وَرَوَاهُ إِسْرَائِيلُ (1) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَة، عَنْ بِشر بْنِ قَيْسٍ.
وَرَوَاهُ مِسعَر (2) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَة؛ قَالَ: حدَّثني مَن سَمِعَ عَمْرًو (3) .
وَرَوَاهُ الثَّوريُّ (4) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَة، عَنْ رجُلٍ، عَنْ بِشر بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عُمَرَ؟
فَقَالا: حديثُ حجَّاج خطأٌ (5) ؛ إِنَّمَا هُوَ: زِيَادِ بْنِ عِلاقَة، عَنْ رجُلٍ، عن بِشر بن قيس.
_________
(1) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي. وروايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (4/217) وقال: «وكذا رواه الوليد بن أبي ثور، عن زياد» .
(2) هو: ابن كِدام.
(3) كذا في جميع النسخ، وضُبطت في (ف) بفتح العين وإسكان الميم.
وقوله: «عَمْرو» عَلَمٌ مصروف، بخلاف: «عُمَرَ» ، فهو عَلَمٌ ممنوع من الصرف للعلمية والعدل عن «عامر» ، فلو كان «عَمْرو» - كما في النسخ - صوابًا، لجاء بألف تنوين النصب: «سَمِعَ عَمْرًا» ، لكنْ قد تخرَّج هذه اللفظة على حذف هذه الألف جريًا على لغة ربيعة. وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
هذا؛ وسيأتي أنَّ مِسْعرًا روى الحديثَ عن زِيَادُ، عمَّن سَمِعَ بِشْرَ بْنَ قيس، فلعل في العبارة سقطًا، ووجهها: «قال: حدثني من سَمِعَ [بِشْرَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ] عُمَرَ» ، والله أعلم.
(4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9047) عن وكيع، عن سفيان الثَّوري، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَة، عمَّن سَمِعَ بِشر بْنَ قَيْسٍ، عن عمر، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (7394) عن الثوري؛ قال: حدثني زِيَادِ بْنِ عِلاقة، عَنْ بِشْرِ بن قيس، عن عمر، به. كذا وقعت بخلاف ما ذُكر عنه هنا.
(5) قوله: «خطأ» ليس في (ف) .(3/31)
قلتُ: فإنَّ مِسْعَرً (1) يَقُولُ: زِيَادُ، عمَّن سَمِعَ بِشر بْنَ قَيْسٍ؟
قَالا: فَهَذَا (2) أَيْضًا نحوُ هَذَا، مِمَّا يَقُولُ الثَّوري عَنْ بِشر.
قلتُ: فَإِنَّ إسرائيلَ يَقُولُ كَمَا تَرَى: زِيَادٌ، عَنْ بِشر؟
قَالَ أَبِي: أشبهُ أَنْ يكونَ الصَّحيحُ مَا يَقُولُ الثَّوري: عَنْ زِيَادٍ، عَنْ رجُل، عَنْ بِشر بْنِ قَيْسٍ.
وَكَذَا قَالَ أَبُو زُرْعَةَ.
قَالَ أَبِي: ومنهُم مَنْ يَقُولُ: قَيْسُ بْنُ بِشر. وبِشرُ بْنُ قَيْسٍ أشبَهُ.
670 - وسألتُ (3) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو معاوية (4) ، عن محمد ابَن عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمة
_________
(1) كذا بحذف ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة، والجادَّة: مسعرًا، بالألف. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(2) في (ت) و (ك) : «لهذا» .
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (718) من طريق يحيى بن راشد، عن محمد بن عمرو.
(4) هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (687) ، والدارقطني في "سننه" (2/162) ، والحاكم في "المستدرك" (1/425) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/206) .(3/32)
(1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَحْصُوا هِلاَلَ شَعْبَانَ لِرَمَضَانَ؟
فَقَالَ: وَهَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُحَمَّدُ بْنِ عَمْرٍو (2) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ؛ أخطأَ أَبُو معاويةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ (3) .
671 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (4) ، عَنِ الحُرِّ بن الصَّيَّاح (5) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يصومُ مِنَ الشَّهْرِ الإثنَيْنِ والخميسَ الذي يليه، ثم إثنَيْنِ (6) الذي يَلِيه؟
_________
(1) هو: ابن عبد الرحمن بن عوف.
(2) روايته بهذا اللفظ أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/438 و497 رقم9654 و10451) من طريق يحيى ابن سعيد ومحمد بن عبد الله الأنصاري، والترمذي = = في "جامعه" (684) من طريق عبدة بن سليمان، وابن حبان في "صحيحه" (3459) من طريق يزيد بن هارون، أربعتهم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أبي سلمة، به.
(3) قال الترمذي في الموضع السابق: «حديث أبي هريرة غريبٌ، لا نعرفه مثل هذا إلا من حديث أبي معاوية، والصحيح ما روي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) قَالَ: «لا تَقَدَّموا شَهْرَ رَمَضَانَ بيوم أو يومين» ، وهكذا روي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) نحو حديث محمد بن عمرو الليثي» . اهـ. وتابع يحيى ابن راشد أبا معاوية على رواية هذا الحديث على هذا الوجه بهذا اللفظ في المسألة الآتية برقم (718) ، لكن لم يعتدَّ أبو حاتم بهذه المتابعة، وقال: «ليس هذا الحديث بمحفوظ» .
(4) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/90 رقم5643) ، والنسائي في "المجتبى" (2413 و2414) .
(5) المثبت من (ت) ، وفي بقيَّة النسخ: «الصبَّاح» بالباء الموحدة. انظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (5/399) ، و"التقريب" (1159) .
(6) كذا في جميع النسخ: «الإِثنَيْنِ ... إِثْنَيْنِ» ، وهو عَلَمٌ بالغلبة على يومٍ من أيَّام الأسبوع؛ ولذا تُقْطَعُ همزتُهُ، والألف واللام فيه غير زائدةٍ، وإنما جاز دخول اللام عليه؛ لأنَّ فيه تَقْدِيرَ الوصف؛ لأن معناه: اليومُ الثاني. وكذلك غيره من الأيام. وانظر: "المحكم والمحيط الأعظم" لابن سيده (10/196- ث ن ي) .
وقد ذكَرَ النحاةُ أنَّ قولهم «إِثنَيْنِ» لليوم المعروف؛ بحذف اللام منه: لا يأتي إلا في ضرورة الشِّعْر. لكنْ أفاد ابن مالك _ح في "شواهد التوضيح" (ص272- 273) ؛ أنَّ ذلك جائزٌ في سعة الكلام؛ ففي تعليقه على حديث البخاري (4351 - ذكر أن في قول أبي سعيد الخدري ح: «وأقرَعَ بْنِ حابسٍ» بلا ألف ولا لام، شاهدًا على أنَّ ذا الألف واللام من الأعلامِ الغلبيَّة قد يُنْزَعَانِ عنه في غير نداءٍ، ولا إضافة، ولا ضرورة، وهو مما خفي على أكثر النحويين، ومنه ما حكى سيبوَيْهِ من قول بعض العرب: «هذا يومُ إِثنَيْنِ مباركًا» . اهـ.
وانظر: "كتاب سيبويه" (3/244 و292) ، و"خزانة الأدب" (2/236) ، و"تاج العروس" (19/253) .(3/33)
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الحُرُّ بن [صَيَّاح] (1) ،
عَنْ هُنَيدة بْنِ خَالِدٍ، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمة، عَنِ النبيِّ (ص) (2) .
672- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (3) ، عَنْ فُراتٍ القَزَّاز (4) ، عن قيس ابن أَبِي حَازِمٍ؛ قَالَ: رأيتُ أمَّ سَلَمة تَحتَجِمُ وهي صائِمَة؟
_________
(1) في جميع النسخ: «صباح» بالباء الموحّدة، وتقدم التعليق عليه في أول المسألة.
وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (6898) ، والطبراني في "الكبير" (23/216 رقم397) ، كلاهما من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن الحسن بن عبيد الله، عن الحُرِّ بن الصَّيَّاح، عن هُنَيدة، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمة، به.
ورواه أحمد (6/289 و310 رقم26480 و26640) ، وأبو داود (2452) ، والنسائي (2419) ، وأبو يعلى (6889 و6982) من طريق محمد بن فضيل، عن الحسن ابن عبيد الله، عن هُنَيدة، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمة، به.
ورواه أحمد (6/288 و423 رقم26468 و27376) ، والنسائي (2417) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/284) من طريق أبي عوانة، عن الحُرِّ بن الصَّيَّاح، عن هُنَيدة، عن امرأته، عن بعض أزواج النبي (ص) ، به.
(2) هناك وجوه أخرى من الاختلاف في هذا الحديث ذكرها الدارقطني في "علله" (5/167/أ- ب) .
(3) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي.
(4) هو: فرات بن أبي عبد الرحمن.(3/34)
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: فُرات، عَنْ مَوْلًى لأمِّ سَلَمة، عَنْ أمِّ سَلَمة (1) .
673 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرُ بْنُ عَيَّاش (3) ،
عَنْ أَبِي حَصِين (4) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (5) ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يعتَكِفُ العَشرَ الأواخِر؟
_________
(1) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9335) عن يزيد بن هارون؛ أخبرنا سفيان، عن فُرات، عن قيسٍ - مولًى لأمِّ سَلَمة -: أنه رأى أمَّ سَلَمة تَحتَجِمُ وَهِي صائِمَة. وكذا عزاه ابن حجر في "تغليق التعليق" (3/180) ، و"الفتح" (4/176) إلى ابن أبي شيبة، إلا أنه قال: «عن مولًى لأمِّ سَلَمة» ، ولم يذكر أن اسمه: قيس.
= ... ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7542) عن الثوري، عن فُرات، عن قيس، عن أم سَلَمة، به.
وقيس هذا ذكره ابن سعد في "الطبقات" (5/298) ، وابن حبان في "الثقات" (5/310) ، وذكرا أنه يكنى: أبا قدامة. وترجم له ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (895) وقال: «وعنه فرات، لا يعرفان» . وقال في "فتح الباري" (4/176) : «وفرات هو ابن عبد الرحمن ثقة، لكن مولى أم سَلَمة مجهول الحال» . كذا وقع فيه: «ابن عبد الرحمن» وصوابه: «ابن أبي عبد الرحمن» .
(2) انظر المسألة رقم (730) .
(3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/336 و355 و401 رقم 8435 و8662 و9212) ، والبخاري في "صحيحه" (2044 و4998) ، وأبو داود في "سننه" (2466) ، والنسائي في "الكبرى" (3343) ، وابن ماجه (1769) ، والبزار في "مسنده" (210/أ/مسند أبي هريرة) . وقال: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي هريرة» . اهـ.
وهو من الأحاديث التي خالف البخاريُّ فيها أبا حاتم!
(4) هو: عثمان بن عاصم.
(5) هو: ذَكوان السَّمَّان.(3/35)
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ ما رَوَاهُ الثَّوري (1) ، عَنْ أَبِي حَصِين، عَنْ أَبِي صَالِحٍ؛ قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) يعتَكِفُ ... مُرسَلً (2) .
674 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوري وشُعْبَة:
فقال الثَّوري (4) : عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي المُطَوِّس (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ، لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صَوْمُ الدَّهْرِ.
وَرَوَاهُ شُعْبَة (6) ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمارَة (7) ، عَنْ ابنِ المُطَوِّس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ... الحديثَ.
قلتُ: أيُّهما أصَحُّ؟
_________
(1) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (2/194) من طريق إسرائيل، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي صالح، به مرسلاً. وانظر "العلل" للدارقطني (1986) .
(2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) انظر المسألة رقم (720) و (750) و (776) .
(4) سيأتي تخريج روايته على هذا الوجه في المسألة رقم (776) .
(5) وقيل: ابن المُطَوِّس، وهو عبد الله بن المطوِّس، وقيل: يزيد بن المطوِّس، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/448) : «أبو المطوس روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) فيمن أفطر يومًا من رمضان. سئل أبي: هل يسمى؟ قال: لا» .
(6) سيأتي تخريج روايته على هذا الوجه في المسألة رقم (776) .
(7) هو: ابن عمير التَّيمي.(3/36)
قَالَ: جَمِيعًا صَحِيحَينِ (1) (2) ؛ أحدُهما قَصَّر، والآخرُ جَوَّد (3) .
675 - قلتُ لأَبِي فِي حديثٍ (4) رَوَاهُ شُعْبَة وَالثَّوْرِيُّ، عَنْ أبي
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «صحيحان» بالألف؛ لأنَّ التقدير: «قال: هما جميعًا صحيحان» ، لكنَّ ما وقع في النسخ من قوله «صحيحين» صوابٌ في العربية، وقد ذكرنا له وجهَيْن في التعليق على المسألة رقم (25) .
(2) هذا لا يعني تصحيح أبي حاتم للحديث نفسه، ولكن يعني تصحيح الوجهين عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، فهو تصحيح نسبي، وانظر التعليق التالي.
(3) حكم أبو حاتم هنا بصحة الروايتين عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، وقد بين أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في المسألة رقم (776) علة ذلك: أن عبد الرحمن بن مهدي روى عن سفيان عن حبيب أنه سمع هذا الحديث من عمارة، عن أبي المطوس، ثم لقي أبا المطوس فحدثه به، فتبين من ذلك صحة الروايتين عن حبيب، وقد قال الترمذي في الموضع السابق من "جامعه": «حديث أبي هريرة لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسمعت محمدًا يقول: أبو المطوِّس اسمه يزيد بن المطوِّس، ولا أعرف له غير هذا الحديث» .
وقال البخاري - كما في "العلل الكبير" للترمذي (199) -: «أبو المطوِّس اسمه يزيد بن المطوِّس، وتفرد بهذا الحديث، ولا أعرف له غير هذا، ولا أدري أسمع أبوه من أبي هريرة أم لا؟» . وقال أحمد: «لا أعرفه، ولا أعرف حديثه من غيره» . اهـ. من "تهذيب التهذيب" (4/589) . وقال ابن خزيمة في الموضع = = السابق: «إن صح الخبر، فإني لا أعرف ابن المطوس ولا أباه» .
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (4/161) : «واختُلِف فيه عَلَى حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ اختلافًا كثيرًا، فحصلت فيه ثلاث علل: الاضطراب، والجهل بحال أبي المطوس، والشك في سماع أبيه من أبي هريرة، وهذه الثالثة تختص بطريقة البخاري في اشتراط اللقاء» ، وضعَّفه الشيخ الألباني في "تمام المنة" (ص396) ، وانظر "العلل" للدارقطني (1562) ، و"المجروحين" لابن حبان (3/157) .
(4) في (ف) : «وقلت لأبي عن حديثٍ في حديث» ، وفي (ت) : «سألت لأبي عن حديثٍ في حديث» ، وكذا في (ك) ، إلا أنه قال: «أبي» بدل: «لأبي» ، والمثبت من (أ) و (ش) .(3/37)
إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عليٍّ؛ فِي القُبلَة للصَّائم.
وَرَوَاهُ زُهَيْرٌ (2) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، [عَنْ عُمَرَ (3) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عليٍّ؛ فِي القُبلَة للصَّائم.
وَرَوَاهُ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ] (4) ، عَنْ رجُل قَدْ سَمَّاه، عَنْ عليٍّ.
قَالَ أَبِي: ومنهُم مَنْ يغلَطُ، فيقول: عَنْ عُمَير بْنِ سَعِيدٍ (5) .
676 - وَسَأَلْتُ أَبِي (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعتَمِر بن سُلَيمان (7) ، عن
_________
(1) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (8428) عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، به.
(2) هو: ابن معاوية بن حديج.
(3) قوله: «عمر» سقط من (أ) و (ش) .
(4) ما بين المعقوفين ثابت في جميع النسخ، والظاهر أنَّه تكرار بسبب انتقال النظر؛ فيبدو أنَّ الناسخ كتب: «وَرَوَاهُ زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ» ، ثم انتقل نظره إلى «أبي إسحاق» في إسناد شعبة والثوري المتقدِّم، فكتبَهُ مرة أخرى، فحصَلَ التكرار، والله أعلم.
(5) الحديث أخرجه الشافعي في "الأم" (7/170 و189) عن عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أبي إسحاق، عن عبيد بن عمرو: أن عليًّا ح نهى عن القُبلَة للصَّائم فقال: ما يريد إلى خَلوف فمها؟!
وكذا رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1/ق 126/ب) عن أبي الأحوص سلاَّم بن سليم، عن أبي إسحاق، مثل رواية سفيان.
تنبيه: الحديث في المطبوع من "مصنف ابن أبي شيبة" برقم (9411) ، وإنما صار العزو إلى المخطوط؛ لأن محقق المطبوع تصرف في السياق؛ حيث حذف عبيد ابن عمرو، وجعل بدلاً منه «عمر بن سعيد» ، وجعله بين معقوفين!
(6) كذا السؤال موجَّه إلى أبي حاتم، وسيأتي الجواب بصيغة: «فقالا» و: «قالا» .
(7) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3237) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1967 و1968 و2005) ، والدارقطني في "السنن" (2/183 رقم15) ، والبيهقي في "السنن" (4/264) ، وابن حزم في "المحلى" (6/204) .(3/38)
حُمَيد الطَّويل (1) ، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّل (2) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُرَخِّصُ فِي الحِجامَة والمُباشَرَة للصَّائِم؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قولَهُ.
رَوَاهُ قَتادة (3) ، وجماعةٌ مِنَ الحفَّاظ (4) ، عَنْ حُمَيد، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّل، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قولَه (5) .
قلتُ: إنَّ إِسْحَاقَ الأَزرَق (6) رَوَاهُ عَنِ الثَّوري، عَنْ حُمَيد، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّل، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
[قَالا] (7) : وَهِمَ إِسْحَاقُ فِي الْحَدِيثِ.
_________
(1) هو: حميد بن أبي حميد.
(2) هو: علي بن داود النَّاجي.
(3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9323) ، والنسائي في "الكبرى" (3244) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (3/1971) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/264) من طريق شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي المتوكل، عن أبي سعيد، قال: «إنما كرهت الحجامة للصائم مخافة الضعف» .
(4) منهم: بشر بن المفضل، وابن أبي عدي، وإسماعيل بن علية، وروايتهم أخرجها النسائي في "الكبرى" (3238 و3239 و3240) .
(5) من قوله: «رواه قتادة وجماعة ... » إلى هنا سقط من (ف) بسبب انتقال النظر.
(6) هو: إسحاق بن يوسف. وروايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير" (215) ، والنسائي في "الكبرى" (3241) ، والطبراني في "الأوسط" (7797) ، والدارقطني في "العلل" (11/347) . في جميع = = المصادر رواه الثوري، عن خالد الحذاء.
(7) مابين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولابد منه؛ لاستقامة السياق.(3/39)
قلتُ: قد تابعه مُعتَمِر (1) .
_________
(1) هو: ابن سليمان.(3/40)
قَالا: وَهِمَ فِيهِ أَيْضًا (1) مُعتَمِر (2) .
677 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ حُسَين، عَنْ حَفْصَة بِنْتِ (3) سِيرِين، عَنْ أُمِّ عَطِيَّة (4) ، وَعَنِ (5) الحَكَم بن عُتَيْبة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (6) ، عَنْ شُرَيح بْنِ أَرْطاة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي المُباشَرَة للصَّائم؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ شُعْبَة، عَنِ الحَكَم.
فحدَّثنا أبي، عن آدم (7) وعبد الله بْنِ رَجاء، عَنْ شُعْبَة، عَنِ الحَكَم، عَنْ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: كَانَ عَلْقَمَة (8) وشُرَيح بْنُ أَرْطاة عِنْدَ عائِشَة، فَقَالَتْ عائِشَة: كَانَ رسولُ الله (ص) يُقَبِّل ويُباشِرُ وهو صائِم (9) .
_________
(1) قوله: «أيضًا» ليس في (ف) .
(2) قال النسائي في "الكبرى" (3237) : «وقفه بشر، وإسماعيل، وابن أبي عدي» . وقال ابن خزيمة في الموضع السابق: وهذه اللفظة: «والحجامة للصائم» : إنما هو من قول أبي سعيد الخدري، لا عن النبي (ص) ، أُدرج في الخبر، لعل المعتمر حدَّث بهذا حفظًا، فاندرج هذه الكلمة في خبر النبي (ص) ، أو قال: قال أبو سعيد: ورُخِّص في الحجامة للصائم، فلم يضبط عنه قال أبو سعيد، فأدرج هذا القول في الخبر. اهـ. وقال الدارقطني في "سننه" (2/183) بعد أن ذكر رواية المعتمر، عن حميد: «كلهم ثقات، وغير معتمر يرويه موقوفًا» .
قال الترمذي في الموضع السابق: «سألت محمدًا - يعني البخاري - عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: حَدِيث إسحاق الأزرق، عن سفيان، هو خطأ» .
قال الترمذي: «وحديث أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ موقوفًا: أصح؛ هكذا روى قتادة وغير واحد، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سعيد، قولَهُ. حدثنا إبراهيم بن سعيد، حدثنا ابن علية، عن حميد - وهو الطَّوِيلِ - عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أبي سعيد مثله، ولم يرفعه، هذا هو موضع الإسناد» . وقال الطبراني في الموضع السابق: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ سفيان إلا إسحاق الأزرق» .
وقال الدارقطني في "العلل" (2330) : «يرويه حميد الطويل وخالد الحذاء وقتادة، عن أبي المتوكل، واختُلِف عنهم: فأما خالد فرواه إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خالد مرفوعًا. ورواه الأشجعي، عن الثوري، فنحا به نحو الرفع، وغيرهما يرويه عن الثوري موقوفًا. فأما حميد الطويل: فأسنده عنه معتمر بن سليمان، ونحا به أبو شهاب، عن حميد نحو الرفع، ورواه إسماعيل بن جعفر وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وشعبة وأبو بحر البكراوي، عن حميد موقوفًا. ورواه عبد الله بن بشر، عن حميد؛ فوهم فيه وهمًا قبيحًا، فجعله عَن حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبي (ص) . وأما قتادة: فرواه أسود بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنَ قتادة، فنحا به نحو الرفع، وغيره يرويه عن شعبة موقوفًا. والذين رفعوه ثقات وقد زادوا، وزيادة الثقة مقبولة» .
(3) في (أ) و (ش) : «ابنت» ، وهي صحيحة في العربية، وقد علقنا عليها في المسألة رقم (6) .
(4) في (ت) و (ك) : «حطية» .
(5) أي: ورواه سفيان بن حسين أيضًا، عن الحكم بن عتيبة.
(6) هو: ابن يزيد النخعي.
(7) هو: ابن أبي إياس.
(8) هو: ابن قيس النخعي.
(9) الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (1927) من طريق سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عن الحكم، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عائشة. وأخرجه مسلم (1106) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ، عَنْ شعبة، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ علقمة، عن عائشة. وأخرجه أيضًا من طريق سفيان بن عيينة، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ علقمة، عن عائشة كذلك. وأخرجه من طريق عبد الله بن عون، عن إبراهيم، عن الأسود ومسروق، عن عائشة. وأخرجه أيضًا من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ وعلقمة، عن عائشة، ومن طريق الأعمش أيضًا، عن أبي الضحى مُسْلِم بْنِ صُبَيح، عَن مسروق، عن عائشة.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1502) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/126 رقم24950) ، والنسائي في "الكبرى" (3087 و3088 و3091) ، جميعهم من طريق شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أن علقمة وشُرَيح بن أَرْطاة كانا عند عائِشَة ... فذكره مرسلاً.
وقد رواه على هذا الوجه عن شعبة أبو داود الطيالسي، ومحمد بن أبي عدي، وعبد الرحمن بن مهدي، = = ومحمد بن جعفر غندر، وغيرهم؛ فالظاهر أن شعبة رواه على أكثر من وجه.
وقد أطال الدارقطني في ذكر الاختلاف في هذا الحديث في"العلل" (5/ق 141 ب - 124ب) ، ومنه رواية ابن أبي ليلى للحديث عَن الحكم بْن عُتيبة، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، ولم يذكر إبراهيم. ومنه رواية منصور بن زاذان للحديث عن الحكم، عن علقمة، عن عائشة، ولم يذكر إبراهيم أيضًا. ومنه رواية قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الأَعْمَشِ ومنصور، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بن شكل، عن عائشة وحفصة. ومنه ما هو مذكور في هذه المسألة، عدا رواية حفصة بنت سيرين، فإنه لم يذكرها. ثم قال الدارقطني عن هذه الطرق المختلفة: «وكلها صحاح، إلا قول من أسقط في حديث الحكم إبراهيم، وإلا قول قيس: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عائشة وحفصة؛ فإنه لم يتابع عليه» . اهـ.(3/41)
678- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ (1) رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ الخُزاعي، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى (2) ، عَنْ حُمَيد (3) ، عَنْ أَنَسٍ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حُمَيد (4) ، عن بكر بن عبد الله، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الخطأُ مِنْ عبد الأعلى؟
_________
(1) قوله: «عن حديثٍ» سقط من (أ) .
(2) هو: ابن عبد الأعلى البصري.
(3) هو: ابن أبي حميد الطويل.
(4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/98 رقم24668) من طريق محمد ابن أبي عدي، والطبراني في "الأوسط" (3032) ، و"الصغير" (283) من طريق خالد بن عبد الله، كلاهما عن حميد، عن بكر، عن عائشة، به.(3/42)
قال: لا أدري، ما كتبتُ (1) عَنْ أحدٍ غَيْرَ هَذَا الشَّيخِ الخُزاعي (2) .
679 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الجُرَيري (3) ، عَنْ أَبِي العَلاء (4) ، عَنْ مُطَرِّف بْنِ عبد الله بْنِ الشِّخِّير، عَنْ عِمران بْنِ حُصَين، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ صَامَ الأَبَدَ، فَلاَ صَامَ ولاَ أَفْطَرَ.
قلتُ: رَوَاهُ قَتادة (5) ، عَنْ مُطَرِّف، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: قَتادةُ أحفَظُ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَا أَقِفُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ عَلِي شيءٍ؛ يَحْتملُ أنْ يكونَ (6)
جَمِيعًا صَحِيحَينِ، ومُطَرِّفٌ عَنْ أَبِيهِ ما أدري كيف هو؟!
_________
(1) في (ت) و (ك) : «ما كتب» .
(2) قال الطبراني في الموضع السابق من "الصغير": «لم يروه عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المزني إلا حميد الطويل، تفرد به خالد بن عبد الله الطحان» . اهـ.
وتقدم أن ابن أبي عدي تابع خالد بن عبد الله.
(3) هو: سعيد بن إياس. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/426 و432 و433 رقم 19825 و19873 و19892) ، والنسائي في "سننه" (2379) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2151) ، وابن حبان (3582) ، والطبراني في "الكبير" (18/113 و116 رقم 216- 218 و227) .
(4) هو: يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير.
(5) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1243) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (9552) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/24 رقم 16304) ، والدارمي في "مسنده" (1785) ، وابن ماجه في "سننه" (1705) ، والنسائي (2380 و2381) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2150) ، وابن حبان (3583) ، والحاكم في "المستدرك" (1/435) ، والضياء في "المختارة" (9/469- 471) .
(6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «يكونا» بألف المثنَّى، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية، وله وجهان:
الأوَّل: على تقدير ضمير الشأن اسمًا لـ «يكون» ؛ كأنَّه قال: «يكون هو [أي: الشأنُ] : هما جميعًا صحيحان» ، ثم حذَفَ المبتدأ «هما» ، وأمال الألفَ من «صحيحان» ؛ فكتبتْ ياءً، انظر في ضمير الشأن المسألة رقم (854) ، وانظر في الإمالة التعليق على المسألة رقم (25 و124) .
والثاني: أن يكون الأصل: «يكونا» ، لكنَّه حَذَفَ ألف المثنَّى، واكتَفَى عنها بالفتحة على النون؛ على لغة هوازن وعليا قَيْس في الاجتزاء بالحركات عن حروفِ المَدِّ الثلاثة؛ فيكتفون بالضمة قبل الواو، وبالكسرة قبل الياء، وبالفتحة قبل الألف، وتكون الحركةُ دالَّةً على الحرف المحذوف، ونائبةً عنه، ويكثر ذلك في الواو = = والياء لثقلهما، ويقلُّ في الألفِ لِخِفَّتِهِ، وقد نسَبَ هذه اللغةَ إلى هوازن وعليا قيس الفرَّاءُ؛ قال البغدادي - بعد نقله كلام الفراء -: «وظاهرُ كلامِهِ: أنَّ هذا لغةٌ لا ضرورة» . اهـ.
وقال ابن الأنباري: «واجتزاؤُهُمْ بهذه الحركات عن هذه الأحرف كثيرٌ في كلامهم، والشواهدُ على ذلك أكثَرُ مِنْ أن تُحْصَى» . اهـ. وقد ذكر هذا غيرُ إمامٍ من أهل العربية؛ وعلى ذلك ورد كلام العرب شعرًا ونثرًا، وخُرِّجَتْ قراءاتٌ متواترةٌ وغيرُ متواترة.
لكنَّ سيبوَيْهِ _ح ذهب إلى أنَّ هذا ضرورةٌ من ضرورات الشعر، لا لغةٌ لبعض العرب؛ وهو محجوجٌ بما ورد من قراءات ثابتة، وبما نُقِلَ عن العرب في ذلك:
فمن شواهد حذف الألف وإنْ كان قليلاً: قراءةُ ابن عامرٍ وأبي جعفر والأعرج: {يَا أَبَتَ} [يوسف: 4، 100، ومريم: 42، 43، 44، 45، والقصص: 26، والصافات: 102] ، قرؤوا بفتح التاء، والأصل: يا أَبَتَا، فحذفت الألف واكتفي بالفتحة قبلها.
ومنها: ما أنشده أبو الحسن الأخفش وابن الأعرابي [من الوافر] :
فَلَسْتُ بِرَاجِعٍ ما فاتَ مِنِّي
بِلَهْفَ ولا بِلَيْتَ ولا لَوَ انِّي
يريد: بلَهْفَا، فاجتزأ بالفتحة عن الألف.
ومن شواهد حذف الواو: قوله تعالى: [الإسرَاء: 11] {وَيَدْعُ الإِْنْسَانُ} ، وقراءة الحسن ومجاهد والجَحْدَري: () [النّحل: 16] {وَعَلاَمَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ *} . وقراءةُ العامَّة {وَبِالنُّجُومِ} .
ومن شواهد حذف الياء: قوله تعالى: [المَائدة: 3] {فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ} ، وقوله تعالى: [الفَجر: 15] {فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ} . وغير ذلك من الشواهد الكثيرة.
وانظر: "الكتاب" لسيبويه" (1/27-28) ، و"الخصائص" (3/133- 136 باب في إنابة الحركة عن الحروف) ، و"سر صناعة الإعراب" (2/631- 632) ، و"اللباب" للعكبري (2/111- 112) ، و"الإنصاف" لابن الأنباري (1/385- 391) ، (2/544- 547) ، و"ارتشاف الضرب" (2/914) ، و"مغني اللبيب" (ص250 و716- 717) ، و"همع الهوامع" (1/229- 230) ، و"لسان العرب" (12/569) ، و"خزانة الأدب" (5/229- 233) .(3/43)
والجُرَيري بأَخَرَةٍ ساءَ حِفظُه، وَلَيْسَ هُوَ (1) بذاكَ الحافِظ (2) .
680 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبَة، عَنْ سِماك (3) ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) : الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ، وَثَلاثُونَ؟
فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ الحفَّاظ (4) ؛ يَقُولُونَ: شُعْبَة، عن سِماك، عن عبد الله بْنِ شَدَّاد وعِكرمَة، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (5) ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ.
قلتُ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ قَدْ (6) رَوَاهُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قَيس، عن سِماك، عن عبد الله بن شَدَّاد، عن عائِشَة.
_________
(1) قوله: «هو» ليس في (ف) .
(2) سأل الترمذيُّ في "العلل الكبير" (207) البخاريَّ: أيُّ الطريقين أصحُّ؟ فقال: «يحتمل عنهم كليهما» .
(3) هو: ابن حرب.
(4) منهم روح بن عبادة، وروايته أخرجها الحارث بن أسامة (315/بغية الباحث) .
(5) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، فالجادَّةُ أن يقال: مرسلاً، بألف تنوين النصب، لكنَّها حذفت هنا وقفًا ووصلاً نطقًا وخطًّا؛ جريًا على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) قوله: «قد» من (ت) و (ك) فقط.(3/45)
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: يُخطِئ مَنْ يَقُولُ: عَنْ عائِشَة، الصَّحيحُ: عِكرمَة، مُرسَل (1) (2) .
681 - وسألتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخضَر (4) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) - فِي أَيَّامِ التَّشريق -: أنَّ النبيَّ (ص) أمر عبد الله بْنَ حُذافَة أَنْ يُناديَ: إِنَّها أَيَّامُ أَكلٍ وشُربٍ.
وَرَوَاهُ يُونُسُ (5) ، عَنِ الزُّهْري؛ قَالَ: أُخبِرتُ أَنَّ مَسْعُودَ بْنَ الْحَكَمِ قَالَ: حدَّثني بعضُ أصحاب النبيِّ (ص) : أنه رأى عبد الله بْنَ حُذافَة.
وَرَوَاهُ قُرَّةُ بْنُ حَيْوِيل (6) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحكم، عن عبد الله بْنِ حُذافَة: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) أمرَه أَنْ يُناديَ ... .
وَرَوَاهُ شُعَيب (7) ، عَنِ الزُّهْري؛ أُخبِرتُ أَنَّ مَسْعُودَ بْنَ الْحَكَمِ قَالَ: أَخْبَرَنِي بعضُ أصحاب النبيِّ (ص) : أنه رأى عبد الله بن حُذافَة.
_________
(1) قوله: «مرسل» يحتمل الرفع والنصب، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(2) قال الدارقطني في "العلل" (5/135/ب - 136/أ) : «يرويه سماك بن حرب، واختُلِف عنه: فرواه شريك بن عبد الله، عن سِماك، عن عبد الله بن شدَّاد، عن عائِشَة. ورواه عمرو بن عاصم، عَنْ شُعبَة، عَنْ سِماك، عَنْ عبد الله بن شَدَّاد وعكرمة، عن ابن عباس. وغيره يرويه عَنْ شُعبَة، عَنْ سِماك، عَنْ عبد الله بن شَدَّاد وعكرمة مُرسلاً. ورواه الوليد بن أبي ثور، عن همام، عن سِماك، عن عبد الله بن شَدَّاد وحده مُرسلاً، والمُرسَل أصحُّ» .
(3) انظر المسألة الآتية برقم (746) .
(4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/513 = = و535 رقم10664 و10917) ، والنسائي في "الكبرى" (2896/الرسالة) . قال النسائي: «صالح هذا هو ابن أبي الأخضر، وحديثه هذا خطأ، لا نعلم أحدًا قال في هذا: سعيد بن المسيب غيرَ صالح، وهو كثير الخطأ، ضعيف الحديث في الزهري» .
(5) هو: ابن يزيد الأيلي. وروايته أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/99) عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحكم، عن عبد الله بن حذافة، أن النبي (ص) أمره ... فذكره.
(6) هو: قُرَّة بن عبد الرحمن بن حَيْويل، ويُكتب أحيانًا: «حَيْوَئيل» . وروايته أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/98-99) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (544 و8217) ، والحاكم في "المستدرك" (3/631) .
(7) هو: ابن أبي حمزة. وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (2894/الرسالة) ، عن الزهري: أن مسعود ابن الْحَكَمِ قَالَ: أَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ النبي (ص) ، به.
قال النسائي: «الزهري لم يسمع من مسعود بن الحكم» .(3/46)
وَرَوَاهُ ابنُ أَبِي ذِئب (1) ، فَقَالَ: عَنِ الزُّهْري؛ قَالَ: بعَثَ النبيُّ (ص) عبد الله بن حُذافَة يُنادي ... .
ورواه عبد الرحمن بْنُ خَالِدِ بْنِ مُسافر، عَنِ الزُّهْري؛ أَنَّ مَسْعُودَ بْنَ الْحَكَمِ؛ فقال (2) : أَخْبَرَنِي بعضُ أَصْحَابِهِ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ عِنْدِي مِنْ حَدِيثِ الزُّهْري: أُخبِرتُ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ بعضِ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) : أنه رأى عبد الله بن حُذَافَة (3) .
_________
(1) هو: محمد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (2/187) .
(2) كذا في (أ) و (ش) ، والقائل هو الزهري، وفي بقية النسخ: «قال» .
(3) أخرج النسائي في "الكبرى" (2895/الرسالة) من طريق الزبيدي، عن الزهري؛ أنه بلغه أن مسعود بن الحكم كان يخبر عن بعض علمائهم من أصحاب رسول الله (ص) : أن رسول الله (ص) بعث عبد الله بن حذافة ... فذكره.
قال الدارقطني في "العلل" (1699) : «يرويه الزهري، واختُلِف عنه: فرواه صالح بن أبي الأخضر، واختُلِف عنه: فقال روح: عن صالح، عن الزهري، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هريرة. واختُلِف عن إبراهيم بن حميد الرؤاسي، فقال حميد: عن إبراهيم بن حميد، عن صالح، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ وَأَبِي سلمة، عن أبي هريرة. وكذلك قيل: عن ابن أبي سمينة، عن إبراهيم بن حميد. وقيل: عنه، عن سعيد وحده، عن أبي هريرة. وقال سليمان بن أرقم: عن الزهري، عن ابن الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حذافة، عن النبي (ص) . وقيل: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحكم الزُّرَقي، عن ابن حذافة. وقال الزبيدي: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحكم. وقولُ الزبيدي أشبهها بالصواب» . اهـ. كذا وقعت عنده رواية الزبيدي! وتقدم أن النسائي رواه من طريق الزبيدي، عن الزهري؛ أنه بلغه أن مسعود بن الحكم ... فذكره.
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (5/8) : «عبد الله ابن حذافة بن خليفة أبو حذافة السهمي القرشي، كنَّاه الزهري، لا يصحُّ حديثه، مرسل» .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (12/124) : «واختلف فيه أصحاب ابن شهاب عليه، فرواه معمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحكم الأنصاري، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) قال: أمر النبي (ص) عبد الله ابن حذافة السهمي. ذكره عبد الرزاق عن معمر. ورواه صَالِحِ بْنِ أَبِي الأخضر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن أبي هريرة. ورواه يونس بن يزيد، وابن أبي ذئب، وعبد الله بن عمر العمري، عن الزهري: أن رسول الله (ص) بعث عبد الله بن حذافة. مرسلاً هكذا. = = كما رواه مالك سواء؛ وهو الصَّحيح في حديث ابن شهاب هذا» . اهـ.(3/47)
682 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوْح بْنُ عُبادة (2) ، عَنْ سَعِيدٍ (3) ، عَنْ مَطَر (4) ، عَنْ بكر بن عبد الله، عن أبي
_________
(1) انظر المسألة الآتية برقم (752) .
(2) في (ف) : «عباة» . وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3195/الرسالة) ، والبزار في "مسنده" (3081) ، والروياني في "مسنده" (575) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/98) ، والحاكم في "المستدرك" (1/429-430) ، والبيهقي في"السنن الكبرى" (4/266) . قال النسائي: «هذا خطأ، وقد وقفه حفص» .
(3) هو: ابن أبي عَروبة.
(4) هو: ابن طَهْمان الورَّاق.(3/48)
رَافِعٍ (1) ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النبيِّ (ص) : أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ؟
فقال (2) أَبِي: رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار، عَنْ شُعَيب بْنِ إِسْحَاقَ (3) .
وَرَوَاهُ عَبْدُ الوهَّاب الخَفَّاف (4) ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ (5) ، عَنِ ابْنِ بُرَيدة (6) ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: كأنَّ حديثَ أَبِي رَافِعٍ أشبَهُ (7) ؛
لأَنَّهُ رَوَاهُ حُمَيد الطَّويل (8) ، عن بكر بن عبد الله، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي موسى،
_________
(1) هو: نُفَيع الصَّائغ.
(2) في (ف) و (ت) و (ك) : «قال» .
(3) الظاهر أنه يعني: هِشَامُ بْنُ عمَّار، عَنْ شُعَيْبِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي عَرُوبَة، على الوجه المتقدِّم؛ فإن شعيب بن إسحاق من الرُّواة عن سعيد؛ كما في "تهذيب الكمال" (2/501) ، ولم نجد من أخرج هذه الرواية، ولم يوردها الدارقطني في ذكره للاختلاف في هذا الحديث في "العلل" (7/246-247 رقم1323) .
(4) هو: عبد الوهَّاب بن عطاء.
(5) هو: عبيد الله بن الأخنس؛ كما سيأتي عن أبي حاتم.
(6) هو: عبد الله.
(7) المعنى - فيما يظهر - أن حديثَ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى أشبهُ من حديث أَبِي مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عن أبي موسى.
ومما يرجِّح هذا - عند أبي حاتم - روايةُ حميد الطويل؛ فهي وإن كانت تخالفها في كونها موقوفة، إلا أنها توافقها في كونها من طريق أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، وهذا دون التعرُّض لترجيح الوقف والرفع.
ومما يدلُّ على هذا - أيضًا - أن أبا زرعة رجَّح أن حديث أبي رافع أشبه؛ بناءً على أن شعبة رواه عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عن أبي موسى موقوفًا. وعندما سأله ابن أبي حاتم، عن أي الرِّوايتين أشبه من حديث أبي رافع: الوقف أم الرفع؟ سكت ولم يرجِّح. والله أعلم.
(8) كذا ذكر أبو حاتم رواية حميد هنا، وقد روى الحديث ابن أبي شيبة في "المصنف" (9307) ، والنسائي في "الكبرى" (3201/الرسالة) وغيرها من طريق حميد، عن بكر، عن أبي العالية أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي مُوسَى فذكره موقوفًا. كذا ذكرها الدارقطني في "العلل" كما سيأتي.
(*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد علق عليها في المسألة رقم (34) .(3/49)
مَوْقُوفٌ (*) .
قَالَ أَبِي: وَلا أعرفُ (1) من البصريِّين أحدًا كُنيتُه أبو مالك من القُدَماء، إلا عُبَيدالله ابن الأَخْنَس.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ شُعْبَة (2) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عن أبي موسى، موقوفً (*) ؛ فكأنَّ حديثَ أبي رافع أشبَهُ.
قلتُ: مَوْقُوفٌ أَوْ مَرفوع؟ فسَكَتَ (3) .
_________
(1) في (ف) : «لا أعرف» بلا واو.
(2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3200/الرسالة) عن قتادة، عن بكر، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي موسى موقوفًا.
(3) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث قد رواه غير واحد عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ بكر، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي موسى موقوفًا» . وقال الحاكم في الموضع السابق: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه» .
وقال البيهقي في الموضع السابق: «كذا رواه روح بن عبادة. وَرَوَاهُ عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، عن بعض أصحابه، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي موسى، مرفوعًا. ورواه شعبة، عن مطر، عن بكر، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي موسى، موقوفًا. وكذلك رَوَاهُ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ بَكْرِ، موقوفًا غير مرفوع» .
ورواه النسائي في "الكبرى" (3196) من طريق حفص ابن عبد الرحمن البَلْخي، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ مَطَرٍ، = = عَنْ بكر، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي موسى، موقوفًا.
قال الحاكم في الموضع السابق: «سمعت أبا علي الحافظ يقول: قلت لعبدان الأهوازي: صحَّ أن النبي (ص) احتجم وهو صائم؟ فقال: سمعت عباسً العنبريَّ يقول: سمعت علي بن المديني يقول: قد صحَّ حديث أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى: أن النبي (ص) قال: أفطر الحاجم والمحجوم» .
وقال الدارقطني في "العلل" (1323) : «يرويه سعيد ابن أبي عَروبة، واختُلِف عنه: فرواه رَوْحُ بْنُ عُبادة، عَنْ سَعِيدٍ، عن مطر، عن بكر، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي موسى: أنه كان يحتجم ليلاً، وقال: سمعت النبي (ص) يقول: «أفطر الحاجم والمحجوم» ، وخالفه عبد الوهَّاب ابن عطاء الخفاف، وأبو بحر البكراوي، وابن أبي عدي؛ فروَوه عن سعيد، عن مطر، موقوفًا، ولم يذكروا: أفطر الحاجم والمحجوم، وذكروا فعل أبي موسى حَسْبُ. ورواه حميد الطويل، عن بكر، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ موسى، موقوفًا أيضًا، إلا أنه خالف مطر في الإسناد. وَرَوَاهُ عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، عن بعض أصحابه ولم يُسَمِّه، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي موسى، مرفوعًا أيضًا: أفطر الحاجم والمحجوم، وليس هذا القول بمحفوظ عن سعيد، والصَّواب من هذا: قول من ذكر فعل أبي موسى، دون الحديث المرفوع» . اهـ. وانظر "فتح الباري" لابن حجر (4/175) .(3/50)
683 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ (2) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتادة، عَن أنس؛ قَالَ: تَراءى النَّاسُ الهِلالَ عِنْدَ النبيِّ (ص) ، فأمرَهُم النبيُّ (ص) أَنْ يخرُجوا إِلَى المُصَلَّى مِنَ الغَد؟
قَالَ أَبِي: أخطأَ فِيهِ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ؛ إِنَّمَا هُوَ: شُعْبَة (3) ،
عن أبي
_________
(1) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (3/410/ مخطوط) بعض هذا النص. وقال الضياء في "المختارة" (7/104) : «قال أبو حاتم الرازي، وأبو الحسن الدارقطني: وَهِمَ فيه سعيد بن عامر» . وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/177) : «وهو وهم؛ قاله أبو حاتم في العلل» .
(2) روايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (3/279 رقم13974) ، والبزار في "مسنده" (972/كشف الأستار) ، وابن حبان في "صحيحه" (3456) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/249) ، والضياء في "المختارة" (7/104) .
(3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (5/57 رقم 20579) من طريق محمد بن جعفر، وأبو داود في "سننه" (1157) من طريق حفص بن عمر، والنسائي في "سننه" (1557) من طريق يحيى بن سعيد، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/128) من طريق بقية بن الوليد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/388) من طريق وهب بن جرير، وأبي الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك، والدارقطني في "السنن" (2/170) من طريق سفيان، ووهب بن جرير، وروح بن عبادة، وأبي النضر هاشم بن القاسم، والنضر بن شميل، جميعهم عن شعبة، به.
وحسَّن إسناده الدارقطني والبيهقي.
ورواه عبد الرزاق في "مصنَّفه" (7339) ، وابن أبي شيبة (9461) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/58 رقم 20584) ، وابن ماجه في "سننه" (1653) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/386 و387) ، جميعهم من طريق هشيم، عن أبي بشر، به. ورواه البيهقي في "الكبرى" (4/249) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، عن أبي بشر، به.(3/51)
بِشر (1) ، عن أبي عُمَير ابن أَنَسٍ، عَنْ عُمُومَته، عَنِ النبيِّ (ص) (2) .
684- وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ (4) رَوَاهُ يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ (5) ، ووكيعٌ، وابن المبارك (6) :
_________
(1) هُوَ: جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ.
(2) قال البخاري - كما في "العلل الكبير" للترمذي (193) -: «هو خطأ من سعيد بن عامر، والصحيح: شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بشر، عَن أبي عمير بن أنس» .
وقال الدارقطني في "علله"- كما في "نصب الراية" (2/212) -: «هذا حديث اختُلِف فيه: فرواه سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعبَة، عن قَتادة، عن أنس، وخالفه غيره من أصحاب شعبة؛ فروَوه عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بشر، عَنْ أَبِي عُمَير بْنِ أَنَسٍ، عن عُمُومَته، عن النبي (ص) . وكذلك رواه أبو عَوَانَةَ وَهُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ؛ وهو الصَّواب» . وقال البزار في الموضع السابق: «أَخْطَأَ فِيهِ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، وإنما رواه شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بشر، عَن أبي عمير بن أنس؛ أن عمومة له شهدوا عند النبي (ص) » .
وقال البيهقي (4/249) : «تفرد به سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعبَة، وغَلِطَ فيه؛ إنما رواه شعبة، عن أبي بشر» .
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (767) . وانظر المسألة رقم (722) و (748) .
(4) قوله: «عن حديث» سقط من (أ) ، وهو ملحق بهامش (ش) .
(5) في (أ) و (ش) : «رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ» . ويحيى بن سعيد هذا هو: القطَّان.
(6) هو: عبد الله.(3/52)
فَأَمَّا يَحْيَى (1) ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وشَبَابَة (2) ، فَإِنَّهُمْ قَالُوا: عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي أيُّوب (3) ، عَنْ جُوَيرِيَة: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ صائِمَة يَوْمَ الجُمعَة، فَقَالَ: أَصُمْتِ أَمْسِ؟ ، قَالَتْ (4) : لا ... وَذَكَرَ الحديثَ.
وَأَمَّا وكيعٌ (5)
فَقَالَ: عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي أيُّوب: أنَّ النبيَّ (ص) دخلَ عَلَى جُوَيرِيَة.
وَرَوَى هَذَا الحديثَ سعيدُ بْنُ أَبِي عَروبة (6) ، عَنْ قَتادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيّب، عن عبد الله بن عمرو (7) : أنَّ النبيَّ (ص) دخلَ عَلَى جُوَيرِيَة (8) .
وَرَوَاهُ هَمَّام (9) ، فَقَالَ: عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي أيُّوب، عن جُوَيرِيَة:
_________
(1) رواية يحيى أخرجها البخاري في "صحيحه" (1986) .
(2) هو: ابن سوَّار. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9249) ، ومن طريقه أبو يعلى في "مسنده" (7064) .
(3) هو: المَراغي، العَتَكي الأزدي. اسمه: يحيى، وقيل: حبيب بن مالك.
(4) في (ت) : «قال» .
(5) روايته على هذا الوجه أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1/253) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/324 رقم 26755) عن وكيع؛ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتادة، عَنِ أَبِي أيُّوب، عَنْ جُويرية: أَنَّ رسول الله (ص) ... فذكره هكذا بزيادة جويرية في الإسناد.
(6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9241) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/189 رقم6771) ، والبزار في "مسنده" (2350) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2162) ، وابن حبان (3611) .
(7) في (ت) و (ك) : «عبد الله بن عمر» .
(8) قوله: «دخل على جُوَيرية» سقط من (أ) و (ش) .
(9) هو: ابن يحيى العَوْذي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/324 و340 رقم26756 و27425) ، وأبو داود في "سننه" (2422) .(3/53)
أن النبيَّ (ص) دخلَ عَلَيْهَا. تابعَ شُعْبَةَ.
وَرَوَى هُدبَةُ (1) مَرَّةً، فَقَالَ: عَنْ هَمَّام، عَنْ قَتادة؛ قَالَ: حدَّثنا صاحبٌ لَنَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ صَوم يَوْمِ الجُمعَة، إِلا أَنْ يَصوموا يَوْمًا قبلَه، أَوْ يَوْمًا بعدَه.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (2) : وَرَوَاهُ سعيدُ بْنُ بَشِيرٍ (3) فَقَالَ (4) : عَنْ قَتادة، عَنْ عَيَّاش بن عبد الله، عَنْ أَبِي قَتادة: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ صَوم يَوْمِ الجُمُعَة فَرْدًا؟
وَقَالَ أَبِي: كلُّها صِحاحٌ، مَا خَلا حديثَ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، فَإِنَّمَا هُوَ: عَيَّاش، عَنْ أَبِي قَتادة العَدَويِّ، قولَه.
وَإِنَّمَا قُلنا: إِنَّهَا صِحاحٌ كلُّها؛ لأَنَّ شُعْبَة قد تابع هَمَّامً (5) .
فَأَمَّا مَنْ قَالَ: قَتادة، عَنْ سعيد بن المسيّب، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو (6) : فَإِنَّ ابنَ أَبِي عَروبة حافظٌ لِحَدِيثِ قَتادة، وَقَالَ: تابَعَني عليه مَطَر (7) .
_________
(1) هو: ابن خالد القَيْسي.
(2) كذا في (ت) و (ك) ، وفي بقية النسخ: «قلت» بدلاً منها.
(3) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (2703) .
(4) قوله: «فقال» ليس في (أ) و (ش) .
(5) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد علق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) في (ك) : «عبد الله بن عمر» .
(7) في (ت) يشبه أن يكون: «فطر» . ومطر هو: ابن طَهْمان الورَّاق.(3/54)
وَأَمَّا حديثُ أَبِي هُرَيْرَةَ: فَإِنَّهُ صحيحٌ أَيْضًا.
وَأَمَّا حديثُ شُعْبَة: فإنَّ (1) ابنَ الْمُبَارَكِ وَيَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ أعلَمُ بِحَدِيثِ شُعْبَة مِنْ وَكِيعٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ قَتادة، عَنْ أَبِي أيُّوب، عَنْ جُوَيرِيَة صحيحٌ.
وحديثُ سَعِيدِ بْنِ المسيّب، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو أَيْضًا صحيحٌ.
وحديثُ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ حدَّثنا صاحبٌ لَنَا، فَهَذَا لا يُدرى كَيْفَ هُوَ؟
وفي حديث قَتادة مثلُ ذا (2) كثيرٌ؛ يُحَدِّث بِالْحَدِيثِ عَنْ جَماعة.
وحديثُ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ لا أحفَظُه (3) .
685- وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبَان العَطَّار (5) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - من أَزْدِ شَنُوءَةَ - عَنْ أَبِي
_________
(1) في (ش) : «قال» .
(2) المثبت من (ت) و (ك) ، وفي (ش) : «ذي» ، وفي (أ) و (ف) : «ذى» ، وكل ذلك اسم إشارة، وانظر التعليق على المسألة رقم (124) .
(3) قال الدارقطني في "العلل" (5/192/أ) : «يرويه قتادة، واختُلِف عنه، فرواه شعبة وهمام وحماد بْنِ الْجَعْدِ، عَنْ قَتادة، عَنِ أبي أيُّوب، عن جُويرية. وقال بقيَّة: عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتادة، عَنْ أبي أيُّوب، عن صفية، ووهم فيه؛ وإنما هو عن جويرية. وخالفهم ابن أبي عَروبة ومطر الوراق؛ قالا: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن عبد الله بن عمرو: أن النبيَّ (ص) دخل على جُوَيرِيَة. وقول شعبة ومن تابعه أشبَهُ» .
وقول سعيد: «وافقني عليه مطر» : ذكره أحمد في "المسند" (2/189) . وانظر "العلل" للإمام أحمد (3/230) .
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (297) ، وانظر المسألة رقم (709) .
(5) هو: أبان بن يزيد.(3/55)
هريرة - عن النبيِّ (ص) -: أوصاني (1) خَليلي بثَلاثٍ ... .
قلتُ (2) : رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَروبة، عَنْ قَتادة، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَرَوَاهُ مَعْمَر (3) ، عَنْ قَتادة، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قلتُ لهما: فأيُّهما الصَّحيحُ؟
قَالَ أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ: سَعِيد أحفَظُهم.
686 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّة (5) ، عَنْ سَعِيدٍ الجُرَيري (6) ، عَنْ أَبِي السَّلِيل (7) ، عَنْ نُعَيم ابن قَعْنَب (8) الرِّياحي؛ قَالَ: أتيتُ أَبَا ذرٍّ، فَدَعَا لِي بطَعام، فَقَالَ لِي: إِنِّي صائِم، ثُمَّ قَامَ فصلَّى، ثُمَّ طَعِمَ، فقلتُ: أَلَيْسَ قلتَ: إِنِّي صائِم؟ ... فَذَكَرَ الحديثَ (9) .
_________
(1) القائل: «أوصاني» هو أبو هريرة ح.
(2) في (ت) و (ك) : «قال أبو محمد» مكان: «قلت» ، وفي المسألة رقم (297) : «قلت» في جميع النسخ.
(3) روايته أخرجها عبد الرزاق في"المصنف" (4850) ، ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في"المسند" (2/271 رقم7671) .
(4) انظر المسألة رقم (690) .
(5) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/150-151 رقم21339) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (480) ، والنسائي في "الكبرى" (9107/الرسالة) ، والخطابي في "غريب الحديث" (2/273) .
(6) هو: سعيد بن إياس.
(7) هو: ضُرَيب بن نُقَير.
(8) في (ف) : «قعيب» .
(9) وباقيه فيه: أن أبا ذر ذكر له أنه صام ثلاثة أيام من الشَّهر، فيكون كأنه صام الشهر كله.(3/56)
قلتُ (1) : وروى هذا الحديثَ عبد الوارث (2) ،
عَنْ سَعِيدٍ الجُرَيري، عَنْ أَبِي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير، عن نُعَيم ابن قَعْنَب.
قلتُ لَهُمَا (3) : فأيُّهما الصَّحيحُ؟
فَقَالَ أَبِي (4) : حديثُ أَبِي الْعَلاءِ أصَحُّ.
وقال أبوزرعة: حديثُ أَبِي الْعَلاءِ الصَّحيحُ؛ كَذَا رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (5) .
687 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد ابن سَلَمة، عن
_________
(1) قوله: «قلت» سقط من (ت) و (ك) ، وفي (ف) : «قال أبو محمد» بدل: «قلت» .
(2) هو: ابن سعيد.
وروايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (747) ، وفي "التاريخ الكبير" (2/221) ، والدارمي في "مسنده" (2267) .
وأخرجه عبد الرزاق في"المصنف" (7878) ، ومن طريقه الإمام أحمد في "المسند" (5/164 رقم21454) عن معمر، والبزار في "مسنده" (3969 و3970) من طريق سالم بن نوح وشعبة، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (4/1209 رقم6817 و6818) من طريق عبد الرحمن بن عثمان، والمِزي في "تهذيب الكمال" له (29/490) من طريق حماد بن زيد، جميعهم عن الجريري، عن أبي العلاء، به.
(3) في (أ) و (ش) : «قلت لأبي» .
(4) في (ف) : «إنَّ» بدل: «أبي» .
(5) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن أبي ذر إلا من هذا الوجه، ولا نعلم روى عن نعيم بن قعنب إلا أبو العلاء، وهو رجل من أهل البصرة» .
وقال الدارقطني في العلل" (1124) : «يرويه الْجَرِيرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ يَزِيدَ بن الشخير، عن ابن قعنب. وقال جعفر الأحمر: عن الجريري، عن رجل لم يُسَمِّه، وكَنَاه غيره: أبا العلاء، وهو الصواب» . وانظر المسألة رقم (690) .(3/57)
عَاصِمٍ (1) ، عَنْ حَفْصَة بِنْتِ سِيرين؛ أَنَّ (2) الرَّباب (3) ، فذكرَتْ حديثَ (4) سَلْمَانَ (5) : أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: إذَا صَامَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى التَّمْرِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ (6) عَلَى المْاءِ؛ فَإِنَّهُ طَهُورٌ؟
قَالَ أَبِي: وروى هَذَا الحديثَ هِشَامُ بْنُ حسَّان (7)
وغيرُ وَاحِدٍ، عَنْ حَفْصَة، عَنِ الرَّباب، عَنْ سلمان، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: جَمِيعًا صَحِيحَينِ (8) ؛ قَصَّر بِهِ حمَّاد، وقد رُويَ عن
_________
(1) هو: ابن سليمان الأحول.
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «ابن» بدل: «أن» .
(3) هي: الرَّباب بنت صُلَيْع، أم الرَّائح الضَّبِّيَّة.
(4) كذا في جميع النسخ عدا (ف) ففيها: «فذكر في حديث» !
والمعنى - فيما يظهر -: أن الرباب ذكرت حديث عمِّها سلمان مرسلاً، ويؤيد هذا قول أبي زرعة وأبي حاتم الآتي: «قصَّر به حماد» ، والله أعلم.
(5) هو: سلمان بن عامر الضَّبِّي؛ عمُّ الرَّباب.
(6) قوله: «فليفطر» سقط من (ف) .
(7) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7586) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/18 رقم16232) ، والنسائي في "الكبرى" (3307 - 3310) ، وابن حبان في "صحيحه" (3515) .
ورواه أحمد (4/18 رقم16225) ، والنسائي في "الكبرى" (3312/الرسالة) من طريق هشام، عَنْ حَفْصَةَ، عَنِ الرَّباب، عَنْ سلمان موقوفًا عليه. قال هشام: وحدثني عاصم الأحول: أن حفصة رفعته إلى النبيِّ (ص) .
(8) كذا في جميع النسخ بالياء، والجادَّة: «صحيحان» بالألف؛ لأن التقدير: «قال: هما جميعًا صحيحان» ، لكنَّ ما وقع في النسخ صواب في العربية، وله وجهان أبنَّا عنهما في التعليق على المسألة رقم (25) .(3/58)
عَاصِمٍ (1)
أَيْضًا نَحْوَهُ (2) .
688 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه حمَّاد ابن سَلَمة، عَنْ واصِلٍ مَوْلَى أَبِي (3) عُيَينة، عَنْ بشَّار بْنِ أَبِي سَيْف، عن أبي عُبَيدة بن
_________
(1) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (843) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/17 و18 رقم 16226 و16228 و16231) ، والدارمي (1743) ، وأبو داود في "سننه" (2355) ، والترمذي في "جامعه" (658) ، وابن ماجه (1699) من طرق عن عاصم الأحول، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ الرَّبَابِ، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) .
قال الترمذي: «حديث حسن، والرباب هي: أم الرائح بنت صُليع. وهكذا روى سفيان الثوري، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سيرين، عن الرباب، عن سلمان بن عامر، عن النبي (ص) نحو هذا الحديث. وروى شعبة، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سيرين، عن سلمان بن عامر، ولم يذكر فيه: " عن الرباب ". وحديث سفيان الثوري وابن عيينة أصح، وهكذا روى ابن عون وهشام ابن حسَّان، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ الرباب، عن سلمان بن عامر» .
ثم أخرجه الترمذي (695) من طريق سفيان الثوري وأبي معاوية محمد بن خازم، كلاهما عن عاصم الأحول، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ الرباب، عن سلمان بن عامر، به. ثم قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .
ورواه الطيالسي (1278) عن شعبة، عن عاصم؛ سمعت حفصة تحدث، عن الرباب، عن سلمان، به مرفوعًا. ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/239) من طريق الطيالسي ثم قال: «هكذا وجدته في "المسند"، قد أقام إسنادَه أبو داود، وقد رواه محمد ابن غيلان، عن أبي داود دون ذكر الرباب، وروي عَنْ روح بْن عبادة، عَنْ شعبة موصولاً، ورواه سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ فغلط في إسناده» .
(2) ذكر ابن الملقن في "البدر المنير" (4/257/مخطوط) هذا الحديث، ثم قال: قال ابن أبي حاتم في "علله": سألت أبي عنه؟ فقال: صحيح من طريقيه. اهـ.
وقال ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/289) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (900) : «وصحَّحه أبو حاتم الرازي» .
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «ابن» ، وسقطت من (ك) ، والمثبت من (ت) ، وهو الصَّواب. انظر "تهذيب الكمال" (30/408) ، و"التقريب" (7436) .(3/59)
الجَرَّاح، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي سُوَيد، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ (1) ، عَنْ واصِل، عَنْ بشَّار بْنِ أَبِي سَيف، عَنْ الوليد بن عبد الرحمن، عَنْ غُضَيف (2) ، عَنْ أَبِي عُبَيدة ابن الجرَّاح، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا.
قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ؟
قَالَ: جَميعًا صَحِيحَينِ (3) ؛ حمَّاد قَصَّر بِهِ، وَجَرِيرٌ جوَّدَه.
689 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه مسلم ابن إبراهيم (4) ،
_________
(1) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (224) . ومن طريق الطيالسي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/171) .
ورواه أحمد (1/196 رقم1701) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8899) كلاهما عن يزيد بن هارون، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/21) عن أبي سلمة موسى التَّبوذكي، وابن خزيمة (1892) من طريق عبد الله بن وَهْب، والحاكم (3/265) من طريق وَهْب ابن جرير، أربعتهم عن جرير، عن بشَّار، عن الوليد، عن عياض بن غُطَيْف، عن أبي عُبَيدة، به مرفوعًا.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8898) ، والنسائي في "سننه" (2233) ، وأبو يعلى (878) ، والضياء في "المختارة" (1117) من طرق عن واصل، عن بشَّار، عن الوليد، عن عياض، عن أبي عُبَيدة، به مرفوعًا.
(2) في (ش) : «غضف» .
وهو: غُضَيف بن الحارث السَّكوني، ويقال: غُطَيف بالطاء.
(3) كذا في جميع النسخ بالياء، والجادَّة: «صحيحان» بالألف؛ لأن التقدير: «قال: هما جميعًا صحيحان» ، لكنَّ ما وقع عندنا في النسخ صحيح في العربية، وقد ذكرنا له وجهين في التعليق على المسألة رقم (25) .
(4) روايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (731) . وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1409) عن الأسود، عن أبي نوفل، به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (7/238) ، وأحمد في "المسند" (5/67 رقم 20663) من طريق عفان بن مسلم، عن الأسود، عن أبي نوفل، به.(3/60)
والعَتَكي (1) ، عَنَ الأسْوَد بْنِ شَيبان، عَنْ أَبِي نَوْفَل (2) : أَنَّ أَبَاهُ سألَ النبيَّ (ص) عَنِ الصَّوم؟ قَالَ: ... فَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: قَدْ رَوَاهُ قومٌ (3) لَيْسُوا بِأَقْوِيَاءَ، فَقَالُوا: عَنْ أَبِي نَوْفَل، عن أبيه (4) ،
_________
(1) هو: عبد الله بن أبي بكر. وروايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (731) .
(2) في (ت) : «نوافل» . وهو: أبو نوفل بن أبي عَقْرب، مشهور بكنيته، واسمه: مسلم، وقيل غير ذلك.
(3) قوله: «قوم» سقط من (ف) .
(4) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/347 رقم19051) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/375) ، والبيهقي في "الشعب" (3596) عن وكيع، وأحمد أيضًا (5/67 رقم20662) ، والنسائي في "سننه" (2434) من طريق يزيد بن هارون، والنسائي أيضًا (2433) من طريق سيف بن عبيد الله، والطبراني في "الكبير" (22/316-317 رقم 798) من طريق سهل ابن بكار، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6925) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/218) من طريق عمرو بن حكام، جميعهم عن الأسود، عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قال: سألت النبي (ص) .
قال الحافظ في "الإصابة" (11/259) : «سنده حسن» .(3/61)
والثِّقاتُ لا يَقُولُونَ: عَنْ أَبِيهِ (1) .
690 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ (3) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ (4) ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ (5) ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ صَامَ ثَلاَثةَ أَيَّامٍ، فَقَدْ صَامَ الشَّهْرَ.
وَرَوَاهُ ثابتٌ (6) ،
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: حديثُ أَبِي ذَرٍّ أشبَهُ؛ لأَنَّهُ يُروى هَذَا الْكَلامَ عن أبي ذَرٍّ
_________
(1) الفرق بين الروايتين بيِّن، فالرواية الأولى- «عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ: أَنَّ أَبَاهُ سأل النبي (ص) » -: مرسلة؛ لأن أبا نوفل لم يدرك زمن النبي (ص) ، وأما الرواية الأخرى - «عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيهِ» -: فتكون متصلة؛ لأنه يحدِّث عن أبيه، عن النبي (ص) . وفي مثل هذا: ما رواه أبو داود في مسائله للإمام أحمد (1978) قال: «سمعت أحمد قيل له: إن رجلاً قال: عروة؛ أن عائشة، وعروة، عن عائشة؛ قالت: يا رسول الله، وعن عروة، عن عائشة، سواء؟ فقال: كيف هو سواء؟! أي ليس بسواء» .
وقد حرَّر الفرق بينهما جمع من الأئمة؛ كالحافظ ابن رجب في "شرح العلل" (2/601-605) ، = = والحافظ ابن حجر في "النكت على ابن الصلاح" (2/586-593) .
(2) انظر المسألة رقم (686) .
(3) هو: عاصم بن سليمان. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/145 رقم 21301) ، وابن عدي في "الكامل" (6/439) من طريق إسرائيل، والترمذي في "جامعه" (762) ، وابن ماجه في "سننه" (1708) من طريق أبي معاوية، والبزار في "مسنده" (3904) ، من طريق عبد الواحد بن زياد، والنسائي في "سننه" (2409) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، جميعهم عن عاصم، به.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» . وأبو عثمان لم يسمع من أبي ذر؛ كما قال ابن المديني. انظر "جامع التحصيل" (ص308) .
وقد رواه النسائي (2410) من طريق عبد الله بن المبارك، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عن رجل، عن أبي ذر، به. وتابع ابن المبارك شيبان كما سيأتي عند الدارقطني.
(4) هو: عبد الرحمن بن ملٍّ النهدي.
(5) في (ش) : «أبي هريرة» بدل: «أبي ذر» .
(6) من قوله: «عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَبِي ذر ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .
وثابت هو: بن أسلم البُناني. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2515) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (12) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/263 و384 و5130رقم 7577 و8986 و10663) ، والنسائي في "سننه" (2408) ، وابن حبان في "صحيحه" (3659) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/293) .
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (1178 و1981) ، ومسلم (721) من طريق عباس بن فرُّوخ الجُرَيري، وأبي التيَّاح يزيد بن حميد، كلاهما عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهدي، عَنْ أبي هريرة، به مرفوعًا؛ كما رواه ثابت. ورواه مسلم أيضًا من طريق أبي شِمْر الضُّبَعي، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هريرة، به مرفوعًا أيضًا.(3/62)
بإسنادٍ آخَرَ، وثابتٌ أحفَظُ مِنْ عَاصِمٍ (1) .
691 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (2) ،
عَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي مَرزوق (3) ، عَنْ فَضالَة بْنِ عُبَيد: أنَّ رسولَ الله (ص) أُتيَ بإناءٍ فشَرِبَ، فَقَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، هَذَا يومٌ كنتَ تصومُه (4) ! قَالَ: أَجَلْ، وَلَكنِّي قِئْتُ فَأَفْطَرْتُ.
_________
(1) قال الدارقطني في "العلل" (1141) : «يرويه عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، يرويه أصحاب عاصم عنه كذلك، وخالفهم شيبان فرواه عن عاصم، وأدخل بين أبي عثمان وبين أبي ذر رجلاً لم يُسَمِّه. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَن ثابت، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أبي هريرة، وحديث أبي ذر أشبه بالصواب» . وذكر الدارقطني في "العلل" (2232) اختلافًا آخر على أبي عثمان في وقف هذا الحديث أو رفعه، ولم يرجِّح.
(2) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1678) . ورواه أيضًا في "شرح معاني الآثار" (2/97) ، والطبراني في "الكبير" (18/316 رقم817) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (12/36) إلا أنه وقع في "شرح معاني الآثار" زيادة: «حَنَش الصَّنعاني» بين أبي مرزوق وفَضالَة!! ولم يورد ابن حجر هذا الإسناد في "إتحاف المهرة" (12/656) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/18 رقم 23935) عن محمد بن عبيد، وابن ماجه في "سننه" (1675) ، والطبراني في "الكبير" (18/316 رقم 818) من طريق يعلى ومحمد ابني عبيد الطنافسي، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يزيد، به. ووقع عند ابن ماجه والطبراني التصريح بسماع أبي مرزوق من فضالة.
قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (2/12) : «هذا إسناد ضعيف، أبو مرزوق التجيبي لا يعرف اسمه، لم يسمع من فَضالَة بن عُبَيد، بينهما حنش، ومحمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعنه» .
(3) هو: التُّجِيبي، المصري، اسمه: حبيب بن الشَّهيد، وقيل: ربيعة بن سليم.
(4) في (ف) : «أصومه» .(3/63)
قَالَ أَبِي: بَيْنَ أَبِي مَرزوق وفَضالَة: حَنَشٌ الصَّنعاني (1) ، مِنْ غَيْرِ رِوَايَةِ (2) ابْنِ إِسْحَاقَ (3) .
692 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة، عَنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقبَة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ.
قلتُ لأَبِي: فمعاويةُ هذا مَن هو؟
_________
(1) هو: حنش بن عبد الله، ويقال: ابن علي.
(2) المثبت من (ش) ، وفي بقَّية النسخ: «رواة» .
(3) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/21 رقم 23963) عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعد، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ؛ قال: حدثني يزيد، عن أبي مرزوق، عن حنش، عن فَضالَة، به. ورواه أحمد (6/19-20 رقم 23948) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1679) ، وفي "شرح معاني الآثار" (2/96-97) ، والطبراني في "الكبير" (18 رقم 779) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/220) من طريق ابن لهيعة. وأحمد أيضًا (6/22 رقم 23966) من طريق عبد الله بن عياش. ورواه الطبراني في "الكبير" (18/316 رقم 819) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (12/37) من طريق عميرة بن أبي ناجية. ورواه الدارقطني في "سننه" (2/182) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/220) ، وابن عساكر أيضًا (12/37) من طريق المفضل بن فضالة، كلُّهم عن يزيد، عن أبي مرزوق، عن حنش، عن فَضالَة، به.
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (345) . وقد نقل هذا النَّص الحافظ العراقيُّ في "ذيل الميزان" رقم (702) ، ثم تعقبه بقوله: «فأما قول أبي حاتم في "العلل": إن الحديث منكر؛ يريد من هذا الوجه، وإلا فقد رواه النسائي في "سننه الكبرى"، وابن ماجه، والحاكم في "المستدرك" من حديث أبي هريرة، وقال: إنه صحيح على شرط البخاري» . اهـ. وكان أبو حاتم قال في المسألة (345) : «غَيْرَ أنَّ الْحَدِيثَ بِهَذَا الإِسْنَادِ مُنكَر» . ومن الواضح أن العراقي لم يطلع على كلام أبي حاتم في المسألة (345) ، ولو اطلع عليه لما احتاج إلى هذا التعقب.(3/64)
قَالَ: لا يُدرَى (1) ، غيرَ أَنَّ الْحَدِيثَ مُنكَرٌ.
693 - وسمعتُ (2) أَبِي وحدَّثنا عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ الصَّيرَفي، عَنْ (3) يَحْيَى القَطَّان (4) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (5) ؛
قَالَ: أَخْبَرَنِي مَكحُول، عَنْ شيخٍ مِنَ الحَيِّ، عَنْ ثَوْبان، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَفْطَرَ الحَاجِمُ والمَحْجُومُ.
فَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ هَذَا الشَّيخ؟
فَقَالَ: هُوَ أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبي.
694- وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عبد الله ابن موسى التَّيْمي (6) ،
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ف) : «لا يارا» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وتقدَّمت على الصواب في المسألة رقم (345) .
(2) انظر المسألة رقم (657) و (729) و (732) و (1704) و (2839) .
(3) قوله: «عن» سقط من (أ) و (ش) .
(4) هو: يحيى بن سعيد.
(5) وعن ابن جريج رواه عبد الرزاق في "المصنف" (7525) ، وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9301) من طريق ابن علية، والإمام أحمد في "المسند" (5/282 رقم 22431) من طريق عبد الرزاق ومحمد بن بكر البرساني وروح بن عبادة، وأبو داود في "سننه" (2370) من طريق الإمام أحمد، عن عبد الرزاق ومحمد بن بكر، وأيضًا عن إسماعيل بن علية، والنسائي في "الكبرى" (3134) من طريق خالد بن الحارث، جميعهم عن ابن جُرَيج، عن مَكحُول، به.
ورواه أبو داود في "سننه" (2371) ، والنسائي في "الكبرى" (3123) كلاهما من طريق الْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكحُول، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبان، به.
(6) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1666) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (2867) ، وفي "تهذيب الآثار" (1/123 رقم 173/مسند ابن عباس) ، والجصاص في "أحكام القرآن" (1/266) ، والشاشي في "مسنده" (242-244) ، والضياء في "المختارة" (912) . وأخرجه ابن جرير أيضًا (2868) ، وفي "تهذيب الآثار" (1/124 رقم 174/مسند ابن عباس) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (320) ، وابن عدي في "الكامل" (7/266) من طريق يزيد بن عياض، عن الزهري، به.(3/65)
عَنْ أسامةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة بْنِ عبد الرحمن، عن أبيه (1) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الصَّائِمُ فِي السَّفَرِ كَالمُفْطِرِ فِي الحَضَرِ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ (2) : رَوَاهُ أَبُو أَحَمْدَ الزُّبَيري (3) ، ومَعْن بْنُ عِيسَى (4) ، وحمَّاد بْنُ خَالِدٍ الخيَّاط (5) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ (6) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِيهِ؛ قولَه (7) : الصَّائمُ فِي السَّفَر ... .
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عَوف.
(2) كذا في جميع النسخ: نسبةُ هذا القول إلى أبي زرعة! وقد نقل الزيلعي في "نصب الراية" (4/462) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (919) هذا القول ونسباه إلى أبي حاتم، والسؤال إنما وجهه ابنُ أبي حاتم إلى أبيه، كما يظهر في أول المسألة.
(3) في (أ) و (ش) : «الزبيدي» . وهو: محمد بن عبد الله بن الزبير. وروايته أخرجها الفريابي في "الصيام" رقم (140) ، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (911) .
(4) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (2284) ، و"الكبرى" (2605/الرسالة) ، ثم قال عن هذه الرواية: «هذا خطأ» .
(5) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (2285) وقرن معه أبا عامر عبد الملك بن عمرو. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8962) من طريق خالد بن مخلد، عن ابن أبي ذئب، به. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/383) من طريق أبي قتادة عبد الله بن واقد الحراني، عن ابن أبي ذئب، مرفوعًا.
وأخرجه النسائي أيضًا (2286) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، قوله.
(6) هو: محمد بن عبد الرحمن.
(7) قوله: «قوله» سقط من (ش) .(3/66)
وَرَوَاهُ عَنْبَسَةُ بنُ خَالِدٍ، عَنْ يُونُسَ (1) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ ابنُ لَهِيعَة (2) ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) (3) .
وَرَوَاهُ بَقِيَّة (4) ، عَنْ آخَرَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
قال أَبُو زُرْعَةَ (5) : الصَّحيحُ: عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أبيه، موقوف (6) .
_________
(1) هو: ابن يزيد الأَيْلي.
(2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" (1/123 رقم 172/مسند ابن عباس) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (655) .
(3) من قوله: «ورواه ابن لهيعة ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) .
(4) هو: ابن الوليد. ولم نجد روايته، ولكن الحديث أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (320) من طريق يزيد بن عياض، عن الزهري، به.
(5) كذا في جميع النسخ: نسبةُ هذا القول إلى أبي زرعة! وتقدم نحوه قريبًا.
(6) قوله: «موقوف» يجوز فيه الرفع والنصب، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) .
والحديث أخرجه البزار في "مسنده" (1025) من طريق عبد الله بن عيسى المدني، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ الزهري، به. وذكر الزيلعي في "نصب الراية" (2/462) عن ابن القطان أنه ذكر الحديث من جهة البزار ثم قال: «هكذا قال عبد الله بن عيسى المدني! وقال غيره: عبد الله بن موسى التيمي، وهو أشبه بالصَّواب» .
قال البزار بعد أن رواه: «وهذا الحديث أسنده أسامة ابن زيد، وتابعه على إسناده يونس. وقد رواه ابن أبي ذئب وغيره عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمة بن عبد الرحمن، عن أبيه موقوفًا من قول عبد الرحمن. ولو ثبت مرفوعًا كان خروج النبي (ص) حيث خرج فصام حتى بلغ الكديد، ثم أفطر وأمرنا بالفطر دليلاً على نسخ هذا الحديث لو ثبت؛ لأنه يؤخذ بالآخر فالآخر من فعل رسول الله (ص) » . اهـ.
وقال ابن جرير في"تفسيره" (3/474) : «وأما الأخبار التي رويت عنه (ص) من قوله: " الصَّائمُ فِي السَّفَرِ كالمُفطِر فِي الحَضَر ": فقد يحتمل أن يكون قيل لمن بلغ منه الصومُ ما بلغ من هذا الذي ظُلِّل عليه، إن كان قيل ذلك، وغير جائز أن يضاف إلى النبي (ص) قيلُ ذلك؛ لأن الأخبار التي جاءت بذلك عن رسول الله (ص) واهية الأسانيد، لا يجوز الاحتجاج بها في الدين» . اهـ.
قال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا يرفعه عن الزهري غير يزيد ابن عياض، [وعقيل] من رواية [سلامة] بن روح عنه، ويونس بن يزيد من رواية القاسم بن مبرور، عنه، وأسامة بن زيد من رواية عبد الله بن موسى التيمي [عنه] ، والباقون من أصحاب الزهري رووه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبيه من قوله» . اهـ، والتصويب من "نصب الراية" (2/462) .
وذكر الدارقطني في "العلل" (564) الاختلاف في هذا الحديث وقال: «والصحيح عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ موقوفًا» .
= ... وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (4/244) : «وهو موقوف، وفي إسناده انقطاع، ورُوي مرفوعًا، وإسناده ضعيف» .
وقال ابن حجر في "الفتح" (4/184) : «والمحفوظ: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ موقوفًا، كذلك أخرجه النسائي وابن المنذر، ومع وقفه فهو منقطع؛ لأن أبا سلمة لم يسمع من أبيه» . اهـ.(3/67)
695 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حديثَ مُحَمَّدِ ابن سَلَمة (1) ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ يحيى ابن سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة (3) ، عَنِ عائِشَة؛ قَالَتْ: إِنْ كَانَ ليكونُ عَلَيَّ الأيامُ مِنْ رَمَضَانَ فِي عهدِ رسول الله (ص) ، فَمَا أَقْضِيهَا إلاَّ فِي شَعبان مِنَ الْعَامِ المُقبِل، وَكَانَ رسولُ الله (ص)
_________
(1) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (2355) .
(2) هو: محمد.
(3) في (ف) : «عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أبي سعيد، عن أبي سلمة» .(3/68)
يَصُومُ شَعبان إلاَّ قَلِيلا.
قَالَ أَبِي: هَذِهِ الكلمةُ الأخيرةُ لَمْ يَروِها (1) أحدٌ غيرُ ابْنِ إِسْحَاقَ: كَانَ يصومُ شَعبان إلاَّ قَلِيلا (2) .
696 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ (3) ، عَنْ حُمَيد الطَّويل (4) ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي لَيْلَةِ القَدْر؟
فَقَالا: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُبادة، عن النبيِّ (ص) (5) .
قلتُ لَهما: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «يزدها» ، ولم تنقط «الزاي» في (ك) .
(2) الحديث رواه البخاري (1950) من طريق زهير بن معاوية، ورواه مسلم (1146) من طريق زهير وسليمان ابن بلال وابن جريج وعبد الوهاب الثقفي وسفيان بن عيينة، كلُّهم عَنْ يَحْيَي بْنِ سَعِيدٍ الأنصاري، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، به، بلا قوله: «وكان رسولُ الله (ص) يصومُ شَعبان إلاَّ قليلاً» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (5/151/أ) الاختلافَ في هذا الحديث، وقال: «ورواه ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنِ عائِشَة، وزاد فيه ألفاظًا أسندها عن النبي (ص) لم يأتِ بها غيرُه، والصحيح قول ابن جريج ومن تابعه» .
(3) في "الموطأ" (1/320) . ومن طريقه أخرجه ابن وهب في "موطئه" (305) ، والنسائي في "الكبرى" (3396) ، والثعلبي في "تفسيره" (10/252-253) ، والبيهقي في "المعرفة" (6/387 رقم 9074) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/353-354) .
(4) هو: حُمَيد بن أبي حُمَيد الطَّويل.
(5) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/313 و319 رقم22667 و22672 و22674 و22721) من طريق معتمر بن سليمان، ومحمد بن أبي عدي، وحماد بن سلمة، ويحيى القطان، ورواه البخاري في "صحيحه" (49 و2023 و6049) من طريق إسماعيل بن جعفر، وخالد بن الحارث، وبشر بن المفضل، جميعهم عَنْ حُمَيد الطَّويل، عَنْ أَنَسٍ، عن عبادة، به.(3/69)
قَالا: مِنْ مَالِكٍ (1) .
697- وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه إسحاقُ ابن سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الأمَوي (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيُّونَ لاَ نَكْتُبُ (3) ، الشَّهْرُ هَكَذا وهَكَذا (4) ؟
_________
(1) قَالَ ابن عبد البر في "التمهيد" (2/200) : «هكذا روى مالك هذا الحديث لا خلاف عنه في إسناده ومتنه ... وإنما الحديث لأنس عن عبادة بن الصَّامت» . وقال في "الاستذكار" (10/332) : «هكذا روى مالك هذا الحديث عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رسول الله (ص) . وخالفه أصحاب حميد كأنهم قرؤوه عَن حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ عبادة بن الصامت قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ (ص) ... ، وكذلك رواه يحيى القطان وبشر بن المفضل وابن أبي عدي وحماد بن سلمة وغيرهم، عَن حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ عبادة، كلهم جعله من مسند عبادة. وقال علي بن المديني: وهم فيه مالك، وخالفه أصحاب حميد، وهم أعلم به منه، ولم يكن له وحميد علم كعلمه بمشيخة أهل المدينة» .
(2) لم نقف على روايته على هذا الوجه، لكن أخرج الإمام أحمد في "المسند" (6/81 رقم 24518) ، والطبراني في "الأوسط" (5249) ، والدارقطني في "سننه" (2/198) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/250) من طرق عن إسحاق بن سعيد، عن أبيه، قال: قيل لعائشة: يا أم المؤمنين، رُئِيَ هذا الشهر لتسع وعشرين؟! قالت: وما يعجبكم من ذلك، لَمَا صُمْتُ مع رسول الله (ص) تسعًا وعشرين أكثرُ مما صمت ثلاثين» . اهـ. واللفظ لأحمد.
(3) قال ابن الأثير في "النهاية" (1/68) : «وفيه: إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيُّونَ لا نَكْتُبُ ولا نَحْسُبُ» ، أراد أنهم على أصل ولادة أمهم لم يتعلَّموا الكتابةَ والحساب؛ فهم على جِبِلَّتِهِمُ الأولى. وقيل: الأمي الذي لا يكتب؛ ومنه الحديث: «بُعِثْتُ إلى أمة أمية» ، قيل للعرب: الأميون؛ لأنَّ الكتابة كانتْ فيهم عزيزة أو عديمة، ومنه قوله تعالى: [الجُمُعَة: 2] {بَعَثَ فِي الأُْمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ} » . اهـ.
(4) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «هكذى وهكذى» ، والأصل «هكذا» بالألف؛ إلا أنَّ العرب قد تميل «ذا» الإشارية، فيكتبونها بالياء. انظر التعليق على المسألة رقم (124) .(3/70)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ شُعْبَة (1) ، عَنِ الأسْوَد بْنِ قَيس، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) .
698- وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنُ زَيْدِ بْنِ أسلَم (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطاء بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : لاَ يُفْطِرُ مَنْ قَاءَ، وَلاَ مَنِ احْتَلَمَ، وَلاَ مَنِ احْتَجَمَ.
وَرَوَاهُ أَيْضًا أسامةُ (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عن عَطاء ابن يَسار، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري، عن النبيِّ (ص) .
قَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوري (5) ،
عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عن
_________
(1) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1913) ، ومسلم (1080) .
وأخرجه مسلم أيضًا (1080) من طريق سفيان الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، به.
(2) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/247/ مخطوط) ، ونقل بعضه بتصرف ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/287) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/371) .
(3) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (719) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1039) ، وابن عدي في "الكامل" (4/271) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/58) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/220 و264) . وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (1972) ؛ لبيان علته، لا لتصحيحه. وأخرجه الخطيب في "الموضح" (2/128) من طريق أبي داود النخعي سليمان بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم، به.
(4) في (ش) : «عن أسامة» ، وكأنه ضُرب على قوله: «عن» . وأسامة: هو ابن زيد بن أسلم.
(5) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2376) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1973-1975) ، والدارقطني في "العلل" (11/269 و270) .
ومن طريق أبي داود أخرجه الجصاص في "أحكام القرآن" (1/239) ، والبيهقي في "سننه" (4/220) . وأخرجه البيهقي أيضًا (4/264) من طريق سليمان بن أحمد الطبراني، عن إسحاق الدَّبَري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، به مرفوعًا.
والحديث في "مصنف عبد الرزاق" (7538) - وهو من رواية الدَّبَري - عن معمر والثَّوري، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، عَنْ رجُلٍ من أصحاب النبيِّ (ص) قال: لا يُفْطِرُ مَنْ قَاءَ، وَلا من احتجم، ولا من احتلم. قال عبد الرزاق: وذكره معمر عن النبيِّ (ص) . اهـ، وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (1974) عن محمد ابن يحيى، عن عبد الرزاق، عن معمر والثوري، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رجل، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) قال: قال رسول الله (ص) .(3/71)
رجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، عَنْ رجُلٍ من أصحاب النبيِّ (ص) ، عن النبيِّ (ص) (1) ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ.
وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ مرَّة أُخرى عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟
فَقَالَ (2) أَبِي: هَذَا أشبَهُ بالصَّواب، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
وَقَالَ أبو زرعة: هذا أصَحُّ (3) .
_________
(1) قوله: «عن النبي (ص) » سقط من (أ) و (ش) .
(2) في (ت) و (ك) : «قال» .
(3) قال الترمذي في الموضع السابق: «حديث أبي سعيد حديث غير محفوظ» . وقال ابن خزيمة في الموضع السابق: «وهذا الإسناد غلط، ليس فيه عطاء بن يسار ولا أبو سعيد، وعبد الرحمن بن زيد ليس هو ممن يحتج أهل التثبيت بحديثه؛ لسوء حفظه للأسانيد، وهو رجل صناعته العبادة والتقشف والموعظة والزهد، ليس من أحلاس الحديث الذي يحفظ الأسانيد» . وقال: «وروى هذا الخبر سفيان بن سعيد الثوري، وهو ممن لا يدانيه في الحفظ في زمانه كثير أحد عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ صاحب له، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ = = رَسُولِ الله (ص) ، عن النبي (ص) ... فلو كان هذا الخبر عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ أبي سعيد الخدري؛ لباح الثوري بذكرهما، ولم يسكت عن اسميهما، يقول: عن صاحب له، عن رجل، وإنما يقال في الأخبار: عن صاحب له، وعن رجل؛ إذا كان غير مشهور» .
وقال: «سمعت محمد بن يحيى يقول: هذا الخبر غير محفوظ عن أبي سعيد، ولا عن عطاء بن يسار، والمحفوظ عندنا: حديث سفيان ومعمر» . وقال البيهقي في الموضع السابق: «كذا رواه عبد الرحمن بن زيد وليس بالقوي، والصحيح رواية سفيان الثَّوري وغيره، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، عَنْ رجُلٍ من أصحاب النبيِّ (ص) ، عن النبيِّ (ص) » .
وذكر الدارقطني في "العلل" (2278) الاختلاف في هذا الحديث وقال: «والصحيح: ما قاله الثوري» . وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/328) : «وقد تكلم في هذا الحديث أيضًا الإمام أحمد بن حنبل ومحمد بن يحيى الذهلي وابن خزيمة» ، ثم قال: «والصحيح رواية سفيان الثوري» . وقال ابن حجر في "النكت الظراف" (3/413) : «وهذا أصح طرقه؛ لأن الثوري أحفظ الجميع» .(3/72)
699 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالعزيز الدَّراوَرْدي (1) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَن مُحَمَّدِ بْنِ كَعْب: أَنَّهُ أَتَى أنسَ بْنَ مَالِكٍ فِي رَمَضَانَ وَهُوَ يريدُ سَفَرًا، فوجدَه قَدْ رُحِّلَتْ راحِلَتُه (2) ، ولبسَ ثيابَ السَّفر، فَدَعَا بِطَعَامٍ فأكَل، فقُلنا: أَسُنَّةٌ؟ قَالَ: لَيْسَ بسُنَّة.
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بن عبد الرحمن بْنِ مُجَبَّر (3) ، عَنِ ابْنِ المُنكَدِر (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّهُ أَتَى أنسَ بْنَ مَالِكٍ ... فَذَكَرَ الحديثَ؛
_________
(1) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها إسماعيل ابن إسحاق القاضي، كما في "الاستذكار" لابن عبد البر (10/89) .
(2) أي: شُدَّ الرَّحلُ على ظهر بعيره، والرَّحْلُ: كلُّ شيءٍ يُعَدُّ للرَّحيل من وِعاءٍ للمَتاع، ومَركَبٍ للبعير، وحِلْسٍ، ورَسَنٍ. انظر "المصباح المنير" (ص 222 رحل) .
(3) بفتح الباء الموحدة المشددة على وزن: محمد. انظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين الدمشقي (8/46) .
(4) روايته من هذا الوجه أخرجها الترمذي في "جامعه" (799) من طريق عبد الله بن جعفر المديني، وأيضًا (800) ، والدارقطني في "سننه" (2/187-188) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/247) ، والضياء في "المختارة" (7/171 رقم 2602) من طريق محمد بن جعفر، كلاهما -عبد الله ومحمد-، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ محمد بن المنكدر، به.(3/73)
قَالَ: فقلتُُ: سُنَّةٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، سُنَّةٌ.
قَالَ أَبِي: حديثُ الدَّراوَرْدي أصحُّ (1) .
700 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه محمد ابْنِ إِسْحَاقَ (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أُوَيس بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عامر - عَدِيد بني تَميم (3) - عن
_________
(1) قال الترمذي في الموضع السابق: «حديث حسن» . ونقل ابن حجر في "إتحاف المهرة" (2/288) عن الدارقطني في "سننه" قوله: «كلهم ثقات» ، ولم أقف عليه في المطبوع من "السنن". ونقل ابن حجر أيضًا عن ابن القطان قوله: «إنه صحيح» .
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/236 رقم 13474) ، والنسائي في "سننه" (2103) ، وفي "الكبرى" (2424/الرسالة) .
(3) كذا في جميع النسخ! وكذا أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/236 رقم 13474) من طريق يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزهري، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ؛ قال: ذكر الزهري ... الحديث.
وقد رواه النسائي في "المجتبى" (2103) ، و"الكبرى" (2424/الرسالة) من طريق عبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري، عن عمه يعقوب بن إبراهيم، به هكذا: «عديد بني تَيم» . وكذا ذكره المزي في موضعين من "تحفة الأشراف" (1/97 رقم240) ، و (10/314 رقم14342) ، وهو الصواب؛ فقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (2/55 رقم1667) ، فقال: «أُوَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عامر الأصبحي، حليف بني تيم من قريش، المدني، عن أبيه، هو جد إسماعيل ابن عبد الله بن عبد الله بن أويس، وهو عم مالك بن أنس» . وترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/326 رقم1246) ، فقال: «أُوَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عامر الأصبحي، حليف بني تيم من قريش» . وترجم له المِزِّي في "تهذيب الكمال" (3/396 رقم 583) ، وعدَّه من الأوهام، لكن وقع عنده: «عديد بني تميم» ، مع أنه في "التحفة" قال: «عديد بني تيم» كما سبق!.(3/74)
أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، فَذَكَرَ الحديثَ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: هَذَا رَمَضَانُ قَدْ جَاءَ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الجَنَّةِ ... الحديثَ (1) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الزُّهْري (2) ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَنَسٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ: فَإِنَّهُ رَوَى ابنُ إِسْحَاقَ (5) عَلَى إثْرِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنِ الزُّهْري؛ قَالَ: حدَّثني ابنُ (6) أَبِي أَنَسٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يحدِّث عن النبيِّ (ص) (7) ... بنحوه.
_________
(1) قوله: «الحديث» ليس في (ف) .
(2) روايته على هذا الوجه أخرجها البخاري في "صحيحه" (1899 و3277) من طريق عقيل بن خالد، ومسلم (1079) من طريق يونس بن يزيد وصالح بن كيسان، ثلاثتهم عن الزهري، به.
(3) هو: نافع بن مالك.
(4) هُوَ: مَالِكُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ.
(5) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/281 رقم 7782) عن شيخه يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزهري؛ قال: حدثني أبي، عن ابن إسحاق؛ قال: ذُكر أن ابن شهاب قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أَنَسٍ: أنه سمع أبا هريرة، ولم يقل: عن أبيه، فذكر الحديث. اهـ. فهذا نص من الإمام على أنه لم يقل في الإسناد: «عن أبيه» . وقد أخرجه النسائي في "المجتبى" (2102) ، وفي "الكبرى" (2423) من طريق عبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري، عن عمه يعقوب شيخ الإمام أحمد، به، وزاد في الإسناد: «عن أبيه» . والإمام أحمد أوثق من عبيد الله بن سعد بدرجات.
(6) قوله: «ابن» سقط من (أ) و (ش) و (ف) . وانظر التعليق التالي.
(7) من قوله: «قُلْتُ: فَإِنَّهُ رَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ ... » إلى هنا، مكرر في (ت) و (ك) ، لكن في الموضع الأول: «حدثني أبي أنس» ؛ بإسقاط «ابن» كما في بقيَّة النسخ، وجاءت على الصَّواب في الموضع الثاني. وسقط من هذا التكرار قوله: «يحدث» .(3/75)
قَالَ أَبِي: وَهَذَا أَيْضًا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: ابنُ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) (1) .
701 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوانُ الفَزَاريُّ (3) ، عَنْ عليِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يزيدَ بْنِ أَبِي يزيدَ الجَزَريِّ، عَنَ المِسْوَر (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: اسْتَعِينُوا بِالقَيْلُولَةِ عَلَى القِيامِ، وَبِالسُّحُورِ عَلَى الصِّيَامِ؟
قَالَ أَبِي: هؤلاءِ مَجهولون (5) .
_________
(1) الحديث رواه الإمام أحمد والنسائي كما سبق، وقال النسائي بعد روايته: «هذا الحديث خطأ، ولم يسمعه ابن إسحاق من الزهري، والصَّواب ما تقدَّم ذكرُنا له» ؛ يعني: رواية الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ التي رجحها أبو حاتم.
وقال المزي في المواضع المتقدمة من "التحفة" و"تهذيب الكمال": «قال النسائي: هذا حديث منكر خطأ، ولعل ابن إسحاق سمعه من إنسان ضعيف فقال فيه: «وذكر الزهري» ، المحفوظ: حديث الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَنَسٍ - وهو أبو سهيل نافع بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، عم مَالِك بْن أَنَس-، عَنِ أبيه، عن أبي هريرة» .
(2) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/258/ مخطوط) ، إلا أن لفظ أبي حاتم عنده هكذا: «إسناده مجهول» .
(3) هو: مروان بن معاوية.
(4) في (ت) و (ك) : «المور» .
(5) الظاهر أنه يعني: علي بن عبد العزيز، ويزيد الجزري، والمسور.
أما علي بن عبد العزيز: فهو علي بن غراب، ولكن قلب اسمه مروان بن معاوية الفزاري كما قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/200 رقم 1099) .
وأما يَزِيدَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْجَزَرِيِّ: فلم نقف على ترجمته.
وأما المسور: فإنه لم ينسب هنا، والراوي عنه لم نقف له على ترجمة، ولكن المعروف في هذه الطبقة هو المسور بن مخرمة، وهو يروي عن أبي هريرة كما في "تهذيب الكمال" (27/581) ، فلعلَّه هو!(3/76)
702 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ قَبِيصَةُ (1) ، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ مَنْصُورٍ (2) ، عَنْ مُجاهِد، عَنْ حَرْمَلَةَ بنِ إياسٍ أَبِي الْخَلِيلِ (3) ، عَنْ مولَى أَبِي قَتادة، عَنْ أَبِي قَتادة، عن النبيِّ (ص) - فِي صَوم يَوْمِ عاشُوراء -: أَنَّهُ كفَّارةُ سَنَةٍ.
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: منصور (4) ، عَن أبي الخليل (5) ، عن حَرْمَلَة بن إياس (6) .
_________
(1) هو: ابن عقبة السُّوائي، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/67) تعليقًا، قال: «وقال قبيصة: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَن حرملة، عن أبي الخليل، عن مولًى لأبي قتادة. وهذا وهمٌ» .
(2) هو: ابن المعتمر.
(3) في (ش) : «الجليل» بالجيم. وهذه الرواية خطأ كما سيأتي، وكنية حرملة بن إياس: أبو حرملة، = = والصواب في هذه الطريق - فيما يظهر -: «عن حرملة بن إياس، عن أبي الخليل» ، فتكون علتها: في زيادة مجاهد في الإسناد، وجعل أبي الخليل شيخًا لحرملة، والصواب أنه الراوي عنه.
(4) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (2799) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/283) .
(5) هو: صالح بن أبي مريم.
(6) وقع في هذا الحديث اختلاف كبير، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (3/67- 68) ، و"التاريخ الأوسط" (1/301) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (2/150 رقم2796 فما بعده) ، والدارقطني في "العلل" (1037) .
قال الدارقطني بعد أن ذكر الاختلاف فيه: «هو مضطربٌ لا أحكم فيه بشيء» .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (21/162) : «وهذا الحديث اختلف في إسناده اختلافًا يطول ذكره، وأبو الخليل وأبو حرملة لا يحتج بهما، وطائفة تقول: أبو حرملة، وطائفة تقول: حرملة بن إياس الشيباني، ولكنه صحيح عن أبي قتادة من وجوه» .
والحديث أخرجه مسلم في"صحيحه" (1162) من طريق عبد الله بْنِ مَعْبَد الزِّمَّاني، عَنْ أَبِي قتادة، به.(3/77)
703 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ حَرْبٍ (1) ،
عَنْ شُعْبَة، عَنِ الأعمَش، عَنْ خَيْثَمة (2) ، عَنْ أَبِي عَطيَّة (3) ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: قيل للنبيِّ (ص) : رَجُلانِ أحدُهما يُعَجِّلُ الإفطارَ، ويُؤَخِّرُ السُّحُورَ ... وذكَرَ الحديثَ.
وَرَوَاهُ يزيدُ بْنُ أَبِي حَكيم (4) ، عَنِ الثَّوري، عَنِ الأعمَش، عَنْ عُمارَة بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِي عَطيَّة، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الطيالسي في "مسنده" (1615) عن شعبة، به.
ومن طريق الطيالسي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/237) .
ورواه أحمد في "مسنده" (6/48 و173 رقم 24213 و25399) ، والفريابي في "الصيام" (62) من طريق محمد بن جعفر غندر، والنسائي في "سننه" (2158) من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن شعبة، به.
ورواه النسائي (2159) من طريق ابن مهدي عن الثوري، والفريابي في "الصيام" (61) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/323) من طريق جرير، كلاهما عن الأعمش، به. ولفظ رواية جرير: « ... أحدهما يعجل الصلاة ويعجل الإفطار ... » .
(2) هو: ابن عبد الرحمن بن أبي سَبْرَة.
(3) هو: الوداعي. قال الترمذي في "جامعه" (702) : «وأبو عطية اسمه: مالك بن أبي عامر الهَمْداني، ويقال: ابن عامر الهَمْداني، وابن عامر أصح» .
(4) لم نقف على روايته، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (6/48 رقم 24214) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن الثوري، به، بلفظ: «أحدهما يعجل المغرب، ويعجل الإفطار ... » . ورواه أحمد في "مسنده" (6/48 رقم 24212) ، ومسلم في "صحيحه" (1099) ، والترمذي في "جامعه" (702) ، والفريابي في "الصيام" (60) ، والنسائي في "سننه" (2161) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/237) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، ومسلم في "صحيحه" (1099) من طريق يحيى ابن زكريا بن أبي زائدة، والفريابي في "الصيام" (58 و59) من طريق علي بن مسهر ومحمد بن فضيل، والنسائي في "سننه" (2260) من طريق زائدة، جميعهم عن الأعمش، بمثله. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .(3/78)
أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ أَبِي (1) : حديثُ عُمَارَة عِنْدِي الصَّحيحُ (2) .
فَقِيلَ: إِنَّ الأَشْجَعيَّ (3) رَوَى عَنِ الثَّوري، عَنِ الأعمَش، عَنْ خَيْثَمة وعُمَارة جَمِيعًا؟
فَقَالَ: لا أعرِفُه (4) .
704 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عبدُالواحد بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي مالكٍ الأَشْجَعيِّ (5) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (6) ، عَنِ ابْنِ عَمْرو، فِي الرَّجُل يُرِيدُ الصَّوْمَ؛ قَالَ: هُوَ بالخِيَار إِلَى نِصف النَّهَار؟
قَالَ أَبِي: غيرُه يقول: ابنُ عُمَرَ (7) أصَحُّ (8) .
_________
(1) قوله: «أبي» ليس في (ف) .
(2) قال الدارقطني في "العلل" (5/ق152/ب) : «يرويه الأعمش، واختُلِف عنه: فرواه الثوري، وعلي بن مُسْهِر، ومحمد بن فضيل، ويحيى بن أبي زائدة، وأبو معاوية الضرير، وعبد الله بن نمير، وحفص بن غياث، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمارة بْنِ عمير، عن أبي عطية. وخالفهم شعبة وجرير بن عبد الحميد، فروياه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عبد الرحمن، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ. وقال عبيدة بن حميد: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ أبي عطية، عن مسروق قال: قلت لعائشة. والقول قول الثوري ومن تابعه عن الأعمش، عن عمارة» .
(3) هو: عُبَيدالله بن عُبَيدالرحمن.
(4) في (ت) و (ك) : «لا أعرف» .
(5) هو: سعد بن طارق.
(6) هو: سلمان الأشجعي.
(7) في (ت) و (ك) : «ابن عمرو» ، وهو خطأ واضح.
(8) أي: «وهو أصح» . والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9081) ، والدارقطني في "الأفراد" (73/ب/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/277) ، من طريق أبي معاوية محمد بن خازم وابن أبي شيبة في "المصنف" (9088) من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ سعد بن عبيدة، عن عبد الله بن عمر، به.
قال الدارقطني: «تفرد به سعدان بن نصر، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي مالك الأشجعي، عن سعد، ما كتبته إلا عن أبي الطيب المناوي عنه» .(3/79)
705 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ [الحَفَري] (1) أَبُو دَاوُدَ (2) ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْري، عَنْ مَنْصُورٍ (3) ، عَنْ خَالِدٍ (4) ، عَنْ عائِشَة؛ قالت: كان النبيُّ (ص) يَصُومُ شَعْبان، ويَتَحَرَّى (5) الإثنَيْنِ (6) والخميسَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ لَيْسَ هَذَا مِنْ حديثِ مَنْصُورٍ؛ إِنَّمَا هُوَ: الثَّوْري، عَنْ ثَوْر (7) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْغَازِ (8) ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ كذا رواه الثَّوْري (9) ويحيى (10)
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ف) : «الجعفري» ، وفي (ت) و (ك) : «الجفري» ، والتصويب من "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (2/376) ، و"تهذيب الكمال" (21/360-361) ، وهو أبو داود عمر بن سعد الحفري.
(2) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (2181 و2363) ، وأبو يعلى في "معجم شيوخه" (31) . ونقل المزي في "تحفة الأشراف" (16063) عن النسائي قوله: «هذا خطأ» قال المزي: «يعني: أن الصواب: عن سفيان، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ معدان، عن عائشة» .
(3) هو: ابن المعتمر.
(4) هو: ابن سعد الكوفي.
(5) في (ت) : «ويتحر» ، وفي (ك) : «ويتحو» ولم تنقط.
(6) انظر الكلام على همزةِ «الإِثْنَيْنِ» - عَلَمًا - في التعليق على المسألة رقم (671) .
(7) هو: ابن يزيد الكلاعي.
(8) في (ت) : «الغان» ، وفي (ك) : «العان» .
(9) لم نقف على رواية الثوري على هذا الوجه، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (6/80 و106 رقم 24508 و24748) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1665) ، والنسائي في "سننه" (2362) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/123) من طريق الثَّوْرِيِّ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عائشة، به، وليس فيه ذكرٌ لربيعة بن الغاز.
(10) هو: ابن حمزة الحضرمي. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1649 و1739) ، والفريابي في "الصيام" (1) وابن حبان في "صحيحه" (3643) ، والطبراني في "الأوسط" (3154) ، و"مسند الشاميين" (439) ، والمحاملي في "أماليه" (112) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/321) .(3/80)
وَجَمَاعَةٌ (1) ، عَنْ ثَوْر (2) .
706 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَجَّاج بْنُ أَرْطَاة (3) ،
عن أبي
_________
(1) منهم عبد الله بن داود، وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه (745) ، وفي "الشمائل" (306) ، والفريابي في "الصيام" (2) ، والنسائي في "سننه" (2187 و2361) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4751) .
وقال الترمذي: «حديث حسن غريب من هذا الوجه» .
(2) قال المزي في "تهذيب الكمال" (8/169) بعد أن ذكر رواية خالد، عن عائشة: «والصحيح: عن ربيعة الجرشي عنها» .
(3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (862) ، وأبو يعلى في "مسنده" (442) .
ورواه البزار (863) من طريق يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبيه، به.
قال البزار: «وهذا الحديث رواه حماد، عن = = الحجاج، ولا نعلم رواه غيره، ورواه يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبيه، عن الحارث، عن علي» .
ورواه البزار (688) من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَن الحجاج، عن أبي إسحاق، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ علي، عن النبي (ص) ، به.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن أبي إسحاق عن ضمرة، عن علي إلا الحجاج بن أرطاة، ولا عن الحجاج إلا حماد بن سلمة ... » .
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7872) من طريق مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الحارث قوله.
ورواه الطبراني في "الأوسط" (9174) ، وتمام في "فوائده" (588 الروض البسّام) ، من طريق عيسى بن مينا - قالون-، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أبي كثير، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ علي، به، مرفوعًا.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ موسى بن عقبة، إلا محمد بن جعفر، تفرد به عيسى بن مينا قالون» .(3/81)
إِسْحَاقَ (1) ، عَنِ الْحَارِثِ (2) ، عَنْ عليٍّ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: صَوْمُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبُ (3) وَغَرَ الصَّدْرِ (4) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيرة (5) ، عَنْ عليٍّ، مَوْقُوفٌ (6) .
707- وسمعتُ (7) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (8) ، عن ابن وَهْب (9) ، عن عبد الجبَّار بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ شِهَاب، عن حُمَيْد بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ الله (ص) ، فِي كَفَّارَةِ الَّذِي يَأَتِي امرأتَه في رمضان ... فذكَرَ الحديثَ.
_________
(1) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(2) هو: ابن عبد الله الأعور.
(3) في (ش) : «تذهب» .
(4) وَغَرُ الصَّدْرِ: الغِلُّ والحَرارة. انظر "النهاية" لابن الأثير (5/208) .
(5) هو: ابن يَريم الشِّبامي.
(6) قوله: «موقوف» يجوز فيه الرفع والنصب، وانظر التعليق عليها في المسألة رقم (85) .
(7) هذه المسألة بتمامها سقطت من (أ) و (ش) .
وانظر المسألة التالية، والمسألة رقم (653) و (749) .
(8) هو: ابن يحيى، أبو حفص التُّجِيبي ولم نقف على روايته، والحديث رواه أبو عوانة في "صحيحه" (2856) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1520) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/226) ، من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ عبد الجبار بن عمر، به.
ورواه البخاري في "صحيحه" (1936 و1937 و2600 و5368 و6087 و6164 و6709 و6710 و6711 و6821) ، ومسلم في "صحيحه" (1111) من طرق عن ابن شهاب الزهري، به.
(9) هو: عبد الله.(3/82)
قَالَ عبدُ الجبَّار: وحدَّثني إِسْحَاقُ، عَنْ عِرَاك (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ، بِذَلِكَ.
قَالَ أَبِي: إسحاقُ هُوَ ابنُ أَبِي فَرْوَة، وَإِنَّمَا يَرْوِي عِراك (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ حُمَيد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
708 - وسمعتُ (3) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (4) ، عن ابن وَهْب (5) ، عن عبد الجبَّار ابن عُمَرَ؛ قَالَ: حدَّثني يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، بِذَلِكَ (6) ؛ قَالَ: وَيَصُومُ يَوْمًا مَكَانَهُ (7) .
قَالَ أَبِي: وحديثُ يَحْيَى خطأٌ؛ إنما رَوَى (8) يحيى (9) ، عن
_________
(1) هو: ابن مالك الغِفاري.
(2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3119) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (2858) ، وابن حبان في "صحيحه" (3525) ، والدارقطني في "العلل" (10/236) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (7/165- 166) .
(3) انظر المسألة السابقة، والمسألة رقم (653) و (749) .
(4) هو: ابن يحيى، أبو حفص التُّجِيبي، وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1671) .
ورواه الطحاوي في "شرح المشكل" (1520) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2403) ، والدارقطني في "العلل" (10/245) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/226) ، من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ عبد الجبار بْنِ عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد وعطاء الخراساني، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة، به.
(5) هو: عبد الله.
(6) يعني بالحديث السَّابق.
(7) في (ت) و (ك) : «يومًا مثله» .
(8) في (ش) : «رواه» .
(9) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/55) تعليقًا، والنسائي في "الكبرى" (3114) .(3/83)
الزُّهْري، عَنْ حُمَيد، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
709 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ الرَّبيع بْنِ طَارِقٍ، عَنْ عِكْرمَة بْنِ إِبْرَاهِيمَ (2) ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُود، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - عن النبيِّ (ص) -: أَوْصَانِي (3) خَليلي بثَلاثٍ ... ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ ما رَوَاهُ شَيبان (4) ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الأسوَد بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو الصَّحيحُ (5) .
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة رقم (297) و (685) .
(2) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (323/أ/أطراف الغرائب) .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/81) من طريق أبي العلاء كامل بن العلاء، عن أبي صالح، به.
قال الدارقطني: «تفرد به عِكْرِمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَاصِمِ، عنه، وخالفه أبو حمزة السكري، فرواه عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ الأَسْوَدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبِي هريرة» .
(3) القائل: «أوصاني» هو أبو هريرة، وتقدَّم مثل هذا في المسألة رقم (685) .
(4) هو: ابن عبد الرحمن النَّحوي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/331 رقم8384) ، والبزار في "مسنده" (252/أ/مسند أبي هريرة) ، والنسائي في "سننه" (2407) .
قال البزار: «ولا نعلم روى الأَسْوَدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ أَبِي هريرة إلا هذا الحديث» .
وأخرجه النسائي في "سننه" (2405) والدارقطني في "الأفراد" (287/ب/أطراف الغرائب) ، من طريق أبي حمزة السُّكَّري، عن عاصم، عن الأسوَد، به.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (1178) ، ومسلم في "صحيحه" (721) ، كلاهما من طريق أبي عثمان النهدي، وأخرجه مسلم أيضًا من طريق أبي رافع الصائغ، كلاهما عن أبي هريرة.
(5) قال الدارقطني في "العلل" (2030) : «يرويه عاصم بن أبي النجود، واختلف عنه؛ فرواه أبو حمزة السكري وشيبان بن عبد الرحمن، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ هلال، عن أبي هريرة. وروي عن أبي عوانة، عن عاصم، عن رجل، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ أبي هريرة، وروي عن أبي عوانة، عن عاصم، عن الأسود ابن هلال، عن أبي هريرة، وقول أبي حمزة وشيبان أشبه بالصواب» .(3/84)
710 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حَسَّان (2) ، عَنِ اللَّيْثِ بْن سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَة (3) ، عن عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُقَبِّلُها وَهُوَ صائمٌ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: اللَّيث، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ؛ أَنَّهُ بلغَه عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُقَبِّلُها (4) ... وَهُوَ الصَّحيحُ (5) .
711 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أسَد بن موسى، عن
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (762) .
(2) روايته أخرجها الشافعي في "السنن المأثورة" (306) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/92) ، وابن حبان في "صحيحه" (3541) . ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في "المعرفة" (8727) .
قال الطحاوي - كما في "المعرفة" للبيهقي-: «ليس هذا الحديث في أصل اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وإنما حدَّث به عنه يحيى بن حسان وعبد الغفار بن داود» .
(3) هي: بنت عبد الرحمن.
(4) في (ك) زيادة: «وهو صائم» .
(5) ستأتي هذه المسألة برقم (762) وفيها أن أبا زرعة قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بْنِ بُكَيْرٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عائشة، عن النبي (ص) ؛ ليس بينهما عمرة. قال ابن أبي حاتم: «فَجَعَلَ [أَبُو] زُرْعَةَ حَدِيثَ ابْنِ بُكَيْرٍ علَّةً لِحَدِيثِ يَحْيَى بْنِ حسان» .
ولهذا الحديث طرق كثيرة عن عائشة انظر الكلام عليها في "العلل" للدارقطني (5/141/أ، و144/أ-ب، و149/ب، و151/أ، و152/ب، و156/أ) ، ولكن لم يتعرض للخلاف المذكور في هذه المسألة.
(6) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/239/ب) قول أبي حاتم.(3/85)
إِسْرَائِيلَ (1) ، عَنْ سِمَاك (2) ،
عَنْ عائِشَةَ بِنْتِ (*) طَلحَة، عَنْ عائِشَة أُمِّ المؤمنين؛ قالت: جاءَنا النبيُّ (ص) يَوْمًا فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ طَعَامٍ؟ ، قلتُ: لا، فقال (3) : إِذَنْ أَصُومُ اليَوْمَ (4) . ثُمَّ دخلَ يَوْمًا آخرَ فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ طَعَامٍ؟ ، قلتُ لَهُ: قَدْ أُهْدِيَ إِلَيَّ حَيْسٌ (5) ، فقال: إِذَنْ أُفْطِرُ، وَقَدْ كُنْتُ فَرَضْتُ الصَّوْمَ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (6) ؛ سِماك، عَنْ عائِشَةَ بِنْتِ (*) طَلحَة لا يَجِيءُ، لعلَّه دَخَلَ لَهُ حديثٌ في حديثٍ.
_________
(1) هو: ابن يونس. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7792) .
= ... ورواه النسائي في "سننه" (2330) من طريق أحمد بن خالد، عن إسرائيل، عَنْ سِماك بْنِ حَرْبٍ، عَنْ رجل، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عائشة، به.
ورواه الطيالسي في "مسنده" (1655) ومن طريقه الدارقطني في "سننه" (2/175- 176) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/203 و275) من طريق سليمان ابن معاذ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ عائشة خ، به.
قال الدارقطني: «هذا إسناد حسن صحيح» . وقال البيهقي: «هذا إسناد صحيح» .
(2) هو: ابن حرب.
(
*) ... في (أ) و (ش) و (ف) : «ابنت» ، وهي صحيحة في العربية، انظر توجيهها في التعليق على المسألة رقم (6) .
(3) في (أ) و (ش) : «قال» .
(4) قوله: «اليوم» سقط من (ف) .
(5) الحَيْسُ: هو الطَّعام المُتَّخَذُ من التَّمر والأَقِط والسَّمن. انظر"النهاية" لابن الأثير (1/467) .
(6) أي: بهذا الإسناد؛ وإلا فالحديث رواه أحمد في "مسنده" (6/49 و207 رقم 24220 و25731) ، ومسلم في "صحيحه" (1154) من طريق طلحة بن يحيى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عائشة خ، به.(3/86)
712 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى المِصْري (1) عَنْ عبد الله بن عَيَّاش القِتْبانيِّ، عن عبد الله بْنِ سُلَيمان (2) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر: أنَّ رسولََ الله (ص) قَالَ (3) : إنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى المُتَسَحِّرينَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (4) .
713- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عَمْرُو ابن أَبِي سَلَمة (5) ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ محمَّد، عَنْ سُهَيل بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة،
_________
(1) روايته أخرجها الروياني في "مسنده" (1432) ، وابن حبان في "صحيحه" (3467) ، والطبراني في "الأوسط" (6434) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/320) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص195) ، وأبو العباس الأصم في "جزء من حديثه"، والخلال أبو عبد الله في "المنتخب من المنتخب من تذكرة شيوخه"، كما في "السلسلة الصحيحة" للشيخ الألباني (1654) .
(2) في جميع النسخ: «عبد الله بن أبي سُلَيمان» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" للمؤلف (5/75 رقم350) ، ومصادر التخريج السابقة.
(3) في (ت) : «فقال» .
(4) قال الطبراني في الموضع السابق: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ نافع إلا عبد الله بن سليمان، ولا عن عبد الله بن سليمان إلا عبد الله بن عياش، تفرَّد به إدريس ابن يحيى، ولا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد» .
وقال أبو نعيم في الموضع السابق: «غريب من حديث نافع، لم يروه عنه إلا عبد الله بن سليمان، وهو المعروف بالطويل، وعنه عبد الله بن عياش، وهو ابن عياش القِتْباني، تفرَّد به إدريس فيما قاله سليمان» ؛ يعني: شيخه سليمان بن أحمد الطبراني؛ لأنه روى الحديث من طريقه وطريقٍ آخر.
(5) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (214/أ/مسند أبي هريرة) ، و (1061/كشف الأستار) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (2702) .(3/87)
عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ بِسِتٍّ (1)
مِنْ شَوَّالٍ، فَذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ؟
_________
(1) كذا في جميع النسخ، ومثلُه في مصادر التخريج وأكثر كتب الحديث والفقه، والمعدود هنا الأيام، ومفردها مذكَّر، والأفصح في ذلك أن يقال: «بستة» بتاء التأنيث؛ لأن المعدود مذكَّر، كما جاء في مطبوعة بعض كتب الحديث كـ"مصنف ابن أبي شيبة" (9723) ، و"السنن الكبرى" للنسائي (2862) ، و"التدوين في أخبار قزوين" (1/169) .
لكن قوله هنا: «بستٍّ» صحيح فصيح في العربية، ويخرج على وجهين:
الوجه الأوَّل: أن قاعدة الأعداد من ثلاثة إلى عشرة: أن يخالف العددُ المعدودَ في التذكير والتأنيث، = = بشرطين:
أولهما: أن يكون المعدود مذكورًا في الكلام.
والآخر: أن يكون المعدود متأخرًا عن لفظ العدد.
فإن لم يتحقق الشرطان معًا، بأن كان المعدود متقدِّمًا، أو كان غير مذكور في الكلام ولكنَّه ملحوظ في المعنى يتَّجه الغَرَضُ إليه-: جاز في لفظ العدد التذكيرُ والتأنيث، نحو: قرأتُ صحفًا ثلاثًا أو ثلاثة، وشاهدتُّ أربعًا أو أربعة. انظر "النحو الوافي" لعبَّاس حسن (4/537 و545) .
وقال أبو حيان في "ارتشاف الضرب" (2/750) : «وإن أردتَّ بالعددِ المعدودَ: فإمَّا أن تذكُرَ المعدود في اللفظ أو لا تذكُرَه؛ فإن لم تذكُرْه، فالفصيح أن يكون بالتاء لمذكَّر، وبعدمها لمؤنث؛ تقول: صمتُ خمسةً، تريد: خمسة أيام، وسرتُ خمسًا، تريد: خمس ليال، ويجوز أن تحذف تاء التأنيث؛ حكى الكسائي عن أبي الجرَّاح: صمنا من الشهر خمسًا، وحكى الفراء: أفطرنا خمسًا، وصمنا خمسًا، وصمنا عشرًا من رمضان، وقال بعضهم: ما حكاه الكسائي لا يصح عن فصيح، ولا يلتفت إليه. انتهى. وتضافر النقل في الحديث: «ثم أتبعه بستٍّ من شوال» بحذف التاء، يريد: بستة أيام» . اهـ. وعن هذا اللفظ قال النووي في "شرح مسلم" (8/57 الحديث رقم 1164) : «وهو صحيح، ولو قال: "ستة" بالهاء جاز أيضًا؛ قال أهل اللغة: يقال: "صمنا خمسًا وستًّا، وخمسةً وستةً"؛ وإنما يلتزمون الهاء في المذكَّر إذا ذكروه بلفظه صريحًا، فيقولون: "صمنا ستة أيام"، ولا يجوز: ست أيام؛ فإذا حذفوا الأيام جاز الوجهان. ومما جاء حذف الهاء فيه من المذكر إذا لم يذكر بلفظه قوله تعالى: [البَقَرَة: 234] {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} ، أي: عشرة أيام» . اهـ. وانظر: كلام السمين الحلبي على قوله تعالى: {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} في "الدر المصون" (2/479) . وانظر في هذا الوجه: "تهذيب الأسماء واللغات" (3/42) ، و"المقرَّب" لابن عصفور (2/334) ، و"شرح التصريح" (2/447 طبعة محمد باسل عيون السود) ، و"شرح الأشموني على الألفية" (4/125) ، و"همع الهوامع" (3/255 باب العدد) .
والوجه الثاني: أنه ذكر العدد باعتبار حال الجمع في المعدود لا المفرد. فإنه يقال: هذه أيام جميلة، وإن كان واحدها مذكَّرًا. وانظر في هذا المذهب التعليق على المسألة رقم (252) .(3/88)
قَالَ أَبِي: المِصْريُّون يَرْوُونَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ زُهَيْرٍ (1) ، عَنِ الْعَلاءِ (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) (3) .
_________
(1) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (169/ب/مسند أبي هريرة) ، و (1060/كشف الأستار) ، من طريق عبد الملك بن عمرو أبي عامر العقدي البصري، عنه، به.
قال البزار: «وهذا الحديث رواه أبو عامر، عن زهير، عن العلاء، ورواه عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ [في الأصل: و] زهير، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، ولم أسمعه من أحد يحدث به عن أبي عامر إلا عمر بن حفص، ورأيته في كتاب أحمد بن ثابت مكتوبًا، فقال: لم يقرأه علينا أبو عامر» .
(2) هو: ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي.
(3) مراد أبي حاتم إعلال رواية عمرو بن أبي سلمة بما يرويه المصريون، عن زهير؛ لأن عمرو بن أبي سلمة شامي، ورواية أهل الشَّام عن زهير بن محمد منكرة؛ كما تقدم بيانه في المسألة رقم (414) .
وقد سئل الدارقطني عن هذا الحديث في "العلل" (1957) ؟ فقال: «يرويه زهير بن محمد، واختُلِف عنه: فرواه أبو حفص التنيسي عمرو بن أبي سَلَمة، وسويد بن عبد العزيز، عن زهير، عَنْ سُهَيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، وخالفهما أبو عامر العقدي؛ فرواه عَنْ زُهَيْرٍ، عَنِ الْعَلاءِ، عَنْ أبيه، عن أبي هريرة، وكلاهما غير محفوظ. وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يزيد الخوزي، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي هريرة، عن أبيه، عن النبي (ص) ، ولم يُتابَع عليه، وهو ضعيف. وروي عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، موقوفًا، ولا يثبت عن أبي هريرة» . اهـ.
والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (1164) من حديث أبي أيوب ح.(3/89)
714 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثِ يَحْيَى بن حسَّان التِّنِّيسِيِّ (1) ، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي فَرْوةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الملكِ، عن عُمر ابن ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) - فِي لَيْلَةِ القَدْر -: هِيَ لَيْلَةُ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ؟
فقال أبي: عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي فَرْوَة هُوَ (2) : أَبُو عَلْقَمَة الفَرْوِيُّ، وَإِنَّمَا هُوَ: أَبُو عَلْقَمَة، عَنْ عَمِّه إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَة (3) ، عَنْ سعيد بن عبد الملك، عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أبي سعيد، عن النبيِّ (ص) .
715 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُؤَمَّلٌ (5) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ أيُّوب (6) ، عَنْ رجُلٍ مِنْ بَنِي سَدُوسٍ يُكْنى: أَبَا سُلَيمان؛ قَالَ: سمعتُ ابنَ عَبَّاس يَقُولُ: كان النبيُّ (ص) يُصِيبُ من الرُّؤوسِ وهو صائِمٌ؛ يعني يُقَبِّل؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «النقيسي» .
(2) في (أ) و (ش) : «وهو» .
(3) روايته أخرجها ابن حبان في "الثقات" (6/370) من طريق عبد السلام بن حرب، عنه، عن سعيد بن عبد الملك، عن عَمرو بن ثابت العتواري، عن أبي سعيد، به.
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (658) .
(5) هو: ابن إسماعيل البصري، وروايته لم نقف عليها، لكن تابعه عليه جماعة عن أيوب، تقدم تخريج رواياتهم في المسألة رقم (658) .
(6) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.(3/90)
قَالَ أَبِي: لا يُكْنَى هَذَا الرَّجُلُ.
716- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيد (2)
بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ أَبِي الأَشْعَث (3) ، عَنْ أَبِي أَسماء (4) ، عن ثَوْبان، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَسِتًّا مِنْ شَوَّالٍ (5) ، فَهُوَ كَصِيَامِ السَّنَةِ؛ كَمَا قَال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَنْ ... } (6) ؟
قَالَ أَبِي: لا يقولونَ فِي هذا الحديث: أبو الأَشْعَث (7) .
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (744) و (745) .
(2) تصحفت في (ك) إلى: «سعيد» .
ورواية سويد أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (898) .
ورواه البيهقي في "الشعب" (3460) من طريق محمد ابن عقبة السدوسي، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ يحيى بن الحارث، به.
وروي عن الوليد بن مسلم بإسقاط «أبي الأشعث» ويأتي تخريج روايته.
(3) هو: شراحيل بن آدَةَ الصَّنعاني.
(4) في (ك) : «إسماعيل» ، وكانت هكذا في (ت) ، ثم صُوِّبت، وقد جاءت على الصَّواب في المسألة رقم (744) و (745) . وأبو أسماء هو: عمرو بن مرثد الرَّحَبي.
(5) انظر التعليق على قوله: «بستٍّ من شوال» في المسألة رقم (713) .
(6) الآية (160) من سورة الأنعام.
(7) الحديث رواه أحمد في "مسنده" (5/280 رقم 22412) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (903) من طريق إسماعيل بن عياش، والدارمي في "مسنده" (1796) والنسائي في "الكبرى" (2860) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2115) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2348) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/293) ، وفي "الشعب" (3461) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/362) من طريق يحيى بن حمزة، وابن ماجه في "سننه" (1715) من طريق صدقة بن خالد، والنسائي في "الكبرى" (2861) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (6/2349) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ شعيب بْن شابور، وابن حبان في "صحيحه" (3635) ، من طريق هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بن مسلم، والطبراني في "الكبير" (2/102 رقم 1451) ، و"مسند الشاميين" (485) ، جميعهم عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحْبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، به.
قال أبو حاتم في المسألة رقم (744) : «هذا وهمٌ من سويد، قَدْ سَمِعَ يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَّارِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي أَسْمَاءَ، وَإِنَّمَا أَرَادَ سُوَيْدٌ: مَا حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الطاطَري، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنعاني، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنِ النبي (ص) : «مَنْ صامَ رمضانَ وأتبعَه بستٍّ مِنْ شوالٍ ... » ، وَحَدِيثُ ثَوْبَانَ: الصَّحِيحُ: يحيى بن الحارث؛ أنه سَمِعَ أَبَا أَسْمَاءَ الرَّحْبِيَّ، عَنْ ثوبان، عن النبي (ص) » .(3/91)
717 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعَيب بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الأوزاعيِّ (2) ، عَنْ يَحْيَى (3) ، عَنْ أَبِي سَلَمة (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - مَوْقُوفٌ (5) -: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا؟
قَالَ أَبِي: يَرْوُونَ (6) هَذَا الحديثَ مِنْ حديث الأوزاعيِّ مرفوعًا (7) .
_________
(1) انظر المسألة الآتية برقم (764) .
(2) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(3) هو: ابن أبي كثير.
(4) هو: ابن عبد الرحمن بن عَوف.
(5) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وهو حالٌ منصوب، انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) المثبت من (ف) ، وفي بقيَّة النسخ: «يَرْوُنَ» .
(7) الحديث على هذا الوجه رواه النسائي في "الكبرى" (3400/الرسالة) ، وأبو يعلى (5997) من طريق مبشر ابن إسماعيل، والنسائي (3401 و3402) من طريق بقية بن الوليد، وأبو عوانة في "صحيحه" (2694) من طريق الفريابي وابن كثير، والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/301) من طريق بشر بن بكر، وابن عبد البر في "التمهيد" (7/103) من طريق هشام بن عمار، جميعهم عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، به.
ورواه أحمد في "مسنده" (2/473 رقم 10117) ، والبخاري في "صحيحه" (1901) ، ومسلم (760) من طريق هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، به.
وانظر الاختلاف في هذا الحديث في "العلل" للدارقطني (1731) .(3/92)
718 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ (2) ؛
قَالَ: حدَّثنا يحيى ابن راشِد؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمرو، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : أَحْصُوا هِلالَ شَعْبَانَ لِرُؤْيَةِ رَمَضَانَ؟
قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا الحديثُ بمحفوظٍ.
719 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه الوليدُ ابن مسلم (3) ، عن
_________
(1) في (ك) : «سأل» وانظر المسألة رقم (670) .
(2) هو: الطاطري، وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (8242) ، وابن عدي في "الكامل" (7/212) ، إلا أنه سقط من "الكامل" قوله: «عن أبي سلمة» .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ محمد بن عمرو إلا يحيى بن راشد، تفرَّد به مروان بن محمد» .
وتقدم الحديث في المسألة (670) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، به، ولكن قال أبو حاتم: «أَخْطَأَ أَبُو مُعَاوِيَةَ فِي هَذَا الحديث» ، وذكر أن الصواب رواية من رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، به، بلفظ: «صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته» .
(3) روايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (29/78) ، وذكرها الدارقطني في "العلل" (5/175/ب) ، وليس عندهما: «وهو صائم» .
ورواه الطوسي في "مختصر الأحكام" (3/375) من طريق بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن عكرمة، عن أم سلمة، مرفوعًا، باللفظ الذي ساقه المصنف.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (16811) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (4/380 رقم4252) ، من طريق إسماعيل بن عُليَّة، عن أيوب، وابن المنذر في "الأوسط" (2/207) من طريق إسماعيل بن علية، عن خالد، كلاهما عن عكرمة، عن أم سَلَمة؛ قالت في مضاجعة الحائض: لا بأس بذلك إذا كان على فرجها خِرقَة. كذا رواه موقوفًا.
ورواه أبو داود في "السنن" (272) من طريق حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ السَّختياني، عن عكرمة، عن بعض أزواج النبي (ص) : أن النبي (ص) كان إذا أراد من الحائض شيئًا؛ ألقى على فَرجها ثوبًا. وقوَّى إسناده الحافظ ابن حجر في "الفتح" (1/404) .
ورواه أحمد في "مسنده" (6/323 رقم26743) ، والطبراني في "الكبير" (23/232 رقم 615) ، والبيهقي في "السنن" (1/311) من طريق يَزِيدَ بْنِ زَرُيْعٍ، عَنْ خَالِدٍ الحذَّاء، عن عكرمة، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّهَا كَانَتْ مع رسول الله (ص) في لِحافٍ، فأصابها الحيض، فقال لها: «قومي فاتزري، ثم عودي» .
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (1236) من طريق ابن جريج، عن عكرمة، عن أم سلمة، بنحوه.(3/93)
الأوزاعيِّ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثير، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عباس؛ قال: كان النبيُّ (ص) يُباشِرُ أُمَّ سَلَمة وَعَلَى قُبُلِها ثوبٌ وَهُوَ صائِمٌ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا صَفْوان (2) ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي الوليدُ مَرَّةً فوَصلَه، ومَرَّةً حدَّثنا بِهِ فأرسَلَه (3) .
قَالَ أَبِي: النَّاسُ يَرْوُونَهُ عن عِكْرمَة، عن (4) النبيّ (ص) ، مُرسَلاً، والمُرسَلُ أصَحُّ (5) .
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(2) هو: ابن صالح المؤذِّن.
(3) من قوله: «قال أبي: حدثنا صفوان ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) .
(4) في (ف) : «أن» .
(5) سئل الدارقطني في "العلل" (5/172/ب) عن هذا = = الحديث؟ فقال: «يرويه خَالِدٍ الحذَّاء، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ أم سلمة. وقال معتمر: عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: أنَّ أم سلمة كانت مع النبي (ص) في لِحاف ... ، الحديث، وخالفه يحيى بن أبي كثير؛ فرواه عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أن النبي (ص) كان يباشر أمَّ سَلَمة، قاله سهل [كذا! ولعله: صَفْوَانَ] بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عباس، وغيره يرسله ولا يذكُر فيه ابن عباس. ورواه أيوب السَّختياني، عن عكرمة، عن أم سلمة موقوفًا، وقول من قال: عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنّ أم سلمة، أشبهُ بالصَّواب» .(3/94)
720 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المسيَّب بْنُ واضِح، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْباط، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوريِّ، عَنْ عَمرو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي المُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة؛ قال نبيُّ الله (2) (ص) : مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ، لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإنْ صَامَهُ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: سُفْيَانُ (3) ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي المُطَوِّس. وشُعْبَةُ يَقُولُ: عَنْ (4) حَبيب، عَنْ عُمَارة (5) ، عَنْ أَبِي المُطَوِّس، عَنِ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (6) : إِنَّمَا أنكَرَ: «عمرَو بنَ دِينَارٍ» بدلَ: «حَبِيبِ بن أبي ثابت» .
_________
(1) تقدَّمت هذه المسألة برقم (674) ، وستأتي برقم (750) و (776) .
(2) في (ك) : «عن النبي» بدل: «قال نبي الله» .
(3) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (674) ، وسيأتي الاختلاف عليه في هذا الحديث في المسألة رقم (776) .
(4) قوله: «عن» سقط من (أ) و (ش) .
(5) هو: ابن عمير.
(6) في (ف) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» .(3/95)
721 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سعيدُ بْنُ بَشير (1) ، عَنْ قَتادة، عَنِ الْحَسَنِ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إذَا صَامَ أَحَدُكُمْ، فَلاَ يَرْفُثْ، وَلاَ يَجْهَلْ؛ فَإنْ ظَلَمَهُ امْرُؤٌ أوْ شَتَمَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُرسَلٌ (3) . يَعْنِي: أَنَّ الْحَسَنَ لَمْ يسمَع مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
722 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّار (5) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِير، عَنْ قَتادة، عَنْ عَيَّاش بن عبد الله اليَشكُريِّ، عَنْ أَبِي قَتادة بْنِ رِبْعِيٍّ الأنصاريِّ أَنَّهُ قَالَ: مَا مِن يوم ٍ أحبُّ َ إليَّ مِنْ أنْ أصومَه مِنْ يوم ِ الجُمُعَة، وَلا أكرَهُ أنْ أصومَه مِنْ يَوْمِ الجُمُعَة (6) . فَقِيلَ لَهُ: وكيفَ ذَلِكَ؟! قَالَ: يُعجِبُني أَنْ أصومَ يومَ (7) الجُمُعَة؛ لِمَا أعرِفُ مِنْ فضلِه! وأكرهُ أَنْ أصومَه؛ لأنَّ رسولََ الله (ص) نهى عنه؟
_________
(1) لم نقف على روايته، والحديث رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (2487) من طريق أبي مرزوق، عن قتادة، به.
ورواه البخاري في "صحيحه" (1894) ، ومسلم (1151) من طريق أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) ، به.
(2) هو: البصري.
(3) قوله: «قَالَ أَبِي هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ» مكرر في (ف) .
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (684) ، وستأتي برقم (748) .
(5) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (2703) .
(6) قوله: «وَلا أَكْرَهُ أَنْ أَصُومَهُ مِنْ يوم الجمعة» سقط من (ف) .
(7) قوله: «يوم» سقط من (ت) و (ك) .(3/96)
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي قَتادة العَدَوِيِّ، مِنَ التَّابعين، موقوف (1) .
723 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المسيَّب بْنُ واضِح (3) ، عَنْ مُعتَمِر بْن سُلَيمان، عَن حُمَيد (4) ، عَنْ (5) أَنَسٍ؛ قَالَ: سُئِلَ رسولُ الله (ص) عَنِ القُبْلَة للصَّائم؟ قَالَ: مَا بَأْسٌ بِذَلكَ؛ رَيْحَانَةٌ تَشَمُّهَا، إذَا لَمْ تَعْدُهَا ذَلِكَ إِلَى غَيْرِهَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وَلَيْسَ هُوَ مِنْ حَدِيثِ حُمَيد؛ إِنَّمَا هُوَ مِنْ حَدِيثِ أَبَان (6) .
_________
(1) وأوضح علَّته في المسألة رقم (748) أكثر، فقال: «رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَروبة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَيَّاشٍ، عَنْ أبي قتادة العَدَوي، موقوفً» ، ثم قال: «وَأَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ مِنَ التَّابِعِينَ» . وقول أبي حاتم: «موقوف» يجوز فيه الرفع والنصب، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(2) ستأتي هذه المسألة برقم (772) عن أبي زرعة.
(3) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4452) ، و"الصغير" (614) ، من طريق محمد بن عبد الله الأَرُزِّي، عن الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عن أنس، به هكذا، ليس فيه ذكر لحميد.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ سليمان التيمي إلا معتمر، تفرَّد به محمد بن عبد الله الأَرُزِّي» .
ومن طريق الطبراني أخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" (2163) .
وأخرجه الذهبي في "السير" (6/175) من طريق الطبراني، عن العباس بن الربيع بن ثعلب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عقبة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحادة، عَنْ أنس، به.
(4) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل.
(5) قوله: «عن» تصحَّف في (ش) إلى: «ابن» .
(6) أبان: هو ابن أبي عيَّاش.
وسيأتي في المسألة (772) أن ابن أبي حاتم سأل أَبَا زُرْعَةَ عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فقال: «أَمَّا مِنْ حَدِيثِ حُمَيْدٍ فَمُنْكَرٌ، وَأَمَّا أَبَانٌ فَقَدْ رُوي عَنْهُ» .
وحديث أبان، أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (1090/الوطن) - من طريق مروان بن معاوية، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/125) من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عن أبان، عن أنس، به.(3/97)
724 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّدُ بنُ عَوْف، عَنْ مُوسَى بْنِ دَاوُدَ، عَنْ محمَّد بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عبد الرحمن ابن الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) احْتَجَمَ وَهُوَ صائِمٌ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، ومحمَّدٌ هَذَا ضعيفُ الْحَدِيثِ.
725 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّةُ (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلان، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوَمَة (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رسولِ الله (ص) : أنه نهى عن صيام ِ الدَّأْدَاءَةِ (4) .
_________
(1) نقل هذا النص العيني في "عمدة القاري" (11/40) .
(2) هو: ابن الوليد.
(3) كذا في جميع النسخ بلا همز، ويقال فيه: «مولى التَّوْءَمَة» بالهمزة المفتوحة قبلها واوٌ ساكنة، وهو الأشهر، و «التَّوَمَةُ» أصلها: «التَّوْءَمَة» ؛ حُذفت الهمزةُ، وأُلقِيت فتحتها على الساكن قبلها، وهو الواو، وكلاهما وجهان صحيحان. انظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (1/653) .
ويمكن أن يقال: إنَّ الرسم في الأصول الخطية يحتمل الوجه المشهور «التَّوْءَمَة» ؛ لأنَّ همزتها لا كُرْسِيَّ لها عند قدماء الكتبة، فإنَّ الهمزة المتوسطة المفتوحة بعد واو ساكنة لا يرسمونها على ياء أو واو أو ألف، بل يحذفونها كتابةً، مع التلفُّظ بها، فيكتبون: السمول، والتومة، ويريدون السموءل، والتوءمة. وانظر لذلك: "عقود الهمز" لابن جني (ص60 و65-76 بتحقيق مازن المبارك) .
(4) في (ش) : «الدادة» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، إلا أن الهمزة قبل هاء التأنيث لم تكتب على عادة النساخ، وهذه الكلمة تحتمل احتمالين:
1 - إمَّا الدَّأْدَاءَة كما أثبتنا، وهي آخر ليلةٍ من الشَّهر كما في "جمهرة اللغة" (2/1108) ، ولم نقف عليها في كتاب آخر.
2 - وإما الدَّأْدَاء، بلا هاء بعد الهمزة، وهو أيضًا آخر ليالي الشَّهر، وأنشد فيه ابن السِّكِّيت للأعشى [من الطويل] :
تَدَارَكَهُ في مُنْصِلِ الأَلِّ بعد ما
مَضَى غَيْرَ دَأْدَاءٍ وقد كاد يَعْطَبُ
وفي "النهاية" لابن الأثير قال: «وفيه أنه نهى عن صَوْمِ الدَّأْدَاء، قيل: هو آخر الشَّهر، وقيل: يوم الشَّكِّ. والدَّآدِي: ثلاثُ ليالٍ من آخر الشَّهر قبل ليالي المِحَاق، وقيل: هي هي» . انظر: "إصلاح المنطق" لابن السكيت (ص228) ، و"تهذيب إصلاح المنطق" للتبريزي (ص308) ، و"النهاية" لابن الأثير (2/95) .
ولفظه في "الكامل" لابن عدي: «نهى رسولُ الله (ص) عن صيام الدَّاداة، وهو اليوم الذي يُشَكُّ فيه» ، وفي "أحكام القرآن" للجصاص: «نهى رسولُ الله (ص) عن صَوْم يَوْم ِ الدَّأْدَأةِ، وهو اليومُ الذي يُشَكُّ فيه؛ لا يُدْرَى: مِنْ شعبان هو أم مِنْ رمضان» ، ويبدو أن هذا كلَّهُ تصحيف، والصواب ما ذكرناه، والله أعلم.(3/98)
قَالَ عُمَرُ بنُ حَفْصٍ الوُصَابيُّ (1) : هُوَ يومُ الشَّكِّ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَلَمْ يَذكُر فِيهِ بَقِيَّةُ الخَبَرَ (2) ؛ فَكَأَنَّهُ (3) لَمْ يَسمَعْه وأخَذَه مِنْ غَيْرِ ثِقَةٍ (4) .
_________
(1) الظاهر: أنه الراوي لهذا الحديث عن بقية عند ابن أبي حاتم، فقد ذُكر بقيّة من شيوخ الوصابي هذا في "تهذيب الكمال" (21/302-303) .
(2) في (أ) و (ف) : «الخير» ، وهي مهملة في (ش) و (ك) .
وقوله: «لم يذكر فيه بقيَّةُ الخبرَ» سيأتي تفسيرُه في المسألة رقم (1151) .
(3) في (ف) : «وكأنه» .
(4) الحديث رواه ابن عدي في "الكامل" (5/184) والجصاص في "أحكام القرآن" (1/255) من طريق بقية، عن علي القرشي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوءَمة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) ، به.
قال ابن عدي بعد أن ذكر أحاديث لعلي القرشي: «وهذه الأحاديث بهذه الأسانيد التي أمليتها يرويها عليُّ بن أبي علي هذا، وهو مجهول» .(3/99)
726 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَرْب الأَبْرَش (2) ، عَنِ عُبَيدالله (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : لَيْسَ مِنَ البِرِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
727 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (4) ، عَنْ مُجاشِع بْنِ
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (774) ، وفيها يقول أبو حاتم: «هَذَا حَدِيثٌ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ محمد بن حرب» .
(2) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1665) ، والفريابي في "الصيام" (81) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (1/107/مسند ابن عباس) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/63) ، وابن حبان في "صحيحه" (3548) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/286 و290 رقم13387 و13403) ، وفي "الأوسط" (7961) ، والقزويني في "التدوين" (2/123) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (55/412) ، جميعهم من طريق محمد بن حرب الأبرش، به.
وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عبيد الله بن عمر إلا محمد بن حرب» .
(3) هو: ابن عمر بن حفص العُمَري.
(4) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/458) . قال ابن عدي: «وهذا قد رواه عن عبيد الله غير مجاشع هذا؛ يرويه رشدين عن يحيى ابن عبد الله بن سالم، عن عبيد الله. ورواه ابن عمرو، عن عبيد الله، وكلها غير محفوظة» . اهـ. وقد أصلحنا بعض التصحيف في النص من مخطوط "الكامل" (3/ق 896/أ) .
ورواه أبو يعلى - كما في "المطالب العالية" لابن حجر (1017/الوطن) ، و"إتحاف الخيرة" للبوصيري (2172) -، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/123) ، من طريق بقية عن عثمان الحوطي، عن عبيد الله بن عمر، به.
قال البوصيري: «رواه أبو يعلى بسند ضعيف، لتدليس بقية بن الوليد» .
ورواه ابن حبان في "المجروحين" (3/80) ، وابن عدي (7/78) من طريق الوليد ابن سلمة، وابن حبان في "المجروحين" (1/254) من طريق حماد بن الوليد الأزدي، وابن عدي في "الكامل" (3/155) من طريق يحيى بن عبد الله بن سالم، جميعهم عن عبيد الله، به.(3/100)
عمرو، عن عُبَيدالله (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : إِذَا غَابَ الهِلاَلُ (2) قَبْلَ الشَّفَقِ فَهُوَ لِلَيْلَتِهِ (3) ، وَإِذَا غَابَ بَعْدَ الشَّفَقِ فَهُوَ لِلَيْلَتَيْنِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، ومُجاشِعٌ لَيْسَ بشيءٍ.
728 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ (5) ؛
قَالَ: حدَّثنا الأوزاعيُّ (6) ؛ قَالَ: حدَّثني يَحْيَى (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن بْنِ ثَوْبان، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله؛ قال: مرَّ رسولُ الله (ص) برجُلٍ فِي سَفَرٍ فِي ظِلِّ شَجَرة، وَهُوَ يُرَشُّ عَلَيْهِ الماءُ، فَقَالَ: مَا بَالُ صَاحِبِكُمْ؟ ، قَالُوا: صائِمٌ يارسولَ اللَّهِ! قَالَ: لَيْسَ مِنَ البِرِّ الصِّيَامُ في السَّفَرِ؛
_________
(1) هو: ابن عمر العمري.
(2) قوله: «الهلال» سقط من (ف) .
(3) في أكثر مصادر التخريج: «لِلَيْلَةٍ» ، وكأنَّه الجادَّة، وفي بعضها: «لليلته» كما وقع هنا.
(4) انظر المسألة الآتية برقم (986) .
(5) هو: ابن مسلم. وروايته أخرجها الفريابي في "الصيام" (77) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/62) ، وابن حبان في "صحيحه" (355) .
ورواه النسائي في "سننه" (2258) وفي "الكبرى" (2566) من طريق شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن: أخبرني جابر، به.
= ... قال النسائي: «هذا خطأ، ومحمد بن عبد الرحمن لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ جابر» .
ورواه النسائي في "سننه" (2259) من طريق الفريابي، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ محمد بن عبد الرحمن حدثني من سمع جابرًا، به.
ورواه أيضًا (2260) من طريق عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر، به.
(6) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(7) هو: ابن أبي كثير.(3/101)
فَعَلَيْكُمْ بِرُخْصَةِ اللهِ الَّتِي أَرْخَصَ (1) لَكُمْ، فَاقْبَلُوا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُحَمَّدُ بن عبد الرحمن بن أَسْعَد (2) بْنِ زُرارَة (3) ،
عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) (4) .
_________
(1) في (أ) و (ش) : «أرخصه» .
(2) كذا هنا، وفي المسألة (986) : «سعد» . قال ابن حجر في "الإصابة" (4/146) : «وأسعد وسعد معًا جدَّان لمحمد؛ أحدهما لأبيه، والآخر لأمه» .
(3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/352 رقم 14794) .
ورواه الفريابي في "الصيام" (75) ، والنسائي في "سننه" (2257) ، وابن حبان في "صحيحه" (3553 و3554) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/174) ووقع عندهم: «سعد» بدل «أسعد» ، ولم يذكر النسائي جدَّ محمد.
ورواه البخاري في "صحيحه" (1946) ، ومسلم في "صحيحه" (1115) من طريق شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بن حسن، عن جابر، به. ولم يذكر البخاري جد محمد بن عبد الرحمن، ونسبه: الأنصاري.
(4) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (4/185) : «أدخل محمدُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سعد بينه وبين جابرٍ محمَّدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَسَنِ في رواية شعبة عنه، واختُلِف في حديثه على يحيى بن أبي كثير: فأخرجه النسائي من طريق شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فذكره. قال النسائي: "هذا خطأ"، ثم ساقه من طريق الفريابي، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ محمد بن عبد الرحمن؛ حدثني من سمع جابرًا، ومن طريق عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى، عن محمد بن عبد الرحمن، عن رجل، عن جابر، ثم قال: «ذكر تسمية هذا الرجل المبهم» ، فساق طريق شعبة، ثم قال: «هذا هو الصحيح» ؛ يعني: إدخال رجل بين محمد بن عبد الرحمن وجابر، وتعقبه المزي فقال: «ظنَّ النسائي أن محمد بن عبد الرحمن شيخَ شعبة - في هذا الحديث - هو محمد بن عبد الرحمن شيخ يحيى بن أبي كثير فيه، وليس كذلك؛ لأن شيخ يحيى هو محمد ابن عبد الرحمن بن ثوبان، وشيخ شعبة هو ابن عبد الرحمن بن سعد بن زُرارَة» . اهـ.
والذي يترجَّح لنا: أن الصواب مع النسائي؛ لأن مسلمًا لما روى الحديث من طريق أبي داود، عن شعبة قال في آخره: «قال شعبة كان بلغني هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير أنه كان يزيد في هذا الإسناد في هذا الحديث: «عليكم برخصة الله التي رخص لكم» ، فلما سألته لم يحفظه» . اهـ. والضمير في «سألت» يرجع إلى محمد بن عبد الرحمن شيخ يحيى؛ لأن شعبة لم يلق يحيى، فدل على أن شعبة أخبر أنه كان يبلغه عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ جابر، في هذا الحديث زيادة، ولأنه لما لقي محمد بن عبد الرحمن شيخ يحيى سأله عنها فلم يحفظها. وأما ما وقع في رواية الأوزاعي عن يحيى: أنه نسب محمد بن عبد الرحمن فقال فيه: «ابن ثوبان» فهو الذي اعتمده المزي، لكن جزم أبو حاتم كما نقله عنه ابنه في "العلل" بأن من قال فيه: «عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن ثوبان» فقد وهم، وإنما هو: ابن عبد الرحمن بن سعد. اهـ. وقد اختُلِف فيه مع ذلك على الأوزاعي، وجُلُّ الرواة عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ لم يزيدوا على محمد بن عبد الرحمن، لا يذكرون جَدَّه، ولا جَدَّ جدِّه، والله أعلم» . اهـ.(3/102)
729 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ (2) ، عَنْ سُوَيد (3) بن عبد العزيز، عَنِ الوَضِين بْنِ عَطاء، عَنْ أَبِي الأَشْعَث الصَّنْعاني (4) ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ (5) ، عَنْ ثَوْبان، عَنِ النبيِّ (ص) في: أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ أخطأَ فِيهِ هِشَامٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ عَنْ سُوَيد (6) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي أسماء، عن ثَوْبان، وليس لِوَضِينٍ معنًى.
_________
(1) انظر المسألة رقم (657) و (693) ، والآتية برقم (732) ، و (1704) و (2839) .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (666) .
(3) في (ك) : «سود» .
(4) هو: شراحيل بن آدَة.
(5) هو: عمرو بن مرثد الرَّحبي.
(6) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (899) عن إبراهيم بن دُحيم، عن أبيه، عَنْ سُوَيد، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ، عَنْ أبي أسماء، عن ثَوْبان، به. كذا رواه بزيادة: «أبي الأشعث» .(3/103)
730 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رواه عبدُالرَّزَّاق (3) ،
عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْريِّ، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) - والزُّهْريِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يَعتَكِفُ العَشْرَ الأواخِرَ مِنْ رمضانَ (4) حَتَّى قَبَضَه اللَّهُ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وبعضُ أَصْحَابِ الزُّهْري يَرْوِي عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ: ونافعُ بْنُ يَزِيدَ رَوَى عَنْ عُقَيل (5) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَةَ وابنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (673) .
(2) في (ف) : «أبي زرعة» .
(3) روايته أخرجها في "المصنف" (7682) عن معمر وابن جريج، كلاهما عن الزهري، به، بالإسنادين جميعًا.
ومن طريقه رواه ابن الجارود في "المنتقى" (407) ، وابن حبان في "صحيحه" (3665) . واقتصر ابن الجارود في روايته على الإسناد الأول فقط.
ورواه أحمد في "مسنده" (2/281 رقم 7784) ، وإسحاق في "مسنده" (652) ، والترمذي في "جامعه" (790) ، والنسائي في "الكبرى" (3321/الرسالة) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، به، بالإسنادين جميعًا.
ورواه أحمد في "مسنده" (6/232 رقم 25952) عن عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عروة، عن عائشة، به. ورواه أحمد في "مسنده" (6/169 رقم 25358) من طريق ابن جريج عن الزهري، به، بالاسنادين جميعًا. ورواه أحمد (6/279 رقم 26380) من طريق يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، به. قال الترمذي: «حديث أبي هريرة وعائشة حديث حسن صحيح» .
(4) قوله: «من رمضان» سقط من (أ) و (ش) .
(5) هو: ابن خالد الأيلي. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2026) ، ومسلم في "صحيحه" (1172) من طريق الليث بن سعد، عَنْهُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة، به.
ورواه أحمد (6/168 رقم 25355) ، والنسائي في "الكبرى" (3322) والدارقطني في "سننه" (2/201) من طريق ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وعُروَة بن الزبير، عن عائِشَة، به.(3/104)
وَرَوَى اللَّيثُ بْنُ سَعْدٍ (1) ؛ قَالَ: حدَّثني الزُّهْري؛ قَالَ: حدَّثني ابْنُ الْمُسَيِّبِ؛ قَالَ: اعتَكَفَ رسولُ اللَّهِ (ص) العَشْرَ الأُوَل، ثُمَّ اعتَكَفَ العَشْرَ الوُسَط (2) ... فَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ عِنْدِي: الزُّهْريُّ، عَنْ عُروةَ، عَنْ عائِشةَ، وابنُ الْمُسَيِّبِ، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: اللَّفظانِ قَدِ اختَلَفا؛ فكأنَّه حديثَينِ (3) ؟
_________
(1) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3323/الرسالة) .
(2) في (ك) : «الأوسط» . و «الوُسَط» جمع «الوُسْطى» ، والمراد: الليالي. وانظر "المصباح المنير" (2/411، 658) .
(3) كذا في جميع النسخ «حديثَينِ» بياء قبل النون، وهو خبر «كأنَّ» ؛ فكان حقُّه على لغة جمهور العرب أن يكون مرفوعًا بالألف «حديثان» ، لكنَّ ما وقع في النسخ يخرَّج على وجهين:
الأول: وجه الرفع خبرًا لـ «كأنَّ» على لغة الجمهور، وهذه الياء ليست ياءً خالصة، وإنما هي ألفٌ ممالة - وهي علامة الرفع، «حديثَينِ» ، وإنما كتبتْ ياءً لإمالتها كما كتبوا ألف «مَجْرَ يهَا» ونحوها ياءً لذلك، = = وسبب إمالة الألف هنا: كسرةُ النون بعدها، والياءُ التي قبلها المفصولة عنها بحرف. وانظر الكلام على الإمالة في المسألة رقم (25) ، (124) .
والثاني: وجهُ النصب خبرًا لـ «كأنَّ» أيضًا، والياء التي قبل النون ياءٌ محضة خالصةٌ «حديثَيْن» ، على لغة بعض العرب الذين ينصبون بـ «إنَّ» وأخواتها الجزأين: الاسم والخبر؛ كما في قول أبي نُخَيْلة [من الرجز] :
كأنَّ أُذْنَيْهِ إذا تَشَوَّفَا
قادمةً أو قَلَمًا مُحَرَّفَا
وانظر الكلام على هذه اللغة في المسألة رقم (550) .(3/105)
قَالَ: لا! هُوَ واحدٌ، وإنِ اختَلَف اللَّفظانِ (1) .
731 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زرعة (3) عن حديثٍ رواه عبد الرزَّاق (4) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (5) ، عَنْ صَفوان بْنِ سُلَيم، عَنْ أَبِي سعيدٍ مولَى ابن [عَامِرٍ] (6) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَفْطَرَ الحَاجِمُ ... ؟
فَقَالا: أُسْقِطَ مِنَ الإِسْنَادِ إبراهيمُ (7) بْنُ أَبِي يَحْيَى، بَيْنَ ابْنِ جُرَيج وَبَيْنَ صَفوان.
_________
(1) ذكر الدارقطني في "العلل" (5/157/ب) الاختلافَ في هذا الحديث، ثم قال: «والصَّواب من هذه الأحاديث: قول من قال: عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُروَة، عَن عائِشَة: أن النبي (ص) كان يعتكفُ العشرَ الأواخرَ حتى توفَّاه الله، وسُنَّة الاعتكاف من قول عائشة» . اهـ.
(2) نقل بعض هذا النص ولي الدين أبو زرعة بن العراقي في "تحفة التحصيل" (ص316) ، وانظر المسألة الآتية برقم (738) .
(3) قوله: «وأبا زرعة» سقط من (أ) و (ش) .
(4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "العلل" (3/245 رقم 5085) .
ورواه النسائي في "الكبرى" (3163/الرسالة) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، به. قال النسائي: «هذا حديثٌ منكر، وإني أحسب ابن جريج لم يسمعه من صفوان» . ووقع عند النسائي: «مولى بني عامر» .
قال المزي في "تحفة الأشراف" (14942) : «كذا قال! وإنما هو: مولى ابن عامر» .
(5) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(6) في جميع النسخ: «عمر» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (9/376 رقم 1740) ، و"تهذيب الكمال" (33/358) وهو: مولى عبد الله بن عامر بن كريز.
