هذه النسبة إلى الفاكهة وبيعها، واشتهر بها أبو عمار زياد بن ميمون الفاكهي، قال ابن أبى حاتم [1] : صاحب/ الفاكهة يروى عن أنس بن مالك، روى عنه عباد بن منصور وأبو عروة والحارث بن مسلم الرازيّ، قال محمود بن غيلان: قلت لأبى داود الطيالسي: زياد بن ميمون؟ فقال:
لقيته أنا وعبد الرحمن بن مهدي فسألناه فقال: عدوا أن الناس لا يعلمون أنى لم ألق أنسا، ألا تعلمان أنى لم ألق أنسا، ثم بلغنا أنه يروى عنه فأتيناه، فقال: عدوا [أن] رجلا أذنب ذنبا فيتوب [أ] لا يتوب الله عليه؟ قلنا: نعم، قال: فانى أتوب، ما سمعت قليلا ولا كثيرا، وكان بعد ذلك يبلغنا أنه يروى عنه، فتركناه. قال يزيد بن هارون: تركت زياد ابن ميمون، وكان كذابا، وقد استبان لي كذبه. قال زياد بن ميمون:
عدوا أنى كنت يهوديا أو نصرانيا فأسلمت أما كنتم تقبلون توبتي؟
إني لم أسمع من أنس شيئا. وكان أبو حاتم الرازيّ يقول: زياد ابن ميمون كان يقال إنه كذاب، وترك حديثه، وسئل أبو زرعة الرازيّ عنه فقال: واهي الحديث.
وموسى بن إبراهيم بن كثير بن بشير بن الفاكه الأنصاري السلمي الحرامى المديني الفاكهي، نسب إلى جده الأعلى، روى عن طلحة ابن خراش، روى عنه يوسف بن عدي وعلى بن المديني، وعبد الرحمن
__________
[1] في الجرح والتعديل ج 1 ق 2 ص 544، وانظر كتاب المجروحين لابن حبان 1/ 303.(10/140)
ابن إبراهيم دحيم [1] وعبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة الحزامي ويحيى ابن حبيب بن عربي ويعقوب بن حميد- قال ابن أبى حاتم [2] : سمعت أبى يقول ذلك.
2982- الفالى
بفتح الفاء [3] وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى بلدة تسمى فالة، قال أبو بكر الخطيب: أظنها من بلاد فارس قريبة من إيذج، والمشهور بالنسبة إليها أبو الحسن على بن أحمد بن على بن سلك المؤدب الفالى، سمع بالبصرة القاضي أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي [4] وأبا الحسن على بن القاسم النجاد وأبا عبد الله أحمد بن إسحاق بن خربان النهاوندي وغيرهم، أقام ببغداد إلى آخر عمره، وكان أديبا شاعرا فاضلا، روى عنه أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب وأبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري وغيرهما، ذكره الخطيب في التاريخ [5] فقال: أبو الحسن المؤدب، المعروف بالفالي، من أهل بلدة تسمى فالة قريبة من إيذج، أقام بالبصرة مدة طويلة، وسمع بها من [6] شيوخ ذلك الوقت، وقدم بغداد فاستوطنها وحدث بها، كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان ثقة، ومات في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وأربعمائة ببغداد [7] .
__________
[1] دحيم لقب عبد الرحمن، انظر الأنساب 5/ 319.
[2] في الجرح والتعديل ج 4 ق 1 ص 134.
[3] بعدها الألف.
[4] وفي تاريخ بغداد: سمع بالبصرة من أبى عمر بن عبد الواحد الهاشمي.
[5] تاريخ بغداد 11/ 334.
[6] ذكر الخطيب هنا الثلاثة المار ذكرهم فوق.
[7] وقال الذهبي في المشتبه: والعلامة صفى الدين مسعود بن محمود الفالى(10/141)
2983- الفامينى
بفتح الفاء بعدها الألف والميم المكسورة ثم الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى فامين، وهي قرية من قرى بخارا، منها أبو أحمد محمد بن مردك بن هاشم ابن راشد الفامينى الشيباني مولاهم، من قرية فامين، يروى عن محمد ابن سلام وأبى جعفر المسندي وأبى قدامة السرخسي، روى عنه ابنه أبو عبد الله محمد بن محمد الفامينى وأبو عبد الله هذا يروى عن أبيه والحسين بن يحيى بن جعفر والعباس بن محمد بن أسامة العلويّ، روى عنه أبو الفضل محمد بن يوسف بن ريحان الأزدي.
2984- الفامي
بفتح الفاء وفي آخرها الميم، هذه النسبة [1] إلى الحرفة، وهو لمن يبيع الأشياء من الفواكه اليابسة، ويقال له «البقال» [أيضا] ، واشتهر بهذه النسبة جماعة، منهم أبو الحسن على بن محمد ابن [1] أحمد الفامي النيسابورىّ، سمع محمد بن يحيى الذهلي وأحمد بن حفص ومحمد بن يزيد، روى عنه ابنه أبو بكر وغيره وأبو الفضل عباس ابن حميد الفامي الكوفي، يروى عن عبد الله بن نمير الهمدانيّ، حدث عنه
__________
[ () ] المفسر، مات في شعبان سنة 678 وابن أخيه العلامة فخر الدين أحمد بن أبى غسان كامل بن محمود الشافعيّ الأصولي، أخذ عن عمه والمحقق نظام الدين أحمد بن فضل الله البندهي، مولده سنة 621 والعلامة مجد الدين إسماعيل ابن نيكروز بن فضل الله بن ربيع الفالى، إمام متقن، سمع من القاضي سراج الدين مكرم بن أبى العلاء الفالى، مات بشيراز سنة 666.
[1- 1] ما بين الرقمين سقط من م.(10/142)
محمد بن عبيد الأموي الصفار وأبو النضر عبد الرحمن بن عبد الجبار ابن عثمان الفامي الحافظ، من أهل هراة، وكان من أهل العلم والفضل، سمع الحديث الكثير، ونسخ بخطه، وحصل الأصول، سمع عبد الله ابن محمد الأنصاري وأبا عبد الله العميري ونجيب بن ميمون الواسطي وغيرهم، سمعت منه الكثير بهراة وفوشنج، وكانت ولادته ... [1] .
وأما أبو عبد الله عمر بن إدريس الصلحى [2] ثم الفامي سكن بغداد فهو منسوب إلى «فامية» قرية من قرى واسط من ناحية فم الصلح، حدث عن أبى مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، روى عنه أبو العلاء محمد بن على الواسطي، وعرفه بالنسبة التي ذكرناها أولا.
وبالشام بلدة يقال لها «فامية» أيضا- هكذا ذكر أبو الفضل محمد ابن طاهر المقدسي الحافظ، ولم يقع إلى من حدث من أهلها فأذكره [3] . [4]
__________
[1] كذا أهمل في الأصول.
[2] م: «البلخي» - خطأ، وانظر ترجمته في تاريخ بغداد 11/ 254.
[3] قال ابن الأثير: الصحيح في اسم فامية الشام أنها «أفامية» بألف قبل الفاء، وإنما العامة تركوها، ولا اعتداد بذلك فإنهم كثيرا يفعلونه، ويبدلون الحروف أيضا كما قالوا في «بارين» «بعرين» وهو من حصون الشام أيضا- انتهى. قال ياقوت: وهي مدينة كبيرة وكورة من سواحل حمص، وقد يقال لها «أفامية» بالهمزة في أوله (وأورد ذكرها في الهمزة موجزا) ، وذكر قوم أن الأصل في فامية «ثانية» بالثاء المثلثة والنون، وذلك أنها ثانى مدينة بنيت في الأرض بعد الطوفان- إلخ.
[4] وقال ياقوت: وقال العساكري: عبد القدوس بن الريان بن إسماعيل(10/143)
2985- الفايِشى
بفتح الفاء [1] وكسر الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها والشين المعجمة في آخرها، هذه النسبة إلى فأيش، وظني أنه بطن من همدان [2] ، والمنتسب إليه أبو بكر عبد الرحمن بن يزيد الفائشي الهمدانيّ، من أهل الكوفة، يروى عن على، روى عنه أبو إسحاق السبيعي، قتل يوم الجماجم سنة ثلاث وثمانين [3] وأبو إبراهيم مضاء الفائشي، يروى عن عائشة رضى الله عنها، روى عنه أبو إسحاق السبيعي وأبو عرفجة الفائشي، عن عطية العوفيّ، روى عنه أبو معاوية الضرير الكوفي.
__________
[ () ] البهراني، قاضى فامية، سمع بدمشق محمد بن عائذ وبغيرها عبيد بن جناد، روى عنه أبو الطيب محمد بن أحمد بن حمدان الرسعنى الوراق وقد اختلف في أبى جعفر أحمد بن محمد بن حميد المقرئ الفامي، الملقب بالفيل، فقيل هو منسوب إلى الضيعة، وقيل: إلى بلدة، أخذ عرضا بواسطتين عن الإمام عاصم بن أبى النجود، وأخذ بواسطة عن الإمام حمزة بن حبيب الزيات، روى عنه أبو بكر محمد بن خلف بن حيان وقاضى الأهواز وكيع البغدادي وغيره، وكان يلقب فيلا لعظم خلقته- إلخ. وعبيد الله بن محمد الفامي، من شيوخ سعيد بن أبى سعيد العيار، ذكره الذهبي في المشتبه ص 497 وابن ماكولا في الإكمال.
[1] بعدها الألف.
[2] قال ابن الأثير: هو من همدان لا شك فيه، وهو فأيش بن الجابر بن عبد الله ابن قادم بن زيد بن عريب بن جشم بن حاشد بن جشم بن حيران (خيوان؟) ابن نوف بن همدان.
[3] راجع تعليق المعلمي على الإكمال 6/ 379.(10/144)
باب الفاء والباء
2986- الفُبّى
بضم الفاء وفي آخرها الباء المشددة المنقوطة بواحدة، اختلف في هذه النسبة إلى ماذا؟ وهو سعدان بن بشر الفبى الجهنيّ، من أهل الكوفة، يقال اسمه «سعيد» و «سعدان» لقبه [1] ، قال يحيى بن معين:
الفبة بالكوفة [2] بحضرة المسجد الجامع، وقال أبو على الغساني: رأيت لحمزة بن محمد الكناني المصري أنه قال: «الفبى» ينسب إلى بطن من همدان، يقال لهم: الفبيون، قلت: ويمكن الجمع بين كلام يحيى بن معين وحمزة الكناني الحافظ، وهو أن هذا البطن من همدان نزل موضعا عند الجامع بالكوفة فنسب إليهم.
باب الفاء والتاء [3]
2987- الفِتيانى
بكسر الفاء وسكون التاء ثالث الحروف والياء
__________
[1] قال ابن ناصر الدين: سعد الدين الفبى الكوفي، يقال: اسمه سعيد ولقبه سعدان، وقيل في أبيه: بشير (وفي تبصير المنتبه لابن حجر ص 1157 «نصر» ) ، روى عن سعد الطائي، وعنه إسماعيل بن محمد بن جحادة وسعدان ابن يحيى اللخمي وأبو عاصم الضحاك ووكيع وغيرهم، وكان ثقة- راجع تعليق المشتبه للذهبى ص 498.
[2] وانظر في الإكمال (القبى) فذكر فيه قول يحيى بأن عمر بن كثير القبى الكوفي منسوب إلى القبة وهي الرحبة بالكوفة.
[3] وفي التوضيح: (الفتنى) نسبة إلى فتن- بفتح الفاء والمثناة فوق المشددة تليها نون، قرية من أعمال كنباية من الهند، لم أعلم منها أحدا- انتهى. وهي معربة من «پتن» منها الشيخ جمال الدين محمد بن طاهر الفتنى، ولد في بلدة «نهر واله» سنة أربع عشرة وتسعمائة، وتلقى العلوم من علماء الهند ثم سافر إلى الحرمين(10/145)
المفتوحة آخر الحروف بعدها الألف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى فتيان، وهي قبيلة، قال ابن الحباب الحميري النسابة: فتيان بن ثعلبة ابن معاوية بن زيد بن غوث بن أنمار وفي نسب معقل بن سنان:
فتيان، وهو معقل بن سنان بن مظهر بن عركى بن فتيان بن سبيع بن بكر بن أشجع الفتيانى، شهد الفتح، وبقي إلى يوم الحرة وفي الأسماء أبو الخيار فتيان بن أبى السمح، الفقيه المصري، يروى عن مالك بن أنس، وكان من كبار أصحاب مالك المتعصبين لمذهبه/ من المصريين، وجرى بينه وبين الشافعيّ خصومات، وضربه السلطان وشهره، ومات سنة خمس ومائتين ومن المتأخرين أبو الفتيان عمر بن أبى الحسن عبد الكريم بن سعدويه الرواسي الدهستاني الحافظ، كان حافظا مكثرا، ممن له العناية التامة في طلب الحديث والرحلة فيه إلى العراق والحجاز والشام ومصر وخراسان، ونسخ بخطه ما لا يدخل تحت الحد، سمع بمرو أبا بكر [1] محمد بن أبى الهيثم الترابي، وبنيسابور أبا عثمان إسماعيل ابن عبد الرحمن الصابوني، وبدهستان أبا مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي، وببغداد أبا يعلى محمد بن الحسين بن الفراء، وبمكة أبا على الحسن [1]
__________
[ () ] وأخذ الحديث من أبى عبد الله العدني وجار الله المكيّ وابن حجر المكيّ والشيخ على بن حسام الدين المتقى الهندي والشيخ أبى الحسن البكري وغيرهم، وصنف تصانيف رائقة معجبة، منها «مجمع بحار الأنوار» شرح الصحاح الست و «المغنى» في أسماء الرجال و «تذكرة الموضوعات» ، وكان يلقب «ملك المحدثين» واستشهد في الهند بأيدي القرامطة سنة ست وثمانين وتسعمائة.
[1- 1] ما بين الرقمين سقط من م.(10/146)
[1]- ابن عبد الرحمن الشافعيّ، وبمصر أبا عبد الله الحسين بن محمد بن الشويخ المصري، وبدمشق أبا الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبى الحديد السلمي [1] ، وأبا بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب وطبقتهم، روى لنا عنه جماعة كثيرة، ومات بسرخس في جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسمائة، زرت قبره غير مرة على طرف النهر في وسط البلد وفتيان بطن من بجيلة من اليمن نزلت الكوفة، والمنتسب إليها رفاعة بن عاصم الفتيانى، يروى عن عمرو بن الحمق رضى الله عنه [2] ، وقال أبو حاتم بن حبان:
أبو عاصم رفاعة بن شداد [3] الفتيانى، وفتيان بطن من بجيلة من اليمن، عداده في أهل الكوفة، يروى عن عمرو بن الحمق الخزاعي، روى عنه السدي، وكان ممن غلب من عين الوردة [4] حين قتل الحسين بن على رضى الله عنه في تسعة آلاف من أصحاب الحسين، فتلقاهم عبيد الله بن زياد في أهل الشام فقتلهم عن آخرهم [5] .
__________
[1- 1] ما بين الرقمين سقط من م.
[2] هكذا قاله ابن ماكولا في الإكمال.
[3] ابن عبد الله بن قيس بن جعال بن بدا بن فتيان بن ثعلبة- اللباب وغيره.
[4] مع سليمان بن صرد، وسلم حين قتلهم ابن زياد.
[5] قال ابن الأثير: هكذا قال أبو سعد، ذكر أولا فتيان بن ثعلبة وساق نسبه، ثم ذكر أخيرا فتيان بطن من بجيلة! وهما واحد، فان فتيان بجيلة هو فتيان بن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن الغوث بن أنمار بن أراش، ونسب رفاعة يدل على ذلك، وبجيلة هم ولد أنمار والد الغوث.(10/147)
2988- الفُتيتى
بضم الفاء والياء الساكنة آخر الحروف بين التاءين ثالث الحروف [1] ، كذا رأيت في تاريخ بغداد مقيدا مضبوطا، وهو أبو الحسن على بن محمد بن عبد الله، ابن الفتيتى القطان، من أهل النهروان، سمع عمر بن روح النهرواني وأبا الحسن بن الصلت المجبر ونحوهما، [2] قال أبو بكر الخطيب [2] : كتبت عنه بالنهروان في رحلتي إلى نيسابور، وذلك في سنة خمس عشرة وأربعمائة، وكان لا بأس به. [3]
__________
[1] وقال ابن الأثير: بكسر التاء الأولى.
[2- 2] سقط من م، وانظر تاريخ بغداد 12/ 99.
[3] وقال ابن ماكولا في (الفتى) : أبو عبد الله سلمان بن عبد الله، ويعرف بابن الفتى، من أهل النهروان، دخل بغداد بعد سنة ثلاثين وأربعمائة، وتشاغل بالأدب، وقرأ على أبى الخطاب الجبليّ والثمانيني وغيرهما من أدباء ذلك الوقت، وحضر عندي، وتأدب وقال الشعر، وسافر إلى الجبل، وشاهدته بالري دفعات وبهمذان، ووجدته فاضلا مليح الشعر حسن الأدب حافظا- انتهى.
وقال ياقوت في (فجكش) : قرية بربع الريوند من أرباع نيسابور، منها محمد بن الحسن بن على بن عبد الرحمن بن النيلويه، أبو الفضائل المعيني الريوندى الفجكشى، الضرير الأديب، شيخ فاضل، عارف باللغة والأدب، يقرأ الناس عليه، سمع أبا الفتيان عمر بن عبد الكريم الرواس، كتب عنه أبو سعد السمعاني وأبو القاسم ابن العساكر الدمشقيّ، وكانت ولادته بفجكش، ومات بنيسابور سنة 537.(10/148)
باب الفاء والحاء
2989- الفحّام
بفتح الفاء وتشديد الحاء، هذه النسبة إلى بيع الفحم، وهو الّذي يستعمله الحداد والصفار، ويوقدونه في الشتاء، والمشهور بهذه الصنعة حاتم بن راشد الفحام، من أهل البصرة، يروى عن الحسن وابن سيرين، روى عنه موسى بن إسماعيل وأبو على الحسن ابن يوسف بن يعقوب الفحام الأسواني، سمع يونس بن عبد الأعلى وبحر بن نصر والربيع بن سليمان المرادي، وتوفى في ذي القعدة سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، وكان ثقة وأبو جعفر محمد بن الوليد بن أبى الوليد الفحام، وهو [أخو] أحمد بن الوليد، من أهل بغداد [1] ، سمع سفيان بن عيينة والنضر بن إسماعيل وعبد الوهاب بن عطاء ويحيى بن السكن ويحيى بن آدم وأسباط بن محمد وغيرهم، روى عنه عبد الله بن محمد بن ناجية ومحمد بن محمد الباغندي ويحيى بن محمد بن صاعد والحسين ابن إسماعيل المحاملي وغيرهم، وقال أبو عبد الرحمن النسائي: محمد بن الوليد الفحام بغدادي لا بأس به، ومات ببغداد سنة اثنتين وخمسين ومائتين وأبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى المقرئ المعروف بابن الفحام، من أهل سرمن رأى، حدث عن أحمد بن على بن يحيى بن حسان السامري وإسماعيل بن محمد الصفار ومحمد بن عمرو الرزاز ومحمد بن الفرخان الدوري ومن بعدهم، وقرأ القرآن على أبى بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش،
__________
[1] ترجمته في تاريخ بغداد 3/ 329.(10/149)
قال أبو بكر الخطيب الحافظ [1] : حدثني عنه أبو سعد السمان الرازيّ ومحمد بن محمد بن عبد العزيز العكبريّ وغيرهما، وكان ثقة على مذهب الشافعيّ، وكان يرمى بالتشيع، ومات بسر من رأى في سنة ثمان وأربعمائة. [2]
2990- الفِحْلى
بكسر الفاء وسكون الحاء المهملة وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى فحل، وهو موضع بالشام، كان به وقائع بين المسلمين والمشركين، فنسبت تلك الوقعة إلى الموضع فقيل «وقعة فحل» و «عام فحل» وأخبار ذلك في الفتوح مشهورة.
باب الفاء والدال
2991- الفدكي
فدك قرية قريبة من المدينة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجعلها في أهل بيته، وكانت الخصومة واقعة بين على والعباس رضى الله عنهما بسببها بحضرة عمر رضى الله عنه في خلافته، فدفعها عمر إليهم لا على سبيل الإرث، ولها قصة في التواريخ، والمشهور بالنسبة إليها أبو عبد الله محمد بن صدقة الفدكي، سمع مالك بن أنس [3] ، روى عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي [4] ، قال أبو حاتم بن حبان: يعتبر بحديث محمد بن
__________
[1] في تاريخ بغداد 7/ 424.
[2] قال أبو موسى في مشيخته: سألت عبد الحكيم الفحفحى عن نسبه فقال: ننسب إلى فحفح، ناحية من الكرخ في طريق بغداد، كان أبى منها- ذكره ياقوت.
[3] وعبد الملك بن عياش- الإكمال.
[4] وعمرو بن الربيع بن طارق المصري- الإكمال.(10/150)
صدقة الفدكي إذا بين السماع في روايته، فإنه كان يسمع عن أقوام ضعفاء عن مالك ثم يدلس عنه ومن التابعين مسعر الفدكي [يروى عن على بن أبى طالب رضى الله عنه، روى عنه أبو إسحاق السبيعي-[1]] وعبد الله بن هرمز الفدكي، يروى عن سعيد بن عبيد، روى عنه حاتم ابن إسماعيل وإسماعيل بن أبى خالد الفدكي، يروى عن أبى هريرة رضى الله عنه، روى شعبة عن عكرمة بن عمار عنه [2] .
2992- الفَدُّويى
بفتح الفاء وتشديد الدال المهملة المضمومة [3] وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، هذه النسبة إلى فدويه، وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهما اثنان، أولهما أبو الحسن محمد بن إسحاق بن محمد بن فدويه الكوفي الفدويى المعدل، من أهل الكوفة، كان ثقة صدوقا، سمع أبا الحسن على بن عبد الرحمن بن أبى السري البكائي، سمع منه أبو عبد الله محمد بن على الصوري وأبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب وأبو الغنائم محمد بن على بن ميمون النرسي وغيرهم، ذكره أبو بكر بن ثابت الخطيب في تاريخ بغداد [4] وقال: أبو الحسن بن فدويه
__________
[1] من م وغيرها، وسقط من الأصل، ويعد في الكوفيين- قاله البخاري في التاريخ الكبير ج 4 ق 2 ص 12.
[2] قاله البخاري، وروى يحيى بن أبى كثير عن إسماعيل بن أبى خالد هذا عن البراء بن عازب، وعن محمد بن عبد الله الطائفي- الإكمال.
[3] بعدها الواو.
[4] 1/ 263.(10/151)
الكوفي، قدم علينا في سنة أربع وعشرين وأربعمائة، وكان شيخا ثقة، له هيئة حسنة ووقار ظاهر، ولم يكن معه- لما قدم علينا- غير جزء واحد فسمعناه منه، وكان/ أبو عبد الله الصوري قد كتب عنه بالكوفة أشياء من حديثه، فسألته عنه فأثنى عليه خيرا وقال: أصوله جياد، وسماعه صحيح، والشيخ في نفسه حسن الاعتقاد، من أهل السنة، وليت كان كل من لقيته بالكوفة مثله، ومات في شوال سنة ست وأربعين وأربعمائة وأبو القاسم محمود [1] بن ... [2] الفدويى، من أهل الطابران قصبة طوس، [كان] فقيها فاضلا، صالحا ورعا، حسن السيرة، جميل الأمر، سمع أبا القاسم ناصر بن أحمد بن محمد بن عبد الله العياضي وغيره، لقيته غير مرة بطوس، وسمعت منه أحاديث يسيرة بقرية تروغبذ، وكانت ولادته في حدود سنة تسعين وأربعمائة أو قبلها.
2993- الفُدَيكى
بضم الفاء والدال المهملة المفتوحة والياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى فديك، وهو رجل من الصحابة حجازي، روى عنه صالح بن بشير بن فديك ومن أولاده أبو عيسى فديك بن سلمان الفديكى، روى عن الأوزاعي، روى عنه محمد ابن المتوكل العسقلاني والعباس بن الوليد بن صبح [3] الدمشقيّ وإبراهيم
__________
[1] من م واللباب، وفي الأصل «محمد» .
[2] بياض يسير.
[3] من المراجع: الجرح والتعديل ج 3 ق 2 ص 89 وتهذيب تاريخ ابن عساكر 7/ 269 وغيرهما، وفي الأصل «صبيح» ، وفي م «صالح» .(10/152)
ابن الوليد بن سلمة الطبراني وغيرهم. [1]
باب الفاء والراء
2994- الفَرَّاء
بفتح الفاء وتشديد الراء المفتوحة، هذه النسبة إلى خياطة الفراء وبيعه، والمشهور بهذه النسبة أبو القاسم [نوح بن] صالح الفراء، نيسابوري، سمع مالكا وعبد الله بن عمر العمرى ومسلم ابن خالد الزنجي وإبراهيم بن طهمان وابن المبارك، روى عنه أحمد بن حفص والحسين بن منصور وأيوب بن الحسن وغيرهم، توفى سنة تسع وعشرين ومائتين وأبو أحمد محمد بن أبى خالد يزيد بن صالح الفراء، هو ابن أبى صالح، نيسابوري، سمع أباه ويحيى بن يحيى، روى عنه طاهر بن يحيى ومكي بن عبدان وغيرهما، مات في شعبان سنة ست
__________
[1] قال ياقوت (فذايا) : من قرى دمشق، ينسب إليها محمد بن أحمد بن محمد ابن مطر بن العلاء بن أبى الشعثاء، ويقال له ابن أبى الأشعث، أبو بكر الفذائى، يعرف بابن الخراط، ذكره الحافظ أبو القاسم ابن عساكر وقال: روى عن سليمان بن عبد الرحمن وأيوب بن أبى حجر الأيلي ومحمد بن يوسف بن بشر القرشي وهشام بن عمار ومحمد بن خالد الفذائى ويحيى بن الغمر وقاسم بن عثمان الجوعى وإبراهيم بن المنذر الحزامي، روى عنه أبو إسحاق ابن سنان وأبو الطيب محمد بن أحمد بن حمدان الرسعنى وأحمد بن سليمان بن حزام وأبو عبد الرحمن عمر بن عبد الله بن مكحول وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن على الأيلي وأبو على بن شعيب وأبو على بن مكحول والقاسم بن عيسى العضاد والحسن ابن حبيب الحظائرى وأبو الفضل أحمد بن عبد الله السلمي، قال ابن مندة:
مات بعد الثمانين أو 29- انتهى.(10/153)
ومائتين ويحيى بن عمر الفراء، يروى عن أبى الأحوص سلام بن سليم، روى عنه أحمد بن محمد بن يحيى القطان ومحمد بن نصر الفراء النيسابورىّ، سمع أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم، روى عنه أبو العباس الأزهري وأبو أحمد [1] محمد بن [1] عبد الوهاب بن الفراء، نيسابوري، سمع محاضر ابن المودع وجعفر بن عون ويعلى بن عبيد، روى عنه أبو العباس السراج وجماعة وأبو على الحسين بن [1] على بن الحسن بن [1] يزيد بن نافع الفراء، من موالي عبس بن روف من مراد، يروى عن محمد بن سلمة المرادي والحرب بن مسكين وغيرهما، توفى سنة تسع وثلاثمائة وأبو الوليد الحسين بن محمد الكاتب الأندلسى القرطبي، يعرف بابن الفراء، من أهل الأدب، يروى عن أبى عمر بن دراج وأبى عامر بن شهيد ومن قبلهما- قاله أبو عبد الله الحميدي وأبو أيوب سليمان بن زياد الفراء، مصرى، مولى بنى سعد بن بكر من قيس عيلان، يروى عن ابن وهب وحجاج بن محمد الأعور، وفي روايته عن ابن وهب آخر من حدث عنه علان بن الصيقل، ويقال: كان اختلط آخر عمره، توفى في سنة خمسين ومائتين- قاله ابن يونس وأبو يعلى محمد بن الحسين ابن [محمد بن-[2]] خلف بن أحمد، ابن الفراء، فقيه فاضل مناظر، من أصحاب أحمد بن حنبل ببغداد، وله فيه [3] تصانيف، درس وأفتى، يروى
__________
[1- 1] ليس في م.
[2] من ترجمته في تاريخ بغداد 2/ 256، وسقط من الأصول كلها واللباب.
[3] أي في مذهب الإمام أحمد.(10/154)
عن أبى القاسم البغوي ويحيى بن صاعد، روى عنه أبو بكر الأنصاري وأبو سعد الزوزنى، ولم يحدثنا عنه سواهما [1] ، وتوفى في شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، وكانت ولادته في المحرم سنة ثمانين وثلاثمائة وأخوه أبو حازم محمد بن الحسين، ابن الفراء، روى عن ابن حبابة والمخلص وأبى عمر بن حيويه وأبى الحسن الدار قطنى وعلى بن عمر السكرى وأبى حفص بن شاهين وغيرهم، كتب عنه أبو بكر الخطيب الحافظ، وذكره في التاريخ [2] فقال: كتبنا عنه، وكان لا بأس به، رأيت له أصولا سماعه [3] فيها صحيح [3] ، ثم بلغنا عنه أنه خلط في التحديث بمصر واشترى من الوراقين صحفا فروى منها، وكان يذهب إلى الاعتزال، مات أبو حازم بتنيس في يوم الخميس السابع عشر من المحرم في سنة ثلاثين وأربعمائة، ودفن بدمياط وابن أبى يعلى أبو الحسن [4] محمد [بن محمد-[5]] بن الحسين، ابن الفراء، يروى عن أبيه وابن المهتدي باللَّه وابن النقور وأبى بكر الخطيب، لي عنه إجازة قبل سنة نيف وعشرين وخمسمائة وأبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الفراء، مولى
__________
[1] قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة.
[2] تاريخ بغداد 2/ 252.
[3- 3] ليس في تاريخ بغداد المطبوع.
[4] م: «أبو الحسين» .
[5] من م، وسقط من الأصل.(10/155)
بنى أسد، من أهل الكوفة، نزل بغداد [1] ، فأملى بها كتبه في معاني القرآن وعلومه، قال أبو الفضل الفلكي: ولقب بالفراء لأنه كان يفرى الكلام- هكذا قال في كتاب الألقاب، وحدث عن قيس بن الربيع ومندل ابن على وعلى بن حمزة الكسائي وأبى بكر ابن عياش وسفيان بن عيينة، روى عنه سلمة بن عاصم ومحمد بن الجهم السمري وغيرهما، وكان ثقة إماما، ويحكى عن ثعلب أنه قال: لولا الفراء لما كانت عربية، لأنه خلصها وضبطها، ولولا الفراء لسقطت العربية لأنها كانت تتنازع، ويدعيها كل من أراد، ويتكلم الناس فيها على مقادير عقولهم وقرائحهم فتذهب، وكان محمد بن الحسن الفقيه الشيباني ابن خالة الفراء، وكان يقال: الفراء أمير المؤمنين في النحو، ومات في بغداد في سنة سبع [2] ومائتين وقد بلغ ثلاثا وستين سنة، وقيل: مات في طريق مكة وأبو إسحاق [3] إبراهيم بن أحمد بن على بن محمد بن إبراهيم الفراء البلخي، من أهل بلخ، كان من أهل العلم والفضل، له رحلة إلى العراق والحجاز والشام وما وراء النهر، سمع بالشاش أبا جعفر محمد بن الحكم بن على الحجبي وببخارا أبا إسحاق إبراهيم بن محمد الرازيّ، وببغداد أبا الحسين على بن
__________
[1] فترجمته في تاريخ بغداد 14/ 149- 155، وهو إمام الكوفيين في النحو واللغة وفنون الأدب، ويقال: الفراء أمير المؤمنين في النحو، راجع ترجمته في تهذيب التهذيب 11/ 212 وإرشاد الأريب ومفتاح السعادة 1/ 144 وغاية النهاية 2/ 371 ووفيات الأعيان وغيرها.
[2] وقع في اللباب «تسع» خطأ مطبعى.
[3] م: «أبو سهل» كذا.(10/156)
محمد بن بشران السكرى وأبا الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز وأبا الحسن أحمد بن محمد بن الصلت ابن المحبر، وبالبصرة أبا عمر القاسم ابن جعفر الهاشمي، وبالكوفة القاضي أبا عبد الله محمد بن عبد الله الجعفي، وبسامراء أبا الحسن على بن أحمد بن الرفّاء السامري، وبدمشق أبا الحسن على بن داود المقرئ/ صاحب أحمد بن سليمان بن حذلم [1] وغيرهم، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبى الحافظ وذكره في معجم شيوخه وقال: سمعت الشيخ العالم أبا إسحاق الفراء البلخي يقول:
رحلت إلى أبى على الحاجبي إلى كشانية فقالوا: هو ببخارا! فلم أرحل إلى بخارا ولكن أقمت بالكشانية حتى رجع إليها، فدخلت عليه وهو مريض، فلم يمكني أن أسمع منه، ولكن أجاز لي جميع مسموعاته، ورحل إلى الشام وإلى بخارا بعد ذلك، ورحل إلى بغداد، ودخل مكة، وقد مات أبو الحسن بن فراس نفاتة [2] ، ومن شيوخ واسط والبصرة والشام، وهو ثقة متقن حافظ من أهل السنة، كتبت عنه ببلخ.
2995- الفَرابى
بفتح الفاء [والراء بعدهما الألف وفي آخرها] الباء المنقوطة من تحت بنقطة واحدة، هو شيخنا أبو الفتح [3] أحمد بن الحسين بن عبد الرحمن العبسيّ [الفرابى] ، سكن قرية على ثماني فراسخ من سمرقند يقال لها «فراب» بسفح الجبل، وهذه القرية عند سكى [4]
__________
[1] كذا في م، وفي الأصل «حذام»
[2] كذا، وفي م «وفاته» فحرر الجملة.
[3] وقع في م «أبو الحسن» .
[4] م: «مكر» كذا.(10/157)
ويذكر [1] القريتان معا، قدم علينا سمرقند وذكر [1] انه سمع الإمام أبا بكر أحمد بن محمد بن الفضل الفارسي والسيد أبا المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني الحافظ البغدادي، ولكن ضاع أصل سماعه عنهما، وحدثا له إجازة بخط السيد، فقرأنا عليه قريبا من عشرة كتب من تصانيف السيد، وانصرف إلى قرية فراب، ووصل الخبر إليّ وأنا بنسف أنه توفى بهذه القرية يوم عرفة من سنة خمسين وخمسمائة، وكانت ولادته في سنة خمس وستين وأربعمائة بقرية يقال لها حرفان [2] من قرى سمرقند.
2996- الفُراتى
هذه النسبة إلى الجد، وإلى النهر المعروف بالفرات، وآل الفرات جماعة من الوزراء ببغداد درجوا قبل الأربعمائة، وكانوا يقربون بالبرامكة في الجود حتى قال بعضهم [3] :
آل الفرات وآل برمك ما لكم ... قلّ المعين لكم وقلّ الناصر
كان الزمان يحبكم فبدا له ... إن الزمان هو المحب الغادر
وأبو عمر [4] أحمد بن أبى الفرات، ممن سكن خوجان [5] ، وأعقب بها جماعة
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] م: «حروان» .
[3] قال ابن الأثير: أما المنسوب إلى الجد فالوزير أبو الحسن ابن الفرات، وزير المقتدر باللَّه، يقال له ولأصحابه «الفراتي» وكان يقارب البرامكة في الجود حتى قال بعضهم- إلخ. توفى سنة 312.
[4] م: «أبو عمرو» .
[5] وقع في م «جرجان» كذا.(10/158)
من الأولاد والّذي سمعنا منه الأمير [1] أبو سعيد بن محمد بن أحمد بن الفرات، سمعت منه بنيسابور وأخوه أبو الفضل أحمد بن محمد الفراتي، سمعت منه بخوجان وأما أبو الحسين أحمد بن جعفر بن أحمد بن مهرويه [2] الفراتي وأخوه أبو الرضا الحسن فهما من أهل الأنبار، وهي على طرف الفرات، سمعت منهما بالأنبار وأبو الحسن محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات الفراتي [3] ، نسب إلى جده الأعلى، من أهل بغداد، كان ثقة صدوقا، فهما ذكيا، حسن الكتاب، صحيح النقل [4] ، سمع القاضي أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ومحمد بن مخلد الدوري وعلى بن محمد بن عبيد الحافظ وحمزة بن القاسم الهاشمي وأبا عبد الله محمد بن أحمد الحكيمي [5] وأبا الحسن على بن محمد المصري وغيرهم، روى عنه أحمد بن على بن البادا وإبراهيم بن عمر البرمكي وأبو الحسن محمد بن عبد الواحد الوكيل وجماعة، ذكره أبو بكر الخطيب في التاريخ [6] فقال: أبو الحسن ابن الفرات، كان ثقة، كتب الكثير، وجمع ما لم يجمعه أحد في
__________
[1] ليس في م.
[2] من م، وفي الأصل واللباب «مهدويه» .
[3] راجع الكامل لابن الأثير حوادث سنة 384 والبداية والنهاية 11/ 314 وغيرهما.
[4] م: «صحيح السماع» .
[5] وقع في م «المكيّ» .
[6] تاريخ بغداد 3/ 122.(10/159)
وقته، وبلغني أنه كان عنده [1] عن على بن محمد المصري وحده ألف جزء، وأنه كتب مائة تفسير ومائة تاريخ، ولم يخرج عنه إلا شيء يسير، وقال أبو القاسم الأزهري: خلف ابن الفرات ثمانية عشر صندوقا مملوءة كتبا أكثرها بخطه سوى ما سرق من كتبه، وكانت له أيضا سماعات كثيرة مع غيره لم ينسخها، وقال: وكتابه هو الحجة في صحة النقل وجودة الضبط، وكان مولده في سنة بضع عشرة وثلاثمائة، ومكث يكتب الحديث من قبل سنة ثلاثين وثلاثمائة إلى أن مات، وكان عنده عن ابن عبيد الحافظ وطبقته، قال: ولم يكن لابن الفرات بالنهار وقت يتسع للنسخ لأن مجالسه التي كان يقرأ فيها على الشيوخ كانت متصلة في كل يوم غدوة وعشية، وكان يحضر كتابه الّذي قد نسخه من أصل الشيخ بعد الفراغ من تصحيحه ومقابلته، وذلك أن جارية له كانت تعارضه بما يكتبه فلا يحتاج [2] أن يغير كتابه وقت قراءته على الشيخ. وقال العتيقى: ما رأيت ولا سمعت أحسن قراءة منه للحديث، حدث بشيء يسير، ومات في شوال سنة أربع وثمانين وثلاثمائة وأبو رفاعة عمارة بن وشيمة [3] بن موسى بن الفرات المصري الفراتي، نسب إلى جده الأعلى من أهل مصر، يروى عن سعيد بن أبى مريم، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب
__________
[1] وقع في م «يروى» .
[2] زيد في م «إلى» .
[3] من اللباب، وفي الأصل «وسيمة» وفي م «وهيبة» .(10/160)
الطبراني. [1]
2997- الفراديسى
بفتح الفاء والراء بعدهما الألف ثم الدال المهملة وبعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها السين، هذه النسبة إلى الفراديس، وهو موضع بدمشق، ولها باب يقال له «باب الفراديس» ، منها أبو النضر إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الدمشقيّ الفراديسى، من أهل دمشق، يروى عن محمد بن شعيب بن سابور ويحيى بن حمزة ومعاوية بن يحيى الأطرابلسي ويزيد بن ربيعة، سمع منه أبو حاتم الرازيّ [2] ، وقال أبو زرعة: أدركناه ولم نكتب عنه.
__________
[1] وأبو عبد الله أسد بن الفرات بن سنان، قاضى القيروان، وأحد القادة الفاتحين، أصله من خراسان ورحل أبوه إلى القيروان في جيش الأشعث، رحل إلى المشرق في طلب الحديث، وهو مصنف الأسدية في فقه المالكية، توفى سنة 213 وراجع لترجمة أبى مسعود أحمد بن الفرات بن خالد الضبيّ الرازيّ تذكرة الحفاظ 2/ 544 وتهذيب تاريخ ابن عساكر 1/ 434 وهو من حفاظ الحديث، وانظر تهذيب التهذيب 1/ 66 وأخو الوزير ابن الفرات أبو العباس أحمد بن محمد بن موسى ابن الفرات، كان أديبا فائقا وأبو الفتح فضل بن جعفر ابن محمد بن الفرات، وزير من أعيان الدولة العباسية، المعرف بابن حنزابة، توفى سنة 327 وصاحب تاريخ ابن الفرات ناصر الدين محمد بن عبد الرحيم بن على بن محمد الحنفي المصري، المعروف بابن الفرات، واسم كتابه: تاريخ الدول والملوك، راجع الضوء اللامع 8/ 51 وغيره وابنه عز الدين عبد الرحيم ابن محمد بن عبد الرحيم، راجع الضوء اللامع 4/ 186.
[2] كذا، وقال ابن أبى حاتم في الجرح والتعديل ج 1 ق 1 ص 208: كتب عنه أبى.(10/161)
2998- الفِرَاسِى
بكسر الفاء وفتح الراء بعدهما الألف وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى بنى فراس، وهو فراس بن غنم بن مالك ابن كنانة، منها ربيعة بن مكدم الفراسى، قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: فارس كنانة ربيعة بن المكدم [1] الفراسى، أحد بنى فراس بن غنم بن مالك بن كنانة، كان يعقر على قبره، ولا يعرف في الجاهلية الجهلاء عربي كان يعقر على قبره غيره، كان لا يمر به رجل من العرب إلا عقر- وذكر خبرا [2] .
2999- الفَرَاشِىّ
بفتح الفاء والراء [3] المخففة [بعدهما الألف-[4]] وفي آخرها الشين المعجمة [5] ، هذه النسبة إلى فراشة [6] ، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد ابن فراشة بن سلم [7] بن عبد الله المروزي الفراشى، من أهل مرو، سمع
__________
[1] ابن عامر بن خويلد بن جذيمة بن علقمة بن فراس- جمهرة أنساب العرب ص 178.
[2] وانظر سمط اللآلي لأبى عبد الله البكري ص 910 وما بعدها بتحقيق الأستاذ عبد العزيز الميمنى طبع لجنة التأليف والنشر سنة 1354 هـ ففيه أخباره، وراجع تعليق الميمنى.
[3] كذا في الأصل واللباب، وفي م «بكسر الفاء وفتح الراء» .
[4] من م، وسقط من الأصل.
[5] وقع في م «المهملة» .
[6] وقع في م «بنى فراشة» كذا.
[7] م: «سلمة» .(10/162)
أبا رجاء محمد بن حمدويه السنجى وأبا بكر أحمد بن محمد بن عمر البسطامي، روى عنه جماعة، وكان حدث ببغداد [1] ،/ روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن [رزق البزاز-[2]] . [3]
3000- الفَرانى
بفتح الفاء والراء المخففة [4] بعدهما الألف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى فران، وهو بطن من قضاعة، قال محمد [5] بن حبيب: في بلى فران بن بلى بن عمرو [6] بن الحاف بن قضاعة، منها المجذر بن ذياد
__________
[1] قدم بغداد حاجا وحدث بها- تاريخ بغداد 4/ 264.
[2] من م وغيرها، وفي الأصل بياض يسير.
[3] قال ابن الأثير: فاته النسبة إلى «درب فراشا» محلة ببغداد، وإلى قرية «فراشا» من أعمال بغداد بينها وبين الحلة، ينسب إليهما.
[4] ليس في م، خففه ابن حبيب وثقله ابن دريد- قاله ابن ناصر الدين في تعليقه على المشتبه للذهبى.
[5] من م، وقع في الأصل «أحمد» .
[6] وقع في الأصول وكذا في اللباب عن ابن حبيب «عمران» وأظنه خطأ، وذكر ابن حزم في جمهرة أنساب العرب فران في بنى عمرو بن الحاف، لا في بنى عمران بن الحاف، وعمرو وعمران أخوان، وبلى من بنى عمرو، وراجع الأنساب 2/ 324، وسيأتي فيما يلي في نسب مجذر بن ذياد «عمرو» ، وانظر اشتقاق فران في كتاب «الاشتقاق» لابن دريد ص 550 طبع السنة المحمدية بغداد سنة 1378 هـ.(10/163)
واسمه عبد الله [1] بن عمرو بن زمزمة [2] بن عمرو بن عمارة بن مالك بن [3] عمرو ابن [3] بثيرة بن [3] مسعر بن [3] القشير [4] بن تميم بن عوذ مناة ابن ناج [5] بن تيم ابن أراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن فران بن بلى بن عمرو بن الحاف بن قضاعة [6] ، هو الفراني، قيل له المجذر لأنه كان مجذر الخلق وهو الغليظ، شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: يوم أحد، ويقال لبني عمرو ابن عمارة بنو غضينة [7] وحلفهم في بنى عمرو بن عوف ومنهم بحاث [8] بن غنم بن ثعلبة بن حزم بن أصرم بن عمرو بن عمارة، شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه عبد الله بن ثعلبة شهد بدرا أيضا، وحلفهم في بنى عوف بن الخزرج- قال [9] ذلك كله ابن الكلبي وعبادة بن الخشخاش بن عمرو بن زرمة، وهو أخو المجذر لأمه، قتل [9]
__________
[1] زيد في الأصول هنا «بن ذياد» ، وعبد الله هو اسم ذياد بن عمرو- فحرره، وانظر جمهرة أنساب العرب ص 414 ففيها ذكر أخيه بأنه عبد الله بن ذياد، كلاهما بدري.
[2] زيد في اللباب «بن عمرو بن زمزمة» مكررا خطأ. وفي م بعض سقوط.
[3- 3] ليس في جمهرة أنساب العرب.
[4] وفي م «القسير» وفي جمهرة أنساب العرب «القشر» .
[5] م: «رياح» .
[6] راجع الإصابة المطبوع 6/ 43، ففيها بعض أخطاء في سوق نسبه.
[7] م: «عصية» .
[8] وقيل: «نحاب» راجع الإصابة في معرفة الصحابة 1/ 143، وليس فيها «بن غنم» كما هو ليس في نسب أخيه.
[9- 9] ما بين الرقمين سقط من م.(10/164)
يوم أحد وقال الطبري: يزيد بن ثعلبة بن حزمة بن أصرم بن عمرو ابن عمارة بن مالك بن عمرو بن بثيرة بن القشير، من بنى فران بن بلى، والنسب الأول أصح وعبد الرحمن بن عبد الله بن بجان بن عامر بن مالك بن عامر بن حنيف، هو الفراني، من فران بن بلى، شهد بدرا وحلفه في بنى حججيا ومنها سهل بن رافع، صاحب الصاع وطلحة ابن البراء الّذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهمّ الق طلحة وأنت تضحك إليه ويضحك إليك» ، وغيرهم من الصحابة رضى الله عنهم.
وفران بن صعصعة بن زهير بن قطبة بن الحارث بن يربوع بن هبيرة الشاعر، ذكره ابن الكلبي في نسب قضاعة الفراني.
3001- الفَرّانى
بفتح الفاء والراء المشددة بعدهما الألف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى فران، وهو بطن من قضاعة، وهو فران ابن بلى بن عمرو بن الحاف بن قضاعة [1] ، منهم يزيد بن ثعلبة بن حزمة
__________
[1] قال ابن الأثير: ذكر أبو سعد هذه الترجمة بالتشديد والتي قبلها بالتخفيف، وهما واحد، والعجب منه أنه قال في الأولى «فران بن بلى بن عمران» (كذا وقد مر التنبيه عليه) وقال في الثانية «فران بن بلى بن عمران» (كذا) فساق النسب فيهما واحدا، ثم إنه ذكر في الأولى يزيد بن ثعلبة وساق نسبه كما ذكرناه، وذكره أيضا في الثانية بنسبه، فلو غير النسبة في الثانية فربما كان اشتبه عليه، وغاية ما يعتذر عنه أنه رآه عن بعض العلماء بالتخفيف وعن بعضهم بالتشديد (وقد مر فيما مضى) فلا يدل ذلك على أنهما اثنان فكان قال على عادته في أمثاله:
قال فلان بالتخفيف أو التشديد جميعا- انتهى.(10/165)
ابن أصرم بن عمرو بن عمارة بن مالك الفراني، من بنى فران بن بلى، شهد العقبتين جميعا.
3002- الفُراوى
بضم الفاء وفتح الراء بعدهما الألف وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى فراوة، وهي بليدة على الثغر مما يلي خوارزم يقال لها «رباط فراوة» بناها أمير خراسان عبد الله بن طاهر في خلافة المأمون، خرج منها جماعة من العلماء والمحدثين، منهم أبو نعيم محمد بن القاسم الفراوي، صاحب الرباط بفراوة، سمع حميد بن زنجويه وغيره، روى عنه أبو إسحاق محمد بن يحيى وأبو بكر محمد بن جعفر، وكان من المجتهدين في العبادة، وكان من البكاءين.
3003- الفُراهيدى
فراهيد بطن من الأزد [1] ، والمشهور بهذه النسبة أبو عمرو مسلم بن إبراهيم الفراهيدى الأزدي، القصاب، من أهل البصرة، من الثقات المتقنين [2] ، يروى عن قرة بن خالد وهشام بن أبى عبد الله الدستوائى وشعبة بن الحجاج، روى عنه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري وأبو خليفة الفضل بن حباب الجمحيّ وغيرهم، مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين بالبصرة، وقع لي جزء عال من حديثه، سمعته من أبى القاسم الشحامي بمرو عن أبى يعلى الصابوني عن أبى سعيد
__________
[1] وهو فراهيذ بن شبانة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله ابن زهران- اللباب، وانظر جمهرة أنساب العرب ص 358. وضبطه ابن الأثير في اللباب بالذال المعجمة «الفراهيذى» .
[2] راجع لترجمته تهذيب التهذيب 10/ 121- 123 وغيره.(10/166)
ابن عبد الوهاب الرازيّ عن محمد بن أيوب الرازيّ عنه وأبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الأزدي الباهلي الفراهيدى، من أهل البصرة [1] ، قال أبو حاتم بن حبان: الخليل بن أحمد بن فراهيد، صاحب العروض وكتاب العين، يروى المقاطيع، روى عنه حماد بن زيد، وكان من خيار عباد الله من المتقشفين في العبادة، قلت: تلمذ له النضر بن شميل وعالم لا يحصى، قرأت ببخارا على وجه الجزء التاسع والعشرين من غريب الحديث لأبى سليمان الخطابي بخط بعض الأئمة: قال الشيخ أبو سليمان: ليس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمته من اسمه «أحمد» ما بينه وبين أحمد الفراهيدى [أبى-[2]] الخليل بن أحمد [3] .
3004- الفُراهيناني
بضم الفاء وفتح الراء المهملة [4] [5] وكسر الهاء [5] ، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها والألف بين النونين، هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو يقال لها فراهينان على أربعة فراسخ منها، خرج منها جماعة، منهم أبو على محمد بن على بن حمزة الفراهينانى الحافظ، كان إماما حافظا ثقة صدوقا، كتب الكثير، ورحل إلى العراقين والحجاز، وانصرف وصنف التصانيف، منها «التاريخ في رجال المحدثين بمرو» ،
__________
[1] راجع وفيات الأعيان وإنباه الرواة 1/ 341 وتهذيب التهذيب 3/ 163 وغيرها.
[2] من م، وسقط من الأصل.
[3] مات خليل بعد سنة 170 هـ، وولد سنة 100 هـ.
[4] بعدها الألف.
[5- 5] سقط من م.(10/167)
سمع أباه وأبا الحسن على بن الحسين بن واقد وحبان بن موسى الكشميهينى وعبدان بن عثمان بمرو، وأبا نعيم الفضل بن دكين الملائى وعبيد الله ابن موسى ويعلى بن عبيد بالكوفة، وأبا عاصم الضحاك بن مخلد النبيل وأبا محمد شيبان بن فروخ الأبلي بالبصرة وغيرهم [1] ، روى عنه ابنه وأحمد ابن جعفر بن نصر الجمال [2] ومحمد بن معن التميمي [3] والعباس بن الفضل ابن باذان [4] المقرئ وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي وغيرهم، ومات بقريته في رجب سنة سبع وأربعين ومائتين، وزرت قبره بها وابنه القاسم بن محمد بن على بن حمزة الفراهينانى، كان حافظا متقنا أيضا، ذكرته في ترجمة البرازجانى [5] وأبو الحسن على بن محمد بن إسحاق الفراهينانى، فقيه، من أصحاب والدي رحمه الله، وصار نقيب الفقهاء لعمى الإمام رحمه الله، سمع الحافظ [6] أبا عبد الله محمد بن الواحد الدقاق الأصبهاني، سمعت منه مجلسا من إملائه، وكانت ولادته سنة نيف وثمانين وأربعمائة، [7] ووفاته [7] .
__________
[1] انظر في تهذيب التهذيب 9/ 352.
[2] من تهذيب التهذيب ورسم (الجمال) من الأنساب 3/ 321، وفي الأصل واللباب «الحمال» وفي م «الحبال» خطأ.
[3] م: «السحمى» كذا.
[4] م: «شاذان» .
[5] 2/ 128.
[6] م: «الحاكم» .
[7- 7] ليس في م، وبعده أهمل في الأصل.(10/168)
3005- الفَرائضى
بفتح الفاء والراء [1] والياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الضاد المعجمة، هذه النسبة إلى الفرائض، وهي المقدرات وعلم المواريث، ويقال لمن يعلم هذا العلم «الفرضيّ» و «الفارض [2] » و «الفرائضى» ، واشتهر بهذه النسبة جماعة، منهم أبو الحسن أحمد بن موسى بن عيسى بن عبد الرحمن الجرجاني الفرائضى، حدث عن محمد بن إسماعيل المكتب وغيره، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ وقال:
أبو الحسن بن أبى عمران الفرائضى كان يضع الحديث ويركب الأسانيد على المتون،/ وأقدم سماع كان يدعيه من عمران بن موسى السختياني وغيره، إلا أن موضوعاته على قوم لا يعرفون، كان تقدم نيسابور، وآخر ما رأيته سنة خمس وثلاثمائة ونحن في مجلس أبى سعيد الحلالى أول ما عقدت له المجلس، فقال لي أبو القاسم الصوفي: هذا ابن أبى عمران! فلما فرغنا من المجلس أدخلوه مسجد يحيى بن صبيح المقرئ، وقرءوا عليه، والله ما دخلت معهم ولا سمعت منه جزءا قط، ثم كتبت عن رجل عنه، و [3] بلغني أنه توفى بجرجان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وأبو الليث نصر بن القاسم بن نصر بن زيد الفرائضى، من أهل بغداد [4] ، سمع عبيد الله بن عمر القواريري وأبا همام الوليد بن شجاع وعبد الأعلى بن حماد وأبا بكر بن أبى شيبة وسريج بن يونس وغيرهم، روى عنه أبو الحسين ابن البواب المقرئ وأبو الفضل الزهري وأبو حفص بن
__________
[1] بعدهما الألف
[2] راجع ص 121 وما بعد وص 183.
[3] م: «ثم» .
[4] راجع ترجمته في تاريخ بغداد 13/ 295.(10/169)
شاهين، وكان ثقة مأمونا فرائضيا كبير المنزلة في العلم بها، وكان فقيها على مذهب أبى حنيفة رحمه الله، وكان مقرئا جليلا على قراءة أبى عمرو، وكان حائكا في قديم الأيام، ومات في شهر ربيع الآخر سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
3006- الفَرَبْرى
بفتح الفاء [1] والراء وسكون الباء المنقوطة بواحدة وبعدها راء أخرى، هذه النسبة إلى فربر، وهي بلدة [2] على طرف جيحون [3] مما يلي بخارا، أقمت بها أياما في انصرافي من ما وراء النهر، والمشهور بالنسبة إليها أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر بن صالح ابن بشر الفربري، راوية كتاب الجامع الصحيح لمحمد بن إسماعيل البخاري عنه، رحل إليه الناس وحملوا عنه هذا الكتاب، وكان سمع على بن خشرم المروزي، روى عنه من الأئمة المعروفين أبو زيد محمد ابن أحمد بن عبد الله الفاشانى وجماعة سواه، وقال أبو الحسن الدار قطنى:
وأما «فربر» بالفاء والباء فهو بلدة من بلاد خراسان، منها محمد بن يوسف بن مطر الفربري، الراويّ لكتاب الصحيح عن محمد بن إسماعيل البخاري، روى عنه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه [4] السرخسي
__________
[1] والمشهور بكسر الفاء، قال ياقوت: وقد فتحه بعضهم.
[2] بل بليدة كما ذكرها ياقوت.
[3] وقع في الأصل وحده «سيحون» وقال ياقوت: بينها وبين جيحون نحو الفرسخ.
[4] م: «حمدويه» كذا.(10/170)
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد المستملي وأبو الهيثم محمد بن المكيّ الكشميهني، وأول [1] من روى هذا الكتاب عنه أبو زيد الفاشانى، وآخرهم رواية عنه أبو على إسماعيل بن محمد بن أحمد بن صاحب [2] الكسائي، وسمع الفربري الكتاب من البخاري في ثلاث سنين: في سنة ثلاث، وأربع، وخمس وخمسين ومائتين، وسمع من على بن خشرم بفربر سنة ثمان وخمسين ومائتين، وكان وافى فربر مرابطا، وكانت ولادة الفربري سنة إحدى وثلاثين ومائتين، ومات بفربر يوم الأحد لثلاث خلون من شوال سنة عشرين وثلاثمائة وحفيده أبو محمد أحمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف الفربري، [3] يروى عن جده كتاب الجامع الصحيح، روى عنه غنجار، وتوفى في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وأبو البشر محمد بن على بن عبد العزيز [بن إبراهيم-[4]] الفربري، المعروف بالصغير، كتب الحديث ببخارا عن أبى الخطاب محمد بن إبراهيم الطبري وأبى نصر أحمد بن عبد الرحمن الرِيْغْدَمُوني، كتب لي الإجازة بجميع مسموعاته، ومات بفربر سنة خمسين وخمسمائة وأبو بكر محمد بن أبى بكر بن عائشة المقرئ الفربري، شيخ ثقة صالح، من أهل القرآن، كتبت عنه بفربر شيئا من
__________
[1] من م، في الأصل «وأجل» .
[2] م «حاجب» .
[3] من هنا إلى «الفربري» س؟ سقط من م.
[4] من معجم البلدان لياقوت.(10/171)
الأناشيد وأبو منصور الحسين بن على بن يوسف الفربري، يروى عن أبى على الحسين بن إسماعيل الفارسي وأبى الفضل السلمي وغيرهما، وتوفى في شهر رمضان سنة سبع وتسعين وثلاثمائة وأبو على الحسين ابن يوسف بن عبد المجيد البندار الفربري، يروى عن أبى عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي الحافظ، روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني وأبو عبيد عبد الرزاق بن عبد الوهاب بن منصور بن محمد بن الفضل بن يوسف الفقيه الفربري، سمع أبا الفضل أحمد بن على بن عمرو السليماني البيكندي الحافظ وجده لأمه أبا منصور الحسين بن على بن الحسين بن يوسف الفربري وجماعة سواهما، روى عنه أبو محمد عبد العزيز ابن محمد بن محمد النخشبى الحافظ. [1]
3007- الفرجائى
بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الجيم وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، هذه النسبة إلى فرجيا [2] ، وهي قرية من قرى سمرقند، منها أبو جعفر محمد بن إبراهيم الفرجائى، روى عنه أبو الحسن على بن عبد الرحمن المحمودي الآملي.
__________
[1] ويستدرك (الفربيانى) قال ياقوت: فربيا من قرى عسقلان، ينسب إليها أبو الغنائم محمود بن الفضل بن حيدر بن مطر الفربيانى المطري، لقيه السلفي وسمع الحديث عليه وعلى غيره.
[2] كذا، وحق النسبة أن تكون إليها «الفرجيائى» بكسر الجيم وبعدها الياء، ولكنها ثابتة في الأصول كلها وفي اللباب «الفرجائى» ، إلا أن اسم القرية في الأصل وحدها «فرجا» بدون الياء، وقد ذكرها ياقوت أيضا بالياء «فرجيا» .(10/172)
3008- الفَرَجى
بفتح الفاء والراء وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى الفرج، وهو اسم رجل، والمشهور بهذه النسبة أبو جعفر محمد بن يعقوب ابن الفرج [الصوفي-[1]] ، المعروف بابن الفرجى، نسب إلى جده [2] ، من أهل سرمن رأى [3] ، ذكر أبو سعيد بن الأعرابي أنه كان من أبناء الدنيا وأرباب الأحوال، وأنه ورث مالا كثيرا فأخرج جميعه وأنفقه في طلب العلم وعلى الفقراء والنساك والصوفية، وكان له موضع من العلم والفقه ومعرفة الحديث، لزم على بن المديني فأكثر عنه، وكان يحفظ الحديث ويفتى بالمقطعات عن الشعبي والحسن وابن سيرين وغيرهم، وصحب الصوفية مثل أبى تراب النخشبى وذي النون المصري رحمهما الله ونحوهما، ونزل الرملة، وكان له مجلس للوعظ في جامعها، وحدث عن إبراهيم بن عبد الله الهروي وأبى ثور الفقيه، روى عنه محمد بن يوسف بن بشر الهروي وغيره، ومات بالرملة بعد سنة سبعين ومائتين.
3009- الفُرْجِى
بضم [4] الفاء وسكون الراء وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى الفرج، وهي قرية من..... [5] ، منها أبو بكر
__________
[1] من م وغيرها، وسقط من الأصل.
[2] وفي م واللباب «إلى جده الأعلى» .
[3] فترجمته بأسرها من تاريخ بغداد 3/ 387.
[4] في اللباب «بفتح» كذا.
[5] موضع النقاط بياض في الأصول واللباب، وذكر ياقوت (فرج) وقال:(10/173)
عبد الله بن إبراهيم بن على بن محمد بن حنكويه الفقيه الفرجى، كان شيخا صالحا ورعا، سمع أبا طالب حمزة بن الحسين بن عبد [بن [1]] الصوفي [2] ، روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ وذكر أنه سمع منه بفرج، قال: وكتب لي بخطه، وأثنى عليه، وقال: أنا الشيخ الفقيه الصالح أبو بكر الفرجى [3] .
3010- الفَرُّخانى
بفتح الفاء وضم الراء المشددة وفتح الخاء [4] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى فرخان، وهو اسم لبعض أجداد المنتسبين إليه، منهم أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن فرخان الفقيه الفرخانى الجرجاني [5] ، كان من رستاق أستراباذ، وكان فاضلا خيرا ثقة مأمونا دينا زاهدا، سكن سمرقند، يروى عن عبد الرحمن بن عبد المؤمن وأحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزان الجرجانيين وعبد الله ابن أبى داود السجستاني وعبد الله بن محمد البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد البغدادي وغيرهم، قال أبو سعد الإدريسي [6] : كتبنا عنه قديما وحديثا، ومات بسمرقند
__________
[ () ] وهي اسم مدينة بآخر أعمال فارس.
[1] كذا من م واللباب، وليس في الأصل، وفي م بعده بعض بياض.
[2] م: «الصوافي» .
[3] وقع في م «ابن الفرجى» خطأ.
[4] بعدها الألف.
[5] وانظر تاريخ جرجان لحمزة السهمي رقم 1159 ص 631 الطبعة الثانية.
[6] في تاريخ أستراباذ، كما في مكررات الأصل الآتي ذكرها.(10/174)
في شهر ربيع الآخر سنة سبعين وثلاثمائة وله ست وثمانون سنة وأبو الطيب محمد بن الفرخان بن روزبه الدوري الفرخانى، عرف به لأن أباه اسمه «الفرخان» ، قدم بغداد وحدث بها عن أبيه وأبى خليفة الفضل بن الحباب الجمحيّ وغيرهما أحاديث منكرة، ذكرت اسمه في «الدوري» [1] وأبو عبد الله محمد بن أحمد [2] بن الحسن [2] بن عمر بن بشير [3] ابن الفرخان الثقفي المصري [4] الكسائي الفرخانى، من أهل أصبهان، كان من الصالحين، يروى عن أهل بلده والبصريين مثل هشام السيرافي وابن خالد القرشي وعبد الله بن محمد بن النعمان ومحمد بن إبراهيم بن أبان وغيرهم، روى عنه أبو بكر بن مردويه، وتوفى في شعبان سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
3011- الفَرَخشى
بفتح الفاء والراء وسكون الخاء والشين المعجمتين، هذه النسبة إلى قرية من قرى بخارا يقال لها «فرخشى» ، وقد يقال لها «أفرخشى [1] » [5] وقد ذكرتها في الألف [6] ، ويقال «فرخشة» ،
__________
[1] 5/ 397، وراجع تاريخ بغداد 3/ 167. وكانت بعده في الأصل وحده ترجمة الشيخ أبى جعفر محمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن فرخان المار ذكره، فأخرجنا التكرار، إلا أن في الأصل هاهنا أن الإدريسي ذكره في تاريخ أستراباذ.
[2- 2] سقط من م.
[3] م: «البشر» .
[4] م: «المقري» .
[5] في م واللباب «فرخشا» و «افرخشا» ومثله أورد ياقوت.
[6] وانظر الأنساب 1/ 323.(10/175)
منها أبو بكر محمد بن حامد بن أحمد بن حاجب الفقيه الفرخشى، سمع أبا رجاء محمد بن حمدويه الحافظ الهورقانى وأبا سهل محمد بن عبد الله بن سهل وعلى بن موسى القمي ومحمد بن المنذر الهروي شكر وعبد الله بن يحيى السرخسي وغيرهم، روى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد الغنجار الحافظ البخاري، توفى في رجب سنة خمس وخمسين وثلاثمائة وأبو موسى عمران بن القطن الفرخشى، قال غنجار: من قرية فرخشة، يروى عن عبيد الله بن موسى وأبى نعيم فضل بن دكين ويعقوب بن إبراهيم الزهري والعلاء بن عبد الجبار المكيّ وعبد الله بن محمد بن يزيد المقرئ وعلى بن الحسن بن شقيق وغيرهم، روى عنه أبو عبد الله محمد بن صحاف بن خزيمة الضحاك وعبد الله بن منيح بن سيف وجماعة من أهل بلده وأبو بكر محمد بن حاتم بن اذكر المؤذن الفرخشى، يروى عن أبى عمر قيس بن أنيف وأبى على صالح بن محمد البغدادي، ومات في شهر رمضان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وكان قارب المائة، مات فجأة، لما أفطر بقيت لقمة وضايقت في حلقه فمات منها.
3012- الفَرْخوزدِيزجى
[بفتح الفاء وسكون الراء وضم الخاء وسكون الواو والزاى وكسر الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها وفتح الزاى الثانية وبعدها جيم-[1]] هذه النسبة إلى قرية من قرى نسف يقال لها «فرخوزديزه» على فرسخين منها من العوالي،
__________
[1] من اللباب، وفي معجم البلدان لياقوت «فرخورديزه» بالراءين وزاي.(10/176)
بت بها ليلة، وشيخنا أبو حفص عمر بن محمد بن عبد الملك بن [بنكى] [1] الفرخوزديزجى منها، وبها ولد في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، سمعت منه ببخارا الثلث الأول من الجامع الصحيح للبجيرى وكتاب أخبار مكة للازرقى إلا جزءين من أوله بروايته عن أبى بكر البلدي، ولم يسمع منه أحد الحديث قبلي، وكان شيخا صالحا ساكنا حفيفا متواضعا، صحيح السماع وجماعة من القدماء من أهل هذه القرية ذكرهم أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري في تاريخ نسف، منهم على بن نجاح الفرخوزديزجى، قال: من قرية فرخوزديزه، سمع أحمد بن حامد المقرئ وإسحاق بن عمر [2] بن عمر [2] بن ميسر الزاهد، سمع منه أبو الرجاء الزاهد.
3013- الفَرْخى
بفتح الفاء وسكون الراء وفي آخرها الخاء، هذه النسبة إلى فرخ، وهو اسم رجل، وهو عبد الله بن محمد بن فرخ الواسطي الفرخى، قال الدار قطنى: يحدث عن كردوس- وهو خلف ابن محمد الواسطي، قال أبو الحسن الدار قطنى: كتبت عنه بواسط وفي الأسماء مالك بن الفرخ بن عمرو بن مالك بن سامة بن لؤيّ، هو الّذي يقول:
إني أنا الفرخ وابن الفرخ ... فرخ لؤيّ في الروابي الشمّخ
هكذا قال ابن فراس عن عمه في نسب بنى سامة بن لؤيّ.
__________
[1] من معجم ياقوت، وفي الأصول بياض.
[2- 2] سقط من م.(10/177)
3014- الفِرداجى
بكسر الفاء وسكون الراء والدال المهملة المفتوحة ثم الألف بعدها وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى فرداج، وهو اسم لجد أبى بكر محمد بن البركة بن الفرداج القنسرى الحلبي الحافظ الفرداجى، من أهل قنسرين، يروى عن أحمد بن هاشم الأنطاكي ويوسف ابن سعيد بن مسلم، روى عنه أبو بكر بن المقرئ.
3015- الفَرددى
بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الدال المهملة الأولى وكسر الثانية، هذه النسبة إلى فردد، وهي قرية من قرى سمرقند بقرب مزن، منها أبو إسحاق إبراهيم بن منصور بن سريح- وقد قيل ابن شريح- الفرددى، يروى عن محمد بن أيوب الرازيّ ومحمد بن عثمان بن أبى شيبة وأحمد بن محمد بن حنبل وغيرهم، روى عنه محمد بن على بن النعمان الكبوذنجكثى وأبو نصر محمد بن عبد الله المقرئ وأبو محمد [1] محمد بن محمد [1] بن غالب الأخسيكثي، وكان يقول الأخسيكثي: حدثني إبراهيم بن منصور بن شريح المزني [2] بقرية فردد.
3016- الفَرْدَمى
بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الدال المهملة وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى بنى فردم، وهو بطن من تجيب، منهم أبو الدهمج رباح بن ذؤابة بن رباح [3] بن عقبة بن عبد الله بن عمرو التجيبي الفردمى،/ من أهل مصر، يروى عن سالم بن غيلان، روى عنه ابن عفير،
__________
[1- 1] ليس في م، وانظر ما في 1/ 132.
[2] م: «المري» كذا.
[3] م: «رزاح» .(10/178)
وهو معروف من أهل مصر. [1]
3017- الفَرزامِيثَنى
بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الزاى [2] وكسر الميم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الثاء المثلثة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى فرزاميثن، وهي محلة من حائط سمرقند، سكنها أبو موسى عيسى بن عبدك بن حماد، وقد قيل: ابن عبدة بن عبد الله، العبديّ الفرزاميثنى، المعروف بالجلاب، يقال إنه شاشى سكن سمرقند بفرزاميثن، يروى عن أحمد بن نصر العتكيّ نسخة كبيرة عن أبى مقاتل السمرقندي عن أبى سهل كثير بن زياد البرساني البصري، روى عنه أبو نصر محمد بن عبد الرحمن الشافعيّ ومحمد بن على الصفار وعلى بن القاسم الخطابي المروزي، ومات بعد العشر والثلاثمائة.
3018- الفُرزَكى
بضم الفاء وسكون الراء وفتح الزاى وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى فرزك، وهو اسم لجد أبى محمد يحيى بن محمد [3]
__________
[1] ويستدرك (الفردوسى) وهو أبو الفتح نصر بن رضوان بن ثروان الفردوسى، أجاز للخطيب عبد القاهر بن عبد الله بن الطوسي الموصلي وأجاز عبد القاهر للفرضى وزين الأئمة عبد السلام بن محمد بن على الخوارزمي الفردوسى، اشتهر بذلك لروايته كتاب «الفردوس الأعلى» لمؤلفه شهردار بن شيرويه، روى عنه صاعد بن يوسف الخوارزمي. والفردوس قلعة من قلاع قزوين.
و (الفردوشى) نسبة إلى قرية بالموصل، منها الحسين بن غانم الفردوشى، سمع بدنيسر بعد الستمائة- المشتبه للذهبى ص 505.
[2] بعدها الألف.
[3] من م واللباب، وفي الأصل «أحمد» .(10/179)
ابن الحسن [1] بن فرزك الإيذجي الفرزكى، من أهل إيذج، يروى عن أبى بشر مكي بن مردك الأهوازي، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم ابن المقرئ الأصبهاني.
3019- الفُرساباذى
بضم الفاء وسكون الراء وفتح السين المهملة والباء الموحدة بين الألفين وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى فرساباذ، وهي قرية من قرى مرو على فرسخين [2] إن شاء الله [2] ، منها عبد الحميد ابن حميد الفرساباذى، أدرك التابعين، وروى عن عامر الشعبي.
3020- الفِرسانى
بكسر الفاء أو ضمها- والله أعلم- وسكون الراء وبعدها السين المهملة وفي آخرها [3] النون، هذه النسبة إلى فرسان، وهي قرية من قرى أصبهان، وكنت أظن أنها بضم الفاء [4] إلى أن رأيت بخط الأمير ابن ماكولا: بكسر الفاء، والمشهور بالانتساب إليها أبو محمد بذال ابن سعد بن خالد بن محمد بن أيوب الفرسانى الأصبهاني، يروى عن محمد ابن بكير الحضرميّ، روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ الجرجاني في معجم شيوخه [5] وأبو الحسن على بن عمر بن عبد العزيز بن عمران
__________
[1] في م: «الحسين» .
[2- 2] ليس في م.
[3] بعد الألف.
[4] ومثله قال السلفي كما ذكره ياقوت، وجوز الصغاني فيه الفتح كما في تاج العروس 4/ 208.
[5] شيخ سمع منه أبو أحمد بن عدي الحافظ الجرجاني ببغداد عن محمد بن بكير(10/180)
الفرسانى، ثقة، سمع بأصبهان الحديث الكثير، وحدث عن أبى بشر أحمد بن محمد بن عمرو المروزي، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ وأبو ... [1] محمد بن عبد الجبار بن محمد بن جعفر [2] الضبيّ الفرسانى، شيخ صالح، كثير السماع، من أهل أصبهان، يروى عن أبى بكر بن أبى على وأبى القاسم الأسدابادي، روى عنه أبو سعد [3] البغدادي الحافظ بالحجاز، وكانت ولادته سنة اثنى عشرة وأربعمائة، وتوفى بأصبهان في شهر ربيع الآخر سنة ست وتسعين وأربعمائة [4] ووالده أبو القاسم عبد الجبار بن محمد [5] بن عبد العزيز بن محمد [6] بن عبد العزيز ابن محمد [6] بن جعفر بن [7] أبان بن حمزة بن الحنيف بن مسلم بن عثمان بن شريك بن طفيل الفرسانى الضبيّ، يروى عن أبى بكر محمد بن إبراهيم ابن المقرئ، مات في شهر ربيع الأول سنة خمس وعشرين وأربعمائة
__________
[ () ] الحضرميّ إملاء بأصبهان عن عباد بن عباد المهلبي، ذكره في معجم شيوخه- الإكمال.
[1] بياض.
[2] وانظر ما سيأتي في نسب أبيه.
[3] م: «أبو سعيد» .
[4] وفي المشتبه: شيخ للسلفي.
[5] زيد في م: «بن عبد الجبار بن محمد» .
[6- 6] كذا في الأصل، وليس في م.
