لأنَّ أهلَ الشَّام أعرفُ بحديثِهم (1) .
214 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفُضَيل بْن سُلَيمان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زيد بْن مُهاجِر بْن قُنْفُذ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: سمعتُ معاوية، عَنِ النبيَِّ (ص) : إِذَا قَالَ الرَّجُلُ كَمَا يَقُولُ المُؤَذِّنُ ... ؟
قَالَ أَبِي: فِيهِ تَرْكُ رجلٍ؛ محمدُ بنُ إبراهيمَ التَّيْميُّ لم يسمَعْ من معاوية (3) .
_________
(1) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (2/398) عن الإمام أحمد قوله في حديث أبي مرثد: «إسناد جيد» . وروى ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (10/161) من طريق الأثرم قَالَ: «سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ بن حنبل وذكر حديث أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) : " لا تصلوا إلى القبور ... " فقال: إسناد جيد. قلت له: ابن المبارك يُدخل فيه "أبا إدريس". فقال: نعم. وقال غيره: عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قال: سمعت واثلة، فقال الهيثم بن خارجة: ما صنع ابن المبارك شيئًا، هذا صدقة والوليد وذكر ثالثًا [رووه] عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، ليس فيه أبا إدريس» . اهـ. وما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السياق، وكلام أبي حاتم يدل عليها.
وقال الترمذي في "العلل الكبير" (ص151) : «سألت محمدًا -يعني البخاري- عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: حَدِيث الوليد بن مسلم أصح، وهكذا روى غير واحد عن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ بسر بن عبيد الله، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ.
قَالَ محمد: وبسر بن عبيد الله سمع من واثلة، وحديث ابن المبارك خطأ؛ إذ زاد فيه: عن أبي إدريس الخولاني» . اهـ. وقال الدارقطني في "العلل" (7/44) : «والمحفوظ ما قاله الوليد ومن تابعه عن ابن جابر، لم يذكر أبا إدريس فيه» .
(2) نقل بعض هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1153) .
(3) الرجل الذي لم يذكر بينهما هو عيسى بن طلحة كما بينتْه رواية البخاري في "صحيحه" (612) وأحمد في "مسنده" (4/91 رقم16828) وغيرهما.(2/58)
215 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ الأَجْلَح (2) ، عَن عاصِم (3) ، عَنْ أنس: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى فِي ثَوْبٍ واحِدٍ؟
فَقَالَ أَبِي: الصَّحيحُ عَنْ أَنَسٍ موقوف (4) ؛ رَوَاهُ فُضَيل بْن سُلَيمان، عَن عاصِم، عَن أنس، موقوف (*) ، وَرَوَاهُ غيرُ واحدٍ عَن عاصِم، عَنْ أنس موقوفً (*) (5) .
_________
(1) في هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه «الثوب الواحد» .
(2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (3167) ، وأبو الشيخ في "طبقات أصبهان" (4/192) ، والدارقطني في "الأفراد" (2/132/أ/أطراف الغرائب) .
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه وأبو يعلى في "مسنده" (4030) ، والضياء في "المختارة" (6/292) . ومن طريق أبي الشيخ رواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/355) .
قال الدارقطني بعد أن ذكر حديثًا آخر للأجلح: «تفرد بهما الأجلح، عَن عَاصِمٍ، عَنْ أَنَسٍ» .
(3) هو: ابن سليمان الأحول.
(4) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(*) ... كذا في النسخ، هو منصوبٌ على الحال، لكن حذفتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3172) عن ابن فُضيل، عن عاصم قال: سُئل أنس عن الصلاة في الثوب؟ قال: يتوشح به.
وقال الدارقطني في "العلل" (4/18/ب) : «يرويه عبد الله بْنُ الأجلح، عَن عَاصِمٍ، عَنْ أنس مرفوعًا، وتابعه عليُّ بن الحسن الشامي - وكان ضعيفًا -، فرواه عن الثوري، عن عاصم، عن أنس، مرفوعًا، وخالفه عليُّ بن مسهر، وثابت بن يزيد أبو زيد، فروياه عن عاصم موقوفًا، وهو الصواب» . اهـ. كذا عنده: «الشامي» بالمعجمة، وضبطه ابن ماكولا في "الإكمال" (4/557) : «السامي» بالسين المهملة.(2/59)
216- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ (2) ، عَن الزُّهْري، عَنْ سَعِيدٍ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ النبيُّ (ص) : إِذَا قَالَ المُؤَذِّنُ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ؟
فَقَالَ: رَوَاهُ جماعةٌ - مالكٌ (4) وَغَيْرُهُ (5) ، عَنِ الزُّهْري - عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيَِّّ (ص) ؛ وهو أشبَهُ (6) .
_________
(1) نقل بعض هذا النص ابن حجر في "النكت الظراف" (10/28) .
(2) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (2/322) ، والنسائي في "الكبرى" (9861) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/144) ، وابن عدي في "الكامل" (4/302) .
(3) هو: ابن المسيّب.
(4) روايته أخرجها في "الموطأ" (1/67 رقم148) ، ومن طريقه أخرجه البخاري في "صحيحه" (611) ، ومسلم في "صحيحه" (383) .
(5) رواه الطيالسي في "مسنده" (2328) ، وأحمد في "مسنده" (3/90 رقم 11860) ، والدارمي في "مسنده" (1237) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (411) ، والطحاوي في"شرح معاني الآثار" (1/143) من طريق يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ، عَنْ الزهري، به.
(6) قال الترمذي في "جامعه" (208) : «حديث أبي سعيد حديث حسن صحيح، وهكذا روى معمر وغير واحد عن الزهري؛ مثل حديث مالك، وروى عبد الرحمن بن إسحاق، عَنِ الزُّهْرِيِّ هَذَا الْحَدِيثَ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) ، ورواية مالك أصح» . اهـ.
وقال العقيلي: «وأصحاب الزهري يقولون: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبي (ص) ، وهذه الرواية أولى» .
وقال النسائي: «الصواب حديث مالك، وحديث عبد الرحمن بن إسحاق خطأ» . وكذا صحَّح الدارقطني في "العلل" (1344 و2275) حديث مالك ومن تابعه.
وقال ابن عدي: «هكذا رواه عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ ابن المسيب، عن أبي هريرة، ولم يضبط إسناده، ورواه أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سعيد الخدري» .(2/60)
217 - وسمعتُ (1) أَبِي وذكَرَ سُهَيْلَ بنَ أَبِي صَالِحٍ، وعَبَّادَ بْنَ أَبِي (2) صَالِحٍ، فَقَالَ: هُمَا أخَوَان، وَلا أعلَمُ لهما أَخً (3) ، إِلا مَا رَوَاهُ حَيْوَة بْنُ شُرَيح (4) ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سُلَيمان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيَِّّ (ص) ؛ قَالَ (5) : الإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللَّهُمَّ، أَرْشِدِ الأَئِمَّةَ، واغْفِر للْمُؤَذِّنِينَ.
_________
(1) روى هذا النص الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/269) من طريق ابن أبي حاتم، ونقل بعضه ابن حجر في "التهذيب" (3/559) ، و"النكت الظراف" (9/372) .
(2) في (ك) : «وعاد أبي» بدل: «وعباد بن أبي» .
(3) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة (34) ، وقد ورد على الجادَّة «أخًا» في مطبوعة "الموضح"، و"التهذيب".
وقولُ أبي حاتم «: هُمَا أَخَوَانِ، وَلا أَعْلَمُ لَهُمَا أخً» يخالفُهُ ما جاء في "الجرح والتعديل" (4/400-401) أنَّ أبا حاتم كان يعرفُ ثالثًا لهما هو صالح بن أبي صالح، ولذا ذكَرَ الخطيب في "الموضح" (1/269-270) كلام أبي حاتم الذي في "العلل"، ثم تعقَّبه بقوله: «أغفَلَ أبو حاتم ذِكْرَ صالح بن أبي صالح؛ فإنه أخوهما بغير شكٍّ، فأمَّا محمد ففيه نظر» . وانظر في أخوَّة محمد بن أبي صالح: تعليق العلاَّمة المعلِّمي على "الموضح" للخطيب.
(4) روايته أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" (2/541 رقم1124) ، وأحمد في "مسنده" (6/65 رقم 24363) ، البخاري في "التاريخ الكبير" (1/78) ، والترمذي في "العلل الكبير" (92) ، العقيلي في "الضعفاء" (4/435) ، وأبو يعلى في "مسنده" = = (4562) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2195) ، وابن حبان في "صحيحه" (1671) ، والخطيب في "الموضح" (1/269) .
(5) في "الموضح": «أن» بدل: «قال» .(2/61)
والأعمشُ (1)
يَرْوِي هَذَا الحديثَ عَنْ............................. أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف (1838) ، وأحمد في "مسنده" (2/284 رقم7818) ، والترمذي في "جامعه" (207) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1528) ، والبغوي في "الجعديات" (2118) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2186-2192) . ورواه أحمد (2/382 رقم 8970) ، وأبو داود في "سننه" (518) ، وابن خزيمة (1529) من طريق ابن نمير، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ - ولا أراني إلا قد سمعته -، عن أبي هريرة.
ورواه أحمد (2/232 رقم 7169) ، وأبو داود (517) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ فضيل، عَنِ الأَعْمَشِ، عن رجل، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، به.
ورواه الترمذي في "العلل الكبير" (91) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2193) من طريق شجاع ابن الوليد، عن الأعمش قال: حُدِّثت عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، به.
وأخرج ابن أبي حاتم في مقدمة "الجرح والتعديل" (1/82) بسند صحيح عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيد القطان؛ قال: قال سفيان - يعني الثوري -: حديث الأعمش، عن أبي صالح - «الإمام ضامن» لا أراه سمعه من أبي صالح. اهـ.
وذكر عباس الدوري في "تاريخه" (2430) عن ابن معين أنه قال: قال سفيان الثوري: لم يسمع الأعمش هذا الحديث من أبي صالح: «الإمام ضامن» . اهـ.
وذكر أبوداود في "مسائل الإمام أحمد" (1871) أنه سأل الإمام أحمد عن هذا الحديث؟ فقال: «حدَّث به سهيل، عن الأعمش، ورواه ابْنُ فضيل، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ رجل، ما أرى لهذا الحديث أصل. ثنا الحسن بن علي؛ قال: ثنا ابن نمير، عن الأعمش؛ قال: نُبِّئت عن أبي صالح، ولا أُراني إلا قد سمعته منه، عن أبي هريرة ... » ، وذكر الحديث.
وقال الترمذي في "العلل الكبير": «سمعت محمد بن إسماعيل يقول: حديث أبي صالح عن عائشة أصح من حديث أبي هريرة في هذا الباب» ، ثم قال الترمذي: «وذُكر عن علي بن المديني قال: لا يصح حديث عائشة، ولا حديث أبي هريرة، وكأنه رأى أصح شيء في هذا الباب: عن الحسن، عن النبي (ص) مرسلاً» .
وقال الدارقطني في "العلل" (5/94/ب) : «يرويه محمد بن أبي صالح السمان، عن أبيه، عن عائشة، وخالفه الأعمش وسهيل بن أبي صالح على اختلاف عليهما إلا أنهما أسنداه عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) ، وهو الصواب، وكذلك قال موسى بن داود، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة» . اهـ.
وسئل الدارقطني في "العلل" (1968) عن هذا الحديث؟ فأطال في ذكر الاختلاف فيه، ومن ذلك قوله: «وقال أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ: عن الأعمش؛ قال: حُدِّثت عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، فأفسد الحديث، وقال ابْنُ فضيل: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ رجل، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، وقال ابن نمير: عن الأعمش؛ حُدِّثت عن أبي صالح، ولا أُراني إلا قد سمعته، وقال إبراهيم بن حميد الرؤاسي: عَنِ الأَعْمَش، عَنْ رجل، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قال الأعمش: وقد سمعته من أبي صالح. وقال هشيم: عن الأعمش، ثنا أبو صالح، عن أبي هريرة ... ورواه نَافِعِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن أبي صالح السَّمان، عن أبيه، عن عائشة، وقد اضطرب الحديث عن أبي صالح، وزعم علي بن المديني أن حديث يونس، عن الحسن - مرسلاً - عن النبي (ص) بذلك: أحبُّها إليه، وأحسنها إسنادًا» . اهـ. وسأل البرقاني (466) الدارقطني عن حديث نَافِعِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة: «الإمام ضامن» ؟ قال: محمد هذا مجهول، وقيل: هو أخو سهيل، يُترك هذا الحديث. اهـ.
واختلفت أقوال الأئمة في أي الطريقين أصح:
فذهب أبو حاتم هنا، وأبو زرعة فيما نقل عنه الترمذي، والعقيلي فيما نقل عنه ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/371) ، وابن خزيمة في "صحيحه"، والدارقطني في "العلل" - إلى أن رواية أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أصح.
وذهب البخاري - فيما نقل عنه الترمذي - إلى أن رواية أبي صالح، عن عائشة أصح. ونقل أبو داود في "مسائله عن الإمام أحمد" (1871) عن الإمام أحمد = = قوله في رواية الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة: «ما أرى لهذا الحديث أصل» .
وذهب ابن المديني - فيما نقل عنه الترمذي - إلى أنه لا تصح رواية عائشة ولا أبي هريرة. قال الترمذي: «وكأنه رأى أصح شيء في هذا الباب: عن الحسن، عن النبي (ص) مرسلاً» .
وذهب ابن حبان في "صحيحه" (1671) إلى أن كلتا الروايتين صحيح، وأن أبا صالح سمعه من عائشة وأبي هريرة، فحدث به مرة هكذا، ومرة هكذا.
وانظر "الكامل" لابن عدي (6/235/ترجمة محمد بن أبي صالح) ، وتعليق الشيخ عبد الرحمن المعلمي على "الموضح" للخطيب (1/270-271) فإنه مهم.(2/62)
[قلتُ] (1) : فأيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: حديثُ الأعمشِ (2) . ونافعُ بنُ سُلَيمان لَيْسَ بِقَويٍّ (3) .
قلتُ: فمحمدُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ هُوَ أَخُو سُهَيل وعَبَّاد؟
قَالَ: كَذَا يَرْوونه (4) .
218 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ سنان الرُّهَاوي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ ابْن شِهَابٍ الزُّهْري، عَنْ عَبَّاد بْنِ أوس، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: تَفْضُلُ صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي الجَمِيعِ ... ؟
قَالَ أَبِي: يرويه (6) معاويةُ بنُ سَلاَّم (7) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كَثِير،
_________
(1) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، واستدركناه من "الموضح".
(2) في "الموضح": «قال: حديث الأعمش الصحيح» .
(3) انتهت هنا رواية الخطيب لهذا النص، وعنده: «ليس بالقوي» .
(4) في (ش) : «يرويه» دون نقط.
(5) ستأتي هذه المسألة برقم (440) .
(6) في (ف) : «يرونه» .
(7) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (2841) .
ورواه ابن طهمان في "مشيخته" (129) من طريق حسين المعلم، والبزار في "مسنده" (152/ب/مسند أبي هريرة) من طريق الأوزاعي، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (35/77) و (36/199) من طريق شيبان، ثلاثتهم عن يحيى، به.(2/64)
عن محمد بن عبد الرحمن ابن ثَوْبَان، عَنْ عَبَّاد بْنِ أوس (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (2) .
قَالَ أَبِي: وَهَذَا أشبَهُ (3) .
219 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّان (5) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عُقْبة بْنِ وَسَّاج، عن أبي
_________
(1) قال البزار في "مسنده": «ويقال: عمار بن أوس» ورواه من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن، عن عمار بْنِ أوس، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به، ثم قال: «ولا نعلم روى عباد بن أوس ولا عمار إلا هذا الحديث» .
(2) من قوله: «تفضل صلاة الرجل ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) بسبب انتقال بصر الناسخ.
(3) قال الدارقطني في "العلل" (1623) : «يرويه يحيى بن أبي كثير، واختُلِف عنه: فرواه يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ ابْن شهاب الزهري، عن عباد ابن أوس، عن أبي هريرة، وخالفه شيبان؛ رواه عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن الزُّهْرِيّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ أوس، عن أبي هريرة، وهو الصواب» .
(4) ستأتي هذه المسألة برقم (335) ، ونقلها مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1316) ، ونقلها بتصرف الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (7/131) .
(5) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (6/432) تعليقًا، وابن خزيمة في "صحيحه" (1470) ، والشاشي في "مسنده" (704) .
ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1/286) من طريق النضر بن شميل، والبزار في "مسنده" (2057) ، وابن خزيمة (1470) ، والطبراني في "الكبير" (10/104 رقم 10100) من طريق محمد بن جعفر غندر، وتمَّام في "فوائده" (290/الروض البسام) من طريق فهد بن حيان، ثلاثتهم عن شعبة، به. ورواه أحمد (1/437 رقم 4158) من طريق محمد بن جعفر غندر وحجاج، عن شعبة، عن عقبة بن وَسَّاج، به، كذا بإسقاط «قتادة» . قال البزار: «هكذا رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ وَسَّاج، عَنْ أَبِي الأحوص، ورواه ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عن أبي الأحوص، عن عبد الله أن نبي الله (ص) قال ... » .(2/65)
الأَحْوَص (1) ، عن عبد الله بن مسعود، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: فَضْلُ صَلاَةِ الرَّجُلِ فِي الجَمَاعَةِ ... ؟
قَالَ: يَرْوِيهِ سعيدُ بنُ بَشِير وَغَيْرُهُ (2) ،
عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوَرِّق (3) ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص، عَنْ عبد الله، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: شُعْبَةُ أحفَظُ (4) .
220 - وسمعتُ (5) أَبِي قَالَ: حدَّثنا سُلَيمان بْنُ حَرْب، يَذكُرُ عَنْ وَهْب بْنِ جَرِيرٍ؛ قَالَ: قَالَ شُعْبَة: «يحدِّثُ أَبُو إِسْحَاقَ (6) عَنْ أَبِي بَصِير (7) ، وعن ابنه عبد الله بْنِ أَبِي بَصِير (8) » ، وزعَمَ (9) أنَّ ابنه سَمِعَ
_________
(1) هو: عوف بن مالك.
(2) في المسألة (335) أن همام بن يحيى يرويه مع سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ.
ورواية همام أخرجها أحمد في "مسنده" (1/437 و452 رقم 4159 و4323) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/432) تعليقًا، والبزار في "مسنده" (2059) ، والشاشي في "مسنده" (705) ، والطبراني في "الكبير" (10/104 رقم 10099) ، و"الأوسط" (2597) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/237) ، وتمَّام في "فوائده" (289/الروض البسام) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ قتادة، عن مورِّق، إلا همام» . وانظر "العلل" للإمام أحمد (2/427- 428) .
(3) هو: ابن مُشَمْرج العِجْلي.
(4) قال ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/166) : «وفي إسناده اختلاف، والأرجح أنه صحيح، كذلك هو عند شعبة وابن معين وعلي بن المديني وأبي حاتم الرازي» . وانظر "العلل" للإمام أحمد (2/427-428) ، و"العلل" للدارقطني (9/43) .
(5) ستأتي هذه المسألة برقم (277) ، وفيها زيادة تفصيل.
(6) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي.
(7) هو: العبدي، الكوفي، الأعمى، يقال: اسمه: حفص.
(8) في (ش) : «عبد الله، عن ابن أبي بصير» .
(9) أي: شعبة. انظر آخر المسألة رقم (277) .(2/66)
هَذَا الحديثَ مِنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ مَعَ أَبِيهِ، كَلامٌ (1) هَذَا مَعْنَاهُ؛ يَعْنِي: حديثَ أُبَيٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) : صَلاَتُكَ مَعَ رَجُلَيْنِ أَزْكَى (2) مِنْ صَلاَتِكَ وَحْدَكَ (3) .
221 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (5) ، عن
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والمراد: «وذكَرَ كلامً هذا معناه» ، وقوله: «كلام» : مفعولٌ به للفعل المحذوف، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة (34) .
(2) في (ف) تشبه أن تكون: «أولى» .
(3) المذكور هنا قطعة من حديث طويل أخرجه النسائي (843) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق؛ أنه أخبرهم عن عبد الله بْنِ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ - قال شعبة: وقال أبو إسحاق: وقد سمعته منه ومن أبيه - قال: سمعت أبي بن كعب يقول صلَّى رسول الله (ص) يومًا صلاة الصبح، فقال: «أشَهِد فلان الصلاة؟» قالوا: لا، قال: «ففلان؟» قالوا: لا، قال: «إن هاتين الصلاتين من أثقل الصلاة على المنافقين، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا، والصف الأول على مثل صف الملائكة، ولو تعلمون فضيلته لابتدرتموه، وصلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاة الرجل مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كانوا أكثر فهو أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» . وأصل الحديث في البخاري (657) ، ومسلم (651) من رواية أبي هريرة. وستأتي قطعة أخرى منه في المسألة رقم (277) ، بتفصيل أكثر في بيان علَّته..وانظر"العلل" للإمام أحمد (2/367 رقم2632) ، و"التاريخ الكبير" للبخاري (5/50-51 رقم109) ، و"المستدرك" للحاكم (1/247) فما بعدها.
(4) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/32/مخطوط) ، وانظر المسألة التالية.
(5) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (857) من طريق موسى بن إسماعيل، والطبراني في "الكبير" (5/38 رقم 4526) من طريق حجاج بن منهال، كلاهما عن حماد، به. ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1977) من طريق هُدْبَة بن خالد، عن حماد، عن إسحاق بن عبد الله، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْن خلاد، أراه عن أبيه، عن عمه، به.
ورواه الحاكم في "المستدرك" (1/242) من طريق عفان بن مسلم، عن حماد، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْن خلاد، عَنْ أَبِيهِ، به لم يذكر «عمه» .
قال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/320) : «وعن حماد، عن إسحاق، لم يقمه» . وقال أبو زرعة - كما في المسألة التالية -: «وهِمَ حماد» . وانظر "المستدرك" للحاكم (1/242-243) ، و"التمهيد" لابن عبد البر (7/86) .(2/67)
إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَة، عَنْ عليِّ بْنِ يَحْيَى بْن خَلاَّد، عَن عمِّه (1) - لم يذكُرْ أَبَاهُ -: أنَّ رجلا دخَلَ المسجِدَ، فصَلَّى والنبيُّ (ص) قاعِدٌ ... فذكَرَ الحديثَ (2) .
وَرَوَاهُ هَمَّام (3) ،
عَنْ إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَة، عَنْ عليِّ بْنِ يَحْيَى بْن خَلاَّد، عَن أَبِيهِ، عَن عمِّه رِفاعَةَ بنِ رافع، عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ شَرِيكُ بنُ عبد الله بْنِ أَبِي نَمِر (4) ، وداودُ بنُ
_________
(1) في (ك) : «عمر» . وهو رفاعة بن رافع؛ وهو عمُّ أبيه، لا عمُّه؛ كما سيأتي.
(2) أي: حديث المُسيء صلاتَه.
(3) هو: ابن يحيى. وروايته أخرجها الطوسي في "الأربعين" (10) ، وأبو داود في "سننه" (858) ، وابن ماجه في "سننه" (460) ، والنسائي في "سننه" (1136) ، والبزار في "مسنده" (3727) ، وابن الجارود في "المنتقى" (194) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/35) ، والدارقطني في "السنن" (1/95) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/102 و345) ، وابن حزم في "المحلى" (3/256) .
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن رسول الله (ص) إلا رفاعة بن رافع وأبو هريرة، وحديث رفاعة أتم من حديث أبي هريرة، وإسناده حسن» .
(4) تقرأ في (ت) : «نمرود» بسبب أن الناسخ انتهى به السطر ولم يتمكن من كتب: «وداود» كاملة، فكتبها كاملة من أول السطر، وبقيت الواو مع الدال في السطر قبله.
ولم نقف على رواية شريك من هذا الوجه، والحديث رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/232) ، و"شرح المشكل" (2243) من طريق شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ علي بن يحيى، عَن عمه رفاعة بْن رافع.(2/68)
قَيْسٍ (1) ، وابنُ عَجْلان (2) ، عَنْ عليِّ بْنِ يَحْيَى بْن خَلاَّد، فَقَالُوا: عَنْ أَبِيهِ، [عَن] (3) رِفاعَة. وحمَّادٌ ومحمَّدُ بْن عَمْرو (4) لا يقولان: عَنْ أَبِيهِ، والصَّحيحُ: عَنْ أَبِيهِ، عَن عمِّه رِفاعَة.
222 - قَالَ (5) : وسُئِلَ (6) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ حمَّادِ بنِ سَلَمة، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عبد الله ابن أَبِي طَلْحَة، عَنْ عليِّ بْنِ يَحْيَى بْن خَلاَّد، عَن عمِّه، عن النبيِّ (ص) ؟
فَقَالَ: وَهِمَ حمَّاد، والحديثُ حديثُ همَّام (7) ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ (8) عليِّ بن يحيى ابن خَلاَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَن عمِّه، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف (3739) ، والنسائي في "سننه" (1314) ، والحاكم في "المستدرك" (1/242) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/374) .
(2) هو: محمد. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/340 رقم 18997) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1976) ، والنسائي في "سننه" (1313 و1053) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2245) ، وابن حبان في "صحيحه" (1787) ، والطبراني (5/36-37 رقم 4521 -4524) .
(3) ما بين المعقوفين أُلحق في هامش (أ) فقط، وسقط من بقيَّة النسخ؛ فجاءت العبارة فيها هكذا: «عن أبيه رفاعة» ، وهو خطأ ظاهر؛ ولذا ضبَّب ناسخا (ت) و (ك) على قوله: «عن أبيه» .
(4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/340 رقم 18995) ، وأبو داود في "سننه" (855/عوامة) . وانظر "تحفة الأشراف" (3/169 رقم 3604) .
ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/374) .
(5) قوله: «قال» من (ت) و (ك) فقط.
(6) انظر المسألة السابقة.
(7) وهو الذي رجَّحه أبو حاتم أيضًا في المسألة السابقة.
(8) في (ش) : «بن» بدل: «عن» .(2/69)
قَالَ (1) أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرَوَاهُ (2) مُحَمَّد (3) ابن عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَة فَقَالَ: عَنْ عليِّ بن يحيى ابن خَلاَّد، عَن عمِّه؛ أسقطَ أَبَاهُ من الإسنادِ كما رَوَاهُ حمَّاد.
223 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زهيرُ بنُ عبَّاد (4) ، عَنْ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرة، عَنِ ابْنِ عَجْلان (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِِّّ (ص) : إنَّ الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَخْفِضُهُ قَبْلَ الإِمَامِ، كَأَنَّمَا نَاصِيَتُهُ بِيَدِ شَيْطَان ٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ كُنَّا نظُنُّ أَنَّهُ غريبٌ، ثُمَّ تبيَّن لَنَا عِلَّتُهُ.
قلتُ: وَمَا عِلَّتُه؟
_________
(1) في (ف) : «وقال» .
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «وروى» .
(3) قوله: «محمد» ليس في (أ) و (ش) .
(4) روايته أخرجها تمَّام في "فوائده" (964/الروض البسام) . ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/276) .
ورواه الطبراني في "الأوسط" (7692) من طريق أبي سعد الأشهلي، عن ابن عجلان، عن مليح بن عبد الله، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِِّّ (ص) ، به.
= ... ورواه البزار في "مسنده" (475) من طريق عبد العزيز ابن مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مَلِيحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، به، مرفوعًا.
قال البزار: «لا نعلم روى مليح عن أبي هريرة إلا هذا» .
وقال الطبراني بعد أن ذكر حديثًا آخر: «لم يرو هذين الحديثين عن محمد بن عجلان إلا أبو سعد محمد بن سعد الأشهلي» .
(5) هو: محمد.(2/70)
قال: حدَّثَنَا العباسُ بنُ يزيد العَبْدي وإِيَّاكَ (1) ، عَنِ ابْنِ (2) عُيَينة (3) ، عَنِ ابْنِ (4) عَجْلان؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عمرو، عن مَلِيح بن عبد الله، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (*) .
قَالَ ابْنُ عُيَينة: فقَدِم عَلَيْنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، فأتيتُهُ (5) فسألتُهُ، فحدَّثني عن مَلِيح بن عبد الله، عن أبي هريرة، موقوفً (*) (6) .
_________
(1) كذا في (أ) و (ش) و (ك) ، وفي (ف) : «وأباك» ، وفي (ت) : «ولياك» ، والمعنى: حدَّثنا العباس بن يزيد العبدي، وحدثك كذلك؛ ويدل عليه: قول عبد الرحمن ابن أبي حاتم في ترجمة العباس هذا من "الجرح والتعديل" (6/217) : «كتبت عنه مع أبي» ، والله تعالى أعلم.
(2) في (ك) : «أبيه» بدل: «بن» .
(3) هو: سفيان. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف (3753) ، والحميدي في "مسنده" (1019) . قال الحميدي: «وقد كان سفيان ربما رفعه وربما لم يرفعه» .
ورواه مالك في "الموطأ" (1/92) عن محمد بن عمرو بمثله موقوفًا.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7145) من طريق عبدة بن سليمان، عن محمدبن عمرو بمثله موقوفًا.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (13/59) : «هكذا رواه مالك موقوفًا لم يختلف عليه فيه، وَرَوَاهُ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مَلِيحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) مرفوعًا، ولا يصح إلا موقوفًا بهذا الإسناد» .
قال ابن حجر في "فتح الباري" (2/183) : «وأخرجه عبد الرزاق من هذا الوجه موقوفًا وهو المحفوظ» .
(4) قوله: «بن» سقط من (ك) .
(*) ... كذا في النسخ، وهو منصوبٌ على الحال، والجادَّةُ أنْ يكون بألف تنوين النصب، لكنَّها حُذِفَتِ على لغة ربيعة. وانظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) في (ك) : «محمد بن عمرو وفأتيته» .
(6) من قوله: «قال ابن عيينة ... » إلى هنا، سقط من (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.(2/71)
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابْنِ عَجْلان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ مَلِيح، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (1) .
قَالَ أَبِي: فَلَوْ كانَ عِنْدَ ابْنِ عَجْلان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ لَمْ يُحدِّث عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مَلِيح، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (2) .
224 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يعقوبُ الأشعَرِيُّ (4) ،
عَنْ جَعْفَرٍ (5) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عباس، عن
_________
(1) من قوله: «وقال أبو زرعة ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال البصر.
وقوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(2) ذكر الدارقطني في "العلل" (8/16) الاختلاف في هذا الحديث فقال: «والصواب عن مالك: ما رواه القَعْنَبي وأصحاب "الموطأ" عن مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو، عن مليح بن عبد الله، عن أبي هريرة، موقوفًا. وكذلك رواه ابن عيينة وإسماعيل بن جعفر وعيسى بن يونس ومحمد بن عَجْلانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عن مليح بن عبد الله، عن أبي هريرة. قال ذلك بكر بن صدقة، عن ابن عجلان. وقال حفص بن ميسرة أبو عمر: عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة، وهو وهم، والصَّواب قول بكر بن صدقة: عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مَلِيحِ بْنِ عبد الله، عن أبي هريرة» .
(3) وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه: «تطويل الركعتين بعد المغرب» .
(4) هو: يعقوب بن عبد الله. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1301) ، والمروزي في "قيام الليل" (ص36/مختصره) ، والنسائي في "الكبرى" (379) .
= ... ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/189) ، والضياء في "المختارة" (10/101) .
ورواه المروزي في "قيام الليل" (ص36/مختصر) من طريق أشعث بن إسحاق القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، به.
(5) هو: ابن أبي المغيرة.(2/72)
النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ إِذَا صلَّى المَغْرِبَ، صلَّى ركعتَيْنِ يُطِيلُهما حتَّى يَصَّدَّعَ (1) أهلُ المَسْجِد؟
قَالَ أَبِي: حُكِيَ عَنْ يعقوبَ الأشعَرِيِّ أَنَّهُ قَالَ (2) : هذه الأحاديثُ التي أحدِّثُكُمْ بِهِ (3)
عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ (4) ، كلُّها عن ابن
_________
(1) في (ت) و (ف) و (ك) : «تصدع» بالتاء الفوقية، ولم تنقط في (أ) و (ش) ؛ فهي فيهما محتملة للفوقية والتحتية والمثبت أوفق للسياق ولما وقع في مصادر التخريج ففيها: «يتصدع» . وأصل «يَصَّدَّع» «يَتَصَدَّع» وأدغمت التاء في الصاد. والمعنى: حتى يتفرَّق أهل المسجد.
(2) قال أبو داود في "سننه" (1302) : «سمعت محمد بن حميد يقول: سمعت يعقوب يقول: كلُّ شيء حدثتكم عن جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سعيد بن جبير، عن النبي (ص) ، فهو مسند؛ عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النَّبِيِّ (ص) » .
وشيخ أبي داود محمد بن حميد الرازي مُتَّهم، فلا يعتمد على نقله.
(3) كذا في جميع النسخ «به» ، والضمير عائد إلى «الأحاديث» ، وكانت الجادَّة أن يقال: «بها» بضمير المؤنَّث، كما في قوله بَعْدُ: «كلُّها» ، بيد أنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية على ضبطَيْنِ، وهما: «بِهِ» ، و «بَهْ» :
فالضبط الأول «بِهِ» يرجع الضمير فيه إلى «الحديث» واحدِ «الأحاديث» ، وهو مفردٌ مذكَّر؛ فَحُمِلَ الجمعُ على المفرد، والتقدير: هذه الأحاديثُ التي أحدِّثكم بالحديث منها. وانظر: "شرح النووي على مسلم" (3/62) ، و"عقود الزبرجد" للسيوطي (1/121) . وانظر الكلام على الحمل على المعنى بإفراد الجمع في المسألة رقم (1135) .
وأما الضبط الثاني «بَهْ» : فالضمير فيه للمؤنَّث، وهو راجع إلى «الأحاديث» ، وأصله: «بِهَا» ، فحذف ألف ضمير المؤنَّث «هَا» ونقل فتحة الهاء إلى الحرف الذي قبلها، على لغة طيِّئ ولخم، انظر الكلام على هذه اللغة وشواهدها في التعليق على المسألة رقم (235) .
(4) يعني: عن النبي (ص) مرسلاً؛ كما تقدَّم، وسيأتي في التعليق آخر المسألة.(2/73)
عباس، عن النبيِّ (ص) ؛ فإنْ (1) كَانَ هَذَا الَّذِي حُكِيَ حَقًّ (*) ، فَهُوَ صَحيحٌ، وَإِنْ لَمْ يكنْ حَقًّ (*) ، فَهُوَ عَنْ سعيدٍ قولَهُ (2) .
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا عِندي: عَنْ سَعِيدٍ قولَهُ؛ لأَنَّهُ مُحالٌ أنْ يَكُونَ (3) هَذِهِ الأحاديثُ كلُّها عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) ،
_________
(1) في (ش) : «قال» بدل: «فإن» .
(*) ... كذا في جميع النسخ: «حق» ، وهو خبر لـ «كان» ؛ فكان الأجود أن يكتب بألف تنوين النصب، وحذفها هنا جارٍ على لغة ربيعة. انظر التعليق على هذه اللغة في المسألة رقم (34) .
(2) الحديث رواه أبو داود في "سننه" (1302) من طريق أحمد بن يونس وسليمان بن داود العتكي، كلاهما عن يعقوب، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير، عن النبيِّ (ص) مرسلاً. ورواه المروزي في "قيام الليل" (ص36/مختصره) من طريق أشعث بن إسحاق القمي، عن جعفر، عن سعيد، به، مرسلاً.
قال المروزي: «وهذا منقطع، والأحاديث الأخر أنه كان يصلي الركعتين بعد المغرب في بيته أثبت من هذا، ولعله أن يكون قد فعل هذا مرَّة» .
(3) كذا في (ت) و (ك) : «يكون» بالتحتية، ولم تنقطْ في (أ) و (ش) و (ف) ؛ فتحتمل أنْ تكون تاءً أو ياءً، لكنها بالتاء الفوقية أرجح عربيةً؛ لأنَّ الفعل مسندٌ إلى جمع تكسير؛ وقد ذكَرَ النحويُّون أنَّ الفعل يجوز تأنيثُهُ وتذكيره، ويكون التأنيثُ أولى وأرجح؛ إذا أُسْنِدَ إلى جمعٍ غيرِ جمعِ المذكَّر السالم؛ وهي ثلاثة جموع؛ الأول: جمعُ التكسير لمذكَّر؛ كـ «الأحاديث» في هذه المسألة، و «الرجال» . والثاني: جمعُ التكسير لمؤنَّث، كـ «الهنود» جمعًا لـ «هند» . والثالث: جمعُ السلامة لمؤنَّث؛ كـ «الهندات» ؛ فتقول: صحَّتِ الأحاديثُ، وصحَّ الأحاديثُ، وقامت الرجالُ، وقام الرجالُ، وهكذا الباقي، وهذا أيضًا هو حكم الفعل عند إسناده إلى الاسم الظاهر المفرد مجازيِّ التأنيث كاللَّبِنَةِ، يقال: كُسِرَتِ اللَّبِنَةُ، وكُسِرَ اللَّبِنَةُ؛ وسواءٌ في ذلك كلِّه اتصَلَ الفعلُ بالاسم المسند إليه أو انفصَلَ عنه بغير «إلا» .
انظر: "شرح شذور الذهب" لابن هشام (ص200- 203) ، و"أوضح المسالك" (2/104- 106) ، و"شرح التصريح" للشيخ خالد الأزهري (1/409- 410) ، و"شرح ابن عقيل" (1/436- 438) .(2/74)
قَرِيبٌ (1) مِنْ أربعينَ حَديثًا أَوْ أكثَرَ.
225 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلان، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا كَانَ ثَلاَثَةٌ فِي سَفَرٍ، فَلْيَؤُمَّهُمْ أَحَدُهُمْ (3) ؟
فَقَالا: رُوِيَ عَنْ حاتِمٍ هَذَا الحديثُ بإسنادَين:
فَقَالَ (4) بعضُهم (5) : عَنْ حاتِم، عَنِ ابْنِ عَجْلان، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.
_________
(1) قوله: «قريب» سقط من (ك) ، ولك في ضبط هذه الكلمة في هذا السياق وجهان:
= ... الأول: وجه النَّصْب «قريبً» ، ونصبها إما على أنها خبر «يكون» ، أو حالٌ من قوله: «هذه الأحاديث» ، وكان حقُّها في لغة الجمهور أن تكون بألف تنوين النصب هكذا «قريبًا» ، لكنَّ هذه الألف حذفت موافقةً للغة ربيعة، وقد علَّقنا عليها في المسألة رقم (34) .
والثاني: وجه الرفع «قريبٌ» ، خبرًا لمبتدإ محذوف، والتقدير: فهي قريبٌ مِنْ أَرْبَعِينَ حَديثًا أَوْ أكثر، والله أعلم.
(2) نقل ابن حجر في "النكت الظراف" (3/496) بعض هذا النص بتصرف، وتصحف فيه: «المهاصر» إلى «المهاجر» .
(3) كذا في جميع النسخ، وهو موافق لما في موضعي مسند أبي يعلى الآتيين في مصادر التخريج، ووقع في بقيَّة مصادر التخريج الآتية: «فليؤمِّروا أحَدَهُمْ» .
(4) المثبت من (أ) ، وهو الأوفق للسياق، وفي بقيَّة النسخ: «وقال» .
(5) الحديث رواه أبو داود في "سننه" (2608) من طريق علي بن بحر، وأبو يعلى في "مسنده" (1359) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الحسن، وأبو يعلى أيضًا (1054) ، والطبراني في "الأوسط" (8093 و8094) من طريق محمد بن عباد المكي، والطحاوي في"شرح المشكل" (4620) من طريق عبد الرحمن بن يونس، أربعتهم عن حاتم بن إسماعيل، به.
ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/257) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (20/7) .(2/75)
وَقَالَ بعضُهم (1) : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
والصَّحيحُ عِنْدَنَا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ-: عَنْ أبي سَلَمة (2) : أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (3) .
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أيُّوب، عَنِ ابْنِ عَجْلان (4) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة (5) : أنَّ (6) النبيَّ (ص) ... وَهَذَا الصَّحيحُ.
ومِمَّا يُقَوِّي قولَنَا: أنَّ معاويةَ بنَ صَالِحٍ، وثَوْرَ بنَ يزيد (7) ، وفَرَجَ ابنَ فَضَالة؛ حدَّثوا عَنِ المُهَاصِر بْن حَبِيب، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنِ النبيِّ (ص)
_________
(1) الحديث رواه أبو داود (2609) من طريق علي بن بحر، عن حاتم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة، به.
ومن طريق أبي داود رواه البيهقي (5/257) .
(2) في (ت) : «عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سعيد» ، وهو خطأ ظاهر.
(3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، والجادَّة: مرسلاً. انظر تعليقنا على هذه اللغة في المسألة رقم (34) .
(4) روايته أخرجها الدارقطني في "العلل" (9/327) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عنه، به. قال الدارقطني: «وهو الصواب» .
(5) من قوله: «وَقَالَ بَعْضُهُمْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ... » إلى هنا، سقط من (ك) .
(6) في (ف) : «عن» بدل: «أن» .
(7) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (3812 و9256) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (3457) .
وقد جاء عن ثور مسندًا؛ رواه البزار في "مسند أبي هريرة" (ل182/أ) ، فقال: حدثنا محمد بن حميد القطان الجنديسابوري، نا عبد الله بن رشيد، نا محمد بن الزِّبْرِقان، نا ثور بن يزيد، عن مهاصر بْن حبيب، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة به مرفوعًا، ثم قال: «وهذا الحديث بهذا اللفظ لا نعلمه يروى عن النبي (ص) إلا من رواية أبي هريرة بهذا الإسناد، وقد روى أبو هريرة وغيره بعض هذا الكلام، فأما بهذا اللفظ فلا، ولا روى مهاصر بْن حبيب عَنْ أَبِي سَلَمَةَ غير هذا الحديث» . وسيأتي في كلام الدارقطني أن ثورًا رواه مسندًا.(2/76)
هَذَا الكلامَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وروى أصحابُ ابنِ عَجْلان هَذَا الحديثَ عَنْ أَبِي سَلَمة مُرسَلاً.
قلتُ: مَنْ؟
قَالَ: اللَّيْثُ أو غيره (1) .
226- وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْن داود (3) ،
_________
(1) ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (1795) فقال: «اختُلِف فيه على أبي سلمة: فرواه المهاصر بْن حبيب، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي (ص) ، قاله = = ثور بن يزيد عنه. ورواه ابن عجلان، عن نافع، واختُلِف عنه: فرواه حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ، وقيل: عنه، عن أبي هريرة وحده. وخالفه يحيى القطان، فرواه عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ نَافِعٍ، عن أبي سلمة مرسلاً، وهو الصواب» . اهـ.
(2) نقل هذا النص بتصرف ابن حجر في"النكت الظراف" (12/479) . وستأتي هذه المسألة برقم (333) و (455) ، وانظر المسألة رقم (545) .
(3) هو: الضبي. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/462) ، والإمام أحمد في "مسنده" (6/338 رقم 26871) ، والنسائي في "سننه" (985) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/211-212) ، والطبراني في "الكبير" (25/21 رقم 25) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/66 و67) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/23) . ووقع عند الطبراني: «محمد بن داود» بدل: «موسى بن داود» .(2/77)
عَنِ الماجِشُون (1) ، عَن حُمَيد (2) ، عَنْ أَنَسٍ، عَن أمِّ الفضل: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى فِي ثوبٍ واحدٍ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا هُوَ عَلَى مَا رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ (3) ، ومُعْتَمِر (4) ،
عَن حُمَيد، عَنْ أنس، عن النبيِِّّ (ص) : أنّه صلَّى فِي ثَوبٍ واحدٍ، فقَطْ (5) ، دخلَ لِموسى حديثٌ فِي حَدِيث؛ يَحْتَمِلُ أنْ يكونَ عنده حديثُ
_________
(1) هو: عبد العزيز بن عبد الله.
(2) هو: ابن أبي حميد الطويل.
(3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/216 رقم13260) .
(4) هو: ابن سليمان. وروايته أخرجها أبو يعلى (3751) ، والضياء في "المختارة" (1970) .
ورواه الطيالسي في "مسنده" (2245) ، والإمام أحمد "في مسنده" (3/239 رقم 13510 و257 رقم 13702 و262 رقم 13762 و281 رقم 13988) ، والترمذي في "الشمائل" (135) ، وابن حبان (2335) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (297) من طريق حماد بن سلمة، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (1/462) ، وابن المنذر كما في "النكت الظراف" (397) ، والآجري في "الشريعة" (1305) من طريق أنس بن عياض، وابن سعد (1/462) من طريق مندل، وأحمد في "مسنده" (3/159 رقم 12617) ، والنسائي في "سننه" (785) ، وأبو يعلى (3734 و3884) ، والآجري في "الشريعة" (1304) من طريق إسماعيل بن جعفر، وأحمد (3/233 رقم 13444) من طريق عبد الوهاب الثقفي، و (3/243 رقم 13556) من طريق علي بن عاصم، والبيهقي في "الدلائل" (7/192) من طريق هشيم بن بشير ومحمد ابن جعفر بن أبي كثير، جميعهم عن حميد، به.
(5) يعني: عن أنس فقط، ليس فيه ذكر لأم الفضل؛ كما يوضِّحه بقيَّة المسألة.(2/78)
عَبْد الْعَزِيزِ (1) ؛ قَالَ: ذُكِرَ لي عَن أمِّ الفضل: أنَّ النبيَّ (ص) قَرَأَ فِي المَغْرِبِ بالمُرْسَلات. وَكَانَ بجَنْبِهِ: عَن حُمَيد، عَن أَنَس، فدخلَ لَهُ حديثٌ فِي حَدِيث؛ والصَّحيحُ: حُمَيد، عَن أَنَس.
فقلتُ: يَحْيَى بنُ أيُّوب يَقُولُ فِيهِ: ثابت (2) .
قَالَ: يَحْيَى لَيْسَ بِذاكَ الحافظِ، والثَّوْريُّ أحفَظُ (3) .
وَقَالَ أَبِي: إِنَّمَا رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أيُّوب (4) ، عَن حُمَيد، عَنْ ثَابِتٍ، عَن أَنَس.
قَالَ أَبِي: ومِمَّا يُبَيِّن (5) خَطَأَ هَذَا الحديثِ: ما (6) حدَّثنا به كاتِبُ اللَّيْثِ (7) ، عن عبد العزيز الماجِشُونِ (8) ، عَن حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى فِي ثَوْبٍ واحدٍ. قَالَ عبد العزيز: وذُكِرَ لي عَن أمِّ الفضل: أنَّ النبيَّ (ص) قَرَأَ (9) فِي المَغْرِبِ بالمُرْسَلات، وَكَانَ (10) هذا
_________
(1) يعني: الماجِشُون.
(2) هو: ابن أسلم البُناني.
(3) ولكن في المسألة الآتية برقم (333) رجَّح أبو حاتم رواية يحيى بن أيوب.
(4) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/406) ، والبيهقي في "الدلائل" (7/192) ، والضياء في "المختارة" (1708 و1709) .
ورواه الترمذي في "جامعه" (363) من طريق محمد ابن طلحة، عن حميد، بمثله.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح. قال: وهكذا رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَن حُمَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَن أَنَس، وقد رواه غير واحد عن حميد، عن أنس، ولم يذكروا فيه "عن ثابت"، ومن ذكر فيه: "عن ثابت"؛ فهو أصح» .
(5) في (ك) : «يسن» .
(6) في (ت) و (ك) : «مما» .
(7) هو: عبد الله بن صالح.
(8) في (ف) : «الماجشوني» .
(9) في (أ) و (ش) : «صلى» بدل: «قرأ» .
(10) في (ك) : «وقال» بدل: «وكان» .(2/79)
آخِرَ صلاةِ النبيِّ (ص) حتَّى قُبِضَ، فجعلَ مُوسَى (1) الحديثَ كلَّه عَن أمِّ الفضل.
227 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْح، عَنِ ابْنِ عَجْلان (3) ، عَنْ رَجَاءِ بْن حَيْوَة، عَنْ وَرَّاد (4) ، عَنِ المغيرة، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ إِذَا سلَّم قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ (5) ... .
وَرَوَاهُ مُبَشِّر بْنُ مُكَسِّر (6) ، عَنِ ابْنِ عَجْلان، عَنْ مَكحُول (7) ، عَنْ وَرَّاد، عَنِ الْمُغِيرَةِ؟
قَالَ أَبِي: حديثُ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَة أشبَهُ (8) عِندي.
_________
(1) يعني: ابن داود المذكور في أول المسألة.
(2) ستأتي هذه المسألة برقم (317) .
(3) هو: محمد. وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1559) ، والطبراني في "الكبير" (20/395 رقم937) ، وفي "مسند الشاميين" (2120) ، وفي "الدعاء" (700) من طريق سليمان بن بلال، والطبراني في "الكبير" (20/396 رقم938) ، وفي "مسند الشاميين" (2119) ، وفي "الدعاء" (701) من طريق القاسم بن معن، وأبو نعيم في "الحلية" (5/176) من طريق عمر بن علي، ثلاثتهم عن ابن عجلان، به.
ورواه البخاري في "صحيحه" (844) ، ومسلم في "صحيحه" (593) من طرق عن وراد، به. وانظر "العلل" للدارقطني (1247) .
(4) قوله: «عن وَرَّاد» سقط من (ف) . ووَرَّاد هذا هو: أبو سعيد كاتب المغيرة بن شعبة.
(5) قوله: «له الملك» من (أ) و (ش) فقط.
(6) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (20/394 رقم933) ، وفي "مسند الشاميين" (3592) ، وفي "الدعاء" (702) .
(7) هو: أبو عبد الله الشامي.
(8) في (ت) و (ك) : «أشد» .(2/80)
228 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سعيد ابْنُ أَبِي عَروبة (1) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَن خِلاَسٍ (2) ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِِّّ (ص) : فِيمَنْ أدرَكَ مِنْ صَلاة الصُّبْحِ (4) ركعةً قبل أن تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فطَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَلْيُصَلِّي (5)
إليها أُخرى.
_________
(1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/236 رقم 7216) ، وابن خزيمة في "صحيحه" - كما في "إتحاف المهرة" (15/641) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/399) ، و"شرح المشكل" (3976) .
ووقع في رواية أحمد في"إتحاف المهرة": «شعبة» بدل: «سعيد» .
والحديث رواه البخاري في "صحيحه" (556 و579) ، ومسلم في "صحيحه" (608) من طريق بسر بن سعيد والأعرج وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.
(2) هو: ابن عمرو الهَجَري.
(3) هو: نُفَيع الصَّائغ.
(4) قوله: «من صلاة الصبح» ليس في (ف) .
(5) كذا في جميع النسخ، بإثبات الياء، والفعل معتل الآخر مجزوم بلام الأمر، وكانت الجادة أن يقال: فليصلِّ، لكنَّ ما في النسخ عربي صحيح، ويخرَّج على وجهين:
الأوَّلُ: أنَّه جارٍ على لغةِ بعض العرب؛ يُجْرُونَ الفعلَ المعتلَّ الآخر (الناقص) مُجْرَى الفعل الصحيح؛ فيجزمون مضارعه ويَبْنُون أمره بِحَذْفِ الحركة المقدَّرة على حرف العلَّة، كما يَجْزِمُ ويبني جميعُ العرب بحذف الحركة الظاهرة في الفعل الصحيح الآخر، فيقولون في المضارع: لم يَسْعَى، ولم يَرْمِي، ولم يَدْنُو، ويقولون في الأمر: اسْعَى، وارْمِي، وادْنُو؛ وحرفُ العلة على هذا: هو لام الكلمة.
والثاني: أنَّه من باب الإشباع؛ فإنَّه بنى المضارع هنا على حذف حرف العلة على لغة الجمهور؛ فصار «فلْيُصلِّ» ، ثم أشبَعَ الكسرةَ فتولَّدتْ ياءُ الإشباع، فصارت: «فلْيُصلِّي» ، فياء العلة على هذا زائدةٌ، وليست لامَ الكَلِمَةِ، ومثل ذلك الأفعالُ المعتلَّةُ بالألف والواو في الجزم والبناء، وإشباع الحركات حتى تتولَّد منها حروف علة، لغةٌ لبعض العرب، ويشهد لهذين الوجهين قولُ أبي عمرو بن العلاء [من البسيط] :
= ... هَجَوْتَ زَبَّانَ ثمَّ جِئْتَ مُعْتَذِرًا
مِن هَجْوِ زَبَّانَ لم تَهْجُو ولم تَدَعِ
وقولُ قيس بن زُهَيْر العَبْسي [من الوافر] :
أَلَمْ يَأْتِيكَ والأنبَاءُ تَنْمِي
بِمَا لاَقَتْ لَبُونُ بَنِي زِيَادِ
وقولُ عبدِ يغوثَ بنِ وَقَّاصٍ الحارثيِّ [من الطويل] :
وَتَضْحَكُ مِنِّي شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّةٌ
كَأَنْ لَمْ تَرَى قَبْلِي أَسِيرًا يَمَانِيَا
والجادَّة: لم تَهْجُ، وألم يَأْتِكَ، وكأنْ لم تَرَ.
انظر تفصيل ذلك في "أمالي ابن الشجري" (1/128-129) ، و"الإنصاف في مسائل الخلاف" (1/23-30) ، و"سر صناعة الإعراب" (2/630) ، و"اللباب" للعكبري (2/108) ، و"أوضح المسالك" (1/69-74) ، و"شرح الأشموني" (1/118) .(2/81)
فقلتُ لَهُ: ما حالُ هَذَا الحديثِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا قد روى هَذَا الحديثَ (1) معاذُ بنُ هِشَامٍ (2) ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَن عَزْرَة بْن تَميم، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ هَمَّام بْن يَحْيَى (4) ، عَنْ قَتَادَةَ (5) ، عَن النَّضْر بْن أَنَسٍ، عن
_________
(1) كذا في جميع النسخ، ووجهه: أنَّ جملة «قد رَوَى هَذَا الحديثَ معاذٌ» في موضع الخبر عن «هذا» ، وقد أعيد فيها لفظ المبتدأ بعينه، وهو «هذا» ، وأُبْدِلَ منه «الحديث» ؛ ربطًا بالمبتدأ، وتوكيدًا للكلام، وإيضاحًا للمعنى، والجملة الواقعة خبرًا إن لم تكن نَفْسَ المبتدإ في المعنى - كما في العبارة التي معنا - فإنها تحتاج إلى رابط، والروابط هنا: إعادة المبتدإ بلفظه. وانظر الكلام على هذه الروابط في "شرح ابن عقيل" (1/190- 192) ، وبقية شروح الألفية، باب الابتداء.
(2) روايته أخرجها النسائي في"الكبرى" (463) ، والدارقطني في"سننه" (1/381-382) .
(3) هو: هشام بن أبي عبد الله الدَّستوائي.
(4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/306 و347 و521 رقم8056 و8570 و10751) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (986) ، وابن حبان في "صحيحه" (1581) ، والدارقطني في "سننه" (1/382) ، والحاكم في "المستدرك" (1/274) .
(5) قوله: «عن قتادة» سقط من (ف) .(2/82)
بَشِير بْن نَهِيك، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ، مِثلَهُ.
قَالَ أَبِي (1) : أَحْسَبُ الثلاثةَ كلُّها صِحاحٌ (2) ،
وقتادةُ كَانَ واسعَ الحديث، وأحفَظُهم (3) : سعيدُ بنُ أَبِي عَروبة قبل أن يختَلِطَ، ثُمَّ هشامٌ، ثُمَّ همَّامٌ.
229 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو الجَوَّاب (5) ، عن
_________
(1) نقل قول أبي حاتم هذا: ابنُ رجب في "فتح الباري" (3/246) ، وابن حجر في "النكت الظراف" (10/258 و390) .
(2) كذا في جميع النسخ: «كلها صحاح» ، وفي ضبطها وجهان:
الأول: «كلُّها صحاحٌ» برفعهما على أنهما مبتدأ وخبر، والجملة في موضع نصب على أنها المفعول الثاني لـ «أحسب» .
والثاني: «كلَّها صحاحً» بنصبهما، أما نصب «كلَّها» : فعلى التوكيد المعنوي لقوله: «الثلاثةَ» المنصوبِ مفعولاً أول لـ «أحسب» ، وأما نصبُ «صحاحً» : فعلى أنه المفعول الثاني، وكان حقُّه على لغة جمهور العرب: أن يكون مختومًا بألف تنوين النصب «صحاحًا» ؛ لكنَّ حذفها هنا على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) يعني: الرواة عن قتادة.
(4) نقل بعض هذا النص ابن حجر في "إتحاف المهرة" (1/538) .
(5) هو: أحوص بن جواب. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/264 رقم 13784) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/58) ، والترمذي في "العلل الكبير" (97) ، وبحشل في "تاريخ واسط" (ص250) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (497) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/203) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1373) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (931) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/227) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/334) . ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/83) من طريق كادح بن رحمة ومحمد ابن عبد الأعلى، كلاهما عن عمار بن رزيق، به.
قال ابن عدي: «وهذا يعرف بأبي الجواب الأحوص ابن جَوَّابٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيْقٍ، وقد رواه كادح ومحمد بن عبد الأعلى أيضًا معه» .(2/83)
عمَّار بْنِ رُزَيق، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ ثَابِتٍ (1) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: صَلَّيْتُ خلفَ النبيِّ (ص) وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَلَمْ يَجْهَرُوا بـ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ (2) ؛ أخطأَ فِيهِ الأعمشُ؛ إِنَّمَا هُوَ: شُعْبَة (3) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ.
وقلتُ (4) لأَبِي: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يونس الضَّبِّي (5) ، عَن بعض أصحابه؛ أنَّ شُعْبَة كَانَ عِنْد الأعمش، فَقَالَ لَهُ الأعمش: يا بَصْرِيُّ! أيُّ شيء عندكُم مما تُغْرِبون بِهِ علينا؟ فَقَالَ شُعْبَة: حدَّثَنَا قتادةُ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّهُ صلَّى خلفَ أَبِي بَكْر وعمر. فَقَالَ: يا بصري! أَحِلْني عَلَى غير قتادة، فقال: حدَّثَنَا ثابتٌ، عَن أَنَس؟
قَالَ أَبِي: ليسَ هذا بشيء، لم يَحْكِ صاحِبُك عَن (6) أحدٍ معروفٍ ثقةٍ يحكي عَنْ شُعْبَةَ هَذَا الكلامَ، والحديثُ عَنْ شُعْبَة معروفٌ عَنْ قتادة، عن أنس.
_________
(1) هو: ابن أسلم البُناني.
(2) قال الترمذي: «هذا وهم، والأصح: شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ» .
ونقل ابن حجر في "إتحاف المهرة" (1/537) عن ابن خزيمة قوله: «خبر غريب» ، وعن البزار قوله: «لا نعلم روى الأعمش، عن شعبة غير هذا الحديث، ولا نعلمه حدث به عن الاعمش إلا عمار بن زريق» .
(3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (743) ، ومسلم في "صحيحه" (399) .
(4) في (ت) و (ك) : «قلت» بلا واو.
(5) روايته أخرجها أبو الشيخ في "ذكر الأقران" (28) .
(6) قوله: «عن» ليس في (ش) .(2/84)
230 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عبد الله بن عبد الله بن أبي
_________
(1) انظر المسألة رقم (236) و (547) و (2200) . وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه: «الثوب الواحد» .
(2) روايته أخرجها (4/27 رقم 16341) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (729) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/269) .(2/85)
أُميَّة بْنِ الْمُغَيرَةِ المَخْزومي؛ قَالَ: رأيتُ النبيَّ (ص) يصلِّي فِي ثَوْبٍ واحدٍ.
وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي الزِّنَاد (1) ،
عَنْ أَبِيهِ، عن عُرْوَة، عن عبد الله بْنِ أَبِي أُميَّة: أَنَّهُ رَأَى النبيَّ (ص) يصلِّي فِي ثَوْبٍ واحدٍ (2) ؟
فَقَالَ أَبِي: رَوَاهُ شُعْبَةُ (3) ، ومالكٌ (4) ، وحمَّادُ (5) بْنُ زَيْدٍ (6) ، وَأَبُو عَوانة (7) ، وحمَّاد ابن سُلَيمان (8) ، وأَبَان (9) العطَّار؛ فقالوا: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ (10) بْنِ أَبِي سَلَمة: أَنَّهُ رأى النبيَّ (ص) في بيتِ أمِّ سَلَمة فِي ثَوْبٍ واحدٍ (11) .
يَعْنِي: وَهُوَ الصَّحيحُ (12) .
_________
(1) هو: عبد الرحمن، وأبوه: عبد الله بن ذكوان المعروف بأبي الزِّناد.
وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/27 رقم 16342) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (730) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/269-270) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/82) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/248) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (3/533 رقم 1526) . ووقع في رواية أحمد والعقيلي والفسوي التصريح بالتحديث بين عروة وعبد الله بن أبي أمية.
قال ابن حجر في "الإصابة" (6/12) : «وفيه وهم؛ لأن موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما ذكروا أن عبد الله بن أمية استشهد بالطائف، فكيف يقول عروة: أنه أخبره؟ وإنما ولد بعد النبي (ص) بمدَّة، فلعله كان فيه: عن عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية، فنسب في الرواية إلى جده، أو يكون الذي روى عنه عروة أخًا آخر لأم سلمة اسمه عبد الله أيضًا، وقد مشى الخطيب على ذلك في المتفق» .
ورواه البغوي أيضًا (1527) من طريق ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عن النبيِّ (ص) مثله. قال العقيلي بعد أن رواه من طريق ابن إسحاق وابن أبي الزناد: «فيهما جميعًا نظر، والرواية ثابتة من غير هذا الوجه» .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (22/209) بعد أن ذكر رواية ابن أبي الزناد: «وهذا عندي - والله أعلم - خطأ، والقول قول مالك، وكذلك رواه الناس عن هشام، كما رواه مالك، ورواية هشام أولى من رواية ابن أبي الزناد عندهم، وابن أبي الزناد - عبد الرحمن - ضعيف لا يحتج به وبما خولف فيه أو انفرد به، ولو انفرد بروايته هذه لكان الحديث مرسلاً؛ لأن عروة لم يدرك عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ أَخَا أم سلمة؛ لأنه استشهد يوم الطائف، شهد مع رسول الله (ص) المشهد، ورمي بسهم يومئذ فمات منه بعد ذلك» .
(2) من قوله: «ورواه ابن أبي الزناد ... » إلى هنا، سقط من (ف) ؛ لانتقال البصر.
(3) روايته أخرجها أبو عوانة في "صحيحه" (1464) ، وابن البختري في "المنتقى من السادس عشر من حديثه" (ص 449/مجموع فيه مصنفات ابن البختري) ، والطبراني في "الكبير" (9/21 رقم 8271) ، والقطيعي في "جزء الألف دينار" (311) .
(4) روايته أخرجها في "الموطأ" (1/140) . ومن طريقه النسائي في "سننه" (764) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (1464) ، والطبراني في "الكبير" (9/22 رقم 8272) .
(5) في (ت) و (ف) و (ك) : «عن حماد» .
(6) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (517) .
(7) هو: وضَّاح بن عبد الله اليَشكُري. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (9/23 رقم 8277) .
(8) كذا في جميع النسخ! وهو خطأ بلا شك، فإما أنه أبو أسامة حماد بن أسامة، وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (356) ، ومسلم في "صحيحه" (517) ، أو أنه حماد بن سلمة، وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (9/22 رقم 8273) .
(9) هو: ابن يزيد.
(10) في (ك) : «محمد» بدل: «عمر» ، وفي أصل (ت) : «عمر» ، إلا أنها كتبتْ على صورة تشبه صورة كتابة «محمد» .
(11) كذا في جميع النسخ، فإما أن يكون اختصر السياق على طريقة الأئمة في ذكر طرف الحديث بتصرف، أو يكون السياق: «يصلي في بيت أم سلمة في ثوب واحد» ، فسقط قوله: «يصلي» .
(12) الحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف (1365) ، والبخاري في "صحيحه" (354 و355 و356) ، ومسلم في "صحيحه" (517) ، والترمذي في "جامعه" (339) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (1462 و1463) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/379) ، وابن حبان في "صحيحه" (2291) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2299 و3255) ، والطبراني في "الكبير" (9/22-24 رقم 8270 و8272 و8275 و8276 و8278 و8279-8286) من طرق عن هشام، به.(2/86)
وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة هَذَا؟
فَقَالَ: حديثُ عبد الله بن عبد الله بْنِ أَبِي أُميَّة وَهَمٌ، والصَّحيحُ (1) : حديثُ عُرْوَة، عن عمر ابن أبي سَلَمة، عن النبيِّ (ص) .
231 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ (3) رَوَاهُ سُفْيان بْنُ حُسَيْنٍ (4) ، عَنْ حُمَيد (5) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) يقرأُ فِي الظُّهر بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَْعْلَى *} (6) ؟
قَالَ أَبِي: هذا خطأٌ؛ حُمَيْدٌ (7) يَرْوِي هَذَا الحديثَ: أَنَّهُ صلَّى خلفَ أَنَسٍ (8) ، فَكَانَ (9) يَقْرَأُ ... لَيْسَ فيه ذِكُْر النبي (ص) ، وسُفْيَانُ
_________
(1) في (ك) : «في الصحيح» .
(2) انظر المسألة الآتية برقم (334) .
(3) من قوله: «مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ هِشَامِ بن عروة هذا ... » في المسألة السابقة إلى هنا، سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(4) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/208) ، وابن عدي في "الكامل" (2/268) ، والخطيب في "الموضح" (2/55) .
(5) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل.
(6) سورة الأعلى.
(7) في (أ) و (ش) : «وحميد» . وروايته على هذا الوجه أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (3575 و3643) ، والطبراني في "الكبير" (1/242 رقم 678) .
(8) في (ف) : «أنس بن مالك» .
(9) في (ت) : «وكان» .(2/87)
بنُ حُسَيْنٍ يُخْطِئُ فِي هَذَا الحديث.
232 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ عُيَينة (1) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (2) ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكة (3) ، عن عبد الله بن (4) السَّائب: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى بالنَّاس، فقرأَ بِسُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: ابْنُ جُرَيج (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبَّاد بْن جَعْفَرٍ، عَنْ أبي سَلَمَةَ بنِ سُفْيان وعبدِالله بنِ عمرو [العابِدي] (6) ، عن عبد الله بن السَّائب، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ الصَّواب.
قَالَ أَبِي: لَمْ يَضْبِطِ ابنُ عُيَينة. ثُمَّ قَالَ: إنْ (7)
كَانَ ابنُ عُيَينة إِذَا
_________
(1) هو: سفيان. وروايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (840) ، وابن ماجه في "سننه" (820) .
(2) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(3) هو: عبد الله بن عبيد الله.
(4) قوله: «بن» سقط من (ت) و (ك) .
(5) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (455) من طريق حجَّاج وعبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عباد بْن جَعْفَرٍ، عَنْ أبي سلمة بن سفيان وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن المسيب العابدي، عن عبد الله بن السائب، به.
ونبَّه مسلم على أن قوله: «ابن العاص» ليس في رواية عبد الرزاق. وقد نبَّه الحفاظ على خطأ هذه اللفظة:
قال المزي في "تحفة الأشراف" (5313) : «وهو وهمٌ» . وقال ابن حجر في "فتح الباري" (2/256) : «وقوله: ابن عمرو بن العاص، وهمٌ من بعض أصحاب ابن جريج، وقد رويناه في "مصنف عبد الرزاق" عنه فقال: عبد الله بن عمرو القاري، وهو الصواب» .
(6) في جميع النسخ: «العامري» ، والتصويب من "تهذيب الكمال" (14/553) ، و (15/ 376-377) .
(7) «إنْ» هنا مؤكِّدةٌ، وهي المخفَّفةُ من الثقيلة، وإذا خُفِّفَتْ «إنَّ» أهملت ولزمت معها اللام الفارقة بينها وبين «إن» النافية. وقد استُعْمِلَتْ هنا مهملةً واستغني معها عن اللام الفارقة بينها وبين «إِنِ» النافية؛ لظهور المقصود بقرينة السياق؛ فإنَّ المعنى على الإثبات لا على النفي، ولو جاء باللام الفارقة لقال: «إنْ كَانَ ابنُ عُيَيْنَةَ إِذَا حدَّث عن الصغار لكثيرًا ما يخطئ» .
وانظر في تخفيف «إنَّ» وإهمالها وإعمالها: "شرح ابن عقيل" (1/346- 349) ، و"أوضح المسالك" (1/327- 328) ، و"شرح الأشموني" (1/316- 317 طبعة دار الكتب العلمية بتحقيق حسن حمد) .
وسيأتي نحو هذا في المسألة رقم (2422) : «إنْ كانتْ صَوَّامةً قَوَّامة ... » .(2/88)
حدَّث عَنِ الصِّغَارِ كَثِيرًا مَا يُخْطِئ.
233 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (2) ، عَنِ عُبَيدالله ابن (3) عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ حُنَيْنٍ (4) مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عليٍّ: نهاني رسولُ الله (ص) عَنْ لُبْسِ القَسِّيِّ (5) ، وأنْ أقرأَ القُرآنَ (6) وَأَنَا راكِعٌ؟
قَالَ أَبِي: هذا خطأٌ؛ إنما هو: عُبَيدالله (7) ، عن نافع، عن ابن
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1443) ، وانظر المسألة رقم (361) و (1464) .
(2) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/262) من طريق حجاج، عن حماد، به. ورواه النسائي في "المجتبى" (5177) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَمَّادِ، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن حُنين - مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ-، عَنْ علي، به.
(3) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «بن» .
(4) في (ك) : «جبير» ، وقوله: «عن حنين» سقط من (ش) .
(5) القَسِّيُّ: ثيابٌ من كَتَّان مخلوطٍ بحرير يُؤتى بها من مِصر، نُسِبَتْ إلى قرية على شاطئ البحر قريبًا من تِنِّيس، يقال لها: القَسُّ؛ بفتح القاف، وبعض أهل الحديث يكسرها. "النهاية" (4/59) .
(6) قوله: «القرآن» من (أ) و (ش) فقط.
(7) روايته أخرجها النسائي في "المجتبى" (5178) من طريق بشر بن المفضل، عن عبيد الله، به.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/299) ، ومسلم في "صحيحه" (2078) من طريق مالك، عن نافع، عن إبراهيم بن عبد الله بْنِ حنين، عَنْ أَبِيهِ، عَن علي، به.
قال البخاري بعد أن ذكر الاختلاف في الحديث: «وما روى مالك عن نافع أصح» . وقال الدارقطني في "العلل" (3/82) : «رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ نافع، وضبط إسناده» . وقال الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/376) : «والصواب عن نافع، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ علي، وقد رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ نافع على الصواب» . وانظر "تحفة الأشراف" (7/405) .(2/89)
حُنَين (1) ؛ وَهِمَ فِيهِ حمَّاد.
234 - وسألتُ (2) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ (3) أَبُو بَكْر بْن عَيَّاش، عَن سُلَيمان التَّيْمِي (4) ، عَن أسلم بْن (5) أَبِي مُرَيَّةَ (6) ؛ قال: قعَدَ
_________
(1) في (ف) : «عن ابن عمر حنين» .
(2) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (3/832) .
(3) قوله: «رواه» مكرر في (ك) .
(4) هو: سليمان بن طَرْخان.
(5) قوله: «بن» ليس في (ت) و (ك) .
(6) في (أ) و (ش) : «أبي مُراية» ، وهو وجه في كنيته، = = ولكن سليمان التيمي يقول فيه: «أبو مريَّة» كما سيأتي.
وأبو مُرَايَةَ هذا اسمه: عبد الله بن عمرو العجلي كما في "التاريخ الكبير" (5/154 رقم469) ، و"الأوسط" (1/208) ، و"الجرح والتعديل" (5/118 رقم539) ، وذكروا أنه يروي عنه قتادة وأسلم العجلي - من رواية سليمان التيمي عنه -، ولكن التيمي يقول فيه: «أبو مريَّة» . قال الإمام أحمد في "العلل" (403 و1530/رواية عبد الله) : «قال إسماعيل بن عليَّة: كان التيمي يقول: عن أبي مُرَيَّة، وقتادة يقول: عن أبي مُراية» .
وضبطه ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (8/109) : «مُرَايَة» بضم الميم، وفتح الياء المثنَّاة من تحت، ثم ذكر عن الذهبي أنه سمَّاه: عبد الله بن عمرو العجلي، وأنه يروي عنه قتادة، ثم قال ابن ناصر الدين: «قلت: وقال سليمان التيمي: أبو مُرَيَّة؛ بحذف الألف، وتشديد المثناة، حكاه عن التيمي ابن منده في "الكنى"» .(2/90)
الأشعَرِيُّ (1) يحدِّثنا، فَقَالَ: لا يُدافِعَنَّ أحدُكُمُ الغائِطَ والبَوْلَ؟
قَالَ أَبِي: يُخْطِئُ أَبُو بَكْر فِي هَذَا الحديث؛ إِنَّمَا هُوَ أسلم العِجْلِي، عَنْ أَبِي مُرَايَة (2) .
235 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُثْمَانُ بْنُ عُثْمَانُ الغَطَفاني (4) ،
عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاء (5) ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بَرْزَة، عَنْ أَبِي بَرْزَة (6) ؛ قَالَ: نَهَى رسولُ الله (ص) عَنِ النَّوْمِ قَبْلَ العِشَاء، والحديثِ بَعْدَه (7) .
_________
(1) يعني: أبا موسى ح.
(2) في (ت) و (ك) : «أبي مرابة» بالباء الموحدة.
(3) انظر المسألة المتقدِّمة برقم (203) .
(4) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (3852 و 3852/م) ، والروياني في "مسنده" (1318) ، والطبراني في "الأوسط" (2806) ، والدارقطني في "الأفراد" (264/ب/أطراف الغرائب) .
قال البزار، بعد أن أخرجه من طريق أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ: «وحديث خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أبي برزة، عن أبيه؛ أحسبه وهم فيه عثمان بن عثمان، والصواب: خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عن أبي برزة، وأبو المنهال، واسمه: سيار بن سلامة» .
وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ المغيرة إلا خالد، تفرَّد به عثمان» .
وقال الدارقطني: «تفرد به عثمان بن عمر (كذا) ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ. وغيره يرويه عن خالد، عن أبي المنهال سيار بن سلامة، عن أبي برزة» .
(5) هو: خالد بن مِهْران.
(6) هو: نَضْلة بن عبيد.
(7) كذا في جميع النسخ: «بعده» ، والذي في مصادر التخريج وغيرها: «بعدها» ، وهو الجادَّة؛ لأن المراد: صلاة العشاء الآخرة، وهي مؤنَّثة، فإنْ لم يكن ما وقع في النسخ خطأ؛ فإنَّه يخرج على وجهين:
الأول: أن يُجْعَلَ من باب الحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث، والمعنى هنا: أنَّه نَهَى عن النوم قبل أداء صلاة العشاء، ونهى عن التحدُّثِ بَعْدَهُ، أي: بعد أدائها. وانظر للحمل على المعنى بتذكير المؤنث: التعليق على المسألة رقم (270) .
والثاني: أنْ يُضْبَطَ بسكون الهاء «بَعْدَهْ» ، ويخرَّج على لغة طيِّئ ولَخْمٍ فإنهم يحذفون ألف ضمير المؤنَّث «هَا» مع تسكين الهاء ونقل فتحتها إلى الحرف الذي قبلها، بعد تقدير سَلْبِ حركتِهِ إنْ كان متحرِّكًا، فيقولون في «بِهَا» : «بَهْ» ، وفي «فِيْهَا» : فِيَهْ، وفي «مِنْهَا» : مِنَهْ، وذكر ابنُ مالك أنَّ هذا الحذفَ والنَّقْلَ يُفْعَلُ اختيارًا.
ومِنْ شواهد هذه اللغة: قولهم: «نَحْنُ جئناك بَهْ» ، أي: بِهَا. وما حكاه الفرَّاء أنَّه سَمِعَ بعضَ السُّؤَّال يقول في المسجد الجامع: «بالفضلِ ذُو [الذي] فَضَّلَكُمُ اللهُ بِهْ، والكرامَةِ ذاتُ [التي] أكرمَكُمُ اللهُ بَهْ» يريد: بِهَا.
ومنها: قولُ الشاعر [من الوافر] :
فإنِّي قد رَأَيْتُ بِدَارِ قَوْمِي
نوائبَ كُنْتُ في لَخْمٍ أَخَافَهْ
أي: أخافُهَا. قال ابن دُرَيْدٍ: «وهكذا لغةُ طيِّئ؛ يقولون: كِدتُّ أَضْرِبَهْ: إذا عَنَوُا المؤنَّثَ إذا أرادوا أنْ يقولوا: كِدتُّ أَضْرِبُهَا» . اهـ.
وهذه اللغةُ لا تزالُ مستعملةً إلى اليوم في كلام بعض أهل القَصِيم ومَنْ جاورهم من ديار الجزيرة العربية.
انظر: "جمهرة اللغة" لابن دريد (1/289) ، و"الإنصاف، في مسائل الخلاف" (2/567- 568) ، و"أوضح المسالك" (1/155) ، و"شرح شذور الذهب" (ص155) ، و"مغني اللبيب" (ص839) ، و"همع الهوامع" (3/329) .(2/91)
ورواه عبدُالوهَّابِ الثَّقَفي (1) ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاء، عَنْ أَبِي المِنْهال (2) ، عَنْ أَبِي بَرْزَة، عن النبيِّ (ص) ؟
_________
(1) هو: عبد الوهاب بن عبد المجيد. وروايته أخرجها البخاري في"صحيحه" (568) . ورواه البخاري أيضًا (541 و547 و599 و771) ، ومسلم في"صحيحه" (647) من طرق عن أبي المنهال سيار بن سلامة، عن أبي برزة، به.
(2) هو: سَيَّار بن سلامة.(2/92)
قال أبي: حديثُ عبد الوهَّاب أشبَهُ (1) ، وَلا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بَرْزَة إِلا عليَّ بْنَ زَيْدِ بْنِ جُدْعان (2) .
236 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أبوبكر بْنُ عَيَّاش، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمة، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ (4) قِيلَ لَهُ: أيُصَلِّي الرجلُ في ثَوْبٍ واحدٍ؟ فقال: أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْن؟! ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: رأيتُ النبيَّ (ص) يصلِّي (5) فِي ثَوْبٍ واحدٍ مُخَالِفًا بَيْنَ طَرَفَيْهِ.
237 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو مَعْشَر (6) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ لا يُصَلِّي وَهُوَ يَجِدُ في بَطنِه شيئًا؟
_________
(1) ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (1157) ، وذكر أن سفيان الثوري وشريك بن عبد الله روياه عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاء، عَنْ أَبِي المِنهال، عن أبي بَرْزَة، ثم قال: «ورواه عثمان بن عُثْمَانُ الْغَطَفَانِيُّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، فقال: عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بَرْزَةَ، عن أبي برزة، والصواب: عن أبي المنهال، وحديث الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بَرْزَةَ عَنْ أبيه، إنما هو «أسلم سالمها الله» » .
(2) قال الحافظ في "التهذيب" (4/132) : «وذكر الحسيني في "رجال العشرة" أنه روى عنه أيضًا حماد بن سلمة، وما أظنه إلا وهمًا، وكأنه روى عنه بواسطة علي ابن زيد» .
(3) انظر المسألة المتقدمة برقم (230) ، والمسألة الآتية برقم (547) ، و (2200) .
(4) قوله: «أنه» ليس في (أ) و (ش) .
(5) قوله: «يصلي» سقط من (ك) .
(6) هو: نَجيح بن عبد الرحمن السندي. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (2361) ، وابن عدي في "الكامل" (7/55) ، والدارقطني في "العلل" (5/48/أ) .(2/93)
قَالَ أَبِي: لَمْ يَعْمَلْ أَبُو مَعْشَرٍ شَيْئًا؛ إِنَّمَا هُوَ: هِشَامٌ (1) ، عن أبيه، عن عبد الله بن الأَرْقَم، عن النبيِّ (ص) ، وإِنَّمَا أَرَادَ أَبُو مَعْشَرٍ حديثَ عائِشَة الَّذِي يَرْوِيهِ ابنُ أَبِي عَتِيق (2) ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) : لاَ يُصَلِّيَنَّ أَحَدُكُمْ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ، وَلاَ وَهُوَ يُدَافِعُ الأَخْبَثَيْنِ (4) .
238 - وسمعتُ (5) أَبِي وَذَكَرَ حديثَ أَبِي أُوَيس (6) ،
عَنْ ثَوْرِ بنِ زَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) : في الرَّجُل يَحْدُثُ
_________
(1) روايته أخرجها مالك في "الموطأ" (1/159) ، وأحمد في "مسنده" (3/483 رقم 15959) ، والنسائي في "سننه" (852) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (932) وغيرهم.
(2) هو: محمد بن عبد الله بن أبي عتيق، وروايته أخرجها البيهقي في "سننه" (3/71) ، وفي "معرفة السنن والآثار" (4/124) .
(3) هو: عبد الله بن أبي عتيق، وروايته هذه أخرجها مسلم في "صحيحه" (560) من طريق يعقوب بن مجاهد أبي حَزْرة القاصِّ، عن عبد الله بن أبي عتيق، عن عائشة، به.
(4) قال الدارقطني في "العلل" (5/48/أ) : «ووهم فيه أبو معشر. ورواه عمران القطَّان، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عمر، ووهم فيه، والصَّحيح: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عبد الله بن الأَرْقَم» . وانظر "العلل" للدارقطني أيضًا (5/92/أ) .
(5) في (أ) و (ش) : «وسألت» .
(6) هو: عبد الله بن عبد الله الأصبحي. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (281/كشف الأستار) . قال البزار: «لا نعلمه بهذا اللفظ إلا من طريق ابن عباس، وروي معناه من طريق غيره» .
ورواه الطبراني في "الكبير" (11/177 رقم11556) من طريق أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زيد، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا.(2/94)
فِي نفسِه فِي الصَّلاة (1) أَنَّهُ قد أحدَثَ، فقال النبيُّ (ص) : لاَ يَنْصَرِفَنَّ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ (2) رِيحًا.
قَالَ أبي: كذا رواه أبو أُوَيس.
ورواه عبد العزيز الدَّرَاوَردي (3) ، عَنْ ثَوْر، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عباس، موقوف (4) ، وَهُوَ أصَحُّ. وَرَوَاهُ هِشَامُ بْنُ حَسَّان، عَنْ عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
239 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو غسَّان مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّف (6) ،
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ عُبَادَة، عن
_________
(1) في (ك) : «وهو في الصلاة» .
(2) قوله: «يجد» سقط من (ت) و (ك) .
(3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الحربي في "غريب الحديث" (2/525) ، والبيهقي في "سننه" (2/254) من طريق عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ؛ مرفوعًا.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/270 رقم11948) من طريق بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ خَالِدٍ الحذَّاء، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبي (ص) ؛ مرفوعًا.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8003) عن عباد ابن العوَّام، عَنْ خَالِدٍ الحذَّاء، عَنْ عِكْرِمَةَ، عن ابن عباس؛ موقوفًا.
وتصحَّف الإسناد في المطبوع من "المصنف" هكذا: «حدثنا عباد بن خالد، عن عكرمة» ، وصوابه: «عباد، عن خالد» كما في أسانيد أخرى منها: (2708 و3990) .
ورواه ابن أبي شيبة أيضًا (8001) من طريق سليمان الشيباني، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ موقوفًا.
(4) كذا بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب المنوَّن جريًا على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(5) انظر المسألة الآتية برقم (364) .
(6) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (5/317 رقم 22704) ، وأبو داود في "سننه" (425) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1034) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ ابن أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عن عبد الله الصُّنابِحي، عن عبادة، به.
ورواه الطبراني في "الأوسط" (4658) من طريق آدم بن أبي إياس، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ، عن أبي عبد الله الصُّنابِحي، عن عبادة، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ زيد بن أسلم إلا أبو غسان وهشام بن سعد» .
ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في "الحلية" (5/130-131) وقال: «غريب من حديث الصُّنابحي، عن عبادة، ومشهورُه رواية ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنِ المُخدَجي، عَنْ عبادة» . وقال ابن حجر في "النكت الظراف" (5101) بعد أن ذكر رواية الطبراني والتي فيها: «عن أبي عبد الله الصُّنابِحي» قال: «وهو الصواب» .(2/95)
النبيِّ (ص) : مَنْ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ، فَأَتَمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا (1) ؛ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدًا (2) أَلاَّ يُعَذِّبَهُ؟
_________
(1) قوله: «وسجودها» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(2) كذا بالنصب «عهدًا» في جميع النسخ، وفي "الحلية"، وجاءتْ بالرفع في بقيَّة مصادر التخريج:
أما النصب: فوجهه أن قوله «عهدًا» خبرُ «كان» ، واسمها: المصدر المؤوَّل: «ألا يعذِّبه» ، والتقدير: كان عدمُ تعذيبِهِ عهدًا له عند الله، وجاء مثل ذلك كثيرًا في القرآن والحديث وكلام العرب، ومن ذلك قوله تعالى: [آل عِمرَان: 147] {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا} ، بنصب {قَوْلَهُمْ} على أنه خبر {كَانَ} ، والمصدرُ المؤوَّل {أَنْ قَالُوا} : هو اسمها، انظر: "الدر المصون" (3/433) ، و"اللباب" (5/590- 591) .
وقد وردتْ رواية النصب في "الرسالة" للشافعي الفقرة رقم (345) ، وخرَّجها الشيخ أحمد شاكر _ح على تخريجَيْنِ مخالفَيْنِ لإجماع علماء العربية فيما نعلم، ولم يُسْبَقْ إلى أيٍّ منهما، وفاتَهُ _ح التخريجُ الذي ذكرناه لك. انظر تعليقه على الفقرة رقم (485) .
وأما الرفع: فعلى أن «عَهْدٌ» اسمٌ لـ «كان» مؤخَّر، وخبرها هو: «له عند الله» ، وأما قوله: «ألا يعذِّبه» فعلى تقدير حذف الباء؛ فإنَّ العهد في معنى الوعد؛ فإنَّه يقال: عَهِدَ بكذا، كما يقال: وَعَدَ بكذا؛ فكأنه قال: كان وَعْدٌ بعدم التعذيب مستقرًّا له عند الله. انظر: "عقود الزبرجد" (1/413) .
وروايةُ الرفع هي الرواية المشهورةُ في كتب الحديثِ والفقه والتفسير والعقائد وغيرها، والله أعلم.(2/96)
قَالَ أَبِي: سمعتُ هَذَا الحديثَ عَنْ عُبَادَة (1) منذُ حينٍ، وكنتُ أُنكِرُه، وَلَمْ أَفهَم عَورَتَه (2) حتَّى رأيتُه الآنَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم (3) ؛ قَالَ: [حدَّثنا أبي؛ قال] (4) :
_________
(1) في (ت) و (ك) هاهنا زيادة أشار الناسخ إلى حذفها، وهي: «عن النبي (ص) : من صلى الصلوات الخمس» .
(2) في (ت) و (ك) : «عورة» .
(3) قوله: «عبد الرحمن بن أبي حاتم» ليس في (أ) و (ش) .
(4) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولا بد منه؛ وذلك لأمور:
الأوَّل: أنه يستحيل أن تصح روايةٌ لأبي محمد بن أبي حاتم عن أبي صالح؛ فإنَّ أبا صالح هذا: هو عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الجهني مولاهم، المصري كاتب الليث بن سعد، ووفاته قبل ولادة ابن أبي حاتم؛ فأبو صالح توفِّي سنة اثنتين وعشرين ومئتين؛ كما في "تهذيب الكمال" (15/107) ، وابن أبي حاتم ولد سنة أربعين - أو إحدى وأربعين - ومئتين؛ كما في "سير أعلام النبلاء" (13/263) .
والثاني: أنَّ ابن أبي حاتم يروي كثيرًا عن أبي صالح بواسطة أبيه، كما تجده في المسائل رقم (240، 909، 1234، 1708، 2342، 2351، 2461، 2519، 2568، 2661) .
والثالث: أنَّ سياق المسألة يوجب أن يكون القائل هو أبا حاتم، ففي قوله قبل ذلك: «وَلَمْ أفهَمْ عَوْرَتَهُ حَتَّى رأيتُهُ الآن» ما يدلُّ على أنَّ هذه الطريق الثانية هي التي كشفت عورة الحديث عنده؛ فلابد أن تكون بسنده هو. وأيضًا: فقولُ أبي حاتم آخر المسألة: «فعلمتُ أنَّ الصحيح هذا ... » يرشدك إلى ذلك؛ فكأنَّ المعنى: «وَلَمْ أَفْهَمْ عورتَهُ حَتَّى رأيتُهُ بهذه الطريق؛ فعلمتُ أن الصحيح هذا ... » ، فقوله: «فعلمتُ» معطوفٌ على قوله: «رأيتُهُ» ، وبهذا يستقيم جواب أبي حاتم، ويوافق آخرُ كلامه أوَّلَهُ.
(
*) ... هو: ابن سعد.(2/97)
حدَّثنا أَبُو صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْث (*) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّان (1) ، عَنِ ابْنِ مُحَيرِيز (2) ، عَنْ عُبَادَة، سمعتُ رسول الله (ص) يقولُ ... فَعَلِمْتُ أَنَّ الصَّحيحَ هَذَا، وأنَّ محمدَ بْنَ مُطَرِّف لَمْ يَضْبِطْ هَذَا الحديثَ، وَكَانَ محمدُ بنُ مُطَرِّفٍ ثِقَةً.
240- وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه قُتيبة ابن سَعِيدٍ، عَنِ اللَّيْث (*) ؛ قَالَ: حدَّثني سعيد ابن أَبِي هِلالٍ: أنَّ نَفَرًا أَتَوْا (3) عائِشَةَ، فَقَالُوا: إِنَّا نريدُ سَفَرًا، فَمَنْ يَؤُمُّنا؟ قَالَتْ: أكثَرُكُم قُرْآنًا، قَالُوا (4) : كُلُّنا قارِئ، قَالَتْ: فأفقَهُكُم، قَالُوا: كُلُّنا فَقِيه، قَالَتْ: فأكبَرُكُم سِنًّا، قَالُوا: كُلُّنا مُسِنٌّ، قَالَتْ: فأحسَنُكُم وَجهًا، فلعلَّه أنْ يكونَ (5)
أحسَنَكُم خُلُقًا؟
_________
(1) روايته أخرجها مالك في "الموطأ" (1/123) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (4575) ، والحميدي في "مسنده" (392) ، وأحمد في "مسنده" (5/315 رقم 22693) ، وابن ماجه في "سننه" (1401) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1032 و1033) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3167 و3168 و3169) ، وابن حبان في "صحيحه" (1732 و2417) وغيرهم.
ومن طريق مالك رواه أبو داود في "سننه" (1420) ، والنسائي في "سننه" (461) .
(2) واسمه: عبد الله.
(*) ... هو: ابن سعد.
(3) في (ف) : «أتو» .
(4) من قوله: «فقالوا إنا نريد ... » إلى هنا سقط من (ف) .
(5) في (أ) و (ش) : «فلعلَّه يكون» ، وهو الجادَّة، وفي «التواضع والخمول» : «عسى أنْ يكون» ، وهو صوابٌ أيضًا؛ لكثرة دخول «أنْ» على خبر «عسى» . وما أثبتناه صوابٌ؛ لأنَّ «لعلَّ» اختصَّتْ بدخول «أَنْ» على خبرها كثيرًا حملاً لها على «عسى» ؛ لاشتراكهما في معنى الرجاء.
وقد كثر وقوعُ ذلك في الحديث؛ ومن ذلك حديث الصحيحين من قوله (ص) : «إنكم تَخْتَصِمُونَ إليَّ، ولعلَّ بعضكم أن يكون ألحَنَ بِحُجَّتِهِ من بعضٍ، فأَقْضِيَ له على نحوٍ ممَّا أسمَعُ منه» ، وقوله أيضًا: «لعلَّهُ أن يُخَفَّفَ عنهما مالم يَيْبَسَا» ، وقوله (ص) للحسن بن علي - كما في "صحيح البخاري"-: «إنَّ ابني هذا لسيِّدٌ، ولعلَّ الله أنْ يُصْلِحَ بِهِ بين فئتَيْنِ من المسلمين» ، وورد في أشعار العرب كثيرًا.
انظر: "مغني اللبيب" (ص285) ، و"لسان العرب" (11/474) ، و"خزانة الأدب" للبغدادي (5/345- 348 الشاهد رقم 396) ، و"فتح الباري" (13/66) .(2/98)
وَقَالَ أَبِي: كَذَا حدَّثنا قُتيبة، عَنِ اللَّيث! وحدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلال: أنَّ نَفَرًا أَتَوْا عائِشَةَ ... .
قَالَ أَبِي: سمعتُ أَبَا صالحٍ (2) كاتبَ اللَّيْث قَالَ: قَالَ اللَّيْث بن سعد: كان [سعيد] (3) قرأ (4) عليَّ هَذِهِ الأحاديثَ، فشَكَكْتُ فِي بعضِها، فأَعَدتُّهَا عَنْ خَالِدِ بْنِ يزيد (5) .
_________
(1) هو: هشام بن عبد الملك الطَّيالسي. وَتَابَعَهُ عَلَى رِوَايَتِهِ: مُحَمَّدُ بْنُ حرب كما عند ابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (185) ، والبرجلاني في "الكرم والجود" (17) .
(2) هو: عبد الله بن صالح.
(3) في جميع النسخ: «سعد» ، والمثبت هو الصَّواب، فسعيد هو ابن أبي هلال المذكور سابقًا.
(4) في (أ) و (ش) : «كان قرأ سعد» .
(5) قال الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/121) : «قال ابن بكير: وكان الليث يقول: حدثني رجل رضًا عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، فطال عليه فضجر، فقال شعبة: كله من سعيد بن أبي هلال؟ فشككت في شيء منها؛ ثلاثة أو أربعة، فجئت إلى خالد بن يزيد فسمعتها كلها منه» .(2/99)
241 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَكَمُ بْنُ عُتَيبة (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الجَزَّار (2) ، عَنْ صُهَيب أَبِي الصَّهْبَاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ (3) : كنتُ رَاكِبًا عَلَى حِمَارٍ، فمَرَرْتُ بين يَدَيِ النبيِّ (ص) وَهُوَ يصَلِّي ... ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ عَمْرُو (4) بْنُ مُرَّة (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الجَزَّار، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ وَلَمْ يَذْكُرْ صُهَيبًا.
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: هَذَا زَادَ رَجُلا، وَذَاكَ نقَصَ رَجُلا؛ وكِلاهُما صَحِيحَينِ (6) .
_________
(1) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (1/341 رقم 3167) ، وأبوداود في "سننه" (716 و717) ، والنسائي في "سننه" (754) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2/24) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/459) .
(2) انظر ترجمته في "تهذيب التهذيب" (4/345) .
(3) في (ت) و (ك) : «فدل» بدل: «قال» .
(4) في (أ) و (ش) : «عمر» بدل: «عمرو» .
(5) روايته أخرجها أحمد (1/250 رقم 2258) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2423) ، والبغوي في "الجعديات" (90) .
(6) كذا في جميع النسخ، والجادة أن يقال: «وكلاهما صحيحان» ، وما وقع في النسخ له ضبطان:
الأول: بإمالة الألف بسبب كسرة النون فكتبتْ ياءً. وانظر الكلام على الإمالة في التعليق على المسألة رقم (25) .
والضبط الثاني: «صَحِيحَيْنِ» بياء محضةٍ، ولهذا الضبط توجيهان:
الأول: على حذف فعل ناسخ، والتقدير: «ويكون كلاهما صحيحَيْنِ» ؛ حُذِفَ الفعلُ الناسخ وأُبْقِيَ عمله في معموليه.
والوجه الثاني: أنَّ الأصل: «وكِلَيْهِمَا صحيحَيْنِ» بالنصب فيهما عطفًا على مفعولَيْ «قال» على لغة بني سُلَيْم الذين يُجْرون «القول» مجرى «الظنِّ» في نصب مفعولين، وإنما ورد قوله «وكلاهما» بالألف دون الياء على لغة من يلزم المثنَّى الألف مطلقًا رفعًا ونصبًا وجرًّا، وهي لغةُ بني الحارث بن كعب وجماعة من العرب. وانظر في لغة بني سُلَيْم: المسألة رقم (759) ، وفي لغة بني الحارث بن كعب المسألة رقم (554) ، وانظر المسألة رقم (25) .
تنبيه: على الضبطين يكون قد وقع في الكلام استعمال أكثر من لغة في باب واحدٍ؛ ففي الضبط الأول: أمال: «صحيحين» ، ولم يمل «كلاهما» مع وجود سبب الإمالة. وفي الضبط الثاني: ألزم «كلاهما» الألف، ونصب «صحيحين» بالياء. وهذا سائغٌ ووارد في كلام العرب. انظر "الخصائص" لابن جِنِّي (1/370- 374 باب في الفصيح يجتمع في كلامه لغتان فصاعدًا) .(2/100)
242 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبَة (2) ،
عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَير، عن عبد الله (3) ابن أَبِي مُوسَى؛ قَالَ: قَالَتْ عائِشَة: لا تَدَعْ قِيامَ اللَّيلِ؛ فإنَّ رسولَ الله (ص) كَانَ لا يَدَعُ قِيامَ اللَّيْلِ، وَكَانَ إِذَا شَغَلَهُ أَمْرٌ أَوْ مَرِضَ، صلَّى قاعِدًا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ وَهِمَ فِيهِ شُعْبَة؛ إِنَّمَا هُوَ يَزِيدُ بْنُ خُمَير، عن
_________
(1) نقل هذا النص بتمامه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/185) .
(2) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1622) ، عنه، به.
ورواه أحمد (6/249 رقم 26114) عن الطيالسي، به.
ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (800) ، وأبو داود في "سننه" (1307) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1137) من طريق محمد بن بشار، وابن أبي الدنيا في "التهجد" (6) من طريق علي بن مسلم، والحاكم في "المستدرك" (1/308) من طريق إبراهيم بن مرزوق، ثلاثتهم عن الطيالسي، به.
ووقع في رواية أبي داود والحاكم: «عبد الله بن أبي قيس» ، وفي رواية ابن أبي الدنيا: «شعبة: حُدِّثنا عن يزيد» .
ورواه أحمد في "مسنده" (6/125-126 رقم 24945) من طريق محمد بن جعفر، وابن أبي الدنيا في "التهجد" (5) من طريق معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة، به.
(3) في (ف) : «عبيد الله» .(2/101)
عبد الله بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ عائِشَة (1) .
243 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي فُدَيك (3) ، عَنْ كَثيرِ بنِ زَيْدٍ، والضَّحَّاكِ بنِ عُثْمَانَ، عن المُطَّلِب بن عبد الله، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلاَ يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ.
وَرَوَاهُ غيرُهما عَنِ المُطَّلِب بْنِ عبد الله، عَنْ سَهْل بْنِ سَعْد، عَنْ النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: وحديثُ أَبِي هُرَيْرَةَ عن النبيِّ، مُرسَلٌ (4) .
_________
(1) وقال نحو هذا في "الجرح والتعديل" (5/140 رقم 653) . وقال الإمام أحمد: «عبد الله بن أبي موسى هو خطأ، أخطأ فيه شعبة، هو عبد الله بن أبي قيس» . اهـ. من "المسند" (6/126 رقم 24945) ، و"العلل" (2284 و3660) .
وقال في "المسند" (6/249 رقم 26114) : «وإنما هو: عبد الله بن أبي قيس، وهو الصَّواب؛ مولًى لبني نصر بن معاوية» . وقال البيهقي في "السنن" (3/15) : «كذا قال شُعْبَةُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ! وقال معاوية بن صالح: عبد الله بن أبي قيس، وهو أصح» . وقال الحافظ في "التهذيب" (2/407) : «عبد الله بن أبي قيس، ويقال: ابن قيس، ويقال: ابن أبي موسى، والأول أصح» .
(2) ستأتي هذه المسألة برقم (615) .
(3) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1013) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1325) ، والطبراني في "الأوسط" (8246) ، ثلاثتهم من طريق ابْنُ أَبِي فُدَيك، عَنْ كَثِيرِ، عن المُطَّلِب، عن أبي هريرة، مرفوعًا. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ المُطَّلِب إلا كثير بن زيد، تفرد به ابن أبي فديك» .
(4) لأن المُطَّلب لم يدرك أبا هريرة، فروايته عنه مرسلة؛ كما أوضح ذلك في "المراسيل" (780) . وقال أبو حاتم في المسألة رقم (615) : «مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: المُطَّلِب بْنُ حَنطَب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمِنْهُمْ من يقول: المُطَّلِب، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: عمَّن سَمِعَ النبيَّ (ص) ؛ وهو أصحُّ» .
قال الدارقطني في "العلل" (10/75 رقم1880) : «يرويه الضحاك بن عثمان وكثير ابن زيد عنه، واختُلِف عن كثير، فرواه ابن أبي فديك والفضل بن موسى عنه، عن المُطَّلب، عن أبي هريرة، وخالفه يونس بن يحيى ابن نباتة، فرواه عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ المُطَّلب، عن أبي هريرة وسهل بن سعد، عن النبي (ص) ، والمحفوظ حديث أبي هريرة» .(2/102)
244 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ (2) الفَزَاري (3) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَان، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) صلَّى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ حينَ (5) طَلَعَتِ الشَّمْسُ؟
قَالَ أَبِي: غَلِطَ مَرْوَانُ فِي اختِصَارِهِ؛ إِنَّمَا كَانَ النبيُّ (ص) فِي سَفَر، فَقَالَ لبِلال (6) : مَنْ يَكْلَؤُنَا اللَّيْلَةَ؟ فَقَالَ: أَنَا، فغلَبَهُ النَّوْمُ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَامَ النبيُّ (ص) وَقَدْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَأَمَرَ بِلالاً أنْ يُؤَذِّنَ، وَأَمَرَ الناسَ أَنْ يصلُّوا ركعَتَي الْفَجْرِ، ثُمَّ صلَّى بهِمُ الفَجْرَ (7) .
فَقَدْ صلَّى السُّنَّةَ والفَرِيضَةَ بعد طُلوع الشَّمْس.
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (405) .
(2) هو: ابن معاوية.
(3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1155) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6185) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4142) ، وابن حبان في "صحيحه" (2652) ، وابن حزم في "المحلى" (3/112) .
(4) هو: سلمان الأشْجَعي.
(5) في (ش) : «حتى» .
(6) في (ت) : «البلال» .
(7) الحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (680) من طريق يحيى بن سعيد، حدثنا يزيد ابن كيسان، حدثنا أبوحازم، عن أبي هريرة؛ قال: عَرَّسْنَا مع نبيَّ الله (ص) ، فلم نستيقظْ حتى طلعتِ الشمس، فقال النبي (ص) : «ليأخذْ كلُّ رجل برأسِ راحلتِهِ؛ فإنَّ هذا منزلٌ حَضَرَنَا فيه الشيطانُ» . قال: ففعلنا، ثم دعا بالماء فتوضَّأ، ثم سجد سجدتين، ثم أُقِيمَتِ الصلاةُ فصلَّى الغداةَ.(2/103)
245 - وسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: كتبتُ عَن قُتَيْبَة (2) حديثًا عَنِ اللَّيْثِ بْن سَعْد - لم أُصِبْهُ بِمصر عَنِ اللَّيْث - عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي (3) الطُّفَيل، عَن معاذ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كانَ فِي سَفَرٍ، فجمَعَ بينَ الصَّلاتَين.
قَالَ أَبِي: لا أعرِفُه من حَدِيث يزيد، والذي عِنْدِي: أَنَّهُ دخلَ لَهُ حديثٌ فِي حَدِيث؛ حدَّثنا أَبُو صَالِحٍ (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا اللَّيْث، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ أَبِي الطُّفَيل، عَن مُعاذ بن جبل، عن النبيِّ (ص) ... بهذا الحديثِ (5) .
_________
(1) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/319/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/102) .
(2) هو: ابن سعيد.
(3) قوله: «أبي» سقط من (ف) .
(4) هو: عبد الله بن صالح كاتب الليث.
(5) هذا الحديث في الأصل يرويه أبو الزبير محمد بن مسلم ابن تَدْرُس المكِّي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن معاذ بن جبل ح: أنهم خرجوا مع رسول الله (ص) عام تبوك، فكان رسول الله (ص) يجمعُ بين الظُّهر والعصر، والمغرب والعشاء ... ، الحديث. أخرجه مالك في "الموطأ" (1/143 رقم328) عن أبي الزبير.
ومن طريق مالك أخرجه أحمد في "المسند" (5/237-238 رقم22070) ، ومسلم في "صحيحه" بعد الحديث رقم (2281) .
وتابع مالكًا على روايته هكذا عن أبي الزبير: سفيان الثوري، وزهير بن معاوية، وقُرَّة بن خالد، وعمرو بن الحارث، وأشعث بن سوَّار، وزيد بن أبي أنيسة:
أما رواية سفيان الثوري: فأخرجها عبد الرزاق في"المصنف" (4398) ، وأحمد في "المسند" (5/230 و236 رقم22012 و22062) ، وابن ماجه في "سننه" (1070) .
وأما رواية قُرَّة وزهير: فأخرجها مسلم في "صحيحه" (706) .
وأما رواية عمرو بن الحارث، وأشعث بن سوَّار، وزيد بن أبي أنيسة: فأخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (20/58-59 رقم104 و106 و107) .
ورواه أيضًا عن أبي الزبير: هشام بن سعد، وعنه حماد ابن خالد، والليث بن سعد - واختُلِفَ على الليث -:
أما رواية حماد بن خالد: فأخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/233 رقم 22036) من طريقه؛ حدثنا هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطفيل، عَن مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: كَانَ النبي (ص) في غزوة تبوك لا يروح حتى يُبرد، يجمع بين الظُّهر والعصر، والمغرب والعشاء.
وهذه الرواية موافقة لرواية الآخرين، وما فيها من زيادة الإبراد ليس له أثر.
وأما الليث بن سعد: فروى الحديث عنه أبو صالح عبد الله بن صالح كاتب اللَّيْثِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ كرواية حماد بن خالد والجماعة، إلا أنه قال: ثم ينزل إذا أمسى فيجمع بين المغرب والعِشاء. أخرج رواية عبد الله بن صالح هذه: الطبراني في الموضع السابق برقم (103) ، وهي التي أخرجها أبو حاتم الرازي هنا، إلا أنه لم يَسُق متنها.
وخالف هؤلاء كلهم يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله ابن مَوْهَب، فأخرج أبو داود في "سننه" (1208) هذا الحديث من طريقه؛ حدثنا المفضل بن فضالة والليث ابن سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطفيل، عَن معاذ بْن جبل: أن رسول الله (ص) كان في غزوة تبوك، إذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين الظهر والعصر، وإن يرتحلْ قبل أن تزيغ الشمس أخَّر الظهر حتى ينزل للعصر، وفي المغرب مثل ذلك: إن غابت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين المغرب والعشاء، وإن يرتحلْ قبل أن تغيب الشمس أخَّر المغرب حتى ينزل للعشاء، ثم جمع بينهما.
كذا جاء في "سنن أبي داود": «حدثنا المفضل بن فضالة والليث» ! وقد أخرجه البيهقي في "سننه" (3/162) من طريق أبي داود؛ ثنا يزيد بن خالد بن عبد الله ابن مَوْهَب الرملي؛ ثنا المفضل بن فضالة، عن الليث ... فذكره.
وأخرجه الدارقطني في "سننه" (1/392 رقم13) من طريق أبي داود، فقال: «ثنا المفضل بن فضالة، وعن الليث» ، وعلق العظيم آبادي على هذا الموضع من "سنن الدارقطني" بقوله: «قوله: وعن الليث بن سعد: هكذا في بعض النسخ بإثبات الواو، وفي بعض النسخ بإسقاطها، وهو الصحيح» .
وقال الدارقطني عقب إخراجه لهذه الرواية: «حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، ثنا جعفر بن محمد القلانسي، ثنا يزيد بن موهب، ثنا اللَّيْثِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، بهذا نحوه، ولم يذكر فيه المفضل بن فضالة» . ومما سبق - مع ما يأتي نقله عن الدارقطني في "العلل" - يرجح أن الصواب: رواية يزيد بن خالد، عن المفضل، عن الليث؛ بهذا المتن الذي خالف فيه جميع الرواة بذكر جمع التقديم، ولعل هذا الطريق هو الذي أوقع قتيبة بن سعيد في الوهم؛ فروى هذا = = الحديث بهذا اللفظ عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الطفيل، عن معاذ، مع أن الليث يرويه عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبي الزبير كما تقدم. وقد كثر انتقاد الأئمة لرواية قتيبة هذه مع جودة إسنادها؛ فأعلَّها أبو حاتم كما هنا، وذكرَ الحاكمُ في "معرفة علوم الحديث" (ص119-121) هذا الحديثَ مثالاً للشاذ، فقال بعد أن أخرجه: «هذا حديث رواته أئمة ثقات، وهو شاذ الإسناد والمتن، لا نعرف له علَّة نعلِّله بها، ولو كان الحديث عند اللَّيْثِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أبي الطفيل؛ لعلَّلنا به الحديث، ولو كان عند يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أبي الزبير؛ لعلَّلنا به، فلما لم نجد له العِلَّتين؛ خرج عن أن يكون معلولاً، ثم نظرنا فلم نجد ليزيد بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الطفيل رواية، ولا وجدنا هذا المتن بهذه السياقة عند أحد من أصحاب أبي الطفيل، ولا عند أحد ممن رواه عَن معاذ بْن جبل، عَنِ أبي الطفيل، فقلنا: الحديث شاذ..» ، ثم ذكر بعضَ الأئمة الذين رووه عن قتيبة؛ كأحمد بن حنبل، وعلي ابن المديني، ويحيى بن معين، وغيرهم، ثم قال: «فأئمة الحديث إنما سمعوه من قتيبة تعجُّبًا من إسناده ومتنه، ثم لم يبلغنا عن واحد منهم أنه ذكر للحديث علَّة، وقد قرأ علينا أبو علي الحافظ هذا الباب وحدثنا به عن أبي عبد الرحمن النسائي وهو إمام عصره، عن قتيبة بن سعيد، ولم يذكر أبو عبد الرحمن ولا أبو علي للحديث علَّة، فنظرنا فإذا الحديث موضوع، وقتيبة بن سعيد ثقة مأمون» ، ثم أسند الحاكم عن البخاري أنه قال: «قلت لقتيبة بن سعيد: مع من كتبت عن الليث بن سعد حَدِيثُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عن أبي الطفيل؟ فقال: كتبته مع خالد المدايني» . قال البخاري: «وكان خالد المدايني يُدخل الأحاديث على الشيوخ» .
وذكر البيهقي في "السنن" (3/163) كلام البخاري هذا، ثم قال: «وإنما أنكروا من هذا رواية يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أبي الطفيل، فأما رواية أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِي الطفيل؛ فهى محفوظة صحيحة» .
وقال الترمذي في "جامعه" (554) : «وحديث معاذ حديث حسن غريب، تفرد به قتيبة، لا نعرف أحدًا رواه عن الليث غيره، وحديث اللَّيْثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الطفيل، عَن معاذ حديث غريب، والمعروف عند أهل العلم حديث معاذ من حديث أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطفيل، عن معاذ: أن النبي (ص) جمع في غزوة تَبوك بين الظُّهر والعصر، وبين المغرب والعِشاء» .
وأخرج أبو داود في "سننه" (1220) حديث قتيبة بن سعيد هذا، ثم قال: «ولم يرو هذا الحديث إلا قتيبة وحدَه» . وقال المنذري في "مختصر السنن" (2/53) : «وقد حُكي عن أبي داود أنه أنكره» ، وقال أيضًا: «وقد حُكي عن أبي داود أنه قال: ليس في تقديم الوقت حديث قائم» . وقال المنذري أيضًا (2/57) : «وقال أبو سعيد بن يونس الحافظ: لم يحدِّث به إلا قتيبة، ويقال: إنه غلط، وأن موضع يزيد بن أبي حبيب: أبو الزبير» .
وسئل الدارقطني في "العلل" (965) عن هذا الحديث، فذكر الاختلاف فيه، وذكر رواية قتيبة هذه، ثم قال: «كذلك حدث به جماعة من الرفعاء عن قتيبة، ورواه المفضل بن فضالة عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أبي الطفيل، عن معاذ، بهذه القصة بعينها، وهو أشبه بالصَّواب، والله أعلم. وعند هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطفيل، عَن معاذ، الحديث الآخر في الجمع بين الصلاتين في السفر» . اهـ.
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (2/583) : «وقد أعلَّه جماعة من أئمة الحديث بتفرد قتيبة عن الليث ... ، وله طريق أخرى عن معاذ بن جبل أخرجها أبو داود من رواية هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزبير، عن أبي الطفيل، وهشام مختلف فيه، وقد خالفه الحفاظ من أصحاب أبي الزبير؛ كمالك، والثوري، وقرَّة بن خالد، وغيرهم، فلم يذكروا في روايتهم جمع التقديم» . اهـ.(2/104)
..........................(2/105)
..........................(2/106)
246 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: حديثُ ابن مسعود في التَّطْبيق (1)
_________
(1) أخرجه مسلم في "صحيحه" (534) من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ والأسود، عن ابن مسعود، ومن طريق منصور بن المعتمر، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود: أنهما دخلا على عبد الله - يعني ابن مسعود -، فقال: أصلَّى مَنْ خلفكم؟ قالا: نعم، فقام بينهما، وجعل أحدَهما عن يمينه، والآخر عن شماله، ثم ركعنا، فوضعنا أيدينا على ركبنا، فضرب أيدينا، ثم طبَّق بين يديه، ثم جعلهما بين فخذيه، فلما صلى قال: هكذا فعل رسول الله (ص) .(2/107)
منسوخٌ؛ لأنَّ فِي حَدِيث ابن إدريس (1) عَنْ عاصِم بْنِ كُلَيب، عن عبد الرحمن بْنِ الأسود، عَنْ عَلْقَمَة (2) ، عَنْ عبد الله: أنَّ النبيَّ (ص) طَبَّقَ، ثُمَّ أُخْبِرَ سَعْد (3) ، فَقَالَ: صدَقَ أخي، قد كُنَّا نَفْعَلُ، ثُمَّ أُمِرْنَا بِهَذَا؛ يعني: بِوَضْعِ اليدَيْنِ عَلَى الرُّكْبَتَين.
247 - وسألتُ أَبِي عَنِ الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ (4) ابْنُ أَبِي عَرُوبَة (5) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَن أَبِي نَضْرَة (6) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) : إِذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً، فَأَحَقُّكُمْ بِالإِمَامَةِ أقْرَؤُكُمْ.
وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ زَيْدٍ (7) ، عَنْ أيُّوب (8) ، عَنْ أَبِي قِلابة (9) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الحُوَيرث: أتيتُ النبيَّ (ص) فِي نَفَرٍ، فَقَالَ: إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ، فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ.
_________
(1) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/418-419 رقم 3974) ، وأبو داود في "سننه" (747) ، والنسائي في "سننه" (1031) ، وابن الجارود في "المنتقى" (196) ، وابن خزيمة في "صحيحه" = = (595) ، والدارقطني في "السنن" (1/339) ، والحاكم في "المستدرك" (1/224) .
قال الدارقطني: «هذا إسناد ثابت صحيح» .
(2) هو: ابن قيس النَّخَعي.
(3) يعني: ابن أبي وقَّاص.
(4) في (ك) : «عن حديث رواه» .
(5) هو: سعيد. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (672) .
(6) هو: المنذر بن مالك.
(7) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (685 و819) ، ومسلم في "صحيحه" (674) .
(8) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.
(9) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي.(2/108)
قلتُ لأَبِي: قَدِ اختلفَ الْحَدِيثَانِ؟
فَقَالَ: حديثُ أَوْس بْنِ ضَمْعَج قَدْ فَسَّر الحديثَيْنِ (1) .
248 - وسألتُ (2) أَبِي عن حديثِ أوسِ ابنِ ضَمْعَج (3) ، عَنْ أَبِي (*) مَسْعُود، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
فَقَالَ: قد اختلفوا فِي متنه:
رَوَاهُ فِطْرٌ (4) ، وَالأَعْمَشُ (5) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَج، عَنْ أَبِي (*) مَسْعُود، عَنِ النبيِّ (ص) قال: يَؤُمُّ القَوْمَ
_________
(1) في (ك) : «الحديثان» .
وحديث أوس بن ضَمْعَج هو المذكور في المسألة التالية، وقد أخرجه مسلم في "صحيحه" برقم (673) ، ولفظه: قال أوس بن ضَمْعَج: سمعت أبا مسعود - يعني الأنصاري - يقول: قال لنا رسول الله (ص) : «يؤمُّ القومَ أقرؤهُم لِكِتَابِ اللَّهِ، وأقدمُهم قراءة، فإن كانت قراءتُهم سواء، فليؤمَّهُم أقدمُهم هِجرةً، فإن كانوا في الهجرة سواء، فليؤمَّهم أكبرُهم سِنًّا ... » الحديث.
فعُلِم أن مراد أبي حاتم: العمل بكلا الحديثين - حديث أبي سعيد، وحديث مالك بن الحويرث - فالأحق بالإمامة: أقرؤهم لكتاب الله، ثم أكبرهم سنًّا.
(2) نقل هذا النص بتصرف ابن رجب في "فتح الباري" (4/134) ، وابن حجر في "فتح الباري" (2/170) .
(3) أي: الذي تقدمت الإشارة إليه في المسألة السابقة.
(*) ... في (ت) و (ك) : «بن» بدل: «أبي» .
(4) هو: ابن خليفة. وروايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (3/4 رقم1507) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3959) ، والطبراني في "الكبير" (17/224 رقم 619) .
(5) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (673) .(2/109)
أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي القِرَاءَةِ سَوَاءً، فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ ... .
وَرَوَاهُ شُعْبَة (1) ، وَالْمَسْعُودِيُّ (2) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاء، لَمْ يَقُولُوا: أَعلَمُهُم بالسُّنَّة.
قَالَ أَبِي: كَانَ شُعْبَة يَقُولُ: إسماعيلُ بْنُ رَجَاءٍ كَأَنَّهُ شَيطانٌ؛ مِنْ حُسْنِ حديثِهِ (3) ! وَكَانَ يَهابُ هَذَا الحديثَ؛ يَقُولُ: حُكْمٌ مِنَ الأحكامِ عَنْ رسولِ اللَّهِ (ص) ، لَمْ يُشارِكْهُ أحدٌ (4) .
قَالَ أَبِي (5) : شُعْبَةُ أحفَظُ من كُلِّهم.
_________
(1) روايته أخرجها مسلم (673) .
(2) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح المشكل" (3957) ، والبغوي في "الجعديات" (863) ، والطبراني في "الكبير" (17/223 رقم 614) ، والبيهقي في "سننه" (3/125) .
(3) كذا نقل أبو حاتم مقالة شعبة أنه قالها في إسماعيل بن رجاء. وروى ابن أبي حاتم في "مقدمة الجرح والتعديل" (ص 133) عن محمد بن يحيى، نا محمود ابن غيلان، نا شبابة، قال: ذُكر حديث إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَوْسِ بن ضَمْعَج، عند شعبة فقال: ما أراه إلا كذا، لجودة حديثه. اهـ.
وروى البغوي في "الجعديات" (862) عن محمود بن غيلان، نا شبابة، نا شعبة وذُكر عنده أوس بن ضمعج؛ قال: والله ما أراه كان إلا شيطانًا؛ يعني لجودة حديثه. اهـ. فجعل مقالة شعبة في أوس لا إسماعيل.
= ... ومن طريق البغوي رواه الخطيب في "الجامع" (1333) . وكذا ذكرها المزي في "تهذيب الكمال" (3/390) في ترجمة أوس.
(4) وكان شعبة يقول في هذا الحديث إذا حدَّث به عن إسماعيل بن رجاء: هو ثلث رأس مالي. انظر "الكامل" (2/326) .
(5) في (ك) : «ابن أبي» .(2/110)
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: أليسَ (1) قَدْ رَوَاهُ السُّدِّي (2) عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَج؟
قَالَ: إِنَّمَا رَوَاهُ الحَسَنُ بنُ يزيدِ الأَصَمُّ، عَنِ السُّدِّي، وَهُوَ شَيْخٌ، أَيْنَ كَانَ الثوريُّ وشُعْبَةُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟! وأخافُ ألاَّ يكونَ مَحْفُوظًا (3) .
249 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ أحمدُ بْن عثمان الأَوْدي (4) ؛
قال: ثنا بكرُ بن عبد الرحمن؛ قال: ثنا عيسى بن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «ليس» بلا همزة.
(2) هو: إسماعيل بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها البغوي في "الجعديات" (864) ، وابن عدي في "الكامل" (2/326) .
(3) روى ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/43 رقم183) عن عبد الله ابن الإمام أحمد أنه قال: «سألت أبي عن الحسن بن يزيد الأصم الذي يحدِّث عن السدّي؟ فقال: ثقة ليس به بأس، إلا أنه حدَّث عن السُّدِّيُّ، عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ» .
وهذا النص رواه عبد الله بن أحمد في "العلل" (764) . وقال ابن عدي في "الكامل" (2/326) : «ولم يرو هذا الحديث عن السدي غير الحسن بن يزيد هذا، ومدار هذا الحديث على إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَوْسِ ابن ضَمْعَج» .
(4) في (ك) : «الأزدي» .
وهكذا وقعت روايته في جميع النسخ: «عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أمية» ولم نقف عليه من هذا الوجه، والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (19/62-63 رقم116) من طريق أحمد بن عثمان الأَوْدي وأبي كُريب محمد بن العلاء، كلاهما عن بكر بن عبد الرحمن، عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنِ ابن أبي ليلى، عن إسماعيل بن أمية، به مثله. كذا بزيادة «ابن أبي ليلى» بين عيسى وإسماعيل.
وذكر ابن سعد في ترجمة بكر بن عبد الرحمن من"الطبقات" (6/406) أنه سمع من عيسى بن المختار بن عبد الله بن أبي ليلى "مصنف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى"، وكان يحدِّث به عنه، وهذا يؤكد وجوده في الإسناد، والله أعلم.
وسيأتي في المسألة رقم (251) و (287) رواية بكر بن عبد الرحمن، عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنِ ابن أبي ليلى، غير هذا الحديث.
ورواه ابن أبي شيبة في "مسنده" (504) عن بكر بن عبد الرحمن، به، مثل رواية الطبراني. ورواه الطبراني في "الكبير" (19/62 رقم115) ، و"الأوسط" (5284) من طريق إسحاق بن راشد، والطبراني في "الكبير" (19/62 رقم114) من طريق يحيى بن سعيد، كلاهما عن الزهري، به.(2/111)
المُخْتار، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ - يَعْنِي: الزُّهْري - عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ (1) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) يصلِّي المَغْرِبَ، ثُمَّ يَرْجِعُ النَّاسُ إِلَى أهليهِمْ وَهُمْ يُبْصِرونَ مَوَاقِعَ النَّبْلِ حِينَ يُرْمَى بِهَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا يُرْوَى عَنِ الزُّهْري (2) ، عَنِ ابْنِ كَعْبٍ: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (3) .
250 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ (4) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسي (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا أحمدُ بْنُ يونس (6) ؛
قال حدَّثنا
_________
(1) هو: إما عبد الرحمن، وإما عبد الله؛ كما في الموضع الآتي من"التاريخ الكبير".
(2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف (2090) من طريق معمر وابن جريج، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/311) تعليقًا من طريق الليث، ثلاثتهم عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، به. وهناك اختلافات أخر على الزهري، انظرها في "التاريخ الكبير" للبخاري (5/311-312) .
(3) في (ت) و (ك) : «مرسلً، به» ، وقوله: «مرسل» كذا جاء في النسخ، وحقُّه أن يكون: «مرسلاً» بألف تنوين النصب على لغة جمهور العرب، لكنَّ ما وقع هنا يخرَّج على لغة ربيعة؛ يحذفون ألف تنوين المنصوب، وقفًا ووصلاً، نطقًا وخطًّا. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(4) قول: «به» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(5) في (ك) : «الأعمسي» .
(6) روايته أخرجها الخطيب في "الموضح" (2/19-20) .
ورواه عبد بن حميد في "مسنده" (854/المنتخب) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (7/259) من طريق مالك بن إسماعيل، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (253) من طريق يحيى بن عبد الحميد، كلاهما عن مندل، به.
ورواه ابن عدي في "الكامل" (2/144) من طريق غسان بن الربيع، عن جعفر، به.(2/112)
مِنْدَل (1) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: صلَّى النبيُّ (ص) صلاةَ الغَداة بِالنَّاسِ فِي سَفَر، فقرأ: {} وَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} ، ثُمَّ قَالَ: قَرَأْتُ لَكُمْ ثُلُثَ القُرْآن ِ وَرُبُعَهُ؟
قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا جعفرَ بنَ محمَّدِ بنِ عليِّ بْنِ حُسَيْنٍ، هَذَا جعفرُ بْنُ أَبِي (3) جَعْفَرٍ (4) ، شيخٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ (5) .
251 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُطَّلِب بن زياد (7) ، عن
_________
(1) في (أ) و (ف) و (ش) : «مبذل» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وهو الصواب. وانظر "تهذيب الكمال" (28/493) . ومِنْدَل - بتثليث الميم - لقبه، واسمه: عمرو ابن علي العَنَزي.
(2) سيأتي تعريف أبي حاتم به.
(3) قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ك) .
(4) اسم أبي جعفر: ميسرة الأشجعي.
(5) قال ابن عدي في "الكامل" (2/144) بعد أن ذكر له هذا الحديث: «وله عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أحاديث، وعن أبيه، عن أبي هريرة أحاديث، وجملته ليس بالكثيرة، وهو منكر الحديث كما قاله البخاري» .
(6) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/38/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/429) .
(7) روايته أخرجها مطيَّن في "حديثه"- كما في "مسند علي" لأوزبك (3/993) - والطبراني في "الأوسط" (5559) من طريق ضرار بن صرد، عن المطلب بن زياد، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عدي بن ثابت إلا ابن أبي ليلى، ولا عن ابن أبي ليلى إلا المطلب بن زياد، تفرد به: ضرار بن صرد» .(2/113)
ابْنِ أَبِي لَيْلَى (1) ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرٍّ (2) ، عَنْ علي؛ قال: كان (3) النبيُّ (ص) إذا قرأ: {} (4) ، قَالَ: آمِين؟
قال: هَذَا خطأٌ.
قلتُ: فحدَّثنا أحمدُ بْنُ عُثْمان بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدي، عن بكر بن عبد الرحمن، عن عيسى ابن المُخْتار، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (5) ، عن سَلَمة ابن كُهَيل، عَنْ حُجَيَّة بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّهُ سَمِعَ النبيَّ (ص) يَقُولُ: آمِين حِينَ يَفْرُغُ مِنْ قراءةِ فاتحةِ الْكِتَابِ.
قَالَ: وَهَذَا أَيْضًا عِنْدِي خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: سَلَمة (6) ، عَنْ حُجْر أَبِي العَنْبَس، عن وائل ابن حُجْر، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) هو: محمد بن عبد الرحمن.
(2) هو: ابن حُبَيش.
(3) قوله: «كان» سقط من (ت) و (ك) .
(4) آخر سورة فاتحة الكتاب.
(5) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (854) من طريق حميد بن عبد الرحمن، حدثنا ابن أبي ليلى، به.
(6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (7960) ، وأحمد في "مسنده" (4/316 رقم18842) ، ومسلم في "التمييز" (37) ، وأبو داود في "سننه" (932) ، والترمذي في "جامعه" (248) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/196) ، والطبراني في "الكبير" (22/44 رقم 100) ، والدارقطني في "سننه" (1/333 و334) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/57) .
قال الترمذي: «حديث حسن» . وقال الدارقطني: «صحيح» .(2/114)
[قال: فقلتُ] (1) : فحديثُ المُطَّلِب ما حالُه؟
قَالَ: لم يَرْوِهِ غيرُهُ، لا أدري ما هُوَ! وَهَذَا من ابن أَبِي لَيْلَى؛ كَانَ ابنُ أَبِي لَيْلَى سَيِّئَ الحِفْظ (2) .
252 - وسمعتُ (3) أَبِي وَرَأَى فِي كِتابي: عَنْ هَارُونَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْر، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي الزِّناد، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) أربعَ أحاديثَ (5) :
_________
(1) في (أ) و (ش) : «وقال أبي» بدل: «قال: فقلت» ، وكتب بهامش (أ) ما نصه: «هكذا في الأصل» . وفي (ف) : «وقال أبي: قال» ، وفي (ت) و (ك) : «قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: قَالَ أَبِي» ، والمثبت من "البدر المنير"، و"التلخيص الحبير".
(2) ذكر الدارقطني في "العلل" (3/185) الاختلاف في هذا الحديث، وقال: «والاضطراب في هَذَا مِنَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى؛ لأنه كان سيِّئ الحفظ، والمشهور عنه حديث حُجَيَّة بن عدي» .
(3) سيأتي كلام أبي حاتم على الحديث الأول في المسألة رقم (662) ، وعلى الحديث الثالث في المسألة رقم (912) ، وعلى الحديث الرابع في المسألة رقم (1486) .
(4) هو: أبو الزِّناد عبد الله بن ذكوان.
(5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: أربعة أحاديث، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية على مذهب البغداديين والكسائي خلافًا للبصريين؛ فإنَّ قاعدة الأعداد من ثلاثة إلى عشرة: أنْ يُخَالِفَ العددُ المعدودَ في التذكير والتأنيث، لكنِ اختلفُوا في المعتبر في تذكير المعدود وتأنيثه: هل ينظر إلى المفرد أو إلى الجمع، على مذهبَيْن:
الأوَّل: مذهب جمهور النحويين، وهو أنَّ العبرة بالمفرد لا بالجمع، فيقال: ثلاثة سِجِلاَّت، وثلاثةُ دُنَيْنِيرَات؛ فقد حكى سيبويه والفراء أنَّ الاستعمال في كلام العرب جارٍ على مراعاة حال المفرد دون مراعاة حال الجمع.
والثاني: مذهب البغداديين؛ أجازوا مراعاة حال المفرد، أو حال الجمع، تذكيرًا وتأنيثًا، فلك أن تقول: ثلاثةُ حمامات، وأن تقول: ثلاثُ حمامات؛ الأوَّل باعتبار حال المفرد، والثاني باعتبار حال الجمع، وقد حكى الكسائي: «مررتُ بثلاثِ حمامات، ورأيتُ ثلاثَ سِجِلاَّت» بغير هاء وإنْ كان المفرد مذكرًا، وقاسَ عليه ما كان مِثْلَهُ. وعلى هذا المذهب يصح قوله هنا: «أربع أحاديث» بمراعاة حال الجمع؛ فإنَّه يعامل معاملة المؤنَّث، يقال: هذه أحاديث. والله أعلم.
انظر: "ارتشاف الضرب" لأبي حيَّان (2/750- 751) ، و"أوضح المسالك" (4/225) ، و"شرح الأشموني" (4/126) ، و"همع الهوامع" (3/254) . [باب العدد] .(2/115)
أحدُها (1) : فِي لَيْلَةِ القَدر: تَحَرَّوْها (2) فِي السَّبْع الأَواخر (3) .
وأنَّ الناسَ كانوا في صَلاة الصُّبْحِ ووجوهُهُم إِلَى الشَّام، فأتاهُم آتٍ: أنَّ رسولَ الله (ص) (4) نُزِّلَ عليه قرآنًا (5) ،
وأُمِرَ أن يَسْتقبِلَ الكعبةَ؛
_________
(1) في (ت) و (ك) : «أحدهما» .
(2) في (ك) : «تحدوها» .
(3) أخرجه مسلم (1165) من طريق مالك، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وأخرجه البخاري (2015 و6991) من طريق نافع وسالم، ومسلم (1165) من طريق نافع، كلاهما عن ابن عمر.
(4) في (ت) و (ك) : «أن النبي (ص) » .
(5) لك في ضبط هذه العبارة وجهان:
الوجه الأوَّل: «أنَّ رسول الله (ص) نَزَّلَ عليه قرآنًا، وأَمَرَ أنْ يَسْتَقْبِلَ الكعبةَ» بإضمار فاعل «نَزَّلَ» ، وهو عائدٌ على الله تعالى، و «أمَرَ» : فعلٌ مبنيٌّ للفاعل كـ «نَزَّلَ» ، ومفعوله محذوفٌ تقديرُهُ: وأمَرَهُ أَنْ يَسْتقبِلَ الكعبةَ؛ ويشهد لهذا الوجه رواية البخاري (4488) ، ففيها: «إذ جَاءَ جاءٍ، فقال: أَنْزَلَ اللهُ على النبيِّ (ص) قرآنًا: أنْ يَسْتقبِلَ الكعبةَ» .
والوجه الثاني: «أنَّ رسولَ اللهِ (ص) نُزِّلَ عليه قرآنًا، وأُمِرَ أَنْ يَسْتقبِلَ الكعبةَ» - كما أثبتناه في كلام المصنِّف - فـ «نُزِّلَ» : مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، ويتخرَّج ما بعده على إنابة الجار والمجرور - وهو «عليه» - مُنَابَ الفاعل، و «قرآنًا» : مفعولٌ به لـ «نُزِّلَ» منصوبٌ؛ وهذا جائزٌ على مذهب الكوفيين وابن مالك وأبي عُبَيْد، حيث يجيزون إقامة غير المفعول به نائبًا للفاعل - مع وجود المفعول به - مطلقًا؛ سواءٌ تقدَّم المفعول أو تأخَّر؛ فيقولون: ضُرِبَ زيدًا ضربٌ شديدٌ، وضُرِبَ ضربٌ شديدٌ زيدًا. وكذلك في الظرف والجار والمجرور؛ واستدلوا بقراءةِ أبي جعفر المدني والأعرج وشيبة وعاصم: {لِيُجْزَى [الجَاثيَة: 14] {لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} ، وقراءة أبي جعفر وشيبة وابن السميفع: {وَيُخْرَجُ ّ ِ ُ َ ِ [الإسرَاء: 13] {يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا} . ولهم أيضًا شواهد من الشعر.
ولو أُنِيبَ المفعولُ به في هذا، لقيل: لِيُجْزَى قومٌ بما كانوا يكسبون، ويُخْرَجُ له يَوْمَ القيامةِ كتابٌ، والأخفش يجيز ذلك إذا تقدَّم غير المفعول به عليه، فتقول: ضُرِبَ في الدار زيدٌ، وضُرِبَ في الدار زيدًا. وإنْ تقدَّم المفعولُ به على غيره، تعيَّنتْ إنابتُهُ عنده؛ نحو: ضُرِبَ زيدٌ في الدار، ولا يجوز: ضُرِبَ زيدًا في الدار، ولكنَّ الأخفش محجوجٌ بما احتج به الكوفيون من قراءة أبي جعفر ومَنْ معه.
وأما البصريون - ما عدا الأخفش - ومن وافقهم فلا يُجيزون إقامة المفعول به نائبًا للفاعل مع وجود المفعول به، مطلقًا؛ سواءٌ تقدَّم المفعول به أو تأخَّر. = = وما ورد من ذلك من الشواهد فإنه عندهم شاذ وضرورة إن كان في الشعر، ومؤوَّلٌ إذا وقع في النثر. فيقولون: إنَّ نائب الفاعل في مثل هذا هو ضمير المصدر المفهوم من الفعل، وليس الجارَّ والمجرور ونحوه مما سوى المفعول به؛ ففي الىية قالوا: التقدير: لِيُجْزَى هو - أي: الجزاءُ - قومًا بما كانوا يكسبون.
وفيما نحو حديثنا: التقدير: نُزِّلَ هو - أي: التنزيل - عليه قرآنًا.
وقد ردَّ تأويلهم السمين الحلبي في "الدر المصون". وقد خطَّأ بعض العلماء هذا الأسلوب في العربية، منهم ابن جِنِّي في "الخصائص" (1/397-698) ، وهو محجوجٌ بقوله في "المحتسب" (1/236) - وهو من آخر ما ألَّف -: «ليس ينبغي أن يُطْلَقَ على شيء له وَجْهٌ من العربيَّةِ قائمٌ - وإنْ كان غيرُهُ أقوى منه -: أنَّه غَلَطٌ» . اهـ. ومنهم الفراء وابن جرير الطبري، وقد لحن بعضهم أبا جعفر وغيره في القراءة المذكور، والقراءة سنة متبعة. ... إذا تقرَّر ذلك: فما وقع عندنا في النسخ صحيحٌ ومتَّجِهٌ على مذهب الأخفش أيضًا؛ لتقدُّم النائب على المفعول به «نُزِّلَ عليه قرآنًا» .
ويؤيد تخريجنا ما في النسخ على هذا الوجه الثاني رواية البخاري (403) و (4490) وغيرها، وفيها: «إنَّ رسول الله (ص) قد أُنْزِلَ عليه الليلة قرآنٌ» .
انظر: "اللباب، في علل البناء والإعراب" (1/158- 161) ، و"التبيين" للعكبري (ص268) ، و"شواهد التوضيح" (ص226- 227 مبحث رقم 57) ، و"شرح شذور الذهب" (ص192- 193) ، و"أوضح المسالك" (2/123- 135) ، و"شرح ابن عقيل" (2/460- 463) ، و"شرح الأشموني" (2/136- 138) ، و"همع الهوامع" (1/585- 586) ، و"خزانة الأدب" (1/329- 330) ، و"البحر المحيط" (6/311) ، و"الدر المصون" للسمين الحلبي (9/645- 646، ووقع فيه وهَمٌ في تحرير مذهب الأخفش؛ فقد جعلَهُ كمذهب الكوفيين بلا فرق) ، و"أضواء البيان" (4/245) ، و"معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (5/26- 28) ، (8/455- 457) .(2/116)
فاسْتَدارُوا فِي صَلاتِهم، وتوجَّهوا قِبَلَ الكعبة (1) .
وأنَّ النبيَّ (ص) نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بالقُرآن إِلَى أرضِ العدوِّ (2) .
وأنَّ النبيَّ (ص) سُئِلَ عَنْ أَكْلِ الضَّبِّ (3) ؟ فَقَالَ: مَا أَنَا بِآكِلِهِ، وَلاَ مُحَرِّمِهِ (4) .
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذِهِ الأحاديثُ وَهَمٌ؛ إنما هو: عن عبد الرحمن بن عبد الله بْنِ دِينار، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) أخرجه البخاري (403) ، ومسلم (526) من طريق عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
(2) من قوله: «وأن النبي (ص) نهى ... » إلى هنا، سقط من (ف) ؛ لانتقال البصر.
والحديث رواه أحمد في "مسنده" (2/128 رقم 6124) من طريق سليمان بن بلال، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. ورواه البخاري في "صحيحه" (2990) ، ومسلم في "صحيحه" (1869) من طريق نافع، عن ابن عمر، به. وانظر "العلل" للدارقطني (4/55/أ- ب) .
(3) في (ف) : «الضبة» .
(4) أخرجه البخاري (5536) ، ومسلم (1943) من طريق عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وأخرجه البخاري (5537) ، ومسلم (1946) من طريق عبد الله بن عباس، عن خالد ابن الوليد. وانظر ما يأتي في المسألة رقم (1486) .(2/118)
253 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حَدَّثَنَا هارونُ (1) بنُ إسحاقَ الهَمْداني، عَنْ عبد الله بن نُمَير، عن عبد الملك بْنِ أَبِي سُلَيمان، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ المُهاجِرينَ لمَّا أقبَلُوا مِنْ مكَّة إِلَى الْمَدِينَةِ، نَزَلُوا بِقُبَاء، فأَمَّهُمْ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيفة؛ لأَنَّهُ كَانَ أكثرَهُمْ قُرآنًا (2) ، وَفِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الخطَّاب، وَأَبُو سَلَمة بْنُ عَبْدِ الأَسَد؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا غَلَطٌ؛ ليس هذا عبدَالملكِ ابنَ أَبِي سُلَيمان، وَلا أعلَمُ رَوَى عبد الملك بْنِ [أَبِي] (3) سُلَيمان عَنْ نَافِعٍ شيئًا؛ إنما هو عبد الملك بْنُ جُرَيج (4) .
فذكرتُ ذَلِكَ لعليِّ بْن الْحُسَيْن بْن الجُنَيد، فَقَالَ (5) لي: سمعتُ محمدَ بنَ مُسْلِم بْن وَارَةَ حدَّثنا بِهَذَا الحديثِ عَن هارون بْن إِسْحَاقَ؛ فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ: ابْنُ نُمَير (6) ، عَنْ عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن
_________
(1) جملة «حدثنا هارون» في محل جر نعت لـ «حديث» ، والعائد محذوف، تقديره: عن حديثٍ حدَّثناه هارون - أو حدثنا به - كما في قوله تعالى: [البَقَرَة: 123] {وَاتَّقُوا يَوْمًا لاَ تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} ، أي: لا تجزي فيه. انظر: "أوضح المسالك" (3/275) ، و"شرح ابن عقيل" (2/184) .
(2) في (ف) : «قراءة» .
(3) قوله: «أبي» سقط من جميع النسخ، وتقدم على الصواب.
(4) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (7175) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/89) وانظر كلامه فيه.
(5) في (ت) يشبه أن تكون: «قال» .
(6) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (588) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1511) ، وابن الجارود في "المنتقى" (307) .
ورواه البخاري في "صحيحه" (692) من طريق أنس ابن عياض، عن عبيد الله بن عمر، به.(2/119)
عمر، عن النبيِّ (ص) .
254 - وسمعتُ أَبِي (1) وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ مَرْوان الفَزَاري (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن ابن مِهْران (3) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لَوْلاَ أَنْ يَثْقُلَ (4) عَلَى أُمَّتِي، لأَخَّرْتُ صَلاَةَ العِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ.
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
255 - وسألتُ (5) أَبَا زُرْعَةَ (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وكيعُ بْن الجرَّاح (7) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (8) ، عَن حارثة (9) ، عَن خَبَّاب (10) : شَكَوْنَا إِلَى رسول الله (ص) الرَّمْضَاءَ، فلم يُشْكِنَا (11) ؟
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (29) .
(2) هو: مروان بن معاوية.
(3) قوله: «بن مهران» ليس في (ش) .
(4) في (ك) : «تثقل» .
(5) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/70/مخطوط) ، ونقله بتصرف ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/454) . وستأتي هذه المسألة برقم (375) ، وانظر المسألة رقم (198) .
(6) في (ف) : «وسألت أبي زرعة» ، ثم صوَّبها فكتب ألفًا فوق الياء ولم يصلها بها.
(7) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (153) ، وابن ماجه في "سننه" (675) ، والشاشي في "مسنده" (1017) ، والطبراني في "الكبير" (4/72 رقم 3676) .
(8) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(9) هو: ابن مُضَرِّب.
(10) هو: ابن الأَرَتّ.
(11) قوله: «فلم يُشْكنا» تقدَّم تفسيره في المسألة رقم (198) .(2/120)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَخْطَأَ فِيهِ وكيعٌ؛ إِنَّمَا هُوَ عَلَى ما رَوَاهُ شُعْبَة وسُفْيان (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْب، عن خَبَّاب، عن النبيِّ (ص) .
256 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ آدم (2) ، عَنِ الحَسَن بْنِ عَيَّاش، عَنِ ابْنِ أَبْجَر (3) ، عَنِ الأَسْوَدِ (4) ، عَنْ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يدَيْهِ فِي أوَّلِ تكبيرة، ثُمَّ لا يعودُ: هَلْ هُوَ صَحيحٌ؟ أو يرفَعُهُ (5) حديثُ الثوري (6) ، عَنِ الزُّبَير بْن عَدِيٍّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (7) ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ يرفَعُ يدَيْهِ فِي افتتاح الصَّلاة حَتَّى تَبْلُغا مَنْكِبَيه، فقطْ؟
فَقَالا: سُفْيانُ أحفَظُ.
_________
(1) هو: الثوري. ويأتي في المسألة رقم (375) تخريج رواية شعبة وسفيان في آخرين عن أبي إسحاق.
(2) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2454) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/227) ، و"شرح المشكل" (15/50) من طريق يَحْيَى بْنُ آدم، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بن أبجر، عَنِ الزبير بْن عدي، عَنْ إبراهيم، عن الأسود قال: رأيت عمر، فذكره. وانظر "مسند الفاروق" لابن كثير (1/164) .
(3) هو: عبد الملك بن سعيد.
(4) هو: ابن يزيد النخعي.
(5) كذا في جميع النسخ، والمعنى - فيما يظهر -: أو يعلُّه حديث الثوري، فيرفع هذا الحديثَ وينسخه.
(6) أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (2532) ، والحاكم كما في "نصب الراية" (1/405) ، ومن طريقه البيهقي في "سننه" (2/25) .
(7) هو: ابن يزيد النخعي.(2/121)
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا أصحُّ. يعني: حديثَ سُفْيان، عَنِ الزُّبَير بْن عَدِيّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عُمَرَ (1) .
257 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي زائدة (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُسْلِم بْنِ يسار؛ قال: رَأَى ابنُ عُمَرَ رجلا يَعْبَثُ بِالحَصَى في الصَّلاة (4) ؛ فَقَالَ: إِذَا صَلَّيْتَ فلا تَعْبَثْ، واصنَعْ كما صنَعَ رسولُ اللَّهِ (ص) ... وَذَكَرَ (5) الحديثَ؟
فَقَالا: هَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي زائدة، وإِنَّما هُوَ: مسلمُ بن أبي
_________
(1) قال الطحاوي بعد أن أخرج رواية الحسن بن عياش - كما سبق -: «فهذا عمر ح لم يكن يرفع يديه أيضًا إلا في التكبيرة الأولى في هذا الحديث. وهو حديث صحيح؛ لأن الحسن بن عياش، وإن كان هذا الحديث إنما دار عليه، فإنه ثقة حجة، قد ذكر ذلك يحيى بن معين وغيره» .
وتعقبه الحاكم - كما في الموضع السابق من "نصب الراية"- بقوله: «هذه رواية شاذة لا تقوم بها حجة، ولا تعارض بها الأخبار الصحيحة عن طاوس بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن عمر كان يرفع يديه في الركوع وعند الرفع منه، وروى هذا الحديث سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عدي، به، ولم يذكر فيه: لم يعد» .
(2) نقل هذا النص ابن حجر في ترجمة يحيى بن زكريا من "تهذيب التهذيب" (4/354) . وتصحَّف فيه «ابن عمر» إلى: «ابن عمير» .
وستأتي في المسألة رقم (292) .
(3) هو: يحيى بن زكريا. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (5682) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ يحيى بن سعيد إلا ابن أبي زائدة» .
(4) في (ت) و (ك) : «يعبث في الصَّلاة بالحصى» .
(5) في (ت) و (ف) و (ك) : «فذكر» .(2/122)
مريم (1) ، عن عليِّ بن عبد الرحمن المُعاوي (2) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
قلتُ لَهما: الوَهَمُ مِمَّن هُوَ؟
فَقَالا: من ابن أَبِي زائدة (3) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ابنُ أَبِي زائدة قلَّما يُخْطِئ، فَإِذَا أَخْطَأَ أتى بالعَظائِم.
258 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ (5) ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيب، عن عبد الرحمن بْنِ الأسود، عَنْ عَلْقَمَة (6) ، عَنْ
_________
(1) هو: مسلم بن يسار نفسه. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (580) من طريق مالك ويحيى بن سعيد وسفيان بن عيينة، عنه، به. لكن رواية يحيى بن سعيد نصَّ عليها سفيان في آخر روايته.
وقال ابن أبي حاتم في "المراسيل" (809) : «سمعت أبي يقول: مُسْلِم بْن أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ابن عمر ليس بمتَّصل، إنما يدخل بينهما علي بن عبد الرحمن المُعاوي» .
(2) في (أ) و (ش) : «المعافري» ، وفي (ت) و (ك) : «المعادي» ، والمثبت من (ف) ، وهو الصواب، كما في "الجرح والتعديل" (6/195) . وسيأتي على الصواب في المسألة رقم (292) .
(3) ويؤكد هذا أن سفيان بن عيينة ذكر في روايته التي أخرجها مسلم - كما سبق - أن يحيى بن سعيد رواه بذكر عليّ بن عبد الرحمن المُعاوي.
(4) نقل هذا النص ابن القيم في "تهذيب السنن" (1/368) ، والزيلعي في "نصب الراية" (1/396) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/358/مخطوط) .
(5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/388 رقم 3681) ، وأبو داود في "سننه" (748) ، والترمذي في "جامعه" (257) ، والنسائي في "سننه" (1058) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5040 و5302) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/224) .
(6) هو: ابن قيس النخعي.(2/123)
عبد الله: أنَّ النبيَّ (ص) قَامَ، فكبَّر فَرَفَعَ يدَيه، ثُمَّ لَمْ يَعُدْ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ يُقَالُ: وَهِمَ فِيهِ الثَّوْرِيُّ، وَرَوَى هَذَا الحديثَ عَنْ عاصمٍ جماعةٌ (1) ، فَقَالُوا كلُّهم: إنَّ النبيَّ (ص) افتتَحَ، فَرَفَعَ يدَيه، ثُمَّ رَكَعَ، فطبَّق، وجَعَلَها بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ. وَلَمْ يقُلْ أحدٌ ما رواه (2) الثوريُّ (3) .
_________
(1) الحديث رواه أحمد في "مسنده" (1/418 رقم 3974) ، وأبو داود في "سننه" (747) ، والنسائي في "سننه" (1031) ، وابن الجارود في "المنتقى" (196) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (595) ، والدارقطني في "السنن" (1/339) من طريق عبد الله ابن إدريس، عن عاصم، به.
(2) في (ت) و (ف) و (ك) : «ما روى» .
(3) روى الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (256) عن عبد الله بن المبارك أنه قال: «قد ثبت عندي حديث من يرفع يديه - وذكر حديث الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ- ولم يثبت حديث ابن مسعود: أن النبي (ص) لم يرفع يديه إلا في أول مرَّة» .
وذكر البخاري في "جزء رفع اليدين في الصَّلاة" (ص79) هذا الحديث، ثم قال: «وقال أحمد بن حنبل عن يحيى بن آدم: نظرت في كتاب عبد الله بن إدريس، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كليب، ليس فيه: " ثم لم يَعُد ". قال البخاري: فهذا أصح؛ لأن الكتاب أحفظ عند أهل العلم؛ لأن الرجل ربما حدَّث بشيء، ثم يرجع إلى الكتاب، فيكون كما كان» ، ثم روى الحديث بذكر التطبيق بلا هذه اللفظة، ثم قال: «وهذا المحفوظ عند أهل النظر من حديث عبد الله بن مسعود» . اهـ.
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (9/291) : «أما حديث ابن مسعود، عن النبي (ص) : أنه كان لا يرفع يديه في الصَّلاة إلا مرة في أول شيء: فهو حديث انفرد به عاصم ابن كُلَيب، واختُلِف عليه في ألفاظه، وقد ضعَّف الحديث أحمد بن حنبل، وعلَّله، ورمى به، وقال: وكيع يقول فيه: عن سفيان، عن عاصم بن كُلَيب: " ثم لا يعود"، ومرة يقول: " لم يرفع يديه إلا مرَّة "، وإنما يقوله من قبل نفسه؛ لأن ابن إدريس رواه عن عاصم بن كليب، فلم يزد على أن قال: " كبَّر، ورفع يديه، ثم ركع"، ولفظه غير لفظ وكيع، وضعَّف أحمد الحديث» . اهـ.
وذكر عبد الله بن أحمد في "العلل" (708) حديث يزيد ابن أبي زياد، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن البراء ابن عازب في رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام، وقال فيه: «ثم لم يَعُد» ، وذكر إعلال أبيه أحمد بن حنبل لهذا الحديث، ثم قال (709-714) : قلت لأبي: حديث عاصم بن كليب: حديث عبد الله؟ قال: حدثناه وكيع في الجماعة؛ قال: حدثنا سفيان، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كليب، عَنْ عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة؛ قال: قال ابن مسعود: ألا أصلي بكم صلاة رسول الله (ص) ؟ قال: فصلَّى، فلم يرفع يديه إلا مرَّة.
قال عبد الله بن أحمد: حدثني أبي؛ قال: حدثناه وكيع مرة أخرى بإسناده سواء، فقال: قال عبد الله: أصلي بكم صلاة رسول الله (ص) ؟ فرفع يديه في أوَّل.
حَدَّثَنِي أَبِي؛ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبد الرحمن الضرير؛ قال: كان وكيع ربما قال- يعني-: ثم لا يعود. قال أبي: كان وكيع يقول هذا من قبل نفسه؛ يعني: ثم لا يعود.
قال أبي: وقال الأشجعي: فرفع يديه في أول شيء ...
قال أبي: حديث عاصم بن كليب رواه ابن إدريس، فلم يقل: «ثم لا يعود» .
حدثني أَبِي؛ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدم؛ قال: أملاه عليَّ عبد الله بن إدريس من كتابه: عَنْ عَاصِمِ بْنِ كليب، عَنْ عبد الرحمن بن الأسود؛ قال: حدثنا علقمة، عن عبد الله، قال: علَّمنا رسول الله (ص) الصَّلاة، فكبَّر، ورفع يديه، ثم ركع، وطبَّق يديه، وجعلهما بين ركبتيه، فبلغ سعدًا، فَقَالَ: صدق أخي، قد كُنّا نفعل ذلك، ثم أُمِرنا بهذا، وأخذ بركبتيه. حدثني عاصم بن كليب هكذا.
قال أبي: هذا لفظ غير لفظ وكيع، وكيع يُثَبِّج الحديث [يعني: لا يأتي به على وجهه] ؛ لأنه كان يحمل نفسه في حفظ الحديث. اهـ.
وأخرج أبو داود في"سننه" (748) هذا الحديث من طريق وكيع، عن سفيان، ثم قال: «هذا حديث مختصر من حديث طويل، وليس هو بصحيح على هذا اللفظ» . اهـ.
وقال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" (1/367) : «لا يصح، وقد ذكر علته وبيَّنها أبو عبد الله المروزي في كتاب"رفع الأيدي"» . فتعقبه ابن القطان الفاسي في "بيان الوهم والإيهام" (3/365) بقوله: «وأبو عبد الله المروزي الذي توهم أبو محمد عبد الحق أنه ضَعَّف الحديث المذكور؛ إنما اعتنى بتضعيف هذه اللفظة، وكذلك أحمد بن حنبل وغيره، فأما الحديث دونها فصحيح كما قال الدارقطني» .
وقال البزار في "مسنده" (5/47-48) : «وعاصم [يعني: ابن كليب] في حديثه اضطراب، ولا سيما في حديث الرفع؛ ذكره عن عبد الرحمن بْنِ الأسود، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد الله: أنه رفع يديه في أول تكبيرة» . اهـ.
ونقل ابن حجر في"التلخيص الحبير" (1/402) عن ابن حبان؛ أنه قال في "الصَّلاة": «هذا أحسن خبر روي لأهل الكوفة في نفي رفع اليدين في الصَّلاة عند الركوع، وعند الرفع منه، وهو في الحقيقة أضعف شيء يُعَوَّل عليه؛ لأن له عللاً تبطله» . اهـ.
وذكر الدارقطني في "العلل" (804) هذا الحديث، وقال: «وإسناده صحيح، وفيه لفظة ليست بمحفوظة ذكرها أبو حذيفة [يعني: موسى بن مسعود النَّهْدي] في حديثه عن الثوري، وهي قوله: " ثم لم يَعُد "؛ وكذلك قال الحمَّاني عن وكيع، وأما أحمد بن حنبل وأبو بكر ابن أبي شيبة وابن نمير: فروَوه عن وكيع، ولم يقولوا فيه: "ثم لم يَعُد"، وكذلك رواه معاوية بن هشام = = أيضًا عن الثوري مثل ما قال الجماعة عن وكيع، وليس قول من قال: " ثم لم يَعُد " محفوظًا» . اهـ.
وروى البيهقي في "السنن" (2/79) عن عبد الله بن المبارك أنه قال: «لم يثبت عندي حديث ابن مسعود ... وقد ثبت عندي حديث رفع اليدين؛ ذكره عبيد الله ومالك ومعمر وابن أبي حفصة، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر، عن النبي (ص) . قال: وأراه واسعًا. قال عبد الله: كأني أنظر إلى النبي (ص) وهو يرفع يديه في الصَّلاة؛ لكثرة الأحاديث، وجودة الأسانيد» . اهـ.(2/124)
..........................(2/125)
259 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْن (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن إسماعيل ابن مُجَمِّع، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا صلاةَ إلا المكتوبة؟
_________
(1) انظر المسألة الآتية برقم (303) ، وعنون محمد بن العطار لهذه المسألة في هامش نسخة (أ) بقوله: «إذا أقيمت الصلاة» .
(2) في (أ) و (ف) : «ركيز» ، وفي (ش) : «بُكَير» ، والمثبت من (ت) و (ك) .(2/126)
فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: إبراهيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. لَيْسَ للزُّهْري مَعْنَى؛ كَذَا رَوَاهُ الدَّرَاوَردي (1) ؛ وَهَذَا (2) الصَّحيحُ موقوف (3) .
قيل: قد رفعه عُبَيدالله بن موسى (4) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ.
فَقَالَ: هُوَ خطأٌ؛ إِنَّمَا هو موقوفٌ.
_________
(1) هو: عبد العزيز بن محمد
(2) في (ك) : «وهو» .
(3) ظاهر كلام أبي حاتم أن الدراوردي يرويه موقوفًا، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه أبو عوانة في "صحيحه" (1357) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/371) ، و"شرح المشكل" (10/314) من طريق الدراوردي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مجمِّع، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ أبي هريرة، عن النبي (ص) ، به.
ووقع عند الطحاوي في "كتابيه": «إسماعيل بن إبراهيم بن مجمِّع» وهو خطأ.
وقد ذكر الدارقطني في "العلل" (11/88) أن الدراوردي يرويه مرفوعًا.
ويحتمل أن يكون مراد أبي حاتم: أن الدراوردي خالف الفضل بن دكين في عدم ذكره للزهري، وأنه هو الصواب، بغض النظر عن الاختلاف في رفع الحديث ووقفه، ثم بيَّن أن الصواب في الحديث الوقف، والله أعلم.
هذا؛ وقولُ أبي حاتم: «موقوف» جاء على لغة ربيعة بحذف ألف تنوين النصب. وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (1/233) ، والدارقطني في "الأفراد" (301/ب/أطراف الغرائب) من طريق محمد بن إشكاب، عن عبيد الله بن موسى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مجمِّع، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي (ص) .