(7) في (ف) : «وإبراهيم» .(3/106)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَمْ يسمَعِ ابنُ جُرَيج مِنْ صَفوان شَيْئًا (1) .
732 - وسمعتُ (2) أبي يقول: روى عبد الرزَّاق (3) ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبد الله بْنِ قَارِظ، عَنِ السَّائِب بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَافِع بْنِ خَدِيج، عن النبيِّ (ص) : أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ.
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يُرْوَى هَذَا الحديثُ عَن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ (4) ،
عَنْ
_________
(1) وقال أبو حاتم في المسألة رقم (1259) : «ابْنَ جُرَيْجٍ يدلِّس عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُليمٍ، غيرَ شيء» .
(2) نقل بعضَ هذا النص: الزيلعيُّ في "نصب الراية" (2/473) ، وابن حجر في "فتح الباري" (4/177) ، و"التلخيص الحبير" (2/369) ، وانظر المسألة رقم (657) و (693) و (729) و (1704) و (2839) .
(3) روايته أخرجها في "المصنف" (7523) . ومن طريقه أخرجه: الإمام أحمد في "المسند" (3/465 رقم 15828) ، والترمذي في "الجامع" (774) ، و"العلل الكبير" (208) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/436) ، وابن خزيمة في "صحيحه" 1964) ، وابن حبان في "صحيحه" (3535) ، والطبراني في "الكبير" (4/242 رقم 4257) ، والحاكم في "المستدرك" (1/428) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/265) .
(4) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1082) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (7522) ، وأحمد في "مسنده" (5/277 و280 و282 رقم 22382 و22410 و22432) ، وأبو داود في "سننه" (2367) ، وابن ماجه في "سننه" (1680) ، والنسائي في "الكبرى" (3137) ، والروياني في "مسنده" (633) ، وابن الجارود في "المنتقى" (386) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1962 و1963 و1983) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/88 و89) ، وابن البختري في "المنتقى من السادس عشر من حديثه" (83) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/119) ، وابن حبان في "صحيحه" (3532) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (8) ، والطبراني في "الكبير" (2/101 رقم 1447) ، والحاكم في "المستدرك" (1/427) .
وحديث ثوبان تقدَّم في المسألة رقم (657 و693 و729) .(3/107)
أَبِي قِلابَة (1) ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ (2) ، عَنْ ثَوْبان، واغتَرَّ أحمدُ بْنُ حنبل بأنْ قال: الحَدِيثَينِ (3)
عندَه (4) ، وَإِنَّمَا يُروى بِذَلِكَ الإسنادِ عن النبيِّ (ص) : أنَّه نَهَى عَنْ كَسْبِ الحَجَّام، ومَهْرِ البَغِيِّ (5) ؛ وهذا الحديثُ
_________
(1) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي.
(2) هو: عمرو بن مرثد الرَّحَبي.
(3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «قال: الحديثان عنده» ، لكنْ يخرَّج ما في النسخ على وجهين:
الأول: وجه النصب؛ بإجراء القول مجرى الظن في نصب المفعولين، مطلقًا دون شروط، وهي لغة بني سُلَيْم، كأنه قال: «بأنْ ظنَّ الحديثَيْنِ عنده» - سواء كان الظن هنا بمعنى اليقين، أو بمعنى الحسبان - فـ «الحديثَيْنِ» بالياء الخالصة قبل النون، هو: المفعولُ الأوَّل، و «عنده» : المفعولُ الثاني، وكلاهما منصوبٌ. وانظر في لغة بني سليم المسألة رقم (25) و (759) .
والثاني: وجه الرفع، وذلك بأنْ يقال: إنَّ الأصل: «الحديثانِ» ثم أُمِيلَتِ الألف نحو الياء - لانكسار ما بعدها، ولسبقها بياء - فكتبت ياءً «الحديثَينِ» ، ولا تنطق إلا ألفًا ممالة.
وانظر الكلام على الإمالة في المسألة رقم (25) ، (124) .
(4) وحكي عنه خلاف ذلك أيضًا؛ فقد روى البيهقي في "السنن الكبرى" (4/267) عن علي بن سعيد النسوي قال: سمعت أحمد بن حنبل - وقد سئل: أيما حديث أصح عندك في أفطر الحاجم والمحجوم؟ - فقال: «حديث ثوبان من حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي أسماء، عن ثوبان» . فقيل لأحمد بن حنبل: فحديث رافع بن خديج؟ قال: «ذاك تفرَّد به معمر» .
(5) حديث النهي عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ وَمَهْرِ الْبَغِيِّ، رواه مسلم في "صحيحه" (1567) من طريق عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَارِظٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عن رافع بن خديج، به.(3/108)
فِي (1) : يُفطِرُ الحاجِمُ والمَحجُوم (2) عِنْدِي باطلٌ (3) .
733 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثناه الحَسَنُ بْنُ عَرَفَة (4) ،
عَنْ
_________
(1) قوله: «في» ليس في (ش) .
(2) من قوله: «قال أبي إنما يروى ... » إلى هنا، سقط من (ك) .
(3) قال الترمذي في الموضع السابق من "العلل الكبير": «سألت محمدًا [يعني: البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ غير محفوظ» . قال الترمذي: «وسألت إسحاق بن منصور عنه؟ فأبى أن يحدِّث به عن عبد الرزاق، وقال: هو غلط! قلت له: ما علَّته؟ قال: روى عنه هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبد الله بْنِ قَارِظٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عن النبي (ص) ؛ قال: «كسب الحجام خبيث، ومهر البغي خبيث، وثمن الكلب خبيث» .
وقال الترمذي أيضًا في "الجامع": «وذُكر عن أحمد ابن حنبل أنه قال: أصح شيء في هذا الباب حديث رافع بن خديج» .
قال ابن حجر في "الفتح" (4/177) : «لكن عارض أحمدَ يحيى بنُ معين في هذا، فقال: حديث رافع أضعفها» ، ثم ذكر قول البخاري وأبي حاتم وإسحاق ابن منصور في تضعيف الحديث، ثم قال: «وروي عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، أن أبا أسماء حدثه؛ أن ثوبان أخبره، به، فهذا هو المحفوظ عن يحيى، فكأنه دخل لمعمرٍ حديثٌ في حديث» .
وقال ابن خزيمة: «سمعت العباس بن عبد العظيم العنبري يقول: سمعت علي بن عبد الله [أي المديني] يقول: لا أعلم في "أفطر الحاجم والمحجوم" حديثًا أصح من ذا» . وانظر "تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (2/318) .
(4) لم نقف على روايته، والحديث رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (3336) من طريق محمد بن الفرج الأزرق، عن عبد الله بن بكر، به.
ورواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (318/بغية الباحث) ، عن عبد الله بن بكر، عن إياس، عن سعيد، عن سلمان، به. ولم يذكر «علي بن زيد» .
ورواه العقيلي في "الضعفاء" (1/35) ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/333) من طريق أحمد ابن عمران الأخفش، عن عبد الله بن بكر، عن إياس بن أبي إياس، عن سعيد، عن سلمان، به.
قال العقيلي في إياس هذا: «مجهول، حديثه غير محفوظ» . وقال عن الحديث: «روي من غير وجه، ليس له طريق ثبت بيِّن» .
ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" (1887) ، وابن عدي في "الكامل" (5/293) ، وابن شاهين في "فضائل شهر رمضان" (15 و16) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3336) ، و"فضائل الأوقات" (37 و38) ، والبغوي في "تفسيره" (ص93/ دار ابن حزم) ، = = وأبو الطاهر بن أبي الصقر في "مشيخته" (43) من طرق عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سعيد، عن سلمان، به. قال ابن خزيمة: «إن صح الخبر» .
وقال العيني في "عمدة القاري" (10/269) : «ولا يصح إسناده، وفي سنده إياس، قال شيخنا: الظاهر أنه ابن أبي إياس» .
وقال الذهبي في "الميزان" (1/282) : «إياس بن أبي إِيَاسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، لا يعرف أيضًا، وخبره منكر» .
وانظر "لسان الميزان" (1/475) .(3/109)
عبد الله بْنِ بَكْرٍ السَّهْمي؛ قَالَ: حدَّثني إِيَاسٌ (1) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ (2) بْنِ جُدْعان، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ أنَّ سَلْمان الفارسيَّ قَالَ: خَطَبَنا رسولُ الله (ص) آخِرَ يَوْمٍ مِنْ شَعْبان، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، فَرَضَ اللهُ صِيَامَهُ، وَجَعَلَ قِيَامَهُ تَطَوُّعًا ... ، وذكَرَ لَهُ الحديثَ؟
فَقَالَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ غَلِطَ فيه عبد الله ابن بَكْرٍ (3) ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبَانُ بْنُ (4) أبي عَيَّاش، فجعل عبدُالله بن بكر «أبانَ» : «إياسً» (5) .
_________
(1) في (ت) : «حدثني اياسر» ، ومثله في (ك) ، إلا أنه بالباء.
(2) في (ف) : «يزيد» .
(3) في (ش) : «أبي بكر» .
(4) قوله: «بن» تصحف في (أ) و (ش) إلى: «عن» .
(5) كذا، وهو المفعول الثاني لـ «جَعَلَ» ، وكانت الجادَّة أن يكون بألف تنوين النصب «إياسًا» على لغة الجمهور، لكنَّها حذفتْ هنا على لغة ربيعة. انظر الكلام عليها في المسألة رقم (34) .(3/110)
734- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ (2) بْنُ أَبِي مَعْشَر (3) ،
عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ تَقُولُوا: رَمَضَانُ؛ فإنَّ رَمَضَانَ اسمٌ مِنْ أسْمَاءِ اللهِ، وَلكِنْ قُولُوا: شَهْرُ رَمَضَانَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ قولُ أبي هريرة (5) .
_________
(1) نقل العيني في "عمدة القاري" (10/265) حكم أبي حاتم على هذا الحديث.
(2) قوله: «محمد» ليس في (ف) .
(3) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (7/53) .
ومن طريق ابن عدي رواه الجورقاني في "الأباطيل" (2/88) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/201) وقال: «وهكذا رواه الحارث بن عبد الله الخازن، عن أبي معشر، وأبو معشر هو: نجيح السندي، ضعفه يحيى بن معين، وكان يحيى القطان لا يحدث عنه، وكان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه، والله أعلم. وقد قيل: عن أبي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ من قوله، وهو أشبه» .
وقال ابن الجوزي في "الموضوعات" (1117) : «هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، لا أَصْلَ له، وأبو معشر اسمه نجيح» . وقال أيضًا: «ولم يذكر أحد في أسماء الله تعالى: رمضان، ولا يجوز أن يسمى به إجماعًا» .
وقال النووي في "تهذيب الأسماء واللغات" (3/127) : «رواه البيهقي وضعفه، والضعف بيِّن عليه» . وقال الذهبي في "تلخيص الموضوعات" (570) : «تفرَّد به أبو معشر نجيح - وهو واهٍ - عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» . وضعَّفه ابن كثير في "تفسيره" (1/310) ، وابن حجر في "فتح الباري" (4/113) .
(4) أبو معشر هو: نَجِيحُ بن عبد الرحمن السِّنْدي.
(5) روايته أخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره" (1/310 رقم1648) قال: حدثنا أبي، ثنا محمد بن بكار بن الريان، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كعب القرظي، وسعيدٍ (هو المقبري) عن أبي هريرة قالا (أي: محمد ابن كعب وأبو هريرة) : لا تقولوا رمضان ... فذكره.
قال ابن أبي حاتم: «وروي عن مجاهد ومحمد بن كعب نحو ذلك، ورخَّصَ فيه ابن عباس وزيد بن ثابت» .
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/202) من طريق محمد بن بكار بن الريان، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كعب؛ قوله. قال البيهقي: «وروي ذلك عن مجاهد والحسن البصري، والطريق إليهما ضعيف» .
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/240) من طريق طلحة بن عمرو، عن مجاهد، به، قوله.(3/111)
735- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالرَّحيمِ بنُ زَيْدٍ العَمِّي (1) ،
عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ سَعِيدِ (3) بْنِ جُبَير، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَدْرَكَهُ (4) شَهْرُ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ، فَصَامَهُ، وَقَامَ مِنْهُ (5) مَا تَيَسَّرَ: كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صِيَامَ مِئَةِ (6) ألْفِ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي غَيْرِ مَكَّةَ، وَكَانَ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ حُمْلاَنُ (7) فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَكُلَّ لَيْلَةٍ حُمْلاَنُ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ (8) ،
_________
(1) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3117) ، والأزرقي في "أخبار مكة" (2/24- 25) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1574) ، وابن شاهين في "فضائل شهر رمضان" (36) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/196) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3455) من طريق عبد الرحيم بن زيد العمي، به. قال البيهقي: = = «تفرد به عبد الرحيم بن زيد، وليس بالقوي» .
والحديث ذكره الشيخ الألباني في "الضعيفة" (832) وقال: «وهذا موضوع، ولوائح الوضع عليه ظاهرة، وآفته عبد الرحيم هذا» .
(2) هو: زيد بن الحواري العَمِّي.
(3) في (ف) و (ت) و (ك) : «وسعيد» بدل: «عن سعيد» ، والمثبت من (أ) و (ش) ، وهو الصَّواب.
(4) في (ك) : «أدرك» .
(5) قوله: «منه» سقط من (ك) .
(6) قوله: «مئة» سقط من (ك) .
(7) الحُمْلان: مصدر حَمَلَ يحْمِلُ. انظر "النهاية" لابن الأثير (1/443) . والمقصود: له أجرُ حَمْلِ فرسٍ - أي: تجهيزها - في سبيل الله. والله تعالى أعلم.
(8) قوله: «وَكُلَّ لَيْلَةٍ حُملان فَرَسٍ فِي سبيل الله» سقط من (ش) .(3/112)
وَكُلَّ يَوْمٍ لَهُ حَسَنَةٌ، وَكُلَّ لَيْلَةٍ لَهُ حَسَنَةٌ، وَكُلَّ يَوْمٍ لَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ، وَكُلَّ لَيْلَةٍ لَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ (1) ؟
قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ، وعبدُالرَّحيم (2) ابن زَيْدٍ متروكُ الْحَدِيثِ.
736 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنُ شَريك (3) ،
عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أبي إسحاق (5) ، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة، عَنْ ضَمْرَة بن عبد الله بْنِ أُنَيْس، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لَيْلَةُ القَدْرِ لَيْلَةُ ثَلاَثٍ وَعِشْرينَ (6) .
_________
(1) قوله: «وَكُلَّ لَيْلَةٍ لَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ» سقط من (ش) و (ك) .
(2) يبدو أنها كانت هكذا في (أ) ، ثم غُيِّرت إلى: «عبد الرحمن» ، بخطٍّ غير خطِّ الناسخ.
(3) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (4017/أطراف الغرائب) وقال: «غريبٌ من حديث أبي إسحاق السَّبيعي، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ ضَمْرَة - وهو: ابن عبد الله بن أُنَيْس - عن أبيه، تفرد به شَريك، عنه، وتفرَّد به عبد الرحمن بن شَريك، عن أبيه» .
ورواه مسلم في "صحيحه" (1168) من طريق بُسْر بن سعيد، عن عبد الله بن أُنَيْس أن رسول الله (ص) قال: «أُريت ليلة القدر ثم أنسيتها، وأراني صبحها أسجد في ماء وطين» . قال: فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين، فصلى بنا رسول الله (ص) ، فانصرف وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه. قال: وكان عبد الله بن أنيس يقول: ثلاث وعشرين.
(4) هو: شريك بن عبد الله النخعي، القاضي.
(5) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(6) في (ك) : «وعشرون» .(3/113)
قلتُ لأَبِي: سَمِعَ أَبُو إِسْحَاقَ من (1) عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة؟
فَقَالَ: قَدْ روى عن عبد الله بن أبي قَتادة: إسماعيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ الهَمْداني هَذَا الحديثَ؛ فيدلُّ أنَّ عبد الله بْنَ أَبِي قَتادة (2) قَدِمَ الكوفَةَ.
737 - وسُئِلَ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسماعيلُ بْنُ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ (4) ،
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالت: كَانَ رسولُ الله (ص) يصومُ حَتَّى نقولَ (5) : لا يُفطِرُ، ويُفطِرُ حتى
_________
(1) في (ت) و (ك) : «ابن» بدل: «من» .
(2) من قوله: «إسماعيل بن أبي خالد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .
(3) في (أ) و (ش) : «وسألت» ، وانظر المسألة رقم (778/أ) .
(4) رواه المحاملي في "أماليه" (20/ب/رواية أبي عمر ابن مهدي) من طريق عبد الرحمن بن عبد الملك الحزامي، عنه، به.
ومن طريق المحاملي رواه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/224) ، وفي "تاريخ بغداد" (11/314- 315) .
قال العيني في "عمدة القاري" (11/83) : «قال المحبُّ الطبري: غريبٌ من حديث هشام بن عروة بهذا اللفظ، رواه ابن أبي الفوارس في أصول أبي الحسن الحمامي عن شيوخه» .
وقال ابن عدي في "الكامل" (1/302) في ترجمة إسماعيل بن قيس: «عامة ما يرويه منكر» .
والشطر الأول من الحديث رواه البخاري (1969) ، ومسلم (1154) من طريق أبي سلمة، عن عائشة خ = = قالت: كان رسولُ الله (ص) يصومُ حَتَّى نقولَ: لا يُفطِر، ويُفطِر حَتَّى نقولَ: لا يصومُ، وما رأيتُ رسولَ الله (ص) استكمَلَ صيامَ شهر قَطُّ إلا رمضانَ، وما رأيتُه في شهر أكثرَ منه صيامًا في شَعبان.
(5) في (ك) : «يقول» .(3/114)
نقولَ: لا يصومُ، وَكَانَ أكثرُ صيامِه فِي شَعبان. فقلتُ: يَا رسولَ الله، مالي أَرَى أكثرَ صيامِكَ فِي شَعبان؟ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، إنَّهُ شَهْرٌ يُنْسَخُ لِمَلَكِ المَوْتِ مَنْ يَقْبِضُ؛ فَأُحِبُّ ألاَّ يُنْسَخَ اسْمِي إِلاَّ وَأَنَا صَائِمٌ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) .
738 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنِ جُرَيج (3) ، عَنْ عَطاء (4) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) : أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ؟
قَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا يُروى عَنْ عَطَاءٍ (5) ،
عن آخَرَ، عن
_________
(1) وقال أبو زرعة في المسألة رقم (778/أ) : «هو عندي: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة، عن النبي (ص) أنه قال: «مامن مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلا حطَّ اللَّهُ عَنْهُ» هُوَ الصَّحِيحُ، وَقَوْلُهُ: «أَكْثَرُ صِيَامِهِ فِي شعبان ... » إلى آخره منكر» .
(2) انظر المسألة المتقدِّمة برقم (731) .
(3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9304) من طريق ابن علية، والنسائي في "الكبرى" (3182) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6365) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/99) ، والطبراني في "الأوسط" (5021) من طريق داود العطار، والنسائي أيضًا (3181) ، والدارقطني في "الأفراد" (302/أ/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/266) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري ثلاثتهم عن ابن جريج، به.
قال الدارقطني: «تفرد به أبو حاتم الرازي، عن محمد ابن عبد الله الأنصاري، عن ابن جريج» .
ورواه النسائي أيضًا (3180) والعقيلي في "الضعفاء" (2/62) من طريق رباح بن أبي معروف، عن عطاء، به.
(4) هو: ابن أبي رباح.
(5) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3186) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/62) من طريق شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عنه، به.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7526) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن أبي هريرة، به، موقوفًا.
ورواه النسائي في "الكبرى" (3183 و3184) من طريق النضر بن شميل وحجاج المصيصي والعقيلي في "الضعفاء" (2/62) من طريق روح بن عبادة ثلاثتهم، عن ابن جريج مثله. قال النسائي: «عطاء لم يسمعه من أبي هريرة» .
ورواه النسائي (3185) من طريق ابن أبي حسين، عن عطاء سمعت أبا هريرة يقول ... فذكره.
قال النسائي: «والصواب رواية حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ» .
قَالَ العقيلي: «الموقوف أولى» . وانظر أيضًا «الضعفاء» له (4/356) .(3/115)
أبي هريرة، موقوفً (1) (2) .
_________
(1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(2) قال الدارقطني في "العلل" (2151) : «اختُلف فيه على عطاء؛ فرواه رباح بن أبي مَعْروف وعمر بن قيس ومحمد بن عبد الله الأنصاري - من رواية أبي حاتم الرازي عنه - عن ابن جريج، كلهم: عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا.
ورواه المفضَّل بن فَضالة وإسماعيل بن عُلَيَّة ومحمد بن بكر وعبد الرزاق وأبو عاصم وحماد بن مَسْعَدة عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن أبي هريرة موقوفًا. ورفعه أيضًا ابن أبي حُسين وعبد الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُليمان عَنْ عطاء، عن أبي هريرة.
واختُلِف عن عمرو بن دينار؛ فرواه يوسف بن بَحْر عن أبي النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ شعبة، عن عمرو، عن عطاء، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ورفعه، ومَتْنُه قال: احتَجَم رسولُ الله (ص) بالقاحَة وهو صائِم، فَغُشِيَ عليه، فنهى يومَئذٍ أن يحتَجِمَ الصَّائمُ. وقال النَّضر بن إسماعيل وغُندَر: عن شعبة، عن عمرو، عن عطاء، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أفطَر الحاجمُ والمحجوم؛ موقوفًا. وقال أَبُو عَاصِمٍ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عن عمرو؛ قال: يُؤْثَر عن أبي هريرة، موقوفًا. ورواه ليثُ بْنُ أَبِي سُلَيم، عَنْ عطاء، عن عروة بن عياض، عن عائشة، عن النبي (ص) ، والقولُ قول من وقفه على أبي هريرة؛ لأنهم أثبات حُفَّاظ وإن من رفعه ليسوا بمنزلتهم إلا [كذا!] بالاتفاق. ورواه فِطْرُ بن خليفة، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قاله قَبيصة عنه، وقال غيره: عن فِطْر، عن عطاء مرسلاً. اهـ.(3/116)
739 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُقَيل (2) ،
عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة؛ أنَّ عائِشَة أَخْبَرَتْهُ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَبَّلَها وَهُوَ صائِمٌ؟
قَالَ أَبِي: رَوَى (3) يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيرٍ (4) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ (5) أُمِّ سَلَمة، عَنْ أُمِّ سَلَمة (6) : أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُقَبِّلُها وَهُوَ صائِمٌ.
وَرَوَى معاويةُ بْنُ سَلاَّم (7) ، وشَيْبان (8) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أبي سَلَمة، عن عمر ابن عبد العزيز، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (108) .
(2) هو: ابن خالد الأيلي. وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3057) .
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7408) عن معمر وابن جريج، عن الزهري، به. وسقط من المطبوع: «عن الزهري» . ورواه أحمد في "مسنده" (6/232 رقم 25953) ، وابن راهويه في "مسنده" (1062) ، وابن حبان في "صحيحه" (3545) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، به. ورواه النسائي في "الكبرى" (3058) من طريق يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، به.
(3) في (ف) : «رواه» .
(4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/300 رقم 26566) من طريق همام، والبخاري في "صحيحه" (322) من طريق شيبان كلاهما عنه، به.
ومن طريق أحمد رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (5/122) .
(5) المثبت من (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «ابنت» ، وكلاهما صحيح في العربية، وانظر التعليق على المسألة رقم (6) .
(6) قوله: «عن أم سلمة» سقط من (ك) .
(7) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1106) .
(8) هو: ابن عبد الرحمن النَّحوي. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1106) .(3/117)
قَالَ أَبِي: حديثُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ أَشبهُ مِنْ حَدِيثِ عُقَيل.
قَالَ أَبِي: كَانَ الزُّهْريُّ أضبَطَ مِنْ أَنْ يَخْفَى عَلَيْهِ مثلُ هَذَا، وَلَكِنْ أخافُ أَنْ يكونَ لَمْ يَضْبِطْ عُقَيل عَنْهُ (1) .
_________
(1) سئل الدارقطني في "العلل" (5/151/ أ، ب) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه الزهري ويحيى بن أبي كثير وأبو بكر بن المنكدر وأبو إسحاق. وأما الزهري: فاختُلِف عنه في لفظه، وفي إسناده: فرواه مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: كان رسول الله (ص) يخرج إلى الصَّلاة، ثم يقبِّلُني ولا يتوضَّأ. تفرد به سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ مَنْصُورِ بن زاذان، عن الزهري، وخالفه عُقيل بن خالد وابن أبي ذئب ويزيد ابن عياض ومعمر بن راشد، فرووه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن عائشة: أن النبي (ص) كان يُقبِّل وهو صائمٌ، ولم يذكر الوضوء. واختُلِف عن معمر: فرواه إسماعيل ابن بنت السُّدِّي، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سلمة، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النبي (ص) كان يُقبِّل وهو صائمٌ، ثم يصلِّي ولا يتوضَّأ، فوهم في إسناده ومتنه. [فأما وهمُه] في إسناده: فقوله: عن أبي سلمة، عن عروة، وإنما رواه عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي سلمة، عن عائشة. وأما قوله في متنه: " ولا يتوضَّأ " فهو وهم أيضًا، والمحفوظ: كان يقبِّل وهو صائم. ورواه إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أم سلمة: أن النبي (ص) كان يُقبِّل وهو صائمٌ، ووهم في قوله: "أم سلمة". ورُوي هذا الحديث عن أسامة بن زيد والأوزاعي وابن عيينة ومعمر، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَن عائشة: أن النبي (ص) كان يُقَبِّل وهو صائمٌ. وأما يحيى ابن كثير: فاختُلِف عنه في روايته عن أم سلمة: فرواه هشام الدَّستوائي وعلي بْن الْمُبَارَك، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن عروة، عن عائشة..وخالفهما شيبان ابن عبد الرحمن ومعاوية بن سلام وأيوب بن خُوْط وسُليمان بن أرقم؛ رووه عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أبي سلمة بن عبد الواحد بن عمر بن عبد العزيز [كذا! وصوابه: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُمَرَ بن عبد العزيز. كما سيأتي] عن عروة، عن عائشة. واختُلِف عن الأوزاعي: فرواه الوليد بن مسلم- من رواية يزيد بن عبد الله ابن زُرَيق، عن الوليد - عن الأوزاعي، عن يحيى؛ بمتابعة رواية شيبان ومن تابعه، وتابعه يزيد بن سنان أبو فروة الجَزَري، عن الأوزاعي. وخالفهم مبشر ابن إسماعيل وهِقْل، فروياه عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، [عَنْ] أبي سلمة، عن عائشة. والقول قول شيبان ومن تابعه ممن ذكر فيه عمر بن عبد العزيز. ورواه يحيى = = ابن أبي كثير بإسناد آخر، واختُلِف عنه فيه أيضًا: فرواه الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سلمة، عن أم سلمة، وخالفه معاوية بن سلام وشيبان وهشام الدَّستوائي؛ فرووه عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن زينب، عن أم سلمة، وكذلك رواه أبو بكر بن المنكدر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْنَبَ، عن أم سلمة؛ قاله بكر بن الأشجع عنه، ونكتب ذلك في مسند أم سلمة إن شاء الله» . اهـ.(3/118)
740 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ صَالِحِ بْنِ زِيَادٍ المُقرِئ الرَّقِّي (1) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ السُّكَّري عَمْرِو بْنِ ميمون القَنَّاد (2) ، عن عبد الرحمن بْنِ مَغْراء، عَنْ عِمران بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سُوَيد بْنِ غَفَلَة، عن علي، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ (3) : مَنْ مَنَعَهُ الصِّيَامُ مِنْ طَعَامٍ أوْ شَرَابٍ يَشْتَهِيهِ، أَطْعَمَهُ اللهُ مِنْ ثِمَارِ الجَنَّةِ، وَسَقَاهُ مِنْ شَرَابِهَا. وَإِنَّهُ لَمْ يُنْخَلْ لرسول الله (ص) طعامٌ قَطُّ، وَلا شَبِعَ (4) مِنْ خُبزِ بُرٍّ ثلاثةَ أيام ٍ مُتَوَالِيَةٍ، حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ.
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ ويشبهُ أَنْ يكونَ أَبُو زُهَيْرٍ (5) سمعَه مِنْ (6) عَمْرِو بْنِ شَمِر؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُدرِكْ عِمرانَ بْنَ مُسْلِمٍ.
_________
(1) روايته أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (3634) .
(2) ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/258 رقم1424) وقال: «سألت أبي عنه، فقال: لا أعرفُه، والحديث الذي رواه منكر» .
(3) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(4) في (ك) : «ولا يشبع» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ت) .
(5) هو: عبد الرحمن بن مَغْراء.
(6) في (ك) : «ابن» بدل: «من» .(3/119)
741 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ (1) ،
عَنْ ثَوْرٍ (2) ، عَنْ عليِّ بْنِ أَبِي طَلحَة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبي ذَرٍّ (3) : أنَّ النبيَّ (ص) واصَلَ بَيْنَ يومَيْنِ، فأتاهُ جبريلُ فَقَالَ: إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قَدْ قَبِلَ وِصالَكَ ... الحديثَ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَقَدْ رَوَى هَذَا الحديثَ الوليدُ (4) ، عَنْ ثَور، عَنْ عليِّ بْنِ أَبِي طَلحَة، عَمَّن لا يتَّهم (5) ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بن أبي ذَرٍّ (6) ،
_________
(1) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3138) ، و"مسند الشاميين" (464) عن بكر بن سهل، عن عبد الله بن يوسف، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ ثور بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عن أبي ذر، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ثور إلا يحيى، ولا يروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد» .
ومن طريق الطبراني، رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (37/15) .
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/158) : «ولم أعرف عبد الملك، وبقية رجاله رجال الصحيح» . وقال ابن حجر في"فتح الباري" (4/205) : «ليس إسناده بصحيح» .
ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/139) من طريق الهيثم بن حميد، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبي طلحة، عن عبد الله بن ذر، أن النبي (ص) واصل ... فذكره.
(2) هو: ابن يزيد الكَلاعي.
(3) في (أ) و (ش) : «علي بن ذر» ، وضبَّب ناسخ (ك) على قوله: «علي» . وثَمَّ تعليقٌ بهامش النسخة (أ) ، ونصُّه: «إنما هو: عن عبد الملك، عن أبي ذر؛ كذا خرَّجه الطبراني» ، وقد تقدَّم تخريج رواية الطبراني.
(4) هو: ابن مسلم.
(5) ضبطها ناسخا (أ) و (ف) : «يُتَّهَم» بضم المثنَّاة التحتية، على البناء لما لم يُسَمَّ فاعله.
(6) كذا في جميع النسخ، ولعلَّ الصواب: «عن عبد الملك، عن أبي ذر» . وانظر التعليق قبل السابقين.(3/120)
عن النبيِّ (ص) : فأيُّهما أصَحُّ عندك (1) ؟
قَالا: حديثُ الْوَلِيدِ أصَحُّ.
742 - وسألتُ أَبِي (2) وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشِير (3) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: ألاَ أُخْبِرُكُمْ بِالغَنِيمَةِ البَارِدَةِ؟! الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ؟
قَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ هَمَّام (4) ، والدَّسْتوائي (5) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ ... .
قلتُ لأَبِي: الخطأُ مِمَّن هو (6) ؟
_________
(1) في (ت) : «عند» ، وفي (ك) : «عنده» ، والجادَّة: «عندكما» ، لكنْ لعلَّه وَجَّهَ السؤالَ إلى كل واحدٍ منهما على حدة، فيصح على ذلك أنْ يقول" «عندك» ، والله أعلم.
(2) قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ك) .
(3) روايته أخرجها الطبراني في "الصغير" (716) ، و"مسند الشاميين" (2600) وابن عدي في = = "الكامل" (3/374) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3658) . من طريق الوليد بن مسلم، عنه، به.
ومن طريق الطبراني، رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/456) .
قال الطبراني: «لم يروه عن قتادة إلا سعيد، تفرد به الوليد» . وكذا قال ابن عدي.
وعزاه السخاوي في "المقاصد الحسنة" (رقم 588) إلى ابن أبي عاصم.
(4) هو: ابن يحيى العَوْذي. وروايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" ص (221) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/297) .
ومن طريق عبد الله بن أحمد رواه أبو نعيم في "الحلية" (1/381) .
قال السخاوي في "المقاصد الحسنة" (رقم588) بعد أن ذكره موقوفًا: «وهو أصح» .
(5) في جميع النسخ: «الدستواني» ، عدا (ك) و (ش) ، فإنها لم تنقط ولم تهمز فيهما. والدَّستوائي هذا هو: هشام ابن أبي عبد الله.
(6) قوله: «هو» ليس في (ك) .(3/121)
قَالَ (1) : مِنْ سَعِيدِ بْنِ بَشير.
743 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (2) ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) كان
_________
(1) في (ك) : «قال: هو» .
(2) هو: ابن الوليد. ولم نقف على روايته بهذا اللفظ، والحديث رواه ابن ماجه في "سننه" (1678) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4792) ، والطبراني في "الصغير" (401) و"مسند الشاميين" (1830) ، وابن عدي في "الكامل" (3/406) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/262) من طريق بَقِيَّةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سعيد الزبيدي، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة قالت: اكتحل رسول الله (ص) وهو صائم.
قال ابن عدي: «سعيد بن أبي سعيد الزبيدي، شيخ مجهول، وأظنه حمصي، حدث عنه بقية وغيره، حديثه ليس بالمحفوظ» .
وقال البيهقي: «وسعيد الزبيدي من مجاهيل شيوخ بقية، ينفرد بما لا يتابع عليه» .
وتعقبهما ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/317) بقوله: «وليس هو بمجهول؛ كما قاله أيضًا ابن عدي؛ بل هو: سعيد بن عبد الجبار الزبيدي الحمصي، وهو مشهور؛ لكنه مجمع على ضعفه، وأبو أحمد بن عدي فرَّق في كتابه بين سعيد بن أبي سعيد وبين سعيد ابن عبد الجبار، وهما واحد» . وبنحوه قول الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/365) .
ووقع في رواية الطبراني في "الصغير": «محمد بن الوليد الزبيدي» .
قال ابن عبد الهادي: «وقد ظنَّ بعض العلماء أن الزبيدي في هذا الحديث هو محمد بن الوليد، الثقة الثبت، وذلك وهمٌ؛ وإنما هو: سعيد بن أبي سعيد كما صرح به البيهقي وغيره» .
وقال ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (2/691) في بقية بن الوليد: «وكان ربما روى عن سعيد بن عبد الجبار الزبيدي أو زرعة بن عمرو الزبيدي، وكلاهما ضعيف الحديث، فيقول: «نا الزبيدي» فيُظَنُّ أنه محمد بن الوليد الزبيدي صاحب الزهري» . ثم ذكر له هذا الحديث وقال: «وظنه بعضهم محمد بن الوليد، فنسبه كذلك، وأخطأ، وإنما هو: سعيد بن عبد الجبار» .
(3) هو: ابن عروة بن الزبير.(3/122)
يَحْتَجِمُ وَهُوَ صائِمٌ؟
فَقَالا: هُوَ سعيدُ بْنُ عَبْدِ الجبَّار (1) ، عَنْ أبي (2) جَزِيٍّ (3) ، عَنْ هِشَامٍ، والحديثُ حديثُ هِشَامٍ (4) ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ يَحتَجِمُ وهو صائِمٌ. وأبو جَزِيٍّ ضعيفُ الْحَدِيثِ.
744 - وسمعتُ (5) أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ سُوَيد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الذِّمَاري، عَنْ أَبِي الأَشْعَث الصَّنْعاني (6) ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبي (7) ، عَنْ ثَوْبان؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَنْ
_________
(1) هو: سعيد بن أبي سعيد المتقدم، قال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/365) بعد أن ذكر سعيد بن أبي سعيد: «واسم أبيه: عبد الجبار على الصحيح» .
(2) في (ت) و (ك) : «ابن» بدل: «أبي» .
(3) بالجيم والزاي، ثم ياء مثناة. ومنهم من يقول: «جزء» ؛ بالهمزة بدل الياء، والأول أشهر، واسمه: نصر بن طريف، وقد اختلف الأئمة في ضبط «جزي» ، فمنهم من ضبطه بفتح الجيم وكسر الزاي، على وزن «عَلِيّ» ، ومنهم من ضبطه بكسر الجيم وسكون الزاي، على وزن «جِزْي» ، ومنهم من ضبطه بضم الجيم وفتح الزاي على وزن «سُمَيّ» . انظر تفصيل ذلك في "الإكمال" لابن ماكولا (2/78-81) ، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (2/310) ، و"لسان الميزان" (6/154) ، و"القاموس المحيط" (ص 1270) .
(4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9334) من طريق عبيد الله بن موسى وأبي أسامة كلاهما، عنه، به.
(5) نقل هذا النص ابن القيم في "تهذيب السنن" (3/310) ، والعلائي في "رفع الإشكال، عن صيام ست من شوال" (ص68) ، وقد تقدمت هذه المسألة برقم (716) ، وانظر المسألة التالية.
(6) هو: شراحيل بن آدة. وقوله: «عن أبي الأشعث الصنعاني» سقط من (ك) .
(7) هو: عمرو بن مرثد.(3/123)
صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ بِسِتٍّ (1) مِنْ شَوَّالٍ ... .
قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ شديدٌ (2) ؛ قَدْ سَمِعَ يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَاري هَذَا الحديثَ (3) مِنْ أَبِي أَسْمَاءَ؛ وَإِنَّمَا (4) أَرَادَ (5) سُوَيْدٌ: مَا حدَّثنا صَفْوان بْنُ صَالِحٍ؛ قَالَ: حدَّثنا مَرْوَانُ الطَّاطَرِي (6) ، [عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ] (7) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الأَشْعَث الصَّنْعاني، عَنْ شَدَّاد بْنِ أَوْسٍ، عن النبيِّ (ص) : مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ بِسِتٍّ (8) مِنْ شَوَّالٍ ... .
وحديثُ ثَوْبان: الصَّحيحُ: يحيى بن الحارث؛ أنه (9) سَمِعَ أَبَا (10) أَسْمَاءَ الرَّحَبِيَّ، عَنْ ثَوْبان، عن النبيِّ (ص) .
745 - وسُئِلَ (11) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ الطَّاطَرِي (12) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عن أبي الأَشْعَث
_________
(1) انظر الكلام على قوله: «بِسِتّ» في المسألة رقم (713) .
(2) في "تهذيب السنن" و"رفع الإشكال": «هذا وَهَمٌ من سويد» .
(3) قوله: «هذا الحديث» مكرر في (ف) .
(4) في (ف) : «إنما» بلا واو.
(5) قوله: «وإنما أراد» سقط من (ت) و (ك) .
(6) هو: مروان بن محمد.
(7) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، فاستدركناه من "تهذيب السنن"، و"رفع الإشكال"، وجاء على الصَّواب في المسألة التالية.
(8) في (ك) : «بستة» ، وكلاهما جائزٌ لغةً. انظر التعليق على المسألة رقم (713) .
(9) قوله: «أنه» من (ف) فقط.
(10) في (أ) و (ش) : «أبي» .
(11) نقل هذا النص ابن القيم في "تهذيب السنن" (3/310) ، والعلائي في "رفع الإشكال عن صيام ست من شوال" (ص68) ، وانظر المسألة السابقة، والمسألة رقم (716) .
(12) هو: مروان بن محمد.(3/124)
الصَّنْعاني (1) ، عَنْ [شَدَّاد] (2) بْنِ أَوْس، عن النبيِّ (ص) : مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ بِسِتٍّ (3) مِنْ شَوَّالٍ ... ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: الناسُ يَروون (4) عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوبان، عَنِ النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ؟
قَالَ: جَمِيعًا صَحِيحَينِ (5) .
746 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سُوَيد بن عبد العزيز (7) ، عن قُرَّة بن عبد الرحمن، عَنِ الزُّهْري، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحكم، عن
_________
(1) هو: شراحيل بن آدة.
(2) في جميع النسخ: «أوس» ، والتصويب من "تهذيب السنن" و"رفع الإشكال عن صيام ست من شوال". وجاء على الصَّواب في المسألة السابقة.
(3) انظر الكلام على قوله: «بست» من جهة اللغة، في التعليق على المسالة رقم (713) .
(4) في (ك) : «يروونه» ، وهكذا كانت في (ف) و (ت) ، ثم صُوِّبت.
(5) كذا في جميع النسخ و"رفع الإشكال" للعلائي، والجادَّةُ أن يكون بالألف رفعًا على الخبرية؛ والتقدير: «قال: هما جميعًا صحيحان» ، لكنَّ مجيئه بالياء «صحيحين» له وجهان في العربية، ذكرناهما في تخريج نحوه في المسألة رقم (25) .
(6) انظر المسألة المتقدمة برقم (681) ، والتعليق عليها.
(7) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (817) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/98) ، والطبراني في "الأوسط" (544 و8217) ، وابن عدي في "الكامل" (4/220) ، والحاكم في "المستدرك" (3/631) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4070) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (27/346) .
قال البخاري في "التاريخ الكبير" (5/8) في ترجمة عبد الله بن حذافة: «لا يصح حديثه، مرسل» .
قال ابن عدي بعد روايته للحديث: «وهذا الحديث هو الذي أشار إليه البخاري لعبد الله بن حذافة لا يصح» .
وقال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا قرَّة، تفرد به سويد بن عبد العزيز» .(3/125)
عبد الله بْنِ حُذافَة السَّهْمي: أنَّ النبيَّ (ص) أمرَه أَنْ يُنادِيَ فِي أَهْلِ مِنًى: أنْ لا تَصُومُوا هذهِ (1) الأَيَّامَ؛ فإنَّها أَيَّامُ أَكلٍ وشُربٍ وذِكْرِ اللهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري؛ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ مَسْعُودٍ، عَنْ عبد الله بْنِ حُذَافَة.
747 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سعيد ابن بَشير (2) ، عَنْ قَتَادة، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي: الَّذِي
_________
(1) في (ت) و (ك) : «في هذه» .
(2) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (273/أ/مسند أبي هريرة) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2677) ، والدارقطني في "السنن" (2/179-180) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/353) من طريق أبي الجماهر محمد بن عثمان، عنه، به.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عَنْ قَتَادَةَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عن أبي هريرة إلا الحجاج بن أرطاة وسعيد بن بشير» .
ورواه الترمذي في "جامعه" (721) ، والبزار في "مسنده" (273/أ/مسند أبي هريرة) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6038) ، والدارقطني في "السنن" (2/180) من طريق حجاج بن أرطاة، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (939) من طريق يزيد التستري والحسن بن دينار، ثلاثتهم، عن قتادة، به.
ورواه البخاري في "صحيحه" (1933) ، ومسلم في "صحيحه" (1155) من طريق هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن سيرين، به.
ورواه الدارقطني في "السنن" (2/179) من طريق عمار بن مطر، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أبي هريرة، به. قال الدارقطني: «عمار ضعيف» .(3/126)
يَأْكُلُ نَاسِيًا وَهُوَ صَائِمٌ، إِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ ابنُ أَبِي عَروبة (1) ،
عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي رَافِعٍ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (3) . وسعيدُ بْنُ أَبِي عَروبة أحفَظُ.
748 - وسألتُ (4) أبي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشير، عَنْ قَتادة، عَنْ عَيَّاشٍ اليَشكُريِّ (5) ، عَنْ أَبِي قَتادة بْنِ رِبْعِيٍّ (6) ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الجُمُعَة؟
فَقَالَ أَبِي: رَوَاهُ سعيدُ بْنِ أَبِي عَروبة، عَنْ قَتادة، عَنْ عَيَّاش، عَنْ أَبِي قَتادة العَدَويِّ، موقوفً (7) .
_________
(1) هو: سعيد. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/489 رقم 10348) ، وإسحاق ابن راهويه في "مسنده" (18) وابن الجارود في "المنتقى" (390) .
ورواه ابن حبان في "كتاب الصلاة" - كما في "إتحاف المهرة" (20073) - من طريق شعبة، والدارقطني في "سننه" (2/179) من طريق نصر بن طريف كلاهما عن قتادة، به.
قال الدارقطني: «نصر بن طريف أبو جزء ضعيف» .
وقال الدارقطني في "العلل" (1821) بعد أن ذكر الاختلاف على قتادة: «ولعل قتادة روى عنهما» أي: ابن سيرين وأبي رافع.
(2) هو: نُفَيع الصَّائغ.
(3) قوله: «عن أبي هريرة» سقط من (ف) .
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (684) و (722) .
(5) هو: عيَّاش بن عبد الله.
(6) هو: الحارث بن ربعي.
(7) كذا في النسخ، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .(3/127)
قَالَ أَبِي: وَأَبُو قَتادَةَ العَدَويُّ مِنَ التَّابعين.
749 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ بُرْقان (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أنَّ رجُلاً أَتَى النبيَّ (ص) فَقَالَ: إِنِّي هَلَكتُ؛ وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِي فِي شَهْرِ (3) رمضانَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري (4) ، عن حُمَيد بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: قَدِمَ جعفرُ بْنُ بُرْقان الكوفةَ وَلَيْسَ مَعَهُ كُتُب، فَكَانَ يحدِّث مِنْ حِفظِه فيغلَطُ.
750 - وسمعتُ (5) أَبِي وحدَّثنا عَنْ هِلالِ ابن العَلاء (6) ، عن أبيه (7) ، عن عُبَيدالله بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيسة، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عليِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رَجُلا أفطرَ فِي شَهْرِ رمضانَ، فَأَتَى أَبَا هريرةَ، فَسَأَلَهُ (8) ؟ فَقَالَ: لا يُقبَلُ مِنْهُ صومُ سَنَةٍ.
_________
(1) انظر المسألة رقم (653) و (707) و (708) .
(2) روايته أخرجها الدارقطني في "العلل" (10/242) .
(3) قوله: «شهر» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(4) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (707) .
(5) انظر المسألة رقم (674) و (720) و (776) وفيها تخريج طرق الحديث.
(6) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3271/الرسالة) .
(7) هو: العلاء بن هلال.
(8) قوله: «فسأله» سقط من (ك) .(3/128)
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: حبيبٌ، عَنْ عُمَارَة بْنِ عُمَير، عَنِ أَبِي المُطَوِّس، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ، لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صِيَامُ الدَّهْرِ.
751 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عُبَيدالله (2) بن عمرو (3) ، عن عبد الملك بْنِ عُمَير، عَنْ جُنْدب بْنِ سُفْيان (4) ، عن النبيِّ (ص) : أَفْضَلُ الصِّيَام ِ (5) بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ: المُحَرَّمُ؟
قَالَ أبي: أخطأَ فيه عُبَيدالله؛ الصَّوابُ: مَا (6) رَوَاهُ زَائِدَةُ (7) وغيرُه (8) ، عن عبد الملك بْنِ عُمير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنتَشِر، عن حُمَيد
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (770) موجَّهة لأبي زرعة، وقد أجاب بمثل جواب أبي حاتم هنا.
(2) في (ك) : «عبد الله» .
(3) هو: الرَّقي، وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (2916/الرسالة) ، والروياني في "مسنده" (970) ، والطبري - كما في "إتحاف المهرة" (3997) وصححه -، والطبراني في "الكبير" (2/169 رقم 1695) ، والبيهقي في"السنن الكبرى" (4/291) .
قال ابن حجر متعقبًا تصحيح الطبري له: «وفيه نظر؛ فإن عبيد الله بن عمرو تفرد به، وخالفه أبو عوانة وزائدة وغير واحد، فرووه عن عبد الملك بن عمير، عن محمد ابن المنتشر، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، من هذا الوجه أخرجه مسلم» .
(4) هو: جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي.
(5) قوله: «الصيام» سقط من (ف) .
(6) قوله: «ما» ليس في (ف) .
(7) هو: ابن قُدامة. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1163) .
(8) ذكر أبو زرعة في المسألة رقم (770) منهم: أبا عوانة وضَّاح بن عبد الله، وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/342 رقم 8507) ، والدارمي في "مسنده" (1517) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/291) وجرير بن عبد الحميد، وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1163) .(3/129)
بن عبد الرحمن (1) ؛ منهم من يَقُولُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمِنْهُمْ مِنْ يُرْسِلُه؛ يَقُولُ: حُمَيد، عن النبيِّ (ص) .
والصَّحيحُ مُتَّصِلٌ: حُمَيدٌ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) (2) .
752 - وسمعتُ (3) أَبِي يَقُولُ: وَهِمَ محمَّدُ ابن سَلَمة (4) فِي الحديثِ الَّذِي يَرْوِيهِ عن زياد ابن أَبِي مَرْيَمَ: أَنَّهُ دخلَ عَلَى أَبِي مُوسَى، وَهُوَ يَحتَجِمُ وَهُوَ صائِمٌ؛ فِي ذِكْرِ الحِجامَة للصَّائم (5) .
_________
(1) هو: الحميري.
(2) قال الدارقطني في "العلل" (1656) : «اختُلِف فيه على حميد بن عبد الرحمن: فرواه عبد الملك بن عمير، واخُتِلف عنه: فرواه زائدة بن قدامة وأبو حفص الأبَّار والثوري وشيبان وأبو حمزة وأبو عوانة وعبد الحكيم بن منصور وعكرمة بن إبراهيم وجرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، وخالفهم عُبيدالله بن عمرو الرَّقِّي؛ رواه عن عبد الملك بْنِ عُمير، عَنْ جُنْدَبِ بْنِ سفيان، عن النبي (ص) ، ووَهِمَ فيه، والذي قبله أصحُّ، عن عبد الملك. ورواه أبو بشر جعفر بن إياس، = = عن حميد الحميري، واختُلِف عنه: فأسنده أبو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بشر، عَن حميد الحميري، عن أبي هريرة، وخالفه شعبة، فرواه عن أبي بشر، عن حميد بن عبد الرحمن، عن النبي (ص) مرسلاً، ورفعُه صحيح» . وصحَّح المزي في "تحفة الأشراف" (3266) حديثَ عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنتشر، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به، مرفوعًا.
(3) نقل هذا النص العيني في "عمدة القاري" (11/40) ، وانظر المسألة المتقدمة برقم (682) .
(4) هو: الحرَّاني.
(5) قال المصنف في "المراسيل" (217) : «سمعت أبي يقول: زياد بن أبي مريم لم يدخل على أبي موسى قط، وَهِمَ محمد بن مُسْلِم، في هذا الحديث في ذكر الحجامة للصائم» كذا وقع في المطبوع من "المراسيل" «محمد بن مسلم» وهو تحريف والصواب كما في المسألة: «محمد بن سلمة» .(3/130)
753 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ بُرْقان، عَنْ أَبِي الزُّبَير (2) ، عَن جَابِر: أنَّ النبيَّ (ص) أَمَرَ أَبَا طَيْبَةَ أَنْ يَحْجُمَهُ فِي رمضانَ مَعَ غَيبُوبَةِ الشَّمسِ؟
فَقَالَ: هَذَا حديثٌ مُنْكَرٌ، حدَّثنا به هشامُ ابنُ عَمَّارٍ (3) ، عَنْ سَعْدان (4) ، عَنْ جَعْفَرٍ.
قَالَ أَبِي: وجعفرُ بْنُ بُرْقان لا يصِحُّ لَهُ السَّماعُ مِنْ أبي الزُّبَير، ولعلَّ بينهُما رجلً ضَعِيفٌ (5) .
754 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه ابن المبارك (6) ، وخالد
_________
(1) انظر المسألة رقم (761) .
(2) هو: محمد بن مسلم بن تَدرُس.
(3) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (3536) ، والطبراني في "الأوسط" (4527) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ جعفر بن بُرْقان إلا سعيدُ بن يحيى، تفرَّد به هشام بن عمار» .
(4) هذا لقبه، واسمه: سعيد بن يحيى اللَّخْمي.
(5) كذا في جميع النسخ، وتَحْتَمِلُ العبارةُ أحدَ وجهَيْن: إمَّا أن يقال: ولعلَّ بينهما رجلً ضعيفً، أو يقال: ولعلَّ بينهما رجلٌ ضعيفٌ، فالأول: بالنصب على لغة ربيعة، والثاني بالرفع على تقدير ضمير الشأن، وسبق تخريج نحو ذلك في المسألة رقم (130) في قوله: «إنَّ للوضوء شيطان» . وانظر المسألة رقم (34 و854) .
(6) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/184 رقم 1596) ، ومسلم في "صحيحه" (1086) .
ورواه أحمد (1/184 رقم 1594 و1595) ، ومسلم (1086) من طريق محمد بن بشر وزائدة بن قدامة، وابن خزيمة في "صحيحه" (1920) ، والبزار في "مسنده" (1181) من طريق مروان بن معاوية، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/281) من طريق حكام بن سلم ومهران بن أبي عمر جميعهم عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، به.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه، وقد رواه غير واحد عن إسماعيل، عن محمد بن سعد، مرسلاً، وأسنده جماعة منهم: زائدة، ومحمد بن بشر ومروان بن معاوية» .(3/131)
الواسِطي (1) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص، عَنْ أَبِيهِ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : الشَّهْرُ هَكَذا، وهَكَذا؛ تِسْعً وَعِشْرينَ، وَثَلاَثِينَ (2) .
وَرَوَاهُ وكيعٌ (3) ، وَيَحْيَى القَطَّانُ (4) ، فَقَالا: عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (5) ؟
_________
(1) هو: خالد بن عبد الله.
(2) قوله: «تِسْع» كذا في جميع النسخ، وهو بفتحتين على العين؛ لأنَّه منصوبٌ على إضمار فعل مقدر، ويحتمل وجهين:
الأول: أنه بإضْمار فعل ناقص، والتقدير: «الشَّهْرُ يكون هَكَذا وهَكَذا؛ تِسْعً وَعِشْرينَ، وَثَلاَثِينَ» ، فـ «تِسْعً وعشرين» ، و «وَثَلاَثِينَ» منصوبان؛ لأنهما عطفُ بيان أو بدلٌ من قوله: «هَكَذا وهَكَذا» ، وقد صرِّح بهذا الفعل- وهو «يكون» - عند مسلم في "صحيحه" (1084) من حديث جابر، وعند ابن خزيمة في "صحيحه" (1921) من حديث عمر بن الخطاب: «إنَّ الشهر يكونُ تِسْعًا وعِشْرين» . وانظر "تقريب الأسانيد" للعراقي (4/116) .
والثاني: أنه بإضمار فعل تام، والتقدير: «الشَّهْرُ هَكَذا وهَكَذا، أعني - أو يعني - تِسْعً وَعِشْرينَ وَثَلاَثِينَ» . هذا؛ وقد كانت الجادَّة - في الوجهين - أن يقال: «تِسْعًا» بالألف على لغة جمهور العرب، كما جاء = = في مطبوعات مصادر التخريج؛ لكنَّ حذفها هنا جارٍ على لغة ربيعة، التي تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) هو: ابن الجرَّاح الرُّؤاسي.
(4) هو: يحيى بن سعيد. ولم نقف على رواية وكيع والقطان، والحديث رواه النسائي في "سننه" (2137) من طريق محمد بن عبيد، عن إسماعيل، عن محمد بن سعد، به مرسلاً.
(5) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر المسألة رقم (34) .(3/132)
قَالَ أَبِي: المُتَّصِلُ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) أشبَهُ؛ لأنَّ الثِّقات قَدِ اتَّفقوا (1) عُلَيَّةَ (2) .
755 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْل بْنُ عُثْمَانَ العَسْكري؛ قال: حدَّثنا غالبُ ابن فائِد، عَنْ إِسْرَائِيلَ (4) ، عَنْ جَابِرٍ (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَن جابر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: خِيَارُكُمْ مَنْ قَصَرَ الصَّلاَةَ فِي السَّفَرِ وَأَفطَرَ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا عبد الله بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ (6) ؛ قَالَ: أخبرنا إسرائيل،
_________
(1) في (ك) : «اتفق» .
(2) قال البرذعي في "سؤالاته" (ص 750) : «سمعت محمد بن يحيى يقول: سمعت علي بن عبد الله يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يقول: كان معي في الأطراف: عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ [سَعْدٍ] ، عَنْ أَبِيهِ: «الشهرُ هكذا وهكذا» ، فسألت إسماعيل عنه؟ فأنكر أن يكون: عن أبيه» .
وقال الدارقطني في "العلل" (626) : «يرويه إسماعيل ابن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سعد، واختُلِف عنه: فرواه زائدة وخالد الواسطي وورقاء ومحمد بن بشر وابن المبارك، عن إسماعيل، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سعد، ورواه علي بن مسهر وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ إسماعيل، عن محمد بن سعد مرسلاً. ورواه مغيرة ابن مسلم، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عن السعدي، ووَهِمَ فيه، والصَّواب: حديث محمد بن سعد، وكان إسماعيل بن أبي خالد مرَّة يصله، ومرَّة يرسله» .
(3) نقل هذه المسألة بتمامها ابن الملقن في "البدر المنير" (3/326/مخطوط) ، لكن وقع عنده: «عن إسرائيل، عن جده، عن محمد بن المُنْكَدِر» .
(4) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.
(5) هو: ابن يزيد الجُعفي.
(6) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/165/تعليقًا) ، وابن عدي في "الكامل" (3/24) ، وابن شاذان في "الجزء الثامن من أجزائه"، وعبد الغني المقدسي في "السنن" - كما في "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني _ح (3560) .
قال ابن عدي: «وخالد العبد ليس له من الحديث إلا مقدار عشرة وأقل، عن ابن المنكدر والحسن البصري، وأحاديثه بمقدار ما يرويه مناكير» .(3/133)
عَنْ خَالِدٍ العَبْد (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: وغالبُ (2) بْنُ فَائِد مَغْرِبِيٌّ (3) ، لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
756 - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنُ مَغْراء (4) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: سافَرْنَا مَعَ رَسُولِ الله (ص) ، فَمِنَّا الصَّائمُ، ومنَّا المُفطِرُ، فكان (5) من صامَ فِي أنفُسِنا أفضلَ، وَكَانَ المُفْطِرونََ هم الذين يَعْمَلونَ، ويُعِينونَ، ويَسْتَقونَ، فقال رسولُ الله (ص) : ذَهَبَ المُفْطِرونَ بِالأَجْرِ؟
قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ (6) .
_________
(1) في (ش) و (ف) والموضع السابق من "البدر المنير": «العبدي» ، وهكذا كان في (أ) ، ثم ضُرب على الياء.
(2) قوله: «غالب» تصحَّف في (ك) إلى: «خالد» .
(3) كذا في جميع النسخ، وغالب بن فائد كوفي أسدي، لم يقل أحدٌ ممن ترجم له: إنَّه مغربيّ، والذي يظهر لنا أن قوله: «مغربيّ» محرفٌ عن: «مقرئ» ؛ فإنَّه مشهور بذلك، قال ابن حجر في "لسان الميزان" (5/408) : «كوفيٌّ أخذ القراءة عن حمزة الزيات» . وانظر "الجرح والتعديل" (7/49) ، و"تاريخ الإسلام" (13/322) .
(4) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (28/أ/مسند أنس) ، والطبري في"تهذيب الآثار" (1/106/مسند ابن عباس) .
(5) في (ت) و (ك) : «وكان» .
(6) يعني: من هذا الطريق، ووجه إنكار هذا الحديث: أن عبد الرحمن بن مغراء متكلَّم في روايته عن الأعمش، ولم يتابعه على هذا الحديث - فيما نعلم - أحدٌ من أصحاب الأعمش الثقات، وفي هذا نكارةٌ ظاهرة. وقد روى ابن عدي في "الكامل" (4/289) عن علي بن المديني أنه قال: «عبد الرحمن بن مغراء أبو زهير: ليس بشيء، كان يروي عن الأعمش ستَّ مئة حديث، تركناه، لم يكن بذاك» ، ثم قال ابن عدي: «وهذا الذي قاله علي بن المديني هو كما قال، إنما أنكرت على أبي زهير هذا أحاديث يرويها عن الأعمش لا يتابعه الثقات عليها، وله عن غير الأعمش غرائب، وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم» . وانظر "تهذيب الكمال" (17/421) .
والحديث رواه البخاري في "صحيحه" (2890) ، ومسلم (1119) كلاهما من طريق مورِّق العجلي، عن أنس، به. وانظر "العلل" للدارقطني (4/19ب - 20 أو85 أ) .(3/134)
757 - وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرمَلَة (2) ، عن ابن وَهْب (3) ، عن عبد الله بْنُ السَّمْح، عَنْ عُمَرَ بْنِ الصُّبْح، عَنْ مُقاتِل، عَنْ عَمْرِو (4) بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه؛ قَالَ: رأيتُ رسولَ اللَّهِ (ص) فِي السَّفَرِ (5) صَائِمًا ومُفْطِرًا، ورأيتُه يصلِّي حافِيًا ومُنتَعِلاً، ورأيتُه (6) يَشْرَبُ قاعِدًا وَقَائِمًا، ورأيتُه يَنفَتِلُ عَنْ يَمينِه وَعَنْ شِمالهِ.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: ابنُ السَّمْح لَيْسَ بقويٍّ، وهو مَرْوَزِيٌّ، ومُقاتِلٌ هُوَ عِنْدِي: مُقاتِلُ (7) بْنُ سُلَيمان.
758- وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (413) .
(2) هو: ابن يحيى التُّجِيبي.
(3) هو: عبد الله.
(4) تصحَّف في (ك) إلى: «عمر» .
(5) في (ك) : «في سفر» .
(6) في (ت) : «ورأيت» .
(7) قوله: «مقاتل» ليس في (ك) .
(8) انظر المسألة رقم (659) و (782) .(3/135)
أَعْيَن (1) ، عَنْ خَطَّاب بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ خُصَيف (2) ، عَنْ عِكرِمَة، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ دخلَ عَلَى حَفْصَةَ، وأمِّ سَلَمةَ (3) - أَوْ عائِشَة - وَهُمَا (4) صائِمتانِ، ثُمَّ خَرَجَ ورَجَعَ وَهُمَا تأكُلانِ (5) ، فَقَالَ: أَلَمْ تَكُونا صائِمَتَينِ؟ ، قَالَتَا: بَلَى، ولكنْ أُهدِيَ لَنَا طعامٌ، فقال النبيُّ (ص) : صُومَا يَوْمًا مَكَانَهُ؟
قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ عبدُ السَّلام ابن حَرْب، عَنْ خُصَيف، عَنْ مِقْسَم (6) ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ: فأيُّهما الصَّحيحُ؟
قَالَ: حديثُ عبد السَّلام أشبهُ بالصَّواب.
قلتُ: مِقْسَمٌ سمعَ من عائِشَة؟
قال: أَدرَكَها.
_________
(1) لم نقف على روايته، والحديث رواه النسائي في "الكبرى" (3287-الرسالة) ، والطبراني في "الكبير" (11/288 رقم 12027) ، و"الصغير" (488) من طريق المعافى بن سليمان، عن خطاب، به. قال النسائي: «هذا الحديث منكر، وخُصَيف ضعيف في الحديث وخطّاب لا علم لي به. والصواب حديث معمر ومالك وعبيد الله» . وقال الطبراني: «لم يَروه عن خصيف إلا خطاب بن القاسم» .
(2) هو: ابن عبد الرحمن الجزري.
(3) المثبت من (ف) فقط، وفي بقيَّة النسخ: «حفصة أم سلمة» .
(4) في (ت) و (ف) و (ك) : «هما» بلا واو.
(5) في (ش) : «يأكلان» .
(6) هو: ابن بُجْرَة مولى ابن عباس.(3/136)
759 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادة، عَنْ حمَّاد (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ النِّدَاءَ وَالإنَاءُ عَلَى يَدِهِ، فَلاَ يَضَعْهُ (3) حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ.
قلتُ لأَبِي: وَرَوَى رَوْحٌ أَيْضًا عَنْ حمَّاد، عَنْ عمَّار بْنِ أَبِي عمَّار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مثلَه، وَزَادَ فِيهِ: وَكَانَ المُؤَذِّنُ يُؤَذِّنُ إِذَا بَزَغَ الفَجْرُ؟
قَالَ أبي: هذَينِ الحديثَينِ ليسا بِصَحِيحَينِ (4) ؛
أمَّا حديثُ
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (340) .
(2) هو: ابن سلمة.
(3) في (أ) : «نضعه» .
(4) كذا في جميع النسخ، عدا (ك) ، ففيها: «هذان الحديثين ليسا بصحيحين» ، وكانت هكذا في (ت) ثم رُسمت كما أثبتنا، والجادَّةُ أن يقال: «قَالَ أَبِي: هَذَانِ الْحَدِيثَانِ لَيْسَا بصحيحين» ، على حكاية مقول القول - كما في المسألة رقم (340) - لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهين:
الأوَّل: على الإمالة، والأصلُ: «هذان الحديثان» رفعًا بالألف على الابتداء؛ لكنْ أميلت الألف في «هذانِ» ؛ لانكسار النون بعدها، ولورود السماع بإمالة «ذا» في الإشارة، وأميلت الألف في «الحديثان» ؛ لانكسار النون بعدها أيضًا، ولسبقها بالياء. وتُرْسَمُ ياءً، لكنَّها لا تنطق إلا ألفًا ممالة: «هذَ ينِ الحديثَينِ» . انظر الكلام على الإمالة في المسألة رقم (25) ، (124) .
والثاني: على النصب بـ «قال» حملاً لها على «ظنَّ» ، وهذه لغة بني سليم يُجْرون القول وما اشتقَّ منه مُجْرَى الظَّنِّ مطلقًا بدون شروطٍ في نصب المفعولَيْنِ؛ فيقولون: قال زيدٌ بَكْرًا منطلقًا، فتكون على ذلك بالياء الخالصة: «هذَيْنِ الحديثَيْنِ» .
قال السيوطي في "همع الهوامع": «واختُلِفَ: هل يُعْمِلونه باقيًا على معناه، أَوْ لا يُعْمِلونه حتَّى يُضَمَّنَ معنى الظَّنِّ؟ على قولَيْنِ، اختار ثانيَهُمَا ابنُ جِنِّي، وعلى الأوَّل: الأعلَمُ وابن خَرُوف» . اهـ، ومن شواهد هذه اللغة قولُ الشاعر [من الرجز أو السريع] :
قالَتْ وكُنْتُ رَجُلاً فَطِينَا
هذا - لَعَمْرُ اللهِ - إسرائِينَا
وجمهور العرب: لا يُجْرُونَ القولَ وما تصرَّف منه مُجْرَى الظن، إلا بشروط. انظر تفصيل ذلك في: "شرح المفصَّل" (7/78- 81) ، و"شرح التسهيل" لابن مالك (2/93- 96) ، و"أوضح المسالك" (2/65- 72) ، و"شرح الأشموني" (2/72- 78) ، و"همع الهوامع" (1/563) .(3/137)
عمَّار (1) : فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفٌ (2) ، وعمَّارٌ ثقةٌ. والحديثُ الآخَرُ: لَيْسَ (3) بِصَحِيحٍ.
760 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى (4) بْنِ أَبِي سَمِينَة (5) ، عَنْ أَبِي بَحْر (6) عبد الرحمن بْنِ عُثْمَانَ البَكْراوي، عَنِ ابْنِ جُرَيج (7) ، عن عُبَيدالله بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ عباس: أنَّ رسولَ الله (ص) كَانَ يُوقِظُ (8) أهلَه ليلةَ ثلاثٍ وعِشرينَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: ابنُ عَبَّاسٍ (9) : أنه كان يوقِظ
_________
(1) المثبت من (ف) ، وفي بقيَّة النسخ: «عمارة» . وتقدَّم في المسألة رقم (340) على الصَّواب.
(2) قوله: موقوف» يجوز فيه الرفع والنصب. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(3) قوله: «ليس» سقط من (ف) .
(4) قوله: «ابن يحيى» ليس في (ف) .
(5) لم نقف على روايته، والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (11/104 رقم 11259) من طريق محمد بن بكار العيشي، عن أبي بحر، به.
(6) في (ك) : «عن أبي يحيى» .
(7) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(8) في (ف) : «يوقض» .
(9) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7686) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8688) من طريق يحيى ابن سعيد، كلاهما (عبد الرزاق ويحيى) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عُبَيْدِ الله بن أبي يزيد، أن ابن عباس كان يرشُّ على أهلِه الماءَ ليلة ثلاثٍ وعشرين.
وانظر "فتح الباري" لابن حجر (4/264) .(3/138)
ُ أهلَه، موقوفً (1) .
761-أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ (2) : حدَّثنا (3) أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا (4) مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاح البَزَّاز (5) ؛
قَالَ: حدَّثنا شَريك (6) ، عن ليث (7) ، عن عبد الوارث (8) ، عن أنس؛ قال:
_________
(1) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(2) من قوله: «أخبرنا أبو محمد ... » إلى هنا من (ت) و (ك) فقط.
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدثنا» ، وانظر المسألة رقم (753) .
(4) قوله: «أبو زرعة قال: حدثنا» سقط من (أ) و (ش) .
(5) في (ف) : «البزار» . وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (4225) .
ورواه الترمذي في "العلل الكبير" (214) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2750) ، والطبراني في "الكبير" (22/383 رقم 954) من طرق عن شريك، به. وسقط من "الآحاد والمثاني" قوله: «عن ليث» .
= ... ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6882) .
ورواه ابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (403) من طريق يحيى بن عبد الحميد، عن شريك، عن عبد الوارث، عن عبد الرحمن بن أنس بن مالك، عن أبيه، به.
ورواه البزار في "مسنده" (28/ب/مسند أنس) ، والطبراني في "الأوسط" (5898) من طريق الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ عن أنس، به.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش إلا الربيع بن بدر، والربيع لين الحديث» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأعمش إلا عُلَيلة ابن بدر، وهو: الربيع بن بدر» .
(6) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي.
(7) هو: ابن أبي سُلَيم.
(8) قال الترمذي في "العلل" (214) : «سألت محمدًا [يعني: البخاري] عن عبد الوارث هذا؟ فقال: هو رجل مجهول» .(3/139)
مرَّ بِنَا أَبُو طَيْبَة فِي شَهْرِ (1) رمضانَ، فَقُلْنَا: مِنْ أينَ جئتَ؟ قال: حَجَمْتُ النبيَّ (ص) (2) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
762 - وسمعتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ (4) وحدَّثنا عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ مُوسَى (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حسَّان، عَنِ اللَّيث بْن سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (6) ، عَنْ عَمْرَة (7) ، عَنْ عائِشَة؛ قَالت: كَانَ رسولُ الله (ص) يُقَبِّلُني وَهُوَ صائمٌ.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وذكَرَ هَذَا (8) الحديثَ، فَقَالَ: حدَّثنا (9) يحيى بن عبد الله بْنِ بُكَير؛ قَالَ: حدَّثني اللَّيث، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ؛ ليس بينهُما عَمْرَةُ.
_________
(1) قوله: «شهر» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(2) قوله: «النبي (ص) » سقط من (ف) .
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (710) ، وفيها أن أبا حاتم وأبا زرعة قالا عَنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ حسَّان: «هَذَا خطأٌ، إِنَّمَا هُوَ: اللَّيث، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ؛ أَنَّهُ بلغَه عَنْ عائِشَة: أَنَّ النبيَّ (ص) كان يُقَبِّلُها ... وهو الصَّحيحُ» .
(4) في (ف) : «أبي زرعة» .
(5) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/92) .
(6) قوله: «عن يحيى بن سعيد» سقط من (ك) .
(7) هي: بنت عبد الرحمن.
(8) قوله: «هذا» ليس في (ش) .
(9) في (ش) و (ف) : «حدثني» .(3/140)
فجعلَ أبا زُرْعَةَ (1) حديثَ ابنِ بُكَير عِلَّةً لِحَدِيثِ يَحْيَى بْنِ حسَّان.
763 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ الطَّنَافِسي (2) ، عَنْ عليِّ بْنِ غُرَاب، عَنِ ابْنِ جُرَيج (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) احتَجَمَ وَهُوَ صائمٌ مُحْرِمٌ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ باطِلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
764 - وسألتُ (4) عليَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الجُنَيد، وذكرتُ لَهُ حَدِيثًا رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الكِلابي (5) ، عَنْ هَمَّام (6) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لاَ تَقَدَّمُوا (7) شَهْرَ رَمَضَانَ
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أبو زرعة» ؛ لأنه فاعلُ «جَعَلَ» ؛ ولذا ضَبَّبَ عليها ناسخ (ت) ، وضرَبَ ناسخ (ش) على «با» من «أبا» ، وكتب فوقها «بو» ، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية، ووجهُهُ أنه جاء على لغة من يلزم الأسماء الستة الألف مطلقًا رفعًا ونصبًا وجرًّا. انظر الكلام على هذه اللغة في المسألة رقم (9) .
(2) لم نقف على روايته، والحديث رواه ابن عدي في "الكامل" (3/326) من طريق سلم بن سالم البلخي، عن عبيد الله الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، به.
(3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(4) انظر المسألة المتقدمة برقم (717) .
(5) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (134/ب/مسند أبي هريرة) قال: حدثنا عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير، عنه، به. بالشطر الثاني فقط.
(6) هو: ابن يحيى العَوْذي.
(7) أي: لا تَتَقَدَّمُوا، ثم حُذِفَتْ إحدى التاءين تخفيفًا، وانظر نحو ذلك في التعليق على قوله: «ولو تَقَلَّدُ سَيْرًا» في المسألة رقم (388) .(3/141)
بِصَوْمِ (1) يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، إِلاَّ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ.
وسمعتُه (2) يَقُولُ: مَنْ صَامَ أَوْ قَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، فَإِنَّهُ يُغْفَرُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ؟
فسمعتُ ابْنَ جُنَيدٍ يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: هَمَّامٌ (3) ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
765 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُصعَب بْنُ سَعِيدٍ المِصِّيصي، وأحمدُ بْنُ سُلَيمان بْنِ أَبِي الطَّيِّب (4) ، كلاهما عن عيسى
_________
(1) في (أ) : «يصوم» .
(2) القائل: «وسمعته» هو أبو هريرة.
(3) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/347 و408 رقم 8575 و8576 و9287 و9288 و9289) . من طريق عفان، عن همام، به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (1901) ، ومسلم (760) من طريق هشام الدستوائي، عن يحيى ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) قال: «من صام رمضان ... » ، الحديث.
ورواه مسلم (1082) من طرق عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) قال: «لا تقدموا رمضان بصوم يوم ... » ، الحديث.
وذكر الدارقطني في "العلل" (1731) الاختلاف في هذا الحديث فانظره إن شئت.
(4) لم نقف على روايتهما، والحديث رواه البزار في "مسنده" (2658) من طريق الوليد بن صالح، والطبراني في "الكبير" (20/93 رقم180) من طريق عمار بن كعب، كِلاهُمَا عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عن الأحوص، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بن نفير، عن معاذ: أن النبي (ص) احتجم وهو صائم.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن معاذ، عن النبي (ص) إلا من هذا الوجه» .
وقال ابن حجر في "مختصر زوائد البزار" (1/426) : «وجبير لم يلحق معاذًا» .
والحديث علَّقه ابن حبان في "المجروحين" (1/175- 176) عن الأحوص بن حكيم، به، وقال: «أما حديثه الأول أنه قال: احتجم النبي (ص) وهو صائم، فهو أصل صحيح من حديث ابن عباس وغيره، فيه ذكر الإحرام، أنه احتجم وهو صائم محرم» .
ورواه ابن أبي شيبة (9330) : حدثنا أبو أسامة، عن الأحوص، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بن نفير: أن معاذًا احتجم وهو صائم.
(*) ... في (أ) : «الأخوص» بالخاء المعجمة.(3/142)
ابن يُونُسَ، عَنِ الأَحْوَص (*) بْنِ حَكِيم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1) ، عَنْ جُبَير بْنِ نُفَير، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جبل؛ قال: احتَجَمَ النبيُّ (ص) وَهُوَ صائِمٌ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ فِي كِتَابِ عِيسَى ابن يُونُسَ: عَنِ الأَحْوَص (*) بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّة (2) ، عَنْ جُبَير بن نُفَير: أنَّ النبيَّ (ص) احتَجَمَ ... مُرْسَلٌ (3) .
766- وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (5) ،
عَنْ مُحَمَّدِ بن
_________
(1) كذا في جميع النسخ: «أبي هريرة» ! والذي في مصادر التخريج: «أبي الزاهرية» .
(2) هو: حُدَيْر بن كُرَيب.
(3) كذا، والجادَّة: مرسلاً، لكنَّ حَذْفَ الألف جارٍ على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4) نقل هذا النص الزيلعي في "نصب الراية" (2/483) ، وقال ابن عرَّاق في "تنزيه الشريعة" (2/147) : قال ابن أبي حاتم في "العلل": سألت أَبِي عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هذا حديثٌ كذبٌ» . اهـ.
(5) هو: ابن الوليد، ولم نقف على روايته من هذا الوجه والحديث رواه أبو الفتح الأزدي في "كتاب الضعفاء" - كما في "فيض القدير" للمناوي (3/460) - من طريق داود بن رشيد، وأبو القاسم الحُرْفي في "عشرة مجالس من أماليه" (8/أ) من طريق عثمان بن سعيد، والجورقاني في "الأباطيل والمناكير" (1/351) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (1131) من طريق سعيد بن عنبسة جميعهم عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الحجاج، عن جابان، عن أنس، به.
ومن طريق أبي القاسم الحُرْفي رواه ابن العديم في "بغية الطلب" (2/768) .
الحديث أورده الأزدي في ترجمة محمد بن الحجاج وقال: «لا يكتب حديثه» .
وقال الجورقاني: هذا حديث باطل، وفي إسناده ظلمات فيها: جابان، ومحمد بن الحجاج، فإنهما ضعيفان. ومحمد بن الحجاج هذا هو ليس محمد بن الحجاج الحضرمي المصري، ومنها: بقية بن الوليد ... ومنها: سعيد بن عنبسة قال عَليّ بْن = = الْحُسَيْن بْن الجنيد: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: سعيد بن عنبسة كذاب ... » إلخ.
وقال ابن الجوزي: «وهذا حديث موضوع، ومن سعيد إلى أنس كلهم مطعون فيه، قال يحيى بن معين: وسعيد كذاب» .(3/143)
الحجَّاج، عَنْ مَيْسَرَة بْنِ عَبْدِ ربِّه (1) ، عَنْ جَابَانَ (2) ، عَنْ أَنَسِ بن مالك، عن النبيِّ (ص) قال: خَمْسٌ يُفَطِّرْنَ الصَّائِمَ، وَتَنْقُضُ (3) الوُضُوءَ: الغِيبَةُ، وَالنَّمِيمَةُ، والكَذِبُ، والنَّظَرُ بالشَّهْوَةِ، وَاليَمِينُ الكَاذِبَةُ، ورأيتُ رسولَ الله (ص) يَعُدُّها كما تَعُدُّ (4) النِّسَاءُ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ كذبٌ، ومَيسَرَةُ بْنُ عَبْدِ ربِّه كَانَ يَفتَعِلُ الحديثَ.
767 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّةُ ابنُ الوليد (6) ، عن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «عبد الله» ، وصُوِّبت بهامش (ك) .
(2) في (ت) و (ك) : «رَجَاء بان» ! وكتب فوقها في (ك) : «كذا» .
(3) في (ت) : «وينقض» ، وفي (ك) : «وينقضن» ، وهي مهملة في بقيَّة النسخ.
(4) في (أ) و (ت) : «يعد» ، ولم تنقط في (ش) و (ف) .
(5) تقدمت هذه المسألة برقم (684) .
(6) روايته أخرجها الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 151) .(3/144)
شُعْبَة (1) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي أيُّوب العَتَكي (2) ، عن صفيَّةَ ابْنَتِ (*) حُيَيّ (3) : أَنَّهَا دخَلَتْ عَلَى رَسُولِ الله (ص) - أَوْ دخلَ عَلَيْهَا رسولُ اللَّهِ (ص) - فِي يَوْمِ جُمُعَة، وَهِيَ صائمةٌ، فَقَالَ لَهَا: صُمْتِ أمْسِ؟ ، قَالَتْ: لا؛ قَالَ: تَصُومِينَ غَدًا؟ ، قَالَتْ: لا؛ قَالَ: فَأَفْطِرِي؟
فسمعتُ (4) أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي أيُّوب العَتَكي، عن جُوَيرِيَةَ (5) ابْنَتِ (*) الحارث، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (6) : وَكَذَا (7) رَوَاهُ يحيى ابن سعيدٍ القَطَّانُ، وابنُ الْمُبَارَكِ (8) ، وشَبَابَةُ (9) ، عَنْ شُعْبَة، يَقُولُ: عَنْ جُوَيرِيَة (10) ، عن النبيِّ (ص) .
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ هَمَّام (11) ، عَنْ قَتادة (12) ، عن أبي أيُّوب، عن
_________
(1) في (ف) : «سعيد» .
(2) هو: المراغي العَتَكي، الأزدي، اسمه يحيى، وقيل: حبيب بن مالك.
(*) ... كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «ابنة» ؛ لكن بعض العرب يقف على هاء التأنيث بالتاء، فتكتب حينئذ تاءً، نحو: شجرت، وبقرت، وابْنَت، وانظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (6) .
(3) في (ك) : «حسين» .
(4) في (ف) و (ت) و (ك) : «سمعت» .
(5) في (ش) : «جويرة» .
(6) في (أ) و (ش) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» .
(7) في (ت) و (ك) : «كذا» بلا واو.
(8) هو: عبد الله.
(9) هو: ابن سوَّار.
(10) في (ش) : «جويرة» .
(11) هو: ابن يحيى العَوْذي.
(12) في (ف) : «وكذلك رواه هَمَّام عن هَمَّام» .(3/145)
جُوَيرِيَة (1) ، عن النبيِّ (ص) (2) .
768 - وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَة (4) ، فاختُلِف عَلَى ابن لَهِيعَةَ:
رواه عبد الله بْنُ وَهْب، عَنِ [ابْنِ] (5) لَهِيعَة، عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ نَوفَل الأسَدي أَبِي الأسْوَد (6) ، فقال: عن عبد الله ابن أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَدْرَكَهُ (7) شَهْرُ (8) رَمَضَانَ وَعَلَيْهِ مِنْ رَمَضَانَ شَيءٌ لَمْ يَقْضِهِ (9) ، لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْهُ، وَمَنْ صَامَ مُتَطَوِّعًا وَعَلَيْهِ مِنْ رَمَضَانَ شَيءٌ لَمْ يَقْضِهِ، لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْهُ.
ورواه عبد الله بن عبد الحكم (10) ، وسَعِيدُ بنُ الحَكَم بْنِ أَبِي مريم،
_________
(1) في (ش) : «جويرة» .
(2) قال الحاكم في الموضع السابق: «صحَّف بقية بن الوليد في ذكر صفية، ولم يتابع عليه، والحديث عن يحيى بن سعيد وغندر والناس عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْعَتَكِيِّ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بنت الحارث، عن النبي (ص) نحوه» .
(3) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (3/365) عن أبي زرعة أنه قال: «الصحيح المرفوع» .
(4) هو: عبد الله.
(5) تصحَّف في جميع النسخ إلى: «أبي» .
(6) في (ش) : «ابن الأسود» .
(7) في (ك) : «أدرك» .
(8) قوله: «شهر» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(9) في (ك) : «لم يقضيه» .
(10) في (ف) : «ابن الحكم» .(3/146)
وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ (1) الحَرَّاني، وَأَبُو صالح كاتبُ اللَّيْث (2) ، والنَّضْرُ ابنُ عَبْدِ الجبَّار (3) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عن أبي الأسْوَد، عن عبد الله بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؛ إِلا عَمْرَو بْنَ خَالِدٍ؛ فَإِنَّهُ أوقَفَهُ (4) ، وَلَمْ يَرْفَعْه، وَرَفَعَ الباقونَ الحديثَ إلى النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ (5) ، فَقَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بْنُ عُقبَة - نَسَبَ ابنَ لَهِيعَة إِلَى جَدِّه؛ [لأنَّ ابْنَ] (6) لَهِيعَة هو: عبد الله بْنُ لَهِيعَة بْنِ عُقبَة - عَنْ أبي الأسْوَد، عن عبد الله، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ ولم
_________
(1) في (أ) و (ش) : «عمرو بن أبي خالد» ، وقوله: «أبي» مكرر في (أ) ، وانظر "تهذيب الكمال" (21/601) .
(2) هو: عبد الله بن صالح.
(3) في (ت) و (ك) : «والنضري عبد الجبار» .
والحديث رواه أحمد في "مسنده" (2/352 رقم 8621) عن حسن بن موسى، والطبراني في "الأوسط" (3284) من طريق عبد الله بن يوسف، كلاهما عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ أَبِي الأسْوَد، عن عبد الله بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ، به. قال الطبراني: «لا يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة» .
ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "فتح الباري" لابن رجب (3/365) -: ثنا عبد الله بن واقد؛ ثنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِي الأسْوَد، عن ابن رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، به، وزاد فيه: «ومن صلَّى تطَوُّعًا وعليه مكتُوبَة؛ لم يُتَقَبَّل منه» . ومن طريق إسحاق رواه ابن حبان في "المجروحين" (2/31) .
قال ابن رجب: «عبد الله بن واقد: هو أبو قتادة الحراني، تكلموا فيه، وهذا غريب من حديث حيوة، وإنما هو مشهور من حديث ابن لهيعة» .
وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (838) .
(4) «أوقفَهُ» بمعنى «وقَفَهُ» وكلاهما مستعمل في هذا الكتاب. وانظر المسألة رقم (628) .
(5) هو: عبد الله.
(6) في جميع النسخ: «لابن» ، وهو تصحيف.(3/147)
يَنْسُبْ عبدَالله (1) ؟
فقال أبو زرعة: الصَّحيحُ: عبد الله بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) (2) .
769 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختَلَفَ (3) سُلَيمانُ بنُ حَرْب، وشَيْبانُ (4) بن فَرُّوخ:
رَوَاهُ (5) سُلَيمان بْنُ حَرْب (6) ، عَنْ أَبِي هِلالٍ (7) ، عَنْ غَيْلان بْنِ جرير، عن عبد الله ابن مَعْبَد الزِّمَّاني، عَنْ أَبِي قَتادة (8) : أنَّ عمرَ سأل
_________
(1) أي: لم يبيِّن هل هو: عبد الله بن رافع، أو عبد الله بن أبي رافع.
(2) هذا التصحيح من أبي زرعة هو لبيان الراجح من الاختلاف على ابن لهيعة، وهذا لا يقتضي صحة الحديث على الإطلاق، لتفرد ابن لهيعة به - كما قال الطبراني - وهو سيئ الحفظ، لا يعتد بتفرده. قال ابن رجب بعد أن ذكر الحديث من "مسند إسحاق بن راهويه": «وقد نقل إبراهيم الحربي، عن أحمد أنه سُئل عن حديث النبي (ص) : «لا صلاة لمن عليه صلاة» ؟ قال: لا أعرف هذا اللفظ. قال الحربي: «ولا سمعت بهذا عن النبي (ص) » . قال ابن رجب: «وهذا يدل على أن الحديث الذي خرَّجه إسحاق لا أصل له» .
(3) أي: اختلف فيه.
(4) تصحَّف قوله: «شيبان» في (ك) إلى: «سليمان» .
(5) في (أ) و (ت) و (ك) : «روى» .
(6) روايته أخرجها الحارث بن أبي أسامة - كما في "التدوين" للقزويني (1/305) -، والدينوري في "المجالسة" (212) . ورواه مسلم في "صحيحه" (1162) من طريق شعبة وأبان العطار ومهدي بن ميمون ثلاثتهم عن غيلان، به. قال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/68) : «ولا يعرف سماع عبد الله ابن معبد من أبي قتادة» .
(7) هو: محمد بن سُلَيم الرَّاسِبيُّ.
(8) هو: الحارث بن رِبْعيٍّ الأنصاري.(3/148)
النبيَّ (ص) عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الإثنَيْنِ (1) ؟ فَقَالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدتُّ فِيهِ، وَيَوْمٌ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ النُّبُوَّةُ ... .
ورواه (2) شَيْبَان (3)
فَقَالَ: عَنْ أَبِي هِلالٍ، عن غَيْلان، عن عبد الله بْنِ مَعْبَد، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ [سُلَيمان] (4) أصَحُّ (5) .
_________
(1) انظر الكلام على همزةِ «الإِثْنَيْنِ» - عَلَمًا - في التعليق على المسألة رقم (671) .
(2) في (ف) و (ت) و (ك) : «وروى» .
(3) هو: ابن فرُّوخ الحَبَطي. وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (144) ، ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" (6/213) وقال: «هكذا رواه أبو هلال فقال: عن عبد الله بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطاب، وإنما هو: عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة الأنصاري، وهو الصحيح» .
وقال ابن حجر في "المطالب العالية" (1114) بعد أن ذكره من طريق أبي يعلى: «المحفوظ بهذا الإسناد، عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة بطوله، أخرجه من ذلك الوجه مسلم وأصحاب السنن» .
ورواه النسائي في "سننه" (2382) من طريق الحسن ابن موسى، وحنبل في "جزئه" (27) وابن عدي في "الكامل" (6/213) من طريق مسلم بن إبراهيم كلاهما عَنْ أَبِي هِلالٍ عَنْ غَيْلانَ، عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة، عن عمر، به.
ولم يذكر ابن عدي في روايته: «أبا قتادة» فلعله حمل رواية مسلم بن إبراهيم على رواية شيبان؛ فإنه قرنها بها، والله أعلم.
قال ابن كثير في "مسند الفاروق" (1/283) : «هكذا رواه الحافظ أبو يعلى، وقد رواه النسائي [ثم ذكر رواية النسائي السابقة] وهذا أقرب وأشبه بالصواب» .
(4) المثبت من (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «سلمان» .
(5) قال الدارقطني في "العلل" (1035) : «يرويه غَيلان بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن مَعْبَد الزِّمَّاني، واخُتِلف عنه: فرواه قتادة، واختُلِف عنه: فقال سعيد بن أبي عَروبة وحماد بن سلمة - وقيل عَنْ شُعْبَةَ-: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ غَيلان، عن عبد الله بن مَعْبَد، عن أبي قتادة. ورواه منصور بن زاذان والحكم بن هشام، عن قتادة، عن عبد الله بن مَعْبَد، عن أبي قتادة، لم يذكُر بينهما غَيلان. وقيل: عن الحكم، عن أيوب، عن عبد الله بن مَعْبَد؛ ولا يصحُّ ذكر أيوب فيه. ورواه شعبة بن الحجَّاج ومهدي بن ميمون وأبان العطار وأبو هلال الرَّاسبي وحماد بن زيد عَنْ غَيلان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَعْبَد، عن أبي قتادة، إلا أن أبا هلال من بينهم جعله عن أبي قتادة، عن عمر بن الخطَّاب ح. والصَّحيح: عن أبي قتادة: أنه سمع رجلاً سأل النبيَّ (ص) عن الصيام؟ فقال عمر بن الخطَّاب: يا رسول الله! كيف من يصومُ الدَّهر؟
ورواه حجَّاج بن الحجَّاج، عن غَيلان، واختُلِف عنه: فرواه إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهمان، عَن حجَّاج، عَنْ غَيلان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَعْبَد، عن أبي قتادة. وخالفه هارون بن مسلم العِجْلي - وكان ضعيفًا - رواه عن حجَّاج، عَنْ غَيلان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَعْبَد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قتادة، ووَهِمَ في ذكر عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، والصَّواب: قول قتادة وشعبة ومن وافقهما» . وانظر "العلل" أيضًا (144) .(3/149)
770 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عُبَيدالله بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ (2) بْنِ عُمَير، عَنْ جُنْدب بْنِ سُفْيان البَجَلي؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) يَقُولُ (3) : أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ (4) رَمَضَانَ: شَهْرُ اللهِ الَّذِي تَدْعُونَهُ (5) المُحَرَّمَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا رواه عُبَيدالله بن عمرو (6) ؛ ورواه زائدة (7) ،
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (751) موجَّهة لأبي حاتم، وقد أجاب بمثل جواب أبي زرعة هنا.
(2) من قوله: «وسئل أبو زرعة ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .
(3) قوله: «يقول» سقط من (ت) و (ك) .
(4) قوله: «شهر» ليس في (ت) و (ك) .
(5) في (ك) : «يدعونه» ، وهي روايةٌ في بعض المصادر المطبوعة.
(6) في (ت) و (ك) : «عمر» .
(7) في (أ) و (ت) و (ف) : «زائد» . وهو: زائدة بن قدامة.(3/150)
وَأَبُو عَوانة (1) ، وَجَرِيرٌ (2) ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنتَشِر (3) ، عَنْ حُمَيد بْنِ عبد الرحمن الحِميَري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ (4) الصَّحيحُ.
771 - وسُئِلَ أبو زرعة عن حديثٍ رواه قَتادة، واختُلِف عن قَتادة:
فَرَوى (5) عَنْ قَتادةَ: شُعْبَةُ، واختُلِف عَلَيْهِ. وَرَوَاهُ ابنُ أَبِي عَروبة (6) ، وَرَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشير (7) :
فَأَمَّا اختلافُهم عَلَى شُعْبَة: فَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ مِنهال الضَّرير (8) ،
عن
_________
(1) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليَشكُري.
(2) هو: ابن عبد الحميد.
(3) في (ك) : «عبد الرحمن بن المنتشر» .
(4) في (ف) : «وهذا» .
(5) في (ت) : «وروى» ، وفي (ك) : «روى» .
(6) هو: سعيد.
(7) رواية ابن أبي عَروبة وَسَعِيدُ بْنُ بَشير عَنْ قَتَادَةَ، كما سيأتي.
(8) روايته أخرجها الجصاص في "أحكام القرآن" (1/246) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/221) .
وتصحف «يزيد بن زريع» عند الجصاص إلى: «يزيد بن ربيع» .
ورواه البيهقي في "المعرفة" (9003) من طريق أبي داود السجستاني، عن محمد بن المنهال، به. قال البيهقي: «ورواه يوسف القاضي وأبو قلابة، عن محمد ابن المنهال كما رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ، وفي نسختي من "السنن": سعيد، وفي نسخة عندي مقروءة على شيخنا: شعبة» .
والحديث رواه أبو داود في "سننه" (2439/عوامة) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدِ، عن قتادة، به.
ومن طريق أبي داود هذه رواه ابن عبد البر في "الاستذكار" (14274) .(3/151)
يَزِيدَ (1) بْنِ زُرَيع - فِيمَا حدَّثنا أَبِي (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المِنهال الضَّرير، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْع - عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتادة، عَنْ عبد الرحمن بْنِ مَسْلَمَة (3) ، عَنْ عَمِّه (4) : أنَّ أسْلَمَ أَتَى (5) النبِيَّ (ص) يومَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: أَصُمْتُمْ يَوْمَكُمْ هَذَا؟ ، قَالُوا: لا، قَالَ: فَأَتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ.
وَرَوَاهُ أَبُو زُرْعة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المِنْهال، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيع، عَنْ شُعْبَة، عن
_________
(1) في (ت) : «زيد» .
(2) روايته ذكرها البيهقي في "المعرفة" (9005) .
(3) في (ش) : «مسلم» . قال النسائي في "الكنى": «أبو المنهال عبد الرحمن بن سلمة بن المنهال. وقال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (2/552) : «وصوَّب أبو علي بن السكن أن اسم أبيه سلمة. قال: ويقال: أن شعبة أخطأ في اسمه حيث قَالَ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ المنهال بن مسلمة، ثم ساق بسنده من طريق رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ سَعِيدٍ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عن عبد الرحمن بن سلمة انتهى. وقد رويناه في "جزء ابن نجيح" من طريق شعبة، عن قتادة: سمعت ابن المنهال، وهو يؤيد ما قال النسائي» .
(4) يقال: إن اسمه: مسلمة.
(5) كذا في جميع النسخ «أتى» بصيغة التذكير، وفي مطبوع مصادر التخريج: «أتت» ، وهو الجادَّة؛ لأنَّ «أسلَمَ» قبيلةٌ مشهورة، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهين:
الأوَّل: أنَّه حمَلَ «أسلم» على معنى الحي لا القبيلة؛ كأنَّه قال: أنَّ حَيَّ أسلَمَ أتى النبي (ص) . انظر في تذكير أسماء القبائل باعتبار معنى الحي أو القوم، وتأنيثها باعتبار معنى القبيلة أو الجماعة أو الطائفة: "كتاب سيبويه" (3/250) ، و"همع الهوامع" (1/124- 125) . وانظر التعليق على المسألة رقم (203) .
والثاني: أنَّ المراد قبيلةُ أسلَمَ، لكنَّه ذكَّر الفِعْلَ حملاً على مثل قولهم: «ولا أرضَ أَبْقَلَ إِبْقَالَهَا» ، والجادة: أَبْقَلَتْ. انظر التعليق على المسألة رقم (178) .(3/152)
قَتادة، عن عبد الرحمن بْنِ مَسْلَمَة، عَنْ عَمِّه، عَنِ النبيِّ (ص) .
ورواه أبو زرعة، عن عُبَيدالله بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ شُعْبَة، عن قَتادة، عن عبد الرحمن ابن مَسْلَمَة، عَنْ عَمِّه، عَنِ النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بشَّار، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَر (1) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتادة، عن عبد الرحمن بْنِ المِنْهال بْنِ مَسْلَمَة الخُزاعي، عن عَمِّه، عن النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسي (2) ، عَنْ شُعْبَة (3) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي المِنْهال (4) ، عَنْ عَمِّه، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/367- 368 رقم 23117) عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قتادة، عن عبد الرحمن بن المنهال أو ابن مسلمة، عن عمه، به.
ورواه النسائي في "الكبرى" (2863/الرسالة) ، وابن حزم في "المحلى" (6/169) من طريق محمد بن المثنى، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قتادة، عن عبد الرحمن بن المنهال - زاد ابن حزم: ابن سلمة - الخزاعي، عن عمه، به.
ورواه أحمد في "مسنده" (5/29 و367- 368 رقم 20329 و23117) من طريق حجاج بن محمد، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2309) من طريق محمد بن حفص، كلاهما عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عبد الرحمن بن المنهال بن سلمة الخزاعي، عن عمه، به.
= ... ووقع عند أحمد: «عبد الرحمن أبي المنهال بن سلمة الخزاعي» .
ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/84) إلا أنه وقع عنده هكذا: «حدثنا معاذ بن المثنى، نا أبي، نا أبي، نا شعبة، عن قتادة، عن عبد الرحمن أبي المنهال، عن عمه مسلمة، به» .
(2) هو: سليمان بن داود.
(3) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح المشكل" (2273) ، و"شرح معاني الآثار" (2/73) من طريق عبد الرحمن بن زياد، عنه، به.
(4) في (ت) و (ك) : «ابن المنهال» بدل: «أبي المنهال» .(3/153)
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ (1) : وحدَّثنا أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عمَّار، عَنْ شُعَيب بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنُ أَبِي عَروبة (2) ، عَنْ قَتادة، عن عبد الرحمن بْنِ سَلَمة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) .
وحدَّث (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ هِشَامِ بْنُ عَمَّار، عَنْ شُعَيب بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ (4) ، عَنْ قَتادة، عن عبد الرحمن بْنِ مَسْلَمَة، عَنْ عَمِّه؛ قَالَ: غَدَوْنَا على رسول الله (ص) يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَقَدْ تَغَدَّينا، فَقَالَ: هَلْ صُمْتُم اليَوْمَ؟ ، قُلنا: لا، لَقَدْ تَغَدَّينا، فَقَالَ: صُومُوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ.
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ (5) : حدَّثنا (6) أَبِي؛ قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الوُحَاظي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشير، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي سَلَمة الأَسْلَمي، عَنْ عَمِّه، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
_________
(1) قوله: «أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال» من (ت) و (ك) فقط.
(2) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (7/81) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، وأحمد في "مسنده" (5/409 رقم 23475) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2272) و"شرح معاني الآثار" (2/73) من طريق روح بن عبادة، والنسائي في "الكبرى" (2864 و2865/الرسالة) من طريق بشر ومحمد بن بكر جميعهم عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن قتادة، عن عبد الرحمن بن سلمة الخزاعي، عن عمه، به.
ووقع عند الطحاوي في كتابيه: «شعبه» بدل «سعيد» . ومن طريق النسائي رواه ابن حزم في "المحلى" (6/169) .
(3) في (ف) تشبه أن تكون: «وحديث» .
(4) هو: ابن أبي عَروبة.
(5) قوله: «أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال» من (ت) و (ك) فقط.
(6) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدَّثنا» بالواو.(3/154)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحِيحُ عِنْدَنَا حديثُ غُنْدَر (1) .
772 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (3) مُعَمَّر بْنُ سُلَيمان (4) ، عن عبد الله بْنِ بِشْر، عَنْ أبانَ (5) وحُمَيْدٍ (6) ، عن أنس: أنَّ النبيَّ (ص) سُئل عَنِ الرَّجُل يُقَبِّل وَهُوَ صائمٌ؟ فَقَالَ: هِيَ رَيْحَانَةٌ يَشَمُّهَا إذَا شَاءَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أمَّا مِنْ حديثِ حُمَيد فَمُنكَرٌ، وَأَمَّا أبانُ فَقَدْ رُويَ عَنْهُ.
773 - وسُئِلَ أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ (7) عَنْ حديثٍ (8) رَوَاهُ محمَّد بْنُ سَعِيدِ بْنِ سابِق، عَنْ عَمْرو بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَة، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمون، عَنْ مَيْمونة؛ قَالَتْ: كَانَ رسولُ الله (ص) يُقَبِّلُ وَهُوَ صائمٌ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا قَالَ عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، وَهُوَ خطأٌ؛ رَوَاهُ
_________
(1) قال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/284) : «وهذا الحديث مختلف في إسناده ومتنه، وفي صحته نظر» .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (723) .
(3) قوله: «رواه» ليس في (ف) .
(4) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/246) .
(5) هو: ابن أبي عياش.
(6) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل.
(7) في (أ) و (ش) : «وأبا زرعة» .
(8) قوله: «عن حديث» مكرر في (ت) .(3/155)
الثَّوري، وَأَبُو إِسْحَاقَ - يَعْنِي: الشَّيباني (1) - وَأَبُو الأَحْوَص (2) ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلي (3) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَة، عَنِ عَمْرِو بْنِ مَيْمون، عَنْ عائِشَة؛ قالت: كان رسولُ الله (ص) يُقَبِّلُ وَهُوَ صائمٌ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وَكَذَا رَوَاهُ إسرائيلُ (5) ، وَالْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَور، وَقَيْسُ بْنُ (6) الرَّبيع (7) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَة، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيمون، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) هو: سليمان بن أبي سليمان. وروايته أخرجها إسحاق ابن راهويه في "مسنده" (1566 و1567) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/373- 374) .
(2) في (أ) : «الأخوص» . وهو: سلاَّم بن سُليم. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1106) .
(3) مختلف في اسمه، قيل: عبد الله بن قِطاف، وقيل غير ذلك. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1106) .
(4) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (أ) و (ش) ، وفي (ف) : «قلت» بدلاً منه.
(5) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/93) .
(6) قوله: «وقيس بن» سقط من (أ) و (ش) .
(7) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1638) .
والحديث رواه أحمد في "مسنده" (6/264 رقم 26281) من طريق زائدة، وأحمد (6/258 رقم 26216) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/93) والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/382) من طريق شيبان، وأحمد (6/220 رقم 25847) وفي "العلل" (4233) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (3/183) من طريق شريك النخعي، وابن عدي في "الكامل" (3/97) من طريق داود بن الزبرقان، عن شعبة، جميعهم عن زياد بن علاقة، به.
قال ابن عدي: «ولا أعلم يرويه عن شعبة غير داود، والحديث عن زياد مشهور، رواه عنه جماعة منهم: أبو بكر النهشلي وأبو حنيفة. ورواه عمرو بن أبي قيس، فخالفهم فقال: عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقة، عَنِ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ: أن النبي (ص) كان يقبِّل وهو صائم» .
وسئل الدارقطني في "العلل" (5/185/أ) عن حديث عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ؟ فقال: «يرويه زياد بن عِلاقة، واختُلِف عنه: فرواه عمرو [في الأصل: عمر] ابن أَبِي قَيْسٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، وروي عن زائدة كذلك، وهو وهمٌ، والصَّحيح: عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عائشة» .(3/156)
774 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بن حَرْبٍ، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لَيْسَ مِنَ البِرِّ الصِّيَامُ (2)
فِي السَّفَرِ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ لَمْ يَرْوِه غيرُ مُحَمَّدِ بْنِ حَرب.
775 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختُلِفَ فِي الرِّواية على بكر ابن مُضَرَ:
فَرَوَاهُ قُتيبة بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرِ بن عبد الله، مَوْقُوفٌ (*) ؛ قَالَ: مَنْ صامَ رمضانَ، ثم أتبَعَهُ بسِتَّةِ أيَّام ٍ مِنْ شَوَّالٍ؛ فذلكَ صيامُ الدَّهر. رواه موقوفً (*) .
ورواه يحيى بن عبد الله بْنِ بُكَيْر، وَيَزِيدُ بْنُ مَوْهَب (3) ، عن بكر بن
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (726) وفيها: «هذا حديث منكر» .
(2) في (ك) : «الصائم» .
(
*) ... كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، وهو جارٍ على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (5/113) .
ورواه البزار في "مسنده" (1062/كشف الأستار) من طريق بشر بن عمر، والطحاوي في "شرح المشكل" (2350) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/292) من طريق عبد الله بن وهب، والطحاوي أيضًا (2351) من طريق يحيى بن حسان، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 274) من طريق عبد الله بن عبد الحكم وعبد الغفار بن داود، والطبراني في "الأوسط" (3192 و8979) من طريق عبد الله بن صالح وعبد الله بن يوسف، وأبو نعيم في "مجلس من أماليه" (3) من طريق عمرو بن خالد جميعهم عن بكر بن مضر، به.
قال البزار: «تفرد به عمرو» .(3/157)
مُضَرَ (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ، عن جابر (2) ، عن النبيِّ (ص) ؛ مَرْفُوعٌ (3) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: المرفوعُ صحيحٌ.
قلتُ: رَوَاهُ (4) سعيدُ بنُ أَبِي أيُّوب (5) ،
وابنُ لَهِيعَة (6) ، عَنْ عمرو
_________
(1) قوله: «ابن مُضَر» ليس في (ف) .
(2) قوله: «عن جابر» سقط من (ك) .
(3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4) في (ف) : «ورواه» .
(5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/308 و324 و344 رقم 14302 و14477 و14710) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1116/المنتخب) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/263) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (331/بغية الباحث) والطحاوي في "شرح المشكل" (2350) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/292) ، و"الشعب" (3459) .
قال العقيلي: «وهذا يُروى عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ النبي (ص) بإسناد أصلح من هذا» .
(6) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/308 رقم 14303) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2351) ، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص (274) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/292) .
ورواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص (274) من طريق الليث بن سعد، عن عمرو بن جابر، به.(3/158)
بْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ (1) ، عَنِ النبيِّ (ص) .
776- وسمعتُ (2) أَبَا زُرْعَةَ وَقَدْ رَوَى حَدِيثًا، ثُمَّ اختَلَفَ الرُّواة عَلَى حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ:
فَرَوَى سُفْيانُ الثَّوري، عَنْ حَبِيبٍ، واختُلِفَ عَنْ سُفْيان:
فَرَوَى وكيعٌ (3) ، وَثَابِتُ بن محمد الزَّاهد (4) : عن [حَبِيبٍ] (5) ، عن ابن المُطَوِّس (6) ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) أنَّه (7) قال:
_________
(1) قوله: «عن جابر» سقط من (ك) .
(2) انظر المسألة المتقدمة برقم (674) و (720) و (750) .
(3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9783 و12569) .
وأحمد في "المسند" (2/442 رقم9706) ، وإسحاق في "مسنده" (273) ، وابن ماجه في "سننه" (1672) .
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7475) عن الثوري، به.
ومن طريق عبد الرزاق رواه النسائي في "الكبرى" (3280) .
ورواه النسائي في "الكبرى" (3280) ، والدارقطني في "العلل" (8/274) من طريق أبي داود الحفري، والدارقطني في "العلل" (8/270) من طريق يزيد بن هارون كلاهما عن الثوري، به.
(4) أي: أنَّ وكيعًا وثابتًا روياه عن سفيان، عن حبيب، به.
(5) تصحف في جميع النسخ إلى: «جُبَيْر» ، والتصويبُ من مصادر التخريج السابقة ومن سياق المسألة؛ فقد قال: «فَرَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَبِيبٍ، واختلف عن سفيان» ، وأيضًا فإنَّ مدار الاختلاف في الحديث عليه.
(6) في (أ) و (ش) : «عن جبير أبي المُطَوِّس» ، وفي (ك) : «عن جبير بن المُطَوِّس» .
وقد سبق التنبيه في المسألة رقم (674) أنه يقال له: ابن المطوِّس، و: أبو المطوِّس.
(7) قوله: «أنه» من (ف) فقط.(3/159)
مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا فِي رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ مَرَضٍ وَلاَ رُخْصَةٍ، لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ وإِنْ صَامَهُ.
وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سعيد القَطَّان (1) ، وَأَبُو نُعَيْم (2) ، وقَبِيصَةُ (3) ، عَنْ سُفْيان، عَنْ [حَبِيبٍ] (4) ، عَنْ أَبِي المُطَوِّس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) (5) .
_________
(1) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (723) والنسائي في "الكبرى" (3279) والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/366) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1523) . ومن طريق الترمذي رواه البغوي في "شرح السنة" (1753) .
قال الترمذي: «حديث أبي هريرة لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسمعت محمدًا [يعني البخاري] يقول: أبو المطوس اسمه: يزيد بن المطوس، ولا أعرف له غير هذا الحديث» .
(2) هو: الفضل بن دكين. وروايته أخرجها إسحاق في "مسنده" (274) ، والنسائي في "الكبرى" (3278) ، والدارقطني في "العلل" (8/270) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" (3/170) .
ورواه الدارمي في "مسنده" (1755) من طريق محمد ابن يوسف، والترمذي في "جامعه" (723) ، والنسائي في "الكبرى" (3279) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/366) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1523) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وابن حبان في "المجروحين" (3/157) من طريق الوليد بن مسلم، والدارقطني في "السنن" (2/211) ، و"العلل" (8/274) من طريق أبي أحمد الزبيري جميعهم عن سفيان الثوري، به.
ومن طريق الترمذي رواه البغوي في "شرح السنة" (1753) .
(3) هو: ابن عقبة السُّوائي.
(4) في جميع النسخ: «حُمَيْد» ، والتصويبُ من المسألة رقم (674) و (720) ، ومن مصادر التخريج السابقة، ومن سياق المسألة؛ فإنَّ مدار الاختلاف في الحديث عَلَى «حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ» . وتقدَّم التعليق أوَّل المسألة على تصحيف آخر فيه.
(5) من قوله: «قال: من أفطر ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .(3/160)
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ حمَّادُ بْنُ شُعيبٍ، وقيسٌ (1) ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي المُطَوِّس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحيحُ: عَنْ أَبِي المُطَوِّس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (2) .
وقال أَبُو مُحَمَّدٍ (3) : وَرَوَى هَذَا الحديثَ شُعْبَةُ، فَقَالَ: عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمَارَة بن
_________
(1) هو: ابن الربيع، وروايته أخرجها أبو القاسم الحُرْفي السمسار في "عشرة مجالس من أماليه" (8/أ) ، وذكرها الدارقطني في "العلل" (8/268) .
ورواه الدارقطني في "العلل" (8/272- 273) من طريق زيد بن أبي أنيسة، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/462) من طريق عبد الغفار بن القاسم، كلاهما عن حبيب، عن ابن الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، به.
ورواه الدارقطني في "العلل" (8/270) من طريق حمزة الزيات، عن حبيب، عن ابن أبي المطوس، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِي هريرة، به.
(2) من قوله: «فسمعت أبا زرعة ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) .
(3) المثبت من (ف) ، وفي (أ) و (ش) : «قلت» بدلاً منه. وانظر الحاشية التالية.(3/161)
عُمَير، عَنْ أَبِي المُطَوِّس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) ؛ زَادَ فِي الإِسْنَادِ: عُمَارَةَ بْنَ عُمَير.
واختُلِفَ فِي الرِّواية عَلَى شُعْبَة:
فَرَوَى (2) سعيدُ بْنُ عَامِرٍ (3) ،
عَنْ شُعْبَة، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمارَة بن عُمَير، عن ابن مُطَوِّس (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ سُلَيمان بْنُ حَرب (5) ، وَأَبُو الوليد (6) ،
ومسلم بن إبراهيم،
_________
(1) من قوله: «وقال أبو محمد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .
(2) في (ت) و (ك) : «وروى» .
(3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الطحاوي في "شرح المشكل" (1522) ، والدارقطني في "العلل" (8/271) من طريق سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عن حبيب، عن ابن الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، به.
ووقع عند الدارقطني: «سعيد بن عمار» و «أبو المطوس» .
ورواه أحمد في "مسنده" (2/458 رقم 9908) ، والنسائي في "الكبرى" (3282) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1987) من طريق محمد بن جعفر، والنسائي في "الكبرى" (3281) من طريق إسماعيل بن علية، وابن خزيمة في "صحيحه" (1987) من طريق ابن أبي عدي وخالد بن الحارث، والدارقطني في "العلل" (8/271) من طريق عثمان بن عمر جميعهم عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عمارة، عن ابن الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، به.
(4) ابن المطوِّس: هو أبو المطوِّس يزيد بن المطوِّس، حكاه الترمذي عن البخاري؛ كما في "جامع الترمذي" (عقب الحديث 723) ، وذكر ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين أنّ أبا المطوِّس هو عبد الله بن المطوِّس، وقال: «ثقة أراه كوفيًّا» . انظر: "علل الدارقطني" (8/273) .
(5) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2396) إلا أنه وقع فيه «ابن المطوس» .
(6) هو: هشام بن عبد الملك الطَّيالسي. وروايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (1715) ، والدارقطني في "العلل" (8/271) .
ورواه الدارقطني أيضًا (8/274) من طريقه لكن وقع عنده «ابن المطوس» .
ورواه الطيالسي في "مسنده" (2663) عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنِ أبيه، عن أبي هريرة، به.
ومن طريق الطيالسي رواه النسائي في "الكبرى" (3283) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1988) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4/178) ، = = والبيهقي في "السنن" (4/228) ، و"الشعب" (3382) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" (3/170) .
ورواه أحمد في "مسنده" (2/386 و458 رقم 9014 و9908) ، والدارقطني في "العلل" (8/271) من طريق بهز بن أسد، وإسحاق في "مسنده" (367) من طريق أبي عامر العقدي، وأبو داود في "سننه" (2396) من طريق محمد بن كثير، والطحاوي في "شرح المشكل" (4/178) ، والدارقطني في "العلل" (8/271) من طريق بشر بن عمر الزهراني، والدارقطني في "العلل" (8/272) ، والبيهقي في "الشعب" (3381) من طريق عفان جميعهم عن شعبة، بمثله.
ورواه إسحاق في "مسنده" (275) من طريق وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ أو ابن المطوس أو الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، به.(3/162)
عَنْ شُعْبَة، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمارَة (1) بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِي المُطَوِّس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ: فوجَدتُّ حَدِيثًا بيَّنَ عِلَّةَ هَذِهِ الأَحَادِيثِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ: حدَّثنا (2) أحمد ابن سِنان (3) ؛ قال: حدَّثنا عبد الرحمن بْنُ مَهدي (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا سُفْيان، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمارَة بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِي المُطَوِّس - قَالَ حَبِيبٌ: فَلَقِيتُ أَبَا المُطَوِّس، فحدَّثني - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) في (ت) : «عَمَّار» .
(2) قوله: «أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم قَالَ: حدَّثنا» مكانه في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدثنا» .
(3) هو أحمد بن سنان بن أسد، أبو جعفر الواسطي. انظر: "الجرح والتعديل" (2/53) ، وقد ذكر المِزِّيُّ في ترجمته من "تهذيب الكمال" (1/322) أنَّ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ممَّن روى عنه.
(4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/470 رقم 10081) ، وذكرها الدارقطني في "العلل" (8/267) .
ورواه أحمد في "مسنده" (2/470 رقم 10080) - وعنه أبو داود في "سننه" (2397) - من طريق يحيى القطان، عن حبيب، به إلا أنه وقع عنده: «ابن المطوس» .
ورواه الدارقطني في "العلل" (8/269) من طريق علي ابن المديني قال: كان يحيى بن سعيد ثنا بهذا الحديث: ثنا سفيان قال: حدثني حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ عمارة» . عن أبي المطوس، قال: فَلَقِيتُ أَبَا الْمُطَوِّسِ فَحَدَّثَنِي، عَنْ أبيه، عن أبي هريرة. ثم قال يحيى بعد ذلك بزمان: نظرت في هذا الحديث، فغيَّره: أنبا يحيى، ثنا سفيان قال: حدثني حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ عمارة، عن ابن المطوس، قال: فلقيت ابن الْمُطَوِّسِ فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة» .(3/163)
قَالَ (1) : فَقَدْ بانَ أنَّ جميعَ الحديثَينِ صَحِيحَينِ (2) ؛ قَدْ سَمِعَ حبيبٌ مِنْ عُمَارَة، وَمِنْ أَبِي المُطَوِّس (3) .
777 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسي (6) ، عَنْ شَريك (7) ، وَأَبِي (8) عَوانَة (9) ، وَشَيبان (10) ، عَنْ
_________
(1) أي: قال ابن أبي حاتم.
(2) كذا في جميع النسخ، والجادة: «صحيحان» ؛ لأنها خبر «أنَّ» ، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهين، ذكرناهما في التعليق على قوله: «فكأنَّه حديثين» ، في المسألة رقم (730) ، وانظر المسألة رقم (550) .
(3) قال الترمذي في "العلل الكبير" (199) : «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن حديث أبي المطوس ... ؟ فقال: أبو المطوس اسمه: يزيد بن المطوس، وتفرد بهذا الحديث، ولا أعرف له غير هذا، ولا أدري أسمع أبوه من أبي هريرة أم لا» .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (7/173) : «وهذا يحتمل أن يكون لو صحَّ على التغليظ، وهو حديث ضعيف، لا يحتج بمثله» .
وقال ابن حزم في "المحلى" (6/183) : «وأما نحن فلا نعتمد عليه؛ لأن أبا المطوس غير مشهور بالعدالة» .
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (4/161) : «واختلف فيه عَلَى حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ اختلافًا كثيرًا، فحصلت فيه ثلاث علل: الاضطراب، والجهل بحال أبي المطوس، والشك في سماع أبيه من أبي هريرة، وهذه الثالثة تختص بطريقة البخاري في اشتراط اللقاء» .
(4) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط.
(5) في (ت) و (ك) : «سألت» بلا واو.
(6) هو: سليمان بن داود. وروايته هذه أخرجها في "مسنده" (394) .
(7) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي.
(8) في (ك) : «أبو» .
(9) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري.
(10) هو: ابن عبد الرحمن النَّحوي.(3/164)
أَبِي يَعْفُور (1) ،
عَنِ ابْنِ أَبِي عَقْرَب، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: لَيْلَةُ القَدْرِ فِي النِّصْفِ مِنَ السَّبْعِ، تُصْبِحُ الشَّمْسُ لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ؛ فَرَمَقْتُها، فَإِذَا هِيَ كما قال رسولُ الله (ص) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا (2) الحديثُ وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو يَعفُور (3) ، عَنِ الصَّعْب البَكْري (4) ، عَنْ أَبِي عَقْرَب الأَسَدي (5) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
778 - وسألتُ أَبِي (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحُسَين بن حَفْص، عن
_________
(1) في (ك) : «أبي يعقوب» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ت) .
وهو: وقدان أبو يعفور العبدي الكبير.
(2) في (ت) : «اهذا» .
(3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8665 و9509) و"المسند" (328) من طريق أبي الأحوص، وأحمد في "مسنده" (1/406 رقم 3857) من طريق شيبان، وأحمد (1/406 رقم 3858) والبخاري في "الكنى" (555/ تعليقًا) من طريق أبي عوانة الوضاح اليشكري، والشاشي في "مسنده" (863) جميعهم عن أبي يعفور، عن أبي الصلت، عَنْ أَبِي عَقْرَبٍ الأَسَدِيِّ، عَنِ ابن مسعود، به.
وليس في رواية البخاري: «عن أبي عقرب الأسدي» .
ورواه أحمد في "مسنده" (1/458 رقم 4374) والبخاري في "الكنى" (555/ تعليقًا) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5371) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص (89/تعليقًا) من طريق طلق بن حبيب، عَنْ أَبِي عَقْرَبٍ الأَسَدِيِّ، عَنِ ابن مسعود، به.
(4) كذا في جميع النسخ! ولم نقف عليه، وقد يكون متصحفًا عن «الصعق البكري» وهو: الصعق بن حَزْن البكري، المترجم في "الجرح والتعديل" (4/455) ، والله أعلم.
(5) ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/418 رقم2042) ، والبخاري في "الكنى" (555) ، وابن حجر في "تعجيل المنفعة" (2/510 رقم1347) ونقل عن الحسيني قوله فيه: مجهول.
(6) كذا في جميع النسخ، وسيأتي في الجواب: «فقالا» .(3/165)
سُفْيان، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير؛ قَالَ: [أَفطَرَ] (1) الحاجِمُ والمَحْجُوم؟
فَقَالا (2) : هَذَا هُوَ جعفرُ بْنُ أَبِي وَحشِيَّة (3) ، وَلَمْ يُدْرِكِ الثَّوريُّ جعفرَ بْنَ أَبِي وَحشِيَّة؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ الثَّوْرِيُّ: عَنْ شُعْبَة، عَنْ أَبِي بِشْر جعفرِ بنِ إياس (4) .
778/أ - وسمعتُ (5) أَبَا (6) زُرْعَةَ وَانْتَهَى إِلَى حديثٍ كتبتُه عن عبد الرحمن بن عبد الملك ابن شَيْبَة الحِزامي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ قَيْسِ ابن (7) سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: كَانَ رسولُ الله (ص) يصومُ (8) حَتَّى أقولَ: لا يُفْطِر، ويُفْطِرُ حَتَّى أقولَ: لا يَصُومُ. قَالَتْ: وَكَانَ أكثرُ صيامِه فِي شَعْبان. قَالَتْ: فقلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لِي أَرَى أَكْثَرَ صيامِكَ في شَعْبان؟
_________
(1) المثبت من (ك) ، وفي بقيَّة النسخ: «صام» بدل: «أفطر» ، ونقله على الصَّواب ولي الدين أبو زرعة في "تحفة التحصيل" (ص161) .
(2) كذا في جميع النسخ، وكذا نقله ولي الدين أبو زرعة في الموضع السابق من "التحفة"، وذكر محقق "التحفة" أنه كتب في الحاشية: «لعله وأبا زرعة» ؛ أي: أنه في بداية المسألة سأل أباه وأبا زرعة. والله أعلم.
(3) في (ت) و (ك) : «وحشة» .
(4) هو: ابن أبي وحشيَّة.
(5) تقدمت هذه المسألة برقم (737) .
(6) في (أ) : «أبي» وكانت هكذا في (ش) ثم صُوِّبت.
(7) في (ش) : «عن» بدل: «ابن» .
(8) في (ك) : «كان يصوم» بدل: «يصوم» .(3/166)
فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، إِنَّ الشَّهْرَ (1) يُكْتَبُ فِيهِ لِمَلَكِ المَوْتِ مَنْ (2) يَقْبِضُ (3) ؛ فأَنَا (4) أُحِبُّ أَلاَّ يُنْسَخَ اسْمِي إِلاَّ وَأَنَا صَائِمٌ.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هُوَ عِنْدِي: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، إِلاَّ حَطَّ اللهُ عَنْهُ؛ هُوَ الصَّحيحُ. وقولُهُ: أكثرُ صِيامِه فِي شَعْبان ... إِلَى آخِرِهِ مُنكَرٌ (6) .
779 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَيْسُ بْنُ حَفْص بْنِ قَيْسِ بْنِ القَعْقاع الدَّارِمي؛ قال: حدَّثنا عبدُالواحد (8) بْنُ زِيَادٍ؛ قَالَ: حدَّثنا سُلَيمان (9) الأعمَش، عَنْ أَبِي الضُّحى (10) ، عَن شُتَيْر (11) بْنِ شَكَل، عَنْ عَلِيٍّ: أنَّ رسولَ الله (ص) كان يُقَبِّل وهو صائمٌ؟
_________
(1) في المسألة رقم (737) : «إنه شهرٌ» ، وعلى ذلك فـ «أل» في كلمة «الشهر» هنا: للعهد. انظر في أنواع «أل» المعرفة: "مغني اللبيب" (ص72- 74) ، و"شرح شذور الذهب" (ص194- 195) ، و"همع الهوامع" (1/309- 310) .
(2) قوله: «من» سقط من (ش) .
(3) في (ف) : «يقبضه» .
(4) في (ك) : «فإني» .
(5) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2572) . ورواه البخاري في "صحيحه" (5640) من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، به.
(6) وقال أبو حاتم في المسألة رقم (737) : «هذا حديث منكرٌ» .
(7) نقل هذا النص العيني في "عمدة القاري" (11/10) .
(8) تحرَّف في (ف) إلى: «عبد الرحمن» ، وكان كذلك في (أ) ، ثم صُوِّب.
(9) قوله: «سليمان» ضبَّب عليه ناسخا (ت) و (ك) ، لكنه في (ك) يشبه «سلمان» .
(10) هو: مسلم بن صُبَيْح.
(11) في (أ) : «شنين» .(3/167)
فسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الأعمَش (2) ، عَنْ أَبِي الضُّحى، عَنْ شُتَيْر بْنِ شَكَل، عن حَفْصَة، عن النبيِّ (ص) (3) .
780 - وسمعتُ (4) أَبِي وحدَّثني عَنْ أَبِي الطَّاهر أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْح (5) ، عن خاله عبد الرحمن بن عبد الحميد بن سالم المَهْري (6) أَبِي رَجَاء، عَنْ عُقَيل (7) ، عَنِ الزُّهْري، عن عُبَيدالله (8) بن
_________
(1) في (أ) و (ش) : «وسمعت» ، وفي (ت) و (ك) : «سمعت» .
(2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/286 رقم 26447) ، ومسلم في "صحيحه" (1107) .
(3) سئل الدارقطني في "العلل" (382) عن حديث علي فقال: «كذا رواه المغيرة بن سلمة أبو هشام المخزومي عن عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عَنْ مُسْلِم بْنِ صُبَيح، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ علي، ووهم فيه. والناس يروونه عن الأعمش ومنصور، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بن شكل، عن حفصة أم المؤمنين، ومنهم من قال: عن أم حبيبة، وهو أشبه بالصواب» .
وذكره أيضًا في "العلل" (5/176/أ) إلا أنه رجح حديث حفصة، فقال: «يرويه منصور والأعمش، واختُلٌِف عنهما فرواه أبو معاوية الضرير وإبراهيم بن طهمان، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عن شتير، عن حفصة، وكذلك رواه جرير وشيبان والثوري، عن منصور، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ، عن حفصة. ورواه خالد بن نِزار، عن ابن عيينة، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ حَفْصَةَ، ووهم في قوله: عن إبراهيم؛ وإنما أرادوا: أبو الضحى، ورواه قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ مَنْصُورٍ والأعمش، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ، عن حفصة، وعائشة؛ قاله أبو نعيم عنه. ورواه عبد الواحد بن زياد، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى عن شتير عن أم حبيبة. وقيل: عن شتير، عن علي؛ ولا يصحُّ، والمحفوظ حديث حفصة» .
(4) في (ف) : «وسألت» ، وفي (ت) و (ك) : «سمعت» .
(5) في (ت) : «السرج» بالجيم.
(6) في (ت) و (ك) : «المهدي» .
(7) هو: ابن خالد الأيلي.
(8) في (ت) و (ش) و (ك) : «عبد الله» .(3/168)
عبد الله بْنِ عُتْبَة (1) : أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) مرَّ برجُلٍ (2) مِنَ الأَنْصَارِ فِي سَفَرٍ يُرَشُّ عَلَيْهِ الماءُ، فَقَالَ رسولُ الله (ص) : مَا هَذَا؟! ، قَالُوا: صائمٌ (3) ، فَقَالَ رسولُ الله (ص) : لَيْسَ مِنَ البِرِّ الصَّوْمُ (4) فِي السَّفَرِ.
فسمعتُ (5) أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ.
781 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَوانة (7) ،
عَنِ الأعمَش، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (8) ، عَن الأسود (9) ، عن عائِشَة؛ قالت:
_________
(1) ضبَّب ناسخا (ت) و (ك) على قوله: «عتبة» .
(2) قوله: «مر برجل» تصحَّف في (ت) إلى: «من يدخل» ، وكذا كانت في (ك) ، ثم صُوِّبت.
(3) من قوله: «فقال رسول الله (ص) ... » إلى هنا سقط من (ك) .
(4) في (ف) : «الصيام» .
(5) في (ف) : «وسمعت» ، وفي (ت) و (ك) : «سمعت» .
(6) قوله: «وأبا زرعة» سقط من (ف) .
(7) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/124 رقم 24926) ، وأبو داود في "سننه" (2439) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2969) .
ورواه أحمد في "مسنده" (6/42 رقم 24147) وأبو عوانة في "صحيحه" (3012) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (1/390) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/285) من طريق يعلى بن عبيد، وأحمد في "مسنده" (6/42 رقم 24147) ومسلم في "صحيحه" (1176) والترمذي في "جامعه" (756) من طريق أبي معاوية، ومسلم أيضًا (1176) من طريق الثوري، والنسائي في "الكبرى" (2874) من طريق حفص بن غياث، وابن خزيمة في "صحيحه" (2103) من طريق أبي خالد الأحمر جميعهم عن الأعمش، به.
(8) هو: ابن يزيد النخعي.
(9) هو: ابن يزيد النخعي.(3/169)
ما رأيتُ النبيَّ (ص) صَامَ العَشْرَ مِنْ (1) ذِي الحجَّة قَطُّ.
وَرَوَاهُ أَبُو الأَحْوَص (2) ، فَقَالَ: عَنْ مَنْصُورٍ (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عائِشَة؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ.
وَرَوَاهُ الثَّوريُّ (4) ، عَنِ الأعمَشِ ومنصورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (5) ؛ قَالَ حُدِّثتُ عَنِ النبيِّ (ص) (6) .
_________
(1) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «من» .
(2) في (أ) : «أبو الأخوص» . وأبوالأحوص هو: سلاَّم بن سُلَيم. وروايته هكذا ذكرها الترمذي في "جامعه" (756) .
ورواه ابن ماجه في "سننه" (1729) ، وابن حبان في "صحيحه" (1441) من طريق أبي الأحوص، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الأسود، عن عائشة، به.
(3) هو: ابن المعتمر.
(4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (8127) ، والبغوي في "الجعديات" (1743) من طريق علي بن الجعد كلاهما (عبد الرزاق وعلي بن الجعد) عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حدِّثت عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، به.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9219) ، وإسحاق ابن راهويه في "مسنده" (1506) من طريق جرير، عن منصور، عن إبراهيم أن النبي (ص) لم يصم العشر قط.
(5) من قوله: «عَنْ عَائِشَةَ؟ فَقَالا: هَذَا خَطَأٌ ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) .
(6) قال الترمذي في الموضع السابق: «هكذا روى غيرُ واحد عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن الأسود، عن عائشة. وروى الثوري وغيره هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إبراهيم: أن النبي (ص) لم يُرَ صائمًا في العشر. وروى أبو الأحوص، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عائشة، ولم يذكر فيه «عن الأسود» . وقد اختلفوا على منصور في هذا الحديث، ورواية الأعمش أصحُّ وأوصل إسنادًا. قال: وسمعت محمد بن أبان يقول: سمعت وكيعًا يقول: الأعمش أحفظ لإسناد إبراهيم من منصور» . اهـ.
وذكر الدارقطني في "العلل" (5/132/ب) أنه اختُلِف على إبراهيم النخعي في هذا الحديث، فرواه الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عن عائشة، ولم يختلف عن الأعمش فيما حدَّث به عنه: أبو معاوية، وحفص بن غياث، ويعلى بن عبيد، وزائدة بن قدامة، والقاسم بن معن، وأبو عوانة وغيرهم. ثم قال: «واختُلِف عن الثوري: فرواه ابن مهدي عن الثوري، عن الأعمش كذلك، وتابعه يزيد بن زريع، واختُلِف عنه: فرواه حميد المروزي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ الثوري، عن الأعمش مثل قول عبد الرحمن بن مهدي. وحدَّث به شيخ من أصل أصبهان يعرف بعبد الله بن محمد بن النعمان، عن مُحَمَّدُ بْنُ مِنْهَالٍ الضَّرِيرُ، عَنْ يزيد بن زريع، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، وتابعه معمر بن سهل الأهوازي، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبيري، عَنْ الثوري، والصَّحيح: عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إبراهيم؛ قال: حُدِّثت أن رسول الله (ص) ، وكذلك رواه أصحاب منصور، عن منصور مرسلاً، منهم: فُضَيل بن عياض، وجرير» . اهـ.
وهذا الحديث من الأحاديث التي انتقدها الدارقطني على مسلم في كتابه "التتبُّع" (ص353 رقم194) .(3/170)
782 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الله بْنُ عُمَرَ العُمَري (2) ، وسُفْيان بْنُ حُسَين (3) ، وَجَعْفَرُ بْنُ بُرْقان (4) ،
فَقَالُوا: عن
_________
(1) انظر المسألة رقم (659) و (758) .
(2) روايته أخرجها مسلم في "التمييز" (ص216) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/108) .
(3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/141 و237- 238 رقم 25094 و26007) ، والنسائي في = = "الكبرى" (3292) .
ومن طريق أحمد رواه ابن الجوزي في "التحقيق" (1142) .
(4) في (ت) : «نرقان» بالنون بدل الباء. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/263 رقم 26310) ، وفي "العلل" (5101) ، وإسحاق في "مسنده" (658) ، والترمذي في "جامعه" (735) وفي "العلل الكبير" (203) ، والنسائي في "الكبرى" (3291) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4639) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/280) ، وابن الجوزي في "التحقيق" (1143) .
قال الترمذي في "العلل": «سألت محمدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيث؟ فَقَالَ: لا يصح حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة في هذا، وجعفر بن برقان ثقة، وربما يخطئ في الشيء» . وقال البيهقي: «هكذا رواه جعفر بن برقان وصالح بن أبي الأخضر وسفيان بن حسين عن الزهري، وقد وهموا فيه عن الزهري» .
والحديث رواه أحمد في "العلل" (5103) وإسحاق في "مسنده" (660) ، والنسائي في "الكبرى" (3293) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/741) والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/280) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/68- 69) و"الاستذكار" (14538 و14543) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (68/118) من طريق صالح بن أبي الأخضر، ومسلم في "التمييز" ص (216) من طريق إسماعيل بن عقبة وإسماعيل بن أمية، والنسائي في "الكبرى" (3294 و3295) من طريق إسماعيل بن إبراهيم - أو إسماعيل ابن عقبة - وصالح بن كيسان، وابن عبد البر في "التمهيد" (12/68) من طريق حجاج بن أرطاة، جميعهم عن الزهري، بمثله.
قال الترمذي بعد روايته لرواية جعفر بن برقان: «وروى صالح بن أبي الأخضر ومحمد بن أبي حفصة هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ عروة، عن عائشة مثل هذا. وروى مالك بن أنس ومعمر وعبيد الله بن عمر وزياد بن سعد وغير واحد من الحفاظ عن الزهري عن عائشة مرسلا، ولم يذكروا فيه: «عن عروة» ، وهذا أصح؛ لأنه روي عن ابن جريج قال: سألت الزهري قلت له: أحدثك عروة عن عائشة؟ قال: لم أسمع من عروة في هذا شيئا، ولكني سمعت في خلافة سليمان بن عبد الملك من ناس عن بعض من سأل عائشة عن هذا الحديث» .
وضعَّف الحديث محمد بن يحيى الذهلي، كما في "تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (2/354) .
وقال مسلم في "التمييز" (ص217) : «أما حديث الزهري، فقد أخطأ كل من قال: عن عروة، عن عائشة، وبيان ذلك في رواية ابن جريج» . ثم روى حديث ابن جريج الذي ذكره الترمذي، ثم قال: «فقد شفى ابن جريج في رواية الزهري هذا الحديث عن التصحيح فلا حاجة بأحد إلى التنقير عن حديث الزهري إلى أكثر مما أبان عنه ابن جريج من النقر والتنقير في جمع الحديث إلى مجهولين عن مجهول وذلك أنه قد قال له: حدثني ناس عن بعض من كان سأل عائشة، ففسد الحديث لفساد الإسناد.
وقال العقيلي في "الضعفاء" (2/83) : «وهذا الحديث يروى من حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة، وهو من معلول حديثه» .
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (4/212) : «وقال الخلال: «اتفق الثقات على إرساله، وشذَّ من وصله» . وتوارد الحفاظ على الحكم بضعف حديث عائشة هذا» .
وانظر "التمهيد" لابن عبد البر (12/66 فما بعدها) ، و"شرح العمدة/ كتاب الصيام" لشيخ الاسلام ابن تيمية (2/606- 610) ، و"الفروسية" لابن القيم ص (234) ، و"عمدة القاري" للعيني (11/77) .(3/171)
الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة: أَنَّهَا صامَتْ هِيَ وحَفْصَةُ، فأُهدِيَ(3/172)
للنبيِّ (ص) طعامًا (1) ، فأفطَرَتا، فسأَلَتا (2) النبيَّ (ص) ؛ فَقَالَ: اقْضِيَا يَوْمًا مَكَانَهُ؟
فَقَالا: هو خطأٌ؛ الصَّوابُ: مارواه مالكٌ (3) ،
وابنُ عُيَينة (4) ،
_________
(1) كذا في جميع النسخ وفي "المعرفة والتاريخ" للفسوي (2/740) بالنصب، وكانت الجادَّةُ أَنْ يقال: «فَأُهْدِيَ للنبي (ص) طَعَامٌ» ، بالرفع على أنه نائب الفاعل، وعلى ذلك ورد في بقيَّة مصادر التخريج، لكنَّ ما في النسخ من النصب له وجه صحيح في العربية، وهو أنَّ «طعامًا» باقٍ على نصبِهِ مفعولاً به، ويكونُ نائب الفاعل هو قولَهُ: «للنبي» ، وإنابةُ الجار والمجرور أو غيره مُنَابَ الفاعل مع وجود المفعول به: جائزٌ على مذهب الكوفيين وجماعة من النحاة، وإنْ منعه جمهور البصريين. انظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (252) .
(2) في (ت) و (ك) : «فأفطرنا فسألنا» ، وفي (ش) : «فأفطرنا، فسألتا» .
(3) كذا وقعت رواية مالك وابن عيينة ويونس وعبيد الله في جميع النسخ، ولم نقف على روايتهم من هذا الوجه، وما ذكره الأئمة من رواية هؤلاء إنما هو روايتهم عن الزهري أن عائشة وحفصة.. به، بلا ذكر «عروة» .
ورواية مالك أخرجها في "موطئه" (1/306) .
= ... قال ابن عبد البر في " التمهيد" (12/66) : «هكذا هذا الحديث في "الموطأ" عند جميع رواته فيما علمت ... » ، ثم ذكر رواية شاذَّة يرويها عبد العزيز بن يحيى، عن مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عروة، عن عائشة ... ، هكذا مسندًا، ثم قال ابن عبد البر: «ولا يصحُّ ذلك عن مالك» .
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (4/212) بعد أن ذكر رواية مالك المرسلة: «وقد رواه من لا يوثق به عن مالك موصولاً، ذكره الدارقطني في "غرائب مالك"» .
(4) روايته أخرجها أحمد في "العلل" (5104) ، وإسحاق في "مسنده" (659) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/740) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (68/118) .(3/173)
ويونسُ بن يزيد (1) ، وعُبَيدُالله العُمَري (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) .
783 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عمَّار ابن رَجاء (4) ،
عن
_________
(1) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (4/279) .
(2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3297) .
والحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (7790) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنّ عائشة وحفصة ... فذكره. ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "العلل" (5105) ، وإسحاق في "مسنده" (659) .
(3) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وفي هامش النسخة (أ) تعليق غير واضح.
(4) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (4827) ، و"الصغير" (697) ، وابن عدي في "الكامل" (5/257) ، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (153) ، والقزويني في "التدوين" (3/301) .
وقرن ابن عدي بعمار: محمد بن عيسى.
ومن طريق الطبراني رواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (10/428- 429) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (883) .
ومن طريق ابن عدي رواه السهمي في "تاريخ جرجان" ص (293) .
ومن طريق الإسماعيلي رواه السهمي ص (417) .
قال الطبراني في "الأوسط": «لم يرو هذه الأحاديث عن الأعمش إلا أبو طيبة، تفرد بها ابنه» .
وقال في "الصغير": «لم يروه عن الأعمش إلا [أبو طيبة] ، ولا عنه إلا ابنه، ولا يروى عن أم هانئ إلا بهذا الإسناد، تفرد به عمار بن رجاء» .
وقال ابن عدي: «وهذا عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أم هانئ لا يرويه عن الأعمش غير أبي طيبة، وقد قيل في هذا الحديث: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، من طريق مظلم أيضًا.
وقال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يصح، وأحمد بن أبي طيبة، وأبوه مجهولان» .
وحديث أبي هريرة الذي ذكره ابن عدي رواه ابن شاهين في "فضائل شهر رمضان" (20) من طريق خلف بن خليفة، عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، به. والحديث ذكره الدارقطني في "العلل" (1915) من طريق أم هانئ وأبي هريرة وقال: «وكلاهما غير محفوظ» .(3/174)
أحمد بن أبي طَيْبَة، نا أَبُو طَيْبَة (1) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (2) ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أُمَّتِي لَنْ تَخْزَى (3) مَا أقَامُوا صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَقَالَ رجلٌ: مَا خِزْيُهُمْ (4) فِي إِضاعَةِ شَهْرِ رمضانَ؟ قَالَ: انتِهَاكُ المَحَارِمِ فِيهِ، مَنْ عَمِلَ فِيهِ سَيِّئَةً - زِنًى، أَوْ شُرْبَ خَمْرٍ - لَمْ يَقْبَلِ اللهُ مِنهُ شَهْرَ رَمَضَانَ، فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللهِ حَسَنَةٌ يَتَّقِي بِهَا النَّارَ (5) ، فَاتَّقُوا (6) شَهْرَ رَمَضَانَ؛ فَإِنَّ الحَسَنَاتِ تُضَاعَفُ مَا لا (7) تُضَاعَفُ (8) فِي سِوَاهُ، وَكَذَلِكَ السَّيِّئاتُ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ موضوعٌ عِنْدِي؛ يشبهُ أَنْ يكونَ مِنْ حَدِيثِ الكَلبي (9) .
784 - وسمعتُ (10) أَبِي يَقُولُ وذكَرَ حديثَ الأوزاعيِّ (11) ،
عن
_________
(1) قوله: «نا أبو طيبة» سقط من (ت) و (ك) . وأبو طيبة: هو عيسى بن سليمان.
(2) هو: باذام مولى أم هانئ.
(3) في (ك) : «تجزى» .
(4) في (ك) : «ما جزيهم» .
(5) في (ت) : «البان» .
(6) في (ت) و (ك) : «فالقوا» .
(7) في (ك) : «ملا» .
(8) في (ت) : «يضاعف» .
(9) يعني: محمد بن السَّائب.
(10) تقدمت هذه المسألة برقم (447) ، ونقل بعضها ابن الملقن في "البدر المنير" (4/464-465/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/390) .
(11) هو: عبد الرحمن بن عمرو، وروايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/470) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/423) من طريق الوليد بن مَزْيَد، عنه، به.
ووقع عند الفسوي: «أو أبو المهاجر، عن أبي أميمة» ووقع عند الطحاوي: «أو عن رجل، عن أبي أمية» .
ورواه الدارمي في "مسنده" (1753) ، والنسائي في "سننه" (2269) ، والطبراني في "الكبير" (22/361 رقم 907) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، والنسائي أيضًا (2270) من طريق محمد بن حرب كلاهما عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أبي قلابة، عن أبي المهاجر، عن أبي أمية الضمري، به، مرفوعًا.
وثمَّ اختلافات أُخر في الحديث ذكرها النسائي في "سننه" (2267- 2282) .(3/175)
يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلابة الجَرْمي (1) ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو أُميَّة (2) - أَوْ قَالَ: أَبُو المُهَاجِر (3) ، عَنْ أَبِي أُميَّة - قَالَ: قَدِمتُ على (4) رسول الله (ص) فَقَالَ: أَلاَ تَنْتَظِرُ (5) الغَدَاةَ (6) ؟ ، قلتُ (7) : إِنِّي صائِم، فَقَالَ: تَعَالَ أُخْبِرْكَ عَنِ المُسَافِرِ: إِنَّ اللهَ وَضَعَ عَنهُ الصِّيَامَ، وَنِصْفَ الصَّلاَةِ؟
_________
(1) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي.
(2) هو: عمرو بن أمية الضَّمْرِي. كما جاء منسوبًا في "تهذيب الكمال" (34/325) ، وجاء في بعض مصادر التخريج: «أبو أمية الضمري» ، وأنس بن مالك الكعبي القشيري يكنى أبا أمية، ولكنه ليس بضمري.
(3) ذكر المزي في "تهذيب الكمال" (34/325-326) هذا الحديث وحديثين آخرين وقال: «هكذا يقول الأوزاعي! وغيره لا يذكر أبا المهاجر» . وقال عن هَذَا الحديث: «رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حرب الأبرش وأبو المغيرة الخَولاني، عن الأوزاعي كذلك، وفيه اختلاف كثير على الأوزاعي» .
(4) في (ش) : «عن» بدل: «على» .
(5) في (ش) : «تنظر» ، وفي (ك) : «ينتظر» .
(6) في المسألة رقم (447) : «الغداء» بدل: «الغداة» .
(7) في (ك) : «تلك» بدل: «قلت» .(3/176)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: النَّاسُ يختلفونَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ:
فمنهُم مَنْ يَقُولُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلاَبة، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ الكَعْبي.
ومنهُم مَنْ يَقُولُ: عَنْ أَبِي أُميَّة (1) .
والصَّحيحُ: مَا يَقُولُهُ أيُّوبُ السَّخْتِياني (2) : عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ القُشَيري (3) .
785 - وسمعتُ (4) أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعي (5) ، واختُلِف عَلَيْهِ فِيهِ:
فَرَوَى زيدُ بْنِ أَبِي أُنَيسَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عبد الله
_________
(1) الحديث رواه النسائي في "سننه" (2271) من طريق شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أبي أمية، به. وذكر ابن أبي حاتم في المسألة رقم (447) أن صدقة بن خالد يرويه عن الأوزاعي، مثله.
(2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (2/29) ، والنسائي في "سننه" (2274) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/469) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2043) .
(3) هو: أنس بن مالك القشيري الكعبي، أبو أمية، ويقال: أبو أميمة، ويقال: أبو مَيّة. انظر "تهذيب الكمال" (34/378) .
(4) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/283/مخطوط) بعض هذا النص بتصرف، وفيه: «قال أبو زرعة: روي موقوفًا ومرفوعًا، وهو أصح» . كذا قال، وهو الصواب. ولكن وقع في مختصره: "التلخيص الحبير" (2/410) لابن حجر: «ورواه ابن أبي حاتم في "العلل" عن جرير مرفوعًا، وصحَّح عن أبي زرعة وقفه» . اهـ، وهو خطأ، فأبو زرعة رجَّح الرواية المرفوعة.
(5) هو: عمرو بن عبد الله.(3/177)
البَجَلي، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: صَوْمُ ثَلاَثَةِ أيَّام ٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ؛ الأَيَّامُ (1) البِيضُ: ثَلاَثَ (2) عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ (3) عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ.
فَرَوَاهُ زيدُ بْنُ أَبِي أُنَيسَة، مَرْفُوعٌ (4) عَنِ النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ المغيرةُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جَرِيرٍ، مَوْقُوفٌ (*) .
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ أَبِي (5) إِسْحَاقَ عَنْ جَرِيرٍ مَرْفُوعٌ (*) أصَحُّ من موقوفٍ؛ لأنَّ (6) زيدَ ابن أَبِي أُنَيسَة أحفَظُ مِنْ مُغِيرَةَ بْنِ مُسْلِمٍ (7) .
786- وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (8) وذكَرَ حديثً (9) رواه موسى بن
_________
(1) في (ش) : «إلا أيام» .
(2) في (ف) : «ثلاثة» .
(3) في (ش) : «ورابع» .
(4) كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(*) ... كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) قوله: «أبي» سقط من (ف) .
(6) في (ت) و (ك) : «ولأن» .
(7) روايته أخرجها النسائي في "المجتبى" (4/221 رقم 2420) ، وفي "الكبرى" (2741/الرسالة) ، وأبو يعلى في "مسنده" (7504) ، والطبراني في "الكبير" (2/356 رقم 2499) ، و"الأوسط" (7550) ، و"الصغير" (913) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3570) .
ومن طريق الطبراني رواه الخطيب في "تالي التلخيص" (2/581) .
ورواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/27) من طريق غيلان بن جامع، عن أبي إسحاق، به. قال الطبراني: «لم يروه عن أبي إسحاق إلا زيد بن أبي أنيسة، ولا يروى عن جرير إلا بهذا الإسناد» . وصحح إسناده ابن حجر في "فتح الباري" (4/226) .
(8) في (ف) : «أبي زرعة» .
(9) في (ك) : «حديثًا» ، وهو الجادَّة، والمثبتُ من بقيَّة النسخ، وحذفتْ منه ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة. انظر الكلام عليها في المسألة رقم (34) .(3/178)
طَلْحَة، فاختَلَفَ الرُّواةُ عَنْهُ:
فَرَوَى عبدُالملك بنُ عُمَير (1) ، عن موسى ابن طَلْحَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: جَاءَ أعرابيٌّ بأرنبٍ إِلَى النبيِّ (ص) ، فوضعَها بَيْنَ يدَيهِ، فأكلَ القومُ، واعْتزَلَ الأَعْرَابِيُّ، فَقَالَ: مَا لَكَ لاَ تأكُلُهُ (2) ؟ ،
قَالَ: إِنِّي صائِم، قَالَ: إنْ كُنْتَ صَائِمًا (3) ، فَصُمْ أَيَّامَ الغُرِّ.
وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سام (4) ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَة، عَن أبي ذَرٍّ، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/336 رقم 8434) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/407) تعليقًا، والنسائي في "سننه" (2421) ، وابن حبان في "صحيحه" (3650) .
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «لا تَأْكُلُها» ؛ لأنَّ الضمير يعود إلى «الأرنب» ، وقد استعمل ضميره مؤنثًا في قوله: «فوضعها» ، وفي مصادر التخريج: «مالك لا تأكُلُ» ، وما وقع في النسخ يخرَّج على أوجه:
الأول: أنَّ «الأرنب» تؤنَّث، وقد تذكَّر؛ كما في "المصباح المنير" (ص240) ، و"اللسان" (1/434) ، فرَجَعَ الضمير مؤنثًا في «وضَعَهَا» ، ومذكَّرًا في «تأكله» . والثاني: أنه من باب الحمل على المعنى، والمراد: «مالك لا تأكلُ الطعامَ، أو المأكولَ، أو المذكورَ..» ، وانظر للحمل على المعنى التعليق على المسألة رقم (270) .
والثالث: أن الأصل «تأكُلُهَا» ثم حذفت الألف، وسُكّنت الهاء بعد نقل فتحتها إلى اللام، وهذه لغةُ طيِّئ ولَخْم، فيقولون في بِهَا: بَهْ، وفي تأكُلُها: تَأْكُلَهْ، وقد تقدَّم التعليق على هذه اللغة في المسألة رقم (235) .
(3) في (ش) : «صائم» .
(4) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (477) ، وأحمد في "مسنده" (5/152 و162 و177 رقم 21350 و21437 و21537) والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/406) تعليقًا، والترمذي في "جامعه" (761) ، والبزار في "مسنده" (4064) والنسائي في "سننه" (2422- 2424) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (رقم 1182 و1214/مسند عمر بن الخطاب) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2128) ، وابن حبان في "صحيحه" (3655 و3656) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/294) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/120) ، و"تالي التلخيص" (257) ، وتمام في "فوائده" (587/الروض البسام) .
قال الترمذي: «حديث حسن» .
وقال البزار: «وهذا الْحَدِيث قد روي عَنْ أَبِي ذر من غير وجه، ورواه عن يحيى بن سام غير واحد، منهم: الأعمش، ويزيد بن أبي زياد، وغيرهم» .
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7874) ، والحميدي في "مسنده" (136) ، وأحمد في "مسنده" (5/150 رقم 21334 و21335) ، والنسائي في "سننه" (4311) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2127) من طريق موسى بن طلحة، عن ابن الحوتكية، عن أبي ذر، به.
قال ابن خزيمة: «قد خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب "الكبير"، وبينت أن موسى بن طلحة قد سمع من أبي ذر قصة الصوم دون قصة الأرنب، وروى عن ابن الحوتكية القصتين جميعًا» .
وقال ابن حبان عقب الحديث (3650) : «سمع هذا = = الخبر مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، وسمعه من ابن الحوتكية، عن أبي ذر، والطريقان جميعًا محفوظان» .
وقد اختلف على موسى بن طلحة في هذا الحديث، وقد توسع الدارقطني في ذكر هذا الاختلاف فانظره في "العلل" (239 و511 و1119) .
وانظر "شرح العمدة/ كتاب الصيام" لشيخ الإسلام ابن تيمية (2/592- 595) .(3/179)
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ عِنْدِي: حديثُ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) .
_________
(1) من قوله: «فقال أبو زرعة ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .(3/180)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْْ فِي مَنَاسِكِ الْحَجِّوَآدَابِهِ (1) وثَوَابِهِ، ونَحْوِ ذَلِكَ
787 - قَالَ (2) أَبُو مُحَمَّدٍ (3) : وسألتُ (4) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه معاويةُ بن عبد الله الزُّبَيري (5) ، عن عائِشَة ابْنَتِ (6) الزُّبَير، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، عَنْ عَطاء بْنِ يَسَار، عَنِ السَّائِب بْنِ خَلاَّد، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) أَنَّهُ قَالَ: اللَّهُمَّ، مَنْ ظَلَمَ أَهْلَ المَديِنَةِ وَأَخَافَهُمْ (7) ، فَأَخِفْهُ، وَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ ... ، الحديثَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَى هَذَا الحديثَ اللَّيثُ بن سعد (8) ، عن هشام
_________
(1) كذا في (ش) ، وفي (ت) : «وأدائه» . ولم تنقط في بقيَّة النسخ.
(2) نقل الذهبي في "تاريخ الإسلام (ص198/وفيات 181-190) بعض هذا النص، وستأتي هذه المسألة برقم (2605) .
(3) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط.
(4) في (ت) و (ك) : «سألت» بلا واو.
(5) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (7/144 رقم 6636) ووقع عنده: «عائشة بنت المنذر» وكذا في الأصل الخطي له (2/161/ب) .
ورواه أحمد في "مسنده" (4/55 رقم 16557) والنسائي في "الكبرى" (4265 و4266) ، والطبراني في "الكبير" (7/143- 144 رقم6631- 6635) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/123) من طرق عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ السائب، به.
(6) في (ك) : «ابنة» ، وهو الجادَّة، وما أثبتناه صحيحٌ أيضًا في العربية، انظر التعليق على المسألة رقم (6) .
(7) في (أ) و (ش) : «فأخافهم» .
(8) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (3589) ، والضياء في "المختارة" (8/330 رقم 399- 401) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (58/111) قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ موسى بن عقبة إلا هشام بن عروة، تفرد به الليث بن سعد» . وجوَّد إسناده المنذري في "الترغيب والترهيب" (1891) .(3/181)
ابن عُرْوَة، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، عَنْ عَطاء بْنِ يَسَار، عَنِ عُبَادَة بْنِ الصَّامت، عَنِ النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما الصَّحيحُ؟
قال: حديثُ عائِشَةَ ابْنَتِ (1) الزُّبَير (2) أَصَحُّ؛ لأنَّ الناسَ قَدْ رَوَوْهُ عَنِ السَّائِب بْنِ خَلاَّد.
فسألتُ أَبَا زُرْعَةَ: مَا حالُ معاوية بن عبد الله هَذَا؟
قَالَ: لا بأسَ بِهِ؛ كتَبنا عَنْهُ بِالْبَصْرَةِ، أخرَجَ إِلَيْنَا جُزْءًا عَنْ عائِشَة، فانْتَخَبْتُ (3) مِنْهُ أحاديثًا (4)
غَرائِبَ، وتركتُ المشاهيرَ.
_________
(1) في (ك) : «ابنة» ، وهو الجادَّة، وما أثبتناه صحيحٌ في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (6) .
(2) قوله: «الزبير» سقط من (ف) .
(3) في (ش) : «فانتخب» ، وفي (ك) : «فانتخيت» .
(4) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أحاديثَ غرائبَ» بِحَذْفِ الألف؛ لأنه ممنوعٌ من الصرف لمجيئه على صيغة منتهى الجموع، لكنَّ قوله: «أحاديثًا» بالتنوين: جائزٌ في العربية وصحيحٌ؛ ويخرَّج على لغة من يَصْرفُ جميعَ ما لا ينصرف في الاختيار وسعة الكلام؛ وهي لغة لبعض العرب، ومن شواهدها قولُهُ تعالى: [الإنسَان: 4] {سَلاَسِلَ وَأَغْلاَلاً وَسَعِيرًا} في قراءة من نوَّن «سلاسلاً» ، ومثل ذلك: قراءتُهُمْ بالتنوين في قوله تعالى: {قَوَارِيرًا قَوَارِيرًا} [الإنسان: 15-16] ، وقراءةُ الأعمش والأشهب العقيلي والمطوِّعي: {وَلاَ يَغُوثًا وَلاَ يَعُوقًا وَنَسْرًا} [نوح: 23] .
ويمكن تخريجه أيضًا على أنه بالألف بلا تنوين؛ فقد ذكر ابن جِنِّيْ أن من العرب مَنْ يقف على جميع ما لا ينصرف - إذا كان منصوبًا - بالألف؛ فيقولون: رأيتُ أحمدَا، وكلَّمتُ عثمانَا؛ وذلك لخفَّة الألف عليهم ولاعتيادهم صَرْفَ ما لا ينصرف في الشعر.
انظر: "سر صناعة الإعراب" لابن جني (2/677) ، و"مشكل إعراب القرآن" لمكي ابن أبي طالب (2/783-784) ، و"مغني اللبيب" (ص195) ، و"همع الهوامع" (1/131-133) ، و"إبراز المعاني، من حرز الأماني" لأبي شامة، و"البحر المحيط" لأبي حيان (في الكلام على آيات سورة الإنسان، ونوح _ت) ، و"شرح التصريح" لخالد الأزهري، و"شرح الأشموني" (آخر باب الممنوع من الصرف) .(3/182)
قلتُ: مَا حالُ عائِشَة، هَلْ رَوَى عَنْهَا أحدٌ سِوَى مُعَاوِيَةَ؟
قَالَ: نَعَمْ؛ حدَّثنا عَنْهَا المَدَنِيُّون.
788 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمرو بن عبد الله النَّصْري (2) - والد أبي زرعة الدِّمَشْقِي - عَنِ الْوَلِيدِ (3) ، عَنْ صَدَقة بْنِ
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (851 و869) .
(2) في (ك) : «البصري» ، ولم تنقط في (ش) و (ف) ، وانظر "الأنساب" للسمعاني (4/424) .
(3) هو: ابن مسلم الدمشقي. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/295) تعليقًا، وقال: «منكر» .
ورواه العقيلي في "الضعفاء" (2/206- 207) ، وابن عدي في "الكامل" (4/78) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (953) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/262) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (24/38) من طريق هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بن مسلم، به.
قال العقيلي: «وفيه رواية عن أبي سعيد الخدري فيها لين أيضًا» .
وقال ابن عدي: «وهذا عن العلاء منكر كما قاله البخاري، ولا أعلم يرويه عن العلاء غير صدقة، وإنما يروي هذا: خلف بن خليفة، وهو مشهور، وروي عن الثوري أيضًا عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عن النبي (ص) ، فلعل صدقة هذا سمع بذكر العلاء، فظن أنه العلاء بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وكان هذا الطريق أسهل عليه، وإنما هُوَ: الْعَلاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبيه، عن أبي سعيد» . وقال البيهقي: «إسناده ضعيف» .(3/183)
يزيد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ (2) : إنَّ عَبْدًا أَصْحَحْتُ (3) جِسْمَهُ، وَأَوْسَعْتُ عَلَيْهِ فِي الرِّزْقِ؛ يَأتِي عَلَيْهِ خَمْسُ سِنينَ لاَ يَفِدُ إِلَيَّ -: مَحْرُومٌ (4) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: العلاءُ (5) ابن المسيَّب (6) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّاب، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مُرسَل (7) مَرْفُوعٌ (8) .
789- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو الطَّاهر (9) بن السَّرْح (10) ؛
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي.
(2) كذا في جميع النسخ، والتقدير: «قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ» ، كما سيأتي في المسألة رقم (869) ، فلعلَّ سَقْطًا وقع هنا.
(3) في (ف) و (ت) و (ك) : «صحَّحت» .
(4) قوله: «محروم» خَبَرٌ لـ «إِنَّ عبدًا» .
(5) رسمت في (ك) هكذا: «العلى» .
(6) روايته أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/265/بشار) ، والبيهقي في "الشعب" (3837) ، وأبو بكر الأنباري في "الأمالي" (10/2) - كما في "السلسلة الصحيحة" (1662) - من طريق محمد بن فضيل، عنه، به.
(7) لأنَّ يونس بن خبَّاب لم يسمع من أبي سعيد كما سيأتي برقم (869) .
(8) كذا قال هنا! وسيأتي السؤال مرة أخرى برقم (851) ، وفيه تصويبُه لرواية من رواه عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبي (ص) ، وقال: «ومنهم من يَقِفُه» .
وسيأتي تفصيلٌ طويل لهذا الحديث في المسألة رقم (869) .
وقوله: «مرسل مرفوع» يحتمل وجهين: الرَّفْعَ والنصب، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(9) في (ت) : «أبو الظاهر» .
(10) هو: أحمد بن عمرو. ولم نقف على روايته، والحديث رواه الدولابي في "الكنى" (1/108) من طريق خلاد بن يحيى، عن حنش، به.
ورواه البخاري في "صحيحه" (5923) ، ومسلم في "صحيحه" (1190) من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الرحمن بن الأسود، به.
ورواه مسلم أيضًا من طريق مالك بن مغول، عن عبد الرحمن بن الأسود، به.(3/184)
قال: حدَّثنا أَشْعَثُ ابن شُعْبة (1) ، عن حَنَش (*) ، عن عبد الرحمن بْنِ الأسْوَد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: رأيتُ الطِّيبَ فِي مَفْرِقِ رسولِ الله (ص) وَهُوَ مُحْرِمٌ؟
فَقَالَ: حدَّثنا (2) أَبُو نُعَيم (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا حَنَش (*) ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ الأسْوَد، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَلَمْ يقُل: عَنْ أَبِيهِ.
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أشبهُ؟
قَالَ: أَبُو نُعَيم أثبتُ، وَلا أُبعِدُ أَنْ يكونَ قَالَ لَهُمْ مرَّةً: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) (4) .
_________
(1) كذا في (ت) و (ك) ، وفي (ف) : «شعية» ، وفي (ش) : «سعيد» ، وفي (أ) يبدو أنها كانت «شعبة» فحاول الناسخ إصلاحها إلى: «سعيد» ، وانظر "تهذيب الكمال" (3/270) .
(*) ... تصحَّفت في (ت) و (ك) إلى: «حفش» . وهو حنش بن الحارث النخعي.
(2) في (ك) : «حدثه» .
(3) هو: الفضل بن دُكَين.
(4) سئل الدارقطني في "العلل" (5/133/أ) عن حديث الأسود، عن عائشة؟ فقال: «رواه عنه أبو إسحاق، وابنه عبد الرحمن بن الأسود، وإبراهيم النخعي، واختُلِف عن أبي إسحاق: فرواه الثوري وإسرائيل ويوسف بن إسحاق ابن أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عبد الرحمن بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة. وخالفهم يونس بن أبي إسحاق، وزكريا بن أبي زائدة، وشريك وأبو الأحوص، [فرووه] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عن عائشة. وأما عبد الرحمن بن الأسود فلم يختلف عليه فيه. واختُلِف على إبراهيم النخعي في إسناده ومتنه، فرواه منصور، والأعمش، والحكم، والزبير ابن عدي، وعطاء بن السَّائب، ومحمد بن قيس، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عائشة، ورواه حماد بن أبي سليمان، واختُلِف عنه: فرواه الثوري، وعمر، وهشام الدَّستوائي، وأبو إسرائيل الملائي، وابن أبي عروبة، وشعبة- واختُلِف عنه-: عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الأسود، عن عائشة، قال ذلك يحيى القطان، وروح بن عبادة عن شعبة. وقال غندر: عن شعبة، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عائشة. وقيل: عن أبي عوانة، عن مغيرة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عائشة. وقال الحسن بن عبيد الله: عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عائشة، وقال في متنه: كأني أنظرُ إلى وَبيصِ المِسْكِ في رأس رسول الله (ص) ، ولم يقل هذا غيره عن إبراهيم. والصحيح عن إبراهيم: قول من قال: عن الأسود، عن عائشة، والصحيح عن أبي إسحاق قول من قال: عن عبد الرحمن ابن الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ» .(3/185)
790 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ خُثَيم (2) ، عَنْ حَنْظَلَة (3) ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا نَظَر إِلَى رجُلٍ يُرِيدُ السَّفَر يَقُولُ: أُوَدِّعُكَ كما كان رسولُ الله (ص) يُوَدِّعُ، ثُمَّ يَقُولُ: أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ؟
قَالا: وَهِمَ سعيدٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
وَرَوَى هَذَا الحديثَ الوليدُ بْنُ مُسْلِمٍ (4) ، فوَهِمَ فِيهِ أَيْضًا، فَقَالَ: عَنْ حَنظَلَة، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ القاسم، عن ابن عمر.
_________
(1) انظر المسألة رقم (2297) .
(2) في (ك) : «خيثم» . وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/7 رقم 4524) ، والترمذي في "جامعه" (3443) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (8806، 10357) ، والقاضي المحاملي في "الدعاء" (3) ، والطبراني في "الدعاء" (821) . وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب، من هذا الوجه من حديث سالم بن عبد الله» .
(3) هو: ابن أبي سفيان.
(4) كذا جاءت رواية الوليد بن مسلم في جميع النسخ بإثبات سالم بين «حنظلة» و «القاسم» ! ولم نقف عليها، والمعروف من رواية الوليد بن مسلم أنها عن حنظلة عن القاسم، به. وعلى هذا الوجه رواه النسائي في "الكبرى" (8805 و10356) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5624 و5674) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2531) .(3/186)
والصَّحيحُ عِنْدَنَا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -: عَنْ حَنظَلَة، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ قَزَعَةَ (1) ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حدَّثنا أَبُو نُعَيم (2) ؛
قال: حدَّثنا عبد العزيز بْنِ (3) عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ قَزَعَة، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ (4) كَانَ إِذَا وَدَّعَ رجُلاً قَالَ: أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ؟
_________
(1) هو: ابن يحيى البصري.
(2) هو: الفضل بن دُكَين. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/136 رقم 6199) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (834/المنتخب) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/260) ، والنسائي في "الكبرى" (10346) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/251) .
وتابع أبا نعيم: أبو ضمرة أنس بن عياض وعبدة بن سليمان، روايتهما عند النسائي في "الكبرى" (10345 و10347) ، ومندل بن علي ويحيى بن نصر بن حاجب روايتهما ذكرها الدارقطني في "العلل" (4/112/أ) .
واختلف على عبد العزيز بن عمر: فرواه أحمد (2/38 رقم 4957) عن مروان بن معاوية الفزاري، وأبو داود (2600) من طريق عبد الله بن داود، كلاهما عن عبد العزيز بن عمر، عن إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ قَزَعة، عن ابن عمر، به.
كذا قالا: «إسماعيل بن جرير» ! والصواب: «يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَرِيرٍ» كما في"تهذيب الكمال" (425) . ورواه النسائي في "الكبرى" (10348) من طريق عيسى بن يونس، عن عبد العزيز ابن عمر، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سعد، عن قزعة، به.
(3) في (ش) : «عن» بدل: «ابن» .
(4) قوله: «أنه» سقط من (ك) .(3/187)
ثُمَّ ذاكرتُ بِهِ أَبِي، فَقَالَ: حدَّثنا أَبُو نُعَيم، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ... هَذَا الحديثَ.
791- وسألتُ (1) أَبِي عن حديثٍ رواه عبَّاد ابن العَوَّام (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَروبةَ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ أم سُلَيْمٍ حاضَتْ بعد ما أفاضَتْ يومَ النَّحْر، فأمرَها النبيُّ (ص) أَنْ تَنْفِرَ (3) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: قَتادةُ، عَنْ عِكْرمَة، عن النبيِّ (ص) ... مُرسَل (4) فِي قِصَّةِ صَفِيَّة (5) ؛ رَوَاهُ الدَّسْتوائي (6) وغيرُه؛ وهذا
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (809) .
(2) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (3083) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/233) ، والطبراني في "الأوسط" (804) ، والدارقطني في "العلل" (4/26/أ) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ قتادة إلا سعيد، تفرد به عباد بن العوام» .
وقال الدارقطني: «يرويه عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس، وغيره يَرْوِيهِ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ مرسلاً، وهو الصحيح» .
وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (3/588) : «وقد شذَّ عباد بن العوام، فرواه عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن قتادة، عن أنس مختصرًا في قصة أم سُلَيم» .
(3) أي: النَّفْر الآخِر، وهو في اليوم الثَّالثِ من أيام التَّشريق. انظر "النهاية" لابن الأثير (5/92) .
(4) قوله: «مرسل» يحتمل الرفعَ والنصبَ، انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(5) كذا قال هنا، وفي المسألة رقم (809) ذكر أم سُلَيم، وكلاهما صحيح كما سيأتي في التخريج، فأمُّ سليم حدَّثت به عن قصتها وقصة صفيَّة. كما في مصادر التخريج.
(6) هو: هشام بن أبي عبد الله، وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1756) ، وأحمد في "مسنده" (6/431 = = رقم 27432) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/233) من طريق هشام، عن قتادة، عن عكرمة؛ قال: اختلف ابن عباس وزيد بن ثابت في المرأة إذا حاضَت وقد طافت بالبيت يوم النَّحر، فقال زيد: يكون آخر عهدها بالبيت، وقال ابن عباس: تَنفِرُ إذا شاءت، فقالت الأنصار: لن نتابعك يا ابن عباس وأنت تخالف زيدًا! فقال: سَلُوا صاحبَتَكُم أم سُلَيم، فقالت: حِضتُ بعد ما طُفت بالبيت، فأمرني رسول الله (ص) أن أنفِرَ، وحاضت صفيَّة فقالت لها عائشة: حبستينا، فأمرها النبي (ص) أن تَنفِرَ.
قال ابن حجر في "فتح الباري" (3/588) : «طريق قتادة هذه هي المحفوظة» .
ورواه البخاري في "صحيحه" (1758) من طريق حماد ابن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، به مختصرًا.(3/188)
هُوَ الصَّحيحُ.
792 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سعيد ابن سُلَيمان (1) ،
عن
_________
(1) روايته أخرجها أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7571) بلفظ: «رأيت رسول الله (ص) يطوفُ بين الصَّفا والمَروَة، والناس بين يدَيه، وهو وراءَهم، وهو يسعى، حتى أرى رُكبَتَيه من شِدَّة السَّعي، يدورُ به إزارُه، ويقول: «اسعَوا فإن اللهَ كتب عليَّ السَّعي» .
قال أبو نعيم: «رواه محمد بن إدريس الشافعي ويونس ابن محمد وحميد بن عبد الرحمن، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ بإدخال عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ محيصن بينه وبين عطاء. ورواه مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ عبد الله ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عن عطاء، عن حبيبة؛ من دون صفية. ورواه عبد الله بن نبيه، عن جدته صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ حَبِيبَةَ بنت أبي تَجراة. وروته جبرة بنت محمد السباعية؛ قالت: حدثتني حبيبة بنت أبي تَجراة؛ قالت: أشرفت على رسول الله (ص) وهو يطوف بين الصفا والمروة» . اهـ.
ورواه أحمد في "مسنده" (6/421 رقم 27368) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7571) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/99- 100) من طريق سريج ابن النعمان، عن عبد الله بن المؤمل، به.
ورواه ابن أبي خيثمة - كما في "الإصابة" (4/269) - والطبراني في "الكبير" (24/178 رقم 575) و (12/256/ب/المخطوط) من طريق سريج، عن عبد الله بن المؤمل، عن عمر بن عبد الرحمن، عن عطاء، عن صفية، عن حبيبة، به.
وليس في رواية الطبراني: «عن عطاء» .(3/189)
عبد الله بْنِ المُؤَمَّل، عَنْ عَطاء (1) ، عَنْ صَفِيَّةَ ابْنَتِ (*) شَيبَة، عن حَبيبة ابْنَتِ (*) أبي تَجْراة (2) ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي السَّعْيِ بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَة؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ غيرُ سَعِيدٍ (3) ، عن عبد الله ابن المُؤَمَّل، فَقَالَ: عَنْ عُمَرَ بْنِ عبد الرحمن ابن مُحَيصِن (4) ، عن صَفِيَّة ابْنَتِ (*) شَيْبَة، عن حَبيبة (5) ابْنَتِ (*) أبي تَجْراة.
_________
(1) هو: ابن أبي رباح.
(*) ... في (ك) : «ابْنَة» ، وهو الجادَّة، وكتابتها بالتاء المفتوحة مع سكون الباء: له وجهٌ صحيحٌ في العربية، انظر التعليق على المسألة رقم (6) .
(2) بفتح التاء المثنَّاة الفوقية؛ كما في "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين الدمشقي (2/29) .
قال الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (1/315) : «ووهم أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، فقال: هي بنت أبي بَجْراة؛ بالباء [الموحَّدة] ، وثبت على ذلك، والصواب بالتاء» . وترجم لها الحسيني في "الإكمال" (1461) ، وقال: «في إسناد حديثها اضطراب» ، وتبعه ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (1630) . ونسبها أبو نعيم أيضًا فذكر أنها: امرأة من أهل اليمن. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (2/102) : «قول أبي نعيم: امرأة من أهل اليمن ليس بشيء، والصَّواب ما قال الشافعي» ؛ أي: إنها إحدى نساء بني عبد الدار.
(3) رواه العقيلي - كما في "التمهيد" (2/101) - من طريق محمد بن سنان العَوَقي [في الأصل: العوفي، بالفاء، والتصويب من "بيان الوهم والإيهام" (5/159) ] ، عن عبد الله بن المؤمل، به. بلفظ: دخلتُ المسجدَ أنا ونسوةٌ معي من قريش، والنبيُّ (ص) يطوفُ بالبيتِ، قالت: وإنه ليسعى، حتى إني لأرثي له، وهو يقول لأصحابه: «اسعَوْا؛ فإنَّ الله كتبَ عليكُم السَّعي» . قال ابن عبد البر: هكذا قال: «يطوفُ بالبيت» ، وأسقط من إسناد الحديث: عطاءً! والصَّحيح في إسناد هذا الحديث ومتنه ما ذكره الشافعي وأبو نعيم. اهـ. وسيأتي تخريج رواية الشافعي وأبي نعيم.
(4) في (ت) و (ك) : «محيض» .
(5) في (أ) و (ش) : «عن صفية» بدل: «عن حبيبة» .(3/190)
وَأَمَّا الشَّافعيُّ (1)
فَرَوَى عَنِ ابْنِ المُؤَمَّل،
_________
(1) روايته أخرجها في "الأم" (3/544- 545/ط. الوفاء) .
ومن طريق الشافعي رواه الطبراني في "الكبير" (24/178 رقم 573) ، وابن عدي في "الكامل" = = (4/137) ، والدارقطني في "السنن" (2/256) ، و"المؤتلف والمختلف" (1/316- 317) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/158- 159) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/98) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/100- 101) ، والبغوي في "شرح السنة" (1921) .
ورواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (8/247) ، والدارقطني في "السنن" (2/255) ، و"المؤتلف والمختلف" (1/317) من طريق معاذ بن هانئ، وأحمد في "مسنده" (6/421 رقم 27367) ، والدارقطني في "سننه" (2/255) وفي "المؤتلف والمختلف" (1/317) من طريق يونس بن محمد، والطبراني في "الكبير" (24/178 رقم 574) من طريق حميد بن عبد الرحمن، وبحشل في "تاريخ واسط" ص (157) من طريق محمد بن ماهان، وابن عبد البر في"التمهيد" (2/100) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين جميعهم عن عبد الله بن المؤمل بمثل رواية الشافعي.
قال ابن عدي: «وهذا يرويه عبد الله بن المؤمل وبه يعرف، ولابن المؤمل هذا غير ما ذكرت من الحديث، وعامة ما يرويه الضعف عليه بيِّن» .
وقال الدارقطني في "المؤتلف" عن هذا الطريق: «وهو الصواب» .
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3296) ، والطبراني في "الكبير" (24/178- 179 رقم 575) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/101) من طريق ابن أبي شيبة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ عبد الله بن المؤمل، عن عبد الله بن أبي حسين، عن عطاء، عن حبيبة، به.
قال ابن عبد البر: «ذكره ابن أبي شيبة فأخطأ في إسناده، إما هو وإما محمد بن بشر ... أخطأ في موضعين من الإسناد، أحدهما أنه جعل في موضع عمر ابن عبد الرحمن عبدَالله بن أبي حسين، والآخر أنه أسقط صفية بنت شيبة من الإسناد، فأفسد إسناد هذا الحديث، ولا أدري ممن هذا؛ أمن أبي بكر أم من محمد بن بشر، ومن أيهما كان فهو خطأ لاشك فيه» .
ورواه الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (1/315- 316) من طريق أبي نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ عبد الله ابْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عبد الرحمن السهمي، عن حفصة بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ أبي بجراة، به.
قال الدارقطني: «وفي إسناد هذا الحديث وهمٌ في ثلاثة مواضع: أحدها قوله: بجراة بالباء، وإنما هو بالتاء، والثاني: قوله: حفصة بنت شيبة، وإنما هي: صفية بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة الحجبي، الثالث: قوله: عن عمر بن عبد الرحمن، عن بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ أبي بجراة. عمر بن عبد الرحمن، وهو: ابن محيص السهمي أحد القراء المكيين، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عن صفية بنت شيبة، كذلك رواه أصحاب عبد الله بن المؤمل، عنه منهم: عبد الله بن إدريس الفقيه الشافعي، ويونس بن محمد المؤدب، ومعاذ بن هانئ، وغيرهم» .(3/191)
............................ عن عمر (1) بن عبد الرحمن بْنِ مُحَيصِن، عَنْ عَطاء، عَنْ صَفِيَّة بِنْتِ شَيْبَة، عَنْ حَبيبةَ ابْنَتِ (2) أبي تَجْرَاة، عن النبيِّ (ص) (3) .
_________
(1) في (ش) : «عمرو» .
(2) في (ك) : «ابْنَة» ، وهو الجادَّة، وما أثبتناه صحيحٌ أيضًا. انظر التعليق أوَّل المسألة.
(3) قال في "العلل" (5/231/أ) : «يرويه بديل بن ميسرة واختُلِف عنه: فرواه هشام الدستوائي وأبو عامر وأبو صالح بن رستم الخزاز [كذا! وصوابه: وأبو عامر صالح بن رستم الخزاز] ، عن بديل، عن صفية، عن أم ولد شيبة، وخالفهما حماد بن زيد، فرواه عن بديل، عن المغيرة بن حكيم، عن صفية، عن أم ولد شيبة. وقول حماد أشبه. ورواه منصور بن صفية، عن أمه نحو ذلك. ورواه عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عَنِ أم صفية [كذا!] ؛ قالت: أخبرتني فلانة بنت أبي تَجراة، حدَّث به عبد الله ابن المؤمل المخزومي، واختُلِف عنه: فرواه الشافعي ومحمد بن سنان العوقي ويونس المؤدب، عن عبد الله ابن المؤمل، عن عطاء، والصَّحيح قول من قال: عن ابن مُحَيْصِنٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ صَفِيَّةَ، عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي تَجراة، وهو الصَّواب» .
وضعَّف هذا الحديثَ ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (2394) لعلتين، الأولى: سوء حفظ عبد الله ابن المؤمل، والثانية: نكارة الحديث، وقال بعد أن ذكر الاختلاف في الحديث: «فهذا الاضطراب بإسقاط عطاء تارة، وابن محيصن أخرى، وصفية بنت شيبة أخرى، وإبدال ابن محيصن بابن أبي حسين أخرى، وجعل المرأة عَبْدَرِيَّة تارة، ومن أهل اليمن أخرى، وفي الطواف تارة وفي السعي بين الصفا والمروة أخرى من عبد الله بن المؤمل، وهو دليل على سوء حفظه وقلَّة ضبطه، وماعهد من أبي محمد [يعني: عبد الحق الإشبيلي] هو ردُّ روايات ابن المؤمل» . وانظر "مختصر المستدرك" لابن الملقن (834 و835) .(3/192)
793 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ بن عبد الحميد المَعْنِيُّ (2) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ (3) ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) مَشَى [عَنْ] (4) زَمِيلٍ لَهُ؟
قَالَ أبي: وقد روى داودُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّي (5) ،
عَنْ محمد بن
_________
(1) نقل الضياء في "المختارة" (5/108) بعض هذا النص.
(2) نسبة إلى مَعْن بن مالك، من الأزد. انظر "الأنساب" للسمعاني (4/331) .
وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (8011) ، وابن حبان في "صحيحه" (774) ، والحاكم في "المستدرك" (1/560) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/11) ، و"الشعب" (2144) ، والضياء في "المختارة" (5/98 و99) بلفظ: كان النبي (ص) في مسير، فنزل فمشى رجل من أصحابه إلى جانبه، فالتفت إليه فقال: ألا أخبرك بأفضل القرآن؟ قال: فتلا عليه: الحمد لله رب العالمين.
(3) هو: ابن أسلم البُناني.
(4) رُسِمَتْ في جميع النسخ: «عر» ، والتصويب من مصادر التخريج، وذكر ابن الأثير في "النهاية" (2/313) قوله: «مَشى عن زَمِيلٍ» ، ثم قال: «الزَّمِيلُ: العَديلُ الذي حِمْلُه مع حِمْلِك على البعير، وقد زامَلَني: عادَلَني. والزَّميلُ أيضًا: الرَّفيقُ في السَّفَر، الذي يُعينُك على أمورِك، وهو الرَّديفُ أيضًا» . والمعنى: أن النبي (ص) نزل عن دابة كان يركبها مع رفيقٍ له، ومشى راجلاً.
(5) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/173) .
ورواه البزار في "مسنده" (2465/كشف الأستار) ، والضياء في "المختارة" (1731) من طريق عمر بن محمد بن الحسن، عن أبيه محمد بن الحسن، به. ووقع في "كشف الأستار": «عمرو بن محمد بن الحسين» بدلاً من «عمر بن محمد بن الحسن» . قال البزار: «لا نعلم رواه عن سليمان بن المغيرة إلا محمد ابن الحسن الأسدي، كوفي ثقة، يقال له: التَّلّ» .
وقال ابن عدي: «وهذا لا أعلم رواه عن سليمان بن المغيرة غيرُ محمد بن الحسن» .(3/193)
الْحَسَنِ (1) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ الْمُغِيرَةِ مثلَ روايتهِ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس، عن (2) النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ عِنْدِي؛ لأن (3) سعيدَ ابن سُلَيمان حدَّثنا عَنْ سُلَيمان بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ الْحَسَنِ (4) : أنَّ رسولَ الله (ص) ... وَهُوَ أَشْبَهُ.
794 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ بْنُ مُسْلِمٍ (6) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (7) ؛ قَالَ: أحسنُ مَا سمعتُ فِي بَيْض النَّعَام (8) : حديثُ أَبِي الزِّناد (9) ، عَنِ الأعرَج (10) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قال في
_________
(1) هو: الأسدي الملقب بـ «التل» .
(2) في (ت) و (ك) : «أنَّ» بدل: «عن» .
(3) من قوله: «روايته عن ثابت ... » إلى هنا مكرر في (أ) و (ش) و (ف) .
(4) هو: البصري.
(5) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/424-425) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/522) ، ونقل بعضه وليُّ الدين أبو زرعة في "تحفة التحصيل" (ص315-316) ، وابن حجر في "إتحاف المهرة" (15/220 رقم 19187) .
(6) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (6804) ، والدارقطني في "السنن" (2/249) ، والبيهقي في "السنن" (5/207) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/100) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أبي الزناد إلا ابن جريج، تفرد به الوليد بن مسلم» .
(7) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(8) في (ت) و (ك) : «النَّعامة» .
(9) هو: عبد الله بن ذَكْوان.
(10) هو: عبد الرحمن بن هرمز.(3/194)
بَيْضِ النَّعامَة (1) : في كُلِّ بَيْضَةٍ صِيَامُ يَوْمٍ، وَإطْعَامُ (2)
مِسْكينٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ لَيْسَ بصَحيح عِنْدِي؛ وَلَمْ يسمعِ ابنُ جُرَيج مِنْ أَبِي الزِّناد شَيْئًا؛ يُشبه أَنْ يكونَ ابنُ جُرَيج أَخَذَهُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أبي يحيى (3) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «النعام» .
(2) في (ك) : «أو إطعام» ، وهو الموافق لأكثر مصادر التخريج، وما أثبتناه من بقيَّة النسخ و"تاريخ دمشق"، ويمكن تخريجه على أنَّ «الواو» هنا بمعنى «أو» التي للتخيير، فتوافق معنى ما في مصادر التخريج، وقد ذكر النحاةُ أنَّ الواو تفيد مطلق الجمع، وهذا هو الأصل، وقد تخرُجُ عنه إلى معانٍ أخرى، ومنها أن تكون بمعنى التخيير؛ كقول كُثَيِّرِ عَزَّة [من الطويل] :
وقالوا نَأَتْ فاخْتَرْ لها الصَّبْرَ والبكا
فقلتُ البكا أشْفَى إِذَنْ لِغَلِيلِي
أي: اختَرِ الصَّبْرَ أو البكاء؛ إذْ لا يجتمعان، وحُمِلَتْ على هذا المعنى «الواوُ» في قوله تعالى: [سَبَإ: 46] {أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى} ، وقوله تعالى: [النِّسَاء: 3] {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ} ، أي: أو ثلاث أو رباع؛ فإنَّ الإجماع على أنَّ أحدًا من الأمة لا يجوز له أن يزيد على أربع نِسْوة، وكانت الزيادة من خصائص النبي (ص) لا يشاركه فيها أحدٌ من الأمة.
وانظر تفصيل ذلك في "مغني اللبيب" (1/468) ، و"تاج العروس" (مبحث الواو) ، و"فتح الباري" (9/139) .
(3) الحديث رواه أبو داود في "المراسيل" (138) ، والدارقطني في "السنن" (2/249) من طريق أبي عاصم الضَّحاك بن مَخْلَد، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زِيَادِ بن سعد، عن أبي الزناد، عن رجل، عن عائشة، به، ووقع عند أبي داود: «عن أبي الزناد: بلغني عن عائشة» .
قال أبو داود: «أُسنِدَ هذا الحديث، وهذا هو الصَّحيح» .
وقال البيهقي في "السنن" (5/207) عن هذا الطريق: «وهو الصحيح، قاله أبو داود السجستاني وغيره من الحفاظ» .
والحديث ذكره الدارقطني في "العلل" (2029) فقال: يرويه ابن جريج، واختلف عنه، فرواه الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْن جريج، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ عن أبي هريرة، ورواه أبو قرَّة، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زِيَادِ بن سعد، عن أبي الزناد، عن عروة، عن عائشة. وقال أَبُو عَاصِمٍ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ أبي الزناد عمن أخبره، عن عائشة، وقول أبي عاصم أشبه بالصواب. وذكر لأحمد بن حنبل حديث الوليد بن مسلم فقال: لَمْ يَسْمَعِ ابْنُ جُرَيْجٍ مِنْ أبي الزناد، إنما يروي عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ أبي الزناد» .
وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/522) بعد أن ذكر ما نقله الدارقطني عن الإمام أحمد: «قلت: فرجع الحديث إلى ما رواه أبو داود، وفيه رجل لم يسمَّ، فهو في حكم المنقطع» .(3/195)
795 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هَمَّام (2) ،
عَنْ قَتادة، عَنْ عَزْرَة (3) ، عَنِ الشَّعبي؛ أنَّ الفَضْلَ بْنَ عباس حدَّثه، وأن أسامةَ بْنَ زَيْدٍ حدَّثه: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ العَقَبةِ.
هَلْ سَمِعَ الشَّعْبيُّ مِنْهُمَا (4) ؟
_________
(1) انظر المسألة رقم (821) و (822) .
(2) هو: ابن يحيى العَوْذي. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/213- 214 رقم 1829) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/127) .
ورواه أبو يعلى في "مسنده" (6721) ، والطبراني في "الكبير" (18/297 رقم 764) من طريق هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عن الشعبي، عن الفضل بن عباس وحده، ولم يصرح الشعبي بالسماع عندهما.
ورواه الطيالسي في "مسنده" (670) ، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (4/64) ، وأحمد في "مسنده" (5/206 رقم 21793) ، والطبراني في "الكبير" (1/178 رقم 462) من طريق هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عن الشعبي أن أسامة حدثه، به.
(3) هو: ابن عبد الرحمن بن زُرارَة.
(4) في (أ) و (ش) : «فيهما» .(3/196)
فَقَالَ: لا يَحْتملُ، ويَنْبَغي أَنْ يكونَ بينهُما رجلٌ (1) آخَرُ (2) ، ولكنْ كَذَا حدَّث بِهِ هَمَّام (3) ، فَلا أَدْرِي مَا هَذَا الأَمْرُ؟!.
796 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه وَهْب ابن جَرير (4) ،
عَنْ أَبِيهِ (5) ، عَنْ أيُّوب (6) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابن عباس، عن أُبَيِّ ابن كعب، عن النبيِّ (ص) : أَنَّ (7) جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ رَكَضَ زَمْزَمَ بِعَقِبِهِ، جَعَلَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ تَجْمَعُ الحَصْبَاءَ (8) ، فقال النبيُّ (ص) : رَحِمَ اللهُ هَاجَرَ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ (9) ! لَوْ تَرَكَتْهَا، كَانَتْ عَيْنًا مَعِينًا؟
_________
(1) قوله: «رجل» من (ف) فقط.
(2) في (ت) و (ك) : «وينبغي أن يكون بينهما أحد» .
(3) وقال ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص 159 رقم 590) : سألت أبي عن حديثين رواهما هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزرَة، عن الشَّعبي: أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حدَّثه: أنه كان رِدْفَ النبي (ص) عَشِيَّة عَرَفَة: هل أدرك الشعبي أسامة؟ قال: لا يمكن أن يكون الشعبي سمع من أسامة هذا، ولا أدرك الشعبي الفضل بن العباس. اهـ.
وروى ابن أبي حاتم أيضًا (595) عن أبيه، عن إسحاق ابن منصور أنه قال: قلت ليحيى [يعني: ابن معين] : قال الشعبي: أن الفضل حدَّثه، وإن أسامة حدَّثه! قال: لا شيء. وقال أحمد [يعني: ابن حنبل] وعلي [يعني: ابن المديني] : لا شيء. اهـ.
(4) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (8319) من طريق علي بن المديني، والجياني في "تقييد المهمل" (2/651) من طريق ابن نيزك كلاهما عن وهب، به.
ومن طريق النسائي رواه الجياني (2/651- 652) .
وسيأتي ذكر اختلافات أخر على وهب في آخر المسألة.
(5) هو: جرير بن حازم.
(6) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.
(7) في (أ) و (ش) : «إلى» بدل: «أن» .
(8) في (ت) : «الحصا» .
(9) من قوله: «تجمع الحصباء ... » إلى هنا سقط من (ك) .(3/197)
قَالَ أَبِي: لا يقولونَ فِي هذا الحديث: أُبَيُّ ابن كَعْبٍ، ويقولونَ: أيُّوبُ، عَنْ رجُلٍ (1) ، عن سعيد بن جُبَير (2) .
_________
(1) والرجل: هو عبد الله بن سعيد بن جُبَير كما سيأتي.
(2) هذا الحديث يرويه أيوب السَّختياني، ورواه عنه: جرير ابن حازم، وحماد بن زيد، وإسماعيل بن عليَّة، ومعمر، على اختلاف بينهم:
أما جرير بن حازم: فيروي الحديث عنه ابنه وَهْب، واختُلِف على وَهْب: فرواه علي بن المديني ومحمد بن أحمد بن نَيْزَك، عن وَهْب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أيُّوب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، به مرفوعًا. وتقدم تخريج روايتهما أول المسألة. ورواه أحمد بن سعيد الرِّباطي وحجاج بن يوسف المعروف بابن الشاعر، عن وَهْب، واختُلِف عنهما:
أما أحمد بن سعيد الرِّباطي: فرواه عنه النسائي في "الكبرى" (8318) ، عن وَهْب؛ كرواية ابن المديني وابن نيزك السَّابقة.
ورواه البخاري في "صحيحه" (3362) عنه، عن وَهْب ابن جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ ابن جبير، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبي (ص) ، ليس فيه ذكرٌ لأُبَيِّ بن كعب.
وهذا إختلاف بين إمامين جبلين في الحفظ والإتقان - البخاري والنسائي -، لكن باقي الروايات يرجِّح ما رواه النسائي، ومنها رواية حجاج بن الشاعر في الراجح عنه: فقد أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في "زوائد المسند" (5/121 رقم 21125) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1852) كلاهما عن حجاج بن الشاعر، عن وَهْب بن جرير؛ به كرواية ابن المديني وابن نيزك السَّابقة.
وكذا رواه ابن حبان في "صحيحه" (3713) من طريق عبد الله بن صالح البخاري، والإسماعيلي في "معجمه" (385) - ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" (15/56/بشار) -، من طريق موسى بن حمدون، والضياء المقدسي في "المختارة" (1210) من طريق عبد الله بن العباس وسليمان بن عيسى، جميعهم عن حجاج بن الشاعر، به كسابقه.
وخالف هؤلاء جميعًا عبد الله بن محمد البغوي، فرواه عن حجاج بن الشاعر بزيادة عبد الله بن سعيد بن جُبَير بين أيُّوب وسعيد بن جُبَير. وهذه الرواية أخرجها الجياني في "تقييد المهمل" (2/650) ، وهي رواية شاذة لمخالفتها لرواية الأكثر.
وأما رواية حماد بن زيد: فأخرجها النسائي في "الكبرى" (8319) من طريقه، عن أيُّوب، عن عبد الله ابن سعيد بن جُبَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به من قوله موقوفًا عليه، وليس فيه ذكرٌ لأُبَيِّ بن كعب.
وأما رواية إسماعيل بن عليَّة: فأخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/360 رقم 3390) عنه، عن أيُّوب؛ قال: نُبئْت عن سعيد؛ قال: قال ابن عباس ... فذكره موقوفًا على ابن عباس أيضًا.
وأما معمر: فأخرج روايته عبد الرزاق في "المصنف" (9107) ، فقال: عن معمر، عن أيُّوب وكثير بن كثير ابن المطلب بن أبي وداعة - يزيد أحدهما على الآخر -، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابن عباس ... ، فذكر الحديث بطوله، لكن وقف بعضه، ورفع بعضه، ومنه المتن المذكور في هذه المسألة.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/347 رقم 3250) ، والبخاري في "صحيحه" (2368 و3364) .
وقد عاب أبو مسعود الدمشقي والإسماعيلي على البخاري إخراجه هذا الحديث لاضطرابه كما في "تقييد المهمل" (2/648) ، و"فتح الباري" لابن حجر (6/400) ، وقد أطال الجياني في الاعتذار عن البخاري، ومن ذلك قوله (2/653) : «إن هذا الخلاف إذا نظره المتبحِّر في الصنعة وتأمَّله ميَّز منه ما ميَّزه البخاري _ح، وحكم بصحته، وعلم أن الخلاف الظاهر فيه إنما يعود إلى وفاق، وأنه لا يدفع بعضه بعضًا، والحمد لله ... » إلخ.
وقال ابن حجر في الموضع السابق: «وقد عاب الإسماعيلي على البخاري إخراجه رواية أيوب لاضطرابها، والذي يظهر أن اعتماد البخاري في سياق الحديث إنما هو على رواية معمر عن كثير بن كثير، عن سعيد بن جبير» .(3/198)
............................
797 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ يَمَان (1) ، عَنْ
_________
(1) الحديث أخرجه أحمد في "مسنده" (2/38 رقم 4964) ، والترمذي في "جامعه" (907) ، وابن ماجه (3102) والطوسي في "مختصر الأحكام" (4/160) .
قال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث الثوري إلا من حديث يحيى ابن اليمان، وروي عن نافع: أن ابن عمر اشترى هديه من قُدَيد، وهذا أصح» .(3/199)
سُفْيان (1) ، عن عُبَيدالله (2) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) اشترَى هَدْيَهُ مِنْ قُدَيد (3) ؟
قَالَ: إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مَوْقُوفٌ (4) (5) ؛ والوَهَمُ مِنْ يَحْيَى بْنِ يَمان.
798 - وسألتُ (6) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه أبو (7) معاوية (8) ،
_________
(1) هو: ابن سعيد الثوري.
(2) هو: ابن عمر بن حفص العُمَري.
(3) هو موضع قُرب مكَّة. انظر "معجم البلدان" (4/313) .
(4) قوله: «موقوف» يحتمل الرفع والنصب. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(5) أخرجه من هذا الوجه البخاري في "صحيحه" (1640 و1693) ، ومسلم في "صحيحه" (1230) من طريق نافع، عن ابن عمر، به، موقوفًا.
(6) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/417/مخطوط) بعض هذا النص بتصرف.
(7) قوله: «أبو» سقط من (ك) .
(8) هو: محمد بن خازم الضَّرير. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/41 رقم 5003) . ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/137) عن فهد، عن يحيى ابن عبد الحميد الحماني، ثم رواه عن ابن أبي عمران، عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي، كلاهما [الحماني والأزدي] عن أبي معاوية، به.
قال ابن أبي عمران: ورأيت يحيى بن معين وهو يتعجب من الحماني أن يحدث بهذا الحديث؛ فقال له عبد الرحمن: هذا عندي، ثم وثب من فوره، فجاء بأصله، فأخرج منه هذا الحديث عن أبي معاوية كما ذكره يحيى الحماني، فكتبه عنه يحيى بن معين» .
ونقل هذا النص ابن عبد البر في "التمهيد" (15/123) عن الطحاوي.
ورواه الحميدي في "مسنده" (640) ، والنسائي في "سننه" (2678) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2597 و2598) ، وابن حبان في "صحيحه" (3955) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/50) من طرق عن عبيد الله، به دون قوله: «إلا أن يكون غسيلاً» .
ورواه البخاري في "صحيحه" (1542) ، ومسلم في "صحيحه" (1177) من طريق مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، به، دون قوله: «إلا أن يكون غسيلاً» .(3/200)
عن عُبَيدالله (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ (2) يَلْبَسُ المُحْرِمُ ثَوْبًا مَسَّهُ الوَرْسُ، وَلاَ الزَّعْفَرَانُ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ غَسِيلاً؟
قَالَ: أخطأَ أَبُو مُعَاوِيَةَ فِي هَذِهِ اللَّفظة: إلاَّ أنْ يكونَ غَسيلاً.
799 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوري (4) وغيرُه (5) ،
عن
_________
(1) هو: ابن عمر بن حفص العُمَري.
(2) «لا» هنا نافية بمعنى النهي؛ ووقع ذلك في مواطن كثيرة من هذا الكتاب. انظر توجيه ذلك في التعليق على المسألة رقم (331) .
(3) في (ت) و (ك) : «قال سألت» . وانظر المسألة التالية.
(4) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/453/اللحيدان) ، والطبراني في "الدعاء" (781) ، والدارقطني في "العلل" (4/62) ، والخطيب في "الجامع" (1788) .
(5) الحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (19480) ، و"التفسير" (2/194) من طريق معمر، والطيالسي في "مسنده" (134) ، وأبو داود في "سننه" (2602) ، والترمذي في "جامعه" (3446) ، وابن حبان في "صحيحه" (2698) ، والطبراني في "الدعاء" (784) من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، وأحمد في "مسنده" (1/97 رقم 753) من طريق شريك النخعي، وأحمد في "مسنده" (1/128 رقم 1056) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (89/المنتخب) ، والطبراني في "الدعاء" (783) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (407) من طريق إسرائيل، والبزار في "مسنده" (773) ، والنسائي في "الكبرى" (10336) ، وأبو يعلى في "مسنده" (586) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (496) ، والطبراني في "الدعاء" (785) ، والضياء في "المختارة" (2/295) من طريق منصور بن المعتمر، وابن حبان في "صحيحه" (2697) من طريق علي بن سليمان، وابن عدي في = = "الكامل" (1/427- 428) و (5/121) من طريق أبي حجية الأجلح بن عبد الله الكندي وعمرو بن أبي المقدام، والطبراني في "الدعاء" (787) من طريق عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي جميعهم عن أبي إسحاق، به.
ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (1/115 رقم 930) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (88/المنتخب) ، والطبراني في "الدعاء" (782) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/252) .
ووقع في رواية معمر تصريح أبي إسحاق بالسماع من علي بن ربيعة، وهو مخالف لجميع الرواة عن أبي إسحاق، ومخالف لما جاء عن أبي إسحاق نفسه؛ إذ صرح أنه لم يسمعه منه. كما في خاتمة المسألة، والمسألة التالية.(3/201)
أَبِي إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ عليِّ بْنِ رَبِيعَةَ؛ قَالَ: كنتُ رَدِيفَ عليٍّ، فَقَالَ حِينَ رَكِبَ: الحمدُ لِلَّهِ - ثَلاثًا - سُبْحان الَّذِي سَخَّر لَنَا هَذَا ... وذكَرَ الحديثَ (2) ؟
فَقَالَ أَبِي: حدَّثني أَبُو زِيَادٍ القَطَّان (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ؛ قَالَ: كنتُ أَعْجَبُ مِنْ حَدِيثِ عليِّ بْنِ رَبِيعَةَ: كنتُ رِدْفَ عَلِيٍّ ... ! لأنَّ عليَّ ابن رَبِيعَةَ كَانَ حَدَثًا فِي عَهْدِ عليٍّ، ومِثلَهُ (4) أنكرتُ أَنْ يكونَ رِدْفَ عليٍّ؛ حَتَّى حدَّثنا سُفْيان، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عليِّ بن ربيعة.
_________
(1) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(2) قوله: «وذكر الحديث» سقط من (ك) . وفي هامش النسخة (أ) حاشية بترت بعض كلماتها بسبب التصوير نصها: «رواه الحاكم في المسـ من طريق فضيل بن مرـ عن ميسرة بن حبيب ـ المنهال بن عمرو عن عـ بن ربيعة وقال على عـ» .
(3) هو: حماد بن زاذان، وروايته أخرجها المصنف في "مقدمة الجرح والتعديل" (1/168 و242) .
(4) في (ك) : «مثله» بلا واو، والمثبت من بقيَّة النسخ، وقوله: «مِثْلَهُ» بالنصب: مفعولٌ مقدَّم لـ «أنكرتُ» ، والتقدير: أنكرتُ مِثْلَ عليِّ بن ربيعة أنْ يكون رديفًا لعلي بن أبي طالب!.(3/202)
قلتُ لسُفْيان: سَمِعَهُ أَبُو إِسْحَاقَ مِنْ عليِّ بْنِ رَبِيعَةَ؟ فَقَالَ: سألتُ أَبَا إِسْحَاقَ عَنْهُ؟ فَقَالَ: حدَّثني رجلٌ، عَنْ عليِّ بْنِ ربيعة (1) .
800 - أخبرنا (2) أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ (3) : أَخْبَرَنَا (4) عبد الرحمن بْنُ بِشْر النَّيسابوري (5) - فِيمَا كتبَ إليَّ (6)
_________
(1) قال الدارقطني في "العلل" (430) : «حدَّث به أبو إسحاق السبيعي، عن علي بن ربيعة؛ رواه عن أبي إسحاق كذلك: منصور بن المعتمر، وعمرو بن قيس الملائي، وسفيان الثوري، وأبو الأحوص، وشريك، وأبو نوفل علي بن سليمان ... ، وأبو إسحاق لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ علي بن ربيعة، يبين ذلك: ما رواه عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة؛ قال: قلت لأبي إسحاق: سمعته مِنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ؟ فَقَالَ: حدثني يونس بن خبَّاب، عن رجل، عنه. وروى هذا الحديث شعيب بن صفوان، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ شقيق بن عقبة الأسدي، عن علي بن ربيعة. ورواه المنهال بن عمرو، وإسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصغير، عن علي بن ربيعة، فهو من رواية أبي إسحاق مرسلاً، وأحسنها إسنادًا حديث المنهال بن عمرو، عن علي بن ربيعة» . اهـ.
وتوسَّع الأخ ياسر بن فتحي في تخريج هذا الحديث في تخريجه لأحاديث كتاب "الذكر والدعاء" للقحطاني (2/677-680) ، فانظره إن شئت.
(2) هذه المسألة من تتمة المسألة السابقة؛ فهما مسألة واحدةٌ، لكننا أبقينا ترقيم المسائل على ما في الطبعة الأولى (طبعة الشيخ محب الدين الخطيب) .
(3) قوله: «أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال» من (ت) و (ك) فقط.
(4) في (أ) و (ش) و (ف) : «وأخبرنا» .
(5) روايته أخرجها المصنف في "مقدمة الجرح والتعديل" (1/168) .
(6) يُفْهَمُ من نسختَيْ (ت) و (ك) أنَّ القائل: «أخبرنا عبد الرحمن بن بشر» ، هو ابن أبي حاتم، ويفهم من (أ) و (ش) و (ف) أنَّ القائل لذلك هو أبو حاتم، وكلاهما جائزٌ، ولا ينافيه السياق، لكنْ قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/215) في ترجمة عبد الرحمن ابن بشر النيسابوري: «كتَبَ عنه أبي ... وكتَبَ إليَّ ببعض فوائد، وكان صدوقًا ثقةً» ، ولعلَّ هذا يشهد لما في (ت) و (ك) ، واللهُ أعلم.(3/203)
- قال: ذَكَر عبدُالرحمن بن مهديٍّ حديثَ عليِّ ابن ربيعة الذي رَوَاهُ؛ قَالَ: كنتُ رِدْفَ عَلِيٍّ، فلما رَكِبَ قال: سُبْحان الَّذِي (1) سَخَّر لَنَا هَذَا ... ! فسمعتُ عبد الرحمن بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: قَالَ شُعْبَة: فقلتُ لأَبِي إِسْحَاقَ (2) : ممَّن سمعتَه؟ قَالَ: مِنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّاب، فأتيتُ يُونُسَ بْنَ خَبَّاب، فقلتُ: ممَّن سمعتَه؟ فَقَالَ (3) : مِنْ رَجُلٍ رواه (4) عن عليِّ ابن رَبِيعَةَ.
801 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يونسُ بنُ بُكَير (5) ، عَنْ مِسْعَر (6) ، عَنْ حَبِيب بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عمر: أنَّ النبيَّ (ص) أحرَمَ ولَبَّى مِنَ الْبَيْتِ حِينَ انبَعَثَتْ (7) به راحِلَتُهُ؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «سبحان الله الذي» .
(2) في (ت) و (ك) : «لابن إسحاق» .
(3) في (ك) : «قال» .
(4) كذا جاءت العبارة هنا، وكذا نقلها المزي في "تحفة الأشراف" (10248) .
وفي "مقدمة الجرح والتعديل" (1/168) : «حَدَّثَنِي رَجُلٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ ربيعة» .
وذكرها البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/434-435/ت: اللحيدان) ، و (1/326/ت: زايد) ، لكن جاءت العبارة في كلتا الطبعتين هكذا: «فقلت: ممَّن سمعته؟ قال: من رجُلٍ أراه عن علي بن ربيعة» .
(5) لم نقف على روايته، والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (12/329 رقم 13579) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/318) من طريق مصعب بن المقدام، عن مسعر، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابن عمر، به. قال أبو نعيم: «هذا حديثٌ غريب من حديث مسعر، تفرد به مصعب» .
(6) هو: ابن كدام.
(7) في (ت) و (ك) : «انبعَثَ» .(3/204)
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حَبِيبٌ (1) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بن الحَنفيَّة، عن النبيِّ (ص) ... مُرسَل (2) ، وَقَالا: هُوَ الصَّحيحُ.
802 - وسألتُ (3) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو نُعَيْم (4) ، عَنْ سُفْيان (5) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (6) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيد، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ السَّائب بْنِ عبد الله قال: رأيتُ النبيَّ (ص) بين الرُّكْنِ اليمانيِّ والحَجَرِ الأسْوَد (7) يَقُولُ: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنيَا حَسَنَةً، وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً؟
فَقَالَ (8) أَبِي: هَذَا خطأٌ، أَخْطَأَ فِيهِ أَبُو نُعَيم؛ إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى بْنِ عُبَيد (9) ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بْنِ السَّائب؛ قَالَ: رأيتُ النبيَّ (ص)
_________
(1) روايته أخرجها ابن حزم في "حجة الوداع" (523) .
(2) قوله: «مرسل» يجوز فيه الرفع والنصب. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(3) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/368/مخطوط) بعض هذا النص.
(4) هو: الفضل بن دُكَين.
وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (8/293) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/298) ، وابن حزم في "حجة الوداع" (61) .
قال البخاري: «هو وهمٌ» .
(5) هو: الثوري.
(6) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(7) قوله: «الأسود» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(8) في (ت) و (ك) : «قال» .
(9) روايته أخرجها الشافعي في "الأم" (3/436) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (8963) ، وابن سعد في "الطبقات" (2/178) ، وأحمد في "مسنده" (3/411 رقم 15398 و15399) ، وأبو داود في "سننه" (1892) ، والنسائي في "الكبرى" (3934) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/247) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2721) ، وابن الجارود في "المنتقى" (456) ، وابن حبان في "صحيحه" (3826) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1/145) ، والطبراني في "الدعاء" (859) ، والحاكم في "المستدرك" (1/455) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/84) .(3/205)
.. وحدَّثنا (1) مُحَمَّدُ بْنُ كَثير العَبْدي وغيرُه، فقالوا: عبد الله بْنُ السَّائب.
قَالَ أَبِي: منذُ (2) حينٍ أسمعُ الناسَ يَقُولُونَ: هَذَا ممَّا أخطأَ فِيهِ أَبُو نُعَيم.
803 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش (3) ، عَنْ
_________
(1) قوله: «وحدَّثنا» من (أ) و (ش) و (ف) ، ومكانهُ في (ت) و (ك) : «أنا أبو محمَّد قال: حدَّثنا» ، ويترتَّب عليه أنَّ القائل: «حدَّثنا محمد بن كثير العبدي» ، هو أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، وهذا لا يمكن؛ لأن محمد ابن كثير توفِّي سنة (223هـ) ، وولادة أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم كانت سنة (240هـ) أو (241هـ) ؛ فيستحيل أن يَرْوِيَ عنه!!
ويؤيد ذلك:
أولاً: ما جاء صريحًا في بقيَّة النسخ (أ) و (ش) و (ف) ، فالقائل فيها «حدَّثنا محمد بن كثير» هو أبو حاتم، وهو ما أثبتناه في أصل الكتاب.
= ... ثانيًا: ظاهر سياق المسألة؛ فإنَّ أبا حاتم هو الذي يَذْكُرُ مَنْ روى الحديثَ على الصواب مخالفًا لما رواه أبو نُعَيْم؛ ليؤيِّد قولَهُ: إنَّ أبا نُعَيْم هو الذي أخطأ في الحديث، ويُرْشِدُ إلى ذلك ما قبله وما بعده، والله أعلم.
(2) في (ك) : «مذ» .
(3) لم نقف على روايته، والحديث رواه البخاري في "صحيحه" (5089) ، ومسلم في "صحيحه" (1207) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، والطحاوي في "شرح المشكل" (5907) من طريق عبد الله بن نمير، والطبراني في "الكبير" (24/263 رقم 835) من طريق عمر بن علي كلهم عن هشام، به.
ورواه سفيان بن عيينة عن هشام، واختلف عنه، فرواه ابن خزيمة في "صحيحه" (2602) ، والدارقطني في "سننه" (2/219) من طريق عبد الجبار بن العلاء، والطوسي في "مختصر الأحكام" (4/210) من طريق محمد بن زياد البصري، والطبراني في "الكبير" (24/263 رقم 834) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ ثلاثتهم عَنْ سُفْيَانَ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أبيه، عن عائشة، به.
ومن طريق الدارقطني رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/221) وقال: «وصله عبد الجبار - وهو ثقة - عن سفيان، وأرسله غيره، وقد وصله أبو أسامة حماد بن أسامة، ومعمر بن راشد، عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، ومعمر، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ عَن عائشة» .
ورواه الشافعي والحميدي عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أبيه، مرسلاً. وسيأتي تخريج روايتهما في آخر المسألة.
ورواه مسلم في "صحيحه" (1207) ، وأحمد في "مسنده" (6/164 رقم 25308) ، والنسائي في "سننه" (2768) ، وابن الجارود في "المنتقى" (420) من طريق عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عروة، عن عائشة، به.
نقل ابن الجارود عن محمد بن يحيى قوله: «حديث عبد الرزاق عندنا محفوظ في قصة ضباعة - خ - محتج به لمن أراد الشرط في الحج» .
وقال النسائي: «لا أعلم أحدًا أسند هذا الحديث عن الزهري غير معمر» .(3/206)
هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ لِضُبَاعَة (1) : اشْتَرِطِي (2) .
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (3) : وَرَوَاهُ (4) الثَّوْري (5) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عن ضُباعَة، عن النبيِّ (ص) ؟
_________
(1) هي: ضباعة بنت الزبير.
(2) المثبت من (ت) و (ك) ، ومصادر التخريج، وهو الجادَّة المعروفة، وفي (أ) و (ش) و (ف) : «اشترطين» .
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» .
(4) قوله: «ورواه» ليس في (ك) ، وفي (ت) : «رواه» بلا واو.
(5) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (24/336 رقم 842) ، وحنبل في "جزئه" (68) .
ورواه ابن أبي شيبة في "مسنده" - كما في "مصباح الزجاجة" للبوصيري (1034) - من طريق محمد بن فضيل ووكيع، ورواه في "المصنف" (14727) من طريق محمد بن فضيل فقط، والطحاوي في "شرح المشكل" (5912) من طريق أَسَدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ حَمَّادِ ابن سلمة جميعهم عن هشام، به.
ومن طريق ابن أبي شيبة في "المسند" رواه ابن ماجه في "سننه" (2937) ، والطبراني في "الكبير" (24/336-337 رقم 843) .
ورواه الطحاوي في "شرح المشكل" (5913) من طريق حجاج بن منهال، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ هشام، عن أبيه أن ضباعة به مرسلاً.(3/207)
فَقَالَ أَبِي: إنَّ عامَّةَ النَّاسِ يَقُولُونَ: هشامٌ (1) ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ لضُباعَة ... .
قَالَ أَبِي: أشبهُ عِنْدِي مُرسَلً (2) ؛ هشامٌ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) (3) ... .
_________
(1) روايته أخرجها الشافعي في "الأم" (3/396) عن ابن عيينة، عنه، به.
ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/221) .
قال الشافعي: «ولو ثبت حديث عروة، عن النبي (ص) في الاستثناء لم أعْدُه إلى غيره؛ فإنه لا يحل عندي خلاف ما ثبت عن رسول الله (ص) » .
وكذا أرسله الحميدي عن ابن عيينة، كما ذكر الدارقطني في "العلل" (5/23/ب) ، وسيأتي كلامه بتمامه.
(2) كذا بحذف ألف تنوين المنصوب على لغة ربيعة، وتقدير العبارة: هو مرسلً أشبَهُ عندي. وانظر الكلام على لغة ربيعة في المسألة رقم (34) .
(3) وقال الدارقطني في "العلل" (5/123/ب) : «يرويه هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عن عائِشَة، واختُلِف عن ابن عيينة فيه: فقيل: عن عبد الجبار، عن ابن عيينة حدثناه مرة ولم يقل فيه: عن عائشة، وأرسله الحميدي عن ابن عيينة ولم يقل فيه: عن عائشة. واختُلِف عن الثوري: فرواه أبو قِلابة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ الثَّوري، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، وغيره يرسله. ورواه الليث وحماد بن زيد والمفضل بن فضالة، عن هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النبيِّ (ص) دخل على ضُباعَة؛ مرسلاً. واختُلِف عن الزهري: فرواه مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُروَة، عن عائِشَة، وغيره يرويه عن الثَّوري [كذا! ولعله: الزهري] ، عن عروة مرسلاً، والمرسل أصح، وكذلك رَوَاهُ أَبُو الأسود، عَنْ عُرْوَةَ مرسلاً» .(3/208)
804 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَسَدُ ابن مُوسَى (1) ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبيع، عن حَبِيب ابن أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامة أَهْدَى لرسولِ الله (ص) عَجُزَ حِمَارِ وَحْشٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَرَدَّهُ؟
قَالَ أَبِي: شُعْبَةُ (2) يَرْوِيهِ عَنْ حَبِيبٍ، عَنِ الْحَسَنِ العُرَني (3) ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (4) .
وشُعْبَةُ (5) ، عَنِ الحَكَم (6) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) (7) .
_________
(1) لم نقف على روايته، والحديث رواه مسلم في "صحيحه" (1194) من طريق الأعمش، عن حبيب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس، به.
(2) لم نقف على روايته، والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (12/109 رقم 12706) من طريق حماد بن شعيب، عَنْ حَبِيبٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، به.
(3) هو: الحسن بن عبد الله.
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وهي فاشية في كلام المحدِّثين. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1194) من طريقه، عن الحكم وحبيب كلاهما، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس، به.
(6) هو: ابن عُتَيبة.
(7) من قوله: «مرسل وشعبة عن الحكم ... » إلى هنا سقط من (ف) .(3/209)
805 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو خالدٍ الأحمَرُ (2) ، عَنِ ابْنِ
_________
(1) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(2) هو: سليمان بن حيان. وروايته أخرجها أبو سعيد الأشج في "جزئه" (92) ، وابن عدي في "الكامل" (3/283) ، والدارقطني في "الأفراد" (953، المطبوع) .
ومن طريق أبي سعيد الأشج رواه أبو يعلى في "مسنده" (3625) .
قال ابن عدي: «وهذا الحديث في الأصل عن عكرمة: مُرَّ على النبي (ص) ، مرسلاً» .
وقال الدارقطني: «غريب من حديث عكرمة مولى ابن عباس، عنه، تفرد به أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنِ ابْنِ جريج، عن عبد الكريم الجزري، عنه» .
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (36332) عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، عَن حميد، عن أنس، به.
رواه البخاري في "صحيحه" (1706) من طريق يحيى ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ أبي هريرة، به مرفوعًا.(3/210)
جُرَيج (1) ، عن عبد الكريم بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عِكْرِمَة، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ قَالَ لرجُلٍ يَسوقُ (2) بَدَنَةً: ارْكَبْهَا؟
قَالَ أَبِي: عِكْرِمَةُ، عَنْ أَنْسٍ: لَيْسَ لَهُ نظامٌ، وَهَذَا حديثٌ لا أَدْرِي مَا هُوَ!!
806- وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْلُ ابن عَقِيل - ابنُ عَمِّ (4) عَمْرِو بْنِ عَوْن (5)
- عَنْ عبد الله بْنِ سِنان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر؛ قَالَ: رأيتُ ابْنَ عُمَرَ حَجَّ عَلَى نابٍ (6) جَعْمَاءَ (7) ، فَقُلْتُ: أَتَحُجُّ على هذا (8) ؟! فقال: إنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: لاَ تَدَعُوا الحَجَّ وَلَوْ عَلَى نَابٍ جَعْمَاءَ (9) ، فَلَمْ يكُن لِي فِي الإِبلِ غيرُها؟
فَقَالَ (10) : هذا حديثٌ مُنكَرٌ.
_________
(1) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(2) تصحَّف في (ك) إلى: «يوسق» .
(3) كذا في جميع النسخ، وقد يكون صوابه: «وسألت أبي وأبا زرعة» ؛ لقوله بعد ذلك في بعض النسخ: «فقالا» ، و «قلت لأبي ولأبي زرعة» ، والله أعلم.
(4) قوله: «ابن عم» تصحَّف في (ك) إلى: «يزعم» .
(5) لم نقف على روايته، والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (12/271 رقم 13323) من طريق زكريا بن يحيى زحمويه، عن عبد الله بن سنان، به. ولفظه: «سمعت محمد بن المنكدر يقول: لقي لاقٍ ابنَ عمر وهو على ناب جمعاء [كذا] لا تَسْوَى عَشَرَةَ دراهم، فقال له: يا أبا عبد الرحمن، على هذه تَحُجُّ؟! قال: نعم؛ سمعتُ رسولَ الله (ص) يقول: لا تَدَع ِ الحجَّ ولو على ناب جمعاء [كذا] تَسْوَى عَشَرَةَ دراهم، فواللهِ ما حضرني من ظَهْري غَيْرُها، وما كنتُ لأَِدَعَ الحج» .
ورواه الدارقطني في "الأفراد" (3104/المطبوع/ = = أطراف الغرائب) من طريق عبد الله بن سنان، به. وقال: «تفرد به عبد الله بن سنان، به» .
(6) في (ك) : «باب» .
(7) النَّابُ: هي الناقةُ المُسِنَّةُ، سَمَّوها بذلك حين طال نابُها وعَظُم، والجَعْماءُ: هي الناقة المُسِنَّةُ أيضًا، وقيل: هي التي غابت أسنانُها في اللِّثَات. انظر "لسان العرب" (1/776) ، و (12/101) .
(8) كذا في جميع النسخ بتذكير المشار إليه، والجادَّة: «على هذه» كما في رواية الطبراني ومثلُهُ في "مجمع الزوائد" (3/206) ، لكنَّ ما وقع في النسخ له وجه صحيح في العربية، وهو الحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث، وهو بابٌ واسعٌ جدًّا كما قال ابن جِنِّي؛ فهنا حُمِلَتِ النابُ الجعماء على مَعْنى الناضح، كما في رواية الدارقطني: «أنَّه لقي ابن عمر على ناضحٍ لا يَسْوَى عشرة دراهم» ؛ كأنه قال: «أتحجُّ على هذا الناضح» . وانظر للحمل على المعنى المسألة رقم (270) .
(9) من قوله: «فقلت: أتحج ... » إلى هنا سقط من (ك) .
(10) في (أ) و (ش) و (ف) : «فقالا» .(3/211)
قلتُ لأَبِي وَلأَبِي زُرْعَةَ: مَا حالُ سَهْل بْنِ عَقِيل؟
فَقَالَ أَبِي: هُوَ قَرَابَةُ عَمْرِو بْنِ عَون (1) .
قلتُ: صدوقٌ؟
قَالَ: نَعَمْ.
وقلتُ لأبي: ما حالُ عبد الله بْنِ سِنان؟
فَقَالَ: ضعيفُ الْحَدِيثِ (2) .
807 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه شُعْبَة (4) ، عن
_________
(1) ذكره في "الجرح والتعديل" (4/202 رقم872) فقال: «سهل بن عقيل الوسطي قرابةُ عمرو بن عون، ومؤذِّن مسجده، روى عن عبد الله بن سنان، روى عنه أبي وأبو زرعة، سمعت أبي يقول: هو صدوق» .
(2) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/68) : «سألت أبي عن عبد الله بْنِ سِنان؟ فَقَالَ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ» . وفي "مجمع الزوائد" (3/206) : قال عن هذا الحديث: «فيه عبد الله بن سنان الزهري؛ وهو ضعيف» .
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (843) .
(4) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1616) عنه، به.
ومن طريقه رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/44) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" (3/54) .
ورواه أحمد في "مسنده" (6/100 و181 و243 رقم 24690 و25480 و26061 و26062) من طريق محمد بن جعفر غندر وروح بن عبادة، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1592) من طريق أبي عامر العقدي كلاهما، عن شعبة، به.
وذكر المصنف في المسألة رقم (843) أن مسلم بن إبراهيم وأبا زيد الهروي روياه عن شعبة كذلك.
والحديث علَّقه البخاري في "صحيحه" عقب الحديث (1550) .(3/212)
الأَعْمَش، عَنْ خَيْثَمَةَ (1) ، عَنْ أَبِي عَطيَّة (2) ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي التَّلبِيَة (3) ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ يخالفُهُ [أصحابُ] (4) الأعمَش، فقالوا: عَنِ الأعمَش (5) ، عَنْ عُمَارَة (6) ، عَنْ أَبِي عَطِيَّة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) .
قلتُ لَهما: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟
_________
(1) هو: ابن عبد الرحمن بن أبي سَبْرَة الجعفي.
(2) هو: الوادعي، واسمه: مالك بن عامر، وقيل غير ذلك.
(3) ولفظه: عن عائشة خ قالت: إني لأعلم كيف كان النبي (ص) يلبِّي: «لبَّيك اللَّهم لبَّيك، لبَّيك لا شريك لك لبَّيك، إن الحمد والنعمة لك» .
(4) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، فاستدركناه من المسألة رقم (843) .
(5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (13465) من طريق أبي خالد الأحمر، وابن أبي شيبة (13465) ، وأحمد في "مسنده" (6/230 رقم 25935) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4671) من طريق عبد الله بن نمير، وأحمد في "مسنده" (2/229 رقم 25918) ، والجوزقي في "المتفق" ومسدد في "مسنده" - كما في "تغليق التعليق" (3/54) - من طريق أبي معاوية، وأحمد في "مسنده" (6/32 رقم 24040) من طريق محمد بن فضيل، وأحمد في "مسنده" (6/181 رقم 25480) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/28) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/44) من طريق ابن مهدي، والبخاري في "صحيحه" (1550) من طريق محمد = = ابن يوسف كلاهما (ابن مهدي ومحمد بن يوسف) عن سفيان الثوري، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/124) من طريق أبي الأحوص، جميعهم عن الأعمش، به. وذكر المصنف في المسألة رقم (843) أن معاوية بن هشام رواه عن الثوري كذلك.
(6) هو: عُمارة بن عُمَير.(3/213)
فقالا: مِنْ شُعْبَة (1) .
_________
(1) قال الدارقطني في "العلل" (5/148/أ) : «يرويه الأعمش، واختُلِف عنه: فرواه الثوري، وإسرائيل، ومحمد بن فضيل، وعَبيدة بن حميد، وسعيد بن الصَّلت، وعبد الله بْنُ دَاوُدَ الخُرَيبي، عَنِ الأَعْمَشِ، عن عمارة بن عمير [في الأصل: عمرو!] ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وخالفهم شعبة، فرواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ أبي عطية، عن عائشة، وقول شعبة وهمٌ» .
وقال في "التتبع" (ص373-374 رقم231) : «وأخرج البخاري حديثَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عن أبي عطية: في التلبية، وقال: «تابعه أبو معاوية. وقال شعبة: عن سليمان، عن خيثمة» .
وقال أبو العباس بن سعيد [يعني: ابن عُقدة] : تابع شعبة يحيى القطان، عن خيثمة، وخالفهما إسرائيل، وأبو الأحوص، وعمار بن رُزَيق، وزهير بن معاوية، وابن فضيل، وأبو خالد، وجرَّاح بن الضحاك، وغيرهم؛ تابعوا الثوري.
قال أبو الحسن [أي: الدارقطني] : ورواه الخريبي عبد الله بن داود، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أبي عطية، عن عائشة: إني لأحفظُ تلبيةَ النبيِّ (ص) التي كان يلبِّي بها، فسمعتُها تلبِّي ثلاثًا.
قال الأعمش: وذكر خيثمة عن الأسود: أنه كان يزيد: «والملك، لا شريكَ لك» . ورواه الشافعي، عن معاذ ابن المثنى، عن مسدَّد، عنه.
قال الخريبي: «لم أُصِب عندي ذلك» . ويشبه أن يكون الوهمُ دخل على شعبة من ذكر الأعمش خيثمة في حديثه، والله أعلم» . اهـ.
وذكر الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" (ص358) كلام الدارقطني هذا، وذكر أن رواية الخُرَيبي أوضحت الحديث وبيَّنت علَّته، وذكر قول الدارقطني: «يشبه أن يكون الوهم دخل على شعبة من ذكر الأعمش خيثمة في حديثه» ، ثم قال ابن حجر: «وهو تحقيق حسن ومقتضاه: صحَّةُ ما اختاره البخاري واعتمده من رواية الأعمش، على أن البخاري لم يهمل حكاية الخلاف، بل حكاها عقب حديث الثوري، والله أعلم» .
وخالف في "فتح الباري" (3/411) ، فقال: «والطريقان جميعًا محفوظان، وهو محمول على أن للأعمش فيه شيخين» . وقال في "إتحاف المهرة" (22987) : «ولعل للأعمش فيه شيخين» .(3/214)
808 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عامرٍ العَقَديُّ (1) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ شَيْبَة (2) ، عَنْ أُمِّه، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: كَانَ لا يوضَعُ حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ (3) بِمِنًى؛ إلاَّ أَنْ يَتَّخِذَ الرَّجُلُ كنَِيفًا؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا أَبُو سَلَمة (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا حمَّاد، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ شَيْبَة، عن أُمِّه؛ قالت: كان ... قَوْلَهَا (5) ، بِلا عائِشَة.
قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ - عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أُمِّه - أشبهُ عِنْدِي، ومَتنُ (6) الْكَلامِ مشهورٌ عَنْ عائِشَة (7) .
809 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبَّاد بْنُ العَوَّام، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَروبة، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أنَّ أُمَّ سُلَيْم حاضَتْ بعد ما طافَتْ يومَ النَّحْر، فأمرَها رسولُ الله (ص) أن تَنْفِرَ؟
_________
(1) هو: عبد الملك بن عمرو.
(2) كذا في جميع النسخ! وهو منصور بن عبد الرحمن بن طلحة، ويُنسَب أحيانًا إلى أمه، فيقال: منصور بن صَفيَّة، وأمه هي صفية بنت شيبة، وهنا نُسِب إلى جدِّه لأمه.
(3) في (ف) : «كان لا يُوضَعُ حَجَرًا على حَجَرٍ» ، وله وجه في العربية. وانظر التعليق على المسألة (252) .
(4) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذكي.
(5) في (ت) و (ك) : «قولهما» .
(6) في (ت) : «فمتن» .
(7) الحديث رواه ابن عدي في "الكامل" (1/238) من طريق إبراهيم بن أبي حيَّة - وهو منكر الحديث - عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة قالت: استأذنت النبي (ص) أن أبني كنيفًا بمنى فلم يأذن لي.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (9215) عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أمية قال: بلغني أن عائشة ... به.
(8) تقدمت هذه المسألة برقم (791) .(3/215)
فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ كَمَا رَوَاهُ الدَّسْتوائي (1) ، عَنْ قَتادة، عَنْ عِكْرمَة: أنَّ أمَّ سُلَيْم (2) حاضَتْ ... .
قلتُ لأَبِي: الخطأُ ممَّن هُوَ؟
قَالَ: لا أدري، مِن عبَّاد هُوَ، أَوْ مِنْ سَعِيدٍ؟
810 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه صالح ابن أَبِي الأخضَر، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَ: البَيْتَ العَتِيقَ؛ لأَنَّهُ أُعْتِقَ مِنَ الجَبَابِرَةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ مَعْمَرٌ (3) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُرْوَة، عن عبد الله بْنِ الزُّبَير، مَوْقُوفٌ (4) .
وَرَوَاهُ اللَّيْث (5) ، عن عبد الرحمن بن خالد ابن مُسَافِر، عَنِ الزُّهْري، عَنْ مُحَمَّدِ بن عُرْوَة، عن عبد الله بن الزُّبَير، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) هو: هشام بن أبي عبد الله.
(2) كذا قال هنا، وفي المسألة (791) ذكر «صفية» بدل أم سليم؛ وكلاهما صحيح كما بَيَّنَّاه هناك.
(3) روايته أخرجها عبد الرزاق في "تفسيره" (2/37) . عن معمر، به.
ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبري في "تفسيره" (16/529/هجر) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (54/210) .
ورواه الطبري في "تفسيره" (16/529) من طريق ابن ثور، عن معمر، به.
(4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر لهذه اللغة التعليق على المسألة رقم (34) .
(5) هو: ابن سعد. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/201) ، والترمذي في "جامعه" (3170) ، والبزار في "مسنده" (2215) ، والطبري في "تفسيره" (16/531/هجر) ، والطبراني في "الكبير" (13/108 رقم 262) ، والحاكم في "المستدرك" (2/389) ، والبيهقي في "الشعب" (3721) ، و"الدلائل" (1/125) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (54/209 و210) . ورواية الطبراني موقوفة!
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح [وفي بعض النسخ: حسن غريب] وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ، عَنِ الزهري، عن النبي (ص) ، مرسلاً» .
وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي (ص) إلا عن ابن الزبير، عنه، ولا نعلم له طريقًا عن ابن الزبير إلا هذا الطريق» .
ورواه الترمذي (3170) من طريق قُتَيْبَةُ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عُقيل، عن الزهري، عن النبي (ص) ، به مرسلاً.(3/216)
قَالَ أَبِي: حديثُ مَعْمَر عِنْدِي أشبهُ؛ لأَنَّهُ لا يَحْتمِلُ أَنْ يكونَ عن النبيِّ (ص) مَرْفُوعٌ (1) .
811 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبدُالأعلى (3) ، عن عُبَيدالله (4) العُمَري (5) ، عَنْ سعيدٍ المَقْبُري (6) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إلاَّ الجَنَّةُ؟
_________
(1) كذا بحذف ألف تنوين النصب لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(2) انظر المسألة الآتية برقم (813) و (818) و (892) .
(3) هو: ابن عبد الأعلى البصري. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (4543) .
قال الطبراني بعد أن ذكر أحاديث عدة لعبد الأعلى: «لم يرو هذه الأحاديث عن عبيد الله بن عمر إلا عبد الأعلى، تفرد بها محمد بن عثمان العقيلي» .
وقال الدارقطني: «تفرد به عبد الأعلى، عن عبيد الله بن عمر، عنه» .
(4) في (ك) : «عبد الله» .
(5) هو: عُبَيدالله بن عمر.
(6) في (ك) : «سعيد بن المقبري» .(3/217)
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا أُنكِرُهُ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدٍ المَقْبُري؛ يُشبِهُ أَنْ يكونَ: عُبَيْدُاللهِ (1) ، عَنْ سُمَيٍّ (2) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (4) .
812 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يزيدُ ابن هارون، عن عبد العزيز بن الماجِشُون (5) ، عن عبد الله بن الفَضْل، عن الأعرَج (6) ،
_________
(1) في (أ) و (ش) : «عبد الله» .
ورواية عبيد الله أخرجها مسلم في "صحيحه" (1349) من طريق عبد الله بن نمير، عنه، به. ورواه مالك في "الموطأ" (1/346) عن سمي، به.
ومن طريق مالك رواه البخاري في "صحيحه" (1773) ، ومسلم في "صحيحه" (1349) . ورواه مسلم (1349) من طريق ابن عيينة، وأحمد في "العلل" (2917) ، والطبراني في "الأوسط" (905) من طريق عبد العزيز الماجشون، والطبراني في "الأوسط" (1704 و4432) من طريق إسماعيل بن أمية جميعهم عن سمي، به.
(2) هو: مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث.
(3) هو: ذَكوان السَّمان.
(4) ذكر الدارقطني في "العلل" (1964) الاختلاف في هذا الحديث وقال: «والصحيح قول من قال: عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» .
وقال الترمذي في "العلل الكبير" (ص 138) : «والمشهور عند الناس: عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ؛ رواه سهيل والثوري ومالك وغير واحد، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة» ..
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (22/38) : «هذا حديث انفرد به سُمَيٌّ، ليس يرويه غيرُه، واحتاج الناس إليه فيه» . وقال ابن حجر في "فتح الباري" (3/598) بعد نقله لكلام ابن عبد البر: «فرواه عنه [أي عن سمي] مالك والسفيانان وغيرهما حتى أن سهيل بن أبي صالح حدث به عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، فكأن سهيلاً لم يسمعه من أبيه، وتحقق بذلك تفرد سمي به، فهو من غرائب الصحيح» .
(5) هو: عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجِشُون.
(6) هو: عبد الرحمن بن هُرْمُز.(3/218)
عَنْ أَبِي سَلَمة (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: كَانَ مِنْ (2) تلبيةِ النبيِّ (ص) : لَبَّيْكَ إِلهَ الحَقِّ؟
قَالَ أَبِي: كَذَا حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بن البَخْتَري، عَنْ يَزِيدَ.
وحدَّثنا أَبُو سَلَمة (3) وغيرُه (4) ،
عن عبد العزيز بن الماجِشُون، عن عبد الله بْنِ الفَضْل، عَنِ الأَعْرَج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ لا يَذْكُرونَ أَبَا سَلَمة.
_________
(1) هو: ابن عبد الرحمن بن عوف.
(2) قوله: «من» ليس في (ك) .
(3) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذَكي.
(4) الحديث رواه الطيالسي في "مسنده" (2499) عن عبد العزيز بن الماجشون، به.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (13468) ، وأحمد في "مسنده" (2/476 رقم 10171) ، وابن ماجه في "سننه" (2920) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2623) ، من طريق وكيع، وتصحف (الحق) في المطبوع من "المصنف" إلى (الخلق) ، وأحمد في "مسنده" (2/341 و352 رقم 8497 و8629) من طريق أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله وحجين بن المثنى، والنسائي في "سننه" (2752) من طريق حميد بن عبد الرحمن، وابن خزيمة في "صحيحه" (2624) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/125) ، والدارقطني في "سننه" (2/225) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/45) من طريق ابن وهب، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/125) من طريق أبي عامر العقدي، وأبو نعيم في "الحلية" (9/42) من طريق عبد الرحمن ابن مهدي، والخطيب في "تاريخ بغداد" (10/436) من طريق شريج ابن النعمان جميعهم عن عبد العزيز الماجشون، به.
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن حبان في "صحيحه" (3800) ، وابن حزم في "حجة الوداع" (37) .
ومن طريق النسائي رواه ابن حزم أيضًا (36) .
قال النسائي: «لا أعلم أحدًا أسند هذا عن عبد الله بن الفضل إلا عبد العزيز، رواه إسماعيل بن أمية عنه مرسلاً» .(3/219)
قلتُ: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: لا أَدْرِي، غيرَ أنَّ الناسَ عَلَى حَدِيثِ الأعرَج (1) أكثرُ (2) ، ويزيدُ بْنُ هَارُونَ ثقةٌ.
813 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّادُ بْنُ سَلَمة، عَنْ سُهَيل، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: العُمْرَةُ (5) تُكَفِّرُ مَا بَيْنَهُمَا ... ، الحديثَ؟
قَالَ: رَوَاهُ الثَّوْري (6) ، وشُعْبَة (7) ، وعُبَيدالله (8) ،
عن سُهَيل، عن
_________
(1) من قوله: «عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ لا يَذْكُرُونَ ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) .
(2) يعني: دون ذكر أبي سلمة في إسناده.
(3) انظر المسألة المتقدمة برقم (811) ، والآتية برقم (818) و (892) .
(4) هو: أبو صالح ذكوان السَّمَّان.
(5) كذا في جميع النسخ! وضبَّب ناسخ (ت) على قوله: «العمرة» ، وكأنه أشكل عليه متن الحديث، وسيأتي في المسألة رقم (818) السؤالُ عن رواية أيوب للحديث عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعًا بلفظ: «العُمرَة إِلَى العُمرَة كفَّارةٌ لِمَا بينَهُما ... » .
(6) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه مسلم في "صحيحه" (1349) من طريق وكيع وابن مهدي، عن الثوري، عَنْ سُمَي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، به.
(7) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2545) ، والنسائي في "سننه" (2623) ، وابن حبان في "صحيحه" (3695) ، وابن عدي في "الكامل" (3/449) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/203) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (22/38) .
(8) في (ك) : «وعبد الله» . وعُبَيدالله هذا هو: ابن عمر بن حفص العُمَري. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (3841) من طريق سليمان بن بلال، عنه، به.
والحديث رواه مسلم في "صحيحه" (1349) من طريق عبد العزيز بن المختار، عن سهيل، به. وقد تقدمت رواية عبيد الله في المسألة رقم (811) عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، به. ليس في إسناده «سهيل» .(3/220)
سُمَيٍّ (1) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
814 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرُ (2) بْنُ إِبْرَاهِيمَ (3) ، عَنْ قَتادة، عن أنس، عن النبيِّ (ص) قَالَ (4) : الحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنْ حِجَارَةِ الجَنَّةِ؟
قَالَ أَبِي: أخطأَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ؛ وَرَوَاهُ شُعْبَةُ (5) ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ المِصْري (6) ، عَنْ قَتادة، عن أنس، موقوفً (7) .
_________
(1) هو: مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث.
(2) في (ك) : «عمرة» .
(3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1115/كشف الأستار) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/147) ، والبغوي في "الجعديات" (941) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1/84 رقم 7) ، والطبراني في "الأوسط" (4954) ، وابن عدي في "الكامل" (5/42) ، وابن الغطريف في "جزئه" (55) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/75) جميعهم من طريق شاذ بن فياض، عنه، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ قتادة إلا عمر ابن إبراهيم، تفرد به شاذ» .
وقال ابن عدي: «وهذا لا أعلم يرفعه عن قتادة غير عمر بن إبراهيم، وقد أوقفه شعبة وغيره» .
(4) في (ت) و (ك) : «فقال» .
(5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (14145) ، وأحمد في "مسنده" (3/277) ، والبغوي في "الجعديات" (940) .
(6) روايته أخرجها الفاكهي في "أخبار مكة" (1/84 رقم 8) .
(7) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .(3/221)
815 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد ابن سَلَمة (1) ،
عَنْ عَوْف (2) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَين، عَنْ أَبِي العالِيَة (3) - أَوْ أَبِي العَلانِيَة - عَنِ ابْنِ عباس (4) : أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ لَهُ: نَاوِلْنِي حَصَيَاتٍ، فناوَلتُه حَصَى الخَذْفِ (5) ، فجعَل يُحَرِّكُهُنَّ فِي يَدِه ويقول: بِمِثْلِهِنَّ بِمِثْلِهِنَّ (6) ،
_________
(1) روايته أخرجها الضياء في "المختارة" (10/31- 32) به عن أبي العالية فقط.
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (2/180) ، وأحمد في "مسنده" (1/215 رقم 1851) ، وابن ماجه في "سننه" (3029) ، والنسائي في "سننه" (3057) ، وأبو يعلى (2427 و2472) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2867) ، وابن الجارود في "المنتقى" (473) ، وابن حبان في "صحيحه" (3871) ، والطبراني في "الكبير" (12/121 رقم 12747) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/223) من طرق عن عوف، به، عن أبي العالية فقط.
ومن طريق أبي يعلى والطبراني رواه الضياء في "المختارة" (10/30 و31) .
ومن طريق النسائي رواه ابن حزم في "حجة الوداع" (139) .
ومن طريق أحمد رواه الحاكم في "المستدرك" (1/466) .
ورواه عبد الرزاق في "الأمالي" (182) عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عوف، عن زياد، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عباس، عن الفضل بن العباس، به.
ومن طريق عبد الرزاق رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/127) .
(2) هو: ابن أبي جميلة الأعرابي.
(3) هو: رُفَيع بن مهران الرِّياحي.
(4) قال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (5427) : «ابن عباس المذكور في هذا الحديث هو «الفضل» لا «عبد الله» ؛ لأن الفضل هو الذي أردفه النبي (ص) ، فلم يزل يلبي حتى رمى الجمرة. وأمَّا عبد الله فكان = = تقدَّم مع الضعفاء من المزدلفة. وكل ذلك ثابت في «الصحيح» ، وقد أخرجه البيهقي من هذا الوجه فصرح فيه بالفضل» . اهـ.
(5) في (ف) و (ك) : «الحذف» بالحاء المهملة، وفي (أ) و (ش) : «الحدف» بإهمال الحاء والدال، والمثبت من مصادر التخريج.
قال الفيومي: حَصَى الخَذْف؛ معناه: حصى الرَّمْي، والمرادُ: الحصى الصِّغَارُ. "المصباح المنير" (خ ذ ف) (ص165) .
(6) قوله: «بمثلهن» مرة واحدة في (ت) و (ك) .(3/222)
وَإِيَّاكُمْ وَالغُلُوَّ (1) ! فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ [بِالغُلُوِّ] (2) ؟
قَالَ أَبِي: أَبُو العالِيَة أصحُّ.
وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ؟ فَقَالَ نحوَ مَا قَالَهُ أَبِي، وَقَالَ: وَهِمَ حمَّادٌ فِي ذَلِكَ.
816- وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عبد الله العُمَري (3) ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّويل (4) ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ؛ قَالَ: سُئِل ابنُ عُمَرَ عَنْ رجُلٍ وَاقَعَ أهلَهُ (5) قَبْلَ أَنْ يرميَ الجَمْرَة؟
فَقَالَ أَبِي: هُوَ (6) عليٌّ البارِقِيُّ الأَزْدي (7) .
قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ الحسنُ بْنُ صَالِحٍ وغيرُه (8) ، عن لَيْثِ ابن أَبِي سُلَيم، عَنْ حُمَيد، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ... نحوَ هَذَا الكَلامِ.
_________
(1) في (ك) : «والغُلَواء» . والغُلَواء: هو الغُلُوُّ.
(2) المثبت من (ش) ومصادر التخريج، وفي بقيَّة النسخ: «الغُلَواء» .
(3) هو: عبد الله بن عمر.
(4) هو: حُمَيد بن أبي حُمَيد.
(5) في (أ) : «أهل» .
(6) أي: الرجل من أهل البصرة.
(7) يعني: الرجل المُبهَم الراوي عن ابن عمر.
(8) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (14932) عن ابن فضيل وسلام، عن ليث، عن حميد قال: جاء رجل إلى ابن عمر قال: يا أبا عبد الرحمن، رجلٌ جاهلٌ بالسُّنَّة، بعيدُ الشُّقَّة، [قليلُ] ذات اليد، قضَيتُ المناسِكَ كلَّها، غير أني لم أزُر البيتَ حتَّّّّى وقَعْتُ على امرأتي؟ فقال: بَدَنَة وحُجَّ من قابل، فأعاد عليه ثلاثَ مرَّات، كل ذلك يقول: بَدَنَة وحُجَّ من قابل.(3/223)
قال أبي: فكُنْتُ (1) أحسَبُ أنَّ حُمَيْدًا هذا شيخٌ أدركَ ابنَ عُمَرَ، حَتَّى تَبيَّن لِي بعدَ ذَلِكَ (2) أَنَّهُ حُمَيد الطَّويل، عَنْ عليٍّ البارِقِي.
817 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبانُ العَطَّارُ (3) ، عَنْ قَتادة، عَنْ شَهْرٍ، عن عمرو ابن خارِجَة؛ قال: خَطَبَنَا رسولُ الله (ص) بِمِنًى وَهُوَ عَلَى ناقَتِه، وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ (4) حَقَّهُ، وَلاَ وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ.
رَوَاهُ هَمَّام (5) ،
عَنْ قَتادَةَ ومَطَرٍ (6) ، عَنْ شَهْر بن حَوْشَب، عن عبد الرحمن بْنِ غَنْم، عَنْ عَمْرِو بْنِ خارِجَة، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) في (ك) : «قلت» .
(2) قوله: «ذلك» ليس في (ف) و (ت) و (ك) .
(3) هو: ابن يزيد العطَّار.
ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/219) من طريق أبي سلمة، عن أَبَانٌ الْعَطَّارُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شهر، عن عبد الرحمن بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خارجة، به.
كذا بزيادة: «عبد الرحمن بن غنم» .
(4) قوله: «حق» ليس في (أ) و (ف) .
(5) هو: ابن يحيى العَوْذي. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه أحمد (4/186-187 و238 رقم 17665 و18082) ، والطبراني في "الكبير" (17/35 رقم67) من طريق همام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عمرو بن خارجة، به، ولم يذكر: عبد الرحمن بن غنم.
وعلى هذا الوجه الذي أخرجه أحمد والطبراني ذكر أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/2009) رواية همام، فقال: «ورواه همام، والحجاج بن أرطاة، والمسعودي، والحسن بن دينار، وبكير بن السميط، عن قتادة، فلم يذكروا: ابن غنم» . وانظر "تحفة الأشراف" (10731) .
(6) هو: ابن طهمان الورَّاق.(3/224)
فقلت ُ لأَبِي: أَيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: عَنْ (1) عبد الرحمن بن غَنْم أصحُّ (2) .
_________
(1) قوله: «عن» سقط من (ك) .
(2) هذا الحديث يرويه شهر بن حوشب، ورواه عنه قتادة ومطر الوراق وأبو بكر الهذلي، واختلف عنهم: فأما قتادة، فروى حديثه أحمد في "مسنده" (4/186- 187 رقم 17665) ، والترمذي في "جامعه" (2121) ، والنسائي في "سننه" (3641) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1508) ، و"المفاريد" (20) ، والطبراني في "الكبير" (17/31 رقم 61) من طريق أبي عوانة الوضاح اليشكري، وأحمد (4/187 رقم 17666) ، وابن البختري في "فوائده" (120) ، والطبراني في "الكبير" (17/31 رقم 64) من طريق حماد بن سلمة، وابن أبي شيبة في "المصنف" (30708) ، وابن سعد في "الطبقات" (2/183) ، وأحمد في "مسنده" (4/138 و139 و186 و187 رقم 18086 و18087 و18088 و17664 و17669 و17670 و17671) ، وابن ماجه في "سننه" (2712) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2482) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/218) ، والطبراني في "الكبير" (17/32 رقم 65) ، والدارقطني في "السنن" (4/152) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5046) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (14/299) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/264) من طرق عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، والطبراني في "الكبير" (17/31 و32 رقم 62 و66) من طريق طلحة بن عبد الرحمن ومُجَّاعة بن الزبير، جميعهم عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عبد الرحمن ابن غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، به.
ورواه هشام الدستوائي وطلحة أبو محمد مولى باهلة عن قتادة، واختلف عنهما:
فرواه الدارمي في "مسنده" (3303) ، والطبراني في "الكبير" (17/30 رقم 60) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن هشام، عن قتادة بمثل رواية الجماعة.
ورواه الطيالسي في "مسنده" (1313) عَنْ هِشَامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، بإسقاط: «عبد الرحمن بن غنم» .
ورواه بحشل في "تاريخ واسط" ص (116) ، والطبراني في "الكبير" (17/31 رقم 63) ، و"الأوسط" (7791) من طريق زكريا بن يحيى زحمويه، عن هشيم، عن طلحة أبي محمد، عن قتادة بمثل رواية الجماعة.
ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (1/150) - ومن طريقه الخطابي في "غريب الحديث" (1/514- 515) - عن هشيم، عن طلحة أبي محمد، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عمرو بن خارجة، بإسقاط «عبد الرحمن ابن غنم» .
ورواه النسائي في "سننه" (3643) ، والطبراني في "الكبير" (17/32- 33 رقم 68) من طريق إسماعيل ابن أبي خالد، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خارجة، به. بإسقاط «شهر وعبد الرحمن بن غنم» .
وأما مطر الوراق، فروى حديثه عبد الرزاق في "المصنف" (16306 و16376) من طريق معمر، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/304/تعليقًا) من طريق مغيرة بن مسلم وورقاء ثلاثتهم عن مطر، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خارجة، به.
ورواه أحمد في "مسنده" (4/187 و239 رقم 17670 و18087) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5047) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ مطر، عن شهر، عن عبد الرحمن بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خارجة، به.
وأما أبو بكر الهذلي فحديثه في "الجزء الثاني من القطيفيات" - كما في "النكت الظراف" لابن حجر (10731) - من طريق مسلم بن إبراهيم، عنه، عن شهر، عن عبد الرحمن بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خارجة، به.
وروي عنه بإسقاط عبد الرحمن بن غنم، فقال أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/2009) : «ورواه أبو بكر الهذلي وليث بن أبي سليم، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خارجة، من دون [ابن] غنم» .
وحديث ليث بن أبي سليم أخرجه ابن إسحاق في "السيرة" - كما في "سيرة ابن هشام" (6/11) - قال: حدثني لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ شهر، عن عمرو ابن خارجة، به.(3/225)
818 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالعزيز بن عبد الصَّمَد (2) ، عَنْ أيُّوب (3) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، عن
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (811) و (813) ، والآتية برقم (892) .
(2) روايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير" (237) .
قال الترمذي: «سألت محمدًا [يعني: البخاري] عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: مَا أرى أيوب سمع من أبي صالح» .
(3) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.(3/226)
النبيِّ (ص) قَالَ: العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إلاَّ الجَنَّةُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا مِنْ حديثِ أيُّوبَ موقوفٌ (1) .
819 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ عَوْف (2) ،
عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَين، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ تَمَثَّلَ وَهُوَ مُحْرِمٌ:
وَهُنَّ يَمْشِينَ بِنَا هَمِيسَا (3) .
_________
(1) الحديث رواه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص543) من طريق إسماعيل بن عليَّة، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال ... فذكره موقوفًا.
وقال الدارقطني في "العلل" (1964) : «يرويه أيوب السَّختياني، واختُلِف عنه؛ فرواه عباد بن كثير، وعبد العزيز بن عبد الصمد العَمِّي، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . وقيل: يحيى ابن حكيم المقوِّم، عن عبد العزيز بن عبد الصَّمد، عن أيوب، ووقفه على أبي هريرة. وخالفهما حماد بن زيد؛ رواه عن أيوب، عن عبيد الله بن عمر، عن سمي مولى أبي بكر، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، رفعه حسن الحُلْواني، عن سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بن زيد، وتابعه سعيد بن عتَّاب الدهقان، عن سليمان بن حرب، ووقفه إسماعيل بن إسحاق القاضي وغيره، عن سليمان بن حرب» .
(2) هو: ابن أبي جميلة الأعرابي. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه سعيد بن منصور في التفسير من "سننه" (345) ، عن هشيم، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ حصين، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به.
ورواه ابن جرير في "تفسيره" (4/130 رقم 3599) من طريق إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، عَنْ عَوْفٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عباس، به.
وانظر تتمة تخريج الحديث في التعليق على "سنن سعيد ابن منصور" (345) .
(3) في (ش) و (ت) و (ك) : «هميشا» بالشين المعجمة. وهو تصحيف؛ لأنَّ البيت أحَدُ بيتين من مشطور الرجز، أنشدهما ابن عباس وهو محرمٌ، وقافيتهما سينيَّة، وبعد البيت المذكور:
إِنْ تَصْدُقِ الطَّيْرُ نَنِكْ لَمِيسَا
وفي هذا الأثر: قال له أبو العالية: أترفُثُ وأنتَ محرمٌ؟! فقال ابن عباس: «إنَّما الرفَثُ عند النساء، أو ما روجع به النساء» ، أي: مراجعةُ النساء بذكر الجماع، أو ذكر الجماع ودواعيه بحضرتهنَّ، فإنْ لم يكن بحضرتهنَّ فلا يكون رفثًا؛ هذا قول ابن عباس.
قال المطرِّزي في "المغرب" (1/337) : «الضمير في «هُنَّ» : للإبل، والهميسُ: صوتُ نقل أخفافها. وقيل: المشي الخفي، ولميس: اسم جاريته، والمعنى: نفعَلُ بها ما نريد إنْ صَدَقَ الفأل» . اهـ.
وقال النسفي في "طَلِبَةِ الطَّلَبة" (ص110) : «ومعنى البيت: أنه يقول: فهنَّ، أي: النُّوقُ، يَمْشِين، هو: فعلٌ لازم، وقد تعدَّى ههنا بالباء الذي في قوله: بنا، هميسا، أي: مشيًا خفيفًا لا صوتَ فيه، إنْ تَصْدُقِ الطَّيْرُ: إنْ تحقَّق الفأل الذي تفاءلناه بالطير، نَنِكْ: أي: نجامع، لميسا، أي: الجارية التي اسمها هذا» . اهـ.
وانظر كلام المفسِّرين على معنى الرفث في قوله تعالى: [البَقَرَة: 187] {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} ، وقوله: [البَقَرَة: 197] {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ} ، فقد احتجوا بأثر ابن عباس هذا. وانظر: "المبسوط" للسرخسي (4/6- 7) ، و"النهاية" لابن الأثير (2/241) ، و (5/273) .(3/227)
فَقَالَ أَبِي: رَوَى البصريُّون، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَين، عَنْ أَبِي العالِيَةِ (1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَرَوَاهُ الكوفيُّون عَنْ زِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
قَالَ أَبِي: البصريُّون (2) أعلمُ بِزِيَادِ بْنِ حُصَين.
820 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمر (3) بن عليٍّ المُقَدَّمي (4) ،
_________
(1) هو: رُفَيع بن مِهْران.
(2) في (ت) و (ك) : «المصريون» .
(3) في (ك) : «عمرو» .
(4) في (ت) و (ك) : «المقدسي» . وروايته أخرجها الطبري في "تهذيب الآثار" (375/مسند ابن عباس) من طريق بشر بن معاذ العقدي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/237) من طريق ابن أبي داود كلاهما عن عمر بن علي المقدمي، به.
ورواه الطبري في "تهذيب الآثار" (376 و377) من طريق محمد بن إبراهيم بن صدران والعلاء الرقي كلاهما عن عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، عَنِ الحجاج، عن عبادة، عن أبي سعيد، به بإسقاط «أبي زبيد» .(3/228)
عَنِ الحجَّاج (1) ، عَنْ عُبادَة بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ أَبِي زُبَيد، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري؛ قَالَ: سُئِل رسولُ الله (ص) يومَ النَّحْر - وَهُوَ بَيْنَ الجَمْرَتَين - عَنْ رَجُلٍ حَلَقَ قَبْلَ أَنْ يذبَحَ، وَعَنْ رَجُلٍ حَلَق قَبْلَ أَنْ يرميَ، وَعَنْ رَجُلٍ طافَ قَبْلَ أَنْ يرميَ ... ؟
قَالَ أَبِي: بَيْنَ حَجَّاج بْنِ أَرْطَاة وعُبَادَة بن نُسَيّ: محمدُ بنُ سعيد الأَزْدِيُّ (2) ، وَأَبُو زُبَيد لا أعرفُه (3) .
821 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو داود الطَّيَالسي (5) ،
_________
(1) هو: ابن أرطاة كما سيأتي.
(2) في (ك) : «الأردني» ، وفي (ت) : «الأرداني» .
ومحمد بن سعيد الأزدي هذا هو: المصلوب في الزندقة، ومن المعروفين بالكذب.
(3) لم نجد أحدًا من القدامى ذكر أبا زُبَيد هذا الذي يروي عن أبي سعيد الخدري، وعنه عُبادة بن نُسيّ، أو ذكر قول أبي حاتم هذا عنه، فهي فائدة تستفاد مما هنا.
وذكر رشدالله السَّندَهي في كتابه "كشف الأستار، عن رجال معاني الآثار" (ص124) أبا زبيد هذا، وقال: «لا أعرفه. وفي ثقات ابن حبان في طبقة التابعين: أبو زبيد الهَمْداني، يروي عن أبي أيوب، روى عنه يزيد ابن حمير. اهـ. فلعل المترجم له هو هذا، والله تعالى أعلم بالصواب» .
وانظر "الجرح والتعديل" (5/375 رقم 1733) .
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (795) ، وانظر المسألة التالية.
(5) هو: سليمان بن داود.
والحديث أخرجه في "مسنده" (670) . وانظر تتمة تخريج هذه الرواية في المسألة رقم (795) .(3/229)
عَن هَمَّام (1) ، عَنْ قَتادة، عَنْ عَزْرَة (2) ، عَنِ الشَّعْبي؛ قَالَ (3) : أَخْبَرَنِي أسامةُ بْنُ زَيْدٍ: أَنَّهُ أفاضَ مِنْ عَرَفَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) ، فلم تَرفَعْ (4) راحِلَتُه يَدًا (5) غَادِيَةً (6) ، حَتَّى أَتَى المُزدَلِفَة؟ (7)
822 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (9) ، عَنْ هَمَّام، عَنْ قَتادة، عَنْ عَزْرَة، عَنِ الْحَسَنِ العُرَني (10) ، عَنِ الفَضْل بْنِ عباس:
_________
(1) هو: ابن يحيى العَوْذي.
(2) في (ش) : «عروة» ، وعليها إشارة، فيبدو أنها صُوِّبت في الهامش، ولم يظهر التصويب في التصوير.
وعزرة هذا هو: ابن عبد الرحمن بن زُرارة.
(3) قوله: «قال» ليس في (ك) .
(4) في (ت) : «يرفع» ، ولم تنقط في بقيَّة النسخ.
(5) في (ك) يشبه أن تكون: «برا» . ومعنى «لم ترفع راحلتُه يدًا» ، أي: أنَّها كانت تمشي بسكينة واتِّئاد.
(6) في (ش) : «عادية» بالعين المهملة، من العَدْو والإسراع، أي: لم تَرْفَعْ راحلتُهُ يَدَهَا مسرعةً؛ بل كانت ماشيةً بالسكينة والوقار، والمراد: ناقة رسول الله (ص) .
ومعنى «غادية» : أي مُنطَلِقَةً ذاهبة. والمراد: أنها منطلقة من عرفة إلى مزدلفة.
وأصل معنى «غادية» : من الغُدُوِّ، وهو الذهابُ غُدوَةً، أي: ما بين صلاة الصُّبح وطلوع الشمس، ثم كثُر حتى استُعمل في الذهاب والانطلاق أيَّ وقت كان. انظر "المصباح المنير" (غ د ا) (ص443) .
وقد وردَتْ هذه اللفظة في بعض مصادر التخريج: «عادية» بالمهملة، وفي بعضها: «غادية» بالمعجمة.
(7) سيأتي جواب أبي حاتم في المسألة التالية.
(8) تقدمت هذه المسألة برقم (795) ، وانظر المسألة السابقة.
(9) أي: الطَّيَالِسي، وروايته هذه أخرجها في "مسنده" (1024) .
(10) في (ت) و (ك) : «العذي» . والحسن هذا هو: ابن عبد الله.(3/230)
أنه كان رَديفَ النبي (ص) إلى المُزدَلِفَة، ولم تَرْفَعْ (1) راحِلَتُه يَدً (2) غادِيَةً (3) ، حَتَّى رَمَى الجَمْرَةَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَانِ الْحَدِيثَانِ خطأٌ؛ الشَّعْبيُّ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أُسَامَةَ شَيْئًا فِيمَا أَعْلَمُ (4) .
823 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عثمانُ ابن عبد الرحمن الطَّرائِفي (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرو، عَنْ عَطَاء بْنِ أَبِي رَبَاح، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ الله (ص) قَالَ: مَنْ حَجَّ عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَنْ أُمِّهِ، فَقَدْ قَضَى عَنْهُ حَجَّهُ، وَكَانَ لَهُ فَضْلُ عَشْرِ حِجَجٍ؟
قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا محمَّدَ بنَ عَمْرو؛ إِنَّمَا هذا (6) : محمَّدُ بنُ عُمَرَ الَّذِي يُعْرَفُ بالمُحْرِم (7) ؛ وَكَانَ واهِيَ الْحَدِيثِ؛ وَهَذَا عندي
_________
(1) في (ت) : «يرفع» ، ولم تنقط في بقيَّة النسخ.
(2) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) في (ش) : «عادية» بالعين المهملة، وانظر تفسيرها في المسألة السابقة.
(4) ولم يذكر أبو حاتم هنا شيئًا عن سماع الحسن بن عبد الله العُرَني من الفضل بن عباس، وفي "المراسيل" (ص46 رقم155 و156) ذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبيه أن الحسن العُرَني لم يسمع من ابن عباس شيئًا، ولم يدرك عليًّا ذ، فمن باب أولى ألا يكون الحسن أدرك الفضل بن عباس الذي كانت وفاته في خلافة عمر ذ؛ كما في "التقريب" 5407) .
(5) روايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (2/260) .
(6) في (ت) و (ك) : «هذا هو» .
(7) بضمِّ الميم وسكون الحاء المهملة وكسر الراء. ويقال له: محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير اللَّيثي المكِّي. قال ابن حجر في "لسان الميزان" (5/217) : «وفرَّق ابن عدي بين محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، وبين محمد المكِّي المُحْرِم، وهو واحد» . وانظر "اللسان" أيضًا (5/320) .
وقال ابن ناصر الدين الدمشقي في "توضيح المشتبه" (8/86) : «لُقِّب: المُحْرِمَ؛ لأنه كان يُحْرِمُ السنة كلَّها، إذا انصرف إلى أهله لبَّى بالحجِّ» .(3/231)
حديثٌ باطِل.
824 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه بِشْر ابن بكر (1) ، عن الأوزاعيِّ (2) ، عن عبد الله بْنِ عُبَيد بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ عليٌّ لِعُمَرَ: لِمَ نَهَيْتَ عَنْ مُتْعَةِ الحجِّ؟ فَقَالَ عُمَرُ: أحببتُ أَنْ يكثُرَ زُوَّارُ هَذَا الْبَيْتِ. فَقَالَ عليٌّ: مَنْ أَفرَدَ الحجَّ (3) ، فَقَدْ أحسنَ، وَمَنْ تمتَّعَ بالحجِّ، فَقَدْ أخذَ بكتابِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، وسنَّةِ رسوله (ص) ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ الوليدُ بْنُ مسلم، عن الأوزاعيِّ، عن عبد الله بْنِ عُبَيد (4) ؛ قَالَ: قَالَ عليٌّ ... .
قَالَ أَبِي: لَمْ يَذكُرْ: عُبَيْدَ بْنَ عُمَير (5) .
قَالَ أَبِي: تَدُلُّ (6) روايةُ الْوَلِيدِ عَلَى أنَّ الصَّحيحَ كما رواه؛ بلا
_________
(1) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (5/21) .
وصحح إسناده النووي في "المجموع" (7/131) .
(2) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(3) في (ت) و (ك) : «بالحج» .
(4) قوله: «ابن عبيد» سقط من (ك) .
(5) في (ك) : «عميد» ..
(6) كذا في (ك) ، وفي (ف) و (ت) : «يدل» ، ولم تنقط في (أ) و (ش) . والتاء والياء في الفعل هنا جائزان؛ لأنَّ تأنيثَ فاعله - وهو قوله: «رواية الوليد» - غير حقيقي، وإنْ كان تأنيث الفعل أرجح وأولى. وانظر إيضاح ذلك في تعليقنا على المسألة رقم (224) .(3/232)
عُبَيد بْنِ عُمَير؛ لأنَّ الوليدَ رَفَّاعٌ (1) .
قلتُ: فَإِذَا (2) لَمْ يُوَصِّلْهُ (3) الوليدُ، فَهُوَ مُرسَلً (4) أشبهُ؛ بِلا عُبَيد بْنِ عُمَير؟
قَالَ: نَعَمْ.
825 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الهِقْلُ ابن زِيَادٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ (5) ، عَنْ يَحْيَى (6) ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو سَلَمة (7) ؛ قَالَ: نَزَل النبيُّ (ص) بالعَقيق وَقَالَ: أَتَاني آتٍ مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، فَقَال: صَلِّ فِي هَذَا الوَادي المُبَارَكِ، وَقُلْ: عُمْرَةً فِي حَجَّةٍ؟
قَالَ أَبِي: ورواه (8) الناسُ (9) عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكْرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن عمر، عن النبيِّ (ص) (10) .
_________
(1) المراد: أن الوليد يزيدُ في الإسناد، فيرفع الموقوف، والذي هذه صفتُه ترجَّح روايتُه إذا روى إسنادًا ناقصًا كهذا الإسناد.
(2) في (ت) و (ك) : «ماذا» .
(3) من الفعل وصَّل، بتشديد الصاد لا بتخفيفها. انظر التعليق على المسألة رقم (163) .
(4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(6) يعني: ابن أبي كثير.
(7) هو: ابن عبد الرحمن بن عوف
(8) في (ت) و (ك) : «رواه» بلا واو.
(9) الحديث رواه البخاري (1534) و (2337) من طريق بشر بن بكر والوليد بن مسلم وشعيب بن إسحاق وأبو داود في "سننه" (1800) من طريق مسكين بن بكير، وابن ماجه في "سننه" (2976) من طريق محمد بن مصعب جميعهم، عن الأوزاعي، به.
(10) قال الدارقطني في "العلل" (131) : «يرويه يحيى = = ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، عن عمر. حدث به عنه علي بن المبارك، والأوزاعي واختلف عنه، فقال شعيب بن إسحاق، والوليد بن مسلم، وبشر بن بكر، ومحمد بن مصعب: عن الأوزاعي، مثل قول عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى، وروي عن محمد بن حرب الخولاني، عن الأوزاعي، عن يحيى، فقال: عن أبي سلمة، عن ابن عباس؛ مكان عكرمة، والمحفوظ حديث عكرمة» .(3/233)
826 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يحيى ابن سُلَيم (1) الطَّائفي (2) ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائفي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير: أنَّ عبد الله بْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: يَا بَنِيَّ! اخْرُجُوا مِنْ مَكَّةَ مُشاةً حَتَّى تَرْجِعوا مُشاةً حاجِّين؛ فإنِّي سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: إِنَّ لِلحَاجِّ الرَّاكِبِ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا سَبْعِينَ حَسَنَةً، وَلِلمَاشِي سَبْعَ مِئَةِ حَسَنَةٍ مِنْ حَسَنَاتِ الحَرَمِ، قِيلَ: يا رسولَ الله، ما حسناتُ الحَرَمِ؟ قال: الحَسَنَةُ مِئَةُ أَلفِ حَسَنَةٍ؟
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ف) : «سليمان» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وهو الصواب. انظر "تهذيب الكمال" (31/365) .
(2) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه أبو يعلى في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (1135) - من طريق مجاهد بن موسى، والفاكهي في "أخبار مكة" (832) من طريق عبد الجبار بن العلاء وإبراهيم بن أبي يوسف - يزيد أحدهما على صاحبه في اللفظ - ثلاثتهم عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ محمد بن مسلم، عمن حدثه، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، به.
ورواه الطبراني في "الكبير" (12/59 رقم 12522) - ومن طريقه الضياء في "المختارة" (10/54) - من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ سَبَلانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أمية، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، به.
ورواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/354) من طريق سهل بن عثمان، عن يحيى بن سليم، وابن عدي في "الكامل" (4/258) من طريق عبد الله بن محمد المصيصي كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ إبراهيم بن ميسرة، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، به. والحديث ضعفه الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (496) .
وله طريق أخرى عن ابن عباس: رواها ابن خزيمة (2791) ، والطبراني في "الأوسط" (2675) من طريق عيسى بن سوادة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن زاذان، عن ابن عباس، به.
قال ابن خزيمة: «إن صح الخبر، فإن في القلب من عيسى بن سوادة هذا!» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ إسماعيل إلا عيسى» .(3/234)
قَالَ أَبِي: مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير: مُرسَلٌ (1) ، وَهَذَا حديثٌ يُروى عَنِ ابْنِ سَيْسَن رَجُلٍ مَجْهُولٍ، وَلَيْسَ هَذَا حديثً صَحِيحٌ (2) .
827 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثِ عبد الحميد بن جعفر (4) ،
عن
_________
(1) وسبق ذكر الواسطة بينهما.
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «حديثًا صحيحًا» بألف تنوين النصب، لكنَّ ما في النسخ يتوجَّه على لغة ربيعة وقد جرى عليها المحدِّثون في كثير من كلامهم؛ يحذفون ألف تنوين المنصوب وقفًا ووصلاً، نطقًا وخطًّا. وانظر التعليقَ على المسألة رقم (34) .
(3) في هامش النسخة (أ) حاشية غير واضحة.
(4) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2876) ، وابن ماجه في "سننه" (217) ، والبزار في "مسنده" (110/ب/مسند أبي هريرة) ، والمروزي في "قيام الليل" (ص8/مختصره) ، والنسائي في "الكبرى" (8696) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1509) ، وابن حبان في "صحيحه" (2126 و2578) ، والحاكم في "المستدرك" (1/443) .
ومن طريق البزار رواه أبو الشيخ في "الأمثال" (334) .
قال الترمذي: «هذا حديث حسن» .
وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي (ص) إلا من حديث أبي هريرة بهذا الإسناد، وعطاء مولى أبي أحمد لا نعلم حدَّث عن أبي هريرة إلا بهذا الحديث، ولا حدث عنه إلا سعيد المقبري» .(3/235)
سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ عَطَاءٍ مَوْلَى أَبِي أَحْمَدَ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) بَعَثَ بَعْثًا وَهُمُ يَسِيرٌ، فدعاهُم، فَقَالَ لكُلِّ رَجُلٍ منهُم: مَا مَعَكَ مِنَ القُرْآن ِ؟ ، فَقَالَ رجلٌ: مَعِي سُورَةُ الْبَقَرَةِ، قال: اذْهَبْ فَأَنْتَ أَمِيرًا عَلَيْهِمْ (2) ...
وذكَرَ الحديثَ؟
_________
(1) ويقال: مولى ابن أبي أحمد.
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «فأنت أميرٌ عليهم» = = بالرفع على الخبريَّة، وفي مصادر التخريج: «فأنت أميرهم» .
وما وقع عندنا في النسخ جاء منصوبًا على الحال، ويمكن أن يخرَّج على وجهين:
الأول: أنه حالٌ من فاعل «اذهب» ، أي: اذهبْ أميرًا عليهم، وقوله: «فأنت» مقحمٌ للتوكيد كضمير الفصل والعماد؛ ونظير ذلك قراءة: [هُود: 78] {هَؤُلاَءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} ، بنصب «أطهر» ، فـ «هؤلاء بناتي» : مبتدأ وخبر، و «هن» : ضمير فصلٍ أو عماد، و «أَطْهَر» حالٌ، وانظر: "الدر المصون" (6/362) ، و"اللباب، في علوم الكتاب" (10/533) ، و"معجم القراءات" (4/111) .
والثاني: أنَّه حالٌ سَدَّ مَسَدَّ خبر «أنت» ، والتقدير: فأنت تثبُتُ أميرًا عليهم، أو: أنتَ تكون أميرًا عليهم - و «تكون» هنا تامَّةٌ - حُذِفَ الخبر، فأغنتْ عنه الحالُ.
وقد ذكر النحويُّون أنَّ الخبر إذا حُذِفَ فإنَّه يغني عنه ويَسُدُّ مَسَدَّهُ واحدٌ من خمسة أشياء: ظرف الزمان والمكان، والجار والمجرور، والمصدر، والمفعول به، والحال:
فمثال ظرف الزمان: «السَّفَرُ غَدًا» .
ومثال الحال: قراءة علي ح: [يُوسُف: 8] {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} بنصب: «عُصْبَةً» ، أي: ونَحْنُ نتعصَّبُ أو نجتمعُ أو نُوجَدُ أو نُرَى عُصْبَةً، وقولُ بعض الصحابة في حديث البخاري (814 و1215) : «كان الناسُ يُصَلُّونَ مع النبي (ص) وهم عاقدي أُزْرِهِمْ» في رواية، أي: وهم مؤتزرون عاقدي أُزْرهم.
ومن الاستغناء عن خبر المبتدأ بالحال: ما روى الأخفش من قول بعض العرب: «زيدٌ قائمًا» ، والأصل: ثَبَتَ قائمًا، أو عُرِفَ قائمًا.
انظر: "الإنصاف" للأنباري (2/702) ، و"شرح التسهيل" (1/324- 326) ، و"شواهد التوضيح" لابن مالك (ص170- 171) ، و"التذييل والتكميل" لأبي حيان (4/48- 50، 82- 87) ، و"ارتشاف الضرب" (3/1135- 1136) ، و"مغني اللبيب" (ص122) ، و"همع الهوامع" (1/380) . وانظر: "الدر المصون" (6/442- 443) ، و"اللباب، في علوم الكتاب" (11/22- 23) .(3/236)
قَالَ أَبِي: وَرَوَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ (1) ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ عَطاء مولى أَبِي أَحْمَدَ (2) : أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) بَعَثَ بَعْثًا ...
والصَّحيحُ (3) : مَا رَوَاهُ اللَّيْثُ.
828 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مالكٌ (4) ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الجَزَري (5) ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْب بن عُجْرَة، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي قِصَّة القَمْل؟
فَقَالَ (6) : أسقَطَ مالكٌ مُجاهِدً (7) من الإسناد؛ إنما هو:
_________
(1) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (6/462) ، والترمذي في "جامعه" (2876) . ومن طريق البخاري رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (2442) .
ورجح البخاري الإرسال.
وقال الدارقطني في "العلل" (2053) : «وقول الليث أشبه بالصواب» .
(2) في (ت) و (ك) : «ابن أبي أحمد» . وهو صحيح أيضًا كما سبق.
(3) قوله: «والصحيح» مُكرر في (ت) .
(4) في "الموطأ" (1/417/رواية يحيى الليثي) ، و (1258/رواية أبي مصعب الزهري) .
ومن طريق مالك رواه أبو داود في "سننه" (1861) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/169- 170) .
وفيه اختلاف على مالك سيأتي ذكره آخر المسألة.
(5) في (ت) و (ك) : «الخدري» . وعبد الكريم هذا هو: ابن مالك.
(6) في (ت) : «يقال» .
(7) كذا في جميع النسخ، وهو مفعولُ «أسقَطَ» ؛ فكانت الجادَّة أن يكون «مجاهدًا» بألف تنوين النصب على لغة الجمهور؛ لكنَّ ما وقع في النسخ. جارٍ على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .(3/237)
عبد الكريم (1) ،
عن مُجاهِد، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بن عُجْرَة، عن النبيِّ (ص) (2) .
829- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ الفَرْوي (3) ، عَنْ محمَّد بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِيهِ (4) ؛ قَالَ: كنتُ مَعَ
_________
(1) روايته أخرجها مالك في "الموطأ" (504/رواية محمد ابن الحسن الشيباني) .
ومن طريق مالك رواه أحمد في "مسنده" (4/241 رقم 18106) ، والنسائي في "سننه" (2851) ، وابن الجارود في "المنتقى" (450) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/56 و169) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (20/64) .
قال البيهقي: «هذا هو الصحيح» .
ورواه مسلم في "صحيحه" (1201) من طريق سفيان، عن ابن أبي نجيح وأيوب وحميد وعبد الكريم، عن مجاهد، به. ورواه البخاري في "صحيحه" (1814) من طريق عبد الله بن يوسف، عن مالك، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مجاهد، به.
(2) قال ابن عبد البر في "التمهيد" (20/62) : «هكذا روى يحيى هذا الحديث عن مالك، عن عبد الكريم الجزري، عن ابن أبي ليلى، وتابعه أبو المصعب، وابن بُكير، والقعنبي، ومطرف، والشافعي، ومعن بن عيسى، وسعيد بن عفير، وعبد الله بن يوسف التنيسي، ومصعب الزبيري، ومحمد بن المبارك الصوري؛ كلُّ هؤلاء رووه عن مالك كما رواه يحيى، لم يذكروا مجاهدًا في إسناد هَذَا الْحَدِيثَ. وَرَوَاهُ ابْنُ وَهْب، وابن القاسم، ومكي بن إبراهيم، عن مالك، عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بن عجرة. وذكر الطحاوي أن القعنبي رواه هكذا كما رواه ابن وَهْب وابن القاسم، فذكر فيه مجاهدًا» .
قال ابن عبد البر: «الصواب في إسناد هذا الحديث قول من جعل فيه مجاهدًا بين عبد الكريم وبين ابن أبي ليلى، ومن أسقطه فقد أخطأ فيه، والله أعلم. وزعم الشافعي أن مالكًا هو الذي وهم فيه» .
وقال البيهقي في "السنن" (5/170) - بعد أن نقل كلام الشافعي-: «وإنما غلط في هذا [في] بعض العَرَضات، وقد رواه في بعضها على الصحة» .
(3) هو: إسحاق بن محمد.
(4) هو: أسلم العدوي.(3/238)
عبد الله بْنِ عُمَرَ بِطَرِيقِ مكَّة، فبلَغَه عَنْ أَبِيهِ شِدَّةٌ ... ؟
فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: فبلَغَه عَنِ ابنةِ أبي عُبَيد (1) شِدَّةُ مَرَضٍ (2) .
830 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنِ عَمْرٍو (4) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) خَطَبَ بِالحَزْوَرَة (5) فَقَالَ: إِنَّكِ أَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَيَّ، وَلَولاَ أَنِّي أُخْرِجْتُ، مَا خَرَجْتُ منه (6) ؟
_________
(1) اسمها: صفية، وهي زوجة عبد الله بن عمر.
(2) من هذا الوجه الذي رجحه أبو حاتم أخرجه البخاري في "صحيحه" (1805 و3000) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عمر، به.
(3) انظر المسألة الآتية برقم (836) .
(4) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (5954) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/261) و (3/328) ، و"شرح المشكل" (3146 و4795 و4796) .
ورواه أحمد في "مسنده" (4/305 رقم 18717) ، والبيهقي في "الدلائل" (2/518) من طريق مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة، به.
قال البيهقي: «وهذا وهمٌ من معمر، والله أعلم. وقد روى بعضهم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وهو أيضًا وهمٌ، والصحيح رواية الجماعة» . أي: حديث عبد الله بن عدي بن الحمراء، وسيأتي تخريجه.
(5) في (ك) : «بالحذورة» . والحَزْوَرَةُ: موضعٌ بمكة يلي البيت، وكانت الحَزْوَرَةُ سوق مكَّة، وقد دخلَت في المسجد لمَّا زيد فيه. انظر "معجم ما استعجم" (2/444) ، و"معجم البلدان" (2/255) .
(6) قوله «منه» كذا في جميع النسخ، مع أن «الأرض» مؤنَّثة، والجادَّة أن يقال: « «منها» ، لكنَّ هذا صحيحٌ أيضًا، ويخرَّج على وجهينِ:
الأوَّل: أن يضبط «مِنَهْ» والضمير فيه مؤنَّثٌ، والأصل: «مِنْهَا» ، إلا أنه جاء على لغة طيِّئ ولَخْم؛ فإنَّهم يحذفون ألف ضمير المؤنَّث «هَا» ، ويُسَكِّنون الهاء وينقلون فتحتها إلى ما قبلها. وانظر لهذه اللغة التعليق على المسألة رقم (235) .
والثاني: أن يضبط «مِنْهُ» ، والضمير مذكَّر، وهو عائدٌ إلى «الأرض» باعتبار المعنى، أي: ما خرجتُ من هذا المكان؛ تأوَّل الأرضَ على معنى المكان. انظر الكلام في الحمل على المعنى في المسألة رقم (270) .
وعلى كلٍّ، فالأصل هنا أن يقال: «منكِ» ؛ كما في المسألة رقم (836) ومصادر التخريج. لكن ما وقع في النسخ يتخرج على الالتفات من الخطاب إلى الغيبة. انظر الكلام على الالتفات في المسألة رقم (884) .(3/239)
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ وَهِمَ فِيهِ محمَّد بْنُ عَمْرٍو؛ وَرَوَاهُ الزُّهْري (1) ، عن أبي سَلَمة، عن عبد الله بْنِ عَدِيِّ بْنِ الحَمْراء، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وهو الصَّحيحُ (2) .
_________
(1) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (2552) ، والترمذي في "جامعه" (3925) ، وابن ماجه في "سننه" (3108) ، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (127/أخبار المكيين) ، والبزار - كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (3/21) - وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (622) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (2514) ، والنسائي في "الكبرى" (4252) ، وابن خزيمة - كما في "إتحاف المهرة" (8/255) -، وابن حبان في "صحيحه" (3708) ، = = والعسكري في "تصحيفات المحدثين" (1/87 و250- 251) ، والحاكم في "المستدرك" (3/7) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/289) و (6/33) .
(2) قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث حسن صحيح غريب، وقد رواه يونس، عن الزهري نحوه. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) . وحديث الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ حمراء، عندي أصح» .
وقال البزار: «ولا يُعلم لعبد الله بن عدي بن الحمراء غير هذا الحديث» .
وقال البيهقي في "دلائل النبوة" (2/518) : «هذا هو المحفوظ» .
وقال ابن حجر في "الإصابة" (6/163) في ترجمة عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الحمراء: «انفرد برواية حديثه الزهري، واختُلِف عليه فيه، فقال الأكثر: عنه، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ. قال معمر فيه: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة، ومرة أرسله. وقال ابن أخي الزهري: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عدي، والمحفوظ الأول. قال البغوي: لا أعلم له غيره» .
وقال في "النكت" (2/611) بعد أن ذكر حديث عبد الله ابن عدي بن الحمراء: «وهو المحفوظ، والحديث حديثه، وهو مشهور به» . وانظر "العلل" للدارقطني (1743) ، و"معرفة الصحابة" لأبي نعيم (3/1730) .(3/240)
831 - وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ وذكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنِ الأُوَيْسي (2) ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ عُمَرَ (3) ضَرَبَ لِلْيَهُودِ والنَّصارى والمَجُوس إقامةَ ثلاثِ ليالٍ بِالْمَدِينَةِ، يَتَسَوَّقون (4) ، ويَقْضُون حوائِجَهُم.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فِي "الموطَّأ" (5) : مالكٌ، عَنْ نافع، عن أسلَم:
_________
(1) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/312/ مخطوط) .
(2) هو: عبد العزيز بن عبد الله، كما في المسألة (1199) . وتابع الأويسي عليه محمد بن الحسن الشَّيباني، فأخرجه في روايته لـ"الموطأ" (873) عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، به.
وقال البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (6112) : «ورواه الشافعي في القديم عن الثقة عنده، عن عبيد الله ابن عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، أن عمر ... » . ورواية عبيد الله هذه أخرجها النجاد في "مسند عمر بن الخطاب" برقم (37، 38، 39) من طرق عنه به.
(3) قوله: «أن عمر» سقط من (ك) .
(4) في (ش) يشبه أن تكون: «يتشوفون» ، والمثبت من بقية النسخ ومصادر التخريج.
ومعنى «يتسوَّقون» أي: يبيعون ويشترون. انظر "اللسان" (10/167) .
(5) الأثر أخرجه البيهقي في "سننه" (3/147-148) ، و (9/209) من طريق يحيى بن بكير، عن مالك. فدلَّ هذا على أنه في "الموطأ" برواية يحيى بن بكير. وانظر "إتحاف المهرة" (12/91) .(3/241)
أنَّ عُمَرَ ... والصَّحيحُ مَا فِي "الموطَّأ".
832 - وسمعتُ أَبِي (1) وَذَكَرَ حَدِيثًا رواه محمَّدُ بن عبد الله الأنصاريُّ، عَنْ حَبِيب بْنِ الشَّهيد، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَان، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) تزوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
فَقَالَ أَبِي: قَالَ (2) أحمدُ بْنُ حَنْبَلٍ: يُقَالُ (3) : إنَّ غُلامًا كَانَ للأنصاريِّ أدخَلَ هَذَا الحديثَ عَلَى الأنصاريِّ (4) .
_________
(1) في (ف) : «أبي ح» .
(2) في (ت) و (ك) : «وقال» .
(3) في (ك) : «فقال» .
(4) كذا نقل أبو حاتم عن الإمام أحمد قوله في هذا الحديث! ونقل أبو بكر الأثرم كلام أحمد هذا في حديث آخر أنكره الأئمة على الأنصاري، فقال - كما في "تاريخ بغداد" (3/408/دار الغرب) -: «سمعت أبا عبد الله ذكر الحديث الذي رواه الأَنْصَارِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عن ميمون، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ (ص) احتجم وهو صائم، فضعفه، وقال: كانت ذهبت للأنصاري كتبٌ، فكان بعدُ يحدِّث من كتب غلامه أبي حكيم، أراه قال: فكان هذا من تلك» .
ونقل الإمام أحمد في "العلل" (1448) ، والخطيب (3/407) عن أبي خيثمة قوله: «أنكر معاذ ويحيى بن سعيد حديث الأنصاري؛ يعني: محمد بن عبد الله، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عباس: احتجم النبي (ص) وهو محرم صائم» .
وقال الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/7-8) : «سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ حديث الأَنْصَارِيُّ، عَنْ = = حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابن عباس: أن النبي (ص) احتجم وهو صائم؛ قال: ليس من ذاك شيء؛ إنما أراد حديث حبيب، عن ميمون، عن يزيد بن الأصم: تزوج النبي (ص) ميمونة محرمًا» .
وحديث الأنصاري في احتجام النبي (ص) : رواه أحمد (1/315 رقم2888) ، والترمذي (776) ، والنسائي في "الكبرى" (3231) من طريق الأنصاري، به.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه» .
وقال النسائي: «هذا منكر، ولا أعلم أحدا رواه عن حبيب غير الأنصاري، ولعله أراد أن النبي (ص) تزوج ميمونة» .(3/242)
833 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نافعٌ (2) ، وعبدُالله بنُ دِينَارٍ (3) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: خَمْسٌ تُقْتَلُ فِي الحَرَمِ ... .
رَوَاهُ الزُّهْري (4) ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَفْصَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: كُنَّا نُنكِرُ حديثَ الزُّهْري، حَتَّى رَأَيْنَا مَا يُقَوِّيه:
أنبا أبو محمد عبد الرحمن؛ قَالَ (5) : حدَّثنا (6) أَبِي؛ قَالَ: حدَّثنا مُسَدَّد (7) ، عَنْ أَبِي عَوَانة (8) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَير (9) ، عَنِ ابْنِ عمر؛ قال:
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (845) .
(2) هو: مولى ابن عمر. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1826) ، ومسلم في "صحيحه" (1199) من طريق مالك، ومسلم (1199) من طريق ابن جريج، والليث بن سعد، وجرير بن حازم، وعلي بن مسهر وعبيد الله، وأيوب، ويحيى بن سعيد، ومحمد بن إسحاق، جميعهم عن نافع، به.
قال مسلم: «ولم يقل أحد منهم: عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، سمعت النبي (ص) إلا ابن جريج وحده، وقد تابع ابن جريج على ذلك ابن إسحاق» .
(3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1826) ، ومسلم في "صحيحه" (1199) .
(4) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1828) ، ومسلم في "صحيحه" (1200) .
(5) قوله: «أنبا أبو محمد عبد الرحمن؛ قال» من (ت) و (ك) فقط.
(6) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدثنا» .
(7) هو: ابن مُسَرْهَد. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1827) .
ورواه مسلم في "صحيحه" (1200) من طريق شيبان بن فروخ، عن أبي عوانة، به.
(8) هو: وضَّاح بن عبد الله اليشكُري.
(9) في (ف) : «جبر» .(3/243)
حَدَّثَتْنِي (1) إِحْدَى نِسوَةِ رسولِ اللَّهِ (ص) ، عن النبيِّ (ص) (2) .
قَالَ أَبِي: يَعْنِي أُختَهُ حَفْصَة (3) . فعَلِمْنَا أنَّ حديثَ الزُّهْري صحيحٌ، وَأَنَّ ابْنَ عُمَرَ لَمْ يَسْمَعْ هذا الحديثَ من النبيِّ (ص) ؛ إِنَّمَا سمعَه مِنْ أُختِه حَفْصَة.
834 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إبراهيمُ بن موسى (5) ، عن
_________
(1) المثبت من (ت) فقط، ومصادر التخريج، وفي بقيَّة النسخ: «حدثني» ، وكلاهما صحيحٌ؛ وانظر التعليق على المسألة رقم (206) .
(2) قال الدارقطني في "العلل" (5/166/ب) بعد أن ذكر رواية زيد بن جبير: «وهذا مما يقوي رواية الزهري، عن سالم» .
(3) وقال أبو حاتم في المسألة (845) : «وَلَمْ يُسَمِّ ابنُ عُمَرَ لِزَيْدِ بْنِ جُبَير حفصةَ؛ إذْ كَانَ زيدٌ غَرِيبًا مِنْهُ، وسمَّاها لِسَالِمٍ؛ أَنْ كانت عمَّةَ سالم» .
(4) نقل ابن الملقن هذا النص في "البدر المنير" (4/396/مخطوط) بتصرف.
(5) قوله: «ابن موسى» مكرر في (أ) .
وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (6/46) تعليقًا.
ورواه الدارمي في "مسنده" (1946) ، وأبو داود في "سننه" (1985) ، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1373) ، والدارقطني في "سننه" (2/271) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/104) من طرق عن هشام، به.
ومن طريق أبي داود رواه الخطيب في "الموضح" (1/427) .
قال أبو زرعة: «لم يسند هذا الحديث إلا هشام بن يوسف، ولا رواه إلا يحيى بن معين، وقد ذكره رجل بالعراق عَنْ رَوْحٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فهلك فيه» .
قلنا: توبع ابن معين في مصادر التخريج السابقة.
ورواه أبو داود (1984) من طريق محمد بن بكر، عن ابن جريج قال: بلغني عَنْ صَفِيَّةَ، عَنْ أُمِّ عُثْمَانَ، عن ابن عباس، به. ومن طريق أبي داود رواه البيهقي (5/104) .(3/244)
هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (1) ، عن عبد الحميد بن جُبَير (2) ، عن صَفِيَّة ابْنَتِ (3) شَيْبة بْنِ (4) عُثْمَانَ، عَنْ أمِّ عُثْمان بِنْتِ سُفْيان، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لَيْسَ عَلَى النِّسَاءِ حَلْقٌ، إنَّمَا عَلَيْهِنَّ التَّقْصِيرُ.
قلتُ لأَبِي: رَوَاهُ سعيدٌ القَدَّاح (5) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عن صَفيَّة ابْنَتِ (6) شَيْبة، عَنْ أمِّ عُثْمان، عَنِ (7) ابن عباس، عن النبيِّ (ص) ، ولم يقُلْ: عبد الحميد؟
فَقَالَ: هشامُ بنُ يُوسُفَ ثقةٌ مُتْقِنٌ (8) ، وما يَدُلُّ عَلَى (9) صِحَّةِ حَدِيثِ هِشَامِ ِ بن يوسف: ذِكْرُ عبد الحميد فِي (10) آخِرِ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ سالم (11) .
_________
(1) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(2) قوله: «ابن» سقط من (ت) و (ك) ؛ فضبَّب الناسخان على قوله: «جبير» .
(3) في (ك) : «ابنة» ، وهو الجادَّة، وما أثبتناه صحيحٌ في العربية، انظر التعليق على المسألة رقم (6) .
(4) قوله: «ابن» تصحف في (ك) إلى: «عن» .
(5) هو: سعيد بن سالم القَدَّاح.
(6) في (ك) : «ابنة» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، وهو صحيحٌ في العربية، انظر التعليق على المسألة رقم (6) .
(7) قوله: «عن» سقط من (أ) و (ف) .
(8) في (ك) : «متفق» .
(9) قوله: «على» سقط من (ك) .
(10) في (ك) : «عبد الحميد ابن في» .
(11) كذا!.(3/245)
ورواه يعقوبُ بْنُ عَطَاء (1) ، عَنْ صَفِيَّة، عَنْ أمِّ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) ؛ ما يُقَوِّي ذلك أيضًا (2) .
834/أ- قلتُ لأَبِي: رَوَى ابنُ الْمُبَارَكِ (3) ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ مشَى بَيْنَ الرُّكْنَين، ورَمَلَ بينهُما.
وَرَوَى زهيرٌ (4) ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ هَذَا الحديثَ، فأيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: جَمِيعًا صَحِيحَينِ (5) ؛ قد (6) رُوِيَ عنهما جميعًا (7) .
_________
(1) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (12/194 رقم 13018) ، والدارقطني في "السنن" (2/271) ، و"الأفراد" (ل170/أ- ب/أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "ذكر من اسمه شعبة" (28) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/104) من طريق أبي بكر بن عياش، عنه، به. قال الدارقطني: «تفرد به أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يعقوب بن عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عَنِ صفية بنة شيبة، عنها» .
(2) كذا؛ ولعل مراده: أن ذلك يقوِّي ثبوت الحديث عن ابن عباس، وإلا فإنَّ رواية يعقوب بن عطاء لا تقوِّي رواية هشام بن يوسف ولا توهِّنها كما هو ظاهر، والله أعلم.
وقد قال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/498 رقم 1060) : وإسناده حسن وقوَّاه أبو حاتم في "العلل"، والبخاري في "التاريخ"، وأعلَّه ابن القطان، ورَّد عليه ابن الموَّاق فأصاب. اهـ. وانظر "بيان الوهم والإيهام" (2/545) ، و"السلسلة الصحيحة" (605) .
(3) هو: عبد الله.
(4) هو: ابن معاوية فيما يظهر، وقد يكون ابن محمد، فكلاهما من الرواة عن موسى بن عقبة كما في "تهذيب الكمال" (6877) .
(5) كذا في جميع النسخ بالياء، وكان حقُّها أن يقال: «صحيحان» بالألف؛ لكنَّ ما وقع عندنا في النسخ يخرج على وجهَيْنِ، ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (25) ، (759) .
(6) في (ك) : «وقد» .
(7) رواه البخاري (1606) ، وأحمد (2/13 رقم 4618) من طريق عبيد الله قال: قلت لنافع: أكان ابن عمر يمشي بين الرُّكنَين؟ قال: إنما كان يمشي ليكون أيسرَ لاستلامه. واللفظ للبخاري.(3/246)
835 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (1) ،
وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيثي، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عن عبد الرحمن بْنِ عَبْدٍ الْقَارِي، عَنْ عُمَرَ: أَنَّهُ طافَ بِالْبَيْتِ بَعْدَ الصُّبْحِ، ثُمَّ سارَ حَتَّى أَتَى ذَى طُوًى (2) ، ثُمَّ انتظرَ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ؟
فَقَالَ أَبِي: أخطأَ فِي هَذَا الحديثِ؛ رَوَى كلُّ أصحابِ الزُّهْري، عَنِ الزُّهْري (3) هَذَا الحديثَ، عن حُمَيد بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بْنِ عَبْدٍ الْقَارِي، عَنْ عُمَرَ؛ وهو الصَّحيحُ.
_________
(1) روايته أخرجها أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (5713) ، والأثرم - كما في "الفتح" لابن حجر (3/489) - والفاكهي في "أخبار مكة" (520) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/187) ، وابن منده في "أماليه" - كما في "فتح الباري" - ومن طريقه ابن حجر في "تغليق التعليق" (3/78) .
ورواه الأثرم - كما في "الفتح" أيضًا- فقال: حدثني به نوح بن يزيد - من أصله-عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ؛ كما قال سفيان.
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «حتى أَتَى ذا طُوًى» . ويخرَّج ما في النسخ على الإمالة، أميلتِ الألف في «ذَا» نحو الياءِ فكتبتْ ياءً، ولا تُنْطَقُ إلا ألفًا ممالة «ذَى» ، وسببُ إمالتها هنا التناسبُ مع إمالة الألف قبلها في «أتى» ، والألف بعدها في «طُوَى» ؛ وإنما تمال الألف فيهما لكونها مبدلةً من ياءٍ متطرِّفة، ومثلُهُ: إمالةُ ألف «الضحى» مع أنَّ أصلها واوٌ؛ لمناسبة الإمالة في «سجى» و «قلى» وما بعدهما في سورة «الضحى» ، وهذه قراءة أبي عمرو والأخوين (حمزة والكسائي) . وانظر التعليق على المسألة رقم (25) و (124) و (759) .
وذو طُوًى: موضعٌ عند باب مكة، يُستحبُّ لمن دخل مكة أن يغتسلَ به. انظر "النهاية" لابن الأثير (3/146-147) ، و"معجم البلدان" (4/45) .
(3) روايته أخرجها مالك في "الموطأ" (1/368) عنه، به.
ومن طريق مالك رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/187) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/91) .
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (9008) من طريق معمر، وأحمد في "العلل" (5714) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (374/بغية الباحث) من طريق ابن أبي ذئب، كلاهما عن الزهري، به. قال أحمد: «وهو الصواب» يعني: عن حميد.(3/247)
836 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إبراهيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسان (2) ،
عَنِ الزُّهْري، عَنْ أبي سَلَمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله (3) بْنِ عَدِيِّ بْنِ الخِيار: أَنَّهُ سمعَ النبيَّ (ص) يَقُولُ لمكَّة: وَاللهِ، إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِليَّ، وَلَوْلاَ أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ؟
_________
(1) انظر المسألة رقم (830) .
(2) روايته أخرجها العسكري في "تصحيفات المحدثين" (1/87) من طريق ابنه يعقوب، عنه، به.
قال العسكري: «وهم فيه من وجهين: أن هذا الحديث هو لعبد الله بن عدي بن الحمراء، والثاني: أن عبد الله ابن عدي بن الخيار لم يلحق النبي (ص) » ثم صحح ما صححه أبو حاتم هنا.
وكذا حكم ابن حجر في "الإصابة" (6/163) بأن «عبد الله بن عدي بن الخيار» تصحيف. وأن المحفوظ: عبد الله بن عدي بن الحمراء.
وروى العسكري (1/85- 86) عن الإمام أحمد قال: «كان في نسخة يعقوب - يعني الزهري -: عن عبد الله ابن عدي بن الخيار: حديث وقف الحزورة، فلما رجع إلى أصله وجده: عبد الله بن عدي بن الحمراء» .
والحديث رواه أحمد في "مسنده" (4/305 رقم 18716) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (491) ، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (128/أخبار المكيين) ، والنسائي في "الكبرى" (4253) من طريق يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عن أبيه، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عبد الله بن عدي بن الحمراء، به.
(3) في (ت) و (ف) و (ك) : «عُبَيدالله» .(3/248)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ شُعَيب بْنُ أَبِي حَمْزَةَ (1) ، وغيرُ وَاحِدٍ (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عن عبد الله بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ.
837 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الدَّرَاوَرْدي (3) ، وصَفْوانُ بنُ عِيسَى (4) ، عَنِ الْحَارِثِ بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي ذُبَاب، عَنْ مُجاهِد، عن أبي (5) سَخْبَرَة، عن عبد الله (6) : أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: مُجاهِدٌ (7) ، عن أبي مَعْمَر عبد الله بن سَخْبَرَة.
_________
(1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/305 رقم 18715) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/244) ، والطبراني في "الشاميين" (3034) ، والحاكم في "المستدرك" (3/431) .
ومن طريق أحمد رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (2/288) . ومن طريق الفسوي رواه البيهقي في "دلائل النبوة" (2/517- 518) وقال: «هذا هو المحفوظ» .
ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4378) .
(2) انظر تخريج رواياتهم في المسألة رقم (830) .
(3) هو: عبد العزيز بن محمد.
(4) لم نقف على رواية الدراوردي وصفوان من هذا الوجه، وإنما روي عنهما على الوجه الذي رجحه أبو حاتم، كما سيأتي.
(5) في (ت) و (ك) : «ابن» .
(6) هو: ابن مسعود ح.
(7) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (13985) ، وأحمد في "المسند" (1/417 رقم 3961) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2806) ، والحاكم في "المستدرك" (1/461- 462) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/138) من طريق صفوان بن عيسى، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/225) من طريق الدراوردي، والشاشي في "مسنده" (851) ، والطحاوي (2/225) من طريق عبد الله بن المبارك، جميعهم عن الحارث، عن مجاهد، عن عبد الله بن سخبرة، عن ابن مسعود، به.(3/249)
838 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زيدُ (1) ابنُ الحُبَاب (2) ، عَنْ سُفْيان الثَّوْري، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ المُعْتَمِر، عَنْ مُجاهِد، عن يوسف ابن ماهَِك، عن عبد الله بْنِ الزُّبَيْر؛ قَالَ: قَالَ رجلٌ: يارسولَ اللَّهِ، إنَّ أَبِي أدرَكَتْهُ فريضةُ الحجِّ، فَمَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ، أفأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ (3) : إنْ كُنْتَ أَكْبَرَ وَلَدِ أَبِيكَ، فَحُجَّ عَنْهُ؟
قَالَ أَبِي: لَيْسَ فِي شيءٍ مِنَ (4) الحديثِ: أَكْبَرَ وَلَدِ أَبِيكَ، غيرَ هذا الحديثِ (5) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «يزيد» .
(2) في (ت) و (ف) : «الخباب» . ولم نقف على روايته، والحديث معروف من رواية يوسف بن الزبير لا يوسف ابن ماهك، كما سيأتي.
(3) قوله: «قال» سقط من (ف) .
(4) قوله: «شيء من» ليس في (ك) .
(5) الحديث رواه أحمد في "مسنده" (4/3 رقم 16102) ، والنسائي في "سننه" (2644) من طريق ابن مهدي عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ يوسف، عن ابن الزبير، به وعندهما: «أكبر ولد أبيك» .
ورواه الطبراني في "الكبير" (263/قطعة من الجزء 13) من طريق أبي حذيفة، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَن مجاهد، عن يوسف مولى الزبير، عن ابن الزبير، به. وعنده: «أنت أكبر ولده» .
ورواه أحمد (4/5 رقم 26125) ، والدارمي في "مسنده" (1877) ، والنسائي في "سننه" (2638) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6812) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2545) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/329) من طريق جرير، وابن أبي شيبة في "المصنف" (15115) من طريق وكيع، والطحاوي في "شرح المشكل" (2544) من طريق عبيدة بن حميد - ولم يسق لفظه -، والضياء في "المختارة" (9/352) بسنده إلى أبي يعلى، عن القواريري، عن فضيل بن عياض، جميعهم عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ يوسف بن الزبير، عن ابن الزبير، به. وعندهم: «أكبر ولد أبيك» .
وفي رواية ابن أبي شيبة: «عن رجل يقال له: يوسف، كان يكون مع ابن الزبير» .
وفي رواية الضياء: «يوسف» ولم ينسبه.
ومن طريق النسائي رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (1/390 و9/132) وابن حزم في "حجة الوداع" (531) .
ومن طريق أحمد رواه الضياء في "المختارة" (9/351) .
وروي عن الثوري، به مرسلاً. ذكره البيهقي في "السنن الكبرى" (4/329) فقال: «وأرسله الثوري عن منصور فقال: عن يوسف بن الزبير، عن النبي (ص) » .
ورواه أحمد في "مسنده" (6/429 رقم 27417) ، والدارمي في "مسنده" (1879) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6818) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2543) ، والطبراني في "الكبير" (24/30 رقم 101) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/329) من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد العمي عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ مولى لابن الزبير يقال له: يوسف بن الزبير - أو الزبير بن يوسف - عن ابن الزبير، عن سودة بنت زمعة، به. وليس عندهم «أكبر ولد أبيك» .
وفي رواية الطبراني: «يوسف بن الزبير» بلاشك.
قال الترمذي في "العلل الكبير" (326) : «وسألت محمدًا عن حديث مجاهد، عن مولى الزبير في هذا؟ فقال: الصحيح: عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الزبير، عن ابن الزبير، ورأى هذا الحديث أصح من حديث عبد العزيز بن عبد الصمد» .
وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (2954) .(3/250)
839 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : سألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّدُ بْنُ بشَّار (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَة؛ قَالَ: حدَّثنا سعيد
_________
(1) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط.
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسألتُ» بالواو.
(3) روايته أخرجها أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6669) قال: حُدِّثت عن محمد بن إسحاق النيسابوري، = = ثنا محمد بن بشار، به.
ورواه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (4/77 رقم 16706) ، والبزار في "مسنده" (1068/كشف الأستار) من طريق محمد بن المثنى أبي موسى العنزي، عن مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ، به.
قال البزار: «لا نعلم أسند يونس بن شداد إلا هذا، ولا نعلم له إسنادًا إلا هذا، ولم يتابَع محمد بن خالد عليه» .(3/251)
بْنُ بَشِيرٍ الدِّمَشْقي، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي قِلابَة (1) ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاء، عَنْ يُونُسَ بْنِ شَدَّاد: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: أَيَّامُ التَّشْرِيقِ إنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا إسنادٌ مُضطَرِبٌ؛ أَبُو قِلابَةَ عَنْ أبي الشَّعْثَاء لا يجيءُ؛ وذاك (2) أنَّ الَّذِي يُعْرَفُ: أَبُو الشَّعْثاء جابرُ بْنُ زَيْدٍ (3) ، وَأَبُو قِلابَة عَنْ جَابِرِ بْنِ زيدٍ يستحيلُ، ويونسُ بنُ شَدَّاد لا نَعْرِفُه (4) .
840 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (5) : سألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَبْثَر (7) ، عَنِ الأعمَش (8) ، عَنْ أَبِي سُفْيان (9) ، عَنْ جابر؛ قال: كان
_________
(1) هو: عبد الله بن زيد الجَرمي.
(2) في (ت) و (ك) : «وذلك» .
(3) أي: أن المشهور بكنية أبي الشعثاء هو: جابر بن زيد.
(4) في (أ) و (ش) و (ف) : «أو لا نعرفه» ، وفي (ك) : «لا يعرفه» ، والمثبت من (ت) .
ونقل ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/530) عن ابن منده أنه قال فيه «مجهول» .
وكذا قال أبو نعيم في "معرفة الصحابة" الترجمة (3089) ، وقال الحسيني في "الإكمال" (1016) : «غير معروف» .
وترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/240) ولم يذكر ما ذكره هنا، وذكره ابن حجر في "الإصابة" (10/377- 378) ولم يذكر له سوى هذا الحديث.
(5) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط.
(6) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسألتُ» بالواو.
(7) هو: ابن القاسم. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/361 رقم 14891) بلفظ: «أهدى رسول الله (ص) إلى البيت غنمًا. ولم يذكر: «مقلدة» .
(8) قوله: «عن الأعمش» سقط من (ش) و (ف) ، وألحق في (أ) بخط مغاير.
(9) هو: طلحة بن نافع.(3/252)
فيما (1) أَهْدَى رسولُ الله (ص) غَنَمًا (2) مُقَلَّدَةً؟
قَالَ أَبِي: رَوَى جماعةٌ عَنِ الأَعْمَش (3) ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ (4) ، عَن الأسْوَد (5) ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) أَهْدَى مَرَّة غَنَمًا؛ وَلَيْسَ فِي حديثِهم: مُقَلَّدة.
قَالَ أَبِي: اللَّفظانِ ليسا بمُتَّفِقَيْنِ، وأرجو أن يكونَ (6) جميعًا صَحِيحَينِ (7) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «فيها» .
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «غنم» ؛ لأنه اسم «كان» مؤخَّر، وخبره" «فيما أَهْدَى رسولُ الله ... » . وفي "مسند الإمام أحمد" وغيره من مصادر التخريج: «أهدى رسول الله (ص) غنمًا» . وما في النسخ يخرَّج على أنه توهم أن «غنمًا» خبرُ «كان» لتأخره لفظًا. أو يقال: نُصِبَ اسمُ «كان» ورفع «خبرها» اكتفاءً بالقرينة المعنوية الفارقة بين الاسم والخبر؛ كما في «كسر الزجاجُ الحجرَ» فلما كان المعنى ظاهرًا نصب الفاعل ورفع المفعول به. وقد أوضحنا ذلك في تعليقنا على قوله: «ليس له مِنْ عَمَلِهِ شيئًا» في المسألة رقم (1853- الوجهين الثاني والثالث) .
(3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1701) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، ومسلم في "صحيحه" (1321) من طريق أبي معاوية كلاهما عن الأعمش، به. بلفظ أهدى النبي (ص) مرة غنمًا. زاد مسلم: «فقلدها» .
ورواه أحمد في "مسنده" (6/208 رقم 25737) ، وإسحاق في "مسنده" (1500) ، وأبو داود في "سننه" (1755) من طريق وكيع، عَنْ سُفْيَانَ الثوري، عَنْ مَنْصُورٍ والأعمش، عن إبراهيم، به بلفظ أن النبي (ص) أهدى غنمًا مقلدة.
(4) هو: ابن يزيد بن قيس النخعي.
(5) هو: ابن يزيد بن قيس النخعي.
(6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «يكونا» ؛ لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهَيْنِ ذكرناهما في التعليق على مثل هذه العبارة في المسألة رقم (315) .
(7) قال ابن رجب الحنبلي في "شرح علل الترمذي" (2/731) : «فمن الحفَّاظ من قال: الصحيح: حديث عائشة، وحديث جابر وهمٌ، ومنهم من قال: هما حديثان مختلفان؛ في أحدهما التقليد، وليس في الآخر، ومنهم أبو حاتم الرازي» .
وانظر "العلل" للدارقطني (5/131/ب) .(3/253)
841- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوان الفَزَاري (1) ، عَنْ عبد الله بْنِ حُمَيد، عَنِ ابْنِ بُرَيدة (2) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: جَاءَ (3) رجلٌ إلى النبيِّ (ص) فَقَالَ: إنَّ فريضةَ اللَّهِ عَلَى أَبِي فِي الحجِّ ... ؟
قَالَ أَبِي وأَبُو زُرْعَةَ جَمِيعًا: نَخْشَى أَنْ يكونَ أَخْطَأَ مروانُ؛ إِنَّمَا أَرَادَ: عبد الله بن عَطاء (4) .
_________
(1) هو: ابن معاوية. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الشافعي في "مسنده" ص (446) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/151) من طريق مروان بن معاوية، عن عبد الله بن عطاء، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه أن امرأة أتت النبي (ص) ... فذكره.
(2) رُويَ هذا الحديث عن عبد الله وسليمان ابنَي بريدة، وسيأتي في التخريج أن النسائي قال: «الصواب: عبد الله بن بريدة» .
(3) قوله: «جاء» سقط من (أ) ، وفي (ش) : «أتى» بدل: «جاء» .
(4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7645) ، وأحمد في "مسنده" (5/351 و361 رقم 22971 و23054) ، وابن ماجه في "سننه" (2394) ، والنسائي في "الكبرى" (6315) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (4/190) من طريق الثوري، وابن أبي شيبة في "المصنف" (12086) - وعنه مسلم في "صحيحه" (1149) - من طريق عبد الله بن نمير، ومسلم (1149) ، والترمذي في "جامعه" (667 و929) من طريق علي بن مسهر، وأبو داود في "سننه" (1656 و2877 و3309) ، والنسائي في "الكبرى" (6317) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/335) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/406) من طريق زهير، والنسائي في "الكبرى" (6316) من طريق ابن أبي ليلى، والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/274 و355) من طريق أبي معاوية الضرير، والطبراني في "الشاميين" (168) من طريق الحسن بن الحر جميعهم عن عبد الله بن عطاء، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه أن امرأة أتت النبي (ص) ... فذكره مطولاً ومختصرًا.
ومن طريق عبد الرزاق رواه مسلم (1149) ، وابن ماجه (1759) .
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، لا يعرف هذا من حديث بريدة إلا من هذا الوجه، وعبد الله بن عطاء ثقة عند أهل الحديث» .
ورواه أحمد في "مسنده" (5/349 رقم 22956) ، ومسلم في "صحيحه" (1149) ، والنسائي في "الكبرى" (6314) من طريق إسحاق الأزرق، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عبد الله بن عطاء، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ أبيه، به.
قال النسائي: «هذا خطأ، والصواب عبد الله بن بريدة» .(3/254)
842 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : سألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (3) ، وزُهَيْر (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (5) ، عَنِ الضَّحَّاك بْنِ مُزاحِم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يُلَبِّي: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ (6) سُفْيان (7) ، وَأَبُو الأَحْوَص (8) ، وَإِسْرَائِيلُ (9) ، وغيرُهم (10) ، وَلَمْ يَرْفَعوه.
_________
(1) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط.
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسألتُ» بالواو.
(3) هو: ابن عبد الله النخعي. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (2/177) ، وأحمد في "مسنده" (1/302 رقم 2754) .
(4) هو: ابن معاوية. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (13464) ، وأحمد في "مسنده" (1/267 رقم 2404) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (359/بغية الباحث) .
والضحاك لم يسمع من ابن عباس، كما في "الجرح والتعديل" (4/458 رقم 2024) ، و"تهذيب الكمال" (13/293) .
(5) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(6) في (ك) : «روى» .
(7) هو: ابن سعيد الثوري.
(8) هو: سلاَّم بن سُلَيم.
(9) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق.
(10) أي: عن أبي إسحاق.(3/255)
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ أَبِي: سُفْيانُ وإسرائيلُ أَتقَنُ، وزهيرٌ مُتْقِنٌ، غيرَ أَنَّهُ تأخَّر سماعُهُ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ (1) .
843 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مسلمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو زَيْدٍ الهَرَوِي (3) ، عَنْ شُعْبة، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ خَيْثَمَةَ (4) ، عَنْ أَبِي عَطِيَّة (5) ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: كَانَتْ تلبيةُ رسول الله (ص) : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ.
رَوَاهُ معاويةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيان الثَّوْري، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِي عَطِيَّة، عَنْ عائِشَة.
قلتُ: أيُّهما أصَحُّ؟
فَأَجَابَ أَبِي: هَذَا حديثٌ غَلِطَ فِيهِ شُعْبَةُ؛ وأمَّا أصحابُ الأعمَش فَيَقُولُونَ كلُّهم كما روى (6) الثَّوريُّ: عَنِ الأَعْمَش، عَنْ عُمَارَة بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِي عَطِيَّة، عن عَائِشَة، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو الصَّحيحُ عندي.
_________
(1) انظر نحو ذلك من كلام أبي زرعة في المسألة رقم (1990) ، (2056) .
(2) تقدَّمت هذه المسألة برقم (807) . قال ابن حجر في "فتح الباري" (3/411) : «ورجَّح أبو حاتم في "العلل" رواية الثوري ومن تبعه على رواية شعبة، فقال: إنها وهم» .
(3) هو: سعيد بن الربيع.
(4) هو: ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة.
(5) هو: الوادعي الهَمْداني، اسمه: مالك بن عامر، وقيل غير ذلك.
(6) في (أ) و (ش) : «كما رواه» .(3/256)
844 - وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (2) ، عن أبي زيد عبد الرحمن بْنِ أَبِي الغَمْر؛ قَالَ: حدَّثني يعقوبُ بن عبد الرحمن، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: طَيَّبْتُ رسولَ اللَّهِ (ص) بالغالِيَةِ (3) الجَيِّدةِ عِنْدَ إحرامِهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
845 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه نافعٌ، وعبدُالله بنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) : يَقْتُلُ المُحْرِمُ خَمْسًا مِنَ الدَّوَابِّ ... ؟
فَقَالَ أَبِي: رَوَاهُ الزُّهْريُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ حَفْصَة، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ.
وَمِمَّا يُبَيِّنُ صحَّةَ هَذَا الْحَدِيثِ: أنَّ ابْنَ عُمَرَ لم يسمَعْ هذا من
_________
(1) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/341/مخطوط) .
(2) هو: ابن يحيى التُّجيبي. ولم نقف على روايته، والحديث رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/130) ، والدارقطني في "السنن" (2/232) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/35) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (19/301) من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الغمر، به.
قال ابن عبد البر: «وهذا الحديث بهذا اللفظ وهذا الإسناد لم يروه إلا أبو زيد بن أبي الغمر، وقد أنكروه عليه» .
(3) الغَالِيَةُ: نوعٌ من الطِّيب مُرَكَّب من مِسْكٍ وعَنبَرٍ وعُودٍ ودُهْن. "النهاية" لابن الأثير (3/383) .
(4) تقدَّمت هذه المسألة برقم (833) .(3/257)
النبيِّ (ص) ؛ إنَّما رَوَاهُ زُهَيْرٌ (1) وغيرُه (2) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (3) ؛ قَالَ: أخبرَني بعضُ نِسْوَةِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: وَلَمْ يُسَمِّ ابنُ عُمَرَ لِزَيْدِ بْنِ جُبَير حَفْصَةَ؛ إذْ كَانَ زيدٌ غَرِيبًا مِنْهُ، وسَمَّاها (4) لِسَالِمٍ؛ أَنْ كَانَتْ عَمَّةَ سَالِمٍ (5) .
846 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حسَّان (7) ؛ قَالَ: حدَّثنا حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ عَطاء الخُرَاساني، عَنْ مُجاهِد، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) قال: يُكْتَبُ لِلْحُجَّاجِ كَذَا (8) ... ؟
_________
(1) هو: ابن معاوية. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1200) .
(2) انظر ما سبق في المسألة رقم (833) .
(3) من قوله: «لم يسمع هذا ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) .
(4) في (ت) : «وسمالها» ، وفي (ك) : «وسماها لها» ، وكأنه ضرب على قوله: «لها» .
(5) في (أ) : «عمَّةً لسالم» ، وفي (ش) : «عمَّته لسالم» .
(6) انظر المسألة التالية، والمسألة رقم (887) و (894) و (1007) .
(7) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الدارقطني في "الأفراد" (ل185/أ- ب/أطراف الغرائب) من طريق الحسين بن الوليد النيسابوري، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن ابن عمر، به.
قال الدارقطني: «غريب من حديث الحسين بن الوليد النيسابوري، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عطاء بن السائب» .
ورواه ابن ماجة في "سننه" (2893) ، وابن حبان في "صحيحه" (4613) ، والطبراني في "الكبير" (12/323 رقم 13556) من طريق عمران بن عيينة، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مجاهد، عن ابن عمر، به.
= ... ورواه الفاكهي في "أخبار مكة" (899) و (901) من طريق محمد بن عبد الله، والوليد بن عبد الله بن أبي مغيث، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به.