[7] زيد في م «محمد بن» .(10/181)
ومن القدماء أبو إسحاق إبراهيم بن أيوب الفرسانى العنبري [1] ، [2] من أهل أصبهان [3] ، يروى عن سفيان الثوري والمبارك بن فضالة وأبى هاني والنعمان بن عبد السلام والأسود بن رزين، وكان صاحب ليل وعبادة، لم يعرف له فراش منذ أربعين سنة، روى عنه عبد الله بن داود وإبراهيم ابن حبان بن حكيم بن حنظلة بن سويد بن علقمة بن سعد بن معاذ الأشهلي الفرسانى، يروى عن أبيه وشريك بن عبد الله وغيرهما، روى عنه النضر ابن هشام المكتب وأبو محمد عبد الله بن محمد بن الجعد الفرسانى، روى عن عبد الله بن عمران وسهل بن عثمان، ورأى إبراهيم بن أيوب الفرسانى الّذي روى عن النعمان، روى عنه أبو عمرو بن حكيم. [4]
3021- الفُرسَانى
بالفاء- ولا أدرى بالفتح أو الضم أو الكسر- وسكون الراء وفتح السين المهملة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى فرسانة، وهي قرية من قرى افريقية من بلاد المغرب [5] ، منها الحسن بن
__________
[1] م: «الضبيّ» كذا.
[2- 2] من الأصل واللباب، وسقط من م.
[3] في م: «عبد الأعلى» .
[4] وفي المشتبه للذهبى ص 504: منها أبو الحجاج يوسف بن إبراهيم الأسدي مولاهم الفرسانى، سمع عبيد الله بن موسى وطائفة.
[5] وفي تاج العروس: وفرسان بالضم، وقيل بتثليت الفاء، من قرى افريقية، هكذا نقله الصاغاني، وهو بإعجام الشين كما قيده الرشاطى، وتردد ابن السمعاني في ضبطه- انتهى.(10/182)
إسماعيل الكندي الفرسانى، حدث عن أصبغ بن الفرح وغيره، توفى في وادي نخيل من عمل برقة سنة ثلاث وستين ومائتين. [1]
3022- الفُرْشى
بضم الفاء وسكون الراء وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى الفرش، والمشهور بهذه النسبة أبو محمد الحسن بن الحسين ابن عتيق الفرشى، يروى عن أحمد بن الحسن المقرئ وغيره، روى عنه أبو القاسم سعد بن على الزنجاني والشريف أبو الحسن على بن أحمد بن الحارث العثماني وغيرهما.
3023- الفَرَضى
بفتح الفاء والراء وفي آخرها الضاد المعجمة، هذه النسبة إلى «الفريضة» ، و «الفرض» و «الفرائض» وهو علم المقدرات،
__________
[1] وهي نسبة أيضا إلى جزيرة «فرسان» في البحر الأحمر، منها إبراهيم بن أبى بكر بن على الفرسانى، قاضى صنعاء، يماني، فقيه، له مصنفات في الأصول على مذهب الأشعري، توفى سنة 626، راجع «الأعلام» لخير الدين الزر كلى.
وفي اللباب: فاته (الفرسى) بفتح الفاء والراء والسين المهملة، هذه النسبة إلى فرس له اسمه القبطي، وعرف بها عبد الملك بن عمير بن سويد اللخمي الفرسى، توفى سنة ست وثلاثين ومائة- انتهى.
وفي المشتبه: (الفرسى) نسبة ولاء، محمد بن عبد الرحيم بن الفرس الفرسى، وغيره ونسبة إلى ربيعة الفرس- انتهى. و (الفرسى) نسبة إلى الفرس، والمنتسب بهذه النسبة منصور بن حسن بن منصور الفرسى، أديب يماني، لم يكن له نظير في المعرفة بالأدب وكثرة المحفوظات، توفى سنة 700 هـ.
وفي المشتبه (الفرشانى) : أبو بكر عتيق بن على الفرشانى، سمع أبا الطاهر إسماعيل بن خلف المقرئ.(10/183)
ويقال في النسبة إليه «فرضى» و «فرائضي» و «فارض» [1] ، واشتهر بهذه النسبة جماعة من أهل العلم، منهم أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبى مسلم هو محمد بن على بن مهران الفرضيّ المقرئ، من أهل بغداد [2] ، كان إماما فاضلا، ثقة مأمونا، من الأئمة الورعين، وكان رأسا في القراءات، سمع القاضي أبا عبد الله المحاملي ويوسف بن يعقوب ابن إسحاق بن البهلول ومن بعدهما، وحضر مجلس أبى بكر بن الأنباري وغيرهم، روى عنه أبو محمد الحسن بن محمد الخلال وأبو القاسم الأزهري وأبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبريّ وجماعة آخرهم أبو القاسم على بن أحمد بن السري البندار، وكان من أهل الدين والورع، قال على بن عبد الواحد بن مهدي: اختلفت إلى أبى أحمد الفرضيّ ثلاث عشرة سنة لم أره ضحك فيها، غير أنه قرأ علينا يوما كتاب الانبساط فأراد أن يضحك فغطى فمه، وكان إذا جاء إلى أبى حامد الأسفرايينى قام أبو حامد من مجلسه ومشى إلى باب مسجده حافيا مستقبلا له، وكتب أبو حامد يوما إليه مع رجل خراسانى ليشفع أن يأخذ عليه القرآن، فظن أبو أحمد أنها مسألة قد استفتى فيها، فلما قرأ الكتاب غضب ورماه عن يده وقال: أنا لا أقرئ القرآن بشفاعة، وكان أبو القاسم الكرخي [3]
__________
[1] وقد مر «الفارض» ص 121 و «الفرائضى» ص 169.
[2] فترجمته في تاريخ بغداد 10/ 380.
[3] وقع في م «الكوفي» خطأ.(10/184)
الفقيه يقول: لم أر في الشيوخ من يعلم العلم للَّه خالصا لا يشوبه بشيء من الدنيا غير أبى أحمد الفرضيّ، فإنه كان يكره أدنى سبب حتى المديح لأجل العلم، وكان قد اجتمعت فيه أدوات الرئاسة/ من: علم، وقرآن، وإسناد، وحالة متسعة في الدنيا وغير ذلك من الأسباب [1] التي يداخل بمثلها السلطان بها [1] وتنال بها الدنيا، وكان مع ذلك أورع الخلق [2] ، ومات عن اثنتين وثمانين سنة في شوال سنة ست وأربعمائة [ببغداد-[3]] وأخوه أبو طاهر أحمد بن محمد بن [4] أحمد بن [4] أبى مسلم الفرضيّ، من أهل بغداد، انتقل عنها وسكن البصرة إلى آخر عمره، وكان يعرف بأبي طاهر الرسول، حدث بالبصرة عن أبى عمرو عثمان بن أحمد بن السماك [4] وأبى بكر أحمد بن سلمان النجاد وحمزة بن محمد الدهقان وأبى الحسن بن على بن محمد بن الزبير الكوفي وعبد الله بن إسحاق الخراساني [4] وأبى بكر محمد بن عبد الله الشافعيّ والقاضي أبى بكر محمد ابن عمر الجعابيّ الحافظ وحبيب بن الحسن القزاز وغيرهم، روى عنه أبو القاسم عبد المالك بن على بن خلف بن شعبة الحافظ وأبو يعلى أحمد ابن محمد بن أحمد العبديّ البصريان. ذكره أبو بكر الخطيب في تاريخ
__________
[1- 1] في م: «التي يداخل عليه السلطان» .
[2] م: «من أورع الناس» .
[3] من م. وفي تاريخ بغداد أنه دفن في مقبرة جامع المدينة.
[4- 4] سقط من م.(10/185)
بغداد [1] وقال: أدركته حيا في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، إلا أنه كان عليلا فلم يقض لي السماع منه، ومات بعد خروجي عن البصرة بمدة، وكان صدوقا. [2]
__________
[1] 4/ 372 رقم الترجمة 2244.
[2] والمؤرخ النسابة المشهور، المحدث الحافظ الفقيه الأديب أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن نصر الأزدي الأندلسى القرطبي، يعرف «بابن الفرضيّ» ولد بقرطبة سنة 351 واستشهد بها بيد البربر يوم فتحها سنة 403 هـ، ومن مصنفاته «الإعلام بأعلام الأندلس من العلماء والمحدثين والمتقين والفقهاء» و «رياض النفوس النقية في علماء ومشايخ إفريقية» وكتاب «المؤتلف والمختلف» كتاب في «مشتبه النسبة في أسماء رواة الحديث وكناهم وأنسابهم» و «أخبار شعراء الأندلس» - راجع تذكرة الحفاظ للذهبى 3/ 1076 ونفح الطيب 7/ 5 والبداية والنهاية 11/ 351 وشذرات الذهب 3/ 168 ووفيات الأعيان وغيرها، ووصل كتابه الإعلام ابن شكوال بكتابه «الصلة» ووصل أحد صلته ب «صلة الصلة» كما ذكرنا آنفا وفي مشتبه الذهبي ص 452:
وأبو بكر محمد بن الحسين المزر في الفرضيّ، مات سنة 527 والحافظ أبو العلاء محمود بن أبى بكر الكلاباذي البخاري الفرضيّ، إمام مصنف، رأس في الفرائض، عارف بالحديث والرجال، جم الفضائل مليح الكتابة واسع الرحلة، مات سنة 700 هـ بماردين عن 57 سنة، سود كتابا كبيرا في «مشتبه النسبة» ونقلت منه كثيرا- انتهى، وهو من العلماء بالحديث، تعلم ببخارا وبغداد والشام ومصر، توفى بماردين، راجع شذرات الذهب(10/186)
3024- الفِرَعى
بكسر الفاء وفتح الراء وفي آخرها عين مهملة، هذه النسبة إلى الفرع، وهو اسم لوالد تميم بن فرع الفرعى المصري، من أهل مصر، روى عن عمرو بن العاص وعقبة بن عامر وأبى نضرة،
__________
[ () ] 5/ 457 والجواهر المضية 2/ 163 والفوائد البهية وغيرها.
(والفرضيّ) نسبة إلى الفرضة- بضم الفاء وسكون الراء، قرية بالبحرين لبني عامر بن الحارث بن عبد القيس، ينسب إليها أحمد بن هبة الله بن محمد بن أحمد بن مسلم الفرضيّ، أبو عبد الله المقرئ، كان من أهل البصرة، سكن دسكرة نهر الملك وتولى الخطابة بها إلى حين وفاته، قرأ القرآن على أبى ياسر الحمامي والحسن بن محمد الملاح وثابت بن بندار، وسمع من أبى الحسن على بن قريش وروى عنهم، وكان الناس يخرجون إليه ويسمعون منه، فكتب عنه جماعة منهم المبارك بن الكامل وإبراهيم بن محمود الشعار وأحمد بن طارق وعبد العزيز بن الأخضر- ياقوت في معجم البلدان وفي المشتبه ص 506:
الفرضيّ بضم وسكون: عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن مسلم الفرضيّ وأخوه عبد الله، رويا عن ابن غيلان.
و (الفرطسى) بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الطاء وفي آخرها السين المهملة، نسبة إلى قرية من سواد بغداد، ينسب إليها أبو العباس أحمد بن أبى الفضل ابن على المقرئ الضرير الفرطسى، سمع أبا الغنائم النرسي وأبا غالب أحمد بن الحسن بن البناء وأبا الفضل محمد بن ناصر وغيرهم، سمع منه أبو المحاسن عمر ابن على الدمشقيّ وعبد العزيز بن الأخضر- ذكره ياقوت في معجم البلدان.(10/187)
روى عنه حرملة بن عمران، [حضر-[1]] الإسكندرية- ذكره أبو سعيد ابن يونس في تاريخه لأهل مصر.
3025- الفَرغانى
بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الغين المعجمة [2] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى موضعين، أحدهما فرغانة، وهي ولاية وراء الشاش من بلاد المشرق وراء نهر جيحون وسيحون، وفيهم كثرة وشهرة في كل فن ونوع من العلوم، استغنينا عن ذكرهم [3] .
وأما الثاني فهو فرغان قرية من قرى فارس، خرج منها أبو الفتح محمد بن إسماعيل الفارسي الفرغاني، دخل نيسابور، وسمع من أبى يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلبي وغيره، وسماعه أثبت في جزء لأبى يعلى، والظن أنه ما روى شيئا.
وأما أبو المظفر المستطب بن محمد بن أسامة بن زيد بن النعمان بن سفيان الفرغاني فمن فرغانة ما وراء النهر، كان من فحول المناظرين، وكانت له يد باسطة في النظر والجدل، وكان مختلطا بالعسكر وكان لا يفارقهم، سمع أبا الوفاء [4] محمد بن بديع الحاجب وأبا مسعود سليمان بن إبراهيم وأبا سعد ثابت بن أحمد بن عبدوس الرازيّ وأبا سعد محمد بن جعفر
__________
[1] من م.
[2] بعدها الألف.
[3] وسيورد أسماء بعضهم فيما يأتى.
[4] في م «أبا الزرقاء» كذا.(10/188)
ابن محمد الطيبي [1] وأبا عبيد محمد بن سليمان بن بكر الكرواني [2] وغيرهم، روى عنه أبو الحسن [3] عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، وتوفى ببغداد في شوال سنة ست وثمانين وأربعمائة وأبو بكر محمد بن حمويه بن حديد ابن هارون بن إدريس بن عبد الله الفرغاني، يروى عن أبى جعفر أحمد ابن محمد بن الأزهر الوراق، روى عنه أبو الحسن على بن عمر السكرى الحربي- لأنه حدث ببغداد لما قدمها حاجا [4] وأبو جعفر محمد بن عبد الله الفرغاني الصوفي، من فرغانة الشاش أيضا، نزل بغداد [5] ولزم الجنيد واشتهر بصحبته وروى عنه كلامه، حكى عنه أبو العباس محمد ابن الحسن الخشاب وغيره، وحكى عنه أنه قال: التوكل باللسان يورث الدعوى، والتوكل بالقلب يورث المعنى وأبو صالح عبد العزيز بن عباد الفرغاني [6] أخو حمدون [6] ، حدث عن يزيد بن هارون ويعقوب بن محمد ابن عيسى الزهري، روى عنه محمد بن مخلد الدوري وعلى بن إسحاق المادرائى، وكان صدوقا، مات في صفر سنة تسع وستين ومائتين وأبو سعيد مسعدة بن بكر بن يوسف بن ساسان الفرغاني، من فرغانة
__________
[1] في م كأنه «المطيبي» والله أعلم.
[2] في م: «الكرماني» خطأ.
[3] م: «أبو الحسين» .
[4] في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة- تاريخ بغداد 2/ 293.
[5] ترجمته من تاريخ بغداد 5/ 450- 51.
[6- 6] م: «أحمد بن حمدون» .(10/189)
ما وراء النهر، قدم بغداد حاجا [1] ، وحدث بها عن الحسن بن سفيان النسوي، روى عنه أبو الحسن الدار قطنى ويوسف بن عمر القواس، وكانت وفاته بعد سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وأبو عبد الرحمن القاسم بن محمد بن عبد الله الفرغاني المذكر، من فرغانة ما وراء النهر، كان يضع الحديث وضعا فاحشا، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ ووصفه بما قلت، ثم قال: ما ذكرته إلا على التعجب والتذكرة ليعرفه من لا يقف على حاله، كان يدور في رساتيقنا بين نيسابور وجرجان، فيحدث عن قبيصة بن عقبة وأبى عاصم النبيل وعبد الله بن يوسف وأبى حذيفة النهدي وأقرانهم بالموضوعات، وتوفى بأسفرايين سنة إحدى وستين ومائتين، وحكى الفرغاني عن بشر بن الحارث الحافى أنه قال: الحمد للَّه إذ لم يرزقني زهد أبى ذر لم يجعلني في الجهل مثل أبى جهل وأبو العباس حاجب بن مالك بن أركين الفرغاني الضرير الدمشقيّ [2] ، ويقال: حاجب ابن أبى بكر، ظني أن أصله من فرغانة ما وراء النهر، وحاجب هذا كان حافظا مكثرا جليل القدر، سكن دمشق، قدم أصبهان أيام بدر الحمامي سنة ست وتسعين ومائتين ورجع إلى دمشق وبها توفى [3] ، سمع أحمد بن [عبد الرحمن بن-[4]] بكار الدمشقيّ وعبد الرحمن بن يونس
__________
[1] ترجمته من تاريخ بغداد 13/ 275.
[2] راجع لترجمته تهذيب تاريخ ابن عساكر 3/ 429 وتاريخ بغداد 8/ 271 وتاريخ أصبهان لأبى نعيم 1/ 203 طبع ليدن وغيرها.
[3] سنة ست وثلاثمائة.
[4] من م.(10/190)
الرقى، روى عنه عبد الرحمن بن [1] محمد بن أحمد بن سياه وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن المقرئ وأبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد [1] التميمي البستي وغيرهم. [2]
3025- الفُرْغُليظى
بضم الفاء وسكون الراء وضم الغين المعجمة وكسر اللام وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الظاء المعجمة، هذه النسبة إلى قرية من نواحي قرطبة من بلاد الأندلس من المغرب من أعمال شقورة، منها صاحبنا ورفيقنا وصديقنا أبو الحسن على بن سليمان بن أحمد بن سليمان بن المرادي الفرغليظى، ورد نيسابور وتفقه بها على محمد بن يحيى، وكان جميل السيرة، متعبدا ناسكا، كثير العبادة والخير، سمع معنا الكثير وقبلنا من شيوخنا، وحصل كتب الإمام أبى بكر أحمد بن الحسين البيهقي نسخا وتوريقا، وخرجنا صحبة واحدة إلى نوقان طوس لسماع كتاب التفسير لأبى إسحاق الثعالبي، وشاهدت منه أحوالا سنية قل ما يتفق في أحد، ثم صادفته/ بنيسابور لما انصرفت من الرحلة، وكان قد انتقل من المدرسة إلى جوار عبد الرحمن
__________
[1- 1] ما بين الرقمين سقط من م، وفيها بعض خبط.
[2] والإمام برهان الدين أبو الحسن على بن أبى بكر بن عبد الجليل المرغيناني يعرف أيضا بالفرغاني، لأن مرغينان من نواحي فرغانة، كان حافظا مفسرا محققا مجتهدا أديبا، وكان من أكابر فقهاء الحنفية، من تصانيفه «بداية المبتدئ» وشرحه «الهداية» و «منتقى الفروع» و «التجنيس» في الفتاوى و «مختارات النوازل» وغيرها، توفى سنة 593 هـ، راجع الفوائد البهية والجواهر المضية 1/ 383 وغيرهما.(10/191)
الأكاف رحمهما الله، وخرج بعد ذلك إلى الحجاز عازما على الانصراف إلى بلاده فرجع عنها لفساد بلاد المغرب وظهور واحد يدعى الملك، فخرج إلى الشام، وسكن مدة دمشق، ثم انتقل إلى حماة، ثم إلى حلب وتوفى بها في عشر ذي الحجة [1] سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وكانت ولادته قبل الخمس [1] ولعله بلغ الخمسين وما جاوزها [2] .
3026- الفَرغُولى
بفتح الفاء وسكون الراء وضم الغين المعجمة، هذه النسبة إلى فرغول، وظني أنها قرية من قرى دهستان- والله أعلم، والمشهور بهذه النسبة أبو حفص عمر بن [1] محمد بن [1] الحسن بن على بن إبراهيم الفرغولى، نزيل مرو، ولد بدهستان، ونشأ بجرجان، وتفقه بنيسابور، وسكن [مرو-[3]] إلى حين وفاته، وكان أديبا فاضلا متكلما، عالما باللغة، بصيرا بالنحو، صحب الأئمة القشيرية وانتسب إليهم في التصوف، وكان قد اشتغل بعلم الأوائل مدة تم ترك ذلك، وكان له مال قد حصله من كل جنس، فصار يرد المظالم ويتصدق منه ويخرج الزكات، سمع بدهستان أبا أحمد عبد الحليم بن محمد بن عبد الحليم القصارى [4] وأبا الفتيان عمر بن عبد الكريم الرواسي، وبجرجان أبا تميم كامل ابن إبراهيم الخندقي وأبا القاسم إبراهيم بن عثمان الخلالى [5] ، وبنيسابور
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] لاحظ ما ذكر ياقوت من ترجمته في معجم البلدان، وذكر القرية بالطاء المهملة.
[3] من م وغيرها، وسقط من الأصل.
[4] في معجم البلدان: «أبا أحمد عبد الحكيم بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين الخياط الأسفرايينى الواعظ صاحب عبد الرحمن السلمي» .
[5] م: «الحدانى» .(10/192)
أبا عمرو عثمان بن محمد بن عبيد الله الجمحيّ [1] وأبا الفضل محمد بن عبيد الله الأنصاري، وبمرو جدي الإمام أبا المظفر السمعاني وطبقتهم، كتبت عنه الكثير، وسمع منه القدماء، وجماعة من شيوخه، فإنه أنشدنى هذين البيتين لبعض الأعراب:
ألا قل لأرباب المخالص أهملوا ... لقد تاب مما يعلمون [2] يزيد
وإن امرأ ينجو من النار بعد ما ... تزود من أعمالها لسعيد
وقال: جاء إلى أبو نعيم عبيد الله [3] بن أبى على الحداد، وكتب عنى البيتين، وحدثني أن أبا بكر أحمد بن على [بن خلف-[4]] الشيرازي روى عنى البيتين، وعقدت له مجلس الإملاء وأملى في مسجد رأس سكنة بسكة أبى معاذ [5] ، وكتبت عنه، وكانت ولادته في شعبان سنة ست وخمسين وأربعمائة بدهستان، ووفاته [في جمادى الآخرة سنة 538-[6]] وابنه أبو بكر على بن عمر الفرغولى البناء، كان شابا صالحا سديدا، سمّعه أبوه عن جماعة مثل أبى الحسن على بن أحمد بن محمد المديني وأبى على نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامى وأبى بكر محمد بن مأمون
__________
[1] كذا في الأصل وم، ولعله «المحمي» .
[2] كذا، والصواب «يعملون» .
[3] م: «عبد الله» .
[4] من م.
[5] م: «رأس سكة سكة أبى معاذ» .
[6] من معجم البلدان لياقوت، وفيه أيضا «وكان مولده سنة 456» ، وكان في الأصول بياض.(10/193)
المستولى [1] وغيرهم، سمعت منه جزءين [أو] ثلاثة، وكانت ولادته قبل سنة تسعين وأربعمائة، ووفاته.... [2] وخمسمائة بمرو.
3027- الفَرقدى
بفتح الفاء والقاف بينهما الراء الساكنة وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى فرقد [3] ، والمشهور بهذه النسبة أبو جعفر محمد بن على بن مخلد بن يزيد بن محرز الفرقدى الداركى، من أهل أصبهان، يروى عن إسماعيل بن عمرو البجلي، وهو آخر من مات من أصحابه، روى عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم، ومات سنة سبع وثلاثمائة ومحمد بن جعفر بن الهيثم بن يحيى الفرقد الضبيّ المديني [4] الفرقدى، من أهل أصبهان، نسب إلى جده، روى عنه محمد بن يحيى بن فياض الزمانى،
__________
[1] كذا، ولعله «المشتولى» أو «المشتويى» .
[2] بياض في الأصول.
[3] أما الذين اسمهم «فرقد» فعددهم كبير، منهم فرقد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكره البخاري وفرقد مولى عمر بن الخطاب رضى الله عنه، سمع مولاه وفرقد مولى الشريد وفرقد مولى أويس، سمع ابن عمر، روى عنه عبد الله بن يزيد بن ضبة وفرقد الخياط، سمع أنسا، روى عنه يونس بن يزيد وفرقد بن يعقوب السبخى، يروى عن مرة بن طيب عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه وعن النخعي وابن جبير، روى عنه همام بن يحيى وصدقة بن ابن موسى وفرقد بن الحجاج أبو نصير البصري، سمع عقبة بن أبى الحسناء، روى عنه عبد الصمد بن عبد الوارث ومسلم بن إبراهيم- ذكرهم ابن ماكولا في الإكمال.
[4] م: «المدني» .(10/194)
روى عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم. [1]
3028- الفَرَكي
بفتح الفاء والراء [وفي آخرها الكاف] ، هذه النسبة إلى فرك، وهي قرية من قرى أصبهان، منها أبو نجم بدر بن خلف ابن يوسف بن محمد الفركى الحاجي، من أهل أصبهان، سمع أبا نصر إبراهيم ابن محمد بن على الكسائي المقرئ وغيره، وكانت ولادته سنة تسع عشرة وأربعمائة، ووفاته سنة اثنتين وخمسمائة.
3029- الفِرْكى
بكسر الفاء وسكون الراء وفي آخرها الكاف، الفرك موضع ببغداد على الدجلة أسفل من باب الأزج، قال ابن المعتز:
يا ربة المنزل بالفرك [2]
ومحفوظ بن إبراهيم الفركى ظني أنه نسب إلى هذا الموضع، يروى عن سلام بن سليمان المدائني، روى عنه أبو عيسى موسى بن موسى الختّليّ [3] .
__________
[1] ومحمد بن عبد بن عامر بن مرداس بن هارون بن موسى بن خالد بن فريان ابن فرقد بن عبد الجبار السغدى، سافر الكثير، كان يحدث عن عصام بن يوسف وقتيبة وصالح بن محمد الترمذي بأحاديث معضلات، وحدث بالعراق عن يحيى بن يحيى وعبدان وغيرهم، قال الحاكم: روى عنه أكثر مشايخنا- قاله ابن ماكولا في الإكمال. وقال ياقوت: الفرقد: ولد البقرة، وهو اسم موضع ببخارا.
[2] قال ياقوت: قرية كانت قرب كلواذا، ذكرها أبو نواس في شعره:
أحين ودعنا يحيى لرحلته ... وخلف الفرك واستعلى لكلواذا
وثم نسب إلى هذه القرية محفوظ بن إبراهيم.
[3] الختّليّ هذا يعرف بالشص.(10/195)
3030- الفَرَماوى
بفتح الفاء والراء والميم بعدها الألف وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى فرما، وهي بليدة من أرض مصر، والنسبة إليها «فرمى» و «فرماوى» ، منها أبو حفص عمر بن يعقوب بن زريق الفرماوى، يروى عن بكر بن سهل الدمياطيّ، روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ وذكر أنه سمع بمدينة الفرما.
3031- الفَرْمَنكى
بفتح الفاء والميم بينهما الراء الساكنة والنون الساكنة بعدها وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى فرمنك، وهو جد أبى محمد حميد بن فروة بن فرمنك الوراق الفرمنكى، من أهل بخارا، كان وراقا لأبى حذيفة إسحاق بن بشر، وروى عن ابن المبارك وخارجة ابن مصعب وسفيان بن عيينة والفضيل بن عياض، روى عنه أبو معشر حمدويه بن الخطاب وابنه أبو عبد الله محمد بن حميد الفرمنكى، وهو يروى- يعنى [1] محمد بن حميد [1]- عن إبراهيم بن الأشعث، روى عنه أبو بكر السعداني [2] . [3]
3032- الفرمى
بفتح الفاء والراء وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى الفرما
__________
[1- 1] من م، وفي الأصل «حميد بن محمد» .
[2] من م، وفي الأصل «الشعراني» وما في م فهو الأوفق.
[3] قال ياقوت (فرميشكان) : منها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحسين الفرميشكانى، الفقيه الأديب، نزيل البيضاء، سمع منه أبو مسعود كوتاه عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد الأصبهاني البيضاوي المنتقى من أسماء أهل القرى، روى له عن أبى الحسن محمد بن منصور بن محمد بن عمر الشيرازي.(10/196)
وهي بليدة بنواحي مصر، والمشهور بالنسبة إليها أبو على الحسين بن محمد ابن هارون بن يحيى بن يزيد الفرمى، قيل: إنه من موالي شرحبيل بن حسنة، حدث عن أحمد بن داود المكيّ ويحيى بن أيوب العلاف والحسن ابن طيب وغيرهم، وكان موثقا، نعم الرجل، توفى في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وأبو حفص عمر بن يعقوب بن زريق الفرماوى قد ذكرناه.
3033- الفَرْنَباذى
بفتح الفاء وسكون الراء وفتح النون والباء الموحدة وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى فرنباذ، وهي قرية كبيرة بمرو على خمسة فراسخ، وبها كان أولاد الشيخ أبى على الأسود، منها أبو أحمد محمد بن سورة بن يعقوب الفرنباذى، يروى عن سعيد بن هبيرة- هكذا ذكره أبو زرعة السنجى.
3034- الفَرَنْجِى
بفتح الفاء والراء والنون الساكنة وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى فرنجة، وهو فرنجة بن حام، وقيل: فرنج أبو الفرنجى ابن ليطى بن خبم بن يافث، وقيل: فرنجة بن نصر، وهو موضع [1] نسب إليه جماعة من الروم، يقال لكل واحد «الفرنجى» / و «الأفرنجي» ، لقيت منهم ببيت المقدس وبلاد فلسطين جماعة كثيرة.
3035- الفَرَنْدَاباذى
بفتح الفاء والراء وسكون النون وفتح الدال المهملة والباء المنقوطة بواحدة بين الألفين وفي آخرها الذال المعجمة،
__________
[1] وهو معرب «فرنگ» وهو أشهر من أن يذكر، وراجع معجم البلدان لياقوت 1/ 299 (أفرنجة) : أمة عظيمة لها بلاد واسعة- إلخ.(10/197)
هذه النسبة إلى فرنداباذ، وهي قرية على باب نيسابور، والمشهور بالنسبة إليها أبو الفضل العباس بن منصور بن العباس بن شداد بن داود الفرنداباذى النيسابورىّ، سمع محمد بن يحيى الذهلي وأيوب بن الحسن الزاهد وعتيق بن محمد الجرشى وأحمد بن يوسف السلمي وعلى بن الحسن الهلالي وأقرانهم، روى عنه أبو على الحسين بن على الحافظ وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي وغيرهما، وتوفى في ليلة الأربعاء ليومين بقيا من ذي القعدة سنة ست وعشرين وثلاثمائة، وكان من أصحاب الرأى.
3036- الفَرَنْكَدى
بفتح الفاء والراء وسكون النون وفتح الكاف وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى فرنكد، وهي من قرى سغد سمرقند، ويقال لها «أفرنكد» أيضا، وهي من أعمال إشتيخن، وكان أبو سعد الإدريسي يقول: فرنكد على خمسة فراسخ من سمرقند، وهي من بلاد إشتيخن، خرج منها جماعة من العلماء، منهم أبو محمد بكر ابن مسعود بن الحسن بن الرواد [1] الفرنكدى السغدى، يروى عن جماعة كثيرة، منهم عبد الله بن حماد الأيلي وعبد الصمد بن الفضل البلخي وأبى حفص عمر بن حفص الباهلي وغالب بن حزبيل وسعد بن حسام [2] السمرقنديين، روى عنه جماعة كثيرة، وسمعت جزءا من فوائده من شيخنا الإمام عمر ابن أبى الحسن البسطامي، ذكره الله بالخير وأبو العباس الفضل بن محمد بن نصر الفرنكدى، يعرف بالقضاعي، يروى عن محمد بن سعيد والحسن
__________
[1] في اللباب «الزراد» وفي م «الفراء» وفي نسخة «الوراد» .
[2] م: «خشنام» .(10/198)
ابن أحمد الفرنكدى، [1] روى عنه أبو سعد الإدريسي الحافظ وأبو أحمد حامد بن أحمد بن حمدويه القارئ [1] الفرنكدى السغدى، يروى عن أبى الحسن على بن الحسن المقرئ وقرأ عليه القرآن، قال أبو سعد الإدريسي: كتبنا عنه بفرنكد، لم يكن به بأس وأبو أحمد أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن فرنكدك [2] النسفي الفرنكدى، له نسب أطول من هذا مكتوب [3] في تاريخ نسف، والد عبد الرحمن وعبد الواحد والخليل [4] ، يروى عن أبى يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفي، روى عنه أبو العباس المستغفري الحافظ وقال:
إنه مات في العشر الأواخر من شهر ربيع الأول سنة أربعمائة وأحمد بن عبد الواحد بن منصور بن نصر بن متين الأفرنكدى، المدرس المفتى بفرنكد، كان فقيها فاضلا، يروى عن محمد بن أحمد الخمنجكثى [5] ، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد النسفي الحافظ، وتوفى في شعبان سنة سبع وعشرين وخمسمائة.
3037- الفَرْنِيفَثانى
بفتح الفاء وسكون الراء وكسر النون بعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وبعدها الفاء [6] ثم الثاء المنقوطة بثلاث وفي آخرها النون بعد الألف، هي قرية من قرى خوارزم يقال لها
__________
[1- 1] ما بين الرقمين سقط من م.
[2] م: «فرندك» .
[3] م: «مذكور» .
[4] م: «والد عبد الرحمن وعبد الجليل والجليل» .
[5] كذا في اللباب، وفي الأصل كأنه «الجميجكثى» ولم أظفر به، ولعله «البمجكثي» أو «الفيجكثى» أو «الخشمنجكثى» أو «الخشوننجكثى» وغيرها كما ذكرها في الأنساب- والله أعلم.
[6] في اللباب: وفتح الفاء.(10/199)
«فرنيفثان» على فرسخين من مدرى كاث، رأيت شابا فقيرا بمدرى كاث إحدى قرى خوارزم من هذه القرية وأنشدنى شيئا من الشعر، سمعت أبا يعقوب يوسف بن الحسين بن أبى القاسم الفرنيفثانى مذاكرة بمدرى كاث يقول سمعت عمر بن محمد الإمامي الجرجاني بخوارزم يقول: كنت ليلة جمعة في صنعتي ففتحت سورة الكهف وقرأت حتى بلغت هذه الآية- وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ 18: 18 فتفكرت في أهل زماننا وفيهم وفي نفسي فقلت:
ما أبين البين بين قوم ... ظنوا يقاظى [1] وهم رقود
ومن أيقاظ عصرنا ذا ... فان يقظاهم [2] هجود
بل لو يعدون في انعدام ساغ وإن ضمهم [3] وجود.
3038- الفُرْني
بضم الفاء وسكون الراء بعدها النون، هذه النسبة إلى فرنة، وهو اسم لجد محمد بن إبراهيم بن فرنة الفرني، نسب إلى جده، يحدث عن معاذ بن هشام وغيره، حدث عنه أبو الليث الفرائضى.
3039- الفَرْوَاجَانى
بفتح الفاء وسكون الراء والواو والجيم بينهما الألف وفي آخرها النون [4] ، هذه النسبة إلى فرواجان، وهي قرية على فرسخ من مرو يقال لها پرواجان، منها أبو عبد الله محمد بن الحسن ابن زيد المروزي الفرواجانى، وقيل: محمد بن الحسن بن على الفرواجانى، روى عن عبد العزيز بن حاتم المروزي، روى عنه أبو سعيد [5] أحمد بن محمد
__________
[1] م: «أيقاظا»
[2] م: «أيقاظهم»
[3] وقع في الأصل «ظنهم» كذا.
[4] بعد الألف
[5] م: «أبو سعد» .(10/200)
ابن الفضل الكرابيسي وأبو منصور محمد بن محمد الرحمونى [1] والحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ البيع وأبو الحسن على بن الحسين الحفصويى وغيرهم.
3040- الفَروانى
بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الواو [2] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى فروان، وهي بليدة عند غزنة، كان في نصفها منبر، والنصف الآخر في أيدي الهند ولهم هناك سوق الزواني مشهور، وليس يجوز للهند حكم في النصف الّذي في أيدي المسلمين، ولا للمسلمين في النصف الّذي في أيدي المشركين، هكذا وقع الصلح، وقد صارت كلها في أيدي المسلمين، منها أبو وهب منبه بن محمد بن أحمد بن المخلص الفروانى، واعظ، زاهد، ورع، مليح الوعظ، سليم الجانب، له معرفة بالتفسير، سمع أبا حامد أحمد بن محمد الشجاعي وحدث عنه بكتاب النوادر لمحمد بن على بن حكيم، روى عنه أبو الفتح محمد بن [3] محمد بن [3] إبراهيم القهستاني بسرخس، وأبو محمد محمد [4] بن محمد بن أحمد بن الحسن السانواجردى بمرو، وأبو بكر محمد بن الحسن الغزنوي [5] بحلب وغيرهم، وكانت وفاته في حدود سنة خمسمائة والأديب أبو بكر محمد بن يعقوب بن محمود بن إبراهيم الفروانى، ذكره أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبى الحافظ في
__________
[1] من م واللباب، وفي الأصل «الرحموى» .
[2] بعدها الألف.
[3- 3] سقط من م.
[4] سقط من م.
[5] م: «العزيزي» كذا.(10/201)
[1] معجم شيوخه [1] وقال: كتبت عنه بمارمل [2] في جبل بلخ حديثا واحدا أخطأ من حفظه وأبو سعد [3] عبد الكريم بن أحمد الثعالبي الفروانى، سمع أبا مسلم غالب بن على الرازيّ، روى عنه أبو الفتوح عبد الغافر بن الحسين الامامى [4] ، وذكر أنه سمع منه بفروان.
3041- الفَرْوى
بفتح الفاء وسكون الراء المهملة، هذه النسبة إلى الجد الأعلى، والمشهور بها أبو يعقوب إسحاق بن محمد بن إسماعيل ابن عبد الله بن أبى فروة الفروى القرشي، مولى عثمان بن عفان رضى الله عنه، من ثقات أهل المدينة [5] ، يروى عن مالك بن أنس وعبد الحكيم بن عبد الله ابن أبى فروة وعبيدة بنت نابل ومالك بن أبى نعيم، روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان الإمامان، وقال ابن أبى حاتم [6] : سمعت أبى يقول:
كان صدوقا، ولكن ذهب بصره فربما لقن الحديث، وكتبه صحيحة، وكتب أبى وأبو زرعة عنه ورويا عنه [7] وجماعة من رهط أبى علقمة عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبى فروة، وأبو علقمة من موالي عثمان، منهم [7]
__________
[1- 1] في م: «معجمه» .
[2] م: «بنارمل» .
[3] م: «أبو سعيد» .
[4] م: «الألمعي» .
[5] هو من رجال التهذيب، روى عنه البخاري وغيره، راجع تهذيب التهذيب 1/ 248 وفيه عن البخاري أنه توفى سنة 226.
[6] في الجرح والتعديل ج 1 ق 1 ص 233.
[7- 7] سقط من م.(10/202)
هارون بن موسى الفروى [1] وأبوه موسى وأخوه عمران الفروى [1] وأبو علقمة عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبى فروة الفروى [2] ، ابن عم إسحاق، مولى آل عثمان بن عفان، يروى عن الأعرج ويزيد بن خصيفة، روى عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي وأحمد بن عبدة الضبيّ وأهل المدينة، مات في المحرم سنة تسعين ومائة وأبو سليمان إسحاق بن عبد الله بن أبى فروة الفروى [3] ، مولى عثمان بن عفان، القرشي المديني، روى عن نافع والزهري وابن أبى مليكة، روى عنه عبد السلام بن حرب ويحيى بن حمزة ومحمد بن شعيب، وكان أحمد بن حنبل يقول: لا تحل الرواية عندي عن إسحاق ابن أبى فروة، قلت [4] : يا با عبد الله! لا تحل؟ قال: عندي، وقال يحيى ابن معين: إسحاق بن أبى فروة لا شيء، كذاب، قال عمرو بن على:
ابن أبى فروة متروك الحديث، وقال أبو حاتم الرازيّ: هو ذاهب الحديث [5] ، وقال أبو زرعة الرازيّ: إسحاق بن عبد الله بن أبى فروة ذاهب الحديث متروك، وكان في كتابنا [6] حديث عنه فلم يقرأه علينا [7] ، وقال: أضعف
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] راجع تهذيب التهذيب 6/ 10.
[3] راجع تهذيب التهذيب 1/ 240- 242 والمجروحين لابن حبان 1/ 119 وغيرهما، توفى سنة 136 أو سنة 144.
[4] هذا قول إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني.
[5] انظر ما في الجرح والتعديل ج 1 ق 1 ص 228.
[6] من الجرح والتعديل، وفي م «كتابي» وفي الأصل «كتابه» .
[7] في الأصول «عليه» .(10/203)
ولد أبى فروة إسحاق. [1]
3042- الفَرهاذجردى
بفتح الفاء وسكون الراء والذال المعجمة بعد الهاء والألف وكسر الجيم وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى فرهاذجرد، وهي قرية بمرو على فراسخ منها، وبنيسابور قرية يقال لها فرهاذجرد أيضا من قرى أشفند من نواحي نيسابور، وهي من القرى السبعة القديمة التي كانت مع القهندز، وكان أبو طلحة سركب من أشفند [2] . والمنتسب إلى فرهاذجرد مرو أبو يحيى زكريا بن دلشاد ابن مسلم بن العباس الفرهاذجردى، سمع بنيسابور محمد بن رافع القشيري، وبمرو على بن خشرم المروزي وغيرهما، روى عنه على بن عيسى وأبو عمر بن جعفر الزاهد وجماعة سواهما ومن فرهاذجرد نيسابور
__________
[1] قال ياقوت: (فرهاذان) أظنها من قرى نسا بخراسان، ينسب إليها عبد الله ابن محمد [بن سيار] الفرهاذانى، ويقال: الفرهيانى، النسائي، سمع بدمشق هشيم ابن عمار وأبا عثمان القاسم بن عبد الملك ودحيما، وبمصر عبد الملك بن شعيب ابن الليث وجعفر بن مسافر التنيسي وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم وحرملة بن يحيى، وبخراسان قتيبة بن سعيد ومحمد بن الوزير الواسطي وسويد ابن نصر المروزي، روى عنه أبو عمرو بن حمدان وأثنى عليه وبشر بن أحمد الأسفرايينى وأبو بكر الإسماعيلي وأبو بكر محمد بن الحسن النقاش- انتهى.
وسيأتي في المتن تحت رسم (الفرهاذجردى) «عياش الفرهاذانى» وهي قرية بنيسابور- والله أعلم. واستدرك ابن الأثير على السمعاني فذكر عبد الله بن محمد بن سيار «الفرهاذانى» كما سبق عن ياقوت.
[2] وانظر ما في الأنساب 1/ 267 وما ذكره ياقوت في معجم البلدان.(10/204)
عياش الفرهاذانى [1] ، من رستاق اشفند، كان صاحب جيش أبى طلحة سركب [2] وإبراهيم بن سركب [2] ومقدم قوادهما وأبو الفضل صالح ابن نوح بن منصور النيسابورىّ الفرهاذجردى، سمع أحمد بن حفص ابن عبد الله ومحمد بن زيد، روى عنه أبو أحمد شعيب [3] الفقيه المعدل.
3043- الفِريابى
بكسر الفاء وسكون الراء ثم الياء المفتوحة آخر الحروف [4] وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى فارياب، هي بليدة بنواحي بلخ، وينسب إليها ب «الفريابي» و «الفاريابي [5] » و «الفيريابى» أيضا بإثبات الياء، خرج منها جماعة من المحدثين والأئمة، فأما المشهور فهو أبو عبد الله محمد بن يوسف الفريابي [6] ، سكن قيسارية بلدة على الساحل، رحل الناس إليه وكتبوا عنه، قال محمد بن إسماعيل البخاري: خرجنا من حمص فاستقبلنا أحمد بن حنبل وقد فاته محمد بن يوسف الفريابي، سمع الفريابي من الأوزاعي والثوري وإبراهيم بن أبى عبلة وإسرائيل وزائدة، روى عنه أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي ومحمد بن إسماعيل
__________
[1] كذا، وقد مر ما ذكره ياقوت وابن الأثير فيما مضى.
[2- 2] ما بين الرقمين سقط من م.
[3] في م واللباب «أبو أحمد بن شعيب» .
[4] وبعدها الألف.
[5] ولاحظ ما مضى في ص 128- 130.
[6] أبو عبد الله محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان الضبيّ مولاهم، لاحظ ترجمته في تهذيب التهذيب 9/ 535- 537 والجرح والتعديل ج 4 ق 1 ص 119 والتاريخ الكبير للبخاريّ.(10/205)
البخاري وأحمد بن أبى الحواري وغيرهم، مات سنة ثنتى عشرة ومائتين، وكان مولده سنة ست وعشرين ومائة، قال أبو حاتم بن حبان: الفريابي من خيار عباد الله [الصالحين-[1]] ، وقال أبو محمد بن أبى حاتم الرازيّ:
محمد بن يوسف الفريابي سكن قيسارية بساحل الشام، قال أحمد بن حنبل:
الفريابي سمع من الثوري بالكوفة وصحبه وسمع منه، وقال أحمد:
وكتبت أنا عن الفريابي بمكة، وقال يحيى بن معين- لما سأله عيسى ابن محمد الرمليّ: أيهما أحب إليك: كتاب الفريابي، أو كتاب قبيصة؟
قال: كتاب الفريابي، وقال ابن أبى حاتم: سالت أبى عن الفريابي فقال: صدوق ثقة، وسألت أبا زرعة عن الفريابي ويحيى بن اليمان فقال: الفريابي أحب إليّ من يحيى بن يمان وأبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض الفريابي، أحد الأئمة المشهورين [2] ، رحل من الشرق إلى الغرب، وأدرك العلماء، ولى القضاء بالدينور مدة، وسكن بغداد [3] ، واجتمع في مجلس إملائه ثلاثون ألفا ممن كان يكتب، وتوفى ببغداد [في المحرم سنة إحدى-[4]] وثلاثمائة وابنه أبو الحسن محمد بن جعفر الفريابي [5] ، حدث عن أبى يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي ومحمد بن أحمد
__________
[1] من م.
[2] راجع لترجمته البسيطة تاريخ بغداد 7/ 199- 202، وتذكرة الحفاظ للذهبى 2/ 692- 694.
[3] فلما ورد بغداد استقبل بالطيارات والدبادب والطبول.
[4] من المراجع، وفي الأصول بياض، وكانت ولادته سنة سبع ومائتين.
[5] ترجمته من تاريخ بغداد 2/ 141.(10/206)
ابن الجنيد الدقاق وعباس بن محمد الدوري وإسحاق بن سيار النصيبي والمطلب بن شعيب المصري وموسى بن الحسن الصقلى والحسين بن كليب الأنصاري، روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق ويوسف بن عمر القواس وأبو الحسين بن جميع الغساني وأبو حفص بن شاهين وأبو حفص الكتاني، وكان ثقة، وكانت ولادته سنة سبع وأربعين ومائتين وعلى بن جعفر الفريابي وعبد الله بن محمد بن يوسف الفريابي وإبراهيم ابن محمد الفريابي المقدسي وعبد الله بن محمد بن هارون الفريابي، وعدد كثير وأبو محمد عبد الرحيم بن حبيب الفريابي [1] ، أصله من بغداد [2] ، سكن فارياب، يروى عن بقية وإسحاق بن نجيح [3] ، وكان يضع الحديث على الثقات وضعا، قال أبو حاتم بن حبان: حدثنا عنه محمد بن إسحاق ابن سعيد السعدي وغيره من شيوخنا، لا تحل الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلا للمتبحر في هذه الصناعة، ولعل هذا الشيخ قد وضع أكثر من خمسمائة حديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواها عن الثقات [4] ومحمد بن تميم [5] بن سليمان/ السغدى الفاريابي، يضع الحديث، يعلق محمد
__________
[1] من م، وفي الأصل «الفاريابي» .
[2] قال فيه الخطيب البغدادي: الخراساني، ثم ذكر في أسانيد أنه بغدادي.
[3] من المجروحين لابن حبان 2/ 154 وتاريخ بغداد 11/ 86، ووقع في الأصول «يحيى» كذا، وهو الملطي.
[4] ذكر في تاريخ بغداد: كان رجلا لينا حسن المذهب.... يقع في أحاديثه بعض المناكير- إلخ، وذكر بعض شيوخه والآخذين عنه.
[5] وقع في م «نعيم» خطأ.(10/207)
ابن كرام برحله وتشبث بالجويبارى في كتابه فأكثر روايته عنهما جميعا، وكانا يضعان الحديث ليس عند أصحابنا عنهما شيء، وإنما ذكرناهما لأن لا يتوهم أحداث أصحابنا أن شيوخنا تركوهما للارجاء فقط، وإنما كان السبب في تركهم إياهما أنهما كانا يضعان الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم [وضعا-[1]] وعبد الله بن [محمد بن-[2]] سلم الفريابي المقدسي، يروى عن محمد بن الوزير الدمشقيّ، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد ابن أيوب الطبراني وإبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي، نزل ببيت المقدس وسكنها، يروى عن حمزة وأيوب بن سويد ورواد بن الجراح ومؤمل بن إسماعيل وإبراهيم بن أعين، سمع منه أبو حاتم محمد ابن إدريس الرازيّ، وذكر أنه سمع منه ببيت المقدس [3] .
3044- الفِريانانى
بكسر الفاء وسكون الراء وفتح الياء آخر الحروف والنون بين الألفين وفي آخرها نون أخرى، هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو يقال لها فريانان، بكسر الفاء والياء المنقوطة والنون، ومنها أبو عبد الرحمن أحمد بن عبد الله بن حكيم العتكيّ الهنائى [4] الفريانانى، وهذه
__________
[1] من المجروحين لابن حبان 2/ 299.
[2] من م.
[3] راجع الجرح والتعديل ج 1 ق 1 ص 131.
[4] كذا في الأصل، وفي م «الهاشمي» وفي اللباب «الهمدانيّ» .(10/208)
القرية بمرو عند باجخوست [1] خربت الساعة وبقي قبر أبى عبد الرحمن بها يزورونه الناس ويدورون حوله، زرته غير مرة، وهو يروى عن أبى حمزة أنس بن عياض ويحيى بن حريس وجماعة من أهل العراق، روى عنه إسحاق بن إبراهيم القاضي وعبدان بن محمد الفقيه وأبو على بن شبويه والحسن بن سفيان وجماعة من المراوزة، وكان ممن يروى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، وكان محمد بن على الحافظ سيء الرأى فيه، وسئل أحمد بن سيار عنه فقال: لا سبيل إليه.
3045- الفِريانى
بكسر الفاء وسكون الراء وفتح الياء آخر الحروف وبعدها الألف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جد أبى بكر [2] محمد ابن عبد بن خالد بن فريان بن فرقد [3] النخعي البلخي [4] الفرياني، قدم بغداد وحدث بها عن قتيبة بن سعيد ويحيى بن موسى خت، روى عنه مكرم ابن أحمد القاضي وعلى بن الفضل بن طاهر البلخي والقاضي أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله السدوسي، وكان ثقة.
3046- الفَريرى
بفتح الفاء والياء الساكنة آخر الحروف بين الراءين، هذه النسبة إلى اسم رجل، وهو فرير، وهو قيس بن الفرير
__________
[1] وقع في الأصل وحده «أبى محمد» .
[2] في اللباب «قرقر» كذا.
[3] سقط من م.
[4] فترجمته بأسرها من تاريخ بغداد 2/ 385.(10/209)
ابن أمية الفريرى، من بنى سلمة، ابنته ليلى بنت قيس هي أم عبد الله بن عمرو بن حرام، وكان عبد الله من النقباء [1] . [2]
3047- الفَريزَنى
بفتح الفاء وكسر الراء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الزاى وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى «فريزن» ، وهي من قرى هراة، ويقال لها «فريزة» أيضا، خرج منها من المحدثين أبو محمد سعيد بن زيد [3] بن أبى نصر الفريزنى، يروى عن أبى الحسن على ابن أبى طالب محمد بن أحمد بن إبراهيم الخوارزمي راوي أبى على الرفّاء، روى لنا عنه جماعة، منهم أبو الفتح سالم بن عبد الله بن عمر العمرى، وتوفى في سنة نيف وتسعين وأربعمائة [4] . [5]
__________
[1] قاله في الإكمال. وابنه جابر بن عبد الله معروف.
[2] وقال في الإكمال: وفرير بطن من بحتر، وهو فرير بن عنين بن سلامان- انتهى.
وقال ابن الأثير: فاته (الفريرى) أيضا نسبة إلى فرير بن عنين بن سلامان ابن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيِّئ، بطن من طيِّئ، منهم عتبان بن سلمان ابن مالك بن خناس بن أبى كعب بن عبد الله بن مالك بن سعد بن فرير، كان عتبان رئيس فرير أيام لقوا أنمار بن بغيض، وأما خناس- وهو الحسحاس- جد عتبان فعنه كان بدء حرب الفساد- انتهى.
[3] مثله في اللباب وغيره، وفي م «يزيد» ، ووقع في الأصل «أبى زيد» .
[4] وقع عند ياقوت في معجم البلدان «سنة 491» .
[5] قال ياقوت في (فريزهند) : من قرى أصبهان من ناحية ميمة، نسب إليها أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن محمد بن أبان الفريزهندي، سمع من أبى بكر محمد ابن سليمان بن الحسن المعداى، ذكره يحيى بن مندة في تاريخ أصبهان وابن أخيه محمد بن على بن إبراهيم، قال ابن مندة: حدث عنه عمى الإمام أبو القاسم عبد الرحمن بن مندة.(10/210)
3048 الفُرَيسى
بضم الفاء وفتح الراء والياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى فريس، وهو اسم جد أبى بكر أحمد بن محمد بن فريس [1] بن سهل البزاز البغدادي الفريسى، يحدث عن أحمد بن محمد بن الهيثم الدوري وأبى بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ونظرائهما قال الدار قطنى: وابناه على ومحمد أبو الفتح يعرفان ببني أبى الفوارس [2] ، كتبا الحديث، ورحل محمد في طلبه إلى خراسان وأصبهان وغيرهما، قلت: هو محمد بن أحمد بن أبى الفوارس الحافظ البغدادي، حافظ كبير متقن مكثر من الحديث، سمع منه أبو بكر أحمد ابن على بن ثابت الخطيب الحافظ، وأكثر عنه، وذكره في التاريخ [3] وأثنى عليه وفي الأسماء فريس بن صعصعة، سمع ابن عمر رضى الله عنهما وشداد بن معقل، روى عنه وفاء بن إياس وفطر بن خليفة.
3049- الفَرِيشى
بفتح الفاء وكسر الراء بعدهما الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى فريش، وهو بطن من تيم الرباب، وهو الفريش بن ضبارى بن نشبة [4] بن ربيع بن عمرو، من تيم الرباب، ومن ولده وردان بن مجالد [5] بن علفة بن الفريش بن ضبارى الفريشى، كان مع عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله ليلة قتل على بن أبى طالب رضى الله عنه،
__________
[1] وهو «فارس» ويقال «فريس» راجع تاريخ بغداد 5/ 82.
[2] هما على ومحمد بن أحمد بن فارس بن سهل، كان جدهما الأعلى سهل يكنى أبا الفوارس، فانتسبا إليه، راجع تاريخ بغداد.
[3] ذكره في تاريخ بغداد 1/ 352.
[4] وقع في الأصول واللباب «شيبة» وراجع الأنساب 8/ 375 والإكمال 5/ 216.
[5] من المرجعين السابقين، في الأصول هنا «مخلد» .(10/211)
وقتله عبد الله بن نجبة بن عبيد بن عمرو بن عتيبة بن طريف التيمي تيم الرباب، وهو من رهط المستورد بن علقة بن الفريش الخارجي الفريشى قتله معقل بن قيس الرياحي صاحب على بن أبى طالب.
3050- الفِرّيشى
بكسر الفاء والراء المشددة بعدهما الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى فرّيش، وهي بلدة بالأندلس تقارب قرطبة يكون بها الرخام الجيد، والمشهور بالانتساب إليها خلف بن بسيل [1] الفريشى الأندلسى، مذكور بالفضل وطلب العلم، محدث كبير، توفى بالأندلس سنة سبع وعشرين وثلاثمائة [2] .
3051- الفُرَيعى
بضم الفاء وفتح الراء بعدهما الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى فريع، وهو بطن من عبد القيس [3] ، قال ابن حبيب: في عبد القيس فريع- بالفاء- هو ثعلبة ابن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة بن عوف بن بكر بن أنمار بن عمرو بن وديعة ابن لكيز بن عبد القيس [4] .
-
باب الفاء والزاى
3052- الفَزارى
بفتح الفاء والزاى والراء في آخرها بعد الألف، هذه النسبة إلى فزارة، وهي قبيلة [5] ، كان منها جماعة من العلماء والأئمة،
__________
[1] وقع في معجم البلدان لياقوت «يسار» .
[2] قاله ابن ماكولا في الإكمال 1/ 280.
[3] في الأصل وحده «بطن من بنى عبد القيس» .
[4] ومثله أورد ابن ماكولا في الإكمال، ولم يذكر أبو سعد المنتسبين بهذه النسبة.
[5] فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، من قيس عيلان- اللباب وغيره.(10/212)
فمنهم أبو عبد الله مروان بن معاوية بن الحارث بن عثمان بن أسماء ابن خارجة بن عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري [1] ، من أهل الكوفة، سكن مكة، ثم صار إلى دمشق، ومات بمكة، يروى عن ابن أبى خالد ويحيى بن سعيد الأنصاري وسليمان الأعمش وعمر بن حمزة وحميد الطويل [2] وعاصم الأحول [2] ، روى عنه الناس مثل قتيبة بن سعيد/ وداود بن عمرو الضبيّ وأحمد بن حنبل وأبى خيثمة ويحيى بن معين، وكان من أهل الكوفة سكن مكة ثم انتقل إلى دمشق فسكنها، وثقه الأئمة مثل يحيى بن معين [2] وغيره [2] ، وسئل على بن المديني عنه فقال:
ثقة فيما روى عن المعروفين، وضعفه فيما روى عن المجهولين، مات قبل التروية بيوم فجأة بمكة سنة ثلاث- وقيل سنة أربع- وتسعين ومائة، قال ابن نمير: كان مروان بن معاوية يلفظ [3] الشيوخ من السلك، وقال غيره: تكثر روايته عن الشيوخ المجهولين، وقال أحمد بن حنبل: مروان ابن معاوية ثبت حافظ وأسماء بن خارجة بن الحسن الفزاري، جد مروان، يروى عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، مات سنة خمس وستين وأسماء بن الحكم الفزاري، يروى عن على بن أبى طالب رضى الله عنه، روى عنه على بن ربيعة الوالبي، قال أبو حاتم بن حبان:
__________
[1] راجع تهذيب التهذيب 10/ 96- 98 وغيره، وهو ابن عم أبى إسحاق الفزاري الآتي ذكره في التعليق، وعيينة بن بدر الفزاري له صحبة، ذكر ذلك في اللباب.
[2- 2] سقط من م.
[3] م: «يلتقط» .(10/213)
يخطئ وخرشة بن الحر الفزاري، أخو سلامة بنت الحر، عداده في أهل الكوفة، وكان يتيما في حجر عمر، [1] يروى عن عمر [1] وأبى ذر رضى الله عنهما [1] ، روى عنه سليمان بن مسهر الفزاري، مات سنة أربع وسبعين في ولاية بشر ابن مروان على العراق والركين بن الربيع بن عميلة الفزاري الكوفي، يروى عن ابن عمر وابن الزبير رضى الله عنهم، روى عنه الثوري وشريك [2] ، مات سنة [3] إحدى وثلاثين ومائة [3] وأبو عمرو شبابة بن سوار الفزاري مولاهم [4] .
أصله من خراسان، نزل المدائن، وحدث بها وببغداد عن شعبة وحريز ابن عثمان وورقاء بن عمرو يونس بن أبى إسحاق والمغيرة بن مسلم وابن أبى ذئب والليث بن سعد وعبد الله بن العلاء بن زبر، روى عنه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو خيثمة وأحمد بن إبراهيم الدورقي والحسن بن محمد بن الصباح الزعفرانيّ والحسن [3] بن [أبى] الربيع والحسن [3] ابن عرفة وعبد الله بن روح المدائني، ووالد شبابة اسمه مروان وغلب عليه سوار، وكان شعبة يتفقد أصحاب الحديث، فقال يوما: ما فعل ذاك
__________
[1- 1] سقط من م، وفي الأصل «يروى عن ابن عمر» كذا، ولذا ذكر ضمير الجمع فيه «عنهم» ، وراجع تهذيب التهذيب 3/ 138، ففيه: روى عن عمر وأبى ذر وحذيفة وعبد الله بن سلام، وقيل: هو صحابى.
[2] راجع تهذيب التهذيب 3/ 287- 288 وغيره.
[3- 3] سقط من م.
[4] راجع ترجمته في تهذيب التهذيب 4/ 300- 302 وتاريخ بغداد 9/ 295- 299 وطبقات ابن سعد ج 7 ق 2 ص 66 ومعارف ابن قتيبة وغيرها.(10/214)
الغلام الجميل؟ يعنى شبابة، وقيل: إنه كان يدعو إلى الإرجاء، وكان صدوقا، وقيل له: أليس الإيمان قولا وعملا؟ فقال: إذا قال فقد عمل، وقال محمد بن سعد: شبابة بن سوار الفزاري كان ثقة صالح الأمر في الحديث، وكان مرجئا، خرج شبابة إلى مكة، ومات بها سنة ست ومائتين. [1]
3053- الفَزرى
بفتح الفاء وسكون الزاى بعدها الراء، هذه النسبة إلى الاسم، وهو الفزر بن أوس، وخالد بن الفزر يروى عن أنس ابن مالك رضى الله عنه، روى عنه الحسن بن صالح بن حي. وكنت أسمع هذه القبيلة «الفزر» بكسر الفاء وكذا قرأت في آخر شعر
__________
[1] وشيخ الإسلام الإمام الحجة أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء، الكوفي الفزاري، راجع ترجمته في تذكرة الحفاظ 1/ 273- 274 وتهذيب تاريخ ابن عساكر 2/ 252- 263 وتهذيب التهذيب 1/ 151 وغيرها ومحمد ابن إبراهيم بن محمد بن حبيب بن سمرة بن جندب الفزاري، راجع أخبار الحكماء للقفطى وغيره، وانظر ما حقق فيه الأستاذ خير الدين الزركلي المرحوم في أعلامه 6/ 181 الطبعة الثانية.
ويستدرك (الفزرانى) قال ياقوت: «فزرانيا» بكسر أوله وسكون ثانيه وراء وبعد الألف نون مكسورة وياء آخر الحروف، قرية من قرى نهر الملك من ضواحي بغداد، وأكثر ما يتلفظ بها أهلها بالياء مكان الألف فيقولون:
«فزرينيا» ، ينسب إليها محمد بن أحمد بن هبة الله بن ثعلبة الفزرانى، يلقب بالبهجة، كان قارئا نحويا، صحب أبا محمد بن الخشاب، وسمع من أبى بكر المبارك بن الحسن الشهرزوريّ وغيرهما وروى الحديث، ومات في سابع عشري صفر سنة 603، مولده سنة 530.(10/215)
«قيس عيلان والفزر» والاسمان المذكوران كذا ذكرهما الدار قطنى في كتابه بفتح الفاء [1] .
3054- الفَزْعى
بفتح الفاء وسكون الزاى وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى الفزع، وهو اسم لبطون من قبائل [العرب-[2]] ، قال ابن حبيب: في تميم الفزع بن عبد الله بن ربيعة بن جندل بن ثور بن عامر ابن أحيمر بن بهدلة بن عوف قال: والفزع في كلب وفي خزاعة خفيفان قال: وابن الفزع هو الّذي صلبه أبو جعفر [المنصور] بالبصرة، [وكان] خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن [3] .
3055- الفَزَعى
بفتح الفاء والزاى وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى الفزع، وهو بطن من خثعم، وهو الفزع بن شهران بن عفرس، قاله ابن حبيب، ولا أدرى «شهران» بالنون أو القاف والله أعلم [4] وفي الأسماء فزع بن عقيق، بصرى، يروى عن ابن عمر في سرق الحرير، وروى عنه أيضا مفضل بن فضالة أخو المبارك والفزع روى عن
__________
[1] راجع المشتبه للذهبى ص 508، والإكمال لابن ماكولا، ففيه الشعر:
وجدنا أبانا كان حل ببلدة ... سوى بين قيس قيس عيلان والفزر
الشعر لموسى بن جابر الحنفي، والفزر هو ابن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبإ، أبو الغوث.
[2] من م.
[3] ابن الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم- اللباب وغيره.
[4] قال ابن الأثير: الصحيح: «شهران» بالنون.(10/216)
المنقع فيمن كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، روى حديثه سيف [1] ابن هارون البرجمي. [2]
3056- الفُزّى
بضم الفاء [3] وبعدها الزاى المشددة، هذه النسبة إلى فز، وهي محلة بنيسابور يقال لها «بوزكان» ، منها جماعة من أهل العلم قديما وحديثا، منهم أبو سعيد [4] عبد الرحمن [5] بن محمد [5] بن حسكا [6] الحاكم الفزى، من أهل نيسابور، وكانت له رحلة إلى العراق والجزيرة، وسمع أبا يعلى أحمد بن على بن المثنى الموصلي وأبا حبيب القاضي حامد بن محمد بن شعيب البلخي ومحمد بن صالح العكبريّ وأبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي وأقرانهم، وذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ وقال: أبو سعيد الحاكم الفزى، كان يتصرف في مكاتبة الحكام بنواحي نيسابور، ثم دخل بخارا، وقلد قضاء الترمذ وغيره، وأقام ببخارا مدة، ثم انصرف إلى نيسابور على كبر السن، ولم يكن في أصحاب الرأى أسند منه، وتوفى في شعبان سنة أربع وسبعين وثلاثمائة [7] وهو ابن اثنتين وتسعين سنة. [8]
__________
[1] وقع في م «سفيان» كذا خطأ.
[2] وذكر ابن ماكولا (الفزع) أيضا، بكسر الفاء وسكون الزاى.
[3] كذا هنا، وقال ياقوت: ضبطه السمعاني بالفتح والحازمي بالضم.
[4] وقع في م «أبو سعد» خطأ.
[5- 5] سقط من م.
[6] وفي معجم البلدان لياقوت «حسنك» .
[7] وقع في معجم البلدان لياقوت «334» .
[8] قال ياقوت: وينسب إلى فز أحمد بن سليمان الفزى، روى عن ابن المبارك(10/217)
3057- الفَژاوى
بفتح الفاء والژاى المنقوطة من فوقها بثلاث، هذه النسبة إلى الجد الأعلى، وهو أبو بكر محمد بن على بن الحسين بن يوسف ابن النضر بن فژاوة الأفراني الفژاوى، من أهل أفران إحدى قرى نسف.
سمع إبراهيم بن معقل النسفي وغيره، روى عنه نافلته أبو الأزهر أحمد ابن أحمد بن محمد بن على الأفراني [1] إن شاء الله [1] ، ومات سنة عشرين وثلاثمائة أو بعدها قريبا وابنه أبو عمرو أحمد بن محمد بن على الفژاوى الأفراني، رحل إلى العراق، وسمع الكثير، روى عنه ابنه أبو الأزهر، وكانت رحلته بعد سنة عشرين، ومات شابا سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وابنه أبو الأزهر أحمد بن أحمد بن محمد الفژاوى الأفراني، يروى عن أبيه وأبى الأحوص محمد بن مسلمة الكاسني، روى عنه أبو العباس المستغفري الحافظ، وكانت وفاته بعد سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
-
باب الفاء والسين
3058- الفَساطِيطى
بفتح الفاء والسين المهملة [2] والياء المنقوطة
__________
[ () ] ونفر سواه ونسب إليها من المتأخرين أبو القاسم أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن أيوب المقرئ الفزى، روى عنه أبو سعد، وكان إماما فاضلا كثير العبادة، سمع أبا بكر محمد بن إسماعيل الثعلبي وأبا بكر أحمد بن على الشيرازي وفاطمة بنت على الدقاق وأبا سعد عبد الرحمن بن منصور بن غامش الغازي، قال أبو سعد: كتبت عنه بنيسابور في سنة؟ 53، ومات بعد ذلك بسنتين أو ثلاث.
[1- 1] ليس في م.
[2] بعدها الألف.(10/218)
بنقطتين من تحتها بين الطاءين المهملتين، هذه النسبة إلى الفساطيط، وهي [البيوت من الشعر-[1]] ، والمشهور بهذه النسبة أبو محمد حجاج بن نصير الفساطيطى، من أهل البصرة، يروى عن شعبة [2] ، روى عنه أحمد بن سعيد الدارميّ وأهل العراق مثل الحسين بن عيسى ويحيى بن زياد بن أبى الخصيب وأحمد بن الحسن/ الترمذي وحميد بن زنجويه وغيرهم، قال على بن المديني:
الحجاج بن نصير منكر الحديث [3] ، ذهب حديثه، وقال أبو حاتم الرازيّ فيما سأل ابنه عنه قال: الحجاج بن نصير منكر الحديث ضعيف الحديث، ترك حديثه، وكان الناس لا يحدثون عنه، ومات سنة ثلاث أو أربع عشرة ومائتين وأبو سعيد الفساطيطى، قال عبد الرحمن بن أبى حاتم [4] :
أبو سعيد صاحب الفساطيط مولى سهيل بن ذريح، سمع سمرة بن جندب، روى وهب بن إسماعيل عن ابن أبى كبيشة عنه، سمعت أبى يقول ذلك. [5]
__________
[1] موضع ما بين المربعين في الأصول بياض، وسيأتي رسم (القسطاطى) .
[2] وقع في م «عن شعبى» خطأ.
[3] والترجمة بأسرها منقولة عن الجرح والتعديل ج 1 ق 2 ص 167، وليس فيه في قول ابن المديني «منكر الحديث» بل هو قول أبى حاتم الرازيّ، وقال البخاري في تاريخه الكبير ج 1 ق 2 ص 377: ينكلم فيه بعضهم.
[4] في الجرح والتعديل ج 4 ق 2 ص 376.
[5] قال ياقوت: (فستجان) من نواحي شيراز، ينسب إليها أبو الحسن على الشيرازي الفستجانى، ذكره ابن مندة قال: قدم أصبهان في أيام أبى المظفر عبد الله بن شبيب وقرأ عليه القرآن، وكان دينا فاضلا، مات بأصبهان قال ابن حبان(10/219)
3059- الفُسْحُمى
بضم الفاء والحاء المهملة بينهما السين الساكنة المهملة وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى فسحم، وهو اسم لبعض أجداد يزيد بن الحارث بن قيس بن مالك بن أحمد بن حارثة بن ثعلبة بن كعب ابن الخزرج بن الحارث، يقال له: ابن فسحم، وهو فسحمى، شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم ورضى عنه.
3060- الفُسطاطى
بضم الفاء وسكون السين المهملة والألف بين الطاءين المهملتين، هذه النسبة إلى الفسطاط، وهي ستر طويل عريض يحاط بالخيمة في الصحراء [1] ، واسم البلدة المعروفة الساعة بمصر بالفسطاط لأن عمرو بن العاص رضى الله عنه نزل بهذا الموضع وضرب فسطاطه ونصبه وأقام [2] حتى فتح مصر، ثم بنى في ذلك الموضع الّذي نصب الفسطاط البلدة، وسمى بالفسطاط لأن أصحاب عمرو كانوا يكثرون [2] من
__________
[ () ] في سنة 301: فيها مات حماد بن مدرك الفستجانى وأبو إسحاق الهسنجاني- انتهى.
قلت: و «هسنجان» أيضا قريب منه، وسيأتي ذكر حماد بن مدرك في رسم (الفسنجانى) بالنون، ولعله اشتبه على ياقوت فذكر (فستجان) و (فسنجان) على حدة وهما واحد، وكذا ذكر «فشتجان» أيضا- والله أعلم.
[1] وقال ابن الأثير: قوله «الفسطاط سير؟ طويل» ليس كذلك، وإنما هو البيت من الشعر، قال ذلك الجوهري وغيره من أهل اللغة- انتهى.
وهو بيت من الشعر، وهو أيضا ضرب من الأبنية في السفردون السرادق، وبه سميت مدينة فسطاط بمصر، راجع لسان العرب لابن منظور 7/ 371، وقد بسط ياقوت تعريفه.
[2- 2] ما بين الرقمين سقط من م.(10/220)
هذه اللفظة في تلك المدة فبقي الاسم عليها، وكان البناء في سنة اثنتين وعشرين من الهجرة، والمشهور بهذه النسبة أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن عيسى بن حماد المقرئ المعروف بالفسطاطى، من أهل بغداد [1] ، حدث عن محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي وحميد بن الربيع اللخمي وعمر ابن محمد النسائي، روى عنه أبو بكر أحمد بن عمر بن سلم، ومات في [2] شهر رمضان سنة إحدى وثلاثمائة، [3] وكان ثقة [3] .
3061- الفِسِنْجانى
بكسر الفاء والسين المهملة وسكون النون [3] وفتح الجيم وفي آخرها النون [3] بعد الألف، هذه النسبة إلى فسنجان، وهي بليدة من ناحية فارس، والمنتسب إليها [3] أبو الفضل [3] حماد بن مدرك بن حماد الفسنجانى، حدث بشيراز عن أبى عمر الحوضيّ ومحمد بن كثير العبديّ وعمرو بن مرزوق الباهلي وجماعة، روى عنه محمد بن بدر الحمامي ومنصور ابن محمد [3] بن منصور [3] الأصبهاني، وذكر أبو الشيخ أنه مات سنة إحدى وثلاثمائة، ذكره أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الشيرازي في تاريخ شيراز فقال: أبو الفضل حماد بن مدرك بن حماد الفسنجانى قرية بسكان [4] ، روى عنه جماعة من أهل شيراز [5] ، مات يوم السبت في جمادى الآخرة سنة إحدى
__________
[1] ترجمته من تاريخ بغداد 9/ 377.
[2] وقع في اللباب «قبل» كذا، وتوفى هو لثمان وعشرين ليلة خلت من رمضان.
[3- 3] سقط من م.
[4] م: «فسكان» ولعله «پسنگان» والله أعلم.
[5] م: «أستراباذ» .(10/221)
وثلاثمائة وأبو عبد الله محمد بن على بن محمد الفسنجانى، أدرك الشيخ الزاهد أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن شهريار وحدث عنه، روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ في معجم شيوخه وقال: أنا أبو عبد الله الفسنجانى بها.
3062- الفَسَوى
بفتح الفاء والسين، هذه النسبة إلى فسا، وهي بلدة من بلاد فارس يقال لها: بسا، خرج منها جماعة من العلماء والرحالين، منهم أبو يوسف يعقوب بن سفيان بن جوان الفسوي الفارسي، كان من الأئمة الكبار [1] ، ممن جمع ورحل من الشرق إلى الغرب، وصنف فأكثر، مع الورع والنسك والصلابة في السنة، رحل إلى العراق والحجاز والشام والجزائر وديار مصر، وكتب عن عبيد الله بن موسى، روى عنه أبو محمد ابن درستويه النحويّ، مات في رجب السادس والعشرين [2] منه من سنة سبع وسبعين ومائتين ويزيد بن المبارك الفارسي الفسوي منها أيضا، رحل إلى العراقين، يروى عن أبى عاصم النبيل وأبى نعيم الملائى، وكان راويا لسلمة بن الفضل، روى عنه أبو بكر عبد الله بن أبى داود السجستاني وأبو الحسن على بن أحمد بن كردى الفسوي القاضي، من أهل فسا، ولى القضاء بشيراز نيابة عن القاضي أبى عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثم استقضى المقتدر باللَّه على بن أحمد الفسوي هذا بعد موت المحاملي على كور أردشيرخره وإصطخر، واستقضاه القاهر باللَّه على فارس
__________
[1] راجع لترجمته تهذيب التهذيب 11/ 385- 388 والجرح والتعديل ج 4 ق 2 ص 208 وغيرهما.
