبَيدالله بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ (7) ، عَنْ حَكِيم بْنِ جُبَير، عَنْ سَعِيدِ
_________
(1) في (أ) و (ش) : «ابن مسعود» .
(2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولعلَّه لانتقال النظر، وأثبتناه من "تنقيح التحقيق"، ومصادر التخريج المذكورة في المسألة رقم (1550) ، وسيأتي في كلام أبي حاتم ما يدلُّ عليه.
(3) النَّبِيذ: ما يُعملُ من الأشربة من التَّمْر والزَّبيب والعسل والحِنطة والشَّعير وغير ذلك. يقال: نَبَذْتُ التَّمر والعنب: إذا تركت عليه الماء ليصير نبيذًا. وانتبذتُهُ: اتخذتُهُ نبيذًا. وسواء كان مُسكرًا أو غير مُسكر، فإنه يقال له: نبيذ، ويقال للخمر المُعتصر من العنب: نبيذ، كما يقال للنَّبيذ: خمرٌ. والجَرُّ: اسم جنس جمعي لـ «جَرَّة» ، وتجمع جرَّة على جِرارٍ أيضًا. وهو الإناء المصنوع من الفخَّار. والمراد بالنَّهي عن نبيذ الجر: النَّهْيُ عن الانتباذ في الجرار المدهونة؛ لأنها أسرع في الشدة والتَّخمير؛ قاله ابن الأثير. انظر "النهاية" (1/260) ، و (5/6) .
(4) قوله: «الجر وعن» في (ت) و (ك) : «الجرد عن» .
(5) في (أ) و (ش) و (ف) : «متن» .
(6) انظر المسألة التالية، والمسألة الآتية برقم (1591) .
(7) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (2934/كشف الأستار) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/253) . ورواه الدارقطني في "الأفراد" (164/ب/أطراف الغرائب) من طريق المعلَّى بن هلال، والسِّلفي في "الطيوريات" (946) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، كلاهما عن إسرائيل، به.
ومن طريق الدارقطني رواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1119) .
قال البزار: «لا نعلمه يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، ولا نعلمه عن غيره من وَجْهٍ صحيح، وحَكيم ابن جُبَير غالٍ في التشيع، وتوقَّف بعضُ أهل العلم في الرواية عنه، وحدَّث بغير حديث لم يُتابَع عليه، وروى عنه الأعمش والثوري وإسرائيل وغيرهم» .
وقال الدارقطني: «تفرَّد به حكيمٌ عنه، ولم يروه عنه غير المعلَّى بن هلال» .(4/445)
ابن جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ لَقِيَ اللهَ، وَهُوَ مُدْمِنُ خَمْرٍ؛ كَانَ كَعَابِدِ وَثَنٍ.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ (1) ، فَقَالَ: عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ ثُوَيْر (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: حديثُ حَكيمٍ عِنْدِي أصحُّ.
قلتُ لأَبِي: فحَكِيمُ بنُ جُبَير أحبُّ إِلَيْكَ أَوْ ثُوَيْر (3) ؟
فَقَالَ: مَا (4) فِيهِمَا إلاَّ ضعيفٌ غالٍي (5) في التشيُّع.
_________
(1) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (12/36 رقم 12428) ، وابن بشران في "الأمالي" (1346) .
(2) هو: ابن أبي فاخِتَة.
(3) في (أ) و (ش) : «توير» .
(4) قوله: «ما» سقط من (ك) .
(5) كذا في جميع النسخ، بإثبات ياء الاسم المنقوص المنوَّن المرفوع، والجادَّة: حَذفها: «غالٍ» ؛ لكنَّ إثبات هذه الياء لغة لبعض العرب، تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (146) .(4/446)
قلتُ: فأيُّهما أحبُّ إِلَيْكَ؟
قَالَ: هُمَا مُتَقَارِبَانِ.
1554 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ ثُوَيْر، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) : مَنْ مَاتَ مُدْمِنَ خَمْرٍ ... ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بن يونس! وإنما هو: إسرائيلُ، عَنْ حَكيم بْنِ جُبَير.
1555 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ كَثِير بْنُ هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنُ بُرْقان، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُجلَسَ عَلَى مائدةٍ يُشرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ يَرْوُونَهُ (4) عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الزُّهري هَكَذَا، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ صَحِيحِ (5) حَدِيثِ الزُّهري، وَهُوَ مُفتَعَلٌ، ليس من حديث الثِّقات.
_________
(1) انظر المسألة السابقة، والمسألة الآتية برقم (1591) .
(2) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (5/ل112/أ) ، وقد تقدمت هذه المسألة برقم (1205) ، وستأتي برقم (1576/أ) ، وانظر المسألة رقم (1214) و (1263) و (1474) .
(3) هو: عبد الله بن عمر ذ.
(4) في (ت) و (ف) : «يرونه» ، وفي (ك) : «يرويه» .
(5) قوله: «صحيح» ليس في (أ) و (ش) .(4/447)
1556- وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد بن القاسم الأَسَدي (2) ، ثنا أَبُو يَحْيَى الأَنْصَارِيُّ المَديني الأَعْوَر (3) ، عن نافعٍ وزيدِ ابنِ أسلَم وَأَبِي الزِّنَاد، كلُّهم عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ.
قلتُ لأَبِي: مَنْ أَبُو يَحْيَى هَذَا؟
قَالَ: هُوَ مجهولٌ، وَأَبُو الزِّناد لَمْ يُدْرِكِ ابْنَ عُمَرَ.
1557 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَبَابة (5) ، عَنْ شُعْبة، عَنْ بُكَيْر بْنِ عَطَاء، عَنِ ابْنِ يَعْمَر (6) : أنَّ النبيَّ (ص) نهى عن (7) الدُّبَّاءِ (8) والْمُزَفَّت (9) ؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وانظر المسألة الآتية برقم (1562) و (1564) و (1567) .
(2) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (18) ، والبزار في "مسنده" (2919/كشف الأستار) .
(3) اسمه: مطيع.
(4) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(5) هو: ابن سَوَّار. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3404) ، والترمذي في "العلل الكبير" (575) ، و"العلل الصغير" (1/439/شرح العلل) ، والنسائي في "سننه" (5628) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/227) .
(6) اسمه: عبد الرحمن، وهو صحابي ح.
(7) قوله: «عن» سقط من (ك) .
(8) الدُّبَّاءُ: القَرْعُ [وهو: اليَقْطينُ] ، واحدُها: دُبَّاءةٌ، كانوا ينتبذونَ فيها فتُسْرِعُ الشِّدَّةُ في الشَّراب. "النهاية" (2/96) .
(9) الْمُزَفَّت: هو الإناءُ الذي طُلِيَ بالزِّفْت - وهو نوعٌ من القارِ - ثم انْتُبِذ فيه. "النهاية" (2/304) .(4/448)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لَمْ يَرْوِهِ غيرُ (1) شَبابة، وَلا يُعْرَفُ لَهُ أَصْلٌ (2) .
1558 - وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيك (4) ، عن
_________
(1) في (ك) : «عن» .
(2) قال الترمذي في "العلل الكبير": «سألت محمدًا [يعني البخاري] ؟ فقال: هذا حديث شبابة عن شعبة، لم يعرفه إلا من حديث شبابة. قال محمد: ولا يصحُّ هذا الحديث عندي» . وقال في "العلل الصغير": «هذا حديث غريب من قِبَل إسناده، لا نعلم أحدًا حدث به عن شعبة غير شبابة، وقد روي عن النبي (ص) من أوجه كثيرة أنه نهى أن ينتبذ في الدُّباء والمزفَّت، وحديث شبابة إنما يُستغرَب؛ لأنه تفرَّد به عن شعبة، وقد روى شعبة وسفيان الثوري بهذا الإسناد عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ عَنِ عبد الرحمن بن يعمر، عن النبي (ص) أنه قال: "الحجُّ عَرَفَة"، فهذا الحديث المعروف عند أهل الحديث بهذا الإسناد» . وذكر ابن عدي هذا الحديث فيما أنكر على شبابة وقال: «ولا أعلم رواه عن شعبة في الدُّبَّاء غير شَبابة، وإنما روى شعبة بهذا الإسناد، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ عبد الرحمن بن يعمر في ذكر الحج» .
وقال ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (1/442-443) : «وأما حديث النهي عن الدُّبَّاء والمزَفَّت فهو بهذا الإسناد غريبٌ جدًّا، وقد أنكره على شَبابة طوائفُ من الأئمة، منهم: الإمام أحمد، والبخاري، وأبو حاتم، وابن عدي. وأما ابن المديني فإنه سئل عنه؟ فقال: «لا ينكر لمن سمع من شعبة - يعني: حديثًا كثيرًا - أن ينفرد بحديث غريب» .
= ... وقال أحمد: «إنما روى شعبة بهذا الإسناد حديث الحج» . يشير إلى أنه لا يعرف بهذا الإسناد غير حديث الحج» . اهـ. وكلام ابن المديني رواه ابن عدي في "الكامل" (4/46) .
(3) في (ت) و (ك) : «وسألته» ، وانظر المسألة رقم (1574) و (1580) .
(4) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1601) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/92 رقم 10056) ، وابن عدي في "الكامل" (5/248) .
قال البزار بعد أن ذكر حديثًا آخر لعيسى بن أبي عيسى: «وهذان الحديثان لا نعلم رواهما عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد الله إلا عيسى بن أبي عيسى» .(4/449)
عيسى بن أبي عيسى الخَيَّاط (1) ، عَنِ الشَّعْبي (2) ، عَنْ عَلْقمة (3) ، عَنْ عبد الله (4) ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ لَعَنَ عَشَرَةً: الخَمْرَ، وعاصِرَهَا، ومُعتَصِرََهَا ... (5) ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حَسَنُ بن صالح، عن عيسى الخَيَّاط (6) ، عَنِ الشَّعْبي، عمَّن حدَّثه، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: لا أُبعِدُ عِيسَى أَنْ يكونَ قَالَ مَرَّةً كَذَا، ومرَّة كَذَا، هَذَا مِنْ عِيسَى.
1559 - وسألتُ أَبِي (7) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ النُّعمان بن مُرَّة، عن عبد الله ابن عَمْرٍو: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ قَالَ: شُرْبُ الْخَمْرِ؛ مَنْ شَرِبَهَا، لَمْ تُقْبَلْ (8) لَهُ صلاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَإِنْ مَاتَ، مَاتَ مِيتةً جاهلية؟
_________
(1) في (ك) : «الخاط» في هذا الموضع، و «الحفاظ» في الموضع الآتي، وفي (ت) : «الحناط» بالحاء المهملة، بعدها نون في الموضعين، وهو صحيح أيضًا، فعيسى هذا يقال له: الخيَّاط، والحنَّاط، والخبَّاط أيضًا؛ لأنه عالج الصَّنائع الثلاث؛ كما في "التقريب" (5352) .
(2) هو: عامر بن شراحيل.
(3) هو: ابن عيسى النخعي.
(4) هو: ابن مسعود ح.
(5) وبقية العشرة هم: بائعها ومبتاعها، وحاملها والمحمولة إليه، وشاربها وساقيها، وآكل ثمنها. كما في مصادر التخريج وغيرها. وانظر ذِكْرَ المصنِّف لمتن الحديث في المسألة رقم (1574) .
(6) انظر تعليقنا على لفظة: «الخياط» في أول المسألة.
(7) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(8) في (ت) : «لم يقبل» .(4/450)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى بْن سَعِيدٍ (1) ، عَنْ النُّعْمان بْنِ أَبِي عيَّاش.
قلتُ: الخطأُ ممَّن هُوَ؟
قَالَ: مِنْ حمَّاد بْنُ سَلَمة.