قال ابن عدي: «وهذا الحديث معروف بعمرو بن دينار، عن عطاء، ورواه غير عبيد الله، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مجمِّع، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ أبي هريرة، عن النبي (ص) ، رواه عنه يحيى ابن نصر بن حاجب، ومنهم من أوقفه» .
وقال الدارقطني: «تفرد به محمد بن إشكاب، عن عبيد الله ابن موسى مرفوعًا» .(2/127)
260 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ الصَّلْت، عَنْ حجَّاج بْن أَرْطاة، عَنْ عَطِيَّة (1) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلا يَنشُدُ نَاقَةً فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: لاَ وَجَدتَّهَا؟
فَقَالا (2) : هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ سعدُ (3) ابنُ (4) الصَّلْت. رَوَى هَذَا الحديثَ حفصُ بْنُ غِيَاث، وعبَّادُ بْنُ العَوَّام:
فأمَّا حفصٌ فَقَالَ: عَنْ حجَّاج، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الأَعْسَم (5) ، عَنْ مُصْعَب بن سَعْدٍ (6) .
وَأَمَّا عبَّادٌ فَقَالَ: عَنْ حجَّاج، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الأَعْسَم، عن مُصْعَب، عن النبيِّ (ص) ؛ وَلَمْ يَذْكُرْ سَعْدًا.
والصَّحيحُ عِنْدَنَا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -: عَنْ حجَّاج، عَنْ أبي سعيد
_________
(1) هو: ابن سعد العَوْفي.
(2) في (ك) : «فقال لا» .
(3) في (ش) : «سعيد» .
(4) في (ت) : «من» بدل: «بن» .
(5) ذكره بكنيته البخاري في "الكنى" (ص35 رقم302) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/376 رقم 1746) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/369) ، ولم يذكروا فيه جرحًا ولاتعديلاً.
(6) كذا في جميع النسخ، والظاهر أن الصواب: «عن مصعب، عن سعد» ؛ كما يتضح من بقيَّة الكلام، والحديث رواه البزار في "مسنده" (3/366) من طريق حفص، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الأعسم، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه، به. وقال: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إلا بهذا الإسناد» .(2/128)
الأَعْسَم، عن مُصعَب، عن سعيد (1) ، عن النبيِّ (ص) (2) .
كَذَا كَانَ فِي كِتابي: عَنْ سَعِيدٍ (3) !
261 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَن حديثٍ رَوَاهُ عليُّ بْنُ حَكِيم (5) ، عَنْ شَرِيك (6) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمي (7) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رَفَعَهُ - قَالَ: مَنْ بَنَى مَسْجِدًا وَلَوْ مِثْلَ مَفْحَصِ قَطَاةٍ (8) ، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الجَنَّةِ؟
فَقَالا: هَكَذَا رَوَاهُ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ شَرِيك، فَلَمْ يَرْفَعوه، والصَّحيحُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ - من حديث شَريك - موقوفً (9) .
وقال (10) أبي: وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش (11) ،
عن الأعمش،
_________
(1) في (ك) : «عن سعد» ، وانظر التعليق الآتي.
(2) في (ف) : «عن رسول الله (ص) » .
(3) كذا في (أ) : «سعيد» ، والكلمة مطموسة في (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «سعد» ، ومقصوده: أن في كتابه: «عن مصعب، عن سعيد» ، وصوابه: «عن مصعب، عن سعد» ، فأدَّى ما في كتابه.
(4) انظر المسألة رقم (390) .
(5) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح المشكل" (1551) .
(6) هو: ابن عبد الله النَّخعي، القاضي.
(7) هو: إبراهيم بن يزيد بن شريك.
(8) مَفْحَصُ القَطاة: هو المكان الذي تُفَرِّخ فيه القَطاة من الأرض، والقطاة: مفرد «القطا» ، وهو نوع من الحمام. انظر "النهاية" (3/415) ، و"المصباح المنير" (2/510) ، و"لسان العرب" (7/63) .
(9) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(10) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو.
(11) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (4017) ، والروياني في "مسنده" (262) ، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (938) - والطحاوي في "شرح المشكل" (1550) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (479) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/437) .
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3156) من طريق يزيد بن عبد العزيز، وابن أبي شيبة أيضًا وأبو يعلى في "مسنديهما" - كما في "المطالب العالية" (351) - وابن حبان في "صحيحه" (1610) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/437) من طريق قطبة بن العلاء، والبزار في "مسنده" (4016) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1549) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (1/32) من طريق الثوري، والطحاوي أيضًا (1552) ، وابن حبان في "صحيحه" (1611) من طريق يعلى بن عبيد، جميعهم عن الأعمش، به، مرفوعًا.
ورواه الطيالسي في "مسنده" (463) من طريق قيس بن الربيع، وابن أبي شيبة في "المصنف" (3155) ، وإسحاق بن راهويه - كما في "المطالب العالية" (351) - من طريق أبي معاوية، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" من طريق جرير، وأبو يعلى في "مسنده" من طريق عيسى بن يونس - كما في "المطالب العالية" (351) -، جميعهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن أبيه، عن أبي ذر، به، موقوفًا.
قال ابن حجر في "المطالب العالية" (351) : «وقد جمعت طرقه في جزء كبير، كتبت فيه عن نيِّف وثلاثين صحابيًّا» .(2/129)
ورفَعَهُ، ونَفْسُ الحديثِ موقوفٌ؛ وهو أصَحُّ (1) .
قال أبو محمد (2) : وَحَدَّثَنِي أَبِي (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا حمَّاد بْنُ زَاذَانَ؛ قَالَ: سمعتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ (4) ؛ قَالَ: حديثُ الأَعْمَشِ: مَنْ بَنَى للهِ مَسْجِدًا وَلَوْ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ ... : ليس مِنْ صَحيح (5) حديثِ
_________
(1) ذكر الدارقطني في "العلل" (1134) الاختلاف في الحديث، ثم قال: «والموقوف أشبهها بالصَّواب» .
(2) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (أ) و (ش) و (ف) .
(3) قوله: «أبي» سقط من (ف) ، وفي (ك) : «حدثني أبي» بلا واو.
(4) هو: عبد الرحمن.
(5) في (أ) و (ش) و (ف) : «من صحيح من» .(2/130)
الأَعْمَشِ (1) .
262 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَن حديثٍ رَوَاهُ عَبِيدَة بْن [حُمَيد] (2) ،
عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمة، عَنْ مَسْرُوقٍ (3) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: خرجَ رسولُ الله (ص) فِي سَفَر، فَأعرَسَ (4) مِنَ اللَّيل، فرَقَدَ، فَلَمْ يستَيقِظْ إِلا بالشَّمس، فأمرَ رسولُ الله (ص) بِلالاً فأَذَّن، ثُمَّ صلَّى الرَّكعَتَين؟
فَقَالا (5) : هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ عَبِيدَة؛ رواه (6) جماعةٌ (7) فقالوا:
_________
(1) نقل ابن عبد البر في "التمهيد" (1/32) عن ابن المديني قوله: قال يحيى بن سعيد: قال سفيان وشعبة: لم يسمع الأعمش هذا الحديث من إبراهيم التيمي.
(2) في جميع النسخ: «حمير» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (6/92) .
روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (4889) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (5/253) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه أبو يعلى في "مسنده" (2375) ، والطبراني في "الكبير" (11/342 رقم 12225) ، و"الأوسط" (5556) .
ورواه أحمد في "مسنده" (1/259 رقم 2349) عن عبيدة بن حميد، عن يزيد، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ مسروق إلا تميم بن سلمة، ولا عن تميم إلا يزيد بن أبي زائدة، تفرَّد به عبيد بن حميد. لم يرو مسروق حديثًا عن ابن عباس غير هذا» .
(3) هو: ابن الأجدع.
(4) كذا! وهي لغة قليلة، وحقه أن يقال: فَعَرَّس، والتعريس: هو نزول القوم في الليل للنوم، وأكثر ما يكون: في آخر الليل. انظر "لسان العرب" (6/135 و136) ، و"المصباح المنير" (2/401- 402) .
(5) في (ت) و (ك) : «فقال» .
(6) في (ف) : «ورواه» بالواو.
(7) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1/425 رقم 4888) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فضيل، عَنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَن تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، به.(2/131)
عَنْ تَمِيم بْنِ سَلَمة، عَنْ مسروق؛ قال: كان النبيُّ (ص) فِي سَفَر ... مُرسَلً (1) فقَطْ.
قلتُ (2) لَهُمَا: الوَهَمُ مِمَّن هُوَ؟
قَالا: مِنْ عَبيدَة.
263 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه يزيد ابن عَطَاء، عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ (3) أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ قال: سألتُ النبيَّ (ص) ، فلم أترُكْ شيئًا، حتى سألتُهُ (5) عن مَسْحِ الحَصَى وَأَنَا فِي الصَّلاة، فَقَالَ بيَدِه هكذا على الحَصَى: امْسَحْ وَاحِدَةً، أَوْ ذَرْ.
وَرَوَى هَذَا الحديثَ محمدُ بنُ رَبِيعَةَ، وَوَكِيعٌ (6) ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ هِلال (7) ، عَنْ حُذَيفة: سألتُ النبي (ص) ... فأيُّهما أصَحُّ؟
فَقَالَ: ابنُ أَبِي لَيْلَى فِي حديثِه مثلُ هَذَا كثيرٌ، هَذَا مِنَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى؛ مرَّة يقولُ كَذَا، ومرَّة يقولُ كذا.
_________
(1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(2) في (ف) : «فقلت» .
(3) في (ش) : «عن ابن» .
(4) هو: عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
(5) في (ت) و (ك) : «سألت» .
(6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/385 و402 رقم 23275 و23418) .
(7) رجَّح الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (1146) أنه هلال مولى رِبْعي.(2/132)
وَقَدْ تَابَعَ يزيدَ بْنُ عَطاء: الثوريُّ (1) فِي رِوَايَتِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ وَهُوَ أشبَهُ.
264 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يزيدُ بْنُ عَطَاء، عن محمد بن عبد الرحمن ابن أَبِي لَيْلَى، عَنْ نافعٍ وعَطَاء (2) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى؛ فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ، فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ؟
[فَقَالا] (3) : نُرَى أنَّ هَذَا خطأٌ؛ لأَنَّ هَذَا الحديثَ رَوَاهُ جماعةٌ عَنْ عَطِيَّةَ (4) ونافعٍ (5) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وليسَ فِي شَيْءٍ مِنَ الأَخْبَارِ ذِكْرُ عَطَاء، ويُشْبِهُ أَنْ يكونَ يزيدُ بْنُ عَطَاء أَرَادَ أَنْ يقولَ: عَنْ عَطِيَّة، فَقَالَ: عن عَطاء، والله أعلم.
_________
(1) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف (2403) ، والبزار في "مسنده" (4021) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/186) .
ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (5/163 رقم21446) ، ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7824) من طريق عبد الله بن نُمَيْر، عَنِ ابْن أَبِي لَيْلَى، به.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي ذر إلا من حديث ابن أبي ليلى عنه» . وانظر "العلل" للدارقطني رقم (1111) .
(2) نافع: هو مولى ابن عمر، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
(3) في جميع النسخ: «فقلت لا» ، وهي محرَّفةٌ عمَّا أثبتناه؛ فإنَّ السؤال موجَّه إلى أبي حاتم وأبي زرعة.
(4) هو: ابن سعد العوفي. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/155 رقم6439) من طريق الأعمش، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/82) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/254) من طريق مسعر، كلاهما عن عطية، عن ابن عمر، به.
(5) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (472) ، ومسلم في "صحيحه" (749) .(2/133)
265 - وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثَ يَحْيَى ابن يَمَان (2) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ (3) ، عن سعيد ابن سَمْعان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: كانَ رسولُ الله (ص) إِذَا افتَتَح الصَّلاة، نَشَرَ أصابِعَهُ نَشْرًا.
قَالَ أَبِي: وَهِمَ يَحْيَى (4) ؛ إِنَّمَا أَرَادَ: قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) إِذَا قَامَ إِلَى (5) الصَّلاة، رَفَعَ يدَيْهِ مَدًّا. كَذَا رَوَاهُ الثِّقاتُ مِنْ (6) أَصْحَابِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ (7) .
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (458) .
(2) روايته أخرجها أبو سعيد الأشج في "جزئه" (2) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/27) . ومن طريق الأشج رواه الترمذي في "جامعه" (239) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (458) ، وابن حبان في "صحيحه" (1769) ، والخليلي في "الإرشاد" (1/285) . وتابع شبابةُ بن سوار يحيى بن يمان، كما ذكر أبو حاتم في المسألة رقم (458) لكن قال أبو حاتم: «وهذا باطل» .
(3) هو: محمد بن عبد الرحمن.
(4) قال أبو داود في "مسائله" (1854) : «سمعت أحمد [يعني: ابن حنبل] سُئل عَنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ، عن ابن أبي ذئب؛ حديث أبي هريرة: إن النبي (ص) كان إذا رفع يديه نشر أصابعه. قلتُ: أليس هو خطأ؟ أليس الحديثُ حديثَ أبي هريرة: كان يرفع يديه مدًّا؟ قال: لا أدري! هو خطأ، ولكن الناس يروونه هكذا، أي: رفع يديه مدًّا» . اهـ.
ونقل الترمذي في "جامعه" (240) عن الدارمي قوله: «وحديثُ يحيى بن اليمان خطأ» . وقال الترمذي: «وأخطأ يحيى بن اليمان في هذا الحديث» . وقال الخليلي: «لم يروه بهذا اللفظ غير يحيى بن اليمان» .
(5) قوله: «إلى» سقط من (ت) و (ك) .
(6) في (ف) : «عن» .
(7) الحديث رواه على هذا الوجه الطيالسي في "مسنده" (2495) عن ابن أبي ذئب، به.
ومن طريق الطيالسي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/27) .
ورواه أحمد في "مسنده" (2/434 رقم 9608) من طريق يزيد بن هارون، وأحمد (2/434 رقم 9608) ، وأبو داود في "سننه" (753) ، والنسائي في "سننه" (883) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (460) من طريق يحيى القطان، والترمذي في "جامعه" (240) من طريق عبيد الله بن عبد المجيد، وابن خزيمة (459) ، وابن حبان في "صحيحه" (1777) ، والبيهقي في "سننه" (2/27) من طريق أبي عامر العقدي، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/195) من طريق أسد بن موسى، جميعهم عن ابن أبي ذئب، به.
ونقل الترمذي عن الدارمي قوله: «وهذا أصح من حديث يحيى بن اليمان» .
وكذا قال الترمذي.(2/134)
266 -أخبرنا (1) أبو محمد عبد الرحمن ابن أَبِي حاتِم (2) ؛ قَالَ (3) : حدَّثنا (4) أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ جَوَّاس (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا الأَشْجَعي (6) ، عَنِ الثَّوْرِيِّ (7) ، عَنْ مُحَارِب بْنِ دِثَار، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: كَانَ لِي على النبيِّ (ص) دَينٌ، فقَضَاني وزَادَني، ودخَلْتُ المَسْجِدَ، فقال لي (8) : صَلِّ (9) رَكْعَتَيْن (10) .
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1112) ، وانظر المسألة رقم (1123) .
(2) قوله: «عبد الرحمن بن أبي حاتم» ليس في (ف) .
(3) من قوله: «أخبرنا أبو محمد ... » إلى هنا، ليس في (أ) و (ش) .
(4) في (أ) و (ش) : «وحدثنا» .
(5) في (ف) : «حواش» . وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (715) ، وابن حبان في "صحيحه" (2496) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (1610) .
(6) هو: عبيد الله بن عبيد الرحمن، ويقال: ابن عبد الرحمن.
(7) هو: سفيان.
(8) قوله: «لي» ليس في (ف) .
(9) في (ف) و (ك) والمسألة رقم (1112) : «صَلِّي» بإثبات الياء. وله وجهان ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) .
(10) أخرجه مسلم في "صحيحه" (715) من طريق أحمد ابن جوَّاس، به.(2/135)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: تَوَهَّمْتُ أَنْ يكونَ أخَذَهُ (1) عَنْ مِسْعَر (2) .
267- وسألتُ (3) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو أسامة (4) ، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي قصَّة ذِي اليَدَيْنِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ أَخَافُ أَنْ يكونَ أَخْطَأَ فِيهِ أَبُو أسامة.
_________
(1) في (ف) : «قد أخذه» .
(2) في (ك) : «مسيعر» .
ويعني أبو زرعة: أن سفيان الثوري أخذه عن مسعر بن كِدام ٍ، عن محارب بن دِثار؛ لأن الحديث معروف من طريق مِسعر، وقد أخرجه من طريقه البخاري في "صحيحه" (443 و2394 و2603) . وهذا ظنٌّ من أبي زرعة؛ فالحديث لم يتفرد به مسعر، بل رواه شعبة أيضًا عن محارب، وروايته عند مسلم في الموضع السابق، وعند البخاري أيضًا (2604 و3087 و3089 و3090) .
(3) عنون لهذه المسألة في هامش نسخة (أ) بخط مغاير بما نصه: «قصة ذي اليدين» .
(4) هو: حماد بن أسامة. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في"المصنف" (4514) عن أبي أسامة، به. ومن طريقه رواه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/444) ، ورواه أبو داود في "سننه" (1017) من طريق أحمد بن محمد بن ثابت، وأبو داود أيضًا (1017) ، وابن ماجه في "سننه" (1213) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1034) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/359) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، وابن ماجه (1213) من طريق علي بن محمد وأحمد بن سنان، وابن خزيمة (1034) من طريق بشر بن خالد العسكري، جميعهم عن أبي أسامة، به.
قال ابن خزيمة: «هذا خبر ما رواه عن أبي أسامة غير أبي كريب وهذا؛ يعني: بشر بن خالد» !
وقال الدارقطني في "الأفراد" (193/أ/أطراف الغرائب) : «غريب من حديث عبيد الله عنه، تفرد به أبو أسامة، ولا نعلم حدث به عنه غير أحمد بن سنان، وهو من الثقات الأثبات» !.
وقال البيهقي: «تفرد به أبو أسامة حماد بن أسامة، وهو من الثقات» . وانظر "تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (1/437) ، و"نصب الراية" (2/68) .(2/136)
268 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْر (2) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَة (3) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَن أَنَسٍ: أُمِرَ بلالٌ أَنْ يَشْفَعَ الأذانَ، ويُوتِرَ الإقامةَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ (4) سعيد (5) ، عن قتادة: أنَّ أنسً (6) كَانَ يؤذِّن مَثْنَى مَثْنَى.
269 - وسمعتُ (7) أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنْ أَبِي نُعَيم (8) ، عَنِ ابْنِ أَبِي غَنِيَّة (9) ، عَنْ أَبِي الخَطَّاب (10) ، عن مَحْدُوجٍ
_________
(1) انظر المسألة الآتية برقم (359) و (557) .
(2) روايته أخرجها أبو عوانة في "صحيحه" (1/274) .
(3) هو: سعيد.
(4) قوله: «عن» من (ت) و (ك) فقط.
(5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (2130 و2133) .
(6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أنسًا» ، بالألف، لكنْ حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(7) نقل بعض هذا النص بتصرف مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (3/876) ، والزيلعي في "نصب الراية" (1/194) ، وابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/64) ، و"التفسير" (2/274) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/76) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/243) .
(8) هو: الفضل بن دُكَين. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (182) - وابن ماجه في "سننه" (645) ، والطبراني في "الكبير" (23/373 رقم 883) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/291) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/65) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/140) .
(9) هو: عبد الملك بن حميد.
(10) هو: الهَجَري، واسمه: عمرو، وقيل: عمر.(2/137)
الذُّهْلي، عَنْ جَسْرَة؛ قَالَتْ: أخبرَتْني أُمُّ سَلَمة؛ قَالَتْ: خَرَجَ النبيُّ (ص) إلى صَرْحَةِ (1) هذا المَسْجِدِ، [فنادى بأعلى صَوْتِهِ: إنَّ المَسجِدَ] (2) لا يَصْلُحُ لِجُنُبٍ وَلا لِحَائِضٍ، إلاَّ لِلنَّبِيِّ، ولأِزوَاجِهِ، وعَلِيٍّ، وَفَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: يَقُولُونَ: عَنْ جَسْرَة، عَنْ أمِّ سَلَمة؛ والصَّحيحُ: عَنْ عائِشَة (3) .
قال أبو محمد (4) : قد (5) رَوَى أَفْلَتُ بْنُ خَلِيفَةَ (6) ، عَنْ جَسْرَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ، هَذَا الحديثَ؛ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ (7) : إلاَّ
_________
(1) صَرْحَة المسجد: ساحته. انظر "لسان العرب" (2/511) .
(2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ؛ لانتقال البصر، والحديث أخرجه ابن ماجه (645) ، ومنه استُدرِك السقط.
(3) في "نصب الراية" (1/195) : «والصحيح: عن جسرة، عن عائشة» .
(4) في (أ) و (ش) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» .
(5) في (أ) و (ش) : «وقد» .
(6) روايته أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1783) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/67) ، وأبو داود في "سننه" (232) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1327) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/150) .
ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/442) .
قال البخاري: «وقال ابن مهدي: عن سفيان، عن فليت الذُّهْلي، سمع جسرة بنت دجاجة ودهثمة. وعند جسرة عجائب. وقال عروة وعباد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: عَنْ عَائِشَةَ، عن النبي (ص) : " سُدُّوا هذه الأبوابَ، إلا بابَ أبي بكر "، وهذا أصحُّ» .
وقال أيضًا في (6/184) : «ولا يصح عن النبي (ص) » .
(7) قوله: «لم يذكر» مكرر في (ف) .(2/138)
لِلنَّبِيِّ وأزوَاجِهِ ... ، وَإِنَّمَا قَالَ (1) : لاَ يَصْلُحُ لِجُنُبٍ وَلاَ حَائِضٍ فقَطْ.
270 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وسُئِلَ عَنْ حديثِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قيلَ لَهُ: إنَّ أبا بَكْر كَانَ يُخافِتُ قِراءَتَهُ باللَّيلِ، وإنَّ عُمَر كَانَ يَجْهَرُ (2) ... .
فَرَوَاهُ زكريَّا بْن أَبِي زائدة (3) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (4) ، عَن هانئ بْن هانئ، عَن عليٍّ؛ قَالَ: ذُكِرَ للنبيِّ (ص) ذَلِكَ.
وَرَوَاهُ إسرائيل (5) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْع (6) ؛ قال: بلغَ النبيَّ (ص) ذَلِكَ.
فَقِيلَ (7) لأَبِي زرعة فِي هذين الحديثَين (8) ، وأنَّ عمَّارً (9) كَانَ يأخذُ
_________
(1) في (ت) و (ك) بدل قوله: «قال» كلمة غير واضحة، يشبه أن تكون: «يدل» .
(2) في (ك) : «يجهر قراءته» .
(3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (1/109 رقم865) ، وفي "فضائل الصحابة" (100) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2105) ، والضياء في "المختارة" (2/397) .
(4) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(5) هو: ابن يونس. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (30252) ، والمروزي في "قيام الليل" (ص57/مختصره) .
(6) في (ف) : «نفيع» .
(7) في (ش) : «فقال» .
(8) الظاهر: أنه يعني حديثي علي وزيد بن يُثَيع السابقين، لكن ابن أبي شيبة أخرج الحديث في الموضع السابق من "المصنف" عن زيد بن يثيع، ووقع عنده: أن النبي (ص) مرَّ ببلال!!
(9) كذا بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب وَفْقًا لِلُغَةِ ربيعة. انظر بيانها في المسألة رقم (34) .(2/139)
مِنْ هَذِهِ السُّورة، فيقرأُ آياتٍ، ثُمَّ (1) يَصِيرُ (2) إِلَى سُورةٍ أُخرى، فيقرأ آياتٍ ... .
وروى سَعِيد بْن المسيّب (3) ، وأبو سَلَمة (4) ابنُ عبد الرحمن، وعُمَرُ مولى غُفْرَة (5) عَمَّن حدَّثه (6) ، كلُّهم عن النبيِّ (ص) - مُرسَلً (7) -: أنَّ النبيَّ (ص) مَرَّ بِأَبِي بَكْر وَهُوَ يُخافِتُ صَوْتَهُ بالقِراءَة، ومَرَّ بعمر وَهُوَ يَجْهَرُ، ومَرَّ ببلال وَهُوَ يقرأ مِنْ هَذِهِ السُّورة ومِنْ هَذِهِ السُّورة؛ بدلا من عمَّار.
فَقِيلَ لأَبِي زرعة: فما الصَّحيحُ عندك: بلالٌ أو عمَّار؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ المدنيُّون عَلَى أَنَّهُ بلال، وَهُمْ (8) أعلَمُ، وإنْ كَانَ رِوَايَتُهُمْ مُرسَلاً (9) ،
فلولا أنَّهم سمعوه من أصحاب النبيِّ (ص) ،
_________
(1) في (ت) و (ك) : «لم» بدل: «ثم» .
(2) في (ك) : «تصير» .
(3) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (4209 و4210) ، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص188) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8818 و30250) .
(4) في (ك) : «أبو أسلمة» .
(5) روايته أخرجها أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص188) . وتصحف فيه: «غفرة» إلى «عفرة» بالعين المهملة.
(6) في (ف) : «حديثهم» بدل: «حدثه» .
(7) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا في المسألة رقم (34) .
(8) في (ش) : «وهو» .
(9) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «كانت روايتهم مُرسَلَةً» ، فهنا إشكالان؛ أولهما: تذكير الفعل مع الاسم المؤنَّث، وثانيهما: تذكير الخبر مع أن الاسم المخبر عنه مؤنث:
أما الإشكال الأوَّل، فيخرَّج تخريجين:
الأول: أن «الرواية» مؤنَّث غير حقيقي التأنيث، والفعل إذا أسند إلى اسمٍ مفردٍ غير حقيقي التأنيث فإنه يجوزُ معه تأنيث الفعل وتذكيره، وإنْ كان تأنيثُهُ أولى؛ وقد أوضحنا ذلك في التعليق على المسألة رقم (224) .
والثاني: بالحمل على المعنى، حَمَلَ الرواية على المرويِّ؛ لأنها بمعناه، والتقدير: كان مرويُّهم أو ما رَوَوْهُ مرسلاً، وهذا حملٌ للمؤنَّث على المذكَّر، وبه ينحل الإشكال الثاني وهو كون «مرسلاً» مذكرًا مع تأنيث الرواية، فإنه لمَّا حمل «الرواية» على معنى «المروي» ذكَّر الفعل وذكَّر الخبر كذاك.
والحمل على المعنى - كما يقول ابن جني في "الخصائص" (2/411- 435) -: «غَوْرٌ من العربية بعيد، ومذهب نازحٌ فسيحٌ؛ قد ورد به القرآن، وفصيحُ الكلام منثورًا ومنظومًا؛ كتأنيث المذكَّر، وتذكير المؤنَّث، وتصوُّر معنى الواحد في الجماعة، والجماعة في الواحد، وفي حَمْلِ الثاني على لفظٍ قد يكون عليه الأوَّل، أصلاً كان ذلك اللفظ أو فرعًا، وغير ذلك ... » إلى أن قال: «وتذكيرُ المؤنَّث واسعٌ جدًّا؛ لأنَّه رَدُّ فرعٍ إلى أصل» .
ومن شواهد حمل المؤنَّث على معنى المذكَّر: قولُهُ تعالى: [البَقَرَة: 275] {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ} ؛ لأنَّ الموعظة في معنى الوعظ - وهذا أحدُ قولين في الآية - وقولُهُ تعالى: [الأنعَام: 78] {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي} ، أي: هذا الشخص، أو هذا المرئي، وقولُهُ تعالى: [الأعرَاف: 56] {إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} ، قيل: إنه أراد بالرحمة: المطر - في أحد الأقوال - وغير ذلك من الآيات.
ومن الأحاديث: ما رواه البخاري (1636) ، ومسلم (163) ؛ أنَّه (ص) قال في حديث ليلة المعراج: «فنزل جبريلُ _ج، ففَرَجَ صَدْرِي، ثم غَسَلَهُ بماءِ زَمْزَمَ، ثم جاء بطَسْتٍ من ذَهَبٍ، ممتلئٍ حِكْمةً وإيمانًا، فأفرَغَهَا في صَدْري، ثم أطبقَهُ» ، قال النووي في "شرح مسلم" (2/218) : «قد قدَّمنا لغاتِ الطَّسْت، وأنها مؤنَّثة، فجاء «ممتلئ» على معناها، وهو الإناء، و «أفرغها» : على لفظها» . اهـ. ومنه ما رواه الإمام أحمد في "مسنده" (5/161 رقم 21432) من قول المعرور بن سُوَيْد: «رأيتُ أبا ذَرٍّ وعليه حُلَّةٌ، وعلى غُلاَمِهِ مِثْلُهُ» ، ذكَّر الضمير في «مِثْلُهُ» ، وهو للحُلَّة؛ لأنَّ الحُلَّةَ ثوبٌ، فحملها على معناها.
ومن الشعر: قولُ عامر بن جُوَيْن الطائي [من المتقارب] :
فلا مُزْنَةٌ وَدَقَتْ وَدْقَهَا
ولا أَرْضَ أَبْقَلَ إِبْقَالَهَا
ذهب بـ «الأرض» إلى: الموضع والمكان.
والشواهد على تذكير المؤنَّث أكثَرُ من أن تُحْصَى في كلام العرب شعرًا ونثرًا.
وانظر: "كتاب سيبويه" (3/565- 566) ، و"المقتضب" للمبرِّد (2/148- 149) ، و"إعراب الحديث النبوي" للعكبري (ص143، 148، 390) ، و"الخصائص" (2/411- 415 فصل في الحمل على المعنى) ، و"الإنصاف" لابن الأنباري (2/763- 777) ، و"الأشباه والنظائر في النحو" للسيوطي (3/167- 168) ، وانظر تفصيل الكلام على الحمل على المعنى مطلقًا في "الأشباه والنظائر" للسيوطي (1/406- 419) ، وقد علَّقنا في المسألة رقم (81) على تأنيث المذكَّر؛ فارجع إليه إنْ شئت.(2/140)
ما كانوا يَقُولُونَه.(2/141)
271 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُصَين (2) ، عَن هلال بْن يِسَاف (*) ، عَن زياد بْن أَبِي الجَعْد، عَن وابِصَة (3) : أنَّ رجلا صلَّى خلف الصَّفِّ وحدَهُ، فأمره النبيُّ (ص) أنْ يُعِيدَ.
وَرَوَاهُ عَمْرو بْن مُرَّة (4) ، عَن هلال بْن يِسَاف (*) ، عن عمرو بن
_________
(1) انظر المسألة رقم (281) و (474) .
(2) هو: ابن عبد الرحمن السُّلَمي. وروايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (908) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (5886) ، وأحمد في "مسنده" = = (4/228 رقم 18000) ، والترمذي في "جامعه" (230) ، وابن ماجه في "سننه" (1004) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/393) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/184) ، والطبراني في "الكبير" (22/141-142 رقم 376-381) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/104) ، وفي "المعرفة" (5832) .
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (2482) من طريق منصور، عن هلال، به.
ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبراني (22/141 رقم 375) .
(*) ... في (ت) : «سياف» .
(3) هو: ابن مَعْبَد.
(4) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1297) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/187) ، وأبو داود في "سننه" (682) ، والترمذي في "جامعه" (231) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/393) ، والبغوي في "الجعديات" (111) ، وابن حبان في "صحيحه" (2199) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/184) ، والطبراني في "الكبير" (22/140-141 رقم 371-373) .
ومن طريق الطيالسي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/104) .(2/142)
راشد، عَن وابِصَة، عَنِ النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أشبَهُ؟
قَالَ: عَمْرو بْن مُرَّة أحفَظُ (1) .
272 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ منصور (3) ، عن مُجاهِد،
_________
(1) قال البيهقي في "المعرفة" (4/184) : «وكان الشافعي في القديم يقول: لوثبت الحديث الذي روي فيه لقلت به، ثم وهَّنه في الجديد» .
وقال الترمذي في "جامعه" (230) : «اختلف أهل الحديث في هذا، فقال بعضهم: حديث عَمْرو بْن مرة، عَن هلال بْن يساف، عَنْ عَمْرِو بْنِ راشد، عن وابصة ابن معبد أصح، وقال بعضهم: حديث حصين، عَن هلال بْن يساف، عَن زياد بْن أَبِي الْجَعْدِ، عن وابصة ابن معبد أصح، وهذا عندي أصح مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ؛ لأنه قد روي من غير حديث هلال بْن يساف، عَن زياد بْن أَبِي الْجَعْدِ، عَن وابصة بن معبد» . وانظر "العلل الكبير" له (ص67) . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (1/269) : «وحديث وابصة مضطرب الإسناد، لا يثبته جماعة من أهل الحديث» . وقال ابن رجب في "فتح الباري" (5/23) : «ورجح أحمد وأبو حاتم الرازي رواية عمرو بن مرة» .
(2) نقل هذا النص ابن رجب في "فتح الباري" (6/11) مع اختلاف في السِّياق، ولفظه: «وأما أبو حاتم الرازي فإنه قال في حديث مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي عياش: إنه صحيح، وقيل له: فهذه الزيادة: " فنزلَتْ آيةُ القصر بين الظُّهر والعَصر " محفوظة هي؟ قال: نعم» .
(3) هو: ابن المعتمر. وروايته أخرجها الإمام أحمد (4/60) من طريق شعبة، والنسائي (1549 و1550) من طريق شعبة وعبد العزيز بن عبد الصمد، كلاهما عن منصور.(2/143)
عَنْ أَبِي عَيَّاش الزُّرَقي، عَنِ النبيِّ (ص) فِي صَلاة الخَوف؛ يزيدُ فِيهَا جرير (1) : فنزلَتْ آيةُ القَصْرِ بين الظُّهر والعَصر (2) :
هَذِهِ الزِّيادةُ محفوظَة (3) ؟
قَالَ: نعم، هُوَ صَحيحٌ (4) .
273 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيل بْنِ غَزْوان (6) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (7) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) (8) : إِنَّ لِلصَّلاَةِ أَوَّلاً وآخِرًا، وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الفَجْرِ حِينَ يَطْلُعُ الفَجْرُ ... ، وذكر مواقيتَ الصَّلاة؟
_________
(1) هو: ابن عبد الحميد، والمقصود: أنه روى هذا الحديث عن منصور، فزاد فيه هذه الزيادة. وروايته أخرجها سعيد بن منصور في التفسير من "سننه" (686) ، ومن طريقه أبو داود (1236) . وانظر تتمة تخريجه في التعليق على "سنن سعيد بن منصور".
(2) من قوله: «عن النبي (ص) ... » إلى هنا، سقط من (ش) .
(3) في (ش) : «محفوظ» ، وانظر توجيهه لغةً في التعليق على المسألة رقم (364) .
(4) في (ك) : «الصحيح» .
(5) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (4/29) ، والزيلعي في "نصب الراية" (1/231) ، وانظر "فتح الباري" لابن رجب (3/167) .
(6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (3222) ، وأحمد في "مسنده" (2/232 رقم2172) ، والترمذي في "جامعه" (151) ، وفي "العلل الكبير" (82) ، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (1/177 رقم 423) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/119) ، = = وابن المنذر في "الأوسط" (2/336) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/149 و150 و156) ، والدارقطني في "السنن" (1/262) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/375) .
(7) هو: ذَكْوان السَّمَّان.
(8) في (ف) : «قال رسول الله (ص) » .(2/144)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ وَهِمَ فِيهِ ابنُ فُضَيل؛ يَرويه أصحابُ الأَعْمَشِ (1) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجاهِد، قولَهُ (2) .
274 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ فُضَيل (3) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (4) ، عَنْ عَلقَمَة (5) ، عَنْ عبد الله (6) ؛ قال: سَلَّمْتُ
_________
(1) رواه الترمذي في "جامعه" (151) ، وفي "العلل الكبير" (83) من طريق أبي إسحاق الفزاري، والعقيلي في "الضعفاء" (4/119) ، والدارقطني في "السنن" (1/262) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/376) .
(2) قال الترمذي في "جامعه" (151) بعد أن أخرج الحديث من الطريقين: «سمعت محمدًا [يعني البخاري] يقول: حديث الأعمش عن مجاهد في المواقيت أصحُّ من حديث محمد بن فضيل، وحديث محمد بن فضيل خطأ، أخطأ فيه محمد بن فضيل» .
وقال الدوري في "تاريخه" (2/534) : «سمعت يحيى ابن معين يُضعِّف حديث مُحَمَّدِ بْنِ فضيل، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، أحسب يحيى يريد: إن للصلاة أولاً وآخرًا، وقال: إنما يُروى عن الأعمش، عن مجاهد» .
وقال أيضًا في (4/66) : «رواه الناس كلهم عن الأعمش، عن مجاهد، مرسلاً» .
وقال العقيلي بعد أن ذكر رواية مجاهد: «وهذا أولى» . وقال الدارقطني في "سننه" (1/262) : «هذا لا يصح مسندًا، وهم في إسناده ابن فضيل، وغيره يرويه عن الأعمش، عن مجاهد، مرسلاً» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (8/87) : «هذا الحديث عند جميع أهل الحديث حديث منكر، وهو خطأ، ولم يروه أحد عن الأعمش بهذا الإسناد إلا محمد بن فضيل، وقد أنكروه عليه» . ثم روى بإسناده إلى محمد بن عبد الله بن نمير أنه قال في هذا الحديث: «خطأ، ليس له أصل» .
(3) هو: مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1199 و1216) ، ومسلم في "صحيحه" (538) . ورواه البخاري (3875) من طريق أبي عوانة، ومسلم (538) من طريق هُرَيم بن سفيان، كلاهما عن الأعمش، به.
(4) في (ت) و (ك) : «الأعمش وإبراهيم» . وإبراهيم هذا هو: ابن يزيد النَّخعي.
(5) هو: ابن قيس النَّخعي.
(6) هو: ابن مسعود.(2/145)
على النبيِّ (ص) وَهُوَ فِي الصَّلاة، فردَّ عليَّ، فلمَّا قَدِمْتُ من الحَبَشَة ... وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنما يَرْويه (1) الأعمشُ (2) ، عن إبراهيم، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلاً (3) ؛ لا (4) يَقُولُ فِيهِ: عَلْقَمَة (5) .
275 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أحمدُ ابن يُونُسَ، عَنْ مِنْدَل (6) ، عَنْ حُصَين (7) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الخطَّاب: كَانَ رسولُ الله (ص) يَكْرَهُ الكُرَّاثَ، فمَنْ أكَلَهُ مِنكُم فَلا يَحْضُرِ المساجِدَ وتِلاوةَ القُرآن؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حُصَيْن، عَنْ هِلالِ بْنِ يِسَاف (8) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - مُرسَلً (9) - عن النبيِّ (ص) (10) .
_________
(1) المثبت من (ت) و (ك) ، وفي بقيَّة النسخ: «يروي» .
(2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (3592) عن سفيان الثوري، عنه، به. ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (1/409 رقم3884) .
ورواه النسائي في "الكبرى" (540) من طريق شعبة، عن الأعمش، به.
(3) يعني: منقطعًا؛ لأن إبراهيم النَّخعي لم يسمع من ابن مسعود.
(4) قوله: «لا» سقط من (ف) .
(5) قال ابن رجب في "فتح الباري" (6/361) : «وقد رجَّح انقطاعه كثير من الحفاظ؛ منهم: أبو حاتم الرازي، وقال في رواية ابن فضيل الموصولة: إنها خطأ» .
(6) في (أ) و (ف) : «مبدل» . ومِنْدَل لقبه، وقيل: اسمه عمرو بن علي.
(7) هو: ابن عبد الرحمن السُّلَمي.
(8) في (ت) : «سياف» .
(9) قوله: «مرسلً» هكذا في النسخ بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(10) كذا قال أيضًا في "المراسيل" (ص 229 رقم858) .(2/146)
قلتُ لأَبِي: عَمْرُو بْن مَيْمُونٍ لَقِيَ عمرَ؟
قَالَ: نَعَمْ، وَهِلالُ بْنُ يِسَاف (1) لَمْ يَلْقَ عمرَ.
276 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو وَكِيعٍ الجَرَّاح بْنُ مَلِيح (2) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) [سُئِل عن] (4) الرَّجُلِ يَعْمَلُ العَمَلَ يُسِرُّهُ جُهْدَهُ، فَإِذَا اطُّلِعَ عَلَيْهِ يَسُرُّهُ ذَلِكَ؟ قَالَ: لَهُ أَجْرُ السِّرِّ، وَأَجْرُ العَلاَنِيَةِ.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (5) ، عَنْ أَبِي سِنَان الشَّيْباني - سعيدِ بنِ سِنَان الرَّازي- عَنْ حَبيب (6) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) في (ت) : «سياف» .
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «فليح» .
وروايته أخرجها الطبري في "تهذيب الآثار" (2/805/مسند عمر) .
ورواه الطبري (2/804) ، والطبراني في "الأوسط" (4702) ، وفي "مسند الشاميين" (2809) من طريق سعيد بن بشير، عن الأعمش، به.
(3) هو: ذَكْوان السَّمَّان.
(4) مابين المعقوفين ليس في النسخ، ولابد منه أو ما يقوم مقامه؛ لاستقامة النص.
(5) هو: سليمان بن داود الطيالسي، والحديث أخرجه في "مسنده" (2552) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي (2384) ، وابن ماجه (4226) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (2/807/مسند عمر) ، وابن البختري في "أماليه" (33/مجموع فيه مصنفات ابن البختري) ، وابن حبان في "صحيحه" (375) ، وابن عدي في "الكامل" (3/363) .
(6) هو: ابن أبي ثابت.(2/147)
وَرَوَاهُ أَبُو معاويةَ الضَّرِيرُ (1) ،
عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبيب، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (2) ؟
فَقَالَ أَبِي: الصَّحيحُ عِندي مُرسَلٌ (3) .
277- وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو الأَحْوَص (5) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (6) ، عَنِ العَيْزَار بن حُرَيْث، عن أبي
_________
(1) في (ت) : «الضري» . وأبو معاوية هذا هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها أبو عبيد في "غريب الحديث" (2/3) ، وهنَّاد في "الزهد" (880) .
ورواه الطبري في "تهذيب الآثار" (2/806/مسند عمر) من طريق أبي بكر بن عياش ومحمد بن أبي عبيدة المسعودي، كلاهما عن الأعمش، به. ورواه وكيع في "الزهد" (245) ، والطبري (2/806) من طريق سفيان الثوري، عن حبيب، به.
(2) يعني: عن أبي صالح، عن النبي (ص) ، مرسلاً.
(3) نقل الزيلعي قول أبي حاتم هذا في "تخريج الكشاف" (2/314) .
وقال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث غريب. وقد روى الأعمش وغيره عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عن أبي صالح، عن النبي (ص) ، مرسلاً، وأصحاب الأعمش لم يذكروا فيه: عن أبي هريرة» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (8/183 رقم1499) الاختلاف في هذا الحديث وقال: «والصحيح من ذلك قول من قال: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أبي صالح، مرسلاً» . وقال أبو نعيم في "الحلية" (8/250) : «والمحفوظ: عن الثوري، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، مرسلاً» . وانظر أيضًا "العلل" للدارقطني (6/199) .
(4) تقدمت هذه المسألة باختصار برقم (220) ، وأوضحنا هناك أن هذا الحديث طويل؛ أورد المصنف هناك قطعة منه، وفي هذا الموضع قطعة أخرى.
(5) هو: سلاَّم بن سُلَيم. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (3816) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/51) تعليقًا، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/141 رقم21273) ، والحاكم في "المستدرك" (1/248-249) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/68) .
(6) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.(2/148)
بَصِير (1) ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَثْقَلُ الصَّلاَةِ عَلَى المُنَافِقِينَ صَلاَةُ العِشَاءِ وَالفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا [لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا] (2) ، [وَإِنَّ الصَّفَّ الأَوَّلَ] (3) لَعَلَى (4) مِثْلِ صَفِّ المَلائِكَةِ ... الحديثَ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (5) : وَرَوَاهُ شُعْبَةُ (6) ، والحجَّاجُ ابن أَرْطاة (7) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي بَصِير، عَنْ أُبَيِّ بن كعب، عن النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ الثوريُّ، واختُلِف عَنْهُ:
فَقَالَ وكيع: عن الثوري (8) .
_________
(1) في (ك) : «أبي نصير» . وأبو بصير هذا هو: العَبْدي، يقال: اسمه حفص.
(2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، وضبَّب ناسخ (أ) على موضعه، واستدركناه من مصادر التخريج.
(3) في جميع النسخ: «إن صف الأولى» ، إلا أن في (ت) و (ك) كلمة غير مقروءة بدل: «إن» ، والتصويب من مصادر التخريج.
(4) في (ك) : «لعل» .
(5) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ف) .
(6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (1/140 رقم21265) ، والدارمي في "مسنده" (1305) ، وأبو داود في "سننه" (554) ، والحاكم في "المستدرك" (1/249) .
(7) روايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/140 رقم 21272) .
(8) كذا في جميع النسخ لم يذكر روايته، والحديث أخرجه أحمد في "مسنده" (5/140 رقم21266) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/50-51) من طريق وكيع، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أُبَيِّ بن كعب، به.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف (2004) عن الثوري بمثله. ورواه الحاكم في "المستدرك" (1/248) من طريق الحسين بن حفص وأبي حذيفة وعبد الصمد بن حسان والأشجعي والنعمان بن عبد السلام، جميعهم عن الثوري، به.
ورواه الحاكم في "المستدرك" (1/248) من طريق أبي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أبيٍّ، به.(2/149)
وَقَالَ غيرُه (1) : عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَصير، عَنْ أُبَيِّ بَصِير، عَنْ أُبَيٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ زُهَيْر (2) بْن معاوية، وزكريَّا بْن أَبِي زائدة (3) ، وجرير بْن حَازِمٍ (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي بَصِير، عَنْ أَبِيهِ، عن أُبَيٍّ، عن النبيِّ (ص) ؟
فَقَالَ أَبِي: كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ (5) واسِعَ الحديث (6) ؛ يَحتَمِلُ أن يكونَ
_________
(1) ظاهر العبارة أن غير وكيع يرويه عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، على هذا الوجه، ولم نقف على ذلك، إلا أن يكون وقع سقط ذهب معه ذكر الاختلاف الثاني على الثوري، وسيأتي تخريج من رواه عن أبي إسحاق على هذا الوجه، والله أعلم.
(2) في (ك) : «نصير» . وروايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (1307) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1476) ، عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/140-141 رقم 21269-21270) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/68) .
(3) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/51) تعليقًا، والحاكم في "المستدرك" (1/248) تعليقًا.
(4) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/51) تعليقًا.
ورواه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/141 رقم21271) من طريق جرير، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بصير العبدي، عن أُبيِّ بن كعب، به. لم يذكر «عبد الله بن أبي بصير» ، وكذا ذكر الحاكم في "المستدرك" (1/248) رواية جرير.
(5) في (ف) : «كان أبي إسحاق» .
(6) وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" (6/243) : «أبو إسحاق السَّبيعي ثقة، وأحفظ من أبي إسحاق الشيباني، ويشبَّه بالزهري في كثرة الرواية، واتساعِهِ في الرجال» .(2/150)
سَمِعَ من أَبِي بَصِيرٍ (1) ، وسمع مِنِ ابنِ أَبِي بَصِير (2) عَنْ أَبِي بَصِير، وسمع من العَيْزار عَنْ أَبِي بَصير.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ فِيهِ أَبُو الأَحْوَص، والحديثُ حديثُ شُعْبَة (3) .
قَالَ أَبِي: وسمعتُ سُلَيمانَ بنَ حَرْب؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي وَهْب بْن جَرِيرٍ؛ قَالَ: قَالَ شُعْبَة (4) : أَبُو إِسْحَاقَ قد سمع من عبد الله بن (5) أبي
_________
(1) لم يُذكر في المسألة رواية أبي إسحاق، عن أبي بصير، فلعلَّها من السقط الذي أُشير إليه في الاختلاف على الثوري.
والحديث رواه النسائي في "سننه" (843) ، وابن حبان في "صحيحه" (2057) ، والحاكم في "المستدرك" (1/248) من طريق شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كعب، به.
قال الحاكم: «وهكذا قال إسرائيل بن يونس، وأبو حمزة السكري، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وجرير بن حازم كلهم قالوا: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بصير، عن أبيٍّ» .
(2) أخرج الحاكم في "المستدرك" (1/249) عن علي بن المديني أنه قال: «قد سمع أبو إسحاق من عبد الله = = ابن أبي بصير، ومن أبيه أبي بصير» .
وأخرج البيهقي في "سننه" (3/68) عن ابن المديني أيضًا قوله: «أبو بصير وابن أبي بصير سمعا الْحَدِيثَ مِنْ أُبيّ بْنِ كَعْبٍ جميعًا» .
(3) ذكر ابن معين الاختلاف في الحديث وقال: «والقول قول شعبة؛ هو أثبت من زهير» . انظر "تاريخ ابن معين برواية الدوري" (3/370) ، وانظر "المستدرك" للحاكم (1/249) .
(4) في (ك) : «سمعت» ، وكذا في (ت) ولكن حاول الناسخ تصويبها إلى «شعبة» .
(5) قوله: «بن» سقط من (ف) .(2/151)
بَصِير ومن أبي بَصِير كِلاهُما (1) ، هَذَا الحديثَ (2) .
278- وسُئِلَ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زَائِدَةُ (4) ، عَنِ ابْنِ عَقيل (5) ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ جابر، عن النبيِّ (ص) : خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ المُقَدَّمُ.
وَرَوَاهُ زُهَيْرُ بن محمد (6) ، وعُبَيدُاللهِ (7) بنُ عَمْرٍو (8) ، عَنِ ابْنِ عَقِيل،
_________
(1) كذا في جميع النسخ: «كلاهما» ، والجادَّة: أن يقال: «كِلَيْهِمَا» بالياء؛ لأنها توكيدٌ معنويٌّ للمجرورِ قبلها؛ فكان حقُّها الجَرَّ بالياءِ، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية، ويتخرَّج على لغة من يُلزِم المثنَّى وما ألحق به الألف مطلقًا رفعًا ونصبًا وجَرًّا. تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (554) .
(2) قال الحاكم في "المستدرك" (1/249) : «وقد حكم أئمة الحديث: يحيى بن معين، وعلي بن المديني، ومحمد بن يحيى الذهلي، وغيرهم، لهذا الحديث بالصحة» . ونقل عن علي بن المديني قوله: «وما أرى الحديث إلا صحيحًا» . وعن محمد بن يحيى الذهلي قوله: «كلها محفوظة» . وانظر "سنن البيهقي" (3/61 و67-68) .
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (368) ، وانظر المسألة رقم (54) .
(4) هو: ابن قدامة.
وروايته أخرجها أحمد في "المسند" (3/293 رقم 14123 و287 رقم15161) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/23) ، وابن حزم في "المحلى" (3/131) ، ولم يذكر في الإسناد: «ابن المسيب» . وكذا أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3814 و7621) ، وابن ماجه في "السنن" (1001) من طريق وكيع، والإمام أحمد في "مسنده" (3/331 رقم 14551) عن أبي أحمد الزبيري، وعبد الله بن الوليد، جميعهم عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عقيل، عن جابر، ولم يذكر ابن المسيب.
(5) هو: عبد الله بن محمد بن عقيل.
(6) تقدَّم تخريج روايته في المسألة رقم (54) .
(7) في (أ) و (ش) : «زهير بن محمد بن عبيد الله» .
(8) تقدَّم تخريج روايته في المسألة رقم (54) ، لكن لم نقف في روايته على لفظ: «خير صفوف الرجال المقدَّم» .(2/152)
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي سعيد، عن النبيِّ (ص) ؟
فقُلْتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: هَذَا مِنْ تخاليطِ ابنِ عَقيل؛ مِنْ سُوءِ حِفْظِه؛ مَرَّةً يَقُولُ هَكَذَا، ومرَّةً يَقُولُ هَكَذَا، لا يُضْبَطُ الصَّحيحُ أيُّما (1) هُوَ (2) .
279 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْرَائِيلُ (3) ، وزُهَيْر بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (4) ، عَنِ الحارِث (5) ، عَنْ عليٍّ - رفعَهُ إسرائيلُ، ووقفَهُ زهيرٌ -: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُوتِرُ بتِسْعِ سُوَر؟
قَالَ أَبِي (6) : إسرائيلُ أقدَمُ سَمَاعًا مِنْ زهير في أبي إسحاق.
_________
(1) في (ك) : «إنما» .
(2) لم يُرَجِّحْ أبو حاتم هنا أيًّا من الروايتين، وأمَّا في المسألة رقم (54) ، فقد يظهر من جوابه ترجيحُهُ لروايةِ أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ، لكنَّ كلامَ أبي حاتم هناك لم يتطرَّقْ فيه إلى الخلافِ في صحابيِّ الحديثِ، وإنما أجاب عن خلافٍ آخر، وهو جَعْلُ الحديثِ من روايةِ عبد الله بن أبي بكر بدل ابن عقيل.
(3) هو: ابن يونس. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (1/89 رقم678) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (68/المنتخب) ، والبزار في "مسنده" (851) ، وأبو يعلى في "مسنده" (460) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/290) ، وابن نصر المروزي في "قيام الليل" (ص130/مختصره) .
ورواه الطبراني في "الصغير" (457) من طريق أبي أيوب الإفريقي، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/151) من طريق عبد الله بن علي، كلاهما عن أبي إسحاق، به. ومن طريق الطبراني رواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/412) .
(4) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(5) هو: ابن عبد الله الأعور.
(6) من قوله: «إسرائيل ووقفه زهير ... » إلى هنا، سقط من (أ) و (ش) .(2/153)
قلتُ: فأيُّهما أشبَهُ بالصَّوَاب: مَوْقُوفٌ أَوْ مَرْفُوعٌ؟
قَالَ: اللَّه أَعْلَمُ! يقال: إنَّ زُهَيْرً (1) سَمِعَ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ بِأَخَرَةٍ، وإسرائيلُ سماعُهُ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ قديمٌ، وَأَبُو إِسْحَاقَ بِأَخَرَةٍ اختَلَط، فكلُّ مَنْ سمعَ مِنْهُ بأَخَرَةٍ فَلَيْسَ سماعُهُ بأجودِ مَا يَكُونُ.
280 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَبِيصَة (3) ، عَنْ سُفْيان (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (5) ، عَنِ السَّائِب بْن مَالِكٍ، عن النبيِّ (ص) ، في صَلاةِ الكُسُوف رَكْعَتَين؟
_________
(1) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(2) انظر المسألة الآتية برقم (386) .
(3) هو: ابن عقبة. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه البزار في "مسنده" (2443) من طريق قبيصة، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن السائب، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي (ص) ، به.
قال البزار: «ولا نعلم أسنده عن الثوري إلا قبيصة» .
ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/329) من طريق قبيصة، عن سفيان، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أبيه، عن عبد الله بن عمرو، به.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8305) من طريق ابن مهدي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن السائب، عن النبي (ص) ، به.
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (1/142) من طريق إسرائيل، والإمام أحمد في "العلل" (8305) من طريق سنان (كذا) ، كلاهما عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ السائب، عن النبي (ص) ، به. ورواية ابن سعد مختصرة.
(4) هو: الثوري.
(5) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.(2/154)
قَالَ أَبِي: هَذَا الصَّحيحُ.
قلتُ: لأنَّ بعضَ الناس (1)
روى عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ السَّائِب بْن مالك، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) ؛ والصَّحيحُ هَذَا الَّذِي رَوَاهُ الثَّوْري.
والسَّائبُ هو والدُ عَطَاءِ بنِ السَّائب، وليس له صُحْبَة (2) .
وأراد أبي ح: أنَّ الصَّحيحَ مِنْ حَدِيث أَبِي إسحاق مُرسَلٌ.
_________
(1) منهم شعبة، وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (2444) .
قال البزار بعد أن أخرجه: «وهذا الحديث قد رَوَاهُ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أبيه، عن عبد الله بن عمرو، فذكرناه من حديث أبي إسحاق، عن السائب، عن عبد الله بن عمرو؛ لأنا لا نعلم أن أحدًا أسنده عن شعبة إلا عبد الصمد، وغير عبد الصمد يرويه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ السائب، مرسلاً» .
ومنهم أبو بكر بن عياش، ويأتي ذكر الاختلاف عليه في المسألة رقم (386) .
والحديث رواه أبو داود في "سننه" (1194) من طريق حماد بن سلمة، والنسائي في "سننه" (1496) من طريق شعبة كلاهما عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عن، أبيه، عن عبد الله بن عمرو، به.
(2) قال الإمام أحمد في "العلل" (2499) : «السائب بن مالك أبو عطاء بن السائب» .
وقال أبو داود في "سؤالاته للإمام أحمد" (428) : «سمعت أحمد سُئل: السائب أبو عطاء، من روى عنه؟ قال: ما أعلم أحدًا روى عنه، روى أبو إِسْحَاقَ، عَنِ السائب بْن مَالِكٍ، عن عبد الله بن عمرو؛ في صلاة الكسوف، وزعموا أنه ليس بأبيه» . وقال أبو داود أيضًا (61) : «حدثنا أحمد قال: سمعت يحيى بن آدم يقول: ليس السائبَ بن مالك الذي روى عنه أبو إسحاق: صلاة الكسوف - أبو عطاء بن السائب» .(2/155)
281 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ (2) ، عَنْ أَشْعَث بْنِ سَوَّار، عَنْ بُكَير بْنِ الأَخْنَس، عَنْ حَنَش (3) بْنِ المُعْتَمِر، عَنْ وابِصَة بْنِ مَعْبَدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أنَّ رجلا صلَّى خلفَ الصَّفِّ وحدَهُ ... ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ بعضُ الكوفيِّين (4) عَنْ أَشْعَث، عَنْ بُكَير، عن وابِصَة، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: أمَّا عُمَرُ فمحلُّهُ الصِّدْقُ (5) ، وأَشْعَثُ هُوَ أَشْعَث!
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (6) : يَعْنِي أَنَّهُ ضعيفُ الْحَدِيثِ، وَهُوَ أَشْعَثُ بْنُ سَوَّار.
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (474) ، وانظر المسألة رقم (271) وانظر أيضًا: "البدر المنير" (3/285 مخطوط) .
(2) هو: المُقَدَّمي. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (22/146 رقم396) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/146 رقم 395 و397) من طريق يزيد بن هارون، وحفص بن غياث، كلاهما عن أشعث، به.
(3) في (ت) و (ك) : «حفش» .
(4) رواه هكذا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيّان، وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (22/146 رقم398) .
(5) وقال في المسألة رقم (474) : «أما عُمَر فمحله الصدق، ولولا تدليسه لحكمنا [له] ؛ إِذْ جاء بالزيادة، غير أنَّا نخاف أن يكون أخذه عَن غير ثقة، وأشعث هُوَ أشعث» . وذكر نحو هذا في "الجرح والتعديل" (6/125) .
(6) في (ف) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» .(2/156)
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: قلتُ (1) لأَبِي: حَنَشٌ (2) أَدْرَكَ (3) وابِصَة؟
قَالَ: لا أُبعِدُهُ.
282 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : ذكَرَ (5) أَبِي حديثًا رَوَاهُ الثَّوْري (6) ، عَنْ مُوسَى بن أبي عائِشَة، عن عبد الله بن شَدَّاد، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ، فَقِرَاءَةُ الإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ.
قَالَ (7) أَبِي: هَذَا يَرْوِيهِ بعضُ الثِّقات (8) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عائِشَة، عن عبد الله بْنِ شَدَّاد (9) ، عَنْ رجُلٍ مِنْ أَهْلِ البَصْرة.
قَالَ أَبِي: وَلا يَخْتَلِفُ أهلُ الْعِلْمِ أنَّ مَنْ قَالَ: مُوسَى بْنُ أَبِي عائِشَة، عَنْ جَابِرٍ؛ أَنَّهُ قَدْ أَخْطَأَ.
قَالَ أَبُو محمَّد (10) : قلتُ: الَّذِي قَالَ: عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عائِشَة،
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ف) : «وقلت» بدل: «قال أبو محمد: قلت» .
(2) في (ت) و (ك) : «حفش» .
(3) قوله: «أدرك» مكرر في (أ) .
(4) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط.
(5) في (أ) و (ش) و (ف) : «وذكر» بالواو.
(6) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (2797) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/217) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/160) .
(7) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(8) رواه هكذا إسرائيل، وروايته أخرجها الطحاوي في"شرح معاني الآثار" (1/217) .
(9) من قوله: «عن النبي (ص) ... » إلى هنا، ملحق بهامش (ك) .
(10) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) فقط.(2/157)
عَنْ جَابِرٍ (1) ، فَأَخْطَأَ؛ هُوَ النُّعْمَانُ بنُ ثابِت (2) ؟
قال: نعم (3) .
_________
(1) من قوله: «أنه قد أخطأ ... » إلى هنا، سقط من (ف) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(2) يعني: أبا حنيفة. والظاهر أن أبا حاتم لا يعني حكاية الإسناد من طريق أبي حنيفة بتمامه، وإنما عنى جَعْلَهُ الحديثَ عن جابر؛ لأن أبا حنيفة يرويه عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عائِشَة، عن عبد الله بن شَدَّاد، عن جابر، عن النبي (ص) ؛ هكذا أخرجه عنه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/217) ، وابن عدي في "الكامل" (7/10 و11) ، والدارقطني في "سننه" (1/323-324) ، والبيهقي في "سننه" (2/159) . وهناك اختلاف من بعض الرواة على أبي حنيفة، لكن ليس فيه: «موسى ابن أبي عائشة، عن جابر» هكذا بلا واسطة، كما في "الكامل" لابن عدي، و"سنن الدارقطني".
(3) قال ابن طهمان: «سمعت يحيى [يعني: ابن معين] يقول: حديث يرويه أبو حنيفة، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عن عبد الله بن شدَّاد، عن جابر، عن النبي (ص) : «مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ فَقِرَاءَةُ إمامه له قراءة» . قال: ليس هو بشيء؛ إنما هو عبد الله بن شداد» . اهـ. "من كلام أبي زكريا يحيى بن معين في الرجال" رقم (397) .
وذكر أبو زرعة في "الضعفاء" (2/718) هذا الحديث من رواية أبي حنيفة وقال: «فزاد في الحديث: = = عن جابر» .
وقال الدارقطني في "السنن" (1/323) : «لم يسنده عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ غير أبي حنيفة والحسن بن عمارة، وهما ضعيفان» .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (11/48) : «وقد روى هذا الحديث أبو حنيفة عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عن عبد الله بن شدَّاد بن الهادي، عن جابر بن عبد الله، عن النبي (ص) ، ولم يسنده غير أبي حنيفة، وهو سيِّئ الحفظ عند أهل الحديث، وقد خالفه الحفَّاظ فيه: سفيان الثوري، وشعبة، وابن عيينة، وجرير؛ فروَوه: عن موسى ابن أبي عائشة، عن عبد الله بن شدَّاد، مرسلاً، وهو الصَّحيح فيه الإرسال، وليس مما يُحتَج به ... » إلخ.
وانظر "القراءة خلف الإمام" (ص152) ، و"السنن الكبرى" (2/160) كلاهما للبيهقي، و"تهذيب السنن" لابن القيم (1/393) .(2/158)
283 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو الأَحْوَصِ (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ مُجاهِد، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يقرأُ فِي الرَّكعَتَين قَبْلَ الفَجْرِ، والرَّكعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِب؛ بـ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *} ، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} (3) ؟
قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا الحديثُ بِصَحِيحٍ، وَهُوَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ُمضطَرِبٌ، وَإِنَّمَا رَوَى هَذَا الحديثَ نُفَيْعٌ (4) الأَعمى (5) ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) .
284 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ ابنُ أَبِي لَيْلَى (6) ، عَنْ أَبِي
_________
(1) في (ف) : «أبو الأحوص» . وهو: سلاَّم بن سُلَيم.
وروايته أخرجها أبو داود الطيالسي في "مسنده" (2005) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (6335) .
ووراه عبد الرزاق في "المصنف" (4790) ، وابن حبان في "صحيحه" (2459) من طريق الثوري، عن أبي إسحاق، به. ولم يذكر ركعتي المغرب. ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (2/35 رقم 4909) .
ورواه أحمد (2/24 و58 رقم 4763 و5215) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/298) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به.
(2) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(3) في (ش) : «وبـ ُ س ش ص ض ِ» .
(4) في (ك) : «بقيع» .
(5) هو: نُفَيع بن الحارث، أبوداود الأعمى، متروك، وكذَّبه يحيى بن معين كما في "التقريب " (7181) . وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (7/190) . وانظر المسألة الآتية برقم (473) .
(6) هو: محمد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (8246) ، والبزار في "مسنده" (2046) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/160) ، والطبراني في "الكبير" (10/39 رقم 9881) .
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا بهذا الإسناد» .
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5413) من طريق ابن أبي شيبة، لكن سقط من "مسنده": «عن هزيل» .(2/159)
قَيْس (1) ،
عن [هُزَيل] (*) ، عن عبد الله (2) ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي الجَمْعِ بين الصَّلاتَينِ.
وَرَوَاهُ حجَّاج بْن أَرْطاة (3) ، عَنْ أَبِي قَيس، عن [هُزَيل] (*) : أنَّ النبيَّ (ص) ... ولم يَذْكُرْ عبدَالله.
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ حديثُ حجَّاج، وحديثُ ابن أَبِي لَيْلَى خطأٌ.
285 - وسمعتُ (4) أَبِي يَقُولُ: يُروَى عَنِ ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن ثَرْوان.
(
*) ... هو: ابن شُرَحبيل، ووقع في جميع النسخ: «هذيل» بالذال المعجمة، وكذا في "شرح معاني الآثار" للطحاوي (1/160) ، وهو - في شرح المعاني - إما خطأ من الطباعة، أو من النُّسَّاخ؛ فقد نقله ابن حجر في "إتحاف المهرة" (10/501) عن الطحاوي على الصواب، وقال ابن حجر في "فتح الباري" (12/17) : «هزيل بالزاي، مصغر، ووقع في كتب كثير من الفقهاء: هذيل، بالذال المعجمة، وهو تحريف» . وتقدم هذا الخطأ في المسألة رقم (186) . وسيأتي في المسألة رقم (2219 و2750) .
(2) هو: ابن مسعود.
(3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (10/38-39 رقم9880) من طريق حجَّاج بْن أَرْطَأَةَ، عَنْ أَبِي قيس، عن الهزيل، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، به.
والحديث رواه الطيالسي في "مسنده" (374) من طريق شعبة، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8239) من طريق الثوري، كلاهما عن أبي قيس، عن هزيل، عن النبي (ص) ، به، مرسلاً. قال الطيالسي: «لم يقل شعبة فيه: عن عبد الله. قال: وروي عن ابن أبي ليلى أنه وصله عن عبد الله، عن النبي (ص) » .
(4) انظر المسألة رقم (313) .(2/160)
الزُّبَير (1) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي الجَمْعِ بين الصَّلاَتَيْنِ، وإنَّما هُوَ: أَبُو الزُّبَيْرِ (2) ، عَنْ سَعِيدٍ (3) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) .
وروى ابنُ أَبِي لَيْلَى (4) ،
عَن عَوْنِ بْن أَبِي جُحَيْفَة، عَنْ أبيه (5) ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي الجَمْعِ بين الصَّلاتَين، وذِكْرِ السَّفَر، وإِنّما هُوَ: عَن عَوْن بْن أَبِي جُحَيفَة، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ عُمَر ... كَذَا رَوَاهُ قَيْسٌ (6) عَلَى ضَعْفِه.
قَالَ أَبِي: قَيْسٌ أحبُّ إليَّ من مُحَمَّد بْن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى.
286 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحِمَّانِيُّ يَحْيَى (8) ، عن
_________
(1) هو: محمد بن مسلم بن تَدرُس.
(2) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (705) .
(3) هو: ابن جُبَير.
(4) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/418) ، والطبراني في "الكبير" (22/119 رقم 304 و305) ، وتمَّام في "فوائده" (429/الروض البسام) .
ورواه البخاري في "صحيحه" (634) مختصرًا، ومسلم في "صحيحه" (503) مطولاً من طريق سفيان الثوري، عن عون، عن أبيه، عن النبي (ص) ، به.
(5) هو: أبوجُحَيفة وَهْب بن عبد الله السُّوائي.
(6) يعني: ابن الربيع. لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه أبو داود في "سننه" (520) ، والطبراني في "الكبير" (22/114 رقم 289) من طريق قيس بن الربيع، عَن عون بْن أَبِي جحيفة، عن أبيه، به فذكر الحديث، وليس فيه الجمع بين الصلاتين. ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/395) .
(7) نقل هذا النص ابن حجر في ترجمة معلَّى بن هلال من "تهذيب التهذيب" (4/125) .
(8) هو: ابن عبد الحميد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها الخطيب البغدادي في "الموضح" (2/421) ، وفي "الكفاية" (ص367-368) .(2/161)
عليِّ بْنِ سُوَيد، عَنْ نُفَيعٍ أَبِي دَاوُدَ (1) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قال رسول الله (ص) : إِنَّ المُؤَذِّنِينَ المُحْتَسِبِينَ (2) يَخْرُجُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَهُمْ يُؤَذِّنُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ ... ، الحديثَ الطَّويلَ؟
قَالَ أَبِي: قَالَ ابنُ نُمَير (3) : إنَّ «عليَّ بنَ سُوَيْدٍ» هذا هو «مُعَلَّى ابنُ هلالِ بنِ سُوَيدٍ» (4) ، جَعَلَ (5) «مُعَلّى» «عَلِيَّ» ، وتَرَك «هِلالٌ» مِنَ الوَسَط، ونَسَب «عليّ» إلى جَدِّه (6) .
_________
(1) هو: ابن الحارث الأعمى.
(2) في (ف) : «المحتسبون» ؛ وهو نعت مقطوع للمدح، انظر المسألة رقم (530) .
(3) هو: محمد بن عبد الله. وكلامه هذا أخرجه البرذعي في "سؤالاته لأبي زرعة" (2/366) ، ومن طريق البرذعي أخرجه الخطيب البغدادي في الموضعين السابقين.
(4) روايته أخرجها الفاكهي في "أخبار مكة" (1306) من طريق خالد بن يزيد العمري، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/338) من طريق سهل بن عثمان، كلاهما عن المعلى، به.
(5) يعني: يحيى الحِمَّاني؛ وقد صرَّح به ابن نمير كما عند الخطيب في الموضعَيْنِ السابقَيْن.
(6) كذا جاءت عبارة ابن نمير في جميع النسخ، ونحوها في "سؤالات البرذعي لأبي زرعة"، و"تهذيب التهذيب"، والأصل فيها: أن تكون مكتوبة بألف تنوين المنصوب هكذا: «جعَلَ معلًّى عليًّا، وترَكَ هلالاً من الوسَطِ، ونسَبَ عليًّا إلى جَدِّه» ، وقد جاء نحو ذلك في مطبوعة "موضح الخطيب" و"كفايته"، وهو الجادَّة، بَيْدَ أنَّ ما وقع عندنا له وجهان من العربية:
الأوَّل: أن تتجه العبارة على لغة ربيعة، بتنوين الكلمات المنصوبة، مع حذف ألف النصب، وتضبط هكذا: «جعَلَ مُعَلَّى عَلِيًّ، وترَكَ هِلالٌ مِنَ الوَسَط، ونسَبَ عَلِيًّ إِلَى جدِّه» ، وانظر الكلام على هذه اللغة في المسألة رقم (34) .
والثاني: أن تتخرَّج عبارته على حكاية اللفظ المتقدِّم في صَدْرِ كلامه، وهو قوله: «إنَّ عليَّ بْنَ سُوَيْدٍ هَذَا هُوَ معلَّى بْنُ هلالِ بنِ سُوَيْدٍ» ؛ وحينئذ تُضْبَطُ العبارة هكذا: «جعَلَ معلَّى عَلِيَّ، وتَرَكَ هلالِ مِنَ الوسَطِ، ونسَبَ عليَّ إِلَى جَدِّه» . والأوَّل أوجَه.(2/162)
قَالَ أَبِي: ونَفْسُ الحديثِ كَأَنَّهُ موضوعٌ (1) .
287 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عليُّ ابن هاشم (2) ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (3) ، عن حَبِيبِ ابن أبي ثابِت، عن عبد الله بْنِ باباه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي الاستِسْقاء.
وروى هَذَا الحديثَ بَكْرُ بنُ عبد الرحمن (4) ، عَنْ عِيسَى بْنِ المُخْتار، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عليٍّ (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي الاستِسْقاء؟
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ عِنْدِي - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -: ما رَوَاهُ شُعْبَة، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابِت، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (6) ؛ فِي دُعَاء الاستِسْقاء.
قَالَ أبي: وليس لعبد الله بْنِ باباه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) في الاستِسْقاء - معنًى.
_________
(1) في سنده أيضًا نُفَيع أبو داود الأعمى الذي تقدم الكلام فيه في المسألة رقم (283) .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "الدعاء" (2190) .
(3) هو: محمد بن عبد الرحمن.
(4) روايته أخرجها الطبراني في "الدعاء" (2196) ، وفي "الكبير" (10/285 رقم 10673) .
(5) هو: داود بن علي بن عبد الله بن عباس.
(6) كذا بحذف ألف تنوين المنصوب، على لغة ربيعة. وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .(2/163)
قَالَ أَبِي: وأمّا حديثُ دَاوُد بْن عليٍّ: فإنِّي عارَضْتُهُ بحديث حَبِيب، عن عبد الله بْنِ باباه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) ... فإِذا قد خرج المَتْنُ سواءً، لَيْسَ فِيهِ زيادةٌ ولا نُقْصَانٌ إِلا ما شاءَ اللَّه (1) ، فعَلِمْتُ (2) أَنَّهُ لَيْسَ لداود بْن عليٍّ معنى فِي هَذَا الحديث، وإِنّما أَرَادَ ابنُ أَبِي لَيْلَى حديثَ حَبيب؛ وَكَانَ ابنُ أَبِي لَيْلَى سَيِّئَ الحفظ.
288-وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بن سُلَيمان الأَصْبَهاني (4) ،
_________
(1) في (ت) و (ك) : «إلا ما شاء» ، ليس فيه لفظ الجلالة.
(2) في (ت) و (ك) : «فعملت» .
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (401) ، وانظر المسألة رقم (372) و (488) .
(4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (5981) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/37) تعليقًا، والنسائي في "سننه" (1811) ، وابن عدي في "الكامل" (6/229) ، والدارقطني في "الأفراد" (322/أ/أطراف الغرائب) وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (85) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن ماجه في "سننه" (1142) . ومن طريق ابن شاهين رواه المزي في "تهذيب الكمال" (25/310- 311) قال البخاري: «وهذا وهم» .
قال النسائي: «هذا خطأ، ومحمد بن سليمان ضعيف، هو ابن الأصبهاني» .
وقال ابن عدي: «وهذا أخطأ فيه ابن الأصبهاني حيث قال: عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، وكان هذا الطريق أسهل عليه؛ إنما روى هذا سهيل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ عَنبَسَة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة» . كذا جاء في "الكامل" لابن عدي! وصوابه: «إنما روى هذا سهيل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ المسيب بْن رافع، عَنْ عَمْرِو بن أوس، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة» .
وقال الدارقطني في "العلل" (8/184 رقم1500) : «يرويه سهيل بن أبي صالح، واختُلِف عنه؛ فرواه محمد بن سليمان الأصبهاني وأيوب بن سيار، عَن سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، ووهما فيه. ورواه فليح بن سليمان، عن سهيل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبيعي، عَنِ المسيب بن رافع، عن عنبسة ابن أبي سفيان، عن أم حبيبة، وقول فليح أشبه بالصَّواب» . وقال الدارقطني في "الأفراد": «تفرد به محمد بن سليمان الأصبهاني، عن سهيل، عنه» . وتوسع الدارقطني في ذكر الاختلاف في الحديث في "العلل" (5/185/أ-187/أ) .(2/164)
عن سُهَيل ابن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يصلِّي فِي اليوم واللَّيلة اثنَيْ عَشَرَ رَكْعَةً (2) ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ سُهَيل (3) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (4) ، عَنِ المُسيَّب بْن رافع، عَنْ (5) عَمْرِو بْنِ أوس (6) ، عَنْ عَنْبَسَة (7) ،
عن أم
_________
(1) هو: ذَكْوان السَّمَّان.
(2) كذا في جميع النسخ: «اثنَيْ عَشَرَ ركعةً» ، والجادَّة في هذا: مطابقة العدد للمعدود تذكيرًا وتأنيثًا، فيقال: «اثنتَيْ عَشْرَةَ ركعةً» أو «ثِنْتَيْ عَشْرَةَ ركعةً» ، وعلى ذلك جاء في أكثر مصادر التخريج، لكنَّ ما في النسخ يتوجَّه بالحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث؛ حيث حُمِلَتِ «الركعةُ» هنا على معنى «الركوع» ؛ كأنَّه قال: «اثنَيْ = = عشَرَ ركوعًا» . وقد تكرر في هذا الكتاب قوله: «اثني عشر ركعة» ، وانظر الكلام في الحمل على المعنى في التعليق على المسألة رقم (270) .
تنبيه: لم نقف على اللفظ المذكور، وهو أنَّ النبي (ص) كَانَ يصلِّي فِي اليوم والليلة ... إلخ، وإنما الذي في مصادر التخريج: أنَّ النبي (ص) قال: «من صلَّى فِي اليوم والليلة اثنتَيْ عَشْرَةَ ركعةً تطوُّعًا غير فريضة، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الجنة، أو: بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ» ، أو نحو هذا، كما يأتي في المسألة رقم (372) و (401) و (488) .
(3) في (أ) و (ش) : «سهل» .
(4) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(5) قوله: «عن» سقط من (ف) .
(6) كذا وقع في جميع النسخ ذِكْرُ «عمرو بن أوس» من رواية سهيل، ولم نقف عليه، ولم يذكره الدارقطني في "العلل" عند عرضه للاختلاف في الحديث.
(7) هو: ابن أبي سفيان.
والحديث رواه النسائي في "سننه" (1802) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1189) من طريق فليح بن سليمان، عن سهيل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ المسيب بن رافع، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، به. قال النسائي: «فليح بن سليمان ليس بالقوي» .
ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (2043) ، وعبد ابن حميد في "مسنده" (1552) من طريق إسرائيل، وإسحاق بن راهويه (2042) ، والترمذي في "جامعه" (415) ، والطبراني في "الكبير" (23/231 رقم 435) من طريق سفيان الثوري، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/37) تعليقًا، والنسائي (1803) من طريق زهير، والخطيب في "تاريخه" (5/81) من طريق مسعر، أربعتهم عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ المسيب، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، به.
وأخرجه أحمد (6/326 رقم 26769) من طريق إسماعيل بن أبي خالد مثل رواية أبي إسحاق. وانظر بقية تخريجه.
ورواه مسلم في "صحيحه" (728) من طريق النعمان ابن سالم، والنسائي (1801) ، وابن خزيمة (1188) وابن حبان (2452) ، والطبراني (23/230 رقم 432 و433) ، والحاكم (1/311) ، ومن طريقه البيهقي (2/473) من طريق ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، كلاهما (النعمان وأبو إسحاق) عَنْ عَمْرِو بْنِ أوس، عَنْ عنبسة، عن أم حبيبة، به. ورواه الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنِ ابْنِ عَجْلانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ أوس عن أم سلمة! كما سيأتي في المسألة (372) .
قال الترمذي: «وحديث عنبسة عن أم حبيبة في هذا الباب حديث حسن صحيح، وقد روي عن عنبسة من غير وجه» .(2/165)
حبيبة، عن النبيِّ (ص) .
وقال أَبِي: كنتُ مُعْجَبًا بِهَذَا الْحَدِيثِ، وكنتُ أرى أَنَّهُ غريبٌ، حَتَّى رأيتُ: سُهَيل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ المُسيَّب، عَنْ عَمْرِو بْنِ أوس، عَنْ عَنْبَسَة، عَنْ أُمِّ حبيبة، عن النبيِّ (ص) ؛ فعَلِمتُ أن ذاك (1) لَزِمَ الطَّريق.
_________
(1) في (ك) : «ذلك» . يعني: محمد بن سليمان الأصبهاني.(2/166)
289 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُؤَمَّل بْنُ إِسْمَاعِيلَ (2) ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَن مُخَوَّل (3) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُرِي، عَنْ أُمِّ سَلَمة؛ قَالَتْ: نَهَى (4) رسولُ الله (ص) أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ ورأسُهُ مَعْقُوصٌ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا [رُوِيَ] (5) عَنْ مُخَوَّل (6) ،
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (*) ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، وكُنْيَةُ سعيدٍ المَقبُري: أَبُو سَعِيدٍ (*) ، وَأَخْطَأَ مُؤَمَّلٌ؛ إِنَّمَا
_________
(1) نقل هذا النص الزيلعي في "نصب الراية" (2/94) .
(2) كذا وقعت رواية المؤمل في جميع النسخ، ولم نقف عليها من هذا الوجه، والحديث رواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1936) ، والترمذي في "العلل الكبير" (125) ، والدارقطني في "العلل" (7/18) من طريق المؤمل بن إسماعيل، والطبراني في "الكبير" (23/252 رقم 512) من طريق أبي حذيفة، كلاهما عن سفيان، عَن مُخَوَّل، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سلمة، به. بزيادة: «أبي رافع» بين سعيد وأم سلمة.
قال إسحاق: «قلت للمؤمل: أفيه أم سلمة؟ فقال: بلا شك؛ كتبته منه إملاء بمكة» .
قال ابن حجر في "المطالب العالية" (388) : «قد رواه عبد الرزاق ووكيع، عن سفيان الثوري، ليس فيه أم سلمة، أخرجه أحمد عنهما، وبسبب ذلك استثبت إسحاقُ المؤمَّلَ، فإن كان المؤمَّلُ حفظه فالاختلاف فيه من سفيان لا عليه، والله أعلم» .
(3) هو: ابن راشد.
(4) في (ت) : «نهانا» .
(5) المثبت من (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «روا» .
(6) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (1/331 رقم 991) من طريق الربيع بن يحيى الأشناني، عن شعبة، وبرقم (992) من طريق قيس بن الربيع، كلاهما (شعبة وقيس) عن مُخَوَّل، به. ورواه عبد الرزاق في "المصنف (2990) من طريق الثوري، عن مُخَوَّل، عن رجل، عن أبي رافع، به.
ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (6/8 رقم 23856) ، الطبراني في "الكبير" (1/331 رقم 990) . ورواه أحمد في "مسنده" (6/391 رقم 27184) من طريق وكيع، عن الثوري، بمثله.
(*) ... قال الترمذي في "العلل الكبير" (ص81) : «وأبو سعيد هو عندي: سعيد المقبري» .
وقال الدارقطني في "العلل" (7/17) : «ورواه مخوَّل ابن راشد، عن أبي سعيد المدني، وهو سعيد المقبري» .
وأخرجه أحمد في "مسنده" (39/301 رقم23873) ، وابن ماجه في "سننه" (1042) من طريق شعبة؛ أخبرني مخوَّل بن راشد قال: سمعت أبا سعد - رجلاً من أهل المدينة - يقول: رأيت أبا رافع - مولى رسول الله (ص) - رأى الحسن بن علي وهو يصلي وقد عقص شعره ... الحديث.
قال المزي في "تهذيب الكمال" (7982) : «أبو سعد المدني: يقال: إنه شرحبيل بن سعد» ، وجزم به في "تحفة الأشراف" (9/204 رقم12029) فقال: «أبو سعد المدني، وهو شرحبيل بن سعد» ، وتعقبه الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" بقوله: «في جزمه بأنه شرحبيل نظر، فقد رواه سفيان الثوري عن مخوَّل، فقال: عن المقبري، عن أبي رافع ... » إلخ. والمعروف أن كنية سعيد المقبري: أبو سعد، كما في "التقريب" (2321) ، والمذكور هنا يدلّ على أنه يكنى أيضًا بأبي سعيد، والله أعلم.(2/167)
الحديثُ عن أبي رافع (1) .
_________
(1) أي: مولى النبي (ص) .
وقال الترمذي في "العلل" بعد أن رواه من طريق المؤمل: «وقال أسود بن عامر: عن زهير، عن مُخوَّل، عن شرحبيل المدني: أن أبا رافع قال: قال رسول الله (ص) ... الحديثَ. وقال شعبة: عَنْ مِخْوَلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ... » ، ثم أخرجه من طريق عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عمران بن موسى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، ثم قال: «وهذا الحديث هو الصحيح، وحديث مُخوَّل فيه اضطراب، ورواية شعبة عن مخول أشبه وأصح من حديث المؤمل، عن سفيان، عن مخول؛ لأن شعبة قال: عَنْ مِخْوَلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن أبي رافع، وأبو سعيد هو عندي: سعيد المقبري» . اهـ.
وقال الدارقطني في "العلل" (5/175/أ) : «يرويه مخول بن راشد، واختُلِف عنه؛ فرواه مؤمل وأبو حذيفة، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَن مِخْوَلٍ، عَنْ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أم سلمة، وغيرهما يرويه عن الثوري، عن مخول، ولا يذكر فيه أم سلمة. ورواه شعبة [وشريك] ، عن مخول، وهو الصَّواب» . اهـ، وكان فيه: «ورواه شعبة عن شريك» ، فصوَّبته من الموضع السابق من "نصب الراية".
وذكر في "العلل" رقم (1178) هذا الحديث أيضًا، وذكر رواية ابن جريج له عن عمران بْنِ مُوسَى، عَن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، وذكر اختلافًا آخر، ثم قال: «واختُلِف عن الثوري؛ فرواه مؤمل بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَن مِخْوَلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، ووهم في ذكر أم سلمة فيه، وغيره لا يذكر فيه أم سلمة، وحديث عمران بن موسى أصحها إسنادًا» .
وانظر أيضًا "النكت الظراف" لابن حجر (9/204-205) .(2/168)
290 - وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنْ مُحَمَّدِ ابن يَحْيَى بْنِ حسَّان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مَعْشَر (2) ، عَنْ سُهَيل، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : مَا تَوَضَّأَ عَبْدٌ، ثُمَّ مَشَى إِلَى مَسْجِدٍ مِنَ المَسَاجِدِ (4) ، إلاَّ كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ حَسَنَةً.
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ ليس هو عن سُهَيل (5) .
_________
(1) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1288) .
(2) هو: نجيح بن عبد الرحمن السِّندي.
(3) هو: أبو صالح ذَكْوان السَّمَّان.
(4) قوله: «من المساجد» ليس في (ش) .
(5) الذي يروي الحديث بهذا اللفظ عن أبي صالح هو: الأعمش، وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2119) ، ومسلم (649) في كتاب المساجد، باب فضل صلاة الجماعة وانتظار الصلاة، عقب الحديث رقم (661) .
= ... وأما سهيل: فإنه يروي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أن رسول الله (ص) قال: «إذا توضأ العبد المسلم - أو: المؤمن - فغسل وجهه؛ خرجت من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء - أو: مع آخر قطر الماء - ... » ، الحديث، وليس فيه ذكر فضل المشي إلى المسجد. أخرجه الإمام مالك في "الموطأ" (1/32) عن سهيل. ومن طريق مالك أخرجه مسلم (244) . وقد أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (155) من طريق إبراهيم بن محمد - وهو: ابن أبي يحيى الأسلمي - عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، به، وزاد فيه ذكر فضل المشي إلى المسجد.
لكن إبراهيم الأسلمي هذا متروك كما في "التقريب" (241) .
وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (102) من طريق عباد بن أبي صالح - وهو أخو سُهَيْلٍ - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، به بذكر فضل المشي إلى المسجد.(2/169)
291 - وسمعتُ (1) أَبِي (2) وحدَّثنا عَن وَهْب بْن بَيَان، عَنْ حَفْصِ بْنِ النَّجَّار (3) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَخْضَر، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي بكر بن عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ؛ قَالَ: كانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يصلِّي بنا فِي مسجد رسول الله (ص) ، فكان يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا افتَتَحَ الصَّلاة، وَإِذَا ركعَ، وَإِذَا رفعَ رأسه من الرُّكوع، وَكَانَ يَرْفَعُ يدَيه إِذَا سجد، وَكَانَ يَرْفَعُ يدَيه إِذَا نَهَضَ من الرَّكعَتَين، فَإِذَا سلَّم التفَتَ إلينا وَقَالَ: إنِّي أَشبَهُكُمْ صَلاةً بالنبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا يُرْوَى هَذَا الحديثُ: أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّر فقطْ، لَيْسَ فِيهِ رفعُ اليدَين (4) .
292 - وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبَةُ (6) ، عَنْ
_________
(1) نقل هذا النص الزيلعي في "نصب الراية" (1/414) .
(2) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(3) اسمه: حفص بن عمر، أبو عمران الواسطي، النَّجَّار.
(4) وبهذا اللفظ الذي رجَّحه أبو حاتم أخرجه البخاري في "صحيحه" (785 و803) ، ومسلم (392) ، كلاهما من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عبد الرحمن، وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي هريرة.
وفي الحديث اختلاف كثير على الزهري، انظره في "العلل" للدارقطني (1745) .
(5) انظر المسألة رقم (257) .
(6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (2/45 رقم5043) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (2/224) .(2/170)
مُسْلِم بْن أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عليٍّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ َأَنَّهُ رَأَى رَجُلاً يَعْبَثُ فِي صَلاتِه (1) ، فَقَالَ: لا تَعْبَثْ، واصنَعْ كَمَا رأيتُ رسولَ الله (ص) يَصْنَعُ، ووَضَعَ يَدَهُ اليُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ اليُمْنَى، ووَضَعَ يَدَهُ اليُسْرَى عَلَى فَخِذِه اليُسْرَى، وأشارَ بالسَّبَّابة؟
فَقَالا: هَذَا وَهَمٌ (2) ؛ وَهِم فِيهِ شُعْبَة؛ إِنَّمَا هُوَ عليُّ بْنُ عبد الرحمن المُعاوي (3) .
293 - وسألتُ (4) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسماعيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَسَّام التَّرْجُماني (5) ،
عَنْ سَعِيدِ بن عبد الرحمن الجُمَحي، عن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «الصَّلاة» بدل: «صلاته» .
(2) قوله: «وهم» ليس في (أ) و (ش) .
(3) في (ش) : «المعافري» . وتقدم تخريج روايته في المسألة رقم (257) .
قال الحافظ ابن حجر في ترجمة علي بن عبد الرحمن المعاوي هذا من "التهذيب" (3/182) : «ذكر أبو عوانة في "صحيحه": أن شعبة روى حديثه، عن مسلم ابن أبي مريم عنه فقلبه، فقال: عبد الرحمن بن علي. قال أبو عوانة: وهو غلط» . اهـ. وعبارة أبي عوانة هذه في "مستخرجه" (2/224) .
(4) روى هذا النص من طريق المصنف الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/68) ، وذكر المتن مختصرًا. ونقله بتمامه ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/597) ، ونقل بعضه الزيلعي في "نصب الراية" (2/163) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (3/120/مخطوط) .
(5) روايته أخرجها النسائي في "الكنى"- كما في "نصب الراية" (2/163) -، وأبو يعلى في "معجم شيوخه" (111) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/467) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/323) ، والطبراني في "الأوسط" (5132) ، وابن عدي في "الكامل" (3/400) ، والدارقطني في "سننه" (1/421) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/67) ، والبيهقي في "سننه" (2/221) ، وفي "المعرفة" = = (3/141) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/439) .
وقد خولف الترجماني؛ فرواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/467) من طريق الليث، والدارقطني في "سننه" (1/421) ، والبيهقي في "سننه" (2/221) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/67) من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن سعيد، عن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، موقوفًا.(2/171)
عُبَيدالله (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ نَسِيَ صَلاَةً فَلَمْ يَذْكُرْهَا إِلاَّ وَهُوَ مَعَ الإِمَامِ، فَلْيُصَلِّي (2) مَعَ الإِمَامِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ فَلْيُعِدِ الصَّلاَةَ الَّتِي نَسِيَ، ثُمَّ لْيُعِدِ (3) الصَّلاَةَ الَّتِي صَلَّى مَعَ الإِمَامِ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ مَالِكٌ (4) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مَوْقُوفٌ (5) ؛ وهو الصَّحيحُ (6) .
_________
(1) هو: ابن عمر العُمَري.
(2) في (ش) : «فليصل» ، والمثبت من بقية النسخ، وإثبات حرف العلة في المضارع المجزوم لغةٌ صحيحة. انظر التعليق على المسألة رقم (228) .
(3) في (ش) : «ثم لا يعد» ، وفي (ت) و (ف) و (ك) : «ثم لم يعد» ، وكذا كان في (أ) ، ثم ضرب على قوله: «لم» ، وألحقت اللام على «يعد» ، وجاءت هكذا على الصواب في الموضع السابق من "الإمام".
(4) في "الموطأ" (1/168 رقم406) . ومن طريقه رواه عبد الرزاق في "المصنف" (2254) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/467) .
(5) كذا بحذف ألف تنوين الاسم المنصوب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(6) قال النسائي: «رفعه غير محفوظ» .
وقال الطبراني: «لم يرفع هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن عمر إلا سعيد بن عبد الرحمن، تفرد به الترجماني» .
وقال ابن عدي: «وهذا لا أعلم أحدًا رفعه عن عبيد الله غير سعيد بن عبد الرحمن» .
ورواه الدارقطني في "سننه" (1/421) من طريق موسى بن هارون، به موقوفًا، ثم قال: «قال موسى: وثنا أبو إبراهيم الترجماني، ثنا سعيد، به، ورفعه إلى النبي (ص) ، ووهم في رفعه، فإن كان قد رجع عن رفعه، فقد وفِّق للصواب» .
وقال الدارقطني في "العلل": «والصحيح أنه موقوف من قول ابن عمر، كذلك رَوَاهُ مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر قوله» . اهـ. من "الإمام" لابن دقيق العيد (3/597) ، و"نصب الراية" (2/162) .
وقال البيهقي في "سننه": «تفرد أبو إبراهيم الترجماني برواية هذا الحديث مرفوعًا، والصحيح أنه من قول ابن عمر موقوفًا» .
وقال في "المعرفة": «وهذا خطأ من جهته، وقد رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَن سعيد بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد موقوفًا، وهو الصحيح» .
وقال عبد الحق في"الأحكام الوسطى" (1/271) : «رفعه سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وهو وهم، والصحيح من قول ابن عمر؛ كذا رواه مالك وغيره عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وسعيد بن عبد الرحمن وثقه ابن معين» .(2/172)
وأُخبِرْتُ: أنَّ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ انتَخَبَ عَلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، فلمَّا بلَغَ هَذَا الحديثَ جاوزَهُ، فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ لا تكتُبُ هَذَا الحديثَ؟ فَقَالَ يَحْيَى: فَعَلَ اللهُ بِي إنْ كتبتُ هَذَا الحديثَ!
294- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه حمَّادُ ابنُ سَلَمة، عَنِ الحجَّاجِ بنِ أَرْطاة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ المسيَّبِ بنِ رافع، عن سُلَيْمان ابن مُسْهِر، عَنْ خَرَشَةَ (1) بنِ الحُرِّ (2) ، عَنْ عُمَرَ: إِذَا اشتَدَّ الحَرُّ والزِّحَام، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَسْجُدَ عَلَى الأَرْضِ؛ فليَسْجُدْ عَلَى ظَهْرِ الرِّجال؟
_________
(1) في (أ) : «خوسبة» ، وفي (ش) : «حوشبة» .
(2) في (أ) : «أبحر» ، وفي (ف) : «الجُر» ، وانظر ترجمة خرشة هذا في "الجرح والتعديل" (3/389) .(2/173)
قال أبي: هذا خطأٌ؛ وحدَّثنا (1)
الحَسَنُ بنُ الرَّبِيعِ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو الأَحْوَص (2) ، عَنِ الأَعْمَشِ (3) ، عَنِ المسيَّب بْنِ رَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ ابن وَهْب، عَنْ عُمَرَ.
قَالَ أَبِي: هَذَا الصَّحيحُ (4) .
295- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه محمد ابن مسلم بن أبي
_________
(1) قوله: «وحدَّثنا» من (أ) و (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «أنا أبو محمد عبد الرحمن، قال: ثنا» ، وبناء على ما فيها يكون القائل: «ثنا الحسن بن الربيع» هو عبد الرحمن ابن أبي حاتم، وليس أباه، وهذا يستحيل، ويدلُّ على ذلك أمور ثلاثة:
الأوَّل: أنَّ أبا محمد لا يمكن أن يَرْوِيَ عن الحسن بن الربيع؛ فإنَّ أبا محمد بن أبي حاتم وُلِدَ سنة (240هـ) أو (241هـ) والحسن بن الربيع توفي سنة (220هـ) أو (221هـ) ، وابن أبي حاتم يروي عنه بواسطة أبيه = = كما في المسألة رقم (1929) .
والثاني: ما جاء مصرَّحًا به في (أ) و (ش) ؛ فإنَّ الراوي فيها جميعًا عن الحسن بن الربيع هو أبو حاتم، وهذا ما أثبتناه.
والثالث: أنَّ السياق قد يَدُلُّ على ذلك؛ فإنَّ أبا حاتم خطَّأ الرواية الأولى، ثم ذكَرَ الرواية الصحيحة بسنده هو، وقال: هذا الصحيح.
وانظر نظائر لما وقع في هذه المسألة: في المسألة رقم (84) و (239) وغيرهما.
(2) في (ف) : «أبو الأخوص» ، وهو: سلاَّم بن سُلَيم.
(3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (2726) من طريق أبي معاوية، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/183) ، وابن حزم في "المحلى" (4/84) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن الأعمش، به.
(4) قال الدارقطني في "العلل" (2/152 رقم177) : «هو حديث يرويه الأَعْمَشِ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عن زيد ابن وَهْب، عن عمر، حدث به عن الأعمش كذلك: شعبة، وزائدة، وأبو عوانة، وأبو معاوية، وعلي بن مسهر، وغيرهم. وخالفهم الحجاج بن أرطاة؛ فرواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْهِرٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، عَنْ عمر، وقول شعبة ومن تابعه أصح» . اهـ.(2/174)
الوَضَّاح (1) ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبي (2) ، عَنْ مَسْروق، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: مَا نَسِيتُ مِنَ الأَشْيَاءِ، فإنِّي لَمْ أنْسَ تسليمَ رَسُول الله (ص) عَنْ يَمينِه (3) وشِمالِه؟
قَالَ أَبِي: كنَّا نَرَى أنَّ هَذَا زَكَرِيَّا بْنَ أَبِي زَائِدَةَ، حَتَّى قيلَ لِي: إِنَّهُ زَكَرِيَّا بْنَ حَكِيمٍ الحَبَطي، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (4) .
296 - أَخْبَرَنَا أَبُو محمد عبد الرحمن بْنِ أَبِي حاتِم (5) ؛ قَالَ: سألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هُشَيم (7) ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عن
_________
(1) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (1994) ، والطبراني في "الكبير" (10/126 رقم10186) ، والدارقطني في "السنن" (1/357) ، وفي "الأفراد" (217/أ/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/177) .
ورواه أحمد في "مسنده" (1/390 رقم 3702) من طريق سفيان، عن جابر، عَنْ أَبِي الضحى، عَن مسروق، عن ابن مسعود، به.
(2) هو: عامر بن شَراحيل.
(3) في (ف) : «يمنه» .
(4) ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (868) ، وقال: «رواه الشعبي وأبو الضُّحى عن مسروق، ورواه عن الشعبي زكريا، وهو غريب عنه. قيل للشيخ [أي: الدارقطني] : هو ابن أبي زائدة؟ قال: الله أعلم» .
وقال الدارقطني أيضًا في "الأفراد" (217/أ/أطراف الغرائب) : «غريب من حديث زكريا بْن أَبِي زائدة عَنْ الشعبي عنه [أي: عن مسروق] ، تفرد به أبو سعيد المؤدِّب مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِم بْنِ أَبِي الوضاح عنه، ولم يروه عنه غير منصور بن أبي مزاحم» .
(5) من قوله: «أخبرنا أبو محمد ... » إلى هنا، ليس في (أ) و (ش) ، وقوله: «عبد الرحمن بن أبي حاتم» ليس في (ف) .
(6) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسألت» .
(7) هو: ابن بشير. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (7/79-80) ، وأحمد في "مسنده" (4/344 رقم 19024) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/170) تعليقًا، والطحاوي في "شرح المشكل" (997) ، وابن حبان في "صحيحه" (1741) ، والحاكم في "المستدرك" (1/20 و199) .(2/175)
[أَبِي] (1) حَرْب بْن أَبِي الأسود، عن فَضَالَة اللَّيْثي: أتيتُ رسولَ الله (ص) فأسلَمْتُ، وعلَّمَني (2) الصَّلواتِ الخمسَ فِي مَوَاقيتِها ... الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ خالد الواسِطِي (3) ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند (4) ، عَنْ أَبِي حَرْب بْن أَبِي الأسود، عن عبد الله بْنِ فَضَالَة اللَّيْثي، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: حديثُ خَالِد أصحُّ عِندي (5) .
_________
(1) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، والمثبت من مصادر التخريج السابقة، وسيأتي على الصَّواب.
(2) في (ك) : «علمت» .
(3) هو: ابن عبد الله. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (428) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (939) ، وابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/179) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/341) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (996) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/325) ، وابن حبان = = في "صحيحه" (1742) ، والطبراني في "الكبير" (18/319 رقم 826) ، والخطابي في "غريب الحديث" (1/186) .
وليس عند ابن حبان: «عَنْ أَبِي حرب بْن أَبِي الأسود» .
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/170) تعليقًا من طريق زهير بن إسحاق، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/466) من طريق علي بن عاصم، كلاهما عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، به.
(4) قوله: «بن أبي هند» من (ف) فقط.
(5) وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/135) : «عبد الله بن فضالة الليثي روي عنه أنه قال: ولدت في الجاهلية فعُقَّ عني بفرس، وهو إسناد مضطرب [وفيه] مشايخ مجاهيل. واختلف عنه في إتيانه النبي (ص) ؛ فروى مَسْلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حرب، عن عبد الله بن فضالة، عن النبي (ص) . ورواه خالد الواسطي وزهير بن إسحاق، عَن دَاوُد، عَنْ أَبِي حرب، عن عبد الله بن فضالة، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ (ص) ، وهو أصح، سمعت أبي يقول ذلك» . اهـ. وما بين المعقوفين زيادة من "الإصابة" (7/208) حيث نقل ابن حجر هذا النص عن ابن أبي حاتم، ووقع عنده أيضًا: «مسلم بن علقمة» بدل: «مسلمة بن علقمة» .
وقال ابن حبان في "صحيحه" (1742) بعد أن ذكر طريقي هشيم وخالد: «سمع داود بن أبي هند هذا الخبر من أَبِي حرب بْن أَبِي الأسود، ومن عبد الله بن فضالة، عن فضالة، وأدى كل خبر بلفظه، فالطريقان جميعًا محفوظان» .(2/176)
297 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبَان العطَّار (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي سعيدٍ - من أَزْدِ شَنُوءَة - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - عن النبيِّ (ص) -: أوصاني (3) خَليلي بِثَلاثٍ ... .
قلتُ: وَرَوَاهُ سعيدُ بْنِ أَبِي عَروبة (4) ، عَنْ قَتَادَةُ، عَنِ الحَسَن (5) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (6) .
قلتُ لهما: فأيُّهما الصَّحيحُ؟
فَقَالَ أَبِي وَأَبُو زرعة: سعيدٌ أحفَظُهم (7) .
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (685) ، وانظر المسألة رقم (709) .
(2) هو: ابن يزيد. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/15) تعليقًا، وأبو داود في "سننه" (1432) ، وتمَّام في "فوائده" (585) .
(3) القائل: «أوصاني» هو أبو هريرة ح.
(4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (2/489 رقم10342) .
(5) هو: البصري.
(6) زاد في المسألة رقم (685) متابعةَ مَعْمَرٍ لسعيد بن أبي عروبة، قال: «ورواهُ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحسن، عن أبي هريرة» . انظر تخريجها هناك.
(7) أطال البخاري _ح في ترجمة سليمان بن أبي سليمان من "التاريخ الكبير" (4/15-16) في ذكر طرق هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ والإشارة إلى عللها، فانظره ثَمَّ.(2/177)
298 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو (2) الرَّبيع الزَّهْراني (3) ، عَنْ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) : بَيْنَ العَبْدِ وَالكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ بعضُ الثِّقاتِ مِنْ أَصْحَابِ حمَّاد؛ فَقَالَ: حدَّثنا حمَّاد؛ قَالَ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ - أَوْ حُدِّثتُ عَنْهُ - عَنْ جابِر، مَوْقُوفٌ (4) .
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ مِمَّن هُوَ؟
قَالَ: مَا أَدْرِي؟ يَحتمِلُ أَنْ يكونَ حدَّث حمَّادٌ مرَّة كَذَا، ومرَّة كَذَا.
قلتُ: فبلَغَكَ أَنَّهُ تُوبعَ أَبُو الرَّبيع فِي هذا الحديث؟
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1938) .
(2) قوله: «أبو» سقط من (ك) .
(3) هو: سليمان بن داود. وروايته أخرجها المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (2/876 رقم892) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1783) ، وفي "معجم شيوخه" (179) ، والطبراني في "المعجم الصغير" (1/231 رقم374) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/366) .
قال الطبراني: «ولم يروه عن عمرو إلا حماد، تفرد به أبو الربيع» .
وقال البيهقي: «رواه محمد بن عبد الله الرقاشي، عن حماد بن زيد» .
(4) كذا، وهو على لغة ربيعة، بحذف ألف تنوين النصب، انظر المسألة رقم (34) .
هذا؛ وكونه موقوفًا إنما هو في طريق عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرٍ؛ لأن الحديث قد صح عن جابر مرفوعًا من غير طريق عمرو بن دينار؛ فقد أخرجه مسلم (82) من طريق أبي سفيان وأبي الزبير، كلاهما عن جابر مرفوعًا، وصرح فيه أبو سفيان وأبو الزبير بالسَّماع. = = وحماد بن زيد _ح معروف عنه وقفه للمرفوعات إذا شكَّ فيها؛ لأنه لم يكن صاحب كتاب.
وقال الدارقطني في "العلل" (4/125/أ، ب) : «يرويه حماد بن زيد واختُلِف عنه؛ فرواه أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . وخالفه القواريري؛ رواه عن حماد قال: حدثني عمرو - أو بعض أصحابي - عن عمرو، عن جابر، موقوفًا. وقال أحمد بن إبراهيم الموصلي: عن حماد، عن عمرو - أو بلغني عنه - عن جابر، ورفعه. قال ابن حسان: عن حماد؛ سمعت عمرًا - أَوْ حُدِّثت عَنْهُ - عَنْ جَابِرٍ، موقوفً. وقال إسحاق بن أبي إسرائيل، عن حماد: سمعت من عمرو - أو حدثني أخي سعيد عنه - عن جابر، موقوفًا. ورواه علي بن الحسن السلمي، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، وكذلك روي عن أبي مسعود الزَّجَّاج، عن معمر، عن عمرو، عن جابر، عن النبي (ص) ، ورفعُه صحيح، وهو محفوظ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، مرفوعًا» .(2/178)
فَقَالَ: مَا بَلَغَني أنَّ أَحَدًا تابَعَهُ (1) .
وَقَالَ أَبِي: رَوَاهُ بعضُهم مرفوعً (2) بِلا شَكٍّ، وَهُوَ أَبُو الرَّبيع، وبعضُهم بالشَّكِّ غيرَ مَرْفُوعٍ، وكأنْ بالشَّكِّ غيرَ مرفوع أشبَهُ (3) .
_________
(1) يعني: عن حماد بن زيد مرفوعًا بلا شك، وأما عن غير حماد فقد رواه غير أبي الربيع كما تقدَّم.
(2) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين المنصوب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) كذا في النسخ، وأصل العبارة: «وكأنَّهَا [أي: وكأنَّ روايته] بالشكِّ غَيْرَ مرفوع أشبَهُ» ، ثم خُفِّفَتْ «كأنَّ» إلى «كَأَنْ» ، وحُذِفَ اسمها، ومثله قولُ أرقم بن علباء [من الطويل] :
ويومًا توافينا بِوَجْهٍ مُقَسَّمٍ
كأنْ ظَبْيَةٌ تَعْطُو إلى وَارقِ السَّلَمْ
في رواية من رفع «الظبية» ، فالتقدير: كأنها ظبيةٌ، وقد قرَّر النحاة أنَّ «كأنَّ» إذا خُفِّفَتْ يبقى إعمالها، لكنْ يجوز إثباتُ اسمها ويجوز حذفه، ويأتي خبرها مفردًا، أوجملةً اسمية، أو جملة فعلية مصدَّرة بـ «لم» أو بـ «قد» .
انظر: "أوضح المسالك" (1/335- 337) ، و"شرح ابن عقيل" (1/356- 359) ، و"شرح الأشموني" (1/324- 326 ط دار الكتب العلمية، بتحقيق حسن حمد) ، و"شرح شذور الذهب" (ص303- 305) .(2/179)
299 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفْيانُ (2) ، وإسرائيلُ (3) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (4) ، عَنْ أَبِي (5) لَيْلَى الكِنْدي (6) ، عَنْ سَلْمان؛ قَالَ: لا نَؤُمُّكُمْ (7) ، ولا نَنكِحُ نساءَكُمْ (8) .
قلتُ: وَرَوَاهُ شُعْبة (9) ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَوْس بْنِ ضَمْعَج، عَنْ سَلْمان.
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1215) .
(2) هو: الثوري. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (17698) . وعزاه شيخ الإسلام ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم" (1/398) إلى ابن عمر العدني، وسعيد بن منصور في "سننه".
(3) هو: ابن يونس. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (4283 و10329) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في "الكبير" (6/217 رقم6053) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/189) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/144) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (21/437-438) .
ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (593) من طريق حُديج بن معاوية، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8160) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/419) من طريق أبي الأحوص، كلاهما (حديج وأبو الأحوص) عن أبي إسحاق، به.
(4) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(5) في (ش) : «عن ابن أبي» .
(6) مشهور بكنيته، ومختلف في اسمه؛ فقيل: سلمة بن معاوية، وقيل بالعكس، وقيل: سعيد بن بشر، وقيل غير ذلك.
(7) في (أ) و (ش) و (ك) : «لا يؤمكم» .
(8) وتمامه: «يعني العرب» ، كما في مصادر التخريج.
(9) روايته أخرجها سعيد بن منصور في"سننه" (594) ، والبغوي في "الجعديات" (442) . ورواه الطبراني في "الكبير" (6/260 رقم 6158) من طريق عبد الجبار بن العباس، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/134) من طريق عمار بن رزيق، كلاهما (عبد الجبار وعمار) عن أبي إسحاق، به. والحديث رواه ابن سعد في = = "الطبقات" (4/90) من طريق حجاج بْن أَرْطَأَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن عمرو بن أبي قرة، عن سلمان، به.
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/134) من طريق شريك بن عبد الله، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الحارث، عن سلمان قال: نهانا رسول الله (ص) أن نتقدَّم أمامكم أو ننكحَ نساءكم. وبيَّن البيهقي أن المحفوظ هو الموقوف.(2/180)
قلتُ: أيُّهما الصَّحيحُ؟
فَقَالا: سُفْيانُ أحفَظُ من شُعْبة، وحديثُ (1) الثوريُّ أصَحُّ.
300- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيمان (2) ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: كانتْ عامَّةُ وَصِيَّةِ رسولِ الله (ص) حِينَ حضَرَهُ الموتُ: الصَّلاَةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وحدثنا» .
(2) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (2697) ، وبحشل في "تاريخ واسط" (ص 214) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2933 و2990) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/158) .
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (2/352) ، وأحمد في "مسنده" (3/117 رقم 12169) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3202) من طريق أسباط بن محمد، وابن أبي الدنيا في "المحتضرين" (34) ، والنسائي في "الكبرى" (7095) ، وابن حبان في "صحيحه" (6605) من طريق جرير، كلاهما عن سليمان التيمي، به. قال النسائي: «سليمان التيمي لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ أنس» .
ورواه النسائي في "الكبرى" (7096) من طريق الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عن قتادة، عن صاحب له، عن أنس، به.
ونقل ابن حجر في "النكت الظراف" (1229) عن البزار قوله: «لا أعلم أحدًا تابع التيمي، وإنما رواه غيره عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ سَفِينَةَ، عَنْ أُمِّ سلمة» .
(3) هو: سليمان بن طَرْخان التَّيمي.(2/181)
قَالَ أَبِي: نَرَى أنَّ هَذَا خطأٌ؛ والصَّحيحُ: حديثُ هَمَّام (1) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ (2) ، عَنْ سَفِينة (3) ، عَنْ أُمِّ سَلَمة، عن النبيِّ (ص) .
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَروبة (4) ، فَقَالَ (5) : عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَفِينة، عَنْ أُمِّ سَلَمة، عن النبيِّ (ص) (6) .
وَقَالَ: وابنُ أَبِي عَروبة أحفَظُ، وحديثُ هَمَّام أشبَهُ؛ زَادَ هَمَّامٌ رجلاً (7) .
_________
(1) هو: ابن يحيى.
وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (2/253) ، وأحمد في "مسنده" (6/311 رقم26657 و321 رقم 26727) ، وابن ماجه في "سننه" (1625) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (7100) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6979) .
(2) هو: صالح بن أبي مريم.
(3) هو: أبو عبد الرحمن مولى رسول الله (ص) .
(4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (6/290 رقم26483 و315 رقم 26684) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (7098) .
ورواه ابن أبي الدنيا في "المحتضرين" (30) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (263/مسند علي) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6936) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3203) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/306 رقم 690) من طريق أبي عوانة، عن قتادة، به.
(5) قوله: «فقال» ليس في (ف) .
(6) من قوله: «وقال أبو زرعة ... » إلى هنا، سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(7) ذكر الدارقطني في "العلل" (5/166/ب) الاختلاف في هذا الحديث، وقال: «وحديث التيمي عن قتادة، عن أنس، غير محفوظ» . وقد وقع في النسخة الخطية لـ"علل الدارقطني" سقط واضطراب حال دون نقل كاملِ عبارته، وقد نقل بعضها الضياء في "المختارة" (7/37) فقال: «قال الدارقطني: رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وأبو عوانة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَفِينَةَ، عَنْ أم سلمة. وَقَالَ هَمَّامٌ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ سَفِينَةَ، عَنْ أم سلمة. قال: وهذا أصح، والله أعلم» . اهـ.(2/182)
301 - وسألتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ فَتْحِ بن [عمرو] (1) الكِسِّي؛ قال: حدَّثنا عبد الله بْنُ دَاوُدَ - يَعْنِي: الخُرَيبي (2) - عَنْ سُلَيمان بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أُمِّه (3) ، عَنْ أمِّ سعيدٍ سُرِّيَّةِ عليٍّ؛ قال (4) : سألتُ عَلِيًّا عَنْ صَلاةِ النبيِّ (ص) فِي رَمَضَانَ؟ فَقَالَ: مَا كَانَ صَلاتُهُ فِي رمضانَ وغيرِ رمضانَ إِلا سَواءً؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا أَبُو نُعَيم (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا سُلَيمان بْنُ الْقَاسِمِ؛ قَالَ: حدَّثتني أمِّي؛ قالَتْ (6) : سألتُ أمَّ سعيدٍ - سُرِّيَّةَ عليٍّ - عَنْ صَلاةِ عليٍّ فِي رمضان ... فلم يرفَعْهُ.
_________
(1) في جميع النسخ: «نصر» بدل: «عمرو» ، والمثبت هو الصواب؛ فقد ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/91 رقم516) ، وقال: «روى عنه = = أبي وأبو زرعة» ، وهو الذي يقال له: «الكِسِّي» ، وأما «فتح بن نصر» فيقال له: «الكناني» ، ولم يذكر ابن أبي حاتم أن أباه روى عنه، بل يبعد أن يروي عنه أبو حاتم وهو متكلَّم فيه، ولم يوثَّق؛ لأن من عادة أبي حاتم ألا يروي إلا عن ثقة، وقد قال ابنه عبد الرحمن في الموضع السابق من "الجرح والتعديل" رقم (518) في ترجمة فتح ابن نصر: «كتبنا فوائده لأن نسمع منه، فتكلَّموا فيه وضعفوه، فلم نسمع منه» . وانظر "لسان الميزان" (6/6) .
(2) في (ت) : «الخريني» .
(3) واسمها: زينب، كما في "الجرح والتعديل" (4/137 رقم598) .
(4) كذا في جميع النسخ: «قال» ، وكانت الجادَّةُ أنْ يقال: «قالتْ» ؛ لأنَّ الفعل مسندٌ إلى ضمير المؤنَّث العائد إلى أم سعيد، لكنَّ ما جاء في النسخ مِنْ تذكير الفعل يخرَّجُ على ثلاثة أوجه ذكرناها في التعليق على المسألة رقم (178) .
(5) هو: الفضل بن دُكَين.
(6) في (ت) و (ك) : «قال» ، وانظر توجيه ذلك في التعليق السابق.(2/183)
فقلتُ لأَبِي: حديثُ ابْنِ دَاوُدَ صَحيح؟
قَالَ: لا، أَبُو نُعَيم أثبتُ.
302 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَروبة (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ؛ أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ (3) : مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلاتِهِمْ؟! لَيَنْتَهُنَّ (4) عَنْ ذَلِكَ، أَوْ لَتُخْطَفَ أَبْصَارُهُمْ (5) .
وَرَوَاهُ أَبَانٌ العَطَّار (6) ، عَنْ قتادة؛ أنه بلغَه أن نبيَّ الله (ص) كَانَ يَقُولُ ... مُرسَلً (7) ؟
قَالَ أَبُو (8) زُرْعَةَ: ابنُ أَبِي عَروبة أحفَظُ،، وقتادةُ، عن أنس، عن
_________
(1) انظر المسألة رقم (2084) .
(2) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (750) .
(3) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(4) في (أ) و (ش) و"تاريخ أصبهان" (1/337) : «لينتهين» .
(5) كذا في جميع النسخ: «أو لتخطف أبصارهم» ، وفي "مصنَّف عبد الرزاق": «أو لَيَخْطَفَنَّ اللهُ أبصارَهُمْ» ، وفي بقية مصادر التخريج: «أو لَتُخْطَفَنَّ أبصارُهُمْ» ، وما في النسخ يخرَّج على أنَّه مؤكَّد بنون التوكيد الخفيفة، والفعل مبني على الفتح، والأصل: «أو لَتُخْطَفَنْ» ، ثم حذفت النون، وبقيت فتحة آخر الفعل: «أو لَتُخْطَفَ» ، انظر إيضاح ذلك في التعليق على المسألة رقم (32) .
(6) هو: ابن يزيد. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (3/258 رقم 13710) من طريق عفان بن مسلم، عن أَبَانٌ الْعَطَّارُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس، به. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (3259) عن طريق معمر، عن قتادة، به، مرسلاً.
(7) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(8) في (ف) : «أبي» .(2/184)
النبيِّ (ص) أصَحُّ؛ كَذَا رَوَاهُ عمرانُ القَطَّانُ (1)
أَيْضًا (2) .
303 - وسمعتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ وسُئِلَ عَنْ حديثِ غُنْدَر (4) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ وَرْقاء (5) ، عَنْ عَمَرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاء بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، فَلاَ صَلاَةَ إلاَّ المَكْتُوبَةُ.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ زكريَّا بْنُ إِسْحَاقَ (6) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاء بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
ورواه ابنُ عُيَينة (7) ،
_________
(1) هو: ابن داوَر. وروايته أخرجها أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/337) .
ورواه الطيالسي في "مسنده" (2131) عن همام بن يحيى، وأبو يعلى في "مسنده" (3191) من طريق شعبة.
(2) قال عبد الله بن أحمد في "العلل" (3/222 رقم4966) : «حدثني ابن خلاد قال: سمعت يحيى [يعني: ابن معين] يقول: كان شعبة ينكر حديث قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أُمَّ سليم سألت النبي (ص) عن المرأة ترى في منامها. كأنه يرى أنه عن عطاء الخراساني. وكان ينكر حديث: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ في الصَّلاة» ، نرى [كذا، ولعله: يرى] أنه لم يسمعه، وكان إنكاره لحديث أم سليم أشد من هذا» .
(3) انظر المسألة رقم (259) .
(4) هو: محمد بن جعفر. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (710) .
ورواه مسلم أيضًا من طريق شبابة، عن ورقاء، به.
(5) هو: ابن عمر اليَشكُري.
(6) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (710) .
(7) هو: سفيان. وروايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/257) من طريق هشام بن عمار، عنه، به، مرفوعًا. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (4840) عن ابن عيينة به، موقوفًا على أبي هريرة.
ورواه الترمذي في "العلل الكبير" (130) من طريق سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، والبزار في "مسنده" (192/أ/مسند أبي هريرة) من طريق أحمد بن عبدة، كلاهما عن ابن عيينة، به، موقوفًا.
قال الترمذي: «وهكذا روى حَمَّاد بْن زَيْدٍ، عَن عمرو ابن دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عن أبي هريرة، ولم يرفعه. وقال أيوب السَّختياني وزياد بن سعد وزكريا بن إسحاق ومحمد بن جحادة وورقاء بن عمر وإسماعيل ابن مسلم؛ رَوَوا عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) . وروى عبد الله ابن عيَّاش بْنِ عَبَّاسٍ الْقَتْبَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة، عن النبي (ص) ، ومرفوع أصح» .
وقال الدارقطني في "العلل" (11/89) : «واختُلف عن ابن عيينة؛ فرواه أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ وسعيد ابن منصور والعلاء بن هلال، عن ابن عيينة، مرفوعًا، ووقفه غيرهم عن ابن عيينة» .(2/185)
وحمَّادُ بنُ زَيْدٍ (1) ، وحمَّادُ بنُ سَلَمة (2) ،
_________
(1) روايته أخرجها ابن عدي في"الكامل" (2/262) ، وتمَّام في "فوائده" (417/الروض البسام) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/392) و (38/323) من طريق إبراهيم بن الحجاج السَّامي، عن الحمادين؛ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَحَمَّادُ بْنُ سلمة، مرفوعًا.
وأخرج مسلم في "صحيحه" (710) هذا الحديث من طريق يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادٍ بْن زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به، مرفوعًا، ثم أردفه بقول حماد بن زيد: ثم لقيت عمرًا، فحدَّثني به، ولم يرفعه.
وقال الدارقطني في "العلل" (11/90) : «واختُلِف عن حماد بن زيد؛ فرفعه إبراهيم بن الحجاج عنه، ووقفه غيره» . وانظر (ص83) من المرجع نفسه.
وقال ابن عدي: «وروي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زيد على ألوان، ثم رواه [كذا!] عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عمرو بن دينار نفسه؛ فإنه أوقفه على أبي هريرة. وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حماد بن زيد موقوفًا، ويقول في آخره: وقال حماد بن زيد: وكان أيوب يرفعه إلى النبي (ص) . ورواه زكريا بن عدي، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ علي بن الحكم، عن عمرو بن دينار، فرفعه، وإبراهيم ابن الحجاج جازف ولم يضبط، فجمع بين الحمَّادَين، فرفعه عنهما» .
(2) أخرجه أبو داود في "سننه" (1266) ، والبزار في "مسنده" (192/ب/مسند أبي هريرة) من طريق مسلم ابن إبراهيم، وأبو يعلى في "مسنده" (6379) من طريق مؤمَّل بن إسماعيل، وابن عدي في "الكامل" (2/262) من طريق إبراهيم بن الحجاج السَّامي، والخطيب في "تاريخه" (12/213) من طريق حجاج ابن محمد، أربعتهم عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مرفوعًا. قال البزار: «وهذا الحديث قد رواه مسلم، عن حماد، عن عمرو، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ أبي هريرة، موقوفًا» .
وقال ابن عدي: «وهذا الحديث رواه إبراهيم بن الحجاج السَّامي عن الحمادَين، عن عمرو بن دينار كما أمليته، ولم يضبطه؛ فإن هذا الحديث يرويه حماد بن سلمة موقوفًا على أبي هريرة، وقد رفعه عن حماد بن سلمة مسلم بن إبراهيم ومؤمل بن إسماعيل» . اهـ.
وقال الدارقطني في "العلل" (11/89-90) : «واختُلِف عن حماد بن سلمة: فرفعه مسلم بن إبراهيم وإبراهيم بن الحجاج عنه، ووقفه غيرهما» .(2/186)
وأبانُ العطَّارُ (1) ، كلُّهم عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ.
وَرَوَاهُ ابْنُ عُلَيَّة (2) ، عَنْ أيُّوب (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار، عن عَطَاء
_________
(1) هو أبان بن يزيد. وروايته أخرجها أبو عوانة في "مسنده" (2/33) ، والبغوي في "شرح السنة" (804) ، كلاهما من طريق مسلم بن إبراهيم، عن أبان، به، مرفوعًا.
وقال الدارقطني في "العلل" (11/91) : «واختُلِف عن أبان العطَّار: فرفعه البرتي، عن مسلم عنه، ووقفه غيره» . اهـ.
(2) هو: إسماعيل بن إبراهيم. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (4841) عنه هكذا موقوفًا. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (2470) من طريق محمد بن سفيان الصفَّار، عن ابن عليَّة، فرفعه.
= ... وذكر الدارقطني في "العلل" (11/83-85) رواية حماد بن زيد ومن وافقه في روايته عن أيوب مرفوعًا، ثم قال: «وكذلك رواه فتح بن هشام الترجماني، عن ابن عليَّة، عن أيوب، ووقفه أَبُو بَكْرُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عن ابن عليَّة. وكذلك رواه شعبة وهشام بن حسان ويزيد بن زريع وعبد الوارث بن سعيد وعبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، موقوفًا» . اهـ.
(3) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.(2/187)
بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (1) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الموقوفُ أصحُّ (2) .
تَمَّ الجُزْءُ الثَّاني، يَتلُوهُ في الجُزْءِ (3) الثَّالثِ فِي قَولِه (4) : وسمعتُ (5) أَبِي؛ قَالَ: سمعتُ إسحاقَ
والحمدُ لِلَّهِ ربِّ العالمينَ (6)
_________
(1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(2) توسع البزار في "مسنده" (192/أ-ب/مسند أبي هريرة) في ذكر الاختلاف في هذا الحديث، وقد نقل كلامه بتمامه محقق كتاب "العلل" للدارقطني (11/83-85) . وكذا أطال الدارقطني في "العلل" (2139) في ذكر الاختلاف فيه، ولم يرجِّح.
(3) في (ف) : «يتلوه الجزء» .
(4) قوله: «في قوله» ليس في (ف) .
(5) في (ف) : «سمعت» بلا واو.
(6) من قوله: «تم الجزء الثاني ... » إلى هنا، ليس في (ت) ، و (ك) ، وفي هامش (ش) : «آخر الجزء الثاني» . وزاد في (ف) بعد هذا الموضع: «وصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّد وآلهِ وصَحبِه وسَلَّم تسليمًا كثيرًا» .(2/188)
بسم اللَّه الرَّحمن الرَّحيموصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّد، وآلهِ وصَحبِه وسَلَّم (1) الجُزْءُ الثَّالِثُ (2) فِي عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الصَّلاَةِ (3)
304 - وسمعتُ (4) أَبِي؛ قَالَ: سمعتُ إِسْحَاقَ بْنَ مُوسَى الأَنْصَارِيَّ، وَسَأَلْتُهُ عن جَدِّه عبد الله بْنِ يَزِيدَ الأنصاريِّ الخَطْميِّ: هَلْ لَهُ صُحْبَة؟ فَجَعَلَ يُصَغِّره (5) .
وذكَرَ (6) حَدِيثًا سَمِعَهُ مِنْ أَبِي زُرْعَةَ (7) ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عبد الله بْنِ سَلَمة الأَفْطَسِ، عَنْ أَبِي جعفر الخَطْميِّ (8) ، عن أبي
_________
(1) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا، من (أ) و (ف) فقط. وزاد بعده في (ف) : «نا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتِم محمَّد بن إدريس الحنظلي الرَّازي رحمهما الله تعالى؛ قال» .
(2) قوله: «الجزء الثالث» من (أ) فقط، وفي موضعه بياض في مصورة (ش) ، ولعله بسبب كَتْبه بالمِداد الأحمر.
(3) قوله: «فِي علل أخبار رويت فِي الصلاة» من (أ) و (ش) فقط.
(4) في (ت) و (ف) و (ك) : «سمعت» بلا واو.
(5) يعني: يصغِّر سِنَّه التي كان عليها قبل وفاة النبي (ص) . وانظر "الجرح والتعديل" (5/197) .
(6) أي: أبو حاتم.
(7) هو: عبيد الله بن عبد الكريم، وروايته أخرجها عبد الغني الأزدي في "الغوامض والمبهمات" (6) ، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص (179) وفيه: «عبد الله بن أبي بكر» بدل: «أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بن حزم» .
وانظر "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (4563) .
(8) هو: عمير بن يزيد.(2/189)
بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بنِ حَزْم (1) ، عَنْ عَمْرَة (2) ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) سمع من اللَّيْلِ قراءةَ عبد الله بْنِ يَزِيدَ، فَقَالَ: رَحِمَهُ اللهُ! لَقَدْ أَذْكَرَنِي (3) آيَاتٍ كُنْتُ أُنْسِيتُهَا، أَوْ نَحْوَ هَذَا (4) .
قَالَ أَبِي: سمعتُ هَذَا الحديثَ من إبراهيم ابن موسى بعد ما قَدِمْتُ (5) ، وعبدُالله بنُ سَلَمة متروكُ الْحَدِيثِ؛ كَانَ بَذِيءَ اللِّسَان، فأنكَرَ عَلَيْهِ يَحْيَى (6) وعبدُالرحمن (7) ؛ فتُرِكَ (8) حديثُهُ. وَهَذَا عِندي مدخولٌ؛ لأنَّ عبدَالله بْنَ يَزِيدَ كَانَ صَغِيرًا عَلَى عهد النبيِّ (ص) (9) ،
_________
(1) في (ت) : «عمر وحزم» ، وفي (ك) : «عمر بن حزم» .
(2) هي: ابنة عبد الرحمن.
(3) في (ك) : «رحمه لقد أذكرتني» .
(4) نقل الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (4/246) عن ابن منده أنه قال: «غريب، وقد رواه هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة، ولم يسم القارئ» .
وقد أخرج البخاري هذا الحديث في "صحيحه" (2655) ، ومسلم في "صحيحه" (788) من طريق هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة قالت: سمع النبي (ص) رجلاً ... الحديث، ولم تسمِّه.
ثم قال البخاري: وزاد عبَّاد بن عبد الله عن عائشة: تهجَّد النبي (ص) في بيتي، فسمع صوت عبَّاد يصلي في المسجد ... الحديث. وعبَّاد هذا هو: ابن بشر، وهذه الرواية تدل على ضعف أنه عبد الله بن يزيد.
(5) أخرجه الأزدي في "الغوامض والمبهمات" (7) - ومن طريقه ابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (1/356) - من طريق أبي حاتم، عن إبراهيم ابن موسى، به.
(6) هو: ابن سعيد القطَّان.
(7) هو: ابن مهدي.
(8) في (ت) و (ك) : «وترك» .
(9) في (ت) و (ك) : «على عهد رسول الله (ص) » .(2/190)
وإنما يحدِّث عبدُالله بْنُ يَزِيدَ عَنِ البَرَاء (1) ، وَعَنْ أَبِي أيُّوب (2) ، وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثابِت؛ فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى صِغَره.
وَأَمَّا أَبُو بكرِ بنُ عيَّاش (3) : فَإِنَّهُ (4) يَرْوِي عَنْ أَبِي حَصِين (5) ، عن أبي بُرْدَة (6) ، عن عبد الله بن يزيد: سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: جُعِلَ عَذَابُ هَذِهِ الأُمَّةِ فِي السَّيْفِ.
وَرَوَاهُ ابْنُ عُلَيَّةَ (7) ، عَنْ يونسَ (8) ، عَنْ حُمَيد بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ رجل من أصحاب النبيِّ (ص) - ولم يُسَمِّه - عن النبيِّ (ص) ، بِمِثْلِهِ.
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أشبَهُ؟
قال: ما أدري!
_________
(1) هو: ابن عازب.
(2) هو: خالد بن زيد الأنصاري.
(3) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (1/49-50) و (4/254) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/308) ، والقضاعي في "مسنده" (1000) ، والبيهقي في "الشعب" (7/154) ، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (4/205) بلفظ: «إن عذاب هذه الأمة جعل في دنياها» .
(4) في (ف) : «فإني» .
(5) هو: عثمان بن عاصم.
(6) هو: ابن أبي موسى الأشعري.
(7) هو: إسماعيل بن إبراهيم. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "مسنده" (938) .
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2917) من طريق حماد بن سلمة، وأبو يعلى في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (4185) - من طريق خالد ابن عبد الله الواسطي، كلاهما عن يونس، به.
(8) هو: ابن عُبَيد.(2/191)
305 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعتَمِرُ ابنُ سُلَيمان (1) ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ أنسٍ؛ أنه قال: كان أَحَدٌ (3)
منَّا لا يَحْني ظَهْرَهُ، حَتَّى يَرَى رسولَ الله (ص) ساجِدًا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ هُوَ كَمَا حدَّثنا مُسَدَّد (4) ، عَنْ مُعْتَمِرٍ، عن
_________
(1) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (3/46 رقم1598) من طريق محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، عن المعتمر، به.
(2) هو: سليمان بن طَرْخان التَّيمي.
(3) كذا باستعمال «أَحَد» في سياق الإثبات ظاهرًا، والأصل فيها استعمالها في سياق النفي - كما جاء في مصادر التخريج - لكنَّ ما وقع هنا يخرَّج على أنَّه من الإثبات المؤوَّل بالنفي؛ فإنَّ المعنى على النَّفْيِ، والتقدير: «ما كان أَحَدٌ مِنَّا يَحْنِي ظَهْرَهُ حَتَّى يَرَى رسولَ اللهِ (ص) ساجدًا» .
ونظير ذلك ما جاء في حديث البخاري (3415) ، ومسلم (2373) من قوله (ص) : «ولا أقولُ: إنَّ أحدًا أفضَلُ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى _ج» ، قال ابن مالك في "شواهد التوضيح" (ص271- 272 مبحث رقم 71) : «وفي «ولا أقول: إنَّ أحدًا أفضلُ مِنْ يُونُسَ بن مَتَّى _ج» : استعمالُ «أَحَدٍ» في الإيجاب؛ لأنَّ فيه معنى النفي؛ وذلك أنه بمعنى: لا أَحَدَ أفضَلُ من يُونُسَ؛ والشَّيْءُ قد يُعْطَى حُكْمَ ما هو في معناه وإنِ اختَلَفا في اللفظ؛ فمنْ ذلك قوله تعالى: [الأحقاف: 33] {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ} ؛ فأُجْرِيَ - في دخول الباء على الخبر- مُجْرَى: أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادر؛ لأنَّه بمعناه. اهـ.
ونقل ذلك عنه السيوطي في "عقود الزبرجد" (3/76) ، وانظر "الحدود" للرماني (ص78- تحقيق السامرائي) .
(4) هو: ابن مُسَرهَد. وروايته أخرجها في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (417) . ورواه أبو يعلى في "مسنده" (4082) من طريق عبد الأعلى بن حماد، عن معتمر، به.
ورواه البزار في "مسنده" (472/كشف الأستار) من طريق سعيد بن الفضل، عن حميد، عن أنس، به.
قال البزار: «لا نعلم رواه عن حميد، عن أنس إلا سعيد، وقد رواه المعتمر، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أنس» .(2/192)
أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أنسٍ، عن النبيِّ (ص) (1) .
306 - وسمعتُ أبي يقول: روى (2) أبوعَوَانةَ (3) ، عَنِ الحَكَم (4) ، عَنْ عاصِم بْنِ ضَمْرةَ، عَنْ عليٍّ؛ قَالَ: إِذَا قعَدَ المصلِّي مِقدارَ التَّشَهُّد، فَقَدْ تَمَّتْ صَلاتُهُ.
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (5) ؛ لا أعلَمُ رَوَى الحَكَمُ بنُ عُتَيبةَ عَنْ عاصِم بْنِ ضَمْرةَ شَيْئًا (6) ، وَقَدْ أَنْكَرَ شُعْبَةُ عَلَى أَبِي عَوَانةَ روايتَهُ عن
_________
(1) قال الدارقطني في "العلل" (4/85/أ) : «يرويه معتمر، واختُلِف عنه: فرواه الترجماني، عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أنس، وخالفه عبد الأعلى بن حماد، وأزهر بن جميل؛ فروياه عن معتمر، عن أبيه؛ قال: أخبرني رجل عن أنس، ورواه ابن أبي مذعور، عن معتمر، عن أبيه: أنه حُدِّث عن أنس، وهو الصَّواب» . اهـ.
وهذا بالنسبة لحديث أنس؛ فإنه قد صح الحديث من رواية البراء بن عازب عند البخاري (690) ، ومسلم (474) ، ومن حديث عمرو بن حُرَيْث عند مسلم (475) .
(2) في (ك) : «رواه» .
(3) هو: الوضَّاح بن عبد الله. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/273) ، والدارقطني في "السنن" (1/360) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/173) .
(4) هو: ابن عُتَيبة.
(5) قال ابن رجب في "فتح الباري" (5/216) : «وقد أنكر صحته أحمد وأبو حاتم الرازي وغيرهما» .
(6) نقل ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (1/467) قول أبي حاتم: «لا أعلم الحكم روى عن عاصم شيئًا» ، ونقل عن أبي الوليد الطيالسي قوله: «ما أرى الحكم سمع من عاصم بن ضمرة» .(2/193)
الحَكَم، وَقَالَ (1) : لَمْ يكنْ ذَاكَ (2) الَّذِي لَقِيتَهُ الحَكَمَ.
قَالَ أَبِي: ولا يشبهُ هَذَا الحديثُ حديثَ الحَكَمِ (3) .
306/أ - وَقَالَ (4)
أَبِي: روى أَبُو عَوَانةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَخنَسِ (5) ، وبُكَيرٌ (6) قديمٌ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ الثوريُّ، ولا شُعْبَةُ؛ إِنَّمَا روى عَنْهُ الأعمشُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيبانيُّ (7) ، ومِسْعَرٌ (8) ؛ فلا أدري أين
_________
(1) أي: قال شعبة لأبي عوانة.
(2) في (ف) : «ذلك» .
(3) وقال الإمام أحمد في "العلل" (937) : حدثنا أبو عاصم؛ قال: أخبرنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إبراهيم، عن الأسود: أن عمر قال: من ملك ذا رحم، أو ذا محرم، فهو حُرٌّ. ثم قال أحمد: قلت لأبي عاصم: الشك منكم، أو منه؟ قال: لا أدري! ثم قال أحمد أيضًا (939) : حدثنا أبو عاصم؛ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عوانة، عَن الْحَكَمِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عن علي؛ قال: إذا جلس قدر التشهُّد فقد تمَّت صلاته. ثم قال أحمد: قال لي أبو عاصم: أكرهت أبا عوانة على هذين الحديثين. اهـ.
ونقل ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (1/410) عن علي بن سعيد قال: سألت أحمد بن حنبل عمَّن ترك التشهد؟ فقال: يعيد. فقلت: فحديث علي: من قعد مقدار التشهد؟ فقال: لا يصح.
(4) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو.
وقد نقل الحافظ ابن حجر في ترجمة بكير بن الأخنس من "تهذيب التهذيب" (1/247) قول أبي حاتم هذا.
(5) في (ت) : «الأخفس» بالفاء والسين المهملة، وفي (ك) : «الأخفش» بالشين المعجمة.
(6) قوله: «وبُكَير» سقط من (ت) و (ك) .
(7) هو: سليمان بن أبي سليمان.
(8) هو: ابن كِدام.(2/194)
لقيَهُ؟! وكيف أدرَكَهُ (1) ؟!
307 - وسُئِلَ (2) أَبِي عن حديثٍ رواه أبوبكرٍ الحَنَفيُّ (3) ،
عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (4) ، عَن جَابِر: أنَّ النبيَّ (ص) دخَلَ عَلَى مَريضٍ وَهُوَ يصلِّي على وِسادَة (5) ... ؟
_________
(1) يعني: إدراك أبي عوانة لبكير بن الأخنس.
وقال أبو حاتم أيضًا في المسألة (323) : «روى أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَخْنَسِ حَدِيثًا وَاحِدًا، وَهُوَ: حَدِيثُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَرَض اللَّه الصَّلاةَ على لسان نبيكم (ص) فِي الْحَضَرِ أَرْبَعًا، وَفِي السَّفَرِ ركعتين» . اهـ.
وهذا الحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (687) من طريق أبي عوانة. ... وقال أبو حاتم أيضًا في المسألة رقم (1563) : «رَوَى أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ حَدِيثًا وَاحِدًا، وَعَنْ مُعَاوِيَةَ حَدِيثًا وَاحِدًا، وَعَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأخنس حديثًا واحدًا» .
(2) نقل بعض هذا النص ابن عبد الهادي في "المحرر" رقم (398) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/410 رقم338) . وقال ابن التركماني في "الجوهر النقي" (2/306) : «وفي "علل ابن أبي حاتم": أن أبا أسامة رواه عن الثوري كذلك» .
(3) هو: عبد الكبير بن عبد الحميد. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (568/كشف الأستار) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/92) ، والبيهقي في "الكبرى" (2/306) ، وفي "معرفة السنن والآثار" (3/225) .
قال البزار: «لا نعلم أحدًا رواه عن الثوري إلا الحنفي» . وقال أبو نعيم: «تفرد به الحنفي» . وقال البيهقي: «وهذا الحديث يعدُّ في أفراد أبي بكر الحنفي عن الثوري» . ووقع عند أبي نعيم: «أبو علي الحنفي» .
ورواه البيهقي في "الكبرى" (2/306) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن سفيان، به.
(4) هو: محمد بن مسلم بن تَدرُس.
(5) تمام متنه: «فأخذها، فرمى بها، فأخذها عودًا ليصلي عليه، فأخذه، فرمى به، وقال: صلِّ على الأرض إن استطعت، وإلا فأومِ إيماء، واجعل سجودك أخفض من ركوعك» .(2/195)
قَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ (1) جَابِرٍ - قولَهُ (2) - إنه دخَلَ عَلَى مَريضٍ ... .
فَقِيلَ لَهُ: فإنَّ أبا أسامةَ (3) قد روى عَنِ الثَّوْري هَذَا الحديثَ مرفوعًا؟
فَقَالَ: ليسَ بشيءٍ، هُوَ موقوفٌ.
308 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد ابن سَلَمة، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ (4) ، عَنِ القاسِم بْنِ محمد، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ يَغُرَّنَّكُمْ أَذَانُ بِلالٍ، وَلَكِنْ يُؤَذِّنُ (5) ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ؟
فَقَالَ أَبِي: حدَّثنا الحُمَيدي (6) ؛ قَالَ: حدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ عِياضٍ (7) ، عَنْ عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنِ القاسِم، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) . جميعًا
_________
(1) قوله: «عن» سقط من (ش) .
(2) أي: عن جابرٍ من قولِهِ، حذف الخافض «مِنْ» ، فانتصب ما بعده. وانظر في النصب على نزع الخافض: التعليق على المسألة رقم (12) .
(3) هو: حماد بن أسامة.
(4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7611) قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر، به.
(5) كذا! وما في مصادر التخريج: «حتى يؤذِّن» أو: «حتى ينادي» .
(6) هو: عبد الله بن الزبير.
(7) روايته أخرجها أبو نعيم في "المستخرج على صحيح مسلم" (2456) من طريق مروان بن عبيد، عنه، به.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (622 و1919) ، ومسلم في "صحيحه" (1092) من طرق عن عبيد الله، عن القاسم، عن عائشة.(2/196)
صَحِيحَينِ (1) ؛ قَصَّر حمَّادٌ، وجوَّده غَيْرُهُ.
308/أ- قَالَ أَبِي (2) : وَلا أعلَمُ رَوَى هَذَا الحديثَ - عَنْ أيُّوبَ (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النبيِّ (ص) : أنَّ بِلالا أذَّن قبلَ الصُّبْح، فقال له النبيُّ (ص) : ارْجِعْ فَنَادِ: إِنَّ العَبْدَ نَامَ - إلا حمَّاد (4)
بنَ
_________
(1) كذا بالياء قبل النون «صَحِيحَينِ» في جميع النسخ، وله وجهان من العربية ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (25) و (759) .
(2) نقل بعض هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1142 و1144) .
(3) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.
(4) قوله: «حماد» يجوز فيه النصب والرفع:
أما النصب: فعلى أنه مفعولٌ به لـ «أعلم» ، ويكون في الكلام تقديم وتأخير؛ والتقدير: ولا أعلم إلا حمادَ بنَ سلمة روى هذا الحديثَ ... ويسمى هذا الاستثناءُ مُفرَّغًا؛ تفرغ فيه العامل قبل «إلا» للعمل فيما بعدها. وجملة «روى ... » في محل نصب حالٍ متقدمة على صاحبها وجوبًا؛ لأنه محصور بـ «إلا» . و «أعلم» هنا بمعنى «أعرف» متعدٍّ إلى مفعولٍ واحدٍ.
وأما الرفع: فعلى أنه فاعل لـ «روى» ، والاستثناء أيضًا مُفرَّغ؛ إما على أن «لا أعلم روى» في معنى «لم يرو» ؛ كما قيل في قوله تعالى: [التّوبَة: 32] {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ} ؛ قال ابن هشام: «فحمل "يأبى" على "لا يريد" لأنهما بمعنًى» . اهـ. يعني: فصار الاستثناء مُفرَّغًا.
وإما على تقدير حرف النفي داخلاً على جملة «روى ... » ، وتقدير «أعلم» معترضًا بينهما. والفعلُ «أعلم» هنا من أفعال القلوب، متعدٍّ إلى مفعولين، وألغي عمله، وإن كان متقدمًا على معموليه: إما على مذهب الكوفيين والأخفش حيث يجيزون إلغاء العامل المتقدم. وإما على مذهب البصريين لأن الفعل هنا ليس متقدمًا تقدمًا محضًا بل هو متوسط في الكلام، والتوسط في الكلام مقتضٍ للإلغاء أيضًا، وقد سُبق الفعل هنا بحرف العطف وحرف النفي «ولا» . وإما أن يكون ملغًى على تقديره معترضًا بين النفي وما بعده كما مر. وجملة «روى» في حال إلغاء الفعل «أعلم» وإبطال عمله، لا محل لها من الإعراب.
وانظر: "أوضح المسالك" (2/60-63/باب ظن وأخواتها) ، (2/222/باب الاستثناء) ، (2/279-285/باب الحال) .(2/197)
سَلَمة (1) ،
وَشَيْئًا حدَّثنا عمرُ بْنُ عَلِيٍّ (2) الإِسْفَذَنِيُّ (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا ابْنُ أبي مَحْذُورةَ، عن عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّادٍ (4) ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر،
_________
(1) روايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (782/المنتخب) ، وأبو داود في "سننه" (532) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/139) ، والدارقطني في "السنن" (1/244) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/383) .
روى البيهقي عن محمد بن يحيى الذهلي قوله: «حَدِيثٍ حَمَّاد بْن سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر أن بلالاً أذن قبل طلوع الفجر، شاذ غير واقع على القلب، وهو خلاف ما رواه الناس عن ابن عمر» .
وروى البيهقي عن علي بن المديني قوله: «أخطا حماد في هذا الحديث، والصحيح حديث عبيد الله، يعني: عن نافع، وحديث الزهري، عن سالم» . وبنحوه نقل عنه ابن كثير في "مسند الفاروق" (1/147-148) .
= ... وقال أبو داود: «وهذا الحديث لم يروه عن أيوب إلا حماد بن سلمة» .
وقال أبو عيسى الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (203) : «وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر: أن بلالاً أذن بليل، فأمره النبي (ص) أن ينادي: إن العبد نام. قال أبو عيسى: هذا حديث غير محفوظ، والصحيح: ما روى عبيد الله بن عمر وغيره عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن النبي (ص) قَالَ: «إِنَّ بِلالا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُّوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أم مكتوم» . اهـ.
وقال الدارقطني: «تابعه [يعني: حماد بن سلمة] سعيدُ ابن زَرْبي - وكان ضعيفًا - عن أيوب» . وقال البيهقي: «هذا حديث تفرد بوصله حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، وروي أيضًا عن سعيد بن زَرْبي، عن أيوب إلا أن سعيدًا ضعيف، وروراية حماد منفردة، وحديث عبيد الله ابن عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر أصح منها، ومعه رواية الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ» ا. هـ.
(2) كذا وقع هنا وفي "الجرح والتعديل" (6/125 رقم679) . ووقع في "تهذيب الكمال" (2/139) في ترجمة إبراهيم بن عبد العزيز: «علي بن عمر» .
(3) انظر في ضبط «الإسفدني» التعليق على المسألة رقم (871) .
(4) في (ك) : «رواه» .(2/198)
عن النبيِّ (ص) (1) .
قَالَ (2) : والصَّحيحُ: عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ عُمَرَ أَمَرَ مَسْرُوحًا (3) - أذَّن قَبْلَ الفَجْرِ - فأمَرَهُ (4) أن يَرْجَِع (5) ،
وفي بعض
_________
(1) أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/383) من طريق محمد بن بكر بن خالد، عن إبراهيم بن عبد العزيز ابن أبي محذورة، عن عبد العزيز بن أبي رواد، به، وكان البيهقي قال قبل ذلك: «وروي عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رواد، عن نافع موصولاً، وهو ضعيف لا يصح» .
(2) نقل بعض كلام أبي حاتم الآتي ابن رجب في "فتح الباري" (3/512) .
(3) في (ت) و (ك) : «مسروجًا» بالجيم. ومسروح هذا هو ابن سَبْرة النَّهشَلي، مؤذِّن عمر بن الخطاب، له ترجمة في"تهذيب الكمال" (27/451) .
(4) كذا في (ف) ، وفي بقيَّة النسخ: «وأمره» .
(5) الحديث أخرجه أبو داود في "سننه" (533) ، والدارقطني في "سننه" (1/244) من طريق شعيب بن حرب، عن عبد العزيز بن أبي روَّاد؛ أخبرنا نافع، عن مؤذِّنٍ لعمر يقال له: مسروح؛ أذن قبل الصبح، فأمره عمر ... فذكر نحوه.
قال أبو داود: «وقد رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عبيد الله بن عمر، عن نافع - أو غيره: أن مؤذنًا لعمر يقال له: مسروح، أو غيره. ورواه الدراوردي، عن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: كان لعمر مؤذن يقال له: مسعود [كذا!] ... وذكر نحوه، وهذا أصح من ذاك» . اهـ.
وذكر ابن عبد البر في "التمهيد" (10/60) رواية عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عن مؤذن لعمر يقال له: مسروح، ثم قال: «وهذا إسناد غير متصل؛ لأن نافعًا لم يلق عمر، ولكن الدراوردي وحماد بن زيد قد رويا هذا الخبر عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر مثله، إلا أن الدراوردي قال: يقال له: مسعود» . اهـ.
وقال أبو عيسى الترمذي في الموضع السابق: «وروى عبد العزيز بْنِ أَبِي روَّاد، عَنْ نَافِعٍ: أن مؤذِّنًا لعمر أذَّن بليل، فأمره عمر أن يعيد الأذان، وهذا لا يصح أيضًا؛ لأنه عن نافع، عن عمر منقطع، ولعل حماد بن سلمة أراد هذا الحديث، والصحيح رواية عبيد الله وغير واحد عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، والزهري، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن النبي (ص) قَالَ: «إِنَّ بِلالا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ» .
قال أبو عيسى: ولو كان حديث حماد صحيحًا؛ لم يكن لهذا الحديث معنى؛ إذ قال رسول الله (ص) : «إن بلالاً يؤذن بليل» ، فإنما أمرهم فيما يُسْتَقْبَل، وقال: «إن بلالاً يؤذن بليل» ، ولو أنه أمرهم بإعادة الأذان حين أذَّن قبل طلوع الفجر؛ لم يقل: «إن بلالاً يؤذن بليل» .(2/199)
الأَحَادِيثِ: أنَّ بِلالا أذَّن قَبْلَ الْفَجْرِ (1) . فَلَوْ صَحَّ هَذَا الحديثُ، لدفعَهُ حديثُ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة - والقاسمِ بْنِ مُحَمَّدٍ (3) ، عَنْ عائِشَة - عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ بِلاَلاً يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا (4) وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ (5) مَكْتُومٍ، فَقَدْ جوَّز النبيُّ (ص) الأذانَ قبلَ الفَجْر، مَعَ أنَّ حديثَ حمَّاد بْنِ سَلَمة خطأٌ (6) .
قِيلَ لَهُ: فحديثُ ابْنِ أَبِي مَحْذورة؟
قال أبي: [ابنُ أبي] (7) مَحْذورة شيخٌ (8) .
_________
(1) من قوله: «وأمره أن يرجع ... » إلى هنا، مكرر في (ك) .
(2) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (1/211 رقم406) ، وابن حبان في "صحيحه" (3473) .
(3) روايته تقدمت في المسألة السابقة.
(4) في (ت) : «وكلوا» .
(5) قوله: «أم» سقط من (ت) .
(6) وكذا حكم بأنه خطأ من حماد كلٌّ من: علي بن المديني، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد، والترمذي، وأبي داود، والأثرم، والدارقطني، وغيرهم.
انظر لذلك "فتح الباري" لابن رجب (3/512-513) ، و"العلل" للدارقطني (4/111/أ) .
(7) ما بين المعقوفين سقط من (أ) و (ش) ، وفي (ت) و (ف) و (ك) : «أبو» ، والمثبت من "فتح الباري" لابن رجب (3/512) نقلاً عن هذا الموضع.
(8) اسم ابن أبي محذورة هذا: إبراهيم بن عبد العزيز، ويُستفاد من هنا قول أبي حاتم فيه: «شيخ» ، فلم نقف عليه في غير هذا الموضع.(2/200)
309 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ لُوَيْنٌ (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ راشِد السَّمَّاك، عَنْ عَطاءِ بْنِ أَبِي رَبَاح، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ صلَّى الفَجْرَ، فأَبْصَرَ رجلا يصلِّي الرَّكعَتَينِ ... فذكر الحديثَ؟
فَقَالَ أَبِي: حدَّثنا لُوَيْنٌ بِهَذَا (3) الحديثِ.
فَقَالَ أَبِي: يُرَى (4) ضَعْفُ الرجلِ فِي روايتِهِ مِثْلَ هَذَا؛ روى هَذَا الحديثَ سُفْيانُ بنُ عُيَينة (5) ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن الحارِث، عَن قيس بْن عَمْرٍو، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) انظر ما يأتي في المسألة رقم (504) .
(2) هو: محمد بن سليمان المِصِّيصي.
(3) في (ت) : «بها» .
(4) في (أ) : «نرى» ، وهي على الوجهين في (ش) و (ك) .
(5) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (892) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1116) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4138) .
ومن طريق الحميدي رواه الطحاوي في "شرح المشكل" (4139) ، والطبراني في "الكبير" (18/367 رقم 938) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/456) .
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (6439 و36360) ، وأحمد في "المسند" (5/447 رقم 23760) ، وأبو داود في "سننه" (1267) ، والحاكم في "المستدرك" (1/275) من طريق عبد الله بن نمير، والترمذي في "جامعه" (422) من طريق عبد العزيز الدراوردي، كلاهما عن سعد بن سعيد، به.
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2156) ، والطبراني في "الكبير" (18/367 رقم 937) ، والدارقطني في "السنن" (1/384-385) .
ومن طريق أحمد رواه الطبراني (18/367 رقم 937) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5699) ، وقد أسهب في ذكر الاختلاف في هذا الحديث.
قال الترمذي: «حديث محمد بن إبراهيم لا نعرفه مثل هذا إلا من حديث سعد بن سعيد، وقال سفيان بن عيينة: "سمع عطاء بن أبي رباح من سعد بن سعيد هذا الحديث" وإنما يروى هذا الحديث مرسلاً ... وإسناد هذا الحديث ليس بمتصل؛ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ التيمي لم يسمع من قيس، وروى بعضهم هذا الحديث عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ محمد ابن إبراهيم أن النبي (ص) خرج فرأى قيسًا، وهذا أصح من حديث عبد العزيز، عن سعد بن سعيد» .(2/201)
قال ابنُ عُيَينة: «روى عَطَاءٌ هذا الحديثَ عَنْ سَعْدِ (1) بْنِ سَعِيدٍ» (2) .
فكيفَ سَمِعَ عَطَاءٌ من ابن عُمَرَ وَهُوَ قد سَمِعَ من سَعْد (3) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن قَيْسِ بْن عَمْرو، عن النبيِّ (ص) ؟!
قلتُ لأَبِي: روى مُحَمَّد بْن سُلَيمان بْن أَبِي دَاوُدَ الحَرَّاني، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطاءٍ، عَنْ جابر، عن النبيِّ (ص) ... بِهَذَا الحديثِ.
قَالَ أَبِي: سُلَيمان بْن أَبِي دَاوُدَ ضعيفُ الحديث (4) .
310 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو حُذَيفة (5) ، عن الثوري،
_________
(1) في (أ) و (ش) : «روى هَذَا الحديث عطاء عَنْ سعيد» .
(2) روى قوله هذا أبو داود في "سننه" (1268) ، وعلَّقه الترمذي في "جامعه" (422) .
(3) في (ش) : «سعيد» .
(4) قال الدارقطني في "العلل" (4/129/أ) : «يرويه مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن أَبِي داود، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جابر، وخالفه عبد الملك بن أبي سليمان وقيس بن سعد المكِّي؛ روياه عن عطاء مرسلاً، وهو أشبه بالصَّواب، ويقال: إن عطاء بن أبي رباح إنما أخذ هذا الحديث من سعد بن سعيد أخي يحيى بن سعيد، وسعد يرويه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قيس بن عمرو» . اهـ.
(5) هو: موسى بن مسعود النَّهْدي. وروايته أخرجها المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (226) ، وأبوعوانة في "مسنده"- كما في "إتحاف المهرة" (14/512) - وأبو نعيم في "الحلية" (7/86) ، وتمام في "فوائده" (406/الروض البسام) .
قال أبو نعيم: «مشهور بأبي حذيفة، عن الثوري، ورواه الفريابي عنه، وهو عزيز» . ثم رواه من طريق الفريابي، عن سفيان مثله.