[2] م: «الثالث عشر» .(10/222)
وكرمان، فلم يزل قاضيا إلى أن توفى، يروى عن يحيى بن أبى طالب وعمران ابن موسى وظاهر بن محمود النسفي وعلى بن داود القنطري وجعفر بن محمد الصائغ وغيرهم، وكانت وفاته في النصف من شوال سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وكان يتقلب على فراشه في مرض موته ويقول: من القضاء إلى القبر [1] من القضاء إلى القبر [1] وأبو يوسف يعقوب بن سفيان بن زياد الفسوي الأصغر، يروى عن يزيد بن المبارك وأبى يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي الكبير وغيرهما، روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد النسابة الفارسي- هكذا ذكره أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الشيرازي في تاريخ فارس وأبو عبد الله محمد بن حفص بن عمرو الفسوي الغازي، يروى عن الحسين ابن عبد الله [2] الأبزاري، رحل وكتب وصنف، روى عنه أبو العباس الفضل بن يحيى بن إبراهيم، مات سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وأبو على الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي، نزيل البصرة، عنده أكثر مصنفات أبى يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي، ثقة نبيل، روى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن جعفر الفقيه الشيرازي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد ابن جميع، ذكره أبو عبد الله [1] الشيرازي الحافظ في تاريخ فارس وأبو العباس الحسين بن الحسن بن سفيان بن زياد الفسوي التاجر، سكن بخارا إلى حين وفاته، يروى عن أبى عمارة الحسين بن حريب [3] الخزاعي ومحمد بن رافع
__________
[1- 1] ما بين الرقمين سقط من م.
[2] كذا، لعله: الحسين بن عبيد الله، راجع الأنساب 1/ 97 مع التعليق وتاريخ بغداد 8/ 56 وغيرهما.
[3] م: «حرب» .(10/223)
وأحمد بن حفص السلمي ومحمد بن يحيى الذهلي، روى عنه أبو أحمد محمد ابن عبد الله بن يوسف الشافعيّ وخلف بن محمد بن إسماعيل الخيام، وتوفى في شهر رمضان سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وأبو الحسن أحمد بن جعفر/ ابن عبد الله بن سليمان بن أبى توبة الفسوي، من أهل فسا، كان شيخا نبيلا ثقة زاهدا، وكان أوحد وقته في التصوف وفي الحديث، وكانت إليه الرحلة، وله فضائل [1] من غير وجه [1] ، وكان ورده [2] في كل يوم وليلة ألف ركعة، يروى عن على بن سعيد العسكري وأبى المثنى أحمد بن إبراهيم الربضى وعلى بن سميع الفارسي وجماعة من أهل العراق والري وطبرستان وفارس، ومات في ذي الحجة سنة خمس وستين وثلاثمائة وأبو سعد [3] الحسن بن محمد [4] بن عبد الله [4] بن سهل القزاز الفسوي الشاهد، نزيل شيراز، رحل به والده إلى العراق والشام ومصر وبيت المقدس، كتب مع الحفاظ، سمع أبا بكر محمد بن ريان [5] بن حبيب وأبا الجهم أحمد ابن الحسين بن طلاب المشغرائي وأبا عروبة الحسين بن محمد بن أبى معشر الحراني [6] وأبا الحسن أحمد بن عمير بن جوصا الدمشقيّ الجوصى وعبد الحكيم
__________
[1- 1] في م «معروفة» .
[2] زيد في الأصل هنا «بالليل» كذا.
[3] م: «ابو سعيد» .
[4- 4] سقط من م.
[5] م: «رباب» .
[6] م: «الحربي» .(10/224)
ابن أحمد الصدفي وجماعة من كبار أهل بغداد وشيراز، مجلسه في الجامع بباب المصاحف في الجمعات بعد الصلاة، وكان الناس قديما يفتخرون بالإملاء بباب المصاحف، ومات في المحرم سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وأبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن شيرويه الفسوي، من أهل فسا، ذكرته في الشيرويى [1] وأبو الحسين [2] أحمد بن محمد بن القاسم بن محمد بن بشر ابن درستويه بن يزيد بن راهويه الفسوي الفارسي، أصله من فسا، سكن بخارا، يروى عن أبى بكر محمد بن عبد الله بن يزداد الرازيّ وأبى بكر [3] أحمد بن سعد بن عبيد الله الزاهد وأبى صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام وأبى بكر [3] محمد بن على بن إسماعيل القفال الشاشي، روى عنه جماعة مثل السيد أبى بكر محمد بن على بن حيدرة الجعفري وأبى الحسن على بن محمد بن خدام الخدامى [4] ، وكانت ولادته سنة أربعين وثلاثمائة في ذي الحجة، ومات ببخارا في شهر ربيع الأول سنة عشرين وأربعمائة. [5]
__________
[1] راجع 8/ 236، وهناك «النسوي ... نزيل نسا ... حدث بنسا» ! وهذه الترجمة هاهنا في الأصل وحده، وليست في م.
[2] م: «أبو الحسن» .
[3- 3] ما بين الرقمين سقط من م.
[4] راجع الأنساب 5/ 58.
[5] وأبو القاسم زيد بن على بن عبد الله الفارسي الفسوي، كان أديبا فاضلا، رحل إلى حلب ودمشق، توفى في طرابلس الشام سنة 476، له شرح الحماسة لأبى تمام وشرح الإيضاح في النحو لأبى على الفارسي، راجع إرشاد الأريب 4/ 224 وبغية الوعاة ص 250 ومفتاح السعادة 1/ 140(10/225)
-
باب الفاء والشين [1]
3063- الفَشْنى
بفتح الفاء وسكون الشين المعجمة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى فشنة، وهي قرية من قرى بخارا، منها أبو زكريا [2] يحيى بن زكريا [2] بن صالح الفشنى البخاري، يروى عن سفيان بن عبد الحكيم وإبراهيم بن محمد بن الحسين وأحمد بن الليث وأسباط بن اليسع وأبى عبد الله بن أبى حفص البخاريين، يروى عنه جعفر بن محمد ابن حمويه البخاري.
3064- الفَشِيدَيزَجى
بفتح الفاء وكسر الشين المعجمة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الدال المهملة [3] وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها بعدها الزاى [4] وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى فشيديزه، منها أبو على الحسين بن الخضر [5] بن محمد بن دنيف الفقيه الفشيديزجى، والد أبى على كان من فشيديزه، وأمه من سنجدان من رستاق غوبذين، من ساكني بخارا، واستقضى عليها بعد موت أبى جعفر الأسروشني،
__________
[1] ومسرور الفشالى، شاعر مجيد، منسوب إلى «فشال» قرية كبيرة بينها وبين زبيد نصف يوم- قاله ياقوت.
[2- 2] سقط من م.
[3] في معجم البلدان لياقوت: بذال معجمة مكسورة.
[4] أي وفتحها- اللباب.
[5] كذا من م، وفي الأصل واللباب «الحضر» كذا.(10/226)
كان إمام عصره بلا مدافعة، وأقام ببغداد مدة، وتفقه بها وتعلم، وناظر الخصوم، وله قصة في مسألة توريث الأنبياء مع المرتضى مقدم الشيعة في قوله صلى الله عليه وسلم: «لا نورث، ما تركنا صدقة» ، فان أبا على تمسك بهذا الحديث، فاعترض عليه المرتضى الموسوي وقال: كيف تقول إعراب «صدقة» بالرفع أو النصب؟ إن قلت بالرفع فليس كذلك، وإن قلت بالنصب فهو حجتي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال «ما تركنا صدقة» يعنى لم نتركه صدقة! فدخل أبو على وقال: فيما ذهبت إليه إبطال فائدة الحديث، فان أحدا لا يخفى عليه أن الإنسان إذا مات يرثه قومه وأقرب الناس إليه، ولا يكون صدقة، ولا يقع فيه الإشكال، فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن ما تركه صدقة، بخلاف سائر الناس. سمع أبو على ببخارا أبا بكر محمد بن الفضل الإمام وأبا عمرو محمد بن محمد بن صابر بن كاتب وأبا سعيد الخليل بن أحمد السجزى، وببغداد أبا الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري وأبا الحسن على بن عمر بن محمد الحربي وأبا عمرو عثمان بن محمد بن القاسم الأدمي، وبالكوفة أبا عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين الهروي، وبمكة أبا الحسن أحمد ابن إبراهيم بن فراس العبقسيّ، وبهمذان أبا بكر أحمد بن على بن لال الإمام، وبساوه أبا بكر محمد بن الحسن بن على الساوي، وبالري أبا القاسم جعفر بن عبد الله بن يعقوب بن فناكى الرازيّ، وبمرو أبا على محمد ابن عمر بن سيبويه المروزي وطبقتهم، وروى عنه جماعة كثيرة، وظهر له أصحاب وتلامذة، وأخذوا عنه العلم، وآخر من حدث عنه ابن بنته(10/227)
أبو الحسن على بن محمد الخدامى البخاري، ومات لما قارب الثمانين ببخارا في يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من شعبان سنة أربع وعشرين وأربعمائة، وزرت قبره غير مرة بمقبرة گلاباد.
باب الفاء والصاد
3065- الفَصِيلى
بفتح الفاء وكسر الصاد المهملة بعدهما الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى اسم رجل، وهو محمد بن حكم بن فصيل الفصيلى الواسطي، نسب إلى جده، يروى عن خالد الطحان، روى عنه أحمد بن حكيم الواسطي، ذكره بحشل [1] في الجزء الثالث من تاريخه لواسط وأبوه أبو محمد الحكم بن فصيل، يروى عن خالد الحذاء ويعلى بن عطاء وسيار بن أبى الحكم، روى عنه بشر ابن مبشر وعاصم بن على ومحمد بن أبان الواسطي، عداده في أهل واسط، توفى سنة خمس وسبعين [ومائة-[2]] وفي الأسماء عدي بن الفصيل، بصرى، حدث عنه مؤتمر [بن سليمان-[2]] والأصمعي- قال ذلك يحيى ابن معين فيما حكاه عنه حسين بن حبان ويحيى بن الفصيل، عداده في الكوفيين، يروى عن الحسن بن صالح، روى عنه محمد بن إسماعيل الأحمسي والحسن بن على بن عفان.
باب الفاء والضاد
3066- الفَضَلى
/ بفتح الفاء والضاد المعجمة الساكنة
__________
[1] في الأصل «يحشد» كذا.
[2] من م واللباب وغيرهما.(10/228)
وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى أبى بكر محمد بن الفضل إمام بخارا، ومن أولاده الزكي المعمر أبو عمرو عثمان بن إبراهيم بن محمد بن أحمد ابن أبى بكر [محمد-[1]] بن الفضل بن جعفر بن رجاء بن زرعة بن مصاب ابن نمراس بن حيوة [2] الأسدي البخاري، المعروف بالفضلى، كان صالحا سديد السيرة عالما، من أولاد الأئمة، سمع أبا إسحاق إبراهيم بن [محمد-[3]] الريورثونى والقاضي أبا الحسن على بن الحسين بن محمد السغدى وغيرهما، وعمر حتى حدث بالكثير عنه وعن أبى سهل عبد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذي وغيرهما، روى لي عنه جماعة كثيرة ببخارا وسمرقند، وكانت ولادته في شهر رمضان سنة ست وعشرين وأربعمائة، وتوفى ببخارا سنة ثمان وخمسمائة وابنه القاضي أبو محمد عبد العزيز بن عثمان ابن إبراهيم الفضلى، المعروف بالقاضي السيف، قاضى بخارا، كان فاضلا مفضالا كريما، بهي المنظر، مليح الشبيه، حمد الناس سيرته في ولايته القضاء، حج حجا مغبوطا في سنة خمس عشرة وخمسمائة، سمع ببخارا أباه وأبا محمد عبد الواحد بن عبد الرحمن الزبيري، وببغداد أبا سعد أحمد ابن عبد الجبار ابن الطيوري، وبمكة رزين بن معاوية بن عمار المالكي وغيرهم، أملى ببخارا، ولقيته بمرو لما قدمها، ولم يتفق أن سمعت منه شيئا، وحدثني عنه أبو بكر محمد بن عمر القلانسي المفيد ببخارا، ومات
__________
[1] من م واللباب، وسقط من الأصل.
[2] م: «حيويه» .
[3] من الأنساب 6/ 221.(10/229)
في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة وحفيد عمه أبو بكر محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمد بن الفضل الفضلى، خطيب بخارا، كان عفيفا، زاهدا، مليح الشبيه، منور الوجه، سمع ابن عم أبيه أبا عمرو عثمان بن إبراهيم الفضلى، كتبت عنه جزء ببخارا في داره، ورأينا عنده عصا النبي صلى الله عليه وسلم- على ما قيل- وتبركنا بذلك، وتوفى سنة تسع وأربعين وخمسمائة ببخارا [1] .
3067- الفُضَيلي
بضم الفاء وفتح الضاد المعجمة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى الفضيل، وهو اسم لجد المنتسب إليه، واشتهر بهذه النسبة إليه بيت كبير بهراة، منهم أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضيل الفضيلى، من أهل هراة، كان مشهورا بالعدالة والتزكية عالما باللغة، سمع الحديث الكثير، وكان من بيت الحديث غير أنه ولى الأوقاف ولم تحمد سيرته فيما ولى وفوض إليه، سمع أباه وأبا مضر محلم بن إسماعيل بن نصر الضبيّ وأبا الحسن عبد الرحمن بن محمد ابن المظفر الداوديّ وأبا سهل نجيب [2] بن ميمون الواسطي وأبا عطاء عبد الرحمن بن أبى عاصم الجوهري وأبا عامر محمود بن القاسم الأزدي وجماعة سواهم، لم أسمع منه فإنه قدم مرو وحدث بها وكنت غائبا عنها في الرحلة، ولما رحلت إلى الهراة كان قد توفى، وكانت وفاته في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
__________
[1] سقط من م.
[2] من م، وفي الأصل «أحيد» .(10/230)
باب الفاء والطاء
3068- الفَطْحى [1]
بفتح الفاء وسكون الطاء المهملة وفي آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى الأفطح، والمشهور بهذا اللقب جماعة من الإمامية، وهم من غلاة الشيعة يقال لهم «الفطحية» لأنهم على انتظار خروج عبد الله بن جعفر الملقب بالأفطح، كما أن جماعة من هذه الطائفة يقال لهم «الإسماعيلية» هم على انتظار خروج إسماعيل بن جعفر الصادق مع تواتر الخبر بأنه مات قبل أبيه جعفر بمدة.
3069- الفِطْرى
بكسر الفاء وسكون الطاء المهملة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الفطريين، وهم من موالي بنى مخزوم، والمشهور بالانتساب إليهم محمد بن موسى الفطري [2] ، مدني، يروى عن سعيد بن أبى سعيد المقبري، روى عنه قتيبة بن سعيد، قال البخاري: محمد بن موسى ابن أبى عبد الله مولى الفطريين موالي بنى مخزوم، يروى عن عبد الله ابن [3] عبيد الله بن [3] أبى طلحة، حدث عنه خالد بن مخلد، حديثه في الصحيح لمسلم بن الحجاج.
باب الفاء والغين
3070- الفَغاندِيزى
بفتح الفاء والغين المعجمة بعدهما الألف والنون الساكنة وكسر الدال المهملة ثم الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها
__________
[1] وفي م «الأفطحى» لأنها نسبة إلى «الأفطح» فخففت.
[2] راجع لترجمته تهذيب التهذيب 9/ 480 والجرح والتعديل ج 4 ق 1 ص 82.
[3- 3] ليس في م.(10/231)
الزاى، هذه النسبة إلى فغان ديزه، وهي قرية من قرى بخارا، [ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن نوح-[1]] [بن عبد الله بن كاراك الفغانديزى، لقبه [2] «صديف» من أهل بخارا، يروى عن أبيه-[3]] نوح بن صديف ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم المقرئ، روى عنه أبو الحسين الأزدي.
3071- الفَغدِيرى
بفتح الفاء وسكون الغين المعجمة وكسر الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحت وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى قرية فغدير، من قرى بخارا، والمشهور بالانتساب إليها أبو أحمد نبهان بن الحسن الفغديرى البخاري، يروى عن عيسى بن موسى غنجار، حدث عنه محمد بن الحسن بن الوضاح.
3072- الفَغدِينى
بفتح الفاء وسكون الغين المعجمة بعدها الدال المهملة ثم الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى فغدين، وهي قرية من قرى بخارا، منها أبو يحيى يوسف بن يعقوب ابن إبراهيم بن أبى خيران [4]- واسمه سلمة- الليثي الفغدينى، مولى نصر ابن سيار الكندي، من قرية فغدين، يروى عن أبيه وعبد الكريم [5]
__________
[1] من اللباب، وسقط من الأصول، وكان في الأصل موضعه: «يروى عن أبى إسحاق إبراهيم بن» وقبله في م بياض.
[2] أي لقب عبد الله- كما في اللباب وكما سيأتي.
[3] من م واللباب، وسقط من الأصل.
[4] كذا من اللباب، وفي الأصول «أبى حيوان» .
[5] كذا، وفي م: «عبد الصمد» .(10/232)
ابن أبى عبد الكريم السكرى وعلى بن خشرم وسعد بن معاذ وأبى عبد الله ابن أبى حفص وغيرهم، روى عنه أبو بكر أحمد بن سعد بن نصر الزاهد، وتوفى في شهر ربيع الأول سنة ثلاثمائة.
3073- الفَغِشتى
بفتح الفاء وكسر الغين وسكون الشين المعجمتين وفي آخرها التاء ثالث الحروف، هذه النسبة إلى الجد، وهو أبو عمر حفص ابن منصور بن فغشت البيكندي الفغشتى، من أهل بخارا، سمع عبد الله بن المبارك وأبا عصمة نوح بن الجامع، روى عنه محمد بن سلام. وهم ثلاثة إخوة: حفص بن منصور، وهوازن وغالب ابنا منصور [1] ، وكان محمد بن سلام يقول: ما رأيت رجلا أينس ورعا منه.
3074- الفغِيدِزى
بفتح الفاء وكسر الغين المعجمة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وكسر الدال/ المهملة وفي آخرها الزاى، هذه النسبة إلى فغيدزة، وهي محلة بسمرقند، منها أبو العباس الفضل بن منصور ابن فراس بن خالد الفغيدزى، يروى عن عمر بن [أبى-[2]] مقاتل وأبى حذيفة ومحمد بن السري إن صح لأن الراويّ عنه أبو محمد عبد الله ابن على الباهلي وهو غير موثوق به في الرواية ويتهم بالوضع وأبو طاهر عثمان بن أبى أحمد بن إسحاق بن حمة الواعظ الضحاك [3] الكشاني الفغيدزى، من أهل الكشانية سكن فغيدزة محلة بسمرقند، يروى عن القاضي أبى نصر
__________
[1] م: «حفص وهوازن وغالب بنى منصور» وهو الأوجه.
[2] من م.
[3] في اللباب «الصكال» وفي م «الصركال» فحرره.(10/233)
منصور بن أحمد الغزقى، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي، قال: وتوفى في رجب سنة أربع عشرة وخمسمائة، ودفن بجاكرديزه وهو ابن ست وسبعين سنة.
3075- الفغِيطوسينى
بفتح الفاء وكسر الغين المعجمة بعدهما الياء آخر الحروف وضم الطاء بعدها الواو والسين المهملة المكسورة بعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى فغيطوسين، وهي قرية من قرى بخارا، ويقال لها «فغيطيسين» أيضا، منها أبو إسحاق إبراهيم بن هارون بن المهلب بن عبد الكريم المعتبر الفغيطوسينى، من أهل بخارا، يروى عن أبى إبراهيم الجويباري وإبراهيم بن قريش الصباغ وأسباط بن اليسع وغيرهم، روى عنه أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام وأبو يوسف يعقوب بن عمرو بن عمار الفغيطوسينى، يروى عن أبى عصمة سعد بن معاذ المروزي وسفيان بن عبد الحكيم [1] وأحمد ابن الليث، روى عنه أبو سليمان داود بن محمد بن موسى، وتوفى سنة ثلاث وثلاثمائة وأبو الفضل محمد بن نعيم بن على بن الفضل الفغيطوسينى [2] ، يروى عن أبى بكر محمد بن يوسف بن عاصم ومحمد بن سعيد بن محمود وأبى نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الأستراباذي وأبى بكر عبد الله ابن محمد بن على الطرخانى وغيرهم، روى عنه غنجار الحافظ، وتوفى في شهور سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
__________
[1] م: «عبد الحليم» .
[2] من م، وفي الأصل «الفغيطيسينى» وهو أيضا صحيح، كما مر التوضيح.(10/234)
-
باب الفاء والقاف
3076- الفُقّاعى
بضم الفاء وفتح القاف [1] وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى بيع القعقاع وعمله، والمشهور بالنسبة إلى هذه الصنعة أبو محمد عطاء بن أبى سعد بن عطاء بن أبى عياض الفقاعى الصوفي الهروي، من أهل [مالين-[2]] هراة، كان من جملة مريدي عبد الله الأنصاري، ومن يضرب به المثل في إرادته والجد في خدمته، وله مقامات وحكايات بالعراق والشام مع الوزير نظام الملك في وقت سير الشيخ عبد الله إلى بلخ [3] من هراة [3] ، سمع ببغداد [4] شيخه عبد الله بن محمد الأنصاري، وببغداد أبا القاسم على بن أحمد [5] بن محمد ابن البسري وأبا نصر محمد بن محمد بن على الزينى وغيرهم، كتب إليّ الإجازة بجميع مسموعاته غير مرة، وكانت ولادته في سنة أربع وأربعين وأربعمائة، ووفاته في سنة خمس وثلاثين وخمسمائة بهراة، ودفن بجبل كازياركاه [6] وأبو الفضل عبد الصمد بن محمد ابن عبد الله بن هارون البغدادي، المعروف بابن الفقاعى، الخطيب، الرخجي،
__________
[1] في اللباب: وفتح القاف المشددة بعدها الألف.
[2] من م واللباب، وسقط من الأصل.
[3- 3] من م، في الأصل: «من أهل هراة» كذا.
[4] كذا، ولعله «بهراة» أو «ببلخ» والله أعلم.
[5] في م «أحمد بن على» خطأ. ترجمته في تاريخ بغداد 11/ 335.
[6] م: «كازملكاه» .(10/235)
من أهل بغداد، سمع أبا بكر بن مالك القطيعي وأبا بكر بن إسماعيل الوراق ومحمد بن إبراهيم بن نيطرا العاقولي وأبا على بن حمكان الفقيه الهمدانيّ، سمع منه أبو بكر الخطيب الحافظ [1] ، وقد ذكرته في الراء في «الرخجي» [2] والقاضي أبو على الحسن بن محمد بن جعفر بن يوسف بن عاصم بن أحمد الفقاعى السمرقندي، من أهل سمرقند، حدث عن أبى نصر أحمد بن إسماعيل الكسبوى، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي، وتوفى بسمرقند في سنة سبع وخمسمائة أو بعدها. [3]
3077- الفَقيرى
بفتح الفاء والقاف المكسورة بعدها الياء الساكنة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الفقير، وهو اسم رجل [4] ، وهو فقير ابن موسى بن فقير بن عيسى الأسواني الفقيرى، نسب إلى جده، وهو من أهل مصر، حدث عن أبى حنيفة قحزم بن عبد الله بن قحزم الأسواني، المصري عن أبى عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ، روى عنه أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري المصري.
3078- الفُقيمى
بضم الفاء وفتح القاف وسكون الياء المنقوطة
__________
[1] وذكره في تاريخ بغداد 11/ 45.
[2] الأنساب 6/ 98.
[3] قال ابن الأثير: فاته (الفقعسي) بفتح الفاء وسكون القاف وفتح العين المهملة وآخره سين مهملة، نسبة إلى فقعس بن الحارث بن ثعلبة بن دودان ابن أسد بن خزيمة، منهم حسين بن عرفطة بن نضلة بن الأشتر، له صحبة.
[4] راجع الإكمال.(10/236)
باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى بنى فقيم.... [1] والمشهور بالنسبة إليها أبو غاضرة عروة الفقيمي، يقال: إن له صحبة، ذكره ابن حبان في الصحابة، روى عنه ابنه غاضرة ويروى عن ابنه جماعة من البصريين والحسن ابن عمرو الفقيمي التميمي، من أهل الكوفة، أخو فضيل بن عمرو الفقيمي، يروى عن إبراهيم النخعي، روى عنه سفيان الثوري وأهل الكوفة، مات سنة اثنتين وأربعين ومائة وعمرو الفقيمي، من أهل الكوفة، يروى عن سعيد بن جبير، روى عنه ابناه الفضيل والحسن الكوفيان وغاضرة ابن عروة الفقيمي، يروى عن أبيه، عداده في أهل البصرة، روى عنه عاصم بن هلال البارقي وفضيل بن عمرو الفقيمي، أخو الحسن، من أهل الكوفة، يروى عن إبراهيم النخعي، روى عنه الأعمش وأخوه الحسن، مات سنة عشرة ومائة ومسلم بن عطية الفقيمي، شيخ، يروى عن عطاء ابن أبى رباح، روى عنه بدر بن الخليل الأسدي، منكر الحديث، يتفرد عن عطاء وغيره من الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، إذا نظر المتبحر في روايته عن الثقات علم أنها معمولة [2] .
__________
[1] بياض في الأصل، وأهمل في م، وفي اللباب: فقيم بن دارم بن مالك ابن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وقيل: فقيم بن جرير بن دارم، بطن من تميم- انتهى. وراجع الإكمال 6/ 244- 247 مع التعليقات.
[2] هذا قول ابن حبان في المجروحين 2/ 313.(10/237)
باب الفاء واللام
3079- الفَلخارى
هذه قرية بين مروالروذ و پنج ديه [1] ، وهي قرية معروفة، خرج منها من الأئمة أستاذنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد ابن على بن عطاء الفلخارى، المعروف بالمروروذى، سكن مرو، وتفقه على الإمام الحسن البيهقي صاحب القاضي الحسين،/ وكان والدي أوصى إليه بأولاده وأطفاله، وكان يقوم بأمورنا أحسن قيام، وكان يحتاط حتى كان لا يشرب الماء من كوز دارنا احترازا عن أكل أموال اليتامى أو الانتفاع بمالهم، وكان من العلماء الورعين، العاملين بالعلم، محتاطا في اللقمة، مصيبا في الفتاوى، علقت عليه من [2] الفقه كتاب الطهارة ولم يتفق لي الإتمام عليه لأمر عرض ومانع وقع، والله تعالى يجزيه عنى أحسن الجزاء، نزلت بهذه القرية- وهي فلخار- غير مرة، ويقال لهذه القرية «فرخار» بالراء أيضا، غير أنى رأيت على ظهر كتاب المسند للحمانى الّذي سمعناه من لفظه «الفلخارى» باللام، وهو أعرف بقريته، ولد سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة بفلخار، وقتل بمرو شهيدا في الوقعة الخوارزمشاهية، أصابه سهم عائر [3] وهو في الصلاة، وتوفى منه في شهر ربيع الأول سنة ست وثلاثين وخمسمائة بمرو، ودفن في داره بأسفل الماجان.
3080- الفِلسطينى
بكسر الفاء [4] وفتح اللام وسكون السين المهملة
__________
[1] ويقال لها: «فرخار» أيضا كما سيذكره، وهي بفتح الفاء كما ذكره ياقوت.
[2] م: «في» .
[3] أي لا يدرى من رمى به، وفي م «عامر» .
[4] وقد تفتح الفاء.(10/238)
وبعدها الطاء المهملة المكسورة وبعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى فلسطين، وهي ناحية كبيرة وراء الأردن، مشتملة على عدة من البلاد المعروفة نحو: بيت المقدس، ونابلس، وغزة، ورملة وغيرها، كلها من كور الفلسطين، ولعلها نسبت إلى فلسطين بن كسلوحيم ابن ليطى بن يونان، وقيل: سميت فلسطين بفلشتان- ويقال فلشتيم- ابن كسلوحيم [1] بن كنعان بن حام بن نوح، فأعربته العرب، وقيل: كانت فلسطين للعيص بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام. وأبو عبد الله ضمرة بن ربيعة الفلسطيني الرمليّ الحملى ذكرته في الحاء [2] منها عبد المجيد بن حميد [3] الفلسطيني، يروى عن رجل عن أبى هريرة رضى الله عنه، روى عنه زيد [4] بن أسلم وحميد بن عقبة القرشي الفلسطيني، يروى عن ابن عمر وأبى الدرداء رضى الله عنهم، روى عنه يحيى بن أبى عمرو الشيباني والوليد بن سليمان ابن أبى السائب وعبد الله بن زياد الفلسطيني، شيخ، يروى عن زرعة ابن إبراهيم صاحب نافع، روى عنه الحكم بن موسى، يروى الموضوعات، يجب مجانبة ما يروى به وإن وافق الثقات في بعض الروايات- هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان البستي [5] وأبو اليمان بشر بن عقربة الجهنيّ الفلسطيني، له صحبة، روى عنه عبد الله بن عوف القاري.
3081- الفِلفِلانى
باللام الساكنة بين الفاءين المكسورتين وفي
__________
[1] في معجم البلدان لياقوت: بفليشين بن كسلوخيم.
[2] 4/ 256.
[3] في م: «عبد الحميد بن حميد» .
[4] من م، ووقع في الأصل «يزيد» .
[5] 2/ 37 من المجروحين.(10/239)
آخرها اللام ألف وبعدها النون، هذه النسبة إلى فلفلان، وهي قرية من قرى أصبهان- هكذا سمعت شيخي إسماعيل بن محمد بن الفضل [الحافظ-[1]] يقول ذلك، [2] وقال أبو بكر بن مردويه: وهي قرية على باب أصبهان [2] ، منها أبو يعقوب [إسحاق بن-[3]] إسماعيل بن السكين الفلفلانى، شيخ قديم من أهل أصبهان، حدث عن إسحاق بن سليمان الرازيّ صاحب حريز بن عثمان، روى عنه أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني، وله أخ يقال له محمد [4] ، وتوفى بعد الستين ومائتين.
3082- الفِلَقى
بكسر الفاء وفتح اللام وفي آخرها القاف هذه، النسبة إلى فلق، وهي قرية على نصف فرسخ من نيسابور، والمشهور بهذه النسبة طاهر بن يحيى بن قبيصة الفلقى النيسابورىّ، كتب الكثير، واختص بمصنفات إبراهيم بن طهمان عن أحمد بن حفص وغيره، روى عنه أبو على الحسين بن على الحافظ، وتوفى سنة خمس عشرة وثلاثمائة وابنه أبو الحسين محمد بن طاهر الفلقى [5] .
3083- الفَلَقى
بالفاء المفتوحة- إن شاء الله- واللام وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى فلق، وهي قرية على نصف فرسخ من نيسابور [5] ، قرية كبيرة عامرة، منها أبو الحسين محمد بن طاهر بن يحيى بن قبيصة
__________
[1] من م.
[2- 2] ما بين الرقمين سقط من م.
[3] من م واللباب، وسقط من الأصل.
[4] في م «عمرو» .
[5] وسنورد بآخر الرسم نقد ابن الأثير عليه.(10/240)
الفلقى، من أهل نيسابور، كان أبوه من كبار المحدثين لأصحاب الرأى، وأبو الحسين هذا سمع أباه وأبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي وأقرانهما، توفى سنة أربع وسبعين وثلاثمائة [1] .
3084- الفَلْكى
بفتح الفاء وسكون اللام، هذه النسبة إلى فلك، وهي قرية من قرى سرخس، والمشهور بالنسبة إليها محمد بن أبى الرجاء الفلكي السرخسي، يروى عن أبى مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري وأبى جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الكوفي الحضرميّ يعرف بمطين وغيرهما.
3085- الفَلَكى
بفتح الفاء واللام وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى الفلك ومعرفته وحسابه، وعرف بهذه النسبة أبو بكر أحمد بن الحسن ابن القاسم بن الحسن بن على الحاسب الفلكي الهمذانيّ، من أهل همذان، هكذا ذكره حفيده أبو الفضل الفلكي فقال: الفلكي أبو بكر الحاسب الهمذانيّ جدي، أخو القاسم وعلى، وكانا أيضا من أهل الحديث، وكان جدي جامعا في كل فن، عالما بالأدب والنحو والعروض وسائر العلوم،
__________
[1] قال ابن الأثير: هذه الترجمة هي التي قبلها، وهذا أبو الحسين هو ابن طاهر المقدم ذكره في تلك الترجمة، ولا أعلم لم جعلها ترجمتين؟ فان كان شك في الفتح والكسر كان فعل كما جرت عادته يقول «وقيل بالفتح» «وأنا أشك» «وأظن» وما جرى هذا المجرى من الكلام، وإن كان اشتبه عليه فهي بعيد جدا فقد نبهنا عليه على أن شكه في الترجمة الثانية ويقينه في الأولى يدل أنه ظنهما اثنين- والله أعلم. وراجع الإكمال 6/ 333- 334 مع التعليق.(10/241)
وخاصة في علم الحساب، ولقب بالفلكي لهذا المعنى، حتى قد كان يقال:
إنه لم ينشأ في الشرق والغرب أعرف بالحساب منه، وكان رجلا هيوبا، وكانت له حشمة ومنزلة عند الناس، سمع أبا عبد الله الحسن بن أبى الحياء التميمي وأبا الحسن على بن سعيد البزاز وأبا جعفر محمد بن الحسين الجهنيّ الطيان [1] وأبا العباس الفضل بن الحسين الضبيّ وأبا بكر عمر بن سهل الحافظ الدينَوَريّ، سمع منه والدي أبو عبد الله الحسين وعمى [2] أبو الصقر الحسن ابنا أحمد وأبو أحمد عبيد الله [3] بن أحمد الكرخي وعبد الرحمن بن زيد، قال أبو الفضل: سمعت أبا طاهر الحسن بن أحمد بن جعفر يقول: ما لقيت أبا على الحافظ الشيرازي إلا وذكرت جدك لأني ما كنت أشبهه بأحد من خلق الله إلا به خلقا وخلقا وهيبة ووقارا، وقال لي: هل تذكره؟
قلت: لا. ثم قال أبو الفضل: سمعت الحافظ أبا نصر حمد [4] بن عمر يقول: أتينا جدك أبا بكر أنا وأبو بكر بن روزبه والطبقة فسألناه عن الحديث، فصاح علينا وأبى أن يحدثنا، فخرجنا من عنده فزعين. وقال: ولد قبل الثلاثمائة، وقبض عن خمس وثمانين سنة/ في ذي القعدة من سنة أربع وثمانين وثلاثمائة وحفيده أبو الفضل على بن الحسين بن أحمد بن الحسن الفلكي الحافظ الهمذانيّ، كان من الحفاظ المبرزين [5] ، رحل وجمع وصنف، وله
__________
[1] من م، وفي الأصل «طيبان» ، وراجع تعليق الإكمال 5/ 271 والأنساب 8/ 118.
[2] وكان هنا في الأصل بعض تكرار وخبط «أبو الفضل بن الحسين الضبيّ» .
[3] في اللباب: «عبد الله» .
[4] في م «أحمد» .
[5] راجع تذكرة الحفاظ 3/ 1125 وشذرات الذهب وغيرهما.(10/242)
من الكتب كتاب «معرفة ألقاب [1] المحدثين» وكتاب «منتهى الكمال في معرفة الرجال» وغيرهما، وكتاب الألقاب عندي بخط أبى؟ حسول الهمذانيّ، وهو كتاب حسن مفيد. [2]
3086- الفِلَكى
بكسر الفاء وفتح اللام وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى الفلك، وهو جمع فلكة، وهي التي تعمل في المغازل، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن على بن محمد بن حمزة بن محمد بن [حمزة بن محمد-[3]] الفلكي الأصبهاني [4] ، شيخ صالح، سديد السيرة، حافظ للقرآن، كثير التلاوة، حسن الخط، كثير الخير، قدم علينا سمرقند سنة خمسين وخمسمائة، وذكر لي أنه سمع كتاب الحلية لأبى نعيم الحافظ عن أبى على الحسن بن أحمد الحداد عنه، وقال: سمعت كتاب المعجم الصغير لأبى القاسم سليمان ابن أحمد بن أيوب الطبراني بروايته عن أبى على الحداد عن أبى بكر بن زيدة الضبيّ عن الطبراني، وقرأت أكثر الكتابين عليه، وسمعت الباقي منه،
__________
[1] وقع في م «الثقات» خطأ.
[2] والفلكي المشهور جعفر بن محمد بن عمر البلخي أبو معشر الفلكي، كان أولا من أصحاب الحديث وتعلم النجوم في سن 47 سنة، وضربه المستعين العباسي أسواطا لأنه أخبر بشيء قبل حدوثه فحدث، أقام ببغداد زمنا ومات بواسط سنة 272، وله تصانيف كثيرة- راجع الفهرست لابن نديم 1/ 277 ووفيات الأعيان وتاريخ الحكماء للقفطى ص 152 طبع ألمان سنة 1903 م وغيرها.
[3] من م.
[4] م: «الهمذانيّ» خطأ، وسيأتي نهاية الترجمة أنه من أصبهان.(10/243)
وإن لم يكن له أصل مثبت سماعه فيه لكن محله الصدق، وقرأنا عليه بقوله، وكانت ولادته بأصبهان في حدود سنة تسعين وأربعمائة، وكان سمع معى الحديث بمكة في سنة أربع وثلاثين من بلدته أبى سعد البغدادي، وسمعت بعد ذلك أنه عاد من سمرقند على طريق خوارزم إلى وطنه أصبهان. [1]
3087- الفَلوّى
بفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو [2] ، هذه النسبة إلى الفلو، وهو اسم لجد أبى بكر عبد الله بن محمد بن [محمد بن-[3]] أحمد ابن الحسين [4] بن الفلو الكتبي، من أهل بغداد، سمع أبا بكر أحمد بن سلمان النجاد وأحمد بن عبد الرحمن المعروف بالوالي، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ وقال: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا.
3088- الفَلْوى [5]
بفتح الفاء وسكون اللام وفي آخرها الواو، هذه
__________
[1] ويستدرك (الفليشى) بفتح الفاء، نسبة إلى قرية من قرى نمرقة بشرق الأندلس، ينسب إليها محمد بن عبد الله بن محمد بن ملوك التنوخي الفليشى، حدث بالإسكندرية وأبو عمران موسى بن بهيج الكفيف الفليشى- راجع معجم البلدان لياقوت.
[2] كذا ذكره، وقال ابن الأثير: الفلّويى- بفتح الفاء وضم اللام المشددة، كأنه تبع السمعاني وصحح ضبطه، والصواب أن هذا الرسم والّذي يليه واحد، وهو «ابن الفلو» فتكون النسبة «الفلوى» .
[3] من ترجمته في تاريخ بغداد 10/ 242، وسقط من الأصول واللباب.
[4] وفي تاريخ بغداد «الحسن» .
[5] من اللباب، وكان في الأصول «الفلويى» وراجع ما مضى.(10/244)
النسبة إلى الفلو، وهو اسم لبعض أجداد أبى عمر الحسن بن عثمان بن أحمد ابن الحسين بن سورة الواعظ الفلوى، المعروف بابن الفلو، من أهل بغداد، سمع جعفر بن [محمد بن] أحمد بن الحكم الواسطي وأبا العباس ختن الصرصرى وأبا بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي وأباه عثمان بن أحمد ابن الفلو، ذكره أبو بكر الخطيب [1] وقال: كتبت عنه، وكان لا بأس به، وكان له لسان وعارضة وبلاغة، وكان سمحا كريما، وكانت ولادته في شهر ربيع الآخر سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، ومات في صفر سنة ست وعشرين وأربعمائة، ودفن بباب حرب وأبوه أبو عمرو عثمان بن أحمد ابن الحسن ابن الفلو الفلوى، حدث عن القاضي أبى عبد الله [المحاملي وأبى عبد الله-[2]] ابن مخلد وأبى على الصفار وأبى جعفر محمد بن عمرو ابن البحتري الرزاز أحاديث مستقيمة، روى عنه [ابنه] أبو عمر الحسن، ومات بمصر في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة. [3]
3089- الفَلى
بفتح الفاء واللام وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى فلة، وهي قرية من قرى خابران قريبة من ميهنة، وأظنها بين أزجاه وميهنة، خرج منها جماعة من العلماء والصالحين،
__________
[1] في تاريخ بغداد 7/ 312.
[2] من م، وسقط من الأصل، وراجع لترجمته تاريخ بغداد 11/ 307- 308.
[3] وقال الأمير ابن ماكولا في الإكمال: وأبو محمد جهور (وفي نسخة: جمهور) ابن محمد التجيبي، أندلسى، يعرف بابن الفلو، من ساكني المرية، رئيس شاعر، رآه أبو عبد الله الحميدي بعد سنة أربعين وأربعمائة.(10/245)
منهم أحمد بن محمد الميهنى الفلى، المعروف ببابوفلى [1] ، كان من رفقاء الشيخ أبى سعيد بن أبى الخير، ومن جملة مريدي الشيخ أبى الفضل ابن الحسن، وكان آية في الزهد والورع والتجريد، عاش نيفا وثمانين سنة، قيل: إنه لم يغتسل قط، لا فعلا ولا حلما، أقام في الخانقاه المنسوبة إليه بسرخس خمسين سنة، كان يختم القرآن كل يوم ختمة، وكان قليل الكلام، كثير الصلاة، وكان يقول: من عابنى وقال «إنه قراء» فهو أحب إليّ ممن يقول «إنه صوفى» لأن عهدة التصوف لا يمكن التقصي [عنها-[2]] لكل أحد. وتوفى سنة ستين وأربعمائة، ودفن بجنب الشيخ أبى الفضل بن الحسن، وحكى عن عبد العزيز المؤذن- وكان من جلة مشايخ الصوفية- أنه رأى أبا الفضل بن الحسن في المنام [فقال] قلت:
هل تأذن إذا مت أن أدفن إلى جنبك؟ فقال: استأذن من بابوفلة فان ذلك موضعه.
-
باب الفاء والنون [3]
3090- الفُنجكانى
بضم الفاء وسكون النون والجيم [4] وفتح الكاف
__________
[1] وفي اللباب «بانوفليى» .
[2] من م.
[3] ويستدرك (الفنتورى) نسبة إلى عين فنت أورية، من قرطبة، وهو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن مفرج، ويعرف بابن الفنتورى، محدث، لقي أبا سعيد ابن الأعرابي- المشتبه للذهبى ص 521.
[4] في اللباب: بضم الجيم أو سكونها.(10/246)
وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى فنجكان، وهي إحدى قرى مرو على فرسخين عند بوس كارنجان، منها أبو الحسن على بن عبد الله بن إبراهيم الفنجكانى، كان يروى عن أبى بكر عبد الله بن الزبير الحميدي وغيره، روى عنه أبو العباس الحسن بن سفيان النسوي.
3091- الفَنجكردى
بفتح الفاء وسكون النون وضم الجيم أو سكونها [1] وكسر الكاف وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى فنجكرد، وهي قرية بنواحي نيسابور، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن على بن أحمد [2] الفنجكردي، الأديب البارع، صاحب النظم والنثر، الجاريين في سلك السلاسة الباقيين معه على هرمه وطعنه في السن، قرأ أصول اللغة على يعقوب بن أحمد الأديب وغيره، وكان عفيفا، خفيفا، ظريف المحاورة، قاضيا للحقوق، محمود الأحوال، أصابته علة أزمنته ومنعته الخروج، وطعن في السن، فتأخر عن الزيارة بالقدم، فاستناب عنها التعهد بالعلم، سمع الحديث من القاضي الناصحى، وكتب لي الإجازة بجميع مسموعاته، وحدثني عنه جماعة من مشايخنا، وتوفى ليلة الجمعة الثالث عشر من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، وصلوا عليه في الجامع القديم، ودفن بالحيرة في مقبرة نوح. [3]
__________
[1] قال ياقوت: وجيم مفتوحة.
[2] زيد في الأصل وحده «بن» ثم بياض.
[3] وقال ياقوت: وينسب إليها أبو على الحسن بن محمد بن الحسن الفقيه الأديب، سمع أبا عمرو بن مطر وأبا على حامد بن محمد الرفّاء، روى عنه أبو الحسن عبد الرحمن ابن محمد بن المظفر بن محمد بن داود الداوديّ الفنجكردي، مات ببوشنج(10/247)
3092- الفُندورَجى
بضم الفاء وسكون النون وضم الدال المهملة وسكون الواو وفتح الراء وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى فندور [1] ، وهي قرية بنواحي نيسابور، وعرف بهذه النسبة الناصح الفندورجى، كان من خواص نظام الملك وأبو الحسن على بن نصر بن محمد بن عبد الصمد الفندورجى، من أهل أسفرايين، كان يرجع/ إلى فضل وافر ومعرفة تامة بالأدب واللغة، مليح الشعر، حسن النظم والنثر، وكان ينشئ الكتب في ديوان السلطان والوزير، سمع بنيسابور أبا بكر عبد الغافر بن محمد ابن الحسين الشيرويى [2] وغيره، كتبت عنه من شعره وشعر غيره بأسفرايين
__________
[ () ] سنة 339 وأبو حامد أحمد بن عمر بن أحمد بن على الفنجكردي الطوسي، سمع أبا بكر بن خلف الشيرازي وأبا الظفر موسى بن عمران الصوفي وأبا القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، ذكره السمعاني في التحبير وقال: مات بنيسابور في آخر يوم من المحرم سنة 534.
وقال ابن الأثير: فاته (الفنجويى) بفتح الفاء وسكون النون وضم الجيم وفي آخرها واو، نسبة إلى فنجويه، وعرف بها أبو عبد الله الحسين بن محمد ابن الحسين بن فنجويه الفنجويى الدينَوَريّ الحافظ، روى عن أبى الفتح محمد بن الحسين الأزدي الموصلي وأبى بكر بن مالك القطيعي وغيرهما، روى عنه أبو إسحاق الثعلبي فأكثر في تفسيره ويذكره كثيرا فيقول: أخبرنا الفنجويى.
[1] كذا في الأصل واللباب، وفي م «فندورجه» ، وفي معجم البلدان لياقوت «فندورج» ولعل اسم الموضع كان «فندوره» فعرب «بفندورج» كما يفعلون كثيرا وقت التعريب- والله أعلم.
[2] راجع ما في 8/ 234.(10/248)
ومرو وبلخ، وكانت ولادته في سنة تسع وثمانين وأربعمائة بنيسابور، وتوفى [1] . [2]
3093- الفُندِينى
بضم الفاء وسكون النون وكسر الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى فندين، وهي قرية قديمة بمرو على خمسة فراسخ، خرج منها جماعة من العلماء قديما وحديثا، منهم أبو ... [3] معدان بن عاصم بن ... [3] وأبو إسحاق إبراهيم بن الحسن الفندينى، المعروف بالرازي، يروى عن أحمد بن سيار وأحمد بن منصور الرمادي وأبى داود سليمان بن معبد السنجى وغيرهم. [4]
__________
[1] كذا في الأصل، وليس في م.
[2] قال ابن الأثير: فاته (الفندلاوى) بكسر الفاء وتسكين النون وفتح الدال المهملة وبعدها لام ألف ثم واو، (قال ياقوت: أظنه موضعا بالمغرب) عرف بهذه النسبة (أبو الحجاج) يوسف بن دوناس (في معجم البلدان: درناس) ابن عيسى الفقيه المالكي المغربي، أقام بدمشق وقتل بها شهيدا، قتله الفرنج سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وكان يدرس الفقه على مذهب مالك، وروى الحديث، وسمع منه الحافظ أبو القاسم بن العساكر وغيره، وكان صالحا فاضلا.
[3] موضع النقاط بياض في الأصل، وأهمل في م.
[4] وأبو الفضل محمد بن سليمان بن الحسن بن عمرو بن الحسن بن أبى عمرو الفندينى المروزي، كان شيخا فقيها عالما صالحا قانعا، تفقه على الإمام عبد الرحمن الرزاز السرخسي، وسمع أبا بكر محمد بن على بن حامد الشاشي وأبا القاسم إسماعيل ابن محمد بن أحمد الزاهريّ وأبا سعد محمد بن الحارث الحارثي، كتب عنه أبو سعد السمعاني، وكانت ولادته في سادس عشر محرم سنة 492 بفندين، ووفاته بها(10/249)
3094- الفَنكدى
بفتح الفاء وسكون النون وفتح الكاف وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى فنكد، وهي قرية من قرى نسف، وظني أنى اجتزت بها، والمشهور منها أبو جعفر محمد بن منصور بن إسرافيل المقرئ الفنكدى، من أهل القرآن [قرأ القرآن-[1]] بروايات على جماعة مثل تمام بن محمد بن عبد الله المقرئ وأبى أحمد محمد بن عوض المقرئ وغيرهما، وروى أبو العباس المستغفري عنه في تاريخ نسف أنه قال: أنشدنا تمام المقرئ النسفي لبعضهم:
إذا ما قرأت على محسن ... قرانا أفادك من خيره
وعشرك من مقرئ حاذق ... فخير [2] من الألف من غيره
وروى أبو جعفر هذا عن إبراهيم بن نصر الواشجردى أيضا.
3095- الفَنَكى
بفتح الفاء والنون وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى فنك، وهي قرية من حائط سمرقند على نصف فرسخ من البلد
__________
[ () ] في العشرين من المحرم سنة 544- ياقوت في معجم البلدان.
وفي تبصير المنتبه 3/ 1118: (الفندى) بكسر الفاء ثم نون، أبو حاتم منصور بن الشاه الفندى، روى عنه البسطامي ومعدان بن عاصم الفندى، عن الثوري- ذكرهما الماليني- انتهى. ولم يذكر انتسابهما، والفند الزمانى شاعر، وسعيد بن فند بن حيان البخاري، حدث عن عيسى ابن موسى غنجار، حدث عنه ابنه محمد وسعيد بن أبى خديجة البخاري وأبو زيد فند، مولى عائشة بنت سعد بن أبى وقاص، وكان خليعا متهتكا يضرب به المثل في الإبطاء- الإكمال، والمشتبه ص 513- 514.
[1] من م.
[2] ولو قال «لخير» لكان أوفق.(10/250)
يقال لها «فنك» ، منها أبو الفضل العباس بن الفضل بن يحيى [1] بن حميد [1] الندبي الفنكى، يروى عن أحمد بن أبى مقاتل الفزاري وعاصم بن عبد الرحمن الخزاعي وأحمد بن عبد الله القهندزي ومحمد بن سهيل بن واقد الباهلي، روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن حلبس الأعمش وبكر بن محمد بن أحمد الورسنينى وأبو عبد الله محمد بن عصام القطواني وغيرهم. [2]
3096- الفنُّويى
بفتح الفاء وضم النون المشددة وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، هذه النسبة إلى فنويه، وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهو أحمد [3] بن عمرو بن نصر بن حامد بن أحيد بن فنويه بن دبوسه الفنويى الدبوسي، من أهل نسف- أسلم دبوسه على يد قتيبة بن مسلم سنة ثلاث وتسعين- سمع أحمد أباه عمرا وأبا الحسين محمد بن طالب وأبا يعلى عبد المؤمن بن خلف ومحمد بن محمود بن عنبر ومحمد بن زكريا بن الحسين
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] قال ياقوت: و (فنك) أيضا قلعة حصينة منيعة للأكراد البشنوية من ديار بكر قرب جزيرة ابن عمر بينهما نحو فرسخين- إلخ. وقال ابن الأثير: قد أهمل السمعاني النسبة إلى هذا لحصن، وينسب إليه جماعة، منهم أبو عبد الله مروان بن على بن سلامة بن مروان الفقيه، تفقه على أبى بكر الشاشي ببغداد، وسمع الحديث من الطريثيثى وغيره، روى عنه الحافظ أبو القاسم بن عساكر الدمشقيّ وغيره، ذكر ذلك السمعاني في موضع آخر. و (فنك) أيضا حصن من أعمال قرطبة من بلاد الأندلس، ينسب إليه جماعة كثيرة- انتهى.
[3] وقع في م: «أبو أحمد» خطأ.(10/251)
وأبا بكر عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد المروزي الأنماطي وطبقتهم، روى عنه ابنه أبو أحمد محمد بن أحمد بن عمرو الفنويى، ومات في جمادى الآخرة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
3097- الفنِّينى
بكسر الفاء [1] والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين النونين، هذه النسبة إلى فنين، وهي قرية [من مرو-[2]] على ثلاثة فراسخ منها، وبها قبر سليمان بن بريدة [بن الخصيب] رضى الله عنه، والمشهور بهذه النسبة أبو عثمان الفنينى، قال ابن ماكولا: شيخ، روى عنه ابو رجاء محمد بن أحمد الهورقانى صاحب تاريخ المراوزة [3] . قلت: وهو أبو رجاء محمد بن حمدويه ومن القدماء من هذه القرية أبو الحكم عيسى بن أعين الفنينى، من الموالي [4] ، وعيسى أجل من أخيه بديل [5] ، تولى النقابة وأخوه بديل كان خازن بيت المال للشيعة، وكان أبو مسلم نزل منزله، ومن منزله وجّه الرسل إلى كور خراسان والدعاة، وكان أبو مسلم وجّهه إلى همذان وأمره أن يتوجه إلى آذربيجان وأبو حمزة عمرو بن أعين الفنينى، مولى خزاعة، ويقال: إنه مولى لعمران
__________
[1] كذا في الأصل، ووافقه اللباب، وفي م «بفتح الفاء» ووافقه ياقوت وزاد: وكسر النون.
[2] من المراجع، وسقط من الأصل.
[3] ولم يزد على ذلك.
[4] مولى خزاعة.
[5] ووقع في الأصل «لابنه» وفي م «لأبيه» وسيليه ذكر بديل.(10/252)
ابن حصين، ويقال: إنه مولى لبريدة بن الخصيب من قرية، وكان عمرو ابن أعين من الذين حبسهم أسد بن عبد الله وضربه ضربا شديدا، ورجع إلى خراسان، وقتله عبد الجبار لما قدمها أميرا وسليمان بن بريدة [ابن الخصيب] فنينى، وكان على قضاء مرو أيام المهلب بن أبى صفرة، ثم استعفاه فأعفاه وجعل مكانه أخاه عبد الله بن بريدة، وكانا ولدا في بطن واحد على عهد عمر رضى الله عنه، مات سليمان سنة خمس ومائة بفنين، وقبره بها مشهور يزار.
باب الفاء والواو
3098- الفُوذانى
بضم الفاء وبعدها الواو ثم الذال المعجمة المفتوحة [1] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى فوذان، وهي قرية من قرى أصبهان، منها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن جيلان [2] الفوذانى، من أهل أصبهان، يروى عن سمويه، حدث عنه السرنجانى [3] .
3099- الفُوراردى
بضم الفاء والواو والألف بين الراءين [4] وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى فورارد، وهي قرية من قرى الري، منها أبو على زيد بن واقد البصري السمتى الفوراردى، قال ابن أبى حاتم [5] :
__________
[1] بعدها الألف.
[2] في م ومعجم البلدان «حيلان» .
[3] راجع الأنساب 7/ 132 مع التعليق.
[4] قال في اللباب: وكسر الراء الثانية. وهذه النسبة وقعت في م بعد (الفورانى) .
[5] في الجرح والتعديل ج 1 ق 2 ص 574.(10/253)
نزيل الري، [1] روى عن حميد الطويل والسدي وداود بن أبى هند وأبى هارون العبديّ، روى عنه سهل بن زنجلة وأبى، سمعت أبى يقول:
قدم من البصرة فنزل الري [1] بفورارد، وكتبت عنه، وكان شيخا فانيا كبيرا، [1] ثم قال: سئل أبو زرعة عن زيد بن واقد البصري فقال:
هذا شيخ كان بالري [1] قد رأيته يحدث عن السدي وأبى هارون العبديّ، ليس بشيء وأبو أيوب محمد بن إبراهيم بن حبيب الفوراردى الرازيّ، روى عن شيبان بن فروخ وعبد الأعلى بن حماد النرسي وداود بن رشيد وإسماعيل بن إبراهيم الترجماني، قال ابن أبى حاتم [2] : كتبت عنه، وهو صدوق.
3100- الفُورانى
بضم الفاء وسكون الواو وفتح الراء [3] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى فوران، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو الإمام أبو القاسم عبد الرحمن/ بن محمد بن أحمد بن فوران المروزي الفورانى [4] ، إمام فاضل مبرز، صار مقدم أصحاب الحديث بمرو، وكان من وجوه تلامذة أبى بكر القفال، صنف التصانيف في الفقه، وسمع الحديث من أبى الحسن على بن عبد الله الطيسفونى، روى لي عنه أبو القاسم
__________
[1- 1] ما بين الرقمين سقط من م.
[2] في الجرح والتعديل ج 3 ق 2 ص 187.
[3] بعدها الألف.
[4] راجع لسان الميزان 3/ 433 وطبقات الشافعية الكبرى للسبكى 3/ 225 ووفيات الأعيان وغيرها.(10/254)
عبد الرحمن بن عمر الصدفي بمرو وأبو المظفر عبد المنعم بن أبى القاسم القشيري بنيسابور وجماعة، وتوفى في شهر رمضان سنة إحدى وستين وأربعمائة بمرو. [1]
3101- الفورسى
بضم الفاء والراء بعد الواو وفي آخرها السين [2] ، هذه النسبة إلى فورس، وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهو أبو الطيب عبد الله بن محمد بن أحمد بن [عبد الله بن-[3]] حيان [4] القاضي الفورسى، المعروف بابن الفورس، من أهل نيسابور، كان ولى قضاء طوس مرة بعد أخرى، وكان من أصحاب أبى على الثقفي المتحققين بالأخذ عنه، سمع أبا بكر محمد بن إسماعيل بن مهران وأبا الحسن مسدد بن قطن القشيري
__________
[1] وقال ابن ماكولا في الإكمال: محمد بن إبراهيم بن فوران، ابن عم أبى بكر، سمع الذهلي ومحمد بن يزيد، روى عنه أبو محمد بن جعفر وغيره، توفى سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
وقال ياقوت: (فوران) قرية قريبة من همذان على مرحلة منها للقاصد إلى أصبهان، ينسب إليها أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عثمان بن أبى العباس الفورانى، حدث عن أبى الوقت السجزى، سمع منه محمد بن عبد الغنى بن نقطة بفوران، قال:
وسماعه صحيح- إلخ. ثم أورد ما ذكره السمعاني في هذا الرسم.
وراجع (فورجرد) في معجم البلدان لياقوت.
[2] في م «الشين» و «فورشى» و «ابن فورش» وراجع تاج العروس 4/ 208 وفيه بكسر الراء، وذكره في السين المهملة.
[3] من اللباب.
[4] من اللباب، في الأصول «حبان» .(10/255)
وأبا يعقوب يوسف بن موسى المروروذي [1] وأبا إسحاق إبراهيم بن إسحاق الأنماطي وأقرانهم طبقة قبل الإمام أبى بكر بن خزيمة، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: خرجت له الفوائد سنة خمسين وثلاثمائة، وخرج إلى الحج، وحدث بتلك الديار، ثم توفى ليلة الاثنين [وقت العتمة، ودفن يوم الاثنين-[2]] الحادي عشر [3] من شعبان سنة ست وخمسين وثلاثمائة، ودفن في داره في سكة حريث [4] وأخوه أبو الفضل أحمد ابن محمد العابد الفورسى، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ فقال: أبو الفضل ابن فورس، أخو أبى الطيب الحاكم، وكان من الزهاد، سمع أبا عبد الله البوشنجي وغيره، بلغني أنه توفى يوم الفطر من سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
3102- الفُورفارى
بضم الفاء وسكون الواو والراء وفتح الفاء [5] وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى فورفارة، وهي قرية من قرى السعد من نواحي أربنجن على فرسخ ونصف منها بسمرقند، منها سليمان ابن معاذ السغدى الفورفارى، يروى عن محمد بن سهيل [6] بن واقد الباهلي
__________
[1] م: «المروزي» .
[2] من م.
[3] في اللباب: «لتسع نفرن» .
[4] م: «حرب» .
[5] بعدها الألف.
[6] م: «سهل» .(10/256)
وعبد بن حميد الكسى، روى عنه أبو نصر محمد بن [1] أحمد بن [1] حاجب ونصر ابن أحمد بن إسماعيل بن سابح [2] الكشانيان وأبو جعفر محمد بن موسى ابن رجاء بن حنش الأربنجنى الفورفارى [3] ، كان من أفاضل الناس، حسن الحديث، يروى عن أبى مصعب أحمد بن أبى بكر الزهري ويحيى ابن أكثم القاضي وإسحاق بن أبى إسرائيل وصالح بن مسمار الكشميهني وهناد بن السري ومحمد بن بشار والحسين بن حريث المروزي وغيرهم، روى عنه ابو بكر محمد بن عصمة المقرئ السمرقندي.
3103- الفُورَكى
بضم الفاء [4] وبعدها الواو وفتح الراء وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى فورك، وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهم جماعة، منهم أبو عبد الله محمد بن موسى بن مردويه بن فورك بن موسى بن جعفر الفقيه الأصبهاني الفوركى، من أهل أصبهان، ذكره أبو بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الحافظ في تأريخ أصبهان وقال: أخى- رحمه الله- كان يدرس بأصبهان ويفتى بها ثلاثين سنة، وكان درس على أبى حامد المروزي بالبصرة، وسمع بها الحديث الكثير من [أبى عبد الله-[5]] ابن داسة ومحمد بن أحمد بن محمويه العسكري وأحمد بن عبيد [6] الصفار وغيرهم،
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] في م «سالخ» كذا.
[3] وذكر ابنه أحمد في (الأربنجنى) 1/ 150.
[4] وقد يفتح كفوفل، كما في القاموس وتاج العروس 7/ 167.
[5] من م.
[6] م: «عبد» .(10/257)
سمع بأصبهان الكثير من العباس بن حمدان المافروخي وأبى الحسن اللنباني وأبى عمرو ممك [1] وأبى الحسن المظالمي وأبى على العاصم وعبد الله ابن جعفر وغيرهم، قلت: روى عنه جماعة منهم القاضي عبد الله بن أبى الرجاء التميمي ووالده أبو عمران موسى بن مردويه بن فورك ابن موسى بن جعفر الفوركى، والد أبى بكر بن مردويه الحافظ، ذكره في تأريخ أصبهان وقال: والدي رحمه الله، كان يجالس إبراهيم بن متويه وسمع منه الكثير، لم أحفظ عنه إلا حديثا واحدا قرأته عليه لفظا، مات سنة ست وخمسين وثلاثمائة. [2]
3104- الفُورى
بضم الفاء وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى فور، وظني أنها قرية من قرى بلخ، والمشهور بالنسبة إليها أبو ثورة هميم بن فائد ابن هميم البلخي الفوري، قال أبو عبد الله الوراق: هو من أهل قرية فور، سمع أبا الحسن على بن خشرم وغيره، روى عنه أبو عبد الله محمد ابن جعفر بن غالب الوراق، وتوفى آخر سنة اثنتين وتسعين أو أول سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
وأما أبو سعيد محمد بن الحسين بن موسى بن محمويه بن فور
__________
[1] م: «وابى عمرو بن نبك» كذا.
[2] وأبو بكر محمد بن الحسن بن فورك الأنصاري الأصبهاني، من فقهاء الشافعية، وكان متكلما، سمع بالعراق، وحدث بنيسابور، روى عنه أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي وأبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، وبنى بنيسابور مدرسة ودفن فيها، وكان يقول بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رسولا في حياته(10/258)
ابن عبد الله [بن-[1]] السمسار الفوري فنسب إلى جده الأعلى، من أهل نيسابور، وكان أبوه من كبار المحدثين، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: ذكرته في هذه الطبقة في الجماعة الذين لم أدركهم، وأبو سعيد من الصالحين ومن الصادقين، من أولاد المحدثين، سمع أبا بكر محمد بن إسحاق ابن خزيمة وأبا قريش محمد بن جمعة القهستاني وأقرانهم من الشيوخ، وتوفى في شهر رمضان سنة ثمان وثلاثمائة، ودفن في مقبرة المصلى وهو ابن ثمانين سنة وأبو الحسن على بن محمد بن أحمد بن على بن عبد الله ابن فور النيسابورىّ الفوري، كان كثير الحديث، سمع عبد الرحمن ابن بشر بن الحكم وأبا الحسن أحمد بن يوسف السلمي وأبا حاتم محمد ابن إدريس الرازيّ وجماعة في الرحلة.
3105- الفوزى
بفتح الفاء وفي آخرها الزاى، هذه النسبة إلى فوز، وظني أنها قرية من قرى حمص بلدة بالشام، والمشهور بهذه النسبة أبو عثمان سليم [2] بن عثمان الفوزى الحمصي، يروى عن محمد بن زياد الألهاني، روى عنه سليمان بن سلمة الخبائرى وأبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصي وأبو عمرو خطاب بن عثمان الفوزى- وقيل: أبو عمر- الحمصي [3] ، يروى
__________
[ () ] توفى وليس له روح الآن، معاذ الله، قتله السلطان محمود الغزنوي لهذا سنة 406 هـ والله أعلم، راجع النجوم الزاهرة 4/ 240 وطبقات الشافعية الكبرى للسبكى ووفيات الأعيان وغيرها.
[1] من م وحدها.
[2] من م واللباب، ووقع في الأصل «سليمان» .
[3] ترجمته في تهذيب التهذيب 3/ 146 وغيره.(10/259)
عن إسماعيل بن عياش ومحمد بن حمير، روى عنه البخاري في الذبائح وسليمان بن عبد الحميد البهراني وسبطه سلمة ومحمد بن عوف وعمران ابن بكار، قال ابن أبى حاتم [1] : أدركه أبى وابن ابنته سلمة بن أحمد الفوزى الحمصي، يروى عن جده هذا، روى عنه سليمان بن أحمد الطبراني عن عمرو ابن محمد بن سليم [في معجمه وقال: ما كتبناه إلا عنه وعبد الجبار ابن سليم الفوزى، يروى عن إسماعيل بن عياش، روى عنه سليمان بن أحمد الطبراني عن عمرو بن محمد بن سليم-[2]] قال: وجدت في كتاب جدي عبد الجبار بن سليم: ثنا إسماعيل بن عياش- بحديث ذكره وأحمد بن سليم الفوزى،/ يروى عن عيسى بن يونس، روى عنه ابن أخيه قاسم بن عفاق ابن سليم الفوزى وعمرو بن محمد بن سليم الفوزى الزينى، حمصى حدث عن كتاب جده [3] عبد الجبار بن سليم [3] ، روى عنه سليمان بن أحمد الطبراني [3] والقاسم بن عفاق بن سليم الفوزى، يروى عن عمه أحمد بن سليم، روى عنه سليمان الطبراني [3] وأبو عثمان سليم بن عثمان الطائي الفوزى، يروى عن محمد بن زياد عن أبى أمامة وأبى عتبة أحمد بن الفرجى الحمصي، روى عنه محمد بن عون، قال عبد الرحمن بن أبى حاتم الرازيّ [4] : سألت أبى
__________
[1] في الجرج والتعديل ج 1 ق 2 ص 386.
[2] من م، وسقط من الأصل.
[3- 3] سقط من م وأورد السمعاني المنتسبين بهذه النسبة عن ابن ماكولا في الإكمال وغيره.
[4] في الجرح والتعديل ج 2 ق 1 ص 216، وانظر ما فيه.(10/260)
عنه فقال: عنده عجائب، وهم مجهولون.
3106- الفُوشنجى
بضم الفاء [1] وفتح الشين المعجمة بعدها نون ساكنة [وجيم-[2]] ، هذه النسبة إلى بوشنك [3] ، وهي بلدة قديمة كثيرة الخير على سبعة فراسخ من هراة بخراسان، والنسبة إليها «فوشنجي» [و «بوشنجى» -[2]] بالفاء والباء المنقوطة بنقطة، وكثر أهل العلم والفضل بها، وكان عباس بن عبد المطلب رضى الله عنه في الجاهلية قد سافر إليها للتجارة وقال: «كنت أقيل تحت شجرة صنوبر بها» [4] ، فمن المتقدمين منها أبو نعيم حمزة بن الهيضم الفوشنجى التميمي، قال أبو حاتم بن حبان:
هو مولى التميم من أهل بوشنج، يروى عن جرير بن عبد الحميد والناس، روى عنه عبد المجيد بن إبراهيم الفوشنجى والناس، وكان متقنا.
3107- الفُوَطى
بضم الفاء وفتح الواو وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى الفوط، وهو جمع فوطة، وهي نوع من الثياب-[5] إن شاء الله [5]- والمشهور بهذه النسبة إبراهيم بن ثابت بن محمد الفوطي الواسطي، يروى عن عبد الله بن فروخ، روى عنه أبو عبد الله [6] أحمد
__________
[1] بعدها الواو.
[2] من م، وسقط من الأصل.
[3] ولعله كان «پوشنگ» فعرب.
[4] راجع الأنساب 2/ 359 والإكمال 1/ 424- 425 مع التعليقات.
[5- 5] ليس في م.
[6] ومثله في الإكمال (الفوطي) ، وراجع الأنساب 3/ 14.(10/261)
ابن على بن محمد التباني وأبو بكر الفوطي [1] ، من مشايخ الصوفية، حكى عنه محمد بن داود الدقى [2] وغيره، كان أبو بكر الفوطي وأبو عمرو بن الأدمي يتواخيان في الله [3] ، خرجا [4] من بغداد يريدان [5] الكوفة، فلما صارا [6] في بعض الطريق إذا هما [7] بسبعين رابضين على الطريق، فقال أبو بكر لأبى عمرو: أنا أكبر سنا منك، دعني حتى أتقدمك، فان كانت حادثة اشتغلا [8] بى عنك ونجوت أنت! فقال له أبو عمرو: نفسي ما تسامحني بهذا، ولكن نكون جميعا في مكان واحد، فان كانت حادثة كنا جميعا! فجازا جميعا في وسط السبعين [9] فلم يتحركا، ومرا سالمين. [10]
__________
[1] وقع في تاريخ بغداد «القوطي» بالقاف.
[2] في م «الرقى» وفي اللباب «الزبى» كذا خطأ، وانظر 5/ 364.
[3] وهذه الحكاية بأسرها من تاريخ بغداد 12/ 388.
[4] من م، وفي الأصل «خرجنا» وانظر تاريخ بغداد للفظ الحكاية.
[5] م: «نريد» .
[6] في الأصل: «صرنا» .
[7] في الأصل «نحن» .
[8] من م، في الأصل «اشتغلوا» ومثله في التاريخ.
[9] في الأصل: «السبع» .
[10] والمؤرخ المشهور كمال الدين أبو الفضل عبد الرزاق بن أحمد بن محمد الصابوني، المعروف بابن الفوطي، المروزي البغدادي الشيباني، من ولد معن ابن زائدة الشيباني، ولد ببغداد وأصله من مرو، تلمذ لنصير الطوسي، يعد من الفلاسفة، والفوطي جده لأمه كان يبيع الفوطة، وله تصانيف عديدة في التأريخ وغيره، وكان أديبا فاضلا، مات سنة 723، راجع فوات الوفيات 1/ 272(10/262)
3108- الفُوكِردى
بضم الفاء وكسر الكاف بينهما الواو والراء الساكنة وفي آخرها الدال المهملة [1] ، هذه النسبة إلى فوكرد، وهي قرية من قرى أستراباذ على فرسخ، منها أبو يعقوب يوسف بن موسى بن الحسين الفوكردى الأستراباذي، يروى عن محمد بن عبدك الشيرويى والحسين ابن بندار المفسر وأبى جعفر محمد بن أبى على الفوكردانى وغيرهم، روى عنه مطرف بن الحسين المطرفي.
3109- الفَوّى
بفتح الفاء وتشديد الواو المكسورة، هذه النسبة
__________
[ () ] وشذرات الذهب 6/ 60 والدرر الكامنة 2/ 364 والنجوم الزاهرة 9/ 260 والبداية والنهاية 14/ 106 ولسان الميزان 4/ 10 وغيرها.
وقال ياقوت: (فولوا) بالضم ثم السكون ولام بعدها واو، محلة بنيسابور، ينسب إليها أبو عبد الله أحمد بن إسماعيل بن أحمد، ويعرف بباشة المؤذن، سمع أبا الحسن على بن أحمد المديني وأبا سعد عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري، سمع منه أبو سعد السمعاني بنيسابور- انتهى.
وقال: (فونكه) بلدة بالأندلس، ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن خلف ابن مسعود بن شعيب، يعرف بابن السقاط، قاضى الفونكه، رحل إلى المشرق وحج، سمع من أبى ذر الهروي صحيح البخاري سنة 415، ولقي أبا بكر بن عقار وأخذ عنه كتاب الجوزقى وغير ذلك، وكتب، وكان حسن الخط سريع الكتابة ثقة، وامتحن في آخر عمره وذهبت كتبه وماله، مولده سنة 395، ومات سنة 485 أو نحوها بدانية.
[1] وقال ياقوت (فوزكرد) بزيادة الزاى، وكذا ضبط بسكونها.(10/263)
إلى فوا، وهو بطن من المعافر، والفوة من بلاد مصر عند رشيد، المشهور بهذه النسبة سفيان بن هانئ بن جبر [1] بن عمرو الفوى، وهو ابن سعد الفوى، وهو ابن ذاخر بن شرحبيل بن عمرو [2] بن جعفر [2] بن يعفر بن عريب ابن شراحيل- ويقال شرحبيل- بن اليسع بن [3] ثوب بن ثويب [3]- ويقال ثويب بن ثوب- بن أسعد أبى كرب بن كريب بن معديكرب- ويقال ابن أسعد معديكرب- بن سعد الخير بن هانئ ذي المعافر [4] بن حر بن معاوية ذي المعافر [4] بن يعفر بن زيد بن النعمان بن أثوب [5] بن يقدم [6] بن المعافر ابن يعفر بن مالك بن مرة بن أدد بن يشجب بن عريب بن زيد [4] بن كهلان ابن سبإ، وهم بطن من المعافر، حلفاء في جيشان، شهد فتح مصر، ووفد على على بن أبى طالب رضى الله عنه، وروى عنه وعن عقبة بن عامر وزيد بن خالد، وكان علوي المذهب، روى عنه حارث بن يزيد [4] وعبد الله بن هبيرة ومسلم بن أبى مريم [وغيرهم-[7]] .
3110- الفُوّى
بضم الفاء ووفى آخرها الواو المشددة المكسورة،
__________
[1] وفي نسخة من الإكمال لابن ماكولا «حبر» .
[2- 2] كذا، وليس في الإكمال، ولعله زائد.
[3- 3] وفي نسخة من الإكمال «نوف بن ثويب» .
[4- 4] سقط من م.
[5] في نسخة من الإكمال «أيوب» .
[6] وفي نسخة منه «تقدم» .
[7] من الإكمال المأخوذ منه ما هنا.(10/264)
هذه النسبة إلى فوه، وظني أنها بنواحي البصرة، وقال لي بعض المغاربة إنها الفوة بفتح الفاء [1] ، وهي بلدة من ديار مصر بين الفسطاط والإسكندرية، وليست هي على النيل، بل هي في وسط البلاد [2] ، والمشهور بالنسبة إليها أبو الحسن على بن أحمد بن محمد بن بكران الفوى البصري، من أهل البصرة، يروى عن أبى على الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي، روى عنه أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب الحافظ [3] ، وتوفى بعد سنة عشرة وأربعمائة وأما أبو محمد الفوى فهو فقيه فاضل، من فوة مصر، تفقه بالإسكندرية على [4] أبى بكر محمد بن الوليد [4] الطرطوشي [5] ، وبرع في الفقه حتى كان يرجع إليه في الفتاوى بعد سنة عشرين وخمسمائة، حكى لي يوسف بن الحسن الفاسى بسمرقند وكان قد تفقه عليه.
-
باب الفاء والهاء
3111- الفَهْدى
بفتح الفاء وسكون الهاء بعدهما الدال المهملة،
__________
[1] وضبط ابن ماكولا المنتسب إليها بضم الفاء.
[2] قال ياقوت: بليدة على شاطئ النيل من نواحي مصر قرب رشيد (ومثله قال أبو سعد كما مر) بينها وبين البحر نحو خمسة أو ستة فراسخ، وهي ذات أسواق ونخل كثير.
[3] ومثله ذكر في الإكمال، ولم أجده في تاريخ بغداد، ولعله قد فات الخطيب وكثيرا ما يقع له مثل هذا وهو بصرى، ولم يوجه لانتسابه بالفوى.