1560- وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثِ حَمَّادٍ (3) ، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ - أو غيره -: أنَّ (4) النبيَّ (ص) قَالَ: إِنَّ الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الفِضَّةِ إنَّمَا يُجَرْجِرُ (5) فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ نَافِعٍ، عن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصدِّيق ح، عَنْ أمِّ سَلَمة، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (24078) ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أبي عياش قال: أرسلت إلى عبد الله بن عمر فسأله ...
كذا عنده: «عبد الله بن عُمر» وكذا ذكره ابن عبد البر في "الاستذكار" (24/308) نقلاً عن ابن أبي شيبة.
وقال ابن عبد البر بعد أن ذكر هذا الإسناد وإسنادًا آخر: «وهذان إسنادان لا يختلف أهل العلم بالحديث في صحَّتهما» .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (43) ، وستأتي برقم (1585) .
(3) هو: ابن سلمة.
(4) في (ش) : «عن» .
(5) تقدم تفسير «يجرجر» في التعليق على المسألة رقم (43) .(4/451)
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ ممَّن هو؟
قال: مِنْ حمَّاد (1) .
1561 - حدَّثنا أبي (2) ؛ قال (3) : ثنا محمد ابن يَزِيدَ [الأَسْفَاطي] (4) ؛
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ كَثِير الْبَصْرِيُّ؛ حدَّثنا شُعْبة، عَنْ قَتَادة، عن سعيد ابن جُبَير، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ نَبِيذِ الجَرِّ (5) .
قَالَ شُعْبَة: قلتُ لِقَتَادَةَ: سمعتَهُ (6) مِن سعيد ابن جُبَير؟ قَالَ: حدَّثني بِهِ (7) أيُّوبُ (8) .
فلَقِيتُ أيُّوب، فسألتُهُ؟ فحدَّثني بِهِ (9) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابن عمر، عن (10) النبي (ص) . فقلتُ لأيُّوب: سمعتَهُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير؟
_________
(1) في المسألة رقم (43) : «قلتُ لأَبِي ولأَبِي زرعة: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟ فَقَالا: مِنْ حمَّاد» .
(2) ذكر هذا النص بتمامه ابن أبي حاتم أيضًا في "الجرح والتعديل" (1/169) . وانظر المسألة رقم (1576) و (1584) .
(3) قوله: «قال» من (ف) فقط.
(4) في جميع النسخ: «الأسقاطي» بالقاف، والتصويب من "الجرح والتعديل"، وانظر "تهذيب الكمال" (27/22) . وروايته أخرجها أبو عوانة في "مسنده" (8073) .
ورواه أبو عوانة أيضًا (8074) من طريق سليمان بن داود، عن يحيى بن كثير، به. وانظر "تحفة الأشراف" (5657) .
(5) تقدم تفسيره في المسألة رقم (1552) .
(6) في (ك) : «سمعت» .
(7) قوله: «به» من (ت) و (ك) فقط.
(8) أي: السَّختياني كما في رواية "الجرح والتعديل".
(9) في (ك) : «فحدثنه به» .
(10) في (ش) : «أن» بدل: «عن» .(4/452)
قَالَ: لا، حدَّثني بِهِ أَبُو بِشْر (1) .
فلَقِيتُ أَبَا بِشْر (2) ، فسألتُهُ؟ فحدَّثني أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ نَبِيذِ الجَرِّ.
1562 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ حَرْب (4) ، عَنْ حمَّاد بْن زَيْدٍ، عَنْ أيُّوب (5) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (6) ؛ قولَهُ: كُلُّ مُسكِرٍ حرامٌ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثناه أَبُو الرَّبِيع الزَّهْراني (7) ،
عَنْ حمَّاد بْن زَيْدٍ، عَنْ أيُّوب، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: هَذَا أصحُّ مَرْفُوعٌ (*) ؛ كَذَا رَوَاهُ ابنُ المُبَارك (8) ، عَنْ حمَّاد بن زيد، مَرفوعً (*) .
_________
(1) هُوَ: جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وحشيَّة.
(2) في (أ) و (ش) : «أبو بشر» .
(3) انظر المسألة المتقدمة برقم (1556) ، والآتية برقم (1564) و (1567) .
(4) قوله: «رواه سليمان بن حرب» مكرر في (ك) . وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/216) .
(5) هو: السختياني.
(6) في (ك) : «عن أبي عمر» .
(7) هو: سليمان بن داود. وروايته أخرجها أحمد في "الأشربة" (27) ، ومسلم في "صحيحه" (2003) ، وأبو داود في "سننه" (3679) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/216) ، وابن حبان في "صحيحه" (5366) ، والدارقطني في "السنن" (4/248) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/288) .
(
*) ... كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(8) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أحمد في "الأشربة" (28) ، والنسائي في "سننه" (5673) ، والدارقطني في "سننه" (4/248) .
ورواه أحمد في "الأشربة" (26 و105) من طريق يونس بن محمد، ومسلم في "صحيحه" (2003) ، وابن حبان في "صحيحه" (5366) من طريق أبي كامل، والترمذي في "جامعه" (1861) ، والنسائي في "سننه" (5674) من طريق يحيى بن درست، وأبو داود (3679) من طريق محمد بن عيسى، وابن حبان في "صحيحه" (5366) من طريق إبراهيم بن الحسن العلاف، والدارقطني في "سننه" (4/248) من طريق خلف بن هشام، جميعهم عن حماد، به.(4/453)
1563 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَوَانة (2) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عُرْفُطَة، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ (3) ، عَن عائِشَة؛ قالت: سألتُ النبيَّ (ص) عَنِ الأَوْعِيَةِ (4) ... ؟
فَقَالَ (5) أَبِي: كَانَ (6) شُعْبة (7) يُخْطِئُ فِي اسْمِ خَالِدِ بْنِ عَلْقمة، وَكَانَ أَبُو عَوَانة يَقُولُ: خَالِدُ بْنُ عَلْقمة (8) ، فَقَالَ شُعْبة: «لَمْ يكنْ بِخَالِدِ بْنِ عَلْقمة؛ وَإِنَّمَا كَانَ: مالكَ بنَ عُرْفُطَة» ؛ فلقَّنَهُ (9) الخطأَ، وترك
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وستأتي هذا المسألة برقم (1578) ، وانظر المسألة رقم (145) .
(2) هو: وضَّاح بن عبد الله اليَشكُري. وروايته أخرجها الخطيب في "الموضح" (2/78) .
(3) هو: ابن يزيد الهمداني.
(4) اختصر المصنف هنا متن الحديث، وعبَّر عنه بمعناه حين قال: «الأوعية» ، وسيأتي لفظه في المسألة رقم (1578) .
(5) في (ف) : «قال» .
(6) في (أ) و (ش) : «كذا كان» .
(7) ستأتي رواية شعبة في المسألة رقم (1578) .
(8) أخرجه الخطيب في "تاريخه" (7/400) من طريق عبد الواحد بن غياث، عن أبي عوانة، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد خير؛ قال: سألت عائشة عن الآنية التي ينتبذ فيها؟ فقالت: نهى رسول الله (ص) عن الدُّبَّاء والحَنْتَم والمُزفَّت.
(9) في (ك) : «فلقيه» .(4/454)
الصَّوَاب، وتَلَقَّنَ مَا قَالَ (1) شُعْبة، لم يَجْسُرْ (2) أن يخالفَهُ (3) .
1563/أ - قَالَ أَبِي: رَوَى أَبُو عَوَانة، عَنْ أَبِي الزُّبَير (4) حَدِيثًا وَاحِدًا (5) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «ويلقن قال» .
(2) في (ك) : «يجر» .
(3) نقل المزي في "تحفة الأشراف" (7/417 رقم 10203) عن أبي داود أنه قال - في رواية ابن العبد -: مالك بن عرفطة: إنما هو خالد بْن علقمة، أخطأ فيه شعبة. قال أبو داود: قال أبو عوانة يومًا: حدثنا مالك ابن عرفطة، عن عبد خير، فقال له عمرو الأعصف: رحمك الله يا أبا عوانة! هذا خالد بن علقمة، ولكن شعبة مخطئ فيه! فقال أبو عوانة: هو في كتابي: خالد ابن علقمة، ولكن قال شعبة: هو مالك بن عرفطة. قال أبو داود: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ؛ قَالَ: حدثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عرفطة. قال أبو داود: وسماعه قديم. قال أبو داود: حدثنا أبو كامل؛ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عوانة، عَن خالد بن علقمة، وسماعه متأخر، كان بعد ذلك رجع إلى الصَّواب. اهـ.
وذكر الخطيب في "الموضح" (2/78-79) كلام أبي داود هذا، ثم قال: «فيشبه أن يكون أبو عوانة كان يتابع شعبة على روايته عن مالك بن عرفطة، ثم تبين له أن الصواب خالد بن علقمة، فرجع إليه في آخر أمره، والله أعلم» .
وروى الخطيب أيضًا عن علي بن المديني أنه قال: وأما حديثُ عبد خير عن علي في الوضوء [يعني المذكور في المسألة رقم (145) ] : فهذا حديثٌ كوفي، وإسناده صالح، رواه مشيخة عَنْ عَبْدِ خير، عَن عَليّ، لم يبلغنا عنهم إلا خير، منهم: خالد ابن علقمة، فرواه عنه زائدة وشريك وشعبة، وكان يخالفهم في الاسم؛ يقول: مالك بن عرفطة. ورواه أبو عوانة، وكان زمانًا - فيما بلغني عنه - يرويه عن هذا الشيخ، ويقول: مالك بن عرفطة - كما قال شعبة - ثم رجع أبو عوانة إلى كتابه فوجده: خالد بن علقمة. اهـ.
(4) في (أ) و (ش) : «عن ابن الزبير» . وأبو الزبير هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
(5) سيأتي ذكره في كلام أبي حاتم في آخر المسألة.(4/455)
وَعَنْ مُعَاوِيَةَ (1) حَدِيثًا وَاحِدًا.
وَعَنْ بُكير بْنِ الأَخْنَسِ حَدِيثًا وَاحِدًا (2) .
وَعَنِ ابْنِ سِيرين رُؤْيةً (3) .
وَعَنِ الحسن (4) رؤيةً (5) .
_________
(1) هو: إما معاوية بن إسحاق بن طلحة، أو معاوية بن قُرَّة المزني، فكلاهما يروي عنه أبو عوانة كما في "تهذيب الكمال" (28/160-161) ، و (30/444) .
وقد روى أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إسحاق حديثين، أولهما رواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (1172) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/195) من طريق أبي عوانة، عن معاوية بن إسحاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عن عثمان ح - أنه سئل عن المتعة في الحج؟ فقال: كانت لنا ليست لكم. وانظر "العلل" للدارقطني (281) . وثانيهما رواه الطبراني في "الكبير" (3/135 رقم 2910) ، و"الأوسط" (4287) من طريق أبي عوانة، عن معاوية بن إسحاق، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ الحسين بن علي قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ (ص) فقال: إني جبان، وإني ضعيف، فقال: «هلم إلى جهاد لا شوكة فيه: الحج» . قال الطبراني: «لا يروى هذا الحديث عن حسين بن علي إلا بهذا الإسناد» .
(2) لعله ما رواه مسلم في "صحيحه" (687) من طريق أبي عَوَانَةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأخنس، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: فَرَضَ اللَّه الصَّلاة عَلَى لِسَانِ نبيكم (ص) فِي الحَضَر أَرْبَعًا، وَفِي السَّفَر ركعتين، وفي الخَوْف ركعة.
وقال أبو حاتم في المسألة المتقدمة برقم (306) : «روى أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ بُكير بْنِ الأخنس، وبُكيرٌ قديمٌ لَمْ يرو عَنْهُ الثوري، ولا شُعْبَة، إِنَّمَا روى عَنْهُ الأعمش، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيباني، ومسعر، فلا أدري أين لقيه؟ وكيف أدركه؟» .
(3) في (ك) : «روته» .
(4) هو: البصري.