(8) كذا ذكر ابن أبي حاتم متن هذا الحديث هنا، ولعله أورده بالمعنى، وساقه بلفظه في المسألة التالية، وانظر التعليق آخر المسألة.(3/258)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ حدَّثناه (1) حَجَّاجٌ الأَنْمَاطي (2) ، وَأَبُو سَلَمة (3) ، عَنْ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ عَطاء بْنِ السَّائب، عَنْ مُجاهِد، عَنْ عمر، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: أخطأَ يَحْيَى بْنُ حسَّان فِي موضِعَين (4) ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ (5) .
تَمَّ الجُزْءُ الخامسُ بحَمْدِ اللَّه وعَوْنِه ومَنِّه، يَتْلُوه (6) في الجُزْءِ السَّادِسِ: في حديث يَحْيَى بْنُ حسَّان، عَنْ حمَّاد بن سَلَمة والحمدُ لِلَّهِ ربِّ العالمين، وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّدٍوآلِهِ (7) وصَحْبِهِ وسَلَّم تَسْليمًا (8)
_________
(1) في (ت) و (ك) : «حدثنا به» .
(2) هو: ابن مِنْهال.
(3) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذَكي.
(4) الموضع الأول: قوله: «عطاء الخراساني» ، والصواب: «عطاء بن السائب» . والموضع الثاني: قوله: «مجاهد عن ابن عمر» ، والصواب: «مجاهد، عن عمر» .
(5) قال الدارقطني في "العلل" (4/94/أ) : «يرويه عطاء ابن السائب، واختُلِف عنه، فرواه عمران بن عيينة، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائب، عَنْ مُجاهِد، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، وكذلك قال الحسن بن الْوَلِيدِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عن عطاء بن السَّائب. وقال جرير بن عبد الحميد: عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائب، عَنْ مُجاهِد قولَه، ولا يصحُّ رفعه عن عطاء» . وانظر تخريج الأخ ياسر بن فتحي المصري لكتاب "الذكر والدعاء" للقحطاني (3/1079-1083) فقد استوعب طرق هذا الحديث وشواهده.
(6) في (ف) : «ويتلوه» بالواو.
(7) من قوله: «تم الجزء الخامس ... » إلى هنا من (أ) و (ف) فقط، وفي (ش) بدلاً منه: «آخر الجزء الخامس» .
(8) قوله: «وصحبه وسلم تسليمًا» من (أ) فقط.(3/259)
بسم الله الرَّحمن الرَّحيموصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّد، وآلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّم تَسْليمًاالجُزْءُ السَّادِسُ مِن "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"يَشتَمِلُ عَلَى (1) ذِكْرِ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي المَنَاسِكِ والسِّيَرِ (2)
847 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حسَّان، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ عَطاء بْنِ السَّائب، عَنْ مُجاهِد، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الحَاجُّ وَالمُعْتَمِرُ وَالغَازِي وَفْدُ اللهِ ... ، الحديثَ؟
قَالَ: هَذَا خطأٌ، كذا حدَّثنا به (4) الجَرَوِيُّ (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حسَّان؛ إِنَّمَا هُوَ: مُجاهِد، عَنْ عُمَرَ.
848 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (6) ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ قَتادة؛ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ يَقُولُ: إنَّ صاحبَ بُدْنِ رسولِ الله (ص) أخبره: أنَّ رسولَ الله (ص) أَمرَهُ إِذَا عَطِبَ مِنْهَا شيءٌ: أنْ
_________
(1) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ش) .
(2) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) .
(3) انظر المسألة السابقة، والمسألة الآتية برقم (887) و (894) و (1007) .
(4) قوله: «به» ليس في (أ) و (ش) .
(5) هو: الحسن بن عبد العزيز.
(6) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (8/330) .(3/260)
يَنْحَرَها، ثُمَّ يَغْمِسَ نَعْلَها (1) فِي دَمِها، ثُمَّ يَضْرِبَ بِهَا (2) صَفْحَتَها، ثُمَّ يَدَعَهَا فَلا يأكلَ مِنْهَا هُوَ وَلا أصحابُه؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: قَتادةُ (3) ،
عَنْ سِنان بْنِ سَلَمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
849 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعَيب بْنُ إِسْحَاقَ (4) ، عن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «نعلهما» .
(2) في (أ) : «به» ، وكلاهما رُوِيَ به الحديثُ كما في مصادر التخريج.
(3) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (2578) من طريق ابن أبي عدي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن قتادة، عن سنان، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ (ص) بعث مع ذؤيب ببدن، وزاد: «واضرب صفحتها» .
قال ابن حجر في "إتحاف المهرة" (4/457) : «سياق حديث ابن أبي عدي يوهم أنه من مسند ابن عباس» . وانظر "التاريخ الكبير" (3/262) .
ورواه أحمد في "مسنده" (4/225 رقم17974) ، ومسلم في "صحيحه" (9326) ، وابن ماجه في "سننه" (3105) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2578) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةُ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ، عن ابن عباس، عن ذؤيب أبي قبيصة، به.
قال الزيلعي في "نصب الراية" (3/161-162) : ورواه ابن أبي خيثمة في "تاريخه" في باب الصحابة، في ترجمة ذؤيب، وقال: «سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: قتادة لم يدرك سنان بن سلمة، ولم يسمع منه شيئًا» . اهـ.
وقال الدارقطني في "العلل" (4/31/أ) : «يرويه ابْنُ وَهْب، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، وهو وهمٌ، والصحيح: عن قَتَادَةُ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ، عن ابن عباس، أن ذؤيبًا أبا قبيصة حدثه» . اهـ. وانظر المسألة الآتية.
(4) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/6- 7 رقم 20070) عن محمد بن بكر البرساني، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/262- 263- تعليقًا) من طريق عثمان المؤذن، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/333) من طريق أبي عاصم النبيل، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/47 رقم 6345) من طريق هشام بن يوسف، جميعهم عن ابن جريج به.
ورواية أبي عاصم النبيل رواها الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (ص1429- 1430) من طريق يزيد بن سنان عنه به مرسلاً لم يذكر «سلمة بن المحبق» .(3/261)
ابْنِ جُرَيْج (1) ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي المُخارق، عَنْ مُعَاذِ بْنِ سَعْوَة، عَنْ سِنان بْنِ سَلَمة، عَنْ سَلَمة (2) ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ بعَثَ بَدَنَتَيْنِ مَعَ رَجُلٍ، قَالَ: إِنْ عَرَضَ لَهُمَا شَيْءٌ، فانْحَرْهُمَا، ثُمَّ اغْمِسِ النَّعْلَ فِي دِمَائِهِمَا، ثُمَّ اضْرِبْ بِهِمَا (3) صَفْحَةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا (4) ؟
قَالَ أَبِي: النَّاسُ لا يقولونَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: عَنْ سَلَمة بْنِ (5) المُحَبِّق؛ إِنَّمَا يَرْوُونَ (6) عَنْ سِنان، مُرْسَلً (7) .
_________
(1) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(2) في (ت) و (ك) يشبه أن تكون: «مسلمة» .
(3) في (ك) : «بها» .
(4) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «كُلّ واحدةٍ منهما» ، كما في "مسند أحمد"؛ لأنَّ المراد: البَدَنَتَانِ، لكنْ وَجْهُ ما في النسخ: أنَّه أراد: كلَّ واحدٍ من المُهْدَيَيْنِ أو الحيوانَيْن المذكورَيْن، وهذا من حَمْلِ المؤنَّث على معنى المذكَّر، وهو باب واسع في العربية. وانظر للحمل المعنى التعليق على المسألة رقم (270) .
(5) قوله: «ابن» سقط من (ت) و (ك) .
(6) المثبت من (ف) ، وفي بقيَّة النسخ: «يرون» .
(7) قوله: «مرسل» كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
والحديث رواه ابن أبي شيبة (14/228/الهندية) عن وكيع، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عن عبد الكريم بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، عَنْ مُعَاذِ بن سعوة، عن سنان: أن النبي (ص) ، فذكره.
ورواه ابن قانع في"معجم الصحابة" (1/319/المطبوع) و (65/ب/المخطوط) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3616) من طريق عبيد الله بْن مُوسَى، عَنِ ابْن أَبِي ليلى، عن عبد الكريم، عَنْ مُعَاذِ بْنِ سَعْوَةَ، عَنْ سنان، عن النبي (ص) ، به، ولم يذكر عطاء. وانظر "الإصابة" (4/318-319) ترجمة سنان بن سلمة بن المحبق.(3/262)
850 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الخُشَني (1) ، عَنْ عُمَرَ (2) بْنِ قَيس (3) ، عَنْ طَلْحَة بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمِّه إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَة، عَنْ طَلْحَة (4) بْنِ عُبَيدالله، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الحَجُّ جِهَادٌ، والعُمْرَةُ تَطَوُّعٌ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ.
851 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليد (6) ، عن صَدَقَةَ بنِ
_________
(1) روايته أخرجها الجصاص في "أحكام القرآن" (1/331) قال: حدثنا عبد الباقي بن قانع قال: حدثنا إسماعيل بن الفضل قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَام بْن عَمَّار قال: حدثنا الحسن بن يحيى، به.
ورواه ابن ماجه في "سننه" (2989) عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ الحسن بن يحيى، به، لكن وقع عنده «طلحة بن يحيى» بدل «طلحة بن موسى» .
ورواه الطبراني في "الأوسط" (6723) قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زرعة قال: ثنا هشام بن عمار، عن الحسن بن يحيى، عن طلحة بن موسى، به، كذا بإسقاط: «عمر بن قيس» .
قال الطبراني: «لا يروى عن طلحة إلا بهذا الإسناد تفرد به هشام بن عمار» .
وقال الزيلعي في "نصب الراية" (3/149) : «غريب مرفوعًا» .
وضعفه الشيخ الألباني في "الضعيفة" (200) ، وانظر "العلل" للدارقطني (1224) .
(2) في (ف) : «عمرو» .
(3) المعروف بـ «سَنْدَل» .
(4) قوله: «عن طلحة» سقط من (ف) .
(5) تقدمت هذه المسألة برقم (788) ، وستأتي برقم (869) .
(6) هو: ابن مسلم الدمشقي. وتقدم تخريج روايته في المسألة رقم (788) .(3/263)
يزيد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَصْحَحْتُ لَهُ جِسْمَهُ، وَوَسَّعْتُ عَلَيْهِ فِي رِزْقِهِ؛ لَمْ يَفِدْ إِلَيَّ فِي كُلِّ خَمْسَةِ أَعْوامٍ عَامًا - لَمَحْرومٌ (2) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا عِنْدِي وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: كَمَا رَوَاهُ خَلَفُ بنُ خَلِيفَةَ (3) ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ المسيَّب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي.
(2) كذا بدخول لام التأكيد على خبر المبتدأ «مَنْ أصحَحْتُ» ، وفي "مُوضِحِ الخطيب" (1/266) : «من أوسعتُ عليه في الرزق ... لمحروم» ، ويرى بعضُ النحاة ذلك قليلاً وشاذًّا، وأنه لا يجوز دخول لام التأكيد إلا على خبر «إن» مكسورة الهمزة، وتسمى اللام المزحلقة. ويراه بعضهم جائزًا وحسنًا، واستشهدوا له بقول عنترة بن عَرُوس:
أُمُّ الحُلَيْسِ لَعَجُوزٌ شَهْرَبَهْ
تَرْضَى من اللَّحْمِ بِعَظْمِ الرَّقَبَهْ
وخرِّج على وجهَيْنِ:
فقيل: زِيدَتِ اللام في خبر المبتدأ، كما زيدت في خبر «أنَّ» في قراءة سعيد بن جبير: [الفُرقان: 20] {إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ} بفتح الهمزة، وكما زيدت أيضًا في خبر «لكنَّ» و «أمسى» و «ما زال» .
= ... والوجه الثاني: أنَّ هذه اللام هي لام الابتداء تأخَّرَتْ إلى الخبر، والتقدير: لَأُمُّ الحليسِ عجوزٌ. وفي الحديث الذي معنا: «لَمَنْ أصححْتُ له جِسْمَهُ ... » .
انظر: "الأصول" لابن السراج (1/274) ، و"سر صناعة الإعراب" لابن جني (1/378) ، و"مغني اللبيب" لابن هشام (ص304، 307) ، و"همع الهوامع" للسيوطي (1/508) ، و"خزانة الأدب" للبغدادي (10/345 الشاهد رقم 855) ، و"التفسير الكبير" للرازي (22/66- 69) .
(3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المسند" - كما في "المطالب العالية" (1139) -وأبو يعلى في "مسنده" (1031) ، وابن حبان في "صحيحه" (3703) ، وابن عدي في "الكامل" (3/63) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/318) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/262) ، و"الشعب" (3838) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (928) ، وأبو بكر الأنباري في "الأمالي"، وابن مخلد العطاري في "المنتقى من أحاديثه"، والقاضي الشريف أبو الحسين في "المشيخة"، كما في "السلسلة الصحيحة" (1662) .
قال ابن عدي: «وهذا يعرف بخلف عن العلاء، وقد روي عن الثوري، عن العلاء، وهو غريب» . وقال البيهقي: «وقيل: عن العلاء، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أبي سعيد، وقيل: عنه موقوفًا، وقيل: مرسلاً» .
والمسيب هو: المسيب بن رافع.(3/264)
النبيِّ (ص) ، ومنهُم مَنْ يَقِفُه (1) .
852 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّدُ بْنُ شُعَيب بْنِ شابُور (3) ،
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى الصَّدَفي، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أَيَّامُ التَّشْرِيقِ كُلُّهَا ذَبْحٌ؟
_________
(1) كذا قال أبو حاتم هنا! وتقدم السؤالُ نفسه برقم (788) ، وقال هناك: «هَذَا خَطَأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ الْعَلاءُ بْنُ المسيَّب، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّاب، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مُرْسَلٌ مرفوع» .
وانظر المسألة الآتية برقم (869) ففيها تفصيلٌ طويل.
(2) نقل الزيلعي في "نصب الراية" (4/213) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (4/260) ، و"الدراية" (2/215) ، والعيني في "عمدة القاري" (21/148) بعض هذا النص، وستأتي هذه المسألة برقم (1594) .
(3) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/400) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/296) .
ورواه ابن عدي - ومن طريقه البيهقي - من طريق محمد بن شعيب، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى الصَّدَفِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن أبي هريرة، به.
وسقط من مطبوعة "الكامل" قوله: «عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة» ، والمثبت من "السنن الكبرى" للبيهقي.
قال ابن عدي: «وهذا سواء قَالَ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ، عن أبي هريرة، وسواء قال: الزهري، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سعيد الخدري، جميعًا غير محفوظين لا يرويهما غير الصدفي» .(3/265)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كَذِبٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
853 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عَبَّادُ ابنُ العَوَّام (1) ، عَنِ الحَجَّاج (2) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (3) ، عَن جَابِر: أنَّ النبيَّ (ص) جمعَ الحَجَّ والعُمْرَةَ، فَطَافَ لَهُمَا طَوَافًا وَاحِدًا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
854 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُوسُفُ بن الفَيْض (5) ،
عن
_________
(1) لم نقف على روايته، والحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (14316) ، والترمذي في "جامعه" (947) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/204) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، عن الحجاج، به.
قال الترمذي: «حديث حسن» .
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (15/222) .
ومن طريق الترمذي رواه ابن الجوزي في "التحقيق" (1314) .
ورواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/103) من طريق أشعث بن سوَّار، عن أبي الزبير، به.
ورواه مسلم في "صحيحه" (1215) من طريق يحيى بن سعيد ومحمد بن بكر، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزبير؛ سمع جابرًا قال: لم يطُف النبيُّ (ص) ولا أصحابه بين الصَّفا والمروة إلا طوافًا واحدًا. زاد في حديث محمد ابن بكر: طوافه الأول.
(2) هو: ابن أرطاة.
(3) هو: محمد بن مسلم بن تَدرُس.
(4) نقل هذا النص السَّخاوي في "الأجوبة المرضية" (1/29) .
(5) روى ابن عدي في "الكامل" (7/163) عن يحيى بن صاعد أنه قال: «وهو يوسف بن السفر بن الفيض أبو الفيض» . وذكره السَّخاوي في "الأجوبة المرضية" (1/31) ، ثم قال: «فمن قال: يوسف بن الفيض؛ فقد أصاب، ونسبه إلى جدِّه، ولم يصحِّف كنيته» .
وروايته أخرجها الفاكهي في "أخبار مكة" (324) ، وابن حبان في "المجروحين" (3/137) ، والطبراني في "الكبير" (11/156 رقم 11475) ، وابن عدي في "الكامل" (7/163) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/115- 116 و307) ، والخطيب في "الموضح" (2/472) ، وابن بالويه وابن صاعد، كما في "الأجوبة المرضية" للسخاوي (1/30- 31) .
ومن طريق ابن صاعد روته بِيبَى في "جزئها" (64) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/388) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (940) .
قال الدارقطني في "الأفراد" (164/ب/أطراف الغرائب) : «تفرد به أبو الفيض يوسف بن السفر، عن الأوزاعي، عن عطاء» .
ورواه الطبراني في "الأوسط" (6314) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/387- 388) من طريق سعيد ابن يعقوب، عن عبد الرحمن بن السفر، عن الأوزاعي، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأوزاعي إلا عبد الرحمن بن السفر» .
وقال ابن عساكر: «كذا سماه: عبد الرحمن بن السفر، وهو يوسف بن السفر، والحديث محفوظ من أصله، ولا يعرف عبد الرحمن بن السفر» .
ورواه الفاكهي في "أخبار مكة" (325) ، وابن عدي في "الكامل" (6/278) ، والبيهقي في "الشعب" (3760) من طريق محمد بن صفوان، والأزرقي في "أخبار مكة" (2/8) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/321) من طريق سعيد بن سالم وسليم بن مسلم، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (389/بغية الباحث) من طريق سعيد وحده، جميعهم عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، به.
ومن طريق ابن حبان رواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (941) ، وقال: «هذا حديث لا يصح» .
وقال ابن عدي: «هذا منكر» .
وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (187 و188) .(3/266)
الأَوْزَاعي (1) ، عَنْ عَطاء (2) ، عَنِ ابْنِ عباس (3) ، عن النبيِّ (ص) قال:
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(2) هو: ابن أبي رباح.
(3) من قوله: «فطاف لهما طوافًا ... » إلى هنا لم يتضح في مصورة (ف) .(3/267)
إِنَّ لِلَّهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ عِشْرُونَ وَمِئَةُ (1)
رَحْمَةٍ تَنْزِلُ عَلَى هَذَا
_________
(1) في (ش) : «وعشرون ومئة» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، ومثله في "أخبار مكة" للفاكهي (324) ، و"الأفراد" للدارقطني، و"جُزْءِ بيبى"، و"الفردوس" للديلمي (1/189 رقم 709) ، و"الأجوبة المَرضيَّة" للسخاوي (1/31) .
وفي كثير من مصادر التخريج: «عشرين ومئة» و «مئةً وعشرين» ، وهو الجادَّة لأنَّه اسم «إنَّ» مؤخَّر، وفي بقيَّة المصادر: «يُنْزِلُ الله عز وجل كلَّ يوم وليلة عشرين ومئة رحمة» ، و «يَنْزِلُ في كل يوم وليلة عِشْرون ومئةُ رحمة» ، وهذه الروايات لا إشكال فيها.
أما ما في نسخنا فيخرَّج على وجه صحيح مشهور في العربية، وهو جعل اسم «إنَّ» ضميرَ شأنٍ مقدَّرًا، وخبرها هو الجملةُ الاسمية، والتقدير: «إنَّهُ - أي الشأن والحديث - لِلَّهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ وليلةٍ عشرون ومئةُ رحمة» ، ونحوُ هذا ما ذكروه في تخريج قولِهِ (ص) : «إِنَّ مِنْ أَشَدِّ الناسِ عَذَابًا يومَ القيامةِ المُصَوِّرُونَ» ، كما سيأتي في المسألة رقم (2206) ، وقولِهِ (ص) : «وإنَّ بَينَ عَيْنَيهِ مَكتُوبٌ: كافِرٌ» ، وقولِهِ (ص) : «إنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ في صُحْبَتهِ ومَالِهِ أبو بَكْرٍ» .
وضميرُ الشأن كَثُرَ دورانُهُ في هذا الكتاب، بارزًا ومستترًا ومحذوفًا؛ فنقول: يكون ضمير الشأن بارزًا وهو مبتدأ، أو اسمٌ لـ «إنَّ» أو إحدى أخواتها، أو مفعولٌ أول في باب «ظنَّ» وأخواتها، ويكون مستترًا مرفوعًا اسمًا للأفعال الناسخة في باب «كان» و «كاد» ، ويأتي ضمير الشأن محذوفًا منصوبًا اسمًا لـ «إنَّ» المثقلة أو إحدى أخواتها وكذلك «إنْ» و «أنْ» و «كأنْ» المخفَّفات، ويُحذف أيضًا مفعولاً أوَّلَ في باب «ظنَّ» ، ولكل ذلك شواهد من القرآن والحديث وكلام العرب شعرًا ونثرًا.
قال ابن مالك في "شرح الكافية الشافية" له (1/236) : «ويجوزُ حذفه [أي: ضميرُ الشأن] مع «إنَّ» وأخواتها، ولا يُخَصُّ ذلك بالضرورة، وعليه يُحْملُ قوله (ص) : «إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ المُصَوِّرُونَ» ، والتقدير: «إنَّهُ» . اهـ. وقد بيَّن رضي الدين الأستراباذي في "شرح كافية ابن الحاجب" (4/398) سببَ هذا الحذف؛ فقال: «وإنما جاز حذفُ ضمير = = الشأن مِنْ غير ضعف؛ لبقاء تفسيره، وهو الجملة؛ فهو كالزائد، وجاء في الخبر: «إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ المُصَوِّرُونَ» ، وعند الكسائي: «مِنْ» فيه زائدةٌ، وعند ابن كَيْسان: الحروفُ في مِثْله غيرُ عاملة لفظًا كالمكفوفة» . اهـ.
انظر: "شرح المفصَّل" (3/114-118) ، و"إعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث" (1/39، 46، 120، 200) ، و"إملاء ما من به الرحمن" (1/53-54) ، و"اللمع" لابن جني (1/38) ، و"شرح التسهيل" لابن مالك (2/13-15) ، و"شواهد التوضيح" (ص200، 203، 205، 207) ، و"شرح ابن عقيل" (1/261-266، 351-359) ، و"أوضح المسالك" (2/60-63) ، و"مغني اللبيب" (1/83، 204، 378) ، و"شرح شذور الذهب" (1/176) ، و"همع الهوامع" (1/272-274) ، و"شرح النووي على مسلم" (3/98) ، و"شرح السيوطي لسنن النسائي" (1/30) ، و"السير الحثيث، إلى الاستشهاد بالحديث، في النحو العربي" للدكتور محمود فجال (2/516-519) .(3/268)
البَيْتِ؛ فسِتُّونَ لِلطَّائِفِينَ، وَأَرْبَعُونَ لِلْمُصَلِّينَ، وَعِشْرونَ لِلنَّاظِرِينَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، ويوسفُ ضعيفُ الْحَدِيثِ شِبهُ المَتْروك.
855 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه خالد ابن عَمْرٍو القُرَشي (1) ، عَنِ الثَّوْري، عَنْ حمَّاد (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) : أنَّ رجُلاً وَقَصَتْهُ (3) ناقةٌ، فماتَ وَهُوَ مُحْرِم، فَقَالَ: كَفِّنُوهُ، ولاَ تُغَطُّوا رَأسَهُ، وَلاَ تُمِسُّوهُ طِيبًا؛ فإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ القِيامَةِ وَهُوَ يُلَبِّي؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا يَرويه الثَّوْري (4) ، عَنْ عَمْرِو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) . وخالدُ بْنُ عَمْرٍو ضعيفُ الْحَدِيثِ.
_________
(1) روايته أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/136) .
(2) هو: ابن أبي سليمان.
(3) أي: كَسَرَت عُنُقَهُ. انظر "النهاية" لابن الأثير (5/214) .
(4) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1206) .
ورواه البخاري (1268) ، ومسلم (1206) من طرق أخرى عن عمرو بن دينار، به.(3/269)
856 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ ابن محمد بن (1) عبد الله بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ المكِّي (2) ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بن خُنَيس (3) ؛ قال (4) : ثنا ابنُ جُرَيْج (5) ، عَنْ عَطَاء (6) ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: غَدا رسولُ الله (ص) مِنْ مِنًى، فَلَمَّا انبَعَثَتْ بِهِ راحِلَتُه وَعَلَيْهَا قَطِيفةٌ قَدِ اشتُرِيَتْ بأربعةٍ؛ قَالَ: اللَّهُمَّ، اجْعَلْهَا حَجَّةً مَبْرُورَةً، لاَ رِيَاءَ فِيهَا (7) وَلاَ سُمْعَةَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ لَيْسَ هُوَ مِنْ حديثِ ابْنِ جُرَيج.
857 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (8) : سألتُ (9) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ
_________
(1) قوله: «ابن» مكرر في (ت) .
(2) في (ك) : «المالكي» .
وروايته أخرجها الفاكهي في "أخبار مكة" (855) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/145- السلفي) ، والطبراني في "الأوسط" (1378) .
ورواه العقيلي في "الموضع السابق" عن أبي يحيى بن أبي مسرة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ خنيس، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ مرسلاً.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابن جريج إلا محمد بن يزيد، تفرَّد به ابن أبي بزَّة» .
(3) في (أ) و (ف) : «حنش» ، وانظر "تهذيب الكمال" (27/15) .
(4) في (ف) : «فقال» .
(5) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(6) هو: ابن أبي رباح.
(7) قوله: «فيها» سقط من (أ) و (ش) .
(8) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط.
(9) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسألت» بالواو.(3/270)
عُبَيس (1) بْنُ مَرْحوم، عَنْ حاتِم (2) ، عن عبد الله بن مُجَبَّر (3) ؛ قال: رأيتُ سالمً (4) - وَهُوَ مُحْرِمٌ - ضربَ حَيَّةً بسَوْطٍ حَتَّى قتلَها (5) ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هو: عبد الرحمن بن مُجَبَّر.
858 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو (6) الأَحْوَص (7) ، وزُهَيْرٌ (8) ، عَنْ أَبِي إسحاقَ الهَمْداني (9) ، عَنِ المِنْهَال (10) ؛ قَالَ: قَالَ عَمَّار: إِذَا أَرَدتَّ الحجَّ (11) فاشتَرِطْ.
وَرَوَاهُ إسرائيلُ (12) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ المِنْهَال؛ قَالَ: قَالَ عَبَّاد بن عبد الله الأَسَدِيُّ ... .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّّ؟
قَالَ: عَلَى مَا يَرويه إسرائيلُ أصَحُّ.
_________
(1) في (ش) : «عيسى» .
(2) هو: ابن إسماعيل.
(3) في (ت) و (ك) : «محبر» .
(4) كذا في جميع النسخ: «سالم» بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) الأثر رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (14831) من طريق نافع قال: كنا مع ابن عمر ونحن محرمون، فرأينا حية، فبدرنا سالم فقتلها. وعلقه ابن عبد البر في "التمهيد" (15/172) من طريق عبد الرحمن بن حرملة قال: رأيت سالم بن عبد الله ...
(6) قوله: «أبو» سقط من (ك) .
(7) هو: سلاَّم بن سُلَيم.
(8) هو: ابن معاوية.
(9) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(10) هو: ابن عمرو الأسدي. والأثر علقه ابن حزم في "المحلى" (7/114) من طريق أبي إسحاق، به.
(11) في (ف) : «الحاج» .
(12) هو: ابن يونس.(3/271)
859 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد ابْنِ إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جعفر بن الزُّبَير، عن عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ أَبِي ثَوْر، عَنْ صفيَّةَ ابْنَتِ (2) شَيْبة؛ قَالَتْ: إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى رسول الله (ص) الغَدَاةَ، وَهُوَ قائمٌ عَلَى (3) بَابِ الْكَعْبَةِ، بِيَدِهِ حَمَامةٌ مِنْ عِيدانٍ وجَدَها (4) فِي الْبَيْتِ، فكرِهَها (5) ؟
قَالَ أَبِي: مَا بعدَ هَذَا الْكَلامِ، فَهُوَ مِنْ كَلامِ ابْنِ إِسْحَاقَ؛ قولُهُ: فلمَّا قامَ عَلَى الْبَابِ، رَمَى بِهَا، ثُمَّ جلَسَ رسولُ الله (ص) فِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى فرَغَ مِنْ مقالتِه، فَقَامَ إِلَيْهِ عليُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - ومِفتاحُ الْكَعْبَةِ فِي يَدِهِ - قَالَ: يَا نبيَّ اللَّهِ، اجمَع لنا الحِجابَة (6) مع السِّقاية (7) ،
_________
(1) روايته أخرجها في "السيرة" له؛ كما في "سيرة ابن هشام" (4/411) ، و"البداية والنهاية" (4/301) ، و"التفسير" (2/299) كلاهما لابن كثير.
ومن طريق ابن إسحاق رواه أبو داود في "سننه" (1878) ، وابن ماجه (2947) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3191) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (24/322 رقم810) ، والبيهقي في "السنن" (5/101) .
وانظر "الثقات" لابن حبان (2/55-56) ، و"زاد المعاد" لابن القيم (3/358) .
(2) في (ك) : «ابنة» ، وهو الجادَّة، والمثبت من بقيَّة النسخ، وهو صحيحٌ في العربية، انظر التعليق على المسألة رقم (6) .
(3) في (ك) : «قال» بدل: «على» .
(4) في (ك) : «وحدها» .
(5) كذا في جميع النسخ: «فكرهها» ! وفي مصادر التخريج السابقة: «فكسرها» .
(6) أي: حجابة الكعبة؛ وهي: سِدَانَتُها وتَوَلِّي حِفظِها، يقوم بذلك الذين بأيديهم مِفتاحُها. انظر "النهاية" لابن الأثير (1/340) .
(7) في (أ) و (ش) : «الحجابة والسقاية» .
والسِّقاية: ما كانت قريشٌ تسقيه الحُجَّاجَ من الزَّبيب المنبوذ في الماء، وكان يليها العباسُ بن عبد المطَّلب في الجاهلية والإسلام. اهـ. "النهاية" (2/380-381) .(3/272)
فليَكُنَّ (1) إِلَيْنَا جَمِيعًا، فَقَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : أَيْنَ عُثْمَانُ بْنُ طَلحَةَ؟ ، فدُعِيَ لَهُ، فَقَالَ: هَاكَ مِفْتَاحَكَ، فلمَّا دخلَ رسولُ الله (ص) مكَّةَ، هَرَبَ (2) عِكْرمَةُ بْنُ أَبِي (3) جَهْل، فلَحِقَ باليَمَن، فَقَدْ زَعَمَ بعضُ العلماء: أنه كان مِنْ أَمْرِ رسولِ الله (ص) بِقَتلِهِ (4) .
قَالَ أَبِي: هَذَا كلُّه مِنْ كَلامِ ابْنِ إِسْحَاقَ، إِلا ما وَصَفْنا فِي أوَّل الحديثِ.
860 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حديثَ الزُّهْري (5) ، عَنْ عليِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ؛ قال: قيلَ للنبيِّ (6) (ص) : أَيْنَ تَنْزِلُ (7) بالخَيْف؟ قَالَ: وَهَلْ تَرَكَ لنا عَقِيلٌ (8) مَنْزِلاً؟! .
_________
(1) كذا في (ت) و (ك) ، ولم تنقط الياء في بقيَّة النسخ. وفي "الثقات" (2/56) : «فلتكن» بالتاء المثناة الفوقية، ولم ترد اللفظة في بقيَّة المصادر التي أخرجته من طريق ابن إسحاق.
(2) قوله: «هرب» سقط من (ف) .
(3) قوله: «أبي» سقط من (ف) .
(4) أي: أنَّ هروب عكرمة كان بسبب أَمْرِ رسول الله (ص) بقتله، وهذا من باب رجوع الضمير إلى المصدر المستفاد من الفعل، وانظر نحو ذلك في المسألة رقم (400) و (1165) و (2011) .
(5) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (3058) ، ومسلم (1351) .
ورواه جماعة عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة، ذكرهم الدارقطني في "العلل" (1738) ثم قال: «وكلاهما محفوظان» .
(6) في (ت) : «أقبل للنبي» ، وفي (ك) : «أقبل النبي» .
(7) في (ف) : «ننزل» ، وفي (ك) : «ينزل» ، ولم تُعجَم في (ت) .
(8) في (أ) و (ش) و (ف) : «عقيلٌ لنا» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وهو الموافق لرواية الصحيحَيْنِ، وغيرهما.(3/273)
فَقَالَ أَبِي: قَدْ تفَرَّد الزُّهْري بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ.
861 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الشَّافعي (2) - حدَّثنا أَبِي (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو ثَوْر (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا الشَّافعي- عَنْ سُفْيان ابن عُيَينة.
وحدَّثنا (5) هِشَامُ بْنُ عمَّار، عَنْ سُفْيان بْنِ عُيَينة، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيح (6) ، عَنْ عَطَاء (7) ، عن عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) قال لها: إِنَّ
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (880) . وانظر المسألة التالية.
(2) في "الأم" (2/134) ، و"المسند" (ص113) . ومن طريق الشافعي أخرجه أبو داود في "سننه" (1897) ، والبيهقي في "سننه" (5/106) . وابن عبد البر في "التمهيد" (15/223) .
ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/200) ، و"شرح المشكل" (3838) من طريق أسد بن موسى، والطحاوي في "شرح المعاني" (2/200) من طريق يعقوب بن حميد، والدارقطني في "سننه" (2/262) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/173) من طريق ابن أبي عمر، جميعهم عن ابن عيينة، به.
ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1218) من طريق محمد بن بكر، والدارقطني في "سننه" (2/262) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/96) من طريق داود بن مهران، عن مسلم بن خالد، والدارقطني (2/262) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/173) من طريق قبيصة عن الثوري، ثلاثتهم عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن عائشة، به. قال الشافعي: «وربما قال سفيان: عن عطاء، عن عائشة خ، وربما قال: عن عطاء: أن النبي (ص) قال لعائشة خ.
(3) القائل: «حدثنا أبي» : هو ابن أبي حاتم.
(4) هو: إبراهيم بن خالد. وروايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (9/157) .
(5) القائل: «وحدثنا» : هو أبو حاتم الرازي.
(6) هو: عبد الله.
(7) هو: ابن أبي رباح.(3/274)
طَوَافَكِ بِالبَيْتِ، وَسَعْيَكِ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ؛ يَكْفِيكِ لِحَجِّكِ (1) وَعُمْرَتِكِ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا أَبُو نُعَيم (2) ، عَنِ ابن عُيَينة، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجيح، عَنْ عَطاء: أنَّ النبيَّ (ص) ...
قَالَ أَبِي: الناسُ يَقُولُونَ: ابنُ أَبِي نَجيح، عَنْ عَطَاء: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (3) .
862 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه هشام بن سُلَيْمان
_________
(1) في (ك) : «بحجك» .
(2) هو: الفَضْل بن دُكَين، ولم نقف على روايته. والحديث رواه الشافعي في "الأم" (2/134) ، و"المسند" (ص113) من طريق مسلم بن خالد، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، به مرسلاً. ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/106) .
(3) قال الدارقطني في "العلل" (5/144/أ) : «يرويه ابن جريج، واختُلِف عنه: فرواه قبيصة، عن الثوري، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن عائشة، وخالفه معاوية بن هشام؛ رواه عن الثوري، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ مرسلاً، وكذلك قال ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وهو الصَّحيح» .
والحديث رواه مسلم (1211) من طريق عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن عائشة، به. ثم رواه من طريق عبد الله بن أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَن عائشة، به. وقد تكلَّم الأئمة في سماع مجاهد من عائشة، وذكر الرَّشيد العطَّار هذا الحديث في "غرر الفوائد المجموعة" (ص351) وبيَّن عذر مسلم في إخراجه.
وانظر "السلسلة الصحيحة" للألباني _ح (1984) ، والمسألة التالية.
هذا؛ وقوله: «مرسلً» كذا ورد بحذف ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة. وانظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4) انظر المسألة السابقة، والمسألة الآتية برقم (880) .(3/275)
المَخْزومي (1) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (2) ، عَنْ عَطاءٍ (3) - وعمرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ (4) - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ لعائِشَة: يَكْفِيكِ طَوَافُكِ الأَوَّلُ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ لِلْحَجِّ وَالعُمْرَةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
863 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إبراهيمُ بْنُ مُوسَى بْنِ الحُصَين (6) بن عبد الرحمن بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ مَعْن بْنِ عِيسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ عُمَير - أَوْ عَمَّتِهِ (7) - عَنْ أمِّ سَلَمة: أَنَّهَا كَانَتْ تأمُرُ يَوْمَ عَرَفَة بالشَّمْسِ - تَرعاها (8) لَهَا رَعِيَّةٌ (9) - إِذَا زالتْ، قَطَعَتِ التَّلْبيَةَ؟
قَالَ أَبِي: كَذَا قَالَ الشَّيخُ (10) ! وإنما هو: موسى بن يعقوب (11) ،
_________
(1) روايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (2/263) .
(2) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(3) هو: ابن أبي رَباح.
(4) الذي يظهر من السياق: أن ابن جريج يروي هذا الحديث عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عن ابن عباس، وعن عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عن ابن عباس، ولكن قرن الروايتين.
(5) في (ت) و (ك) : «قال: سألت» .
(6) في (أ) و (ش) : «الحضير» .
(7) هي: قُرَيْبَة بنت عبد الله.
(8) المثبت من (ف) ، وفي بقيَّة النسخ: «ترعى» .
(9) أي: يراقب لها الشمسَ بعضُ من هم في رعايتها. قال في "اللسان" (14/329) : الرَّعِيَّة: كلُّ من شَمِلَه حِفظُ الرَّاعي ونظرُه.
(10) يعني: إبراهيم بن موسى.
(11) روايته علقها ابن عبد البر في "التمهيد" (13/78) من طريق ابن أبي فديك، عنه، به.(3/276)
عَنْ عَمَّته، عَنْ أمِّ سَلَمة.
864 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو غَزِيَّة (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ العُمَري، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر؛ قال: رأيتُ النبيَّ (ص) فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ مُحتَبِيًا بِيَدَيه (2) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
_________
(1) هو: محمد بن موسى بن مِسكين. وروايته أخرجها أبو زرعة الرازي - كما في "سؤالات البرذعي" ص (387) -، والطبراني في "الأوسط" (9417) من طريق أبي موسى الأنصاري، عنه، به. وسقط من مطبوع "سؤالات البرذعي" قوله: «عن نافع» والمثبت من المخطوط (7/ب) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عمر إلا إبراهيم بن سعد، ولا عن إبراهيم إلا أبو غزية، تفرَّد به أبو موسى الأنصاري» .
ورواه أبو زرعة الرازي - كما في "سؤالات البرذعي" ص (386) -، والفاكهي في "أخبار مكة" (683) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/235) ، وبيبي في "جزئها" (107) من طريق أبي غزية، عن فليح، عن ابن عمر، به.
قال أبو زرعة بعد روايته لكلا الطريقين: «أخاف ألا يكون لواحد منهما أصل» .
ورواه البخاري في "صحيحه" (6272) ، والخطيب في "الموضح" (2/363- 364) من طريق إبراهيم ابن المنذر، عن محمد بن فليح، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، به. وقرن الخطيب بمحمد بن فليح أبا غزية.
ورواه الطبراني في "الأوسط" (692) من طريق إسحاق ابن موسى، عن أبي غَزية، عن أبي المثنى الكعبي، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ يحيى إلا أبو المثنى الكعبي سليمان بن يزيد، تفرد به أبو غزية» . وانظر "فتح الباري" لابن حجر (11/65-66) .
(2) الاحتباءُ باليَدَيْنِ: هو جَمْعُهُمَا دون الركبتَيْنِ؛ والاعتمادُ عليهما في القعود. قاله الحميدي في "تفسير غريب ما في الصحيحين" (ص199) . وانظر "النهاية" (1/335) .(3/277)
865 - وسألتُ (1) أَبِي عَنِ حديثِ عَمْرِو ابن عُثْمَانَ (2) ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيدة، عَنِ ابْنِ جُرَيج (3) ، عَنْ عَطَاء (4) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) قال: أَيُّمَا مُحْرِمٍ مَاتَ أَلاَّ يُغَشَّى (5) وَجْهُهُ، وقال: إ ِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بَاعِثُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مُلَبِّيًا، أَوْ: مُلَبِّدًا (6) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
866 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرحمن بن بِشْر (8) بن
_________
(1) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/419/مخطوط) بعض هذا النص.
(2) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/192) .
ورواه الدارقطني في "الأفراد" (160/ب/أطراف الغرائب) من طريق الحارث بن عبيدة وقال: «تفرد به الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ جريج، عنه» .
(3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(4) هو: ابن أبي رباح.
(5) كذا في جميع النسخ، ولعلَّه مصحَّف عن: «فَلا يُغَشَّى» ، أو «فلا يُغَشَّ» ، أو: «لا يُغَشَّ» .
لكنَّ الحديث معروف بلفظ: «أنَّ النبيِّ (ص) أَمَرَ بِمُحْرِم ٍ هَلَكَ ألاَّ يُغَشَّى وَجْهُهُ» ، كما في الموضعين السابقين من "الكامل" لابن عدي، و"الأفراد" للدارقطني، وكما في "ذخيرة الحفاظ" لابن طاهر (2/700) ، وهذا هو الصواب.
(6) المراد أنه يُبعَث يومَ القيامة على هيئته التي مات عليها. وتلبيدُ الشَّعر: أن يُجعَل فيه شيءٌ من صَمغ عند الإحرام؛ لئلا يَشْعَثَ ويَقْمَل إبقاءً على الشَّعر. وإنما يلبِّد من يطولُ مُكثُه في الإحرام. اهـ. "النهاية" (4/224) .
وقوله: «ملبِّدًا» كذا بصيغة الفاعل. وانظر لذلك التعليق في هامش الطبعة العامرة من "صحيح مسلم" (4/25) كتاب الحج، باب ما يُفعَل بالمحرم إذا مات. وانظر كذلك: "اللسان" (3/386) .
(7) في هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة حاشية غير واضحة.
(8) في (ك) : «بشير» .(3/278)
الحَكَم النَّيسابوري (1) ، عَنْ سُفْيان بْنِ عُيَينة، عن عمرو ابن دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (2) ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ لَمْ (3) يَكُنْ لَهُ نَعْلَينِ (4) ، فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: عن (5) عبد الله بْنِ دِينَارٍ (6) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) (7) ؛ وليس لعمرو مَعْنًى.
_________
(1) روايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (2/229) .
(2) قوله: «عن ابن عمر» سقط من (أ) و (ش) .
(3) قوله: «لم» سقط من (أ) و (ش) .
(4) كذا في جميع النسخ، والجادَّة «نَعْلاَنِ» ، وورَدَ على الجادَّة في "مسند أحمد" (5427) من حديث ابن عمر، وفي "صحيح البخاري" (5853) ، و"سنن الدارقطني" (2/230) من حديث ابن عباس، وجاء في مصادر التخريج: «مَنْ لَمْ يَجدْ نَعْلَيْن» ، ولا إشكال فيه.
وما وقع عندنا في النسخ يَحْتمِلُ أنْ يكون مصحَّفًا، والأصل: «مَنْ لم يَجِدْ له نَعْلَيْنِ» كما في مصادر التخريج، وإلاَّ فهو مرفوعٌ بالألف، وكتابتُهُ بالياء تحتمل وجهَيْن:
الأول: أنْ تكون ياءً خالصةً مشاكلةً للفواصل بعدها «خُفَّيْنِ» و «الكعبَيْنِ» ، تحقيقًا للسَّجْع في الكلام؛ فإنَّ المتكلِّم قد يلجأ إلى بعض تصرُّفٍ في الكلمة على خلاف قاعدتها في اللسان العربي مراعاةً للسَّجْع المتناظر كما هنا. وسيأتي نحوه في المسألة رقم (888) ، (1673) ، (2071) ، (2092) . انظر: "البلاغة العربية" لعبد الرحمن حَبَنَّكَة (2/511) .
والثاني: الإمالة، فالأصل: «نَعْلاَنِ» ، ثم أميلت الألف لانكسار النون بعدها، فكتبتْ ياءً، ولا تنطق على هذا إلا ألفًا ممالة: «نَعْلَينِ» ، وانظر التعليق على المسألة رقم (25) ، (124) .
(5) قوله: «عن» ليس في (ش) .
(6) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5852) ، ومسلم في "صحيحه" (1177) .
(7) من قوله: «قال من لم يكن ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .(3/279)
867 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَواه روَّاد ابن الجَرَّاح (1) ، عن عبد العزيز بْنِ أَبِي (2) رَوَّاد، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ عمرَ (3) قال: وَقَّتَ رسولُ الله (ص) لأَهْلِ نَجْد، فَلَمَّا فُتِحَتِ العراقُ قَالَ (4) : قِيسُوا مِنْ نَحْوِ العِراقِ كَنَحْوِ قَرْن ٍ (5) . فاختَلَفوا فِي الْقِيَاسِ، فَقَالَ بعضُهم: ذَاتُ عِرْقٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَطْن العَقِيق؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: ابْنُ عُمَرَ (6) ،
عَنِ النبيِّ (ص) ؛ ليس فيه: عمر.
_________
(1) روايته أخرجها الطبري، كما في "الاستذكار" لابن عبد البر (15474) .
وليس فيه: «قِيسُوا مِنْ نَحْوِ الْعِرَاقِ كَنَحْوِ قرن» رواه البخاري في "صحيحه" (1531) من طريق عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر؛ قال: لما فُتح هذان المِصْران أتَوا عمر، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إن رسول الله (ص) حدَّ لأهل نَجْد قَرْنًا، وهو جَوْرٌ عن طريقِنا، وإنا إنْ أردنا قَرْنًا شَقَّ علينا؛ قال: فانظروا حَذْوَها من طريقِكُم، فحدَّ لهم ذاتَ عِرْق.
(2) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(3) قوله: «أن عمر» سقط من (ف) .
(4) أي: عمر ح.
(5) قَرْن: هو ميقاتُ أهل نَجْد تلقاء مكَّة، على يوم وليلة. انظر "معجم البلدان" (4/332) .
(6) روايته أخرجها إسحاق في "مسنده" - كما في "نصب الراية" للزيلعي (3/13) - قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: سمعت مالكًا يقول: وقَّت رسول الله (ص) لأهل العراق ذات عرق. فقلت له: من حدثك بهذا؟ قال: حدثني نافع، عن ابن عمر.
ونقل الزيلعي عن الدارقطني قوله في "العلل": «روى عبد الرزاق، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر أن النبي _ج وقَّت لأهل العراق ذات عرق، ولم يتابع عبد الرزاق على ذلك، وخالفه أصحاب مالك، فرووه عنه، ولم يذكروا فيه ميقات أهل العراق، وكذلك رواه أيوب السختياني، وابن عون، وابن جريج، وأسامة بن زيد، وعبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، وكذلك رواه سالم، عن ابن عمر، وعمرو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ» .(3/280)
868 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاه روَّاد بْنُ الجَرَّاح (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمان، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: رَأَى رسولُ اللَّهِ (ص) رَجُلا يُهَادَى بَيْنَ ابْنَيْهِ، فَقَالَ: مَا شَأنُ هَذَا؟ ، قَالُوا: نَذَرَ أَنْ يَحُجَّ مَاشِيًا، قَالَ: مُرُوهُ أنْ يَرْكَبَ؛ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَنْ يَعْبَأَ بِعَنَاءِ هَذَا شَيْئًا؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: حُمَيدٌ الطَّويل (3) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَلَمْ يَرْوِ إبراهيمُ بْنُ طَهْمان عن حبيب شيئًا.
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2840) .
(2) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (3/178) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/298) .
(3) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (3854) من طريق حفص بن عبد الله السُّلمي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدِ، عن أنس، به.
ورواه أحمد في "مسنده" (3/106 رقم 12038) ، والترمذي في "جامعه" (1537) من طريق ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس، به.
ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/128 و129) ، وابن حبان في "صحيحه" (4382) من طريق عبد الرحمن بن اليمان المدني، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حميد أنه سمع أنسًا ... .
قال ابن حجر في "إتحاف المهرة" (949) : «والحديث مع ذلك معلول، رواه الثقات عَن حُمَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَن أنس» .
قلنا: ومن هذا الوجه رواه البخاري في "صحيحه" (1865 و6701) من طريق مروان بن معاوية الفزاري ويحيى بن سعيد القطان، ومسلم في "صحيحه" (1642) من طريق يزيد بن زريع ومروان الفزاري، ثلاثتهم عَن حُمَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَن أنس، به.
ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" (3044) : ثنا الصَّنعاني، ثنا بشر، ثنا حميد؛ قال: إما سمعتُ أنسًا، وإما عن ثابت، عن أنس ... فذكره.(3/281)
869 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ صَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ الخُرَاساني نزيلُ الرَّمْلَةِ (2) ، عَنِ الْعَلاءِ بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ مَنْ أَصْحَحْتُهُ، وَأَوْسَعْتُ لَهُ؛ لَمْ يَزُرْنِي فِي كُلِّ خَمْسَةِ أَعْوامٍ - لَمَحْرومٌ؟
قَالا: هَذَا عِنْدَنَا مُنكَرٌ مِنْ حَدِيثِ الْعَلاءِ بْنِ عبد الرحمن، وَهُوَ مِنْ حَدِيثِ الْعَلاءِ بْنِ المسيَّب أشبهُ.
قَالَ أَبِي: والناسُ يَضْطَرِبون فِي حَدِيثِ الْعَلاءِ بْنِ المسيَّب:
فَأَمَّا خلفُ بْنُ خَلِيفَةَ (3) فقال: عن العلاء ابن المسيَّب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سعيد الخُدْري، عن النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ بعضُهم فَقَالَ: عَنِ الْعَلاءِ بْنِ المسيَّب، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (5) .
وَرَوَاهُ بعضُهم فَقَالَ: عَنِ الْعَلاءِ بْنِ المسيَّب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) تقدمت المسألة برقم (788) و (851) .
(2) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (788) .
(3) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (851) .
(4) من قوله: «عن أبي سعيد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .
(5) كذا بحذف ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة، والجادَّة: موقوفًا، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .(3/282)
قلتُ لأَبِي: فأيُّهما (1) الصَّحيحُ مِنْهُمَا (2) ؟
قَالَ: هُوَ مُضْطَرِبٌ، فَأَعَدتُّ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَزِدْنِي عَلَى قَوْلِهِ: هُوَ مُضطَرِبٌ.
ثُمَّ قَالَ: العلاءُ بْنُ المسيَّب، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّاب، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْقُوفٌ مُرسَلً (*) أشبهُ.
قلتُ لأَبِي: لَمْ يَسْمَعْ يونسُ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ؟
قَالَ: لا.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: قَالَ بعضُهم: الْعَلاءُ بْنُ المسيَّب، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّاب، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْقُوفٌ (*) .
قَالَ: وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: والصَّحيحُ: عَنِ الْعَلاءِ بْنِ المسيَّب (3) ، عن
_________
(1) كذا في جميع النسخ، ولعلَّه أراد: أيهما الصحيح منهما، أي: المرفوع أو الموقوف؟ والمرفوع من طريق أبي سعيد أو مِنْ طريق أبي هريرة؟ وإلاَّ فالجادَّة أنْ يقال: أيها الصحيح منها؟ والله أعلم.
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «منها» .
(*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) روايته أخرجها الفاكهي في "أخبار مكة" (951) ، والطبراني في "الأوسط" (486) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، عن عبد الرزاق عن الثوري، عنه، به. بلفظ «أربعة أعوام» . قال الطبراني: «لم يرفع هذا الحديث عن سفيان إلا عبد الرزاق» .
والحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (8826) - وهو من رواية الدبري عن عبد الرزاق - عن الثوري، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أبيه - أو عَنْ رَجُلٍ - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ به، موقوفًا.
وقال البيهقي في "الشعب" (3838) : «ورواه محمد ابن رافع، عن عبد الرزاق موقوفًا على أبي سعيد» .(3/283)
أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) .
870 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْقِلُ ابنُ عُبَيدالله (2) ، عَنْ عَطَاء (3) ، عَنْ أُمِّ سُلَيم؛ قال لها النبيُّ (ص) : مَا لَهَا لَمْ تَحُجَّ مَعَنا العَامَ (4) ؟ ... الحديثَ؟
قَالَ (5) أَبِي: وَرَوَاهُ حجَّاج (6) ، وَابْنُ جُرَيج (7) ، وغيرُ وَاحِدٍ (8) ،
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (788) ، وفيها رجَّح أبو حاتم رواية الْعَلاءُ بْنُ المسيَّب، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مرفوعًا، وحكم عليها بالإرسال؛ يعني بين يونس وأبي سعيد. وتقدمت برقم (851) ، وفيها ترجيح أبي حاتم لرواية من رواه عَنِ الْعَلاءِ بْنِ المسيَّب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبي (ص) ، وقال: «ومنهم من يقفه» .
وهذا يدلُّ على عظم إشكال هذا الحديث، ويؤيِّده ما نقله عنه ابنه هنا من تردُّده في الحكم. وذكر الدارقطني في "العلل" (2303) الاختلاف في هذا الحديث على أبي سعيد، وختمه بقوله: «ولا يصحُّ منها شيء» . اهـ.
(2) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (8/430) .
(3) هو: ابن أبي رَباح.
(4) في (ت) و (ك) : «العامة» .
(5) في (ك) : «وقال» .
(6) هو: ابن أرطاة. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (13026) ، والطبراني في "الكبير" (11/115 رقم 11299) .
(7) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1782) ، ومسلم في "صحيحه" (1256) .
(8) رواه البخاري في "صحيحه" (1863) ، ومسلم في "صحيحه" (1256) من طريق حبيب المعلم، وأحمد في "مسنده" (1/308 رقم 2808) ، والطبراني في "الكبير" (11/120 رقم 11322) من طريق ابن أبي ليلى، وابن حبان في "صحيحه" (3699) ، وابن عدي في "الكامل" (7/144) ، والطبراني في "الكبير" (11/141 رقم 11410) ، و"الأوسط" (8156) ، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (1/405- 406) من طريق يعقوب بن عطاء، وتمام في "فوائده" (599/الروض البسام) جميعهم عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به.
ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (10/117) من طريق سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ أم سليم، به.(3/284)
عَنْ عَطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) ...
قَالَ أَبِي: أَمَّا حديثُ مَعْقِل: فيدُلُّ أَنَّهُ مُرْسَلٌ، وَقَدْ قصَّر بِهِ، وَمَنْ خالفَ ابنَ جُرَيج فِي عَطَاءٍ فَقَدْ وَقَعَ فِي شُغْل.
871 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ الكِنْديُّ الإسْفَذَنِيُّ (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيك (2) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَبِيعَةَ (3) ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) : مَنْ مَاتَ فِي الحَرَمَيْنِ (4) ... ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: سُلَيمان، أخافُ أَنْ يكونَ: عَنِ الثِّقة، عَنْ أَنَسٍ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حدَّثنا عَبَّاد (5) الخُتَّلي (6) ، عَنِ ابن أبي فُدَيْك، عن
_________
(1) يشبه أن يكون في جميع النسخ: «الإسفذي» ، وما أثبتناه من "الأنساب" للسَّمعاني (1/100) ، وفي "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين" (1/227) : «الأَسْفَذْنِي» بسكون الذال.
(2) هو: محمد بن إسماعيل.
(3) هو: ابن أبي عبد الرحمن.
(4) وتمامه: «بُعِثَ من الآمنين يوم القيامة، ومن زارني محتسبًا إلى المدينة كان في جِوَارِي يوم القيامة» .
(5) قوله: «عباد» ليس في (ف) .
(6) في (ش) بالجيم بدل الخاء، والتاء مهملة، ولم تُعجَم الكلمةُ كلها في (أ) ، وعبَّاد هذا هو: ابن موسى. وروايته أخرجها السهمي في "تاريخ جرجان" ص (434) . ومن طريقه ابن عبد الهادي في "الصارم المنكي" ص (174) .
ورواه ابن أبي الدنيا في "كتاب القبور" - كما في "اقتضاء الصراط المستقيم" لشيخ الإسلام ابن تيمية (2/247) - ومن طريقه ابن عبد الهادي في "الصارم المنكي" ص (174) - من طريق سعيد بن عثمان الجرجاني، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3861) من طريق أيوب بن الحسن، كلاهما عن ابن أبي فديك، به.
ومن طريق البيهقي رواه ابن عبد الهادي في "الصارم المنكي" ص (174) وقال: «هذا الحديث ليس بصحيح ولا ثابت، بل هو حديث ضعيفُ الإِسناد، منقطع» .
ورواه الفاكهي في "أخبار مكة" (3/69 رقم1813) من طريق مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنجي، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أنس، به.
ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (1/198) - أخبرنا عيسى بن يونس ثنا ثور بن يزيد حدثني شيخ، عن أنس، به.(3/285)
سُلَيمان، عَنْ أَنَسٍ، وأخافُ أَنْ يكونَ أخطَأَ فِيهِ عمرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الكِنْدي؛ مَا أعلمُ لِرَبِيعَةَ مَعْنًى.
872 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبدُالله بنُ عِمْران (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الضُّرَيْس، عَنْ عِكْرمَة بْنِ عمَّار (2) ، عَنِ الهِرْماس؛ قَالَ: سمعتُ النبيَّ (ص) يُلَبِّي بِهِمَا جَمِيعًا: لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ؟
قَالَ أَبِي: فذكرتُهُ لأحمدَ بْنِ حَنْبَلٍ فأنكَرَه (3) .
قَالَ أَبِي: أرى دخَلَ لعبد الله بْنِ عِمران حديثٌ فِي حَدِيثٍ، وسَرَقَهُ
_________
(1) روايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (3/458 رقم 15971) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1254) ، والطبراني في "الكبير" (22/203 رقم534) .
(2) في (ت) و (ك) : «عمارة» .
(3) وأنكره كذلك ابن حجر في "إطراف المُسنِد المعتلي" (5/429) . و"إتحاف المهرة" (17223) .(3/286)
الشَّاذَكُوني (1) ؛ لأَنَّهُ حدَّث بِهِ بعدُ عَنْ يَحْيَى بْنِ الضُّرَيْس.
873 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ (3) ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيدالله، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ اسْتَعْصَى عَلَيْهِ بعيرُهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فرَمَاهُ (4) بالحِجَارَةِ حَتَّى قَتَلَهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ ممَّا أنكروا على عاصم بن عُبَيدالله، وحديثُ: أنَّ رجلاً تزوَّج عَلَى نَعْلَيْنِ (5) .
874 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الرَّحيم بن سُلَيمان (6) ، عن عُبَيدالله (7) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قال: ارْمُوا الجِمَارَ بِمِثْلِ حَصَى الخَذْفِ (8) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بهذا الاسناد.
_________
(1) هو: سليمان بن داود. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (3/297) ، والطبراني في "الكبير" (22/203 رقم 534) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/211) .
قال ابن عدي: «وهذا يعرف بعبد الله بن عمران الأصفهاني، عن يحيى بن ضريس» .
(2) انظر المسالة رقم (1276) .
(3) هو: ابن عبد الله النخعي.
(4) قوله: «فرماه» سقط من (ف) .
(5) سيأتي الكلام على حديث: «أن رجلاً تزوج على نعلَيْنِ» في المسألة رقم (1276) .
(6) روايته أخرجها أبو عوانة في "صحيحه" (3549) من طريق سهل بن عثمان، عنه، به.
(7) هو: ابن عمر العُمَري.
(8) سلف تفسير «حصى الخَذْفِ» في المسألة رقم (815) .(3/287)
فذكرتُ (1) هَذَا الحديثَ لابْنِ الجُنَيد (2) ، فقال: حدَّثنا عبد الله (3) بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ (4)
بِهَذَا الحديث، فقال: حدَّثنا عبدُالرَّحيم بنُ سُلَيمان، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي أُنَيْسَة (5) - عَنْ أَبِي الزُّبَير (6) ، عن جابر، عن النبيِّ (ص) - وعُبَيدِالله (7) بنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، قولَه.
_________
(1) القائل: «فذكرت» هو: ابن أبي حاتم.
(2) هو: علي بن الحسين.
(3) في (أ) و (ش) : «عبيد الله» .
(4) هكذا ذكر ابن أبي حاتم رواية ابن الجنيد، عن عبد الله ابن عمر بن أبان. ولم نقف عليه.
والحديث رواه أبو يعلى في "مسنده" (2108) فقال: حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ وعبيد الله بن عمر، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، به.
ومن طريق أبي يعلى رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (64/48) .
ورواه النسائي في "سننه" (3074) من طريق محمد بن آدم، وابن خزيمة في "صحيحه" - كما في "إتحاف المهرة" (3530) -، من طريق محمد بن العلاء، وأبو عوانة في "صحيحه" (3548) من طريق سعيد بن عمرو الأشعثي، جميعهم عن عبد الرحيم بن سليمان، عن عبيد الله، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، به.
قال ابن خزيمة: «خبر غريب غريب» .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (7/190) من طريق مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أبى الزبير، عن جابر، به.
ورواه مسلم في "صحيحه" (1299) من طريق ابن جريج؛ أخبرنا أبو الزبير: أنه سمع جابرًا يقول: رأيتُ النبيَّ (ص) رمى الجمرةَ بمثل حَصى الخَذْف.
(5) في (ش) : «يحيى بن أبي شيبة» .
(6) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
(7) قوله: «وعبيد الله» بالجر عطفًا على «يحيى بن أبي أنيسة» .(3/288)
875 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ (1) حَدِيثًا فَقَالَ (2) : حدَّثنا مُسَدَّد (3) ؛
_________
(1) في (أ) و (ش) : «ذكر» بلا واو.
(2) في (ك) : «قال» .
(3) في (أ) : «مشدد» ، ومسدد: هو: ابن مسرهد، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه مسدد في "مسنده" - كما في "مصباح الزجاجة" للبوصيري (1076) - عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ عمر بن سعيد، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عن علقمة، به. ومن طريقه رواه الطبراني في "الكبير" (18/8 رقم7) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/287) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5466) .
فمن الجائز أن يكون مسدد كان يقول: «عثمان بن سليمان» ، ثم رواه بما يوافق الجماعة.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (14690) وفي "مسنده" - كما في "مصباح الزجاجة" (1076) - عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ عمر بن سعيد، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عن علقمة بن نضلة، به.
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن ماجه (3107) ، والطبراني في "الكبير" (18/8 رقم7) ، والدارقطني في "السنن" (3/58) .
ورواه الفاكهي في "أخبار مكة" (2047) ، والأزرقي في "أخبار مكة" (2/162- 163) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/48- 49) ، والدارقطني في "سننه" (3/58) من طريق يحيى بن سليم، والطحاوي أيضًا (4/48) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، وابن عدي في "الكامل" (7/246) من طريق يحيى بن نصر، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/35) من طريق سفيان الثوري جميعهم عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عثمان ابن أبي سليمان، عن علقمة، به.
قال البيهقي: «هذا منقطع» .
وبَوَّب البخاري في كتاب الحج من "صحيحه" (3/450) بقوله: «باب توريث دور مكة وبيعها وشرائها، وأن الناس في المسجد الحرام سواءٌ خاصة؛ لقوله تعالى: ُ / 0 1 2 3 4 5 6 7 8 9:؛ چ = عع؟ ژ} (ص) { «» ف ِ {إِنَّ ... } .
فقال ابن حجر في "فتح الباري" تعليقًا على قول البخاري هذا: «أشار بهذه الترجمة إلى تضعيف = = حديث عَلْقَمَةَ بْنِ نَضْلَةَ قَالَ: توفِّي رسول الله (ص) ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَمَا تُدعَى رباعُ مَكَّةَ إِلا السَّوائبَ، مَنِ احتاجَ سكن. أخرجه ابن ماجه، وفي إسناده انقطاع وإرسال» .(3/289)
قال: نا (1) عِيسَى بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَين، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سُلَيمان، عَنْ عَلْقَمة بْنِ نَضْلَة؛ قَالَ: تُوُفِّيَ النبيُّّ (ص) ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَمَا تُدْعَى رِباعُ (2) مَكَّةَ إِلا السَّوائِبَ (3) ؛ مَنِ احْتاجَ سَكَنَ، وَمَنِ اسْتَغنَى أَسكَنَ؟
قَالَ أَبِي: كَذَا قَالَ مُسَدَّد! وَإِنَّمَا هُوَ: عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيمان.
876 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أَبَانُ ابن تَغلِب (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (5) ، عَنْ عبد الرحمن بن يزيد، عن (6) عبد الله بن مسعود، عن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «ثنا» .
(2) جمع رَبْع؛ وهو: المنزلُ ودارُ الإقامة. انظر "النهاية" لابن الأثير (2/189) .
(3) المراد: أن منازلَ مكة ودورَها كانت تُدعى: السَّوائب؛ لأنها كانت مُسَيَّبة مَشاعًا لكل أحدٍ، لا يتملَّكُها شخصٌ بعينه، فمن احتاج إلى النزول فيها سكنها، ومن استغنى عنها أسكنَ غيرَه فيها.
(4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/410 رقم 3897) ، والبزار في "مسنده" (1901) ، والنسائي في "سننه" (2751) ، والشَّاشي في "مسنده" (482) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5027) .
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن أبي إسحاق إلا من حديث أبان بن تغلب» .
ورواه مسلم (1283) من طريق عبد الرحمن بن يزيد والأسود بن يزيد؛ قالا: سمعنا عبد الله بن مسعود يقول بجَمْعٍ: سمعتُ الذي أُنزلت عليه سورة البقرة هاهنا يقول: «لبَّيكَ اللهم لبَّيك» ، ثم لبَّى، ولبَّينا معه.
(5) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(6) قوله: «عن» تصحَّف في (ش) إلى: «ابن» .(3/290)
النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يُلَبِّي: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَريكَ لَكَ ... ، فذكَرَ الحديثَ.
وَرَوَاهُ شُعْبَة (1) ، عَنْ أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ؛ قَالَ: كَانَتْ تَلبِيَةُ عبد الله ابن مَسْعُودٍ ... لَمْ يرفَعْهُ؟
قَالَ أَبِي: حديثُ شُعْبَةَ أصحُّ.
877 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ إسماعيلُ بنُ عُلَيَّة (2) ، عن
_________
(1) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/227) بلفظ: «كنت مع عبد الله بعرفة، فلبى عبد الله، فلم يزل عبد الله يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، فقال رجل: من هذا الذي يلبي في هذا الموضع؟ قال: وقال عبد الله في تلبيته شيئًا ما سمعته من أحد: لبيك عدد التراب.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (15072) من طريق أبي بكر بن عياش، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "نصب الراية" (3/24) - من طريق جرير بن حازم، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/121) من طريق إسرائيل جميعهم عن أبي إسحاق، به.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (13467) من طريق عمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كان عبد الله يعلمنا هذه التلبية: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك» .
(2) هو: إسماعيل بن إبراهيم. وروايته لم نقف عليها، لكن الحديث أخرجه أبو عوانة في "مسنده" (3229) من طريق وهب بن جرير، عن هشام بن حسان به مرسلاً.
ورواية وهب هذه ذكرها ابن حجر في "إتحاف المهرة" (1721) موصولة بذكر أنس وكذا رواها الإمام أحمد في "مسنده" (3/214 رقم 13242) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1219/المنتخب) ، وابن الجارود في "المنتقى" (484) .(3/291)
هِشَامٍ (1) ، عَنْ مُحَمَّدٍ (2) : أنَّ النبيَّ (ص) لمَّا حَلَق رأسَهُ بمِنًى؛ قَالَ هَكَذَا بشِقِّه (*) الأَيْمَنِ (3) ، فأعطاهُ أَبَا طَلْحَة، ثُمَّ قَالَ (4) هَكَذَا بشِقِّه (*) الأيسَر، فأعطاهُ الناسَ.
قَالَ أَبِي: الناسُ يَرْوُونَ (5) هَذَا الحديثَ عَنْ هِشَامٍ (6) ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) .
878 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَزَعَةُ ابن سُوَيد (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: كنَّا مَعَ رسول الله (ص) فِي المَسِير بِعَرَفَة، فأخرجَتِ امرأةٌ أعرابيَّةٌ رأسَها مِنْ هَوْدَجٍ (8) ، وَمَعَهَا (9)
_________
(1) هو: ابن حسَّان.
(2) هو: ابن سيرين.
(*) ... في (ك) : «شقه» .
(3) قوله: «الأيمن» سقط من (أ) و (ش) .
(4) في (ك) : «وقال» .
(5) في (أ) و (ش) : «قال أبي: يَرونَ» .
(6) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1305) من طريق حفص بن غياث، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وسفيان ابن عيينة، ثلاثتهم عن هشام، به.
(7) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "العيال" (643) ، والترمذي في "جامعه" (925) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (38/98) .
قال الترمذي: «وقد روي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَن النبي (ص) ، مرسلاً» .
ورواه ابن أبي الدنيا في "العيال" (641) ، والترمذي في "جامعه" (924) ، وابن ماجه في "سننه" (2910) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/156) من طريق محمد بن سوقة، عن محمد بن المنكدر، به.
قال الترمذي: «حديث جابر حديث غريب» .
(8) في (ف) حرفٌ زائد متصل بالجيم، يشبه أن يكون نونًا غير معجمة أو نحوها.
(9) في (ف) : «معها» بلا واو.(3/292)
صَبِيٌّ (1) ، فَقَالَتْ: يَا رسولَ اللَّهِ، أَلِهَذَا حَجٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ؟
قَالَ أَبِي: قَالَ ابْنُ عُيَينة (2) :
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَة: أَنَا (3) حدَّثتُ (4) ابنَ المُنكَدِر، عَنْ كُرَيب (5) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ... هَذَا الحديثَ.
879 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه المُحاربي (7) ، عن عبد الحميد بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطاء، عَنْ أَبِيهِ (8) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : الدِّينُ خَمْسٌ، لاَ يَقْبَلُ اللهُ مِنْهَا شَيْئًا دونَ شَيْءٍ: شَهَادَةُ أنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،
_________
(1) في (ك) كلمةٌ كُتبت فوق قوله: «صبي» لم تتضح.
(2) يعني: سفيان. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1336) من طريقه عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كريب، عن ابن عباس، به.
ورواه الدارقطني في "الأفراد" (ل167/أ- ب/أطراف الغرائب) من طريق الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. وقال: «تفرد به حماد ابن عيسى بن الطفيل الجهني، عن الثوري ... » .
(3) في (أ) و (ش) : «أما» .
(4) في (أ) و (ش) و (ك) : «حديث» ، ولم تنقط التاء في (ت) .
(5) قوله: «عن كريب» سقط من (أ) و (ش) .
(6) ستأتي هذه المسألة برقم (1962) ، ونقلها بتمامها ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص96) .
(7) هو: عبد الرحمن بن محمد. وروايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (5/201- 202) وعنده: «عبد الحميد بن أبي جعفر» . وقال: «غريب من حديث ابن عمر بهذا اللفظ، لم يروه عنه إلا عطاء، ولا عنه إلا ابنه عثمان، تفرد به عبد الحميد بن أبي جعفر» .
(8) هو: عطاء بن أبي مسلم الخراساني.(3/293)
وَإيمَانٌ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالجَنَّةِ، وَالنَّارِ، وَالحَياةِ بَعْدَ المَوْتِ؛ هَذِهِ وَاحِدَةٌ. وَالصَّلَوَاتُ الخَمْسُ عَمُودُ الدِّينِ، لاَ يَقْبَلُ اللهُ الإِيمَانَ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ، والزَّكَاةُ طُهُورٌ مِنَ الذُّنُوبِ، لاَ يَقْبَلُ اللهُ الإِيمَانَ وَلاَ الصَّلاَةَ إِلاّ بِالزَّكَاةِ، فَمَنْ فَعَلَ هَؤُلاَءِ (1) ، ثُمَّ جَاءَ رَمَضَانُ، فَتَرَكَ صِيَامَهُ مُتَعَمِّدًا؛ لَمْ يَقْبَلِ اللهُ مِنْهُ الإيمَانَ، وَلاَ الصَّلاَةَ، ولاَ الزَّكَاةَ، فَمَنْ فَعَلَ هَؤُلاَءِ الأَرْبَعَ، ثُمَّ تَيَسَّرَ لَهُ الحَجُّ، فَلَمْ (2)
يَحُجَّ، وَلَمْ يُوصِ بِحَجَّةٍ، وَلَمْ يَحُجَّ عَنْهُ بَعْضُ أهْلِهِ؛ لَمْ يَقْبَلِ اللهَ مِنْهُ الأربَعَ الَّتِي قَبْلَهَا؛ لأنَّ الحَجَّ فَرِيضَةٌ مِنْ فَرائِضِ اللهِ تَعَالَى؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ يَحْتَمِلُ أنَّ هَذَا (3) كلامُ (4) عَطَاء الخُراساني، وَإِنَّمَا هو: عبد الحميد بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ شيخٌ كُوفِيٌّ (5) .
880 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو ثَوْرٍ (7) ، عن ابن
_________
(1) في (أ) و (ش) : «فمن فعل ذلك» .
(2) في (أ) و (ش) : «ولم» ..
(3) في (ك) : «أن يكون هذا» .
(4) في (ف) : «أن هذا الكلام كلام» .
(5) قال ابن رجب: «الظاهر أنه من تفسيره - أي عطاء - لحديث ابن عمر، وعطاء من جِلَّة علماء الشام» .
(6) تقدمت هذه المسألة برقم (861) ، وانظر المسألة رقم (862) .
(7) هو: إبراهيم بن خالد. وتقدم في المسألة (861) أنه يروي هذا الحديث عن الشَّافِعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ.(3/294)
عُيَينة، عَنِ ابنِ (1) أَبِي نَجِيح (2) ، عَنْ عَطَاء (3) ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ لَهَا: طَوَافُكِ بِالبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالمَروَةِ؛ يَكْفِيكِ لِحَجِّكِ وَعُمْرَتِكِ.
قَالَ سُفْيان: يَعْنِي بَعْدَ المُعَرَّف (4) ؟
قَالَ (5) أَبِي: هَكَذَا حدَّثنا بِهِ (6) أَبُو ثَوْر مُوَصَّلً (7) !
وحدَّثنا عليُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ مَرْزوق (8) ، عَنِ ابن عُيَينة، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيح، عَنْ عَطَاء: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ لعائِشَة ... مُرسَلً، ومُرْسَلً أَصَحُّ (9) .
_________
(1) قوله: «ابن» سقط من (ك) .
(2) هو: عبد الله، واسم أبي نَجيح يَسار.
(3) هو: ابن أبي رَباح.
(4) في (أ) و (ش) و (ف) : «المعر» ، وانظر التعليق التالي.
والمُعرَّفُ: هو موضعُ الوقوف بعَرَفَة. انظر "معجم البلدان" (5/155) .
(5) في (أ) و (ش) و (ف) : «وقال» . والظاهر أن حرفَ الفاء من الكلمة السابقة - «المعرَّف» - تصحف إلى واو في الأصل الذي نسخت منه هذه النسخ، فألحقت بـ «قال» ، فجاءت العبارة فيها هكذا: «المعروقال» .
(6) قوله: «به» ليس في (أ) و (ش) .
(7) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وقوله: «موصَّل» هو بتشديد الصاد. انظر لذلك التعليق على المسألة رقم (163) .
(8) ورواه في المسألة رقم (861) عن أبي نُعَيم الْفَضْلُ بْنُ دُكَين، عَنْ ابن عُيَيْنَة، به مرسلاً كذلك.
(9) كذا، والأصل أن يقال: « ... مرسلاً، وهو أصحُّ مرسلاً» ؛ لكنَّه جاء بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وانظر لها التعليق على المسألة رقم (34) .(3/295)
881 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مالكٌ (2) ، عَنْ أيُّوب السَّخْتِياني، عَنْ محمد ابن سيرين، عَمَّن أخبره، عن عُبَيدالله بْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رَجُلا جاءَ إلى رسول الله (ص) فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، إنَّ (3) أمِّي كبيرةٌ لا تَسْتَطِيعُ؛ إنْ نُرْكِبْهَا (4) ،
لَمْ تَستَمسِكْ، فإنْ (5) رَبَطناها خِفتُ أَنْ تموتَ، أأَحُجُّ (6) عَنْهَا؟ قال: نَعَمْ؟
قال أبي: عُبَيدالله بن عباس، عن النبيِّ (ص) ، مُرْسَلٌ (7) .
_________
(1) سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث أيضًا في "المراسيل" رقم (422) ، فأجاب بمثل جوابه هنا.
وانظر "جامع التحصيل" ص (232) ، و"تحفة التحصيل" ص (217) .
(2) في "الموطأ" برواية القعنبيِّ، ومُطَرِّفٍ، وعبدِاللهِ بنِ وَهْب؛ كما في "التمهيد" (1/382) .
(3) في (ك) : «إني» .
(4) قوله: «لا تستطيع أن نركبها» أثبتناه من (ت) ، وكذا في (ك) إلا أنَّ فيها: «يركبها» بالياء التحتية، وفي بقيَّة النسخ: «لا نستطيع أن نركبها» .
وفي "المراسيل" للمصنِّف: «ولا نستطيع أن نركبها» ، وعلَّق المحقِّق قال: «في المطبوعة: لا تستطيع أنْ تركب» . وجاء الحديث في "التمهيد" لابن عبد البر على ألفاظ، ومنها أن الرجل قال: «يا رسول الله، إنَّ أمَّه عجوزٌ؛ إنْ حَزَمَهَا خَشِيَ أن يقتلها، وإن حَمَلَهَا لم تَسْتَمْسِكْ» ، وقد يشهد هذا اللفظ لما أثبتناه من (ت) .
والحديث مشهور عن الفضل بن العباس؛ أنَّه كان رديفَ النبي (ص) ، فجاءه رجلٌ فَقَالَ: «يَا رَسُولَ اللهِ، إنَّ أمِّي عجوزٌ كبيرة؛ إِنْ حملتُهَا لم تَسْتَمْسِكْ، وإنْ ربطتُهَا خَشِيتُ أنْ أقتُلَهَا» .
(5) في (ت) و (ك) : «قال» بدل: «فإن» .
(6) في (ت) و (ك) : «أحج» .
(7) اختُلِف في هذا الحديث على ابن سيرين على أوجه عدَّة، وتوسع ابن عبد البر في "التمهيد" (1/382-388) في ذكر الاختلاف فيه، وقال بعد ذكره لرواية مالك السابقة: «هكذا رواه القعنبي ومطرِّف وابن وَهْب عن مالك، واختُلِف فيه على ابن القاسم، فمرَّة قال فيه: عَنْ عَبْد اللَّه بْن عباس، وهو الأثبتُ عنه، ومرَّة قَالَ: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْن عباس، والصَّحيحُ فيه من رواية مالك: عبيد الله بن عباس. وقد اختُلِف فيه أيضاً على ابن سيرين من غير رواية مالك، ومن غير رواية أيوب أيضاً، فقيل عنه فيه: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وقيل: عنه، عن الفضل بن عباس، وقيل: عنه، عن عبد الله ابن عباس. وهم إخوة عدد: الفضل، وعبد الله، وعبيد الله بنو العباس بن عبد المطلب، ولهم إخوة قد = = ذكرناهم في كتاب الصَّحابة والحمد لله.
ولم يسمع ابن سيرين هذا الحديث لا من الفضل، ولا من غيره من بني العباس؛ وإنما رواه عن يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سليمان بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وهو حديثُ يحيى بن أبي إسحاق مشهور عند البصريين، معروف، رواه عنه جماعة من أئمة أهل الحديث، ويحيى بن أبي إسحاق أصغرُ من ابن سيرين بكثير، ومثله يروي عن ابن سيرين.
وقال بعض أصحاب مالك في هذا الحديث: عن مالك، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين، عن ابن عباس؛ ولم يُسمِّه، ثم طرحه مالك بآخره فلم يروه يحيى بن يحيى صاحبنا، ولا طائفة من رواة "الموطأ"، وإنما طرحه مالك؛ لأن الاضطراب فيه كثيرٌ، فمن الاضطراب فيه ... » ، ثم شرع في ذكر هذا الاضطراب.(3/296)
882 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالواحد بْنُ زِيَادٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيد، عَنْ عَمْرِو (2) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَة بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ؛ قَالَ: قَالَ لِي سعدُ بْنُ مَالِكٍ: رأيتُ امْرَأَةً تطوفُ بالبيتِ ... ؟
قَالَ أَبِي: لا أظنُّه (3) أدرَكَ أَبُو زُرْعَةَ سَعْدًا.
_________
(1) وسأل ابن أبي حاتم أباه أيضًا عن هذا الحديث في "المراسيل" رقم (455) ، فأجاب بمثل جوابه هنا.
(2) في (ك) : «عمر» .
(3) ضمير النصب في «أظنُّه» هو ضمير الشأن والحديث، والمراد: «لا أظنُّ الشأن: أدرك أبو زرعة سعدًا» . وفي "المراسيل" للمصنِّف: «قال أبي: لا أظنُّ أبا زرعة أدركَ سعدًا» ، وانظر الكلام على ضمير الشأن في المسألة رقم (854) .(3/297)
883 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَعْلى بْنُ عُبَيد (2) ، عَنْ سُفْيان الثَّوْري، عَنْ مَنْصُورٍ (3) ، عَن مِقْسَم (4) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: ساقَ النبيُّ (ص) (5) مِئَةَ بَدَنَةٍ فِيهَا جَمَلٌ لأَبِي جَهْل؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الثَّوري (6) ،
عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (7) ، عَنِ الحَكَم (8) ، عَنِ مِقْسَم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، والخطأُ مِنْ يَعْلى.
_________
(1) في (ك) : «سألت أبا زرعة» ، وفي (ت) : «سألت أبو زرعة» ، وفي (ف) : «وسئل أبي زرعة» ، والمثبت من (أ) و (ش) .
ونقل هذه المسألة ابن حجر في "النكت على ابن الصلاح" (2/875) ، وفيه: «سألتُ أبا زرعة» .
(2) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (5/230) .
(3) هو: ابن المُعتَمِر.
(4) هو: ابن بُجْرَة، مولى ابن عباس.
(5) في (ف) : «رسول الله (ص) » بدل «النبي (ص) » .
(6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (13814) ، وأحمد في "مسنده" (1/234 و269 رقم 2079 و2428) ، وابن ماجه في "سننه" (3100) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1405) ، والطبراني في "الكبير" (11/299 رقم 12057) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/97) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (17/414) من طرق عنه، به.
ورواه أحمد (1/314 رقم 2880) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/230) ، و"الدلائل" (4/151- 152) من طريق زهير بن محمد، والمحاملي في "أماليه" (25) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/230) من طريق هشيم كلاهما عن ابن أبي ليلى، به.
(7) هو: محمد بن عبد الرحمن.
(8) هو: ابن عُتَيبة.(3/298)
884 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يونسُ بنُ بُكَير، عَنْ (1) مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَة، عَنْ كُرَيب (2) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: بَعثَني رسولُ الله (ص) مع مَيمونََةَ (3) زوجِ النبيِّ (ص) - يَقُودُ (4)
بِهَا بعيرَها يَوْمَ النَّحْرِ؛ لترميَ جَمْرةَ العَقَبَة بمِنًى - فَمَا زلتُ
_________
(1) في (ف) : «و» بدل: «عن» .
(2) هو: مولى ابن عباس.
(3) في (ك) : «ميمومنه» .
(4) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أَقُودُ» كما في "الطبقات الكبرى" لابن سعد، وجاء في "السنن الكبرى" للبيهقي بلفظ: «فاتَّبَعْتُ هودَجَهَا» ، وما في النسخ يحتمل وجهَيْنِ:
الأوَّل: أنه إدراجٌ من أحدِ الرواة يفسِّر ما أُرْسِلَ به ابن عباس.
والثاني: أنَّه من تتمَّة كلام ابن عباس عن نفسه، لكنَّه جاء على الالتفات؛ من التكلُّم إلى الغيبة؛ والالتفاتُ: هو نقلُ الكلام من أسلوبٍ إلى آخَرَ من التكلُّم أو الخطاب أو الغَيْبة، إلى آخَرَ منها بعد التعبير الأوَّل، وهو نقل لفظي ومعنوي؛ مثاله من التكلُّم إلى = = الخطاب قولُهُ: [الأنعَام: 71-72] {قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنْفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَْرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ *وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ *} ، ومن التكلُّم إلى الغيبة نحو: [الفَتْح: 1-2] {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا *لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا *} ، ومن الخطاب إلى الغيبة نحو: [الزّخرُف: 70-71] {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ *يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَْنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَْعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ *} ، ومن الغيبة إلى التكلُّم نحو: [فُصّلَت: 12] {وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا} ، ومن الغيبة إلى الخطاب نحو: [الإنسَان: 21-22] {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا *إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا *} .
ومن شرط الالتفات: أن يكون الضميرُ في المنتقل إليه عائدًا في نفسِ الأمر إلى المنتقَلِ عنه، وأنْ يكون في جملتين ...
والالتفاتُ من محاسن الكلام، ووجْهُ حُسْنِهِ - على ما ذكر الزمخشري -: هو أنَّ الكلام إذا نُقِلَ من أسلوب إلى أسلوب، كان ذلك أحسَنَ تطريةً لنشاط السامع، وأكثر إيقاظًا للإصغاء من إجرائه على أسلوب واحد.
وانظر: "الكليات" للكفوي (ص169-170) ، و"تلخيص المفتاح مع شرح البرقوقي" (ص94- 97) ، و"بغية الإيضاح" (1/114- 120) ، و"معاهد التنصيص" (1/170) ، و"المثل السائر" لابن الأثير (2/3- 16) ، و"خزانة الأدب، وغاية الأرب" لابن حجة الحموي (2/34- 40) ، و"معجم البلاغة العربية" لطبانة (ص626- 630) ، و"البلاغة العربية" لحبنكة (1/478- 497) .(3/299)
أسمعها تقول: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْك (1) ، فلمَّا قَذَفَتِ الجَمْرَةَ (2) بأوَّل حَصاة، أَمسَكَتْ (3) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ كُرَيب (4) ؛ قَالَ: بعَثَني ابْنُ عَبَّاسٍ مَعَ مَيمونَةَ زوجِ النبيِّ (ص) ... (5) ، ويُونُسُ (6) بْنُ بُكَيْرٍ يَهِمُ فِيهِ.
885 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ، وحدَّثنا عَنِ بَكَّار بن عبد الله بن بَكَّار بن عبد الملك بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ بُسْرِ بنِ أَرْطَاةَ القُرَشي الدِّمَشْقي (7) ،
عن
_________
(1) قوله: «اللهم لبيك» ليس في (ت) و (ك) .
(2) المثبت من (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «الجمر» .
(3) يعني: عن التَّلبيَة.
(4) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (8/139) من طريق وُهَيب بن خالد، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/113) من طريق عبد العزيز الدَّراوردي، كلاهما عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ؛ قَالَ: بَعَثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ ... فذكره.
(5) قوله: «زوج النبي (ص) » ليس في (ت) و (ك) .
(6) في (ت) و (ك) : «يونس» بلا واو.
(7) روايته أخرجها بقي بن مخلد في "الحوض والكوثر" (10) .
ورواه بقي بن مخلد أيضا (9) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/72) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/324) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (49/118) و (51/52) من طريق القاسم بن عثمان الجوعي، عن عبد الله بن نافع، به.
قال ابن عساكر: «غريب من حديث مالك، عن نافع» . وقال البرذعي في "سؤالاته لأبي زرعة" (ص 375-376) : «وقال لي أبو زرعة: ابن نافع الصائغ عندي منكر الحديث؛ حدَّث عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبي (ص) : " ما بين بيتي ومنبري "، وأحاديثَ غيرها مناكير، وله عند أهل المدينة قدر في الفقه» .
ورواه العقيلي في "الضعفاء" (4/72) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (7/316) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/160) ، و"المهروانيات" (102) ، وتمام في "فوائده" (660/الروض البسام) من طريق أحمد ابن يحيى، والعقيلي (4/72) من طريق حباب بن جبلة الدقاق كلاهما عن مالك، به.
قال الطحاوي: «وهذا من حديث مالك يقول أهل العلم بالحديث: إنه لم يحدث به عن مالك أحد غير أحمد بن يحيى هذا، وغير عبد الله بن نافع الصائغ» .
وقال الخطيب في "المهروانيات": «هذا حديث غريب من حديث مالك، عن نافع، تفرَّد بروايته عن أحمد بن يحيى الأحول، وتابعه عبد الله بن نافع، عن مالك» .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (17/181) بعد أن ذكره من طريق أحمد بن يحيى: «وهذا أيضًا إسناد خطأ لم يتابع عليه، ولا أصل له» .(3/300)
عبد الله بْنِ نَافِعٍ (1) الصَّائغ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال رسولُ الله (ص) : مَا بَيْنَ بَيْتِي إِلَى مِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي (2) عَلَى حَوْضِي.
وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟
فَقَالَ (4) : هَكَذَا كَانَ يقولُ عبد الله بْنُ نَافِعٍ! وَإِنَّمَا هُوَ: مالكٌ (5) ، عن خُبَيب بن عبد الرحمن، عَنْ حَفْص بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - أَوْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) .
_________
(1) من قوله: «عبد الملك بن الوليد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ، وفي موضعه في (ت) إشارة لَحَق، ولم يظهر شيء في التصوير.
(2) قوله: «ومنبري» تصحَّف في (ك) إلى: «وقبري» ، وهي محتملة للوجهين في (ت) .
(3) في (ت) و (ف) و (ك) : «سئل» بلا واو.
(4) في (ك) : «قال» .
(5) روايته أخرجها في "الموطأ" (1/197) .
ومن طريق مالك رواه البخاري في "صحيحه" (7335) ، وأحمد (2/236 رقم7223) ، والبزار في "مسنده" (92/ب/مسند أبي هريرة) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/286) عن أبي هريرة فقط.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (2/285) : «هكذا رَوى هذا الحديث عن مالك _ح رواةُ "الموطأ" كلُّهم - فيما علمت - على الشَّك في أبي هريرة وأبي سعيد، على نحو الحديث الذي قبله، إلا: معن بن عيسى، وروح بن عبادة، وعبد الرحمن بن مهدي، فإنهم قالوا فيه: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ جميعًا على الجمع؛ لا على الشَّك» .
وقال أيضًأ: «رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدَيٍّ عن مالك بإسناده، فجعله عن أبي هريرة وحده، ولم يذكر معه أبا سعيد» .
قال: «والحديث محفوظ لأبي هريرة بهذا الإسناد؛ كذلك رواه عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ خبيب بهذا» .
ورواه البخاري (1196) ، ومسلم (1391) ، والبزار في "مسنده" (91/أ/مسند أبي هريرة) من طريق عبيد الله ابن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أبي هريرة. وانظر "العلل" للدارقطني (1531) .(3/301)
886 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ قُرَّانُ ابن تَمَّام (1) ، عَنْ أيمَنَ بنِ نَابِل، عَنْ قُدامَةَ الْعَامِرِيِّ (2) ؛ قَالَ (3) : رأيتُ النبيَّ (ص) يطوفُ بِالْبَيْتِ، يَسْتَلِمُ الحَجَر بِمِحْجَنِه.
_________
(1) روايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (3/413 رقم15414) ، وأبو يعلى في "مسنده" (928) والفاكهي في "أخبار مكه" (469) ، وابن عدي في"الكامل" (1/434) ، والطبراني في "الكبير" (19/38 رقم80) ، وفي "الأوسط" (8028) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/358) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5771) .
قال الطبراني في "الأوسط": «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أيمن إلا قران بن تمام» .
وقال العقيلي في "الضعفاء" (1/248/السلفي) : «وهذا الحديث رَوَاهُ قرَّان بْنُ تَمَّامٍ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ، عَنْ قُدَامَةَ بن عبد الله الكلابي، عن النبي _ج هكذا، ولم يتابَع عليه قرَّان، ورواه الناس عن أيمن بن نابل: الثوريُّ وجماعة، عن قدامة بن عبد الله: رأيت النبيَّ _ج يرمي جمرةَ العقبة على ناقة، بهذا اللفظ» . وانظر "ميزان الاعتدال" (1/494) .
(2) هو: ابن عبد الله.
(3) في (ك) : «فقال» .(3/302)
فسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنْ أَيْمَنَ إِلا قُرَّانٌ، وَلا أَرَاهُ مَحْفُوظًا، أَيْنَ كَانَ أصحابُ أيمَنَ بنِ نَابِل عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟!
887 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ أيُّوب، عَنْ حَفْص المِهْرَقاني (3) ، عَنْ محمَّد بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ، عَنْ عَمْرو (4) بْن أَبِي قَيْسٍ (5) ، عَن إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهاجِر، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ (6) حَفْصٍ، عَنِ ابْنِ عمر (7) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الغَازِي وَالحَاجُّ والمُعْتَمِرُ وَفْدُ اللهِ؛ سَأَلُوا (8) اللهَ فَأعْطَاهُمْ، ودَعَوُا اللهَ فَأَجَابَهُمْ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ أَبُو بكر ابن حَفْص، عَنْ عُمَرَ، مُرسَلً (9) . وَقَدْ أدركَ أَبُو بكرِ بنُ حَفْصٍ ابنَ عُمَرَ، وَلَمْ يُدْرِكْ عُمَرَ. وَكُنْتُ قَدِمْتُ قَزْوِينَ، فكتبتُ حديثَ مُحَمَّدِ بن سعيد بن سابق،
_________
(1) كذا في (ف) ، وفي (أ) و (ش) : «وسمعت» ، وفي (ت) و (ك) : «سمعت» .
(2) انظر المسألة المتقدمة برقم (846) و (847) ، والمسألة الآتية برقم (894) و (1007) .
(3) هو: حفص بن عمر المِهْرَقاني؛ بكسر الميم، وسكون الهاء، وفتح الراء؛ كما في "الأنساب" للسمعاني (4/350) .
(4) في (ك) : «عمر» .
(5) قوله: «قيس» تصحَّف في (أ) و (ش) إلى: «سابق» .
(6) قوله: «ابن» سقط من (ش) .
(7) قوله: «عن ابن عمر» سقط من (أ) و (ش) .
(8) في (ت) و (ك) : «شاكر» بدل: «سألوا» .
(9) قوله: «مرسل» يجوز فيه الرفع والنصب. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .(3/303)
عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قَيس، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهاجِر، عَنْ كَثِيرِ بْنِ شِهاب.
فَإِذَا هَذَا الحديثُ - كَمَا قَالَ أَبِي -: إبراهيمُ بنُ مُهاجِر (1) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْص، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
888 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الحَرَّاني، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (2) ، عَنْ محمَّد بْنِ عَجْلان، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ سَعْدٍ (3) : أَنَّهُ سمعَ بعضَ بَنِي أَخِيهِ يُلَبِّي: لَبَّيْكَ (4) ذُو المَعَارِجِ (5) ، فَقَالَ سَعْدٌ: أجَلْ! إِنَّهُ لَذُو المَعَارِج، وَمَا كُنَّا نقولُ هذا مع رسولِ الله (ص) ؟
_________
(1) من قوله: «عن كثير ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .
(2) هو: عبد الله.
(3) في (أ) و (ش) : «سعيد» . وسعد هو: ابن أبي وقَّاص ح.
(4) قوله: «لبيك» مكرر في (ك) .
(5) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «لبيك ذا المعارج» ، وهو الجادَّة؛ لأنه منادًى مضاف منصوبٌ بالألف، حذفتْ منه أداة النداء «يا» ، وما وقع في النسخ إنْ لم يكنْ تحريفًا؛ فإنَّه قد يخرَّج على وجهَيْنِ:
الأوَّل: أنَّ «ذو» بالواو لفظًا ورسمًا، وهي خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: لبيك؛ أنتَ ذو المعارج.
والثاني: أنها بالألفِ لفظًا على أنها منادًى مَنْصُوبٌ بالألف، وإنما رسمتْ واوًا على الأصل في لامها؛ فإنَّ أصل «ذو» : «ذوو» ، ومثل ذلك كلمة «أبو» كما تقدم في التعليق على المسألة رقم (22) .
فإنْ قال قائل: إنما جاءت «ذو» هنا بالواو رسمًا ونطقًا مشاكلةً لما سيأتي بَعْدُ مِنْ قوله: «إنَّه لذو المعارج» ؛ فإنَّ المتكلِّم قد يلجأ إلى بعض تصرُّفٍ في الكلمة على خلاف قاعدتها في اللسان العربي مراعاةً للمشاكلة مع كلمة أخرى.
قلنا: لا يبعد ذلك، وانظر التعليق على المسألة رقم (866) ، وسيأتي نحوه في المسألة رقم (1673) و (2071) و (2092) .(3/304)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا رَوَاهُ عَمْرُو بن خالد! وإنما هو كما رَوَاهُ الثَّوْري (1) ، وَجَرِيرٌ (2) ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّان (3) ، وحاتِم (4) ، وأبو خالد الأحمر (5) ، والدَّرَاوَرْدي (6) ، عَنِ ابْنِ عَجْلان، عن عبد الله بْنِ أَبِي سَلَمة. زَادَ الدَّرَاوَرْدي: عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ سعد (7) .
889 - (8) .
_________
(1) هو: سفيان.
(2) هو: ابن عبد الحميد.
(3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/172 رقم 1475) ، والبزار في "مسنده" (1244) ، وأبو يعلى في "مسنده" (724) ، والدارقطني في "العلل" (4/385) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/45) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (15/129) . ومن طريق أحمد وأبي يعلى رواه الضياء في "المختارة" (967 و968) .
(4) هو: ابن إسماعيل.
(5) هو: سليمان بن حيَّان. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (13465) .
ورواه الشافعي في "الأم" (2/156) ، و"المسند" ص (123) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/45) من طريق القاسم بن معن، عن ابن عجلان، به.
(6) في (ف) : «الدَّرَاوَرْدِي» بلا واو.
والدراوردي هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1245) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/125) .
(7) قال الدارقطني في "العلل" (648) : «يرويه محمد بن عَجْلانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي سلمة، واختُلِف عنه، فرواه القاسم بن معن ويحيى بن القطان وأبو خالد الأحمر والثوري، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ عَبْدِ الله بن أبي سلمة، عن سعد. وخالفهم الدراوردي، فرواه عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ عَبْدِ الله بن أبي سلمة، عن عامر بن سعد، ولم يُتابَع الدراوردي على: عامر ... » .
(8) وقع خطأ في ترقيم طبعة محب الدين الخطيب _ح، فجاء رقم (890) عقب رقم (888) ، والكلام متصل، وليس ثَمَّ سقط.(3/305)
890 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ معاويةُ بْنُ هِشَامٍ (1) ،
عَنْ سُفْيان (2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (3) ، عَنْ عَطَاء (4) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) لَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ سُفْيان (5) ، عَنْ حَبِيبٍ (6) ، عَنْ عَطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) .
891 - وَسَأَلْتُ (7) عليَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الجُنَيد عن حديثٍ رواه
_________
(1) هو: القصَّار. وروايته أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" (3/309) .
ورواه الدارقطني في "الأفراد" (ل163/أ/أطراف الغرائب) من طريق جعفر بن عنبسة، عن عمر بن حفص المكي، عن ابن جريج، به. وقال بعد أن ذكر عدة أحاديث: «تفرد بهذه الأحاديث عمر بن حفص المكي، عن ابن جريج، وتفرد بها عنه جعفر بن عنبسة» .
(2) هو: الثوري.
(3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(4) هو: ابن أبي رَباح.
(5) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (1/344 رقم3199) ، والنسائي في "المجتبى" (3056) ، وفي "الكبرى" (4062) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2697) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/224) ، والطبراني في "الكبير" (12/17 رقم 12351) من طريق سفيان، عن حبيب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس، به.
وأخرجه البخاري (1685) من طريق الضحاك بن مخلد، ومسلم (1281) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس: أن النبيَّ (ص) لم يزل يلبِّي حتَّى رَمَى جمرةَ الْعَقَبَةِ.
(6) هو: ابن أبي ثابت.
(7) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/299/مخطوط) .(3/306)
سَعِيدُ بْنُ سَلاَّم العَطَّار، عَنْ عبد الله بْنِ عُمَرَ (1) العُمَري، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) - في قوله تعالى: {مَنِ ... } (2) - قَالَ: الزَّادُ والرَّاحِلَةُ؟
قَالَ: هَذَا حديثٌ باطلٌ (3) .
892 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بِشْر بْنُ المُنْذِرِ الرَّمْلي (5) ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائفي، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن جابر ابن عبد الله، عن النبيِّ (ص) قَالَ: العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الجَنَّةُ. قِيلَ: وَمَا بِرُّه (6) يَا رسولَ اللَّهِ؟
_________
(1) في (ف) : «عمرو» .
(2) الآية (97) من سورة آل عمران.
(3) قال الشيخ الألباني في "الإرواء" (4/163) : «وآفته ابن سلام هذا، قال أحمد وابن معين: كذاب» .
(4) انظر المسألة المتقدِّمة برقم (811) و (813) و (818) .
(5) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (1/141) ، والطبراني في "الأوسط" (8405) من طريق بشر بن المنذر، به.
قال العقيلي عن بشر بن المنذر: «في حديثه وهمٌ» ، ثم روى له هذا الحديث، ثم قال: «لا يُتابَع عليه من حديث عمرو بن دينار، وقد روى بشر هذا غيرَ حديثٍ من هذا النحو. وهذا يروى عن جابر من حديث محمد ابن المنكدر بإسناد ليِّن، ورواه محمد بن ثابت البُناني، وطلحة بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عن جابر» .
وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عمرو بن دينار إلا محمد بن مسلم، ولا عن محمد إلا بشر بن المنذر» .
(6) في (أ) : «وما يرعه» ، وكذا في (ش) و (ف) ولكن بإهمال الياء، والمثبت من (ت) و (ك) .(3/307)
قَالَ: إطْعَامُ الطَّعَامِ، وَطِيبُ الكَلاَمِ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ شِبهُ موضوعٍ (1) ، وبِشْر بْنُ المُنذر كَانَ صَدُوقًا.
893 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالرَّحيم بنُ مُطَرِّف (2) ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (3) ، عَنْ الزُّهْري، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: صَلَّيْتُ مع رسول الله (ص) بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا، وَبِذِي الحُلَيْفَة رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ باتَ بِهَا، فَلَمَّا اسْتَوت بِهِ راحِلَتُه، لَبَّى؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لا أعلمُ رَوَى هَذَا الحديثَ غيرُ عِيسَى بنِ يُونُسَ، وشُعَيبِ بنِ إِسْحَاقَ، وَلا أَدْرِي ابنُ جُرَيج مِنْ أَيْنَ جاءَ بِهِ؟! والناسُ يَرْوُونَهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرة (4) ، عَنْ أَنَسٍ.
894 - وسألتُ (5) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (6) ،
عن محمد
_________
(1) في (ت) و (ك) : «الموضوع» .
(2) لم نقف على روايته، والحديث رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/122) من طريق حجاج بن إبراهيم الأزرق، والطبراني في "الأوسط" (8200) من طريق إسحاق بن راهويه، كِلاهُمَا عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا ابن جريج، تفرد به عيسى بن يونس، ورواه غير عيسى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن المنكدر وإبراهيم بن ميسرة، عن أنس» .
(3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(4) روايته أخرجها البخاري (1089) ، ومسلم (690) من طريق سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وإبراهيم بن ميسرة، عن أنس، به.
(5) انظر المسائل المتقدمة برقم (846) و (847) و (887) ، والمسألة الآتية برقم (1007) .
(6) هو: عبد الله، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه تمام في "فوائده" (597/الروض البسام) والقاضي الشريف أبو الحسين في "المشيخة" - كما في "السلسلة الصحيحة" (1820) - من طريق ابن وَهْب، قال: حدثني مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جدِّه، به، ولم يذكر محمد بن المنكدر.
ورواه بكر بن بكار في "حديثه" (3/أ- ب) عن محمد ابن أبي حميد، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أبيه، عن جده، به.
ورواه الفاكهي في "أخبار مكة" (898) من طريق عبد العزيز بن محمد، وابن عدي في "الكامل" (6/197) من طريق يحيى بن يعلى، والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/839) من طريق عبد الله بن نافع الصائغ والبيهقي في "شعب الإيمان" (3809) من طريق بكر بن بكار، جميعهم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، مثله.
وأخرجه البزار (1153/كشف) من طريق أبي عاصم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَن جابر، به مرفوعًا.
قال البزار: «لا نعلمه عن جابر إلا عن ابن المنكدر، ورواه عنه ابن أبي حميد وطلحة بن عمرو» .
وانظر "السلسلة الصحيحة" للألباني _ح (1820) .(3/308)
بْنِ أَبِي حُمَيد، عَنْ مُحَمَّدِ ابن المُنكَدِر، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عن أبيه، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : الحَاجُّ والعُمَّارُ وَفْدُ اللهِ؛ إنْ سَأَلُوا أُعْطُوا، وَإن دَعَوْا أُجِيبُوا، وَإِنْ أَنْفَقُوا أُخْلِفَ علَيْهِم. وَالَّذِي نَفْسُ أبِي القَاسِمِ (1) بِيَدِهِ، مَا أَهَلَّ مِنْ (2) مُهِلٍّ، وَلاَ كَبَّرَ (3) مِنْ مُكَبِّرٍ عَلَى شَرَفٍ مِنَ الأَرضِ، إِلاَّ أَهَلَّ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَكَبَّرَ بِتَكْبِيرِهِ، حَتَّى (4) يَنْقَطِعَ مِنْهُ الصَّوْتُ؟
_________
(1) في (ك) : «والذي نَفْسُ أبو القاسم» .
(2) قوله: «من» سقط من (ك) .
(3) في (ش) : «ولا مكبر» .
(4) في (ك) : «وحتى» .(3/309)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
895 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمة التِّنِّيسي (2) ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، عَنْ سالم بن عبد الله، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: دخَلَ رسولُ الله (ص) الكعبةَ (3) ، مَا خَلَفَ بَصَرُهُ (4) موضعَ سُجودِه، حَتَّى خرجَ مِنْهَا؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هُوَ (5) حديثٌ مُنكَرٌ.
896- وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (6) وحدَّثنا عَنِ أبي ثابت محمَّد بن عُبَيدالله (7) المَديني (8) ،
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ (9) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ المَقَامَ كَانَ فِي زمانِ (10) النبيِّ (ص) ،
_________
(1) نقل حكم أبي حاتم على الحديث العينيُّ في "عمدة القاري" (9/245) .
(2) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (3012) ، والحاكم في "المستدرك" (1/479) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/158) .
(3) في (ك) : «الكوفة» .
(4) في (ك) : «البصرة» .
(5) في (ت) و (ك) : «هذا» .
(6) في (ف) : «أبي زرعة» .
(7) في (ك) : «عبد الله» .
(8) روايته أخرجها البيهقي في "دلائل النبوة" (2/63) .
قال ابن كثير في "تفسيره" (1/246) : «وهذا إسناد صحيح» .
وقال ابن حجر في "الفتح" (8/169) : «وكان المقام من عهد إبراهيم لِزْقَ البيت إلى أن أخَّره عمر ح إلى المكان الذي هو فيه الآن، أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" بسند صحيح عن عطاء، وغيره، وعن مجاهد أيضًا، وأخرج البيهقي عن عائشة مثله بسند قوي» .
(9) هو: الدَّرَاوَرْدي.
(10) في (ف) و (ك) : «زمن» .(3/310)
وزمانِ أبي بكر مُلتَصِقً (1) بِالْبَيْتِ، ثُمَّ أَخَّرَهُ عُمَرُ بْنُ الخطاب ح.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (2) يَقُولُ (3) : لا يَرْوُونَهُ (4) عن عائِشَة؛ إنما يَرْوُونَهُ (5) عَنْ هِشَامٍ (6) ،
عَنْ أَبِيهِ فقَطْ.
897 - سمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (7) وانتهَى إِلَى حديثٍ كتَبَهُ عن
_________
(1) كذا في جميع النسخ، وهو خبر «كان» ، فحقُّه النصب «ملتصقًا» ، كما في "دلائل النبوَّة"، و"تفسير ابن كثير"، و"فتح الباري"، و"الدر المنثور" (1/293) ، لكنَّ حَذْفَ هذه الألف - كما في النسخ - جارٍ على لغة ربيعة. وانظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . ولم نقف على هذا اللفظ في بقيَّة مصادر التخريج؛ فقد جاء الحديث بألفاظ أخرى!.
(2) في (ف) : «أبي زرعة» .
(3) قوله: «يقول» سقط من (ك) .
(4) في (ك) : «لا يَرْونه» .
(5) في (ش) و (ك) : «يرويه» .
(6) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (8954) من طريق معمر، والفاكهي في "أخبار مكة" (997) من طريق عيسى بن يونس كلاهما عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه قال: إن النبي (ص) صلى إلى الكعبة وأبو بكر - ح - بعده، وعمر ح شطر إمارته، ثم إن عمر ح قال: إن الله تبارك وتعالى يقول: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} فحوله إلى المقام. واللفظ للفاكهي.
ورواه الفاكهي في "أخبار مكة" (1000) والأزرقي في "أخبار مكة" (2/35) قالا: حدثنا محمد بن أبي عمر قال: ثنا سفيان، عن حبيب بن أبي الأشرس قال: كان سيلُ أم نهشل قبل أن يعمل عمر بن الخطاب - ح - الردم بأعلى مكة، فاحتمل المقام من مكانه، فلم يدر أين موضعه، فلما قدم عمر بن الخطاب ح مكة سأل: من يعلم موضعه؟ فقام المطلب بن أبي وداعة السهمي فقال: أنا يا أمير المؤمنين، قد كنت قدرته وذرعته بمقاط - وتخوفت هذا عليه - من الحجر إليه، ومن الركن إليه، ومن وجه الكعبة. قال: ائت به، فجاء به فوضعه في موضعه هذا، وعمل الردم عند ذلك. قال سفيان: فذلك الذي حدثنا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قال: إن المقام كان عند سقع البيت، فأما موضعه الذي هو موضعه فموضعه الآن، وأما ما يقول الناس إنه كان هناك فلا.
(7) قوله: «سمعت أبا زرعة» سقط من (أ) و (ش) و (ف) .(3/311)
عبد الرحمن بن عبد الملك بْنِ شَيْبة الحِزامي (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيك (2) ، عَنْ مُوسَى بْنِ يعقوب، عن الزُّبَير بن عبد الله بْنِ أَبِي خَالِدٍ - وَهُوَ ابْنُ رُهَيْمة (3) مَوْلَى عُثْمَانَ - عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إنَّ الإِيمَانَ لَيَنْحَازُ إِليْهَا (4) كَمَا يَحُوزُ السَّيْلُ الغُثَاءَ، وَوَاللهِ إنَّ تُرْبَتَهَا لَمُؤمِنَةٌ، سمَّاها رسولُ الله (ص) (5) : طَيْبَةَ.
فَأَمْلَى عَلَيْنَا أَبُو زُرْعَةَ: أنَّ كلامَ الأوَّلِ (6) :
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ صَالِحِ (7) بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (8) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (3/227) بلفظ: «المدينة تربتها مؤمنة» . وقال: «وأحاديث زبير هذا منكرة المتن والإسناد، لا تروى إلا من هذا الوجه» .
ورواه الدارقطني في "الأفراد" (349/أ/أطراف الغرائب) بلفظ: «ذكر النبي (ص) المدينة فقال: تربتها طيبة» . و (350/أ/أطراف الغرائب) بلفظ: «سمَّى الله عزوجل المدينة طيبة» . قال الدارقطني: «تفرد به مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ عَنِ الزُّبَيْرِ بن عبد الله، وتفرد به أبو بكر بن شيبة، عن ابن أبي فديك عنه» .
(2) هو: محمد بن إسماعيل.
(3) في (أ) : «زهيمة» . ووقع في "التقريب" (1997) : «زُهْمَة» ، والمثبت موافق لما في "الجرح والتعديل" (3/581 رقم 2642) و"تهذيب التهذيب" (1/625) ، و"تهذيب الكمال" (1965) .
(4) في (أ) و (ف) : «إليهما» .
(5) في (أ) و (ش) : «النبي (ص) » .
(6) مراد أبي زرعة بقوله: «كلام الأول» يعني: «إِنَّ الإِيمَانَ لَيَنْحَازُ إِلَيْهَا كَمَا يحوز السيل الغثاء» ولم نقف عليه بهذا اللفظ من طريق صَالِحِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبيه، عن أبي هريرة، إنما رواه مسلم في "صحيحه" (1378) بهذا الإسناد، ولفظه: «لا يصبر أحدٌ على لأواء المدينة وشدتها إلا كنتُ له شفيعًا يوم القيامة أو شهيدًا» .
وقوله: «كلام الأوَّل» : من إضافة الموصوف إلى صفته، والأصل: «الكلام الأوَّل» ، وهو جائز على قول الكوفيين، وانظر التعليق على المسألة رقم (505) .
(7) في (ت) و (ك) : «عن أبي صالح» .
(8) هو: ذَكوان السَّمَّان.(3/312)
898 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ الْهَادِ (1) ،
عَنْ محمَّد (2) بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمي، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَة، عَنْ عُمَير (3) بْنِ سَلَمة الضَّمْري؛ قَالَ: بَيْنَا نحنُ نَسِيرُ مَعَ رسولِ اللَّهِ (ص) ، وهُوَ (4) حُرُمٌ، إِذَا حِمارُ وَحْشٍ (5) مَعْقُورٌ (6) ، فقال رسولُ الله (ص) : دَعُوهُ! فَيُوشِكُ صَاحِبُهُ أنْ يَأتِيَهُ، فجاءَ رجلٌ مِنْ بَهْز (7) - هُوَ الذي عَقَرَ الحِمار (8) - فقال (9) : يَا رسولَ اللَّهِ، شَأْنَكُمْ بِهَذَا الحِمار، فأمر
_________
(1) هو: يزيد بن عبد الله. وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (4344) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/172) وابن حبان (5112) ، والحاكم (3/623-624) . وسكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: «سنده صحيح» .
وتابعه على روايته على هذا الوجه: عبد ربه بن سعيد كما ذكر الدارقطني في "العلل" (515) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (23/343) .
وذكر الدارقطني أيضًا أن يحيى بن أبي كثير تابعهما على هذا الوجه، لكن ذكر المزي في "تحفة الأشراف" (5006) أن أبان العطار رواه عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، = = عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن الحارث، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ البهزي، عن النبي (ص) ، ولم يذكر في حديثه: «عمير بن سلمة» . وبناء على قول المزي لا يكون يحيى متابعًا لهما، والله أعلم.
(2) قوله: «عن محمد» مكرَّر في (ف) .
(3) في (ك) تشبه أن تكون: «عير» .
(4) في (أ) و (ش) و (ف) : «وهم» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وهو الموافق لما في مصادر التخريج، ففي بعضها: أن رسول الله (ص) خرج يريد مكة وهو محرمٌ» .
(5) قوله: «وحش» من (أ) و (ش) فقط.
(6) أي: مَنحورٌ، وقد يُستعمَل فيما أُصيبَ ولم يمُت بعد. انظر "النهاية" لابن الأثير (3/272) .
(7) في (أ) : «بهذ» بالذال.
(8) في (أ) و (ش) : «عقره» بدل: «عقر الحمار» .
(9) في (ت) و (ك) : «قال» .(3/313)
َ رسولُ الله (ص) أَبَا بَكْرٍ فقَسَمَهُ (1) بَيْنَ النَّاسِ، ثُمَّ سِرْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بالأَثايَة (2) ، إِذَا ظَبْيٌ حاقِفٌ (3) فِي ظلِّ شَجَرَةٍ، فِيهِ سَهْمٌ، فَأَمَرَ رسولُ الله (ص) إِنْسَانًا، فَقَالَ: لاَ يُهَيِّجْهُ أحَدٌ، فَنَفَذَ الناسُ وَتَرَكُوهُ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: رَوَى هَذَا الحديثَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأنصاريُّ (4) ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ............................. إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَة،
_________
(1) في (ش) : «فقسم» .
(2) الأَثايَةُ - بفتح الهمزة، وكسرها -: موضعٌ في طريق الجُحْفَة، بينه وبين المدينة خمسةٌ وعشرون فرسخًا. "معجم البلدان" (1/90) .
(3) أي: نائمٌ قد انْحَنى في نَومِه. "النهاية" (1/413) . قال الفيومي: «ظبيٌ حاقفٌ: للذي انحنى وتثنَّى من جُرحٍ أو غيره» . "المصباح المنير" (ح ق ف) (ص143) ، وانظر معنى آخر للحاقف في "المغرب" للمطَرِّزي (1/216) .
(4) اختُلِف في هذا الحديث على يحيى بن سعيد الأنصاري.
فرواه مالك في "الموطأ" (1/351) عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عمير، عن البهزي، به.
ومن طريق مالك رواه عبد الرزاق في "المصنف" (8339) ، والنسائي في "سننه" (2818) ، وابن حبان في "صحيحه" (5111) . قال ابن عبد البر في "التمهيد" (23/341) : «ولم يُختَلَف على مالك في إسناد هذا الحديث» .
وتابع مالكًا على روايته من هذا الوجه: يونس بن راشد، كما عند الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص419) .
وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ يحيى بن سعيد الأنصاري، واختُلِف على يزيد: فرواه جماعة عنه منهم:
أحمد في"المسند" (3/452 رقم15744) ، وابن أبي شيبة؛ كما عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1382) ، ويزيد بن سنان؛ كما عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/172) ، وإدريس بن جعفر العطار؛ كما عند الطبراني في "الكبير" (5/259 رقم 5283) ، ومحمد بن رمح البزاز؛ كما عند البيهقي في "سننه" (5/188) ، كلهم عن يزيد، عن الأنصاري بمثل رواية مالك.
وخالفهم عبد الله بن روح المدائني، فرواه عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَلَمَةَ، به. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (23/342) .
والصَّحيحُ رواية الجماعة عنه.
ورواه حماد بن زيد؛ كما عند ابن عبد البر في "التمهيد" (23/342) ، والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص418) ، وهشيم؛ كما عند أحمد (3/418 رقم 15450) ، كلاهما عن الأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عمير بن سلمة، به.
قال الدارقطني في "العلل" (4/116/أ) : «اتفق حماد ابن زيد وهشيم وعلي بن مسهر وسويد بن عبد العزيز؛ فرووه عن يحيى بن سعيد وأسندوه عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ النبي (ص) . وخالفهم مالك بن أنس وجرير بن عبد الحميد ويزيد بن هارون وعبد الوهَّاب بن عبد المجيد (في الأصل: عبد الحميد) الثقفي، وأبو ضمرة أنس بن عياض وعباد العوام والنضر بن محمد المروزي وعبد الرحيم بن سليمان ويونس بن راشد، فرووه عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ البهزي، عن النبي (ص) » .
وقال الدارقطني في "العلل" (515) : «والصَّواب = = قول من قال: عمير بن سلمة» .
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (23/343) : «وقال موسى بن هارون: والصحيح عندنا: أن هذا الحديث رواه عمير بن سلمة، عن النبي (ص) ليس بينه وبين النبي (ص) فيه أحد» . قال: «وذلك بيِّن في رواية يزيد بن الهادي، وعبد ربه بن سعيد» . قال موسى بن هارون: ولم يأت ذلك من مالك؛ لأن جماعة رووه عن يحيى ابن سعيد كما رواه مالك، ولكن إنما جاء ذلك من يحيى بن سعيد، كان يرويه أحيانًا فيقول فيه: عن البهزي، وأحيانًا لا يقول فيه: عن البهزي، وأظن المشيخة الأولى كان ذلك جائزًا عندهم، وليس هو رواية عن فلان، وإنما هو: عن قصة فلان» .
ونقل الحافظ ابن حجر في "النكت على ابن الصلاح" (2/588-590) كلام موسى بن هارون باختصار.
ورواه سفيان بن عيينة، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ محمد ابن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عن أبيه طلحة: أن النبي (ص) أعطاه حمار وحش، وأمره أن يفرِّقَه في الرِّفاق وهم محرمون. أخرجه ابن ماجه (3092) .
ونقل المزي في "تحفة الأشراف" (5006) عن يعقوب ابن شيبة قوله: «وهذا الحديث لا أعلم رواه هكذا غير ابن عيينة وأحسبه أراد أن يختصره فأخطأ فيه، وقد خالفه الناس في هذا الحديث» .
قال المزي: «ولعل ابن عيينة حين اختصره لحقه الوهم» .
وقال ابن حجر في "النكت الظراف" (5006) : «وقد كشف الغطاءَ عن ذلك عليُّ ابن المديني، فذكر إسماعيل القاضي عن علي بن المديني أنه قال في كتاب "العلل" بعد أن ساق الحديث عن سفيان بن عيينة مطوَّلاً: قلت لسفيان: إنه كان في "كتاب الثَّقَفِيُّ": عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ الْبَهْزِيِّ، قال: فقال لي سفيان: ظننت أنه «طلحة» وليس أستيقنه، وأما الحديث فقد جئتك به» .
قال ابن حجر: «فلم يلحق سفيان الوهم بسبب اختصاره؛ بل اعترف أنه لما حدَّث به ظن أنه عن طلحة» . ونقل الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص420) كلام علي بن المديني.
وقال الدارقطني في "العلل" (515) : «تفرد به ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ طلحة، ووهم فيه» . وانظر التعليق على "مختصر المستدرك" لابن الملقن رقم (807) .(3/314)
عَنْ عُمَير (1) بْنِ سَلَمة، عَنِ البَهْزي (2) ، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ الأَوْزَاعِيُّ، وقَصَّر بِهِ، وَلَمْ يُجَوِّده.
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أشبهُ؟
قَالَ: حديثُ ابْنِ الهادِ أشبهُ؛ لأنَّ فِي حَدِيثِ ابن الهادِ ذِكْرَ
_________
(1) في (ك) : «عمر» .
(2) في (ش) : «النهدي» ، وفي (أ) و (ف) : «البهذي» ، وفي (ت) و (ك) : «اللهزي» . وتقدم أنه من بَهْز، وسيأتي على الصَّواب في بعض النسخ.(3/316)
البَهْزي (1) ، والحديثُ عَنْ عُمَير، وَكَانَ الْمُجْنِي (2) عَلَى الحِمار: البَهْزيَّ (3) .
899 - وسمعتُ (4) أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ رَجَاءُ بنُ صَبِيح أَبُو (5) يَحْيَى الحَرَشِيُّ (6)
صاحبُ السَّقَط، عَنْ مُسَافِع بْنِ شَيبة، عن عبد الله بْنِ عَمْرو؛ أَنَّهُ قَالَ: أشهدُ بالله لَسَمِعْتُ رسولَ الله (ص) يقول: الرُّكْنُ وَالمَقَامُ يَاقُوتَتَان ِ (7) مِنْ يَاقُوتِ الجَنَّةِ، وَلَوْلاَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ طَمَسَ
_________
(1) في (أ) و (ف) : «البهدي» ، وفي (ش) : «النهدي» .
(2) كذا في جميع النسخ! ولعل صوابه: «الجاني» . وقد تكون: «المُجْنِي» ؛ وهو: المُكِبُّ؛ من أجْنأَ يُجْنِئُ: إذا أَكَبَّ َعليه ومالَ وعَطفَ، والله أعلم. انظر "النهاية" لابن الأثير (1/302) ، و"لسان العرب" (1/50) .
(3) في (أ) و (ف) : «البهذي» ، وفي (ش) : «النهدي» .
(4) ذكر الحافظ ابن حجر هذا الحديث في "فتح الباري" (3/462) وقال: «وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: وقفه أشبهُ، والذي رفعَهُ ليس بقوي» .
(5) في (أ) و (ش) : «ابن» .
(6) في (أ) و (ش) : «الحسيني» .
ورواية رجاء أخرجها أحمد في "مسنده" (2/213 و214 رقم 7000 و7008) ، والترمذي في "جامعه" (878) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2732) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (2/214 رقم 7009) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" (2/166) ، وابن حبان في "صحيحه" (3710) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (960) ، والحاكم في "المستدرك" (1/456) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (57/382 و383) .
قال الترمذي: «حديث غريب» وقال: «هذا يروى عن عبد الله بن عمرو موقوفًا، قوله» .
وقال ابن خزيمة: «لست أعرف رجاء (في الأصل: أبا رجاء) هذا بعدالة ولا جرح، ولست أحتج بخبر مثله» .
(7) في (ت) و (ك) : «ياقوتان» .(3/317)
نُورَهُمَا، [لأَضَاءَتَا] (1) مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ؟
فَقَالَ أبي: روى (2) الزُّهْرِيُّ (3)
وشُعْبَةُ، كلاهما عَنْ مُسافِع بن شَيبة، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو (4) ، مَوْقُوفٌ (5) ، وَهُوَ أشبهُ، ورجاءٌ شيخٌ ليس بِقَوِيٍّ.
_________
(1) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، وأثبتناه من مصادر التخريج السابقة.
(2) في (ك) : «رواه» .
(3) وروي عن الزهري به مرفوعًا، فرواه ابن خزيمة في "صحيحه" (2731) ، والحاكم في "المستدرك" (1/456) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/75) ، وفي "الشعب" (3741) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (57/381) من طريق أيوب بن سويد، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/75) و"الشعب" (3742) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (57/381) - من طريق شبيب بن سعيد الحبطي، والفاكهي في "أخبار مكة" (962) من طريق عبد الله بن وهب، ثلاثتهم عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزهري، عن مسافع، عن عبد الله ابن عمرو، مرفوعًا.
قال ابن خزيمة: «هذا الخبر لم يسنده أحدٌ أعلمه من حديث الزهري غير أيوب بن سويد إن كان حفظ عنه» .
وقال الحاكم: «هذا حديث تفرَّد [به] أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ، وأيوب ممَّن لم يحتجَّا به، إلا أنه من أجِلَّة مشايخ الشام» ، فتعقبه الذهبي في "التلخيص" بقوله: «ضعَّفه أحمد» .
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (8921) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شهاب؛ قال: أخبرني مُسافع الحجبي: انه سمع رجلاً يحدِّث عن عبد الله بن عمرو [في الأصل: عبد الله بن عمر] ؛ قال: فذكره موقوفًا.
ورواه الأزرقي في "أخبار مكة" (1/328) من طريق المثنى بن الصباح، عن مسافع، عن عبد الله بن عمرو به موقوفًا.
وانظر "الجرح والتعديل" (8/432) .
(4) في (ش) : «ابن عمر» .
(5) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، وجادَّتُهُ: موقوفًا، بالألف، لكنْ حذفت هنا جريًا على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .(3/318)
900 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو سعيدٍ الأَشَجُّ (1) ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحمر (2) ، عَنِ ابنِ عَجْلان (3) ، عن عُبَيدالله (4) بن عبد الله ابن عاصم، عن عبد الله بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ (5) ؛ قَالَ: سمعتُ عُمَرَ بْنَ الخطَّاب يَقُولُ: قال رسولُ الله (ص) : تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ والعُمْرَةِ؛ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي (6) الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ؟
فسمعتُ (7) أَبَا سعيدٍ الأَشَجَّ يَقُولُ: «كَذَا قَالَ أَبُو خالدٍ الأحمرُ (8) ! وَأَخْطَأَ» . وَلَمْ يُبيِّنْ (9) مَا (10) الصَّوابُ؟
فَسَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ؟
فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ: ابنُ عَجْلان (11) ،
_________
(1) هو: عبد الله بن سعيد الكندي.
(2) هو: سليمان بن حيَّان.
(3) هو: محمد.
(4) في (ف) : «عن عبد الله» .
(5) هو: عامر بن ربيعة.
(6) في (ك) : «ينفد» .
(7) في (ك) : «سمعت» .
(8) قوله: «الأحمر» ليس في (ف) و (ت) و (ك) .
(9) أي: أبو سعيد الأشجُّ. وفي نسخة (ت) : «ولم بين» .
(10) قوله: «ما» ليس في (أ) و (ش) .
(11) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (117) ، والطبراني في "الأوسط" (5529) من طريق حاتم بن إسماعيل، عنه، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ محمد بن عجلان إلا حاتم بن إسماعيل» .
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (116) ، وابن ماجه في "سننه" (2887) ، والمحاملي في "الأمالي" (229) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/257) من طريق عبيد الله بن عمر، والدارقطني في "العلل" (2/130) من طريق سفيان الثوري كلاهما عن عاصم بن عبيد الله، به.
ورواه الحميدي في "مسنده" (17) عن ابن عيينة، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر، به.
ومن طريق الحميدي رواه ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (431/المكيين) ، والبيهقي في "الشعب" (3801) .
ورواه ابن ماجه في "سننه" (2887) ، وابن أبي = = عاصم في "الآحاد والمثاني" (118) من طريق ابن أبي شيبة، وأبو يعلى في "مسنده" (198) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/258) - من طريق أبي خيثمة والقواريري، والفاكهي في "أخبار مكة" (868) من طريق يعقوب بن حميد ومحمد بن أبي عمر، والبيهقي في "الشعب" (3800) - ومن طريقه ابن عساكر (25/258) - من طريق علي بن حرب الموصلي، جميعهم عن سفيان، بمثله.
قال الحميدي: «قال سفيان: هذا الحديث حدثناه عبد الكريم الجزري، عن عبدة، عن عاصم، فلما قدم عبدة، أتيناه لنسأله عنه، فقال: إنما حدثنيه عاصم، وهذا عاصم حاضر، فذهبنا إلى عاصم، فسألناه عنه، فحدثنا به هكذا، ثم سمعته منه بعد ذلك، فمرة يقف على عمر، ولا يذكر فيه «عن أبيه» وأكثر ذلك كان يحدثه عن عبد الله بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر، عن النبي (ص) » .
وقال ابن أبي عاصم: «ورأيته عن أبي بكر [يعني ابن أبي شيبة] في كتابه في موضع آخر: عن عبد الله بن عامر عن عمر، والمحفوظ: عن عبد الله بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر» .
ورواه أحمد في "مسنده" (1/25 رقم 167) و (3/447 رقم 15698) عن ابن عيينة، عن عاصم، عن عبد الله بن عامر، عن عمر، به. كذا بإسقاط: «عامر بن ربيعة» .
ونقل ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/259) عن يعقوب بن شيبة قوله في الاختلاف في هذا الحديث على عاصم.
وذكر الدارقطني في "العلل" (159) الاختلاف في هذا الحديث، وبيَّن أن الاضطراب فيه من عاصم بن عبيد الله؛ وذكر أنه لم يكن بالحافظ.
وانظر "مسند الفاروق" لابن كثير (1/294) .(3/319)
عن عاصم بن عُبَيدالله (1) ، عن عبد الله بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر، عن النبيِّ (ص) .
901 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يعقوبُ بنُ سُفْيان (3) ، عَنْ عَمْرِو بن عاصم، عن عُبَيدالله بْنِ الوازِع (4) ، عَنْ لَيْث بْنِ أَبِي سُلَيم (5) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (6) ، عَنِ الْحَارِثِ (7) ، عَنْ عليٍّ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا سافرَ ورَكِبَ قَالَ: الحمدُ لِلَّهِ الَّذِي سَخَّر لَنَا هَذَا ... وذكَرَ الحديثَ؟
فَقَالَ: هَذَا حديثٌ لَيْسَ لَهُ أصلٌ بِهَذَا الإسناد (8) .
_________
(1) في (ك) : «عبد الله» .
(2) انظر المسألة المتقدمة برقم (799) و (800) .
(3) لم نقف على روايته، والحديث رواه ابن فضيل في "الدعاء" (56) عن الأجلح، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الحارث، عن علي، به.
ومن طريق ابن فضيل رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (499) .
(4) في (أ) : «الوارع» ، وفي (ش) و (ك) : «الوراع» ، وفي (ت) : «الوزاع» ، والمثبت من (ف) ، وهو الصَّواب كما في "التقريب" (4379) .
(5) في (ت) و (ك) : «سليمان» .
(6) هو: عمرو بن عبيد الله السَّبيعي.
(7) هو: ابن عبد الله الأعور.
(8) ذكر الدارقطني في "العلل" (430) الاختلاف في هذا الحديث وبيَّن أن من رواه عن ليث، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الحارث، عن علي فقد وهم، وقال: «والصَّواب ما رواه شيبان، عن الأجلح، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بن ربيعة، وكذلك قال أصحاب أبي إسحاق عنه» .(3/321)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْغَزْوِ وَالسِّيَرِ
902 - سألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوان الفَزَاريُّ (2) ، عَنْ أَبِي حَيَّان التَّيْمي (3) ، عَنْ أَبِي زُرْعَة (4) ، عَنْ أبي هريرة: أنَّ النبيَّ (ص) سمَّى الأُنثى مِنَ الخَيْل: الفَرَسَ؟
فَقَالَ: هَذَا حديثٌ مشهورٌ، رَوَاهُ جماعةٌ عَنْ أَبِي (5) حَيَّان، عَنْ أَبِي زُرْعَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ ذكَرَ الغُلُولَ (6) ، فَقَالَ: لاَ أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى عُنُقِهِ فَرَسٌ (7) .
فاختَصَر مَرْوانُ هَذَا الحديثَ لمَّا قَالَ: يَحْمِلُهَا عَلَى رَقَبَتِهِ؛ أَيْ: جعلَ الفَرَسَ أُنثى حِينَ قَالَ: يحملُها (8) ، وَلَمْ يقل: يَحْمِلُه.
_________
(1) في (أ) و (ش) : «وسألت» بالواو.
(2) هو: ابن معاوية. وروايته أخرجها أبو داود (2546) ، وابن حبان في "صحيحه" (4680) .
(3) هو: يحيى بن سعيد بن حيان.
(4) هو: ابن عمرو بن جرير، مشهور بكنيته، ومُختَلَف في اسمه، فقيل: هَرِم، وقيل غير ذلك.
(5) في (ش) : «عن ابن» .
(6) الغُلول: هو الخيانةُ في المَغْنَم، والسَّرِقةُ من الغَنيمة قبل القِسْمة. انظر "النهاية" لابن الأثير (3/380) .
(7) الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (3073) من طريق يحيى بن سعيد القطان، ومسلم (1831) من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عُلَيَّة، وعبد الرحيم بن سليمان، وجرير بن عبد الحميد، وأيوب السّختياني، جميعهم عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زرعة، عن أبي هريرة، به بلفظ: «لا أُلفِينَّ أحدَكم يوم القيامة على رَقَبَته شاةٌ لها ثُغاء، على رقبته فرسٌ له حَمْحَمَة ... » . ورواه أبو عوانة في "المستخرج" (4/438-439) من طريق أبي أسامة، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زرعة، عن أبي هريرة، به بلفظ: «لا أُلفِينَّ يجيءُ أحدُكم يوم القيامة على رَقَبَته فرسٌ لها حَمْحَمَة ... » .
(8) في (ك) : «حملها» .(3/322)
903 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة، عَنْ عُمرَ بنِ ذَرٍّ، عَنِ ابْنِ أخي أنس (1) ،
عن عمِّه أنس (2) : أنَّ النبيَّ (ص) بعثَ عَلِيًّا إِلَى قومٍ يقاتلُهم، ووَجَّهَ خلفَهُ رَجُلً (3) ، فَقَالَ: لاَ تَدْعُهُ مِنْ خَلْفِهِ؟
قَالَ أَبِي وأَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ أخطأَ فِيهِ ابنُ عُيَينة، وَلَيْسَ هُوَ بِابْنِ أَخِي أَنَسٍ؛ إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عمِّه (4) . وعمُّه لَيْسَ هُوَ أنسَ بْنُ مَالِكٍ، وَهُوَ مُرسَلٌ.
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: مَنْ عمُّه؟
قَالَ: لا أَدْرِي مَنْ عَنَى (5) .
_________
(1) هو: إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة كما جاء مصرَّحَا به في رواية الطبراني في "الأوسط" (8265) من طريق عثمان بن يحيى القرقساني، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ عمر بن ذر، عن إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ بن مالك، به.
وكذا ذكره الدارقطني في"العلل" كما سيأتي في التعليق آخر المسألة. وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: ابن أخي أنس بن مالك لأُمِّه.
(2) قوله: «عن عمه أنس» سقط من (ف) .
(3) كذا، والجادَّة: رجلاً، بالألف، لكنَّها حذفت هنا على لغة ربيعة. وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4) ذكر المزي في "تهذيب الكمال" (31/194) يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بن أبي طلحة الأنصاري، وذكر أنه يروي عن عمِّه عُمَرَ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي طلحة، ويروي عنه عمر بن ذر، فالظاهر أنه هذا، والله أعلم. وانظر التعليق التالي.
(5) أي: من قصد بقوله: «عمه» .
وهذا الحديث ذكره الدارقطني في "العلل" (948) ، فقال: «رواه عمر بن ذر، واختُلِف عنه: فرواه أحمد بن عبد المؤمن المصري، عن إسماعيل بن إسحاق الأنصاري، عن عمر بن ذر، فقال: عن يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رجل، عن أبي طلحة؛ قال: بعث النبي (ص) عليًّا. وقد وقع في هذا الإسناد وهم في مواضع: في قوله: يحيى بن أبي إسحاق، وإنما هو: يحيى بن إسحاق. وفي قوله: عن رجل، عن أبي طلحة، وإنما روى هذا الحديث عمر بن ذر، عن يحيى بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي طلحة: أن النبي (ص) بعث عليًّا. وقيل: عن وكيع، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ، عَنِ يحيى بن إسحاق، عن علي. وقيل: عن ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذر، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، ولا يصحُّ، والمرسل أصحُّ» اهـ.(3/323)
904 - وسمعتُ (1) أَبِي (2) وَذَكَرَ حديثَ صَفْوان (3) ، عَنِ الْوَلِيدِ (4) ، عَنْ شَيْبان (5) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (6) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ (7) ، وَإذَا (8) اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ.
قَالَ أَبِي: كَانَ صَفْوان ربَّما يَرْويه فَيَقُولُ: عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) . ويَرْويه شَيْبان فيَضْطَرِبُ فِيهِ، مَرَّةً يَقُولُ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (9) (10) ، وَأَحْيَانًا يَقُولُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (953) .
(2) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(3) هو: ابن صالح المؤذِّن.
(4) هو: ابن مسلم.
(5) هو: ابن عبد الرحمن النَّحوي.
(6) هو: ذَكْوان السَّمَّان.
(7) في (ت) : «وفيه» ، وفي (ك) : «وثية» ، ولم تُعجَم الياء.
(8) في (ت) و (ف) و (ك) : «وإن» بدل: «وإذا» .
(9) من قوله: «عن النبي (ص) ويرويه شيبان ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) .
(10) أما روايته له عن أبي هريرة: فهي التي ذكرها المؤلف في صدر المسألة عن صفوان، عن الوليد، عنه. وأما روايته له عن ابن عباس: فأخرجها أبو يعلى في "معجمه" (79) من طريق أبي الوليد أحمد بن عبد الرحمن، وأخرجها ابن حبان في "صحيحه" (4592) من طريق هشام بن خالد الأزرق، كلاهما عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ شَيْبَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صالح، عن ابن عباس، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10/339 رقم 10844) من طريق صَفْوَانَ، عَنِ الْوَلِيدِ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن ابن عباس، به. وهذا يدلُّ على أن الاختلاف من صفوان، وليس من شيبان، إلا أن يكون هناك من رواه عن شيبان بذكر أبي هريرة غير الوليد بن مسلم، من رواية صفوان، عنه.(3/324)
والصَّحيحُ إِنَّمَا هُوَ: الأعمَشُ (1) ، عَنْ مُجاهِد، عَنْ (2) طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) (3) .
قَالَ أَبِي: ويَظُنُّ قومٌ أنَّ حديثَ الْوَلِيدِ غريبٌ.
905 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيد بن عبد العزيز (5) ، عَنِ ابْنِ عَجْلان (6) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ شَيءٍ مِنْ لَهْوِ الدُّنْيَا بَاطِلٌ، إلاَّ ثَلاَثًا: تَأديبُكَ فَرَسَكَ، وَرَمْيُكَ عَنْ قَوْسِكَ، وَمُلاَعَبَتُكَ أَهْلَكَ؛ فَإِنَّهُنَّ مِنَ الحَقِّ. فقال رسولُ الله (ص) : إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْخِلُ الجَنَّةَ (7) بِالسَّهْمِ الوَاحِدِ الثَّلاَثَةَ ... ، فذكرتُ (8) لهما الحديثَ؟
_________
(1) في (ك) : «عن الأعمش» .
(2) قوله: «عن» تصحَّف في (ت) إلى «بن» .
(3) وقد رواه البخاري (1834) ، ومسلم (1353) من طريق منصور، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابن عباس، به.
(4) نقل هذه المسألة بتمامها الزيلعي في "نصب الراية" (4/274) ، وستأتي برقم (997) ، وانظر المسألة رقم (955) .
(5) روايته عند الطبراني في "الأوسط" (5309) ، والحاكم في "المستدرك" (2/95) . قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم» ، فتعقَّبه الذهبي بقوله: «كذا قال، وسويد متروك» .
(6) هو: محمد.
(7) قوله: «الجنة» سقط من (ف) .
(8) من قوله: «إن الله عز وجل ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) .(3/325)
فَقَالا: هَذَا خطأٌ، وَهِمَ فِيهِ سُوَيد؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابْنِ عَجْلان، عن عبد الله بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي حُسَين؛ قَالَ: قَالَ (1) : بلغني أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ ... (2) .
كَذَا رَوَاهُ اللَّيْثُ (3) ، وحاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وجماعةٌ - وَهُوَ الصَّحيحُ - مُرسَلً (4) .
قال أبي (5) : ورواه ابن عُيَينة، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَين، عَنْ رجُلٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثاء (6) ، عن النبيِّ (ص) ، وَهُوَ أَيْضًا مُرسَلٌ (7) .
906 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ حَكَّام، عَنْ شُعْبَة، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعان، عَنْ أَبِي المُتَوكِّل النَّاجي (8) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري؛ قَالَ: أَهْدَى مَلِكُ الرُّومِ (9) إِلَى النبيِّ (ص)
_________
(1) كذا في جميع النسخ! وفي الموضع السابق من "نصب الراية": «قال» مرة واحدة.
(2) في "نصب الراية": «قال: فذكره» .
(3) في (ش) : «روي الليث» ، وهو: ابن سعد.
(4) كذا، وهو حالٌ منصوب، وقد ورد على الجادَّة: مرسلاً، في "نصب الراية"، لكنَّه جاء هنا بحذفها على لغة ربيعة. وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(5) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(6) في (ك) : «أبي شعثاء» . وأبو الشعثاء هو: جابر بن زيد.
(7) الحديث رواه الترمذي (1637) من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين: أن رسول الله (ص) قال ... فذكره هكذا مرسلاً، ولم يتكلم عليه بشيء.
(8) هو: عليُّ بن داود.
(9) في رواية الحاكم الآتية: «أهدى ملك الهند» ، وفي "الجرح والتعديل" (6/228) : «أن النجاشي أهدى» .(3/326)
هَدَايَا، فَكَانَ فِيمَا أهدَى إِلَيْهِ جَرَّةٌ فِيهَا زَنْجَبِيل (1) ؟
فَقَالا: لا نَعْرفُه مِنْ حَدِيثِ شُعْبَة! رَوَاهُ (2) يَزِيدُ (3) بْنُ هَارُونَ، عَنْ سُفْيان بْنِ حُسَين، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدٍ (4) ، عَنْ أَنَسٍ (5) .
قلتُ: فَهَذَا صَحيحٌ؟
_________
(1) الحديث رواه العقيلي في "الضعفاء" (3/267) ، والطبراني في "الأوسط" (2416) ، وابن عدي في "الكامل" (5/137) ، والحاكم في "المستدرك" (4/135) من طريق عَمْرُو بْنُ حكَّام، عَنْ شُعْبَةَ، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ شعبة إلا عمرو» .
وقال الحاكم: «لم أخرج من أول هذا الكتاب إلى هنا لعلي بن زيد بن جُدعان القرشي- رحمه الله تعالى- حرفًا واحدًا، ولم أحفظ في أكل رسول الله (ص) الزَّنجبيل سواه، فخرجته» . فتعقَّبه الذهبي بقوله: «هذا مما ضَعَّفوا به عمرًا؛ تركه أحمد» .
وأما قول الحاكم: «لم أخرج من أول هذا الكتاب إلى هنا لعلي بن زيد بن جُدعان القرشي رحمه الله تعالى حرفًا واحدًا» : ففيه نظر! فقد أخرج له في (2/556) محتجًّا به، ومصححًا لحديثه. انظر "مختصر المستدرك" لابن الملقن (5/2655) .
(2) في (أ) و (ش) : «روى» .
(3) في (ت) و (ك) : «ابن زيد» بدل: «يزيد» .
(4) في (أ) و (ش) : «يزيد» .
(5) الحديث رواه ابن عدي في "الكامل" (5/137-138) من طريق يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ سُفْيَانَ، به. ثم قال ابن عدي: «وهذا لا يرويه عن شعبة غير عَمرو بن حكَّام، فَقَالَ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سعيد، ورواه سفيان بن حسين من رواية يزيد عنه، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أنس كما ذكرت، وتكلَّم الناس في عمرو بن حكَّام؛ حيث روى عن شعبة هذا الحديث، وقد رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ عَنْ أنس، فكان الاختلاف من علي بن زيد فإذا كان بهذه الصورة؛ لأن علي بن زيد يحتمل أن يخلِّط، ويبرأ عمرو بن حكَّام من العُهدة، ويبقى عليه أنه لم يروه عن شعبة غيره» .
وكذا جاءت عبارة ابن عدي في المطبوع! وكذا هي في مخطوط "الكامل".(3/327)
قَالا: هَذَا أشبهُ. وَأَمَّا حديثُ عَمْرو بْنِ حَكَّام: فَإِنَّهُ حديثٌٌ مُنكَرٌ (1) ؛ لا نعلَمُه أَنَّهُ رَوَاهُ أحدٌ سِوَى عَمْرو بْنِ حَكَّام (2) .
قَالَ: قلتُ (3) : فَمَا حالُ عَمْرِو بنِ حَكَّام (4) ؟
قالا: لَيْسَ بقَويٍّ (5) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَانَ قَدِمَ الرَّيَّ، فكَتَبَ عَنْهُ أخي أبو بَكْر (6) .
_________
(1) قال الذهبي في "الميزان" (3/254) : «هذا منكر من وجوه [كذا!] : أحدهما: أنه لا يعرف أن ملك الروم أهدى شيئًا إلى النبي (ص) ، وثانيهما: أن هدية الزَّنجبيل من الروم إلى الحجاز شيء ينكره العقل! فهو نظير هدية التمر من الروم إلى المدينة النبوية، ورواه غيرُ واحد عن عمرو بن حكَّام» .
(2) وكذا قال الطبراني وابن عدي - كما سبق -. وقال العقيلي في "الضعفاء" (3/267) : «ولا يعرف إلا بعمرو» ، وكذا قال الذهبي في "الميزان" (3/486) . وقال الخليلي في "الإرشاد" (2/490) : «لم يتابعه عليه أحد» .
(3) قوله: «قلت» سقط من (ت) .
(4) من قوله: «فإنه حديث منكر ... » إلى هنا سقط من (ك) .
(5) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/228) : «سألت أبي عن عمرو بن حكام؟ فقال: خرج إلى خراسان، ورجع، فأخرج حديثًا كثيرًا عن شعبة، فلم يُنكرَ عليه إلا حديثُ الزنجبيل: إن النجاشيَّ أهدى إلى النبي (ص) الزَّنجبيل. قال أبي: فلا أبعد، فإن الحديث له أصل. قلت: ما تقول فيه؟ قال: هو شيخ ليس بالقوي، لين، يكتب حديثه» .
(6) في "الجرح والتعديل" (6/228) : «قدم الرَّيَّ، وكتب عنه أخي أبو بكر، وليس بالقوي» . ... وقد توبع عمرو بن حكَّام عليه من أوجه لا تثبت، فرواه العقيلي في "الضعفاء" (3/267) من طريق أحمد بن عمر الوادي؛ قال: حدثنا النضر بن محمد الجرشي، ثنا شعبة ... به فذكره. قال العقيلي: قال الصَّائغ: هذا حديث عمرو بن حكَّام، وكان عند أحمد بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حكَّام، وعن النضر بن محمد، فانهدمت دارُه، وتقطَّعت الكتب، فاختلط عليه حديث عمرو بن حكَّام في حديث النضر، ولا يعرف إلا بعمرو، وهذا لأنهما جميعًا يحدثان عن شعبة، فحدث بهذا عن النضر بن محمد» .
ورواه الذهبي في "الميزان" (3/485) من طريق محمد ابن أشرس - وهو متهم في الحديث- عن الحسين بن الوليد، عن شعبة، به. قال الذهبي: «هذا إنما يعرف بعمرو ابن حكَّام، عن شعبة، فالحسين بن الوليد من ثقات الخراسانيين، لا يحتمل هذا» .(3/328)
907 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : سألتُ (2) أَبِي عن حديثٍ رواه عبد الرزَّاق (3) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عَطاء بن يزيد، عن عُبَيدالله بْنِ عَدِيّ (4) بْن الخِيَار، عَنْ عبد الله بْنِ عَدِيٍّ الأنصاريِّ، عَنِ النبيِّ (ص) : أنَّ رجلاً أتى النبيَّ (ص) ليستَأذِنَهُ فِي قَتْلِ رجلٍ مِنَ المنافقينَ ... الحديثَ (5) ؟
_________
(1) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط.
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسألت» بالواو. وفي هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة حاشية غير واضحة.
(3) في "المصنف" (18688) . ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد (5/433 رقم 23671) ، وابن حبان (5971) ، وابن عبد البر في " التمهيد " (10/166-167) . قال ابن عبد البر (10/161) : «وأما طرق حديث ابن شهاب، عن عبيد الله بن عدي ابن الخيار: فقد ذكرها إسماعيل بن إسحاق القاضي مستقصاةً مجوَّدة، ونحن نذكرها عنه» ثم شرع في ذكرها. ونقل عن إسماعيل القاضي قوله بعد ذكره طرقَ الحديث: «وليس فيهم أجودُ من رواية معمر إن كان عبد الرزاق ضبط عن معمر..» .
وذكر ابن حجر الحديث في "الإصابة" (6/164) وقال: «إسناده صحيح، وقد جوَّده معمر، عن الزهري. ورواه مالك والليث وابن عيينة، عن الزهري فقالوا: عن رجل من الأنصار، ولم يسمُّوه»
(4) في (أ) : «غدي» .
(5) قوله: «الحديث» سقط من (ك) .(3/329)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو: عن عُبَيدالله ابن عَدِيٍّ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (1) .
قلتُ لأَبِي: الخطأُ ممَّن هو (2) ؟
قال: مِنْ عبد الرزَّاق.
908 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ ابن مسلم، عن عبد الله بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زَبْر (3) ؛ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سلاَّمٍ الأسْوَدَ (4) ؛ قَالَ: سمعتُ عَمْرَو بْنَ عَبَسَة؛ قَالَ: صلَّى بنا النبيُّ (ص) إِلَى بَعيرٍ مِنَ المَغْنَم، فلمَّا سَلَّم أَخَذَ وَبَرَةً مِنْ جَنْبِ البَعِير فَقَالَ: وَلاَ يَحِلُّ لِي مِنْ غَنَائِمِكُمْ هَذِهِ إلاَّ الخُمُسُ، وَالخُمُسُ مَرْدُودٌ فِيكُمْ؟
قَالَ أَبِي (5) : ما أدري ما هَذَا (6) ؟! لَمْ يسمَعْ أَبُو سلاَّم من عمرو
_________
(1) رَوَاهُ مَالِكٌ فِي "الْمُوَطَّإِ" (1/171) عَنِ الزهري، عن عطاء، عن عبيد الله بن عدي، عن النبي (ص) مرسلاً. قال ابن عبد البر في "التمهيد" (10/150) : «هكذا رواه سائرُ رواة "الموطأ" عن مالك، إلا روحَ بن عبادة؛ فإنه رواه عن مالك متصلاً مسندًا» .
ورواه أحمد في "المسند" (5/432-433 رقم 23670) عن عبد الرزاق؛ أخبرنا ابن جريج؛ أخبرني ابن شهاب، عن عطاء، عن عبيد الله بن عدي: أن رجلاً من الأنصار حدَّثه ... فذكره.
وقوله: «مرسل» : يجوز فيه الرفع والنصب. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(2) قوله: «هو» من (ت) و (ك) فقط.
(3) في (ك) : «زيد» .
(4) هو: مَمْطور الحَبَشي.
(5) في (ك) : «إني» .
(6) في (ت) : «يا هذا» .(3/330)
بْنِ عَبَسَة شَيْئًا؛ إِنَّمَا يَروي عَنْ أَبِي أُمامَة، عَنْهُ (1) .
909 - وسمعتُ أبي وذكَرَ حديثًا رواه عُبَيدالله بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ صَفْوان بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ بْنِ أَبِي اللَّجْلاج (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - قولَهُ -: لا يَجْمَعُ اللَّهُ غُبَارًا فِي سبيلِ اللَّهِ، ودُخَانَ جهنَّم فِي مَنْخِرَيْ عَبدٍ مُسْلِمٍ ... الحديثَ.
قَالَ أَبِي: قَالَ لَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنِ اللَّيث (3) ؛ وَإِنَّمَا هُوَ صَفْوَانُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، وأَرى أنَّ بين عُبَيدالله بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ وَبَيْنَ صَفْوان: سُهَيلَ بْنَ أبي صالح (4) .
_________
(1) الحديث رواه أبو داود في "سننه" (2755) ، والحاكم في "المستدرك" (3/616-617) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/339) من طريق عبد الله بن العلاء؛ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلامٍ الأَسْوَدَ قال: سمعت عمرو ابن عبسة، به.
وقد وقع في هذا الحديث اختلاف كثير انظره في التعليق على "سنن سعيد بن منصور" (5/187-198 رقم982) .
(2) اسمه القَعقاع، وقيل: حصين، وقيل: خالد. قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/136) : «قعقاع ابن اللَّجلاج: روى عن أبي هريرة، روى عنه صفوان ابن أبي يزيد، سمعت أبي يقول ذلك، وقال محمد بن عمرو: عن حصين بن اللَّجلاج. قال يحيى بن معين - فيما ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عنه -: أن القعقاع أصوب» .
(3) أي: هكذا قال لنا أبو صالح - وهو عبد الله بن صَالِحٍ، كَاتِبُ اللَّيْثِ - عَنِ اللَّيْث، عن عبيد الله بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ صَفْوَانَ بن يزيد.
(4) الحديث رواه النسائي في "سننه" (3115) من طريق شعيب بن الليث، عن الليث، عن عبيد الله بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ صَفْوَانَ بن أبي يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ بْنِ اللَّجلاج، عن أبي هريرة، به موقوفًا.
ورواه أحمد في "المسند" (2/256 رقم7480) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (2402) ، والنسائي (3114) من طريق محمد بن عمرو، عن صفوان، عن حصين ابن اللَّجلاج، عن أبي هريرة، به مرفوعًا إلى النبي (ص) .
ورواه النسائي (3110) من طريق جرير، وفي (3112) من طريق ابن الهاد، وسعيد ابن منصور في "سننه" (2401) من طريق خالد بن عبد الله، ثلاثتهم عن سهيل ابن أبي صالح، عن صفوان، عن القعقاع بن اللجلاج، عن أبي هريرة، به مرفوعًا.
ورواه النسائي (3111) من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلٍ بن أبي صالح، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ خالد ابن اللجلاج، عن أبي هريرة، به مرفوعًا.
قال الدارقطني في "العلل" (1601) : «يرويه سهيل بن أبي صالح ومحمد بن عمرو واختُلِف عنهما: فَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سهيل ومحمد بن عمرو فقال: عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ القعقاع بن اللجلاج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . خالفه خالد الواسطي؛ رواه عن سهيل، عن صفوان بن أبي يزيد، عن القعقاع بن اللجلاج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . [ورواه عبدة ابن سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ حصين بن اللجلاج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، والصَّواب: القعقاع بن اللجلاج] » . اهـ.
تنبيه: ما بين معقوفين سقط من المطبوع من "العلل"، فاستدركناه من المخطوط (ج3/ق45/ب-46/أ) .(3/331)
910 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفْيان (1) ، عَنْ عَاصِمٍ (2) ، عَنْ أَبِي وائل (3) ، عن عبد الله (4) ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ مُسَيْلِمَة: لَوْلاَ أَنَّ الرُّسُلَ لاَ تُقْتَلُ، لَقَتَلْتُكَ (5) .
وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش (6) ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن ابن
_________
(1) هو: الثوري.
(2) هو: ابن أبي النَّجود.
(3) هو: شقيق بن سَلَمة.
(4) هو: ابن مسعود.
(5) في (أ) : «لقتلك» .
(6) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (1/404 رقم 3837) .(3/332)
مُعَيْن (1) السَّعْدي (2) ، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: الثَّوْري أحفَظُ من أَبِي بَكْرٍ (3) ، وَأَرَى أَنَّ عَاصِمًا حَكَى عَنْ أَبِي وَائِلٍ: أنَّ رجلاً يقال له: أبو مُعَيْن (4) ،
مَرَّ بمسجدِ
_________
(1) كذا في جميع النسخ: «ابن مُعَيْن» ، وسيأتي بكنيته: «أبو مُعَيْن» ، وكلاهما صواب. وانظر التعليق بعد التعليقين التاليين.
(2) في (ك) يشبه أن تكون: «السعيري» .
(3) وقال الدارقطني في "العلل" (734) بعد أن ذكر الاختلاف في هذا الحديث: «والصواب: عن الثوري، عن عاصم» .
(4) وكذا ذكر الدارقطني في "العلل" (5/88 رقم 734) أنه مرة يُنسَب، ومرة يُكنى. وهذا بعضٌ من الاختلاف في اسم هذا الرواي؛ فمنهم من قال - كما هنا -: «ابن مُعَين» ، وهذا جاء في بعض نسخ "الجرح والتعديل" (9/328 رقم1434) كما ذكر المحقق، وكذا جاء في"معرفة الثقات" للعجلي (2313/ترتيبه) ، لكنه ضُبط: «ابن مُعَيَّن» ، وذكر المرتِّب أن في الحاشية: «مُعَيْن بالتخفيف» ، وكذا جاء في "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (2/ل297/أ) : «ابن مُعَيْن» = = مضبوطًا، وذكر أنه كذا عند ابن منده. وأما ابن الأثير في "أسد الغابة" (6/346) فذكره هكذا: «ابن مُعَيْز» بالزاي، ونسبه لابن منده وأبي نعيم! وهذا الذي ذكره الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (4/2016-2017) ، حيث قال: «وأما مُعَيْز: فهو عبد الله ابن مُعَيْز - بالزاي - السَّعْدِي ... » الخ. وكذا جاء في بعض نسخ "الجرح والتعديل"، وهو الذي أثبته المحقق، وكذا جاء أيضًا في "طبقات ابن سعد" (6/196) ، و"مسند الإمام أحمد" (1/404 رقم3837) ، وكثيرٍ من المصادر التي أخرجت الحديث، وهذا الذي اختاره كثيرٌ ممن ألف في مشتبه النسبة، ومنهم ابن ماكولا في "الإكمال" (7/205) .
وتعقَّب ذلك كله الحافظ ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (8/197-198) بعد أن حكى عن الذهبي قوله: «ومُعَيْز - تصغير مَعْز -: عبد الله بن مُعَيْز السَّعْدي، عن ابن مسعود، وعنه أبو وائل» ، ثم قال ابن ناصر الدين: «قلت: ذكره المصنِّف في كتابه "التجريد" في ذكر الأبناء، ولم يُسَمِّه، وذكر اسمَ والده بكسر الميم، وسكون العين المهملة، وفتح المثناة، تليها راء؛ فقال: ابن مِعْيَر، له إدراك، روى عنه أبو وائل، فخالف المصنِّف ما قيَّده هنا، والمعروف غيرُ هذين القولين، وهو ابن مُعَيْن - بضم الميم، وفتح العين، وسكون المثناة تحت، تليها نون -. وكذا ذكره ابن منده في "المعرفة"، فقال: ابن مُعَيْن، أدرك النبي (ص) ولم يره، روى عنه أبو وائل، يروي عن عبد الله. انتهى. وكذا ذكره بالنون أبو الغنائم النَّرْسي، فروى في كتابه "حديث مختلفي الأسماء" من طريق عبد الله بن زيدان؛ حدثنا أبو كُرَيب؛ حدثنا أبو بكر، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن ابن مُعَيْن السَّعْدي، فذكر قصَّةً فيها روايتُه عن عبد الله بن مسعود، تقدَّمت في حرف الحاء المهملة. نقلتُه مجوَّدًا من خط الحافظ عبد الغني المَقْدسي من كتاب النَّرْسي» . اهـ كلام ابن ناصر الدين.(3/333)
بَنِي (1) حَنِيف (2) ، فجعَلَ أَبُو بَكْرٍ: عن ابن مُعَيْن (3) ، والثَّوريُّ أَفهَمُ.
911- وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه بَكْرُ ابن يُونُسَ بْنِ بُكَير (5) ،
عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ (6) ، عَنْ أبي قَتَادة الأنصاريِّ (7) : أنَّ
_________
(1) في (ت) و (ك) : «بين» .
(2) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «حنيفة» .
(3) انظر التعليق قبل التعليقين السابقين.
(4) انظر المسألة الآتية برقم (1016) .
(5) لم نقف على روايته، وسيأتي الحديث في المسألة رقم (1016) من طريق يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عُلي بن رباح، به.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (17/293 رقم 809) ، والحاكم في "المستدرك" (2/92) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/330) من طريق عبيد بن الصَّبَّاح، عن موسى بن عُلي بن رباح، عن أبيه، عن عقبة ابن عامر، به مرفوعًا، فجعله من مسند عقبة بن عامر.
(6) هو: عُلَيُّ بن رَباح اللَّخْميُّ.
(7) في جميع النسخ: «عن أبي قتادة، عن الأنصاري» ، وكأنه ضُرِب على قوله: «عن» الثانية في نسخة (أ) .(3/334)
رسولَ الله (ص) قَالَ: خَيْرُ الخَيْلِ: الأَدْهَمُ (1) ، الأَقْرَحُ (2) ، الأَرْثَمُ (3) ، المُحَجَّلُ (4) ثَلاَثً (5) ،
طَلْقُ اليَمِينِ (6) ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أدْهَمَ فَكُمَيْتٌ (7) عَلَى هَذِهِ (8) الشِّيَةِ (9) ؟
_________
(1) الأَدْهَمُ: الأسْوَد. والعربُ تقول: ملوكُ الخيل دُهْمُها. انظر "لسان العرب" (12/209) .
(2) الأَقْرَحُ: الذي في جَبهَته قُرْحَة، وهي بياضٌ يسير في وجه الفَرَس، دون الغُرَّة. انظر "النهاية" لابن الأثير (4/36) .
(3) الأَرْثَمُ: الذي أنفُه أبيضُ، وشَفَتُه العُليا. انظر "النهاية" (2/196) .
(4) المُحَجَّلُ: الذي يرتفعُ البياضُ في قوائمه إلى مَوضِع القَيد، ويُجاوِزُ الأرساغَ ولا يُجاوِزُ الرُّكبَتَين؛ لأنهما مواضِعُ الأحْجال وهي الخَلاخيلُ والقُيودُ، ولا يكونُ التَّحجيلُ باليدِ واليدَين مالم يكُن معها رِجل أو رِجلان. "النهاية" (1/346) .
(5) في (ف) : «فلت» ، وهو تصحيفٌ، والمثبت من بقيَّة النسخ، وقد رسمت فيها هكذا: «ثلث» على الرسم القديم، ومثل ما أثبتنا جاء في المسألة رقم (1016) ، و"مسند أحمد"، وفي "صحيح ابن حبان": «المحجَّلُ ثلاثًا» ، وفي "سنن البيهقي": «المُحَجَّلُ الثَّلاث» ، وفي إحدى نسخ "مسند أحمد": «مُحَجَّل الثَّلاث» .
وقوله: «ثلاث» فيما أثبتناه يحتمل وجهين:
الأول: الرفع على أنه نائب فاعل لاسم المفعول «المحجَّلُ» ، والمراد: المحجَّلُ ثلاثٌ منه، أي: أنَّ التَّحجيل في ثلاثٍ من قوائمه فقط.
والثاني: النصب على نزع الخافض، أي: المُحَجَّلُ في ثلاث، حُذفَ الخافض، فانتصَبَ ما بعده «ثلاثً» ؛ ويشهد لهذا روايةُ ابن حبَّان: «المحجَّلُ ثلاثًا» بألف تنوين النصب، لكنَّ الألف حُذفت هنا جريًا على لغة ربيعة، وقد تقدَّم إيضاحها في المسألة رقم (34) ، وتقدَّم أيضًا في المسألة رقم (12) التعليق على نزع الخافض.
(6) أي: يده اليُمنى مُطلَقَة، ليس فيها تحجيلٌ. انظر "النهاية" (3/134) .
(7) الكُمَيْتُ من الخيل: بين الأسود والأحمر. "المصباح المنير" (ك م ت) (ص540) .
(8) في (ك) : «هذا» ، والمثبت من بقية النسخ ومصادر التخريج.
(9) كذا في (أ) وفي مصادر التخريج، ولم تنقط الياء في (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «الشبه» بالباء الموحَّدة.
والشِّيَةُ: العَلامَةُ. "المصباح المنير" (وش ي) (ص661) . والمراد: على هذه الصِّفة وهذا اللون من الخيل. انظر "النهاية" (2/522) .(3/335)
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يُروَى هَذَا الحديثُ عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَيٍّ (1) ، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (2) ؛ وبَكْرُ بْنُ يُونُسَ ضعيفُ الْحَدِيثِ.
912 - وسمعتُ (3) أَبِي ورأَى فِي كِتَابِي عَنْ هارونَ بنِ إِسْحَاقَ، عَنْ محمَّد بْنِ بِشْر، عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبِي الزِّناد (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) أربعَ أحاديثَ (5) : أحدُهَا: وأنَّ النبيَّ (ص) نَهَى أن يُسَافَرَ بالقُرآن ِ إِلَى أرضِ العَدُوِّ.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذِهِ الأحاديثُ وَهَمٌ؛ وَإِنَّمَا هو: عن عبد الرحمن بن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) .
913 - وسألتُ (6) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه أبو بكرِ بن
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (32562) عن الفضل بن دكين، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أبيه، عن النبي (ص) مرسلاً بنحوه.
(2) كذا «مرسل» وهو حالٌ منصوب، وجاء بحذف ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليقُ عليها في المسألة رقم (34) .
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (252) ، وفيها ذكرُ الأحاديث الأربعة جميعها.
(4) اسم أبي الزناد: عبد الله بن ذكوان.
(5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أربعة أحاديث» ، لكن ما في النسخ جائز على مذهب البغداديين والكسائي. وقد تقدَّم التعليق على ذلك في المسألة رقم (252) .
(6) ستأتي هذه المسألة برقم (1395) .(3/336)
ُ عَيَّاش (1) ، عَنْ لَيث (2) ، عَنْ أَبِي الخَطَّاب (3) ،
عَنْ أَبِي زُرْعَة (4) ، عَنْ ثَوْبان مولى رسول الله (ص) أَنَّهُ قَالَ: لعَنَ رسولُ اللَّهِ (ص) الرَّاشِيَ والمُرْتَشِيَ، وإنَّ هَذَا الفَيْءَ لا يُحِلُّ فيه خَيْطًا ولا مِخْيَطًا (5) ، وإنَّ
_________
(1) روايته أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (5115) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/279 رقم 22399) بلفظ: لعن رسول الله (ص) الراشي والمرتشي والرائش يعني الذي يمشي بينهما. وأخرجه الحربي في "غريب الحديث" (3/1052) مختصرًا بلفظ: «المختلعات هنَّ المنافقات» .
(2) هو: ابن أبي سُلَيم.
(3) سأل الترمذي في "العلل الكبير" (304) البخاريَّ عن أبي الخطاب من هو؟ فقال: «لعله الهجري، وأبو زرعة لعله يحيى بن أبي عمر السيباني، وقال: كنيته أبو زرعة» . اهـ. وقد ترجم البخاري في "الكنى" (218) لأبي الخطاب الهجري، ثم ترجم لأبي الخطاب هذا الذي يروي عن أبي زرعة؛ فجعلهما اثنين.
وقال ابن حجر في "التقريب" (8142) : «أبو الخطاب: شيخٌ لليث بن أبي سُلَيم، مجهول من السادسة» . وقال في "تهذيب التهذيب" (4/517-518) في الكلام عن أبي الخطاب هذا: «ذكر ابنُ مَنْده وابن عبد البر أنَّه يَروي عَنْ أَبِي زُرْعة بْنِ عَمْرِو بن جرير، والذي عند الترمذي عن أبي زُرْعة حَسْبُ، والأشبه: أنه أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السَّيْباني؛ فإنه شاميٌّ، وأبو إدريس شاميٌّ، وأما أبو زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ فإنه عراقيٌّ، ولا يُعرَفُ له روايةٌ عن الشاميين، قلت [والكلام لابن حجر] : تَبِعَ ابنُ منده وابنُ عبدِالبرِّ عبد الرحمن بن أبي حاتم؛ فإنه هكذا قال في كتابه "أبو الخطاب"، رَوى عَنْ أَبِي زُرْعة بْنِ عَمْرِو ابن جرير، وعنه لَيْث بن أبي سُلَيم. وكذا قاله الحاكم أبو أحمد، والظَّاهر ترجيح قَوْلهم، ولا مانع أن يكون أبو زُرْعة لقي أبا إدريس بمكة أو بغيرها» . اهـ.
(4) قال ابن حجر في "التقريب أيضًا (8165) : «أبو زُرْعَةَ: عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، قيل: هو ابن عمرو ابن جرير، وإلا فهو مجهول، من الخامسة» .
(5) كذا في جميع النسخ، وكذا في المسألة الآتية برقم (1395) ، والجادَّة: «لا يَحِلُّ فِيهِ خيطٌ وَلا مِخْيَطٌ» كما ورد في جميع مصادر التخريج، لكن ما وقع عندنا لك أن تضبطه على أوجه ثلاثة؛ الأول: «لا يُحِلُّ فيه خَيْطًا ولا مِخْيَطًا» ، والثاني: «لا يُحَلُّ فيه خَيْطًا ولا مِخْيَطًا» ، والثالث: «لا يَحِلُّ فيه خَيْطًا ولا مِخْيَطًا» :
فالضبط الأول: يتخرَّج على أنَّ الفاعل ضمير يعود إلى رسول الله (ص) ، والتقدير: «إنَّ هَذَا الفيءَ لا يُحِلُّ فيه = = رسولُ الله (ص) خيطًا ولا مخيطًا» .
والضبط الثاني: يتَّجه على قول الكوفيين ومن تابعهم في جواز إنابة الجارِّ والمجرور مُنَابَ الفاعل مع وجود المفعول به، عند بناء الفعل لما لم يُسمَّ فاعله وقد تقدَّم إيضاح مذهب الكوفيين في المسألة رقم (252) .
والضبط الثالث: يصحُّ على الإضمار، والتقدير: «لا يَحِلُّّ فيه شيءٌ ولوكان خيطًا أو مِخْيَطًا» ؛ ففاعل «لا يَحِلُّ» : محذوفٌ، و «خيطًا» : خبر «كان» ، ولعل هذا أوفَقُ للمعنى المقصود، والله أعلم.(3/337)
المُخْتَلِعاتِ (1) هُنَّ المُنافقاتُ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ ذَوَّادُ (2) بْنُ (3) عُلْبَة (4) ، وابنُ أَبِي زَائِدَةَ (5) ، عَنْ لَيْث، عَنْ أَبِي الخَطَّاب، عَنْ أَبِي زُرْعَة، عن أبي
_________
(1) في (ك) : «المختلفات» . والمُختَلِعاتُ: اللاتي يطلُبنَ الخُلعَ والطَّلاقَ من أزواجهِنَّ بغير عُذر. اهـ. "النهاية" (2/65) .
(2) في (ف) و (ك) : «داود» ، وفي (ش) : «داوذ» . وروايته أخرجه الترمذي في "جامعه" (1186) ، وفي "العلل الكبير" (304) ، والطبري في "تفسيره" (4841) ، وابن عدي في "الكامل" (3/122) ، والدارقطني في "الأفراد" (105/ب/أطراف الغرائب) محتصرًا بلفظ: «المختلعات هُنَّ المنافقات» .
قال الترمذي في "الجامع": «هذا حديث غريبٌ من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي» . وقال في "العلل": «سألت محمدًا عن هذا الحديث؟ فلم يعرفه» .
وقال الدارقطني: «تفرَّد به أبو كُرَيب محمد بن العلاء، عن مُزاحم بن ذوَّاد بن عُلْبة، عن أبيه، عن ليث، عن صاحب له يقال له: عمر أبو الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أبي أدريس» .
(3) علق عليها بهامش (ك) بما نصه: «وابن» .
(4) في (أ) و (ش) و (ف) : «علية» ، ولم تنقط في (ت) و (ك) .
(5) هو يحيى بن زكريا. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (22085) ، وفي "المسند"؛ كما في "إتحاف الخيرة" (4900) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه أبو يعلى في "المسند الكبير" - كما في "إتحاف الخيرة" (4900) -، والطبراني في "الكبير" (2/94 رقم 1415) .
ورواه البزار في "مسنده" (1353/كشف الأستار) من طريق عبد الواحد بْنُ زِيَادٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عن ثوبان، أن رسول الله (ص) لعن الراشي والمرتشي والرائش.
قال البزار: «قوله: الرائش، لا نعلمها إلا من هذا الطريق، وإنما يرويه لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيم، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، وقد أدخل ذاود بن عُلْبة بينه وبين أبي زرعة رجلاً، فذكره عن أبي الخطاب، وأبو الخطاب فليس بالمعروف إلا انه قد روى عنه ليث غير حديث» .(3/338)
إِدْرِيسَ الخَوْلانيِّ (1) ، عَنْ ثَوْبان، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهَذَا الصَّحيحُ؛ قد وصلوه؛ زادوا فيه رَجُلً (2) .
914 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفْيان الثَّوري (4) ، عَنْ أَبِي الزِّنَاد (5) ، عَنِ المُرَقِّعِ بنِ صَيْفي، عَنْ حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ (6) ؛ قَالَ:
_________
(1) هو: عبد الله بن ثُوَب.
(2) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، جريًا على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) ، وسيأتي على الجادَّة: «رجلاً» في المسألة رقم (1395) .
(3) نقل هذا النص بتصرف الزيلعي في "نصب الراية" (3/378) ، وانظر المسألة رقم (1019) .
(4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (33107) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/178 رقم 17611) ، والترمذي في "العلل الكبير" (471) ، وابن ماجه في "سننه" (2842) ، والنسائي في "الكبرى" (8627) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/222) ، وابن حبان في "صحيحه" (4791) .
(5) هو: عبد الله بن ذكوان.
(6) هو: ابن الربيع بن صيفي.(3/339)
لمَّا خرَجَ رسولُ الله (ص) فِي بعضِ مَغَازيه، نظَرَ إِلَى امرأةٍ مَقْتُولَةٍ فَقَالَ: مَا كَانَتْ هَذِهِ (1) تُقَاتِلُ! ، فَنَهَى عَنْ قَتْلِ النِّساء والوِلْدان؟
قَالَ أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ، يُقَالُ: إنَّ هذا مِنْ وَهَم ِ الثَّوْري؛ إِنَّمَا هُوَ: المُرَقِّعُ بْنُ صَيْفي، عن جَدِّهِ رياح (2) بنِ الرَّبيعِ أَخِي حَنْظَلَة، عَنِ النبيِّ (ص) . كذا يَرْوِيهِ مغيرةُ بنُ عبد الرحمن (3) ، وزيادُ بن سعد، وعبد الرحمن ابن أَبِي الزِّناد (4) .
قَالَ أَبِي: والصَّحيحُ هذا (5) .
_________
(1) في (ت) و (ف) و (ك) : «هذا» .
(2) في (أ) و (ت) و (ك) : «رباح» بالموحدة، وكذا في "نصب الراية" (3/388) نقلاً عن "العلل"، ولم تنقط في (ش) و (ف) . والمثبت هو الصَّواب، وانظر تفصيل ذلك في المسألة رقم (1019) .
(3) روايته أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (2623) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/488 رقم15992) و (4/346 رقم19043 و19044) ، وابن ماجه في "سننه" (2842) ، والنسائي في "الكبرى" (8626) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1546) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/221 و222) ، و"شرح مشكل الآثار" (6137) ، وابن حبان في "صحيحه" (4789) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4620) .
(4) يعني: عَنْ أَبِي الزِّناد، عَنِ المُرَقِّعِ بن صَيْفي، عن جده. ورواية عبد الرحمن أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/488 رقم15993 و15994) و (4/178-179 رقم 17612) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/314) ، وفي "التاريخ الأوسط" (1/142) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2751) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6138) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4617 و4618) ، والحاكم في "المستدرك" (2/122) .
(5) قال الترمذي في الموضع السابق: «حديث سفيان هَذَا خَطَأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ المرقع، عن رَبَاحِ بْنِ الرَّبِيعِ أَخِي حَنْظَلَةَ الكاتب، هكذا رواه غير واحد عن أبي الزناد. وسألت محمدًا عن هذا الحديث؟ فقال: رباح بن الربيع. ومن قال: رياح بن الربيع هو وهم. قال أبو عيسى: رباح بن الربيع أصح. وقد روى بعض ولد رباح غير هذا عن جده وقال: رياح بن الربيع، وهكذا قال علي بن المديني: رياح» . اهـ.
وقال الطحاوي في الموضع السابق" من "شرح المشكل": «ولا نعلم أحدًا تابع الثوري على روايته كذلك» .
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/314) بعد أن ذكر الاختلاف فيه: «وقال الثَّوْرِيُّ: عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ مرقع، عن حنظلة الكاتب، وهذا وهم» .
ونقل ابن ماجه (2842) عن ابن أبي شيبة قوله: «يخطئ الثوري فيه» .(3/340)
915 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وكيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عن عبد الله بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ نِيَار (1) ،
عَنْ عُرْوَة، عَنْ عَائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي قصَّة الرَّجُل الَّذِي أَتَى النبيَّ (ص) حين خرجَ إلى بَدْر،
_________
(1) كذا في (ت) ، وفي بقيَّة النسخ: «دينار» ، عدا (ف) فهي محتملة بسبب طمس على الدال، أو تعديل للكلمة، ولعلها كانت «دينار» ، ثم ضُرب على الدال.
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (33152) فقال: حدثنا وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عن عبد الله بن يزيد، عن أبي نِيَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ ... فذكره.
وقوله: «عن أبي نيار» تصحيف، وصوابه: «عن نيار» ؛ فقد أخرجه ابن ماجه في "سننه" (2832/ط بشار) من طريق ابن أبي شيبة وعلي بن محمد، كلاهما عن وكيع، عن مالك، عن عبد الله بن يزيد، عن نيار، عن عروة، به. وانظر "تحفة الأشراف" (12/13 رقم 16358) .
وأخرج الحديث أيضًا إسحاق بن راهويه في "مسنده" (759) ، فقال: أخبرنا وكيع، نا مالك بن أنس، عن عبد الله بْنِ نِيَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة ... فذكره هكذا بإسقاط: عبد الله بن يزيد. ومن طريق إسحاق رواه الدارمي (2/233) ، والنسائي في "الكبرى" (8760) ، لكن وقع اختلافٌ في روايتهما عما في "مسند إسحاق".
أما الدارمي فإنه سمى: «عبد الله بن نيار» : «عبد الله بن دينار» .
وأما النسائي فقال: أبنا إسحاق بن إبراهيم؛ قال: أبنا وكيع؛ قال: حدثنا مالك، عن فضيل بن أبي عبد الله، عن عبد الله بْنِ نِيَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة، به. فزاد في الإسناد: «فضيل بن أبي عبد الله» . وهذه الزيادة جاءت في بعض نسخ النسائي، فقد ذكر المزِّي في الموضع السابق من "التحفة" أن في رواية أبي علي الأسيوطي: «عن وكيع، عن مالك، عن عبد الله بن نيار» ، ولم يذكر «الفضيل بن أبي عبد الله» ، وهذا هو الموافق لرواية إسحاق في "مسنده".
فدلَّ هذا على أن الاختلافَ في اسم هذا الراوي منشؤه من النُّسَّاخ بسبب تشابه الرسم بين «نيار» و «دينار» ، والله أعلم.(3/341)
فَقَالَ: جئتُكَ لأُِبايِعَكَ وأُصِيبَ (1) مَعَكَ، فقال له (2) النبيُّ (ص) : أَتُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ؟ ، قَالَ: لا (3) ، ثُمَّ أتاهُ فَقَالَ: نَعَمْ ... وذكَرَ الحديثَ؟
قَالَ: هَذَا وَهَمٌ (4) ، وَهِمَ فِيهِ وكيعٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الفُضَيل (5) بن أبي عبد الله، عن عبد الله بْنِ نِيار (6) ، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة؛ وَهَذَا الصَّحيحُ (7) .
916 - وسألتُ أَبَا زرعة عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مَسْروق، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَة (8) بْنِ رِفاعَة بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيج، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيج؛ قال: أعطى النبيُّ (ص) أَبَا سُفْيانَ - يَوْمَ حُنَيْن (9) - وصَفْوانَ بنَ أُميَّة، وعُيَينةَ بنَ حِصْن، والأَقْرَعَ بن حابِس،
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وأوصيت» ، ولم تنقط في (أ) و (ف) .
(2) قوله: «له» ليس في (أ) و (ش) و (ك) .
(3) تتمة الحديث: «قال: فارجع؛ فلن أستعين بمشرك ... » .
(4) قوله: «وهم» ليس في (أ) و (ش) .
(5) في (ش) : «الفضل» .
(6) في (ت) و (ك) : «دينار» .
(7) من الوجه الذي رجَّحه أبو حاتم أخرجه مسلم في "صحيحه" (1817) .
(8) في (ت) و (ك) : «عبادة» .
(9) في (ك) : «خيبر» .(3/342)
مِئَةً مِنَ الإِبِل (1) ... الحديثَ؟
فَقَالَ (2) أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ الثَّوري فَقَالَ: عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنِ ابْنِ أبي نُعْم ٍ (4) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ (5) .
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: مِمَّن الوَهَمُ؟
قَالَ: مِنْ عُمَرَ.
917 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (6) قَبِيصَةُ (7) ، عَنْ سُفْيان الثَّوري، عَنْ أيُّوب (8) ، عَنْ أَبِي العالِيَة (9) ، عَنْ أُبَيِّ (10) ابن كَعْبٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : بَشِّرْ هَذِهِ الأُمَّةَ بالسَّنَاءِ (11) ، والرِّفْعَةِ في
_________
(1) أخرج مسلم هذا الحديث في "صحيحه" (1060) من طريق سفيان بن عيينة، به، ووقع عنده: «كل إنسان منهم مئة من الإبل» .
(2) في (ك) : «قال» .
(3) هو: سعيد بن مسروق.
(4) في (ك) : «نعيم» . وهو: عبد الرحمن بن أبي نُعْم.
(5) من هذا الوجه رواه البخاري (3344 و4667 و7432) عن سفيان الثوري. ورواه مسلم (1064) من طريق أبي الأحوص، كلاهما عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عبد الرحمن بن أَبِي نُعْم، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري؛ قال: بعث عليٌّ وهو باليمن بذَهَبَة في تربتها إلى رسول الله (ص) فقسمها رسولُ الله (ص) بين أربعةِ نفر ... فذكر الحديثَ بطوله.
(6) قوله: «عن حديث رواه» مكرَّر في (ت) .
(7) هو: ابن عُقبة السَّوائي. وروايته عند عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/134 رقم21224) ، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (1153) .
(8) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.
(9) هو: رُفَيع بن مِهران الرِّياحي.
(10) قوله: «أُبَي» ليس في (ك) .
(11) السَّناءُ: الرِّفعَة، وعلوُّ المنزلة والقَدْر عند الله. انظر "النهاية" (2/414) .(3/343)
الدِّينِ، والتَّمْكِينِ فِي البِلاَدِ؛ فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيَا عَمَلاً لاَ يُرِيدُ بِهِ الآخِرَةَ، فَلَيْسَ لَهُ فِي الآخِرَةِ نَصِيبٌ؟
فَقَالا (1) : هَذَا خطأٌ؛ أخطأَ فِيهِ قَبِيصَةُ. وَقَدْ رَوَى هَذَا الحديثَ جماعةٌ مِنَ الحفَّاظ (2) ، فَقَالُوا: عَنِ الثَّوري، عَنِ المُغيرَة بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الرَّبيع بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي العالِيَة، عَنْ أُبَيٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) (3) .
918 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالواحدِ بنُ عَمرِو بنِ صَالِحٍ قَاضِي رامَهُرْمُز (4) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحيم الرَّازي (5) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ سِماك (6) ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قِيلَ للنبيِّ (ص) حِينَ فرَغَ مِنْ بَدْر: عليكَ بالعِيرِ (7) ! لَيْسَ دونَها شيءٌ، فَنَادَاهُ العبَّاسُ وَهُوَ أَسِير: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ وعَدَك إِحْدَى الطَّائفتَين؟
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والسؤال موجَّه إلى أبي حاتم فقط.
(2) قوله: «الحفاظ» تصحَّف في (ت) و (ك) إلى: «أكفاء لم له» .
(3) الحديث رواه أحمد (5/134 رقم21220) عن عبد الرزاق، ورواه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/134 رقم21221) من طريق معتمر بن سليمان، ورواه الشاشي في "مسنده" (1491) ، والحاكم في "المستدرك" (4/311) من طريق زيد بن الحباب، ورواه الحاكم أيضًا (4/318) من طريق عبد الصمد بن حسان، كلهم عن سفيان، عن المغيرة، عَنِ الرَّبيع، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عن أُبَيّ، عن النبي (ص) .
(4) في (ك) : «رام هو من» .
ورامَهُرْمُز: مدينةٌ مشهورةٌ بنواحي خُوزِسْتان. "معجم البلدان" (3/17) .
(5) هو: ابن سليمان.
(6) هو: ابن حَرْب.
(7) في (ت) و (ك) : «بالعين» .(3/344)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، رَوَاهُ أبو كُرَيبٍ (1) وغيرُهُ، عن (2) عبد الرَّحيم، عَنْ إِسْرَائِيلَ (3) ، عَنْ سِماك، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن النبيِّ (ص) ؛ وَلَيْسَ هَذَا مِنْ حديثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ؛ لعلَّه دخلَ لَهُ (4) حديثٌ فِي حَدِيثٍ (5) .
919 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الشَّاذَكُوني (6) ، عَنِ (7) ابْنِ إِدْرِيسَ (8) ، عَنْ أَبِيهِ (9) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (10) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ لَهُ فَرَسٌ يُقَالُ لَهُ: المُرْتَجِزُ (11) ؟
قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ الهَيثَمُ بنُ عَدِيٍّ، عَنْ إدريس، فأخذَهُ
_________
(1) هو: محمد بن العلاء.
(2) قوله: «عن» سقط من (ك) .
(3) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.
(4) قوله: «له» سقط من (ك) .
(5) الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (36691) عن عبد الرحيم بن سليمان، عن إسرائيل، ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (2373) ، ورواه أحمد (1/229 رقم 2022) و (1/314 رقم 2873) ، والترمذي (3080) من طرق أخرى عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس، به.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن» . وجوَّد إسناده الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (3/556) .
(6) هو: سليمان بن داود.
(7) في (ت) : «على» .
(8) هو: عبد الله.
(9) هو: إدريس بن يزيد الأَوْدي.
(10) كذا في جميع النسخ! وما في المصادر: «عدي بن ثابت» بدل: «أبي إسحاق» ، ومن ذلك ما سيأتي في سؤالات البرذعي لأبي زرعة. وأبو إسحاق المذكور هنا هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(11) سُمِّي بهذا الاسم لحُسن صَهيلِه. "النهاية" لابن الأثير (2/200) .(3/345)
الشَّاذَكُوني، فأقلَبَهُ (1) عَلَى ابْنِ إِدْرِيسَ (2) .
920 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جريرُ ابن حَازِمٍ (3) ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُز، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ نافعَ بْنَ الأَزْرَق (4)
كَتَبَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يسألُه عَنْ سَهْمِ ذِي القُربَى، وَعَنْ قَتلِ الوِلدان ... الحديثَ.
وَرَوَاهُ حمَّادُ بْنُ سَلَمة، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ نافعَ بْنَ الأَزْرَق
_________
(1) أقلَبَه: لغةٌ ضعيفة في «قَلَبَهُ» . وسبق التنبيه عليها في المسألة رقم (464) .
(2) الحديث رواه الطبراني في "الأوسط" (7515) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/125) و (3/364) ، والحاكم في "المستدرك" (2/608) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/334) جميعهم من طريق سليمان الشاذكوني، عن عبد الله بْن إدريس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عدي إلا إدريس، ولا عن إدريس إلا ابنه، تفرَّد به الشاذكوني» .
وقال البرذعي في "سؤالاته لأبي زرعة" (ص562-564) : «وقال لي أبو زرعة: رأيت في كتاب الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ إِدْرِيسَ الأَوْدي، عَن عدي بْن ثابت، عَن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عباس قال: كان اسمُ فرس النبيِّ (ص) : المُرْتَجِز. وقال أبو زرعة: قال سليمان الشاذكوني: حدثنا به ابن إدريس، عن أبيه. فاتَّهمتُ أنه أخذه من الهيثم. ثم قال أبو زرعة: ذاك اللسان والفصاحة، بأي شيء خُتِم له نسأل الله السَّتر! ثم قال: شَمِتَ به علي بن المديني» . اهـ. ويعني بقوله: «ذاك اللسان والفصاحة ... » : سليمان الشاذكوني.
وضعَّف الشيخ الألباني هذا الحديث في "السلسلة الضعيفة" (4227) .
(3) في (ك) : «جرير، عن حازم» .
(4) كذا! والحديث أخرجه أحمد في "مسنده" (1/248 و294 رقم2235 و2685) ، ومسلم في "صحيحه" (1812) ، والنسائي في "الكبرى" (11577) من طريق جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هرمز؛ قال: ثم كتب نَجدةُ بن عامر إلى ابن عباس ... فذكره.
ونافع بن الأزرق من رؤوس الخوارج، وإليه تنسب طائفة الأزارقة، وكان قد خرج في أواخر دولة يزيد بن معاوية. "لسان الميزان" (6/144) .
ونجدة: هو ابن عامر الحروري، من رؤوس الخوارج، خرج باليمامة عَقِب موت يزيد بن معاوية، وقدم مكة، وله مقالات معروفة، وأتباع انقرضوا.
انظر "لسان الميزان" (6/148) أيضًا.(3/346)
كَتَبَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، مُرسَلً (1) ؟
قَالَ أَبِي (2) : قَدْ زَادَ جَريرٌ فِيهِ (3) رجلَيْنِ، وَوَصَلَهُ، وَهُوَ صحيحٌ، وحمَّادٌ قَدْ (4) نقَصَ رجلَيْنِ.
921 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إبراهيمُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الوهَّاب الثَّقَفي (5) ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاء (6) ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ يَوْمَ بَدْر: هَذا (7) جِبْرِيلُ، آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ، عَلَيْهِ أَدَاةُ (8) الحَرْبِ (9) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حدَّثنا أَبُو بَكْرُ بْنُ أَبِي شَيبة (10) ، عن عبد الوهَّاب
_________
(1) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(2) قوله: «قال أبي» سقط من (ف) .
(3) في (ك) : «فيه جرير فيه» .
(4) قوله: «قد» ليس في (أ) و (ش) .
(5) هو: عبد الوهَّاب بن عبد المجيد.
(6) هو: خالد بن مهران.
(7) في (ت) و (ك) : «وهذا» .
(8) في (ك) : «أذاة» .
(9) الحديث رواه البخاري في "صحيحه" (3995 و4041) من طريق إبراهيم بن موسى، به.
(10) هو عنده في "المصنف" (36656) .(3/347)
الثَّقَفي (1) ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكرمَة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ ... وَهَذَا الصَّحيحُ، وَلا أَدْرِي مِنْ أينَ جاءَ إبراهيمُ ابن مُوسَى بِابْنِ عَبَّاسٍ!
922 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو رَبِيعَةَ فَهْدُ بْنُ عَوْف (3) ، وَيَحْيَى بن عبد الحميد الحِمَّاني (4) ، عَنْ أَبِي عَوانة (5) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعْدٍ (6) العِجْلي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الحَنَفي (7) ، عَنْ عليٍّ: أنَّ رسولَ الله (ص) أَمَره أَنْ يُغَوِّرَ (8) آبارَ بَدْر (9) ؟
قَالَ (10) أَبُو زُرْعَةَ: لا أعلمَ رُوِيَ هَذَا الحديثَ عَنْ أَبِي عَوانة غيرُ أَبِي رَبِيعَةَ والحِمَّانيِّ، وَلا أحسَبُه مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَوانة؛ إنما (11) هو:
_________
(1) قوله: «الثَّقَفِي» من (ت) و (ك) فقط.
(2) في (أ) و (ش) : «وسألت أبي وأبا زرعة» .
(3) أبو ربيعة هذا: اسمه: زيد، وفهد لقبه.
(4) كذا ذكر ابن أبي حاتم رواية يحيى الحماني. والحديث رواه أبو نعيم في "الحلية" (4/367) من طريق يحيى الحماني؛ قال: ثنا قيس بن الربيع، عن هارون بن سَعْد، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ علي، به.
(5) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليَشكُري.
(6) في (أ) و (ش) : «سعيد» . وانظر "تهذيب الكمال" (30/85) .
(7) هو: عبد الرحمن بن قيس.
(8) في (ت) : «يعوّد» . ومعنى «يغوِّر آبارَ بدر» : يطمرها حتى تصيرَ مياهها بعيدةَ المنال، فكأنَّها غارت في الأرض. والله أعلم.
(9) رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/84) من طريق أبي ربيعة، ثنا أبو عوانة، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعِيد، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، به، ثم قال البيهقي: «وكذلك رواه يوسف بن خالد بن عمير، عن هارون. ويوسف وأبو ربيعة محمد [كذا!] بن عوف ضعيفان» .
(10) في (ش) : «وقال» .
(11) في (ش) : «وإنما» .(3/348)
مِنْ حَدِيثِ يُوسُفَ بْنِ خَالِدٍ السَّمْتي، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعْدٍ (1) .
923 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا عَنْ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حمَّاد (2) ، عن أَبان ابن أَبِي عَيَّاش، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: يُعْطَى الشَّهِيدُ ثَلاَثَةً: أَوَّلُ دُفْعَةٍ يَغْفِرُ (3) لَهُ ذُنُوبَهُ، وَأَوَّلُ مَنْ يَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ وَجْهِهِ زَوْجَتُهُ مِنَ (4) الحُورِ العِينِ، وَإذَا وَجَبَ (5) إِلَى الأَرْضِ وَقَعَ فِي الجَنَّةِ (6) .
_________
(1) في (أ) : «هارون بن سعيد» ، وهي محتملة في (ش) .
والحديث رواه أبو نعيم في "الحلية" (4/367) من طريق يُوسُفَ بْنِ خَالِدٍ السَّمتي، عَنْ هارون بن سَعْد، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ علي، به. قال أبو نعيم: «رواه أبو عوانة عن هارون مثله» .
(2) هو: ابن سَلَمَة.
(3) كذا في (ت) ، ولم تنقط الياء في بقيَّة النسخ، وتحتمل في ضبطها وجهين:
= ... الأول: «يَغْفِرُ» بالبناء للفاعل، و «ذنوبه» بالنصب مفعولاً به. ويكونُ الفاعل ضميرًا يعود إلى الله سبحانه، ولم يذكر لفظ الجلالة لفهمه من السياق. وانظر التعليق على المسألة رقم (400) .
والثاني: «يُغْفَر» لِمَا لم يُسَمَّ فاعلُهُ، و «ذنوبه» بالرفع نائبًا للفاعل.
(4) قوله: «من» سقط من (ت) و (ك) .
(5) في (ف) : «وقع» . ومعنى: وَجَبَ: سَقَطَ. انظر "الغريبين" (6/1971) .
(6) ذكر القزويني في "التدوين" (3/417) أن أبا طاهر محمد بن علي بن السَّقَّاء روى هذا الحديث عن موسى ابن إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عن أبان، عن أنس، به. وعزاه المتقي الهندي في "كنز العمال" (11153) إلى الدارقطني في "الأفراد"، والديلمي. ولم أجده عند ابن طاهر في "أطراف الغرائب" (69) في باب: أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أنس، ولكن وجدته ذكر في (ق 70) في باب: حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن أنس حديثًا بلفظ: «من طلب الشهادة ... » الحديث، وقال: «تفرد به شيبان بن فرُّوخ، عن حماد، وأخرجه مسلم في "الصحيح" عن شيبان كذلك» . وهذا الحديث أخرجه مسلم - كما قال الدارقطني - (1908) من طريق شيبان بن فرُّوخ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثابت، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (ص) : «من طلب الشَّهادة صادقًا أُعطيها، ولو لم تُصبه» .
قال ابن عمار الشهيد في "علل أحاديث في صحيح مسلم" الحديث (24) : «ووجدت فيه -أي "صحيح مسلم"-: عن شيبان، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثابت، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (ص) : «من طلب الشَّهادةَ صادقًا أُعطيها، وإن لم تُصبه» قال: ووافقه على هذه الرواية المؤمَّل بن إسماعيل. وهذا حديث وهم فيه شيبان والمؤمل جميعًا، فأما المؤمل فكان قد دفن كتبه، وكان يحدث حفظًا فيخطئ الكثير. والصَّحيح: ما رواه الحجاج بن المنهال وموسى بن إسماعيل والعبسي، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبي (ص) ، وعن حَمَّاد، عَنْ ثَابِت، عَنِ النَّبِيِّ (ص) مرسلاً مثله. والصحيح من حديث ثابت مرسل، وحديث أبان مسند» . اهـ.(3/349)
قَالَ أَبِي: يَرْوِي هَذَا الحديثَ مُؤَمَّلٌ (1) ، عَنْ حمَّاد، عَنْ ثَابِتٍ (2) ، عن أنس، عن النبيِّ (ص) ؛ وأَبانُ أصَحُّ.
924 - وسمعتُ أَبِي وَقِيلَ لَهُ: حديثٌ يَرْوِيهِ الجُرَيريُّ (3) ، عَنْ أبي عبد الله؛ قَالَ: قلتُ لابْنِ عُمَرَ: هَلْ تَعْلَمُ عَمَلً (4) فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا الجهادَ؟ فَقَالَ: كُلُّ (5) عَمَلٍ صَالِحٍ فَهُوَ (6) فِي سَبيلِ اللهِ.
فَقِيلَ لأَبِي: مَن هذا أبو عبد الله؟ وهل يُسمَّى؟
_________
(1) هو: ابن إسماعيل.
(2) هو: ابن أسلم البُناني.
(3) هو: سعيد بن إياس.
(4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) في (ت) و (ك) : «كان» بدل: «كل» .
(6) قوله: «فهو» ليس في (ف) .(3/350)
فَقَالَ: لا أعلَمُه، إِلا أَنَّهُ يُروى عن أبي عبد الله الجَسْري، وَهُوَ: حِميَريُّ (1) بْنُ بَشِير، فَلا أَدْرِي هُوَ ذَا أَمْ لا؟
925 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا يَرْوِيهِ حمَّاد بْنُ سَلَمة (2) ، عَنْ بُدَيل بْنِ مَيْسَرة، عَنْ عبد الله بْنِ شَقيق، عَنْ رجُلٍ مِنْ بَلْقَيْنِ (3) ؛ قَالَ: أتيتُ رسولَ اللَّهِ (ص) وَهُوَ بِوادي القُرى (4) ؛ قلتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، لِمَنِ المَغْنَمُ؟ قَالَ: لِلَّهِ سَهْمٌ، وَلِهَؤُلاَءِ أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ ... الحديثَ.
_________
(1) في (ت) و (ك) : «حمير» ، وانظر ترجمة: «حميري» هذا في "التقريب" (1579) .
(2) روايته عند أبي يعلى في "مسنده" (7179) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/229) ، والبيهقي في "سننه" (6/336) .
(3) يقال هذا لبني القَيْنِ من بني أسَد، كما قالوا: بَلْحارث وبَلْهُجَيم، وهو من شواذِّ التخفيف. انظر "لسان العرب" (ق ي ن) (13/352) .
(4) قوله: «القرى» سقط من (أ) و (ش) .
ووادي القُرى: وادٍ بين الشَّام والمدينة، وهو بين تَيْماء وخَيبر، فيه قُرًى كثيرةٌ، وبها سُمِّي: وادي القُرى. "معجم البلدان" (4/338) .(3/351)
وَرَوَى أَيْضًا حمَّادُ بْنُ زَيْدٍ (1) ، عَنْ بُدَيلٍ، وخالدٍ الحَذَّاء، والزُّبَير بن الخِرِّيت (2) ، عن عبد الله بْنِ شَقيق (3) ، عَنْ رجُلٍ مِنْ بَلْقَيْنِ؛ قَالَ: أتيتُ رسولَ اللَّهِ (ص) ... الحديثَ (4) .
وَرَوَاهُ وُهَيبُ بْنُ خَالِدٍ، عن خالد الحَذَّاء (5) ، عن عبد الله بْنِ شَقيق، عَنْ رجُلٍ مِنْ بَلْقَيْنِ، عَنْ رجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ؛ قال: أتيتُ النبيَّ (ص) ... .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا أصَحُّ.
926 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يحيى ابن حَمْزَةَ (6) ، عَنِ المُطْعِم بْنِ المِقْدام، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ (7) ؛ أَنَّ معاويةَ قَالَ لابْنِ الحَنظَلِيَّة: حدِّثنا حَدِيثًا سمعتَهُ مِنْ رَسُولِ الله (ص) ، فقال: سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: الخَيْلُ مَعْقودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيْرُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا عِنْدِي وَهَمٌ؛ رَوَاهُ أبو إسحاقَ الفَزاريُّ (8) ، عن
_________
(1) روايته عند البيهقي في "السنن الكبرى" (6/324 و336) .
(2) في (ت) و (ك) : «الحريث» .
(3) في (ك) : «سفيان» بدل: «شقيق» .
(4) ذكر ابن كثير في "التفسير" (4/4) هذا الحديث من رواية حماد بن زيد، وصحَّح سنده.
(5) هو: خالد بن مهران. وقد اختُلِف على خالد هذا. فرواه عبد الله بن المبارك عنه بما يوافق رواية الحمَّادَين. أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/229) . ورواه هشيم عنه بما يوافق رواية وهيب بن خالد. أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2680) .
(6) روايته أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (1/268) من طريق منصور بْن أَبِي مزاحم، عَن يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ الْمُطْعِمِ، عن الحسن، قال: قال معاوية لابن الحنظلية ... فذكره.
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (6/98 رقم 5623) ، و"مسند الشاميين" (914) من طريق هشام ابن عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ؛ ثنا الْمُطْعِمِ بْنِ الْمِقْدَامِ، عَنِ الْحَسَنِ بن أبي الحسن أنه قَالَ لابْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ حَدِّثْنَا حَدِيثًا سمعته من رسول الله (ص) ، فقال: سمعتُ رسول الله (ص) ... ، فذكره هكذا: أن السائل لابن الحنظلية هو الحسن البصري!
(7) هو: الحسن البصري.
(8) هو: إبراهيم بن محمد.(3/352)
المُطْعِم بن المِقْدام، عن جَسْر (1) بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ يَعْلى بْنِ شَدَّاد، عَنْ سَهل بْنِ الحَنظَلِيَّة، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهَذَا أشبهُ.
قلتُ لأَبِي: فَلِمَ لَمْ تَحكُم للحديثِ المُرسَل (2) ؟
فَقَالَ: المُطْعِم عَنِ الْحَسَنِ لَيْسَ لَهُ مَعْنًى؛ [لَمْ] (3) يُسْمَعْ مِنْهُ. والحسنُ البصريُّ عَنْ سَهل بْنِ الحَنظَلِيَّة لا يجيءُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَزاري أحفَظُ وأتقنُ مِنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ.
927 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الهِقْلُ (5) ، وعَمْرُو (6) بْنُ هَاشِمٍ، عَنِ الأوزاعيِّ (7) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي أُمامة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: ثَلاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ ... .
قَالَ: وَرَوَاهُ الوليدُ (8) ، وغيرُه، عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ سُلَيمان، عَنْ أبي أُمامة، موقوفً (9) ؟
_________
(1) في (ك) : «عن جبير» .
(2) يعني: الإسناد الأول الذي فيه ذكر الحسن البصري.
(3) مابين المعقوفين سقط من (أ) و (ش) و (ف) ، وتصحَّف في (ت) و (ك) إلى: «له» .
(4) انظر ما يأتي في المسألة رقم (966) .
(5) هو: ابن زياد.
(6) في (ك) : «وعمر» .
(7) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(8) هو: ابن مسلم الدمشقي.
(9) كذا بلا ألف، وهو حالٌ منصوب، والجادَّةُ: «موقوفًا» ، لكن حذفت هنا ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .(3/353)
قَالَ أَبِي: هِقْلٌ أحفَظُ، والحديثُ مَوْقُوفٌ (1) أشبهُ (2) .
928 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ الفَزارِي (3) ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعي (4) ، عَنْ نُعَيم بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَمُرَة ابن جُنْدُب؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَنْ قَتَلَ قَتِيلاً، فَلَهُ سَلَبُهُ (5) ؟
قَالَ أَبِي: بَيْنَ نُعَيم وسَمُرَة: ابنُ سَمُرَة (6) ، عن سَمُرَة (7) .
_________
(1) كذا، والجادَّةُ: «موقوفًا» ، أي: والحديثُ أشبَهُ موقوفًا. انظر التعليق السابق.
(2) الحديث رواه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (51) من طريق هقل بن زياد.
= ... ورواه الروياني في "مسنده" (1265) ، والطبراني في "الكبير" (8/99 رقم7491) ، وفي "مسند الشاميين" (1596) من طريق عمرو بن هشام البيروتي، وأبو داود في "سننه" (2494) من طريق إسماعيل بن عبد الله بن سماعة، وابن السنِّي في "عمل اليوم والليلة" (161) من طريق عمر بن عبد الواحد، أربعتهم، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النبي (ص) ، به.
ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (1094) ، وابن حبان في "صحيحه" (499) من طريق عثمان بن أبي عاتكة. ورواه الطبراني في "الكبير" (7493) من طريق كلثوم بن زياد، كلاهما، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أبي أمامة، عن النبي (ص) .
(3) هو: إبراهيم بن محمد.
(4) في (ت) : «الأشجع» ، وفي (ك) : «الأَشَجّ» . وأبو مالك هذا هو: سعد بن طارق.
(5) السَّلَبُ: هو ما يأخذه أحد القِرْنَين في الحرب من قِرْنه مما يكونُ عليه ومعَه من سلاح وثياب ودابَّة وغيرها. "النهاية" (2/387) .
(6) يقال: اسمه: سليمان. انظر "تهذيب الكمال" (34/448-449) ، و"تهذيب التهذيب" (4/617) .
(7) الحديث رواه الروياني في "مسنده" (859) عن عبد الرحمن بن يونس السراج، والطبراني في "الكبير" (7/246 رقم7000) من طريق محمد بن عيسى الطباع، كلاهما عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَّارِيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَمُرَةَ، به.
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/309) من طريق معاوية بن عمرو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مالك، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ؛ قال: حدثني ابن سمرة بن جندب، عن سمرة، به.
ورواه ابن أبي شيبة (33072) ، وأحمد (5/12 رقم 20144) ، وابن ماجه (2838) من طريق أبي معاوية، عن أبي مالك، عن نعيم، عن ابن سمرة، عن أبيه، به.(3/354)
929 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي فُدَيك (1) ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ الزَّمْعي، عن عبد الرحمن بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ شِهاب، عن عثمان بن عبد الله بْنِ سُراقَة، عَنْ بُسْر (2) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا، فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ (3) ... ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رواه خالد الواسِطيُّ (4) ، عن عبد الرحمن بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زيد ابن المُهاجِر بْنِ قُنفُذ (5) ، عَنْ بُسْر (6) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خالد، عن النبيِّ (ص) ؛ وهذا (7) الصَّحيحُ (8) .
_________
(1) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها: البخاري في "التاريخ الكبير: (6/230) ، والطبراني في "الكبير" (5/246 رقم5233) ، وابن حبان (4632) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (1/422) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/206) .
(2) في (ش) : «بشر» .
(3) تمام الحديث: «وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ بخير، فله مثلُ أجره» ؛ يقال: خَلَفْتُ الرجلَ في أهله: إذا أقمتَ بعدَه فيهم، وقمتَ عنه بما كان يفعلُه. "النهاية" (2/66) .
(4) هو: خالد بن عبد الله، وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في"الجهاد" (89) ، والطبراني في "الكبير" (5/246 رقم5234) .
(5) في (ت) : «فيفد» .
(6) في (ش) : «بشر» .
(7) في (ت) و (ك) : «فهذا» .
(8) الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (2843) ، ومسلم (1895) ، كلاهما من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زيد بن خالد الجهني، به.(3/355)
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: مِمَّن الخطأُ؟
قَالَ: مِنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ.
930 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَنَسُ بْنُ عِيَاض (2) ، عن محمد ابن عَمرو، عَنْ عَبِيدَة بْنِ سُفْيان، عَنْ أَبِي الجَعْد الضَّمْرِي (3) ، عَنْ سلمان الفارسي، عن النبيِّ (ص) : رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبيلِ اللهِ (4) خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَمرو، عَنْ مَكحول، عَنْ سَلْمَانَ؛ كَذَا رَوَاهُ يَحْيَى القطَّان (5) ، وإسماعيلُ بْنُ جَعْفَرٍ.
قلتُ لَهُمَا: الوَهَمَُ ممَّن هُوَ؟
قَالا: من أبي ضَمْرَة (6) .
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (969) ، وفيها ذكرُ أبي حاتم أن الخطأ من ابن أبي أويس الرَّاوي عن أبي ضمرة أنس ابن عياض، وستأتي أيضًا برقم (1009) .
(2) روايته ذكرها ابن أبي حاتم في المسألة رقم (969) = = من طريق إسماعيل بن أبي أويس، ورواها أبو زرعة في المسألة رقم (1009) عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى الأَنْصَارِيِّ، وأبي ثابت المديني، وأخرجها البزار في "مسنده" (2517) عن أحمد بن عبدة، والطبراني في "الكبير" (6/233 رقم6077) من طريق هارون بن موسى الفروي، كلهم عَنْ أَبِي ضمرة أَنَس بْن عياض، به.
(3) صحابي، اختُلِف في اسمه، فقيل: أدرع، وقيل: عمرو، وقيل غير ذلك.
(4) لفظ الجلالة «الله» ليس في (ك) .
(5) هو: يحيى بن سعيد.
(6) يعني: أنس بن عياض. قال الدارقطني في "الأفراد" (ق140/ب/أطراف الغرائب) : «تفرد به أبو ضمرة أنس ابن عِيَاضٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ سُفيان الْحَضْرَمِيِّ، عن أبي الجعد، عنه، ووهم فيه، وإنما رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مكحول، عن سلمان مرسلاً» .
والحديث أخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (182) عن هشام بن الغاز، عن مكحول، عن سلمان، به. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (9618) عن عبد الوهاب بن هشام بن الغاز، وابن أبي شيبة في "المصنف" (19446) عن عيسى بن يونس، كلاهما عن هشام بن الغاز، به.
ورواه مسلم في "صحيحه" (1913) من طريق أيوب بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ شرحبيل بن السِّمْط، عن سلمان، به، قال الرشيد العطار في "غرر الفوائد المجموعة" (ص241) : «وفي سماع مكحول من شرحبيل بن السمط نظر؛ فإن شرحبيل معدود في الصحابة ج، وتقدمت وفاته» . وقال (ص243) : «وإذا لم يثبت لمكحول سماع من شرحبيل، فإسناده مقطوع ... » إلخ.(3/356)
931 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ (2) ، عَنْ حُمَيد (3) ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: غَدْوَةٌ (4) فِي سَبيلِ اللهِ (5) أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيها، وَلَوْ أنَّ امرَأةً مِنْ
_________
(1) ستأتي هذه المسألة من طريق آخر عن حميد برقم (2131) .
(2) لم نجده من طريقه، ولكنه لم ينفرد به، فقد تابعه عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون في المسألة الآتية برقم (2131) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/141 و263-264 رقم 12437 و13780) ، والبخاري في "صحيحه" (6568) ، والترمذي (1651) ، وابن حبان في "صحيحه" (7398) ، جميعهم من طريق إسماعيل ابن جعفر بن أبي كثير أخي محمد هذا، عن حميد، به.
وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (3/141 و157 و263 رقم 12436 و12603 و13779) من طريق محمد بن طلحة ويحيى بن أيوب، والبخاري في "صحيحه" (2792 و2796) من طريق وهيب بن خالد، وأبي إسحاق الفزاري، وأبو يعلى في "مسنده" (3775) من طريق خالد بن عبد الله الطحان، جميعهم عن حميد، به مرفوعًا. وأخرج بعضه مسلم في "صحيحه" (1880) من طريق حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن أنس، به مرفوعًا.
(3) هو: ابن أبي حميد الطَّويل.
(4) في (ك) : «غزوة» .
(5) لفظ الجلالة «الله» ليس في (ف) .(3/357)
نِساءِ (1) أهلِ الجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إلَى (2) الأَرضِ، لأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا ... الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا الأَنْصَارِيُّ (3) ، عَنْ حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ، مَوْقُوفٌ (4) .
قَالَ أَبِي: حديثُ حُمَيد فِيهِ مِثْلُ ذا كثيرٌ؛ واحدٌ عَنْهُ يُسنِدُ، وآخَرُ يُوقِفُ (5) .
932- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه الثَّوري، عن عُبَيدالله (6) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: كتبَ عُمَرُ إِلَى أُمَراءِ الأَجنَاد: ألاَّ يَأْخُذُوا (7) الجِزْيَةَ إِلا مِمَّن جَرَتْ عليه المَوَاسي (8) ؟
_________
(1) قوله: «نساء» سقط من (ك) .
(2) في (ت) و (ك) : «على» .
(3) هو: محمد بن عبد الله.
(4) رواه ابن المبارك في "الزهد" (257/رواية نعيم بن حماد) ، وفي "الجهاد" (23) عن حميد، عن أنس موقوفًا.
وقوله: «موقوف» جاء في النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، والجادَّةُ: موقوفًا، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(5) هذا يدلُّ على أن الوجهين صحيحان عن حميد، وتقدم أن ثمانية من الرواة روَوه عنه مرفوعًا، ولا يتصور = = اتفاق هؤلاء على الخطأ، وقد صحح البخاري هذا الحديث مرفوعًا كما سبق، فقول أبي حاتم في المسألة الآتية برقم (2131) : «هَذَا خَطَأٌ، الصَّحِيحُ عَنْ أَنَسٍ، موقوفً» : لا يُسَلَّم به.
(6) هو: ابن عمر العُمَري.
(7) في (ك) : «لا تأخذوا» .
(8) في (أ) و (ش) : «الموسى» ، وفي (ك) : «المواشي» .
والمراد: من نبتَتْ عانَتُه؛ لأن المواسِيَ إنما تجري على من أنبَتَ؛ أراد: من بلغ الحُلُمَ من الكفَّار. "النهاية" (4/372) .(3/358)
قَالَ أَبِي: ومنهُم مَنْ يَقُولُ: عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَسلَمَ، عَنْ عُمَرَ (1) .
قلتُ لأَبِي: فأيُّهما الصَّحيحُ؟
قَالَ: الثَّوْرِيُّ حافظٌ، وأهلُ الْمَدِينَةِ أعلمُ بِحَدِيثِ نَافِعٍ مِنْ أَهْلِ الكُوفة (2) .
933 - وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيمان الواسِطي، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيمان الرَّازي، [عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازي] (4) ، عَنْ الرَّبيع بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي العاليَة (5) ، عن عبد الله بن مُغَفَّل (6)
_________
(1) الحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (10090 و10096 و19267 و19273) من طريق عبد الله بن عمر وأيوب السَّختياني، وسعيد بن منصور في "سننه" (2632) من طريق حجاج بن أرطاة، وابن أبي شيبة في "المصنف" (32626 و32630) من طريق عبيد الله بن عمر، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/217) من طريق عمر بن محمد، جميعهم عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَسْلَمَ، عَنْ عمر، به.
(2) يشير إلى رُجْحان رواية أهل المدينة - الذين رَوَوه عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَسْلَمَ، عَنْ عمر - على رواية سفيان الثوري - وهو كوفي - مع كونه حافظًا.
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (1569) .
(4) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، فاستدركناه من المسألة رقم (1569) ؛ فهي تكرار لهذه. وأبو جعفر هو: عيسى بن أبي عيسى.
والحديث رواه الطبراني في "الأوسط" (880) من طريق سعيد بن سليمان، عن إسحاق، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي العالية، عن عبد الله بن مغفل، به.
قال الطبراني: «لا يُروى هَذَا الْحَدِيث عَنْ عَبْد اللَّه بن مغفل إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو جعفر» .
(5) هو: رُفَيع بن مهْرَان.
(6) في (ك) : «مَعْقِل» .(3/359)
المُزَني؛ قَالَ: كنتُ آخِذًا (1) بِغُصْنٍ (2) مِنْ أَغْصان الشَّجَرة الَّتِي بايعَ رسولُ الله (ص) تحتها، فبايعناه (3) على ألاَّ نَفِرَّ. وسمعتُه حِينَ نَهَى عَنْ نَبِيذِ (4) الجَرِّ، وشَهِدتُّهُ حِينَ أمرَ بِشُرْبِه، وَقَالَ: اجتَنِبُوا كُلَّ مُسْكِرٍ؟
قَالَ أَبِي: كَذَا حدَّثنا سعيدٌ، وَرَوَاهُ (5) الفَضْل بن دُكَين (6) ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (7) ، عَنِ الرَّبيع، عَنْ أبي العالية، عن (8) عبد الله بْنِ مُغَفَّل أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبهُ (9) .
934 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو (10) أسامةَ (11) ، عَنْ
_________
(1) في (ش) : «آخذ» .
(2) في (ك) : «بعض» .
(3) في (أ) و (ش) : «بايعناه» .
(4) النَّبِيذ: هو ما يُعمَل من الأشربة من التَّمر، والزَّبيب، والعَسَل، والحِنطَة، والشَّعير، وغير ذلك. "النهاية" (5/7) .
(5) في (ت) و (ف) و (ك) : «وروى» .
(6) هو: أبو نعيم، وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/229) ، والروياني في "مسنده" (902) . ووقع عند الطحاوي: «عن أبي العالية وغيره، عن عبد الله بن مغفل» .
(7) هو: عيسى بن أبي عيسى الرازي، وقيل غير ذلك.
(8) في (ش) : «و» بدل: «عن» ، وكذلك في (أ) وغيرت فيها بخط مغاير إلى: «عن» .
(9) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (23754) ، وأحمد في "المسند" (4/87 رقم 16804) ، والروياني في "مسنده" (903) ثلاثتهم من طريق وكيع، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي العالية - أو غيره -، عن عبد الله بن مغفل، به.
(10) قوله: «أبو» سقط من (ك) .
(11) هو: حمَّاد بن أسامة. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة (36976) ، وأحمد (3/112 رقم 12108) على الوجه الذي رجحه أبو حاتم.(3/360)
سُلَيمان بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيد بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لرسولِ اللَّهِ (ص) فِي بَعْضِ غَزَواته: أَلا تَرَى إلى أم سُلَيم في يدها خَنْجَرٌ؟! فقال النبيُّ (ص) : مَا تَصْنَعِينَ بِالخَنْجَرِ؟ ، قَالَتْ: إنْ دَنَا منِّي رجلٌ مِنَ العدوِّ، بَعَجْتُ (1) بطنَه؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ (2) ؛ إنما هو: سُلَيمان ابن الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ (3) .
935 - قال أبو محمد (4) : قيل (5) لأَبِي زُرْعَةَ: الحديثُ الَّذِي يَرْوِيهِ شَريك (6) ، عَنِ الرُّكَين (7) ؛ قَالَ: حدَّثني عمِّي (8) ؛ قَالَ: أَصَابَ العدوُّ فَرَسًا لِي، ثُمَّ وَجَدتُّهُ (9) بعدُ فِي مَرْبَطِ سعدٍ، فقلت: فرسي! فقال: أقِمْ بَيِّنَتك ... وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ (10) أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ ما يرويه عليُّ ابن صَالِحٍ، عَنِ الرُّكَين، عَنْ أَبِيهِ (11) ؛ قَالَ: أَصَابُوا يَوْمَ القادسيَّة فَرَسًا ... وذكر
_________
(1) أي: شققت. "النهاية" (1/139) .
(2) ليس الخطأ من أبي أسامة؛ فقد رواه ابن أبي شيبة وأحمد من طريقه - كما سبق - على الصَّواب.
(3) الحديث رواه مسلم (1809) ، وأحمد (3/286 رقم14049) من طريق حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن أنس، به.
(4) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) .
(5) في (ف) : «وقيل» .
(6) هو: ابن عبد الله النخَعي، القاضي.
(7) في (ف) و (ش) : «الزكين» . والرُّكَين هو: ابن الربيع.
(8) هو: يُسَير بن عَميلة.
(9) في (ت) و (ك) : «وجدت» .
(10) في (ت) و (ك) : «فقال» .
(11) هو: الرَّبيع بن عَميلة.(3/361)
الحديثَ (1) .
936 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَبْدَة بْنُ سُلَيمان (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ الزُّهْري، عَنِ ابْنِ (3) طَلْحَة بْنِ عُبَيدالله، عَنْ مُعَاوِيَةَ - رجلٍ مِنْ بَنِي سُلَيم - قَالَ: جئتُ رسولَ اللَّهِ (ص) ، فَقُلْتُ (4) : يَا رسولَ اللَّهِ، أَرَدتُّ الجهادَ والغزوَ معك؛ قال النبيُّ (ص) : أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟ ، قلتُ (5) : نَعَمْ؛ قَالَ: الزَمْ رِجْلَيْهَا؟
فَقَالَ (6) أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ عَبْدَة فِي هَذَا الْحَدِيثِ (7) ؛ روى هذا
_________
(1) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (33347) عن شريك، عن الركين، عن أبيه - أو عمِّه -؛ قال: حُبِسَ لي فرس ... فذكره.
ورواه البغوي في "الجعديات" (2324) عن عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الرُّكَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: فَقَدَ أخي فرسًا له ... فذكره.
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/111) من طريق زائدة، عَنِ الرُّكَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أصاب المشركون فرسًا لهم ... فذكره.
(2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/121) .
(3) في (ت) و (ك) : «أبي» .
(4) في (أ) و (ش) : «فقال» .
(5) في (ف) : «قال» .
(6) في (ف) و (ت) و (ك) : «قال» .
(7) قال الدارقطني في "العلل" (1227) : «وقال عبدة: عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن ابن طلحة بن عبيد الله، عن معاوية السلمي، فوهم في موضعين: في ذكر الزهري، وليس من حديث الزهري، وفي قوله: ابن عبيد الله» . اهـ. وخالف في ذلك عبد الباقي بن قانع؛ فأخرج الحديث في "معجم الصحابة" (3/74-75) من طريق عبد الرحيم بن سليمان ويونس بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن معاوية بن جاهمة. ثم أخرجه من طريق عبدة، عن محمد بن إسحاق، ثم قال: «وهذا هو الصَّحح إن شاء الله» . وكان قد أخرج الحديث قبل ذلك (1/158) من طريق ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طلحة، عن معاوية ابن جاهمة، عن أبيه، ثم قال: «وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ محمد بن طلحة، فزاد في الإسناد رجلين، ولم يذكر أباه، وجوَّده ابن جريج» !!(3/362)
الحديثَ أيضًا عبد الرَّحيم بْنُ سُلَيمان (1) ، فَقَالَ: عَنِ (2) ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَة، عن أبيه طَلْحَة ابن مُعَاوِيَةَ السُّلَمي؛ قَالَ: أتيتُ النبيَّ (ص) (3) .
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمة (4) ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَة ابن (5) عبد الله بن أبي بكر الصديق ح، عَنْ أَبِيهِ طَلْحَة (6) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جاهِمَة السُّلَمي؛ قَالَ: جئتُ رسولَ الله (ص) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: حديثُ محمد بن سَلَمة هذا.
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25402 و3349) .
(2) في (ك) : «عمر» بدل: «عن» .
(3) قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (2/55) : «ورواه عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابن إسحاق فقال: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ أبيه طلحة بن معاوية بن جاهمة؛ قال: أتيت النبي (ص) ، وهو غلط نشأ عن تصحيف وقلب، والصواب: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ معاوية ابن جاهمة، عن أبيه، فصحَّف "عن" فصارت «ابن» ، وقدَّم قوله: «عن أبيه» ، فخرج منه أن لطلحة صُحبة، وليس كذلك، بل ليس بينه وبين معاوية بن جاهمة نسب، ولو كان الأمر على ظاهر الإسناد؛ لكان هؤلاء أربعة في نَسَقٍ صحبوا النبي (ص) : طلحة بن معاوية بن جاهمة بن العباس بن مرداس السُّلمي» . اهـ.
(4) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/121) ، وابن ماجه (2781) عنه، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن معاوية ابن جاهمة، به هكذا دون ذكرٍ لطلحة، وكذا ذكرها الدارقطني في "العلل" (1227) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (28/163) .
(5) في (ك) : «عن» بدل: «ابن» .
(6) في (ف) : «وطلحة» .(3/363)
وسألتُ أَبِي؟ فَقَالَ (1) : هَذَا أصحُّ: حديثُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمة، ولكنْ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَة بْنِ عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ح، عَنْ أَبِيهِ طَلْحَة (2) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جاهِمَة السُّلَمي؛ قَالَ: جئتُ رسولَ الله (ص) (3) .
_________
(1) في (ك) : «قال» .
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «وطلحة» .
(3) وهذا الترجيح فيما يظهر إنما هو في رواية محمد بن إسحاق للحديث، ولا يلزم منه الترجيح المطلق؛ لأن ابن جريج روى هذا الحديث أيضًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ أبيه، عن معاوية بن جاهمة: أن جاهمة جاء إلى النبي (ص) ، وجعل الحديث لجاهمة.
قال الدارقطني في "العلل" (7/78 رقم1227) : «وقول ابن جريج أشبه بالصَّواب» . وتقدم نقل كلام ابن قانع.
وذكر البيهقي في "شعب الإيمان" (13/529-533 رقم7448-7450) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «والصَّواب رواية ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طلحة ابن عبد الله بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْر الصديق، عَنْ أبيه، عن معاوية بن جاهمة» .
وقد أطال ابن حجر في "الإصابة" (2/54-55) ، و"تهذيب التهذيب" (4/105) في ذكر الاختلاف في هذا الحديث بين ابن إسحاق وابن جريج، وعليهما أيضًا، ولخَّص ذلك في نهاية ترجمة معاوية بن جاهمة في الموضع السابق من "التهذيب"، فقال: «قلت: تلخَّص من ذلك: أن الصحبة لجاهمة، وأنه هو السائل، وأن رواية معاوية ابنه عنه صواب، وروايته الأخرى مرسلة، وقول ابن إسحاق في روايته عن معاوية: " أتيت النبي (ص) " وَهْمٌ منه؛ لأن ابن جريج أحفظ من ابن إسحاق وأتقن، على أن يحيى بن سعيد الأموي قد روى عن ابن جريج مثل رواية ابن إسحاق، فوهم، وقد نبَّه على غلطه في ذلك أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" والله تعالى أعلم» . اهـ.
وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (1/121-122) ، و"الجرح والتعديل" (2/544) ، و"موضح أوهام الجمع والتفريق" للخطيب (1/21-23) .(3/364)
937- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ الحُباب (2) ، عَنْ ابْنُ لَهِيعَةَ (3) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبيب، عَنْ لَهِيعَة بْنِ عُقْبة؛ سمعتُ (4) أَبَا الوَرد (5) صاحبَ رسول الله (ص) يقول: إِيَّاكَ (6) والسَّرِيَّةَ الَّتِي إنْ لَقِيَتْ فَرَّتْ، وَإِنْ غَنِمَتْ غَلَّتْ.
وَرَوَاهُ ابنُ وَهْب (7) ؛ فَقَالَ: عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ لَهِيعَة بْنِ عُقْبَة، عَنْ أَبِي (8) الوَرد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ ... ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الحديثُ حديثُ ابن (9) وَهْب.
_________
(1) المثبت من (ف) ، وفي (أ) : «وسألتُ أبو زرعة» ، وفي (ش) : «وسألت أبا زرعة» ، وفي (ت) و (ك) : «قال: سئل أبو زرعة» .
(2) روايته أخرجها ابن ماجه (2829) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/187) ، كلاهما من طريق ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ زَيْدٍ، به موقوفًا.
ورواه أبو نعيم في "معرفة الصَّحابة" (7048) من طريق الليث بن هارون، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، عَنْ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ لَهِيعَةَ بْنِ عُقبة، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ، عَنْ النبي (ص) ، به. وانظر "تهذيب التهذيب" (4/605/ترجمة أبي الورد المازني) .
(3) هو: عبد الله.
(4) في (ك) : «ابن» بدل: «سمعت» .
(5) هو: المازني، قيل: اسمه: حرب، وقيل: عبيد بن قيس، وقيل غير ذلك.
(6) في جميع النسخ: «إياي» ، ثم صوِّبت في (أ) و (ش) إلى: «إياك» . وفي "الجرح والتعديل" (9/451) ومصادر التخريج: «إياكم» .
(7) هو: عبد الله. وروايته عند ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص281) . وتابعه عليه عبد الله بن المبارك وإسحاق بن عيسى ويحيى بن إسحاق عند الإمام أحمد في "المسند" (2/356 و401 رقم8676 و9211) .
(8) قوله: «أبي» ليس في (ف) و (ت) و (ك) ، وهو ملحق بهامش (أ) و (ش) .
(9) قوله: «ابن» سقط من (ك) .(3/365)
938 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو معاويةَ الضَّريرُ (1) ، عَنْ حجَّاج (2) ، عَنْ قَتادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي الحسن، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: كَانَتْ قَبِيعَةُ سيفِِ (3) رسول الله (ص) مِنْ فِضَّة؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: سعيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ؛ قال: كان (4) قَبِيعَةُ (5)
_________
(1) هو: محمد بن خازم.
(2) هو: ابن أرطاة.
(3) قَبِيعَة السيف: هي التي تكونُ على رأس قائم السَّيف. وقيل: هي ما تحتَ شارِبَي السَّيف. "النهاية" (4/7) .
(4) في (ك) : «كانت» .
(5) في (ك) : «قبيضة» ، وفي (ت) : «قَبِيصَة» . وقوله: «كَانَ قَبِيعَةُ سيفِِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) » كذا جاء في جميع النسخ، ومثلُهُ في بعض مصادر التخريج، والجادَّة أن يقال: «كَانَتْ قَبِيعَةُ سيفِِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) » ؛ كما وقع في أول المسألة وفي بعض مصادر التخريج. لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية، ويخرَّج على وجهين:
الأوَّل: أنَّ اسم «كان» مؤنث غير حقيقي التأنيث، فيجوز معه تذكير الفعل وتأنيثه، وإن كان التأنيث أولى. وانظر بيان ذلك في التعليق على المسألة رقم (224) .
والثاني: أنَّه ذكَّر «القبيعة» - أي عدَّها مذكَّرَة - لإضافتها إلى «سيف رسول الله» ؛ فإنَّ المضافَ المؤنَّث قد يكتسبُ من المضاف إليه المذكَّر تذكيرَهُ؛ كما أنَّ المضافَ المذكَّر قد يكتسبُ من المضاف إليه المؤنَّث تأنيثَهُ، وشرطُ ذلك في الصورتين: أنْ يكونَ المضافُ صالحًا للحذف وإقامةِ المضاف إليه مُقَامَهُ، ويُفْهَمَ منه ذلك المعنى.
فمن تأنيث المذكَّر: قولهم: «قُطعت بعض أصابعه» ، وقراءة الحسن ومجاهد وقتادة وغيرهم: [يُوسُف: 10] {بَعْضُ السَّيَّارَةِ} . وذلك لصحة قولك: قُطِعَتْ أصابعُهُ، وتَلْتَقِطْهُ السَّيَّارَةُ.
ومن تذكير المؤنَّث: قول الشاعر [من البسيط] :
إنارةُ العَقْلِ مَكْسُوفٌ بِطَوْعِ هَوًى
وعَقْلُ عَاصِي الهَوَى يزدادُ تَنْوِيرَا
وساغ ذلك لصحةِ قولك: العَقْلُ مَكْسُوفٌ. وهذا يصدُقُ في هذا الحديث، فيقال: «كان سيفُ رسول الله (ص) من فِضَّة» . انظر: "أوضح المسالك" (3/91-96) ، و"شرح ابن عقيل" (2/48-49) ، و"شرح الأشموني" (2/136-140 ط. دار الكتب العلمية) .(3/366)
سيفِ رسول الله (ص) ... [مُرسَلاً] (1) ؛ بلا عبد الله بْنُ عَمْرٍو (2) .
939 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ بِشْر البَجَلي، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبيع، عَن سُهَيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
_________
(1) المثبت من (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «مرسل» ، ويخرَّج على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(2) ذكر ابن الملقن هذا الحديث في "البدر المنير" (2/463-464) ، ونقل عن أبي حاتم أنه قال: «المحفوظ أنه مرسل» .
والحديث رواه أبو داود (2584) ، والنسائي في "الكبرى" (9814) ، والبيهقي (4/143) ، جميعهم من طريق قتادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الحسن؛ قال ... فذكره مرسلاً. ورواه الدارمي (2501) ، وأبو داود (2583) ، والنسائي في "الكبرى" (9813) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/199) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/143) جميعهم من طريق جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس قَالَ: كَانَتْ قَبِيعَةُ سَيْفِ رَسُولِ الله (ص) من فضَّة.
وهذا الحديث أنكره الأئمة على جرير، وخطَّؤوه فيه. قال الدارمي: «هشام الدستوائي خالفه؛ قَالَ: قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي الحسن، عن النبي (ص) ، وزعم الناس أنه هو المحفوظ» .
وقال أبو داود: «أقوى هذه الأحاديث: حديث سعيد ابن أبي الحسن، والباقية ضِعاف» .
وقال النسائي - كما في "تحفة الأشراف" (1/301 = = رقم1146) -: «هذا حديث منكر، والصواب: قتادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الحسن» .
وقال البيهقي عن حديث أنس: «والحديث معلول» . وقال عن حديث سعيد بن أبي الحسن: «وهذا مرسلٌ، وهو المحفوظ» .
وقال عبد الله بن أحمد في "العلل" (312) : «حدثني أبي عن عفان قال: جاء أبو جزي - واسمه نصر بن طريف - إلى جرير بن حازم يشفع لإنسان يحدثه، فقال جرير: حدثنا قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: كَانَتْ قبيعة سيف رسول الله (ص) من فضَّة. قال أبو جزي: كذب والله ما حدثناه قتادة إلا عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَن. قال أبي: وهو قول أبي جزي؛ يعني أصاب، وأخطأ جرير» .(3/367)
قال: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ تَعَلَّمَ الرَّمْيَ ثُمَّ نَسِيَه (1) ، فَهِيَ نِعْمَةٌ جَحَدَهَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (2) .
940 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عُبَيْد ابن الصَّبَّاح المُقرِئ؛ قال: نا كاملُ بْنُ الْعَلاءِ التَّيْمي، عَنِ الحَكَم بن عُتَيبة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (3) ، عن عَلْقَمة (4) ، عن عبد الله (5) ؛ قال: بينما رسولُ الله (ص) جالسٌ مَعَ أَصْحَابِهِ؛ إِذْ أقبلَتِ امرأةٌ عُريانَةٌ، فَقَامَ إِلَيْهَا رجُل مِنَ الْقَوْمِ، فَأَلْقَى عَلَيْهَا ثَوْبًا وضَمَّها إِلَيْهِ. قَالَ: فَتَغَيَّر وجهُه، فَقَالَ (6) بعضُ أَصْحَابِهِ: أحسَبها امرأتَه، فقال النبي (ص) : أحْسَبُهَا غَيْرَى (7) ، إنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ الغَيْرَةَ عَلى (8) النِّسَاءِ، والجِهَادَ عَلَى الرِّجَالِ؛ فَمَنْ صَبَرَ مِنْهُنَّ احْتِسَابًا، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «نسي» .
(2) الحديث رواه الطبراني في "الأوسط" (4177) ، و"الصغير" (543) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/452) ، و (12/61) من طريق الحسن بن بشر البجلي، به.
ورواه الخطيب في "الموضح" (2/381) من طريق أبي بلال الأشعري، والقزويني في"التدوين" (3/366) من طريق طلق بن غنام، كلاهما عن قيس، به.
قال الطبراني في "الصغير": «لم يروه عن سهيل إلا قيس، تفرد به الحسن بن بشر» ، فكأنه لم يطلع على متابعة أبي بلال الأشعري وطلق بن غنام.
(3) هو: ابن يزيد النخعي.
(4) هو: ابن قيس النخعي.
(5) هو: ابن مسعود.
(6) في (أ) و (ش) : «قال» .
(7) قوله: «غيرى» سقط من (أ) و (ش) .
(8) في (ت) : «عن» بدل: «على» .(3/368)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
وَقَالَ مرَّة أُخْرَى: هَذَا حديثٌ موضوعٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (1) .
941 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه أحمد ابن عُثمان بْنِ حَكيم، عَنْ حَسَن بن حُسَين، عَنْ كادِحِ بْنِ جَعْفَر، عَنْ عبد الله بن لَهِيعَة، عن عبد الرحمن بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسار، عن جابر بن عبد الله (2) ؛ قَالَ: لمَّا قَدِمَ عليٌّ عَلَى رسولِ الله (ص) بفَتْح خَيْبَر؛ قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : لَوْلاَ أَنْ يَقُولَ فِيكَ طَوائِفُ مِنْ أُمَّتِي مَا قَالَتِ النَّصَارى في
_________
(1) الحديث رواه البزار في "مسنده" (4/308 رقم 1490) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/867 رقم 1096/ت السلفي) ، والطبراني في "الكبير" (10/87 رقم 10040) ، وابن عدي في "الكامل" (6/82) من طريق عبيد بن الصبَّاح، عن كامل، به.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن رسول الله (ص) إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وعبيد بن الصبَّاح ليس به بأس، وكامل بن العلاء مشهور من أهل الكوفة قد روى عنه جماعة من أهل العلم، واحتملوا حديثه، على أنه لم يشاركه في هذا الحديث غيره» .
وقال العقيلي في عبيد بن الصباح: «لا يُتابَع على حديثه، ولا يُعرَف إلا به» .
وقال الدارقطني في "العلل" (793) : «يرويه كامل بن العلاء، عن الحكم، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد الله، حدث به عبيد بن الصبَّاح عنه، واختُلِف عنه: فرواه أبو يعلى الإبلي، عن موسى المسروقي، عن عبيد ابن الصبَّاح فقال: عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، ووهم فيه في موضعَين؛ في قوله: عن شعبة، وفي قوله: عن أبي وائل» .
وعدَّه الذهبي في "الميزان" (3/20) من منكرات عبيد ابن الصبَّاح.
تنبيه: سقط هذا الحديث من مطبوعة "الضعفاء" للعقيلي بتحقيق: عبد المعطي قلعجي.
(2) في (ت) و (ك) : «جابر بن عبد» .(3/369)
المَسيحِ بْنِ مَرْيَمَ (1) ؛ لَقُلْتُ (2) فِيكَ اليَوْمَ قَولاً ... وذَكَر الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديث ٌ موضوعٌ عِنْدِي، والحسنُ بْنُ الْحُسَيْنِ هَذَا هُوَ العُرَني، وأتيتُه وَلَمْ أكتُبْ عَنْهُ، وَلَمْ يكنْ بصدوقٍ (3) عندَهم، وَكَانَ مِنْ رُؤَسَاءِ الشِّيعة (4) .
942 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد ابن سَلَمة (5) ، عَنْ حَجَّاج (6) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ (7) ، عَنْ قَيْسٍ (8) ، عَنْ جَرِيرٍ (9) : أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ أَقَامَ مَعَ المُشْرِكينَ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ؟
فَقَالَ أَبِي: الكوفيُّون - سِوى حَجَّاج - لا يُسنِدونَه (10) ،
_________
(1) قوله: «ابن مريم» ليس في (ف) .
(2) قوله: «لقلت» مكرر في (ك) .
(3) في (ت) و (ف) و (ك) : «يصدق» ، والمثبت من (أ) و (ش) و"الجرح والتعديل" (3/6) .
(4) في (ت) و (ك) : «الشعبة» .
(5) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2526) ، والطبراني في "الكبير" (2/302 رقم 2261) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/12-13) .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/133) من طريق عمران القطان، عن حجاج، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ به، ثم قال ابن عدي: «لا أعلم رواه عن ابن أبي خالد غير حجاج، وعن حجاج رواه رجلان: عمران وحماد ابن سلمة» .
(6) هو: ابن أرطاة.
(7) هو: ابن أبي خالد.
(8) هو: ابن أبي حازم.
(9) هو: ابن عبد الله البجلي.
(10) في (ف) : «لا يسندون هذا» وعليها إشارة، وكتبت في الهامش عبارة: «نسخة: لا يسندونه» ، والله أعلم.(3/370)
ومُرسَلً (1) أشبهُ (2) .
943 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بعضُ أَصْحَابِ قابوسَ (3) :
_________
(1) أي: «وهو أشبَهُ مرسلً» ، والجادَّة: مرسلاً، بألف تنوين النصب، وحذفت هنا جريًا على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(2) الحديث رواه الترمذي (1604) ، وأبو داود (2645) ، والطبراني في "الكبير" (2/302 رقم2264) من طريق أبي معاوية، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن قيس، عن جرير، عن النبي (ص) بلفظ: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين» .
ورواه الترمذي (1605) من طريق عبدة، والنسائي في "الكبرى" (6982) من طريق أبي خالد، وأبو عبيد في "غريب الحديث" (4/36) من طريق هشيم، ثلاثتهم عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، أَنَّ رسول الله (ص) ... فذكره هكذا مرسلاً.
قال الترمذي: «وأكثر أصحاب إسماعيل قالوا: عَن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ: أن رسول الله (ص) بعث سَريَّة، ولم يذكروا فيه: " عن جرير "» . اهـ.
وقال: «وسمعت محمدًا يقول: الصحيح حديث قيس، عن النبي (ص) مرسل» .
وذكر نحوه في "العلل الكبير" رقم (483) وزاد: «قلت له: فإن حماد بن سلمة روى هذا الحديث عن الحجاج ابن أرطاة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عن جرير؟ فلم يعدَّه محفوظًا» .
وقال أبو داود: «رواه هشيم ومعمر وخالد الواسطي وجماعة لم يذكروا جريرًا» .
وقال الدارقطني في "العلل" (4/87/ب) : «يرويه إسماعيل بن أبي خالد، واختُلِف عنه: فرواه أبو معاوية الضرير وصالح بن عمرو، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جرير، وَرَوَاهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ إسماعيل، عن قيس، عن خالد بن الوليد؛ قاله يوسف بن عدي، عنه، ورواه أبو إسحاق الفزاري ومروان بن معاوية ومعتمر ابن سليمان، عن إسماعيل، عن قيس مرسلاً، وهو الصَّواب» .
وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2285) : «وصحح البخاري وأبو حاتم وأبو داود والترمذي والدارقطني إرساله إلى قيس بن أبي حازم» .
(3) هو: ابن أبي ظَبيان.(3/371)
جَريرٌ (1) ، أَوْ أَبُو (2) كُدَينَة (3) ، عَنْ قابوسَ، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنِ ابْنِ عباس؛ قال: خرجَ نبيُّ الله (5) (ص) فَقَالَ: لَيْسَ عَلَى مُسْلِمٍ جِزْيَةٌ، وَلا يَصْلُحُ قِبْلَتَان ِ بِأَرْضٍ وَاحِدَةٍ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ زُهَيرٌ (6) ، عَنْ قابوسَ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) خرجَ ... مُرسَلً (7) .
قَالَ أَبِي: هَذَا (8) مِنْ قابوسَ (9) ، لَمْ يَكُنْ قابوسُ بالقويِّ؛ فيَحْتَمِلُ أَنْ يكونَ مَرَّةً قَالَ هَكَذَا، وَمَرَّةً قَالَ هَكَذَا.
_________
(1) في (ك) يشبه أن تكون: «حربني» أو نحوها.
وجرير هذا: هو ابن عبد الحميد. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في"المصنف" (10577) ، وأحمد في "المسند" (1/223 رقم1949) ، والترمذي (633 و634) ، وأبو داود (3032) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1107) . قال الترمذي: «حديث ابن عباس قد روي عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن النبي (ص) مرسلاً» .
(2) قوله: «أبو» ليس في (ت) و (ك) .
(3) هو: يحيى بن المُهَلَّب. وروايته أخرجها الدارقطني في "السنن" (4/156) .
(4) هو: أبو ظَبْيان حُصَين بن جُندب.
(5) في (أ) و (ش) : «النبي» بدل: «نبي الله» .
(6) هو: ابن معاوية.
وروايته أخرجها الدارقطني في "السنن" (4/157) . وأخرجه أيضًا هو وأبو عبيد في "الأموال" (121) من طريق سفيان الثوري، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبي (ص) ، به.
(7) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(8) يعني: الاختلاف.
(9) قال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (2324) : «وقابوسُ ضعيفٌ عندهم، وربما ترك بعضهُم حديثَه، ولا يُدفع عن صدق، وإنما كان قد افترى على رجل فَحُدَّ، فكُسِر لذلك» .(3/372)
944 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفَضْل بْنُ مُوسَى، عَنْ شَريك (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ عُمارَة بْنِ عَبْد، عَنْ عليٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَا مِنْ غَادِرٍ إلاَّ وَلَهُ لِوَاءُ غَدْرٍ يَوْمَ القِيامَةِ! ؟
قَالَ أَبِي: مَنْ رَفَعَ هَذَا الحديثَ فَقَدْ غَلِطَ؛ رَوَاهُ إسرائيلُ (3) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمارَة، عَنْ عليٍّ، مَوْقُوفٌ (4) .
وَرَوَاهُ زُهَيرُ (5) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيرة بْنِ يَريم، عَنْ عليٍّ.
قَالَ أَبِي: عُمارَة أشبهُ (6) .
945 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَطاء بْنُ السَّائب، عَنْ مُحارِب بْنِ دِثار، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) : إيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ؛ فَإنَّهَا ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ؟
_________
(1) هو: ابن عبد الله النخعي.
(2) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(3) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.
(4) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) هو: ابن معاوية.
(6) قال الترمذي في "العلل الكبير" (476) : «سألت محمدًا [يعني: البخاري] عن حَدِيثَ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَبْد، عَنْ علي، عن النبي (ص) قال: «لكل غادر لواءٌ يوم القيامة» ؟ قال محمد: لا أعرفُ هذا الحديث مرفوعًا» .
وذكر نحو هذا في "الجامع" (1581) .
(7) في هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه: «الظلم ظلمات» .(3/373)
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ جَريرٌ (1) ، عَنْ أَبِي إسحاقَ الشَّيباني (2) ، عَنْ مُحارِب، عَنْ أَبِي الصِّدِّيق النَّاجي (3) ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) ... مُرسَلً (4) .
قَالَ أَبِي: هَذَا بَيَّنَ (5) عَوَارَ (6) حديثِ عَطاء، وَهَذَا أشبهُ؛ لَوْ كَانَ عَنِ ابْنِ عمرَ، كَانَ أسهلَ عَلَيْهِ حِفْظًا (7) مِنْ أبي الصِّدِّيق، وكان عَطاءُ ابن السَّائِب ساءَ حِفظُه (8) .
946 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه زيدُ ابن أبي أُنَيسة (9) ويوسف ابن أَبِي إِسْحَاقَ (10) جَمِيعًا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عليٍّ، عن النبيِّ (ص) قَالَ (11) : مَنِ ارْتَبَطَ فَرَسًا عُدَّةً فِي سَبيلِ اللهِ، كَانَ عَلَفُهُ وَرَوْثُهُ وَأَثَرُهُ فِي مَوَازِينِهِ يَوْمَ القِيامَةِ؟
_________
(1) هو: ابن عبد الحميد.
(2) هو: سليمان بن أبي سليمان.
(3) هو: بكر بن عمرو.
(4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(5) في (ك) : «هل أبين» .
(6) العَوارُ - بالفتح -: العَيبُ، والضمُّ لغةٌ. "المصباح المنير" (ع ور) (ص437) .
(7) قوله: «حفظًا» ليس في (ت) و (ك) .
(8) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (35234) ، والبيهقي في "الشعب" (7056) من طريق زائدة، ورواه أحمد في "مسنده" (2/106 رقم5832) ، والبيهقي في الموضع السابق من طريق علي بن عاصم، كلاهما عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابن عمر، به.
(9) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (409) .
(10) روايته أخرجها الخطيب في "الموضح" (2/261) .
(11) قوله: «قال» سقط من (ك) .(3/374)
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ إسرائيلُ (1) وزُهَير (2) ، فقالا: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْحَارِثِ، عَنْ عليٍّ، قولَهُ، لا يرفَعانِه.
قلتُ لأَبِي: فأيُّهما الصَّحيحُ؟
قَالَ: مَوْقُوفٌ (3) أشبهُ بالصَّواب.
وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَن هَذَا الْحَدِيثِ، وقلتُ له: وَرَوَاهُ (4)
إسرائيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عليٍّ، مَوْقُوفٌ (*) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: والموقوفُ أصَحُّ؛ لأنَّ إسرائيلَ وزهيرً (*) أحفظُ (5) .
_________
(1) هو: ابن يونس. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (33480) .
(2) هو: ابن معاوية. وروايته أخرجها البغوي في "الجعديات" (2530) .
(3) أي: الحديثُ أشبَهُ بالصواب موقوفً، وكانت الجادَّة أن يقال: موقوفاً، بألف تنوين النصب، لكنَّ حذفها هنا جارٍ على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4) في (ك) : «رواه» بلا واو.
(
*) ... كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب في الموضعين، جارٍ على لغة ربيعة.
(5) روي الحديث أيضًا مرفوعًا من طريق سُفْيَانُ الثَّوْرِيّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ؛ أخرجه الدارقطني في "العلل" (3/179) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/135) ، كلاهما من طريق أبي مسعود أحمد بن الفرات، عن عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن الحارث، عن علي، به مرفوعًا.
قال الدارقطني في "الأفراد" - كما في "أطرافه" لابن طاهر (ق 38/أ) -: «تفرد به عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عنه مرفوعًا» . وقال أبو نعيم: «غريب من حديث الثوري، ويقال: إن أبا مسعود تفرد به عن عبد الرزاق» . وكان الدارقطني ذكر في "العلل" (342) الاختلاف في هذا الحديث عى أبي إسحاق السبيعي، وذكر رواية موسى بن عقبة وَيُوسُفُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إسحاق، عن أبي إسحاق مرفوعًا أيضًا، ثم قال: «وغيرهما يرويه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الحارث، عن علي موقوفًا، غير مرفوع إلى النبي (ص) » . اهـ.(3/375)
947 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : سألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بْنُ مُوسَى الخَطْمي، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِير (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة (4) ؛ قَالَتْ: لمَّا قُتِلَ أَبُو عُبَيد (5) وأصحابُه يومَ الفِيل (6) ، أَفْلَتَ عبد الله بْنُ يَزِيدَ (7)
وثلاثةُ نَفَرٍ، فقَدِمَ عبدُالله عَلَى عمرَ، وبَقِيَ الثلاثةُ فِي الطَّريق، فلَقِيَ عمرَ لَيْلا فَأَخْبَرَهُ، فَرَقَا (8)
عمرُ المِنْبَرَ
_________
(1) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط.
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسألت» بالواو.
(3) هو: محمد بن خازم.
(4) أخرج هذا الحديث: ابن جرير الطبري في "تاريخه" (4/280) من طريق عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة، به باختصار، ووقع عنده: «عبد الله بن زيد» بدل: «عبد الله بن يزيد» . وفي سنده شيخ ابن جرير محمد بن حميد الرازي، وهو ضعيف كما في "التقريب" (5834) ، واتهمه بعضهم بالكذب كما في "تهذيب الكمال" (25/103 وما بعدها) .
(5) هو: أبو عبيد بن مسعود بن عمرو الثَّقَفي، الذي استُشهد في جماعة من المسلمين في قتال الفُرس يوم الجسر، وهو والدُ المختار بن أبي عبيد. انظر "الإصابة" (11/249) .
(6) وهو يوم الجسر، وإنما سمِّي يومَ الفيل؛ لأن الفُرسَ قاتلوا على الفِيَلَة التي لم تصمُد معها خيلُ المسلمين، وبَرَك الفيلُ على أبي عبيد رحمه الله فقتلَه. انظر تفاصيل ذلك في "تاريخ الأمم والملوك" للطبري (4/275 فما بعد) .
(7) هو: عبد الله بن يزيد بن زيد بن حِصْن الخَطْمي، الأنصاري، صحابيٌّ صغير، ولأبيه صحبة. انظر "الإصابة" (6/244) ..
(8) رُسِمت في (ش) : «فَرَقَى» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، ولغة جمهور العرب: رَقِيَ يَرْقَى، من باب رَضِيَ يَرْضَى، بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع، لكنَّ ما في النسخ جارٍ على لغة طيِّئ وبعض العرب؛ يكرهون مجيء الياء المتحرِّكة بعد الكسرة، فيفتحون ما قبلها لتنقلب الياء إلى الألف لخفتها، فيقولون: رَقَا، في رَقِيَ، وبَقَا، في بَقِيَ، وفَنَا، في فَنِيَ، ولَقَا في لَقِيَ، = = ونَسَا في نَسِيَ، وفي فعل المجهول يقولون: رُضَا، في رُضِيَ، ونُعَا، في نُعِيَ، وهُدَا، في هُدِيَ، وبُنَا، في بُنِيَ، وفي اسم الفاعل يقولون: باقاة، في باقية، وناصاة، في ناصيَة، وجاراة، في جارية، وفي المصدر يقولون: تَوْصَاة، في تَوْصية، وفي الجمع يقولون: أوداة، في أودية، وأصْبَاة، في أَصْبِيَة، والشواهد على هذه اللغة كثيرة، منها قولُ زيد الخيل الطائي [من الطويل] :
أفي كلِّ عامٍ مأتمٌ تَبْعَثُونَهُ
على مِحْمَرٍ عَوْدٍ أُثِيبَ وما رُضَا
تُجِدُّون خَمْشًا بعد خَمْشٍ كأنَّه
على فاجعٍ من خير قومِكُمُ نُعَا
وقال:
فلولا زُهَيْرٌ أنْ أكدِّرَ نِعْمَةً
لَقَاذَعْتُ كَعْبًا ما بَقَيْتُ وما بَقَا
انظر "شرح الشافية" للأستراباذي (1/124-125) ، و"طبقات فحول الشعراء" (1/33-34) ، و"الإنصاف" للأنباري (1/75) ، و"المحكم" لابن سيده (8/541) ، وانظر كلامًا مطوَّلاً عن هذه اللغة في كتاب "بحوث ومقالات في اللغة" للدكتور رمضان عبد التواب (ص237-243) . وانظر كذلك نَصًّا للزمخشري في "أساس البلاغة" (ر ق ي) على أنَّه يقال: رَقَى يَرْقى، كما يقال: رَقِيَ يَرْقَى.(3/376)
حِينَ صلَّى الصُّبْح، فَنَعَى (1) أَبَا عُبَيد وأصحابَه، ثُمَّ قَالَ: وَهَذَا عبدُالله يُخْبِرُكُمْ كَيْفَ كَانَ ذَلِكَ. قالَ (2) :
فقَعَدَ عمرُ عَلَى المِنبَر، وَقَامَ عبدُالله
_________
(1) في (ت) و (ك) : «فنعنا» .
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «قالت» ، أي: عائشةُ خ؛ لأنها راوية الخبر، وما وقع في النسخ إنْ لم يكن تصحيفًا، فإنه يخرَّج على أوجه ثلاثة:
الأول: أنه ذكَّر ضمير الفاعل مع عوده إلى اسم مؤنَّث؛ قياسًا على مثل قولهم: «ولا أرضَ أَبْقَلَ إِبْقَالَهَا» ، والجادة: أَبْقَلَتْ. انظر التعليق على المسألة رقم (178) .
والثاني: أنَّ مجيء «قال» بصيغة التذكير؛ إنما هو لمجاورة «ثم قال» قبلها، وللمجاورة تأثيرات في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (54 - الوجه الثالث) .
والثالث: أنَّ الفعل مسند إلى ضمير مذكَّر، كأنه قال: «قال الراوي» ، وهو عائشة خ، وهذا من الحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث، وهو كثير في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (270) .(3/377)
عَلَى المِنبَر، فحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه، وذكَرَ رسولَ الله (ص) وَمَا مَنَّ اللَّهُ بِهِ عَلَى العَرَب، ثُمَّ ذكَرَ أَبَا بَكْرٍ ح وحُسْنَ قيامِه بعدَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) ، ثُمَّ ذكَرَ قتلَ (1) أَبِي عُبَيد وأصحابِه. قَالَ (2) : وَبِهِ (3) جِراحاتٌ. قَالَتْ عائِشَة: فَوَاللَّهِ، مَا رأيتُ رَجُلا كَانَ أَربَطَ جَأْشًا (4) ، وَلا أشَدَّ قَلْبًا، وَلا أفضَلَ بَيَانًا، وَلا أحسَنَ وجهًا ولفظًا مِنْ عبد الله، فأُعْجِبَ المسلمونَ بِهِ أشدَّ مِنْ إِعْجَابِي! قَالَ: ثُمَّ وجَّهَهُ عُمَرُ [إِلَى] (5) سعدٍ (6) ؛ فَقَالَ: أَحضِرْهُ أَمرَكَ؛ فَقَدْ عَرَفَ أمورَ القَوْمِ، وَكَيْفَ التَّأتِّي لَهُمْ وحَرْبُهم؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُضطَرِبُ الإِسْنَادِ.
948 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحُسَين (7) بن (8) عيسى - أخو سُلَيم (9) بْنِ عِيسَى القَارِئ - عَنْ مَعْمَر، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: بينا رسولُ الله (ص) في غزوة تَبوك
_________
(1) في (ك) : «قبل» .
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «قالت» ، أي: عائشةُ خ، وقد تقدَّم تخريج ذلك.
(3) أي: بعبد الله بن يزيد.
(4) الجأش: القلب، والنفس، والجَنَان. يقال: فلانٌ رابطُ الجَأْش، أي: ثابتُ القلب لا يرتاعُ ولا ينزعجُ للعظائم والشَّدائد. انظر "النهاية" (1/232) .
(5) قوله: «إلى» تصحف في جميع النسخ إلى: «ابن» .
(6) هو: ابن أبي وقَّاص ح.
(7) في (ف) : «الحسن» ، وهو خطأ. انظر "الجرح والتعديل" (3/60) .
(8) قوله: «بن» سقط من (ت) .
(9) في (ك) : «مسلم» .(3/378)
يَسيرُ (1) لَيْلا؛ إِذْ تقدَّم الناسَ، ثُمَّ وقَفَ لَهُمْ حَتَّى أَتَوْهُ، ثُمَّ (2) قَالَ: أُعْطِيتُ اللَّيْلَةَ الكَنْزَيْنِ، قِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، وَمَا الكَنْزَان ِ؟ قال: فَارِسُ وَالرُّومُ (3) ، وَأُمِدْتُ (4) بِالمُلُوكِ - مُلُوكِ حِمْيَرَ - يُجَاهِدونَ فِي سَبيلِ اللهِ، وَيَأخُذُونَ فِي اللهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (5) .
949 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَاري (6) ، عَنِ ابْنِ شَوْذَب (7) ؛ قَالَ: حدَّثني عَامِرُ (8) بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي
_________
(1) كذا في في (ك) ، وفي (ت) و (ف) : «نسير» ، ولم تنقط في (أ) و (ش) .
(2) قوله: «ثم» سقط من (ك) .
(3) قوله: «والروم» سقط من (أ) و (ش) .
(4) كذا ضُبطت في (أ) و (ف) ، وفي (ت) و (ك) : «وأمرت» ، وفي (ش) : «وأمدى» ، ووقع عند أحمد في "المسند" (5/272 رقم 22335) : «وأمدَّني» ، وعند عبد الرزاق في "المصنف" (19878) : «وأيَّدني» ، وما أثبتناه من (أ) و (ف) يخرَّج على وجهين؛ الأول: «أُمِدْتُ» ، وهو جارٍ على لغةٍ فصيحةٍ مشهورةٍ؛ وهي أن الأصل: أُمْدِدْتُ، وحذفت إحدى الدالين تخفيفًا، كما في قولِهِ تعالى: [طه: 97] {ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا} ، وقوله: [الواقِعَة: 65] {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} ، وأصله: ظَلِلْتَ عليه، وظَلِلْتُمْ تَفَكَّهُونَ، ويقولون: أَحَسْتُمْ، في: أَحْسَسْتُمْ، ومَسْتُمْ، في: مَسِسْتُمْ، ونظائره كثيرة. والثاني: «أُمِدَّتُ» ، وهذا جارٍ على لغةِ أُناسٍ من بكر بن وائل، لا يَفُكُّون التضعيفَ من الأفعالِ عند إسنادها إلى ضمائر الرفع المتحرِّكة.
وانظر تعليقنا على المسألة رقم (1259) .
(5) الحديث لم نقف عليه من رواية يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس. وقد رواه عبد الرزاق في "المصنف" (19878) ، وعنه أحمد في "المسند" (5/272 رقم22335) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير، عن أبي همام الشعباني؛ قال: حدثني رجل من خثعم؛ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) ... فذكره، وانظر "السلسلة الضعيفة" للألباني _ح (3050) .
(6) هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث.
(7) هو: عبد الله.
(8) قوله: «عامر» ليس في (أ) و (ش) .(3/379)
بُرْدَة (1) ؛ قال: قال عبدُالله بْنُ عُمَرَ (2) : لَوْ كنتُ مُستَحِلاًّ مِنَ الغُلُول (3) القَليلَ، لاسْتَحْلَلْتُ مِنْهُ الكثيرَ، وَمَا مِنْ عبدٍ يَغُلُّ غُلُولاً إِلا كُلِّفَ يومَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَستَخْرِجَه مِنْ أسفلِ دَرْكِ جهنَّم.
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عن ابن بُرَيْدة (4) ، عن عبد الله بْنُ عَمْرٍو.
950 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ الفَزاري (5) ، عَنِ ابْنِ شَوْذَب (6) ، عَنْ عَامِرِ بن عبد الواحد، عَنْ أَبِي بُرْدَة (7) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ اللَّهِ (ص) إِذَا أصابَ غَنيمةً، أَمَرَ بِلالا فَنَادَى فِي النَّاسِ، فيجيئونَ بغنائِمهم، فَيَخْمُسُه (8) ويَقْسِمُه. فَجَاءَ رجلٌ بَعْدَ ذلك بزِمام ٍ (9) مِنْ شَعْرٍ، فَقَالَ: يَا رسولَ (10) اللَّهِ (11) ، هَذَا كَانَ فِيمَا أَصَبنا
_________
(1) هو: بُرَيد بن عبد الله.
(2) في (ت) : «عمرو» .
(3) تقدم تفسير «الغلول» في المسألة رقم (902) .
(4) هو: عبد الله.
(5) هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث. والحديث أخرجه في كتابه "السير" (387) .
(6) هو: عبد الله.
(7) يعني: ابن أبي بُردة المذكور في المسألة السابقة، واسمه: بُريد بن عبد الله بن أبي بُردة، وكنيته: أبو بردة.
(8) خَمَسَ المالَ يَخمُسُه خَمْسًا: إذا أخذَ خُمُسَهُ. انظر "المصباح المنير" (خ م س) (ص182) .
(9) الزِّمامُ: مِقْوَدُ البعير، وهو في الأصل: حبلٌ يُشَدُّ في حَلْقة تُجعل في أنف البعير، ثم يُشَدُّ إليه المِقوَد. انظر "المصباح المنير" (ز م م) (ص 256) .
(10) من قوله: «إذا أصاب غنيمة ... » إلى هنا مكرر في (ت) و (ك) ، إلا أنه قال في المرة الثانية: «فأمر» بدل: «أمر» .
(11) في (ت) زيادة: « (ص) » !(3/380)
مِنَ الغَنيمة، قَالَ: فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تَجِيءَ بِهِ؟ ، فاعتَذَر، قَالَ: كُنْ (1) أَنْتَ الَّذي تَجِيءُ (2) بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ؛ فَلا أَقْبَلُهُ مِنْكَ؟
قَالَ أَبِي: وَهَذَا أَيْضًا (3) هُوَ عَنْ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ (4) ، عَنِ ابن بُرَيْدة (5) ، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) .
951 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعْدان (6) ، عَنْ يُونُسَ (7) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ قَبِيصَة بْنِ ذُؤَيب وَأَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ (8) : يُوشِكُ أَقْصَى مَسَالِحِ (9) المُسْلِمِينَ بِسلاح (10) ؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «كنت» ، وفي (ف) : «كنه» .
(2) في (ك) : «تأتي» .
(3) في (ك) : «هذا هو أيضًا» .
(4) روايته أخرجها الإمام أحمد في"المسند" (2/213 رقم 6996) ، وأبو داود في "سننه" (2712) ، وابن حبان (4809 و4858) ، والخطيب في "تالي التلخيص" (1/75) من طريق أبي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عن عامر، عن عبد الله بن بريدة، عن عبدلله ابن عمرو، به.
(5) هو: عبد الله.
(6) هو: سعيد بن يحيى اللخمي. وروايته أخرجها هشام ابن عمار في حديثه (73) . ومن طريقه أخرجها الطبراني في "الأوسط" (6743) ، و"الصغير" (644) . قال الطبراني في "الأوسط": «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا يونس، ولا عن يونس إلا سعيد بن يحيى، تفرد به هشام بن عمار» . وقال في "الصغير": «لم يروه عن الزهري إلا يونس، تفرد به سعيد بن يحيى، وسليمان بن عبد الرحمن يقول: سعد ابن يحيى اللخمي» .
(7) هو: ابن يزيد.
(8) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(9) جمع مَسْلَحَة، وهُم القوم الذين يحفَظون الثُّغورَ من العدوِّ. وسُمُّوا: مَسْلَحَة؛ لأنهم يكونونَ ذوي سِلاح، أو لأنهم يسكُنون المَسْلَحَة، وهي [أي المَسْلَحَة] : كالثَّغر والمَرْقَبِ يكونُ فيه أقوامٌ يرقُبون العدوَّ؛ لئلا يطْرُقَهم على غَفْلَة. انظر"النهاية" (2/388) .
(10) كذا ورَدَ لفظُ الحديث في جميع النسخ، وجاء في "حديث هشام بن عمار" و"أوسط الطبراني": «يوشك أقصى مسالح المسلمين أن يكونَ سلاح، وسلاح عند خَيْبَر» ، وفي "الصغير" للطبراني: «يُوشِكُ أن يكون أقصى مسالحِ المسلمين بِسِلاح، وسلاحٌ من خَيْبَر» ، وكلا اللفظين جاء على الجادَّة في العربية؛ لأنَّ «يوشك» من أفعال المقاربة، ويجب أن يكون خبرها جملةً فعلية فعلها مضارع، وهذا ما وقع في مصادر التخريج.
أما ما عندنا في النسخ، فالظاهر أن فيه سقطًا، ووجهه أن يقال: «يُوشكُ أقصى مسالح المسلمين [أن يكون] بسلاح» ، والله أعلم.
وسِلاح: موضعٌ أسفلَ من خيبر.
قال البكري: «سِلاح» بكسر أوله، وبالحاء المهملة. "معجم ما استعجم" (3/744) .
ولم يجزم ياقوت بضبطها فقال: كأنه بوزن قَطامِ. "معجم البلدان" (3/233) . وجزم الفيروز آبادي فقال: كسَحابٍ أو قَطامِ. "القاموس المحيط" (س ل ح /ص 225) ، ولم يتعقَّبه الزَّبيدي في "التاج". والله تعالى أعلم.(3/381)
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ (1) الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ؛ سَمِعَ أَبَا (2) هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (3) .
قَالَ أَبِي: الموقوفُ أشبهُ.
قلتُ: وَمَا تُنكِرُ أَنْ يكونَ سَمِعَ منهُما؟
قَالَ: أُنكِرُ! فإنَّه لا يَحْتملُ (4) أَنْ يكونَ هَذَا مِنْ حديث قَبِيصَة.
_________
(1) في (ك) : «رواه» بلا واو.
(2) في (أ) و (ش) : «أبي» .
(3) الحديث رواه الحاكم في "المستدرك" (4/511) من طريق ابن وهب، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالم؛ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ ... فذكره موقوفًا.
وقوله: «موقوفً» بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(4) في (أ) و (ش) : «فإنه يحتمل» .(3/382)
وسَعْدانُ أَرَى أَنَّهُ (1) سمعَ مِنْ يونس بمكة، أو بالمدينةِ (2) ، ويُونُسُ لَمْ يَكُنْ (3) مَعَهُ كُتُبُهُ. قال وكيعٌ: رأيتُ يونسَ ابن يَزِيدَ بِمَكَّةَ، فجَهَدتُّ أَنْ يُقيمَ لِي إسنادَ حديثٍ، لَمْ يُقِمْه (4) ، فَنَرَى (5) أنَّ سَعْدان سَمِعَ مِنْهُ بِمَكَّةَ (6) ؛ لأنَّ حديثَهُ وحديثَ أَبِي ضَمْرة (7) وسُلَيمانَ بْنِ بِلالٍ وطَلحَةَ بْنِ يَحْيَى متقاربٌ (8) .
952 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ الفَزاري (9) ،
_________
(1) قوله: «أنه» سقط من (أ) و (ش) .
(2) في (ت) و (ك) : «أو مدينة» .
(3) المثبت من (ت) و (ف) ، وأهمل النقط في بقية النسخ، وهي محتملة أن تكون بالتحتية والفوقية، وكلاهما صحيح في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (224) .
(4) كذا في جميع النسخ، ولعل الصواب: فلم يقمه.
(5) في (ش) يشبه أن تكون: «فترى» ، وفي (ك) : «فيرى» .
(6) من قوله: «فجهدت أن ... » إلى هنا سقط من (ف) .
(7) هو: أنس بن عياض.
(8) قال الدارقطني في "العلل" (2182) : «يرويه الزهري، واختُلِف عنه: فرواه سعيد بن يحيى المعروف بسَعْدان اللخمي، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالم بن عبد الله، عن قبيصة وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، ووهم فيه. وخالفه القاسم بن مبرور؛ فرواه عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالم بن عبد الله، عن أبي هريرة موقوفًا، وقال فيه: قال الزهري: حدثني سعيد ابن خالد، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ أبي هريرة موقوفًا أيضًا، وهو الصَّواب» .
والحديث روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ من طريق أخرى = = أخرجها أحمد في "المسند" (2/402 رقم9216) قال: حدثنا نوحٌ، أخبرنا عبد الله - يعني العُمَري -، عن خُبَيب ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي (ص) قال: «يُوشِكُ أن يَرجعَ الناسُ إلى المدينةِ، حتى تصيرَ مَسالِحُهُم بسلاح» .
(9) هو: إبراهيم بن محمد. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (3/199) من طريق المسيَّب بن واضح - وهو ضعيف -، عن أبي إسحاق الفزاري، به.(3/383)
وَابْنُ الْمُبَارَكِ (1) ، عَنْ سُفْيان الثَّوري، عَنْ زَيْدٍ العَمِّي (2) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ ابن قُرَّة، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لِكُلِّ (3) أُمَّةٍ رَهْبَانِيَّةٌ، وَرَهْبَانِيَّةُ أُمَّتِي الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: معاويةُ بْنُ قُرَّة: أنَّ (4) النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (5) .
قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: إِذَا زَادَ حافِظٌ عَلَى حافِظٍ (6) قُبِلَ، وابنُ الْمُبَارَكِ حافظٌ (7) .
_________
(1) هو: عبد الله. وروايته في "كتاب الجهاد" له (16) ، وعند أحمد في "المسند" (3/266 رقم13807) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (33) ، وأبي يعلى في "المسند" (1449) ، وابن عدي في "الكامل" (3/199) و (4/230) ، والبيهقي في "الشعب" (3923) .
(2) هو: ابن الحواري.
(3) في (ك) : «كل» .
(4) في (ت) و (ك) : «أتى» بدل: «أن» .
(5) كذا بحذف ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(6) قوله: «على حافظ» ليس في (ف) .
(7) مدار هذا الحديث على معاوية بن قرَّة، ويرويه عنه اثنان:
الأول: زيد العَمِّي، ويرويه عنه سفيان الثوري، واختُلِف عنه: فرواه أبو إسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك - كما سبق - عنه، عَنْ زَيْدٍ العمِّي، عَنْ مُعَاوِيَةَ بن قرَّة، عن أنس، عن النبي (ص) . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (19326) عن وكيع بْنِ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عن زيد، عن معاوية، عن النبي (ص) مرسلاً. واختلف أبو حاتم وأبو زرعة في التَّرجيح في هذا الاختلاف. أما أبو حاتم: فرجَّح الرواية المرسلة، ولم يذكر سبب التَّرجيح، ولعله لأجل الرواية الآتية، وأما أبو زرعة: فرجَّح الرواية الموصولة، وهذا صحيح بالنظر في رواية سفيان الثوري والاختلاف عليه فقط؛ فإن ابن المبارك - مع كونه حافظًا - تابعه أبو إسحاق الفزاري، وهو حافظ أيضًا.
والثاني: الحجَّاج بن دينار، وروايته أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (2309) عن شيخه محمد بن فضيل ابن غزوان، عن الحجاج بن دينار، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قرَّة، عَنِ النبي (ص) مرسلاً.
وهذه الرواية أرجح من رواية زيد العمِّي؛ لأن الحجّاج ابن دينار لا بأس به، وأما زيد فضعيف؛ كما في "التقريب" (1133 و2143) ، ولعل هذا الذي جعل أبا حاتم يرجح الإرسال، والله أعلم.(3/384)
953 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ (2) ، عَنْ شَيبان (3) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (4) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) (5) : لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الأعمَشُ، عَنْ مُجاهِد، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
954 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد ابن [حِمْيَر] (6) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جَبِيرة (7) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (8) ، عَنْ أَنَسِ بن مالك؛ قال:
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (904) .
(2) هو: ابن مسلم.
(3) هو: ابن عبد الرحمن النَّحوي.
(4) هو: ذَكوان السَّمَّان.
(5) في (ف) و (ت) و (ك) : «النبي (ص) » بدل: «رسول الله (ص) » .
(6) في (ف) و (ت) و (ك) : «حُميد» ، وفي (أ) و (ش) : «جعفر» ، وكلُّه تصحيفٌ، فالذي يروي عن زيد بن جَبيرة هو محمد بن حِمْيَر، كما في "تهذيب الكمال" (10/34) . والحديث رواه ابن عدي في "الكامل" (3/203) من طريق ابن حِمْير، عن زيد بن جبيرة، به، ثم قال ابن عدي: «وهذا لا أعلم يرويه عن زيد بن جبيرة غير ابن حمير» .
(7) في (ت) و (ك) : «حسرة» .
(8) هو: الأنصاري.(3/385)
قَامَ فِينَا عثمانُ بْنُ عَفَّان ح يَوْمًا خَطِيبًا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَمنَعْنِي أَنْ أحدِّثَكُم حَدِيثِي هذا إلا الضَّنُّ (1) بكم، سمعتُ رسولَ الله (ص) وَهُوَ (2) يَقُولُ فِي مَقَامِي هَذَا: لَيَوْمُ (3) أَحَدِكُمْ (4) فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَلْفِ يَوْمٍ يَقُومُ اللَّيْلَ لاَ يَفْتُرُ، وَيَصُومُ النَّهَارَ لاَ يُفْطِرُ.
قَالَ: وَقَالَ أَنَسٌ: حُدِّثتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) أَنَّهُ قَالَ: لَيَوْمُ أَحَدِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَلْفِ يَوْمٍ في إِحْدَى المَسْجِدَيْنِ (5) : مَسْجِدِ الحَرَام ِ (6) ، وَمَسْجِدي بِالمَدِينَةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كذبٌ، وزيدٌ لا أعلمُ لَهُ حَدِيثًا صَحِيحًا، وَهُوَ ضعيفُ الْحَدِيثِ جِدًّا، إِلَى التَّرْك مَا هو، روى عنه اللَّيْثُ،
_________
(1) في (أ) و (ش) : «الظن» ، وفي (ف) : «لظن» .
(2) قوله: «وهو» سقط من (ك) .
(3) في (ك) : «اليوم» .
(4) في (ت) و (ك) : «بأحدكم» .
(5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أحد المسجدين» ، كما في "الكامل" لابن عدي، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج من باب الحمل على المعنى بتأنيث المذكر؛ حمَلَ المسجدَ على معنى البقعة التي يُسْجَدُ فيها، والتقدير: في إحدى البقعتين، والحمل على المعنى باب معروف في العربية، انظر التعليق على المسألة رقم (81) .
وقوله: «إحدى المسجدين» ورد أيضًا في حديث آخر في مطبوع "الفردوس بمأثور الخطاب" (5/174 رقم 7872) .
(6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «المسجد الحرام» أي: المحرَّم، وما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية على إضافة الموصوف إلى صفته، ويقال: إضافة الشي إلى نفسه، وهذا مذهب الكوفيين، وأجازه البصريون على تأويل. انظر التعليق على المسألة رقم (505) ، ووقع لفظ «مسجد الحرام» بالإضافة في أحاديث كثيرة كما في البخاري وغيره، ووقع أيضًا على الوصف: «المسجد الحرام» . وانظر: "مشارق الأنوار" (1/190) ، و"شرح السيوطي لسنن النسائي" (2/37) .(3/386)
وَيَحْيَى بْنُ أيُّوب.
955- وسمعتُ (1) أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ مَرْوان الفَزاري (2) ؛ قال: نا هشامٌ الدَّسْتوائيُّ (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير؛ قال: نا أبو سَلَمة، عن عبد الله الأزرَق، عَنْ عَلْقَمة بْنِ عَامِرٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الوَاحِدِ ثَلاثَةَ نَفَرٍ الجَنَّةَ ... ، فَذَكَرَ الحديثَ.
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلاَّم (4) ، عن عبد الله بْنِ زَيْدٍ الأزرَق، عَنْ عُقبة بن عامر، عن النبيِّ (ص) (5) .
956 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمرو ابن أبي سَلَمة (6) ، عن
_________
(1) انظر المسألة رقم (905) و (997) .
(2) هو: مروان بن معاوية.
(3) في (أ) و (ف) : «الدستواني» . وهشام هذا هو: ابن أبي عبد الله سَنْبَر.
(4) هو: مَمْطور الأسود الحبشي.
(5) الحديث رواه الطيالسي في "مسنده" (1099) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (26315) ، وأحمد في "مسنده" (4/144 رقم17300) ، والترمذي في "جامعه" (1637) ، وابن ماجه (2811) وغيرهم من طرق عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلاَّم، عن عبد الله بْنِ زَيْدٍ الأَزْرَقِ، عَنْ عُقْبَةَ بن عامر، عن النبي (ص) ، به.
ورواه معمر في "الجامع" (21010) - ومن طريقه أخرجه أحمد في "مسنده" (4/148 رقم17337) ، وابن خزيمة في "صَحِيحَةٌ" (4/113) -، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سلام، عن عبد الله بْنِ زَيْدٍ الأَزْرَقِ، عَنْ عُقْبَةَ، به.
(6) روايته أخرجها الهروي في "ذم الكلام" (2/388 رقم474) ، والذهبي في "السير" (16/242) من طريق دُحيم، عنه.(3/387)
صَدَقَة بن عبد الله، عَنِ الأوزاعيِّ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، وَجُعِلَ (2) رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذُّلُّ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَنِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ؟
قَالَ أَبِي: قَالَ لِي (3) دُحَيم (4) : هَذَا الحديثُ ليسَ بشيء؛ الحديثُ حديثُ الأوزاعيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جَبَلَة، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) .
957 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأوزاعيُّ (6) ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسار، عَنْ أَبِي مُصَبِّح (7) ؛ قَالَ: قلتُ لأبي عبد الله - رَجُلٍ من
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(2) قوله: «وجعل» مكرر في (ت) .
(3) في (ت) و (ك) : «قال أبي» ، وكتب فوق «أبي» في (ك) : «كذا» .
(4) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم.
(5) الحديث رواه ابن المبارك في "الجهاد" (105) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (33001) من طريق الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جَبَلَةَ، عن طاوس، عن النبي (ص) به.
وحسَّن إسناده الحافظ ابن حجر في "الفتح" (6/98) .
وقال الدارقطني في "العلل" (1754) : «يرويه الأوزاعي، واختُلِف عنه: فرواه صدقة بن عبد الله بن السمين - وهو ضعيف -، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وخالفه الوليد بن مسلم؛ رواه عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ عطية، عن أبي منيب الجرشي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَهُوَ الصَّحِيحُ» .
(6) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(7) هو: المَقْرَئي، بفتح الميم والراء، بينهما قاف، ثم همزة قبل ياء النَّسب. كذا ضبط نسبتَه الحافظُ في "التقريب" (8370) ، وانظر ما سيأتي في نسبته في التعليق على المسألة التالية.(3/388)
أصحاب النبيِّ (ص) - وَهُوَ بِأَرْضِ الرُّوم: أَلا تَركَبُ؟ فقال: سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: مَا اغْبَرَّتْ قَدَمَا عَبْدٍ في سَبِيلِ اللهِ إلاَّ حَرَّمَهُمَا (1) اللهُ عَلَى النَّارِ. وأُصلِحُ دابَّتي (2) لِتُغْنِيَني عن عَشيرَتي. فما رُئِيَ (3) يَوْمًا أكثَرَ نازِلاً مِنهُ (4) ؟
قَالَ أَبِي: منهُم مَنْ يَقُولُ: هَذَا الرَّجُل هو جابرُ بن عبد الله، ومنهُم مَنْ يَقُولُ: هُوَ الصُّنابِحي، وَلَيْسَ للصُّنابِحي صُحبَة؛ وجابرٌ (5) أشبهُ (6) .
فقلت ُ لأبي: أنا العبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ؛ قَالَ (7) : أَخْبَرَنِي أبي (8) ، ثنا
_________
(1) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «حرَّمها» ، وهما صحيحان، وكلاهما ورد في مصادر التخريج.
(2) في (ت) و (ك) : «ذات بين» .
(3) في (ت) و (ك) رسمت هكذا: «رُأي» .
(4) كذا في جميع النسخ، وفي "الجهاد" لابن المبارك (32) : «فما رأيتُ يومًا أكثَرَ ماشيًا مِنهُ» ، ونحوه في "صحيح ابن حبان"، وفي "الجهاد" (33) : «قال أبو مصبِّح: فنَزَلَ الناسُ، فلم أرَ نازلاً قطُّ أكثَرَ مِنْ يومئذٍ» ، ونحوه في "مسند الطيالسي". وما وقع في النسخ جادَّتُهُ أن يقال: «فما رُئِيَ يومٌ أكثَرُ نازلاً منه» برفع «يوم» ، والله أعلم. والمعنى: أنه لمَّا سمع الناسُ بهذا الحديث، نزلوا عن دَوابِّهم؛ رغبةً في الثواب.
(5) في (ت) و (ك) : «وبجابر» .
(6) قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (9/55) : «وسمَّى أبو داود الطيالسي في "مسنده" وعبد الله بن المبارك في كتاب "الجهاد" الرجلَ المذكور: جابر بن عبد الله، وهذا هو الصَّواب: أن الحديث لجابر بن عبد الله» . اهـ. وسيأتي تخريج الحديث من "مسند الطيالسي"، و"الجهاد" لابن المبارك.
(7) في (ت) و (ك) : «قراءة» بدل: «قال» .
(8) هو: الوليد بن مَزْيَد البيروتي.(3/389)
الأوزاعيُّ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو مُصَبِّح (1) ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ (2) خطأٌ؛ لَمْ يسمَعِ الأوزاعيُّ مِنْ أَبِي مُصَبِّح؛ بَيْنَهُمَا مُوسَى بْنُ يَسار (3) .
_________
(1) الحديث رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (3933) من طريق العباس بن الوليد، عن أبيه، عن الأوزاعي، حدثنا أبو مصبح؛ قال: قيل لأبي عبد الله ... فذكره. ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2805) من طريق العباس بن الوليد به، ولم يقع عنده تصريح الأوزاعي بالسماع من أبي مصبح.
(2) قوله: «حديث» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(3) في (ت) : «سيار» .
والحديث أخرجه عبد الله بن المبارك في "الجهاد" (32) عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عن حصين بن حرملة المهري، عن أبي مصبح الحمصي، عن جابر بن عبد الله، به. ومن طريق ابن المبارك أخرجه: أبو داود الطيالسي في "مسنده" (1881) ، وأحمد في "المسند" (3/367 رقم14947) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (113) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2075) ، وابن حبان في "صحيحه" (4604) . ووقع في إسناد الطيالسي خطأ نبَّه عليه المحقق. وأخرجه ابن المبارك أيضًا (33) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بن جابر، عن أبي مصبح؛ قال: غزونا مع مالك بن عبد الله الخثعمي أرض الروم، فسبق رجل الناس، ثم نزل يمشي ويقود دابته، فقال مالك: يا أبا عبد الله أَلا تركبُ؟ فَقَالَ: = = سَمِعْتُ رَسُولَ الله (ص) ... فذكره.
وأخرجه أحمد في "المسند" (5/225 رقم21962) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/55) ، والطبراني في "الكبير" (19/297 رقم661) ، و"مسند الشاميين" (609) ، جميعهم من طريق الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به. إلا أن الطبراني قرن مع ابن جابر عبد الله بن العلاء، وجاء الحديث عنده في "الكبير" من رواية مالك بن عبد الله الخثعمي.
وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (21963) من طريق ليث بن المتوكل، عن مالك بن عبد الله الخثعمي؛ قال: قال رسول الله (ص) ... فذكره هكذا من مسند مالك.
وليث بن المتوكل مجهول الحال.
وأخرجه الدارمي (2/202 رقم2397) ، والطبراني في"الكبير" (662) كلاهما من طريق عبد الرحمن بن شريح، عن عبد الله بن سليمان بن أبي زينب؛ أن مالك ابن عبد الله [زاد الطبراني: الجهني] مرَّ على حبيب بن مسلمة - أو حبيب مرَّ على مالك - وهو يقود فرسًا، وهو يمشي، فقال: ألا تركب إذ حملك الله؟ فقال ... فذكره هكذا على الشك هل هو من مسند حبيب، أو مالك، وبنسبه مالك جهينيًا في رواية الطبراني.
وعبد الله بن سليمان بن أبي زينب لم نجد من ترجم له، وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (114) ، و"الآحاد والمثاني" (2777) من طريق زرعة بن عبد الله الوحاظي: أن مالك بن عبد الله الخثعمي كان بذات الجون، فرأى بعض أصحابه يمشي يقود فرسه، فناداه مالك بن عبد الله: يا فلان بن فلان ألا تركب؟ قال: إني سمعت رسول الله (ص) ... فذكره. وبإبهام هذا الرجل أيضًا أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (944) من طريق سليمان بن موسى، قال: مرَّ مالك بن عبد الله الخثعمي ... فذكره.(3/390)
958 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (1) عَمْرو بْن أَبِي قَيْس، عَن مَنْصُورٍ (2) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْص (3) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عُبادة، عن النبيِّ (ص) : أنه عاد عبدَالله بن رَواحة، فما تحَوَّزَ (4) عبدُالله عن مكانِه (5) ، فقال النبيُّ (ص) : مَنْ شُهَدَاءُ أُمَّتِي؟ ، قَالُوا: القتلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ: القَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهَادَةٌ، والبَطْنُ شَهَادَةٌ، والغَرَقُ شَهَادَةٌ ... ، الحديثَ؟
_________
(1) قوله: «رواه» ليس في (ت) و (ك) .
(2) هو: ابن المعتمر.
(3) هو: عبد الله بن حفص.
(4) في (ف) يشبه أن تكون: «تجوز» بالجيم. ومعنى «فما تحوَّز» : فما تنحَّى. انظر "النهاية" (1/459) .
(5) في (ش) : «من مكانه» ، وفي (ك) : «عن كانه» .(3/391)
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ [شُعْبَةُ] (1) ، عَنْ أبي بكر ابن حَفْص، عن ابن الفَصِيح (2)
- أَوْ أَبِي المُصَبِّح - عَنِ ابْنِ السِّمْط (*) ، عَنْ عُبادة، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: وَهَذَا أشبهُ، لَيْسَ لأَبِي صَالِحٍ مَعْنًى، لَمْ يضبِط عَمْرٌو، وضبَطَ شُعْبَة. وَهَذَا حديثٌ مِنْ حديثِ أَهْلِ الشَّام، وَهُوَ أَبُو المُصَبِّح المَقْرائي (3) ، عَنْ شُرَحْبيل بن السِّمْط (*) ، عن عُبادة.
_________
(1) في جميع النسخ: «سعيد» ، عدا (أ) ، فإما أن تكون «سعيد» وصُحِّحت، أو العكس - وهو الأقرب - وأُكِّد التصحيح في الهامش، ولكنه لم يتضح في التصوير.
والحديث أخرجه الطيالسي (583) ، وابن سعد في "الطبقات" (3/528-529) ، وأحمد في "المسند" (4/201) و (5/314 و323) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (633) ، جميعهم من طريق شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حفص، به، وهو الصَّواب، ويدلُّ عليه قول أبي حاتم في آخر المسألة: «وضبط شعبة» .
ورواه الدارمي في "مسنده" (2458) من طريق إسرائيل، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن حفص، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ، عَنْ عبادة، عن النبي (ص) ، به.
ورواه الضياء في "المختارة" (354) من طريق حرب، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن حفص، عن أبي مصبح، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ، عَنْ عبادة، به.
(2) كذا في جميع النسخ عدا (ف) ففيها: «عن أبي الفصيح» ! وفي المواضع السابقة من مصادر التخريج: «عن ابن المصبح، أو أبي المصبح» . وذكر في بعض الروايات أن الشَّك من أبي بكر بن حفص.
(
*) ... في (ك) : «الشمط» بالشين المعجمة. وهو: شُرَحبيل ابن السِّمْط.
(3) نسبةً إلى «مَقْرَى» بفتح الميم، قريةٌ بالشَّام من نواحي دمشق. والمحدثون وأهل دمشق يضمُّون الميم. وقد وردت النسبةُ إليها على أوجهٍ هي: المَقْرِيُّ، والمَقْرائيُّ، كلاهما بفتح الميم، والمُقْرائيُّ بضم الميم، والمَقْرَئيُّ كما سلف في تعليقنا على المسألة = = السَّابقة. وانظر "الأنساب" للسَّمعاني (4/344) ، و"معجم البلدان" لياقوت (5/173-174) .(3/392)
959 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ صالح ابن مُوسَى الطَّلْحي (1) ، عَنْ سُهَيل (2) ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : الزَمُوا الجِهَادَ تَصِحُّوا (4) وَتَسْتَغْنُوا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا (5) حديثٌ باطلٌ، وصالحٌ الطَّلْحي ضعيفُ الْحَدِيثِ.
960 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو هَارُونَ البَكَّاء (7) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (8) ، عَنْ [عَبْدِ ربِّه] (9) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَلَمة بْنِ كُهَيل، عَنْ شَقِيق بْنِ سَلَمة، عَنْ جَرِيرٍ؛ قَالَ: كان رسولُ الله (ص) إِذَا بايَعَ (10) ، بايَعَ عَلَى شهادةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ ِ الصَّلاة، وَإِيتَاءِ الزَّكاة، والسَّمعِ والطَّاعةِ للَّه وَلِرَسُولِهِ، والنُّصْحِ لكُلِّ مُسْلِمٍ. وإذا بَعَثَ سَرِيَّةً قال: بِاسْمِ اللهِ، وَفي سَبِيلِ اللهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ، لا تَغُلُّوا، وَلاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تُمَثِّلُوا (11) ، وَلاَ تَقْتُلُوا الوِلْدَانَ؟
_________
(1) روايته أخرجها ابن عدي في"الكامل" (2/16) من طريق بشر بن آدم، عنه، به.
(2) هو: ابن أبي صالح.
(3) هو: أبو صالح ذَكوان السَّمان.
(4) في (ك) : «وتضحوا» .
(5) قوله: «أبي هذا» مكرر في (ك) .
(6) ستأتي هذه المسألة برقم (1948) ، وانظر المسألة رقم (979) و (999/أ) .
(7) هو: موسى بن محمد، ولم نقف على روايته، والحديث أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (7505) من طريق عبد الله ابن وهب، والطبراني في "الكبير" (2/313 رقم 2303 و2304) ، و"الأوسط" (745) ، و"الصغير" (115) من طريق عمر بن خالد الحراني، كلاهما عن ابن لهيعة، به.
(8) هو: عبد الله.
(9) في جميع النسخ: «عبد الله» ، وهو تصحيف. والتصويب من المسألة رقم (1948) ومصادر التخريج.
(10) في (ك) : «باع» .
(11) «مَثَّل» بالتشديد مبالغةٌ لـ «مَثَلَ» ، يقال: مَثَلْتُ بالقتيل: إذا جَدَعْتَ أنفَه وأذنَه أو مَذاكيرَه أو شيئًا من أطرافِه. انظر "النهاية" (4/294) .(3/393)
قَالَ أَبِي: لَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيثِ أصلٌ بِالْعِرَاقِ (1) ، وَهُوَ حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (2) .
961 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو (3) النَّضْر هاشمُ بنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عمر، عن عُبَيدالله (4) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) استعمَلَ أسامةَ بنَ زَيْدٍ عَلَى جيشٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ، فتكلَّم الناسُ فِي ذَلِكَ ... وذكرتُ لَهُ الحديثَ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لَمْ يَرْوِهِ غيرُ عَاصِمِ بْنُ عُمَرَ، وعاصمُ بْنُ عمر ليس بالقويِّ (5) .
_________
(1) لأن سلمة بن كهيل وشقيق بن سلمة من أهل العراق، ولم يرو هذا الحديثَ عن سلمة سوى عبد ربه بن سعيد وهو مدني، وعنه عبد الله بن لهيعة وهو مِصري، فلو كان الحديث صحيحًا لرواه أهل العراق عن سلمة بن كهيل، أو على الأقل لوجدنا له أصلاً عندهم عن أبي وائل شقيق بن سلمة. وآفته ابن لهيعة فهو معروف بالضَّعف، وقد روى هذا الحديث عنه عبد الله بن وَهْب عند أبي يعلى في الموضع المتقدم، ومع ذلك أعلَّ أبو حاتم روايته هذه؛ جريًا على عادته في إعلال بعض أحاديث ابن لهيعة وإن كانت من رواية ابن وَهْب أو عبد الله بن يزيد المقرئ ممَّن قيل: إن روايتهم عنه قبل احتراق كتبه؛ كما في المسائل (72 و634 و636 و637 و1137 و1181 و1229 و1231 و1709 و2807) وغيرها، وهذه فائدةٌ تستفاد في أن رواية ابن وَهْب وباقي العبادلة ليست صحيحةً كما ذهب إلى ذلك بعض الفضلاء، وإنما هي أعدلُ من غيرها، ولا تصل لدرجة الاحتجاج بها على الانفراد.
(2) قال الطبراني في الموضع السابق من "الأوسط": «لا يروى هذا الحديث عن جرير إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة» .
(3) قوله: «أبو» سقط من (ك) .
(4) هو: ابن عمر العُمَري.
(5) لم نقف على الحديث من رواية عاصم. وقد رواه ابن سعد في "الطبقات" (2/249) و (4/66) عن عبد الوهَّاب بن عطاء العجلي؛ قال: أخبرنا الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر: أن النبيَّ (ص) بعث سريَّةً فيهم أبو بكر وعمر، واستعملَ عليهم أسامةَ بن زيد ... . = = ورواه البخاري (3730) ، ومسلم (2426) من طريق عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: بعث رسول الله (ص) بعثًا، وأمَّر عليهم أسامة بن زيد ... . ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (252) من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عمر، به.(3/394)
962 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عفَّان ابن مُسْلِمٍ الصَّفَّار (1) ، عَنْ خَليفة بْنِ غَالِبٍ؛ قَالَ: حدَّثنا سَعِيدٌ المَقبُري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: سُئِل النبيُّ (ص) : أيُّ الْعَمَلِ أفضلُ؟ قَالَ: إيمانٌ باللهِ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ ... ، وذكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: كَذَا رَوَاهُ عَفَّان! وحدَّثنا أَبُو سَلَمة (2) ، عَنْ خَليفة بْنِ غَالِبٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (3) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: رَوَاهُ أَبُو مَعْشَر (4) ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . قد اتَّفق نَفْسان ِ، وَهُوَ أشبهُ عِنْدِي، فَلا أَدْرِي ما قال عَفَّان (5) !
_________
(1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/388 رقم 9038) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (289) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (8/322) .
(2) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذكي، وروايته أخرجها البخاري في "خلق أفعال العباد" (ص 51) .
(3) قوله: «عن النبي (ص) » ليس في (ف) .
(4) هو: نجيح بن عبد الرحمن.
(5) لكن عفان قد توبع. فأخرجه أحمد في "المسند" (2/531 رقم 10878) من طريق أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ - واسمه عبد الرحمن بن عبد الله -، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (ص51) من طريق أبي عامر العَقَدي - واسمه: عبد الملك -، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (28) من طريق أبي بكر الحنفي - واسمه: عبد الكبير بن كثير -، جميعهم عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ غَالِبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، به.(3/395)
963 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاح البَزَّاز (1) ، عَنْ هُشَيم (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، [عَنْ عَمْرِو بْنِ سعيد] (3)
ابن الْعَاصِ؛ أَخْبَرَنَا سَيَابَةُ (4) السُّلَمي: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ يومَ حُنَين (5) : أَنَا ابْنُ العَوَاتِكِ (6) ؟
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ف) : «البزار» . ورواية محمد بن الصبَّاح أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (1/302) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3664) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (5/136) .
(2) هو: ابن بشير الواسطي.
(3) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، فاستدركناه من "المراسيل" للمصنف (ص69-70) حيث ذكر هذه المسألة هناك، ومن مصادر التخريج السابقة.
ونقل الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (4/307) هذا النص بتصرُّف، وفيه الزيادة؛ وذلك أنه ذكر بعض الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: وقال أبو حاتم: «حدثنا بعض أصحاب هشيم عنه هكذا، وحدثنا عنه محمد بن الصَّبَّاح، فقال: عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عمرو ابن سعيد، عن سيابة. قال أبو حاتم: الأول أشبه» . اهـ.
(4) بفتح السِّين المهملة، وتخفيف الياء المثناة التحتية، كذا ضبطه ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (5/271) ، ومثله في "الصحاح"، و"القاموس" (س ي ب) ، وقيَّده ابن حجر في "تبصير المنتبه" (2/767) ، و"الإصابة" (2/102) ، و"التقريب" (ترجمة يعلى بن سِيَابة) بكسر السين مع تخفيف الياء، وأما ابن ماكولا في "الإكمال" (5/14) فأطلقها ولم يقيِّدها بشيء.
(5) في (ك) : «حين» .
(6) في (ك) يشبه أن تكون: «العراتك» . والعواتك: جمع عاتِكَة. وأصل العاتكة: المتَضمِّخة بالطِّيب.
و «العَواتك» هنا: جَدَّاتٌ للنبي (ص) كلٌّ منهُنَّ تسمَّى «عاتكة» ، وذكر الفيروزآبادي أنهنَّ تسعٌ، وذهب ابن بري إلى أنهنَّ اثنتا عشرة جدَّة، واتفقا على أن ثلاثًا منهُنَّ من سُلَيم، والبواقي من غير بني سُلَيم. انظر "اللسان" (ع ت ك) (10/464) ، و"القاموس المحيط" (ع ت ك) (ص 948) .(3/396)
قال أبي: [حدثنا] (1) بعضُ (2) أَصْحَابِ هُشَيم، عَنْ هُشَيْمٍ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ (3) ؛
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَيَابَةُ بْنُ عَاصِمٍ السُّلَمي، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: وَهَذَا أشبهُ. وَعَلَى هذا: الحديثُ دليلٌ على أنَّ سَيَابَة (4) لَيْسَ (5) مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، فاستدركناه من "المراسيل" أيضًا.
(2) هم: سعيد بن منصور، وإسحاق بن إدريس، ولُوَين في إحدى الطرق عنه كما سيأتي.
(3) كذا وقع هنا! ومثله في "الجرح والتعديل" (6/269 رقم 1488) في ترجمة ابنه عمرو. وكذا وقع في "الآحاد والمثاني" (540) ، و"الفتن" لأبي عمرو = = الداني (187) ، و"ذكر أسماء التابعين" للدارقطني (771) ، وهو محمول على أنه نسب إلى جده، وإلا فهو «يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بن سعيد بن العاص» ؛ كما في ترجمته في "الجرح والتعديل" (9/152 رقم627) ، وفي مواضع أخرى من "الجرح" أيضًا؛ كترجمة عبيد بن عبد الرحمن (5/410 رقم1904) ، وترجمة محمد بن بحر (7/215 رقم1192) ، وهذا الذي جاء في باقي كتب الرجال، ودواوين السنة.
تنبيه: روى ابن أبي حاتم هذا النص أيضًا في "المراسيل" كما تقدم، ووقع في هذا الموضع من الإسناد هناك: «عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرو بْن سَعِيد بْن العاص» ، وهو تلفيق اجتهد فيه المحقق فلم يصب، فنص نسخته كما يقول: «يحيى عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ العاص» ، وذكر أنه وقع في مطبوعة السامرائي: «ابن» بدل: «عن» ، فخطَّأها، مع أنها الصَّواب، وأخذ منها زيادة «سعيد» فجعلها بين يحيى وعمرو، وهي وإن كانت زيادة صحيحة في نسب يحيى، إلا أنها لم ترد في مخطوطته التي اعتمد عليها، ولا في نسخ "العلل".
(4) في (ت) و (ك) : «بدليل أن سيابة» .
(5) قوله: «ليس» من (ت) و (ك) والموضع السابق من "المراسيل" للمصنِّف فقط. وقد أتبعها ابن أبي حاتم بقوله: «يعني: بأن يحيى بن سعيد، عن [كذا! وصوابه فيما يظهر: «ابن» بدل: «عن» ، وبه يستقيم السياق] عمرو ابن سعيد بن العاص لم يكن يشبه أن يلحق صحابيًّا، وبروايته بانَ أنه تابعي، وحديث هُشَيْمٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ العاص رواه الصبَّاح البزَّار [كذا! والصواب: البزاز] المعروف بالدولابي، فغلط في روايته» .(3/397)
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَا أَدْرِي ما نقولُ لك! لم أكتُبْ (1) عَنْ أحدٍ سِوَى مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاح (2) .
_________
(1) يعني هذا الحديث.
(2) هذا الحديث يرويه هشيم بن بشير، واختُلِف عنه: فرواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1413) ، و"الجهاد" (255) من طريق أَبِي الرَّبِيعِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/302) ، وأبو نعيم في"معرفة الصحابة" (3664) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (5/136) من طريق محمد بن الصباح، والطبراني في "الكبير" (7/168 رقم6724) من طريق عمرو بن عوف، ثلاثتهم عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد، عن عمرو ابن سعيد بن العاص، عن سَيابة: أن النبَّي (ص) قال يوم حُنَين ... الحديث. ووقع عند ابن أبي عاصم في كتابيه تصريح سيابة بالسماع له من النبي (ص) .
ورواه سَعْدُويَه، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ العاص؛ حدثني سيابة قال: سمعت النبي (ص) يقول ... فذكره. أخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/1067) وقال: «هذا صحيح غريب» .
ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (2841) عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد، عن سيابة، به هكذا بإسقاط عمرو ابن سعيد. وتابع سعيدَ بن منصور: إسحاقُ بن إدريس؛ كما في "الإصابة" لابن حجر (4/307) . ورواه محمد بن سليمان المصِّيصي لُوَيْن، واختُلِف عليه: فرواه العسكري في "تصحيفات المحدثين" (2/1071) عن أبي مسعود الأصبهاني، عن محمد بن سليمان بمثل رواية سعيد بن منصور.
ورواه الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (3/1375) فقال: حدثنا أبو محمد بن صاعد، حدثنا لُوَيْن محمد بن سليمان، حدثنا هشيم، عن عمرو بن يحيى ابن سعيد ابن العاص، عن رجل، عن سَيابة السلمي؛ قال: قال النبي (ص) ... فذكره.
ورواه ابن عساكر في "معجم شيوخه" رقم (1094) من طريق أبي بكر محمد بن عمر الوراق، عن ابن صاعد، عن لُوَيْن، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ سَيابة السلمي قال: سمعت النبيَّ (ص) يقول يوم خيبر: «أنا ابن العواتك من سُلَيم» . قال ابن عساكر: «هذا حديثٌ غريبٌ، والمحفوظ: يوم حنين» .
تنبيه: وقع في المطبوع من "معجم شيوخ ابن عساكر": «هشام» بدل: «هشيم» ، وهو على الصَّواب في المخطوط (ل 174/ب) .
قال أبو عمر بن عبد البر في "الاستيعاب" رقم (1127) : «سَيابة بن عاصم السلمي: حديثه عند هُشَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ العاص، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ سيابة ... » ، فذكره. وتعقبه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (4/307) بقوله: «وأغرب ابن عبد البر فقال ... » فذكره، ثم قال: «لم أره عن هشيم كذلك» .
وقال ابن حجر أيضًا: «وذكر البخاري الاختلاف على هشيم في الواسطة، وجزم بأن الحديث مرسل» . وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (4/209-210) .(3/398)
............................
964 - وسألتُ أبي عن خالدٍ [أبي] (1) الْهَيْثَمِ المَدائني؟
فَقَالَ أَبِي: جَاءَنِي سعيدٌ البَرْذَعِيُّ (2) ، فَقَالَ: حدَّثنا أَبُو مَسْعُودِ بْنُ الفُرَات (3) ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ بَكْر بْنِ مُضَر، عَنْ رَاشِدِ بْنِ أَبِي سَكْنَةَ (4) ، عَنْ معاوية، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ... .
قَالَ أَبِي: فأنكرتُ ذَلِكَ، وأنكَرَه أَبُو زُرْعَةَ، وَجَعَلُوا يقولونَ:
_________
(1) في جميع النسخ: «ابن» ، وهو تصحيف، فخالدٌ هذا هو: ابن القاسم المدائني، المتقدِّم في المسألة رقم (410) ، وكنيته: أبو الهيثم؛ كما في "الجرح والتعديل" (3/347) .
(2) المثبت من (ف) ، وفي بقيَّة النسخ: «البردَعي» بالدال المهملة، وكلاهما صواب، فهو منسوب إلى «بَرْذَعَةَ» مدينة بأذْرَبيجان، وقد صحَّ فيها إعجام الدال وإهمالها. وقيل: هو منسوب إلى «بَرْذَعَةِ الدابة» ، وقد صحَّت فيها لغةٌ بإهمال الدال، وعليه فالنسبة إليها يصحُّ أن تكون بالمعجمة والمهملة، وبالوجهين وردت في مصادر ترجمته. انظر "معجم البلدان" (1/379) ، و"توضيح المشتبه" (1/451-452) وتعليق محققه، و"القاموس المحيط" وشرحه "تاج العَروس" (بردع، وبرذع» .
(3) في (ف) : «فقال حدثنا أبو مسعود، قال: حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودِ بْنُ الْفُرَاتِ» . وهو: أحمد بن الفرات.
(4) في (أ) و (ش) و (ف) : «سكينة» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وهو الصَّواب، كما في "الجرح والتعديل" (3/484) ، و"الإكمال" لابن ماكولا (4/320) .(3/399)
[] هُوَ غريبٌ.
فقلتُ: لَمْ يَرْوِ خالدٌ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ شَيْئًا.
فَقِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: مَن خالدٌ هَذَا؟
قَالَ: لا أَدْرِي مَن هُوَ! وأعلمُ أَنَّ الحديثَ مُنكَرٌ.
فقلتُ أَنَا: هُوَ (1) خالدٌ المَدائني.
فَقِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ، فَقَالَ: صَدَقَ (2) ؛ يشبهُ أَنْ يكونَ مِنْ حَدِيثِ خَالِدٍ، وَلَمْ يَكُنْ أَبُو مَسْعُودٍ بَيَّنَ لَهُمْ مَنْ خالدٌ هذا؛ لكي يَحْسَبُونَ (3) أَنَّهُ غريبٌ.
965 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ الفَزاري (5) ، عَنْ رجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّام، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي خِداش (6) ؛ قَالَ: كُنَّا فِي غَزاة (7) ، فنزَلَ الناسُ مَنْزِلا، فَقَطَعَ الناسُ الطريقَ، ومَدُّوا
_________
(1) قوله: «هو» ليس في (ف) .
(2) في (ف) : «صدوق» .
(3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «لكي يَحْسَبُوا» بحذف نون الرفع؛ لأنَّه منصوب بـ «كي» ، لكن ثبوت النون مع الناصب لغةٌ قليلةٌ لبعض العرب، ومن ذلك ما ذكره النووي - وتابعه السيوطي في حديث مسلم (1106) -: «عن الأسود ومسروق، أنهما دخلا على أمِّ المؤمنين لِيَسْأَلاَنِهَا ... الحديثَ» ، قال النووي: «كذا هو في كثير من الأصول: «لِيَسْأَلاَنِهَا» باللام والنون، وهي لغةٌ قليلةٌ، وفي كثير من الأصول: «يَسْأَلاَنِهَا» بحذف اللام، وهذا واضحٌ، وهو الجاري على المشهور في العربية» . اهـ. انظر: "شرح النووي على مسلم" (7/217-218) ، و"الديباج، شرح صحيح مسلم بن الحجاج" للسيوطي (3/206) .
(4) في هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه: «الناس شركاء في ثلاث» .
(5) هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث. وروايته هذه أخرجها الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (448 و630/بغية الباحث) .
(6) هو: حبَّان بن زيد الشَّرْعَبي.
(7) في (ف) : «غزوة» .(3/400)
الحِبالَ (1) عَلَى الكَلَأ (2) ، فلمَّا رَأَى مَا صَنَعوا، قَالَ (3) : سُبحانَ اللَّهِ! لَقَدْ غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) غَزَواتٍ، فسَمعتُه (4) يَقُولُ: النَّاسُ شُرَكَاءُ فِي ثَلاَثٍ: فِي المَاءِ، وَالكَلَأ، والنَّارِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا الرجلُ مِنْ أَهْلِ الشَّام هُوَ عِنْدِي: بَقِيَّةُ، وَأَبُو عُثْمَانَ هُوَ عِنْدِي: حَرِيز بْنُ عُثْمَانَ، وَأَبُو خِدَاش لم يُدْرِكِ النبيَّ (ص) ، إِنَّمَا حَكَى عَنْ رجُلٍ مِنْ أصحاب النبيِّ (ص) (5) .
كَذَلِكَ حدَّثنا أَبُو اليَمَان (6) ، وعليُّ بْنُ الجَعْد، عَنْ حَرِيز - كَمَا وصَفْتُ - وَإِنَّمَا لَمْ يُسَمِّه (7) أَبُو إِسْحَاقَ؛ لأَنَّهُ كَانَ حَيًّا فِي ذلك الوقت (8) .
_________
(1) في (ت) : «الجبال» .
(2) الكَلَأُ: العُشب. "النهاية" (4/194) . ومدُّهم الحبال على الكَلأ: أراد به كلٌّ منهم تحديدَ مكان لنفسه لا يشركه فيه أحد.
(3) في (أ) و (ش) : «فقال» .
(4) في (ك) : «فسمعه» .
(5) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (23184) ، وأحمد في "المسند" (5/364 رقم23082) كلاهما عن وكيع، عن ثور الشامي، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أبي خداش، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) ، عن النبي (ص) ، به.
(6) في (ت) و (ك) : «اليماني» . وأبو اليمان هذا هو: الحكم بن نافع.
(7) أي: لم يُسَمّ بقيَّة.
(8) روى الخطيب البغدادي في "الموضح" (2/69) هذا النص من طريق المصنف.
ورواه ابن أبي حاتم أيضًا في كتاب "المراسيل" (ص254-255 رقم945) ، لكن وقع هناك: «أبو خراش» بالراء، ومن طريق "المراسيل" ذكره ولي الدين أبو زرعة ابن العراقي في "تحفة التحصيل" (ص606 رقم1282) ، والعلائي في "جامع التحصيل" (309) ، وقال: «وقد وقع في كتاب ابن أبي حاتم تكنية هذا بأبي خراش - بالراء - كذا وجدته في نسختين» .
وقول أبي حاتم هذا هنا يدلُّ على أن أبا إسحاق الفَزاري يدلس تدليس الشيوخ.(3/401)
966 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّدُ بنُ الْمُبَارَكِ الصُّوري (2) ،
عَنِ الهيثَم بْنِ حُمَيد، عَنْ حَفْص بْنِ غَيْلان، عَنْ مَكحول؛ قَالَ: دخلتُ أَنَا وابنُ أَبِي زكريَّا (3) وسُلَيمانُ بن حبيب على أبي أُمامة بحِمْص، فسلَّمنا عليه، فقال: إنَّ رسولَ الله (ص) قَدْ بَلَّغ مَا أُمِرَ بِهِ، فبَلِّغوا عَنِّي مَا تسمعونَ، سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: مَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ؛ إنْ تَوَفَّاهُ اللهُ أدْخَلَهُ الجَنَّةَ (4) ، وَإنْ رَدَّهُ فَبِمَا (*) نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ. وَالخَارِجُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى المَسْجِدِ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ تَعَالى؛ إنْ تَوَفَّاهُ أَدْخَلَهُ الجَنَّةَ، وَإنْ رَدَّهُ (5) فَبِمَا (*) نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ. والدَّاخِلُ بَيْتَهُ بٍسَلام ٍ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ؟
_________
(1) انظر ما تقدم في المسألة رقم (927) .
(2) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1241 و1243) . والطبراني في "الكبير" (8/135 رقم7614) ، به إلى قوله: «فبلِّغوا عني ما تسمعون» ، ولم يذكرا باقيه.
والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (8/127 رقم 7579) من طريق هشام بن الغاز، حدثني مكحول أنهم دخلوا على أبي أمامة ح، فقال سمعتُ رسول الله (ص) يَقُولُ: «مَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِ الله ... » ، فذكره.
ورواه الطبراني في "الكبير" أيضًا (8/100 رقم 7493 من طريق كلثوم بن زياد، عن سليمان بن حبيب: أنه دخل هو وثابت بن معبد وابن أبي زكريا ومكحول على أبي أمامة ... ، فذكر الحديث عن النبي (ص) .
(3) هو: عبد الله.
(4) قوله: «الجنة» سقط من (أ) فقط.
(*) ... في (ك) : «فيما» .
(5) في (ت) و (ك) : «رد» .(3/402)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ مَكحُولٌ لم يَرَى (1) أَبَا (2) أُمامة.
967 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبدُالله بْنُ إِدْرِيسَ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ (3) :
وحدَّثني عاصمُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَأَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيمان بْنِ جُبَير؛ قَالَ (4) :
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «لم يَرَ» ، وما في النسخ صحيحٌ، ويتخرج على لغة من يجري الفعل المعتل مجرى الصحيح في الجزم والبناء، أو على الإشباع؛ وقد تقدم تفصيل القول فيهما في التعليق على المسألة (228) .
(2) في (ك) : «أبو» .
(3) هو: محمد، والحديث أخرجه أبو داود (3037) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/186) من طريق يحيى بن أبي زائدة، عن ابن إسحاق، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أنس بن مالك، وعن عثمان بن أبي سليمان: أن النبي (ص) بعث خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى أُكَيْدِر دُومَة فأُخِذ، فأتَوه به، فحقَنَ له دمَه، وصالحَه على الجِزيَة.
ورواه الإمام أحمد في "المسند" (3/238 رقم 13492) من طريق إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن إسحاق؛ قال: حدثني عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رأيت قَباءَ أُكَيْدِر حين قُدِمَ به على رسول الله (ص) ، فجعل المسلمون يلمَسونه بأيديهم ويتعجَّبون منه، فقال رسول الله (ص) : «أتعجَبون من هذا؟! فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لمنديلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الجنَّة أحسنُ من هذا» .
ورواه البيهقي أيضًا (9/187) من طريق يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إسحاق؛ قال: حدثني يزيد بن رومان وعبد الله بن أبي بكر: أن رسول الله (ص) بعث خالد ابن الوليد ... فذكر القصة بتمامها.
(4) ساق هذه القصة مع بعض الاختلاف كلٌّ من: الطبري في "تاريخه" (3/349) ، وابن حبان في "الثقات" (2/96-97) ، وابن هشام في "السيرة" (4/526) ، والبكري في "معجم ما استعجم" (1/303) ، وابن كثير في "البداية والنهاية" (7/179/ دار هجر) .(3/403)
ثم بعثَ رسولُ الله (ص) خالدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى أُكَيْدِر دُومَةَ (1) ، فَقَالَ (2) : إنَّكَ تَجِدُهُ يَصِيدُ البَقَرَ (3) . فَخَرَجَ خالدٌ، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ حِصْنِهِ (4) نَظَرَ (5) العَين في ليلةٍ مُقمِرَةٍ، [فباتَتِ البَقَرُ] (6) - وَهُوَ عَلَى سَطْحٍ لَهُ، مَعَهُ امرأتُه - تَحُكُّ القَصْرَ بقُرونها (7) ،
فَقَالَتِ امرأتُه: هَلْ رأيتَ مثلَ هَذِهِ اللَّيلة؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ! قَالَتْ: فَمَنْ يَترُكُ مثلَ هَذَا؟ قَالَ: لا أَحَدَ (8) . قَالَ: فنزلَ، فَأَمَرَ بفَرَسِه فأُسْرِجَ، وركبَ مَعَهُ ناسٌ
_________
(1) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (5/231) : «هو: أُكَيْدِر - تصغير أكدَر -، ودُومة - بضم المهملة وسكون الواو -: بلدٌ بين الحجاز والشام، وهي دومة الجندل، مدينة بقرب تبوك، بها نخل وزرع وحصن، على عشر مراحل من المدينة، وثمان من دمشق، وكان أكيدر ملكها، وهو أكيدر بن عبد الملك بن عبد الجن - بالجيم والنون - بن أعباء بن الحارث بن معاوية، ينسب إلى كندة، وكان نصرانيًّا» .
(2) في (ف) : «قال» .
(3) في الموضع السابق من "الثقات" لابن حبان: «يصيد بقر الوحش» . وهذا النوع من البقر مثل الظِّباء.
(4) في (ك) : «حصبه» .
(5) في (ت) : «يظن» ، ولم تنقط الياء، ومثله في (ك) ، إلا أنها لم تنقط بكاملها، ووقع عند جميع من ساق القصة: «منظر» .
(6) تصحفت هذه العبارة في (أ) و (ش) و (ف) إلى: «ثابت البصر» ، وفي (ت) إلى: «مشايت البصر» ، وفي (ك) يشبه أن تكون: «مشاتت البصر» ، والتصويب من من الموضع السابق من "تاريخ الطبري" (3/349) ، و"سيرة ابن هشام"، و"الثقات" لابن حبان، وفي "البداية والنهاية": «وباتت البقر» ، وفي "معجم ما استعجم": «فباتت بقر الوحش» .
(7) في (ت) : «بفروتها» ، وفي (ك) : «يقرونها» ..
(8) في (ك) : «لا أجد» .(3/404)
مِنْ أَهْلِهِ فِيهِمْ أخٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ: حسَّان، وَأَخَذُوا مَطارِدَهُم (1) ، فلمَّا خَرَجَ واتَّبَعَهُم خيلُ رَسُولِ الله (ص) ، فأخَذوه (2) ، وقَتلوا أخاه حسَّان، وأتَوْا به رسولَ الله (ص) ، وَقَدْ كَانَ عَلَيْهِ يَلْمَقٌ (3) ، لَهُ دِيباجٌ، مُخَوَّصٌ (4) بالذَّهَب، اسْتَلَبَهُ إيَّاه خالدٌ، فبعثَ بِهِ إِلَى رَسُولِ الله (ص) قَبْلَ قُدُومِه عَلَيْهِ، فوُضِعَ بَيْنَ يدَيه، فلمسَتْهُ الرجالُ بِأَيْدِيهِمْ - أَوْ تعجَّبوا مِنْهُ - قَالَ أَنَسٌ: فسمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: أَتَعْجَبُونَ لِهَذا؟! فَوَالَّذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لَمِنْديلُ سَعْدِ ابن مُعَاذٍ فِي الجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا (5) .
فَلَمَّا انْتَهَى خَالِدٌ بأُكَيْدِر إلى رسول الله (ص) ؛ حَقَن دمَه، وصالحَهُ عَلَى الجِزْيَة، وخَلَّى رسولُ الله (ص) سبيلَه، فرجعَ إِلَى قريتِه؟
قَالَ أَبِي: أوَّلُ الحديثِ كلامٌ أظنُّه مِنْ كَلامِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيمان، وَفِي آخِرِهِ خبرٌ أَيْضًا مِنْ كَلامِ ابْنِ إِسْحَاقَ، والحديثُ إنما هو: أتى النبيَّ (ص) وَعَلَيْهِ ثيابٌ؛ يَلْمَقٌ مُخَوَّصٌ بالذَّهَب.