ورواه أبوعوانة في "مسنده"- كما في "إتحاف المهرة" (14/512) - وأبو نعيم في "الحلية" (7/205) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/224) ، وتمام في "فوائده" (406/الروض البسام) من طريق أبي زيد سعيد بن الربيع، عن شعبة، عن الأعمش، به.
ورواه ابن ماجه في "سننه" (1420) ، وابن أبي الدنيا في "التهجد وقيام الليل" (216) من طريق يحيى بن يمان، والترمذي في "الشمائل" (263) من طريق يحيى بن عيسى الرملي، كلاهما عن الاعمش، به.(2/202)
عَنِ الأَعْمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يصلِّي حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَماه، فَقِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ! ... الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِير، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَش (2) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ؛ قَال رسولُ الله (ص) .
قال أبي: ومُرسَلً (3) أشبَهُ (4) .
_________
(1) هو: ذَكْوان السَّّمَّان.
(2) روايته أخرجها أحمد في "الزهد" ص (24) من طريق وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صالح، به، مرسلاً.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8347) من طريق وكيع، إلا أنه قال: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) ، عن النبي (ص) ، به.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف (4747) عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ بعض أصحابه قال: كان النبي (ص) يصلي ... .
(3) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب تمشِّيًا مع لغة ربيعة، وتقدير الكلام هنا: «وهو أشبَهُ مرسلاً» . وانظر للغة ربيعة المسألة رقم (34) .
(4) قال الدارقطني في "العلل" (8/172) : «يرويه الأعمش، واختُلِف عنه؛ فرواه الثوري وشعبة ويحيى بن يمان ويحيى بن عيسى الرملي وهشيم، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، وقال جابر بن نوح: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، أو أبي سعيد. وقال محاضر: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، أو بعض أصحاب النبي (ص) . وقال زائدة وأبو عوانة ووكيع: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن بعض أصحاب النبي (ص) ، وهذا من الأعمش كان - والله أعلم - كان يشك فيه» .(2/203)
311 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبَة (1) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّان (2) ، عَن عَبِيدَة (3) ، عَن عليٍّ: فِي صَلاةِ الوُسْطَى؟
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَن قتادةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَن عليٍّ.
قَالَ أَبِي (4) : الصَّحيحُ: حَدِيث شُعْبَة وغيرِهِ عَنْ قتادةَ، عَنْ أَبِي حَسَّان، عَن عَبِيدَة، عَن عليٍّ؛ وحمَّادٌ لم يَضْبِطْ.
312 - وسألتُ أَبِي (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ قَتَادَةَ، عَن حُذَيفة؛ فِي صَلاة الكُسُوف.
قلتُ: وقد رَوَاهُ سعيدٌ (6) وعِمْرَانُ (7) ؛ قالا: عَنْ قتادة، عن أبي
_________
(1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/137 رقم 1150 و1151) ، ومسلم في "صحيحه" (627) .
ورواه أحمد في "مسنده" (1/79 و135 و152 رقم 591 و1134 و1308) ، ومسلم في "صحيحه" (627) من طريق سعيد بن أبي عروبة، وأحمد في "مسنده" (1/153 رقم 1313) من طريق همام، كلاهما عن قتادة، به.
ورواه البخاري في "صحيحه" (2931 و4111 و4533 و6396) ، ومسلم في "صحيحه" (627) من طريق محمد بن سيرين، عن عبيدة، عن علي، به.
(2) هو: مسلم بن عبد الله الأعرج.
(3) هو: ابن عمرو السَّلْماني.
(4) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(5) قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ك) .
(6) هو: ابن أبي عَروبة.
(7) هو: ابن دَاوَر القطَّان.(2/204)
حَسَّان (1) ، عَن مُخارِق بْن أَحْمَد (2) ، عَن حُذَيفة.
قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ؟
قَالَ: جَميعًا صَحِيحَينِ (3) ؛ حمَّادٌ قصَّر (4) بِهِ، لم يَضْبِطْ، وسعيدٌ وعمرانُ ضَبَطَا.
313 - وسمعتُ (5) أَبِي وقيل لَهُ: حديثُ مُحَمَّد بْن المُنكَدِر، عن جابر، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي الجَمع بين الصَّلاتَين؟
فَقَالَ: حدَّثنا الرَّبيع بْن يَحْيَى (6) ، عَنِ الثَّوْري، غير أَنَّهُ باطلٌ عِنْدِي، هَذَا خطأٌ، لم أُدخِلْهُ فِي التَّصْنِيفِ، أَرَادَ: أبا الزُّبَير (7) ، عَنْ جَابِرٍ، أو: أبا الزُّبَير، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عباس (8) ؛ والخطأُ
_________
(1) هو: مسلم بن عبد الله الأعرج.
(2) كذا في جميع النسخ: «مخارق بن أحمد» بالدال = = المهملة، وقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (7/432) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/352) فقالا: «مخارق بن أحمر» بالراء، وهذا الذي صوَّبه الشيخ المعلمي في تعليقه على "التاريخ الكبير".
(3) كذا بياء قبل النون، والجادَّة أن يقال: «صحيحان» بالألف؛ لكنَّ الذي جاء في النسخ له وجهان من جهة العربية ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (25) .، و (759) .
(4) في (ت) و (ك) : «قصد» .
(5) انظر المسألة رقم (285) .
(6) هو: الأُشناني. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/161) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/18) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (12/217) وقال: «في إسناده نظر» .
(7) هو: محمد بن مسلم بن تَدرُس.
(8) أخرجه مسلم في "صحيحه" (705) من طريق أبي الزبير، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابن عباس.(2/205)
من الرَّبيع (1) .
314- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه محمد ابن أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمي (2) ،
عَنْ عَبَّادِ بنِ عَبَّادٍ المُهَلَّبِيِّ، والصَّبَّاحِ بنِ سهلٍ، عَنْ عاصمٍ الأَحْوَلِ (3) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ (4) ، عَنْ بِلالٍ؛ أنَّه سأل النبيَّ (ص) ؛ قَالَ (5) : لا تَسبِقْني بِـ «آمينَ» ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ الثِّقاتُ (6) عَنْ عاصمٍ، عَنْ أَبِي عثمان:
_________
(1) قال الدارقطني في الربيع بن يحيى؛ كما في "سؤالات الحاكم له" ص (206) : «ليس بالقوي، يروي عن الثوري، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ: "الجمع بين الصلاتين"، هذا يسقط مئة ألف حديث» .
وقال الدارقطني أيضًا؛ كما في "سؤالات البرقاني" (23) : «هذا حديث ليس لمحمد بن المنكدر فيه ناقة ولا جمل» .
(2) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (2/22) عنه، عن عباد بن عباد فقط، عن عاصم، به.
ورواه البزار في "مسنده" (1375) من طريق المغيرة بن مسلم، وابن خزيمة في "صحيحه" (573) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/276) من طريق سفيان الثوري، والطبراني في "الكبير" (1/366 رقم 1125) ، و"الأوسط" (7243) من طريق القاسم بن معن، ثلاثتهم عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عن بلال، به.
قال البزار: «وهذا الحديث قد رواه غير واحد ولم يسنده، ورواه غير واحد وأسنده، ولا نعلم روى أبو عثمان، عن بلال غير هذا الحديث» . وقال ابن خزيمة: «حدثنا محمد بن حسان الأزرق بخبر غريب إن كان حفظ اتصال السند» . ثم ذكره.
(3) هو: عاصم بن سليمان.
(4) هو: عبد الرحمن بن مُلّ النَّهْدي.
(5) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(6) الحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (2636) ، وأبو داود في "سننه" (937) ، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (129) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (7/15) ، وابن حزم في "المحلى" (3/263) من طريق سفيان الثوري، وابن أبي شيبة في "المصنف" (7957) من طريق حفص بن غياث، وأحمد في "مسنده" (6/12 و15 رقم 23883 و23920) من طريق محمد بن فضيل وشعبة، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/23) من طريق عبد الواحد بن زياد جميعهم عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، أن بلالاً ... فذكره مرسلاً.(2/206)
أنَّ بلالاً قال للنبيِّ (ص) ... مُرسَلً (1) .
قلتُ: مَا حالُ الصَّبَّاح بْنِ سَهْلٍ؟
قَالَ: شيخٌ مجهولٌ (2) ، وعَبَّادُ بنُ عَبَّاد صدوقٌ.
315 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُونُسُ (4) ، عَنِ الزُّهْريِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أبي ذَرٍّ، عن النبيِّ (ص) ؛ في المِعْرَاج.
_________
(1) كذا بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب على لغة ربيعة. وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
هذا، وقد قال ابن رجب في "فتح الباري" (4/490) : «وهو خطأ؛ قاله أبو حاتم الرازي، قال: وهو مرسل» .
وقال الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" (2/319) : «وهو إسناد متصل رجاله ثقات، لكن اختُلِف فيه على عاصم؛ فرواه عبد الواحد بن زياد عنه، عن أبي عثمان؛ قال: قال بلال للنبي (ص) ... فذكره مرسلاً، وهكذا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنِ ابن عيينة، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عثمان» . اهـ.
وانظر "سنن البيهقي" (2/22-23) .
(2) نقل ابن حجر في "اللسان" (3/179) قول أبي حاتم: «شيخ مجهول» .
(3) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (2/108-109) هذا النص بتصرف، وستأتي هذه المسألة برقم (2714) ، وانظر المسألة التالية.
(4) هو: ابن يزيد الأيْلي. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (349 و1636 و3342) ، ومسلم في "صحيحه" (164) .(2/207)
وَرَوَاهُ قتادةُ (1) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
فَقِيلَ لأَبِي: أيُّهما أشبَهُ؟
قَالَ: أَنَا لا أَعْدِلُ بالزُّهْري أحدًا مِنْ أهل عصره.
ثُمَّ قَالَ: إني أرجو أن يكونَ جَميعًا صَحِيحَينِ (2) .
وَقَالَ مرة: حديثُ الزُّهْري أصَحُّ.
قلتُ لأَبِي: وقد اختَلَفوا على الزُّهْري؟
_________
(1) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (3207 و3393 و3430 و3887) ، ومسلم في "صحيحه" (164) .
(2) وصححهما كذلك البخاري ومسلم كما سبق. وذكر الدارقطني في "العلل" (1095) الاختلاف في هذا الحديث وقال: «ويشبه أن يكون الأقاويل كلُّها صحاحًا؛ لأن رواتهم أثبات» .
وروى الحاكم في "المستدرك" (1/81) بعض هذا الحديث من طريق إبراهيم بن طهمان، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس، عن النبي (ص) بلا واسطة، ثم ذكر الحاكم أنه سأل شيخه أبا عبد الله محمد بن يعقوب بن الأحزم فقال: «قلت لشيخنا أبي عبد الله: لِمَ لم يخرجا هذا الحديث؟ قال: لأن أنس بن مالك لم يسمعه من النبي (ص) ؛ إنما سمعه من مالك بن صعصعة» .
قال الحاكم: «ثم نظرت فإذا الأحرف التي سمعها من مالك بن صعصعة غير هذه، وليعلم طالب هذا العلم أن حديث المعراج قد سمع أنس بعضه من النبي (ص) ، وبعضه من أبي ذر الغفاري، وبعضه من مالك بن صعصعة، غير هذه، وبعضه من أبي هريرة» .
وقوله: «يكون» كذا جاء في جميع النسخ، عدا (ش) ، فإنها لم تتضح فيها، وقد وردت في المسألة رقم (2714) : «يكونا» . لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ عربيةً، وله وجهان سيأتي بيانهما في المسألة رقم (679) .(2/208)
قَالَ: نعم؛ منهُم من يَقُولُ: عَنِ الزُّهْريِّ (1) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ.
والزُّهْريُّ، عَنْ أَنَسٍ (2) ، عَنْ أَبِي ذرٍّ، أصَحُّ.
316 - وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ الزُّهْري، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي المِعْراج، ومَنْ يَقُولُ: الزُّهْري، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كعب، عن النبيِّ (ص) ؟
فَقَالَ: الزُّهْريُّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي ذرٍّ، أصَحُّ.
317 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حاتِمُ بنُ إسماعيلَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ (5) ، عَنْ رجاءِ بْن حَيْوةَ، عَنْ وَرَّادٍ (6) ، عن المغيرةِ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ صلاتِه قَالَ: لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ.
_________
(1) روايته أخرجها عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على المسند" (5/122 رقم21135 و143 رقم 21288) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3614) من طريق أَبِي ضمرة أَنَس بْن عياض، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ، عن الزهري، به.
قال الدارقطني في "العلل" (1095) : «وأحسبه سقط عليه "ذر"، فجعله عن أبي ابن كعب، ووهم فيه» .
وقال ابن حجر في "أطراف المسند" (1/183) بعد أن ذكر رواية عبد الله بن أحمد: «هكذا أورده، وهو وهم نشأ عن تصحيف، والمحفوظ: حَدِيثٍ الزُّهْرِيّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أبي ذر، كأنها كانت كذلك، فسقطت "ذر" والسياق، فصحفت أبي» .
وانظر "مرويات الزهري المعلة" لدمفو (3/1334) .
(2) قوله: «عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، والزهري عن أنس» سقط من (أ) و (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(3) انظر المسألة السابقة.
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (227) .
(5) هو: محمد.
(6) هو: أبوسعيد كاتب المغيرة.(2/209)
وَرَوَاهُ مُبَشِّرُ بْنُ مُكَسِّرٍ (1) ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ مكحولٍ، عَنْ وَرَّادٍ، عَنِ المغيرةِ، عَنِ النبيِّ (ص) .
فَقِيلَ لأَبِي: أيُّهما أشبَهُ؟
قَالَ: لا أعلَمُ روى مكحولٌ عن وَرَّادٍ.
قَالَ أَبِي فِي مَوْضِعٍ آخَرَ (2) : حديثُ رجاء ابن حَيْوةَ أشبَهُ.
318 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعَلَّى بنُ أَسَد (3) ،
عن
_________
(1) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (20/394 رقم933) .
(2) في المسألة المتقدمة برقم (227) .
(3) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (277) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، والبزار في "مسنده" (1111) من طريق الحسن بن يحيى، والطوسي في "مختصر الأحكام" (2/141) من طريق محمد بن المؤمل، والحاكم في "المستدرك" (1/271) من طريق علي بن الحسن، أربعتهم عن معلًّى، به.
قال البزار: «ولا نعلم روى مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن عَامِر، عن أبيه إلا هذا الحديث، وقد خولف وهيب في هذا الحديث، عن ابن عجلان؛ فرواه غير وهيب، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ سُمَي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة» .
ورواه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي السمرقندي - كما في "العلل" للدارقطني (4/345) - عن معلًّى، عَن وهيب، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ سعد، به.
ورواه الترمذي في "جامعه" (278) عن الدارمي، عن معلَّى، عن حماد بن مسعدة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن عَامِر بن سعد، به، مرسلاً. ومن طريق الترمذي رواه الضياء في "المختارة" (3/181 رقم 974) .
قال الترمذي: «وَرَوَى يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وغير واحد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن عَامِر بن سعد، أن النبي (ص) أمر بوضع اليدين ونصب القدمين، مرسل، وهذا أصح من حديث وهيب» .
وقال الدارقطني في "العلل" (4/345) : «وقال حمدان بن عمر: عن معلًّى، عَن وهيب، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عن محمد بن [إبراهيم وبكير بن عبد الله، فجمع بينهما جميعًا؛ وأسنده عن سعد] .
وما بين معقوفين في هذا النقل سقط من المطبوع، واستدركناه من المخطوط (1/119/ب) .
وقال الدارقطني في "الأفراد" (56/ب/أطراف الغرائب) بعد أن رواه من طريق حمدان بن عمر: «غريب من حديث مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن الْحَارِثِ التيمي وبكير بن عبد الله بن الأشج، عن عامر، عن أبيه، وغريب من حديث محمد بن عجلان عنهما، تفرد وهيب بن خالد عنه، ولم يروه عنه بهذا الإسناد غير معلى بن أسد، تفرد به حمدان بن عمر» .
ورواه الطبراني في "الأوسط" (8478) ، والحاكم في "المستدرك" (1/271) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/107) من طريق عبد الرحمن بن المبارك، عن وهيب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن عَامِر بن سعد، عن أبيه، به. قال الطبراني: «لم يجوِّد إسناد هذا الحديث عن محمد بن عجلان إلا وهيب والدراوردي» .(2/210)
وُهَيْب (1) ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ (2) ، عَنْ محمد (3) ابن إِبْرَاهِيمَ، عَن عَامِر (4) ، عَن سَعْد: أنَّ النبيَّ (ص) أمرَ بِوَضْعِ الكَفَّيْنِ، ونَصْبِ القدَمَين؟
قَالَ أَبِي: لا أعلَمُ أحدًا وَصلَهُ سوى وُهَيب؛ رَوَاهُ الثَّوْري (5) ،
_________
(1) هو: ابن خالد.
(2) هو: محمد.
(3) في (ت) و (ك) : «عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عن وراد، عن المغيرة محمد» ، وأشار الناسخان إلى حذف قوله: «مَكْحُولٍ، عَنْ وَرَّادٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ» ، ومع ذلك أثبتت الزيادة في الطبعة الأولى.
(4) هو: ابن سعد؛ كما سيأتي في آخر المسألة.
(5) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (2944) . ورواه الدارقطني في "العلل" (4/346- 347) من طريق مؤمل بن إسماعيل، كلاهما (عبد الرزاق ومؤمل) عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عجلان، عن بكير بن عبد الله، عن عامر بن سعد مرسلاً.(2/211)
وابنُ عُيَينة، ويحيى ابنُ سعيد (1) ، وغيرُ واحد، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلاً؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (2) .
319 - وسألتُ (3) أَبِي عن حديثٍ رواه عبد الله بْنُ الصَّبَّاح (4) ،
عَنْ مُعْتَمِرٍ (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مِرداسِ بن عبد الرحمن (6) ، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: رَأَى النبيُّ (ص) رَجُلاً يصلِّي وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلاة، فَقَالَ: أَصَلاتَيْنِ؟! ؟
فَقَالَ أَبِي: أَحسَبُ قد دَخَلَ لعبد الله بْنِ الصَّبَّاحِ حديثٌ فِي حَدِيثٍ؛ والحديثُ: مَا رَوَاهُ يَحْيَى القَطَّان (7) ، عن محمد - يعني: ابن
_________
(1) هو: القطان، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (2677) وقَرَنَ معه أبا خالد الأحمر سليمانَ بن حيَّان.
(2) ذكر الدارقطني في "العلل" (616) الاختلاف في هذا الحديث ثم قال: «والمرسل أشبه» . وذكره أيضًا برقم (1621) وقال عن المرسل: «وهو المحفوظ» .
(3) انظر المسألة رقم (369) .
(4) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (2360) ، والدارقطني في "الأفراد" (205/ب/أطراف الغرائب) . وقرنا بمرداس: أبا سلمة بن عبد الرحمن.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عبد الله ابن عمرو إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن محمد ابن عمرو إلا المعتمر بن سليمان» .
وقال الدارقطني: «تفرد به عبد الله بن الصبَّاح، عَن معتمر بْن سُلَيْمَانَ، عَنْ محمد بن عمرو، عنهما» .
(5) هو: ابن سليمان.
(6) هو: مِرداس بن عبد الرحمن الجَنْدَعي اللَّيثي، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/350) .
(7) في (ت) : «ما روى يحيى القطان» ، وفي (ك) : «ما روي عن القطان» .
ورواية يحيى القطان ذكرها الدارقطني في "العلل" (1775) .(2/212)
عَمْرٍو - عَنْ أَبِي سَلَمة: أنَّ (1) النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (2) .
320 - وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خالدٌ الواسِطِيُّ (4) ،
عَنْ يزيدَ بْنِ أَبِي زيادٍ، عَنْ داودَ بْنِ أَبِي عاصِم، عَنْ عُرْوَة بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: سألتُ ابنَ عُمَرَ عَنِ الصَّلاة بِمِنًى؟ فَقَالَ: صَلَّيْتُ مع النبيِّ (ص) رَكْعَتَينِ ... ؟
فَقَالَ أَبِي (5) : هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: داود ابن أبي عاصِم بن (6)
_________
(1) في (ت) و (ك) : «عن» بدل: «أن» .
(2) كذا بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة (134) .
هذا؛ وقد ذكر الدارقطني في "العلل" (1775) هذا الحديث، فقال: «يرويه محمد بن عمرو، واختُلِف عنه؛ فرواه علي بن مسهر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وخالفه معتمر بن سليمان؛ فرواه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أبي سلمة ومرداس، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي (ص) ، قال ذلك عبد الله العطار، عنه، ورواه يحيى القطان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أبي سلمة، مرسلاً ... والصحيح: عن أبي سلمة، مرسلاً» .
(3) قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ف) و (ك) ، وكتب ناسخا (ف) و (ك) : «صح» فوق: «وسألت» .
(4) هو: خالد بن عبد الله. ولم نقف على روايته، والحديث رواه أبو يعلى في "مسنده" (5721) من طريق صالح ابن عمر، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عن داود بن عَاصِمٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثقفي قال: سألت ابن عمر ... فذكره.
ووقع في المطبوع: «بن عروة» قال محققه: «تحرفت «بن عروة» في الأصلين إلى «عن عروة» !. ورواه أبو يعلى في "مسنده" (5780) من طريق جرير، عن يزيد ابن أَبِي زِيَادٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أبي عاصم، قال: قلت لابن عمر ... فذكره.
(5) في (ف) : «إن» بدل: «أبي» .
(6) في (ش) : «عن» بدل: «بن» .(2/213)
عُرْوَةَ بنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفي، وَهُوَ الَّذِي سَأَلَ ابنَ عُمَرَ. قولُهُ (1) : «عُرْوَة ابن مَسْعُودٍ: سألتُ ابنَ عُمَرَ» مُحالٌ، وسعيد ابن السَّائِب يُبَيِّنُهُ (2) .
321 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أحمد ابن عَبْدَةَ، عَنِ ابْنِ عُيَينة، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ (3) ، عَنْ مُجاهِد؛ قَالَ: صلَّى نوحٌ فِي السَّفينة قاعِدًا أَوْ قائِمًا؟
فَقَالَ أَبِي: سمعتُ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدةَ يَقُولُ: كَانَ عليُّ بْنُ المَدِيني يَجِيءُ فيَقِيلُ عِنْدَي إِذَا انصَرَفَ مِنَ الْجَامِعِ، فنَظَرَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُيَينة، فَلَمْ يُنكِرْ مِنْهُ شَيْئًا إِلا هَذَا الحديثَ.
قَالَ أَبِي: لا أعرِفُ هَذَا الحديثَ.
قَالَ أَبِي: وَرَوَى هَذَا الحديثَ جاريَةُ بْنُ هَرِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
_________
(1) أي: وقول الراوي.
(2) رواية سعيد بن السائب هذه أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (4279) ، فقال: «عن سعيد بن السائب، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ؛ قال: لقيت ابن عمر، فقلت: الصلاة في السفر؟ فقال: ركعتين، قال: قلت: فكيف ترى ها هنا بمِنى؟ قال: وَيْحَكَ! وهل سمعت برسول الله (ص) ؟ قال: قلت: نعم! وآمنت بالله، قال: فإنه كان يصلي ركعتين ركعتين، فصلِّ إن شئت، أَو دَعْ» .
وأخرجه ابن أبي شيبة (8178) ، وأحمد في "المسند" (2/24 رقم4760 و59 رقم5240) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5735) من طريق وكيع؛ قال: ثنا سعيد = = ابن السائب الطائفي، عن داود ابن أبي عاصم الثقفي؛ قال: سألت ابن عمر ... فذكره.
(3) هو: عبد الله، واسم أبي نَجيح: يسار.(2/214)
مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ (1) ؛ قَالَ: صلَّى نوحٌ فِي (2) السَّفينة.
وجاريَةُ ضعيفُ الْحَدِيثِ.
322 - وسمعتُ (3) أَبِي يَقُولُ: سألتُ أَبَا الْوَلِيدِ الطَّيالِسيَّ (4) ، عَنْ حديثِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ المُثَنَّى (5) ، عَنْ أَبِيهِ (6) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: رَحِمَ اللَّه مَنْ صَلَّى قَبْلَ العَصْرِ أَرْبَعًا؟
فَقَالَ: دَعْ ذِي (7) !
فقلتُ: إنَّ أبا داود (8)
_________
(1) هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَليّ بْن الحسين، المعروف بالباقر.
(2) قوله: «في» سقط من (ف) .
(3) نقل هذا النص ابن القيم في "زاد المعاد" (1/300- 301) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (3/211/مخطوط) .
(4) هو: هشام بن عبد الملك.
(5) هو: محمد بن إبراهيم بن مسلم بن مهران بن المثنى. قال ابن حجر في "التقريب" (5701) : «وقد ينسب لجده، ولجد أبيه، ولجد جده» . ويأتي تخريج روايته.
(6) كذا! وفي مصادر التخريج الآتية: «عن جده» .
(7) كذا رسمت في (ف) ، ورسمت في (أ) و (ش) : «ذى» دون نقط الياء، وهي ضمن السقط الواقع في (ت) و (ك) ، وستأتي الإشارة إليه، و «ذي» اسم إشارة للمؤنث، والمراد: دع هذه الرواية. و «ذى» بدون نقط: تَحتملُ أن تكون إشارةً للمؤنَّث: «ذي» ، وتحتمل أن تكون إشارةً للمذكَّر، وأصلها: «ذا» ؛ لكنْ أمليت الألفُ فكتبتْ ياءً. وانظر التعليق على المسألة رقم (124) .
(8) يعني الطيالسي، واسمه: سليمان بن داود. وروايته هذه في "مسنده" (2048) من رواية يونس بن حبيب عنه، عن أبي إبراهيم محمد بن المثنى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابن عمر، به، هكذا بزيادة «أبيه» .
وقد رواه أحمد في"المسند" (2/117 رقم5980) ، وأبو داود في "سننه" (1271) ، والترمذي في "جامعه" (430) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5748) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1193) ، وابن حبان في "صحيحه" (2453) ، وابن عدي في "الكامل" (6/243) ، من طرق عن أبي داود الطيالسي، به، ليس فيه ذكر لأبيه.
وقد أخرجه البيهقي في "سننه" (2/473) من طريق يونس بن حبيب بالوجه الأول، ثم قال: «كذا وجدته في كتابي!» ، ثم أخرجه من طريق "سنن أبي داود" دون ذكر أبيه، ثم قال: «هذا هو الصحيح ... وقول القائل في الإسناد الأول: «عن أبيه» : أراه خطأ، والله أعلم؛ رواه جماعة عن أبي داود دون ذكر أبيه، منهم: سلمة بن شبيب وغيره» . اهـ.(2/215)
قَدْ رَوَاهُ.
فَقَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: كَانَ ابنُ عُمَرَ يَقُولُ: «حفِظتُ عن النبيِّ (ص) (1) عَشْرَ رَكَعاتٍ فِي اليَومِ واللَّيلَةِ ... » (2) ، فَلَوْ كَانَ هَذَا لَعَدَّهُ.
قَالَ أَبِي: يَعْنِي: كَانَ يَقُولُ: حفِظتُ اثنَيْ عَشَرَ رَكْعَةً (3) .
_________
(1) من قوله: «قال: رحم الله ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) .
(2) أخرجه البخاري في "صحيحه" (1180) ، ولفظه فيه: «حَفِظْتُ من النبي (ص) عَشْرَ ركعاتٍ: ركعتَيْنِ قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته، وركعتين قبل صلاة الصبح، وكانت ساعةً لا يُدْخَلُ على النبي (ص) فيها» .
(3) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «اثنَيْ عَشْرَةَ» مع حذف «ركعة» ، والجادَّة: «اثنتَيْ عَشْرَةَ ركعةً» أو «ثِنْتَيْ عَشْرَةَ ركعةً» ، كما جاء في "زاد المعاد"، و"البدر المنير" نقلاً عن ابن أبي حاتم هنا؛ لكن ما أثبتناه يخرج على أنه من باب الحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث؛ حمَلَ «الرَّكْعَةَ» على معنى «الركوع» ، كأنَّه قال: «حفظتُ اثني عشر ركوعًا» ، وانظر للحمل على المعنى: التعليق على المسألة رقم (270) .
= ... وأمَّا ما في بقية النسخ: فإنْ لم يكن تصحيفًا: فإمَّا أنَّه راعَى في «اثنَيْ» معنى «الركعة» وهو الركوع، وفي «عَشْرة» لفظ «الركعة» ، وإمَّا أنَّ التذكير والتأنيث جائزٌ في العدد بسبب حذف المعدود. وانظر لذلك التعليق على المسألة رقم (713) .
هذا؛ ومعنى قوله: «فلو كان هذا لَعَدَّهُ ... إلخ» ، أي: لو كان حديثُ ابن عمر: «رَحِمَ اللَّه مَنْ صلَّى قَبْلَ العصر أربعًا» صحيحًا أو محفوظًا عنده، لكان يقول في هذا الحديث: «حفظتُ ثنتَيْ عشرةَ ركعةً» ، ولم يقل: «عَشْرَ ركعات» ؛ هذا ظاهر كلام أبي الوليد الطيالسي، ومفهوم تفسير أبي حاتم له، وبالنظر في ألفاظ هذين الحديثين يظهر أنَّ قول أبي حاتم: «ثنتي عشرة» وَهَمٌ، وصوابه: «أربع عشرة» اللهم إلا ما ورد في إحدى روايات حديث ابن عمر أنه حفظ من العشر اثنتين قبل العصر - ولم نقف عليها - فيتجه بذلك قولُ أبي حاتم، والله أعلم.
وقد اعترض ابن الملقِّن في "البدر المنير" على هذه العلة، فقال: «ولك أن تقول: هذا ليس بعلة؛ فإنَّ ابن عمر أخبَرَ في ذلك عما حفظه من فعله _ج، وهذا عمَّا حَثَّ عليه؛ فلا تنافي بينهما» . اهـ. ونحوه قال ابن القيم في "زاد المعاد".(2/216)
323 - وسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: رَوَى (2) أَبُو عَوَانةَ (3) ، عَنْ بُكَير بْنِ الأَخْنَس حَدِيثًا (4) وَاحِدًا، وَهُوَ حديثُ بُكَير، عَنْ مُجاهِد، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَرَضَ اللهُ الصَّلاةَ عَلَى لِسَانِ نبيِّكم (ص) ؛ فِي الحَضَرِ أَرْبَعًا، وَفِي السَّفَرِ ركعَتَيْنِ.
وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: وَلَمْ يَرْوِ أَبُو عَوانةَ عَنْ معاويةَ بنِ قُرَّةَ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا (5) ؛ فِي قَوْلِهِ: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (306/أ) ، والمسألة الآتية برقم (1563) .
(2) في (ك) : «رواه» .
(3) هو: وضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/237 و254 و355 رقم 2124 و2293 و3332) ، ومسلم في "صحيحه" (687) .
(4) في (ك) : «حدثنا» .
(5) قوله: «واحدًا» سقط من (ت) و (ك) ، وفي (أ) : «واحد» ، ولم يتضح في (ش) .(2/217)
هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلاً *} (1) .
324 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ اللَّيْثُ (3) ،
عَنْ عَبْدِ ربِّه بْنِ سعيد، عن عِمرانَ ابن أبي (4) أنس، عن عبد الله بْنِ نَافعِ بْنِ العَمْيَاءِ (5) ، عَنْ ربيعةَ بنِ الْحَارِثِ، عَنِ الفَضْل بن عباس، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَتَشَهَّدُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ ... (6) .
_________
(1) الآية (6) من سورة المزمل.
والأثر أخرجه ابن أبي الدنيا في "التهجد وقيام الليل" (342) .
(2) ستأتي هذه المسألة برقم (365) ، وفيها مزيد بيان على ما هنا.
(3) هو: ابن سعد. وروايته أخرجها ابن المبارك في "مسنده" (53) ، و"الزهد" (1152) ، وأحمد في "مسنده" (4/167 رقم 17525) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/283/تعليقًا) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/310- 311) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6738) ، وابن خزيمه في "صحيحه" (1213) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1094) ، والطبراني في "الكبير" (18/295 رقم 757) ، و"الأوسط" (8632) ، و"الدعاء" (210) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/487) .
ومن طريق ابن المبارك رواه أحمد في "مسنده" (1/211 رقم 1799) ، والترمذي في "جامعه" (385) ، وابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/405) ، والنسائي في "الكبرى" (615 و1440) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1095) .
وقد تابع الليثَ عليه كلٌّ من عمرو بن الحارث، وعبد الله بن لهيعة، كما سيأتي في المسألة (365) .
(4) قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ك) .
(5) ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (5/213) وقال: «لم يصح حديثه» .
قال ابن عدي في "الكامل" (4/226) بعد روايته لهذا الحديث: «وهذا الحديث هو الذي أراده البخاري أنه لم يصح» . وانظر "الضعفاء" للعقيلي (2/310) .
(6) لفظ الحديث بتمامه - كما في مصادر التخريج السابقة، وسيأتي نحوه في المسألة رقم (365) -: «الصَّلاَةُ مَثْنَى مَثْنَى، وَتَشَهَّدُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَتَبَاءَسُ، وَتَمَسْكَنُ، وَتُقْنِعُ يَدَيْكَ، وَتَقُولُ: اللَّهُمَّ اللَّهُمَّ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَهِيَ خِدَاجٌ» . وقوله: «وتشهد» اختلف في ضبطه وضبط ما بعده من ألفاظ الحديث: هل هو بالتنوين، خبرًا آخر للمبتدأ «الصلاة» أو «صلاة الليل» ، أو بالبناء على السكون فعلَ أمرٍ، أو بالرفع فعلاً مضارعًا؟ أما «وتقنع» : فليس فيها إلا القول الثالث. وأما «تشهد» = = وأخواتها، فظاهر عبارة ابن قتيبة في "غريب الحديث" والزمخشري في "الفائق" أنها أفعال مضارعة أيضًا. وقال ابن الأثير في "النهاية": «حديث الصلاة: «تقنع يديك وتباءس» هو من البؤس والخضوع والفقر، ويجوز أن يكون أمرًا وخبرًا» . قال في "تحفة الأحوذي": «تشهد في كل ركعة» خبر بعد خبر كالبيان لـ «مثنى مثنى» أي: ذات تشهد، وكذا المعطوفات، ولو جُعِلَتْ أوامرَ، اختل النظم وذهب الطراوة والطلاوة؛ قاله الطيبي. وقال التوربشتي: وجدنا الرواية فيهن بالتنوين لا غير، وكثير ممن لا علم له بالرواية يسردونها على الأمر، ونراها تصحيفًا؛ كذا في "المرقاة، شرح المشكاة"..وقال السيوطي في "قوت المغتذي": قال العراقي: المشهور في هذه الرواية أنها أفعال مضارعة حذف منها إحدى التاءين، ويدل عليه قوله في رواية أبي داود [برقم 1296] : «وأن تَشَهَّدَ [ ... وأن تَبَاءَسَ] » ، ووقع في بعض الروايات بالتنوين فيها على الاسمية، وهو تصحيف من بعض الرواة. انتهى» . انظر: "غريب الحديث" لابن قتيبة (1/405) ، و"الفائق" للزمخشري (1/70) ، و"النهاية" (1/89) ، و"فيض القدير" (4/222) ، و"تحفة الأحوذي" (2/391- 392) .(2/218)
وَرَوَاهُ شُعْبَةُ (1) ،
عَنْ عَبْدِ ربِّه، عَنْ أَنَسِ بْنِ أَبِي أنسٍ، عن عبد الله
_________
(1) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1463) ، وأحمد في "مسنده" (4/167 رقم 17523 و17524 و17528 و17529) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/284/تعليقًا) ، وأبو داود في "سننه" (1296) ، وابن ماجه في "سننه" (1325) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (479) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1212) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/311) ، والبغوي في "الجعديات" (1568 و1569) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1092 و1093) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/103) ، وابن عدي في "الكامل" (4/226) ، والطبراني في "الدعاء" (211) ، والدارقطني في "السنن" (1/418) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/488) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (13/246) .
قال الترمذي في "جامعه": «سمعت محمد بن إسماعيل [يعني: البخاري] يقول: روى شعبة هذا الحديث عَنْ عَبْدِ ربِّه بْنِ سَعِيدٍ فأخطأ في مواضع، فقال: عَنْ أَنَسِ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، وهو عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، وَقَالَ: عن عبد الله ابن الحارث، وإنما هو: عبد الله بْنِ نَافعِ بْنِ الْعَمْيَاءِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، وَقَالَ شُعْبَةُ: عن عبد الله بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنِ النبي (ص) ، وإنما هو: عن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبي (ص) . قال محمد: وحديث الليث بن سعد هو حديث صحيح؛ يعني: أصح من حديث شعبة» . وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (3/284) . وقال ابن أبي عاصم: «هذا حديث فيه اختلاف» .
وقال العقيلي بعد أن رواه من طريق الليث وشعبة: «في الإسنادين جميعًا نظر» .
وقال عبد الله ابن الإمام أحمد في رواية الليث: «هذا هو عندي الصواب» .
وقال الطبراني في "الأوسط" (8632) : «لم يجوِّد إسناد هذا الحديث أحدٌ ممن رواه عَنْ عَبْدِ ربِّه بْنِ سَعِيدٍ إلا الليث، وَرَوَاهُ شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ ربِّه بن سعيد، فاضطرب في إسناده» . وقال في "الدعاء" (210) : «وضبط الليث إسناد هذا الحديث، ووهم فيه شعبة» .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (13/186) بعد ذكره لرواية الليث: «إسنادٌ مضطرب، ضعيف، لا يحتج بمثله، رواه شعبة على خلاف ما رواه الليث» .(2/219)
ابن نافع بن (1) العَمْياءِ، عن عبد الله بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ المُطَّلِب (2) ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: حديثُ اللَّيْثِ أصَحُّ؛ لأنَّ أنس ابن أبي أنس لا يُعْرَفُ، وعبد الله بْن الْحَارِثِ لَيْسَ لَهُ مَعْنَى؛ إِنَّمَا هُوَ: ربيعةُ بنُ الْحَارِثِ.
325 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هَمَّام (4) ، عن محمد بن
_________
(1) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «بن» .
(2) هو: ابن ربيعة، ووقع في رواية ابن ماجه السابقة: «المطلب بن أبي وداعة» ، قال الحافظ المنذري في "مختصر سنن أبي داود" (2/88) : «وهو وهم» .
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (572) . وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير يبدو أنه خط محمد ابن العطار بكلمة: «العيد»
(4) هو: ابن يحيى. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (6/256) ، لكنه قال: «عن أبي معشر» ، فلعل هناك اختلافًا على همام.
وانظر "العلل" للدارقطني (1067) .(2/220)
جُحادةَ، عَنْ أَبِي (1) مِسْعَر، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير؛ قَالَ: رآني أَبُو مسعودٍ الأنصاريُّ وأنا أُصلِّي يوم العيد، وأنا غُلامٌ لي (2) ذُؤابَةٌ؟
قال أبي (3) : رواه عبد الوارث (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحادةَ، عَنْ أبي مَعْشَر، عن سعيد ابن جُبَير ... الحديثَ.
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أشبَهُ بالصَّواب؟
قَالَ أَبِي: حديثُ عبد الوارث أشبَهُ، ولسنا نعرِفُ أبا مِسْعَر.
قلتُ: فأبو مَعْشَر هَذَا من هُوَ؟
قَالَ: صاحِبُ إِبْرَاهِيم (5) .
326 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حديثَ حمَّاد بْن سَلَمة (6) ،
عن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «بن» .
(2) في (ت) : «أني» ، وفي (ك) : «أبي» بدل: «لي» .
(3) قوله: «أبي» سقط من (ك) ، وفي (ت) : «لي» مكانها.
(4) في (ك) : «عبد الوهاب» . وعبد الوارث هذا هو: ابن سعيد.
(5) إبراهيم هذا هو النَّخَعي، وصاحبه أبو معشر اسمه: زياد بن كُلَيب.
(6) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (10/55- 56 رقم 9940) .
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3005) من طريق هشيم، عن حجاج، بمثله.
ورواه البزار في "مسنده" (2037) من طريق عبد الله بن زياد، والطبراني في "الكبير" (10/55 رقم 9939) من طريق عبد الله بن الأجلح، كلاهما عَنِ الْحَجَّاجِ، عَن عمير بْن سعيد، عن ابن مسعود، به، مرفوعًا. وسقط من مطبوع «البزار» : «عبد الله بن مسعود» . ورواه ابن أبي شيبة (3025) ، والطبراني (10/56 رقم 9941) من طريق الأعمش، عن عمير بن سعيد، به، موقوفًا.
قال البزار: «ولا نعلم روى عمير بن سعيد عن عبد الله إلا هذا الحديث، ورواه غير واحد عَنِ الْحَجَّاجِ، عَن عمير بْن سعيد، عن عبد الله، موقوفًا» .(2/221)
الحجَّاج (1) ، عَن عُمَيْرِ بْن سَعِيدٍ؛ قَالَ: عَلَّمَنِي ابنُ مَسْعُود التَّشَهُّد ... .
فقال (2) : رفَعَه اللاَّحِقيُّ (3) ، وإبراهيمُ بنُ أَبِي سُوَيد (4) .
327 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه (6) السَّالَحِينِيُّ (7) ، عن
_________
(1) هو: ابن أرطاة.
(2) أي: أبو حاتم.
(3) هو: علي بن عثمان بن عبد الحميد.
(4) في (ف) : «وإبراهيم بن الأسود» .
وقد ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (841) ، وذكر أنه يرويه حجاج بن أرطاة والأعمش عن عمير بن سعيد، ثم قال: «واختُلِف [عن] حجاج؛ فرواه عبد الله ابن زياد - كوفي ثقة - وعبد الله بن الأجلح، عن حجاج، عن عمير بن سعيد، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . ورواه البزار أحمد بن عمرو، عن شيخ له، عن عبد الله بن زياد، عن الحسن بن عبيد الله، عن عمير بن سعيد، ووهم فيه. ورواه عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش وحجاج، عن عمير بن سعيد، عن ابن مسعودٍ، موقوفًا، وهو الصحيح» . اهـ.
(5) نقل هذا النص الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (2/295) .
(6) في (ت) : «رو» ، وفي (ك) : «روا» .
(7) هو: يحيى بن إسحاق. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1329) ، والترمذي في "جامعه" (447) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1161) - وعنه ابن حبان في "صحيحه" (733) - والطبراني في "الأوسط" (7219) ، والحاكم في "المستدرك" (1/310) وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/11) .
قال الترمذي: «هذا حديث غريبٌ؛ وإنما أسنده يحيى بن إسحاق، عن حماد بن سلمة، وأكثر الناس إنما رووا هذا الحديث عن ثابت، عن عبد الله بن رباح، مرسلاً» . وقال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث موصولاً عن حماد بن سلمة إلا يحيى بن إسحاق، ولا يُروى عن أبي قتادة إلا بهذا الإسناد» .(2/222)
حمَّاد (1) ، عن ثابت (2) ،
عن عبد الله بْنِ رَبَاح، عَنْ أَبِي قتادةَ: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى العِشاء، فقام أبوبكر فقرأ، فخَفَضَ مِنْ صَوْتِهِ (*) ، وقام عُمَر فقرأ، فرفَعَ من صَوْتِهِ (*) ... الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ: عَنْ عبد الله بن رَبَاح: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (3) ؛ أخطأ فيه (4) السَّالَحينيُّ (5) .
328 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثَ حمَّاد بن سَلَمة (6) ،
عن هشام
_________
(1) هو: ابن سلمة.
(2) هو: ابن أسلم البُناني.
(
*) ... في (ت) و (ك) : «صوت» .
(3) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(4) قوله: «فيه» من (ف) فقط.
(5) الحديث أخرجه أبو داود في "سننه" (1329) من طريق موسى بن إسماعيل التَّبوذكي، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثابت، عن النبي (ص) ، مرسلاً.
ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/11) .
(6) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (125) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (6942 و29702) ، وأحمد في "مسنده" (1/96 و118 رقم 751 و957) ، وعبد ابن حميد في "مسنده" (81/المنتخب) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/195) ، وأبو داود في "سننه" (1427) ، والترمذي في "جامعه" (3566) ، وابن ماجه في "سننه" (1179) ، والمروزي في "كتاب الوتر" (74/مختصره) ، والنسائي في "سننه" (1747) ، وأبو يعلى في "مسنده" (275) ، والطبراني في "الدعاء" (751) ، والحاكم في "المستدرك" (1/306) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/42) ، و"الدعوات الكبير" (386) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (23/351) ، والضياء في "المختارة" (2/251- 253) .
قال البخاري: «قال أبو العباس: قيل لأبي جعفر الدارمي: روى عن هذا الشيخ [يعني: هشام بن عمرو] غير حماد؟ فقال: لا أعلمه، وليس لحماد عنه إلا هذا» .
وقال أبو داود: «هشام أقدم شيخ لحماد، وبلغني عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قال: لم يَرو عنه غير حماد بن سلمة» . وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريبٌ من حديث علي، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث حماد بن سلمة» .(2/223)
بن عَمْرو الفَزاريِّ، عن عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عليٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وِتْرِهِ: اللَّهُمَّ، إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ ... .
قَالَ أَبِي: لا أعلَمُ رَوَى (1) هَذَا الحديثَ غَيْرَ (2) حمَّادِ بنِ سَلَمة (3) .
قلتُ لأَبِي: فإنَّ مُؤَمَّلَ بنَ إِسْمَاعِيلَ رَوَى هَذَا الحديثَ عَنْ حمَّاد بنِ سَلَمة، عن هشامِ ابن عَمْرٍو الفَزَاريِّ، عن عبد الله بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عليٍّ، عن النبيِّ (ص) .
فَقَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ (4) حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمْرو، عن عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عليٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) .
_________
(1) في (ك) : «من روى» .
(2) قوله: «غير» سقط من (ك) ، وجاء مكانه زيادة: «قُلْتُ لأَبِي: فَإِنَّ مُؤمَّلَ بْنَ إسماعيل سمعت أبي وذكر حديث» ، وهي تكرار وانتقال نظر.
(3) قوله: «غير» يجوز فيه النصب والرفع، وقد تقدم تخريجهما في التعليق على نحو هذا التعبير في المسألة رقم (308/أ) وانظر التعليق على المسألة (68) .
(4) قوله: «هو» سقط من (ك) .
(5) قال الدارقطني في "العلل" (410) : «يرويه حماد بن سلمة، واختُلِف عنه: فروي عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَمَّادِ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عروة، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن عليّ، وهو وهم. وقال أسود بن عامر بن شاذان: عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ هشام بن عمرو، عن عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عليٍّ، وهو الصَّحيح» .(2/224)
329 - وسمعتُ أَبِي قَالَ: حدَّثنا (1) حجَّاج ابن الشَّاعر؛ قال: ثنا عبد الصَّمد بن عبد الوارث (2) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي نَضْرةَ (3) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ: أنَّ النبيَّ (ص) بَزَقَ فِي ثَوْبِهِ وَهُوَ فِي الصَّلاة.
فَقَالَ أَبِي: حدَّثنا بِهِ (4) مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ (5) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أبي نَضْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (6) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (7) .
330 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (9) ، عن
_________
(1) قوله: «حدثنا» سقط من (ف) .
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (3/42 رقم 11382) والدارقطني في "الأفراد" (278/ب/أطراف الغرائب) وقال: «تفرد به عبد الصمد، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثابت، عنه» .
(3) هو: المنذر بن مالك.
(4) قوله: «به» ليس في (ش) .
(5) هو: التبوذكي. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (389) ، وابن شبة في "تاريخ المدينة" (1/23) . ورواه ابن شبَّة أيضًا عن حماد، به.
(6) كذا بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(7) قال الدارقطني في "العلل" (11/330 رقم2318) : «يرويه عبد الصمد بن عبد الوارث ومنصور بن صُقَير، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وفيه وَهَمٌ. والصواب: عن ثابت، عن رجل، عن أبي نضرة، مرسلاً» .
وانظر "الجرح والتعديل" (1/240) .
(8) نقل هذا النص بتصرف ابن رجب في "فتح الباري" (2/278) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (3/145/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/502) .
(9) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2268) ، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (1/480) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (7890 و7900) ، وأحمد في "مسنده" (3/20 و92 رقم 11153 و11877) ، وعبد ابن حميد في "مسنده" (880/المنتخب) ، والدارمي في "مسنده" (1418) ، وأبو داود في "سننه" (650) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1194) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1017) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/511) ، وابن حبان في "صحيحه" (2185) ، والحاكم في "المستدرك" (1/260) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/402- 403) .(2/225)
أَبِي نَعَامَةَ (1) ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ (2) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ صلَّى فِي نَعْلَيْهِ، ثُمَّ خلَعَ نَعْلَيهِ، فخلَعَ الناسُ ... وَذَكَرَ الحديثَ؟
فَقَالَ أَبِي: رَوَاهُ حمَّاد بْن زَيْدٍ، عَنْ أيُّوب (3) ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرةَ: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (4) (5) .
قَالَ أَبِي: أيُّوبُ أحفَظُ، وقد وهَّن أيُّوبُ روايةَ هَذَا الحديثِ حديثِ حمَّاد بْن سَلَمة، وَرَوَاهُ إبراهيمُ بنُ طَهْمَانَ (6) ، عَن حَجَّاجٍ الأَحْوَلِ (7) ، عَنْ أَبِي نَعامةَ، عَنْ أَبِي نَضْرةَ، عَنْ أَبِي سعيد (8) ، عن النبيِّ (ص) ؛ والمتَّصِلُ أشبَهُ؛ لأنه اتفقَ اثنان عَنْ أَبِي نَضْرَة، عَنْ أَبِي سعيد، عن
_________
(1) هو: السَّعْدي، مشهور بكنيته، ومختلف في اسمه، فقيل: عبد ربه، وقيل: عمرو.
(2) في (ك) : «أبي نصر» . وأبو نضرة هو: المنذر بن مالك.
(3) هو: ابن أبي تميمة السَّخْتياني.
(4) كذا بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) قال ابن عبد البر في "التمهيد" (22/242) : «وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أيوب، عن أبي نضرة، مرسلاً» .
(6) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (1/384 رقم 786) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/306- 307) .
(7) هو: حجَّاج بن حجَّاج الباهلي.
(8) في (ت) : «عن أبي شعبة» .(2/226)
النبيِّ (ص) (1) .
331 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد ابن سَلَمة (2) ، عَنِ الحجَّاج بْنِ أَرْطاةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بنِ عُمَير، عَنِ المُستَورِدِ العِجْليِّ؛ أنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: إِذَا انصَرَفَ أحدُكُم مِنَ الصَّلاة، فَلا يَسْتَدِيرُ كَمَا يَسْتَدِيرُ (3)
الحمارُ؛ يَرَى حَتْمًا عَلَيْهِ أَنْ يَنْصَرِفَ عَنْ يَمينِه! لقد رأيتُ رسول الله (ص) يَنصَرِفُ عَنْ يَمينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ؟
_________
(1) قال الدارقطني في "العلل" (11/328) : «يرويه أبو نَعامَة، عَنْ أَبِي نَضْرَة، عَنْ أبي سعيد، حدَّث به حماد ابن سلمة، والحجاج بن الحجاج، وأبو عامر الخَزَّاز، وعمران القطان. وروي عَنْ أَيُّوبَ السَّختياني، عَنْ أَبِي نَعامَة، مرسلاً، ومن قال فيه: عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة، فقد وهم، والصَّحيح: عن أيوب؛ سمعه من أبي نعامة، ولم يحفَظ إسناده فأرسله، والقول قول من قال: عن أبي سعيد» .
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (1516) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ رجل حدثه؛ عن أبي سعيد الخدري، به، مرفوعًا. وأخرجه البيهقي في "السنن" (2/403) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ؛ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، به، مرفوعًا.
(2) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (10/121 رقم10165) .
(3) كذا في جميع النسخ، عدا (ك) ففيها: «فلا يَستَدبر كما يستدبر» بالباء الموحَّدة.
وما أثبتناه يخرَّج على أن «لا» فيه نافيةٌ بمعنى النهي، ولو كانتْ ناهيةً لفظًا ومعنًى، لَجُزِمَ الفعلُ وقيل: «فلا يَسْتَدِرْ» .
والنفي بمعنى النَّهي من باب مجيء الخبر بمعنى الطلب، والمعنى هنا: «فلا ينبغي، أو لا يجوز، أو لا يصحُّ أن يَسْتديرَ كما يَسْتديرُ الحمار» ، ولا يجوز أن يكونَ هنا نفيًا محضًا على بابه؛ لما يُرَى بالمشاهدة من مخالفة كثيرين، بالتزامهم الاستدارةَ والانصرافَ عن اليمين. وعلى ذلك فارتفاعُ الفعل بعد «لا» على أنها نافيةٌ، والمعنى على النهي.
والنفيُ بمعنى النهي أبلغُ من صريح النَّهْيِ - كما أنَّ قوله: «رَحِمَهُ اللهُ» ، و «يرحَمُهُ الله» : أبلغُ من: «اللهمَّ ارحَمْهُ» - لأنَّه كالواقع بالامتثال لا محالة؛ قال العيني في الكلام على حديث: «لا تُشَدُّ الرحالُ إلا إلى = = ثلاثة مساجد» : «ونكتةُ العدولِ عن النهي إلى النفي: لإظهار الرغبةِ في وقوعه، أو لحملِ السامع على التركِ أبلغَ حملٍ بألطفِ وجه» . اهـ. من "عمدة القاري" (6/97) .
ومن مجيء النفي بمعنى النهي أيضًا: قوله تعالى: [البَقَرَة: 83] {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} .
ولذلك أمثلةٌ كثيرةٌ جِدًّا في القرآنِ وقراءاتِهِ، والحديثِ ورواياتِهِ، وكلام العرب شعرًا ونثرًا. وقد تعرَّض الأصوليون والبلاغيون لمجيء الخبر المُثْبَتِ بمعنى الأمر، والخبر المنفيِّ بمعنى النهي، وذكروا فوائد ذلك والأغراضَ المقصودة منه. وانظر: "شرح النووي على مسلم" (16/170) ، و"البحر المحيط" للزركشي (2/105-106) ، و"مرقاة المفاتيح" (1/263) ، (2/148، 430- 431) ، وغيرها، و"فيض القدير" (1/238، 293، 391، 435) ، (5/34) ، وغيرها، و"عمدة القاري" (11/259) وغيره، و"الديباج" (5/540) ، و"حاشية السندي على النسائي" (1/198) ، (2/37، 116) وغيرها، و"تحفة الأحوذي" (2/286) ، (3/414) ، وانظر: "إعراب الحديث النبوي" للعكبري (ص202- 203) ، و"عقود الزبرجد" للسيوطي (1/382- 383) ، (3/22، 69، 87، 129- 130) ، و"النحو الوافي" (4/412) ..(2/227)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عُمَارةُ بْنُ عُمَير، عَنْ عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ (1) ، عَنِ ابْنِ (2) مَسْعُودٍ؛ ليس للمُسْتَورِدِ معنًى (3) .
_________
(1) كذا قال أبو حاتم! وقد أخرج البزار في "مسنده" (1639) هذا الحديث من طريق أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عمارة بن عمير، عن الأسود، عن عبد الله، به، ثم قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن عبد الله بن مسعود، ولا نعلم له طريقًا إلا عن الأسود، إلا حديثًا أخطأ فيه زياد بن عبد الله؛ فرواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله» . وأخرجه البخاري في "صحيحه" (852) ، ومسلم (707) ، كلاهما من طريق الأعمش، عن الأسود، عن ابن مسعود، به.
(2) في (أ) و (ش) : «أبي» بدل: «ابن» .
(3) كتب محمد بن العطار عند هذه المسألة في هامش نسخة (أ) : «المعروف: عن ابن مسعود» .(2/228)
قلتُ: الخطأُ ممَّن هُوَ؟
قَالَ: إِمَّا مِنْهُ (1) ، وَإِمَّا مِنْ حجَّاج بْنِ أَرْطاة.
332 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه حمَّاد ابن سَلَمة، عَنِ الحجَّاج (2) ، عَنِ القاسِم (3) بن عبد الرحمن؛ أنَّ عبد الله بْنَ عَمْرٍو قَالَ: إِذَا جَعَلْتَ المَشْرِقَ عَنْ يَسَارِك، والمَغْرِبَ عَنْ يَمينِكَ، فَمَا بينَهُما قِبْلَةٌ؟
قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ المسعوديُّ (4) ، عن القاسِم بن عبد الرحمن، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ؛ وَهَذَا أشبَهُ (5) .
333 - وسألتُ (6) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ حمَّادُ بنُ سَلَمة، وخالدٌ الواسِطي (7) ، والأنصاريُّ (8) ، ومُعتَمِرُ بنُ سُلَيمان، كلُّهم رَوَوْهُ عَن حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أنّه صلَّى فِي ثَوْبٍ واحدٍ.
_________
(1) أي: من حماد بن سلمة.
(2) هو: ابن أرطاة.
(3) في (ش) و (ف) : «القسي» ، وهكذا كانت في (أ) ثم صُوِّبت، والمثبت من (ت) و (ك) . وجاء على الصواب في جميع النسخ في الموضع الآتي.
(4) هو: عبد الرحمن بن عبد الله. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (7433) .
(5) قال علي بن المديني في "العلل" (81) : «لم يلْقَ القاسم بن عبد الرحمن من أصحاب رسول الله (ص) غير جابر بن سمرة. قيل له: فلقي ابن عمر؟ قال: كان يحدث عن ابن عمر بحديثين ولم يَسْمَعْ مِنَ ابْنِ عُمَرَ شَيْئًا، كان يحدِّث عن ابن عمر - رحمة الله عليه -: «مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ» وحديث آخر» .
(6) تقدمت هذه المسألة برقم (226) ، وستأتي برقم (455) ، وانظر رقم (545) . وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه: «الثوب الواحد» .
(7) هو: خالد بن عبد الله.
(8) هو: محمد بن عبد الله الأنصاري.(2/229)
وروى يَحْيَى بْن أيُّوب، عَن حُمَيد، عَنْ ثَابِتٍ، عَن أَنَس، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: يَحْيَى قد زاد رجُلاً، ولم يقُلْ أحدٌ من هؤلاءِ [عن] (1) حُمَيدٍ: سمعتُ أنسً (2) ، ولا: حدَّثني أنسٌ (3) ، وَهَذَا أشبَهُ؛ قد زاد رجُلاً (4) .
334 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوْحٌ (6) ، وعَارِمٌ (7) ، ويحيى بْن إِسْحَاقَ السَّالَحينيُّ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ ثابتٍ (8) ،
_________
(1) في جميع النسخ: «غير» ، وهو تصحيف ظاهر.
(2) كذا في جميع النسخ، وهو منصوب، والجادَّةُ: «أنسًا» ، لكن حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) أخرج البيهقي في "الدلائل" (7/192) من طريق محمد بن جعفر، قال: أخبرنا حميد أنه سمع أنسًا يقول: آخر صلاة صلاَّها النبي (ص) مع القوم في ثوب واحد ملتحفًا به خلف أبي بكر!
(4) رجح أبو زرعة في المسألة رقم (226) خلاف هذا؛ فقال: «إِنَّمَا هُوَ عَلَى مَا رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ ومعتمر، عَن حُمَيْدٍ، عَنْ أنس، عن النبي (ص) ... » ، فقال له عبد الرحمن بن أبي حاتم: «يَحْيَى بْن أَيُّوبَ يَقُولُ فِيهِ: ثابت! قَالَ: يَحْيَى لَيْسَ بذاكَ الحافظ، والثورى أحفظ» .
(5) انظر المسألة المتقدمة برقم (231) .
(6) هو: ابن عُبادة. وروايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (512) ، وابن حبان (1824) عن حمَّاد بن سَلَمة، ثنا قتادة وثابت وحُمَيد، عن أنس، به.
ومن طريق ابن خزيمة وابن حبان رواه الضياء في "المختارة" (7/116- 117) .
قال ابن خزيمة - كما في "إتحاف المهرة" (485) -: «خبر غريبٌ غريب» .
(7) هو: محمد بن الفضل السَّدوسي.
(8) هو: ابن أسْلَم البُناني.(2/230)
وقتادَة، وحُمَيْدٍ (1) ، والبَتِّيِّ (2) ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يقرأ فِي الظُّهْرِ والعَصْرِ ... .
وَرَوَاهُ أَبُو سَلَمة (3) ،
عَنْ حمَّاد، عَنْ ثابتٍ، وقتادةَ، وحُمَيْدٍ، والبَتِّيِّ، عَنْ أَنَسٍ، موقوف (4) ؟
قَالَ أَبِي: موقوفٌ (5) أَصَحُّ (6) ؛ لا يجيءُ مثلُ هذا الحديثِ (7) عن النبيِّ (ص) .
335 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبَة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عُقْبةَ (9) بْنِ وَسَّاجٍ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (*) ، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: تَفْضُلُ صَلاَةُ الجَمِيعِ (10) عَلَى صَلاَةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ ... .
_________
(1) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل.
(2) هو: عثمان بن مالك.
(3) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذَكي. ولم نقف على روايته، والحديث علَّقه ابن حزم في "المحلى" (4/104) قال: «وعن حماد بن سلمة ... » فذكره.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (2687) عن معمر، عن ثابت قال: كان أنس يصلي بنا ... فذكره.
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر المسألة رقم (34) .
(5) انظر التعليق السابق، وأصل الكلام: قال أبي: هو أصحُّ موقوفًا.
(6) قال ابن رجب في "فتح الباري" (4/485) : «ووقفُه أصحُّ؛ قاله أبو حاتم والدارقطني وغيرهما» .
(7) قوله: «الحديث» ليس في (أ) و (ش) .
(8) تقدمت هذه المسألة برقم (219) .
(9) في (ف) : «عقية» .
(*) ... في (ف) : «عن أبي الأخوص» . وهو: عوف بن مالك الأشجعي.
(10) في (ش) : «الجمع» .(2/231)
وَرَوَاهُ هَمَّام (1) ، وَسَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوَرِّقٍ العِجْليِّ، عن أبي الأَحْوَص (*) ، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ أَبَانٌ (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (*) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ (3) ، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: حديثُ شُعْبَةَ أصحُّ؛ لأَنَّهُ أحفَظُ (4) .
336 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأنصاريُّ (6) ، عن سعيد
_________
(1) هو: ابن يحيى.
(2) هو: ابن يزيد العطَّار. وروايته أخرجها الشاشي في "مسنده" (702) .
(3) في (ش) : «أبي مسعود» ، وفي (ف) : «أبي سعيد» .
(4) في (ك) : «لا أحفظ» بدل: «لأنه أحفظ» .
(5) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1138) ، والزيلعي في "نصب الراية" (1/280) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/322) .
(6) هو: محمد بن عبد الله. ولم نقف على روايته، والحديث رواه عبد بن حميد في "مسنده" (811/المنتخب) من طريق عبيد الله بن موسى، والطرسوسي في "مسند ابن عمر" (25) من طريق عبد الرحمن بن قيس، والعقيلي في "الضعفاء" (2/105) ، والطبراني في "الكبير" (12/332 رقم13590) ، من طريق قرَّة بن حبيب، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (168) من طريق خلف بن هشام، وابن عدي في "الكامل" (3/381) من طريق معلى بن مهدي، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص (85) من طريق يزيد بن هارون، والبيهقي في "سننه" (1/399) من طريق أبي محمد البزار، جميعهم عن سعيد بن راشد، به.
وورى العقيلي وابن عدي عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قال: سعيد بن راشد السَّمَّاك يروي: «من أذَّن فهو يقيم» : ليس حديثه بشيء. اهـ. وقال البيهقي: «تفرد به سعيد بن راشد وهو ضعيف» .(2/232)
بْنِ راشِد، عَنْ عَطاء (1) ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) (2) : مَنْ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وسعيدٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ مَرَّةً: متروكُ الحديث (3) .
337 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه وَهْب ابن جَرِيرٍ (4) ، عَنْ شُعْبةَ، عَنْ أَبِي حَصين (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّاب، عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي (6) ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يصلِّي عَلَى الخُمْرَة (7) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ، لَمْ يَرْوِهِ غيرُ وَهْب (8) .
_________
(1) هو: ابن أبي رباح.
(2) قوله: «النبي (ص) » ليس في (أ) و (ش) .
(3) نقل مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1137) عن مهنَّا أنه سأل الإمام أحمد عن هذا الحديث؟ فقال: ليس بصحيح؛ قال: قلتُ: لِمَ؟ قال: مَنْ سعيد بن راشد؟ وضعَّف حديثه.
(4) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (7131) ، وابن حبان في "صحيحه" (2312) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/242 رقم482) ، والخطيب في "الجامع" (367) . ورواه القطيعي في "جزء الألف دينار" (274) عن محمد بن يونس الكُدَيمي - وهو متروك - عن عبيد بن عَقيل، عن شعبة، به.
(5) هو: عثمان بن عاصم.
(6) هو: عبد الله بن حبيب.
(7) تقدم تفسير «الخُمرَة» في المسألة رقم (206) .
(8) قال عبد الله ابن الإمام أحمد في "العلل" (2387) : «سمعت أبي يقول: قال عبد الرحمن بن مهدي يقول: هاهنا قوم يحدِّثون عن شعبة ما رأيتهم [عند شعبة] . قلت له من يعني بهذا؟ قال: وهب بن جرير. قال أبي: ما رُئِيَ وهب عند شعبة، ولكن كان صاحب سنة» . وقد روى هذا القول بنحوه العقيلي في "الضعفاء" (4/324) عن عبد الله عن أبيه. وما بين المعقوفين من "الضعفاء".(2/233)
338 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أحمد ابن عَبْدَة، عَنْ أَبِي دَاوُدَ (1) ، عَنْ شُعْبَة (2) ، عَنْ سعدِ بنِ إبراهيمَ، وحَبيبِ بْن أَبِي ثابت؛ سَمِعا حفصَ بنَ عاصِم؛ أنَّ (3) زيد بْن ثابت قَالَ: صَلاةُ الوُسْطى صَلاةُ الظُّهْر؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ خُبَيب (4) بْن عبد الرحمن (5) .
339 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنِ (6) المُقَدَّمي مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّان، عَنْ سُفْيان (7) ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ (8) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النُّعْمان بْنِ بَشِير: أنَّه كَانَ يصلِّي مَعَ النبيِّ (ص) ، ثُمَّ لا يَلْبَثُ إِلا يسيرًا، حَتَّى يُصَلِّيَ العِشَاءَ.
قَالَ أَبِي: أَخْطَأَ فِيهِ المُقَدَّمي، لَيْسَ فِيهِ: النبيُّ (ص) ؛ إنما هو: كنا
_________
(1) هو: سليمان بن داود الطيالسي.
(2) وهذه الرواية أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (8617) ، وذكرها تعليقًا ابن عبد البر في "التمهيد" (4/286) عَنْ شُعبَة، عَنْ سَعْدِ بْنِ إبراهيم، عن حفص ابن عاصم، عن زيد بن ثابت، به. وانظر "الإمام" لابن دقيق العيد (3/511) .
(3) في (ش) : «بن» بدل: «أن» .
(4) في (ك) : «حبيب» .
(5) روايته أخرجها البيهقي في "المعرفة" (2/309) من طريق شعبة، عَنْ خُبَيْبٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عاصم، عن زيد، به.
(6) قوله: «عن» سقط من (ك) .
(7) هو: الثوري.
(8) هو: أبو يعفور الأصغر، واسمه: عبد الرحمن بن عبيد ابن نِسْطاس. وأما أبو يعفور الأكبر؛ فاسمه: واقد، ولقبه: وَقْدان.(2/234)
نصلِّي مَعَ النُّعْمان بْن بَشِير (1) .
340 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادة (3) ،
عَنْ حمَّاد (4) ، عن محمد ابَن (5) عَمْرو، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (6) أَنَّهُ قَالَ: إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ النِّدَاءَ وَالإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ، فَلاَ يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ؟
قلتُ لأَبِي: وَرَوَى رَوْحٌ (7) أَيْضًا عَنْ حمَّاد، عَنْ عَمَّار بْنِ أَبِي عَمَّار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ، مِثْلَهُ، وَزَادَ فِيهِ (8) : وَكَانَ المُؤَذِّنُ يُؤَذِّنُ إذا بَزَغَ الفَجْرُ.
_________
(1) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (4744) قال: حدثنا عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أبي يعفور، عن أبيه قال: كنا نصلي المغرب، فما نلبث أن يصلي النعمان بن بشير العشاء.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3349) من طريق محمد بن فضيل، عن أبي يعفور عبد الرحمن بن عبيد، به.
(2) ستأتي هذه المسألة برقم (759) .
(3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/510 رقم10629) ، والطبري في "تفسيره" (3015) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/218) .
ورواه أحمد (2/423 رقم 9474) ، من طريق غسان ابن الربيع، وأبو داود في "سننه" (2350) ، والدارقطني في "سننه" (2/165) ، والحاكم في "المستدرك" (1/426) من طريق عبد الأعلى بن حماد، والحاكم في "المستدرك" (1/203 و205) من طريق عفان وعبد الواحد بن غياث، جميعهم عن حماد ابن سلمة، به.
(4) هو: ابن سلمة.
(5) في (ش) : «عن» بدل: «بن» .
(6) قوله: «عن النبي (ص) » سقط من (ك) .
(7) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/510 رقم10630) ، والطبري في "تفسيره" (3016) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/218) .
(8) ذكر ابن حزم في"المحلى" (6/232) أن الذي زاد هذه الزيادة هو عمار بن أبي عمار من قوله.(2/235)
قَالَ أَبِي: هذانِ (1) الحديثانِ لَيْسَا بِصَحِيحَينِ؛ أمَّا حديثُ عمَّار: فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفٌ (2) ، وعمَّارٌ ثقةٌ. والحديثُ الآخَرُ: لَيْسَ بِصَحِيحٍ.
341 - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عبد الله بْنُ بَكْر السَّهْمي (3) ، عَن مُبَارَك بْن فَضَالةَ، عَن ثابتٍ البُنَانيِّ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْرٍ؛ قَالَ: صلَّى رسولُ الله (ص) بأصحابِهِ صلاةَ الصُّبْح، ثُمَّ أقبَلَ عَلَى أصحابِه بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: هَلْ أَصْبَحَ (4) اليَوْمَ مِنْكُمْ أَحَدٌ صَائِمًا؟ ، قَالَ أَبُو بَكْر: أَنَا، قَالَ: هَلْ عَادَ أَحَدٌ مِنْكُمُ (5) اليَوْمَ مَرِيضًا؟ ... وَذَكَرَ الحديثَ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: عن (6) عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى (7) : أنَّ النبيَّ (ص) ... .
_________
(1) في (ك) : «هذا» .
(2) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(3) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1670) ، والبزار في "مسنده" (2267) ، والحاكم في "المستدرك" (1/412) ، ومن طريقه البيهقي في "الكبرى" (4/199) .
(4) في (ك) : «هذا صبح» بدل: «هل أصبح» .
(5) في (ش) : «أحدكم منكم» .
(6) قوله: «عن» ليس في (ش) .
(7) روايته أخرجها ابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (2/564) من طريق أسد بن موسى، قال: أبنا المبارك بن فضالة، ثنا ثابت البناني، ثنا عبد الرحمن بن أبي ليلى: أن رسول الله (ص) ، فذكره.
وقال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الرحمن بن أبي بكر إلا بهذا الإسناد؛ وإنما يرويه غير عبد الله بن بكر، عن مبارك، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، مرسلاً، ولم نسمعه متصلاً إلا من بشر بن آدم، عن عبد الله بن بكر» .(2/236)
342 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بِشْرُ بنُ آدَمَ ابنُ (1) ابْنَتِ (2) أَزْهَرَ (3) ،
عَنْ أَشعَثَ بْنِ أَشعَثَ، عَنْ (4) عِمْران القَطَّان (5) ، عَنْ سُلَيمان التَّيْمي (6) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ (7) ، عَنْ سلمان؛ أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِنَّ المُسْلِمَ يُصَلِّي وَخَطَايَاهُ تُوضَعُ عَلَى رَأسِهِ، فَكُلَّمَا سَجَدَ تَحَاتَّتْ خَطَايَاهُ، فَيَفْرُغُ (8) حِينَ يَفْرُغُ وَقَد تَحَاتَّتْ خَطَايَاهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ عَنْ سَلْمان قولَهُ (9) ، وأَشعَثُ مجهولٌ لا يُعْرَفُ.
_________
(1) قوله: «ابن» نعت لـ «بشر» ، وهذا بشر بن آدم الأصغَرُ.
(2) كذا رسمت في جميع النسخ؛ بالتاء المفتوحة، وهو رسم صحيح، والجادة «ابنة» . وانظر التعليق على المسألة رقم (6) .
(3) روايته أخرجها البزار في"مسنده" (2508) ، والطبراني في"المعجم الكبير" (6/250 رقم6125) ، وفي "الصغير" (1153) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2875) .
قال الطبراني في "المعجم الصغير": «لم يروه عن سليمان إلا عمران، ولا عن عمران إلا أشعث بن أشعث، تفرد به بشر» . ووقع في "المعجم الكبير": «بشر بن موسى» بدل «بشر بن آدم» .
ورواه الطيالسي في "مسنده" (687) ، وأبو عبيد في "الطهور" (11) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (52) ، و"المسند" (456) ، وأحمد في "مسنده" (5/437 و438 رقم 23707 و23716) ، والدارمي في "مسنده" (746) ، والطبراني في "الكبير" (6/257 رقم 6151 و6152) من طريق عَلِيَّ بْنَ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، به، مرفوعًا. وانظر "الأفراد" للدارقطني (142/أ/أطراف الغرائب) .
(4) قوله: «عن» سقط من (ك) .
(5) هو: ابن داوَر.
(6) هو: ابن طَرْخان.
(7) هو: عبد الرحمن بن مُلّ النَّهْدي.
(8) في (ك) : «فتفرغ» .
(9) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (50 و51) من طريق سلمان بن سبرة، والبغوي في "الجعديات" (548) من طريق أبي وائل، كلاهما عن سلمان، قوله.(2/237)
343 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابن وَهْب (2) ، عن جرير ابن حَازِمٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الهَمْداني (3) ؛ قال: حدَّثني عبد الرحمن بْنُ عَوْسَجةَ، عَنِ البَرَاء؛ قَالَ: كان رسولُ الله (ص) يَأْتِينَا، فيَمْسَحُ عَوَاتِقَنَا وصُدُورَنَا وَيَقُولُ: لاَ تَخْتَلِفْ صُفُوفُكُمْ؛ فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا يَرْوُونَهُ عَنْ أَبِي إسحاق (4) ، عن طَلْحة (5) ، عن عبد الرحمن ابن عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ النبيِّ (ص) .
344 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي العِشْرين (6) ، عَنِ الأوزاعيِّ (7) ، عَنْ (8) يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عُمَرَ بنِ الحَكَم، عَنْ أبي
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (404) و (406) .
(2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/297 رقم18621) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1552) .
(3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(4) سيأتي تخريج روايته على هذا الوجه في المسألة رقم (404) .
(5) هو: ابن مُصَرِّف.
(6) هو: عبد الحميد بن حبيب. وروايته أخرجها البخاري في"صحيحه" تعليقًا (1152) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (811) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (2634) . وأخرجه مسلم في "صحيحه" (1159) من طريق عمرو بن أبي سلمة، والنسائي في "سننه" (1764) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1129) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (2205) من طريق بشر بن بكر، كلاهما عن الأوزاعي، به.
(7) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(8) قوله: «عن» سقط من (ك) .(2/238)
سَلَمة، عن عبد الله بْنِ عَمْرو؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) : لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلاَنٍ؛ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ ثُمَّ تَرَكَهُ؟
قَالَ أَبِي: الناسُ يَقُولُونَ (1) :
يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة؛ لا يُدخِلون بينهم (2) عُمَرَ. وأَحْسَبُ أنَّ بَعْضَهُمْ قَالَ: يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن أبي سَلَمة، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) (3) .
_________
(1) رواه هكذا عبد الله بن المبارك في "الزهد" (1211) عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، به.
ومن طريق ابن المبارك رواه أحمد في "مسنده" (2/170 رقم 6584 و6585) ، والبخاري في "صحيحه" (1152) .
ورواه أحمد (2/170 رقم 6584) من طريق أبي معاوية الضرير، والبخاري (1152) من طريق مبشر بن إسماعيل، وابن ماجه في "سننه" (1331) من طريق الوليد بن مسلم، والبزار في "مسنده" (2358) ، من طريق محمد بن كثير، وابن حبان في "صحيحه" = = (2641) من طريق عمر بن عبد الواحد، جميعهم عن الأوزاعي، بمثله.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا عبد الله بن عمرو، ولا نعلم رواه عن يحيى إلا الأوزاعي» .
(2) كذا في جميع النسخ: «بينهم» ، والجادَّة أن يقال: بينهما، كما هو ظاهر، غَيْرَ أنَّ ما وقع في النسخ له توجيهاتٌ عند أهل اللغة ذكرناها في التعليق على نحو هذا في المسألة رقم (74) .
(3) قال الحافظ في "تغليق التعليق" (2/432) : «وزيادة «عمر بن الحكم» في هذا الإسناد من المزيد في متصل الأسانيد بلا ريب؛ فإن ابن المبارك ومُبَشِّر بن إسماعيل لم يوصفا بالتدليس، وقد صرَّحا في روايتهما بسماع الأوزاعي له من يحيى، وبسماع يحيى من أبي سلمة» .
وانظر "السنن الكبرى" للنسائي (1/411) ، و"هدي الساري" (ص354) ، و"الفتح" (3/38) .(2/239)
345 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (2) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النبيِّ (ص) قَالَ: رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ.
قلتُ لأَبِي: فمعاويةُ هَذَا مَن هُوَ؟
قَالَ: لا يُدرَى؛ غيرَ أنَّ الحديثَ (3)
- بهذا الإسناد - مُنكَر.
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (692) .
(2) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (12/292 رقم 13413) ، وابن عدي في "الكامل" (6/401) ، والقزويني في "التدوين" (3/226) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1424) .
(3) في (ك) : «غير أن هذا الحديث» .
وقد وقع في رواية القضاعي السابقه معاوية بن يحيى الأطرابلسي.
وقال العراقي في "ذيل الميزان" (702) بعد نقله كلام أبي حاتم هنا: «قلت: بل هو معاوية بن يحيى أبو مطيع الأطرابلسي الدمشقي؛ فإنه روى عن موسى بن عقبة كما ذكر المزي في "التهذيب"، وروى عنه بقية، وروايته عنه في "سنن ابن ماجه"، ومعاوية هذا وثقه الجمهور، وهو مذكور في "الميزان"؛ وإنما أوردته لقول أبي حاتم: " إنه لا يُدرى"، مع كون أبي حاتم قال في معاوية بن يحيى أبي مطيع: إنه صدوق، مستقيمُ الحديث، وقال في معاوية بن يحيى الصَّدَفي أبي روح الدمشقي: إنه ضعيف الحديث، في حديثه إنكار، ولم يعرف معاوية بن يحيى صاحب الترجمة، فهو عنده غيرهما؛ فلذلك أوردته هنا» .
كذا فهم الحافظ العراقي من عبارة أبي حاتم: أن معاوية بن يحيى هذا راو ثالث غير الصَّدَفي والأطرابلسي، وأنه لم يعرفه، والذي يبدو لنا - والله أعلم - أن مقصود أبي حاتم أن معاوية بن يحيى هذا لا يُدرى هل هو: الصَّدفي، أو الأطرابلسي؟ لأن بقية يروي عن معاوية بن يحيى ولا ينسبه؛ فيلتبس، وقد فعل هذا في غير ما حديث، منها: حديثه عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أبي هريرة مرفوعًا: «من حدَّث حديثًا فَعُطِسَ عِنْدَهُ، فَهُوَ حقٌّ» ، قَالَ الشيخ المعلِّمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة" للشوكاني (224) : «ولبقية شيخان، أحدهما: معاوية بن يحيى الصَّدفي، هالك، والآخر: معاوية بن يحيى الأطرابلسي، ذهب الأكثر إلى أنه أحسن حالاً من الصَّدَفي، ووثقه بعضهم، وعكس الدارقطني، وذكر أن مناكيره أكثر من مناكير الصَّدَفي، وأيهما الواقع في السَّند؟ ذهب جماعةٌ إلى أنه الأطرابلسي؛ لأنه قد عُرف له الرواية عن أبي الزناد، وذهب آخرون إلى أنه الصَّدفي؛ لأن هذا الخبر أليق به ... ويقوي هذا: أن بقية مدلس، ولا يجهل أن الأطرابلسي عند الناس أحسن حالاً من الصدفي، فلو كان شيخه في هذا الخبر هو الأطرابلسي لصرَّح به» .
ونقل العراقي أيضًا في "ذيل الميزان" (702) كلام أبي حاتم على هذا الحديث في المسألة رقم (692) ، وسيأتي تعليقنا على كلامه هناك.(2/240)
346 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْن صَالِحٍ (1) ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخَوْلاني (2) ، عَنْ أَبِي أُمامَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ؛ فَإِنَّهُ دَأْبُ (3) الصَّالحِينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ تَكْفِيرٌ لِلسَّيِّئاتِ (4) ... .
_________
(1) روايته أخرجها ابن معين في "الجزء الثاني من حديثه" (169/رواية أبي بكر المروزي) ، وابن أبي الدنيا في "التهجد وقيام الليل" (3) ، والترمذي في "جامعه" (3549) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1135) ، والطبراني في "الكبير" (8/92 رقم 7466) ، و"الأوسط" (3253) ، و"مسند الشاميين" (1931) ، وابن عدي في "الكامل" (4/207) ، والحاكم في "المستدرك" (1/308) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/502) .
= ... ووقع عند الحاكم: «ثور بن يزيد» بدل: «ربيعة بن يزيد» وهو خطأ.
قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أبي أمامة إلا أبو إدريس، ولا عن أبي إدريس إلا ربيعة، تفرد به معاوية بن صالح» .
(2) هو: عائذ الله بن عبد الله.
(3) قال في "مختار الصحاح" (ص184) : «الدَّأْبُ، بسكون الهمزة: العادةُ والشَّأْن، وقد يحرَّك» . اهـ، أي: ويقال: دَأَبٌ، بفتح الهمزة.
(4) في (ت) : «للسيئا» .(2/241)
قَالَ أَبِي: هُوَ حديثٌ منكرٌ؛ لَمْ يَرْوِه غيرُ مُعَاوِيَةَ، وأظنُّهُ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الشَّامي الأَزْدي (1) ؛ فَإِنَّهُ يَرْوِي هَذَا الحديثَ هُوَ بإسنادٍ آخَرَ (2) .
347 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفْيان بن عُيَينة (4) ،
عن
_________
(1) يعني: المصلوب.
(2) الحديث رواه الترمذي في "جامعه" (3549) ، والمروزي في "قيام الليل" ص (22/مختصره) ، والروياني في "مسنده" (745) ، والشاشي في "مسنده" (978) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/502) من طريق محمد القرشي، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أبي إدريس الخولاني، عن بلال، به، مرفوعًا.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث بلال إلا من هذا الوجه، ولا يصحُّ من قِبَل إسناده، وسمعت محمد بن إسماعيل [يعني البخاري] يقول: محمد القرشي هو: مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الشَّامي، وَهُوَ: ابن أبي قيس، وهو: محمد بن حسان، وقد تُرك حديثه» .
ثم رواه من طريق أبي أمامة، وقال: «وهذا أصحُّ من حديث أبي إدريس، عن بلال» . وهذا من باب التَّرجيح النسبي، وإلا فهو منكر كما قال أبو حاتم.
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (523) ، وانظر المسألة السابقة برقم (211) .
(4) روايته أخرجها الدارقطني في "العلل" (9/80- 81) من طريق سفيان بن وكيع وهارون بن إسحاق، عنه، به، وذكرها أيضًا في "العلل" (9/76 رقم 1653) وذكر أنه رواه عن ابن عيينة على هذا الوجه كلٌّ من: سفيان بن وكيع، وهارون ابن إسحاق، وعلي بن عمرو الأنصاري.
ثم قال: «وخالفهم الحميدي، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وعبد الجبار، وأبو عبيد الله المخزومي، ويونس ابن عبد الأعلى، ويعيش بن الجهم، وعلي بن شعيب؛ فرووه عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عجلان، عن يعقوب بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سعيد، مرسلاً» .
ورواه مسلم في "صحيحه" (444) ، والنسائي في "سننه" (5128) من طريق يزيد بن خصيفة، عن بسر ابن سعيد عن أبي هريرة، به، مرفوعًا.
قال النسائي: لا أعلم أحدًا تابع يزيد بن خصيفة، عن بسر بن سعيد، على قوله: عن أبي هريرة.
ورواه النسائي في "سننه" (5129) من طريق وهيب، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ يعقوب بن عبد الله بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سعيد، عن زينب امرأة عبد الله، به.
ورواه مسلم في "صحيحه" (443) من طريق يحيى القطان، والنسائي (5130) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ بكير بن عبد الله بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سعيد، عن زينب، به.
قال النسائي: «حديث يحيى وجرير أولى بالصواب من حديث وهيب بن خالد» .(2/242)
ابْنِ عَجْلان (1) ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عبد الله بْنِ الأَشَجّ، عَنْ بُسْر (2) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (3) ، عَنِ النبيِّ (ص) : أنه قال لزينبَ امرأةِ عبد الله: إِذَا خَرَجْتِ إِلَى صَلاةِ (4) المَغْرِبِ، فَلا تَطَيَّبِينَ (5) ؟
_________
(1) هو: محمد.
(2) في (ش) و (ك) : «بشر» .
(3) في (ف) : «عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أبي سعيد، عن أبي هريرة» .
(4) في (ك) : «الصَّلاة» .
(5) كذا في جميع النسخ، ومثلُهُ في المسألة رقم (523) : «فَلاَ تَطَيَّبِينَ» ، بإثبات نون الرفع في المضارع، وفي "علل الدارقطني" (9/81) : «فلا تطيبي» بحذف النون:
فأمَّا مَا وقع في النسخ من قوله: «فلا تَطَيَّبِينَ» : فيخرَّج على أن «لا» ناهية من جهة المعنى، لكنَّها نافية من جهة اللفظ؛ ولذلك ارتفع المضارع بعدها، وثبتَتْ فيه نونُ الرفع؛ ولذلك أشباه ونظائر في العربية، وانظر مجيء «لا» نافية بمعنى النهي في التعليق على المسألة رقم (331) .
وما في "علل الدارقطني": واضحٌ في كون «لا» ناهيةً مِنْ جهة اللفظ والمعنى؛ ولذا جُزِمَ المضارع بعدها = = بحذف نون الرفع، وهو الجادَّة ظاهرًا.
وفي هذا الفعل أيضًا يجوز تخفيف الطاء وتشديدها:
أما بالتخفيف «تَطَيَّبِينَ» ، أو «تَطَيَّبِي» : فعلى حَذْفِ إحدى التاءَيْنِ تخفيفًا (تاء المضارعة، وتاء المطاوعة) ، والأصل: «تَتَطَيَّبِينَ» . وأمَّا بالتثقيل «تَطَّيَّبِينَ» : فعلى إدغام تاء المطاوعة - وهي التاء الثانية - في الطاء. انظر الكلام على حذف إحدى التاءين في أول المضارع، في التعليق على المسألة رقم (388) .(2/243)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: بُسْر (1) بْنُ سَعِيدٍ (2) ، عَنْ زينبَ الثَّقَفية (3) - امرأةِ عبد الله ابن مسعود - عن النبيِّ (ص) .
348 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (5) ، عَنْ مَالِكٍ (6) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ عَطَاء بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي، فَلاَ يَدَعْ أَحَدًا (7) يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ؟
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ مَا فِي "المُوطَّأ" (8) : مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بن أسلَم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) في (ش) و (ك) : «بشر» .
(2) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (443) وانظر التعليق على رواية ابن عيينة.
وذكر الدارقطني في "العلل" (1653) الاختلاف في الحديث، ثم قال: والقول قول من أسنده عن زينب» .
(3) قوله: «الثقفية» ليس في (ش) .
(4) انظر المسألة رقم (353) .
(5) هو: عبد الله. وروايته أخرجها في "جامعه" (399/المطبوع باسم الموطأ) . ومن طريقه الطحاوي في "شرح المشكل" (2611) ، وابن حبان في "كتاب الصلاة"، كما في "إتحاف المهرة" (5469) .
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (4/186) : «ولم يروه أحد بهذا الإسناد عن مالك إلا ابن وهب. وعند ابن وهب أيضًا عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ» .
(6) هو: ابن أنس.
(7) في (ف) : «أحد» ، وتخرَّج على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(8) (1/154 رقم361) . ومن طريق مالك أخرجه مسلم في "صحيحه" (505) .(2/244)
وحديثُ زَيْدِ (1) بْنِ أسلَم (2) عَنْ عَطاء خطأٌ (3) .
349 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عن (4) عُبَيدالله (5) بن عبد الله المُنْكَدِري (6) ، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ (7) ، عَنْ عُمَرَ بنِ حَفْص، عَنْ عُمَارةَ بْنِ حُرَيْث، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري؛ قَالَ: صلَّى رسولُ اللَّهِ (ص) صلاةَ الغَدَاةِ، فَقَرَأَ بأقصرِ سُورَتَيْنِ فِي القُرآن، ثُمَّ انصَرَفَ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذلكَ؟ فَقَالَ: أَمَا سَمِعْتُمْ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فِي صَفِّ النِّسَاءِ؟! أَحْبَبْتُ أَنْ تَفْرُغَ إِلَيْهِ أُمُّهُ.
قَالَ أَبِي: عُمَرُ بْنُ حَفْص: العَبْدِيُّ، وَهُوَ: عُمَارة بْنُ جُوَيْن أبو هارون العَبْدي (8) .
_________
(1) قوله: «زيد» ليس في (أ) و (ش) .
(2) من قوله: «عن عبد الرحمن بن أبي سعيد ... » إلى هنا، سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(3) قال الدارقطني في "العلل" (11/255) : هو حَدِيثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب عَنْ مالك - في غير "الموطأ"- عن زيد ابن أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عن أبي سعيد الخدري. ورواه ابن وَهْب في "الموطأ" عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، وهو الصَّواب. وكذلك رواه أصحاب "الموطأ" عن مالك، وكذلك رواه زيد بن أسلم عنه، وهو الصَّواب» .
وانظر "المجروحين" لابن حبان (1/132) .
(4) قوله: «عن» سقط من (ش) .
(5) في (ش) : «عبد الله» .
(6) في (ت) و (ك) : «المنكدر» ، وانظر ترجمته في "الجرح والتعديل" (5/322) .
(7) هو: محمد بن إسماعيل.
(8) يعني أن الصواب: عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيك، عَنْ عمر بن حفص العبدي، عن عُمارة بن جُوين، عن أبي سعيد الخدري. وعُمارة هذا: متروك شيعي، بل كذَّبه بعض أهل العلم. انظر ترجمته في "التقريب" (4874) .
والحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (3721) عن معمر، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.(2/245)
350 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أصحابُ مُجاهِد، عَنْ مُجاهِد (2) ؛ قَالَ: كان شَرِيكٌ للنبيِّ (ص) فِي الجاهلية، فحكى أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ لا يُماري ولا يُداري، فمَنْ (3) هَذَا الشَّريكُ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِم (4) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ مُجاهِد، عَن قيس بْن السَّائب؛ قَالَ: كنتُ شَرِيكًا للنبي (ص) ... .
_________
(1) نقل هذا النص بتمامه أبو زرعة العراقي في "المستفاد، من مبهمات المتن والإسناد" (3/1744) ، ونقل الحافظ في "الإصابة" (8/187) بعض هذا النص، = = ونقل في"التلخيص الحبير" (3/110) قول أبي حاتم: «وعبد الله بن السائب ليس بالقديم» ، ولكن تصحف فيه: «بالقديم» إلى: «بالقويم» .
(2) قوله: «عن مجاهد» سقط من (أ) و (ش) .
(3) في (ش) : «عن» بدل: «فمن» .
(4) هو: الطائفي. وروايته أخرجها - مختصرة ومطولة - ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (500) - ومن طريقه البغوي في "معجم الصحابة" (5/9) - والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/49- 50) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5712) من طريق ابن مهدي، والبغوي في "معجم الصحابة" (5/9) من طريق أبي عامر، والطبراني في "الكبير" (18/363 رقم 929) - ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5711) - من طريق خالد بن نزار، والدارقطني في "سننه" (2/208) من طريق ابن المبارك، جميعهم عن محمد بن مسلم، به.
ووقع عند الدولابي: «أبو قيس بن السائب» . قال ابن حجر في "الإصابة" (8/187) : «كذا عنده، وقيس بن السائب أصح» .
ورواه الطحاوي في "شرح المشكل" (2400) من طريق سريج بن النعمان الجوهري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن قيس بن السائب، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (727 و278) والطبراني في "الكبير" (18/363 رقم 931) من طريق مُسْلِمٌ الْمُلائِيُّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ قيس بن السائب، به. ورواه ابن سعد في "الطبقات" (5/446) من طريق موسى بن أبي كثير، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَن قيس بْن السائب، به.
قال ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (504) بعد أن ذكر الاختلاف في الْحَدِيثُ: «وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ عبد الرحمن بن مهدي: حديث مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِم، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن ميسرة، عن مجاهد: أثبت هذه الأحاديث» .(2/246)
وَرَوَاهُ سَيْفُ بْن أَبِي سُلَيمان (1) ، عَنْ مُجاهِد؛ قَالَ: كَانَ السَّائب بْن أَبِي السَّائب شَريكًا للنبي (ص) ... .
وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي لَيْلَى (2) ، وَمُحَمَّد بْنُ مُسْلِم بْنِ أَبِي الوَضَّاح المُؤَدِّب (3) ، عن عبد الكريم (4) ، عن مُجاهِد، عن عبد الله بن السَّائب: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ إِذَا زالَتِ الشَّمسُ، صلَّى.
وَرَوَاهُ منصور بْن أَبِي الأسود (5) ، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ مُجاهِد، عَنْ
_________
(1) ويقال له: سيف بن سليمان أيضًا. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/425 رقم 15503) .
(2) هو: محمد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (496) من طريق عمران بن أبي ليلى، والضياء في "المختارة" (9/395 رقم367) من طريق خالد بن عبد الله كلاهما عنه، به.
ووقع عند ابن أبي خيثمة «السائب» بدل: «عبد الله بن السائب» .
قال ابن أبي خيثمة: «كذا قال: السائب» .
(3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/411 رقم15396) ، والترمذي في "الجامع" (478) ، والنسائي في "الكبرى" (331) .
(4) هو: ابن مالك الجَزَري.
(5) واسم أبي الأسود: حازم؛ فيما قيل. وروايته أخرجها بحشل في "تاريخ واسط" (ص193) ، والطبراني في "الأوسط" (871) ، والضياء في "المختارة" (9/395 و397 رقم 368 و370 و371) .(2/247)
عبد الله بْن السَّائب؛ قَالَ: كنتُ شَريكًا ... .
وروى هلالُ بْن خَبَّاب (1) ، عَنْ مُجاهِد، عن عبد الله بن السَّائب: فِي كَذَا.
وَرَوَاهُ إبراهيم بن مُهاجِر (2) ، عن مُجاهِد، عَن مَولاهُ (3) : السَّائب، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي: صَلاةُ القاعِدِ عَلَى النِّصْفِ من صَلاةِ القائِم.
قَالَ أَبِي: مَنْ قال: عن عبد الله بْنِ السَّائب، فهو: ابن السَّائب بْن أَبِي السَّائب، ومن قَالَ: قيس بْن السَّائب، فكأنه يعني: أخا عبد الله بْن السَّائب، ومن قَالَ: السَّائب بْن أَبِي السَّائب، فكأنه أَرَادَ: والدَ عبد الله بْن السَّائب، وهؤلاءِ الثلاثةُ موالي مُجاهدٍ مِنْ فَوْقُ.
_________
(1) في (ك) : «حبان» .
ورواية هلال بن خباب أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/425 رقم15504) من طريق ثابت بن أبي يزيد، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (503) ، والحاكم في "المستدرك" (1/458) ، من طريق عباد بن العوام، كلاهما عن هلال بْن خباب، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن مولاه عبد الله بن السائب - ولم يُسَمِّ مولاه في رواية أحمد-: أنه حدَّثه: أن كان فيمن يبني الكعبة في الجاهلية ... فذكر قصة تنازع قريش فيمن يضع الحجر الأسود، فجعلوا النبي (ص) حكمًا بينهم ... الحديث، وصححه الحاكم على شرط مسلم.
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/61 رقم 24325 و71 رقم 24426 و220-221 رقم 25850 و221 رقم 25851) ، والدارقطني في "السنن" (1/397) .
(3) كذا في (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «مولاة» .(2/248)
قلتُ لأَبِي: فحديثُ الشَّرِكَةِ ما الصَّحيحُ منها؟
قال أبي: عبد الله بْن السَّائب لَيْسَ بالقديم، وَكَانَ على عهدِ النبيِّ (ص) حَدَثً (1) ، والشَّرِكَةُ بأبيه (2) أشبَهُ، واللهُ أَعْلَمُ (3) .
351 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (4) ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
_________
(1) كذا في جميع النسخ بحذف ألف التنوين من آخر الاسم المنصوب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(2) في (أ) : «بابنه» ، وفي (ت) و (ك) : «باينه» .
(3) ذكر ابن عبد البر في "الاستيعاب" (4/111-113) السائب بن أبي السائب، وأنه اختُلِف في إسلامه، فذكر ابن إسحاق أنه قتل يوم بدر كافرًا، وكذلك ذكر الزبير ابن بكار. قال ابن عبد البر: «وأظنه عوَّل فيه على قول ابن إسحاق، وقد نقض الزبير ذلك في موضعين من كتابه بعد ذلك ... » ، ثم أورد حديثين فيهما دلالة على إسلامه، منها حديث الشَّرِكَة هذا من طريق آخر، ثم قال ابن عبد البر: «هذا أولى ما عوِّل عليه في هذا الباب، وقد ذكرنا أن الحديث فيمن كان شريك رسول الله (ص) من هؤلاء مضطرب جدًّا؛ منهم من يجعل الشَّرِكَة مع رسول الله (ص) للسائب بن أبي السائب، ومنهم من يجعلها لأبي السائب كما ذكرنا عن الزبير هنا، ومنهم من يجعلها لقيس بن السائب، ومنهم من يجعلها لعبد الله بن السائب، وهذا اضطراب لا يثبت به شيء، ولا تقوم به حجة» .
(4) هو: سفيان. وروايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (949) ، وأحمد في "مسنده" (4/271 رقم 18383) كلاهما عنه به.
ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/413) من طريق حامد بن يحيى، وابن عدي في "الكامل" (2/405) من طريق هارون بن معروف، كلاهما عن ابن عيينة، مثله.
ورواه ابن ماجه في "سننه" (1281) من طريق محمد ابن الصباح، وابن خزيمة في "صحيحه" (1463) من طريق عبد الجبار بن العلاء، كلاهما عَنِ ابْن عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيم بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ المنتشر، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سالم، عن النعمان بن بشير، به. قال الحميدي: «كان سفيان يغلط فيه» .
وقال عبد الله بن الإمام أحمد في الموضع السابق من "المسند": «حبيب بن سالم سمعه من النعمان - وكان كاتبه - وسفيان يخطئ فيه؛ يقول: حَبِيبِ بْنِ سالم، عَنْ أَبِيهِ، وهو سمعه من النعمان» .(2/249)
مُحَمَّدِ بْنِ المُنْتَشِر، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سالم، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنِ النُّعْمان بْنِ بَشِير: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يقرأُ فِي صلاة (2) العِيدَيْنِ بِسُورَة الأعلى والغاشِيَة.
قلتُ: رَوَاهُ جرير (3) وغيرُهُ، عَنِ ابْنِ (4) المُنْتَشِر، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سالِم، عَنِ النُّعْمان، ولم يذكروا: «حبيب، عَنْ أَبِيهِ» ؟
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ ما رَوَاهُ جَرِيرٌ، ووَهِمَ فِي هَذَا الحديث ابنُ عُيَينة (5) .
_________
(1) هو: سالم الأنصاري، مولى النعمان بن بشير.
(2) قوله: «صلاة» ليس في (أ) و (ش) .
(3) هو: ابن عبد الحميد. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (878) .
(4) في (أ) و (ف) : «عن أبي» .
(5) الحديث أخرجه الترمذي في "جامعه" (533) من طريق أبي عوانة مثل رواية جرير، ثم قال: «حديث النعمان بن بشير حديث حسن صحيح، وهكذا روى سفيان الثوري ومسعر عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ المنتشر، نحو حديث أبي عوانة. وأما سفيان بن عيينة: فيختلف عليه في الرواية؛ يروى عنه، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ المنتشر، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سالم، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النعمان بن بشير، ولا نعرف لحبيب بن = = سالم رواية عن أبيه. وحبيب بن سالم هو مولى النعمان بن بشير، وروى عن النعمان بن بشير أحاديث. وقد روي عَنِ ابْن عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيم بن محمد بن المنتشر نحو رواية هؤلاء» .
وأخرج الترمذي أيضًا في "العلل الكبير" (ص 92 رقم152) هذا الحديث من طريق أبي عوانة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ المُنتَشِر، به مثل رواية جرير، ثم قال: «سألت محمدًا [يعني: البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ حديث صحيح، وكان ابن عيينة يروي هذا الحديث عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ المنتشر، فيضطرب في روايته؛ قال مرة: حَبِيبِ بْنِ سالم، عَنْ أَبِيهِ، عن النعمان بن بشير؛ وهو وهم، والصَّحيح: حَبِيبِ بْنِ سالِم، عَنِ النُعْمَانِ بن بشير» .(2/250)
352 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الله العُمَري (2) ، عن أخيه عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي صَلاة الخَوْف.
قلتُ: وَرَوَاهُ أَبُو أُوَيس (3) ، عَنْ يَزِيدَ (4) بْنِ رُومان، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَنْ أَبِيهِ.
وَقَالَ مالك (5) : عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومان، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عمَّن صلَّى مَعَ رسول الله (ص) ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ من حديث يزيد ابن رُومان: ما يَقُولُ مالكٌ.
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ مِنْ أَبِي أُوَيس؟
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (209) ، وانظر المسألة رقم (424) .
(2) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (209) .
(3) هو: عبد الله بن عبد الله بن أُوَيس. وروايته أخرجها ابن منده في "معرفة الصحابة" - كما في "الإصابة" (7/158) ، و"الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع" ص (34) ، كلاهما لابن حجر - وابن البختري في "الحادي عشر من حديثه" ص (371/مجموع فيه مصنفاتٍ ابن البختري) . قال ابن حجر: «حديث حسن» .
(4) في (ت) و (ف) و (ك) : «زيد» .
(5) رواية مالك هذه أخرجها في "موطئه" (1/183 رقم440) ومن طريقه أخرجه البخاري في "صحيحه" (4129) ، ومسلم في "صحيحه" (842) .(2/251)
قَالَ: نعم.
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ يُقال: عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ (1) ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَة، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ.
353 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيد بن كاسِبٍ (3) ،
عن عبد العزيز (4) الدَّرَاوَرْديِّ، عَنْ صَفْوانَ بْنِ سُلَيم، عَنْ عَطَاء بْنِ يَسَار، عَنِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري.
وَعَنْ (5) زَيْدِ بن أسلَم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي
_________
(1) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (209) .
(2) في (أ) و (ش) : «وسألت أبي» . وانظر المسألة المتقدمة برقم (348) .
(3) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/461) بالإسنادين جميعًا.
ورواه تمام في "فوائده" (348/الروض البسام) من طريق يوسف بن يزيد القراطيسي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عبد العزيز الدراوردي قال: سمعت صفوان ابن سليم وزيد بن أسلم يحدثان عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، به. كذا رواه! ولعله حمل رواية صفوان على رواية زيد.
وأخرجه النسائي في "السنن" (4862) من طريق محمد ابن المبارك، وابن عبد البر في "التمهيد" (4/186) من طريق إبراهيم بن حمزة، كلاهما عن عبد العزيز بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيم، عَنْ عَطاء بْنِ يَسار، عن أبي سعيد الخُدري، به.
ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" (618) من طريق أحمد ابن عبدة، وأبو عوانة في "مسنده" (1389) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي كلاهما عن الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمٍ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، به.
(4) هو: ابن محمد.
(5) في (ت) و (ك) : «عن» بلا واو. وهو خطأ، وقولُهُ: «وعن زيد» معطوفٌ على قوله: «عن صفوان ... » .(2/252)
سعيد، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلاَ يَدَعَنَّ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ أسلَم صحيحٌ، وَرَوَاهُ مالكٌ (1) . وحديثُ صَفْوَانَ لا أَدْرِي أيُّ شَيْءٍ هُوَ!
354 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيْس بْنُ مَرْحومٍ، عَنْ حاتِم بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) ، أَنَّهُ قَالَ: أَمَّنِي جِبْرِيلُ عِنْدَ البَيْتِ مَرَّتَيْنِ ... ، وذكرتُ لَهُمَا قِصَّةَ المَواقيتِ (4) ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ عُبَيْسٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبِي: أَخْشَى أَنْ يَكُونَ وَهِمَ فِيهِ عُبَيْس.
فقلتُ لَهُمَا: فَمَا عِلَّتُهُ؟
قَالا (5) : رَوَاهُ عِدَّةٌ مِنَ الحفَّاظ عن حاتِم (6) ، عن عبد الرحمن بن
_________
(1) تقدمت رواية مالك هذه برقم (348) .
(2) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (2/201/ مخطوط) دون قولِ ابن أبي حاتم: «وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ مَرَّةً أُخْرَى ... » إلخ.
(3) هو: محمد.
(4) في (ش) : «المواريث» .
(5) في (ت) و (ك) : «فلا» .
(6) لم نقف على روايته. والحديث رواه عبد الرزاق في "مصنفه" (2028) ، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (3220) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (703/المنتخب) ، وأحمد في "مسنده" (1/333 و354 رقم 3081 و3082 و3322) ، وأبو داود في "سننه" (393) ، والترمذي في "جامعه" (149) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (325) ، وابن الجارود في "المنتقى" (149 و150) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/309 و310 رقم 10752 و10753 و10754) ، والدارقطني في "السنن" (1/258) ، والحاكم في "المستدرك" (1/193) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/364) من طرق، عن عبد الرحمن بن الحارث، به.
ورواه الدارقطني في "سننه" (1/258) من طريق محمد بن عمرو، عن حكيم بن حكيم، به.(2/253)
الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاش بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ حَكيم بْنِ حَكيم بْنِ عبَّاد بْنِ حُنَيْف، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْر، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي المَواقيت ... الحديثَ.
فَقَالا: هَذَا الصَّحيحُ.
وسمعتُ أَبِي يَقُولُ مرَّةً أُخْرَى: أَخْشَى أَنْ يَكُونَ هَذَا الحديثُ بهذا الإسناد مَوْضُوعٌ (1) .
355 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو مَعْشَر (3) ، عَنِ المَقْبُري (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) احتَجَرَ من اللَّيْل حُجْرَةً (5) ، فصلَّى كَذَا وكذا ركعَةً، فصلَّى الناسُ بصَلاتِه ... الحديثَ؟
_________
(1) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين المنصوب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(2) قوله: «وأبا زرعة» ليس في (أ) و (ش) .
(3) هو: نَجيح بن عبد الرحمن السِّندي.
(4) هو: سعيد بن أبي سعيد.
(5) احتَجَرَ حُجْرَةً، أي: اتَّخَذَها. انظر "اللسان" (4/168) .(2/254)
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ (1) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِي سَلَمة (2) ، عَنْ عائِشَة ... الحديثَ.
وقَالا: هَذَا يَدْفَعُ حديثَ أَبِي مَعْشَر؛ وَهَذَا الصَّحيحُ (3) .
356 - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عبد الله ابن نافع الصَّائغ، عن عبد الله بْنِ زياد بْن دِرْهَم، عَنِ الحَسَن (4) ، عَنْ عُثْمَانَ؛ قَالَ: مَن قَدِمَ مِصْرًا، فَأَزْمَعَ (5) إِقامَةَ أَربَعٍ، أَتَمَّ الصَّلاة؟
_________
(1) هو: محمد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (730) . وأخرجه البخاري (5861) ، ومسلم (782) من طريق عبيد الله بن عمر، عن سعيد ابن أبي سعيد، به.
(2) هو: ابن عبد الرحمن.
(3) قال الدارقطني في "العلل" (5/70/ب) : «يرويه سعيد المقبري، واختُلِف عنه: فرواه ابن عَجْلان [وعبيد الله] ابن عمر، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي سلمة، عن عائشة، وخالفهم عبد الله بن عمرو [كذا! والصواب: عُمر] العُمَري وأبو معشر؛ فروَياه عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هريرة. وحديث أبي سلمة عن عائشة هو الصَّواب» .
(4) هو: البصري.
(5) في (ت) و (ك) و (ف) : «فان مع» ، وضبَّب عليها ناسخ (ف) ، وكتب في الهامش: «هكذا وجد في الأصل» ، وهي محتملة للوجهين في (أ) و (ش) .
قال الجوهري: قال الخليل: أزمَعْتُ على أمرٍ فأنا مُزْمِعٌ: إذا ثَبَّتَّ عليه عزمك. وقال الفراء: أزمعتُه = = وأزمعتُ عليه، مثل أجمعتُهُ وأجمعتُ عليه. اهـ. وقال ابن فارس: له وجهان؛ أحدهما: أنْ يكون مقلوبًا من «عزم» ، والوجه الآخر: أن تكون الزاء مبدلة من الجيم. اهـ. ينظر: "الصحاح" (3/1225- 1226) ، و"معجم المقاييس" (3/24) .(2/255)
قَالَ أَبِي: رَوَى (1) هَذَا الحديثَ المغيرةُ بنُ عبد الرحمن المَخْزومي (2) ، عن عبد الله بْنِ زِيَادٍ، عَن عُرْفُطَة (*) بْن أَبِي الحارث، عَنِ الحَسَن، عَنْ عُثْمَانَ.
قَالَ أَبِي: أدخَلَ فِي الإسناد عُرْفُطَةَ (*) ، ولا يُدْرَى مَنْ عُرْفُطَةُ (*) هذا! ولا عبدُالله بنُ زِيَادٍ! جَميعًا مَجْهُولَينِ (3) .
357 - وسألتُ (4) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ (5) حديثٍ اختَلَفتِ الرِّواياتُ (6) عَنِ الزُّهْري فِيهِ.
فقلتُ لَهُ: رَوَى سُلَيمانُ بنُ بِلالٍ (7) ، وطَلْحَةُ بن يحيى
_________
(1) في (ك) : «رواه» .
(2) ذكر روايته ابن حجر في "لسان الميزان" (4/162) .
(*) ... في (ك) : «عرفظة» بالظاء المعجمة.
(3) كذا في النسخ، ماعدا (ش) ففيها: «مجهولان» ، وهو الجادَّة، والتقدير: «هما جميعًا مجهولان» .
وأما ما في بقية النسخ، فخرجنا نحوه من حيث اللغة في التعليق على المسألة رقم (25) و (124) .
(4) انظر المسألة التالية.
(5) في (أ) و (ش) : «في» بدل: «عن» .
(6) في (ف) : «اختلف الروايات» ، والجادَّة مافي بقية النسخ، وما في (ف) صحيحٌ أيضًا. انظر التعليق على المسألة رقم (224) .
(7) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (2281) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/287 رقم 13139) ، وفي "الأوسط" (5/273 رقم5294) ، وابن جُميع الصيداوي في "معجم شيوخه" ص (285) ، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (2/583) .(2/256)
الأنصاريُّ (1) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ (2) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : لاَ تَرْفَعُوا أَبْصَارَكُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلاَةِ؛ أَنْ تُلْتَمَعَ (3) أَبْصَارُكُمْ.
وَرَوَى ابنُ لَهِيعَة (4) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ الزُّهْري؛ أنه كتبَ إليه: عن عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) .
وَرَوَى ابنُ الْمُبَارَكِ (5) ، عَنْ يُونُسَ، عن الزُّهْري، عن عُبَيدالله بن عبد الله؛ أنَّ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سمعَ رسولَ اللَّهِ (ص) يقول ... ؟
_________
(1) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1043) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5509) .
(2) هو: ابن عبد الله بن عمر.
(3) أي: تُخْتَلسَ ويُذْهَبَ بها. انظر "لسان العرب" (8/326) .
(4) هو: عبد الله بن لهيعة. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (319) ، و"الكبير" (6/35 رقم 5436) ، ولكن وقع في "الأوسط": «عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة» ، وكذا وقع منسوبًا في رواية عبد الرزاق في "المصنف" (3257) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُبَيدالله بن عبد الله بن عتبة، عن النبيِّ (ص) ، مرسلاً. وكذا أيضًا في رواية ابن المبارك الآتية. ووقع في "الكبير": «عُبَيدالله بن عبد الله» ، ولم ينسبه.
(5) هو: عبد الله بن المبارك. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/441 رقم 15652) ، و (5/295 رقم 22516) ، والنسائي في "سننه" (1194) ، لكن رواية الإمام أحمد نُسب فيها عبيد الله هكذا: «عُبَيدالله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود» ، ولم ينسب في رواية النسائي، لكن حكى المزي في "تحفة الأشراف" (11/184 رقم15634) أنه عُبَيدالله بن عبد الله بن عتبة، والله أعلم.(2/257)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الزُّهْريُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: وَهَمٌ، والزُّهْريُّ عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: وَهَمٌ، والحديثُ حديثُ ابنِ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (1) .
358 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثِ سُلَيمانَ ابنِ (3) بِلالٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهاب، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: لاَ تَرْفَعُوا أَبْصَارَكُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلاَةِ ... ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: وَهِمَ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ؛ رَوَى بالحِجَازِ عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن النبيِّ (ص) ، وأخطأَ فِيهِ.
وَرَوَى مَرَّةً عَنِ الزُّهْري، عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) ، عن النبيِّ (ص) (4) ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ.
359 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّدُ بنُ مَنْصُورٍ
_________
(1) انظر المسألة التالية.
(2) انظر المسألة السابقة.
(3) في (ت) و (ك) : «عن» بدل: «بن» .
(4) قوله: «عن النبي (ص) » سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(5) هذه المسألة بتمامها مكررة في (أ) و (ت) و (ش) و (ف) ، ولم تكرَّر في (ك) ، لكنْ لم يُذْكَرْ في النسخة (ت) من قوله: «قال أبي ... » إلى آخر المسألة، وذُكِرَ في المكرَّر منها.
وقد نقل هذا النَّصَّ مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1187) . وانظر المسألة المتقدِّمة برقم (268) ، والآتية برقم (557) .(2/258)
الجَوَّاز (1) ، عن عبد الملك الجُدِّيِّ (2) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أُمِرَ بلالٌ (3)
أَنْ يَشْفَعَ الأذانَ ويُوتِرَ الإقامَةَ؟
_________
(1) لم نقف على روايته، والحديث رواه الطبراني في "الأوسط" (8454) ، و"الصغير" (1073) ، وأبو يعلى الخليلي في "فوائده" (14) من طريق موسى بن محمد السِّرِّيني، عن عبد الملك، به.
ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/292) من طريق محمد ابن مسلمة الواسطي، عن أبي جابر، عن شعبة، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ شعبة إلا عبد الملكَ الجدي» .
وقال ابن عدي: «وهذا معروف بعبد الملك الجدي، عن شعبة، ورواه ابن مسلمة، عن أبي جابر، وروي أيضًا عن عمار بن عبد الجبار المروزي» .
وقال الخليلي: «لم يَروه من حديث شعبة عن قتادة إلا الجدِّي، وإنما المحفوظ من حديث شعبة: عن خالد الحذاء وأيوب، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، وقد روي عن عمار بن عبد الجبار، عن شعبة، عن قتادة من طريق غير معتبر» .
(2) هو: عبد الملك بن إبراهيم.
(3) وقع بلفظ: «أمر بلالاً» في (أ) و (ت) و (ش) و (ف) ، والمثبت من التكرار الواقع فيها، ومن النسخة (ك) ومصادر التخريج.
أما قوله: «أُمِرَ بلالٌ» بالرفع، فَفِعْلٌ ونائبُ فاعلِهِ.
وأمَّا قوله: «أمر بلالاً» ، ففي ضبط «أمر» وجهان:
الأوَّل: أن يُبْنى لما لم يُسَمَّ فاعله، وتقدير الكلام: «أُمِرَ بلالاً بأنْ يَشْفَعَ الأَذَانَ» ، فـ «بلالاً» : مفعولُ الفعل، و «أنْ يَشْفَعَ الأذان» : مصدرٌ مؤوَّلٌ مجرورٌ بالباء المقدَّرة، والجارُّ والمجرور هو نائب الفاعل للفعل «أُمِرَ» ، وإنابة الجار والمجرور عن الفاعل مع وجود المفعول به وتقدُّمِهِ جائزٌ، وقد تقدم تحرير الكلام فيه وبيان شواهده في التعليق على المسألة رقم (252) .
والثاني: أن يُبْنى للفاعل: «أمَرَ بلالا أن يَشْفَعَ الأَذَانَ» ؛ ويكون «بلالاً» : مفعول «أَمَرَ» ، وفاعلُهُ ضميرٌ يعودُ إلى رسول الله (ص) المفهومِ من قرينة الحال، وقد ورد الحديث صريحًا عن أنسٍ بذلك في "صحيح ابن حبان" (1676) وغيره - من رواية أبي قلابة عن أنس - ولفظه: «أنَّ رسولَ اللهِ (ص) أَمَرَ بلالا أنْ يَشْفَعَ الأذانَ، ويُوتِرَ الإقامة» . وانظر في رجوع الضمير إلى المفهوم من قرينة السياق، وإنْ لم يَجْرِ له ذِكْرٌ: التعليق على المسألة رقم (400) .(2/259)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: شُعْبَةُ (1) ، عَنْ خَالِدٍ (2) ، عَنْ أَبِي قِلابَة (3) ، عَنْ أَنَسٍ: أُمِرَ بلالٌ أَنْ يَشْفَعَ الأذانَ، ويُوتِرَ الإقامَةَ.
360 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَخْرَمةُ بْنُ بُكَير (4) ،
عَنْ
_________
(1) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2209) - ومن طريقه أبو عوانة في "مسنده" برقم (949) - عنه، به.
وأخرجه الدارميُّ في "مسنده" (1230) عن أبي الوليد الطيالسيِّ، وعفانَ، وأبو عوانة في "مسنده" (950) من طريق عفان، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/132) من طريق أبي عامر العقدي، ثلاثتهم (أبو الوليد الطيالسي، وعفان، وأبو عامر العقدي) ، عن شعبة، به.
ورواه البخاري في "صحيحه" (603) ، ومسلم (378) من طرق أخرى عن خالد الحذاء، به.
(2) هو: ابن مِهْران الحَذَّاء.
(3) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي.
(4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند"، وابنُهُ عبد الله في "زوائده على المسند" (1/177 رقم 1534) ، والدورقي في "مسند سعد" (40) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (310) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (6476) ، والحاكم في "المستدرك" (1/200) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/221) .
= ... قال الطبراني: «ولم يرو هذا الحديث عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ أبيه، إلا بكير بن عبد الله بن الأشج، ولا رواه عن بكير إلا مخرمة، تفرد به ابن وهب. وَرَوَاهُ ابْنُ أَخِي الزُّهْري، عَنْ الزُهري، عن صالح بن عبد الله بْنِ أَبِي فَرْوَة، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبانَ بْنِ عثمان، عن أبيه» .
ورواه مالك في "الموطأ" (1/174) بلاغًا عن عامر ابن سعد، عن أبيه.
والحديث بتمامه: عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أبي وقاص، قَالَ: سمعتُ سَعْدًا وَنَاسًا مِنْ أصحاب رسولِ الله (ص) يقولون: كان رجلان أخوان في عهد رسول الله (ص) ، وكان أحدهما أفضَلَ من الآخر، فتوفِّيَ الذي هو أفضلهما، ثم عُمِّرَ الآخر بعده أربعينَ ليلةً، ثم توفِّي، فَذُكِرَ لرسول الله (ص) فَضْلُ الأوَّل على الآخر، فقال: «أَلَمْ يكن يصلِّي؟» فقالوا: بَلَى يا رسول الله، فكان لا بأسَ به، فقال: «ما يُدْرِيكُمْ ماذا بَلَغَتْ به صلاته؟!» ، ثم قال عند ذلك: «إِنَّمَا مَثَلُ الصلاةِ كمَثَلِ نَهْرٍ جارٍ، ببابِ رجلٍ، غَمْرٍ عَذْبٍ، يَقْتَحِمُ فيه كلَّ يومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، فماذا تَرَوْنَ يُبْقِي ذلك مِنْ دَرَنِهِ؟!» . هذا لفظ أحمد، ونحوه في بقية مصادر التخريج.(2/260)
أَبِيهِ (1) ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ؛ قَالَ: سمعتُ سَعْدًا وَنَاسًا مِنْ أصحاب رسول الله (ص) [يقولون: سَمِعْنَا رسولَ اللهِ (ص) ] (2) قَالَ: مَثَلُ الصَّلاةِ كَمَثَلِ نَهْرٍ ... .
وَرَوَاهُ ابْنُ أَخِي الزُّهْري (3) ، عَنْ عَمِّه (4) ، عن صالح بن عبد الله بن
_________
(1) هو: بُكَير بن عبد الله بن الأشَجّ.
(2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، واستدركناه من مصادر التخريج؛ ففيها جميعًا أنَّ قوله: «مَثَلُ الصلاة ... » من قوله (ص) كما في تتمة الحديث التي ذكرناها آنفًا، وليس هو من قول سَعْد والناسِ الذين من أصحاب رسول الله (ص) ؛ كما يفهم من ظاهر ما في النسخ، ويدلك على هذا السقط أيضًا بقيَّة النصِّ؛ وهو رواية ابن أخي الزهري؛ فهي تدلُّ على أنَّ هذا من قول النبي (ص) .
والظاهر: أنَّ هذا السقط سَبَبُهُ انتقالُ النظر من النساخ أو المصنِّف، والله أعلم.
(3) هو: محمد بن عبد الله بن مسلم. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند"، وابنه عبد الله في "زوائده على المسند" (1/71- 72 رقم 518) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (56/المنتخب) ، وابن ماجه في "سننه" (256) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (84 و85) ، والبزار في "مسنده" (356) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4962) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/227، 228) .
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عثمان عن النبي (ص) إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وهذا الحديث أرفع حديثًا [كذا] في هذا الباب عن النبي (ص) » . وانظر "التمهيد" (24/220- 221) .
(4) يعني: الزهري محمد بن مسلم.(2/261)
أَبِي فَرْوةَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبانَ بْنِ عُثْمَانَ، عن عثمان (1) ، عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ: هَذَا أدخلَ (2) بَيْنَهُ وَبَيْنَ عُثْمَانَ «أبانَ» ؛ وَهُوَ عِنْدِي أشبَهُ (3) .
361 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الزُّهْرِيُّ، وأسامةُ بنُ زَيْدٍ، ونافعُ (5) ، وابن إسحاقَ (6) ، والوليدُ بنُ كَثيرٍ (7) : عن إبراهيم ابن عبد الله بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عليٍّ: نهاني النبيُّ (ص) عن القِراءة راكعًا ... الحديثَ.
_________
(1) قوله: «عن عثمان» سقط من (ك) .
(2) في (ك) : «داخل» .
(3) سئل الدارقطني في "العلل" (4/343 رقم615) عن هذا الحديث؟ فقال: «حدَّث به مالك في "الموطأ": أنه بلغه عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ أبيه، ورواه مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ أبيه. ويقال: إن مالكًا أخذه من مخرمة بن بكير، والله أعلم. وَرَوَاهُ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ [الزهري، عن] صالح بن عبد الله بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَن أبان بْن عُثْمَانَ، عَنْ عثمان، تفرد به ابْنِ أخي الزُّهْرِيّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فإن كان ضبطه فالحديث حديثه، والله أعلم» .
(4) انظر المسألة رقم (233) و (1464) .
(5) هو: مولى ابن عمر.
(6) في (أ) و (ش) : «وأبو إسحاق» ، والمثبت من بقية النسخ، وهو الصواب؛ فالذي يروي عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين هو محمد بن إسحاق، وليس أبا إسحاق؛ كما يتضح من "تهذيب الكمال" (2/124) .
(7) من قوله: «عن حديث ... » إلى هنا، مكرر في (ت) و (ك) .
والحديث رواه مسلم في "صحيحه" (480) من طريق الزُّهْرِيُّ، وأسامة بْن زَيْدٍ، ونافع، وابن إِسْحَاق، والوليد بْن كثير، وزيد بن أسلم ويزيد بن أبي حبيب ومحمد بن عمرو، جميعهم عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، به.(2/262)
وَرَوَاهُ (1) الضَّحَّاكُ بنُ عُثْمَانَ، وداودُ بنُ قيس الفَرَّاءُ (2) ، وابنُ عَجْلانَ (3) : عن إبراهيم ابن عبد الله بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن عليٍّ ... أيُّهما الصَّحيحُ؟
قَالَ أَبِي: لم يقُلْ هؤلاءِ (4) الذين رَوَوْا عَنْ أَبِيهِ: سمعتُ عليًّا، إلا بعضَ ُهم، وهؤلاءِ الثلاثةُ (5) مستورون، والزِّيادةُ مقبولةٌ من ثقةٍ، وابنُ عَجْلان ثقةٌ، والضَّحَّاكُ بنُ عُثْمَانَ لَيْسَ بالقويِّ، وأسامةُ لم يَرْضَ حَتَّى روى عَنْ إِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ روى عَنْ عبد الله بْنِ حُنَيْن نفسِه (6) ، وأسامةُ لَيْسَ بالقويِّ.
وَقَالَ أَبِي مَرَّةً أُخرى: الزُّهْريُّ أحفَظُ (7) .
_________
(1) في (ك) : «رواه» بلا واو.
(2) في (ش) : «القراء» .
(3) هو: محمد. والحديث رواه مسلم في "صحيحه" (480) من طريق الضحاك بْن عُثْمَانَ وداود بْن قيس وابن عَجْلانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبد الله بن حنين، به.
(4) يعني: الزهري، وأسامة بن زيد، ونافعًا، وابن إِسْحَاق، والوليد بْن كثير.
(5) يعني: الضَّحَّاك بْن عُثْمَانَ، وداود بْن قيس، وابن عجلان.
(6) الحديث أخرجه أحمد في "مسنده" (1/132 رقم 1098) وابن ماجه في "سننه" (3602) من طريق أسامة بن زيد، عن عبد الله بن حنين، عن علي، به.
ورواه أبو عوانة في "مسنده" (1829) من طريق أسامة ابن زيد، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، به. ثم قال: قال أسامة: فدخلت على عبد الله بن حنين ... فسألته عن هذا الحديث، فقال عبد الله: سمعت عليًّا ...
(7) ذكر الدارقطني في "العلل" (295) رواية من رواه بزيادة ابن عباس، وهم: محمد بن عَجْلان، وداود بن قيس، والضَّحَّاك بن عثمان، وعبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة، ثم قال: «وخالفهم جماعة أكثر منهم عددًا، فرووه عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن أبيه، عن علي، ولم يذكروا فيه ابن عباس، على اختلاف منهم على إبراهيم ... » ، ثم أخذ في عرض بعض الاختلاف على أولئك الرواة. وانظر المسألة رقم (233) و (1443) .(2/263)
362 - وسُئِلَ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نُوحُ ابن حَبِيبٍ (2) ، عن عبد المجيد بن (3) عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّاد (4) ، عَنْ مَالِكِ بْن أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَمَ، عَنْ عطاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْريِّ، عَنِ النبيِّ (ص) : إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ... ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ ليس له أصلٌ (5) ؛ إِنَّمَا هُوَ: مالكٌ (6) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم التَّيْمِيِّ، عن عَلْقَمةَ ابن وَقَّاص، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) (7) .
_________
(1) نقل هذا النص الزيلعي في "نصب الراية" (1/303) ، وانظر "الدراية" لابن حجر (1/124) .
(2) روايته أخرجها أبو نعيم في"الحلية" (6/342) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (2/196 رقم1173) ، والسِّلفي في "الطيوريات" (897) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (62/235) .
(3) قوله: «عبد المجيد بن» مكرر في (ك) .
(4) في (ك) : «داود» .
(5) في (ت) و (ك) : «لا أصل له» .
(6) روايته أخرجها في "موطئه" برواية محمد بن الحسن الشيباني رقم (983) .
ومن طريق مالك، أخرجه البخاري في "صحيحه" (54 و5070) ، ومسلم في "صحيحه" (1907) .
(7) قال الدارقطني في "العلل" (11/253 رقم2269) : «يرويه عبد المجيد بن عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّاد، عَنْ مَالِكِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سعيد، وأصحاب مالك يروونه عن مالك، عن يحيى ابن سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَة بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ عمر، عن النبي (ص) ؛ وهو الصَّحيح» .
وقال في (2/193رقم213) : «فرواه عبد المجيد بن عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّاد عَنْ مَالِكِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سعيد الخدري، ولم يتابع عليه» .
وقال أبو نعيم في "الحلية" (6/342) : «غريب من حديث مالك عن زيد، تفرد به عبد المجيد، ومشهوره وصحيحه ما في "الموطأ" عن يحيى بن سعيد» .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (21/270) : «ابن أبي رَوَّاد هذا قد رَوى عن مالك أحاديث أخطأ فيها، أشهرها ... » ، ثم ساق هذا الحديث، ثم قال: «وهذا خطأ لا شك فيه عند أحد من أهل العلم بالحديث، وإنما حديث «الأعمال بالنيات» عند مَالِكٌ، عَنْ = = يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ علقمة ابن وقَّاص، عن عمر، ليس له غير هذا الإسناد، وكذلك رواه النَّاسُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ» .
وقال الخليلي في "الإرشاد" (1/167) : «وهو غير محفوظ من حديث زيد بن أسلم بوجه» . وقال في (1/233) عن عبد المجيد: «ثقة لكنه أخطأ في أحاديث ... » ، ثم ذكر هذا الحديث.
وانظر "نصب الراية" (1/302) ، و"جامع العلوم والحكم" (ص20) .(2/264)
363 - وقيل (1) لأَبِي: حديثُ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: حَذْفُ السَّلامِ سُنَّةٌ (2) ، منهم من يَقُولُ: عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) (3) ؟
قَالَ: لَيْتَهُ يَصِحُّ عَنْ أَبِي هريرة!
_________
(1) في (ت) و (ك) : «قيل» بلا واو.
(2) حذف السلام: هو تخفيفه والإسراع به، وترك الإطالة فيه، وعدم مد حروفه. وانظر "النهاية" (1/356) ، و"لسان العرب" (9/40) ، و"تاج العروس" (12/130) ، و"الكليات" (ص384) . وانظر مصادر التخريج؛ فقد ورد تفسيره منسوبًا إلى بعض السلف!.
(3) الحديث رواه أحمد في "مسنده" (2/532 رقم 10885) ، وأبو داود في "سننه" (1004) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (734) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (281) ، والعجلي في "معرفة الثقات" (2/433) ، والحاكم في "المستدرك" (1/231) من طرق عن محمد بن يوسف الفريابي، وابن خزيمة في "صحيحه" (735) من طريق عمارة بن بشر المصيصي، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (57/102) من طريق أبي إسحاق الفزاري، جميعهم عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَن قُرَّة بْن عبد الرحمن، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، به.
ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" (735) من طريق محمد بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف الفريابي، عن الأوزاعي، به، موقوفًا.(2/265)
قلتُ: رَوَاهُ ابنُ وَهْب (1) ،
عَنْ عيسى بنِ يونس، وعبدِالله بنِ المبارك، عَنِ الأوزاعيِّ (2) ، عَن قُرَّةَ بن عبد الرحمن، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: حَذْفُ السَّلامِ سُنَّةٌ.
فَقَالَ أَبِي (3) : هُوَ حديثٌ مُنكَرٌ (4) .
_________
(1) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الطوسي في "مختصر الأحكام" (280) من طريقه عن ابن المبارك وهِقْل بن زياد، عن الأوزاعي، به.
ورواه الترمذي في "جامعه" (297) من طريق علي بن حجر، عن ابن المبارك وهِقل، بمثله.
ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" (735) من طريق عبد الرحمن بن مهدي وحَرَمي بن عمارة، والحاكم في "المستدرك" (1/231) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/180) من طريق عبدان، ثلاثتهم عن ابن المبارك، عن الأوزاعي، به.
وخالفهم محمد بن عقبة الشيباني فرواه عن ابن المبارك، عن الأوزاعي، به، مرفوعًا؛ أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/180) .
ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" (735) من طريق أبي عَمَّارٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عن الأوزاعي، به، موقوفًا.
(2) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(3) قوله: «أبي» ليس في (أ) و (ش) .
(4) قال أبو داود في "سننه" عقب الحديث رقم (1004) : «قال عيسى [يعني: ابن يونس] : نهاني ابن المبارك عن رفع هذا الحديث» ، ثم قال أبو داود: «سمعت أبا عمير عيسى بن يونس الفاخوري الرملي قال: لما رجع الفريابي من مكة ترك رفع هذا الحديث، وقال: نهاه أحمد بن حنبل عن رفعه» .
وذكر ابن معين في "تاريخه" (373) برواية الدوري قال: «كان عيسى بن يونس يرفعه، فقال له ابن المبارك: لا ترفعه، فكان بعدُ لا يرفعه» .
ونقله المصنف في "مقدمة الجرح والتعديل" (1/269) عن الدوري.
وذكر الدارقطني في "العلل" (9/245 رقم1736) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «والصحيح عن الأوزاعي: أنه موقوف على أبي هريرة» .(2/266)
364 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثِ نَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيم (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّان (3) ، عَنِ ابْنِ مُحَيْريز (4) ، عَنْ أَبِي رُفَيْع، عَنْ عُبَادَة بْنِ الصَّامِت، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: خَمْسُ صَلَوَاتٍ فَرَضَهُنَّ اللهُ عَلَى عِبَادِهِ ... ، حِين سُئِلَ عَنِ الوِتْر: أَوَاجِبٌ هُوَ؟
وَرَوَاهُ ابنُ عَجْلان، وَيْحَيى بنُ سَعِيدٍ (5) ،
عَنْ محمَّد بن يحيى بن
_________
(1) انظر المسألة رقم (239) .
(2) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (1001) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1033) ، وابن حبان في "الثقات" (5/570- 571) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2186) .
ووقع عند الطبراني: «عن المخدجي» بدل «عن أبي رفيع» .
(3) في (ت) و (ك) : «حسان» .
(4) هو: عبد الله.
(5) روايتهما معًا أخرجها الحميدي في "مسنده" (392) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2182) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (881) من طريق سفيان بن عيينة، عنهما، به.
ورواه مالك في "الموطأ" (1/123) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (4575) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (6851 و36348) ، وأحمد في "المسند" (5/315 و319 رقم 22693 و22720) ، والدارمي في "مسنده" (1618) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3168) ، والشاشي في "مسنده" (1281) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2181) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/361) من طريق يحيى بن سعيد وحده، به.
ومن طريق مالك رواه أبو داود في "سننه" (1420) ، والنسائي في "سننه" (461) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3167) ، والشاشي في "مسنده" (1284 و1286) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2181) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/8 و467) و (10/217) ، والبغوي في "شرح السنة" (977) . ورواه الطبراني في "مسند الشاميين" (2183) من طريق يحيى ابن سعيد وعبد ربِّه بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يحيى، به.
ورواه ابن ماجه في "سننه" (1401) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3169) ، وابن حبان في "صحيحه" (2417) من طريق عبد ربِّه بن سعيد، وأحمد في "مسنده" (5/321 رقم 22752) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3170) من طريق محمد بن إسحاق، وابن حبان في "صحيحه" (1731) ، والشاشي في "مسنده" (1282 و1287) من طريق محمد بن عمرو، والطبراني في "مسند الشاميين" (2184 و2185) من طريق سعد بن سعيد ومحمد بن إبراهيم، جميعهم عن محمد بن يحيى، به.
ورواه الشاشي (1283) من طريق عمرو بن يحيى، والطحاوي في "شرح المشكل" (3171) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2187) من طريق عُقيل بن خالد، كلاهما عن محمد بن يحيى، به، دون ذكر «المخدجي» .(2/267)
حَبَّان، عَنِ ابنِ مُحَيْريز (1) ، عَنْ المُخْدَجي (2) ، عَنْ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِت، عن النبيِّ (ص) .
قِيلَ لَهُ: هَذِهِ الزِّيادَةُ (3) الَّتِي (4) رواها نافعٌ محفوظٌ (5) ؟
_________
(1) في (ك) : «أبي محيريز» .
(2) في (ف) : «المخرجي» .
(3) الظاهر أنه يعني قوله: «عن أبي رُفَيع» بدل: «عن المخدجي» ، فذِكْرُ أبي رُفَيع إنما جاء في رواية نافع بن أبي نعيم. وتقدم أنه وقع عند الطبراني في رواية نافع: «عن المخدجي» بدل «عن أبي رفيع» .
وقد ذهب ابن حبان في الموضع السابق من "الثقات" إلى أن أبا رفيع هذا هو المخدجي، وهذا إن صح ينفي الاختلاف في الحديث. وانظر "تهذيب الكمال" (7960) .
(4) قوله: «التي» ليس في (ش) .
(5) كذا في جميع النسخ: «محفوظ» خبرًا عن قوله: «هذه الزيادة» ، ولو اتبَعَ جادَّةَ اللفظ لقال: «محفوظةٌ» ، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجوه منها:
الأوَّل: جَعْلُهُ من باب الحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث، كأنَّه قال: «هذا اللفظُ الزائدُ الذي رواه نافعٌ محفوظٌ» ؛ حمَلَ «الزيادة» على معنى «الزائد» ، وانظر تفصيل الكلام في الحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث: في المسألة رقم (270) .
والثاني: حَمْلُهُ على أنَّ «محفوظ» شابَهَ المصادر التي على وزن «مفعول» كالمعقول والمجلود بمعنى العَقْل والجَلْد، فعومل معاملةَ المصادر في الإفراد والتذكير؛ فكما يقال في المصدر: امرأةٌ عَدْلٌ، يقال: زيادةٌ محفوظٌ، كما قيل نحو ذلك في قوله تعالى: [الأعرَاف: 56] {إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} ، قالوا: إن «قريب» جاء على وزن «فَعِيل» ، وهو من أوزان المصادر؛ كالصَّهِيل والزَّئِير، فلزم الإفراد والتذكير، وهذا أحدُ الأقوال في هذه الآية. انظر: "الخصائص" لابن جني (2/202- 207) ، و"بدائع الفوائد" لابن القيم (3/543) ، و"البحر المحيط" لأبي حيان (4/314) ، و"الدر المصون" (5/345) ، و"اللباب" لابن عادل الحنبلي (9/161) .(2/268)
قَالَ: هؤلاءِ (1) أعلَمُ وأحفَظُ.
365 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبَةُ (3) ، واللَّيْثُ (4) ، عَنْ عَبْدِ ربِّه بْنِ سَعِيدٍ، واختَلَفا؛ كيف اختِلافُهما؟
فقال أبي: اتفقا في عبد ربِّه بن سعيد.
_________
(1) يعني: ابْنُ عَجْلانَ، وَيْحَيى بْنُ سَعِيدٍ.
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (324) ، ونقل ابن رجب في "فتح الباري" (4/341) تحسين أبي حاتم لطريق الليث.
(3) تقدم في المسألة (324) أن شعبة رواه عَنْ عَبْدِ ربِّه بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عن عبد الله بْنِ نَافعِ بْنِ العَمْياء، عَنْ عبد الله بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ المطَّلب، عَنِ النبي (ص) .
(4) هو: ابن سعد. وتقدم في المسألة (324) أيضًا أنه روى الحديث عَنْ عَبْدِ ربِّه بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عِمران بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عن عبد الله بْنِ نَافعِ بْنِ العَمْياء، عَنْ رَبِيعَةَ بْن الْحَارِثِ، عَنِ الفَضل بن عباس، عن النبيِّ (ص) .
(*) ... وقد اتفقا في الراوي عن ربيعة بن الحارث، أو عبد الله ابن الحارث؛ وهو: عبد الله ابن نافع بن العمياء؛ كما في المسألة (324) .(2/269)
واختَلَفا؛ فقال اللَّيْثُ: عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، وَقَالَ شُعْبَة: عَنْ أَنَسِ بْنِ أَبِي أَنَسٍ.
واختَلَفا؛ فَقَالَ اللَّيْثُ: عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ (*) ، وَقَالَ شُعْبَة: عَنْ عبد الله بْنِ الْحَارِثِ (*) .
واختَلَفا؛ فقال اللَّيْثُ: عَنِ الْفَضْلِ بْنِ العبَّاس، وَقَالَ شُعْبَة (1) : عَنِ المُطَّلِب، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: الصَّلاَةُ مَثْنَى مَثْنَى، تَخْشَعُ وَتَضْرَعُ وَتَمَسْكَنُ وَتُقْنِعُ (2) بِيَدَيْكَ - يقولُ: يَرْفَعُهُما (3) - وَتَقُولُ (4) : يَا رَبِّ يَا رَبِّ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ، فَهِيَ خِدَاجٌ.
وَقَالَ (5) أَبِي: مَا يَقُولُ اللَّيْثُ أصحُّ؛ لأَنَّهُ قَدْ تابعَ اللَّيْثَ عمرُو بْنُ الْحَارِثِ، وابنُ لَهِيعَة (6) ، وعمرٌو واللَّيْثُ كَانَا يَكْتُبان، وشُعْبَةُ صاحبُ حفظ.
_________
(1) من قوله: «عن عبد الله بن الحارث ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(2) انظر التعليق على هذه الأفعال «تخشع، وتضرع، وتمسكن، وتقنع ... » في المسألة المتقدمة برقم (324) .
(3) كذا في (ت) و (ك) بالياء المثنَّاة من تحت، ولم تنقط في بقيَّة النسخ؛ فَيَحْتملُ أنْ تكون بالتحتية أو الفوقيَّة، والذي في مصادر التخريج: «يقول: ترفعهما» بالمثناة الفوقيَّة، وهو تفسير من الراوي لقوله (ص) : «وتقنع يديك» . والإقناع: الرفع. كأنه قال: يعني ترفعهما. وما أثبتناه تقديره: يعني يرفعهما المصلي.
(4) في (ك) : «ويقول» .
(5) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو.
(6) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1096) ، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (439) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (48/325) .(2/270)
قلتُ لأَبِي: هَذَا الإسنادُ عِنْدَكَ صحيحٌ؟
قَالَ: حسنٌ.
قلتُ لأَبِي: مَنْ ربيعةُ بْنِ الْحَارِثِ؟
قَالَ: هُوَ ربيعةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عبد المُطَّلِب.
قلتُ: سَمِعَ مِنَ الفَضْل؟
قَالَ: أدرَكَهُ.
قلتُ: يُحْتَجُّ (1) بِحَدِيثِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ؟
قَالَ: حَسَنٌ.
فكَرَّرتُ عَلَيْهِ مِرارًا، فَلَمْ يَزِدْني عَلَى قَوْلِهِ: حَسَنٌ.
ثُمَّ قَالَ: الحجَّة: سُفْيانُ وشُعْبَة.
قلتُ: فعبدُ رَبِّهُ بنُ سَعِيدٍ؟
قَالَ: لا بَأْسَ بِهِ.
قلتُ: يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ؟
قَالَ: هو حسنُ الحديث.
_________
(1) في (ك) : «يحيى» بدل: «يحتج»(2/271)
قال (1) أَبِي: ويَدُلُّ (2) : عَلَى أَنَّ هَذَا الكلامَ فِي صَلاةِ التَّطَوُّع أَوْ السُّنَنِ، وليسَ هَذَا الكلامُ (3) فِي شيء من الحديث.
366 - وسألتُ (4) أبي يقول: روى يحيى ابن أيُّوب (5) ،
عن ابن
_________
(1) في (أ) و (ش) : «وقال» بالواو.
(2) يعني: هذا الحديث.
(3) يعني: الزائد على قوله: «الصَّلاة مثنى مثنى» .
(4) في (ت) و (ك) : «سألت» بلا واو، وكتب في هامش (أ) و (ف) : «هكذى في الأصل وسألت» ، وفي هامش (ش) كتب فوقها: «كذا» . والصواب أن يقال: «سمعت» ، والظاهر: أنَّ المصنِّف جَرَى قَلَمُهُ على جادَّة الكتاب، فشرع يكتب: «وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ... » ، فكتب: «وسألت أبي» ، ثم تذكَّر أنَّه سمعه ولم يسأله، = = فأكمل ولم يعد لتصويب «وسألت» . أو أنه أراد ابتداءً أن يكتب: «وسمعتُ» ، فسبق قلمه فكتب: «وسألت» ، ولم يعد إلى تصويبها، ومثل هذا ما يسمَّى في عرف النحويين ببدل الغلط. وانظر في بدل النسيان والغلط: "شرح شذور الذهب" لابن هشام، و"همع الهوامع" للسيوطي، و"شروح ألفية ابن مالك" (باب البدل/ البدل المباين) .
هذا؛ ويبدو أن المصنِّف كتب هذه المسألة مسوَّدةً، ولم يَعُدْ إلى تبييضها، والله أعلم.
وقد نقلَ هذا النَّصَّ مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1167- 1168) .
(5) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (728) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1323 و1324) ، والطبراني في "الأوسط" (8733) ، وابن عدي في "الكامل" (4/207) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/43) ، والدارقطني في "السنن" (1/240) ، والحاكم في "المستدرك" (1/204- 205) ، وابن مخلد في "حديثه عن شيوخه" (299/مجموع فيه عشرة أجزاء حديثية) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/433) ، والبغوي في "شرح السنة" (418) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عنه، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ نافع إلا ابْنِ جُرَيْجٍ، وَلا عَنِ ابْنِ جريج إلا يحيى بن أيوب، تفرَّد به عبد الله بن صالح» .
ورواه الدارقطني في "سننه" (1/240) ، والحاكم في "المستدرك" (1/205) - وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/433) - من طريق ابْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عن عبيد الله بن جعفر، عن نافع، به.
قال البخاري في "التاريخ الكبير" (8/ 306) : «يحيى ابن المتوكل، عن ابن جريج، عمَّن حدثه، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبي (ص) قال: " مَن أذَّنَ اثنَتَي عَشْرَةَ سنةً دخلَ الجنَّة "، رواه أبو صالح، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبي (ص) مثله، والأول أشبه» .(2/272)
جُرَيج (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَذَّنَ كَذَا سَنَةً ... (2) .
قَالَ أَبِي: هَذَا مُنكَرٌ جدًّا.
367 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ الْهَادِ (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَطَاء بْنِ يَسَار، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ مِنْ بَنِي بَيَاضَة؛ أَنَّهُ سمعَ رسولَ الله وَهُوَ مُجاوِرٌ فِي الْمَسْجِدِ، فوعَظَ الناسَ وحذَّرَهُمْ وَقَالَ: المُصَلِّي يُنَاجِي رَبَّهُ؛ وَلاَ يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالقُرْآن ِ.
_________
(1) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(2) ولفظه: «مَن أذَّنَ اثنَتَي عَشْرَةَ سنةً وَجَبَتْ له الجنَّة، وكُتِبَ له بتأذينِه في كُلِّ مرَّة ستُّون حسنةً، وبإقامَتِهِ ثلاثُون حَسَنةً» .
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (552) ، وانظر المسألة رقم (667) .
(4) هو: يزيد بن عبد الله. وروايته هذه أخرجها البخاري في "خلق أفعال العباد" (564) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (3360 و3361) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (23/317- 318) ، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (2/876) .(2/273)
وَرَوَى ابنُ الْهَادِ (1)
أَيْضًا عَلَى إثْرِ ذَلِكَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ مَوْلَى الغِفاريِّ (2) ؛ أَنَّهُ حدَّثه - هَذَا الحديثَ - البَياضِيُّ، عن رسول الله (ص) (3) ؟
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : قَالَ (5) أَبِي: لَوْلا أنَّ ابْنَ الْهَادِ جمعَ الحديثَيْنِ، لكُنَّا نَحْكُمُ لهؤلاءِ الَّذِينَ يَرْوونه (6) .
_________
(1) روايته هذه أخرجها النسائي في "السنن الكبرى" (3362) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (23/317 و318) .
ورواه مالك في "الموطأ" (1/80) من طريق يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن الْحَارِثِ، عَن أبي حازم التمار، عن البياضي، به.
ومن طريق مالك رواه أحمد في "مسنده" (4/344 رقم 19022) والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/245/تعليقًا) ، وفي "خلق أفعال العباد" (562) ، والنسائي في "الكبرى" (3364 و8091) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/11- 12) ، وفي "الشعب" (2410) ، والبغوي في "شرح السنة" (608) .
وصحح ابنُ عبد البر في "التمهيد" (23/319) حديثَ البياضي.
(2) هو: التَّمَّار، مشهورٌ بكنيته.
(3) وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2007) من طريق عبد العزيز بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عبد الله بْنُ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ مَوْلَى الْغِفَارِيِّينِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) من بني بياضة، به، هكذا بجعل رواية عطاء عن أبي حازم، ولعل الصواب: «عن عطاء ابن يسار، وعن أبي حازم» .
(4) قوله: «قال أبومحمد» من (ت) و (ك) فقط.
(5) في (أ) و (ش) و (ف) : «وقال» .
(6) كذا في جميع النسخ. ومقصد أبي حاتم: ترجيح بعض الوجوه التي يرويها أكثر الرواة، لولا جمع ابن الهاد بين الحديثين.(2/274)
368 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنِ عَقِيلٍ (2) ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ (3) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ ... .
ومنهُمْ مَنْ يَقُولُ: ابنُ عَقِيل، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
فأيُّها أشبَهُ (4) ؟
قَالَ: هَذَا مِنْ تَخَالِيطِ ابْنِ عَقيل؛ مرَّةً يقولُ هكذا، ومرَّةً يقولُ هكذا.
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (278) ، وانظر المسألة رقم (54) . وقد سقطت بتمامها من (ك) .
(2) هو: عبد الله بن محمد.
(3) هو: سعيد.
(4) في (ت) : «فإنها أشبَهُ» ، ولعلَّه تصحيف، والذي في المسألة رقم (278) : «فقلتُ لأبي: أَيُّهُمَا أصحُّ؟» ، وهو الجادَّة؛ فإنَّه لم يُذْكَرْ للحديث إلا إسنادان، لكنَّ ما وقع في النسخ من قوله: «فأيُّها أشبَهُ؟» له وَجْهٌ من العربية، وهو رجوعُ الضمير إلى معنى «الأسانيد» ، كأنَّه قال: «فأيُّ هذه الأسانيدِ أشبَهُ؟» ، وهنا يُحْمَلُ الجَمْعُ على أنَّ أقلَّهُ اثنان، وهذا أحد قولَيْن للعلماء؛ وهو قولُ عمر، وزيد بن ثابت، ومالك في رواية، وداود، والقاضي الباقلاني، والأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني، والغزالي، وأيضًا هو قول الخليل وسيبوَيْهِ والكوفيين من النحويين، وأمَّا غيرهم ممَّن يقول: أقلُّ الجمع ثلاثة - وهو قولُ الأكثرين والراجح من جهة الأصول - فلا يَمْنعون من إطلاق الجمع على اثنين بقرينةٍ تمنع اللَّبْس، وهذا ما وقع هنا، والله أعلم. انظر في أقل الجمع: «التقرير والتحبير» لابن أمير الحاج (1/246) ، و"البرهان" للجويني (1/239) ، و"قواطع الأدلَّة" لابن السمعاني (1/171- 172) ، و"المحصول" للرازي (2/606) ، و"البحر المحيط" للزركشي (2/297) ، (3/172) ، و"تاج العروس" (14/282- ر س ل) .(2/275)
369 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سعيد بن عبد الجَبَّار الكَرَابِيسيُّ (2) ،
عن محمد ابن عمَّار المؤذِّن، عَنْ شَرِيك بْنِ عبد الله بْنِ أَبِي نَمِر، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ رَأَى (3) رجُلاً يصلِّي وَقَدْ أُقِيمَتْ (4) صلاةُ الصُّبْح، فَقَالَ: أَصَلاتان ِ مَعًا؟! ... ؟
قَالَ أَبِي: حَدَّثناه (5) سعيدُ بن عبد الجبَّار بِهَذَا، وَكَتَبَ إليَّ بِهِ أحمدُ بنُ حفص النَّيْسابوري؛ قال: نا أَبِي (6) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمان، عن شَرِيك بن عبد الله بْنِ أَبِي نَمِر، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ بنحوه.
_________
(1) انظر المسألة رقم (319) . وقد سقطت هذه المسألة بتمامها من (ك) . وقد نقل الضياء في "المختارة" (6/178) قول أبي حاتم: «قد خالفهما مالك ... » إلخ المسألة.
(2) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/231) .
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/186) ، وفي "الأوسط" (2/183) - ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" (6/230) - وابن خزيمة في "صحيحه" (1126) - ومن طريقه الضياء في "المختارة" (2182) - من طريق علي بن حجر، والبزار في "مسنده" (517/كشف الأستار) من طريق عثمان بن ربيعة، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (559) من طريق محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الرازي، ثلاثتهم عن محمد بن عمار، به.
قال البزار: «لا نعلمه عن أنس إلا بهذا الإسناد، ومحمد بن عمار مؤذن مسجد قباء، حدث عنه أبو عامر، وبشر بن عمر، وغيرهما» .
وقال ابن خزيمة: «خبر غريبٌ غريب» .
(3) في (ف) : «رائى» .
(4) في (ت) : «وقرأ قبل» بدل: «وقد أقيمت» .
(5) في (ش) : «حَدَّثنا» . وتقدير العبارة على ما أثبتناه: حدَّثنا هذا الحديثَ سعيدُ بنُ عبد الجبار بهذا الإسناد.
(6) هو: حفص بن عبد الله. وروايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (1126) - ومن طريقه الضياء في "المختارة" (2183) - من طريق محمد بن عقيل، عنه.(2/276)
وَقَالَ أَبِي: قَدْ خالفَهُما مالكٌ (1) ، والثوريُّ (2) ، والدَّرَاوَرْديُّ (3) ،
عَنْ شَريك بْنِ أَبِي نَمِر، عَنْ أَبِي سَلَمة بن عبد الرحمن؛ قال: رأى رسولُ الله (ص) رجُلاً يصلِّي ... مُرسَلً (4) ؛ وَهَذَا أشبَهُ وأصحُّ (5) .
_________
(1) روايته أخرجها في "الموطأ" (1/128 رقم285) .
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (22/67) : «لم = = تختلف الرواة عن مالك في إرسال هذا الحديث فيما علمت - إلا ما رواه الوليد بن مسلم؛ فإنه رواه عن مالك، عن شريك، عن أنس» . ثم رواه ابن عبد البر بسنده إلى الوليد، به.
(2) روايته أخرجها مسدد في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (248) .
(3) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته ذكرها الدارقطني في "العلل" (9/298) .
ورواه الطحاوي في "شرح المشكل" (4115) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (22/68) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، عن شريك، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، به، مرفوعًا.
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) الحديث رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/185-186) ، و"الأوسط" (2/183) ، من طريق علي بن حجر، عن محمد بن عمار الأنصاري المؤذِّن، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عن أنس، به، هكذا موصولاً مرفوعًا. ثم رواه عن ابن حجر أيضًا، عن إسماعيل بن جعفر، عن شريك، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، مرسلاً، ثم قال في "الكبير": «والمرسل أصح. يعني: أبو سلمة، عن النبي (ص) » . وقال في "الأوسط": «وهذا أصح مع إرساله» .
وقال الدارقطني في "العلل" (4/17/ب) : «يرويه محمد بن عمار المؤذن، وإبراهيم بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أبي نمر، عن أنس. وخالفهم مالك، والثوري، وإسماعيل بن جعفر، والدراوردي؛ رووه عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عن أبي سلمة، مرسلاً. ورواه إبراهيم بن طهمان أيضًا، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عن أبي سلمة، وهو أصحُّ من حديث أنس» .
وذكر في "العلل" المطبوع (1775) اختلاف الرواة في هذا الحديث، ثم قال: «والصحيح: عن أبي سلمة مرسلاً» .(2/277)
370 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (2) عبد الحميد بْن جَعْفَرٍ (3) ،
عَن حسين بْن عَطَاء ابن يَسَار، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: سألتُ أبا ذَرٍّ عَن صلاة الضُّحَى؟ فقال: قال النبيُّ (ص) : مَنْ صَلَّى سَجْدَتَيْنِ، لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلِينَ ... ، الحديثَ؟
فَقَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ مُوسَى بْن يعقوب الزَّمْعِيُّ (4) ، عَنِ الصَّلْت بْن سالِم، عَن مولى ابن عُمر - يعني: زيد بن أسلَم - عن عبد الله ابن عَمْرو، عَنْ أَبِي الدَّرْداء، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) نقل أبو زرعة العراقي في "طرح التثريب" (3/71) قول أبي حاتم: «جميعًا مضطربين ... » . وستأتي هذه المسألة برقم (471) .
(2) في (ت) و (ك) : «روى» .
(3) في (ش) : «حفص» بدل: «جعفر» . ورواية عبد الحميد هذه أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (987) ، والبزار في "مسنده" (3890) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/243- 244) ، والدارقطني في "الأفراد" (268/ب/أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/576 رقم 1580) ، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1954) .
قال البزار: «وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن النبي (ص) إلا من هذا الوجه، ولا نعلم روى ابن عمر عن أبي ذر حديثًا مسندًا إلا هذا الحديث» .
وقال الدارقطني: «تفرد به حسين بن عطاء، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ ابن عمر، عن أبي ذر، وتفرد به عنه عبد الحميد بن جعفر عنه، ولم يروه عنه إلا أبو عاصم النبيل» .
(4) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (2/209) ، والبيهقي في "السنن الصغرى" (ص 487 رقم856) ، والطبراني في "المعجم الكبير" كما في "مجمع الزوائد" للهيثمي (2/237) ، وأعله الهيثمي بموسى بن يعقوب.(2/278)
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أشبَهُ؟
قَالَ: جَميعًا مُضْطَرِبَينِ (1) ؛ لَيْسَ لَهما فِي الرِّواية معنى (2) .