(5) في (ك) : «روته» . قال الخطيب في "تاريخ بغداد" (13/490) : «ورأى الحسن البصري، ومحمد بن سيرين» .(4/456)
وعن الحَكَم (1) أَحْرُفً (2) ، وَكَانَ شُعْبةُ يُنْكِرُ عَلَيْهِ أحاديثَهُ عَنِ الحَكَم، وَيَقُولُ (3) : لَمْ يكُن ذَاكَ (4) الحَكَمَ الَّذِي سمعتَهُ (5) .
وَرَوَى عن ابن المُنْكَدِر (6) واحدً (7) .
فَأَمَّا عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّهُ كَانَ يُنْبَذُ (8) لِلنَّبِيِّ (ص) (9) .
_________
(1) هو: ابن عُتَيْبَة.
(2) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، ويخرَّج على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) أي: شعبةُ لأبي عوانة.
(4) في (ك) : «ذلك» .
(5) ذكر المصنف في المسألة المتقدمة برقم (306) حديثًا لأبي عَوانة، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرة، عَنْ عليٍّ؛ قَالَ: إِذَا قعدَ المصلِّي مقدارَ التشهُّد، فقد تمَّت صلاتُه. ونقل عن أبيه قوله: هَذَا حديثٌ مُنْكَرٌ، لا أَعْلَمُ رَوَى الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ عَنْ عاصِم بْنِ ضَمْرَة شَيْئًا، وَقَدْ أَنْكَرَ شُعْبَةُ عَلَى أَبِي عَوَانَةَ رِوَايَتَهُ عَنِ الْحَكَمِ، وَقَالَ: لَمْ يَكْنُ ذَاكَ الَّذِي لَقِيتُهُ: الْحَكَمَ» .
(6) قال الخطيب في "تاريخ بغداد" (13/490) في ترجمة أبي عوانة: «وسمع من محمد بن المنكدر حديثًا واحدًا» . اهـ. وهذا الحديث لعله ما رواه مسلم في "صحيحه" (1435) من طريق أبي عوانة، عن محمد ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كانت اليهود تقول: إذا أتى الرجل امرأته من دبرها، في قبلها، كان الولد أحول، فنزلت: [البَقَرَة: 223] {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} .
(7) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، ويخرَّج على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(8) في (ك) : «نبيذ» .
(9) كذا وقعت العبارة، وفيها اختصار، وتقدير الكلام: فأما ما رواه عن أبي الزبير: فحديث أبي الزبير عن جابر ... إلخ. والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (1999) من طريق أبي عوانة، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أن النبي (ص) كان يُنبَذُ له في تَوْرٍ من حجارة. والعبارة هنا كأنها بداية تفصيل لذكر تلك الأحاديث التي رواها أبو عوانة عن أولئك الرواة، لكن لا يوجد في النسخ تكملة لذكر الأحاديث، والله أعلم.(4/457)
1564 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نَصْر بْنُ عليٍّ (2) ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ طَاوس (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: خطبَ رسولُ الله (ص) ، فذكَرَ الخَمْرَ، فَقَالَ رجلٌ (4) : يَا رسولَ اللهِ، أرأيتَ المِزْرَ (5) ؟ قَالَ: مَا المِزْرُ؟ ، قَالَ (6) : حَبَّةٌ بِالْيَمَنِ، قَالَ: هَلْ يُسْكِرُ (7) ؟ ، قَالُوا (8) : نَعَمْ، قَالَ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ مُنكَرٌ، لا يُحْتَمَلُ عِنْدِي أَنْ يكونَ مِنْ
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» ، وانظر المسألة رقم (1556) و (1562) و (1567) .
(2) هو: نصر بن علي بن نصر الجَهْضَمي. وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (5605) . ورواه الدارقطني في "الأفراد" (178/ب/أطراف الغرائب) من طريق إسحاق بن إبراهيم شاذان، عن عمر بن حبيب القاضي، عن سليمان التيمي، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به.
قال الدارقطني: «غريب من حديث سليمان التيمي، عن طاوس، تفرَّد به عمر بن حبيب القاضي، وتفرَّد به عنه إسحاق بن إبراهيم شاذان» .
(3) هو: عبد الله.
(4) قوله: «رجل» سقط من (ف) .
(5) الْمِزْرُ - بالكسر -: نَبيذٌ يُتَّخَذُ من الذُّرة، وقيل: من الشَّعير أو الحِنْطَة. "النهاية" (4/324) .
(6) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(7) كذا في (ت) و (ك) ، ولم تنقط في بقية النسخ. والمراد: هل يُسكر شربُها، أو هل يُسكر هذا المِزْرُ. ويمكن تخريجه أيضًا على ما جاء عن العرب في قولهم: «ولا أرضَ أبْقَلَ إبقالَهَا» ؛ بتذكير الفعل مع كون الفاعل ضميرًا يعود على اسم مؤنَّث. وانظر المسألة رقم (178) .
(8) في (ش) : «قال» ، ومثله في مصادر التخريج. وما وقع في بقية النسخ متَّجهٌ على أن الذين حضروا خُطبته (ص) هم الذين قالوا: نعم، والله أعلم.(4/458)
حديث ابن عُمر، وبعبد الله ابن عَمرو أَشْبَهُ.
1565 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَخْلَد (2) بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ هِشَامٍ (3) ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ (4) ؛ قَالَ: سُئِلَ أَبُو سَعِيدٍ الخُدريُّ عَنْ نَبِيذ الجَرِّ (5) ؟ فَقَالَ: نَهَى رسولُ اللَّهِ (ص) عن نَبِيذ الجَرِّ. فقلت: الجُفُّ (6) ؟ فقال (7) : ذَاكَ (8) شَرٌّ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: ابنُ سِيرِينَ (9) ، عَنْ أَبِي العَلانية (10) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» ، وانظر المسألة رقم (1552) .
(2) في (ت) و (ك) : «مخالد» . وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (6806/الرسالة) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (16947) من طريق معمر، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، به.
(3) هو: ابن حسان.
(4) هو: رُفَيْع بن مهران.
(5) تقدم تفسيره في المسألة رقم (1552) .
(6) في (ت) و (ف) : «الخف» بالخاء المعجمة، وفي (ك) : «الحق» ، ولم تنقط في (أ) و (ش) . قال ابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/419) : وأما الجُفُّ الذي نُهيَ أن يُنبَذَ فيه، فإنه شيءٌ يُنْقَرُ من جِذْع النَّخلة. وهي أيضًا: قِرْبَةٌ يُقطَعُ عند يدَيها ويُنبَذُ فيها. اهـ. وأورد ابن منظور غيرَ قول في تفسير «الجُفِّ» ومدارها على أنها: ضَربٌ من الدِّلاء والآنية. انظر "لسان العرب" (ج ف ف/9/29) ، و"النهاية" (1/279) .
(7) في (ت) و (ك) : «قال» .
(8) في (ت) و (ك) : «ذلك» .
(9) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/66 رقم 1633) ، وأحمد بن منيع في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة" (3759) - وأبو يعلى في "مسنده" (1307) من طريق يزيد بن هارون، والنسائي في "الكبرى" (6807/الرسالة) من طريق يحيى القطان، كلاهما عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين، عن أبي العلانية، عن أبي سعيد الخدري، به. ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (1077) من طريق عاصم، عن ابن سيرين، به، مطولاً. قال النسائي: «أبو العلانية الصَّواب، والذي قبله خطأ» ، أي: أبو العالية.
(10) في (أ) و (ش) : «العالية» . وأبو العلانية هذا: معروف بكنيته، واسمه: مسلم.(4/459)
قَالَ أَبِي: لا يَروي (1) ابنُ سيرين عن أبي العالية (2) شيء (3) .
1566 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي ذِئْب (5) ، عَنْ الزُّهري، عن القاسم ابن مُحَمَّدٍ، عَنْ أسلَمَ مَوْلَى عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: لا أَشْرَبُ خَلاًّ مِنْ خَمْرٍ أُفْسِدَت (6) حَتَّى يُبدئَ اللَّهُ إفسادَها، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَطيبُ [الخَلُّ] (7) ، فَلا بأسَ عَلَى امرئٍ يَبْتَاعَ ُ (8)
خَلاًّ وقد
_________
(1) في (ف) : «لا يرون» .
(2) المثبت من (أ) و (ش) ، وفي بقية النسخ: «العلانية» .
(3) قوله: «شيء» سقط من (ت) و (ك) . والجادَّة: «شيئًا» بالألف؛ لكنها حذفت هنا على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وسيأتي في آخر المسألة موافقةُ أبي زرعة لأبي حاتم في علة الحديث. وتقدَّمت هذه المسألة برقم (1133) من كلام أبي حاتم وحده. وقد ذكر ابن كثير في "مسند الفاروق" (1/137) ، و"إرشاد الفقيه" (1/86) هذا الحديث عن عمر، ثم قال: «وروي عن أسلم مرسلاً، ورجَّح أبو حاتم وأبو زرعة أنه من كلام الزهري نفسه» .
(5) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1133) .
(6) قال البيهقي في "السنن الكبرى" (6/37) : «قوله: أُفسِدت، يعني: عولجت» .
(7) في (ت) و (ف) و (ك) : «للمرجل» ، وفي (أ) و (ش) : «الرجل» ، والمثبت من مصادر التخريج المتقدمة وفي المسألة رقم (1133) ، وهو الصواب، والمراد: أنه إن زالت شدة الخمر وصارت خلًّا بفعل الله تعالى، طابَ الخل المتحول عنها. بخلاف ما إذا زالت بفعل الآدمي ومعالجته. وانظر "الفتاوى الكبرى" لشيخ الإسلام (1/36) .
(8) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أنْ يبتاعَ» كما في مصادر التخريج، وتقدير الكلام: «لا بأس على امرئٍ أن يَبتاع خَلاًّ ... إلخ» ؛ لكن يخرَّج ما في النسخ على لغة من يحذفُ «أنْ» قبل الفعل المضارع، وإذا حذفت: جاز بقاء عملها ونصب الفعل، وجاز إهمالها ورفع الفعل. وانظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (1024) .
ويمكن رفع الفعل - مع عدم تقدير «أنْ» - ويكون «يبتاع» في محل جر نعت لـ «امرئٍ» ، وتقدير الكلام: «فلا بأس على امرئٍ مبتاعٍ خلًّا ... » . والمراد: ليس بأسٌ حاصلاً على مبتاع الخل ... إلخ. ولعل الأول أولى لوجود «أن» في مصادر التخريج.(4/460)
وَجَدَهُ (1) مَعَ أَهْلِ الْكِتَابِ، مَا لَمْ يَعْلَمْ (2) أَنَّهُمْ تعمَّدوا إفسادَها بَعْدَمَا صَارَ (3) خَمْرًا؟
فَقَالَ (4) أَبِي: يشبهُ (5) أَنْ يكونَ عامَّةُ هَذَا الْكَلامِ مِنْ كَلامِ الزُّهْري؛ لأَنَّهُ قَدْ رُوي بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ عُمَرَ كلامٌ في الطِّلاَء (6) . ورُوِيَ عَنِ الزُّهْري - قولَهُ - هَذَا الكلامُ (7) ،
فاستدلَلنا: أنَّ
_________
(1) في (أ) و (ش) : «وجد» ، وفي (ت) و (ك) : «وجدتموه» ، والمثبت من (ف) .
(2) في (ت) : «تعلم» ، ولم تنقط في بقية النسخ؛ فهو محتمل للوجهين، والمثبت مما تقدم في المسألة رقم (1133) بلفظ: «يعلم» ومن مصادر التخريج، وما في (ت) يخرج على الالتفات من الغَيْبة إلى الخطاب؛ وقد تقدم التعليق على مثل ذلك في المسألة رقم (884) .
(3) في مصادر التخريج: «صارتْ» و «عادتْ» بالتأنيث، وهو الجادَّة؛ لأن المراد الخمر لا الخل. وما في النسخ صحيحٌ؛ ومثله قولهم: «ولا أرضَ أَبْقَلَ إِبْقَالَهَا» ، انظر بيان ذلك في التعليق على المسألة رقم (178) .