[4- 4] من م واللباب وغيرهما، وفي الأصل «أبى محمد محمد بن الوليد» كذا.
[5] من اللباب، وراجع الأنساب 9/ 69، وفي الأصل «الطرطوسي» وفي م «الطرسوسي» خطأ.(10/265)
هذه النسبة إلى فهد، وهو اسم لجد أبى سعيد يحيى بن سعيد بن قيس ابن فهد الأنصاري الفهدي [1] ، من فقهاء أهل المدينة وعبادهم، سمع من أنس بن مالك رضى الله عنه أحاديث يسيرة، وله أخوان صدوقان:
سعد بن سعيد، وعبد ربه بن سعيد، وجميعا حدثا، وكان يحيى بن سعيد يتقشف، فاستقضاه أبو جعفر المنصور فما أنكر من زيه شيء في عمله، ومات بالعراق سنة ثلاث وأربعين ومائة، وقيل: سنة ست وأربعين، وكان سمع من أنس مقدار عشرة أحاديث، أربعة منها مشاهير، وستة أفراد وغرائب، وقد روى عن يحيى بن سعيد عن أنس غير هذه العشرة ستون حديثا مسندا كلها موضوعة ومقلوبة، ما لشيء منها محصول، وضعها الرواة ورووها عنه، وكان خفيف الحاذ ومحمد ابن إبراهيم بن فهد بن حكيم الساجي الفهدي [البصري-[2]] ، مات بها قبل العشرين والثلاثمائة، وكان من أولاد المحدثين ووالده إبراهيم ابن فهد الساجي من كبار العلماء بالبصرة، روى عن قرة بن حبيب وغيره
__________
[1] هكذا ذكره في هذا الرسم، وهو خطأ، وإنما لقب جده «قهد» بالقاف لا بالفاء كما نبه على ذلك ابن الأثير، وانظر ترجمة الإمام يحيى بن سعيد الأنصاري في تأريخ البخاري الكبير ج 4 ق 2 ص 275 فقال: يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو الأنصاري، وقال بعضهم: قيس بن قهد، ولا يصح- إلخ. وفي الجرح والتعديل ج 4 ق 2 ص 147: ويقال: ابن قيس بن عمرو بن سهل، وقهد لقب.
وراجع تهذيب التهذيب 11/ 221- 224، فساق فيه نسبه، وقال البخاري في آخر ترجمته: وكان جده قيس بن قهد بدريا- انتهى. ومثله ذكر ابن ماكولا في رسم (قهد) من الإكمال، وراجع تاريخ بغداد 13/ 101، وراجع ترجمة قيس ابن قهد في معاجم الصحابة.
[2] من م.(10/266)
من أصحاب شعبة، حدث عنه يحيى بن محمد بن صاعد/ وغيره، سمعت جابر بن محمد الأنصاري الحافظ بالبصرة مذاكرة يقول: إبراهيم بن فهد كان يقال له: رئيس المحدثين. [1]
3112- الفِهرويى
بكسر الفاء وسكون الهاء وضم الراء بعدها الواو وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى فهرويه، وهو اسم لبعض أجداد أبى محمد عبيد الله [2] بن محمد بن سليمان بن بابويه بن فهرويه بن عبد الله [2] ابن مرزوق الدقاق [3] المخرمي الفهرويى، يعرف «بابن جغوما» ، من أهل بغداد [4] ، وكان مستقيم الحديث، وأضر في آخر عمره، سمع أباه محمد ابن سليمان وجعفر بن محمد الفريابي والحسين بن محمد بن عفير وإبراهيم ابن عبد الله بن أيوب المخرمي، روى عنه أحمد بن على بن عثمان الخطبيّ وبشرى بن عبد الله الفاتنى [5] وعبد العزيز بن على الأزجي وأبو القاسم
__________
[1] وفي الإكمال رسم (فهد) : وأبو بكر محمد بن القاسم بن فهد المالكي وعبد الرحمن ابن فهد الإلبيري، شاعر مشهور من شعراء الأندلس وعبد الملك بن فهد الأندلسى، من أهل بطليوس، توفى بالأندلس سنة 308، قاله ابن يونس- انتهى.
وفي المشتبه للذهبى ص 511: ومحمد بن عبد الرحمن بن سيد بن غالب بن فهد المذحجي المالقي، عن أبى مروان بن سراج، مات بعد 530.
[2- 2] ما بين الرقمين سقط من م.
[3] وقع في م «الوراق النحويّ» خطأ.
[4] فترجمته من تاريخ بغداد 10/ 363.
[5] في تاريخ بغداد: «بشرى بن عبد الله الرومي» . وانظر ص 112 من هذا الجزء.(10/267)
التنوخي، وتوفى في سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
3113- الفِهرى
بكسر الفاء وسكون الهاء بعدهما الراء، هذه النسبة إلى فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، وإليه ينتسب قريش ومحارب والحارث بنى فهر، وقال الشاعر في قصي:
به جمع الله القبائل من فهر
وفيها حبيب بن سلمة بن شيبان بن محارب بن فهر [بن مالك الفهري القرشي، من شيبان بن محارب بن فهر-[1]] ، من الصحابة الذين سكنوا الشام، ومات بارمينية- وقد قيل بالشام- سنة اثنتين وأربعين، وصلى عليه مروان بن الحكم ومنها أبو عبيدة بن الجراح الفهري، أحد العشرة المبشرة بالجنة وضحاك بن قيس الفهري وفاطمة بنت قيس التي روت حديث الجساسة، وغيرهم والمنتسب إليهم ولاء [أبو-[1]] محمد عبد الله ابن وهب بن مسلم القرشي الفهري، مولى رمانة، وقد قيل: إنه مولى بنى فهر، من أهل مصر [2] ، يروى عن الثوري ومالك والليث، روى عنه الليث بن سعد وأهل بلده، كان مولده سنة خمس وعشرين ومائة في ذي القعدة، ومات سنة سبع وتسعين ومائة في شعبان [3] ، وكان ممن جمع وصنف، وهو الّذي حفظ علم أهل الحجاز ومصر [وكتب-[1]]
__________
[1] من م، وسقط من الأصل.
[2] راجع لترجمته تهذيب التهذيب 6/ 71- 74 والجرح والتعديل ج 2 ق 2 ص 189 وغيرهما.
[3] في م «مات في ذي القعدة» .(10/268)
حديثهم، وعنى بجميع ما رووا من الأسانيد والمقاطيع، وكان من العباد، قرئ عليه كتاب الأهوال من تصنيفه فمات فيه وعبد الملك بن قطن بن عصمة بن أنيس بن عبد الله بن حجران بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان ابن محارب بن فهر الفهري، أمير الأندلس، قتل بها سنة خمس وعشرين ومائة.
وجماعة نسبوا إلى فهر الأنصار، منهم عبادة بن الصامت الفهري وأخوه أوس بن الصامت الفهري.
3114- الفَهْمى
بفتح الفاء وسكون الهاء وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى فهم، وهو بطن من قيس عيلان، منهم أبو الحارث الليث ابن سعد الفهميّ، إمام أهل مصر في الفقه والحديث معا [1] ، فاق أهل زمانه بالسخاوة والبذل، وكان لا يحدث أحدا حتى يدخل في جملة من يجرى عليهم ما يحتاجون إليه في وقت مقامهم عليه، فإذا خرجوا من عنده زودهم ما فيه البلغة إلى أوطانهم، وكانت ولادته في شعبان سنة أربع وعشرين ومائة بقرقشندة- قرية بأسفل أرض مصر، ومات بالفسطاط في النصف من شعبان سنة خمس وسبعين ومائة، وصلى عليه موسى بن عيسى الهاشمي، وسأذكره في القاف مع الراء [2] . [3]
__________
[1] راجع تهذيب التهذيب 8/ 459- 465 وغيره.
[2] أي في (القرقشندى) وقد فاته الرسم هناك.
[3] وقال ابن الأثير: وفاته (الفهميّ) نسبة إلى فهم بن غنم بن دوس بن عدثان ابن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، بطن من الأزد، منهم خلق كثير، منهم جذيمة الأبرش بن مالك ابن فهم، الملك المشهور.
وفاته النسبة إلى فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة بطن منهم، وعلى فهم(10/269)
باب الفاء واللام ألف
3115- الفَلاحى
بفتح الفاء بعدها اللام ألف المخففة وفي آخرها الحاء المهملة هذه النسبة إلى فلاح، وهو اسم لجد عمرو بن عبد الرحمن ابن فلاح الصنعاني الفلاحى، من أهل صنعاء، حدث عن محمد بن عيينة، روى عنه محمد بن عبد الله بن القاسم الصنعاني. [1]
3116- الفَلَّاس
بفتح الفاء وتشديد اللام ألف وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى من يبيع الفلوس وكان صيرفيا، اشتهر بهذه النسبة أبو حفص عمرو بن على بن بحر بن كنيز السقاء الفلاس
__________
[ () ] نتجت تنوخ، من ولده زمير بن عمرو بن فهم، وعليه وعلى عمه مالك بن فهم نتجت تنوخ، وفي فهم البيت من تنوخ، وفي تنوخ نفر ممن ينسب هذه النسبة- انتهى.
وفي الإكمال: وقال ابن حبيب في الأزد: العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم ابن غائم بن دوس وابن فهم الدراهم عن أبى هريرة، روى عنه داود بن قيس وحسين بن فهم البغدادي، يروى عن يحيى بن معين وأبى مصعب أحمد بن أبى بكر الزهري وغيرهما والقاضي أبو القاسم على بن محمد بن أبى الفهم التنوخي، شاعر مطبوع، وله قدم في العروض، وسمع كثيرا وابنه القاضي أبو على المحسن بن على، له تصانيف، منها كتاب الفرج بعد الشدة، وتشوار المحاضرة وابنه القاضي أبو القاسم على بن المحسن، سمع كثيرا.
وقال ياقوت: (فهندجان) بفتح أوله وكسر ثانيه وسكون النون وبعد الدال جيم وآخره نون بعد الألف، من قرى همذان، ينسب إليها أبو الربيع سلمان بن الحسن بن المبارك الفهندجانى، حدث عن محمد بن مقاتل، وروى عنه أبو الحسن على بن أحمد بن قرقور التمار.
[1] وزاد عليه في الإكمال: وسلمان بن فلاح، كاتب شاعر، مليح الشعر، أظنه من المغرب. وقد نزل مصر.(10/270)
الصيرفي، من أهل البصرة، سكن بغداد [1] ، وصنف التصانيف مثل التفسير والتاريخ، قال ابن ماكولا: قال: روى عنى عفان بن مسلم حديثا فسماني «الفلاس» وما كنت فلا ساقط، يروى عن عبد الرحمن بن مهدي ويزيد بن زريع ومعتمر بن سليمان، وكان من أئمة أهل النقل، وروى عنه عفان بن مسلم والبخاري وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وأبو داود وأبو عيسى والنسائي وغيرهم، وكان من الحفاظ المتقنين، وآخر من روى عنه المحاملي، ومات بسر من رأى في ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين وشعيب الفلاس، يروى عن الأعمش، روى عنه عبيد الله بن يوسف الجبيرى وأبو الحسن مقاتل بن إبراهيم العامري البلخي الفلاس، سمع مالكا وابن عيينة، روى عنه جماعة من أهل بلخ ومروالروذ ونيسابور، منهم [أبو داود سليمان بن داود وأحمد بن محمد بن نصر اللباد ومحمد ابن الأشرس السلمي و [2]] أبو إبراهيم إسحاق بن عبد الله بن الربيع الهمذانيّ الفلاس الجويباري، يروى عن هوذة بن خليفة وأبى نعيم [وعلى ابن الحسين بن واقد وخاقان السلمي وكعبان-[2]] ، روى عنه قيس ابن أنيف وأحمد بن يونس بن الجنيد [وإبراهيم بن المهتدي-[2]] وأبو صالح عامر [3] بن الفضل [3] بن سليمان الفلاس البخاري، يروى عن إسحاق بن حمزة
__________
[1] راجع لترجمته تاريخ بغداد 12/ 207- 12 وتهذيب التهذيب 8/ 80 والجرح والتعديل 3/ 249 وتذكرة الحفاظ 2/ 487 وغيرها.
[2] من الإكمال المأخوذ منه ما هنا، وسقط من الأصول.
[3- 3] سقط من م.(10/271)
وإبراهيم وعمر ابني محمد بن الحسين بن صالح بن غزوان ومحمد بن هارون الفلاس البغدادي [1] ، يلقب «شيطا» ، كان من الحفاظ للمسند والمقطوع- قاله الدار قطنى. [2]
باب الفاء والياء
3117- الفياذسونى
بفتح الفاء [3]-[4] إن شاء الله [4]- ثم الياء المفتوحة آخر الحروف ثم الذال المعجمة-[4] إن شاء الله [4]- ثم السين المهملة بعدها الواو وفي آخرها النون [5] ، هذه النسبة إلى فياذسون، وهي قرية من قرى بخارا، منها أبو صالح سلمة [6] بن النجم بن محمد الفياذسونى النحويّ، من أهل بخارا، ويلقب بسلمويه، ويروى عن أبى قرصافة [7] محمد ابن عبد الوهاب بن موسى العسقلاني، روى عنه أبو صالح خالد بن محمد ابن إسماعيل الخيام.
3118- الفيَّارى
بفتح الفاء والياء المشددة آخر الحروف بعدهما
__________
[1] راجع تاريخ بغداد 4/ 353 والجرح والتعديل ج 4 ق 1 ص 118.
[2] وأبو الفضل شجاع بن مخلد البغوي الفلاس، ذكره في تهذيب التهذيب 4/ 312 بالفلاس، وانظر تاريخ بغداد 9/ 251، وذكره ابن حبان في الثقات، مات 235.
[3] وفي اللباب: «بكسر الفاء» .
[4- 4] ليس في م.
[5] وقال ياقوت: بالكسر وبعد الألف دال مهملة وسين مهملة وبعد الواو نون.
[6] في اللباب «مسلم» كذا، وسيأتي لقبه «سلمويه» .
[7] م: «أبى قرصانة» .(10/272)
الألف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى فيّار، وهو اسم لجد أبى صالح عبيد الله بن محمد بن أحمد بن فيار الجوزداني [1] الفيارى، من أهل أصبهان، له رحلة إلى العراق، سمع أهل بلده والبغداديين مثل أبى عبد الله أحمد ابن/ الحسن بن عبد الجبار الصوفي، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
3119- الفَيَّاضى
بفتح الفاء والياء المشددة آخر الحروف وفي آخرها الضاد المعجمة بعد الألف، هذه النسبة إلى الفياض، وهو اسم لجد أبى بكر عمر بن محمد بن عمر بن الفياض الفياضى، من أهل بغداد [2] ، حدث عن أبى طلحة أحمد بن محمد بن عبد الكريم البصري وأبى بكر محمد بن القاسم ابن بشار الأنباري وغيرهما، روى عنه القاضي أبو القاسم عبد الواحد ابن محمد بن عثمان البجلي.
3120- الفَيْج
بفتح الفاء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الجيم، هذا اسم لمن يحمل الكتب بسرعة من بلد إلى بلد [3] ، ولعل بعض أجداد المنتسب إليه يعمل هذا، والمشهور به أبو المعالي أحمد بن الحسن بن أحمد بن طاهر الفيج، من أهل بغداد، كان يبيع البر، وكان رجلا صالحا، سمع أبا يعلى محمد بن الحسين بن الفراء وأبا بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب الحافظ وأبا الغنائم محمد بن على بن على ابن الدجاجيّ وغيرهم، روى لنا عنه أبو الحسين [4] هبة الله بن الحسن الأمين بدمشق وغيره، وكانت ولادته في سنة أربع [5] وأربعين [5] وأربعمائة، وتوفى في
__________
[1] وانظر ما في 3/ 402.
[2] ترجمته في تاريخ بغداد 11/ 256.
[3] ويقال هذا لرسول السلطان الّذي يسعى على رجليه، والكلمة معربة من «پيك» في الفارسية.
[4] زيد في م «على بن» فحرره، وانظر 1/ 352.
[5- 5] سقط من م.(10/273)
رجب سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، ودفن في مقابر الشهداء بباب حرب.
3121- الفِيجَكَثى
بكسر الفاء والياء الساكنة آخر الحروف والجيم والكاف المفتوحتين وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى فيجكث، وهي قرية من قرى نسف، منها القاضي أبو نصر أحمد بن طاهر ابن أحمد بن [1] محمد بن [1] عيسى بن سعيد بن إبراهيم بن يوسف الفيجكثى النسفي، حدث بسمرقند عن جده أحمد بن محمد بن عيسى الفيجكثى، روى عنه عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحافظ وذكر أنه توفى في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة [2] والإمام أبو بكر محمد بن عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن الوليد بن أبى القاسم بن اليمان بن حذيفة الفيجكثى النسفي الصدرى، يروى عن أبى محمد أحمد بن محمد بن عيسى الشركثى، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي، وولد في [صفر] سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة والقاضي أبو المظفر محمود بن عبد الرحيم بن عبد الملك بن الشعبي بن على الفيجكثى النسفي، حدث عن أبيه بسمرقند، سمع منه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي، واستشهد بفيجكث في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
3122- الفَيدى
بفتح الفاء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها دال مهملة، هذه النسبة إلى فيد، وهي قلعة بالنجد على منتصف الطريق في ناحية [3] العراق، يترك الحجيج بها نصف أزوادهم،
__________
[1- 1] سقط من م واللباب.
[2] وفي م «541» بالرقم.
[3] من م، في الأصل «بادية» .(10/274)
نزلت بها غير مرة، وسمعت بها الحديث عن جماعة من الحجاج، والّذي اشتهر بالانتساب إليها [1] أبو محمد يحيى بن ضريس [1] الفيدى وأبو إسحاق عيسى بن إبراهيم الفيدى، يروى عن موسى الجهنيّ، روى عنه عبد الله ابن عامر بن زرارة الكوفي ومحمد بن جعفر بن أبى مواتية [2] الفيدى الكوفي، أبو جعفر، من أهل الكوفة، نزل فيد، وإنما قيل له الفيدى لنزوله بها، يروى عن محمد بن فضيل الكوفي، روى عنه البخاري [3] وأبو العباس أحمد بن هاشم [4] بن محمد بن هاشم [4] الكناني الكوفي، المعروف بالفيدى وبالطريقى، قدم بغداد [5] ، وحدث بها عن عبيد بن كثير التمار ومحمد ابن سحيم البعلبكي ومحمد بن نوح بن حرب العسكري وغيرهم، روى عنه [4] أبو العباس عبد الله بن موسى الهاشمي وأبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين وأبو الحسن أحمد بن محمد بن الجندي وأبو الفرج المعافى [1] بن زكريا الحريري وأبو القاسم بن الثلاج وذكر أنه سمع منه في سنة عشرين وثلاثمائة بباب المحول [4] ومحمد بن يحيى بن ضريس الكوفي الفيدى،
__________
[1- 1] من م واللباب، وفي الأصل: «محمد بن يحيى بن ضريس» وستأتي ترجمة ابنه محمد بن يحيى عن قريب.
[2] وكذا هو في الإكمال 6/ 331 وغيره، وفي ترجمته من تهذيب التهذيب 9/ 95 «مواثه» ، وفي الخلاصة: بضم الميم وفتح المثلثة.
[3] هذا وهم، وانظر ما قال فيه في تهذيب التهذيب 9/ 96.
[4- 4] ما بين الرقمين سقط من م.
[5] فترجمته من تاريخ بغداد 5/ 199.(10/275)
كان يسكن فيدا، روى عن محمد بن فضيل والوليد بن بكير ومحمد ابن الطفيل [1] ، وعمرو بن هاشم الجنبي وعيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن على بن أبى طالب، سمع منه أبو حاتم محمد بن إدريس الرازيّ [2] .
3123- الفِيرُزانى
بكسر الفاء وسكون الياء [3] المنقوطة من تحتها باثنتين [3] وضم الراء [4] وفتح الزاى [5] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى الفيرزان، وهو جد أبى محمد الحسن بن حباش بن يحيى بن محمد بن أبان [بن] الفيرزان الدهقان الفيرزانى، من أهل الكوفة، روى عن هناد بن السري وجبارة بن مغلس وإسماعيل بن موسى الفزاري وعباد بن يعقوب الرواجني وأبى سعيد الأشج والحسن بن على الحلواني وغيرهم، روى عنه أبو العباس ابن عقدة وأبو بكر بن أبى دارم الحافظان بالكوفة وعبد الله بن يحيى الطلحي، قال أبو بكر الخطيب في التأريخ [6] حاكيا باسناده عن [الصوري عن] محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان قال: سنة ثلاث وثلاثمائة فيها مات الحسن ابن حباش، وكان الكلام فيه كثيرا، وكان في الظاهر يظهر الأمانة
__________
[1] راجع تعليق المعلمي على الإكمال 6/ 332 وحرره، سيأتي ذكره في التعليق قريبا ولعله هو، وهو أيضا فيدى كما ذكره في المشتبه ص 513- والله أعلم.
[2] راجع الجرح والتعديل ج 4 ق 1 ص 124.
[3- 3] م: آخر الحروف.
[4] كذا في الأصل، وفي م واللباب «وفتح الراء» والله أعلم.
[5] بعدها الألف.
[6] تاريخ بغداد 7/ 302.(10/276)
وكان يرمى بغير ذلك في الدين بأمر عظيم، حدثني أبو الحسن محمد بن محمد بن رباح النحويّ قال: آتيته في [يوم من شهر-[1]] رمضان ومعى ابن هيثم فخرج إلينا وهو يتخلل وفي يده أثر قلية صفراء، وكان صاحب أدب وأخبار. [2]
3124- الفِيرُوزاباذى
بكسر الفاء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وضم الراء وسكون الواو وفتح الزاى والباء المنقوطة بواحدة بين الألفين وفي آخرها الذال المعجمة [3] ، هذه النسبة إلى فيروزآباد، وهي بلدة بفارس، ويقال: هي بلدة جور [4] ، والمشهور بالنسبة إلى هذه
__________
[1] من م وغيرها، وسقط من الأصل.
[2] وفي هامش نسخة الأصل من الإكمال: محمد بن طفيل الفيدى، عن يحيى بن يعلى، روى عنه على بن الحسن البرمكي (راجع ترجمته في الجرح والتعديل ج 3 ق 2 رقم 1589 ص 293) ومحمد بن إسماعيل الفيدى، عن أبى بكر بن عياش ووكيع، روى عنه أحمد بن زهير- انتهى، راجع تعليق الإكمال 6/ 331. وفي الاستدراك: أيوب بن سيار، مدني نزل فيدا فعرف بالفيدى، منكر الحديث ومحمد بن الفضل (لعله: الفضيل أو الطفيل) الفيدى، حدث عن يحيى بن يعلى، حدث عنه على بن الحسين شيخ للخرائطى (كذا، ولعله على بن حسن البرمكي، كما تقدم عن هامش نسخة من الإكمال وغيره) أظنه ابن الجنيد- انتهى. وفي التوضيح: وإبراهيم الفيدى، حكى عنه أحمد بن أميرويه الزراد في كتابه المفتخر.
[3] في أصله الفارسي دال مهملة.
[4] بلدة بفارس قرب شيراز، كان اسمها «جور» فغيرها عضد الدولة- ياقوت، وقال: وفيروزآباد أيضا قرية بينها وبين مرو ثلاثة فراسخ يقال لها فيروزآباد خرق وفيروزآباد أيضا قلعة حصينة من أعمال أذربيجان بينها(10/277)
البلدة الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن على بن يوسف الفيروزآبادي، المعروف بالشيرازي، إمام الدنيا على الإطلاق [1] ، والمدرس ببغداد، تفقه بفارس أولا على أبى الفرج بن البيضاوي، وبالبصرة على الخوزي، وببغداد على أبى الطيب الطبري [2] ، وكان انظر أهل زمانه، حتى قال العقيلي:
كفاني إذا عزّ الحوادث صارم ... ينيلنى المأمول بالأثر والأثر
يقد ويفرى في اللقاء كأنه ... لسان أبى إسحاق في مجلس النظر
سمع الحديث من أبى بكر البرقاني وأبى على بن شاذان، روى لنا عنه يوسف بن أيوب الإمام بمرو، وأحمد بن سهل المسجدي بنيسابور، وأبو بكر الفارمذى بطوس، وأبو زيد صالح بن محمد بن المغرم بهمذان، وأبو نصر الغازي بأصبهان، وأبو المنذر الكرخي ببغداد، وأبو السعادات الواسطي بفم الصلح، وشبيب [بن أبى-[3]] الحسن البروجردي بالكوفة، وأبو بكر بن الشهرزوريّ بالموصل، والمبارك بن الحسين الشاهد بواسط، وجماعة كثيرة سواهم، ولد بفيروزآباد في سنة ثلاث وتسعين [4] وثلاثمائة، وتوفى ببغداد في جمادى الآخرة سنة ست وسبعين
__________
[ () ] وبين خلخال فرسخ واحد وفيروزآباد أيضا موضع بظاهر هراة، فيه خانقاه للصوفية، قال البشاري: ومعنى فيروزآباد: أتم الدولة.
[1] راجع ترجمته في وفيات الأعيان وطبقات الشافعية الكبرى للسبكى 3/ 88- 111 وغيرهما، وله تصانيف عديدة مشهورة.
[2] وقع في م «الطبراني» .
[3] من المراجع.
[4] وقع في اللباب «سبعين» خطأ مطبعى.(10/278)
وأربعمائة، ودفن بمقبرة باب أبرز، وزرت قبره غير مرة وأبو محمد عبد الله بن بندار الزاهد الفيروزآبادي، من أهل هذه البلدة، سمع أبا محمد عبد الله بن القاسم الخطيب، سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، وروى عنه حديثا واحدا في معجم شيوخه، سمع منه بفيروزآباد وأبو وائلة عبد الرحمن [1] بن الحسين بن محمد بن نصر بن الحسين بن عثمان ابن بشران بن المحتقر المزني الفيروزآبادي، من قرية فيروزآباد قرية على ثلاثة فراسخ من مرو، رحل إلى العراق وكتب عن مشايخها، كان فاضلا ورعا على مذهب أهل المدينة في جميع الأمور حتى في القراءات، مات سنة سبع وثلاثمائة- هكذا ذكره أبو زرعة السنجى في موضعين من كتابه، وأبو وائلة كان إماما عالما زاهدا مجاب الدعوة، أقام بالمدينة ثمان سنين يتفقه، ثم عاد، سمع على بن حجر وأبا عمار الحسين ابن حارث [2] وأبا سلمة يحيى بن المغيرة المخزومي ومحمد بن يحيى بن أبى عمر العدني ويحيى بن سليمان بن نضلة ومحمد بن عبد الله المقري وغيرهم، روى عنه حفيده عبد الرحمن بن عبد الله بن أبى وائلة وأبو الحسن محمد بن محمود الفقيه وأبو سوار الشابرنجى وغيرهم. [3]
__________
[1] من م، وفي الأصل «عبد الله» .
[2] في م «حريث» .
[3] وإمام أهل اللغة والأدب مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشيرازي الفيروزآبادي الشافعيّ، جال في العالم، انتشر اسمه في الآفاق، كان مرجع عصره في اللغة والحديث والتفسير، ولد سنة 729(10/279)
3125- الفِيرُوز نخچيرى [1]
بكسر الفاء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وضم الراء والزاى بعد الواو وفتح النون وسكون الخاء المعجمة وكسر الجيم وسكون الياء الأخرى المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى «فيروزنخچير» ويعربونها ويقولون «فيروزنخشير» وهي إحدى قرى بلخ، والمشهور بالانتساب إليها أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن جعفر الفيروز نخچيرى، كان فقيها ببلخ، سمع بدمشق أبا محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبى نصر التميمي وغيره، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبى الحافظ وقال [2] : مات في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة ومنهم أبو سهل فارس بن عمر الفيزوز نخچيرى. يروى عن صالح بن محمد الترمذي [3] كتاب التفسير للكلبي، روى عنه أبو الفضل العباس بن طاهر بن ظهير الجباخانى وغيره، توفى قبل سنة ثلاثمائة-[4] إن شاء الله تعالى [4] .
__________
[ () ] وتوفى سنة 817، من أشهر تصانيفه: القاموس المحيط، وسفر السعادة، والمرقاة الونية في طبقات الحنفية، وبصائر ذوى التمييز في لطائف الكتاب العزيز، وله تصانيف كثيرة، راجع الضوء اللامع 10/ 79 وبغية الوعاة ص 117 وتاج العروس 1/ 13 ومفتاح السعادة 1/ 103 وغيرها.
[1] وراجع تعليق الأنساب 8/ 231 في (شيرنخشيرى) .
[2] ليس في م.
[3] زيد في م «في» كذا.
[4- 4] ليس في م.(10/280)
3126- الفِيرُوزى
بكسر الفاء وسكون الياء آخر الحروف وضم الراء بعدها الواو ثم الزاى في آخرها، هذه النسبة إلى فيروز، وهي قرية من قرى حمص من الشام- هكذا ذكره أبو بكر بن المقرئ [1] ، منها أبو الحسن عباس بن عبد الله بن فيروز بن جميل بن زياد الحمصي الفيروزى، من أهل هذه القرية، ويمكن أن ينسب إلى جده أيضا، يروى عن يحيى بن عثمان الحمصي، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ وقال: حدثنا أبو الحسن الحمصي من قرية يقال لها فيروز وأما أبو الحسن إسماعيل بن إبراهيم بن مفرج بن فيروز البلدي الفيروزى فنسب إلى جده فيروز، من أهل بلد الحطب بلدة فوق الموصل [2] ، يروى عن يحيى بن أبى طالب، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني وذكره في معجم شيوخه.
3127- الفِيرى
بكسر الفاء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى فيرة [3] ، وهي بلدة بالأندلس، منها عثمان بن أحمد بن مدرك الفيرى الأندلسى، حدث، وتوفى بالأندلس سنة عشرين وثلاثمائة.
__________
[1] وقال ياقوت: فيروز من نواحي أستراباد من صقع طبرستان، ينسب إليها أبو الربيع محمد بن أحمد بن عبد الواحد الأسترابادي الوراق الفيروزى، قدم أصبهان وسمع الطبراني وأبا بكر ابن المقري وطبقتهما، وسمع ببغداد، وكان فقيها يفهم الحديث ويحفظه ويكتبه، توفى سنة 409- انتهى. ولعلهما قريتان.
[2] وانظر معجم البلدان (بلد) .
[3] في معجم البلدان لياقوت: فير.(10/281)
3128- الفِيلى
[1] بكسر الفاء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى فيل، وهو اسم لجد أبى الطاهر الحسن ابن [2] أحمد بن [2] إبراهيم بن فيل البالسي ثم الأنطاكي الفيلى الأسدي، من أهل أنطاكية، وأصله من بالس، وكان قديما بالكوفة، وذكرته في الباء [3] ، كان من مشاهير المحدثين، يروى عن نوح بن حبيب القومسي ومحمد بن سليمان المصيصي ولوين ومحمد بن مصفى الحمصي والحسين ابن الحسن المروزي [4] وغيرهم، روى عنه أبو القاسم الطبراني وأبو حاتم ابن حبان وأبو أحمد بن عدي الحفاظ [5] وأبو بكر بن المقرئ الأصبهاني [6] وابنه أبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن فيل الأنطاكي الفيلى، روى عن محمد بن إبراهيم الصوري، روى عنه أبو الحسين بن جميع الغساني. [7]
__________
[1] هذا الرسم في م واللباب بعد رسم (الفينى) .
[2- 2] سقط من م.
[3] 2/ 57 في (البالسي) .
[4] وعمر بن يزيد الساري وسعيد بن عمرو السكونيّ- الإكمال.
[5] والأذني وأبو سليمان الحراني- الإكمال.
[6] وأبوه أحمد بن إبراهيم بن فيل الأنطاكي، حدث عن أبى توبة الربيع بن نافع الحلبي، روى عنه أيضا الطبراني.
[7] وأحمد بن إسماعيل بن جبريل بن الفيل بن شيبان، أبو حامد المقرئ الصرام، سمع تفسير السدي من أحمد بن نصر عن عمرو بن طلحة عن أسباط عنه، وتفسير الكلبي من يوسف بن بلال عن محمد بن مروان عن الكلبي، وسمع كتب أبى حنيفة وأبى يوسف من أحمد بن نصر عن أبى سليمان الجوزجاني عن محمد، وغير ذلك، توفى سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وهو ابن اثنتين وثمانين سنة- الإكمال. وفيه: ومطر بن فيل، عن الشعبي فعله، روى عنه شعبة.(10/282)
3129- الفِينى
بكسر الفاء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى فين، وهي قرية من قرى قاشان من نواحي أصبهان، منها الوزير أبو نصر أنوشروان بن خالد بن محمد الفينى القاشاني، كان قد وزر لأمير المؤمنين المسترشد باللَّه والسلطان محمود بن [محمد بن [1]] ملك شاه، وكان قد جمع الله فيه الفضل الوافر والعقل الكامل والتواضع ورعاية الحقوق، سمع أبا محمد عبد الله بن الحسن الكامخي الساوي، أدركته ببغداد حيا، ولم يتفق لي السماع منه، عاقني المرض عن ذلك، سمع منه أصحابنا وحدثونا عنه، كان القاضي أبو بكر الأرجاني سأله خيمة لما أراد الانحدار من بغداد إلى كور الأهواز، فنفذ إليه صرة فيها مائة دينار حمر، فكتب إليه الأرجاني:
للَّه در ابن خالد رجلا ... أحيى لنا الجود بعد ما ذهبا
سألته خيمة ألوذ بها ... فجاد لي ملء خيمة ذهبا
توفى ببغداد في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، ودفن بمشهد باب التين، ثم نقل إلى مشهد أمير المؤمنين على رضى الله عنه بالكوفة.
3130- الفَيُّومى
بفتح الفاء وضم الياء المشددة آخر الحروف [2] بعدهما الواو [2] وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى فيوم، وهو موضع وراء مصر من أرضها، وهي مدينة يوسف النبي عليه السلام، وهو الّذي احتفر نهرها بالوحي، ويقال لنهرها اللاهون، وله سكر عظيم يأخذ من عرض
__________
[1] من اللباب.
[2- 2] سقط من م.(10/283)
النيل وهو مبنى بآجر/ كبار وكلس، وفيه تجول السفن من النيل إلى فوق السكر حتى تصير إلى الفيوم، وهذا السكر يرتفع منه [1] الماء ويتردد أكثر من مائة ذراع، وعرضه نحو من سبعين ذراعا، وبنى بالقيوم ثمانمائة قرية، وأجرى إليها خليجا من النيل، وجعل لكل قرية شربا على حدة، وغرس فيها النخل وأنواع الفواكه. وقتل بها مروان الحمار، وهو [2] أبو عبد الله مروان بن محمد بن مروان بن الحكم [2] الأموي، بويع في ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائة، وقتل بالقيوم من مصر في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وهو آخر خلفاء من بنى أمية.
3131- الفَيّى
بفتح الفاء وفي آخرها الياء المشددة المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى فىّ، وهي قرية من قرى سغد سمرقند بين إشتيخن والكشانية، والمشهور منها سراب الفيى، يروى عن محمد بن إسماعيل البخاري، روى عنه أبو عبد الرحمن عبد [3] بن سهل الزاهد، ذكره أبو سعد الإدريسي في كتاب الكمال وقال: أظنه قديم الموت، حدثني عن محمد ابن إسماعيل البخاري، [4] وأظن [4] أنه يتقدم عنه في الموت، روى عنه محمد ابن الحسن، شيخ قديم أظنه سمرقندي [4] من حديث عبد بن سهل [4] .
__________
[1] م: «فيه» .
[2- 2] وقع في م «أبو مروان محمد بن مروان بن عبد الله بن الحكم» كذا، وفي كتب التاريخ كنيته «أبو عبد الملك» .
[3] في م «عبد الله» .
[4- 4] سقط من م.(10/284)
حرف القاف
باب القاف والألف
3132- القابِسي
بفتح القاف وكسر الباء [1] المنقوطة بواحدة [1] وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى قابس، وهي بلدة من بلاد المغرب بين الإسكندرية والقيروان، كان بها جماعة من العلماء والمحدثين قديما وحديثا، ولقيت شيخا صالحا من قابس بجامع دمشق يقال له: أبو الحسن على بن عبد الغفار القابسي، وكان شيخا متميزا، وكان منصرفا من الحجاز على طريق العراق راجعا إلى بلاده، فكتبت عنه أبياتا من الشعر بإفادة صاحبنا أبى القاسم على بن الحسن بن هبة الله الدمشقيّ الحافظ ومنها أبو منصور قمود بن مسلم القابسي وعبد الله بن محمد القرباط القابسي، [من مشايخ يحيى بن عمر ومحمد بن رجاء القابسي-[2]] قال ابن ماكولا: حدث عنه شيخنا أبو زكريا البخاري وأبو موسى عيسى بن أبى عيسى القابسي، واسم أبيه بزاز [3] ، سمع ببلاده من أبى عبد الله الحسين بن عبد الرحمن الأجدابي الفقيه، وكتب عن بعض مشايخنا ببغداد-
__________
[1- 1] م: «الموحدة» .
[2] من الإكمال المأخوذ منه ما هنا، راجع 6/ 380، وسقط من الأصل فاختبط.
[3] ومثله في الإكمال، وفي م «مزار» وفي معجم البلدان لياقوت «بن نزار» .(10/285)
قاله ابن ماكولا [1] . [2]
3133- القابوسي
بفتح القاف [3] وضم الباء الموحدة [4] وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى قابوس، وهو موضع. والثاني إلى قابوس ابن وشمكير، أمير جرجان، وقبة قابوس بها معروفة، دخلتها، وعليها
__________
[1] وقال ياقوت: أبو موسى عيسى بن أبى عيسى بن نزار بن بجير القابسي الفقيه المالكي الحافظ، سمع بالمغرب أبا عبد الله الحسين بن عبد الرحمن الأجدابي وأبا على الحسن بن حمول التونسي، وبمكة أبا ذر الهروي، وببغداد أبا الحسن روح ابن حرة العتيقى وأبا القاسم بن أبى عثمان التنوخي وأبا الحسين محمد بن الحسين الحراني وأبا محمد الجوهري وأبا بكر بن بشران وأبا الحسن القزويني وغيرهم، وحدث بدمشق فروى عنه عبد العزيز الكناني وأبو بكر الخطيب ونصر المقدسي، وكان ثقة، ومات بمصر سنة 447- انتهى.
[2] وفي الإكمال، وأبو الحسن على بن محمد بن خلف القابسي، فقيه على مذهب مالك، من فقهاء القيروان، زاهد مشهور عندهم، كان قبل سنة أربعمائة- انتهى. وراجع وفيات الأعيان، كان حافظا للحديث وعلله ورجاله، صاحب التصانيف، توفى سنة 403.
وفي المشتبه للذهبى ص 496: ومن مدينة قابس عالمها أبو الحسن على بن محمد المعافري القابسي، صاحب الملخص- انتهى، وراجع تذكرة الحفاظ 3/ 1079 رقم 982.
وفي التوضيح: (والقابسي) نسبة إلى الجد أيضا، وهو أبو عبد الله محمد بن عمر بن يوسف بن يحيى بن عمر بن كامل بن يوسف بن يحيى بن قابس بن حابس بن مالك بن عمرو بن معديكرب الزبيدي القابسي، خطيب بيت الآبار، مات سنة 671.
[3] بعدها الألف.
[4] وبعدها الواو.(10/286)
مكتوب «هذا القصر العالي للأمير شمس المعالي الأمير ابن الأمير قابوس ابن وشمكير» ، والمنتسب إليه أبو شجاع أحمد بن إبراهيم بن سهل القابوسي، قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي: سألته عن هذه النسبة؟ فقال:
أنا من أولاد قابوس، أنشدنا [أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل من لفظه بأصبهان أنشدنا أبو الشجاع القابوسي أنشدنا أبو تميم-[1]] [1] إبراهيم ابن الفرج الغزال الهمذانيّ الصوفي:
سرى نديمى في أخفى الخفيات ... وخاطري مونسي في كل حالات
والسر منى يناجي السر عن هممى ... يا ليت ضمتها أفواه بيات
إن رمت إبراز ما أحويه في فكرى ... دلت عليه بقيات الإشارات
وهمتي قمة [2] الأفلاك منزلها ... وضاق عن حملها عرض السماوات [3] .
3134- القادِسى
بفتح القاف [4] وكسر الدال والسين المهملتين، هذه النسبة إلى القادسية، وهو موضع قريب من الكوفة على فرسخ منها، وبها كانت الوقعة المشهورة بين العرب والعجم زمن عمر بن الخطاب
__________
[1] من م.
[2] في م «قبة» .
[3] وذكر ابن ماكولا في الإكمال عدة اسمهم «قابوس» وذكر من أولادهم.
وقال ابن الأثير: فاته (القادحى) بالقاف والدال والحاء المهملتين، نسبة إلى قادح النار بن بذية (بضم الباء الموحدة وفتح الذال المعجمة وتشديد الياء وفي آخرها هاء) بن عقبة بن السكون، منها عاصم بن أبى برذعة بن حسان بن عبيدة بن عباد بن حذيفة بن حريم بن الحرث بن القادح القادحى السكونيّ، كان على شرط الري أيام منصور- انتهى.
[4] بعدها الألف.(10/287)
رضى الله عنه، وكان أميرها سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه. والمشهور بالانتساب إليها على بن أحمد القادسي القطان، حدث عن عبد الحميد بن صالح، روى عنه جعفر بن محمد بن نصير الخلدى وأبو عبد الله الحسين ابن أحمد بن محمد بن حبيب القادسي، حدث عن ابن مالك وابن ماسى وأبى بكر المفيد وأبى الفضل الزهري وغيرهم، وكانت له سماعات جيدة أفسد بنفسه، نسأل الله تعالى توفيقا وخاتمة بخير- قاله ابن ماكولا. وذكر أبو بكر الخطيب في حقه فصلا طويلا [1] : إنه كان يحدث من غير أصله فمنعته عن ذلك وطالبته بالأصل فلم يخرج، فقلت له: لا تملئ هاهنا بجامع المنصور إلا من الأصل! فمضى إلى جامع براثا وأملى للرافضة أشياء وقال لهم: منعني النواصب من إملاء فضائل أهل البيت! ومات في ذي القعدة سنة سبع وأربعين وأربعمائة وأبو النعمان رستم بن أسامة الضبيّ القادسي، قال ابن أبى حاتم [2] : منزله القادسية، روى عن أبى الأحوص وعلى بن مسهر وأبى بكر بن عياش وأبى خالد الأحمر وعمار بن سيف وعيسى ابن يونس، روى عنه أبى- يعنى أبا حاتم- وكتب عنه بمكة وبالقادسية. [3]
__________
[1] راجع تاريخ بغداد 8/ 17.
[2] في الجرح والتعديل ج 1 ق 2 ص 516.
[3] قال ياقوت: والقادسية أيضا قرية كبيرة من نواحي دجيل بين حربي وسامراء، يعمل بها الزجاج، وقد ينسب إليها الشيخ أحمد المقرئ الضرير وولده محمد بن أحمد القادسي الكتبي إلخ. وفي المشتبه للذهبى ص 492:
أبو العباس أحمد بن محمد بن على القادسي الضرير المقرئ من قادسية سامراء، سمع(10/288)
[وقادس قرية معروفة عند الدرق العليا بنواحي مروروذ، وربما ينتسب المنتسب إليها بالقادسى، ولا أعرف منها أحدا من أهل العلم-[1]] .
3135- القارانى
بفتح القاف والراء المفتوحة بين الألفين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قاران، وهو بطن من قضاعة، وهو قاران بن بلى، والمنتسب إليه فرج [2] بن سهيل بن الفرج [2] القارانى [3] ، من أهل مصر، يروى عن عبد الله بن وهب، توفى في المحرم سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
__________
[ () ] يحيى بن ثابت، روى عنه ابن المريخ وجماعة، مات سنة 621 وابنه محمد بن أحمد مؤلف التاريخ، وآخرون- انتهى. وفيه: وأبو حفص عمر بن أحمد بن أبى الفرج القادسي الحنبلي الفقيه، مات سنة 626.
[1] من م واللباب وغيرهما، وسقط من الأصل. وقال ياقوت: وقادس جزيرة في غربي الأندلس تقارب أعمال شذونة، قال ابن بشكوال في الصلة 2/ 450 الكامل بن أحمد بن يوسف الغفاريّ القادسي، يعرف بابن الأفطس، من أهل قادس سكن إشبيلية، وله رحلة إلى الشرق روى فيها عن أبى جعفر الداوديّ وأبى الحسن القابسي وأبى بكر بن وعبد الرحمن والبرادعي والليدى وغيرهم، وكان من أهل الذكاء والحفظ والخير، حدث عنه ابن خزرج وقال: توفى بإشبيلية سنة 430، وفخذه بقادس يعرفون ببني سعد.
ويستدرك (القادوسي) وهو علم الدين على بن محمد بن الحسن الخلاطى القادوسي، فقيه حنفي مصرى، صاحب تصانيف، توفى سنة 708، راجع الدرر الكامنة 3/ 101 وغيره.
[2] في بالحاء المهملة.
[3] وقال ابن حجر في التبصير 3/ 1092: كذا ذكره السمعاني، وخالفه الحازمي فضبطه بالفاء الفارانى، والله أعلم. وقال ابن الأثير أيضا:(10/289)
3136- القارِزى
بفتح القاف [1] وكسر الراء وفي آخرها الزاى، هذه النسبة إلى قارز، وهي قرية من قرى نيسابور يقال لها «كارز» فيما أظن، وسأذكرها في الكاف، والمشهور بهذه النسبة أبو جعفر غسان بن محمد العابد الفارزى، من أهل نيسابور، سمع عبد الله بن مسلم الدمشقيّ ومحمد بن رافع، روى عنه أبو الحسن بن هانئ العدل. [2]
3137- القارئ
بفتح القاف [1] وكسر الراءة المهملة وهمز الياء في آخرها، هذه النسبة إلى القراءة وإقراء القرآن للغير، ومن ينتسب إلى القراءة فأصله الهمزة في آخره، ويجوز تركه للتخفيف،
__________
[ () ] إنما هو فاران بالفاء. قلت: وهو الفراني كما ذكره ابن ناصر الدين في تعليقه على مشتبه الذهبي ص 501 فقال: فران بن بلى، بطن من بلى، خففه ابن حبيب وشدده ابن دريد فقال: فران، من ولده المجذر بن ذياد البلوى الفراني رضى الله عنه، استشهد يوم أحد- انتهى. وقال ابن ناصر الدين في تعليقه على مشتبه الذهبي ص 491 في ترجمة فرج بن سهيل: الفارانى القضاعي راوي ابن وهب المتوفى سنة 238، هذا منسوب إلى فاران بن بلى بن عمرو بن الحاف، وبإثبات الالف بين الفاء والراء قاله جماعة منهم عبد الملك بن هشام، وقال ابن إسحاق وابن حبيب بإسقاطها مع التخفيف، وشدده المبرد في الاشتقاق مع إسقاط الألف- إلخ. وراجع جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 413- 415 والاشتقاق لابن دريد ص 550 وغيرهما، وفيهم كثرة وانظر 163- 365 من هذا الجزء.
[1] بعدها الالف.
[2] وفي المشتبه للذهبى ص 493 (القاروني) : أبو محمد أشرف ابن أبى العز محمد بن أشرف بن قارون العباسي القاروني الدار قزى، سمع من ابن طبرزد، له شعر جيد.(10/290)
إلا أنه لا يجوز تشديد يائه كالقاري من القارة، والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الرحمن [1] نافع بن عبد الرحمن بن أبى نعيم القارئ المدني، مولى جعونة بن شعوب الليثي حليف بنى هاشم [2] ، يروى عن نافع [3] ، روى عنه خالد ابن مخلد وابن أبى مريم والمصريون، مات سنة تسع وستين ومائة، وكان إمام أهل المدينة في القراءة،/ روى ابن وهب عن الليث بن سعد قال: أدركت أهل المدينة وهم يقولون: قراءة نافع سنّة وأبو جعفر يزيد بن القعقاع القارئ المدني [4] ، مولى عبد الله بن عياش بن أبى ربيعة المخزومي، من أهل المدينة، يروى عن ابن عمر رضى الله عنهما، روى عنه مالك، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وقد قيل: إنه مات في ولاية مروان الحمار وشيبة بن نصاح القارئ، [5] مولى أم سلمة، يروى عن ابن المسيب
__________
[1] وقيل: أبو رويم، ويقال: أبو الحسن، ويقال: أبو نعيم، ويقال:
أبو عبد الله.
[2] حليف حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه، راجع ترجمة الإمام نافع في غاية النهاية في طبقات القراء لشمس الدين الجزري 2/ 330- 334 وتهذيب التهذيب 10/ 407 ووفيات الأعيان والتيسير للدانى وغيرها، وهو أحد أئمة القراء.
[3] أي مولى ابن عمر.
[4] راجع ترجمة أبى جعفر في غاية النهاية 2/ 382- 384 ووفيات الأعيان وتاريخ الإسلام للذهبى 5/ 188 وتهذيب التهذيب 12/ 58 في الكنى وغيرها، وهو أحد القراء العشرة، تابعي مشهور كبير القدر، وفي سنة وفاته خلاف.
[5] ترجمته في غاية النهاية 1/ 329 تهذيب والتهذيب 4/ 377 وغيرهما.(10/291)
والقاسم بن محمد، وكان قاضيا بالمدينة، روى عنه محمد بن إسحاق وابن أبى الموالي، وقد قيل: إنه سمع من أم سلمة وأبو البشر صالح بن بشير القارئ المزي، من أهل البصرة، وسأذكره في الميم، كان من زهاد البصرة ووعاظها وقرائها، حدث عن الحسن ومحمد بن سيرين وبكر ابن عبد الله المزني وثابت البناني وسليمان التيمي ويزيد الرقاشيّ وغيرهم، روى عنه سريج بن النعمان وعفان بن مسلم ويونس بن محمد المؤدب وأبو إبراهيم الترجماني وخالد بن خداش وصالح بن مالك الخوارزمي، وكان المهدي نفذ إليه وأقدمه بغداد، فلما أدخل عليه ودنا بحماره من بساط المهدي أمر ابنيه- وهما وليا العهد موسى وهارون- فقال:
قوما فأنزلا عمكما! فلما انتهيا إليه أقبل صالح على نفسه فقال: يا صالح لقد خبت وخسرت إن كنت إنما عملت لهذا اليوم! وله موعظة طويلة للمهدي مذكورة في تاريخ بغداد [1] ، وذكر لحماد بن زيد حديث عن صالح المزي في فضل القرآن فقال: كان صالح صاحب قرآن، فلعله سمعه ولم أسمعه أنا. وروى عن عبد الرحمن بن مهدي قال: قال سفيان الثوري: أما لكم مذكر؟ قال قلت: بلى! لنا قاص، قال: فمر بنا إليه، قال:
فذهبت معه ما بين المغرب والعشاء، فلما انصرف قال: يا عبد الرحمن! تقول قاص! هذا نذير قوم- يعنى صالحا المزي. ومات سنة ست وسبعين ومائة [2] وأبو عدي عمرو بن عبد الله القارئ [روى حديثه عبد الله
__________
[1] 9/ 305- 310.
[2] في م: «177» .(10/292)
ابن عثمان بن خيثم عن بعض ولده وعمير القارئ-[1]] الخطميّ الضرير، من الصحابة، هو الّذي قال [فيه] النبي صلى الله عليه وسلم: اذهبوا بنا إلى البصير نعوده وأبو زيد سعيد [2] بن عبيد القارئ الأنصاري، من الصحابة، هكذا قاله عبد الغنى بن سعيد ونافع بن أبى نعيم القارئ، من أهل المدينة وعبد الله بن يزيد [3] القارئ، شامي، يروى عن ثور بن يزيد [3] الشامي وأبو الحجاج مجاهد بن جبر القارئ، وهو من موالي عبد الله ابن السائب، وقيل: كنيته أبو محمد [4] ، يروى عن أهل مكة، يروى عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه الحكم ومنصور، وكان فقيها عابدا ورعا متقيا، مات بمكة وهو ساجد، وكان إذا روى كأنه خربندج ضل حماره فهو يطلبه لما فيه من الوله، مات سنة اثنتين أو ثلاث ومائة، وكان مولده سنة إحدى وعشرين في خلافة
__________
[1] من كتاب عبد الغنى بن سعيد المطبوع، وسقط من النسخ التي بأيدينا، والله أعلم أسقط في النسخ أم اشتبه على أبى سعد السمعاني، ووقع في كتاب عبد الغنى المطبوع «ابن عدي» مكان «أبو عدي» وهي فيه كنية عمير لا كنية عمرو. وراجع هامش كتاب عبد الغنى بن سعيد.
[2] في كتاب عبد الغنى «سعد» .
[3] من كتاب عبد الغنى المطبوع المنقول منه ما هنا، وفي الأصول «زيد» .
[4] وراجع ترجمته في سير النبلاء للذهبى والجرح والتعديل ج 4 ق 1 ص 319.
وتهذيب التهذيب 10/ 42- 44 وغاية النهاية 2/ 41- 42 وصفة الصفوة 2/ 117 وحلية الأولياء 3/ 279 وغيرها، وهو أشهر من أن يعرف.(10/293)
عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وكان يقص وأبو إسحاق إبراهيم ابن إسماعيل بن إبراهيم العابد، المعروف بابراهيمك القارئ، كان من الصالحين، من أهل نيسابور، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال:
حدثونا أنه كان يقرأ عند أبى عمرو الحيريّ والمتقدمين من مشايخنا، ولا نذكره إلا شيخا هرما، وكان على رأس سكة خشاورة، سمع أبا زكريا يحيى بن محمد بن يحيى والسري بن خزيمة وأقرانهما بنيسابور، وذكرته في الخاء في الخشاورى [1] وأبو بكر محمد بن جعفر الأدمي القارئ، ذكرته في الألف [2] .
3138- القَارىُ
بالقاف [3] والراء المهملة المكسورة وتشديد الياء، هذه النسبة إلى بنى قارة، وهم بطن معروف من العرب، [4] وقيل في المثل السائر «قد أنصف القارة من راماها» لصفتهم بالرمي والإصابة [4] ، [وهو يثيع-[5]] قال بعضهم: أثيع بن مليح بن الهون بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر، ومن قال فيه «أثيع [6] بن الهون» فقد وهم، قال أبو عبيدة [7] : أثيع [6]
__________
[1] الأنساب 5/ 133.
[2] الأنساب 1/ 142.
[3] بعدها الألف.
[4- 4] ما بين الرقمين ليس في م هنا، وفيها هذا المثل بعد تعريف القبيلة وقبل ذكر المنتسبين إليها، وراجع المستقصى في أمثال العرب للزمخشري 2/ 189.
[5] من اللباب. وانظر جمهرة أنساب العرب ص 179.
[6] م «أبيع» .
[7] سقط من م.(10/294)
هو القارة، وقال غيره: القارة بل هو الديش بن محلم بن غالب بن عائدة بن أثيع [1] بن مليح بن الهون بن خزيمة بن مدركة، فإنما سموا القارة لأن يعمر بن عوف الشداخ أراد أن يفرقهم في بطون بنى كنانة فقال رجل منهم:
دعونا قارة لا تنفرونا ... فنجفل مثل إجفال الظليم
فسموا القارة [2] ، ويعمر بن شداخ أحد بنى الليث [3] ، فالمشهور بهذه النسبة عبد الرحمن بن عبد القاريّ [4] ، يروى عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، عداده في أهل المدينة، وكان عامل عمر على بيت المال، روى عنه عروة بن الزبير وحميد بن عبد الرحمن [5] وابناه إبراهيم ومحمد، مات سنة ثمان وثمانين [6] وهو ابن ثمان
__________
[1] م: «أبيع» .
[2] راجع لسان العرب، والاشتقاق لابن دريد ص 179 والمستقصى في الأمثال للزمخشري 2/ 189 وطبقات ابن سعد 5/ 41 طبع ليدن ترجمة عبد الرحمن بن عبد وغيرها، فمعنى القارة: أكمة سوداء فيها حجارة.
[3] هنا في م المثل السائر الّذي مضى من الأصل.
[4] وكان في الأصول واللباب «عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد» خطأ، راجع ترجمته في تهذيب التهذيب 6/ 223 وطبقات ابن سعد 5/ 41، وراجع كتب الصحابة، فقيل: له صحبة، وقيل: بل ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: وقد أتى به إليه وهو صغير، فمسح على رأسه ورأس أخيه عبد الله.
[5] كذا، وفي تهذيب التهذيب: أحمد بن عبد الرحمن بن عوف- إلخ.
[6] وهذه رواية ابن حبان في ثقاته، ومثله أرخ ابن قانع وغيره، وقال(10/295)
وسبعين [1] سنة وإبراهيم بن عبد الرحمن القاريّ، يروى عن ابن عمر رضى الله عنهما، روى عنه حمزة بن أبى جعفر من حديث ابن أبى ذئب قال: رأيت ابن عمر وضع يده على مقعد النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر ثم وضعها على وجهه وسعيد بن سفيان القاري، من قارة أيضا، يروى عن على رضى الله عنه، روى عنه يحيى بن أبى عمرو الشيباني عن عبد الله ابن ناشر عنه وأبو عثمان عبد الله بن عثمان بن خيثم، من القارة، يروى عن أبى الطفيل، عداده في أهل مكة، روى عنه معمر، مات قبل سنة أربع وأربعين ومائة، وقد قيل: سنة خمس وثلاثين ومائة وأبو يوسف يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري، سكن الإسكندرية سمع أبا حازم سلمة بن دينار وعمرو بن أبى عمرو، قال أبو سعيد بن يونس:
هو من القارة، حليف بنى زهرة، مدينى، قدم مصر، روى عنه الليث وابن وهب، روى عنه أبو شريف المرادي والصباحي- آخر من حدث عنه من أهل مصر، توفى بالإسكندرية سنة إحدى وثمانين ومائة. [2]
__________
[ () ] ابن سعد في طبقاته: سنة ثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان وكان يومئذ على المدينة أبان بن عثمان بن عفان- إلخ. ووقع في تهذيب التهذيب عن ابن سعد سنة 85 مكان 80.
[1] وقع في م 98 أي «تسعين» مكان «سبعين» خطأ.
[2] و «ذو قار» ماء لبكر بن وائل قريب من الكوفة بينها وبين واسط، ووقعة ذي قار مشهورة في التاريخ. و «قار» أيضا قرية بالري، منها أبو بكر صالح بن شعيب القاري، أحد أصحاب العربية المتقدمين، قدم بغداد أيام أبى العباس(10/296)
3139- القاشاني
بفتح القاف والسين المهملة أو الشين المعجمة [1] وفي آخرها نون، هذه النسبة إلى قاشان [2] ، وهي بلدة عند قم على ثلاثين فرسخا من أصبهان، دخلتها وأقمت بها يومين، وأهلها من الشيعة، وكان بها جماعة من أهل الفضل والعلم، وأدركت منهم جماعة بها، فالمنتسب إليها أبو محمد جعفر بن محمد [3] القاشاني الرازيّ، يروى عنه أبو سهل هارون بن أحمد/ الأسترابادي وكتبت بأصبهان عن جماعة [4] من المنتسبين إليها، وأدركت بها السيد القاضي أبا الرضا فضل الله بن على العلويّ الحسيني القاشاني، وكتبت عنه أحاديث وأقطاعا من شعره، ولما وصلت إلى باب داره وقرعت الحلقة وقعدت على الدكة أنتظر خروجه فنظرت إلى الباب فرأيت مكتوبا فوقه بالجص: إِنَّما يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [5] 33: 33، أنشدنى أبو الرضا
__________
[ () ] ثعلب، قال: كنت إذا جاريت أبا العباس في اللغة غلبته، وإذا جاريته في النحو غلبني- قاله ياقوت في معجم البلدان.
[1] بين الألفين.
[2] والصحيح أنه «قاشان» بالشين المعجمة كما يقولونها أهلها، وقد ينسب إليها «بالقاشى» أيضا، وذكر ياقوت «قاسان» أيضا بالسين المهملة، وتعرف بأنها مدينة عامرة كثيرة الخيرات بما وراء النهر في حدود بلاد الترك، وأهلها يقولون «كاسان» - إلخ. وسيأتي ذكرها في (الكاساني) .
[3] زيد في م «بن محمد» .
[4] وفي اللباب «وكتب عن جماعة من أهل أصبهان» . وفي معجم البلدان لياقوت:
وكتب عنه جماعة من أهل أصبهان- كذا.
[5] آية 33 من سورة الأحزاب.(10/297)
العلويّ القاشاني لنفسه بقاشان وكتب لي بخطه:
هل لك يا مغرور من زاجر ... فترعوى عن جهلك الغامر
أمس تقضى وغد لم يجئ ... واليوم يمضى لمحة الباصر
فذلك العمر كذا ينقضي ... ما أشبه الماضي بالغابر
ومن القدماء على بن زيد القاشاني، قال ابن ماكولا: أحد الفضلاء المشهورين ومن القدماء إبراهيم بن قرة الأسدي القاشاني الأصم، مات سنة عشر ومائتين، كان يروى عن الثوري، حدث عنه إبراهيم بن أيوب ومحمد بن حميد وأبو حجر عمر بن رافع، وكان ثقة، ويقال: إن الثوري كان يحدثه في أذنه وله ابن يقال له إسحاق بن إبراهيم، خرج إلى مصر وحدث بها، يروى عن أبى حفص عمرو بن [1] على الفلاس وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله القاشاني، يروى عن أبى مصعب أحمد بن أبى بكر الزهري صاحب مالك، روى عنه محمد بن [2] أحمد بن [2] إبراهيم والقاضي أحمد بن موسى ابن عيسى القزاز القاشاني، ولى القضاء بها-[2] إن شاء الله [2] ، يروى عن إبراهيم بن الحسين بن دبريل [3] الهمذانيّ، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ. [4]
__________
[1] زيد في الأصل «عمرو بن» .
[2- 2] ليس في م.
[3] كذا في الأصل، وفي م «نزيل» كذا.
[4] وذكر الذهبي في المشتبه ص 495 عدة سواهم، منهم عيسى بن أبان الفقيه القاساني صاحب الإمام محمد بن الحسن الشيباني، توفى سنة 221 وإبراهيم بن على القاساني، عن أبى يعلى الموصلي والقاضي أبو الفرج محمد بن الفضل بن محمد القاساني، عن سوار بن أحمد وأبو رشيد أحمد بن عبد الكريم بن أحمد القاساني، عن المطهر(10/298)
3140- القاشي
بفتح القاف وفي آخرها الشين [1] ، هذا [اسم] يشبه النسبة، وهو اسم رجل، وهو عيسى بن القاشي، شاعر محدث، وكان يجالس أحمد بن حنبل، وقيل: إن اسمه عيسى، وقيل: العباس بن الفضل [2] ، وقال أبو الفرج الأصبهاني: إنه من أهل المدائن، وروى عن ابنه عنه، وكان يشبب بجارية يقال لها مرام لعائشة بنت المعتصم، وله فيها أشعار [3] .
والقاشي نسبة إلى قاشان أيضا وهي بلدة قريبة من أصبهان، والمشهور بهذه النسبة أحمد بن على بن بابة القاشي الأديب، كان فاضلا، يعرف الأدب والتاريخ، صاحب كتب حسان، وجمع أشياء، روى لنا عنه أبو مضر طاهر بن مهدي الطبري.
3141- القاص
بفتح القاف وفي آخرها الصاد المشددة المهملة [1] ، هذه نسبة إلى القصص والموعظة، وهم جماعة، فمنهم محمد بن كعب بن سليم القرظي، أبو حمزة القاص، يروى عن زيد بن أرقم رضى الله عنه وأبو حزرة يعقوب بن مجاهد المديني القاص المخزومي، يكنى أبا يوسف، ويلقب بأبي حزرة، يروى عن عبادة بن الوليد ومحمد بن كعب والقاسم
__________
[ () ] البزاني وأبو الفضل محمد بن عبد الغفار القاساني، عن أبى منصور بن شكرويه والوزير نوشروان بن خالد قاسانى، سمع منه ابن عساكر وقال ابن ماكولا:
على بن زيد القاساني، أحد الفضلاء- انتهى. وأضاف إليه ابن ناصر الدين:
وأبو نصر الفضل بن محمد بن سعيد القاساني الأصبهاني، ولد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة- انتهى.
[1] بعدها الألف.
[2] راجع المشتبه للذهبى ص 491 مع التعليق.
[3] هذا كله من الإكمال لابن ماكولا.(10/299)
ابن محمد، [1] حديثه في صحيح مسلم بن الحجاج [1] ، روى عنه حاتم بن إسماعيل ويحيى بن أيوب ويحيى بن سعيد ومحمد بن قيس القاص، وهو قاص عمر بن عبد العزيز، كان يقص بالمدينة، يروى عن أبى هريرة وجابر مرسلا وأبى سلمة بن عبد الرحمن وأبى صرمة وعمر بن عبد العزيز، روى عنه سليمان التيمي والليث بن سعد ومحمد بن إسحاق بن يسار وحرب ابن قيس وعبد العزيز بن العباس وأبو معشر نجيح وعمر بن عبد الرحمن ابن محيصن وموسى بن عبيدة، وقال ابن أبى حاتم [2] : محمد بن قيس قاص عمر ابن عبد العزيز مدينى، سمعت محمد بن أبى العباس الخليلي الحافظ بنوقان يقول: طالعت الأمالي التي أملاها والدك رحمه الله وجهدت أن أعثر على خطأ، فما عثرت عليه حتى رأيت فيها محمد بن قيس «قاضى» عمر ابن عبد العزيز، فقلت: هذا وهم، وإنما هو «قاص» عمر بن عبد العزيز، ثم قال محمد بن أبى العباس: فرأيت بعد ذلك في كتاب معتمد: محمد ابن قيس قاص عمر بن عبد العزيز، وهو قاضى عمر بن عبد العزيز، فعرفت أنه ما وهم، ومحمد بن قيس كان يقال له: قاص عمر بن عبد العزيز، [3] وقاضى عمر بن عبد العزيز [3] وإبراهيم [4] بن أبى سليمان القاص، يروى عن أبى حزرة يعقوب بن مجاهد، روى عنه عبد العزيز بن عبد الله الأويسي
__________
[1- 1] سقط من م، وترجمته في تهذيب التهذيب 11/ 394- 95 ورمز له فيه «بخ، م، د» .
[2] في الجرح والتعديل ج 4 ق 2 ص 63.
[3- 3] سقط من م.
[4] م: «أبو إبراهيم» .(10/300)
وعطاء بن يسار قاص أهل المدينة وسعيد بن حسان، قاص أهل مكة، يروى عن عروة بن عياض عن جابر، روى عنه سفيان بن عيينة وأبو أحمد الزبيري مطيع القاص [1]- قاله يحيى بن معين وعمر بن ذر المرهبي [2] ، قاص أهل الكوفة وأبو بكر أحمد بن الحسن بن عمران ابن موسى القاص [3] ، من أهل بغداد، حدث عن أحمد بن منصور الرمادي ومحمد بن إسحاق الصغاني، روى عنه أحمد بن الفرج بن الحجاج، وذكر ابن الثلاج أنه سمع منه في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وعبدوس بن محمد القاص، بغدادي [4] ، نزل مصر وكان يقص بها، وحدث، وكتب عنه، وتوفى بمصر في جمادى الأولى سنة ثلاث أو اثنتين وخمسين ومائتين وأبو عمرو محمد بن عبد الرحمن القاص القرشي الكوفي، بياع الملاء، ويقال: طائى، روى عن أبيه وعكرمة، روى عنه سليمان التيمي والثوري وشريك وأبو معاوية الضرير وابنه [5] أسباط [6] ،
__________
[1] كذا هنا، وانظر 6/ 269.
[2] م: «الذهبي» .
[3] وفي ترجمته من تاريخ بغداد 4/ 90 المأخوذة منها ما هنا «القاضي» .
[4] ترجمته من تاريخ بغداد 11/ 115.
[5] وقع في الأصول «ابن ابنه» خطأ.
[6] وقع في الأصل وحدها هنا ترجمة مستقلة كما نوردها: «وأبو عمرو محمد بن ميسرة القاص، والد أسباط بن محمد، يروى عن عكرمة، روى عنه سليمان التيمي وابنه أسباط» ، ولم تكن العبارة في م فأخرجناها من المتن، وفي اسمه اختلاف كثير، وإن أبا سعد وجد «محمد بن عبد الرحمن القاص» في الكتب فأوردها ورأى عند ابن أبى حاتم الرازيّ «محمد بن ميسرة القاص» فنقل ترجمته على حدة، وأبو عمرو هذا والد أسباط هو محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن ميسرة، راجع تهذيب(10/301)
وسئل يحيى بن معين عنه فقال [1] : شيخ وأبو وائل عبد الله بن بحير القاص الصنعاني، وليس هذا بعبد الله بن بحير بن ريسان، ذاك ثقة [2] ، وهذا يروى عن عروة بن محمد بن عطية وعبد الرحمن بن يزيد الصنعاني العجائب التي كأنها معمولة، لا يجوز الاحتجاج به، روى عنه عبد الرزاق ابن همام وإبراهيم بن خالد الصنعافيان [3] وعبد الرحمن بن إبراهيم القاص، كان يسكن كرمان ثم انتقل إلى البصرة، يروى عن العلاء بن عبد الرحمن، روى عنه عفان، منكر الحديث، يروى ما لا يتابع عليه، وليس بمشهور في العدالة فيقبل منه ما انفرد به، على أن التنكب عن أخباره أولى عند الاحتجاج [4] وأبو بكر محمد بن العباس/ بن الحسين القاص، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في التاريخ [5] وقال: كان شيخا فقيرا يقص في
__________
[ () ] التهذيب 9/ 297 وذكرها أيضا في ص 484 وقال: ميسرة والد أسباط قد مر. وذكره أبو حاتم ابن حبان في الثقات فقال: هو محمد بن ميسرة بن عبد الرحمن، وقال أبو حاتم الرازي كما في الجرح والتعديل ج 4 ق 1 ص 89:
محمد بن ميسرة القاص- إلخ.
[1] وهذا قول أبى حاتم الرازيّ لا قول ابن معين، راجع الجرح والتعديل.
[2] وذاك أيضا قاص، ترجمته في تهذيب التهذيب 5/ 153- 154 وذكره ابن حبان في الثقات.
[3] ذكر ذلك ابن حبان في الضعفاء.
[4] قاله ابن حبان في المجروحين والضعفاء 2/ 62، ووقع هناك في المطبوع «العاص» مكان «القاص» .
[5] تاريخ بغداد 3/ 123.(10/302)
جامع المنصور ببغداد وفي الطرقان والأسواق، وسمعته يقول: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد- وذكر حديثا [في أفضلية أبى بكر الصديق] ثم قال: سمعت منه هذا الحديث في سنة تسع وأربعمائة، [1] وحدثنا أيضا عن أبى بكر بن مالك القطيعي بحكاية عن العباس بن يوسف الشكلى، وكانت وفاته في أول سنة ثلاثين وأربعمائة [1] والإمام أبو العباس أحمد بن أبى أحمد القاص الطبري، إمام عصره، وصاحب التصانيف في الفقه، والفرائض، وأدب القاضي، ومعرفة القبلة وغيرها، تفقه على أبى العباس بن سريج، وبرع في الفقه، وتلمذ له جماعة منهم أبو على الطبري المعروف بالزجاجى، وإنما قيل لأبى العباس «القاص» لدخوله دار الديلم والجبل وقود عساكر الجهاد منها إلى الروم بالوعظ والتذكير، ومن أشهر مصنفاته كتابه الموسوم بالتلخيص، وهو أجمع كتاب في فقه الأصول والفروع على قلة عدد أوراقه وخفة محمله على أصحابه، وكتابه في أصول الفقه، وهو كتاب مقنع ممتع، وكان من أخشع الناس قلبا إذا قص، فمن ذلك ما يحكى عنه أنه كان يقص على الناس بطرسوس، فأدركته روعة ما كان يصف من جلال الله وعظمته ومملكته خشية ما كان يذكر من بأسه وسطوته، فخر مغشيا عليه، وانقلب إلى الآخرة لاحقا باللطيف الخبير.
3142- القاضي
بفتح القاف وضاد معجمة بعد الألف، هذه النسبة إلى القضاء بين الناس والحكومة، وأول من عرف بهذه النسبة أول قاض بالكوفة سلمان بن ربيعة الباهلي التميمي، وهو أول قاض استقضى بالكوفة،
__________
[1- 1] ما بين الرقمين سقط من م.(10/303)
فمكث بها أربعين يوما لا يأتيه خصم، وكان ولاه عمر رضى الله عنه قضاء الكوفة، ويقال له: سلمان الخيل، وقد ذكرناه في الخيل [1] وأبو أمية شريح بن الحارث القاضي الكندي، ويقال أبو عبد الرحمن، حليف لهم، من بنى رائش [2] ، كان قائفا، وكان شاعرا، وكان قاضيا، يروى عن عمر رضى الله عنه، روى عنه الشعبي، مات سنة سبع وثمانين وهو ابن مائة وعشرين سنة [وقد قيل: إنه مات سنة 78 وهو ابن مائة وعشرين سنة-[3]] وأبو البختري وهب بن وهب القاضي، وأمه عبدة [4] بنت على بن يزيد ابن ركانة، استقضاه الرشيد، يروى عن هشام بن عروة وجعفر بن محمد وابن عجلان، روى عنه العراقيون وأهل الشام، قال أبو حاتم بن حبان [5] ، انتقل أبو البختري القاضي في آخر عمره إلى صيدا- مدينة على الساحل قد دخلتها- وكان ممن يضع الحديث على الثقات، كان إذا أجنه الليل سهر عامة ليله يتذكر الحديث ويضعه، ثم يكتبه ويحدث به، لا يجوز الرواية عنه، ولا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب، وكان يحيى ابن معين يقول: أبو البختري كذاب، يضع الحديث وأبو موسى
__________
[1] راجع الأنساب 5/ 260- 261.
[2] وهو أشهر من أن يعرف، وقد بسط الحافظ ابن عساكر ترجمته فراجع تهذيب تاريخه 6/ 303- 315.
[3] من م.
[4] م: «عبيدة» خطأ.