371- وسمعتُ (3) أَبِي يَقُولُ: روى موسى ابن عُقْبَة (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (5) ، عَنِ الشَّعْبيِّ (6) وَأَبِي سَلَمة، عَنِ ابْنِ عمر، عن
_________
(1) في (ك) : «جميعين مضطربين» . وما وقع في بقية النسخ جائزٌ في العربية، وقد تقدم بيان جوازه وصحته في التعليق على نحوه في المسألة رقم (25) .
(2) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (2/392) : «حسين ابن عطاء: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ ابن عمر، عن أبي ذر - رفعه - في صلاة الضُّحى، روى عنه عبد الحميد بن جعفر. وروى موسى بن يعقوب، عَنِ الصَّلت بْنِ سَالِمٍ مَوْلَى طلحة، أو ابن عثمان بن عبيد الله التيمي، = = عن مولًى لعمر، عن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أبي الدرداء، عن النبي (ص) . قال الصَّلت: فأخبرنيه سليمان بن ثعلبة الأنصاري. وقال الشعبي: عن ابن عمر: صلاة الضُّحى بدعة، ونعمت البدعة. وهذا أصحُّ. يقال: حسين بْن عطاء بْن يسار» .
وانظر: "فتح الباري" (3/54) .
(3) في (أ) و (ش) : «وسألت» .
(4) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1361) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (409) ، والطحاوي في"شرح معاني الآثار" (1/279) ، والطبراني في " المعجم الكبير" (12/72 رقم12568) وفي "المعجم الأوسط" (1/58 رقم162) من طريق محمد بن جعفر، عنه، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قال: سألت عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر عن صلاة رسول الله (ص) بالليل ... الحديث.
قال الطبراني: «جوده موسى بن عقبة فرواه متصلاً عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، ورواه شريك عن أبي إسحاق فلم يصله» .
ورواه النسائي في "الكبرى" (411) من طريق عثمان ابن عمر، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَن أم سلمة، به، مرفوعًا.
(5) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(6) هو: عامر بن شراحيل.(2/279)
النبيِّ (ص) ؛ قال (1) : كانت صلاةُ النبي (ص) مِنَ اللَّيْل ثَمَانَ رَكَعَاتٍ (2) ، والوِتْرَ ثَلاثًا، وركعَتَيْنِ قَبْلَ الفَجْرِ.
قَالَ أَبِي: وَرَوَى زهيرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (3) هَذَا الحديثَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وعامِرٍ الشَّعْبي: أنَّ صلاةَ النبيِّ (ص) ... مُرسَلً (4) ؛ وَهُوَ أشبَهُ.
372- وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الدَّرَاوَرْدي (6) ، عَنِ ابْنِ عَجْلان (7) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الهَمْداني (8) ، عَنْ عَمْرو بْنِ أوسٍ (9) الثَّقَفيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمة؛ أنَّ رسول الله قال: مَنْ صَلَّى اثْنَيْ عَشَرَ رَكْعَةً (10) ، بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ؟
_________
(1) أي: ابن عمر.
(2) قوله: «ثمان ركعات» بحذف الياء من «ثمان» صحيحٌ في العربية، وهو إحدى لغتين في «ثَمَان» . سيأتي بيانهما في التعليق على المسألة رقم (525) .
(3) لم نقف على روايته والحديث رواه النسائي في "السنن الكبرى" (410) من طريق شعبة، والطبراني في " المعجم الأوسط" (1/58 رقم162) من طريق شريك، كلاهما عن أبي إسحاق، به.
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) انظر المسألة رقم (81/أ) و (288) و (401) و (488) .
(6) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (807) ، وفيه: «عن أم سلمة أو أم حبيبة» .
(7) هو: محمد.
(8) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(9) في (ك) : «أويس» .
(10) كذا في جميع النسخ، عدا (ك) ففيها: «اثنا عشر ركعة» .
وقد كانت الجادَّة أنْ يقال: «اثنتَيْ عَشْرَةَ ركعةً» ، أو «ثِنتَيْ عَشْرَةَ ركعةً» بتأنيث العدد والمعدود؛ لكنَّ ما وقع في النسخ يتَّجهُ بحمل «الركعة» على معنى «الركوع» ؛ كأنَّه قال: «اثنَيْ عَشَرَ ركوعًا» . وانظر التعليق على مثل هذه العبارة في المسألة رقم (288) .(2/280)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ الناسُ يقولون: عن أمِّ حَبِيبَةَ (1) .
قلتُ لأَبِي: الخطأُ مِمَّن هُوَ؟
قَالَ: لا أَدْرِي (2) .
373 - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عبد الرحيم (3) بن سُلَيمان الرَّازي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ عائِشَة: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: اجْعَلُوا مِنْ صَلاتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ ... ؟
_________
(1) يعني بدل: «عن أم سلمة» . وتقدم تخريج رواية أم حبيبة في المسألة (288) .
(2) ذكر الدارقطني في "العلل" (5/185/أ -187/أ) الاختلاف في هذا الحديث، ومما قاله: «ورواه أبو إسحاق السبيعي واختُلِف عنه؛ فرواه مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِي إسحاق، عَنْ عَمْرِو بْنِ أوس، عَنْ عنبسة؛ قال ذلك إسماعيل بن جعفر، وليث بن سعد، وابن لهيعة، وعباد بن صهيب. ورواه الدَّراوَرْدي، عن ابن عجلان، واختُلِف عنه؛ فرواه إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ الدَّراوَرْدي، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ [أَبِي] إسحاق، مثل رواية إسماعيل بن جعفر ومن تابعه. ورواه [أبو] مروان العثماني، عَنِ الدَّراوَرْدي، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، وأسنده عن أم سلمة، ولم يقل: عن أم حبيبة. ومنهم من وقفه، ومنهم من رفعه، وذِكرُ أم سلمة فيه وَهَمٌ ... » .
(3) في (ت) و (ك) : «عبد الرحمن» . وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (4867) .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (3/57) من طريق أيوب، والسِّلفي في "معجم السفر" (920) من طريق مبارك بن فضالة، كلاهما عن هشام بن عروة، به.
ورواه أحمد في "مسنده" (6/65 رقم 24366) من طريق ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عن عروة، به.
(4) قوله: «عن أبيه» سقط من (ف) .(2/281)
قَالَ أَبِي: لا يقولونَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: عَنْ عائِشَة (1) .
374 - وسمعتُ (2) أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْت (3) ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ (4) ، عَن حُمَيد (5) ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص)
_________
(1) الحديث أخرجه مالك في "الموطأ" (1/168 رقم402) عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه: أن رسول الله (ص) قال ... الحديث، هكذا مرسلاً.
ورواه الدارقطني في "الأفراد" (259/ب/أطراف الغرائب) من طريق محمود بن خداش، عن محمد بن صبيح بن السماك، عن هشام، عن أبيه، به، مرسلاً. وقال: «تفرد به محمود بن خداش ... » .
وقال الدارقطني في "العلل" (5/48/أ) : «يرويه [أَبُو] الأسود، عَنْ عُرْوَةَ، عَن عائشة. ورواه هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، واختُلِف عنه؛ فرواه مبارك بن فَضالة، وجرير بن حازم، وعبد الرحيم بن سليمان، وعمر بن علي، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة. وخالفهم مالك بن أنس، ووُهَيب بن خالد، وجرير بن عبد الحميد، وحماد بن سلمة، وابن عيينة، ومحمد بن صبيح؛ فرووه عن هشام، عن أبيه، مرسلاً. وقال سُلَيْمَانَ بْنِ بلالٍ: عَنْ هِشَامِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ولا يثبت هذا القول، والصَّحيح: عن هشام، عن أبيه، مرسلاً؛ لكثرة من أرسله، وهم أثبات» .
(2) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1364) ، والزيلعي في "نصب الراية" (1/320) .
(3) روايته أخرجها أبو يعلى في "المسند" (3735) ، والدارقطني في "السنن" (1/300) من طريق الحسين ابن علي بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصلت، به.
قال ابن عدي في "الكامل" (2/368) في ترجمة الحسين هذا: كوفي، يسرق الحديث» .
ورواه الطبراني في "الدعاء" (506) من طريق الفضل ابن موسى السيناني، عن حميد، به، نحوه، وليس فيه رفع اليدين.
(4) هو: سليمان بن حَيَّان.
(5) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل.(2/282)
- فِي افْتِتَاحِ الصَّلاة -: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ ... ، وأنَّه كاَنْ يرفَعُ يَدَيْهِ إِلَى حَذْوِ أُذُنَيه.
فَقَالَ أَبِي (1) : هَذَا حديثٌ كذبٌ، لا أصلَ لَهُ، ومحمدُ بنُ الصَّلْت لا بَأْسَ بِهِ، كتبتُ عَنْهُ.
375 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأَعْمَشُ (3) ، وشَرِيك (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (5) ، عَنْ حَارِثَةَ (6) بْنِ مُضَرِّب (7) ، عَنْ خَبَّاب؛ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) الرَّمْضاءَ، فلم يُشْكِنَا (8) .
_________
(1) قوله: «أبي» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(2) انظر ما تقدم في المسألة رقم (198) و (255) .
(3) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (153) ، وابن ماجه في "سننه" (675) ، والشاشي في "مسنده" (1017) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/185) ، والطبراني في "الكبير" (4/72 رقم 3676 و3677) .
(4) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/185) ، والطبراني في "الكبير" (4/72 رقم 3678) .
(5) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(6) في (ت) و (ك) : «حارث» .
(7) في (ش) : «مصرف» .
(8) قوله: «يشكنا» تقدَّم تفسيره في المسألة رقم (198) .(2/283)
وَرَوَاهُ سُفْيان (1) ، وشُعْبَة (2) ، وَزُهَيْرٌ (3) ، وَإِسْرَائِيلُ (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْب، عَنْ خَبَّاب: شَكَوْنَا إلى رسول الله (ص) ... ؟
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ مَا رَوَى سُفْيان وشُعْبَة.
وَرَوَى سُفْيانُ بنُ عُيَينة (5) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَة (6) ، عَنْ أَبِي مَعْمَر (7) ، عَنْ خَبَّاب؛ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) ... .
قَالَ أَبِي: لَمْ يَعْمَلِ ابنُ عُيَينة فِي هَذَا الْحَدِيثِ شَيْئًا؛ إِنَّمَا هُوَ الصَّحِيحُ مِنْ حَدِيثِ الأَعْمَشِ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن حارثة بن
_________
(1) هو: الثوري. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (2055) ، وأبو نعيم الفضل بن دكين في "كتاب الصلاة" (338) ، والحميدي في "مسنده" (152) ، وأحمد في "مسنده" (5/110 رقم 21063) ، والشاشي في "مسنده" (1019) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/185) ، والطبراني في "الكبير" (4/79 رقم 3698) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/234) .
(2) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1148) ، = = وأحمد في "مسنده" (5/108 و110 رقم 21052 و21063) ، والطبراني في "الكبير" (4/79 رقم 3699) .
(3) هو: ابن معاوية. وروايته أخرجها مسلم (619) .
(4) هو: ابن يونس. روايته أخرجها الشاشي في "مسنده" (1021 و1023) ، والطبراني في "الكبير" (4/79 رقم 3700) .
ورواه مسلم في "صحيحه" (619) ، والشاشي في "مسنده" (1022) من طريق سلام بن سليم، والبزار في "مسنده" (2134) ، والطبراني في "الكبير" (4/79 رقم 3703) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/438) من طريق يونس بن أبي إسحاق، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/185) من طريق زياد بن خيثمة، والشاشي في "مسنده" (1020) من طريق الرحيل بن معاوية، والطبراني في "الكبير" (4/79 رقم 3702) من طريق شريك، وابن مردويه في "المنتقى من حديث أبي الشيخ" (87) ، من طريق مفضل بن صدقة، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/438) من طريق أبي خيثمة، و (2/104) من طريق زكريا بن أبي زائدة، جميعهم عن أبي إسحاق، به.
(5) روايته أخرجها ابن حبان (1480) ، والطبراني في "الكبير" (4/74 رقم 3686) .
(6) هو: ابن عُمَير.
(7) هو: عبد الله بن سَخْبَرة.(2/284)
مُضَرِّب، عَنْ خَبَّاب؛ قَالَ: شَكَوْنَا ... وَهِمَ ابنُ عُيَينة فِي هَذَا الحديثِ.
376 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه إسحاق الأزرق (2) ،
_________
(1) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (2/229/مخطوط) ، وانظر المسألة التالية، والتي بعدها.
(2) هو: إسحاق بن يوسف. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/250 رقم 18185) ، وابن معين في "جزء من حديثه" (رقم21/رواية الشيباني) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/133) ، وابن ماجه في "سننه (680) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/187) ، وابن عدي في "الكامل" (4/20) و (6/276) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/439) .
ومن طريق الإمام أحمد رواه حنبل في "جزئه" (44) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2/361 رقم 1012) ، والمصنف هنا في المسألة رقم (378) ، وابن حبان في "صحيحه" (1505 و1508) ، والطبراني في "الكبير" (20/400 رقم 949) ، وابن عدي في "الكامل" (4/19- 20) ، والقطيعي في "جزء الألف دينار" (163 و164) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/228) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (14/170) .
قال ابن حبان: «تفرد به إسحاق الأزرق» .
ونقل البيهقي عن الترمذي أنه قال: «سألت محمدًّا - يعني البخاري - عن هذا الحديث؟ فعدَّه محفوظًا، وقال: رواه غير شَرِيكٍ عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسٍ، عن المغيرة ... » .
وحدَّث يحيى الحماني بهذا الحديث عن الإمام أحمد، عن إسحاق الأزرق، به. وأنكر أحمد أن يكون حدثه به؛ في قصة ذكرها أحمد في "العلل" (4077) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/169) ، والبرذعي في "سؤالاته لأبي زرعة" (2/736- 738) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/413) ، وابن عدي في "الكامل" (4/20) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (14/173) .(2/285)
عَنْ شَرِيك (1) ، عَنْ بَيَانٍ (2) ، عَنْ قَيْسٍ (3) ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَة، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وَرَوَاهُ أَبُو عَوَانة (5) ، عَنْ طَارِقٍ (6) ، عَنْ قَيْسٍ؛ قَالَ: سمعتُ عمر ابن الخطَّاب - قولَهُ -: أَبْرِدوا بالصَّلاة؟
قَالَ أَبِي: أخافُ أَنْ يكونَ هَذَا الحديثُ يَدْفَعُ (7) ذَاكَ الحديثَ.
قلتُ: فأيُّهما (8) أشبَهُ؟
قَالَ: كَأَنَّهُ هَذَا. يَعْنِي: حديثَ عُمَرَ.
قَالَ أَبِي فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: لَوْ كَانَ عِنْدَ قَيْسٍ: عَنِ الْمُغِيرَةِ، عن النبيِّ (ص) ، لم يَحْتَاجَ أَنْ يَفتَقِرَ إِلَى أَنْ يحدِّث عن عُمر موقوفً (9) .
_________
(1) هو: ابن عبد الله النخعي.
(2) هو: ابن بشر.
(3) هو: ابن أبي حازم.
(4) في "البدر المنير": «فقال» بدل: «قال أبو محمد» .
(5) هو: وضَّاح بن عبد الله. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (2/133) .
(6) هو: ابن عبد الرحمن.
(7) في (أ) و (ش) و (ف) : «يرفع» .
(8) في (ف) : «أيهما» بلا فاء.
(9) كذا بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
وقوله: «لم يَحْتَاجَ» مطموسٌ في (ش) ، ولو جاء على لغة الجمهور لقال: «لم يَحْتَجْ» ، لكن ما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية، وإما أن يكون بفتح الجيم أو بضمها:
أما الفتح «لم يَحْتَاجَ» : فله ثلاثة أوجه:
الأول: جريانه على لغةِ مَنْ ينصب الفعل المضارع بـ «لم» ، حملاً على «لن» عكس المعروف عند الناس؛ فقد حكى اللِّحْيَاني في "نوادره" أنَّ من العرب من ينصب بـ «لَمْ» ، ويجزم بـ «لَنْ» ؛ وعلى هذه اللغة اختار أبو حيان تخريج قراءة أبي جعفر المنصور في: [الشَّرح: 1] {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ *} بفتح الحاء {نشرحَ} ، ومثلها قول الحارث بن المنذر الجَرْمي [من الرجز] :
في أيِّ يَوْمَيَّ مِنَ المَوْتِ أَفِرّ ْ
أَيَوْمَ لم يُقْدَرَ أَوْ يَوْمَ قُدِرْ؟!
بفتح الراء في «يُقْدَرَ» بعد «لم» ، ونقله عنه السمين في "الدر المصون" وابن عادل في "اللباب"، ولم يتعقَّباه بشيء، وذكروا لذلك شواهد من الشعر.
والثاني: أنَّ الأصل: «لم يحتاجَنْ» بنون التوكيد الخفيفة؛ فأبدل من النون ألفًا: «لم يحتاجًا» ، ثم حذف نون التوكيد تخفيفًا لمَّا كان حذفها لا يُخِلُّ بالمعنى، وكانت الفتحة التي في الحرف قبلها دالَّةً عليها. وقد علَّقنا على حذف نون التوكيد الخفيفة في المسألة رقم (32) .
والثالث: أنَّ فتح الجيم في «يحتاجَ» لمجاورة الفتحة التي بعدها في «أنْ» ، وهذا كالكسر في قراءة «الحَمْدِ لِلَّهِ» بالجر، وللمجاورة تأثيراتٌ كثيرة. انظر التعليق على المسألة رقم (54 - الوجه الثالث) .
وهذه الوجوه الثلاثة ذكرها المفسِّرون في إعراب قراءة أبي جعفر لقوله تعالى: [الشَّرح: 1] {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ *} ، بفتح الحاء من «نشرح» .
انظر: "البحر المحيط" (8/483- 484) ، و"الدر المصون" (11/43- 45) ، و"اللباب" لابن عادل (2/396- 397) ، و"روح المعاني" للآلوسي (30/168) ، و"المحتسب" (2/366-367) ، والخصائص" (3/94- 96) ، (3/218- 227) ، و"سر صناعة الإعراب" (1/75، 80- 82) ، و"مغني اللبيب" (ص275- 276) ، و"الجنى الداني" (ص266) ، و"اللباب" للعكبري (2/288- 289) ، و"همع الهوامع" (2/543) ، و"لسان العرب" (5/75) .
وأما ضم الجيم من «لم يَحْتَاجُ» : فيتأتى على إهمال «لم» ؛ فيرفع المضارع بعدها حملاً على «لا» أو «ما» النافيتين، وهذه لغة لبعض العرب نقلها ابن مالك في "شرح التسهيل" (4/66) وأنشَدَ قول الشاعر [من البسيط] :
لولا فوارسُ مِنْ نُعْمٍ وأُسْرَتُهُمْ
يَوْمَ الصُّلَيْفَاءِ لم يُوفُونَ بِالجَارِ
وقد ضعفها ابن مالك نفسه في "شرح الكافية الشافية" (ص 1575-1576) ، كما عدها ابن عصفور في الشعر من الضرورة.
انظر: "شرح التسهيل" (1/28) و (4/66) و"مغني اللبيب" (ص275) ، و"همع الهوامع" (2/543) ، و"خزانة الأدب" (9/3- 4 الشاهد رقم 676) ، و"ضرائر الشعر" (ص310) .(2/286)
377 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثِ شَرِيكٍ (2) ، عَنْ عُمَارَة بْنِ القَعْقاع، عَنْ أَبِي زُرْعَة (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ؟
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ حفصُ بْنُ غِيَاثٍ (4) ، عَنِ الحَسَن بن عُبَيدالله (5) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعي، عَنْ أَبِي زُرْعَة (6) ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ: عَنْ ثَابِتٍ، عن أبي موسى.
_________
(1) انظر المسألة السابقة، والمسألة التالية.
(2) هو: ابن عبد الله النخعي. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (8/243) ، و"الأوسط" (1/268) .
(3) هو: ابن عمرو بن جرير.
(4) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/267- 268) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (1490) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/187) ، وتمام في "فوائده" (245/الروض البسام) من طريق عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عن أبيه، عن الحسن ابن عبيد الله، عن إبراهيم النخعي، عن يزيد بن أوس، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أبي موسى، وعن أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قيس، عن أبي موسى، به، مرفوعًا. = = ورواه النسائي في "سننه" (501) من طرق عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنِ الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم، عن يزيد بن أوس، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أبي موسى، به، مرفوعًا. ورواه البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/268) من طريق عبد الواحد بن زياد، وعبد الله بن إدريس - فرَّقهما - عن الحسن، عن هَرِمٍ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قيس، عن أبي موسى، به، موقوفًا.
(5) في (ش) : «عبد الله» .
(6) من قوله: «عن أبي هريرة ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال البصر.(2/288)
378 - وسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: سألتُ يَحْيَى ابن مَعِينٍ، وقلتُ لَهُ: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ (2) بحديثِ إسحاقَ الأزرقِ (3) ، عَنْ شَرِيكٍ (4) ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَة، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ، وذكرتُهُ (5) للحَسَنِ بنِ شَاذَانَ الواسِطي، فحدَّثنا بِهِ، وحدَّثنا أَيْضًا عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عُمَارَة بْنِ القَعْقاع، عَنْ أَبِي زُرْعَة، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) ؛ بِمِثْلِهِ؟
قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ لَهُ أصلٌ؛ إِنَّمَا (6) نَظَرْتُ فِي كِتَابِ إِسْحَاقَ، فَلَيْسَ فِيهِ هَذَا.
قلتُ لأَبِي: فَمَا قولُك فِي حَدِيثِ عُمَارَة بْنِ القَعْقاع، عَنْ أَبِي زُرْعَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ الَّذِي أَنْكَرَهُ يَحْيَى؟
قَالَ: هُوَ عِنْدِي صحيحٌ (7) ، وحدَّثنا (8) أحمدُ بنُ حنبل _ح
_________
(1) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (2/229/مخطوط) ، ونقل بعضه ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/324) ، وانظر المسألة السابقة والتي قبلها.
(2) روايته أخرجها في "مسنده" (4/250 رقم1818) .
(3) يعني: حديثه المذكور في المسألة قبل السابقة.
(4) هو: ابن عبد الله النخعي.
(5) في (أ) و (ف) : «وذكرت» ، ولم يتضح في (ش) .
(6) كذا في جميع النسخ، وقد تخرَّج على وجهين: الأوَّل: أنها محرَّفة عن «أنا» .
والثاني: هي «إنَّما» مشدَّدة النون، و «ما» فيها زائدة، ولا تفيد هنا الحصر؛ كأنه يقول: إني نظرتُ في كتاب إسحاق، فلم أجد فيه هذا.
(7) الظاهر أنه يعني: صحيحٌ عن إسحاق الأزرق، ولا يعني صحته عن أبي هريرة؛ لأنه رجَّح في المسألة السابقة رواية من رواه عن أبي موسى الأشعري.
(8) في (ت) و (ك) : «وحدثنا به» .(2/289)
بالحديثَيْنِ جَمِيعًا عَنْ إِسْحَاقَ الأَزْرَقِ.
قلتُ لأَبِي: فَمَا بالُ يَحْيَى نظَرَ فِي كِتَابِ إِسْحَاقَ فَلَمْ يَجِدْهُ؟
قَالَ: كَيْفَ؟! نظَرَ (1) فِي كتبه كُلِّهِ (2) ؟! إِنَّمَا نظَرَ فِي بعضٍ، وربَّما كَانَ فِي موضعٍ آخَرَ.
379 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قيس بن الرَّبِيع (4) ، عن
_________
(1) في (ف) : «ينظر» .
(2) كذا في جميع النسخ، وتحتمل وجوهًا: الأول: أنَّ الأصل: «في كتابِهِ كلِّهِ» على الإفراد، وحذفتِ الألفُ خَطًّا لا نطقًا، وكتبتْ: «كِتَبِهِ» ، وذلك يفعله كثيرٌ من النساخ اتباعًا لرسم المصحف في ذلك؛ كما في قراءة حمزة والكسائي وخلف وغيرهم: [البَقَرَة: 285] {كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} قرؤوها: {وكتابِهِ} على الإفراد، وهي في خط المصحف بلا ألف. انظر كتب القراءات.
ويَدُلُّكَ على صحة هذا الوجه: أن في السؤال: «كتاب إسحاق» على الإفراد؛ فكان الجواب أولى أن يكون على الإفراد أيضًا ليتطابقا، وهذا هو الأصل.
والثاني: وجهُ الجَمْعِ: «في كُتُبِهِ كُلِّهِ» ، وأرْجَعَ الضمير في «كُلِّهِ» إلى واحد «الكتب» ، ولذلك؛ ذكَّره، والتقدير: «أَنَظَرَ في كُتُبِهِ كُلِّ كتابٍ منها؟» ، وانظر التعليقَ على المسألة رقم (1135) .
والثالث: وجهٌ بالجمع أيضًا: «في كُتُبِهِ كُلَّهْ» ، والأصل: «في كُتُبِهِ كُلِّهَا» ، حُذِفَتِ الألف من «كُلِّهَا» ، ونُقِلَتْ فتحة الهاء إلى الحرف الذي قبلها، فصارت الكلمة: «كُلَّهْ» ، وهذه لغةُ طيِّئ ولَخْمٍ في الوقف على ضمير المؤنَّث «ها» . انظر الكلام على هذه اللغة في المسألة رقم (235) .
والرابع: بالجمع أيضًا: «في كُتُبِهِ كُلِّهَ» ، والأصل: «كُلِّهَا» ؛ حذفت الألف واجتزئ عنها بالفتحة قبلها؛ والاجتزاء بالحركات عن حروف المد لغة هوازن وعليا قيس، سيأتي بيانها وبيان شواهدها في التعليق على المسألة رقم (679) .
(3) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (3/924) .
(4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه بحشل في "تاريخ واسط" ص (72) قال: حدثنا عبد الخالق بن إسماعيل، أنا محمد بن يزيد، عن جعفر ابن الحارث، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ قال: صلت أم حبيبة ... فذكره.(2/290)
الأَعْمَشِ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو سُفْيان - يَعْنِي: طَلْحة بْنَ نَافِعٍ (1) - عَنِ الحَسَن (2) ، عَنْ أُمِّهِ (3) ؛ قالتْ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيان، وَهِيَ (4) تصلِّي فِي دِرْعٍ وخِمَارٍ، فلمَّا أنْ صَلَّتْ؛ قَالَتْ: هَاتِي المِلْحَفةَ يَا جاريةُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: دخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمة، وكانتْ (5) أمُّ الحَسَن البصريِّ خَادِمَةً لأُمِّ سَلَمة (6) .
قَالَ أَبِي: والخطأُ لَيْسَ مِنْ (7) قَيْسٍ. ويَرْويه (8) أَيْضًا عَنِ الأعمش، عن إسماعيل ابن مُسْلِمٍ البصريِّ العَبْديِّ، عَنِ الحَسَن، عَنْ أُمِّه (9) ، عَنْ أُمِّ سَلَمة. والأعمشُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ البصري
_________
(1) في (ف) : «رافع» .
(2) هو: البصري.
(3) هي: خَيْرة مولاة أم سلمة.
(4) في (أ) : «وهو» .
(5) في (ت) و (ك) : «وكان» وهو متجهٌ على ما حكاه سيبويه عن بعض العرب يقولون: «قال فلانَةُ» . وانظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (1417) .
(6) الحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (5027) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَن أم الحسن قالت: رأيت أم سلمة - زوج النبي (ص) - تصلي في درع وخمار. وعلَّقه ابن سعد في "الطبقات" (8/476) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/235) .
(7) في (ك) : «في» بدل: «من» .
(8) أي: قيسُ بن الربيع.
(9) في (ت) و (ف) و (ك) : «عن أبيه» بدل: «عن أمه» .(2/291)
العَبْدي، أشبَهُ؛ لأنَّا لا نَعْلَمُ أَبُو سُفْيَانَ (1)
رَوَى عَنِ الحَسَن شَيْئًا. وقصَّةُ أُمِّ حَبِيبَةَ: الَّذِي عِنْدِي أنَّ الغلَطَ لعلَّه مِنَ الأَعْمَشِ (2) .
380 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَينة (3)
أَخُو
_________
(1) كذا في جميع النسخ «أبو سفيان» بالواو، وفي توجيهه ثلاثة أوجه ذكرناها في التعليق على نحوه في المسألة رقم (22) .
ولما وقع هنا وجه رابع وهو: أنَّ «أبو سفيان» مرفوع بالواو على الابتداء، وخبرُهُ جملةُ «روى عن الحسن شيئًا» ؛ فتكون في موضع رفع، وفي هذا إلغاءٌ للعامل الذي هو الفعل «نعلم» مع تقدُّمه؛ وهو جائزٌ مطلقًا على قول الكوفيين والأخفش وأبي بكر الزُّبَيْدي وابن الطراوة، وجائز على قول البصريين إذا توسط في الكلام، أو توسط بين معمولين. ويوجبون إعماله إذا تقدم تقدمًا محضًا. وتأوَّلوا ما جاء على غير ذلك ويردُّونه إلى الإعمال بتقدير ضمير الشأن، أو إلى التعليق بتقدير لام الابتداء.
وعلى ذلك: فما وقع هنا صحيحٌ على مذهب الكوفيين في جواز إلغاء العامل المتقدِّم، وصحيحٌ أيضًا على مذهب البصريين بتقدير ضمير الشأن، أي: لا نَعْلَمُهُ - أي: الشأن - أَبُو سُفْيَانَ رَوَى عَنِ الْحَسَنِ شيئًا. أو على أنه متوسط في الكلام فيجوز إلغاؤه، وقد سبق هنا بقوله: «لأنا لا» . والله أعلم.
وانظر: "شرح الأُشْموني" (2/58- 60) ، و"أوضح المسالك" (2/54- 69) ، و"شرح ابن عقيل" (1/395- 399) ، و"خزانة الأدب" (9/141- 146) ، و"همع الهوامع" (1/551- 561) .
(2) قوله: «وقصة أم حبيبة ... » إلخ، كذا في النسخ، وهو جارٍ على إضمار الرابط في جملة الخبر، وتقديره: «وقصةُ أمِّ حَبِيبَةَ الَّذِي عِنْدِي (فيها) ... » ، وذلك نحو قولهم: «السَّمْنُ مَنَوَانِ بدرهم» ، أي: منوان مِنْهُ؛ فحذف الرابط في الجملة الواقعة خبرًا. وانظر في روابط جملة الخبر بالمبتدأ: التعليق على المسألة رقم (228) .
(3) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الأوسط" (5/291 رقم5346) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/450) ، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (7/431-432) . وعزاه العيني في "عمدة القاري" (3/157) إلى الحاكم في "تاريخ نيسابور".
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أبي حيان إلا إبراهيم بن عيينة» .
= ... ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/68) من طريق الوليد ابن رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي (ص) ، به. ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/449) .(2/292)
سُفْيان، عَنْ أَبِي حَيَّان (1) التَّيميِّ (2) ، عَنْ أَبِي زُرْعة (3) ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الغَنَمُ مِنْ دَوَابِّ الجَنَّةِ؛ فَامْسَحُوا مِنْ رُغَامِها (4) ، وَصَلُّوا فِي مَرَابِضِهَا؟
قَالَ أَبِي: كنتُ أستحسنُ هَذَا الإِسْنَادَ، فَبَانَ لِي خطَؤُه؛ فَإِذَا قَدْ رَوَاهُ عمَّار بْنُ مُحَمَّدٍ (5) ، عَنْ [أَبِي حَيَّان] (6) ، عَنْ رجلٍ من بني
_________
(1) في (ف) : «حبان» .
(2) هو: يحيى بن سعيد بن حَيَّان.
(3) هو: ابن عمرو بن جرير.
(4) كذا في جميع النسخ: بالغين المعجمة؛ قال الأزهري في "تهذيب اللغة" (8/132 رغم) : «وقال الليثُ: الرُّغَام: ما يسيل من الأنف من داء أو نحوه، قلتُ: هذا تصحيف، وصوابه: الرُّعَام بالعين [أي: المهملة] . وقال أحمد بن يحيى [ثعلب] : من قال: الرُّغَام فيما يسيل من الأنف، فقد صحَّف» ، وكان الأزهري في (2/389 رعم) ذكر: «قال الليث: رَعَمَتِ الشاةُ تَرْعَمُ فهي رَعوم؛ وهو داءٌ يأخذها في أنفها فيسيل منه شيء يقال له: الرُّعام» . وانظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (5/224- 225) ، و"النهاية" (2/235) ، و"غريب الحديث" لابن الجوزي (1/401) ، و"اللسان" (12/247 رغم) ، و (11/289 رعم) .
(5) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (1601) عن سفيان بن عيينة، وابن أبي شيبة في "مسنده" (985) عن عبد الله بن إدريس، كلاهما عن أبي حيان، سمعت رجلاً مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، به.
وفي رواية ابن عبد الرزاق: رجلاً بالمدينة» .
ورواه عبد الرزاق (1599) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن رجل من قريش قال: قال رسول الله (ص) ... فذكره.
(6) في (أ) و (ش) : «أبي حبان» بالباء الموحدة. وفي (ت) و (ف) و (ك) : «ابن حبان» و «حبان» غير منقوطة. وقد تقدم على الصواب أول المسألة.(2/293)
هاشم، عن النبيِّ (ص) ، بِمِثْلِهِ (1) ؛ وَهُوَ أشبَهُ.
381 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمدُ بنُ بِشْر (3) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ زُبَيْدٍ (4) ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرةَ، عَنْ عُمَرَ؛ قَالَ: صلاةُ السَّفَرِ ركعَتان؛ عَلَى لِسَانِ النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ الثوريُّ (5) ،
عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «مثله» .
(2) نقل هذا النص بتمامه ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/49) ، وستأتي هذه المسألة برقم (585) .
(3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1064) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (490) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1425) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص (216- 217) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/199) .
قال الدارقطني في "الأفراد" (28/ب/أطراف الغرائب) : «تفرد به يزيد بْنُ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ليلى، عنه ... » .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (16/296) بعد أن ذكر الحديث من طريق يَزِيدَ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي الجعد -: «وليس لهذا الحديث غير هذا الإسناد، ومن أهل الحديث من يعلله ويضعفه، ومنهم من يصحح إسناد يزيد بن أبي الجعد هذا فيه. قال علي بن المديني: هو أسندها، وأحسنها، وأصحها» .
(4) هو: ابن الحارث اليامي.
(5) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (48) ، وعبد الرزاق في "مصنفه" (4278) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/37 رقم 257) ، والنسائي في "سننه" (1566) ، وأبو يعلى في "مسنده" (241) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/421) ، وابن حبان في "صحيحه" (2783) ، والطبراني في "الأوسط" (5010) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/200) .
ورواه ابن أبي شيبة في"المصنف" (5850 و8156) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (29/المنتخب) ، وابن ماجه في "سننه" (1063) ، والنسائي في "سننه" (1420) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/422) من طريق شريك، والبزار في "مسنده" (331) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/187) ، و"تاريخ أصبهان" (1/190) من طريق شعبة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/421) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/353- 354) و (5/37) من طريق محمد بن طلحة، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/215) من طريق عبد الله بن عيسى، وابن عبد البر في "التمهيد" (16/296) من طريق الثوري، جميعهم عن زبيد، به.
قال البزار: «وهذا الحديث رواه يَزِيدَ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي الجعد، عن زبيد، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، = = عَنْ كَعْبِ بن عجرة، عن عمر. وشعبةُ والثوريُّ، فلم يذكرا «كعب بن عجرة» وهما حافظان، ويزيد بن زياد فغير حافظ» .
ووقع في رواية محمد بن طلحة عند الطحاوي: «عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: خطبنا عمر ... » ووهَّمَه ابنُ عبد البر في "التمهيد" (16/296) محمدَ بن طلحة في قوله: «خطبنا عمر» .
وقال ابن عبد البر: «رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ يَزِيدُ بْنُ هارون، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي ليلي قال: سمعت عمر، فخطؤوه فيه؛ لقوله: سمعت عمر» .(2/294)
عُمَرَ - لَيْسَ فِيهِ: عَنْ كَعْبٍ - قال: صلاةُ السَّفَرِ ركعَتانِ (1) ... ؟
قَالَ أَبِي: الثوريُّ أحفَظُ (2) .
382 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: أَمَّا حديثُ أبي أيُّوبَ، عن النبيِّ (ص) : مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، فَيُطِيلُ (3) فِيهِنَّ ... ،
_________
(1) في (ت) و (ك) : «ركعتين» ، وتتمة الحديث: وصلاة الأضحى ركعتان، وصلاة الفطر ركعتان، وصلاة الجمعة ركعتان، تمام غير قصر؛ على لسان محمد (ص) .
(2) ذكر الدارقطني في "العلل" (2/115 رقم150) الاختلاف في هذا الحديث، ورجَّح ما رجَّحه أبو حاتم هنا.
(3) في (ش) : «فليطيل» .(2/295)
فقلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذِهِ الصَّلاة الَّتي تصلِّيها (1) حِينَ تزولُ الشَّمْس؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : يَا أَبَا أَيُّوبَ، إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ. قلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفِيهِ سلامٌ فاصِل؟ قَالَ: لا.
قَالَ (2) أَبِي: إنَّما (3) رَوَاهُ عُبَيدة (4)
الضَّبِّيُّ، عن إبراهيم (5) ،
_________
(1) في (ك) : «يصليها» .
(2) في (ف) : «وقال» .
(3) قوله: «إنَّما» سقط من (ك) ، لكنْ حُذِفَتْ منه الفاءُ الرابطةُ لجواب «أمَّا» الشرطية المذكورة في صدر المسألة، وكانت الجادَّة أن يقول: «فإنَّما» ، وكأنَّ الفَصْل بقوله: «قال أبي» هو الذي سوَّغ حذف هذه الفاء، على أنَّا نقول: إنَّ حَذْفَ الفاء من جواب «أمَّا» جائزٌ. وانظر تفصيل ذلك في التعليق على المسألة رقم (637) .
(4) هو: ابن مُعَتِّب. وفي (ت) و (ش) و (ف) : «عبدة» ، وفي (ك) : «عنده» ، والمثبت من (أ) ، وهو الصواب. انظر ترجمته في "الجرح والتعديل" (6/94) .
وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (598) ، والحميدي في "مسنده" (389) ، وأحمد في "مسنده" (5/416- 417 رقم 23532) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (226/المنتخب) ، والترمذي في "الشمائل" (293 و294) ، وابن ماجه في "سننه" (1157) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (1104/مسند عمر) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1214) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/335) ، والطبراني في "الكبير" (4/168 و169 رقم 4032 و4033 و4034) ، وابن عدي في "الكامل" (5/353) ، وتمام في "فوائده" (380/الروض البسام) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/488) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/171) .
قال ابن خزيمة: «وعبيدة بن معتب _ح ليس ممن يجوز الاحتجاج بخبره عند من له معرفة برواة الأخبار، وسمعت أبا موسى يقول: ما سمعت يحيى بن سعيد ولا عبد الرحمن بن مهدي حدثا عن سفيان عن عبيدة بن معتب بشيء قط. وسمعت أبا قلابة يحكي عن هلال بن يحيى، قال: سمعت يوسف بن خالد السمتي يقول: قلت لعبيدة بن معتب: هذا الذي ترويه عن إبراهيم سمعته كله؟ قال: منه ما سمعته، ومنه ما أقيس عليه. قال: قلت: فحدثني بما سمعت فإني أعلم بالقياس منك» .
وقال البيهقي: «وعبيدة بن معتب ضعيف، لا يحتج بخبره» .
(5) هو: ابن يزيد النَّخعي.(2/296)
عَنْ سَهْم بْنِ مِنْجَابٍ، عَنْ قَزَعةَ (1) ، عَنْ قَرْثَعٍ (2) ، عَنْ أَبِي أيُّوبَ، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ (3) أَبِي: يَرْوِيهِ بُكَير بْنُ عَامِرٍ (4) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، مُرسَلاً، وَلَيْسَ بِقَويٍّ (5) .
383 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رُوِيَ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيان (6) :
فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: عَنْ عُبَيد بْنِ عُمَير (7) ، عن النبيِّ (ص) (8) .
_________
(1) هو: ابن يحيى.
(2) في (ك) : «برثع» . وقَرثع هذا: هو الضَّبِّي الكوفي.
(3) في (ت) و (ك) : «فقال» .
(4) روايته أخرجها مالك في "الموطأ" (ص106 - رواية محمد بن الحسن الشيباني) .
(5) ذكر الدارقطني في "العلل" (6/128) الاختلاف في هذا الحديث، ومما قاله: «ورواه عبيدة بن مُعَتِّب، عن إبراهيم النخعي، عَنْ سَهْمِ بْنِ مِنْجَابٍ، عَنْ قزعة مولى زياد - ويُروى عن أبي سعيد وهو صاحبه - عَنْ قَرثَع، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ؛ قاله أبو معاوية عن عبيدة. وقال = = زَيْدِ بْنِ أَبِي أنيسة: عَنْ عبيدة، عن إبراهيم، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ قَرثَع، عَنْ أبي أيوب، لم يذكر فيه: سهمًا، وقول أبي معاوية أشبه بالصواب» .
(6) هو: طلحة بن نافع.
(7) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7654) من طريق وكيع، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (581) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (89) من طريق أبي معاوية، والمروزي (91) من طريق الثوري، ثلاثتهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عن عبيد بن عمير، به، مرسلاً.
(8) الحديث على هذا الوجه رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7649) ، وأحمد في "مسنده" (2/426 رقم 9505) و (3/317 رقم 14408) ، ومسلم في "صحيحه" (668) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (87 و88) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (1314) من طريق أبي معاوية، وأحمد (3/305 و357 رقم 14275 و14853) من طريق محمد بن فضيل وعمار بن محمد، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (580) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (90) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4964) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/228) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، وعبد بن حميد في "مسنده" (1014) ، والدارمي في "مسنده" (1220) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (87) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4963) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (1314) ، وابن البختري في "المنتقى من السادس عشر من حديثه" (5) ، وابن حبان في "صحيحه" (1725) من طريق يعلى بن عبيد، وأبو يعلى في "مسنده" (2292) من طريق عبد الله بن نمير، ستتهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عن جابر، به، مرفوعًا.
وخالفهم محمد بن عبيد الطنافسي؛ فرواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، وروايته رواها ابن أبي شيبة في "المصنف" (7650) ، وأحمد في "مسنده" (2/441 رقم 9692) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (93) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4967) ، وابن البختري في "ستة مجالس من أماليه" (6) .
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/228) ومن طريق ابن البختري رواه البيهقي في "الشعب" (2555) .
نقل ابن البختري عن شيخه العباس الدوري قوله: «وهذا حديث غريب» . قال البيهقي: «وهذا لأن الجماعة إنما رووه عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عن جابر، ومحمد بن عبيد رواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة» .
وقال الدارقطني في "العلل" (1491) : «ولم يتابع عليه» أي: محمد بن عبيد.
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (2/11) بعد أن ذكره من طريق محمد بن عبيد: «لكنه شاذ؛ لأن أصحاب الأعمش إنما رووه عنه، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ» .(2/297)
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) .
قال (1) : ضَرَبَ النَّبِيُّ (ص) مَثَلَ الصَّلواتِ الخَمسِ كَمَثَلِ نَهَرٍ عَلَى بابِ أحَدِكُم يغتَسِلُ مِنْهُ كلَّ يومٍ خَمسَ مرَّاتٍ؟
_________
(1) أي: عُبَيْدُ بنُ عُمَيْر في الإسناد الأوَّل، أو جابرٌ في الإسناد الثاني.(2/298)
قَالَ: الحُفَّاظُ يَقُولُونَ: عَنْ عُبَيد بن عُمَير، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو أشبَهُ (1) .
وكذا رواه عبد العزيز بْنُ رُفَيع، عَنْ عُبَيد بْنِ عُمَير، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبَهُ (2) .
384 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَبْثَرٌ (4) ، وجَرِير (5) ، عَنِ الأَعْمَشِ (6) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (7) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: مَنْ أدرَكَ مِنْ
_________
(1) خالف أبا حاتم في ترجيحه هذا، الإمامُ مسلم؛ فأخرج الحديث في "صحيحه" - كما سبق - من طريق أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ النبي (ص) ، به. وتابع أبا معاوية عليه خمسةٌ من الثقات، تقدم ذكر من أخرج حديثهم، والله أعلم.
(2) قال ابن رجب في "فتح الباري" (3/54) : «قال أبو حاتم: كذلك أرسله الحفاظ، وهو أشبه» .
والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (668) من طريق أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أبي سفيان، عن جابر، مرفوعًا.
وقال الدارقطني في "العلل" (4/131/أ) : «يرويه الأعمش واختُلِف عنه؛ فرواه أبو معاوية الضرير ويعلى ابن عبيد وغيرهما، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عن جابر، وخالفهم محمد بن عبيد؛ رواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة» . وقال في "العلل" المطبوع (1491) : «يرويه الأعمش، واختُلِف عنه: فرواه محمد بن عبيد الطنافسي، عَنِ الأَعْمَشِ، = = عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَمْ يتابَع عليه، وخالفه يعلى بن عبيد؛ رواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عن جابر؛ كذلك رواه أصحاب الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جابر، وهو الصحيح» . اهـ.
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (402) ، وانظر "العلل" للدارقطني (1730 و2033) .
(4) هو: ابن القاسم الزُّبيدي.
(5) هو: ابن عبد الحميد.
(6) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (2228) عن الثوري، عنه، به. وسيأتي ذكر الاختلاف على الثوري فيه.
(7) هو: ذكوان السَّمَّان.(2/299)
العصر ركعة قبل أن تغيب الشَّمسُ ... الحديثَ، لا يَرْفَعُهُ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ شُعَيب بْنُ خَالِدٍ (1) ، ومحمد ابن عَيَّاش العامريُّ (2) ، وسُفْيانُ الثوريُّ من رواية النُّعْمان بن عبد السَّلام (3)
عنه، فقالوا كلُّهم: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ... هَذَا الحديثَ.
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ عندي موقوفٌ.
_________
(1) روايته أخرجها أبو حاتم في المسألة رقم (402) ، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (7/401) من طريق عمرو بن أبي قيس، عنه، به.
(2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/202/تعليقًا) ، وأبو حاتم في المسألة رقم (402) من طريق عبيد الله الحنفي، عنه، به.
(3) لم نقف على روايته عن الثوري على هذا الوجه مرفوعًا، وسيأتي في المسألة (402) ذكر أبي حاتم للحديث من طريق الثوري موقوفا، والحديث رواه محمد بن عاصم في "جزئه" (46) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (2/222) ، وفي "حديثه" (37/انتقاء ابن مردويه) ، والدارقطني في "العلل" (10/323) من طريق محمد بن المغيرة، عن النعمان بن عبد السلام، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به، موقوفًا.
ورواه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (2/226) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/144) ، والدقاق في "معجم شيوخه" (5) من طريق الحجاج بن يوسف بن قتيبة، عن النعمان بن عبد السلام، عن الثوري، عَن سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به، مرفوعًا.
ورواه الدارقطني في "العلل" (10/323) من طريق محمد بن المغيرة، عن النعمان، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة، به، مرفوعًا.(2/300)
385- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو نُعَيم (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، عَنْ هُرَيْرِ بن عبد الرحمن، عَنْ جَدِّه رَافِعِ بْنِ خَدِيج؛ قال: قال رسول الله (ص) لِبِلالٍ: نَوِّرْ بِالفَجْرِ قَدْرَ مَا يُبْصِرُ القَوْمُ مَوَاقِعَ نَبْلِهِمْ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا هارونُ بنُ مَعْروفٍ وغيرُهُ، عَنْ أَبِي إسماعيلَ إبراهيمَ بنِ سُلَيمان المؤدِّب، عَنْ هُرَيْر؛ وَهُوَ أشبَهُ.
386 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بكرِ بنُ عَيَّاشٍ (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الهَمْدانيِّ (5) ، عَنْ عبد الله بن السَّائبِ (6) ، عن عبد الله بن عَمرو، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي الكُسُوفِ؟
قَالَ أَبِي: هَكَذَا قال! وإنما هو: السَّائب ابن مَالِكٍ - والدُ عطاء بْن السَّائب - عن عبد الله بن عَمْرو (7) .
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (400) ، وانظر تخريج الحديث فيها.
(2) هو: الفضل بن دُكَين.
(3) انظر المسألة المتقدمة برقم (280) .
(4) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/331) من طريق أحمد بن يونس، عنه، به.
ورواه أحمد في "مسنده" (2/223 رقم 7080) من طريق يحيى بن آدم، والنسائي في "الكبرى" (546) من طريق محمد بن العلاء، كلاهما عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ السائب بن مالك، عن عبد الله بن عمرو، به.
(5) في (ت) : «الهمذاني» . وأبو إسحاق هذا هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(6) في (ش) : «قال وإنما هو السائب» بدل: «عن عبد الله ابن السائب» .
(7) أي: هكذا قال أَبُو بَكْرُ بْن عياش فِي روايته هذه عن أبي إسحاق: «عبد الله بن السائب عن عبد الله بن = = عمرو» ، والحديث إنما يروى عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ السائب ابن مالك عن عبد الله بن عمرو، وقد تقدم ذكر ذلك في المسألة (280) ، مع العلم أن هذا الوجه عن أبي إسحاق مرجوح عند أبي حاتم، وأن الصواب من حديث أبي إسحاق: ما رواه سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ السائب بْن مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، به، مرسلاً. انظر بيان ذلك في المسألة (280) .(2/301)
387 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ طُعْمةُ بن عَمْرو (2) ،
عن
_________
(1) نقل بعض نص هذه المسألة، ابن الملقن في "البدر المنير" (3/255/مخطوط) .
(2) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (241) ، وابن عدي في "الكامل" (2/403) و (3/20) ، والبيهقي في "الشعب" (2612 و2613) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (13/385) . ووقع في رواية الترمذي: «حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ» .
قَالَ الترمذي: «وَقَدْ رُوي هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أنس موقوفًا، ولا أعلم أحدًا رفعه إلا ما روى سَلْم بن قتيبة، عن طُعْمَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ حَبِيبٍ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ؛ وَإِنَّمَا يُروى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ حبيب بن أبي حبيب البجلي، عن أنس بن مالك، قوله» .
ونقل ابن عدي عن أبي حفص عمرو بن علي الفلاَّس قوله في حبيب: «وهو: الحذاء» . وقال الدارقطني في "الأفراد" (2/84/أطراف الغرائب) : «غريب عن طعمة الجعفري، عن حبيب أبي عميرة الإسكاف» .
ونقل الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (521/بهامش تحفة الأشراف) : «وقال الدارقطني في "الأفراد": قال نصر بن عليٍّ فيه: «حبيب الإسكاف» ، وهو الصواب» .
وقال البيهقي: «في كتابي: «حبيب بن أبي ثابت» ، وهو خَطَأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حَبِيبُ بْنُ أبي حبيب الحذَّاء أبو عميرة» .
وقال البيهقي أيضًا: «رفعه طعمة بن عمرو، ورواه خالد ابن طهمان أبو العلاء، عن حبيب، فوقفه مرَّة، ورفعه أخرى» .
ورواية خالد الذي ذكرها البيهقي أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/375) من طريق قيس بن الربيع، عن خالد بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أبي ثابت، عن أنس، به، مرفوعًا.
قال الخطيب: «كذا قال: حبيب بن أبي ثابت! وإنما هو: حبيب الإسكافي» .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (2/403) و (3/20) من طريق عبد العزيز بن أبان، عن خالد بن طهمان، عن شيخ، عن أنس، به، مرفوعًا.
ورواه ابن عدي (3/19) من طريق عبد الرحمن بن معن الدوسي، عن خالد بن طهمان، عن أنس، به، مرفوعًا.
ورواه الترمذي في "جامعه" (241) ، وابن عدي في "الكامل" (2/403) و (3/19) من طريق وكيع، والدولابي في "الكنى والأسماء" (2/50) من طريق حسين الجعفي والبيهقي في "الشعب" (2614) من طريق أبي أسامة، ثلاثتهم عن خالد ابن طَهْمَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حبيب البجلي، عن أنس، به، موقوفًا.
ونقل الترمذي عن البخاري قوله: «حبيب بن أبي حبيب يكنى أبا الكَشُوثَى، ويقال: أبو عميرة» .
وقال ابن عدي: «ولا أدري حبيب بن أبي حبيب هذا؛ هو صاحب الأنماط أو حبيب آخر» . وانظر "العلل" للدارقطني (151) .(2/302)
حَبِيب، عَنْ أنسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ صَلَّى أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ، كُتِبَ لَهُ بَرَاءَتَان ِ: بَرَاءَةٌ (1) مِنَ النَّارِ، وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ.
قلتُ لأَبِي: حبيبٌ هَذَا مَنْ هُوَ؟
قَالَ: لا أَدْرِي! (2) .
_________
(1) قوله: «براءة» سقط من (ف) .
(2) بهامش نسخة (أ) حاشية على هذا الموضع بخط الناسخ، ونصها: «هو حبيب بن أبي حبيب البَجَلي، البصري، وقد أخرج له الترمذي هذا الحديث عن أنس ح» .
ثم يليه تعقب بخط مغاير، مفاده: أن الترمذي إنما أخرجه من طريق طعمة، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عن أنسٍ، مرفوعًا، ثم أخرجه الترمذي عن حبيب بن أبي حبيب البجلي، عن أنسٍ، موقوفًا.(2/303)
388 - وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ (2) ،
عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ؛ قَالَ: حدَّثني عَمْرو مَوْلَى عَنْبَسةَ، عن رَيْطَةَ (3) بنتِ عبد الله ابن مُحَمَّدُ بْنُ عليٍّ؛ قَالَ (4) : حدَّثني أبي، عن أبيه (5) ، عن
_________
(1) روى الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/290-291) هذا النص من طريق المصنف.
(2) هو: هشام بن عبد الملك الطيالسي. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (5929) ، والخطيب في "الموضح" (2/290) .
قال الطبراني: «لا يُروى هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به قيس بن الربيع» .
ورواه الخطيب أيضًا (2/289) من طريق أبي قلابة الرقاشي عن أبي الوليد ويحيى بن الحماني، عن قيس ابن الربيع، عن عُمير مولى عنبسة بن سعيد، حدثتني = = رائطة بنت عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ أبيها، عن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ، به.
قال الخطيب: «قوله: «رائطة بنت عبد الله بن محمد بن عقيل» وهمٌ، والصواب: رائطة بنت مُحَمَّدِ بْنِ عَليّ بْن أَبِي طالب، فلا أرى الوهم إلا من أبي قلابة، وجَمْعُه بين حديث أبي الوليد ويحيى بن الحماني، عن قيس، عن عمير على الاتفاق، وهمٌ أيضًا؛ لأن القائل: عن عمير، إنما هو: ابن الحماني، وأما أبو الوليد فإنما يقول: عن عمرو» .
ورواه الخطيب أيضًا (2/289) من طريق أبي بلال الأشعري عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عمرو بن عبد الله مولى عنبسة بن سعيد، عن رائطة بنت عبد الله بن محمد، عن أبيها عن علي، به.
كذا بإسقاط: «محمد بن علي» .
(3) في "الأوسط" للطبراني: «رائطة» .
(4) كذا في جميع النسخ: «قال» ، ومثله في "الأوسط" للطبراني، وجاء في مطبوع "الموضح": «قالت» ، وهو الجادَّة؛ لأنَّ الفعل مسندٌ إلى ضمير المؤنَّث، وهو يعود إلى ريطة بنت عبد الله؛ فإنها هي القائلة، لكن ما وقع عندنا في النسخ له ثلاثة أوجه في العربية ذكرناها في التعليق على نحوه في المسألة رقم (178) .
(5) هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَليّ بْن أبي طالب المعروف بابن الحنفية.(2/304)
عليٍّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : يَا عَلِيُّ! مُرْ نِسَاءَكَ فَلاَ يُصَلِّينَ عُطَّلاً (1) ، وَلَوْ تَقَلَّدُ سَيْرًا (2) ،
وَيَخْضِبْنَ أكُفَّهُنَّ؛ حَتَّى لاَ يُشْبِهْنَ أَكُفَّ الرِّجَالِ (3) .
_________
(1) «عُطَّلاً» : جمع «عاطل» ، وهي التي لا حَلْيَ عليها، والعَطَلُ: فِقْدان الحلي؛ عَطِلَتِ المرأةُ تَعْطَلُ عَطَلاً وعُطُولاً، فهي عَاطِلٌ، وعُطُلٌ، والجمع: عَوَاطِلُ، وَعُطَّلٌ، وأَعْطَالٌ، وتَعَطَّلَتْ فهي مُتعطِّلة: إذا لم يكن عليها حَلْيٌ. ينظر: "العين" (2/9) ، و"غريب الحديث" لأبي عبيد (5/366) ، و"غريب الحديث" للخطابي (1/116) ، و"النهاية" (3/257) ، و"تاج العروس" (15/498) .
(2) كذا في جميع النسخ، وفي رواية الطبراني السابقة: «وَلوْ أَنْ يَتَقَلَّدْنَ سَيْرًا» ، وفي رواية الخطيب: «ليتقلَّدْنَ في أعناقهنَّ ولو بِسَيْرٍ» . و"السَّيْر": القطعة المستطيلة من الجِلْد، وهو الشراك، وجمعه: سُيُور. انظر: "جمهرة اللغة" (2/724) ، و"لسان العرب" (4/390) .
وقوله: «ولو تَقَلَّدُ سَيْرًا» بضم الدال المهملة، والأصل فيه: «ولو تَتَقَلَّدُ سَيْرًا» ؛ حذفت إحدى التاءَيْنِ تخفيفًا من الفعل «تتقلَّدُ» ، والفاعل ضميرٌ يعود إلى واحد النِّسَاء، كأنَّه قال: «ولو تتقلَّدُ إحداهنَّ سَيْرًا» ، وهذا من باب حمل الجمع على معنى المفرد، وله نظائر. انظر ذلك في التعليق على المسألة رقم (1135) .
وأمَّا حذفُ إحدى التاءين تخفيفًا، فقد قرَّر النحاة أنَّ المضارع إذا بُدِئَ بتاءَيْنِ (تاء المضارعة، وتاء المطاوعة) : فإنَّ لك فيه ثلاثةَ أوجه:
الأوَّل: الفَكُّ، وهو الأصل؛ فتقول: تَتَقَلَّدُ.
والثاني: الحذف، وهو أن تَحْذِفَ إحدى التاءين تخفيفًا، فتقول: تَقَلَّدُ.
وهل المحذوف الأولى أو الثانية؟ قولان؛ أصحهما: الثانية، وهو مذهب سيبوَيْهِ والبصريين، وقال الكوفيون: المحذوفُ الأولى، وهي حرف المضارعة.
والثالث: الإدغام، للتخفيف أيضًا، فتقول: اتَّقَلَّدُ، تُدْغِمُ أحد المثلَيْنِ في الآخر، فتسكُنُ إحدى التاءين، فيؤتى بهمزة الوصل للنطق بالساكن. وانظر: "شرح ابن عقيل" (2/540- 542) ، و"أوضح المسالك" لابن هشام (4/364- 365) ، و"همع الهوامع" (3/486 باب الإدغام) .
(3) أي: حتى لا تُشْبِهَ أَكُفُّهُنَّ أكفَّ الرجال؛ فالضمير في «يُشْبِهْنَ» يعود إلى «أَكُفِّ النِّسَاء» .(2/305)
فَقَالَ أَبِي: عمرٌو هَذَا هُوَ: عمرُو بْنُ خَالِدٍ الواسِطِيُّ، وَهُوَ متروكُ الْحَدِيثِ.
389 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا حدَّثه أَبُو نُعَيم (1) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاش، عَن إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ كثير؛ قَالَ: رَأَى عمَّار بْن ياسر رجلا يصلِّي عَلَى رابِيةٍ - يعني: التَّلَّ - فمدَّه (2) مِنْ خَلفِه، فَقَالَ: هاهنا تُصَلِّي. يعني: عَلَى القَرَار (3) .
قَالَ أَبِي: كَذَا قَالَ أَبُو نُعَيم، ويقولون: عليُّ (4) بن أبي كثير (5) .
_________
(1) أبو نعيم: هو الفضل بن دُكَيْن، والمراد: حَدَّثَ أبو نُعَيْمٍ به أبا حاتمٍ، فتقدير العبارة: حَدَّثَهُ به أبو نعيم، أو حدَّثه إيَّاه أبو نعيم، وهذه الجملة نعتٌ لقوله: «حديثًا» ، وقد حُذِفَ منها الضمير الذي يربطها بالمنعوت، وهو: «إيَّاه» أو الضمير في «به» ، وهذا جائزٌ عند العرب وله شواهد من كلامهم. انظر التعليق على المسألة رقم (253) .
(2) أي: جَذَبَهُ. انظر "لسان العرب" (3/396) .
(3) في (أ) : «الفرار» . والقَرَارُ: المُطمَئِنُّ من الأرض. انظر "النهاية" (4/38) ، و"القاموس" (ص461) .
(4) في (ك) : «عن» بدل: «علي» .
(5) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/202) : «علي بن أبي كثير، وقال بعضهم: ابن كثير» .
وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (6/293) تعليقًا من طريق قبيصة، عن عبد الواحد، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُميع، عَنْ علي بن أبي كثير؛ قَالَ: رَأَى عمار بْن ياسر رضي الله عنهما رجلاً يصلِّي على دابته، فحطَّه إلى الأرض. ثم قال البخاري بعده: «وقال أبو معاوية: عن إسماعيل، عن بلال العبسي؛ رأى عمارًا، وهذا وهم» ؛ يعني قوله: «عن بلال العبسي» .
وهذه الرواية التي أشار إليها البخاري أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (6528) ، فقال: «حدثنا مروان ابن معاوية، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُميع، عَنْ بلال العبسي؛ قال: رأى عمار رجلاً يصلِّي على دابته، فأخذ بقفاه، فحطَّه إلى الأرض، فقال: صَلِّ هاهنا» .
فالظاهر أن قوله: «أبو معاوية» في "تاريخ البخاري" تصحَّف عن «ابن معاوية» ؛ فإن المعروف بالرواية عن إسماعيل بن سُميع هو مروان بن معاوية؛ كما في "تهذيب الكمال" (3/107-108) .(2/306)
390 - وسمعتُ (1) أَبِي وذكَرَ الحديثَ الَّذِي رَوَاهُ سُلَيْمان بْنُ شُرَحْبيل (2) ،
عَنِ الحَكَم ابن يَعْلَى بْنِ عطاءٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ - يَعْنِي: عبد الله بن سَخْبَرةَ (3) - عن
_________
(1) انظر المسألة رقم (261) ، وقد نقل بعض نص هذه المسألة مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1209) ، والعيني في "عمدة القاري" (4/212) .
(2) هو: سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل. وروايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (1/260) ، وابن عدي في "الكامل" (2/211) و (6/192) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/24) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (480) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/90) .
قال ابن عدي: «وهذا لا يرويه عن محمد بن طلحة - وهو: مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ مصرِّف - غير الحكم بن يعلى، ومحمدِ بن عبد الرحمن؛ شيخٍ قرشيٍّ مدني؛ حدثناه أحمد بن محمد بن الجعد، عن إسحاق بن بهلول، عنه» .
وقال أبو نعيم: «غريب من حديث طلحة، تفرَّد به الحكم، ورواه أبو زرعة الرازي، عن أبي أيوب الدمشقي، مثله» .
ورواية محمد بن عبد الرحمن القرشي التي ذكرها ابن عدي أخرجها في "الكامل" (6/192) وقال عقبها: «وهذا الحديث للحكم بن يعلى بن عطاء، يعرف بأبي محمد البرغشي الكوفي، عن محمد بن طلحة، رواه عنه سليمان بن عبد الرحمن؛ حدثناه عن سليمانَ جعفرُ الفريابي، سرقه من الْحَكَمِ بْنِ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ محمد بن عبد الرحمن هذا» . ورواه الطبراني في "الأوسط" (7114) من طريق حبيب بن فروخ، عن ابن طَلْحَةَ بْنِ مصرِّف، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مرَّة الطَّيِّبِ، عَنْ أَبِي بكر، به، مرفوعًا. قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ طلحة ابن مصرِّف إلا ابنُه. وهكذا رواه حبيب بن فرُّوخ، عن محمد بن أبي [كذا] طلحة، عن أبيه، عن مرَّة. ورواه الْحَكَمِ بْنِ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ أبيه، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي بكر» .
(3) في (ش) : «سخيرة» .(2/307)
أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق، عَنْ رَسُولِ الله (ص) ، قَالَ: مَنْ بَنَى مَسْجِدًا وَلَوْ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ (1) ، بَنَيْتُ لَهُ بَيْتًا فِي الجَنَّةِ (2) .
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَالْحَكَمُ بْنُ يَعلى متروكُ الْحَدِيثِ، ضعيفُ الْحَدِيثِ (3) .
391 - وسمعتُ (4) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثني بِهِ عَنْ دُحَيْمٍ (5) ، عن
_________
(1) سلف تفسيره في المسألة رقم (261) .
(2) كذا، ولو ثبَتَ هذا اللفظُ، فإنَّه يكون حديثًا قدسيًّا؛ ويكون في الكلام تقدير، وهو: «عن رسول الله (ص) قَالَ: [قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ] : من بنى مسجدًا ... » ، لكنَّنا لم نقف على شيء من هذا في كتب السُّنَّة، والذي في مصادر التخريج: «بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الجنة» ، وفي "تاريخ ابن عساكر": «بُنِيَ لَهُ بيتٌ فِي الْجَنَّةِ» .
لكنْ يغلب على الظن: أنَّ هذا تصحيفٌ عن: «بَنَى له بيتًا» ، أو «بَنَى اللهُ له بيتًا» ، والله أعلم.
(3) ذكر البزار في "مسنده" (1/166) أنه ترك أحاديث من مسند أبي بكر الصديق ح؛ «ليس لها أسانيد مرضية، ولا هي في أسانيدها متصلة» ، وذكر منها برقم (90) هذا الحديث، فقال: «وكان منها حديث رواه أبو معمر، عن أبي بكر: «من بنى لله مسجدًا» ، وهذا الحديث ليس له إسناد، ولا أحسب أبو معمر [كذا!] هذا سمع من أبي بكر، وكان في إسناده رجلان غير مشهورين بالنقل؛ فتركنا ذكره لذلك» .
وقال الدارقطني في "العلل" (1/263 رقم55) : «رواه الْحَكَمِ بْنِ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ المحاربي ومحمد بن عبد الرحمن بن طلحة القرشي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ أبيه، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي بكر، عن النبي (ص) . = = ورواه غيرهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ مصرف، موقوفًا غير مرفوع، وهو أشبه بالصواب» .
وقال في "الأفراد" (ق17/ب - 18/أ/أطرافه) : «غريب من حديث أبي معمر عبد الله بن سخبرة، عنه، تفرد به طلحة بن مصرف عنه، وتفرد به مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ» .
(4) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (6/94) قول أبي حاتم: «حديثٌ منكر» . وفي هامش النسخة (أ) كُتب عند هذه المسألة بخط مغاير كلمة: «العيد» .
(5) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم. وأخرج روايته الطبراني في"مسند الشاميين" (239) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/39 رقم 4968) ، فقال: حدثنا الوليد؛ ثنا ابن ثوبان، به. وأخرجه أحمد (2/39 رقم 4967) ، والقطيعي في "جزء الألف دينار" (66) من طريق الوليد بن مسلم، عن عبد الرزاق بن عمر الثقفي، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/29) من طريق الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي بكر الهذلي، كلاهما عن ابن شهاب، به.
ورواه الطبراني في "مسند الشاميين" (109) من طريق أبي خليد، عن ابن ثوبان، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر، به.
ورواه أحمد (2/108 رقم 5871 و5872) ، والنسائي في "الكبرى" (1763) ، والطبراني في "الكبير" (12/249 رقم 13242) من طريق حصين بن نمير، عن الفضل بن عطية، عن سالم، به، مختصرًا.(2/308)
الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْن ثَوْبانَ (1) ، عَنِ النُّعْمان بْنِ راشدٍ، عَنِ الزُّهْريِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عبد الله، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رسول الله (ص) العِيدَ بِغَيْرِ أذانٍ وَلا إقامةٍ، ثُمَّ صلَّيتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ (2) العِيدَ بِلا أذانٍ وَلا إقامةٍ، ثُمَّ صلَّيتُ مَعَ عُمَرَ العِيدَ بِلا أذانٍ وَلا إقامةٍ، ثُمَّ صلَّيتُ مَعَ عُثْمَانَ العِيدَ بِلا أذانٍ وَلا إقامةٍ.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
392 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَكْرُ ابن بَكَّار، عَنْ شُعْبةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: صَنَعَ رجلٌ مِنَ الأَنْصَارِ
_________
(1) في (ت) و (ف) و (ك) : «عن ثَوبان» ، والمثبت من (أ) و (ش) ، وهو الصَّواب، وهو: عبد الرحمن بن ثابت بن ثَوبان الذي يروي عن النعمان بن راشد، ويروي عنه الوليد بن مسلم؛ كما في "تهذيب الكمال" (29/445-446) ، و (31/86-87) .
(2) في (ش) : «مع أبو بكر» .(2/309)
لرسول الله (ص) طَعَامًا، فدعاه، فَبَسَطَ له حَصِيرً (1) ، فصلَّى عَلَيْهِ رَكعَتَيْنِ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ آلِ الْجَارُودِ: أَكَانَ النبيُّ (ص) يُصلِّي الضُّحَى (2) ؟ قَالَ: مَا رأيتُه صلَّى قبلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: أنسُ بْنُ سِيرين (3) ، عَنْ أنسِ بنِ مالكٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ لَيْسَ فِيهِ ابْنُ عُمَرَ (4) .
393- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إبراهيمُ ابن أيُّوب الأَصْبهانيُّ الفُِرْسانيُّ (5) ،
عَنْ أَبِي مسلمٍ (6) قائِدِ الأَعْمَشِ، عَنِ الأَعْمَشِ (7) ، عن
_________
(1) في (ش) : «حصيره» ، والمثبت من بقية النسخ، وحذفتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، والجادَّة: حصيرًا، وتقدَّم التعليق على ذلك في المسألة رقم (34) .
(2) قوله: «الضحى» سقط من (ك) .
(3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (670 و1179 و6080) .
(4) ذكر الدارقطني في "العلل" (4/9/أ) أن الحديث يرويه عن أنس بن سيرين كلٌّ من: شعبة، وأيوب السَّختياني، وخالد الحذَّاء، وعبد الله بن عون. وذكر اختلافًا آخر بينهم على أنس بن سيرين؛ فقال: «واختُلِف عنه: فقال شُعْبَةَ: عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، سمعت أنسًا. وقال أيوب وخالد: عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ أنس. وخالفهم ابن عون؛ فرواه عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ عبد الحميد بن المنذر بن الجارود، عن أنس؛ قال ذلك ابن عُلَيَّة، ومعاذ بن معاذ، وأشهل بن حاتم، وابن أبي عروبة. وقال حماد بن زيد: عن ابن عون، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ. وقال ابن إدريس: عن ابن سيرين - ولم يُسَمِّه - عن أنس، والقول قول شعبة ومن تابعه» .
(5) بضم الفاء وكسرها، وسكون الراء، انظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين الدمشقي (7/75) .
وروايته أخرجها أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/173) و (2/330) .
(6) هو: عُبَيدالله بن سعيد بن مسلم الجُعفي.
(7) هو: سليمان بن مهران.(2/310)
عُمارةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَعْمرٍ (1) ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ (2) الأنصاريِّ؛ قال (3) : قال رسول الله (ص) : لاَ تَرْجُوا صَلاَةً (4) لاَ يُقْرَأُ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وشَيْءٍ مَعَهَا؟
فَقَالَ أَبِي: هذا باطلٌ؛ إِنَّمَا الحديثُ: لاَ تُجْزِئُ صَلاةُ رَجُلٍ لاَ يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ والسُّجُودِ (5) .
_________
(1) هو: عبد الله بن سَخْبَرة الأزدي.
(2) في (ت) و (ك) : «ابن مسعود» .
(3) في (أ) و (ش) : «فقال» .
(4) كذا في جميع النسخ، والمراد: «لا ترجوا أنْ تُجْزِئَ صلاةٌ ... » إلخ، وهو معنى ما في الموضعين المذكورين من "أخبار أصبهان" ففيهما: «لا تجزي صلاةٌ» .
(5) الحديث على هذا الوجه أخرجه الطيالسي في "مسنده" (646) ، وعبد الرزاق في "مصنفه" (2856) ، والحميدي في "مسنده" (459) ، وأحمد في "مسنده" (4/119 و122 رقم 17073 و17103 و17104) ، والدارمي في "مسنده" (1366) ، وأبو داود في "سننه" (855) ، والترمذي في "جامعه" (265) ، والنسائي في "سننه" (1027 و1111) ، وابن ماجه في "سننه" (870) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (591 و592 و666) ، وابن حبان في "صحيحه" (1892 و1893) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/212- 214 رقم 578- 583 و585) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (205 و206 و3899) ، وابن الجارود في "المنتقى" (195) ، والدارقطني في "سننه" (1/348) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/116) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/88 و117) ، والبغوي في "شرح السنة" (617) من طرق عن الأعمش، به.
قال الترمذي والبغوي: «حديث حسن صحيح» .
وقال الدارقطني: «هذا إسناد ثابت صحيح» .
وقال أبو نعيم: «صحيح ثابت من حديث الأعمش» .
وقال البيهقي: «هذا إسناد صحيح» .
ورواه الطبراني في "الكبير" (17/214 رقم 584) من طريق عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي، عن عمارة بن عمير، به.
وذكر الدارقطني في "العلل" (1050) أوجهًا أخرى للاختلاف في هذا الحديث، فانظره فيه.(2/311)
394 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّدُ ابن خَالِدٍ الوَهْبيُّ (1) ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (2) ، عَنْ عطاءٍ (3) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِيَّايَ (4)
وَالفُرَجَ فِي الصَّلاَةِ! ؛ يعني: في الصُّفُوف؟
_________
(1) في (أ) و (ش) : «عمر بن خالد الوهبي» ، وفي (ف) : «محمد بن خالد الواهبي» وانظر "تهذيب الكمال" (5180) .
وروايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (162/أ/أطراف الغرائب) وقال: «تفرد به محمد بن خالد الوهبي عنه» أي: عن ابن جريج، به.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (11/151 رقم11452) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/342 رقم523) من طريق حفص بن غياث، عن ابن جريج، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (2474) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ؛ قال: بلغنا أن رسول الله (ص) ... ، فذكره. هكذا جاء في "مصنف عبد الرزاق".
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (11/151 رقم11453) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري، عن عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن ابن عباس، موقوفًا.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3823) عن وكيع، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ؛ قال: قال رسول الله (ص) ... فذكره.
(2) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(3) هو: ابن أبي رباح.
(4) في (ش) : «إياك» ، وكذا في "مصنَّف ابن أبي شيبة"، وبعض نسخ "طبقات المحدِّثين"، وفي "المعجم الكبير" (11453) ، و"مصنَّف عبد الرزاق": «إياكم» ، والمثبت من بقية النسخ وبقية مصادر التخريج.
وهذا من أساليب التحذير في العربيَّة، والأصلُ فيه أن يكونَ للمخاطب نحو: إيَّاك والشَّرَّ، ويجوزُ أن يحذِّرَ المتكلِّمُ نفسَهُ - كما وقع هنا - ويشهدُ له قولُ عمر ح: «لِتُذَكِّ لَكُمُ الأسَلُ والرماحُ والسِّهَامُ، وإيَّايَ وأنْ يَحْذِفَ أحدُكُمُ الأرنبَ» ، وأصله: إيَّايَ بَاعِدُوا عن حَذْفِ الأرنب، وباعدوا أنفسكم أن يَحْذِفَ أحدكُمُ الأرنب، ثم حذف من الأوَّل المحذور؛ وهو حذفُ الأرنب، ومن الثاني المحذَّر؛ وهو أنفسكم، وقد صرَّح ابن مالك بشذوذ تحذير المتكلِّم والغائب فقال في ألفيته:
وشَذَّ إيَّايَ وإيَّاهُ أَشَذّ ْ
وعن سبيلِ القَصْرِ مَنْ قاسَ انتَبَذْ
لكنَّ ظاهر كلامه في "التسهيل" يفيد جوازَ ذلك = = والقياسَ عليه مع المتكلِّم؛ قال الأُشموني: «ظاهر كلام التسهيل أنَّه يجوز القياس على «إيَّاي» ، و «إيَّانا» ؛ فإنه قال: «يُنْصَبُ محذِّر «إيَّاي» و «إيَّانا» معطوفًا عليه المحذور» ؛ فلم يصِّرح بشذوذ؛ وهو خلاف ما هنا» . اهـ. انظر: "شرح ابن عقيل" (2/275) ، و"أوضح المسالك" (4/72) ، و"شرح الأشموني" (3/87) ، و"السير الحثيث" للدكتور محمود فجال (1/203- 209) .(2/312)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
وَقَالَ: ابنُ جُرَيجٍ لا يَحْتَمِلُ هَذَا، يَعْنِي: لا يَحْتَمِلُ روايةَ مِثْلِ هَذَا الحديثِ بِهَذَا الإسنادِ.
395 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ أحمدُ بْن عِصَامٍ الأنصاريُّ (2) ، عَنْ أَبِي بَكْر الحَنَفيِّ (3) ، عَنْ سُفْيانَ (4) ، عَنْ سِمَاك بْنِ
_________
(1) نقل نص هذه المسألة ابن الأثير في "أسد الغابة" (3/74) ، وابن حجر في "الإصابة" (5/220) . وانظر المسألة الآتية برقم (399) .
(2) روايته أخرجها سعيد بن يعقوب في "الصحابة"، كما في "أسد الغابة" لابن الأثير (3/74) ، و"الإصابة" لابن حجر (5/220) .
(3) هو: عبد الكبير بن عبد المجيد.
(4) هو: الثوري.(2/313)
حَرْب، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) يَضَعُ (1) يَدَهُ اليُمْنى عَلَى اليُسْرى فِي الصَّلاة، وربَّما انصَرَفَ عَنْ يَمِينِهِ، وربَّما انصَرَفَ عَنْ شِمالِه؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: سِماكٌ (2) ، عَنْ قَبِيصةَ بنِ هُلْبٍ، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) .
396 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ أَحْمَد بْن عِصامٍ الأنصاريُّ (4) ، عَنْ أَبِي بَكْر الحَنَفيِّ، عَنْ سُفْيانَ، عن ابن
_________
(1) في (ك) : «وضع» .
(2) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1183) ، وعبد الرزاق في "مصنفه" (3207) ، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (3109) ، وأحمد في "مسنده" (5/226 و227 رقم 21967 و21979) ، وأبو داود في "سننه" (1041) ، والترمذي في "جامعه" (252 و301) ، وابن ماجه في "سننه" (809 و929) ، وعبد الله بن أحمد في "زياداته على المسند" (5/226، و227 رقم 21968 و21969 و21971 و21973 و21974 و21975 و21978 و21979 و21981 و21982) من طرق عن سماك، به، مطولاً ومختصرًا.
قال الترمذي: «حديث هُلْب حديث حسن» . وقال ابن حجر في "الإصابة" (5/220) بعد أن ذكره من طريق سماك، عن قبيصة: «فإن كان محفوظًا فلعل لسماكٍ فيه شيخين» .
وانظر المسألة الآتية برقم (399) .
(3) نقل هذا النص ابن رجب في "فتح الباري" (3/194-195) .
(4) روايته أخرجها الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص (151) وقال: «صحَّف أبو بكر الحنفي في إسناده عن عبد الله بن عبد الله، عن جدِّه، وإنما هو: عن عبد الله ابن عبد الله، عن جدته أسيلة؛ هكذا رواه عبد الرحمن ابن مهدي، والحسين بن حفص، وعبد الله بن الوليد العدني؛ عن الثوري» .(2/314)
أبي ليلى (1) ، عن عبد الله بن عبد الله (2) ، عَنْ جَدِّهِ، عَن عليٍّ: أَنَّهُ كَانَ يَتعَشَّى، ثُمَّ يَلْتَفُّ فِي ثِيابِه، فينامُ قبل أن يُصَلِّيَ العِشاء؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هُوَ عبد الله بن عبد الله الرَّازيُّ (3) ،
عَن جَدَّتِهِ أُسَيْلَةَ، عَنْ عليٍّ، وغَلِطَ من قَالَ: عَنْ جَدِّه؛ إِنَّمَا هُوَ: عَن جَدَّتِهِ أُسَيْلَة (4) .
397 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أبو يحيى الحِمَّانيُّ (6) ،
_________
(1) هو: محمد بن عبد الرحمن.
(2) قوله: «عبد الله» الثاني ضبَّب عليه ناسخا (ت) و (ك) .
(3) روايته أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" (2147) عن الثوري، وابن أبي شيبة في "المصنف" (7190) من طريق حفص بن غياث، ومحمد بن فضيل، ووكيع، جميعهم عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ الله الرازي، عن جدته - وكانت سُرِّيَّة علي - قالت: كان عليٌّ يتعشى، ثم ينام وعليه ثيابه قبل العشاء. واللفظ لعبد الرزاق، ووقع عنده: «عبيد الله بن عبد الله» بدل: «عبد الله بن عبد الله» .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/111 رقم 892) عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن ابن الأصبهاني، عن جدَّة له - وكانت سُرِّيَّة لعلي - ... فذكره، وزاد فيه قول علي ح: فسألت رسول الله (ص) عن ذلك؟ فرخَّص لي.
وهذه الرواية مخالفة لرواية الأكثر في ذكر هذه الزيادة، وفي جعله عن ابن الأصبهاني بدل عبد الله الرازي، وقد يكون هَذَا مِنَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، فإنه سيِّئ الحفظ، والله أعلم.
(4) من قوله: «عن علي وغلط ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(5) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/46/مخطوط) ، وانظر "التلخيص الحبير" (1/434) .
(6) هو: عبد الحميد بن عبد الرحمن.(2/315)
عن الثوريِّ، عن مسلمٍ أبي فَرْوةَ (1) الجُهَنيِّ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن البراء بْنِ عازبٍ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) ركوعُهُ وسُجودُهُ ورَفعُ رأْسِهِ مِنَ الرُّكوع مُتقارِب (2) ، وَكَانَ إِذَا ركَعَ لَوْ صُبَّ على ظَهْرِه (3) ماءٌ اسْتَقَرَّ، وَكَانَ لا يَخْفِضُ رأسَهُ وَلا يَرْفَعُهُ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ ذِكْرُهُ عَنِ الْبَرَاءِ بمَحفوظٍ (4) .
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (5) : وَرَوَى (6) هَذَا الحديثَ حُسينُ بنُ حفصٍ، عَنْ سُفْيانَ (7) فِي (8) "جَامِعِهِ الْكَبِيرِ"، عَنْ مسلمٍ الجُهَنيِّ (9) ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) ... مُرسَلً (10) .
وروى عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ الثَّوْريِّ، عَن مسلمٍ الجُهَنيِّ، عن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «مسلم بن فَرْوَة» ، وهو: مسلم بن سالم، أبو فَرْوَة؛ كما في "تهذيب الكمال" (27/515-516) .
(2) كذا في جميع النسخ بلا ألف بعد الباء، وفيها وجهان:
الأوَّل: النصب، خبرًا لـ «كان» ، واسمُهَا قولُهُ: «رسول الله (ص) » ، وكُتِبَ بحذفِ ألف تنوين المنصوب على لغة ربيعة، والجادَّة: «متقاربًا» بالألف، وأمَّا قوله: «ركوعُهُ ... إلخ» ، فهو بدلُ اشتمالٍ من قوله: «رسول الله (ص) » . وانظر في لغة ربيعة: التعليقَ على المسألة رقم (34) .
والثاني: الرفع خبرًا للمبتدأ «ركوعُهُ» ، والجملة الاسمية - من المبتدأ والخبر - في محل نصب خبرٍ لـ «كان» ، واسمها حينئذٍ هو قوله: «رسول الله (ص) » ، وهذا من الإخبار عن «كان» بالجملة الاسمية.
(3) في (ف) : «ظهر» .
(4) أي: من حديث الثوري، والحديث رواه البخاري في "صحيحه" (792 و801 و820) ، ومسلم في "صحيحه" (471) من طريق الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ، به.
(5) في (أ) و (ش) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» .
(6) في (ت) و (ك) : «روى» بلا واو.
(7) هو: الثوري.
(8) في (ك) : «عن» بدل: «في» .
(9) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (2592) من طريق ابن إدريس، وأبو داود في "المراسيل" (43) من طريق شعبة، كلاهما عن مسلم الجهني أبي فروة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به، مرسلاً، مختصرًا.
(10) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .(2/316)
عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ قيامُهُ وركوعُهُ وسُجُودُهُ مُتقارِب (1) ، وَكَانَ إِذَا ركَعَ لَوْ صُبَّ عَلَى ظَهْرِه (2) ماءٌ لاسْتَقَرَّ (3) ، وَلَيْسَ في مَتْنِ حديثِ عبد الرحمن بْنِ مَهْدِيٍّ: وَكَانَ لا يَخْفِضُ رأسَهُ وَلا يَرْفَعُهُ (4) .
398 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيد بْنُ إسحاق (6) ، عن
_________
(1) كذا في جميع النسخ «متقارب» بلا ألف بعد الباء، وفيه وجهان:
الأول: وَجْهُ النَّصْب «متقاربً» على أنَّه خَبَرٌ لـ «كان» ، وحذفت ألف التنوين على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
والثاني: وجه الرفع «متقاربٌ» ، خبرًا للمبتدأ «قيامُهُ ... » ، وجملةُ المبتدأ والخبر في محل نصب خَبَر لـ «كان» ، واسمُهَا: ضميرُ شأنٍ مستتر، وتقديرُ الكلام: أنَّه كان هو - أي: الشأن - قيامُهُ وركوعُهُ وسجودُهُ متقاربٌ. وانظر لضمير الشأن التعليقَ على المسألة رقم (854) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (3) .
(2) في (ف) : «ظهر» .
(3) في (ت) : «لا يستقر» .
(4) في (ف) زيادة: «في الركوع» ، وضُرب عليها.
(5) انظر المسألة رقم (2150) و (2524) .
(6) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1864) ، والهيثم ابن كليب في "مسنده" (829) ، والطبراني في "الكبير" (10/221 رقم 10532) لكن وقع عند البزار: «عمرو بن ميمون» بدل: «عمرو الأصم» .(2/317)
زُهيرٍ (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ عمرٍو الأَصَمِّ (3) ، عن عبد الله (4) ، عن النبيِّ (ص) قال: إِذَا دَخَلَ المَسْجِدَ فَهُوَ فِي صَلاَةٍ، وَمَنْ قَعَدَ يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ فَهُوَ فِي صَلاَةٍ؟
قَالَ أَبِي: رأيتُم أعجبَ مِنْ عُبَيدٍ هَذَا؛ رَوَى (5) فجعلَهُ عن عبد الله؟! وحدَّثنا النُّفَيليُّ (6) ، عَنْ زُهيرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو؛ قَالَ: إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ المَسجِدَ ... ؛ قولَهُ.
قَالَ أَبِي: هَذَا عِنْدِي الصَّحيحُ؛ عَنْ عَمْرٍو؛ قولَهُ (7) .
399 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمرو بْن أَبِي قيس، عَن سِماكٍ (9) ، عَن قَبِيصَة ابن (10) هُلْبٍ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) كان يُسَلِّم
_________
(1) هو: ابن معاوية.
(2) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(3) هو: عمرو بن عبد الله الأصم، الهَمْداني؛ كما في "التاريخ الكبير" (6/346 رقم2592) ، و"الجرح والتعديل" (6/242 رقم1344) .
(4) قوله: «عن عبد الله» سقط من (أ) و (ش) ، وهو: عبد الله ابن مسعود ح.
(5) يعني: رواه، أي: روى الحديثَ. وهذا من حذف المفعول به لفهمه من السياق. انظر التعليق على المسألة رقم (24) .
(6) هو: عبد الله بن محمد.
(7) لم نقف عليه من قول عمرو، وقال أبو حاتم في المسألة رقم (2150) : الْحَدِيثُ مَوْقُوفٌ، أَوْقَفَهُ أَصْحَابُ زُهَيْرٍ» وسيأتي تخريجه هناك. وقال البزار بعد أن أخرج هذا الحديث في الموضع السابق من "مسنده": «هكذا رواه زهير، ولا نعلم رواه عن زهير إلا عبيد بن إسحاق، ورواه عمرو بن ثابت، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو الأصم، عن عبد الله، عن النبي بنحوه. ورواه غير عمرو بن ثابت، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو الأصم، عن عبد الله، موقوفًا» .
(8) انظر المسألة رقم (395) .
(9) هو: ابن حرب.
(10) في (ك) : «عن» بدل: «بن» .(2/318)
عَنْ يَمينِه وَعَنْ يَسارِه؟
قَالَ أبي: هكذا رواه (1) عَمْرو، ولم يُتابَعْ عَلَيْهِ؛ إِنَّمَا هو: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يَنفَتِلُ عَن يَمينِه وعن شِمالِه (2) .
400 - وسمعتُ (3) أَبِي وَذَكَرَ حديثَ إبراهيمَ بنِ سُلَيمانَ أَبِي إسماعيلَ المُؤَدِّبِ (4) ، عن هُرَيْرِ بن عبد الرحمن بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ جَدِّه رافع، عن النبيِّ (ص) (5) أَنَّهُ قَالَ لِبَلالٍ: نَوِّرْ بِالفَجْرِ قَدْرَ (6) مَا يُبْصِرُ القَوْمُ مَوَاقِعَ نَبْلِهِمْ.
قَالَ أَبِي: رَوَى أَبُو بكرِ بنُ أَبِي شَيْبةَ (7)
هَذَا الحديثَ عن
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ف) : «رَوَى» .
(2) تقدم في المسألة رقم (395) .
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (385) ، ونقلها الزيلعي في "نصب الراية" (1/238) .
(4) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/301) تعليقًا من طريق موسى بن إسماعيل، والمصنف في المسألة رقم (385) عن أبيه، عن هارون بن معروف وغيره، والطبراني في "الكبير" (4/277- 278 رقم 4414) من طريق يحيى الحماني ومحمد بن بكار، والدولابي في "الأسماء والكنى" (1/97) من طريق محمد بن الصباح الدولابي، جميعهم عن إبراهيم ابن سليمان، به.
ووقع عند الدولابي: «ثنا إبراهيم بن سليمان بن رزين ابن إسماعيل المؤدب، ثنا هارون بن عبد الرحمن بن رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: قَالَ رسول الله (ص) » .
(5) من قوله: «ابن رافع ... » إلى هنا، سقط من (ف) .
(6) قوله: «قدر» مكرر في (ك) .
(7) روايته أخرجها في "مسنده" (83) .
ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "نصب الراية" (1/238) - عن أبي نعيم، به. إلا أنه وقع عنده: «إسماعيل بن إبراهيم المدني» بدل: «إبراهيم بن إسماعيل» .
وعزاه الزيلعي إلى الطبراني بمثل رواية ابن راهويه، والذي وقفنا عليه من رواية الطبراني ما أخرجه في "الكبير" (4/278 رقم 4415) عن فضيل بن محمد الملطي، عن أبي نعيم، عن عبد الرحمن بن رافع، عن رافع بن خديج، به، مرفوعًا.
ورواه الطيالسي؛ "مسنده" (1003) قال: حدثنا أبو إبراهيم، عن عبد الرحمن بن هرير بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ رافع بن خديج، به، مرفوعًا. كذا وقع في = = المطبوع. والحديث عزاه الزيلعي في "نصب الراية" (1/238) والبوصيري في "إتحاف الخيرة" (839) إلى الطيالسي أنه قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هرير، عن جدِّه رافع، به، مرفوعًا.
وانظر "كتاب الصلاة" لأبي نعيم الفضل بن دكين (314 و315) ، و"تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين عاليًا" لأبي نعيم الأصبهاني (54) .(2/319)
أَبِي نُعَيم (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، عَنْ هُرَيْر بن عبد الرحمن، عن جَدِّه، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: وَسَمِعْنَا مِنْ أَبِي نُعَيم كتابَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ؛ الكتابَ كُلَّهُ، فَلَمْ يكنْ لِهَذَا الحديثِ فِيهِ ذِكْرٌ، وَقَدْ حدَّثنا غيرُ وَاحِدٍ (2) عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ المُؤَدِّبِ.
قلتُ لأَبِي: الخطأُ مِنْ أَبِي نُعَيم، أَوْ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيبة؟
قَالَ: أَرَى قَدْ تابعََ أَبَا بكرٍ رجلٌ آخَرُ؛ إِمَّا محمدُ بْنُ يحيى أو غيرُهُ؛ فعلى هذا، يَدُلُّ (3)
أنَّ الْخَطَأَ مِنْ أَبِي نُعَيم. يعني: أنَّ أبا نُعَيم
_________
(1) هو: الفضل بن دُكَين.
(2) منهم: هارون بن معروف؛ كما في المسألة (385) .
(3) كذا! وفاعل «يدل» ضمير مستتر يعود إلى غير مذكور، وهو مفهوم من السياق، أي: يَدُلُّ هذا الكلامُ وذِكْرُ المتابِعِ لأبي بكر، على أَنَّ الْخَطَأَ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ.
والأصْلُ في الذي يعود إليه ضميرُ الغائبِ: أن يكون مقدَّمًا؛ ليُعْلَمَ المعنيُّ بالضمير عند ذكره بعدَ مفسِّره، وأن يكون أقربَ مذكور.
لكنْ قد يُستغنَى عن ذِكْرِ المفسِّر: بما يدل عليه حِسًّا؛ نحو قوله تعالى: [يُوسُف: 26] {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي} ، إذ لم يتقدَّم التصريحُ بلفظ «زَلِيخَا» ؛ لأنها كانت حاضرة.
أو يُسْتغنَى عنه بما يدل عليه عِلْمًا؛ نحو قوله تعالى: [النّحل: 61] {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَآبَّةٍ} ، أي: على الأرض.
أو بِذِكْرِ جُزْئِهِ أو كلِّهِ؛ نحو قوله تعالى: [التّوبَة: 34] {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا} ، أي: المكنوزاتِ التي بعضُهَا الذهبُ والفضةُ.
وجُعِلَ من ذلك: قولُهُ تعالى: [المَائدة: 8] {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ} ، أي: العدل، وهو المصدرُ المفهومُ من الفعل «اعدلوا» ، والمصدرُ جزءٌ من مدلول الفعل؛ لأنَّ الفِعْلَ يدل على الحدث - الذي هو مدلولُ المصدر - والزمان.
أو بذكر نظيره؛ منه قوله تعالى: [فَاطِر: 11] {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلاَ يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ} ، أي: مِنْ عُمُرِ مُعَمَّرٍ آخرَ. أو بذكر مصاحبه؛ كقوله: [ص: 32] {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} ، أي: الشمسُ، أغنى عن ذكرها ذِكْرُ العشيِّ.
ومما ورد من ذلك في حديث النبي (ص) : قولُهُ (ص) لعليٍّ ح: «إِنَّ لَكَ بَيْتًا فِي الجَنَّةِ، وَإِنَّكَ لَذُو قَرْنَيْهَا» ، أي: ذو قرني الأمة، ولم يَجْرِ لها ذِكْرٌ؛ قاله أبو عبيد. ومثله قولُ الأعرابي: «ما بين لابَتَيْهَا أفقرُ مني» ، يعني: المدينة.
انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (3/78- 79) ، و"غريب الحديث" للخطابي (2/332) ، و"معاني القرآن" (4/77) ، و"التفسير الكبير" للرازي (3/47) ، و"الإنصاف، في مسائل الخلاف" (1/96) ، و"ارتشاف الضرب" (2/941- 943) ، و"همع الهوامع" (1/263) .(2/320)
أَرَادَ أَبَا إِسْمَاعِيلَ المُؤَدِّب، وغَلِطَ فِي نِسْبته، ونَسَبَ إبراهيمَ بْنَ سُلَيمان إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ (1) بْنِ مُجَمِّع.
401 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيمان بن (3)
_________
(1) من قوله: «المؤدب وغلط في نسبته ... » إلى هنا، سقط من (ك) ؛ لانتقال البصر.
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (288) ، وانظر المسألة رقم (372) و (488) .
(3) قوله: «بن» ليس في (ش) .(2/321)
الأصبهاني، عن سُهَيل ابن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ اثْنَيْ عَشَرَ رَكْعَةً (2) ، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الجَنَّةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا عِنْدِي خطأٌ؛ لأنَّ حمَّاد بْنَ سَلَمة (3) رَوَى عَنْ عَاصِمٍ (4) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أمِّ حَبِيبَةَ، عن النبيِّ (ص) ، والحديثُ بأمِّ حَبِيبَةَ أشبَهُ، ويُدْخِلون بَيْنَ أَبِي صَالِحٍ وأمِّ حَبِيبَةَ رَجُلا.
قلتُ لأَبِي: مَنِ الَّذِي يُدْخَلُ (5) بَيْنَ أَبِي صَالِحٍ وأمِّ حبيبة (6) ؟
قال: يُدْخَلُ بَيْنَهُم (7) عَنْبَسَةُ بنُ أَبِي سُفْيان (8) ، وَمِنْهُمْ من يُدْخِل
_________
(1) قوله: «عن أبيه» سقط من (أ) و (ش) . وأبوه هو: أبو صالح ذَكْوان السَّمَّان.
(2) كذا في جميع النسخ بتذكير العدد مع أنَّ المعدود مؤنَّثٌ، وكان حقُّه أن يقال: «اثنتَيْ عَشْرةَ ركعةً» ، أو «ثِنْتَيْ عَشْرَةَ ركعةً» ، كما في أكثر مصادر التخريج، وقد ذكرنا توجيه ما وقع عندنا في النسخ في التعليق على هذا اللفظ في المسألة رقم (288) .
(3) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (1809) من طريق سويد بن عمرو، عن حماد. وأخرجه برقم (1810) من طريق النضر بن شُميل، عن حماد، به هكذا، لكنه وقفه على أم حبيبة.
(4) هو: ابن بَهْدَلة، وابن أبي النَّجود أيضًا.
(5) قوله: «يدخل» في موضعه بياض في (ش) .
(6) زاد في (ف) : «رجلاً» ، ولعلَّ الناسخ انتقل نظره إلى العبارة السابقة.
(7) قوله: «بينهم» ليس في (أ) و (ش) ، وكانت الجادَّة أن يقال: «بينهما» بصيغة المثنى كما هو ظاهر؛ غير أنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية؛ وقد ذكرنا له وجهَيْن في التعليق على نحوه في المسألة رقم (74) .
(8) أخرجه من هذا الوجه النسائي في "سننه" (1807) من طريق المسيب بن رافع، عن أبي صالح، قال: حدثني عنبسة بن أبي سفيان، أن أم حبيبة حدثته، به موقوفًا.(2/322)
ُ بَيْنَهُم (1) : أبوصالح، عَنْ عَمْرِو بْنِ أوس، عَنْ عَنْبَسَة، عَنْ أمِّ حَبِيبَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، وأمُّ حَبِيبَةَ هِيَ أختُ عَنْبَسَة (2) .
402 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمدُ بنُ عَيَّاشٍ العامريُّ - وعَمْرُو بنُ أبي قيسٍ، عَنْ شُعَيب (4) بْنِ خَالِدٍ - عَنِ الأَعْمَشِ (5) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ العَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ ... الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا (6) الحجَّاج بن الشَّاعر؛ قال: حدَّثنا عُبَيدالله الحَنَفي (7) ، عن محمد ابن عَيَّاش ... هَذَا الحديثَ. وقرأتُ عَلَى
_________
(1) انظر التعليق قبل السابق. وفي الكلام هنا حذفٌ، حُذِفَ المفعول به؛ وتقدير الكلام: ومنهم من يُدخِلُ بينهما عمرو بن أوس وعنبسة، فيقول: ... إلخ.
(2) قال الدارقطني في "العلل" (8/184 رقم1500) : «يرويه سهيل بن أبي صالح، واختُلِف عنه؛ فرواه محمد بن سليمان الأصبهاني وأيوب بن سَيَّار، عَن سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، ووَهِما فيه. ورواه فليح بن سليمان، عن سهيل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنِ المسيَّب بن رافع، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة، وقول فليح أشبه بالصَّواب. ورواه حماد بن سلمة وعمر ابن زياد الهلالي، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجود، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أُمِّ حبيبة، وأبو صالح إنما رواه عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ» .
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (384) .
(4) كذا في (أ) وهو الصواب، وتصحف في بقية النسخ إلى: «سعير» ، وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (12/521) .
(5) المراد أن الحديث يرويه: محمد بن عياش عن الأعمش، وعمرو بْن أَبِي قيس عَن شُعَيْب بن خالد عن الأعمش؛ يوضح ذلك قوله في المسألة (384) : «رَوَاهُ شُعَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، وَمُحَمَّد بْن عياش العامري، وسفيان الثوري، فقالوا كلهم: عن الأعمش ... » إلخ.
(6) في (ك) : «حدثني» .
(7) في (أ) : «ابن الحنفي» .(2/323)
عبد الصَّمَد العَطَّار (1) ، عَنْ عَمْرو بْنِ أَبِي قيس (2) .
قَالَ أَبِي: روى هَذَا الحديثَ الثوريُّ (3) ، وجريرُ بنُ عبد الحميد، وَأَبُو بَكْرِ (4) بْنُ عَيَّاش، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، موقوف (5) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: أولئك أحفَظُ، ولعلَّه شُبِّهَ لهما (6) إلا أَنَّهُ (7) قد رفَعَهُ.
قلتُ لأَبِي: مَن محمَّد بْن عَيَّاش العامري هَذَا؟
قَالَ: شيخٌ (8) كوفيٌّ، ولا أعلَمُ رَوَى عنه غَيْر (9) عُبَيدِالله الحَنَفي.
_________
(1) هو: عبد الصمد بن عبد العزيز المقرئ العطَّار.
(2) يعني: عَنْ شُعَيْبِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة، به، مرفوعًا.
(3) ذكر أبو حاتم الحديث هنا من رواية الثوري موقوفًا، وتقدَّم في المسألة رقم (384) ذكره للحديث من رواية الثوري مرفوعًا. وانظر التخريج هناك.
(4) المثبت من (ش) و (ك) ، وفي بقية النسخ: «وأبي بكر» ، وكانت هكذا في (ش) أيضًا، ثم صُوِّبت.
(5) كذا في النسخ بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) أي: لتلميذي الأعمش: محمد بن عياش، وشعيب بن خالد - أو الراوي عنه وهو عمرو بن أبي خالد - والله أعلم.
(7) كذا! ولعل «إلا» مقحمة، فيكون الصواب: «ولعلَّه شُبِّه لهما أنه قد رفَعَهُ» .
(8) في (ك) : «قال: هذا شيخي» .
(9) قوله: «غير» يجوز فيه النَّصب والرفع، وقد تقدم تخريج ذلك في التعليق على نحوه في المسألة رقم (308/أ) وانظر التعليق على (68) .(2/324)
قَالَ: وأبوه معروفٌ (1) .
403 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مِنْجَاب بْن الْحَارِثِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِياث، عَنْ محمَّد بْنِ مَرْوانَ النَّخَعي؛ قَالَ: قلتُ لأَبِي: كيف رأيتَ صلاةَ النبيِّ (ص) ؟ قَالَ: رأيتُهُ يصلِّي الظُّهْرَ هَكَذَا ... فذكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: حفص بْن غِيَاث (2) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَرْوان النَّخَعي أَبِي العَنْبَس؛ قَالَ: قلتُ لأَبِي: كيف كانتْ صلاةُ عليٍّ؟ فَقَالَ: كَذَا.
404 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْرَائِيلُ (4) ،
عن أبي
_________
(1) أبوه هو: عيَّاش بن عمرو العامري.
(2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (3328) عنه، عن أبي العنبس عمرو بن مروان؛ قال: سألت أبي؛ قلت: قد صلَّيت مع عليٍّ، فأخبرني كيف كان يصلِّي المغرب؟ فقال: كان يصلِّي المغرب إذا سقط القرص. وأخرجه أيضًا (3342) بذكر السؤال عن صلاة العشاء، فقال: إذا غاب الشَّفَق.
(3) انظر المسألة المتقدمة برقم (343) ، والآتية برقم (406) .
(4) هو: ابن يونس. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/298 رقم 18640) ، وابن عدي في "الكامل" (1/423) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/284 رقم 18506) ، والنسائي في "سننه" (646) ، والروياني في "مسنده" (283) ، وابن عدي في "الكامل" (6/433) ، والطبراني في "الأوسط" (8198) ، والدارقطني في "الأفراد" (102/أ/أطراف الغرائب) من طريق قتادة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بن عازب، به.
قال الدارقطني: «غريب من حديث أبي إسحاق، عن البراء، تفرد به قتادة، عنه؛ من قوله: " والمؤذن يغفر له ... " إلى آخره، وتفرد به هشام، عن قتادة، ولم يروه عنه غير ابنه معاذ» .(2/325)
إِسْحَاقَ (1) ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ النبيِّ (ص) : إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ.
قلتُ (2) : هَلْ يَدخُلُ بَيْنَ أَبِي إسحاقَ وَبَيْنَ الْبَرَاءِ أحدٌ؟
قَالَ: نَعَمْ؛ رواه عمَّارُ بنُ رُزَيقٍ (3) ، وحُدَيْجُ (4) بْنُ معاويةَ (5) ، فقالا: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ طَلْحةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عن عبد الرحمن ابن عَوْسَجةَ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قلتُ: أيُّهما الصَّحيحُ؟
قَالَ: حديثُ حُدَيج (6) وعمَّار؛ قد زادا (7) رجُلَيْنِ (8) .
_________
(1) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(2) في (ت) و (ك) : «فقلت» .
(3) في (ت) و (ك) : «وريق» . ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3804 و3805) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/298-299 رقم 18643 و18646) من طريق عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء، به.
كذا بإسقاط: «طلحة بن مصرف» .
(4) في (ت) و (ك) : «وخديج» .
(5) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (1/572) .
ورواه وأبو نعيم في "الحلية" (5/27) من طريق إبراهيم بن يوسف بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إسحاق، به.
(6) في (ت) و (ك) : «خديج» .
(7) في (ش) : «زاد» بلا ألف بعد الدال.
(8) قال ابن عدي في "الكامل" (3/363) : وهذا كل من قال فيه: «عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ» فقد أخطأ ... وإنما يروي هذا الحديث أبو إِسْحَاقَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء. اهـ. وانظر "الكامل" أيضًا (1/423 و426) ، و (6/434) ، وانظر التعليق على "المجالسة" للدينوري الحديث رقم (1876) .(2/326)
405 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَان، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: نامَ رسولُ الله (ص) عن رَكْعَتَيِ الفجر، فقضاهُما بعد ما طَلَعَتِ الشَّمْسُ.
وإنَّ (3) رسولَ اللَّهِ (ص) قَرَأَ فِي ركعَتَي الْفَجْرِ بِـ: {قُلْ (4) يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *} وَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} ؟
قَالَ أَبِي: اختَصَرَ مروانُ مِنَ الحديثِ الَّذِي: «نامَ النبيُّ (ص) (5) ، فَلَمْ (6) يُوقِظْهُ إِلا حَرُّ الشَّمْس» .
406 - وسمعتُ (7) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (8) ، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ؛ قَالَ: سمعتُ أَبَا إسحاق الهَمْداني يقول: حدَّثني عبد الرحمن بْنُ عَوْسَجةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ اللَّهِ (ص) يَأْتِينَا فَيَمْسَحُ عواتِقَنا وصُدورَنا وَيَقُولُ: لاَتَخْتَلِفْ صُفُوفُكُمْ فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ؛ إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأوَّلِ.
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (244) .
(2) هو: سلمان الأشجَعي.
(3) الحديث رواه مسلم في "صحيحه" (726) من طريق مروان بن معاوية، به.
(4) قوله: «بـ {قل} » ليس في (ف) .
(5) كذا في جميع النسخ، والمعنى: اختصر مروان هذا الحديث من الحديث الذي فيه: أن النبي (ص) نام؛ كما في المسألة رقم (244) .
(6) قوله: «فلم» سقط من (أ) .
(7) من بداية هذه المسألة حتى نهاية المسألة (415) سقط من (ف) .
وقد تقدمت هذه المسألة برقم (343) و (404) .
(8) هو: ابن يحيى التُّجيبي.(2/327)
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يَروونَه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ طَلْحة (1) ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ عَوسَجَة، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ النبيِّ (ص) .
407 - وسمعتُ (2) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (3) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (4) ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي (5) حَازِمٍ (6) ، عَنْ سَهل بْنِ سَعْد: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) قَالَ: إِنَّ بِلالاً يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ؛ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ. وَكَانَ ابنُ أُمِّ مَكْتومٍ رَجُلً (7) أَعْمَى، فَكَانَ لا يُنادي حَتَّى يقالَ له: أصبحتَ أصبحتَ.
_________
(1) هو: ابن مُصَرِّف.
(2) نقل بعض هذا النص ابن رجب في "فتح الباري" (3/508) .
(3) هو: ابن يحيى التُّجيبي. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (1881) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (9/156) وقرن بابن وهب: محمد بن إدريس الشافعي. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ مالك إلا ابن وهب والشافعي» .
(4) هو: عبد الله.
(5) في (ك) : «بن» بدل: «أبي» .
(6) هو: سلمة بن دينار.
(7) كذا في جميع النسخ: «رجل» ، وهو صحيح في العربية، وفيه وجهان:
الأوَّل: أن يكون منصوبًا «رجلً» خبرًا لـ «كان» ، وحذفت ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
والثاني: وجه الرفع «رَجُلٌ» خبرًا للمبتدأ «ابْنُ أم مكتوم» ، وجملةُ المبتدأ والخبر: منصوبةٌ خَبَرَ «كان» ، واسمُهَا: ضميرُ شأنٍ، والتقدير: «وكان هو - أي: الشأنُ والحديثُ - ابنُ أمِّ مكتومٍ رجلٌ أعمى. وانظر لضمير الشأن: التعليق على المسألة رقم (854) .
أما القائل لهذا القول: «وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ رَجُلا أعمى ... » إلخ، فقد اختُلِفَ فيه هل هو الصحابي راوي الحديث أو مَنْ دونه؟ وانظر في ذلك: "التمهيد" لابن عبد البر (10/55 و63) ، و"فتح الباري" لابن رجب (3/507- 508) ، و"فتح الباري" لابن حجر (2/100) .(2/328)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (1) .
408 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يونس بْن يَزِيدَ (2) ، عَنِ الزُّهْريِّ؛ قَالَ: أخبرني [عُبَيدالله] (3) بن عبد الله بن عُمر،
_________
(1) يعني من رواية مَالِكٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهل؛ لأن لمالك في هذا الحديث عدة أسانيد؛ منها: ما أخرجه في "الموطأ" (1/74 رقم 161) - برواية يحيى بن يحيى الليثي - عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، به، ثم أخرجه عقبه برقم (162) عَنِ ابْن شِهَابٍ الزُّهْرِيّ، عَنْ سالم بن عبد الله: أن رسول الله (ص) قال: «إن بلالاً ينادي بليل ... » الحديثَ، هكذا مرسلاً. وقد أخرج البخاري في "صحيحه" (620) الإسناد الأول من طريق عبد الله بن يوسف، عن مالك كما في "الموطأ"، وأخرج الإسناد الثاني (617) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سالم بن عبد الله، عن أبيه ... فذكره هكذا موصولاً.
وقد اختلف رواة "الموطأ" على مالك في إسناد هذا الحديث وإرساله، وأوضح ذلك ابن عبد البر في "التمهيد" (10/55-56) بقوله: «هكذا رواه يحيى مرسلاً، وتابعه على ذلك أكثر الرُّواة عن مالك، ووصله القعنبي، وابن مهدي، وعبد الرزاق، وَأَبُو قُرَّة موسى بن طارق، وعبد الله بن نافع، ومطرِّف بن عبد الله الأصم، وابن أبي أويس، والحُنَيني، ومحمد بن عمرالواقدي، وأبو قتادة الحرَّاني، ومحمد بن حرب [الأبْرش] ، وزهير بن عباد الرؤاسي، وكامل بن طلحة، كل هؤلاء وصلوه فقالوا فيه: عن سالم، عن أبيه، وسائر رواة "الموطأ" أرسلوه، وممَّن أرسله: ابن قاسم، والشافعي، وابن بكير، وأبو المصعب الزهري، وعبد الله بن يوسف التِّنِّيسي، وابن وَهْب في "الموطأ"، ومصعب الزُّبَيري، ومحمد بن الحسن، ومحمد بن المبارك الصوري، وسعيد بن عُفَير، ومعن ابن عيسى، وجماعةٌ يطولُ ذكرهم، وقد روي عن ابن بكير متصلاً، ولا يصحُّ عنه إلا مرسلاً كما في "الموطأ" له» . اهـ.
وقول ابن عبد البر هنا: «وابن وَهْب في "الموطأ"» : يشعر أنه رواه في غير "الموطأ" على غير هذا الوجه، فلعلَّها هذه الرواية التي انتقدها أبو حاتم، والتي قد يكون الحمل فيها على حرملة بن يحيى، والله أعلم.
(2) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1655) .
(3) في (أ) و (ت) و (ك) : «عبد الله» ، وفي (ش) طُمِس أول الكلمة، والمسألة بتمامها ضمن السقط الذي في نسخة (ف) ، والتصويب من رواية البخاري السابقة.(2/329)
عن أبيه: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى بمِنًى (1) ركعَتَيْنِ، وَأَبُو بَكْر وعمر.
قلتُ: وَرَوَاهُ الأوزاعيُّ (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى ... ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ سالمٍ أشبَهُ.
وَقَالَ أَبِي: حديثُ سالِم أصحُّ (3) .
409 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أيُّوب (4) ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَة، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُوتِرُ بثَلاثٍ، يُسَلِّمُ بينَهُنَّ؟
_________
(1) في (أ) و (ش) : «بنا» بدل: «بمعنى» .
(2) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/8 و140 رقم 4533 و6255) ، ومسلم في "صحيحه" (694) .
(3) في (أ) و (ش) : «حديث سالم صالح» .
وهذا الحديث من الأحاديث التي اختلف فيها البخاري ومسلم، فالبخاريُّ - كما تقدم - أخرج طريق يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن عُبَيدالله بن عبد الله، عن أبيه، ومسلم أخرج طريقَ الأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عن أبيه، وأيَّدها برواية عمرو بن الحارث ومعمر، كلاهما عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه كذلك، فوافق مسلمٌ أبا حاتم وأبا زرعة في ترجيحهما.
(4) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/285) ، وابن حبان في "صحيحه" (2432) ، والدارقطني (2/24 و34-35) ، والحاكم في "المستدرك" (1/305) و (2/520 و521) ، والبيهقي في "السنن" (3/37) ، وفي "معرفة السنن والآثار" (4/86) ، وفي "الشعب" (2296) من طريق سعيد بن كثير بن عفير، عنه، به، بلفظ: كان رسول الله يقرأ في الركعتين اللتين يوتر بعدهما بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَْعْلَى *} ، و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *} ، وفي الوتر بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} ، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *} ، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *} .
قَالَ الحاكم: «سعيد بن عفير إمام أهل مصر بلا مدافعة، وقد أتى بالحديث مفسَّرًا مصلحًا دالًّا على أن الركعة التي هي الوتر ثانية، غير الركعتين اللتين قبلها» .
ورواه العقيلي في "الضعفاء" (4/392) ، وابن حبان في "صحيحه" (2448) ، وابن عدي في "الكامل" = = (7/215) ، والدارقطني في "السنن" (2/35) ، والحاكم في"المستدرك" (1/305) ، و (2/520) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/37) من طريق سعيد ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بن أيوب، به، بلفظ: «كان يوتر بثلاث، يقرأ في الركعة الأولى بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَْعْلَى *} ، وفي الثانية: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *} ، وفي الثالثة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} ، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *} ، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *} .
قَالَ ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (1/516) : «وقال الخلال في "العلل": ثنا محمد بن إسماعيل، ثنا ابن أبي مريم قال: أخبرني عثمان بن الحكم - وكان من أفضل من بمصر - قال: سألت يحيى بن سعيد عَنْ هَذَا الْحَدِيث؟ فَقَالَ: لا أعرفه. يعني حديث الوتر. وقال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يُسأل عن يحيى بن أيوب المصري، فقال: كان يحدِّث من حفظه، وكان لا بأس به، وكان كثير الوهم في حفظه، فذكرت له من حديثه: عن يحيى، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنّ رسول الله كان يقرأ في الوتر ... الحديث. فقال: ها، من يحتمل هذا؟! وقال مرة: كم قد روى هذا عن عائشة من الناس، ليس فيه هذا. وأنكر حديث يحيى خاصة» . اهـ.
وقال العقيلي: «أما المعوذتين؛ فلا يصح» .
وقال الدارقطني في "الأفراد" (359/أ/أطراف الغرائب) : «تفرد به أهل مصر عن يحيى بن أيوب، والليث بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد، عن عمرة» .(2/330)
وَقَالا: رَوَاهُ عثمانُ بْنُ الحَكَم، عن يحيى ابن سَعِيدٍ؛ أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ عائِشَة.
قَالا: وَهَذَا أشبَهُ، وأَفسَدَ عَلَى يحيى بن أيُّوب (1) .
_________
(1) يعني: أن عثمان بن الحكم أفسد على يحيى بن أيوب روايته.(2/331)
410 - وسأل (1) أحمدُ بْن سَلَمة أَبِي عَنْ حديثٍ فِي أَوَّل كتاب "جامعِ إِسْحَاق بْن رَاهُوْيَهْ (2) "؛ قَالَ إِسْحَاق: وَإِذَا أَرَادَ أن يجمعَ بين: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ ... وبين: وَجَّهْتُ وَجْهِيَ ... أحبُّ إِليَّ؛ لِمَا يَرويه المِصريُّون؛ حديثًا عَنِ اللَّيْث بْن سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يزيدَ، عن الأعرج (3) ، عن عُبَيدالله ابن أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عليِّ بْنِ أبي طالب، عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ موضوعٌ، لا أَصْلَ لَهُ؛ أرى أنَّ (4) هَذَا مِنْ روايةِ خَالِد بْن القاسم المَدائِني، وَكَانَ بالمَدائِن (5) ؛ خرَجَ إِلَى مِصْر، فسمع من اللَّيْث (6) ، فرجعَ إِلَى المَدائِن، فَسَمِعُوا منه الناسُ (7) ،
_________
(1) نقل هذا النص الزيلعي في "نصب الراية" (1/319) ، والعيني في "عمدة القاري" (5/295) .
(2) قال الزركشي في "نكته" (1/129) : «يجوز في "راهويه" فتح الهاء والواو وإسكان الياء، ويجوزُ ضمُّ الهاء وإسكان الواو وفتح الياء؛ وهذا الثاني هو المختار.
وعن الحافظ جمال الدين المِزِّي أنّه قال: غالبُ ما عند المحدِّثين (فَعْلُوْيَهْ) - بضم ما قبل الواو- إلاَّ «رَاهَوَيْهِ» ، فالأغلب فيه عندهم فتح ما قبل الواو. وانظر: "الأنساب" (3/37) ، و"سير أعلام النبلاء" (11/358) ، و"تدريب الراوي" (1/338) .
أمّا معناه: فقد قال الزركشيُّ (1/131) : «واعلم أنَّ (راهويه) لقَبٌ لجده، وسمِّي بذلك؛ لأنه وُلِدَ في الطريق، والرَّهْوُ: الطريقُ، وكان أبوه يكره أن يسمَّى به» . وانظر: "تهذيب الكمال" (1/176) .
(3) هو: عبد الرحمن بن هرمز.
(4) في (ك) : «بن» بدل: «أن» .
(5) في (ت) و (ك) : «وكان المدائني» .
(6) قوله: «من اللَّيث» سقط من (ك) .
(7) كذا في جميع النسخ، ووردتْ في "نصب الراية" على الجادة: «فَسَمِعَ منه الناسُ» ، وما في النسخ صحيحٌ في العربية؛ جاء على لغة طيِّئ وأزد شَنُوءة وبني الحارث بن كَعْب؛ في إلحاق الألف أو الواو أو النون بالفعل المسند إلى اسم ظاهر مثنًّى أو مجموع مذكر أو مؤنث، على أنها حروفٌ دالة على التثنية أو الجمع، لا ضمائر؛ قال سيبويه: «واعلم أنَّ مِن العرب مَنْ يقول: ضَرَبُونِي قَوْمُكَ، وضرباني أخواك؛ فشبَّهوا هذه بالتاء التي يُظْهِرونها في: «قالتْ فلانةُ» ، وكأنهم أرادوا أن يجعلوا للجمع علامةً كما جعلوا للمؤنَّث؛ وهي قليلة» اهـ. وقد عُرِفَتْ هذه اللغةُ بلغة «أكلوني البراغيثُ» ، ويسمِّيها ابنُ مالك لغةَ «يتعاقبون فيكم ملائكةٌ» . ولغة جمهور العرب: ضربني قومُك، وضربني أخواك.
وقد اختلف العلماء في هذه اللغة؛ فمنهم مَنْ عدَّها لغةً حسنة وفاشية - وهو الراجحُ مِنْ حيثُ الدليلُ - = = ومنهم مَنْ عدَّها لغة شاذة وقليلة. قال أبو حيان في "ارتشاف الضرب" (2/738-739) : «وهذه اللغةُ عند جمهور النحويين ضعيفةٌ، وكثرةُ ورودِ ذلك يدلُّ على أنَّها ليستْ ضعيفةً» . اهـ. وقواها كذلك غير واحد من العلماء.
ولهذه اللغة شواهدُ كثيرةٌ جدًّا: من القرآنِ، والحديثِ الصحيحِ، وشِعْرِ العَرَبِ المُحْتَجِّ بكلامهم الثابتِ النسبةِ إليهم؛ مما يَدُلُّ على أنَّ هذه اللغةَ ليستْ مهجورةً ولا بعيدةً عن الفصاحة؛ فمن القرآن: قوله تعالى: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} [الأنبياء: 3] ، وقولُهُ تعالى: {ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ} [المائدة: 71] .
ومن الحديث: «كُنَّ نساءُ المؤمناتِ يَشْهَدْنَ مع رسول الله صلاةَ الفجر» "البخاري" (578) ، ونحو: «ويَعْتَزِلْنَ الحُيَّضُ المصلَّى» "البخاري" (974) ، ونحو: «يتعاقبون فيكم ملائكةٌ» "البخاري" (555) ، ونحو: «قد كُنَّ نساءُ رسولِ الله يَحِضْنَ» "مسلم" (335) ، ونحو: «ذَكَرْنَ أزواجُ النبيِّ كنيسةً رأينها بأرضِ الحبشةِ» "مسلم" (528) ، وغير ذلك الكثير؛ وانظر على سبيل المثال: "صحيح البخاري" (7429، 7486) ، و"صحيح مسلم" (37، 632، 885، 2029، 2448) ، و"موطأ الإمام مالك " (1/170رقم 82) ، و"مسند الإمام أحمد" (3/303 رقم 14247) ، (6/27 رقم 23991) ، (6/150 رقم 25174) ، و"سنن أبي داود" (736) ، و"سنن النَّسَائي" (485، 3946) ، وغيرها، وكثيرٌ من قواعدِ العربية ثَبَتَتْ بأقلَّ وأضعفَ من تلك الشواهد.
وانظر: "البحر المحيط" (6/296) ، و"المفهم" (6/334) ، و"شرح النووي على مسلم" (1/376) ، (2/7) ، و"فتح الباري" لابن حجر (1/420، 424) ، (2/34) ، و"إعراب الحديث النبوي" للعكبري (ص 85-86، 102-103) ، و"شواهد التوضيح" (ص 246-248) ، و"كتاب سيبويه" (2/40) ، و"ارتشاف الضَّرَب" (2/793) ، و"شرح المفصل" (3/87-89) ، و"أوضح المسالك" (2/88-96/ حاشية الشيخ محيي الدين عبد الحميد) ، و"عقود الزبرجد" (1/213، 291) ، (3/29-30) ، و"السير الحثيث" لمحمود فجال (1/157-167) . وانظر بحثًا في هذه اللغة للدكتور محمد أحمد الدالي بمجلة مجمع اللغة العربية بدمشق مج 68، ج 3، سنة 1991م.(2/332)
فكان يُوصِّلُ المراسيلَ (1) ، ويَضَعُ لَهَا أسانيدَ. فخرَجَ رجلٌ من أهل الحديث إِلَى مِصْرَ فِي تجارةٍ، فكَتَبَ كُتُبَ اللَّيْثِ هناك، وَكَانَ يُقال لَهُ: محمَّد (2) بْن حمَّاد الكَذُو (3) - يعني: القرع - ثُمَّ جاء بِهَا إِلَى بغداد، فعارضُوا بتلك الأحاديثِ؛ فبانَ لَهم أنَّ أحاديثَ (4) خالد مُفْتَعَلَة (5) .
_________
(1) كذا وقع في النسخ هنا: «يوصِّل المراسيلَ» ، ويقرأ بتثقيل الصاد؛ انظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (163) .
(2) كذا في جميع النسخ، وفي "الجرح والتعديل" (3/347) ذكر أن اسمه: أحمد.
(3) كذا في جميع النسخ، وكذا ضبطه في (ت) بفتح الكاف وضم الذال، وفي "الجرح والتعديل": «الكذوا» ، ولم نقف له على ترجمة لضبط اسمه، ويبدو أن الزيلعيَّ والعينيَّ استشكلاه، فلم يذكرا اسمه عند نقلهما لهذه المسألة.
وفي شيوخ الإسماعيلي: محمد بن حماد بن فضالة القريعي، لكنه متأخر عن هذا، والله أعلم. انظر "معجم شيوخ الإسماعيلي " (1/478) .
(4) في (أ) و (ش) : «حديث» .
(5) المستنكر في هذا الحديث هو: الجمعُ بين دعاءَي الاستفتاح «سبحانك اللَّهم ... » و «وَجهت وجهي ... » وسوقُهُمَا في مساق واحد، وقد روى مسلم في "صحيحه" (771) من طريق الماجشون، عن الأعرج، عن عبيد الله بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ؛ أن النبي (ص) كان إذا قام إلى الصلاة قال: «وجَّهْتُ وجهي ... » الحديث.
وروى الدارقطني في "سننه" (1/299) من طريق عمر ابن شيبة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن عُمَرَ؛ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) إذا كبَّر للصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك ... » الحديث.
قال الدارقطني: «والمحفوظ عن عمر من قوله» .
وقال الحاكم في "المستدرك" (1/235) : «وقد أُسْنِدَ هذا الحديثُ عن عمر ولا يصح» . وانظر "صحيح مسلم" (399) ، و"غرر الفوائد المجموعة" (ص 367/مكتبة المعارف) .(2/334)
411 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلال، عَنْ عِياض بن عبد الله بْنِ سَعْدٍ (3) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْريِّ؛ قَالَ: خَطَبَنا رسولُ اللَّهِ (ص) يَوْمًا فَقَرأَ: {ص} فسَجَدَ، وسَجَدْنَا مَعَهُ، [وقرأَهَا] (4) مَرَّةً أُخْرَى، وتهيَّأنا للسُّجُود ... (5) ؟
فَقَالَ أَبِي: كنتُ أظنُّ أنَّ هَذَا حديثٌ غريبٌ، حَتَّى رأيتُ مِنْ روايةِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ (6) ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلاَل، عَنْ إسحاق بن أبي
_________
(1) وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه: «سجدة ص» .
(2) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (1507 و1595) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1455 و1795) ، وابن حبان في "صحيحه" (2799) ، والدارقطني في "السنن" (1/408) ، والحاكم في"المستدرك" (1/284) ، وعنه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (3/252) .
(3) في (أ) و (ش) : «سعيد» ، وانظر "تهذيب الكمال" (22/567) .
(4) المثبت من (ش) ، وفي (أ) و (ت) و (ك) : «وقرأه» ، وهي ضمن السقط الذي في (ف) .
(5) تتمته: « ... فلما رآنا قال: «إنما هي توبة نبي، ولكني أراكم قد استعددتم للسجود» ، فنزل وسجد وسجدنا» .
(6) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث أخرجه ابن وهب في "جامعه" (المطبوع باسم الموطأ) (365/رواية بحر بن نصر) عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي السرح، عن أبي سعيد الخدري، به. كذا بإسقاط: «إسحاق بن أبي فروة» .
وأخرجه أبو داود في"سننه" (1410) من طريق أحمد ابن صالح، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/361) ، وفي "شرح المشكل" (2802) من طريق يونس ابن عبد الأعلى، وابن حبان في "صحيحه" (2765) من طريق حرملة بن يحيى، والحاكم في"المستدرك" (2/431) من طريق بحر بن نصر، والطحاوي في "شرح المشكل" (2803) من طريق حجاج بن إبراهيم، خمستهم عن ابن وهب، به بمثله.
وقال ابن خزيمة (2/354) : «باب النزول عن المنبر للسجود إذا قرأ الخاطب السَّجدة على المنبر إن صح الخبر؛ فإن في القلب من هذا الإسناد؛ لأن بعض أصحاب ابن وَهْب أدخل بين ابن أبي هلال وبين عياض بن عبد الله في هذا الخبر إسحاقَ بن عبد الله بن أبي فروة؛ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب عَنْ عَمْرِو بن الحارث، ولست أرى الرواية عن ابن أبي فروة هذا» .
ثم أخرجه (3/148 رقم1795) من طريق خالد بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي هلال، عن عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد، به، ثم قال: «أدخل بعض أَصْحَابِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، في هذ الإسناد إسحاق بن عبد الله [بن] أبي فروة بين سعيد بن أبي هلال وبين عياض. وإسحاق ممن لا يحتج أصحابنا بحديثه، وأحسب أنه غَلِط في إدخاله إسحاق ابن عبد الله في هذا الإسناد» .(2/335)
فَرْوَةَ (1) ، عن عِياض بن عبد الله، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
412 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ اللَّيْثُ (3) ، عن عبد الله بن
_________
(1) في (ك) : «بزوة» .
(2) نقل حكم أبي حاتم على الحديثين الزيلعي في "نصب الراية" (2/324) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/335/مخطوط) ، وابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/113) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/387) ، و"الدراية" (1/246) .
(3) هو: ابن سعد. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (161) ، والنَّجَّادُ في "مسند عمر بن الخطاب" (71 و72) . وعلَّقها الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (347) .
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ إلا من هذا الوجه، ولا نعلم حدث به إلا الليث، عن عبد الله بن عمر» .
وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (747) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (2/250) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عن الليث، حدثني نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عمر.... فذكره هكذا بإسقاط عبد الله بن عمر من إسناده.
وقد نبّه على ذلك الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (1/387) فقال: «وفي سند ابن ماجه عبد الله بن صالح، وعبد الله بن عمر العمري المذكور في سنده ضعيف أيضًا. ووقع في بعض النسخ بسقوط عبد الله بن عمر بين الليث ونافع، فصار ظاهره الصحة» . اهـ.(2/336)
عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمر، عَنْ عُمر (1) ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى أنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ فِي سَبْعِ مَواطِنَ (2) :
مَعَاطِنِ الإِبل، وقارِعَةِ الطَّرِيقِ، والمَجْزَرَةِ، والمَزْبَلَةِ، والمَقْبَرَةِ ... (3) .
قلتُ: وَرَوَاهُ زَيْدُ بْنُ جَبِيرةَ (4) ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَينٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمر، عَنْ النبيِّ (ص) ؟
_________
(1) قوله: «عن عمر» سقط من (أ) و (ش) .
(2) كذا في جميع النسخ؛ ومثلُهُ في بعض مصادر التخريج، وكانت الجادَّة أنْ يقال: «سبعة مواطن» كما في أغلب المصادر؛ لأن الأعداد من الثلاثة إلى التسعة تخالف معدودها تذكيرًا وتأنيثًا بالنظر إلى مفرد المعدود، و «الموطن» مذكر. لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ، وله وجهان في العربية:
الأول: حمل «المواطن» على معنى «البُقَع» ؛ كأنَّه قال: «في سَبْعِ بُقَع» ، وهذا من الحمل على المعنى = = بتأنيث المذكَّر، وانظر في ذلك التعليق على المسألة رقم (81) .
والثاني: أنه اعتَبَرَ في المعدود حال الجمع، وهو هنا التأنيث، فإنه يقال: هذه مواطن، وقد أوضحنا ذلك في التعليق على المسألة رقم (252) .
(3) وبقية الحديث: «والحمَّام، وفوق ظهر بيت الله تعالى» .
(4) روايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (765/المنتخب) ، والترمذي في "جامعه" (346-347) ، وابن ماجه في "سننه" (746) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/383) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (2/249-250) ، والروياني في "مسنده" (1431) ، وابن عدي في "الكامل" (3/202-203) ، والبيهقي في "المعرفة" (3/262) ، والخطيب في "تالي التلخيص" (314) .(2/337)
قَالَ: جَمِيعا واهِيَيْنِ (1) (2) .
413 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (4) ؛ قال:
_________
(1) كذا في جميع النسخ والجادَّة: «واهيان» ؛ لأنه خبرٌ لمبتدأ محذوف، والتقدير: «قال: هما جميعًا واهيان» ؛ لكنَّ ما وقع في النسخ مُتَّجِهٌ في العربية، وجهان ذكرناهما في التعليق على نحوه في المسألة رقم (25) ، وانظر المسألة رقم (759) .
وقد وقعتْ هذه العبارة على الجادَّة لغةً عند من نقلها عن أبي حاتم؛ وانظر التعليق أول المسألة.
(2) قال الترمذي في الموضع السابق: «وحديث ابن عمر إسناده ليس بذاك القوي، وقد تُكُلِّم في زيد بن جَبيرة من قِبَل حفظه ... ، وقد روى الليث هذا الحديث عن عبد الله بْنِ عُمَرَ العُمَري، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عن النبي (ص) مثله، وحديث داود عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبي (ص) ؛ أشبه وأصحُّ من حديث الليث ابن سعد. وعبد الله بن عمر العُمَري ضعَّفه بعض أهل الحديث من قِبَل حفظه؛ منهم: يحيى بن سعيد القطان» . وقال ابن عدي في "الكامل" (3/203) : «غير محفوظ؛ يرويه عن داود: زيد بن جَبيرة» .
وقال السَّاجي - كما في "تهذيب التهذيب" (1/660) -: «حدث داود ابن الحصين بحديث منكر جدًّا» . قال الحافظ ابن حجر: «يعني: حديث النهي عن الصَّلاة في سبعة مواطن» .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (5/225- 226) : «وهذا حديث انفرد به زيد بن جبيرة، وأنكروه عليه، ولا يعرف هذا الحديث مسندًا إلا من رواية يحيى بن أيوب، عن زيد بن جبيرة، وقد كتب الليث بن سعد إلى عبد الله ابن نافع مولى ابن عمر يسأله عن هذا الحديث؟ فكتب إليه عبد الله بن نافع: لا أعلم من حدَّث بهذا عن نافع إلا قد قال عليه الباطل، ذكره الحلواني عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عن الليث؛ فصح بهذا وشبهه أن الحديث منكر، لا يجوز أن يحتج عند أهل العلم بمثله» .
وانظر "النكت الظراف" لابن حجر (7660/تحفة الأشراف) .
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (757) .
(4) هو: عبد الله.(2/338)
أخبرني عبد الله بْنُ السَّمْح، عَنْ عُمَرَ بنِ الصُّبْح، عَنْ مُقاتِل (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه؛ قال: رأيتُ النبيَّ (ص) فِي السَّفَرِ صَائِمًا ومُفْطِرًا، ورأيتُهُ يصلِّي حافِيًا ومُنْتَعِلاً، ورأيتُه يشربُ قَائِمًا وقاعِدًا، ورأيتُهُ يَنْفَتِلُ (2) عَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ؟
قَالَ أَبِي: مُقاتِلٌ هَذَا هُوَ عِندي: ابنُ سُلَيمان.
414 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمة (4) ،
_________
(1) روايته أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" (1512 و4490) عنه، به.
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (1/480) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (7859) ، وأحمد في "المسند" (2/174 و179 و206 و215 رقم 6627 و6679 و6928 و7021) ، وأبو داود في "سننه" (653) ، والترمذي في "جامعه" (1883) ، وابن ماجه في "سننه" (931 و1038) ، وابن عدي في "الكامل" (5/181) ، والفريابي في "الصيام" (119) ، والقطيعي في "جزء الألف دينار" (144) ، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (570) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/431) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (60/280) من طريق حسين المعلم، وأحمد (2/178 و190 رقم 6660 و6783) من طريق مطر الوراق وحجاج بن أرطاة، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/127) من طريق عثمان بن عبد الرحمن، جميعهم عن عمرو بن شعيب، به.
(2) انفتل من صلاته: انصرف. "لسان العرب" (11/514) ، و"فتح الباري" لابن حجر (2/27) .
(3) نقل بعض هذا النص ابن رجب في "فتح الباري" (5/209) . وفي هامش النسخة (أ) كتب عند هذه المسألة بخط مغاير ما نصه: «تسليمة» .
(4) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (296) ، وابن خزيمه في "صحيحه" (729) ، وابن حبان في "صحيحه" (1995) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/270) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/272) ، وابن عدي في "الكامل" (3/219) ، والدارقطني في "السنن" (1/357) ، والحاكم في "المستدرك" (1/230) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/179) .
ورواه ابن ماجه في "سننه" (919) ، وابن عدي في "الكامل" (3/220) ، والطبراني في "الأوسط" (6746) من طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني، عن زهير بن محمد، به.
قال الترمذي: «وحديث عائشة لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه. قال محمد بن إسماعيل [يعني البخاري] : زهير بن محمد أهل الشام يروون عنه مناكير، ورواية أهل العراق عنه أشبه وأصح. قال محمد: وقال أحمد ابن حنبل: كأن زهير بن محمد الذي كان وقع عندهم ليس هو الذي يُروى عنه بالعراق، كأنه رجل آخر قلبوا اسمه» . اهـ.
قال الطحاوي: «هذا حديث أصله موقوف على عائشة - خ - هكذا رواه الحفاظ، وزهير بن محمد؛ وإن كان ثقة، فإن رواية عمرو بن أبي سلمة عنه تضعف جدًّا» .
وقال البيهقي: «تفرد به زهير بن محمد، وروي من وجه آخر عن عائشة موقوفًا» .
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ... » . فتعقبه ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (2/618) بقوله: «والحاكم يخرج من روايات الشاميين عنه كثيرًا، كالوليد بن مسلم، وعمرو ابن أبي سلمة، ثم يقول: «صحيح على شرطهما» وليس كما قال» .(2/339)
عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عن عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُسَلِّم فِي الصَّلاة (1) تَسْلِيمَةً وَاحِدَةً تِلْقاءَ وَجْهِهِ، ويَمِيلُ إِلَى الشِّقِّ الأيمَنِ قَلِيلا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، هُوَ عَنْ (2) عائِشَة موقوفً (3) .
_________
(1) في (ك) : «في صلاة» .
(2) قوله: «هو عن» في (ك) : «وعن» .
(3) الحديث أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/273) من طريق الوليد بن مسلم، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، موقوفًا.
قال الوليد: فقلت لزهير بن محمد: فهل بلغك عن رسول الله (ص) فيه شيء؟ قال: نعم؛ أخبرني يحيى بن سعيد الأنصاري أن رسول الله (ص) كان يسلم تسليمة. قال العقيلي: «ورواية الوليد أولى» أي: أولى من حَدِيث عَمْرو بْن أَبِي سَلَمَة السابق.
ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" (730) من طريق وهيب، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/179) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد، كلاهما عن عبيد الله ابن عُمَرَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، موقوفًا.
ورواه ابن خزيمة (731) من طريق وهيب، عن هشام ابن عروة، عن أبيه من فعله.
وصحَّح الدارقطني في "العلل" (5/41/ب) وقفه وقال: «ومن رفعه فقد وهم» ، ورجَّح الوقف البزار أيضًا كما في "التلخيص الحبير" (1/486) . وقال الإمام أحمد: «لا نعرف عن النبي (ص) في التسليمة الواحدة إلا حديثًا مرسلاً لابن شهاب الزهري، عن النبي (ص) » . انظر "فتح الباري" لابن رجب (5/208) .
هذا؛ وقوله: «موقوف» في كلام أبي حاتم، يجوز فيه النصب والرفع. وانظر التعليق على المسألة رقم (85) .(2/340)
415 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش (1) ،
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ، قال: إِنَّ اللهَ
_________
(1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/89 رقم24587) ، وابن ماجه في "سننه" (995) . ورواه سفيان الثوري، واختلف عنه؛ فرواه ابن حبان في "صحيحه" (2164) من طريق عبد الرحمن بن عمر بن رسته، عن حسين بْنُ حَفْصٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هشام ابن عروة، به.
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/103) من طريق أسيد بن عاصم، عن حسين بْنُ حَفْصٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أسامة بن زيد، عن عبد الله بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، به.
ورواه أحمد في "مسنده" (6/160 رقم 25270) عن أبي أحمد الزبيري، وعبد بن حميد في "مسنده" (1513/المنتخب) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/103) من طريق قبيصة بن عقبة، والبيهقي أيضًا من طريق عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، ثلاثتهم = = عن الثوري، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عثمان بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، به، مرفوعًا.
ورواه أبو داود في "سننه" (676) ، وابن ماجه في "سننه" (1005) ، وابن حبان في "صحيحه" (2160) من طريق معاوية بن هشام، عن الثوري، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عثمان بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، به، بلفظ: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يصلُّون عَلَى ميامن الصفوف» .
ورواه أحمد (6/67 رقم 24381) من طريق عبد الله بن الوليد، عن الثوري، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عبد الله بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، به، بلفظ الجماعة.
ورواه عبد الرزاق في "مصنفه" (2470) عن الثوري، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عبد الله بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، به بلفظ: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الذي يصلي في الصف الأول» . قال البيهقي: «كذا قال! والمحفوظ بهذا الإسناد عن النبي (ص) : «إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصلُّون عَلَى الذين يَصِلون الصفوف» .(2/341)
وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ، وَمَنْ سَدَّ (1) فُرْجَةً رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عُرْوَةُ؛ أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَل (2) ، وإسماعيلُ عِنْدَهُ مِنْ هَذَا النَّحوِ مناكيرُ (3) .
416 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ المُصَفَّى (5) ، عن بَقِيَّة (6) ، عن محمد ابن عَجْلان، عَنْ صالحٍ مَولى التَّوْءَمَة، عن أبي
_________
(1) في (ت) : «شد» .
(2) انظر"العلل" للدارقطني (5/49/ب) . وقوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. وانظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(3) هنا انتهى السقط في النسخة (ف) ، وكان أوله في بداية المسألة رقم (406) .
(4) ستأتي هذه المسألة برقم (434) ، من طريق بقية بإسناد آخر.
(5) روايته أخرجها أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/339) .
ورواه العقيلي في "الضعفاء" (4/212) من طريق مَسْلَمَةَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عجلان، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به، مرفوعًا.
قال العقيلي: «ولا يتابع عليه» أي: مسلمة بن علي.
(6) هو: ابن الوليد.(2/342)
هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : خُذُوا زِينَةَ الصَّلاَةِ، قَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، مَا زينةُ الصَّلاة؟ قَالَ: اِلْبَسُوا نِعَالَكُمْ وَصَلُّوا فِيهَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) .
417 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلاءِ الواسِطِي (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلاءِ الأَيْلِي، عَنْ يُونُسَ بْنِ (3) يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ فِيهَا جَنَابِذَ (4) مِنْ لُؤْلُؤٍ، تُرَابُها المِسْكُ، قلتُ: لِمَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَال: لِلْمُؤَذِّنِينَ وَالأَئِمَّةِ مِنْ أُمَّتِكَ؟
_________
(1) قال الدارقطني في "العلل" (9/25 رقم1619) : «يرويه بقية، واختُلِف عنه: فرواه ابْنُ مُصَفَّى، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ ابن عجلان، عن صالح، عن أبي هريرة، وغيرُه يرويه عن بقية، عن علي القرشي، عن ابن عجلان، عن صالح، عن أبي هريرة، وهو أشبه» .
(2) روايته أخرجها أبو يعلى في "معجمه" (54) ، وفي "مسنده الكبير" - كما في "المطالب العالية" (238) ، وابن عدي في "الكامل" (6/271) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1325) . ورواه الشاشي في "مسنده" (1428) من طريق أحمد بن محمد بن غالب، عن محمد بن العلاء، به.
قال ابن عدي: «وهذا الإسناد منكر، لا أعلم يرويه عن يونس غير محمد بن العلاء، وعنه محمد بن إبراهيم الشامي» .
(3) في (ش) : «عن» بدل: «بن» .
(4) الجنابذ: جمع جُنْبُذَة، بالضم، وهي القبة الكبيرة، وما ارتفع من البناء. وهي معرَّب «كَ ُنْبَدة» أو «كَ ُنْبَده» أو «كنبده» - بفتح الباء بالفارسية - وانظر: "مشارق الأنوار" (1/155، 177) ، و"شرح النووي" (2/222) ، و"فتح الباري" (1/463) ، و"النهاية" (1/305) ، و"قصد السبيل" (1/400) ، و"القول الأصيل" (ص76- 77) ، و"معجم المعربات الفارسية في اللغة العربية" (ص60) .(2/343)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) ، ومحمدُ ابنُ الْعَلاءِ مجهولٌ.
418 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عُبَيد ابن هِشَامٍ أَبُو نُعَيم الحَلَبِي (2) ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ (3) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: رَأَيتُ النبيَّ (ص) صلَّى خَلْفَ أَبِي بكرٍ فِي ثَوْبٍ واحِدٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ غَلِط فِيهِ عُبَيد ابن هِشَامٍ (4) .
419 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ (6) ، عَنِ الأوزاعِيِّ (7) ، عَنْ نَافِعٍ (8) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) :
_________
(1) قال ابن حجر في "إتحاف المهرة" (1/182) : «غريبٌ جدًّا» .
(2) روايته أخرجها الطبراني "الأوسط" (3668) ، و"الصغير" (497) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (21/37 و290) و (51/173) : قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ مالك إلا ابن المبارك، تفرَّد به عُبيد بن هشام» .
(3) هو: عبد الله.
(4) قال الدارقطني في "العلل" (4/77/ب) : «يرويه أَبُو نُعَيْمٍ الْحَلَبِيُّ، عَنِ ابْنِ المبارك، عن مالك، عن محمد ابن المنكدر، عن جابر، ولم يتابع عليه، والصحيح عن مالك: أنه بلغه عن جابر أن النبي (ص) [قال] : «من لم يجد ثوبين فليصلِّ في ثوب واحد» .
(5) نقل هذا النص ابن رجب في "فتح الباري" (3/112) ، وأبو زرعة العراقي في "طرح التثريب" (1/180) .
(6) هو: ابن مسلم.
(7) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(8) روايته أخرجها الإمام مالك في "الموطأ" (1/11 رقم21) عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، ولم يذكر تفسير الفوات.
ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "صحيحه" (552) ، ومسلم (626) ، وأبو داود في "سننه" (414) .(2/344)
مَنْ فَاتَتْهُ صَلاَةُ العَصْرِ - وفَواتُها: أَنْ (1) تَدْخُلَ الشَّمْسَ صُفْرَةٌ - فَكَأَنَّمَا (2) وُتِرَ (3) أَهْلَهُ وَمَالَهُ؟
قَالَ أَبِي: التفسيرُ مِنْ قَوْلِ نَافِعٍ (4) .
420 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُسَيَّبُ بن واضِح (5) ، عن
_________
(1) في (ش) : «وفواتها قبل أن» .
(2) في (ك) : «فكأنها» .
(3) أي: نُقِصَ. "النهاية في غريب الحديث" (5/147) .
(4) روى عبد الرزاق في "المصنف" (2075) من طريق ابن جريج قال: أخبرني نافع، بالحديث. قال ابن جريج: قلت لنافع: حتى تغيب الشمس؟ قال: نعم.
ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (2/148 رقم 6358) وقرن معه ابنَ بكر. وروى أبو داود عقب الحديث (415) من طريق الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ أنه قال: وذلك أن ترى ما على الأرض من الشَّمس صفراء. اهـ.
قال الحافظ ابن رجب في "فتح الباري" (3/112) : «وقد فَسَّره الأوزاعي: بفوات وقت الاختيار، بعد أن روى هذا الحديث عن نافع؛ قال الأوزاعيُّ: وذلك أنْ ترى ما على الأرض من الشَّمس مُصفَرًّا» ، ثم ذكر قول أبي حاتم هنا، ثم قال: «وقد تبيَّن أنه من قول الأوزاعيِّ كما سبق» .
وقال أبو زرعة العراقي: «وظاهر إيراد أبي داود في "سننه" أن هذا من كلام الأوزاعي، قاله من عند نفسه، لا أنه من الحديث ... ، وكلام القاضي أبي بكر بن العربي يقتضي أنه من كلام ابن عمر؛ فإنه قال: «وقد اختلف عن ابن عمر فيه، فروى الْوَلِيدُ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر: «مَنْ فَاتَتْهُ صَلاةُ الْعَصْرِ، وَفَوَاتُهَا أن تدخل الشمس صفرة» وابن جريج يروي عنه أن فوتها غروب الشمس» انتهى. وكيفما كان فليس هذا الكلام مرفوعًا إلى النبي (ص) ، فلا حجَّة فيه» .
(5) روايته ذكرها الدارقطني في "العلل" (1392) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (749) .
ورواه ابن حبان في "المجروحين" (3/154-155) من طريق أبي همام السكوني، حدثنا بقية، عن أبي إسحاق رجل من أهل الحجاز، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، به.
ورواه الطبراني في "الأوسط" (6641 و6656) من طريق عبيد بن جنَّاد، ثنا بقيَّة، عن عمار أبي إسحاق، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ موسى بن أبي عائشة إلا عمَّار أبو إسحاق، تفرد به بقية» . وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص412) : «وخرَّج الطبراني بإسناد فيه نظر ... » ثم ذكره.
ورواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (201) عن داود بن المحبَّر، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ عَبْدِ ربِّه، عن أبي عائشة السعدي، عن يزيد بن عمر بن عبد العزيز، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة وابن عباس، به، ضمن حديث طويل جدًّا.
= ... قال ابن حجر في "المطالب العالية" (245 و1345 و2473) : «هذا موضوع، اختلقه ميسرة بن عبد ربِّه، فقبَّحه الله فيما افترى» .(2/345)
بَقِيَّة بْنِ الوَليد، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزَاريِّ (1) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عائِشَة، عَنْ أَبِي سَلَمة بن عبد الرحمن؛ قَالَ: حدَّثنا ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو هُرَيْرَةَ؛ قَالا: خَطَبَنا رسولُ اللَّهِ (ص) ، فَقَالَ فِي خُطْبَتِه: مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ حَيْثُ كَانَ، وأَيْنَمَا كَانَ؛ أَجَازَ الصِّرَاطَ يَوْمَ القِيَامَةِ كَالبَرْقِ اللاَّمِعِ فِي أَوَّلِ زُمْرَةٍ مِنَ السَّابِقِينَ، وَجَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَوَجْهُهُ كَالقَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، وَكَانَ لَهُ بِكُلِّ (2) يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ حَافَظَ عَلَيْهِنَّ كَأَجْرِ أَلْفِ شَهِيدٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو إِسْحَاقَ الحِجازي، وَهُوَ عِنْدِي: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى (3) .
_________
(1) هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث.
(2) قوله: «بكل» سقط من (ف) .
(3) قال الدارقطني في "العلل" (8/30 رقم1392) : «يرويه بقية، واختُلِف عنه: فرواه المسَّيب بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَّارِيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ أبي سلمة. وقال هشام بن خالد: عن بقية، عن أبي إسحاق الحجازي، عن ابن أبي عائشة، ولم يُسَمِّه، وهو محمد، وهذا أشبه بالصَّواب. ورواه أبو همام وعيسى بن أحمد العسقلاني، عن بقية، عن أبي إسحاق الحجازي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عن أبي سلمة. ومحمد بن أبي عائشة هذا مجهولٌ، ولا يثبت هذا الحديث» .(2/346)
421 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ أَسْباطٍ (2) ؛
قَالَ: حدَّثني أَبُو خَالِدٍ الواسِطِي، عَنْ زَيْدِ بْنِ عليٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه، عَنْ عَلِيٍّ؛ قَالَ: صلَّى بنا رسولُ الله (ص) صلاةَ الفَجْرِ يَوْمًا بِغَلَسٍ (3) ، وَكَانَ مِمَّا (4) يُغَلِّسُ ويُسْفِرُ، فلمَّا قَضى الصَّلاةَ التَفَتَ (5) إِلينا، فقال: أَفِيكُمْ (6) أَحَدٌ رَأَى اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟ فَقُلْنَا: لا، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: وَلَكِنِّي رَأَيْتُ مَلَكَيْنِ أَتَيَانِي، فَأَخَذَا بِضَبْعَيَّ (7) ، فَانْطَلَقَا بِي إِلَى السَّمَاءِ، فَمَرَرْتُ عَلَى مَلَكٍ وأَمَامَهُ (8) آدَمِيٌّ (9) ، وَبِيَدِ المَلَكِ صَخْرَة
_________
(1) نقل قول أبي حاتم ابنُ رجب في "فتح الباري" (3/237) .
(2) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (5/123-124) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (19/451) .
ورواه ابن عساكر (19/454) من طريق الحسن بن حماد البجلي عن أبي خالد الواسطي، به.
(3) في "فتح الباري" (12/441) : «فجلس» بدل «بغَلَس» .
(4) كذا في جميع النسخ، و"تاريخ دمشق"؛ وذكر الحديثَ بطوله السيوطي في "الدر المنثور" (13/461- أول سورة الفتح) ، نقلاً عن ابن عساكر، ووقعَتْ هذه الكلمة بلفظ «مما» في أكثر الأصول الخطيَّة لكتاب "الدر".
(5) قوله: «التفت» سقط من (ك) .
(6) في (ت) و (ف) و (ك) : «فيكم» ، والمثبت من بقية النسخ ومصادر التخريج.
(7) الضَّبْع - بسكون الباء -: العَضُد، وقيل: ما بين الإبط إلى نصف العضد، وقيل: هو وسط العضد، قال ابن الأثير: ويقال للإبْط: الضَّبْع؛ للمجاورة. انظر: "مشارق الأنوار" (2/55) ، و"النهاية" (3/73) .
(8) في (ت) و (ك) : «وأما» .
(9) في (ك) : «أوفى» .(2/347)
ٌ يَضْرِبُ بِهَا هَامَةَ الآدَمِيِّ، فَيَقَعُ دِمَاغُهُ جَانِبًا، وَتَقَعُ الصَّخْرَةُ جَانِبًا، قلتُ (1) : مَنْ هذَا؟ فَقَالا (2)
لِيَ: امْضِهْ (3) . فَمَضَيْتُ، فَإِذَا أَنَا بِمَلَكٍ وأَمَامَهُ آدَمِيٌّ، وَبِيَدِ المَلَكِ كَلُّوبٌ (4) مِنْ حَدِيدٍ يَضَعُهُ فِي شِدْقِهِ الأَيْمَنِ فَيَشُقُّهُ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ بَطُولِهِ فِي وَرَقةٍ؟
قَالَ أَبِي: أَبُو خَالِدٍ: عمرُو بْنُ خَالِدٍ الواسِطِي، وهو (5) ضعيفُ الحديث جِدًّا (6) .
_________
(1) في (ف) : «فقلت» .
(2) في (ف) : «فقال» ..
(3) قولهما: «امْضِهْ» فعل أمر معتلٌّ زيدت فيه هاء السكت، وهي هاءٌ ساكنةٌ تزاد للوقف عليها، وقد تثبت في الوصل إجراءً للوصل مجرى الوقف، ودخولُ هاء السكت على الفعل يكون واجبًا إذا كان الفعل على حرف واحد، نحو: «عِهْ» ، و «قِهْ» ونحوهما، فإنْ جاء على حرفين فأكثر - كما جاء هنا - كان دخول الهاء جائزًا؛ وتدخلُ كلَّ فعل معتل جاء مجزومًا في المضارع او مبنيًّا في الأمر، ومنه قول جبريل _ج للنبي (ص) : «قُمْ فَصَلِّهْ» . وانظر: "المفصَّل" للزمخشري (ص434- 435) ، و"إعراب الحديث النبوي" للعكبري (ص117) ، و"أوضح المسالك" (4/313- 316) ، و"همع الهوامع" (3/439- 441) .
(4) الكَلُّوب: حديدة معقوفة الرأس، يعلَّق فيها اللحم، وتُرْسَلُ في التَّنُّور، وهو أيضًا خشبة في رأسها عقافة من حديد، ويقال له أيضًا: الكُلاَّب، والجمع: = = الكلاليب. انظر: "مشارق الأنوار" (1/340) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (3/21) ، و"النهاية" (4/195) ، و"المصباح المنير" (2/537) .
(5) في (ت) و (ك) : «هو» بلا واو.
(6) قال ابن عدي في الموضع السابق: «ولعمرو بن خالد غيرُ ما ذكر من الحديث، وعامَّة ما يرويه موضوعات» .
والحديث عزاه ابن حجر في "فتح الباري" (12/441) لابن أبي حاتم وقال: «والراوي له عن زيد ضعيف» .(2/348)
422 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد ابن الخَليل (1) ،
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاش، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ القاسِم بن عبد الرحمن (2) ، عَنْ فَضَالةَ بنِ عُبَيد وتميمٍ الدَّارِيِّ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ فِي لَيْلَةٍ كُتِبَ مِنَ المُصَلِّينَ، وَلَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلِينَ، وَمَنْ قَرَأَ خَمْسِينَ آيَةً كُتِبَ مِنَ الحَافِظِينَ، وَمَنْ قَرَأَ مِئَةَ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ القَانِتِينَ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ بطولِه؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ مَوْقُوفٌ عَنْ تَمِيمٍ وفَضَالةَ (3) .
423 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش، عَنْ ثَعْلَبَة بْنِ مُسْلِمٍ الخَثْعَميِّ، عَن نافع: سألتُ عائِشةَ عَن ركعَتَين بعد العَصْر ... ؟
فقلتُ لأَبِي: مَنْ نافعٌ هَذَا؟
قَالَ: هو مولى ابن عمر.
_________
(1) روايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (52/167) .
ورواه سعيد بن منصور في "التفسير من سننه" (23) عن إسماعيل بن عياش، به. وانظر تتمة تخريج الحديث في حاشية المحقق عليه.
(2) في (ت) و (ك) : «القاسم أبي عبد الرحمن» ، وهي في (ف) محتملة لهما. وكلاهما صحيح، فهو: أبو عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي.