(4) في (ف) : «قال» .
(5) في (ف) : «ويشبه» .
(6) تقدم تفسير «الطِّلاء» في المسألة رقم (1133) .
وهذا الكلام الذي يروى عن عمر في الطِّلاء بهذا الإسناد - الزهري، عن القاسم، عن أسلم مولى عمر، عن عمر - تقدم تخريجه في المسألة رقم (1133) .
(7) أخرج الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص63-64) من طريق يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شهاب الزهري؛ قال: حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: أن أباه قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يقول: اجتَنبوا الخمرَ؛ فإنها أمُّ الخبائث ... وذكر الحديث بطوله.
قال ابن شهاب: في هذا الحديث بيان أن لا خير في خَلٍّ من خمر أُفسدت، حتى يكونَ الله يفسدُها، عند ذلك يطيب الخلُّ. ولا بأسَ على امرئٍ أن يبتاع خَلاًّ وحدَه من أهل الكتاب، ما لم يعلم أنها كانت خمرًا فتعمَّدوا إفسادَها بالماء، فإن كان خمرًا عمدوا ليكون خَلاًّ فلا خيرَ في أكل ذلك. اهـ.
وقولُ أبي حاتم: «وَرُوِيَ عَنِ الزُّهري - قولَهُ - هَذَا الكلامُ» فيه تقديم وتأخير، وهو سائغٌ في العربية، وأصل الكلام: ورُوي هذا الكلام عن الزهري قولَهُ.(4/461)
هَذَا الكلامَ لَيْسَ هُوَ مِنْ كَلامِ عُمَرَ، وَأَنَّهُ كَلامُ الزُّهْري. وَقَدْ كَانَ الزُّهْري يحدِّث بِالْحَدِيثِ، ثم يقولُ على إثره كلامً (1) ، فكان أقوامٌ لا يَضْبِطون، فجعلوا كلامَهُ فِي الْحَدِيثِ، وأمَّا (2) الحفَّاظُ وأصحابُ الْكُتُبِ فَكَانُوا يميِّزون كلامَ الزُّهْري من الحديث.
فذكرتُ (3) هذا الْحَدِيثَ لأَبِي زُرْعَةَ؟ فَقَالَ: الَّذِي عِنْدِي أنَّ هَذَا كلَّه كلامُ الزُّهْري، وَذَكَرَ نَحْوَ مَا قَالَ أَبِي فِي بَيَانِ عِلَّة هَذَا الحديثِ.
1567- وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَعْقُوبُ بْنُ كَعْب الحَلَبي، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ مَنْظُور، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (5) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ (6) ؟
_________
(1) من قوله: «الزهري وقد كان ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. وقوله: «كلام» كذا في النسخ، ويخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(2) في (ك) : «وإنما» .
(3) في (ف) : «وذكرت» .
(4) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وانظر المسألة رقم (1556) و (1562) و (1564) .
(5) هو: سلمة بن دينار.
(6) هنا تنتهي الورقة (152/أ) من النسخة (ف) ، وتبدأ بعدها الورقة (152/ب) في خلال المسألة رقم (1635) كما سيأتي التنبيه عليه، وما بينهما ساقطٌ. وقوله: «قال أبي» الآتي، موجود في تعقيبة الصفحة.(4/462)
قَالَ أَبِي: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ (1) ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ مَنْظُور، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) ، لَمْ يَقُلْ: نَافِعٌ.
قَالَ أَبِي: وَهَذَا عِنْدِي أصحُّ؛ بِلا نَافِعٍ.
1568 - وسألتُ أَبِي (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيد بْنُ إِسْحَاقَ (3) ،
عَنْ مِسْكين بْنِ دِينَارٍ التَّيْمي (4) ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ حدَّثني زيد الجُرَشي (5) ؛ قال: سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ عَاقٌّ، وَلا مَنَّانٌ، وَلا مُدْمِنُ خَمْرٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
_________
(1) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3392) .
(2) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(3) روايته أخرجها الطبري في "تهذيب الآثار" (311/مسند علي) ، والطبراني في "الكبير" (22/372 رقم 931) .
ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في "الحلية" (3/309) ، و"معرفة الصحابة" (6810) . قال أبو نعيم في "الحلية": «تفرَّد عنه عبيد بن إسحاق العطَّار» .
(4) في (ك) : «التميمي» .
(5) في (ك) : «زيد الحوشي» . ووقع في الأصل الخطي لـ "تهذيب الآثار": «زيد الجرمي» وفي "الحلية": «أبو يزيد الحرمي» بالحاء المهملة، وفي "المعجم الكبير" و"معرفة الصحابة": «أبو زيد الجرمي» ، وهو الصَّواب، وهكذا ذكره ابن عبد البر في "الاستيعاب" (11/271) ، وابن حجر في "الإصابة" (11/151) وذكرا له هذا الحديث. قال ابن عبد البر: «حديثه هذا يدور على عبيد بن إسحاق ... » ، وقال ابن حجر: «وعُبيد ضعيف جدًّا، وقد خولف» . وذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (1191) وقال: «يرويه مجاهد واختُلِف عنه: فرواه مسكين بن دينار التيمي - يكنى: أبا هريرة، كوفي - عن مجاهد؛ قال: سمعت أبا زيد الجرمي، عن النبي (ص) . وخالفه عبد الكريم، فرواه عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو. وقال يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ: عَن مجاهد، عن أبي سعيد الخدري» . اهـ.(4/463)
1569 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيمان الواسِطي، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيمان الرَّازي، عَنِ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازي (2) ، عَنِ الرَّبِيع بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي العالِية (3) ، عن عبد الله بْنِ مُغَفَّل المُزَني؛ قَالَ: كنتُ آخِذًا بغُصْن مِنْ أَغْصَانِ الشَّجرة التي بايع رسولُ الله (ص) عليها، فبايعناه على ألاَّ نَفِرَّ، وَسَمِعْتُهُ حِينَ نَهَى عَنْ نَبيذِ الجَرِّ (4) ، وشهدتُّهُ حِينَ أَمَرَ بِشُرْبه وَقَالَ: اجْتَنِبُوا كُلَّ مُسْكِرٍ؟
قَالَ أَبِي: كَذَا حدَّثنا سَعِيدٌ.
وَرَوَاهُ الفَضْل بن دُكَين، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيع، عَنْ أبي العالية، عن عبد الله بْنِ مُغَفَّل - أَوْ غَيْرِهِ - عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبهُ.
1570 - وسألتُ أَبِي (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُؤَمَّل بْن إِسْمَاعِيلَ (6) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بن المسيّب: أنَّ
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وقد تقدمت هذه المسألة برقم (933) .
(2) مشهور بكنيته، واسمه: عيسى بن أبي عيسى.
(3) هو: رفيع بن مهران.
(4) تقدم تفسيره في المسألة رقم (1552) .
(5) في (ت) : «وسألته» .
(6) لم نقف على روايته، لكن أخرجه النسائي في "سننه" (5720) من طريق عبد الأعلى، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ داود، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ أبا الدرداء ... فذكره.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (23979) ، ومسدد في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (1820) - من طريق الأعمش، عن ميمون، عن أم الدرداء قالت: كنت أطبخُ لأبي الدرداء الطِّلاء ما ذهب ثلثاه وبقي ثلثه، فيشربُه.(4/464)
أبا الدرداء كان يَشْرَبُ (1) من الطِّلاَء مَا قَدْ ذهَبَ ثُلُثَاهُ، وبَقِيَ ثُلُثُهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ.
1571 - وسألتُ أَبِي (2) عَنْ حديثٍ رواه العبَّاس الخَلاَّل (3) ، عن عبد السلام بن عبد القدُّوس الكَلاَعي، عَنْ ثَوْر بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنْ أبي أُمَامة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لا تَذْهَبُ الأَيَّامُ حَتَّى يَشْرَبَ (4)
طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي الخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وهو عبد السلام بن عبد القُدُّوس بن حَبِيب.
قلتُ: ماحاله؟
قال: لا أعرفُهُ.
_________
(1) في (ت) : «شرب» .
(2) في (ت) : «وسألته» .
(3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3384) ، والطبراني في "الكبير" (8/94 رقم 7474) ، وابن عدي في "الكامل" (5/330) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/97) . ووقع عند الطبراني: «عبد الصمد ابن عبد القدوس» .
قال ابن عدي: «ليس بمحفوظ عن ثور إلا من رواية عبد السلام عنه، ولعبد السلام غيرُ ما ذكرت، وعامة ما يرويه غير محفوظ» .
(4) كذا في (ت) ، ولم تنقط في بقية النسخ، والمثبت صحيحٌ؛ لأنَّ الفاعل «طائفة» مؤنَّثٌ غير حقيقي، فيجوز معه تذكيرُ الفعل وتأنيثُه، وإنْ كان التأنيثُ أرجح. وقد تقدم التعليق على ذلك في المسألة رقم (224) .
أو تُحمل «الطائفة» على معنى «الجمع» أو «الفريق» ؛ فيسوغ التذكير؛ انظر في الحمل على المعنى التعليق على المسألة رقم (270) .(4/465)
1572 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعَيْب بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الأَوْزَاعي، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ تَجْمَعُوا بَيْنَ الزَّهْوِ (2) والرُّطَبِ، ولاَ بَيْنَ الزَّبِيبِ والتَّمْرِ، ولَكِنِ انْبِذُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَتِهِ؟
قَالَ أَبِي: يَرْوون هَذَا الحديثَ عَنِ الأَوْزَاعي (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
1573 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسماعيل بن عيَّاش، عن عبد الرحمن بْنِ مُعَاوِيَةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) اسْتَسْقَى، فنُزِعَ لَهُ دَلْوٌ مِنْ بِئْرِ أَرِيس (5) ، ثُمَّ صُبَّ لَهُ في
_________
(1) في (ت) : «وسألته» .
(2) الزَّهْوُ: البُسْرُ المُلَوَّنُ، يقال: إذا ظَهَرتِ الحُمْرة والصُّفْرة في النَّخْلِ، فقد ظهرَ فيه الزَّهْوُ. "لسان العرب" (14/362) .
(3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (24022) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/12) من طريق محمد ابن مصعب، عن الأوزاعي، به. ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (5/161) .
ونقل الخطيب عن أبي جعفر السامي قوله: «هذا حديث غريب، ولم يروه إلا محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، وهو خطأ، وصوابه: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي (ص) » . اهـ.
وهذا الطريق الذي صوَّبه أبو جعفر رواه مسلم في "صحيحه" (1988) .
(4) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وانظر المسألة المتقدمة برقم (1547) .
(5) أَرِيس - بفتح الهمزة وتخفيف الراء المكسورة -: بئر معروفةٌ قريبًا من مسجد قُباء عند المدينة. انظر "النهاية" (1/39) .(4/466)
قَدَحٍ، وشِيبَ (1) عَلَيْهِ لَبَنٌ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ، فَشَرِبَ، وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَساره، وَعُمَرُ بَيْنَ يَدَيْهِ ... فَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هو عبد الله بن عبد الرحمن ابن مَعْمَر، أَبُو طُوالَة (2) .
1574 - وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعتَمِر بْنُ سُلَيمان، عَنْ فُرَات بْنِ سُلَيمان، عَنْ لَيْث (4) ، عَنْ طَلْحَة (5) ، عَنْ خَيْثَمة (6) ، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: لعَنَ رسولُ الله (ص) الخَمْرَ: بِعَيْنِهَا (7) ، عاصِرَها (8) ومُعْتَصِرَها، وحامِلَها ومُحَمِّلَها، وشارِبَها وساقِيَها (9) ، وآكِلَ ثَمَنِهَا؟
قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثُ جَرِيرٌ (10) ؛ فَقَالَ: عَنْ لَيْث، عَنْ طَلْحَة، عَنْ (11) خَيْثَمة، عن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ النبيِّ (ص) .