_________
(1) جمع «مِطْرَد» ، وهو رُمْحٌ قصير تُطْعَن به حُمُر الوَحْش. انظر "لسان العرب" (3/268) .
(2) في (ت) و (ك) : «فأخذوهم» .
(3) اليَلْمَق: القَبَاءُ المَحْشُوُّ. "لسان العرب" (10/332) ، وهي كلمة فارسيَّة معرَّبة. انظر "المعجم العربي لأسماء الملابس" صنعة د. رجب إبراهيم. وفي المصادر السابقة التي ساقت القصة: «قَبَاء» بدل: «يلمق» .
(4) المُخَوَّص بالذَّهب: المنسوجُ به كخُوص النَّخل، وهو وَرَقُه. "النهاية" (2/87) .
(5) جوَّد ابن جرير الطبري وابن هشام وابن كثير هذا النص؛ فإنهم لما وصلوا في نقلهم إلى هذا الموضع؛ جعلوا السياق بعده عن ابن إسحاق.(3/405)
968 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ النعمانُ بْنِ رَاشِدٍ (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة: أنَّ رسولَ الله (ص) (3) لَمْ يَضرِب امْرَأَةً قَطُّ، وَلا خَادِمًا، إلاَّ أَنْ يجاهدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟
قَالَ أَبِي: والصَّحيحُ مَا رَوَاهُ عُقَيل (4) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عليِّ بْنِ حُسَيْنٍ: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (5) .
قَالَ أَبِي: وَقَدْ رَوَاهُ (6) الثَّوريُّ، وعَمْرو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ مَنْصُورٍ (7) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: حَدَّث (8) الزُّهْريُّ (9) بِهَذَا الْحَدِيثَ: أَنَّ هِشَامَ بْنَ عُرْوَة
_________
(1) في (ف) : «قال: وسألت» .
(2) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/367) .
(3) في (أ) : «النبي (ص) » بدل: «رسول الله (ص) » .
(4) هو: ابن خالد. وتابعه على روايته هكذا: صالح بن كيسان، وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/367-368) .
(5) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق على المسألة رقم (34) .
(6) في (أ) و (ش) : «ورواه» بدل: «وقد رواه» .
(7) هو: ابن المعتمر. وروايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (260/تحقيق حسين أسد) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4452) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (47/أ) ، ثلاثتهم من طريق فضيل بن عياض، عن منصور، به.
وأخرجه أبو الشيخ أيضًا (47/ب) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، به.
(8) في (ش) : «حديث» .
(9) من قوله: «عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ... » إلى هنا سقط من (ف) .(3/406)
رَوَى عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة.
فَقَالَ: الزُّهْري لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُرْوَة هَذَا الحديثَ؛ فلعلَّه دَلَّسَه (1) .
969 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي أُوَيس (3) ، عَنْ أَبِي ضَمْرَة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ عَلْقَمة، عَنْ عَبِيدَة بْنِ سُفْيان الحَضْرَمي، عَنْ أَبِي الجَعْد الضَّمْري، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ: أَنَّهُ مَرَّ عَلَى ابْنِ السِّمْط (4) - وَهُوَ مُرابِطٌ - فقال: سمعتُ النبي (ص) يَقُولُ: رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ صِيامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ ... ، الحديثَ؟
_________
(1) الحديث رواه النسائي في "الكبرى" (9163) من طريق محمد بن أبي عتيق، وموسى بن عقبة، كلاهما عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَن عائشة، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (17942) عن معمر، عن الزهري، به كذلك.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (812) ، وأحمد في "المسند" (6/232 رقم 25956) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1481) .
وأخرجه أبو داود في "سننه" (4786) من طريق يزيد ابن زريع، عن معمر.
ورواه هشام بن عروة، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَن عائشة، به. وتكلَّم الأئمة في سماع هشام بن عروة لهذا الحديث من الزهري؛ كما تجده مفصلاً في "الفصل للوصل المدرج في النقل" للخطيب (1/487) .
والحديث رواه مسلم في "صحيحه" (2328) من طريق أبي أسامة وعبدة ووكيع وأبي معاوية، جميعهم عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة، به.
(2) تقدمت هذه المسألة مختصرة برقم (930) ، وقد ذكر فيها أبو حاتم وأبو زرعة أن الوهم من أبي ضمرة، وستأتي برقم (1009) .
(3) هو: إسماعيل. وروايته لم نقف عليها، لكن تقدم تخريج الحديث في المسألة رقم (930) من طرق عن أبي ضمرة.
(4) هو: شُرَحبيل.(3/407)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ دَخَلَ لابْنِ أَبِي أُوَيس حديثٌ فِي حَدِيثٍ (1) ، «سلمانُ فِي الرِّباط (2) » : يَرْوِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ مَكْحُول: أنَّ سَلْمَانَ ... فذكَرَ الحديثَ، مُرسَلً (3) .
وحديثُ أَبِي الجَعْد الضَّمْري: هو (4) عن النبيِّ (ص) ؛ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو (5) ، عَنْ عَبِيدَة، عَنْ أَبِي الجَعْد، عَنِ النبيِّ (ص) (6) : مَنْ تَرَكَ ثَلاثَ جُمَعٍ مُتَوالِيً (7) ،
طُبِعَ عَلَى قَلْبِهِ ... ، الحديثَ.
_________
(1) كذا ذكر أبو حاتم هنا أن الخطأ من ابن أبي أويس، وفي المسألة المتقدمة برقم (930) ذهب أبو حاتم وأبو زرعة إلى أن الوهم في هذا الحديث من أبي ضمرة أنس ابن عياض؛ وهو الأصوب؛ فإن ابن أبي أويس لم ينفرد برواية هذا الحديث عن أبي ضمرة على هذا الوجه، بل تابعه عليها إسحاق بن موسى الأنصاري، وأبو ثابت المديني كما سيأتي في المسألة رقم (1009) ، وأحمد بن عبدة وهارون بن موسى كما تقدم في المسألة رقم (930) .
(2) أي: حديث «سلمانُ في الرِّباط» .
(3) كذا «مرسلً» بحذف ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة. انظر الكلام عليها في المسألة رقم (34) .
(4) قوله: «هو» ليس في (ف) .
(5) أي: من طريق محمد بن عمرو، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في"المصنف" (5532) ، وأحمد في "المسند" (3/424 رقم15498) ، وأبو داود (1052) ، والترمذي (500) ، والنسائي (3/88 رقم 1369) ، وابن ماجه (1125) ، وانظر الاختلاف على محمد بن عمرو في هذا الحديث في "علل الدارقطني" (8/20 رقم 1384) .
(6) من قوله: «مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عُبَيْدَةَ ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .
(7) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: متواليًا، أو متواليات، وجاء مكانه في مصادر التخريج: «تهاونًا» ، و «تهاونًا بها» ، و «تهاونًا من غير عذر» ، و «من غير ضرورة» ، وفي "علل الدارقطني": «ولاءً من غير علة» . وما وقع في النسخ يخرَّج على وجهين:
الأوَّل: أن يكون الأصل: متواليً، والمراد: مَن ترك ثلاثَ جُمَعٍ تركًا متواليًا؛ فحذف المصدر «تركًا» - الذي هو مفعولٌ مطلق - وأقام صفتَهُ مُقامَه، وأجراها على لغة ربيعة. وانظر التعليق على لغة ربيعة في المسألة رقم (34) . ويشهدُ لهذا الوجه: روايةُ الدارقطني المشار إليها آنفًا؛ فإنها بمعنى الرواية التي وقعت عندنا.
والثاني: أن يكون بفتح اللام «متوالًى» ؛ على أن يكون مصدرًا ميميًّا؛ بمعنى: التوالي والولاء، وهذا المصدر هنا جاء بمعنى اسم الفاعل «متوالِيَات» على قاعدة وقوع المصدر موقع المشتقِّ، وهو على ذلك منصوبٌ حالاً، أو صفةً لـ «ثلاث» ، أو مجرورٌ صفةً لـ «جُمَعٍ» ، والتقدير - في الأعاريب الثلاثة -: «مَن تَرَك ثلاثَ جُمَعٍ متوالياتٍ» . ويؤيِّده: روايةُ الحديث بهذا اللفظ في "مسند الطيالسي" (2557) ، و"الكامل" لابن عدي (7/54) ، و"التمهيد" لابن عبد البر (16/242) . وفي الطبعات السابقة لكتابنا هذا غُيِّرَتْ هذه الكلمة إلى «متوالية» دون اعتماد على أصل يُعْرَفُ، أو رواية يركنُ إليها، والله أعلم. وانظر في معنى الحديث: "فيض القدير" (6/102) ، و"شرح السيوطي لسنن النسائي" (3/88) .(3/408)
970- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بِشْر ابن المُفَضَّل (2) ، عن عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ، عَن الزُّهْري، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ (3) ، عَنْ مَرْوَانَ ابن الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ؛ أخبره: أنَّ رسولَ الله (ص) أملى عليَّ: {لاَ ... } (4) . فَجَاءَ ابنُ أُمِّ مَكْتُوم وَهُوَ يُمليها عليَّ، فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، لَوْ أستطيعُ الجهادَ لجاهدتُّ، فأنزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {غَيْرُ ... } ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ (5) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْري، عَنْ
_________
(1) انظر المسألة رقم (992) .
(2) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (3099) ، والطبري في "التفسير" (9/90) .
(3) في (ت) : «سهل بن ربيعة بن سعد» .
(4) الآية (95) من سورة النساء.
(5) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (5/146 رقم4899) .
ورواه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/169) عن معمر، به. ومن طريق عبد الرزاق: أخرجه أحمد في "المسند" (5/184 رقم 21601) ، وابن حبان في "صحيحه" (4713) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3/1043 رقم 5846) .(3/409)
قَبِيصَة بْنِ ذُؤَيب، عَنْ زَيْدِ بن ثابت، عن النبيِّ (ص) .
قِيلَ لأَبِي: أيُّهما أشبهُ؟
قَالَ: قد تابع عبدَالرحمن بنَ إسحاق صالحُ ابنُ كَيْسان (1) عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ، وتابَعَ مَعْمَرً (2) بعضُ الشَّامِيِّينَ، عَنِ الزُّهْري، ومَعْمَرٌ كَانَ ألزمَ للزُّهْري.
971 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خالدُ بْنُ عبد الرحمن، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صالِح التَّمَّار المَديني (4) ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن
_________
(1) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (5/184 رقم 21602) ، والبخاري في "صحيحه" (2832) ، والترمذي (3033) ، والنسائي (3100) .
(2) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب من «معمر» على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) انظر المسألة الآتية برقم (2614) .
(4) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (3/426) ، = = وعبد بن حميد في "مسنده" (149) كلاهما من طريق خالد بن مخلد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صالِح التمار، عن سعد ابن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عن أبيه، به.
وأخرجه البزار في "مسنده" (1091) ، والدورقي في "مسند سعد" (20) ، والنسائي في "الكبرى" (8223) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/216) أربعتهم من طريق عبد الملك بن عمرو أبي عامر العقدي، وعن محمد بن صالح التمار، به. وأخرجه البيهقي في "سننه" (9/63) من طريق إسحاق بن محمد الفروي وإسماعيل ابن أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صالح التمار، به.(3/410)
عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ؛ قَالَ (1) : أَتَى سعدٌ (2) رسولَ الله (ص) يَوْمَ حَكَمَ فِي بَنِي قُريظَة، فحَكَم فِيهِمْ أَنْ يُقتَلَ كلُّ مَنْ مرَّ عَلَيْهِ (3) المُوسى، فَقَالَ رسولُ الله (ص) : لَقَدْ حَكَمَ فِيكُمُ اليَوْمَ بِحُكْمِ اللهِ الَّذي حَكَمَ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَات ٍ. ثُمَّ أُتِيَ فَقِيلَ: هَذَا سعدٌ قَدْ صَارَ إِلَى المسجِد، فَقَالَ النبيُّ (ص) : قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ.
وَكَانَ اشتَكى، فنقلَهُ النبيُّ (ص) إلى المسجِد (4) ، فكان يُمَرِّضه فِيهِ، فأُتِيَ يَوْمًا حِينَ صلَّى الغَداة، فَقِيلَ لَهُ: قَدْ ماتَ سعدٌ، فاستَرجَعَ ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ (5) نَزَلَ اليَوْمَ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لِيَشْهَدُوهُ، وَاسْتَبْشَرَ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ ... ، فذكر الحديثَ بطوله؟
قَالَ أَبِي: كلامُ الأوَّلِ (6) ؛ قولُهُ: قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ (7) : رَوَاهُ شُعْبَةُ (8) ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي أُمامَة بْن سهل بْن حُنَيف، عَنْ أبي سعيد، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو أشبهُ.
_________
(1) كذا في جميع النسخ، وتقدم في التخريج أن الحديث من رواية عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ سعد بن أبي وقاص.
(2) هو: سعد بن معاذ ح.
(3) في (أ) و (ش) : «على» .
(4) قوله: «إلى المسجد» سقط من (أ) و (ش) و (ف) .
(5) قوله: «لقد» سقط من (ك) .
(6) كذا في جميع النسخ، وهو من إضافة الشي إلى نفسه مع اختلاف اللفظين، أو مِنْ إضافة الموصوف إلى صفته، والمراد: الكلامُ الأوَّلُ. انظر التعليق على هذا في المسألة رقم (505) ، وانظر مثل ذلك في المسألة رقم (897) و (954) .
(7) يعني: من أول الحديث إلى قوله: «قوموا إلى سيِّدكم» .
(8) روايته أخرجها البخاري (3043) ، ومسلم (1768) .(3/411)
وذاك (1) خطأٌ، ومحمدُ بْنُ صَالِحٍ شيخٌ لا يُعجِبني حديثُه (2) .
972 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمرو بن ثابت (4) ، عن عبد الله بن محمد ابن عَقيل، عن عبد الله بْن سهل بْن حُنَيف، عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيف (5) : أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ أَعَانَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وذلك» .
ويعني بقوله: «وذاك» : آخر الحديث؛ من قوله: «وكان اشتكى» .
(2) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث قد روي عن النبي (ص) من غير وجه، وأعلى من روى ذلك عن النبي (ص) سعد، ولا نعلم له عن سعد طريقًا إلا هذا الطريقَ إلا حديثًا رواه عياض بن عبد الرحمن بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ جدِّه، ولم يُتابَع عليه» .
وذكر البخاري في "التاريخ الكبير" (4/291) حديث محمد بن صالح التمار هذا ثم قال: «وخالفه شعبة، عن سعد، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْن سهل، عن أبي سعد، عن النبي (ص) ، وهذا أصحُّ» . وقال الدارقطني في "الأفراد" (56/ب/أطراف الغرائب) : «تفرد به محمد ابن صالح التمار، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن عامر» .
وقال في "العلل" (573) : «يرويه سعد بن إبراهيم واختُلِف عنه، فرواه صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّمين أبو معاوية، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن أبيه، عن جده، ووهم فيه. ورواه محمد ابن صَالِحٍ التَّمَّارُ الْمَدِينِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أبيه، ووهم فيه أيضًا، والصواب ما رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ حنيف، عن أبي سعيد الخدري» .
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (7/412) : «ورواية شعبة أصحُّ، ويحتمل أن يكون لسعد بن إبراهيم فيه إسنادان» . اهـ. وهذا الاحتمالُ مُنتَفٍ بعد حكم أبي حاتم والبخاريِّ والدارقطنيِّ على رواية محمد بن صالح التمار بالخطأ.
(3) في (ف) : «وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثِ زُرْعَةَ» ، وضرب الناسخ على قوله: «عن حديث» ، ولم يصوِّب قوله: «أبي» ؛ فكأنَّه توهم أنَّ السؤال موجَّه إلى أبي حاتم.
(4) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في كتاب "الجهاد" (93) ، والطبراني في "الكبير" (6/86 رقم5591) ، والحاكم في "المستدرك" (2/217) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/320) .
(5) قوله: «عن سهل بن حنيف» سقط من (ف) .(3/412)
اللهِ، أَوْ غَارِمًا (1) فِي عُسْرَتِهِ، أَوْ مُكَاتِبًا (2) فِي رَقَبَتِهِ؛ أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ (3) يَوْمَ لاَ ظِلَّ إلاَّ ظِلُّهُ.
وَرَوَاهُ يوسفُ بن عدي، عن عُبَيدالله بن عمرو، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقيل، عَنْ سَهْلِ بْنِ (4) حُنَيف، عَنِ النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ (5) : أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: الصَّحيحُ: عَنِ ابْنِ عَقيل، عن عبد الله ابن سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ.
وَقَدْ حدَّثني عَمْرو بن قُسَيط (6) ، عن عُبَيدالله بْنُ عَمْرٍو (7) ، عَنِ ابْنِ عَقيل، عَنِ (8) ابْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) .
وكذا رَوَاهُ زهيرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (9) ، عَنْ ابْنِ عَقيل، عَنِ ابْنِ سَهْلٍ، عن أبيه.
_________
(1) في (ك) : «غازيًا» ، وفي (ش) يشبه أن تكون كذلك.
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «مكاتب» .
(3) في (ك) : «أظله في ظله» .
(4) قوله: «ابن» سقط من (ك) .
(5) قوله: «زرعة» سقط من (أ) و (ش) و (ف) .
(6) القائل: «وَقَدْ حدَّثني عَمْرُو بْنُ قُسَيْطٍ» هو أبو زرعة؛ فإنَّ عمرًا هذا من شيوخه، وكانت وفاته سنة ثلاث وثلاثين ومئتَيْن قبل ولادة ابن أبي حاتم.
(7) أخرج هذا الطريق الإمام أحمد في "المسند" (3/487 رقم 15986) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (471) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3818) ، أما الإمام أحمد وعبد بن حميد فمن طريق زكريا بن عدي، وأما الطحاوي فمن طريق علي بن معبد، كلاهما عن عبيد الله بن عمرو، به.
(8) من قوله: «وقد حدثني عمرو ... » إلى هنا مكرر في (ك) .
(9) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (19547) ، وأحمد في "المسند" (3/487 رقم 15987) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (94) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3819) ، والطبراني في "الكبير" (5590) .(3/413)
973 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ حدَّثناه عَنْ يَحْيَى بْنِ دَاوُدَ بْنِ مَيْمون الواسِطي، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرير (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَيمونة (2) ، عن عَطاء ابن يَزِيدَ اللَّيْثي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ خَرَجَ غَازِيًا فَمَاتَ، كَتَبَ اللهُ لَهُ أَجْرَ الغَازِي إِلَى يَوْمِ القِيامَةِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ (3) : حدَّثنا (4) أَبُو زُرْعَةَ أَيْضًا؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ الهَمْداني؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مَيمون بْنِ أبي جَبَلة، عن عَطاء ابن يَزِيدَ اللَّيْثي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ خَرَجَ مُجَاهِدًا فِي سَبيلِ اللهِ، ثُمَّ مَاتَ؛ كَتَبَ اللهُ لَهُ (5) أَجْرَ المُجَاهِدِ إِلَى يَوْمِ القِيامَةِ؟
_________
(1) هو: محمد بن خازم.
وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (6357) ، وفي "معجمه" (101) ، والطبراني في "الأوسط" (5321) كلاهما من طريق إبراهيم بن زياد سبلان، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3806) من طريق الحسين بن عبد الأول، كلاهما عن أبي معاوية، به.
(2) هو: جَميل بن أبي ميمونة.
(3) من قوله: «أخبرنا أبو محمد ... » إلى هنا من (ت) و (ك) فقط.
(4) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدثنا» بالواو.
(5) قوله: «له» سقط من (ك) .(3/414)
قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: اللَّهُ أعلمُ (1) !
974 - وسألتُ (2) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَاصِم (3) ، عَنِ ابْنِ (4) عَجْلان (5) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: جاء (6) رجلٌ إلى النبيِّ (ص) ؛ قال (7) : أرأيتَ إنْ قاتلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، مُقْبِلاً غَير مُدْبِر، كفَّر اللَّهُ عَنِّي سيِّئاتي؟ قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ سكتَ سَاعَةً، فَقَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ آنِفًا؟ ، قَالَ: نَعَمْ، إلاَّ الدَّيْنَ؛
_________
(1) الذي يظهر أن قول مَن قال: «جميل بن أبي ميمونة» أرجحُ من قول مَن قال: «ميمون بن أبي جبلة» ؛ لأن من رواه عن أبي معاوية على هذا الوجه أكثر عددًا، وهم: يحيى بن داود، وإبراهيم بن زياد، والحسين بن عبد الأول، وأما الوجه الآخر فلم نجد له ذكرًا إلا من طريق محمد بن العلاء عند المصنف هنا، والله أعلم.
قال الطبراني في الموضع السابق: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ عطاء بن يزيد الليثي إلا جميلُ بن أبي ميمونة، ولا عن جميل إلا محمد بن إسحاق، تفرَّد به أبو معاوية» . وقال ابن كثير في "تفسيره" = = (2/346/النساء الآية 100) : «هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجه» .
وانظر "نصب الراية" (3/160) ، و"السلسلة الضعيفة" للألباني _ح (745) .
(2) انظر المسألة الآتية برقم (1017) .
(3) هو الضَّحَّاك بن مخلد. وروايته عند النسائي في "المجتبى" (6/33 رقم3155) . وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (12) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، عن محمد بن عجلان، به، وتوبع ابن عجلان - كما سيأتي -، لكن من قبل رواة تُكلِّم في حفظهم.
(4) قوله: «ابن» سقط من (ك) .
(5) هو: محمد.
(6) قوله: «جاء» سقط من (ت) و (ك) .
(7) في (ت) : «فقال» .(3/415)
سَارَّني بِهِ جِبْريلُ آنِفًا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا (1) هُوَ كَمَا يَرْوِيهِ اللَّيْث (2) ،
عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) (3) .
975 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ موسى ابن أيُّوب، عن الجَرَّاح ابن مَلِيح، عن أَرْطاة ابن الْمُنْذِرِ، عَنْ عُبادة بْنِ نُسَيّ، عن ابن غَنْم (4) ،
_________
(1) في (ك) : «وإنما» .
(2) هو: ابن سعد. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1885) ، وأحمد في "المسند" (3/303 رقم 22585) ، والترمذي في "جامعه" (1712) .
قال الترمذي: «وهذا أصح من حديث سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» . وتابع الليثَ جماعةٌ كما سيأتي.
(3) ذكر الدارقطني في "العلل" (1028) هذا الحديث والاختلاف فيه، وذكر رواية الإمام مالك، وسفيان الثوري، وابن جريج، وغيرهم، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أبيه، ثم قال: «ورواه الليث بن سعد وابن أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قتادة، عن أبيه. ورواه عباد بن إسحاق - وهو عبد الرحمن بن إسحاق - ومحمد بْنُ عَجْلانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عن أبي هريرة، ووَهِما فيه ... والقول قول من رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن المقبري، عَنِ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أبيه، بمتابعة الليث وابن أبي ذئب، عن المقبري على ذلك» .
وذكره أيضًا في موضع آخر (1464) فقال: «يرويه سعيد المقبري، واختُلِف عنه: فرواه ابن عجلان، وعباد بن إسحاق، وأبو صخر حميد بن زياد، وأبو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أبي هريرة ... » ، ثم ذكر رواية من رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأنصاري، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أبيه، ثم قال: «وكذلك رواه الليث بن سعد وابن أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قتادة، عن أبيه، وهو الصَّواب» . اهـ.
(4) هو: عبد الرحمن.(3/416)
عَن معاذ بْن جبل، عَنِ النبيِّ (ص) قال: مَنْ بَلَّغَ كِتَابَ غَازٍي (1) فِي سَبيلِ اللهِ إِلَى أَهْلِهِ؛ كَانَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ، وَأعْطَاهُ اللهُ (2) كِتَابَهُ بِيَمينِهِ، وكَتَبَ لَهُ بَراءَةً مِنَ النَّارِ. وَمَنْ أَطْعَمَ (3) ثَلاثَةً مِنَ الغُزَاةِ فِي سَبيلِ اللهِ، أَوْ سَقَاهُمْ؛ أَطْعَمَهُ اللهُ ... ، وذكَرَ الحديثَ (4) ؟
قَالَ (5) أَبِي: هَذَا شِبهُ (6) الْمَوْضُوعِ، يُشْبِهُ حديثَ مُحَمَّدِ بْنِ سعيد
_________
(1) كذا في جميع النسخ، ولغةُ جمهور العرب: «غازٍ» بحذف الياء، وهو الجادَّة، وجاء في "شعب الإيمان" بلفظ: «كتاب الغازي» ، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ أيضًا في العربية؛ فإنَّ إثباتَ ياء الاسم المنقوص المنوَّن في حالتي الرفع والجر: جارٍ على لغة صحيحة وعليها وردتْ قراءة ابن كثير. انظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (146) .
(2) لفظ الجلالة من (ف) فقط.
(3) قوله: «أطعم» سقط من (ك) .
(4) الحديث أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (3974) من طريق زكريا بن دلويه، عن أحمد بن حرب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي فديك، عن الخليل بن عبد الله، عن مكحول، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ، به.
قال البيهقي: «والخليل بن عبد الله هذا مجهول، ومتن الحديث منكر» .
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (676 و2490) من طريق شيخه أحمد بن عبد الله بن زياد، عن يزيد بن قبيس، عَنِ الجرَّاح بْنِ مَلِيحٍ، عَنْ أرطاة بن المنذر = = وإبراهيم بن ذي حماية، عن عبد الرحمن بن غنم، عن ابن عمرو، عَن معاذ بْن جبل، عَنِ رسول الله (ص) قال: «من أَطْعَمَ ثَلاثَةً مِنَ الْغُزَاةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ سَقَاهُمْ؛ أَطْعَمَهُ الله من ثلاث جنان: من جنة عدن، وجنة المأوى، وجنة الخلد، مع إبراهيم وموسى _ث» .
كذا رواه بزيادة «ابن عمرو» في إسناده، وإسقاط «عبادة ابن نسي» .
(5) في (ت) و (ك) : «فقال» .
(6) في (ش) : «أشبه» ، وفي (ت) و (ك) : «يشبه» .(3/417)
الأَزْدي (1) أخذَه عَنْهُ، يُشْبِهُ أنْ وقعَ عليه (2) ، وأَرطاةُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُبادة بْنِ نُسَيٍّ شَيْئًا.
976 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش (3) ، عَنْ بَحِير (4) بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنْ كَثير بْنِ مُرَّة، عَنْ نُعَيم بن هَمَّار، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لِلشَّهِيدِ (5) عِنْدَ اللهِ سِتُّ خِصَالٍ ... ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ بَقِيَّة (6) ، عَنْ بَحِير (7) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنِ المِقْدام، عَنِ النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ؟
فَقَالَ: كَانَ ابنُ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: إِذَا اختَلَف بَقِيَّةُ وإسماعيلُ، فبَقِيَّةُ أحبُّ إليَّ.
_________
(1) في (ت) و (ك) : «الأردني» .
وذكر الذهبي في "الميزان" (7595) محمد بن سعيد، وقال: «لعلَّه الصواب» ، فتعقَّبه الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (5/175-176) بقوله: وهو هو، فقد ذكر عبد الغني أن آخر ما غُيِّر به اسم المصلوب: محمد بن سعيد الأزدي. والظَّاهر أن قول الذهبي: «الأزدي» تصحيفٌ، ثم وجدت في "كامل ابن عدي" أن المصلوب قيل فيه: الأسْدي، فكأنها ساكنة السين، ويقال في ذلك بالزَّاي، والله أعلم. اهـ.
(2) في (ش) : «عنه» ، وفي (ت) : «إليه» .
(3) اختُلِف على إسماعيل هذا اختلافًا كثيرًا كما سيأتي.
(4) في (أ) و (ت) : «بجير» .
(5) في (ك) : «الشهيد» .
(6) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1663) وقال: «هذا حديث صحيح غريب» . وتابعه على هذا الوجه أيضًا إسماعيل بن عياش في بعض الروايات عنه كما سيأتي.
(7) في (ت) و (ك) : «عن يحيى» .(3/418)
قلتُ: فأيُّهما أشبهُ عِنْدَكَ؟
قَالَ: بَقِيَّة أحبُّ إِلَيْنَا مِنْ (1) إِسْمَاعِيلَ؛ فأما الحديثُ فلا يُضبَطُ أيُّهما (2) الصَّحيحُ (3) .
_________
(1) قوله: «من» ليس في (ف) .
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «أيها» .
(3) كذا قال! وهذا يدل على أنه لم يطلع على رواية إسماعيل بن عياش الموافقة لرواية بقية. فالحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (9559) عن شيخه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِب، عَنِ النبي (ص) ، به هكذا مثل رواية بقية بن الوليد.
وهكذا رواه الإمام أحمد في"المسند" (4/131 رقم17182) من طريق إسحاق بن عيسى والحكم بن نافع، وابن ماجه في "سننه" (2799) من طريق هشام ابن عمار، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (204 و206) من طريق عبد الوهاب بن نجدة وإسحاق بن إدريس، والطبراني في "الكبير" (20/266 رقم 629) ، و"مسند الشاميين" (1120) من طريق عبد الرزاق وعبد الوهاب بن نجدة، جميعهم عن إسماعيل بن عياش، به مثل رواية بقية.
ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (2563) عن شيخه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كثير بن مرة، عن عبادة، به مرفوعًا.
وهكذا أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/131 رقم17183) عن الحكم بن نافع، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (207) من طريق إسحاق بن إدريس، كلاهما عن إسماعيل، به مثل رواية سعيد بن منصور.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (205) من طريق عبد الوهاب بْنُ نَجْدَةَ الْحَوْطِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن عياش، عن سعيد بن يوسف، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلامٍ، عَنْ أَبِي معانق، عن أبي مالك، به مرفوعًا.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1163) من طريق الحكم بن نافع، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ بحير، عن خالد، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عقبة بن عامر، به موقوفًا. فهذه أربعة أوجه من الاختلاف على إسماعيل، والخامس ما ذكره ابن أبي حاتم. ومن الواضح أن معظم هذا الاختلاف من إسماعيل نفسه؛ لكثرة الذين يروونه على ذلك الوجه، ولكون بعضهم يروي عنه بعض الأوجه الأخرى؛ كالحكم بن نافع، = = وعبد الوهاب بن نجدة الحوطي، وإسحاق بن إدريس. فإما أن يكون إسماعيل كان يضطرب في هذا الحديث، فتكون روايته الموافقة لرواية بقية هي الراجحة، أو يكون له في هذا الحديث أكثر من وجه، ولا يلزم من ذلك ثبوت جميع الوجوه المذكورة عنه، أو عمَّن دونه، والله أعلم.(3/419)
977 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ ابن مُسْلِمٍ (1) ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الهُذَلي (2) ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن شَيْبة بن عثمان ابن شَيْبة بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ؛ قَالَ: لمَّا رأيتُ النبيَّ (ص) (3) ، ذكرتُ يَوْمَ بَدْرٍ وَمَا قلتُ: أَنَّى أُدرِكُ ثَأْرِي مِنْ مُحَمَّدٍ؟! (4)
قَالَ أَبِي: هَذَا غَلَطٌ؛ إِنَّمَا حدَّثونا عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ (5) ، عَنْ أبي
_________
(1) روايته أخرجها البيهقي في "دلائل النبوة" (5/145) عنه؛ قال: حدثنا عبد الله بن الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عن عكرمة مولى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ شَيْبَةَ بْنِ عثمان؛ قال: ... فذكره هكذا بزيادة ابن المبارك بين الوليد والهذلي، وإسقاط ابن عباس من سنده، كما رجَّح أبو حاتم. والحديث معروف من رواية ابن المبارك، فالظاهر أنه سقط من النسخ. والله أعلم.
(2) قيل: اسمه سُلمى بن عبد الله بن سُلمى، وقيل: اسمه رَوْح.
(3) يعني: يوم حنين.
(4) وردت العبارة في مصادر التخريج أوضحَ مما هنا: «اليومَ أدرك ثأري من محمد» ؛ ولكنْ لعلَّ وجه العبارة عندنا: «أنَّى أدركُ ثَأْرِي مِنْ مُحَمَّدٍ؟!» ، أي: متى أُدْرِكه؟! ويكون شيبة بن عثمان قد قال هذا في فتح مكة لا في غزوة حنين؛ ويشهد لهذا قوله -كما في "أعلام النبوة" للماوردي (ص163) -: « ... فلما فَتَحَ الله تعالى مكَّةَ يَئِسْتُ ممَّا كنتُ أتمنَّاه مِنْ قتله، وقلتُ في نفسي: قد دخلتِ العرب في دينه، فمتى أدركُ ثأري مِنْهُ؟! فلما اجتمعَتْ هوازن بحنين، قصدتُّهُمْ لأجد منه غِرَّةً ... إلخ» ، والله أعلم.
(5) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الفاكهي في "أخبار مكة" (2897) من طريق عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، والطبراني في "الكبير" (7/298 رقم7192) من طريق ابن الأصبهاني، والأصبهاني في "دلائل النبوة" (ص182) من طريق عبد الله بن محمد الكرماني، ثلاثتهم عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي بكر الهُذَلي، عن عكرمة؛ قال: قال شيبة بن عثمان: لما غزا النبي (ص) حُنَين، تذكرتُ أبي وعمِّي، قتلهما عليٌّ وحمزة، فقلت: اليوم أُدرك ثأري من محمد ... ، فذكر الحديث بطوله.(3/420)
بَكْر الهُذَلي، عَنْ عِكرمَة، عَنِ شَيْبة بْنِ عُثْمَانَ الحَجَبي، لَيْسَ فِيهِ: ابْنُ عَبَّاسٍ، والوليدُ عِنْدِي كثيرُ الغَلَط.
978 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه الوليدُ ابن مُسْلِمٍ، عَنْ شَيبان (1) ، عَنْ عليِّ بن عبد الله ابن عباس: أنَّ النبيَّ قَالَ: يُمْنُ الخَيْلِ فِي شُقْرِهَا (2) ؟
قَالَ أَبِي: رَوَى زَيْدُ بْنُ الحُبَاب (3) ، عن عبد الصَّمد بن عليِّ بن عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جده، عن النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَرُوذِي (5) ،
عَنْ شَيبان، عَنْ سُلَيمان بْنِ عليِّ بن عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جدِّه، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) هو: ابن عبد الرحمن النَّحوي.
(2) أي: بركتها في الأحمر الصَّافي منها. انظر "فيض القدير" للمناوي (6/248) . والأشقر من الدَّواب: الأحمر؛ كما في "لسان العرب" (4/421) .
(3) في (أ) و (ف) : «الخباب» .
(4) ذكر ابن حجر في "لسان الميزان" (1/416) أن الأزدي روى لإسماعيل بن عبد الله - وهو متروك - عن علي بن سيَّار، عن عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس رفعه: «الخيلُ في نواصي شُقْرها الخير» .
(5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/272 رقم 2454) ، وأبو داود في "سننه" (2545) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/148) ، وفي "الموضح" (2/168) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/330) ، لكن وقع عندهم: عن حسين، عن شيبان، عن عيسى بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه، فذكره.
وقد توبع حسين بن محمد في روايته على هذا الوجه: فرواه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (2722) عن شيبان، به.
وأخرجه الترمذي في "جامعه" (1695) ، وفي العلل الكبير" (509) من طريق يزيد بن هارون، والطبراني في "الكبير" (10/10677) من طريق فرج بن يحيى، كلاهما عن شيبان، به. قال الترمذي في "الجامع": «هذا حديث حسن غريبٌ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث شيبان» . وقال في "العلل الكبير": «سألت محمدًا [يعني: البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: إنهم ليدخلون بين شيبان وبين عيسى بن علي في هذا الحديث رجلاً» .
= ... ونقل الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/148) عن ابن معين أنه سئل عن عيسى بن علي؟ فقال: ليس به بأس، كان له مذهب جميل، معتزلاً للسلطان، روى هذا الحديث وهو غريب، عن أبيه، عن جده» .(3/421)
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: حديثُ حُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ صحيحٌ، وحديثُ زَيْدِ بْنِ حُباب (1) صحيحٌ؛ كان سُلَيمان وعبد الصَّمَد أخوَيْنِ، وَقَدْ روَيا هَذَا الحديثَ جميعًا - مُوَصَّلً (2) - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه. وَالَّذِي أَرَى: أَنَّ الوليدَ بْنَ مُسْلِمٍ تَرَكَ سُلَيمان مِنَ الإِسْنَادِ عَلَى العَمْد؛ لأَنَّ سُلَيمان أسرفَ فِي الْقَتْلِ والنِّكايَة فِيهِمْ، فَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يكونَ ذِكْرُه فِي الْحَدِيثِ.
قلتُ: سُلَيمان بْنُ عليٍّ كَانَ بالشَّام؟
قَالَ: لا، كَانَ بِالْبَصْرَةِ. وَكَانَ بالشَّام صالحُ بْنُ عليٍّ، وعبدُالله بن عليٍّ.
_________
(1) في (أ) : «خباب» .
(2) كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
وقوله: «موصَّل» هو بتثقيل الصاد مِنْ «وَصَّلَ الحديثَ» بمعنى وصَلَهُ. انظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (163) .(3/422)
979 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشير، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَد، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنِ النُّعْمان بن مُقَرِّن، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ إِذَا بَعَثَ جُيوشَهُ (3) ... ؟
قَالَ أَبِي: قَدْ دخلَ لَهُ إسنادٌ فِي إِسْنَادٍ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَلْقَمَةُ بنُ مَرْثَد (4) ، عَنِ ابْنِ بُرَيدة (5) ، عَنْ أَبِيهِ (6) ، عَنِ (7) النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ إِذَا (8) بَعَثَ جُيوشَهُ ... .
قَالَ عَلْقَمَة: فحدَّثتُ بِهِ مُقاتِلَ بْنَ حَيَّان، فحدَّثني عَنْ مُسْلِمِ بن هَيْصَم (9) ، عن النُّعْمان ابن مُقَرِّن، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ إِذَا بعثَ جُيوشَهُ ... الحديثَ.
_________
(1) انظر المسألة رقم (960) و (999/أ) و (1949) .
(2) هو: مرثد الحضرمي.
(3) لفظ الحديث: «كان رسول الله (ص) إذا أمَّر أميرًا على جيش أو سرية، أوصاه في خاصَّته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرًا، ثم قال: «اغزوا باسم الله، فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَاتِلُوا مَنْ كفر بالله ... » ، الحديث بطوله. رواه مسلم (1731) .
(4) روايته بهذا الوجه أخرجها مسلم في "صحيحه" كما سبق، وأحمد في "المسند" (5/352 و358 رقم 22978 و23030) ، ولم يذكر أحمد رواية علقمة، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنِ مُسْلِمِ بْنِ هَيْصَمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ.
(5) هو: سليمان.
(6) هو: بريدة بن الحصيب الأسلمي.
(7) في (ت) و (ك) : «أن» بدل: «عن» .
(8) في (أ) و (ش) : «أنه إذا كان» .
(9) في (أ) و (ش) و (ف) : «هيضم» .(3/423)
980 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَيبان (1) ، وَمُوسَى بنُ خَلَف العَمِّي، وحَرْبُ (2) بنُ شَدَّاد (3) ، عَنْ يَحْيَى (4) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى المَهْري، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ بعثَ رجُلَين مِنْ بَنِي لِحْيان فِي بَعْثٍ، وَقَالَ: الأَجْرُ بَيْنَكُمَا.
وَرَوَاهُ الهِقْل (5) ، عَنِ الأوزاعيِّ (6) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ: أنَّ النبيَّ (ص) بَعَثَ ... .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: جَمِيعًا صَحِيحَينِ (7) ؛ هَذَا قَصَّر، وَأُولَئِكَ جَوَّدوا.
قلتُ: فَهُوَ محفوظٌ؟
_________
(1) هو: ابن عبد الرحمن النَّحْوي. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1896) .
(2) في (ت) : «حزب» .
(3) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2318) ، وأحمد (3/49 رقم11461) .
(4) هو ابن أبي كثير.
(5) هو: ابن زياد.
وتابعه الوليد بن مسلم في روايته عن الأوزاعي، ولكنه خالفه. فأخرجه أبو عوانة في "مستخرجه" (4/480) ، وابن حبان في "صحيحه" (4729) ، كلاهما عن الوليد، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ، عن أبي سعيد الخدري، به مرفوعًا وموصولاً هكذا كبقية الروايات.
(6) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(7) كذا، والجادَّة: «قال: جميعًا صحيحان» ، والتقدير: هما جميعًا صحيحان، غير أن ما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية، وقد ذكرنا في تخريجه وجهَيْنِ في التعليق على المسألة رقم (25) .(3/424)
قَالَ: نَعَمْ (1) .
981 - وسمعتُ (2) أَبِي وحدَّثنا عن هلال ابن الْعَلاءِ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهاب، عَنْ عليِّ بنِ حُسين (4) - وَهِشَامِ ِ بنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ-: أنَّ رسولَ الله (ص) التَقَى هُوَ والمشركونَ (5) بِبَدرٍ صَبيحةَ يَوْمِ الجُمُعَة، لسبعَ عَشْرةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ تَتَامَّ الوَحْيُ إلى رسول الله (ص) ، وَمَضَى مُصَدِّقًا لِمَا جَاءَ بِهِ، قد قَبِلَه بقَبوله (6) ، وتحَمَّل مَا حُمِّلَ عَلَى رِضا العباد وسَخَطِهِم. وللنُّبُوَّة أَثقالٌ ومَؤونةٌ؛ لا يستطيعُ (7) لَهَا إِلا أهلُ القُوَّة والعَزْم ِ مِنَ الرُّسُل، بعَوْنِ اللَّهِ وقُوَّته؛ لِمَا يَلْقَوْنَ مِنَ النَّاس، ومِن (8) رَدِّهم عَلَيْهِمْ.
قَالَ أَبِي: الحديثُ عن (9) محمد بن إسحاق؛ قد (10) أُسقِطَ محمدُ بْنُ إِسْحَاقَ مِنَ الوَسَط. قولُهُ (11) : «ثُمَّ تَتَامَّ الوَحْيُ» : مِنْ كلام ابن
_________
(1) أخرج الحديث أيضًا مسلم (1896) ، وأحمد (3/34 و91 رقم 11301 و11867) من طريق علي بن المبارك وحسين المعلِّم، كلاهما عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، به موصولاً.
(2) في (ف) : «وسألت» .
(3) هو: العلاء بن هلال الباهلي.
(4) كذا في جميع النسخ! ولعل صوابه: «محمد بن علي ابن حسين» كما سيأتي في التعليق على آخر المسألة، ولا ندري: أهو من علَّة هذه الرواية التي لم نجد من أخرجها، أم هو سَقطٌ وقع في الأصول؟!
(5) في (أ) و (ش) : «والمشركين» ، وهو مفعولٌ معه، أي: التقى هو مع المشركين.
(6) في (ت) و (ك) : «بقوله» .
(7) في (ك) : «لا تستطيع» .
(8) في (ت) و (ك) : «فمن» .
(9) في (ك) : «من» .
(10) في (أ) و (ش) : «وقد» .
(11) أي: وقولُه.(3/425)
إِسْحَاقَ (1) .
982 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه حُسَين ابن واقد، عن ثابت (2) ، عن (3) عبد الله بْنِ مُغَفَّل (4) : أنَّ نَاسًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَانَتْ لَهُمْ ذِمَّةٌ، فمَرَّ بهم جيشٌ لرسول الله (ص) ، فأخذوا جيشَ رسول الله (ص) (5) ... الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ ثَابِتٍ: أنَّ جيشًا لرسول الله (ص) ؛ ولم يذكُرْ عبدَالله بْنَ مُغَفَّل (6) .
قَالَ أَبِي: حمَّادٌ أعلمُ بِحَدِيثِ ثَابِتٍ، مِنْ حُسَين.
983- وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْلُ بن عثمان، عن
_________
(1) الخبر في القطعة الموجودة من "السير والمغازي" لابن إسحاق رقم (149) من رواية أحمد بن عبد الجبار العطاردي، عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ ابن إسحاق؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بن علي بن الحسين: أن رسولَ الله (ص) التقى هو والمشركونَ يوم بدر صبيحةَ الجمعة، لسبعَ عشرةَ من شهر رمضان.
وفي رقم (153) قال أحمد بن عبد الجبار: «نا يونس، عن ابن إسحاق، قال: تَتَامَّ الْوَحْيُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) وهو مؤمنٌ بالله، ومصدِّقٌ لما جاءه، قد تقبَّله بقول، وتحمَّل منه ما حمَّله الله عَلَى رِضَا الْعِبَادِ وَسُخْطِهِمْ. وللنُّبوة أثقال ومَؤونة لا يحملها ولا يستطيعها إِلا أَهْلُ القوَّة وَالْعَزْمِ مِنَ الرُّسُل بعون الله وتوفيقه؛ لِمَا يلقَون من الناس، وما يُرَدُّ عليهم مما جاء به من عند الله تعالى» .
(2) هو: ابن أسلم البُناني.
(3) في (ك) : «ابن» بدل: «عن» .
(4) في (أ) و (ش) و (ك) : «معقل» .
(5) قوله: «فأخذوا جيش رسول الله (ص) » ليس في (أ) و (ش) .
(6) في (ك) : «معقل» .
(7) ذكر ابن الملقن هذه المسألة في "البدر المنير" (4/118-119/مخطوط) بتصرف واختصار.(3/426)
مُوسَى بْنِ صَالِحٍ الهَمْداني الْكُوفِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (1) ، عَن أَبِيهِ (2) ، عَنْ جَدِّه أَبِي لَيْلَى (3) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ قُتِلَ فِي سَبيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ أَكَلَهُ السَّبُعُ فَهُوَ شَهِيدٌ، والغَرِقُ، وَالحَرِقُ، وَصَاحِبُ الهَدْم ِ (4) ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ أَدْرَكَهُ المَوْتُ وَهُوَ يَكُدُّ (5) عَلَى عِيَالِهِ مِنْ حَلاَلٍ فَهُوَ شَهِيدٌ.
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَمُوسَى بنُ صالحٍ مُنكَرُ الحديث (6) .
_________
(1) هو: عيسى بن عبد الرحمن.
(2) هو: عبد الرحمن بن أبي ليلى.
(3) هو: الأنصاري؛ قيل: اسمه: بلال، أو بُلَيْل، وقيل غير ذلك.
(4) قوله: «الهدم» يضبط على ثلاثة أوجه: بسكون الدال: «الهَدْم» ، وبفتحها: «الهَدَم» ، وجاء بكسرها: «الهَدِم» ؛ فيقال: «صاحبُ الهَدِمِ» كما في "فيض القدير"!! وآثرنا ضبطها بالسكون اتباعًا لرواية الشيخين لحديث أبي هريرة مرفوعًا: «الشهداءُ خمسةٌ: المطعونُ، والمبطونُ، والغَرِقُ، وصاحبُ الهَدْم، والشهيدُ في سبيل الله» . البخاري (653) ، ومسلم (1914) .
قال الزرقاني في شرحه لـ"موطأ مالك" (1/385) : «صاحب الهَدْم» بفتح فسكون.
وقال العيني في "عمدة القاري" (5/171) : «صاحب الهَدَم» : الذي يموت تحت الهَدَم. قال ابن الجوزي: بفتح الدال المهملة، وهو اسمُ ما يقع، وأما بتسكين الدال [أي: الهَدْم] : فهو الفعل. والذي يقعُ هو الذي يقتُل، ويجوز أن يُنسَب القتلُ إلى الفعل. وانظر النهاية" لابن الأثير (5/252) ، و"فيض القدير" للمُناوي (4/179) .
(5) الكَدُّ: الشدَّة في العمل، وطلبُ الكسب، وبابه: «رَدَّ» ، وفعلُه لازمٌ ومُتعدٍّ. انظر "مختار الصحاح" (ك د د) ، و"اللسان" (ك د د) (3/377) .
(6) في (ف) : «ضعيف الحديث» .(3/427)
984 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْخَلِيلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُلَيمان التَّيمي (1) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ (2) ، عَنْ عبد الله بن عامر، عن الزُّبَير ابن العَوَّام: أَنَّهُ حَمَلَ عَلَى فَرَسٍ في سبيل الله تعالى يقالُ له: غَمْرَةُ - أو غَمْرٌ (3) - أَنْتَجَتْ (4) مُهْرًا، فَأَرَادَ أَنْ يَشتَرِيَهُ، فنُهِيَ (5) عَنِ اشتِرائِه (6) ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ يَحْيَى القطَّانُ (7) ، عَنِ التَّيْمي، عن أبي عثمان، عن عبد الله بْنِ عَامِرٍ؛ أَنَّ الزُّبَير حَمَل عَلَى فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
_________
(1) هو: سليمان بن طَرْخان.
(2) هو: النَّهْدي، واسمه: عبد الرحمن بن مُلّ.
(3) الحديث أخرجه ابن ماجه (2393) من طريق يزيد بن هارون، عن سليمان التيمي، به، وفيه: «غَمْر أو غَمْرة» .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/164 رقم 1410) من طريق يزيد بن هارون أيضًا، وفيه عنده: «غَمْرة أو غَمْراء» ، وكذا جاء في رواية الهيثم بن كليب الشاشي في "مسنده" (50) من طريق يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التيمي.
وأخرجه الهيثم أيضًا برقم (51) من طريق عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النهدي، عن ابن عامر: أن الزبير ... فذكره وليس فيه هذه اللفظة. ومن طريق الإمام أحمد والهيثم أخرجه الضياء في "المختارة" (869 و870 و871) ثم قال: «رواه أحمد بن منيع وإسحاق بن راهويه، كلاهما عن يزيد بن هارون» . والغَمْرُ: هو الفرس الجواد. وفرسٌ غَمْرٌ: جواد كثيرُ العَدْو. "لسان العرب" (5/29) .
(4) في (أ) : «انتخت» .
ومعنى أنتجت هنا: وَلَدَتْ. قال ابن الأثير في "النهاية" (5/12) : «إنما يقال: نَتَج، فأما أَنْتَجَتْ فمعناه: إذا حَمَلَت، أو: حان نِتاجُها. وقيل: هما لغتان» .
(5) في (أ) و (ش) : «فنها» .
(6) في جميع النسخ: «اشتراه» .
(7) هو: يحيى بن سعيد.(3/428)
قلتُ: فأيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: يَحْيَى أحفَظُ (1) .
985 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ أَبُو عَوانة (2) ، عَنْ أَبِي حَيَّان التَّيمي (3) ،
عن شيخ ٍ من أهل المدينة؛ أن عبد الله بن أبي أَوْفى
_________
(1) ترجم ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/122) لعبد الله بن عامر بن ربيعة العَدَوي الصَّحابي وذكر هذا الحديث، ثم رجح أن يكون عبد الله بن عامر المذكور في هذا الحديث هو الصحابي فقال: «فيحتمل أن يكون عبد الله بن عامر بن ربيعة هذا» .
وذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (542) فقال: «يرويه سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عن عبد الله بن عامر، عن الزبير، قاله يزيد بن زريع وابن المبارك ويزيد بن هارون، عن التيمي. وخالفه عاصم الأحول، فرواه عن أبي عثمان، عن ابن عباس؛ أَنَّ الزُّبَيْرَ حُمِلَ عَلَى فَرَسٍ في سبيل الله. وكذلك قال يحيى القطان عن التيمي؛ بموافقة عاصم. وقيل: عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عثمان، عن عياش؛ أن الزبير» .
= ... ونقل هذا النص الضياء في الموضع السابق من "المختارة" وقال: «عامر» بدل: «عيّاش» .
(2) هو: وضَّاح بن عبد الله اليشكري.
(3) هو: يحيى بن سعيد. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/353 رقم 19114) ، وابن صاعد في "مسند عبد الله بن أبي أوفى" (23) من طريق إسماعيل ابن إبراهيم ابن عليَّة.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (33070) ، وابن صاعد (24) من طريق يعلى بن عبيد، كلاهما عن أبي حيَّان التيمي، قال: سمعت شيخًا بالمدينة يحدِّث: أن عبد الله بن أبي أوفى كتب إلى عبيد الله؛ إذا أراد أن يغزوَ الحَروريَّة، فقلت لكاتبه - وكان لي صديقًا -: انسخه لي، ففَعَل: إن رسول الله (ص) كان يقول ... فذكره، والسياق لأحمد.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (9515) ، وابن صاعد (26) من طريق الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي حيَّان، عَنْ شيخ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي كاتب عبيد الله بن معمر؛ قال: كتب عبد الله بن أبي أوفى إلى عبيد الله بن معمر: إن النبي (ص) قال ... فذكره.
ورواه ابن صاعد (27) من طريق قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أبي حيان، ثنا شيخ - قال سفيان: أظنه سالمًا أبا النَّضر -؛ قال: ثنا كاتب عبيد الله بن معمر؛ قال: كتبت إلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: متى كان رسول الله (ص) ينهَدُ إلى عدوِّه؟ قال: فذكر عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أوفى، عن النبي (ص) ، نحوه.
ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (2518) ، وابن صاعد (25) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن أبي حيان، عمَّن حدَّثه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي أوفى قال: قال رسول الله (ص) ... فذكره.(3/429)
كتب: إنَّ رسولَ الله (ص) كَتَبَ: لاَ تَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وَسَلُوا اللهَ العَافِيةَ، وَإذا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ. وَكَانَ ينتظرُ، حَتَّى إِذَا (1) زالَتِ الشَّمسُ، نَهَدَ (2) إِلَى عَدُوِّه، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، مُجْرِيَ السَّحَابِ، هَزَّامَ (3) الأَحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ، وانْصُرْنا عَلَيْهِمْ.
قلتُ لأَبِي: مَنْ هَذَا الشَّيخُ مِنْ (4) أَهْلِ الْمَدِينَةِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَبُو حَيَّان؟
قَالَ: نَرَى أَنَّهُ أَبُو النَّضْر (5) ؛ رواه موسى ابن عُقْبَة، عن أبي النَّضْر (6) .
_________
(1) قوله: «إذا» سقط من (ك) .
(2) نَهَدَ، أي: نَهَضَ. ونَهَدَ القومُ لعدُوِّهم: إذا صَمَدوا له وشَرعوا في قتاله. "النهاية" (5/134) .
(3) في (ك) : «حزام» .
(4) في (ت) و (ك) : «ومن» .
(5) هو: سالم بن أبي أمية.
(6) في (ف) : «موسى بن عُقْبَة بن النضر» .
والحديث من هذا الوجه رواه البخاري في "صحيحه" (2818) من طريق أبي إسحاق -أي الفزاري- عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله - وكان كاتبه - قال: كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى ذ: إنَّ رسول الله (ص) قال ... فذكره بنحوه.
ورواه مسلم (1742) من طريق ابن جريج، أخبرني مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي النضر، عن كتاب رجل من أسلم من أصحاب النبي (ص) يقال له: عبد الله بن أبي أوفى، فكتب إلى عمر بن عبيد الله حين سار إلى الحرورية يخبره أن رسول الله (ص) ... فذكره.(3/430)
986 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بِشْر بْنُ المُفَضَّل (2) ،
عَنْ عُمارَة بْنِ غَزِيَّة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرارَة، عَنْ جابر بن عبد الله؛ قَالَ: خَرَجْنَا معَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) فِي غَزْوَةِ تَبوك، فَكَانَتْ (3) تُدعى غزوةَ العُسْرَة (4) ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ؛ إِذَا هُوَ بِجَمَاعَةٍ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ؛ قَالَ: مَا هَذِهِ الجَمَاعَةُ؟ ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رجلٌ صامَ فَجَهَده (5) الصَّومُ، قَالَ: لَيْسَ البِرَّ أَنْ تَصُومُوا فِي السَّفَرِ؟
قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ شُعْبَةُ (6) ، عن محمَّد بن
_________
(1) انظر المسألة رقم (728) .
(2) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (3553) .
والحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/352 رقم 14794) ، والنسائي في "سننه" (2257) ، وابن حبان في "صحيحه" (3554) من طريق بكر بن مضر، عن عمارة بن غزية، به.
(3) في (ف) : «وكانت» .
(4) سُمِّيت بذلك؛ لأنه (ص) ندَبَ الناس إلى الغزو في شدَّة القَيْظ، وكان وقتَ إيناع الثَّمرة، وطِيب الظِّلال، فعَسُر ذلك عليهم وشَقَّ. انظر "النهاية" (3/235) .
(5) جَهَدَهُ الصَّومُ، أي: بلغَ منه المَشَقَّة. انظر "المصباح المنير" (ج هـ د ص112) .
(6) روايته على هذا الوجه أخرجها البخاري في "صحيحه" (1946) ، ومسلم (1115) .(3/431)
عبد الرحمن، عن محمَّد بن عمرو (1) ابن الحسن، عن جابر بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) .
987 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إبراهيمُ بْنُ مُوسَى، عَنْ بِشْر بْنِ المُفضَّل (2) ،
عَنِ ابْنِ عَوْن (3) ، عَنْ عُمَير بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ المِقْدادِ بْنِ الأسْوَد، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ بعَثَ بَعْثًا، فلمَّا رجعَ قَالَ: كَيْفَ وَجَدتَّ نَفْسَكَ؟ ، قَالَ: مازلتُ حتى ظننتُ أنَّ مَعِيَ (4) خَوَلاً لِي (5) ، وَايْمُ (6) اللَّهِ (7) ! لا أعمَلُ عَلَى رجُلَين مَا دُمْتُ حيًّا؟
_________
(1) في (ك) : «عمر» .
(2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (2748) من طريق حميد بن مسعدة، والطبراني في "الكبير" (20/258-259 رقم609) من طريق العباس بن الوليد النَّرسي وصالح بن حاتم بن وردان، والحاكم في "المستدرك" (3/349-350) من طريق العباس بن الوليد أيضًا، ثلاثتهم عن بشر بن المفضل، به.
قال النسائي: «عمير بن إسحاق هذا لا نعلم أن أحدًا روى عنه غيرُ ابن عَوْن» .
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه» .
(3) هو: عبد الله بن عَوْن.
(4) في (ت) و (ك) : «أن من معي» .
(5) الخَوَلُ: ما أعطاك اللهُ تعالى من النَّعَم والعَبيد والإماءِ، وغيرهم من الحاشية، للواحدِ والجميع، والمذكَّر والمؤنث، ويقال للواحدِ: خائلٌ. "القاموس المحيط" (خ ول ص996) .
(6) تحرفت في (ك) إلى: «خولاي دايم» .
(7) «ايْمُ اللهِ» : أصلها: ايمُنُ اللهِ، ثم كثر في كلامهم، وخفَّ على ألسنتهم، حتى حذفوا النون. وهو اسمٌ وُضع للقَسَم، وهمزتُه همزة وصل. وهو مرفوعٌ بالابتداء وخبرُه محذوف، والتقدير: «وايم الله قسمي» . انظر "شروح ألفية ابن مالك" (فصل في زيادة همزة الوصل، ضمن باب التصريف) ، وانظر "معجم القواعد العربية" للشيخ عبد الغني الدقر (ص126) .
وقال ابن الأثير: «وايمُ الله» : من ألفاظ القَسَم؛ كقولك: لَعَمْرُ الله، وعَهْد الله، وفيها لغاتٌ كثيرة، وتُفتَح همزتُها وتكسَر، وهمزتُها وصلٌ، وقد تقطعُ، وأهلُ الكوفَة من النُّحاة يزعمون أنها جمعُ يمين، وغيرُهم يقول: هي اسمٌ موضوعٌ للقَسَم. "النهاية" (1/86) .(3/432)
فَقَالَ (1) أَبِي: كَذَا حدَّثنا إبراهيمُ بْنُ مُوسَى. وحدَّثنا مُسَدَّدٌ (2) ، عَنْ بِشْر بْنِ المُفضَّل، عَنِ ابْنِ عَوْن ٍ، عَنْ عُمَير بْنِ إِسْحَاقَ: أنَّ رسولَ الله (ص) بعث المِقْدادَ بن الأسوَد بَعْثًا ... فذكَرَ الحديثَ.
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أشبهُ؟
قَالَ: حديثُ مُسَدَّدٍ.
988 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي أُوَيس (3) ، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ مُفَضَّل بْنِ مُحَمَّدٍ الضَّبِّي، عن عمر بن عبد الله بْنِ يَعْلى؛ قَالَ: سمعتُ يَعْلى بْنَ مُرَّة؛ قَالَ: سافرتُ مَعَ رسول الله (ص) غيرَ مَرَّة، فَمَا رَأَيْتُهُ مَرَّ بِجِيفَةِ (5) إنسان ٍ فيُجاوِزُها حَتَّى يأمُرَ بدَفْنها، لا يَسألُ: مسلمٌ هُوَ أَمْ كافرٌ؟
قَالَ أَبِي: لَمْ يَسْمَعْ عمرُ مِن يَعْلى بن مُرَّة؛ إِنَّمَا يحدِّث عَنْ أَبِيهِ،
_________
(1) في (ف) : «قال» .
(2) روايته أخرجها في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (2114) ، ومن طريقه أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (60/169) .
(3) هو: إسماعيل بن عبد الله.
(4) هو: عبد الله بن عبد الله بن أويس.
(5) الجِيفةُ: جُثَّة الميت إذا أنتنَ. انظر "النهاية" (1/325) . قال الفيومي: سُمِّيت بذلك لتغيُّر ما في جَوف الميتة. انظر "المصباح المنير" (ج ي ف ص116) .(3/433)
عَنْ جَدِّه (1) ؛ وعمرُ ضعيفُ الْحَدِيثِ (2) .
989 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جعفر ابن سُلَيمان الضُّبَعي (3) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حسَّان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرين، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: بُعِثََ النبيُّ (ص) وَهُوَ ابنُ أربعينَ سَنَةً، وَدَعَا الناسَ إِلَى الإِسْلامِ - وَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فِي الْقِتَالِ - ثلاثَ عَشْرَةَ (4) سَنَةً، وكانتِ الهجرةُ عَشْرَ سِنِينَ (5) ، فقُبِضَ رسولُ الله (ص) وهو ابنُ ثلاثٍ وستِّين سنةً؟
_________
(1) جدُّه: هو يعلى بن مُرَّة.
(2) الحديث أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1568) من طريق يعقوب بن حميد، والدارقطني في "سننه" (4/116) - ومن طريقه البيهقي في "سننه" (3/386) - من طريق عبد الله بن شبيب، كلاهما عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ = = مُحَمَّدٍ، عن عمر بن عبد الله بن يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، به.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/371) - ومن طريقه البيهقي في الموضع السابق، من طريق العباس ابن الفضل الأسفاطي، عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الضبي، عن عمر بن يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قال: سافرت مع النبي (ص) ... الحديث.
وصححه الحاكم على شرط مسلم، فتعقبه ابن حجر في "إتحاف المهرة" (13/737) بأن الصواب: «عمر بن عبد الله بن يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده» .
ثم قال ابن حجر: «وزعم أنه على شرط مسلم، وليس كذلك؛ لضعف عمر بن عبد الله بن يعلى» .
(3) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (6390) . وتابعه في روايته على هذا الوجه: إسماعيل بن عبد الله، وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (6784) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (12/150 رقم 12870) .
(4) كذا في (ش) و (ف) ، وهو الصواب، وفي (أ) و (ت) و (ك) : «ثلاث عشر» ، وكذا في هامش (ف) وعليها «صح» !
(5) في (ك) : «عَشَرة سنين» .(3/434)
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: هِشَامٌ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (1) .
990 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعدانُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ صَدَقة بْنِ أَبِي عِمران، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حاتِم؛ قَالَ: كَانَ الفُرَاتُ بْنُ حَيَّان مِنْ أشدِّ النَّاسِ عَلَى رسولِ الله (ص) ، فحَمَلَ عَلَيْهِ ناسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فأخذوه أسيرًا؛ قالوا: يارسولَ اللَّهِ، هَذَا فُراتُ بْنُ حَيَّان، قَدْ جِئْنَاكَ بِهِ أَسِيرًا، فكَبَّر رسول الله (ص) ، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبوا بِهِ فَاقْتُلُوهُ. وَكَانَ لا يُؤتى بأسيرٍ إلاَّ دَعَاهُ إِلَى الإِسْلامِ، إِلا فُرَاتً (3) .
فلمَّا انْطَلَقُوا بِهِ (4) ؛ قَالَ: أشهدُ أَنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ، وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، فأَتَوْا رسولَ الله (ص) فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: خَلُّوا سَبيلَهُ؛ إنَّما أَرَدْنَا قَتْلَهُ عَلَيْهَا؟
_________
(1) من هذا الوجه رواه أحمد في "المسند" (1/249 رقم2242) من طريق محمد بن جعفر، ورواه البخاري في "صحيحه" (3851 و3902) من طريق النضر بن شُميل، وروح بن عبادة، ثلاثتهم عن هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، به.
(2) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(3) كذا في جميع النسخ، ويحتمل وجهَيْن:
الأوَّل: النصب على الاستثناء؛ لأنَّ الكلام تامٌّ موجَبٌ، ويجوز أن ينصب بدلاً من ضمير النصب في «دعاه» . وعلى ذلك كُتبَ «فراتً» بحذف ألف تنوين النصب، جريًا على لغة ربيعة. وانظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
والثاني: الرفع على الابتداء، والخبر محذوف، والتقدير: إلاَّ فراتٌ لم يَدْعُهُ.
وسنبيِّن في التعليق على المسألة رقم (997) أنَّ حكم المستثنى في الكلام التام الموجب كحكمه في التام غير الموجب، حكى ذلك أبو حيان عن بعض العرب، وانظر تفصيل ذلك هناك.
(4) في (ف) : «فانطلقوا» بدل: «فلما انطلقوا» .(3/435)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَى زكريَّا بْن أَبِي زائدة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّب؛ قال: أُتِيَ النبيُّ (ص) بفُراتِ بْنِ حَيَّان؛ وَهُوَ أصَحُّ (1) .
_________
(1) كذا ذكر أبو زرعة رواية زكريا لهذا الحديث. وذكرها ابن حجر في "الإصابة" (8/86) موصولة فقال: وقال أبو العباس بن عُقْدة الحافظ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابن عتبة، حدثنا موسى بن زياد، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان الأشهل، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن حارثة بن مضرب، عن علي؛ أُتي النبي (ص) بفرات بن حيان ... . وأخرجه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (1688) من طريق وكيع ابن الجراح، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن حارثة بن مضرِّب: أن رسول الله (ص) قال: «إنَّ منكم وُكِلَ إلى إيمانه، منهم فراتُ بن حيَّان» .
= ... وأخرجه البيهقي في "سننه" (8/197) من طريق حجاج بْن أَرْطَأَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ: أن فرات بن حيان ارتدَّ على عهد رسول الله (ص) ، فأُتي به رسول الله (ص) ، فأراد قتله، فشهد شهادة الحق، فخلَّى عنه، وحَسُن إسلامُه.
والحديث رواه الإمام أحمد (4/336 رقم18965) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/128) ، وأبو داود (2652) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1662) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1058) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/324-325) ، والطبراني في "الكبير" (18/322 رقم831) ، والحاكم في"المستدرك" (2/115) من طريق سُفْيَانُ الثَّوْرِيّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مضرِّب، عَنْ الفرات بن حيان: أن النبي (ص) أمر بقتله، وكان عينًا لأبي سفيان وحليفًا، فمرَّ بحَلْقة الأنصار، فقال: إني مسلم. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ يزعم أنه مسلم. فقال: «إنَّ منكم رجالاً نَكِلُهم إلى إيمانهم، منهم فراتُ بن حيَّان» .
ورواه عبد الرزاق (9396) ، عن الثوري وإسرائيل - أو أحدهما - عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حارثة، عن فرات بن حيان، به.
ورواه البزار في "مسنده" (722) من طريق ضرار بن صُرَد، عن يحيى بن اليمان قال: نا سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ حارثة بن مضرب، عن علي، به مرفوعًا.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه بهذا الإسناد عن علي إلا ضرار بن صُرد، عن يحيى بن يمان» . ورواه ابن عدي في "الكامل" (4/17) : من طريق شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ حارثة بن المضرب، عن علي، به.
ورواه أحمد في "المسند" (4/62 رقم16593) ، و (5/375 رقم23182) من طريق إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حارثة بن مضرب، عن بعض أصحاب النبي (ص) : أن رسول الله (ص) قال: «إن منكم رجالاً لا أُعطيهم شيئًا، أَكِلُهُم، منهم فرات بن حيان» .(3/436)
991- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ عَنْ أحمدَ بنِ أيُّوب بْنِ رَاشِدٍ الْبَصْرِيِّ (1) ، عَنْ مَسْلَمة بْنِ عَلْقَمة، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند (2) ، عَن شَهْر بْنِ حَوْشَب، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعان؛ قَالَ: بعثَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) سَرِيَّة فَقَالَ: تَهَافَتُونَ (3) فِي الكَذِبِ تَهَافُتَ الفَرَاشِ فِي النَّارِ؛ إِنَّ كُلَّ كَذِبٍ مَكْتُوبٌ كَذِبًا (4) لا مَحَالَةَ، إِلاَّ أَنْ يَكْذِبَ الرَّجُلُ فِي الحَرْبِ؛ فَإِنَّ الحَرْبَ خَدْعَةٌ (5) .
_________
(1) روايته أخرجها ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (612) ، وقرن معه محمد بن جامع، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ داود، عن شهر، عن الزبرقان، عن النواس، به. هكذا بزيادة الزبرقان في إسناده، ولعل هذا سياق محمد بن جامع!
(2) في (ت) و (ك) : «رواد بن أبي هنة» .
(3) أصلها: تَتَهَافتون، وحذفت منه إحدى التاءين تخفيفًا، أي: تتساقطون؛ من الهَفْت، وهو: السُّقوط قِطْعةً قِطْعة. وأكثر ما يُستعمَل التهافتُ في الشَّرِّ. "النهاية" (5/266) ، وقد وردتْ هذه اللفظة في بعض مصادر التخريج بتاء واحدة كما هنا، وفي بعضها: بتاءين على الأصل: تَتَهَافتون. وانظر في حذف إحدى التاءين من أول المضارع: التعليق على المسألة رقم (388) .
(4) في (ف) : «كذب» .
(5) قال ابن الأثير: يُروى بفتح الخاء وضَمِّها مع سكون الدال، [أي: خَدْعَة وخُدْعَة] ، وبضمِّ الخاء مع فتح الدال، [أي: خُدَعَة] ؛ فالأولُ معناه: أن الحربَ ينقضي أمرها بخَدْعَة واحدة؛ من الخِداع، أي: أن المقاتلَ إذا خُدع مرَّة واحدة، لم تكن لها إقالَة، وهي أفصحُ الرِّوايات وأصحُّها. ومعنى الثاني: هو الاسمُ من الخِداع. ومعنى الثالث: أن الحربَ تخدعُ الرجال وتمنِّيهم ولا تَفي لهم، كما يقال: فلانٌ رجل لُعَبَة وضُحَكَة، أي: كثيرُ اللَّعِب والضَّحِك. "النهاية" (2/14) .
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (6/158) : قال النووي: اتفقوا على أن الأُولى [أي: خَدْعَة] الأفصح، حتى قال ثعلب: بلغَنا أنها لغةُ النبي (ص) . وبذلك جزم أبو ذَر الهروي والقزَّاز. اهـ. وانظر قول النووي في "شرح مسلم" (12/45) .(3/437)
أنا أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ (1) : وحدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَفْص (2) ، عَنْ مَسْلَمة بْنِ عَلْقَمة، عَنْ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ شهْر بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ الزِّبْرِقان (3) ، عَنِ النوَّاسِ بْنِ سَمْعان، عَنِ النبيِّ (ص) (4) .
وَرَوَاهُ مُعْتَمِر بْنُ سُلَيمان، عَنْ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ شَهر بْنِ حَوشَبٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: الحَرْبُ خَدْعَةٌ؟
قَالَ أَبُو زرعة: حديثُ (5) المُعتَمِرِ أصَحُّ (6) .
_________
(1) قوله: «أنا أبو محمد قال» من (ت) و (ك) فقط.
(2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/436) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/163) ، وأبو عوانة في "المستخرج" (4/81-82) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 180) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4460) . وتابعه على هذا الوجه محمد بن جامع، وروايته أخرجها ابن قانع في الموضع السابق.
(3) قال ابن حبان في "الثقات" (4/265) : «شيخ، يروي عن النواس بن سمعان، روى دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ شهر ابن حوشب عنه، لا أدري من هو، ولا ابن من هو» .
(4) بعد هذا الموضع في (أ) و (ش) زيادة: «وَرَوَاهُ مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ الزِّبْرِقَانِ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ، عن النبي (ص) » ، وهو تكرارٌ وخلطٌ.
(5) قوله: «حديث» سقط من (أ) و (ش) .
(6) الحديث أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (12 و13) من طريق أبي معاوية وأبي همام، والترمذي في "جامعه" (1939) من طريق يحيى بن أبي زائدة، ثلاثتهم عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عن شهر، عن النبي (ص) مرسلاً؛ كما رواه معتمر. وأخرجه الإمام أحمد في"المسند" (6/459 و460 رقم27597 و27608) من طريق عبد الرزاق وأبي أحمد الزبيري. وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (11) ، والطبراني في "الكبير" (24/165 رقم420) من طريق قبيصة بن عقبة، والترمذي في "جامعه" (1939) من طريق بشر بن السري وأبي أحمد الزبيري، أربعتهم عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ خثيم، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أسماء بنت يزيد، عن النبي (ص) به.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث أسماء إلا من حديث ابن خثيم» . ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/436) فقال: وقال عمرو بن خالد: حدثنا زهير، سمع ابن خثيم، سمع شهرًا قال: حدثتني أسماء بنت يزيد الأشهلية، عن النبي (ص) .(3/438)
992 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيمان (2) ، عَنْ أَبِي سِنان (3) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (4) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَم؛ قَالَ: لمَّا نزلَتْ (5) : {لاَ ... } (6) ؛ جَاءَ ابنُ أمِّ مَكْتُومٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَا لِي رُخصَة؟ قَالَ: لاَ، فَقَالَ (7) ابنُ أمِّ مَكْتُومٍ: إِنِّي ضَرير، فأنزلَ الله عز وجل: {لاَ ... } (8) ، فأَمْلَى رسولُ الله (ص) ، فكَتَبها الكاتِبُ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَم؛ فَإِنَّمَا هُوَ: أَبُو إِسْحَاقَ، عن البَراء (9) ، عن النبيِّ (ص) ؛ كذا رواه شُعْبَة (10) ،
_________
(1) انظر المسألة رقم (970) .
(2) روايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (9/89) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (5/190 رقم 5053) .
(3) هو: سعيد بن سنان الشيباني. وذكر الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (8/261) أنه: ضرار بن مرَّة، وهو وَهَمٌ كما يتضح من ترجمته في "تهذيب الكمال" (10/492 رقم2294) وغيره.
(4) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(5) في (ك) : «أنزلت» .
(6) الآية (95) من سورة النساء.
(7) في (ف) : «قال» .
(8) في (ت) و (ك) : «أولي الضرر» بلا «غير» .
(9) قوله: «عن البراء» سقط من (ش) ، وهو ملحق بهامش (أ) .
(10) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (4/282 رقم 18485) ، والبخاري في "صحيحه" (2831 و4593) ، ومسلم (1897) .(3/439)
والثَّوريُّ (1) ، وَإِسْرَائِيلُ (2) .
993 - وسُئِلَ أبو زرعة عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الصَّعْقُ بنُ حَزْنٍ (3) ، عَنْ سيَّار أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ جَبْر (4) بْنِ عُبَيد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: وَعَدَنا رسولُ الله (ص) غزوةَ الْهِنْدِ؛ فإِنْ أُدْرِكْها أُنْفِق فيها مالي، فإنْ أُقتَلْ أكونُ (5)
_________
(1) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (4/290 رقم 18556) ، والترمذي في "جامعه" (3031) ، وقال: «هذا حديث حسن صحيح» .
(2) يعني: عن أبي إسحاق. ورواية إسرائيل بن يونس أخرجها البخاري في "صحيحه" (4594 و4990) . ورواه عن أبي إسحاق على هذا الوجه أيضًا:
مسعر، وروايته أخرجها مسلم (1898) ، وزهير بن معاوية. وروايته أخرجها أحمد (4/301 رقم 18679) ، وسليمان التيمي، وروايته أخرجها الترمذي (1670) ، والنسائي (6/10 رقم3101) .
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، وهو حديث غريب من حديث سليمان التيمي، عن أبي إسحاق» . وقال الدارقطني في "الأفراد" (135/ب أطراف الغرائب) : «تفرد به أبو سنان الشيباني، عن أبي إسحاق، عنه» .
(3) في (ك) : «الصعق بن حرب» .
(4) في (ك) : «جبير» .
(5) في مصادر التخريج: «كنت» كما سيأتي، وما أثبتناه كذا جاء في جميع النسخ، ولو جاء على المشهور لقيل: «فإن أُقتَلْ أكُنْ» بجزم المضارع الواقعِ جزاءً لشرطٍ فعلُهُ مضارعٌ، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على جواز رفع المضارع في مثل هذه الصورة؛ وذلك إمَّا بتقدير الفاء في الجزاء، أو بالتقديم والتأخير مع كون الجواب محذوفًا، والتقدير على الأول: إنْ أُقتَلْ فأكونُ حيًّا مرزوقًا، وعلى الثاني: أكونُ حيًّا مرزوقًا إنْ أُقتَلْ، والأوَّل لأبي العباس المبرِّد، والثاني لسيبويه؛ قال ابن مالك في "شرح التسهيل": «وقد يُرفَعُ بكثرةٍ [أي: المضارعُ الواقعُ جزاءً للشرط] إنْ كان الشرط ماضيًا، أو منفيًّا بـ «لم» ، وبقلَّةٍ إن كان غير ذلك:
وانظر "الكتاب" لسيبويه (3/67) ، و"شرح التسهيل" (4/77-79) ، و"شواهد التوضيح" (ص232-233) ، و"شرح ابن عقيل" (2/342-344) ، و"شرح الأُشموني" (4/49-51) ، و"مغني اللبيب" (ص717) ، و"شرح ديوان المتنبي" المنسوب للعكبري (2/339) ، و"همع الهوامع" (2/557-559) ، و"ارتشاف الضَّرَب" (4/1874) ، و"الدر المصون" (4/43) ، و"معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (2/111) ، وانظر مظانَّ المسألة في هوامش المحقِّقين.(3/440)
حَيًّا مَرْزُوقًا (1) ، وَإِنْ أرجِعْ فَأَنَا أَبُو هريرةَ (2) المُحَرَّرُ (3) .
وَرَوَاهُ (4) هُشَيم (5) ، عَنْ سَيَّار، عَنْ جَبْر بْنِ عَبِيدَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ مَا رَوَاهُ هُشَيم (6) .
994 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرو بْن عَاصِمٍ (7) ، عَنْ عِمْران القطَّان (8) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ (9) الزُّهْري، عَنْ أَنَسٍ؛ قال: لمَّا
_________
(1) في مصادر التخريج: «فإنْ قُتِلْتُ، فأنا أفضَلُ الشهداء» ، وفي بعضها: «فإنْ قُتِلْتُ، كنتُ مِنْ أفضَل الشهداء» ، وفي بعضها: «فإنْ استشهدتُّ، كنتُ مِنْ خير الشهداء» ، وفي "سنن النسائي" (3173) : «فإنْ أُقْتَلْ، كنتُ مِنْ أفضَلِ الشهداء» .
(2) قوله: «أبو هريرة» ليس في (ك) .
(3) قال السِّنْدي في "حاشية سنن النسائي": «المحرَّر، بتشديد الراء الأولى مفتوحةً، أي: المعتَقُ من النار على مقتضى ذلك العمل، أو النجيب، ويَحْتملُ أنَّ النبي (ص) أخبره بأنَّك إنْ حضرتَ فَقُتِلْتَ فإنك من أفضل الشهداء، وإن رجعتَ فأنتَ محرَّرٌ من النار ... » . اهـ.
(4) في (ك) : «رواه» بلا واو.
(5) روايته أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (2374) ، وأحمد (2/229 رقم 7128) ، والنسائي في "المجتبى" (6/42 رقم3173 و3174) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/316) ، والحاكم (3/514) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/176) .
(6) تابع هشيمًا: زيد بن أبي أنيسة، وروايته أخرجها النسائي (6/42 رقم3173) مقرونة مع رواية هشيم.
(7) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (6/289 رقم 3606) .
(8) هو: عمران بن داوَر.
(9) قوله: «عن» سقط من (ك) .(3/441)
كَانَ يومُ حُنَين، أمَرَ رسولُ الله (ص) العبَّاسَ (1) أَنْ يناديَ: يَا أصحابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، يَا معشَرَ الأَنْصَارِ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو كما رواه عبدُالرَّزَّاق (2) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْري، عَنْ كَثير بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) .
995 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أبي أُوَيس (3) ؛
قال:
_________
(1) قوله: «العباس» سقط من (ك) .
(2) روايته في "مصنفه" (9741) . ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/207 رقم1775) ، ومسلم (1775) ، وابن حبان في "صحيحه" (7049) .
ورواه النسائي في "الكبرى" (8647) من طريق محمد ابن ثور، وأبو يعلى في "مسنده" (6708) من طريق محمد بن كثير الصنعاني، كلاهما عن معمر، به. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (1775) من طريق سفيان ابن عيينة ويونس بن يزيد، وابن سعد في "الطبقات" (4/18-19) من طريق محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري، ثلاثتهم عن الزهري، به كما رواه معمر، إلا أنه يشكل على رواية ابن عيينة: أن الإمام أحمد أخرجها في "مسنده" (1/207 رقم1776) فقال: حدثنا سفيان بن عيينة؛ قال: سمعت الزهري مرَّة أو مرتين، فلم أحفظه: عن كثير بن عباس قال: كان عباس وأبو سفيان معه يعني مع النبي (ص) .. فذكره هكذا مرسلاً؛ لأن كثير بن العباس ولد قبل وفاة النبي (ص) بأشهر في سنة عشر من الهجرة كما قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (2211) .
(3) هو: إسماعيل بن عبد الله بن أويس. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (4/38) ، إلا أنه وقع عنده: «عبد الله» بدل: «عبيد الله» ، وأظنه خطأ في الطباعة.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (36971) ، وأبو عوانة في "المستخرج" (5/118-119) ، والطبراني في "الكبير" (2/107 رقم1464) ، والحاكم في "المستدرك" (3/212) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/117) ، جميعهم من طريق أبي إسحاق الأزدي إسماعيل ابن أبان الورَّاق، عن أبي أويس، عن عبيد الله، به، إلا أنه تصحَّف «عبيد الله» في "الحلية" إلى «عبد الله» .(3/442)
حدَّثنا أبي، عن عُبَيدالله (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: كنتُ بِمُؤْتَة، فلمَّا فَقَدنا جعفرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، طَلَبناه فِي القَتلى، فوجَدنا فِيهِ بَيْنَ طَعنَةٍ ورَميَةٍ بِضْعًا (2) وتسعينَ، وَوَجَدْنَا ذَلِكَ فِيمَا أَقبَلَ مِنْ جَسَدِه؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ من حديث عُبَيدالله (3) .
996 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ حدَّثَنا بِهِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَائِدَةَ (4) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهاجِر، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاء (5) ؛ قال: ذُكِرَ الشَّهيدُ عند عبد الله (6) ، فقال: إن شُهَدَاءَكم إِذَنْ لقليلٌ؛ مَنْ (7) يَتَرَدَّى فِي الْجَبَلِ، ويَغْرَقُ فِي الْبُحُورِ، وتأكلُهُ (8) السِّباعُ: شهداءُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟
_________
(1) هو: ابن عمر العُمَري.
(2) البِضْعُ في العدد - بكسر الباء، وبعضُ العرب يفتحُها -: هو ما بين الثَّلاث إلى التِّسْع، تقول: بِضعُ سنينَ، وبِضعَةَ عشرَ رجلاً، وبِضعَ عشْرةَ امرأةً. "مختار الصحاح" (ب ض ع) .
(3) أما من غير طريق عبيد الله فهو صحيح، فقد أخرجه البخاري في "صحيحه" (4261) من طريق مغيرة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر؛ قال: أمَّر رسول الله (ص) في غزوة مؤتة زيدَ بن حارثة، فقال رسول الله (ص) : «إن قُتل زيدٌ فجعفر، وإن قُتل جعفرٌ فعبد الله بن رواحة» . قال عبد الله - أي ابن عمر -: كنت فيهم في تلك الغَزوة، فالتمسنا جعفر بن أبي طالب، فوجدناه في القتلى، ووجدنا ما في جسده بِضعًا وتسعين، من طَعنة ورَمية.
(4) هو: ابن قُدامة.
(5) هو: سُلَيم بن أسود.
(6) هو: ابن مسعود ح.
(7) «مَنْ» هنا موصولةٌ، وليست شرطيَّة؛ فالأفعالُ بعدها مرفوعةٌ.
(8) في (ت) : «ويأكله» .(3/443)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَذَا قَالَ: عَنْ أَبِي الشَّعْثاء! وَإِنَّمَا هُوَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهاجِر البَجَلي، عَنْ طارق بن شِهاب (1) .
997 - وسمعتُ (2) أَبَا زُرْعَةَ (3) وذكَرَ حَدِيثًا رواه سُوَيدُ (4) بن عبد العزيز، عَنِ ابْنِ عَجْلان (5) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ مِنْ لَهْوِ الدُّنْيَا بَاطِلٌ، إِلاَّ ثَلاَثً (6) :
_________
(1) على هذا الوجه الذي رجَّحه أبو زرعة رواه ابن المبارك في "الجهاد" (69) عن زائدة بن قدامة، عن إبراهيم بن مهاجر، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (9572) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (19470) ، كلاهما من طريق سفيان الثوري، وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2617) من طريق أبي عوانة، والخطيب في "الموضح" (1/296) من طريق شعبة، ثلاثتهم عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ طارق بن شهاب، عن عبد الله بن مسعود، به.
وصحَّح سنده الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (6/44) .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (905) ، وانظر المسألة رقم (955) .
(3) في (أ) : «وسمعتُ أبي زرعة» ، وفي (ك) : «سمعت من أبي زرعة» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ت) ، غير أنَّ «من» أشبهتْ قوله: «صحـ» .
(4) في (ك) : «سعيد» ، وهي محتملة للوجهين في (ت) .
(5) هو: محمد.
(6) كذا في جميع النسخ؛ وتقدَّمت في المسألة رقم (905) : «ثلاثًا» .
وقوله: «ثلاث» هنا، يَحْتَملُ ثلاثة أوجه:
الأوَّل: النصب على الاستثناء غير أنَّه ورد هنا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وكانت الجادَّةُ: «ثلاثًا» بالألف كما في المسألة رقم (905) . وانظر = = للغة ربيعة التعليق على المسألة رقم (34) .
والثاني: الرفع على الإتباع بدلاً من «كل» ، أو على الابتداءِ وحذف الخبر، والتقدير: إلا ثلاثٌ ليستْ بباطلٍ.
والثالث: الجر على الإتباع بدلاً من «شيء» .
وقد اشتهر في كتب النحو: أنَّ المستثنى في الكلام التامِّ الموجب - كما وقع هنا - واجبُ النصب، بل لا يكادُ نحاةُ البصرةِ المتأخِّرون يذكرون إلا النصب، لكنْ أفاد أبو حيَّان أنَّ ورود غير المنصوب في ذلك لغةٌ لبعض العرب؛ فإنهم يجعلون الكلامَ التامَّ الموجَبَ، والتامَّ غيرَ الموجب متماثلَيْن في الحكم؛ فيجوز فيهما ثلاثة أوجه: إمَّا النصب على الاستثناء، وإمَّا الرفع على الابتداء، وإمَّا الإتباعُ على البدل من المستثنى منه.
فمِنْ رَفْعِ المستثنى في الكلام التامِّ الموجب: قراءةُ عبد الله وأُبَيٍّ والأعمش: [البَقَرَة: 249] {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ} ، وقولُهُ (ص) في حديث البخاري (6069) في رواية النسفي: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلاَّ المُجَاهِرُونَ» ، والرفع فيه على الابتداء، وخبره مذكور أو محذوفٌ مقدَّر، أو هو مرفوعٌ على الإتباع بدلاً من المستثنى منه.
ومِنْ رَفْعِ المستثنى على الابتداء في الكلام التامِّ غير الموجب: قراءةُُ ابن كثير وأبي عمرو: [هُود: 81] {وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ} .
وأما شواهدُ الشعر على ذلك فكثيرةٌ. وانظر "التبيان" للعكبري (1/85 و199) ، و"شواهد التوضيح" لابن مالك (ص 94-97) ، و"حاشية الشيخ ياسين على التصريح" (1/348-349) ، و"حاشية الصبان على الأشموني" (2/142) ، و"فتح الباري" (4/29) و (10/486) ، و"البحر المحيط" لأبي حيان" (2/266) ، و"روح المعاني" للآلوسي (12/111) ، وانظر "السير الحثيث، إلى الاستشهاد بالحديث" للدكتور محمود فجال (1/246-254) .(3/444)
انْتِضَالُكَ (1) بِقَوْسِكَ، وَتَأدِيبُكَ فَرَسَكَ، وَمُلاَعَبَتُكَ أَهْلَكَ؛ فَإِنَّهُنَّ مِنَ الحَقِّ، وَقَالَ رسولُ الله (ص) : انْتَضِلُوا وَارْكَبُوا، وَأَنْ تَنْتَضِلُوا أَحبُّ إِلَيَّ؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْخِلُ (2) بِالسَّهْمِ الوَاحِدِ ثَلاثَةً الجَنَّةَ: صَانِعَهُ يَحْتَسِبُ (3) فِيهِ الخَيْرَ، وَالمُمِدَّ (4) بِهِ، وَالرَّامِيَ بِهِ.
_________
(1) أي: رمْيُك للسَّبْق؛ قال ابن الأثير: يقال: انتَضَلَ القومُ وتناضَلوا، أي: رَمَوْا للسَّبْق. "النهاية" (5/72) .
(2) في (ك) : «فإن الله عز وجل؛ فإن الله يدخل» .
(3) في (ف) : «محتسب» .
(4) أي: الذي يقومُ عند الرَّامي، فيُناوِلُه سَهْمًا بعد سهم، أو يَرُدُّ عليه النَّبْلَ من الهَدَف. "النهاية" (4/308) .(3/445)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ والصَّحيحُ مارواه حاتِمٌ (1) ، واللَّيث بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلان، عَنِ ابْنِ (2) أَبِي حُسَين (3) ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) .
998 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الوهَّاب الثَّقَفي (5) ، وجَرير بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أيُّوب (6) ،
عَنْ أَبِي قِلابة (7) ، عَنْ رَجُلٍ من أهل
_________
(1) هو: ابن إسماعيل.
(2) قوله: «ابن» سقط من (ش) ، وفي موضعه إشارة لَحَق، ولم يظهر اللَّحَق في التصوير.
(3) في (ف) و (ت) و (ك) : «حنين» . وهو: عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين.
(4) ذكر ابن أبي حاتم هذا الحديث في "الجرح والتعديل" (9/330) ، وذكر كلام أبيه بنحو ما هنا.
(5) هو: عبد الوهاب بن عبد الحميد.
(6) هو: ابن أبي تميمة السَّختِياني. وروايته أخرجها مسدَّد، وأحمد بن منيع في "مسنديهما" - كما في "المطالب العالية" لابن حجر (2874) ، و"إتحاف الخيرة" للبوصيري (110) - من طريق إسماعيل بن علية.
ورواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (13/البغية) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (22) من طريق سفيان الثوري.
ورواه محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (392) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (22) من طريق حماد بن زيد.
ورواه ابن عبد البر في "التمهيد" (9/246) من طريق حماد بن سلمة. ورواه أبو يعلى في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (2874) - من طريق عبد الوارث. خمستهم عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، عن أبيه، به.
ورواه معمر في "جامعه" (20107) عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن عمرو بن عنبسة، عن النبي (ص) .
ومن طريق معمر رواه أحمد في "المسند" (4/114 رقم17027) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (301) .
(7) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي.(3/446)
الشَّام، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : أَسْلِمْ تَسْلَمْ، قَالَ: وَمَا الإسلامُ؟ قَالَ: أَنْ يُسْلِمَ (1) قَلْبُكَ للهِ، وأَنْ يَسْلَمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ ويَدِكَ، قَالَ: فأيُّ الإِسْلامِ أفضلُ؟ قَالَ: الإِيمَانُ. قلتُ: وَمَا الإيمانُ؟ قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، ومَلاَئِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والبَعْثِ بَعْدَ المَوْتِ، قلتُ: فأيُّ الإيمانِ أفضلُ؟ قَالَ: الهِجْرَةُ، قلتُ: وَمَا الهجرةُ؟ قَالَ: أَنْ تَهْجُرَ السُّوءَ، قلتُ: فأيُّ الْهِجْرَةِ أفضلُ؟ قَالَ: الجِهَادُ (2) . قلتُ (3) : وَمَا الجهادُ (4) ؟ قَالَ: أَنْ تُقَاتِلَ الكُفَّارَ إِذَا لَقِيتَهُمْ، ثُمَّ لاَ تَغُلَّ ولاَ تَحِيزَ (5) . ثم قال: عَمَلان ِ هُمَا أفْضَلُ الأعْمَالِ، لا عَمَلَ أَفْضَلَ مِنْهُمَا إلاَّ كَمِثْلِهِمَا (6) : حَجٌّ مَبْرُورٌ، أَوْ عُمْرَةٌ؟
قلتُ لأَبِي: هذا الرَّجلُ يُسمَّى؟
_________
(1) كذا في النسخ بالياء المثناة التحتية، ما عدا (ش) = = فجاءتْ فيها مهملةً بلا نقط، وجاء في بعض مصادر التخريج مثل ما أثبتناه، وفي "الجرح والتعديل" وكثير من المصادر: «أن تُسْلِمَ قلبَكَ لله» .
(2) في (ف) : «الجهاد في سبيل الله» .
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «قال» بدل: «قلت» ، وضبَّب عليها ناسخ (أ) .
(4) في (ف) : «وما الجهاد في سبيل الله» .
(5) كذا في (أ) و (ف) ، وهي مهملة في (ش) ، وفي (ت) : «تجبر» ، ومثلها في (ك) ، ولكن بإهمال التاء والجيم، ووردت في جميع مصادر التخريج: «تَجْبُنَ» ، والأرجحُ أن ما في أصولنا مصحَّف عنها؛ بيد أن «تَحِيز» لها وجهٌ في العربية صحيحٌ، قال الفيومي في "المصباح المنير" (ح وز/ ص156) : «حازَهُ حَيْزًا من باب «سار» لغةٌ فيه» ، أي: لغةٌ في: حازه يَحوزُه حَوزًا وحِيازَةً، بمعنى: ضمَّ الشيءَ وجمعَه إلى نفسِه، والله تعالى أعلم.
(6) في (ك) : «كمثلها» .(3/447)
قَالَ: لا، وَلَيْسَ هَذَا الحديثُ عِنْدَ أَهْلِ الشَّام.
999 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو زِياد القطَّان (1) ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (2) ، عَنْ معاوية ابن صَالِحٍ، عَنْ أسدٍ وحمزةَ (3) ؛ قَالا: إِذَا دخَلَ الرجلُ العَسكَرَ وَقَدْ غَنِمَ أهلُه، لَمْ يَشْهَدْ معهُمُ القتالَ، وَلا الفَتْحَ؛ فَلا شيءَ لَهُ مِنَ المَغْنَم؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: أسدُ بْنُ وَدَاعَة، وأبو حمزة بن (4) [سُلَيْم] (5) العَنْسي: حِمْصِيٌّ ثِقَةٌ لا يُسمَّى، رَوَى عَنْهُ عَمْرُو (6) بْنُ الْحَارِثِ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، هُوَ مِثْلُ ثَور بن يزيد.
999/أ - وسمعتُ (7) أَبِي يَقُولُ: ذاكَرَني أَبُو زُرْعَةَ حَدِيثًا عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ (8) ، عَنْ أَبِيهِ (9) ، عَنْ عَلْقَمة بْنُ مَرْثَد، عَنِ ابْنِ بُرَيدة (10) ،
_________
(1) هو: حماد بن زاذان.
(2) هو: عبد الله.
(3) ضبَّب ناسخ (ف) بين «أسد وحمزة» .
(4) قوله: «ابن» سقط من (ش) .
(5) في جميع النسخ: «سليمان» وقد ترجم ابن أبي حاتم لهذا الراوي في "الجرح والتعديل" (9/362 رقم 1646) ، فقال: «أبو حمزة بن سُلَيم العنسي، روى عن [ ... ] ، روى عنه معاوية بن صالح وعمرو بْنُ الْحَارِثِ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، سمعت أبي يقول: لا يُسمَّى، وهو حمصي ثقة» . وقد عرفه غير أبي حاتم، واسمه: عيسى ابن سُلَيم العَنْسي، أبو حمزة الحِمصي، الرَّسْتَني، له ترجمة في "تهذيب الكمال" (22/603-606) .
(6) في (ك) : «عمر» .
(7) انظر المسألة رقم (960) و (979) و (1948) .
(8) من قوله: «وسمعت أبي ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ، فدخلت هذه المسألةُ في المسألة السابقة لها.
(9) هو: يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك.
(10) هو: سليمان.(3/448)
عن أبيه: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ إِذَا بعثَ سَرِيَّةً، قَالَ: سِيرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ... ، الحديثَ.
فجعَلَ يَعْجَبُ مِنْ رِوَايَةِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ (1) ، عَنْ عَلْقَمة!
قَالَ أَبِي: فَقِيلَ بالشَّام: إنَّ ولدَ يَزِيدَ كَانُوا ربَّما أَخَذُوا مِنْ حَدِيثِ النَّاسِ، فيَحْكُونَ عَنْ أَبِيهِمْ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
1000 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ حدَّثناه، عَنْ شُعَيب بْنِ يُوسُفَ النَّسَوي - وَقَالَ (3) : كتبتُ عنه منذ أربعينَ سنةً (4) - عَنْ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ (5) ، عَنْ أَبِيهِ (6) ، عَنْ عليِّ بْنِ الحَكَم، عَنْ أَبِي صَفْوان، عَنْ مُجاهِد، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: مَا التَقَى صَفَّان ِ (7) إِلا بَيْنَهُمَا يَدُ اللَّهِ، فَإِذَا أمالَها عَلَى هؤلاءِ انْهَزَمُوا هؤلاءِ (*) ، وَإِذَا أمالَها عَلَى هؤلاءِ انْهَزَمُوا هؤلاءِ (*) .
_________
(1) أي: والد خالد بن يزيد.
(2) في (أ) : «أبي زرعة» .
(3) في (أ) و (ش) : «قال» بلا واو.
(4) قوله: «سنة» ليس في (ت) و (ك) .
(5) روايته أخرجها عبد الله ابن الإمام أحمد في كتاب "السنة" (1082) ؛ من طريق أبيه، عن معاذ بن هشام به، إلا أنه وقع عنده: «عن أبي صفوان مجاهد» ، فالظاهر أنه سقط قوله: «عن» من الطباعة.
(6) هو: هشام بن أبي عبد الله الدَّسْتوائي.
(7) في (ت) و (ك) : «صَفْوَان» ، وكتب ناسخ (ك) في الهامش: «لعله صفان» .
(*) ... كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «انهَزَمَ هؤلاء» ، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على لغة «أكلوني البراغيث» . انظر التعليق عليها في المسألة رقم (410) .(3/449)
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: يُسَمَّى أَبُو صَفوان هَذَا؟
قَالَ: لا يُسَمَّى.
ثُمَّ سألتُ أَبِي عَنْ أَبِي صَفوان هَذَا؟
فَقَالَ: هُوَ حُمَيد بْنُ قَيْسٍ الأَعْرَج المَكِّي.
1001 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي (2) شَيْبان (3) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرة بْنِ حَلْبَس، عَنْ أبي إدريس (4) ، عن عبد الله بن حَوَالَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: تُجَنَّدُونَ (5) أَجْنَادًا؟
قَالَ: هُوَ صحيحٌ حسنٌ غريبٌ (6) .
_________
(1) نقل هذا النص بتمامه ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (1/343/تحقيق د. نور الدين عتر) ووقع عنده: «تُسْتجندون» ، وجاءت على الصَّواب في تحقيق د. همام سعيد (2/575) . ونقل ابن رجب أيضًا في كتابه "فضائل الشام" (ص35) حكم أبي حاتم على الحديث، وقال: وله طرق كثيرة، وقد ذكرتها في "شرح كتاب الترمذي" مستوفاة. اهـ. وستأتي هذه المسألة برقم (2770) ، وانظر المسألة رقم (2762) .
(2) قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ك) .
(3) روايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/71) ، ثم قال ابن عساكر: «رواه أبو الربيع سليمان بن عتبة الغساني، عن يونس، عن أبي إدريس أيضًا؛ إلا أنه قال: عن أبي الدرداء بدلاً عن أبي حوالة» . ثم رواه من طريق سليمان بن عتبة.
(4) هو: عائذ الله بن عبد الله.
(5) في (ك) : «يجندون» .
(6) قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/68) : «وقد رواه عن عبد الله بن حوالة: بُسر بن عبد الله الحضرمي، وأبو عبد السلام صالح بن رستم، ويونس بن ميسرة ابن حلبس الحلاني الدمشقيين، وجبير بن نفير الحضرمي، وأبو قتيلة مرثد بن وداعة العمي، وسلمان بن سُمير، وعبد الله بن عبد الثماني، والحارث بن الحارث الأزدي، وكثير بن مرَّة الحضرمي الحمصيون، وعبد الله بن شقيق العقيلي البصري» . ثم شرع في رواية هذه الطرق بأسانيده.
وقد توسع الحافظ السخاوي في "البلدانيات" (ص58-62) في تخريج هذا الحديث، وقال: «هذا حديث حسن» . وقال النووي في "الإرشاد" (ص251) : «حديث حسن مشهور» . وفي هامش النسخة (أ) كُتِبَ عند هذه المسألة بخط مغاير ما نصه: «صحيح حسن غريب» .(3/450)
1002 - وَسَمِعْتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ (2) وحَدَّثنا عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ المُثَنَّى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَثْمَة (3) ،
عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي الحُوَيرِث (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَير بْنِ مُطْعِم؛ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا يَخطُبُ (5) الناسَ، فَقَالَ: بَيْنَا أَنَا أَمْتَحُ (6) فِي قَلِيبِ (7) بَدْرٍ؛ جَاءَتْ ريحٌ لَمْ أَرَ مثلَها قَطُّ، ثُمَّ ذَهَبَتْ، ثُمَّ جَاءَتْ ريحٌ أُخرى لَمْ أَرَ مثلَها قَطُّ، ثم
_________
(1) في (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو.
(2) في (ف) : «أبي» بدل: «أبا زرعة» .
(3) هو: مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَة. وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (489) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري، والحاكم في "المستدرك" (3/68) من طريق إبراهيم بن عبد الله السعدي، كلاهما عن محمد بن عثمة، به، ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (3/55) . قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه» ، وتعقبه الذهبي بقوله: «بل منكر عجيب؛ وأبو الحويرث عبد الرحمن قال مالك: ليس بثقة، وموسى فيه شيء» .
ورواه الطبري في "تفسيره" (13/417) من طريق عبد العزيز بن عمران، عن موسى بن يعقوب به. وذكره ابن كثير في "البداية والنهاية" (3/275/المعارف) وقال: «وهذا غريب، وفي إسناده ضعفٌ» .
(4) هو: عبد الرحمن بن معاوية.
(5) في (ف) : «خطب» .
(6) المَتْحُ: جَذْبُكَ رِشاء الدَّلْو، تَمُدُّ بِيَدٍ، وتَأخذُ بِيَدٍ، على رأس البئر. "لسان العرب" (2/588) ، أي: أن المَتْحَ: الاستقاءُ من أعلى البئر.
(7) القَلِيبُ: البئرُ التي لم تُطْوَ، ويُذَكَّر ويُؤَنَّث. "النهاية" (4/98) . وقال ابن منظور: القَلِيبُ: البئرُ ما كانت، والقَلِيبُ: البئر قبل أن تُطوى، فإذا طُويَت فهي الطَّويُّ، والجمعُ: القُلُبُ. "اللسان" (ق ل ب 1/689) .(3/451)
ذَهَبَتْ، ثُمَّ جَاءَتْ ريحٌ أُخرى لَمْ أَرَ مثلَها قَطُّ إِلا التي كانت قَبْلَها، فكانت ِ الرِّيحُ الأُولَى جبريلَ فِي ألفٍ مع رسول الله (ص) ، وكانت ِ الريحُ الثانيةُ ميكائيلَ عَنْ مَيْمَنَةِ رسول الله (ص) ، وكانت ِ الرِّيحُ الثالثةُ إسرافيلَ (1) عَنْ مَيْسَرَةِ رسول الله (ص) ، وَأَنَا فِي المَيْسَرَة ... وَذَكَرَ الحديثَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا قَالَ ابْنُ عَثْمَة (2) ، ووَهِمَ فِيهِ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: كَمَا رَوَاهُ ابنُ أَبِي فُدَيك (3) ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَد، وَابْنُ أَبِي مَرْيَمَ (4) ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي الحُوَيرِث، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَير بْنِ مُطْعِم (5) ، عَنْ رجُلٍ مِنْ بَنِي أَوْدٍ؛ أَخبَرَهُ عَنْ عليٍّ.
1003 - وسمعتُ (6) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ أَبُو النَّضْر هاشم بْنُ الْقَاسِمِ (7) ، عَنِ الأَشْجَعي (8) ، عَنِ الثَّوْري، عن عبد الرحمن ابن
_________
(1) في (أ) : «سرافيل» ، وضبَّب الناسخُ فوقها.
(2) تقدم أن عبد العزيز بن عمران، رواه عن موسى بن يعقوب بمثل رواية محمد بن عثمة.
(3) هو: محمد بن إسماعيل.
(4) هو: سعيد بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ.
(5) من قوله: «وابن أبي مريم ... » إلى هنا سقط من (ف) .
(6) ستأتي هذه المسألة برقم (1018) .
(7) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/278) .
وأخرج الحديث الضياء في "المختارة" (8/297-298) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ، عَنْ الأشجعي، عن سفيان، به.
(8) هو: عُبَيدالله بن عُبَيدالرحمن.(3/452)
الْحَارِثِ، عَنْ سُلَيمان بْنِ مُوسَى - هُوَ: ابْنُ الأَشْدَق (1) - عَنْ مَكْحول، عَنْ أَبِي سَلاَّم (2) ، عَنْ أَبِي أُمامَة؛ قَالَ: لمَّا هَزَمَ اللَّهُ المشركينَ يَوْمَ بَدْر، ذهبتْ طائفةٌ يَهزِمُون العدوَّ وَيُقَاتِلُونَ، وطائفةٌ حَوَت ِ (3) الغَنائمَ، وطائفةٌ حَدَقَتْ (4) برسول الله (ص) . فَقَالَ أصحابُ الغَنيمَة: نَحْنُ حَوَيْنا الغَنيمَة (5) ، فنحنُ (6) أحَقُّ بِهَا. وَقَالَ الآخَرُونَ: نَحْنُ كَشَفْنا العدوَّ. وَقَالَ الآخَرُونَ: نَحْنُ أَحْدَقْنا بِرَسُولِ اللَّهِ (ص) لا يَغْتالُهُ (7) الْمُشْرِكُونَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ سبحانه: {يَسْأَلُونَكَ ... } (8) ؛ فقَسَمَه رسولُ الله (ص) بينهُم.
وروى هذا الحديثَ عبدُالعزيز بن محمد الدَّراوَرْدي (9) ، عن
_________
(1) ويقال: سليمان بن موسى الأشدق. قال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/38 رقم1888) .
(2) في (ت) و (ك) : «ابن سلاَّم» . وهو: أبو سَلاَّم ممطور الأسود، الحبشي.
(3) حَوَى الشيء يَحْويه حَيًّا، وحَوايَةً، واحتَواه، واحْتَوى عليه: جمَعَه وأَحْرَزَه. "لسان العرب" (14/208) .
(4) في (ك) : «صدقت» .
وحَدَق به الشَّيءُ، وأَحْدَقَ: اسْتَدار، وكلُّ شيء استَدارَ بشيء وأحاطَ به؛ فقد أَحْدَقَ به. "لسان العرب" (10/38) .
(5) قوله: «نحن حوينا الغنيمة» سقط من (أ) و (ش) .
(6) قوله: «حوينا الغنيمة فنحن» سقط من (ف) .
(7) كذا في جميع النسخ، والمراد: «أنْ لاَ يغتالَهُ» ، أي: لِئَلاَّ، وحذفتْ «أن» الناصبة، وحينئذ يجوز بقاء عملها ويجوز إهماله، فيجوز في الفعل النصب والرفع. وانظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (1024) .
(8) الآية (1) من سورة الأنفال.
(9) روايته أخرجها حميد بن زنجويه في "الأموال" (2/703 رقم1187) . وتابعه جماعة في روايته على هذا الوجه، انظر تفصيل ذلك في التعليق على"سنن سعيد ابن منصور" (5/188-198 رقم982) .(3/453)
عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سُلَيمان بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحول، عَنْ أَبِي سَلاَّم، عَنْ أَبِي أُمامَة، عَنْ عُبادة بْنِ الصَّامت، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ: أَبُو أُمامَة، عن عُبادة، عن النبيِّ (ص) .
1004 - وسمعتُ محمدَ بْنَ عَوْفٍ الحِمْصيَّ وحدَّثنا عَنْ سَلْم (1) بْنِ مَيْمُون الخَوَّاص، عَنِ ابْنِ عُيَينة، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ (2) ، عَنْ أَبِي ثَعلَبة الخُشَني؛ قَالَ: نَهَى رسولُ الله (ص) عَنْ قَتل النَّساء والوِلدان.
فسمعتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَوْفٍ يَقُولُ: «غَلِطَ سَلْمُ (3) بْنُ مَيْمون فِي هَذَا الْحَدِيثِ» . وَلَمْ يُبَيِّن أكثرَ مِنْ هَذَا، وَلَمْ يُبَيِّنِ الصَّحيحَ مَا هُوَ، وَلَمْ يَتَّفِقْ لِي سؤالُ أَبِي عَنْ ذَلِكَ!!
فسألتُ عليَّ بْنَ الحُسَين بْنِ الجُنَيد - حَافِظَ حديثِ الزُّهْري - وذكرتُ لَهُ هَذَا الحديثَ؟ فَقَالَ: الصَّحيحُ: الزُّهْريُّ (4) ، عَنِ ابن (5)
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ف) : «سالم» . والمثبت من (ت) و (ك) ، وهو الصَّواب كما في "الجرح والتعديل" (4/267) .
ورواية سَلْم هذا أخرجها الطبراني في "الأوسط" (7011) ، وابن عدي في "الكامل" (3/328) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا سفيان ابن عيينة. تفرَّد به سَلْم الخوَّاص» .
(2) هو: عائذ الله بن عبد الله الخَولاني.
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «سالم» .
(4) من قوله: «وذكرت له ... » إلى هنا سقط من (ك) .
(5) في (ت) : «أبي» بدل: «ابن» .(3/454)
كعب ابن مَالِكٍ (1) ، عَنْ عمِّه، عَنِ النبيِّ (ص) (2) .
1005 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (3) وحدَّثنا عَنِ أبي طالب عبد الجبَّار (4) بن عاصم، وعمرو ابن عُثْمَانَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ المُصَفَّى (5) ،
كلُّهم عَنْ بَقِيَّة (6) ، عَنْ بَحِير (7) بْنِ سعد، عن خالد ابن مَعْدان، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّل، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: خَمْسٌ لَيْسَ لَهُنَّ كَفَّارَةٌ: الشِّركُ بِاللهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ المُسْلِمَةِ (8) بِغَيْرِ حَقٍّ، أَوْ بَهْتُ (9) مُؤْمِنٍ، وَفِرارٌ مِنَ
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك.
(2) الحديث رواه الحميدي في "مسنده" (874) ، وسعيد ابن منصور في "سننه" (2627) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (33105) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/221) جميعهم من طريق ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عمه، به.
ورواه مَالِكٌ فِي "الْمُوَطَّإِ" (2/447) عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن ابنٍ لكعب - قال حسبت أنه قال: عن عبد الرحمن بن كعب - أنه قال: نهى رسول الله (ص) ... فذكره. ورواه الطبراني في الكبير" (19/75 رقم150) من طريق ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن أبيه، عن عمه، به. وانظر "التاريخ الكبير" (5/310) ، و"الجرح والتعديل" (5/121) ، و"التمهيد" (11/66-70) ، و"الإصابة" (4/280-281/ترجمة سهل بن مالك) .
(3) في (أ) : «أبي زرعة» .
(4) في (ش) : «عن أبي طالب، عن عبد الجبار» .
(5) في (ك) : «مصطفى» .
ورواية ابن مصفًّى وعمرو بن عثمان أخرجها ابن أبي عاصم في "الجهاد" (278) .
(6) هو: ابن الوليد.
(7) في (ت) و (ك) : «يحيى» .
(8) في (ش) : «المسلم» .
(9) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «وبهت» بواو العطف، وهو الجادَّة، لكنَّ ما وقع في النسخ يتوجَّهُ على أنَّ «أوْ» قد تأتي بمعنى «الواو» في كلام العرب؛ فتكون لمطلق الجمع، وهذا مذهب الكوفيين والأخفش وأبي عمر الجَرْمي وابن مالك، واحتجوا بقول تَوْبَة بن الحمير [من الطويل] :
وقد زعمتْ لَيْلَى بِأَنِّيَ فَاجِرٌ
لِنَفْسِي تُقَاها أو عليها فُجُورُهَا
وقول جرير [من البسيط] :
جاء الخِلافةَ أو كانتْ له قَدَرًا
كما أتى رَبَّهُ موسى على قَدَرِ
وللكوفيين في ذلك شواهد واحتجاجات أخرى من القرآن ومن الشعر القديم. انظر: "أمالي ابن الشجري" (3/73-78) ، و"مغني اللبيب" (ص74-76) ، و"خزانة الأدب" (الشاهد رقم 890) ، و"همع الهوامع" (3/204-206) .(3/455)
الزَّحْفِ، وَيَمينٌ [صَابِرَةٌ] (1) يَقْتَطِعُ بِها مَالا بِغَيْرِ حَقٍّ.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (2) يَقُولُ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ عمَّار (3) ؛
قَالَ: حدَّثنا
_________
(1) في جميع النسخ: «صابر» ، والتصويب من مصادر = = التخريج الآتية. ويمينٌ صابِرَةٌ: بمعنى مَصْبورة. وهي التي يُلزَمُ بها صاحبُها، ويُحبَسُ عليها، وتكونُ لازمةً له من جهة الحَكَم. انظر "النهاية" (3/8) .
(2) في (أ) : «أبي زرعة» .
(3) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (1184) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/361 رقم 8737) من طريق زكريا بن عدي؛ أخبرنا بقيَّة، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَان، عَنْ المتوكل - أو أَبِي الْمُتَوَكِّلِ -، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فذكره هكذا بالشَّكِّ في اسم المتوكل.
وفي "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (8/372 رقم1700) : «مُتَوَكِّل: شاميٌّ روى عن أبي هريرة، روى عنه خالد بن مَعْدَان، سمعت أبي يقول ذلك» .
وقال الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (1000) : المتوكل أو أبو المتوكل، كذا وقع بالشَّكِّ: عن أبي هريرة حديث: «من لقيَ الله لا يُشرِك به شيئًا ... » ، الحديث، وفيه: " وخمسٌ ليس لهنَّ كفَّارة "، روى عنه خالد بن مَعْدَان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فقال: لا أدري من هو، ولا ابن من هو؟ قلتُ: وقد أخرج ابن شاهين في "كتاب الأفراد" الحديث الذي له في "المسند" فقال: «عن أبي المتوكل ولم يشُكَّ» ، ولم أره في كتاب الحاكم أبي أحمد في "الكنى"، فظن ابن الجوزي أنه أبو المتوكل النَّاجي المخرَّج له في "الصحيح"، فاحتجَّ بحديثه هذا في التحقيق، فوهم في ذلك، وقد جزم ابن أبي حاتم بأن المتوكِّل اسمٌ لا كُنية، وقال أبو حاتم: هو مجهول، وهذا هو المعتمَد. اهـ.(3/456)
بَقِيَّة؛ قال: حدَّثنا بَحِير ابن سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عن المُتَوَكِّل (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
فسمعتُ أَبَا زُرَعَة يَقُولُ: أَبُو المُتَوَكِّلِ أصحُّ.
1006 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ حُمَيد (2) ، عَنْ مِهْران (3) ، عَنْ سُفْيان (4) ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ، عَنِ الحَكَم بْنِ عُتَيبة (5) ، عَنْ مِقْسَم، عَنِ ابْنِ عباس: أنَّ النبيَّ (ص) مرَّ عَلَى أَبِي قَتادة قَدْ قَتَلَ رَجُلا، فَقَالَ: دَعُوا أَبا قَتادَةَ (6) وَسَلَبَهُ (7) ؟
فَقَالَ (8) أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا هُوَ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: سُفْيان، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (9) .
_________
(1) في جميع النسخ: «أبي المتوكل» ، ويترتب عليه خُلُوُّ السياق من موضع الاختلاف الموجب للسؤال. وقد أخرج الطبراني الحديث - كما سبق -، ووقع عنده: «عن المتوكل» على الصَّواب.
(2) هو: محمد بن حُمَيد الرازي.
(3) هو: ابن أبي عمر الرازي.
(4) هو: الثوري.
(5) في (أ) : «عُيَيْنَة» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ش) ، ولم تنقط في (ت) و (ك) ، والمثبت من (ف) .
(6) في (أ) و (ف) : «دعوا أبو قتادة» .
(7) تقدم تفسير «السَّلَب» في المسألة رقم (928) .
(8) في (أ) و (ش) : «قال» .
(9) يعني: أن «ابن أبي ليلى» بدل: «أبي العلاء» .
ومن هذا الوجه أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (2682) من طريق سليمان بن داود الشَّاذَكوني، عن عبد الرحمن ابن مهدي، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن بن أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ مقسم، عن ابن عباس، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/300 رقم 12060) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري، عن ابن مهدي، به، لكن سقط من سنده ذكر الحكم، وهو ابن عتيبة.
وأخرجه الإمام أحمد في"المسند" (1/289 رقم 2620) من طريق عبد الله بن الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ الحكم، به هكذا بإسقاط الواسطة بين سفيان والحكم.(3/457)
1007- وسمعتُ (1) أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ [ابنُ] (2) وَهْبٍ، عَنْ مَخْرَمة بْنِ بُكَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُهَيل (3) بْنِ أبي صالح، عن أبيه (4) ،
_________
(1) انظر المسألة رقم (847) و (887) و (894) .
(2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، والصَّواب إثباته. فالحديث أخرجه النسائي في "سننه" (2625 و3121) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2511) ، وابن حبان (3692/ الإحسان) ، وابن شاهين في "فضائل الأعمال" (321) ، والدارقطني في "العلل" (10/126) ، وفي "الأفراد" (321/ب/أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/327) ، والحاكم في "المستدرك" (1/441) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/262) ، وفي "الشعب" (3808) جميعهم من طريق عبد الله بن وَهْب، عن مخرمة، به.
قال الدارقطني في "الأفراد": «غريب من حديثه عن أبيه، تفرد به بكير بن عبد الله بن الأشج، وعنه ابنه، ولا نعلم حدث به غيرُ عبد الله بن وَهْب» ، وقال = = أبو نعيم: «غريب، تفرَّد به مخرمة، عن أبيه، عن سهيل» .
ورواه ابن ماجه (2892) ، والطبراني في "الأوسط" (6311) ، وابن بشران في "الأمالي" (204) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/262) ، وفي "الشعب" (3811) ، والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/172) جميعهم من طريق إبراهيم بن المنذر، عن صالح بن عبد الله مولى ابن عامر، عن يعقوب بن يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِي صالح، عن أبي هريرة به مرفوعًا.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ يعقوب بن عباد إلا صالح بن عبد الله، تفرد به إبراهيم بن المنذر» . وقال البيهقي في "السنن": «صالح بن عبد الله منكر الحديث» . وقال في "الشعب": «تفرَّد به صالح بن عبد الله هذا وليس بالقوي» .
(3) في (ك) : «سهل» .
(4) هو: ذَكوان السَّمَّان.(3/458)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: وَفْدُ اللهِ ثَلاثةٌ: الغازِي، والحاجُّ، والمُعتَمِرُ.
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ سُلَيمان بْنُ بِلالٍ (1) ، عَنْ سُهَيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مِرْداس الجُنْدَعي (2) ، عَنْ كَعْبٍ (3) ، قولَهُ (4) .
وَرَوَاهُ عَاصِمٌ (5) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ كَعْبٍ، قولَه (6) .
1008 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُعَيب (7) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَن، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ (8) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثير، عَنْ جابر بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) قال: مَنْ رَابَطَ
_________
(1) روايته أخرجها الدارقطني في "العلل" (10/127) .
(2) هو: ابن عبد الرحمن.
(3) هو: كعب الأحبار ح.
(4) الحديث أخرجه الدارقطني في "العلل" (10/127) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/262) ، وفي "الشعب" (3807) من طريق وهيب بن خالد، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ مرداس، عن كعب، قوله. قال البيهقي في الشعب": «وحديث وهيب أصحُّ» ؛ أي: أصحُّ من حديث مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ.
(5) هو: ابن بَهْدَلة. ولم نجد روايته، ولكن أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (912) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ السَّلُولي، عن كعب.
ورواه برقم (915) من طريق موسى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كحلا، عَنْ مِرْدَاسٍ الجُنْدَعي، عَنْ كَعْبٍ، به من قوله.
(6) ذكر الدارقطني في "العلل" (1913) هذا الحديث، والاختلاف فيه على سهيل، وذكر رواية سليمان بن بلال ووهيب بن خالد وغيرهم، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مرداس الجُنْدَعي، عن كعب الأحبار قوله، ثم قال: «وهو الصحيح» .
(7) روايته أخرجها أبو داود في "المراسيل" (324) .
(8) هو: عبد الرحمن بن عمرو.(3/459)
أَرْبَعِينَ صَباحًا مِنْ وَراءِ بَيْضَةِ المُسْلِمينَ (1) ، أَعْطاهُ اللهُ مِنْ (2)
كُلِّ مَنْ تَرَكَ خَلْفَ ظَهْرِهِ - مِنْ أهْلِهِ، ومَالِهِ، ودَمِهِ، والبَهائِمِ الَّتي (3) بِأَيْديهِمْ - قِيراطًا (4) قِيراطًا (5) مِنْ حَسَنَةٍ.
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ (6) : وحدَّثنا (7) أَبُو زُرْعَةَ، عَنِ المُعافى بْنِ سُلَيمان، عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَن، عَنِ الْخَلِيلِ بْنِ مُرَّة، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) بنحوه.
_________
(1) بيضةُ المسلمين، أي: مجتمعُهم، وموضعُ سلطانهم، ومستقرُّ دعوتهم. انظر "النهاية" (1/172) .
(2) كذا في جميع النسخ، وتحتمل «مِنْ» هنا وجهين:
الأول: أن تكون بمعنى البدل، كما في قوله تعالى: [التّوبَة: 38] {أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآْخِرَةِ} ، أي: بدلها ومكانها؛ ويشهد لهذا الوجه روايةُ أبي داود في "المراسيل" ففيه: «أعطاه الله مكانَ مَنْ تَرَكَ ... » .
والثاني: أن تكون بمعنى «عَنْ» ، وهو واردٌ في العربية أيضًا؛ ومنه قوله تعالى: ُ ط ظ ص ض ث ج ة ِ {ياوَيْلَنَا ... } [الأنبياء: 97] {أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآْخِرَةِ} ، أي: عن هذا. انظر في معاني «مِنْ» : "مغني اللبيب" لابن هشام (ص314-315) .
(3) في (ك) : «الذي» .
(4) القيراطُ: جُزء من أجزاء الدِّينار، وهو نصف عُشْره في أكثر البلاد، وأهل الشَّام يجعلونه جُزءًا من أربعة وعشرين. انظر "النهاية" (4/42) . قال الفيومي في "المصباح المنير" (ق ر ط ص498) : والحُسَّاب يَقْسِمونَ الأشياءَ أربعةً وعشرين قيراطًا؛ لأنه أول عددٍ له ثُمْنٌ، ورُبْعٌ، ونِصْفٌ، وثُلْثٌ صحيحاتٌ من غير كسر.
(5) كذا في (ش) و"المراسيل"، وهو توكيدٌ لما قبله أو مفعولٌ به لفعل مقدَّر، تقديره: أعني: قيراطًا من حسنة، وفي بقية النسخ: «قيراط» بلا ألف في آخره، فلعلَّها حذفت تمشيًا مع لغة ربيعة. وانظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) من قوله: «أخبرنا أبو محمد ... » إلى هنا من (ت) و (ك) فقط.
(7) في (ت) و (ك) : «ثنا» .(3/460)
وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: عَنْ أبي هريرة أصَحُّ.
1009 - سمعتُ (2) أَبَا زُرْعَةَ وحَدَّثَنا عَنْ مُسَدَّد (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مَكْحول؛ قَالَ: مَرَّ سَلْمَانُ عَلَى ابْنِ السِّمْطِ (4) وَهُوَ مُرابِطٌ، فَقَالَ: أَلا أُرَغِّبُكَ فِيمَا أَنْتَ فِيهِ؟ قَالَ: بَلَى؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وقيامِهِ؟
وأَخْبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ (5) : وحدَّثنا (6) أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى الأَنْصَارِيِّ وَأَبِي ثَابِتٍ المَدِيني (7) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ عِياض، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبِيدَة بْنِ سُفْيان الحَضْرَمي، عَنْ أَبِي الجَعْد (8) الضَّمْري، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النبيِّ (ص) بِنَحْوِهِ.
وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحيحُ: حديثُ يَحْيَى بْن سَعِيد.
1010 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ عَنِ القَواريريِّ (9) ، ونَصْر بن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو.
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسألت» بدل: «سمعت» ، وتقدمت هذه المسألة برقم (930) و (969) .
(3) هو: ابن مُسَرْهَد.
(4) هو: شُرَحْبيل.
(5) قوله: «أخبرنا أبو محمد قال» من (ت) و (ك) فقط.
(6) في (ت) و (ك) : «ثنا» .
(7) هو: محمد بن عبيد الله مولى آل عثمان.
(8) في (ك) : «جعد» . وأبو الجعد هذا: صحابي مشهور بكنيته، ومختلف في اسمه، فقيل: أدرع، وقيل: عمرو، وقيل غير ذلك.
(9) هو: عُبَيدالله بن عمر.(3/461)
عَلِيٍّ، وَابْنِ أَبِي شَيبة (1) ، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيري (2) ، عَنْ سُفْيان (3) ، عَنْ يُونُسَ (4) ، عَنِ الْحَسَنِ (5) - فِي قوله عزَّ وجلَّ: {قَاتِلُوا ... } (6) - قال: الدَّيْلَم (7) .
وقال (8) أَبُو زُرْعَةَ: عَنْ قَبِيصَة (9) ، وخَلاَّد (10) ، عَنْ سُفْيان، عَنِ الرَّبيع بْنِ صَبِيح، عن الحسن مِثْلَهُ (11) .
_________
(1) هو: أبو بكر عبد الله بن محمد.
(2) هو: محمد بن عبد الله بن الزبير. وروايته أخرجها الطبري في "تفسيره" (17482) من طريق محمد بن بشار وأحمد بن إسحاق وسفيان بن وكيع، ثلاثتهم عنه، به.
(3) هو: الثوري.
(4) هو: ابن عُبَيد.
(5) هو: البصري.
(6) الآية (123) من سورة التوبة.
(7) قال ياقوت: الديلمُ: جِيلٌ سُمُّوا بأرضهم في قول بعض أهل الأثر، وليس باسم ٍ لأبٍ لهم. معجم البلدان (2/544) .
وخالفه القلقشندي فقال في كلامه على بلاد الديلم: جِيلٌ من الأعاجم، سكنوا هذه البلاد فعُرفت بهم، وبعض الناس يزعم أنهم من العرب من بني ضبَّة، ومنهم كان بنو بُوَيه القائمون على خلفاء بني العباس ببغداد. قال ابن حوقل: هي بلادٌ متسعة إلى الغاية، وبها غِياض ومياه مشتبكة في الوجه الذي يقال له: طبرستان، وقاعدتها رُوذَبار. "صبح الأعشى" (4/379) .
وقال ابن منظور في "اللسان" (د ل م) (12/204) : الدَّيْلَمُ: جِيلٌ من الناس معروفٌ يسمَّى: التُّرْك. وانظر مادة (ت ر ك) (10/406) أيضًا.
و «الجِيل» هو: كل صِنف من الناس، التُّركُ جِيلٌ، والصِّينُ جِيلٌ، والعربُ جِيلٌ، والرومُ جِيلٌ، والجمع أجيال. "اللسان" (ج ي ل) (11/134) .
(8) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» بلا واو.
(9) هو: ابن عُقْبَة.
(10) هو: ابن يحيى.
(11) الحديث رواه الطبري في "تفسيره" (17485) من طريق أبي نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكين، عَنْ سفيان، عن الربيع، عن الحسن، به.
ورواه الطبري أيضًا (17483) من طريق وكيع، عن الربيع، عن الحسن، به.(3/462)
وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحيحُ: الرَّبيع ابن صَبِيح (1) ، عَنِ الْحَسَنِ.
1011 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ فِي حديثٍ حدَّثنا بِهِ يَحْيَى بْنُ عَبْدَك القَزويني، عَنْ مَكِّي ابن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حَبِيب بْنِ الشَّهيد، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا فِي النَّاسِ مِثْلُ رَجُلٍ آخِذٍ بِرَأسِ فَرَسِهِ؛ فَيُجَاهِدُ (2) فِي سَبِيلِ اللهِ، ويَجْتَنِبُ شُرُورَ النَّاسِ، أَوْ مِثْلُ رَجُلٍ بَادٍي (3) فِي نَعَمِهِ (4) ، يَقْري (5) ضَيْفَهُ، وَيُعْطِي حَقَّهُ.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ هَذَا الحَبيبَ بنَ الشَّهيد؛ إِنَّمَا هُوَ: حَبيبُ بْنُ شِهاب (6) المُدْلِجيُّ، عَنْ أَبِيهِ (7) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (8) .
_________
(1) قوله: «ابن صبيح» ليس في (ت) و (ك) .
(2) في (ك) : «فجاهد» .
(3) كذا رسمت في جميع النسخ: «بادي» بإثبات الياء، وكذا جاءت في "الجهاد" لابن أبي عاصم، و"بغية الباحث، في زوائد مسند الحارث"، و"شعب الإيمان" للبيهقي، وفي بقيَّة مصادر التخريج": «بادٍ» . والأفصحُ في المنقوص المنوَّن المرفوع والمجرور أن يوقف عليه بحذف الياء؛ تقول: هذا قاض، ومررتُ بقاض.
ويجوز أن يوقفَ عليه بالياء؛ تقول: هذا قاضي، ومررتُ بقاضي، وهي لغة صحيحةٌ فصيحةٌ. انظر الكلام عليها في المسألة رقم (146) .
(4) النَّعَم: المالُ الرَّاعي، وهو جمعٌ لا واحد له من لفظه، وأكثرُ ما يقعُ على الإبل. وجمعه: نُعْمان، وأنعام. وقيل: النَّعَمُ: الإبلُ خاصَّةً، والأنعامُ: ذواتُ الخُفِّ والظِّلْف؛ وهي الإبِلُ والبقرُ والغَنَمُ. انظر "المصباح المنير" (ص 613-614) .
(5) أي: يُكرمُه ويحسنُ إليه. انظر "لسان العرب" (15/179) .
(6) في (ك) : «الشهاب» .
(7) هو: شهاب بن مُدلج العنبري.
(8) حديثه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/226 و311 رقم1987 و2837) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (154) ، والطبراني في "الكبير" (12/164 رقم 12924) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (618/بغية الباحث) ، والحاكم في "المستدرك" (2/67) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9595) .(3/463)
1012 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختُلِفَ عَلَى ثابتٍ البُنَاني: فَرَوَى مَعْمَر (1) ، عَنْ ثَابِتٍ (2) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: وَقَعَ فَزَعٌ بِالْمَدِينَةِ، فَرَكِبَ جُلَيْبِيب، فَوَجَدُهُ (3) قَدْ قُتِلَ وحولَه ناسٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ قتَلَهُمْ.
وَرَوَى حمَّاد بْنُ سَلَمة (4) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ كِنانة بْنِ نُعَيْم، عَنْ أَبِي بَرْزَة (5) ، عَنِ النبيِّ (ص) بِهَذَا الْمَتْنِ، وَبِزِيَادَةٍ: أَنَّهُمْ وَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سبعةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ (6) ثم قَتَلُوهُ، فأُتِيَ النبيُّ (ص) فأُخْبِرَ (7) ، فَجَاءَ حَتَّى قامَ عَلَيْهِ، فَقَالَ (8) : هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، قَتَلَ سَبْعَةً ثُمَّ قَتَلُوهُ، هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، ثُمَّ حَمَلَهُ النبيُّ (ص) على ساعِدِهِ، مالَهُ سَريرٌ (9) غيرُ ساعِدَيْ رسولِ الله (ص) ، حَتَّى حُفِرَ لَهُ ودُفِنَ؛ وَلَمْ يذكُرْ غُسْلاً؟
_________
(1) هو: ابن راشد. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (10333) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/136 رقم12393) . وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3343 و3344) من طريق ديلم ابن غزوان، عن ثابت، عن أنس، به.
(2) هو: ابن أسلم البُناني.
(3) كذا في جميع النسخ: «فوجده» ، وسيأتي بعد أسطر بلفظ: «وجدوه» ، ومثله في رواية عبد الرزاق؛ وهو الجادة، وما في النسخ يتخرَّج على أنه حَذَف الواو واجتزأ عنها بالضمة على الدال؛ والاجتزاء بالحركات عن حروف المد هو لغةٌ لهَوَازِنَ وعُليَا قَيْسٍ، تقدم بيانها وبيان شواهدها في التعليق على المسألة رقم (679) .
(4) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2472) ، وأحمد في "المسند" (4/422 رقم19784) ، ثم قال: «ما حدَّث به في الدنيا أحدٌ إلا حماد بن سلمة، وما أحسَنَه من حديث!» .
(5) هو: نَضْلَة بن عُبَيد الأسلمي.
(6) من قوله: «وروى حماد بن سلمة ... » إلى هنا سقط من (ف) ، بسبب انتقال النظر.
(7) في (ك) : «فأخبره» .
(8) في (ك) : «وقال» .
(9) في (ت) و (ك) : «بسرير» .(3/464)
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: عَنْ أَبِي بَرْزَة أصَحُّ، مِنْ حَدِيثِ ثَابِتٍ (1) .
1013 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالسي (2) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، عَنْ هُنَيدة بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ (4) : أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ؟ ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا. فَأَخَذَهُ، فجعَلَ يَضْرِبُ بِهِ وَيَقُولُ:
إِنِّي امْرُؤٌ بَايَعَنِي خَلِيلِي
ونَحْنُ عِنْدَ أَسْفَلِ النَّخِيلِ
أَلاَّ أَقُومَ الدَّهْرَ فِي الكَيُّولِ
أَضْرِبْ بِسَيْفِ اللهِ والرَّسُولِ (5)
ثم قاتلَ حتى قُتِل؟
_________
(1) وكذا قال الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" (289) .
(2) هو: سليمان بن داود.
(3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(4) هو: خالد الخُزاعي.
(5) هذه أربعة أبيات من الرجز، وهي لأبي دُجَانة سِمَاك بن خَرَشَة ح، كما في "سيرة ابن هشام" (3/68) ، و"الروض الأنف" (3/252) ، و"تاريخ الطبري" (3/113-117) ، و"البداية والنهاية" (14/16) ، و"سمط النجوم العوالي" (2/126) ، و"تفسير الثعلبي" (3/174-175) ، و"اللسان" (11/606 كيل) ، و"التاج" (30/369 كيل) ، ونسبها ابن سِيدَه إِلَى عَليّ بْن أَبِي طالب ح في كتابَيْه "المحكم" (7/83) ، و"المخصَّص" (11/290) ، وتعقَّبه الشِّنْقِيطي في تعليقه على "المخصَّص"، وصوَّب نِسْبته إلى أبي دُجَانة، وقد جاءت الأبيات بلا نسبة في "مصنَّف ابن أبي شيبة" (19437) ، و"سنن البيهقي" (9/155) ، و"غريب الحديث" لأبي عُبَيد (2/245-246) ، و"الفائق" للزمخشري (3/289) ، و"تهذيب اللغة" للأزهري (10/356) ، و"الصحاح" للجوهري (5/1815) .
وورد في "الفائق" و"اللسان"، و"التاج" بيت خامس، وهو قوله:
ضَرْبَ غُلاَمٍ ماجدٍ بُهْلُولِ
وفي معنى «الكَيُّول» قال أبو عُبَيد القاسم بن سلاَّم: يعني: مؤخَّر الصفوف، سمعتُه من عدَّة من أهل العلم، ولم أسمعْ هذا الحرفَ إلا في هذا الحديث. "غريب الحديث" (2/72) . وانظر أقوالاً أخرى في تفسير «الكَيُّول» في "اللسان" (11/606) .
وقولُهُ في الأبيات: «أَضْرِبْ بِسَيْف الله» يُضْبَطُ بتسكين باء «أَضْرِبْ» ، ويخرَّج ذلك على ثلاثة أوجه:
الأول: أنه سكَّن الباءَ في «أضربْ» لكثرة الحركات؛ لأنها لو تحرَّكت لاجتمع أربع حركات متتالية: حركة الراء والباء من «أضرِبُ» ، وحركة الباء والسين من «بِسَيف» ، والعرب يكرهون توالي أربع حركات في كلمة واحدة أو ما في حكمها، وقد أُجري المنفصلُ هنا (الكلمتان) مُجرى المتصل (الكلمة الواحدة) . وانظر "الصحاح" (5/1815) .
والثاني: أن يكونَ من باب إدغام المتماثل الكبير، فسُكِّنت الباء من «أَضْرِب» وأُدغمت في باء «بسيف» ، قال الزمخشري في "الفائق" (3/290) : «ولا كلامَ في جوازه في حال السَّعَة» . اهـ.
ومنه قراءة أبي عمرو بن العلاء: {الرَّحِيم مَّلِكِ} [الفاتحة: 3-4] ، بتسكين ميم {الرحيمْ} ، وإدغامها في ميم {مَلِك} . انظر "معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (1/8) .
والثالث: أن يكون سُكِّن للتخفيف؛ كما في قراءة أبي عمرو بن العلاء: [البَقَرَة: 54] {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ} بسكون الهمزة، وقراءته أيضًا: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ} ِ [البَقَرَة: 67] {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ} بسكون الراء؛ قال السمين الحلبي: السُّكون في حركات الإعراب قد ورد في الشعر كثيرًا. "الدر المصون" (1/361) ، وانظر "البحر المحيط" (1/365) . ومذهبُ الجمهور: جوازُه في الضَّرورة الشعرية فقط، وعدمُ جوازه في سعة الكلام. ويَرِدُ عليهم ورود بعض القراءات القرآنية على ذلك؛ فالصواب: أنَّها لغةٌ لبعض العرب. قال في "معجم القراءات" (1/101) : «وإسكانُ الهمزة في {بَارِئْكُمْ} لغةُ بني أسد وبني تميم وبعض نجد؛ طلبًا للتخفيف» .
وانظر "منتهى الأرب، بتحقيق شرح شذور الذهب" للشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد (ص 238) .(3/465)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، الناسُ لا يَقُولُونَ: هُنَيْدة، عَنْ [أَبِيهِ] (1) .
1014 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالِسي (2) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ وَأَبِي مُسافِر؛ قَالا: أَتَانَا كتابُ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب ونحن مع النُّعمان ابن مُقَرِّن: أنْ صَلُّوا الصَّلاةَ لِوَقْتِهَا، وَإِذَا لَقِيتُمُ العدوَّ فَلا تَفِرُّوا (4) ، وَإِذَا غَنِمْتُمْ فَلا تَغُلُّوا.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ عَنْ أبي (5) مُسافِع (6) .
_________
(1) المثبت من (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «أخيه» .
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (4/223 رقم19437) من طريق المسعودي، عن أبي إسحاق؛ قال: جاء رجل ... فذكره هكذا مرسلاً.
وأخرجه البيهقي في "السنن" (9/155) من طريق عَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عن أبي إسحاق؛ قال: سمعت هنيدة - رجل من خزاعة - قال: قال رسول الله (ص) ... فذكره، ولم يذكر خالدًا والد هنيدة.
(2) هو: سليمان بن داود.
(3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(4) في (ك) : «تنفروا» .
(5) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(6) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (33789) من طريق غندر، عن شعبة قال: سمعت أبا إسحاق يقول: سمعت أبا مالك وأبا مسافع من مزينة يحدثان ... فذكره. ورواه ابن أبي شيبة أيضًا (33788) من طريق عبيد الله بن موسى؛ أخبرنا إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبي الصلت وأبي مدافع [كذا!] ، به. ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (2386) من طريق أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن أبي الصلت وأبي المسافع، به.(3/467)
1015 - وسمعتُ (1) أَبِي (2) وَذَكَرَ الحديثَ (3) الَّذِي رَوَاهُ مَعْمَر (4) ، والنُّعمان بْنُ رَاشِدٍ (5) ، عن الزُّهْري، عن عبد الله (6) بن ثَعْلبَة ابن صُعَير، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) فِي قَتْلَى أُحُد: زَمِّلُوهُمْ (7) بِجِرَاحِهِمْ؛ فَإنَّهُ مَنْ كُلِمَ كَلْمًا (8) فِي اللهِ، جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ، وَرِيحُهُ رِيحُ المِسْكِ.
وَرَوَاهُ عُقَيل (9) ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ (10) ، ومحمد بن إسحاق (11) ،
_________
(1) انظر المسألة رقم (1038) .
(2) في (ف) : «قال: وسمعت أبي» .
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «حديث» .
(4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (6633 و9531 و9580) ، ومن طريقه أخرجه أحمد في "المسند" (5/431 رقم23660) ، وأبو يعلى في "المسند" (1951 و2013) ، وابن الأعرابي في "المعجم" (1194 و1195) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/11) .
(5) روايته ذكرها الدارقطني في "العلل" (4/127/أ) . وذكر الدارقطني أيضًا أن أبا بكر الهذلي تابع النعمان في روايته على هذا الوجه.
(6) في (أ) و (ش) : «عبيد الله» .
(7) أي: لُفُّوهُم. "النهاية" (2/313) .
(8) أي: جُرِح جُرحًا. يقال: كَلَمْتُه كَلْمًا - من باب قَتَل -: جَرَحتُه، ثم أُطلِق المصدر على الجُرح. انظر "المصباح المنير" (ص 540) .
(9) هو: ابن خالد. وذكر روايته على هذا الوجه الدارقطني في "العلل" (4/127/أ) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/1602) .
(10) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الجهاد" (176) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (258) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (27/180) ، والضياء في "المختارة" (9/115-116) .
(11) روايته أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (2584) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/96) من طريق هشيم، وأحمد في "المسند" (5/431 رقم 23658) من طريق يزيد بن هارون، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (27/180) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (3/290) من طريق يونس بن بكير، والضياء في "المختارة" (9/116) من طريق علي بن مسهر، أربعتهم عن محمد بن إسحاق، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (630) فقال: حدثنا دُحيم، عن عبد الرحمن بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق، عن الزهري. محمد بن مسلم بن شهاب، عن عبد الله بن الحارث بن زهرة، عن عبد الله ابن ثعلبة، عن النبي (ص) . قال ابن أبي عاصم: «ورواه عن الزهري بضعة عشر نفسًا لم يضبطه إلا محمد بن إسحاق، أدخل بين الزهري وبين عبد الله رجلاً، وقد سمع الزهري من عبد الله بن ثعلبة، وحفظه، وروى عنه» . اهـ. وكذا ذكره أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/1602) رواية عبد الرحمن بن بشير. وأخرجها الخطيب في "تالي التلخيص" (2/552) من طريق دُحيم قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشير الدمشقي - وكان ثقة -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ محمد بن مسلم بن شهاب بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بن زهرة، عن عبد الله بن ثعلبة، عن النبي (ص) ، به
فظهر برواية الخطيب أن عبد الرحمن بن بشير وافق الجماعة في روايته عن ابن إسحاق، وأن كلمة «ابن» تصحفت عند ابن أبي عاصم وأبي نعيم إلى: «عن» ؛ فالزهري هو: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بن زهرة بن كلاب القرشي.
والحديث رواه ابن أبي عاصم أيضًا في "الجهاد" (177- 178) من طريق صالح بن كيسان وعبد الرحمن = = ابن إسحاق، وفي "الآحاد والمثاني" أيضًا (2608) من طريق صالح بن كيسان وحدَه، والنسائي في "المجتبى" (4/78 رقم2002) ، و (6/29 رقم 3148) ، وفي "الكبرى" (2129 و4356) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (27/179) من طريق معمر، وأبو يعلى (2629) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/177) من طريق إسحاق بن راشد، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4036) من طريق أبي أيوب الإفريقي، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/11) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (27/178-179) ، والضياء في "المختارة" (9/115) من طريق ابن عيينة، ستتهم عن الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة، عن النبي (ص) ، به.
قال الدارقطني في "العلل" (4/127/أ) : «يرويه الزهري، واختُلِف عنه: فرواه النعمان بن راشد وأبو بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عبد الله بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَير، عَنْ جابر. وخالفهم الليث بن سعد وعبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله بن عثمان بن حنيف الأمامي - من ولد أبي أمامة -؛ رووه عن الزهري، عن عبد الرحمن بن مالك، عن جابر. وخالفهما عبد ربه بن سعيد؛ رواه عن الزهري، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ. ورواه الأوزاعي، واختُلِف عنه، فرواه عباد بن حوثرة، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عبد الرحمن بن جابر، عن جابر. ورواه مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، عَنِ الأوزاعي، عن الزهري، عن جابر مرسلاً. ورواه عقيل، عن الزهري، عن عبد الله ابن ثعلبة، عن النبي (ص) ؛ لم يذكر فيه جابرًا. وقول الليث أشبه بالصَّواب» . وذكر الدارقطني الخلاف في الحديث في "التتبع" (ص367-368) وقال: «وهو مضطرب» . وانظر"هدي الساري" لابن حجر (ص355-356) .(3/468)
وَابْنُ جُرَيْج (1) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عبد الله ابن ثَعْلَبَة، عن النبيِّ (ص) لا يذكُرُوا (2)
_________
(1) في (ك) : «وجريج» ، بسقوط قوله: «ابن» . وابن جريج هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(2) في (ك) : «لا تذكروا» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، والجادَّة أن يقال: «لا يَذْكُرون» ؛ لأنَّه مضارع مسبوقٌ بـ «لا» النافية، لكنَّ ما وقع في النُّسخ من حذف نون الرفع يتخرَّج على وجهين:
الأوَّل: إجراء «لا» النافية مُجْرى «لا» الناهية، كما أجريت «لا» الناهية مُجْرى النافية.
والثاني: على لغة قليلة لبعض العرب؛ يحذفون نون الرفع من الأفعال الخمسة لمجرَّدِ التخفيف، بلا جازم أو ناصب، أو نون توكيد أو نون وقاية؛ يقول ابن مالك: «وهذا ثابتٌ في الكلام الفصيح نثرِهِ ونظمِهِ» . اهـ. وقد وردت لهذا شواهد كثيرة في القراءات، والحديث النبوي، وأشعار العرب، ومن ذلك قراءةُ الحسن: {يَوْمَ يُدْعَوْا كُلُّ أُناسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء: 71] ، والأصل: يُدْعَوْنَ، ومن الأحاديث قوله (ص) - كما جاء في "صحيح مسلم" (54) ، وغيره-: «لا تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا» ، وقولُ عمر للنبي (ص) في قتلى بدر - كما عند مسلم أيضًا (2874) وغيره - قال: «يا رسول الله، كيف يسمعوا، وأنَّى يُجيبوا وقد جيَّفُوا؟!» ، قال النووي: «هكذا هو في عامَّة النسخ المعتمدة: "كيف يَسْمَعُوا؟! وأنَّى يُجيبوا؟! " من غير نون، وهي لغة صحيحة وإن كانت قليلة الاستعمال، وسبق بيانها مرَّات» . اهـ. وغير ذلك من الشواهد.
انظر: "الخصائص" (1/388-390) ، و"إعراب الحديث النبوي" للعكبري (ص233 و278 و286 و355 و357 و381 و383) ، و"شواهد التوضيح" لابن مالك (ص228-230) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (2/36) و (12/126) و (17/207) ، و"الأشباه والنظائر" للسيوطي (2/63-65) ، و"عقود الزبرجد" (2/505-506) ، و"همع الهوامع" (1/200-202) ، و"خزانة الأدب" (8/339-340 و425 و426) ، و"أضواء البيان" (2/282-283) .(3/470)
جابرً (1) .
فقلتُ لأَبِي: فحديثُ (2) مَعْمَرٍ والنُّعمان بن راشد - الذي يَرْوِيان (3) عن الزُّهْري، عن عبد الله بْنِ ثَعلبَة، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) - هُوَ محفوظٌ؟
قَالَ: لا، الصَّحيحُ مُرسَلٌ.
قلتُ: عبد الله بْنُ ثَعْلَبة، أَلَيْسَ قَدْ رَأَى النبيَّ (ص) ؟
قال: نعم، وهو صغيرٌ (4) .
_________
(1) كذا في جميع النسخ عدا (ك) ، ففيها: «جابرًا» على لغة الجمهور، وما أثبتناه يخرَّج على حذف ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(2) في (ك) : «فحدث» .
(3) أي: الذي يرويانه، حذف العائد في جملة الصلة؛ لأنَّه ضميرٌ منصوبٌ بالفعل المتصرِّف، وهو كثيرٌ جدًّا، ومنه قوله تعالى: [المدَّثِّر: 11] {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا *} ، وقوله: [الفُرقان: 41] {أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً} ، أي: خلقتُهُ، وبعثَهُ. انظر: "شرح ابن عقيل" (1/155-160) ، و"شرح الأشموني" (1/152-159) [آخر باب الموصول] .
(4) الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (1343) من طريق اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شهاب الزهري، عن عبد الرحمن بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ جابر، به.(3/471)
1016 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هانئ بن المُتَوَكِّل الإِسكَنْدَرانِي، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (2) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ: أَنَّ ابْنَ شهاب كتبَ إليه، عن عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُتبَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: خَيْرُ الخَيْلِ: الأَدْهَمُ، الأَقْرَحُ، الأَرْثَمُ، المُحَجَّلُ ثَلاثً (3) ، طَلْقُ اليَمِينِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أدْهَمَ فَكُمَيْتٌ عَلَى هَذِهِ الشِّيَةِ (4) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حَدِيثُ غلطٌ (5) ؛ رَوَى (6) ابنُ لَهِيعَة (7) هَذَا الحديثَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عُلَيِّ بْنِ رَبَاح، عَنْ أَبِي قَتادة، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (911) ، وفيها تفسير غريب ألفاظ هذا الحديث.
(2) هو: عبد الله.
(3) كذا في جميع النسخ، ومثله في المسألة (911) ، وقد تقدم تعليقنا عليه هناك.
(4) في (أ) و (ش) و (ف) : «الشبه» .
(5) في (ك) : «غليط» .
(6) في (ش) : «رواه» .
(7) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (638) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/300 رقم22561) ، والدارمي في "مسنده" (2472) ، والترمذي في "جامعه" (1696) ، ولم يذكر في مسند الطيالسي يزيد بن أبي حبيب بين ابن لهيعة وعُلَيّ بن رباح. وأخرجه الترمذي في "جامعه" (1697) ، وابن ماجه في "سننه" (2789) ، والرامهرمزي في "الأمثال" (123) ، والحاكم في "المستدرك" (2/92) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/330) من طريق يحيى بن أيوب، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، به.
وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (4676) من طريق جرير بن حازم، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عُلي بن رباح، عن عقبة بن عامر أو أبي قتادة، به.(3/472)
1017- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرحمن الدَّشْتَكي (2) ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِي (3) ، عَنْ لَيث بْنِ أَبِي [سُلَيم] (4) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ؛ قَالَ: أَتَى رسولَ الله (ص) رجلٌ فَقَالَ: رجلٌ قاتلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مُحتَسِبًا حَتَّى قُتِل؛ فِي الْجَنَّةِ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ فِي الجَنَّةِ (5) . فَلَمَّا قَفَّى دَعَاهُ، فَقَالَ: أتَاني جِبْريلُ فَقالَ: إنْ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ دَيْنٌ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ - عَلَى مَا يَرْويه (6) ابنُ عُيَينة (7)
-: عن عمرو ابن دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْس، عن عبد الله بن
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (974) .
(2) هو: عبد الرحمن بن عبد الله.
(3) هو: عيسى بن أبي عيسى. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (11/89 رقم 11197) من طريق هاشم ابن مرزوق، عنه، به.
(4) في جميع النسخ: «سليمان» ، إلا أنها صوبت في (أ) إلى: «سليم» ، وهو الصواب. انظر "تهذيب الكمال" (24/279) .
(5) قوله: «هُوَ قَالَ نَعَمْ فِي الْجَنَّةِ» سقط من (ك) .
(6) في (ف) : «رواه» بدل: «يرويه» .
(7) هذا الحديث يرويه ابن عيينة واختُلِف عنه: فرواه عبد الجبار بْنِ الْعَلاءِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ على الوجه الذي ذكره أبو حاتم هنا، وقد أخرجه النسائي في "الكبرى" (4351/الرسالة) . ونقل المزي في "تحفة الأشراف" (12104) عن الحافظ حمزة بن محمد الكِناني - صاحب النسائي - قوله: «هذا الحديث خطأ، وإنما رواه الثقات عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قيس، عن النبيِّ (ص) ، مرسلاً. وعن ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عجلان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) . وقد رواه غير واحد عن ابن عيينة، فجمعهما: عمرو بن دينار ومحمد بن عجلان، فحملوا حديث عمرو بن دينار المرسل على حديث محمد بن عجلان، ولا أدري كيف جاز هذا على أبي عبد الرحمن [أي: النسائي] ، ولعله اتَّكل فيه على عبد الجبار» . اهـ.
ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (2553) فقال: نا سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، = = عَنْ النبيِّ (ص) ، وابن عجلان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) ... فذكره. ورواه الخطيب في "الفصل للوصل" (2/741) من طريق سعيد بن منصور على هذا الوجه. ورواه مسلم في "صحيحه" (1885) عن سعيد بن منصور؛ ثنا سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قيس (ح) ، قال: وحدثنا محمد بن عجلان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عن أبيه، عن النبي (ص) ، به. هكذا وقع عنده بإسقاط قوله: «عن النبي (ص) » بعد محمد بن قيس في رواية عمرو بن دينار، فصار ظاهره أن عمرو بن دينار ومحمد بن عجلان يرويانه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي (ص) .
ورواه الحميدي في"مسنده" (430) عن سفيان؛ حدثنا عمرو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ النبي (ص) . ورواه الحميدي أيضًا (429) عن سفيان؛ حدثنا محمد بن عجلان؛ أخبرني محمد ابن قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبي (ص) .
وأخرجه أبو عوانة في "مستخرجه" (5/50) من طريق شعيب بن عمرو الدمشقي، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بن دينار وابن عجلان؛ سمعا محمد بن قيس، عَنِ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أبيه، عن النبي (ص) ، به.
وذكر الدارقطني في "العلل" (1028) أنه رواه هكذا أيضًا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عمر، وابن أبي عبد الرحمن المقرئ، وهو محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، كلاهما عن سفيان بن عيينة، به، ثم قال الدارقطني: «وفي هذا الإسناد وهمٌ؛ وإنما رواه عمرو ابن دِينَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ مرسلاً بغير إسناد، ورواه ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قيس، عَنِ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أبيه بيَّن ذلك محمد بن ميمون الخياط، وفَهْم بن عبد الرحمن بن فَهْم، وعباس بن يزيد، وسعدان بن نصر، عن ابن عيينة» .
ورواه أحمد في "مسنده" (5/297 رقم22542) ، ومسلم (1885) من طريق سعيد ابن أبي سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبي (ص) ، به. وهذا الوجه هو الذي رجَّحه الدارقطني في "العلل" (6/136) .(3/473)
أَبِي قَتادة، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنِ النبيِّ (ص) (2) .
1018- وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأَشْجَعي (4) ، عن سُفْيان (5) ، عن (6) [عبد الرحمن] (7) بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاش بْنِ أَبِي رَبِيعة، عَنْ سُلَيمان بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحول، عَنْ أَبِي سَلاَّم (8) ، عَنْ أَبِي أمامَة، عَنْ النبيِّ (ص) .
قَالَ (9) : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) ، وشَهِدتُّ مَعَهُ بَدْرًا، فلقِينا المشركينَ فَهَزَمَ اللَّهُ - عزَّ وجلَّ - العدوَّ، فانطلقتْ طائفةٌ فِي آثَارِهِمْ يَهْزِمون ويقتُلون، وأَكَبَّتْ طائفةٌ عَلَى العَسْكر يَحُوزُونَهُ (10) ويَجْمَعُونَهُ، وأَحدَقَتْ طائفةٌ (11) بِرَسُولِ اللَّهِ (ص) ؛ لا يُصِيبُ (12) العدوُّ مِنْهُ غِرَّة (13) ،
_________
(1) قوله: «عن أبيه» سقط من (أ) و (ش) ، وهو مثبت في الزيادة التي سيأتي التنبيه عليها في التعليق التالي.
(2) في جميع النسخ بعد هذا الموضع زيادة هذا نصُّها: «وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأَشْجَعِي، عن سفيان، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي (ص) » ، وهو تكرار وخلط بين آخر هذه المسألة وأول المسألة الآتية. وانظر التعليق السابق.
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (1003) .
(4) هو: عُبَيدالله بن عُبَيدالرحمن.
(5) هو: الثوري.
(6) في (ك) : «ابن» بدل: «عن» .
(7) في جميع النسخ: «عبد الله» ، وتقدم في المسألة رقم (1003) على الصَّواب، وانظر "التقريب" (3855) .
(8) هو: ممطور الأسود الحَبَشي.
(9) أي: أبو أمامة.
(10) في (ت) : «يجوزونه» .
(11) قوله: «وأحدقت طائفة» مكرر في (ف) .
(12) كذا في جميع النسخ، والمراد: «أنْ لا يصيبَ» ، أي: لئلا، وحذفتْ «أنْ» الناصبةُ؛ وإذا حذفت «أنْ» ، جاز بقاءُ عملها، على قول الكوفيين، وجاز إهمالُهُ على قول الأخفش؛ فيجوز هنا أن يقال: لا يُصيبَ ُ، بالنصب أو بالرفع. وانظر بيان ذلك في التعليق على في المسألة رقم (1024) ، وتقدَّم نحوه في المسألة رقم (1003) .
(13) الغِرَّةُ بالكسر: الغَفْلَة. "المصباح المنير" (ص444) .(3/475)
حتى إذا كان الليلُ [وفاءَ] (1) الناسُ بعضُهم إِلَى بَعْضٍ؛ قَالَ (2) الَّذِينَ جَمَعُوا الغَنائم: نَحْنُ حَوَيناها وَجَمَعْنَاهَا، فَلَيْسَ لأحدٍ فِيهَا نصيبٌ، وَقَالَ الَّذِينَ خَرَجُوا فِي طَلَب العدوِّ: لستُم بأحقَّ بِهَا منَّا (3) ، نَحْنُ نَفَينَا (4) عَنْهَا العدوَّ وهَزَمناهُم، فنزَلَت: {يَسْأَلُونَكَ.. إِنْ ... } إلى قوله: (5) ؛ فقَسَمَها رسول الله (ص) بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ.
وَكَانَ رسولُ اللَّهِ (ص) إِذَا أغارَ (6) فِي أَرْضِ العدوِّ نَفَّلَ (7) الرُّبُعَ، وَإِذَا قَفَلَ (8) رَاجِعًا نَفَّل الثُّلُث، وَكَانَ يَكْرَهُ الأَنْفالَ، وَيَقُولُ: لِيَرُدَّ قَوِيُّ المُؤْمِنِينَ عَلَى ضَعيفِهمْ.
وَرَوَى أَبُو إِسْحَاقَ الفَزاري (9) ، عن الثَّوري، عن عبد الرحمن بن
_________
(1) في (ف) و (ت) و (ك) : «وفتا» ، إلا أن الفاء لم تنقط، وكذا في (أ) و (ش) ، إلا أن التاء أيضًا لم تنقط، والتصويب من "مسند أحمد" (5/323-324) ، ومعنى «فاء» أي: رجع.
(2) قوله: «قال» مكرر في (ك) .
(3) في (أ) : «منها» بدل: «منا» ، وفي (ك) : «بهلينا» بدل: «بها منا» .