(3) روى هذا الحديث موقوفًا الدارمي في "مسنده" (3486 و3490 و3495 و3505) من طريق يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ تميم وفضالة، به.(2/349)
424 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْل بْنِ أَبِي حَثْمةَ، عَنِ خَوَّات بْن جُبَير؛ قَالَ: السُّنَّةُ فِي صَلاة الخَوْفِ ... فذكر الحديثَ بِطُولِه؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مقلوبٌ؛ جعَلَ إسنادَيْنِ فِي إسناد (1) .
425 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليد ابن مُسْلِمٍ (2) ، عَنِ ابْنِ عُيَينة، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبدِاللهِ بنِ مالكٍ ابنِ بُحَيْنَةَ (3) : أنَّ رسولَ الله (ص) مرَّ وابنُ القِشْبِ (4) يصلِّي - وَقَدْ أقيمَتِ الصَّلاة - فَقَالَ: يَا ابْنَ القِشْبِ، أَتُصَلِّي الصُّبْحَ أرْبَعًا؟! ... ؟
قَالَ أَبِي (5) : هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: جعفرٌ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (6) ، وَلَيْسَ لابْنِ بُحَيْنَةَ أصلٌ (7) .
_________
(1) راجع المسألة رقم (209) و (352) .
(2) لم نقف على روايته، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (5/346 رقم 22934) ، وأبو يعلى في "مسنده" (915) والطحاوي في "شرح المشكل" (4116) من طريق ابن جريج، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/482) من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن جعفر بن محمد، به.
(3) قال ابن حجر في "فتح الباري" (2/150) : «وحكى ابن عبد البر اختلافًا في بحينة؛ هل هي أم عبد الله، أو أم مالك؟ والصواب: أنها أم عبد الله كما تقدَّم؛ فينبغي أن يكتب ابن بحينة بزيادة ألِف، ويعرب إعراب عبد الله، كما في عبد الله بن أبيٍّ ابن سلول، ومحمد بن عليٍّ ابن الحنفية» .
(4) ابن القِشْبِ: هو عبدُاللهِ بنُ مالكِ بنِ القِشْب؛ وهو عبدُاللهِ بنُ مالكٍ ابْنُ بُحَيْنة.
(5) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(6) كذا «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(7) يعني: من هذا الطريق. والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (6430) من طريق حفص بن غياث، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/482) من طريق الثوري، والخطيب في "الموضح" (2/183) من طريق حماد بن عيسى وحاتم بن إسماعيل، أربعتهم عن جعفر، عن أبيه؛ قال: دخل النبيُّ (ص) المسجد، وأخذ بلالٌ في الإقامة، فقام ابن بُحَيْنَة يصلي ركعتين، فضرب النبيُّ (ص) مَنكِبَه وقال: «يا ابن القِشْبِ، تصلِّي الصُّبحَ أربعًا؟!» .
وحديث عبد الله ابن بحينة في هذا الباب مُخَرَّج في الصحيحين من غير هذا الطريق؛ فقد أخرجه البخاري في "صحيحه" (663) ، ومسلم (711) ، كلاهما من طريق حفص بن عاصم، عن عبد الله ابن بحينة، به.(2/350)
426 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد ابن بَكَّار (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِير، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَن (2) ، عَنْ حُرَيْث بْنِ قَبِيصةَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) قال: أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ عَلَيْهِ (3) الرَّجُلُ صَلاتُهُ؛ فَإِنْ صَلَحَتْ صَلَحَ سَائِرُ عَمَلِهِ، وَإِنْ فَسَدَتْ (4) فَسَدَ سَائِرُ
_________
(1) لم نقف على روايته والحديث رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (2673) من طريق عبد الحميد بن بكار السلمي، عن سعيد بن بشير، به.
ومن طريق الطبراني رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (20/277) .
ورواه الترمذي في "جامعه" (413) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (185) ، والنسائي في "سننه" (465) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2553) من طريق هَمَّام بْن يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، به.
قال الترمذي: «حديث أبي هريرة حديث حسن غريبٌ من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَدْ رَوَى بعض أصحاب الحسن عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ حريث غير هذا الحديث، والمشهور هو: قبيصة بن حريث، وروي عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أبي هريرة، عن النبي (ص) نحو هذا» .
(2) هو: البصري.
(3) قوله: «عليه» من (ف) فقط.
(4) في (أ) و (ش) : «فسد» .(2/351)
عَمَلِهِ، ثُمَّ يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ نَافِلَةٍ؟ فَإِنْ كَانَتْ لَهُ نَافِلَةٌ (1) ، أُتِمَّتْ بِهَا الفَرِيضَةُ، ثُمَّ الفَرَائِضُ كَذَلِكَ؟
قَالَ أَبِي: يَرْوِي هَذَا الحديثَ أَبَانُ العَطَّارُ (2) ،
عَنْ قَتَادَةَ، عن الحَسَن، عن أَنَسِ ابْنِ حَكِيمٍ؛ قَالَ: قَدِمْتُ المدينةَ، فَذَكَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (3) .
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وَرَوَاهُ حُمَيد (5) ، عَنِ الحَسَن، عَن رَجُل مِنْ بَنِي سَلِيطٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) قوله: «فإن كانت له نافلة» سقط من (ك) .
(2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (36036) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/33) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1/211 رقم181) ، والبيهقي في "الشعب" (3016) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/82) .
ورواه أحمد في "مسنده" (2/425 رقم 9494) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/34) ، وأبو داود في "السنن" (864) ، والحاكم في "المستدرك" (1/262) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/254) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/386) من طريق إسماعيل بن عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عن الحسن، به.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/33- 34) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن يونس، عن الحسن، به، موقوفًا.
(3) هنا ينتهي النص في (ك) .
(4) في (أ) و (ش) : «قلت» بدل: «قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ» .
(5) هُوَ: ابْنُ أبي حميد الطويل. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/103 رقم16954) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/34) ، وأبو داود في "سننه" (865) ، وابن ماجه في "سننه" (1426) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1/215 رقم187) .(2/352)
وَرَوَاهُ شَرِيكٌ (1) ، عَن إِسْمَاعِيلَ (2) ، عَنِ الحَسَن، عَنْ صَعْصَعةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَن ذَلِكَ؟
فَقَالَ: الصَّحيحُ: عَنِ الحَسَن، عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيم، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) (3) .
427 - وسألتُ (4) أَبِي (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ حَبِيب بْنِ الشَّهِيد، عَنْ أنسٍ؛ قَالَ: صلَّى بنا رسولُ الله (ص) فِي جُبَّةٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غيرُها، وصلَّى بِنَا فِي مُسْتُقَةٍ (6) لَيْسَ عليه غيرُها؟
_________
(1) من قوله: «عَن رَجُل مِنْ بَنِي سُلَيْطٍ ... » إلى هنا، سقط من (ت) .
وشريك هذا هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي.
(2) هو: ابن مسلم المكِّي. وروايته أخرجها ابن المبارك في "الزهد" (ص320 رقم915) وفي "مسنده" (40) . ومن طريق ابن المبارك: أخرجه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1/212 رقم183) .
(3) أطال البخاري في "التاريخ الكبير" (2/33-34) في ذكر الاختلاف في هذا الحديث، وفي آخره قال: «ولا يصح سماع الحسن من أبي هريرة في هذا» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (8/244) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «وأشبهها بالصواب قول من قال: عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ حكيم، عن أبي هريرة» . وانظر "الضعفاء" للعقيلي (3/132) ، و"تهذيب التهذيب" (1/189/ترجمة أنس بن حكيم) .
(4) في (ك) : «سأل» . وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه «الثوب الواحد» .
(5) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(6) المُسْتُقة: بضم الميم والتاء - وتفتح التاء - وسكون السين المهملة، وهي: الفرو الطويل الكُمَّيْنِ، والجمع مساتق، وهي تعريب «مشته» أو «مشتي» بالفارسية. انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (1/283-284) ، (5/268) ، و"الفائق" (3/367) ، و"المعرَّب" (ص573- 574) ، و"النهاية" (4/326) .(2/353)
قَالَ أَبِي: روى (1) حمَّاد بْن سَلَمة (2) هَذَا الحديثَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهيد، عَنِ الحَسَن، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: محمدٌ هَذَا مَنْ هُوَ؟
قَالَ: شيخٌ بصريٌّ (3) .
428 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد ابن عَوْف؛ قَالَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مالك، عن البراء،
_________
(1) في (ف) : «وروى» .
(2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/262 رقم 13761 و13763) ، والترمذي في "الشمائل" (58) ، والبزار في "مسنده" (593/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2785) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/381) ، وابن حبان في "صحيحه" (2335) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (297) .
ومن طريق أحمد وأبي يعلى رواه الضياء في "المختارة" (5/220 و221) .
قال البزار: «تفرد به أنس، ولا روى حبيب عن الحسن إلا هذا، ولا رواه عنه إلا حماد» .
(3) ذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/127 رقم571) محمدَ بن يزيد البصري نزيل الشام، وذكر أنه روى عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ والعلاء بن عبد الرحمن، وروى عنه مُحَمَّدِ بْنِ شعيب بْن شابور والوليد بن مزيد، وقال: «سألت أبي عنه؟ فقال: هذا شيخ بصري مَجْهُولٌ، لا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى عنه غير مُحَمَّدِ بْنِ شعيب بْن شابور والوليد بن مزيد» . اهـ. فالظاهر أنه هو، ويبقى النظر في قول أبي حاتم: «لا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى عَنْهُ غير مُحَمَّدِ بْنِ شعيب بْن شابور والوليد بن مزيد» ، مع أنه رَوَى عَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ في هذه المسألة!(2/354)
عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ، فَقَرَأَ - وَهُوَ مُسْتَقْبِلُ القِبْلَةِ، لاَ يَشْغَلُهُ شَيْءٌ - مِئَةَ مَرَّةٍ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} ؛ رُفِعَ لَهُ يَوْمَئِذٍ مِثْلُ عَمَلِ سَبْعِينَ نَبِيًّا، وَكُلَّمَا قَال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} ؛ غُفِرَ لَهُ ذَنْبُ سَنَةٍ. قَالَ الْبَرَاءُ: وَأَنَا أزيدُ مِنْ عِنْدِي: الحمدُ لِلَّهِ، وسبحانَ اللَّه (1) ، وَلا إِلَهَ إِلا الله، والله أكبر؛ مِئَةَ مرَّة، وأقولُ: لا حولَ وَلا قوةَ إِلا بِاللَّهِ، أستغفرُ اللَّه، وأصلِّي على النبيِّ (ص) ؛ مِئَةَ مَرَّة، صلَّى اللَّهُ وملائكتُه عَلَى النبيِّ (ص) ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
429 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ ابن مسلم (2) ، عن عبد الرحمن بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عن عبد الله (3) بْنِ الصَّامِت، عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ قال: جِئْتُ رسولَ الله (ص) وَهُوَ يَتوضَّأ، فحرَّك رأسَهُ كَهَيْئَةِ المتعجِّب، فقلتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، وَمَاذَا (4) تعجَبُ مِنْهُ؟ قَالَ: نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يُمِيتُونَ الصَّلاَةَ! ، قَالَ: فقلتُ: وَمَا إِماتَتُهُمْ إيَّاها؟ قَالَ: يُؤَخِّرُونَهَا (5) عَنْ وَقْتِهَا. قلتُ: فَمَا تأمُرُني إنْ أدركتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: صَلِّ الصَّلاَةَ لِوَقْتِهَا، وَاجْعَلْ صَلاَتَكَ مَعَهُمْ سُبْحَةً؟
_________
(1) في (أ) : «وسبحان» فقط.
(2) لم نقف على روايته، والحديث رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (213) من طريق بقية بن الوليد، عن عبد الرحمن بن ثابت، به.
(3) في (ك) : «عبد الرحمن» .
(4) المثبت من (ش) ، ورسمت في بقية النسخ: «ما ذى» بالياء.
(5) في (ك) : «تؤخرونها» .(2/355)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (1) .
430 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه محمَّد ابن حَرْب، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ المَديني (2) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بن كعب، عن عبد الرحمن بْنِ [دارَة] (4) ، عَنْ حُمْران، عَنْ عثمان، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ تَوَضَّأَ وَأَسْبَغَ الوُضُوءَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ، إلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلاةِ الأُخْرَى؟
قَالَ أَبِي: هَذَا غلطٌ؛ لَيْسَ فِي هَذَا (5) الإسنادِ سعيدٌ (6) المَقْبُري؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو مَعْشَر (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بن كعب نفسِهِ.
_________
(1) قيَّد أبو حاتم _ح النكارة بهذا الإسناد؛ لأنَّ الحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (648) من طريق أبي عمران الجَوْني وأبي العالية البَرَّاء وأبي نعامة، ثلاثتهم عن عبد الله بْنِ الصَّامت، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، به.
(2) هو: نَجيح بن عبد الرحمن السِّنْدي.
(3) هو: سعيد بن أبي سعيد.
(4) في (أ) : «وارة» ، وفي (ش) : «وازة» ، وفي (ف) : «رارة» ، وفي (ت) و (ك) : «درارة» ، والمثبت هو الصَّواب، وهو ابن دارة مولى عثمان ح، واختُلِف في اسمه؛ ففي هذا الإسناد اسمه: عبد الرحمن، وقيل: عبد الله، وقيل: زيد. وتجد تفصيله عند الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (2/577-578 رقم 1447) .
(5) قوله: «هذا» ليس في (أ) و (ش) .
(6) في (أ) : «وسعيد» بالواو.
(7) روايته أخرجها ابن المبارك في "مسنده" (37) ، وفي "الزهد" (904) ، والصيداوي في "معجم شيوخه" ص (185) ، والبيهقي في "الشعب" (2472) من طريقه، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عن عبد الله بْنِ دَارَةَ، عَنْ حُمْرَانَ، عَنْ عثمان، به.
وأخرجه أحمد في "المسند" (1/61 رقم436) والدارقطني في "سننه" (1/91- 92) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/36) من طريق صفوان بن عيسى، عن محمد بن عبد الله بن أبي مريم؛ قال: دخلت على بن دارة مولى عثمان؛ قال: فسمعني أُمَضمِض، قال: فقال: يا محمد، قال: قلت: لبَّيك! قال: ألا أخبرك عن وضوء رسول الله (ص) ؟ قال: رأيت عثمان وهو بالمقاعد ... فذكر الحديث. واللفظ لأحمد. ووقع في رواية الطحاوي: «زيد بن دارة» .(2/356)
431 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو حَيْوَة (1) ، عَنْ شُعَيب بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة بْنِ الزُّبَير؛ قَالَ: كنتُ غلامًا لي ذُؤابَتان (2) ، فقُمْتُ أَرْكَعُ بعد العصر، فبَصُرَ بي عمرُ بنُ الخطَّاب ومعه الدِّرَّة، فلمَّا رأيته (3) فَرَرْتُ منه، فقلتُ: لا أعودُ لا أعودُ (4) !! يا أميرَ الْمُؤْمِنِين، فنهاني عَنْهَا؟
فَقَالَ أَبِي: رَوَاهُ أَبُو الأسود (5) ، عَنْ عُرْوَة، عَن تَميم الدَّارِيِّ: أنَّ عُمَر ضَرَبَه حين صلَّى بعد العصر.
قَالَ أَبِي: أُنكِرُ أنْ يكونَ عُرْوَةُ أدرك عُمر؛ فيَحْتَمِلُ أن يكونَ حديثُ شُعَيبٍ وَهَمً (6) .
_________
(1) هو: شُرَيح بن يزيد. وروايته أخرجها يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/364-365) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (40/246) .
(2) في (ت) و (ك) : «روايتان» .
(3) في (أ) : «رأيت» .
(4) ضبَّب ناسخا (ت) و (ك) على «لا أعود» الثانية.
(5) في (ك) : «ورواه الأسود» .
وأبو الأسود هذا هو: محمد بن عبد الرحمن النَّوفلي المعروف بيتيم عُروَة. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (2/58 رقم 1281) ، و"الأوسط" (8684) وقال: «لا يُروى هذا الحديث عن تميم الداري إلا بهذا الإسناد، تفرد به الليث» .
(6) كذا في جميع النسخ بلا ألف بعد الميم، وَيَحْتمل وجهين:
= ... الأوَّل: النصب «وَهَمً» خبرًا لـ «يكون» ، وحُذِفَتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
والثاني: وجه الرفع «وَهَمٌ» خبرًا للمبتدأ «حديث» ، والجملة الاسمية خبرٌ لـ «يكون» ، واسم «يكون» حينئذٍ: ضميرُ شأنٍ، والتقدير: فَيَحْتمل أن يكونَ هو - أي: الشأن - حديثُ شعيبٍ وَهَمٌ. وانظر لضمير الشأن: التعليق على المسألة رقم (854) .(2/357)
وسألتُ ابنَ الجُنَيْد (1) - حافِظَ حديثِ الزُّهْريِّ - عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟
فَقَالَ: هُوَ كما قالَ والدُك (2) .
432 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيد بن عبد العزيز (4) ، عَنِ الأوزاعيِّ (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عن أبي
_________
(1) هو: عَليّ بْن الْحُسَيْن بْن الجُنَيد.
(2) قال المزي في "تهذيب الكمال" (20/22) بعد أن ذكر هذا الحديث: «هكذا وقع في هذه الرواية، وهو وهم! والأشبه أن يكون ذلك جرى لأخيه عبد الله بن الزبير، فإنه كان غلامًا في عهد عمر، ويكون اسمه قد سقط على بعض الرواة، والله أعلم» .
وذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (4/437) ، وقال: «الأشبه أن هذا جرى لأخيه عبد الله، أو جرى له مع عثمان» .
وقال في "تاريخ الإسلام" (حوادث سنة 81- 100) ص (425) : «هذا حديثٌ منكر مع نظافة رجاله» .
(3) نقل هذه المسألة أبو زرعة العراقي في "طرح التثريب" (2/248) .
(4) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (317/ب/أطراف الغرائب) وقال: «قال ابن أبي داود: هذا حديث منكر، تفرَّد به كثير بن عبيد، عن سويد بن عبد العزيز، عن الأوزاعي، عن يحيى» .
(5) هو: عبد الرحمن بن عمرو.(2/358)
هريرة: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يصلِّي بِالنَّاسِ، فمرَّ أعرابيٌّ بَيْنَ يَدَيْهِ، فسَبَّحوا بِهِ، فَلَمْ يَأْبَهْ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا أعرابيُّ، تَنَحَّ عَنْ قِبْلَةِ رسولِ اللَّهِ (ص) (1) فلمَّا فَرَغَ النبيُّ (ص) قَالَ: مَنِ القَائِلُ هَذَا؟ ، قَالُوا: عُمَرُ؛ قَالَ: يَا لَهُ فِقْهًا! ؟
قال أبي: هذا الحديثُ باطِلٌ، يُشْبِهُ أَنْ يكونَ: يَحْيَى، عن النبيِّ (ص) ... مُرسَلً (2) .
433- وسألتُ أَبِي عَن حديثَين رواهما عبد السَّلام بن عبد القدُّوس الدمشقي (3) ، عَنِ الأوزاعيِّ (4) ، عَن بلال بْن سَعْدٍ؛ قَالَ: إنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا لم تَنْهَهُ صَلاتُهُ عَن ظُلْمِهِ، فإنما يَزِيدُهُ (5) عندَ اللَّه مَقْتًا، وَكَانَ يتأوَّلُ هذه الآية: {} (6) .
والحديثُ الآخر (7) : الأوْزَاعِيّ، عَن بلال؛ قال: كانوا
_________
(1) قوله: «صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» لَيْسَ في (ت) و (ك) .
(2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر المسألة رقم (34) .
(3) روايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (5/223- 224) .
(4) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(5) كذا في (أ) و (ت) و (ك) ، ولم تنقط الياء في (ش) و (ف) ، والمراد- والله أعلم-: فإنَّما يزيده ذلك (أي: عدم انتهائِهِ بصلاته عن ظلمه) عند الله مقتًا.
(6) الآية (45) من سورة العنكبوت.
(7) أخرجه أبو نُعَيْم في "الحلية" (5/223- 224) من طريق عبد السلام بن عبد القدوس، عن الأوزاعي، به. وهي التي ذكرها المصنِّف.
وأخرجه الإمام أحمد في "الزهد" (ص460) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" في الموضع السابق، من طريق مسكين بن بُكَيْر، عن الأوزاعي، به.
(*) ... كذا في النسخ بالباء الموحَّدة - عدا (ف) فإنها لم تنقط فيها- في الموضعين، ووقع في رواية مسكين وفي إحدى الطرق عن عبد السلام بالثاء المثلثة: «يتحاثُّون» ، و «ليتحاثُّونَ» .
ومعنى «يتحاثُّون» أي: يَتَحَاضُّونَ، والتَّحَاثُّ: التَّحَاضُّ. انظر: "لسان العرب" (2/130) ، و"تاج العروس" (5/203) .(2/359)
يَتَحابُّون (*) عَلَى الأعمالِ الصَّالحة: الصِّيام، والصَّلاة، والزَّكاة، وإنهم الآن لَيَتَحابُّونَ (*) عَلَى الرَّأي؟
قَالَ أَبِي: هذان الحديثانِ لبلال بْن سَعْدٍ؛ إنَّما هُوَ (1) : عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي (2) كَثِيرٍ؛ وَلَيْسَ هما عَن بلال.
434 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّةُ (4) ؛ قَالَ: حدَّثني عليٌّ القُرَشي؛ قَالَ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلان، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري (5) ،
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادَّةُ أنْ يقال: «إنما هما» ، كما يأتي مثلُهُ في قوله: «وليس هما عن بلال» ، ولكنْ يوجَّه ما في النسخ على رجوع الضمير «هو» إلى = = المفهوم من السياق، والمراد: «إنما هو - أي الصحيحُ في الحديثين - ... » ؛ وانظر في رجوع الضمير إلى غير مذكور إذا فُهِمَ من السياق: التعليق على المسألة رقم (400) .
(2) قوله: «أبي» سقط من (أ) و (ش) .
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (416) ، بإسناد آخر عن بقيَّة.
(4) هو: ابن الوليد ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/184) من طريق بقية، عن علي القرشي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوءَمة، عَنْ أَبِي هريرة، به.
وكذا ذكر الدارقطني في "العلل" (1619) رواية بقية عن علي بن عياش. قال ابن عدي: «وهذه الأحاديث بهذه الأسانيد التي أمليتها يرويها علي بن أبي علي هذا وهو مجهول، يحدث عنه بقية غير ما ذكرت» .
(5) هو: سعيد بن أبي سعيد.(2/360)
عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : خُذُوا زِينَةَ الصَّلاةِ؛ قَالُوا: وَمَا زينةُ الصَّلاة؟ قَالَ: اِلْبَسُوا نِعَالَكُمْ؛ فَصَلُّوا فِيهَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وعليٌّ القُرَشيُّ مجهولٌ (2) .
435 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد ابن حربٍ الأَبْرَشُ، عَنِ الزُّبَيدي (3) ، عَنْ سَعْدِ (4) بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: إِنِّي (5) بَدَنٌ (6) ؛ لا تُبَادِرُونِي بِالرُّكُوعِ والسُّجُودِ؛ فَإِنِّي مَا أَسْبِقْكُمْ بِهِ حِينَ أَرْكَعُ تُدْرِكُوني بِهِ (7) حِينَ أَرْفَعُ، وَمَا أَسْبِقْكُمْ بِهِ حِينَ أَسْجُدُ فَإِنَّكُمْ تُدْرِكُوني بِهِ حِينَ (8)
أَرْفَعُ؟
_________
(1) ضبَّب ناسخ (ت) على قوله: «أبيه» ، ثم هناك محاولة تصويب قبل قوله: «هريرة» ، وكأنها بخط مغاير. ويبدو أن سبب ذلك يرجع إلى أن قوله هنا: «عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ» خطأ، والصواب بدلاً منه: «صالح مولى التَّوءَمة» كما في المسألة (416) ، وهذا الذي ذكره الدارقطني في "العلل" (1619) ، والله أعلم.
(2) في (ف) : «مجهول الحديث» .
(3) هو: محمد بن الوليد.
(4) في (أ) و (ش) : «سعيد» .
(5) قوله: «إني» سقط من (ف) .
(6) أي: مُسِنٌّ. ووقعت هذه اللفظة بأسانيد أخرى لهذا الحديث: «بدنتُ» ، ورويت بتشديد الدال وفتحها «بَدَّنْتُ» ، وبضمها مع التخفيف «بَدُنْتُ» :
والأوَّل: معناه: كَبِرْتُ وأسنَنتُ؛ يقال: بَدَّنَ الرجلُ تبدينًا: إذا أَسَنَّ؛ ومنه: رجلٌ بَدَنٌ: مُسِنٌّ. والثاني: معناه: زيادة الجسم واحتمال اللحم.
وكلٌّ مِن كِبَرِ السن واحتمالِ اللحم يثقل البدن ويثبِّط عن الحركة. وانظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (3/187- 191) ، و"معالم السنن للخطابي" (1/319) ، و"تهذيب اللغة" (14/144) ، و"معجم مقاييس اللغة" (1/211) ، و"النهاية" (1/107) .
(7) قوله: «به» سقط من (ت) و (ك) .
(8) قوله: «حين» سقط من (أ) . وقوله: «تدركوني» جاء في جميع النسخ بنون واحدة، والأصل: «تدركونني» ؛ إذِ الفعلُ مرفوع، ويَحْتَمِلُ ما في النسخ وجهَيْنِ:
الأوَّل: أنْ تشدَّد النون: «تُدْرِكُونِّي» ، والأصل: «تُدْرِكُونَنِي» ، ثم أُدْغِمَتْ نون الرفع في نون الوقاية، فصارتْ نونًا واحدةً مشدَّدة؛ كقوله تعالى: [الزُّمَر: 64] {أَفَغَيْرِ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ} .
والثاني: أنْ تكون النون خفيفةً: «تُدْرِكُونِي» ، والأصل: «تُدْرِكُونَنِي» بنونَيْن، ثم حذفت إحداهما تخفيفًا؛ على لغة غَطَفَانَ؛ ووورد على هذه اللغة قراءة نافع: {فَبِمَ تُبَشِّرُونِ} [الحِجر: 54] .
والوجهان لغتان للعرب في الفعل المضارع المرفوع، إذا اجتمعتْ فيه نون الرفع، ونون الوقاية.
وهناك لغة ثالثة - وهي الأصل -: وهي إثبات النونين مِنْ غير إدغامٍ؛ نحو قوله تعالى: [الصَّف: 5] {لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمُ} . ومما يخرج على حذف إحدى النونَيْنِ تخفيفًا، أو إدغامِهِمَا في الأخرى؛ من الحديث: قوله: «إنَّ لي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ ويَقْطَعُونِي» "صحيح مسلم" (2558) ، وقولُ عائشة خ: «وظَنَنْتُ أنَّ القومَ سَيَفْقِدُونِي» "صحيح مسلم" (2770) ، وغير ذلك من الأحاديث.
انظر: "الكتاب" لسيبويه (3/519- 520) ، و"إعراب الحديث النبوي" للعكبري (ص232- 234، 277- 278، 355، 380- 385) ، و"إعراب القرآن" للنحاس (2/383) ، و"شرح التسهيل" لابن مالك (1/51- 53) ، و"البحر المحيط" لأبي حيان (5/447) ، و"حاشية شرح قطر الندى" لمحيي الدين = = عبد الحميد (ص362) ، و"عقود الزبرجد" للسيوطي (3/115- 116) ، و"لسان العرب" (15/163) .(2/361)
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: سعدُ بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن (1) عَوْف، عن النبيِّ (ص) (2) .
436 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابن (3) حِمْيَر (4) ، عن معاوية
_________
(1) في (ف) : «عن» بدل: «بن» .
(2) يعني: أنه مرسل.
(3) قوله: «بن» سقط من (ف) .
(4) هو: محمد بن حِمْيَر.(2/362)
بْنِ أَبِي سلاَّم (1) ، عَنْ عِكْرِمَة، عَنْ طَلْحة السُّحَيْمي (2) ، عَنْ رَسُولِ الله (ص) قَالَ: لاَ يَنْظُرُ اللهُ إِلَى صَلاَةِ عَبْدٍ لاَ يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي رُكُوعِهِ وسُجُودِهِ (3) ؟
قَالَ أَبِي: أَرَى أَنَّهُ عِكْرِمَة بْنُ عمَّار، وَلَمْ يَلْقَ (4) عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابنِ عَبَّاسٍ.
437 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ حِمْيَر (5) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
_________
(1) هو: معاوية بن سلاَّم بن أبي سلاَّم، فنُسِب هنا إلى جدِّه. وانظر: "تهذيب الكمال" (12/291) .
(2) كذا جاء في هذه الرواية!
وقد ذكر الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (5/255) طلحة السحيمي هذا وقال: «صوابه: طلق. قال أبو موسى: ذكره علي بن سعد العسكري في الصحابة، وروى من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ طَلْحَةَ السُّحَيْمِيِّ، عَنْ رسول الله (ص) قَالَ: " لا ينظرُ اللَّه إِلَى صَلاةِ عبدٍ لا يقيمُ صُلبَه في رُكوعِه وسُجودِه ". قلت: هذا الحديث أخرجه أحمد والطبراني في ترجمة طلق بن علي، وهو: السحيمي» . اهـ.
والحديث رواه أحمد في "مسنده" (4/22 رقم 16283) من طريق وكيع، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ عبد الله بن زيد - أو بدر - عن طلق بن علي الحنفي، به.
ورواه الطبراني في "الكبير" (8/338 رقم 8261) من طريق عقيل المقرئ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ عبد الله ابن بدر، حدثني عبد الرحمن بن علي، عن طلق بن علي، به.
(3) قوله: «وسجوده» سقط من (أ) و (ش) .
(4) أي: معاوية بن أبي سلاَّم.
(5) هو: محمد بن حمير المذكور في المسألة السابقة. وفي (ف) : «أبي حمير» . وروايته أخرجها البيهقي في "جزء القراءة خلف الإمام" (ص50) ، لكن وقع عنده: «عبيد الله بن عمر» بدل: «عبد الله بن عمر» . ثم أخرجه البيهقي أيضًا من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، به كذلك.(2/363)
بن عَيَّاش (1) ، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ (2) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) قَالَ: مَنْ صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ القُرْآن ِ، فَهِيَ خِدَاجٌ غَيْرُ تَمَامٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا (3) .
438 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ (5) حِمْيَر (6) ، عَنْ شُعَيب بْنِ أَبِي حَمْزَة، عَنْ محمَّد بْنِ المُنكَدِر، عن عبد الرحمن بن هُرْمُز الأعرج، عن عُبَيدالله (7) بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ (8) بن مَسْلَمة:
_________
(1) في (ك) : «عباس» .
(2) كذا في جميع النسخ! وتقدم أن البيهقي أخرجه من طريق ابن حمير، وفيه: «عبيد الله بن عمر» ، وأخرجه أيضًا من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر. وإسماعيل بن عياش وعبد الرحيم بن سليمان ذُكر أنهما يرويان عن عبيد الله بن عمر، ولم نجد مَن ذَكر أنهما يرويان عن عبد الله.
انظر"تهذيب الكمال" (3/163 و18/36) .
(3) يعني: بهذا الإسناد؛ لأن الحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (395) من حديث أبي هريرة.
(4) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1368) .
(5) قوله: «بن» سقط من (أ) و (ش) ، وكتب فوقها في (أ) بخط مغاير: «محمد بن» .
(6) هو: محمد؛ المذكور في المسألتين السابقتين. وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (898 و1052 و1128) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1993) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/15) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (19/231 رقم515) ، لكن لم يذكر أحد منهم عبيد الله بن أبي رافع في سنده.
(7) في (ك) : «عبد الله» .
(8) في (أ) : «عمر» بدل: «محمد» ، وكُتِب فوقها بخط مغاير: «صوابه محمد» ، وهي مطموسة في (ش) .(2/364)
أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ إِذَا قَامَ يصلِّي؛ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، {} إِلَى آخرِ الآيَةِ (1) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا مِنْ حَدِيثِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَة؛ يُرْوَى: شُعَيب (2) عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَة.
439 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ ابن خَالِدٍ الوَهْبي (3) ، عَنِ الوَصَّافي (4) ، عَنْ مُحارِب بْنِ دِثار، عَنِ ابْنِ عمر؛ قال: مازالَ النبيُّ (ص) يُوصي بالصَّلاة وَمَا مَلَكَتْ أيمانُكُم، حتى انكَسَرَ لسانُهُ (5) ؟
_________
(1) الآية (79) من سورة الأنعام.
(2) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (19/232 رقم516) ، وفي "مسند الشاميين" (3364 و3365) من طريقه، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عن الأعرج، عن عبيد الله بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن مسلمة، به.
والحديث رواه مسلم في "صحيحه" (771) من طريق الماجشون بن أبي سلمة، عن عبد الرحمن بن هُرمُز الأعرج، عن عُبَيدالله بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بن أبي طالب ح.
(3) روايته أخرجها الطرسوسي في "مسند عبد الله بن عمر" (17) قال: حدثنا كثير - وهو: ابن عبيد - والطبراني في "الكبير" (291/ب- 292/أ/قطعة فيها مسند ابن عمر) قال: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا كثير ابن عبيد، عن محمد بن خالد الوهبي، به.
(4) هو: عبيد الله بن الوليد.
(5) أي: استرخَى وفَتَرَ، يعني: حتى توفِّي (ص) . انظر: "النهاية" (2/82) ، وكذا جاءت الرواية في "مسند عبد الله بن عمر» للطرسوسي، والذي في "المعجم الكبير" للطبراني (الموضع المذكور) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: «كَانَ عامَّةُ وصيَّة رسول الله (ص) : الصلاةَ وما ملكَتْ أيمانُكُمْ! حتى جعَلَ يُغَرْغِرُ بها في صَدْرِهِ، وما كان يَقْبِضُ بها لسانُهُ» ، يعني: لا يتبيَّنُ كلامُهُ بها من الوجع. كما في "تاريخ دمشق" (7/62) ، و"فيض القدير" (5/251) .(2/365)
قَالَ أَبِي: أحاديثُ الوَصَّافي عَنْ مُحارِب مناكيرُ (1) .
440 - وسمعتُ (2) أَبِي وحدَّثنا عن محمد ابن يَزِيدَ بْنِ (3) سِنان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير؛ قَالَ: حدَّثني ابْنُ شِهاب الزُّهْري؛ أنَّ عَبَّاد بْنَ أوْس؛ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قال رسولُ الله (ص) : تَفْضُلُ صَلاَةُ الجَمَاعَةِ عَنْ صَلاَةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ صَلاَةً (4) .
قَالَ أَبِي: إنَّما هُوَ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ؛ أنَّ محمد بن عبد الرحمن بْنِ ثَوْبان حَدَّثه؛ أنَّ عبَّاد ابن أَوْس أَخْبَرَهُ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا الزُّهْري.
_________
(1) وذكر ابن عدي في "الكامل" (4/323) عدة أحاديث للوصافي هذا عن محارب، ولم يذكر هذا الحديث فيها، ثم قال: «وهذه الأحاديث للوصافي عَنْ مُحَارِبٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، هو الذي يرويها، ولا يتابع عليها» .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (218) .
(3) في (ش) : «عن» بدل: «بن» .
(4) كذا في جميع النسخ: «خمس وعشرين صلاةً» ، وتحتمل في العربية وجهين:
الأوَّل: بالجر «خَمْسٍ» بتقدير الباء، أي: تفضُلُ عنها بخمسٍ وعشرين صلاةً، حُذِفَ حرف الجر، وبقي الاسمُ بعده مجرورًا، وهو قليلٌ أو نادرٌ.
ومنه قولُ رؤبةَ وقد قِيلَ له: كيف أصبحْتَ؟ فقال: «خَيْرٍ، والحمدُ لله» بالجر، والتقدير: على خَيْرٍ.
وعلى هذا خَرَّج ابنُ مالكٍ والزركشيُّ والسُّيُوطيُّ حديثَ أبي هريرة هذا - في رواية البخاريِّ (647) - قالوا: يروى بالجر على تقدير الباء، أي: بِخَمْسٍ. وذكر الزركشي أنَّ هذا وقع في الصحيحَيْنِ، لكنَّ لم نجده في النسخة اليونينية من "صحيح البخاري" ولا في "صحيح مسلم" (649) . انظر كلام الزركشي في "عقود الزبرجد" للسيوطي (2/509) ، وانظر: "شواهد التوضيح" (ص153- 154) ، و"همع الهوامع" (2/468) ، (3/10) ، و"عمدة القاري" (5/168) ، و"فيض القدير" (4/435) .
والوجه الثاني: وَجْهُ النصب «خَمْسً» ، وكتب بحذف ألف التنوين على لغة ربيعة، والجادَّة: «خمسًا» وإنما نُصِبَ «خَمْسً» هنا على نزع الخافض، والتقدير: «بِخَمْسٍ» ؛ حُذِفَ الجارُّ فانتصَبَ الاسم بعده. انظر في لغة ربيعة المسألة رقم (34) ، وفي نزع الخافض المسألة رقم (12) .(2/366)
441 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوان الفَزَاريُّ (1) ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ (2) الكاهِليِّ؛ قَالَ: حدَّثني مُسَوَّر (3) بْنُ يزيدَ المالِكي؛ قَالَ: شَهِدتُّ رسولَ الله (ص) يقرأُ فِي صلاةٍ (4) ، فَتَرَكَ شَيْئًا لَمْ يقرَأْهُ، فلمَّا (5) سَلَّم، قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: آيةُ كَذَا وَكَذَا لَمْ تقرَأْهَا (6) يَا رَسُولَ الله!
_________
(1) هو: مروان بن معاوية. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (6/50) ، والبخاري في "التاريخ = = الكبير" (8/40) ، وأبو داود في "سننه" (907) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (872 و1059 و2699) ، وعبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على المسند" (4/74 رقم16692) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (3/111) ، وابن حبان في "صحيحه" (2240 و2241) ، والطبراني في "الكبير" (20/27- 28 رقم 34) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6165) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/211) .
ومن طريق ابن أبي عاصم رواه ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/177) .
قال ابن أبي عاصم: «يحيى بن كثير؛ لين الحديث» .
(2) قوله: «يحيى بن كثير» كذا في (أ) و (ف) ، وضبَّب عليه الناسخان، وكتب فوقه ناسخ (أ) : «صح» ، وفي (ت) و (ك) : «يحيى بن أبي كثير» ، وأصل (ش) موافق لـ (أ) ، لكن ألحق بالهامش قوله: «أبي» . وانظر "تهذيب الكمال" (31/501) ، وتعليق مصحِّحي "التاريخ الكبير".
(3) على وزن «مُحمَّد» . انظر "الإكمال" لابن ماكولا (7/189) .
(4) في (ك) : «في صلاته» .
(5) في (ك) : «فلم» .
(6) المثبت من (أ) و (ش) ، وفي (ت) و (ف) : «تقرها» ، وفي (ك) : «يقرها» .(2/367)
قَالَ: أَفَلاَ أَذْكَرْتَنِيهَا إِذَنْ؟ ، فَقَالَ الرَّجُلُ: كنتُ أُرَيهَا (1) نُسِخَتْ (2) ؟
قَالَ أَبِي: لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ غيرُ مَرْوَانَ. وَيَحْيَى بنُ كَثِيرٍ (3) ومُسَوَّرٌ مَجْهُولانِ (4) .
442 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (6) ، عَنْ عُتْبة بْنِ أَبِي حَكِيم، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُصَلِّي بَعْدَ الوِتْر ركعَتَين وَهُوَ جالسٌ، يقرأُ فِي الرَّكعَة الأُولَى بأمِّ الْقُرْآنِ وَ: {إِذَا زُلْزِلَتِ الأَْرْضُ زِلْزَالَهَا *} ، وَفِي الآخِرة بأمِّ الْقُرْآنِ وَ: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *} ؟
_________
(1) كذا في جميع النسخ «أريها» بالياء، ومثله في بعض الأصول الخطية لـ"معرفة الصحابة" لأبي نعيم، والجادَّة أن تكون بالألف «أراها» كما في مطبوعات بقيّة مصادر التخريج، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على أنَّ هذه الياء ألفٌ أُمِيلَتْ نحو الياء، فكتبتْ على صورتها، ولا يلفظ بها إلا ألفًا ممالة. وسببُ إمالةِ الألفِ هنا: كونُ أصلها ياءً؛ ويشهد لذلك: أنَّ بني أسد يتكلمون بالإمالة، وراوي الحديث وهو مسوَّر بن يزيد من بني أسد، كما في "تقريب التهذيب"، وانظر الكلام على الإمالة في المسألة رقم (25) و (124) .
(2) في (ك) : «سخت» ، وتتمة الحديث: «فقال النبي (ص) : فإنها لم تُنْسَخْ» .
(3) كذا في (أ) و (ش) و (ف) ، وضبَّب عليها ناسخا (أ) و (ف) ، وفي (ت) و (ك) : «ويحيى بن أبي كثير» ، وانظر التعليق عليه أول المسألة.
(4) قال البخاري في"التاريخ الكبير" (8/40) : «مُسَوَّر بن يزيد المالكي له صحبة» .
(5) وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير يبدو أنه خط محمد بن العطار بما نصه: «صلاة ركعتين بعد الوتر» .
(6) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (2/41) ، وفي "الأفراد" (82/ب/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/33) .
نقل الدارقطني عن شيخه أبي بكر بن أبي داود قوله: «هذه سُنَّة تفرَّد بها أهل البصرة، وحفظها أهل الشام» . وقال الدارقطني في "الأفراد": «غريب من حديث قتادة عنه، تفرد به عتبة عنه، وتفرد به بقية عن عتبة» . وذكر البيهقي أن عتبة بن أبي حكيم غير قوي. والحديث رواه ابن خزيمة في "صحيحه" (1079 و1105) والبيهقي (3/33) من طريق عمارة بن زاذان، عن ثابت، عن أنس، به.(2/368)
قَالَ أَبِي: هَذَا - مِنْ حَدِيثِ قتادةَ - منكرٌ.
443 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعَيب بْنُ إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوائي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عُرْوَة، عن عائِشَة؛ أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ فِي صَلاتِهِ (3) فَمَسَّ ذَكَرَهُ، فَلْيَتَوَضَّأْ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يَرْويه هِشَامٌ (4) ،
عَنْ يَحْيَى، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُرْوَة، عن عائِشَة.
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (74) .
(2) لم نقف على روايته، والحديث رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (80/بغية الباحث) من طريق عبد العزيز بن أبان، والذهبي في"المعجم المختص بالمحدثين" (ص158) من طريق عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، كلاهما عن هشام الدستوائي، به. قال الذهبي: «هذا حديث نظيف الإسناد غريبٌ» .
(3) في (ك) : «صلاتهم» .
(4) روايته أخرجها إسحاق بن راهوية في "مسنده" (866) من طريق معاذ بْن هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، به.
وأخرجه العجلي في "الثقات" (2/114) من طريق عبيد الله بن موسى، عن هشام الدستوائي، عن رجل، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عائشة، به، هكذا بإسقاط «يحيى» من الإسناد.
وذكر الدارقطني في "العلل" (5/21/أ-23/أ) أن هذا الحديث يرويه الزهري ويحيى بن أبي كثير، واختُلِف عنهما، ثم أطال في ذكر الاختلاف، فانظره هناك إن شئت. وانظر "المطالب العالية" (2/387 رقم 135) .(2/369)
444 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا الأوزاعيُّ (2) ؛ قَالَ: حدَّثني يَحْيَى (3) ؛ قَالَ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: حدَّثني شَقيق (4) بْنُ سَلَمة؛ قَالَ: حدَّثني حُمْران مَوْلَى عُثْمَانَ؛ قَالَ: رأيتُ عُثْمَانَ قاعِدًا فِي المَقاعِد (5) ، فَدَعَا بِوَضُوءٍ، فتوضَّأ، ثُمَّ قَالَ: رأيتُ رسولَ الله (ص) فِي مَقْعَدِي هَذَا توضَّأ مِثْلَ وُضُوئي هَذَا. ثُمَّ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : مَنْ تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، قَالَ رسول الله (ص) : وَلا تَغْتَرُّوا (6) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم (7) ، عن عيسى ابن طَلْحة، عَنْ حُمْران، وَلَيْسَ لأَبِي وائِل (8) مَعْنَى، هَذَا الغَلَطُ مِنَ
_________
(1) هو: ابن مسلم. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (285) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (176) ، وابن حبان في "صحيحه" (360) .
ورواه أحمد في "مسنده" (1/66 رقم 478) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، عن الأوزاعي، به.
(2) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(3) هو: ابن أبي كثير.
(4) في (ك) : «سفيان» بدل: «شقيق» .
(5) تقدم تفسيرها في المسألة رقم (143) .
(6) في (ك) يشبه أن تكون: «تفترقا» .
(7) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (285) من طريق عبد الحميد بن حبيب، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عن حمران، به.
والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (6433) من طريق شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن معاذ بن عبد الرحمن، عن حمران، به.
(8) هو: شقيق بن سلمة؛ المذكور في الإسناد.(2/370)
الْوَلِيدِ فِيمَا أَرَى (1) .
445 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه الوليد ابن مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ، عن داودَ ابن صَالِحٍ (2) ؛ قَالَ: قَالَ لي سهل بْن حُنَيف: أرأيتَ قولَ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ *} (3) ؟ قلتُ: فِي القتال؟ قَالَ: لا؛ ولكنْ فِي صُفُوفِ الصَّلاة.
قَالَ: فقوله: {} (4) ؟ قلتُ: فِي الرِّبَاط؟ قَالَ: لا؛ ولكنْ فِي الجُلُوسِ بالمساجِد (5) انتظارَ الصَّلاةِ؟
قَالَ أَبِي: إنَّما هُوَ: دَاوُد، عَنْ أَبِي أُمامَة (6) بْن سهل؛ في قولِه ... (7) .
_________
(1) انظر "العلل" للدارقطني (262) فقد أطال في ذكر الاختلاف في الحديث.
(2) روايته أخرجها ابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "الدر المنثور" للسيوطي (5/74) .
(3) الآية (24) من سورة الحجر.
(4) الآية (200) من سورة آل عمران.
(5) في (ت) و (ك) : «في المساجد» .
(6) في (ك) : «إنما هو دواعي أبي أمامة» !.
(7) كذا في جميع النسخ، والمعنى - والله أعلم-: أي في قوله تعالى ... إلخ، وربما كان قوله: «في» متصحفًا عن قوله: «من» ، فيكون المعنى: من قول أَبِي أُمَامَةَ بْن سهل بْن حنيف» .(2/371)
446 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليد (1) ، عن عبد الرحمن بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنِ الثِّقَةِ عندَهُ؛ أَنَّهُ حَدَّثَهُ (2) عَنْ عُبَادَةَ ابنِ نُسَيٍّ؛ سمعتُ عبد الرحمن بْنَ غَنْمٍ يَقُولُ: سألتُ معاذَ (3) بْنَ جَبَلٍ عَنْ رَجُلٍ صلَّى بِغَيْرِ أذانٍ وَلا إِقَامَةَ؟ فَقَالَ مُعَاذٌ: لَيْسَ الأذانُ والإقامةُ مِنْ فَرْضِ الصَّلاة الَّتِي افتَرَضَ اللهُ عزَّ وجلَّ عَلَيْكَ؛ إِنَّمَا هُوَ خيرٌ يُدْعَى بِهِ إِلَيْهَا، وفضلٌ يُؤْخَذُ بِهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي [لَمْ يُذْكَرِ] (4) اسمُه، هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَزْدِيُّ (5) ، وهو حديثٌ مُنكَرٌٌ، يحدِّث (6) مِثْلَ (7) هَذَا الحديثِ.
447 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الأوزاعيِّ (9) ، عَنْ يَحْيَى ابن أَبِي كَثِيرٍ (10) ، عَنْ أَبِي قِلابة الجَرْمي (11) ، عَنْ أَبِي أُميَّة الضَّمْري (12) ؛ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُول اللَّهِ (ص) من سَفَرٍ،
_________
(1) هو: ابن مسلم.
(2) في (ك) : «حدث» .
(3) في (ك) : «معاوية» بدل: «معاذ» .
(4) ما بين المعقوفين زيادةٌ يقتضيها السِّياق، أو ما يقوم مقامها.
(5) وهو الذي قتله أبو جعفر المنصور على الزندقة وصلبه، فعُرِف بالمصلوب.
(6) أي: محمد بن سعيد.
(7) في (ت) و (ك) : «بمثل» .
(8) ستأتي هذه المسألة برقم (784) ، ويأتي فيها ذكر الاختلاف في هذا الحديث. وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه: «وضع شطر الصوم والصلاة عن المسافر» .
(9) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(10) في (ك) : «يحيى بن بكير» .
(11) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي.
(12) هو: عمرو بن أمية.(2/372)
فَقَالَ: أَلا تَنْتَظِرُ الغَدَاءَ؟ ، قلتُ: إنِّي صائِم، قَالَ: تَعَالَ أُخْبِرْكَ عَنِ المُسَافِرِ (1) : إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَضَعَ عنهُ الصِّيامَ، وَنِصْفَ الصَّلاَةِ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ الكَعْبي.
448 - وسألتُ أَبِي (2) عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ عَنْ (3) عبد الرزاق بْنُ عُمَرَ الدِّمَشْقي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سُمَيع، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سَلَمة النَّصْري (4) الْكُوفِيِّ، عن طَرَفَة (5) ، عن عبد الله بْنِ أَبِي أَوْفى؛ قَالَ: سافَرْتُ مع النبيِّ (ص) اثنتَيْ عَشْرَةَ سَفْرَةً (6) ، فكان يصلِّي الظُّهْرَ، وَلَوْ وضَعْتَ جَنْبًا فِي الرَّمْضاء لَأَنْضَجَهُ (7) ، ويُطِيلُ القِراءةَ فِي أَوَّلِ ركعَة مَا سَمِعَ وَقْعَ الأقدامِ، حَتَّى يَنْقَطِعَ (8) صوتُها، ثُمَّ يجعلُ الثانيةَ أقصَرَ مِنَ الأُولَى، والثالثةَ أقصَرَ مِنَ الثَّانِيَةِ، والرابعةَ كَذَلِكَ، والعصرَ قَدْرَ (9) مَا يَسِيرُ الراكبُ فَرْسَخَيْنِ أو ثلاثةً، ويُطيلُ فِي الأُولَى، ويقصِّرُ فِي الثَّانِيَةِ والثالثة؟
_________
(1) في (ف) : «السفر» .
(2) نقل بعض هذا النص أبو زرعة ابن العراقي في "تحفة التحصيل" (ص507) ، وانظر "فتح الباري" لابن رجب (4/420) .
(3) قوله: «عن» سقط من (ش) .
(4) في (أ) و (ش) : «البصري» .
(5) هو: الحضرمي.
(6) المثبت من (ت) ، وهو الجادَّة، وفي (أ) و (ف) : «اثنَيْ عَشْرَةَ سَفْرَةً» .
(7) كذا! ولعلَّ المراد: لأنضجه الحرُّ.
(8) في (ف) : «تنقطع» .
(9) في (ت) : «قد» ، بسقوط الراء.(2/373)
قَالَ أَبِي: أَحْسَبُ أنَّ هَذَا الحديثَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جُحَادةَ، ومعاويةُ بنُ سَلَمة لَمْ يدركْ طَرَفَةَ؛ فَأَرَى أَنَّ (1) : معاويةُ بنُ سَلَمة (2) ، عَنْ محمَّد بْنِ جُحَادَة (3) ، وَقَدْ تُرِكَ مِنَ الإِسْنَادِ مُحَمَّدَ بن جُحَادَة (4) .
_________
(1) في (ف) : «بن» ، وانظر التعليق بعد التالي.
(2) في (ف) : «مسلمة» .
(3) قوله: «فأرى أن معاوية ... » إلى هنا، كذا في جميع النسخ، وفي الموضع السابق من "تحفة التحصيل" نقلاً عن أبي حاتم: «معاوية بْنِ سَلَمَةَ لَمْ يُدْرِكْ طَرَفَةَ؛ فأرى أنه (أي: معاوية) أخذه عن محمد بن جحادة» . والذي وقع هنا يخرَّج على أنَّ اسم «أنَّ» ضميرُ شأنٍ محذوفٌ، والتقدير: أرى أنَّهُ - أي: أنَّ الشأنَ في هذا الحديث -: معاويةُ بْنَ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن جحادة، أي: إسناده هكذا. وانظر لضمير الشأن: التعليق على المسألة رقم (854) .
(4) الحديث أخرجه البزار في "مسنده" (3376) ، والدارقطني في "الأفراد" (227/ب/أطراف = = الغرائب) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/66) من طريق خازم بن حسين أبي إسحاق الحميسي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جحادة، عَنْ طرفة الحضرمي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أوفى، به. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن ابن أبي أوفى إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» .
وقال الدارقطني: «تفرد به أبو إسحاق الحميسي خازم ابن الحسين، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جحادة، عَنْ طرفة بن عمرو الحضرمي. ورواه زياد بن خيثمة، عن ابن جحادة، عن الحكم، عن طرفة. قال ابن جحادة: ثم حدثني به طرفة، وتفرد به زياد بن خيثمة عنه، ولا نعلم حدث به عن الحكم إلا محمد بن جحادة» .
وقال ابن رجب في "فتح الباري" (4/420) : «وفي إسناده أبو إسحاق الأحمسي ضعفوه» .
وقال الذهبي في "الميزان" (2/335) : «طرفة الحضرمي، ولا يصح حديثه؛ قاله الأزدي» .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/356 رقم 19146) ، وأبو داود في "سننه" (802) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/66) ثلاثتهم من طريق همام بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جحادة، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن أبي أوفى، أن النبي (ص) كان يقوم في الركعة الأولى من صلاة الظهر حتى لا يسمع وقع قدم» .
قال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (5185/تحفة الأشراف) : «وقد جزم الحافظ الضياء بأن الذي لم يُسَمَّ في هذه الرواية هو: طرفة ... » .(2/374)
قلتُ: مَا حالُ مُعَاوِيَةَ بْنِ سَلَمة؟
قَالَ: أَرَى (1) حديثَهُ مُسْتَقِيمًا.
449 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّد بْن سُلَيمان بْن أَبِي دَاوُدَ الحَرَّاني (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الجَزَري (4) ، عَنْ زِيَادِ ابن أبي مريم، عن عبد الله بن مَعْقِلٍ، عن كعب ابن عُجْرةَ: أنَّ أعمَى أَتَى رسولَ الله (ص) فَقَالَ: إِنِّي أسمعُ النِّداء، ولعلِّي أنْ (5) لا أَجِدَ قَائِدًا، فَقَالَ رسول الله (ص) : إِذَا سَمِعْتَ النِّدَاءَ، فأَجِبْ دَاعِيَ اللهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (6) ، ومحمَّدُ بنُ سُلَيمان منكرُ
_________
(1) في (ف) : «أبي» بدل: «أرى» .
(2) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (2/392) ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1327) قول أبي حاتم هنا: «هذا حديث منكر» . لكن ابن رجب نقله بالمعنى.
(3) في (ت) : «الخراني» ، وفي (ك) : «الخذاني» . ورواية الحراني هذا: أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (19/138 رقم304) ، والدارقطني في "السنن" (2/87) ، وفي "الأفراد" (244/أ/ أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/122/ تعليقًا) .
قال الدارقطني في "الأفراد": «غريبٌ من حديثه عنه، تفرد به زياد بن أبي مريم عنه، وتفرد به عبد الكريم بن مالك الجزري عن زياد، وتفرَّد به سُلَيْمَانَ بْن أَبِي دَاوُدَ الحرَّاني عن عبد الكريم» .
(4) هو: عبد الكريم بن مالك.
(5) كذا في جميع النسخ بإثبات «أَنْ» في خبر «لعلَّ» حملاً لها على «عَسَى» ؛ وانظر التعليق على المسألة رقم (240) .
(6) يعني: بهذا الإسناد؛ لأن الحديث أخرجه مسلم (653) من حديث أبي هريرة.(2/375)
الْحَدِيثِ، وَأَبُوهُ ضعيفٌ جِدًّا.
450 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ بْنُ (2) ميمونٍ الرَّقِّيُّ (3) ،
عَنْ مَخْلَد بْنِ يَزِيدَ الحَرَّانيِّ، عَنْ سُفْيان (4) ، عَنْ مَنْصُورٍ (5) ، عَنِ الحَكَم (6) ، عَنْ مِقْسَمٍ (7) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ أُمِّ سَلَمة؛ قَالَتْ: كَانَ رسولُ الله (ص) يُوتِرُ بِسَبْعٍ، وخمسٍ، وَلا يَفْصِلُ بينهُنَّ بتسليم ولا بكلام؟
_________
(1) في هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة كُتب بخط مغاير كلمة: «الوتر» .
(2) قوله: «علي بن» سقط من (ك) .
(3) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3083) .
وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (433) من طريق عمرو بن هشام، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/378 رقم895) من طريق أبي جعفر النفيلي، كلاهما عن مخلد بن يزيد، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/137- 138) من طريق مؤمل بن إسماعيل، كلاهما (مخلد ومؤمل) عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه النسائي في "سننه" (1715) من طريق إسرائيل، عن منصور، به.
ورواه أحمد في "مسنده" (6/290 رقم 26486) ، والنسائي في "سننه" (1714) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6963) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/291) من طريق جرير بن عبد الحميد، وعبد الرزاق في "مصنفه" (4668) - ومن طريقه أحمد في "مسنده" (6/310 رقم 26641) ، والطبراني في "الكبير" (23/283 رقم 617) - والنسائي في "الكبرى" (432) من طريق الثوري، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/179- 180) من طريق أبي حمزة السكري جميعهم عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مقسم، عن أم سلمة، به. كذا بإسقاط ابن عباس.
(4) هو: الثوري.
(5) هو: ابن المعتمر.
(6) هو: ابن عُتَيبَة.
(7) هو: مولى ابن عباس.(2/376)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) .
451 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد ابن بَكَّار، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بشيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّان (2) ، عن عبد الله بن عَمْرو: أنَّ النبيَّ (ص) حدَّثهم ذاتَ ليلةٍ عَن بني إسرائيل، فلم يَقُمْ فِيهَا إِلا إلَى عُظْمِ صَلاةٍ (3) ؟
قَالَ أَبِي: يروي هَذَا الحديثَ أَبُو هلال (4) ، عن قتادة، عن أبي
_________
(1) قال الدارقطني في "العلل" (5/169/أ) : «يرويه الحكم بن عُتَيبة، واختُلِف عنه: فرواه إسرائيل، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الحَكَم، عَنْ مِقْسَم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ أم سلمة؛ قاله عبيد الله بن موسى عنه، وكذلك قال مَخْلد بْنِ يَزِيدَ الحَرَّاني، عَنْ الثوري، عن منصور. وخالفه أصحاب الثوري؛ فرَوَوه عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ الحَكَم، عن مِقْسَم، عن أم سلمة. وكذلك رواه جرير بن عبد الحميد، وأبو حمزة السُّكَّري، وعمرو بن أبي قيس، وأبو وكيع، وزائدة بن قدامة، وزهير، وأبو الأحوص عن منصور. وقال جعفر الأحمر: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الحَكَم، عَنْ مِقْسَم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبي (ص) . وقال شعبة: عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ رجل، عن ميمونة وعائشة، عن النبي (ص) . وَرَوَاهُ مَالِكُ بْنُ مِغْوَل، عَنْ الحَكَم، عَنْ مِقْسَم، عَنِ ابْنِ عباس وأم سلمة. ورواه الحجاج بن أرطاة، عَنِ الحَكَم، عَنْ مِقْسَم، عَنِ ابن عباس، عن عائشة وميمونة، عن النبي (ص) ، والمرسل عنهما أصحُّ» .
(2) هو: الأعرج، واسمه: مسلم بن عبد الله.
(3) قال ابن الأثير في "النهاية" (3/260) : «عُظْمُ الشَّيء: أكبرُه، كأنه أراد: لا يقومُ إلا إلى الفريضة» .
(4) هو: الرَّاسبي، واسمه: محمد بن سُلَيم. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/437 رقم 19921 و444 رقم19990) ، والبزار في "مسنده" (3596) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1342) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (137) ، وابن عدي في "الكامل" (6/215) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (18/207 رقم510) ، والحاكم في "المستدرك" (2/379) والخطيب في "الجامع" (1385) .(2/377)
حَسَّان، عَنْ عِمْران بْنِ حُصَين، عن النبيِّ (ص) . وحديثُ عبد الله بْن عَمْرو أشبَهُ؛ لأنه قد تابَعَهُ (1) هشامٌ الدَّسْتوائي (2) وعَمْرُو بْن الحارث (3) .
452 - وسمعتُ أبي _ح (4) وحدَّثنا عَنْ مُؤَمَّل بْنِ إِهاب (5) ، عن
_________
(1) يعني: تابعَ سعيدَ بن بشير.
(2) في (ف) : «الدستواني» . وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/437 رقم19922) ، وأبو داود في "سننه" (3663) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1342) ، والخطيب في "الجامع" (1386) .
(3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه ابن حبان في "صحيحه" (6255) من طريق عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بن أبي هلال، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حسَّان، عن عبد الله بن عمرو، به.
وقال ابن عدي في "الكامل" (6/215) : «وروى هَذَا الْحَدِيثَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حسَّان، عن عبد الله بن مسعود؛ بدل عمران بن حصين» .
وقال البزار في "مسنده" (9/68) : «وهذا الحديث لا نعلم يُروى عن النبي (ص) إلا برواية عمران بن حصين وعبد الله بن عمرو، واختُلِف في إسناده عن قتادة؛ فقال أَبُو هلال: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حسان، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حصين، وقال معاذ بْن هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حسان، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي (ص) . وهشام أحفَظُ من أبي هلال» .
وقال الخطيب بعد أن رواه من طريق هشام: «وهذا - فيما قيل - أصحُّ من رواية أبي هلال، والله أعلم» .
وقال ابن حجر في "إتحاف المهرة" (12/56) بعد أن ذكر رواية أبي هلال: «رواه غيره عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حسان، عن عبد الله بن عمرو، وهو أشبه» .
(4) قوله: «رحمه الله» ليس في (أ) و (ش) .
(5) لم نقف على روايته، والحديث رواه عبد الرزاق في "مصنفه" (4121) . ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" (12/48) ، والضياء في "المختارة" (7/196 رقم 2632) .
ورواه أحمد في "مسنده" (3/136 رقم 12395) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3583) من طريق محمد بن بكر، عن ابن جريج، به.
= ... ورواه ابن عبد البر في "التمهيد" (12/48) من طريق النضر بن شميل، عن صالح ابن أبي الأخضر، عن ابن شهاب، به.(2/378)
عبد الرزاق (1) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَدِمَ النبيُّ (ص) المدينةَ وَهِيَ مَحَمَّةٌ (3) ، فَدَخَلَ المسجِدَ والناسُ يصلُّون قُعُودًا، فَقَالَ: صَلاَةُ القَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلاَةِ القَائِمِ، فتَجَشَّمَ (4) الناسُ الصَّلاةَ (5) قِيَامًا.
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ (6) .
453 - وسمعتُ (7) أَبِي يذكُرُ حديثَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (8) ، عن مَعْمَر،
_________
(1) هو: ابن همَّام الصَّنعاني.
(2) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(3) أرضٌ مَحَمَّةٌ، ومُحِمَّةٌ، أي: ذات حُمَّى، أو كثيرتها. انظر "النهاية في غريب الحديث" (1/446) ، و"القاموس المحيط" (4/101) .
(4) أي: تكلَّفوها على مشقَّة. انظر "لسان العرب" (12/100) .
(5) في (أ) و (ش) : «بالصلاة» .
(6) اختُلِف في هذا الحديث على الزهري؛ فروي عنه عن أنس. وروي عنه عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عبد الله بن عمرو. وروي عنه عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سلمة، عن عبد الله بن عمرو. وروي عنه عن مولى لعبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن عمرو. وروي عنه عن السائب ابن يزيد، عن عبد المطَّلب بْنِ أَبِي وَداعة، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . وروي عنه عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن النبي (ص) . ذكر ذلك كلَّه الدارقطني في "العلل" (5/25/أ) ، ثم قال: «ورواه مالك ومعمر عن الزهري: أن عبد الله بن عمرو، ولم يذكر بينهما أحدًا، وهو المحفوظ» .
(7) نقل هذا النص الضياء المقدسي في "المختارة" (7/175) ، وابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (1/431) .
(8) روايته أخرجها في "مصنفه" (3276) . ومن طريقه رواه أحمد في "مسنده" (3/138 رقم12407) ، وعبد ابن حميد في "مسنده" (1162/المنتخب) ، وأبو داود في "سننه" (943) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3569 و3588) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (885) ، وابن حبان في "صحيحه" (2264) ، والدارقطني في "سننه" (2/84) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص (105) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (21/104) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/226) و (51/148) ، والضياء في "المختارة" (7/174) .
ورواه مسلم في "صحيحه" (419) من طريق عبد الرزاق، به، بطوله دون اختصار.(2/379)
عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) أَشَارَ فِي الصَّلاة بإصْبَعِهِ (1) .
قَالَ أبي: اختَصَرَ عبدُالرزَّاقِ هَذِهِ الكلمةَ مِنْ حَدِيثِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ ضَعُفَ، فقدَّم (2) أَبَا بَكْر يصلِّي بالناس، فجاء النبيُّ (ص) ... فذكَرَ الحديثَ.
قَالَ أَبِي: أَخْطَأَ (3) عبدُالرزاق فِي اختصارِهِ (4) هَذِهِ (5) الكلمةَ؛ لأنَّ عبد الرزاق اختَصَرَ هَذِهِ الكلمةَ، وأدخلَهُ فِي بابِ مَنْ كَانَ يشيرُ بإصْبَعِه فِي التشهُّد (6) ، وأوهَمَ أنَّ النبيَّ (ص) إِنَّمَا أشارَ بيدِه فِي التشهُّد، وليس كذاك هو.
_________
(1) قوله: «بإصبعه» ليس في رواية عبد الرزاق في "المصنف"، ولا في رواية من رواه من طريقه.
(2) في (أ) و (ش) : «فقام» .
(3) في (ت) و (ك) : «خطأ» .
(4) في (ف) : «اختصار» .
(5) في (ك) : «وهذه» .
(6) كذا قال أبو حاتم! والحديث في الموضع السابق من "مصنف عبد الرزاق" في «باب الإشارة في الصلاة» ، ولم يقيده بالتشهد، ولم يذكر الإصبع، وليس في أحاديث الباب عند عبد الرزاق شيء يتعلق بالإشارة في التشهد، بل جميعها تحكي الإشارة في الصلاة عامةً.(2/380)
قلتُ لأبي: فإشارةُ النبيِّ (ص) إِلَى أَبِي بَكْرٍ كَانَ فِي الصَّلاة، أَوْ قبلَ دُخُولِ النبيِّ (ص) فِي الصَّلاة؟
فَقَالَ: أمَّا فِي حديثِ شُعَيْبٍ (1) عَنِ الزُّهْري، لا يَدُلُّ (2) عَلَى شيءٍ مِنْ هَذَا.
454 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوب بْنُ عُتْبة (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: رخَّص رسولُ اللَّهِ (ص) فِي قَتْلِ الأسوَدَيْنِ فِي الصَّلاة: الحَيَّةِ والعَقْرب؟
_________
(1) هو: ابن أبي حمزة.
وحديثه أخرجه البخاري في "صحيحه" (680) فقال: حدثنا أبو اليمان؛ قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري؛ قال: أخبرني أنس بن مالك الأنصاري - وكان تَبِعَ النبيَّ (ص) ، وخدمه، وصحبه-: أن أبا بكر كان يصلي لهم في وجع النبيِّ (ص) الذي توفِّي فيه، حتى إذا كان يوم الإثنين وهم صفوف في الصَّلاة، فكشف النبي (ص) سِتْرَ الحُجْرة ينظر إلينا وهو قائم، كأن وجهه ورقة مصحف، ثم = = تبسَّم يضحك، فهممنا أن نَفْتَتِن من الفرح برؤية النبي (ص) ، فنَكَصَ أبو بكر على عقِبَيه لِيَصِلَ الصفَّ، وظن أن النبي (ص) خارج إلى الصلاة، فأشار إلينا النبي (ص) : «أن أتمُّوا صلاتكم» ، وأرخى السِّتر فتوفِّي من يومه.
(2) كذا في جميع النسخ بحذف الفاء من جواب «أمَّا» ، وكانت الجادَّة أن يقال: «فلا يَدُلُّ» ، لكنَّ ما وقع في النسخ من حذف هذه الفاء: جائز سائغ وله شواهد. انظر إيضاح ذلك في التعليق على المسألة رقم (637) .
(3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (131/أ- ب/ مسند أبي هريرة) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/109) .
قال البزار: «وهذا الحديث أخشى أن يكون أخطأ فيه أيوب بن عتبة في إسناده؛ إذ رواه عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة، وإنما يرويه الحفاظ عن يَحْيَى، عَنْ ضَمْضَمْ بْنِ جَوْس، عن أبي هريرة» .(2/381)
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى (1) ، عَنْ ضَمْضَم بْنِ جَوْسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قلتُ لهما: الخطأُ (2) ممَّن هُوَ؟
قَالا: مِنْ أيُّوبَ؛ حدَّث بِهِ مَرَّةً عَلَى الصِّحَّة عَنْ ضَمْضَم، ومَرَّةً عَلَى الخطأ (3) .
_________
(1) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2662) ، وأحمد في "مسنده" (2/473 و475 رقم 10116 و10154) ، وأبو داود في "سننه" (921) ، والترمذي في "جامعه" (390) ، وابن حبان في "صحيحه" (2352) ، وابن عدي في "الكامل" (5/181) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/266) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (20/97) ، وابن حزم في "المحلى" (3/85) ، والبغوي في "شرح السنة" (744) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/161) من طريق علي بن المبارك، والطيالسي في "مسنده" (2661) ، وعبد الرزاق في "مصنفه" (1754) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (4968) ، وأحمد في "مسنده" (2/233 و248 و284 و490 رقم 7178 و7379 و7817 و10357) ، وابن ماجه في "سننه" (1245) ، والنسائي في "سننه" (1202 و1203) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/237) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (869) ، وابن حبان في "صحيحه" (2351) ، والحاكم في "المستدرك" (1/256) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/266) ، والبغوي في "شرح السنة" (745) من طريق معمر، وأحمد في "مسنده" (2/255 رقم 7469) ، والدارمي في "مسنده" (1545) من طريق هشام الدستوائي، ثلاثتهم عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، به.
(2) قوله: «الخطأ» سقط من (ت) و (ك) .
(3) قال الدارقطني في "العلل" (8/49 رقم1409) : «يرويه يحيى بن أبي كثير، واختُلِف عنه: فرواه أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، وخالفه معمر بن راشد وهشام الدستوائي وعلي بن المبارك؛ رَوَوه عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ ضَمْضَمْ بْنِ جَوْسٍ، عَنْ أبي هريرة، وهو الصواب» .(2/382)
455 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ موسى بن داود (2) ، عن عبد العزيز بْنِ أَبِي سَلَمة (3) ، عَن حُمَيد (4) ، عَنْ أَنَسٍ، عَن أُمِّ الفضل: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى فِي ثَوْبٍ واحدٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ ما حدَّثنا به عبد الله بن صالح، عن عبد العزيز، عن رَجُلٍ: أنَّ النبيَّ (ص) .
456 - (5) .
457 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ العِجْليُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاش، عن عبد الله بن رَبيع، عن عامر ابن مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ، مَا اصْطَفُّوا عَلَيْهِ إلاَّ بِسُهْمَةٍ (6) ؟
_________
(1) تقدَّمت هذه المسألة برقم (226) و (333) ، وانظر المسألة رقم (545) .
(2) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (226) .
(3) كأنه ضرب في (ف) على ألف قوله: «أبي» . وهو: عبد العزيز بن عبد الله، المعروف بالماجِشُون.
(4) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل.
(5) أورد محقق المطبوع تحت هذا الرَّقْم ما نصُّه: «سألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بن صالح، عن عبد العزيز، عن رجل: أن النبي (ص) أبي» ؛ وهذه الزيادة تكرار وخلط بين بعض النص السابق وأول النص الآتي، وهي محذوفة في النسختين الخطيتين اللتين اعتمدهما المحقق، وهما (ت) و (ك) ؛ فإنَّ الناسخَيْنِ كتبا قبل «سألت» : «لا» ، وبعد «وسلم» : «إلى» ، وهذا في مصطلح النُّسَّاخ يعني: حذف ما بين «لا» و «إلى» ، ولكن المحقِّق لم يتنبَّه لذلك، وأشكلت عليه كلمة «إلى» فظنها «أبي» غير منقوطة. ولم يرد هذا النص في بقية النسخ فحذفناه، وأبقينا الرَّقْم حتى لا يختلفَ الترقيم مع المطبوع.
(6) أي: بِقُرْعَة، وأصل السُّهْمَة: النَّصيبُ والحظُّ؛ كما في "لسان العرب" (12/308) .(2/383)
قال أبي: كذا قال عبدُالله بْنُ صَالِحٍ! وَإِنَّمَا هُوَ: أَبُو بكر، عن عبد العزيز بْنِ رُفَيْع (1) .
458 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَبَابَةُ (3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ (4) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَمْعان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: كان رسولُ الله (ص) إِذَا افتَتَحَ الصَّلاة، نَشَرَ أصابِعَهُ نَشْرًا؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا رَوَى (5) عَلَى هَذَا اللَّفْظِ يَحْيَى بنُ يَمَانٍ (6) ، ووَهِمَ،
_________
(1) الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3812) والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/128) من طريق زائدة، والخطابي في "غريب الحديث" (1/171) من طريق جرير بن عبد الحميد، والضياء في "المختارة" (8/210 رقم248 و249) من طريق زهير، ثلاثتهم عن عبد العزيز بن رفيع، عن عامر بن مسعود، به.
وأخرج ابن عدي في "الكامل" (3/432) هذا الحديث من طريق سيف بن محمد، ثنا عبد العزيز بن رفيع، عن عامر بن واثلة، عن أبي مسعود الأنصاري، به، مرفوعًا، ثم قال: «قال لنا ابنُ صاعد: بيَّنَ سيفٌ ضعفَه في إسناد هذا الحديث وتسويتَه، وإنما هو عن عامر بن مسعود. والذي قاله ابنُ صاعد كما قال، وسيف بن محمد جعل بدلَ عامر بن مسعود: عامرَ بن واثلة، وعامرُ بن واثلة هو أبو الطفيل، ثم زاد في الإسناد أيضًا عن ابن مسعود الأنصاري، عن النبي (ص) ، وليس لأبي مسعود ولا لعامر ابن واثلة في هذا الإسناد ذكر، وقد رواه عن عبد العزيز ابن رفيع جماعة من الكوفيين وغيرهم، عن عامر بن مسعود، عن النبي (ص) ، مرسلاً» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (6/183 رقم 1055) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «والصَّحيح قول جرير: عن عبد العزيز، عن عامر بن مسعود الجمحي، مرسل، عن النبيِّ (ص) ، وقد أدرك النبيَّ (ص) » .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (265) .
(3) هو: ابن سَوَّار.
(4) هو: محمد بن عبد الرحمن.
(5) أي: رواه، يعني: هذا الحديثَ؛ وهذا مِنْ حذف ضمير المفعول به للعلم به. انظر التعليق على المسألة رقم (24) .
(6) روايته تقدمت في المسألة (265) .(2/384)
وَهَذَا (1) باطِلٌ.
459 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحُسَيْنُ بْنُ عليِّ بْنِ يَزِيدَ الصُّدَائيُّ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فَرُّوخٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الخطَّاب، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: بِتُّ عِنْدَ مَيْمُونَة خَالَتِي - وَكَانَتْ ليلتَها من رسول الله (ص) - فأغفَى رسولُ (ص) ، ونِمْتُ عند رؤوسِهِما، فسمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: اللَّهُمَّ بِكَ (4) وَضَعْتُ جَنْبِي، وَإلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْري، آمَنْتُ بِما أَنزَلْتَ، وَبِمَا جاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ، صَدَقَ اللهُ وَبَلَّغَ المُرْسَلُونَ ثلاثَ مرَّات، ثُمَّ أغفَى هُنَيَّةً (5) ،
ثُمَّ قَامَ فتوضَّأ ثَلاثًا ثَلاثًا، وَمَسَحَ رأسَهُ، ونَضَحَ فَرْجَهُ بِالْمَاءِ، ثُمَّ قام فصلَّى، فقرأ سورة
_________
(1) في (ش) : «وهو» .
(2) نقل هذا النص بتمامه ابن دقيق العيد في "الإمام" (2/86) ، ونقل قول أبي حاتم: مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (1/374) ، والعراقي في "ذيل الميزان" (74) . وانظر "لسان الميزان" (1/91) .
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «الصراتي» . ولم نقف على روايته، والحديث رواه الخطيب في "المتفق والمفترق" (3/1436) ، وابن ماكولا في "تهذيب مستمر الأوهام" ص (200) من طريق محبوب بن محرز، عن إبراهيم بن عبد الله بن فروخ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به، بلفظ: أن النبي (ص) توضأ ونضح فرجه مرَّة.
(4) في (ت) و (ك) : «اللَّهم لك» ، وكذا في "الإمام".
(5) أي: قليلاً من الزمان، وهو تصغير «هَنَة» محذوفة اللام؛ أصله: «هُنَيْوَة» اجتمعت الواو والياء، وسَبَقَتْ إحداهما بالسكون، فقلبت الواو ياءً، وأدغمت الياءان. وهذا على أن أصل لام «هنة» المحذوفة: واو. وعلى القول بأنَّ أصلها هاء، تصغَّر «هَنَة» على «هُنَيْهة» . وانظر "النهاية" (5/279) ، و"المصباح المنير" (2/641) ، و"عقود الزبرجد" (3/17- مسند أبي هريرة) ..(2/385)
المائدة، والنحل، و {} (1) ، ثُمَّ رَقَدَ هُنَيَّةً، ثُمَّ قَامَ فتوضَّأ دُونَ ذَلِكَ الوُضُوء، كلُّ ذَلِكَ لا يَغْمِسُ يدَه فِي الإِنَاءِ حَتَّى يغسِلَها ... فذكَرَ الحديثَ بِطُولِهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وإبراهيمُ هَذَا هُوَ (2) مجهولٌ.
460 - وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بن زيد (4) ،
عن
_________
(1) أي: سورة الفتح.
(2) قوله: «هو» ليس في (ش) ، ولا في "الإمام"، و"شرح ابن ماجه"، و"ذيل الميزان".
(3) قوله: «أبي» ليس في (ت) و (ف) ، وعلق ناسخ (ف) عليه في الحاشية بقوله: «هكذا في الأصل» . وستأتي هذه المسألة برقم (1084) .
(4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث أخرجه محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (693) عن مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّان، عَنِ أَبِي عمرة، عَنْ زَيْدِ بْنِ خالد، به.
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (23/286) : «وروى ابن جريج، وحماد بن زيد، وابن عيينة، عن يحيى بن سعيد هذا الحديث، فقالوا فيه: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أبي عمرة؛ كما قال ابن وهب ومصعب» . اهـ. وسيأتي باقي كلامه.
وأخرج البزار في "مسنده" هذا الحديث (3765) من طريق شيخه محمد بن عبد الملك، عن حماد، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّان، عن رجل، عن زيد بن خالد، به. وشيخ البزار محمد بن عبد الملك: هو ابن أبي الشوارب، القرشي، وحماد: هو ابن زيد؛ يدل على ذلك: أن البزار روى عن محمد ابن عبد الملك هذا، عن حماد بن زيد في مواضع عدَّة، منها: (1717 و2489 و2593 و3201 و3860 و3928) ، ولم نقف على رواية له عن حماد بن سلمة، ولم نجد أحدًا ذكر أنه يروي عن حماد بن سلمة، وأما حماد بن زيد فذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (11/103) من شيوخه.(2/386)
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّان، عَنِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ: أنَّ رجلا ماتَ عَلَى عَهْدِ رسولِ اللَّهِ (ص) ، فلم يُصَلِّ عَلَيْهِ، وَقَالَ لأصحابِه: صَلُّوا ... ؟
قَالَ أَبِي: كَذَا رَوَاهُ حمَّاد بْنُ زيد!
وَرَوَاهُ جماعةٌ (1)
عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يحيى،
_________
(1) منهم الإمام مالك، وابن عيينة، وعبد الوهاب الثقفي، وابن جريج، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن نمير، وسفيان الثوري، ويزيد بن هارون، وبشر بن المفضل، والليث بن سعد، وغيرهم:
أما الإمام مالك: فأخرج الحديث في "موطئه" (2/458 رقم978/رواية يحيى الليثي) هكذا: عن يحيى ابن سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بن حَبَّان، أن زيد بن خالد قال ... فذكره هكذا بإسقاط أبي عمرة. كذا جاء في رواية يحيى الليثي! وفي رواية أبي مصعب الزهري (924) : «عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّان، عَنْ أَبِي عَمْرَةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ زيد بن خالد الجهني» . كذا جاء في المطبوع من رواية أبي مصعب. والذي حكاه الجوهري وابن عبد البر عن رواية أبي مصعب أن اسم الواسطة: «ابن أبي عمرة» .
فقد رواه الجوهري في "مسند الموطأ" (819) من طريق القعنبي، عن مالك، فَقَالَ فِيهِ: «عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّان، عَنِ ابْنِ أبي عمرة؛ أن زيد بن خالد الجهني قال ... » ، فذكره، ثم قال الجوهري: «هكذا قال ابن القاسم، ومعن، وابن بكير، وابن عفير، وأبو مصعب: "عن ابن أبي عمرة "، وقال ابن وَهْب، والزبيري: "عن أبي عمرة "» . اهـ.
وذكر ابن عبد البر في "التمهيد" (23/285-286) رواية يحيى الليثي، ثم قال: «هكذا في كتاب يحيى وروايته: " عن مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن محمد ابن يحيى بن حبان؛ أن زيد بن خالد "، لم يَقُل: " عن أبي عمرة "، ولا: " عن ابن أبي عمرة "، وهو غلطٌ منه، وسقط من كتابه ذكر أبي عمرة. واختلف أصحاب مالك في "أبي عمرة"، أو " ابن أبي عمرة " في هذا الحديث أيضًا: فقال القعنبي، وابن القاسم، ومعن بن عيسى، وأبو المصعب، وسعيد بن عفير، وأكثر النسخ عن ابن بكير، كلهم قالوا في هذا الحديث: عن مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حبان، عن ابن أبي عمرة؛ أن زيد بن خالد الجهني قال: توفِّي رجل ... ، فذكروا الحديث. وقال ابن وَهْب ومصعب الزبيري: عن مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حبان، عَنْ أَبِي عمرة، عَنْ زَيْدِ ابن خالد ... . وروى ابن جريج، وحماد بن زيد، وابن عيينة عن يحيى ابن سعيد هذا الحديث، فقالوا فيه: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أبي عمرة؛ كما قال ابن وَهْب ومصعب» . اهـ. ورواية ابن وَهْب المذكورة أخرجها البيهقي في "سننه" (9/101) .
= ... وأما رواية سفيان بن عيينة: فأخرجها الشافعي في "السنن" (651) ، والحميدي في "مسنده" (815) ، ومحمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (694) ، والطبراني في "الكبير" (5/230 رقم5177) ،.
وأما رواية عبد الوهاب الثقفي: فأخرجها الشافعي أيضًا (652) ، والبزار في "مسنده" (3764) ، ومحمد بن نصر (695) .
وأما رواية ابن جريج: فأخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (9501) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (5175) .
وأما رواية يحيى بن سعيد القطان: فأخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/192 رقم21675) ، وأبو داود في "سننه" (2710) ، والنسائي في "سننه" (1959) ، وابن حبان في "صحيحه" (4853) ، والحاكم "المستدرك" (2/127) .
وأما رواية عبد الله بن نمير: فأخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (33516) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/114 رقم17031) . ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجها الطبراني (5180) .
وأما رواية سفيان الثوري: فأخرجها ابن أبي شيبة أيضًا (33517) ، والبزار في "مسنده" (3766) .
وأما رواية يزيد بن هارون: فأخرجها الإمام أحمد مقرونة برواية عبد الله بن نمير، وعبد بن حميد في "مسنده" (272/المنتخب) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1081) ، والطبراني في "الكبير" (5174 و5181) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/101) .
وأما رواية بشر بن المفضل: فأخرجها أبو داود والحاكم مقرونة برواية يحيى القطان السابقة. وأما رواية الليث بن سعد: فأخرجها ابن ماجه في "سننه" (2848) ، والبيهقي في الموضع السابق.(2/387)
عَنْ أَبِي عَمْرَة (1) ، عَنْ زَيْدِ بن خالد، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ.
461 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ الحديثِ الذي رواه عبد الحميد بْن جَعْفَرٍ (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن عَطَاء، عَنْ أَبِي حُمَيد السَّاعِدي: فِي عَشَرةٍ من أصحاب النبيِّ (ص) ؛ في صِفَةِ (4) صلاةِ النبيِّ (ص) : فرفَعَ اليدَيْنِ ... ؟
فَقَالَ: رَوَاهُ الحَسَن بن الحُرِّ (5) ، عن عيسى ابن عبد الله بن مالك،
_________
(1) هو: مولى زيد بن خالد الجهني.
(2) نقل بعض هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1359) ، لكنه تصرَّف في النقل؛ فأخطأ في تفسير مراد أبي حاتم بالإرسال، فقال: «ولما سأل ابن أبي حاتم أباه عن حديث عبد الحميد هذا؟ قال: أصله صحيح، ورواية العباس بْن سهل عَنْ أَبِي حميد مرسلة» .
(3) روايته أخرجها أحمد في"المسند" (5/424 رقم 23599) ، وأبو داود (730 و963) ، والترمذي (304 و305) ، والنسائي (1039 و1101) ، وابن ماجه (803 و862 و1061) ، والبزار في "مسنده" (3711) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/195 و223 و228 و230 و258) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (587 و588 و625 و651 و677) ، وابن حبان في "صحيحه" (1865 و1867 و1870 و1876) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/72 و116 و118 و123 و129 و137) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/52- 53) ، والبغوي في "شرح السنة" (556) . قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .
(4) في (ف) : «صف» .
(5) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (733 و966) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/260) ، وابن حبان في "صحيحه" (1866) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/101 و118) .(2/389)
عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن عَطاء، عَنِ العباس بْن سهل بْن سَعْدٍ، عَنْ أَبِي حُمَيد السَّاعِدي، عن النبيِّ (ص) (1) ؛ بِمِثْلِ حديث عبد الحميد بْن جَعْفَر. والحديثُ أصلهُ صحيحٌ؛ لأنَّ فُلَيح بْن سُلَيمان (2) قد رَوَاهُ عَنِ العباس بْن سهل، عَنْ أَبِي (3) حُمَيد السَّاعِدي.
قَالَ أبي: فصارَ الحديثُُ مُرسَلً (4) .
_________
(1) من قوله: «عن العباس بن سهل..» إلى هنا، سقط من (أ) و (ش) .
(2) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (734 و735 و967) ، والترمذي في "جامعه" (260 و270 و293) ، وابن ماجه في "سننه" (863) ، والبزار في "مسنده" (3712) ، وابن جرير في "تهذيب الآثار" (1/190 و191/مسند ابن عباس) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (589 و608 و637 و640 و689) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/223 و229- 230 و257 و260) وابن حبان في "صحيحه" (1871) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/73 و112 و121 و128- 129) . وقال الترمذي: «حسن صحيح» .
(3) في (ت) : «بن» بدل: «أبي» .
(4) كذا في جميع النسخ: «مرسل» ، وهو صحيحٌ في = = العربية، ويتخرَّج على وجهَيْنِ:
الأوَّل: أن يكون منصوبًا «مرسلً» خبرًا لـ «صار» ، وحذفت ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، والجادَّة: مرسلاً، بالألف. وانظر المسألة رقم (34) .
والثاني: أن يكون مرفوعًا «مرسلٌ» خبرًا للمبتدأ «الحديثُ» ، والجملة الاسمية من المبتدأ والخبر: في محلِّ نصب خبر لـ «صار» ، ويكون اسم «صار» : ضمير شأن، والتقدير: فصار هو - أي: الشأن-: الحديثُ مرسلٌ. وانظر الكلام على ضمير الشأن في التعليق على المسألة رقم (854) .
ومراد أبي حاتم بقوله: «فصار الحديث مرسلً» : عدم سماع مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن عَطَاءٍ للحديث من أبي حميد؛ يوضحه قول الحافظ ابن رجب في "فتح الباري" (5/156) : «وأنكر آخرون سماع مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن عَطَاءٍ لهذا الحديث من أبي حميد أيضًا، وقالوا: بينهما رجل، وممَّن قال ذلك: أبو حاتم الرازي، والطحاوي، وغيرهما» .
وكلام الطحاوي الذي أشار إليه ابن رجب تجده في "شرح معاني الآثار" له (1/259) ، وتابعه عليه ابن القطان الفاسي في "بيان الوهم والإيهام" (2/461-465) . وتولى مناقشة هذه العلة، وردَّها، وتصحيح الحديث: ابنُ القيم في "تهذيب السنن" (1/355-365) ، وابن رجب في "فتح الباري" (5/155-159) ، فأجادا، ولولا الطول لنقلنا كلامهما؛ لجودته.
وقد أخرج الحديث البخاري في "صحيحه" (828) من طريق الليث بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يزيد المصري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن حَلْحَلَة، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن عطاء، عن أبي حميد.
ثم أخرجه من طريق الليث أيضًا، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ويزيد بن محمد، كلاهما عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن حَلْحَلَة، به، ثم قال البخاري: «وسمع الليث يزيد بن أبي حبيب، ويزيد بن محمد بن حَلْحَلَة، وابن حَلْحَلَة من ابن عطاء ... وقال ابْنُ الْمُبَارَكِ: عَنْ يَحْيَى بْنِ أيوب؛ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حبيب؛ أن محمد بن عمرو حدَّثه» .
وبيَّن ابن رجب في الموضع السابق من "فتح الباري" أن مراد البخاري بما ذكره: اتصال إسناد هذا الحديث، وأن الليث سمع من يزيد بن أبي حبيب، وأن يزيد سمع من مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَة، وأن ابن حَلْحَلَة سمع من مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن عَطَاءٍ. وفي رواية يحيى بن أيوب التي علَّقها التصريح بسماع يزيد من مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَة. وأما سماع محمد بن عطاء من أبي حميد والنَّفَر من الصَّحابة الذين معه: ففي هذه الرواية أنه كان جالسًا معهم، وهذا تصريحٌ بالسماع من أبي حميد.
وقد صرَّح البخاري في "تاريخه" بسماع مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن عَطَاءٍ من أبي حميد كذلك. ا. هـ كلام ابن رجب. وانظر "البدر المنير" لابن الملقن (3/3-4/مخطوط) ، و"فتح الباري" لابن حجر (2/307) .(2/390)
..........................
462 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ سمعَه مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الجَوْهَري؛ قال: حدَّثنا سعدُ بن عبد الحميد بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ فُلَيح بْنِ سُلَيمان، عَنْ حُنَين بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عن حُكَيم ابن عبد الله بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قال: مَنْ سَمِعَ
_________
(1) أشار مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1149) إلى هذه المسألة.(2/391)
المُؤَذِّنَ ... (1) ؟
قَالَ أَبِي: وَجَدتُّ (2) فِي كِتَابِ سَعِيدِ بْنِ عُفَير (3) : عَنْ يحيى بن أيُّوب، عن عُبَيدالله (4) ابن المغيرة، عن حُكَيم بن عبد الله بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص، عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ اللَّيث (5) ، عَنْ حُكَيم بن عبد الله، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ أبيه، عن النبيِّ (ص) .
قال أبي: واللَّيثُ ثقةٌ، [وعُبَيدالله] (6) بْنُ الْمُغَيرَةِ مِنْ أَهْلِ مِصر.
_________
(1) يعني: حديث: «من قال حين يسمع المؤذِّن: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وحدَه لا شَرِيكَ لَهُ، وأن محمدًا عبده ورسوله، رضيتُ بالله ربًّا، وبمحمدٍ رسولاً، وبالإسلام دينًا؛ غُفِر له ذنبه» .
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدث» .
(3) نُسِب هنا إلى جدِّه، وهو سعيد بن كثير بن عفير.
وروايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (422) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/145) .
(4) في (ف) : «عبد الله» .
(5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/181 رقم 1565) ، ومسلم في "صحيحه" (386) ، والترمذي في "جامعه" (210) ، وأبو داود في "سننه" (525) ، وابن ماجه في "سننه" (721) ، والنسائي في "سننه" (679) ، والبزار في "مسنده" (3/332 رقم1130) .
قال الترمذي: «حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث الليث بن سعد، عن حكيم بن عبد الله بن قيس» .
وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن سعد، عن النبي (ص) بهذا الإسناد» .
(6) في جميع النسخ: «وعبد الله» ، وتقدم على الصَّواب، ومثل هذا الخطأ يقع في اسمه أحيانًا؛ كما نبَّه عليه المزِّي في "تهذيب الكمال" (19/161-163) .(2/392)
قلتُ لأَبِي: أَبُو هُرَيْرَةَ أشبَهُ أَوْ سَعْدٌ؟
قَالَ: قَدِ اتَّفَقَ نَفْسان ِ عَلَى «عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ» ؛ وَهُوَ أشبَهُ.
463 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو سُفْيان الحِمْيَري (2) ، عَنْ سُفْيان بْن حُسَين، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي أُمامةَ بْن سَهْل بْن حُنَيف، عَنْ أبيه: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى عَلَى قَبْر؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ والصَّحيحُ حديثُ يونس بْن يَزِيدَ (3) وجماعةٍ (4) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي أُمامَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ بلا «أبيه» (5) .
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1085) .
(2) هو: سعيد بن يحيى بن مهدي. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المسند" (58) ، و"المصنف" (11417) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/494) ، ومن طريق ابن أبي شيبة رواه الطبراني في "الكبير" (6/84 رقم 5586) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/35) .
ورواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (271) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/48) من طريق الأوزاعي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/495) من طريق النعمان بن راشد، كلاهما عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أخبرني بعض أصحاب النبي (ص) ، به.
وفي رواية الطحاوي: «عن بعض أصحاب النبي (ص) » .
(3) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (1969) .
(4) منهم الإمام مالك في "الموطأ" (1/227 رقم533) . وابن جريج، وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (6542) . وسفيان بن عيينة، وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (1981) .
(5) يعني: مرسلاً.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (6/254) : «روى سفيان بن حسين هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْن سهل، عن أبيه، عن النبي (ص) ، وهو حديث مسند متصل صحيح من غير حديث مالك؛ من حديث الزهري وغيره، وروي من وجوه كثيرة عن النبي (ص) كلها ثابتة» .
وقال البيهقي في "السنن" (4/35) : «كذا رواه سفيان ابن حسين، والصحيح رواية مالك ومن تابعه مرسلاً دون ذكر «أبيه» فيه. وَرَوَاهُ الأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي أمامة: أن بعض أصحاب رسول الله (ص) أخبره» .(2/393)
464 - وسألتُ أَبِي عَنْ أُسَيد بْنِ حُضَير (1) : أَنَّهُ صلَّى قاعدًا.
وَرَوَاهُ أصحابُ هشام بْن عُرْوَة، عَنْ هِشَامٍ (2) ، عَن كَثِير بْن السَّائب، عَن محمود بْن لَبِيد.
وحمَّادُ بنُ سَلَمةَ أقلَبَهُ (3) ؛ فَقَالَ: عَن محمود، عَن كَثِير بْن السَّائب (4) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «حضين» .
(2) قوله: «بن عروة عن هشام» سقط من (ش) .
(3) يعني: قَلَبَهُ، وهي لغة ضعيفة؛ كما في "لسان العرب" (1/685) .
(4) كذا وقعت هذه المسألة في جميع النسخ! ومن الواضح أن فيها سقطًا، ولم نقف على من نقل هذه المسألة عن المصنف، والحديث ذكره البخاري في "تاريخه" (7/208) من رواية علي بن مسهر، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه عروة، عَن كثير بْن السائب، عَن محمود بن لبيد؛ قال: كان أسيد بن حضير يؤمُّ قومَه، فمرض أيامًا، فوجد من نفسه خِفَّة، فخرج فصلَّى بنا قاعدًا.
وأخرجه الدارقطني في "سننه" (1/397) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامِ، به، نحو رواية البخاري. وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (4/206-207 رقم2046) من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بن عروة، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ كثير بن السائب: أن أسيد بن حضير صلَّى بأصحابه قاعدًا وهم قعود، فكان يؤمُّهم من وَجَع.
وهذه هي الرِّواية التي ذكرها ابن أبي حاتم هنا، وقال: «وحماد بن سلمة أقلبه» ، يعني: أنه جعله من رواية محمود بن لبيد، عن كثير بن السائب، والصَّواب عكسُه.
وثمَّة اختلافٌ آخر: فالحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (4085) من طريق شيخه سفيان بن عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أبيه عروة: أن أسيد بن حضير اشتكى، وكان يؤمُّ قومَهُ جالسًا.
كذا رواه ابن عيينة مرسلاً، فلم يذكر كثير بن السَّائب ولا محمود بن لبيد.(2/394)
465 - وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حديثَ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ (2) ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ (3) ، عن زيد ابن أسلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (4) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إنَّما جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بهِ؛ فَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا.
قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذِهِ الكلمةُ (5) بِالْمَحْفُوظِ، وَهُوَ مِنْ تخاليطِ ابْنِ عَجْلان (6) .
وَقَدْ رَوَاهُ خارِجَةُ بنُ مُصْعَب أيضًا، وتابَعَ ابنَ عَجْلان،
_________
(1) في (ش) : «وسألت» . وروى هذا النص عن ابن أبي حاتم البيهقي في "السنن الكبرى" (2/157) ، ونقله ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/125) .
(2) هو: سليمان بن حيَّان. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (3799 و7136 و36126) ، وأحمد في "مسنده" وابنه عبد الله في "زياداته على المسند" (2/420 رقم 9438) ، والبخاري في "الكنى" ص (38) ، وأبو داود في "سننه" (604) ، وابن ماجه في "سننه" (846) ، والنسائي في "سننه" (921) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/217) ، والدارقطني في "سننه" (1/327) ، وتمام في "فوائده" (296/الروض البسام) ، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (311) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (11/33) .
ورواه النسائي في "سننه" (922) ، والدارقطني في "سننه" (1/328) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/320) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (11/33) من طريق محمد بن سعد الأشهلي، عن ابن عجلان، به.
(3) هو: محمد.
(4) هو: ذَكوان السَّمان.
(5) يعني قوله: «فإذا قرأ فأنصتوا» .
(6) كذا في جميع النسخ، وكانت الجادَّة أن يقال: «ليسَتْ هذه الكلمةُ بالمحفوظةِ، وهي مِنْ تَخَالِيطِ ابْنِ عَجْلانَ» ، وَقَدْ قعتْ هذه العبارة - بنحو مما هنا على الجادَّة- عند البيهقي في «سننه» ، نقلاً عن ابن أبي حاتم. والإشكال على ذلك في تذكير ما حَقُّهُ التأنيثُ في مواضع ثلاثة: «ليس» ، و «بالمحفوظ» ، و «هو» :
أما «ليس» فيخرج تذكيره على وجهين: الأول: بالحمل على المعنى؛ فإنه حَمَلَ «هذه الكلمة» على معنى «هذا الكلام» ؛ لأن الكلمة في اللغة بمعنى الكلام التام المفيد، وليست بمعنى القول المفرد، من الاسم والفعل والحرف، إلا في اصطلاح النحاة. ولأن الكلمة المشار إليها هي قوله: «إذا قرأ فأنصتوا» ، وهذا كلامٌ وليس كلمةً واحدة. وانظر: "شرح شذور الذهب" (ص33- 35) . وانظر تحريرًا لذلك عند شيخ الإسلام في: "مجموع الفتاوى" (1/245- 246) ، (7/101) ، (10/232- 233) ، (12/103- 116) . وانظر للحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث: التعليق على المسألة رقم (270) .
والثاني: أنَّ التذكير في «ليس» راجعٌ إلى كون اسمه «هذه الكلمة» - غَيْرَ حقيقيِّ التأنيث؛ فيجوزُ معه تذكير الفعل - كما وقع هنا - وتأنيثه، وانظر التعليق على المسألة رقم (224) .
أما قوله: «بالمحفوظ» : فلا إشكال فيه على الوجه الأول، من حمل «هذه الكلمة» على معنى «هذا الكلام» ؛ أي: ليس هذا الكلام بالمحفوظ. وأما على الوجه الثاني فيخرج على أن المحفوظ جاء على صيغة المصادر التي على وزن مفعول؛ كالمعقول والمجلود، وحينئذ يلزم فيه الإفراد والتذكير؛ كما تقول: رجلٌ عدلٌ، وامرأةٌ عدلٌ، والمعنى: ليست هذه الكلمة ذاتَ حفظٍ، وانظر نحو ذلك في المسألة رقم (364) .
وأما التذكير في قوله: «وهو» : فعلى معنى «المذكور» أو «المشار إليه» ، أي: وهذا الذي ذُكِرَ من تخاليط ابن عجلان، وهذا يرجع إلى باب الحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث، وهو فاشٍ في العربية؛ انظر المسألة رقم (270) .
بقي أن نقول: إنَّ هذه العبارة وردتْ بصيغة التأنيث عند ابن كثير في "إرشاد الفقيه"، ففيه: «قال أبو حاتم: ليستْ هذه الزيادةُ بمحفوظة - يعني: «وإذا قرأ فأَنْصِتُوا» - وهي من تخاليط محمد بن عجلان» .(2/395)
وخَارِجَةُ أيضًا ليس بالقويِّ (1) .
_________
(1) قال عباس الدوري في "تاريخ ابن معين" (3/455 رقم2236) : «سمعت ابن معين يقول في حديثِ أبي خالد الأحمر؛ حديثِ ابن عجلان: ليس بشيء، ولم يثبته، ووهَّنه» . وقال البخاري في الموضع السابق: «ولم يصح» .
وقال أبو داود في الموضع السابق: «وهذه الزيادة: " وإذا قرأ فأنصِتوا " عندنا ليست بمحفوظة، الوهم عندنا من أبي خالد» .
وقال النسائي في "الكبرى" (994) : «لا نعلم أحدًا تابع ابن عجلان على قوله: "وإذا قرأ فأنصِتوا"» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (8/187 رقم1501) اختلاف الرواة على محمد بن عجلان في إسناد هذا الحديث، وأنهم كلهم ذكروا: «وإذا قرأ فأنصِتوا» ، ثم قال الدارقطني: «وهذا الكلام ليس بمحفوظ في هذا الحديث» . وقال البيهقي في "سننه" (2/156) : = = «وهو وهم من ابن عجلان» .
وقال في "المعرفة" (3/75) : «وقد أجمع الحفاظ على خطأ هذه اللفظة في الحديث، وأنها ليست بمحفوظة: يحيى بن معين، وأبو داود السجستاني، وأبو حاتم الرازي، وأبو علي الحافظ، وعلي بن عمر الحافظ، وأبو عبد الله الحافظ» .
وقال في "القراءة خلف الإمام": ص (131- 132) : «هذا حديث يعرف بأبي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ. قال البخاري: لا يعرف هذا من صحيح حديث أبي خالد الأحمر. قال أحمد بن حنبل: أراه كان يدلس. وقال يحيى بن معين: أبو خالد الأحمر صدوق وليس بحجة» .
وصحَّح هذه الزيادة مسلم بن الحجاج، والإمام أحمد، وابن عبد البر:
أما مسلم بن الحجاج: فإنه أخرج في "صحيحه" (404) حديث أبي موسى الأشعري ح في صفة الصَّلاة؛ من طريق أبي عوانة وضَّاح بن عبد الله، وسعيد ابن أبي عروبة، وهشام الدَّستوائي، وسليمان التيمي، جميعهم عن قتادة، عن يونس بن جبير، عن حِطَّان بن عبد الله الرقاشي، عن أبي موسى، وذكر أن سليمان التيمي زاد في روايته: «وإذا قرأ فأنصِتوا» ، وفي آخر الحديث قال مسلم بن الحجاج لأبي بكر ابن أخت أبي النَّضْر: تريد أحفظ من سليمان؟ فقال له أبو بكر: فحديث أبي هريرة، فقال: هو صحيح؟ يعني: «وإذا قرأ فأنصِتوا» ، فقال: هو عندي صحيح. فقال: لِمَ لَمْ تضَعْه ههنا؟ قال: ليس كل شيء عندي صحيح وضعتُه ههنا؛ إنما وضعت ههنا ما أجمعوا عليه. اهـ.
وأما الإمام أحمد وابن عبد البر: فإن ابن عبد البر استشهد في "التمهيد" (11/32-34) بهذا الحديث من رواية أبي موسى وأبي هريرة، ثم أخرجه من طريق النسائي، وذكر عبارة النسائي السابقة، ثم قال ابن عبد البر: بعضهم يقول: أبو خالد الأحمر انفرد بهذا اللفظ في هذا الحديث، وبعضهم يقول: إن ابن عجلان انفرد به، وقد ذكره النسائي من غير حديث أبي خالد الأحمر ... ، فإن قال قائل: إن قوله: «وإذا قرأ فأنصِتوا» لم يقله أحد في حديث أبي هريرة غيرُ ابن عجلان، ولا قاله أحد في حديث أبي موسى غيرُ جرير، عن التيمي؛ قيل له: لم يخالفهما من هو أحفظ منهما، فوجب قبول زيادتهما، وقد صحَّح هذين الحديثين أحمد بن حنبل، وحسبك به إمامة وعلمًا بهذا الشأن. حدثنا عبد الله بن محمد؛ قال: حدثنا عبد الحميد بن أحمد؛ قال: حدثنا الخضر بن داود؛ قال: حدثنا أبو بكر الأثرم؛ قال: قلت لأحمد بن حنبل: من يقول عن النبي (ص) من وجه صحيح: «إذا قرأ الإمام فأنصِتوا» ؟ فقال: حديث ابن عجلان الذي يرويه أبو خالد، والحديث الذي رواه جرير عن التيمي، وقد زعموا أن المعتمر رواه. قلت: نعم! قد رواه المعتمر؛ قال: فأي شيء تريد؟ [قال ابن عبد البر] : فقد صحح أحمد الحديثين جميعًا عن النبي (ص) : حديث أبي هريرة، وحديث أبي موسى؛ قوله _ج: «إذا قرأ الإمام فأنصِتوا» ، فأين المذهب عن سنة رسول الله (ص) ، وظاهِر كتاب الله عزَّ وجلَّ، وعمل أهل المدينة؟ اهـ.(2/396)
..........................(2/397)
466 - وَقَالَ أَبِي: ذاكرتُ أَبَا زُرْعَةَ بحديثٍ رَوَاهُ عَبْدَةُ بْنُ سُلَيمان (1) ، عن محمد ابن عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَة، عَنْ أَبِي سَلَمة (2) ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَة: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ إِذَا سَلَّم مِنَ الصَّلاة قَالَ: اللَّهُمَّ، لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلاَ يَنْفَعُ ذاَ الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ، فقلتُ: قَدْ (3) رابَني أمرُ هَذَا الْحَدِيثِ! لأنَّ الناسَ يَرْوُونَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أَبِي سَلَمة، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ في
_________
(1) روايته أخرجها ابن عبد البر في "التمهيد" (23/81) .
(2) هو: ابن عبد الرحمن بن عوف.
(3) قوله: «قد» ليس في (ك) .(2/398)
الْمَسْحِ عَلَى الخُفَّين (1) ! فتابَعَني عَلَى مَا رابَني، ورابَهُ (2) نحوُ ذَاكَ (3) ، حَتَّى ذاكَرَني بعضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ بعض المدنيِّين، عن محمد ابَن عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنِ الْمُغِيرَةِ، كَمَا رَوَاهُ عَبْدَةُ؛ غيرَ أنَّ ذلكَ لَمْ يَستَقِرَّ بَعْدُ عِنْدِي.
467 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه بُرْدُ ابن سِنَان (4) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يصلِّي، فاستَفْتَحْتُ البابَ، فجاء النبيُّ (ص) ففتح البابَ، ومضى فِي صَلاتِه.
_________
(1) أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (4/248 رقم 18171) ، والدارمي (686) ، وأبو داود في "سننه" (1) ، والترمذي في "جامعه" (20) ، والنسائي في "السنن" (17) ، وابن ماجة في "سننه" (331) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (50) ، وابن الجارود في "المنتقى" (27) من طرق عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أبي سلمة به.
(2) في (ك) : «وروابه» .
(3) في (أ) و (ش) : «ذلك» . يعني رابهما أن يُرْوَى هذا المتن بهذا الإسناد، وإلاَّ فحديث المغيرة قد رواه البخاري في "صحيحه" (844، 6330، 6615، 7292) ، ومسلم (593) من طريق ورَّاد كاتب المغيرة ابن شعبة، عن المغيرة به مرفوعًا مطولاً.
(4) روايته أخرجها الطيالسي في "المسند" (1571) ، وإسحاق بن راهويه (1147) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/31 و183 و234 رقم24027 و25503 و25972) ، وأبو داود في "سننه" (922) ، والترمذي في "جامعه" (601) ، والنسائي في "سننه" (1206) . وأبو يعلى في "مسنده" (4406) ، وابن حبان في "صحيحه" (2355) ، والدارقطني في "سننه" (2/80) والبيهقي (2/265) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (20/97- 98) ، والبغوي في "شرح السنة" (747) . وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب» .
وأخرجه الدارقطني في "سننه" (2/80) من طريق محمد بن حميد الرازي، عن حكام بن مسلم، عن عنبسة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة به.(2/399)
قلتُ لأَبِي: ما حالُ هَذَا الحديث؟
فَقَالَ أَبِي: لم يَرْوِ هَذَا الحديثَ أحدٌ عَنِ النبيِّ (ص) غيرُ بُرْدٍ، وَهُوَ حديثٌ مُنكَرٌ، لَيْسَ يَحْتَمِلُ الزُّهْريُّ مثلَ هَذَا الحديث، وَكَانَ بُرْدٌ يرى القَدَر (1) .
468 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو كُرَيْب (2) ، عَن وكيع (3) ، عَنِ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ (4) ، عَنْ خالِهِ (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .
وَقَالَ مَرَّةً: عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عن
_________
(1) قال ابن رجب في "فتح الباري" (6/382) : «واستنكره أبو حاتم الرازي، والجوزجاني؛ لتفرد بُرْدٍ به» ، وانظر: "شرح العلل" له (2/483) .
(2) هو: محمد بن العلاء.
(3) هو: ابن الجراح. وروايته على هذا الوجه لم نقف عليها. لكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (4253) ، والإمام أحمد في "مسنده" (2/443 رقم 9712) ، والبغوي في "الجعديات" (2768) عن يعقوب بن إبراهيم. ثلاثتهم (ابن أبي شيبة، وأحمد، ويعقوب) عَن وكيع، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ خَالِهِ الْحَارِثِ بْنِ عبد الرحمن، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة به مثل رواية الليث بن سعد الآتيه.
(4) واسمه: محمد بن عبد الرحمن.
(5) في (ت) و (ك) : «خالد» ، وهو تصحيف، والمثبت هو الصَّواب، وخال ابن أبي ذئب: هو الحارث بن عبد الرحمن؛ المصرَّح باسمه في الروايات الآتية، وقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/443 رقم 9712) ، والبغوي في "الجَعديات" (2768) ، كلاهما من طريق وكيع، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عن خاله الحارث ابن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) .
وأما قوله: «عن أبيه» : فلم نقف على رواية أبي كريب للنظر هل هي كذلك، أو موافقة لما جاء عند الإمام أحمد والبغوي؟(2/400)
أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ سجدَ فِي النَّجْم.
وَرَوَاهُ اللَّيْث بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الحارث بْن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيْك (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الحارث بن عبد الرحمن (2) ، عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ ثَوبان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) (3) .
وكذا رَوَاهُ الوليدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وعبد العزيز بْن مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذئب؟
قَالَ أَبِي: هَذَا الصَّحيحُ.
469 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مالك (5) ، وابن عُيَينة
_________
(1) هو: محمد بن إسماعيل بن مسلم. وروايته أخرجها الشافعي في "مسنده" (1/123- ترتيب) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/304 رقم 8034) عن أبي عامر العقدي. والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/353) من طريق أبي عامر، وبشر بن عمر. والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/132 رقم 539) من طريق أبي عاصم. والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/321) من طريق خالد بن الحارث أربعتهم عن ابن أبي ذئب به.
(2) من قوله: «عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) . ورواه ابن أبي فُدَيْك ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(3) قوله: «عن النبي (ص) » سقط من (أ) و (ش) .
(4) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (2/147) قول = = أبي حاتم الرازي: «كلاهما صحيح» ، وانظر المسألة رقم (236) .
(5) روايته أخرجها في "الموطأ" (1/140 رقم318) ، ومن طريقه أخرجه البخاري في "صحيحه" (358) ، ومسلم (515) .(2/401)
(1) ، عَنِ الزُّهْري (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ سُئل عَنِ الصَّلاة فِي الثَّوب الواحِد؟ فَقَالَ: أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَينِ؟! .
وَرَوَاهُ سُلَيمان بْنُ كَثِير (3) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
قَالَ: كلاهُما صحيحٌ، قَدْ رَوَى (5) عُقَيل (6) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سعيدٍ وَأَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؛ جَمَعَهُما (7) .
470 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رواه أبو (8) مُصْعَب (9) ، عن
_________
(1) هو: سفيان. وروايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (966) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/238-239 رقم 7251) ، وابن ماجه في "سننه" (1047) . وابن خزيمة في "صحيحه" (758) ، وابن الجارود في "المنتقى" (170) ، وابن حبان في "صحيحه" (2296) .
(2) ضبَّب ناسخا (ت) و (ك) على قوله: «الزهري» .
(3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/345 رقم 8549) . وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (1364) عن معمر. والإمام أحمد في "المسند" (2/265- 266 رقم 7606) عن عبد الرزاق، عن معمر وابن جريج. والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/379) من طريق ابن جريج. كلاهما عن الزهري به.
(4) هو: ابن عبد الرحمن بن عَوف.
(5) في (ف) : «رواه» .
(6) هو: ابن خالد. وقد تابعه عليه يونس بن يزيد الأيلي. روايتهما أخرجها مسلم في "صحيحه" (515) .
(7) في (ك) : «جميعهما» . وأطال الدارقطني في "العلل" (1808) في ذكر الاختلاف في هذا الحديث على الزهري، ثم قال: «وكلها محفوظة عن الزهري، إلا قول روح، عَنْ زَمْعَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالم، عن أبيه، فإنه غير محفوظ» .
(8) في (ك) : «بن» .
(9) هو: أحمد بن أبي بكر الزهري. لم نقف على روايته على هذا الوجه، لكن أخرجه الترمذي في "جامعه" (869) ، والحسن بن محمد الخلال في "فضائل سورة الإخلاص" (34) من طريق محمد بن هارون بن حميد كلاهما (الترمذي ومحمد بن هارون) عن أبي مصعب به. بدون ذكر محمد بن عبيد في إسناده.(2/402)
عبد العزيز بْنِ عِمْران، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيد، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَن جَابِر: أنَّ النبيَّ (ص) قَرَأَ فِي ركعَتَيِ الطَّوافِ بِسُورَتَيِ الإخلاص: {قُل (2) {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *} ، و: {} ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) .
471 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مُوسَى بْن يعقوب الزَّمْعي، عَنِ الصَّلْت بْنِ سَالِمٍ مَوْلَى طَلْحَة بْنِ محمد بن عُبَيدالله؛ أنَّ مولًى لعمر بن الخطَّاب أخبره، عن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أبي الدَّرداء، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ صَلَّى الضُّحَى سَجْدَتَيْنِ، لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلينَ ... ، وذكَرَ الحديثَ.
قلتُ لأبي: مولًى لعمر، مَنْ هُوَ؟
قَالَ: زيدُ بْنُ أسلَم فيما أرى.
_________
(1) هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَليّ بْن الحسين بْنِ عَليّ بْن أَبِي طالب، المعروف بالباقر.
(2) في (ت) و (ف) و (ك) : «وقل» .
(3) روى هذا الحديث الترمذي في "جامعه" (870) من طريق سفيان، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبيه: أنه كان يستحبُّ أن يقرأ في ركعتي الطواف بـ: ُ ش س ز ِ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *} ، و: ُ س ش ص ض ِ {} ، ثم قال الترمذي: «وهذا أصحُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عمران. وحديث جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ في هذا أصحُّ من حديث جعفر ابن مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَابِر، عن النبي (ص) ، وعبد العزيز بن عمران ضعيفٌ في الحديث» . وانظر "الفصل للوصل" للخطيب (2/639) .
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (370) .(2/403)
472 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو مُصعَب (1) ،
عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عليٍّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنِ يَزِيدَ بْنِ رُكانَة: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى عَلَى ميِّتٍ، فكبَّر، فَقَالَ: اللَّهُمَّ، عَبْدُكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، احتَاجَ إِلَى رَحْمَتِكَ، وَأَنْتَ أَغْنَى عَنْ عَذَابِهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌٌ لا أصلَ له.
_________
(1) هو: أحمد بن أبي بكر الزهري. وروايته أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/223) ، وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (444) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/222) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/249 رقم647) ، وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2616) جميعهم من طريق حميد بن يعقوب، عن الحسين بن زيد، به.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/359) من طريق إبراهيم بن المنذر، عن الحسين بن زيد، به.
(2) هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَليّ بْن الحسين بْنِ عَليّ بْن أَبِي طالب، المعروف بالباقر.(2/404)
.. تَمَّ (1) الجُزْءُ الثَّالثُ بحمد اللَّه (2) وعَوْنِه (3) ومَنِّه، يَتْلُوهُ الجُزْءُ (4) الرَّابعُ فِي عِلَلِ أخبارٍ رُوِيَتْ فِي الصَّلاة وأوَّلِ كتاب الزَّكاة (5) ، فِي حديثٍ رَوَاهُ أَبُو (6) مُصعَب، عَنْ عبد العزيز بْنِ عِمران (7)
والحمدُ لِلَّهِ ربِّ العالَمين، وصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا مُحَمَّد، وآلِهِ وصَحبِهِ وسلَّم تسليمًا كثيرًا وحَسْبُنا الله ونِعْمَ الوَكيل (8)
_________
(1) المثبت من (ف) ، وفي (أ) : «ثم» .
(2) في (ف) : «الله تعالى» .
(3) قوله: «وعونه» ليس في (ف) .
(4) في (ف) : «ويتلوه في الجزء» .
(5) من قوله: «في علل ... » إلى هنا ليس في (ف) .
(6) قوله: «أبو» سقط من (أ) ، وأثبت من (ف) ، وانظر الموضع الآتي في أول إسناد المسألة رقم (473) .
(7) زاد بعده في (ف) : «عن ابن أخي الزهري» .
(8) في (ف) : «وحسبنا الله وكفى» ، ومن قوله: «تم الجزء الثالث ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ش) و (ك) ، وجاء في حاشية (ش) : «آخر الجزء الثالث» .(2/405)
بِسم اللَّه الرَّحمن الرَّحيم وصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّد وآله وصحبه وسلَّم الجُزْءُ الرابعُ مِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"يَشْتَمِلُ عَلَى عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِيالصَّلاَةِ والزَّكَاةِ (1)
473 - قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن ابن أبي حاتِم الرَّازي (2) : وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أبو (4) مُصعَب (5) ، عن عبد العزيز ابن عِمران، عَنِ ابْنِ أخي الزُّهْري (6) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ (7) ، عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يقرأُ فِي غزوة تَبوك فِي ركعَتَي الفجر: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *} ، و: {} ؟
_________
(1) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) ، واتفق النص في (ف) مع (أ) ما عدا قوله: «يشتمل على» فوقع بدله في (ف) : «في» ، ولم يرد في (ش) إلا قوله: «علل أخبار رويت فِي الصَّلاة والزَّكاة» .
(2) في (أ) : «الرازي رحمه» ، أراد الترحُّم عليه فلم يكتب لفظ الجلالة. ومن قوله: «قال: أخبرنا ... » إلى هنا من (أ) و (ش) فقط.
(3) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «سألت» ، والأصل أن تكون العبارة: «قال: سألت» ، فحُذِفَ «قال» ؛ وحَذْفُ القولِ كثيرٌ في العربية؛ حتى قال أبو علي الفارسي: «حَذْفُ القولِ مِنْ حَدِيثِ البَحْرِ؛ قُلْ ولا حَرَجَ!» . انظر "مغني اللبيب" (ص596) .
(4) قوله: «أبو» سقط من (أ) و (ش) .
(5) هو: أحمد بن أبي بكر الزهري. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (12/218 رقم13123) ، وفي "الأوسط" (7792) . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلاَّ ابن أخيه، ولا عن ابن أخي الزهري إلاَّ عبد العزيز بن عمران، تفرد به أبو مصعب» .
(6) هو: محمد بن عبد الله بن مسلم.
(7) هو: سالم بن عبد الله بن عمر.(2/406)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
474 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ (2) ، عَنْ أَشْعَثَ بنِ سَوَّار، عَنْ بُكَير بْنِ الأخْنَس، عَنْ حَنَش (3) بْنِ المُعتَمِر، عَنْ وَابِصَةَ بنِ مَعْبَد، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ صلَّى (4) خلفَ الصَّفِّ وحدَهُ ... ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ بعضُ الكوفيِّين عَنْ أَشْعَث، عَنْ بُكَير، عَنْ وابِصَة، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: أَمَّا عمرُ فمحلُّه الصِّدْقُ، ولولا [تدليسُهُ] (5) لحكَمنا (6) ؛ إذْ جاء بالزِّيادة (7) ، غَيْرَ أنَّا نخافُ أن يكونَ أَخَذَهُ عَن غير ثقة. وأَشْعَثُ هُوَ أَشْعَث (8) .
قلتُ: حَنَشٌ أدرَكَ وابِصَةَ؟
_________
(1) هذه المسألة متأخرة في (أ) و (ش) عن المسألة التالية رقم (475) .
ونقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/285/مخطوط) .
وتقدَّمت هذه المسألة برقم (281) ، وانظر المسألة رقم (271) .
(2) هو: المقدَّمي.
(3) في (ت) و (ك) : «حفش» .
(4) في المسألة رقم (271) و (281) : «أن رجلا صلَّى خلفَ الصفِّ وحدَهُ» .
(5) في (أ) و (ت) و (ش) و (ف) : «تدلسه» ، والمثبت من (ك) و"الجرح والتعديل" (6/125) .
(6) في الموضع السابق من "الجرح والتعديل": «لحكمنا له» ، وهو أجود.
(7) وجاء بالزيادة أيضًا يزيد بن هارون وحفص بن غياث، فروياه عن أشعث بن سوَّار، بزيادة حنش بن المعتمر؛ وتقدَّم تخريج روايتهما في المسألة رقم (281) .
(8) في المسألة رقم (281) : « ... وَأَشْعَثُ هُوَ أَشْعَثُ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: يَعْنِي أَنَّهُ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ» ، وفي "الجرح والتعديل" (6/125) : «سألت أبي عنه [أي: عن عمر بن المقدَّمي] ؟ فقال: محلَّه الصدْقُ، ولولا تدليسُهُ، لحكمنا له؛ إذَا جاء بزيادةٍ؛ غير أنَّا نخاف بأن يكون أخذه عَن غير ثقة» .(2/407)
قَالَ: لا أُبعِدُه.
475 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيك (2) ،
عَنِ الضَّحَّاك بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) (4) جَالِسًا فِي المسجِد وَنَحْنُ مَعَهُ؛ إِذْ (5) جَاءَ ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبة، فَدَخَلَ المَسْجِدَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ، فَقَالَ: أَيُّكُم مُحَمَّدٌ؟ قَالُوا: هَذَا رسولُ الله (ص) ، قَالَ: إِنِّي سائلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ، ومُغَلِّظٌ عَلَيْكَ! أَنْشُدُكَ بِرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ وَرَبِّ مَنْ بَعْدَكَ، آللهُ أرسلكَ إِلَى النَّاس؟ قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ عَادَ عَلَيْهِ المسألةَ (6) ؛ قَالَ: آللهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْمُرَ النَّاسَ بالصَّلواتِ (7) الخمسِ في اللَّيل والنَّهار؟ قَالَ نَعَمْ ... وذكَرَ الحديثَ؟
_________
(1) هذه المسألة متقدمة في (أ) و (ش) على المسألة التي قبلها رقم (474) .
(2) قوله: «أَبِي عَن حَدِيثٍ رَوَاهُ ابْنُ أبي فديك» مكرر في (ف) . وابن أبي فديك هو: محمد بن إسماعيل بن مسلم.
وروايته على هذا الوجه ذكرها ابن منده في "الإيمان" (1/273) .
وأخرجها النسائي في "سننه" (2094) من طريق أبي عمارة الحارث، عن أبيه، عن عبيد الله بن عمر العمري، عن سعيد المقبري به.
(3) هو: سعيد بن أبي سعيد.
(4) في (أ) و (ش) و (ف) : «كان النبي (ص) » .
(5) في (ت) : «إذا» .
(6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: أعاد عليه المسألةَ، فإن لم تكن همزة «أعاد» سقطت من النساخ، فإن نصب «المسألة» هنا يتوجه على النصب على نزع الخافض، والتقدير: ثم عاد عليه بالمسألة، أي: رجع عليه بها، حُذِفَ الخافض، فانتصب ما بعده. وقد تقدم التعليق على نزع الخافض في المسألة رقم (12) .
(7) في (أ) و (ف) : «بالصَّلاة بالصلوات» ، وكذا في (ش) ، وضُرِبَ على قوله: «بالصَّلاة» .(2/408)
فقال (1) أَبِي: هَذَا وَهَمٌ (2) ؛ إِنَّمَا رَوَاهُ اللَّيْث (3) عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ شَريك بن عبد الله بْنِ أَبِي نَمِر، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبَهُ (4) .
476 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الرَّزاق (5) ، عن ابن جُرَيج (6) ، عن عبد الملك، عن أنس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يَؤُمُّ القَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِلْقُرْآن ِ.
قلتُ لأبي: مَنْ عبدُالملك هذا؟
قال: مجهول (7) .
_________
(1) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» .
(2) نقل ابن حجر في "الفتح" (1/150) حكم أبي حاتم على رواية الضحاك بن عثمان هذه بالوهم.
(3) هو: ابن سعد. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (63) .
(4) قال الدارقطني في "العلل" (8/150 رقم1470) : «يختلف فيه على سعيد المقبري، فروي عن عبيد الله بن عمر، وعن أخيه عبد الله، وعن الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ المقبري، عن أبي هريرة، ووهموا فيه على سعيد، والصَّواب: ما رَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أبي نمر، عن أنس بن مالك. وقال يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ: عن اللَّيْثِ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ المقبري. وقد سمعه الليث من المقبري، وهو صحيح عنه» .
(5) هو: ابن همَّام الصَّنعاني وروايته في "مصنفه" (3810) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/163 رقم12665) .
(6) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(7) وقال ابن أبي حاتم أيضًا في "الجرح والتعديل" (5/376 رقم1759) : عبد الملك: روى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النبي (ص) : «يؤمُّ القومَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ عز وجل» ، روى عنه ابن جريج، سألت أبي عنه؟ فقال: مجهول. اهـ.(2/409)
477 - وسمعتُ أَبِي: حدَّثنا عُبَيْس (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا حاتِم (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف (3) ، عن عبد الله بْنِ يَزِيدَ الكِنَاني (4) ؛ قَالَ: سمعتُ السَّائِبَ بْن يَزِيدَ يَقُولُ: جَمَعَ عمرُ ابنُ الخطَّابِ الناسَ فِي رمضانَ عَلَى أُبَيِّ بْن كعب.
قَالَ أَبِي: قال عُبَيْس: عن عبد الله بْنِ يَزِيدَ، وأخطأَ؛ إنما هو: محمد بن يوسف بن عبد الله (5) ، فأخبرتُهُ فلم يَرْجِعْ.
478 - وسألتُ (6) أبي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيْد بْنُ (7) سَعِيدٍ (8) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيم الطَّائِفي، عَنْ إسماعيلَ بنِ أُميَّة وعُبَيدِاللهِ بنِ عمر، عن
_________
(1) هو: عُبَيس بن مرحوم.
(2) هو: حاتِم بن إسماعيل.
(3) قوله: «قَالَ: حَدَّثَنَا حاتم، عَنْ مُحَمَّدِ بن يوسف» سقط من (ف) .
(4) كذا في جميع النسخ! وصوابه: «الكندي» كما في "تهذيب الكمال" (27/49) ، و"التقريب" (6454) ، مع مراعاة تصويب أبي حاتم الآتي.
(5) أخرجه هكذا الإمام مالك في "الموطأ" (1/115 رقم251) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف، عَنْ السائب بن يزيد أنَّه قال: «أمر عمر بن الخطاب أُبَيَّ بن كعب وتميمًا الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة» . ومن طريق الإمام مالك أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/469) ، وفي "فضائل الأوقات" (126) ، و"معرفة السنن والآثار" (4/43) . وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (7730) ، وابن أبي شيبة (7670) ، وابن شبة في "تاريخ المدينة" (2/713 و716) من طرق عن محمد بن يوسف به.
(6) نقل العراقي في "طرح التثريب" (2/245) حكم أبي حاتم على هذا الحديث.
(7) قوله: «سويد بن» مكرر في (ت) بسبب مجيئه في آخر الورقة (112) وبداية الورقة التالية (113) .
(8) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1036) .(2/410)
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: رخَّص رسولُ الله (ص) لِلنِّسَاءِ فِي التَّصفيق فِي الصَّلاة، وللرِّجال فِي التَّسبيح؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (1) .
479 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ (3) ،
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَم، عَنْ عَطَاءٍ (4) ، عَنْ أبي واقِد (5) ، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إنَّا أَنْزَلْنَا المَالَ لإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَلَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادٍ (6) أَحَبَّ أنْ يَكُونَ لَه
_________
(1) قال الدارقطني في "العلل" (8/340 رقم1610) : «يرويه إسماعيل بن أمية، واختُلِف عنه، فرواه يحيى بن سليم الطائفي مرة عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عطاء، عن أبي هريرة، ومرة عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وحديث عطاء عن أبي هريرة أصح» .
(2) ستأتي هذه المسألة برقم (643) و (1817) .
(3) روايته أخرجها أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص322-323) ، وأبو بكر بن أبي شيبة في "المسند" - كما في "إتحاف المهرة" (16/327) - والإمام أحمد في "المسند" (5/218-219 رقم21906) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/59) ، وأبو عوانة في "الزكاة" - كما في "إتحاف المهرة" (16/327) - والطبراني في "المعجم الكبير" (3/247 رقم 3300 و3301) ، وفي "الأوسط" (2446) ، وأبو بكر القطيعي في "جزء الألف دينار" (176) ، والبيهقي في "الشعب" (9796 و9797) .
وأخرجه والطبراني في "االكبير" (3/247 رقم3302) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن مجبر، عن زيد بن أسلم، به.
(4) هو: ابن يسار.
(5) هو: الليثي، مشهور بكنيته.
(6) في (ت) و (ك) : «وادي» ؛ بإثبات الياء، وهو صحيحٌ فصيحٌ، وانظر التعليق على المسألة رقم (146) .(2/411)
ُ وَادِيان ِ، وَلَوْ كَانَ لَهُ وَادِيان ِ أحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ ثَالِثًا (1) ،
وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إلاَّ التُّرَابُ، وَيَتوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ؟
قَالَ أَبِي: روى هَذَا الحديثَ ابنُ أَبِي فُدَيْك (2) ، عن ربيعة بن
_________
(1) كذا في جميع النسخ، بنصب ثالثًا، ونحوه في "شعب الإيمان" وكان حقُّه الرَّفْعَ؛ لأنَّه إما فاعلُ «يَكُون» إذا كانت تامَّةً، أو اسمٌ لها مؤخَّر إذا كانت ناقصة، وقد جاءت هذه الكلمة بالرفع على الجادَّة في كثير من مصادر التخريج، ووردت الجملةُ بتمامها في بعض مصادر التخريج بألفاظ أخرى كلُّها موافقة للمشهور من لغة العرب. لكنَّ ما وقع عندنا وفي "الشعب" يخرَّج على وجوه:
أحدها: أن التقدير: أحبَّ أن يكون [وادٍ] له ثالثًا؛ فـ «أن يكون» مفعولُ «أحبَّ» ، وفاعل «يكون» أو اسمها: ضمير يعود إلى «الوادي الآخَرِ» المفهومِ من السياق، و «ثالثًا» - على ذلك - إما حالٌ من الاسم المرفوع بـ «يكون» ، أو خبرٌ عنها، وهو على الإعرابين منصوبٌ.
والثاني: أنه نصب على توهم أنه خبر «يكون» لتأخُّره لفظًا. وانظر التعليق على المسألة رقم (1853) .
والثالث: أنَّ «واديًا» فاعل «يكون» أو اسمٌ لها، لكنَّه جاء منصوبًا اكتفاءً بالقرينة المعنوية؛ فإنَّ العرب قد يحملها ظهورُ المعنى والعِلْمُ بأنَّ السامع لا يجهل المراد: إلى نَصْبِ ما حقُّهُ الرفع، ورفعِ ما حقُّه النصب؛ كقولهم: خَرَقَ الثوبُ المسمارَ، وكَسَرَ الزجاجُ الحجرَ.
وانظر في الكلام على نصب الفاعل ورفع المفعول اكتفاءً بالقرينة المعنوية: "شرح التسهيل" (2/132-133) ، و"شرح الأشموني" (2/142) ، و"شرح ابن عقيل" (1/485) ، و"مغني اللبيب" (ص662-663) ، و"همع الهوامع" (2/6-7) .
= ... والرابع: إنْ لم تكن هناك روايةٌ محفوظة في ضبط «يكون» يجب المصير إليها، فإنه يمكنُ - لغةً - أن تُضْبَطَ هنا بتشديد الواو من «كوَّن» مضعَّفًا، فتكون العبارة هكذا: «أحبَّ أن يُكَوِّنَ له ثالثًا» ، والجملةُ على هذا مستقيمةٌ لفظًا ومعنًى. والله أعلم.
(2) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (3/248 رقم3303) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1442) من طريق أحمد بن صالح، عنه، به. وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7014) من طريق أحمد بن الفرج، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بن أسلم، عن أبي المرواح، به مرسلاً. ليس فيه ذكر «أبي واقد» . وأخرجه البيهقي في "الشعب" (10281- دار الكتب العلمية) من طريق أبي الأزهر، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بن أسلم، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، عَنِ أبي مرواح، به. وقال البيهقي: «كذا وجدته في كتابي، والصواب: عن أبي مرواح، عن أبي واقد الليثي، ورواية هشام [تحرفت إلى: "همام"] بن سعد أصح وكذلك رواه عبد الله بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عن أبي واقد» .(2/412)
عُثْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِي مُرَاوِح (1) ، عَنْ أَبِي (2) وَاقِدٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ وحديثُ هِشَامٍ أشبَهُ (3) .
480 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر (5) ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) إِذَا رَأَى رَجُلا مُغَيَّرَ الخَلْقِ، خَرَّ ساجِدًا شُكْرًا للَّه، وَإِذَا رأى القِرْدَ، خَرَّ
_________
(1) هو: الغفاري، ويقال: الليثي، المدني، مشهور بكنيته.
(2) من قوله: «فديك ... » إلى هنا سقط من (ك) .
(3) ذكر الدارقطني في "العلل" (6/298-299 رقم1153) رواية هشام بن سعد وربيعة بن عثمان، ثم قال: «وحديث هشام بن سعد أشبه بالصَّواب» .
(4) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (3/205/مخطوط) حكم أبي حاتم على هذا الحديث.
(5) روايته أخرجها ابن حبان في "المجروحين" (3/136) ، والطبراني في "الأوسط" (4541) ، وابن عدي في "الكامل" (7/155) من طريق عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي، عنه به.
وأخرجه الخرائطي في "فضيلة الشكر" (ص54) فقال: حدثنا محمد بن جابر الضرير، قال: حدثنا محمد بن السكن الشمشاطي قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الحلبي، عن يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النبي (ص) كان إذا رأى صاحب بلاء خرَّ ساجدًا» .(2/413)
ساجِدًا للَّه (1) ، وَإِذَا قَامَ مِنْ مَنامِه، خَرَّ ساجِدًا للَّه (2) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌٌ.
481 - وسألتُ (3) أبي عن حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنُ بِشْر بْن الْحَكَمِ (4) ، عَنْ مالك ابن سُعَير، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) أمرَ (5) ببناء المساجِد فِي الدُّور؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يُروى عَنْ عُروَة، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (6) (7) .
_________
(1) قوله: «لله» ليس في (ف) .
(2) من قوله: «وإذا رأى القرد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال بصر الناسخ.
(3) نقل مغلطاي هذا النص في "شرح ابن ماجه" (4/1263) .
(4) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (758) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1294) . وأخرجه أبو داود في"سننه" (455) ، وابن ماجه (759) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4698) ، وابن حبان في "صحيحه" (1634) من طريق زائدة بن قدامة.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/279 رقم 26386) - ومن طريقه العقيلي في "الضعفاء" (3/309) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/439) - والترمذي في "جامعه" (594) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (556) ، وابن عدي في "الكامل" (5/83) ، والبغوي في "شرح السنة" (499) من طريق عامر بن صالح، عن هشام بن عروة، به. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/309) من طريق قُرَّان بن تمام، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الفرافصة مرفوعًا.
(5) في (ت) و (ك) : «مر» ، وكتب ناسخ (ك) فوقها: «كذا» .
(6) كذا بحذف ألف تنوين الاسم المنصوب جريًا على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(7) أخرجه من هذا الوجه مرسلاً ابن أبي شيبة في "المصنف" (7443) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/309) من طريق وكيع، والترمذي في "جامعه" = = (595) من طريق وكيع وعبدة بن سليمان، وفي (596) من طريق سفيان بن عيينة، ثلاثتهم عن هشام ابن عروة، به. ليس فيه ذكر عائشة. وقال الترمذي: «هذا أصحُّ من الحديث الأول» .
وذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (5/ل36/أ) ، وذكر أنه يرويه جماعة عن هشام بن عروة، منهم الثوري، وزائدة بن قدامة، وعبد الله بن المبارك، وابن عيينة، ومالك بن سعير، وغيرهم، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، ثم قال: «والصَّحيح عن جميع من ذكرنا وعن غيرهم: عن هشام، عن أبيه، مرسلاً عن النبي (ص) . وقيل: عن قُرَّان [في الأصل: حران] بن تمام، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الفرافصة، عن النبي (ص) ، ولا يصحُّ» . اهـ.(2/414)
482 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوَّاد ابن الجَرَّاح (1) ، عَنْ شَرِيك (2) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، عَنِ التَّمِيمي (4) ، عَنِ البَرَاء؛ قال: رأيتُ رسولَ الله (ص) إِذَا سَجَدَ، خَوَّى (5) حَتَّى يُرَى (6) بياضُ إِبْطَيْهِ؟
_________
(1) في (أ) : «داود بن الحراج» غير منقوطة الجيم، وفي (ش) : «داود بن الجراج» . وروايته لم نقف عليها. لكن الحديث أخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/228) وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/115) من طريق النفيلي، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أبي إسحاق، عن التميمي؛ الذي قد يحدث بالتفسير عن ابن عباس قال: أتيت النبي (ص) من خلفه فرأيت بياض إبطيه وهو مجخ وفرَّج يديه» . والذي يبدو لنا أن في المطبوع من "المستدرك" و"سنن البيهقي" سقطًا فإنَّ الحاكم قال قبل روايته لهذا الحديث: «ورواه زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن أربد التميمي، عن البراء، عن ابن عباس؛ أخبرناه أبو بكر محمد بن المؤمل، ثنا الفضل ابن محمد الشعراني، ثنا النفيلي ... » ، ثم ذكر الحديث كما تقدم ولم يذكر فيه البراء، وهو كذلك بدون ذكر البراء عند البيهقي، لكن أخرجه البغوي في "مسند ابن الجعد" (2510) عن عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، عَنْ زُهَيْرِ، عن أبي إسحاق قال: رأيت البراء ينعت لنا السجود فقال: يلزق إليتي الكف بالأرض، قال: ورفع البراء عجيزته.
(2) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي.
(3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(4) هو: أَرْبِدَةُ - ويقال: أربد - له ترجمة في "تهذيب الكمال" (291) .
(5) أي: جافى بطنَهُ عن الأرض؛ كما في "النهاية" (2/90) . وقال العسكري في "تصحيفات المحدثين" (1/233) : «خوَّى: الخاء معجمة، والواو مشددة، معناه: رفع عجيزته، وتجافى عن الأرض» .
(6) في (أ) : «نرى» ، وفي (ك) : «ترى» .(2/415)
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ (1) .
483 - وسمعتُ (2) أَبِي وحدَّثنا عَنْ عَبَّاسٍ (3) الخلاَّل، عَنْ يحيى
_________
(1) أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/421) عن يونس ابن محمد المؤدب، وابن أبي شيبة في "المصنف" (2650) عن أسود بن عامر، والإمام أحمد في "المسند" (4/303 رقم18701) عن أبي كامل مظفر ابن مدرك، وأبو داود في "سننه" (896) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/115) من طريق الربيع ابن نافع، والنسائي في "سننه" (1104) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (646) من طريق علي بن حجر، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/231) من طريق يحيى الحماني، والبغوي في "الجعديات" (2114) من طريق محرز بن عون، والروياني في "المسند" (280) من طريق معلى بن منصور، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/115) من طريق سعيد بن سليمان، جميعهم عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن البراء، به.
وأخرجه النسائي في "سننه" (1105) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (647) ، والحاكم في "المستدرك" (1/227-228) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/115) من طريق النضر بن شميل، عن يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ البراء، أن النبي (ص) كان إذا صلى جخَّى. وعند بعضهم: «جخ» .
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/290) من طريق الحسن بن عمارة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، به.
وللحديث طرق أخرى عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ في صفة السجود بألفاظ مختلفة.
(2) نقل قول أبي حاتم ابنُ كثير في "إرشاد الفقيه" (1/237) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (4/93/مخطوط) ، و"تحفة المحتاج" (1/610) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/264) ، و"إتحاف المهرة" (16/201-202) ، و"تهذيب التهذيب" (2/77) ، وانظر المسألة رقم (1026) .
(3) في (ش) : «عَيَّاش» . وهو: عباس بن الوليد الخلاَّل. = = وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1565) عنه، به. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (6/332-333) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (22/115) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (11/312) من طريق عبد الله بن أبي داود، عن العباس بن الوليد، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4673) عن أبي زرعة الدمشقي؛ عبد الرحمن بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْن صالح الوحاظي، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأوزاعي إلاَّ سلمة بن كلثوم، تفرَّد به يحيى بن صالح» .(2/416)
بْنِ صَالِحٍ الوُحَاظِي، عَنْ سَلَمة بْنِ كُلثوم، عَنِ الأوزاعيِّ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) صلَّى عَلَى جِنَازة، فكبَّر عَلَيْهَا أَرْبَعًا، ثُمَّ أَتَى قَبْرَ الميِّت، فَحَثَا عَلَيْهِ مِنَ قِبَلِ رأسِه ثَلاثًا (2) .
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ (3) .
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(2) قوله: «ثلاثًا» ليس في (ك) .
(3) نقل ابن عبد البر في "التمهيد" (6/333) عقب رواية هذا الحديث عن ابن أبي داود قوله: «ليس يُرْوَى عن النبي (ص) حديثٌ صحيحٌ أنه كبَّر على جِنازة أربعًا، إلا هذا، ولم يروه إلا سلمة بن كلثوم، وهو ثقة، من كبار أصحاب الأوزاعي. قال: وإنَّما يروى عن النبي (ص) من وجه ثابت أنَّه كبر على قبر أربعًا، وأنَّه كبر على النَّجاشي أربعًا، وأمَّا على جنازة أربعًا هكذا فلا، إلاَّ حديث سلمة بن كلثوم هذا» .
وذكر ابن كثير في الموضع السابق من "إرشاد الفقيه" هذا الحديث، ثم قال: «رواه ابن ماجه بإسناد لا بأس به، لكن قال أبو حاتم الرازي: هذا حديث باطل» . وقال ابن الملقن في الموضع السابق من "البدر المنير": «إسناده لا بأس به، وخالف أبو حاتم الرازي فقال: إنه حديث باطل» . وذكر ابن حجر في الموضع السابق من "التلخيص الحبير" قول أبي حاتم، ثم قال: «قلت: إسناده ظاهره الصحة ... » ، ثم ذكره من رواية ابن ماجه، ثم قال: «ليس لسلمة بن كُلثوم في "سنن ابن ماجه" وغيرها إلا هذا الحديث الواحد، ورجاله ثقات ... » ، ثم ذكر أن ابن أبي داود رواه في "كتاب التفرُّد"، وذكر عبارته التي نقلها المزي، ثم قال ابن حجر: «فهذا حكمٌ منه [أي: من ابن أبي داود] بالصحَّة على هذا الحديث، لكن أبو حاتم إمام لم يحكم عليه بالبطلان إلا بعد أن تبيَّن له، وأظن العلَّة فيه عنعنة الأوزاعي، وعنعنة شيخه، وهذا كله إن كان يحيى بن صالح هو الوحاظي شيخ البخاري، والله أعلم» . اهـ.
والذي يظهر لنا - والله أعلم - أن أبا حاتم حكم على هذا الحديث بالبطلان بسبب تفرُّد سلمة بن كلثوم به عن الأوزاعي، وهو ممن لا يُحتمل تفرُّده؛ لكونه مقلًّا غير مشهور، والأوزاعي إمام مكثر له تلاميذ لازموه، ولم يرووا عنه هذا الذي رواه سلمة.(2/417)
484 - وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنْ هِشَامِ ابن عمَّار (2) ، عَنِ الدَّرَاوَرْدي (3) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) قَرَأَ فِي ركعَتَي المَغرِب بِـ {المص *} (4) .
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَل (5) .
_________
(1) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (4/54) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/214/مخطوط) ، ونقل ابن رجب في "فتح الباري" (4/428) قول أبي حاتم فقط.
(2) لم نقف على رواية هشام بن عمَّار هذه. والحديث أخرجه النسائي في "سننه" (991) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/392) من طريق بقية بن الوليد وأبي حَيْوَةَ شُرَيْحُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قرأ في صلاة المغرب بسورة الأعراف فرَّقها في ركعتين.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (3362) من طريق بقية بن الوليد وحده، عن شعيب، به.
(3) هو: عبد العزيز بن محمد.
(4) يعني: سورة الأعراف.
(5) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. وانظر التعليق على المسألة رقم (85) .
ولم نقف على هذه الرواية المرسلة، وقد اختلف على هشام في هذا الحديث على وجوه أخرى غير المذكورة هنا، فقد أخرج البخاري هذا الحديث في "صحيحه" (764) من طريق ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مليكة، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بن ثابت. وذكر الترمذي في "العلل الكبير" (108) هذا الحديث من رواية محمد بن عبد الرحمن الطُّفاوي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ وزيد بن ثابت، وذكر أنه سأل محمد بن إسماعيل البخاري = = عنه؟ فقال: «الصحيح: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن أبي أيوب، أو زيد بن ثابت. هشام بن عروة يشكُّ في هذا الحديث» .
قال الترمذي: «وصحَّح [يعني البخاري] هذا الحديث عن زيد بن ثابت» .
وذكر الدارقطني في "التتبع" (160) رواية البخاري السابقة، ثم قال: «ورواه هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، واختُلِف عليه: فقال أبو حمزة، وابن أبي الزناد: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مروان؛ كقول ابن أبي مليكة، وقال يحيى القطان، والليث بن سعد، وحماد بن سلمة، وغيرهم: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن زيد أنه قال لمروان، مرسلاً، وكذلك قال عمرو بن الحارث عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عن زيد بن ثابت» . اهـ. وقال في"العلل" (1144) : «يرويه هشام ابن عروة، واختُلِف عنه: فقال محمد بن عبد الرحمن الطفاوي: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي أيوب وزيد، وخالفه أصحاب هشام؛ منهم: عبدة بن سليمان، ومحمد بن بشر، ووكيع، وغيرهم، فقالوا: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي أيوب، أو زيد بن ثابت، وهو الصَّحيح عن هشام، فإنه كان يشكُّ في هذا الحديث. والصَّحيح من هذا الحديث: زيد بن ثابت، ولم يسمعه عروة منه، إنما سمعه من مروان، عن زيد بن ثابت؛ بيَّن ذلك ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مليكة، عن عروة؛ قال: أخبرني مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بن ثابت» . اهـ. وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (2/247) : «وعند النسائي من رواية أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زيد بن ثابت: أنه قال لمروان: أبا عبد الملك! أتقرأ في المغرب بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، وَ {إنا إعطيناك الكوثر} ؟ وصرَّح الطحاوي من هذا الوجه بالإخبار بين عروة وزيد، فكأن عروة سمعه من مروان، عن زيد، ثم لقي زيدًا فأخبره» . اهـ. ولما نقل ابن دقيق العيد هذا النص في الموضع السابق من "الإمام" قال: «وفيما قاله ابن أبي حاتم نظر! فقد ذكرنا من جهة النسائي رواية هذا الحديث موصولاً من غير جهة هشام والدراوردي» . اهـ.(2/418)
485 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأوزاعيُّ (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ (3) مُحَمَّدِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لَوْ يَعْلَمُ المُتَخَلِّفُونَ عَنْ هَاتَيْنِ الصَّلاَتَيْنِ ... ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ أَبَانُ (4) وشَيْبانُ (5) ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ محمد بن إبراهيم، عن يُحَنَّس (6) ، عَنْ عائِشَة، والصَّحيحُ عِنْدِي - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -: مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (7) ، عَن عِيسَى، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) .
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أشبَهُ عِنْدِي: عن يُحَنَّس، وأخافُ أنَّ: «عِيسَى» إِنَّمَا صُحِّفَ فيه، وأراد: يُحَنَّس.
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: إِنَّ مُسْلِمَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ (8) رَوَى عَنْ أبانَ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم، عن عيسى؟
_________
(1) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1339) ، وانظر المسألة (515) .
(2) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (796) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (3/101) .
(3) في (ش) : «بن» بدل: «عن» .
(4) هو: ابن يزيد العطَّار. وروايته على هذا الوجه لم نقف عليها، وستأتي من طريق مسلم بن إبراهيم عنه مثل رواية الأوزاعي.
(5) هو: ابن عبد الرحمن النَّحْوي. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (3356) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/80 رقم24506) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (386) .
(6) هو: ابن أبي موسى، ويقال: ابن عبد الله، القرشي، الأسدي، المدني.
(7) من قوله: «عن يُحَنَّس ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال بصر الناسخ.
(8) هو: الأزدي، الفراهيدي. وروايته أخرجها النسائي في "السنن الكبرى" (387) .(2/420)
قَالَ: أخافُ أَنْ يَكُونَ غَلِطَ مسلمٌ؛ حدَّثنا أَبُو سَلَمة (1) ، عَنْ أبانَ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ ابن إبراهيم، عن يُحَنَّس (2) ؛ وَهَذَا أصحُّ مِنْ حَدِيثِ مُسْلِمٍ.
486 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرزاق بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ حُمَيد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عبد الله ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةُ أَحَدِكُم إلى المَسْجِد ِ، فَلْيَأذَنْ لَهَا؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ (3) حُمَيد، عَنْ عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (4) ، عن النبيِّ (ص) (5) .
487 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَكَم بن موسى (6) ، عن
_________
(1) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذكي.
(2) في (ك) : «محيسر» .
(3) قوله: «عن» ليس في (ت) و (ك) .
(4) قوله: «عن ابن عمر» سقط من (ش) .
(5) ومن هذا الوجه الذي رجَّحه أبو حاتم وأبو زرعة أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (2213) من طريق الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْن نمير، قال: سمعت الزُّهري، قال: أخبرني حُمَيد بن عبد الرحمن، به.
والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (873 و5238) ، ومسلم (442) من طرق عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه، به.
(6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/310 رقم22643) ، والدارمي في "مسنده" (1367) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (663) ، وأبو يعلى في "معجم شيوخه" (150) ، وابن المنذر في "الأوسط" (3/174) ، والطبراني في "الكبير" (3/242 رقم3283) ، وفي "الأوسط" (8179) ، والدارقطني في "العلل" (8/15) ، وفي "الأفراد" (281/أ/أطراف الغرائب) ، والحاكم في "المستدرك" (1/229) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/385-386) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/227) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/53) .(2/421)
الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأوزاعيِّ (1) ، عن يحيى (2) ، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذي يَسْرِقُ (3) صَلاَتَهُ ... ، الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: كَذَا حدَّثنا الحَكَم بْنُ مُوسَى! وَلا أعلمُ أَحَدًا رَوَى عَنِ الوليدِ هذا الحديثَ غَيْرهُ (4)
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(2) هو: ابن أبي كثير.
(3) في (ف) : «يسرق من» ، واللفظان في مصادر التخريج.
(4) وكذا قال الطبراني في "الأوسط" عقب رواية الحديث، والدارقطني في "العلل" (6/141) مسألة رقم (1033) ، وروى الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/227) ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/54) عن عثمان بن سعيد الدارمي قال: قدم علي بن المديني بغداد فحدثه الحكم بن موسى بحديث أبي قتادة: «إن أسوأ الناس سرقة ... » فقال له عليٌّ: لو غيرك حدَّث به كنَّا نصنع به، أي لأنك ثقة، ولا يرويه غير الحكم.
ولكن يرد ذلك رواية أبي جعفر السويدي الآتية، وقال الخطيب عقب رواية الحكام السابقة: «وقد تابع الحكم أبي جعفر السويدي فرواه عن الوليد بن مسلم» .
وقال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/53) : «وتابع الحكم عليه أبو جعفر محمد بن النوشجان السويدي؛ فرواه عن الوليد كذلك، وخالف الوليد عبد الحميد بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي الْعِشْرِينَ فرواه عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» .(2/422)
(1) ، وَقَدْ عارَضَهُ (2) حديثٌ حدَّثنَاه هشامُ بنُ عمَّار (3) ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بن حبيب ابْنُ أَبِي العِشْرين، عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً ... (4) .
قلتُ لأَبِي: فأيُّهما (5) أشبَهُ عِنْدَكَ؟
قَالَ: جَمِيعًا مُنكَرَينِ (6) ؛ لَيْسَ لواحدٍ مِنْهُمَا معنًى.
قلتُ: لِمَ؟
_________
(1) قوله: «غيره» يجوز فيه الرفع والنصب؛ وقد سئل ابن الحاجب عن إعراب «غير» في قولهم: «هذا الحديثُ لا نَعْلَمُ أحدًا رَوَاهُ عن فلان غَيْرُ َ فلان» ، أيُنْصَبُ «غير» أم يرفع؟ - وهو نحو مما وقع عندنا - فأجاب بما نصُّه: «إنْ جَعَلْتَ "نَعْلَمُ" متعدِّيًا إلى مفعولَيْن، أحدهما: "أحدًا"، والثاني: "رواه" - كما تقول: ما أظنُّ أحدًا رواه عن فلان، وهو الظاهر - فالفصيحُ الرفعُ على البدل من الضميرِ المرفوعِ المستترِ في "رواه" العائدِ على "أحد"؛ لأنَّه المنفيُّ في "لا نعلم"، ويجوز نَصْبُهُ على الاستثناء، وهي قراءة ابن عامر [كذا] ، ولا يجوز أن يرفع على أنه فاعل "رواه"؛ لأنَّ في "رواه" ضميرَ فاعلٍ عائدًا على "أحد"؛ فلا يستقيمُ أن يُرْفَعَ به فاعلٌ آخر. وإن جعلتَ "نَعْلَمُ" بمعنى "نَعْرِفُ» المتعدِّي إلى واحد، كان "رواه" صفةً له؛ كأنَّك قلت: لا نعرفُ روايًا غَيْرَ فلان - تعيَّن النصب بدلاً أو استثناءً؛ كقولك: ما أكرمتُ أحدًا راويًا غَيْرَ زيد، لا يجوز في "غَيْر" إلا النَّصْب» . اهـ. ذكر ذلك السيوطي في "عقود الزبرجد" (1/72) ، ثم قال: «نقلته من خط ابن الضائع في "تذكرته"، وهو نقله من خط ابن الحاجب» .
(2) أي: عارضه في إسناده، وأما المتن فواحدٌ.
(3) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه " (1888) ، والطبراني في "الأوسط" (4655) ، والحاكم في = = "المستدرك" (1/229) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/386) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (23/410) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/54) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة، إلاَّ ابن العشرين» .
(4) من قوله: «الذي يسرق صلاته....» إلى هنا سقط من (ك) .
(5) في (ف) : «أيهما» .
(6) كذا في جميع النسخ «منكرين» بالياء قبل النون، والجادَّة أن يكون بالألف «منكران» ؛ خبرًا لمبتدأ محذوف، والتقدير: «قال: هما جميعًا منكران» ، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهَيْنِ في العربية ذكرناهما في التعليق على قوله: «فقال أبي: جميعًا صحيحين» ، في المسألة رقم (25) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (759) .(2/423)
قَالَ: لأنَّ حديثَ ابْنِ أَبِي العِشْرين لَمْ يَرْوِ (1) أحدٌ سِوَاهُ، وَكَانَ الوليدُ صنَّف "كِتَابَ الصَّلاة"، وليس فيه هذا الحديثُ.
وقال (2) أَبُو زُرْعَةَ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَتَّاب؛ قَالَ: حدَّثني أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ (3) ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو جَعْفَرٍ السُّوَيدي (4) ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، كَمَا رَوَاهُ الحَكَم بْنُ مُوسَى.
قِيلَ (5) لأَبِي زُرْعَةَ: مَنِ السُّوَيدي؟
قَالَ: رجلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا (6) .
_________
(1) أي: لم يَرْوِهِ، وحُذِفَ ضمير المفعول به. انظر التعليق على المسألة رقم (24) .
(2) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو.
(3) روايته أخرجها في "المسند" (5/310 رقم22642) .
(4) في حاشية (أ) عُلِّق على هذا الموضع بما نصُّه: «أبو جعفر السُّويدي اسمه: محمد ابن النّوشَجان» .
(5) في (ف) : «قلت» .