_________
(1) شِيبَ، أي: خُلِطَ من الشَّوْبِ، وهو الخَلْطُ. "لسان العرب" (1/510) .
(2) سبق تخريج روايته في المسألة المتقدمة برقم (1547) .
(3) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وانظر المسألة رقم (1558) و (1580) .
(4) هو: ابن أبي سُلَيم.
(5) هو: ابن مُصَرِّف.
(6) هو: ابن عبد الرحمن.
(7) في (ش) : «الخمرة لعنها» ، وفي (ت) : «الخمر يعينها» ، وهو ضمن السقط الذي في (ف) .
(8) كذا، والمراد: وعاصرها. وحذفت واو العطف. ويدلُّ عليه رواية حديث ابن عمر عند الإمام أحمد، كما سيأتي.
(9) قوله: «وساقيها» سقط من (ك) .
(10) هو: ابن عبد الحميد.
(11) في (أ) و (ش) : «بن» بدل: «عن» .(4/467)
قَالَ أَبِي: وَهَذَا الحديثُ إِنَّمَا يُرْوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ (1) .
1575 - وسألتُ أبي (2) عن حديثٍ رواه عُبَيدالله (3) بن موسى (4) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَة، عَنْ صالح بن كَيْسان، عن عُبَيدالله (5) بن عبد الله بْنِ عُتْبَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: نهى رسولُ الله (ص) أَنْ يُشْرَبَ فِي الإِناءِ المَجْبُوبِ (6) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وابنُ أَبِي حَبِيبَة لَيْسَ بالقويِّ.
_________
(1) الحديث رواه سعيد بن منصور في "سننه" (815 و816) من طريق سعيد بن جبير، وعبد الله بن عبد الله ابن عمر، وأحمد في "مسنده" (2/25 رقم 4787) من طريق أبي طُعْمة وعبد الرحمن بن عبد الله الغافقي، والطحاوي في "شرح المشكل" (3342) من طريق ثابت بن يزيد الخولاني، جميعهم عن ابن عمر، به. وانظر التعليق على "سنن سعيد بن منصور" (815 و816) .
(2) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(3) في (ك) : «عبد الله» .
(4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (2431) - و"إتحاف الخيرة" (3673) .
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه أبو يعلى في "مسنده" (2380 و2496) .
(5) في (ش) : «عبد الله» .
(6) كذا في جميع النسخ، وكذا في "إتحاف الخيرة"، ووقع في "المطالب العالية" و"مسند أبي يعلى": «المخنوث» بالخاء المعجمة والنون آخره مثلثة، وهي رواية.
والإناء المجبوب: هو الذي قطع رأسه، فصار كهيئة الدَّنِّ. وقيل: هو الذي قطع رأسه، وليس له عزلاء (أي: فم) من أسفله يتنفس منها الشراب فيصير شرابه مسكرًا ولا يدرى به. "شرح النووي" (13/159) ، و"النهاية" (1/233) .(4/468)
.. تمَّ الجُزْءُ التَّاسعُ بِحَمْدِ اللهِ ومَنِّه وعَوْنه، ويَتلوهُ في الجُزْءِ العاشِرِ في حديث: سألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ دُحَيْم، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ حَنْظَلَة، عَنِ القاسِم بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنَ عمر، عن النبيِّ (ص) والحمدُ لِلَّهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّدوآلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تسليمًا كَثِيرًا (1)
_________
(1) من قوله: «تم الجزء التاسع ... » إلى هنا من (أ) فقط، وفي حاشية (ش) : «آخر الجزء التاسع» .(4/469)
بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيموصلَّى الله على سيِّدنا محمدٍوآلِهِ وَصَحْبِهِ وسَلَّمَ تسليمًا كثيرًا الجُزْءُ العاشرُ مِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"يَشْتَمِلُ عَلَى (1) ذِكْرِ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي آخِرِ الأَطْعِمَةِ والأَشْرِبَةِ، والذَّبَائِحِ والأَضَاحِيِّ، والصَّيْدِ، والعَقِيقَةِ، والفَرَائِضِ، وَمَا يَتَعَلَّقُ بِالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ وتَفْسِيرِهِ (2)
1576 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ دُحَيْم (4) ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ حَنْظَلة (5) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ محمَّد، عَنْ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ نَبِيذِ الجَرِّ (6) ؟
فَقَالا: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حَنْظَلة، عَنْ طاوسٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) (7) .
_________
(1) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ش) .
(2) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) .
(3) انظر المسألة المتقدمة برقم (1561) ، والمسألة الآتية برقم (1584) .
(4) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم.
(5) هو: ابن أبي سفيان.
(6) سبق تفسير «نبيذ الجر» في المسألة رقم (1552) .
(7) ومن هذا الوجه الذي رجحه أبو حاتم وأبو زرعة أخرجه الإمام أحمد - فيما وجده ابنه عبد الله في كتاب أبيه - (2/47 رقم5072) من طريق يزيد بن هارون، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/242) من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عَنْ حْنَظَلَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابن عمر، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (16933) عن ابن جريج، عن عبد الله بن طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عمر. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/35 رقم 4913) ، ومسلم في "صحيحه" (1997) .
وأخرجه مسلم أيضًا من طريق وهيب بن خالد، عن عبد الله بن طاوس، به.
وأخرجه أيضًا من طريق سليمان التيمي وإبراهيم بن ميسرة، كلاهما عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به.
وأخرجه أيضًا من طريق سعيد بن جبير، ونافع، وثابت البُناني، ومُحارب بن دِثَار، وعقبة بن حُريث، وجَبَلة ابن سُحيم، وزاذان أبي عمر، وسعيد بن المسيب، جميعهم عن ابن عمر، به، إلا أن في رواية بعضهم ما يدل على أن ابن عمر سمعه من صحابة آخرين، ولم يسمعه من النبيِّ (ص) ، فهو مرسلُ صحابي.(4/470)
قال أَبُو محمد (1) : قال أَبُو زُرْعَةَ: ما أرى الوَهَمَ إلا من دُحَيْم؛ فإني لم أره (2) عند (3) أحدٍ منهم (4) .
قال أَبِي: الوَهَمُ من الوليد بْن مسلم.
1576/أ - قَالَ أَبِي (5) : رَوَى جَعْفَرُ بْنُ بُرْقان - فِي رِوَايَةِ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْهُ - عَنِ الزُّهرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ جَلَسَ عَلَى مَائِدَةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الخَمْرُ (6) .
قَالَ أَبِي (7) : فطلبتُ أثرَ هذا الحديثِ مِنْ ثقاتِ أصحابِ جعفرٍ،
_________
(1) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) .
(2) في (ك) : «قال أبي: لم أره» !
(3) في (أ) : «عنه» .
(4) مراد أبي زرعة: أنَّه لم يَرَ هذا الحديثَ عند أحدٍ من أصحاب الوليد غير دُحَيْم.
(5) تقدمت هذه المسألة برقم (1205) و (1555) ، وانظر المسألة رقم (1214) و (1263) و (1474) .
(6) هكذا ورد لفظ الحديث هنا، ولفظه في معظم مصادر تخريجه: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر، فلا يجلس (أو: يقعد) عَلَى مَائِدَةٍ يَشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرَ» ، وفي بعضها: «نهى رسول الله (ص) أن يقعد عَلَى مَائِدَةٍ يَشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرَ» . وانظر المسائل المشار إليها في التعليق السابق.
(7) قوله: «قال أبي» سقط من (ك) .(4/471)
فوجدتُّ بعضَهُمْ يرويه عَنْ جعفر، عمَّن حدَّثه، عن الزُّهريِّ.
1576/ب - وكان هشامُ بْن عمَّار قديما حديثُهُ أصحُّ منه بِأَخَرةٍ؛ وذلك أنه كَانَ يُلَقَّن، فما لُقِّنَ تَلَقَّنَ (1) ، وقديما كَانَ يقرأ من كتابِهِ (2) .
1577 - وسُئِلَ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُسَيْن (4) بْنُ حَفْص (5) ، عَنْ أبي مسلم ٍ (6) قائدِ الأَعْمَش، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى أَنْ يُسْقَى (7) البهائمُ الخمرَ؟
قال: هذا باطِلٌ رَفْعُهُ.
قلتُ له: فإنَّ أَبَا زُرْعَةَ قال: إنما هو موقوفٌ؟
_________
(1) في (ش) : «يلقن» .
(2) وردت هذه المسألة في النسخ متصلةً بالتي قبلها، ولم نر علاقةً بينهما. وقائل هذا الكلام هو أبو حاتم، وانظر "الجرح والتعديل" (9/66) .
(3) نقل الذهبي في "الميزان" (3/9) عن الكتاني - وهو محمد بن إبراهيم، وله رواية لكتاب "العلل"- أنه قال: قلت لأبي حاتم: حديث أَبِي مُسْلِمٍ قَائِدِ الأَعْمَشِ، عَنِ عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن النبيَّ (ص) نهى أن تسقى البهائم الخمر؟ فقال: هذا باطل، وجاء هذا بإسناد ضعيف من قول ابن عمر. اهـ.
(4) في (أ) و (ش) تشبه: «جبير» .
(5) روايته أخرجها أبو الشيخ في "طبقات أصبهان" (2/331 رقم 271) ، و (3/589 رقم 737) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/133) ، كلاهما من طريق حسين ابن حفص، به مرفوعًا.
(6) في (ك) : «مسلمة» . وهو: عبيد الله بن سعيد بن مسلم.
(7) كذا في (ت) و (ك) و"طبقات أصبهان"، وأهملت الياء في (أ) و (ش) فيحتمل أن تكون بالتحتية أو الفوقية، وهي ضمن السقط الواقع في (ف) .
وفي "أخبار أصبهان": «تُسْقَى» بالفوقية، وهو الجادَّة؛ لكنَّه بالياء صحيحٌ أيضًا في العربية؛ وقد علقنا على ذلك في المسألة رقم (224) .(4/472)
قال أَبِي: موقوفٌ أيضا لا يصحُّ؛ لأنَّ ابنَ لَهِيعة (1) روى عن عُبَيْدالله بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْن عُمَرَ: أنه كره أن يُسْقَى البهائمُ (2) الخمرَ (3) .
1578 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبة (5) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عُرْفُطَة، عَنْ عَبْدِ خَيرٍ (6) ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) نهى عن الدُّبَّاء
_________
(1) هو: عبد الله.
(2) تقدم التعليق على صحة هذه العبارة لغةً في أول المسألة.
(3) الحديث أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5233) من طريق عبد الله بن نمير، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، به، موقوفًا عليه، ثم قال البيهقي: «وقد رفعه بعض الضعفاء بإسناده عن عبيد الله، وليس بشيء» .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (23485) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، به موقوفًا كسابقه. ومن طريق عبد الله العمري أيضًا أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (17103) ، فقال: عن عبد الله بن عمر المديني، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن غلامًا له سقى بعيرًا له خمرًا، فتواعده.
وروى معناه عبد الرزاق (17104) من طريق أيوب، وابن أبي شيبة (23483) من طريق أبي هاشم، كلاهما عن نافع، به.
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (1563) ، وانظر المسألة رقم (145) .
(5) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1642) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/172 و244 رقم 25397 و26072) ، وقال الإمام أحمد: «إنما هو خالد بْن علقمة الهمداني؛ وَهِمَ شُعبة» . وأخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 149) من طريق الإمام أحمد، ثم قال: «والدليل على صحة قول أحمد _ح أن زائدة بن قدامة وأبا عوانة وشريك بن عبد الله، رووا عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ عبد خير نحوه» .
(6) هو: ابن يزيد الهمداني.(4/473)
والْحَنْتَمِ والْمُزَفَّت (1) ؟
قال أَبِي: وَهِم شُعْبة؛ إنما هو: خالد بْن عَلْقمة، عَنْ عَبدِ خَيرٍ (2) .