[5] في المجروحين والضعفاء 3/ 31، وانظر أحواله في تاريخ بغداد 13/ 451- 457 وغيره.(10/304)
عيسى بن أبان بن صدقة القاضي، من أهل بغداد [1] ، صحب محمد بن الحسن الشيباني وتفقه به، واستخلفه يحيى بن أكثم على القضاء بعسكر المهدي وقت خروج يحيى بن أكثم مع المأمون إلى فم الصلح، فلم يزل على عمله إلى أن رجع يحيى، ثم تولى عيسى القضاء بالبصرة، فلم يزل عليه حتى مات، وقد أسند الحديث عن إسماعيل بن جعفر وهشيم بن بشر ويحيى بن زكريا بن أبى زائدة ومحمد بن الحسن وغيرهم، روى عنه الحسن بن سلام السواق، قال محمد بن سماعة: كان عيسى بن أبان حسن الوجه، وكان يصلى معنا، وكنت أدعوه أن يأتى محمد بن الحسن فيقول:
هؤلاء قوم يخالفون الحديث! وكان عيسى حسن الحفظ للحديث، فصلى معنا يوما الصبح، وكان يوم مجلس محمد، فلم أفارقه حتى جلس في المجلس، فلما فرغ محمد أدنيته إليه وقلت: هذا ابن أخيك أبان بن صدقة الكاتب ومعه ذكاء ومعرفة بالحديث، وأنا أدعوه إليك فيأبى ويقول أنا نخالف الحديث! فأقبل عليه وقال له: يا بنى! ما الّذي رأيتنا نخالفه من الحديث؟ لا تشهد علينا حتى تسمع منا! فسأله يومئذ عن خمسة وعشرين بابا من الحديث، فجعل محمد بن الحسن يجيبه عنها ويخبره بما فيها من المنسوخ، ويأتى بالشواهد والدلائل، فالتفت إليّ بعد ما خرجنا فقال: كان بيني وبين النور ستر فارتفع عنى، ما ظننت أن في ملك الله مثل هذا الرجل يظهره للناس، ولزم محمد بن الحسن لزوما شديدا حتى تفقه. قال أبو خازم القاضي: ما رأيت لأهل بغداد حدثا أزكى من عيسى ابن أبان وبشر بن الوليد، وقال أبو خازم: كان عيسى رجلا سخيا جدا،
__________
[1] أورد أبو سعد ترجمته هاهنا ناقلا من الخطيب في تاريخ بغداد 11/ 157 وما بعدها.(10/305)
وكان يقول: والله لو أتيت برجل يفعل في ماله كفعلى في مالي لحجرت عليه، قال: وقدّم إليه رجل محمد بن عباد المهلبى فادعى عليه أربعمائة دينار، فسأله عيسى عما ادعى عليه، فأقر له بذلك، فقال له الرجل:
احبسه لي! فقال له عيسى: أما الحبس فواجب، ولكنى لا أرى حبس أبى عبد الله وأنا أقدر على فدائه من مالي! فغرمها عنه عيسى من ماله. و [يحكى عن عيسى أنه] كان يذهب إلى القول بخلق القرآن، وحكى أن رجلا مسلما بالبصرة اختصم إلى عيسى بن أبان رجلا يهوديا فوقع اليمين على المسلم، فقال له القاضي: قل «والله الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ 59: 22» ! فقال له اليهودي: حلفه بالخالق لا بالمخلوق، لأن «لا إِلهَ إِلَّا هُوَ» 59: 22 في القرآن، وأنتم [1] تزعمون أنه مخلوق! قال: فتحير عيسى عند ذلك وقال:
قوما حتى انظر في أمركما. ومات بالبصرة في المحرم سنة إحدى وعشرين ومائتين [2] وأبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي الكوفي، هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن خنيس بن سعد بن بجير بن معاوية- وأم سعد حبتة بنت مالك من بنى عمرو بن عوف، [3] صاحب أبى حنيفة رحمهما الله، من أهل الكوفة [3] ، سمع أبا إسحاق الشيباني وسليمان التيمي
__________
[1] أي بعض منكم أيها المسلمون، وعلى صحة هذه الحكاية فإنه لا يثبت منها أن عيسى بن أبان كان يذهب إلى خلق القرآن وهو ممن يعنى بالحديث الشريف.
[2] وكان قد حج ثم قدم بصرة منصرفا فمات بعد قدومه بأيام.
[3- 3] سقط من م، وأورد السمعاني رحمه الله ترجمة الإمام أبى يوسف رحمه الله تعالى من تاريخ بغداد للخطيب 14/ 242- 262 وهو من أئمة الإسلام الأعلام.(10/306)
ويحيى بن سعيد الأنصاري وسليمان الأعمش وهشام بن عروة وعبيد الله ابن عمر العمرى وحنظلة بن أبى سفيان وعطاء بن السائب ومحمد بن إسحاق ابن يسار وحجاج بن أرطاة وليث بن سعد وغيرهم، روى عنه محمد بن الحسن الشيباني وبشر بن الوليد الكندي وعلى بن جعد وأحمد بن حنبل ويحيى ابن معين [1] وعمرو بن محمد الناقد وأحمد بن منيع [وعلى بن مسلم الطوسي وعبدوس بن بشر والحسن بن شبيب-[2]] في آخرين، وكان قد سكن بغداد، وولاه الهادي موسى بن المهدي القضاء بها، ثم هارون الرشيد من بعده، وهو أول من دعي «بقاضي القضاة» في الإسلام، ولم يختلف يحيى ابن معين وأحمد بن حنبل وعلى بن المديني في ثقته في النقل، ولم يتقدمه أحد في زمانه، وكان النهاية/ في العلم والحكم والرئاسة والقدر، وأول من وضع الكتب في أصول الفقه على مذهب أبى حنيفة، وأملى المسائل ونشرها، وبث علم أبى حنيفة في أقطار الأرض، وقال محمد بن الحسن:
مرض أبو يوسف في زمن أبى حنيفة مرضا خيف عليه منه، قال: فعاده أبو حنيفة ونحن معه، فلما خرج من عنده وضع يديه على عتبة بابه وقال: إن يمت هذا الفتى فإنه أعلم من عليها! وأومى إلى الأرض.
قال أبو يوسف: سألني الأعمش عن مسألة فأجبته فيها، فقال: من أين قلت هذا؟ فقلت: لحديثك الّذي حدثناه أنت، ثم ذكرت له الحديث،
__________
[1] قال يحيى: وقد كتبنا عنه الأحاديث، وقال أحمد بن حنبل: أول ما طلبت الحديث ذهبت إلى أبى يوسف- تاريخ بغداد. وأبو يوسف سمع أبا حنيفة وروى عنه.
[2] من تاريخ بغداد.(10/307)
فقال لي: يا يعقوب! إني لأحفظ هذا الحديث قبل أن يجتمع أبواك فما عرفت تأويله حتى الآن. وقال جعفر بن ياسين: كنت عند المزني فوقف عليه رجل فسأله عن أهل العراق فقال له: ما تقول في أبى حنيفة؟
قال: سيدهم، قال: فأبو يوسف؟ قال: أتبعهم للحديث، قال: فمحمد بن الحسن؟ قال: أكثرهم تفريعا، قال: فزفر؟ قال: أحدّهم قياسا. وكان رجل يجلس إلى أبى يوسف فيطيل الصمت، فقال له أبو يوسف:
ألا تتكلم؟ فقال: بلى، متى يفطر الصائم؟ قال: إذا غابت الشمس، قال: فان لم تغب إلى نصف الليل؟ فضحك أبو يوسف وقال له:
أصبت في صمتك، وأخطأت أنا في استدعاء نطقك، ثم تمثل:
عجبت لارزاء العيى بنفسه ... وصمت الّذي قد كان للقول أعلما
وفي الصمت ستر للعيى وإنما ... صحيفة لب المرء أن يتكلما
ولد القاضي أبو يوسف سنة ثلاث عشرة ومائة، ومات في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين ومائة ببغداد [1]-[2]
__________
[1] قال هلال بن يحيى: كان أبو يوسف يحفظ التفسير والمغازي وأيام العرب، وكان أقل علومه الفقه، ورأى معروف الكرخي في منامه بعد موت أبى يوسف كأنه دخل الجنة فإذا قصر قد بنى وتم شرفه وجصص وعلقت أبوابه وستوره وتم أمره قال فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لأبي يوسف القاضي، فقلت لهم:
وبم نال هذا؟ فقالوا: بتعليمه الناس الخير وحرصه على ذلك وبأذى الناس له.
[2] قال ياقوت: (قاقون) حصن بفلسطين قرب الرملة، وقيل: هو من أعمال قيسارية من ساحل الشام، منها أبو القاسم عبد السلام بن أحمد بن أبى حرب القاقونى، إمام مسجد الجامع بقيسارية، يروى عنه سلامة بن منير المجدلي عن(10/308)
3143- القافلاني [1]
بفتح القاف وسكون الفاء، هذه النسبة إلى حرفة عجيبة [2] ، سمعت للقاضي أبى بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ببغداد مذاكرة يقول: «القافلاني» اسم لمن يشترى السفن الكبار المنحدر من الموصل أو المصعدة من البصرة ويكسرها ويبيع خشبها وقيرها وقفلها، والقفل الحديد الّذي فيها، قال: يقال لمن يفعل هذه الصنعة «القافلاني» ، والمشهور بهذه النسبة أبو الربيع سليمان بن محمد [3] أبى سليمان [3] القافلاني، يروى عن عطاء والحسن وابن سيرين، وعداده في أهل البصرة وروى عنه أهلها، يروى عن الأثبات الموضوعات حتى صار ممن لا يحتج به إذا انفرد، واسم أبى سليمان محمد، وكان سليمان يبيع السفن بالبصرة- قاله أبو حاتم بن حبان [4] . قال ابن أبى حاتم:
سليمان بن محمد القافلاني [روى عن ابن سيرين، و [5]] روى عن أبى طالوت
__________
[ () ] أبى أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بن ربيعة القيسراني، كتب عنه قيس الأرمنازي ونقله الحافظ ابن النجار في معجم شيوخه وأبو القاسم شبل بن على بن شبل ابن عبد الباقي الصوينى القاقونى، سمع بدمشق ابا الحسن محمد بن عوف وأبا عبد الله محمد بن عبد السلام بن سعدان، روى عنه أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الدهستاني.
[1] في الأصول وكذا في تراجم تاريخ بغداد «القافلاني» وفي اللباب وكتب رجال الحديث «القافلاني» وكلاهما صحيح كما في الباقلاني والحلواني وأمثالهما.
[2] في اللباب «عجمية» .
[3- 3] سقط من م.
[4] في المجروحين والضعفاء 1/ 330.
[5] من الجرح والتعديل ج 2 ق 1 ص 139.(10/309)
عن مالك بن عبد الله الخثعميّ [1] ، روى عنه عمرو بن عاصم الكلابي، وسئل يحيى بن معين عن سليمان القافلاني فقال: ليس بشيء وأبو الفضل جعفر بن محمد بن أحمد بن الوليد القافلاني، من أهل بغداد [2] ، كان من الثقات، وكان يعرف شيئا من الحديث، سمع محمد بن إسحاق الصغاني وعلى ابن داود القنطري وأحمد بن الوليد الفحام وعيسى بن محمد الإسكافي وعبد الله بن روح المدائني وأحمد بن أبى خيثمة، روى عنه أبو بكر أحمد ابن جعفر بن مالك القطيعي وعبد العزيز بن جعفر الخرقى وأبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري وأبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز [وابن شاهين] وأبو الفتح يوسف بن عمر القواس، وتوفى في جمادى الأولى من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وأبو القاسم الحسن بن إدريس بن محمد بن شاذان القافلاني، من أهل بغداد [3] ، يروى عن عبد الله بن أيوب المخرمي والفضل بن موسى مولى بنى هاشم وعيسى بن أبى حرب الصفار، روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي وأبو عمر بن حيويه وأبو الحسن الدار قطنى وأبو القاسم بن الثلاج وأبو الحسين محمد بن احمد بن جميع الغساني، ومات في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. [4]
__________
[1] من الجرح والتعديل، وفي الأصول «الخطميّ» ، وانظر التعليق هناك.
[2] ترجمته من تاريخ بغداد 7/ 219.
[3] ترجمته من تاريخ بغداد 7/ 288، ووقع في م «الحسين» خطأ.
[4] ووجدت في تاريخ بغداد 9/ 63: سليمان بن محمد بن إبراهيم بن جبلة، أبو الحسن القافلائي، حدث أبو القاسم ابن الثلاج عنه عن إبراهيم بن الهيثم البلدي(10/310)
3144- قالون
بفتح القاف واللام المضمومة بينهما الألف ثم [1] الواو و [1] النون، هذا لقب أبى موسى عيسى بن ميناء المقرئ المدني، صاحب نافع ابن أبى نعيم المقرئ وراويه، لقبه «قالون» لقبه بذلك مالك بن أنس [2] ، سمع عبد الله بن نافع وأستاذه نافع بن أبى نعيم وعبد الرحمن بن أبى الزناد ومحمد بن جعفر بن أبى كثير وغيرهم، روى عنه أبو زرعة الرازيّ وموسى ابن إسحاق الأنصاري وعلى بن الحسن الهسنجاني وإبراهيم بن الحسين الهمدانيّ، ويقال: إنه كان شديد الصمم، ويقرأ عليه القرآن فيفهم ويرد خطاهم ولحنهم بتحرك شفة من يقرأ عليه فيرد عليهم.
3145- القالي
بفتح القاف، هذه النسبة إلى قاليقلا، وهي قرية من منازجرد، وهي من ديار بكر، والمشهور بالنسبة إليها أبو على إسماعيل ابن القاسم [3] بن عيذون بن هارون بن عيسى بن محمد بن سلمان، مولى محمد ابن عبد الملك بن مروان، يعرف بالقالى اللغوي، ولد بمنازجرد، ورد ببغداد وأقام بها مدة مديدة، وخرج عنها مسافرا حتى بلغ الأندلس واستوطنها، وحدث بها [4] عن أبى القاسم البغوي وأبى بكر بن أبى داود
__________
[ () ] وذكر أنه سمع منه في سنة عشرين وثلاثمائة.
[1- 1] ما بين الرقمين سقط من م.
[2] وقيل: لقبه بذلك شيخه الإمام نافع، وهي كلمة رومية معناها: الجيد، والجميل. وانظر ما في تاج العروس 9/ 3313، وراجع لترجمته التيسير للدانى وغاية النهاية 1/ 615 والنجوم الزاهرة 2/ 235 وغيرها.
[3] زيد في م وحدها «بن إسماعيل» خطأ.
[4] كلمة «بها» ليست في م، والمراد بها ببغداد، لا الأندلس. وراجع ترجمة(10/311)
وأبى سعيد العدوي ومن بعدهم، وقيل: إنه سمع من أبى يعلى الموصلي، روى عنه أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي الأندلسى، قال: وكان أحفظ أهل زمانه للغة، وأرواهم للشعر. وأعلمهم لعلل النحو على مذهب البصريين، قال: وسألته: لم قيل لك «القالي» ؟ فقال: لما انحدرنا إلى بغداد في رفقة فيها أهل قاليقلا وكانوا يكرمون لمكانهم من الثغر، فلما دخلنا إلى بغداد انتسبت إلى قاليقلا، وهي قريبة من منازجرد، ورجوت أن أنتفع بذلك عند العلماء فمضى عليّ «القالي» . ولد أبو على القالي بمنازجرد سنة ثمان وثمانين ومائتين [1] ، ودخل بغداد سنة ثلاث وثلاثمائة، وخرج من بغداد سنة ثمان وعشرين، ودخل الأندلس سنة ثلاثين، واستوطن قرطبة وأملى بها كتابا كبيرا في النوادر يشتمل على أخبار وأشعار ولغة [2] ، وتوفى في ربيع الآخر سنة ست وخمسين وثلاثمائة بقرطبة. [3]
3146- القانِفى
بفتح القاف والنون المكسورة بينهما الألف وفي آخرها
__________
[ () ] أبى على القالي في نفح الطيب 2/ 85 ووفيات الأعيان وتاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 65 طبع مجريط وإنباه الرواة 1/ 204 ومعجم الأدباء لياقوت 7/ 25- 33 وغيرها، وراجع مقدمة النشر لكتابه «الأمالي» طبع دار الكتب المصرية سنة 1344 هـ.
[1] كذا، وفي المراجع «سنة ثمانين ومائتين» .
[2] وهو الّذي اشتهر بالأمالي.
[3] وفي المشتبه للذهبى ص 496 (القانسى) : أبو موسى عيسى بن بران بن بجير القانسى المالكي، عن العشاري، وعنه المكيّ الرميلى.(10/312)
الفاء، هذه النسبة إلى الجد، وهو قانف،/ والمشهور بهذه النسبة القاسم ابن عبد الله بن ربيعة بن قانف الثقفي القانفى، يروى عن سعد بن أبى وقاص، روى عنه يعلى بن عطاء، قال ابن أبى حاتم [1] : سمعت أبى يقول ذلك.
3145- القائد
بفتح القاف وكسر الياء المنقوطة من تحتها باثنتين بعد الألف وفي آخرها الدال المهملة، هذا اسم لمن يقود العسكر ويتقدمهم، واشتهر بهذا الاسم خزيمة بن خازم النهشلي القائد، كان له تقدم ومنزلة عند الخلفاء ببغداد، و «درب خزيمة» إليه ينسب [2] ، ولعل أصله من خراسان إلا أنه نزل بغداد وأقام بها إلى حين وفاته، حدث عن محمد ابن عبد الرحمن بن أبى ذئب، روى عنه يعقوب بن يوسف الأصم، ومات في شعبان سنة ثلاث ومائتين.
3146- القائفي
بفتح القاف بعدها الألف ثم الياء المكسورة آخر الحروف وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى القيافة، وهي إلحاق الأولاد بالآباء، يقال لواحد منهم «القائف» والنسبة إليه «القائفى» ، وكانت القافة من بنى مدلج، وقالت عائشة رضى الله عنها: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت [3] أسارير وجهه تبرق فقال: ألم ترى أن مجزّز المدلجي قال لأسامة وزيد: إن هذه الأقدام بعضها من بعض.
3147- القائمي
بفتح القاف والياء المكسورة المنقوطة من تحتها باثنتين بعد الألف وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى القائم بأمر الله
__________
[1] في الجرح والتعديل ج 3 ق 2 ص 111.
[2] فترجمته من تاريخ بغداد 8/ 341.
[3] والرواية في الصحيحين وعند الجماعة ومسند أحمد 6/ 82 و 226 وليس فيها لفظه «كانت» .(10/313)
أمير المؤمنين، وكان له جماعة من الخدم سمعوا الحديث وانتسبوا إليه، منهم عفيف القائمي، كان راغبا في الخير وسماع الحديث، خرج إلى خراسان رسولا مع الإمام أبى إسحاق الشيرازي، وسمع أبا الحسين أحمد ابن محمد بن النقور البزاز وأبا القاسم على بن أحمد بن النسوي وطبقتهما، وجماعة من مشايخنا سمعوا منه الحديث، وظني أنه توفى في حدود سنة تسعين وأربعمائة أو قبلها وأبو الحسن صندل الله بن عبد الله القائمي، الملقب ب «المخلص» كان جليل القدر، سمع أبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز، روى لنا عنه أبو المعمر الأنصاري، وتوفى في رجب سنة ثمان وخمسمائة.
3148- القائني
بفتح القاف والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بعد الألف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قائن، وهي بلدة قريبة من طبس بين نيسابور وأصبهان، خرج منها جماعة من المحدثين قديما وحديثا، والمشهور بالنسبة إليها أبو الحسن إسحاق بن أحمد بن إبراهيم القائنى، يروى عن أبى قريش محمد بن جمعة بن خلف الحافظ، روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمود الثقفي [1] الواعظ وأبو منصور محمد بن على القائنى الدباغ، أحد المشهورين بالخير والفضل، سمع الإمام أبا بكر أحمد بن الحسين البيهقي وأبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وأبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري وغيرهم، سمع منه والدي رحمه الله، وروى لي عنه أبو طاهر السنجى وابنه أبو القاسم وأما ابنه أبو القاسم الجنيد بن محمد بن على القائنى فامام فاضل متدين، وصوفى لطيف
__________
[1] زيد في م «الحافظ» .(10/314)
ظريف، حسن السيرة، كثير الورع، سمع بأصبهان أبا منصور محمد بن أحمد بن على بن شكرويه القاضي وبالطبسين أبا الفضل محمد بن أحمد بن أبى جعفر الطبسي الحافظ وجماعة سواهما، سمعت منه الكثير بهراة، وتوفى في سنة سبع وأربعين وخمسمائة- رحمه الله.
باب القاف والباء
3149- القَبَّاب
بفتح القاف وتشديد الباء الأولى المنقوطة بواحدة وفي آخرها باء أخرى [1] ، هذه النسبة إلى عمل القباب-[2] إن شاء الله [2]- التي هي كالهوادج- والله أعلم، والمشهور بهذه النسبة [أبو بكر-[3]] عبد الله ابن محمد بن محمد [4] بن فورك القباب، من أهل أصبهان، روى عن أبى بكر عبد الله بن محمد بن النعمان وأبى بكر بن أبى عاصم، وروى عنه أبو بكر محمد بن إدريس الجرجرائى الحافظ وأبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث التميمي الأصبهاني نزيل نيسابور وغيرهما، وسمعت بعض أهل أصبهان [يقول: إن] واحدا [5] من أصحاب الحديث [5] كان يقرأ عليه الحديث، فوصل إلى هذا الحديث «لا يدخل الجنة قتات» فقال مصحفا: لا يدخل الجنة قباب! فغضب الشيخ وقال: لا تدخل الجنة أنت ولا أبوك،
__________
[1] بعد الألف.
[2- 2] ليس في م.
[3] من م واللباب، سقط من الأصل.
[4] في م «محمود» كذا.
[5- 5] سقط من م.(10/315)
قم من عندي! فاعتذر القارئ وقال: جرى على لساني من غير قصد! فقبل عذره. ومات يوم الأحد الخامس عشر من ذي القعدة سنة سبعين وثلاثمائة وعمر بن يزيد القباب الرقى، سأل أبا المهاجر، روى عنه أبو يوسف الصيدلاني، ذكره أبو على محمد بن سعيد الحراني في تاريخ الرقة [1] وأبو الحسن أحمد بن محمد بن الحارث [2] بن [عبد الوارث بن-[3]] كامل بن مليح [ابن-[3]] القباب، حدث بمصر [4] عن بحر بن نصر [4] وإبراهيم بن مرزوق وغيرهما، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم ابن المقرئ، وكان ثقة يفهم [5] ، توفى في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وأبو عبد الله [6] محمد بن محمد بن فورك بن عطاء بن عبد الله بن سمرة القباب، من أهل أصبهان، يروى عن محمد بن عصام جبر وإسحاق بن إبراهيم بن شاذان ويسار ابن سمير بن يسار بن عثمان، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة الحافظ وأبو بكر أحمد بن محمد بن الحرب التميمي الأصبهاني وطبقتهما. [7]
3150- القِبابي
بكسر القاف وتخفيف الباء المفتوحة المنقوطة
__________
[1] قاله ابن ماكولا في الإكمال.
[2] وقع في م «الحرب» .
[3- 3] من الإكمال.
[4- 4] سقط من م.
[5] م: «يوهم» خطأ.
[6] ترجمته في م قبل ترجمة عمر بن يزيد القباب.
[7] وفي نسخة من الإكمال: وأبو العباس أحمد بن محمد بن الفتح بن الحجاج بن عبد الله، ينسبون في رعين، يعرف بابن القباب، توفى في المحرم سنة ثلاثين وثلاثمائة.(10/316)
بواحدة وبعد الألف باء أخرى، هذه النسبة إلى قباب، وهو موضع بنيسابور وسمرقند، أما قباب نيسابور [1] فهي أقصى محلة من نيسابور [1] على طريق العراق- قاله ابن ماكولا نقلا عن تاريخ الحاكم أبى عبد الله الحافظ، والمشهور بالانتساب إليها أبو الحسن على بن محمد بن العلاء القبابي النيسابورىّ، سمع محمد بن يحيى الذهلي وأحمد بن حفص السلمي وقطن ابن إبراهيم القشيري وإسحاق بن منصور وعبد الله بن هاشم وعمار بن رجاء ويحيى بن معاذ الرازيّ، روى عنه أبو عبد الله/ الصفار وأبو على الحافظ وأبو طاهر بن خزيمة وغيرهم، وتوفى سنة أربع عشرة وثلاثمائة وأبو العباس محمد بن محمود القبابي، الزاهد، يروى عن أبى حامد أحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي وغيره.
والثاني منسوب إلى قباب سمرقند، منهم أحمد بن لقمان بن عبد الله، أبو بكر السمرقندي، المعروف بالقبابى، حدث بالري وغيرها، يروى عن أبى عبيدة عبد الوارث بن إبراهيم بن ماهان العسكري. [2]
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] وقباب الحسين كانت خارج بغداد على طريق خراسان منسوبة إلى حسين ابن سكين- أو ابن قرة- الفزاري. و (القباب) أيضا موضع بنجد على طريق حاج البصرة. و (قباب ليث) قرية قريبة من بعقوبا من نواحي بغداد، ينسب إليها محمد ابن المؤمل بن نصر بن المؤمل، أبو بكر بن أبى طاهر بن أبى القاسم، كان يذكر أنه من ولد الليث بن نصر بن سيار، وسكن بعقوبا، ودخل بغداد، وسمع من أبى الوقت عبد الأول السجزى وغيره، ومولده سنة 540 ببعقوبا، وتوفى بها سنة 617- ياقوت.(10/317)
3151- القَبات
بفتح القاف والباء الموحدة المخففة [1] وفي آخرها التاء ثالث الحروف [2] ، هذه اللفظة اسم لجد رجل، وإنما ذكرتها لأنها يشبه الأنساب كالقباب، والقتات، وهذه اللفظة اسم جد أبى نصر عبد الصمد بن ظفر بن قبات الحلبي، كهل صالح، راغب في سماع الحديث، من أهل حلب، كان يسمع معنا بدمشق من شيوخنا مثل أبى المعالي محمد بن يحيى بن على القرشي القاضي وأبى الحسن على بن عبد الرحمن بن عياض وغيرهما، تركته بدمشق سنة ست وثلاثين وخمسمائة حيا.
3152- القَباثى
بفتح القاف والباء الموحدة بعدهما الألف وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى قباث، وهو اسم لجد أبى حفص عمر بن حفص ابن قباث بن حكيم [3] بن سعد بن جابر الأسدي، من أهل بلخ، سمع إسحاق ابن إبراهيم الحنظليّ وسويد بن سعيد وفطر بن حماد بن واقد، روى عنه عبد الله بن محمد بن على.
3153- القُباذِيانى
بضم القاف وفتح الباء المنقوطة بواحدة [4] وكسر الذال المعجمة وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها [1] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قباذيان، وهي من نواحي بلخ، ويقال لها «قواذيان» ، وبالدال المهملة أيضا، والمشهور بالباء، وهي نزهة يشقها أحد أودية جيحون
__________
[1] بعدها الألف.
[2] هذا الرسم ليس في م.
[3] وقع في م «حليم» .
[4] م: «الموحدة» وبعدها الألف.(10/318)
وهو المسمى راميل، ماؤه أعذب ماء وأرقه، ولهم عين مشهورة، قال أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود البلخي: ما رأيت من الشجر والزروع في موضع من المواضع أشد خضرة منه بهذه الكورة، ولهم بساتين حسان يغرسون فيها السرو والصرح الأبيد الّذي يقال له العتم [1] ، فإذا دخلتها في الشتاء رأيت منظرا حسنا من الخضرة والحمرة، وإنما تشتد حمرته في الشتاء، وبها من العرب تميم ولرجالتهم رأى وحيلة في الحروب.
والمنتسب إليه الحسين بن وداع [2] القباذيانى، يروى عن أبى جعفر محمد ابن عيسى الطباع، روى عنه محمد بن [محمد بن-[3]] الصديق البزاز وأبو جعفر محمد بن أحمد بن موسى ومحمد بن حمدان بن صغير البلخيون وغيرهم.
3154- القَبَّانى
بفتح القاف وتشديد الباء المنقوطة بواحدة [4] وفي آخرها نون [5] ، هذه النسبة إلى القبان، وهو الّذي يوزن بها الأشياء، والمنتسب إليه إما إلى عمله [أو إلى-[3]] الوزن به [6] ، والمشهور بهذه النسبة على ابن الحسين [7] القباني، يروى عن عبد الله بن هاشم الطوسي، روى عنه القاضي يوسف بن القاسم الميانجى وأبو على الحسين [7] بن محمد بن زياد القباني الحافظ، أحد أركان الحديث وحفاظ الدنيا [8] ، رحل، وأكثر السماع،
__________
[1] في م «نعم» وحرر العبارة.
[2] اللباب: «رداع» .
[3] من م واللباب.
[4] م: «الموحدة» ، ويقال «القفانى» بالفاء أيضا.
[5] بعد الألف.
[6] وسيأتي النسبة إلى هذا العمل (القبى) فراجع ص 332.
[7- 7] ما بين الرقمين سقط من م.
[8] ترجمته في تهذيب التهذيب 2/ 368 وتذكرة الحفاظ 2/ 680- 682(10/319)
وصنف المسند، والتاريخ، والكنى، والأبواب [1] ، [2] سمع إسحاق الحنظليّ وعمرو بن زرارة الكلابي وأبا بكر بن أبى شيبة والقواريري وغيرهم [2] ، وأخرج البخاري عن حسين غير منسوب عن أحمد بن منيع في كتاب الطب، قال أبو نصر الكلاباذي: هو عندي حسين بن محمد بن زياد القباني كان عنده مسند أحمد بن منيع، وبلغني أنه كان يلزم البخاري ويهوى هواه لما وقع له بنيسابور ما وقع. وكان الحسين يقول: كان لزياد جدي قبان، ولم يكن وزان، ولم يكن بنيسابور إذ ذاك كثير قبان، وكان الناس إذا أرادوا أن يزنوا شيئا جاءوا فاستعاروا قبان جدي، فشهر بالقباني، وبقي علينا هذا اللقب، وكان جدي زياد حمل ذلك القبان من فارس إلى نيسابور. قال أبو عبد الله محمد بن يعقوب: كان الحسين ابن زياد من أحفظ الناس لحديثه وأعرفهم بالأسامي والكنى، وكان مجمع أهل الحديث بعد مسلم بن الحجاج عنده، وتوفى سنة تسع وثمانين ومائتين، [3] ودفن بمقبرة الحسين [3] ، روى عنه أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ودعلج بن أحمد السجزى وغيرهما وأبو نصر محمد بن حمد بن عبد الله الكبرى القباني الوزان، كان يزن بالقبان، من أهل أصبهان، شيخ صالح
__________
[ () ] وغيرهما، وهو العبديّ النيسابورىّ.
[1] قاله الحاكم، وقال: ودونت عنه.
[2- 2] ما بين الرقمين واقع في م قبل ذكر وفاته، وكرر في الأصل بعده ذكر تصانيفه.
[3- 3] سقط من م.(10/320)
سديد، سمع أبا مسلم بن مهريزد الأديب وأحمد بن الفضل الباطرقاني وأبا سعيد السجزى وغيرهم، كتبت عنه كتاب الأوائل لأبى عروبة الحراني بروايته عن أبى مسلم محمد بن على بن مهريزد الأديب عن أبى بكر محمد بن على بن المقرئ عن أبى عروبة الحسين بن أبى معشر الحراني السلمي وغير ذلك من الفوائد، وتوفى بأصبهان في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة- رحمه الله وأحمد بن لقمان القباني، حدث بجرجان إملاء، روى عنه أبو عبد الرحمن بن حمدان- قاله حمزة بن يوسف [1] وأبو محمد عبد الله بن محمد ابن السري بن الصباح القباني العابد الكرماني، كان من كبار أصحاب أبى على الثقفي، يروى عن أبى لبيد محمد بن إدريس السامي وأبى بكر محمد ابن إسحاق بن خزيمة وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ، روى عنه أبو حازم العبدويى الحافظ وأبو عبد الله الحاكم البيع، ومات في شهر ربيع الأول سنة ست وستين وثلاثمائة، ودفن بمقبرة الحسين وأبو العباس [2] محمد بن [2] أحمد بن محمد بن محمود الزاهد المجرد القباني، من أهل نيسابور، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ وقال: أبو العباس القباني، الشيخ الصالح على الحقيقة [3] ، كان يورق ولا يأكل إلا من كسب يده، ثم ما كنا نصعد إلى حجرته/ في سكة الدقاقين إلا يطيبنا ويتحفنا بالريحان في وقته والنرجس في وقته والتفاح في وقته، لم يحلني قط من شيء منه وأقله
__________
[1] في تاريخ جرجان ص 73 رقم الترجمة 74.
[2- 2] ليس في م.
[3] م: «الشيخ الصالح الخفيفة» كذا.(10/321)
الماء ورد، ولقد تساهل في أمر الدنيا الدنية التي أتعبتنا ولم يكن عنده إلا بلغة، سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس أحمد بن محمد الماسرجسي وأقرانهما، وتوفى في شهر ربيع الأول سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، وإنما كتب الحديث على كبر السن.
3155- القُباوى
بضم القاف وفتح الباء [1] المنقوطة من تحتها بنقطة [1] ، هذه النسبة إلى قبا، وهي بلدة كبيرة من بلاد فرغانة، والمنتسب إليها يلحق في نسبته الواو، فلهذا المعنى أفردت لها ترجمة، فمنها الخليل بن أحمد القباوي، كان فقيها زاهدا، حدث ببخارا وعثمان بن موسى بن مسلم القباوي أيضا حدث ببخارا، سمع منه أبو بكر محمد بن عبد الله السرخكتى والفقيه المقرئ داود القباوي وابنه سليمان، قال أبو كامل البصيري: كتبا الحديث معنا، وهما من أهل فرغانة من بلدة يقال لها: قبا والأديب أبو [المكارم-[2]] رزق الله بن [محمد بن أبى الحسين بن عمر-[2]] القباوي، روى لنا عن أبى الفضل بكر بن محمد بن على الزرنجرى، سمعت منه أحاديث يسيرة ببخارا، وكان يعلم الصبيان الأدب ومن القدماء منها أبو بكر مسعدة بن أسقع ابن مسعدة بن المبارك بن زيد بن أحمد الفرغاني القباوي، دخل سمرقند وحدث بها، وقيل: إنه مروزى سكن قبا فنسب إليها، يروى عن محمد ابن الجهم السمّرى وإبراهيم بن عبد الله العبسيّ وابن أبى هبيرة المكيّ ويحيى بن الفضل الخجنديّ وغيرهم، روى عنه أبو بكر محمد بن عصمة المقرئ. [3]
__________
[1- 1] م: «الموحدة» .
[2] من معجم البلدان لياقوت نقلا عن السمعاني، وفي أصول الأنساب بياض.
[3] وأبو إسحاق إبراهيم بن على بن الحسين القباوي الصوفي، شيخ الصوفية(10/322)
3156- القُبائى
بضم القاف والباء المعجمة من تحتها بواحدة هذه النسبة إلى قبا، وهو موضع بالمدينة، وبه مسجد ذكره الله في كتابه لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى من أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ [1] 9: 108، والمنتسب إليه أفلح بن سعيد الأنصاري، وهو من أهل قبا، يروى عن عبد الله ابن رافع، روى عنه زيد بن الحباب وعيسى بن يونس، قال أبو حاتم بن حبان [2] : هو شيخ من أهل قبا سكن المدينة، يروى عن الثقات الموضوعات، وعن الأثبات الملزقات، لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه بحال [3] .
وقال أبو على الغساني: أفلح بن سعيد القبائي، سكن قبا بالمدينة فنسب إليها، يروى عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، حدث عنه أبو عامر العقدي، روى له مسلم وحده ومجمع بن يعقوب، بن يزيد بن جارية [4] الأنصاري [5] من
__________
[ () ] بالثغر، يرجع إلى ستر طاهر، وسمت حسن، وطريقة مستقيمة، كثير الدرس للقرآن، طويل الصمت، ملازما لما يعنيه، ولد بما وراء النهر، وخرج صغيرا وتغرب وسافر إلى خراسان والعراق والحجاز، ثم نزل صور فاستوطنها إلى أن مات بها، وحدث بها كثير عنه، وكان سماعه صحيحا، ولد سنة 394 أو 395، وتوفى في سنة 471- ياقوت في معجم البلدان.
[1] آية رقم 108 من سورة التوبة.
[2] في المجروحين 1/ 167.
[3] وسيكرر ذكره فيما يأتى، ويذكر هناك قول ابن معين وأبى حاتم الرازيّ فيه بأنه صالح الحديث ولا بأس به.
[4] في الأصول «حارثة» .
[5] من هنا إلى كلمة «الأنصاري» ص 324 س 2 سقط من م.(10/323)
أهل قبا، روى عنه أهل المدينة، قال ابن أبى حاتم [1] : مجمع بن يعقوب القبائي، من أهل قبا، وهو ابن مجمع بن جارية [2] الأنصاري، عم [3] إبراهيم ابن إسماعيل بن مجمع، يكنى بأبي عبد الرحمن، مدينى، مات سنة ستين ومائة [4] ، روى عن محمد بن سليمان الكناني ومحمد بن إسماعيل، روى عنه يونس بن محمد المؤدب وأبو عامر العقدي وعبد الله بن مسلمة القعنبي وإسماعيل بن أبى أويس وقتيبة بن سعيد وعبد الرحمن بن عياش [5] الأنصاري القبائي، يروى عن دلهم بن الأسود [بن عبد الله بن حاجب ابن عامر بن المنتفق-[6]] العقيلي، روى عنه عبد الرحمن بن المغيرة الحزامي ومحمد بن سليمان القبائي، من أهل قبا، يروى عن أبى أمامة ابن سهل بن حنيف، روى عنه عبد العزيز الدراوَرْديّ وحاتم بن إسماعيل وعبد الرحمن بن أبى الموال وزيد بن الحباب وأفلح بن سعيد الأنصاري القبائي [7] ، روى عنه أبو عامر العقدي وزيد بن الحباب
__________
[1] في الجرح والتعديل ج 4 ق 1 ص 296، وانظر ص 295 أيضا.
[2] في الأصول «حارثة» .
[3] وقع في الأصول «عن» مصحفا.
[4] وقع في م «مائتين» .
[5] من الإكمال وغيره، ووقع في الأصول «عباس» خطأ.
[6] من الإكمال.
[7] وقد مر ذكره أول الرسم ص 323، وذكر هناك قول ابن حبان في جرحه، وهاهنا أورد ذكره من الجرح والتعديل ج 1 ق 1 ص 234.(10/324)
وابن المبارك وعيسى بن يونس، وهو يروى عن عبد الله بن رافع ومحمد بن كعب وبريدة [1] بن سفيان، وقال يحيى بن معين: أفلح بن سعيد ليس به بأس، وقال أبو حاتم الرازيّ: أفلح بن سعيد شيخ صالح الحديث وعاصم بن سويد [2] بن عامر الأنصاري القبائي، مدينى، وهو ابن يزيد ابن جارية، روى عن يحيى بن سعيد الأنصاري وموسى بن محمد بن إبراهيم، روى عنه أبو مصعب أحمد بن أبى بكر الزهري ومحمد بن الصباح الجرجرائى، قال ابن أبى حاتم [3] : سألت أبى عنه فقال: هو شيخ محله الصدق، روى حديثين منكرين، وسئل يحيى بن معين عنه فقال: لا أعرفه. [4]
__________
[1] من الجرح والتعديل، وفي الأصل «يزيد» وفي م «محمد بن يزيد» كذا.
[2] وقع في م «سعيد» مصحفا.
[3] في الجرح والتعديل ج 3 ق 1 ص 344.
[4] قال ياقوت: (قبثور) قال ابن بشكوال (في الصلة 1/ 212) : سعيد بن محمد بن شعيب بن أحمد بن نصر الله الأنصاري القبثورى، الأديب، الخطيب بجزيرة قبثور وغيرها، يكنى بأبي عثمان، يروى عن أبى الحسن الأنطاكي المقرئ وأبى زكريا العائذى وأبى بكر الزبيدي وغيرهم، وسمع من أبى على البغدادي يسيرا وهو صغير، وكان شيخا صالحا، من أئمة أهل القرآن، عالما بمعانيه وقراءاته، عالما بفنون العربية، متقدما في ذلك كله، حافظا فهما ثبتا، توفى في حدود سنة 420.
وقال: (قبذاق) مدينة من نواحي قرطبة بالأندلس، ينسب إليها أبو الوليد يوسف بن المفضل بن الحسن الأنصاري القبذاقي، لقيه السلفي بالإسكندرية وكتب عنه وقال: سمع بقرطبة نفرا من المتأخرين، وكان حريصا على الأخذ، فكتب عنى واستجازني الأمير أبا سفيان بن على ملك المغرب، سافر إلى(10/325)
3157- القُبْرِيانى
بضم القاف وسكون الباء [1] المنقوطة بواحدة [1] والراء المكسورة وبعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون [2] ، هذه النسبة إلى قبريان، وظني أنها قرية بإفريقية، والمشهور بالانتساب إليها سهل بن عبد العزيز القبريانى، قال ابن ماكولا: من أهل إفريقية، يروى عن سحنون بن سعيد المغربي.
3158- القُبرسي
بضم القاف [3] والراء بينهما الباء الموحدة الساكنة وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى قبرس، وهي جزيرة في بحر الروم، تنسب إليها الثياب القبرسية وهي الكتان. وأما طاهر بن عيسى بن قبرس المقرئ المصري التميمي القبرسي فنسب إلى جده- هكذا قيدت هذا الاسم عن أبى على الحسن بن مسعود بن الوزير الدمشقيّ الحافظ بكسر القاف والراء، يروى عن أصبغ بن الفرج، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني. [4]
__________
[ () ] المغرب ولم أسمع له خبرا.
وقال في (قبراثا) : قرية من نواحي بقعاء الموصل، ومنها كان أبو جورة محمد بن العباد الخارجي الّذي خرج على هارون الشاري الخارجي أيضا.
[1- 1] م: «الموحدة» .
[2] أي بعد الألف. وبتهامة عقبة يقال لها «قبريان» .
[3] ويذكر فيه (القبرسي) بكسر القاف والراء.
[4] وفي الإكمال: (القبري) بعد القاف باء موحدة بعدها راء (قال ياقوت في قبرة: كورة من أعمال الأندلس تتصل بأعمال قرطبة) ، فهو تمام بن موهب (وقع في معجم البلدان: وهب- خطأ) ، أندلسى، يعرف بالقبرى، قال(10/326)
__________
[ () ] ابن يونس: من أهل قبرة، ذكره الخشنيّ في كتابه (ذكره ابن الفرضيّ 1/ 115، وذكر ياقوت لقاءه أبا محمد وغيره، وسيأتي ذكر هذا اللقاء في ترجمة محمد بن موهب عن الإكمال) وعثمان بن [محمد بن] أحمد بن مدرك، أندلسى قبري، توفى بها سنة عشرين وثلاثمائة- قاله ابن يونس (وقال ابن الفرضيّ 1/ 347: كان معتنيا بالعلم، مفتى أهل قبرة) ومحمد بن موهب القبري، فقيه، لقي أبا محمد عبد الله بن أبى زيد بالقيروان وأبا الحسن القابسي وغيرهما (وأورد ياقوت ذكر هذا اللقاء في ترجمة تمام القبري، كما مر فوق) وطالع فنونا من العلوم، وجرت له فتنة بعد عوده إلى الأندلس في الكلام، مات قريبا من سنة أربعمائة (وذكره ابن بشكوال في الصلة 2/ 471) وابنه الحاكم أبو شاكر عبد الواحد يعرف بابن القبري، فقيه محدث أديب خطيب شاعر، سمع منه صديقنا أبو عبد الله الحميدي شيئا من شعره ومحمد بن محمود المكفوف القبري، أندلسى، أديب شاعر، ذكره أبو على بن أحمد- قاله الحميدي- انتهى. وقال ياقوت في المنتسبين إلى هذه الكورة: وعبد الله بن يونس بن محمد بن عبيد الله بن عباد بن زياد بن يزيد ابن أبى يحيى المرادي القبري، أصله من قبرة وسكن قرطبة، سمع من بقي بن مخلد كثيرا وصحبه، وكان هو والحسن بن سعد آخر من حدث عنه، وسمع من محمد ابن عبد السلام الخشنيّ وأحمد بن ميسرة الطرطوشي وسعيد بن عثمان الأعناقي، وسمع غيرهم، وسمع منه الناس كثيرا، قال ابن الفرضيّ (في تاريخ الأندلس 1/ 265) : وحدثني عنه جماعة، مات في شهر رمضان سنة 330 وهو ابن سبع وسبعين سنة ومحمد بن سليمان الجهنيّ القبري، من أهل قبرة سكن قرطبة، من أهل القرآن، واتخذه عبد الرحمن إماما في قصره ثم ولاه الصلاة والخطبة بمدينة الزهراء، وولاه قضاء قبرة، ومات سنة 372- انتهى. وانظر المشتبه ص 521.
ويستدرك أيضا (القبشي) بضم القاف وفتح الباء، نسبة إلى عين قبش غربي قرطبة، والمشهور بالنسبة إليها أبو بكر الحسن بن محمد بن مفرج بن حماد ابن الحسين المعافري القبشي، صاحب كتاب الاحتفال في تاريخ أعلام الرجال(10/327)
3159- القبضي
بفتح القاف والباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الضاد المعجمة، هذه النسبة إلى القبض، وهو بطن من رعين [1] ، والمشهور بهذه النسبة عبيد بن نمران القبضي، شهد فتح مصر- قاله ابن يونس وابنه زياد بن عبيد بن نمران القبضي [2] الرعينيّ، يروى عن رويفع بن ثابت وعقبة بن عامر رضى الله عنهما صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه حيوة بن شريح.
3160- القِبطى
بكسر القاف وسكون الباء المعجمة بواحدة والطاء المهملة، هذه النسبة إلى ثلاثة أشياء: والقبط طائفة بمصر قديمة، ويقال:
بنو قبطى [3] بن مصر، ويقال: قبط بن قوط بن حام. و «قبط» بطن من حمير [4] . و «قبطى» فرس لعبد الملك بن عمير، وهو أبو عمر، وهو أبو عمرو عبد الملك بن عمير القبطي الفرسى، وإنما قيل له «القبطي» لأنه كان
__________
[ () ] في أخبار الخلفاء والقضاة والفقهاء، ولد سنة 343، وتوفى بعد سنة 430- راجع صلة ابن بشكوال 1/ 135- 136 ومعجم البلدان لياقوت، وراجع تعليق المعلمي على الإكمال 6/ 358 وأخوه أبو القاسم مفرج بن محمد بن مفرج القبشي- راجع ترجمته في الصلة 2/ 584.
[1] هذا الرسم كله من الإكمال 6/ 411.
[2] كذا أورده هاهنا، ثم أورده فيما يأتى ص 330 في رسم (القبطي) نقلا من الجرح والتعديل لابن أبى حاتم وقال: قبط بطن من حمير.
[3] من هنا إلى ما قبل كلمة «بن عمير» س 11 سقط من م.
[4] وسيأتي ما فيه ص 330 ولعله اشتبه عليه ب «القبض» فهو في رعين من حمير.(10/328)
له فرس سبّاق يقال له «القبطي» فنسب عبد الملك إليه [1] ، رأى عليا والمغيرة بن شعبة، يروى عن جندب [بن عبد الله] وجابر بن سمرة رضى الله عنهم،/ روى عنه الثوري وشعبة، ولد لثلاث سنين بقين من خلافة عثمان رضى الله عنه، ومات سنة ست وثلاثين ومائة، وكان مدلسا.
وممن انتسب إلى ولائهم [2] أبو عبد الرحمن عبد الله بن الوليد بن هشام [3] القبطي، مولى القبطيين، من أهل حران، روى عن أبى نعيم الكوفي، روى عنه أبو عروبة السلمي- هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات وقال: مات- يعنى أبا عبد الرحمن- سنة اثنتين وخمسين ومائتين ومهاجر بن القبطية، يروى عن أم سلمة رضى الله عنها، أمه كانت قبطية، روى عنه حاتم بن أبى صغيرة ومسعر، قال أبو حاتم بن حبان: أحسبه أخا عبيد الله [4] بن القبطية وإبراهيم القبطي، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يكنى أبا رافع [5] ، شهد الفتح بمصر واختط بها، روى عنه من أهلها على ابن رياح، وصار إلى على رضى الله عنه فولاه بيت المال بالكوفة، وتوفى
__________
[1] وفي الإكمال: وكان يكره ذلك- انتهى. وقد مضى في ص 183 من هذا الجزء عن اللباب أنه ينسب «الفرسى» أيضا إلى فرسه. وراجع ترجمته في تهذيب التهذيب 6/ 411 والجرح والتعديل ج 2 ق 2 ص 360 وطبقات ابن سعد 6/ 220 وغيرها، وسيعيد ذكره نهاية الرسم ص 331 أطول مما هنا.
[2] كان في الأصول هنا زيادة: «منهم» .
[3] م: «هاشم» كذا.
[4] م: «عبد الله» .
[5] وسيكرر ذكره (ص 330) ويذكر هناك عدة أقوال في اسمه.(10/329)
سنة أربعين وإبراهيم بن مسلم بن يعقوب القبطي، مولى لبني فهر [1] ، كان فقيها، يقال: إن لجده يعقوب صحبة- وكان يعقوب ممن بعثه المقوقس مع مارية والهدية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وتولى بنى فهر [2]- حدث إبراهيم عن أبى علقمة مولى ابن عباس رضى الله عنهما، حدث عنه بكر بن عمر وحيي بن عبد الله المعافريان وعبيد بن جبر- ويقال ابن جبير- القبطي، يروى عن أبى مويهبة، روى عنه يعلى بن عطاء وجماعة نسبوا إلى قبط مصر، منهم جبير بن عبد الله القبطي، مولى بنى غفار، رسول المقوقس بمارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل مصر ينسبونه إلى ولاء أبى بصرة الغفاريّ ومسلم بن يعقوب القبطي، مولى لبني فهر [2] ، وأبوه يعقوب كان أحد رسل المقوقس وأبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقال اسمه: أسلم، ويقال: هرمز، ويقال: إبراهيم، ويقال: ثابت [3] ، وكان قبطيا.
والثاني قبط بطن من حمير [4] ، منهم زياد بن عبيد [5] القبطي، يروى
__________
[1] هكذا في الأصول والإكمال المنقول عنه ما هنا، وفي اللباب «فهم» وانظر ما مضى ص 268- 269 مع التعليق في (الفهري) و (الفهميّ) ، والفهم من الأزد وهم في مصر.
[2] في اللباب «فهم» والله أعلم، وانظر ما سبق.
[3] وقد مضى فيما مضى (ص 329) بأنه «إبراهيم القبطي أبو رافع» .
[4] من م، وفي الأصل «قبط من بنى حمير» .
[5] وقع في الأصول واللباب «عبيد الله» وقد مر ص 328 في رسم (القبضي) ، وانظر الجرح والتعديل ج 1 ق 2 ص 539. ورعين بطن من حمير، انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 407 وليس فيه أن «قبط» بطن من حمير، فالصواب إذا أنه «القبضي» ، واشتبه على أبى سعد، وراجع الإكمال 6/ 411 (القبضي) .(10/330)
عن رويفع بن ثابت، روى عنه حيوة بن شريح، قال عبد الرحمن بن أبى حاتم: سمعت أبى يقول ذلك.
والثالث لقب عبد الملك بن عمير القبطي، وقد سبق ذكره [1] ، أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الحافظ، وأبو منصور على بن على ابن عبيد الله [2] الأمين وأبو سعد [3] أحمد بن على المروزي [3] جميعا ببغداد قالوا أنا أبو محمد بن هزارمرد الصريفيني الخطيب أنا أبو القاسم ابن حبابة أنا أبو القاسم البغوي حدثني إبراهيم بن هانئ ثنا أحمد بن حنبل ثنا سفيان قال: جاء رجل فقال: إني أريد عبد الملك بن عمير القبطي! فقال: أنا عبد الملك بن عمير، والقبطي فرس سبق- يعنى «القبطي» اسم فرسه، وقيل فيه غير ذلك. حدثنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ من لفظه بأصبهان أنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ أنا أبو القاسم على بن [أحمد بن-[4]] محمد بن البسري أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى ثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن الأنباري ثنا محمد بن المرزبان ثنا أبو عكرمة الضبيّ قال: إنما قيل لعبد الملك بن عمير «القبطي» لأن بعض أمهاته كانت قبطية فنسب إليها وزياد بن عبيد القبطي، قال ابن أبى حاتم [5] : القبط
__________
[1] ص 328- 329.
[2] م: «عبد الله» .
[3- 3] من م، وفي الأصل «أحمد بن محمد بن على الرفرفى» .
[4] من الأنساب 2/ 227.
[5] هذا تكرار وقد مر فوق.(10/331)
بطن من حمير، روى عن رويفع بن ثابت، روى عنه حيوة بن شريح، سمعت أبى يقول ذلك.
3161- القَبَلى
بفتح القاف والباء [1] المفتوحة المنقوطة بواحدة [1] ، وفي آخرها اللام، هذه النسبة ... [2] والمشهور بهذا الانتساب أبو بكر محمد بن عمر بن حفص بن الحكم الثغري، المعروف بالقبلى، قدم بغداد [3] وحدث بها عن محمد بن عبد العزيز بن المبارك وهلال بن العلاء والحسن ابن عصام بن بسطام وجعفر بن محمد بن الحجاج الرقى وغيرهم، روى عنه أبو بكر الشافعيّ وعمر بن محمد بن الزيات ومحمد بن عبيد الله بن الشخير وأبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الموصلي وأبو بكر أحمد بن إبراهيم ابن شاذان وأبو حفص بن شاهين والمعافى بن زكريا النهرواني، وقال أبو الحسن الدار قطنى: محمد بن عمر القبلي ضعيف جدا.
3162- القَبى
بفتح القاف وكسر الباء المشددة [4] المنقوطة بواحدة [4] ،
__________
[1] م: «الموحدة» .
[2] بياض في الأصول كلها، وقال ياقوت: هذه النسبة إلى (قبلة) بالتحريك، مدينة قديمة قرب الدربند، وهو باب الأبواب من أعمال أرمينية- إلخ، ونسب إليها أبا بكر الّذي في المتن. وفي المشتبه للذهبى ص 447: القاضي أحمد ابن الحسن القبلي، عن الإسماعيلي، روى عنه أبو محمد السفنى- انتهى. وقال ابن ناصر الدين: وقبل- محرك- مكان بدومة الجندل، وقبلة- بالتحريك- مدينة أيضا من أعمال الفرع، تبعد عن مدينة قبلة (من أعمال أرمينية) بنحو خمس ليال.
[3] فترجمته من تاريخ بغداد 3/ 24.
[4- 4] م: «الموحدة» .(10/332)
هذه النسبة إلى القبّ، وهي مكيال تكال [1] به الغلات [2]- قاله ابن ماكولا، والمشهور بالانتساب الى هذه النسبة [3] أبو سليمان أيوب بن يحيى بن أيوب الحراني القبى، أخبرنا أبو الحسن الصائغ إجازة شافهني بها أنبأنا [4] أبو بكر الخطيب الحافظ [أخبرنى أبو الحسن على بن الحسين العلبى بدمشق أنا تمام بن محمد بن عبد الله الرازيّ ثنا أبو الحسن على بن الحسن بن علان الحراني الحافظ-[5]] في كتاب تاريخ الجزريين [6] قال: أيوب بن يحيى بن أيوب من أهل حران، كان يعرف بالقبي، كان له قب خلفه، يكنى أبا سليمان، وكان من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، مات [بعد-[5]] سنة ثمانين [7] ومائتين.
3163- القُبى
بضم القاف وتشديد الباء [8] المنقوطة بواحدة [8] ، هذه النسبة إلى قب، وهو بطن من مراد، قال ابن ماكولا: منسوب إلى قبيل من مراد، والمشهور بالانتساب إليهم عمران بن سليمان المرادي القبى، من الأتباع، من أهل الكوفة، يروى عن الشعبي، روى عنه عيسى
__________
[1] من م، في الأصل «يكيل» .
[2] وقد مر رسم (القباني) ص 319 وما بعدها.
[3] م: «والمشهور بهذا الانتساب» .
[4] ليس في م.
[5] من م والمراجع، وسقط من الأصل.
[6] وانظر (الحراني) في الأنساب 4/ 107.
[7] وقع في م «ثمان» خطأ، وانظر (القبى) في الإكمال.
[8- 8] م: «الموحدة» .(10/333)
ابن يونس وحفص بن غياث [1] وأبو جعفر القبى المرادي، أدرك عبد الله بن مسعود رضى الله عنه، روى عنه عمران بن سليم وعمر بن كثير القبى الكوفي [2] ، سمع سعيد بن جبير، روى عنه حسان بن أبى يحيى الكندي وحبان بن أبى معاوية القبى، من شيوخ الشيعة، ذكره ابن فضال- هكذا قال الدار قطنى. [3]
-
باب القاف والتاء
3164- القَتّاب
بفتح القاف والتاء المشددة [4] وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى بيع القتب، وهو إكاف الجمل، والمشهور بهذه النسبة عمر بن فروخ القتاب العبديّ، من أهل البصرة، يروى عن بسطام بن النضر وحبيب بن الزبير وغيرهما، روى عنه وكيع بن
__________
[1] في الإكمال: يروى عن قتادة، وحدث عنه يزيد بن أبى حبيب- كذا، وسيأتي عن الذهبي.
[2] في الإكمال: منسوب إلى القبة، وهي الرحبة بالكوفة- قاله يحيى بن معين- انتهى، وراجع (الفبى) ص 145 من هذا الجزء.
[3] قال في المشتبه ص 521: وعمران بن سليم القبى، منسوب إلى قبة الكوفة، يروى عن قتادة، وعنه يزيد بن أبى حبيب- كذا. وقد مر عمران بن سليمان.
وقال ياقوت: وسعد بن بشر الجهنيّ القبى، عن أبى مجاهد الطائي عن أبى المدلة، لا يدرى من أيهما هو؟ أمن القبيلة من مراد أم من قبة الكوفة وقبة جالينوس بمصر، وقد نسب إليها جماعة، ذكره بعض أهل الإسكندرية وقبة الرحمة بالإسكندرية (ولها قصة) وقبة الحمار كانت دارا ببغداد (ولها قصة أيضا) وقبة الفرك موضع كان بكلواذى في شعر أبى نواس.
[4] بعدها الألف.(10/334)
الجراح ويعقوب الحضرميّ وكثير بن هشام وقرة بن سليمان وأبو نعيم وأبو عمر الحوضيّ، قال ابن ماكولا: عمر بن فروخ كان يبيع الأقتاب.
/ وقال الدار قطنى: وأما قتاب [1] فهو ذو قتاب بن مالك بن زيد ابن سهل، أخو السمع بن مالك رهط أبى رهم أحزاب ابن أسيد السمعي- قال ذلك أحمد الحباب الحميري النسابة في نسب كندة. [2]
3165- القَتَّات
بفتح القاف وتشديد التاء الأولى المعجمة بنقطتين من فوق وفي آخرها [3] تاء أخرى، هذه النسبة إلى بيع القت، وهو نوع من الكلاء [4] تسمن به الدواب [5] ، والمشهور بالانتساب إليه أبو يحيى القتات، واسمه عبد الرحمن بن دينار، وقيل: زاذان، من أهل الكوفة [6] ، يروى عن مجاهد، روى عنه الثوري وأهل الكوفة، ممن فحش خطؤه وكثر وهمه، حتى سلك غير مسلك العدول في الروايات، وجانب
__________
[1] وأورده ابن ماكولا بفتح القاف والتاء المخففة.
[2] قال في الإكمال: وقتاب بن حفص البلخي، يروى عن حمدان بن سهل وغيره، روى عنه عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم الحدانى البلخي- انتهى. فكأنه اسم أيضا.
[3] بعد الألف.
[4] في اللباب المطبوع «هو الفصة» ، وهي الفصفصة، حب بري يأكله أهل البادية بعد دقه وطبخه، وكذا نباته تعلفه الدواب، والعامة تقول: الفصة.
[5] من م، وفي الأصل: «يستمن به الدابة» .
[6] راجع تهذيب التهذيب 12/ 277.(10/335)
قصد السبيل في أسبابها، يجب أن يتنكب ما انفرد به من الأخبار، وإن اعتبر بما وافق الثقات من الآثار فلا ضير من أن غير يحكم بموافقته أحد النقل [1] على أحد فيه، وقد قيل إن اسم أبى يحيى القتات: زاذان، وقيل: مسلم، والأول أشبه وأبو عمر محمد بن جعفر [2] بن محمد [2] بن حبيب ابن أزهر القتات الكوفي، يروى عن أبى نعيم الفضل بن دكين الملائى وأحمد بن يونس ومنجاب بن الحارث، [3] روى عنه إسماعيل بن على الحطبى وأبو بكر الشافعيّ وأبو بكر ابن الجعابيّ وغيرهم ... [4] إلى الكوفة فدفن بها وأخوه الحسين بن جعفر بن محمد بن حبيب القتات، كوفى، يروى عن يزيد بن مهران بن أبى خالد الخباز ومنجاب بن الحارث وعبد الحميد ابن صالح والربيع بن النعمان القتات، كوفى أيضا وأبو يحيى مسلم القتات، ويقال: زاذان، ويقال: عبد الرحمن بن دينار [5] . [6]
3166- القِتْبانى
بكسر القاف وسكون التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وبعدها باء منقوطة بواحدة وفي آخرها [7] النون، قتبان موضع
__________
[1] وفي م: من غير أن يحكم بموافقة العدالة في النقل- إلخ.
[2- 2] ليس في الإكمال.
[3] من هنا إلى «الحارث» س 9 سقط من م.
[4] كذا، وأهمل في الأصول.
[5] وقد مر.
[6] وفي المشتبه للذهبى: وعمر بن يزيد الرقى القتات.
[7] بعد الألف.(10/336)
بعدن من بلاد اليمن- هكذا ذكره أبو حاتم محمد بن حبان البستي، وأبو شعيب موسى بن عبد العزيز القتباني قال: يروى عن الحكم بن أبان وأهل اليمن، روى عنه بشر بن الحكم النيسابورىّ وابنه عبد الرحمن، مات سنة خمس وتسعين ومائة- هكذا كلام أبى حاتم، وأنا سمعت في نسبه: أبو شعيب «القتبارى» بالقاف المكسورة والنون والباء والراء، وكذا حدث أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد وأبو حامد أحمد ابن محمد بن الشرقي النيسابوريان الإمامان التقيان الحافظان عن عبد الرحمن ابن بشر بن الحكم العبديّ عن أبى شعيب القتبارى عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما حديث صلاة التسبيح، وسألت أبا على الحسن بن مسعود الوزير الدمشقيّ الحافظ عن هذه النسبة فقال:
«كتبار» نبت يفتل منه خيوط تشد بها السفن، فعرب وقيل له «قتبار» وأبو شعيب نسب إلى ذلك- والله أعلم. وقتبان في اليمن بطن من رعين نزل مصر [1] ، والمنتسب إليه عياش بن عباس الفتبانى، كنيته أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو عبد الرحيم، [2] من أهل مصر [2] ، يروى عن أبى عبد الرحمن الحبلى وأبى سلمة بن عبد الرحمن، روى عنه الليث بن سعد والمفضل بن فضالة وابنه أبو جعفر [3] عبد الله بن عياش وجابر بن
__________
[1] وقال ابن ماكولا في (القتبان) بعد ما ذكر قتبان رعين: وقتبان بن ردمان ابن وائل بن الغوث، ذكره الحباب في قبائل حمير- انتهى. وأورده ابن سعد قبل ترجمة عاصم بن كليب الآتية فيما يأتى ص 340.
[2- 2] سقط من م.
[3] وفي الإكمال المأخوذ منه «أبو حفص» .(10/337)
ياسر بن عريص بن فدك بن ذي ايوان بن عمرو بن قيس بن سلمة ابن شراحيل بن الحارث بن معاوية بن [1] مرتع بن [1] قتبان بن مصبح بن وائل ابن رعين القتباني، شهد فتح مصر، وهو جد عياش وجابر ابني عباس ابن جابى، وكذلك هو بخط الصوري أبى عبد الله الحافظ والمفضل بن فضالة بن عبيد القتباني، أبو معاوية، قاضى مصر، [2] يروى عن عقيل بن خالد، حديثه في الصحيحين [2] وابنه فضالة بن المفضل وأخوه عبد الله بن المفضل ابن فضالة القتباني، مات سنة أربع وثمانين ومائة، وما علمت له رواية- قاله ابن يونس وأبو زرعة عبد الأحد بن الليث بن عاصم [بن كليب] القتباني [3] وجابر بن العباس بن جابر القتباني، حدث عنه سيار بن عبد الرحمن، [يروى عن سحنون بن سعيد-[4]] الصدفي وعبد العزيز بن صالح [قوله-[4]] وحذيفة القتباني الزاهد، رآه أبو زرارة القتباني- ذكر ذلك ابن يونس وفرج [5] بن إسحاق بن مسرة القتباني [6] ، مولى أبى زرارة القتباني [7] ، يروى عن أبى عبد الله سعد بن عمر [بن عمرو-[4]] بن سواد
__________
[1- 1] سقط من م.
[2- 2] ما بين الرقمين كان في الأصل بعد ترجمة ابنه عبد الله الآتية بقوله: والمفضل- إلخ، وسقط من م، وراجع ترجمته في تهذيب التهذيب 10/ 273 وغيره.
[3] وسيكرر ذكره ص 339، وهناك بعض تفصيل.
[4] من الإكمال.
[5] وقع في م «روح» كذا.
[6] وسنورد في التعليق نهاية الرسم ص 340 ترجمة أبيه إسحاق من الإكمال،
[7] من هنا إلى «مصرى» ص 339 س 2 سقط من م.(10/338)
السرحى، حدث عنه ابن يونس وأبو شجاع سعيد بن يزيد القتباني، مصرى، روى عنه ليث بن سعد وابن المبارك [1] وأبو غسان محمد بن مطرف وأبو زرارة الليث بن عاصم، مات بالإسكندرية سنة أربع وخمسين ومائة، وكان ثقة عابدا مجتهدا- ذكره ابن يونس، وليس بمصر من حديثه إلا [حديث] واحد حديث فضالة بن عبيد: اشتريت يوم خيبر قلادة وسفيان بن أمية القتباني، روى عنه رجاء بن أبى عطاء المعافري- قاله ابن يونس وشرحبيل بن حميل القتباني، روى عنه يحيى ابن بكير- قاله ابن يونس وشيبان بن أمية القتباني، أبو حذيفة، شهد فتح مصر، روى عن رويفع بن ثابت وأبى عميرة المزني، روى عنه شييم بن بيتان وبكر بن سوادة الجذامي وشييم بن بيتان القتباني، يروى عن جنادة بن أبى أمية، روى عنه عياش بن عباس القتباني وخير بن نعيم وأبو محمد الصباح بن الحسن بن عبد الأحد بن الليث بن عاصم [بن كليب] القتباني، ذكره ابن يونس وقال: ما كتبت عنه شيئا وأبو زرعة عبد الأحد ابن ليث بن عاصم بن كليب القتباني، يروى عن حيوة بن شريح ومالك ابن أنس ويحيى بن أيوب وغيرهم، مات سنة ثمان وعشرين ومائتين، وسمع من جده وهو صدوق في الحديث وقال: رأيت أشهب يخضب عنفقته، وتوفى لعشر خلون من رمضان سنة تسع وستين ومائتين وأبو عثمان سعيد بن عيسى بن تليد الرعينيّ الفقيه، يروى عن بكر بن مضر وابن عيينة، روى عنه ابن أخيه مقدام/ بن داود بن [2] تليد القتباني، توفى سنة تسع
__________
[1] وهنا في م اختلطت العبارة بما في ترجمة شرحبيل بن حميل واختبطت.
[2] وكذا هو في الإكمال رسم (قتبان) ولعله سقط هنا «سعيد بن» .(10/339)
عشرة ومائتين، وهو من موالي قتبان. وذكر ابن الحباب: قتبان بن ردمان بن وائل بن الغوث في قبائل حمير- قاله ابن ماكولا وأبو الليث عاصم بن كليب بن حبار بن حبر بن ناشرة بن مري بن الأرقم بن مرثد ابن [ذي مرثد بن-[1]] جبير بن مالك بن سراحيل بن برغش بن قتبان القتباني وابنه أبو زرارة الليث بن عاصم وابن ابنه أبو زرعة عبد الأعلى ابن الليث ولعاصم أخ يقال له رجاء، أكبر منه، توفى عاصم سنة ستين ومائة- قاله ابن يونس في تاريخ مصر. [2]
3167- القُتَبى
بضم القاف وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوق وكسر الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى الجد، وإلى بطن من باهلة، فأما النسبة إلى الجد- هو قتيبة- فالمشهور بهذه النسبة أبو محمد عبد الله ابن مسلم بن قتيبة الدينَوَريّ الكاتب [3] ، من أهل الدينور سكن بغداد، وهو صاحب التصانيف [4] ك: غريب الحديث» و «مختلف الحديث» و «المعارف» و «مشكل القرآن» و «مشكل الحديث» و «أدب الكاتب»
__________
[1] من م.
[2] وذكر ابن ماكولا بعد ترجمة عبد الأحد القتباني: وإسحاق بن مسرة القتباني، [قال:] رأيت أبا شبيب أنيس بن دارم الشاعر، روى عنه ابنه الفرج، روى عن ابنه ابن يونس- انتهى.
[3] ويقال له «القتيبي» أيضا، ذكره ابن ناصر الدين في تعليقه على المشتبه للذهبى وقال: وهو عجمي الأصل.
[4] راجع تاريخ بغداد 10/ 170 ووفيات الأعيان ولسان الميزان 3/ 357 وغيرها.(10/340)
و «عيون الأخبار» و «الأنواء» [1] وغيرها من الكتب الحسنة المفيدة، وحدث عن إسحاق بن راهويه ومحمد بن زياد الزيادي وأبى حاتم السجستاني وأبى الخطاب زياد بن يحيى الحسانى، روى عنه ابنه أحمد [وعبيد الله ابن عبد الرحمن السكرى وإبراهيم بن محمد بن أيوب الصائغ وعبيد الله ابن جعفر بن درستويه الفارسي وعبيد الله بن أحمد-[2]] بن بكير التميمي، روى عنه أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي الأديب، وقيل: إن أباه مروزى، وأما هو فمولده بغداد وأقام بالدينور مدة فنسب إليها، ومات فجأة، صاح صيحة سمعت من بعد ثم أغمى عليه [ثم اضطرب ساعة] ثم هدأ، وما زال يتشهد إلى وقت السحر، وذلك في أول ليلة من رجب سنة ست وسبعين ومائتين، وقيل: مات في ذي القعدة سنة سبعين ومائتين وحفيده أبو أحمد عبد الواحد بن أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة القتبى، ولد ببغداد سنة سبعين ومائتين، وانتقل إلى مصر فسكنها وروى بها عن أبيه عن جده كتبه المصنفة، سمع منه أبو الفتح عبد الواحد ابن مسرور البلخي، وكان ثقة.
وأما المنتسب إلى باهلة فهم رهط قتيبة بن معن، بيت باهلة [3] ،
__________
[1] وكتاب المعاني الكبير، والإمامة والسياسة، والشعر والشعراء، والعرب وعلومها.
[2] من م والمراجع، وسقط من الأصل.
[3] راجع.؟ جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 234.(10/341)
منهم العلاء بن هلال القتبى، من باهلة [1] وابنه هلال بن العلاء بن هلال القتبى [1] ، و [2] أهل بيتهم. [3]
3169- القَتِيرى
بفتح القاف وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها ثم الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بنى قتيرة، وهم من تجيب [4] ، والمشهور بهذا الانتساب أبو مروان حبيب ابن الشهيد القتيري، مولى عقبة بن بحرة التجيبي القتيري، يروى عن حنش الصنعاني، يروى عنه يزيد بن أبى حبيب وجعفر بن ربيعة، توفى سنة تسع ومائة ومحمد بن روح القتيري، مصرى، يحدث عن ابن وهب [5]
__________
[1- 1] سقط من م. وقال ابن ناصر الدين: وهم من بنى قتيبة بن معن، بطن من باهلة حضنتهم فغلبت عليهم وهم من قيس عيلان.
[2] م: «في» .
[3] وأبو الفتح نصر بن قتيبة القتبى، عن داود بن رشيد وغيره، وعنه محمد ابن هارون بن شعيب، مات سنة اثنتين وثلاثمائة- هامش المشتبه للذهبى ص 522، راجع الإكمال 6/ 374- 375 وطالع ما حقق المعلمي هناك وما استدركه في هذا الرسم فإنه أفاد كثيرا.
[4] وهو قتيرة بن حارثة بن عبد شمس بن معاوية بن جعفر بن أسامة بن سعد ابن أشرس بن شبيب بن السكون، بطن من تجيب- اللباب، وجمهرة أنساب العرب ص 403.
[5] ويونس بن هارون الأردني وعلى بن الحسن السامي وأبى الحسن الإسكندراني (قال الدار قطنى: اسمه على بن زياد) ، روى عنه يحيى بن أيوب الأعور وأحمد بن حفص بن يزيد المعافري المعروف بابن أبى عمر الشيخ الصالح(10/342)
وأبو مرزوق القتيري التجيبي- هكذا ذكره ابن ماكولا والحسن بن العلاء القتيري، يروى عن عبد الصمد بن حسان، روى عنه سلمان بن إسرائيل الخجنديّ.
باب القاف والثاء
3170- القَثاثى
بفتح القاف والألف بين الثاءين المثلثتين، هذه النسبة إلى قثاث، وهو بطن من مهرة، وهو قثاث بن قمومى بن بقلل [1] بن العيدي بن ندعى بن مهرة، ومن ولده: ذهبن بن قرضم ابن الجعيل [2] بن قثاث القثاثى، الوافد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يكرمه لبعد مسافته، وذكره الطبري فقال: زهير بن قرضم- والله أعلم. [3]
-
باب القاف والحاء [4]
3171- القَحذمى
هذه النسبة إلى الجد، وهو قحذم- بفتح القاف
__________
[ () ] وأزهر بن زفر وإسماعيل بن داود بن وردان المصريون- الإكمال 6/ 400.
[1] وقع في اللباب «بقلك» وفي م «تملك» خطأ، وفي الإصابة «يقلل» .
[2] كذا في الأصول، وقال الأمير ابن ماكولا: وكذا قال هاهنا الدار قطنى وهو خطأ، وقد ذكره على الصحة في باب الدال «العجيل» وكذا هو في كتاب ابن سعيد- إلخ. وراجع الإصابة في معرفة الصحابة لابن حجر رقم 2487 ففيها بعض زيادة في نسبه.
[3] وقال في المشتبه ص 19 (القثائى) : هيثم القثائى، له حكاية مع المأمون في الأمر بالمعروف، رواها عن الحسن بن ثواب.
[4] وقال ابن الأثير: فاته (القحافى) بضم القاف وفتح الحاء وبعد الألف فاء،(10/343)
وسكون الحاء وفتح الذال المعجمة [1] وفي آخرها ميم، والمشهور بها أبو عبد الرحمن الوليد بن هشام بن قحذم القحذمي: من أهل البصرة، يروى عن حريز بن عثمان عن عبد الله بن بشر وعن أبيه، روى عنه أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحيّ وسليمان بن معبد السنجى، مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين، قال ابن أبى حاتم الرازيّ [2] : سمع منه أبى أيام الأنصاري ومحمد بن مسلم.
3172- القَحطانى
بفتح القاف وسكون الحاء وفتح الطاء المهملتين وفي آخرها النون [3] ، هذه النسبة إلى قحطان، ونزل اليمن وهو من ملوكها، وهو قحطان بن عابر بن شالخ، وهو أول من سلم عليه، وحيي؟
ب «أبيت اللعن» ، وقحطان هو الّذي انتسب جميع الأنصار إليه واليمن كلها، وهم بنو يعرب بن يشجب بن قحطان، [4] واسمه «يقطن» بن عابر ابن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح- قال ذلك ابن الكلبي، وقيل: اسمه «يقطان» ، وقال إسماعيل بن أبى أويس: اسم قحطان [4] «مهزم» سمى
__________
[ () ] هذه النسبة إلى قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن سعيد بن مالك بن نسر ابن وهب الله بن شهران بن عفرس بن حلف (بفتح الحاء وسكون اللام) ابن خثعم، وهم بيت خثعم، منهم إبراهيم بن عبد الله بن النعمان بن تيم بن كعب ابن مالك بن قحافة القحافى، كان شريفا بالشام وشهد مع معاوية حروبه.
[1] وقع في الأصل: «وسكون الحاء وفتح الدال المهملتين» .
[2] في الجرح والتعديل ج 4 ق 2 ص 20.
[3] بعد الألف.