(6) قال عثمان بن سعيد الدارمي: قدم عليُّ بن المديني بغداد، فحدثه الحكم بن موسى بحديث أبي قتادة: «إن أسوأَ الناس سَرِقَةً ... » ، فقال له علي: لو غيرك حدث به كنا نصنع به - أي: لأنك ثقة -! ولا غير الحكم» . انظر "تاريخ بغداد" (8/227) .
وقال الدارقطني في "الأفراد" (281/أ/أطراف الغرائب) : «غريب من حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن عبد الله، عن أبيه، وغريب من حديث الأوزاعي، عنه، تفرد به الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْوَلِيدِ بن مسلم» .
وقال في "العلل" (6/141 رقم1033) : «تفرد به الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وخالفه هشام بن عمار، فرواه عن ابْنُ أَبِي الْعِشْرِينَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة، ويشبه أن يكون حديث أبي هريرة أثبت، والله أعلم» . وانظر "العلل" (8/15 رقم 1379) .(2/424)
488 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ النُّعمان بْنُ المُنذِر (2) ، عَنْ مَكْحول، عَنْ عَنبَسَة، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ حَافَظَ عَلَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ؟
فَقَالَ أَبِي: لِهَذَا الْحَدِيثِ عِلَّة؛ رَوَاهُ (3) ابنُ لَهِيعَة (4) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحول، عَنْ مَوْلًى لِعَنبَسَة بْنِ أَبِي سُفْيان، عَنْ عَنبَسَة، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: هَذَا دليلٌ أنَّ (5) مَكْحُولً (6) لَمْ يَلْقَ عَنبَسَةَ (7) ، وَقَدْ أفسَدَهُ
_________
(1) انظر المسألة رقم (288) و (372) و (401) .
(2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (7/36) تعليقًا، وأبو داود في "سننه" (1269) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1191 و1192) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/232-233 رقم441 و442) و (23/236 رقم458) ، وفي "الأوسط" (3083 و3162) ، وفي "مسند الشاميين" (1263 و3633) ، والحاكم في "المستدرك" (1/302) ، وتمام في "فوائده" (379/الروض البسام) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/472) بلفظ: «مَن حافَظَ على أربع رَكْعات قبل الظهر، وأربع بعدها حرمه الله على النار» .
(3) في (أ) و (ش) : «روى» ، وفي (ف) : «ورواه» ، والمثبت من (ت) و (ك) .
(4) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/326 رقم26772) ، والطبراني في "الكبير" (23/236 رقم 457) . وقد اختلف على سليمان بن موسى في هذا الحديث اختلافًا كثيرًا.
(5) في (ت) و (ك) : «بن» بدل: «أن» .
(6) كذا في النسخ، وله ثلاثة وجوه: الأوَّل: أنْ يكون اسم «أنَّ» منصوبًا «مكحولً» ، وحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . والثاني والثالث: أن «مكحولٌ لم يَلْقَ عنبسةَ» جملة اسمية، وهي خبر «أنَّ» مثقلة أو «أنْ» مخففة، واسمها ضمير الشأن محذوف، وانظر المسألة رقم (854) .
(7) جزم هشام بن عمار، وأبو مُسْهِر، والبخاري، وأبو زرعة بأن رواية مكحول عن عنبسة مرسلةٌ. انظر تفصيل ذلك في "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص211-213) ، و"تحفة التحصيل" (ص515 - 518) ، وانظر المسألة المتقدمة برقم (81/أ) .(2/425)
روايةُ ابنِ لَهِيعَة (1) .
قلتُ لأَبِي: لِمَ حَكَمْتَ بِرِوَايَةِ ابْنِ لَهِيعَة، وقد عرفتَ ابنَ لَهِيعَة وكثرةَ أوهامِه؟
قال أبي: فِي رِوَايَةِ ابْنِ لَهِيعَة (2) زيادةُ رجل، ولو كان نُقصانَ
_________
(1) في (أ) و (ش) : «وأفسده رواية ابن لهيعة» ، وكذا جاء بتذكير الفعل مع الفاعل المؤنَّث «رواية» .
ووجهُهُ: أنَّ الفاعل مؤنَّثٌ غيرُ حقيقيِّ التأنيث، وهو «رواية ابن لهيعة» ، وفُصِلَ بفاصل من الفعل وهو هنا ضمير المفعول، وفي ذلك يجوز تذكير الفعل وتأنيثه، وإنْ كان التأنيثُ أرجح، فالجادَّة أن يقول: «وقد أفسدَتْهُ روايةُ ابن لهيعة» .
وانظر "شرح شذور الذهب" (ص 200-203) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (224) .
ووجه آخر: أنَّه حمل قوله: «رواية ابن لهيعة» على معنى «الحديث» ، وهذا من الحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث، وهو باب واسع جدًّا في اللغة؛ لأنَّه ردُّ فرع إلى أصل، فكأنه قال: «وقد أفسَدَهُ حديثُ ابنِ لهيعة» .
وانظر للحمل على المعنى التعليق على المسألة رقم (270) .
ووجه ثالث: أنَّه ذكَّر «الرواية» لإضافتها إلى «ابن لهيعة» ، والمضاف يستفيد من المضاف إليه التذكير والتأنيث على تفصيل في ذلك، فكأنَّه قال هنا: وقد أفسدَهُ ابنُ لهيعة بروايته هذه.
وانظر فيما يستفيده المضاف من المضاف إليه: التعليق على المسألة رقم (938) .
(2) من قوله: «وقد عرفت ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال بصر الناسخ.(2/426)
رجلٍ، كَانَ أسهلَ عَلَى (1) ابْنِ لَهِيعَة حِفْظُهُ (2) (3) .
489 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ (5) ، عَنِ ابْن ثَوْبَان (6) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ سعدًا كَانَ يُوتِرُ بركعة؛ ويقول: ثلاثٌ أَحَبُّ إليَّ من واحدة، وخمسٌ أحبُّ إليَّ من ثلاث، وسبعٌ أحبُّ إليَّ من خمس، وما كَانَ أكثرَ فهو أحبُّ إليَّ؟
_________
(1) في (ك) : «لكان أسهل عن» .
(2) لكن خالف ابن لهيعة: سويد بن عبد العزيز عند النسائي (1814 و1815) ، فرواه عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة، به، وهذا يقوي رواية النعمان بن المنذر.
وقد تابع النعمان عليه غير واحد، فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1724) - ومن طريقه ابن ماجه في "سننه" (481) - والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/37) ، والترمذي في "العلل الكبير" (54) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/130) من طريق الْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحُولٍ به مثل رواية النعمان.
وقال الترمذي: «سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: مكحول لم يسمع من عنبسة، روى عن رجل، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ: مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثنتي عشرة ركعة. وَسَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثٍ أم حبيبة فاستحسنه ورأيته كأنه عده محفوظًا» .
(3) في حاشية (أ) عُلِّقَ على هذه المسألة بما نصه: «هذا فقه في التعليل» .
(4) في هامش النسخة (أ) كتب عند هذه المسألة بخط مغاير كلمة: «وتر» .
(5) لم نقف على روايته. وأخرجه الدارقطني في "سننه" (2/33) من طريق الأوزاعي وعلي بْن الْمُبَارَك، عَنْ يَحْيَى بن أبي كثير، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن ثابت بن ثوبان: أن سعد بن أبي وقاص صلى العشاء، ثم أوتر بواحدة، فقال له رجل: يا أبا إسحاق ألم أرك أوترت بواحدة، قال: يا أعور وأنت تعلمني ديني.
(6) هو: عبد الرحمن بن ثابت بن ثَوبان.(2/427)
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يَروي إسماعيلُ بْن مُحَمَّدٍ، عَن عَمِّه (1) ، عَن سَعْد: أَنَّهُ كان يُوتِرُ بواحدة، وأمَّا ذِكْرُ الخَمْس والسَّبْع: فإنما يَروي إسماعيلُ بْن مُحَمَّدٍ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قولَهُ (2) .
490 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفِريابي (4) ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ (5) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أيُّوب، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: الوِتْرُ حَقٌّ؛ فَمَنْ شَاءَ أوْتَرَ بِثَلاثٍ، وَمَنْ شَاءَ أَوْتَرَ بِخَمْسٍ.
_________
(1) إسماعيل يروي عن عمَّيه عامر ومصعب ابني سعد بن = = أبي وقاص ح؛ كما في "تهذيب الكمال" (471) ، والمقصود هنا مصعب بن سعد؛ فقد أخرج عبد الرزاق في "المصنف" (4647) هذا الأثر من طريق سفيان بن عيينة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سعد؛ قال: سمعت مصعب بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ يقول لسعد: إنك توتر بركعة واحدة! قال: نعم، أخفف على نفسي، ثلاثٌ أحب إليَّ من واحدة، وخمسٌ أحب إليَّ من ثلاث، وسبعٌ أحبُّ إليَّ من خمس. كذا رواه عبد الرزاق!
وقد أخرجه البيهقي في "سننه" (3/25) من طريق الحميدي، عن سفيان؛ حدثني إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عن عمِّه مصعب بن سعد؛ قال: قيل لسعد: إنك توتر بركعة ... ، فذكره.
فتبيَّن بهذا أنه سقط من رواية عبد الرزاق قوله: «قيل» ؛ لأن إسماعيل بن محمد لم يدرك جدَّه سعد بن أبي وقاص. فظهر من هذه الرواية أن ذكر الخمس والسبع صحيح في رواية إسماعيل بن محمد.
(2) في (ك) : «وقوله» .
(3) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/214) . وفي هامش النسخة (أ) كتب عند هذه المسألة بخط مغاير كلمة: «وتر» .
(4) في (ك) : «العرياني» . والفريابي هو: محمد بن يوسف. وروايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (1624) ، وابن ماجه في "سننه" (1190) ، والدارقطني (2/22) ، والحاكم في "المستدرك" (1/302) .
(5) هو: عبد الرحمن بن عمرو.(2/428)
ورواه عمر بن عبد الواحد، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (1) ؛ وَلَمْ يَذكُرْ أَبَا أيُّوب.
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ: مُرسَل، أَوْ متَّصل؟
قَالَ: لا هَذَا وَلا هَذَا، هُوَ مِنْ كَلامِ أَبِي أيُّوب.
قَالَ (2) أَبُو مُحَمَّدٍ (3) : وقد (4) أخبَرَنَا العبَّاسُ ابنُ الْوَلِيدِ بْنِ [مَزْيَد] (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأوزاعيِّ، فَقَالَ: عَنْ أَبِي أيُّوب، عن النبيِّ (ص) .
وَرَوَى بكرُ بنُ وَائِلٍ (6) ، والزُّبَيديُّ (7) ، ومحمدُ بنُ أبي حَفْصة (8) ،
_________
(1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر المسألة رقم (34) .
(2) في (أ) و (ش) : «وقال» .
(3) قوله: «أبو محمد» ليس في (أ) و (ش) ، فالكلام فيهما إلى آخر المسألة من تتمة كلام أبي حاتم، والعباس بن الوليد من شيوخ أبي حاتم وأبي زرعة وابن أبي حاتم، كما في "الجرح والتعديل" (6/214) .
(4) قوله: «وقد» ليس في (ت) و (ك) .
(5) في جميع النسخ: «يزيد» ، عدا (ش) فإنها لم تظهر فيها، والتصويب من "الجرح والتعديل"، و"التقريب" (3209) .
وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (1711) ، وابن حبان في "صحيحه" (2402) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/24) . ومن طريق النسائي رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (13/259) .
(6) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1422) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2666) ، والحاكم في "المستدرك" (1/303) . ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/22) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (13/258) ، وأبو الشيخ في "جزء من حديثه" (76/انتقاء ابن مردويه) .
(7) اسمه: محمد بن الوليد. وروايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (2/23) ، والحاكم في "المستدرك" (1/302) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/307) و (14/333) .
(8) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/261-262) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/148 رقم3967) ، والبيهقي (3/24) .(2/429)
وسُفْيانُ بنُ حُسَيْنٍ (1) ، ووُهَيبٌ (2) ، عَنْ مَعْمَر، فَقَالُوا كلُّهم: عَنِ الزُّهْري، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أبي أيُّوب، عن النبيِّ (ص) .
وَأَمَّا مَنْ وَقَفَهُ: فَابْنُ عُيَينة (3) ، ومَعْمَرٌ - من رواية عبد الرزاق (4) - وشُعَيْبُ (5) بنُ أبي حمزة (6) .
_________
(1) في (ك) : «حنين» بدل: «حسين» .
وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (594) ، وابن أبي شيبة في "المسند" (6) ، وفي "المصنف" (6844) ، والإمام أحمد في"المسند" (5/418 رقم 23545) ، والدارمي (1623) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/291) ، والشاشي في "مسنده" = = (1111) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/147 رقم3963) ، والدارقطني في "سننه" (3/23) ، والحاكم في "المستدرك" (1/303) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/24) .
(2) هو: ابن خالد.
وروايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/393) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/291) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/24) . وأخرجه الدارقطني في "سننه" (3/23) ، والحاكم في "المستدرك" (1/303) من طريق عدي بن الفضل، عن معمر، به.
(3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (6845) عنه، به. ورواه النسائي في "سننه" (1713) عن الحارث بن مسكين، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/291) عن يونس بن عبد الأعلى. وذكرها الدارقطني في "العلل" (7/100) من طريق الحميدي وقتيبة بن سعيد وسعيد بن منصور، جميعهم عن ابن عيينة به، موقوفًا.
(4) روايته في "مصنفه" (4633) . ومن طريقه رواه ابن المنذر في "الأوسط" (5/182 رقم2654) .
(5) في (ت) : «وشعير» ، وفي (ك) : «وسعير» .
(6) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (3/27) . وممن رواه عن الزهري موقوفًا أيضًا: عبد الله بن بديل الخزاعي وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (594) ، وحفص بن غيلان وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (1712) .
وقال ابن عدي في ترجمة ضبارة بن عبد الله من "الكامل" (4/102) : «وهذا ما أقل من رفعه عن الزهري! وإنما يرفعه سفيان بن حسين وبعض رواة الأوزاعي، عن الأوزاعي، ومن رواية ضبارة هذا عن دويد، عن الزهري. ورواه وهيب، عن معمر والنعمان ابن راشد، عن الزهري مرفوعًا أيضًا» . وذكر في (6/261-262) هذا الحديث من طريق محمد بن أبي حفصة عن الزهري مرفوعًا، وذكر بعده أن سفيان بن حسين رفعه أيضًا عن الزهري، ثم قال: «وروي عن الأوزاعي، عن الزهري مرفوعًا، ورواه وهيب عن مَعْمَرٌ وَالنُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزهري مرفوعًا أيضًا، والباقون يوقفونه» .
وقال الدارقطني في"العلل" (6/98 رقم1005) : «يرويه الزهري، واختُلِف عنه في رفعه: فرواه بكر بن وائل، والأوزاعي، والزُّبَيدي، ومحمد بن أبي حفصة، وسفيان بن حسين، ومحمد بن إسحاق، عن الزهري مرفوعًا إلى النبي (ص) . ورواه أشعث بن سوار عن الزهري، فشَكَّ في رفعه. واختُلِف عن يونس: فرواه حَرْمَلَةُ، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنِ يونس مرفوعًا، وخالفه ابْنُ أَخِي ابْنِ وَهْب، عَنْ عمِّه، عن يونس فوقفه. وتابعه عثمان بن عمر، عن يونس. واختُلِف عن معمر: فرفعه عدي بن الفضل عن معمر، ووقفه حماد بن يزيد وابن علية وعبد الأعلى وعبد الرزاق عنه: واختُلِف عن ابن عيينة: فرفعه محمد بن حسان الأزرق عنه، ووقفه الحميدي، وقتيبة، وسعيد بن منصور. والذين وقفوه عن معمر أثبتُ ممَّن رفعه» .(2/430)
491 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (2) ، عَنْ يُونُسَ (3) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ (4) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْ صَلاَةِ الجُمُعَةِ وَغَيْرِهَا، فَقَد أَدْرَكَ؟
_________
(1) نقل بعض هذا النص ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/86) . وستأتي هذه المسألة برقم (519) و (607) ، وانظر المسألة رقم (584) .
(2) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (557) ، وابن ماجه في "سننه" (1123) ، وابن عدي في "الكامل" (2/76) ، والدارقطني في "سننه" (2/11) .
(3) هو: ابن يزيد الأَيْلي.
(4) هو: ابن عبد الله بن عمر.(2/431)
قَالَ أَبِي (1) : هَذَا خطأٌ؛ الْمَتْنِ وَالإِسْنَادِ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) : مَنْ أَدْرَكَ مِنْ صَلاَةٍ رَكْعَةً، فَقَد أَدْرَكَهَا (2) .
وَأَمَّا قَوْلُهُ: مِن صَلاةِ الجُمُعَةِ ... ، فَلَيْسَ هَذَا فِي الحديث، فوَهِمَ في كِلَيهِما (3) .
_________
(1) في المسألة رقم (519) قال أبو حاتم: «هذا حديث منكر» .
(2) ومن هذ الوجه أخرجه الإمام مالك في "الموطأ" (1/10 رقم15) ، ومن طريقه أخرجه مسلم في "صحيحه" (607) ، وأخرجه مسلم أيضًا (607) من طرق أخرى عن الزهري، به.
(3) قال الدارقطني في "العلل" (9/216 رقم1730) : «واختلف عن يونس فرواه ابن المبارك وعبد الله بن رجاء وابن وهب والليث بن سعد وعثمان بن عمر، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ على الصواب. وخالفهم عمر بن حبيب فقال: عن يونس بهذا الإسناد: "من أدرك الجمعة" فقال ذلك محمد بن ميمون الخياط عنه، ووهم في ذلك، والصواب: "من أدرك من الصلاة". ورواه بقية بن الوليد عن يونس، فوهم في إسناده ومتنه، فقال: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه: «من أدركَ من الجُمُعة ركعَة» ، والصَّحيحُ قول ابن المبارك ومن تابعه. اهـ. وقال الذهبي في "الميزان" (1/334) : رواه الثقات عن الزهري فقالوا: عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة، وما فيه: «مِن الجُمُعة» . اهـ.
وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا الحديث خالف بقية في إسناده ومتنه. فأما الإسناد فقال: عن سالم، عن أبيه، وإنما هو عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبي هريرة. وفي المتن قال: «من صلاة الجمعة» والثقات رووه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبي هريرة، ولم يذكروا الجمعة» . وذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (8/526) رواية بقية هذه ثم قال: «فهذا منكر، وإنما يروي الثقات عن الزهري بعض هذا بدون الجمعة ... » . وقد اختلف على الزهري في هذا الحديث اختلافات كثيرة، ذكرها الدارقطني في "علله" في المسألة رقم (1730) .(2/432)
492 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ المُصَفَّى (2) ، عَنْ أَبِي ضَمْرَة (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عَوف، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى (4) الَّذينَ يُصَلُّونَ فِي الصُّفُوفِ الأُوَلِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ بهذا الإسناد؛ والصَّحيحُ (5) مَا رَوَاهُ الدَّرَاوَرْدي (6) ، عَنِ ابْنِ عَجْلان (7) ، عن إبراهيم بن عبد الله بْنِ حُنَيْن، عَنْ أَبِيهِ، عَن النبيِّ (ص) (8) .
493 - وسألتُ (9) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأوزاعي (10) ، عن
_________
(1) قال ابن رجب في "فتح الباري" (4/255) : «والصواب: إرسال إسناده، قاله أبو حاتم والدارقطني» . وانظر المسألة رقم (343) .
(2) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (999) ، والطبراني في "الأوسط" (6342) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (10/381) .
(3) هو: أنس بن عِياض.
(4) قوله: «على» سقط من (أ) .
(5) في (ت) و (ف) و (ك) : «الصحيح» بلا واو.
(6) هو: عبد العزيز بن محمد.
(7) هو: محمد.
(8) قال الدارقطني في "العلل" (4/287 رقم570) : «يرويه محمد بن مصفًّى، وانفرد به عَنْ أَنَسِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، ووَهِمَ فيه، وإنما رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ محمد بن إبراهيم التيمي مرسلاً» .
(9) في هامش النسخة (أ) عنون بخط مغاير لهذه المسألة بما نصه: «القراءة خلف الإمام» .
(10) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروايته أخرجها أبو يعلى (5861) ، وابن حبان في "صحيحه" (1850) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/158) . وفي "القراءة خلف الإمام" (322 و323 و324) من طرق عن الاوزاعي به، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (1851) من طريق الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عن الزهري، عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ ... الحديث.(2/433)
الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَرَأَ النبيُّ (ص) فِي صلاةٍ (1) جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، فَلَمَّا سلَّم قَالَ: هَلْ قَرَأَ أحَدٌ مِنْكُمْ مَعِيَ آنِفًا؟ الْحَدِيثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ خالفَ الأوزاعيُّ أصحابَ الزُّهْريِّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ إِنَّمَا رَوَاهُ الناسُ (2) عَنِ الزُّهْري؛ قال: سمعتُ ابن أُكَيْمَة (3) يحدِّثُ سعيدَ (4) بْنَ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) .
_________
(1) في (ف) : «في صلاة الجمعة» .
(2) منهم الإمام مالك في "الموطأ" (1/86 رقم193) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في"المسند" (2/301-302 رقم8007) ، وأبو داود في "سننه" (826) ، والترمذي في "جامعه" (312) ، والنسائي في "سننه" (919) . ومنهم سفيان بن عيينة، وروايته أخرجها الإمام أحمد في"المسند" (2/240 رقم 7270) ، وأبو داود في "سننه" (827) ، وابن ماجه (848) . ومنهم ابن جريج، وروايته أخرجها = = عبد الرزاق في "المصنف" (2796) ، والإمام أحمد في"المسند" (2/285 رقم7833) . ومنهم معمر، وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (2795) ، وابن ماجه في "سننه" (849) .
(3) في جميع النسخ: «ابن أبي أكيمة» ، وهو خطأ. انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (21/228) ، و"التقريب" (8527) . والحديث معروف من طريقه كما في التخريج السابق.
(4) في (ف) : «يحدث عن سعيد» ، وكأنه ضُرب على قوله: «عن» .
(5) قال الدارقطني في "العلل" (9/55 رقم1640) : «يرويه الزهري، واختُلِف عنه: فرواه مالك ومعمر ويونس والزبيدي وابن جريج وعبد الرحمن بن إسحاق والليث ابن سعد وابن أبي ذئب وابن عُيَيْنَةَ، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ ابن أُكَيمة، عن أبي هريرة، وخالفهم الأوزاعي؛ رواه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن أبي هريرة، ووَهِمَ فيه، وإنما هو: عن الزهري؛ قال: سمعتُ ابن أُكَيمة يُحَدِّثُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، عن أبي هريرة، كذلك قال يونس وابن عيينة عن الزهري في حديثهما، وكذلك روي عَنِ النُعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هريرة. ورواه عمر بن محمد بن صهبان، عن الزهري ووهم فيه وهمًا قبيحًا فقال: عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وعمر متروك» .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (11/24) : «لم يختلف رواة "الموطأ" فيما علمت في هذا الحديث من أوله إلى آخره، وزاد فيه: روح بن عبادة عن مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قال: لا قراءة خلف الإمام فيما يجهر فيه الإمام. وقد رَوَاهُ بَعْضُ أَصْحَابِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) جعل في موضع ابن أكيمة: سعيد بن المسيب، وذلك وهم وغلط عند جميع أهل العلم بالحديث، والحديث محفوظ لابن أكيمة. وإنما دخل الوهم فيه عليه لأن ابن شهاب كان يقول في هذا الحديث: سمعت ابن أكيمة يحدث عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة، فتوهم أنه لابن شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن أبي هريرة. ولا يختلف أهل العلم بالحديث: أن هذا الحديث لابن شهاب عن ابن أكيمة، عن أبي هريرة. وأن ذكر سعيد بن المسيب في إسناد هذا الحديث خطأ لا شك عندهم فيه، وإنما ذلك عندهم؛ لأنه كان في مجلس سعيد بن المسيب، فهذا وجه ذكر سعيد بن المسيب لا أنه في الإسناد» . اهـ.(2/434)
494- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عِكْرِمَة ابن عمَّار (1) ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عمَّار، عَنْ أَبِي أُمامَة؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ إلى النبيِّ (ص) فَقَالَ (2) : أَقِمْ عَلَيَّ الحَدَّ! فَقَالَ: أَتَوَضَّأْتَ حِينَ أَقْبَلْتَ؟ ، قال (3) : نعم! قال (4) : وَصَلَّيْتَ مَعَنَا (5) ؟ ، قال: نَعَمْ (6) ! قَالَ: فَإِنَّ (7) اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ عَفَا عَنْكَ.
_________
(1) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2765) .
(2) في (ش) : «قال» . وفي هامش النسخة (أ) حاشية غير واضحة.
(3) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «قلت» .
(4) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(5) قوله: «معنا» سقط من (ف) .
(6) من قوله: «قال: وصلَّيت ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ لانتقال بصر الناسخ.
(7) في (ت) و (ك) : «قال» بدل: «فإن» .(2/435)
قلتُ لأَبِي: رَوَاهُ الأَوْزَاعِيُّ (1) ، عَنْ شَدَّاد أَبِي عمَّار، عَنْ واثِلَة، عن النبيِّ (ص) ؛ فأيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: الأوزاعيُّ (2) أعلمُ به؛ لأنَّ شَدَّادً (3) دِمَشقيٌّ وَقَعَ إِلَى الْيَمَامَةِ، والأوزاعيُّ مِنْ أَهْلِ بلدِهِ، والأوزاعيُّ أَفْهَمُ بِهِ، وأهلُ الْيَمَامَةِ يَروون عَنْهُ ثلاثةَ أَحَادِيثَ؛ يَقُولُونَ: عَنْ شَدَّاد، عَنْ أَبِي أُمامَة، أحدُها هَذَا.
قلتُ: والآخَرَينِ (4) هما اللَّذَانِ رواهما الأوزاعيُّ (5) ؟
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروى هذا الحديث عنه الوليد بن مسلم واختلف عليه فأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (7271/الرسالة) عن محمود بن خالد، وابن حبان في "صحيحه" (1727) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم كلاهما عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: حدثنا الأوزاعي ... الحديث. وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (311) من طريق محمد بن عبد الله بن ميمون، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/67 رقم 163) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، كلاهما عن الوليد، عن الأوزاعي، عن شداد بن عبد الله أَبِي عمَّار، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، به.
(2) من قوله: «عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ واثلة ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) .
(3) كذا: «شدادً» بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(4) كذا بالياء في جميع النسخ، وكانت الجادَّة أن يقال: «والآخران» ، لكنْ قد يخرَّج ما في النسخ على الإمالة؛ فالأصل: «والآخرانِ» ، ثم أميلت الألف لانكسار النون بعدها، فكتبتْ ياءً، ولا تُنْطَقُ إلا ألفًا ممالة «والآخَرَينِ» ، وانظر الكلام على الإمالة في المسالة رقم (25) و (124) .
(5) الأحاديث الثلاثة التي يرويها أهل اليمامة عن شداد أبي عمار هي: 1 - الحديث المذكور في هذه المسألة كما نصَّ عليه أبو حاتم، وقد أخرجه مسلم في "صحيحه" (2765) . 2 - حديث: «يا ابن آدمَ! إنَّك أن تَبذُلَ الفضلَ خيرٌ لك ... » . أخرجه مسلم (1036) . 3- حديث: جاء رجل إلى النبي (ص) فقال: أرأيتَ رجلاً غزا يلتمِسُ الأجرَ والذِّكر، مالَهُ؟ ... الحديث. أخرجه النسائي (3140) .
وهذه الأحاديث الثلاثةُ من رواية عكرمة بن عمار اليمامي، عَنْ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي أُمامة.
وثَمَّة حديثٌ رابع لم يذكره أبو حاتم، وهو:
4 - حديث: أنه (ص) قال في الحرورية: «كلاب النار» . أخرجه ابن خزيمة في الجهاد من "صحيحه"- كما في "إتحاف المهرة" (6/229 رقم6396) -، والحاكم في "المستدرك" (2/149) ، من طريق عكرمة بن عمار أيضًا، عَنْ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ.
وأما الأوزاعي فإنه روى عَنْ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي أُمامة حديثين:
1 - الحديث المذكور في هذه المسألة، وفيه الاختلاف الذي عرضه ابن أبي حاتم، وبيَّنه النسائي في "السنن الكبرى" (7312-7316) .
2 - حديث: «من لَبِسَ الحريرَ في الدنيا لم يلبَسْه في الآخرة» . أخرجه مسلم (2074) .
وأما الرواية عن شداد، عن غير أبي أمامة فتزيد عن اثنتين.(2/436)
قالا (1) : هَذَا سِوى ذاك (2) ؛ غيرَ أن الوليد ابن مُسْلِم يحكي عَنِ الأوزاعيِّ، عَن شَدَّاد، عَن واثِلَة (3) .
وروى عُمَر بن عبد الواحد (4) ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَن شَدَّاد، عَن أبي
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «قال» ؛ لأن السُّؤال موجَّه إلى أبي حاتم فقط؛ وما في النسخ يتخرَّج على أنه أُشْبِعَتْ فتحةُ اللام فتولَّدت ألفٌ بعدها؛ فهي ألف الإشباع لا ألف المثنى، وإنما أشبع هنا لتذكُّر القائل أو المقول؛ ولذلك تسمَّى هذه الألف: ألف التذكُّر. انظر "الخصائص" لابن جني (3/128-130) ، و"سر صناعة الإعراب" (2/778) ، و"المفصَّل" للزمخشري (ص467) .
أو يقال: إنَّه توهَّم أنَّ الجواب من أبي حاتم وأبي زرعة فكتب: قالا، والله أعلم.
(2) في (ت) و (ك) : «ذلك» .
(3) في (ش) : «وايله» .
(4) روايته أخرجها أبو داود في في "سننه" (4381) ، والنسائي في "الكبرى" (7272/الرسالة) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/265 رقم 22286) ، والنسائي في "الكبرى" (7274/الرسالة) من طريق أبي المغيرة الخولاني، والنسائي في "الكبرى" (7273/الرسالة) من طريق الوليد بن مزيد، كلاهما عن الأوزاعي، به.(2/437)
أُمَامَة، فقد اتفَقَتْ روايةُ عُمَر بن عبد الواحد عَنِ الأوزاعيِّ مَعَ رواية (1) عِكْرمَة بْن عمَّار (2) ، والوليدُ بْن مُسْلِم كثيرُ الوَهَمِ، والذي عِنْدِي: أنَّ الحديثَ عَنْ أَبِي أُمامَة أشبَهُ، وأنَّ الوليد (3) وَهِمَ فِي ذَلِكَ (4) .
495 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليد ابن مسلم، عَن عَدِيِّ بْن زَيْدٍ؛ قَالَ: أدركَ أَبُو الدَّرداء ركعة من صلاة الجماعة ... .
فقلتُ لأَبِي: الوليدُ هو (5) : عن عَدِيِّ بْن زَيْدٍ، أو عثمانَ بْن زيد؟
فَقَالَ (6) : هُوَ عثمانُ بْن زَيْدٍ.
كتبه أَبِي بِخَطِّه.
496 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زهير ابن محمد (7) ، عن
_________
(1) في جميع النسخ: «مع أن رواية» ، عدا (أ) ، فإنه ضُرِبَ فيها على قوله: «أن» ، وهو الصَّواب.
(2) أي: في جعله عن أبي أمامة.
(3) في (ف) : «الولد» .
(4) قال النسائي في "السنن الكبرى" عقب الحديث (7271/الرسالة) : «لا نعلم أن أحدًا تابع الوليد على قوله: "عن واثلة"، والصواب: أبو عمار عن أبي أمامة، والله أعلم» .
(5) في (ت) و (ك) : «وهو» بالواو.
(6) في (ش) : «قال» .
(7) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (940) ، وابن حبان (5355) ، وابن عدي في "الكامل" (3/219) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/389) ، = = وفي "الشعب" (8237 و8353) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (41/314) من طريق هِشَامُ بْنُ عمَّار، عَنِ الْوَلِيدِ بن مسلم، قال: حدثنا زهير بن محمد، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9231) ، والبيهقي في "الشعب" (8236) من طريق مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنِ الْوَلِيدِ بن مسلم، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جابر، به.
وروى الطبراني عقبه حديثًا آخر بنفس الإسناد ثم قال: «لم يرو هذين الحديثين عن عبد الله بن محمد بن عقيل إلاَّ زهير بن محمد، تفرد بهما الوليد، ولا يرويان عن جابر إلاَّ بهذا الإسناد» .(2/438)
مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: ثَلاَثَةٌ لاَ تُقْبَلُ لَهُمْ صَلاَةٌ، وَلاَ تُرْفَعُ لَهُمْ إِلَى السَّماءِ حَسَنَةٌ: العَبْدُ الآبِقُ حَتَّى يَرْجِعَ، وَالمَرأَةُ السَّاخِطُ عَليْهَا زَوْجُهَا حَتَّى يَرْضَى، والسَّكْرَانُ حَتَّى يَصْحُوَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ لم يَروِ عَنِ ابْنِ المُنكَدِر غيرُ (1) زُهَيْرٍ (2) .
497- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيدالله بن معاذ (3) ، عن
_________
(1) في (ك) : «عن» بدل: «غير» .
(2) ذكر ابن عدي في "الكامل" (3/219) هذا الحديث في الأحاديث المنتقدة على زهير بن محمد.
وقال البيهقي في "السنن" (1/389) : «تفرَّد به زهير هكذا» . وهذا الحديث يرويه أهل الشَّام عن زهير بن محمد، وروايتهم عنه منكرة كما تقدَّم في المسألة رقم (414) ، وانظر المسألة رقم (1299) .
(3) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/146) ، والشاشي في "مسنده" (1/366 رقم356) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/94 رقم 10064) ، لكن سقط من إسناد الطبراني قوله: «عن أبيه» .
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (466) من طريق عبد العزيز بن الحصين، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، به. قال الطبراني: «لم يجود هذا الحديث أحد ممن رواه عن سعيد إلا معاذ بن معاذ وعبد العزيز بن الحصين» .
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (467) من طريق سلاَّم ابن مسكين، عن قتادة، عن صاحب له، عن علقمة، عن عبد الله، به موقوفًا.
وسيأتي من طرق أخرى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، في المسألة التالية.(2/439)
أَبِيهِ (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَروبة (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (3) ، عَنْ عَلْقَمَة (4) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: بَيَّنَا نحنُ مَعَ رسولِ الله (ص) ، فَسَمِعَ رَجُلا يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ: عَلَى الفِطْرَةِ، فابتَدَرناه، فَإِذَا رَاعِي غَنَم ... ؟
قَالَ أبي: حدَّثنا عُبَيدالله بِهِ هَكَذَا، وحدَّثناه أَيْضًا ابنُ نُفَيل (5) ، عَنْ خُلَيد (6) ، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس، عن النبيِّ (ص) (7) .
قَالَ أَبِي: حديثُ سَعِيدٍ (8) أشبَهُ (9) .
498 - وسُئِلَ (10) أَبُو زُرْعَةَ عَن هَذَا الحديث، وعَمَّا يرويه يزيد
_________
(1) هو: معاذ بن معاذ العنبري.
(2) هو: سعيد.
(3) هو: عَوف بن مالك.
(4) هو: ابن قيس النخعي.
(5) هو: أبو جعفر عبد الله بن محمد النُّفَيلي. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/8 رقم1053) ، وابن عدي في "الكامل" (3/48) .
(6) هو: ابن دَعْلَج السَّدوسي.
(7) وأخرجه مسلم في "صحيحه" (382) من طريق حماد ابن سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، به.
(8) أي: ابن أبي عروبة.
(9) قال الدارقطني في "العلل" (5/116-118 رقم763) : «يرويه قتادة، واختُلِف عنه: فرواه سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قتادة، واختُلِف عن سعيد، فرواه معاذ بن معاذ، وعبد العزيز بن الحصين، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عن علقمة، عن عبد الله» ، ثم ذكر أوجه الاختلاف فيه، ثم قال: «ويشبه أن يكون الصَّواب قول معاذ بن معاذ ومن تابعه عن سعيد» .
(10) انظر المسألة السابقة رقم (497) .(2/440)
بن زُرَيْع (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَروبة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص، عَنِ ابن مسعود، عن النبيِّ (ص) ؛ بلا عَلْقَمَة (2) .
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: يزيد (3) بْن زُرَيْع أحفظُ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وحدَّثنا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ (5) ، عَن عَبْدَة بْن سُلَيمان، عَنِ ابْنِ أَبِي عَروبة؛ كما يرويه يزيد بْن زُرَيْع؛ بلا ذكر عَلْقَمَة في الإسناد (6) .
_________
(1) روايته أخرجها النسائي في عمل اليوم والليلة من "السنن الكبرى" (6/207 رقم10665) .
(2) أي: ليس فيه ذكرٌ لعلقمة بين أبي الأحوص، وابن مسعود.
(3) في (أ) و (ش) : «حديث يزيد» .
(4) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط، وفي (أ) و (ش) : «فقلت» بدلاً منه.
(5) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الإمام أحمد (1/406-407 رقم3861) عن محمد بن بشر، وعبد الوهاب الخفاف، وأبو يعلى في "المسند" (5400) من طريق محمد بن بشر والعباس بن الفضل، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/405) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، والطبراني في "الكبير" (10/94 رقم 10063) ، وفي "الدعاء" (465) من طريق أبي زيد النحوي، أربعتهم عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، به. مثل رواية يزيد وعبدة بدون ذكر «علقمة» في إسناده.
(6) أخرجه الإمام أحمد في"المسند" (1/406-407 رقم 3861) من طريق عبد الوهاب بن عطاء ومحمد بن بشر.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5400) من طريق العباس بن الفضل ومحمد بن بشر.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10/94 رقم 10063) من طريق سعيد بن أوس أبي زيد النحوي، أربعتهم عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عن ابن مسعود بلا ذكر لعلقمة في الإسناد.(2/441)
499 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْنِ أيُّوب النَّصِيبيُّ، عَنْ أَبِي ضَمْرَة أَنَس بْن عِياض، عن الحارث بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي ذُبَاب (2) ، عَنْ عُمَرَ بن عُبَيدالله بن أبي الوَقَّاد (3) ، عن النبيِّ (ص) ؛ أنه صلَّى بِمنى صلاةَ المغرب، فسلَّم فِي الرَّكعَتَينِ، فسَبَّح بِهِ النَّاسُ، فقام فصلَّى (4) ركعة أُخرى، ثُمَّ سجد سَجدَتَين وَهُوَ جالسٌ بعد السَّلام؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو عمر بن عُبَيدالله؛ قَالَ: صلَّى بنا أَنَس بْن مالك.
قلتُ لأَبِي: مِمَّن الخطأُ؟
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (560) .
(2) في (ك) : «ذياب» .
(3) في (ت) و (ك) : «بن أبي الرقاد» ، وفي (أ) و (ش) : «بن الوقاد» . والمثبت من (ف) ، وهو الموافق لما في "الجرح والتعديل" (6/119) . وجاء في "التاريخ الكبير" للبخاري (6/168) : «عمر بن عبد الله بن أبي الواقد» ، ومثله في "الثقات" لابن حبان (5/149) ، إلا أنه قال: «واقد» . وهذا الراوي ذكره أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/ل75/أ) فسمَّاه: «عمر بن عبيد الله بن أبي زياد» ، ونبَّه على خطأ من عدَّه في الصحابة، وسبقه ابن منده. وقال ابن حجر في "الإصابة" (8/28 رقم6823) : «عمر بن عبيد الله بن أبي زياد: تابعيٌّ روى عن أنس، غَلِطَ بعض الرواة فذكره في الصحابة، قال ابن منده: لا يصحُّ ... ، ووقع في كتاب ابن الأثير: عمر بن عبيد الله بن أبي زكريا» . اهـ.
وهذا الذي ذكره ابن حجر عن ابن الأثير هو في "أسد الغابة" له (4/184) ، لكن وقع فيه مرة: «عمر بن عبد الله» ، ومرة: «عمر بن عبيد الله» ، وسيأتي ذكرُ الخلاف بين النسخ في اسم هذا الراوي في المسألة الآتية برقم (560) ، وهي تكرار لهذه المسألة.
(4) في (ت) : «يصلي» .(2/442)
قَالَ: من مُوسَى (1) .
500 - وسألتُ (2) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ عبدُ الرَّزَّاق (3) ، عَنِ ابْنِ مُحَرَّر (4) ، عَنْ يَزِيدَ ابن الأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يسجُدُ عَلَى كَوْرِ العِمامَة (5) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وابنُ مُحَرَّر ضعيفُ الحديث.
501 - وسألتُ (6) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو الطَّاهر أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْح (7) ، عَنْ خالهِ أَبِي رَجَاء عبد الرحمن بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَالِمٍ، عَن عُقَيل (8) ، عَنِ ابْنِ شِهاب، عن سعيد ابن المسيّب وأبي
_________
(1) في الموضع السابق من "الجرح والتعديل" ذكر هذا الحديث، وذكر عن أبيه أن صوابه: أن أنسًا صلَّى بهم المغرب، وأنه قال: «وعمر تابعي» ، ونقل عن أبي زرعة قوله: «أظنه ليست له صحبة» .
(2) نقل الزيلعي في "نصب الراية" (1/348) بعض هذا النص. وجعل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/456) الحكم على هذا الحديث من قول ابن أبي حاتم، فقال: «قال ابن أبي حاتم: هذا حديثٌ باطل» . اهـ. وانظر المسألة رقم (535) .
(3) روايته في "المصنف" (1564) . ورواه محمد بن أسلم الطوسي في كتابه "تعظيم قدر الصلاة" - كما في "عمدة القارئ" (4/117) - عن خلاَّد بن يحيى، عن عبد الله بن محرَّر، به.
(4) هو: عبد الله.
(5) كَوْرُ العِمامة: أحدُ أدوارِها، يقال: كارَ العِمامَةَ على رأسِه يكورُها كَورًا: لفَّها وأدارَها. انظر "مختار الصحاح" (ص 503) «كور» .
(6) انظر ما سبق في المسألة رقم (107) .
(7) روايته ذكرها العقيلي في "الضعفاء" (2/348) ، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (550) من طريق أحمد بن القاسم؛ قال: حدثني أبي وعمي؛ قالا: حدثنا سويد، عن قرَّة، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن أبي هريرة، فذكره.
(8) هو: ابن خالد الأَيْلي.(2/443)
سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ رسول الله (ص) قَالَ: يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فِي صَلاَتِهِ، حَتَّى يُخَيَّلَ إليْهِ أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ، فَلاَ يَنْصَرِفْ (1) حَتَّى يَجِدَ (2) رِ يحًا، أوْ يَسْمَعَ صَوْتًا؟
سمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ (3) .
502 - وسألتُ (4) أَبِي عن الحديث الذي رواه عُبَيدالله بْن عَمْرٍو (5) ، عَنْ أيُّوب (6) ، عَنْ أَبِي قِلابَة (7) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك، عن النبيِّ (ص) ؛ في
_________
(1) في (ت) : «تنصرف» .
(2) في (ك) : «تجد» .
(3) إنما حكم أبو حاتم على هذا الإسناد بأنه خطأ؛ لصحة الحديث؛ فقد أخرجه البخاري (137) ، ومسلم (361) ، كلاهما من طريق سفيان بن عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ ابن المسيب وعبادة بن تميم، كلاهما عن عبد الله بن زيد عمِّ عباد بن تميم، عن النبي (ص) ، به. وأخرجه مسلم برقم (362) من طريق سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبيه أبي صالح ذكوان السَّمَّان، عن أبي هريرة.
فالظاهر أن من رواه عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة: ركب الجادَّة، أو دخل لَهُ حَدِيث فِي حَدِيث آخر، أو غير ذلك، والله أعلم.
(4) نقل الضياء في "المختارة" (6/233) قول أبي حاتم الرازي في هذا الحديث.
(5) هو: الرَّقِّي. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/207) تعليقًا، وأبو يعلى في "مسنده" (2805) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/218) ، وابن حبان في "صحيحه" (1844 و1852) ، والطبراني في "الأوسط" (2680) ، والدارقطني في "سننه" (1/340) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/166) ، وفي "المعرفة" (3790) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/175-176) ، والضياء في "المختارة" (6/232 رقم 2249) .
(6) هو: السَّختياني.
(7) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي.(2/444)
القراءة خَلْفَ الإمامِ (1) ؟
قَالَ أَبِي: وَهِمَ فيه عُبَيدالله بن عمرو، والحديثُ: ما رواه خَالِدٍ الحَذَّاء (2) ، عَنْ أَبِي قِلابَة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عائِشَة، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) ، عن النبيِّ (ص) (3) (4) .
_________
(1) ولفظه: أن النبي (ص) صلَّى بأصحابه، فلما قضى صلاتَه، أقبل عليهم بوجهه، فقال: «أتقرؤون في صلاتكم خلفَ الإمام والإمامُ يقرأ؟» ، فسكتوا، فقالها ثلاثَ مرات، فقال قائل - أو قائلون -: إنا لنفعلُ، قال: «فلا تفعَلوا، وليقرأ أحدكُمْ بفاتحة الكتاب في نفسِهِ» .
(2) هو: خالد بن مِهْران. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (2766) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (3758) ، وأحمد في "مسنده" (4/236 و5/60 و410 رقم 18070 و20600 و23481) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/166) ، و"جزء القراءة" (ص 155-156) ، و"المعرفة" (3790) من طريق الثوري، وأحمد (5/81 رقم 20765/وأطراف المسند 11138) من طريق شعبة، كلاهما عن خالد، به.
ورواه البخاري في "جزء القراءة" (ص 76) ، والبيهقي في "المعرفة" (3788) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (11/45) من طريق يَزِيدَ بْنِ زَرُيْعٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن أبي عائشة، عمن شهد ذلك، عن النبي (ص) .
قال البيهقي في "المعرفة" بعد أن رواه من طريق الثوري: «وهذا إسناد صحيح، وأصحاب النبي (ص) كلهم ثقة، فترك ذكر أسمائهم في الإسناد لا يضر إذا لم يعارضه ما هو أصح منه، ورواه أيوب، عن أبي قلابة، فأرسله، والذي وصله حجة» .
(3) قوله: «عن النبي (ص) » من (ت) و (ك) فقط.
(4) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/207) : «وقال عُبَيْد اللَّهِ بْن عَمْرٍو: عَن أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أنس، عن النبي (ص) ، ولا يصح أنس» .
وقال ابن حبان: «سمع هذا الخبر أبو قلابة عن محمد ابن أبي عائشة، عن بعض أصحاب رسول الله (ص) ، وسمعه من أنس بن مالك، فالطريقان جميعا محفوظان» .
وخالفه البيهقي فقال في طريق أنس: «ليس بمحفوظ» ، وقال: «تفرد بروايته عن أنس: عبيد الله بن عمرو الرقي، وهو ثقة، إلا أن هذا إنما يعرف عَنْ أَبِي = = قِلابَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن أبي عائشة» .
وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أيوب إلا عبيد الله» .
وقال الخطيب: «هكذا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عُبَيْدُ اللَّهِ بن عمرو، عن أيوب، وخالفه سلام أبو المنذر، فرواه عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أبي هريرة، وخالفهما الربيع ابن بدر، رواه عن أيوب، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ورواه إسماعيل بن علية وغيره، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن النبي (ص) مرسلاً، وَرَوَاهُ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَن رَجُل من أصحاب النبي (ص) ، عن النبي (ص) » .
وقال الدارقطني في "العلل" (4/36/أ) : «يرويه أيوب السَّختياني وخالد الحذاء، واختُلِف عنه؛ فأما أيوب: فإن عبيد الله بن عمرو رواه عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النبي (ص) . وخالفه سلام أبو المنذر، فرواه عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أبي هريرة. وخالفهما الربيع بن بدر؛ رواه عن أيوب، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وخالفهم ابن عُلَيَّة، وابن عيينة، وحماد بن زيد؛ رووه عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ - مرسلاً -، عن النبي (ص) ، وهو صحيح من رواية أيوب. فأما خالد الحذاء فرواه عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ رَجُلٍ من أصحاب النبي (ص) ؛ قال ذلك سفيان الثوري، ويزيد بن زريع، وبشر بن المفضَّل، عن خالد. ورواه ابن عُلَيَّة وخالد بن عبد الله وشعبة وعلي بن عاصم، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عائشة - مرسلاً -، عن النبي (ص) . ورواه هشيم، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابة مرسلاً، لم يجاوز أبا قِلابة، والمرسل أصح» . اهـ. وبنحو هذا ذكر في "العلل" (1645) .(2/445)
503 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (2) إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش (3) ، عَنْ عُمَارَة بْنِ غَزِيَّة، عَنِ ابْنِ يِسَاف؛ سَمِعَ معاويةَ بْنَ أَبِي سُفْيان؛ قال: سمعتُ النبيَّ (ص) يقول: إِذَا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ يُؤَذِّنُ؛ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ؟
_________
(1) نقل هذه المسألة بتمامها مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1152-1153) .
(2) في (ف) : «روى» .
(3) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (19/346 رقم802) .(2/446)
قَالَ أَبِي: أنكَرْتُ هَذَا الحديثَ؛ إِذْ كَانَ: «عُمَارَة، عَنِ ابْنِ يِسَاف؛ سمعَ معاويةَ» ، وَلَمْ أَدْرِ مَنِ ابنُ يِسَاف هَذَا؟ فتفكَّرتُ فِيهِ، فَإِذَا إسماعيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَدْ رَوَى هَذَا الحديثَ عَنْ عُمارَة بْنِ غَزِيَّة، عَنَ خُبَيْب بن عبد الرحمن - قَالَ أَبِي: وَهُوَ ابْنُ يِساف - عَنْ حَفْصِ بْنِ عاصِم بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إذَا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ ... (1) .
قَالَ أَبِي: أَمَّا ابنُ يِساف: فَأَرَى أنه خُبَيْبُ ابن عبد الرحمن بْنِ يِسَاف، وَنَسَبَهُ إِلَى جَدِّه، وَلَمْ يَسْمَعْ خُبَيْبٌ مِنْ مُعَاوِيَةَ شَيْئًا، فيَحْتملُ أَنْ يَكُونَ قَدْ دَخَلَ لإِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاش حديثٌ في حديث (2) .
_________
(1) ومن هذا الوجه أخرجه مسلم في "الصحيح" (385) . وقال ابن حجر في "فتح الباري" (2/94) : «أخرج مسلم من حديث عمر بن الخطاب نحو حديث معاوية، وإنما لم يخرجه البخاري لاختلاف وقع في وصله وإرساله؛ كما أشار إليه الدارقطني» . وانظر التعليق التالي.
(2) قال الدارقطني في"العلل" (205) : «هو حديث يرويه عُمارة بْنِ غَزِيَّةَ، عَنَ خُبَيْبِ بن عبد الرحمن، واختُلِف عن عمارة: فرواه إسماعيل بن جعفر، عن عُمارة، عَنْ خُبَيْبٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عُمَر، فوصل إسناده ورفعه إلى النبي (ص) ، حدَّث به عنه كذلك إسحاق بن محمد الفَرْوي، ومحمد بن جَهْضَم. ورواه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمارة بْنِ غَزية، عَنَ خُبَيْبِ بْنِ عبد الرحمن - مرسلاً -، عن النبي (ص) . ووقفه يحيى بن أيوب، عَنْ عُمارة بْنِ غَزية، عَنِ خبيب. وحديث إسماعيل بن جعفر المتصل قد أخرجه البخاري ومسلم في "الصحيح". وإسماعيل ابن جعفر أحفظُ من يحيى بن أيوب وإسماعيل بن عياش، وقد زاد عليهما، وزيادة الثقة مقبولة، والله أعلم» .
ونبَّه محقق "العلل" على خطأ الدارقطني في نسبته هذا الحديث للبخاري، وذكر أن في هامش إحدى النسخ ما نصه: «هذا الحديث إنما أخرجه مسلم دون البخاري، وقد بيَّن ذلك في كتاب "الاستدراك" له» ؛ يعني "التتبع" (ص264 رقم122) .(2/447)
504 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوب بْنُ سُوَيد (2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ عَطَاءٍ (3) ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَهْل- جَدِّ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ - قَالَ: مرَّ بِهِ النبيُّ (ص) وَهُوَ يصلِّي بَعْدَ الصُّبْح، فَقَالَ لَهُ: يَا قَيْسُ! مَا هَذِهِ الصَّلاَةُ؟ ، قَالَ: بِأَبِي أنتَ وَأُمِّي! دخلتُ المسجدَ وَأَنْتَ تصلِّي، وَلَمْ أكُنْ ركعتُ ركعَتَي الْفَجْرِ، فركعتُهُما (4) الآنَ. فَلَمْ يَعِبْ ذَلِكَ عَلَيَّ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَطَاءٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ قَهْد (5) .
505 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه هُشَيم (6) ، وسُفْيان بن
_________
(1) انظر ما سبق في المسألة رقم (309) .
(2) روايته ذكرها أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/2313) .
(3) هو: ابن أبي رباح.
(4) في (ت) و (ك) : «فركعتها» .
(5) في (أ) و (ش) : «فهر» ، وفي (ف) : «فهد» ، ولم تنقط في (ك) ، والمثبت من (ت) ، وهو الصَّواب؛ كما في "التاريخ الكبير" للبخاري (7/142) ، و"فتح الباري" لابن حجر (2/176) . قال أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/2312) : «قيس بن قهد الأنصاري مختلف في اسم أبيه، فقيل: قيس بن عمرو، وقيل: قيس بن سهل، وقيل: ابن قهد، وهو: جد يحيى بن سعيد الأنصاري ... » . وانظر "الإصابة" لابن حجر (8/203-204 و207-208) .
(6) هو: ابن بشير. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (834) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (3334) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/270 رقم 18377) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3782 و3783) ، والحاكم في "المستدرك" (1/194) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (174/مسند النعمان بن بشير) .(2/448)
حُسَين (1) ، وروى (2) أَحْمَد بْن يُونُسَ (3) ، عَنْ أَبِي عَوَانَة (4) ، كلُّهم (5) عَنْ أَبِي بِشْر جَعْفَر بْن أَبِي وَحْشِيَّة (6) ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سالِم، عَنِ النُّعْمان بْنِ بَشِير؛ أَنَّهُ قَالَ: أَنَا أعلمُ النَّاسِ بوقتِ صلاة العِشاء؛ كَانَ (7) يُصَلِّيها بعد سُقُوطِ القمر ليلةَ الثالثةِ (8)
من أول الشَّهْر.
_________
(1) في (ك) : «حنين» . وروايته ذكرها الدارقطني في "سننه" (1/270) .
(2) في (ك) : «روى» بلا واو.
(3) لم نقف على روايته، والمعروف عن أبي عوانة روايته عَنْ أَبِي بشر، عَن بشير بن ثابت، عن حبيب، به، كما سيأتي.
(4) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليَشكُري.
(5) أي: هشيم، وسفيان بن حسين، وأبو عوانة. ورواه أيضًا عن أبي بشر على هذا الوجه رقبة بن مصقلة، روايته أخرجها النسائي في "سننه" (528) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3786) ، والدارقطني في "الأفراد" (252/أ/أطراف الغرائب) .
(6) هو: جعفر بن إياس.
(7) يعني: النبي (ص) .
(8) في (ك) : «ليلة الثلاثة» . والمثبت من بقية النسخ، وهو صحيح في العربية وله نظائر، وقد جعله الكوفيُّون من إضافة الشي إلى نفسه إذا اختلف اللفظان؛ كما وقع هنا، فإنَّ الليلة هي الثالثة، وقد احتَجَّ الكوفيُّون بقوله تعالى: {وَلَدَارُ الآْخِرَةِ خَيْرٌ} ، وقول العرب: صلاةُ الأولى، ومسجدُ الجامع، وحبَّةُ الحمقاءِ، وقد تأوَّل ذلك البصريُّون على تقدير حذف مضاف إليه وإقامة صفته مُقامه؛ والتقدير: صلاةُ الساعةِ الأولى، ومسجدُ المكان الجامع، وحبَّةُ البقلةِ الحمقاء..وانظر "الإنصاف في مسائل الخلاف" (2/436-438) ، و"أوضح المسالك" (3/109) ، و"همع الهوامع" (2/509) ، و"مشارق الأنوار" (1/83) . وسيأتي نحوُهُ في المسألة رقم (897) في قوله: «كلام الأوَّل» .(2/449)
وروى (1) مُسَدَّد (2) ، عَنْ أَبِي عَوانة (3) ، عَنْ أَبِي بِشْر، عَن بشير بن ثابت، عن حبيب ابن سالِم، عَنِ النُّعمان، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ بشير بْن ثابت أصحُّ.
قلتُ: وُفِّقَ أَبُو زُرْعَةَ لما قَالَ، وحكَمَ لِمُسَدَّدٍ بِما أتى عَنْ أَبِي عَوَانة؛ بزيادةِ رجلٍ فِي الإسناد.
_________
(1) في (ش) : «ورواه» .
(2) هو: ابن مُسَرْهَد. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (419) ، والحاكم في "المستدرك" (1/195) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/448) ، وأخرجه أحمد في "المسند" (4/274 رقم18415) عن عفان وسريج، والنسائي في "سننه" (529) من طريق عفان وحده، والدارمي في "مسنده" (1247) عن يحيى بن حماد، والترمذي في "جامعه" (165) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3785) عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، والترمذي (166) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3784) من طريق عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، والدارقطني في "سننه" (1/269-270) من طريق عبد الأعلى بن حماد. والطبراني في "الكبير" (173/مسند النعمان بن بشير) ، والحاكم في "المستدرك" (1/194) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/373) من طريق عارم بن الفضل، كلهم عن أبي عوانة، به. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (1526) ، والطبراني في "الكبير" (172/مسند النعمان بن بشير) من طريق أبي الوليد، عن أبي عَوانة، عن إبراهيم بن المنتشر، عن حبيب بن سالم، به.
(3) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/272 = = رقم18415) من طريق عفان وسريج، والترمذي في "جامعه" (165 و166) من طريق محمد بن عبد الملك ابن أبي الشوارب، وعبد الرحمن بن مهدي، والنسائي في "سننه" (529) من طريق عفان، أربعتهم عن أبي عَوانة، به.(2/450)
وقد حدَّثنا أحمدُ بْن سِنَان (1) ،
عَن يزيد (2) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ أَبِي بِشْر (3) ، عَن بَشِير بْن ثابت، عَنْ حَبِيب بْنِ سالِم، عَنِ النُّعْمان (4) .
506 - وسُئِلَ (5) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (6) ، عَنْ يَزيد بْنِ أَبِي حَبِيب، عن مَرْثَد (7) بن عبد الله، عن أبي أيُّوب
_________
(1) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (3232) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (21/76 رقم175) ، قرن البزار في روايته «محمد بن موسى القطان» مع أحمد بن سنان.
ورواه الإمام أحمد في "المسند" (4/272 رقم 18396) عن يزيد بن هارون، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3781) عن أبي غسان مالك بن يحيى الهمذاني، والدارقطني في "سننه" (1/270) من طريق محمد بن عبد الملك الدقيقي، والحاكم في "المستدرك" (1/194) من طريق سعيد بن مسعود، أربعتهم عن يزيد بن هارون، به.
(2) هو: ابن هارون، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/272 رقم 18396) ، وأخرجه الدارقطني في "سننه" (1/270) من طريق محمد بن عبد الملك الدقيقي، والحاكم في "المستدرك" (1/194) من طريق سعيد بن مسعود، أربعتهم عن يزيد بن هارون، به.
(3) في (ف) : «عن أبي بسر» بالسين المهملة.
(4) قال الترمذي في الموضع السابق: «رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سالِم، عَنِ النُعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، ولم يذكر فيه هشيم: عن بشير بن ثابت، وحديث أبي عوانة أصحُّ عندنا؛ لأن يزيد بن هارون روى عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بشر نحو رواية أبي عوانة» .
(5) نقل الزيلعي في "نصب الراية" (1/246) بعض هذا النص، ونقل ابن رجب في "فتح الباري" (3/162) قول أبي زرعة: «حديث حيوة أصحُّ» .
(6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/147 رقم17329) و (5/417 و422 رقم23534 و23535 و23582) ، وأبو داود في "سننه" (418) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (339) ، والحاكم في "المستدرك" (1/190) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/370) .
(7) في (أ) و (ش) : «يزيد» بدل: «مرثد» .(2/451)
الأَنْصَارِيِّ؛ أَنَّهُ أنكَرَ عَلَى عُقبَة بْنِ عَامِرٍ تأخيرَهُ صلاةَ الْمَغْرِبِ، وقال: سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: لاَ تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى الفِطْرَةِ مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا المَغْرِبَ إِلَى اشْتِبَاكِ النُّجُومِ.
وَرَوَاهُ حَيْوَةُ (1) وابنُ لَهِيعَة (2) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أسلَمَ أَبِي (3) عِمران التُّجِيبي، عَنْ أَبِي أيُّوب، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: بَادِرُوا بِصَلاَةِ (4) المَغْرِبِ طُلُوعَ النُّجُومِ (5) ؟
قَالَ (6) أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ حَيْوَة أصحُّ.
507 - وسُئِلَ (7) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ (8) حديثٍ رَوَاهُ عُبَيْسُ (9) بن
_________
(1) هو: ابن شُرَيح. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (4/176 رقم 4057) .
(2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/415 رقم 23521) ، والشاشي في "مسنده" (1129) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/176 رقم4058) ، والدارقطني في "السنن" (1/260) .
(3) في (أ) و (ش) : «بن» بدل: «أبي» . وهو: أسلم بن يزيد، وكنيته: أبو عمران.
(4) في (أ) و (ش) : «صلاة» ، والمثبت من بقية النسخ.
(5) جمع ابن أبي حاتم هنا بين رواية حيوة وابن لهيعة، وساقهما مساقًا واحدًا على أنهما متفقان في اللفظ، وليس كذلك؛ فالذي ذكره هو لفظ رواية ابن لهيعة، وأما لفظ رواية حيوة فهو: «عن أبي أيوب قال: كنا نصلِّي المغربَ حين تَجِبُ الشَّمسُ، نبادر بها طلوعَ النجوم» ؛ لذلك قال الدارقطني في "العلل" (6/125) : «ورواه حيوة بن شريح فنحا به نحو الرفع» . وانظر "فتح الباري" لابن رجب (3/162) .
(6) في (أ) و (ش) و (ف) : «وقال» ، وفي (ك) : «حيوة قال» .
(7) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (2/704) قول أبي زرعة: «هو حديثٌ مُنْكَرٌ، وعُبَيسٌ شيخٌ ضعيفُ الحديث» . ثم نقل عن الأثرم قوله: «هذا إسناد واهٍ» .
(8) قوله: «عن» سقط من (ت) و (ك) و (ف) .
(9) في (ش) : «عنبس» .(2/452)
مَيمون، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَن أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يَقْطَعُ الصَّلاَةَ: الكَلْبُ (1) ، وَالحِمَارُ (2) ، وَالمَرْأَةُ، واليَهُودِيُّ، والنَّصْرانِيُّ، وَالمَجُوسِيُّ، وَالخِنْزيرُ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وعُبَيسٌ شيخٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ (3) .
508 - وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيمان (5) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ دَاوُدَ اليَمَامي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ بَنَى بَيْتًا يُعْبَدُ اللهُ فِيهِ مِنْ مَالٍ (6) حَلالٍ، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الجَنَّةِ مِنْ دُرٍّ وَيَاقُوتٍ؟
_________
(1) قوله: «الكلب» ليس في (أ) و (ش) .
(2) في (ش) : «الحمار» بلا واو.
(3) قوله: «الحديث» ليس في (ش) . والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (511) من طريق يَزِيدَ بْنِ الأصم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : «يَقْطَعُ الصَّلاَةَ المَرْأَةُ وَالحِمَارُ والكَلْبُ، ويَقِي مِن ذَلِك مثلُ مُؤَخِّرَةِ الرَّحْلِ» .
(4) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1212) .
(5) روايته أخرجها البزار في "مسنده"- كما في "زوائد البزار لابن حجر (262) - والعقيلي في "الضعفاء" (2/126) ، والطبراني في "الأوسط" (5059) ، والبيهقي في "الشعب" (2676) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/119) .
وأخرجه أبو يعلى - كما في "المطالب العالية" (354) - وابن عدي في "الكامل" (3/277) من طريق بشر بن الوليد الكندي، عن سليمان بن داود، به.
وذكره ابن حبان في "المجروحين" (1/334) من طريق بشر بن الوليد، به.
ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (2/288) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ يحيى بن أبي كثير إلاَّ سليمان بن داود، تفرد به سعيد بن سليمان، ولا يروى عن أبي هريرة إلاَّ بهذا الإسناد» .
(6) في (ت) و (ك) : «من ماله» .(2/453)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا الحديثُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهَمٌٌ.
قلتُ: وَلَمْ يُشْبِعِ الجَوَابَ، وَلَمْ يُبَيِّن علَّةَ الحديثِ بأكثَرَ ممَّا ذكرَهُ.
وَالَّذِي عِنْدِي: أنَّ الصَّحيحَ عَلَى مَا رَوَاهُ أَبَانُ العَطَّارُ (1) ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ [مَحْمُودِ] (2) بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أسماءَ بنت يزيد ابن السَّكَن، عن النبيِّ (ص) . وَعَنْ يَحْيَى، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (3) .
وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هُوَ مَحْمُودُ بن عمرو ابن يزيد بن السَّكَن (4) .
_________
(1) هو: أبان بن يزيد. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/461 رقم 27612) عن سويد بن عمرو، حدثنا أبان - يعني العطار - به.
وتابع أبان عليه موسى بن إسماعيل أبو سلمة التبوذكي واختلف عليه فيه؛ فأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1554) عن ابن أبي داود، وفهد. والعقيلي في "الضعفاء" (2/126) عن عبد الرحمن بن أحمد، والطبراني في "المعجم الكبير" (24/185 رقم468) ، وفي "الأوسط" (8459) عن معاذ بن المثنى، أربعتهم عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أبان به مثل رواية سويد بن عمرو. وخالفهم محمود بن إسماعيل الصائغ فرواه عن موسى، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي هريرة، موقوفًا. قال العقيلي: «وهذا أولى» .
(2) في جميع النسخ: «محمد» ، وكذا عند مغلطاي وهو خطأ، فالذي يروي عن أسماء بنت يزيد هو ابن أخيها محمود بن عمرو؛ كما في "تهذيب الكمال" (35/128) ، والسياق بعده يدلُّ عليه.
(3) ظاهر صنيع المصنف هنا: أن محمود بن عمرو كان عنده الحديث عن أسماء بنت يزيد مرفوعًا، وعن أبي هريرة موقوفًا عليه، فكان يحدِّث به هكذا وهكذا.
وقوله: «موقوف» كذا جاء بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(4) قال ابن معين عن هذا الحديث: «ليس هذا بشيء؛ إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ موقوف» . اهـ من "تاريخ ابن معين = = رواية الدوري" (3/112 رقم469) .
وقال الحافظ في "اللسان" (3/84) : «والمستغرب منه قوله فيه: «من در وياقوت» فإن للحديث طرقًا جيِّدة ليس هذا فيها» . اهـ.(2/454)
509 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فاختُلِفَ عَنْهُ:
فَرَوَى بِشْرُ بْنُ المُفَضَّل (2) ، عَنْ عُمَارة بْنِ غَزِيَّة، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيد الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي حُمَيد السَّاعِدي -[أَوْ] (3) عَنْ أَبِي أُسَيد السَّاعِدي - عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِذا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلْيُسَلِّمْ، وَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ، افْتَحْ لِي أبْوابَ رَحْمَتِكَ، وَإذا خَرَجَ فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ، إنِّي أسْألُكَ مِنْ فَضْلِكَ.
وَرَوَاهُ سُلَيمانُ بْنُ بِلالٍ (4) ، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيد، عَنْ أَبِي حُمَيد وَأَبِي أُسَيد، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
_________
(1) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1286) .
(2) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (713) . وقد توبع عليه؛ فأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (1665) عن إبراهيم بن محمد، وابن ماجه" في "سننه" (772) من طريق إسماعيل بن عياش، كلاهما عن عمارة بن غزية، به، عن أبي حميد الساعدي وحده. وسيأتي عن عمارة بإسناد آخر.
(3) قوله: «أو» سقط من جميع النسخ، عدا (أ) فإنها ملحقة بها فوق قوله: «عن» ، وكأنها بخط مغاير، وإثباتها هو الصَّواب؛ كما تجده في الموضع السابق من "صحيح مسلم" وغيره، وكما يفهم من سياق المسألة.
(4) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/497 رقم 16057) ، و (5/425 رقم 23607) ، والنسائي في "سننه" (729) ، والبزار في "مسنده" (3721) ، وابن حبان في "صحيحه" (2049) ، جميعهم من طريق أبي عامر العقدي، عن سليمان ابن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بن سويد الأنصاري، قال: سمعت أبا حميد وأبا أسيد يقولان ... ، فذكره.
وأخرجه مسلم في "صحيحه" (713) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/441) من طريق يحيى بن يحيى، والدارمي في "سننه" (2/293) من طريق عبد الله بن مسلمة، وأبو عوانة في "مسنده" (1235) من طريق ابن أبي مريم، ثلاثتهم عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ ربيعة ابن أبي عبد الرحمن، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ، عن أبي حميد أو عن أبي أسيد، به.(2/455)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: عَنْ أَبِي حُمَيد وَأَبِي أُسَيد - كِلاهُمَا عَنِ النبيِّ (ص) (1) - أصحُّ.
قلتُ: لَمْ يَكُنْ أخرجَ أَبُو زُرْعَةَ مَنْ خالفَ بِشْرَ بْنَ المُفَضَّل فِي رِوَايَتِهِ عَنْ عُمارة بْنِ غَزِيَّة، وأحسَبُ أَنَّهُ لَمْ يكنْ وَقَعَ عندَهُ.
وَأَخْبَرَنَا يونس بْن عَبْدِ الأَعْلَى (2) - قراءة عَلَيْهِ - عَنِ ابْنِ وَهْب (3) ، عَنْ يحيى بن عبد الله ابن سالم، عَنْ عُمَارة بْنِ غَزِيَّة، عن ربيعة، عن عبد الملك بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيد، عَنْ أَبِي حُمَيد وَأَبِي أُسَيد، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ كما رواه سُلَيمانُ ابن (4) بلال؛ فدلَّ عَلَى (5) أنَّ الخطأَ من بِشْرِ ابن المُفَضَّل (6) .
_________
(1) من قوله: «قال أبو زرعة ... » إلى هنا مكرر في (ك) ؛ لانتقال بصر الناسخ.
(2) روايته أخرجها أبو عوانة في "مسنده" (1233) ، والطبراني في "الدعاء" (426) من طريق أحمد بن سعيد الهمذاني، عن ابن وهب، به.
(3) هو: عبد الله.
(4) في (ك) : «عن» بدل: «بن» .
(5) قوله: «على» ليس في (ت) و (ك) .
(6) روى البزار هذا الحديث في "مسنده" (9/170) من طريق بشر بن المفضل، ثم قال: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرويه عن رسول الله (ص) بأحسن من هذا الإسناد، وقد روي عن رسول الله (ص) من وجوه، فذكرنا هذا الحديث لعلَّة عُمارة بن غزية، وذكرناه عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ وَأَبِي أُسَيْدٍ، وإن كان يروى عن غيرهما؛ لقلة ما يرويان عن رسول الله (ص) » .(2/456)
510 - وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ وذكَرَ الحديثَ الَّذِي رَوَاهُ سَعِيد الجَرْميُّ (2) ، عَنْ أَبِي تُمَيْلَة (3) ، عَنْ أَبِي حَمْزة السُّكَّري (4) ، عَن جَابِر الجُعْفِي (5) ، عَنْ حبيب ابن أبي ثابت، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى (6) ، عَنِ السُّلَيك (7) ؛ قال: نهى رسولُ الله (ص) أن يُصَلَّى في أَعْطان ِ الإبِلِ، وأمرَ أن يُتَوَضَّأَ مِنْ لُحومها.
فَقَالَ: حديثُ الأعمش، عَنْ عبد الله بن عبد الله الرَّازي، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عن البَرَاء، عن النبيِّ (ص) أصحُّ (8) .
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (38) .
(2) هو: سعيد بن محمد.
(3) في (أ) و (ف) : «ثميلة» بالثاء المثلثة، وهو خطأ، والمثبت من (ت) و (ش) و (ك) ، وهو: يحيى بن واضح.
(4) هو: محمد بن ميمون.
(5) هو: جابر بن يزيد.
(6) قوله: «ليلى» سقط من (ف) .
(7) هو: سُلَيْك الغَطَفاني، صحابي مشهور.
(8) قال ابن حجر في "الإصابة" (3/217) : «روى عبد الله في "زيادات المسند" والبغوي وابن السكن من طريق أبي جعفر الرازي عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ ذِي الغرة قال: عرض أعرابي للنبي (ص) ، فسأله عن الصلاة في أعطان الإبل؟ قال: والراوي له عن أبي جعفر عبيدة ابن معتِّب، وهو ضعيف. وخالفه الأعمش وحجاج بن أرطاة فقالا: عن عبيد الله (كذا) بن عبد الله - وهو أبو جعفر الرازي -، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ. قَالَ حجاج بن أرطاة: أو أسيد بن حضير - بالشك -، وقد صحَّح الحديث من رواية الأعمش: أحمد وابن خزيمة وغيرهما ... قال ابن السكن: لا يصح شيء من طرقه» . وانظر "معرفة الصحابة" لابن نعيم (2/1033) .(2/457)
511 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُقْرِئُ (1) ، عَنْ حَيْوَة (2) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيب، عَنْ عبد الرحمن بْنِ شِمَاسَة (3) ؛ قَالَ: صَلَّى عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بالنَّاس، فَكَانَ عَلَى تَشَهُّدِهِ، فقامَ، فصاحَ بِهِ النَّاسُ: سُبحانَ اللَّهِ! سُبحانَ اللَّهِ (4) ! فصَلَّى كَمَا هُوَ حَتَّى أَتَمَّ صلاتَهُ، ثُمَّ سجَدَ سَجدَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الَّذِي صَنَعْتُ هِيَ (5) السُّنَّة؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو عن عُقبَة ابن عامر.
قلتُ أنا (6) : الَّذِي يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ هُوَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ (7) ، رَوَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيب، عَنْ عبد الرحمن بْنِ شِمَاسَة، عَنْ عُقبَة، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) هو: عبد الله بن يزيد. وروايته أخرجها ابن أبي عمر في "مسنده"؛ كما في "المطالب العالية" (683) .
(2) هو: ابن شُريح.
(3) بكسر الشين المعجمة، وتخفيف الميم، بعدها ألفٌ، ثم مهملة. "فتح الباري" لابن حجر (4/80) .
(4) في (ف) : «سبحان الله» مرة واحدة.
(5) في (ش) : «هذه» .
(6) القائل: هو عبد الرحمن بن أبي حاتم، وهذا من زيادته في بيان العلَّة.
(7) قوله: «بن سعد» ليس في (أ) و (ش) . ورواية الليث هذه أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (4498) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (182/البغية) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/313 رقم867) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (10/200-201) ، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (1940) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/314 رقم868) ، والحاكم في "المستدرك" (1/325) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/344) من طريق بكر بن مضر، عن يزيد ابن أبي حبيب، به، نحوه.(2/458)
512- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش (2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَة (4) ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إذَا قَاءَ (5) أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ، أَو رَعَفَ، أَو قَلَسَ (6) ؛ فَلْيَنْصَرِفْ فَلْيَتَوَضَّأْ (7) ، ثُمَّ يَبْنِي عَلَى مَا مَضَى مِنْ صَلاَتِهِ مَا لَمْ يَتَكَلَّمْ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ الصَّحيحُ: عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ أَبِيهِ (8) ، عَنِ ابْنِ أبي مُلَيْكَة (9) ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَل (10) .
513 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّيناني (11) ، عَنِ ابْنِ جُرَيْج (12) ، عَنْ عَطَاء (13) ، عن عبد الله (14) بن
_________
(1) في (أ) : «وسُئِلَ أبي أبو زرعة» . وقد تقدَّمت هذه المسألة برقم (57) ، وفيها إعلال أبي حاتم للحديث بمثل إعلال أبي زرعة هنا.
(2) في (ك) : «عباس» .
(3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيج.
(4) هو: عبد الله بن عبيد الله.
(5) في (ك) : «قال» بدل: «قاء» .
(6) سلف تفسير «القَلْسُ» في المسألة رقم (57) .
(7) في (ت) و (ك) : «وليتوضأ» .
(8) هو: عبد العزيز بن جريج.
(9) تقدم في المسألة رقم (57) أنه ليس فيه ذكر لابن أبي مليكة.
(10) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. وانظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(11) في (أ) و (ف) : «الشَّيْباني» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ش) ، وانظر ترجمة الفضل هذا في "تهذيب الكمال" (23/254) . وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1155) ، وابن ماجه (1290) ، والنسائي (1571) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1462) ، وابن الجارود في "المنتقى (264) ، والدارقطني في "سننه" (2/50) ، والحاكم في "المستدرك" (1/295) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/301) .
(12) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(13) هو: ابن أبي رباح.
(14) في (ف) : «عبيد الله» .(2/459)
السَّائِب؛ قَالَ: شَهِدتُّ مَعَ رَسُولِ الله (ص) العِيدَ، فلمَّا قَضَى الصَّلاةَ قَالَ: إنَّا نَخْطُبُ؛ فَمَنْ أحَبَّ أنْ يَجْلِسَ لِلخُطْبَةِ فَلْيَجْلِسْ، وَمَنْ أَحَبَّ فَلْيَرْجِعْ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ مَا حدَّثَنا بِهِ (1) إبراهيمُ بْنُ مُوسَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْج، عَنْ عَطَاءٍ: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (2) (3) .
514 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمي، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ وَجِيه (4) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عن أنس بن
_________
(1) كلمة: «به» غير موجودة في (أ) و (ش) و (ف) .
(2) كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) قال ابن معين: «هَذَا خَطَأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ عطاء فقط، وإنما يغلط فيه الفضل بن موسى السيناني؛ يقول: عن عبد الله بن السائب» . اهـ من "تاريخ ابن معين رواية الدوري" (56) .
وقال أبو داود في الموضع السابق: «هذا مرسل عن عطاء، عن النبي (ص) » .
وقال النسائي - كما في "تحفة الأشراف" (4/347) : «هذا خطأ، والصواب مرسل» .
وقال ابن رجب في "فتح الباري" (6/148) : «وكذا ذكر الإمام أحمد أنه مرسل، وكان عطاء يقول به، ويقول: إن شاء فليذهب. قال أحمد: لا نقول بقول عطاء، أرأيت لو ذهب الناس كلُّهم؛ على من كان يخطب؟!» .
وقال ابن خزيمة: «هذا حديث خراساني غريبٌ غريب، لا نعلم أحدًا رواه غير الفضل بن موسى السيناني» . وانظر "إرواء الغليل" (629) .
(4) في (أ) : «دحية» بدل: «وجيه» . والحديث أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (18/610/ دار هجر) من طريق زيد بن الحباب، وابن عدي في "الكامل" (2/193) من طريق الصلت بن مسعود، كلاهما عن الْحَارِثُ بْنُ وَجِيهٍ، عَنْ مَالِكِ بن دينار، به. وعزاه الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (3/86) إلى ابن مردويه من حديث الحارث بن وجيه، به.
قال ابن عدي: «لا يحدث به عن مالك غيرُ الحارث بن وجيه» .(2/460)
مَالِكٍ - فِي قَوْلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {} (1) - قَالَ: كَانَ أصحابُ رسولِ اللَّهِ (ص) يُصَلُّونَ بَيْنَ المَغْرِبِ والعِشَاء؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا يُروى: مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَالِمٍ (2) .
515 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ (4) ، عَنْ زكريَّا بْنِ مَنْظُور، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي شُهُودِ العَتَمَةِ لَيْلَةَ الأرْبِعَاءِ، لَأَتَوْهَا وَلَوْ حَبْوًا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وزكريَّا ضعيفُ الْحَدِيثِ.
516 - وسمعتُ (5) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ الربيع بْن يَحْيَى (6) ،
عَنْ
_________
(1) الآية (16) من سورة السَّجدة.
(2) هو: ابن عبد الله بن عمر، فيما يظهر.
(3) انظر المسألة رقم (485) .
(4) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (805) وقال: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ هشام بن عروة إلا زكريا بن منظور، تفرَّد به عتيق بن يعقوب» .
(5) في (أ) و (ش) : «وسألت» .
(6) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه النسائي في "سننه" (1178) من طريق وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، به. وفيه: «عن ابن بحينة» لم يسمه.
وأخرجه الدارمي في "مسنده" (1541) من طريق حماد ابن سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وفيه: «عن مالك بن بحينة» مثل رواية الربيع بْن يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ.(2/461)
شُعْبَة، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن عبد الرحمن الأعرَج (1) ، عن مالك ابن بُحَيْنَة: أنَّ رسول الله (ص) قَامَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ، فلمَّا تَشَهَّدَ (2) ، سجد سَجْدَتَيِ (3) الوَهَمِ، ثمَّ سَلَّم.
فَقَالَ (4) أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا هُوَ: عبدُالله بنُ مالكٍ ابنُ بُحَيْنَةَ (5) الأَسَدِيُّ حليفُ بني عَبْد المُطَّلِب (6) .
517 - وسمعتُ أَبِي وذَكَرَ (7) حَدِيثًا حدَّثني بِهِ عَن حَيْوَة بْن شُرَيْح الحِمْصي، عَنْ بَقِيَّة (8) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ أَبِي بِشْر جَعْفَر بْن إِيَاس؛ قَالَ: قَالَ لي عُبَيد بْن عُمَير: لو رأيتَ عَنَاقًا تَبَْعَرُ (9) فِي المسجِد (10) . قَالَ شُعْبَة: كأنهُ لا يَرى بِهِ بأسًا.
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن هرمز.
(2) في (ت) و (ك) : «شهد» .
(3) في (ت) و (ك) : «سجدتين» .
(4) في (ف) : «قال» .
(5) يُقرأُ بتنوين «مالك» ، ورفع «بن» بعده؛ لأن الأصح أنَّ «بحينة» هي أمُّ عبد الله لا أمُّ مالك؛ ولذلك توضع ألف الوصل في «بن» . انظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (425) .
(6) روى هذا الحديث كثير من الحفاظ عن يحيى بن سعيد وعن غيره، ولم يقل أحدٌ منهم: «مالك بن بحينة» . وأخرجه البخاري في "صحيحه" (1225) من طريق مالك بن أنس، ومسلم (570) من طريق حماد بن زيد، كلاهما عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ الأعرج، عن عبد الله ابن بحينة، به.
(7) في (ت) و (ك) : «ذكر» بلا واو.
(8) هو: ابن الوليد.
(9) أي: تُلْقِي بَعْرَها.
(10) لم نقف على تخريجه، وأورده ابن حزم في "المحلَّى" (1/171) قائلاً: وعن عُبَيد بن عمير قال: إنَّ لي عُنَيِّقًا تبعَرُ في مسجدي. اهـ. أورده في جملة آثار، وقال عقبَها: أما الآثارُ التي ذكرنا فكلُّها صحيح.(2/462)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي بِشْر، عَن (1) يوسف بْن ماهَِك.
518 - وسمعتُ (2) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنْ حَيْوَة بْنِ شُرَيْح (3) ، عَنْ بَقِيَّة (4) ، عَنِ الزُّبَيدي (5) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يسلِّم تَسْلِيمَتَينِ.
فَقَالَ (6) أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر (7) .
519 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنْ حَيْوَة (8) ، عن
_________
(1) قوله: «عن» سقط من (ف) .
(2) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (5/207) قول أبي حاتم: «هذا حديثٌ مُنكَر» .
(3) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/268) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (3569) ، وفي "مسند الشاميين" (1766) ، قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا الزبيدي» .
(4) هو: ابن الوليد.
(5) واسمه: محمد بن الوليد.
(6) في (ك) : «قال» .
(7) قال أبو داود في "مسائله" (2005) : «ذكرت لأحمد حديث بَقِيَّةَ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النبي (ص) كان يسلم تسليمتين؟ قال: يقول فيه: «حدثنا» يعني بقية؟ قلت: لا ينكرون أن يكون سمعه. قال: هذا أبطل باطل» . اهـ. قال الدارقطني: «اختُلِف على بقية في لفظ روي أنه كان يسلم تسليمتين، وروي تسليمة واحدة، وكلها غير محفوظة» .
وقال الأثرم: «هو حديث واهٍ، وابن عمر كان يسلم واحدة، قد عرف ذلك عنه من وجوه، والزهري كان ينكر حديث التسليمتين ويقول: ما سمعنا بهذا» . نقل ذلك ابن رجب في "فتح الباري" (5/207) .
(8) يعني: ابن شُرَيح المذكور في المسألة السابقة.(2/463)
بَقِيَّة (1) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْري (2) ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ مَعَ الإِمَامِ رَكْعَةً، فَقَدْ أَدْرَكَ الجُمُعَةَ.
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) .
520 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو كُرَيْب (4) ، عَنْ مُصعَب بْنِ المِقْدام، عَنْ زائِدَة (5) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى (6) بْنِ حَبَّان، عَنِ عَمْرِو بْنِ سُلَيم، عَنْ خَلْدَة الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي قتادَة، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلاَ يَجْلِسْ حَتَّى يَرْكَعَ رَكْعَتَيْن؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا قَالَ: عَمْرُو بْنُ سُلَيم، عَنْ خَلْدَة! وَإِنَّمَا هُوَ: عَمْرُو بْنُ سُلَيم ابن (7) خَلْدَة، عَنْ أَبِي قَتادة، عَنِ النبيِّ (ص) (8) .
_________
(1) هو: ابن الوليد.
(2) قوله: «عن الزهري» سقط من (ك) .
(3) تقدم هذا النص برقم (491) ، وفيه: قَالَ أَبِي: هَذَا = = خطأٌ، الْمَتْنِ وَالإِسْنَادِ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) : «مَنْ أَدْرَكَ مِنْ صَلاَةٍ رَكْعَةً، فَقَدْ أَدْرَكَهَا» . وَأَمَّا قَوْلُهُ: «مِنْ صَلاة الجُمُعَة» ، فَلَيْسَ هَذَا فِي الحديث، فوَهِمَ في كليهما. اهـ. وانظر المسألة رقم (584) و (607) .
(4) هو: محمد بن العلاء.
(5) هو: ابن قدامة.
(6) قوله: «الأَنْصَارِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى» سقط من (ك) . وانظر أوجه الاختلاف في هذا الحديث في "العلل" للدارقطني (1034) .
(7) في (ك) : «عن» بدل: «بن» ، وهو خطأ ظاهر.
(8) أخرجه مسلم في "صحيحه" (714) من طريق حسين ابن علي، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّان، عَنْ عَمْرِو بن سُلَيم بن خَلْدَة الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، به.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (444) ، ومسلم (714) من طريق مالك، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سليم، به.(2/464)
521 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ (1) الأصبَهاني (2) ، عَنْ شَرِيك (3) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَنَتَ رسولُ الله (ص) حِينَ فَرَغَ مِنَ السُّورة فِي الفَجرِ، فلمَّا قَضَى الصَّلاةَ قَالَ: إنَّمَا قَنَتُّ بِكُمْ؛ لِتَدْعُوا اللهَ، وَلِتَسْألُوهُ حَوَائِجَكُمْ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا قولُ عُروَة، وَلَيْسَ (4) بِمَرْفُوعٍ (5) .
522 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو يُوسُفَ يعقوبُ (6) ،
_________
(1) قوله: «بن» ليس في (أ) و (ش) .
(2) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/462) من طريق الخليل بن زياد، عن شريك، به. وذكر المقريزي في "مختصر كتاب الوتر" لمحمد بن نصر المروزي (ص146) عن هشام ابن عروة، عن أبيه، به. لم يذكر إسناده إلى هشام. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7027) من طريق منظور بن زهير السعدي، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، به، مرفوعًا. وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (55/ب/أطراف الغرائب) من طريق عثمان بن حكيم، عن عبد الغفار بن القاسم، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن الزبير، به، مرفوعًا.
(3) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي.
(4) في (ش) : «ليس» بلا واو.
(5) رواه محمد بن نصر - كما في "مختصر قيام الليل" (ص301) - من طريق هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ مرسلاً. ورواه الطبري في "تهذيب الآثار" (1/365 رقم 633/مسند ابن عباس) من طريق أنس بن عياض، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه؛ أنه كان لا يقنت في شيء من الصلوات، ولا في الوتر؛ غير أنه كان يقنت في صلاة الفجر قبل أن يركع الركعة الآخرة، ثم يقول لمن حوله: أقنتُ لأن أدعو، فادعوا الله.
(6) هو: ابن إبراهيم القاضي.(2/465)
عَنْ يزيدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، عَن عِيسَى (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زيد؛ قال: قَنَتَ النبيُّ (ص) فَقَالَ: اللَّهُمَّ، الْعَنْ رِعْلاً (2) ، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ؛ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ، والْعَنْ أبَا الأَعْوَرِ (3) السُّلَمِيَّ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ غيرُ أَبِي يُوسُفَ» . وَلَمْ يَقْرَأْهُ (4) عَلَيْنَا (5) .
523 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ عُيَينة، عَنِ ابْنِ عَجْلان، عن يعقوب بن عبد الله ابن الأَشَجِّ، عَنْ بُسْر (7) بْنِ سَعِيدٍ، عن
_________
(1) كذا في جميع النسخ، ويغلب على الظن أنها متصحِّفة عن: «ابن يُحَنَّس» ، فعيسى ويحنس رسمهما متقارب، وقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7046) ؛ فقال: حدثنا يعقوب بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي زياد، عن ابن يُحَنَّس، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: قَنَتَ رسول الله (ص) فَقَالَ: «اللَّهُمَّ، العَنْ رِعْلاً، وَذَكْوَانَ، وعضلاً، وَعُصَيَّةَ؛ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ، والعَنْ أبَا الأَعْوَرِ السُّلَميَّ» .
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (4/90 رقم482) - عن أبي يوسف، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عن أبي الحسن، عن سعيد بن زيد، به، مرفوعًا نحوه. كذا وقع فيه: «أبي الحسن» ، وأغلب الظن أنها محرَّفةٌ عن: «ابن يُحَنَّس» . وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (1/264) من طريق أبي يوسف، به. ووقع عنده: «عن يوحنس» . وابن يُحَنَّس هو: أبو الحسن يزيد بن يُحَنَّس الكوفي، يروي عن سعيد بن زيد، ويروي عنه يزيد بن أبي زياد؛ كما في "التاريخ الكبير" (8/368) ، و"الجرح = = والتعديل" (9/295) ، و "تهذيب الكمال" (10/447) و (32/137) .
(2) في (ك) : «وعلاً» .
(3) في (ت) : «والعزبل الأعور» ، وفي (ك) : «والعدابل الأعور» .
(4) في (ك) : «يعده» .
(5) القائل: «ولم يقرأه علينا» هو: عبد الرحمن بن أبي حاتم.
(6) تقدمت هذه المسألة برقم (347) ، وانظر المسألة رقم (211) .
(7) في (ش) و (ك) : «بشر» .(2/466)
أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قال لزينبَ امرأةِ عبد الله: إذَا خَرَجْتِ إِلَى المَسْجِدِ لِصَلاَةِ المَغْرِبِ، فَلاَ تَطَيَّبِينَ (1) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ بُسْر (2) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زينبَ الثَّقفيَّة، عن النبيِّ (ص) .
524- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد العزيز الدَّرَاوَرْدي (3) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بْنِ ثابِت بْنِ الصَّامِت؛ قَالَ: جاءنا النبيُّ (ص) ، فصلَّى بِنَا فِي مَسْجِدِ بَنِي (4) عبدِ الأَشْهَل، فرأيتُهُ واضِعًا يَدَيْهِ (5) فِي ثَوْبِهِ إِذَا سَجَد.
وَرَوَى هذا الحديثَ عبدُالله بْنُ مَسْلَمَة القَعْنَبِيُّ (6) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبة، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الحُصَين، عَنْ مَشْيَخَةِ (7) بني (8)
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «فلا تطيَّبي» ، وقد تقدَّمت هذه العبارة في المسألة رقم (347) ، وقد ذكرنا صحَّتَها، وبيَّنَّا وجه ذلك هناك.
(2) في (ت) و (ش) و (ك) : «بشر» .
(3) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (2728) ، ومن طريقه الإمام أحمد في "المسند"، وابنه عبد الله في "زياداته على المسند" (4/334-335 رقم 18953) ، وابن شبة في "تاريخ المدينة" (7/66) ، وابن ماجه في "سننه" (1031) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2147) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (15/200) .
(4) في (ت) و (ك) : «بن» بدل: «بني» .
(5) في (ك) : «يده» .
(6) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (1/453) .
(7) في (أ) و (ش) و (ف) : «شيخه» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وكذا في الموضع السابق من "الطبقات" لابن سعد.
(8) في (ت) و (ف) و (ك) : «بن» بدل: «بني» .(2/467)
عبدِ الأَشْهَل: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) صلَّى فِي مَسْجِدِ بَنِي عبدِ الأَشْهَل مُلْتَحِفًا فِي كِساء، كَانَ يضعُ يدَيه (1) عَلَى الكِساء؛ يَقِيهِ بَرْدَ الحَصْبَاءِ إِذَا سَجَد.
وَرَوَى إسحاقُ الفَرْوي (2) ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي حَبيبة، عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بْنِ ثابِت بْنِ الصَّامِت، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه (3) : أنَّ رسولَ الله (ص) صلَّى ... مِثلَ مَتنِ حديثِ القَعْنَبِيِّ؟
_________
(1) في (ت) و (ف) و (ك) : «يده» .
(2) هو: إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن أبي فروة، وروايته لم نقف عليها، لكن الحديث أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (676) من طريق سعيد بن أبي مريم، والفسوي في "تاريخه" (1/321-322) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/108) - من طريق إسماعيل بن أبي أويس، كلاهما عن إبراهيم بن إسماعيل ابن أبي حبيبة، عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت ابن الصَّامِتِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه به. وسقط من مطبوع ابن خزيمة قوله: «عبد الرحمن بن» ، والتصويب من المخطوط (83/أ) ، و"إتحاف المهرة" (3/15) .
ورواه ابن ماجه (1032) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2147) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (2/76 رقم1344) ، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1336) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (15/200) ، من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ إبراهيم بن إسماعيل، عن عبد الله بن عبد الرحمن بْنِ ثَابِتِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أبيه، عن جدِّه به. وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (5/266) : «عبد الرحمن ابن ثَابِتِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي (ص) . قال ابن أبي حبيبة: عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت، عن أبيه، ولم يصحَّ حديثُه» .
ورواه ابن شبة في "تاريخ المدينة" (1/67) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/129) من طريق معن = = ابن عيسى، عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ عبد الرحمن بن ثابت بن صامت، عن أبيه، عن جده، به. وقال المزي في "تحفة الأشراف" (5/282) : «إنما هو: عن عبد الله ابن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جدِّه ثابت بن الصامت» .
(3) في (ش) : «جَدَّته» .(2/468)
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ حديثُ الفَرْوي.
525 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَامِر العَقَديُّ (1) ، عَن زكريَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمرو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عبَّاس: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى بالمدينة ثَمانًا (2) جَميعًا، وسَبْعًا جَميعًا؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا وَهَمٌ؛ رَوَاهُ شُعْبَةُ (3) ، وحمَّادُ بْن زَيْدٍ (4) ، ومحمدُ بْن مسلم (5) ، وحمَّادُ بن سَلَمة (6) ، وسُفْيانُ بن عُيَينة (7) ، عن
_________
(1) هو: عبد الملك بن عمرو القيسي.
(2) كذا في جميع النسخ، والذي في مصادر التخريج: «ثمانيًا» ، وهي مفعول: «صلَّى» منصوب. وفي كلمة «ثماني» منوَّنة لغتان:
الأولى: إعرابها إعراب الاسم المنقوص، فتقول: هذه شجراتٌ ثمانٍ، ومررتُ بشجراتٍ ثمانٍ، ورأيتُ شجراتٍ ثمانيًا، وعلى هذه اللغة جاءت هذه اللفظة في مصادر التخريج «ثمانيًا» ، وهذه هي اللغة المشهورة.
والثانية: حذفُ الياء، وجَعْلُ الإعراب على النون، فيقال: هذه شجراتٌ ثمانٌ، ومررتُ بشجراتٍ ثمانٍ، ورأيتُ شجراتٍ ثمانًا.
وعلى هذه اللغة جاءت الكلمة في جميع النسخ التي بين أيدينا. انظر: "همع الهوامع" (3/257) ، و"تهذيب اللغة" للأزهري (1/115) ، و"لسان العرب" (8/358) ، و"تاج العروس" (11/484) ، وانظر: "المغرب، في ترتيب المعرب" (1/120-121) .
(3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (562) .
(4) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (543) ، ومسلم (705) .
(5) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (12/137 رقم12807) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/90) .
(6) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2735) .
(7) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (475) ، والبخاري في "صحيحه" (1174) ، ومسلم (705) .(2/469)
عَمْرو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ بْن زَيْدٍ (1) ، عَنِ ابْنِ عبَّاس، عن النبيِّ (ص) ، وَهُوَ الصَّحيحُ، والوَهَمُ (2) ينبغي أن يكونَ من زكريَّا (3) .
526 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رُوِيَ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ (4) ، عَنْ حَجَّاج (5) ، عَنِ الحَكَم (6) ، عَنْ (7) مِقْسَم (8) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) إِذَا لَمْ يَرْتَحِلْ حَتَّى تزيغَ الشَّمسُ، صلَّى الظُّهْرَ والعَصْرَ جميعًا، وإذا كانت لم تَزِ غْ، أَخَّرها (9) حَتَّى يَجْمَعَ بينهُما فِي وقتِ الْعَصْرِ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هُوَ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو خالد (10) ، عن ابن
_________
(1) من قوله: «وحماد بن سلمة ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) .
(2) قوله: «والوهم» سقط من (أ) و (ش) .
(3) مراد أبي زرعة: أن عمرو بن دينار إِنَّمَا يُروى هَذَا الحديث عَن جابر بن زيد، وليس عن سعيد بن جُبَير، وحديث سعيد بن جُبَير أخرجه مسلم (705) من طريق أبي الزبير وحبيب بْن أَبِي ثابت، عَن سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عبَّاس قال: صلَّى رسول الله (ص) الظهر والعصر جميعًا، والمغرب والعشاء جميعًا، في غير خوف ولا سفر.
(4) هو: سليمان بن حيَّان. وروايته أخرجها يحيى بن عبد الحميد الحمَّاني في "مسنده"- كما في "التلخيص الحبير" (2/101) -. وقال ابن حجر في "فتح الباري" (2/582) : «وفي إسناده مقال» .
(5) هو: ابن أرطاة.
(6) هو: ابن عُتَيبة.
(7) في (ك) : «بن» بدل: «عن» .
(8) هو: ابن بُجْرَة، مولى ابن عباس.
(9) في (ف) : «أخرهما» .
(10) روايته أخرجها عبد بن حميد (613) ، والطبراني في "الكبير" (11/211 رقم11524) ، والدارقطني في "سننه" (1/389) . ورواه عبد الرزاق (4405) - وعنه أحمد (1/367-368 رقم 3480) - عن ابن جريج، عن حسين، عن عكرمة وكريب، عن ابن عباس به. وأخرجه الشافعي في "مسنده" (1/186 رقم530-ترتيب السندي) - ومن طريقه البغوي في "شرح = = السنة" (1042) - عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/211 رقم11525) من طريق هشام بن عروة، كلاهما عن حسين بن عبد الله، عن كريب وحده، به.(2/470)
عَجْلان (1) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عبَّاس (2) .
527 - قَالَ أَبُو محمَّد (3) : وذكر (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ محمَّد بْنِ عبد الله بْنِ نُمَير (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيل، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وائِل (6) ؛ قَالَ: صَلَّيْتُ خلفَ عليٍّ، فكان يُسَلِّم عَن (7) يمينه: السَّلام عليكُم ورحمةُ اللَّه، وعن يساره: السَّلامُ عليكُم (8) ورحمةُ اللَّه.
قَالَ أَبُو زرعة (9) : قَالَ ابْنُ نُمَير: «هَذَا خطأٌ» ، ولم يُبَيِّنِ الصحيحَ ما هو.
_________
(1) هو: محمد.
(2) قال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/101) : «وحسين ضعيف، واختُلِف عليه فيه، وجمع الدارقطني في "سننه" بين وجوه الاختلاف فيه؛ إلا أن علته ضعف حسين، ويقال: إن الترمذي حسَّنه، وكأنه باعتبار المتابعة» .
(3) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (أ) و (ش) ، وفي (ف) : «قلت» بدلاً منه.
(4) في (ت) و (ك) : «ذكر» بلا واو.
(5) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3051) عن ابن فضيل، به. وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (3/221 رقم1544) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/270 و271) من طريق زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق، عَنْ أَبِي وائِل، عَنْ عليٍّ ح؛ أنَّه كان يسلِّم في الصلاة عن يمينه، وعن شماله. وزاد ابن المنذر فيه: «السَّلام عليكُم ورحمة الله، السَّلام عليكُم ورحمة الله» .
(6) هو: شقيق بن سلمة.
(7) في (ش) : «على» بدل: «عن» .
(8) قوله: «عليكم» ليس في (ك) .
(9) قوله: «قال أبو زرعة» ليس في (ك) .(2/471)
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: الأعمش، عَنْ أَبِي رَزِين (1) ، عَن عليٍّ.
قلتُ: كَذَا رَوَاهُ الثَّوْري، عَنِ الأعمش (2) .
527/أ - قلتُ (3) : وحَدَّث (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كثير العَبْدي (5) ، عَنْ سُفْيان الثَّوْري، عَنْ مَنْصُورٍ (6) ، عَن فُضَيل بْن عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (7) ؛ قَالَ: مَنْ آذاهُ الحَرُّ؛ فليسجُدْ عَلَى ثَوبه يوم الجُمُعة.
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا هُوَ عَنْ عُمَرَ (8) ؛ حدَّثنا قَبيصة (9) ؛ قَالَ: حدَّثنا سُفْيان (10) ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَن فُضَيل، عن إبراهيم، عن عمر.
_________
(1) هو: مسعود بن مالك الأسدي.
(2) أخرجه عبد الرزاق (3131 و3133) من طريق الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي رزين، عن علي، به. ورواه الشافعي في "الأم" (7/165) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/ 270) ، والبيهقي (2/178) من طريق شعبة، عن الأعمش، عَنْ أَبِي رزين، عَن علي، به.
ورواه الشافعي في "الأم" (7/165) عن هشيم، عن مغيرة، عن أبي رزين، به.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3052) عن ابن فضيل، عن إبراهيم بن سُميع، عَنْ أَبِي رزين، عَن عَليّ به.
(3) قوله: «قلت» ليس في (ت) و (ك) .
(4) في (أ) و (ش) : «وحديث» .
(5) لم نقف على روايته، لكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2772) عن هشيم؛ قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم؛ أنَّه قال: «إذا كان حَرٌّ أو بَرْدٌ فليسجُدْ على ثوبه» .
(6) هو: ابن المعتمر.
(7) هو: ابن يزيد النخعي.
(8) يعني: عمر بن الخطاب ح.
(9) هو: ابن عقبة السُّوائي.
(10) هو: الثوري. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" (1558 و5466) عن الثوري، عن منصور، به. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2767) عن جرير، عن منصور، به، نحوه
ورواه ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ (2771) عَنِ ابْنِ فضيل، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قال: قال عمر: إذا وجد أحدكم حرَّ الأرض؛ فليضع ثوبه بينه وبين الأرض، ثم ليسجُد عليه.(2/472)
528 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يزيدُ بْنُ هَارُونَ (2) ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن بن المُجَبِّر (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ قِبْلَةٌ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا وَهَمٌ؛ الحديثُ حديثُ ابْنِ عمر، موقوفً (4) .
_________
(1) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (2/291) بعض هذا النص، وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك" (1/206) : «وصححه أبو حاتم الرازي موقوفًا على عبد الله» ، كذا قال: «أبو حاتم» بدل: «أبو زرعة» !!
(2) روايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (1/271) ، والحاكم في "المستدرك" (1/206) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/9) .
ورواه الدارقطني (1/270) ، والحاكم (1/205) ، والبيهقي (2/9) من طريق شعيب بن أيوب، عن ابن نمير، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، به.
(3) قوله: «المجبر» مطموس في (ت) ، وفي موضعه بياض في (ك) .
(4) وقد قال الحاكم في الموضع السابق: «هذا حديث صحيح، قد أوقفه جماعة عن عبد الله بن عمر» .
وقال ابن رجب في الموضع السابق: «ورفعُه غير صحيح عند الدارقطني وغيره من الحفاظ. وأما الحاكم فصححه، وقال: على شرطهما، وليس كما قال» .
وقال البيهقي في الموضع السابق: «تفرد به ابن مجبر ... والمشهور رواية الجماعة: حماد بن سلمة وزائده بن قدامة ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ من قوله» .
ورواه عبد الرزاق (3636) عن معمر، عن أيوب، ورواه البغوي في "الجعديات" (2405) عن شريك، عن عبيد الله، والفاكهي في "أخبار مكة" (291) من طريق حماد بن مسعدة، عن عبيد الله، كلاهما - أيوب وعبيد الله - عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قبلة.
وجاء عن عمر بن الخطاب من قوله، وصححه الإمام أحمد عنه. انظر "فتح الباري" لابن رجب (2/290) ، و"العلل" للدارقطني (94) .
وقول أبي زرعة: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة (85) .(2/473)
529 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَكَم بْنُ بَشِير (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ المُلاَئي، عَنْ عَاصِم بْن أَبِي النَّجُود، عَنْ أَبِي رَزِين (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: أَخَّرَ رسولُ الله (ص) العِشاءَ (3) الآخِرَةَ ذاتَ ليلةٍ حَتَّى ذَهَبَ (4) ثُلُثُ اللَّيْلِ أَوْ قريبٌ، ثُمَّ خرجَ عَلَيْنَا والناسُ قليلٌ، فغضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَ: لَوْ أنَّ رَجُلاً دَعَا النَّاسَ (5) إِلَى عَرْقٍ (6) أَوْ مِرْمَاتَيْنِ - قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَهْمَيْن (7) - لأَجَابُوهُ، وَهُمْ يَسْمَعُونَ النِّداءَ لِلصَّلاَةِ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبْعَثَ رِجَالاً، ثُمَّ أَتَخَلَّلَ دُورَ قَوْمٍ لاَيَشْهَدُ أَهْلُها الصَّلاَةَ، فأُضْرِمَهَا بِالنَّارِ.
_________
(1) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/182 رقم7221) ، وقال: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عاصم، عن أبي رزين إلا عمرو بن قيس، تفرد به: الحكم بن بشير. ورواه الناس عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، ورُوي عَن عَاصِمٍ، عَن زرٍّ، عن عبد الله» .
(2) هو: مسعود بن مالك الأسدي.
(3) في (ك) : «عشاء» .
(4) في (ت) : «ذهبت» .
(5) من قوله: «فغضب غضبًا ... » إلى هنا سقط من (ك) .
(6) قال ابن الأثير في «النهاية» (3/220) : «العَرْق - بالسُّكون -: العَظْمُ إذا أُخِذَ عنه مُعظَمُ اللَّحم» .
(7) ما ذكره أبو زرعة قولٌ في تفسير: «المِرْماة» ؛ قيل: هي السهم الصغير الذي يُتَعَلَّم به الرَّمْيُ، والمعنى: أنه لو دُعِيَ إلى أن يُعْطى سَهْمَين من هذه السِّهام، لَأَسرع الإجابة. قال الزمخشري: وهذا ليس بوَجيه، ويدفَعُهُ قوله: «أو عَرْق» . والتفسير الأشهر لمِرْماة هو أنها: ظِلْفُ الشَّاة، وقيل: ما بين ظِلْفَيها.
وقال أبو عبيد: هذا حرفٌ لا أدري ما وجهُهُ، إلا أنه هكذا يفسَّر بما بين ظِلْفَيِ الشَّاة، يريد به حقارتَهُ. انظر "النهاية" (2/269-270) .(2/474)
وَرَوَى هَذَا الحديثَ حمَّاد بْنُ سَلَمة (1) وزيدُ بنُ أَبِي (*) أُنَيْسَة، فَقَالا: عَن عاصِم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
فَقَالَ (2) أَبُو زُرْعَةَ: الحديثُ حديثُ حمَّادٍ وزيدِ بنِ أَبِي (*) أُنَيْسَة، وتابَعَهُما عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش (3) .
530 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ حدَّث بِهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ (4) ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ (5) ، عَنْ حَجَّاج بْنِ أَرْطَاة (6) ، عن
_________
(1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/416 رقم9383) ، والدارمي في "مسنده" (1248) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/169) ، وفي "شرح مشكل الآثار" (5874) .
(*) ... قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ك) .
(2) في (ف) : «قال» .
(3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/377 و525-526 رقم8903 و10803) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/169) ، وفي "شرح مشكل الآثار" (5875) . ورواه البخاري في "صحيحه" (657) ، ومسلم (651) من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة به.
قال الدارقطني في "العلل" (1503) : «يرويه عاصم بن أبي النَّجود، واختُلِف عنه: فرواه أبو بكر بن عياش، وحماد بن شعيب (كذا) ، وَزَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة، وخالفهم عمرو ابن قيس المُلائي؛ رواه عن عاصم عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ أَبِي هريرة، ولعل عاصمًا حفظه منهما» . اهـ.
(4) هو: عبد الله بن سعيد.
(5) هو: سليمان بن حيَّان. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (14372) ، وابن عدي في "الكامل" (2/228) .
(6) أخرجه الدارقطني في "سننه" (1/414) - ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/301-302) - من طريق ابن نمير، عن الحجاج بن أرطاة، به.(2/475)
يعلى ابن عَطَاء، عن أبيه (1) ، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: صلَّى النبيُّ (ص) صلاةَ الفَجْرِ فِي مَسْجِدِ الخَيْف، فبَصُرَ برجُلَيْنِ مُتَنَحِّيَان ِ (2) ،
فَدَعَا بِهِمَا، فجيءَ بِهِمَا تُرْعَدُ فَرائِصُهُما (3) ، فقال (4) : مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَنَا؟ ؛ قَالا: صَلَّينا فِي رِحَالِنَا، ثُمَّ أَقْبَلْنَا؛ قَالَ: أَفَلاَ صَلَّيْتُمَا مَعَنَا، تَكُنْ صَلاَتُكُمَا مَعَنَا تَطَوُّعً (5) ، وَالَّتي صَلَّيْتُمَا فِي رِحَالِكُمَا الفَرِيضَةَ؟! ؟
_________
(1) هو: عطاء العامري.
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «برجُلَيْن مُتَنَحِّيَيْنِ» ، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهين:
الأوَّل: أن نجعل قوله: «مُتَنَحِّيان» تابعًا لـ «رجلين» على أنه نعتٌ مقطوعٌ بالرفع، وهو خبر لمبتدأ محذوف، وتقدير الكلام: فَبَصُرَ برجُلَينِ هما متنحيان، والجملة الاسمية «هما متنحيان» في محل جر صفة لـ «رجلين» . وانظر الكلام على النعت المقطوع في "شرح ابن عقيل" (2/188-190) .
والثاني: أنَّ «متنحيان» نعت لـ «رجلين» ، وهو مجرورٌ بكسرة مقدَّرة على الألف؛ وحينئذٍ نجري قوله: «برجلين» في جَرِّه بالياء على لغة الجمهور، ونجري قوله: «متنحيان» على لغة بني الحارث بن كعب وجماعة من العرب، واستعمالُ لغتين في كلامٍ واحدٍ شائع في لغة العرب، انظر: "الخصائص" (1/370-374) ، وانظر في اللغة الحارثية: التعليق على المسألة رقم (554) .
(3) الفرائصُ والفَرِيص: جمع فَرِيصَة، وهي: اللحمة بين الكتِف والصَّدر، ويقال: أُرْعِدَتْ فرائصُهُ عند الفزع- بالبناء لما لم يُسَمَّ فاعله - أي: ارتجفَتْ واضطربَتْ عند الخوف، ومنه هذا الحديث. انظر "الصحاح" (2/475) ، و"النهاية" (3/432) ، و"اللسان" (3/179) ، و (7/64) .
(4) في (ت) و (ك) : «قال» .
(5) كذا في جميع النسخ: «تطوُّع» ، وهي صحيحة في العربية، ولها وجهان:
الأول: أن تكون منصوبة «تَطوُّعً» خبرًا لـ «تكن» ، لكن حذفت منها ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
والثاني: أن تكون مرفوعة «تطوُّعٌ» على أنها خبرٌ للمبتدأ «صلاتُكُما» ، والجملة الاسمية من المبتدأ والخبر في موضع نصب خبر «تكن» ، واسم «تكن» على هذا: ضمير القصة- وهو المسمَّى أيضًا بضمير الشأن والحديث- والتقدير: تكن هي -أي: القصة والشأن - صلاتكما معنا «تطوُّعٌ» . وانظر لضمير الشأن أو القصة التعليق على المسألة رقم (854) .(2/476)
قَالَ (1) أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا وَهَمٌ عِنْدِي.
قلتُ: لَمْ يُبَيِّنْ مَا الصَّحيحُ، وَالَّذِي عِنْدِي أنَّ الصَّحيحَ: مَا رَوَاهُ شُعْبَة (2) ، وسُفْيان (3) ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّان (4) ، وحمَّاد بْنُ سَلَمة (5) ، وَأَبُو عَوَانة (6) ، وشَرِيك (7) ، وهُشَيم (8) ، عَنْ يَعْلى بْنِ (9) عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ
_________
(1) في (ف) : «قلت: قال» .
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/161 رقم17477 و17478 و17479) ، وأبو داود في "سننه" (575 و576) .
(3) هو: الثوري. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/161 رقم17475) ، وأبو داود في "سننه" (614) .
(4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (3934) ، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (5/517) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/161 رقم17477) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1638) .
(5) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (22/233 رقم612) .
(6) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليشكري. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/161 رقم17476) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1463) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/222) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/234 رقم613) .
(7) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/161 رقم17477) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1637) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/235 رقم615) ، والدارقطني في "سننه" (1/413) .
(8) هو: ابن بشير. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/160-161 رقم17474) ، والترمذي في "جامعه" (219) ، والنسائي في "سننه" (858) . قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» .
(9) في (ف) : «عن» بدل: «بن» .(2/477)
بن يزيد بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ النبيِّ (ص) (2) .
531 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيد بْنِ كاسِب، عَنِ ابْنِ وَهْب (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَير بْنِ الأَشَجِّ، [وَعَنْ] (4) عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أُسَامَةَ (5) بْنِ زَيْدٍ، عَنْ بُكَير بْنِ عبد الله بْنِ الأَشَجِّ؛ جَمِيعًا (6) عَنْ عَفِيف بْنِ عَمْرٍو السَّهْمي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيمة أَتَى أَبَا أيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ، فَقَالَ: أُصَلِّي فِي مَنْزِلِي، ثُمَّ آتِي المَسْجِدَ، فتقامُ الصَّلاة، فأصلِّي مَعَهُم، فأجدُ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ أَبُو أيُّوب: سَأَلْنَا عَن ذلكَ النبيَّ (ص) فَقَالَ: لَكَ بِذَلِكَ سَهْمُ جَمْعٍ (7) ؟
_________
(1) أبوه هو: يزيد بن الأسود الخُزاعي، ويقال: العامري، صحابيٌّ نزل الطَّائف. انظر "التقريب" (7735) .
(2) قال البيهقي في الموضع السابق: «أخطأ حجاج بن أرطاة في إسناده، وإن أصاب في متنه، والصحيح رواية الجماعة» .
(3) هو: عبد الله.
(4) في جميع النسخ: «عن» بلا واو، وهو خطأ يترتَّب عليه تخليطٌ في الإسناد، والصَّواب: «وعن» ، ومعناه: أن يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ يروي هذا الحديث أيضًا عن عبد العزيز بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أُسَامَةَ بن زيد، عن بُكَيْر، فعبد الله بن وَهْب وعبد العزيز بن أبي حازم كلاهما من شيوخ يعقوب كما في "تهذيب الكمال" (32/218-219) .
(5) في (ش) : «عن أبي أسامة» .
(6) المراد أن جميع الرواة - في الطريقين اللتين رواهما يعقوب بن حُمَيد - اتفقوا على قول: «عَنْ عَفِيفِ بْنِ عَمْرٍو السَّهمي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ رجلاً من بني أسد ... الحديث» ؛ خلافًا لما سيرجِّحُه أبو زرعة بعدُ.
(7) قال ابن الأثير في «النهاية» (1/296) : «أي: له سهمٌ من الخير جُمِعَ فيه حَظَّان، والجيم مفتوحة. وقيل: أراد بالجَمع: الجيش، أي: كسَهْمِ الجيش من الغنيمَة» .
ونقل ابن عبد البر في «التمهيد» (4/249) عن ابن وَهْب تفسيره لها بأنه يضعَّف له الأجر، ثم قال ابن عبد البر: «قول ابن وَهْب هذا - والله أعلم - خيرٌ من قول من قال: إن الجمع هاهنا الجيش، وإن له أجرَ الغازي - أو الغزاة - من قوله: تراءى الجَمْعان؛ يعني: الجيشَين، وليس هذا عندي بشيء، والوجهُ ما قاله ابن وَهْب، وهو المعروف عن العرب» . اهـ.(2/478)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا هُوَ: عَفِيفُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْمُسَيَّبِ السَّهْمي: أنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي أَسَدٍ سَأَلَ أَبَا أيُّوبَ عَنْ ذلك؟ فقال: سألتُ النبيَّ (ص) (1) .
532 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختلَفَ (3) محمَّدُ بنُ عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى والثوريُّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي (4) أُمَيَّة (5) :
فَقَالَ سُفْيان (6) : عن عبد الكريم، عن عمرو ابن سعيد، عن عائِشَة؛
_________
(1) الحديث رواه أبو داود (578) عن أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ وَهْب به.
ورواه الطبراني في "الكبير" (4/158 رقم 3998) من طريق أحمد بن صالح، والمزي في "تهذيب الكمال" (20/183) من طريق حرملة بن يحيى، كلاهما عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ عَمْرِو بن الحارث، عن بكير؛ أنه سمع عفيف بن عُمر بن المسيب يقول: حدثني رجل من أسد خزيمة: أنه سأل أبا أيوب، فذكره. ... قال أحمد بن صالح: قال ابن وَهْب: عفيف بن عُمر، والصواب: عفيف بن عَمرو؛ قد روى مالك، عن عفيفٍ هذا الحديث، فقال: عفيف بن عمرو، لم يرفعه مالك.
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/157 رقم 3997) ، و"الأوسط" (8683) من طريق عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بن عبد الله بن الأشج، عن يعقوب ابن عفيف بن المسيب: أنه سأل أبا أيوب، فذكره. قال الطبراني: «لا يُروى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي أيوب إلا بهذا الإسناد، تفرد به بكير بن الأشج» .
ورواه مالك في "الموطأ" (1/133) عن عفيف السَّهْمي، عن رجل من بني أسد: أنه سأل أبا أيوب، فذكره موقوفًا.
(2) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (3/923) .
(3) أي: اختلف فيه.
(4) في (ش) : «بن» بدل: «أبي» .
(5) هو: عبد الكريم بن أبي المُخارق.
(6) أي: الثوري. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (6215) ، وابن أبي عمر العدني في "مسنده"- كما في "مصباح الزجاجة" (1/233) - ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه في "سننه" (654) ، والخطيب البغدادي في "الموضح لأوهام الجمع والتفريق" (2/244) .(2/479)
أنَّ النبيَّ (ص) دخلَ عَلَيْهَا، واختَبَأَتْ مَولاةٌ لَهُ، فقال النبيُّ (ص) : حاضَتْ؟ فَقَالَتْ (1) : نَعَمْ، فَشَقَّ لَهَا مِنْ ثَوْبِهِ، وَقَالَ: اخْتَمِري بِهَذَا.
وروى ابنُ أَبِي لَيْلَى (2) : عَن عبد الكريم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عائِشَة؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَا يَرويه الثوريُّ أصحُّ.
وسألتُ أَبِي عَنْهُ؟
فَقَالَ: هُوَ عَمْرو بْن سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بن (3) المُعَلَّى (4) .
533 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه أبو معاوية الضَّرير (5) ،
_________
(1) في (ت) و (ش) و (ك) : «فقال» .
(2) روايته أخرجها أسلم الواسطي المعروف بـ «بحشل» في "تاريخ واسط" (ص71) .
(3) قوله: «بن» سقط من (ش) .
(4) كذا في جميع النسخ! وكذا عند مغلطاي! ولم نجد في الرواة من ينسب هكذا، ولم يذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، وحقُّه أن يذكره فيه لو كان هكذا، فالظَّاهر أنه مصحَّف، وصوابه: «عَمْرو بْن سَعِيد بْن العاص بن سعيد بن العاص» ، وهو المعروف بالأشدَق، فهو الذي يروي عن عائشة خ، ويروي عنه عبد الكريم أبو أمية المعروف بابن أبي المخارق؛ كما في "تهذيب الكمال" (22/35-36) . على أن مغلطاي لم يعدَّه تصحيفًا، وإنما ذكر أن ابن عساكر نسبه إلى العاص، وذكر أن المزِّي تابعه على ذلك، ثم قال مغلطاي: «وكأن ما قاله أبو حاتم أشبه، وإن كان كما قاله، فهو رجل مجهول لا يُعرف حاله» .
(5) هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (4063) ، -وعنه عبد بن حميد في "مسنده" (1078/المنتخب) -، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/375) .(2/480)
عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ (1) ، عَنْ جَابِرِ؛ قال: خرجَ النبيُّ (ص) ذاتَ ليلةٍ وأصحابُهُ ينتظرونَهُ لِصَلاةِ العِشَاء، فَقَالَ: نَامَ النَّاسُ وَرَقَدُوا، وَأَنْتُمْ تَنْتَظِرُونَ الصَّلاَةَ، أَمَا إِنَّكُمْ فِي صَلاَةٍ مُنْذُ انْتَظَرْتُمُوهَا، وَلَوْلا ضَعْفُ الضَّعِيفِ، وَكِبَرُ الكَبِيرِ؛ لأَخَّرْتُ هَذهِ الصَّلاةَ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ وَهَمٌ؛ وَهِمَ فِيهِ أَبُو مُعَاوِيَةَ (2) .
قلتُ: لم يُبَيِّنِ الصَّحيحَ ما هُوَ، والذي عِنْدِي أنَّ الصَّحيحَ: ما رَوَاهُ وُهَيْبٌ (3) وخالدٌ الواسطيُّ (4) ، عَن دَاوُد، عَنْ أَبِي نَضْرَة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) .
_________
(1) هو: المنذر بن مالك بن قُطَعَة.
(2) قال ابن رجب في "فتح الباري" (3/202) بعد أن ذكر رواية أبي معاوية: «والصواب قول سائر أصحاب داود في قولهم: عن أبي سعيد؛ قاله أبو زرعة، وابن أبي حاتم، والدارقطني، وغيرهم» .
(3) هو: ابن خالد.
(4) هو: خالد بن عبد الله.
(5) الحديث رواه أحمد في "المسند" (3/5 رقم 11015) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (345) من طريق محمد بن أبي عدي، وأبو داود في "سننه" (422) من طريق بشر ابن المفضَّل، والنسائي برقم (538) ، وابن ماجه (693) من طريق عبد الوارث بن سعيد، وابن خزيمة في "صحيحه" (345) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/375) من طريق علي ابن عاصم، جميعهم عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سعيد الخدري به مرفوعًا.
قال البيهقي: «هكذا رواه بشر بن المفضل وغيره عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، وخالفهم أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنْ دَاوُدَ فقال: عن جابر بن عبد الله!
= ... وقال الدارقطني في "العلل" (4/132/أ) : «يرويه داود بن أبي هند واختُلِف عنه: فرواه أبو مُعَاوِيَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جابر، وغيره يرويه عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سعيد، وهو الصَّواب» .
وهذا الحديث له إسناد آخر عن جابر؛ أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (3/367 رقم14949) ، وأبو يعلى (1936) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/157) من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جابر، به.(2/481)
534 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختَلَفَ الرُّواةُ (1) عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة: فروى عبد الوارث (2) ، ومَعْمَر (3) ، وَبِشْرُ بْنُ المُفَضَّل (4) ، وَابْنُ عُلَيَّةَ (5) ، وحُمَيد بْنُ الأَسْوَدِ (6) ، كلُّهم عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُرَيْث، عَنْ جَدِّه، عَنْ أَبِي هريرة: أنَّ رسول الله (ص) قَالَ: إذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَجْعَلْ تِلْقاءَ وَجْهِهِ شَيْئًا، فَإنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَنْصِبْ عَصًا، فَإنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ عَصًا فَلْيَخُطَّ خَطًّا، ثُمَّ لاَ يَضُرُّهُ مَا مَرَّ أمَامَهُ.
_________
(1) أي: اختلف الرواة فيه.
(2) هو: ابن سعيد.
(3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/249 و254-255 و266 رقم 7394 و7461 و7615) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (812) لكن قال: عن أبي عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة.
(4) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (689) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (812) . ومن طريق أبي داود أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (4/199) .
(5) هو: إسماعيل.
(6) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (943) عن بكر بن خلف، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ إسماعيل، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيث، عَنْ جَدِّه حُرَيث بن سُليم، عن أبي هريرة. ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/270) من طريق يوسف بن يعقوب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ إسماعيل، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُرَيث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة. كذا روي عن حميد على الوجهين.
وقال الدارقطني في "العلل" (10/281 رقم2010) : «ورواه بشر بن المفضل وعبد الوارث بن سعيد، وحميد ابن الأسود، وأبو إسحاق الفزاري؛ فقالوا: عن إسماعيل، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُرَيث، عَنْ جَدِّه، عَنْ أبي هريرة؛ إلا أن حميدًا قال من بينهم: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» .(2/482)
وَرَوَى ابْنُ جُرَيج، وسُفْيان بْنُ عُيَينة - فِي رِوَايَةِ الحُمَيديِّ (1) وعليِّ بْنُ المَدِيني (2) وابنِ المُقْرِئ (3) - عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْث، عَنْ جَدِّه حُرَيْث - رجلٍ مِنْ بَنِي عُذْرَة - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجي (4) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ أبي محمد بن (5) عمرو ابن حُرَيْث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه (6) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) هو: عبد الله بن الزُّبير. وروايته أخرجها هو في "مسنده" (993) .
(2) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (690) ، ثم قال ابن المديني: «قال سفيان: لم نجد شيئًا نشدُّ به هذا الحديث، ولم يجئ إلا من هذا الوجه. قلت لسفيان: إنهم يختلفون فيه، فتفكر ساعة ثم قال: ما أحفظ إلا أبا محمد بن عمرو. قال سفيان: قدم ههنا رجل بعد ما مات إسماعيل بن أمية، فطلب هذا الشيخ؛ أبا محمد حتى وجده، فسأله عنه؟ فخلَّط عليه» . وقال أبو داود: «وسمعت أحمد بن حنبل سئل عن وصف الخط غير مرَّة؟ فقال: هكذا؛ عرضًا مثل الهلال» .
(3) هو: محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ. وروايته لم نقف عليها، وممن رواه عن ابن عيينة على هذا الوجه أيضًا: أبو خثيمة زهير بن حرب، وروايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (2361) ، وفي "الثقات" (4/175) ، وعبد الجبار بن العلاء ومحمد بن منصور الجوَّاز، روايتهما أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (811) . وعمَّار بن خالد، روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (943) .
(4) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (2376) .
(5) قوله: «محمد بن» سقط من (ت) و (ك) .
(6) قوله: «عن جده» سقط من (ت) و (ك) .(2/483)
وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّان، وَحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ (1) ، عَنِ الثوريِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ أبي عَمْرِو (2) بْنِ حُرَيْث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (3) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ (4) : الصَّوَابُ مَا رَوَاهُ الثوريُّ.
قلتُ: قَدِ (5) اختُلِفَ عَنِ ابْنِ عُيَينة (6) ؛ فأمَّا يونسُ بن عبد الأعلى وسُلَيمانُ (7) القَزَّاز: فحَدَّثاني (8) عَنِ ابْنِ عُيَينة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُرَيْث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (2/270) . وأخرجها الإمام أحمد في "المسند" = = (2/249 و254-255 و266 رقم 7394 و7461 و7615) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (812) كلاهما من طريق عبد الرزاق، عن الثوري، به.
(2) في (ف) : «عن ابن عمرو» .
(3) من قوله: «ورواه يحيى بن سعيد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(4) في (ف) : «قال أبا زرعة» .
(5) قوله: «قد» ليس في (ت) و (ك) .
(6) قال الدارقطني في "العلل" (10/278 رقم2010) : «ورواه ابن عيينة واختُلِف عنه: فقال سعيد بن منصور عنه: عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أبي محمد بن عمرو ابن حُرَيث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه، عن أبي هريرة. وخالفه جماعة من أصحاب ابن عيينة، فقالوا عنه: عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حُرَيث، عن جَدِّه، ولم يقولوا: عن أبيه» .
(7) هو: ابن داود.
(8) في (ك) : «فحدثا» .(2/484)
وَرَوَى الحُمَيديُّ، وعليُّ بْنُ المَديني، وَابْنُ المُقْرئ عَلَى مَا بَيَّنَّا (1) .
_________
(1) أطال الدارقطني _ح في "العلل" (2010) في ذكر الاختلاف في هذا الحديث، ونقل ابن رجب في "فتح الباري" (2/639) عنه أنه قال: «والحديث لا يثبت» .
وروى البيهقي في "سننه" (2/271) عن علي بن المديني أنه قال: «قلت لسفيان: إنهم يختلفون فيه! بعضهم يقول: أبو عمرو بن محمد، وبعضهم يقول: أبو محمد بن عمرو! فتفكر ساعة، ثم قال: ما أحفظه إلا أبا محمد بن عمرو. قلت لسفيان: فابن جريج يقول: أبو عمرو بن محمد؟ فسكت سفيان ساعة، ثم قال: أبو محمد ابن عمرو، أو أبو عمرو بن محمد. ثم قال سفيان: كنت أراه أخًا لعمرو بن حريث. وقال مرَّة: العذري» . ثم قال البيهقي: «واحتجَّ الشافعي _ح بهذا الحديث في القديم، ثم توقف فيه في الجديد، فقال في كتاب البويطى: ولا يخط المصلي بين يديه خطًّا، إلا أن يكون في ذلك حديث ثابت، فليُتَّبع، وكأنه عثر على ما نقلناه من الاختلاف في إسناده، ولا بأس به في مثل هذا الحكم إن شاء الله تعالى، وبه التوفيق» . اهـ.
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (4/198-200) : «واختلفوا فيما يعرض ولا يُنصب، وفي الخطِّ: فكل من ذكرنا قوله أنه لا يجزئ عنده أقل من عظم الذراع، أو أقل من ذراع، لا يجيز الخطَّ، ولا أن يعرض العصا والعود في الأرض فيصلي إليها، وهم: مالك، والليث، وأبو حنيفة وأصحابه، كلهم يقول: الخط ليس بشيء، وهو باطل، ولا يجوز عند واحد منهم إلا ما ذكرنا، وهو قول إبراهيم النخعي. وقال أحمد بن حنبل وأبو ثور: إذا لم يجعل تلقاء وجهه شيئًا، ولم يجد عصًا ينصبها فليخطَّ خطًّا، وكذلك قال الشافعي بالعراق. وقال الأوزاعي: إذا لم يكن ينتصب له؛ عرضَه بين يديه، وصلى إليه، فإن لم يجد خطَّ خطًّا، وهو قول سعيد بين جبير. قال الأوزاعي: والسوط يعرضه أحب إلي من الخط. وقال الشافعي بمصر: لا يخط الرجل بين يديه خطًّا، إلا أن يكون في ذلك حديث ثابت فيتَّبع» .
ثم أخرج ابن عبد البر الحديث، ثم قال: «وهذا الحديث عند أحمد بن حنبل ومن قال بقوله حديث صحيح، وإليه ذهبوا، ورأيت أن علي بن المديني كان يصحِّح هذا الحديث ويحتج به. وقال أبو جعفر الطحاوي- إذ ذكر هذا الحديث -: أبو عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُرَيْثٍ هذا مجهول، وجدُّه أيضًا مجهول، ليس لهما ذكر في غير هذا الحديث، ولا يحتج بمثل هذا من الحديث» . اهـ.
وحكى ابن رجب في "فتح الباري" (2/636) عن الإمام مالك أنه قال: «الخطُّ باطل» ، ثم ذكر نقل ابن عبد البر عن الإمام أحمد أنه صححه، ثم قال متعقبًا: وأحمد لم يُعرَف عنه التصريح بصحته، وإنما مذهبه العمل بالخطِّ، وقد يكون اعتمد على الآثار الموقوفة، لا على الحديث المرفوع؛ فإنه قال في رواية ابن القاسم: الحديث في الخطِّ ضعيف» ، ثم عرض ابن رجب الاختلاف على إسماعيل بن أمية، ونقل عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قال: «الصَّحِيحُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ جده حريث، وهو أبو أمية، وهو من عُذرَة. قال: ومن قال فيه: عمرو بن حريث فقد أخطأ» . اهـ.
وقد مثَّل ابنُ الصلاح والعراقيُّ للحديث المضطرب بهذا الحديث، ونازعهما في ذلك ابن حجر بأن الطرق قابلةٌ لترجيح بعضها على بعض، والراجحة منها يمكن التوفيق بينها. انظر "التقييد والإيضاح" (ص 124-125) ، و"النكت على ابن الصلاح" (2/772-773) .(2/485)
..........................
535 - وسمعتُ (1) أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا به؛ قال: حدَّثنا عبد الرحمن بْنُ بَكْرِ (2) بْنِ الرَّبيع بْنِ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: حدَّثني حسَّان بْنُ سِيَاه؛ قَالَ: حدَّثنا ثابتٌ البُنَاني (3) ، عن أنس ابن مالك: أنَّ النبيَّ (ص) سَجَد عَلَى كَوْرِ العِمامة (4) .
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (5) .
_________
(1) نقل هذا النص بتمامه الزيلعي في "نصب الراية" (1/385) ، ونقل بعضه ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/456) . وانظر المسألة رقم (500) .
(2) في (ش) : «بن أبي بكر» .
(3) هو: ثابت بن أسلم.
(4) سلف تفسير: «كَوْر العِمامة» في التعليق على المسألة رقم (500) .
(5) قال البيهقي في "السنن الكبرى" (2/ 106) : «وأما ما رُوي عن النبي (ص) من السجود على كور العمامة: فلا يثبت شيء من ذلك، وأصحُّ ما روي في ذلك: قول الحسن البصري حكايةً عن أصحاب النبي (ص) » . وقال ابن القيم في "زاد المعاد" (1/231) : «ولم يثبت عنه السجود على كور العمامة من حديث صحيح ولا حسن» .(2/486)
536- وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ وسُئِلَ عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ عَنْ شَيبان بْنِ فَرُّوخ (2) ،
عَنْ عِكْرِمَة بْنِ إبراهيم، عن عبد الملك بن عُمَير اللَّيْثي (3) ، عَنْ مُصْعَب بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه سعد؛ قال: سألتُ رسولَ الله (ص) عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ *} (4) ؟ قَالَ: هُمُ الَّذِينَ يُؤَخِّرُونَهَا (5) عَنْ وَقْتِهَا؟
فسمعتُ (6) أَبَا زُرْعَةَ (7) يَقُولُ: هذا خطأٌ؛ والصَّحيحُ موقوفٌ (8) .
_________
(1) انظر ما سيأتي في المسألة رقم (1740) .
(2) روايته أخرجها المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (42) ، وأبو يعلى في "مسنده" (822) ، والدولابي في "الكنى" (1445) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2/387) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (2276) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/214) .
ورواه البزار في "مسنده" (1145) من طريق يحيى بن حسان، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/632-633) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/377) من طريق عمرو بن الربيع بن طارق، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/214-215) من طريق حرمي بن حفص، ثلاثتهم عن عكرمة بن إبراهيم، به.
(3) كذا في جميع النسخ! والصواب: «اللخمي» . انظر "تهذيب الكمال" (18/370) .
(4) الآية (5) من سورة الماعون.
(5) في (ك) : «يخرجونها» .
(6) في (ك) : «وسمعت» .
(7) في (أ) : «أبي» بدل: «أبا زرعة» ، وصوِّبت في الهامش، ولم تتضح جيدًا في التصوير.
(8) الحديث أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (704) ، والطبري في "تفسيره" (24/630-631) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (43) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/214) من طريق عَاصِم بْن أَبِي النَّجُودِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، موقوفًا.
ورواه عبد الرزاق في "التفسير" (3/400) من طريق الأعمش، والطبري في "تفسيره" (24/630) من طريق خلف بن حوشب، والخطيب في "تالي تلخيص المتشابه" (233) من طريق عبد الله بن زبيد اليامي، جميعهم عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ موقوفًا. ورواه أبو يعلى في "المسند" (705) من طريق سماك، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه.
قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث قد رواه الثقات الحفاظ عن عبد الملك بن عمير، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه موقوفًا، ولا نعلم أسنده إلا عكرمة بن إبراهيم، عن عبد الملك بن عمير، وعكرمة لينُ الحديث» .
وقال العقيلي في الموضع السابق بعد أن ذكر الخلاف فيه: «والموقوف أولى» . وقال الطبراني في الموضع السابق: «لم يرفع هذا الحديث، عن عبد الملك بن عمير إلا عكرمة بن إبراهيم» .
وقال البيهقي في الموضع السابق: «وهذا الحديث إنما يصحُّ موقوفًا، وعكرمة بن إبراهيم قد ضعفه يحيى بن معين وغيره من أئمة الحديث» .
وقال ابن كثير في "تفسيره" (8/516) بعد أن ذكر الرواية الموقوفة: «وهذا أصح إسنادًا، وقد ضعف البيهقي رفعه وصحَّح وقفه، وكذلك الحاكم» .
وقال الدارقطني في "العلل" (592) : «يرويه عبد الملك بن عمير فاختُلِف عنه، فأسنده عكرمة بن إبراهيم، عن عبد الملك بن عمير ورفعه إلى النبي (ص) ، وغيرُه يرويه عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ موقوفًا على سعد، وهو الصَّواب. وكذلك رواه طلحة بن مصرِّف، وسماك بن حرب، وعاصم بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ مُصْعَبِ ابن سعد، عن أبيه موقوفًا، وهو الصَّواب» .(2/487)
537 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختَلَفَ الرُّواة عَن شَريك (1) :
فَرَوَى (2) أَبُو نُعَيم (3) ، عَنْ شَرِيك، عَنْ سِمَاك (4) ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَة، عن أبيه.
_________
(1) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي.
(2) أي: فرواه، حذف ضمير المفعول، للعلم به. وانظر التعليق على المسألة رقم (24) .
(3) هو: الفضل بن دُكَين. وروايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (101/المنتخب) ، وأخرجه مسلم في "صحيحه" (499) من طريق أبي الأحوص وعمر ابن عبيد الطنافسي، كلاهما عَن سماك، عَنْ مُوسَى بْنِ طلحة، به.
(4) هو: ابن حرب.(2/488)
وَرَوَاهُ إسحاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَق، عَنْ شَرِيك، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهَب، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَة، عن أبيه (1) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يَسْتُرُ المُصَلِّيَ مِثْلُ (2) مُؤَخِّرَةِ الرَّحْلِ (3) ؟
فَقَالَ (4) أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ سِماكٍ أشبَهُ مِنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ، إِلا أَنْ يكونَ رَوَى (5) عَنْهُمَا جَمِيعًا (6) .
538 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ لَيْثُ (7) بْن سَعْد، فاختُلِف عَن ليث:
فَرَوَى أَبُو الوليد (8) ، عن ليث (9) ، عن عبد الله بن أبي مُلَيْكَة، عن عبد الله بْنِ أَبِي نَهِيك، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) من قوله: «ورواه إسحاق ... » إلى هنا مكرَّر في (ت) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(2) قوله: «مثل» سقط من (ش) .
(3) كذا في (ت) ، وأثبت الناسخ علامة الإهمال تحت الحاء. ووردت في بقيَّة النسخ: «الرجل» بالجيم.
(4) في (ك) : «قال» .
(5) الضمير يعود إلى شريك، وفي (ش) : «رُوي» .
(6) ذكر الدارقطني وجوهًا أخرى من الاختلاف في هذا الحديث في "العلل" (512) ، وصحح حديث من رواه عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ موصولاً.
(7) قوله: «ليث» سقط من (ش) .
(8) هو: هشام بن عبد الملك الطيالسي. وروايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (3531) ، وأبو داود في "سننه" (1469) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/230) - ووقع عند الدارمي: «ابن أبي نهيك» من غير تسمية. وعند أبي داود والبيهقي: «عبيد الله بن أبي نهيك» . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/175 رقم 1512) ، وأبو داود في "سننه" (1469) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1304) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1197) من طرق عن الليث بن سعد، به.
(9) قوله: «عن ليث» سقط من (ف) .(2/489)
وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ بُكَير (1) ، عَنْ ليث، عن عبد الله بن عُبَيدالله بن أبي مُلَيكَة، عن عُبَيدالله (2) بْن أَبِي نَهِيك، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) أنه قال (3) : لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآن ِ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فِي كِتَابِ اللَّيث فِي أَصْلِهِ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، وَلَكِنْ لُقِّنَ بِالْعِرَاقِ: عن سعد (4) (5) .
_________
(1) لم نقف على روايته من هذ الوجه، لكن أخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/569) من طريق عبيد بن شريك، يَحْيَى بْنِ بُكَير، عَنِ اللَّيْثِ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَة، عن عُبَيدالله بْنِ أَبِي نَهِيك، عَنْ سَعْدِ بن مالك، به. والرواية المذكورة أخرجها أبو داود في "سننه" (1469) من طريق يزيد بن خالد بن موهب، عن الليث ابن سعد، به.
(2) كذا في جميع النسخ مُصغَّرًا، وكلاهما مذكور عنه؛ فيقال له: «عبد الله» ، و «عبيد الله» ؛ كما في "تهذيب الكمال" (3607) .
(3) قوله: «أنه قال» ليس في (ت) و (ك) .
(4) في (ك) : «عن سعيد» .
(5) الحديث رواه أبو داود في "مسنده" (1469) من طريق أبي الوليد الطيالسي وقتيبة بن سعيد ويزيد بن خالد، ورواه أحمد في "المسند" (1/175 رقم1512) عن حجاج وأبي النضر، كلهم عن الليث، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عبد الله بْنِ أَبِي نهيك، عَنْ سَعْدِ به. قال يزيد ابن خالد: عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ سعيد بن أبي سعيد، وقال قتيبة: هو في كتابي: عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ.
ورواه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 210) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1304) من = = طريق عبد الله بن صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنِ ابْنِ أبي مليكة، عن عبيد الله بْن أَبِي نَهِيكٍ، عَنْ سَعِيدِ بن أبي سعيد به.
قال عبد الله بن صالح: قال لنا الليث بالعراق - يعني في هذا الحديث -: عن سعد ابن أبي وقاص.
قال الدارقطني في "العلل" (4/389 رقم649) : «واختُلِف على الليث في ذكر سعد ابن أبي وقاص؛ فأما الغرباء عن الليث فرووه عنه على الصَّواب. وأما أهل مصر فرووه وقالوا: عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ؛ كان سعد. ومنهم من قال: عن سعيد، أو سعد. وقال قتيبة: عن الليث، عن رجل؛ ولم يُسَمِّ سعدًا ولا غيره» .
ونقل الترمذي في "العلل الكبير" (651) عن البخاري قوله: «والصحيح: ما رواه عمرو بن دينار وابن جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن عبيد الله بْنِ أَبِي نهيك، عَنْ سَعْدِ ابن أبي وقاص، عن النبي (ص) : " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بالقرآن ". قال محمد: وكان الليث بن سعد يروي هذا عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ عبيد الله بن أبي نهيك ويقول: عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، ثم رجع فقال: عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، هكذا قال عبد الله بن صالح» .
وقال الدارقطني في "العلل" (9/407) : «والصَّواب قول عمرو بن دينار وابن جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن ابن أبي نهيك، عن سعد» . اهـ.
وقال المزي في "تحفة الأشراف" (3/305) : «والصحيح حديث سعد» .
وقال ابن حجر في "الإصابة" (5/29) : «سعيد بن أبي سعيد روى عن النبي (ص) في التغني بالقرآن، من رواية عبيد الله بن أبي نهيك عنه، والصَّواب: عن ابن أبي نهيك، عن سعد، هكذا استدركه الذهبي في "التجريد"، وليس لسعيد بن أبي سعيد صحبة، إنما جاءت هذه الرواية من طريق مرسلة» .
تنبيه: ذكر الدارقطني في "العلل" (4/387) الاختلاف في هذا الحديث، إلا أنه وقع في أثناء الطباعة سقطٌ في كلام الدارقطني، استدركه المحقق _ح في نهاية الجزء التاسع من "العلل" (ص 405-407) .(2/490)
539- وسألتُُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبَّاس (1) ابن محمد
_________
(1) في (ش) : «عَيَّاش» . ونقل الإمام ابن القيم هذه المسألة في "زاد المعاد" (1/229) باختصار، ثم قال: «إنما أنكره - والله أعلم - لأنَّه من رواية الْعَلاءِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْعَطَّارِ، عَنْ حفص بن غياث، والعلاء هذا مجهول لا ذكر له في الكتب الستة» .
ونقل الحافظ ابن حجر بعض هذا النص في "لسان الميزان" (4/182-183) ، و"إتحاف المهرة" (2/61 رقم1225) ، وعلَّق على كلام أبي حاتم بقوله: «وإنما أنكره؛ لأنه تفرد به عن حفص، والعلاء لا يُعرَف حاله. وقد ذكر مسلم: أن علامة المنكر أن يتفرَّد من ليس معروفًا حالُه برواية حديث عمَّن يكون مكثرًا من الرواية. وقد رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غياث عن أبيه بسند آخر؛ قال: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن علقمة وغيره، عن عمر موقوفًا عليه، وهذا هو المحفوظ؛ فإن عمرَ أثبتُ الناس في أبيه» .(2/491)
الدُّوري (1) ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ العَطَّار (2) ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاث، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَل (3) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: رأيتُ رسولَ الله (ص) (4) إِذَا كبَّر حَاذَى (5) إِبْهامُهُ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ ركَعَ حَتَّى استَقَرَّ كُلُّ مَفْصِلٍ مِنْهُ فِي مَوضِعِه، ثُمَّ انحَطَّ بالتَّكبير، فسَبَقَتْ رُكبَتَيهِ (6)
يَدَيهِ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (7) .
_________
(1) روايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (1/345) - ومن طريقه الضياء في "المختارة" (6/293-294 رقم 2310) -، والحاكم في "المستدرك" (1/226) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/99) .
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «القطَّان» .
(3) هو: عاصم بن سليمان.
(4) في (ف) : «رأيت النبي (ص) » .
(5) في (ت) : «حاذ» .
(6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «ركبتاه» كما في مصادر التخريج؛ لأنَّه فاعل «سَبَقَتْ» ، لكنَّ ما وقع في النسخ قد يخرَّج على وجهين:
الأول: وجه الرفع على الفاعليَّة بـ «سَبَقَتْ» ، والأصل: «ركبتاهُ» ، لكن أُمِيلَتْ ألفُهُ فكتبت ياءً، وإمالتُها لوقوع الياء بعدها في قوله: «يَدَيْهِ» . وتنطق «رُكْبَتَيهُ» بالألف الممالة، مضمومة الهاء، انظر "شرح التصريح على التوضيح" (2/648) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (25) و (124) في الكلام على الإمالة.
والثاني: وجه النصب على المفعولية بفعل مضمر، تقديره: أعني أو أَخُصُّ، كأنه قال: فَسَبَقَتْ - أعني ركبَتْيهِ - يديه. والله أعلم.
(7) قال الدارقطني والبيهقي في الموضع السابق: «تفرد به العلاء بن إسماعيل» .
وقال الحاكم في الموضع السابق: «صحيح على شرط الشيخين ولا أعرف له علة، ولم يخرجاه» .
ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/256) من طريق عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عن أبيه، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن أصحاب عبد الله: علقمة = = والأسود، فقالا: حفظنا عن عمر في صلاته أنه خرَّ بعد ركوعه على ركبتيه كما يخرُّ البعير، ووضع ركبتيه قبل يديه. اهـ. وهذه الطريق هي التي رجَّحها ابن حجر كما تقدم.(2/492)
540 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ معاويةُ بْنُ هِشَامٍ (1) ، عَنْ سُفْيان (2) ، عَنْ حَبِيب (3) ، عَنْ مُجَاهِد (4) ، عَنْ عبد الله بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : صَلاَةُ القَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلاَةِ القَائِمِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حَبِيب، عَنْ أبي موسى الحَذَّاء (5) ، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) (6) .
_________
(1) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (1369) ، والبزار في "مسنده" (2492) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/423) .
(2) هو: الثوري.
(3) هو: ابن أبي ثابت.
(4) هو: ابن جبر المكي.
(5) قال أبو حاتم: «أبو موسى الحذاء لا يُعرَف ولا يُسمَّى» . "الجرح والتعديل" (9/438) .
(6) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلم أحداً رواه عن الثوري، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عبد الله بن عمرو إلا معاوية بن هشام» .
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (4633) ، وأحمد في "المسند" (2/192-193 رقم6808) عن وكيع، والنسائي في "الكبرى" (1370) من طريق أبي نعيم، كلاهما عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أبي موسى، عن عبد الله بن عَمرو به مرفوعًا.
تنبيه: أورد الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (4/47/ب) في "مسند ابن عُمر" بضم العين، فقال: «يرويه حبيب بن أبي ثابت، واختُلِف عنه؛ فرواه معاوية ابن هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمر، عن النبي (ص) ، وغيره يرويه عن حبيب بن (كذا، وصوابه: عن) أبي موسى، عن عبد الله بن عُمر، وهو الصَّواب. اهـ.
والحديث من هذين الطريقين والخلاف فيه إنما هو معروف عن عبد الله بن عَمرو بن العاص، ويبعد أن يكون تصحيفًا من الناسخ؛ لأنه أورده في سياق أحاديث ابن عُمر، ومسند عبد الله بن عَمرو بن العاص ليس في "العلل" للدارقطني، فلعله وقع للدارقطني وهمٌ في اسم صحابيِّه، والله أعلم.(2/493)
541 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (1) ، عَنْ وَرْقاء (2) ، عَنْ أَبِي الزِّنَاد (3) ، عَنِ الأَعْرَج (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إنَّ العَبْدَ إذَا صَلَّى فِي العَلاَنِيَةِ فأَحْسَنَ، ثُمَّ صَلَّى فِي السِّرِّ (5) ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَذا عَبْدي (6) حَقًّا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ يشبهُ أَنْ يكونَ مِنْ حَدِيثِ عَبَّاد بْنِ كَثير.
542 - وسمعتُ (7) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ عَبَّاد بْنِ مُوسَى (8) ، عَنْ طَلْحَة بْنُ يَحْيَى الأَنْصَارِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: إِذَا عَرَفَ الغلامُ يمينَهُ مِنْ شِمَالِهِ، فَمُرُوهُ بالصَّلاة.
_________
(1) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (4200) .
(2) هو: ابن عمر اليَشْكُري.
(3) هو: عبد الله بن ذكوان.
(4) هو: عبد الرحمن بن هرمز.
(5) كذا في جميع النسخ، وجاء عند ابن ماجه في الموضع السابق: «وصلَّى في السِّرِّ فأحسن» .
(6) في (ش) : «عندي» .
(7) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/536-537) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/240/مخطوط) ، والشيخ طاهر الجزائري في "توجيه النظر" (2/617) .
(8) روايته أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (8332) .(2/494)
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحيحُ عَنِ الزُّهْريِّ قَطْ (1) ، قولَهُ.
543 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ المُصَفَّى (3) ، عَنْ بَقِيَّة (4) ، عَنْ صَفْوان بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَلَمة القَيْسي (5) ، عَنْ أَبِي أُمَامَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ (6) : لِيَبْشُرِ (7) المُدْلِجُونَ فِي الظُّلَمِ إِلَى المَسَاجِدِ بِمَنَابِرَ مِنْ نُورٍ يَوْمَ القِيَامَةِ، يَفْزَعُ النَّاسُ وَلاَ يَفْزَعُونَ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: سَلَمة، عمَّنْ حدَّثه، عَنْ أبي أُمَامَة، عن النبيِّ (ص) ، وبعضُهم يَقُولُ: عَنْ رجالٍ مِنْ أهل بيتِه، عن أبي
_________
(1) كذا في جميع النسخ: «قَطْ» ، وليس هو في "البدر المنير"، ووقع مكانه بياض في "الإمام"، وفي "توجيه النظر": «فقَطْ» . و «قَطْ» بفتح القاف وسكون الطاء. وانظر التعليق على المسألة رقم (92) .
(2) نقل قول أبي حاتم مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1298) .
(3) لم نجد روايته على هذا الوجه، والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (8/142 رقم7633) من = = طريق عمرو بن عثمان، وفي "مسند الشاميين" (1033) من طريق عيسى بن المنذر، كلاهما عَنْ بقيَّة، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَلَمَةَ القَيْسي، عَنْ أبي أُمامَة به، لكن في "مسند الشاميين": «سلمة العبسي» بالباء الموحَّدة.
ورواه الطبراني في "الكبير" (8/142 رقم7634) ، وفي "مسند الشاميين" (1034) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، عَنْ بَقِيَّةَ، عن صفوان، عن سلمة القَيْسي - ولم ينسبه في "مسند الشاميين"- عن رجلٍ مِنْ أَهْلِ بيتِه، عَنْ أَبِي أُمامَة.
(4) هو: ابن الوليد.
(5) كذا في جميع النسخ، والموضع الآتي من "المعجم الكبير" للطبراني، وفي "الجرح والتعديل" (4/178) : «سلمة العنسي، روى عَنْ رجالٍ مِنْ أَهْلِ بيتِه، عن أبي أُمامَة، روى عنه صفوان بن عمرو» .
(6) قوله: «قال» ليس في (ت) و (ك) .
(7) في (ف) : «بشر» ، ومعنى: «ليَبْشُر» : ليَفْرَح.(2/495)
أُمَامَة، عن النبيِّ (ص) (1) .
544- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُرَيْج (2) ابن يُونُسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيم (3) ، عن عُبَيدالله ابن عُمَرَ (4) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: نَهَى رسولُ اللَّهِ (ص) عَنْ لِبْسَتَيْنِ، وَعَنْ صَلاتَيْنِ (5) ، وَعَنْ بَيْعَتَين؛ نَهَى عَنِ الصَّمَّاءِ (6) ، والحُبْوَةِ (7) وفَرْجُهُ مفتوحٌ إِلَى السَّماء، وَعَنْ بَيع الحَصَاة (8) ،
_________
(1) من قوله: «وبعضهم يقول عن رجال ... » إلى هنا مكرَّر في (ت) ؛ لانتقال البصر.
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «شريح» ، ولم تنقط في (ت) و (ك) . وانظر "تهذيب الكمال" (10/221) .
(3) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (191/ب/أطراف الغرائب) . ونقل عن ابن صاعد قوله: «وهذا مما وهم يحيى بن سليم في إسناده؛ لأن بعضه عن حبيب، وبعضه عن أبي الزناد، تفرد به يحيى بن سليم عن عبيد الله» .
(4) في (ف) : «عَمْرو» .
(5) في (ف) : «نهى رسول الله (ص) عن صلاتين» .
(6) الصَّمَّاء؛ هي: أن يتجلَّلَ الرجلُ بثوبه ولا يرفع منه جانبًا، وإنما قيل له: صَمَّاء؛ لأنه يسدُّ على يديه ورجليه المنافذَ كلَّها؛ كالصخرة الصَّمَّاء التي ليس فيها خَرْق ولا صَدْع، والفقهاءُ يقولون: هو أن يتغطَّى بثوبٍ واحد ليس عليه غيرُه، ثم يرفعَه من أحد جانبيه فيضعَهُ على مَنْكِبه، فتنكشفَ عورتُه. اهـ. "النهاية" لابن الأثير (3/54) .
(7) الحُبْوَةُ بضم الحاء - وبكسرها أيضًا - والاحْتِباء: أن يضُمَّ الإنسانُ رجلَيه إلى بطنه بثوبٍ يجمعُهما به مع ظهره، ويشدُّه عليها. وقد يكون الاحتباءُ باليدين عوضَ الثَّوب، وإنما نَهَى عنه؛ لأنه إذا لم يكن عليه إلا ثوبٌ واحد ربَّما تحرَّك أو زال الثوبُ فتبدو عورتُه. اهـ. "النهاية" لابن الأثير (1/335-336) .
(8) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (4/360) : «واختُلِف في تفسير بيع الحصاة، فقيل: هو أن يقول: بعتُك من هذه الأثواب ما وقعتْ عليه هذه الحَصاة، ويرمي حصاةً، أو من هذه الأرض ما انتهت إليه في الرمي. وقيل: هو أن يشترط الخيارَ إلى أن يرميَ الحصاة. والثالث: أن يجعلا نفس الرمي بيعًا» . اهـ.
وهذا الثالث الذي ذكره ابن حجر هو الذي حكاه الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (1230) حيث قال: «ومعنى بيع الحصاة: أن يقول البائعُ للمشتري: إذا نَبذتُ إليك بالحَصاة، فقد وجبَ البيعُ فيما بيني وبينك، وهذا شبيهٌ ببيع المنابذة، وكان هذا من بيوع أهل الجاهلية» .(2/496)
وَعَنِ المُنابَذَةِ (1) ، وصلاةٍ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تطلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ العصرِ حَتَّى تَغرُبَ الشَّمْسُ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، الحديثُ كلُّه منكرٌ (2) .
545 - أخبرنا (3) أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ: وحدَّثنا (4) يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى النَّيسابوري، عن
_________
(1) في (أ) : «وعن بيع المنابذة» .
والمُنابَذَةُ في البيع: أن يقولَ الرجلُ لصاحبه: انْبِذْ إليَّ الثوبَ - أو أَنْبِذُهُ إليك - ليجبَ البيع. وقيل: هو أن يقول: إذا نبذْتُ إليك الحصاة، فقد وجب البيع» . "النهاية " (5/6) .