1579 - وسألتُ (3)
أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَسْبَاط بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الشَّيْباني (4) ، عَنْ عبد الملك بْنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ (5) أُتِيَ بِشَرَابٍ، فَدَعَا بماءٍ، فَصَبَّهُ فِيهِ حَتَّى كَسَرَهُ بِالْمَاءِ، ثم
_________
(1) الدُّبَّاء: القَرْعُ، واحدتها: دُبَّاءَة، كانوا يجعلونها أوعية وينتبذون فيها. والحنتم: جِرَارٌ مدهونة خضر، واحدتها: حَنْتمة، كانت تُحمل الخمر فيها إلى المدينة ثم اتسع فيها فقيل للخزف كله: حنتم. والمزفت من الأوعية: ما طُلي بالزِّفْت - وهو نوع من القار - ثم انتبذ فيه. "النهاية" (1/448) و (2/96) و (2/304) .
(2) رواه على هذا الوجه أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري. وتقدمت روايته في المسألة رقم (1563) .
(3) نقل هذا النص جميعه ابنُ عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (3/481) ، وتصحّف فيه «الشيباني» = = إلى «السيناني» .
ونقل الزيلعي في "نصب الراية" (4/308) قول أبي حاتم فقط.
(4) هو: سليمان بن أبي سليمان، أبو إسحاق الشيباني. وورايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23790 و23837) ، والنسائي في "سننه" (5695) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/219) ، والدارقطني في "سننه" (4/262) ، والبيهقي في "سننه" (8/305) ، لكن ابن أبي شيبة ذكر كلامًا موقوفًا على ابن عمر جوابًا لسؤال عبد الملك بن نافع، وهو الذي يعنيه أبو حاتم بقوله في "الجرح والتعديل" (5/372) : «قطَّع الشيبانيُّ ذلك الحديث، فجعله حديثين» .
وأخرجه النسائي أيضًا (5694) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/36) من طريق العوام بن حوشب، عن عبد الملك بن نافع، به.
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/132) ، والبيهقي في "سننه" (8/305) من طريق قرة العجلي، عن عبد الملك بن القعقاع، عن ابن عمر، به، وعند البيهقي: «عبد الملك بن أخي القعقاع» .
(5) قوله: «أنه» سقط من (ك) .(4/474)
شَرِبَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الأَسْقِيَةَ تَغْتَلِمُ (1) ، فَإِذَا فَعَلَتْ ذَلِكَ فَاكْسِرُوهَا (2) بِالْمَاءِ؟
قال أَبِي: هذا حديثٌ مُنكرٌ، وعبدُالملكِ ابنُ نافع (3) شيخٌ مجهول (4) .
_________
(1) الأسقية: جمع سقاءٍ. و «تغتلم» ، أي: يشتدُّ شرابها، ويتحول إلى مسكر.
قال ابن الأثير: إذا جاوزت حدّها الذي لا يُسْكر إلى حدِّها الذي يُسكر. اهـ.
وقال النووي: وقال الكسائي: الاغتلام أن يتجاوز الإنسان ما حُدَّ له من الخير والمباح. اهـ.
والاغتلام والغُلْمة: شدة الحاجة إلى النكاح؛ غَلِمَ يَغْلَمُ غَلَمًا، واغتلم اغتلامًا. "النهاية" (3/382) ، و"شرح النووي" (18/82) ، و"المصباح" (2/452) .
(2) في (ك) : «فاكروها» .
(3) في (ك) : «مالك» بدل: «نافع» !
(4) وترجم ابن أبي حاتم أيضًا في "الجرح والتعديل" (5/372) لعبد الملك بن نافع هذا، ثم قال: «سألت أبي عنه؟ فقال: شيخ مجهول، لم يرو إلا حديثًا واحدًا، قطَّع الشيبانيُّ ذلك الحديث فجعله حديثين، لا يثبت حديثه، منكر الحديث» .
وعرض البخاري في "التاريخ الكبير" (5/433-434) الخلافَ في نسب عبد الملك، وذكر هذا الحديث، ثم قال: «لم يتابع عليه» .
وقال النسائي (8/324) : «عبد الملك بن نافع ليس بالمشهور، ولا يحتجُّ بحديثه، والمشهور عن ابن عمر خلافُ حكايته» ، ثم أخرج من طرق عن ابن عمر موقوفًا ومرفوعًا، ما يدل على تحريم قليل المسكر وكثيره، ثم قال: «وهؤلاء أهل الثبت والعدالة مشهورون بصحَّة النقل، وعبد الملك لا يقوم مَقام واحدٍ منهم ولو عاضَده من أشكالِه جماعةٌ» .
وأخرجه الدارقطني في "السنن" (4/262) من طريق الشيباني، لكن سمَّى الراوي: «مالك بن القعقاع» ، ثم قال الدارقطني: «كذا قال «مالك بن القعقاع» ! وقال غيره: عن عبد الملك بن نافع ابن أخي القعقاع، وهو رجل مجهولٌ ضعيفٌ، والصَّحيح عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) قال: «ما أسكر كثيرُه، فقليلُه حرامٌ» .
وقال البيهقي في"السنن" (8/305) : «هذا حديث يُعرف بعبد الملك بن نافع هذا، وهو رجلٌ مجهول اختلفوا في اسمه واسم أبيه، فقيل هكذا، وقيل: عبد الملك بن القعقاع، وقيل: ابن أبي القعقاع، وقيل: مالك بن القعقاع» . ثم أسند عن سعيد ابن أبي مريم أنه قال: قلت ليحيى بن معين: أرأيتَ حديثَ عبد الملك ابن نافع الذي يرويه إسماعيلُ بن أبي خالد في النَّبيذ؟ قال: هم يُضعِّفونه. اهـ.(4/475)
1580 - وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ طَلْق بن السَّمْح (2) ، عن عبد الرحمن بْنِ شُرَيح، عَنْ شَرَاحِيل بْنِ بَكِيل (3) ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي تَحْرِيمِ الْخَمْرِ، ولَعْنِ شارِبِهَا وساقيها ... في كلام ٍ ذكَرَهُ.
قال أَبِي: طَلْقٌ شيخٌ (4) ، وابنُ [شريح] (5) لا أظنُّهُ أدرك ابنَ بَكِيل (6) .
1581 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثِ سعيدِ بنِ ذي لَعْوة: أنَّ أعرابيا شرب من إِدَاوة عمر، فَسَكِرَ ... ؟
_________
(1) انظر المسألة رقم (1574) و (1558) . وقد ذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص130) هذا الحديث، وقال: «قال أبي: عبد الرحمن بن شريح: أظنه أدرك شراحيل بن بكيل» . كذا وقع فيه: «أظنه» بحذف «لا» ، وهو في "جامع التحصيل" (ص222) ، و"تحفة التحصيل" (ص289) ، و"تهذيب التهذيب" (2/515) نقلاً عن أبي حاتم: «لا أظنه» بإثبات «لا» ، وهو الموافق لما هنا. وانظر "اللسان" (7/252) .
(2) في (ك) : «سمح» .
(3) بفتح الموحدة، على وزن عظيم. انظر "تعجيل المنفعة" (451) .
(4) كتب في هامش (أ) : «قال الذهبي: طلق بن السمح فيه ضعف. حاشية» .
(5) في جميع النسخ: «سيرين» ، عدا (ف) فإنه ضمن السقط الذي فيها، وكتب تحتها في (أ) : بخط صغير «شريح» .
(6) لهذا الحديث طرق كثيرة عن ابن عمر - سوى هذا الطريق - انظرها في التعليق على "سنن سعيد بن منصور" (815 و816) إن شئت.(4/476)
فقال: سعيدٌ مجهولٌ، لا أَعْلَمُ روى عنه غيرَ (1) الشَّعْبِيِّ (2) وَأَبِي إسحاق (3) .
_________
(1) قوله: «غير» يجوز فيه النصب والرفع، انظر التعليق على نحوه في المسألة رقم (308/أ) وانظر التعليق على المسألة (68) .
(2) هو: عامر بن شراحيل.
(3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. والحديث أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (6/153) من طريق جابر بن يزيد الجعفي، عن عامر الشعبي قال: أشهد على سعيد بن ذي لعوة أنه حدثني عن عمر: أنه كان يُنقَع له زبيبٌ من زبيب الطائف، فيُجعل في سَطيحتين، فيَمْخُضه البعير، فإذا أصبح شرب منه. اهـ.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/105) من طريق يونس بن إسحاق، عن أبي إسحاق السَّبيعي وابن أبي السفر، عن سعيد بن ذي لعوة؛ قال شرب أعرابيٌّ نبيذًا من إداوة عمر، فسكر، فأمر به فجُلد، فقال: إني شربت نبيذًا من إداوتك! فقال عمر ح: إنما نجلدك على السُّكْرِ.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/218) من طريق زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق وحده، عن عامر الشعبي، عن سعيد بن ذي لعوة، به نحو سابقه مختصرًا. ثم أخرجه من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن سعيد بن ذي حُدَّان - أو ابن لعوة -؛ قال ... فذكره بمعنى سابقه.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" (4/260 رقم75) عن عبد الله بن جعفر بن خشيش، عَنْ سَلْم بْنِ جُنادة، عَنْ وَكيع، عن عمرو بن منصور المشرقي، عن عامر الشعبي، عن سعيد بن ذي لعوة، به، ثم قال الدارقطني: «لا يثبت هذا» .
وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1839) من طريق عبيد الله بن محمد بن شيبة، عن ابن خشيش، فجعله من رواية وكيع، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن الشعبي! ثم قال ابن الجوزي: «هذا كذب بلا شك» ، ثم نقل كلام ابن حبان الآتي.
وذكر الشافعي في "الأم" (6/144) قول من أباح شرب النبيذ المسكِر وأنه لا يُحدُّ منه حتى يسكر، ثم قال: «فقيل لبعض من قال هذا القول: كيف خالفت ما روي عن النبيِّ (ص) ، وثبت عن عمر، وروي عن علي، ولم يقل أحدٌ من أصحاب النبيِّ (ص) خلافَه؟! قال: روينا فيه عن عمر أنه شرب فضلَ شراب رجل حدَّه، قلنا: رويتموه عن رجل مجهول عندكم، لا تكون روايته حجة» . ولما ذكر البيهقي في "المعرفة" (13/24-25) قول الشافعي هذا قال: «وهذا الحديث رواه الأعمش تارة عن أبي إسحاق، عن عامر الشعبي، عن سعيد بن ذي لعوة، وتارة عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ ابن ذي حُدَّان وابن ذي لعوة ... ومن لا ينصف يحتج برواية سعيد بن ذي لعوة على ما قدمنا ذكره عن عمر وغيره» ، ثم أسند عن إسحاق بن راهويه قال: كنت عند ابن إدريس وعنده جماعة، فجرى ذكر المسكِر، فحرَّمه الحجازيون، وجعل أهلُ الكوفة يحتجُّون في تحليله، إلى أن قال بعضهم: حدثنا أبو إسحاق، عن سعيد بن ذي لَعْوة؛ في الرخصة، فقال الحجازيون - أو قال ابن إدريس-: والله ما تجيئُون به عن المهاجرين والأنصار، ولا عن أبنائهم وإنما تجيئُون به عن العُوْران ِ والعُمْيان ِ، والعُرْجان ِ، والحُولان ِ، والعُمْشان ِ!» .