[4- 4] ما بين الرقمين سقط من م.(10/344)
قحطان لأنه كان أول من تجبر وغصب وظلم وقحط أموال الناس من ملوك العرب، [وقيل: قحطان بن الهميسع بن تيمن بن نبت بن إسماعيل ابن إبراهيم، وقحطان جرثومة العرب-[1]] ، واختص جماعة بالانتساب إليه، منهم أبو عبد الله محمد بن صالح بن السمح بن صالح بن هاشم بن عريب القحطانى المالكي المعافري الأندلسى [2] ، وقال غنجار في تاريخ بخارا: هو محمد بن صالح بن محمد بن السمح [- بن صالح-[3]] [بن هاشم بن عريب القحطانى المالكي-[4]] المعافري الأندلسى، كان فقيها حافظا، جمع تاريخ لأهل الأندلس، روى عن محمد بن رفاعة ومحمد بن وضاح وإبراهيم بن الفراز والحسن بن سعد وأحمد بن حزم والقاسم بن أصبغ الأندلسيين، وسمع بالشام خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، وببغداد إسماعيل بن محمد الصفار، ذكره أبو سعد الإدريسي في تاريخ سمرقند فقال: أبو عبد الله الفقيه القحطانى، قدم علينا سمرقند قبل الخمسين وثلاثمائة وكتب بها عن مشايخنا، وأكثر عنهم، وجمع تاريخا للاندلسيين سمعناه [منه-[4]] بسمرقند، وكان من أفاضل الناس ومن ثقاتهم، جمع من الحديث شيئا لا يوصف من مشايخ الأندلس والمغرب والشام والحجاز/ والعراق والجبال وخراسان وما وراء النهر، ومات- رحمه الله- ببخارا
__________
[1] من م واللباب، وانظر ما قاله ابن حزم في جمهرة أنساب العرب ص 6- 7، وأورد ذكر القحطانيين من ص 310.
[2] قال ابن الفرضيّ في تاريخ علماء الأندلس 2/ 91: هو قرطبى- إلخ.
[3] كذا في اللباب، وليس في الأصل ولا في م.
[4] من م، وليس في الأصل.(10/345)
في نيف وسبعين وثلاثمائة، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور فقال: محمد بن صالح بن محمد بن سعد بن بزار [1] بن عمر بن ثعلبة القحطان المعافري، الفقيه أبو عبد الله الأندلسى المالكي، وكان ممن رحل من المغرب إلى المشرق، وإنا اجتمعنا بهمذان في شوال من سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، فتوجه منها إلى أصبهان، وقد كان سمع في بلاده وبمصر من أصحاب يونس بن عبد الأعلى وأبى إبراهيم المزني، وبالحجاز من أبى سعيد بن الأعرابي، وبالشام خيثمة بن سليمان، وبالجزيرة من أصحاب على بن حرب، وببغداد من إسماعيل الصفار، ورد بنيسابور في ذي الحجة سنة إحدى وأربعين، وسمع الكثير، ثم خرج إلى مرو ومنها إلى أبى بكر بن حبيب [2] فبقي بها إلى أن توفى رحمه الله ببخارا في رجب من سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، وقال غنجار: توفى أبو عبد الله الأندلسى ببخارا سنة تسع وسبعين وثلاثمائة [3] .
3173- القحْطبى
بفتح القاف وسكون الحاء وفتح الطاء المهملتين وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى قحطبة، والمشهور بهذه النسبة أبو الغوث الطيب بن إسماعيل بن الحسن بن قحطبة بن خالد بن معدان الطائي [4] القحطبي، من أهل بغداد [5] ، وسمى «طى» أيضا، نسب إلى جده، حدث
__________
[1] في م «بزاز» فحرره.
[2] في م: «ومنها إلى بكر بن حنيف» كذا.
[3] وقال ابن الفرضيّ: وكان كتابة للحديث، رحل إلى خراسان واستوطن بخارا وتوفى بها سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة فيما ذكره عبد الرحمن ابن عبد الله التاجر.
[4] من هنا إلى «الطبراني» ص 347 س 3 سقط من م.
[5] ترجمته من تاريخ بغداد 9/ 362 وكذا ذكره في «طى» أيضا ص 366.(10/346)
عن أحمد بن عمران الأخنسي وعبد الرحمن بن صالح الأزدي، روى عنه عبد الباقي بن قانع الحافظ وسماه «الطيب» ، وروى عنه أبو القاسم سليمان ابن أحمد بن أيوب الطبراني وسماه «طى» [1] ، وكانت وفاته قبل سنة ثلاثمائة- إن شاء الله وأبو عمار الحسين بن حريث المروزي القحطبي الخزاعي، مولى الحسن بن ثابت بن قحطبة، مولى عمران بن حصين- هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان [2] ، يروى عن الفضل بن موسى السينانى، روى عنه الحسن بن سفيان، ومات بقرميسين منصرفا من الحج سنة أربع وأربعين ومائتين [3] وأبو الفضل العباس بن أحمد بن على القحطبي، من أهل جرجان، وكان رئيسها [4] ، يروى عن محمد بن عمران المقابري، روى عنه أبو نعيم عبد الملك بن أحمد بن نعيم النعيمي ومحمد بن إبراهيم القحطبي، بغدادي، يروى عن معاوية بن عمرو، قال ابن أبى حاتم [5] : كتبت عنه مع أبى، وهو صدوق، كتب لنا إبراهيم بن [أورمة-[6]] بخطه ما سمعنا منه.
__________
[1] وكان هنا في الأصل بعض تكرار.
[2] هكذا قال ابن حبان، وهو من رجال التهذيب، روى عنه البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم، روى عن ابن المبارك والفضيل بن عياض وابن عيينة وغيرهم، وفي تهذيب التهذيب 2/ 333: أبو عمار الحسين بن حريث بن الحسن بن ثابت بن قحطبة (وهناك قطبة) الخزامي مولاهم المروزي- إلخ، وفي الخلاصة: هو مولى عمران بن الحصين.
[3] وقع في م بالرقم «242» .
[4] فترجمته من تاريخ جرجان للسهمى ص 363 الطبعة الثانية.
[5] في الجرح والتعديل ج 3 ق 2 ص 187، وانظر تاريخ بغداد 1/ 389.
[6] سقط من الأصل.(10/347)
باب القاف والدال
3174- القدَّاح
بفتح القاف وتشديد الدال المهملة [1] وفي آخرها الحاء المهملة أيضا، هذا.... [2] ، والمشهور به أبو عثمان سعيد بن سالم القداح، أصله من خراسان سكن مكة، يروى عن ابن جريج، روى عنه الشافعيّ، وكان يرى الإرجاء، وكان يهم في الأخبار حتى يجيء بها مقلوبة حتى خرج بها عن حد الاحتجاج به [3] . قال ابن أبى الحاتم الرازيّ [4] : سعيد ابن سالم أبو عثمان القداح كوفى سكن مكة، روى عن ابن جريج وسفيان الثوري، روى عنه يحيى بن آدم والشافعيّ وأسد بن موسى وأحمد بن يونس، قال يحيى بن معين: القداح ليس به بأس، وقال أبو حاتم الرازيّ:
محله الصدق، وقال أبو زرعة: هو عندي إلى الصدق ما هو وعبد الله ابن ميمون القداح، من أهل مكة، يروى عن جعفر بن محمد بن طلحة
__________
[1] بعدها الألف.
[2] بياض في الأصل، وأهمل في م، وهذا يقال لمن يبرئ القداح- بكسر القاف- وهو جمع قدح وهو السهم قبل أن ينصل ويراش، ويقال أيضا لسهم الميسر، وكان عبد الله بن ميمون يبري القداح. و «القدّاح» يقال لصانع الأقداح أيضا، وهي آنية للشرب.
[3] قاله ابن حبان في المجروحين 1/ 317، وذكر فيه قول يحيى بن معين بأنه ليس بشيء، على خلاف ما سيأتي عنه فيه من كتاب الجرح والتعديل!
[4] الجرح والتعديل ج 2 ق 1 ص 31.(10/348)
ابن عمرو وأهل العراق والحجاز المقلوبات، وعن الأثبات من الغرباء الملزقات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد [1] ، روى عنه حسين بن منصور النيسابورىّ وأبو الحصين عبيد الله بن أبى زياد القداح، من أهل مكة، يروى عن أبى الطفيل والقاسم بن محمد، روى عنه الثوري وهشيم، كان ممن ينفرد عن القاسم بما لا يتابع عليه، وكان رديء الحفظ كثير الوهم، لم يكن في الإتقان بالحال التي يقبل ما انفرد به، فلا يجوز الاحتجاج بأخباره إلا بما يوافق فيها الثقات، مات سنة خمسين ومائة [2] ، وكان يحيى ابن معين يقول: عبيد بن أبى زياد القداح ضعيف [3] وأبو الفضل موسى ابن على بن قداح الخياط، كان شيخا صالحا ببغداد، له دكان بين الدربين للخياطة، سمع أبا الفضل محمد بن عبد السلم بن أحمد الأنصاري وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي [4] وغيرهما، سمعت منه أحاديث من أمالى أبى عبد الله الصوري وغيرها.
3175- القدَّاحى
بفتح القاف والدال المهملة المشددة وفي آخرها
__________
[1] وهذا قول ابن حبان في المجروحين 2/ 27، وانظر تهذيب التهذيب 6/ 49، وهو فقيه شيعي إمامي، ومن الثقات عند الشيعة، وكان أبوه فارسي الأصل من موالي بنى مخزوم، له مصنفات عديدة.
[2] كله قول ابن حبان في المجروحين 2/ 65- 66.
[3] وقد روى عنه يحيى بن سعيد القطان ووكيع، وقال أحمد بن حنبل:
عبيد الله بن أبى زياد ليس به بأس.
[4] وهو ابن الطيوري، راجع العبر في خبر من غبر لابن حجر 3/ 356 وغيره.(10/349)
الحاء المهملة بعد الألف، هذه النسبة لطائفة من الباطنية يقال لهم: القداحية، وهم ينتمون إلى عبد الله بن ميمون [1] القداح، وهو جد زعيم الباطنية بناحية المغرب، وكان هذا القداح ثنويا ومولى عتيقا من موالي جعفر الصادق، فمخرق على غلاة الروافض بأنه منهم حتى أجابه قوم منهم إلى ضلالته، وكانت دعوته إلى بدعته سنة مائتين وعشر من الهجرة، وكان ميمون غلام جعفر، وعبد الله كان مع محمد بن إسماعيل بن جعفر في الكتاب، فلما مات محمد كان يخدم إسماعيل، فلما مات إسماعيل ادعى عبد الله أنه من إسماعيل وانتسب إليه وهو ابن ميمون [2] .
3176- القُدادى
بضم القاف [3] والألف بين الدالين المهملتين، هذه النسبة إلى قداد، وهو بطن من بجيلة- قاله ابن حبيب، وقال ابن الحباب الحميري النسابة: قداد بن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن الغوث بن أنمار [4] .
__________
[1] وهم أبناء عبيد الله بن محمد الملقب بالمهديّ جد الخلفاء العبيديين الفاطميين الذين ملكوا مصر وإفريقية- والله أعلم. ومن المؤرخين من يصل بعبد الله بن ميمون نسب الفاطميين العبيديين أبناء عبيد الله المهدي، كما في تاريخ الخميس 2/ 385 وغيره، وراجع الكامل لابن الأثير 8/ 90 وما قبلها وغيره من التواريخ.
[2] راجع اللباب فان ابن الأثير رد على السمعاني قوله، وانظر تعليق اللباب ص 246 ففيه أن عبيد ليس علويا كما صحح نسبه ابن الأثير، وهو عبيد الله المهدي جد الفاطميين العبيديين- والله أعلم.
[3] هنا في م: والدال المشددة- كذا.
[4] قال ابن الأثير: يعلم من إيراد السمعاني هذا بأنه ظن بأن ولد الغوث(10/350)
3177- القُدَامى
بضم القاف وفتح الدال المهملة [وفي آخرها ميم بعد الألف-[1]] ، هذه النسبة إلى قدامة، والمشهور بالنسبة إليها عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامى، من أهل المصيصة، يروى عن مالك وإبراهيم بن سعد، روى عنه أهل الثغر، كان يقلب له الأخبار فصحب [2] فيها، كان آفته ابنه، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الاعتبار، ولعله قد أقلب له على مالك أكثر من مائة وخمسين حديثا/ فحدث بها كلها [3] وعن إبراهيم بن سعد الشيء الكثير وعبد الملك بن قدامة القرشي القدامى، قال أبو حاتم بن حبان [4] : هو من ولد قدامة بن مظعون الجمحيّ [5] ، يروى عن عبد الله بن دينار، روى عنه إسماعيل بن أبى أويس، كان صدوقا في الرواية، إلا أنه كان ممن فحش خطؤه وكثر وهمه حتى يأتى بالشيء على التوهم فيحيله عن معناه و [يقلبه] عن سنته، لا يجوز الاحتجاج به فيما لم يوافق الثقات.
3178- القَدَرى
بفتح القاف والدال المهملة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الطائفة المشهورة بالقدرية، وهم جماعة يزعمون أن الله تعالى لا يقدر الشر، ويقولون: إن الخير من الله والشر من إبليس،
__________
[ () ] ابن أنمار ليسوا من بجيلة! وهو باطل، فان ولد الغوث هم بجيلة، وراجع (البجلي) .
[1] من م وسقط من الأصل.
[2] كذا فحرره.
[3] كله قول ابن حبان في المجروحين 2/ 41.
[4] في المجروحين 2/ 129.
[5] هو عبد الملك بن قدامة بن موسى بن عمر بن قدامة بن مظعون.(10/351)
ويزعمون أن الله قد يريد الشيء ولا يكون، ويكره كون الشيء فيكون، وأنه قد يريد من العبد شيئا [1] ويريد الشيطان من ذلك العبد شيئا [1] خلاف مراد الله عز وجل فيتم مراد الشيطان ولا يتم مراد الله عز وجل فيه- تعالى الله عما يقول الجاحدون علوا كبيرا. ويزعمون أن الله خلق الخلق لإبقاء الحكمة على نفسه، وأنه لو لم يخلق الخلق لم يكن حكيما.
3179- القُدُوري
بضم القاف والدال المهملة والراء بعد الواو، هذه النسبة إلى القدور، واشتهر بهذه النسبة أبو الحسين أحمد بن محمد ابن أحمد بن جعفر بن حمدان الفقيه المعروف بالقدوري، من أهل بغداد [2] ، كان فقيها صدوقا، وممن أنجب في الفقه لذكائه وحفظه، وانتهت إليه بالعراق رئاسة أصحاب أبى حنيفة- رحمهم الله- وعظم عندهم قدره وارتفع جاهه، وكان حسن العبارة في النظر، جرى اللسان، مديما لتلاوة القرآن، سمع الحديث من عبيد الله بن محمد الحوشبى، روى عنه أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب الحافظ [وقال:] ولم يحدث إلا بشيء يسير، كانت ولادته في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، ومات في رجب سنة ثمان وعشرين وأربعمائة ببغداد، ودفن في داره بدرب أبى خلف.
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] ترجمته كلها نقلا من تاريخ بغداد 4/ 377، وله تصانيف عديدة مثل:
المختصر في الفقه، وشرح مختصر الكرخي في عدة مجلدات، والتقريب في خلاف أبى حنيفة وأصحابه، والتجريد في الخلافيات وغيرها، وراجع سير النبلاء للذهبى ووفيات الأعيان والنجوم الزاهرة 5/ 24- 25 والبداية والنهاية 12/ 4 ومرآة الجنان لليافعى 3/ 47 والجواهر المضية 1/ 93 و 2/ 336 ومفتاح السعادة 2/ 141 وغيرها.(10/352)
3180- القُدَيدى
بضم القاف والياء الساكنة آخر الحروف بين الدالين المهملتين، هذه النسبة إلى قديد، وهو [منزل بين مكة والمدينة [1]] ، منها حزام بن هشام بن حبيش الخزاعي القديدي، قال ابن أبى حاتم [2] :
هو من أهل قديد، يروى عن عمر بن عبد العزيز وأبيه وأخيه عبد الله ابن هشام، روى عنه ابن إدريس ووكيع وهاشم بن القاسم وأبو سعيد مولى بنى هاشم وإبراهيم بن عمر بن أبى الوزير ويحيى بن يحيى ويسرة ابن صفوان وغيرهم [3] وأما أبو بكر محمد بن الحسين [4] بن محمد بن الحسين [4] البخاري القديدي فلا أدرى نسب إلى أي شيء؟ من أهل بخارا، إمام فاضل عارف بمذهب أبى حنيفة رحمه الله، يعرف ببكر خواهرزاده، وقد ذكرته في الخاء [5] .
3181- القُدَيسى
بضم القاف وفتح الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين [6] وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى قديس أو قديسة، وظني أنها من أعمال بغداد [7] ، والمشهور بهذه النسبة أبو إسحاق محمد بن أحمد بن إبراهيم بن جعفر العطار القديسى، من أهل
__________
[1] من اللباب، وفي الأصول بياض.
[2] في الجرح والتعديل ج 1 ق 2 ص 298.
[3] وراجع ما ذكر فيه ياقوت في معجم البلدان.
[4- 4] سقط من م.
[5] الأنساب 5/ 221.
[6] م: «بنقطتين» .
[7] وقال ياقوت: موضع بناحية القادسية- إلخ، وذكر أيضا قول أبى سعد.(10/353)
بغداد، ذكره أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد [1] وقال: سمع أبا عبد الله محمد بن مخلد الدوري، أدركته ولم أسمع منه شيئا، لكن حدثني عنه أبو بكر البرقاني، وسألت عنه أبا القاسم الأزهري فقال: ثقة.
-
باب القاف والراء
3182- القُرَّاء
بضم القاف وتشديد الراء المفتوحة، هذه النسبة إلى قراءة القرآن والزهد، وهذا بيت كبير بقزوين لأهل العلم، ويقال لهم «القراء» أيضا، منهم أبو الحسن على بن منصور بن القراء القزويني، نزل بغداد [2] ، ومات بها، يروى عن أبى بكر البرقاني، سمع منه الحميدي ومشايخنا وابنه أبو منصور محمد بن على بن منصور بن [3] القراء، سمع أبا طالب [4] بن غيلان [4] وأبا منصور بن [5] السواق وأبا محمد بن [5] الجوهري، روى لنا عنه جماعة، قال ابن ناصر الحافظ: كان هو مدني [6] وأبوه أبو الحسن على بن منصور بن عبد الملك بن إبراهيم بن القراء القزويني
__________
[1] 1/ 273- 274.
[2] وسيذكر بأنه من البغداديين ويذكر هناك بأزيد مما هنا.
[3] لفظ «بن» ليس في م. وفي المشتبه للذهبى ص 503: يعرف بابن القراء، روى عن البرمكي والجوهري، مات سنة 516، حدث عنه ابن بوش- انتهى، وسيأتي في (القرائي) ص 363، وانظر هناك ما قاله ابن ماكولا في الإكمال.
[4- 4] سقط من م.
[5] لفظ «بن» ليس في م.
[6] م: «مروى» .(10/354)
المؤدب، كان أحد البغداديين الأخيار، وأبوه منصور ممن رحل وطاف في الآفاق، وسمع، وجمع، ونسخ بخطه الكثير، واخترمته المنية قبل بلوغه إلى وقت الرواية. سمع أبو الحسن أباه منصور وأبا على الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز، روى لنا عنه أبو القاسم ابن السمرقندي الحافظ، وتوفى في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وأربعمائة وأبو منصور نصر بن عبد الجبار بن منصور بن عبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن زهير بن أسد التميمي القرائي القزويني، من هذا البيت، كان شيخا واعظا صالحا محدثا، سمع أبا محمد الحسن بن على الجوهري وأبا طالب محمد بن على بن الفتح العشاري ببغداد وأبا يعلى الخليل بن عبد الله القزويني بها، وكان قد جمع شيوخه على حروف المعجم، روى لنا عنه أبو بكر الطيب بن محمد بن أحمد الغضائري بمرو، وأبو القاسم إسماعيل بن أبى الفضل الناصحى بآمل طبرستان، وتوفى بقزوين بعد سنة سبع وخمسمائة. [1]
3183- القَرَّاب
بفتح القاف وتشديد الراء وفي آخرها [2] الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة لمن يعمل القرابة-[3] إن شاء الله [3]- وهي آنية
__________
[1] وعبد الله بن عبد الرحمن بن هارون الأصبهاني الأديب المعروف بالقراء، عن عبد الله بن أخى أبى زرعة، وعنه أحمد بن محمود الثقفي ومحمد بن أبى الفتوح الكرامي القراء، أخد عنه ابن هلالة، وغيرهم- انتهى المشتبه للذهبى ص 503.
[2] بعد الألف.
[3- 3] ليس في م.(10/355)
زجاجية، [1] والمشهور بها أبو...... وأبو طاهر عطاء بن عبد الله بن أحمد ابن محمد بن تغلب بن النعمان بن قيس بن سيف الدارميّ القراب، من أهل هراة، كان شيخا صالحا كثير الخير [1] ، سافر إلى العراق والحجاز واليمن، وظني أنه حج من طريق البحر، سمع أبا أحمد عبد الرحمن بن أحمد الشيرنخشيرى وأبا الفوارس أحمد بن محمد بن أحمد الحسانى وأبا لحسن على بن أبى طالب الخوارزمي وأبا سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن الشاه السرخسي وأبا سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمود وغيرهم، روى لنا عنه [2] أبو النضر عبد الرحمن بن عبد الجبار الفامي وأبو جعفر حنبل بن على السجزى/ وأبو الحسن محمد بن إسماعيل الحسنى وغيرهم، وكانت ولادته سنة أربع وأربعمائة [2] ، وتوفى في شوال سنة سبع وثمانين وأربعمائة، ودفن بباب خشك. [3]
3184- القُرادى
بضم القاف وفتح الراء وفي آخرها الدال المهملة بعد الألف، هذه النسبة إلى قراد، وهو لقب جد أبى بكر عبد الله بن محمد ابن عبد الرحمن [4] بن غزوان الخزاعي القرادي، المقرئ، المؤدب، المعروف
__________
[1- 1] ما بين الرقمين سقط من م، وموضع النقاط بياض في الأصل.
[2- 2] ما بين الرقمين سقط من م.
[3] وإبراهيم بن محمد بن سهل القراب الهروي، عن أبى يعلى وأقرانه وابنه الحافظ أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم، سمع ابن خميرويه وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الهروي القراب وعطاء بن محمد الهروي القراب وأخوه عطية، وآخرون- المشتبه للذهبى ص 500.
[4] و «قراد» لقب عبد الرحمن هذا، وهو أبو نوح، أحد حفاظ البغداديين(10/356)
جده بقراد، حدث عن عبد الله بن هاشم الطوسي ورزق الله بن موسى الإسكافي ومحمود بن خداش ويوسف بن موسى القطان، روى عنه عبيد الله ابن عبد الله [1] بن [محمد بن] أبى سمرة ومحمد بن المظفر وعلى بن عمر الحربي، وذكره الدار قطنى فقال: متروك، يضع هو وأبوه جميعا، ومات في سنة تسع وثلاثمائة وفي الأسماء: القراد بن صالح.
وقراد بطن من.... [2] ، والمشهور بالنسبة إليه نصير بن أبى الأشعث القرادي الكوفي، يروى عن أبى إسحاق الهمدانيّ وأبى الزبير المكيّ وغيرهما، روى عنه ابو شهاب الخياط والفضل بن دكين. [3]
__________
[ () ] وثقاتهم، كما في الإكمال، وراجع ترجمته في تاريخ بغداد 10/ 652 وغيره، وابنه محمد بن قراد يروى عن مالك.
[1] ومثله في ترجمة ابن قراد المنقول عنها ما هنا من تاريخ بغداد 10/ 108، ووقع في م «عبد الله بن عبيد الله» .
[2] كذا بياض، وفي تاج العروس 2/ 465: وبنو قراد بطن من بنى فهر بن مالك- والله أعلم.
[3] وقال ابن ماكولا: ومحمد بن قراد أبى نوح (وقد مر ذكر ابنه في المتن وذكر أبيه في الهامش) ، عن مالك بن أنس وغيره وابنه عبد الرحمن وحرملة ابن عمران بن قراد، مولى سلمة بن مخرمة الزميلى، يكنى أبا حفص، روى عن عبد الرحمن بن شماسة وعبد العزيز بن عبد الملك بن مليل، روى عنه الليث وابن المبارك وجرير بن حازم ورشدين بن سعد وابن وهب وعبد الله بن صالح وغيرهم، توفى في صفر سنة ستين ومائة، وكانت ولادته سنة ثمانين وحرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران بن قراد التجيبي، يكنى أبا عبد الله، روى عن ابن وهب وغيره، روى عنه مسلم بن الحجاج وجماعة، ولد سنة ستين ومائة، ومات في شوال سنة ثلاث وأربعين ومائتين (وراجع(10/357)
3185- القَرارى
بفتح القاف والألف بين الراءين المهملتين المخففتين، هذه النسبة إلى قرار، وهي قبيلة من بكر، قال ابن ماكولا:
ذكره ابن معين، وقال ابن ماكولا في موضع آخر: قرار من اليمن، والمشهور بالنسبة إليها أبو الأسد [1] سهل القرارى، كوفى، روى عن بكير الجزري [و] عن أنس، روى عنه الأعمش ومسعر والمسعودي وشعبة ووهم في اسمه فسماه عليا، وقال ابن ماكولا: سهل القرارى، يروى عن أنس بن مالك وعلى بن الهيثم بن عثمان بن عبيدة بن يزيد القرارى، يروى عنه أبو الحسين عبد الباقي بن قانع البغدادي وأبو المقدام رزيق ابن حيان القرارى، ويقال: زريق- بالزاي المقدمة على الراء، وكان أبو حاتم الرازيّ يقول [2] : رزيق أصح، قال ابن أبى حاتم [3] : أبو المقدام، مولى بنى قرارة [4] ، كان على جواز مصر زمن الوليد وسليمان وعمر بن
__________
[ () ] تهذيب التهذيب 2/ 229) وابن ابنه أحمد بن طاهر بن حرملة ... أبو عبد الله، حدث، وتوفى في المحرم سنة اثنتين وتسعين ومائتين- انتهى الإكمال.
[1] وفي كتاب عبد الغنى: أبو الأسود.
[2] كذا عزاه إلى أبى حاتم الرازيّ، وفي الجرح والتعديل روى هذا القول ابن أبى حاتم عن أبى زرعة. و «زريق» لقب لقبه إياه عبد الملك بن مروان، واسمه سعيد بن حيان، راجع لترجمته تهذيب التهذيب 3/ 373- 374 والتاريخ الكبير للبخاريّ ج 2 ق 1 ص 290.
[3] في الجرح والتعديل ج 1 ق 2 ص 505.
[4] وفي الجرح والتعديل «مولى بنى فزارة» وكذا هو في سائر كتب الرجال، فهو إذا «فزاري» لا «قرارى» .(10/358)
عبد العزيز، روى عن مسلم بن قرظة وعمر بن عبد العزيز، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ويزيد بن يزيد بن جابر.
3186- القرارى [1]
بكسر القاف والألف بين الراءين، هذه النسبة إلى قرار، وهو بطن من عنزة، وهو قرار بن ثعلبة بن مالك بن حرب ابن [الطريف بن-[2]] النمر بن يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار.
3187- القراطيسي
بفتح القاف والراء المهملة [3] وكسر الطاء المهملة وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحت بعدها سين مهملة، هذه النسبة إلى عمل القراطيس وبيعها، والمشهور بهذه النسبة أبو عثمان- وقيل أبو عمرو- سعيد بن بحر [4] القراطيسي، من أهل بغداد [5] ، (89) جده 6 روى عن يزيد بن هارون وأبى نعيم الفضل بن دكين والحسين بن على الجعفي ومحمد بن مصعب القرقساني وعثمان بن عمر بن فارس، روى عنه عبد الله بن محمد بن ناجية ويحيى بن صاعد [6] والقاضي المحاملي، مات في شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائتين وأبو ذر القاسم بن داود بن
__________
[1] هذا الرسم وقع في الأصل وحده بعد (القراطيسي) .
[2] من الإكمال.
[3] بعدها الألف.
[4] وقع في اللباب المطبوع «محمد» مكان «بحر» خطأ.
[5] ترجمته من تاريخ بغداد 9/ 93، وانظر شيوخه هناك.
[6- 6] ما بين الرقمين سقط من م.(10/359)
سليمان [1] البغدادي القراطيسي، من أهل بغداد، راوية كتب أبى بكر [عبد الله-[2]] بن محمد بن أبى الدنيا القرشي، روى عنه أبو على زاهر ابن أحمد السرخسي، وروى عن أبى عثمان سعدان بن نصر البزاز [3] ، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني وأبو سليمان صالح بن سليمان القراطيسي، من أهل البصرة، يروى عن غنام [4] بن عبد الحميد عن مطر الوراق، روى عنه يعقوب بن سفيان وأبو بكر محمد بن بشر ابن موسى بن مروان القراطيسي، أصله من أنطاكية، سكن بغداد [5] وحدث عن الحسن بن عرفة ومحمد بن شعبة بن جوان، روى عنه القاضي أبو الحسن على بن الحسن الجراحي ويوسف بن عمر القواس، وذكر يوسف أنه سمع منه في سنة عشرين وثلاثمائة وأبو بكر محمد بن بشر بن مروان القراطيسي، من أهل دمشق، قدم بغداد [6] وحدث بها عن بحر بن نصر والربيع بن سليمان المصريين، روى عنه أبو الحسن على الدار قطنى وأبو الحسن محمد بن جعفر بن العباس النجار.
__________
[1] ابن زياد بن مردان شاه، الكاتب- تاريخ بغداد 12/ 448، وانظر ما هناك، وذكر وفاته في سنة 332، ولعله صاحبنا هذا.
[2] من م.
[3] م: «النجار» .
[4] في م «عثمان» ويمكن «عثام» .
[5] ترجمته من تاريخ بغداد 2/ 91.
[6] وترجمته من تاريخ بغداد 2/ 91 أيضا، وفيه أنه أيضا قدم بغداد سنة عشرين وثلاثمائة!! فهل هما واحد، أو اثنين؟.(10/360)
3188- القَراطى
بفتح القاف والراء وفي آخرها [1] الطاء المهملة، هذه النسبة إلى قراطة، وهي بلدة من بلاد الأندلس، منها بقي [2] بن العاص القراطى، حدث وسمع منه، وتوفى بالأندلس سنة أربع وعشرين وثلاثمائة- هكذا ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخ المصريين.
3189- القرّاظ
بفتح القاف والراء المشددة بعدهما الألف وفي آخرها الظاء المعجمة، هذه النسبة إلى بيع القرظ، وهو نبات يدبغ به الأدم، عرف بذلك أبو عبد الله دينار القراظ، قال ابن أبى حاتم: كان يبيع القرظ، يروى عن سعد بن أبى وقاص- ولا ندري سمع منه أم لا- وأبى هريرة رضى الله عنهما، روى عنه موسى بن عقبة وعمر بن نبيه وأبو معشر [و-[3]] موسى بن عبيدة الرَّبَذيّ وأسامة بن زيد.
3190- القَرافى
بفتح القاف والراء وكسر الفاء، هذه النسبة إلى القرافة، وهو بطن من المعافر، والمشهور بهذه النسبة أبو دجانة أحمد ابن إبراهيم بن الحكم بن صالح القرافي، حدث عن حرملة بن يحيى وهارون ابن سعيد الأيلي [وغيرهما، يقال: إنه غلط فحمل شيئا من حديث هارون ابن سعيد الأيلي-[4]] عن حرملة، توفى في شهر ربيع الآخر من سنة
__________
[1] بعد الألف.
[2] من اللباب، وفي الأصول «تقى» . وقال ابن الفرضيّ 1/ 109: بقي بن العاص، من أهل قرطبة، يكنى أبا عبد الأعلى، سمع محمد بن وضاح، توفى سنة 324- إلخ، ولم نظفر ببلدة اسمها «قراطة» في الأندلس.
[3] من الجرح والتعديل ج 1 ق 2 ص 430.
[4] من م والإكمال 6/ 419 المنقول عنه، وسقط من الأصل.(10/361)
تسع وتسعين ومائتين [1]- ذكره ابن يونس وأبو شعيرة [2] علقمة بن عاصم المعافري ثم القرافي، يروى عن عبد الله بن عمرو، روى عنه أبو قبيل المعافري- قاله ابن يونس.
وممن ينسب إلى القرافة لسكناه بها- وهي محلة بمصر [3] نزلت هذه القيلة بها فنسب إليهم- أبو الحسن على بن صالح الوزير القرافي وأبو الفضل الجوهري القرافي، سمع منهما أبو نصر ابن ماكولا الأمير الحافظ [4] . [5]
3191- القُرَّائي
بضم القاف وتشديد الراء المفتوحة [6] وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، هذه النسبة إلى القراء [7] ، وعرف بهذا اللقب بعض أجداد المنتسب إليه، وهو بيت كبير بقزوين، لقيت منهم شبابا ببخارا وسمرقند من أهل العلم والفقه، وأكثرهم محدثون، منهم أبو إبراهيم
__________
[1] وقع في الأصول «ومائة» خطأ.
[2] من الإكمال، وفي الأصل غير منقوط، ووقع في م «أبو سعيدة» .
[3] وبها القبر الشريف للإمام الهمام أبى عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ رحمه الله.
[4] وقال: وجماعة غيرهم ينتسبون بهذا الانتساب.
[5] وقال الذهبي في المشتبه ص 501 (القرانى) بكسر القاف: أبو بكر محمد ابن أبى القاسم الفضل بن محمد القرانى، عن ابن ريذة، وعنه أبو موسى.
وقال ياقوت (القراوي) : نسبة إلى قراوا قرية من جبل نابلس، يقال لها:
قراوى بنى حسان، نسب إليها أبو محمد عبد الحميد بن مري بن ماضى القراوي الحسانى، سمع من ابن كليب وأبا الفرج ابن الجوزي وغيرهما وأخوه أحمد ابن مري (قال الذهبي في المشتبه ص 500: سمع من التاج الكندي) .
[6] بعد الألف.
[7] وهم المعرفون بابن القراء، وقد مضوا ص 354، وقال ابن ماكولا في الإكمال: هو من أجداد شيخنا أبى الحسن على بن منصور بن القراء القزويني،(10/362)
الخليل بن عبد الجبار بن عبد الله [1] القرائي التميمي القزويني، شيخ صالح مستور، سافر الكثير إلى العراق وخراسان وديار مصر [والشام-[2]] ، وسمع ببغداد أبا الغنائم عبد الصمد بن محمد بن المأمون وأبا الحسين محمد ابن على بن المهتدي باللَّه الهاشميين، وبمصر أبا عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي القاضي، وبقزوين عمه على بن عبد الله القرائي وطبقتهم، روى لي عنه أبو محمد عبد الجبار [3] بن محمد بن أحمد [3] الخواريّ بنيسابور، وتوفى بعد سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة وأبو منصور محمد بن على بن منصور بن عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد بن محمد القرائي [4] القزويني، سكن بغداد، وكان عارفا باللغة والعربية، وقرأ القرآن على أبى بكر الخياط المقرئ، سمع أباه وأبا طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز وأبا إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي وأبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وأقضى القضاة أبا الحسن على بن محمد بن حبيب الماوردي، روى لنا عنه جماعة من أصحابنا مثل أبى الحسن هبة الله بن الحسن الأمين بدمشق وأبى بكر المبارك بن كامل الخفاف، وتوفى في شوال سنة
__________
[ () ] نزل بغداد ومات بها، قرأنا عليه عن أبى بكر أحمد بن غالب الخوارزمي المعروف بالبرقاني عن أبى بكر الإسماعيلي، قاله الحميدي- انتهى.
[1] هنا بياض يسير في الأصل وحده.
[2] من اللباب.
[3- 3] ليس في م واللباب، وانظر الأنساب 5/ 215.
[4] وقد مضى ذكره في (القراء) ص 354، يعرف بابن القراء هو وأبوه، وراجع ما هناك.(10/363)
ست عشرة وخمسمائة، ودفن بباب حرب. [1]
3192- القِربى
بكسر القاف وفتح الراء وفي آخرها الباء، هذه النسبة إلى القرب، والمشهور بالنسبة إليها أبو بكر بن أبى عون القربى، يروى عن بجاد الضبيّ عن ابن عباس وعائشة- رضى الله عنهم- والأشتر، روى عنه الرياشي وأبو عون الحكم بن سنان [2] القربى، يروى عن مالك ابن دينار، وهو والد عون بن الحكم، قال ابن أبى حاتم [3] : أبو عون صاحب القرب بصرى، يروى عن مالك بن دينار وأيوب ويحيى بن عتيق ويزيد الرقاشيّ، روى عنه المقدمي وابنه عون بن الحكم وإبراهيم بن موسى، قال: سمعت أبى يقول: عنده وهم كثير، وليس بالقوى، ومحله الصدق، يكتب حديثه وعبد الله بن أيوب القربى، بغدادي [4] ، يروى عن يحيى
__________
[1] وأبو الحسن بن تاج القراء، القرائي، صاحب البانياسي والوجيه محمد بن أبى طالب بن أبى النجم القزويني القرائي، حدث بدمشق بأربعى السلمي بنزول عن أبى الفضل الطبري عن ابن ياسر الجيانى سمع منه أبو اليمن بن عساكر- المشتبه للذهبى 501.
وقال ياقوت: (القرباقى) بالتحريك «قرباقة حصن شمالي مرسية، ينسب إليه أبو الحسن العباس القرباقى، شاعر مجيد.
[2] وقع في اللباب المطبوع «سفيان» خطأ، والرسم كله من الإكمال.
[3] في الجرح والتعديل ج 1 ق 2 ص 117.
[4] وهو ابو محمد عبد الله بن أيوب بن زاذان، الضرير البصري، نزل بغداد، ويعرف بالقربى، راجع ترجمته البسيطة في تاريخ بغداد 9/ 413، وإنما أخذ أبو سعد ترجمته من الإكمال ولم يراجع إلى الخطيب.(10/364)
الحماني وغيره وأبو بكر أحمد بن داود بن سليمان بن جوين بن زبان، ابن القربى، مولى حضرموت، مصرى، يروى عن الربيع بن سليمان الجيزى وعيسى بن مثرود ويونس بن عبد الأعلى وأحمد بن محمد بن يعقوب [وغيرهم] ، توفى في حدود [1] سنة عشرين وثلاثمائة- قاله ابن يونس.
3193- القَرَتَّايى
بفتح القاف والراء والتاء المشددة ثالث الحروف وفي آخرها [2] الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى قرتا، وظني أنها من قرى البحرين أو عمان، منها أبو عبد الله محمد بن خلف بن محمد [3] بن سليمان ابن أيوب النهرديرى، يعرف بالقرتائى، سكن الصليق، قدم بغداد في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، وأملى في جامع المدينة مجلسا حدث فيه عن أحمد بن عبيد الله بن القاسم النهرديرى والحسن بن أحمد بن أبى زيد وأبى شجاع محمد بن فارس البصريين وغيرهم من أهل البصرة، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في التاريخ [4] فقال: كتب عنه أصحابنا، ولم أسمع منه شيئا ولا رأيته. [5]
3194- القَرثعى
بفتح القاف وسكون الراء وفتح الثاء المثلثة
__________
[1] في الإكمال عن ابن يونس: توفى سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
[2] بعد الألف.
[3] في م زيادة ما خطأ.
[4] تاريخ بغداد 5/ 239- 240.
[5] في المشتبه للذهبى ص 508 ومعجم البلدان لياقوت عن السلفي: «قرتا» بكسر أوله وثانيه، من قرى بصرة، والمنتسب إليها محمد بن إدريس بن خلف القرتائي، حدث عن إبراهيم بن طلحة بن غسان، حدث عنه السلفي بالبصرة.(10/365)
وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى قرثعة، وهو اسم رجل، وهو المختار بن قرثعة القرثعى الواسطي، من أهل واسط، يروى عن أبيه [1] ، روى عنه أبو سفيان الحميري وزيد بن معاوية القرثعى [2] ، قيل: له صحبة، ولا يصح ذلك لأن ذلك الحديث رواه الشاذكوني عن النميري عن عائذ بن ربيعة عن عباد بن زيد عنه، ولا يعتمد برواية الشاذكوني- هكذا قاله ابن أبى حاتم [3] ، [وقال:] ويزيد بن عبد الملك النميري وعائذ بن ربيعة وعباد بن زيد لا يعرفون.
3195- القَرجَنى
بفتح القاف [4] والراء الساكنة وفتح الجيم وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرجن [5] ، وهي قرية من قرى الري- هكذا ذكره أبو كامل البصيري، والمشهور بهذه النسبة على بن الحسين القرجنى، يروى عن إبراهيم بن موسى الفراء، حدث عنه العقيلي.
__________
[1] وأبوه يروى عن ابن عباس- الإكمال وغيره.
[2] لم يذكره في الإكمال في هذا الرسم، وفي كتاب ابن أبى حاتم «القريعي» وفي الإصابة «النميري» وقال: هو عم قرة بن دعموص، له ذكر في حديث قرة- والله أعلم.
[3] في الجرح والتعديل ج 1 ق 2 ص 572. وقال ابن حجر في الإصابة:
وقد أخرجه الباوردي من طريق ليس فيه الشاذكوني.
[4] في م: «بضم القاف» وكذا هو في اللباب.
[5] وذكر ياقوت على بن الحسين من «قرج» وقال: القرجى، وهي كورة بالري- كذا، وذكره ابن ماكولا والذهبي وغيرهما ب «- القرجنى» وهذا والرسمان اللذان بعده لعلها واحد- والله أعلم.(10/366)
3196- القَرجى
بفتح القاف والراء الساكنة وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى القرج، وهي ناحية بالري، منها المغيرة بن يحيى بن المغيرة السعدي [1] الرازيّ القرجى، قال ابن أبى حاتم [2] : هو من قرية وهبن من رستاق القرج، وسأذكره في الواو.
3197- القُرجي
بضم القاف والراء الساكنة وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى القرج، وهي قرية من قرى الري- فيما أظن، منها أيوب بن عروة القرجى، قال عبد الرحمن بن أبى حاتم [3] : هو كوفى، نزيل الري في بعض القرى، روى عن أبى مالك الجنبي وأبى بكر ابن عياش وحفص بن غياث وعبد السلام بن حرب والمطلب بن زياد ومصعب بن سلام وعبد الله بن خراش، وقال: كتب عنه أبى بالري وأبو زرعة ورويا عنه.
3198- القَردَمى
بفتح القاف وسكون الراء وفتح الدال المهملة وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى بنى القردم، وهم جماعة من العرب نزلوا افريقية، والمنتسب إليهم عبد الله بن عبد الرحمن بن الطفيل التجتبى القردمى، قاضى افريقية لموسى بن نصير، يروى عن علقمة بن وقاص، روى عنه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي.
__________
[1] من كتاب ابن أبى حاتم، وكان في الأصل واللباب «السدي» وفي م «السكرى» .
[2] في الجرح التعديل ج 4 ق 1 ص 232.
[3] في الجرح والتعديل ج 1 ق 1 ص 254، وحكى عن أبيه أنه صدوق.(10/367)
3199- القَردُوانى
بفتح القاف وسكون الراء وضم الدال وفتح الواو بعدها الألف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قردوان، وأبو العباس الفضل بن عبد الله بن محمد القردواني، حدث عن على بن داود القنطري، روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ الجرجاني، وذكر أنه سمع منه بسر من رأى.
3200- القُردُوسي
بضم القاف وسكون الراء وضم الدال المهملتين والسين المهملة في آخرها-[بعد الواو] ، هذه النسبة إلى درب القراديس بالبصرة- و «باب الفراديس» بالفاء بدمشق. و «القراديس» بطن من الأزد نزلوا محلة بالبصرة فنسبت المحلة إليهم. و «قردوس» بطن من/ دوس، وهو قردوس بن الحارث بن مالك بن فهم بن غانم بن دوس- قال ذلك أحمد ابن الحباب الحميري النسابة.
والمشهور إلى قراديس الأزد [1] أبو الحسن [2] معلى بن زياد القردوسي، من أهل البصرة، يروى عن الحسن وأبى غالب، روى عنه هشام بن حسان وأبو عبد الله هشام بن حسان القردوسي، من أهل البصرة، مولى العتيك، يروى عن عطاء والحسن وابن الزبير وابن
__________
[1] قال ابن الأثير: هكذا قال أبو سعد السمعاني «القراديس بطن من الأزد» ثم قال «وقردوس بطن من دوس» ولعله ظن أن قردوس الأزد غير قردوس دوس! أو حيث رأى في أحدهما «قراديس» وفي الآخر «قردوس» فظنهما اثنين وهما واحد، ودوس من الأزد، وهو دوس بن عدثان بن عبد الله ابن زهران بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد- انتهى.
[2] زيد هنا في الأصل وحده «محمد بن» .(10/368)
سيرين، روى عنه يحيى بن راشد البزاز وأهل البصرة، ومات في أول يوم من صفر سنة سبع- أو ثمان- وأربعين ومائة، قال أبو حاتم بن حبان:
هشام بن حسان كان ينزل درب القراديس فنسب إليه، وكان من العباد الخشن والبكاءين بالليل وعبد الله بن حسان القردوسي، من أهل البصرة، أخو هشام، يروى عن كثير مولاهم عن عكرمة، روى عنه موسى بن إسماعيل والحسن القردوسي- أو: ابن القردوسي- يروى عن الحسن البصري، روى عنه [1] عكرمة بن عمار. [2]
3201- القُرَشي
بضم القاف وفتح الراء وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى قريش، وقد ذكرت تسمية قريش قريشا في «القريشي» بعد هذه الترجمة بأوراق، وفيهم كثرة على اختلاف قبائلهم، واشتهر
__________
[1] وفي م «عن» .
[2] وفي المشتبه للذهبى ص 505 ومحمد بن الحسن القردوسي، عن جرير بن حازم.
وقال ياقوت: (قردا) بالتحريك، في تاريخ دمشق: أحمد بن الضحاك ابن مازن أبو عبد الله الأسدي القردى، مولى أيمن بن خريم، إمام جامع دمشق، قال أبو عبد الله بن النجار الحافظ: قال لنا الشيخ زين الأمناء أبو البركات الحسن ابن محمد بن الحسن بن هبة الله وابن مسهر وخالد بن عمرو بن محمد بن عبيد الله ابن سعيد بن العاص سمع منه أحمد بن أبى الحواري وهو من أقرانه، روى عنه أبو بكر احمد بن محمد بن الوليد المري وأبو حاتم الرازيّ، ومات في ربيع الأول سنة 252- انتهى. وقال في الجرح والتعديل ج 1 ق 1 ص 57: أحمد بن الضحاك الدمشقيّ إمام جامع دمشق، روى عن المخيس بن تميم، سمع منه أبى بدمشق في الرحلة الثانية.(10/369)
بهذه النسبة جماعة من أهل العلم مع الانتساب إلى قبيلة خاصة من قريش، منهم الشريف أبو عثمان سعيد بن العباس بن محمد بن على بن محمد بن سعيد ابن عبد الله بن أمية بن خالد بن حرّاز بن محرز بن حارثة بن ربيعة ابن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي المزكي، من أهل هراة، كان ثقة صدوقا، [1] حدث ببغداد عن [1] العباس بن الفضل النضروئى وأبى العباس بن خميرويه وأبى حاتم محمد بن يعقوب الهرويين وأبى عمرو محمد بن أحمد بن حمدان المقرئ وأبى سعيد [محمد بن العلاء المحاربي النيسابورىّ و] عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازيّ ومنصور ابن العباس البوشنجي وأبى منصور محمد بن أحمد الأزهري وأبى محمد عبد الله بن أحمد بن حمدويه السرخسي وعلى بن عيسى الماليني وأبى عبد الله الشماخي، قال أبو بكر الخطيب: قدم بغداد حاجا وحدث بها في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وكتبت [عنه] بعد رجوعه من حجه، وكان ثقة، ومات بهراة في سنة اثنتين- أو ثلاث- وثلاثين وأربعمائة والفقيه أبو الوليد حسان بن محمد بن أحمد بن هارون بن حسان بن عبد الله ابن عبد الرحمن بن عنبسة [2] بن عبد الرحمن بن عنبسة [2] بن سعيد بن العاص الأكبر بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي [الشافعيّ] ، كان
__________
[1- 1] من ترجمته المنقولة هنا من تاريخ بغداد 9/ 313- 314، وكان في الأصول موضعه «سمع» ، وبمناسبة ذلك كتبت في م أسماء من سمعهم منصوبة، وكانت الأسماء في الأصل مجرورة ب «عن» .
[2- 2] كذا في الأصول، وليس في المراجع.(10/370)
إمام عصره وفقيه خراسان [1] ، تفقه على أبى العباس أحمد بن [2] عمر بن [2] سريج، ورجع إلى خراسان، واجتمع عليه الناس والفقهاء، ونشر العلم، ودرس الفقه، سمع الحديث بخراسان من أبى عبد الله محمد بن إبراهيم العبديّ وأبى بكر محمد بن نعيم المديني وأبى محمد جعفر بن محمد ابن الحسن الترك وأبى بكر محمد بن إسماعيل الإسماعيلي، وببغداد أبى عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وبنسا أبى العباس الحسن بن سفيان النسوي وغيرهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ فقال: أبو الوليد القرشي الفقيه إمام أهل الحديث بخراسان في عصره، وكان أزهد من رأيت من العلماء، وأكثرهم تقشفا ولزوما لمدرسته وبيته، وأكثرهم اجتهادا في العبادة، سمع المسند والكتب من الحسن بن سفيان، ودخل العراق سنة خمس وثلاثمائة، وصنف المخرج على مذهب الشافعيّ، والمستخرج [3] على المسند الصحيح لمسلم بن الحجاج، وتوفى ليلة الجمعة الخامس من ربيع الأول من سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، فغسله أبو عمرو بن مطر، وحملت جنازته على الطريق الّذي [كان] يمشى [فيه] كل جمعة إلى الجامع، حتى بلغ مصلى الحيرة،
__________
[1] وترجم له السبكى في طبقات الشافعية الكبرى، انظر 2/ 191 الطبعة الأولى منها.
[2- 2] ليس في م.
[3] في الأصول «المخرج» .(10/371)
وصلى عليه يحيى بن منصور القاضي ثم أخذ بيكى فقال [قد] أوصيت أن يصلى عليّ أبو الوليد وقد صليت عليه! ثم دفن في مقبرة نصر بن زياد القاضي المدفون بها ثلاثة من أصحابه، ورئي [1] الأستاد أبو الوليد في المنام، فسئل [2] عن حاله فقال: قابلت- أو عارضت- جميع ما قلت فكنت أخطأت في عشرين أو واحد وعشرين. وكان الفقيه أبو الحسين عبد الله بن محمد يقول: ما وقعت في ورطة قط ولا عرض لي أمر مهمّ فقصدت قبر أبى الوليد وتوسلت به إلى الله عز وجل إلا استجاب لي وأبو الصهباء حيدر بن محمد بن فتحويه [3] بن محمود بن هارون بن عبد الله ابن عامر بن كريز بن حبيب بن ربيعة بن عبد شمس القرشي، من أهل نيسابور، سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وتوفى في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة وهو ابن مائة وثلاث سنين، روى عنه ابنه أبو السنابل هبة الله والمصنف المعروف أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد ابن سفيان بن قيس القرشي، المعروف بابن أبى الدنيا، قيل له «القرشي» لأنه مولى بنى أمية، كان ثقة صدوقا مكثرا من التصانيف في الزهد والرقائق [4] ،
__________
[1] والرائي هو أحمد بن عمر الزاهد.
[2] في الأصل «فسألته» .
[3] في م «فنجويه» وليس بصواب.
[4] قال الحافظ ابن الكثير: تصانيفه تزيد على مائة مصنف، وقيل: تزيد على ثلاثمائة، وإنما أورد ترجمته أبو سعد السمعاني هنا من تاريخ بغداد 10/ 89- 91، وراجع أحواله في تهذيب التهذيب 6/ 12- 13 وسير النبلاء للذهبى وتذكرة الحفاظ له 2/ 677 مروج الذهب للمسعوديّ 8/ 209 والكامل لابن الأثير 7/ 155(10/372)
وكان يؤدب غير واحد من أولاد الخلفاء، سمع أباه وسعيد بن سليمان الواسطي وإبراهيم بن المنذر الحزامي وخالد بن خداش المهلبي ومحرز ابن عون وأحمد بن جميل المروزي وعلى بن الجعد وخلف بن هشام وداود ابن عمرو الضبيّ ومحمد بن الحسين البرجلاني وخلقا يطول ذكرهم، روى عنه الحارث بن محمد بن أبى أسامة ومحمد بن خلف وكيع ومحمد بن خلف ابن المرزبان وعبيد الله بن عبد الرحمن السكرى وأبو ذر القاسم بن داود الكاتب وعمر بن سعد القراطيسي وأبو على الحسين بن صفوان البرذعي وجماعة آخرهم أبو بكر الشافعيّ، وسأل عبد المؤمن بن خلف النسفي أبا على صالح بن محمد جزرة عن ابن أبى الدنيا، فقال: صدوق، وكان يختلف معنا إلا أنه كان يسمع من إنسان يقال له محمد بن إسحاق بلخى وكان يضع للكلام أسنادا وكان كذابا يروى أحاديث من ذات نفسه مناكير. وكان إبراهيم الحربي يقول: رحم الله أبا بكر بن أبى الدنيا [1] كنا نمضي إلى عفان نسمع منه فنرى ابن أبى الدنيا [1] جالسا مع محمد بن الحسين البرجلاني خلف شريجة فقال: تكتب عنه وتدع عفان؟ / قال القاضي أبو الحسين بن أبى عمر بن يوسف: بكرت إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي يوم مات ابن أبى الدنيا [1] فقلت له: أعز الله القاضي، مات ابن أبى الدنيا [1] ! فقال: رحم الله أبا بكر! مات معه علم كثير، يا غلام امض [2] إلى يوسف حتى يصلى عليه!
__________
[ () ] والبداية والنهاية 11/ 71 والنجوم الزاهرة 3/ 86 وغيرها.
[1- 1] سقط من م.
[2] في م: «اذهب يا غلام» .(10/373)
[1] فحضر يوسف بن يعقوب فصلى عليه [1] في الشونيزية، ودفن فيها سنة ثمانين، [قال أبو بكر الخطيب:] وهذا غلط، والصحيح أن ولادته كان في سنة ثمان ومائتين، ومات في جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين ومائتين.
3202- القُرطبى
بضم القاف وسكون الراء وضم الطاء المهملة وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى قرطبة، وهي بلدة كبيرة من بلاد المغرب من الأندلس، وهي دار ملك السلطان، خرج منها جماعة كثيرة من العلماء في كل فن قديما وحديثا، والمشهور بالنسبة إليها أبو عمر يوسف بن عبد الله بن [محمد بن-[2]] عبد البر النمري الأندلسى القرطبي، الحافظ، كان إماما فاضلا كبيرا جليل القدر، صنف التصانيف [3] ، يروى
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] سقط من الأصول.
[3] منها المشهور في الآفاق: الاستيعاب في معرفة الأصحاب- أصحاب النبي، والمدخل في القراءات، وتجريد التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، وجامع بيان العلم وفضله، والقصد والأمم في التعريف بأصول أنساب العرب والعجم، والاكتفاء في قراءة نافع وأبى عمرو، والانتقاء في فضائل الفقهاء، والكافي في الفقه، والإنباه على قبائل الرواة، والاستذكار في شرح مذاهب علماء الأمصار، والدرر في المغازي والسير، والعقل والعقلاء، وبهجة المجالس، وغيرها. وانظر ترجمة الحافظ الإمام القاضي أبى عمر ابن عبد البر المالكي رحمه الله في تذكرة الحفاظ 3/ 1128 وسير النبلاء ووفيات الأعيان وصلة ابن بشكوال 2/ 640- 642 (طبع سنة 1374 هـ) والبداية والنهاية 12/ 104 ومرآة الجنان 3/ 89 وغيرها، ولد الخامس من ربيع الآخر سنة 368 بقرطبة حين(10/374)
عن أبى عبد الله محمد بن عبد الملك بن ضيفون الرصافي وإبراهيم بن نصر القرطبي [1] ، توفى سنة سبع وثمانين ومائتين- ذكره أبو سعيد بن يونس ويحيى بن يحيى القرطبي، نذكره في «المصمودي» ، وهو من أهل قرطبة وإسحاق بن جابر القرطبي، [2] يروى عن يحيى بن يحيى القرطبي [2] ، توفى سنة ثلاث وستين ومائتين وأحمد بن مروان القرطبي، يروى عن [3] يحيى ابن يحيى بن كثير وسعيد بن حسان [3] وعبد الملك بن حبيب، توفى بالأندلس سنة ست وثمانين ومائتين وأبو الحسن طاهر بن عبد العزيز الرعينيّ الأندلسى القرطبي، سمع محمد بن إسماعيل الصائغ الكبير ومحمد بن على بن زيد الصائغ الصغير وعلى بن عبد العزيز كاتب أبى عبيد وحدث [4] ، ذكره الخشنيّ في تاريخ
__________
[ () ] يخطب الإمام خطبة الجمعة، وتوفى في شاطبة شرقى الأندلس يوم الجمعة في ربيع الآخر سنة 460 أو 463.
[1] وهو المعروف بابن أبرول، سمع من الأئمة المحدثين مثل محمد بن يزيد المقرئ والصائغ الكبير ويونس بن عبد الأعلى والمزني والربيع بن سليمان وغيرهم، توفى بسرقسطة- تاريخ الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 20.
[2- 2] سقط من م. وسمع من عيسى بن دينار أيضا، وكان من خيار الناس وفضلائهم- تاريخ ابن الفرضيّ 1/ 85.
[3- 3] موضع ما بين الرقمين وقعت في م عبارة «أبى عبد الله محمد بن عبد الملك ابن كثير» كذا. وفي تاريخ ابن الفرضيّ 1/ 35: ويعرف بالرصافى، وكان كثير الجمع للحديث والرأى، حافظا لما روى، وقيل: إنه هو الّذي ألف المستخرجة للعتبى.
[4] ومن بقي بن مخلد كثيرا ومن محمد بن عبد السلام الخشنيّ- تاريخ ابن الفرضيّ 1/ 243، وفيه وفاته سنة 305.(10/375)
الأندلس وقال: توفى سنة أربع وثلاثمائة، وكان عالما فهما عارفا باللغة وأبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام الأزدي القرطبي، مقرئ فاضل إمام نحوي عارف باللغة والنحو [كثير الأدب-[1]] ، كتب الكثير بالإسكندرية ومصر بعد الخمسمائة، وورد العراق وأدرك الشيوخ، لقيته بدمشق وكتبت عنه أجزاء، وكان ساكنا فاضلا متدينا، وسمعت أنه انتقل من دمشق إلى بلاد أذربيجان وسكنها، ورأيت له أصولا حسنة في القراءات والحديث [2] وأبو عبد الله محمد بن عبد الله [3] بن محمد [3] بن عبد البر بن عبد الأعلى ابن سالم [3] بن عبد الله بن محمد بن سالم [3] بن غيلان [4] الحسيني [5] الأندلسى القرطبي المالكي، حدث وروى، ولد بقرطبة سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وتوفى
__________
[1] من م، وسقط من الأصل.
[2] قال ابن الأثير: وانتقل إلى الموصل وسكنها، وانتفع به الناس وقرءوا عليه القرآن والحديث والنحو وغير ذلك، وكان ثقة صالحا فاضلا، وتوفى بالموصل سنة سبع وستين وخمسمائة- انتهى. أي بعد السمعاني بخمس سنين.
وراجع التكملة لصلة ابن بشكوال من ابن أبار لعلك تجده فيها.
[3- 3] ما بين الرقمين ليس في تاريخ ابن الفرضيّ 2/ 63.
[4] زيد في التاريخ «ابن أبى مرزوق» ، وفيه: المعروف باللشكيتانى، سمع من محمد بن عمر بن لبابة وأسلم بن عبد العزيز وأحمد بن خالد، ولقي محمد بن زبان وأبا مسلم أحمد بن صالح ومحمد بن محمد الباهلي، وسمع من ابن الأعرابي وغيره، توفى بأطرابلس الشام.
[5] في م «الحسي» ، وفي تاريخ ابن الفرضيّ «التجيبي» .(10/376)
سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، قال أبو زكريا يحيى بن على الطحان:
حدثونا عنه. [1]
3203- القِرطمى
بكسر القاف وسكون الراء والطاء المهملة وفي آخرها الميم- هكذا رأيت في تاريخ أصبهان مقيدا مضبوطا، ولعله نسب إلى حب القرطم وبيعه، وهو كالكتان [2] ، واشتهر بهذه النسبة أبو مسلم- وقيل أبو محمد- عبد الرحمن بن محمد بن عمرو بن يحيى القرطمي المؤذن، من أهل أصبهان، يروى عن عبد الله بن محمد بن النعمان وأبى طالب ابن سوادة، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، وتوفى في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة ووالده محمد بن عمرو بن يحيى القرطمي، المعروف بابن ششاه، من أهل أصبهان، [3] يروى عن إسماعيل ابن عمرو البجلي، روى عنه ابنه عبد الرحمن، ولم يحدث عنه سواه والفضل بن العباس القرطمي البغدادي [3] ، يروى عن يحيى بن عثمان الحربي، روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني [4] .
3204- القُرطى
بضم القاف وسكون الراء وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى القرط، والمشهور بالانتساب إليه عثمان ونوح
__________
[1] قد ذكر الأمير ابن ماكولا عدة سواهم من أهل قرطبة، وكذا أورد ياقوت أسماء عديدة من أهل قرطبة، فراجعهما.
[2] وهو حب العصفر.
[3- 3] ما بين الرقمين سقط من م.
[4] ترجمته من تاريخ بغداد 12/ 371.(10/377)
ابنا شعبان [1] القرطي وابن أخيهما أبو إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان الفقيه القرطي، كان مصنفا [2] على مذهب مالك، وهو مصرى.
3205- القَرَظ
[3] بفتح القاف والراء وآخرها الظاء المعجمة [3] ، [4] هذه النسبة [4] لسعد بن عائذ القرظ المؤذن المديني، قال ابن أبى حاتم [5] : له صحبة، وإنما سمى «القرظ» لأنه كلما اتجر في شيء وضع فيه فاتجر في القرظ فربح فلزم التجارة فيه، يروى عنه ابنه عمار بن سعد، وابن ابنه حفص ابن عمر بن سعد، وجماعة من أولاده نسبوا إليه.
3206- القَرَظى
بفتح القاف والراء وفي آخرها الظاء المعجمة [6] ، هذه النسبة إلى سعد بن عائذ القرظ مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم، والمشهور بالانتساب إليه عبد الرحمن بن سعد بن عمار القرظي، من أولاد سعد القرظ، يروى عن آبائه، روى عنه أبو بكر الحميدي وإسحاق الطالقانيّ ومحمد بن عمار بن سعد القرظ المؤذن القرظي، يروى عن أبى هريرة،
__________
[1] ابن محمد بن ربيعة بن داود بن سليمان بن أيوب، من ولد عامر بن ياسر.
[2] من تصانيفه: الزاهي الشعبانيّ- في الفقه، وأحكام القرآن، ومختصر ما ليس في المختصر، ومناقب مالك، ومنسك، توفى سنة 355 وقد جاوز الثمانين، راجع سير النبلاء للذهبى.
[3- 3] سقط من م.
[4- 4] والصواب «هذا لقب» .
[5] في الجرح والتعديل ج 2 ق 1 ص 88، وانظر الإصابة في معرفة الصحابة قم الترجمة 3165 ومعاجم الصحابة، وهو مؤذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
[6] وهذا الرسم فإنه اللباب المطبوع.(10/378)
روى عنه [ابنه وابن ابنته و] ابن أخيه [محمد بن عمار بن حفص بن عمر ابن سعد وعمر بن عبد الرحمن بن أسيد بن زيد بن الخطاب-[1]] ومحمد ابن عمار بن حفص بن عمر بن سعد القرظ المؤذن الأنصاري القرظي، يعرف بكشاكش، روى عن عمه وشريك بن عبد الله بن أبى نمر وسعيد المقبري وصالح مولى التوأمة، روى عنه معن بن عيسى وأبو عامر العقدي وسعيد بن منصور وسويد بن سعيد وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي وسعيد بن عبد الجبار وعثمان بن ربيعة بن أبى عبد الرحمن، وقال أحمد ابن حنبل: كشاكش ما أرى به بأس، وقال أبو حاتم الرازيّ:
يكتب حديثه. [2]
3207- القُرَظى [3]
بضم القاف وفتح الراء المهملة والظاء المعجمة، هذه النسبة إلى قريظة، وهو اسم رجل نزل أولاده قلعة حصينة بقرب المدينة فنسبت إليهم، وقريظة والنضير أخوان من أولاد هارون النبي- صلوات الله عليه، والمنتسب إليها كعب بن سليم القرظي، من أهل المدينة، يروى عن على بن أبى طالب- رضى الله عنه، روى عنه ابنه محمد ابن كعب القرظي وأبو حمزة محمد بن كعب بن سليم بن عمرو بن إياس
__________
[1] من م، وقد اختبطت العبارة في النسختين معا، وراجع لترجمته ولترجمة الّذي يليه تهذيب التهذيب 9/ 358 والجرح والتعديل ج 4 ق 1 ص 43- 44 وانظر ما فيهما.
[2] وانظر ما في تهذيب التهذيب 3/ 479.
[3] في م «القريظى» .(10/379)
ابن حنان [1] بن قرظة بن عمران بن عمير بن قريظة بن حارث القرظي، من أهل المدينة [2] ، كان أبوه ممن لم ينبت يوم قريظة فترك، يروى عن ابن عباس وابن عمر وزيد بن أرقم [3] رضى الله عنهم، وكان من أفاضل أهل المدينة علما وفقها، وبها مات سنة/ ثمان ومائة، وقد قيل إنه مات سنة سبع عشرة ومائة وإسحاق بن كعب القرظي، أخو محمد بن كعب، من أهل المدينة، يروى عن أخيه، روى عنه يزيد بن أبى زياد وعبد الله بن محمد بن عقبة ابن أبى مالك القرظي، يروى عن أبيه عن أم سلمة، روى عنه يعقوب ابن إبراهيم بن سعد وعطية القرظي، قال: عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة فلم أكن أنبت فجعلني في السبي [4] ، روى عنه مجاهد وعبد الملك بن عمير [وغيرهما-[5]] وأبو جعفر ثعلبة بن أبى مالك القرظي المدني [6] ، كان إمام بنى قريظة، يروى عن ابن عمر رضى الله عنهما،
__________
[1] م: «جان» .
[2] راجع لترجمته تهذيب التهذيب 9/ 420 والجرح والتعديل ج 4 ق 1 ص 67 والتاريخ الكبير للبخاريّ وغيرها.
[3] وابن مسعود وعلى وأبى هريرة- كما في الإكمال وغيره.
[4] وانظر ما مضى في ترجمة محمد بن كعب، وذكر هذه الحكاية في أبيه كعب ابن سليم أيضا!.
[5] من م.
[6] وانظر ترجمة ثعلبة رضى الله عنه في معاجم الصحابة وفي تهذيب التهذيب 2/ 25 والتاريخ الكبير للبخاريّ وغيرهما.(10/380)
روى عنه الزهري وابن الهاد وعلى بن عبد الله بن رفاعة القرظي، من أهل المدينة، يروى عن الربيع بن معبد، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وأبو يحيى زكريا بن منظور بن عقبة بن ثعلبة بن أبى مالك القرظي، من أهل المدينة، يروى عن أبى حازم، منكر الحديث جدا، يروى عن أبى حازم ما لا أصل له من حديثه، قال عباس بن محمد: سمعت يحيى بن معين يقول: زكريا بن منظور ليس بشيء، فراجعته مرارا، فزعم أنه ليس بشيء، قال: وكان طفيليا [1] ، وحدث عن هشام بن عروة وعطاف بن خالد وثابت بن يزيد الحجازي ودونه، روى عنه محمد بن الحسن بن زياد [2] وعبد الله بن الزبير الحميدي وإسحاق بن أبى إسرائيل وغيرهم، وكان متروك الحديث. [3]
3208- القَرقَرى
بالراء الساكنة بين القافين المفتوحتين والقاف بين الراءين، هذه النسبة إلى قرقر، وهو اسم لجد أبى محمد عبد الله ابن عمر بن أحمد بن قرقر الحافظ القرقرى، يروى عن على بن محمد ابن منصور الرهاوي [4] ، سمع منه بالرها، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد
__________
[1] هكذا ذكره ابن حبان في المجروحين 1/ 311. وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 3/ 332 والجرح والتعديل ج 1 ق 2 ص 597.
[2] من م، في الأصل «ريان» .
[3] وفي الإكمال: ورفاعة القرظي، له صحبة ومسور بن رفاعة القرظي- انظر المشتبه للذهبى ص 525.
[4] في المشتبه للذهبى ص 525: عن أبى عروبة.(10/381)
ابن جميع الغساني.
وقرقرى موضع باليمامة، قال يحيى بن أبى طالب اليمامي لما ركب البريد إلى خراسان:
أقول لأصحابى ونحن بقومس ... ونحن على أكتاف [1] [2] مجرودة جود [2]
بعدنا وحق الله من أهل قرقرى ... ومن أهل موشوج وزدنا على البعد [3]
3209- القُرقُرى
بالراي الساكنة بين القافين المضمومتين وفي آخرها راء أخرى-[أي] [4] بالقافين والراءين [4] ، هذه النسبة إلى لقب بعض أجداد أبى طاهر عبد الواحد بن الحسين بن عمر بن قرقر الحذاء القرقرى، من أهل بغداد، وكان يتشيع، وهو صحيح السماع، سمع أبوي الحسن على بن عمر الدار قطنى وعلى بن عمر الحربي وأبا حفص بن شاهين وأبا القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد وعبيد الله بن عثمان بن يحيى وغيرهم، ذكره أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب [5] وقال: كتبت عنه، وكان
__________
[1] م: «أكباد» .
[2- 2] من م، في الأصل «محمد وقرقرة» كذا.
[3] وانظر معجم البلدان لياقوت ففيه:
أقول لأصحابى ونحن بقومس ... ونحن على اثباج ساهمة جرد
بعدنا وبيت الله! عن أرض قرقرى ... وعن قاع موحوش وزدنا على البعد
وذكر القصة بطولها.
[4- 4] ليس في م.
[5] في تاريخ بغداد 11/ 16.(10/382)
سماعه صحيحا، وذكر لنا عنه أنه كان يتشيع، وهو من أهل باب الطاق، وكان دكانه في الحذائين من سوق الكرخ، وكانت ولادته في سنة [1] سبع وسبعين وثلاثمائة، ومات في شوال سنة [1] تسع وأربعين وأربعمائة بغداد. [2]
__________
[1- 1] ما بين الرقمين سقط من م.
[2] وفي المشتبه للذهبى ص 526: وعمه أحمد بن عمر بن قرقر الحذاء، بغدادي- انتهى، وذكره الخطيب في تاريخ بغداد 4/ 4 وقال: أبو العباس، من أهل الجانب الشرقي، حدث شيئا يسيرا عن أحمد بن العباس الأقلامى شيخ يروى عن أبى عيسى بن قطن السمسار وغيره، حدثني عنه أحمد بن على بن التوزي، وكان صدوقا.
وقد فاته (القرقشندى) ، وانظر ما مضى ص 269 في رسم (الفهميّ) .
وقال ياقوت: (قرقشندة) قرية بأسفل مصر (وهي «القلقشندة» من قرى القليوبية بقرب القاهرة) ، ولد بها الليث بن سعد بن عبد الرحمن المصري الفقيه مولى بنى فهم ثم مولى آل خالد بن ثابت بن طاعن، وأهل بيته يقولون: إن أصله من الفرس من أهل أصبهان، ولد سنة 94، وتوفى في نصف شعبان سنة 175- إلخ.
والمصنف المشهور المؤرخ الأديب البحاثة شهاب الدين أبو العباس أحمد ابن على بن أحمد الفزاري القلقشندي ثم القاهري منسوب إلى هذه القرية، ولد بقلقشندة سنة 756 هـ، من أشهر تصانيفه: «صبح الأعشى في قوانين الإنشاء» 14 مجلدا و «نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب» وغيرهما، راجع الضوء اللامع للسخاوى 2/ 8 والمنهل الصافي لابن تغرى بردي وشذرات الذهب(10/383)
3210- القَرقسانى
هذه النسبة إلى قرقيسيا، وهي بلدة بالجزيرة على ست فراسخ من رحبة مالك بن طوق قريبة من الرقة، لم يتفق لي دخولها، والنسبة إليها بإثبات النون وإسقاطها [1] ، والقائل بالنون وإثباتها أكثر حتى اشتهر بذلك، وكان نزل بها جرير بن عبد الله البجلي وعدي ابن حاتم الطائي وحنظلة الكاتب- رضى الله عنهم- لما أظهر بنو أمية شتم الصحابة رضوان الله عليهم بالكوفة وخرجوا عنها ونزلوا قرقيسيا وقالوا:
لا نسكن بلدة سب فيها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ومات جرير بها.
والمشهور من علمائها عبد الملك بن سليمان القرقساني، روى عن عيسى بن يونس السبيعي، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن بجير الهمذانيّ صاحب الجامع الكبير، أثنى عليه أبو حاتم بن حبان وقال: هو مستقيم الحديث وإمام مسجد قرقيسيا أبو عمرو عثمان بن يحيى بن عيسى القرقساني الصياد، يروى عن ابن عيينة، حدث عنه أحمد بن [يحيى بن-[2]] الأزهر السجستاني، مات سنة ثمان وخمسين ومائتين والحسن بن على بن جبير بن يزيد ابن [3] جرير بن عبد الله البجلي القرقساني، من أهل قرقيسيا، قدم مصر، روى عنه سعيد بن عفير وأبو عبد الله- وقيل أبو الحسن- محمد بن مصعب [3]
__________
[ () ] 7/ 149 ومفتاح السعادة 1/ 182 وغيرها، توفى سنة 821 هـ.
و (قرقشونة) حصن من حصون الأندلس، وبعضهم منسوبون إليه.
[1] أي تكون النسبة حينئذ «القرقسائي» أيضا.
[2] من م.
[3- 3] ما بين الرقمين سقط من م.(10/384)
[1] ابن صدقة [1] القرقساني، من أهل قرقيسيا [2] ، كان حافظا، وكان كثير الغلط، وقيل: إنه منكر الحديث جدا، حدث عن الأوزاعي ومالك بن أنس وحماد بن سلمة وأبى بكر بن أبى مريم وسحيم بن هانئ ومبارك بن فضالة وغيرهم، روى عنه أبو بكر بن أبى شيبة وأحمد بن حنبل ويعقوب ابن إبراهيم الدورقي وأحمد بن منصور الرمادي ومحمد بن إسحاق الصغاني وجماعة، مات سنة ثمان وثمانين ومائتين [3] ببغداد، قال يحيى بن معين:
لم يكن محمد بن مصعب من أصحاب الحديث، كان مغفلا [4] ، قال ابن أبى حاتم:
سألت أبا زرعة عنه فقال: صدوق في الحديث ولكنه حدث بأحاديث منكرة، [قلت:] فليس هذا مما يضعفه! قال: نظن أنه غلط فيها، قال وسألت أبى عنه فقال: ليس بقوى، ضعيف الحديث، قلت له: إن أبا زرعة قال كذا- وحكيت له كلامه- فقال: ليس هو عندي كذا، ضعف لما حدث بهذه المناكير [5] ، قال ابن أبى حاتم: قلت لأبى زرعة: محمد بن مصعب وعلى بن عاصم أيهما أحب إليك؟ قال: محمد بن مصعب أحب إلى، على بن عاصم تكلم بكلام سوء، ما أقل من حدث عنه من أصحابنا
__________
[1- 1] ما بين الرقمين سقط من م.