(2) ومقصوده: أنه منكرٌ من حديث ابن عمر، وإلا فالحديثُ رواه البخاري (584) ، ومسلم (1511) مختصرًا من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أبي هريرة به مرفوعًا. وانظر "فتح الباري" لابن رجب (2/180 فما بعدها) .
(3) انظر المسألة رقم (226) و (333) و (455) ، وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه: «الثوب الواحد» .
(4) قوله: «أخبرنا أبو محمد ... » إلى هنا من (ت) و (ك) ، وجاء مكانه في (ف) : «قلت: وحدثنا» ، ويظهر أن الراوي فيها عن يحيى: هو ابن أبي حاتم، وهو الصواب، لكن جاء في نسختَي (أ) و (ش) : «وحدَّثنا» فقط، والمفهوم منهما أن الراوي هو أبو حاتم لا أبو محمد، وهو خطأ لمخالفته لسياق المسألة؛ ففي آخرها قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: «ثُمَّ ذكرته لأبي ... إلخ» ، وهذا شاهد بأن الراوي عن يحيى هو ابن أبي حاتم، وليس أباه أبا حاتم، والله أعلم. على أنه لولا قرينة السياق لجوَّزنا صحة ما في هاتين النسختين أيضًا؛ فإنَّ يحيى ابن محمد هذا روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم وابنه أبو محمد؛ كما في "الجرح والتعديل" (9/186) .(2/497)
مُسَدَّد (1) ، عن مُعتَمِر ابن سُلَيمان، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) صَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فِي ثَوبٍ واحدٍ.
وذلك (3) عند أَبِي زُرْعَةَ بعد رجُوعه من الحجِّ.
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ، ليس هذا هكذا؛ حدَّثنا (4) مُسَدَّد، عَنِ المُعتَمِر، عَن حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ لَيْسَ فِيهِ سُلَيمان التَّيْمِي (5) .
فَقَالَ يَحْيَى: اضرِبوا عَلَيْهِ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (6) : ثُمَّ ذكرتُه لأَبِي فَقَالَ: حدَّثنا ابنُ أَبِي شَيْبَةَ وغيرُهُ، عَنْ مُعتَمِر، عَن حُمَيد، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) (7) ، ولو كَانَ عَنِ (8) التَّيْمِي، لكان مُنكَرًا.
546 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد ابن عَجْلان (9) ، عن
_________
(1) هو: ابن مُسَرْهَد.
(2) هو سليمان بن طَرْخان التَّيْمي.
(3) أي: كان تحديثُ يحيى بن محمد النيسابوري بهذا الحديث عند أبي زرعة.
(4) زاد قبلها في (أ) و (ت) و (ف) : «حديثًا» .
(5) تقدَّم في المسألة رقم (226) من طرق عن حميد.
(6) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ف) ، وفي (أ) و (ش) : «قلت» .
(7) من قوله: «ليس فيه سليمان ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(8) في (ت) و (ك) : «على» بدل: «عن» .
(9) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/339-340 و417 رقم 8477 و9403) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/203) تعليقًا، وأبو داود في "سننه" (902) ، والترمذي في "جامعه" (286) ، وابن حبان في "صحيحه" (1918) ، والحاكم في "المستدرك" (1/229) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/116-117) .(2/498)
سُمَيٍّ (1) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: شُكِيَ إِلَى رسول الله (ص) مَشَقَّةُ السُّجود عَلَيْهِمْ إِذَا انْفَرَجُوا، فَقَالَ: استَعِيُنوا بالرُّكَب (3) .
وَرَوَاهُ ابنُ عُيَينة (4) وغيرُهُ (5) ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنِ النُّعْمان بْنِ أَبِي عَيَّاش، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (6) ؟
فَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: الصَّحيحُ: حديثُ سُمَيٍّ، عَنِ النُّعمان بْنِ أبي عَيَّاش، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَل (7) .
_________
(1) هو: القرشي المخزومي، أبو عبد ال المدني.
(2) هو: ذكوان السَّمَّان.
(3) فسَّرها ابن عجلان في رواية الإمام أحمد في "المسند" (2/339) ، والبيهقي في "سننه" (2/116-117) بقوله: «ذلك أن يضعَ مِرفَقَيه على رُكبَتَيه إذا طال السُّجود وأَعْيا» .
(4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في"المصنف" (2662) ، والبيهقي في "السنن الكبرى"، وأخرجه البخاري تعليقًا في "التاريخ الأوسط" (2/18) ، والتاريخ الكبير" (4/203) .
(5) كسفيان الثوري، وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (2928) ، والبخاري في "التاريخ الأوسط" (2/18) ، و"التاريخ الكبير" (4/203) .
(6) كذا، بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(7) من قوله: «فسمعت أبي يقول ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث لا نعرفه من حديث أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) = = إلا من هذا الوجه، من حَدِيثَ اللَّيْثِ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، وقد روى هَذَا الحديث سُفْيَان بن عيينة وغير واحد عَنْ سُمَي، عَنِ النُعْمَانِ بْنِ أبي عياش، عن النبي (ص) نحو هذا، وكأن رواية هؤلاء أصحُّ من رواية الليث» .
وقال البخاري في الموضع السابق بعد أن ذكر الاختلاف فيه: «مرسل أصحُّ» . وصحح الإرسال أيضًا الدارقطني في "العلل" (10/86) . قال ابن رجب في "فتح الباري" (5/110) : «والمرسل أصحُّ عند البخاري، وأبي حاتم الرازي، والترمذي، والدارقطني، وغيرهم» .
وقوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع، انظر التعليق على المسألة رقم (85) .(2/499)
547 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ اختُلِف على عُبَيدالله بن عُمَرَ:
فَرَوَى أَبُو أُسَامَةَ (2) ، عن عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ (3) بْنِ أَبِي سَلَمة؛ قَالَ: رأيتُ رسولَ الله (ص) يصلِّي فِي بيتِه فِي ثَوبٍ واحدٍ متوشِّحًا (4) بِهِ، يخالفُ بَيْنَ طَرَفَيْهِ.
وروى سعيدُ بن عبد الرحمن (5) ، عن عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَلَمْ يَذْكُرْ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا عِنْدِي أشبَهُ (6) .
_________
(1) انظر ما سبق في المسألة رقم (230) و (236) وانظر المسألة رقم (2200) .
(2) هو: حماد بن أسامة. وروايته أخرجها ابن خزيمة في "الصلاة" - كما في "إتحاف المهرة" (15899) - من طريق أبي الأزهر حوثرة بن محمد ومحمد بن علي بن محرر، والطبراني في "المعجم الكبير" (9/24 رقم 8290) من طريق محمد بن عبد الرحمن العنبري، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4887) من طريق هارون ابن عبد الله، جميعهم عن أبي أسامة، به. وأخرجه الطبراني في نفس الموضع من طريق سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن عبيد الله، به.
(3) في (ش) : «عمرو» في هذا الموضع، وفي الآخر جاءت على الصَّواب.
(4) ذكر ابن الأثير في "النهاية" (5/187) حديث: «أنه كان يتوشَّحُ بثوبه» ، وفسَّره بقوله: «أي: يتغشَّى به» .
(5) لم نقف على روايته، لكن أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (812) عن أبي أسامة، عن عبيد الله بن عمر، به.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/225) من طريق موسى بن عبد الرحمن، عن أبي أسامة، به. ليس فيه ذكر لسعيد بن المسيب كذلك.
(6) الحديث رواه البخاري في "صحيحه" (354 و355 و356) ، ومسلم (517) من طريق هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ به.(2/500)
548 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالسي (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أنَّ رسولَ الله (ص) كَانَ يُقارِبُ بَيْنَ (4) الخُطا إِلَى المَسْجِدِ، وَقَالَ: إنَّمَا فَعَلْتُهُ لِتَكْثُرَ خُطَايَ إِلَى (5) المَسْجِدِ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: رَوَى هَذَا الحديثَ جماعةٌ عَنْ ثَابِتٍ البُناني، فَلَمْ يُوَصِّلْهُ (6) أحدٌ إِلا الضَّحَّاكُ بنُ نَبَراس (7) ، والضَّحَّاكُ لَيِّنُ الْحَدِيثِ، وَهُوَ ذَا يُتَابِعُهُ محمدُ بْنُ ثَابِتٍ، ومحمدٌ أَيْضًا لَيْسَ بِقَويٍّ؛ والصَّحيحُ موقوفٌ (8) .
_________
(1) نقل قول ابن أبي حاتم مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1301-1302) .
(2) هو: سليمان بن داود. والحديث في "مسنده" (606) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (5/118 رقم4800) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2608) .
(3) هو: ثابت بن أسلم البُناني.
(4) قوله: «بين» سقط من (ش) .
(5) قوله: «إلى» سقط من (ف) .
(6) قوله: «يُوَصِّلْهُ» من «وَصَّل الأحاديثَ» بتشديد الصاد، بمعنى: وَصَلَها. انظر التعليق على المسألة رقم (163) .
(7) كذا ضبطه ابن حجر في "التقريب" فقال: «بفتح النون والموحَّدة، وآخرُهُ مهملةٌ» ، وعند الخزرجي في "الخلاصة" (ص177) ضبطت بكسر النون: «نِبْرَاس» ؛ قال: «بكسر النون، وإسكان الموحَّدة، ثم مهملتين بينهما ألف» .
(8) الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (133) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (458) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/606/السلفي) ، وعبد بن حميد في = = "مسنده" (256/المنتخب) ، والطبراني في "الكبير" (5/118 رقم4799) ، وابن عدي في "الكامل" (4/97) من طريق الضحاك بن نبراس، عن ثابت، به.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (3408) من طريق جعفر بن سليمان، وابن أبي شيبة (7410) من طريق حميد الطويل، والعقيلي في "الضعفاء" (2/607/السلفي) ، من طريق حماد بن سلمة، ثلاثتهم عن ثابت، به، موقوفًا.
قال العقيلي: «حديث حماد أولى» .
وقال ابن حجر في "المطالب العالية" (1/242 رقم581/2) : «والمحفوظ في هذا موقوف على زيد بن ثابت ح» .(2/501)
549 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ حَرْب، عَنْ شُعْبَة، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مِهْران، عَنْ أَبِي رَافِعٍ (2) ، عَنْ أَبِي هريرة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ؛ فَلاَ يَبْزُقَنَّ عَنْ يَمِينِهِ، وَلاَ عَنْ يَسَارِهِ، وَلاَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَكِنْ تَحْتَ قَدَمِهِ اليُسْرَى، فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَفِي ثَوْبِهِ؟
فَقَالَ (3) أَبُو زُرْعَةَ: مَا رُوِيَ عن النبيِّ (ص) بِأَنْ يَبْزُقَ (4) عَنْ يسارِه أصحُّ مِنْ هَذَا الَّذِي ذُكِرَ: وَلا يَبْزُقْ عَنْ يسارِهِ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (5) : أَخْطَأَ سُلَيمانُ بْنُ حَرْب فيما روى من مَتْن ِ هَذَا الْحَدِيثِ: بأنْ لا يَبْزُقَ عَنْ يَسَارِهِ؛ فَقَدْ حدَّثنا أَبِي، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ (6) وآدَمَ (7) العَسْقلانيِّ، عن شُعْبَة (8) ، عن القاسم ابن مِهْران، عن أبي
_________
(1) قال ابن رجب في "فتح الباري" (2/345) : «وأخطأ سليمان في قوله: " ولا عن يساره "، فقد رواه أصحاب شعبة عنه وقالوا: " وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ تَحْتَ قَدَمِهِ " ذكره ابن أبي حاتم» .
(2) هو: نُفَيع المدني.
(3) في (أ) و (ش) : «قال» .
(4) في (ك) : «ما يبزق» بدل: «بأن يبزق» .
(5) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط، وفي بقيَّة النسخ: «قلت» .
(6) هو: هشام بن عبد الملك الطيالسي.
(7) هو: ابن أبي إياس.
(8) الحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (550) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، به. وأخرجه أيضًا (550) من طريق ابن علية، وعبد الوارث، كلاهما عن القاسم ابن مهران، به.(2/502)
رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلاَ يَبْزُقْ بَيْنَ يَدَيهِ وَلاَ عَنْ يَميِنِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ تَحْتَ قَدَمِهِ.
هَكَذَا متنُ حديثِ أَبِي الْوَلِيدِ وآدَمَ عَنْ شُعْبَة (1) .
وَرَوَاهُ هُشَيم (2) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مِهْران، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، واتَّفَقَ متونُ سائرِ الأحاديثِ عَنِ النبيِّ (ص) مِثل ذَلِكَ سَوَاءٌ.
550 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالسيُّ (3) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ فِراس (4) ، عَنِ الشَّعبي؛ قَالَ: سَمِعتُ سَمُرَةَ يقول: صَلَّى
_________
(1) سليمان بن حرب ثقة إمام؛ إلا أنه ربما روى الحديث بالمعنى، فتغير بعض ألفاظه. قال أبو داود: «كان سليمان بن حرب يحدث بحديث، ثم يحدث به كأنه ليس ذاك» . وقال الخطيب: «كان سليمان يروي الحديث على المعنى فتتغير ألفاظه في روايته» . انظر "تهذيب الكمال" (11/391) .
وقد روي عن سليمان بن حرب بما يوافق رواية آدم وأبي الوليد، أخرجه أبو نعيم في "المستخرج على صحيح مسلم" (1210) عن أبي حفص الخطابي، ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، به.
وحدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر؛ غندر، ثنا شعبة، به. والذي يبدو لنا أن أبا نعيم حمل رواية سليمان بن حرب على رواية محمد بن جعفر، ثم قال عقب روايته للحديث: «ذلك لفظ غندر» .
(2) هو: ابن بشير، وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (550) .
(3) هو: سليمان بن داود. وروايته هذه أخرجها في "مسنده" (932) ، ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "مسانيد فراس المكتب" (ص42 رقم 10) .
(4) هو: ابن يحيى الهَمْداني.(2/503)
رسولُ الله (ص) الصُّبحَ فقال: أهَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي فُلاَن ٍ؟ إِنَّ صَاحِبَكُمْ مَحْبُوسًا (1)
بِبَابِ الجَنَّةِ بِدَيْنٍ عَلَيْهِ؟
_________
(1) كتبت في (ت) : «محبوس» وفوق كاسة السين ألف ملحقة بها. ولعله تصويب. والمثبت من بقيَّة النسخ. والجادَّة: «محبوسٌ» ، بالرفع؛ لأنها خبر «إنَّ» ، كما في بعض مصادر التخريج، وفي بعضها: «قد حُبِسَ» .
و: «محبوسًا» بالنصب كما في النسخ، يخرَّج على ثلاثة أوجه:
الأول: على الحال، وخبر «إنَّ» هو قوله: «بباب الجنة» على التقديم والتأخير، والأصل: «إنَّ صَاحبَكُم بباب الجنَّة محبوسًا» ، أي: حالة كونه محبوسًا.
والثاني: النصب على الحال السَّادَّةِ مَسَدَّ الخَبَرِ، والتقدير: إنَّ صاحبَكُم واقفٌ محبوسًا بباب الجنة، ونحو ذلك، حُذِفَ الخبر، وسَدَّ الحالُ مسدَّهُ. انظر في ذلك التعليق على المسألة رقم (827) .
والثالث: النصب خبرًا لـ «إنَّ» ، على لغة من ينصب بـ «إنَّ» وأخواتها، الاسم والخبر جميعًا. ومنه قولُ أبي هريرة ح - في إحدى روايتي مسلم (195) -: «إِنَّ قَعْرَ جهنَّمَ لَسَبْعِينَ خريفًا» ، وقولُ نافع - راوي الحديث عن ابن عمر - أو مَنْ دونه: «ورأى (أي: ابن عمر) أنَّ ذلك مُجْزِئًا» . وقولُ أبي نُخَيْلة [من الرجز] :
كأنَّ أُذْنَيْهِ إذا تَشَوَّفَا
قادمةً أو قَلَمًا مُحرَّفَا
ومنه: ما سُمِع من قولهم: «لعلَّ زيدًا أخانا» ، وحكي: «لعل أباك منطلقًا» .
وكثر ذلك في خبر «ليت» ، ومن شواهده: قول ورقة بن نوفل: «ياليتني فيها جَذَعًا» - على أحد التخريجين - وقال ابنُ سلاَّم الجمحي: «سمعتُ أبا عَوْنٍ الحِرْمازي يقول: ليتَ أباك مُنْطَلِقًا، وليتَ زيدًا قاعدًا» . اهـ.
وخصَّ بعض العلماء ذلك بخبر «لَيْتَ» فقط. وخصه بعضهم بخبر «لَيْتَ» و «لعل» و «كأنَّ» . وذهب غيرهم إلى جوازِ النصب مع «إنَّ» وأخواتها جميعًا، وهي لغةٌ لبعض العرب، لكنْ لم يُحْفَظ في خبر «لكنَّ» .
والمانعون من ذلك يُنْكرون هذه اللغة ويؤوِّلون ما وَرَد من ذلك: إمَّا على إضمار «كان» أو غيرها والجملة هي الخبر، أو على الحال المغنية عن الخبر، أو تشبيهًا لـ «ليت» بـ «وددتُّ» و «تمنيتُ» ، و «كأنَّ» بـ «ظننتُ» - بحيث تكون «إنَّ» وأخواتها ناصبةً للاسم رافعةً للخبر؛ على ما هو الأصلُ المشهورُ المجمعُ على صِحَّتِه.
انظر تفصيل ذلك وشواهده في: "طبقات فحول الشعراء" (1/78) ، و"شرح المفصَّل" (1/103- 104) ، و"المحتسب" (1/270) ، و"شرح التسهيل" لابن مالك (2/5- 10) ، و"شرح الكافية الشافية" له (1/516-518) ، و"التذييل والتكميل" لأبي حيان (4/278) ، (5/26- 32) ، و"ارتشاف الضرب" له (3/1242) ، و"مغني اللبيب" (ص49، 197، 283) ، و"همع الهوامع" (1/491) ، و"خزانة الأدب" (10/235) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (3/72) .(2/504)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالسي (1) وعَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ (2) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ فِراس، عَنِ الشَّعبي؛ قَالَ: سمعتُ سَمُرَةَ! والشَّعْبِيُّ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ سَمُرَة. روى سعيدُ ابن (3) مَسْرُوقٍ (4) ، عَنِ الشَّعْبي، عَنْ سَمْعَانَ ابن مُشَنَّج، عَنْ سَمُرَة، عَنِ النبيِّ (ص) (5) .
_________
(1) قوله: «الطيالسي» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (7/178 رقم6750) ، والحاكم في "المستدرك" (2/25) ، وأبو نعيم في "مسانيد فراس" (ص42) ، ولم يصرح في إسناده بسماع الشعبي من سمرة. وأخرجه الطيالسي في "المسند" (933) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/20 رقم20232) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/178 و179 رقم6751 -6753) ، والحاكم في "المستدرك" (2/25) ، وأبو نعيم في "مسانيد فراس" (ص43-44) من طرق عن فراس، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/11 و13 و20 رقم 20124 و20157 و20222) ، والطبراني في "الكبير" (7/179 رقم 6754) ، وفي "الأوسط" (3046) ، والحاكم في "المستدرك" (2/25) ، والبيهقي في "الشعب" (5156) ، وأبو نعيم في "مسانيد فراس" (ص45) من طرق عن الشعبي، به.
(3) في (ش) : «عن» بدل: «بن» .
(4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (15263) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/20 رقم20231 و20233) ، وأبو داود في "سننه" (3341) ، والنسائي (7/315 رقم4685) .
(5) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/204) : «ولا نعلم لسمعان سماعًا من سمرة، ولا للشعبي من سمعان» .(2/505)
551 - وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنْ سُلَيمان ابن عُبَيدالله (2) الرَّقِّي (3) ، عن عُبَيدالله (4) بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَير، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَة؛ قَالَ: سَأَلَ رجلٌ رسولَ الله (ص) : أُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الَّذِي آتِي فِيهِ أَهْلِي؟ قَالَ: نَعَمْ؛ إلاَّ أَنْ تَرى فِيهِ شَيْئًا فَتَغْسِلُهُ.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: كَذَا رَوَاهُ مرفوعً (5) ، وإنما هو موقوفٌ (6) .
_________
(1) قال ابن رجب في "فتح الباري" (2/136) : «وقال أبو حاتم الرازي والدارقطني: الصواب وقفه على جابر بن سمرة» .
(2) في (أ) و (ش) : «عبد الله» .
(3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (542) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/ 89 و97 رقم 20825 و20920 و20921) من طريق عبد الله بن ميمون الرقي، وأبي أحمد مخلد بن الحسن بن أبي زميل، وابن ماجه (542) من طريق يحيى بن يوسف الزمي، ثلاثتهم عن عبيد الله بن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر به.
قال عبد الله: «قَالَ أَبِي: هذا الحديث لا يرفع عن عبد الملك بن عمير» . كذا جاءت العبارة في المطبوع، وكذا نقلها ابن رجب في "فتح الباري" (2/136) .
وقال: «يشير إلى أن من رفعه فقد وهم» . ونقلها ابن حجر في "أطراف المسند" (1/700) ، و"إتحاف المهرة" (3/64 و103) بلفظ: «هذا الحديث لا يرفعه غير عبد الملك» . وما في المطبوع أقرب للصواب بضميمة ما يأتي ذكره عن الدارقطني في"العلل"، والله أعلم.
(4) في (ش) : «عبد الله» .
(5) كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر المسألة رقم (34) .
(6) أخرجه هكذا الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/53) من طريق أبي عوانة، وابن المنذر في "الأوسط" (2/157) من طريق أسباط بن محمد، كلاهما عن عبد الملك بن عمير، عن جابر موقوفًا.
وقال الدارقطني في "العلل" (4/97/ب) : «يرويه عبيد الله بن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر عن سمرة مرفوعًا ... ، ولا يصح، والصَّحيح: ما رواه أبو عوانة، وأسباط بن محمد، وعبد الحكم بن منصور، وغيرهم، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سمرة من قوله» .(2/506)
552 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ الْهَادِ (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَطَاء بْنِ يَسَار، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ مِنْ بَنِي بَيَاضَة؛ أَنَّهُ سمعَ رسولَ الله (ص) وعَظَ الناسَ وحَذَّرهم وَقَالَ: المُصَلِّي يُنَاجِي رَبَّهُ، وَلاَ يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ في القُرآن ِ.
وَرَوَاهُ ابنُ الْهَادِ أَيْضًا عَلَى إثْرِ ذَلِكَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ مَوْلَى الغِفارِيِّينَ (3) ؛ أَنَّهُ حدَّثه - هَذَا الحديثَ - البَياضِيُّ عن رسول الله (ص) ؟
سمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَوْلا أنَّ ابْنَ الْهَادِ جمعَ بَيْنَ الحديثَين، لكُنَّا نحكُم لهؤلاءِ الَّذِينَ يَرْوُونَهُ (4) .
553 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (5) ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (367) ، وانظر المسألة الآتية برقم (667) .
(2) هو: يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد.
(3) وقيل: مولى الأنصار، وقيل: مولى بياضة، وقيل: التمَّار. انظر "تهذيب الكمال" (33/217) .
(4) كذا في جميع النسخ. ومقصد أبي حاتم: ترجيحُ بعض الوجوه التي يرويها أكثرُ الرواة، لولا جمعُ ابن الهاد بين الحديثين. وسيأتي طرف لهذه المسألة برقم (667) فانظره إن شئت.
(5) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (6/157) ، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (930) .
ورواه ابن نصر (931) من طريق عبيد الله بن عمرو الرَّقِّي، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، قال: قال عمر، فذكره.(2/507)
عُمير، عَنْ أَبِي المَلِيح الهُذَلي (1) ؛ قَالَ: سمعتُ عُمَرَ يَقُولُ: لا إسلامَ لِمَنْ لم يُصلِّي (2) ؟
سمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَمْ يُدرِكْ أَبُو المَلِيح عمرَ، يُروى - عَنْ عبد الملك بْنِ عُمَير، عَن قَبِيصَة بْنِ جَابِرٍ؛ قَالَ: سمعتُ عُمَرَ ... (3) - هَذَا الكلامُ، لَمْ يُذْكَر فِي الإِسْنَادِ أبو المَلِيح (4) .
_________
(1) قيل: اسمه عامر، وقيل: زيد، وقيل: زياد.
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «لِمَنْ لم يصلِّ» بحذف الياء، ولإثبات الياء هنا وجهان، ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) .
(3) من قوله: «عن قبيصة ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .
(4) الحديث أخرجه ابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (928) من طريق قرة بن خالد، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سمرة، عن المسور بن مخرمة قال: دخلت على عمر، فذكره.
قال الدارقطني في "العلل" (2/211) : «وَرَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، فاختُلِف عليه: فرواه قرة بن خالد، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سمرة، عن المسور بن مخرمة، عن عمر. وخالفه شريك فرواه عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عن أبي المليح الهذلي، عن عمر. وقول قرة أشبه بالصَّواب» .(2/508)
بَابٌ فِي الْوِتْرِ
554 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُلازِمُ بْن عَمْرٍو، وَمُحَمَّد بْن جَابِرٍ، فاختَلَفا:
فروى مُلازِمُ بن عمرو (2) ، عن عبد الله بْنِ بَدْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْق، عَنْ أَبِيهِ طَلْق بْنِ علي، عن النبيِّ (ص) أنه قال: لاَ وِتْرَان ِ (3)
في لَيْلَةٍ.
_________
(1) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط.
(2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (6748) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/23 رقم 16296) ، وأبو داود في "سننه" (1439) ، والترمذي في "جامعه" (470) ، والنسائي في "سننه" (3/229-230 رقم 1679) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1101) ، وابن حبان (2449) ، والضياء المقدسي في "المختارة" (8/156 رقم166 و167) . ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/36) . وقال الترمذي: «حسن غريب» .
(3) كذا في جميع النسخ ومصادر التخريج، والجادَّةُ: «لا وِتْرَيْنِ» ؛ لأنَّ اسم «لا» النافية للجنس إذا كان مفردًا: يُبْنَى على ما ينصب به، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ، ويخرَّج في العربية على وجهَيْن:
الأوَّل: على لغة من يُلْزمُ المثنَّى وما يلحق به الألف مطلقًا، رفعًا ونصبًا وجرًّا؛ وهم: كنانة، وبنو الحارث ابن كعب، وبنو العنبر، وبنو الهُجَيْم، وبطونٌ من ربيعة، وبكر بن وائل، وزُبَيْد، وخَثْعَم، وهَمْدان، وفزارة، وعُذْرة؛ وهذا لأنهم يعاملون المثنَّى والملحق به معاملة الاسم المقصور؛ فيعربونَهُ بحركاتٍ أصليَّة مقدَّرة على الألف، رفعًا ونصبًا وجرًّا.
ومن شواهد هذه اللغة: قولُهُ تعالى: [طه: 63] {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} ، بتشديد نون «إنَّ» ، و «هذان» بالألف، وهي قراءة العشرة إلا حفصًا وابن كثير وأبا عمرو، ومن الحديث - غير هذا الحديث - قول بعض الصحابة: «وفرقنا اثني عشر رجلاً» . ومن كلام العرب: «ضربْتُ يداه، ووضعتُهُ علاه» يريد: يدَيْهِ، وعلَيْهِ، وقولُ بعضهم: «لو استطعتُ، لأتيتُك على يَدَايَ» . ولها شواهد من الشعر كثيرة.
وانظر هذه اللغة وشواهدها في: "شرح التسهيل" (1/62-63) ، و"التذييل والتكميل" (1/245-248) ، و"شرح الأشموني" (1/84-85) ، و"شرح المفصَّل" لابن يعيش (3/128-129) ، و"همع الهوامع" = = (1/145-147 باب المثنى) ، و"البحر المحيط" (6/238) ، و"معجم القراءات القرآنية" لعبد اللطيف الخطيب (5/448-453) . وانظر "شواهد التوضيح" (ص157) ، و"شرح سنن النسائي" للسيوطي (3/230) ، و"حاشية السِّنْدي على سنن النسائي" (2/230) ، و"عون المعبود" (4/314) .
والوجه الثاني: أنَّ «وتران» بالألف فاعلٌ لفعلٍ مقدَّرٍ، قال: «لا وتران» ، أي: لا يجتمعُ وتران، أو لا يجوزُ وتران في ليلة، بمعنى: لا ينبغي لكم أنْ تجمعوهما. ذكره السِّنْدي في "حاشية النسائي". وانظر "الحديث النبوي، في النحو العربي" لمحمود فجال (ص154-155) .
والأوَّل أولى؛ لاحتياج الثاني إلى التقدير.(2/509)
وَرَوَى (1) مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ (2) ، عَنْ عبد الله بْنِ بَدْرٍ، عَنْ قَيْسِ (3) بْنِ طَلْق، عن النبيِّ (ص) ؛ وَلَمْ يقُلْ: عَنْ أَبِيهِ؟
وَلَمْ يُبَيِّنْ (4) أيُّهما أصحُّ!
_________
(1) في (ش) : «ورواه» .
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد كما في "أطراف المسند" (2940) ، و"إتحاف المهرة" (6667) من طريق محمد بن يزيد، عن محمد بن جابر، ولم نجدها في "المسند"، وإنما الموجود فيه (4/23 رقم 16289) رواية مُوسَى بْنِ دَاوُدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن جابر، عن عبد الله ابن بدر، عن طلق بن علي، عن أبيه، وهذه ذكرها ابن حجر أيضًا، ونبَّه على الخلاف فيها.
(3) في (ت) و (ك) : «ميسر» .
(4) يعني أباه. وهكذا جاءت العبارة في جميع النسخ! فإما أن يكون في النص سقط، أو يكون أبو حاتم هو الذي ذكر الاختلاف السابق، ولم يرجِّح، أو يكون عبد الرحمن بن أبي حاتم عرض الاختلاف على أبيه، فسكت ولم يُجبه بشيء؛ لكونه لم يحضره جواب، والله أعلم.(2/510)
وَوَجَدتُّ (1) أيُّوبَ بْنَ عُتْبَة (2) قَدْ وافقَ مُلازِمَ بْنَ عَمْرٍو فِي (3) توصيلِ هَذَا الحديثِ (4) عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْق نَفْسِه، فَقَالَ: عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) ؛ فدلَّ (5) أنَّ الحديثَ موصَّلً أصحُّ (6) .
554 /أ- حدَّثنا (7) عليُّ بْن الْحُسَيْن بْن الجُنَيد المالكي (8) - حافظُ
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وودت» .
(2) روايته أخرجها أبو داود الطيالسي في "مسنده" (1192) ، وابن سعد في "الطبقات" (5/552) ، والإمام أحمد في "المسند" - كما في "أطراف المسند" (2940) ، و"إتحاف المهرة" (6667) ، وعزاه له الضياء في "المختارة" (8/157) ، وهو بهذا الإسناد غير موجود في المطبوع من "المسند"، ومحمد ابن نصر المروزي في "الوتر" (ص 132) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/342) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/333 رقم8247) .
(3) في (ك) : «عمرو وفي» .
(4) «توصيل هذا الحديث» ، أي: وَصْلُهُ. وسيأتي آخر المسألة «أن الحديث موصل» أي: موصول. وانظر التعليق على المسألة رقم (163) .
(5) في (ت) و (ك) : «فيدل» .
(6) بهامش النسخة (ف) تعليق على هذا الموضع؛ ونصه: «صح من هنا إلى الوريقة صح» . وهو تنبيه على وجود المسألتين التاليتين ملحقتين في وريقة أسفل الوجه الآخر من المخطوط. وانظر التعليق التالي.
وقوله: «موصَّل» بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(7) هذه المسألة والتي بعدها سقطتا من (ت) و (ك) ، وسقطتا أيضًا من أصل (ف) ، ثم أُلحقتا بوريقة أسفل الوجه التالي في المخطوط.
(8) أخرجه أيضًا ابن أبي حاتم في "تفسيره"- كما في "تفسير ابن كثير" (7/310) - عن شيخه علي بن الحسين به. ورواه أبو يعلى في "مسنده" (2900) ، وابن أبي الدنيا في "التهجد" (215) عن عبد الله بن عون، به. ورواه الطبراني في "الأوسط" (5737) عن محمد بن عبد الله الحضرمي، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (1/538) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (4/331) من طريق أبي القاسم عبد الله ابن بنت ابن منيع، كلاهما - الحضرمي وابن بنت ابن منيع - عن عبد الله بن عون، به. ورواه البزار في "مسنده" كما في "زوائده" لابن حجر (1/324 رقم 507) ، وابن عدي في "الكامل" (2/368) من طريق الحسين بن علي بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بشر، به.(2/511)
حَدِيثِ مَالِكٍ والزُّهْري - قَالَ: سُئِل يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ حديثٍ حدَّثنا به عبدُالله (1) بْنُ عَوْن الخَرَّاز (2) - وَكَانَ ثِقَةً - بِمَكَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْر العَبْدي، عَنْ مِسْعَر (3) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَامَ رسولُ الله (ص) حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ - أَوْ قَالَ: سَاقَاهُ - فَقِيلَ لَهُ: أليسَ قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تقدَّم مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تأخَّر؟ قَالَ: أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟! ؟
فَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: الشَّيخُ (4) صدوقٌ، والحديثُ لا أصلَ لَهُ.
فسمعتُ ابْنَ الجُنَيد يَقُولُ: إِنَّمَا رَوَاهُ مِسْعَر (5) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقة، عَن المغيرة بْن شُعْبَة، عَنِ النبيِّ (ص) (6) .
_________
(1) في (ف) : «حدثنا به عن عبد الله» ، وكأنه ضُرب على قوله: «عن» .
(2) قوله: «الخَرَّاز» لم تنقط الخاء والزاي في (أ) و (ش) ، وفي (ف) : «الحزار» . والنص بكامله سقط من (ت) و (ك) ، والمثبت من "المؤتلف والمختلف" للدارقطني = = (1/538) ، و"الأنساب" للسمعاني (2/138-139) ، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (2/344) .
(3) هو: ابن كِدام الرؤاسي.
(4) يعني: عبد الله بن عَون.
(5) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1130 و6471) . وأخرجه أيضًا (4836) هو ومسلم (2819) من طريق سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ زِيَادِ بن علاقة، به. وأخرجه مسلم أيضًا من طريق أبي عوانة، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَلاقَةَ.
(6) قَالَ الطبراني في الموضع السابق: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ مِسْعَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ إلا عبد الله بن عون، عن محمد بن بشر، ورواه غيره عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ مِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَن المغيرة بْن شُعْبَةَ. وَرَوَاهُ أبو قتادة الحراني، عن مسعر، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، عَنْ أبي جحيفة. ورواه سيف بن محمد ابن أخت سفيان، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنِ المغيرة بن شعبة» .
وقال ابن كثير في الموضع السابق: «غريب من هذا الوجه» .
قال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا يعرف بعبد الله بن عون الخراز، عن محمد بن بشر، ولم يروه من الثقات غيرُه، وعن محمد بن بشر فقال: عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس، وهو خطأ، وقد اختلفوا على مسعر في هذا الحديث على ألوان. والحسين بن علي ابن الأسود سرق هذا الحديثَ من عبد الله بن عون على أن غير الحسين من الضعفاء قد سرق منه أيضًا» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (1248) الاختلاف في هذا الحديث، وقال: «والصَّحيح حديث مسعر ومن تابعه عن زياد، عن المغيرة» .
وقال ابن حجر في "المطالب العالية" (1/252) بعد أن ذكره من طريق أبي يعلى: «هو معلول، والمشهور: عن مِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عن المغيرة بن شعبة ح» . اهـ.(2/512)
554/ب - وسألتُ عليَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الجُنَيد المالكي عَنْ حديثٍ حَدَّثناه (1)
عَنْ يَحْيَى بْنِ طَلْحة اليَرْبوعي، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرير (2) ، عَنْ لَيْث (3) ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص)
_________
(1) في (أ) و (ش) : «حدثنا» . ويعني: ابن الجنيد، وروايته أخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره" (17340) .
وأخرجه الطبراني في "معجمه"، وابن مردويه في "تفسيره"- كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (3/44) - والقضاعي في "مسند الشهاب" (509) من طريق يحيى بن طلحة، به.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (11/46 رقم11025) من طريق يحيى بن زكريا المعلم، عن أبي معاوية، به. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (20/41) من طريق العلاء بن المسيب، عمن ذكره، عن ابن عباس، به موقوفًا.
(2) هو: محمد بن خازم.
(3) هو: ابن أبي سُليم.(2/513)
أَنَّهُ قَالَ: مَنْ لَمْ تَنْهَهُ (1) صَلاَتُهُ عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ، لَمْ يَزْدَدْ مِنَ اللهِ تَعَالَى (2) إلاَّ بُعْدًا؟
فسمعتُ عليَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ يَقُولُ: هَذَا حديثٌ كذبٌ وَزُور (3) (4) .
_________
(1) في (ف) : «ينهه» .
(2) قوله: «تعالى» من (ف) فقط.
(3) قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/387) : «أفحش علي بن الجنيد فقال: كذب وزور» .
ورواه أحمد في "الزهد" (ص 199) ، وأبو داود في "الزهد" (134) ، والطبراني في "الكبير" (9/103 رقم8543) من طريق أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: قال عبد الله بن مسعود، فذكره موقوفًا.
قال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (2) : «باطل، وهو مع اشتهاره على الألسنة لا يصحُّ من قبل إسناده ولا من جهة متنه» .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (22/5-6) : «هذا الحديث ليس بثابت عن النبي (ص) ، لكن الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ كما ذكر الله في كتابه، وبكل حال فالصَّلاة لا تزيد صاحبها بعدًا؛ بل الذي يصلي خير من الذي لا يصلي، وأقرب إلى الله منه، وإن كان فاسقًا» .
(4) بعده في (ف) : «يتلوه باب الأذان» ؛ إشارة إلى ربط الجزء الساقط الذي ألحق بالوريقة بما في أصل النسخة. وانظر التعليق في أول المسألة السابقة.(2/514)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الأَذَانِ
555 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو أُسَامَةَ (2) ، عَنِ الحَسَن بْنِ الحَكَم، عَنْ أَبِي هُبَيرة يَحْيَى بْنِ عَبَّاد الأَنْصَارِيِّ، عَنْ شيخٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إنَّ المُؤَذِّنَ يُغْفَرُ لَهُ مَدَى صَوْتِهِ، وَيُصَدِّقُهُ كُلُّ رَطْبٍ ويَابِسٍ.
وَرَوَى هَذَا الحديثَ وُهَيْبٌ (3) ، عَنْ مَنْصُورٍ (4) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّاد، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
وَكَذَا رَوَاهُ جَرِيرٌ (5) ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّاد، عَنْ عَطَاءٍ - رجلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (6) ، وَلَمْ يرفَعْهُ؟
_________
(1) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (2/308-309/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/366) ، وقال ابن رجب في "فتح الباري" (3/434) : «قال أبو زرعة والدارقطني: «حديث معمر وَهمٌ، والصحيح حديث منصور» .
(2) هو: حماد بن أسامة. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (2349) .
(3) هو: ابن خالد. وروايته ذكرها الدارقطني في "العلل" (1613) .
(4) هو: ابن المعتمر.
(5) هو: ابن عبد الحميد. وقد تابعه على هذه الرواية زائدة ابن قدامة، وفضيل بن عياض. وروايتهم ذكرها الدارقطني في "علله" في الموضع السابق.
(6) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . ووقع في "البدر المنير": «موقوفًا» على الجادَّة، لكن ابن الملقن يتصرف في النقل.(2/515)
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ حديثُ منصور (1) .
قيل لأبي زرعة: قَالَ عَبْدُ الرَّزاق (2) : عَنْ مَعْمَر (3) ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبَّاد بْنِ أُنَيس، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ مَعْمَر وَهَمٌ (5) .
556 - أَخْبَرَنَا (6) أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ (7) : حدَّثنا (8) أبي، عن المُعَلَّى ابن أسد (9) ، عَن وُهَيب؛ أَنَّهُ قَالَ لمنصور: مَنْ (10) عطاءٌ هذا،
_________
(1) كذا في جميع النسخ! وفيه إشكال؛ فمنصور اختُلِف عليه في رفع الحديث ووقفه، فأي روايتيه الصَّحيحة؟! والسياق يدلُّ على إعلال أبي زرعة للرواية المرفوعة، فصواب العبارة إذن: «الصحيحُ: حديث جرير عن منصور» ، وهو الموافق لما صوَّبه الدارقطني، كما سيأتي نقله، والله أعلم.
(2) روايته في "المصنف" (1863) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/266 رقم 7611) ، وإسحاق بن راهويه (152) ، وعبد بن حميد (1437/المنتخب) .
(3) هو: ابن راشد.
(4) في (ك) : «أبي هبيرة» .
(5) ذكر الدارقطني في "العلل" (1613) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «ووهم فيه معمر ... ، والصحيح: قول زائدة وفضيل بن عياض وجرير» ، أي: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عباد، عن عطاء؛ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ المدينة يقال له: عطاء، عن أبي هريرة موقوفًا. وانظر المسألة التالية.
(6) انظر المسألة السابقة.
(7) قوله: «أخبرنا أبو محمد؛ قال» من (ت) و (ك) فقط، وفي (ف) : «قلت» بدلاً منها.
(8) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدثنا» بالواو.
(9) في (ت) و (ش) و (ك) : «أسيد» ، وهناك من حاول إصلاحها في (ت) فكادت تُطمَس.
(10) في (ك) : «بن» بدل: «من» .(2/516)
أهو (1) ابنُ أَبِي رباح؟ قَالَ: لا، قلتُ: فهو عطاءُ بْن يسار؟ قَالَ: لا، قلتُ: من هُوَ؟ قَالَ: رَجُل.
557 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عثمانُ بْنُ صالِح (3) المِصْري، عَنِ ابنِ لَهِيعَة (4) ، عَن عُقَيل (5) ، عَنِ الزُّهْري، عن أنس ابن مالك: أنَّ رسولَ الله (ص) أمر بلالا أن يَشْفَعَ الأَذَانَ ويُوتِرَ الإقامَةَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هذا حديثٌ مُنكَرٌ (6) .
_________
(1) في (ف) : «قال هو» وضرب الناسخ على قوله: «قال» .
(2) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (2/291/مخطوط) ، ونقل الزيلعي في "نصب الراية" (1/271) ، ومغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1189) قول أبي زرعة: «هذا حديث منكر» . قال ابن الملقن: «ومراده بقوله: " هذا حديث منكر " بالنسبة إلى هذه الطريق التي سئل عنها فقط» . اهـ. وانظر المسألة المتقدمة برقم (268) و (359) .
(3) في (ت) و (ك) : «عثمان بن أبي صالح» . وروايته = = أخرجها ابن المنذر في "الأوسط" (3/17) ، والدارقطني في "الأفراد" (86أ، 87/ب/أطراف الغرائب) .
قال الدارقطني: «تفرد به عثمان بن صالح، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَن عقيل» .
(4) كذا في (ك) ، وفي بقيَّة النسخ: «أبي لهيعة» . وهو: عبد الله.
(5) هو: ابن خالد الأَيْلي.
(6) قال الإمام أحمد- كما في "مسائل ابن هانئ" (2/237 رقم2310) -: «هذا باطل» .
ومرادهم جميعًا إعلالُ الحديث من هذا الطريق؛ وإلا فقد رواه البخاري في "صحيحه" (603 و605 و606 و607) ، ومسلم (378) من طرق عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، به مرفوعًا.(2/517)
بَابٌ فِي الاِسْتِسْقَاءِ
558 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ الحَسَن الأَسَدي (2) ، عَنْ شَريكٍ (3) ، عَنْ مَنْصُورٍ (4) ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قال: اسْتَسْقَى رسولُ الله (ص) فَقَالَ: اللَّهُمَّ، اسْقِنَا غَيْثًا مَريعًا (5) طَبَقًا (6) ، عَاجِلاً غَيْرَ رائِثٍ (7) ، نافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ. قَالَ: فَمَا بَرِحْنا حَتَّى طَبَّقَتْ (8) عَلَيْنَا سَبعًا، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ قَدْ حَبَسَ (9) ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ، حَوَالَيْنا ولاَ عَلَيْنا؛ فَتَفَرَّجَتْ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنِ شُرَحبيل بْنِ السِّمْط، عَنْ كَعْبِ ابن مُرَّة، عن النبيِّ (ص) (10) .
_________
(1) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/22/مخطوط) بعض هذا النص.
(2) في (ت) : «الأسيدي» . وروايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "المطر والرعد" (49) ، والطبراني في "الدعاء" (2184) .
(3) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي.
(4) هو: ابن المعتمر.
(5) قال ابن الأثير في "النهاية" (4/320) : «المَرِيعُ: المُخْصِبُ النَّاجِعُ» .
(6) أي: مالئًا للأرض، مغطِّيًا لها. يقال: غيثٌ طَبَقٌ، أي: عامٌّ واسع. "النهاية" (3/113) .
(7) أي: غير بطيءٍ متأخِّرٍ. "النهاية" (2/287) .
(8) قال ابن منظور: «طَبَّقَ الماءُ وجهَ الأرض: غطَّاه» . "لسان العرب» (10/210) .
(9) في (ت) : «حيس» . والمعنى: أنه قد حبس الركبان؛ كما عند ابن أبي الدنيا في "المطر والرعد" رقم (49) .
(10) الحديث على هذا الوجه أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/319 رقم 756) من طريق بدل بن المحبر، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مرة، ومنصور بن المعتمر، وقتادة، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمط، عَنْ كعب بن مرة أو مرة بن كعب - شك شعبة -، عن النبي (ص) به.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1294) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/235 رقم 8062) ، وعبد بن حميد (372/المنتخب) ، والطحاوي في "شرح = = معاني الآثار" (1/323) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/380) ، والطبراني في "الكبير" (20/318 و319 رقم755 و756) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/355) من طرق عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مرة وحده، عن سالم، به.
وقد رواه البخاري في "صحيحه" (1013 و1014) ، ومسلم (897) من طريق شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أنس به، نحوه.(2/518)
559 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْر العَبْدي، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن عَلْقَمَة، عن كَثير (2) بن [حُبَيْش] (3) ، عن أنس ابن مَالِكٍ؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى رسول الله (ص) وهو على المِنْبَر، فقال: ادْعُوا (4) اللهَ أَنْ يَسْقِيَنا! فرفعَ يدَيه - وما في السَّمَاء
_________
(1) روى العسكري في "تصحيفات المحدثين" (2/992) هذه المسألة عن ابن أبي حاتم إجازة، وجوَّدها وضبطها.
(2) في "تصحيفات المحدثين": «كبير» بالباء الموحدة، في المواضع الثلاثة في هذه المسألة.
(3) بالحاء المهملة، ثم الباء الموحَّدة، وآخره شين معجمة، مصغَّرًا. وفي (ت) و (ش) : «خُنيس» بالخاء المعجمة، ثم النون، وآخرها سين مهملة. وفي (ك) : «خنبس» بالباء الموحدة بدل الياء، ولم تنقط في (أ) و (ف) ، والمثبت من "تصحيفات المحدثين" للعسكري، وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (7/209) ، و"الجرح والتعديل" (7/150 رقم839) و"الإكمال" لابن ماكولا (2/340) ، و"تعجيل المنفعة" لابن حجر (2/144) .
(4) كذا في جميع النسخ بإثبات الواو بعدها ألفٌ، وفي "تصحيفات المحدِّثين": «ادْعُ» ، وهو الجادَّة؛ لأنَّه مخاطبةٌ للواحد لا للجماعة، وهو رسولُ الله (ص) ، لكن إثبات الواو هنا يخرج على وجهين، ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) . وبيَّنَّا سبَبَ كتابة الألف بعد الواو في المسألة رقم (1025) .(2/519)
قَزَعَةٌ (1) - فاسْتَسْقَى ... فذكَرَ الحديثَ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا قَالَ [ابْنُ بِشْر] (2) : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ كَثِير بن [حُبَيْش] (3) ، والصَّحيحُ: كَثِيرُ بْنُ خُنَيْس (4) ، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) القَزَعَةُ: واحدةُ القَزَع: وهي القِطَعُ من السَّحابِ المتفرِّقةُ. "المصباح المنير" (قزع) (ص 502) .
(2) في جميع النسخ: «ابن نمير» ، والتصويب من "تصحيفات المحدثين". وروايته لم نقف عليها، لكن أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/359) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن محمد بن عمرو، به.
(3) انظر التعليق على هذا اللفظ في أول المسألة.
(4) في (ك) : «خنبس» بالباء الموحدة، ولم تنقط الكلمة في (أ) و (ف) ، وضبطها العسكري فقال: «بالنون والسين غير المعجمة» .(2/520)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي السَّهْوِ
560 - وسمعتُ (1) أَبِي (2) يَقُولُ فِي حديثٍ حدَّثنا بِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ أيُّوب النَّصِيبي، عَنْ أَبِي ضَمْرَة أَنَس بْن عِياض، عَنِ الحارث بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي ذُبَاب، عَنْ عُمَرَ بن عُبَيدالله بن أبي الوَقَّاد (3) : أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى لَهم بِمِنًى صلاةَ المَغرِب، فسلَّم فِي الرَّكْعتَين، فسبَّح بِهِ الناسُ حتى عَلِمَ، فقام فصلَّى الركعةَ الثالثةَ، فسلَّم، ثُمَّ سجَدَ سجدَتَين وَهُوَ جالسٌ بعد السَّّلام.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَكَذَا روى مُوسَى، وأخطأَ فِيهِ؛ إِنَّمَا هُوَ: أنَّ أَنَسً (4) صلَّى المَغرِب، وعمرُ بن عُبَيدالله بن أبي (5) الوَقَّاد (6) تابعيٌّ.
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (499) .
(2) قوله: «أبي» في موضعه بياض في (ت) .
(3) كذا في (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «الرقاد» بالراء، وتقدم التعليق على ذلك في المسألة رقم (499) .
(4) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق على المسألة رقم (34) .
(5) قوله: «أبي» مكرر في (أ) .
(6) في (ف) : «الرقاد» ، وقد ضبَّب عليها ناسخا (ت) و (ك) .(2/521)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي سُجُودِ القُرْآن ِ
561 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (1) وحَدَّثنا عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّار (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقبَة بْنِ أَبِي العَيْزار، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (3) ، وَعَنْ [إِدْرِيسَ] (4) الأَوْدي، كِلاهُمَا عَنْ عاصِم بْنِ بَهْدَلَة (5) ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْش (6) ، عن صَفْوان ابن عَسَّال؛ قَالَ: سَجَدَ (7) بِنَا رسولُ الله (ص) فِي: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ *} (8) .
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَاصِم (9) ، عَن زِرٍّ؛ قَالَ: قرأَ عمَّار عَلَى المِنْبَرِ: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ *} ، فنَزَلَ فسجَدَ، ويحيى ضعيفُ الحديث.
_________
(1) في (أ) و (ش) : «أبي» مكان: «أبا زرعة» .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (8/68 رقم7393) ، وابن عدي في "الكامل" (7/223) ، والدارقطني في "الأفراد" (144/أ/أطراف الغرائب) . وقال: قال لنا أبو القاسم بن منيع: «هذا غريب لا أعلم رواه غير يحيى بن عقبة» . ثم قال الدارقطني: «وحديث صفوان، عن النبي (ص) غريب من حديث إدريس الأودي ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عاصم، تفرَّد به يَحْيَى بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي العيزار، عنهما» .
(3) هو: محمد بن عبد الرحمن.
(4) في جميع النسخ: «أبي إدريس» ، وهو تصحيف، فليس في هذه الطبقة من يكنى: أبا إدريس، ونسبته الأودي، وإنما هو «إدريس الأودي» ، وهو إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، وهو المعروف بالرواية عن عاصم بن بهدلة؛ كما في "تهذيب الكمال" (2/299-300) ، وانظر مصادر التخريج السابقة.
(5) هو: ابن أبي النَّجود.
(6) في (ت) : «رز بن حبيس» بسين مهملة، وفي (ك) : «رزين بن حبيس» .
(7) في (ت) و (ك) : «فسجد» .
(8) سورة الانشقاق.
(9) في (ك) : «إنما هو: عن عاصم» .(2/522)
قلتُ: وَرَوَاهُ (1) الثَّوْري (2) ، وحمَّادُ بنُ سَلَمة (3) ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش (4) ، عَن عَاصِمٍ، عَن زِرٍّ، عن عَمَّار، موقوف (5) .
562 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرفي (6) ، عَنْ عليِّ بْنِ نَصْرٍ، عن عبد الله (7) المَدِيني، عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ عَوْف؛ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْري؛ قال: سجَدَ النبيُّ (ص) سَجْدَةً فَأَطَالَ السُّجودَ حَتَّى ظَنَنْتُ أنَّ اللَّهَ قبضَ رُوحَهُ، ثُمَّ رفع رأسَهُ فسألتُهُ
_________
(1) في (ت) و (ف) و (ك) : «روى» .
(2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (5284 و5883) ، ومن طريقه ابن حزم في المحلَّى" = = (5/61) . وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/316) من طريق سفيان وشعبة وشريك، عن عاصم، به.
(3) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/356) ، وقرن معه شعبة والثوري.
(4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (4251) و (4358) .
(5) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، والجادَّة: موقوفًا. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(6) لم نقف على روايته على هذا الوجه؛ لكن أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/147-148) عنه، قال: حدثنا يمان بن نصر قال: حدثنا عبد الله المدني قال: حدثنا مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، به مختصرًا. أي: زاد في إسناده «محمد بن المنكدر» .
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1069) ، والطبراني في "الأوسط" (4768) من طريق الجراح بن مخلد، عن يمان بن نصر، به مطولاً.
قال الطبراني: «لا يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ، عَنْ أَبِي سعيد إلاَّ بهذا الإسناد، تفرَّد به اليمان بن نصر» .
(7) في (ت) و (ك) : «عبيد الله» .(2/523)
عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ جِبْريِلَ _ج لَقِيَني فَقَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمَ اللهُ عَلَيْهِ - أحسَبُه قَالَ: عَشْرًا - فَسَجَدتُّ للهِ شُكْرًا.
وَرَوَاهُ عمرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو (1) ، [عن عاصم ابن عمر بن قَتادة] (2) ، عن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن عَوْف، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) روايته على هذا الوجه أخرجها عبد بن حميد (157/المنتخب) ، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (236) من طريق خالد بن مخلد، والحاكم في "المستدرك" (1/550) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، كلاهما عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ عمرُو بن أبي عمرو، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/191 رقم 1664) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هاشم، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ عمرو، عن عبد الواحد، عن عبد الرحمن بن عَوْف، به.
وأخرجه ابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (237) من طريق عبد العزيز الدَّراوَرْدي، عَنْ عمرُو بْنِ أَبِي عمرو، عن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بْنِ عَوْف، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ جده..، فزاد فيه: «عن أبيه» .
(2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، فاستدركناه من "الجرح والتعديل" (7/315-316) ؛ حيث ذكر هذه المسألة هناك فقال: «محمد بن عبد الرحمن بْنِ عَوْفٍ: سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الخدري، عن النبي (ص) : أنه سجد سجدة الشكر؛ فيما رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ على ابن نصر عن عبد الله المديني، عن محمد بن عبد الرحمن بن عوف. وروى عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي (ص) فسمعتُ أبى يقول هو وهم، والصَّحيح حديث عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن ابن عوف» .(2/524)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: حديثُ أَبِي سعيد وَهَمٌ، والصَّحيحُ حديثُ عبد الرحمن بن عَوْف (1) .
_________
(1) ذكر الدارقطني في "العلل" (1664) وجوه الاختلاف على عبد الواحد في هذا الحديث، ثم قال: «والصوابُ: قولُ سعيد بن سلمة والداروردي، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو» . اهـ.
ورواية سعيد بن سلمة والداروردي التي ذكرها الدارقطني: عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عن عبد الواحد، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، ولم نقف على هذه الرواية على هذا الوجه، إنما روى ابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" رواية الدراوردي، فقال: عبد الواحد، عن أبيه، عن جده، كما تقدم.(2/525)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْجُمُعَةِ
563 - وسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: حديثُ سَمُرَةَ، عن النبيِّ (ص) : مَنْ تَرَكَ الجُمُعَةَ، فَلْيَتَصَدَّقْ بِدينَارٍ: لَهُ إسنادٌ صالحٌ، همَّامٌ (2) يرفعُهُ، وأيُّوب أَبُو العلاء (3) يروي عَنْ قَتَادَةَ، عَن قُدامَة بْن وَبْرَة، لا يذكُرُ (4) سَمُرَةَ.
وَهُوَ حديثٌ صالحُ الإسناد (5) .
_________
(1) انظر المسألة الآتية برقم (577) .
(2) هو: ابن يحيى العَوْذي. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (943) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (5534) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/8 و14 رقم 20087 و20159) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/176) ، وأبو داود في "سننه" (1053) ، وفي "مسائل أحمد" (1880) ، والنسائي في "سننه" (3/89 رقم 1372) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/484) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1861) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4239) ، وابن حبان في "صحيحه" (2788 و2789) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/235 رقم6979) ، والحاكم في "المستدرك" (1/280) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/248) من طرق عنه، عَنْ قَتَادَةَ، عَن قُدامَة بْن وَبْرَة، عن سَمُرة، به مرفوعًا.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/176-177) تعليقًا من طريق حجاج الأحول، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/248) من طريق سعيد بن بشير، كلاهما عن قتادة، به. وخالفهم خالد بن قيس: فرواه عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ سمرة، به. وستأتي هذه الرواية في المسألة رقم (577) .
(3) هو: ابن أبي مسكين أبو العلاء القصَّاب. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1054) ، وفي "مسائل أحمد" (1880) ، والروياني في "مسنده" (855) ، والحاكم في "المستدرك" (1/280) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/248) .
(4) في (ت) و (ك) : «ولا يذكر» بالواو.
(5) قال الإمام أحمد في الموضع السابق من "مسائله": «همام عندي أحفظ» .
وقال البخاري في الموضع السابق: «ولا يصح حديث قدامة في الجمعة» .(2/526)
564- وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عِكْرِمَة بْنُ عمَّار، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) (2) قَالَ: ثَلاَثٌ هُنَّ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ... (3) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: يقولونَ: عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ ثَوْبان، عَنْ رجلٍ، عَنْ أبي سعيد، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (4) .
565- وسمعتُ (5) أَبِي يَقُولُ: عبدُالرحمن ابن يَزِيدَ بْن جَابِر: لا أعلمُ أحدًا من أهل العراق يُحَدِّث عَنْهُ، والذي عِنْدِي: أنَّ الذي يَرْوِي عَنْهُ أَبُو أُسامة (6) وحُسَيْنٌ الجُعْفيُّ (7) واحدٌ، وهو عبد الرحمن بْن يَزِيدَ بْن تَمِيم (8) ؛
لأنَّ أبا أُسامة روى عن عبد الرحمن ابن يزيد، عن
_________
(1) نقل بعض هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/48-49) . وانظر المسألة رقم (595) .
(2) قوله: «عن النبي (ص) » سقط من (ف) .
(3) للحديث تتمَّة انظرها في المسألة رقم (595) .
(4) هذا ما رجَّحه أبو زرعة هنا، وهو خلاف ما رجَّحه مع أبي حاتم في المسألة رقم (595) من أن الصواب: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أبي سعيد، موقوفًا.
(5) نقل هذه المسألة ابن القيم في "جلاء الأفهام" (ص152-153) ، ونقل ابن الملقن بعضها في "تحفة المحتاج" (1/525) .
(6) هو: حماد بن أسامة.
(7) هو: حسين بن علي بن الوليد الجُعْفي.
(8) وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" (5/300) : «فالذي يحدث عنه أبو أسامة ليس هو ابن جابر؛ هو: عبد الرحمن بن يزيد بن تميم» . وسأله ابنه عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم؟ فقال: «عنده مناكير، يقال: هو الذي روى عَنْهُ أَبُو أُسَامَةَ وحسين الجعفي وقالا: هو ابن يزيد بن جابر، وغلطا في نسبه، ويزيد بن تميم أصح، وهو ضعيف الحديث» .
وقال الدارقطني في تعليقه على "المجروحين" لابن حبان (ص 157) : «الذي يروي عنه حسين هو: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وأبو أسامة يروي عن عبد الرحمن بن يزيد هذا؛ ابن تميم فيقول: ابن جابر، ويغلط في اسم جده» .(2/527)
القاسِم (1) ، عَنْ أَبِي أُمامَة خمسةَ أحاديثَ - أو سِتَّة أحاديثَ - مُنكَرةً، لا يَحْتملُ أن يُحَدِّثَ (2) عبدُالرحمن بْن يَزِيدَ بْن جَابِر مثلَهُ (3) ، ولا أعلم أحدًا من أهل الشَّام روى عَنِ ابْنِ جَابِر من هذه الأحاديثِ شَيْءً (4) .
_________
(1) هو: ابن عبد الرحمن، أبو عبد الرحمن الدمشقي.
(2) من قوله: «عن عبد الرحمن بن يزيد ... » إلى هنا سقط من (ك) .
(3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «مثلها» ، أي: مثل هذه الأحاديث الخمسة أو الستة، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهين:
الأول: أنَّ الضمير مذكَّر «مِثْلَهُ» ، ويعود إلى الأحاديث باعتبار مفرده، والتقدير: مِثْلَ أيِّ حديث من هذه الأحاديث، أو نحو ذلك. وهذا من باب الحمل على المعنى بإفراد الجمع، وانظر التعليق عليه في المسألة رقم (1135) .
والثاني: أنَّ الضمير مؤنَّث، والأصل: «مِثْلَهَا» ، لكنْ حذفتْ منه الألف، ونُقِلَتْ حركةُ الهاء إلى اللام فأصبَحَتْ: «مِثْلَهْ» ، وهذه لغة طيِّئ ولخم. وقد أوضحناها في التعليق على المسألة رقم (235) .
(4) قال السخاوي في "القول البديع" (ص319) : «لهذا الحديث علة خفيَّة، وهي أن حسينًا الجعفي أخطأ في اسم جد شيخه: عبد الرحمن بن يزيد، حيث سماه جابرًا؛ وإنما هو تميم، كما جزم به أبو حاتم وغيره، وعلى هذا فابن تميم منكر الحديث، ولهذا قال أبو حاتم: إن هذا الحديث منكر. وقال ابن العربي: إنه لم يثبت. وقال أبو اليمن: إنه غريب» .
وقوله: «شيء» كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «شيئًا» ، وما في النسخ جَارٍ على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة (34) ، وقد جاء على الجادة في "جِلاء الأفهام".(2/528)
وَأَمَّا حسينٌ الجُعْفي (1) : فَإِنَّهُ رَوَى عن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الأَشْعَث (2) ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أوس، عن النبيِّ (ص) - فِي يَوْمِ الجُمُعة- أَنَّهُ قَالَ: أفْضَلُ الأَيَّامِ يَوْمُ الجُمُعَةِ؛ فِيهِ الصَّعْقَةُ، وفِيهِ النَّفْخَةُ، وفيهِ كَذَا. وَهُوَ حديثٌ منكرٌ، لا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ غيرَ (3) حُسَيْنٍ الجُعْفي (4) .
وأما عبدُالرحمن بْنُ يَزِيدَ بْنِ تَمِيم: فَهُوَ ضعيفُ الحديث،
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (8697) ، وأحمد في "المسند" (4/8 رقم16162) ، وأبو داود في "سننه" (1047 و1531) ، والنسائي (3/91 رقم 1374) ، وابن ماجه (1085 و1636) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1577) ، والبزار (8/411 رقم3485) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (1/308) .
(2) هو: شَراحيل بن آدَة الصنعاني.
(3) قوله: «غير» يجوز فيه الرفع والنصب، وانظر التوجيه اللغوي لنظيره؛ في التعليق على المسألة رقم (487) .
(4) ذكر ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (2/681) هذا الحديث وقال: «قالت طائفة: هو حديث منكر، وحسين الجعفي سمع من عبد الرحمن بن يزيد بن تميم الشامي، وروى عنه أحاديث منكرة فغلط في نسبته. وممن ذكر ذلك: البخاري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو داود، وابن حبان، وغيرهم. وأنكر ذلك آخرون وقالوا: الذي سمع منه حسين هو ابن جابر» .
وقال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (2/3-4) : «ذكر البخاري وأبو حاتم، وتبعهما ابن حبان: أن حسين بن علي الجعفي غلط في عبد الرحمن بن يزيد ابن تميم [كذا وصوابه: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر] ، كما جرى لأبي أسامة فيه، وأن هذا الحديث عن "ابن تميم" لا عن "ابن جابر". ولا يكون [أي قول هؤلاء] صحيحًا، وردَّ ذلك الدارقطني [أيضًا] ، فخصَّ أبا أسامة [أي دون حسين بن علي الجعفي] بالغلط فيه» .(2/529)
وعبدُالرحمن بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ثقةٌ (1) .
566 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ كَثِير (3) ،
_________
(1) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث بهذا اللفظ لا نعلم أحدًا يرويه إلا شداد بن أوس، ولا نعلم له طريقًا غير هذا الطريق عن شداد، ولا رواه إلا حسين ابن علي الجعفي، ويقال: إن عبد الرحمن بن يزيد هذا هو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، ولكن أخطأ فيه أهل الكوفة: أبو أسامة والحسين الجعفي، على أن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم لا نعلم روى عن أبي الأشعث، وإنَّما قالوا ذلك لأن عبد الرحمن بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ثِقَةٌ، وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم لين الحديث، فكان هذا الحديث فيه كلام منكر عن النبي فقالوا: هو لعبد الرحمن بن تميم أشبه» .
ونقل الترمذي في "العلل الكبير" (ص392) عن البخاري أنه قال: «أهل الكوفة يَروون عن عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر أحاديث مناكير وإنما أرادوا عندي: عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، وهو منكر الحديث وهو بأحاديثه أشبه منه بأحاديث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر» . وقال أبو عبيد الآجري عن أبي داود: «أبو أسامة روى عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، وغلط في اسمه = = فقال: ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. قال: وكلُّ ما جاء عن أبي أسامة: ثنا عبد الرحمن بن يزيد؛ فهو ابن تميم» . نقله ابن رجب في "شرح العلل" (2/681) .
وقال الخطيب في "تاريخ بغداد" (10/212) : «روى الكوفيون أحاديث عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ووهموا في ذلك، فالحملُ عليهم في تلك الأحاديث، ولم يكن غير ابن تميم الذي إليه أشار عمرو بن علي، وأما ابن جابر فليس في حديثه منكر، والله أعلم» .
(2) ذكر ابن رجب في "فتح الباري" (5/466) حكم أبي حاتم وأبي زرعة على هذا الحديث. وستأتي هذه المسألة برقم (573) و (2700) .
(3) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (33 و1603) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/519) ، والبزار في "مسنده"- كما في "البداية والنهاية" (8/685) ، والطبراني في "الأوسط" (5950) ، وابن عدي في "الكامل" (3/288) ، وابن مردويه في "المنتقى من حديث أبي الشيخ" (72) ، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (1477 و1478) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (2/556) من طرق عنه، عن الزهري وحده، عن سعيد بن المسيب، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/288) ، وابن مردويه في "المنتقى من حديث أبي الشيخ" (73) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"- كما في "البداية والنهاية" (8/685-686) - من طريق عاصم بن علي، والبيهقي في "دلائل النبوة" (2/556) من طريق سعيد ابن سليمان، كلاهما عن سُلَيْمَان بْن كثير، عَنْ يَحْيَى ابن سعيد - وحده - عن سعيد بن المسيب، به.(2/530)
عَنِ الزُّهْري وعن (1) يَحْيَى (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَن جَابِر: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يخطُبُ إِلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ (3) ، فَحَنَّتْ (4) ... وَذَكَرَ الحديثَ؟
فَقَالا: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى بْن سعيد (5) ، عن حَفْص بن عُبَيدالله، عن جابر، عن النبيِّ (ص) (6) ، فأما من حَدِيث الزُّهْري: فهو
_________
(1) ضبَّب ناسخا (ت) و (ك) على قوله: «وعن» .
(2) المعنى: أن سليمان بن كثير روى الحديث أيضًا عن يحيى - وهو: ابن سعيد الأنصاري - كما رواه عن الزهري.
(3) في (ت) و (ك) : «نخلته» .
(4) أصل الحنين: ترجيعُ الناقة صوتَها إثْرَ ولدِها، والمعنى هنا: أن الجِذْعَ نَزَع واشتاقَ إلى النبيِّ (ص) . انظر "النهاية" (1/452) .
(5) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (34) عن محمد ابن كثير، عن سُلَيْمَان بْن كثير، عَنْ يَحْيَى بن سعيد، به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (918 و3585) من طريق محمد بن أبي جعفر وسليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، به. وانظر "تحفة الأشراف" (2/171-172) .
(6) قال الدارقطني في "العلل" (4/ل83/أ) : «يرويه يحيى ابن سعيد الأنصاري، واختُلِف عنه: فرواه سُلَيْمَان بْن كثير، عَنْ يَحْيَى بن سعيد، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ جَابِرٍ، وخالفه مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كثير؛ رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن عبيد الله بن حفص بن أنس، عن جابر، ورواه سويد بن عبد العزيز، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حفص بن عبيد الله بن أنس، عن جابر، وهو الصواب» . اهـ.
وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذان الإسنادان عن الزهري وعن يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بن المسيب، عن جابر، لا أعلم يرويهما عنهما غير سليمان بن كثير» . وقال ابن حجر في "موافقة الخُبر الخَبر" (1/231) : «غريب من حديث الزهري، ما رأيته إلا من رواية سليمان بن كثير عنه» .(2/531)
عمَّن حَدَّثه، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) .
567 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُسَيْنٌ الجُعْفي (3) ، عَنْ زَائِدَةَ (4) ، عَنْ هِشَامٍ (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ تَخُصُّوا لَيْلَةَ الجُمُعةِ بِقيام ٍ، ولاَ يَوْمَ الجُمُعةِ بِصِيامٍ؟
فَقَالا: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابن سِيرين، عن النبيِّ (ص) ... مُرسَل (6) ، لَيْسَ فِيهِ ذكرُ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ رَوَاهُ أيُّوبٌ (7) وهشامٌ وغيرُهما كذا ... مُرسَلً (8) .
_________
(1) من قوله: «فأما من حديث الزهري ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ لانتقال البصر. ورواية الزهري للحديث على هذا الوجه أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (5253) ، وابن سعد في "الطبقات" (1/251) .
(2) أشار لهذه المسألة ابن عبد الهادي في "المحرر في الحديث" (652) .
(3) هو: حسين بن علي. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1144) ، وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/394 رقم 9127) من طريق عوف الأعرابي، عن ابن سيرين، به، نحوه مختصرًا.
(4) هو: ابن قدامة.
(5) هو: ابن حسَّان القردُوسي.
(6) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(7) هو: ابن أبي تميمة السَّخْتياني. وروايته ذكرها الدارقطني في "علله" (10/43) مسألة رقم (1843) ، وذكر هناك اختلاف الرواة على أيوب فيه.
(8) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا في المسألة رقم (34) .(2/532)
قلتُ لَهما: الوَهَمُ مِمَّن هُوَ، مِنْ زَائِدَةَ أَوْ مِنْ حُسَيْنٍ؟
فقالا: ما أَخْلَقَهُ أَنْ يكونَ الوَهَمُ مِنْ حُسَيْنٍ (1) !
568 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُقَدَّمي (2) ، عَن مُعْتَمِر بْن سُلَيمان، عَنْ حُمَيد (3) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: كانت الخُطْبَة قبل الصَّلاة؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَن حُمَيد، عَنِ الحَسَن، بدلَ: أنس (4) .
_________
(1) قال الدارقطني في "التتبع" (ص 146 رقم22) : «وهذا لا يصح عن أبي هريرة؛ وإنما رواه ابن سيرين، عن أبي الدرداء في قصة طويلة لسلمان وأبي الدرداء، ورواه [أيوب] وهشام وغيرهما كذلك» .
وقال في "العلل" (1453) : «هو حديث يرويه عوف الأعرابي، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) ، وتابعه حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أبي هريرة، عن النبي (ص) ، وكلاهما وهم. وأما حديث عوف: فالوهمُ فيه منه على ابن سيرين، وأما حديث هشام فالوهمُ فيه من حسين الجعفي على زائدة؛ لأن زائدة من الأثبات لا يحتمل هذا» . اهـ.
وذكر أوجه خلاف أخرى وصوَّب أنه عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الدرداء.
وقال في "العلل" (1843) بعد أن ذكر الاختلاف فيه: «والصَّواب عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الدرداء. وسلمان، وهو مرسل عنهما؛ لأن ابن سيرين لم يسمع من واحد منهما» .
(2) هو: محمد بن أبي بكر.
(3) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل.
(4) لم نجد من أخرج هذا الحديث من طريق المقدَّمي، ولا من طريق معتمر بن سليمان، ولم نجد من أخرجه بهذا اللفظ، ولكن أخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" (5679) من طريق أبي خالد الأحمر سليمان بن حيَّان، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كانت الصَّلاة في العيدَين قبل الخُطبة.
وكذا أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (4/272) من طريق عبد الله بن بكر، عن حميد، عن أنس. ثم أخرجه ابن المنذر عقبه من طريق حماد، عن حميد، عن الحسن - مرسلاً -: أن رسول الله (ص) وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يصلُّون، ثم يخطبُون، فلما كثُر الناسُ على عهد عثمان رأى أنهم لا يدركون الصَّلاة؛ خَطَبَ، ثم صلَّى. فإن كان هذا هو الحديث، فهو مقلوب المتن هنا في "العلل"، وهو في العيدين، لا في الجمعة، والله أعلم.(2/533)
569 - وسمعتُ أَبِي (1) وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ (2) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، عَنِ الْحَارِثِ (4) ، عَنْ عليٍّ: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنِ الصَّلاة والإمامُ يَخْطُب.
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَهُوَ مِنْ تَخاليطِ ابْنِ جَابِرٍ، والحديثُ هُوَ حديثُ سُلَيْكٍ الغَطَفاني (5) .
_________
(1) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(2) روايته أخرجها أبو سعد الماليني في كتابه كما في "الأحكام الوسطى" لعبد الحق (2/112-113) .
(3) هو: عمرو بن عبد الله بن السَّبيعي.
(4) هو: ابن عبد الله الأعور.
(5) قال عبد الحق: «ليس في هذا الإسناد من يحتج به غير أبي إسحاق، فأما محمد بن أبي مطيع وأبوه فغير معروفين فيما أعلم، ومحمد بن جابر ضعيف؛ كان قد عَمِيَ، فاختلط عليه حديثه، والحارث ضعيف» . اهـ.
تنبيه: وقع في "الأحكام الوسطى": «أبو سعيد الماليني» ، ولذا قال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (2/224) : «كذا وقع في النسخ.. وتكرر له هذا العمل من قوله: أبو سعيد الماليني ... وصوابه: أبو سعد الماليني» . اهـ.
ولم يصرح عبد الحق هنا باسم كتاب الماليني، = = ولكنه ذكر في (2/146) أن اسمه: "المؤتلف والمختلف"، وأنه لم يره.
وحديث سُلَيك الغطفاني الذي أشار إليه أبو حاتم: رواه البخاري (930 و931 و1166) ، ومسلم (875) من حديث جابر بن عبد الله؛ قال: جاء سُليك الغطفاني يوم الجمعة ... فذكره.(2/534)
570 - وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنْ مُحَمَّدِ ابن يَحْيَى بْنِ حسَّان (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مِسْكِينٍ أَبِي فَاطِمَةَ (3) ، عَنْ حَوْشَب (4) ، عَنِ الحَسَن (5) ؛ قَالَ: كَانَ أَبُو أُمَامة يَرْوِي عَنْ رَسُولِ الله (ص) (6) : إنَّ الغُسْلَ يومَ الجُمُعَةِ لَيَسُلُّ الخَطَايا مِنْ أُصُولِ الشَّعْرِ اسْتِلالاً.
فَقَالَ أَبِي: هَذَا منكرٌ، الحَسَنُ عَنْ أَبِي أُمَامَة لا يجيءُ، ووَهَنَ أَمْرُ مِسْكينٍ عِنْدِي بِهَذَا الْحَدِيثَ.
571- وسألتُ (7) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الصَّعْقُ بْنِ حَزْن (8) ، عَنْ عليِّ بْنِ الحَكَم، عن أنس، عن النبيِّ (ص) قال: أتَاني
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (608) .
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/329) في ترجمة مسكين أبي فاطمة: «سألت أبي عنه؟ فقال: وَهَنَ أمرُ مسكين أبي فاطمة بهذا الحديث؛ حديث أبي أُمامة في "الغسل يوم الجمعة".
(2) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/256 رقم7996) من طريق إسماعيل بن بشر بن منصور، عن مسكين، به.
(3) هو: مسكين بن عبد الله.
(4) هو: ابن عقيل.
(5) هو: البصري.
(6) قوله: «يروي عن رسول الله (ص) » مكرر في (ت) .
(7) انظر المسألة رقم (593) .
(8) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (4228) من طريق شيبان بن فروخ، عنه، به. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1/293) من طريق عارم، عَنِ الصَّعق بْنِ حَزْنٍ، عَنْ عليِّ بن الحكم، عن عثمان بن عمير، عن أنس، به. هكذا بزيادة عثمان بن عمير.(2/535)
جِبْريلُ _ج بِمِرْآةٍ، فَإِذا في (1) وَسَطِهِ نُكْتَةٌ بَيْضاءُ (2) ، فَقَالَ: هَذهِ الجُمُعَةُ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ سعيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عليِّ بن الحكم، عن عثمان بْنِ [عُمَير] (3) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: نَقَصَ الصَّعْقُ رَجُلا من الوَسَط (4) .
_________
(1) قوله: «في» ليس في (ت) و (ك) و (ف) .
(2) كذا في جميع النسخ، وفي "مسند أبي يعلى": «بمثل المِرآة البَيْضاء، فِيهَا نُكتةٌ سَوْدَاءُ» ، ونحوه في "الأوسط" للطبراني (6717) ، و"الترغيب والترهيب" للأصبهاني (892) ، ولفظه في "ضعفاء العقيلي": «وفي يده كالمرآة البَيْضاء، في وسَطِهَا كالنُّكتة السوداء» ، فجميع الألفاظ متفقة على أن المرآة بيضاء، والنكتة سوداء، وعلى ذلك جاء لفظ الحديث في المسألة رقم (593) فلعلَّ ما وقع هنا وَهَمٌ وخطأٌ.
وأيضًا: قوله: «في وسطه» كانت الجادَّة فيه أن يقال: «في وَسَطِهَا» ، أي: المرآة، لكنَّ ما وقع في الأصول الخطية صحيحٌ في العربية، ويَحْتمل وجهين:
الأول: أن يكون الأصل: «في وسَطِها» ، لكن حذفت ألف ونقلت فتحة الهاء إلى الحرف الذي قبلها؛ على لغة طيِّئٍ ولخم. وانظر تفصيل القول على هذه اللغة وشواهدها في المسألة رقم (235) .
والثاني: أنَّ الضمير في «وَسَطِهِ» للمذكَّر، وهو عائدٌ إلى المرآة باعتبار المعنى؛ كأنه يقول: في وَسطِ المذكور، أو في وسط ما أتاني به جبريلُ، وهذا من الحمل على المعنى بتذكير المؤنث. انظر التعليق على المسألة رقم (270) .
(3) في جميع النسخ: «عثمان» بدل: «عمير» ، وضُبِّب عليها في (أ) و (ت) ، وكتب بهامش (أ) بخط مغاير: «عمير» ، وهو الصَّواب، وسيأتي ذكر هذا الحديث في المسألة الآتية برقم (593) ، ووقع هناك: «مثل حديث أبي اليقظان» ، وأبو اليقظان هو عثمان بن عمير كما في "التقريب" (4539) .
(4) انظر طرق هذا الحديث في "الموضح لأوهام الجمع والتفريق" للخطيب (2/264-268) .(2/536)
572 -وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هَمَّامٌ (2) ، وعبدُ الوارث (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَة؛ قَالَ هَمَّام: عَنْ أَبِي مِسْعَر، وَقَالَ عَبْد الْوَارِثِ: عَنْ أَبِي مَعْشَر (4) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ أَبِي مَسْعُود البَدْري - قالا (5) -: لا صلاةَ قبلَ خُروج الْإِمَام يومَ العيد؟
فَقَالا: ما قَالَ عبدُ الْوَارِثِ أشبَهُ؛ عَنْ أَبِي مَعْشَر.
قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ شُعْبَة، عَنْ أَبِي المُعَلَّى (6) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَرِهَهُ.
قَالَ أَبِي: فلا أدري حَفِظَ أَبُو المُعَلَّى، أو (7) الخَبَرَينِ صَحِيحَينِ (8) .
وسألتُ أَبَا زرعة عن هذا الحديث؟
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (325) دون ذكر رواية شعبة، عن أبي المعلى، إلى آخر المسألة.
(2) هو: ابن يحيى العَوْذي.
(3) هو: ابن سعيد.
(4) هو: زياد بن كليب.
(5) كذا في جميع النسخ، وهو يعني: همامًا وعبد الوارث، وقد يكون صوابه: «قال» ؛ يعني: أبا مسعود البدري.
(6) هو: يحيى بن ميمون العطَّار.
(7) في (ت) و (ك) : «إذ» بدل: «أو» .
(8) كذا في جميع النسخ بالياء، والجادَّة بالألف، والأصل: لا أدري أحَفِظَ أبو المُعَلَّى، أو الخَبَران صَحيحان؟ لكنَّ ما جاء في النسخ يخرَّج على الإمالة؛ أميلت الألف فكتبت ياءً، لانكسار النون بعدها في الكلمتين ولسيقها بالياء أيضًا في «صحيحين» وعلى ذلك تنطق العبارة بالألف الممالة: «أو الخَبَرَينِ صَحِيحَينِ» . وانظر للإمالة التعليق على المسألة رقم (25) ، و (124) .(2/537)
فَقَالَ: هَذَا حديثٌ آخَرُ؛ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وذاكَ عَنْ أَبِي مَسْعُود (1) .
573 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ كَثير، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ، فلمَّا وُضِعَ المِنبَرُ وصَعِدَ (3) عَلَيْهِ؛ حَنَّ (4) الجِذْعُ.
وَرَوَاهُ أَيْضًا سُلَيمان بْن كَثِير، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: جميعًا عِنْدِي خطأٌ (5) .
أما حديثُ الزُّهْري: فإنه يُروى عَنِ الزُّهْري، عمَّن سَمِعَ جَابِر (6) ، عن النبيِّ (ص) (7) ، ولا يُسَمِّي أحدًا، ولو كَانَ سمعَ من سعيد، لَبادَرَ
_________
(1) تقدم تخريج الحديث في المسألة رقم (325) من طريق همام، ونزيد هنا فنقول: رواه النسائي (3/181-182 رقم1561) من طريق سفيان الثوري، عن الأشعث، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ ثعلبة بن زهدم: أن عليًّا استخلف أبا مسعود على الناس، فخرج يوم عيد فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ ليس من السنة أن يُصلَّى قبل الإمام.
وانظر "العلل" للدارقطني (1067) ، و"مصنف ابن أبي شيبة" (5739 و5740) .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (566) ، وستأتي برقم (2700) .
(3) في (ت) و (ف) و (ك) : «فصعد» .
(4) في (ت) : «حتى» بدل: «حنَّ» .
(5) الأصل: هما جميعًا خطأٌ عندي، فحذف المبتدأ «هما» ؛ للعلم به. انظر: شرح الألفية، باب الابتداء.
(6) كذا في جميع النسخ: «جابر» بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة. والجادَّة: «جابرًا» . وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(7) من قوله: «قال أبي: جميعًا عندي ... » إلى هنا سقط من (ش) ؛ لانتقال البصر.(2/538)
إِلَى تسميتِهِ، ولم يُكَنِّ عَنْهُ.
وأما حديثُ يَحْيَى بْن سَعِيدٍ: فإنما هُوَ ما يَرْوِيهِ عامَّةُ الثقات (1) ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ حَفص ابن عُبَيدالله [بْنِ] (2) أَنَسٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ.
574 - وسمعتُ أَبِي وسُئِلَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو قُتَيبة (3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ (4) ، عَنْ شُعْبَة مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي ركعَتَين بَعْدَ المَغرِب، وركعَتَين بَعْدَ الجُمُعَة فِي بَيْتِه؟
فَقَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: ابنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَة مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (5) ، مَوْقُوفٌ (6) .
والمرفوعُ إِنَّمَا هُوَ: ابنُ أَبِي ذِئْبٍ (7) ،
عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر،
_________
(1) قوله: «الثقات» سقط من (ف) .
(2) في جميع النسخ: «عن» بدل: «بن» ، وهو خطأ وتصحيف، وصوِّبت في (أ) بخط مغاير. وقد جاءت على الصواب في المسألة رقم (2700) . وانظر ترجمة حفص بن عُبَيدالله بن أنس في "تهذيب الكمال".
(3) هو: سَلْم بن قتيبة. وروايته أخرجها أبو يعلى في "معجم شيوخه" رقم (52) . ... وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/356) ، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/509) من طريق علي ابن ثابت، عن ابن أبي ذئب، به.
(4) هو: محمد بن عبد الرحمن.
(5) من قوله: «عن النبيِّ (ص) أنه كان يصلي ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال البصر.
(6) كذا، يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(7) روايته على هذا الوجه أخرجها أبو يعلى في "معجم شيوخه" (51) ، وعنه ابن حبان في "صحيحه" (2487) من طريق سَلْم بن قُتَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، به.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1945) ، وأحمد في "المسند" (2/23 رقم 4757) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (781) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/336) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/356) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/13) ، جميعهم من طريق ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر، به مرفوعًا. وأخرجه مالك في "الموطأ" (1/166) عن نافع، به. ومن طريق مالك وغيره رواه البخاري في "صحيحه" (937) ، ومسلم (882) .(2/539)
عن النبيِّ (ص) .
وَأَبُو قُتَيْبَةَ كثيرُ الوَهَمِ، يُكتَبُ حديثُهُ (1) .
575 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هَمَّام (3) ، عَنْ قَتادة، عَنِ الحَسَن (4) ، [عَنْ سَمُرَة] (5) : أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ تَوَضَّأَ فَبِهَا وَنِعْمَتْ.
_________
(1) قال البرذعي في "سؤالاته لأبي زرعة" (698-699) : «سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ، عْنَ حَدِيثٍ شُعْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابن عباس، وعن نافع، عن ابن عمر حديث ابن أبي ذئب "كان النبي (ص) يصلِّي الركعتين قبل المغرب في بيته"؟ فأنكر حديث شعبة جدًّا» . وقال أيضًا: «فضعَّف الحديث جدًّا، وأنكره» .
(2) نقل ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/49) ، وابن الملقن في "تحفة المحتاج" (1/514) بعض هذا النص.
(3) هو: ابن يحيى العَوْذي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في"المسند" (5/8 و15 و16 و22 رقم 20089 و20174 و20177 و20259) ، وأبو داود في "سننه" (354) وغيرهما، وتابع همامًا عليه، شعبةُ، وروايته أخرجها الإمام أحمد في"المسند" (5/11 رقم 20120) ، والنسائي في "سننه" (1380) ، والترمذي في "جامعه" (497) . وأبو عوانة الوضَّاح بن عبد الله اليشكري، روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (7/199 رقم 6820) .
وأخرجه البزار في "مسنده" (4540) من طريق يونس ابن عبيد، عن الحسن، به.
(4) هو: البصري.
(5) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولا بدَّ منه كما يدلُّ عليه قول أبي حاتم في آخر المسألة: «هَمَّام ثقة وصلَه» ، وانظر "نصب الراية" (1/88) .(2/540)
وَرَوَاهُ أَبَانُ (1) ، عَنْ قَتادة، عَنْ الحسن: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ تَوَضَّأَ فَبِهَا وَنِعْمَتْ.
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: جَمِيعًا صَحِيحَينِ (2) ؛ هَمَّام ثِقَةٌ وَصَّلَهُ، وأَبَانُ لَمْ يُوصِّلْه (3) .
576 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عليُّ ابن الجَعْد (4) ،
عن أبي
_________
(1) هو: ابن يزيد العطار، وروايته لم نقف عليها، والحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (5311) عن معمر، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/296) من طريق سعيد بن أبي عروبة، كلاهما عن قتادة، عن الحسن، به مرسلاً.
(2) كذا في جميع النسخ بالياء، والجادَّة بالألف؛ لأن الأصل: «قال: هما جميعًا صحيحان» ، فـ «هما» مبتدأ حُذف للعلم به، والخبر: «صحيحان» ، وأمَّا مجيئه بالياء فقد ذكرنا له وجهَيْنِ في العربية في التعليق على مثله في المسألة رقم (25) .
(3) انظر "العلل الكبير" للترمذي (ص 86) ، و"المرسل الخفي" للشريف حاتم (3/1375-1381) .
وقوله: «وصَّله» و «يوصِّله» بتشديد الصاد، وهو في معنى: «وَصَلَهُ» و «يَصِلُهُ» . وانظر التعليق على المسألة رقم (163) .
(4) روايته أخرجها البغوي في "الجعديات" (3455) . ومن طريق البغوي رواه ابن عدي في "الكامل" (3/365) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/12) . قال البغوي: «وهو عندي: سعيد بن زربي؛ لأن هذه الأحاديث حدث بها سعيد بن زربي» .
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (7/44) من طريق يزيد ابن هارون، والطبراني في "الكبير" (1/189 رقم = = 498) من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن سعيد ابن زربي، عن أبي المليح، عن أبيه، به.
ورواه أحمد في "المسند" (5/74 و75 رقم20700 و20702 و20703 و20711 و20713 و20715) ، وأبو داود في "سننه" (1057) ، والنسائي (2/111 رقم 854) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1658) ، وابن حبان (2081) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/186) من طريق قتادة، عن أبي المليح، به.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1417) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (1924) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/74 رقم 20704 و20705 و20707) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/21) ، وأبو داود في "سننه" (1059) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1863) ، وابن حبان (2079) ، والحاكم في "المستدرك" (1/293) من طريق خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أبي المليح، به. وللحديث طرق أخرى عن أبي المليح، عن أبيه، به.
وقد جاء في بعض روايات الحديث: أن ذلك كان في «يوم حنين» ، وفي بعض الروايات: أنه كان «زمن الحديبية» .(2/541)
مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي المَلِيح بْنِ أُسَامَةَ (1) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: غَزَوْتُ مع رسول الله (ص) غزوةَ (2) حُنَيْن، فوافقَ يومُ جُمُعةٍ يومَ مَطَرٍ، فأمَرَ بلالً (3) فَنَادَى: أنْ صَلُّوا فِي الرِّحَال؟
وسألتُ (4) أَبِي: مَنْ أَبُو معاويةَ هَذَا؟
فَقَالَ: هُوَ سعيدُ بْنُ زَرْبي.
_________
(1) قيل: اسمه عامر، وقيل: زيد، وقيل: زياد. وأبوه: أسامة بن عمير الهذلي.
(2) قوله: «غزوة» سقط من (أ) و (ش) .
(3) كذا في جميع النسخ: «فأمر بلال» ، وله ضبطان:
الأول: «فأَمر بلالً» يكون الفعل مبنيًّا للفاعل، و «بلال» : مفعوله، والفاعل ضمير مستتر يعود إلى رسول الله (ص) ، وجاء «بلالً» بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
والثاني: «فأُمِرَ بلالٌ» ويكون الفعلُ مبنيًّا للمفعول، و «بلالٌ» نائبُ فاعله؛ فيكون مرفوعًا، وحُذف الفاعل هنا؛ للعلم به، وأنيب المفعول به مكانه. وانظر في جواز حذف ما يُعْلَمُ: التعليق على المسألة رقم (24) .
(4) في (ت) و (ك) : «سألت» بلا واو.(2/542)
577 - قَالَ (1) : وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نُوح بْنُ قَيس (3) ، عَنْ أَخِيهِ خَالِدِ بْنِ قَيس، عَنْ قَتادة، عَنِ الحَسَن (4) ، عَنْ سَمُرَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ تَرَكَ الجُمُعَةَ مُتَعَمِّدًا فَعَلَيْهِ دِينَارٌ، فَإنْ لَمْ يَجِدْ فَنِصْفُ دينَارٍ؟
قَالَ أَبِي: يَرْوُونَ هَذَا الحديثَ عَنْ قَتادة، عَنْ قُدَامَة بْنِ وَبْرَة، عَنِ النبيِّ (ص) (5) .
578 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُؤَمَّل ابن إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سُفْيان (6) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَن ثَعْلَبَة بْن أَبِي مالك (7) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كُنَّا نتكلَّم، وعمرُ عَلَى المِنبَرِ، والمؤذِّنُ يؤذِّن، فإذا سَكَتَ المؤذِّنُ سَكَتْنا؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ ثعلبةُ فقطْ، لَيْسَ فِيهِ: عَنْ أبيه (8) .
_________
(1) قوله: «قال» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(2) انظر المسألة المتقدمة برقم (563) .
(3) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/177) تعليقًا، وأبو داود في "مسائله للإمام أحمد" (1880) ، وابن ماجه في "سننه" (1128) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (1662) ، والروياني في "مسنده" (809) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/219 رقم6911) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/248) . لكن وقع عند البخاري في "التاريخ الكبير": «نوح بن قيس، عن أبيه» .
(4) هو: البصري.
(5) تقدم تخريجه في المسألة رقم (563) .
(6) هو: الثوري.
(7) هو: ثعلبة بن أبي مالك القرظي.
(8) الحديث رواه مالك في "الموطأ" (1/103) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (5352) ، والشافعي في "المسند" (1/139- ترتيب السندي) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/408) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/370) ، وفي "شرح مشكل الآثار" (9/435) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (3229) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/192) من طريق الزهري، عَن ثعلبة بْن أَبِي مالك به، وليس فيه: «عن أبيه» . وكذا رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (5296) من طريق يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن ثعلبة.(2/543)
579 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي العِشْرين (2) ، عَنِ الأوزاعيِّ (3) ، عَنْ يَحْيَى (4) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: المُتَعَجِّلُ (5) إِلَى الجُمُعَةِ ... ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا عِنْدِي غلطٌ؛ لأنَّ النَّاسَ يَروونه (6) عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عليِّ بْنِ سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (7) ؛ وهذا أشبَهُ (8) .
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (600) .
(2) هو: عبد الحميد بن حبيب. وروايته أخرجها = = ابن عبد البر في "التمهيد" (22/26) . وأخرجه الدارمي في "مسنده" (1584) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/276) تعليقًا، كلاهما من طريق محمد بن يوسف، عن الأوزاعي، به، وكذا رواه ابن خزيمة في "صحيحه" (1768) من طريق مبشر بن إسماعيل، عن الأوزاعي.
(3) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(4) هو: ابن أبي كثير.
(5) في (ك) : «المعجل» .
(6) كهشام الدستوائي، وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" 6/276) تعليقًا، قال البخاري: «وتابعه شيبان» .
وتابعهما عكرمة بن عمَّار كما سيأتي في كلام الدارقطني الآتي.
(7) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(8) قال الدارقطني في "العلل" (1408) : «يرويه يحيى بن أبي كثير، واختُلِف عنه: فرواه الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي (ص) . وقال شيبان وعكرمة بن عمار: عن يحيى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة موقوفًا، ويشبه أن يكون هذا أصح» .
والحديث رواه البخاري (881) ، ومسلم (850) من طريق أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أن رسول الله (ص) قال: «من اغتسلَ يوم الجمعة غُسلَ الجَنابَة، ثم راح، فكأنما قرَّب بَدَنَهً، ومن راح في السَّاعة الثانية فكأنما قرَّب بقرةً ... » فذكره بطوله.(2/544)
580 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي حَازِمٍ (2) ، عَنِ الضَّحَّاك بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ المَقْبُري (3) ، عن عبد الله بْنِ وَدِيعَة، عَنْ سَلْمان، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي غُسْلِ يوم الجُمُعَة (4) .
قَالَ المَقْبُري: فحدَّث أَبِي (5) عُمَارَةَ (6) ابن عَمْرِو بْنِ حَزْم وأنا معه، فَقَالَ: أَوْهَمَ (7) ابنُ وَدِيعَة؛ سمعتُهُ من سَلْمان، وَهُوَ يَقُولُ: وزيادُة ثلاثةِ أيَّام.
_________
(1) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (5/364-365) بعض هذا النص، وانظر المسألة رقم (581) و (603) .
(2) في (ف) : «خازم» ، وهو: عبد العزيز بن أبي حازم.
(3) هو: سعيد بن أبي سعيد، وروايته من هذا الوجه أخرجها الطبراني في "الكبير" (6/271 رقم6189) .
(4) يعني ما أخرجه البخاري في «صحيحه» (883 و910) من حديث سلمان الفارسي ح؛ قال: قال رسول الله (ص) : «من اغتَسَلَ يومَ الجُمُعَة وتطهَّر بما استطاعَ من طُهْر، ثم ادَّهن أو مسَّ من طِيبٍ، ثم راحَ فلم يفرِّقْ بين اثنَين، فصلَّى ما كُتب له، ثم إذا خرجَ الإمامُ أنصَتَ؛ غُفِرَ لَهُ مَا بينَهُ وبينَ الجُمُعَة الأُخرى» .
(5) يعني: كيسان المَقْبُري.
(6) في (ت) و (ك) : «فحدث ابن عمارة» ، وقوله: «فحدَّث أبي عُمارَة» ، «أبي» : فاعلُ «حدَّث» ، و «عمارة» مفعولُهُ.
(7) أي: أسقط من المتن جملةً؛ قال الفيومي في "المصباح المنير" (2/674) : «"أوهم" من الحساب مِئةً مثل "أسقط" وزنًا ومعنى، وأوهم من صلاته ركعةً: تركها» .(2/545)
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي ذئب (1) ، عن المَقْبُري، عن عُبَيدالله (2) بْنِ وَدِيعَة، عَنْ سَلْمان، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ ولم يذكُرِ الكلامَ الأخير (3) .
وَرَوَاهُ ابنُ عَجْلان (4) ، عَنِ المَقْبُري، عَنْ أبيه، عن عبد الله بْنِ وَدِيعَة، عَنْ أَبِي ذرٍّ، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ (5) ؟
قَالَ: اتَّفَقَ نَفْسان ِ على سلمان؛ وهو الصَّحيحُ (6) .
_________
(1) هو: محمد بن عبد الرحمن.
(2) في (ش) : «عبد الله» .
(3) اختُلِف على ابن أبي ذئب، فرواه الإسماعيلي - كما في "فتح الباري" لابن حجر (2/371) - من طريق حماد بن مسعدة وقاسم بن يزيد الجرمي، كلاهما عن ابن أبي ذئب بمثل روايته هنا. ورواه البخاري (883 و910) من طريق ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ المَقبُري، عن أبيه، عن ابن وَدِيعَة، عن سلمان.
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (2/371) : «وبيَّن الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَعِيدٍ: أن عمارة إنما سمعه من سلمان؛ ذكره الإسماعيلي، وأفاد في هذه الرواية أن سعيدًا حضر أباه لما سمع هذا الحديث من ابن وديعة، وساقه الإسماعيلي من رواية حماد بن مسعدة وقاسم بن يزيد الجرمي، كلاهما عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سعيد، عن ابن وديعة، ليس فيه: " عن أبيه "، فكأنه سمعه مع أبيه من ابن وديعة، ثم استثبت أباه فيه، فكان يرويه على الوجهين» .
(4) هو: محمد. وروايته عند أحمد في "المسند" (5/177 رقم21539) ، وابن ماجه في "سننه" (1097) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1763 و1764 و1812) .
(5) في (ك) : «أيهما أصح» .
(6) الذي يظهر: أن ترجيح أبي حاتم وأبي زرعة - كما سيأتي - إنما هو في كون الحديث عن سلمان، لا عن أبي ذر أو أبي هريرة، بلا التفات إلى الخلاف في إثبات أبي سعيد المقبري أو إسقاطه؛ وإلا فإنهما قد رجحا في المسألة التالية أن الصواب: عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ أَبِيهِ، عن ابن وَدِيعَة، واختلفا في الصحابي، فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: عَنْ أَبِي ذر أشبه، وقال أبو حاتم: عن سلمان أشبه، وقال: «حديث ابن أبي ذئب - أي عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن وَدِيعَة، عن سلمان - أشبه؛ لأنه قد تابعه عليه الضحاك بن عثمان» . ومن هذا الوجه أخرجه البخاري (883 و910) .
وقال ابن رجب في "فتح الباري" (5/364) : «ونقل - أي ابن أبي حاتم - عن أبيه وأبي زرعة أنهما قالا: حديث سلمان الأصح، وكذا قال علي بن المديني والدارقطني، وهو الذي يقتضيه تصرف البخاري» .
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (2/371) بعد أن ذكر الاختلاف في الحديث: «وإذا تقرر ذلك عرف أن الطريق التي اختارها البخاري أتقن الروايات، وبقيتها إما موافقة لها أو قاصرة عنها أو يمكن الجمع بينهما» . وانظر "العلل" (1108 و2045) ، و"التتبع" (ص206) كلاهما للدارقطني، و"هدي الساري" لابن حجر (ص352) .(2/546)
قلتُ: فعُبَيدالله بن وَدِيعَة، أو عبد الله؟
قال: الصَّحيحُ: عُبَيدالله (1) بْنِ وَدِيعَة (2) ، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ ابن أَبِي ذئب أصحُّ؛ لأنه أحفظُهم (3) .
قلتُ: عَنْ سَلْمَانَ؟
قَالَ: نعم.
قلتُ: فعُبَيدالله أصحُّ، أو عبد الله؟
قال: عبد الله (4) بْن وَدِيعَة أصحُّ.
قلتُ: فابنُ أبي ذئب يقول: عُبَيدالله؟
_________
(1) في (ك) : «عبد الله» .
(2) سيأتي عنه في المسألة التالية أنه قال: «يقال: عُبَيدالله ابن وديعة، ويقال: عبد الله» .
(3) سيأتي عنه في المسألة التالية أنه قال: «حديث ابن عَجْلان أشبه» .
(4) قوله: «قال: عبد الله» سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.(2/547)
قال: حِفْظي عنه: عبد الله.
وقلتُ (1) لأَبِي: فإنَّ يونس بْن حَبِيب حدَّثنا عَنْ أَبِي دَاوُدَ (2) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيدالله بْنِ عَدِيّ بْن الخِيار، عَنْ سلمان، عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ: أَخْطَأَ أَبُو دَاوُدَ؛ حدَّثنا (3) آدَمُ العَسْقَلاني (4) وغيرُ واحدٍ (5) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ، عن أبيه، عن عُبَيدالله بْنِ وَدِيعَة، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
581 - وسألتُ (6) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ بِلالٍ (7) ، عن صالح ابن كَيْسان، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُرِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فَاغْتَسَلَ الرَّجُلُ وتَطَيَّبَ وَلَبِسَ مِنْ خَيْرِ مَا يَجِدُ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ، وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ
_________
(1) في (ت) و (ك) : «قلت» بلا واو.
(2) هو: الطيالسي. وروايته في "مسنده" (479) .
قال ابن حجر في "هدي الساري" (ص 353) : «وهذه رواية شاذة؛ لأن الجماعة خالفوه، ولأن الحديث محفوظ لعبد الله بن وديعة، لا لعُبَيدالله بن عدي» .
(3) في (ش) : «وحدثنا» .
(4) في (ت) و (ك) : «اد العسقلاني» ، وهو: آدم بن أبي إياس. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (883) .
(5) منهم عبد الله بن المبارك، وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (910) .
(6) انظر المسألة السابقة رقم (580) ، والآتية برقم (603) .
(7) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (1803) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/243) .(2/548)
اثْنَيْن، ثُمَّ اسْتَمَعَ لِلإِْمَامِ (1) ؛ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الجُمُعَةِ إِلَى الجُمُعَةِ وَزِيادَةُ ثَلاَثَةِ أيّامٍ (2) ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ هُوَ: عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عن أبيه، عن عبد الله بْنِ وَدِيعَة؛ قَالَ ابنُ عَجْلان (3) : عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَقَالَ ابنُ أَبِي ذِئْبٍ (4) : عَنْ سَلْمان الْخَيْرِ (5) .
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ ابن عَجْلان (6) أشبَهُ (7) .
وَقَالَ أَبِي: حديثُ ابْنِ أَبِي ذئْبٍ أشبَهُ؛ لأَنَّهُ قد تابعَه الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ.
وَقَالَ (8) أَبِي: قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ابنُ أَبِي ذئبٍ أثبتُ فِي
_________
(1) في (ك) : «الإمام» .
(2) قال ابن رجب في "فتح الباري" (5/365) : «ولا ريب أن الذين قالوا فيه: «عن أبي هريرة» جماعةٌ حفَّاظ، لكن الوهم يسبق كثيرًا إلى هذا الإسناد؛ فإن رواية «سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أو عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» سلسلةٌ معروفة، تسبق إليها الألسُن، بخلاف رواية: "سعيد، عن أبيه، عن ابن وديعة، عن سلمان"؛ فإنها سلسلةٌ غريبة، لا يقولها إلا حافظٌ لها متقن» .
(3) أي: في روايته لهذا الحديث عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بن وديعة، وقد تقدمت في المسألة السابقة رقم (580) .
(4) أي: في روايته عن سعيد المقبري، عنعُبَيدالله بن وَدِيعَة، وقد تقدمت في المسألة السابقة رقم (580) .
(5) هو لقب سلمان الفارسي ح.
(6) من قوله: «عن أبي ذر ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛بسبب انتقال بصر الناسخ.
(7) تقدم في المسألة السابقة أنه قال: «حديثُ ابن أَبِي ذئب أصحُّ؛ لأنه أحفظُهم» .
(8) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو.(2/549)
المَقْبُري (1) مِنَ ابْنِ عَجْلان (2) .
قَالَ أبي: وروى هذا الحديثَ أَبُو مَعْشَر (3) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي وَدِيعَة، عن النبيِّ (ص) .
أسقَطَ أَبُو مَعْشَر مَنْ فوقَ ابنِ وَدِيعَة، وكَنَّى ابنَ وَدِيعَة (4) .
قال أبي: يقال: عُبَيدالله بن وَدِيعَة، ويقال: عبد الله (5) .
582 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي ذِئْبٍ (7) ،
عَنْ أَسِيد بن أبي أَسِيد، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ تَرَكَ الجُمُعَةَ ثَلاَثًا مِنْ غَيْرِ ضَرورَةٍ، فَقَدْ طُبِعَ عَلَى قَلْبِهِ؟
_________
(1) في (ت) : «المفترى» .
(2) قال ابن حجر في "هدي الساري" (ص353) : «وأما ابن عجلان: فلا يقارب ابن أبي ذئب في الحفظ، ولا تعلل رواية ابن أبي ذئب مع إتقانه في الحفظ برواية ابن عجلان مع سوء حفظه، ولو كان ابن عجلان حافظًا لأمكن أن يكون ابن وديعة سمعه من سلمان ومن أبي ذر، فحدث به مرَّة عن هذا، ومرَّة عن هذا، وقد اختار ابن خزيمة في "صحيحه" هذا الجمع، وأخرج الطريقين معًا» .
(3) واسمه: نَجيح بن عبد الرحمن.
(4) في (ف) : «ابن أبي وديعة» . قال ابن حجر في "هدي الساري" (ص353) : «وأما أبو معشر فضعيف، لا معنى للتعليل بروايته» .
(5) تقدم في المسألة السابقة أنه قال: «الصَّحيحُ: عُبَيدالله ابن وَدِيعَة» . وانظر "العلل" للدارقطني (1108) .
(6) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (3/328/مخطوط) ترجيح أبي حاتم لحديث ابن أبي ذئب.
(7) هو: محمد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1126) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (1657) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1856) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3183) ، والحاكم في "المستدرك" (1/292) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/247) ، وفي "الشعب" (2744) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/332 رقم 14559) ، وابن ماجة في "سننه" (1126) من طريق زهير بن محمد، والطبراني في "الأوسط" (273) من طريق سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ. وَابْنُ عبد البر في "التمهيد" (16/240) من طريق عبد الله بن جعفر. ثلاثتهم عن أَسِيد، به.
وقال البيهقي في "السنن" عقب رواية ابن أبي ذئب السابقة: «تابعه سليمان بن بلال، عن أسيد» .(2/550)
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ الدَّرَاوَرْدي (1) ، عَنْ أَسِيد، عَنِ ابْنِ (2) أَبِي قَتادة، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ: فأيُّهما أشبَهُ؟
قَالَ: ابنُ أَبِي ذِئْبٍ أحفَظُ مِنَ الدَّرَاوَرْدي، وَكَأَنَّهُ أشبَهُ، وكأنَّ الدَّرَاوَرْدي لزمَ الطَّريق (3) .
583 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه الدَّرَاوَرْدي (4) ، عن
_________
(1) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها الإمام = = أحمد في "المسند" (5/300 رقم 22558) . والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3184) ، والحاكم في "المستدرك" (2/488) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (16/240) .
(2) قوله: «بن» سقط من (ف) .
(3) ورجح الدارقطني في "العلل" (4/127/ب) طريق ابن أبي ذئب. وخالفهما ابن عبد البر؛ فقال عقب رواية عبد الله بن جعفر السابقة: «هكذا قال عبد الله بن جعفر في هذا الحديث، جعله عن جابر والأول - عندي - أولى بالصواب على رواية الدراوردي. وعبد الله بن جعفر هذا هو والد علي بن المديني، وهو علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح، وعليٌّ أحد أئمة الحديث، وأبوه عبد الله بن جعفر مدني ضعيف» . قلنا: كأنه خفي على ابن عبد البر متابعة ابن أبي ذئب وغيره له.
(4) هو: عبد العزيز بن محمد.(2/551)
الرَّبَذي (1) ، عَنْ أيُّوب بْنِ خَالِدِ بن صفوان؛ أنَّ أَوْسً (2) الأنصاريَّ حدَّثه، عن عبد الله (3) بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أمِّ سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أَفْضَلُ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ الجُمُعَةِ، وَهُوَ الشَّاهِدُ وَالمَشْهُودُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أيُّوبُ بْنُ خَالِدِ بْنِ صفوان بن أَوْس، عن عبد الله بْنِ (4) رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) (5) .
584 - وسألتُ (6) أَبِي عَن حديثَيْنِ رواهما يَاسينُ بْن معاذ الزَّيَّات (7) ، عَنِ الزُّهْري:
_________
(1) في (ك) : «الزبيدي» . والرَّبَذي هو: موسى بن عبيدة.
(2) كذا في جميع النسخ: «أوس» بلا ألف بعد السِّين، وفيه وجهان؛ ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (126) عند قوله: «إن حسين المعلم» .
(3) في (ف) : «عبيد الله» .
(4) قوله: «بن» سقط من (ت) و (ك) .
(5) الحديث رواه الترمذي في "جامعه" (3339) من طريق روح بن عبادة وعبيد الله بن موسى، وابن عدي في "الكامل" (2/44) و (6/336) ، والطبراني في "الأوسط" (1087) من طريق بكار بن عبد الله بن عبيدة، والبيهقي (3/170) من طريق روح بن عبادة، ثلاثتهم عن موسى بن عبيدة الرَّبَذي، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدِ، عن عبد الله بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به مرفوعًا. قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة. وموسى بن عبيدة يُضَعَّف في الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد وغيره» . وقال ابن عدي بعد أن ذكر أحاديث لموسى بن عبيدة: «عامتها مما ينفرد بها من يرويها عنه، وعامتها متونها غير محفوظة، وله غير ما ذكرت من الحديث، والضعف على رواياته بيِّن» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عبد الله بن رافع إلا أيوب، تفرد به موسى» .
(6) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (3/296-297/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/85) و (4/220) بعض هذا النص.
(7) في (ش) : «والزيات» بالواو.(2/552)
أَحَدُهُمَا: عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1) ؛
قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَتَيِ الجُمُعَةِ أَوْ أَحَدَهُمَا (*) ، فَقَدْ أَدْرَكَ الجُمُعَةَ، وَمَنْ لَمْ يُدْرِكْهُمَا وَلاَ أَحَدَهُمَا (*) ، فَلْيُصَلِّي (2) الأُولَى. قَالَ يَاسِينُ: أَوْ قَالَ: الظُّهْرَ أَرْبَعًا.
_________
(1) أي: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ؛ كما يتضح من التخريج، ومن المسألة (491) .
والحديث رواه الطبراني في "الأوسط" (8656) ، والدارقطني في "السنن" (2/11) من طريق يحيى بن أيوب، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/257) من طريق يوسف بن أسباط، كلاهما عن ياسين الزَّيَّات، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبي هريرة، عن النبي (ص) ، به.
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث بهذا اللفظ عن الزهري إلا الزيات» .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (7/184) من طريق الأبيض بن الأغر بن الصباح التميمي، عن ياسين الزَّيَّات، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة به. قال ابن عدي: «ولياسين الزيات غير ما ذكرت، عن الزهري، وعن غيره، وكل رواياته أو عامتها غير محفوظة» .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (7/184) من طريق عبد الله بن الحارث المخزومي، والدارقطني في "السنن" (2/10) ، وفي "العلل" (9/224) من طريق بكر بن بكار، كلاهما عن ياسين، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَعِيدٍ وَأَبِي سلمة، عن أبي هريرة، به.
ورواه الدارقطني في "السنن" (2/11) ، وفي "العلل" (9/223) من طريق وكيع، عن ياسين، عن الزُّهري، عن سعيد أَوْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، به.
(*) ... كذا في جميع النسخ: «أحدهما» ، وكانتِ الجادَّةُ أنْ يقال: «إحداهما» ، أي: إحدى الركعتَيْنِ، ولَئِنْ ثَبَتَ ما في النسخ، فإنَّه يكون من باب الحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث؛ حُمِلَتِ «ركعتي الجمعة» على معنى «ركوعي الجمعة» ، فذكَّر وقال: أحدهما، أي: أحد الركوعَيْنِ، وانظر للحمل على المعنى التعليق على المسألة رقم (270) .
(2) كذا في جميع النسخ، بإثبات الياء، والفعل مجزوم بلام الأمر، وهو عربيٌّ صحيحٌ، وانظر تخريج ذلك في المسألة رقم (228) .(2/553)
والأُخرى (1) : عَنْ سَعِيدٍ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ أَسْلَمَ عَلَى شَيْءٍ، فَهُوَ لَهُ؟
قَالَ أَبِي: أَمَّا حديثُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فمَتنُهُ (3) : مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصَّلاَة رَكْعَةً، فَقَدْ أَدْرَكَهَا (4) .
وَهَذَا حديثٌ لا أصلَ لَهُ (5) .
585 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْر، عن يزيد
_________
(1) كذا في جميع النسخ، ويُحمل على أنه أراد: «الطَّريق الأُخرى» ، أو: «الرواية الأخرى» من باب الحمل على المعنى، حمَلَ المذكَّر على معنى المؤنَّث، انظر التعليق على المسألة رقم (270) .
(2) الحديث رواه أبو يعلى في "مسنده" (5847) ، وابن عدي (7/184) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/113) من طريق ياسين، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبي هريرة، به.
قال البيهقي: «وَهَذَا الْحَدِيثُ إِنَّمَا يُرْوَى عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) مرسلاً، وعن عروة، عن النبي (ص) مرسلاً» .
وانظر "العلل" للدارقطني (9/219) .
(3) في (ف) : «فمنته» .
(4) انظر أوجه الاختلاف في هذا الحديث في "علل الدارقطني" (1730) .
(5) قوله: «وَهَذَا حديثٌ لا أصلَ لَهُ» يحتمل أن يكون تتمة لكلامه على الحديث السابق، ويحتمل أن يكون لحديث: «مَنْ أَسْلَمَ عَلَى شَيْءٍ، فَهُوَ له» . وقد نقل ابن الملقن وابن حجر - كما سبق - هذه العبارة في الحديث الأول، ونقلها ابن حجر أيضًا في الحديث الثاني. ولعله مما يقوِّي كونها في الحديث الثاني أن أبا حاتم لم يتكلم عليه بشيء بخلاف الأول. وأما حديث: «مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصَّلاة رَكْعَةً، فقد أدركها» : فقد صححه أبو حاتم بهذا اللفظ كما تقدم في المسألة رقم (491) و (519) ، وسيأتي في المسألة رقم (607) .
(6) تقدمت هذه المسألة برقم (381) .(2/554)
بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عن زُبَيدٍ (1) ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: صلاةُ الأَضْحَى رَكْعَتان (2) ، وصلاةُ الجُمعَة ركعَتان ... وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ الثَّوْري، عَنْ زُبَيد، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عُمَرَ ... الحديثَ، ليسَ فِيهِ كَعْبٌ، وسُفْيانُ أحفَظُ.
586 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرو بْن أَبِي قَيْس (4) ،
_________
(1) هو: ابن الحارث اليامي.
(2) في (ت) : «ركعات» .
(3) نقل ابن حجر في "الفتح" (2/378) تصويب أبي حاتم للإرسال.
(4) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (824) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (27/517) . وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10/ رقم 10085) من طريق محمد بن عياش، وفي "الأوسط" (6659) و"الصغير" (986) و"مسند الشاميين" (515) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (52/151) من طريق عمرو ابن قيس الملائي، كلاهما عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأحوص، عن عبد الله، به مرفوعًا.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10/ رقم 10116) ، وفي "الصغير" (887) من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن مسعر بن كدام، عن أبي مرة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، به مرفوعًا. وقع في "المعجم الكبير": (أبي فزارة) بدل (أبي مرة) .
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/183) من طريق شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن أبي فروة - قال شعبة: فلقيته، فحدثني أبو فروة - عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، به مرفوعًا.
قال أبو نعيم: «غريب من حديث سعيد، عن أبي فروة، = = واسمه: عروة بن الحارث، وتفرَّد به عنه حجاج بن نصير» .
وأخرجه الترمذي في "علله" (147) قال: حدثنا محمد ابن حميد الرازي، حدثنا أبو تميلة، قال: حدثنا الحسين بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عبد الله، به مرفوعًا كذلك.(2/555)
وَأَبُو مَالِكٍ النَّخَعي (1) ، فَقَالا: عَنْ أَبِي فَرْوَة الهَمْداني (2) ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (3) ، عن عبد الله (4) ؛ قال: كان رسولُ الله (ص) يقرأُ فِي صَلاةِ الغَدَاةِ مِنْ يوم الجُمُعَة: {الم *تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ *} السَّجْدَة، و: {} ؟
قَالَ أَبِي: وَهِمَا فِي الْحَدِيثِ، رَوَاهُ الخَلْقُ (5) ، فكلُّهم قَالُوا (6) : عَنْ أَبِي فَرْوَة، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (7) ؛ قال: كان النبيُّ (ص) ... مُرسَلً (8) (9) .
_________
(1) قيل: اسمه عبد الملك بن حسين، وقيل: عبادة بن الحسين، وقيل غير ذلك.
(2) كذا وقع هنا: «أبو فروة الهَمْداني» ، وهو: عروة بن الحارث الهَمْداني، أبو فروة الأكبر. ووقع عند الترمذي في "العلل الكبير" (149) ، وفي "العلل" للدارقطني (923) : «أبو فروة الجُهَني» ، وهو: مسلم بن سالم - كما سمَّاه الدارقطني - وهو أبو فروة الأصغر.
(3) هو: عَوف بن مالك.
(4) هو: ابن مسعود.
(5) منهم سفيان بن عيينة، وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (2731) . وحجاج بن أرطاة، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (5441) .
(6) من قوله: «عن أبي فروة الهمداني ... » إلى هنا سقط من (ك) .
(7) في (ف) : «الأخوص» .
(8) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(9) روى الترمذي هذا الحديث في "العلل الكبير" (149) من طريق عمران بن عيينة، عن أبي فروة الجهني، ثم قال: «سألتُ محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: روى عَمْرو بْن أَبِي قيس، عَن أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عن عبد الله. وروى سفيان الثوري، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أبي الأحوص، عن النبي (ص) مرسلاً، فكأن هذا أشبه. قلت له: فإن زائدة روى عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي الأحوص، عن عبد الله. فلم يعرف حديث زائدة، ولا حديث عمران بن عيينة» . اهـ.
وذكر الدارقطني في "العلل" (923) الخلاف في هذا الحديث، ثم قال: «والصحيح مرسل» .(2/556)
587 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حديثَ الحَكَم ابن عَبْدِ الْمَلِكِ (1) ، عَنْ قَتادة (2) ، عَنْ الحَسَن (3) ، عَنْ سَمُرَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: احْضُرُوا الجُمُعَةَ، وادْنُوا مِنْها؛ فَإنَّ الرَّجُلَ لَيَتَخَلَّفُ عَنِ (4) الجُمُعَةِ، حَتَّى إنَّهُ لَيُخَلَّفُ عَنِ الجَنَّةِ، وإِنَّهُ مِنْ أَهْلِها.
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ (5) بَعْضُ حُفَّاظ أَصْحَابِ قَتادة (6) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي أيُّوب الأَزْدي، عَنْ سَمُرَة، عن النبيِّ (ص) .
قِيلَ لأَبِي: أَيُّهما أشبَهُ؟
قَالَ: عَنْ أَبِي أيُّوب عَنْ سَمُرَة أشبَهُ.
قلتُ لأَبِي: فإنَّ سعيدَ بْنَ بَشِير (7) رَوَى هَذَا الحديثَ عن قَتادة،
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المسند" (684- المطالب العالية) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/10 رقم20112) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/207 رقم6854) ، و"المعجم الصغير" (346) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/238) ، وفي "الشعب" (2757) .
(2) في (ت) و (ك) : «عبادة» . وهو: ابن دعامة السدوسي.
(3) هو: البصري.
(4) في (ش) : «من» .
(5) في (ش) : «ورواه» بالواو.
(6) منهم هشام الدستوائي، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/11 رقم20118) ، وأبو داود في "سننه" (1108) ، والحاكم في "المستدرك" (1/289) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/238) .
(7) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الأوسط" (4371) ، لكن قال: «عن أبي أيوب» ، ولم ينسبه.
قال الطبراني: «لم يرو هذه الأحاديث، عن قتادة إلاَّ سعيد بن بشير تفرد بها محمد ابن بكار» .(2/557)
عن أبي أيُّوبَ يحيى ابنِ المُنكَدِر، عَنْ سَمُرَة.
قَالَ: أخطأَ فِي ذَلِكَ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو أيُّوب العَتَكي (1) يَحْيَى بْنُ مَالِكٍ.
588 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمرو ابن أَبِي سَلَمة (2) ، عَنْ زُهير بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) خَطَبَ الناسَ يَوْمَ الجُمُعَة، فَرَأَى علَيهِمْ ثيابَ النِّمار (3) ، فَقَالَ رسولُ الله (ص) : مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إنْ وَجَدَ سَعَةً أَنْ يَتَّخِذَ ثَوْبَيْنِ لِجُمُعَتِهِ، سِوَى ثَوْبَيْ مِهْنَتِهِ؟! ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
قَالَ بعضُ أَهْلِ العربيَّة: ثيابُ النِّمَار: أَكْسِيَةٌ قِصارٌ (4) .
589 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوَّاد (5) ، عَنْ سعيد بن بشير،
_________
(1) هو الأزدي.
(2) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1096) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1765) ، وابن حبان (2777) .
(3) قال ابن الأثير في "النهاية" (5/118) : «كُلُّ شَمْلَةٍ مُخَطَّطة من مآزر الأعراب فهي نَمِرَة، وجمعها: نِمَار، كأنها أُخذت من لون النَّمِر؛ لما فيها من السواد والبياض» . وانظر كلام أبي حاتم الآتي نقلاً عن بعض أهل العربية.
(4) وهذا لا ينافي ما ذكره ابن الأثير، فقد تكون قصيرة ومخطَّطة.
(5) هو: ابن الجرَّاح. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (3/178) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2610) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (379) ، وتصحف اسمه في المطبوع من "مسند الشاميين" إلى «داود بن الجراح» .(2/558)
عَنْ قَتادة، عَن أنس؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) أكْثِرُوا عَلَيَّ الصَّلاَةَ يَوْمَ الجُمُعَةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (1) .
590- وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرو بْن خَالِدٍ الحَرَّاني (3) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ المُهاجِر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَن جابر: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ إِذَا صَعِدَ المِنْبَرَ، سَلَّم (5) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ موضوعٌ (6) .
_________
(1) قال ابن عدي: «ولرواد بن الجراح أحاديث صالحة، وإفرادات، وغرائب ينفرد بها عن الثوري وغير الثوري، وعامة ما يروي عن مشايخه لا يتابعه الناس عليه، وكان شيخًا صالحًا، وفي حديث الصالحين بعض النكرة؛ إلا أنه ممن يُكتَب حديثه» .
وللحديث طرق أخرى عن أنس لا يخلو شيء منها من ضَعْفٍ، ذكرها الإمام ابن القيم في "جلاء الأفهام" (ص159- 162) ، والشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1407) ، وقال عقب نقله لعبارة أبي حاتم هذه: «وبالجملة فالحديث بهذه الطرق حسن على أقل الدرجات، وهو صحيح بدون ذكر ليلة الجمعة» .
(2) نقل هذه المسألة الزيلعي في "نصب الراية" (2/205) ، وابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/78) ، ونقل ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/195) حكم أبي حاتم على الحديث.
(3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1109) ، وابن عدي في "الكامل" (4/147) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/204) ، وتمَّام في "فوائده" (450/الروض البسام) ، والبغوي في "شرح السنة" (1069) .
(4) هو: عبد الله.
(5) قوله: «كَانَ إِذَا صَعَدَ المنبرَ، سلَّم» سقط من (ك) .
(6) قال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا بهذا الإسناد لا أعلم يرويه غير ابن لهيعة، وعن ابن لهيعة عمرو بن خالد» .(2/559)
591 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ أَبِي خلف (1) يزيدَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ الأَصْبَحي الإسْكَنْدَراني (2) ؛ قَالَ: سمعتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يُسْأَل (3) ؛ فقال (4) : حدَّثني سَعِيدُ (5) بْنُ أَبِي سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) فِي جُمُعَةٍ مِنَ الجُمَع: يَا مَعْشَرَ المُسْلِميْنَ، إنَّ هَذا يَوْمًا (6) جَعَلَهُ اللهُ عِيدًا، فاغْتَسِلُوا، وَعَلَيْكُمْ بِالسِّواكِ.
قَالَ أَبِي: وَهِمَ يزيدُ بْنُ سَعِيدٍ فِي إسنادِ هَذَا الْحَدِيثِ؛ إِنَّمَا يَرويه مالكٌ بإسنادٍ مُرسَلٍ (7) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «ابن خلف» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، ويبدو أن كليهما تصحيف، فكنية يزيد بن سعيد الأصبحي هذا: أبو خالد؛ كما في "الثقات" لابن حبان (9/277) ، و"الأنساب" للسمعاني (3/192) ، و"تاريخ الإسلام" للذهبي (ص550 رقم 602/ وفيات241-250) . وقد روى البيهقي في "سننه" (1/299) هذا الحديث من طريق داود بن الحسين البيهقي، ثنا أبو خالد يزيد بن سعيد الإسكندراني ... فذكره، وكذا ذكره الدارقطني في المسألة (2070) من "العلل".
(2) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الصغير" (358) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/299) و (3/243) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (11/211) .
(3) في (ت) و (ك) : «سُئل» .
(4) في (أ) و (ش) : «قال» .
(5) في (ف) : «سعد» .
(6) كذا في جميع النسخ «يومًا» منصوبًا، وهو خبر «إِنَّ» ، والجادَّة: «يومٌ» بالرفع كما في مصادر التخريج، لكنَّ ما وقع في النسخ يتخرَّج على لغة لبعض العرب، ينصبون بـ «إنَّ» وأخواتها الجزأين: الاسم والخبر جميعًا؛ وقد علَّقنا على هذه اللغة في المسألة رقم (550) .
(7) قال البيهقي: «الصحيح مرسل، وقد روي موصولاً، ولا يصحُّ وصله» .
وقال ابن عبد البر في الموضع السابق: «ولم يتابعه أحد من الرواة على ذلك، ويزيد بن سعيد هذا من أهل الإسكندرية ضعيف» . وقال بعد أن ذكر الاختلاف على يزيد ابن سعيد: «وهذا اضطراب عن يزيد بن سعيد، ولا يصح شيء من روايته في هذا الباب» .
والحديث رَوَاهُ مَالِكٌ فِي "الْمُوَطَّإِ" (1/65) عَنِ ابن شهاب، عن ابن السَّبَّاق: أن رسول الله (ص) قال ... فذكره مرسلاً. ورواه من طريق مالك الشافعي في "مسنده" (1/133- رقم 391- ترتيب السندي) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (5016) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/243) ، والجوهري في "مسند الموطأ" (231) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (11/211) ، وقال ابن عبد البر: «هكذا رواه جماعة من رواة "الموطأ" عن مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ ابن السباق، مرسلاً، ولا أعلم فيه بين رواة الموطأ اختلافًا» .
وقال ابن رجب في "فتح الباري" (6/70) : «ورواه بعضهم عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، خرَّجه كذلك الطبراني وغيره، وهو وهم على مالك؛ قاله أبو حاتم الرازي، والبيهقي، وغيرهما» . وانظر "العلل" للدارقطني (2070) .(2/560)
592 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمة التِّنِّيسي (2) ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ؟
قَالَ أَبِي: هذا (3) خطأٌ (4) .
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (614) .
(2) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (1746) ، والطبراني في "الأوسط" (4267) ، وابن عدي في "الكامل" (3/219) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ محمد بن المنكدر إلا زهير بن محمد، تفرَّد به عمرو بن أبي سلمة، ولا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد» .
وقال ابن عدي: «ولا أعلم يرويه عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ غَيْرُ زُهَيْرٍ» . وتقدم في التعليق على المسألة (414) أن رواية أهل الشام عن زهير بن محمد منكرة، وعمرو بن أبي سلمة شامي.
(3) قوله: «هذا» مكرر في (ت) .
(4) وقال أبو حاتم في المسألة الآتية برقم (614) : «عِلَّةُ هَذَا الْحَدِيثِ: مَا رَوَى سعيد ابن سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الْحُسَامِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزَّرَقِيِّ، عَنْ أَبِي سعيد، عن النبي (ص) » .
وسئل الدارقطني في "العلل" (2281) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه أبو بكر بن المنكدر، واختُلِف عنه: فرواه سعيد بن أبي هلال وبكير بن عبد الله بن الأشج، عن أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُليم الزُّرَقي، عَنْ عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، فضبطا إسناده وجوَّداه ... ، ورواه سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الحسام، واختُلِف عنه: فقال عبد الصمد ابن عبد الوارث ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب: عن سعيد بْنَ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عن عمرو ابن سليم، عن أبي سعيد، وقال عبد الله بن رجاء: عن سعيد بْنَ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عن أخيه أبي بكر، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أبي سعيد، ورواه عمر ابن محمد بن صهبان، عن أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عمرو بْنِ سُليم، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وأبو بكر بن المنكدر ليس له اسم ... وروى هذا الحديث زهير بن محمد، فقال: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَن جابر، ووهم فيه، وإنما رواه محمد بن المنكدر عن أخيه أبي بكر، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقي، عن أبي سعيد، والقول الأول هو الصحيح» .
والحديث رواه البخاري في "صحيحه" من طريق شعبة، ومسلم (846) من طريق بكير الأشج، كلاهما عن أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عمرو بْنِ سُليم، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري به مرفوعًا.
= ... ورواه مسلم (846) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عمرو بن سُليم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه به مرفوعًا.
قال ابن حجر في "الفتح" (2/365) : «والذي يظهر أن عمرو بن سليم سمعه من عبد الرحمن بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، ثم لقي أبا سعيد فحدثه، وسماعه منه ليس بمنكر؛ لأنه قديم، وُلد في خلافة عمر بن الخطاب، ولم يوصَف بالتدليس» .(2/561)
593 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ بن مسلم (2) ، عن
_________
(1) سقطت هذه المسألة بتمامها من (ك) ، وانظر المسألة المتقدِّمة برقم (571) .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الأوسط" (6717) ، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (892) وقال: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابن ثوبان إلا الوليد بن مسلم» .(2/562)
عبد الرحمن بن ثابت ابن ثَوْبان، عن سالم بن عبد الله؛ أنه سمعَ أنس ابن مَالِكٍ يَقُولُ: سمعتُ رسولَ اللَّهِ (ص) يقول: أَتَانِي جِبْريلُ _ج وَفي يَدِهِ كَهَيْئَةِ المِرْآةِ البَيْضَاءِ، فيهَا نُكْتَةٌ سَوْداءُ ... ، مثلَ حَدِيثَ أَبِي اليَقْظان (1) .
فقلتُ لأَبِي: هَذَا سالمُ بن عبد الله بْنِ عُمَرَ؟
قَالَ: لا (2) ! هَذَا شيخٌ شاميٌّ.
594 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه الوليدُ ابن مُسْلِمٍ (3) ، عَنْ رجلٍ مِنْ بَنِي أبي الحَلْبَس (4) السُّلَمي الجَزَري، عَنْ عَبِيدة بْنِ حَسَّان، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَري، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: تُبْعَثُ الأَيَّامُ عَلَى (5) هَيْئَتِهَا (6) ، وَتُبْعَثُ الجُمُعَةُ زَهْرَاءَ مُنِيرَةً بَيْضاءَ تُضِيءُ لأَهْلِهَا، يَمْشُونَ فِي ضَوْئِها، أَلْوَانُهُمْ كَالثَّلْجِ بَيَاضًا، وَرِيحُهُمْ تَسْطَعُ المِسْكَ (7) ،
_________
(1) هو عثمان بن عُمَير، وحديثه تقدم في المسألة رقم (571) .
(2) قوله: «قال: لا» في (أ) : «قالا» .
(3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/109-110) من طريق إسماعيل بن عياش، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عبيدة بن حسان، به.
(4) في (ش) : «الحليس» بالمثناة التحتية.
(5) قوله: «على» سقط من (أ) و (ش) .
(6) في (ت) : «هبتها» ، وكذا في (ك) ، إلا أنها لم تنقط.
(7) كذا في جميع النسخ ومثله في "الكامل"، وفي مصادر التخريج: «كالمسك» ، وهو الجادَّة، وما في النسخ يخرَّج على أنَّ «المِسْكَ» منصوبٌ على نزع الخافض، والتقدير: «تَسْطَعُ كالمسك» . ويخرج أيضًا على أنَّ «المِسْكَ» منصوبٌ نيابةً عن المصدر في باب المفعولِ المُطْلَقِ، والتقدير: وريحُهُمْ تَسْطَعُ سُطُوعَ المِسْكِ» ؛ حُذِفَ المضاف «سطوع» ، وأقيم المضافُ إليه - وهو «المِسْك» - مُقَامَهُ، فأخَذَ حكمَهُ وإعرابَهُ؛ وذلك نحو قوله تعالى: [يُوسُف: 82] {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} ، أي: واسألْ أهلَ القريةِ.
انظر: شروح الألفية، باب الإضافة، وانظر التعليق على المسألة رقم (2) .(2/563)
تُهْدَى إِلَيْهِمْ كَالعَرُوسِ تُهْدَى إِلَى كَريمَتِهَا (1) يَنظُرُ إِلَيْهِمُ الثَّقَلانِ، مَا يَطْرِفُونَ (2) تَعَجُّبًا، حَتَّى يَدْخُلُونَ (3) الجَنَّةَ، لاَ يُخَالِطُهُمْ إِلاّ المُؤَذِّنُونَ المُحْتَسِبُونَ؟
قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ (4) أَبُو مُعَيْدٍ (5) ، عَنْ طَاوُسٍ، عن
_________
(1) كذا في جميع النسخ! وكذا عند ابن عدي في "الكامل" وتمَّام في "فوائده"، وعند ابن خزيمة والحاكم: «كريمها» ، وعند الطبراني: «خدرها» .
(2) أي: تبقى أبصارُهم شاخصةً. انظر «لسان العرب» (9/213) .
(3) كذا في جميع النسخ، وكذا جاء في بعض مصادر التخريج؛ وفي أغلبها: «حتى يدخلوا» ، وهو الجادَّة؛ لأنَّ الفعلَ منصوبٌ بعد «حتى» الجارَّة بإضمار «أن» ، وعلامةُ نَصْبِهِ: حذفُ النون. لكنَّه جاء هنا بثبوت النون على لغة من يهمل «أن» حملاً على «ما» أختها، كما في قول البراء ح: «قاموا قيامًا حتى يرونه قد سجد» "صحيح البخاري" (747) . وانظر "شواهد التوضيح" (ص 234-237) .
(4) قوله: «الحديث» سقط من (أ) و (ش) .
(5) المثبت من (ت) ، ولم تنقط في (ف) ، وفي بقيَّة النسخ: «أبو معبد» بالباء الموحدة. وأبو مُعَيْد هذا اسمه: حفص بن غَيلان. وروايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (1730) ، والطبراني في "المعجم الكبير" - كما في "مجمع الزوائد" (2/374) -، وفي = = "مسند الشاميين" (1557) ، والحاكم في "المستدرك" (1/277) ، وتمَّام في "فوائده" (437/الروض البسام) ، والعيسوي في "الجزء الأول من الفوائد المنتقاة" (468/مجموع فيه عشرة أجزاء حديثية) ، والبيهقي في "الشعب" (2779) وفي "فضائل الأوقات" (254) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (52/237) ، كلهم من طريق الهيثم بن حميد، عن أبي مُعَيْد، به.(2/564)
أَبِي مُوسَى، وكلاهُما مُرسَلٌ؛ لأنَّ أَبَا مُعَيْدٍ (1) لَمْ يُدْرِكْ طَاوُسًا، وعَبيدةُ بْنُ حَسَّان لَمْ يُدْرِكْ طَاوُسًا. وَهَذَا الحديثُ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الشَّامي، وَهُوَ متروكُ الْحَدِيثِ (2) .
595 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوب بْنِ عُتْبَة، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : ثَلاَثَةٌ حَقٌّ عَلَى المُسْلِمِ يَوْمَ الجُمُعَةِ: الغُسْلُ، والسِّواكُ، وَأَنْ يَمَسَّ طِيبًا إنْ وَجَدَهُ؟
قَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى، عَنْ محمد بن عبد الرحمن بْنِ ثَوْبان، عَنْ رجلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْقُوفٌ (5) .
قلتُ لَهُمَا: ممَّن الْخَطَأُ؟
قَالا: مِنْ أيُّوب بن عُتْبَة.
_________
(1) المثبت من (ت) و (ك) ، وفي بقيَّة النسخ: «أبو معبد» .
(2) وقال ابن خزيمة - بعد أن أخرج الحديث كما سبق -: «إن صحَّ الخبر؛ فإن في النفس من هذا الإسناد!» . وقال الحاكم: «هذا حديث شاذٌّ صحيح الإسناد» .
(3) انظر المسألة رقم (564) .
(4) قوله: «وأبا زرعة» سقط من (أ) و (ش) .
(5) هذا ما رجَّحه أبو حاتم وأبو زرعة هنا، وهو خلاف ما رجَّحه أبو زرعة في المسألة رقم (564) من أنَّ الصحيح: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن ابن ثَوْبَانَ، عَنْ رجلٍ، عَنْ أَبِي سعيد، عن النبي (ص) » .
وقوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .(2/565)
596 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبَانُ العَطَّارُ (2) ، عَنْ يَحْيَى (3) ، عَنْ زَيْدٍ (4) ، عَنْ أَبِي سَلاَّم (5) ، عَنِ الحَضْرَمي (6) ، عن الحَكَمِ ابنِ مِيناء؛ أَنَّهُ سمعَ ابنَ عُمَرَ وَابْنَ عَبَّاسٍ؛ سَمِعَا رسولَ اللَّهِ (ص) وَهُوَ (7) عَلَى المِنْبَرِ قَالَ: لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ تَرْكِهِمُ الجُمُعاتِ ... ، الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ معاويةُ بْنُ سَلاَّم (8) ، عَنْ أَخِيهِ زَيْدٍ، عَنْ (9) أَبِي سَلاَّم - وَلَمْ يَذْكُر فِيهِ الحَضْرَمي - عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِيناء، عَنِ ابْنِ عُمَرَ وابنِ عَبَّاسٍ.
_________
(1) نقل بعض هذا النص مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1332) . وفي هامش النسخة (أ) حاشية غير واضحة.
(2) هو: أبان بن يزيد. وروايته أخرجها الطحاوي في "مشكل الآثار" (3186 و3186/م) من طريق عبيد الله ابن موسى العبسي، وأبي سلمة موسى بن إسماعيل التَّبوذَكي، كلاهما عن أبان، به. وأخرجه النسائي في "سننه" (1370) من طريق حيان بن هلال، عن أبان، به، إلا أنه قال: «عن الحضرمي بن لاحق، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سلاَّم، عن الحكم بن مِيناء» ، فقدَّم وأخَّر. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/254 رقم2290) من طريق عفان بن مسلم، عن أبان، به، فأسقط الحضرميَّ من الإسناد. وأخرجه أحمد أيضًا (1/335 رقم 3100) من طريق هدبة بن خالد، عن أبان، به، فأسقط الحضرميَّ وزيد بن أبي سلاَّم.
(3) هو: ابن أبي كثير.
(4) هو: ابن سلاَّم.
(5) هو: ممطور الحبشي.
(6) هو: ابن لاحق، كما سيأتي.
(7) قوله: «وهو» من (ف) فقط.
(8) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/335 رقم 3099) من طريق هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلامٍ، عن الحكم بن ميناء، به.
(9) في (ش) و (ك) : «بن» بدل: «عن» .(2/566)
قَالَ أَبِي: والحَضْرَميُّ بنُ (1) لاحِقٍ رجلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَلَيْسَ لروايةِ أَبِي سَلاَّم عَنْهُ مَعْنَى (2) ، وَإِنَّمَا يُشْبِهُ أَنْ يكونَ يَحْيَى لَمْ يسمَعْهُ مِنْ زَيْدٍ (3) ، فَرَوَاهُ عَنِ الحَضْرَميِّ، عَنْ زَيْدٍ، فوَهِمَ الَّذِي حَدَّث بِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (4) .
597 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نافعُ بن أبي نُعَيم
_________
(1) في (ت) و (ك) : «من» بدل: «بن» .
(2) قوله: «معنى» سقط من (ش) .
(3) قال المِزِّي في ترجمة زيد بن سلاَّم من "تهذيب = = الكمال" (2095) : «وقال يَحْيَى بْنِ حسَّان التِّنِّيسي، عَنْ معاوية بن سلاَّم: أخذ مني يحيى بن أبي كثير كُتُبَ أخي زيد بن سلاَّم. وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين: لم يلقَ يحيى بن أبي كثير زيدَ بنَ سلاَّم، وقَدِمَ معاويةُ بن سلاَّم عليهم، فلم يسمع يحيى بن أبي كثير منه شيئًا؛ أخذ كتابه عن أخيه، ولم يسمَعْه، فدلَّسه عنه. وقال أبو بكر الأثرم: قلتُ لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: يحيى بن أبي كثير سمع من زيد بن سلاَّم؟ فقال: ما أشبهه! قلت له: إنهم يقولون: سمعها من معاوية بن سلاَّم؟ فقال: لو سمعها من معاوية لذكر معاوية، هو يُبَيِّن في أبي سلاَّم؛ يقول: حدَّث أبو سلاَّم، ويقول: عن زيد. أما أبو سلاَّم فلم يسمع منه، ثم أثنى أبو عبد الله على يحيى بن أبي كثير» . اهـ.
(4) في الحديث اختلاف كثير غير ما ذُكر هنا، لكنَّ أصحَّ طرقه ما رواه مسلم في "صحيحه" (865) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/171) من طريق أبي توبة الربيع بن نافع، عن مُعَاوِيَةُ بْنُ سلاَّم، عَنْ أَخِيهِ زيد؛ أنه سمع أبا سلاَّم؛ قال: حدثني الحكم، عن ابن عمر وأبي هريرة.
قال البيهقي: «ورواية مُعَاوِيَةُ بْنُ سلاَّم عَنْ أَخِيهِ زيد أولى أن تكون محفوظة» .
(5) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/408/ مخطوط) . ونقل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/172) قول أبي حاتم: «هذا خطأ» . وانظر المسألة التالية.(2/567)
الْقَارِئُ (1) ، عَنْ نافعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّر فِي العِيدَيْنِ سَبْعًا فِي الأُولى، وَخَمْسًا فِي الثَّانية؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَى (2) هَذَا الحديثَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ كانَ يُكَبِّر (3) .
598 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بْنُ الفُرَات قاضي
_________
(1) في (ك) : «الفارسي» . وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (5720) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/345) .
(2) كذا في جميع النسخ، وفي "البدر المنير": «يُروى» ، والمقصود - فيما يظهر -: نافع مولى ابن عمر؛ فإنه رواه عن أبي هريرة عند مالك في "الموطأ" (1/1820) ، والبيهقي في "السنن" (3/288) ، وغيرهما.
(3) الحديث رَوَاهُ مَالِكٌ فِي "الْمُوَطَّإِ" (1/180) عَنِ نافع مولى عبد الله بن عمر، أنَّه قال: «شهدت الأضحى والفطر مع أبي هريرة، فكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة، وفي الآخرة خمس تكبيرات قبل القراءة» .
ومن طريق مالك أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (5680) ، والشافعي في "الأم" (1/236) ، وفي "المسند" (460- ترتيب السندي) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/344) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/288) . ورواه عبد الرزاق (5681 و5682) ، والطحاوي (4/344) ، والدارقطني في "العلل" (9/47) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/288) من طرق عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به موقوفًا.
قال البخاري: «والصَّحيحُ: ما روى مالك، وعبد الله، والليث، وغير واحد من الحفاظ: عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فِعْلَه» . نقله الترمذيُّ عنه في"العلل الكبير" (156) . وانظر "الكامل" لابن عدي (7/18) .
وقال الإمام أحمد: «ليس يروى في التكبير في العيدين حديثٌ صحيح مرفوع» . نقله ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/172) .
(4) نقل بعضَ هذا النصِّ ابنُ الملقِّن في "البدر المنير" (3/407/ مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/171) . وانظر المسألة السابقة.(2/568)
مِصْر (1) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (2) ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ (3) ، عَنْ عُرْوَة، عَنْ أَبِي واقِدٍ اللَّيْثي؛ قَالَ: شَهِدتُّ العيدَيْنِ مع رسول الله (ص) ، فكبَّر فِي الأُولَى سَبْعًا، وَفِي الثَّانية خَمْسًا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ بِهَذَا الإِسناد (4) .
599 - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ (5) ، عَنْ عطاء الخُراساني، عن مَولى أُمِّ عثمان - امرَأتِه (6) - عَنْ عليِّ بْنِ أَبِي طالب - ذكَرَ (7) كَلامًا، وَفِيهِ دلالةٌ أَنَّهُ عَنِ النبيِّ (ص) - قال:
_________
(1) روايته ذكرها الدارقطني في "علله" (5/27ب) ، ووقع عِنْدَهُ: «عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ وأبي واقد الليثي» ، وكذلك رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/343) من طريق سعيد بن كثير بن عفير، عن ابن لهيعة، به. ورواه الإمام أحمد في "المسند" (6/65 رقم 24362) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هاشم، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَن عقيل، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة، به.
(2) هو: عبد الله.
(3) هو: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، المعروف بيتيم عُرْوَة.
(4) اختُلِف على ابْنُ لَهِيعَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، فمرَّة جعله من مسند عائشة، ومرَّة من مسند أبي واقد الليثي، ومرَّة = = من مسند أبي هريرة.
قال الدارقطني في "العلل" (5/ ل 25/ب) : «والاضطراب فيه من ابن لهيعة» .
وقال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/344) : «وأما حديثُ ابن لهيعة فبَيِّنُ الاضطراب» . وذكر الترمذي في "العلل الكبير" (155) أنه سأل البخاري عن هذا الحديث؟ فضعَّفه؛ قال: قلتُ له: رواه غير ابن لهيعة؟ قال: لا أعلمه. اهـ.
(5) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1051) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/220) . ورواه أحمد في "المسند" (1/93 رقم719) من طريق الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَطَاءٍ الخراساني؛ أنه حدَّثه عن مولى امرأته، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب ح، وفي آخره قال: «هكذا سمعت نبيكم (ص) » .
(6) أي: امرأة عطاء الخراساني.
(7) في (ك) : «وذكر» .(2/569)
إذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ، جَلَسَ المَلاَئِكَةُ عَلَى أَبْوابِ المَسْجِدِ (1) ... .
وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَن عَطَاءٍ الخُرَاساني، عَنْ رجلٍ، قولَهُ، مَوْقُوفٌ (2) .
قلتُ لأَبِي: مَا الصَّحيحُ؟
قال: حديثُ عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ أشبَهُ، وحمَّادٌ لَمْ يحفَظْ.
600 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي العِشْرين (4) ، عَنِ الأَوزاعيِّ (5) ، عَنْ يَحْيَى (6) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَثَلُ المُهَجِّرِ (7) إِلَى الجُمُعَةِ كَالمُهْدِي جَزُورًا (8) ... ، الحديثَ؟
فَقَالَ (9) أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى ابن أبي كثير، عن عليِّ ابن سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (10) .
_________
(1) في (ف) : «المساجد» .
(2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) تقدَّمت هذه المسألة برقم (579) .
(4) هو: عبد الحميد بن حبيب.
(5) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(6) هو: ابن أبي كثير.
(7) في (ك) : «المهاجر» ، والمُهَجِّر: هو المُبَكِّر، والتَّهجيرُ: التَّبكيرُ، قال الأزهري: يذهبُ كثيرٌ من الناس إلى أن التهجيرَ في هذه الأحاديث تفعيلٌ من الهاجرة وقتَ الزَّوَال، وهو غَلَطٌ، والصَّواب أنها التَّبكيرُ، وهي لغةُ أهل الحجاز ومن جاورهم من قيس ... وسائرُ العرب تقول: هجَّر الرجلُ: إذا خرجَ وقتَ الهاجِرَة، وهي نصفُ النَّهار. "تهذيب اللغة" (6/44) بتصرف.
(8) في (ت) : «جرروا» .
(9) في (ش) : «قال» .
(10) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .(2/570)
601 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيْد ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْقَاسِمِ (2) ، عَنْ أَبِي أُمَامَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: اغْتَسِلُوا يَوْمَ الجُمُعَةِ؛ فَهُوَ كَفَّارَةُ مَا بَيْنَ الجُمُعَةِ إِلَى الجُمُعَةِ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ عمرُ بن عبد الواحد، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْقَاسِمِ؛ يَرْفَعُ الحديثَ إِلَى رسولِ الله (ص) .
قَالَ أَبِي: هَذَا أشبَهُ.
602- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّةُ (3) ،
عن شُعْبَة (4) ، عن
_________
(1) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (8/178 رقم7740) ، و"الأوسط" (7087) ، و"مسند الشاميين" (881) ، ثم قال: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ يحيى بن الحارث إلا سويدُ بن عبد العزيز» .
(2) هو: ابن عبد الرحمن الشَّامي، أبو عبد الرحمن.
(3) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1073) ، وابن ماجه (1311) ، والبزار في "مسنده" (ق208) /أ) ، وابن الجارود في "المنتقى" (302) ، والحاكم في "المستدرك" (1/288) والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/318) ، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (3/129) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (10/271) . وأخرجه ابن عدي في "الكامل" = = (3/193) من طريق زياد بن عبد الله البكائي، عن عبد العزيز بن رفيع، به.
ورواه الدارقطني في "الأفراد" (322/أ- أطراف الغرائب) من طريق أبي بلال الأشعري، عن أبي بكر ابن عياش، عن عبد العزيز بن رفيع به.
ورواه ابن ماجه في "سننه" (1311) من طريق بَقِيَّةُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُغَيرَةَ، عن عبد العزيز بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن ابن عباس، به، ثم قال ابن ماجه - كما في "النكت الظراف" لابن حجر (4/383) - في آخر الحديث: «ما أظن إلاَّ أني وهمت في «ابن عباس» والصواب: «أبي هريرة» .
(4) في (أ) و (ش) : «رواه شعبة، عن بَقِيَّة» .(2/571)
مُغِيرَةَ (1) ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْع، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (2) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) ؛ قال (3) : اجتمعَ عِيدان ِ في عهدِ النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ أَبُو عَوَانة (4) ، عن عبد العزيز ابن رُفَيْع؛ قَالَ: شَهِدتُّ الحجَّاجَ بنَ يُوسُفَ واجتمعَ عِيدانِ فِي يَوْمٍ، فجَمَّعوا، فسألتُ أهلَ الْمَدِينَةِ؛ قلتُ: كان فيكُم رسولُ الله (ص) (5) عَشْرَ سِنيِنَ، فَهَلِ اجتمعَ عِيدان ِ؟ قَالُوا: نَعَمْ.
قَالَ أَبِي: هَذَا أشبَهُ (6) .
_________
(1) هو: ابن مِقْسَم الضَّبِّي.
(2) هو: ذَكوان السَّمَّان.
(3) القائل: أبو هريرة ح.
(4) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليشكُري. وكذا ذكر أبو حاتم روايته هنا وفيها: «فسألت أهل المدينة» ولم يذكر أبا صالح، وقد ذكر الدارقطني روايته في "العلل" (1984) فقال: «رواه أبو عوانة، وزائدة، وشريك، وجرير بن عبد الحميد، وأبو حمزة السكري، كلُّهم عن عبد العزيز بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مرسلاً؛ وهو الصحيح» .
وهذه الرواية المرسلة أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (5728) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1156) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/318) من طريق سفيان الثوري، عن عبد العزيز بن رفيع، به.
(5) من قوله: «فسألت أهل المدينة ... » إلى هنا مكرَّر في (ف) .
(6) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلم رواه عن شعبة وأسنده إلا بقية، وحديث عبد العزيز بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة فقد رواه غير واحد عن أبي صالح مرسلاً» .
ونقل الخطيب البغدادي في الموضع السابق عن الأثرم أنه قال: «قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: بلغني أن بقية روى عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُغَيرَةَ، عَنْ عبد العزيز بْنِ رُفَيع، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة في العيدين يجتمعان في يوم، من أين جاء بقيةُ بهذا؟! كأنه يعجَب منه. ثم قال أبو عبد الله: قد كتبت عن يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ بقية، عن شعبة حديثين، ليس هذا فيهما، وإنما رواه الناس عن عبد العزيز، عن أبي صالح مرسلاً» . اهـ.
ثم نقل الخطيب عن الدارقطني أنه قال: «هذا حديث غريب من حديث مغيرة، ولم يروه عنه غير شعبة، وهو أيضا غريب عن شعبة، لم يروه عنه غير بقية. وقد رواه زياد البكائي وصالح بن موسى الطلحي، عن عبد العزيز ابن رفيع متصلاً، وروي عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، وهو غريب عنه. ورواه جماعة عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عن أبي صالح، عن النبي (ص) مرسلاً، لم يذكروا أبا هريرة» .
وقال ابن عبد البر في الموضع السابق: «وهذا الحديث لم يروه - فيما علمت - عن شعبة أحدٌ من ثقات أصحابه الحفاظ، وإنما رواه عنه بقية بن الوليد، وليس بشيء في شعبة أصلاً ... » .
وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا يرويه عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ مع زياد البكائي صالح بن موسى الطلحي، وروي عن شعبة، عن عبد العزيز بن رفيع، ولا أعلم يرويه عن شعبة غير بقية» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (1984) الاختلاف في الحديث، وصحَّح الإرسال.(2/572)
603 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : سألتُ (2) أَبِي عن حديثٍ رواه محمد ابن عيسى ابن الطَّبَّاع، عَنْ جَرِيرٍ (3) ، عَنْ مَنْصُورٍ (4) ، عن
_________
(1) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط.
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسألت» بالواو. وانظر المسألة رقم (580) و (581) .
(3) هو: ابن عبد الحميد. وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (1403) ، وفي "السنن الكبرى" (1/518 و533 رقم1664 و1724) وابن حزم في "المحلَّى" (5/62) من طريق إسحاق بن إبراهيم، والبزار في "مسنده" (2526) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1732) ، والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" (2/231) من طريق يوسف بن موسى، وابن جرير = = الطبري في "تاريخه" (1/76) عن محمد بن حميد الرازي، والطبراني في "المعجم الكبير" (6/237 رقم 6091) من طريق عثمان بن أبي شيبة، أربعتهم عن جرير، به.
(4) هو: ابن المعتمر.(2/573)
أَبِي مَعْشَر (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (2) ، عَنْ عَلْقَمَة (3) ، عَنِ القَرْثَع (4) ، عَنْ سَلْمان، عن النبيِّ (ص) : تَدْرِي مَا يَوْمُ الجُمُعَةِ؟ ... فذكَرَ الحديثَ؛ قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَطَهَّرُ ... ؟
فَقَالَ أَبِي: رَوَاهُ جريرٌ بالرَّيِّ، عَنْ مُغَيرَةَ (5) ، ويُشْبِهُ أَنْ يكونَ حدَّث بِالْعِرَاقِ مِنْ حفظِه هَكَذَا، والحديثُ معروفٌ مِنْ حَدِيثِ مُغِيرَةَ.
قلتُ: فأيُّهما أشبَهُ؟
قَالَ: المغيرة (6) .
_________
(1) هو: زياد بن كُليب.
(2) هو: ابن يزيد النخعي.
(3) هو: ابن قيس النخعي.
(4) هو: الضبِّي الكوفي.
(5) هو: ابن مِقسم الضَّبِّي.
(6) الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند" (5/440 رقم 23729) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/320- 321) ، والنسائي في "الكبرى" (1665 و1725) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/368) ، والطبراني في "الكبير" (6/237 رقم6089) ، والبيهقي في "الشعب" (2724) ، والخطيب في "الموضح لأوهام الجمع والتفريق" (1/167) من طريق أبي عوانة، عن المغيرة، عَنْ أَبِي مَعْشَر، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عن عَلْقَمَة، عن قَرْثَع الضبِّي، عن سلمان، به.
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (6/237 رقم 6090) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (4/47- 48) من طريق أبي كدينة، عن المغيرة، به.
وقال الخطيب في الموضع السابق من "الموضح": «هكذا روى هذا الحديث أبو عوانة، عن مغيرة الضَّبِّي، وتابعه علي بن عاصم الواسطي، وعمر بن عبيد الطنافسي، فروياه عن مغيرة كذلك، وخالفهم خالد بن عبد الله المزني، وهُشَيْم بن بشير السلمي؛ فروياه عن مغيرة، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عن القرثع، ولم يذكرا في إسناده علقمة.