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/471 رقم 1569) : «سعيد بن ذي لعوة: عن عمر؛ في النبيذ، روى عنه الشعبي، يخالف الناس في حديثه، لا يعرف، وقال بعضهم: سعيد بن ذي حُدَّان، وهو وهم» . وقال في "التاريخ الأوسط" (1/334-335) : «وروى الشعبي عن سعيد بن ذي لعوة، عن عمر؛ في الشراب، وسعيد يخالف الناس في حديثه، وهو مجهول لا يعرف. وقال بعضهم: سعيد بن ذي حُدَّان، وهو وهم، وخالفه الشعبي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ ... » . ثم روى بإسناده من طريق الشعبي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ = = عُمَرَ خطب: أَلاَ إن الخمر حُرِّمت، وهي من خمسة أشياء: من الحنطة، والشعير، والتمر، والعسل، والخمرُ ما خامر العقلَ. ثم قال البخاري: «وقال بعضهم: هذا أثبت حديث للكوفيين في المسكِر، ثم خالفوه!» .
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/18) : «سألت أبي عن سعيد بن ذي لعوة؟ فقال: لا يعبأ بحديثه، مجهول لإنكاره، لا أعلم روى عنه غير الشعبي وأبي إسحاق، روى حديثًا عن عمر في رخصة المسكِر، يخالف الناسَ في حديثه» .
وقال ابن حبان في "المجروحين" (1/316) : «سعيد ابن ذي لعوة: شيخ دجَّالٌ، يزعم أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ح يشرب المسكِر، روى عنه الشعبي، ولم يرو في الدنيا إلا هذا الحديثَ وحديثا آخر لا يحلُّ ذكره في الكتب، ومن زعم أنه سعيد بن ذي حُدَّان فقد وَهِمَ، وكيف يشربُ عمرُ بن الخطاب ح المسكِر، وهو الذي خطب الناسَ بالمدينة وقال في خطبته: سمعت النبيَّ (ص) يقول: " الخمرُ من خمسة أشياء، والخمرُ ما خامر العقل ". ولم يكن عمر ممن كان يشربها في أول الإسلام حيث كان شربُها حلالاً، بل حرَّمها على نفسِه وقال: لا أشرب شيئا يُذهب عقلي!!» . اهـ.
وانظر "الكامل" (3/407) ، و"نصب الراية" (3/349-350) ، و"اللسان" (3/27) ، و"الفتح" (10/40) ، والمسألة الآتية برقم (1590) .(4/477)
............................(4/478)
وقد روى الزُّهري (1) عَنِ السَّائِب بْن يَزِيد، عَنْ عُمَرَ؛ أنَّه قال
_________
(1) روايته أخرجها الإمام مالك في "الموطأ" (2/842 رقم 1532) عنه، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّهُ أخبره أن عمر بن الخطاب خرج عليهم فقال: إني وجدتُ من فلان ريحَ شرابٍ، فزعم أنه شرب الطِّلاء، وأنا سائلٌ عما شرب، فإن كان يُسكر جلدتُه، فجلده عمر الحدَّ تامًّا.
ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "مسنده" (ص 284) ، والنسائي (5708) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/222) ، والدارقطني في "سننه" (4/248 رقم6) .
ورواه الشافعي أيضًا (ص285) عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزهري، به، وفيه: أن عمر بن الخطاب ح خرج فصلَّى على جنازة، فسمعه السائب يقول: إني وجدتُ من عبيد الله وأصحابِه ريحَ الشرابِ ... الحديث هكذا مصرِّحًا فيه باسم عبيد الله.
ومن طريق ابن عيينة أيضًا أخرجه سعيد بن منصور في "سننه"- كما في "فتح الباري" (10/65) ، و"تغليق التعليق" (5/26) - وفيه التصريح بأنه عبيد الله بن عمر.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (17028) عن معمر، عن الزهري، به، كذلك مصرحًا فيه بأنه عبيد الله بن عمر.
وللحديث طرق أخرى عن الزهري، انظرها عند عبد الرزاق في "المصنف" (17029) ، والطحاوي (3/158) ، و (4/222) ، والدارقطني (3/167-168 رقم 246 و247) . وقد صحح الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/65) سند الإمام مالك، وعلقه البخاري في "صحيحه" (10/62/الفتح) عن عمر. وانظر "سنن البيهقي" (8/312) ، و"غوامض الأسماء المبهمة" لابن بشكوال (1/270) .(4/479)
على المنبر: ذُكِر لي أنَّ [عُبَيدالله] (1) بْن عمر وأصحابه شربوا شَرَابًا، وأنا سائلٌ عنه، فإنْ كَانَ يُسْكِرُ (2) حَدَدتُّهُمْ. قال السَّائِب: فشهدتُ عمرَ حَدَّهم.
1582 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هَيْثَم (3) بْنُ جَمِيل (4) ، عَنْ شَرِيك (5) ، عَن سِمَاك (6) ، عَنْ عِكرمة، عَنِ ابْنِ عباسٍ؛ قَالَ: نهى رسولُ الله (ص) أَنْ يُتَنَفَّسَ فِي الإِنَاءِ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يَرْوُونَهُ عَنْ شَرِيك، عن عبد الكريم الجَزَري (7) ، عَنْ عِكرمة، عَنِ ابْنِ عباسٍ، عن النبيِّ (ص) (8) .
_________
(1) في (أ) و (ت) و (ش) و (ك) : «عبد الله» ، وهي ضمن السقط في (ف) ، والتصويب من بعض مصادر التخريج السابقة.
(2) في (أ) و (ش) : «مسكر» ، وفي (ك) : «سكر» .
(3) في (أ) و (ش) : «هشيم» .
(4) أخرج ابن عدي في "الكامل" (2/383) هذا الحديث من طريق حفص بن أبي داود، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس، به، مِن فِعْل النبيِّ (ص) أنه لم يكن يتنفس في الإناء. لكن حفص بن أبي داود هذا هو: حفص بن سليمان الأسدي، وهو متروك.
(5) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي.
(6) هو: ابن حرب.
(7) هو: عبد الكريم بن مالك.
(8) الحديث أخرجه ابن ماجه في "سننه" (3288 و3430) من طريق عبد الرحيم بن عبد الرحمن المحاربي، عن شريك، عن عبد الكريم، به بلفظ: لم يكن رسول الله (ص) ينفخ في طعام ولا شراب، ولا يتنفَّس في الإناء.
= ... وأخرجه الحميدي في "مسنده" (535) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (24158 و24170) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/220 رقم1907) ، والدارمي (2180) ، وأبو داود (3728) ، والترمذي (1888) ، وابن ماجه (3429) ، وأبو يعلى (2402) ، جميعهم من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم بن مالك الْجَزَرِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، به. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/309 و357 رقم 2817 و3366) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن إسرائيل، عن عبد الكريم، به بلفظ: نهى رسول الله (ص) عن النفخ في الطعام والشراب. وذكر الإمام أحمد عقب روايته للحديث أن محمد بن سابق رواه عن إسرائيل موصولاً، كما رواه عبد الرحمن بن مهدي، وأن أبا نعيم خالفهما فرواه عن إسرائيل، مرسلاً؛ ليس فيه ذِكْرٌ لابن عباس.
وأخرجه ابن ماجه (3428) ، وابن حبان في "صحيحه" (5316) ، والطبراني في "الكبير" (11/349 رقم 11978) ، والحاكم في "المستدرك" (4/138) ، جميعهم من طريق خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، به. وهذه الطريق مع رواية ابن عيينة وشريك وإسرائيل للحديث عن عبد الكريم موصولاً: جميعها تدفع الإعلال المتوهم من رواية الثوري التي ذكرها ابن معين؛ فيما حكاه عنه الدوري في "تاريخه" (592) حيث قال: «سمعت يحيى [يعني: ابن معين] يقول: حديث ابن عيينة، عن عبد الكريم، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أن النبيَّ (ص) نهى عن النفخ في الطعام؛ قال يحيى: حدَّث به الثوري، عن عبد الكريم، عن عكرمة، عن النبيِّ (ص) مرسلاً» .(4/480)
1583 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بن [أبي] (2) حُميد، عَنْ أَبِي تَوْبة (3) المِصْري (4) ، عَنِ ابن عُمَرَ؛
_________
(1) في (ش) : «رواد» ، وكانت في (أ) : «داود» ، ثم ضرب عليها وكتب: «رواد» ، وهي ضمن السقط في (ف) ، والمثبت من (ت) و (ك) . وأبو داود هذا هو: الطيالسي، واسمه: سليمان بن داود، والحديث أخرجه في "مسنده" (3/462 رقم 2069) . ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5181) . وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (4/331 رقم 4143) من طريق أبي عامر العقدي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، به.
(2) قوله: «أبي» سقط من جميع النسخ، وأثبتناه من "مسند الطيالسي"، و"تفسير الطبري"، و"شعب الإيمان".
(3) في (ش) : «ثوبة» بالمثلثة.
(4) قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (66/82) : «أبو توبة هذا لم أجد له ذِكْرًا في كتاب من الكتب المشهورة، ومحمد بن أبي حميد سيِّئُ الحفظ» .(4/481)
قَالَ: نَزَلَتْ فِي الْخَمْرِ ثلاثُ آيَاتٍ، فأولَ شيءٍ نزلتْ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} (1) ، الآيةَ ... فَذَكَرَ الحديثَ (2) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌٌ؛ إِنَّمَا هُوَ أَبُو طُعْمة قارئُ مِصْر، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (3) .
قلتُ: فيُسمَّى أَبُو طُعْمة؟
_________
(1) الآية (219) من سورة البقرة.
(2) وتمامه عند الطيالسي: فقيل: حُرِّمت الخمر، فقيل: يا رسول الله، دعنا ننتفعْ بها كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فسكت عنهم، ثم نزلت هذه الآية: {لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} ، [النساء: 43] {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ *} فقيل: حُرِّمت، فقالوا: يا رسول الله، إنا لا نشربها قُرْب الصلاة، فسكت عنهم، ثم نزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} الآية [المَائدة: 90] { ... الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} ؛ فقال رسول الله (ص) : «حُرِّمت الخمرُ» ..قال: وقَدِمَتْ لرجلٍ راويةٌ من الشام - أو روايا - فقدم النبيُّ (ص) ، وأبو بكر، وعمر، ولا أعلم عثمان إلا معهم، فانتهوا إلى الرجل، فقال رسول الله (ص) : «خلِّ عنا نَشُقَّّها» ، فقال: يا رسول الله، أفلا نبيعها؟ قال رسول الله (ص) : «إن الله لعن الخمر، ولعن غارِسَها، ولعن شاربَها، ولعن عاصِرَها، ولعن مؤْويَها، ولعن مُديرَها، ولعن ساقيَها، ولعن حاملَها، ولعن آكِلَ ثمنِها، ولعن بائعَها» .
(3) الحديث أخرجه الإمام أحمد (2/25 و71 رقم 4787 و5390 و5391) ، وأبو داود في "سننه" (3674) ، وابن ماجه (3380) من طريق أبي طعمة وعبد الرحمن ابن عبد الله الغافقي، كلاهما عن ابن عمر، به بذكر لَعْن الخمرِ وشاربِها ... إلخ الحديث، دون ذكر الآيات. ووقع في بعض نسخ أبي داود: «عن أبي علقمة» بدل: «عن أبي طعمة» .
والحديث صحيح عن ابن عمر، فانظر تخريجه وجمْع طرقه - إن شئت - في التعليق على "سنن سعيد بن منصور" رقم (815 و816) ، وانظر المسألة المتقدمة برقم (1580) .(4/482)
قَالَ: لا (1) .
1584 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (3) ، عَنْ هِشَامٍ (4) ، عَنْ قَتَادَةَ (5) ، عَنْ أيُّوب (6) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبير؛ قَالَ: سألتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ نَبِيذِ الجَرِّ؟ فَقَالَ: حَرَّمَهُ رسولُ الله (ص) . فأخبرتُ ابنَ عَبَّاسٍ؛ فَقَالَ: صَدَقَ، قلتُ: مَا الجَرُّ؟ قَالَ: كلُّ شَيْءٍ عُمِلَ مِنْ مَدَر (7) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌٌ (8) ؛ إِنَّمَا هو: هشام (9) ، عَنْ أيُّوبَ نفسِهِ (10) ، ليس فيه «قتادة» ؛ أَبُو داود يخطئُ فيه (11) .