(4) أي: طَرَدنا وأبعَدنا عنها العدوَّ. انظر "النهاية" (5/101) .
(5) الآية (1) من سورة الأنفال.
(6) في (أ) و (ش) و (ك) : «غار» .
(7) أي: أعطى من النَّفَل الرُّبُع، والنَّفَلُ - بالتَّحرِيك -: الغَنيمةُ، وجمعه: أنفال، والنَّفْلُ بالسكون -وقد يُحَرَّك-: الزِّيادة، أي: زادهم على سهامهم. انظر "النهاية" (5/99) . وانظر معنى الحديث أيضًا في (1/103) .
(8) في (ك) : «قفا» ، وفي (ت) يشبه أن تكون «نفا» ، والمثبت من بقيَّة النسخ ومصادر التخريج.
(9) هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث. وروايته أخرجها الشاشي في "مسنده" (1175) من طريق أبي بكر الصغاني، والطبراني في "الكبير" - كما في "تغليق التعليق" (3/507) - من طريق محمد بن النضر، كلاهما عن معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، به.
وخالفهما الإمام أحمد، فرواه في "المسند" (5/318 رقم 22714) عن معاوية بن عمرو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَّارِيِّ، عَنْ عبد الرحمن بن الحارث به، ولم يذكر سفيان الثوري.
ورواه الدارمي في "مسنده" (2530) عن محمد بن عيينة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَّارِيِّ، عَنْ عبد الرحمن بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ موسى، عَنْ أَبِي سَلامٍ، عَنْ أَبِي أمامة، عن عبادة به. وانظر المسألة رقم (1003) .(3/476)
الْحَارِثِ، عَنْ سُلَيمان بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحول، عَنْ أَبِي سَلاَّم، عَنْ أَبِي أُمامَة، عَنْ عُبادة بن الصَّامت، عن النبيِّ (ص) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: الصَّحيحُ: أَبُو أُمامة، عَنْ عُبادة، عَنِ النبيِّ (ص) .
1019- قال أبو محمد (1) أيضًا (2) : وَقَدْ (3) أَدخَلَ محمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ البخاريُّ - في كتاب "الطبقات" (4) [و] (5) "التَّارِيخِ" (6) ، فِي بَابٍ مَنْ كَانَ يُسمَّى: «رَبَاحً» (7) ؛ من الطبقة الأولى من
_________
(1) هو: ابن أبي حاتم.
(2) انظر المسألة رقم (914) .
(3) قوله: «أيضًا وقد» من (ف) فقط.
(4) الظاهر أنه يعني"التاريخ الأوسط"، وهو المطبوع باسم: "التاريخ الصغير"، وانظر (1/142-143) منه.
(5) في جميع النسخ: «من» ، والتصويب من "تصحيفات المحدثين" للعسكري (1/116) و (2/629) ؛ فإنه روى بعض هذا النص عن شيخه ابن أبي حاتم.
(6) أي: "التاريخ الكبير" (3/314 رقم1069) .
(7) كذا في النسخ، وفي "تصحيفات المحدثين": «من يسمى: رباحًا» . ويخرَّج ما في النسخ على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .(3/477)
"التاريخ"-: رَبَاحَ (1) بنَ الرَّبيع الأُسَيِّدي (2) ، [أخا] (3) حَنْظَلَة الْكَاتِبِ التَّميمي، رَوَى (4) عَنْهُ المُرَقِّعُ بنُ صَيْفي بْنِ الرَّبَاح بن الرَّبيع، عَنْ جَدِّه رَبَاح بْنِ الرَّبيع (5) .
فَقَالَ أَبِي: هَذَا غَلَطٌ.
قلتُ: إِنَّمَا غَلِطَ يُوسُفُ بْنُ عَدِيّ - أَخُو زَكَرِيَّا بْنِ عَدِيّ (6) - فِي حديثٍ رَوَاهُ عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّناد (7) ، عَنْ أَبِيهِ (8) ، عَنِ المُرَقِّع بْنِ صَيْفي بْنِ رَبَاح؛ أنَّ رَبَاحًا حدَّثه: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) كَرِه قتلَ النِّسَاءَ فِي الغَزْو؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ رَأَى امْرَأَةً مَقْتُولَةً.
فظَنَّ البخاريُّ أن ذاك (9) صحيحٌ، فَجَعَلَهُ فِي أَوَّل ترجمةِ مَنِ اسمُه
_________
(1) قوله: «رباح» ، بالنصب مفعولٌ به للفعل «أدخَلَ» المذكور في أول المسألة.
(2) في (ف) : «الأسدي» . وهذه النسبة - الأُسَيِّدي بضم الألف، وفتح السين المهملة، وكسر الياء المشدَّدة المنقوطة بنقطتين من تحتها، بعدها دال مهملة -: إلى بَطْن من تميم يقال له: أُسَيِّد بن عمرو بن تميم، كما في "الأنساب" للسمعاني (1/111) .
(3) في جميع النسخ: «عن أخي» ، والمثبت هو الصَّواب كما في الموضعين السابقين من "تاريخي البخاري"، وكذا ذكره على الصواب المصنِّف - ابن أبي حاتم - في "الجرح والتعديل" (3/511 رقم2314) ، وجاء على الصَّواب أيضًا في آخر المسألة.
(4) في (أ) و (ش) : «رواه» .
(5) من قوله: «من التاريخ ... » إلى هنا لم يذكره العسكري.
(6) قوله: «أخو زكريا بن عدي» سقط من (ك) .
(7) هو: عبد الرحمن. وتقدم تخريج روايته في المسألة رقم (914) .
(8) هو: أبو الزناد عبد الله بن ذَكوان.
(9) في (ك) : «ذلك» ؛ وكذا عند العسكري.(3/478)
رَبَاح؛ وإنما هو: الرِّيَاح (1) بن الرَّبيع؛ روى عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي الزِّناد (2) : محمدُ بنُ سَعِيدِ بْنِ (3) الأصبَهاني وغيرُه، عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبِي الزِّناد، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ المُرَقِّع (4) بْنِ صَيْفي بْنِ رِيَاح (*) ؛ أن رِيَاحًا (*) حدَّثه: أنَّ رسولَ الله (ص) ... .
وكذلك رواه المغيرةُ بن عبد الرحمن (5) ، عَنْ أَبِي الزِّناد (6) ، عَنْ مُرَقِّع (7) بن صَيْفي، عن جدِّه رِيَاح (*) بْنِ رَبِيعٍ؛ قَالَ: كنَّا مَعَ رسول الله (ص) ... .
حدَّثنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم (8) ؛ قَالَ (9) : وحدَّثنا (10) أبو زرعة (11) قال: ثنا أبو الوليد الطَّيالسي (12) ؛ قال: ثنا
_________
(1) في (ت) و (ف) و (ك) : «الرباح» بالموحَّدة، ولم تنقط الياء في (أ) و (ش) ، والمثبت هو الصَّواب كما في "تصحيفات المحدثين" للعسكري، وإلا فلا يكون لتخطئة البخاري معنى، ويدل عليه أيضًا: أن ابن أبي حاتم ذكره هكذا في "الجرح والتعديل" (3/511 رقم 2314) .
(2) قوله: «أبي الزناد» سقط من (ت) و (ك) .
(3) قوله: «ابن» سقط من (أ) و (ش) .
(4) في (ش) : «أبي المُرَقِّع» .
(*) ... في (ت) و (ك) : بالباء الموحَّدة، ولم تنقط في (أ) و (ش) ، وهي ضمن السقط الواقع في (ف) كما سيأتي التنبيه عليه.
(5) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (914) .
(6) من قوله: «عن أبيه عن المرقع ... » إلى هنا سقط من (ف) بسبب انتقال النظر.
(7) في (ك) : «المرقع» .
(8) قوله: «عبد الرحمن بن أبي حاتم» من (ت) و (ك) فقط.
(9) من قوله: «حدثنا أبو محمد ... » إلى هنا ليس في (ف) .
(10) في (أ) و (ت) و (ش) : «ثنا» مكان: «وحدثنا» .
(11) قوله: «قال: وحدثنا أبو زرعة» سقط من (ك) .
(12) هو: هشام بن عبد الملك. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/314) ، و"التاريخ الأوسط" (1/143) ، وأبو داود في "سننه" (2669) ، والنسائي في "الكبرى" (8625) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4621) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/82) وجاء عندهم جميعًا: «رباح» بالباء الموحدة.(3/479)
عُمَرُ بْنُ المُرَقِّعِ بنِ صَيْفيِّ بنِ رِيَاح (1) بْنِ رَبِيعٍ، أَخُو (2) حَنْظَلَة الْكَاتِبِ؛ قَالَ: سمعتُ أَبِي يحدِّث عَنْ جدِّي رِيَاح (3) بْنِ الرَّبيع؛ قَالَ: كنَّا مَعَ رسول الله (ص) .... (4) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : بالباء الموحَّدة، ولم تنقط في (أ) و (ش) و (ف) .
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّةُ: «أخي» ؛ لأن المراد: رِيَاحُ بنُ الربيع، لكنْ يخرَّج ما هنا أنه خبرٌ لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو أخو حنظلة الكاتب.
(3) في (ت) و (ك) : بالباء الموحَّدة، ولم تنقط في (أ) و (ش) .
(4) ذكر البخاري هذا الصحابي - كما تقدم - فيمن اسمه: «رباح» بالباء الموحدة، ثم ذكر الأسانيد بذلك، ثم قال: «وقال بعضهم: رياح، ولم يثبت» . والغريب أن ابن أبي حاتم لم يذكره في "بيان خطأ البخاري"! وقال الترمذي في "العلل الكبير" (472) : «رباح بن الربيع أصح» . وذكره ابن حبان في "الثقات" (3/127) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (1/245/أ) فيمن اسمه: «رباح» بالباء، ثم قال ابن حبان: «ومن زعم أنه رياح بن الربيع فقد وهم» ، وقال أبو نعيم: «وقيل: رياح، وهو وهم» .
ورجح العسكري في "تصحيفات المحدثين" (1/117) ما ذهب إليه أبو حاتم.
وجميع من أخرج الحديث ذكره بالباء الموحدة: «رباح» ، ومنهم الإمام أحمد في "المسند" (3/488) ، والطبراني في "الكبير" (5/72) .
وذكره الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (2/1028) ، وابن ماكولا في المختلف فيهم في "الإكمال" (4/11) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (9/41) ، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" = = (1/210-211) ، و (4/116) ، وحكَوا الخلاف، ولم يرجِّحوا.
وأما الحافظ ابن حجر: فإنه ذكره في "الإصابة" (3/248-249) في «رباح» بالباء الموحدة، وقال: «ويقال فيه بالتحتانية، وهو قول الأكثر» ، ثم عكس ذلك، فذكره في «رياح» بالياء المثناة، وقال: «ذكره ابن أبي حاتم والدارقطني بالياء آخر الحروف، والأكثر على أنه بالموحَّدة، وقد تقدم» .(3/480)
1020 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابن وَهْب (1) ، عن مَسْلَمَة ابن عُلَيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسار، عَن ثَعلَبة بْن مُسلِم الخَثْعَمي، عن رَوْح ابن زِنْباع، عن تَميم ٍ الدَّارِيِّ؛ قَالَ: سمعتُ عائِشَة أمَّ الْمُؤْمِنِينَ تَقُولُ (2) : خرجتُ يَوْمًا، فَإِذَا أنا برسول الله (ص) يمسحُ بِردائِه (3) عن ظَهْرِ فَرَسِه، قلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبِثوبِكَ تمسحُ عَنْ فرسِك؟ قَالَ: نَعَمْ يَا عَائِشَةُ، مَا يُدْرِيكِ لَعَلَّ جِبْرِيلَ أَمَرَني بِذَلِكِ، مَعَ أَنِّي لَقَدْ بِتُّ (4)
_________
(1) هو: عبد الله. وروايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخه" (18/244) . غير أنه سقط في سنده: سعيد بن يسار.
(2) في (ف) : «يقول» ، وأهملت في (ش) .
(3) في (ك) : «براده» .
(4) كذا في جميع النسخ، ومثلُه في "تاريخ دمشق"، وهو من الإخبار بالجملة القَسَمِيَّة؛ لأن هذه اللام في «لقد» هي اللام الموطِّئةُ للقَسَمِ، والتقدير: مع أنِّي والله لقد بِتُّ ... إلخ. والصحيح عند جمهور النحويين: جوازُ وقوع الجملة القسميَّة خبرًا، خلافًا لأبي العباس ثعلب، ومما استشهد به الجمهور: قولُهُ تعالى: [النّحل: 41] {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} ، وقوله: [العَنكبوت: 9] {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ *} ، وغير ذلك من الآيات. ومن الحديث قولُهُ (ص) : «وَقَيْصَرُ لَيَهْلِكَنَّ، ثُمَّ لا يكونُ قَيْصَرُ بعده» رواه البخاري في "صحيحه" (3027) ، ومسلم في "صحيحه" (2918) ، وقولُهُ: «لقد كان مَنْ قبلكم لَيُمشَطُ بِمِشَاطِ الحديد» رواه البخاري (3852) . وجاء أيضًا في الشِّعْرِ كما في قوله [من الكامل] :
جَشَأَتْ فَقُلْتُ اللَّذْ خَشِيتِ لَيَأْتِيَنْ
وإذا أتاكِ فَلاَتَ حِينَ مَنَاصِ
انظر "شرح كافية ابن الحاجب" (1/207-208) ، و"شرح التسهيل" لابن مالك (1/309-310) ، و"التذييل والتكميل" لأبي حَيَّان (4/26-28) ، و"ارتشاف الضرب" (3/1115) ، و"مغني اللبيب" (ص390-391) .(3/481)
وَإنَّ المَلاَئِكَةَ لَتُعاتِبُني فِي (1) حَسِّ (2) الخَيْلِ وَمَسْحِهَا، فقلتُ: يَا نبيَّ اللَّهِ، فَتُوَلِّنِيهِ (3) فأكونَ أَنَا الَّذِي أَلِيهِ وأقومُ عليه. قال: إِذَنْ (4) لا أَفْعَلُ (5) ... ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
1021- وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه يُونُس ابْن حَبيب، عَنْ أَبِي دَاوُدَ (6) ، عَنْ (7) شُعْبَة، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الله بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ رجُلٍ سَمِعَ أَبَا بَرْزَة الأَسْلَمي خَلْفَ نَهْرِ بَلْخٍ (8) وَهُوَ يَقُولُ: لا عَيْشَ إلا
_________
(1) في (ف) : «عن» .
(2) في (ك) : «حسن» ، وفي (ت) : «حسر» .
وحَسُّ الدَّوابِّ: نَفْضُ التُّراب عنها. "لسان العرب" (6/53) .
(3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «فَتُوَلِّينِيهِ» بإثبات ياء «تُولِّي» ، كما في "تاريخ ابن عساكر"؛ لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ، وفيه وجهان:
الأوَّل: أنه فعل مضارع مرفوع، والأصل: «فَتُوَلِّينِيهِ» ، ثم حُذفت منه الياء اكتفاءً بالكسرة قبلها، وهذا جارٍ على لغة هوازن وعليا قيس. وقد تقدم بيانها وبيان شواهدها في التعليق على المسألة رقم (679) .
والثاني: أنَّه فعلٌ مضارعٌ معتلُّ الآخر مجزومٌ بلام أمر محذوفة؛ وحذف لام الأمر فيه أقوال، وما هنا جارٍ على اختيار ابن مالك؛ أن حذفها يجوز مطلقًا. وانظر تفصيل ذلك في "المساعد، على تسهيل الفوائد" لابن عقيل (3/123) ، و"اللباب" للعكبري (2/17) ، و"خزانة الأدب" (9/12- الشاهد رقم 680) ، و"تفسير الكشاف" (4/527) ، و"همع الهوامع" (2/539) .
(4) في "تاريخ دمشق": «إني» مكان: «إذن» .
(5) في رواية ابن عساكر زيادةٌ في أول الحديث وزيادةٌ في آخره.
(6) هو: سليمان بن داود الطَّيالسي.
(7) في (ف) : «عم» بدل: «عن» .
(8) بَلْخ: مدينة مشهورة بخراسان. "معجم البلدان" (1/479) .(3/482)
طِرَادُ الخَيلِ الخَيْلَ (1) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، [عَنْ رجُلٍ] (2) سَمِعَ بُرَيدة الأَسْلَمي.
1022 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالسي (3) ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ (4) ، عَنْ عبد الله بْنِ عُقْبة الحَضْرَمي، عَنْ عَطاء بن دينار الخَوْلاني؛ أَنَّهُ سَمِعَ فَضالَة بْنَ عُبَيد الأَنْصَارِيَّ؛ قَالَ: سمعتُ عُمَرَ بْنَ الخطَّاب يَقُولُ: سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: الشُّهَداءُ أَرْبَعَةٌ: فَمُؤمِنٌ جَيِّدُ الإِيمان ِ؛ لَقِيَ العَدُوَّ فَصَدَقَ اللهَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَذَاكَ (5) الَّذِي
_________
(1) قوله: «الخيل» الثانية سقط من (ك) .
(2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولا بُدَّ منه أو ما يقوم مقامه؛ فمحمد بن عبد الله بن أبي يعقوب لم يدرك بريدة ولا أحدًا من الصَّحابة، وإنما يروي عن التابعين كما يتضح من ترجمته في "تهذيب الكمال" (25/573-574) ، ولذلك جعله ابن حجر في "التقريب" (6095) في الطبقة السادسة، وهي طبقة من عاصروا صغار التابعين، ولم يثبت لهم لقاءُ أحد من الصَّحابة. انظر مقدمة "التقريب" (ص82) .
ويؤيِّد هذا: أن الحديث أخرجه سعيد بن منصور في كتاب الجهاد من "سننه" (2856) من طريق عبد الرحمن بن زياد، وابن سعد في "الطبقات" (4/243) و (7/8 و365) ، وعباس الدوري في "تاريخ ابن معين" (151) ، من طريق هاشم بن القاسم، كلاهما عن شعبة، به بإثبات الواسطة المبهم بين ابن أبي يعقوب وبريدة.
(3) هو: سليمان بن داود. ولم نقف على روايته على هذا الوجه، وقد رواه عنه يونس ابن حبيب في "المسند" (45) على الوجه الذي صحَّحه أبو حاتم.
(4) هو: عبد الله، وفي (ت) : «ابن الميرك» . وابن المبارك أخرجَ هَذَا الحديث فِي "كتاب الجهاد" كما سيأتي، لكن على الوجه الصحيح الآتي ذكره.
(5) في (ت) : «فذلك» .(3/483)
يَرْفَعُ إِلَيْهِ النَّاسُ (1) أَعْيُنَهُمْ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هو عبد الله بْنُ لَهِيعَة بْنِ عُقْبة؛ نسَبَهُ إِلَى جدِّه (2) ، وَإِنَّمَا هُوَ: عَنْ عَطاء ابن دِينَارٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الخَوْلاني؛ أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَة، عَنْ عُمَرَ بن الخطَّاب، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو الصَّحيحُ (3) .
_________
(1) في (أ) و (ش) : «الناس إليه» .
(2) وتقدّم نحوُ هذا في المسألة رقم (768) .
(3) قوله: «وهو الصحيح» من (ف) فقط. والحديث أخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (126) - ومن طريقه علي بن المديني؛ كما في "مسند الفاروق" (2/465) ، و"التفسير" (8/49) كلاهما لابن كثير، والطيالسي في "مسنده" (45) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (27) - ورواه الإمام أحمد في "المسند" (1/22 و23 رقم 146 و150) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هاشم ويحيى بن إسحاق، وأبو يعلى في "مسنده" (252) من طريق عبد الرحمن بن يزيد المقرئ، والترمذي في "الجامع (1644) و"العلل الكبير" (502) عن قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُ أَبِي عاصم في "الجهاد" (186 و187) من طريق زياد بن الحباب وكامل بن طلحة، والبزار في "مسنده" (246) من طريق زيد بن الحباب، والطبراني في "الأوسط" (361) من طريق عبد الغفار بن داود، جميعهم عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الخولاني، عن فضالة، عن عمر، به.
قال الترمذي في "الجامع": «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عطاء بن دينار» .
وقال في "العلل الكبير": «سألت محمدًا [يعني البخاري] : هل روى هذا الحديث غيرُ ابن لهيعة؟ قال: نعم، رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عن عطاء بن دينار؛ إلا أنه يقول: عن أشياخ من خَوْلان، ولا يقول فيه: عن أبي يزيد. فقلت له: أبو يزيد الخولاني ما اسمه؟ فلم يعرف اسمه» . اهـ.
وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن رسول الله (ص) بهذا اللفظ إلا عن عمر من هذا الوجه، ولا له إسناد غير هذا الإسناد» .
وقال الطبراني: «لا يُروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به ابن لهيعة» .
ونقل ابن كثير في "التفسير" عن علي بن المديني قوله: «هذا إسناد مصري صالح» . ونحوه في "مسند الفاروق".(3/484)
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : فنظرتُ بَعْدَ ذَلِكَ فِيمَا كتبتُ عَنْ يُونُسَ بن عبد الأَعلى فِي "كِتَابِ الْجِهَادِ"، فَإِذَا هُوَ (2) قَدْ أخبَرنا، عَنِ ابْنِ وَهْب (3) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ عَطاء بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الخَوْلاني، عَنْ فَضالَة بْنِ عُبَيد، عن النبيِّ (ص) (4) ؛ كَمَا قَالَهُ أَبِي سَوَاءً.
1023 - وسمعتُ أبي يقول: لا أعلمُ أحدً (5) روى حديثَ عمرو ابن دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن [عُبَيدالله] (6) بن أبي رافع؛
_________
(1) قوله: «قال أبو محمد» من (أ) و (ش) .
(2) قوله: «هو» ليس في (ت) و (ك) .
(3) هو: عبد الله.
وروايته ذكرها ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص276-277) تعليقًا عن عبد الله بْنُ وَهْب، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْخَوْلانِيِّ، عَنْ فَضالة بن عبيد: أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يقول: إنه سمع رسول الله (ص) ... ، به.
(4) كذا في جميع النسخ! والظاهر أنه سقط منه ذكر عمر ابن الخطاب بين فضالة والنبي (ص) ، يدلُّ عليه: قوله آخر المسألة: «كما قاله أبي سواء» ، وأبوه ذكر في إسناده عمر بن الخطاب - كما سبق - ويؤيده ما تقدم ذكره من أن ابن عبد الحكم رواه من طريق عبد الله بن وهب بذكر عمر في إسناده أيضًا، والله أعلم.
(5) قوله: «أحد» من (أ) و (ش) فقط، وهو فيهما بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم الكلام عليها في المسألة رقم (34) .
(6) في جميع النسخ: «عبد الله» ، والتصويب من مصادر التخريج الآتية، وانظر "تهذيب الكمال" (19/34) .(3/485)
قال: سمعتُ عليًّ (1) في قصَّة حاطِبِ ابن (2) أبي بَلْتَعَة (3) حين (4) بعثَه إلى أَهْلُ مَكَّةَ، فَوَقَعَ (5) الكتابُ فِي يَدَيِ النبي (ص) ... الحديثَ، لا (6) يَرويه إِلا ابنُ عُيَينة (7) وإبراهيمُ بنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّع، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ (8) .
1024 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ (9) رَوَاهُ وَهْب بن جَرِير (10) ، عن
_________
(1) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(2) قوله: «ابن» سقط من (ف) و (ت) و (ك) .
(3) في (ك) : «بليقة» .
(4) في (أ) و (ش) : «حتى» بدل: «حين» .
(5) في (ك) : «فرفع» .
(6) قوله: «لا» سقط من (أ) و (ش) و (ف) .
(7) هو: سفيان، وروايته أخرجها البخاري (3007) ، ومسلم (2494) في "صحيحهما".
وأخرجها البزار في "مسنده" (530) ، ثم قال: «وهذا الحديث قد روي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب ح من غير هذا الوجه، وهذا الإسناد أحسن إسنادًا [كذا!] يروى في ذلك عن علي وأصحُّه، وقد ذكرناه عن عمر في قصة حاطب بغير هذا اللفظ، فذكرناه عن علي إذ كان لفظه غير ذلك اللفظ، وكان إسناده صحيحًا» .
(8) الحديث رواه الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (1/223) من طريق أبان بن عثمان؛ حدثني محمد بن شريك الْمَكِّيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحنفية، عن عبيد الله بْنِ أَبِي رَافِعٍ؛ عَنْ عَلِيِّ، به. قال أبان بن عثمان: «وحدثني أبو بَصير [وهو يحيى بن القاسم] : أنه سمع هذا الحديث من عمرو بن دينار» .
(9) قوله: «عن حديثٍ» مكرر في (ش) .
(10) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/294 رقم2682) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (652) ، وأبو داود في "سننه" (2611) ، والترمذي في "الجامع" (1555) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2587) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2538) ، وابن حبان (4717) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (572) ، والحاكم في "المستدرك" (1/443) و (2/101) ، والبيهقي في "سننه" (9/156) .(3/486)
أبيه (1) ، عن يحيى ابن أيُّوب، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عن الزُّهْري، عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: خَيْرُ الجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلافٍ، وَخَيْرُ السَّرَايا أَربَعُ مِئَةٍ (2) ... .
وَرَوَاهُ لُوَيْنٌ محمَّدُ (3) بنُ سُلَيمان (4) ،
عن حِبَّانَ بنِ عليٍّ -
_________
(1) هو: جرير بن حازم.
(2) تتمة الحديث: «ولا يُغْلَبُ اثنا عشر ألفًا من قِلَّة» .
(3) قوله: «محمد» ليس في (ف) ، وفي (أ) و (ش) : «لوين ابن محمد» ، وانظر "تهذيب الكمال" (25/297) .
(4) روايته أخرجها هو في "جزئه" (11) .
ومن طريقه رواه الطحاوي في "شرح المشكل" (573) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1239) .
ورواه الإمام أحمد (1/299 رقم2718) عن يونس بن يزيد، وأبو يعلى (2714) من طريق يونس بن محمد وحجين بن المثنى، وابن عدي في "الكامل" (2/427) من طريق داود بن عمرو، ثلاثتهم عن حبان بن علي به.
ورواه الطحاوي في "شرح المشكل" (574) من طريق يحيى الحماني؛ حدثنا مندل وحبان، عن يونس، = = عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبي (ص) ، به.
قال الطحاوي: «فعاد هذا الحديث عن حبان عن يونس ابن يزيد، عن عقيل بإسناده ومتنه، وكان حبان ليس بالقوي في روايته كما ذكر أحمد بن شعيب، وكذلك يقول أهل العلم بالأسانيد سواه، ومندل أخوه عندهم دونه في ذلك، وإذا كان ذلك كذلك، عاد الحديث إلى يونس على ما رواه عنه جرير بن حازم بلا شريك له من الثبت في الرواية فيه» .
ورواه الدارمي في "مسنده" (2482) فقال: حدثنا محمد ابن الصَّلت، حدثنا حبان ابن علي، عن يونس وعقيل، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ الله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، به.(3/487)
أخو (1) مِنْدَل - عَنْ عُقَيل (2) ، عَنِ الزُّهْري، عن عُبَيدالله (3) بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ ليثُ بْنُ سَعْدٍ (4) ، عَنْ عُقَيل، عَنِ ابْنِ شِهاب: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ ... ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: مُرسَلً (5) أشبهُ، لا يَحْتملُ (6) هَذَا الكلامُ يكونُ (7)
كلامَ النبيِّ (ص) .
_________
(1) كذا في جميع النسخ بالواو في «أخو مندل» ، والجادَّة أن يقال: «أخي مندل» بالياء، لأنه بدلٌ من «حبانَ» ؛ لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على أنَّه خبرٌ لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو أخو مندل.
(2) هو: ابن خالد.
(3) في (ت) و (ف) و (ك) : «عبد الله» .
(4) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح المشكل" (575) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (9699) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ النبي (ص) به مرسلاً.
ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (2387) عن عبد الله ابن المبارك، عَنْ حَيْوَةَ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ الزهري، عن النبي (ص) به مرسلاً.
ومن طريق سعيد بن منصور رواه أبو داود في "المراسيل" (313) .
وكان الشيخ الألباني _ح قد صحَّح هذا الحديث في السلسلة الصحيحة" (986) ، ثم ظهرت له علته، فَعَدَل عن تصحيحه، ورجح الإرسال، وقال في خاتمة بحثه في الموضع السابق: «وجملة القول أن الحديث لا يصحُّ، فما جاء مخالفًا لهذا في بعض كتاباتي فأنا راجع عنه قائلاً: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا» . اهـ.
(5) كذا في جميع النسخ، والتقدير: هو أشبهُ مرسلً، ولكنَّه جاء هنا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) في (ف) : «لا يحمل» .
(7) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أنْ يكونَ» ؛ لكنْ يخرَّج ما هنا على حذف «أَنْ» ، ويجوزُ لك نصبُ الفعل ورفعه؛ قال العكبري: «إذا حُذِفَتْ «أنْ» ، فمن العرب مَنْ يرفع الفعل المذكور، ومنهم من ينصبه بتقدير «أن» . اهـ.
قال ابن الأثير في "النهاية: «وهي لغةٌ فاشيةٌ في الحجاز، يقولون: يريدُ يَفْعَلَ، أي: أنْ يَفْعَلَ، وما أكثَرَ ما رأيتُهَا واردةً في كلام الشافعي رحمة الله عليه» . اهـ.
ومن شواهد حذف «أنْ» مع انتصاب الفعل وارتفاعه: قراءةُ الحسن البصري: {تَأْمُرُونِّي أَعْبُدَ} [الزمر: 64] ، بنصب «أَعْبُدَ» ، وقرأ الجمهور برفعه: «أَعْبُدُ» ، وقولُ العرب: تَسْمَعُ َ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ مِنْ أنْ تراه، يروى بنصب: «تسمع» ، ورفعه، وقولُ طَرَفَة بنِ العبد [من الطويل] :
أَلا أَيُّهَذَا الزَّاجِرِي أَحْضُرَ ُ الوَغَى
وأَنْ أَشْهَدََ اللَّذَّاتِ هلْ أَنْتَ مُخْلِدِي؟!
يروى بنصب «أحضر» وبرفعه، وفي ذلك شواهد كثيرة.
انظر: "رسالة الشافعي" (الفقرة رقم: 168، 731، 1732) . وانظر: "سر صناعة الإعراب" (1/285) ، و"إعراب الحديث النبوي" للعكبري (ص 263-264) ، و"مغني اللبيب" (2/605) ، و"أوضح المسالك" (4/170-179) ، و"التصريح، شرح التوضيح" للشيخ خالد الأزهري (2/245) ، و"همع الهوامع" (1/30-31) ، و"خزانة الأدب" (8/580- الشاهد رقم 673) .(3/488)
فقلتُ لأَبِي: فَسَمِعَ حِبَّانُ مِنْ عُقَيل بْنِ خَالِدٍ؟
قَالَ: نَعَمْ، لا أعلمُ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ مَنْ سَمِعَ مِنْ عُقَيل إِلا حِبَّانَ بنَ علي - أخو مِنْدَلٍ (1) - ومَخْلَد بن الحسين (2) .
_________
(1) كذا في جميع النسخ، «أخو مندل» ، والجادة: «أخا» بالألف؛ لأنه بدل من «حبانَ» ؛ لكن ما في النسخ صحيح، ويخرَّج على أنَّه خبرٌ لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو أخو مندل؛ وقد تقدَّم نحو ذلك في أول المسألة.
(2) قال أبو داود (2611) : «والصحيح أنه مرسل» .
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا يسنده كبيرُ أحدٍ غير جرير بن حازم، وإنما رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن النبي (ص) مرسلاً، وقد رواه حِبَّان بن علي العَنَزي، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، ورواه الليث ابن سعد، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ النبي (ص) مرسلاً» .
وقال الطحاوي (572) : «هذا الحديث عندنا ممَّا تفرَّد به جرير بن حازم، عن يونس بن يزيد بهذا الإسناد، ولا نعلم أحدًا شركه فيه، ولا نعلم أحدًا من أصحاب الزهري رواه عن الزهري غير يونس بن يزيد، غير أن أحمد بن شعيب [يعني النسائي] قد خالفنا في ذلك، وذكر أن الحديث بهذا الإسناد قد شرك يونسَ ابن يزيد فيه عقيل بن خالد فرواه عن الزهري بهذا الإسناد» .
وقال الحاكم (1/443) : «هذا إسناد صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والخلاف فيه على الزهري من أربعة أوجه» .
وقال أيضًا (2/101) : «صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه لخلاف بين الناقلين فيه على الزهري» .
وقال البيهقي (9/156) : «تفرد به جرير بن حازم موصلاً، ورواه عثمان بن عمر، عن يونس، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ النبي (ص) منقطعًا» .(3/489)
1025 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو حَيْوَة شُرَيح ابن يَزِيدَ الحِمصي، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ (1) ،
عَنِ المُهاصِر بْنِ حَبيب، عَنِ المُسَيَّب بْنِ مُهاجِر الْقُرَشِيِّ؛ قَالَ: إنْ ظَنَنْتَ أن تَفِيَ بثلاثٍ فَاغْزُو (*) وإلا فلا تَغْزُو (*) : إِذَا أُمِرْتَ أَطَعْتَ، وَإِذَا لَقِيتَ العدوَّ
_________
(1) هو: أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم، قيل اسمه: بكير، وقيل عبد السلام.
(
*) ... رُسِمت في جميع النسخ: «فاغزوا» و «فلا تغزوا» بإثبات الواو بعدها ألف، والخطاب لمفرد لا لجمع، فالجادة: «فاغزُ ... فلا تغزُ» بحذف لام الفعل المعتل الآخر؛ لبناء الأمر في الموضع الأول، ولدخول «لا» الجازمة في الموضع الآخر. ويخرَّج ما في النسخ على وجهين:
الأول: إجراء المعتل مُجرى الصحيح.
والثاني: أنَّه على لغة بعض العرب في إشباع الحركات حتى تَنشَأ عنها حروف. وقد تقدم ذكرهما في المسألة رقم (228) .
وأما الألفُ المرسومةُ بعد الواو في الموضعين: فزائدةٌ على طريقة المتقدمين من الكتَّاب في زيادة ألف بعد واو الفعل؛ قال النووي في شرحه للحديث (16) من "صحيح مسلم"- وفيه أنَّ رجلاً قال لعبد الله بن عمر: أَلاَ تغزو؟! - قال: «ويجوز أن يكتب «تغزوا» بالألف وبحذفها، فالأولُ قولُ الكتاب المتقدِّمين، والثاني قولُ بعض المتأخرين؛ وهو الأصحُّ، حكاهما ابن قتيبة فى أدب الكاتب» . اهـ. من "شرح صحيح مسلم" (1/179) . وانظر كلام ابن قتيبة في "أدب الكاتب" (ص225-226) . وانظر تفصيل المسألة في كتاب "المطالع النصرية، للمطابع المِصْرية، في الأصول الخطية" للعلامة نصر الهوريني (ص 189-193) .(3/490)
قاتَلتَ، وَإِذَا غَنِمتَ أَدَّيْتَ؟
فسمعتُهُما يقولان ِ: إنما هو: [السَّائبُ] (1) بن مهجان.
تَمَّ الجُزْءُ السَّادسُ بحمد الله وعَوْنِهيَتلوه (2) في الجُزْءِ السَّابعِ في حديث: سألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ رِوَايَةِ الأَوزاعيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) والحمدُ للَّه ربِّ العالمين، وصلَّى الله على سيِّدنا محمدوآلِهِ (3) ، وسلَّم
_________
(1) في جميع النسخ: «المسيب» ، والتَّصويب من مصادر ترجمته، ومنها "التاريخ الكبير" (4/155 رقم2306) ، و"الجرح والتعديل" (4/244 رقم1048) ، و"الإصابة" (5/5 رقم3655) ، وقد أطال ابن عساكر في ترجمته في "تاريخ دمشق" (20/102-106) ، وذكر الاختلاف في نسبه، وأنه يقال أيضًا: «مهجار» بالراء، وهناك من قال: «مهاجر» ، و «مهاجن» ، ولم يذكر أن أحدًا سَمَّاه: «المسيب» .
(2) في (ف) : «ويتلوه» .
(3) زاد بعده في (ف) قوله: «وصحبه» .(3/491)
(1) بِسم الله الرَّحمن الرَّحيموصلَّى الله على سيِّدنا محمدوآلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تسليمًاالجُزْءُ السَّابعُ مِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"، يَشْتَمِلُ عَلَى ذِكْرِ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الجَنَائِزِ، والبُيُوعِ، وأَوَّلِ النِّكَاحِ (2)
1026 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (3) : سألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ رِوَايَةِ الأَوزاعي (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَبَّر فِي الصَّلاة عَلَى الجَنائز؟
فَقَالَ: إِنَّهُ لا يُوَصِّلُونَهُ (6) ؛
يَقُولُونَ: عَنْ أَبِي سَلَمة: أنَّ
_________
(1) زاد بعده في (ف) : «تسليمًا كثيرًا» ، ومن قوله: «تم الجزء السادس ... » إلى هنا من (أ) و (ف) فقط، لكن بهامش (ش) : «آخر الجزء السادس» .
(2) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا من (أ) ، ومثله في (ف) إلا أنه قال: «يشتملُ على أخبار ... » إلخ. وجاء بدلاً منه في (ت) و (ك) : «عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْجَنَائِزِ» فقط. وفي (ش) : «ذِكْرُ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الجنائز والبُيوع وأول النِّكاح» فقط.
(3) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط.
(4) في (أ) و (ش) و (ف) : «سألت» بلا واو.
والحديث تقدم في المسألة رقم (483) بهذا الإسناد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) صلَّى عَلَى جِنازة، فكبَّر عَلَيْهَا أَرْبَعًا، ثُمَّ أَتَى قَبْرَ الميِّت، فَحَثا عَلَيْهِ مِنْ قِبَلِ رأسِه ثلاثًا.
(5) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(6) «لا يوصِّلونه» بتشديد الصاد المهملة من «وصَّل» ، وهو بمعنى لا يَصِلُونَهُ» . انظر إيضاح ذلك في التعليق على المسألة رقم (410) .
وقوله: «فقال» كذا جاء في جميع النسخ! والسؤال موجَّه في صدر المسألة إلى أبي حاتم وأبي زرعة، فيحتمل ذلك أمرين:
الأوَّل: إمَّا أن يكون الجواب منهما جميعًا، فتخرَّج «قال» على الاجتزاء، والأصلُ: «قالا» ، ثمَّ حُذِفَتِ الألفُ، واجتزئ عنها بالفتحة قبلها، على لغة هوازن وعليا قيس في الاجتزاء بالحركات من حروف المد، وقد تقدم بيانها وبيان شواهدها في التعليق على المسألة رقم (679) .
والثاني: أن يكون أراد: واحد منهما. فحذف الفاعل.(3/492)
النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (1) ، إِلا إسماعيلُ بنُ عَيَّاش وأبو (2) المُغِيرة (3) ، فَإِنَّهُمَا رَوَيَا عَنِ الأَوْزَاعِيِّ كَذَلِكَ.
1027 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هَمَّام (4) ،
عَنْ
_________
(1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(2) كذا في جميع النسخ بالواو، وكانت الجادَّة أن يقال: إِلا إسماعيلَ بْنَ عيَّاش وَأَبَا المغيرة، بنصب المستثنى وما عطف عليه؛ لأنَّ الاستثناء هنا تامٌّ موجبٌ، وفي مثل ذلك يجب النصب عند أكثر النحاة خاصَّة نحاة البصرة، لكنَّ ما وقع في النسخ جائزٌ على لغةٍ حكاها أبو حَيَّان عن بعض العرب يُجْرون الاستثناء التامَّ الموجب مجرى التامِّ غير الموجب، فيجوزُ في المستثنى على ذلك ثلاثة أوجه: النصبُ على الاستثناء، والرفعُ على الابتداء، والإتباعُ بدلاً من المستثنى منه.
إذا تقرَّر هذا، فما وقع في النسخ يخرَّج على الرفع على الابتداء، وخبره: قوله: «فَإِنَّهُمَا رَوَيَا عَنِ الأَوْزَاعِيِّ كَذَلِكَ» ، ودخولُ الفاء على خبر المبتدأ جائزٌ مطلقًا عند الأخفش، وانظر تفصيل ذلك في "همع الهوامع" (1/403- 406) . وانظر الكلام على اللغة التي حكاها أبو حيان في المسألة رقم (997) .
(3) هو: عبد القدوس بن الحجَّاج.
(4) هو: ابن يحيى العَوْذي. ولم نقف على روايته على هذا الوجه، ولكن الحديث رواه الإمام أحمد (1/38 رقم 264) عن عفان، عَن همام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ عمر، عن النبي (ص) ، به هكذا بزيادة «عمر» .
وقال البزار في "مسنده" (1/218) : «ورواه همام أيضًا، عن قتادة، عن قزعة ويحيى بْنِ رُؤْبَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن عمر، عن النبي (ص) » .
وقال الدارقطني في "العلل" (2/61) : «وأما حديث قزعة: فأسنده ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عَنْ النبي (ص) » .(3/493)
قَتادة، عَنْ قَزَعَة (1) ، عَنِ ابْنِ عمر (2) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ (3) : إنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ؟
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ شُعْبَةُ (4) ، وابنُ أَبِي عَروبة (5) ، وَعُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قَتادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ (6) بعضُهم عَن هَمَّام (7) ، عَنْ قَتادة، عَنْ يَحْيَى بْنِ رُؤْبَة، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما الصَّحيحُ؟
قَالَ: مِنْ حَدِيثِ هَمَّام - يَعْنِي: قَتادة: عَنْ قَزَعَة - أشبهُ.
قلتُ: فحديثُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؟
فَقَالَ: هما حديثان ِ قد رواهما (8) جميعًا (9) .
_________
(1) هو: ابن يحيى.
(2) في (ت) و (ك) : «عن ابن عمه» .
(3) قوله: «قال» ليس في (أ) و (ش) .
(4) روايته أخرجها البخاري (1292) ، ومسلم (927) .
(5) هو: سعيد. وروايته أخرجها أحمد (1/51 رقم 366) ، ومسلم (927) .
(6) في (أ) و (ش) و (ف) : «روى» .
(7) رواية همام على هذا الوجه ذكرها البزار في "مسنده" (1/218) ، والمزي في "تحفة الأشراف" (8/60) ، وقال البزار: «ولا نعلم أحدًا روى هذا الحديث عن قزعة ويحيى بن رؤبة إلا همامً، عن قتادة» .
(8) يعني: قتادة.
(9) ذكر الدارقطني في "العلل" (109) هذا الحديث، وأطال في ذكر الاختلاف فيه، فانظره إن شئت.(3/494)
1028 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الدَّراوَرْدي (2) ، عَنْ كَثير بْنِ زيد، عن زينب ابْنتِ (3) نُبَيْط (4) ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) علَّم قبرَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعون بِصَخْرة؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ، يُخالَفُ الدَّرَاوَرْدي فِيهِ؛ يَرْوِيهِ حاتِم (5) وغيرُه (6) ، عَنْ كَثير بْنِ زَيْدٍ، عَنِ المُطَّلِب بن عبد الله بْنِ حَنْطَب؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (7) .
1029 - وسألتُ (8) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ المبارك (9) ، عن ابن
_________
(1) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/96-97/ مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (795) .
(2) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها ابن ماجه (1561) ، وابن عدي في "الكامل" (6/68) .
(3) في (ك) : «ابنة» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، وله وجه صحيح في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (6) .
(4) هي: امرأة أنس بن مالك ح.
(5) هو: ابن إسماعيل. وروايته اخرجها أبو داود في "سننه" (3206) ، وابن شبَّة في "تاريخ المدينة" (1/102) ، ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/412) .
(6) رواه أبو داود أيضًا (3206) من طريق سعيد بن سالم، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ المطلب به، ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/412) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/399-400) من طريق الواقدي، عن كثير بن زيد، به.
(7) قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (795) : «وإسناده حسنٌ، ليس فيه إلا كثير بن زيد راويه عن المطَّلب، وهو صدوق وقد بيَّن المطَّلب أن مخبرًا أخبره به ولم يُسَمِّه، ولا يضرُّ إبهام الصحابي» .
(8) تقدمت هذه المسألة بنصها برقم (213) ، وستأتي مختصرة برقم (1092) .
(9) هو: عبد الله.(3/495)
جابر (1) ، عن بُسْر (2) بن عُبَيدالله، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ (3) ، عَنْ واثِلَة (4) ، عَنْ أَبِي مَرْثَد (5) ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لا تُصَلُّوا إِلَى القُبُورِ، وَلاَ تَجْلِسُوا عَلَيْهَا؟
قَالَ أَبِي: يَرَوْنَ أَنَّ ابنَ (6) الْمُبَارَكِ وَهِمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ أدخلَ أَبَا إِدْرِيسَ الخَوْلانيَّ بَيْنَ بُسْر بْنِ عُبَيدالله وَبَيْنَ واثِلَة.
وَرَوَاهُ عِيسَى بنُ يُونُسَ، وصَدَقَةُ بنُ خَالِدٍ، والوليدُ بنُ مُسْلِمٍ، فَقَالُوا كلُّهم: عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ بُسْر (7) بْنِ عُبَيدالله؛ قَالَ: سمعتُ واثِلَةَ بنَ الأَسْقَع يُحدِّث عَنْ أَبِي مَرْثَد الغَنَوِي، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: بُسْرٌ قَدْ سَمِعَ مِنْ واثِلَة، كَثِيرًا مَّا (8) يُحدِّثُ بُسْرٌ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ؛ فغَلِطَ ابنُ الْمُبَارَكِ، وظنَّ أنَّ هَذَا ممَّا رُوِيَ (9) عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ واثِلَة. وَقَدْ سَمِعَ هَذَا الحديثَ بُسْرٌ مِنْ واثِلَة نفسِه؛ لأنَّ أهلَ الشَّامِ أعرفُ بِحَدِيثِهِمْ.
1030 - وسألتُ (10) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُؤَمَّل بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حمَّاد بْن سَلَمة، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ جَابِرٍ (11) ، عَنِ ابْنِ عباس:
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
(2) في (ش) و (ك) : «بشر» .
(3) هو: عائذ الله بن عبد الله الخولاني.
(4) هو: ابن الأسقع.
(5) هو: كَنَّاز بن الحصين الغَنَوي.
(6) قوله: «ابن» سقط من (ك) .
(7) من قوله: «وصدقة بن خالد ... » إلى هنا سقط من (ف) .
(8) في المسألة المتقدمة برقم (213) : «وكثيرًا مَّا» بالواو.
(9) أي: مما رواه بُسْرُ بنُ عبد الله.
(10) انظر المسألة رقم (1050) .
(11) هو: ابن زيد.(3/496)
أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى عَلَى النَّجاشي؟
قَالَ أَبِي (1) : حدَّثنا أبو سَلَمة (2) ؛ قال: ثنا حمَّاد، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ رجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى عَلَى النَّجاشي (3) .
قَالَ أَبِي: حديثُ مُوسَى (4) أصَحُّ.
1031 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُؤَمَّلُ (5) ، والعلاءُ بن عبد الجبَّار، وجماعةٌ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عن ثُمامَة بن عبد الله، عن أنس: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى عَلَى صَبِيٍّ - أَوْ صَبِيَّة - فلمَّا دُفِنَ قَالَ: لَوْ عُوفِيَ أَحَدٌ مِنْ عَذَابِ (6) القَبْرِ، لَعُوفِيَ هَذَا الصَّبِيُّ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا أَبُو سَلَمة (7) ؛ قَالَ: حدَّثنا حمَّاد (8) ، عن ثُمامَة: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (9) ؛ وَهَذَا أصَحُّ وَأَقْوَى مِنْ حَدِيثِ العلاء والمُؤَمَّل (10) .
_________
(1) قوله: «أبي» ليس في (ف) .
(2) هو: التَّبُوذَكي، واسمه: موسى بن إسماعيل.
(3) الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند" (1/254 رقم 2292) فقال: حدثنا عفان ابن مسلم، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عن ابن عباس، فذكره.
(4) أي: حديث أبي سلمة التَّبوذَكي.
(5) هو: ابن إسماعيل.
(6) في (ت) و (ك) : «العذاب» .
(7) هو: التَّبوذَكي موسى بن إسماعيل. وروايته ذكرها الضياء في "المختارة" (5/201) .
(8) في (ك) : «جماعة» ، وكذا كانت في (ت) ، ثم صوِّبت.
(9) قوله: «مرسل» ليس في (ت) و (ك) ، وما أثبتناه من بقية النسخ جار على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(10) قال الضياء في "المختارة" (5/201) : «وقد رواه غير واحد متصلاً كما أخرجناه، منهم: المؤمل بن إسماعيل، والعلاء بن عبد الجبار، والله أعلم» .
والحديث رواه أبو يعلى - كما في "المطالب العالية" (4532) -، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1435) ، والطبراني في "الأوسط" (2753) ، وابن عدي في "الكامل" (2/108) ، والضياء في "المختارة" (1824 و1825 و1826) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحجَّاج، عَنْ حمَّاد، عن ثمامة، عن أنس، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ثمامة إلا حماد» .
واستنكره الذهبي في "الميزان" (1/372) . وقال ابن حجر في "المطالب العالية" (4532) بعد أن عزاه لأبي يعلى: «إسناده صحيح» .
ورواه عبد الله بن أحمد في "السنة" (1434) عن أبيه، عن وكيع، عَنْ حمَّاد، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنِ أنس، به. ورواه الطبراني في "الكبير" (4/121 رقم3858) من طريق عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ وكيع، عَنْ حمَّاد، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنِ البراء بن عازب، عن أبي أيوب، به مرفوعًا.
قال الدارقطني في "العلل" (4/42/ب) : «يرويه حماد ابن سلمة واختُلِف عنه، فرواه حَرَمي بن عمارة وسعيد ابن عاصم الملح [كذا]- شيخ بصري- عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثمامة، عن أنس، وخالفهما وكيع وأبو عمر الحوضي روياه عن حمَّاد، عن ثمامة مرسلاً، وهو الصَّحيح» . وانظر "المختارة" (5/201) .(3/497)
1032 - أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتِم _ح؛ قَالَ (1) : حدَّثنا (2) أَبِي، عَنْ أَبِي سَلَمة (3) ، عَنْ حمَّاد (4) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكيم: أنَّ جَارِيَةً لثَقِيف بَغَتْ (5) ، فوَلَدَتْ مِنَ اللَّيْلِ، فَسَأَلُوا الحَسَنَ؛ فَقَالَ الْحَسَنُ: صَلُّوا عَلَيْهِ (6) .
_________
(1) من قوله: «أنا أبو محمد ... » إلى هنا ليس في (ف) .
(2) في (ف) : «وحدثنا» .
(3) هو: التَّبوذَكي موسى بن إسماعيل.
(4) هو: ابن سلمة.
(5) أي: زَنَتْ. "النهاية" (1/144) .
(6) كذا في جميع النسخ! وفي النص إشكال، ويبدو أن المعنى: أن الجاريةَ التي بَغَتْ ولَدَتْ فماتت -أو مات ولدُها-، فسألوا الحسن البصري، فقال: صلُّوا = = عليها، أو عليه.
وهذا يتعلق بمسألة خلافية عَرَضَ لها الحافظُ ابن حجر في "فتح الباري" (12/131) ، وهي: هل يُصلَّى على المحدود؟ فنقل عن القاضي عياض قوله: «لم يختلف العلماءُ في الصَّلاة على أهل الفِسْق والمعاصي والمقتولين في الحدود، وإن كَرِهَ بعضُهم ذلك لأهل الفضل، إلا ما ذهب إليه أبو حنيفة في المحاربين، وما ذهب إليه الحسن في الميتة من نِفاس الزِّنى، وما ذهب إليه الزُّهري وقتادة ... » إلخ.
والذي ذهب إليه الزهري وقتادة ذكره ابن حجر قبل ذلك، فقال: «وعن الزهري: لا يُصَلَّى على المرجوم، ولا على قاتل نفسه، وعن قتادة: لا يُصَلَّى على المولود من الزنى» . اهـ. وانظر "مصنف عبد الرزاق" (3/533-534) .(3/498)
قَالَ أَبِي: لَيْتَهُ لَمْ يكُنْ بكرَ بْنَ عُثْمَانَ والدَ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ البُرْساني (1) ! والبُرْساني هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عُثْمَانَ، وَمَا أخوفَني أَنَّهُ خطأٌ (2) ! لَعَلَّهُ أَرَادَ بكرَ بْنَ عُثْمَانَ.
1033- وسألتُ (3) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو الوليد (4) ، عن حمَّاد ابن سَلَمة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: كان بالمدينة حَفَّاران ِ: واحدٌ يَلْحَدُ (5) ، والآخرُ يَشُقُّ (6) ، فلمَّا تُوُفِّيَ النبيُّ (ص) ، بَعَثُوا إِلَيْهِمَا، فسَبَقَ بِالْمَجِيءِ الَّذِي يَلْحَدُ؟
_________
(1) معناه: أن أبا حاتم يتوقَّع أن قوله: «عثمان بن حكيم» خطأ، وصوابه: «بكر بن عثمان» .
(2) في (ش) : «أخطأ» .
(3) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/85/مخطوط) بعض هذا النص بتصرف، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (783) .
(4) هو: الطَّيالسي، هشام بن عبد الملك. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (2/295) . وتابعه يزيد بن هارون وحجاج بن منهال في وجه عنه. أما رواية يزيد ابن هارون: فأخرجها ابن سعد في الموضع السابق.
أما رواية حجاج بن منهال فأخرجها ابن عبد البر في "التمهيد" (22/297) ، لكن حكى الدارقطني في "العلل" (5/47/أ) أن حجاجًا أرسله، ولم يذكر فيه عائشة!.
(5) أي: يَحفِرُ القبورَ لحْدًا، واللَّحْدُ: الشَّقُّ الذي يُعْمَلُ في جانبِ القبر لموضع الميت؛ لأنه قد أُمِيلَ عن وسَط القبر إلى جانبه. "النهاية" (4/236) .
(6) أي: يَحفِرُ القبورَ شقًّا، بحيثُ يكون الشَّقُّ في وسَط القبر.(3/499)
قَالَ أَبِي: حدَّثنا أَبُو سَلَمة (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا حمَّاد، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، بِلا عائِشَة؛ وَهَذَا الصَّحيحُ: بِلا عائِشَة (2) .
قلتُ لأَبِي: الخطأُ مِنْ أَبِي الْوَلِيدِ؟
قَالَ: لا أَدْرِي؛ مِنْ أَبِي الْوَلِيدِ، أَوْ مِنْ حمَّاد (3) ؟
1034 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَبْدُ الْوَارِثِ (5) ، عَنْ أيُّوب (6) ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ (7) ، عَنْ عائِشَة: أنَّ
_________
(1) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذَكي.
(2) الحديث أخرجه الإمام مالك في "الموطأ" (1/231 رقم546) عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه مرسلاً، ليس فيه ذكر لعائشة. ومن طريق مالك أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (2/296) ، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (1/154) . وأخرجه ابن سعد أيضًا (2/295 و296) من طريق همام بن يحيى وأنس بن عياض، كلاهما عن هشام، عن أبيه مرسلاً كذلك. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (11631) من طريق جرير بن عبد الحميد، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فقهاء أهل المدينة. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (6384) عن مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قال: كان بالمدينة رجلان ... فذكره.
قال الدارقطني في "العلل" (5/47/أ) : «هو حديث يرويه هشام بن عروة، واختُلِف عنه، فرواه عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عروة بن الزبير، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، وأرسله حجَّاج بن منهال، عن حماد ابن سلمة، عن هشام، عن أبيه. وكذلك رواه مالك وابن عيينة مرسلاً، وهو المحفوظ» .
(3) تقدم أن يزيد بن هارون وحجَّاج بن منهال تابعا أبا الوليد؛ وهذا مما يقوي أن الخطأ من حماد.
(4) ستأتي هذه المسألة برقم (1042) ، وفيها زيادة على ما ها هنا، وسيأتي تخريج الحديث هناك.
(5) هو: ابن سعيد.
(6) هو: ابن أبي تميمة السَّختِياني.
(7) هو: القاسم بن مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصدِّيق.(3/500)
النبيَّ (ص) كُفِّن فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَة (1) ؛ قَالَ: قلتُ لعبد الرحمن - يَعْنِي: ابنَ الْقَاسِمِ -: مَنْ حدَّثكَ حديثَ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كُفِّن فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ؟ فَقَالَ: حدَّثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بن عليٍّ: أنَّ النبيَّ (ص) كُفِّن ... .
1035 - وسُئِلَ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هُدْبَة (3) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمَة (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة، عن
_________
(1) في (ك) : «أما شعبة» بدل: «أخبرنا شعبة» .
(2) ذكر بعض هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/60) ، وابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/69) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/62/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/237) ، وانظر المسألة الآتية برقم (1046) و (1094) .
(3) تصحفت في (ف) إلى «هديَّة» ، وهو: ابن خالد.
(4) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/397) من طريق موسى بن إسماعيل، وابن حزم في "المحلى" (1/250) و (2/23) من طريق الحجاج بن المنهال، كلاهما عن حماد، به. وقال البخاري عقبها: «ولا يصحُّ» .
ورواه البزار في "مسنده" (148/أ/مسند أبي هريرة) من طريق عبد الوهاب - وهو الثقفي - ورواه البزار أيضًا، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (34) من طريق أبي بحر البكراوي، ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/217) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/374 رقم624) من طريق محمد بن شجاع، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أبي سلمة، به.
ورواه ابن عدي في "الكامل" (2/456) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/302) من طريق ابن لهيعة، عَنْ حُنين بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عن صفوان بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعًا.
قال البيهقي: «ابن لهيعة وحنين لا يُحتجُّ بهما، والمحفوظ من حديث أبي سلمة ما أشار إليه البخاري؛ موقوف من قول أبي هريرة» .(3/501)
النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَلْيَغْتَسِلْ، وَمَنْ حَمَلَهُ فَلْيَتَوَضَّأ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: موقوفٌ على (1) أَبِي هُرَيْرَةَ، لا يرفَعُهُ الثِّقات (2) .
_________
(1) كذا في (ش) ، ومثله في "الإمام"، وفي بقية النسخ: «عن» .
(2) الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (11152 و11998) من طريق عبدة بن سليمان ويزيد بن هارون، والبخار ي في "التاريخ الكبير" (1/397) من طريق عبد العزيز الدَّرَاوَرْدي، والبزار في "مسنده" (148/أ/مسند أبي هريرة) من طريق ثابت بن يزيد، والدَّراوَرْدي، وابن المنذر في "الأوسط" (5/350) من طريق ابن عُليَّة، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (35) من طريق المعتمر بن سليمان، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/302) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، جميعهم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، موقوفًا عليه.
قال البخاري: «وهذا أشبه» . ونقل الترمذي في "العلل الكبير" (245) عن البخاري أيضًا أنه قال: «إن أحمد ابن حنبل وعلي بن عبد الله [أي: المديني] قالا: لا يصحُّ فِي هَذَا الباب شيء» . وقال أبو داود في "مسائله" (1964) : «سمعت أحمد ذكر في «من غسَّل ميِّتًا فليغتَسِل» فقال: ليس يثبت فيه حديث» .
وقال ابن المنذر: «الاغتسال من غسل الميت لا يجب، وليس فيه خبر يثبت» .
وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (1/302) : «هذا هو الصَّحيح؛ موقوفًا» ، ثم روى بإسناده إلى محمد بن يحيى الذُّهلي أنه قال: لا أعلم في: «من غسَّل ميِّتًا فليغتَسِل» حديثًا ثابتًا، ولو ثبت لزمنا استعماله.
وانظر طرق هذا الحديث والكلام عليها في "العلل" للدارقطني (1770 و1954) ، و"الإمام" لابن دقيق العيد (2/372-391) ، و (3/58-65) ، و"تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي" (1/180) ، و"البدر المنير" لابن الملقن (2/61-69/مخطوط) ، و"فتح الباري" لابن حجر (3/127) ، و"التلخيص الحبير" (182) ، والتعليق على "الخلافيات" للبيهقي (3/273-291) .
فائدة: قال ابن المنذر في "الأوسط" (5/351) : «أجمع أهل العلم على أن رجلاً لو مسَّ جِيفةً، أو دمًا، أو خِنزيرًا ميتًا: أن الوضوءَ غيرُ واجب عليه؛ فالمسلم الميت أحرى أن لا يكون على من مسَّه طهارة» .(3/502)
1036 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد ابن الْحَسَنِ (1) بْنِ زَبالَة (2) ، عَنْ سُلَيمان بن بلال، عن عبد الحكيم بن عبد الله بْنِ أَبِي فَرْوَة (3) ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتبَة، عَنْ عُرْوَة بْنِ الزُّبَير، عَنْ عائِشَة، عَنْ أَبِي بكر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ المَيِّتَ يُنْضَحُ (4) عَلَيْهِ الحَمِيمُ (5) بِبُكَاءِ الحَيِّ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وابنُ زَبالَة ضعيفُ الْحَدِيثِ (6) .
1037 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثَناه، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ موسى (7) ؛ قال: ثنا شَريك (8) ، عن عُبَيدالله بن سعد؛ قال: حدَّثني
_________
(1) في (ك) : «حسن» .
(2) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (64) ، والمروزي في "مسند أبي بكر" (37) ، وأبو يعلى في "مسنده" (47) .
(3) في (ك) : «بُرْدَة» بدل: «فروة» .
(4) في (ف) : «لَيُنْضَحُ» .
(5) الحَميمُ: الماء الحُارُّ. "المصباح المنير" (ص 153) .
(6) قال البزار في "مسنده" (64) : «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَنِ النَّبِيِّ (ص) من غير هذا الوجه، وعبد الحكيم بن عبد الله رجل من أهل المدينة مشهور، صالح الحديث، ويعقوب بن عتبة مشهور، ومحمد بن الحسن هذا ليِّن الحديث؛ لأنه روى أحاديث لم يتابع عليها، وقد حدث عنه جماعة من أهل العلم، وهو يعرف بمحمد بن الحسن بن زبالة المخزومي» .
وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (806) في محمد بن الحسن هذا: «ولقد أتى في هذه الرواية بطامة؛ لأن المشهور أن عائشة كانت تنكر هذا الإطلاق كما سيأتي» .
(7) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/133) . ورواه البخاري أيضًا من طريق أبي نضرة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ (ص) قال لعشرةٍ: «آخرُكُم موتًا في النَّار» ، وكان سمرة آخرَهم. ثم قال البخاري: «ووقع في النَّار، فمات» .
(8) هو: ابن عبد الله النَّخعي، القاضي.(3/503)
رَجُل مِنْ أَهْلِ سُوقِنا مِنَ الحَمَّالين يُقَالُ لَهُ: حُجْرٌ؛ قَالَ: غَلا السِّعْرُ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: فجَلَبْتُ إِلَيْهَا (1) ، قَالَ (2) : فجلستُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ لِي (3) : مِنْ أينَ أَنْتَ؟ قلتُ: مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، قَالَ: مَا فِعْلُ سَمُرَةُ بنُ جُنْدُب؟ قلتُ: حَيٌّ، قَالَ: آللهِ، فقلتُ (4) : آللهِ (5) ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا مِنْ أحدٍ أحبُّ إلَيَّ بَقاءً مِنْهُ. قَالَ: قلتُ: ولمَ ذاك (6) ؟ قَالَ: قَالَ لِي رسولُ اللَّهِ (ص) (7) ولحذيفةَ ولهُ -يَعْنِي (8) سَمُرَةَ بنَ جُنْدُب -: آخِرُكُمْ مَوتًا فِي النَّارِ؟
قَالَ أَبِي: لَيْسَ فِيهِ حُذَيفة (9) .
_________
(1) لعل المراد: فجلبتُ إليها بضائعَ، أو نحو هذا، والله أعلم.
(2) قوله: «قال» سقط من (أ) و (ش) .
(3) قوله: «لي» ليس في (ك) .
(4) في (أ) و (ك) : «قلت» .
(5) قوله: «فقلت آلله» سقط من (ش) .
(6) في (ت) و (ك) : «ذلك» .
(7) في (ف) : «النبي (ص) » بدل: «رسول الله (ص) » .
(8) في (ك) : «معنى» .
(9) تقدم أن البخاري أخرج الحديث في "التاريخ الأوسط"، ثم قال: «ووقع في النَّار، فمات» . وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" رقم (996) - في ترجمة سمرة -: «سكن البصرة، وكان زياد يستخلِفُه عليها ستةَ أشهر، وعلى الكوفة ستةَ أشهر، فلما مات زياد استخلفَه على البصرة، فأقرَّه معاوية عليها عامًا أو نحوه، ثم عزله، وكان شديدًا على الحَروريَّة؛ كان إذا أُتي بواحدٍ منهم قتله، ولم يُقِلْه، ويقول: شرُّ قتلى تحت أديم السَّماء؛ يُكفِّرون المسلمين، ويَسفِكون الدِّماء. فالحَروريَّة ومن قاربهم في مذهبهم يطعَنون عليه، وينالون منه. وكان ابن سيرين والحسن وفضَلاء أهل البصرة يُثنون عليه، ويجيبون عنه» .
وقال أيضًا: «وكان سمرةُ من الحفَّاظ المكثرين عن رسول الله (ص) ، وكانت وفاتُه بالبصرة في خلافة معاوية سنة ثمان وخمسين؛ سقط في قِدْرٍ مملوءةٍ ماءً حارًّا كان يتعالجُ بالقعود عليها من كُزازٍ شديد أصابه، فسقط في القِدْر الحارَّة فمات، فكان ذلك تصديقًا لقول رسول الله (ص) له ولأبي هريرة ولثالث معهما: " آخرُكُم موتًا في النَّار "» .(3/504)
1038 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خَالِدُ بْنُ مَخْلَد القَطَواني (2) ، عَنْ عبد الرحمن ابن عبد العزيز الأَنْصَارِيِّ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي الزُّهْري، عَنْ عبد الرحمن بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أبيه: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: مَنْ رَأى (3) مَقْتَلَ حَمْزَةَ؟ ، فقال رجل: أنا رأيتُ ُمَقْتَلَهُ (4) ، فانطَلَقَ حَتَّى أَراناه، فخرجَ (5) حَتَّى وقفَ عَلَى حَمْزَةَ، فَرَآهُ قَدْ شُقَّ بطنُه؛ قَدْ مُثِّلَ بِهِ. قَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ! مُثِّلَ بِهِ وَاللَّهِ (6) ! فكَرِهَ رسولُ اللَّهِ (ص) أَنْ ينظرَ إِلَيْهِ، وَوَقَفَ بَيْنَ ظَهْرانَيِ القَتْلى؛ قَالَ: أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلاءِ القَوْمِ، لُفُّوهُمْ فِي دِمَائِهِمْ؛ فإِنَّهُ لَيسَ جَرِيحٌ (7) يُجْرَحُ فِي اللهِ إلاَّ جَاءَ جُرْحُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ يَدْمَى، لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ، وَرِيحُهُ رِيحُ المِسْكِ. قَدِّموا أَكْثَرَ القَومِ قُرْآنًا، وَاجْعَلوهُ في اللَّحْدِ؟
_________
(1) انظر المسألة رقم (1015) .
(2) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (3/13) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (36776) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/11) على هذا الوجه، وكذا ذكرها ابن حجر في "هدي الساري" (ص356) ؛ لكن ذكر الدارقطني في "العلل" (4/127/أ) أن عبد الرحمن هذا - وهو: ابن عبد العزيز بن عبد الله = = ابن عثمان بن حنيف الأُمامي من ولد أبي أُمامة - رواه هو وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن عبد الرحمن بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ جابر. اهـ. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/287) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (19/82 رقم 167) ، وفي "الدعاء" (1973) . قال الحافظ ابن حجر عن هذا الطريق: «وهو خطأ أيضًا، وعبد الرحمن هذا ضعيف» .
(3) في (ف) : «قتل» بدل: «رأى» .
(4) في (أ) و (ش) : «مقتل حمزة» .
(5) أي: النبي (ص) .
(6) قوله: «والله» ليس في (أ) و (ش) .
(7) المثبت من (ف) ، وفي بقيَّة النسخ: «جرح» .(3/505)
قَالَ أَبِي: يُروى هَذَا الحديثُ عَنِ الزُّهْري، عَنِ ابْنِ كَعْبٍ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) .
وعبدُالرحمن (2) هَذَا (3) : شيخٌ مَدَنيٌّ مُضطَرِبُ الْحَدِيثِ (4) .
1039- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يعقوب ابن كَعْبٍ الحَلَبي، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ بَشِيرٍ أَبِي (5) إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّاد، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ خرجَ فِي جِنازَة، فعَرَضَ عَلَيْهِ رجُلٌ دابَّتَهُ، فَلَمْ يركَبْ، فَلَمَّا دفنَها عَرَضَ عَلَيْهِ رجُل آخَرُ (6) دابَّته، فركبَ؟
_________
(1) من هذا الوجه أخرجه البخاري في "صحيحه" (1343) من طريق الليث، عن ابن شهاب الزهري، به. وذكر الدارقطني في "العلل" (4/127/أ) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «وقول الليث أشبه بالصٌَّواب» .
وقال الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" (ص356) بعد أن ذكر الاختلاف في هذا الحديث: «ولا يخفى على الحاذق أن رواية الليث أرجحُ هذه الروايات - كما قررناه -؛ وأن البخاري لا يُعِلُّ الحديث بمجرَّد الاختلاف» .
(2) يعني: ابن عبد العزيز الأنصاري، الراوي عن الزهري.
(3) قوله: «هذا» ليس في (ف) .
(4) وكذا قال عن هذا الراوي في "الجرح والتعديل" (5/260 رقم 1231) .
(5) في (ش) و (ف) : «ابن» بدل: «أبي» ، والمثبت هو الصَّواب - إن شاء الله - فبشير هذا هو: ابن سليمان أبو إسماعيل الكِنْدي - ويقال: النَّهْدي - وهو يروي عن يحيى بن عبَّاد أبي هُبيرة - كما في "المعرفة والتاريخ" للفسوي (3/118) -، وقال الدُّوري في "تاريخه" (2539) : «سمعت يحيى [يعني: ابن معين] يقول: بشير أبو إسماعيل هو: بشير بن سلمان» .
وعليه فالذي يظهر أن ما سيأتي في المسألة التالية متمِّمٌ لهذه المسألة؛ على نقصٍ فيها كما سيأتي التنبيه عليه، والله أعلم.
(6) قوله: «آخر» سقط من (ك) .(3/506)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو: يحيى ابن عَبَّاد أَبُو هُبَيرة: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (1) ؛ فغَلِطَ يَعْقُوبُ، إِلا أَنْ يكونَ حُدِّثَ عِيسَى عَلَى خَبَرِ الصِّحَّة، فجعَلَ: كُنيةُ َ يحيى بن عَبَّاد: أبو هريرة (2) ، وزاد فيه: «عن» (3) .
_________
(1) كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، تقدَّم التعليق على المسألة رقم (34) .
(2) كذا في جميع النسخ: «أبو هريرة» بالرفع، والجادَّة: «فَجَعَلَ كُنيةَ يَحْيَى بْنِ عبَّاد أبا هريرة» بنصب: «كنيةَ» و «أبا هريرة» على أنهما مفعولا «جعل» .
ويُخرَّج ما في النسخ على وجهين:
الأوَّل: أن تُضبط «كنيةُ» بالرفع على أنها مبتدأ، خبرُه: «أبو هريرة» ، وجملة المبتدأ والخبر في محل المفعول الثاني لـ «جعل» ، والمفعولُ الأول ضميرُ الشَّأن المنويّ، والتقدير: فجَعَلَه - أي: فجعَلَ الشَّأنَ - كنيةُ يحيى بن عباد أبو هريرة. انظر تفصيلَ القول على = = ضمير الشأن وحذفه مفعولاً أوَّل في باب «ظن» في التعليق على المسألة رقم (854) .
والثاني: أن تضبط «كُنْيَةَ» بالنصب على أنها المفعولُ الأول، وقوله: «أبو هريرة» هو المفعولُ الثاني، وهو منصوبٌ أيضًا، ومجيئُه بالواو هنا صحيح؛ وله وجهان ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (22) الوجهين الأول والثالث.
(3) المعنى: أن عيسى حُدِّث بالخبر على الوجه الصحيح، أي: مرسلاً، غير أنه أخطأ؛ فصحَّف، وزاد: «عن» ، فجعله متصلاً.
وتحتمل العبارة وجهًا آخرَ بأن تُضبط «حدَّث» بالبناء للفاعل، ويكون المعنى: أن عيسى حدَّث بالخبر على الوجه الصحيح، مرسلاً، غير أنه صحَّف «أبي هبيرة» فجعله: «أبي هريرة» ، ولما سمع يعقوب الإسناد زاد: «عن» ، فشارك عيسى في الخطأ، والله تعالى أعلم.
وقد روي الحديث عن أبي هريرة من غير هذا الطريق. فأخرج ابن أبي شيبة في المصنف" (11254) عن وكيع، عن سفيان [وهو الثوري] ، عن أبي همام السَّكوني - وهو الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ - عَنْ أَبِي هريرة: أن رسول الله (ص) أُتِيَ بدابة وهو في جنازة فلم يركب، فلما انصرف ركب.(3/507)
1040 - وسمعتُ (1) أبي يقول: حدَّثنا عبد الصَّمد بن عبد العزيز العطَّار؛ قَالَ: حدَّثنا بَشير (2) بْنُ سَلْمَانَ (3) .
1041- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُثْمَانُ المُؤَذِّن (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَاصِمٍ (5) ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ (6) ، عن عبد الله (7) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُما ثَلاثَةٌ ... ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حمَّاد (8) ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وائل: أنَّ النبيَّ (ص) .
[قلتُ] (9) لأَبِي (10) : أيُّهما الصَّحيحُ؟
قَالَ أَبِي: قَدْ تُوبِعَ الهيثَم بْنُ جَهْم (11) فِي هَذِهِ الرِّواية مَوْصُولا (12) .
_________
(1) هذه المسألة تابعة للمسألة السابقة - فيما يظهر - وأفردناها بترقيم مستقل مراعاة لترقيم الطبعة الأولى.
(2) في (ف) : «بشر» .
(3) في (ك) : «سليمان» .
وقد جاءت هذه المسألة ناقصة في جميع النسخ! والظاهر: أنها متمِّمة للمسألة التي قبلها، كما سبقت الإشارة إليه؛ فكأن أبا حاتم يعني: أن بشيرًا أبا إسماعيل المذكور في المسألة السابقة هو: بشير بن سلمان، والله أعلم.
(4) هو: عثمان بن الهيثم بن جَهْم. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (10/188 رقم 10414) .
(5) هو: ابن أبي النَّجود.
(6) هو: شقيق بن سلمة.
(7) هو: ابن مسعود ح.
(8) هو: ابن زيد، أو: ابن سلمة، وكلاهما روي عنه هذا الحديث كما سيأتي في التخريج آخر المسألة، لكن كلاهما وصلاه، فلعل ثَمَّ اختلافًا على أحدهما لم نقف عليه.
(9) في جميع النسخ: «قال» !
(10) في (ك) : «لي أبي» .
(11) يعني: والد عثمان المؤذِّن.
(12) تابعه: زائدة بن قدامة، وَحَّمَادُ بْنُ زَيْدٍ، وَحَمَّادُ بْنُ سلمة:
أما رواية زائدة: فأخرجها البزار في "مسنده" (1729) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5085) .
وأما رواية حماد بن زيد: فأخرجها الطبراني في "الكبير" (10/139 رقم10240) .
وأما رواية حماد بن سلمة: فأخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (1/421 رقم3995) . وذكر الدارقطني في "العلل" (703) هذا الحديث، وذكر الاختلاف على عاصم في كونه من روايته عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ ابن مسعود موقوفًا، أَوْ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ ابن مسعود مرفوعًا. وقال: «ولعل عاصمًا حفظ عنهما» .(3/508)
1042 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه (2) عبد الوارث (3) ، عن أيُّوب (4) ، عن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ (5) ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) كُفِّنَ فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ شُعْبَةُ (6) ، عَنِ عبد الرحمن بن القاسم: أنَّ النبيَّ (ص) كُفِّنَ ...
قال شُعْبة: فقلتُ لعبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ: مَن حدَّثك؟ قَالَ: أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ (7) ؛ وهو الصَّحيحُ (8) .
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (1034) .
(2) قوله: «رواه» سقط من (ك) .
(3) هو: ابن سعيد.
(4) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.
(5) هو: القاسم بن مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ.
(6) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (2/283) ، و (3/205) .
(7) أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (6169) عن ابن جريج؛ قال: سمعت مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ يقول: بلغنا أن النبيَّ (ص) كُفِّن في ثلاثة أثواب ... الحديث.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (2/284) من طريق جعفر بن محمد وجابر الجعفي، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَليّ بْن الحسين، به مرسلاً.
(8) قوله: «وهو الصحيح» من قول أبي حاتم.(3/509)
قلتُ لأَبِي: الوَهَمُ مِنْ عَبْدِ الْوَارِثِ؟
قَالَ: لا أَدْرِي؛ مِنْ عبد الوارث هُوَ، أَوْ مِنْ أيُّوب (1) !
1043- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُمَيد ابن هلال - في قَتْلى يوم ِ أُحد - فقال النبيُّ (ص) : احْفِرُوا وَأَعْمِقُوا، وَقَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا؟
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ سُلَيمان بْنُ الْمُغِيرَةِ (2) ، وأيُّوب (3) ،
عَنْ حُمَيد بْنِ هلال، عن هشام.............................
ابن عامر.
_________
(1) الذي يظهر: أن الوهم من أيوب؛ لأن عبد الوارث توبع، فأخرجه ابن مردويه في "جزء أحاديث أبي الشيخ" (78) من طريق سفيان بن موسى، عن أيوب، به.
وسئل الدارقطني في "العلل" (5/54/ب) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه عبيد الله بن عمر، واختُلِف عنه؛ فرواه عبد الله العمري، عن أخيه عبيد الله، عن القاسم، عن عائشة، وخالفه أبو ضمرة؛ فرواه عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة. ورواه أيوب السَّختياني، عن عبد الرحمن ابن القاسم، قاله سفيان بن موسى وعبد الوارث، عن أيوب، عن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة. ورواه مُسَدَّد، عن أيوب، عن عبد الرحمن، عن عائشة مرسلاً، والذي قبله أصحُّ» .
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/19 و20 رقم 16251 و16259) ، وأبو داود (3215) ، والنسائي (2015) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/156) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2144) ، وأبو يعلى في "المسند" (1553) ، والطبراني في "الكبير" (22/173 رقم 449) .
(3) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. وقد اختُلِف عليه في هذا الحديث: فرواه سعيد بن منصور في "سننه" (2582) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/20 رقم 16256) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (749/مسند عمر) من طريق ابن عليَّة، وأخرجه أبو داود في "سننه" (3216) ، والنسائي في "المجتبى" (2010) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/155) ، والطبري (752) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/34) من طريق الثوري، وأخرجه أحمد أيضًا (4/19 رقم 16254) عن ابن عيينة، ثلاثتهم - ابن علية، والثوري، وابن عيينة - عن أيوب، عن حميد، عن هشام بن عامر، عن النبي (ص) ، به.
ورواه الطبري في "تهذيب الآثار" (750/مسند عمر) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن حميد، عمَّن حدثه، عن هشام، به.
قال أبو حاتم - كما في "المراسيل" لابنه (171) -: «حميد بن هلال لم يلقَ هشام ابن عامر، يدخُل بينه وبين هشام: أبو قتادة العدوي. ويقول بعضهم: عن أبي الدَّهماء، والحفَّاظ لا يُدخلون بينهم أحدًا» . اهـ.
ورواه الإمام أحمد (4/20 رقم 16261) عن عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حميد بن هلال؛ قال: أخبرنا هشام بن عامر به، هكذا بتصريح حميد بسماعه من هشام! ورواية معمر عن العراقيين ضعيفة؛ قال ابن معين: «إذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه؛ إلا عن الزهري وابن طاوس، فإن حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا ... » نقله ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (4/126) .
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (6501) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (22/172 رقم 444) - عن معمر وَابْنُ عليَّة، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حميد؛ أخبرني هشام، به؛ بذكر التصريح بالسَّماع. والذي يظهر أن عبد الرزاق حمل رواية ابن علية على رواية معمر؛ لأن الإمام أحمد وغيره قد رَوَوه - كما سبق - عن ابن علية، ولم يذكروا التصريح بالسَّماع، فهذا هو المحفوظ من رواية ابن علية.
ورواه الطبراني في "الكبير" (22/172 رقم445) عن أبي مسلم الكشِّي، عن سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْن زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حميد، عن هشام به.
ورواه ابن أبي شيبة في المصنف" (36777) ، والنسائي في "سننه" (2016) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/155) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/34) من طريق سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْن زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حميد، عَنْ سَعْدِ بْنِ هشام، عَنْ هشام به.
قال الفسوي (3/156) : «وحضرت سليمان بن = = حرب وأجرى في ذكر هذا الحديث فقال لي: كيف رواه سليمان بن المغيرة، كتبتَه من حديث سليمان؟ قلت: نعم؛ قال: حدثنا حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ هِشَامِ بن عامر الأنصاري ... فذكره. ثم قال الفسوي: «وذكرت له رواية قبيصة، فإذا هو يفخِّم أمر سليمان بن المغيرة» .
ورواه عبد الوارث، عن أيوب، فزاد فيه أبا الدهماء كما سيأتي.(3/510)
وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: عَنْ حُمَيد بْنِ هِلالٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ (1) هِشَامٍ (2) .
وَرَوَاهُ غيرُهما (3) فَقَالَ (4) : عَن حُمَيد بْن هلال، عَنْ أَبِي الدَّهْماء (5) - أَوْ غيرِهِ - عَنْ هشام بن عامر.
_________
(1) قوله: «ابن» سقط من (ك) .
(2) لعله يعني: عَنْ سَعْدِ بْنِ هشام، عَنْ هشام به. فقد أخرجه على هذا الوجه: الإمام أحمد (4/20 رقم 16263) ، وأبو داود (3217) ، والنسائي (2011) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (748/مسند عمر) من طريق جرير، به. وتقدم أن سليمان بن حرب رواه عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أيوب، عن حميد، عَنْ سَعْدِ بْنِ هشام، عَنْ هشام، به.
(3) كذا! وتقدم أن الذين رَوَوه عن حميد ثلاثة؛ إلا أن يكون قصد: على غير الوجهين السابقين.
(4) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/20 رقم 16262) ، والترمذي في "جامعه" (1713) ، والنسائي في "سننه" (2017) ، وابن ماجه (1560) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1558) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/194) ، والطبراني في "الكبير" (22/173 رقم 448) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/34) جميعهم من طريق عبد الوارث بن سعيد، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هلال، عن أبي الدهماء، عن هشام بن عامر، به. قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» . وقال الطبراني: «زاد عبد الوارث في إسناد هذا الحديث: أبا الدهماء» .
(5) هو: قِرْفَةُ بن بَيْهَس، أو بُهَيْس.(3/512)
فقلت ُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
فَقَالَ: أيُّوب وسُلَيمان بْنُ الْمُغِيرَةِ أحفَظُ مِنْ جَرير بْنِ حَازِمٍ.
1044 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هَمَّام (1) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي الجَوْزاء (2) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا حَضَرَ المُؤْمِنَ المَوْتُ، حَضَرَهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ، قَبْضَ نَفْسِهِ فِي حَريرَةٍ بَيضَاءََ (3) ... ، الْحَدِيثَ (4) ؟
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ مُعَاذُ بنُ هِشَامٍ (5) ، عَنْ أَبِيهِ (6) ، عَنْ قَتادة، عَنْ
_________
(1) هو: ابن يحيى العَوْذي. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2511) ، والبزار في "مسنده" (235/ب/مسند أبي هريرة) ، وابن حبان في "صحيحه" (3013) ، والحاكم في "المستدرك" (1/353) . قال البزار: «وهذا الحديث رواه هشام عن قتادة، عن قسامة، عن أبي هريرة وهو أحسن له سياقة» .
(2) هو: أَوْس بن عبد الله الرَّبَعي.
(3) كذا جاء متن الحديث في جميع النسخ! ولفظه في رواية ابن حبان في الموضع السابق: «إنَّ المُؤْمِن إذَا حَضَرَه المَوْتُ حَضَرَتْهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ، فَإِذا قُبِضَتْ نَفْسُه جُعِلَتْ في حَريرَةٍ بَيضَاء ... » ، الحديث.
وقوله: «قَبْضَ نفسِه» ضبطناه على أنه مفعول لأجله، ويحتمل أن يُضبط: «قَبَضَ نفسَه» على أنه فعل ماض، فاعله ضمير مستتر يعود على مَلَك الموت، والله أعلم.
(4) قوله: «الحديث» سقط من (ك) .
(5) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (1833) ، والبزار في "مسنده" (243/أ/مسند أبي هريرة) ، وابن حبان في "صحيحه" (3014) ، والحاكم في "المستدرك" (1/353) . قال البزار: «ولا نعلم روى هذا الحديثَ بهذا اللفظ إلا قتادة، عن قسامة، عن أبي هريرة. وقسامة رجلٌ من أهل البصرة، حدث عنه قتادة وعمران بن حُدير، وسليمان التيمي، والجريري» .
(6) هو: هشام بن أبي عبد الله الدَّسْتَوائي.(3/513)
قَسامَة بْنِ [زُهَير] (1) ، عَنْ أَبِي هريرة، عن (2) النبيِّ (ص) .
وَتَابَعَهُ عَلَى هَذِهِ الرِّواية القاسمُ بْنُ الفَضل (3) .
قَالَ أَبِي: هَذَا أشبهُ؛ لأنَّ هِشَامَ (4) أحفَظُ مِنْ هَمَّام (5) .
1045 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حُمْران (6) ، عَنِ الفَضْل بْنِ سُوَيد، عَنْ أَبِي المَلِيح بْنِ أُسَامَةَ (7) ، عَنِ ابْنِ عمر، عن (8) النبيِّ (ص) قال: مَا مِنْ عَبْدٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ إلاَّ غُفِرَ لَهُ؟
قَالَ أَبِي (9) : يَقُولُونَ: عَنْ أَبِي المَلِيح، عن عبد الله بن سَلِيل (10) ، عن ميمونة، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) في جميع النسخ: «زيد» ، والتصويب من مصادر التخريج.
(2) قوله: «عن» سقط من (ك) .
(3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (243/أ/مسند أبي هريرة) ، والطبراني في "الأوسط" (742) ، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/352-353) من طريق معمر، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زهير، عن أبي هريرة، به.
(4) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) ذكر الدارقطني في "العلل" (2244) طريق همام والقاسم بن الفضل، ثم قال: «والله أعلم بالصَّواب» .
(6) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/114) تعليقًا من طريق معلَّى بن أسد، عن محمد بن حمران، به.
(7) اسمه: عامر، وقيل: زيد، وقيل: زياد.
(8) قوله: «عن» سقط من (ك) .
(9) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(10) ويقال: «عبد الله بن سليط» : بالطاء كما سيأتي في التخريج، وترجم له ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (2/348) باسم: عبد الله بن سليط - بالطاء -، ثم قال: «وكذا ذكر البخاري الاختلاف في أبيه، والرَّاجح: السَّليط» .
وقال الخطيب في "الفصل للوصل" (1/389) : «وقال يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: عَنْ أبي بكار، عن أبي المليح، عن عبد الله بن سليل باللام بدل الطاء» ، ثم روى في (1/391) عن ابن معين أنه قال: «ليس بابن سليل؛ إنما هو: عبد الله بن سليط» .(3/514)
وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (1) ، عَنْ عُبَيدالله بْنِ العَيْزار (2) ، عَنْ أَبِي المَلِيح، عن عُبَيدِالله - أو عبدِالله - بنِ سَلِيل، عن بعض أزواج النبيِّ (ص) (3) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أشبهُ؟
قَالَ: ما يروي يحيى القَطَّانُ.
_________
(1) هو: القطَّان.
(2) في (ك) : «الغيزار» .
(3) لم نجد رواية يحيى بن سعيد القطان لهذا الحديث عن عبيد الله بن العيزار، ولكن وجدناه يرويه عن أبي بكار الحكم بن فرُّوخ. فالحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (11623) ، والطبراني في "الكبير" (23/437 رقم 1060) من طريق يحيى القطان، عن أبي بكار الحكم بن فرُّوخ، عن أبي المليح، عن عبد الله بْنِ سُلَيْطٍ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النبي (ص) - وهي ميمونة -، به.
ورواه الطبراني في "الكبير" (24/20 رقم42) من طريق ابن أبي شيبة، عن يحيى القطان، به، إلا أنه قال: «عن عبد الله بن أبي السليل» بدل: «عن عبد الله بن سليط» .
ورواه الإمام أحمد في "المسند" (6/331 رقم 26812) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (1/389) من طريق يحيى القطان، به، فقال: «عن عبد الله بن سليل» .
ورواه الإمام أحمد في "المسند" (6/335 رقم 26838) عن عبد الواحد الحداد، والنسائي في "سننه" (1993) من طريق محمد بن سواء، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/113) من طريق مبارك أبي عبد الرحمن، ثلاثتهم عن أبي بكار الحكم ابن فرُّوخ، عن أبي المليح، عن عبد الله بْنِ سُلَيْطٍ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النبي (ص) - وهي ميمونة -، به.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/113-114) ، والطبراني في "الكبير" (24/19 رقم39) ، كلاهما من طريق القاسم بن المطيب، عن أبي المليح الهذلي، حدثني سليط أخو ميمونة، عن ميمونة، به.
ورواه يحيى القطان وابن أبي عدي - فيما ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (5/114) - عن شعبة، عن مبشر بن أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عمر، به.(3/515)
1046 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدِ بْنِ المِنْهَال الضَّرير (2) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيع (3) ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عن حُذَيفة؛ قال النبيُّ (ص) : مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَلْيَغْتَسِلْ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ غلَطٌ. وَلَمْ يُبَيِّن غلطَه (5) .
_________
(1) انظر المسألة رقم (1035) و (1094) .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (2760) ، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (37) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/304) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/376 رقم628) .
(3) في (ت) و (ك) : «رزيع» .
(4) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(5) نقل ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/64) ، = = وابن الملقن في"البدر المنير" (2/68/مخطوط) قوله: «هَذَا حَدِيثٌ غَلَطٌ. وَلَمْ يُبَيِّنْ غلطه» ، وانظر "التلخيص الحبير" (1/238) .
وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أبي إسحاق إلا معمر، ولا عن معمر إلا يزيد، تفرد به محمد» .
وقال البيهقي: «قال ابو بكر بن إسحاق الفقيه: خبر أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حذيفة: ساقط» . قال البيهقي: «والمشهور: عن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب الأسدي، عن علي ح» . وقال في "معرفة السنن والآثار" (2/134) بعد أن ذكر طريق معمر وغيرها: «وكل ذلك ضعيف» .
وقال ابن الجوزي في الموضع السابق: «وأما حديث حذيفة: فإن أبا إسحاق تغير بأخرة، وأبوه ليس بمعروف في النقل» .
وقال الدارقطني في "العلل" (4/146) بعد أن ذكر طريق معمر: «ولا يثبت هذا عن أبي إسحاق، والمحفوظ: قول الثوري وشعبة ومن تابعهما عن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب، عن علي» .(3/516)
1047 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوان، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ إِذَا صلَّى عَلَى جِنازَةٍ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنا وَمَيِّتِنَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ الحفَّاظُ لا يَقُولُونَ: أَبُو هُرَيْرَةَ؛ إِنَّمَا يَقُولُونَ: أَبُو سَلَمة: أنَّ النبيَّ (ص) (3) .
_________
(1) نقل بعض هذه المسألة ابن الملقن في "البدر المنير" (4/72/مخطوط) ، وابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/230) ، وانظر "النكت الظراف" (11/72) ، وستأتي برقم (1058) ، وانظر رقم (1076) .
(2) قوله: «عن أبي سلمة» سقط من (ف) .
(3) هذا الحديث يرويه يحيى بن أبي كثير، واختُلِف عنه: فرواه الإمام أحمد في "المسند" (2/368 رقم8809) من طريق أيوب بن عتبة، وأبو يعلى في "مسنده" (6009 و6010) من طريق سعيد بن يوسف وصاحب لسويد أبي حاتم، والطبراني في "الدعاء" (1175 و1176 و1177 و1178) من طريق سعيد بن يوسف، وهشام ابن حسان، وصاحب لسويد أبي حاتم، وهشام الدستوائي، وعاصم، ستتهم عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، به مرفوعًا كما رواه محمد بن ذكوان.
ورواه همام بن يحيى، وهشام الدستوائي، وأبان العطَّار في بعض الطرق عنهم، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أبي إبراهيم الأشهلي، عن أبيه، عن النبي (ص) ؛ كما سيأتي في المسألة رقم (1076) . وكذا رواه محمد بن يعقوب، عن يحيى.
واختُلِف على الاوزاعي فيه، فروي عنه على هذا الوجه، وروي عنه على غيره كما سيأتي.
ورواه علي بن المبارك عن ابن أبي شيبة في "المصنف" (11356) ، ومعمر عند عبد الرزاق في "المصنف" (6419) ، وهمام بن يحيى عند الطحاوي في "شرح المشكل" (966) ، ثلاثتهم عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، به مرسلاً.
ورواه الأوزاعي عن يحيى، واختُلِف عنه: فرواه الوليد ابن مسلم عند ابن حبان (3070) ، وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج عند النسائي في "الكبرى" (10919) ، والطبراني في "الدعاء" (1174) ، وإسماعيل بن عيَّاش عند أبي يعلى (6009) ، والطبراني في "الدعاء" (1175) ، وشعيب بن إسحاق عند أبي داود في "سننه" (3201) ، والبيهقي (4/41) ، وهقل ابن زياد عند الترمذي في "جامعه" (1024) ، والبيهقي (4/41) ، ومحمد بن كثير الصنعاني عند الطحاوي في "شرح المشكل" (971) ، ستتهم عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.
ورواه جماعة آخرون - سيأتي ذكرهم في المسألة رقم (1076) - عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أبي إبراهيم الأشهلي، عن أبيه، عن النبي (ص) .
وأخرجه البيهقي في "سننه" (4/41) عن الوليد بن مزيد وبشر بن بكر، كلاهما عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أبي سلمة، به مرسلاً.
قال الترمذي في "جامعه" (1024) : «وسمعت محمدًا [يعني: البخاري] يقول: أصحُّ الروايات في هذا؛ حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أبي إبراهيم الأشهلي، عن أبيه. وسألته عن اسم أبي إبراهيم فلم يعرفه» .
وذكر الدارقطني في العلل" (1794) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «والصَّحيح عن يحيى: [فقول] من قال: عن أبي إبراهيم، عن أبيه، وعن أبي سلمة، مرسل» .(3/517)
1048 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الواحد بْنُ زِيَادٍ (1) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَلِيٍّ؛ قَالَ: أُلحِدَ لِرَسُولِ الله (ص) ، وَلَمْ يُشَقَّ شَقًّا (2) ، ونُصِبَ عَلَيْهِ اللَّبِنُ نَصْبًا.
_________
(1) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (1/262) ، والبيهقي في "السنن الكبرى (3/388) و (4/53) ، = = و"دلائل النبوة" (7/253) .
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1/339) أيضًا من طريق عبد الواحد بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قال: قال عليُّ ابن أبي طالب: «ووَلِيَ دفنَه وتكفينَه وجنَّته دونَ الناس - يعني النبيَّ (ص) - كلُّهم أربعةٌ: عليٌّ، والعباسُ، والفضلُ، وصالحٌ مولى رسول الله (ص) » .
(2) تقدم تفسير اللَّحد والشَّق في المسألة رقم (1033) .(3/518)
قال أبو محمد (1) : ورواه عبد الله بْنُ دَاوُدَ الخُرَيْبي (2) ، عَنْ مَعْمَر (3) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ قَالَ: أُلحِدَ لِرَسُولِ اللَّهِ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ مُرسَلٌ، وحديثُ عبد الواحد خطأٌ.
1049- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عُبَيدة ابن الأسْوَد، عَن القاسم بْن الْوَلِيدِ، عَنْ زُبَيد الأَيامي (4) ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (5) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: النِّياحةُ عَلَى المَيِّتِ، والطَّعْنُ فِي النَّسَبِ: كُفْرٌ؟
قَالَ أَبِي: أَبُو مُحَمَّدٍ هُوَ عِنْدِي: الأعمَش (6) .
_________
(1) في (ف) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» .
(2) في (ت) : «الخريني» ، وفي (ك) : «الحريني» ، وفي (ش) يشبه أن تكون: «الحديثي» . وانظر "تهذيب الكمال" (14/458-459) .
(3) أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (6381) عن معمر، به مرسلاً كذلك، ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (37018) عن عبد الأعلى، عن معمر، به مرسلاً أيضًا.
(4) هو: زُبَيد بن الحارث الأيامي، ويقال: اليامي.
(5) هو: ذَكوان السَّمَّان.
(6) الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند" (2/377 رقم8905) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/305) من طريق أبي بكر بن عياش، ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (12101) ، وابن منده في "الإيمان" (663) من طريق أبي معاوية، ورواه ابن منده في "الإيمان" أيضًا (660) من طريق محمد بن عبيد وجرير بن عبد الحميد، أربعتهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، به مرفوعًا.
قال أبو نعيم: «مشهور عن الأعمش، رواه عنه [زبيد] اليامي، وسفيان الثوري، وجرير، وأبو معاوية في آخرين» .(3/519)
1050 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رواه عَبْدَة (3) ، عن عُبَيدالله (4) بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ صلَّى عَلَى النَّجاشي، فكبَّر أَرْبَعًا؟
فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو: عُبَيدالله (5) ،
عن الزُّهْري، عن
_________
(1) انظر المسألة رقم (1030) .
(2) في (أ) و (ش) : «وسألت أبي» .
(3) يعني: ابن سليمان، وروايته أخرجها أبو يعلى في "معجمه" (216) . وذكر الدارقطني في "العلل" (9/356) أن عبدة يرويه عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
(4) في (ف) : «عبيدة» .
(5) أخرجه من طريق عبيد الله: الطيالسي في "مسنده" (2410) ، وأحمد في "مسنده" (2/289 رقم7885) ، وابن حبان في "صحيحه" (3100) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/495) ، والدارقطني في "العلل" (9/359) .
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (1245 و1333) ، ومسلم (951) ، كلاهما من طريق الإمام مالك، عَنِ ابْن شِهَابٍ الزُّهْرِيّ، عَنْ سعيد، عن أبي هريرة، به.
وأخرجه البخاري أيضًا (3881) ، ومسلم في الموضع السابق من طريق صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ كذلك.
وأخرجه البخاري (1327 و1328) ، ومسلم أيضًا من طريق عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سلمة، كليهما عن أبي هريرة، به.
وأخرجه البخاري أيضًا (1318) من طريق مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ، عن أبي هريرة، به.
وذكر الدارقطني في "العلل" (1804) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «والصحيح من ذلك قول من قَالَ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) : نعى لأصحابه النَّجاشي في اليوم الذي ماتَ فيه، وقال: «استَغفِروا لأخيكُم» . قال الزهري: فحدثني سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النبي (ص) خرج بهم إلى المصلَّى، وصلَّى عليه، وكبَّر أربعًا» . اهـ.
وذكر الدارقطني في "العلل" أيضًا (4/108/أ) حديث عبدة، وبيَّن أنه وهمٌ، وقال: «والصَّحيح: عن عبيد الله، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة» . اهـ.(3/520)
سَعِيدٍ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَنَرَى أَنَّهُ وَهِمَ فِيهِ عَبْدَةُ (2) .
1051 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه أسد ابن مُوسَى؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو خُرَيم؛ قَالَ: حدَّثني سُهَيل بْنُ عَلِيٍّ: أن عبد الله بن عمر وعبد الله بْنَ عَبَّاسٍ كَانَا قاعدَيْنِ يتحدَّثان، فمرَّتْ جِنازَة، فَقَامَ أحدُهما، وَجَلَسَ الآخَرُ، فَلَمَّا مَضَتِ الجِنازَة؛ قَالَ القائمُ لِلْجَالِسِ: فَلَوْلا كنتَ قُمْتَ إذْ مَرَّتِ الجِنازَة! قَالَ الجالسُ: فَلَوْ كنتَ جلستَ إِذْ مَرَّتِ الجِنازَة! قَالَ: أَنَا رأيتُ (3) رسولَ اللَّهِ (ص) يَقُومُ؛ قَالَ: وَأَنَا رأيتُه يجلسُ؟
قَالَ أَبِي: لا أَدْرِي أَبُو خُرَيْم (4) هذا هو عُقْبَةُ ابنُ أَبِي الصَّهْباء أَوْ غيرُه؟
1052- وسمعتُ أَبِي يَقُولُ (5) وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ عبد الله بن وَهْب (6) ،
_________
(1) هو: ابن المسيّب.
(2) ستأتي هذه المسألة برقم (1091) من طريق أخرى عدَّها أبو زرعة وهمًا أيضًا. وانظر "تهذيب التهذيب" (2/77) .
(3) في (ك) : «أنا وأنت» بدل: «أنا رأيت» .
(4) كذا في جميع النسخ، وهو مبتدأ مرفوعٌ بالواو، على إضمار همزة الاستفهام، وهذا من باب تعليق أفعال القلوب المتصرِّفة إذا وقع بعدها استفهام، نحو: ما أعلَمُ أزيدٌ عندك أم بكرٌ؟ انظر: "شرح ابن عقيل" (1/393-400) .
(5) قوله: «يقول» ليس في (ك) .
(6) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1571 و3388) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5079) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/228) ، وابن حبان في "صحيحه" (981) ، والشاشي في "مسنده" (397) ، والطبراني في "الكبير" (10/156 رقم 10304) ، وابن عدي في "الكامل" (1/351) ، والدارقطني في "سننه" (4/259) ، والحاكم في "المستدرك" (1/375) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/77) و (8/311) .
قال ابن عدي: «وهذا في كتب ابن جريج مرسل، وهذا حديث لا يساوي شيئًا، وأيوب بن هانئ لا أعرفه، ولا يحضرني له غير هذا الحديث» .(3/521)
عن ابن جُرَيج (1) ، عَنْ أيُّوب بْنِ هَانِئٍ (2) ، عَنْ مَسْروق (3) ، عن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: خرجَ رسولُ الله (ص) يَوْمًا إِلَى الْمَقَابِرِ فاتَّبَعناه، وَذَكَرَ: قَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ القُبُورِ فَزُورُوهَا، وَ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ.
فَقَالَ: هَذَا أحبُّ إليَّ مِنْ حَدِيثِ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ (4) ، عَنْ فَرقَد (5) ، عَنِ الشَّعبي، عَنْ مَسروق، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي هَذَا الْمَعْنَى.
1053 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَة (6) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ النُّعْمان، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحَزَوَّر، عَنْ نُفَيْع (7) ، عن عمران بن
_________
(1) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(2) في (ك) : «حابي» .
(3) هو: مسروق بن الأجدع.
(4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/452 رقم4319) ، وفي "الأشربة" (12) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5299) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/228) ، والدارقطني في "سننه" (4/259) ، وقال: «فرقد وجابر ضعيفان، ولا يصحُّ» .
(5) هو: ابن يعقوب السَّبَخي.
(6) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1485) ، والطبراني في "الكبير" (18/239 رقم 601) ، وفي "الأوسط" (7133) .
(7) هو: ابن الحارث، أبو داود الأعمى، مشهور بكنيته.(3/522)
حُصَيْن، [وأبي بَرْزَة] (1) : أنَّ النبيَّ (ص) خرجَ فِي جِنازَة، فَرَأَى قَوْمًا قَدْ طَرَحوا أَرْدِيَتَهُم يمشونَ فِي قُمُصٍ؛ فَقَالَ: أَبِفِعْلِ الجَاهلِيَّة (2) تأخُذونَ؟ لَقَدْ هَمَمْتُ أنْ أدْعُوَ عَلَيْكُمْ دَعْوَةً تَرْجِعُونَ فِي غَيرِ صُوَرِكُم، فَأَخَذُوا أَرْدِيَتَهُم، فَلَمْ يَعُودُوا لِذَلِكَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وعَليٌّ مِنْ عُتَّقِ الشِّيعة، مُنكَرُ الْحَدِيثِ، ونُفَيْعٌ مُنكَرُ الْحَدِيثِ ضعيفٌ.
1054 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ ابن (3) المَدِيني، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ فَرْقَد (4) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ (5) ؛ قَالَ: سمعتُ شُقْرانَ مولى رسول الله (ص) يَقُولُ: أَنَا - واللهِ - طَرَحْتُ لِرَسُولِ الله (ص) قَطِيفَةً (6) في القبر؟
_________
(1) في جميع النسخ: «عن أبي بردة» ، وهو تصحيف، وجاء على الصَّواب عند ابن ماجه والطبراني كما سبق في التخريج.
(2) في (ك) : «أنفعل للجاهلية» .
(3) قوله: «ابن» سقط من (ت) و (ك) .
(4) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1047) فقال: حدثنا زيد بن أخزم؛ حدثنا عثمان بن فرقد، به. ثم قال: «حديث حسن غريب» ، وروى عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بن فرقد هذا الحديث» . ورواه الطبراني - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (12/545-546) -، فقال: حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي؛ حدثنا زيد بن أخزم؛ حدثنا عثمان بن عثمان الغطفاني؛ قال: سمعت جعفر بن محمد يحدث عن أبيه؛ قال: أخبرني عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ؛ قال: سمعت شقران ... فذكره. قال المزي: «ورواية من قال عن أبيه أولى بالصَّواب» .
(5) هو: عُبَيد اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ.
(6) في (ك) : «قطيعة» .(3/523)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) .
1055 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وَهْب بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنِ النُّعْمان (4) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوَيد الفِهْري، عَنِ الضَّحَّاك بْنِ قَيس، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمة؛ قَالَ: السُّنَّةُ عَلَى الجِنازَة: أَنْ يكبِّرَ الإمامُ، ثُمَّ يقرأَ أمَّ الْقُرْآنِ فِي نفسِه، ثُمَّ يدعوَ ويُخْلِصَ الدُّعاءَ لِلْمَيِّتِ، ثُمَّ يكبِّرَ ثَلاثًا، ثُمَّ يسلِّمَ وينصرفَ. وَيَفْعَلُ مَن وَراءَه مثلَ (5) ذَلِكَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ حبيبُ بْنُ مَسْلَمة (6) .
_________
(1) ذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/164 رقم 899) عثمان بن فرقد، ثم قال: «سألت أبي عن عثمان بن فرقد؟ فقال: شيخ بصري، والحديث الذي رواه عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عن شقران مولى رسول الله (ص) : أنه ألقى في قبر النبي (ص) قطيفة: حديث منكر» .
(2) ذكر هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/66/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص" (2/244 رقم 767) .
(3) هو: جرير بن حازم.
(4) هو: ابن راشد الجَزَري.
(5) قوله: «مثل» سقط من (ك) .
(6) الحديث رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/500) من طريق شعيب بن أبي حمزة، والحاكم في "المستدرك" (1/360) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/39-40) من طريق يونس بن عبد الأعلى، كلاهما عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سويد، عَنِ الضَّحاك بْنِ قَيْسٍ، عَنْ حبيب بن مسلمة، به.
ورواه النسائي في "المجتبى" (1990) من طريق الليث، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن سويد، عن الضَّحاك بن قيس بنحو ذلك من قوله، ولم يذكر حبيب ابن مسلمة.
وذكر الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (4/204 رقم4974) أن يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ وَشُعَيْبُ بْنُ أبي حمزة خالفا الليث بن سعد، فروياه عن الزهري - وهما أحفظ الناس لحديث الزهري -، فزادا في السَّنَد، وساقا المتن أتمَّ من سياق الليث.(3/524)
1056 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: حدَّثنا أَبُو سَلَمة (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبان (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى (3) ؛ أنَّ (4) شَدَّاد بْنَ عبد الله بْنِ الْهَادِ حدَّثه: أَنَّ نبيَّ الله (ص) أَتَى عَلَى قَبر امْرَأَةٍ ورجُل، فقال: أَمَّا هذان ِ فَيُعَذَّبان ِ في قَبْرَيْهِمَا ... ، وذكر الحديثَ.
فقال (5) أَبِي: كَذَا قَالَ أَبُو سَلَمةَ: «ابنُ الهادِ» ! وَهُوَ خطأٌ، وَهُوَ عِنْدِي: شَدَّاد أَبُو عمَّار.
1057 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ الطَّاطَرِي (6) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ بِلالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ (7) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَى جِنازَةٍ، فَلَهُ قِيراطٌ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا وَهََمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَمرو بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بن (8) عبد الله بْنِ سَلاَم، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) (9) .
_________
(1) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذَكي.
(2) هو: ابن يزيد العطَّار.
(3) هو: ابن أبي كثير.
(4) في (ف) : «ابن» بدل: «أن» .
(5) في (أ) و (ش) : «قال» .
(6) هو: مروان بن محمد.
(7) هو: يحيى بن عمارة.
(8) في (ف) : «عن» بدل: «بن» .
(9) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (11619) من طريق خالد بن مخلد، والإمام أحمد في "المسند" (3/27 رقم11218) من طريق أبي سلمة منصور بن سلمة، والطحاوي في "شرح المشكل" (1258) من طريق يحيى بن صالح الوحاظي، ثلاثتهم عن سليمان ابن بِلالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عن محمد بن يوسف ابن عبد الله بْنِ سَلامٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، به.
ورواه الإمام أحمد (3/27 رقم11218) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1259) من طريق وُهَيب بن خالد، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ محمد بن يوسف بن عبد الله ابن سلام، عن أبي سعيد، به. وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (1/262-263) .(3/525)
1058- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمة (2) ،
عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ صلَّى عَلَى جِنازة، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا ومَيِّتِنَا، وذَكَرِنَا وأُنْثَانَا؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة: أنَّ (4) النبي (ص) ... مُرسَلً (5) ؛ لا يَقُولُ: أَبُو هُرَيْرَةَ، ولا يُوَصِّلُه (6) عن أبي
_________
(1) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/72) ، وابن حجر في "التلخيص" (2/248-249 رقم 772) ، وانظر "النكت الظراف" (11/72) ، وتقدمت هذه المسألة برقم (1047) ، وانظر المسألة الآتية برقم (1076) .
(2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (10920) ، والبزار في "مسنده" (180/أ/مسند أبي هريرة) ، والطبراني في "الدعاء" (1173) .
وتابعه عبدة بن سليمان عند الطحاوي في "شرح المشكل" (973) ، وعلي بن مسهر عند ابن ماجه في "سننه" (1498) ، وحماد بن سلمة عند البيهقي في "السنن" (4/41) .
وخالفهم إسماعيل بن عياش - عند الطبراني في "الدعاء" (1173) - فرواه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به مرفوعًا. وإسماعيلُ ابن عياش ضعيفٌ في روايته عن غير أهل الشام، وهذه منها.
(3) هو: محمد.
(4) في (أ) و (ش) : «عن» .
(5) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) «لا يوصِّله» من «وصَّل» مضعَّف العين، وهو في معنى «لا يَصِلُهُ» ، انظر التعليق على المسألة رقم (410) .(3/526)
هُرَيْرَةَ إِلا غيرُ مُتْقِنٍ، وَالصَّحِيحُ مُرسَلٌ (1) .
1059 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ (3) ، عَنْ مُوسَى بْنُ عُقْبَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (4) ، عن مَسْرُوق، عن عبد الله (5) ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ لَطْمِ الخُدودِ، وشَقِّ الجُيوبِ؟
قَالَ أَبِي: يَرْوِيهِ إسرائيلُ (6) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَسْرُوق؛ قَالَ: نَهَى رسولُ اللَّهِ (ص) ... مُرسَلً (7) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ؟
قَالَ: إسرائيلُ أحفظُ (8) ،
وَمُوسَى بْنُ عُقبَة يروي هذه الأحاديثَ
_________
(1) وهذا الذي رجحه الدارقطني في "العلل" (4/270-272 رقم556) .
(2) هو: سعيد بن الحكم. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (10/154 رقم 10297) .
(3) هو: ابن أبي كثير الأنصاري.
(4) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(5) هو: ابن مسعود ح.
(6) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي. وذكر روايته الدارقطني في "العلل" (5/248) .
(7) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(8) هذا بالنسبة لرواية أبي إسحاق السَّبيعي عن مسروق، وإلا فالحديث رواه البخاري في "صحيحه" (1297 و1298) ، ومسلم (103) من طريق الأعمش، عن عبد الله بْنِ مُرَّة، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ ابن مسعود، عن النبي (ص) به.
ورواه البخاري (1294) من طريق الثوري، عن زُبيد اليامي، عن إبراهيم النخعي، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عن النبي (ص) بمثله.(3/527)
عن رجلٍ يقال له: عبد الله بْنُ عليٍّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وعبد الله هَذَا رجلٌ مجهولٌ (1) .
1060 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ جُرَيج (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَطاء، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ مَاتَ مَريضًا، مَاتَ شَهِيدًا، ووُقِيَ فَتَّانَ القَبْرِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا (3) ، غيرَ أَنَّ ابن جُرَيج هكذا رواه، وإبراهيمُ (4) بن محمد هو عندي: ابنُ أبي يحيى (5) .
_________
(1) ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (857) ، وذكر الاختلاف فيه على مسروق فمن دونه، وقال: وروى هذا الحديث أيضًا مُوسَى بْنُ عُقبَة، عَنْ أَبِي إسحاق السَّبيعي، عن مسروق، وهو غريب عنه، تفرَّد به مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كثير عنه، قيل: [يعني: للدارقطني] فإن ابن لهيعة رواه عَنْ مُوسَى بْنِ عُقبَة، عَنْ أبي إسحاق كذلك؟ فقال: لا أحفظه. وقال إِسْرَائِيلَ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مسروق: نهى رسول الله (ص) عَنْ لَطْمِ الخُدود وشَقَّ الجُيوب. اهـ.
(2) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1615) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6145) ، والطبراني في "الأوسط" (5262) ، وابن عدي في "الكامل" (1/221) ، والعسكري في "تصحيفات المحدثين" (1/134) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/366) .
(3) رواه الإمام أحمد في "مسنده" (2/404 رقم9244) من طريق ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وردان، عن أبي هريرة، به.
(4) في (ف) : «إبراهيم» بلا واو.
(5) وهو متروك، وكذَّبه بعض أهل العلم. وتسميته: إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عطاء تدليسٌ من ابن جريج؛ كما أوضحه الدارقطني في "العلل" (1590) بعد ذكره الاختلاف في هذا الحديث. وقال ابن معين في "تاريخه" رواية الدوري (657) : «حديث، مَنْ مَاتَ مَرِيضًا، مَاتَ شَهِيدًا؛ كان ابن جريج يقول فيه: إبراهيم بن أبي عطاء؛ يكنِّي عن اسمه، وهو إبراهيم بن أبي يحيى، وكان قدريًّا رافضيًّا» . وقال أيضًا في "سؤالات ابن الجنيد" (242) : «ليس هذا الحديث بشيء» .
وقال الخليلي في "الإرشاد" (1/308) في إبراهيم بن أبي يحيى: «وقد روى عنه ابن جريج حديثًا مع جلالته، ودلس به، فقال: إبراهيم بن أبي عطاء ... » . وانظر "لسان الميزان" (9955) ترجمة أبي الذئب.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/221) من وجهين آخرين وقع في أحدهما: إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عاصم، وفي الآخر: إبراهيم بن أبي عاصم.
وقال ابن حجر في "لسان الميزان" (287) في ترجمة إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عاصم: «ذكره الساجي في المكيين من"الضعفاء" وقال: تركه ابن المبارك. قال البناني في "الحافل": أخطأ فيه الساجي، والصواب: أنه ابن أبي عطاء، بدل ابن أبي عاصم، وهو الأسلمي المشهور» . اهـ.(3/528)
وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟
فَقَالَ: الصَّحيحُ: مَنْ مَاتَ مُرابِطًا.
1061 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أَسَدُ ابن موسى (2) ،
عن
_________
(1) في (ك) : «سئل» بلا واو.
(2) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (1/347) ، وعنه البيهقي في "شعب الإيمان" (9394) .
والحديث أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (207) ، والدولابي في "الكنى" (2091/ابن حزم) من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكَين، والطبراني في "الأوسط" (2460) من طريق عبد الله بن رجاء، وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (459) من طريق إسماعيل بن أبان، ثلاثتهم عن عمران ابن زيد التغلبي، به.
قال الطبراني: «لا يروى هذا الحديث عن عائشة إلا بهذا الإسناد تفرد به عمران» .
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/105) : «سنده جيد» !
وضعفه الشيخ الألباني في "الضعيفة" (4456) .(3/529)
عمران بن زيد التَّغْلَبي (1) ، عن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ سَالِمٍ (2) ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) قال: مَا ضُرِبَ مُؤمِنٌ مِنْ عِرْقٍ، إلاَّ حَطَّ اللهُ بِهِ خَطيئَةً، وَكَتَبَ لَهُ بِهِ حَسَنَةً، وَرَفَعَ لَهُ بِهِ (3) دَرَجَةً؟
قَالَ أَبِي: هَذَا إسنادٌ مُضطَرِبٌ، وعمرانُ هُوَ: أَبُو يَحْيَى الطَّويل، كوفيٌّ لَيْسَ بالقويِّ، يُكتَب حديثُه (4) .
1062 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عُبَيدالله بْنُ مُوسَى (6) ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عبد الله بْنِ المُختار، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ (7) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) : وَصَبُ (8) المُؤمِنِ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَاهُ؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «الثعلبي» .
(2) في (ك) : «مسلم» . وهو: سالم بن عبد الله بن عمر.
(3) قوله: «به» سقط من (ك) .
(4) ذكر ابن أبي حاتم أيضًا في "الجرح والتعديل" (6/298 رقم 1652) أنه سأل أباه عن عمران الطويل هذا؟ فقال: «شيخ يُكتَب حديثه، ليس بالقويِّ» .
(5) ستأتي هذه المسألة برقم (1993) .
(6) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (3/ ق 274/أمسند أبي هريرة) ، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" رقم (58 و131) ، والحاكم في "المستدرك" (1/347) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9375) .
قال البزار: «ولا نعلم روى هذه الأحاديث عن عبد الله ابن المختار، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، إلا إسرائيل» .
ورواه الدارقطني في "الأفراد" (305/أ/أطراف الغرائب) من طريق إسرائيل، به.
قال الدارقطني: «تفرَّد به عبد الله بن المختار عنه، وتفرَّد به عنه إسرائيل» .
(7) هو: محمد.
(8) الوَصَبُ: الوَجَعُ. "المصباح المنير" (ص 661) . وقال ابن الأثير: «الوَصَبُ: دوامُ الوَجَع ولزومُه ... وقد يطلق الوَصَبُ على التَّعب والفُتور في البَدَن. انظر "النهاية" (5/190) .(3/530)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مَا رَوَاهُ أيُّوب السَّخْتِياني (1) ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الرَّباب (2) القُشَيري (3) ، عَنْ أَبِي الدَّرْداء، مَوْقُوفٌ (4) (5) .
1063- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفِرْيابي (6) ، عَنْ عُمَرَ بن راشد (7) ، عن يحيى ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرمَة، عَنِ ابن عباس؛
_________
(1) روايته أخرجها معمر في "الجامع" (20313/المصنف) ، إلا أنه وقع في المطبوع: «عن الرباب» وهو خطأ.
(2) في (ش) تشبه أن تكون: «ابن الرفات» بدل: «أبي الرباب» .
(3) هو: مُطَرِّف بن مالك.
(4) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر المسألة رقم (34) .
(5) قال الدارقطني في "العلل" (8/127 رقم 1451) : «هو حديث يرويه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة، حدَّث به عنه إسرائيل بن يونس. وقد وَهِمَ فِيهِ عَبْد اللَّهِ بْن المختار في موضعين؛ في قوله: " عن أبي هريرة "، وفي رفعه إلى النبي (ص) ، والصَّحيح من ذلك: ما رواه أيوب السختياني، وهشام ابن حسان- وحسبُك بهما في الثقة - عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الرئاب - واسمه مطرف بن مالك القشيري - عن أبي الدرداء من قوله؛ في حديث طويل» .
(6) هو: محمد بن يوسف. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1582) .
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/16) من طريق أبي نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَين، عَنْ عمر بن راشد، به، ثم قال: «ولعمر بن راشد غيرُ ما ذكرت من الحديث، وعامة حديثه - وخاصةً عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ - لا يوافقه الثقاتُ عليه، وينفرد عن يحيى بأحاديث عداد، وهو إلى الضَّعف أقرب منه إلى الصِّدق» .
(7) هو: اليَمامي.(3/531)
قال: قال رسولُ الله (ص) : إنَّ في أمَّتي أَرْبَعً (1)
مِنَ (2) الجَاهِليَّةِ لَيْسُوا بِتارِكِيهِمُ (3) :
الفَخْرُ فِي الأَحْسَابِ، والطَّعْنُ فِي الأَنْسَابِ، والاسْتِسْقَاءُ
_________
(1) كذا في جميع النسخ، ومثله في "مستدرك الحاكم" (1/383) ، والجادَّة: «إنَّ في أمتي أربعًا» ، لكنْ يخرَّج ما في النسخ تخريجين:
الأول: برفع «أربعٌ» على أنها مبتدأ مؤخَّر، خبرُه: شبه الجملة «في أمتي» ، وجملة المبتدأ مع الخبر: خبرٌ لـ «إنَّ» ، واسم «إنَّ» ضميرُ الشَّأن المحذوفُ، والتقدير: «إِنَّهُ - أي: الشأن والحديث - في أمَّتي أَرْبَعٌ» . وانظر الكلام على ضمير الشأن في التعليق على المسألة رقم (854) .
والثاني: بنصب «أربعً» اسمًا مؤخَّرًا لـ «إنَّ» والجادَّة: أربعًا، لكنْ حذفت ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(2) في (ف) : «في» .
(3) كذا في جميع النسخ باستعمال الضمير «هم» في غير العقلاء، والجادَّة: إمَّا «ليسوا بتاركيها» ، أو «بتاركيهنَّ» . وما وقع في النسخ له وجه في العربية، وهو أنَّ الضمير «هم» وغيره مما يختصُّ بالعقلاء: قد يستعمل في التعبير عن غير العقلاء على سبيل التشبيه والتنزيل، وهذا كثيرٌ في كلام العرب: أن يُشبِهَ الشيءُ الشيءَ من بعض الوجوه، فيعطى حكمه، إظهارًا لأثر الملابسة والمقاربة، فيعبَّر عنه بضميره أو صفته.
= ... ومن شواهد إجراء ضمائر العقلاء وصفاتهم على غير العقلاء: قولُ يوسف _ج فيما حكى الله تعالى عنه: [يُوسُف: 4] {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} ، وقولُهُ تعالى: [الأنبيَاء: 33] {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} ، وقولُهُ تعالى: [النَّمل: 18] {قَالَتْ نَمْلَةٌ يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ} ، وقولُهُ تعالى: [غَافر: 18] {إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ} ، ولوجاء على الجادَّة المشهورة لقال: رأيتها لي ساجدةً، وكلٌّ في فلك يَسْبَحْنَ أو تَسْبَحُ، وادخُلْنَ مساكنكنَّ، ولدى الحناجر كاظمةً، وفي كتابنا أتي بضمير العقلاء في «بتاركيهم» للمشاكلة والملابسة اللفظية لقوله: «ليسوا» ، والله أعلم. انظر "تفسير الطبري" (15/556) ، و"الكشاف" (2/418) ، و"التفسير الكبير" (18/70) ، و"البرهان في علوم لقرآن" (4/22) ، و"الأشباه والنظائر" للسيوطي (2/649-650) ، و"تفسير أبي السعود" (4/252) ، و"روح المعاني" (12/179-180) ، و"فتح القدير" (3/406) ، و"أضواء البيان" (6/381-382) .(3/532)
بِالنُّجُومِ، والنِّياحَةُ عَلى المَيِّتِ، قَالَ: النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ أَنْ تَمُوتَ؛ فَإِنَّهَا تُبْعَثُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَيْهَا (1) سَرابِيلُ (2) مِنْ قَطِران ٍ (3) ،
ثمَّ يُعْلَى (4) عَلَيْهَا بِدِرْعٍ مِنْ لَهَبِ النَّارِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ - يَعْنِي: بِهَذَا الإِسْنَادِ - وعمرُ بْنُ راشد ضعيفُ الحديث.
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وعليها» .
(2) السَّرابيلُ: جمع سِرْبال، وهي كلمة فارسية معرَّبة، معناها: القميصُ الذي يُلبَسُ من أي جنسٍ كان، والقميصُ الذي يلبَسُه المحاربُ وهو الدِّرْع. وقد وردت الدَّلالتان في آية واحدةٍ من القرآن الكريم، قال تعالى: [النّحل: 81] {وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ} . انظر "النهاية" (2/357) ، و"المعجم العربي لأسماء الملابس" للدكتور رجب إبراهيم (ص 231) .
(3) القَطِران: فيه ثلاث لغات: فتح القاف وكسر الطَّاء، وكسر القاف وسكون الطَّاء، وفتح القاف وسكون الطَّاء. وهو: عُصَارة شجر الأبْهَل والأَرْز ونحوهما، يُطبَخُ فيُتحلَّب منه، فتُطلى به الإبِلُ الجَرْبى، فيَحرِقُ الجَرَبَ بحدَّته، وهو أسود مُنتِنٌ، تشتعلُ فيه النارُ بسرعة.
والمعنى: أن جلودَ أهل النار - ومنهم النائحة - تُطْلى بالقَطِران حتى يكون لهم لباسًا؛ ليزيدَ في حرِّ النار عليهم، فيكون ما يُتَوقَّى به العذابُ عذابًا. انظر "اللسان" (5/105) ، و"القاموس" (463) ، و"تفسير البيضاوي" (3/358) ، و"المعجم الوجيز لألفاظ القرآن الكريم" للدكتور نبيل عبد السلام هارون (ص 166) .
(4) المثبت من (أ) و (ف) ، ومثله في "سنن ابن ماجه"، وفي بقيَّة النسخ: «يُغْلَى» بالمعجمة، ومثله في "مستدرك الحاكم" (1/383) ، و"شعب الإيمان" للبيهقي (4779) ، و"الكامل" لابن عدي، وجاء في "مسند أحمد" (5/343 رقم22904) بلفظ: «ثمَّ يُعَلُّ عليها دِرْعٌ مِنْ لَهَبِ النار» ، وفي حاشيته من طبعة الرسالة: «قال السندي: قوله: "ثم يُعَلُّ" على بناء المفعول بلامٍ مشدَّدة، أي: يُضَاعَفُ عليها» . اهـ.(3/533)
1064 - وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (3) ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ قَتادة، عَنْ أنس: أنَّ رسولَ الله (ص) جَمَعَ يَوْمَ أُحُدٍ النَّفَرَ فِي الْقَبْرِ الْوَاحِدِ، فَكَانَ يُقَدِّمُ فِي الْقَبْرِ إِلَى القِبْلَةِ أقرأَهم، ثُمَّ ذَا السِّنِّ يَلي أقرأَهم.
قَالَ أَبِي: يَحْيَى هَذَا هُوَ: يَحْيَى بْنُ صَبِيح (4) .
1065 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُثْمَانُ (5) بْنُ حَكِيم (6) ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عمِّه يَزِيدَ (7) بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ في الصَّلاة على القبور.
_________
(1) نقل هذه المسألة العيني في "عمدة القاري" (8/154) .
(2) هو: عبد الله.
(3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(4) سُئل الدارقطني في "العلل" (4/28/ب) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه ابن جريج، واختُلِف عنه: فرواه ابْنُ وَهْب، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس، وخالفه حجاج بن محمد، فرواه عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ يَحْيَى، عن أنس، لم يذكر بينهما أحدًا، وقول ابن وَهْب أشبه بالصَّواب. وهذا يحيى يقال إنه يحيى بن صَبيح» .
(5) في جميع النسخ: «علي» ، وصحِّحت بهامش (أ) ، وسيأتي في آخر المسألة على الصواب، وانظر "تهذيب الكمال" (8/9-10) ، و (19/355-356) .
(6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (11217) ، وأحمد في "المسند" (4/388 رقم 19453) ، والبخاري في "التاريخ الأوسط" (117/الصميعي) ، وابن ماجه في "سننه" (1528) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1970) ، وابن حبان في = = "صحيحه" (3083 و3087) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/228 و229) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6594) ، والحاكم في "المستدرك" (3/591) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/35) .
(7) في (ش) : «زيد» .(3/534)
رَوَاهُ مَخْرَمة (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيدالله بْنِ مِقْسَم، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ زَيْدِ (2) بْنِ ثابت، عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: حديثُ عُثْمَانَ بْنِ حَكيم أشبهُ؛ لأنَّ حِفظَ «زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ» أسهلُ مِنْ «يَزِيدَ بْنِ ثَابِتٍ» ، لَوْ كَانَ كَذَلِكَ، وَهَذَا يزيدُ بْنُ ثَابِتٍ (3) أَخُو زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ (4) .
1066 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (5) ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: حدَّثنا الأَوْزَاعِيُّ (6) ، عَنْ عَطاء (7) ؛ أنه حدَّثه،
_________
(1) هو: ابن بُكَير بن عبد الله بن الأشَج، وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الأوسط" (118/الصميعي) .
(2) في (ش) و (ف) : «عن أبيه عن زيد» ، وفي (ك) : «عن أبيه يزيد» .
(3) قوله: «لَوْ كَانَ كَذَلِكَ وَهَذَا يَزِيدُ بن ثابت» مكرر في (ف) .
(4) قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" رقم (2739) : «وذكر موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: أنه [أي: يزيد بن ثابت] رُمي يوم اليمامة بسهم، فمات بالطريق راجعًا» .
وقال البخاري في "التاريخ الأوسط" (117) : «فإن صحَّ قول موسى بن عقبة أن يزيد بن ثابت قُتل أيام اليمامة في عهد أبي بكر، فإن خارجة لم يدرك يزيد» .
وقال ابن عبد البر في الموضع السابق: «وروى عنه خارجةُ بن زيد؛ ولا أحسَبُه سمع منه» . وقال ابن حجر في "الإصابة" (10/341) : «وإذا مات باليمامة فرواية خارجة عنه مرسلة» .
(5) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1451) ، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/688) . قال الذهبي: «رواته ثقات؛ لكنه منكر» ، وقال المعلِّمي في تعليقه على "التذكرة": «علَّته أن الوليد يدلس التسوية، وكذا هشام فيما يظهر» .
وضعفه الألباني في "الضعيفة" (4772) لتدليس الوليد تدليس التسوية، وضَعْفِ هشام بن عمار.
(6) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(7) هو: ابن أبي رَباح.(3/535)
عَنْ عائِشَة: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا حَمِيمٌ (1) لَهَا يَخْنُقُهُ الْمَوْتُ، فلمَّا رَأَى النبيُّ (ص) مَا بِهَا قَالَ (2) : لاَ تَبْتَئِسي عَلَى حَمِيمِكِ؛ فَإِنَّ ذَاكِ مِنْ حَسَنَاتِهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
1067- وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه بَقِيَّة (4) ؛
قال: ثنا معاوية
_________
(1) الحَمِيمُ والحامَّةُ: هو خاصَّة الإنسان ومن يَقرُبُ منه. انظر "النهاية" (1/446) .
(2) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (1870) و (1892) .
(4) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "الصبر" (111) ، وابن عدي في "الكامل" (6/401) ، وابن فيل في "جزئه" (21/أ) ، ومن طريقه القضاعي في "مسند الشهاب" (992) .
ورواه ابن عدي أيضًا (2/37) من طريق اليُسير بن موسى، عن بقية، ثنا معاوية بن يحيى وأبو بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الزِّناد، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أبي هريرة، به.
قال ابن عدي: «وأبو بكر بن أبي مريم في هذا الإسناد غير محفوظ ... » .
ورواه ابن عدي (4/115) ، وأبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى" (2/264) ، وابن شاهين في "فضائل الأعمال" (272) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9956/العلمية) من طريق عمار بن نصر، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يحيى، ثنا أبو بكر القتبي، عن أبي الزِّناد، به. قال الحاكم: «هذا حديث منكر، لا يحتمله أبو الزناد، وأبو بكر القتباني رجل مجهول، لا يُدرى من هو» .
وهذا الحديث يُعرف بطارق بن عمار عن أبي الزِّناد؛ كما قال ابن عدي، ويأتي الكلام على روايته. وقال الذهبي في "المقتنى" (909) في أبي بكر القتبي هذا: «مجهول، والخبر منكر» .
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/355) من طريق معلَّى بن منصور، وابن عدي (4/115) من طريق يعقوب بن كاسب، كلاهما عن الدراوردي، عن طارق بن عمار، عن أبي الزناد، به. قال البخاري: «ولا يُتابَع عليه» ؛ أي: طارق بن عمار.
= ... ورواه العقيلي في "الضعفاء" (2/227) ، وابن عدي (4/115) من طريق إبراهيم ابن حمزة، عن الدراوردي، عن عباد، عن طارق، عن أبي الزناد، به.
ورواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (421/بغية الباحث) من طريق وهب بن وهب، عَنْ عبَّاد، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، به.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" أيضًا، والبزار (رقم 1506/كشف الأستار) ، وابن عدي (4/115) ، والفاكهي في "فوائده" (111) - ومن طريقه ابن بشران في "الأمالي" (1459) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9954/العلمية) -، كلُّهم من طريق الدراوردي، عن طارق وعباد بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، به.
قال البزار: «لا نعلمه عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد» ، وقال البيهقي: «تفرَّد به طارق بن عمار وعباد، وقد قيل: عن عباد، عن طارق، و [هو] الأصح، وطارق يُعرَف بهذا الحديث» .(3/536)
ابن يَحْيَى، عَنْ أَبِي الزِّناد (1) ، عَنِ الأعرَج (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : إنَّ الرِّزْقَ يَأْتِي (3) العَبْدَ مِنَ اللهِ عَلَى قَدْرِ المَؤُونَةِ، وإنَّ الصَّبْرَ يَأتي العَبْدَ مِنَ اللهِ (4) عَلَى قَدْرِ المُصِيبَةِ؟
قَالَ أَبِي: هُوَ معاويةُ بْنُ يَحْيَى الأَطْرابُلُسي، وَهَذَا الحديثُ هُوَ حَدِيثُ عَبَّاد بْنِ كَثِيرٍ (5) ، فَأَرَاهُ أخَذَ (6) عَنْ عَبَّاد، عن أبي الزِّناد (7) .
_________
(1) هو: عبد الله بن ذَكوان.
(2) هو: عبد الرحمن بن هُرمُز.
(3) في (ت) : «يأتني» .
(4) قوله: «من الله» من (ف) فقط.
(5) روايته أخرجها الحارث بن أبي أسامة (421/بغية الباحث) عن عبد الرحيم بن واقد، عن وهب بن وهب، عَنْ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.
ورواه الحسن بن سفيان - كما في "تفسير ابن كثير" (8/454) -، عن يزيد بن صالح، عن خارجة، عَنْ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، به.
ومن طريق الحسن بن سفيان رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/400) .
(6) أي: أخَذَهُ، والمراد: أخذه معاوية بن يحيى، عن عَبَّاد ابن كثير، عن أبي الزناد. وهذا من حذف المفعول للعلم به. انظر التعليق على المسألة رقم (24) .
(7) سيأتي في المسألة رقم (1870) قولُ أبي حاتم: «هَذَا حديثٌ مُنْكَرٌ، يَحْتملُ أَنْ يكون بين مُعَاوِيَة وَأَبِي الزِّنَاد: عبَّاد بْن كَثِير، وهو عندي الأطرابلسي» . وانظر المسألة رقم (1892) ففيها تفصيلٌ.(3/537)
1068 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُسَيَّب بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزاري (2) ، عَنْ خَالِدٍ الحذَّاء، عن أبي قِلابة (3) ، عن عبد الله بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عليِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِم ٍ (4) يَمُوتُ فَيُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ المُسْلِمينَ يَكُونُوا (5) مِئَةً يَشْفَعونَ لَهُ، إِلا شُفِّعُوا فِيهِ؟
قال أبي: إنما هو (6) : عبد الله بن يزيد (7) ، عن عائِشَة (8) .
_________
(1) انظر المسألة رقم (1892) .
(2) هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث. وروايته ذكرها الدارقطني في"العلل" (397) .
(3) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي.
(4) في (ت) و (ف) : «ما من عبد من مسلم» .
(5) كذا في جميع النسخ، بحذف نون الرفع بلا ناصب ولا جازم، ولا نون توكيد ولا نون وقاية، والجادَّة: «يكونون» ، لكنَّ ما وقع في النُّسخ يحتمل وجهين:
الأوَّل: إمَّا أن يكون هناك سقطٌ، والأصل: «يبلغون أن يكونوا» - كما في بعض مصادر التخريج - فسقط قوله: «يبلغون أن» ، فبقي «يكونوا» بلا نون.
والثاني: إذا صحَّت الرواية بهذا، ولم يكن فيها سقط أو تصحيف، فإنَّ لها وجهًا صحيحًا في العربية، على لغة لبعض العرب يحذفون نون الرفع من المضارع بلا موجب؛ تخفيفًا، وهذا ثابتٌ في الكلام الفصيح نثرِهِ ونظمِهِ، وهي لغةٌ صحيحةٌ قليلة الاستعمال. وانظر الكلام عليها في المسألة رقم (1015) . ووقع في المسألة رقم (1803) : «يبلغون مئة» .
(6) قوله: «هو» سقط من (ت) و (ف) و (ك) .
(7) في (ف) : «زيد» .
(8) الحديث رواه الطيالسي في "مسنده" (1630) ، وأحمد في "المسند" (6/97 رقم 24657) من طريق شعبة، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قلابة، عن عبد الله بن يزيد، عن عائشة، به.
ورواه أحمد في "المسند" (6/32 رقم24038) ، ومسلم في "صحيحه" (947) ، والترمذي في "جامعه" (1029) ، والنسائي في "المجتبى" (1991 و1992) = = من طريق أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عبد الله بن يزيد، عن عائشة، به.
قال الترمذي: «حديث عائشة حديث حسن صحيح، وقد أوقفه بعضهم ولم يرفعه» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (5/91/ب) الخلاف في رفع هذا الحديث ووقفه، وقال: «ورفعُه صحيحٌ» .
وقال أيضًا في "العلل" (397) : «يرويه أبو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عن أبي قلابة، عن عبدلله ابن يزيد، عن علي، عن النبي (ص) ، وخالفه أصحابُ خالد الحذاء؛ رَوَوه عنه، عن أبي قلابة، عن عبد الله بن يزيد، عن عائشة، عن النبي (ص) ، وهو الصَّواب» .(3/538)
1069 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ بْنُ مُسْلِمٍ (1) ، عَنْ شَيبان (2) ، عَنْ لَيْثٍ (3) ، عَنْ (4) عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ، عَنْ حَفْصَةَ ابْنَتِ (5) سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ سُلَيم (6) ، عَنْ رسول الله (ص) قَالَ: لِتَلِي (7)
غَسْلَ المَرأةِ أَوْلَى نِسَائِهَا بِهَا، فإنْ كَانَتْ ضَعيفَةً أو صَغيرَةً، وَلِيَتْهَا
_________
(1) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (4/5) .
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (25/124 رقم 304) من طريق آدم بن أبي إياس، والحسن بن موسى الأشيب، كلاهما عن شيبان، به. وسيأتي ذكر رواية هاشم بن القاسم عن شيبان قريبًا.
(2) هو: ابن عبد الرحمن النحوي.
(3) هو: ابن أبي سُلَيم.
(4) في (ك) : «ابن» بدل: «عن» .
(5) في (ك) : «ابنة» ، وهو الجادَّة، والمثبت من بقيَّة النسخ، وهو صحيح في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (6) .
(6) في (أ) و (ش) : «أم سلمة» .
(7) كذا في جميع النسخ: «لتلي» بإثبات ياء في آخره، والقياس: «لِتَلِ» ؛ لأنه مضارع معتل الآخر مجزوم بلام الأمر، وفاعله: «أولى» ، وعلى ذلك جاءت الرواية في "المعجم الكبير" للطبراني: «وَلْيَلِ غَسْلَهَا أَوْلَى النِّساء بها» ، ومثله في "سنن البيهقي"، إلا أن فيها: «أَوْلَى الناس بها» . ويخرَّج ما في النسخ على وجهين:
الأول: أن المعتلَّ أُجريَ مُجرى الصحيح، بتقدير ضمة الرفع على الياء، ثم حذفها للجزم، فتكونُ علامةُ الجزم السكون؛ كالفعل الصحيح.
والثاني: أن الفعل مجزومٌ بحذف الياء التي هي لامُ الكلمة؛ لكنَّ هذه الياء التي في آخر الفعل نشأت عن إشباع كسرة اللام؛ فهي ياءٌ زائدة، لا أصليَّة.
وانظر تعليقنا على المسألة رقم (123) و (200) و (1025) .(3/539)
امْرَأةٌ (1) مُسْلِمَةٌ وَرِعَةٌ، فَأَمِرِّي (2) بِبَطْنِهَا، فَامْسَحِيهِ مَسْحًا رَفيقًا، فَإنْ كَانَتْ حُبْلَى فَلا تُحَرِّكِيهَا، ثُمَّ خُذي كُرْسُفًا (3) ، فاَغْسِليهِ غَسْلاً حَسَنًا، ثُمَّ أدْخِلي يَدَكِ (4) مِنْ تَحْتِ الثَّوْبِ، فَامسَحِي سِفْلَتَهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ مَسْحًا حَسَنًا قَبْلَ أَنْ تُوَضِّئيهَا، ثُمَّ وَضِّئيهَا بِماءٍ فيهِ سِدْرٌ، وَلْتُفْرِغِ المَاءَ امرَأةٌ قَائِمَةٌ لا تَلي شَيئًا غَيْرَهُ، حتَّى (5) تُنَقِّيَ السِّدْرَ وأَنتِ تَغْسِلِي (6) بِهِ، هَذَا بَيانُ وُضُوئِهَا، فَإذا فَرَغْتِ مِنْ (7) وُضُوئِهَا، فَأَمِرِّي (8)
بِغَسْلِ
_________
(1) في "المعجم الكبير" للطبراني: «فَلْتَلِهَا امْرَأةٌ» ، وفي "سنن البيهقي": «فلتغسِّلها امْرَأةٌ» .
(2) في (ت) و (ك) : «فآمري» . وفي "معجم الطبراني": «فليبدؤوا ببطنها، فليُمْسَح» ، وفي "سنن البيهقي": «فليُبْدأ ببطنها فليُمْسَح» . وفي هذه العبارة التفات من ضمير الغيبة إلى الخطاب، وانظر الكلام على الالتفات في التعليق على المسألة رقم (884) .
(3) الكُرْسُف: القُطْن. "المصباح المنير" (2/530) .
(4) في (ت) : «بيدك» ، وفي (ك) : «بيديك» .
(5) في (ت) و (ك) : «ثم» بدل: «حتى» .
(6) كذا في جميع النسخ بحذف نون الرفع بلا ناصب ولاجازم، ولا نون توكيد ولا نون وقاية، تخفيفًا، وهي لغة صحيحة تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (1015) . وفي "معجم الطبراني": «حتَّى تُنَقِّيَ بالسِّدرِ وأَنتِ تَغْسِلينَ» ، وهو الأصل، ولم ترد هذه الجملة في رواية البيهقي ولا في بقيَّة مصادر التخريج.
(7) قوله: «من» سقط من (ف) .
(8) كذا في جميع النسخ، وعند الطبراني: «فابدئي» ، وعند البيهقي: «وابدئي» ..(3/540)
رَأسِهَا، فاغْسِليهِ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَلاَ تَقْرَعي (1) رأسَهَا بِمُشْطٍ ... ، وذكرتُ حديثَ غُسْلِ الميِّت بِطُولِهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كَأَنَّهُ باطلٌ! يُشْبِهُ أَنْ يكونَ كَلامَ ابْنِ سِيرِينَ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (2) : رَوَى هَذَا الحديثَ عن شَيبان (3) - سِوَى الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ - أَبُو النَّضْر هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ (4) .
وحدَّثنا أَبِي عَنْ سَهْلِ بْنِ عُثْمَانَ العَسْكري (5) ، عن [عبد الرحيم] (6) بْنِ سُلَيمان، عَنْ (7) جُنَيد بْنِ أبي دَهْرَة (8) التَّيمي، عن عبد الملك بن أبي بَشير (9) .
_________
(1) في (ش) : «ولا تقرع» ، وفي (ت) : «ولا تفرغي» ، وعند الطبراني والبيهقي: «ولا تُسَرِّحي» ، ومعنى «لا تقرعي رأسها بمشط» أي: لا تسرِّحيها؛ يقال: قَرَعَ الشيءَ يَقْرَعُهُ قَرْعًا، أي: ضرَبَهُ. انظر: "المعجم الوسيط" (قرع) .
(2) في (ف) : «قلت» .
(3) في (أ) : «شعبان» ، وفي (ش) : «سفيان» .
(4) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (4/4-5) .
(5) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (25/124 رقم304) .
(6) في جميع النسخ: «عبد الرحمن» ، والمثبت هو الصَّواب، كما في مصادر التخريج.
والمعروف بالرواية عن جنيد بن أبي دهرة: عبد الرحيم ابن سليمان، وهو الذي يروي عنه سهل بن عثمان العسكري؛ كما في "الجرح والتعديل" (2/527 رقم 2192) ، و"تهذيب الكمال" (18/36-38) .
(7) في (أ) و (ش) : «ابن» بدل: «عن» .
(8) بدال مهملة، مع هاء ساكنة. انظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (4/313) .
وقال الذهبي في ترجمته من "الميزان" (1/452) : «له حديثٌ في غسل الميت طويلٌ منكر؛ في ثاني حديث ابن السوَّاق» .
(9) المقصود هنا: بيانُ أنَّ ليث بن أبي سُلَيم لم ينفرد بالحديث، بل تابعه جُنيد بن أبي دهرة، عن عبد الملك ابن أبي بشير، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أم سُلَيم، به.(3/541)
ورَوَى عن حَفْصَة ابْنَتِ (1) سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّة، عَنِ النبيِّ (ص) : أيُّوبُ (2) ، وخالدٌ الحذَّاء (3) ، وعاصمٌ الأحولُ (4) ، وهشامُ بْنُ حَسَّان (5) : أَنَّ إِحْدَى بنات النبيِّ (ص) تُوُفِّيَتْ ... كُلَيْماتٍ يَزِيدُ بعضُهم عَلَى بَعْضٍ، لَيْسَ مِنْ هَذَا الْمَتْنِ فِيهِ إِلا ذِكْرُ السِّدْرِ والكَافُور، و: اغْسِلِيها (6) وِتْرًا، وابْدَئي بمَيامِنِها، وَهَاهُنَا: ابْدَئي بِسِفْلَتِهَا (7) . والحديثُ عَنْ أُمِّ عَطِيَّة، وَقَالَ هَاهُنَا (8) : عَنْ أُمِّ سُلَيم، وَلَيْسَ لأُمِّ سُلَيم عَنِ النبيِّ (ص) فِي غُسْلِ الميِّت شيءٌ.
1070 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُخَيَّس (9) بن تَميم
_________
(1) في (ك) : «ابنة» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، وله وجه صحيحٌ في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (6) .
(2) هو: ابن أبي تميمة السَّخْتِياني. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1254 و1260) ، ومسلم (939) .
(3) روايته أخرجها البخاري أيضًا (167 و1255 و1256) ، ومسلم (939) .
(4) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (5/85 رقم 20795) ، ومسلم (939) .
(5) روايته أخرجها البخاري (1263) ، ومسلم (939) .
(6) في (ش) : «واغسلنها» .
(7) في (ت) : «سفلتها» ، وفي (ك) : «بسفليها» ، والذي تقدَّم في هذا الحديث: «فامْسَحِي سِفْلَتَهَا» .
(8) بعده في (ف) : «ابدَئي بِسِفْلَتِهَا، والحديثُ عَنْ أُمِّ عَطِيَّة، وقال هاهنا» ، وهو تكرار بسبب انتقال النظر.
(9) كذا ضبطه ابن ماكولا في "الإكمال" (7/170) بضم الميم، وفتح الخاء المعجمة، بعدها ياء مشددة، وبعدها سين مهملة، وذكر أنه يقال في ضبطه أيضًا: «مِخْيَس» بكسر الميم، وسكون الخاء المعجمة، وتخفيف الياء.(3/542)
الأَشْجعي (1) ،
عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكيم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه (2) ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : إنَّ الغَضَبَ يُفْسِدُ الإيمَانَ كَما يُفْسِدُ الصَّبِرُ (3) العَسَلَ. وَقَالَ: يَا مُعَاويةُ بنَ حَيْدَةَ، إن ِ (4) اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلْقَى اللهَ وَأَنْتَ تُحْسِنُ الظَّنَّ بِهِ، فافْعَلْ؛ فَإنَّ اللهَ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِهِ بِهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، ومُخَيَّسٌ مجهولٌ (5) .
1071 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَة بن
_________
(1) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (19/417 رقم 1007) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7941) ، وتمام في "فوائده" (1093/الروض البسام) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (52/27) - جميعهم من طريق هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ مُخَيَّس، به.
قال البيهقي: «قال أبو حازم [شيخ البيهقي] : تفرَّد بِهِ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ مُخَيَّس ابن تميم» .
ورواه الطبراني أيضًا (19/416 رقم 1005) من طريق هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ مُخَيَّس، به. بلفظ: «قال الله: أنا عِندَ ظنِّ عَبدي بي» . ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (23/80) من طريق شعيب بن أحمد بن عبد الحميد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زياد، عن بهز ابن حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه، به.
(2) هو: معاوية بن حَيْدَة.
(3) الصَّبِرُ: الدَّواءُ المُرُّ، بكسر الباء في الأشهر، وسكونُها للتخفيف لغةٌ قليلة. "المصباح المنير" (1/331) .
(4) في (ك) : «أنا» .
(5) وحكم عليه بالجهالة أيضًا في "الجرح والتعديل" (8/442 رقم2019) .
والحديث ضعفه العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (2849/تخريج أحاديث الإحياء) ، والألباني في "الضعيفة" (1918) .
(6) في هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة حاشية غير واضحة.(3/543)
هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أميَّة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: سمعتُ عامرَ بنَ رَبِيعَةَ يَقُولُ: سمعتُ رسول الله (ص) يَقُولُ: إذَا رَأَيْتُمُ الجِنَازَةَ فَقُومُوا حَتَّى تُجَاوِزَكُمْ، أَوْ تُوضَعَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ بَاطِلٌ - يَعْنِي (1) : بهذا الإِسْنَادَ (2) - وسعيدٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ (3) .
1072 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوَّاد ابن الجَرَّاح، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ (4) ، عَنْ محمَّد بْنِ محمَّد، عَنْ نَافِعٍ (5) ،
عَنْ أبي هريرة،
_________
(1) في (ك) : «بمعنى» .
(2) هذا احترازٌ جيد من ابن أبي حاتم؛ لأن الحديث رواه البخاري في "صحيحه" (1308) ، ومسلم (958) ، كلاهما من طريق الليث بن سعد، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن عامر بن ربيعة، به. ورواه مسلم أيضًا من طريق أيوب السختياني، وعبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عون، وابن جريج، جميعهم عن نافع، به.
وأخرجه البخاري أيضًا (1307) ، ومسلم في الموضع السابق، كلاهما من طريق الزهري، عن سالم بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عامر بن ربيعة، به.
(3) وكذا قال في "الجرح والتعديل" (4/67 رقم 281) ، وزاد: «منكر الحديث» .
(4) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروايته لم نجد من أخرجها على هذا الوجه، لكن ذكر الدارقطني في "العلل" (9/146 رقم 1683) أن عقبة بن علقمة رواه عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نافع؛ أن رجلاً أخبره عن أبي هريرة. وقال البابلتي: عن الأوزاعي، عن الزبيدي، عن نافع نحو هذا القول. وقال غيرهما: عن الأوزاعي؛ حدثني نافع، عن أبي هريرة موقوفًا. اهـ. وانظر التعليق التالي.
(5) هو: مولى ابن عمر كما سيأتي. وتقدم تخريج روايته من طريق الأوزاعي.
ورواه عنه أيضًا أيوب السختياني والإمام مالك.
أما رواية أيوب: فأخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (2/488 رقم10332) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (16/32) ، كلاهما من طريق أيوب، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .
وأما مالك: فأخرجه في "الموطأ" (1/243) عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ موقوفًا.
قال ابن عبد البر (16/31) : «هكذا روى هذا الحديث جمهور رواة الموطأ موقوفًا على أبي هريرة، وَرَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مالك، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، لم يُتابَع على ذلك عن مالك، ولكنه مرفوع من غير رواية مالك، من حديث نافع، عن أبي هريرة، من طرق ثابتة، وهو محفوظ أيضًا من حديث الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن أبي هريرة مرفوعًا» . اهـ.
وحديث الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن أبي هريرة مرفوعًا؛ الذي أشار إليه ابن عبد البر: أخرجه البخاري في "صحيحه" (1315) ، ومسلم (944) .
وأخرجه مسلم أيضًا من طريق يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْن سهل، عن أبي هريرة. وذكر الدارقطني في "العلل" (1683) الاختلاف على الزهري في هذا الحديث، ثم قال: «وحديث سعيد بن المسيب وأبي أمامة بن سهل محفوظان، والباقي غير محفوظ عن الزهري» . اهـ.(3/544)
عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَسْرِعُوا بِجَنَائِزِكُمْ؛ فإنَّمَا هُوَ خَيْرٌ تُقَدِّمُوا (1) عَلَيْهِ، أَوْ شَرٌّ تُلْقُوهُ (2) عَنْ رِقَابِكُمْ.
فقلت ُ لأَبِي: مَنْ محمدُ بْنُ مُحَمَّدٍ؟
قَالَ: لا أعرفُه، ونافعٌ هُوَ: مولى ابن عمر.
_________
(1) كذا، والجادَّةُ: «تُقَدِّمُونَ» ، بإثبات نون الرفع، لكنَّ ما في النسخ يتَّجِهُ على حذف النون تخفيفًا بغير ناصب ولاجازم، ولا نون توكيد ولا نون وقاية، وهي لغةٌ صحيحة سبق التعليق عليها في المسألة رقم (1015) .
هذا؛ وكانت الجادَّة أيضًا أن يقال: «تُقَدِّمُونَهَا عليه» ، أو «تُقَدِّمُونهَا إليه» ، لكنْ حُذِفَ هنا ضميرُ المفعول به، وهو مَنْوِيٌّ، وهذا جائز في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (24) .
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «تُلْقُونَهُ» بنون = = الرفع، وتخريجه على اللغة المذكورة في التعليق السابق، وقد جاء في مصادر التخريج بلفظ: «تَضَعُونَهُ» ، و «تَطْرحُونهُ» .(3/545)
1073 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ (1) الوَهْبي (2) ، عَنِ إسماعيل ابن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْس بْنِ أبي حازم، عن عبد الله بن مسعود، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا كَانَتْ مَنِيَّةُ (3) أَحَدِكُمْ بِأَرضٍ؛ قُيِّضَتْ (4) لَهُ الحَاجَةُ، فَيَعْمِدُ (5) إلَيْهَا، فَيَكونُ أقْصَى أَثَرٍ مِنْهُ، فَيُقْبَضُ فِيهَا، فَتَقُولُ الأرْضُ يَوْمَ القِيَامَةِ (6) : رَبِّ! هَذا مَا اسْتَوْدَعْتَني؟
قَالَ أَبِي: الكوفيُّون لا يرفَعونه.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (7) : هَذَا الحديثُ (8) معروفٌ بِعُمَرَ بْنِ عليِّ بْنِ مُقَدَّم (9) ، تفرَّد بِهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَتَابَعَهُ عَلَى رِوَايَتِهِ مُحَمَّدُ ابن خالد الوَهْبي (10) .
_________
(1) قوله: «رواه محمد بن خالد» ليس في (ف) .
(2) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (1/41-42 و367) .
(3) في (ف) : «ميتة» .
(4) أي: قُدِّرَتْ؛ يقال: قَيَّضَ الله له كذا، أي: قَدَّرَهُ. انظر "المصباح المنير" (2/521) .
(5) في (ك) : «فعمد» .
(6) من قوله: «فيكون أقصى ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .
(7) في (ف) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» .
(8) قوله: «الحديث» سقط من (ك) .
(9) روايته أخرجها ابن ماجه (4263) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (392) ، والبزار في "مسنده" (1889) ، والحاكم (1/41) . قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرفعه إلا عمر بن علي المقدَّمي» .
(10) ذكر الدارقطني في "العلل" (848) هذا الحديث والاختلاف فيه، وقال: «رواه ابن عيينة ويحيى القطان وغيرهما موقوفًا، وهو الصَّواب» .
ورواية ابن عيينة أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (894) ، عنه، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن قيس، عن ابن مسعود موقوفًا. وانظر تخريج الحديث والاختلاف فيه في التعليق على الموضع السابق من "سنن سعيد بن منصور".(3/546)
1074 - وسألتُ (1) أَبِي (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (3) ،
عَنْ حمَّاد بن عبد الرحمن؛ قَالَ: حدَّثنا إِدْرِيسُ بْنُ صَبِيح الأَوْدي (4) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيّب (5) ؛ قال: حضرتُ عبد الله بْنَ عُمَرَ فِي جِنازة، فلمَّا وضعها (6) قال (7) : باسمِ اللَّهِ، وَفِي سبيلِ اللَّهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رسولِ اللَّهِ. فلمَّا أخَذَ فِي تَسْوِيَةِ اللَّبِنِ عَلَى اللَّحْدِ، قَالَ (8) : اللَّهمَّ أَجِرْهُ مِنَ الشَّيطان، وَمِنْ عَذَابِ القَبر، وَمِنْ عَذَابِ النَّار. فلمَّا (9) سَوَّى الكَثِيبَ (10) عَلَيْهَا؛ قَامَ إِلَى جَانِبِ القَبر، ثُمَّ قال: اللَّهُمَّ جافِ الأرضَ
_________
(1) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/90/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/261) حكم أبي حاتم على هذا الحديث بالنكارة.
(2) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(3) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/241) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/55) .
ورواه ابن ماجه (1553) ، والطبراني في "الدعاء" (1210) عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ حماد بن عبد الرحمن؛ حدثنا إدريس الأَوْدِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، به هكذا لم يسمِّ إدريس.
(4) في (ك) : «الأزدي» .
(5) قوله: «عن سعيد بن المسيب» سقط من (ك) . وقوله: «عن سعيد بن» مكانه بياض في (ت) .
(6) في (ك) : «فلما وصلت إليه» .
(7) قوله: «قال» في مكانه بياض في (ت) و (ك) .
(8) قوله: «اللبن على اللحد قال» في مكانه بياض في (ت) و (ك) .
(9) قوله: «ومن عذاب النار فلما» في موضعه بياض في (ك) ، وقوله: «النار فلما» مطموس في (ت) ، وقوله: «من عذاب النار» ليس في (ف) .
(10) الكَثِيبُ: الرَّمْلُ المُسْتَطِيلُ المُحْدَودِب. "النهاية" (4/152) .(3/547)
عن (1) جَنْبِها (2) ، وصَعِّد رُوحَها، ولَقِّها مِنْكَ رِضْوَانًا. قُلْتُ: يَا ابْنَ عُمَرَ! أَشَيْئًا (3) سمعتَه من رسول الله (ص) ، أَوْ شَيْئًا قُلْتَه مِنْ (4) رَأْيِكَ؟ قال (5) : إني (6) إِذَنْ لقادِرٌ عَلَى الْقَوْلِ! بَلْ شيءٌ سمعتُه من رسول الله (ص) ؟
قال أبي: الحديثُ مُنكَرٌ (7) .
_________
(1) قوله: «الأرض عن» في مكانه بياض في (ت) و (ك) .
(2) في (ك) : «جنبيها» .
(3) في (ك) : «أشيء» .
(4) في (ف) : «قلت من من» .
(5) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(6) قوله: «إني» سقط من (ش) .
(7) لأنه تفرد به إدريس بن صبيح هذا، وقد قال عنه أبو حاتم في "الجرح والتعديل" (2/264 رقم 949) : «مجهول» .
وقال ابن عدي في الموضع السابق بعد روايته لهذا الحديث ولحديث آخر: «هكذا قال: " إدريس بن صبيح الأودي "! وانما هو: إدريس بن يزيد الأودي، وهذان الحديثان لا أعلم يرويهما غيرُ حماد بن عبد الرحمن هذا، وهو قليل الرواية» .
كذا ذهب ابن عدي إلى أن إدريس هو: ابن يزيد الأودي، وصوَّب ابن حجر في "التهذيب" (1/101) قول ابن عدي.