[2] راجع ترجمته في تهذيب التهذيب 9/ 458- 460 والجرح والتعديل وتاريخ بغداد 3/ 276- 279 وغيرها، توفى سنة 288 هـ.
[3] وقيل: سنة ثمانين ومائتين.
[4] في الأصل هنا بعض تكرار من قول ابن أبى حاتم عن أبى زرعة وأبى حاتم.
[5] وقال ابن حنبل: لا بأس به، ووثقه ابن قانع.(10/385)
وأبو الإصبع محمد بن عبد الرحمن بن كامل بن موسى بن صفوان الأسدي القرقساني، قدم بغداد حاجا [1] ، وحدث بها عن أبى جعفر النفيلى وإبراهيم ابن المنذر الحزامي وأبى بكر بن أبى الأسود ومعلى بن مهدي ويزيد ابن مهران وعبيد بن يعيش، روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد وإسماعيل ابن محمد الصفار وأبو عمرو بن السماك وعبد الصمد بن على الطستى وأبو بكر الشافعيّ البزاز، وكان ثقة حسن الحديث، وتوفى سنة سبع وثمانين ومائتين.
3211- القُرقوبى
/ بضم القافين بينهما الراء وفي آخرها [2] الباء الموحدة، هذه النسبة إلى قرقوب، وهي بلدة قريبة من الطيب بين واسط [3] وكور الأهواز [3] ، منها أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسين بن محمد بن حامد ابن الحسن [4] بن يوسف القرقوبي الخطيب، ولى الخطابة بهذه البلدة، وكان فاضلا حسن الشعر، كتب عنه ببغداد شيخنا أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي الحافظ، وأنشدنى عنه أقطاعا من الشعر، وكان وروده بغداد في سنة تسع وخمسمائة، وانصرف إلى بلدته وأبو سعيد الحسن بن على ابن سهلان القرقوبي، نزيل أصبهان، من أهل الخير والصلاح، سمع
__________
[1] فترجمته من تاريخ بغداد 2/ 315- 316.
[2] أي بعد الواو.
[3- 3] من م، وموضعه في الأصل «وكوفة» ، قال ياقوت: بلدة متوسطة بين واسط والبصرة والأهواز، وكانت تعد من أعمال كسكر.
[4] م: «الحسين» .(10/386)
عبد الله بن محمد الصانع وعبد الله بن محمد ابن جعفر بن حبان وغيرهما، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبى وذكره في معجم شيوخه فقال: أبو سعيد القرقوبي نزيل أصبهان، شيخ صالح محب للسنة، سمع من أبى الشيخ كتابه المخرج على الصحيح، ومات بأصبهان وأنا بها بعد قبل أن أخرج منها يوم الجمعة وقت الصلاة السادس والعشرين من شعبان سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.
3212- القِرمِطي
بكسر القاف وسكون الراء وكسر الميم وفي آخرها الطاء، هذه النسبة إلى المذهب المذموم والرأى الخبيث، وهم جماعة من أهل هجر والبحرين والأحساء، قيل لهم القرامطة، قتلوا حاج بيت الله في الحرم، وفي رمل زهير، وقيل باللام، وإنما نسبوا إلى رجل من سواد الكوفة يقال له قرمط [1] ، وقيل: حمدان بن قرمط، وكان ممن قبل دعوتهم ثم صار رأسا في الدعوة، وقد دمر الله تعالى عليه وألحقه بإخوته عاد وثمود، والقصة في القرامطة وظهورهم أن جماعة من أولاد بهرام جور كانوا جلسوا في مجلس مثل وزير المهدي واسمه عبيد الله وكاتبوا ابن المقفع وأحمد بن الحسين الجراح وعبد الله بن ميمون القداح والدندانى وغيرهم، فذكروا آباءهم وأجدادهم وما كانوا فيه من العز والشرف والملك، وما آل أمرهم إليه من الذل، وكان هذا في أيام أبى مسلم صاحب الدولة
__________
[1] وهو معرب من «كرميتة» وهو بالنبطية حار العين، لقب به لحمرة عينيه، راجع القسم الثاني من الجزء الخامس من المنتظم لابن الجوزي ص 111، فان ابن الجوزي شرح أحوال القرامطة.(10/387)
[1] فقالوا: إن أبا مسلم كيف نقل الخلافة من بنى مروان إلى بنى العباس وكان من الموالي؟ ونحن من أولاد الملوك! فاتفقوا على أن يسعوا [1] في رفع الإسلام فقالوا: ينبغي أن تفرق دعوتهم، ويخرج بعضهم على بعض، فقالوا: إن ملوكهم ظلمة قتلوا أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم! وأنشئوا الأشعار في ذلك وشوشوا أمر الرعية على الملوك، فقسموا الدنيا على أرباع أربعة، واختاروا أربعة من الرجال ونفذوهم إلى الأرباع والأقاليم، فنفذوا واحدا إلى الكوفة فأول من أجابه حمدان بن قرمط، وأعانه على الدعوة، وتبعه عالم لا يحصون فنسبوا إليه.
وصار هذا لقبا لعامر بن ربيعة القرمطى جد محمد بن عبد الله العدوي، قال أبو القاسم الطبراني: إنما نسبوا إلى القرامطة لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عامرا جدهم يمشى فقال: «إنه ليقرمط في مشيته» ، وهو [2] من أهل المدينة، حدث عن بكر بن عبد الوهاب ويحيى بن سليمان بن نضلة، روى عنه محمد بن عمر بن غالب وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وغيرهما. [3]
3213- القِرمِيسينى
بكسر القاف وسكون الراء وكسر الميم ثم السين
__________
[1- 1] ما بين الرقمين سقط من م.
[2] أي محمد بن عبد الله، وذكره من تاريخ بغداد 5/ 433- 34.
[3] قال ياقوت: (قرمونية) كورة بالأندلس يتصل عملها بأعمال إشبيلية غربي قرطبة وشرقى إشبيلية، وأكثر ما يقول الناس «قرمونة» ، ينسب إليها أبو المغيرة خطاب بن مسلمة بن محمد بن سعيد الأيادي القرموني، صاحب قرطبة، سمع من محمد بن عمر بن لبابة وأسلم بن عبد العزيز وأحمد بن خالد وقاسم بن اصبع،(10/388)
المهملة المكسورة بين الياءين الساكنتين آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرميسين، وهي بلدة جبال العراق على ثلاثين فرسخا من همذان عند الدينور على طريق الحاج، بت بها ليلتين، يقال لها «كرمانشاهان [1] » ، خرج منها جماعة من العلماء ومشايخ الصوفية، منهم أبو إسحاق [إبراهيم-[2]] ابن شيبان القرميسيني، شيخ الجبال على الإطلاق في وقته، صاحب كرامات وآيات، وكانت له حال عجيبة حسنة، صحب من المشايخ أبا عبد الله المغربي وأبو بكر عمر بن سهل بن إسماعيل بن [3] أبى الجعد [3] القرميسيني الحافظ، الملقب بكدو، نزل الدينور، قدم همذان وحدث بها عن أبى قلابة الرقاشيّ ومحمد ابن الجهم السمري وإبراهيم بن إسحاق بن أبى العنبس وزيد بن إسماعيل الصائغ وإبراهيم بن الحسين الهمذانيّ وعبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي وأحمد بن زهير، روى عنه أبو العباس أحمد بن إبراهيم التميمي، ومات سنة ثلاثين وثلاثمائة وأبو القاسم عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد بن الحسن
__________
[ () ] ورحل إلى المشرق وحج سنة 332 وسمع محمد بن الأعرابي وخلقا غيره، وعاد إلى الأندلس وروى، وسمع منه ابن الفرضيّ وذكره في تاريخه (1/ 158) وقال: سألته عن مولده فقال: سنة 274 (وفي التاريخ «294» أي تسعين مكان سبعين) ، وتوفى في شوال سنة 372، وكان بصيرا بالنحو واللغة.
[1] وبها الدكان الّذي اجتمع عليه ملوك الأرض: فغفور من الصين وخاقان من الترك وداهر من الهند وقيصر من الروم عند كسرى أبرويز، راجع لتفصيله معجم البلدان لياقوت.
[2] من م واللباب، وسقط من الأصل.
[3- 3] وقع في الأصل موضعه «الجوزي» كذا.(10/389)
القرميسيني، أصله من قرميسين وهو ولد ببغداد في صفر سنة سبع وثلاثمائة [1] ، وكان شيخا صالحا ثقة، سمع يحيى بن محمد بن صاعد وأبا ذر ابن الباغندي وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابورىّ وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي وغيرهم، روى عنه أبو القاسم على بن [2] المحسن التنوخي وعبد العزيز ابن على الأزجي، ومات ببغداد في شوال سنة خمس وسبعين وثلاثمائة وأبو الحسن على بن أحمد بن الفضل بن شكر بن [2] بكران الخياط القرميسيني، [2] سكن بغداد، وهو والد أبى القاسم عبد العزيز الأزجي، كان فقيها صدوقا، تفقه [2] على مذهب أحمد بن حنبل، ورأى إبراهيم بن شيبان شيخ الجبال، يروى عن أبى بكر أحمد بن سلمان النجاد ومحمد بن على بن الهيثم المقرئ وإسماعيل بن على الخطبيّ، روى عنه ابنه [3] .
3214[ص:4] القَرنانى
بفتح القاف وسكون الراء والنون والألف والنون بعدها، هذه النسبة إلى بنى القرناء، والمشهور بهذه النسبة شريك ابن سويد التجيبي ثم القرنانى، شهد فتح مصر.
3215- القرنايى
بفتح القاف وسكون الراء وفتح النون وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى بنى القرناء، وهم من تجيب- إن شاء الله، والمشهور بهذا الانتساب شريك بن سويد بن همام التجيبي
__________
[1] ترجمته من تاريخ بغداد 10/ 431.
[2- 2] ما بين الرقمين سقط من م.
[3] راجع ترجمته في تاريخ بغداد 11/ 328.
[4] الرسوم الثلاثة الآتية واحد، كما سيأتي التنبيه عن ابن الأثير، وليس الرسم الأول في م.(10/390)
ثم القرنائى، شهد فتح مصر- قاله ابن يونس.
3216- القرنايى
بضم القاف وفتح الراء وبعدها الياء [1] ، هذه النسبة إلى بنى القرناء، وهو بطن من تجيب، والمنتسب إليهم عميرة بن تميم ابن [جزء-[2]] القرنائى التجيبي، قال أبو سعيد بن يونس: من بنى القرناء صاحب الجب المعروف «بجب عميرة» في الموضع/ الّذي يبرز إليه الحاج من مصر لخروجهم إلى مكة وعقبة بالأندلس بسرقسطة. [3]
3217- القَرَنجُلى
بفتح القاف والراء وسكون النون وضم الجيم وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى قرنجل، وظني أنها من قرى الأنبار- والله أعلم- فانى رأيت في الكتب جماعة من أهل الأنبار ينسبون إليها، منهم [أبو بكر أحمد بن يعقوب بن أبى عبد الله اللخمي الأنباري، يعرف بالقرنجلي، حدث عن إبراهيم بن إسحاق الحرمي ونحوه، روى عنه ابنه محمد ومحمد بن إسحاق بن محمد الطل الأنباري، وكان ثقة-[4]] وابنه أبو عمر محمد بن أحمد بن يعقوب الأنباري، المعروف بالقرنجلي، روى عن أبيه عن إبراهيم الحربي، كتب عنه على بن أحمد بن أبى الفوارس
__________
[1] في م واللباب: «القرنانى» ، بعد الألف نون أخرى.
[2] من بعض المراجع، وفي م «حي» ، وفي الأصل بياض.
[3] و (القرنبى) : سراج الدين محمد بن أحمد بن محمد بن عبد المجيد القرنبى الحنفي، أحد الأئمة، تخرج به العلماء، ومات في رمضان سنة 656- المشتبه للذهبى ص 506، وانظر ما ذكر فيه في الجواهر المضية 2/ 22.
[4] من تاريخ بغداد 5/ 227، وفي الأصل بياض، وأهمل في م واللباب.(10/391)
بالأنبار [1] وأبو عبد الله محمد بن الحسن بن محمد بن الحارث الأنباري، يعرف بالقرنجلي [2] ، سمع إسحاق بن بهلول التنوخي، روى عنه أبو بكر أحمد ابن إبراهيم الإسماعيلي الجرجاني، وكان ثقة.
3218- القَرَنى
بفتح القاف والراء وكسر النون، هذه النسبة إلى قرن، وهو بطن من مراد يقال له: قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد، نزل اليمن، والمشهور بهذه النسبة المعروف في الأقطار أويس بن عامر القرني، وقصته في الزهد معروفة، وقال الدار قطنى [3] : قرن- بفتحتين- فهو فيما ذكر ابن حبيب قال: في مراد قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد، قوم أويس بن عامر القرني الزاهد- والموضع الّذي يحرم منه أهل النجد يقال له «قرن المنازل» بسكون الراء- وأويس سكن الكوفة، وكان عابدا زاهدا، يروى عن عمر رضى الله عنه، واختلفوا في موته فمنهم من زعم أنه قتل يوم صفين في رحالة على رضى الله عنه، ومنهم من زعم أنه مات على جبل أبى قبيس بمكة، ومنهم من زعم أنه مات بدمشق، ويحكون في موته قصصا تشبه المعجزات التي رويت عنه، قال أبو حاتم بن حبان:
وقد كان بعض أصحابنا ينكر كونه في الدنيا، قال شعبة: سألت عمرو ابن مرة وأبا إسحاق عن أويس القرني فلم يعرفاه، قلت: وذكر قصته في الصحيح لمسلم بن الحجاج [4] وموسى بن عبد الرحمن القرني الصنعاني، يروى
__________
[1] كله قول الخطيب في تاريخ بغداد 1/ 376، وفي م بعض خبط.
[2] وترجمته من تاريخ بغداد 2/ 189.
[3] موضعه في م: «الخطيب» .
[4] راجع لما ورد في سيدنا أويس القرني رضى الله عنه كنز العمال ج 17(10/392)
عن هشام بن عروة وابن جريج، يروى عنه عبد الغنى بن سعيد البرقي الثقفي.
3219- القَرْنى
بفتح القاف وسكون الراء وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرن، قال ابن حبيب: في مذحج قرن بن مالك بن كعب بن أود ابن صعب بن سعد العشيرة، وهم رهط عافية القاضي [الأودي] القرني، وقال غيره: عافية بن يزيد بن قيس القرني القاضي، يروى عن هشام ابن عروة ومجالد بن سعيد وفي الأزد قرن بن عكر بن عدثان بن عبد الله ابن الأزد وقرن المنازل موضع يحرم منه أهل النجد، وجعله النبي صلى الله عليه وسلم محرما يحرم منه أهل نجد [1] وقرن الثعالب موضع ورد في الحديث ذكره، لما عرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل وعلى ابن عبد يا ليل قال: فبينا أنا بقرن الثعالب إذ ناداني [2] الملك وخالد ابن يزيد [3] القرني، ويقال: ابن أبى يزيد- وهذا أصح، أبو الهيثم، منسوب إلى قرن، وهي قرية بين قطربُّل والمزرقة من أعمال بغداد [4] ، يروى عن شعبة وحماد بن زيد ومندل بن على وأبا شهاب الخياط وعاصم بن هلال وإسماعيل بن عياش وجعفر بن سليمان وسلام الطويل، روى عنه محمد ابن إسحاق الصغاني وبشر بن موسى وأحمد بن سعيد الجمال وعباس
__________
[ () ] من البدء إلى ص 11 ولا سيما انظر تحقيقي هناك ص 1- 2.
[1] أي هو ميقات لأهل النجد ولمن يأتى إلى الحرم من هذه الجهة.
[2] م: «جاءني» .
[3] زيد هنا في م «الوليد» كذا.
[4] ترجمته كلها من تاريخ بغداد 8/ 304، وراجع غيره.(10/393)
الدوري ومحمد بن الحسين البرجلاني، وقال يحيى بن معين: كتبت عن خالد المزرقي ولم يكن به بأس، وقيل: هو أبو الهيثم خالد بن أبى يزيد واسم أبى يزيد بهبذان بن يزيد [بن البهبذان] البهبذانى المزرقي القطربلي، وهو خالد القرني. [1]
3220- القَرَوى
بفتح القاف والراء وكسر الواو، ذكر أبو نصر ابن ماكولا أن هذه النسبة إلى القيروان البلد المعروف بالمغرب، وقال:
ومنهم أبو العرب بن تميم صاحب تاريخ المغاربة، وغيره- والنسبة إلى «القرية» أيضا قروي، ويمكن أن من لم يكن من البلد وكان من السواد يقال له «قروي» وأبو على الحسن بن على بن القاسم القروي الإسكاف، من أهل القيروان، نزيل دمشق، سمع أبا الحسين [2] عبد الوهاب بن الحسن [2] ابن الوليد الكلابي الدمشقيّ، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبى الحافظ بدمشق. [3]
2321- القَريبى
بفتح القاف وكسر الراء والياء الساكنة وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى [أبى] قريبة، وهو اسم رجل، والمنتسب إليه حبيب المعلم القريبى، وهو ابن أبى قريبة، واسم أبى قريبة: زائدة، مولى معقل، ويقال ابن أبى بقية، أبو محمد المعلم البصري، يروى عن عطاء وابن
__________
[1] وذكر ياقوت عدة مواضع اسمها «قرن» فراجع معجم البلدان.
[2- 2] سقط من م.
[3] وفي المشتبه للذهبى ص 528 (القروينى) أبو القاسم والأنجب ابنا محمد بن أبى القاسم القروينى- بالراء، حدثا عن عتيك بن صيلا.(10/394)
سيرين، روى عنه الحمادان ويزيد بن زريع، قال أحمد بن حنبل: حبيب المعلم ثقة [صالح-[1]] ، ما أصح حديثه! ووثقه يحيى بن معين، وقال أبو زرعة: حبيب بصرى ثقة.
3222- القُرَيبى
بضم القاف وفتح الراء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى قريبة بنت محمد بن أبى بكر الصديق رضى الله عنهما [2] ، والمشهور بالانتساب إليها أبو الحسن على بن عاصم بن صهيب القريبى، وهو مولى قريبة السابق ذكرها، من أهل واسط [3] ، يروى عن محمد بن سوقة وحصين [بن عبد الرحمن السلمي] ، مات سنة إحدى ومائتين، كان ممن يخطئ ويقيم على خطئه فإذا تبين له لم يرجع، وكان شعبة يقول: أفادنى على بن عاصم عن خالد الحذاء بأشياء سألت خالدا عنها فأنكرها، وكان أحمد بن حنبل سيء الرأى فيه، قال أبو حاتم بن حبان [4] : والّذي عندي- في أمره- ترك ما انفرد به من الأخبار، والاحتجاج بما وافق الثقات، لأن له رحلة وسماعا وكتابة، وقد يخطئ الإنسان فلا يستحق الترك، وأما ما بين له من خطئه فلم يرجع فيشبه أن يكون في ذلك متوهما أنه كما حدث به، قال:
__________
[1] من م.
[2] راجع ما قاله ابن ناصر الدين الحافظ في تعليقه على المشتبه للذهبى ص 527، فإنه أفاد.
[3] ترجمته في تهذيب التهذيب 7/ 344- 348 وطبقات ابن سعد ج 7 ق 2 ص 62- 63، وانظر تاريخ بغداد 11/ 446- 458 فأبسط الخطيب ترجمته.
[4] وما كان قبله فهو أيضا من قول ابن حبان في ترجمته من المجروحين 2/ 109.(10/395)
سمعت محمد بن على الفاروزى [1] بنسا يقول: سمعت محمد بن إبراهيم الجنيد يقول سمعت على بن عاصم يقول: لما أردت الخروج في طلب العلم دفع إليّ أبى مائة ألف درهم واشترى لي بغلا بألف درهم، فخرجت وأردفت هشيم بن بشير ثم رجعت إلى أبى بمائة ألف حديث. قيل: إنه مات في جمادى الأولى سنة إحدى ومائتين، وولادته كانت في سنة تسع ومائة، وكانت وفاته بواسط، صام شهر رمضان ثمانين سنة، رئي الثوري في المنام/ في الجنة يطير من نخلة إلى نخلة ومن شجرة إلى شجرة قيل [له] :
يا أبا عبد الله! بما نلت هذا؟ قال: بالورع بالورع، قيل: فما بال على بن عاصم؟ قال: ذلك لا نكاد نراه إلا كما نرى الكوكب [2] وأبو محمد الحسن بن على بن عاصم بن صهيب البغدادي القريبى [3] ، مولى قريبة بنت محمد بن أبى بكر الصديق رضى الله عنهما، وهو أخو عاصم بن على، واسطي الأصل، سكن بغداد، وحدث بها عن أيمن بن نابل وعن أبى عمرو الأوزاعي وعبد الملك بن مسلم بن سلام، روى عنه أخوه عاصم وأحمد ابن حنبل، وقال يعقوب بن شيبة: سألت يحيى بن معين عن عاصم بن على، فطعن فيه وفي أبيه وأخيه، ومات الحسن في حياة أبيه على بن عاصم
__________
[1] وقد مضى وعد أبى سعد ص 126 بأنه سيذكر حكاية عن هذا، وقد أنجز هنا وعده، ووقع في م «الفارمذى» وفي المجروحين «الماوردي» - والله أعلم بالصواب.
[2] وقد انتهى الرسم هنا في م، والترجمتان التاليتان ليستا فيها هاهنا، وإنما ذكرا فيها في (القريني) كما سننبه عليه هناك ص 403.
[3] ترجمته من تاريخ بغداد 7/ 363.(10/396)
وأخوه أبو الحسين عاصم بن على القريبى، واسطي، نزل بغداد زمانا طويلا [1] وحدث بها عن ابن أبى ذئب وشعبة والمسعودي وعاصم بن محمد بن زيد والليث بن سعد وغيرهم، روى عنه أحمد بن حنبل وعبيد الله القواريري وعمرو بن على والبخاري في صحيحه ومحمد بن يحيى المروزي وجماعة، ولما ورد بغداد أملى بها في مسجد الرصافة، وكان مجلسه يحزر بأكثر من مائة ألف إنسان، وكان المستملي هارون الديك يركب نخلة معوجة ويستملى، فبلغ المعتصم كثرة الجمع فأمر بحزرهم فوجه بقطاعى الغنم فحزروا المجلس عشرين ومائة ألف. وقال أحمد بن عيسى: بكرت إلى مجلس عاصم فأصابتني فترة، فضجعت فنمت، فأتانى آت في منامي فقال: ايت مجلس عاصم فإنه غيظ لأهل الكفر. وكان يحيى بن معين يقول: عاصم ليس بشيء، وسئل عنه فذمه واتهمه. ومات في رجب سنة إحدى وعشرين ومائتين. [2]
__________
[1] ترجمته من تاريخ بغداد 12/ 247- 250، وراجع تهذيب التهذيب 5/ 49- 51 والجرح والتعديل ج 3 ق 1 ص 348 وغيرها، وقال أبو حاتم: صدوق، ووثقه ابن سعد وغيره.
[2] وقال ياقوت في (القريتان) : والقريتان أيضا قرية كبيرة من أعمال حمص في طريق البرية بينها وبين سخنة، وقد تدعى «حوارين» ، وقد نسب إليها خالد بن سعيد أبو سعيد الكلبي، من أهل القريتين، حدث عن عبد الله بن الوليد العذري، روى عنه محمد بن عنبسة الحديثى- إلخ. وانظر ترجمته في تهذيب تاريخ ابن عساكر 5/ 52.(10/397)
3223- القَريحى
بفتح القاف وكسر الراء بعدهما الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى قريح. وهو بطن من سامة بن لؤيّ، ذكر أبو فراس السامي [1] في نسب بنى سامة بن لؤيّ:
قريح بن المنخل بن ربيعة بن قبيصة، من ولده أبو سارة الّذي قتله أبو جعفر المنصور، وهو أبو سارة خالد بن ربيعة بن قطن بن قريح القريحى.
3224- القُريشى
بضم القاف وفتح الراء بعدهما الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الشين المعجمة، منسوب إلى قريش، [2] وأكثر ما ورد في هذه النسبة بإسقاط الياء، والّذي اشتهر بالنسبة إلى قريش [2] مع الياء أبو نصر محمد بن عبد الرحمن القريشي [2] إن شاء الله [2] ، شيخ من أهل سرخس، سمع آخر مجلس إملائه [3] أبو على زاهر بن أحمد الفقيه السرخسي، سمع منه جدنا أبو المظفر السمعاني، وروى لي عنه أبو نصر محمد بن محمود السره مرد الشجاعي ذلك المجلس، ولم يرو لنا عنه غيره، قال ابن ماكولا:
شيخ كان بسرخس يحدث عن زاهر بن أحمد، وهو آخر من حدث عنه، وحدث عن غيره، يقال له أبو نصر محمد بن عبد الرحمن القريشي، مشهور بسرخس، سمع منه جماعة، ودخلت سرخس وسألت عنه لأسمع منه فأخبرت بموته، ذكر لي اسمه ونسبه [أبو محمد الطبسي.
__________
[1] م: «الشامي» .
[2- 2] ما بين الرقمين سقط من م.
[3] وسيأتي ما في الإكمال.(10/398)
وإنما سميت قريش بهذا الاسم لتجمعهم على قصي بن كلاب، وسمى قصي-[1]] مجمعا، وفي ذلك يقول حذافة بن غانم الجمحيّ يمدحه:
أبوهم قصي كان يدعى مجمعا ... به جمع الله القبائل من فهر
هم نزلوها والمياه قليلة ... وليس بها إلا كهول بنى عمرو
والتجمع: التقرش- في بعض كلام العرب، ويقال: كان يقال لقصي «القريش» [ولم يسم «قريش» أحد قبله، ويقال: إن النضر بن كنانة كان يسمى «القريش» . قال الدار قطنى: أما قريش-[1]] فالقبيلة المعروفة، وهي بطنان: قريش البطاح، وقريش الظواهر. وقد قيل أيضا: إنما سميت قريش قريشا لأنها كانت تجارا تكتسب وتتجر وتحترش فسميت بحوت في البحر، وسنذكر قول ابن عباس- رضى الله عنهما- فيه [2] . وأما قصة قصي بن كلاب واجتماع الناس عليه الّذي به سمى هو قريشا: فأخبرنا الأديب أبو القاسم محمود بن على بن نصر النسفي بسمرقند وأبو يعقوب يوسف بن أبى بكر المقرئ بنسف وأبو محمد أحمد بن [3] محمد بن [3] عبد الرحمن العلويّ ببخارا وغيرهم قالوا: أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن أبى النضر البلدي أنا [أبو المعالي معتمد بن محمد بن محمد بن مكحول النسفي أنا أبو سهل
__________
[1] ما بين الحاجزين من م وغيرها، وسقط من الأصل.
[2] القرش: الجمع، تقرش القوم: تجمعوا، والتقريش: الاكتساب، وقريش دابة في البحر لا تدع دابة إلا أكلتها فجميع الدواب تخافها كما ورد في حديث ابن عباس رضى الله عنهما، وراجع لتحقيق المادة ووجه تسمية قريش قريشا تاج العروس 7/ 337 ولسان العرب شرحي القاموس.
[3- 3] ليس في م.(10/399)
عروز بن أحمد بن هارون الأستراباذي أنا أبو محمد إسحاق بن محمد بن نافع الخزاعي بمكة أنا-[1]] أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد بن الوليد الأزرقي حدثني جدي [ثنا-[1]] سعيد بن سالم بن عثمان بن ساج عن ابن جريج وعن ابن إسحاق يزيد أحدهما على صاحبه قالا: أقامت خزاعة على ما كانت عليه من ولاية البيت. وأما المنسوب إلى قريش وليس منهم فهو عمرو بن خالد القريشي، وهذا هو همداني من أهل واسط، كان الراويّ عنه يدلسه بالقريشى ولا ينسبه إلى بلده وقبيلته لشدة ضعفه. [2]
3225- القُريعى
بضم القاف وفتح الراء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى قريع، وهم بطون من قبائل شتى، قال ابن حبيب: وفي قيس [عيلان] : قريع بن الحارث بن نمير بن عامر [ابن صعصعة] . وقال: في تميم قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم [وقال ابن الكلبي عن رجل من بنى أنف الناقة يقال له:
إسماعيل، قال: إنما سمى جعفر بن قريع بن عوف بن كعب بن زيد مناة ابن تميم-[1]] «أنف الناقة» لأن قريعا نحر جزورا فقسمها في نسائه، وكان عنده ثلاث نسوة منهن الشموس بنت القمر من بنى وائل بن سعد ابن هذيم من قضاعة أم جعفر بن قريع فقالت: انطلق إلى أبيك فانظر هل
__________
[1] من م، وسقط في الأصل.
[2] و (القريري) عثمان الزاهد، له كشف وحال وأتباع، يجمع الشباب على السماعات بكفر بطنا، مات سنة بضع وثمانين وستمائة- المشتبه للذهبى.(10/400)
بقي عنده شيء؟ فأتاه فلم يجد عنده إلا رأس الجزور فأخذ بأنفه يجره، فقيل: ما هذا؟ فقال: أنف الناقة! فسمى بذلك، وكانوا يغضبون من ذلك، فلما مدحهم الخطبة صار مديحا، مدح يغيض بن عامر بن لؤىّ ابن شماس ابن أنف الناقة، وهو قوله:
قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ... ومن يساوى بأنف الناقة الذنبا
ومن ولده المخبل الشاعر، وهو ربيع بن ربيعة بن عوف بن قتال بن أنف الناقة ومنهم أوس بن مغراء الشاعر، من بنى حدان من قريع. وقريع من بنى غيلان بن حبادة [1] ، يحدث عن جنادة بن جراد، روى عنه ابنه زياد بن قريع والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الرحمن القريعي، المعروف بابن قريعة، من أهل بغداد [2] ، وولاه أبو السائب عتبة بن عبيد الله القاضي قضاء السندية وغيرها من أعمال الفرات، وكان كثير النوادر، حسن/ الخاطر، عجيب الكلام، يسرع بالجواب المسجوع المطبوع من غير تعمل له ولا تعمق فيه، وله أخبار مستفيضة ظريفة، ذكر القاضي أبو العلاء محمد ابن على الواسطي قال: لما قدم ابن قريعة واسط سمعت منه أخبارا أملاها علينا عن أبى بكر بن الأنباري وغيره، واتفق أنه كان ببغداد قائدا يلقب بالكنى، كنيته أبو إسحاق، وكان يخاطب ابن قريعة بالقاضي، فبدر منه يوما في المخاطبة أن قال لابن قريعة «يا أبا بكر» فقال ابن قريعة: «لبيك يا أبا إسحاق» فقال القائد: ما هذا؟ قال: يا هذا إنما يكون بكورك [3] إذا قضيتنا فإذا بكرتنا تسحقناك، [وسئل ابن قريعة عن حدود القضاء
__________
[1] في م «بنى عبدان بن حادة» .
[2] ترجمته من تاريخ بغداد 2/ 317- 320.
[3] من التاريخ، وفي الأصول «إنما نكوكيل» كذا.(10/401)
فأجاب في الوقت: ما داعبك فيه إخوانك وشرطك فيه حجامك وأدبك فيه سلطانك-[1]] واشتمل عليه جربانك. وقيل له: ما حد الصفع؟
فقال: الرفع والوضع للضر والنفع. وتوفى في جمادى الآخرة سنة سبع وستين وثلاثمائة عن خمس وستين سنة.
3226- القرينيني
بفتح القاف وكسر الراء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين [2] وياء أخرى بين النونين [2] ، هذه النسبة إلى القرينين، وهي بليدة على وادي مرو يقال لها بركدين [3] ، وإنما قيل لها القرينين لأن في الذكر كان يقرن بينها وبين مروالروذ [4] ، خرج منها جماعة من أهل العلم قديما وحديثا، منهم أبو إسحاق إبراهيم بن محمد [5] بن عاصم القرينيني، روى عن [6] يوسف بن موسى [6] المروروذي وأبى على محمد بن سيبويه الفقيه وغيرهما، روى عنه أبو محمد عبد الله بن يوسف بن مامويه الأصبهاني، وكانت ولادته في حدود سنة خمسين وثلاثمائة وأبو المظفر محمد بن الحسن ابن أحمد بن محمد [7] بن إسحاق المروزي القرينيني، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ
__________
[1] ما بين الحاجزين من م، وسقط من الأصل.
[2- 2] سقط من م.
[3] من م، في الأصل «بركدن» ووقع في اللباب المطبوع «بركديز» .
[4] قال ياقوت: من قرى مرو، بينها وبين مروالروذ بينها وبين مرو الشاهجان الكبرى خمسة عشر فرسخا، كانت تقرن مرة بمرو الشاهجان ومرة بمروالروذ.
[5] م: «محصل» .
[6- 6] م: «سيف بن محمد» .
[7] في م وحدها «عمر» .(10/402)
في تاريخ بغداد [1] فقال: أبو المظفر المروزي القرينيني- وقرينين ناحية من نواحي مرو- سكن بغداد وحدث بها عن زاهر بن أحمد السرخسي وأبى طاهر المخلص وغيرهما، وقال أبو بكر الخطيب الحافظ: كتبت عنه، وكان صدوقا يتفقه على مذهب الشافعيّ، مات أبو المظفر بناحية شهرزور على ما بلغنا في ذي القعدة من سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة [2] وأبو القاسم عبد الله بن الحسين بن أحمد القرينيني الكناني، من أهل مرو، سمع أبا غانم أحمد بن على بن الحسين الكراعي، سمع منه أبو القاسم الشيرازي الحافظ وروى لي عنه.
3227- القَرينى
بفتح القاف وكسر الراء وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرينة، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، والمشهور بالانتساب إليه أبو طلحة منصور ابن محمد بن على بن قرينة بن سويد الدهقان النسفي البزدي القريني، من أهل بزدة، يروى عن محمد بن إسماعيل البخاري كتاب الجامع الصحيح، وهو آخر من حدث به عنه، وكان ثقة، توفى سنة تسع وعشرين وثلاثمائة [3] وقرين بن سهل بن قرين القريني، نسب إلى جده، حدث
__________
[1] 2/ 220.
[2] وأورد ياقوت تاريخ وفاته هذا عن الحميدي.
[3] هنا وقع في م وحدها ترجمتا أبى محمد حسن بن على «أبى الحسين عاصم بن على، وقد مضتا في رسم (القريبى) ص 396 و 397 ولم تكونا في م هناك، وذكرهما في اللباب هاهنا وهناك بأنهما منسوبان إلى «قريبة» أو إلى «قرينة» بنت(10/403)
عن أبيه سهل، وأبوه يحدث عن ابن أبى ذئب [منكر الحديث-[1]] ، وروى عن قرين محمد بن غالب تمتام، وعن أبيه سهل ابنه وعبد الرحمن ابن سلام الجمحيّ [وعبد الرحمن بن بكر-[1]] ، [2]
3228- القُرَينى
بضم القاف وفتح الراء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرين، وهو اسم لجد أبى الحسن موسى بن جعفر بن [محمد بن عثمان-[1]] بن قرين العثماني القريني، من أهل بغداد-[3] إن شاء الله [3]- ذكره أبو الحسن الدار قطنى فقال: كتبنا عنه عن الربيع بن سليمان كتاب البويطي وغيره، وعن بكار بن قتيبة وإبراهيم ابن مرزوق ومحمد بن عيسى بن حبان المدائني ومحمد بن الحسين الحنينى وغيرهم من البغداديين [4] وفي الأسماء: عثمان بن عبد الله بن عثمان بن عبد الله ابن حكيم بن حزام، لقبه قرين، وبه يعرف [5] ، وأمه سكينة بنت الحسين
__________
[ () ] محمد بن أبى بكر الصديق، ثم انتقد بأن ذكرهما في «القريبى» هو الصحيح.
[1] من الإكمال المأخوذ منه ما هنا.
[2] وفي الإكمال: وعلى بن قرين، يحدث عن هشيم وجرير وغيرهما، روى عنه محمد بن المطلب الخزاعي وغيره، ضعفوا حديثه.
[3- 3] ليس في م.
[4] وفي الإكمال: وروى عنه فهد بن سليمان وعيسى بن غيلان الحمصي وأحمد ابن سعد الزهري ومحمد بن أبى الحنين، حدث عنه محمد بن المظفر وابن شاهين والدار قطنى وغيرهم.
[5] انتقد ابن الأثير على السمعاني، وراجع اللباب، وأظنه لم يأت بشيء.(10/404)
ابن على رضى الله عنهم وقرين بن عمر، يروى عن أبى سلمة ابن عبد الرحمن وغيره، روى عنه عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب [1] . [2]
3229- القُرى
بضم القاف ثم الراء في آخرها، هذه النسبة إلى قرة، حي من عبد القيس، والمشهور بهذه النسبة مسلم بن مخراق القرى، يروى المراسيل، [3] روى عنه ابن عون، وكان مولى لبني قرة حي من عبد القيس، وقال ابن ماكولا في الإكمال: مسلم بن مخراق القرى- حي من عبد القيس وقيل بل كان ينزل في قنطرة قرة- روى عن ابن عمر رضى الله عنهما [3] ، روى عنه ابن عون وشعبة، وقال عبد الرحمن بن أبى حاتم [4] : مسلم القرى، هو مسلم بن مخراق، مولى ضبة بن قرة حي من عبد القيس، وهو العبديّ،
__________
[1] في الإكمال: روى عن عامر بن سعد وأبى سلمة بن عبد الرحمن، عداده في المدنيين، حدث عنه ابن أبى ذئب وعبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، قال عباس الدوري: قرين هذا حدث عنه ابن إسحاق فقال: حدثني قرين بن إبراهيم.
[2] وفي الإكمال: وقرين بن عامر بن سعد بن أبى وقاص، ذكره ابن المديني ومسلم بن الحجاج فيمن روى عنه من أولاد سعد بن أبى وقاص وقرين ابن إبراهيم، وقيل: إنه ابن عبد الرحمن بن عوف، وليس ذلك صحيحا، روى عن الحسين بن على وعمر بن سعد، روى عنه محمد بن المسور بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف، وقد روى محمد بن إسحاق عن قرين بن إبراهيم، وقيل: إنه قرين ابن عمر- والله أعلم.
[3- 3] ما بين الرقمين سقط من م.
[4] في الجرح والتعديل ج 4 ق 1 ص 194.(10/405)
وكان مخراق [1] يجلب القطن من شهرزور على مسلم، روى عن ابن عمر، روى عنه عبد الله بن عون وشعبة، قال أحمد بن حنبل: مسلم القرى حدث عنه شعبة وابن عون، وما أرى به بأسا. قال ابن أبى حاتم: سألت أبى عن مسلم القرى فقال: شيخ [2] .
3230- القِرّى
بكسر القاف والراء المشددة، هذه النسبة إلى القرية، وهي بطون من قبائل، قال ابن حبيب: في النمر بن قاسط: القرية، وهي جماعة بنت جشعم بن سعد بن زيد مناة [3] وقال أيضا: والقرية من عنس ابن مالك وقال: في النمر بن قاسط القرية وفي الأسماء أيوب بن القرية [4] ، صحب بنى مروان والحجاج بن يوسف، به يضرب المثل في الفصاحة.
__________
[1] موضعه في الأصول «ضمن ان» كذا.
[2] من الجرح والتعديل، وكان في الأصول هنا أيضا «ما أرى به بأسا» وهو قول الإمام أحمد فيه كما مر.
[3] هي نسبة إلى عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عوف بن سعد بن الخزرج ابن تيم الله بن النمر، وإنما نسب ولده لذلك لأنه تزوج القرية- واسمها جماعة- بنت جشعم بن سعد بن زيد مناة بن تميم، فولدت له سفيان، وتزوجها بعده ابنه مالك بن عمرو فولدت له كليبا وخيثما- اللباب.
[4] وهو أيوب بن زيد (وقع في اللباب: يزيد) بن قيس بن زرارة (وقع في اللباب: زاره) بن سلمة بن خيثمة بن مالك، يعرف بابن القرية، وراجع لأحواله تهذيب تاريخ ابن عساكر 3/ 216 وتاريخ الطبري 8/ 37 وتاريخ الإسلام للذهبى 3/ 234 وغيرها- قتله الحجاج سنة 84 بعد وقعة الجماجم.(10/406)
-
باب القاف والزاى
3231- القَزّاز
بفتح القاف وتشديد الزاى الأولى وفي آخرها [1] زاي أخرى، هذه النسبة إلى بيع القز وعمله، والمشهور بهذه النسبة فرات القزاز التميمي [2] ، أصله من البصرة، سكن الكوفة، يروى عن أبى الطفيل وأبى حازم سلمان وعبيد الله ابن القبطية، روى عنه شعبة والثوري وإسرائيل وابن عيينة وابنه الحسين بن فرات، يروى عنه معن ابن عيسى وأبو المنذر إسماعيل بن عمر الواسطي القزاز [3] ،/ حديثه في صحيح مسلم بن الحجاج، وجماعة كثيرة وشيخنا أبو منصور عبد الرحمن ابن أبى غالب محمد بن عبد الواحد بن الحسن بن منازل الشيباني القزاز، شيخ ثقة صالح، من أهل بغداد، يروى عن جماعة كثيرة مثل أبى الحسين بن المهتدي وأبى الغنائم بن المأمون الهاشميين وأبى بكر الخطيب وأبى الحسن بن النقور وغيرهم، سمعت منه الكثير، وتوفى في سنة خمس وثلاثين وخمسمائة ووالده أبو غالب، يعرف بابن زريق، محدث مشهور، حدثونا عنه، وبيتهم معروف بالحريم الظاهري غربي بغداد وأبو الحسن محمد بن سنان بن يزيد ابن الزيال بن خالد بن عبد الله بن يزيد بن سعيد القزاز البصري [4] ، مولى عثمان
__________
[1] بعد الألف.
[2] هو أبو محمد- أو أبو عبد الله- فرات بن أبى عبد الرحمن، راجع ترجمته في تهذيب التهذيب 8/ 258 والجرح والتعديل ج 3 ق 2 ص 79 وغيرهما.
[3] راجع ترجمته في تهذيب التهذيب 1/ 319 وتاريخ بغداد 6/ 242 وغيرهما.
[4] راجع لترجمته تهذيب التهذيب 9/ 206 وتاريخ بغداد 5/ 343 وغيرهما.(10/407)
ابن عفان رضى الله عنه، وهو أخو يزيد بن سنان الّذي كان بمصر، سكن محمد بغداد، وكان من مشاهير المحدثين، وكان يروى عن محمد بن بكر البرساني وعمر بن يونس التمامى وأبى عاصم النبيل ووهب بن جرير وروح بن عبادة وقريش بن أنس وأبى عامر العقدي ويحيى بن أبى بكير [1] ، روى عنه إبراهيم الحربي ويحيى بن محمد بن صاعد وأبو ذر بن الباغندي والحسين بن إسماعيل المحاملي ومحمد بن مخلد ومحمد بن جعفر المطيري [2] وإسماعيل بن محمد الصفار وغيرهم، وقال الدار قطنى: محمد بن سنان القزاز أصله بصرى سكن بغداد، لا بأس به، وقيل: إن أبا داود السجستاني كان يتكلم فيه، وكان يطلق فيه الكذب، وكان عبد الرحمن بن خراش يقول: هو كذاب، ومات في رجب- وقيل في جمادى الآخرة- سنة إحدى وسبعين ومائتين ومحمد بن عبدك بن سالم القزاز، من أهل بغداد، سمع حجاج بن محمد الأعور وعبد الله بن بكر السهمي وروح بن عبادة وهوذة بن خليفة ويونس بن محمد المؤدب، روى عنه محمد بن عمرو الرزاز وأبو عمرو بن السماك وعبد الله بن سليمان الفامي، وكان ثقة، وقال القزاز: اجتمعت مع زهير السامي وتحدثنا فلما أردت مقارقته قلت: متى نلتقي؟ فقال:
إن نعش نلتقي وإلا فما ... أشغل من مات عن جميع الأنام
ومات في شوال سنة ست وسبعين ومائتين.
3232- القَزَّازى
مثل الأول غير أن هذا بزيادة إلحاق ياء الإضافة
__________
[1] في الأصول «أبى بكر» .
[2] من المراجع، وقع في الأصول «الطبري» خطأ.(10/408)
للنسبة إلى الحرف، اختص بها أهل آمل طبرستان وخوارزم، والمشهور بهذه النسبة أبو زيد محمد بن الفضل بن على [1] بن على [1] بن الحسين بن على [2] ابن إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن أبى الفضل بن [العباس ابن الفضل بن-[3]] عباس بن عبد المطلب الهاشمي القزازى، من أهل آمل طبرستان، شيخ من بيت العلم وأهله [4] ، وهو في نفسه فاضل كثير المحفوظ والفوائد، متردد، مستفيد مع أنه بلغ أوان الإفادة في الفضل والرواية، حريص على طلب الحديث وكتابته، وله شعر مليح رائق، سمع بآمل أبا المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني، وببغداد أبا سعد أحمد بن عبد الجبار بن الطيوري وطبقتهما، كتبت عنه وكتب عنى وأكثر، وكان يلازمنى مدة مقامي بآمل في خانقاه الشيخ أبى العباس القصاب، فمن جملة ما أنشدنى لنفسه إملاء:
فؤادي اسود لما ابيض فودى ... فتهت تحيرا في ألف وادي
سواد الشعر منى ليت شعرى ... أمن فودى تفر إلى فؤادي
وأنشدنى لنفسه وكتب لي بخطه:
__________
[1- 1] ليس في م واللباب.
[2] زيد في م «بن الحسين» .
[3] من م وغيرها.
[4] قال الذهبي في المشتبه ص 500: بهجة الدين أبو زيد محمد بن الفضل القزازى، له أربعون حديثا، روى عن أبى جعفر محمد بن أبى على وطائفة.(10/409)
لقد عذلتنى حيرتي إذ رأيتني ... أحنّ إلى هند ورأسي شائب
حسين بياض الشعر شيبا بمفرقى ... وقلن انتبه فالصبح بالليل ذاهب
فقلت الكرى عند الصباح لذيذة ... وأول ما يبدو من الفجر كاذب
ولد القزازى في المحرم سنة خمس وثمانين وأربعمائة بآمل، وتوفى [1] . [2]
3233- القُزدارى
بضم القاف وسكون الزاى وفتح الدال المهملة وفي آخرها الراء بعد الألف، هذه النسبة إلى قزدار، وهي ناحية من نواحي الهند بينها وبين بست ثمانون فرسخا، ويقال لها «قصدار» أيضا، منها أبو داود سيهويه [3] بن إسماعيل بن داود بن أبى داود الواحدي القزدارى، كان من المجاورين بمكة، وبها حدث، سمع القاضي أبا القاسم على بن محمد بن عبد الله بن يحيى بن طاهر الحسيني وأبا الفتح رجاء ابن عبد الواحد الأصبهاني وأبا الحسين يحيى بن إبراهيم بن يحيى بن عبد الله الحكاك وغيرهم، روى عنه أبو الفتيان عمر بن أبى الحسن الرواسي الحافظ، ومات سنة نيف وستين وأربعمائة أو بعدها.
3234- القُزغُندى
بضم القاف وسكون الزاى وضم الغين المعجمة وسكون النون وفي آخرها الدال [المهملة-[4]] ، هذه النسبة إلى قزغند،
__________
[1] في الأصول بعده بياض.
[2] وفي المشتبه للذهبى: ووالده أبو مضر الفضل بن على بن حسين القزازى، عن عبد الواحد بن محمد النائلى، وغيره.
[3] وقع في م «سيبويه» وكان فيها مشوشا، وما في المتن فهو من الأصل واللباب.
[4] من م واللباب.(10/410)
وظني أنها من قرى سمرقند، منها أبو محمد القاسم بن سهل بن محمود القزغندى، كتب عن الحارث [بن أسد-[1]] العتكيّ الدبوسي، روى له محمد بن بكر بن محمد بن أحمد الفقيه.
3235- القَزْوِيني
بفتح القاف وسكون الزاى [وكسر الواو] والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قزوين، وهي إحدى المدائن المعروفة بنواحي أصبهان، ويقال لها: باب الجنة، كان منها جماعة من العلماء والأئمة في كل فن [2] استغنينا عن ذكرهم لشهرتهم، وأما محمد بن سعيد بن سابق القزويني فرازى الأصل سكن قزوين فنسب إليها [3] ، يروى عن عمرو بن أبى قيس وأبى جعفر الرازيّ ويعقوب القمي، روى عنه أبو زرعة الرازيّ ومحمد بن مسلم بن قارة [ويحيى بن عبدك وكنيز بن شهاب-[4]] وأبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني، كان فقيها على مذهب الشافعيّ، وكانت له حلقة بمصر، وكان قد تولى قضاء الرملة، وكان محمودا فيما تولى، وكان يظهر عبادة [وورعا-[4]] ، وكان قد ثقل سمعه ثقلا شديدا، وكان يفهم الحديث ويحفظ [وكان له مجلس إملاء في داره-[4]] ، وكان يجتمع إليه حفاظ الحديث
__________
[1] من م واللباب.
[2] في م: «منها جماعة من العلماء والأئمة والفضلاء من كل فن ونوع» .
[3] وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 9/ 187 وغيره.
[4] من م.(10/411)
[ذو والاسناد-[1]] منهم،/ وكان مجلسه حسنا وفورا، ويجتمع فيه جمع كثير، فخلط في آخر أمره [2] ، ووضع أحاديث على متون محفوظة معروفة، وزاد في نسخ معروفة مشهورة، فافتضح، وحرقت الكتب في وجهه، [وسقط-[1]] عند الناس، وترك مجلسه، فلم يكن يجيء إليه كبير أحد، وتوفى بعد ذلك بيسير وأبو عمر زاذان بن عبد الله بن زاذان القزويني، من بيت الحديث، حدث بقزوين وبغداد عن أبى الحسن على ابن محمد بن مهرويه القزويني وأبى الحسن على بن إبراهيم بن مسلمة القطان القزويني وغيرهما، روى عنه أبو القاسم عبيد الله بن أحمد الأزهري وأبو محمد الحسن بن محمد الخلال الحافظان وأبو الحسن على بن عمر بن محمد بن الحسن الحربي، المعروف بابن القزويني، من أهل بغداد [3] ، كان زاهدا، ورعا، عاقلا، حسن السيرة، من الأبدال، سمع أبا حفص بن الزيات وأبا العباس ابن مكرم والقاضي أبا الحسن بن الجراحي وأبا عمر بن حيويه وأبا بكر ابن شاذان وغيرهم، سمع منه جماعة، منهم أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب وقال: كتبنا عنه، وكان أحد الزهاد المذكورين، ومن عباد الله الصالحين، يقرئ [4] القرآن ويروى الحديث، ولا يخرج من بيته إلا للصلاة، وكان وافر العقل صحيح الرأى، كانت ولادته في المحرم سنة ستين وثلاثمائة،
__________
[1] من م.
[2] م: «عمره» .
[3] ترجمته بأسرها من تاريخ بغداد 12/ 43.
[4] في تاريخ بغداد: «يقرأ» .(10/412)
ومات في شعبان سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، ودفن في منزله بالحربية، وحضرت الصلاة عليه، وكان الخلق متوافرا جدا [1] يفوت الإحصاء، لم أر جمعا على جنازة أعظم منه، وغلق [2] جميع البلد في ذلك اليوم وأبو الحسن على بن محمد بن مهرويه القزويني، حدث في الغربة ببغداد والجبال عن يحيى ابن عبدك القزويني وداود بن سليمان الغازي ومحمد بن المغيرة والحسن ابن على بن عفان، روى عنه عمر بن محمد بن سبنك وأبو بكر محمد بن عبد الله الأبهري ومحمد بن عبيد الله بن الشخير وأبو حفص بن شاهين الواعظ وغيرهم، ذكره أبو الفضل صالح بن أحمد بن محمد الحافظ في طبقات أهل همذان وقال: أبو الحسن القزويني قدم علينا سنة ثماني عشرة، روى عن هارون بن هرارى وداود بن سليمان الغازي نسخة على بن موسى الرضا [3] ومحمد بن الحميم السمري والعباس بن محمد الدوري ويحيى بن أبى طالب وأبى حاتم الرازيّ سمعت منه مع أبى وكان يأخذ على نسخة على بن موسى الرضا [3] وكان شيخا مسنا ومحله الصدق وسعيد بن صالح القزويني، يروى عن عبد العزيز الدراوَرْديّ وغسان بن مضر ويوسف بن الماجشون وهشيم ابن بشير وعباد بن العوام ومعمر [4] وابن علية، روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم
__________
[1] وقال الخطيب: وصلى عليه في الصحراء بين الحربية والعتابين.
[2] زيد في الأصول هنا «على» .
[3- 3] ما بين الرقمين ليس في م، وحرره، فان العبارة اختلطت في الأصل، ولعل فيها بعض سقطة.
[4] كذا، ولعله «معتمر» .(10/413)
الرازيان، وقال أبو حاتم: سمعت يحيى بن معين يذكر سعيد بن صالح هذا بخير وعرفه، وقال ابن أبى حاتم [1] : سألت أبا زرعة عنه فقال: هو شيخ لنا رازي سكن قزوين، وكان يتفقه، وكان صحيح الكتب صدوقا في الحديث، كتبت عنه بالري.
3236- القُزيعى
بضم القاف وفتح الزاى وبعدهما الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى قزيع، وهو بطن من بجيلة، وهو قزيع بن فتيان بن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن الغوث ابن أنمار بن أراش وفي الأسماء الربيع بن قزيع [2] ، من التابعين، يروى عن ابن عمر، روى عنه شعبة وقيس.
باب القاف والسين
3237- القَسّام
بفتح القاف والسين المهملة، هذه النسبة إلى القسمة للأشياء، وأهل البصرة يقولون للقسام «الرّشك» ، المشهور بهذه النسبة أبو الأزهر يزيد بن أبى يزيد الرشك القسام، من أهل البصرة، يروى عن معاذة العدوية، روى عنه البصريون، مات سنة ثلاثين ومائة بالبصرة وأبو سعيد المثنى بن سعيد الضبعي القسام الذراع، من تابعي البصرة، يروى عن أنس بن مالك رضى الله عنه، روى عنه ابن المبارك وابن مهدي وأبو زكريا يحيى بن عبد الله بن محمد بن الوليد العنبري القسام، ويقال له «الذراع» أيضا، من أهل أصبهان، يروى عن
__________
[1] في الجرح والتعديل ج 2 ق 1 ص 34- 35.
[2] راجع الثقات لابن حبان 4/ 225.(10/414)
أبى مسعود أحمد بن الفرات الرازيّ الكتب وعن عبد الله بن عمرو يحيى ابن واقد الطائي وغيرهما، روى عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم، وتوفى سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وأبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن محمد القسام الشيرازي [من أهل شيراز-[1]] ، سمع أبا الحسين [2] عبيد الله بن محمد ابن عبد الله [2] الخرجوشى وجماعة، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبى وأثنى عليه وقال: شيخ ثقة وعدي ابن أبى عمارة الذارع الحرمي القسام الوراق، سمع قتادة وزياد النميري ومعاوية بن قرة، سمع منه على بن المديني وإبراهيم بن موسى وابنه، قال أبو حاتم الرازيّ [3] :
عدي بن أبى عمارة ليس به بأس.
3238- القُسحُمى
بضم القاف وسكون السين والحاء المضمومة المهملتين وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى قسحم، وهو بطن من الصدف، وهو قسحم بن جذام بن الصدف، من ولده مالك بن سويد بن آجرة ابن قسحم بن جذام بن الصدف القسحمى، قتل قتيلا من قومه ثم لحق بمكة فحالف بنى مالك بن حطيط بن جشم بن ثقيف، ثم وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايع تحت الشجرة، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم «الشريد» وهو الشريد بن سويد، تزوج ريحانة بنت أبى/ العاص ابن أمية، وهو الّذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم «الجار أحق بصقبه» وقال قوم: إن الشريد هو سويد بن مالك بن خيشنة بن آجرة
__________
[1] من م.
[2- 2] في م «عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبد الله» .
[3] راجع الجرح والتعديل ج 3 ق 2 ص 4.(10/415)
ابن قسحم بن جذام بن الصدف، فولد الشريد محمدا وجعفرا وعمرا- كان يؤثر عنه الحديث- والوليد وسعيدا وجابرا وعروة والخطاب وربيعة، بنو الشريد لأمهات شتى من قريش ومن ثقيف- قاله محمد ابن حبيب [1] .
3239- القَسْري
بفتح القاف وسكون السين المهملة وفي آخرها الراء المهملة، هذه النسبة إلى قسر، وهم بطن من قيس، وقيس بطن من بجيلة، قال ابن ماكولا: هو قسر بن عبقر بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث، أخى الأسد، وقيل: عمرو بن نبت بن زيد بن كهلان، قبيل من بجيلة.
والمنتسب إليه الأمير خالد بن عبد الله القسري، أمير العراق، ومنهم من ينسبه إلى قصر ابن هبيرة وأبدلوا السين من الصاد، ومنهم من قال:
ينسب إلى قصر بجيلة موضع بالكوفة، وهو بجليّ أيضا، أصله من اليمن، يروى عن أبيه عن جده يزيد بن أسد، روى عنه أهل العراق، قتل بالكوفة سنة عشرين ومائة أو قريبا منها [2] . ويزيد بن أسد جده صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخالد بن يزيد القسري، يروى عن هشام بن عروة وإسماعيل بن أبى خالد، روى عنه أحمد بن بكر البالسي وجندب القسري،
__________
[1] وفي الإكمال: قاله السكرى عن ابن حبيب. وترجمته في تهذيب التهذيب 4/ 332 وغيره.
[2] راجع لأحواله تهذيب التهذيب 3/ 101 ووفيات الأعيان وتهذيب تاريخ ابن عساكر 5/ 67 والكامل لابن الأثير ج 4 ص 205 وج 5 ص 101 وغيرها.(10/416)
من الصحابة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من صلى الصبح فهو في ذمة الله» ، روى عنه أنس بن سيرين، وإنما نسب جندب إلى قسر وهو من بنى علقة بن عبقر وقد ذكرناه في العلقى [1] ، وعلقة وقسر أخوان وكلاهما في بجيلة، والمشهور في جندب أنه علقي لا قسرى وأبو المنذر أسد بن عمرو بن عامر بن عبد الله بن عمرو بن عامر بن أسلم بن صعب ابن يشكر بن رهم بن أفرك- وهو غانم- بن نذير بن قيس بن عبقر ابن أنمار بن أراش بن عمرو بن نبت بن زيد بن كهلان البجلي القسري الكوفي، صاحب أبى حنيفة رحمه الله، سمع إبراهيم بن جرير بن عبد الله وأبا حنيفة النعمان بن ثابت ومطرف بن طريف وحجاج بن أرطاة، روى عنه أحمد بن حنبل ومحمد بن [2] بكار بن الريان وأحمد بن منيع والحسن ابن محمد الزعفرانيّ، ولى القضاء ببغداد وواسط، وكان عنده حديث كثير، وهو ثقة [3] إن شاء الله [3]- هكذا قال أبو بكر الخطيب [4] ، ومات سنة ثمان وثمانين ومائة، وقيل: سنة تسعين [ومائة] .
3240- القُسطار
بضم القاف والسين الساكنة والطاء المفتوحة المهملتين وفي آخرها الألف والراء، هذه النسبة لمن يحفظ الذهب الكثير ليبدله بالورق ويتصرف فيه، يقال له «كيسه دار» بالعجمية،
__________
[1] 9/ 354.
[2] زيد هنا في الأصل «عبد الله» .
[3- 3] ليس في م.
[4] انظر تاريخ بغداد 7/ 16- 19.(10/417)
والمشهور بهذا أبو محمد جعفر بن محمد بن عبد الله القسطار الحراني، من أهل حران، يروى عن يحيى بن مصفى الرهاوي، روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ الجرجاني.
3241- القُسطانى
بضم القاف [1] وسكون السين وفتح الطاء المهملتين وفي آخرها [2] النون، قال ابن ماكولا في كتاب الإكمال: لا أدرى إلى ما نسب؟ قلت: وهذه النسبة إلى قسطانة، وهي قرية كبيرة بين الري وساوة يقال لها «كشتانة» بتّ بها ليلة منصرفي من العراق، والمشهور بهذه النسبة أبو بكر محمد بن الفضل بن موسى بن عزرة بن خالد بن يزيد [3] ابن زياد بن ميمون الرازيّ القسطاني، يروى عن محمد بن خالد بن حرملة العبديّ أبى عبد الرحمن، روى عنه حمزة بن عبيد الله المالكي، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في التاريخ [4] وقال: أبو بكر الرازيّ القسطاني، مولى على ابن أبى طالب رضى الله عنه، وقسطانة قرية من قرى الري، قدم بغداد وحدث بها عن شيبان بن فروخ وهدبة بن خالد وطالوت بن عباد والخليل ابن سالم وعلى بن إسحاق السمرقندي وصالح بن عبد الله الترمذي، روى عنه القاسم بن زكريا المطرز ومحمد بن مخلد العطار وأبو سهل بن زياد القطان وأبو بكر الشافعيّ. وقال ابن أبى حاتم الرازيّ [5] : كتبت عنه، وهو صدوق.
__________
[1] قال ياقوت: ويروى بالكسر.
[2] بعد الألف.
[3] وقع في م واللباب «زيد» .
[4] تاريخ بغداد 3/ 152.
[5] في الجرح والتعديل ج 4 ق 1 ص 60.(10/418)
3242- القَسطلى
بفتح القاف وسكون السين المهملة وفتح الطاء المهملة [وفي آخرها اللام-[1]] ، هذه النسبة إلى القسطل، وهو موضع بالشام [2] ، والمنتسب إليه أبو عبد الغنى الحسن بن على الأزدي، يروى عن مالك وغيره من الثقات ويضع عليهم، لا تحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه بحال، قال أبو حاتم بن حبان البستي [3] : وهذا شيخ لا يكاد يعرفه أصحاب الحديث لخفائه، ولكنى ذكرته لئلا يغر [4] بروايته من كتب حديثه ولم يسبر أخباره، روى عنه عمر بن سعيد بن سنان الحافظ بمنبج. [5]
3243- القُسْطَنطِيني
بضم القاف والسين الساكنة والنون الساكنة بين الطاءين المهملتين [6] بعدها الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى القسطنطينية، وهي بلدة كبيرة من بلاد الروم، بناها قسطنطين الملك، وهو أول من تنصر من ملوك الروم، وسبب بنائه أنه [كان] ملك الروم قبله انطيجس وأنه همّ بغزو بلاد إيران شهر،
__________
[1] من م، وسقط من الأصل.
[2] بين حمص ودمشق- ياقوت.
[3] في المجروحين والضعفاء 1/ 235
[4] في الأصول «لان لا يعتبر» .
[5] وقال ياقوت: قسطلة مدينة بالأندلس، وقد نسب إليها جماعة من أهل الفضل، منهم أبو عمر أحمد بن محمد بن دراج القسطلي، كاتب الإنشاء لابن أبى عامر، وكان شاعرا مفلقا.
[6] الأولى مفتوحة والثانية مكسورة.(10/419)
وملك إيران بلاش بن كسرى، وضعف أمر فارس، فلما همّ كتب بلاش إلى ملوك الطوائف/ بذلك واستعانهم عليه، فاجتمعت ملوك الطوائف وبعث إليه كل رجل بطاقته من جنده حتى اجتمعوا، فيقال: إنهم بلغوا أربعمائة ألف مقاتل، فجعل عليهم بلاش الساطرون بن اسيطرون الجرمقانى صاحب الحظر [1]- مدينة بالجزيرة- فسار الساطرون بتلك الجنود حتى لقي انطيجس [2] خلف دروب الروم قبل أن يخرج، فالتقوا وكانت بينهم ملحمة عظيمة، فقتل الساطرون ملك الروم واستباح عسكره وغنم غنائم كبيرة، ثم ملك قسطنطين [3] فبنى قسطنطينية، وسببه هذا.
3244- القَسمَلى
بفتح القاف وسكون السين المهملة وفتح الميم بعدها لام، هذه النسبة إلى القساملة- بفتح القاف وكسر الميم، وهي قبيلة من الأزد نزلت البصرة فنسبت الخطة والمحلة إليهم، دخلتها وبت بها أول ليلة دخلت البصرة، وقرأت بها الحديث، والنسبة الصحيحة إليها «قسملى» كالنسبة إلى المسامع «مسمعى» ، والمشهور بهذه النسبة [4] أبو على حرمي بن حفص بن عمر القسملي العتكيّ، من أهل البصرة، يروى عن عبد الواحد بن زياد وخالد بن أبى عثمان، روى عنه محمد بن يحيى الذهلي، مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين وأبو سلمة المغيرة بن مسلم
__________
[1] م: «الحضر» .
[2] الكلمة في الأصول غير واضحة، وراجع تاريخ اليعقوبي 1/ 147- 157.
[3] م: «قسطنطينية» .
[4] وفي اللباب: وهو من القبيلة المذكورة.(10/420)
السراج، أخو عبد العزيز بن مسلم القسملي، قال أبو حاتم بن حبان: أصلهما من مرو وكانا ينزلان القسامل بالبصرة، يروى المغيرة عن عكرمة وأبى الزبير، روى عنه ابن المبارك ومروان بن معاوية وعبد العزيز كنيته أبو زيد، أخو المغيرة، أصلهما من مرو وانتقل عبد العزيز إلى البصرة وكان ينزل في القساملة بالبصرة فنسب إليها، [1] يروى عن ثابت والبصريين، روى عنه أهل العراق، مات سنة سبع وستين ومائة وأبو سنان عيسى ابن سنان القسملي السامي، كان ينزل القساملة بالبصرة فنسب إليها [1] ، يروى عن عثمان بن أبى سودة ويعلى بن شداد، يروى عنه حماد بن سلمة وعيسى ابن يونس وأبو ظلال هلال بن أبى مالك القسملي الأعمى، من أهل البصرة، واسم أبيه سويد، الأزدي الأحمري، وقد ذكرته في الأحمري [2] ، وقيل: أبو ظلال هلال بن بشر القسملي وقرأت على أبى العز طلحة بن على بن [عمر-[3]] المالكي القسملي على باب داره بالقساملة مسند طلحة ابن عبيد الله جمع أبى الحسن المادرائى بروايته عن أبى طاهر جعفر بن محمد ابن الفضل العبادانى عن القاضي أبى عمر الهاشمي عنه، وتوفى سنة خمس وثلاثين وخمسمائة بالبصرة، وسمعت منه سنة ثلاث وثلاثين ومن القدماء حجاج الأسود القسملي، قال ابن أبى حاتم [4] : حجاج الأسود،
__________
[1- 1] ما بين الرقمين سقط من م.
[2] الأنساب 1/ 24.
[3] من م.
[4] الجرح والتعديل ج 1 ق 2 ص 160.(10/421)
وهو ابن أبى زياد، من القسامل، ويقال له «زق العسل» ، يروى عن معاوية بن قرة وأبى الصديق وأبى نضرة وشهر بن حوشب، روى عنه حماد بن سلمة وجعفر بن سليمان الضبعي وعيسى بن يونس وروح ابن عبادة، قال أحمد بن حنبل: الحجاج الأسود القسملي ثقة رجل صالح، حدث عنه حماد بن سلمة، [1] وما أرى به بأسا [1] ، وثقه يحيى بن معين. [2]
باب القاف والشين
3245- القُشَرى
بضم القاف وفتح الشين المعجمة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى القشر، هكذا رأيت مقيدا في كتاب الدار قطنى، وهو بطن من تميم، وهو قشر بن تميم بن عوذة مناة، من ولده عبد الله [3]
__________
[1- 1] ليس في الجرح والتعديل.
[2] و (قسنطينية) قال ياقوت: مدينة وقلعة كبيرة جدا عالية من حدود إفريقية مما يلي المغرب، وإليها ينسب أبو الحسن على بن أبى القاسم محمد التميمي المغربي القسنطيني، المتكلم الأشعري، قدم دمشق وسمع بها صحيح البخاري من الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي، وخرج إلى العراق وقرأ على أبى عبد الله محمد بن عتيق القيرواني، ولقي الأئمة، ثم عاد إلى دمشق، وأكرمه رئيسها أبو داود المضرج ابن الصوفي، وما أظنه روى شيئا من الحديث، لكن قرأ عليه بعض كتب الأصول، ورأيت له تصنيفا في الأصول سماه «كتاب تنزيه الإله وكشف فضائح المشبهة الحشوية» ، توفى بدمشق ثامن عشر رمضان سنة 519.
[3] وانظر ما في جمهرة أنساب العرب ص 414، وما في الإصابة.(10/422)
ابن ذياد بن عمرو [1] بن زمزمة بن عمرو [1] بن عمارة بن مالك بن عمرو ابن بثيرة بن مشنو بن القشر بن تميم، يقال له: المجذر، وكان مجذر الخلق- وهو الغليظ، شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو الحسن الدار قطنى: وأما قشر فذكر أبو سعيد السكرى عن ابن حبيب عن ابن الكلبي في نسب قضاعة.
3246- القَشيبى
بفتح القاف وكسر الشين المعجمة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الباء، هذه النسبة إلى بنى القشيب، وهو بطن من أزد من لخم، والمنتسب إليه أبو عبد الله على بن رباح بن قصير اللخمي القشيبى، قال أبو سعيد بن يونس: هو من أزد ثم من بنى القشيب، من أهل مصر، ولد سنة خمس عشرة عام اليرموك، وكان أعور ذهبت عينه يوم ذي الصواري في البحر مع عبد الله بن سعيد بن أبى سرح سنة أربع وثلاثين، وكان يعد اليمانية من أهل مصر على عبد الملك بن مروان، أو كانت له من عبد العزيز بن مروان منزلة، وهو الّذي زف أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان إلى الوليد بن عبد الملك، ثم عتب عليه عبد العزيز ابن مروان [1] فأغزاه إفريقية، فلم يزل بإفريقية إلى أن توفى بها، ويقال:
إن وفاته كانت في سنة أربع عشرة ومائة في ولاية الحجاج، وقيل: إنه توفى سنة سبع عشرة ومائة.
3247- القُشَيري
بضم القاف وفتح الشين المعجمة وسكون الياء
__________
[1- 1] ليس في م.(10/423)
المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بنى قشير [1] ، وثمامة بن حزن القشيري يروى عن عائشة، وقدم على عمر بن الخطاب رضى الله عنهما، روى عنه الحريري والأسود بن شيبان وعبد الله بن كهف القشيري، يروى عن ابن سيرين، روى عنه أبو أسامة وبشر بن نمير القشيري، من أهل البصرة، يروى عن القاسم بن عبد الرحمن، روى عنه حماد بن زيد ويزيد بن زريع، منكر الحديث جدا، فلا أدرى التخليط في حديثه من القاسم أو منهما معا؟ لأن القاسم ليس بشيء في الحديث، وأكثر رواية بشر عنه، فمن هنا وقع الاشتباه فيه [2] / وبهز بن حكيم ابن معاوية بن حبدة القشيري، من أهل البصرة، يروى عن أبيه عن جده وعن زرارة بن أبى أوفى، روى عنه الثوري وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وابن المبارك ومروان بن معاوية وابن علية ويزيد بن هارون وأبو عاصم والأنصاري، وكان يخطئ كثيرا، فأما أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم فهما يحتجان به ويرويان عنه، تركه جماعة، قال أبو حاتم بن حبان البستي [3] : لولا حديث بهز بن حكيم «انا آخذوه وشطر ماله [4] عزمة من
__________
[1] في الأصل بعض بياض، وأهمل في م، وهو قشير بن كعب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة ابن قيس عيلان بن مضر، راجع جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 272 وغيرها.
[2] كله قول ابن حبان في المجروحين 1/ 178.
[3] في المجروحين 1/ 185.
[4] من م والمراجع، وفي الأصل والمجروحين «ابله» .(10/424)
عزمات ربنا» لأدخلناه في الثقات، وهو ممن أستخير الله فيه [1] المنتسب إليهم ولاء أبو يونس حاتم بن أبى صغيرة القشيري، مولى بنى قشير، من أهل البصرة، واسم أبيه مسلم [2] ، وأبو صغيرة الّذي نسب إليه حاتم أبو أمه [3] ، يروى عن عمرو بن دينار وسماك بن حرب، روى عنه شعبة ويحيى القطان وأبو محمد داود بن أبى هند- واسمه دينار- القشيري البصري، مولى بنى قشير، من أهل البصرة، كان أبوه من خراسان، وقيل: كنيته أبو بكر [4] ، يروى عن سعيد بن المسيب والحسن وعكرمة والشعبي، روى عنه أشعث الحمرانى وشعبة وأهل العراق، مات سنة تسع وثلاثين ومائة في طريق مكة، قال أبو حاتم ابن حبان [5] : وقد روى عن أنس خمسة أحاديث لم يسمعها منه، وكان داود من خيار أهل البصرة من المتقنين في الروايات، إلا أنه كان يهم إذا حدث من حفظه، ولا يستحق الإنسان الترك بالخطإ اليسير يخطئ والوهم القليل يهم، حتى لا يفحش ذلك منه لأن هذا مما لا ينفك منه الشر، ولو سلكنا هذا المسلك للزمنا ترك
__________
[1] راجع لأحواله والأقوال فيه تهذيب التهذيب 1/ 498 ولسان الميزان والجرح والتعديل وغيرها.
[2] وقع في م «معلم» خطأ.
[3] وقيل: زوج أمه، راجع تهذيب التهذيب 2/ 130 والجرح والتعديل ج 1 ق 2 ص 257- 258 وطبقات ابن سعد 7/ 2/ 31 وغيرها.
[4] راجع لترجمته تهذيب التهذيب 3/ 204 والجرح والتعديل وغيرهما.
[5] في الثقات.(10/425)
جماعة من الثقات الأئمة لأنهم لم يكونوا معصومين من الخطأ. وقال سفيان ابن عيينة: إني رأيت داود بن أبى هند وهو ابن خمسة وعشرين سنة وهو يسمى داود القارئ وهارون بن زياد القشيري، شيخ يروى عن الأعمش، روى عنه خالد بن حبان الرقى، كان ممن يضع الحديث [1] على الثقات، لا يحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار [2] وأبو سعيد قطن ابن إبراهيم بن عيسى بن مسلم بن خالد بن قطن بن عبد الله بن غطفان ابن سهيل بن سلمة بن قشير القشيري [3] ، له رحلة إلى العراق، حدث عن حفص بن عبد الرحمن وحفص بن عبد الله السلمي وحماد بن قيراط وعبدان ابن عثمان والجارودي ويزيد [بن عبد ربه] وعبيد الله بن موسى وقبيصة ابن عقبة ويحيى بن يحيى، روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، وتكلموا فيه، قيل: حدث بما لم يسمع، وكانت وفاته في سنة إحدى وستين ومائتين وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري، أحد أئمة الدنيا، المشهور كتابه الصحيح في الشرق والغرب، رحل إلى خراسان والعراق والشام ومصر والحجاز، سمع يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد وإسحاق بن راهويه وعلى بن الجعد وأحمد بن حنبل ومحمد بن رمح وحرملة ابن يحيى والقعنبي وطبقتهم، روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن مخلد وإبراهيم بن محمد بن سفيان وأبو حامد بن الشرقي وأبو عبد الله محمد
__________
[1] من هنا إلى ما قبل «سهيل بن سلمة» س 7 ساقط من م.
[2] قول ابن حبان في المجروحين 3/ 51.
[3] راجع لترجمته تهذيب التهذيب 8/ 380 والجرح والتعديل 3/ 2/ 138 وغيرهما.(10/426)
ابن يعقوب بن الأخرم وأبو محمد عبد الرحمن بن أبى حاتم الرازيّ ووالده فقال [1] : كتبت عنه بالري، وكان ثقة من الحفاظ، له معرفة بالحديث.