_________
(1) وقيل: إن اسمه هلال، وهو مولى عمر بن عبد العزيز.
(2) انظر المسألة رقم (1561) و (1576) .
(3) هو: سليمان بن داود الطيالسي.
(4) هو: ابن أبي عبد الله الدستوائي.
(5) هو: ابن دِعامة السدوسي.
(6) هو: ابن أبي تميمة السختياني.
(7) المدر: هو الطين. "النهاية" (4/309) .
(8) يعني: بالنسبة لرواية هشام الدستوائي، وأما قتادة: فإنه يرويه عن أيوب كما سيأتي.
(9) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (5619) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/223) .
(10) قوله: «نفسه» سقط من (ك) .
(11) هذا الحديث يرويه سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عمر وابن عباس. ورواه عن سعيد عدد من الرواة، منهم: أَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وحشية، وأيوب السختياني، ويعلى ابن حكيم، ومنصور بن حيان:
أما رواية جعفر بن أبي وحشية: فتقدمت في المسألة رقم (1561) ، وسيأتي ذكرها في الكلام عن روايتي قتادة وشعبة، عن أيوب.
وأما أيوب فرواه عنه: هشام الدستوائي، وإسماعيل بن علية، ووهيب بن خالد، وقتادة، وشعبة. أما رواية هشام: فهي التي ذكرها أبو زرعة هنا، وتقدم تخريجها.
وأما رواية إسماعيل بن علية: فاختُلف عليه فيها: فأخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/48 رقم 5090) فقال: حدثنا إسماعيل، أخبرنا أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ... فذكره. وأخرجها النسائي في "سننه" (5620) من طريق عمرو بن زرارة، عن إسماعيل؛ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ سعيد بن جبير ... فذكره، هكذا بزيادة الرجل المبهم في سنده.
وأما رواية وهيب: فأخرجها ابن حبان في "صحيحه" (5403/الإحسان) من طريق شيبان بن فَرُّوخ، عَنْ وُهَيْبٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سعيد بن جبير، به، هكذا بلا واسطة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/223) من طريق الخصيب بن ناصح، عَنْ وُهَيْبٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، به، هكذا بذكر الواسطة.
وأما رواية قتادة وشعبة: فتقدمت في المسألة رقم (1561) ، وخلاصة ما هناك: أن قتادة كان يروي الحديث عن سعيد بن جبير، فسأله شعبة: هل سمعه من سعيد؟ فذكر أنه سمعه من أيوب، فلقي شعبةُ أيوبَ، فحدثه به عن سعيد، فسأله: هل سمعه من سعيد؟ فذكر له أنه سمعه من أَبِي بشرٍ جعفرِ بْن أَبِي وحشية، فلقي جعفرَ بن أبي وحشية، فحدثه به، فسأله هل سمعه من سعيد؟ فذكر له أنه سمعه من سعيد فأوضحت هذه الرواية أن رواية قتادة رجعت إلى رواية أيوب، وأن رواية أيوب رجعت إلى رواية جعفر بن أبي وحشية.
وهذا مما يؤكد رجحان رواية من رواه عن إسماعيل بن علية ووهيب بن خالد، حيث روياه عن أيوب بذكر واسطة بينه وبين سعيد، وهذه الواسطة المبهمة في روايتهما هي «جعفر بن أبي وحشية» .
وأما روايتا يعلى بن حكيم ومنصور بن حيان: فأخرجهما مسلم في "صحيحه" (1997) .(4/483)
1585 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفَضْل بْنُ دُكين؛ قَالَ: ثنا عبد الله - يَعْنِي: ابنَ عَامِرٍ (2) - عَنْ نافعٍ، عن ابن عُمَرَ؛
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (43) و (1560) من طريق حماد بن سلمة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع.
(2) هو: الأسلمي، أبو عامر المدني.(4/484)
قال: قال رسولُُُ الله (ص) : مَنْ شَرِبَ فِي إِنَاءِ فِضَّةٍ، فَكَأَنَّمَا جَرْجَرَ فِي جَوْفِهِ شِهَابَ نَارٍ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ذَا (1) خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: نافعٌ، عَنْ زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله ابن عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْر الصِّدِّيق، عَنْ أمِّ سَلَمة، عن النبيِّ (ص) .
1586 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو خَالِدٍ الأَحمر (2) ، عَنِ محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهري (3) ، عَنِ السَّائِب بْنِ يَزِيدَ؛ قَالَ: سمعتُ عُثْمَانَ يَخْطُبُ، وَهُوَ يقولُ: يَا أَيُّهَا الناسُ، إِيَّاكُمْ والخمرَ! فإنِّي سمعتُ رسولَ الله (ص) سَمَّاها أُمَّ الخبائثِ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحدِّث ... وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ (4) ومَعْمَر (5) ويونُس
_________
(1) رسمت في (ت) : «ذي» ، أي: هذه الرواية. و «ذي» : اسمُ إشارةٍ لمؤنَّث. وانظر التعليق على المسألة رقم (124) .
(2) هو: سليمان بن حيان. وروايته أخرجها الضياء المقدسي في "المختارة" (338) .
(3) قوله: «عن الزهري» مكرر في (ك) .
(4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وهي من وجه آخر موقوفة عند ابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (2) من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، قال: سمعت عثمان ح يقول: «الخمر مَجمع الخبائث» . ثم أنشأ يحدِّث عن بني إسرائيل، قال: «إن رجلاً خُيِّر بين أن يقتل صبيًّا، أو يمحوَ كتابًا، أو يشربَ خمرًا، فاختار أن يشرب الخمر، ورأى أنها أهونُهنَّ، فشربها، فما هو إلا أن شربها حتى صنعهنَّ جميعًا» . وأخرج نحوه ابن أبي شيبة في "المصنف" (24058) من طريق شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن أبيه، عن عثمان.
(5) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (17060) ، والنسائي في "سننه" (5666) .(4/485)
بْنِ يَزِيدَ (1) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أبي بكر بن عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ، مَوْقُوفًا؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (2) .
1587 - وسُئِلَ أبو زرعة عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الصَّنْعاني، عن النُّعْمان بن الزُّبير، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ مُخَمَّرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ
_________
(1) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (5667) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 63) ، والبيهقي في "السنن" (8/287) ، وفي "شعب الإيمان" (5198) .
(2) وأخرج الحديث أيضًا ابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (1) ، وابن حبان في "صحيحه" (5348) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5197) ، والضياء في "المختارة" (370 و371) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1122) ، جميعهم من طريق عمر بن سعيد ابن سُرَيج، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عبد الرحمن ابن الحارث، عن أبيه، عن عثمان، به، مرفوعًا.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (3) ، والبيهقي في "السنن" (8/288) من طريق سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بن دينار، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنِ عثمان، به، موقوفًا.
وسئل الدارقطني في "العلل" (3/41 رقم 274) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه، واختلف عنه: فأسنده عمر بن سعيد بن سريج، عن الزهري. ووقفه يونس ومعمر وشعيب بن أبي حمزة وغيرهم عن الزهري، والموقوف هو الصواب» .
وقال البيهقي عقب روايته له موقوفًا على عثمان - كما سبق -: «وهو المحفوظ» . وقال ابن الجوزي في الموضع السابق: «أسنده عمر بن سعيد بن سريج عن الزهري كما ذكرنا، وقد وقفه يونس ومعمر وشعيب وغيرهم عن الزهري» . وقال الزيلعي في "نصب الراية" (4/297) : «رواه البيهقي في "سننه" موقوفًا على عثمان، وهو الأصحُّ» .
(3) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3680) ، ومن طريقه البيهقي (8/288) .(4/486)
حَرَامٌ، وَمَنْ شَرِبَ مُسْكِرًا بُخِسَ صَلاَتَهُ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ سَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَادَ الرَّابِعَةَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ خَبَالٍ، قِيلَ: وَمَا طِينَةُ الخَبَالِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ. وَمَنْ سَقَاهُ صَغِيرًا (1) لاَ يَعْرِفُ حَلاَلَهُ مِنْ حَرَامِهِ؛ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَسقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الخَبَالِ؟
فقال أَبُو زُرْعَةَ: هذا حديثٌ مُنكرٌ.
1588 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (2) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة؛ قَالت: كَانَ أحبَّ الشرابِ إِلَى رسولِ اللَّهِ (ص) الحُلْوُ الباردُ.
وَرَوَى هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ وابنُ ثَوْر (3) ، عَنْ مَعْمَر (4) ، عن الزُّهري (5) ؛ قال: قال النبيُّ (ص) (6) : أَطْيَبُ الشَّرَابِ الحُلْوُ البَارِدُ؟
_________
(1) أي: صبيًّا؛ كما في "عون المعبود، شرح سنن أبي داود" (10/87) .
(2) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (259) ، والإمام أحمد (6/38 و40 رقم 24100 و24129) ، والترمذي في "جامعه" (1895) ، والنسائي في "الكبرى" (6844) ، وأبو يعلى في "المسند" (4516) ، وابن حبان في "الثقات" (8/39) ، = = والحاكم في "المستدرك" (4/137) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5528) .
(3) في (ك) : «وأبي ثور» . وهو: محمد بن ثور.
(4) ورواه عن معمر مرسلاً كذلك: عبد الرزاق في "جامع معمر" (19583/المصنف) ، وعبد الله بن المبارك عند الترمذي (1896) .
(5) ورواه عن الزهري مرسلاً أيضًا: يونس بن يزيد عند ابن أبي شيبة في "المصنف" (24187) ، والترمذي (1896) .
(6) في (ك) : «رسول الله (ص) » .(4/487)
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: المرسَلُ أشبهُ (1) .
1589 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه أبو نُعيم (2) ، والقَعْنَبي (3) ، وعبدُالعزيزِ الأُوَيْسي (4) :
فروى أبو نُعيم والقَعْنَبي، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ العُمَري، عَنْ أَبِيهِ (5) ، عن عبد الرحمن بْنِ رَافِعٍ، عَنْ [أَبِيهِ] (6) ؛ أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ بْنَ الخَطَّاب يشربُ قائمًا.
وروى عبد العزيز الأُوَيْسي، عن عبد الله العُمَري، عن أبيه، عن عبد الرحمن بْنِ رَافِعٍ؛ أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ شرب قائمًا. أسقط والدَ
_________
(1) قال الترمذي (1895) بعد أن روى طريق ابن عيينة: «هكذا روى غير واحد عن ابن عيينة مثل هذا عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عروة، عن عائشة، والصحيح ما روي عن الزهري، عن النبي (ص) مرسلاً» . ثم أخرجه من طريق عبد الله بن الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ وَيُونُسَ، عَنِ الزهري، مرسلاً، ثم قال: «وهكذا روى عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ النبيِّ (ص) ، مرسلاً، وهذا أصحُّ من حديث ابن عيينة _ح» . ورجح المرسلَ أيضًا الدارقطنيُّ في "العلل" (5/26/ب) ، فقال: «والمرسل أشبه بالصواب، ولم يتابع ابنُ عيينة على ذلك» . اهـ.
وقد أخرج البخاري في "صحيحه" (5431) ، ومسلم (1474) من طريق هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة خ قالت: كان رسول الله (ص) يحبُّ الحَلْواء والعسل. اهـ. فلعل هذا الذي ذهبت إليه رواية سفيان بن عيينة، والله أعلم.
(2) هو: الفضل بن دُكين.
(3) هو: عبد الله بن مسلمة.
(4) هو: عبد العزيز بن عبد الله.
(5) قوله: «عن أبيه» ليس في (أ) و (ش) .
(6) في جميع النسخ: «أنس» ، عدا (ف) ، فهو ضمن السقط الذي فيها، والمثبت يدل عليه السياق بعده.(4/488)