وقد فرق بينهما ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/263-264) فترجم لإدريس بن صبيح وقال: «رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، روى عنه حماد بن عبد الرحمن الكلبي، سمعت أبي يقول ذلك، وسألته عنه فقال: هو مجهول» .
وترجم لإدريس بن يزيد وقال: «ذكره أبي عن إسحاق ابن منصور الكوسج، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قال: إدريس بن يزيد الأودي: ثقة» .
وكذا فرق بينهما ابن حبان في "الثقات" (6/78) وقال في إدريس بن صبيح: «يُغرِب ويخطئ على قلَّته» .
والحديث رُوي من طرق عن ابن عمر، واختُلِف في رفعه ووقفه.
وذكر الدارقطني في "العلل" (4/60/أ-61/ب) الاختلاف فيه ورجَّح الوقف. وانظر تخريج الأخ ياسر فتحي لـ"الذكر والدعاء" للقحطاني (228) .(3/548)
1075 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ (1) عمَّار (2) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاش؛ قَالَ: حدَّثنا سُلَيمان بْنِ سُلَيم، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطاء بْنِ يَسار، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : إِنَّ اللَّهَ إِذَا ابْتَلَى عَبْدًا بِالبَلاءِ فِي الدُّنيا (3) ؛ بَعَثَ إليهِ مَلَكَيْنِ، فَقالَ لَهُما: انْظُرَا مَا يَقُولُ عَبْدي لِعُوَّادِهِ حِينَ يَعُودُونَهُ: فإنْ قَالَ خَيْرًا وَلَمْ يَشْكُو (4) إِلَيْهِمُ الَّذي بِهِ مِنَ البَلاءِ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ لِمَلائِكَتِهِ: أبْدِلُوا عَبْدي (5) لَحْمًا خَيْرًا (6) مِنْ لَحْمِهِ، ودَمًا خَيْرًا (7) مِنْ دَمِهِ، وأَخْبِرُوهُ أنِّي (8) إنْ أنَا قَبَضْتُهُ أدْخَلْتُهُ الجَنَّةَ، وإنْ أَنَا أطْلَقْتُهُ مِنْ وَثَاقِي فَلْيَسْتَأْنِفِ العَمَلَ؟
_________
(1) في (ك) : «عن» بدل: «ابن» .
(2) لم نقف على هذا الحديث من رواية هشام عن إسماعيل ابن عياش، لكنَّ الحديث رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (1392) من طريق هشام بن عمار، قال: حدثني سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبي (ص) . ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (9472) من طريق أبي صالح الحرَّاني؛ حدثنا ابن عياش، حدثني سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ زَيْدِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، به مرفوعًا. وقد نبَّه المحقق على أنه وقع في جميع نسخ "الشعب": «أبو عياش» ، ثم قال: «وهو خطأ فاحش» .
(3) قوله: «الدنيا» مطموس في (ت) و (ك) .
(4) رسمت في جميع النسخ: «لم يشكوا» ، بإثبات الواو بعدها ألف، أما إثبات الواو مع الجازم فله وجهان مشهوران في العربية، تقدَّم بيانهما في التعليق على المسألة رقم (228) ، وأما إثبات الألف مع واو الفعل فهذا قولُ الكُتَّاب المتقدِّمين، وتقدَّم التعليق عليه في المسألة (1025) .
(5) في (ك) : «لعبدي» .
(6) في (ت) : «خير» .
(7) في (ت) و (ف) و (ك) : «خير» .
(8) قوله: «أني» كتب في (ف) ، وضرب عليه الناسخ.(3/549)
قال أبي: يَرْوُونه (1) مُرسَلً (2) .
_________
(1) في (ف) : «يرونه» ، لكن الواو مضمومة.
(2) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
والحديث رَوَاهُ مَالِكٌ فِي "الْمُوَطَّإِ" (2/940) عَنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قال ... فذكره هكذا مرسلاً.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (5/47) : «هكذا رواه جماعة الرواة عن مالك مرسلاً، وقد أسنده عباد بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عن أبي سعيد الخدري» ، ثم رواه بسنده إلى عباد بن كثير.
وذكر الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" = = (4/254) أن الدارقطني رواه في "غرائب مالك" من طريق علي بن محمد الزيادباذي، عَنْ مَعْنِ بْنِ عِيسَى، عَنْ مالك، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة به مرفوعًا، ثم قال الدارقطني: «إنما هو في "الموطأ" بسند منقطع عن غير سهيل» .
وله طريق آخر عن أبي هريرة رواه الحاكم في "المستدرك" (1/348-349) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/375) ، وفي "شعب الإيمان" (9473) ، رواه من طريق علي بن المديني، عَنْ أَبِي بَكْر الحنفي، عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عن سعيد ابن أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسول الله (ص) : «قال الله تعالى: إذا ابتَلَيتُ عبدي المؤمنَ ولم يَشكُني إلى عُوَّاده أطلَقتُه من إساري، ثم أبدلتُه لَحْمًا خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ، وَدَمًا خيرًا من دمه، ثم يَستأنفُ العملَ» .
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» .
وزعم ابن عمار الشهيد في "علل أحاديث في صحيح مسلم" رقم (29) أن مسلمًا أخرج هذا الحديث في "صحيحه" من طريق القواريري، عن أبي بكر الحنفي، ثم قال ابن عمار: «وهذا حديث منكر، وإنما رواه عاصم بن محمد عن عبد الله بن سعيد المقبري، عن أبيه، وعبد الله بن سعيد شديدُ الضعف؛ قال يحيى بن سعيد القطان: ما رأيت أحدًا أضعف من عبد الله بن سعيد المقبري. ورواه معاذ بن معاذ، عن عاصم بن محمد، عن عبد الله بن سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، وهو [حديث] يشبه أحاديثَ عبد الله بن سعيد» . اهـ. وانظر "شرح العلل" لابن رجب (2/768-769) .(3/550)
1076 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدِ بْنِ مسلِم، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ (2) ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الأنصاري - رجلٍ من بني عبد الأَشْهَل - قَالَ: حدَّثني أَبِي: أَنَّهُ سَمِعَ رسولَ الله (ص) يَقُولُ فِي الصَّلاة عَلَى الميِّت: اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لأَوَّلِنا وآخِرِنَا، وحَيِّنَا ومَيِّتِنا، وشَاهِدِنَا وغَائِبِنَا، وذَكَرِنَا وأُنثَانَا، وصَغيرِنَا وكَبيرِنا.
قَالَ يَحْيَى: وَأَخْبَرَنِي أبو سَلَمة، عن النبيِّ (ص) بِمِثْلِ هَذَا، وَزَادَ فِيهِ: وَمَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الإسْلامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الإيمَان ِ؟
قَالَ أَبِي: أَبُو إِبْرَاهِيمَ: هُوَ مجهولٌ، هو وأبوه.
_________
(1) نقل الحافظ ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/230) بعض هذا النص بتصرف، وانظر المسألة رقم (1047) و (1058) .
(2) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروايته أخرجها: الترمذي في "جامعه" (1024) من طريق الهقل بن زياد، والنسائي في "الكبرى" (10923) من طريق المعافى ابن عمران، والطحاوي في "شرح المشكل" (969) ، والبيهقي (4/41) من طريق بشر ابن بكر، والطبراني في "الدعاء" (1067) من طريق يحيى البابلتي، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/41) من طريق الوليد ابن مَزْيَد، خمستهم عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير، عن أبي إبراهيم الأشهلي، عن أبيه، به مرفوعًا.
ورواه الإمام أحمد (4/170 رقم17543 و17544 و17545 و17547) من طريق أبان العطار، وهشام الدستوائي، وابن أبي شيبة في "المصنف" (11354) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2188) ، والنسائي في "المجتبى" (1986) ، و"الكبرى" (10924) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (970) ، والطبراني في "الدعاء" (1166) من طريق هشام الدستوائي، والطبراني في "الدعاء" (1068) من طريق محمد بن يعقوب، ثلاثتهم عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أبي إبراهيم الأشهلي، عن أبيه، به.(3/551)
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : وتَوهَّمَ بعضُ الناس أنه عبد الله بْنُ أَبِي قَتادة (2) ، وغَلِطَ؛ فإنَّ أَبَا قَتادة مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ رجُلٌ مِنْ بَنِي عبد الأَشْهَل (3) .
1077- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليد ابن مُسْلِم (4) ؛
قال:
_________
(1) في (ف) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» .
(2) رواه هكذا الإمام أحمد في "المسند" (4/170 رقم 17546) ، و (5/299 و308 رقم 22554 و22619) ، والنسائي في "الكبرى" (10925) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (966 و967) ، والطبراني في "الدعاء" (1171) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/41) جميعهم من طريق همام بن يحيى، يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، به.
ونقل ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4/204) عن ابن أبي شيبة قوله: «أبو إبراهيم هو: عبد الله بن أبي قتادة» .
(3) قال الترمذي في "جامعه" (1024) : «وسمعت = = محمدًا [يعني: البخاري] يقول: أصحُّ الروايات في هذا: حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أبي إبراهيم الأشهلي، عن أبيه، وسألته عن اسم أبي إبراهيم؟ فلم يعرفه» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (556) هذا الحديثَ واختلاف الرواة فيه على يحيى ابن أبي كثير، ثم قال: «ورواه غيرُ واحد من البصريين عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أبي إبراهيم الأنصاري، عن أبيه، عن النبي (ص) ، وهو الصَّحيح. وعن أبي سلمة مرسل، وهو الصَّحيح. وأبو إبراهيم قيل في الحديث: رجل من بني عبد الأشْهَل، ومن قال فيه: إن أبا إبراهيم عبدُالله بن أبي قتادة فقد وهم» .
(4) قوله: «مسلم» سقط من (أ) ، وسقط قوله: «رواه الوليد ابن مسلم» من (ف) ، وقوله: «ابن مسلم» ليس في (ت) و (ك) . ورواية الوليد بن مسلم هذه أخرجها ابن أبي حاتم نفسه في "تفسيره" (1/149 رقم1334) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (3/148 رقم 2184) .
ورواه البخاري في "تاريخه الكبير" (5/169) من طريق مخلد بن يزيد وأبي المغيرة عبد القدوس بن الحجَّاج، والطبري برقم (2183) من طريق رواد بن الجراح العسقلاني، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/433) من طريق الوليد بن مزيد البيروتي، جميعهم عن الأوزاعي، به.(3/552)
حدَّثنا الأَوْزَاعِيُّ (1) ؛ قَالَ: حدَّثني (2) يَحْيَى (3) ؛ قال: حدَّثني عبد الله بْنُ أَبِي الفَضْل المَدِيني؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: أُتِيَ رسولُ الله (ص) بجِنازة يُصَلِّي عَلَيْهَا، فَقَالَ النَّاسُ: نِعْمَ الرَّجُلُ! فقال النبيُّ (ص) : وَجَبَتْ. قَالَ (4) : وأُتِيَ بجِنازة أُخرى، فَقَالُوا (5) : بِئْسَ الرَّجُلُ! فَقَالَ النبيُّ (ص) : وَجَبَتْ (6) ، فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: [ما] (7) قَوْلُكَ: وَجَبَتْ؟ فَقَالَ (8) : قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {لِتَكُونُوا ... } (9) ؟
قال أبي: عبد الله هَذَا مجهولٌ (10) .
1078 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ (11) ،
عَنِ
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(2) في (أ) و (ش) : «حدثنا» .
(3) هو: ابن أبي كثير.
(4) قوله: «قال» ليس في (ف) .
(5) في (ف) : «فقالوا الناسُ» .
(6) من قوله: «قال وأتي بجنازة ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .
(7) ما بين معقوفين زيادة من "تفسير ابن أبي حاتم"، وبعض مصادر التخريج.
(8) في (ك) : «قال» .
(9) الآية (143) من سورة البقرة.
(10) وكذا قال الذهبي في "الميزان" (4748) .
(11) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3177) ، والبزار - كما في "تحفة المحتاج" لابن الملقن (2/20) -، والحاكم في "المستدرك" (1/355-356) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/23) . قال ابن الملقن: «قال البزار: لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا عن ثوبان بهذا الإسناد، وهو حسن الإسناد، ولا نعلم كلامه جاء به أحد غيره بإسناد متصل، وقد رواه عامر بن يساف، عن يحيى ابن أبي كثير مرسلاً، لم يقل: عن أبي سلمة ولا ثوبان، ومعمر - يعني راوي الأول - أثبت من عامر» .
ورواه الترمذي في "جامعه" (1012) ، وابن ماجه (1480) ، والبيهقي في الموضع السابق، جميعهم من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ ثوبان قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) في جِنازة، فرأى ناسًا رُكبانًا، فقال: «ألا تَسْتَحيون؟! إن ملائكةَ الله على أقدامهم وأنتُم على ظُهور الدَّواب» . قال الترمذي: «حديث ثوبان قد رُوي عنه موقوفًا؛ قال محمد [أي البخاري] : الموقوفُ منه أصحُّ» .
وأخرجه البيهقي من وجه آخر عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مريم، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ ثوبان موقوفًا عليه، ثم قال البيهقي: «هذا هو المحفوظ بهذا الإسناد، موقوف ... » ، ثم رواه من طريق آخر عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مريم، به مرفوعًا، ثم قال: «ورواه ثور بن يزيد، عن راشد بن سعد موقوفًا عن ثوبان، وفي ذلك دلالة على أن الموقوف أصحُّ، وكذا قاله البخاري» .(3/553)
مَعْمَر، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَن ثَوْبان، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ فِي جِنازة، فأُتِيَ بدابَّةٍ، فَأَبى أَنْ يركبَها، فَلَمَّا انصرف أُتِيَ بدابَّة فركبَ، فقالوا لَهُ الَّذِي أَتَاهُ (1) بالدَّابة أوَّلاً: أُنْزِلَ فيَّ شيءٌ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ لَمْ أَكُنْ لأَِرْكَبَ والمَلائِكَةُ يَمْشُونَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ، لَيْسَ الحديثُ مِنْ حَدِيثِ أبي سَلَمة بن عبد الرحمن، وَأَبُو سَلَمة عَنْ ثَوْبان لا يَجِيءُ؛ إِنَّمَا هَذَا حديثٌ يَرْوِيهِ أَبُو سَلاَّم (2) ، عَنْ ثَوْبان، وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيرٍ يَرْوِي عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلاَّم، عَنْ جدِّه أَبِي سَلاَّم (3) ، فيَحْتملُ أَنْ يكونَ أَخَذَهُ عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلاَّم، عَنْ ثَوْبان، عَنِ النبيِّ (ص) ، وأسقَطَ زَيْدًا مِنَ الوَسَط، أَوْ لم يحفَظ عنه.
_________
(1) كذا في جميع النسخ: «فقالوا له الذي أتاه ... » ولعل «الذي» بدلٌ من واو الجماعة في «قالوا» ، وهو بدلُ بعضٍ من كُلٍّ، والله تعالى أعلم. ولم ترد هذه العبارة في مصادر التخريج.
(2) هو: ممطور الحبشي.
(3) من قوله: «عَنْ ثَوْبَانَ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كثير ... » إلى هنا سقط من (ك) .(3/554)
وَلا أَعْلَمُ رَوَى أَبُو سَلَمة عَنْ ثَوْبان إِلا حَدِيثًا يَرْوِيهِ أَبُو سَعْدٍ (1) البَقَّال (2) - وَهُوَ حديثٌ مُنكَرٌ - عَنْ أَبِي سَلَمة (3) ، عَنْ ثَوْبان، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ.
قَالَ أَبِي: وَأَبُو سَعْدٍ (4) البَقَّال لا أَعْلَمُ سمعَ مِنْ أَبِي سَلَمة، وَلا مِنْ أَبِي سَلاَّم، وَإِذَا رأيتَ الرَّجُلَ لا يَرْوِي عَنْهُ الثَّوريُّ - وأُراه قَالَ: وشُعبة - وَقَدْ أَدْرَكَاهُ، فَمَا ظنُّك بِهِ؟!
1079 - وسألتُ (5) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ حسن (6) بْن حَكَم (7) بن
_________
(1) في (ش) : «أبو سعيد» .
(2) هو: سعيد بن المَرْزُبان. وروايته هذه أخرجها الترمذي في "جامعه" (3389) من طريق عقبة بن خالد، والصيداوي في "معجم الشيوخ" (ص 296) من طريق عبد الرحمن الزجاج، والطبراني في "الدعاء" (304) من طريق عَلِيِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ، ثلاثتهم عن أبي سعد البقَّال، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ ح قال: قال رسول الله (ص) : «من قال حين يُمسي: رَضيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، وبمحمدٍ نبيًّا، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يرضيَه» . قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه» .
(3) في (أ) و (ش) : «منكر متصل عن أبي سلمة» ، لكن في (أ) جعل الناسخ الدائرة المنقوطة (_د.) للفصل بين قوله: «منكر» و «عن أبي سلمة» ، ثم ضرب عليها، وكتب فوقها «متصل» ، فإما أنه لَحَق، أو قصد إلغاءَ الفصل، والتنبيهَ على اتصال الكلام، وهذا الأقربُ، فإن كان كذلك فهو شاهدٌ على أن نسخة (ش) منقولة من (أ) ، والله أعلم.
(4) في (ش) : «وأبو سعيد» .
(5) نقل هذه المسألة ابن الملقن في "البدر المنير" (3/370-371/مخطوط) ، وانظر المسألة رقم (1093) .
(6) قوله: «حسن» كأنه في (ش) : «جبير» ، ثم صُوِّب.
(7) في (أ) : «حكيم» . وانظر "الجرح والتعديل" (3/7) .(3/555)
طَهْمان (1) ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتوائي (2) ؛ قَالَ: أخبرني أبو عِصام (3) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : خَيْرُ ثِيابِكُمُ البَياضُ، فَلْيَلْبَسْهَا أحياؤُكُمْ، وكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا، باطلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
1080- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عُبيد ابن إسحاق العطَّار (4) ؛ قال: ثنا القاسم بن محمد بن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ (5) بْنِ عَقيل بْنِ أَبِي طَالِبٍ؛ قَالَ: حدَّثني أَبِي: عبدُالله بْنُ مُحَمَّدٍ (6) ؛ قَالَ: حدَّثني جَابِرُ بن عبد الله؛ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ النبيِّ (ص) جلوسٌ؛ إذ أَتَاهُ آتٍ فَقَالَ (7) : إنَّ فاطمةَ ابْنَتَ (8) أَسَد - أُمَّ عليٍّ وعَقيل وَجَعْفَرٍ- قد ماتت، فقال
_________
(1) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (5391) إلا أنه وقع عنده: «الحسين بن الحكم بن طهمان» . قال الطبراني: «لا يُروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به الحسين بن الحكم» .
ورواه البزار (2941/كشف الأستار) من طريق أشعث، عن الحسن - قال: وأظنه عَنْ أَنَسٍ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (ص) فذكره. قال البزار: «لا نعلم أحدًا رواه عن أشعث عن الحسن، إلا منصور، وليس به بأس، وهو بصري، انتقل إلى واسِط، وأقام بها حتى مات» .
(2) هو: هشام بن أبي عبد الله.
(3) في (ك) : «أبو عاصم» ، وكذا في "البدر المنير". وهو: أبو عصام البصري، مشهور بكنيته، واسمه: خالد بن عبيد، وقيل: ثمامة. انظر "تهذيب الكمال" (34/87) .
(4) روايته أخرجها ابن شبة في "تاريخ المدينة" (1/124) .
(5) قوله: «بن محمد» سقط من (أ) و (ش) .
(6) في "تاريخ المدينة" زيادة: «قال: ولم يَدْعُه قطُّ إلا أباه وهو جدُّه» .
(7) قوله: «فقال» سقط من (ك) .
(8) في (ك) : «ابنة» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، وهو صحيحٌ في العربية. انظر توجيهه في التعليق على المسألة رقم (6) .(3/556)
النبيُّ (ص) : قُومُوا بِنَا إِلَى أُمِّي، فقُمنا كأنما على رؤوسِ مَنْ معه الطيرُ، [فلمَّا] (1) انْتَهَى (2) إِلَى الْبَابِ نَزَعَ قَمِيصَهُ، فَقَالَ: إِذَا غَسَّلْتُموهَا، فأَشْعِرُوهَا (3) تَحْتَ أَكْفَانِهَا (4) ، فَلَمَّا أَخْرَجُوهَا، جَعَلَ رسولُ الله (ص) مرَّةً يَحْمِلُ، ومرَّة يتأخَّر، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْقَبْرِ، نَزَلَ فَتَمَعَّكَ (5)
باللَّحْدِ، وقال: أَدخِلوهَا عَلَى بِاسْم ِ اللهِ - أو اسْم ِ اللهِ (6) -، فَلَمَّا أَدْخَلُوهَا قَالَ: جَزَاكِ اللَّهُ مِنْ أُمٍّ ورَبِيبَةٍ خَيْرًا (7) ، فَنِعْمَ الأمُّ، ونِعْمَ الرَّبيبَةُ كُنْتِ لِي، قَالَ: قُلْنَا - أَوَ قِيلَ لَهُ -: يَا رسولَ اللَّهِ، لَقَدْ صَنَعْتَ شَيْئَيْنِ (8) مَا رَأَيْنَاكَ (9) صنعتَهُما! قَالَ: مَا هُوَ؟ ، قُلْنَا: فِي نَزْع ِ قَمِيصِكَ، وَفِي تَمَعُّكِكَ فِي الْقَبْرِ، قَالَ: أَمَّا قَمِيصِي: أَلاَّ تَمَسَّهَا (10) النَّارُ أبَدًا إِن شَاءَ اللهُ، وَأَمَّا تَمَعُّكِي في القَبْرِ:
_________
(1) في جميع النسخ: «فكأنما» ، والتصويب من الموضع السابق من "تاريخ المدينة".
(2) في (ف) : «أتتها» ، وهي مصحَّفة عن «انتهى» .
(3) قوله: «غسلتموها فأشعروها» مطموس في (ك) .
ومعنى «فأشعروها» : أي: اجعلوا قميصي شِعارَها. والشِّعار: الثَّوبُ الذي يلي الجَسدَ؛ لأنه يلي شَعرَه. انظر "النهاية" (2/479-480) .
(4) في (ت) و (ك) : «أكنافها» .
(5) قوله: «فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْقَبْرِ نَزَلَ فتمعَّك» مطموس في (ك) .
ومعنى: تَمَعَّك باللَّحد: تمرَّغ في تُرابِه. انظر "النهاية" (4/343) .
(6) لفظ الجلالة ليس في (ف) .
(7) قوله: «جَزَاكِ اللَّهُ مِنْ أُمٍّ وَرَبِيبَةٍ خيرًا» مطموس في (ك) .
(8) في (ت) : «بشيئين» ، ويشبه أن تكون كذلك في (ك) .
(9) قوله: «ما رأيناك» مطموس في (ك) .
(10) كذا في جميع النسخ، وفي "تاريخ المدينة": «فأردت ألا تمسَّها» ، وهذا هو الجادَّة، ويشهد له أيضًا قوله آخر الحديث: «فَأَرَدتُّ أنْ يُوَسِّعَ» ، وما في النسخ يحتمل وجهين؛ إما أن يكون سقط قوله: «فأردتُّ» من المصنِّف أو النساخ، وإمَّا ألا يكون هناك سقط، لكنْ حذفتِ الفاءُ من جواب «أمَّا» ، وهو جائزٌ في الاختيار وسعة الكلام عند حُذَّاق النحويين؛ وقد تقدَّم التعليقُ عليه في المسألة رقم (637) .(3/557)
فَأَرَدتُّ أنْ يُوَسِّعَ اللهُ عَلَيْهَا قَبْرَهَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جدًّا (1) .
1081 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَفَّان (2) ، عَنْ أَبِي عَوانة (3) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أَكْثَرُ عَذَابِ القَبْرِ مِنَ البَوْلِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ يعني: مرفوعً (4) .
_________
(1) قال الشيخ الألباني في "الضعيفة" (5493) : «ضعيف جدًّا» .
(2) هو: ابن مسلم. والحديث عنده في "جزئه" (8/ب) ، ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1306) ، وأحمد في "مسنده" (2/388 و389 رقم 9033 و9059) ، وابن ماجه (348) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (5193) ، والآجري في "الشريعة" (853) ، والدارقطني في "السنن" (1/128) ، والإسماعيلي في "جمعه لحديث الأعمش" - كما في "الإمام" لابن دقيق العيد (3/389) -، والحاكم في "المستدرك" (1/183) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (120) . قال الدارقطني: «صحيح» .
ورواه أحمد (2/326 رقم 8331) ، والبزار في "مسنده" (220/ب/مسند أبي هريرة) ، والإسماعيلي في الموضع السابق، والآجري في "الشريعة" (852) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/14) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/412) ، كلهم من طريق يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي عوانة، به.
(3) هو: وضَّاح بن عبد الله اليَشكُري.
(4) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وتقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . ونقل ابن الملقن في "البدر المنير" (1/351/مخطوط) هذا النص بتمامه، وقال: «يعني مرفوعًا» ، وانظر "إرشاد الفقيه" لابن كثير (1/57) .
قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، إلا أبو عوانة» . ونقل الترمذي في "العلل الكبير" (37) عن البخاري أنه قال: «هذا حديث صحيح» .
= ... وذكر الدارقطني في "العلل" (1518) رواية أبي عوانة هذه، ثم قال: «وخالفه ابن فضيل فوقفه، ويشبه أن يكون الموقوف أصح» .(3/558)
1082 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الحَكَم بْنِ يَزِيدَ الأسيِّدِيّ (1) ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ شُعَيب بْنِ الحَبْحاب، عَنْ أَنَسٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ، فَإِنْ قَامَ حَتَّى يُفْرَغَ مِنْهَا (2) ، فَلَهُ قِيرَاطَان ِ؟
_________
(1) المثبت من (ت) ، وفي بقيَّة النسخ: «الأسدي» ، وما أثبتناه موافقٌ لما في "الجرح والتعديل" (9/345 رقم1538) ، و"تفسير ابن أبي حاتم" (8771) ، ومصدري التخريج التاليين.
ورواية أبي بكر بن مروان أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (4169) عن عمر بن شَبة، عن أبي بكر بن مروان، به.
وأخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" (14/385) من طريق أبي علي الحسن بن علي المعمري، عن عمر بن شبة، عن أبي بكر بن مروان - وكان ثقة وفوق الثقة-، عن عبد الوارث، عن شعيب، عن أنس، به.
ثم نقل الخطيب عن أبي علي الحسن بن علي المعمري أنه قال: «هكذا قال هذا الشيخ! وأراه وَهِمَ فيه، وذلك أن عبيد الله بن عمر حدثنا؛ قال: حدثنا عبد الوارث، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، عَنْ عثمان بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ موقوفًا. وقد رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ شعيب فقال: عن أبي الليث مولى كثير بن الصَّلت، عن أبي هريرة موقوفًا. ورواه عبد الكبير بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كثير مولى ابن الصَّلت، عن أبي هريرة ورفعه. قال أبو علي: وقد كتبت أنا عن أبي بكر الأسيدي هذا الذي رواه عن عبد الوارث؛ إلا أني لم أكتب هذا عنه» .
(2) قوله: «منها» ليس في (أ) و (ش) .(3/559)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ وأبي بَكرِ (1) ابنِ مَرْوان: كتبتُ عَنْهُ، لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
1083 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي بَزَّة (3) ، عَنْ مُؤَمَّل (4) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ النَّاسِ يَبْلُغُونَ مِئَةً، فَيَشْفَعُونَ فِيهِ إِلاَّ شُفِّعُوا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ (5) .
1084 - وسألتُ (6) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد، عن محمد ابن يَحْيَى بْن (7) حَبَّان، عَنْ زَيْدِ (8) بن
_________
(1) كذا في جميع النسخ! عدا (ك) ، ففيها: «وأبو بكر» ، وهو الجادَّة، ولم يمنع من إثباته إلا أنها منقولة من (ت) التي وافقت بقيَّة النسخ. ومع ذلك فما أثبتناه من تلك النسخ له وجه في العربية، وهو حذف حرف الجر مع بقاء الاسم مجرورًا، والتقدير: «وكتبتُ عن أبي بكر ابن مروان كتبتُ عنه» ؛ حُذِفَ الفعلُ وحرفُ الجر، وبقي الاسم مجرورًا، وهذا قليلٌ في النثر، وإن كان كثيرًا في الشعر. انظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (440) .
(2) انظر المسألة رقم (1068) .
(3) هو: أبو الحسن أحمد بن محمد بن نافع بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بزَّة. وروايته أخرجها الضياء المقدسي في "المختارة" (5/47 رقم 1661) .
(4) هو: ابن إسماعيل البصري.
(5) يعني بهذا الإسناد، وإلا فقد أخرجه مسلم في "صحيحه" (947) من طريق شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ عَنْ أَنَسٍ ح، ومن رواية عبد الله بن يزيد، عن عائشة خ.
(6) تقدمت هذه المسألة برقم (460) .
(7) في (ك) : «عن» بدل: «ابن» .
(8) من قوله: «عن يحيى بن سعيد ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ، والمثبت من (ت) و (ف) و (ك) ، وهناك ضبَّة في هذا الموضع من (أ) ، وكتب في الهامش: «سقط» . وانظر الحديث في "مسند الحميدي" (815) ، و"المعجم الكبير" للطبراني (5/230) .(3/560)
خَالِدٍ: أن رجلا ماتَ عَلَى عهد رسولِ الله (ص) ، فلم يُصَلِّ عَلَيْهِ، وَقَالَ لأصحابه: صَلُّوا ... ؟
قَالَ أَبِي: كَذَا رَوَاهُ حمَّاد بْنُ زيد!
وَرَوَاهُ جماعةٌ عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي عَمْرَة (1) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ... القصَّةَ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ.
1085 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو سُفْيَانَ الحِمْيَري (3) ، عَنْ سُفْيَانَ بْن حُسَين، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي أُمامَة بن سهل ابن حُنَيْف، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى عَلَى قَبْر؟
فَقَالَ: هَذَا خطأٌ، والصَّحيحُ: حديث يونس ابن يَزِيدَ وجماعةٍ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أبي أُمامَة، عن النبيِّ (ص) ، بلا «أبيه» .
1086 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُبَشِّر بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إنَّ النَّفْسَ قَالَتْ: لا أخْرُجُ إِلاَّ وأَنَا كَارِهَةٌ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ صَفِيَّة، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو الصَّحيحُ.
_________
(1) هو: مولى زيد بن خالد الجهني.
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (463) .
(3) هو: سعيد بن يحيى بن مهدي.(3/561)
1087 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُثْمَانُ بْنُ زُفَر (1) ؛
قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ - وَلَيْسَ بالطَّحَّان (2) - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلان، عَنْ أَبِي الزُّبَير (3) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: أُتِيَ رسولُ الله (ص) (4) بجِنازة رَجُل،
_________
(1) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (3709) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1312) ، وابن عدي في "الكامل" (2/132) ، وابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة" (122) ، وخيثمة بن سليمان في "فضائل الصحابة"- كما في "اللآلئ المصنوعة" للسيوطي (1/315) -، وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (58) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (77) ، وابن بشران في "الأمالي" (614) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (619) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (39/129 و130 و131) .
ورواه القطيعي في "زوائد فضائل الصحابة" (859) ، و"زوائد فضائل عثمان" (156) من طريق زافر بن سليمان، وابن الجوزي في "الموضوعات" (620) من طريق أحمد بن عمران، كلاهما عن محمد بن زياد، به.
(2) في (ك) : «بالطخان» . ووقع في رواية ابن شاهين وابن عساكر (39/131) : «محمد بن زياد الطحان» ، زاد ابن عساكر: «وليس هو محمد بن زياد صاحب ميمون ابن مهران» .
وقد رواه ابن عدي في ترجمة محمد بن زياد القرشي، وقال: «وهذا عن ابن عجلان بهذا الإسناد، ما رواه عن ابن عجلان غيرُ محمد بن زياد - هذا - القرشي، وليس هو بمعروف، وحدث به عن محمد بن زياد عثمانُ بن زفر وغيره، ولم أر للمتقدمين فيه كلامًا فأذكره؛ فإنه لا يُعرَف إلا بهذا الحديث الواحد» .
وذهب الترمذي إلى أنه محمد بن زياد صاحب ميمون، فقال بعد روايته للحديث: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ومحمد بن زياد هذا هو صاحب ميمون بن مهران ضعيفٌ في الحديث جدًّا ... » .
وهذا ما رجَّحه ابن حجر في "اللسان" (5/171) حيث قال: «وعندي أنه اليشكري الطحان الميموني، فقد اتُّهِم بالكذب» .
(3) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
(4) في (أ) و (ش) : «النبي (ص) » بدل: «رسول الله (ص) » .(3/562)
فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ، فَقَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ! مَا رَأَيْنَاكَ تَرَكْتَ (1) الصَّلاةَ عَلَى أحدٍ إلاَّ عَلَى هَذَا! قَالَ: إنَّهُ كَانَ يُبْغِضُ عثمانَ؛ أبْغَضَهُ اللهُ! ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (2) .
1088 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمة (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْد؛ قَالَ: خرَجَ النبيُّ (ص) فِي جِنازة رجُل مِنَ الأَنْصَارِ، فَإِذَا الذِّئْبُ مُفْتَرشٌ ذراعَيْه عَلَى الطريق، فقال النبيُّ (ص) : هَذَا أُوَيْسٌ (4) [يَسْتَفْرِضُ؛ فَافْرِضُوا] (5) لَهُ؟
_________
(1) في (ك) : «تترك» .
(2) الحديث حكم عليه ابن الجوزي بالوضع، فأورده في الموضع السابق من "الموضوعات"، ونقل كلام الأئمة في محمد بن زياد، وقال الذهبي في "الميزان" (3/553) في ترجمة محمد بن زياد القرشي: «وأتى بخبر موضوع» . وقال الألباني في "الضعيفة" (1967) : «موضوع» .
(3) روايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/387) ، ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" (6/40) .
(4) أُوَيْسٌ: اسم للذِّئب مُصغَّرًا، كما أنه اسمٌ له مكبَّرًا، أي: أَوْس. انظر "الحيوان" للجاحظ (1/198) ، و"حياة الحَيَوان الكبرى" للدَّميري (1/498) ، و"لسان العرب" (6/18) .
(5) في جميع النسخ: «يستقرض فاقرضوا» بالقاف في = = كلتيهما، وفي "المعرفة والتاريخ": «يستقرظني فاقرظوا» ، وصوَّبها المحقق: «يستفرضني فافرضوا» بالفاء. والتصويب من الموضع السابق من "دلائل النبوة" للبيهقي، و"البداية والنهاية" لابن كثير (9/29/دار هجر) .
ويؤكده: ما رواه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (ص319) من طريق الواقدي، عن رجل سمَّاه، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب ... فذكره بنحوه وفيه: قال رسول الله (ص) : «هذا وافِدُ السِّباع إليكُم؛ فإن شئتُم أن تَفْرضُوا له شيئًا لا يَعْدُوه إلى غيره، وإن شئتُم تركتمُوه واحتَرَزتُم منه، فما أخذ فهو رِزقُه» ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا تطيب أنفسنا بشيء له، فأومأ إليه النبيُّ (ص) بأصابعه الثلاثة، أي: فخالسهم، فولَّى وله عَسَلان [أي: سرعة في مَشْيه] . اهـ.
ورواه أبو نعيم - كما في "البداية والنهاية" (9/30) - من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عن رجل من مزينة أو جهينة ... فذكره بنحوه، وفيه: «هذه وفودُ الذِّئاب، جِئْنَكُم يسألْنَكُم لتفرِضُوا لهنَّ من قُوت طعامِكُم وتأمَنُوا على ما سِواه ... » ، الحديث.(3/563)
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ إبراهيمُ بْنُ سعد، عن محمد ابن إسحاق، عن محمد ابن خَالِدٍ، عَنْ أَبِي أُسَيْد - أَوْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْد - عَنِ النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ؟
قَالَ: جَمِيعًا مُنكَرَينِ (1) ، وَمِنْ حَدِيثِ الزُّهْري، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْد مُنكَر، وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ شيخٌ مجهولٌ (2) .
قلتُ: الحديثُ بأيِّهما (3) أشبهُ؟
قَالَ: لا أَدْرِي.
1089 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيك (4) ، عن
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة «قال: جميعًا منكران» ، لكنَّ ما وقع في النسخ فيه ضبطان: أحدهما: بالألف الممالة المكتوبة ياءً «منكَرينِ» ، ولا تنطق إلا ألفًا ممالة. وثانيهما: بالياء الخالصة «منكَرَيْن» ، وعلى ذلك فتخرَّجُ تخريجين: الأول: بتقدير فعل ينصبُ مفعولين، إما فعل يقين كـ «أعدُّ» ، أو فعل ظنٍّ كـ «أحسَبُ» .
والثاني: بحمل الفعل «قال» على «ظنَّ» في نصب مفعولين في لغة بني سُلَيم.
وقد بسطنا القول على مثل هذا في تعليقنا على المسألة رقم (25) ، وانظر المسألة رقم (124) و (759) .
(2) وكذا قال أيضًا في "الجرح والتعديل" (7/242 رقم 1331) .
(3) في (ت) و (ك) : «بأيها» .
(4) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (8833) ، وقال: «إسنادٌ غيرُ قوي» .(3/564)
عبد الحميد بْنِ حَفْص، عَنْ مُوسَى بْنِ (1) عُلَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ أَبِي هريرة: أنَّ (3) النبيِّ (ص) قَالَ: يُكْرَهُ الضَّحِكُ فِي مَوْضِعَيْنِ: عِنْدَ رُؤْيَةِ الجِنَازَةِ، وَعِنْدَ رُؤْيَةِ القِرْدِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ لَيْسَ (4) بِصَحِيحٍ.
1090 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ضَمْرَة (6) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطاء، عَنْ ثُمامَة بْنِ النَّضْر بْنِ أَنَسٍ؛ قَالَ: كَانَ أنسٌ (7) إِذَا (8) شَهِدَ جِنازة الأَخِ مِنْ إِخْوَانِهِ؛ وقفَ عَلَى قَبْرِهِ بَعْدَ أَنْ يُدفَن، فَيَقُولُ: جافِ (9) الأرضَ عن جُثَّتِه (10) ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: ثُمامَة بن عبد الله بن أنس (11) .
_________
(1) قوله: «ابن» سقط من (ت) و (ك) .
(2) هو: عُلَيُّ بن رباح اللَّخْمي.
(3) قوله: «عن أبي هريرة أن» مطموس في (ك) .
(4) قوله: «حديث ليس» مطموس في (ك) .
(5) نقل هذه المسألة ابن الملقِّن في "البدر المنير" (4/102/مخطوط) .
(6) هو: ابن ربيعة.
(7) قوله: «كان أنس» مكرر في (ش) .
(8) قوله: «أنس إذا» مطموس في (ك) .
(9) أي: اللَّهم جافِ.
(10) وقع في "البدر المنير": «عن جنبيه» بدل: «عن جثته» .
(11) الحديث أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (8824) من طريق أبي عوانة، عن قتادة، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أنس بن مالك: أنه كان يقول إذا وضع الميِّت في قبره: اللهم جافِ الأرضَ عن جنبيه، وصعِّد روحه، وتكفَّله، وتلقَّه منك برحمة.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (11701) من طريق وكيع، والطبراني في "الكبير" (1/244 رقم 687) من طريق هشام الدستوائي، كلاهما عن قتادة، عن أنس بنحوه هكذا ليس فيه واسطةٌ بين قتادة وأنس.(3/565)
1091 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَكِّيٌّ (2) ، عَنْ (3) مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى عَلَى النَّجاشِي، فكَبَّر أَرْبَعًا؟
فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مَالِكٌ (4) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهِمَ فيه مَكِّيٌّ (5) .
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (1050) من طريق عَبْدة = = ابن سليمان، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، وذكر أبو زرعة أن عَبْدة وَهِمَ فيه أيضًا.
(2) هو: ابن إبراهيم. وروايته أخرجها الخليلي في "الإرشاد" (1/275) من طريق ابن أبي حاتم؛ حدثنا محمد بن عمَّار بن الحارث، حدثنا مكي ... ، فذكره. وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (1538) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/117 و13/117) ، وميسرة بن علي في "مشيخته"- كما في "التدوين" للقزويني (2/483) - وابن عساكر في"تاريخ دمشق" (60/240) ، جميعهم من طريق مكي، به.
(3) في (ك) : «بن» بدل: «عن» .
(4) روايته على هذا الوجه في "الموطأ" (1/226 رقم 532) . ومن طريقه أخرجه البخاري في "صحيحه" (1245) ، ومسلم (951) .
(5) روى الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (13/117) عن الحسين بن حبان: أنه سأل أبا زكريا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ حَدِيثٍ حدث به مَكِّيٌّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ (ص) صلَّى على النجاشي؟ فقال أبو زكريا: هذا باطل وكذب! قلت: وهذا الحديث؟ فقال: إن مكي بن إبراهيم رواه هكذا بالرَّي، هو جاءني من خراسان يريد الحج، فلما رجع من حجه سئل عنه؟ فأبى أن يحدِّث. اهـ.
وروى الخطيب أيضًا (9/117) عن إبراهيم الحربي أنه سئل عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: «مَا خلق الله من هذا شيئًا، لو كان من هذا شيءٌ كان في "الموطأ"» .
وقال الخليلي في الموضع السابق: «وهذا أخطأ فيه مكي من حفظه بالرَّي، قاله أبو زرعة الرازي، وصوابه: مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) » .
وقال الذهبي في "السير" (9/551) في ترجمة مكيٍّ: «تفرد بهذا، ثم رجع عنه؛ لما بان له أنه وهم، وأبى أن يحدث به، ثم وجَدَه في كتابه: عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سعيد، عن أبي هريرة، وقال: هكذا في كتابي» .
ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/284) من طريق موسى بن هارون، حدثنا حباب بن جبلة الدقاق - وهو ثقة -، حدثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر: أن رسول الله (ص) كبَّر علي النجاشي أربعًا. قال الخطيب: «كذا روى هذا الحديث حباب بن جبلة وتابعه مكي بن إبراهيم، فرواه عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، ثم رجع مكيٌّ عنه ورواه عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هريرة، وهو المحفوظ عن مالك» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (4/108/أ) الاختلافَ في هذا الحديث وقال: «ورواه مالك بن أنس واختُلِف عنه، فرواه مكي بن إبراهيم البلخي، وحباب بن جبلة الدقاق، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر. والمعروف: عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هريرة» .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (6/325) بعد أن ذكر رواية مكي وحباب: «وليس هذا الإسناد في الموطأ لهذا الحديث، ولا أعلم أحدًا حدَّث به هكذا عن مالك غيرهما» .(3/566)
1092 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) سألتُ (2) أَبِي (3) عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ المُبارك (4) ، عن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ بُسْر (5) بن عُبَيدالله، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخَوْلاني (6) ، عَنْ واثِلَة بْنِ الأَسْقَع، عَنْ أَبِي مَرْثَد (7) الغَنَوِيّ، عن النبيِّ (ص) (8) .
_________
(1) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط.
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسألت» بالواو.
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (213) و (1029) .
(4) هو: عبد الله.
(5) في (ش) و (ك) : «بشر» .
(6) هو: عائذ الله بن عبد الله.
(7) أبو مرثد هذا: مشهور بكنيته، واسمه: كَنَّاز بن الحصين. انظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين الدمشقي (7/342) .
(8) لم يذكر متن الحديث هنا، وذكره في المسألة رقم (213) و (1029) ، ولفظه: «لا تُصَلُّوا إِلَى القُبور، وَلا تَجلِسُوا عليها» .(3/567)
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : وابنُ المُبارك أدخلَ بَيْنَهُمَا أَبَا إِدْرِيسَ، فأيُّهما أصحُّ عِنْدَكَ؟
فَقَالَ: الصَّحيحُ مَا يَقُولُهُ أَهْلُ دِمَشْقَ؛ لَيْسَ بَيْنَهُمَا أَبُو إِدْرِيسَ، وَقَدْ وَهِمَ ابنُ المُبارك فِي زِيَادَتِهِ (2) أَبَا إِدْرِيسَ؛ لأن بُسْر (3) بن عُبَيدالله رَوَى عَنْ واثِلَة ولَقِيَه، وَلا أعلمُ أَبَا إِدْرِيسَ رَوَى عَنْ واثِلَة شَيْئًا، وأهلُ الشَّام أضبطُ لِحَدِيثِهِمْ مِنَ الغُرباء.
1093 - وسألتُ (4) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ (5) عَبْدُ الرزَّاق (6) ،
عَنْ مَعْمَر، عَنْ أيُّوب (7) ، عَنْ أَبِي قِلابة (8) ، عَنْ أَبِي (9) المُهَلَّب (10) ، عن
_________
(1) في (ف) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» .
(2) في (ك) : «زيادة» .
(3) في (ش) : «بشر» بالشين المعجمة.
(4) ذكر ابن الملقن هذا النص في "البدر المنير" (3/370/مخطوط) بتصرُّف واختصار. وانظر المسألة رقم (1079) .
(5) قوله: «رواه» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(6) هو: ابن همام الصَّنعاني، وروايته أخرجها في "المصنف" (6198) . ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (5/20-21 رقم 20235) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1315) ، والطبراني في "الكبير" (7/234 رقم6975) ، والحاكم في "المستدرك" (4/185) .
ورواه أحمد في "مسنده" (5/20-21 رقم 20235) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1314) ، والنسائي في "المجتبى" (1896 و5322) ، والطبراني في "الكبير" (7/234 رقم6976) ، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (597) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/403) كلهم من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أبي المُهلَّب، عن سَمُرة، به.
(7) هو: ابن أبي تميمة السَّخْتِياني.
(8) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي.
(9) في (ش) : «ابن» بدل: «أبي» .
(10) هو: الجَرْمي؛ عمُّ أبي قلابة، مشهور بكنيته، ومُختَلف في اسمه؛ قيل: عمرو، وقيل: عبد الرحمن، وقيل غير ذلك.(3/568)
سَمُرة بْنِ جُنْدُب؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : عَلَيْكُمْ بِهَذا البَيَاضِ، فَلْيَلْبَسْهُ أَحْيَاؤُكُمْ، وكَفِّنُوا فِيهِ مَوْتَاكُمْ؛ فَإِنَّهُ مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ - أَوْ قَالَ: لِبَاسِكُمْ -؟
قَالَ أَبِي: لَمْ يُتابَعْ مَعْمَرٌ عَلَى تَوْصِيلِ (1) هَذَا الْحَدِيثِ (2) ؛ وَإِنَّمَا يَرْوِيهِ (3) عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ سَمُرَة، عن النبيِّ (ص) (4) .
1094 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرزَّاق (6) ، عن
_________
(1) قوله: «توصيل» مصدرٌ من: وصَّل الحديثَ يوصِّلُهُ توصيلاً، وهو في معنى: وَصَلَهُ يَصِلُهُ وَصْلاً. وهي لغةٌ فاشيةٌ في هذا الكتاب. انظر التعليق على المسألة رقم (163) .
(2) تقدَّم أن سعيد بن أبي عروبة تابع معمرًا على روايته؛ فإما أن تكون طريق سعيد لم تثبت عند أبي حاتم، أو أنه لم يقف عليها، والله أعلم.
(3) يعني: أيوب السَّختياني.
(4) الحديث رواه الإمام أحمد في "مسنده" (5/21 رقم 20236) ، والنسائي في "المجتبى" (5323) ، وابن سعد في "الطبقات" (1/449) من طريق حماد بن زيد، وابن سعد (1/449) من طريق حماد بن سلمة، وأحمد (5/12 رقم 20140) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (11124) ، والنسائي في "الكبرى" (9643) من طريق ابن عُلَيَّة، والنسائي أيضًا من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، والحاكم في "المستدرك" (4/185) من طريق ابن عيينة، والروياني في "مسنده" (795) ، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (598) من طريق عبد الوهَّاب الثقفي. ستتهم عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن سمرة، به، ولم يذكروا أبا المهلب.
(5) نقل بعض هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/63) ، ونقل بعضه بتصرف ابن الملقن في "البدر المنير" (2/62/مخطوط) ، وانظر المسألة رقم (1035) و (1046) .
(6) هو: ابن همام الصَّنعاني. وروايته أخرجها في "المصنف" (6110) . ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/280 رقم7770) ، والإسماعيلي في "جمعه لحديث يحيى" كما في "الإمام" لابن دقيق العيد (3/63) .(3/569)
مَعْمَر، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثير، عَنْ رجُلٍ يُقَالُ لَهُ: أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا، فَلْيَغْتَسِلْ؟
قلتُ لأَبِي: مَنْ أَبُو إِسْحَاقَ هَذَا؟ وَهَلْ يُسَمَّى؟
قَالَ: لا يُسَمَّى (1) .
1095 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بن حسن بْنِ عَطيَّة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه (4) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري؛ قال: لَعَنَ رسولُ الله (ص) النَّائِحَةَ والمُسْتَمِعَةَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَطيَّة وَأَبُوهُ وجَدُّه ضعفاءُ الحديث.
_________
(1) سُئل الدارقطني في "العلل" (2245) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه يحيى بن أبي كثير واختُلِف عنه: = = فرواه أَبَانٌ الْعَطَّارُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ رجل من ليث، عن أبي إسحاق الدَّوسي، عن أبي هريرة، قال ذلك أبان العطار، وتابعه هشام الدَّستوائي. وقال معمر: عَنْ رجُلٍ يُقَالُ لَهُ: أَبُو إسحاق، عن أبي هريرة. وكذلك قال هدبة بن خالد، عن هشام، عَنْ يَحْيَى؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إسحاق، عن أبي هريرة. وخالفه محمد بن كثير، عن هشام، فقال: عن يحيى، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عن مولى لهم، عن أبي هريرة. والصَّحيح: قول أبان ومن تابعه» . اهـ.
(2) ذكر ابن الملقن في "البدر المنير" (4/114/مخطوط) بعض هذا النص، وانظر "التلخيص الحبير" (2/278) .
(3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/65 رقم 11622) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/66) ، وأبو داود في "سننه" (3128) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/63) . قال البخاري بعد أن روى له هذا الحديثَ وحديثًا آخر: «ولم يصح حديثه» .
(4) هو: عطية بن سعد العَوْفي.(3/570)
1096 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَبْدِ الرزَّاق (2) ،
عَنْ مَعْمَر، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) أخَذَ عَلَى النِّسَاءِ حِينَ بايَعَهُنَّ: ألاَّ يَنُحْنَ، فقُلْنَ: إنَّ نساءً أَسْعَدَتْنا (3) فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَفَنُسْعِدُهُنَّ (4) فِي الإِسْلامِ؟ فقال النبيُّ (ص) : لا إِسْعَادَ فِي الإِسْلامِ، وَلا شِغَارَ (5) فِي الإِسْلامِ، وَلا عَقْرَ (6) في الإِسْلامِ، وَلا
_________
(1) نقل قول أبي حاتم الضياء في "المختارة" (5/168) ، وابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (3/202) ، و "المحرر" (548) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (4/170/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/315) .
(2) روايته أخرجها في "المصنف" (6690 و9829) .
ومن طريقه أخرجه: أحمد في "المسند" (3/197 رقم13032) ، وعبد بن حميد (1253/المنتخب) ، وابن حبان في "صحيحه" (3146) ، والضياء في "المختارة" (1785 و1786 و1787) . ورواه عبد الرزاق أيضًا (10434) عن معمر، عن ثابت وأبان، عن أنس، عن النبي (ص) ، به. ورواه من طريقه هكذا أحمد في "المسند" (3/165 رقم 12686) ، إلا أنه قال: عن معمر، عن ثابت وأبان وغير واحد، عن أنس: أن النبي (ص) . وأخرجه من طريقه مختصرًا: الترمذي في "جامعه" (1601) ، وأبو داود في "سننه" (3222) ، والنسائي في "المجتبى" (1852) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1895) ، والخطابي في "غريب الحديث" (1/368) ، والبيهقي في"السنن الكبرى" (4/62) .
(3) في (ت) : «أسعدنا» . وفي مصادر التخريج: «أسْعَدْنَنا» . والإسعادُ: هو إسعادُ النساء في المَناحات، تقومُ المرأة فتقومُ معها أُخرى من جاراتها فتساعدُها على النِّياحة. "النهاية" (2/366) .
(4) في (ت) و (ك) : «أفتسعدهن» .
(5) الشِّغارُ: نكاحٌ معروفٌ في الجاهلية؛ كان يقولُ الرجُل للرجُل: شاغِرْني، أي: زَوِّجْني أختَك أو بنتَك أو من تَلي أمرَها، حتى أزوِّجَكَ أُختي أو بِنتي أو مَنْ أَلي أمرَها، ولا يكونُ بينهما مَهْرٌ، ويكون بُضْعُ كُلِّ واحدةٍ منهما في مقابَلَة بُضْعِ الأُخرى. وقيل له: شِغارٌ؛ لارتفاع المَهْر بينهما. "النهاية" (2/482) .
(6) كانوا يَعْقرونَ الإبلَ على قبُور الموتى - أي: يَنحَرونَها - ويقولون: إنَّ صاحبَ القَبر كان يَعْقِرُ للأضياف أيام حياته، فُنكافِئُه بمثل صَنيعه بعد وَفاتِه. وأصلُ العَقْر: ضَرْبُ قوائم البعير أو الشَّاة بالسَّيف وهو قائمٌ. "النهاية" (3/271) .(3/571)
جَلَبَ (1) ،
وَلا جَنَبَ (2) ، ومَنِ انْتَهَبَ (3) فَلَيْسَ مِنَّا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا (4) .
1097 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُحارِبي (5) ، عَنْ إِبْرَاهِيمُ بْنِ الفَضْل، عَنْ سَالِمٍ الأَفْطَس (6) ،
عَنْ عَطاء بْنِ أَبِي رَباح، عن ابن
_________
(1) الجَلَبُ يكونُ في شيئين: أحدُهما: في الزَّكاة، وهو: أن يَقْدَمَ المُصَدِّقُ على أهل الزَّكاة، فَينزلَ موضعًا، ثم يُرسلَ من يَجلِبُ إليه الأموالَ من أماكنِها؛ ليأخذَ صَدَقَتها، فنُهيَ عن ذلك، وأُمِرَ أن تُؤخَذَ صَدقاتُهم على مِياهِهم وأماكِنهم.
والثاني: أن يكونَ في السِّباق، وهو أن يَتْبَعَ الرجلُ فَرَسَه، فيزجُرَه ويَجْلِبَ عليه ويَصِيح؛ حثًّا له على الجَرْي، فنُهيَ عن ذلك. "النهاية" (1/281) .
(2) الجَنَبُ - بالتحريك - في السِّباق: أن يَجْنُبَ فرسًا إلى فَرسِه الذي يُسابِق عليه، فإذا فَتَرَ المركوبُ تَحَوَّلَ إلى المَجْنوب. وهو في الزَّكاة: أن ينزلَ العاملُ بأقصى مواضع أصحابِ الصَّدقة، ثم يأمرَ بالأموال أن تُجنَبَ إليه، أي: تُحضَرَ، فنُهوا عن ذلك. "النهاية" (1/303) .
(3) النَّهْبُ: الغارَةُ والسَّلْب. انظر "النهاية" (5/133) .
(4) قال الترمذي في "العلل الكبير" (482) : «سألت محمدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيث؟ فَقَالَ: لا أعرف هذا الحديث إِلا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، لا أعلم أحدًا رواه عن ثابت غير معمر، وربما قال عبد الرزاق في هذا الحديث: عن معمر، عن ثابت وأبان، عن أنس» .
وقال الدارقطني في "الأفراد" (ق 74/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به معمر، عن ثابت، عنه، ولا أعلم رواه عنه غير عبد الرزاق» .
(5) هو: عبد الرحمن بن محمد.
(6) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (12/342 رقم13622) ، وابن عبد البر في "الاستذكار" (8/237) من طريق محمد بن الفضل - وهو متروك-، عَنْ سَالِمٍ الأَفْطَسِ، عَنْ عَطَاءِ، عن ابن عمر، به.
ورواه الدارقطني في "سننه" (2/56) ، وتمام في "فوائده" (293/الروض البسام) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (713) من طريق محمد بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سَالِمٍ الأَفْطَسِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مثله.
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (10/320) من طريق سويد بن عمر، عن سالم الأفطس، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عمر، به.
ورواه الدارقطني في "سننه" (2/56) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/317) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (712) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به.
وعند أبي نعيم: «عن عطاء ونافع، عن ابن عمر» .(3/572)
عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَنْ قَالَ: لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، فَصَلُّوا عَلَيْهِ، وَصَلُّوا وَراءَهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لا أعلمُ لسالمٍ حديثً مُسنَدً (1) ؛ يَعْنِي: فِي هَذَا الْبَابِ (2) .
1098 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ثُمامَة البصري (4) ، عن
_________
(1) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب في اللفظتين، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(2) قال ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/425) : «قال العقيلي: وليس في هذا المتن إسنادٌ يثبت.
وقال الدارقطني: ليس فيها ما يثبت إسناده. وسُئِل أحمد بن حنبل عن هذا الحديث «صلُّوا خلفَ كلِّ بَرٍّ وفاجِرٍ» ؟ فقال: ما سمعنا بهذا» . اهـ. وانظر "نصب الراية" (2/26-27) .
(3) بَوَّب البخاري في "صحيحه" (3/140/الفتح) بمتن هذا الحديث فقال: «بابٌ: الكَفَنُ من جميع المال» ، فعلَّق عليه الحافظ ابن حجر في "الفتح" (3/141) بقوله: «وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" من حديث جابر، وحكى عن أبيه أنه منكر» ، وانظر "تغليق التعليق" (2/464) .
(4) الظاهر أنه: ثمامة بن عبيدة العبدي، فهو بصري، ومعروفٌ بالرواية عن أبي الزبير. انظر "الجرح والتعديل" (2/467 رقم1899) ، و"التاريخ الكبير" (2/178 رقم 2120) .(3/573)
أَبِي الزُّبَير (1) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ (2) : الكَفَنُ مِنْ جَمِيعِ المَالِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
1099 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وكيعٌ (3) ، وَأَبُو داودَ الطَّيالِسيُّ (4) ، عَنِ الأسْوَد بْنِ شَيْبان، عَنْ بَحْر بْنِ مَرَّار (5) ، عَنْ جدِّه أَبِي بَكْرَة (6) ؛ قَالَ: كنتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ الله (ص) ، فَمَرَّ عَلَى قَبْرَينِ، فَقَالَ: إِنَّهُمَا يُعَذَّبَان ِ، فَقَالَ: ائْتِنِي بِجَرِيدَةٍ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ.
_________
(1) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
(2) ظاهره: أن الحديث موقوفٌ على جابر ح؛ لكن قال الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" (2/464) : «وقد رُوِّينا هذه الجملة حديثًا مرفوعًا من طريق أبي الزبير، عن جابر، واستنكره أبو حاتم الرازي» .
(3) هو: ابن الجراح. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (1308) ، وأحمد في "المسند" (5/39 رقم20411) ، وابن ماجه في "سننه" (349) .
(4) هو: سليمان بن داود. وروايته أخرجها في "مسنده" (908) ، ومن طريقه أخرجها الطحاوي في "شرح المشكل" (5191) .
تنبيه: وقعت الرواية في الطبعة الهندية لـ"مسند الطيالسي" (867) هكذا: «عَنَ الأَسْوَدِ بْنِ شَيْبَانَ، عَنْ بحر بن مرَّار البكراوي، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ ... » ، هكذا بزيادة: عبد الرحمن بن أبي بكرة، وهو خطأ، وقد ذكرها عن أبي داود على الصَّواب: الدارقطنيُّ في "العلل" (1267) ، والطبرانيُّ في "الأوسط" (3747) تعليقًا.
(5) في (ف) و (ك) : «مران» . وهو: بحر بن مَرَّار بن عبد الرحمن ابن أبي بكرة. انظر "تهذيب الكمال" (4/14) .
(6) هو: نُفَيْع بن الحارث.(3/574)
وَرَوَاهُ سُلَيمان بْنُ حَرْب، وَمُسْلِمُ بن إبراهيم (1) ،
وعبد الله بْنُ أَبِي بَكْرٍ العَتَكي (2) ، عَنِ الأسْوَد بْنِ شَيْبان، عَنْ بَحْر بن مَرَّار، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْرَة، عَنْ أَبِي بَكْرَة، عن النبيِّ (ص) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا أصحُّ مِنْ حَدِيثِ وَكِيعٍ.
1100- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَرير بن عبد الحميد (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ (4) ؛ قَالَ: قَالَ نَافِعُ بْنُ جُبَير (5) : حدَّثني مَسْعُودُ بْنُ الحَكَم، عَنْ عليٍّ: أنَّ رسولَ الله (ص) كَانَ يقومُ فِي الجِنازَة، ثُمَّ جلس بَعْدُ؟
_________
(1) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (2/127) ، والبزار في "مسنده" (3636) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/154) ، وابن عدي في "الكامل" (2/55) ، والطبراني في "الأوسط" (3747) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (125) .
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرويه عن أبي بكرة إلا من هذا الطريق، وقد روي عن غير أبي بكرة هذا الكلام وهذا الفعل، فذكرنا كل حديث منها بلفظه في موضعه» .
وقال العقيلي: «وليس بمحفوظ من حديث أبي بكرة إلا عن بحر بن مرَّار هذا، وقد صحَّ من غير هذا الوجه» .
وقال الطبراني: «لا يُروى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي بكرة إلا من حديث الأسود بن شيبان، ولم يجوِّده عن الأسود بن شيبان إلا مسلم بن إبراهيم» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (1267) الاختلافَ في هذا الحديث، ثم قال: «والصَّواب قول من قال: عن عبد الرحمن بن أبي بكرة» .
(2) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/56) .
(3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (908) ، والمحاملي في "أماليه" (159) ، وعلقها الدارقطني في "العلل" (4/128) .
(4) هو: المقْبُري.
(5) من قوله: «ابن عبد الحميد ... » إلى هنا سقط من (ك) .(3/575)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ وَهَمٌ؛ رَوَاهُ مَالِكٌ (1) ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ (2) ، وَعَائِذُ بْنُ حَبِيب (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ واقِد بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَير، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحَكَم، عَنْ عليٍّ، عن (4) النبيِّ (ص) (5) .
قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: إِلَى مَا (6) تذهبُ (7) ؟
_________
(1) روايته أخرجها في "الموطأ" (1/232) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (3175) .
(2) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (962) .
(3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (11518) . ورواه مسلم في "صحيحه" (962) من طريق عبد الوهَّاب الثقفي وابن أبي زائدة، والحميدي في "مسنده" (51) من طريق ابن عيينة، وأبو يعلى في "مسنده" (273) من طريق يزيد بن هارون، أربعتهم عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ واقد، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ مسعود، عن علي به.
(4) قوله: «الحكم عن علي عن» مطموس في (ك) .
(5) سُئل الدارقطني في "العلل" (466) عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: «هُوَ حديث يرويه يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ، عن علي، قال ذلك الليثُ بن سعد وعبد الوهَّاب الثقفي ويزيد بن هارون، وخالفهم جرير بن عبد الحميد، فرواه عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ مسعود بن الحكم، ووهم فيه جرير ... ، والصَّواب: قول الليث بن سعد ومن تابعه: عن يحيى، عن واقد بن عمرو» . اهـ.
(6) كذا في جميع النسخ: «إلى ما» بإثبات ألف «ما» الاستفهامية، مع دخول الجارّ عليها، والجادَّة: إلامَ، أو: إلى مَهْ. بحذف ألفها متصلة، أو منفصلة مع زيادة هاء السكت.
وما وقع في النسخ: صحيحٌ أيضًا وهي لغة حكاها الأخفش لكنها قليلة. وقد قرئ في الشواذِّ: {عَمَّا يَتَسَاءَلُونَ} [النبأ: 1] بإثبات الألف وقفًا ووصلاً. انظر: "معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (10/259- سورة النبأ) . وانظر التعليق على المسألة رقم (2168) و (2434) .
(7) في (ك) : «يذهب» .(3/576)
قَالَ: إِلَى الجُلوسِ فِي الجِنازَة (1) .
1101 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختُلِفَ (2) عَلَى مُوسَى (3) بْنِ عُقْبَة: فرواه عبد الرزَّاق (4) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (5) ، عَنْ مُوسَى ابن عُقْبَة، عَنْ قَيْس بْنِ مَسْعُودِ بْنِ الحَكَم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عليٍّ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ جَلَسَ فِي الجِنازَة بَعْدَ أَنْ كانَ يقومُ.
وَرَوَى إسماعيلُ بنُ عَيَّاش، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ الحَكَم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النبيِّ (ص) (6) ؟
_________
(1) انظر المسألة التالية.
(2) أي: اختُلِفَ فيه.
(3) في (ت) و (ك) : «على بن موسى» .
(4) هو: ابن همام. وروايته أخرجها في "المصنف" (6312) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/28) .
(5) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(6) لم نقف عليه بهذا الوجه من رواية إسماعيل بن عياش، وإنما رواه الخطيب في "الموضح" (1/403) من طريق إبراهيم بن العلاء الزَّبِيدِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ إسماعيل بن مسعود ابن الْحَكَمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طالب، عَنِ النَّبِيِّ (ص) .
ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/488) من طريق محمد بن جعفر - وهو ابن أبي كثير -، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/223) ، والخطيب في "الموضح" (1/402) من طريق عبد الله - وهو ابن المبارك -، كلاهما عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ إسماعيل بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ علي، به.
وعدمُ ذكر «علي بن أبي طالب» في مسألتنا، لعله لاختلاف على إسماعيل بن عياش، فروي عنه بذكر «علي» كما في مصادر التخريج، وبعدم ذكره كما في مسألتنا. إلا أن يكون ذكرُه سقط من جميع النسخ، والله تعالى أعلم.(3/577)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إسماعيلُ أصحُّ (1) .
1102 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (2) ، عَنْ شُعْبة، عن عُيَينة بن عبد الرحمن بْنِ جَوْشَن، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: شَهِدتُّ جِنازَة ابن عبد الرحمن بْنِ سَمُرَة (3) ، فَجَعَلَ رجالٌ مِنْ مَوَالِيهِ وَأَهْلِهِ يَمْشُونَ أَمَامَ السَّرير (4) عَلَى أَعْقَابِهِمْ، وَيَقُولُونَ (5) : رُوَيدًا! بارَك اللهُ
_________
(1) في الحديث اختلافٌ آخر ذكره الدارقطني في "الأفراد" (50/ب/أطراف الغرائب) فقد أورد الحديث وقال عنه: غريب من حديث أبي مصعب المَديني عبد السلام ابن حفص، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ يوسف بن مسعود، عن أبيه. تفرَّد به أبو عامر العَقَدي، عن أبي مصعب.
وقال في موضع آخر: غريب من حديث يوسف بْنِ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أبيه. وغريب من حديث عُبَيدالله العُمَري عنه. تفرَّد به جنادة بن سلمة عنه. وانظر المسألة السابقة.
(2) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3182) ، والحاكم في"المستدرك" (3/446) ، لكن جاءت روايته هكذا: «حدثنا شُعْبَةَ، عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرحمن، عن أبيه: أنه كان في جنازة عثمان بن أبي العاص، وكنا نمشي مشيًا خفيفًا، فلَحِقَنا أبو بكرة، فرفع سَوْطَه فقال: لَقَدْ رأيتُنا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ الله (ص) نرمُلُ رمَلاً.
كذا قال: في جنازة عثمان بن أبي العاص. ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/477) من طريق محمد بن جعفر المدائني، عن شعبة، عن عيينة، عن أبيه؛ قال: كُنَّا في جنازة عبد الرحمن بن سمرة أو عثمان بن أبي العاص ... ، الحديث.
قال البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/127) : «وقال شعبة، عن عيينة، عن أبيه: جنازة عثمان بن أبي العاص، وعثمان وهمٌ» . اهـ. وسيأتي من رواية جماعة عن عيينة، وفيه: «في جنازة عبد الرحمن بن سَمُرة» وهو الصَّحيح.
(3) كذا في جميع النسخ: «ابن عبد الرحمن بن سَمُرة» ، وقد رواه أبو داود والحاكم - كما سبق - من طريق مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُعْبَةَ، وفيه: «في جنازة عثمان ابن أبي العاص» .
(4) في (ك) : «السرين» .
(5) في (ك) : «يقولون» بلا واو.(3/578)
فيكُم، فَكَانُوا يَدِبُّون دَبِيبًا. فَلَحِقَنا عثمانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ، فلمَّا رَأَى أُولَئِكَ وَمَا يصنعونَ؛ حَمَلَ عليهم بالسَّوْطِ، وقال: خَلُّوا (1) ! فَوَالَّذي كَرَّمَ (2) وجهَ أَبِي القاسم (ص) ! لَقَدْ رأيتُنا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ الله (ص) نكادُ نَرْمُلُ بِهَا رَمَلاً.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: رَوَى هَذَا الحديثَ هُشَيمَ (3) ، ووَكيع (4) ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيالِسي (5) ، وسَعْدانُ بْنُ يَحْيَى (6) ، عَنْ عُيَينة بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ، وَقَالَ فِيهِ: فحَمَلَ عَلَيْهِمْ أَبُو بَكْرَة (7) ، بدلَ: عُثْمَانَ بن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «كلوا» .
(2) في (ك) : «أكرم» .
(3) هو: ابن بشير. وروايته أخرجها أحمد في "المسند" (5/37 رقم 20388) ، والنسائي في "المجتبى" (1913) ، وابن حبان في "صحيحه" (3044) ، والحاكم في "المستدرك" (1/355) .
(4) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (5/36 رقم 20375) ، والبزار (3695) .
(5) روايته أخرجها في "مسنده" (924) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/22) .
ورواه البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/127) من طريق يزيد بن هارون، وأبو داود في "سننه" (3183) من طريق عيسى بن يونس، وأحمد في "المسند" (5/36 رقم 20375) من طريق يحيى القطان، وأبو داود (3183) ، والنسائي في "المجتبى" (1912) من طريق خالد بن الحارث، والنسائي (1913) ، وابن حبان في "صحيحه" (3043) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، والبزار في "مسنده" (3680) من طريق ابن أبي عدي، ستتهم عن عيينة، عن أبيه، عن أبي بكرة، به مطولاً ومختصرًا. ووقع عند البخاري وأبي داود والنسائي وابن حبان والبزار: «في جنازة عبد الرحمن بن سَمُرة» . قال البزار: «وهذا الحديث لا نحفظه عن أبي بكرة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» .
(6) اسمه: سعيد بن يحيى بن صالح اللخمي، وسعدان لقبه.
(7) هو: نُفَيع بن الحارث.(3/579)
أَبِي الْعَاصِ؛ وَهَذَا (1) أصحُّ.
1103 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ حدَّثَناه يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى النَّيْسابوري، عن أحمد بن عبد الله بْنِ عليِّ بْنِ سُوَيد بْنِ مَنْجُوف (2) ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيالِسي، عَنْ هِشَامٍ (3) وعِمران (4) ، عَنْ قَتادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) كُفِّنَ فِي ثَوْبٍ نَجْرانيٍّ ورَيْطَتَيْنِ (5) ؟
فلمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ قَالَ (6) : أشُكُّ أَنَّهُ أَبان (7) ، أَوْ هِشَامٌ مَعَ عِمران.
فسمعتُ أَبِي وَأَبَا زرعة يقولان ِ: هَذَا غَلَطٌ؛ رَوَى معاذُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتادة، عن الحسن: أنَّ النبيَّ (ص) ؛ وهو الصَّحيحُ (8) .
_________
(1) في (ف) : «وهو» بدل: «وهذا» .
(2) في (ت) و (ك) : «منحرف» . وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (812/كشف الأستار) عنه، به، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (6630) من طريق محمد بن أحمد الرقام، عنه، به. قال البزار: «لا نعلم رواه هكذا موصولاً إلا أبو داود، ورواه يزيد بن زُرَيع وغيره عَنْ هِشَامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سعيد مرسلاً» .
(3) هو: ابن أبي عبد الله الدَّسْتَوائي.
(4) هو: ابن داوَر القَطَّان.
(5) الرَّيْطَةُ: المُلاءَةُ إذا كانت قطعةً واحدةً، ولم تكن لِفْقَيْن، والجمع: رِياط. انظر "لسان العرب" (7/307) ، و"المعجم العربي لأسماء الملابس" (ص202-203) .
(6) الظاهر أن القائل هو: يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى النيسابوري شيخ ابن أبي حاتم.
(7) يعني: ابن يزيد العطَّار.
(8) لم نقف على هذا الحديث من رواية هشام، عن قتادة، عن الحسن. وإنما أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (2/284) من طريق سعيد بن أبي عروبة، وهمام بن يحيى، وشعبة، وهشام الدَّسْتَوائي، كلهم عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب؛ قال: كُفِّن رسولُ الله (ص) في رَيْطَتَين وبُرْدٍ نَجْراني.
وسُئل الدارقطني في "العلل" (1374) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه قتادة، واختُلِف عنه: فرواه محمد بن كثير، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ ابن المسيب، عن أبي هريرة، وكذلك رواه المَنْجوفي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ علي بن سويد، عن أبي داود، عن هشام وعمران القطان، عَن قتادة، عَن ابن المسيب، عن أبي هريرة. وغيرُه يرويه عن قتادة، عن ابن المسيب مرسلاً، وهو الصَّواب» .(3/580)
1104 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ لَهِيعَة (1) ، عَنْ بُكَير (2) بْنِ الأَشَجّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ المَيِّتَ يُؤْذِيهِ فِي قَبْرِهِ مَا يُؤْذِيهِ فِي بَيْتِهِ (3) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، الَّذِي يُشْبِهُ: حديثُ سعدِ بنِ سَعِيدٍ (4) ، عَنْ عَمْرَة (5) ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) : كَسْرُ (6) عَظْمِ
_________
(1) هو: عبد الله.
(2) في (ش) : «بكر» .
وهو: بُكير بن عبد الله بن الأشج.
(3) قال العجلوني في "كشف الخفاء" (789) : «رواه الديلمي بلا سند عن عائشة مرفوعًا» .
(4) هو: الأنصاري، أخو يحيى بن سعيد. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (6256) ، وأحمد في "المسند" (6/58 رقم 24308) ، وأبو داود (3207) ، وابن ماجه (1616) ، وابن عدي في "الكامل" (3/353) .
قال ابن عدي: «وهذا مَدارُه على سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عن عائشة، رواه ابن جريج والثوري وغيرهما» .
واختُلِف في رفع الحديث ووقفه. قال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/150) : «وغير مرفوع أكثر» . وأطال الدارقطني في "العلل" (5/101/ب-102/ب) في ذكر الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «والصحيح: عن سعد بن سعيد، وعن حارثة - وليس بالقوي - عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النبي (ص) ، وعن يحيى بن سعيد موقوفًا، ويقال: إن يحيى بن سعيد أخذه عن أخيه سعد بن سعيد؛ بيَّن ذلك يعلى بن عبيد في روايته» . اهـ.
(5) هي: بنت عبد الرحمن.
(6) في (ف) : «كشر» .(3/581)
المَيِّتِ مَيِّتًا كَكَسْرِهِ (1) وَهُوَ حَيٌّ، فَأَرَى أَنَّهُ دُلِّس لَهُ (2) هَذَا الإسنادُ؛ لأنَّ ابنَ لَهِيعَة لَمْ يسمعْ مِنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ.
_________
(1) في (ك) : «كسره» .
(2) أي: لابن لهيعة.(3/582)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي البُيُوعِ
1105 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عِكْرمة بْنُ عمَّار (2) ،
عَنْ يَحْيَى بن أبي كَثِير، عن عبد الله بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: الرِّبَا بِضْعٌ (3) وَسَبْعُونَ بَابًا (4) ؟
_________
(1) انظر المسألة الآتية برقم (1132) و (1136) و (1159) و (1170) .
(2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/95) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/257) ، والبيهقي في "الشعب" (5133) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (1224 و1225) جميعهم من طريق عبد الله بن زياد، عن عكرمة، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة به هكذا، ليس فيه ذكر لعبد الله بن زيد، ولم نعرف عبد الله بن زيد في هذه الطبقة، ولكن هناك عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان، فهو الذي يروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ويروي عَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ؛ كما في "الجرح والتعديل" (5/195) ، و"تهذيب الكمال" للمزي (16/318-319) .
قال البخاري عقب روايته للحديث: «عبد الله بن زياد منكر الحديث» .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (5/275) ، والبيهقي في "الشعب" (5132) من طريق عفيف بن سالم، عن عكرمة، مثله.
قال البيهقي: «غريب بهذا الإسناد، وإنما يعرف بعبد الله ابن زياد، عن عكرمة. وعبد الله بن زياد منكر الحديث» .
ورواه ابن الجارود في "المنتقى" (647) من طريق النضر بن محمد، عن عكرمة، مثله.
ورواه العقيلي في "الضعفاء" (2/258) من طريق أحمد بن إسحاق، عن عكرمة، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن عبد الله بن سلام، موقوفًا عليه.
(3) قوله: «بضع» ليس في مصادر التخريج.
(4) كذا في جميع النسخ: «بضع وسبعون بابًا» بلا تاء في "البضع"، ومثلُه في "المصنَّف" لابن أبي شيبة (22006) ، و"السنة" لعبد الله ابن الإمام أحمد (1/366 رقم791 ج) ، و"السنة" للمروزي (ص164 و165 رقم209 و210) ، و"مسند البزار" (5/318 رقم1935) ، و"المعجم الكبير" للطبراني (9/321 رقم9608) ، و"حلية الأولياء" لأبي نعيم (5/74) ، و"الموضوعات" لابن الجوزي (1231) ، والجادَّة: = = «بضعةٌ وسبعون بابًا» بالتاء في «بضعة» كما جاء عند عبد الرزاق في "المصنف" (15346 و15347) ؛ وذلك لأن المعدود - وهو قوله: «بابًا» - مذكَّر، ولفظ «البضع» ، وهو مابين الثلاث إلى التسع: حكمُه تذكيرًا وتأنيثًا - في الإفراد والتركيب والعطف - حُكْمُ «تِسْعٍ» و «تِسْعة» ، وهو المخالفة بين العدد والمعدود، تقول: بِضْعُ سنين، وبضعةُ أعوام، وبضعَ عشرةَ امرأةً، وبِضْعَةَ عَشَرَ رجلاً، وبِضْعٌ وعشرون سنةً، وبِضْعَةٌ وسبعون عامًا.
لكنَّ اللفظَ الوارد وهو قوله: «الربا بِضْعٌ وسبعون بابًا» - وإن خالف الجادَّة - فإنَّ له وجهًا صحيحًا في العربيَّة، وهو حملُ «الباب» على معنى «الشُّعْبة» أو «الخَصْلة» أو «البابة» ، كأنَّه قال: «الربا بضعٌ وسبعون شعبةً» ، وهذا عند أهل اللغة من الحمل على المعنى بتأنيث المذكَّر، وقد أوضحناه في التعليق على المسألة رقم (81) .(3/583)
قَالَ أَبِي (1) : رَوَاهُ الأوزاعيُّ (2) ، عَنْ يحيى ابن أَبِي كَثير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قولَهُ: إنَّ الرِّبا بضعٌ (3) وَسَبْعُونَ بَابًا.
قَالَ أَبِي: هَذَا أشبَهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
1106 - وسألتُ (4) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ فُلَيح (5) ، عَنْ سُهَيل (6) ،
_________
(1) قوله: «أبي» ليس في (ت) و (ك) .
(2) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: بضعة، لكنَّ لِمَا في النسخ وجهًا في العربيَّة تقدَّم بيانُهُ قبل قليل.
(4) ستأتي هذه المسألة برقم (1131) .
(5) هو: ابن سليمان. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (3142) .
ورواه أحمد في "مسنده" (3/47 رقم 11430 و11431) من طريق فُلَيْحٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي سعيد الخدري به.
وذكر محققو "المسند" أنه وقع في بعض النسخ: «أبو هريرة» بدل: «أبي سعيد» ، وأورده ابن حجر في "أطراف المسند" (6/344) في مسند أبي سعيد الخدري فقط، والله أعلم.
(6) هو: ابن أبي صالح ذكوان السَّمَّان.(3/584)
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) : الذَّهَبُ بالذَّهَبِ ... ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ يعقوبُ الإِسْكَنْدَراني (1) ، عَنْ سُهَيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ ابنُ عُيَينة (2) ،
ومحمدُ بنُ مُسْلِمٍ (3) ، عَنْ عَمْرو بْنِ دِينَارٍ،
_________
(1) هو: يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد القاري الإسكندراني.
وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1584) ، وأحمد في "مسنده" (3/9 رقم 11062) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (4/67) ، وفي "شرح المشكل" (617) .
ورواه الطيالسي في "مسنده" (2295) من طريق وهيب ابن خالد، وأحمد في "مسنده" (3/47 رقم 11429) ، والخطيب في "الموضح" (1/463) من طريق عبد العزيز بن مسلم، كلاهما عن سهيل، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سعيد، به.
(2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (14546) ، وأحمد في "المسند" (5/200 رقم 21750) .
ورواه عبد الرزاق أيضًا مقرونًا بالرواية السابقة من طريق معمر، عن عمرو بن دينار، به.
ورواه مسلم في "صحيحه" (1596) من طريق سفيان بن عيينة، بلفظ: «الدِّينارُ بالدِّينار، والدِّرهمُ بالدِّرهم ... » الحديث.
ورواه البخاري في "صحيحه" (2178 و2179) من طريق ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي سعيد - موقوفًا -، قَالَ: الدِّينارُ بالدِّينار، والدِّرهمُ بالدِّرهم.
(3) هو: الطائفي، وروايته أخرجها ابن عبد البر في "التمهيد" (2/244) بلفظ: «الدِّينارُ بالدِّينار ... » ، الحديث.
ورواه الطبراني في "الكبير" (6/38 رقم 5447) وفي "الأوسط" (4144) ، والدارقطني في "الأفراد" (ق278/أ/أطراف الغرائب) من طريق عبد الملك بن ميسرة، ورواه الطبراني في "الكبير" أيضًا (1/174 رقم 443) من طريق عبد العزيز بن رفيع، كلاهما عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سعيد، عن النبيِّ (ص) به.
قال الطبراني في "الأوسط": «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عبد الملك بن ميسرة إلا أبو خالد، ولا رواه عن أبي خالد إلا عبد السلام، تفرَّد به عبد المؤمن وأبو غسان النَّهدي» .
وقال الدارقطني: «غريبٌ من حديث عبد الملك بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، تفرَّد به أبو خالد الدالاني يزيد ابن عبد الرحمن عنه، ولم يروه عنه غير عبد السلام، تفرَّد به محمد بن سعيد الأصبهاني» .(3/585)
عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سعيد، عن النبيِّ (ص) ؛ تابَعُوا يعقوبَ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (1) .
1107 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الأُمَوِي (3) ، عن أبيه (4) ، عن عُبَيدالله بن عمر، عن نافعٍ وعبدِالله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: نهى رسولُ الله (ص) عَنْ (5) بَيْع الوَلاءِ، وَعَنْ هِبَتِهِ؟
قال أبي: نافعٌ أَخَذَهُ عن عبد الله بن دينار؛ هذا (6) الحديثَ،
_________
(1) قال الدارقطني في "العلل" (1930) : «يرويه سهيل بن أبي صالح، وقد اختُلِف عنه؛ فرواه فُلَيح بن سليمان، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، وغيره يرويه عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي سعيد، وهو الصَّواب» .
(2) انظر المسألة رقم (1130) و (1645) .
(3) روايته أخرجها أبو عوانة في "مسنده" (3/238/المعرفة) ، والدارقطني في "الأفراد" (ق 191/ب/أطراف الغرائب) ، والخطيب في "الفصل" (1/579) ، وفي "تاريخه" (5/116) ، ثم قال الدارقطني: «لا نعلم رواه عن يحيى الأموي، عن عبيد الله، عن نافع وعبد الله ابن دينار، غير ابنه سعيد، ورواه علي بن عاصم، عن عبيد الله بن عمر، عنهما أيضًا، وتفرَّد به عنه أحمد بن عبيد بن ناصح» .
(4) هو: يحيى بن سعيد.
(5) قوله: « (ص) عن» مطموس في (ك) .
(6) اسمُ الإشارةِ بدلٌ من ضمير النصب في «أخذه» ، وهذا من باب إبدال الاسم الظاهر من ضمير الغائب؛ وهذا جائزٌ اتفاقًا عند النحويين. وقد تقدَّم التعليقُ على ذلك في المسألة رقم (159) .(3/586)
ولكنْ هَكَذَا قَالَ!
1108 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حاتِمُ بنُ إسماعيل (2) ،
عن جَهْضَم بن عبد الله اليَمَامي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ البَاهِلي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب، عَنْ أبي سعيد: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ شِرَاءِ (3) مَا فِي بُطُونِ الأنعامِ حتى تَضَعَ، وعمَّا في ضُروعِها
_________
(1) نقل هذا النص الزيلعي في "نصب الراية" (4/15) ، ونقل ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (2/10) كلام أبي حاتم عن محمد بن إبراهيم، وانظر المسألة التالية.
(2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (20499) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/23) ، والترمذي في "جامعه" (1563) ، وابن ماجه في "السنن" (2196) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1093) ، والدارقطني في "السنن" (3/15) . قال الترمذي: «حديث غريب» .
ورواه أحمد في "المسند" (3/42 رقم 11377) من طريق أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله البصري، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/338) من طريق محمد بن سنان، كلاهما عن جَهْضَم، به.
وسيأتي في المسألة التالية من رواية رجل مبهم عن جهضم.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (14375 و 14923) فقال: أخبرنا يحيى بن العلاء، عن جَهْضَم بن عبد الله، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زيد، عَنْ شهر، عن أبي سعيد الخدري، به هكذا بإسقاط محمد بن إبراهيم.
وتصحَّف «جهضم» في الموضع الأول منه إلى: «حفصة» ، وتصحَّف «محمد بن زيد» في الموضع الثاني منه إلى «محمد بن يزيد» .
ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "نصب الراية" (4/15) - فقال: أخبرنا سويد بن عبد العزيز الدمشقي، ثنا جعفر بن الحارث أبو الأشهب الواسطي؛ حدثني من سمع مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أبي سعيد الخدري، به.
(3) في (ت) و (ش) : «شِرَى» ، وهو مصدرٌ كالشِّرَاءِ؛ قال في "مختار الصحاح" (ص301) : «الشِّرَاءُ يُمَدُّ ويُقْصَرُ؛ وقد شَرَى الشيْءَ يَشْرِيهِ شِرًى وشِرَاءً: إذا باعه وإذا اشتراه أيضًا، وهو من الأضداد» . اهـ. وانظر "الصحاح" (6/2391) .(3/587)
إِلا بِكَيْلٍ، وَعَنْ شِراءِ (1) العَبْدِ الآبِقِ (2) ، وَعَنْ شِرَاء (*) المَغانمِ حَتَّى تُقْسَمَ، وَعَنْ شِرَاءِ (*) الصَّدَقاتِ حَتَّى تُقْبَضَ، وَعَنْ ضَرْبة الغائِص (3) .
قلتُ لأَبِي: مَنْ محمدٌ هَذَا؟
قَالَ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ؛ شيخٌ مجهولٌ (4) .
1109 - وسألتُ (5) أَبِي فقلتُ: رَوَى بَقِيَّة (6) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ (7) ، عَنْ جَهْضَم (8) ، عن ابنِ عبد الله (9) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ محمد
_________
(1) في (ت) و (ش) و (ف) : «شِرَى» .
(2) العبدُ الآبِقُ: الهارِبُ من سيِّده، ويقال: أبَقَ العبدُ يأبِقُ أَبْقًا، من باب «ضَرَب» على الأكثر، ويأتي من بابَي «تَعِبَ» و «قَتَل» في لغة. انظر "المصباح المنير" (1/2) .
(*) ... في (ت) و (ش) و (ف) و (ك) : «شِرَى» .
(3) في (ت) : «الغايض» ، وفي (ك) : «القابض» .
وضَرْبة الغائِصِ: هي أن يقول له: أغوصُ في البحر غَوْصَةً بكذا، فما أخرجتُه فهو لك. وإنما نهى عنه؛ لأنه غَرَرٌ. "النهاية" (3/395) .
(4) وكذا قال في "الجرح والتعديل" (7/184 رقم1045) .
(5) انظر المسألة السابقة.
(6) هو: ابن الوليد.
(7) هو: ابن عياش كما سيأتي.
(8) في (أ) و (ش) و (ف) : «عن إسماعيل بن جهضم» .
(9) في (ت) و (ف) و (ك) : «عن أبي عبد الله» ، والظاهر أن «عن» زائدة، وصوابه: «جهضم بن عبد الله» ؛ كما في المسألة السابقة، وجوابِ أبي حاتم في ختام هذه المسألة.(3/588)
بْنِ يَزِيدَ (1) ، عَنْ شَهْر، عَنْ أبي سعيد؛ قال: نهى النبيُّ (ص) (2) ... ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: إسماعيلُ بنُ عَيَّاش، عَنْ رَجُلٍ، عن جَهْضَم بن عبد الله، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ شيخٍ مَجْهُولٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ شَهْر، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) .
1110 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ حَدَّثَنَا (4) المَسْرُوقيُّ (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْر العَبْدي، عَنْ سُفْيان الثَّوْري، عَنْ عبد الله بن عَطاء، عن ميمون
_________
(1) كذا في جميع النسخ، وصوابه - فيما يظهر -: «زيد» ؛ كما في المسألة السابقة، وجوابِ أبي حاتم في ختام هذه المسألة.
(2) أي: عَنْ شِرَاءِ مَا فِي بُطُونِ الأنعام حتى تضع ... إلخ الحديث السَّابق.
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (1662) .
(4) أي: حدَّثَناهُ، أو حدَّثنا به. وهو من باب حذف العائد في جملة النعت. انظر التعليق على المسألة رقم (253) .
(5) هو: موسى بن عبد الرحمن، وقد تابعه عبد الله بن محمد الجعفي، وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (8/447) .
والحديث عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (6/28) إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.(3/589)
بْنِ مِهْران، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - في قوله عزَّ وجلَّ: ُ؟ ژ} (ص) { «» ف ِ {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (1) - قَالَ: تجارةُ الأَمِيرِ فِيهِ؟
قَالَ أَبِي: كَذَا رَوَاهُ! وَهُوَ خطأٌ؛ إنما هو: عبد الله بْنُ عَطَاء، عَنْ مِهْران أَبِي (2) صَفْوان، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ لَيْسَ هو مِنْ حديث ميمون ابن مِهْران (3) .
1111 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَن حديثٍ رَوَاهُ قَبِيصَةُ (4) ،
عَنْ الثَّوْري، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنِ ابْتَاعَ طَعَامًا، فَلاَ يَبِيعُهُ (5) حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ؟
_________
(1) الآية (25) من سورة الحج.
(2) كُتب فوقها في (ف) : «ابن» .
(3) الغريب أن ابن أبي حاتم ذكر في "الجرح والتعديل" (8/301 رقم 1387) أنه سأل أبا زرعة عن مهران أبي صفوان؟ فقال: «لا أعرفُه إِلا فِي هَذَا الحديث: "من أراد الحجَّ، فليتَعَجَّل"» . اهـ.
وهذا الحديث أخرجه أبو داود في "سننه" (1732) من طريق الحسن بن عمرو، عَنْ مِهْرَانَ أَبِي صَفْوَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (ص) : «من أراد الحج، فليتعجل» .
(4) هو: ابن عُقْبَة. ولم نقف على روايته على هذا الوجه. وقد أخرجه الطبراني في "الكبير" (11/10 رقم 10871) فقال: حدثنا حفص بن عمر بن الصبَّاح الرَّقِّي، ثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به مرفوعًا، وهو الوجه الذي رجَّحه أبو حاتم وأبو زرعة.
ورواه الطبراني أيضًا (11/136 رقم 11392) فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الحضرمي؛ ثنا أبو كريب؛ ثنا قبيصة بن عقبة، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ، عن ابن عباس، به.
ورواه الدارقطني في "الأفراد" (150/ب/أطراف الغرائب) وقال: «تفرَّد به أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، وما سمعناه إلا منه عن عمرو بن علي، عن ابن مهدي، عن الثوري، عن عمرو، عن عطاء وطاوس، عن ابن عباس. ورواه مسعر، وهو غريب من حديثه تفرَّد به بكر بن عبد الرحمن القاضي عنه ... » .
(5) في (ش) : «فلا يَبِعْهُ» ، وهو موافق لما في "المعجم الكبير" للطبراني، وهو لفظُ البخاريِّ في "صحيحه" (2126 و2133 و2136) ، ومسلم في "صحيحه" (1525 و1526 و1528) ، وأكثر كتب الحديث، وقوله: «فَلاَ يَبِيعُهُ» أثبتناه من بقية النسخ، وهو موافق لمواضع كثيرة من"مسند أحمد"، و"تاريخ أصبهان" لأبي نعيم، و"طبقات المحدِّثين بأصبهان"، و"شرح مشكل الآثار"، وغيرها من كتب الحديث.
= ... فاللفظان على ذلك ثابتان في الرواية، وهما صحيحان في العربية؛ فقوله: «لا يَبِعْهُ» ، «لا» فيه ناهية، والفعل مجزومٌ بها، وقولُه: «لا يَبِيعُهُ» ، «لا» فيه نافيةٌ بمعنى النَّهي، والفعل بعدها مرفوعٌ، وهو أبلغ من النهي الخالص، وقد علقنا على ذلك في المسألة رقم (331) ، وانظر مثل ذلك في المسألة رقم (1120) و (1154) .(3/590)
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ (1) ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) .
1112 - قال (2) : أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ (3) : حدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ جَوَّاس؛ قَالَ: حدَّثنا الأَشْجَعي (4) ، عن الثَّوْري، عن مُحارِب ابن دِثَار، عن جابر بن عبد الله؛ قَالَ: كَانَ لِي عَلَى النبيِّ (ص) دَيْنٌ، فَقَضَاني وزَادَني، ودخلْتُ المسجدَ، فقال لي: صَلِّي (5) رَكْعَتَين.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: تَوَهَّمْتُ أَنْ يكونَ أخذَهُ (6) عَنْ مِسْعَرٍ (7) .
_________
(1) من هذا الوجه الذي رجَّحه أبو حاتم وأبو زرعة أخرجه البخاري في "صحيحه" (2135) ، ومسلم في "صحيحه" (1525) .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (266) ، وانظر المسألة رقم (1123) .
(3) من قوله: «قال أخبرنا أبو محمد ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) ، وفيه بدلاً منه: «قال أبو محمد» .
(4) هو: عبيد الله بن عبد الرحمن.
(5) كذا في جميع النسخ: «صَلِّي» بإثبات الياء في آخره، والجادة: «صَلِّ» بحذف الياء، ويخرَّج ما في النسخ على وجهين، ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) .
(6) يعني: سفيان الثوري كما هو مبيَّن في التعليق على المسألة رقم (266) .
(7) يعني: ابن كِدام. وروايته تقدم تخريجها في المسألة رقم (266) .(3/591)
1113 - وسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: حدَّثنا عليٌّ الطَّنَافِسيُّ (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ (3) ؛
قَالَ: حدَّثنا الأَعْمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - مَرْفُوعٌ (4) -: الرَّهْنُ مَرْكُوبٌ ومَحْلُوبٌ، رفَعَهُ (5) مَرَّةً، ثُمَّ تَرَكَ بَعدُ الرَّفعَ، فَكَانَ يَقِفُهُ (6) .
_________
(1) ذكر الحافظ ابن حجر هذا الحديث في "التلخيص" (3/83 رقم1242) ، ثم قال: «قال ابن أبي حاتم: قال أبي: رفعه مرَّة، ثم ترك الرَّفعَ بعد» .
(2) هو: علي بن محمد بن إسحاق بن أبي شدَّاد.
(3) هو: محمد بن خازم الضَّرير. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (1/274) ، والدارقطني في "الأفراد" (ق 320/ب/أطراف الغرائب) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/184) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/38) كلهم من طريق إبراهيم بن مُجَشِّر، عن أبي معاوية به.
قال ابن عدي: «وهذا الحديث لا أعلمه يرفعه عن أبي معاوية غير إبراهيم بن مجشر هذا» .
وقال الدارقطني: «تفرَّد به إبراهيم بن مجشر، عن أبي معاوية، عنه مرفوعًا» .
وقال الخطيب: «تفرَّد برواية هذا الحديث عن أبي معاوية مرفوعًا: إبراهيم بن مجشر، ورفعه أيضًا أبو عوانة، عن الأعمش. ورواه غيره عن أبي معاوية موقوفًا لم يذكر فيه النبيَّ (ص) ، وكذلك رواه سفيان الثوري وهشيم ومحمد بن فضيل وجرير بن عبد الحميد، عن الأعمش موقوفًا، وهو المحفوظ من حديثه» .
(4) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظرها في المسألة رقم (34) .
(5) أي: علي الطنافسي، ويحتمل أن يكون المراد: أبو معاوية.
(6) الحديث رواه البزار في "مسنده" (ق 221/ب/مسند أبي هريرة) ، والدارقطني في "السنن" (3/34) من طريق يحيى بن حماد، والحاكم في "المستدرك" (2/58) من طريق سليمان بن حرب وشيبان، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/38) من طريق شيبان، ثلاثتهم عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، به مرفوعًا.
قال البزار: «وهذا الحديثُ لا نعلم أحدًا رفعه إلا أبو عوانة، ولا نعلم أحدًا رفعه عن أبي عوانة إلا يحيى بن حماد وشيبان» .
وقال الحاكم: «وهذا إسناد صحيح على شرط الشَّيخين ولم يخرجاه؛ لإجماع الثوري وشعبة على توقيفه عن الأعمش، وأنا على أصلي [الذي] أصَّلته في قَبول الزيادة من الثقة» .
وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (3/19) : «هذا الإسناد صحيح؛ وإن كان غير مخرج في شيء = = من الكتب الستة، والأشبه أن يكون موفوفًا» .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (7/273) من طريق يزيد ابن عطاء، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة مرفوعًا، ثم ذكر أن الأصل في الحديث أنه موقوف وأنه رواه عن الأعمش: أبو عوانة وعيسى بن يونس وأبو معاوية وشعبة والثوري مرفوعًا وموقوفًا، ثم قال: «والأصح هو الموقوف» .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (2/345) فقال: حدثنا الحسن بن عثمان، عن خليفة بن خياط وحفص بن عمر الرازي قالا: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وعن الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة، عن النبي (ص) به.
قال ابن عدي: «وهذا عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) مسندًا منكرًا جدًّا [كذا!] وبخاصة إذا رواه عنه ابن مهدي، وعن ابن مهدي خليفة وحفص بن عمر، والبلاء من الحسن ابن عثمان» .
ورواه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (1/229) فقال: حدثنا محمد بن إسماعيل الأَحْمُسِيُّ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أبي هريرة، موقوفًا.
قال وكيع: «والله! ما أرى سمعه إبراهيم من أبي هريرة» .
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (5/45) من طريق خلاد الصفار، عن منصور، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعًا، ثم قال أبو نعيم: «غريب من حديث منصور وأبي صالح! لم نكتبه إلا من هذا الوجه» .
ورواه وكيع في "نسخته" (16) - وعنه ابن أبي شيبة في "المصنف" (36144) -، والشافعي في "الأم" (4/338 رقم1613) عن ابن عيينة، وعبد الرزاق في "المصنف" (15066) عن معمر، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (282) من طريق عيسى بن يونس، والبيهقي (6/38) من طريق شعبة، خمستهم (وكيع وابن عيينة ومعمر وعيسى وشعبة) عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة موقوفًا.
وعرض الدارقطني في "العلل" (1903) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «وهو المحفوظ عن الأعمش» ؛ أي: الوقف.(3/592)
1114 - وسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: طَلْقُ بْنُ غَنَّام: هُوَ (2) ابنُ عمِّ حَفْص بْنِ غِيَاث، وَهُوَ كَاتِبُ (3) حَفْص بْنِ غِياث، رَوَى (4) حَدِيثًا مُنكرًا عَنْ شَرِيكٍ (5) وقيسٍ (6) ، عَنْ أَبِي حَصِين (7) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (8) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) : أَدِّي (9) الأَمَانَةَ إلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ، وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ.
_________
(1) نقل بعضَ هذا النص بتصرف ابن عبد الهادي في "المحرر" (933) ، والذهبي في "ميزان الاعتدال" (2/345) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (5/25/ب) ، وذكر السخاوي في "المقاصد" (ص31 رقم48) أن أبا حاتم قال عن هذا الحديث: «منكر» .
(2) في (ف) : «وهو» .
(3) في (ك) : «كانت» .
(4) أي: طلق بن غنام. وروايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (2639) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/360) ، وأبو داود في "سننه" (3535) ، والترمذي في "جامعه" (1264) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1831) ، والطبراني في "الأوسط" (3595) ، والدارقطني في "السنن" (3/35) ، والحاكم في "المستدرك" (2/46) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/269) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/271) ، وتمام في "الفوائد" (707/الروض البسام) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/592 رقم 973) .
(5) هو: ابن عبد الله النَّخَعي.
(6) هو: ابن الربيع.
(7) هو: عثمان بن عاصم.
(8) هو: ذكوان السَّمَّان.
(9) كذا في جميع النسخ: «أدِّي» بإثبات الياء في آخره، ومثله في مطبوع "بغية الطلب، في تاريخ حلب" (5/2308) ، والجادَّة أن يقال: «أَدِّ» بحذف الياء التي هي لامُ الفعل؛ لأنَّه أمرٌ لمذكَّر، وعلى الجادَّة ورَدَ في مصادر التخريج؛ لكنَّ ما وقع في الأصول الخطية له وجهان من العربية، تقدَّم بيانهما في التعليق على المسألة رقم (228) ، وانظر مِثلَهُ في المسألة رقم (266) و (1112) .(3/594)
قَالَ أَبِي: وَلَمْ يَروِ هَذَا الحديثَ غيرُهُ (1) .
1115 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو نُعَيم (3) ، عَنْ سُفْيان (4) ، عَنْ حَنْظَلة (5) ، عَنْ طاوُس، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: المِكْيَالُ مِكْيَالُ أَهْلِ المَدِينَةِ، والوَزْنُ وَزْنُ أَهْلِ مَكَّةَ.
وَرَوَاهُ أَبُو أحمدَ الزُّبَيري (6) ،
عَنْ سُفْيان، عن حَنْظَلة، عن
_________
(1) قال الترمذي في الموضع السابق: «حديث حسن غريب» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أبي حَصين إلا شريك وقيس، تفرَّد به طلق» .
وقال البيهقي: «وحديث أبي حَصين تفرَّد به عنه شريك القاضي وقيس بن الربيع، وقيس ضعيف، وشريك لم يَحتجَّ به أكثر أهل العلم بالحديث؛ وإنما ذكره مسلم بن الحجاج في الشواهد» . وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/210) : «قال الشافعي: هذا الحديث ليس بثابت، وقال ابن الجوزي: لا يصحُّ من جميع طرقه، ونقل عن الإمام أحمد أنه قال: هذا حديث باطلٌ لا أعرفه من وجه يصحُّ» .
(2) نقل بعض هذا النص ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (2/19) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (4/199/مخطوط) .
(3) هو: الفضل بن دُكَيْن. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3340) ، والنسائي في "المجتبى" (2520 و4594) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (803) ، والطبراني في "الكبير" (12/300 رقم 13449) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/20) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/31) . قال أبو نعيم: «غريبٌ من حديث طاوس وحنظلة، ولا أعلم رواه عنه متصلاً إلا الثوري» . وانظر "تنقيح التحقيق" (2/524) .
(4) هو: الثوري.
(5) هو: ابن أبي سفيان بن عبد الرحمن.
(6) هو: محمد بن عبد الله بن الزُّبَير. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1262/ كشف الأستار) ، وابن حبان في "صحيحه" (3283) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/31) .
قال البزار: «لا نعلم أحدًا أسنده إلا حنظلة عن طاوس، ولا نعلم رواه إلا الثوري، وقال الفريابي: عن الثوري، عَنْ حْنَظَلَةَ، عَنْ طاوُس، عَنِ ابن عمر، وحنظلة ثقة، واختلفوا على الثوري، فقال أبو أحمد: عن الثوري، عَنْ حْنَظَلَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابن عباس، ولم يروه غير الثوري، وحنظلة صالح الحديث» .(3/595)
طاوُس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ أَبِي: أَخْطَأَ أَبُو نُعَيم فِي هَذَا الْحَدِيثِ، والصَّحيحُ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ (1) ؛ قَالَ (2) : حدَّثني (3) أَبِي؛ قَالَ: حدَّثنا نَصْرُ بْنُ عَلَيٍّ الجَهْضَمي؛ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو أَحْمَدَ: أَخْطَأَ أَبُو نُعَيم فِيمَا قَالَ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ (4) .
_________
(1) هو: ابن أبي حاتم.
(2) قوله: «أخبرنا أبو محمد قال» من (ت) و (ك) فقط.
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدَّثني» بالواو.
(4) بل وافق أبا نعيم على روايته من مسند ابن عمر: أبو المنذر إسماعيل بن عمر الواسطي، ومحمد بن يوسف الفريابي، وقبيصة بن عُقْبَة.
أما رواية إسماعيل بن عمر: فأخرجها أبو عبيد في "الأموال" (ص518 رقم1607) ، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (2063) .
وأما رواية محمد بن يوسف الفريابي: فأشار إليها أبو داود عقب إخراجه رواية أبي نعيم الفضل بن دُكَين برقم (3340) ، والبزار كما سبق، وأخرجها الفاكهي في "أخبار مكة" (1917) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1252) .
وأما رواية قبيصة بن عُقْبَة: فأخرجها البيهقي في "سننه" (4/170) .
ولذا رجَّح أهل العلم رواية أبي نعيم ومن وافقه على رواية أبي أحمد الزبيري، فقال أبو داود في "سننه" (4/117/ط. عوَّامة) : «وكذا رواه الفريابي وأبو أحمد عن سفيان، وافقهما في المتن، وقال أبو أحمد - وأخطأ -: عن ابن عباس، مكان ابن عمر» .
وأخرج البيهقي الحديث في "سننه" (6/31) من طريق الطبراني، ثم نقل عنه أنه قال: «هكذا رواه أبو أحمد، فقال: عن ابن عباس، فخالف أبا نعيم في لفظ الحديث، والصَّواب: ما رواه أبو نعيم بالإسناد واللفظ» .
ونقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/199/مخطوط) عن الدارقطني قوله في "العلل": «الصحيح حديث ابن عمر» . وقال ابن كثير في "الإرشاد" (2/19) : «والصَّواب حديث ابن عمر» .
ولم نجد من وافق أبا حاتم على هذا الترجيح، وانظر "التلخيص الحبير" (2/337 رقم853) ، و"إرواء الغليل" (1342) .(3/596)
1116 - قال أبومحمد (1) : سمعتُ (2) أَبِي وحدَّثنا بحديثٍ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ الرَّمْلي، عَنْ مُؤَمَّل بن إسماعيل، عن عبد العزيز بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ شُمَيْط (3) بْنِ عَجْلان (4) ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: زُهَيْر، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ رَجُلا مِنْ أهلِ الصُّفَّةِ مَاتَ وَتَرَكَ متاعًا، فباع النبيُّ (ص)
_________
(1) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط.
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسمعتُ» بالواو.
(3) في (ش) : «سميط» .
(4) الحديث أخرجه الطيالسي في " مسنده" (2260) قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شُمَيط قال: حدثني أبي وعمي، = = عن أبي بكر، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) باعَ فيمَنْ يزيد حِلْسًا وقَعْبًا وقال: «مَنْ يَشْتَري؟» فقال رجلٌ: بدِرْهَم. فقال النبيُّ (ص) : «مَنْ يَزيدُ؟» . وعَمُّ عبيد الله ابن شُميط هو: الأخضر بن عَجْلان؛ كما قال البخاري في "التاريخ الكبير" (2/66) .
وأخرجه الطيالسي أيضًا (2259) فقال: حدثنا عبيد الله ابن شُميط؛ قال: سمعتُ أبا بكر الحَنَفي يحدِّث أبي وعمي، عن أنس: أن النبيَّ (ص) قال: «إن المسألةَ لا تَحِلُّ إلا لإحدى ثلاثٍ: غُرْمٍ مُفْظِعٍ، أو فَقْرٍ مُدْقِعٍ، أو دَم ٍ مُوجِعٍ» .
وأخرجه بهذا اللفظ الإمام أحمد في "المسند" (3/126 رقم12278) من طريق عبد الصَّمد بن عبد الوارث، عن عبيد الله بن شُميط.
وهذا جزءٌ من حديث هذه المسألة كما سيأتي في التخريج.(3/597)
مَتاعَهُ (1) فِيمَنْ يَزِيدُ (2) .
قَالَ أَبِي: زهيرٌ هَذَا هُوَ: أَبُو بكرٍ الحَنَفيُّ (3) ، ووَهِمَ مُؤَمَّلٌ فِي لَفْظِ متن هذا الحديث (4) .
_________
(1) قوله: «متاعه» سقط من (ك) .
(2) سيأتي الحديث بتمامه في التعليق آخر المسألة.
(3) وهو: بصري، اسمه: عبد الله، انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (16/338) .
(4) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/114 رقم12134) من طريق يحيى القطَّان، والبخاري في "التاريخ" (2/66) عن عون بن عمارة، وأبو داود في "سننه" (1641) ، وابن ماجه في "سننه" (2198) ، وابن الجارود في "المنتقى" (569) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/19) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، وابن عبد البر في "التمهيد" (18/329) من طريق عيسى بن يونس، والترمذي في "جامعه" (1218) من طريق عبيد الله بن شُميط، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (305/بغية الباحث) عن روح بن عبادة، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/25) من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، سبعتهم عن الأخضر بن عَجْلان؛ حدثني أبو بكر الحنفي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك: أَنَّ رجلاً من الأنصار أتى النبيَّ (ص) فشكا إليه الحاجَة، فقال له النبيُّ (ص) : «ما عِندَكَ شيءٌ؟» فأتاه بحِلْس وقَدَح، فقال النبيُّ (ص) : «مَنْ يَشتَري هذا؟» فقال رجل: أنا آخذُهما بدرهم، قال: «مَن يزيدُ على درهم؟» فسكت القومُ، فقال: «مَن يزيدُ على درهم؟» فقال رجل: أنا آخذُهما بدرهمين، قال: «هُما لك» ، ثم قال: «إن المسألةَ لا تحِلُّ إلا لأحدِ ثلاثٍ: ذي دَم ٍ مُوجعٍ، أو غُرْمٍ مُفْظعٍ، أو فَقْرٍ مُدْقِعٍ» . واللفظ للإمام أحمد.
قال الترمذي: «هذا حديث حسنٌ، لا نعرفه إلا من حديث الأخضر بن عَجْلان» .
وقال البخاري في أبي بكر الحنفي: «لا يصحُّ حديثه» . نقله الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (2/462) .
وخالفهم جميعًا المعتمر بن سليمان فرواه عن الأخضر، عَنْ أَبِي بَكْر الحنفي، عَنْ أنس، عن رجل من الأنصار، به.
وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" (312) . قال الترمذي: «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: الأخضر بن عَجْلان ثقة، وأبو بكر الحنفي الذي روى عن أنس اسمه عبد الله» . وانظر "بيان الوهم والإيهام" (5/57 رقم2297) .(3/598)
1117 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ إِسْحَاقَ ابن بُهْلُول الأَنْبارِي، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عليِّ بْنِ عَاصِمٍ (1) ، عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ واصِل (2) ، عَنْ أَبِي قِلابَة (3) : أَنَّهُ كَانَ لا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَستَقرِضَ الرجلُ الخُبْزَ مِنَ الجِيران؛ أَوْ قَالَ: الرَّغِيفَ.
قَالَ أَبِي: الحسنُ بْنُ عليِّ بْنِ عَاصِمٍ مَاتَ قَدِيمًا (4) ، لَمْ يُدرِكْه (5) ، وَهُوَ (6) شيخٌ. وَهَذَا الحديثُ لا أَدْرِي كَيْفَ هُوَ! واصِلٌ، عَنْ أَبِي قِلابَة لا يَجِيء، وَلا أعلمُ أَحَدًا رَوَى هَذَا (7) عَنِ الأوزاعيِّ غَيْرَهُ.
_________
(1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (3572) - ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" (7/363) - عن الحسن بن علي، به.
ورواه بحشل في "تاريخ واسط" (ص146) من طريق علي بن سليمان، عن الحسن بن علي، به.
(2) هو: ابن أبي جميل الشَّامي.
(3) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي.
(4) في (ك) : «فدعا» بدل: «قديمًا» .
والحسن بن علي بن عاصم الواسطي هذا مات في حياة أبيه كما قال ابن حبان في "الثقات" (8/170) ، والفضل بن سهل ويحيى بن أبي طالب كما في "تاريخ بغداد" للخطيب (7/363) . وأبوه توفي سنة (201 هـ) كما في "تهذيب الكمال" (20/519) .
(5) يعني: أن إسحاق بن بُهلول لم يدرك الحسنَ بْنِ عَلَيِّ بْنِ عَاصِمٍ. وإسحاقُ كانت ولادته سنة أربع وستين ومئة كما في "سير أعلام النبلاء" (12/489) . ولكن إسحاق توبع كما تقدم.
(6) أي: الحسن بن علي.
(7) قوله: «هذا» سقط من (ك) .(3/599)
1118 - وسألتُ (1)
أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (2) ، عَنِ حمَّاد (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (4) ، عَنْ أَبِي سعيد الخُدْري، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُسْتَأجَرَ الأَجِيرُ حتى يَعْلَمَ أَجْرَهُ.
قلتُ (5) : وَرَوَاهُ الثَّوْريُّ (6) عَنْ حمَّاد، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْقُوفٌ (7) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ موقوفٌ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ لأنَّ الثَّوريَّ أحفظُ.
1119 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عمَّنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: نَهَى رسولُ الله (ص) عَنْ بَيْعَتَينِ وَلِبْسَتَيْن؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ ابنُ جُرَيج (8) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاء بْنِ
_________
(1) نقل هذا النص بتمامه الزيلعي في "نصب الراية" (4/131) ، ونقل بعضه ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (2/81) ، لكن جعله من قول أبي حاتم وأبي زرعة!
وستأتي هذه المسألة برقم (2835) .
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد (3/59 رقم 11565) ، وأبو داود في "المراسيل" (181) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/120) .
(3) هو: ابن أبي سليمان.
(4) هو: ابن يزيد النخعي.
(5) قوله: «قلت» من (ف) فقط.
(6) ورواه شعبةُ أيضًا، وروايته أخرجها النسائي في "المجتبى" (3857) . وانظر "إرواء الغليل" (1490) .
(7) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(8) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. وروايته أخرجها البخاري (1993) ، ومسلم (1511) .(3/600)
مِيناء، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ (1) : يُنْهَى (2) عَنْ بَيْعَتَينِ.
وَرَوَاهُ مَعقِلُ بن عُبَيدالله، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاء، عَنْ أَبِي هريرةَ؛ قَالَ: نهى رسولُ الله (ص) ... .
قَالَ أَبِي: وكُلُّها صحيحٌ؛ ضَبَطَ (3) ابنُ جُرَيج؛ هو (4) : عَطاء بْنُ مِينَاء.
1120 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو (6) الْوَلِيدِ (7) ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (8) ، عَنْ سِمَاك (9) ، عَنْ عِكْرمة، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) : لا يَبِيعُ (10) حَاضِرٌ لِبَادٍ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ (11) ، أَخْطَأَ فِيهِ أَبُو الْوَلِيدِ؛ إِنَّمَا هُوَ: أنَّ
_________
(1) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(2) كذا لفظه أيضًا عند البخاري، ولفظه عند مسلم: «نَهى عن بَيْعَتَين» ، فهو مرفوع إلى النبي (ص) ؛ كما هو مقرر في علم الحديث.
(3) قوله: «ضبط» ليس في (ش) .
(4) أي: المبهم في رواية حماد بن سلمة.
(5) في (ك) : «سألت أبي» .
(6) قوله: «أبو» سقط من جميع النسخ، عدا (أ) فإنه أُلحق فيها، وسيأتي على الصَّواب.
(7) هو: هشام بن عبد الملك الطيالسي.
(8) هو: سلاَّم بن سُلَيم.
(9) هو: ابن حرب.
(10) كذا في جميع النسخ، ومثله في بعض مصادر التخريج، وجاء في بعضها أيضًا بلفظ: «لا يَبِعْ» ، واللفظان محفوظان في كثير من كتب الحديث كالصحيحين وغيرهما، كلاهما صحيح فصيح في العربية. أما قوله: «لا يَبِعْ» ، فوجهه أنَّ «لا» ناهية في اللفظ والمعنى، والفعلُ بعدها مجزومٌ بها، وأمَّا: «لا يَبِيعُ» ، فمتجه على أنَّ «لا» نافيةٌ في اللفظ، ناهية في المعنى، والمضارعُ بعدها مرفوعٌ، وهذا أبلغ من النهي الخالص. انظر بيان ذلك في التعليق على المسألة رقم (331) ، وانظر مثل ذلك في المسألة رقم (1111) و (1154) .
(11) يعني: من هذا الطريق؛ وإلا فالحديث رواه البخاري في "صحيحه" (2158) ، ومسلم (1521) كلاهما من طريق عبد الله بن طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عباس، به.(3/601)
النبيَّ (ص) قَالَ: لا تَسْتَقْبِلُوا السُّوقَ، وَلاَ تُحَفِّلُوا (1)
(2) .
1121 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حديثَ جابرٍ: أنَّ النبيَّ (ص) اشْتَرَى مِنْ جابرٍ بَعِيرًا، واشترَطَ رُكوبَها (3) .
فَقَالَ: حديثُ هُشَيْمٍ (4) ، عَنْ سَيَّار (5) ، عَنْ أَبِي هُبَيْرة يَحْيَى بن
_________
(1) في (ك) : «تحعلوا» .
والمراد: لا تُحَفِّلوا الشَّاة، أي: لا تتركوا حَلْبَها حتى يجتمعَ اللبنُ في ضَرْعها. انظر "المصباح المنير" (1/142) . فالمُحَفَّلة: هي الشَّاةُ، أو البقرةُ، أو النَّاقةُ، لا يَحْلُبُها صاحبها أيامًا، حتى يجتمعَ لبنُها في ضَرْعِها، فإذا احْتَلَبها المُشتري حَسِبها غَزِيرةً، فزادَ في ثمنها، ثم يظهرُ له بعد ذلك نقصُ لبنها عن أيام تَحْفِيلِها. سُمِّيت مُحَفَّلة؛ لأن اللَّبَنَ حُفِّل في ضَرْعها، أي: جُمع. انظر "النهاية" (1/409) . وانظر كلام الترمذي عقب إخراجه للحديث برقم (1268) .
(2) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (36239) عن شيخه أبي الأحوص باللفظ الذي رجَّحه أبو زرعة. وأخرجه الترمذي في "جامعه" (1268) من طريق هناد ابن السَّري، والطحاوي في "شرح المعاني" (4/7) من طريق يوسف بن عدي وأسد، وأبو يعلى في "مسنده" (2356) من طريق خلف بن هشام، والطبراني في "الكبير" (11/232 رقم 11774) من طريق مسدَّد وعاصم بن علي، جميعهم عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) ، به.
قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» .
(3) وفيه أيضًا قول النبيِّ (ص) لجابر في قصة زواجه: «فهلاَّ جاريةً تُلاعِبُها وتُلاعِبُك!» .
(4) هو: ابن بشير الواسطي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (3/303 رقم 14251) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1965 و2125) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4410) ، والطبراني في "الأوسط" (1144) .
قال الطبراني: «لم يروه عن سيار أبي الحكم إلا هشيم» .
ورواه البخاري في "صحيحه" (5079) ، ومسلم عقب الحديث (1466) من طريق هشيم، عن سيَّار، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) بقصة زواج جابر، وقول النبي (ص) له: «فهلاَّ جاريةً تُلاعِبُها وتُلاعِبُك!» .
(5) هو: أبو الحكم العَنَزي.(3/602)
عَبَّاد، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : صحيحٌ.
1122 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَتَادة (1) ،
وحمَّادُ بنُ سَلَمة (2) ، عَنْ عِكْرمَة بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) (3) قَالَ: مَنْ بَاعَ نَخْلاً قَدْ أُبِّرَتْ (4) ، فَثَمَرَتُها (5) لِلْبَائِعِ؛ إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ المُبْتَاعُ؟
قَالَ أَبِي: كنتُ أستَحْسِنُ هَذَا الحديثَ مِنْ ذِي (6) الطَّريقِ، حَتَّى رأيتُ مِنْ حديثِ بعضِ الثِّقَات (7) : عَنْ عِكْرمَة بْنِ خالد، عن الزُّهْري،
_________
(1) روايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير" (325) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/325) من طريق سعيد بن أبي عروبة، وابن عدي في "الكامل" (2/213) من طريق الحكم بن عبد الملك، كلاهما عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عمر، به.
قال البيهقي: «وهذا منقطع، وقد روي عَنْ هِشَامٍ الدَّستوائي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبي (ص) ، وكأنه أراد حديث الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ» .
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (2/30 رقم 4852) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/26) . ورواه عبد الرزاق في "مصنفه" (14621) ، والنسائي في "الكبرى" (4993) من طريق مطر الوراق، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابن عمر، به.
(3) قوله: «عن النبي (ص) » سقط من (ف) .
(4) أي: لُقِّحَتْ. انظر "النهاية" (1/13) .
(5) في (ك) : «فتمرتها» .
(6) كذا في (ت) و (ك) ، وفي بقية النسخ: «ذى» بإهمال الياء.
و «ذي» هنا: اسمُ إشارةٍ لمؤنَّث، والطريق يؤنَّث في لغة أهل الحجاز، فكأنه قال: من هذه الطريق. وانظر في تأنيث «الطريق» وتذكيره: "المصباح المنير"، وغيره من المعاجم (ط ر ق) .
(7) رواه الترمذي في "العلل الكبير" (326) ، والنسائي في "الكبرى" (4994) من طريق معاذ بْن هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ الزهري، عن ابن عمر، به. قال الترمذي: «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، وَقُلْتُ لَهُ: حديث الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي (ص) : " من باع عبدًا ... ". وقال نَافِعٍ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عمر، أيهما أصحُّ؟ قال: إن نافعًا يخالف سالمًا في أحاديث، وهذا من تلك الأحاديث، روى سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . وقال نَافِعٍ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عمر؛ كأنه رأى الحديثين صحيحين، أنه يحتمل عنهما جميعًا» .(3/603)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: فَإِذَا الحديثُ قَدْ عَادَ إِلَى الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) .
1123 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عَوْن، عَنِ ابْنِ عُيَينة، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاء (3) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قَضاني رسولُ الله (ص) وزادَني؟
قَالَ أَبِي: كَذَا حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَوْن، وأحسَبُه قَدْ غَلِطَ؛ إِنَّمَا يُرْوَى هَذَا الحديثُ عَنْ مِسْعَر (4) ، عَنْ مُحَارب بْنِ دِثَار، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) من قوله: «قال أبي فإذا الحديث ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. ومقصود أبي حاتم: أن الحديث عاد إلى هذه الطريق الصَّحيحة المعروفة، التي أخرجها البخاري (2379) ، ومسلم (1543) .
(2) انظر المسألتين المتقدِّمتين برقم (266) و (1112) .
(3) هو: ابن أبي رباح. والحديث رواه البخاري في "صحيحه" (2309) من طريق ابن جريج، عن عطاء ابن أبي رباح وغيره، يزيد بعضهم على بعض، ولم يبلغه كلهم؛ رجلٌ واحد منهم عن جابر، فذكر الحديث بطوله، وفيه قصة بيع جابر جمله للنبي (ص) .
(4) هو: ابن كدام. وروايته تقدم تخريجها في المسألة رقم (266) .(3/604)
قَالَ أَبِي: وَلا يُعْرَف هَذَا الحديثُ مِنْ حَدِيثِ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ، وَلا يَحْتملُ أَنْ يكونَ عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ (1) .
1124 - وسألتُ (2) أبي عن حديثِ نَصْرِ ابن عَلَيٍّ (3) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ سُلَيم، عن جابر ابن يَزِيدَ (4) ، عَنْ سُفْيان الزَّيَّات، عَنِ الرَّبيع بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) اسْتَسْلَفَ مِنْ رجلٍ مِنَ الْيَهُودِ شَيْئًا إِلَى المَيْسَرَة، فَقَالَ اليهوديُّ: وَهَلْ لمحمدٍ مِنْ مَيْسَرَة؟ فأتيتُ النبيَّ (ص) فأخبرتُهُ، فَقَالَ: كَذَبَ اليَهُودِيُّ! أَنَا خَيْرُ مَنْ بَايَعَ (5) ، لَأَنْ يَلْبَسَ الرَّجُلُ ثَوْبًا مِنْ رِقَاعٍ شَتَّى؛ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ فِي أَمَانَتِهِ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (6) ،
وسُلَيمانُ وسُفْيانُ مجهولان ِ.
_________
(1) أي: لا يعرف هذا الحديث من طريق عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ، عَنْ جَابِرٍ، وَلا يُحْتَمَلُ أَنْ يكون عن جابر من هذا الطريق.
(2) نقل بعض هذا النص الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (3/55-56) ، و"التلخيص الحبير" (1229) بتصرف، وانظر المسألة الآتية برقم (1924) .
(3) روايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص34) .
(4) وليس هو بالجعفي. قاله ابن حجر في الموضع السابق من "لسان الميزان".
(5) في (ك) : «مايع» ، وهو خطأ.
(6) الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند" (3/243-244 رقم 13559) فقال: حدثنا محمد بن يزيد، حدثنا أبو سلمة صاحب الطعام، أخبرني جابر بن يزيد - وليس بجابر الجعفي - عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أنس بن مالك به.
ومن طريق أحمد رواه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص59) .
قال الحافظ ابن حجر في "اللسان" (3/56) : «ولم يذكر بين الربيع وجابر أحدًا، فتبيَّن انقطاع روايته» . ورواه البزار في "مسنده" (1305/كشف الأستار) ، والطبراني في "الأوسط" (1476) ، وابن عدي في "الكامل" (1/401) من طريق أَسِيد الجمال، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسِ، به.
وليس في رواية ابن عدي نسبة عاصم بأنه «الأحول» .
قال البزار: «لا نعلم رواه عن عاصم، عن أنس إلا أبو بكر» .
وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عاصم إلا أبو بكر، تفرد به أَسِيد» .
وقال ابن عدي: «وهذا الحديث بهذا الإسناد أيضًا لا أعلم يرويه عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ غيرُ أَسِيد بن زيد، وعاصم المذكور في الإسناد: عاصم بن بهدلة؛ ليس هو عاصم الأحول» .(3/605)
1125 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُؤَمَّل بن إسماعيل (1) ، عن عبد الله العُمَري، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) : نَهَى عَنْ بيعِ الطَّعَامِ حَتَّى يُقْبَضَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
1126- وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عبد الصَّمد بن عبد الوارث (2) ،
_________
(1) لم نقف على روايته على هذا الوجه، ولكن رواه الطبراني في "الأوسط" (6718) من طريق هشام بن عمار، ثنا مؤمل بن إسماعيل، ثنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ حكيم بن حزام اشترى طعامَ الرِّزق، فباعه قبل أن يقبضَه، فنهاه عمر، وقال: = = «أما إن النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ بَيْعِ الطَّعَامِ حَتَّى يُقبضَ، فردَّ إليه رأس ماله» .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ نافع إلا عبد الله بن عمر، ولا عن عبد الله بن عمر إلا مؤمل، تفرَّد به هشام بن عمار» .
ولم نقف على هذا الحديث في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي، فهذا مما يقوِّي أنه عن ابن عمر؛ لأنه رواه البخاري في "صحيحه" (2126) ، ومسلم في "صحيحه" (1526) من طريق مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبي (ص) ، به.
(2) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (ق 8/أ/مسند أنس) ، و (1324/كشف الأستار) ، والطبراني في "الصغير" (681) ، والدارقطني في "الأفراد" (ق69/أطراف الغرائب) . قال البزار بعد أن ذكر له حديثًا آخر أيضًا: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أنس من هذا الطريق، ولا نعلم أسند بُديل عن أنس إلا هذين الحديثين» .
وقال الطبراني: «لم يروه عن بُديل بن مَيْسَرة إلا الحسن، تفرَّد به عبد الصمد» .
وقال الدارقطني: «تفرَّد به الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بُديل، عنه» .(3/606)
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بُدَيْل (1) ، عَنْ أَنَسٍ (2) ، عَنِ النبيِّ (ص) قال: خَصْلَتَان ِ لا يَحِلُّ مَنْعُهُمَا: المَاءُ وَالنَّارُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (3) .
1127- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيْدٌ أَبُو حاتِم (4) ، عَنْ قَتادة، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله؛ قال: ليس بين الأب ِ وبين ابنِهِ رِبًا (5) ؟
_________
(1) هو: ابن مَيْسَرة العُقيلي.
(2) في (ف) : «عن بديل، عن أبيه، عن أنس» .
(3) نقل الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (3/143 رقم 1338) كلام أبي حاتم مختصرًا.
(4) هو: سويد بن إبراهيم الجَحْدَري.
(5) رسمت في جميع النسخ هكذا: «ربوا» بواوٍ بعدها ألفٌ، وهو رسم قديم للكُتَّاب درَجَ عليه بعضُ كَتَبَةِ الحديث كما وقع هنا. وهو موافق لرسم المصحف العثماني، وقد ذكر العلماء أن الرِّبَا: مقصورٌ، وهو من رَبَا يَرْبُو، فيكتبُ بالألف وتثنيتُهُ: رِبَوَان، واختار الكوفيون كَتْبَهُ وتثنيته بالياء؛ الرِّبَى، والرِّبَيَان؛ لكسر أوَّله، وغلَّطهم البصريُّون. وكَتْبُهُ في المصحف بالواو، قيل: لأنَّ أصله الواو، وقال الفراء: «إنما كتبوه بالواو؛ لأنَّ أهل الحجاز تعلَّموا الكتابة من أهل الحيرة، ولغتهم: الرِّبَوْا، فعلَّموهم صورة الخطِّ على لغتهم، فأخذوه كذلك عنهم، وكذلك قرأها أبو سماك العدوي: «الرِّبَوْا» بالواو، وقرأ حمزة والكسائي بالإمالة بسبب كسرة الراء، وقرأ الباقون بالتفخيم لفتحة الباء، واليومَ أنت فيه بالخيار: إن شئت كتبته بالواو على ما في المصحف موافقةً له، وإن شئت بالياء، وإن شئت بالألف» . اهـ. وقد نقل ذلك عن الفراء الثعلبيُّ في "تفسيره" (2/281) ، والنووي في "المجموع شرح المهذَّب" (9/374) وغيرهما، وفي "اللباب" للعكبري (2/488) ، قال: «الربوا: تكتب بالواو؛ لئلاَّ تشتبه بـ «الزِّنَا» . اهـ.
وأما كتابة ألف بعد الواو: فقد قال القلقشندي في "صبح الأعشى" (3/204) : «وجمعوا في "الربا" بين العوض والمعوَّض منه، فكتبوه بواوٍ وألفٍ بعدها، على هذه الصورة «الربوا» . اهـ، وفي "تفسير النسفي" (1/133) قال: «زيدتِ الألفُ بعدها تشبيهًا بواو الجمع» . وانظر "همع الهوامع" (3/527) ، و"الكليات" لأبي البقاء الكفوي (ص 24 و555) ، و"صبح الأعشى" (3/177) ، و"المطالع النصرية" للهوريني (ص138) ، و"معجم القراءات" (1/401/سورة البقرة/275) .(3/607)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: قَتادة، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ؛ كَذَا يَرْوِيهِ الدَّسْتوائي (1) .
1128 - وسألتُُ (2) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ المبارك (3) ، عن ثَوْر
_________
(1) هو: هشام بن أبي عبد الله. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (20036) عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زيد؛ قال: «ليس بين العَبد وبين سَيِّده ربًا» . ورواه ابن أبي شيبة أيضًا (20039) من طريق سعيد، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زيد والحسن؛ قالا: «ليس بين العَبد وبين سيِّده رِبًا» .
(2) ستأتي هذه المسألة برقم (1164) .
(3) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الإسماعيلي في "مستخرجه" - كما في "فتح الباري" لابن حجر (4/345) -، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/32) من طريق أبي الربيع الزهراني، عن ابن المبارك، به.
وقد خولف أبو الربيع: فأخرجه الإمام أحمد في = = "المسند" (4/131 رقم 17177) ، والبيهقي في "سننه" (6/31) ، من طريق عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بن معدان، عن المقدام، به، ولم يذكر جبيرَ بن نفير.
وعبد الرحمن بن مهدي أوثقُ من أبي الربيع الزهراني، فروايته أرجحُ من روايته، فيكون الصواب في رواية ابن المبارك: حذف جبير بن نفير من الإسناد، ويؤيِّد ذلك: أن الوليد بن مسلم ويحيى بن حمزة رَوَيا الحديث عن ثور بن يزيد، ولم يذكرا جبير بن نفير:
فأمَّا رواية الوليد بن مسلم: فأخرجها البخاري في "صحيحه" (2128) .
وأما رواية يحيى بن حمزة: فأخرجها أبو نعيم في "الحلية" (5/217) ، والبيهقي في "سننه" (6/32) . وكذا رواه بَحير بْنِ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بن معدان، إلا أنه زاد في الإسناد أبا أيوب كما سيأتي.(3/608)
بن يزيد، عن خالد ابن مَعْدان، عَنْ جُبَير بْنِ نُفَير، عَنِ المِقْدام بْنِ مَعْدِي كَرِب، عن النبيِّ (ص) قَالَ (1) : كِيلُوا طَعامَكُمْ، يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ (2) ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ بَقِيَّة (3) ، عَنْ [بَحِير] (4) بْنِ سَعْدٍ (5) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان (6) ، عَنِ المِقْدام، عن النبيِّ (ص) ؛ ولا يُدْخِلُ بينهما جُبَيْرَ
_________
(1) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(2) قوله: «فيه» ليس في (ت) و (ك) .
(3) هو: ابن الوليد. ولم نقف على رواية بقية للحديث على هذا الوجه، والمعروف عنه روايته بزيادة أبي أيوب الأنصاري في "سنده".
فالحديث رواه أحمد في "المسند" (5/414 رقم 23508 و23509) ، وابن ماجه في "سننه" (2232) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/121 رقم 3859) ، وفي "مسند الشاميين" (1129) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (697) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/32) ، جميعهم من طريق بَقِيَّةُ، عَنْ بَحير، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ، عَنِ أبي أيوب الأنصاري، به.
وتابع بقيةَ إسماعيلُ بن عياش، وستأتي روايته في المسألة رقم (1164) .
وذكر الدارقطني في "العلل" الخلاف على خالد بن معدان في زيادة أبي أيوب أو حذفها، فقال: «يرويه بَحير بن سعد وثور بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ معدان، واختُلِف فيه: فقال بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ: عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ، عَنِ أبي أيوب، قاله عنه بقية وإسماعيل بن عياش. وخالفه ثور بن يزيد فرواه عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ المقدام، عن النبي (ص) ، لم يذكر أبا أيوب فيه، قال ذلك ابن المبارك ويحيى بن حمزة عنه، والقول قول بَحير بن سعد؛ لأنه زاد» . اهـ.
(4) تصحَّف في جميع النسخ إلى: «يحيى» ، وكُتِبَ في هامش النسخة (أ) بخط مغاير: «الصواب: بحير بن سعد» . وسيأتي على الصَّواب في المسألة رقم (1164) ، وانظر "تهذيب الكمال" (4/20) .
(5) في (ش) : «سعيد» ، ثم صوِّبت.
(6) في (ت) و (ك) : «سعدان» بدل: «معدان» .(3/609)
ابنَ نُفَير (1) .
قلتُ لأَبِي (2) : أيُّهما الصَّحيحُ؟
قَالَ: حديثُ ثَوْرِ بنِ يَزِيد (3) ؛ حيثُ زَادَ رَجُلا (4) .
1129 - وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بن عَبَّاد (6) ، عن عبد العزيز الدَّرَاوَرْدي (7) ، عَنْ حُمَيد (8) ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِنْ لَمْ يُثَمِّرْهَا اللهُ، فَبِمَ يَسْتَحِلُّ أَحَدُكُمْ مَالَ أَخِيهِ؟! ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ كلامُ أَنَسٍ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَذَا يَرْوِيهِ الدَّرَاوَرْدي ومَالِكُ بْنُ أنس (9)
_________
(1) انظر الكلام على هذه الطريق في المسألة رقم (1164) .
(2) قوله: «لأبي» من (ف) فقط.
(3) قوله: «بن يزيد» ليس في (ت) و (ف) و (ك) ، وفي هامش (أ) - تعليقًا على هذا الموضع - ما نصُّه: «الصواب: بحير بن سعد» ؛ يعني: بدل «ثور بن يزيد» ، والرجل الذي زاده بحير بن سعد هو أبو أيوب، لكنه لم يَرِد له ذكر في جميع النسخ، مع أن الصَّواب إثباته كما سبق!!
ومع ذلك فليس هذا هو مراد أبي حاتم، بل مراده ترجيح رواية من رواه بزيادة جبير بن نفير، وهي رواية ثور بن يزيد هنا، وأكد ذلك أيضًا في المسألة رقم (1164) .
(4) في هذا التَّرجيح نظر يتضح من تخريج الطرق السابقة! وقد خالف البخاريُّ أبا حاتم، فأخرج الحديث في "صحيحه" - كما سبق - من الطريق الناقصة.
(5) انظر المسألة رقم (1139) و (1414) .
(6) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1555) .
(7) هو: عبد العزيز بن محمد.
(8) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل.
(9) روايته عنده في "الموطأ" (2/618) ، ومن طريقه أخرجه البخاري في "صحيحه" (2198) ، ومسلم في "صحيحه" (1555) .
(*) ... كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .(3/610)
مَرْفُوعٌ (*) ، وَالنَّاسُ يَرْوونَهُ مَوْقُوفٌ (*) مِنْ كلام أنس (1) .
_________
(1) يعني: آخرَ الحديث، وهو الجزءُ الذي ذكره المصنِّف هنا.
والحديث أخرجه البخاري (2198) ، ومسلم (1555) ، ولفظه بتمامه: أن رسول الله (ص) نهى عن بيع الثِّمار حتى تُزْهِيَ، فقيل له: وما تُزهي؟ قال: حتَّى تَحْمَرَّ. ثم ذكر اللفظ المذكور هنا، فمنهم من ذكره مرفوعًا، ومنهم من وقفه على أنس.
قال الدارقطني في "التتبع" (198) : «وقد خالف مالكًا جماعةٌ، منهم: إسماعيل بن جعفر وابن المبارك وهشيم ومروان ويزيد بن هارون وغيرهم؛ قالوا فيه: قال أنس: أرأيتَ إن منع الله الثَّمرة؟ وأخرجا أيضًا حديث إسماعيل بن جعفر، عن حميد، وقد فصل كلام أنس من كلام النبي (ص) » . اهـ.
قال الحافظ ابن حجر في "مقدمة الفتح" (ص 360) : «سبق الدارقطنيَّ إلى دعوى الإدراج في هذا الحديث: أبو حاتم وأبو زرعة الرَّازيان، وابن خزيمة، وغير واحد من أئمة الحديث كما أوضحته في كتابي "تقريب المنهج بترتيب المدرج"، وحكيتُ فيه عن ابن خزيمة أنه قال: رأيت أنس بن مالك في المنام، فأخبرني أنه مرفوع، وأن معتمر بن سليمان رواه عن حميد مدرجًا، لكن قال في آخره: لا أدري أنسٌ قال: بم يستحلُّ؟ أو حدَّث به عن النبي (ص) ؟ والأمر في مثل هذا قريب» . اهـ.
وقال في "الفتح" (4/398-399) : «قوله: "فقال رسول الله (ص) : أرأيتَ إذا منعَ الله الثَّمرة ... " الحديث: هكذا صرَّح مالك برفع هذه الجملة، وتابعه محمد بن عباد، عن الدَّراوَرْدي، عن حميد؛ مقتصرًا على هذه الجملة الأخيرة، وجزم الدارقطني وغيرُ واحد من الحفاظ بأنه أخطأ فيه، وبذلك جزم ابن أبي حاتم في "العلل" عن أبيه وأبي زرعة. والخطأ في رواية عبد العزيز من محمد بن عباد، فقد رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ الدَّراوَرْدي كرواية إسماعيل بن جعفر الآتي ذكرُها، ورواه معتمر بن سليمان وبشر بن المفضل عن حميد، فقال فيه: " قال: أفرأيتَ ... " إلخ. قال: فلا أدري أنسٌ قال: بم يستحلُّ؟ أو حدَّث به عن النبي (ص) ؟ أخرجه الخطيب في "المدرج". ورواه إسماعيل بن جعفر، عن حميد، فعطفه على كلام أنس في تفسير قوله: " تزهي"، وظاهره الوقف. وأخرجه الجوزقي من طريق يزيد بن هارون، والخطيب من طريق أبي خالد الأحمر؛ كلاهما عن حميد بلفظ: "قال أنس: أرأيتَ إن منعَ الله الثَّمرة " الحديث. ورواه ابن المبارك وهشيم كما تقدم آنفًا عن حميد، فلم يذكرا هذا القدر المُختَلَف فيه، وتابعهما جماعةٌ من أصحاب حميد عنه على ذلك. قلت: وليس في جميع ما تقدَّم ما يمنع أن يكونَ التفسير مرفوعًا؛ لأن مع الذي رفعه زيادةٌ على ما عند الذي وقفه، وليس في رواية الذي وقفه ما ينفي قول من رفعه. وقد روى مسلم من طريق أبي الزبير عن جابر ما يُقَوِّي رواية الرفع في حديث أنس، ولفظه: " قال رسول الله (ص) : لو بعتَ من أخيك ثمرًا، فأصابته عاهة، فلا يحل لك أن تأخذ منه شيئًا، بم تأخذ مال أخيك بغير حق؟ "» .
ثم إن ابن حجر عكس ذلك في "التلخيص الحبير" (1215) فقال - بعد أن ذكر الحديث -: «وقد بيّنت في "المدرج" أن هذه الجملة موقوفة من قول أنس، وأن رفعها وهمٌ، وبيانها عند مسلم» . اهـ.
وانظر "الفصل للوصل" للخطيب البغدادي (1/172-177) ، فإنه ذكر الحديث، ورجح الوقف، وحكم على رواية مالك بالوهم.(3/611)
1130 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَنَسُ بْنُ عِياض (2) ، عن عُبَيدالله (3) ، عن نافعٍ وعبد اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ بَيْعِ الوَلاَء وَعَنْ هِبَتِهِ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ وَهِمَ فِيهِ أَبُو ضَمْرَة (4) ، الناسُ يَقُولُونَ: عُبَيدالله، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ، ويَرْوُونَ (5) عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر- موقوفً (6) -: الوَلاءُ لُحْمَةٌ (7) ؛ وهذا هو الصَّحيحُ.
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1107) ، والآتية برقم (1645) .
(2) روايته أخرجها أبو عوانة في "مسنده" (3/238/المعرفة) .
(3) هو: ابن عمر العُمَري.
(4) هو: أنس بن عياض.
(5) في (ت) و (ف) و (ك) : «وَيَرْوُن» .
(6) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(7) قال الفيومي في "المصباح المنير" (ص 551) : اللُّحْمَةُ بالضمِّ: القَرابَةُ، والفتحُ لغةٌ.(3/612)
1131 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ فُلَيح (2) ، عَنْ سُهَيل بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ ... ، الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا قُتَيبة (4) ، عَنْ يعقوبَ الإِسكَنْدَراني (5) ، عَنْ سُهَيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: هَذَا أشبهُ وأصَحُّ (6) ، وكان يحيى ابن مَعِينٍ [حَمَلَ] (7) عَلَى فُلَيح وَعَلَى أَبِي أُوَيس، وَكَانَ يعقوبُ الإِسكَنْدَرانيُّ مِن أَهْلِ المدينةِ، سَكَنَ الإسكَنْدَرِيَّةَ.
وممَّا (8) يقوِّي حديثَ ذَى (9) : ما رواه عبدُالسَّلام (10) ، عن
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (1106) .
(2) هو: ابن سليمان.
(3) هو: ذَكوان السَّمَّان.
(4) هو: ابن سعيد. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1584) .
(5) هو: يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد القاري الإسكندراني.
(6) وهذا الذي صوَّبه الدارقطني في "العلل" (1930) أيضًا.
(7) في جميع النسخ: «عمل» ، والتصويب اجتهاد منا، وابن معين كان يحمل على فليح وأبي أويس - واسمه: عبد الله بن عبد الله بن أويس- ويضعِّفُهما. كما في "تهذيب الكمال" (23/319-321) .
(8) في (ك) : «مما» بلا واو.
(9) كذا في (أ) و (ف) بلا نقط، وفي بقية النسخ: «ذي» بالياء المنقوطة، والجادَّة «ذا» ، والمراد: حديثُ هذا، لكنْ نقل سيبويه إمالة «ذا» الإشارية؛ ولذلك تُكْتَبُ بالياء «ذى» ، ولا تُنْطَقُ إلا ألفًا ممالة. انظر التعليق على قوله: «من ذا الوجه» في المسألة رقم (124) .
(10) هو: ابن حرب. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (6/38 رقم 5447) ، و"الأوسط" (4144) ، والدارقطني في "الأفراد" (278/أ/أطراف الغرائب) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عبد الملك بن ميسرة إلا أبو خالد، ولا رواه عن أبي خالد إلا عبد السلام، تفرَّد به عبد المؤمن وأبو غسان النهدي» . وقال الدارقطني: «غريب من حديث عبد الملك بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، تفرد به أبو خالد الدالاني يزيد ابن عبد الرحمن عنه، ولم يروه عنه غير عبد السلام، تفرَّد به محمد بن سعيد الأصبهاني» .(3/613)
الدَّالاني (1) ، عن عبد الملك بْنِ مَيْسَرة، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.
1132 - وسمعتُ (2) أَبِي وذكر حَدِيثًا رَوَاهُ فُضَيل بْنُ عِياض، عَنْ لَيْث (3) ، عَنِ المُغِيرَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: الرِّبَا (4) سبعونَ بابًا، أدناها (5) أَنْ يَنكِحَ (6) الرَّجُلُ أُمَّهُ.
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: لَيْث، عَنْ أَبِي المُغيرَة - وَاسْمُهُ زِيَادٌ (7) - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
1133 - وسألتُ (8) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أبي ذِئْب (9) ،
عن
_________
(1) هو: أبو خالد يزيد بن عبد الرحمن.
(2) انظر المسألة المتقدمة برقم (1105) ، والآتية برقم (1136) و (1159) و (1170) .
(3) هو: ابن أبي سُلَيم.
(4) كذا في (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «الربوا» ، وهو رسمٌ قديمٌ درَجَ عليه بعضُ الكَتَبَةِ كما وقع هنا. وانظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (1127) .
(5) قوله: «أدناها» سقط من (ك) .
(6) كذا في جميع النسخ! والمعروف: «أدناها مثل أن ينكح» .
(7) ذكر في "الجرح والتعديل" (3/543 رقم 2457) أن اسمه: زياد بن المغيرة وكنيته: أبو المغيرة.
(8) ستأتي هذه المسألة برقم (1566) ، مجيبًا عنها أبو حاتم وأبو زرعة.
(9) هو: محمد بن عبد الرحمن. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، لكنْ أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (17111 و17112) من طريق عبد الوهَّاب ومن طريق أبي بكر بن عبد الله وغيره، وأبو عبيد في "الأموال" (288) من طريق يحيى بن سعيد القطان ويزيد بن هارون، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/37) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (1/262) من طريق عبد الله بن وَهْب، جميعهم عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، = = عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن أسلم مولى عمر، عن عمر، به. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (24091) هكذا: حدثنا ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن القاسم، عن أسلم، به من قوله.
وابن أبي شيبة لا أظنُّه سمع من ابن أبي ذئب، فلعلَّ في الإسناد سقطًا - والله أعلم - وانظر "مسند الفاروق" لابن كثير (1/137) .(3/614)
الزُّهْري، عن القاسم ابن مُحَمَّدٍ، عَنْ رجُلٍ سمَّاه، عَنْ عُمَرَ؛ قَالَ: لا بأسَ عَلَى امرئٍ (1) ابتاعَ مِنْ أَهْلِ الكتابِ (2) خَلًّا لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُمْ تعمَّدوا إفسادَه (*) ، حَتَّى يكونَ اللهُ هُوَ أفسَدَه (*) ؟
فقال (3) أَبِي: كَذَا رَوَاهُ ابنُ أَبِي ذِئْب! وَلا أحسَبُهُ إِلا وَهُوَ وَهَمٌ؛ يُشْبِهُ كلامَ الزُّهْري، حَتَّى رأيتُ مِن رِوَايَةِ ابْنِ الْمُبَارَكِ (4) ،
عن
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ك) : «امر» .
(2) في (ك) : «للكتاب» .
(*) ... كذا في جميع النسخ: «إفساده» و «أفسده» ، والضمير في ظاهره يعود إلى «الخَل» ، لكن هذا الحديث مختصر، وورد في المسألة رقم (1566) ومصادر التخريج أطولَ من هذا، وفيه «إفسادها» و «أفسدها» ، والضمير المؤنث يعود إلى الخمر، ومعنى: «تعمَّدوا إفسادها» ، أي: تعمَّدوا معالجتها- كما في "سنن البيهقي"- والمراد: أن الله تعالى إذا أفسَدَ الخمر وصارتْ خَلًّا طَهُرَتْ، وإذا أفسدها الآدميُّ بالاستعجال لم تطهُر.
وعلى ذلك فقوله: «إفساده» و «أفسده» إنْ لم يكن تصحيفًا، فإنه يمكن تخريجه على أنَّ أصلَهُ: «إفسادها» و «أفسدها» ، وحُذِفت ألفُ «ها» ، ونقلتْ فتحةُ الهاء إلى ما قبلها، وهذه لغةُ طيِّئ ولَخْم، يقولون في «بِهَا» : بَهْ، وفي «فِيْهَا» : فِيَهْ. وقد تكلمنا على هذه اللغة في التعليق على المسألة رقم (235) .
(3) في (ك) : «قال» .
(4) هو: عبد الله. ولم نجد روايته على هذا الوجه، لكن قال أبو عبيد في "الأموال" (289) : «وحدثني يحيى ابن سعيد، عن عبد الله بن المبارك أنه كان يقول في خلِّ التمر مثل ذلك» ؛ يعني مثل قول عمر المذكور في المسألة.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (1/262) من طريق عبد الله بن وَهْب، عن يونس، عن الزهري أنه كان يقول ... فذكره من قول الزهري.(3/615)
يُونُسَ (1) ، عَنِ الزُّهْري (2) هَذَا الكلامَ بِلا إِسْنَادٍ، فتيَقَّنْتُ أنَّ حديثَ ابْنِ أَبِي ذِئْب خطأٌ، والناسُ يَرْوُون عَنِ الزُّهْري (3) ، عَنِ القاسمِ، [عن أسلَمَ] (4) ، عَنْ عُمَرَ، كَلامًا فِي الطِّلَى (5) ؛ لَيْسَ فِيهِ شيءٌ مِن هَذَا.
1134 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُْسلِم بْنُ خَالِدٍ (6) ،
عَنْ عليِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكانة، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَين، عَنْ عِكْرمَة، عَنِ ابْنِ عبَّاس: أنَّ النبيَّ (ص) لمَّا أَمرَ بِإِخْرَاجِ بَنِي النَّضِير؛ جَاءَهُ ناسٌ مِنهُم، فَقَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، إنَّك أَمَرْتَ بِإِخْرَاجِنَا، وَلَنَا عَلَى النَّاس دُيُونٌ، فَقَالَ النبيُّ (ص) : فَضَعُوا، وتَعَجَّلُوا؟
_________
(1) هو: ابن يزيد الأَيلي.
(2) من قوله: «حتى رأيت ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ لانتقال النظر.
(3) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (17116) ، والنسائي في "الكبرى" (6859) كلاهما من طريق معمر، عنه، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أسلم مولى عمر؛ قال: قدمنا الجابِيَةَ مع عمر، فأُتِينا بطلاء وهو مثل عقيدةِ الرُّبِّ، إنما يُخاض بالمخوض، فقال عمر: إن في هذا الشراب ما انتهى إلينا. وانظر "الموطَّأ" (2/847 رقم 1545) . وانظر المسألة رقم (1581) .
(4) في جميع النسخ: «وآخر» ، والتصويب من المسألة رقم (1566) ، ومصادر التخريج.
(5) الطِّلَى: لغةٌ في الطِّلاء، وأصلُ الطِّلاء: الشَّرابُ المطبوخ من عصير العِنَب، وهو الرُّبُّ، ثم أُطلِق على النَّبيذ المُسْكِر المطبوخ؛ لأنهم يُسمُّونه: طِلاءً؛ تحرُّجًا من أن يُسَمُّوه خمرًا. انظر "النهاية" (3/137) .
(6) هو: المخزومي المعروف بالزِّنْجي. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (6755) من طريق هشام بن عمار، عنه، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ، عَنِ عَلَيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكانة إلا مسلم بن خالد» .
ورواه الدارقطني في "السنن" (3/46) ، والحاكم في "المستدرك" (2/52) ، والبيهقي في" السنن الكبرى" (6/28) من طريق عبد العزيز بن يحيى، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ محمد بن عَلَيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، به. وأخرجه البيهقي في" السنن" (6/28) من طريق الحاكم السابقة، ومن طريق الحكم بن موسى، عن مسلم بن خالد، به كسابقه.
ورواه الطبراني في "الأوسط" (817) ، والدارقطني في (3/46) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ علي بن محمد، يذكر عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. ورواه العقيلي في "الضعفاء" (3/251/القلعجي) و (3/972/السلفي) من طريق عبيد الله ابن عمر القواريري، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ علي بن أبي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، به. قال العقيلي: «علي بن أبي محمد، عن عكرمة: مجهول = = بالنقل، حديثه محفوظ» . وانظر "لسان الميزان" (4/262) .
ورواه الدارقطني في "السنن" (3/46) من طريق عفيف ابن سالم، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، به. قال الدارقطني بعد أن ذكر الاختلاف فيه: «اضطرب في إسناده مسلم بن خالد، وهو سيِّئ الحفظ، ضعيف. مسلم بن خالد ثقة؛ إلا أنه سيِّئ الحفظ، وقد اضطرب في هذا الحديث» .
وقول الدارقطني: «ثقة» أي: في دينه وعدالته، و «سيِّئ الحفظ» أي: في ضبطه.(3/616)
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ ابْنُ جُرَيج (1) ، عَنِ ابْنِ رُكانَة (2) ، عَنْ عِكرمَة: أنَّ النبيَّ (ص) ... لَمْ يذكُر: داودَ بْنَ الحُصَين، ولم يذْكُر: ابنَ عباس.
_________
(1) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
ولم نقف على روايته على هذا الوجه، لكن الحديث رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيِّ في "مسنده" (1441/المطالب العالية) ، فقال: حدثنا هشام بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ؛ أخبرني محمد بن عَلَيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكانة؛ أن محمد بن عمر بن علي أخبره: أن اليهود حين أمر رسول الله (ص) بإجلائهم قالوا: إن لنا ديونًا! قال: «فخذوا وضعوا» . قال ابن جريج: وأُخبرت بمثل ذلك عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أبي عبد الله الأشهلي، عن النبي (ص) .
(2) ظاهر السياق هنا: أن ابن ركانة هذا هو علي بن يزيد ابن ركانة المذكور أول المسألة، وتقدم في تخريج رواية ابن جريج أنه يرويه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَليّ بْن يزيد بن ركانة.(3/617)
قَالَ أَبِي: لا (1) يمكنُ أَنْ يكونَ مِثلُ هذا الحديث مُتَّصِلً (2) .
1135 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أبو شَيخ عبد الله بْنُ مَرْوَانَ الحَرَّاني (3) ، وعُبَيدٌ العطَّار (4) ، عَنْ زُهَير (5) ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ المُعتَمِر، عَنْ رِبْعِيّ (6) ، عَنْ حُذَيفة؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : تَلَقَّتِ المَلائِكَةُ رُوحَ رَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَقَال (7) :
كُنْتَ تَعْمَلُ مِنَ الخَيْرِ
_________
(1) في (ك) : «ولا» بالواو.
(2) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد سبق التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) روايته أخرجها أبو عوانة في "صحيحه" (3/346 رقم5240/ط. دار المعرفة) . وأخرجه البخاري في "صحيحه" (2077) ، ومسلم (1560) كلاهما من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، عن زهير، به.
(4) هو: عُبَيد بن إسحاق.
(5) هو: ابن معاوية.
(6) هو: ابن حِراش.
(7) القائل هو الله سبحانه، ويدل عليه: رواية مسلم للحديث في الموضع السابق من "صحيحه" من طريق سعد بن طارق، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أُتيَ اللهُ بعبدٍ من عباده آتاهُ الله مالاً، فقال له: ماذا عملتَ في الدُّنيا؟ ... الحديثَ.
ويَحتملُ أن يكونَ القائلُ الملائكة، ويدلُّ عليه رواية البخاري ومسلم للحديث - كما سبق - من طريق أحمد ابن عبد الله بن يونس، عن زهير، به، وفيها: «فقالوا» بدل: «فقال» ؛ وعلى هذا: فيجوزُ في الفعل وجهان من الضبط: إمَّا فتحُ اللام: «فقالَ» ، وإمَّا ضمُّها: «فقالُ» :
أمَّا فَتْحُ اللام: فيخرَّج على أنَّ فاعل الفعل ضميرٌ يعود إلى «الملائكة» باعتبار المفرد، والمراد: فقال هو، أي: المَلَكُ؛ وهذا من الحمل على المعنى بإفراد الجمع، وتجد مثل ذلك في تخريج النووي لحديث مسلم (192) ، وهو قولُهُ (ص) : «فأحمدُهُ بمحامِدَ لا أَقْدِرُ عليه الآن، يُلْهمنيه اللهُ» ، «عليه» ، أي: على الحمد؛ وكذلك تخريجُ ابن حجر لحديث البخاري (2155) ، وهو قولُهُ (ص) : «ما بالُ أُناسٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ الله» ، وهذا لفظ البخاري، والمراد: ليس شرطٌ منها في كتاب الله، انظر "شرح النووي على مسلم" (3/62) ، و"فتح الباري" (1/551) ، و"عقود الزبرجد" (1/121) . وانظر نحو ذلك في المسألة رقم (224) و (378) و (388) و (1310) و (1796) و (2011) و (2098) ، وانظر للحمل على المعنى بإفراد الجمع: "الخصائص" لابن جنِّي (1/236-237) و (2/419-420) و (3/314-315) ، و"الإنصاف" لابن الأنباري (2/510-511) .
وأمَّا «قالُ» بضم اللام: فيخرَّج على لغة هوازن وعُلْيا قيس في الاجتزاء بالحركات عن حروف المد؛ والأصلُ هنا: «فقالُوا» ، ثم حذفت واو الجماعة = = اكتفاءً بالضمة على اللام، وقد تكلَّمنا على هذه اللغة في التعليق على المسألة رقم (679) .(3/618)
شَيْءً (1) ؟ قَالَ: لا، قَال (2) : تَذَكَّرْ (3) ، قَالَ: كُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ ... ؟
قَالَ أَبِي: أمَّا مِنْ حَدِيثِ مَنْصُورٍ: فَمَوْقُوفٌ (4) أشبهُ (5) ، والحديثُ فِي الأَصْلِ مرفوعٌ.
_________
(1) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد سبق التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(2) في (ت) و (ك) : «فقال» .
(3) في (أ) و (ش) : «أتذكر» .
(4) كذا في جميع النسخ، والتقدير: فهو أشبَهُ موقوفًا، لكنْ حذفت ألف تنوين النصب من قوله: «موقوف» على لغة ربيعة، وقد سبق التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) لم نجده من طريق منصور بن المعتمر إلا مرفوعًا، وقد أخرجه مسلم في الموضع السابق من طريق نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ ربعي بن حراش؛ قال: اجتمع حذيفة وأبو مسعود، فقال حذيفة: رجلٌ لقيَ ربَّه ... ، فذكر الحديث موقوفًا عليه، فقال أبو مسعود: هكذا سمعتُ رسول الله (ص) يقول.
فحذيفة هنا يخبر بأمر لا مجالَ للرأي فيه، ويصدقه أبو مسعود، وينسبُ ذلك للنبي (ص) ، ويرويه رواة آخرون عن ربعي عن حذيفة مرفوعًا، فهذا كله يدلُّ على أن الحديث مرفوع في الأصل كما قال أبو حاتم.
وقد رواه مسلم أيضًا من طريق سعد بن طارق، عن ربعي، عن حذيفة، به موقوفًا عليه كرواية نعيم بن أبي هند، وفي آخره: فقال عقبة بن عامر الجهني وأبو مسعود الأنصاري: هكذا سمعناه من في رسول الله (ص) .(3/619)