ورواه أبو إسحاق الفزاريُّ عن مغيرةَ، عن إبراهيم؛ فنقص من الإسناد أبا معشر، وهو زياد بن كليب، وزاد فيه علقمة. ورواه معتمر بن سليمان التيمي، واختلف عنه: فرواه عبيد بن عبيدة التمار، وحاتم بن يزيد الدلال، عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي معشر نفسه، عن إبراهيم، عن القرثع، كذا قال التمار، وقال الدلال: «عن علقمة، عن القرثع» ، وخالفهما عمر بن عبد الوهاب الرياحي؛ فروى عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إبراهيم، فأدخل الرياحي في إسناده بين سليمان التيمي، وبين أبي معشر منصورًا، وذكر فيه أيضًا علقمة. ورواه جرير بن عبد الحميد، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ كذلك، وخالفه أبو حمزة السكري؛ فرواه عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قرثع، أسقط من إسناده أبا معشر وعلقمة؛ وكذلك روى عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن قرثع. وَرَوَاهُ إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، قال: دخل سلمان على النبي (ص) ، فسأله عن يوم الجمعة: ولم يذكر بين إبراهيم وبين سلمان أحدًا» .(2/574)
604 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثِ عَامِر (1) ، عَن قيس بْن سَعْد: أنَّ رسولَ الله (ص) كَانَ يُقَلَّسُ (2) لَهُ يومَ الفِطْر (3) : أيُّ شيء معناهُ؟
وبعضُهم (4) يَقُولُ هَذَا: عَن عَامِر، عَن عِياضٍ الأَشْعَري (5) ، عن النبيِّ (ص) ، أيُّهما أصَحُّ؟ وما معنى (6) الحديث؟
فأجابَ أَبِي فَقَالَ: معنى التَّقْلِيس: أنَّ الحَبَشَ كانوا يَلْعَبون يومَ الفِطْر بعد الصَّلاة بالحِراب.
_________
(1) هو: ابن شَراحيل الشعبي.
(2) سيأتي تفسير أبي حاتم له باللَّعِب بالحِراب، وانظر "النهاية" لابن الأثير (4/100) .
(3) في (ك) : «للفطر» .
(4) في (ت) و (ك) : «بعضهم» بلا واو.
(5) هو: عياض بن عمرو.
(6) في (ش) : «يعني» .(2/575)
واختَلَفَتِ الرِّوايةُ عَنِ الشَّعْبي فِي عِياضٍ الأشعريِّ، وقيسِ بنِ سَعْد:
رَوَاهُ جابرٌ الجُعْفي (1) ، عَنِ الشَّعْبي، عَن قيس بْن سَعْدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، وَرَوَاهُ آخَرُ - ثقةٌ أُنْسِيتُ اسمَهُ (2) - عَنِ الشَّعْبي، عَن عِياض، عَنِ النبيِّ (ص) .
وعِياضٌ الأشعريُّ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلٌ؛ ليست له صُحْبَة (3) .
_________
(1) هو: جابر بن يزيد.
(2) الظاهر أنه يعني: مغيرة بن مِقْسَم الضَّبِّي، كما سيأتي في التخريج.
(3) مدار هذا الحديث على عامر بن شراحيل الشعبي، ويرويه عنه جابر بن يزيد الجعفي، ومغيرة بن مقسم، واختلفا:
أما جابر الجعفي: فيرويه عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَن قيس بْن سعد بن عبادة؛ قال: ما كان شيء على عهد رسول الله (ص) إلا وقد رأيته، إلا شيء واحد؛ فإن رسول الله (ص) كَانَ يُقَلَّس لَهُ يوم الفطر. أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/422 رقم 15479) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1485) ، والطبراني في "الكبير" (18/352 رقم896) ، وأبو الحسن القطان في "زياداته على ابن ماجه" (1303) ، والبيهقي في "السنن" (10/218) ، جميعهم من طريق إسرائيل، عن جابر.
وأخرجه الطحاوي (1484 و1485) ، والبيهقي في "الشعب" (6123 و6124) ، من طريق شيبان بن عبد الرحمن وشريك بن عبد الله، عن جابر.
ورواه أبو الحسن القطان في الموضع السابق من طريق شيبان.
وأما مغيرة بن مقسم: فيرويه عن الشعبي؛ قال: شهد عياض الأشعري عيدًا بالأنبار، فقال: مالي لا أراكم تقلِّسون كما كان يُقَلَّس عند رسول الله (ص) ؟ أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (7/19) ، وابن ماجه في "سننه" (1302) ، والطحاوي (1486) ، والطبراني في "الكبير" (17/371 رقم1017) ، والبيهقي في "السنن" (10/218) ، والخطيب في "التاريخ" (1/206-207) ، جميعهم من طريق شريك بن عبد الله، عن مغيرة. وأخرجه الخطيب أيضًا من طريق هشيم بن بشير، عن مغيرة. ورجح الطحاوي حديث عياض فقال في "شرح مشكل الآثار" (4/130) : «وكان أولى مما رويناه قبله في هذا الباب؛ لأن مغيرة عن الشعبي أثبت من جابر، عن الشعيبي» .(2/576)
605 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وذكَرَ حَدِيثَ (1) رَوَاهُ (2) مالكُ بْنُ أَنَسٍ (3) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أنَّ رسولَ الله (ص) حِينَ قَفَلَ مِنْ خَيْبَرَ (4) ، أَسْرَى، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيلِْ، عَرَّسَ (5) ، وَقَالَ لِبِلالٍ: اكْلَأْ لَنا (6) الصُّبْحَ، وَنَامَ رسولُ اللَّهِ (ص) وأصحابُه حَتَّى طَلَعَتِ الشمسُ، فَقَالَ رسولُ الله (ص) : اقْتَادُوا رَوَاحِلَكُمْ (7) ... ، وذكَرَ الحديثَ (8) ،
_________
(1) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وتقدَّم التعليق على ذلك في المسألة رقم (34) .
(2) في (ك) : «روى» .
(3) روايته في "الموطأ" (1/13 رقم25) ومن طريق مالك رواه البغوي في "شرح السنة" (437) .
(4) في (ف) : «حنين» .
والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" كما سيأتي، ووقع عنده: «خيبر» ، وعلَّق عليها النووي في "شرح مسلم" (5/181) بقوله: «"وخيبر" بالخاء المعجمة، هذا هو الصواب، وكذا ضبطناه، وكذا هو في أصول بلادنا من "نسخ مسلم". قال الباجي، وأبو عمر بن عبد البر، وغيرهما: هذا هو الصواب. قال القاضي عياض: هذا قول أهل السير؛ وهو الصحيح. قال: وقال الأصيلي: إنما هو "حنين": بالحاء المهملة والنون، وهذا غريب ضعيف» . اهـ.
(5) قال ابن الأثير في "النهاية" (3/206) : «التَّعْريسُ: نزولُ المسافر آخرَ الليل نَزْلةً للنَّوم والاستراحة» .
(6) في (أ) : «اكلأنا» .
(7) في (ك) : «رواحكم» .
(8) قوله: «وذكر الحديث» مكرَّر في (ت) .(2/577)
وَفِيهِ: وَمَنْ نَسِيَ صَلاَةً، فَلْيُصَلِّهَا (1) إذا ذَكَرَهَا؛ فَإنَّ اللهَ تعالى قَالَ: {وَأَقِمِ} (2) {} (3) .
وَرَوَى هَذَا الحديثَ أبانُ بنُ يزيدَ العَطَّارُ (4) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) (5) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحِيحُ: هَذَا الحديثُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (6) .
_________
(1) المثبت من (ت) و (ك) ، وهو الجادَّة، ولم تتضح في (ش) . ولإثبات الألف وجهان ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) .
(2) في جميع النسخ: «أقم» بلا واو.
(3) الآية (14) من سورة طه.
(4) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (436) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/403) . ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/218) ، وابن حزم في "المحلى" (3/26) . وانظر التعليق آخر المسألة.
(5) قوله: «صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» لَيْسَ في (ت) .
(6) لم ينفرد معمر بوصله عن الزهري، بل تابعه يونس بن يزيد، وصالح بن أبي الأخضر. أما رواية يونس بن يزيد: فأخرجها مسلم في "صحيحه" (680) .
وأما رواية صالح بن أبي الأخضر: فأخرجها الترمذي في "جامعه" (3163) ، ثم قال: «هذا حديث غير محفوظ، رواه غير واحدٍ من الحفاظ عن الزهري، عن سعيد ابن المسيب: أن النبي (ص) ، ولم يذكروا فيه: عن أبي هريرة. وصالح بن أبي الأخضر يُضَعَّف في الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره من قبل حفظه» . وقال أبو داود في الموضع السابق: «رواه مالك، وسفيان بن عيينة، والأوزاعي، وعبد الرزاق، عن معمر وابن إسحاق، لم يذكر أحد منهم الأذان في حديث الزهري هذا، ولم يسنده منهم أحد إلاَّ الأوزاعي وأبان العطار، عن معمر» . وذكر الدارقطني في "العلل" (1350) الاختلاف في هذا الحديث وقال: «المحفوظ هو المرسل» .
والذي يظهر أن الوجهين ثابتان عن الزهري، فمرة كان يصله، ومرة يرسله؛ ولذا رجح أبو زرعة الرواية الموصولة، ورجحها كذلك مسلم فأخرجها في "صحيحه" كما سبق، وأيدها بإخراجه للحديث بعد ذلك من طريق يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حازم، عن أبي هريرة؛ ليدلِّل على أن أصل الحديث معروف عن أبي هريرة.
وقال ابن رجب في "فتح الباري" (3/329) : «وصحح أبو زرعة ومسلم وصله، وصحح الترمذي والدارقطني إرساله» .
وقد روي الحديث أيضًا من طريق سفيان بن عيينة ومحمد بن إسحاق، كلاهما عن الزهري، به موصولاً، لكن اختُلِف عليهما في وصله وإرساله أيضًا اختلافًا مؤثرًا، فلا نطيل بذكره، والله أعلم.(2/578)
606 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يحيى ابن سَعِيدٍ (1) القَطَّان (2) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتادة؛ قَالَ: سمعتُ جَابِرَ (3) بْنَ زَيْدٍ يحدِّث عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يَقْطَعُ الصَّلاةَ المَرْأَةُ الحَائِضُ (4) وَالكَلْبُ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: أخافُ أَنْ يكونَ وَهِمَ (5) ؟
قَالَ أبي: هو صحيحٌ عندي (6) .
_________
(1) في (أ) : «يزيد» بدل: «سعيد» .
(2) في (ت) و (ك) : «العطَّار» . وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/347 رقم3241) ، وأبو داود في "سننه" (703) ، وابن ماجه (949) ، والنسائي (2/64 رقم751) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (832) ، وابن حبان (2387) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/458) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/140 رقم 12824) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/274) .
(3) في (ت) و (ك) : «خالد» بدل: «جابر» .
(4) في (أ) : «المرأة والحائض» .
(5) يعني: أخاف أن يكون وهم شعبة في رفعه.
(6) قال يحيى - كما عند النسائي في الموضع السابق-: «رفعه شعبة» .
وقال أبو داود في الموضع السابق: «وقفه سعيد وهشام وهمام عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زيد على ابن عباس» .(2/579)
607 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (2) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الجُمُعَةِ وَغَيْرِهَا، فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلاَةَ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
608 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حسَّان، عَنْ مِسْكينٍ أَبِي فَاطِمَةَ (4) ، عَنْ حَوْشَب (5) ، عَنِ الحَسَن (6) ؛ قَالَ: كَانَ أَبُو أُمَامَة يروي عن رسول الله (ص) : إنَّ الغُسْلَ يومَ الجُمُعَةِ يَسُلُّ الخَطَايا مِنْ أُصُولِ الشَّعْرِ اسْتِلالاً؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
ثُمَّ قَالَ: الحَسَنُ عَنْ أَبِي أُمَامَة! لا يجيءُ هَذَا إلا مِنْ لِينِ (7) مِسْكين.
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (491) و (519) و (584) .
(2) هو: ابن الوليد.
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (570) .
(4) هو: مسكين بن عبد الله.
(5) هو: ابن عَقيل.
(6) هو: البصري.
(7) كذا في (ف) ، ويشبه أن تكون هكذا في (أ) ، ولم = = تتضح في (ش) ، ووقع في (ت) و (ك) : «بن» بدل «لين» ، وفي المسألة رقم (570) قال أبو حاتم: «هَذَا مُنْكَرٌ؛ الْحَسَنُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ لا يَجِيءُ، وَوَهِنَ أَمْرُ مسكين عندي بهذا الحديث» .(2/580)
609 - وسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: حدَّثنا كَثِيرُ ابنُ عُبَيْدٍ الحَذَّاءُ الحِمْصي (2) ، عن عبد المجيد ابن عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّاد، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (3) ، عَن عَلْقَمَة (4) ؛ قال: رُحْتُ (5) مع عبد الله - يَعْنِي: ابنَ مَسْعُودٍ - فوجَدَ ثلاثةَ نَفَرٍ قَدْ سَبَقوه، فَقَالَ: رابعُ أربعةٍ، وَمَا رابعُ أربعةٍ بِبَعِيدٍ؛ إني سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: إنَّ النَّاسَ يَجْلِسُونَ مِنَ اللهِ يَوْمَ القيَامَةِ عَلَى قَدْرِ رَوَاحِهِمْ إِلَى الجُمُعَاتِ؛ الأوَّلُ، ثُمَّ الثَّاني، ثُمَّ الثَّالثُ، ثُمَّ الرَّابِعُ، ثُمَّ قَالَ: رابعُ أربعةٍ، وَمَا رابعُ أربعةٍ بِبَعِيدٍ.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: قلتُ لِكَثير بْنِ عُبَيد: إنهم يَرْوون (6) عن عبد المجيد، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، هَذَا الحديثَ! فَقَالَ: هَكَذَا حدَّثنا (7) بِهِ عَنْ مَعْمَر، عَنِ الأعمش (8) .
_________
(1) نقل بعض هذا النص الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (4/22) .
(2) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1094) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (620) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/78 رقم10013) .
(3) هو: ابن يزيد النخَعي.
(4) هو: ابن قيس النخَعي.
(5) أي: إلى الجامع؛ لأداء صلاة الجمعة.
(6) وممن رواه على هذا الوجه: علي بن مسلم الطوسي، وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1525) ، وعبد الله ابن أبي غسان، وروايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/204) ، وعلي بن الحسن بن أبي عيسى، وروايته أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (2735) ، ثلاثتهم عن عبد المجيد بن عبد العزيز، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الأعمش، به.
(7) يعني: عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن أبي رَوَّاد.
(8) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلم رواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن علقمة، عن عبد الله إلا مروان بن سالم، وقد تقدم ذكرنا له بلينه» .
وقال الدارقطني في "العلل" (773) : «يرويه عبد المجيد بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي روَّاد، واختُلِف عنه: فرواه الحسن بن البزار، عن عبد المجيد، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عن عبد الله. وخالفه كثير بن عبيد، فرواه [عن] عبد المجيد، عن معمر، عن الأعمش بهذا الإسناد. وخالفهما عبد الصمد بن الفضل، فرواه عن أبيه، عن عبد المجيد، عن الثوري، عن الأعمش، وهذا لا يصح عن الثوري، والأول أشبه بالصواب، ومروان بن سالم متروك الحديث» .(2/581)
ومروانُ بْنُ سَالِمٍ منكرُ الْحَدِيثِ؛ ضعيفُ الْحَدِيثِ جِدًّا، لَيْسَ لَهُ حديثٌ قَائِمٌ، يُكْتَبُ حديثُهُ (1) .
610 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (2) وحدَّثنا عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْبة (3) ، عَنِ ابْنِ (4) المبارك (5) ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يوسف بْن السَّائب، عَنِ السَّائب (6) ؛ قَالَ: كُنَّا نَتَحَلَّقُ يوم الجُمُعَة قبل الجُمُعَة.
وسمعتُ (7) أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هَكَذَا قال! وإنما هُوَ: أسامةُ بْن زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف، عَنِ السَّائب (8) .
_________
(1) قال ابن أبي حاتم أيضًا في "الجرح والتعديل" (8/274 رقم 1255) : «سألت أبي عن مروان بن سالم؟ فقال: منكر الحديث جدًّا، ضعيف الحديث، ليس له حديث قائم. قلت: يُترك حديثه؟ قال: لا! بل يكتب حديثه» .
(2) في (ف) : «وسمعت أبي زرعة» ثم كتب ألفًا طويلة فوق الياء غير ملتصقة بها!
(3) هو: أبو بكر عبد الله بن محمد. والحديث في "مصنفه" (5408) .
(4) في (ت) و (ك) : «أبي» بدل: «بن» .
(5) هو: عبد الله.
(6) هو: ابن يزيد.
(7) في (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو.
(8) الحديث رواه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/190) ، عن عبد الله بن أبي عمرو، ثنا هارون بن طريف المكي، ثنا ابن وهب، ثنا أسامة بن زيد؛ أن محمد بن يوسف حدثه؛ أنه سمع السائب بن يزيد يقول ... فذكره.(2/582)
611 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه محمد بن عبد الله بْنِ نُمَير، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَمَان، عَن سُفْيان (1) ، عَنْ سَعْدٍ (2) ، عَن رجُلٍ، عَن ثَوْبان؛ قَالَ: حقٌّ عَلَى كُلِّ مُسلمٍ أن يَسْتاكَ يومَ الجُمُعَة، ويَلْبَسَ أفضلَ ثيابِهِ، ويتَطَيَّبَ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أخطأَ فِيهِ (3) يَحْيَى؛ وإِنّما هُوَ: عن (4) محمد بن عبد الرحمن بْنِ ثَوْبان (5) .
612 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُلَيمان الواسِطي (6) ، عَنِ الهُذَيل بْنِ بِلالٍ الفَزَاري، عَنْ نَافِعٍ؛ حدَّثني أَبُو
_________
(1) هو: الثوري.
(2) هو: ابن إبراهيم.
(3) قوله: «فيه» ليس في (أ) و (ش) .
(4) قوله: «عن» ليس في (ش) .
(5) الحديث رواه أحمد في "المسند" (4/34 رقم 16398) ، عن عبد الرحمن بن مهدي، وفي (5/363 رقم 23076) عن وكيع، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/116) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، ثلاثتهم عن الثوري، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن محمد ابن عبد الرحمن بن ثوبان، عن شيخٍ من الأنصار، قال: قال رسول الله (ص) ... الحديث.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (4997) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ؛ غُنْدَرٍ، وأبو يعلى في "مسنده" (7168) من طريق عبد الملك بن إبراهيم الجُدِّي، كلاهما عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إبراهيم؛ قال: سمعت محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان يحدث عَنْ رجل من الأنصار، عَنْ رجل من أصحاب النبي (ص) ، عن النبي (ص) ، به. ورواه أحمد في "المسند" (4/34 رقم 16397) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ شعبة بالإسناد السابق، إلا أنه وقفه.
(6) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الأوسط" (2/140) تعليقًا، وأخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/364) ، وابن عدي في "الكامل" (7/123) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (14/76) . وتابع سعيد ابن سليمان عليه أحمد بن يونس وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الأوسط" (2/140) تعليقًا، وابن عدي في "الكامل" (7/123) ، ولفظ روايته عند ابن عدي: «من أتى مسجدي يوم الجمعة، فليغتسل» .(2/583)
هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَتَى الجُمُعَةَ، فَلْيَغْتَسِلْ.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مُنكَرٌ (1) .
613 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ (3) رَوَاهُ أحمدُ بن عبد الله بْنِ يُونُسَ (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَة، عن الحَكَم بن (5) عمرو، عن ضِرار
_________
(1) قال البخاري في الموضع السابق: «وقال مالك والحَكَم وعِدَّةٌ: نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النبي (ص) في الجمعة» . وكذا قال العقيلي.
وقال الدارقطني في "العلل" (2193) : «يرويه هُذَيل بن بلال، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ووهم فيه، وَالصَّحِيحُ: عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، كذلك رواه أيوب، ومالك، وعبيد الله بن عمر، وغيرهم من الحفاظ» .
وطريق نافع، عن ابن عمر الذي رجَّحه الأئمة: أخرجه البخاري في "صحيحه" (877) من طريق الإمام مالك، ومسلم (844) من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن نافع، به.
(2) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (3/355/ مخطوط) ، وابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/191) قول أبي زرعة.
(3) في (ف) : «وسمعت أبي عن حديث» .
(4) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/337) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/183) - من طريق إسماعيل بن أبان، وأخرجه البيهقي أيضًا من طريق سعيد بن سليمان، والعقيلي في "الضعفاء" (2/222) من طريق حجاج بن محمد، والطبراني في "المعجم الكبير" (2/51 رقم1257) من طريق أسد بن موسى، أربعتهم عن محمد بن طلحة، به.
(5) في (ت) و (ك) : «أبي» بدل: «بن» ، وهو صواب أيضًا، فهو: الحكم بن عمرو الجزري أبو عمرو. انظر "ميزان الاعتدال" (2/344) .(2/584)
بن عمرو، عن أبي عبد الله الشَّامي (1) ، عن تَمِيم ٍ الدَّاريِّ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الجُمُعَةُ وَاجِبَةٌ إِلاَّ عَلَى صَبِيٍّ، أَوِ امْرَأَةٍ، أَو مَرِيضٍ، أَو عَبْدٍ، أَو مُسَافِرٍ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (2) .
614 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمة (4) ، عَنْ زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: الغُسْلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: عِلَّةُ هَذَا الْحَدِيثِ: مَا رَوَى (5) سعيدُ بْنُ سَلَمَةَ بنِ (6) أَبِي الحُسَام (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيم الزُّرَقي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (8) ، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) في (ت) : «الشافي» .
(2) قال البخاري في ترجمة الحكم، والعقيلي في ترجمة ضرار: «لا يتابع عليه» .
وقال ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/191) : «وإسناده غريب جدًّا» . وانظر "بيان الوهم والإيهام" لابن القطان (3/160-161) .
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (592) .
(4) تقدمت روايته في المسألة رقم (592) .
(5) في (ش) : «ما رواه» .
(6) في (ش) : «عن» بدل: «بن» .
(7) روايته على هذا الوجه أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (1100) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عنه، به. وقد اختلف عليه في هذا الحديث كما تقدم نقله عن الدارقطني في المسألة رقم (592) .
(8) قوله: «عن أبي سعيد» سقط من (ف) .(2/585)
615 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأَوْزَاعِيُّ (2) ، عَنِ المُطَّلِب بْنِ حَنْطَب؛ قَالَ حَدَّثَنِي (3) مَنْ سَمِعَ النبيَّ (ص) يَقُولُ لِرَجُلٍ دَخَلَ المَسْجِدَ يَوْمَ الجُمُعَة، ورسولُ الله (ص) يَخْطُب؛ قَالَ: قُمْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: منهُم مَنْ يَقُولُ: المُطَّلِب بْنُ حَنْطَب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (*) ، ومنهُم مَنْ يَقُولُ: المُطَّلِبُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ (*) ، ومنهُم مَنْ يَقُولُ: عمَّن سَمِعَ النبيَّ (ص) ؛ وهو أصَحُّ.
_________
(1) هذه المسألة بكاملها ملحقة بهامش (ت) ، ولم تتضح بعض العبارات فيها. وانظر المسألة رقم (243) .
(2) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(3) في (ت) و (ك) يشبه أن تكون: «صبي» .
(*) ... تقدم تخريجه في المسألة رقم (243) .(2/586)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الزَّكَاةِ وَالصَّدَقَاتِ
616 - وسألتُ أَبَا (1) زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه داود (2) بن عبد الرحمن العَطَّار (3) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إنَّ هَذا المَالَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ (4) بِحَقِّهِ، بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِي مَالِ اللهِ ومَالِ رَسُولِهِ - فِيمَا اشْتَهَتْ نَفْسُهُ - لَهُ النَّارُ يَوْمَ يَلْقَاهُ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: سعيدٌ المَقْبُري (5) ، عَنْ عُبَيد
_________
(1) في (ف) : «أبي» .
(2) قوله: «داود» سقط من (ت) و (ف) و (ك) .
(3) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (6606) .
(4) في (ش) : «أخذ» .
(5) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/378 رقم27124) ، والترمذي في "سننه" (2374) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4889) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (24/228 رقم 578) من طريق اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عبيد سَنوطا، به. قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» . وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3259) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (24/227 رقم 577) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/64) من طريق أبي معشر، والطبراني في "الكبير" (24/228 رقم 579) ، والبيهقي في "الشعب" (9823) من طريق محمد بن عمرو، كلاهما عن سعيد المقبري، به.
وأخرجه الحميدي في "مسنده" (356) ، والإمام أحمد في "مسنده" (6/364 و410 رقم 27054، 27055، 27317) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1588/المنتخب) ، وابن حبان في "صحيحه" (2892، 4512) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (24/229 رقم 580- 587) من طريق عمرو بن كثير بن أفلح، عن عبيد سنوطا، به.(2/587)
سَنُوطا أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ خَوْلَة بِنْتِ قَيْسٍ - امرأةِ حَمْزَةَ بْنِ عبد المُطَّلِب - عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الخطأُ مِمَّنْ هُوَ؟
قَالَ: اللَّه أَعْلَمُ! كَذَا رَوَاهُ دَاوُد العَطَّار (1) .
617 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ نافع الصَّائغ (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صالِح التَّمَّار، عَنِ الزُّهْري، عن سعيد
_________
(1) قال الدارقطني في "العلل" (2071) : «يرويه إسماعيل ابن أُمَيَّة، واختُلِف عنه: فرواه عبد الأعلى بن حماد وعباس بن الوليد النَّرْسِيَّان، عن داود الْعَطَّارُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، [عَنْ أَبِيهِ] ، عن أبي هريرة، وغيرهما يرويه عن داود العطار، عن إسماعيل أُمَيَّةَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ أبي هريرة؛ ولا يقول: «عن أبيه» ، وكلاهما وهم. وإنما روى هذا الحديث المقبري، عن عبيد، عن خولة بنت قَهْد، عن النبي (ص) » . وانظر "العلل" له أيضًا (5/230/ب -231/أ) .
(2) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/190/ مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (847) قول أبي حاتم إلا أنه وقع عند ابن الملقن «قال أبو حاتم: والصحيح عن سعيد أنه مرسل» ، وعند ابن حجر: «وقال أبو حاتم: الصحيح عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أنَّ النبي (ص) أمر عتابًا؛ مرسل» ، ثم قال ابن حجر: «وهذه رواية عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري» .
(3) في (أ) : «أبي وأبي زرعة» .
(4) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1604) ، والترمذي في "جامعه" (644) ، وفي "العلل الكبير" (181) ، وابن ماجه في "سننه" (1819) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (563) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2316) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/270) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/39) ، وابن حبان في "صحيحه" (3278) ، والدارقطني في "السنن" (2/133 و134) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/121، 122) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (19/285) .
وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (8837) ، والدارقطني في "السنن" (2/133) من طريق خَالِدِ بْنِ نَزَارٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ بن صالح التمار، به.
قال أبو داود: «سعيد لم يسمع من عتاب شيئًا» . وقال الترمذي: «حديث حسن غريب» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا محمد بن صالح التمار» .(2/588)
بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَن عَتَّاب بْن أَسِيد: أنَّ النبيَّ (ص) أَمَرَهُ أنْ يَخْرُصَ العِنَبَ كما يَخْرُصُ التَّمْر؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رواه عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ (1) ، عَن الزُّهْري، عَنْ سعيد: أنَّ النبيَّ (ص) أَمَرَ عَتَّاب بْن أَسِيد.
وَرَوَاهُ يونس بْن يَزِيدَ، فَقَالَ: عَنِ الزُّهْري: أنَّ النبيَّ (ص) أمرَ عَتَّاب بْن أَسِيد، ولم يَذْكُرْ سعيدَ بنَ المسيب.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ عِنْدِي: عَنِ الزُّهْري: أنَّ النبيَّ (ص)
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (10563 و36196) من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن علية، والنسائي في "سننه" (5/109 رقم 2618) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/469- 470) من طريق بشر ابن المفضل ويزيد بن زريع، وابن خزيمة في "صحيحه" (2317) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/122) ، من طريق يزيد بن زريع، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن إسحاق، به.
وأخرجه أبو داود في "سننه" (1603) من طريق بشر ابن منصور، وابن خزيمة في "صحيحه" (2318) ، والدارقطني في "سننه" (2/133) من طريق عبد الله بن رجاء وبشر بن منصور، وابن الجارود في "المنتقى" (351) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5535) من طريق عبد الله بن رجاء كلاهما «بشر، وعبد الله» عن عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَن عتاب بن أسيد، به.(2/589)
.. فإنه تابع يونسَ الأَوْزاعيُّ (1) وعُقَيلٌ (2) ، فَقَالا: عَنِ الزُّهْري: أنَّ النبيَّ (ص) (3) ، ولا أعلمُ أحدًا تابع عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ فِي هَذِهِ الرِّواية.
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ عِنْدِي - وَاللَّهُ أَعْلَمُ-: عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ ابن الْمُسَيِّبِ؛ قَالَ (4) : كَانَ يُخْرَصُ العِنَبُ كما يُخْرَصُ التَّمْرُ؛ كَذَا رَوَاهُ بعض أصحاب الزُّهْري.
618 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفي (6) ، وَعِيسَى بْنُ مَيمون ابن دايَة المَكِّي (7) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قال: لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ ذَوْدٍ (8) صَدَقَةٌ؟
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(2) هو: ابن خالد الأيلي.
(3) من قوله: «فإنه تابع ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(4) في (ف) : «قد» بدل: «قال» .
(5) انظر المسألة رقم (624) .
(6) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7251) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/296 رقم14162) ، وابن ماجه في "سننه" (1794) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2304) .
(7) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1808) .
(8) الذَّوْدُ من الإبِل: من الثلاثة إلى العشر، وقيل: ما بين ثلاث إلى التسع، وقيل: ما بين الثلاث إلى العشرة. ولا واحدَ له من لفظه؛ كالنفر، والرهط، والقوم.
وقد وقع في رواية مسلم وغيره لهذا الحديث - من حديث جابر ح: «خمسة ذَوْد» ، قال النووي: «وقد ضبطه الجمهور: خمسُ ذَوْدٍ، ورواه بعضهم: خمسةُ ذَوْدٍ، وكلاهما لرواة كتاب مسلم، والأولُ أشهر، وكلاهما صحيحٌ في اللغة؛ فإثباتُ الهاء؛ لانطلاقه على المذكَّر والمؤنَّث، ومَنْ حَذَفَها، قال الداودي: أراد: أن الواحدة منه فريضةٌ» . وقال: «الروايةُ المشهورةُ: "خَمْسِ ذَوْدٍ" بإضافة "ذود" إلى "خمس"، وروي بتنوين "خمسٍ"، ويكون "ذَوْدٌ" بدلاً منه؛ حكاه ابن عبد البر، والقاضي، وغيرهما، والمعروف الأول، ونقله ابن عبد البر، والقاضي عن الجمهور» . وانظر "شرح النووي" (7/50- 51) ، و"أوضح المسالك" (4/221- 225) .(2/590)
قَالَ أَبِي: أَرَى أنَّ هَذَا خطأٌ؛ لأنَّ الحُمَيديَّ (1) حدَّثنا عَنِ ابْنِ عُيَينة (2) ؛ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (3) يَرويان ِ هَذَا الحديثَ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.
قَالَ أَبِي: ورأيتُ فِي بَعْضِ أَحَادِيثِهِمَا؛ إِمَّا محمدُ بْنَ مسلم، أو ابنُ دايَة: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جابرٍ وأبي سعيد (5) ، عن النبيِّ (ص) (6) .
قَالَ أَبِي: كَانَ ابنُ عُيَينة أعلمَ النَّاسِ بِحَدِيثِ عَمْرِو بْنِ دينار (7) .
_________
(1) هو: عبد الله بن الزبير. وروايته أخرجها في "مسنده" (752) ، ومن طريقه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/212 رقم 976) .
(2) هو: سفيان.
(3) هو: الأنصاري.
(4) هو: يحيى بن عمارة.
(5) في (ت) و (ك) : «وابن سعيد» .
(6) أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/223-224) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2305) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/353-354) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/128) ، وابن حجر في "موافقة الخُبر الخَبر" (2/91) جميعهم من طريق دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّي، عَنْ محمد بن مسلم الطائفي، به.
قال أبو نعيم: «غريب من حديث عمرو، ولم يجمعهما إلا محمد بن مسلم» .
وقال ابن حجر في الموضع السابق: «هكذا رواه داود ابن عمرو جامعًا بين جابر وأبي سعيد، وخالفه غيره من الحفاظ، فاقتصروا على جابر» .
(7) قال ابن خزيمة في الموضع السابق: «هذا الخبر لم يسمعه عمرو بن دينار من جابر» .
وقال العقيلي في "الضعفاء" (4/134) : «لا يتابع عليه» ، أي: محمد بن مسلم. وقال الطبراني في "المعجم الأوسط" (8483) : «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عمرو بن دينار إلا محمد بن مسلم» .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (13/116) : «انفرد به محمد بن مسلم من بين أصحاب عمرو بن دينار، وما انفرد به فليس بقوي» .
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7250) عن ابن جريج؛ أخبرني عمرو بن دينار؛ قال: سمعت عن غير واحد، عن جابر؛ قال: «ليس فيما دون خمسة أواق صدقة ... » . ومن طريق عبد الرزاق رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/224) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (236) .
قال البخاري: «هذا أصحُّ، مرسل» . وقال ابن خزيمة: «هذا هو الصَّحيح، لا رواية محمد بن مسلم الطائفي، وابنُ جريج أحفظ من عدد مثل محمد بن مسلم» .
ونقل ابن عبد البر عن حمزة بن محمد الحافظ قوله: «لا تصح هذه السنة عن أحد من أصحاب رسول الله (ص) ، إلا عن أبي سعيد، وقد روى هذا الحديث محمد ابن مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . ورواه معمر، عَن سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، وليسا بصحيحين» .
وحديث أبي سعيد: رواه البخاري في "صحيحه" (1447) ، ومسلم (979) .(2/591)
619 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ شَبِيب (2) ، عن عبد الله بن عيسى، عن حَفْصٍ وعُبَيدِالله ابنَيْ أخي (3) سالم ابن أبي الجَعْد، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ثَوْبان، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الصَّدَقَةُ تَدْفَعُ (4) مِيتَةَ السُّوءِ (5) ؟
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1988) ، (2113) .
(2) روايته أخرجها الروياني في "مسنده" (626) .
(3) في (ت) و (ك) : «ابن أخي» .
(4) في (ف) : «ترفع» .
(5) هذا جزء من متن الحديث، وسيذكر المصنِّف بعضه برقم (1988) بلفظ: «لا يزيدُ فِي العُمُرِ إِلا البِرُّ، وَلا يَرُدُّ القَدَرَ إِلا الدُّعَاءُ، وإنَّ الرجلَ ليُحْرَمُ الرِّزْقَ بالذَّنب يصيبُه» . وسيذكره مرة أخرى برقم (2113) بلفظ: «لا يزيدُ في العُمر شيءٌ إِلا البرُّ، والصَّدقةُ تدفعُ مِيتةَ السُّوء» .(2/592)
قَالا (1) : هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ سُفْيان الثَّوْري (2) ، عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ ثَوْبان؛ وَهُوَ الصَّحيحُ.
قلتُ لَهُمَا: لَيْسَ لسالمٍ هَاهُنَا مَعْنَى؟
قَالا: لا (3) .
620 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُجالِد بْنُ سَعِيدٍ (5) ،
عَنِ الشَّعْبي، عَنِ الْحَارِثِ (6) ، عَنْ عليٍّ (7) ، عن النبيِّ (ص) ؛
_________
(1) في (ك) : «قال» بلا ألف المثنى.
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/277 و280 و282 رقم 22386 و22413 و22438) ، وابن ماجه في "سننه" (90 و4022) ، وابن حبان في "صحيحه" (872) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3069) .
(3) زاد ابن أبي حاتم في المسألة رقم (2113) : «قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عبد الله ابن عيسى، عن عبد الله بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ، عن النبي (ص) ؛ وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بن شبيب» .
(4) ستأتي هذه المسألة برقم (1397) .
(5) اختلف عن مجالد في هذا الحديث؛ فرواه على هذا الوجه الطبراني في "الأوسط" (5192) من طريق عبد الله بن عمر بن أبان، قال: نا عبيدة بن الأَسْوَدِ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، به. وسيأتي عن مجالد بالوجه الذي رجَّحه أبو حاتم وأبو زرعة.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الشعبي إلاَّ مجالد، ولا عن مجالد إلاَّ عبيدة، تفرد به عبد الله بن عمر» .
(6) هو: ابن عبد الله الأعور.
(7) قوله: «عن علي» سقط من (ف) .(2/593)
أَنَّهُ قَالَ: المَعْدِنُ (1) جُبَارٌ (2) ... ، وذكرتُ لَهُمَا الحديثَ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الشَّعْبي (3) ، عَنْ جابر بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ.
621 - وسمعتُ (4) أَبِي يَقُولُ: لا أعلَمُ روى الثَّوْريُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَفْصَة، إِلا حديثًا واحدًا عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير؛ قَالَ: الخالُ يُعطَى منَ الزَّكاة (5) .
622 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سعيد ابن عَامِر (6) ، عَن هَمَّام (7) ، عَنْ قَتادة، عن أنس: أنَّ النبيَّ (ص) سَنَّ فيما سَقَتِ
_________
(1) صحِّفَتْ في (ت) إلى: «المعدد» .
(2) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (3/365) : قوله: «المعدن جُبار» ، أي: هَدَرٌ، وليس المراد أنه لا زكاةَ فيه، وإنما المعنى: أن من استأجَر رجلاً للعمل في مَعدِن مثلاً فهلَكَ، فهو هَدَر، ولا شيء على من استأجَرَه. اهـ.
(3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/335 و353 رقم 14592 و14810) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/203) من طريق عباد بن عباد، والبزار في "مسنده" (894/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2134) من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن مجالد، عن الشعبي، به.
قال البزار: «لا نعلم رواه عن مجالد إلاَّ أهلُ البصرة؛ حماد وأصحابه» .
(4) ستأتي هذه المسألة ضمن المسألة رقم (2226) .
(5) الحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (7164) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (10534) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/282-283) عن سفيان الثوري، عن إبراهيم، عن سعيد بن جبير، بلفظ: «أعطِ الخالةَ من الزَّكاة، ما لم تُغْلِقْ عليها الباب» .
(6) روايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير (179) ، والبزار في "مسنده" (1/422/كشف الأستار) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/163) .
(7) هو: ابن يحيى العَوْذي.(2/594)
السَّماءُ ... ؟
فَقَالا (1) : هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: هَمَّام (2) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي الخليل (3) : أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (4) (5) .
623 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَوْنٍ الزِّيَادي (6) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوان، عن منصور (7) ،
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والسؤال موجَّه إلى أبي حاتم فقط! وقد ضبَّب ناسخ (ش) على قوله: «فقالا» ، وضبب ناسخ (أ) كذلك عليها وعلى قوله: «أبي» في بداية السؤال، وكتب في الهامش: «هكذا وُجِدَ في الأصل» ، لكنَّ ما وقع في النسخ له وجه من العربية تقدم ذكره في التعليق على مثله في المسألة رقم (494) ، فارجعْ إليها إنْ شئت.
(2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (10081) عن وكيع، عنه، به.
(3) هو: صالح بن أبي مريم.
(4) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(5) قال الترمذي في الموضع السابق: «فسألت محمدًا- يعني البخاري - عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ عندي مرسل: قتادة، عن النبي (ص) ، وسعيد بن عامر كثير الغلط» .
وقال البزار: «لا نعلمه عن أنس إلا من هذا الوجه، هكذا رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ عَامِر، عَن همام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، ورواه الحفاظ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الخليل» . وقال ابن عبد البر في الموضع السابق: «انفرد به همام، وغيره يرويه عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الخليل» .
(6) هو: محمد بن عَوْن. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1482) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (106) ، وابن عدي في "الكامل" (6/200) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/72 رقم9985) .
(7) هو: ابن المعتمر فيما يظهر؛ فهو الذي يروي عن إبراهيم النخعي، ويروي عنه محمد بن ذكوان كما في "تهذيب الكمال" (260 و5497) ؛ ويؤيده: أن الدارقطني ذكر في "العلل" (4/208) أن سفيان الثوري روى هذا الحديث عن منصور، والثوري يروي عن ابن المعتمر. ويُشكِل على هذا: أن الإمام أحمد أخرج هذا الحديث في "الفضائل" (1759) من طريق هشيم بن بشير، عن منصور، وهشيم معروف بالرواية عن منصور بن زاذان، وقد نصَّ على ذلك أبو داود صراحة كما سيأتي، فإما أن يكون ابن المعتمر وابن زاذان كلاهما روى الحديث عن الحكم بن عتيبة، وهما معروفان بالرواية عنه كما في "تهذيب الكمال" (1422) ، أو يكون الحديث لابن زاذان، والرواية الأخرى وهم في ذكر السند والراوي، والله أعلم.(2/595)
عَنْ إِبْرَاهِيمَ (1) ، عَنْ عَلْقَمَة (2) ، عَنْ عبد الله (3) : أنَّ النبيَّ (ص) استعمَلَ عمرَ (4) عَلَى الصَّدقات، فَأَتَى العباسَ فَمَنَعَهُ، فَشَكَا عمرُ إِلَى النبيِّ (ص) ، فقال النبيُّ (ص) : عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ (5) أَبيهِ، وَإِنَّا تَعَجَّلْنَا مِنْ عَبَّاسٍ صَدَقَةَ مَالِهِ؟
فَقَالا: هُوَ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مَنْصُورٌ (6) ، عَنِ الحَكَم (7) ، عَنِ الحَسَن بْنِ مُسْلِم بْنِ يَنَّاق (8) : أنَّ النبيَّ (ص) بعَثَ عُمَر ... مُرسَلً (9) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (10) .
_________
(1) هو: ابن يزيد النخعي.
(2) هو: ابن قيس.
(3) هو: ابن مسعود.
(4) في (ك) : «عمير» .
(5) الصِّنْوُ: المِثْل؛ كما في "النهاية" لابن الأثير (3/57) .
(6) هو: ابن المعتمر فيما يظهر؛ وانظر التعليق على ذلك في الصفحة السابقة.
(7) هو: ابن عُتَيبة.
(8) في (ف) : «بنان» غير منقوطة الباء والنون الأولى.
(9) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(10) الحديث أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (1759) عن هشيم، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ الحسن بن مسلم قال: بعث رسول الله (ص) عمر.. فذكره.
وأخرج أبو داود في "سننه" (1624) حديث علي، عن العباس في تعجيل الصدقة، ثم قال: «رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ، عَنِ الْحَكَمِ، عن الحسن ابن مسلم، عن النبي (ص) ، وحديث هشيم أصح» .
وقال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث إنما يرويه الحفاظ عن منصور، عن الحكم بن عتيبة مرسلاً، ومحمد بن ذكوان هذا ليِّن الحديث، قد حدَّث بأحاديث كثيرة لم يُتابَع عليها» .
ونقل ابن عدي في الموضع السابق عن النسائي قوله: «مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ مَنْصُورٍ منكر الحديث» ؛ ثم قال: «وهذا الذي أشار إليه النسائي أنه عن منصور منكر الحديث؛ لأن هذا لا يرويه عن منصور غيرُ ابن ذكوان هذا» .
وقال الدارقطني في "العلل" (788) : «يرويه محمد = = ابن ذَكْوَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عن علقمة، وهو وهم، والصحيح: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِم بْنِ يَنَّاق مرسلاً» . وفي المسألة (513) ذكر الدارقطني في الحديث اختلافًا آخر، ثم قال: «وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ الحكم، عن الحسن ابن يَنَّاق مرسلاً، وهو أشبهها بالصواب» . وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (4/111) بعد أن ذكره من طريق هشيم مرسلاً: «وهذا هو الأصح من هذه الروايات» .(2/596)
624 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيد بْنِ حِسَاب (2) ،
عَنْ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيدالله (3) وأيُّوبَ (4) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ (5) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) قال: لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوَاقٍ (6) صَدَقَةٌ؟
_________
(1) انظر المسألة رقم (618) .
(2) في (ك) : «حسَّان» .
وروايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (3268) ، والطبراني في "الأوسط" (4540) ، وابن عدي في "الكامل" (5/140) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أيوب إلا حماد بن زيد، تفرد به مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ» .
(3) هو: ابن عمر العمري.
(4) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.
(5) هو: يحيى بن عمارة.
(6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: خمس أواق؛ لأن الأوقية مؤنَّثة، لكنْ يخرَّج ذلك على الحمل على المعنى، حمل الأواقي على معنى الموازين، كأنَّه قال: خمسة موازين أواقٍ. وانظر في الحمل على المعنى بتذكير المؤنث: التعليق على المسألة رقم (270) .(2/597)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ لَيْسَ فِيهِ أيُّوب.
حدَّثنا عارِم (1) ، عَنْ حمَّاد، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سعيد، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: فَلَوْ قَالَ (2) : يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (3) ، كَانَ يَحْتَمِلُ؛ لأَنَّ هَذَا الحديثَ عِنْدَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (4) .
625 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ حمَّادُ بْنُ سَلَمة، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَن يعقوب بْن يَزِيدَ بْن فلان، عَنِ الحارث بن أبي
_________
(1) هو: محمد بن الفضل السَّدوسي. لم نقف على روايته، والحديث أخرجه النسائي في "سننه" (2266) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2263) من طريق حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر، عن عمرو ابن يحيى، به.
وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" أيضًا (2293) من طريق عبد الأعلى، عن عبيد الله وحده، عن عمرو، به.
وأخرجه أيضًا في (2294) من طريق حماد بن زيد، وأيضًا في (2295) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن يحيى بن سعيد وحده، عن عمرو، به.
(2) أي: مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيد بْنِ حِسَابٍ. وهذا فيه إشارة إلى أنه هو الذي أخطأ في ذكر أيوب في الإسناد. ويدل عليه أن ابن خزيمة أخرج الحديث في "صحيحه" (2263) من طريق أَحْمَدُ بْنُ عَبَدَةَ، عَنْ حَمَّادِ بن زيد، عن يحيى ابن سعيد وعبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سعيد، به. وأخرجه أيضًا (2294) من طريق عمران بن موسى القزاز، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بن يحيى، به.
(3) أي: الأنصاري.
(4) تقدم تخريج روايته، والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (1405، 1447) ، ومسلم (979) من طرق عن عمرو بن يحيى، به.(2/598)
ذُباب: أنَّ عُمَرَ لم يأخُذْ من النَّاس زَمَنَ الرَّمَادَةِ (1) صدقة، وبعثَهُمْ عامًا قابِلاً (2) ، فأَخَذَ منهُم عِقَالَيْنِ (3) ، فقَسَم فيهم عِقَالاً، وحَطَّ إِلَى عُمَر (4) عِقالاً.
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: يعقوب بْن عُتْبَة بْن الْمُغَيرَةِ بْنِ الأَخْنَس بْن شَرِيق.
626 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبدُالعزيز بْنُ مُسْلِمٍ (5) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عبَّاس: أنَّ النبيَّ (ص) قال: لِيَسْتَغْنِي (6) أَحَدُكُمْ عَنِ النَّاسِ وَلَوْ بِشَوْصِ سِوَاكٍ (7) ؟
_________
(1) في (ك) : «ومن الزيادة» بدل: «زمن الرَّمادة» . وزمن الرَّمَادَة: سنة جَدْبٍ وقَحْطٍ في عهد عمر، فلم يأخُذ منهم الصَّدقة تخفيفًا عنهم. وقيل: سُمِّي عام الرَّمادَة: لأنهم لما أجدَبوا، صارَتْ ألوانُهم كلون ِ الرَّماد. انظر "النهاية" لابن الأثير (2/262) .
(2) في (ش) : «قليلاً» .
(3) المراد: صدقة عامين؛ كما في «النهاية» (3/280) .
(4) قوله: «عمر» سقط من (ف) .
(5) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (913/كشف = = الأستار) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (1/20-21/مسند عمر) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/351 رقم 12257) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3251) ، والضياء في "المختارة" (10/176) .
(6) في (ت) و (ك) : «يستغني» ، والمثبت من بقية النسخ، والجادَّة: «لِيَسْتَغْنِ» بحذف الياء؛ لأنَّهُ مجزومٌ بلام الأمر، لكن إثباتَ الياء مع الجازم له وجهان ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) .
(7) أي: بغُسالَتِه. وقيل: بما يَتَفَتَّتُ منه عند التَّسَوُّك. "النهاية" (2/509) .(2/599)
قال أبي: هكذا رواه (1) عبد العزيز، وَرَوَاهُ جريرُ بْنُ حَازِمٍ (2) ، عَنِ الأعمَش، عن الحكم ابن عُتَيبة (3) ، عَنْ مَيْمون بْنِ أَبِي شَبِيب، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (4) ؛ وَهُوَ أشبَهُ (5) .
627 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نَصْر بْنُ علي (7) ، عن عبد الأعلى (8) ، عَنْ هِشَامٍ (9) ، عَنْ مُحَمَّدٍ (10) ، عَنِ ابن عباس؛ قال:
_________
(1) في (أ) و (ش) : «روى» .
(2) روايته أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (3252) عنه، عن الأعمش ومنصور بْنُ زَاذَانَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عتيبة، به.
(3) في (ش) و (ك) : «عيينة» .
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) قال إسماعيل القاضي - كما عند البيهقي في الموضع السابق -: «هكذا رواه عبد العزيز بن مسلم، وقد خالفه غير واحد؛ رواه عَن الأعمش، عَن الحكم، عَنْ ابن أبي ليلى» . قال البيهقي: «هكذا وجدته: عن ابن أبي ليلى! والحديث عندنا عن الأعمش وغيره، عن الْحَكَمُ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شبيب، عن النبي (ص) مرسلا» .
وقال حمدان بن علي - كما في "المختارة"-: سألت أحمد عن حديث عبد العزيز القسملي: «استغنوا عن الناس ... » فقال: منكر! ما رأيت حديثًا أنكر منه. اهـ.
(6) نقل هذا النص بتمامه ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق (2/237) ، ونقل الزيلعي في "نصب الراية" (2/425) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (4/228) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (873) حكم أبي حاتم.
(7) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (2415) .
وأخرجه النسائي في "سننه" (5/50-51 رقم2509) ، من طريق مخلد بن الحسين، والدارقطني في سننه" (2/144) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/168-169) - من طريق عبد الوهاب الثقفي، كلاهما - مخلد وعبد الوهاب - عن هشام بن حسان، به.
(8) هو: ابن عبد الأعلى.
(9) هو: ابن حسَّان.
(10) هو: ابن سيرين.(2/600)
أَمَرَنا رسولُ الله (ص) أَنْ نُؤَدِّيَ (1) زكاةَ رَمَضَانَ (2) صَاعًا مِنْ طَعَامٍ؛ عَنِ الصَّغِير والكَبِير، والحُرِّ والمَمْلوك، مَنْ أَدَّى سُلْتًا (3) قُبِلَ (4) مِنْهُ، وأَحسَبُهُ قَالَ: وَمَنْ أَدَّى دَقيقًا قُبِلَ مِنْهُ، وَمَنْ أَدَّى سَوِيقًا قُبِلَ مِنْهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (5) .
628 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى ابن عُبَيدة (6) ، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إنَّ المُؤْمِنَ يَتَصَدَّقُ بِالتَّمْرَةِ، وَلاَ يَقْبَلُ اللهُ إِلاَّ الطَّيِّبَ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: عن عبد الله ابن دِينَارٍ (7) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (8) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فمنهُمْ مَنْ يُوقِفُهُ (9) ، ومنهُمْ من يُسْنِدُهُ،
_________
(1) في (ت) : «يؤدي» ، ولم تنقط في (ك) .
(2) في (ف) : «زكاة الفطرة رمضان» .
(3) قال ابن الأثير: السُّلْتُ: ضَرْبٌ من الشَّعير أبيضُ لا قِشْرَ له. "النهاية" (2/388) .
(4) في (أ) : «قيل» .
(5) قال البيهقي في الموضع السابق: «وهذا مرسل، محمد ابن سيرين لم يسمع من ابن عباس شيئًا» . ولما نقل ابن حجر في "التلخيص" (873) قول أبي حاتم؛ فسَّره بقوله: «لأن ابن سيرين لم يسمع من ابن عباس؛ في قول الأكثر» .
(6) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/335) .
(7) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1410) مرفوعة. وأخرج الحديث مسلم (1014) من طريق سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبيه، به، مرفوعًا.
(8) هو: ذكوان السَّمَّان.
(9) في (ك) : «يوثقه» ، وقوله: «يُوقِفُهُ» مِنْ: أوقَفَ الحديثَ؛ بمعنى: وقَفَهُ، وهو لغة قليلة. انظر "تاج العروس" (وقف) .(2/601)
ويَحْتَمِلُ أن يكونَ مرفوعً أَيْضًا صَحِيحٌ (1) (2) .
629 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ طَلْحَة بْنُ عَمْرٍو (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَن جابر: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: مَنْ أَشْبَعَ جَائِعًا فِي يَوْمِ سَغَبٍ (5) ، أَدْخَلَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ بَابٍ مِنْ أَبْوابِ الجَنَّةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إلاَّ مَنْ فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلََ (6) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ المُنْكَدِر؛ قَالَ: يُقال: مَنْ أشبعَ ... هكذا (7) .
_________
(1) قوله: «مرفوع أيضًا صحيح» مكانه في (ت) و (ك) : «مرفوعًا أيضًا صحيح» ، وتقدير أصل العبارة: «ويحتمل أن يكون هو [أي الحديث] صحيحً أيضًا حال كونه مرفوعً» ؛ على فـ «صحيحً» خبر «يكون» ، و «مرفوعً» حالٌ منصوبٌ، ورُسمتا دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(2) قال ابن عدي في الموضع السابق - بعد أن ذكر لموسى أحاديث عن عبد الله بن دينار -: «وهذه الأحاديث لموسى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ليست هي محفوظة» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (1894) الاختلاف في هذا الحديث، وقال: «وأما حديث عبد الله بن دينار: فالصحيح عنه: ما قاله عبد الرحمن ابنه وسليمان بن بلال عنه، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة» . وانظر "العلل" له أيضًا (4/56/ب) .
(3) انظر المسألة رقم (2031) .
(4) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/108) .
(5) أي: في يومِ جوعٍ. انظر "النهاية" (2/371) .
(6) لم يتضح في (ت) . والمراد: «ما فعله» ، حذف ضمير المفعول وهو الرابط بين جملة الصلة والموصول.
(7) قال ابن عدي - بعد أن ذكر لطلحة عدة أحاديث -: «وعامة ما يروى عنه لا يتابعونه عليه، وهذه الأحاديث التي أمليتها له عامتُها مما فيه نظر» .(2/602)
630 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيدالله بْنُ مُوسَى (2) ، عَنْ بَشِير بْنِ مُهاجِر، عَنِ ابْنِ بُرَيْدة (3) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَا مَنَعَ قَوْمٌ الزَّكَاةَ إِلاَّ حُبِسَ (4) عَنْهُمُ القَطْرُ، ولاَ نَقَصَ قَوْمٌ المِكْيَالَ ... ، الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حُسَين بْنُ واقِد (5) ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، موقوفً (6) ؛ وهو أشبَهُ (7) .
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2773) .
(2) هنا انتهت الورقة (62) من النسخة (ف) ، وقد سقطت الورقة التالية (63) ، وتبدأ الورقة (64) في أثناء المسألة رقم (640) كما سيأتي التنبيه عليه.
ورواية عبيد الله بن موسى هذه وصلها أبو حاتم في المسألة رقم (2773) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، به، وأخرجها ابن أبي شيبة، وأبو يعلى، والروياني في "مسانيدهم"- كما في "المطالب العالية" (973) -، والبزار (4/104/كشف الأستار) ، والحاكم في "المستدرك" (2/126) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/346) ، و"الشعب" (3040) .
ومن طريق البزار رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (21/191) .
(3) هو: عبد الله.
(4) في (ش) : «حبس الله» .
(5) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (3/346) ، و"الشعب" (3039) .
(6) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(7) قال البزار: «لا نعلم رواه إلا بريدة، ولا نعلم له عنه إلا هذا الطريق» .
وقال ابن حجر في الموضع السابق: «هذا إسناد حسن» .
وقال في "بذل الماعون" (ص212) بعد أن أخرج الحديث من الطريق الأولى: «وله علة غير قادحة؛ أخرجه البيهقي في "الكبرى" من طريق عبد الله بن المبارك، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ عبد الله بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ذ، ويَحْتمل أن يكونا محفوظين، وإلا فهذه الطريق أرجح؛ لاحتمال أن يكون بشير بن المهاجر سلك الجادَّة» .
وقال السخاوي في "الأجوبة المرضية" (3/1169) : «وأورده في "المختارة"، فأدنى مراتبه أن يكون عنده حسنًا، وكذا حسَّن شيخنا في تصانيفه إسناده، وكأنه إنما لم يطلق الحكم لكون بشير خولف فيه» .
وانظر "الأجوبة المرضية" أيضًا (2/547-548) .(2/603)
631 - وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيح (2) ،
عَنْ أَبِي (3) الأَسْوَدِ (4) ، عَنْ بُكَيْر بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ [بُسْر] (5) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ رَسُولِ الله (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَنْ جَاءَهُ مِنْ أخِيهِ مَعْرُوفٌ مِنْ غَيْرِ إِشْرافٍ ولاَ مَسْأَلَةٍ، فَلْيَقْبَلْهُ وَلاَ يَرُدَّهُ؛ فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ إِلَيْهِ.
فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنما يُروى عَنْ بُسْر (6) بْنِ سَعِيدٍ (7) ، عن ابن
_________
(1) في (ش) : «وسألت» ، وانظر المسألة التالية.
(2) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (4/350) ، والإمام أحمد في "المسند" كما في "أطراف المسند" (2/293 رقم2286) ، و"إتحاف المهرة" (4/398 رقم4439) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/220-221 رقم 17936) ، وأبو يعلى في "مسنده" (925) ، وابن حبان في "صحيحه" (3404 و5108) من طريق سعيد ابن أبي أيوب، عن أبي الأسود، به.
(3) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(4) هو: محمد بن عبد الرحمن، المعروف بيتيم عُروَة.
(5) في جميع النسخ: «بشر» ! وسيأتي في بعض النسخ على الصَّواب، وكذا جاء على الصَّواب في "الجرح والتعديل" (3/338) .
(6) في (ش) و (ك) : «بشر» ، والمثبت من (أ) و (ت) ، وهو الصَّواب كما بيَّنا في التعليق المتقدِّم.
(7) روايته على هذا الوجه أخرجها مسلم في "صحيحه" (1045) من طريق بكير بن الأشج، عنه، به.(2/604)
السَّاعِدي (1) ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) (2) .
632 - وسمعتُ (3) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ حَيْوَةُ [و] (4) ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ (5) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيفة (6) ، عَنِ السَّائب بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب؛ قولَه: مَنْ جاءَه مِنْ أَخِيهِ معروفٌ مِنْ غَيْرِ إشرافٍ وَلا مسألَةٍ، فَلْيَقْبَلْهُ وَلا يَرُدَّهُ؛ فإنَّما هُوَ رِزقٌ ساقَه اللهُ إليه.
_________
(1) هو: عبد الله بن السَّعدي، أو: السَّاعدي؛ كما في المسألة التالية.
(2) ترجم ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/338) لخالد بن عدي الجُهَني، وذكر روايته لهذا الحديث، وأنه روى عنه بسر بن سعيد الحضرمي، ثم قال: سألتُ أبي عن خالد هذا؟ فقال: لا يُدرى من هو! وهذا الحديث اختُلِفَ في الرواية عن بُكَير بن الأَشَجِّ: فروى سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نَوْفَل يتيم عروة، عَنْ بُكَيْر بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ بُسر بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بن عَدِيّ، عن النبي (ص) . وَرَوَى اللَّيث بْنُ سَعْدٍ، عَنْ بُكَيْر بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ بُسر بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ السَّاعدي، عن عمر بن الخطاب ح؛ وهو الصَّحيح. اهـ.
وذكر الدارقطني في "العلل" (197) الاختلاف في الحديث، وقال: «وأحسنها إسنادًا: حديث شعيب بن أبي حمزة ومن تابعه، عن الزهري، عن السائب، عن حويطب بن عبد العزى، عن ابن السعدي، عن عمر» . وانظر المسألة التالية.
(3) انظر المسألة السابقة.
(4) ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها النص؛ إذ ليس في الرواة من اسمه: «حيوة بن لهيعة» ، وحيوة بن شريح وابن لهيعة قرينان؛ فيبعد أيضًا أن تكون العبارة: «حيوة، عن ابن لهيعة» ، وكثيرًا ما تأتي أسانيدُ فيها: «حيوة وابن لهيعة، عن أبي الأسود» ؛ كما في "المسند" للإمام أحمد (2/330) وغيره، والله تعالى أعلم.
(5) هو: محمد بن عبد الرحمن، المذكور في المسألة السابقة.
(6) في (ك) : «حيصفة» .(2/605)
فَقَالَ أَبِي: وَهَذَا أَيْضًا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابْنِ السَّاعِدي، عَنْ عُمَرَ.
رَوَاهُ الزُّهْري (1) ، عَنِ السَّائب بن يزيد، عن حُوَيْطِب (2) بن عبد العُزَّى (3) ، عن عبد الله بْنِ السَّعْدي، عَنْ عُمَرَ، عَنْ رسول الله (ص) .
قَالَ أَبِي: وَهَذَا الصَّحيحُ، وَيُقَالُ: ابنُ السَّعْديِّ والسَّاعِديِّ (4) .
633 - وسمعتُ (5) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَير، عَنِ اللَّيْث (6) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالُوا لرسولِ الله (ص) : أَصحابُ الحُمُر (7) ؟ قَالَ: لَمْ يُنْزَلْ عَلَيَّ فِي الحُمُرِ شَيْءٌ؛ إِلاَّ هَذهِ الآيَةُ الفَاذَّةُ (8) : {فَمَنْ} (9)
_________
(1) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (7163) .
(2) في جميع النسخ: «ابن حويطب» ، وكانت في (ش) : «حويطب» ، ثم ألحقَ الناسخ فوقها «بن» ، وكتب عليها علامة «صح» . والمثبت من "تهذيب الكمال" (7/465) ، و"الإصابة" (2/304) .
(3) في (أ) : «عبد العزيز» .
(4) انظر "العلل" للدارقطني (197) .
(5) ستأتي هذه المسألة برقم (1707) .
(6) هو: ابن سعد.
(7) اختصر المصنف متنَ الحديث كعادته، وهو حديثٌ معروف متفق على صحته؛ أخرجه البخاري (2371) ، ومسلم (987) ، ذكر فيه (ص) عقوبة من لا يؤدِّي زكاةَ الكنز والإبل والغنم، فسألوه عن الخيل، فذكر أن الخيرَ معقودٌ في نواصيها إلى يوم القيامة ... الحديث. ثم سألوه، فقالوا: فالحُمُر يا رسول الله؟ ... فذكر هذا الحديثَ جوابًا لسؤالهم.
(8) الفاذَّةُ: الجامعةُ، المنفردةُ في معناها. "النهاية" (3/422) .
(9) في جميع النسخ: «من» !(2/606)
{يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ *} إِلَى آخِرِ السُّورة (1) .
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا وَهَمٌ، وَهِمَ فِيهِ اللَّيْثُ؛ إِنَّمَا الصَّحيحُ كَمَا رَوَاهُ مالكٌ (2) ، وحَفْصُ بْنُ مَيْسَرَة (3) ، وابنُ أَبِي فُدَيك (4) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ (5) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
634- وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (6) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (7) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (8) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ (9) ، عن يحيى ابن مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفي (10) ، عَنْ كُرَيب (11) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ لمعاذٍ حِينَ بعثَهُ إِلَى اليَمَن: اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ؛ فَإنَّهُ لَيْسَ لَهَا حِجَابٌ
_________
(1) سورة الزلزلة.
(2) في "الموطأ" (2/444 رقم958) عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّان، عَنْ أَبِي هريرة، به، ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "صحيحه" (2371) .
(3) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (987) من طريق سويد بن سعيد، عنه، عن زيد بن أسلم، به.
(4) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1659) .
(5) هذا السياق يوهم أن مالكًا وَحَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ وَابْنُ أَبِي فديك ثلاثتهم رَوَوا الحديث عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زيد بن أسلم، وليس كذلك، فالراوي عن هشام بن سعد هو ابن أبي فديك فقط، وأخرجه مسلم في "صحيحه" (987) من طريق عبد الله بن وَهْبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عن زيد بن أسلم. وأما مالك وحفص ابن ميسرة فإنهما يرويانه عن زيد بن أسلم كما سبق.
(6) هو: ابن يحيى التُّجِيبي.
(7) هو: عبد الله.
(8) هو: عبد الله.
(9) في (ش) : «زيد» .
(10) ويقال: يحيى بن عبد الله كما سيأتي.
(11) هو: ابن أبي مسلم، مولى ابن عباس.(2/607)
دُونَ اللهِ، وَإنَّكَ سَتَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ فَاَدْعُهُمْ إِلَى التَّوْحِيدِ، فَإذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَقُلْ: إنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَيْكُمْ خَمْسَ صَلَواتٍ، فَإذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَقُلْ: إِنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَيْكُمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِكُمْ وَيُعَادُ بِهَا عَلَى فُقَرائِكُمْ، فَإذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ.
قَالَ أَبِي: إنما هو: يحيى بن عبد الله بْنِ صَيْفي (1) ، عَنْ أَبِي مَعْبَد (2) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ كَذَا رَوَاهُ زكريَّا بْنُ إِسْحَاقَ (3) .
635 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ الطَّاطَرِي (5) ،
_________
(1) هو: يحيى بن محمد المتقدم في أول المسألة.
(2) هو: نافذ مولى ابن عباس.
(3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1395) ، ومسلم (19) .
(4) نقل قول أبي حاتم ابنُ الملقن في "البدر المنير" (4/153/ مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (820) .
(5) هو: مروان بن محمد. روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/148-149) ، والدارقطني في "السنن" (2/104) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (1/366) .
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (1060) - ومن طريقه الخطيب في "الفصل للوصل" (1/367) - = = والشاشي في "مسنده" (62) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/106) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (1/366) من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، والعقيلي في "الضعفاء" (2/259) - ومن طريقه الخطيب في "الفصل للوصل" (1/367) - من طريق ابن أبي مريم، وابن عدي في "الكامل" (4/148- 149) والخطيب في "الفصل للوصل" (1/366- 367) من طريق الوليد بن مسلم، ثلاثتهم عن ابن لهيعة، به.
وخالف حماد بن زيد روايةَ ابن لهيعة؛ فرواه عن يحيى ابن سعيد، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: صحبتُ سعد بن مالك من المدينة إلى مكة، فما سمعته يحدِّث عن النبي (ص) بحديث واحد. أخرجه ابن ماجه في "سننه" (29) .
وذكر الدارقطني في "العلل" (639) خلافا آخر في هذا الحديث فقال: وَرَوَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يحيى بن سعيد، عن السائب أنه قال: صَحِبْتُ سعدًا كذا وكذا سمة (كذا في المطبوع ولعلها: سنة) ، فلم أسمعه يحدِّث عن رسول الله (ص) إلا حديثًا واحدًا.(2/608)
عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (1) ؛ قَالَ: كَتَبَ إليَّ يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ يذكُرُ عَنِ السَّائب بْنِ يَزِيدَ أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وقَّاص يقولُ: سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: لاَ يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ، ولاَ يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ (2) فِي الصَّدَقَةِ، والخَليطَان ِ: مَا اجْتَمَعَ عَلَى الفَحْلِ والرَّاعي والحَوْضِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ عِنْدِي، وَلا أعلمُ أَحَدًا رَوَاهُ غيرَ (3) ابنِ لَهِيعَة.
وَقَالَ (4) أبي: ويُروى هذا من كلام سعد فقَطْ (5) .
_________
(1) هو: عبد الله.
(2) في (ك) : «مقترق» .
(3) قوله: «غير» يجوز فيه الرفع والنصب، وانظر التوجيه اللغوي لنظيره في التعليق على المسألة رقم (487) .
(4) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو.
(5) قال ابن عدي في الموضع السابق: «لا أعلم يرويه عن يحيى بن سعيد غيرُ [في الأصل: عن] ابن لهيعة» . وروى العقيلي في "الضعفاء" (2/295) - ومن طريقه الخطيب في "الفصل" (1/368) - عن ابن أبي مريم؛ قال: لم يسمع ابن لهيعة من يحيى بن سعيد شيئًا، ولكن كتب إليه يحيى، وكان فيما كتب إليه يحيى هذا الحديث؛ يعني: حديث السائب بن يزيد ابن أخت نمر: صحبت سعد بن أبي وقاص كذا وكذا سنة، فلم أسمعه يحدِّث عن رسول الله (ص) إلا حديثًا واحدًا، وكتب في عقبه على إثره: لا يفرَّق بَيْنَ مُجتمِع، وَلا يُجمَع بَيْنَ متفرِّق فِي الصَّدَقَة، وظن ابنُ لهيعة أنه من حديث سعد؛ أنه يعني بقوله إلا حديثًا واحدًا: «لا يفرَّق بَيْنَ مُجتمِع، وَلا يُجمَع بين متفرِّق» ، وإنما كان هذا كلام مُبتدأ من المسائل التي كتب بها إليه.
وحكى الخطيب عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قال: «هذا باطلٌ؛ إنما هذا من قول يحيى بن سعيد: لا يُفرَّق بَيْنَ مُجتمِع، وَلا يُجمَع بين متفرِّق» ، كذا حدث به الليث بن سعد وغيره» . وانظر "العلل" للدارقطني (639) .(2/609)
636 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنِ وَهْب (2) ،
عَنِ ابْنِ (3) لَهِيعَة (4) ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عبد الرحمن بن جُبَير (5) : أنه كان
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1231) .
(2) هو: عبد الله. وروايته لم نقف عليها، لكن الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/229 رقم 18015 و18017 و18018) من طريق موسى بن داود، وحسن بن موسى، ويحيى بن إسحاق، وأبو عبيد في "الأموال" (654) من طريق عمرو بن طارق، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص261) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/304 رقم725) من طريق القعنبي، جميعهم عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (2370) ، والطبراني في "الكبير" (20/305- 306 رقم 7274) ، والحاكم في "المستدرك" (1/406) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/291) من طريق الأوزاعي، عن الحارث بن زياد، به.
وأخرجه أبو داود في "سننه" (2945) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/355) - عن موسى بن مروان الرقي، عن المعافي، عن الأوزاعي، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ جبير بن نفير، عن المستورد، به.
قال المزي في "تحفة الأشراف" (8/377- 378) : «رواه جعفر بن محمد الفريابي، عن موسى بن مروان، فقال: «عبد الرحمن بن جبير» ، بدل «جبير بن نفير» ، وهو أشبه بالصواب» .
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (653) من طريق عياش بن عباس، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رجل، عن المستورد.
(3) المثبت من (ك) ، وفي (أ) و (ت) و (ش) : «أبي» ، وهو ضمن السقط الذي في (ف) .
(4) هو: عبد الله.
(5) هو: المصري المؤذِّن، وقد جاء في بعض المصادر: = = «عبد الرحمن بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ» ، قَالَ الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (8/377) بعد أنْ بيَّن الخلاف فيه: «وعلى هذا: فذكر «نفير» في هذا الإسناد غلط ممن ذكره؛ فإنَّ الذي جدُّه نفيرٌ شاميٌّ، وصاحب هذا الحديث مصري، والمستورد أيضًا مصري» .(2/610)
فِي مجلسٍ فِيهِ المُسْتَورِدُ (1) ، وَعَمْرُو بن غَيْلان ابن سَلَمة، فَسَمِعَ المُستَوْرِدَ يَقُولُ: سمعتُ رسولَ الله (ص) يقول: مَنْ وَلِيَ لَنَا عَمَلاً فَلَمْ يَكُنْ لَهُ زَوْجَةٌ فَلْيَتَزَوَّجْ، أو خَادِمًا (2) فَلْيَتَّخِذْ خَادِمًا، أَو مَسْكَنًا فَلْيَتَّخِذْ مَسْكَنًا، أَوْ دَابَّةً فَلْيَتَّخِذْ دابَّةً، فَمَنْ أَصَابَ شَيْئًا سِوَى ذَلِكَ، فَهُوَ غَالٌّ، أَوْ سَارِقٌ.
وَقَالَ (3) ابنُ (4) لَهِيعَة (5) : أَخْبَرَنِي ابنُ هُبَيرَة السَّبَئي (6) ، عن عبد الرحمن بْنِ جُبَير، بِمِثْلِهِ؛ غيرَ أَنَّهُ قال: غَالٌّ [وسَارِقٌ] (7) .
وَقَالَ (8) ابنُ وَهْب: يُوَسَّعُ عَلَيْهِ فِي رِزْقِهِ، حَتَّى يَتَّخِذَ امْرَأةً،
_________
(1) هو: ابن شداد.
(2) كذا في جميع النسخ، وكذا في نسخ "مسند أحمد" (29/546/الرسالة) أيضًا، وهي مفعولٌ به لفعلٍ مقدَّر يَدُلُّ عليه ما بعده، والتقدير: أو لم يَتَّخِذْ خادمًا، وكذلك ما بعده: أو لم يَتَّخِذْ مسكنًا. وانظر التعليق على "مسند أحمد" (29/546 طبعة الرسالة حاشية رقم 3) .
(3) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو.
(4) في (ت) : «أبي» .
(5) روايته هذه أخرجها أبو عبيد في "الأموال" (655) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/229 رقم18015 و18018 و18019) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/305 رقم 726) .
(6) في (ك) : «السائي» . وهو: عبد الله بن هبيرة السَّبئي.
(7) في (ت) و (ك) : «أو ساد» ، وهذا الموضع ضمن السَّقط الواقع في (ف) ، وفي (أ) و (ش) : «أو سارق» ، وهو تصحيف؛ إذ لو كان كذلك لما كان هناك فرقٌ بين الروايتين. وقدأخرج كلتا الروايتين أبو عبيد في "الأموال" (654 و655) هكذا على الصَّواب.
(8) في (أ) و (ش) : «قال» بلا واو.(2/611)
وخَادِمً، ومَسْكَنً (1) ، وَدَابَّةً، ولاَ يَأْخُذْ أَمْوَالَ النَّاسِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنَّما هُوَ عَلَى مَا رَوَاهُ اللَّيْثُ (2) ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رجلٍ، عَنِ المُسْتَوْرِد، عن النبيِّ (ص) .
فقلتُ لأَبِي: للمُسْتَوْرِدِ صُحْبَة؟
قَالَ: نَعَمْ.
637 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ وَهْب (3) ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَة (4) ، عَنِ ابْنِ (5) هُبيرة، عن أبي (6) تَميم (7) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ رسول الله (ص) أَنَّهُ قَالَ: الدِّينَارُ كَنْزٌ، والدِّرْهَمُ كَنْزٌ، وَالقِيرَاطُ كَنْزٌ. فَقِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، أمَّا الدِّينَارُ والدِّرْهمُ قَدْ (8)
عَرَفْنَاهُ، فما
_________
(1) قوله: «وخادم، ومسكن» ، كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب فيهما على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) ، وانظر: "عقود الزبرجد" للسيوطي (1/284- 286) .
(2) هو: ابن سعد. وروايته أخرجها أبو عبيد في "الأموال" (653) .
(3) هو: عبد الله. ولم نجد روايته، ولكن أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1272) من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ عبد الله بن يزيد، عن ابن لهيعة، به.
(4) هو: عبد الله.
(5) في (ت) و (ك) : «أبي» بدل: «بن» . وهو: عبد الله بن هبيرة السَّبئي المذكور في المسألة السابقة.
(6) في (أ) و (ش) : «بن» بدل: «أبي» . وهو: عبد الله بن مالك.
(7) هو: عبد الله بن مالك بن أبي الأسحم الجيشاني.
(8) كذا في جميع النسخ؛ والجادة أن يقال: «فقد عرفناه» ؛ لأن «أما» حرفُ شرط وتوكيد دائمًا، وتفصيل غالبًا؛ في جوابها أن يقترن بالفاء؛ كقوله تعالى: [فُصّلَت: 15] {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَْرْضِ} .
وما في النسخ له وجهٌ في العربية صحيح؛ فقد ذهب النحاةُ إلى أن الفاء قد تحذف من جواب «أما» في الشعر ضرورة، وفي النثر على قلَّة. وذهب ابن مالك والدماميني وغيرهما: إلى أن حذفها جائزٌ في الاختيار وسعة الكلام، وقد أورد ابن مالك شواهد على ذلك من "صحيح البخاري" منها: قوله (ص) : «أما بعدُ ما بالُ رجالٍ يشترطون شروطًا..» ، وقوله (ص) : «أما موسى كأني أنظر إليه ... » ، ثم قال ابن مالك: «وقد خولفت القاعدةُ [يعني قاعدةَ النحويين] في هذه الأحاديث، فَعُلم بتحقيق: عدمُ التضييق، وأن من خَصَّهُ بالشعر، أو بالصورة المعيَّنة من النثر، مقصِّرٌ في فتواه، عاجز = = عن نصرة دَعواه» . "شواهد التوضيح" (ص136) . وانظر "سر صناعة الإعراب" لابن جني (1/264- 267) ، و"عقود الزبرجد" (3/227- 229) و"المغني" لابن هشام (ص80- 84) ، و"شرح ابن عقيل" (4/52- 54) .(2/612)
القِيراطُ؟ قَالَ: نِصْفُ دِرْهَمٍ، نِصْفُ دِرْهَمٍ، نِصْفُ دِرْهَمٍ (1) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (2) .
638 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوانُ الطَّاطَري (3) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزَاري (4) ، عَنْ عبد الملك بْنِ أَبِي سُلَيمان، عَنْ عَطاء (5) ، عن جابر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ مَالٌ فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ ... ، فَقَصَّ القِصَّةَ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَبْدُ الْمَلِكِ (6) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (7) ، عَنْ جابر،
_________
(1) في (ك) : «نصف درهم» مرة واحدة.
(2) قال المناوي في "فيض القدير" (3/554) : «رواه ابن مردويه في "تفسيره" عن أبي هريرة بإسناد ضعيف، ورواه عنه في الفردوس، وبيَّض لسنده» .
(3) هو: مروان بن محمد.
(4) هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث.
(5) هو: ابن أبي رباح.
(6) روايته على هذا الوجه أخرجها مسلم في "صحيحه" (988) من طريق عبد الله بن نمير، عن عبد الملك، به.
(7) هو: محمد بن مسلم بن تدرُس.(2/613)
عن النبيِّ (ص) .
639 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ (2) ، عَنِ عُثْمَانَ بْنِ عَطاء، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ دُونَ جَارِهِ مَخَافَةً عَلَى أَهْلِهِ وَمَالهِ فَلَيْسَ ذَلِكَ بِمُؤْمِنٍ، وَلَيْسَ بِمُؤْمِنٍ مَنْ (4) لَم يَأْمَنْ جَارُهُ بَوَائِقَهُ (5) ... ، وذكَرَ حَدِيثًا طَوِيلا فِي حَقِّ الْجَارِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ (6) .
640 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه هشام ابن عمَّار (7) ، عَنْ عِراكِ بْنِ خَالِدٍ؛ قَالَ: حدَّثني أَبِي؛ قَالَ (8) : سمعتُ إبراهيم بن أبي
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2357) .
(2) روايته أخرجها الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (247) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2430) ، وابن عدي في "الكامل" (5/171) ، والبيهقي في"شعب الإيمان" (9113) .
(3) هو: عطاء بن أبي مسلم الخراساني.
(4) قوله: «من» سقط من (ك) .
(5) بوائقُه: غَوائلُه وشَرُّه، أو ظُلْمُه وغَشَمُه. "لسان العرب" (10/30) .
(6) قال البيهقي في الموضع السابق: «سويد بن عبد العزيز وعثمان بن عطاء وأبوه ضعفاء، غير أنهم غير متَّهمين بالوضع، وقد روي بعض هذه الألفاظ من وجه آخر ضعيف» . وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (2/605) : «وهو شديد النكارة، ولو جاء به أوثق الناس، فكيف هؤلاء؟!» . وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص 257-258) : «إسناده ضعيف، ورفع هذا الكلام منكر، ولعله من تفسير عطاء الخراساني» .
(7) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (18) ، وفي "الدعاء" (34) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (40/165) .
(8) في (ت) و (ك) : «يقول: قال» .(2/614)
عَبْلَة يحدِّثُ عَنْ عُبَادة بْنِ الصَّامِت: أنَّ النبيَّ (ص) أُتِيَ وَهُوَ فِي الحَطِيم (1) ، فَقِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، أُتِيَ عَلَيَّ مالِ بَني (2) (3) فُلانٍ بِسِيفِ (4) الْبَحْرِ، فذُهِبَ بِهِ، فَقَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَا تَلِفَ مَالٌ فِي بَرٍّ ولاَ بَحْرٍ إلاَّ بِمَنْعِ الزَّكَاةِ، فَحَرِّزُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكاةِ، وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بالصَّدَقَةِ، وادْفَعُوا عَنْكُمْ طَوَارِقَ البَلاَءِ بالدُّعَاءِ؛ فَإنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ (5) وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، مَا نَزَلَ يَكْشِفُهُ، وَمَا لَمْ يَنْزِلْ يَحْبِسُهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وإبراهيمُ لَمْ يُدْرِكْ عُبَادةَ، وعِراكٌ منكرُ الْحَدِيثِ، وَأَبُوهُ خالدُ بْنُ يَزِيدَ أوثقُ (6) مِنْهُ، وَهُوَ صَدوق (7) .
641 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عُتْبَة ابن السَّكَن (8) ، عن أَبَانَ
_________
(1) قال ياقوت في "معجم البلدان" (2/273) : الحَطِيم - بالفتح ثم الكسر -: بمكة. قال مالك بن أنس: هو ما بين المقام إلى الباب، وقال ابن جُرَيج: هو ما بين الرُّكن والمقام وزمزم والحِجْر، وقال ابن حبيب: هو ما بين الركن الأسود إلى الباب إلى المقام حيث يتحطَّم الناس للدعاء. اهـ.
(2) في (ت) و (ك) : «بن» بدل: «بني» .
(3) هنا انتهت الورقةُ الساقطةُ من (ف) التي كانت بدايتها في نهاية المسألة رقم (630) .
(4) في (ك) : «يسيف» . وسِيفُ البحر، بكسر السِّين: ساحلُه. "القاموس" (س ي ف) ، و"النهاية" (2/434) .
(5) قوله: «من السَّماء» ليس في (ت) و (ك) .
(6) في (ك) : «وأوثق» بالواو.
(7) قال الطبراني في الموضع السابق: «إبراهيم لم يسمع من عبادة» .
(8) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (1/42) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1805) . ورواه ابن حبان في "المجروحين" (1/98/تعليقًا) من طريق مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ أبان، به. ثم ذكر ابن حبان حديثًا آخر لأبان وقال: «وهما جميعًا باطلان» .(2/615)
بنِ المُحبَّر (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : كَمْ مِنْ حَوْرَاءَ عَيْنَاءَ مَا كَانَ مَهْرُهَا إِلاَّ قَبْضَةً مِنْ حِنْطَةٍ، أوْ مِثْلَهَا مِنْ تَمْرٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وأبانُ هذا مجهولٌ (2) ضعيفُ الْحَدِيثِ (3) .
642 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَبْدِ الرزَّاق (4) ،
عَنْ مَعْمَر، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ تَحِلُّ الصَّدَقَةُ إلاَّ لِخَمْسَةٍ: رَجُلٍ اشْتَراهَا
_________
(1) في (ت) و (ك) : «المجبر» بالجيم.
(2) في (أ) : «وأبان هذا هو مجهول» ثم ضُرب على قوله: «هو» .
(3) نقل ابن حجر في "لسان الميزان" (1/25) عن العقيلي قوله: «لا يتابعه عليه - أي أبان - إلا من هو مثله أو دونه» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (571) .
(4) روايته في "المصنف" (7151) . ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/56 رقم11538) ، وأبو داود في "سننه" (1636) ، وابن ماجه (1841) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2374) ، وابن الجارود في "المنتقى" (3605) ، والدارقطني في "سننه" (2/121) ، والحاكم في "المستدرك" (1/407- 408) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/15، 22) .
وأخرجه الدارقطني في "سننه" (2/121) ، وفي "العلل" (2279) ، من طريق محمد بن سهل بن عسكر، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/15) من طريق أبي الأزهر، كلاهما عن عبد الرزاق، عن الثوري ومعمر، جميعًا عن زيد بن أسلم، به.
ورواه عبد الرزَّاق في "المصنف" (7152) عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) ، به.
وبيَّن الدارقطني أنَّ من قال في رواية عبد الرزاق: «عن معمر» وحده أصح.(2/616)
بِمَالِهِ (1) ، أَوْ رَجُلٍ عَامِلٍ عَلَيْهَا، أَوْ غَارِمٍ، أَوْ غَازٍ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالى، أَوْ رَجُلٍ لَهُ جَارٌ فيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ فَيُهْدِي لَهُ (2) ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ الثَّوْري (3) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم؛ قَالَ: حدَّثني الثَّبْتُ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) ؛ وَهُوَ (4) أشبَهُ (5) .
وَقَالَ أَبِي: فإنْ قَالَ قائلٌ: الثَّبْتُ مَنْ هُوَ؟ أَلَيْسَ هُوَ عطاءَ بنَ يَسَار؟ قِيلَ لَهُ: لَوْ كَانَ عطاءَ ابن يَسار، لِمَ يُكَنِّ عَنْهُ.
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: أَلَيْسَ الثَّبْتُ هُوَ عَطَاءٌ؟
قَالَ: لا! لَوْ كَانَ عَطَاءً، مَا كَانَ يُكَنِّي عَنْهُ.
وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (6) ،
عَنْ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ،
_________
(1) أي: رجلٌ ذو مالٍ يشتري الصدقة بماله.
(2) يوضِّح ذلك رواية أبي داود (1635) ، ففيها: «أو لرجل كان له جارٌ مسكين، فتُصُدِّقَ على المسكين، فأهداها المسكين للغني» .
(3) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" تعليقًا عقب الحديث رقم (1636) ، والدارقطني في "العلل" (2279) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10682) عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بن يسار، به مرسلاً.
(4) في (ك) : «هو» بلا واو.
(5) قال ابن الملقن في "البدر المنير" (5/43/أ) : «واختلف الحفاظ أيما أصح: طريق الوصل، أو طريق الإرسال؟ فصحَّح الثاني طائفة، ففي علل ابن أبي حاتم: أن الثوري أرسله، ونقل عن أبيه أن الإرسال أشبه» .
(6) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" تعليقًا عقب الحديث رقم (1636) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (5/96) .
وأخرجه الإمام مالك في "الموطأ" (2/268) ، ومن طريقه أبو داود في "سننه" (1635) عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عطاء، به مرسلاً؛ مثل رواية ابن عيينة.(2/617)
مُرسَلً (1) .
قَالَ أَبِي: والثَّوْريُّ أحفَظُ (2) .
643 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيك، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِي المُرَاوِح، عَنْ أَبِي واقِدٍ اللَّيْثي، عَنِ النبيِّ (ص) أنه قَالَ (4) : [قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ] (5) : إنَّا أنْزَلْنَا المَالَ لإِقَامِ الصَّلاَةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، ولَوْ كَانَ لابْنِ آدَمَ وَادِيان ِ مِنْ مَالٍ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: يَرْوُونَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي واقِد، عَنِ النبيِّ (ص) .
644 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يحيى بن حمزة (7) ، عن
_________
(1) قوله: «مرسل» سقط من (ف) . وقد جاء هنا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(2) قال الدارقطني في الموضع السابق (2279) : «حدَّث به عبد الرزاق، عن معمر والثوري، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سعيد؛ قاله ابن عسكر عنه. وقال غيره: عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ وحده، وهو أصح. وروى هذا الحديث عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي الثبت عن النبي (ص) ، ولم يُسَمِّ رجلاً، وهو الصحيح» .
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (479) ، وستأتي برقم (1817) .
(4) ضبَّب ناسخا (ت) و (ك) على قوله: «قال» . وانظر الحاشية التالية.
(5) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، والمثبت من المسألتين (479) و (1817) ، وانظر الحاشية السابقة.
(6) نقل الذهبي في "الميزان" (2/202) بعض هذا النص.
(7) روايته أخرجها أبو داود في "المراسيل" (ص213) ، والنسائي في "سننه" (4853) ، وابن عدي في "الكامل" (3/275) .(2/618)
سُلَيمان بْنِ دَاوُدَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه: أنَّ النبيَّ (ص) كَتَبَ إِلَى أهلِ اليَمَنِ بِصَدَقاتِ الغَنَم؟
قلتُ لَهُ: مَنْ سُلَيمانُ هَذَا؟
قَالَ أَبِي: مِنَ النَّاس من يَقُولُ: سُلَيمان بْن أَرْقَم. قَالَ أَبِي: وقد كَانَ قَدِمَ يَحْيَى بنُ حمزةَ العِراقَ، فَيَرَوْنَ أنَّ الأرقمَ: لقبٌ، وأن الاسم: دَاوُد.
ومنهُم (1) من يَقُولُ: سُلَيمان بْن دَاوُد الدِّمَشْقي، شيخٌ ليحيى بْن حَمْزَةَ، لا بأسَ بِهِ؛ فلا أدري أيُّهما هُوَ؟
وما أظنُّ أَنَّهُ هَذَا الدِّمَشْقي (2) .
ويُقال: إنَّهم أصابوا هَذَا الحديثَ بالعِراق مِنْ حَدِيث سُلَيمان بْن أَرْقَم (3) .
_________
(1) في (ف) : «ومن الناس» .
(2) من قوله: «شيخ ليحيى ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(3) قال أبو داود في الموضع السابق: «سليمان بن داود وَهَمٌ» . وقال: «وَهِمَ فيه الحكم» .
ونقل الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (2/93) عن ابن منده أنه قال: «قرأت في كتاب يحيى بن حمزة بخطِّه: عن سليمان بن أرقم، عن الزهري، وأما من صحَّحه، فأخذوه على ظاهره في أنه سليمان بن داود، وقويَ عندهم أيضًا بالمرسل الذي رواه معمر، عن الزهري» .
وروى ابن عدي في "الكامل" (3/274-275) عن ابن معين أنه قال: «سليمان بن داود ليس يعرف، ولا يصح هذا الحديث» .
وروى أيضًا عن البغوي أنه قال: «سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن حديث الصدقات هذا الذي يرويه يحيى بن حمزة: أصحيحٌ هو؟ فقال: أرجو أن يكون صحيحًا» .
وقال ابن حجر في الموضع السابق من "التهذيب": «أما سليمان بن داود الخولاني، فلا ريب في أنه صدوق؛ لكن الشبهة دخلت على حديث الصدقات من جهة أن الحكم بن موسى غلط في اسم والد سليمان، فقال: سليمان بن داود؛ إنما هو سليمان بن أرقم، = = فمن أخذ بهذا ضعَّف الحديث، ولا سيما مع قول من قال: إنه قرأه كذلك في أصل يحيى بن حمزة، فقد قال صالح جزرة: نظرت في أصل كتاب يحيى بن حمزة حديث عمرو بن حزم في الصدقات، فإذا هو عن سليمان بن الأرقم» .(2/619)
645 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابن أبي العِشْرين (2) ، عن
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2120) .
(2) هو: عبد الحميد بن حبيب. وروايته أخرجها ابن سمعون في "الأمالي" (54) ، وابن الجوزي في "البر والصلة" (179) كلاهما من طريق أحمد بن سليمان بن زيّان الدمشقي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ عبد الحميد بن أبي العشرين، به.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/307) من طريق محمد بن العباس بن الوليد الدمشقي، عن هشام ابن عمار، به كسابقه. وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات أصبهان" (3/610) من طريق أحمد بْنِ عِيسَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عن الأوزاعي، به هكذا بذكر الوليد بن مسلم بدل عبد الحميد بن أبي العشرين.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7726) من طريق موسى بن إسماعيل الجبلي، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ خارجة بن مصعب، عن عثمان بن سعد الكاتب، عن عمرو بن شعيب، به.
وأخرجه الطبراني أيضًا في "الأوسط" (6950) من طريق عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ عثمان بن سعد، عن عمرو بن شعيب، به.(2/620)
الأوزاعي (1) ، عن عمرو ابن شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إذَا أَرَادَ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ أنْ يَجْعَلَهَا عَنْ (2) وَالِدَيهِ ... ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ إِنَّمَا يُروى عَنْ عَبَّاد بْنِ كَثِير (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه.
قَالَ أَبِي: عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ (4) لَمْ يُدْرِكْ عَمْرَو ابن شُعَيب، وَهُوَ ضعيفُ الْحَدِيثِ فِي نفسِه.
قلتُ لأَبِي: فتخافُ أَنْ يكونَ الأوزاعيُّ دلَّس (5) ؛ بَلَغَهُ عَنْ عَبَّاد (6) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، فَرَوَاهُ عَنْ عَمْرٍو؟
قَالَ: لا! ولكنْ أخافُ أَنْ يكونَ مِنِ ابنِ أَبِي العِشْرين.
قلتُ: أَلَيْسَ ابنُ أَبِي العِشْرين ثِقَةً؟
قال: هُوَ دِيوانِيٌّ كاتِبٌ، لَمْ يَكُنْ صاحبَ حديثٍ (7) .
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(2) في (ش) : «على» ، ومثله في المسألة رقم (2120) ، والمثبت من بقيَّة النسخ، ومثله في مصدري التخريج: "شعب الإيمان" للبيهقي، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر.
(3) روايته أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (7533) .
(4) قوله: «عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. قَالَ أَبِي: عباد بن كثير» سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(5) في (ت) و (ك) : «وليس» .
(6) في (ف) : «عباد بن كثير» .
(7) الحديث ضعفه الحافظُ العراقي كما في "فيض القدير" (5/456) .(2/621)
646 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (1) ، فاختَلَفَ الرُّواة عَنْهُ:
فَقَالَ حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى: عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ تَوْبة بْنِ نَمِر، عَنْ أَبِي عُمَيْرٍ عَرِيفِ بنِ سَرِيع، عن عبد الله بن عمرو ابن الْعَاصِ: أنَّ عُمَرَ حَمَلَ رَجُلا عَلَى فرسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ وجدَهُ يَبِيعُهُ، فَأَرَادَ عمرُ أنْ يَشْتَرِيَهُ، فسأل النبيَّ (ص) عَنْ ذَلِكَ؟ فَنَهَاهُ عَنْهُ وَقَالَ: إذَا تَصَدَّقْتَ (2) بِصَدَقَةٍ فَأَمْضِهَا، لَقَدْ تَصَدَّقْتُ بِتَمْرٍ عَلَى مَسَاكِينَ، فوَجَدتُّ تَمْرَةً، فَأدْخَلْتُ بِيَدي فِي فِيَّ، ثُمَّ لَفَظْتُهَا؛ خَشْيَةَ أنْ تَكُونَ (3) مِنَ الصَّدَقَةِ.
وَرَوَى هَذَا الحديثَ أَبُو سعيدٍ يَحْيَى بنُ سُلَيمان الجُعْفيُّ، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ تَوْبة بْنِ نَمِر، عَنْ أَبِي عُفَير - قَالَ حَرْمَلَةُ: عَنْ أَبِي عُمَير - فأيُّهما أصَحُّّ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَبُو عُفَير أصحُّ.
وحدَّثنا أَبِي، عن أَصْبَغ (4) ، فقال: عَنْ أَبِي عُمَير؛ كَمَا قَالَ حَرْمَلَة (5) .
_________
(1) هو: عبد الله.
(2) في (ف) : «تصدق» .
(3) في (ت) : «يكون» .
(4) هو: ابن الفَرَج، ولم تنقط العين في جميع النسخ. وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (3/304) .
(5) قال البخاري في "الكنى" من "التاريخ الكبير" (8/63 رقم559) : «أبو عُفَير عريفُ بني سريع» ، وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (9/416 رقم2036) : «أبو عُفَير وكان عَريفًا لبني سريع» . قال المعلِّمي في تعليقه على "الجرح والتعديل": «أي: مقدَّمًا عليهم، فعريف وصفٌ له، لا اسم، وبنو سريع هؤلاءِ بطن من المعافر» .
وسمَّاه: «عريف» كلٌّ من: الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (3/1690 و1718) ، وابن حبان في "الثقات" (5/282) ، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (6/434) .
قال الدارقطني: «أبو عفير عريف بن سريع، تابعي، عداده في المصريين، وقال بعضهم: هو أبو عمير» . وقال المعلِّمي: «والحجة في هذا: البخاري وأبو حاتم؛ ذكراه في الكنى فيمن لا يعرف اسمه» .
والحديث رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/156) فقال: «قال لي أحمد؛ قال: ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو، سمع توبة بن نمر؛ سمع أبا عُفَير عَرِيف بني سَرِيع ... » ، فذكره.
ورواه أحمد (2/173 رقم6616) من طريق رشدين؛ حدثني عمرو بن الحارث؛ أن تَوبة بن نَمِر حدثه؛ أن أبا عُفَير عَرِيف بن سَرِيع حدثه ... فذكره.(2/622)
647 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه القَوَارِ يري (1) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ حَجَّاج بْن أَرْطَاة (2) ، عَنْ أَبِي الزُّبير (3) ،
عن جابر،
_________
(1) هو: عبيد الله بن عمر.
(2) سيأتي أنه روي من طريق أبي خالد الأحمر عنه موقوفًا.
(3) هو: محمد بن مسلم بن تَدرُس. والحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/189 و195) من طريق يحيى بن أبي أنيسة ويحيى بن سعيد الجزري، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/12) من طريق خصيف بن عبد الرحمن، ثلاثتهم عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) ، به.
قال ابن عدي: «وليس الحديث بمحفوظ» .
وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/495 رقم818) من طريق الخطيب البغدادي، ثم قال: «لا يصح عن رسول الله (ص) ، إنما روي عن ابن عمر» .(2/623)
عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا أُدِّيَ زَكَاتُهُ (1) ، فَلَيْسَ بِكَنْزٍ (2) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا رواه القَوَارِ يري، والصَّحيحُ موقوفٌ (3) .
648 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ (4) ،
عَنْ حَجَّاج بْن أَرْطاة، عَنْ الزُّهْري، عَنْ أيُّوب بْنِ بَشِير، عَنْ أَبِي أيُّوب؛ قَالَ: سُئِلَ النبيُّ (ص) : أيُّ الصَّدقةِ أفضلُ؟ قَالَ: عَلَى ذِي الرَّحِمِ
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «ما أُدِّيَتْ زكاتُهُ» ، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ أيضًا؛ لأنَّ الفاعل هنا تأنيثُهُ غير حقيقي. وانظر إيضاح ذلك في التعليق على المسألة رقم (224) .
(2) في (ت) و (ك) و (ف) : «كنز» ، ويخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) قوله: «موقوف» سقط من (ف) .
وهذا الحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (7145) من طريق ابن جريج، وابن أبي شيبة في "المصنف" (10518) من طريق أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، عَنْ حَجَّاجٍ بن أرطاة، كلاهما - ابن جريج وحجاج - عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، موقوفًا.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (3/272) : «ورجَّح أبو زرعة والبيهقي وغيرهما وقفه كما عند البزار» .
(4) هو: محمد بن خازم. وروايته ذكرها الدارقطني في "العلل" (1017) ، وأخرجها عنه الإمام أحمد في "المسند" (5/416 رقم23530) ، وهناد في "الزهد" (1016) ، وأخرجها الطبراني في "الكبير" (4/138 و173 رقم 3923 و4051) من طريق عبد الله بن يوسف وأبي بكر بن أبي شيبة، أربعتهم - الإمام أحمد وهناد وابن يوسف وَابْنِ أَبِي شَيْبَةَ-، عَنْ أَبِي معاوية، عن الحجاج، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ بشير، عن أبي أيوب، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3/203 رقم3126) من طريق عبد الله بن يوسف، عن أبي معاوية، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ حَكِيمِ ابن حزام؛ كما سيأتي.(2/624)
الكَاشِحِ (1) .
[وخالفَهُ] (2) أَبُو خالدٍ الأحمَرُ (3) : فروَى عَنْ حَجَّاج، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أيُّوب بْنِ بَشِير (4) ، عَنْ (5) حَكِيم بْنِ حِزام، عَنِ النبيِّ (ص) .
وَرَوَى الزُّبَيدي (6) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أيُّوب ابن بشير الأنصاري، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) قال ابن الأثير: الكاشِحُ: العَدُوُّ الذي يُضْمِرُ عداوتَه، ويطوي عليها كَشْحَه، أي: باطِنَه. اهـ. "النهاية" (4/175) .
(2) في (ت) و (ك) : «وخالد» ، وفي بقيَّة النُّسَخ: «وقال» . والظاهر أنَّ قوله: «وخالد» أو «وقال» متصحِّفٌ عما أثبتناه أو نحوه.
(3) هو: سليمان بن حَيَّان. وتابعه على هذا الوجه عبد الله ابن نمير، وأبو معاوية في أحد الأوجه عنه، فروياه عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ حَكِيمِ ابن حزام، به.
أما رواية عبد الله بن نمير: فأخرجها الطبراني في "الكبير" (3/202-203 رقم3126) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/12-13) .
وأما رواية أبي معاوية: فأخرجها الطبراني؛ من طريق عبد الله بن يوسف، عن أبي معاوية، به، وقد تقدم ذكرها. وسيأتي كلام الدارقطني عن هاتين الروايتين. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/402 رقم 15320) من طريق سُفْيَانَ بْن حسين، عَنِ الزُّهْرِيِّ، به؛ كرواية حجاج له على هذا الوجه.
(4) قوله: «بشير» كان هكذا في (ف) ، ثم ضرب عليه الناسخ وكتب: «سيرين» ، وفي (ت) و (ك) : «شيرين» .
(5) قوله: «عن» سقط من (ك) .
(6) هو: محمد بن الوليد. وروايته أخرجها الحارث في "مسنده" (299/بغية) .(2/625)
وَرَوَى اللَّيْثُ (1) ، عَنْ عُقَيل (2) ، عَنِ الزُّهْري، عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ (3) الزُّبَيدي أصحُّ (4) .
649 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوْري وجرير (5) ، فاختَلَفا:
فقال الثَّوْري: عَنْ مَنْصُورٍ (6) ، عَنْ يونس ابن خَبَّاب، عَنْ أَبِي سَلَمة بْنِ عبد الرحمن، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا نَقَصَ مَالٌ مِنْ زَكَاةٍ قَطُّ.
_________
(1) هو: ابن سعد. وروايته أخرجها أبو عبيد في "الأموال" (ص 363) .
(2) هو: ابن خالد الأَيْلي.
(3) قوله: «حديث» سقط من (أ) و (ش) .
(4) ذكر الدارقطني في "العلل" (1017) الاختلاف في هذا الحديث؛ وقال: يرويه حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، واختُلِف عنه: فقال بن نمير: عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ حَكِيمِ بن حزام، قال ذلك يوسف القطان عنه. وقال أَبُو مُعَاوِيَةَ: عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ بَشِيرٍ، عن أبي أيوب. وقال علي بن حرب: عن أبي معاوية وابن نمير جميعًا عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أيوب بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ. وأفرده عن أبي معاوية وحدَه فقال: عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابن بشير، عن أبي أيوب. ولم يروه عن الزهري غير حجاج؛ ولا يثبت» .
وقال أيضًا في "العلل" (5/210/أ) : « ... وَرَوَاهُ حجاج بْن أَرْطَأَةَ، عَنْ الزهري فقال مرة: عن حكيم بن [في الأصل: عن] بشير، عن أبي أيوب الأنصاري، وقال مرة: عن أيوب، عن حكيم [في الأصل: بشير] ابن حزام؛ وكلاهما غير محفوظ» .
(5) هو: ابن عبد الحميد.
(6) هو: ابن المعتمر.(2/626)
وَقَالَ جَرِيرٌ: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَعِيد، عَنْ أَبِي سَلَمة، عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الثوريُّ أحفَظُ (1) .
650 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى أَبُو موسى، عن محمد ابن عَثْمَة (3) ، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ العُمَري، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ والبَعْلُ (4)
_________
(1) قال الدارقطني في "العلل" (552) : «يرويه يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سلمة، واختُلِف عنه: فرواه عمرو بن مجمع أبو المنذر السَّكوني، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أبي سلمة، عن أبيه. وخالفه منصور بن المعتمر، واختُلِف عنه: فرواه محمد بن عمارة القرشي، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن أم سلمة. وقيل: عن القاسم بن يزيد الجرمي، عن الثوري مثله، ولا يصح. ورواه وكيع وغيره عَنِ الثَّوْرِيِّ، [عَنْ مَنْصُورٍ] ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سلمة مرسلاً، وهو الصحيح» .
وذكر الاختلاف أيضًا في موضع آخر من "العلل" (5/171/ب) وقال: «والمرسل أشبه» .
(2) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/185/ مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/328 رقم844) قول أبي زرعة.
(3) هو: مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (ل27/أ/النسخة الأزهرية) .
ورواه أبو عوانة في "مستخرجه" (ص86/القسم = = المفقود) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، عن عبد الله العمري، به.
(4) البَعْلُ: ما شَرِبَ من النَّخيل بعُروقِه من الأرض، من غَير سَقْي سماءٍ ولا غيرِها، قال الأزهريُّ: هو ما ينبتُ من النخل في أرضٍ يقرُبُ ماؤها، فرسختْ عروقها في الماء، واستغنتْ عن ماء السماء والأنهار وغيرها. "النهاية" (1/141) .(2/627)
العُشْرُ، وَفيمَا سَقَتِ العُيُونُ والنَّوَاضِحُ (1) وَالسَّوَانِي (2) نِصْفُ العُشْرِ؟
قال أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ، موقوف (3) (4) .
تَمَّ الجُزْءُ الرَّابعُ بِحَمْدِ اللهِ وعَوْنِهِ ومَنِّهِ، ويَتلوهُ في الجُزْءِ الخامِسِ في حديثٍ رواه الصَّبَّاح، والحمدُ للهِ وَحدَهُوصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا مُحَمَّد وآلِهِ وصَحبِهِ وَسَلَّمَ تسليمًا كثيرًا، والحمدُ لله ربِّ العالمين (5)
_________
(1) النَّواضِحُ: الإبل التي يُستَقى عليها، والمراد به هنا: ما سُقِي بالدَّوالي. انظر "النهاية" (5/69) .
(2) في (أ) : «والشواني» ، والسَّوانِي: جمع سانِيَة، وهي الناقة التي يُسْتَقَى عليها. "النهاية" (2/415) .
(3) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(4) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10092) عَنْ شَبَابَةَ بْنِ سوَّار، عَنْ ليث بن سعد، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به موقوفًا.
وترجيح أبي زرعة للرواية الموقوفة إنما هو بالنسبة لطريق نافع، وإلا فالحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (1483) من طريق الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن عمر، عن النبيِّ (ص) .
(5) من قوله: «تم الجزء الرابع ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ش) و (ك) ، وفي حاشية (ش) : «آخر الجزء الرابع» ، واتفق النص في (ف) مع (أ) ما عدا قوله: «وعونه» فليس في (ف)(2/628)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ِوصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّدٍ، وآلِهِ (1) وصَحْبِهِ وسلَّمالجزءُ الخامِسُ من "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"، يَشتَمِلُ عَلَى (2) عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِ يَت فِيالصَّوْمِ وأَوَّلِ الحَجِّ (3)
651 - قال: أنبا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم رَحِمَهُ اللَّهُ؛ قال (4) : سألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الصَّبَّاح بْنُ مُحارِب (7) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ (8) عَنتَرَة، عَنْ حَبيب بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: أَتَى رجلٌ النبيَّ (ص) فَقَالَ: أَفطَرتُ عامَّةَ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلا سَفَرٍ؟ فَقَالَ له (9) النبيُّ (ص) : أَعْتِقْ رَقَبَةً، قَالَ: لا أجِدُ ... الحديثَ؟
قَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حَبيب، عَنْ طَلْق (10) ، عَنْ سعيد بن
_________
(1) في (ف) : «وعلى آله» .
(2) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ش) و (ك) .
(3) قوله: «وأول الحج» ليس في (ت) و (ك) .
(4) من قوله: «قال: أنبا أبو محمد ... » إلى هنا من (ف) فقط.
(5) في (أ) و (ش) : «وسألت» بالواو.
(6) قوله: «وأبا زرعة» سقط من (أ) و (ش) .
(7) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (5725) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (8184) وجاء فيهما: «أفطرت يومًا من رمضان» . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ حبيب إلا هارون، تفرد به: الصباح بن محارب» .
(8) قوله: «ابن» سقط من (ك) .
(9) قوله: «له» سقط من (ت) و (ك) .
(10) هو: ابن حبيب.(3/5)
المسيّب، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَل (1) .
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ مِمَّن هُوَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا أَدْرِي! وَهَارُونُ بْنُ عَنتَرَة لا بأسَ بِهِ، مستقيمُ الْحَدِيثِ (2) .
652 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرَّزاق (4) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيمان، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُفطِرُ عَلَى التَّمْر، فَإِنْ لَمْ يَجِد فَعَلَى الْمَاءِ ... الحديثَ؟
فَقَالا: لا نعلَمُ رَوَى هَذَا الحديثَ غيرُ عبد الرزَّاق، وَلا نَدْرِي مِنْ أَيْنَ جَاءَ عبدَالرزَّاق (5) ؟
قلتُ (6) : وَقَدْ رَوَاهُ سعيدُ بْنُ سُلَيمان النَّشِيطِي (7) ، وسعيد بن
_________
(1) قوله: «مرسل» يجوز فيه الرفع والنصب، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(2) قال الدارقطني في "العلل" (4/65/أ) : «اختُلِف فيه عَلَى حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) : فرواه هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عمر، ووَهِمَ فيه، والصَّواب: عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ سعيد بن المسيب مرسلاً» .
(3) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/258/مخطوط) .
(4) روايته أخرجها أحمد في"المسند" (3/164 رقم 12676) ، وأبوداود في "سننه" (2356) ، والترمذي في"جامعه" (696) ، والدارقطني في "سننه" (2/185) .
(5) أي: مِنْ أين جاء هذا الحديثُ عَبْدَالرزَّاق؟
(6) في (ت) و (ك) : «قال أبو محمد» بدل: «قلت» .
(7) في (ت) و (ك) : «القشيطي» ، ونقل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (900) عن البزار قوله: «رواه النشيطي، فأنكروه عليه، وضُعِّف حديثه» . ورواية النشيطي هذا أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/148) .(3/6)
هُبَيرة (1) .
فَقَالَ أَبِي: لا يُسْقَى بالنَّشِيطِي (2) وسَعيدِ بْنِ هُبَيْرة شَربةٌ مِنْ ماءٍ مَثَلا.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا أَدْرِي مَا هَذَا الحديثُ! لَمْ يرفَعْه (3) إِلا مِنْ حديث عبد الرزَّاق (4) .
653 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثِ أبي أُوَيس (6) ،
عن الزُّهْري؛
_________
(1) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/148) .
(2) قوله: «وَسَعِيدُ بْنُ هُبَيْرة. فَقَالَ أَبِي: لا يسقى بالنشيطي» سقط من (ت) و (ك) .
(3) يعني: جعفر بن سليمان فيما يظهر.
(4) قال الترمذي في الموضع السابق: «حسن غريب» . وقال الدارقطني في الموضع السابق: «هذا إسناد صحيح» . كذا جاء في المطبوع من "السنن"، والذي نقله ابن حجر في "إتحاف المهرة" (1/446) عن الدارقطني أنه قال: «كلهم ثقات» .
وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا الحديث يعرف بعبد الرزاق عن جعفر، ومن إفرادات جَعْفَرٍ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، لا أعلم يرويه عن جعفر غير ثلاثة أنفس؛ اثنين قد ذكرتهما، والثالث: عبد الرزاق، عن جعفر، والحديث به مشهور عن جعفر، وقد رواه سعيد ابن سليمان وعمار بن هارون، وزاد في حديث عبد الرزاق: كان النبي (ص) يفطر على الرُّطَب، فإن لم يكن رُطَب فتمر» . اهـ.
وقال البزار - كما في الموضع السابق من "البدر المنير"-: «لا أعلم من رواه عن ثابت، عن أنس؛ إلا جعفر بن سليمان» .
(5) انظر المسألة رقم (707) و (708) و (749) .
(6) هو: عبد الله بن عبد الله الأصبحي، نقل المزي في "تهذيب الكمال" (15/170) عن الدارقطني قوله: «في بعض حديثه عن الزهري شيء» . ورواية الأويسي هذا أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (4/226) .
والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (1936) من طريق شعيب بن حمزة، ومنصور بن المعتمر، ومعمر، وإبراهيم بن سعد، والأوزاعي، وسفيان بن عيينة، والليث بن سعد، ومسلم (1111) من طريق سفيان بن عيينة، ومنصور بن المعتمر، والليث بن سعد، ومالك ابن أنس، وابن جريج، ومعمر، جميعهم عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عبد الرحمن، عن أبي هريرة، به بذكر قصة الرجل الذي جامع امرأته في نهار رمضان، فأمره النبي (ص) بالكفَّارة، ولم يذكر أحد منهم قوله: «عليه يوم مكانه» .(3/7)
يعني: عن حُمَيد بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) - فِي رجُلٍ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رمضانَ - قَالَ: عَلَيْهِ يَوْمٌ مَكَانَهُ؟
قَالَ: لَيْسَ هَذَا بصَحيح، لَمْ يقُل هَذَا الحرفَ واحدٌ؛ يَعْنِي (1) : مِنَ الثِّقات (2) .
654 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْن القَزَّاز (4) ، عَنْ
_________
(1) قوله: «يعني» ليس في (أ) و (ش) .
(2) سيأتي في المسألة رقم (708) أنه رواه أيضًا عبد الجبار ابن عمر، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة، لكن عبد الجبار ضعيف؛ ولذا قيد ابن أبي حاتم كلام أبي زرعة هنا بقوله: «يعني من الثقات» .
(3) نقل هذا النص بتمامه ابن عبد الهادي في "التنقيح" (2/282) ، والزيلعي في "نصب الراية" (2/434) .
ونقل ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/280) قول أبي حاتم: «وهذا عندي أشبه» ، ونقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/236) بعضه.
(4) في (أ) و (ش) : «الفَزاري» . وهو: معن بن عيسى القزَّاز. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الأوسط" (9094) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9111) عن خالد بن مخلد، عن إسحاق بن حازم، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه في "سننه" (1700) ، والدارقطني في "سننه" (2/172) .(3/8)
إسحاق بن حازم، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ حَفْصَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يَنْوِ مِنَ اللَّيْلِ.
وَرَوَاهُ يَحْيَى بن أيُّوب (2) ، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ (3) ، عَن الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن حَفْصَة، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: لا أدري؛ لأن عبد الله بْنَ أَبِي بَكْرٍ قَدْ أَدْرَكَ سَالِمًا وَرَوَى عَنْهُ، وَلا أَدْرِي هَذَا الحديثَ ممَّا سَمِعَ مِنْ سَالِمٍ، أَوْ سَمِعَهُ مِنَ الزُّهْري عَنْ سَالِمٍ؟
وَقَدَ رُوي (4) عَنِ الزُّهْري، عن حمزة بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَة، قولَهَا، غيرَ مَرْفُوعٍ؛ وَهَذَا عِنْدِي أشبَهُ، والله أعلم (5) .
_________
(1) هو: عبد الله بن عمر ذ.
(2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/161) ، والترمذي في "جامعه" (730) ، وفي "العلل الكبير" (202) ، والنسائي في "سننه" (2332 و2333) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1933) ، والدارقطني في "سننه" (2/172) .
(3) من قوله: «عن سالم ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .
(4) هذه الرواية أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9112) ، والنسائي في "سننه" (2340) ، والبخاري في "التاريخ الأوسط" (1/160، 161) .
(5) أطال البخاري _ح في الموضع السابق من "التاريخ الأوسط" في ذكر الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «غير المرفوع أصح» . ونقل عنه الترمذي قوله: «عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن حَفْصَة، عن النبيِّ (ص) خطأ، وهو حديث فيه اضطراب، والصحيح عن ابن عمر موقوف» .
وقال الترمذي: «حديث حفصة حديث لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وقد روي عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قوله، وهو أصح. وهكذا أيضًا رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ موقوفًا، ولا نعلم أحدًا رفعه إلا يحيى بن أيوب» . وقال النسائي: «الصواب عندنا موقوف، ولم يصح رفعه -والله أعلم -؛ لأن يحيى بن أيوب ليس بذاك القوي» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (5/165/ب - 166/أ) الاختلاف في هذا الحديث وقال: «رفعُه غير ثابت» . وسُئل: أي القولين أصح عن الزهري: قول من قال: عنه، عن سالم، أو من قال: عنه، عن حمزة؟ فقال: «قول من قال: عن حمزة أشبه» .
وقال النسائي في "الكبرى" (2/116-118) : «والصواب عندنا موقوف. ولم يصح رفعه - والله أعلم - لأن يحيى بن أيوب ليس بذلك القوي، وحديث ابن جريج عن الزهري غير محفوظ، والله أعلم» .
وقال النميري: قلت لأبي عبد الله - يعني: أحمد بن حنبل -: كيف إسناد حديث النبي (ص) : «لا صومَ لمَن لم يجمَع الصوم» ؟ قال: أخبرك، ماله عندي ذلك الإسناد؛ لأنه عن ابن عمر وحفصة إسنادان جيدان» . وسأله الأثرم عن هذا الحديث، قال الأثرم: فكأنه لم يثبته. نقل ذلك ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/282) . وانظر "العلل ومعرفة الرجال" (3/336 رقم5488) .(3/9)
655 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبَة (1) ، عن عمرو
_________
(1) روايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "العلل" (2/181 رقم1935) ، والفسوي في "تاريخه" (2/211) ، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (1/335) ، ووقع عند الفسوي: «عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن القرشي: أن ابن عمر ... » ، فذكره، ولم يكنه بأبي السَّوَّار.
ورواه الخطيب في "الموضح" (2/339) من طريق الفسوي، فقال: «عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أبي السَّوَّار: أن ابن عمر ... » فذكره هكذا على الصَّواب.
ورواه النسائي في "الكبرى" (2836/الرسالة) ، ووقع خلاف في النسخ الخطية له؛ فوقع في نسختين خطيتين منه: «عن شعبة، عن أبي السَّوَّار» ، وهو الموافق لرواية الجماعة عن شعبة، ووقع في نسخة ثالثة: «عن شعبة، عن أبي السَّوداء» ، وهكذا وقع في "تحفة الأشراف" (8571) ، وبناء عليه ترجم له المزي في "تهذيب الكمال" (33/393-394) .(3/10)
بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي السَّوَّار (1) ؛ قَالَ: سألتُ ابنَ عُمَرَ عَنِ صَوم ِ يَوم ِ عَرَفَة؟ فَنَهَانِي؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌٌ؛ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (2) فَقَالَ: عن عمرو، عن أبي الثَّوْرَيْن (3) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ.
قلتُ لأَبِي: مِمَّن الخطأُ؟
قَالَ: مِن شُعْبَة (4) .
_________
(1) بفتح السين المهملة، وتشديد الواو، آخره راء مهملة. وسيأتي أن شعبة أخطأ فيه.
(2) روايته أخرجها الفسوي في "تاريخه" (2/111) ، والدولابي في "الكنى" (1/133) ، والعسكري في "تصحيفات المحدثين" (1/45) ، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (1/334) ، والخطيب في "الموضح" (2/338- 339) . وأخرجه الخطيب أيضًا (2/338) من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن القرشي، عن ابن عمر.
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «الثورة» ، وكتب فوقها ناسخ (ف) : «هكذا وُجِد» ، وفي (ك) : «الثور ير» ، والمثبت من (ت) ، وضبَّب عليها ناسخا (ت) و (ك) ، وأبو الثورين هو: محمد بن عبد الرحمن الجمحي القرشي. وانظر التعليق آخر المسألة.
(4) قال ابن معين في "تاريخه" (421/رواية الدوري) : «حديث أبي الثورين، يحدث به سفيان بن عيينة، يقول: أبو الثورين، ويقول حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: عَنْ مُحَمَّدِ ابن عبد الرحمن القرشي، ويقول شعبة: أبو السوار، وكلهم يحدِّث بِهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ هذا، وأخطأ = = فيه شعبة، إِنَّمَا هُوَ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عن أبي الثورين، وهو محمد بن عبد الرحمن القرشي» .
وقال الإمام أحمد كما في "العلل" (1/516) : «وأخطأ شعبة في اسم أبي الثورين، فقال: أبو السوار، وإنما هو أبو الثورين؛ قلت لأبي: من هذا أبو الثورين؟ فقال: رجل من أهل مكة مشهور، اسمه: محمد بن عبد الرحمن من قريش. قلت لأبي: إن عبد الرحمن بن مهدي زعم أن شعبة لم يخطئ في كنيته، فقال: هو السوار؟ قال أبي: عبد الرحمن لا يدري، أو كلمة نحوها» .
وقال أيضًا (1935) : «أخطأ شعبة» .
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/150) : «وقال شعبة: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي السوار، وهو وهم» .
وقال الفسوي: «وهو أبو الثورين؛ فإنْ لم يكن لقب، فقد أخطأ شعبة إلا أن يكون كان يكنى بكنيتين» ، وقال الدارقطني في الموضع السابق: «قال - يعني ابن عيينة -: وكان شعبة يقول: «أبو السوار» ... لم يفهم [يعني شعبة] ، كانت أسنان عَمرو قد ذهبَتْ» ، ثم قال الدارقطني: «والصواب أبو الثورين، وهذا مما يُعتَدُّ به على شعبة فيما يهم فيه» .
وقال ابن ماكولا في "الإكمال" (1/571) : «وروى شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ فقال: عن أبي السوار؛ وهو وهم» .(3/11)
656- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفَضْل ابن مُوسَى (1) ، عَنْ أَبِي فَرْوَة الرُّهاوي (2) ، عَنْ مَعقِل الكِناني، عَنْ عُبادة (3) بن نُسَيّ، عن أبي [سعد] (4) الخَيْر؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَكْتُبْ عَلَيَّ اللَّيْلَ صِيَامً (5) ؛ فَمَنْ صَامَ فَقَدْ تَعَنَّى، ولاَ أَجْرَ لَهُ؟
_________
(1) روايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير" (ص113-114 رقم 196) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/100) ، وابن عدي في "الكامل" (7/270-271) . وأخرجه الدولابي في "الكنى" (1/35) ، وابن عدي أيضًا (7/271) من طريق عبد الله بن فروخ، عن أبي فَرْوَة، به.
(2) هو: يزيد بن سنان الجَزَري.
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «عباد» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وانظر"تهذيب الكمال" (14/194) .
(4) في جميع النسخ: «سعيد» ، وهذا لا يتفق مع تعقيب أبي حاتم الآتي، وجاء على الصواب في جميع المصادر السابقة.
وانظر "الإصابة" لابن حجر (11/161) .
(5) كذا في جميع النسخ، وهو جارٍ على لغة ربيعة في حذف ألف تنوين النصب، والجادَّة: صيامًا، وقد تقدَّم التعليق على لغة ربيعة في المسألة رقم (34) .
وقوله: «الليل» منصوب على الظرفية، أي: في الليل.(3/12)
قَالَ أَبِي: وَقَدْ قِيلَ: أَبُو سعيد الخَيْر؛ وَهَذَا الصَّحيحُ عِنْدِي (1) .
657 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ اللَّيثُ بْنُ سَعْدٍ (3) ، عَنْ قَتادة، عَنِ الْحَسَنِ (4) ، عَنْ ثَوْبان، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ قَتادة (5) ، عن الحسن، عن عليٍّ (6) ، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ مُرسَل (7) .
وَرَوَاهُ أشعَثُ بْنُ عبد الملك (8) ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ أُسامَة بْنِ زيد، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) قال الترمذي: «سألت محمدًا - يعني البخاري - عن هذا الحديث؟ فقال: أرى هذا الحديث مرسلاً، وما أرى عبادة بن نُسَي سمع من أبي سعد الخير. قال محمد: وأبو فروة الرُّهاوي صدوق، إلا أن ابنه محمدًا روى عنه أحاديث مناكير، واسم أَبِي فَرْوَةَ: يَزِيدِ بْنِ سِنان» . وقال ابن عدي: «وهذا الحديث بهذا الإسناد ليس يرويه غيرُ أبي فروة الرُّهاوي» . وقال الحافظ في "الفتح" (4/202) : «قال ابن منده: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه» .
(2) انظر المسألة رقم (693) و (729) و (732) و (1704) و (2839) .
(3) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3160) ، وقال: «ما علمت أن أحدًا تابع الليث على روايته» .
(4) هو: البصري.
(5) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (996/كشف الأستار) من طريق عمر بن إبراهيم، عنه، به.
(6) قوله: «عن علي» ليس في (ت) و (ك) .
(7) لأن الحسن البصري لم يرو عن علي ح.
(8) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (997/كشف الأستار) ، والنسائي في "الكبرى" (3165) وقال النسائي: «لم يتابعه - أي: أشعثَ - أحدٌ علمناه» .(3/13)
وَأَمَّا حديثُ ثَوْبان: فَإِنَّ سعيدَ بْنَ أَبِي عَروبة (1) ، يَرْوِيهِ عَنْ قَتادة، عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب، عن عبد الرحمن بْنِ غَنْم، عَنْ ثَوْبان، عَنِ النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ بُكَير بْنُ أَبِي (2) السَّمِيط (3) ، عَنْ قَتادة، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ مَعْدان بْنِ طَلحَة (4) ، عَنْ ثَوْبان، عَنِ النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ يزيدُ بْنُ هَارُونَ (5) ، عَنْ أيُّوبَ أَبِي الْعَلاءِ (6) ، عَنْ قَتادة، عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب، عَنْ بلال، عن النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ قَتادة، عَنْ أَبِي قِلابَة (7) ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ (8) ، عَنْ ثَوْبان، عن النبيِّ (ص) (9) .
_________
(1) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3158) .
(2) قوله: «أبي» سقط من (أ) و (ش) . وانظر "تهذيب الكمال" (4/236-237) .
(3) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3159) ، وقال: «ما علمت أن أحدًا تابع بكيرًا على روايته» .
(4) ويقال: معدان بن أبي طلحة.
(5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9302) ، والنسائي في "الكبرى" (3156) .
(6) هو: أيوب بن أبي مسكين القصَّاب.
(7) هو: عبد الله بن زيد الجَرمي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/277 رقم22382) ، وأبو داود في "سننه" (2367) ، وابن ماجه (1680) جميعهم من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أبي قلابة، به.
(8) هو: عمرو بن مرثد الرَّحَبي.
(9) قال الترمذي في "العلل الكبير" (211) : «وسألت محمدًا عن أحاديث الحسن في هذا الباب؟ فقال: يروى عن الحسن قال: حدثني غير واحد من أصحاب النبي (ص) ، عن النبي (ص) . قال محمد: ويحتمل أن يكون سمع من غير واحد» .
وقال الدارقطني في "العلل" (355) : «اختُلِف فيه على الحسن: فرواه قتادة ومطر الوراق ويونس بن عبيد - من رواية إسماعيل بن إبراهيم القُوهي، عن أبيه، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يُونُسَ - عَنْ الحسن، عن علي. ورواه عبيد الله بن تمام، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أسامة بن زيد. ورواه عبد الوهاب الثقفي ومحمد بن راشد الضرير، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أبي هريرة. ورواه عطاء بن السائب وعاصم الأحول، عن الحسن، عن معقل بن يسار ... ورواه قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ ثَوْبَانَ. ورواه أبو حرَّة، عن الحسن قال: حدثني غيرُ واحد من أصحاب النبي (ص) . فإن كان هذا القول محفوظًا عن الحسن، فيشبه أن تكون الأقاويل كلُّها يصح عنه» .
وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (4/177) تعليقًا على كلام الدارقطني الأخير: «يريد بذلك انتفاءَ الاضطراب؛ وإلا فالحسن لم يسمع من أكثر المذكورين» .
ونقل الترمذي في "العلل الكبير" (ص122) عن البخاري قوله: «ليس في هذا الباب شيء أصحُّ من حديث شداد بن أوس وثوبان» . قال الترمذي: «فقلت له: كيف بما فيه من الاضطراب؟ فقال: كلاهما عندي صحيح؛ لأن يحيى بن أبي كثير روى عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي أسماء، عن ثوبان، وعن أبي الأشعث، عن شداد بن أوس، روى الحديثين جميعًا» . قال الترمذي: «وهكذا ذكروا عن علي بن المديني أنه قال: حديث شداد بن أوس وثوبان صحيحان» .
قال ابن حجر في "الفتح" (4/177) : «وكذا قال عثمان الدارمي: صحَّ حديث أفطَر الحاجِمُ والمَحجوم من طريق ثوبان وشداد. قال: وسمعت أحمد يذكر ذلك. وقال المروزي: قلت لأحمد: إن يحيى بن معين قال: ليس فيه شيء يثبت! فقال: هذه مجازفة! وقال ابن خزيمة: صح الحديثان جميعًا. وكذا قال ابن حبان والحاكم، وأطنب النسائي في تخريج طرق هذا المتن وبيان الاختلاف فيه، فأجاد وأفاد» . وانظر "العلل" لابن المديني (ص 56) ، و"السنن الكبرى" للبيهقي (4/264 فما بعدها) ، و"تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (2/319 فما بعدها) .(3/14)
658 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَر (2) وعبد السَّلام بن
_________
(1) انظر المسألة الآتية برقم (715) .
(2) هو: ابن راشد. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (8407) . ومن طريقه البزار في "مسنده" (1020/كشف الأستار) .
وأخرجه الإمام أحمد في"المسند" (1/249 و360 رقم2241 و3392) ، والبزار في "مسنده" (1020/كشف الأستار) من طريق محمد بن جعفر، وأحمد أيضًا (1/360 رقم 3392 و6/265 رقم 26291) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/90) ، من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، والطحاوي أيضًا من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، جميعهم عن سعيد ابن أبي عروبة، عن أيوب، به. وأخرجه أحمد أيضًا (6/265 رقم 26291) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن أيوب، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة، به مرفوعًا. وانظر كلام الدارقطني في التعليق آخر المسألة.(3/15)
حَرْب، عن أيُّوب (1) ، عن عبد الله بْنِ شَقيق، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) كان يُصِيبُ من الرُّؤوس وَهُوَ صائمٌ (2) .
وَرَوَاهُ وُهَيْبٌ (3) ،
عَنْ أيُّوب، عَنْ رجلٍ، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: الله أعلم!
_________
(1) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.
(2) أي: يُقَبِّل وهو صائم؛ كما في "النهاية" لابن الأثير (3/57) ، وسيأتي هذا التفسير في المسألة رقم (715) .
(3) هو: ابن خالد. وروايته لم نقف عليها، لكن تابعه ابن علية، وستأتي روايته هنا. ومؤمَّل بن إسماعيل وستأتي روايته في المسألة رقم (715) .
وأخرجه القاضي يوسف بن إسماعيل - كما في "عمدة القاري" (11/10) - والعيني في "عمدة القاري" في نفس الموضع من طريق حَمَّاد بْن زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عن شيخ من بني سدوس، عن ابن عباس، به.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7407) من طريق معمر، وأحمد في "مسنده" (1/249 و360 رقم 2241 و3392) والبزار في "مسنده" (1020/كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/90) من طريق سعيد بن أبي عروبة كلاهما (معمر وسعيد) عن أيوب، عن عبد الله بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/253 رقم 11868) من طريق عاصم بن هلال، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، به.(3/16)
قلتُ: فهذا الرَّجلُ هو عبد الله بْنُ شَقيق؟
قَالَ: مَا نَدْرِي هُوَ أَمْ غيرُه! وَقَدْ تابعَ (1) وُهَيْبً (2) ابنُ عُلَيَّة (3) .
659 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الله العُمَري (5) ، وَسُفْيَانُ بْنُ حُسين (6) ، وَجَعْفَرُ بْنُ بُرْقان (7) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ
_________
(1) في (ش) : «بايع» .
(2) كذا في جميع النسخ: «وهيب» بلا ألف بعد الباء الموحَّدة، و «وُهَيْب» : اسمٌ عربيٌّ عَلَمٌ على مذكَّر؛ فهو اسمٌ مصروف، وله هنا تخريجان؛ ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (126) عند قوله: «فإن حسينً المعلم» .
(3) هو: إسماعيل بن إبراهيم. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/360 رقم 3391) .
قال الدارقطني في "العلل" (5/136/أ) : «يرويه سعيد الجريري وأيوب، عن [في الأصل: ابن!] عبد الله بن شقيق - واختُلِف عن أيوب - فرواه عبد الواحد بن زياد، عن الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة. وقال سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَروبة: عَنْ أيوب، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة؛ قاله أحمد بن حنبل، عن الخفاف، عن سعيد. قال أحمد: وقال الخفاف مرَّة أخرى: عن ابن عباس. وكذلك قال غندر: عن سعيد، عن أيوب، عن ابن شقيق، عن ابن عباس، وهذا القول وهمٌ، والصَّحيح: عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة كما قال الجريري» .
(4) انظر المسألة رقم (758) و (782) .
(5) هو: عبد الله بن عمر. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/108) ، والدارقطني في "العلل" (5/124/أ) .
(6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/141 رقم25094) ، والنسائي في "الكبرى" (3279/الرسالة) .
(7) في (ت) و (ك) : «جعفر بن مروان» . وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/263 رقم26267) ، والترمذي في "العلل الكبير" (203) ، والنسائي في "الكبرى" (3278/الرسالة) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/280) .(3/17)
عُرْوَة، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: أَصبَحَتْ حَفْصَةُ وعائِشَةُ صائِمَتَين، فأُهدِيَ لَهُمَا هديَّة ... فَذَكَرَ (1) الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا ابنُ أَبِي مَرْيَمَ (2) ، عَنِ ابْنِ عُيَينة؛ قَالَ: سُئِل الزُّهْري عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: لَمْ أسمَعْه مِنْ عُرْوَة؛ إِنَّمَا حدَّثني رجُلٌ عَلَى بَابِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ: أَنَّ عائِشَة أصبَحَتْ صائِمَة.
وحدَّثنا (3) حَرْمَلَة بْنُ يَحْيَى (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا ابْنُ وَهْب (5) ، عَنْ حَيْوَة بْنِ شُرَيح، عَنِ ابْنِ الْهَادِ (6) ، عَنْ زُمَيْل مَوْلَى عُرْوَة، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ، هذا الحديثَ (7) .
_________
(1) في (ف) : «وذكر» .
(2) هو: سعيد بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ.
(3) القائل: «وحدثنا» هو أبو حاتم الرازي.
(4) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه أبو داود في "سننه" (3457) من طريق أحمد بن صالح، والنسائي في "الكبرى" (3277/الرسالة) عن الربيع بن سليمان، كلاهما عن ابن وهب، به. قال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/450) : «ولا يُعْرَفُ لزميل سماع من عروة، ولا ليزيد من زميل، ولا يقوم به الحجة» .
(5) هو: عبد الله.
(6) هو: يزيد بن عبد الله.
(7) هذا الحديث يرويه الزهري واختُلِف عليه:
فرواه عبد الله الْعَمْرِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، وَجَعْفَرُ بن برقان؛ كما ذكر المصنف.
وصالح بن كيسان؛ كما عند النسائي في "الكبرى" (3281/الرسالة) .
وصالح بن أبي الأخضر؛ كما عند النسائي (3280/الرسالة) .
وحجاج بن أرطاة؛ كما عند ابن عبد البر في "التمهيد " (12/68) .
وإسماعيل بن عقبة أو إسماعيل بن إبراهيم؛ كما عند النسائي (3281/الرسالة) . سبعتهم عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَن عائشة، به.
قال النسائي في "الكبرى" (3/362/الرسالة) : «الصَّواب: ما روى ابن عيينة عن الزهري. وصالح بن أبي الأخضر ضعيف في الزهري وفي غير الزهري، وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ وَجَعْفَرُ بْنُ برقان ليسا بالقويِّين في الزهري، ولا بأس بهما في غير الزهري» .
وقال الترمذي: «سألت محمدًا - يعني البخاري - عَنْ هَذَا الْحَدِيث؟ فَقَالَ: لا يصحُّ حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة في هذا، وجعفر بن بُرقان ثقة، وربما يخطئ في الشيء» .
وقال البيهقي: «هكذا رواه جعفر بن بُرقان وصالح بن أبي الأخضر وسفيان بن حُسين، وقد وهموا فيه عن الزهري» .
وقال البيهقي (4/279) : «هذا الحديث رواه ثقات الحفاظ من أصحاب الزهري عنه منقطعًا: مالك بن أنس، ويونس بن يزيد، ومعمر بن راشد، وابن جريج، ويحيى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن الوليد الزُّبيدي، وبكر بن وائل، وغيرهم» .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (12/68) : «وحفاظ أصحاب ابن شهاب يروونه مرسلاً» . وانظر "العلل ومعرفة الرجال" للإمام أحمد (3/250-251) . وقد توسع الدارقطني في "العلل" (5/123/ب - 125/أ) في ذكر الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «وليس فيها كلها شيء ثابت» .(3/18)
660 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرحمن بْنُ مَغْراء (1) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبد الله، عن أبي
_________
(1) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (7898) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن أبي الأحوص، به موقوفًا.
وأخرجه النسائي في "سننه" (2212) من طريق شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن أبي الأحوص، قال عبد الله: قال الله عز وجل: الصوم لي، وأنا أجزي به، وللصائم فرحتان ... الحديث.
قال الدارقطني في "العلل" (5/317) : «وكذلك رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق موقوفًا أيضًا» .(3/19)
الأَحْوَص (1) ، عن عبد الله بن مسعود؛ قال: لِلصَّائم ِ فَرحَتان؟
فَقِيلَ لأَبِي: إبراهيمُ (2) بْنُ عبد الله هُوَ أَخُو أَبِي إِسْحَاقَ الهَمْداني (3) ؟
فَقَالَ أَبِي (4) : لا أعرفُ لأَبِي إِسْحَاقَ أَخًا، وَهُوَ عِنْدِي: إبراهيمُ ابن مُسْلِمٍ الهَجَري (5) .
661 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الحميد الحِمَّاني (6) ، عن
_________
(1) واسمه: عَوف بن مالك.
(2) في (ت) و (ك) : «فقيل لإبراهيم» بدل: «فقيل لأبي: إبراهيم» .
(3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(4) في (ت) و (ك) : «فقال: إني» .
(5) لم نقف على روايته لهذا الحديث موقوفًا، لكن الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/446 رقم 4256) من طريق عمرو بن مجمع الكندي، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/213) من طريق عمَّار ابن محمد، كلاهما عن إبراهيم الهجري، به مرفوعًا.
وقد ذكر الدارقطني في "العلل" (907) بعض أوجه الاختلاف في هذا الحديث، فليراجعه من شاء.
(6) هو: عبد الحميد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/377) ، والبزار في "مسنده" (968/كشف الأستار) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/360) ، وابن عدي في "الكامل" (3/323) ، والإسماعيلي في "معجمه" (1/357) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/123) ، والبيهقي في "الشعب" (3357) ، وفي "فضائل الأوقات" (69) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (875) . وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (387) من طريق أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي بكر الهذلي، به.(3/20)
أَبِي بَكْرٍ الهُذَلي (1) ، عَنِ الزُّهْري، عن عُبَيدالله (2) بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) إِذَا حَضَرَ شَهرُ رمضانَ، أطلَقَ كُلَّ أسيرٍ، وَأَعْطَى كُلَّ سائلٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) .
662 - وسمعتُ (4) أَبِي وَرَأَى فِي كِتَابِي: عَنْ هَارُونَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ محمد بن بِشْر (5) ، عن عبد الرحمن (6) بْنِ أَبِي الزِّناد، عَنْ أَبِيهِ (7) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) فِي لَيْلَةِ القَدْر: تَحَرَّوْهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا الحديثُ وَهَمٌ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: عن عبد الرحمن ابن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) .
663- وسألتُ (8) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (9) عَنْ حديثٍ رواه عُبَيد بن
_________
(1) هو: سُلْمى بن عبد الله، وقيل: روح.
(2) في (ف) : «عبيد» بدل: «عبيد الله» .
(3) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلم رواه هكذا إلا الهذلي، ولم يكن حافظًا، وقد حدَّث عنه جماعة من أهل العلم» . وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا عن الزهري لا أعرفه [إلا] من حديث أبي بكر الهذلي» .
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (252) .
(5) في (أ) و (ش) : «بشير» .
(6) في (ت) و (ك) : «عن أبي الرحمن» ، وكتب في (ك) فوق كلمة «أبي» : «كذا» .
(7) هو: عبد الله بن ذكوان.
(8) ستأتي هذه المسألة برقم (668) من طريق الشعبي، عن ابن عباس.
(9) قوله: «وأبا زرعة» ليس في (ت) و (ك) .(3/21)
إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبيع، عَنْ مَنْصُورٍ (2) ، عَنْ مُجاهِد، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: احتَجَمَ النبيُّ (ص) وَهُوَ صائمٌ مُحرِمٌ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ منصور (3) ، عَن مُجاهِد؛ قال: وُثِيَتْ (4) رِجْلُ رسولِ الله (ص) ، فحَجَمَها وَهُوَ مُحرِمٌ.
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ مِنْ قَيْسٍ أَوْ مِنْ عُبَيد؟
فَقَالَ: مَا أَدْرِي! مَا كَانَ عُبَيدٌ بِذَلِكَ الثَّبت.
ثُمَّ قَالَ: مَا كتَبنا إِلا عَنْ عُبَيد.
قلتُ: فآخَرُ يَقُولُ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قولَهُ؟
قَالَ: لا أعلَمُه غيرَ قَيْسٍ.
664 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوري، عن عَطاء بن
_________
(1) لم نجد روايته، ولكن أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/446) ، وأبو يعلى في "معجمه" (151) ، والطبراني في "الكبير" (11/162- 163 رقم 11500) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/65) من طريق النعمان بن المنذر، والنسائي في "الكبرى" (3202) من طريق أبان بن صالح، والطبراني في "الكبير" (11/66 رقم 11103) ، وابن عدي في "الكامل" (4/209) من طريق العوام بن حوشب، جميعهم عن مجاهد، به.
(2) هو: ابن المعتمر.
(3) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23496) من طريق الحسن بن صالح، عنه، به.
(4) في (ش) : «وثبت» . والمعنى: أصابها وَهْنٌ دون الخَلْع والكَسْر؛ كما في "النهاية" لابن الأثير (5/150) .(3/22)
السَّائِب، عَنْ عَرفَجَة (1) ، عَنْ عُتبَة بْنِ فَرقَد، عَنْ رجُلٍ مِنْ أصحاب النبيِِّّ (ص) ؛ قَالَ: إِذَا جاءَ رمضانُ، فُتِّحَت أبوابُ الجنَّة، وغُلِّقَتْ فِيهِ (2) أبوابُ النَّار (3) ، وصُفِّدَت (4) فِيهِ الشَّياطينُ.
وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (5) ، عَنْ عَطاء، عَنْ عَرفَجَة (6) ؛ قَالَ: كنَّا عِنْدَ عُتبَة بْنِ فَرقَد وَهُوَ يحدِّثنا عَنْ رَمَضَانَ؛ إِذْ جَاءَ رجُلٌ مِنْ أصحاب النبيِّ (ص) ، فَقَالَ لَهُ عُتبَة: حَدِّثنا عَنْ رَمَضَانَ بِشَيْءٍ سمعتَه مِنْ رَسُولِ الله (ص) ، فقال: سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ ... .
فقلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: مرفوعٌ، عَنْ عَرفَجَة؛ قَالَ: كنَّا عِنْدَ عُتبَة بْنِ فَرقَد، فَجَاءَ رجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) .
قلتُ: يُسمَّى هَذَا الرجُلُ مِنْ أصحابِ النبيِّ (ص) ؟
_________
(1) هو: ابن عبد الله الثقفي.
(2) قوله: «فيه» ليس في (ت) و (ك) .
(3) في (ت) و (ك) : «النيران» .
(4) صُفِّدَت: شُدَّت وأُوثِقَتْ بالأغلال؛ كما في "النهاية" (3/35) .
(5) روايته ذكرها ابن حجر في "الإصابة" (11/242) ، وفي "النكت الظراف" (7/235) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/311-312 رقم18794 و18795) من طريق شعبة وعبيدة بن حميد، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8868) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (5/350) من طريق محمد بن = = فضيل، والنسائي في "المجتبى" (2108) من طريق شعبة، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6884) من طريق إبراهيم بن طهمان، أربعتهم عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عرفجة، به.
(6) في (ت) : «عرجة» .(3/23)
قَالَ: لا (1) .
665 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَن حديثٍ رَوَاهُ الثَّوري (2) ، عن أبي صَخْرَة (3) ، عن عبد الله (4) بن مِرْداس، عن عبد الله (5) ؛ قَالَ: إِذَا أصبحتَ جُنُبًا لا يَحِلُّ لَكَ الصَّلاة، واغتَسَلْتَ (6) فحَلَّ لَكَ الصَّلاة (7) ، وحَلَّ لَكَ الصَّوم؛ فصُم.
_________
(1) روى عبد الرزاق في "المصنف" (7386) ، وأحمد في "العلل" (3/165) ، والنسائي في "المجتبى" (2107) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/155) من طريق ابن عيينة، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/269) ، والطبراني في "الكبير" (17/132 رقم 326) من طريق عبد السلام بن حرب، كلاهما عن عطاء، عن عرفجة، عن عتبة، عن النبي (ص) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/132 رقم 325) .
قال أحمد: «كان سفيان يخطىء في هذا الحديث، لم يسمعه عتبة من النبي (ص) ؛ رجلٌ حدَّث عتبة عن النبي (ص) » .
وقال النسائي: «هذا خطأ» . وقال عن الذي قبله: «هذا أولى بالصَّواب» .
وقال ابن عبد البر: «وهو عندهم خطأ، وليس الحديث لعتبة؛ وإنما هو لرجل من أصحاب النبي _ج غير عتبة» .
والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (1898 و1899 و3277) ، ومسلم (1079) من حديث أبي هريرة، به.
(2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7402) ، ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (9/312 رقم9565) .
(3) هو: جامع بن شدَّاد.
(4) في (ش) : «عبيد الله» .
(5) هو: ابن مسعود ح.
(6) في (ف) : «فاغتسلت» .
(7) قوله: «الصلاة» سقط من (ف) .(3/24)
وَرَوَاهُ المَسعودي (1) عَنْ أَبِي صَخْرَة، عَنِ الأسْوَد بْنِ هِلال، عَنْ عبد الله.
وَرَوَاهُ فِطْر (2) ، عَنْ أَبِي صَخْرَة (3) ، عن أبي الشَّعْثاء (4) ، عن عبد الله.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (5) : وَرَوَاهُ (6) الأَعْمَشُ (7) ، عن أبي صَخْرَة، عن عبد الله بن مِرداس، عن عبد الله، يُتابعُ (8) بِهِ الثَّوريَّ.
قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ؟
فَقَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَعلى بْنِ الْحَارِثِ (9) ، عَنْ أبيه وزائِدَة (10) ، عن أَشْعَث ابن (11) أبي الشَّعْثاء، عن إياس بن مُحارِب، ذُكِرَ في آخر الحديث ذِكْرُ أَبِي الشَّعْثاء (12) والأسْوَدِ بْنِ هِلالٍ، وعبدِالله بن مِرداس.
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عبد الله. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (9/313 رقم9567) .
(2) هو: ابن خليفة.
(3) في (ف) : «عن عبد الله» بدل: «عن أبي صخرة» .
(4) هو: سُلَيم بن أسود المحاربي.
(5) في (أ) و (ش) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» .
(6) في (ت) و (ك) : «رواه» بلا واو.
(7) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9571) .
(8) في (ف) : «تابع» .
(9) لم نجد روايته على هذا الوجه، ولكن أخرجه الطبراني في "الكبير" (9/312- 313 رقم 9566) من طريق أحمد بن يونس، عن يعلى بن الحارث، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ عبد الله بن مرداس، عن ابن مسعود، به.
(10) هو: ابن قدامة.
(11) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «ابن» .
(12) من قوله: «عن إياس ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .(3/25)
قلتُ لأبي زرعة: الصَّحيحُ ما هو؟
قال: الله أعلم! قد اضطَربوا فيه، والثَّوري أحفَظُهم.
666 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رواه عليُّ بن هاشم ابن مَرزوق، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن عَلْقَمَة، عَنْ سَالِمٍ مَولَى دَوْس؛ قلتُ لِكَعْبٍ: أكُنتَ تُقَبِّل وَأَنْتَ صائِم؟ قَالَ: نَعَمْ، وآخُذُ بِهِ (2) ؟
فَقَالا (3) : هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى دَوْس (4) ؛ قَالَ: قلتُ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاص ... .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وأخطأَ عليُّ بْنُ هَاشِمٍ؛ لأَنَّ يزيدَ بْنَ هَارُونَ لا يذهبُ عَلَيْهِ مثلُ هذا.
_________
(1) قوله: «وأبا زرعة» ملحق بهامش (ف) وثابت في بقية النسخ.
(2) أي: بمتاعها؛ كما عند الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/291) .
(3) في (ف) : «فقال» ، والصواب ما في بقيَّة النسخ، ويبدو أن ناسخ (ف) نسي تصويبها. انظر التعليق على أوَّل المسألة.
(4) روايته على هذا الوجه أخرجها الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/291) من طريق محمد بن مسلمة الواسطي؛ حدثنا يزيد ابن هارون؛ أخبرنا محمد بن عمرو، عن سالم أبي عبد الله مولى شداد: أنه سأل سعد بن أبي وقاص: تُقَبِّلُ وَأَنْتَ صَائِمٌ؟ قَالَ: نَعَمْ! وآخذ به؛ يعني بمتاعها. وأخرجه هشام بن عمار في "حديثه" (1) من طريق سَعِيدِ بْنِ يَحْيَى اللَّخْمِيِّ، عَنْ محمد بن عمرو، عن سالم، به.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9429) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/95) من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ سالم عن سعد.
وأخرجه ابن أبي شيبة أيضًا (9394) من طريق زيد بن أبي عتاب، وعبد الرزاق في "المصنف" (7421) من طريق زيد بن أسلم، كلاهما عن سعد، به.(3/26)
667 - وسمعتُ (1) أَبِي وسُئِلَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (3) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (4) ؛ قَالَ: اعتَكَفَ النبيُّ (ص) ... فِي قِصَّة البَياضي (5) ، فَلَمْ يذكُره في الإسناد؟
قَالَ (6) أَبِي (7) : هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مَا رَوَى مَالِكٌ (8) ، عَنْ يحيى ابن سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي (9) حَازِمٍ، عَنِ البَياضي، عن النبيِّ (ص) ، بِهِ.
قَالَ أَبِي: غَلِطَ أَبُو بكر (10) في هذا الحديث.
_________
(1) انظر المسألة رقم (367) و (552) .
(2) في (ش) : «عباس» .
(3) هو: أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمرو بن حزم، اسمه وكنيته واحد، وقيل: إنه يكنى بأبي محمد.
(4) قيل: مولى الأنصار، وقيل: مولى بَياضة، وقيل غير ذلك.
(5) في (ت) و (ك) : «البياض» .
وانظر حديث البَياضي في المسألة المتقدمة برقم (367) و (552) .
(6) في (ك) : «وقال» بالواو.
(7) قوله: «أبي» ليس في (ت) و (ك) .
(8) روايته في "الموطأ" (1/80 رقم177) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/344 رقم 19022) . وانظر تتمة تخريجه في المسألة رقم (367) .
(9) في (ك) : «ابن» بدل: «أبي» .
(10) أي: ابن عياش.(3/27)
فقلتُ: كَيْفَ رَوَى؟
فَقَالَ: استُر مَا ستَر اللَّهُ.
668- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (2) ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْول (3) ، عَنِ الشَّعْبي، عَنِ ابن عباس: أنَّ النبيَّ (ص) احتَجَمَ وَهُوَ صائِمٌ مُحرِمٌ؟
فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ شَريك، وَرَوَى (4) جماعةٌ هَذَا الحديثَ، وَلَمْ يَذْكُرُوا: صائِمًا مُحرِمًا؛ إِنَّمَا قَالُوا: احتَجَمَ وَأَعْطَى الحَجَّامَ أَجرَه (5) .
فحدَّث شَريكٌ هَذَا الحديثَ مِنْ حِفْظِه بأَخَرَةٍ، وقد كان ساءَ
_________
(1) نقل هذا النص الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/368) . وابن رجب في "شرح العلل" (2/590) وفيه تقديم وتأخير.
وتقدمت هذه المسألة برقم (663) من طريق مجاهد، عن ابن عباس.
(2) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (12/72 رقم 12566) ، ودعلج في "مسنده" - كما في "إتحاف المهرة" (7/314) - ولفظ دعلج: أن النبي (ص) احتجم وهو صائم.
(3) هو: عاصم بن سليمان.
(4) في (ت) و (ف) : «ورواه» .
(5) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/365 رقم 3457) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "إتحاف المهرة" (7/314) - ومسلم في "صحيحه" (بعد 1577) ، ثلاثتهم من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنِ الشَّعبي، عن ابن عباس؛ قال: حجم النبيَّ (ص) عبدٌ لبني بَياضة، وأعطاه النبي (ص) أجرَه، ولو كان حرامًا لم يُعطه.
ورواه أحمد (1/316 رقم 2904) عن حجاج، عن شريك، عن جَابِر الجعفي، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَن ابن عباس ... فذكره باللفظ السابق. وأخرجه أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (5496 و5500 و5501) من طريق عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي، عن النبي (ص) مرسلاً.(3/28)
حِفظُه، فغَلِطَ فِيهِ (1) .
669 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حجَّاج بن
_________
(1) لم يتعرَّض أبو حاتم الرازي هنا إلا لطريق شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنِ الشعبي، عن ابن عباس. وقد روي حديث ابن عباس أيضًا عنه من طرق أخرى، وفي متنه اختلاف.
قال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/324-325) : أما حديث ابن عباس فقد روي على أربعة أوجه:
أحدها: احتَجَم رسولُ الله (ص) وهو محرمٌ، ولم يذكُر الصِّيام.
والثاني: احتَجَم وهو صائمٌ، ولم يذكُر الإحرام.
والثالث: الجمعُ بينهما، احتَجَم وهو صائم مُحرم.
والرابع: الجمعُ بينهما على غير هذا الوجه.
قال البخاري في "صحيحه": حدثنا معلَّى بن أسد، ثنا [وُهَيب] ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس: أن النبيَّ (ص) احتَجَم وهو مُحرمٌ، واحتَجَم وهو صائم.
فأما احتجامُه وهو محرم فمُجْمَعٌ على صحَّته، واختُلِف في صحة احتجامه وهو صائم، فضعَّفه يحيى بن سعيد القطان، وأحمد بن حنبل، وغيرهما من الأئمة، وصحَّحه البخاري، والترمذي، وغيرهما.
قال مهنَّا: سألتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ حديث ابن عباس: أنَّ النبي (ص) احتَجَم وَهُوَ صَائِمٌ مُحرم، فَقَالَ: ليس فيه صائم، إنما هو مُحرم.
قلت: من ذكره؟ قال: سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بن دينار، عن عطاء وطاوس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النَّبِيَّ (ص) احتَجَم وهو مُحرم. وعن طاوس، عن ابن عباس مثله. وعبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ [خُثَيم] ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس مثله: احتَجَم النبي (ص) وهو مُحرم، وروح، [عَن] زكريا بْن إِسْحَاقَ، عَنْ [عمرو] .
قال أحمد: فهؤلاء أصحابُ ابن عباس لا يذكرون صيامًا ... .
قال يحيى: والحجامة للصَّائم ليس بصحيح. اهـ. وانظر"التلخيص الحبير" (2/367) .
وقد أخرج هذا الحديث البخاري في"صحيحه" (1835 و5695) ، ومسلم (1202) من طريق طاوس وعطاء، كليهما عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النَّبِيَّ (ص) احتَجَم وهو مُحرم.
وأخرجه البخاري (5700 و5701) من طريق عكرمة، عن ابن عباس باللفظ نفسه. وأخرجه البخاري أيضًا (1939 و5694) من طريق عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: احتجم النبي (ص) وهو صائم.
وأخرجه البخاري أيضًا (1938) من طريق عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النبي (ص) احتجم وهو محرم، واحتجم وهو صائم. وأخرجه البخاري أيضًا (5691) ، ومسلم (1577، وبعد 2208) ، كلاهما من طريق وهيب بن خالد، عن عبد الله بن طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عباس: أن النبيَّ (ص) احتَجَمَ، وأعطى الحجَّام أجرَه، واستَعَطَ.(3/29)
أَرْطَاة (1) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَة، عَنْ قُطْبَة بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُمْ كَانُوا عندَ (2) عُمَرَ بْنِ الخطَّاب، فأفطَروا (3) فِي يومِ غَيْمٍ، فتَكَشَّفَ السَّحابُ، وبَدَتِ الشَّمْسُ عَلَى قُلَّةِ الجَبَل (4) ، فَقَالَ عُمَرُ: لا نُبالي (5) ، ونقضي يومًا مكانَه.
_________
(1) روايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/767) من طريق حماد، عنه به.
قال الفسوي: «وهذا خطأ من حجاج، وهما يستدل على ضعف الحجاج هذا ونحوه من الرواية؛ لأن الحفاظ قالوا: عن بشر بن قيس» .
وقد أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (7394) = = بخلاف ما ذُكر هنا؛ فقال عبد الرزاق: أخبرنا صاحب لنا، عن الحجاج، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنِ بشر بن قيس قال: كنا عند عمر ... فذكره، إلا أنه قال: قال عمر: «أتموا يومكم هذا، ثم اقضوا يومًا» . وهذا خلاف ما ذُكر عنه هنا.
(2) في (ف) : «عن» .
(3) في (ش) : «فأفطر» .
(4) قُلَّةُ الجَبَل: أعلاه. "المصباح المنير" (ق ل ل، ص514) .
(5) في (ت) و (ك) : «لا تبالي» .(3/30)