قلت: وكان يقول: صنفت المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة. وكان أبو على الحافظ النيسابورىّ يقول: ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم بن الحجاج في علم الحديث. ومات في رجب سنة إحدى وستين ومائتين ومن المتأخرين المشهورين بخراسان الأستاذ الإمام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة القشيري، أحد مشاهير الدنيا بالفضل والعلم والزهد [2] ، وأولاده أبو سعد عبد الله وأبو سعيد عبد الواحد وأبو منصور عبد الرحمن وأبو نصر عبد الرحيم وأبو الفتح عبيد الله وأبو المظفر عبد المنعم حدثوا جميعا بالكثير، روى لي عن الأستاذ قريب من خمسة عشر نفسا، وعن أولاده الثلاثة الأول جماعة كثيرة، وأدركت أبا المظفر وقرأت عليه الكثير وأبو الأسعد هبة الرحمن بن أبى سعيد بن أبى القاسم القشيري، روى عن جده ومن
__________
[1] في الجرح والتعديل ج 4 ق 1 ص 182، وراجع ترجمة الإمام الشهير مسلم رحمه الله في كتب الرجال ولا سيما تاريخ بغداد 13/ 100- 104.
[2] راجع لترجمته تاريخ بغداد 11/ 83 والطبقات الشافعية الكبرى للسبكى ووفيات الأعيان ومفتاح السعادة 1/ 438 و 2/ 186 وغيرها، وله: التيسير في التفسير، ولطائف الإشارات، والرسالة القشيرية- المشهورة في الآفاق، توفى بنيسابور في سنة خمس وستين وأربعمائة، وكان مولده في ربيع الأول من سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.(10/427)
دونه، سمعت منه الكثير، وفيهم كثرة وأبو بكر محمد بن زنجويه ابن الهيثم بن عيسى بن عبد الله القشيري، من أهل نيسابور، [سمع بنيسابور-[1]] إسحاق بن إبراهيم وعبد العزيز بن يحيى وعمرو بن زرارة، وبالعراق عبد الأعلى بن حماد النرسي ويحيى بن أكثم وأبا كريب الكوفي، [وبالحجاز أبا مصعب الزهري، روى لي عنه على بن حمشاد العدل وعبد الله بن سعد الحافظ، وتوفى سنة اثنتين وثلاثمائة-[1]] وابن السابق ذكره أبو الحسن مسدد بن قطن بن إبراهيم القشيري النيسابورىّ، سمعت نسبه عند ذكر أبيه من أهل نيسابور، وكان مزكى عصره والمقدم في الزهد والورع والتمكن من العقل، وكان ابن بنت بشر بن الحكم العبديّ وابن أخت عبد الرحمن بن بشر، وأكبر بيت في العلم بنيسابور بيته من الطرفين جميعا، سمع بنيسابور يحيى بن يحيى، ثم تورع عن الرواية عنه لصغر سنه، وسمع جده بشر بن الحكم وإسحاق بن إبراهيم الحنظليّ وعمرو بن زرارة وأبا عمارة وعلى بن خشرم، وبالري محمد بن حميد، وببغداد داود بن رشيد وأحمد بن منيع، وسمع كتاب الزهد من أوله إلى آخره من أحمد ابن إبراهيم الدورقي، وبالكوفة سمع المسند عن آخره من عثمان بن أبى شيبة، وبالبصرة الصلت بن مسعود/ الجحدري، وبالحجاز أبا مصعب الزهري، روى عنه أبو العباس السراج وأبو حامد بن الشرقي. سئل إبراهيم ابن أبى طالب عن قطن بن إبراهيم فقال: إنه مسدد، ابنه رجل صالح، ومات سنة إحدى وثلاثمائة وأبو الحسن درست بن زياد القزاز
__________
[1] من م.(10/428)
القشيري، بصرى، يروى عن حميد الطويل ويزيد الرقاشيّ وأبان بن طارق، روى عنه مسدد ومحمد بن أبى بكر المقدمي ونصر بن على الجهضمي وبشر ابن يوسف البصري جار عارم، قال يحيى بن معين: [1] درست بن زياد لا شيء، وقال أبو حاتم الرازيّ فيما سأل ابنه عنه [1] : درست حديثه ليس بالقائم [2] ، عامة حديثه [1] عن يزيد الرقاشيّ ليس يمكن أن يعتبر بحديثه [1] ، سئل أبو زرعة الرازيّ عنه فقال: واهي الحديث. [3]
3248- القِشيشى
بكسر القاف والياء آخر الحروف الساكنة بين الشينين
__________
[1- 1] ما بين الرقمين سقط من م.
[2] راجع الجرح والتعديل ج 1 ق 2 ص 437.
[3] وأبو على محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري، مؤرخ، حافظ الحديث، من أهل حران نزل رقة، من مصنفاته «تاريخ الرقة ومن نزلها من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين والفقهاء والمحدثين» ، توفى سنة 334- راجع الوافي بالوفيات للصفدى وغيره وأبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم ابن هوازن القشيري النيسابورىّ، واعظ، مشهور كأبيه، توفى بنيسابور سنة 514 ورقية بنت محمد بن على بن وهب القشيرية، عالمة بالحديث، مصرية، سمع عليها بعض العلماء وأجازت لهم، توفيت سنة 741- الطالع السعيد ص 128 وصمة بن عبد الله بن الطفيل بن قرة القشيري، من بنى عامر بن صعصعة، شاعر غزل بدوي، راجع الأغاني 5/ 126 طبع الدار وغيره.
وقال ابن الأثير: فاته (القشيري) نسبة إلى قشير بن خزيمة بن مالك ابن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة، بطن من أسلم، منهم سلمة بن الأكوع، واسمه سنان بن عبد الله بن قشير، له صحبة، وقيل: سلمة بن عمرو بن الأكوع- انتهى.(10/429)
المعجمتين، هذه النسبة إلى جد أبى بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن قشيش السمسار القشيشى، من أهل بغداد [1] ، سمع إسماعيل بن محمد الصفار وأبا عمرو ابن السماك وأحمد بن سلمان النجاد وجعفر بن محمد الخلدى، وكان صدوقا من أهل القرآن، وينتحل في الفقه مذهب أحمد بن حنبل، حدث عنه ابنه على بن محمد القشيشى، وتوفى في المحرم سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
-
باب القاف والصاد
3249- القَصَّاب
بفتح القاف وتشديد الصاد المهملة [2] وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى بيع اللحم وإلى الّذي يذبح الشياه ويبيع لحمها، والمشهور بهذه النسبة الحسن بن عبد الله القصاب، يروى عن [نافع عن-[3]] ابن عمر رضى الله عنهما قال: وقّت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين يوما وليلة وللمسافر ثلاثة أيام، روى مليح [4] ابن وكيع بن الجراح عن أبيه عنه وأبو عبد الله حبيب بن أبى عمرة القصاب، من أهل الكوفة، يروى عن سعيد بن جبير، روى عنه الثوري، مات سنة اثنتين وأربعين ومائة وعبد العزيز بن موسى القصاب، شيخ من أهل مرو، يروى عن أبى الحسين عبد الرحمن بن محمد الدهان كتاب السنن لأبى مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري، سمع منه جدي الإمام أبو المظفر
__________
[1] ترجمته من تاريخ بغداد 2/ 213.
[2] بعدها الألف.
[3] من م واللباب، وسقط من الأصل.
[4] م: «فليح» .(10/430)
السمعاني وحدث عنه في أماليه أحاديث، وروى لي عنه أبو عبد الله محمد ابن على الملحمى الصوفي ولم يحدثني عنه سواه، ومات عبد العزيز في حدود سنة خمس وستين وأربعمائة فان جدي سمع منه سنة أربع وستين وأبو ... [1] رافع بن القصاب، شيخ قصاب بباب فيروزآباد إحدى المحال الخارجة من هراة، سمع أبا عبد الله محمد بن على العميري، سمعنا منه أحاديث في خانقاه شيخنا الإمام الجنيد بن محمد القائنى ومن الأتباع أبو جناب عباد بن أبى عون القصاب، بصرى، يروى عن قتادة وزرارة بن أبى أوفى، روى عنه أهل البصرة، وليس هذا بأبي جناب القصاب، ذاك ضعيف وأبو حمزة ميمون التمار القصاب الأعور، من أهل الكوفة، يروى عن إبراهيم النخعي والحسن، روى عنه منصور بن المعتمر والثوري وحماد ابن سلمة، وكان فاحش الخطأ كثير الوهم، يروى عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، تركه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين [2] وأبو عبد الكريم عبد ربه القصاب الثقفي، يروى عن أبى رجاء العطاردي وابن سيرين، عداده في أهل البصرة، روى عنه عبد الصمد بن عبد الوارث وأبو جعفر جسر بن فرقد القصاب، من أهل البصرة، يروى عن الحسن وابن سيرين، وحدث عنه البصريون، كان ممن غلب عليه التقشف حتى أغضى عن تعاهد الحديث وأخذيهم إذا روى ويخطئ إذا حدث، حتى خرج عن حد العدالة- هكذا قال أبو حاتم بن حبان في كتاب المجروحين والضعفاء [3]
__________
[1] بياض في الأصل، وأهمل في م.
[2] قاله ابن حبان في المجروحين 2/ 310.
[3] 1/ 211- 212، وكان في الأصول: «في الجرح والتعديل» .(10/431)
وأبو جزيء نصر بن طريف الباهلي القصاب، يروى عن قتادة، روى عنه أهل البصرة، وكان مكفوفا، يروى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، كأنه كان المتعمد لذلك، لا يجوز الاحتجاج به، قيل: مرض أبو جزيء فكانوا عنده، فقال إنه قد حضر من أمرى ما ترون، وإني كذبت في أحاديث وأستغفر الله منه! قلنا [1] : ما أحسن [2] ما صنعت، تبت إلى الله! قال: ثم صح من مرضه فمر في تلك الأحاديث كلها. وقيل ليحيى ابن معين: أبو جزيء؟ [فقال:] ليس بشيء وأبو الحسن على بن [3] توبة القصاب البخاري، يروى عن قتيبة بن سعيد وربيع [4] وإبراهيم بن موسى ومحمد بن سلام والمسندي، حدث عنه أبو هارون سهل بن شاذويه ابن الوزير الباهلي، توفى سنة ست وسبعين ومائتين وأبو عبد الله الحسين ابن عمر بن محمد بن عبد الله بن القصاب، يروى عن أبى محمد بن ماسى وغيره وأبو عثمان حيويه بن أبى السمح القصاب، يروى عن أبى المليح وعدي بن أرطاة، روى عنه أبو موسى محمد بن المثنى وأبو حمزة عمران ابن أبى عطاء الواسطي القصاب، بياع القصب- ذكرته في «القصبي» [5] .
3250- القَصَّار
بفتح القاف وتشديد الصاد المهملة [6] وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى قصارة الثياب [7] وغيرها [7] ، فأما المنسوب إلى
__________
[1] وانظر إسناده في كتاب المجروحين 3/ 23.
[2] هنا اختلطت العبارة واختبطت وتكررت في م.
[3] زيد في م «الحسن بن» .
[4] في م كأنه «شريح» .
[5] سيأتي في ص 438.
[6] بعدها الألف.
[7- 7] ليس في م.(10/432)
قصارة الثياب [1] ، فالمشهور بهذه النسبة أبو جريش القصار ومعاوية بن/ هشام القصار، يروى عن الثوري ومالك وأبو حاتم نوح بن أيوب بن نوح القصار البخاري، يروى عن حفص بن داود الربعي وعبد الرحمن بن [محمد ابن-[2]] هاشم وإسحاق بن حمزة والوليد بن إسماعيل وسعيد بن جناح، روى عنه أبو صالح خلف بن محمد الخيام، توفى أبو حاتم في سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
وأما أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق الأصبهاني العدل المعروف بالقصار فإنما لقب به لأنه كان يغسل الموتى بورعه وزهده ومتابعته السنة في ذلك فلقب بالقصار، سمع بأصبهان الوليد بن أبان والحسن بن سعيد [3] الداركى، وسمع بالعراق والشام، روى عنه أبو عبد الله الحاكم النيسابورىّ وغيره وقال: حج معنا أبو إسحاق ومعه ابنه أبو سعيد سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وحدثا جميعا ببغداد، ثم انصرفا، وتوفى أبو سعيد، وبقي أبو إسحاق يحدث ويشهد ويغسل الموتى إلى أن توفى سنة ثلاث وسبعين وهو ابن مائة وثلاث [4] سنين، وكف بصره سنة سبع وستين وثلاثمائة وأبو سعد [5] سليمان بن محمد بن الحسين القصارى- ظني أن هذه النسبة إلى الأول- القاضي، فقيه فاضل أصولى مناظر، من أهل الكرخ،
__________
[1] العبارة «فأما المنسوب ... الثياب» ليست في م.
[2] من م.
[3] م: «محمد» .
[4] م: «ثلاثين» .
[5] م: «أبو سعيد» .(10/433)
يعرف بالكافي، سمع أبا بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجة الأبهري، سمعت منه بالكرخ نسخة لوين، وتوفى في سنة نيف وثلاثين وخمسمائة وأبو صالح حمدون [1] بن أحمد [1] بن عمارة بن رستم القصار النيسابورىّ، من أهل نيسابور، كان من الأبدال، من أصحاب أبى حفص الحداد، وهو والد أبى حامد الأعمشي، سمع بنيسابور إسحاق بن راهويه ومحمد ابن رافع، وبالعراق جابر بن كردى والحسن بن على الحلوائى ومحمد ابن بشار، روى عنه أبو عثمان سعيد بن إسماعيل وأبو جعفر بن حمدان وأبو عمرو المستملي ومكي بن عبدان وغيرهم.
3251- القَصارى
بفتح القاف والصاد المهملة [2] وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى القصار، وهو الّذي يقصر الثياب، ولعل بعض أجداد المنتسب يشتغل هذا الشغل، ومثل هذا الانتساب- أعنى إلى الحرف- اختص بهذا أهل خوارزم وآمل طبرستان، والمشهور بهذه النسبة أبو طاهر أحمد ابن محمد بن إبراهيم بن على القصارى الخوارزمي، سكن بغداد، كان رسولا من حضرة الخلافة إلى غزنة، ولم يكن يعرف شيئا غير أنه كان كيسا فطنا- هكذا ذكر لي عبد الوهاب [1] بن المبارك [1] الأنماطي، سمع أبا القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله بن الهيثم بن هشام الصرصرى الأحاديث المعروفة بالصرصريات، روى لنا عنه ابنه وأبو القاسم [3] بن السمرقندي وعبد الوهاب الحافظ ومفلح بن أحمد الوراق وعبد الخالق بن البدن [3]
__________
[1- 1] ليس في م.
[2] بعدها الألف.
[3- 3] موضع ما بين الرقمين في م «إسماعيل بن الحسن بن عبد الله» .(10/434)
البغداديون، وكانت ولادته في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، وتوفى يوم السبت ثانى عشر ذي الحجة سنة أربع وسبعين وأربعمائة، ودفن في مقبرة معروف الكرخي- رحمة الله عليه- ويقال لها باب الدير وابنه أبو عبد الله محمد بن أحمد القصارى، من أهل بغداد، بها ولد ونشأ، شيخ كان يسكن باب المراتب، أحضره والده مجلس أبى محمد بن هزارمرد الصريفيني الخطيب، وسمع أجزاء منه وسمع أباه وغيرهما، قرأت عليه شيئا يسيرا، وتوفى سنة أربع وثلاثين وخمسمائة فجأة وأبو عمرو محمد ابن إبراهيم بن عمر القصارى [1] الفقيه، من أهل جرجان، يروى عن أبى بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي وأبى أحمد محمد بن أحمد الغطريفى وغيرهما، ذكره أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي في تاريخ جرجان.
والنسبة إلى سكة بمرو مشهورة يقال لها «سكة القصارين» ، منها أبو بكر محمد بن أبى سعيد بن محمد الدرغانى البزار القصارى، تفقه على الإمام جدي رحمه الله، وصحب والدي رحمه الله وكان شريكه في درس الجد، وكان صدوقا، محققا في الأمور، تاركا للميل والمحاباة غير أنه كان يشرب المسكر وينسبونه إلى أشياء- والله تعالى يغفر لنا وله، سمع جدي وأبا القاسم إسماعيل بن محمد الزاهريّ وأبا أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد ابن الشاه السقديجى وأبا البشر محمد بن محمد بن الحسين [2] البزدوي وأبا الفتح
__________
[1] وفي تاريخ جرجان ص 532 من الطبعة الثانية رقم الترجمة 915 «العصارى» بالعين المهملة.
[2] م: «الحسن» .(10/435)
عبد الله [1] بن محمد القينانى وغيرهم، كتبت عنه، وقرأت عليه، وعمر العمر الطويل في رفاهية وصحة، وكان يتعاهد الأغذية الصالحة ويتناولها ويجتنب المطعومات، وكان يروّض نفسه كل يوم بالمشي السريع ستة آلاف خطوة، وكانت ولادته في حدود سنة خمسين وأربعمائة، وقتل في معاقبة الغز في رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
3252- القِصاعى
بكسر القاف وفتح الصاد المهملة وفي آخرها [2] العين المهملة، هذه النسبة إلى القصاع، وظني أنها جمع قصعة [3] ، والمشهور بهذه النسبة أبو العباس الفضل بن محمد بن نصر السغدى ثم الفرنكدى القصاعي، من أهل سمرقند، حدث عن محمد بن معبد والحسن بن أحمد الفرنكديين، روى عنه أبو سعد الإدريسي الحافظ.
3253- القَصباني
بفتح القاف والصاد المهملة والباء الموحدة بعدها الألف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى القصب وبيعه، واشتهر بها أبو نصر مدكور [4] بن سليمان القصباني المخرمي، من أهل بغداد، حدث عن خالد بن مخلد/ وزكريا بن عدي، روى عنه محمد بن مخلد الدوري وعبد الله ابن محمد بن مسلم الأسفرايينى، ومات في صفر سنة ثلاث وستين ومائتين
__________
[1] م: «عبيد الله» .
[2] بعد الألف.
[3] وفي الأصل هنا بعض بياض.
[4] وقع في الأصول كلها واللباب «مذكور» بالذال المعجمة، راجع ترجمته في تاريخ بغداد 13/ 268.(10/436)
وأبو عبد الله حبيب بن أبى عمرة القصباني بياع القصب- هكذا قال عبد الرحمن بن أبى حاتم [1] ، يروى عن سعيد بن جبير، روى عنه الثوري وجرير بن عبد الحميد وفضل بن مهلهل أخو مفضل، وقال جرير: حبيب ابن أبى عمرة [كان ثقة] وكان من اللحامين، قال يحيى بن معين:
حبيب بن أبى عمرة شيخ كوفى ثقة، كنيته أبو عبد الله، قصاب، قال أبو حاتم الرازيّ: هو صالح.
3254- القَصَبى
بفتح القاف والصاد المهملة وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة لأبى حنيفة محمد بن حنيفة بن محمد بن ماهان القصبي الواسطي، أظن أنما قيل له «القصبي» لأنه واسطي، وواسط يقال لها «واسط القصب» لأنها كانت قبل أن ينى الحجاج بها بلدا كانت بها قصبا فقيل لها «واسط القصب» ، وأبو حنيفة القصبي سكن بغداد [2] وحدث بها عن عمه أحمد بن [3] محمد بن [3] ماهان والمقدم بن محمد بن يحيى المقدمي وخالد بن يوسف السمتى والحسن بن جبلة الشيرازي، روى عنه محمد ابن مخلد وأبو بكر الشافعيّ ومحمد بن الحسن بن مقسم وإسماعيل بن على
__________
[1] في الجرح والتعديل ج 1 ق 2 ص 106، كذا عزاه أبو سعد إلى ابن أبى حاتم، وما في الجرح والتعديل فهو «القصاب» وليس فيه «القصباني» ولا أنه كان «بياع القصب» ، إلا أن في نسخة منه «القصاعي» ، وسيأتي في المتن أنه «كان من اللحامين» .
[2] راجع تاريخ بغداد 5/ 231.
[3- 3] سقط من م.(10/437)
الخطبيّ ومخلد بن جعفر الدقاق، وذكره أبو الحسن الدار قطنى فقال:
ليس بالقوى وقرأت في كتاب الجرح والتعديل لعبد الرحمن بن أبى حاتم [1] :
أحمد بن محمد بن ماهان، المعروف والده بأبي حنيفة صاحب القصب الواسطي، [2] روى عن أبيه [2] ، كتب لنا أبو عون [3] عمرو بن عون شيئا من فوائده [4] ، فلم يعرف أبى والده وقال: هو مجهول، ولم يسمع منه وأحمد بن عمر القصبي، روى عن مسلمة بن محمد الثقفي، روى عنه محمد ابن عبد الله بن المبارك المخرمي، وقال أبو محمد بن أبى حاتم الرازيّ [5] :
سألت أبى عنه، فقال: مجهول وأبو حمزة عمران بن أبى عطاء الواسطي القصاب [6] الأسدي القصبي، بياع القصب، روى عن ابن عباس رضى الله عنهما وابن الحنفية وعن أبيه، روى عنه الثوري وشعبة وأبو عوانة وهشيم وسويد بن عبد العزيز، وقال أحمد بن حنبل: أبو حمزة القصاب الأسدي صاحب ابن عباس ليس به بأس، صالح الحديث، وقال يحيى بن معين:
هو ثقة، وقال أبو حاتم الرازيّ [7] : هو ليس بقوى، وقال أبو زرعة الرازيّ: هو بصرى لين.
__________
[1] انظر ج 1 ق 1 ص 73.
[2- 2] سقط من م.
[3] سقط من م.
[4] في الأصل «فضائله» .
[5] راجع الجرح والتعديل ج 1 ق 1 ص 62.
[6] انظر ما مضى في ص 432.
[7] راجع الجرح والتعديل ج 3 ق 1 ص 302.(10/438)
3255- القُصدارى
بضم القاف وسكون الصاد وفتح الدال المهملتين بعدهما الألف وفي آخرها الراء هذه النسبة إلى قصدار، وهي ناحية مشهورة عند غزنة، منها أبو محمد جعفر بن الخطاب القصدارى، كان فقيها زاهدا، سكن بلخ وهو من قصدار، سمع أبا الفضل عبد الصمد بن محمد بن نصير العاصمي، روى عنه أبو الفتوح عبد الغافر بن الحسين بن على الكاشغري الحافظ الألمعي.
3256- القَصرانى
بفتح القاف وسكون الصاد والراء المفتوحة بعدها الألف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى القصران، وهما قصران:
الخارج، والداخل، وصلت إلى الخارج منهما وأقمت بها ليلة، وهي بنواحي الري، والمشهور بهذه النسبة [1] محمد بن أبان بن عائشة القصراني، أخو الوليد بن أبان، وكان الوليد كاتب عيسى بن جعفر، روى عن هشام ابن عبيد الله، قال ابن أبى حاتم [2] : سمعت أبى وأبا زرعة رضى الله عنهما يقولان: هو كذاب، كان يفتعل الحديث، وكان لا يحسن أن يفتعل، كان يحدث بعد هشام في مسجد حرم ويجتمع عليه الناس، فسمعت أبا زرعة يقول: أول ما قدم الري قال للناس: أي شيء يشتهي أهل الري من الحديث؟ فقيل له: أحاديث في الإرجاء! فافتعل لهم جزءا في الإرجاء. [3]
__________
[1] م: «بالنسبة إليها» .
[2] في الجرح والتعديل ج 3 ق 2 ص 200.
[3] وقال ياقوت: وينسب إليه أبو العباس أحمد بن الحسين بن أبى القاسم ابن على بن بابا القصراني الأذونى، من أهل قصران الخارج، وأذون من(10/439)
3257- القَصرى
بفتح القاف وسكون الصاد المهملة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى القصر، وهو في ستة مواضع، منها قصر بجيلة، ويكتب بالسين أيضا، والمنتسب بهذه النسبة خالد بن عبد الله القصري، أمير العراق، يروى عن محمد بن زياد، روى عنه عبد الله بن بزيع، وقد ذكرناه في «القسري» بالسين [1] وأبو الحسن على بن محمد بن عبد الله القصري، ظني أنه من أهل قصر ابن هبيرة، يروى عن عبد الرحمن بن عبد المؤمن ومحمد ابن إبراهيم بن عبد الله الباقلاني، روى عنه حمزة بن يوسف السهمي [2] .
والثاني منسوب إلى قصر ابن هبيرة، وهو أبو المثنى عمر بن هبيرة عامل العراق من قبل بنى أمية، وإياه عنى الفرزدق بقوله:
بهيق بالعراق أبو المثنى ... وعلم قومه أكل الخبيص
وهو من بنى سكين بطن من بنى فزارة، حدث من أهل هذا القصر أبو الحسن على بن محمد بن على بن الحسن القصري، وهو أخو أحمد ومحمد، روى عنه عبد الله بن إبراهيم الأزدي وغيره، روى عنه ابن أخيه أبو عبد الله
__________
[ () ] قراها، وكان شيخا من مشايخ الزيدية صالحا، يرحل إلى الري أحيانا فيتبرك به الناس، سمع المجالس المائتين لأبى سعد إسماعيل بن على بن السمان الحافظ من ابن أخيه أبى بكر طاهر بن الحسين بن على بن السمان عنه، وكان مولده بأذون سنة 495، روى عنه السمعاني بأذون.
[1] راجع ما مضى ص 416، وانظر تعليق المعلمي الهام في الإكمال 6/ 377 فإنه أفاد كثيرا.
[2] راجع تاريخ جرجان ص 250 من الطبعة الثانية رقم الترجمة 556.(10/440)
أحمد بن أحمد بن إبراهيم وعبد الله بن إبراهيم بن محمد بن الحسن الأزدي القصري الضرير، حدث عن حسن الجلودي وأحمد الدورقي [1] ، روى عنه أبو بكر الإسماعيلي وأبو أحمد بن عدي وغيرهما وأبو عبد الله عبد الكريم ابن على بن أحمد بن على بن الحسين بن عبد الله التميمي القصري، المعروف بابن السنى، روى عن محمد بن عمر بن زنبور وأبى محمد الأكفاني، روى عنه أبو بكر الخطيب صاحب التاريخ [2] ووثقه وأبو بكر محمد بن جعفر ابن رميس بن عمرو القصري،/ منها أيضا، سمع أبا علقمة الفروى والحسن ابن محمد بن الصباح الزعفرانيّ وعثمان بن سعيد بن نوح وجماعة من هذه الطبقة، روى عنه أبو الحسن على بن عمر الدار قطنى، وكان ابن رميس يقول: بعت صف الحدادين ببغداد بثلاثة آلاف دينار، فأنفقتها كلها على الحديث. وكان بغداديا [3] نزل القصر وأقام بها إلى حين وفاته، ومات بها في سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
وأبو محمد عبد الله بن على بن سعيد القيسراني [4] ، المعروف بالقصري، فقيه مناظر فاضل، سديد السيرة حميد الأمر، سكن حلب، وهذه النسبة إلى «القصر» وهو موضع على ساحل البحر بين حيفا وقيسارية- هكذا ذكر لي، سمع ببغداد أبا القاسم على بن أحمد بن بيان الرزاز، كتبت عنه
__________
[1] وقع في م «الدوري» .
[2] وذكره في تاريخ بغداد 11/ 82.
[3] ترجمته من تاريخ بغداد 2/ 139.
[4] من م واللباب، وفي الأصل «القيسي» كذا.(10/441)
بحلب نسخة الحسن بن عرفة، وتوفى في سنة سبع- أو ثمان- وثلاثين وخمسمائة في حلب.
والرابع منسوب إلى قصر عبد الجبار بنيسابور [1] ، منهم أبو عبد الله محمد بن شعيب بن صالح القصري النيسابورىّ، من أهل نيسابور، سمع قتيبة بن سعيد وإسحاق بن راهويه، روى عنه على بن عيسى ومحمد بن إبراهيم الهاشمي.
والخامس إلى «قصر اللصوص» مدينة على سبعة فراسخ من أسدآباذ [2] ، يقال لها بالفارسية «كنكور» نزلت بها غير مرة وبت بها ليلتين، ومن حدث بها من أهل العلم ينسب إلى «القصري» . وأبو [3] ... عبد العزيز ابن بدر بن القصري الولاشجردي، من أهل هذا القصر، ولى القضاء بها، وكان فاضلا، عارفا بالأدب، كثير المحفوظ، ظريف الجملة والتفصيل، سمع [الحديث-[4]] ، كتبت عنه في النوبتين جميعا، وتوفى في حدود سنة أربعين وخمسمائة.
والسادس منسوب إلى سكنى قصر رافع بن الليث بن نصر بن سيار بسمرقند، منهم أبو بكر محمد بن يحيى بن الفتح بن معاوية بن صالح البزاز السمرقندي القصري، من أهل هذا القصر، يروى عن عبد الله بن حماد
__________
[1] وقع في الأصول «من أهل نيسابور» .
[2] في م: «أستراباذ» كذا.
[3] هنا بياض في الأصل، وأهمل في م.
[4] من اللباب، وفي الأصول بياض.(10/442)
الآملي وغيره، قال أبو سعد الإدريسي: إنما سمى «القصري» لسكناه قصر رافع بن الليث.
وأما أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله بن أبى القصر السجستاني القصري، فنسب إلى جده الأعلى أبى القصر، من أهل سجستان سكن بلخ، شيخ صالح، جليل القدر، مكرم لأهل العلم، مقبول عند أهل بلده، ولى الخطابة ببلخ، سمع أبا القاسم عبد الرحمن [1] بن محمد [1] بن حامد السابادى وأبا الحسين أحمد بن حمدان بن يوسف السجستاني وأبا نصر أحمد ابن محمد بن أبى شداد وأبا بكر بن أبى صالح البغدادي وأبا الحسين محمد ابن المظفر بن موسى البزار البغدادي وجماعة سواهم، ورحل إلى البصرة حاجا ورجع إلى بغداد، سمع منه ابنه عبد الرحمن وأبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبى الحافظ وذكره في معجم شيوخه فقال: أبو القاسم عبيد الله بن أبى القصر السجستاني المقيم ببلخ، [سمع ببلخ-[2]] ورحل إلى البصرة حاجا، ورجع إلى بغداد فسمع مسند الشافعيّ من أبى الحسين بن المظفر الحافظ عن الطحاوي عن المزني عنه، شيخ صالح جليل القدر معظم للعلم عارف لحقه، لم يكن ليقرأ للبلخيين إلا أن يجتمع عليه فيقرأ له خطيب البلد، فلما عرف أنى ورفيقي سافرنا إلى بلخ في طلب العلم كان يقعد لي وله فنقرأ عليه ثلاثة أو أربعة تعظيما للعلم ومعرفة لحقه- رحمه الله [3] ، مات
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] من م.
[3] زيد في م «رأيته» .(10/443)
في يد الغز بعد ما رجعنا [عنه-[1]] سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، سمعتهم يذكرون ذلك، وأوصى أن يدفن في قيوده ليلقى الله بها فيخاصمهم، فدفن كما هو- على ما سمعت.
4358- القصير [2]
بفتح القاف وكسر الصاد المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء، واشتهر بهذا الاسم أبو سعيد ربيعة بن يزيد القصير الدمشقيّ، من التابعين [3] ، كان من خيار عباد الله، يروى عن واثلة بن الأسقع رضى الله عنه وأبى إدريس الخولانيّ وعبد الله الديلميّ وعبد الله بن عامر اليحصبى، روى عنه الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز ومعاوية بن صالح وأهل الشام، قال أبو حاتم بن حبان: خرج ربيعة بن يزيد القصير غازيا نحو المغرب في بعث بعثه هشام بن عبد الملك واستعمل عليهم كلثوم بن عياض القشيري فقتل ربيعة في ذلك البعث بالمغرب وأبو بكر عمران بن مسلم القصير المنقري، من أهل البصرة، يروى عن أبى رجاء العطاردي والحسن وابن سيرين وعطاء وعبد الله بن دينار، روى عنه شعبة والبصريون والثوري ومهدي بن ميمون ويحيى بن سعيد القطان وبشر بن المفضل، وثقه يحيى بن سعيد وغيره، وهو الّذي روى عنه يحيى بن سليم إلا أن في رواية يحيى بن سليم عنه بعض المناكير، وكذلك
__________
[1] من م.
[2] من اللباب وغيره، وكان في الأصول «القصيرى» .
[3] راجع تهذيب التهذيب 3/ 264.(10/444)
في رواية سويد بن عبد العزيز عنه [1] ، قال أبو حاتم بن حبان الإمام [2] : وأما رواية أهل بلده عنه فمستقيمة يشبه حديث الأثبات، وأما ما روى عنه الغرباء مثل سويد بن عبد العزيز ويحيى بن سليم ودونهما فمناكير كثيرة فلست أدرى أكان يدخل عليه فينتجب أو تغير حتى حمل عنه هذه المناكير، على أن يحيى ابن سليم وسويد بن عبد العزيز جميعا يكثران الوهم والخطأ عليه، ولا يجوز أن/ يحكم على [3] مسلم بالجرح وأنه ليس بعدل إلا بعد السبر، بل الإنصاف عندي في أمره مجانبة ما روى عنه من ليس بمتقن في الرواية، والاحتجاج بما روى عنه الثقات، على [3] أن له مدخلا في العدالة في جملة المتقنين، وهو ممن أستخير الله عز وجل فيه وأبو العباس أحمد بن محمد بن بكر بن خالد ابن يزيد النيسابورىّ، المعروف بالقصير، سمع أباه ويحيى بن عثمان الحربي ويزيد بن مهران الخباز ويوسف بن يعقوب الصفار وإسماعيل بن موسى الفزاري الكوفيين وأحمد بن محمد بن أبى بزرة المكيّ، روى عنه موسى ابن هارون الحافظ ومحمد بن مخلد وأبو عمرو بن السماك، وكان ثقة، قال ابن المنادي: أحمد بن محمد بن بكر أبو العباس النيسابورىّ [4] المعروف بالقصيرينى القصير كان ينزل في درب الزاغولى الناقد إلى دار عمارة، مات
__________
[1] هنا بعض تكرار في الأصل.
[2] في المجروحين 2/ 120.
[3- 3] ما بين الرقمين سقط من م.
[4] هنا انتهى الرسم في م، وما بعده ففي الأصل وحده.(10/445)
في ربيع الأول سنة أربع وثمانين ومائتين وأبو جعفر محمد بن بكر ابن خالد القصير، كاتب أبى يوسف القاضي [1] ، سمع عبد العزيز بن محمد الدراوَرْديّ وعبد العزيز بن أبى حازم وفضيل بن عياض وأبا صيفي بشير ابن ميمون ومحمد بن مناذر الشاعر، روى عنه ابنه أحمد وأحمد بن على الخزاز وشعيب بن محمد الذارع ومحمد بن بنان الخلال وصالح بن أحمد القيراطي، وكان ثقة، مات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين وابو بكر محمد بن شعيب بن على النيسابورىّ، ويلقب بالقصير، من أهل نيسابور، سمع إسحاق بن محمد بن إبراهيم الحنظليّ وعمرو بن زرارة، روى عنه أبو الفضل بن إبراهيم النيسابورىّ.
باب القاف والضاد
3259- القُضاعي
بضم القاف وفتح الضاد المعجمة [2] وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى قضاعة، ويقال: إن قضاعة هو ابن معد ابن عدنان، ويقال: بل هو من حمير [3] ، ومن نسبه فيهم قال: هو عمرو ابن [مالك بن عمرو بن-[4]] مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبا، ولقبه قضاعة، وقال شاعرهم في ذلك:
قضاعة بن مالك بن حمير ... النسب المعروف غير المنكر
والمنتسب إليها جماعة كثيرة، منهم كلب بن وبرة بن تغلب بن
__________
[1] ترجمته من تاريخ بغداد 2/ 94.
[2] بعدها الألف.
[3] وقال ابن ماكولا: وهو الأكثر والأصح.
[4] من م، وسقط من الأصل.(10/446)
حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، [1] ومن كلب جماعة، منهم حبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي القضاعي وبنو بلى بن عمرو بن الحاف بن قضاعة [1] ، منهم عبد الرحمن ابن عديس البلوى ومن قضاعة جهينة بن زيد بن سود بن أسلم بن الحاف ابن قضاعة، منهم من الصحابة زيد بن خالد الجهنيّ وعقبة بن عامر الجهنيّ رضى الله عنهما ومن المتأخرين القاضي الإمام أبو عبد الله محمد بن سلامة ابن جعفر القضاعي، قاضى مصر [2] ، سمع جماعة كثيرة، وصنف كتاب الشهاب مسندا وبطرح الأسانيد، روى لي عنه على سبيل الإجازة أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ببغداد، وتوفى سنة أربع وخمسين وأربعمائة بمصر، قال أبو بكر الخطيب: لقيته بمكة وحدثني عن أبى مسلم محمد بن أحمد الكاتب البغدادي وغيره، قال ابن ماكولا: والقاضي أبو عبد الله محمد ابن سلامة بن جعفر بن على بن حكمون القضاعي المصري، كان فقيها على مذهب الشافعيّ متفننا في عدة علوم، وصنف وحدث، روى عن أبى مسلم البغدادي وأحمد بن عمر الجيزى وأبى عبد الله التميمي وخلق كثير، ولم أر بمصر من يجرى مجراه وأبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن إسحاق ابن إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الله بن على القضاعي المالكي، من أهل مصر، كان فاضلا راغبا في العلم وطلبه، سمع بمصر أبا عبد الله محمد بن أحمد
__________
[1- 1] ما بين الرقمين سقط من م.
[2] راجع لترجمته ولتصانيفه سير النبلاء للذهبى ووفيات الأعيان وطبقات الشافعية الكبرى للسبكى وشذرات الذهب 3/ 293 وغيرها.(10/447)
ابن الحسين القيسي، وبتنيس أبا محمد عبد الله بن يوسف التنيسي، وبمكة أبا بكر محمد بن أبى سعيد بن سختويه الأسفراييني صاحب أبى بكر الإسماعيلي وأبا عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف بن الفراء وطبقتهم، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبى وذكره في معجم شيوخه وقال:
أبو محمد القضاعي المالكي، نزيل مصر، شاب كان يكتب معنا الحديث، كتب لي جزازات [1] من حديثه بمصر وقرأه لي.
باب القاف والطاء
3260- القُطابى
بضم القاف وفتح الطاء المهملة بعدهما الألف وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى قطابة، وهي قرية من قرى مصر، منها محمد بن سنجر [2] الجرجاني ثم القطابى، وهي قرية من قرى مصر، منها محمد بن سنجر [2] الجرجاني ثم القطابى، كان من أهل جرجان [3] ، خرج إلى مصر وسكن قطابة بعد أن كتب بالعراق وبسائر البلاد، يروى عن خالد ابن مخلد القطواني ومحمد بن يوسف الفريابي وغيرهما، روى عنه جماعة، وكان يزيد بن سنان البصري يقول: محمد بن سنجر عندنا بالبصرة، وكان يكتب ويعمل عمل القز، وحكى محمد بن المسيب عن محمد بن سنجر قال:
خرجت إلى الرحلة وأخرجت معى إسحاق الكوسج، وأخرجت معى تسعة
__________
[1] والكلمة غير واضحة في الأصول فصححتها. وراجع الإكمال للمزيد من هذا الرسم.
[2] من م واللباب وغيرهما، ووقع في الأصل «أبو محمد سنجر» .
[3] فترجمته من تاريخ جرجان ص 428- 430 من الطبعة الثانية، وراجع تذكرة الحفاظ 2/ 142.(10/448)
آلاف دينار وخمسمائة دينار، فكان إسحاق يورق لي ويتزوج في كل بلد أؤدى عنه مهرها. وقال أبو أحمد بن عدي: سكن محمد بن سنجر في قرية من قرى مصر يقال لها «قطابة» وصنف مسندا [1] ، ومات في شهر ربيع الأول سنة ثمان وخمسين ومائتين.
3261- القُطامى
بضم القاف وفتح الطاء المهملة [2] وفي آخرها الميم، هذا اسم يشبه النسبة، وهو والد الشرقي بن القطامي، واسم القطامي الحصين- بالصاد- بن جمال بن حبيب بن جابر بن مالك العذري، وقد ذكرت نسبه في ترجمة ابنه الشرقي [3] ، وقيل: إن/ اسمه عمير بن شييم بن عمرو ابن عباد بن بكر بن عامر بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب [4] ، وقيل:
ابن مالك بن جشم بن بكر، لقب به لقوله:
يحطهن جانبا فجانبا ... حط القطامي قطا قواربا
3262- القَطَّان
بفتح القاف وتشديد الطاء المهملة [2] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بيع القطن، والمشهور بها هو أبو سعيد يحيى بن [5] سعيد ابن فروخ [5] الأحول القطان، مولى بنى تميم، من أئمة أهل البصرة، يروى
__________
[1] من تاريخ جرجان، وفي الأصول «سننا» وراجع شذرات الذهب 2/ 138 والمنتظم 5/ 2/ 15 وغيرهما.
[2] بعدها الألف.
[3] في الأنساب 8/ 84.
[4] راجع ما انتقد عليه ابن الأثير في اللباب.
[5- 5] موضعه وقع في م «نوح» .(10/449)
عن يحيى بن سعيد الأنصاري وهشام بن عروة، روى عنه أهل العراق، مات يوم الأحد سنة ثمان وتسعين ومائة، وكان إذا قيل له في علته:
يعافيك الله! قال: أحبه إليّ أحبه إلى الله عز وجل. وكان من سادات أهل زمانه حفظا وورعا وعقلا وفهما وفضلا ودينا وعلما، وهو الّذي مهّد لأهل العراق رسم الحديث، وأمعن في البحث عن النقد وترك الضعفاء [1] ، ومنه تعلم علم الحديث أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلى ابن المديني، ذكر عمرو بن على الفلاس عن يحيى بن سعيد أن يحيى بن سعيد القطان كان يختم القرآن كل يوم وليلة، ويدعو لألف إنسان، ثم يخرج بعد العصر فيحدث الناس [وكان يروى عن شيخه يحيى بن سعيد الأنصاري وهشام بن عروة والأعمش وابن جريج والثوري وشعبة ومالك في آخرين-[2]] ، وكان يقول: لزمت شعبة عشرين سنة وما كنت أرجع من عنده إلا بثلاثة أحاديث وعشرة، أكثر ما كنت أسمع منه في كل يوم. وقال يحيى بن معين: أقام يحيى بن سعيد عشرين سنة يختم القرآن في كل [3] ليلة، ولم يفته الزوال في المسجد أربعين سنة، وما رئي يطلب جماعة قط وسكين بن عبد العزيز بن قيس القطان، من أهل البصرة، يروى عن سيار بن سلامة وأبيه، روى عنه موسى بن إسماعيل وغالب
__________
[1] هذا كلام ابن حبان في الثقات، وراجع لترجمته تهذيب التهذيب 11/ 216- 220 وغيره، وقد أطنب ترجمته الخطيب في تاريخ بغداد 14/ 135- 144.
[2] من م.
[3] زيد هنا في الأصل وحده «يوم و» خطأ.(10/450)
ابن أبى غيلان القطان، واسم أبى غيلان خطاف، مولى عبد الله بن عامر ابن كريز، ويقال: هو مولى بنى تميم، وقد قيل: مولى بنى غنم، ومنهم من زعم أنه مولى بنى راسب من عبد القيس، يروى عن الحسن وبكر ابن عبد الله المزني، عداده في أهل البصرة، روى عنه أهلها وأبو بكر محمد ابن الحسين [1] بن الحسن [1] بن الجليل القطان، من أهل نيسابور، سمع محمد ابن يحيى الذهلي وأبا الأزهر العبديّ وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم وأحمد ابن يوسف السلمي وأحمد بن منصور المروزي وأقرانهم، روى عنه أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب وأبو على الحسين بن على الحافظ وأبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي وطبقتهم، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أبو بكر القطان الشيخ الصالح، أسند أهل نيسابور في مشايخ النيسابوريين في عصره، وقد أحضرنى مجلسه غير مرة ولم يحصل [2] لي عنه شيء، ومات [3] في شوال سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة [4] وابنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسين القطان العابد، من أهل نيسابور أيضا، سمع أباه وأبا عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي وغيرهما، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ فقال: أبو إسحاق العابد القطان الرجل الصالح، ابن محدث البلد، توفى في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة سنة سبع وخمسين وثلاثمائة
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] من م، في الأصل «ولم يصح» .
[3] في الأصل «سأل» كذا.
[4] كذا في الأصل، وفي م «سنة اثنتين وثلاثمائة» .(10/451)
وهو ابن ثمان وثمانين سنة وأبو محمد الحسن بن إبراهيم بن يزيد الأسلمي القطان الفارسي، نزيل نيسابور، سمع أبا محمد جعفر بن درستويه وحماد ابن مدرك الفارسيين، وببغداد عبد الله بن محمد بن ناجية وأحمد بن الحسن ابن عبد الجبار الصوفي وطبقتهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ فقال: أبو محمد الفارسي القطان، نزيل نيسابور، شيخ صالح، ثقة في الحديث، فهم في الرواية، ورد نيسابور سنة أربعين وثلاثمائة، وكتبنا عنه في خان الفرس وأكثرنا الاختلاف إليه، وتوفى بنيسابور في ذي الحجة من سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة وأبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل بن يعقوب بن يوسف بن سالم الأزرق القطان، من أهل بغداد، متوثى الأصل، كان صدوقا مشهورا في مشايخ بغداد [1] ، سمع أبا على إسماعيل بن محمد الصفار وأبا جعفر محمد بن يحيى ابن عمر بن على بن حرب وأبا عمرو عثمان بن أحمد بن السماك وأبا بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبا محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحويّ وأبا الحسين بن ماتى الكوفي وجعفر بن محمد الخلدى وأبا سهل أحمد ابن محمد بن زياد القطان وأبا بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش وطبقتهم، انتخب عليه محمد بن أبى الفوارس الحافظ وهبة الله بن الحسن الطبري، روى عنه أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب وأبو على الحسن بن على الوخشى، وأبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي [2] وأبو بكر
__________
[1] راجع تاريخ بغداد 3/ 249.
[2] م: «الدينَوَريّ» .(10/452)
أحمد بن الحسين البيهقي وأبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني وغيرهم، وكانت ولادته في شوال سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، وكان يسكن دار القطن ببغداد، وتوفى في شهر رمضان سنة خمس عشرة وأربعمائة وأبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن الحسين القطان، سمع أبا طاهر المخلص وأبا القاسم الصيدلاني، روى عنه أبو بكر الخطيب الحافظ [1] ، وكانت ولادته في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، ومات في شهر ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وأربعمائة/ وأبو سهل أحمد بن محمد ابن عبد الله بن زياد القطان المتوثي، ذكرته في الميم. [2]
3263- القُطانقانى
بضم القاف [3] وفتح الطاء المهملة [4] وسكون النون وفتح القاف [4] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قطانقان، وهي قرية بسرخس على نصف فرسخ منها، خربت وصارت مزرعة، منها شادى بن على القطانقانى، يروى عن عبد الله بن عثمان وحامد بن آدم وإبراهيم بن السري وغيرهم.
3264- القطائعي
بفتح القاف والطاء والياء آخر الحروف بعد الألف وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى القطائع [5] ، والمنتسب إليها أبو بكر محمد بن الحسن بن أزهر بن جبير بن جعفر القطائعي
__________
[1] وذكره في تاريخ بغداد 10/ 469.
[2] وراجع الإكمال 6/ 393 لهذا الرسم.
[3] وذكر ياقوت بفتحها.
[4] بعدها الألف.
[5] كان في الأصل بياض وبعده «القطائعي» . والقطائع موضع كان ببغداد في الجانب الغربي متصل بربضى زهير، وأهله موالي أم جعفر زبيدة بنت جعفر- ياقوت. وسيأتي رسم (القطيعي) ص 464- 467.(10/453)
الدعاء الأصم [1] ، لم يكن ثقة، حدث عن قعنب بن المحرر الباهلي والعباس ابن يزيد البحراني وعمر بن شبة النميري ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه وأحمد بن منصور الرمادي وحميد بن الربيع وعباس بن محمد الدوري، روى عنه أبو عمرو بن السماك كتاب الحيدة ومحمد بن عبد الله بن بخيت الدقاق وعبيد الله بن أبى سمرة البغوي وأبو حفص بن شاهين ومحمد ابن جعفر بن النجار، وكان غير ثقة، يروى الموضوعات عن الثقات، ومن جملة الأحاديث التي وضعها: «وزن حبر العلماء بدم الشهداء فرجح عليهم» ، وتوفى في أول سنة عشرين وثلاثمائة.
3265- القَطِرانى
بفتح القاف وكسر الطاء المهملة وبعدها الراء وفي آخرها النون [2] ، هذه النسبة إلى القطران وبيعه، والمنتسب إليه أبو عبد الرحمن حمدان بن موسى بن الجنيد القطراني الوراق الجرجاني، يروى عن إبراهيم بن موسى العصار بجرجان [3] في سنة سبع وسبعين ومائتين- قاله حمزة السهمي [4] وأبو على الحسين بن محمد بن الحسين القطراني الجرجاني، يروى عن أبى نعيم عبد الملك بن محمد وعلى بن محمد بن حاتم وغيرهما، ذكره حمزة بن يوسف السهمي [5] وسعيد بن عثمان القطراني، كان من
__________
[1] ترجمته من تاريخ بغداد 2/ 193.
[2] بعد الألف.
[3] زيد في م هنا «وتوفى» سهوا.
[4] في تاريخ علماء جرجان ص 206 من الطبعة الثانية.
[5] في تاريخ جرجان ص 197.(10/454)
رؤساء جرجان [1] ، روى عنه قوله والد أبى بكر الإسماعيلي وعمه وأبو زكريا يحيى بن يعلى الأسلمي القطراني، من أهل الكوفة، يروى عن يونس ابن خباب وموسى بن أيوب الغافقي وعثمان بن الأسود وحيوة بن شريح، روى عنه جندل بن والق وأبو بكر بن أبى شيبة ومحمد بن عباد الخزاز، قال أبو حاتم الرازيّ [2] : هو كوفى، ليس بالقوى، ضعيف الحديث.
3266- القُطرُبلي
بضم القاف وسكون الطاء المهملة وضم الراء [3] والباء الموحدة وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى قطربُّل، وهي قرية من قرى بغداد، مذكورة في الأشعار، وذكر في حديث غريب: «تبنى مدينة بين دجلة ودجيل والصراط وقطربُّل» ، منها إسحاق بن عبد الله ابن أبى بدر القطربلي، حدث عن الحسين بن محمد المروروذي، روى عنه محمد ابن الحسين المعروف بابن عبيد العجل وأبو على الحسن بن الحكم القطربلي، يروى عن المشمعل بن ملحان الطائي والوليد بن مسلم وشعيب بن حرب، روى عنه إبراهيم بن هانئ ويعقوب بن شيبة السدوسي وغيرهما، ومات بقطربل سنة ثلاثين ومائتين- قاله أبو القاسم البغوي، قال: وسمعت منه وأبو على الحسين بن أحمد بن [4] محمد القطربلي، حدث عن أبى العباس ثعلب وأحمد بن الحسن بن سفيان [5] ، روى عنه أبو الحسن على بن أحمد
__________
[1] وانظر ما في تاريخ جرجان ص 226- 27.
[2] راجع ج 4 ق 2 ص 196 من الجرح والتعديل.
[3] وقال ياقوت: وفتح الراء، وقيل غير ذلك، وراجع معجم البلدان.
[4] زيد في الأصل هنا «عمر المقري» محرفا عن موضعه.
[5] من م، وفي الأصل «شقير» .(10/455)
ابن عمر المقرئ وذكر أنه سمع منه في [1] سنة أربع وخمسين وثلاثمائة بمكة وأبو محمد الحسين بن سعد بن الحسين بن سعد القطربلي، ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه في [1] سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة عن أحمد ابن عبد الجبار العطاردي.
3267- القَطْرى
بفتح القاف وسكون الطاء المهملة وفي آخرها الراء [2] ، والمشهور بهذه النسبة أبو عاصم عصام [3] بن محمد بن أحمد بن يحيى القطري الثقفي المديني- مدينة أصبهان، روى عن محمد بن عمر بن حفص، روى عنه أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، توفى في سنة خمس وستين وثلاثمائة [4] .
3268- القِطرى
بكسر القاف وسكون الطاء المهملة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى القطر [5] ، والمنتسب إليه محمد بن عبد الحكم القطري، يروى عن آدم بن أبى إياس وسعيد بن أبى مريم، روى عنه عثمان ابن محمد السمرقندي.
3269- القُطَعى
بضم القاف وفتح الطاء وكسر العين المهملتين، هذه النسبة إلى بنى قطيعة، وهم قوم من بنى زبيد، وزبيد من مذحج، وهو
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] هنا بياض في الأصل، وأهمل في م.
[3] سقط من م.
[4] ذكره ابن ماكولا في الإكمال، وقد اشتبه على ابن الأثير في اللباب.
[5] هنا أيضا بياض في الأصل.(10/456)
قطيعة بن عبس بن فزارة بن ذبيان، وقال ابن ماكولا: قطيعة اسمه عمرو ابن عبيدة بن الحارث بن سامة بن لؤيّ بن غالب، وقطيعة بطن من عبس [1] ، والمشهور بهذه النسبة حزم بن أبى حزم مهران، أبو بكر القطعي، بصرى، سمع الحسن [بن أبى الحسن-[2]] ، سمع منه ابن المبارك وموسى بن إسماعيل، مات سنة خمس وسبعين ومائة، وغسله حماد بن زيد وأخواه عبد الواحد وسهيل وأبو الهيثم قطن بن كعب القطعي، بصرى، جد أبى قطن عمرو بن الهيثم، حدث عن أبى غالب عن أبى أمامة وعن أبى يزيد المديني، روى عنه عبد الوارث بن سعيد وشعبة والنضر بن شميل ومحمد بن/ يحيى ابن أبى حزم القطعي وحباب القطعي، يروى عن أبى إسحاق السبيعي، روى عنه جعفر بن سليمان الضبعي والفضل بن معرّف القطعي، يروى عن بشر بن حرب الندبي وعمرو بن سفيان القطعي وأبو جعفر أحمد ابن سنان بن أسد بن حبان القطان الواسطي القطعي، يروى عنه جماعة وسوادة بن أبى العالية القطعي، يروى عن الحسن البصري، حدث عنه داود بن معاذ ابن أخت مخلد بن الحسين.
3270- القِطَعى
بكسر القاف وفتح الطاء وكسر العين المهملتين، هذه النسبة لأبى عبد الله الحسين بن محمد بن الفرزدق القطعي، قال ابن ماكولا: كان يبيع قطع الثياب لا الثياب الصحاح فقيل له «القطعي» وهو كوفى مشهور معروف، يروى عن بكر بن سهل الدمياطيّ والحسن ابن على بن بزيع وعلى بن رجاء ومحمد بن عبيد بن عتبة وعلى بن الحسين
__________
[1] راجع اللباب لما انتقد ابن الأثير على هذا.
[2] من الإكمال.(10/457)
ابن كعب والحسن بن جعفر بن مدرار وحريث بن محمد بن الحريث الحارثي وأبى سعيد الحسن بن على العدوي [1] وخلق كثير، روى عنه محمد بن جعفر بن محمد التميمي والقاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله الهروانى الجعفي وغيرهما وعبد الله بن على بن القاسم القطعي، شيخ آخر كوفى، يروى عنه التميمي والهروانى أيضا.
3271- القُطفتى
بضم القاف والطاء المهملة وسكون الفاء وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى قطفتا، وهي محلة بالجانب الغربي من بغداد وراء نهر عيسى، كان منها جماعة من العلماء والمحدثين، منهم أبو الحسن على بن هارون المعّاز [2] القطفتي، شيخ صالح [مستور-[3]] ، من أهل بغداد، سمع أبا طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الزهري الفقيه، روى لنا عنه أبو حفص عمر بن ظفر المغازلي وأبو المعمر المبارك بن أحمد الأزجي وأبو الحسين أحمد بن محمد [4] بن أحمد [4] بن يعقوب، ابن قفرجل الوزان القطفتي، سمع جده لأمه [5] أبا بكر [6] بن القفرجل وأبا الحسن بن لؤلؤ ومحمد بن إسماعيل الوراق وأبا حفص بن شاهين، ذكره أبو بكر الخطيب
__________
[1] وذكر في الإكمال عدة سواهم.
[2] «والمعّاز» نسبة إلى رعاية المعزى، وسيأتي هذا الرسم في باب الميم.
[3] من م، وسقط من الأصل.
[4- 4] سقط من م.
[5] وفي تاريخ بغداد «لأبيه» فحرره، وفي معجم البلدان لياقوت «جده من أمه» .
[6] وقع اللباب «أبا جعفر» كذا.(10/458)
الحافظ في التاريخ وقال: كتبت عنه، وكان صدوقا يسكن بقطفتا [1] وراء نهر عيسى بن على الهاشمي. وسألته عن مولده فقال: في سنة إحدى وستين وثلاثمائة، ومات في يوم الجمعة الرابع، من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب الدير وأبو القاسم سلامة بن الحسين المقرئ الخفاف القطفتي، سمع أبا الحسن على بن عمر الدار قطنى، ذكره أبو بكر أحمد بن على الخطيب [2] وقال: كتبت عنه، وكان صالحا دينا ثقة يسكن وراء نهر عيسى ناحية قطفتا، ومات في صفر سنة ثمان عشرة وأربعمائة ودفن في مقبرة معروف الكرخي.
3272- القُطْفى
بضم القاف وسكون الطاء المهملة وفي آخرها الفاء [3] ، والمشهور بهذه النسبة محمد بن معدان القطفى.
3273- القَطوانى
بفتح القاف والطاء المهملة والواو [4] وفي آخرها النون، هذا موضع بالكوفة، ولعله اسم رجل أو قبيلة نزلت هذا الموضع فنسب الموضع إليهم، وقال أبو الفضل المقدسي: قطوان الكوفة موضع بها وليس بقبيلة، فأما المنسوب إلى قطوان [الكوفة فجماعة، منهم أبو عبد الرحمن عبد الله بن أبى زياد القطواني، واسم أبى زياد الحكم، روى عنه وكيع ابن-[5]] الجراح وسيار بن حاتم العنزي، قال أبو حاتم بن حبان: حدثنا
__________
[1] وقع في تأريخ بغداد المطبوع 4/ 381 «بقطيعتنا» خطأ.
[2] في تاريخ بغداد 9/ 203.
[3] هنا بعض بياض في الأصل.
[4] بعدها الألف.
[5] من م، وسقط من الأصل.(10/459)
عنه محمد بن الحسن [1] وغيره من شيوخنا، وقطوان الّذي نسب إليه موضع بالكوفة ومنهم أبو الهيثم خالد بن مخلد القطواني البجلي، من أهل الكوفة، يروى عن موسى بن يعقوب الزمعى وسليمان بن بلال، روى عنه أبو بكر بن أبى شيبة وأهل العراق، وكان يكره أن يقال له «القطواني» وخالد بن يزيد القطواني، من أهل الكوفة أيضا، يروى عن ابن شهاب وإسماعيل بن جعفر، روى عنه محمد بن على بن داود البغدادي ومن المتأخرين [أبو جعفر ثابت بن عبيد الله بن هبة الله بن-[2]] محمد القطواني قطوان الكوفة، سمع أبا عبد الله محمد بن عبد الله الهروانى القاضي، سمعوا منه، وذكره أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبى الحافظ وأبو زكريا يحيى ابن يعلى الأسلمي القطواني، من قطوان الكوفة، قال أبو حاتم بن حبان [3] :
وقطوان موضع بالكوفة، وليس هو يحيى بن يعلى المحاربي، ذاك ثقة، وهذا يروى عن يونس بن خباب وعبد الملك [4] بن أبى سليمان، روى عنه أبو نعيم ضرار بن صرد، [5] يروى عن الثقات الأشياء المقلوبات، فلست أدرى يقع ذلك في روايته منه أو من أبى نعيم لأن أبا نعيم ضرار بن صرد [5] سيئ الحفظ كثير الخطأ فلا يتهيأ إلزاق الجرح بأحدهما فيما رويا دون الآخر،
__________
[1] هنا في الأصل «بن» ثم البياض.
[2] من م، وموضعه في الأصل بياض.
[3] في المجروحين 3/ 86.
[4] م: «عبد الله» كذا.
[5- 5] سقط من م.(10/460)
ووجب التنكب عما رويا جملة، وترك الاحتجاج بهما على كل حال.
وأما قطوان [1] فقرية كبيرة على خمسة فراسخ من سمرقند، بها الجامع والمنبر، وكان بها مقتلة عظيمة للمسلمين، وبها مقابر الشهداء، غير أن أهل سمرقند يقولونها بسكون الطاء، وظني أنها محركة، خرجت إليها للزيارة وأقمت بها ليلتين [1] ، فمنها الإمام المشهور أبو محمد محمد بن محمد [2] ابن أيوب القطواني، كان مفتيا [3] واعظا مفسرا مشهورا [4] ، سقط عن دابته منصرفا من صلاة الجمعة فاندقت عنقه ومات من الغد، وكان ذلك/ في سنة ست وخمسمائة، وخلف أولادا رأيت واحدا منهم بسمرقند، والعجب أن هذا القطواني لما حج سمع بالكوفة عن رجل قطواني منسوب إلى قطوان الكوفة ومن المتقدمين أبو عبد الله محمد بن عصام بن أبى حمدان الفقيه القطواني، سمع محمد بن نصر المروزي، روى عنه أبو سعد الإدريسي [5] الحافظ ومات سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة وإسماعيل بن مسلم، شيخ حدث بقطوان عن محمد بن عمر بن على المقدسي، روى عنه العباس ابن الفضل بن يحيى السمرقندي، وقال أبو سعد الإدريسي [5] صاحب تاريخ
__________
[1- 1] ما بين الرقمين ليس في م، وموضعه فيها «سمرقند» .
[2] في اللباب «أبو محمد بن محمد- إلخ» وفي م «ومحمد بن محمد- إلخ» .
[3] الكلمة في الأصول غير واضح، ولعلها «مفننا» أو «متفننا» .
[4] ليس في م.
[5- 5] سقط من م.(10/461)
سمرقند: لا أدرى هو من أهلها أو من ساكنيها وأبو على الحسن بن على ابن محمد بن [1] المفتى القطواني، من قطوان سمرقند، يروى عن أبى القاسم حمزة بن محمد، ومات في ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة وأبوه على بن محمد القطواني، مات في أواخر شهر رمضان سنة أربع وثمانين وأربعمائة والإمام أبو عمرو عثمان بن عمر بن الحسين بن على بن عمرو القطواني السمرقندي، يروى عن أبى العباس جعفر بن محمد المعتز المستغفري [2] ، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي وذكر أنه توفى في أواخر شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، ودفن أمام مشهد الأئمة بجاكرديزه وأبو الحسن على بن محمد بن [3] المفتى القطواني، يروى عن أبى القاسم حمزة بن محمد، روى عنه ابنه وهو أبو على الحسن بن على ابن محمد القطواني يروى عن أبيه، وتوفى أبوه في أواخر شهر رمضان سنة أربع وثمانين وأربعمائة، ومات ابنه أبو على الحسن في ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة. [4]
__________
[1] ليس في م.
[2] م: «السمرقندي» .
[3] ليس في م، وراجع ما مرفوق.
[4] وأبو محمد حسام الدين عمر بن برهان الدين عبد العزيز بن عمر بن مازة، الإمام الصدر الشهيد، قتله الكافر في وقعة قطوان سمرقند- راجع تقدمة الطبعة الثانية لشرحه على كتاب النفقات لأبى بكر الخصاف، ومعجم المؤلفين لعمر رضا كحالة.(10/462)
3274- القَطوطى
بفتح القاف والواو بين الطاءين المهملتين، هذه النسبة إلى قطوط، وظني أنها محلة ببغداد بنواحي الدور، ولا أدرى هي قطوطا أم غيرها؟ وظني أنهما واحد، منها أبو محمد الهيثم بن خالد الدوري القطوطى، فقد ذكرته في الدوري، يروى عن الربيع بن ثعلب وأحمد ابن إبراهيم الدورقي، روى عنه جماعة منهم أبو بكر بن المقرئ.
3275- القطوطائي
بفتح القاف وضم الطاء المهملة وطاء أخرى مفتوحة بينهما الواو ثم الألف وفي آخرها ياء، هذه النسبة إلى قطوطا، وهي قرية من قرى بغداد- فيما أظن، منها مكرم بن أحمد بن [1] محمد بن [1] مكرم القطوطائي، عم أبى العباس بن مكرم العدل.
3276- القُطَيطى
بضم القاف والياء الساكنة آخر الحروف بين الطاءين المهملتين أولاهما مفتوحة، هذه النسبة لأبى الفتح محمد بن الحسين ابن محمد بن جعفر القطيطى الشيباني العطار، من أهل بغداد، كان يعرف بقطيط، حدث عن أبى الفضل الزهري وطاهر بن لبوة البصري ومحمد بن النضر النخاس ومحمد بن المظفر الحافظ وعلى بن عمر السكرى وأبى حفص بن شاهين ويوسف بن عمر القواس ومحمد بن طيب البلوطي، سمع منه أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب الحافظ وذكره في التاريخ [2] فقال: قطيط أحد من تغرب وسافر الكثير إلى البصرة ومكة ومصر والشام والجزيرة وبلاد الثغور وبلاد فارس- وذكر جماعة ثم قال:
__________
[1- 1] ليس في م ولا في اللباب.
[2] تاريخ بغداد 2/ 253.(10/463)
وغيرهم من أهل البصرة والأهواز وتستر وأصبهان، سمعت منه في دار أبى القاسم الأزهري جزءا من تخريج أبى الحسن النعيمي له عن هؤلاء الشيوخ، وكان شيخا ظريفا مليح المحاضرة، سلك طريق التصوف، وسمعته يقول: ولدت بغداد في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وولد أبى ببغداد، وجدي محمد من أهل سامرا، وجعفر جد أبى من أهل البادية، ولما ولدت سميت قطيطا على أسماء أهل البادية فكان اسمى إلى أن كبرت، ثم إن بعض أهل سماني محمدا فاسمى الآن «قطيط» ولقبى «محمد» وهو الغالب عليّ. وتوفى بالأهواز في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.
3277- القطِيعى
بفتح القاف وكسر الطاء المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى القطيعة، وهي مواضع وقطائع في محال متفرقة ببغداد، والمشهور بهذه النسبة أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن الحسن الهروي [1] القطيعي، كان يسكن قطيعة الربيع، [2] وهو موضع اقتطعه الربيع [2] في أيام المنصور، بغدادي ثقة، وجدّه معمر بن الحسن أيضا حدث عن هشيم وغيره، روى عنه البخاري، [2] وروى البخاري [2] عن محمد بن عبد الرحيم البزار عنه حديثا، مات في جمادى الأولى من سنة ست وثلاثين ومائتين وأبو جعفر
__________
[1] في اللباب «النهروي» كذا، وزيد في ترجمته من تاريخ بغداد 6/ 266 «الهذلي» وهو أبو معمر الهدلى، محدث مشهور، راجع لترجمته تهذيب التهذيب 1/ 273- 274 وغيره.
[2- 2] سقط من م.(10/464)
محمد بن سابق التميمي مولاهم القطيعي، يروى عن شيبان النحويّ ومالك ابن مغول، أصله كوفى ثم سكن بغداد في قطيعة الربيع فنسب إليها [1] ، ومات بها وأحمد بن الوليد البغدادي القطيعي [2] ، يحدث عن يحيى بن محمد الحارثي، روى عنه مطين.
والمحدث المشهور أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك ابن شيب [بن عبد الله] القطيعي، من قطيعة الدقيق محلة في أعلى غربي بغداد [3] ، يروى عن إسحاق وإبراهيم الحربيين والكديمي وأبى مسلم الكجي، وكان يروى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل المسند عن أبيه، وكان مكثرا، يروى عنه أبو عبد الله الحافظ البيع وأبو نعيم الحافظ/ الأصبهاني في جماعة كثيرة آخرهم أبو محمد الحسن بن على الجوهري، ومات في ذي الحجة سنة ثمان وستين وثلاثمائة.
وأبو الحسن أحمد بن محمد [4] بن احمد بن محمد [4] بن منصور [4] العتيقى، قال ابن ماكولا: قال لي أنه رؤياني الأصل انتقل أهله إلى طرسوس، ثم خرجوا عنها بعد، سمع الكثير، وخرج [على] الصحيحين، وكان ثقة متقنا يفهم ما عنده، وكان [4] الخطيب الحافظ ربما دلسه وروى عنه
__________
[1] راجع تاريخ بغداد 5/ 338.
[2] ترجمته في تاريخ بغداد 5/ 187.
[3] راجع ترجمته في تاريخ بغداد 4/ 73- 74.
[4- 4] سقط من م.(10/465)
وهو في الحياة يقول: أخبرنى أحمد بن أبى جعفر القطيعي لسكناه في قطيعة.
وأما المنسوب إلى قطيعة أم جعفر [1] فمنهم أبو عيسى إسحاق بن محمد ابن إسحاق الناقد [2] ، حدث عن الحسن بن عرفة، روى عنه أبو الحسن الجراحي ويوسف بن عمر القواس وأبو محمد إدريس بن طهوى بن حكيم ابن مهران بن فروخ القطيعي [3] ، يروى عن أبى بكر بن أبى شيبة ومحمد بن سليمان لوين، روى عنه أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ وغيره، ومات في سنة ثمان وثلاثمائة.
وأما المنسوب إلى قطيعة عيسى بن على فمنهم أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن الهيثم القطيعي، كان يسكن في جوار عبيد العجل بقطيعة عيسى بن على [4] ، حدث عن منصور بن أبى مزاحم وأبى معمر الهذلي وعمرو الناقد وغيرهم، روى عنه أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي.
وأما المنسوب إلى قطيعة الفقهاء بالكرخ فمنهم أبو إسحاق إبراهيم ابن محمد بن منصور القطيعي الكرخي، من أولاد الأئمة، شيخ سديد، يروى عن خديجة بنت محمد بن عبد الله الشاهجانية- وهو آخر من روى عنها- وأبى الحسين بن النقور وأبى بكر الخطيب وأبى محمد بن هزارمرد الصريفيني
__________
[1] ووقع في م واللباب «قطيعة أبى جعفر» خطأ، والمراد بأم جعفر زبيدة بن جعفر الهاشمية- وراجع معجم البلدان لياقوت.
[2] وراجع معجم البلدان لياقوت وتاريخ بغداد 6/ 397.
[3] ترجمته في تاريخ بغداد 7/ 15.
[4] وراجع لترجمته تاريخ بغداد 6/ 154- 155.(10/466)
وأبى القاسم بن مسعدة الإسماعيلي وجماعة سواهم، قرأت عليه الكثير، وكنت أكتب له «القطيعي» لأنه كان يسكن قطيعة الفقهاء بالكرخ، وكنت أقرأه عليه بها، وتوفى في سنة سبع- أو ثمان- وثلاثين وخمسمائة وأبو خراسان أحمد بن محمد بن السكن القطيعي البغدادي، يكنى بأبي بكر، ويعرف بأبي خراسان، سمع أبا يعقوب إسحاق بن هشام التمار الخراساني وأبا يحيى زكريا بن عدي وأبا جعفر محمد بن سابق التميمي وعبد الصمد ابن حسان، حدث عنه أبو بكر محمد بن صالح بن الحسن القهستاني وأبو عبد الله محمد بن مخلد الدوري وأبو الحسن على بن إسحاق المادرائى وغيرهم.
3278- القطِيفى
بفتح القاف وكسر الطاء المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى قطيف، وهي بلدة بناحية اللحاء استولت عليها القرامطة أبو سعيد الحدائى وخيله ورجله.
باب القاف والظاء
3279- القُظَيفى
بضم القاف وفتح الظاء المعجمة من فوق والياء الساكنة المعجمة من تحتها بنقطتين والفاء، قظيف بطن من مراد نزل أكثرهم مصر [1] ، فمنهم علقمة بن يزيد القظيفى، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه عمرو شهد فتح مصر وعابس بن ربيعة القظيفى،
__________
[1] وسيأتي ما فيه نهاية الرسم.(10/467)
مصرى، له صحبة وعابس بن سعيد القظيفى، قاضى مصر [وفروة بن مسيك القظيفى وسهل بن سعد القظيفى-[1]] وذكر جماعة سواهم- هذا كله ذكره عبد الغنى بن سعيد [2] .
باب القاف والعين
3280- القُعاصي
بكسر القاف أو ضمها والعين المهملة المفتوحة وفي آخرها الصاد المهملة بعد الألف، هذه النسبة إلى قعاص، وهو اسم لجد يحيى ابن هانئ بن عروة بن قعاص المرادي الكوفي القعاصى، من أهل الكوفة، من أشراف العرب، روى عن عبد الحميد بن محمود ورجاء الزبيدي وابنه ونعيم بن دجاجة وأبى عمير، روى عنه الثوري وشعبة وشريك بن عبد الله، وثقه يحيى بن معين وأبو حاتم الرازيّ.
3281- القَعنَبى
بفتح القاف وسكون العين المهملة وفتح النون بعدها باء منقوطة بنقطة واحدة، هذه النسبة إلى الجد، والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي، من أهل المدينة
__________
[1] من م واللباب.
[2] كذا، وراجع ما مر في رسم (الغطيفى) ص 61- 63. وقال ابن الأثير:
الّذي أعرفه في نسب فروة وعلقمة وعابس أنهم «غطيفيون» بالغين المعجمة والطاء المهملة، من غطيف بن عبد الله بن ناجية بن يحابر- وهو المراد، وقد ذكرهم أبو سعد في (الغطيفى) فلا أدرى من أين وقع له هذه النسبة! هل هي تصحيف أم أيش؟ والله أعلم- هـ.(10/468)
سكن البصرة، يروى عن سليمان بن بلال ومالك بن أنس، ومات في صفر سنة إحدى وعشرين ومائتين بالبصرة، وكان من المتقشفة الخشن، وكان لا يحدث إلا بالليل، يقول لأصحاب الحديث: اختلفوا إلى من شئتم فإذا كان بالليل ولم يحدثكم إنسان فتعالوا حتى أحدثكم! وربما خرج عليهم وليس عليه إلا بارية قد اتشح بها، [1] وكان من المتقنين في الحديث [1] ، وكان يحيى ابن معين لا يقدم عليه في مالك أحدا [2] وأخوه إسماعيل بن مسلمة القعنبي ووالدهما مسلمة بن قعنب القعنبي، من أهل المدينة، يروى عن هشام ابن عروة، روى عنه إسماعيل وعبد الله ابنا مسلمة القعنبيان.
3282- القُعَينى
بضم القاف وفتح العين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة ما رأيتها إلا في حكاية ذكرها أبو نصر على ابن ماكولا في كتاب الإكمال، إنما أنبأنا به أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ إجازة مشافهة قال ثنا أبو نصر على بن هبة الله بن ماكولا الحافظ إذنا قال: قال لنا الشريف العمرى قال لنا الشريف أبو على ابن أخى اللبن: احتاج بدوي، فدخل الكوفة فآجر نفسه يطحن في رحى [1] الرجل، فكدته، فلما فرغ أتى القعيني فقال: ما يريد القائل:
تجد بنا وتسرع حين نمشي ... ونضربها فما برحت مكانا
وتعصف بالرديف إذا علاها ... / بدرتها فقد غلبت حرانا؟
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] هذا كله من ابن حبان في ثقاته، وراجع ترجمته في تهذيب التهذيب 6/ 31 والجرح والتعديل ج 2 ق 2 ص 181 التاريخ الكبير للبخاريّ وغيرها.(10/469)
فقال القعيني: لا أعلم! فقال: ها هي في هذا البيت- فإذا به يريد الرحى [1] .
باب القاف والفاء
3283- القَفَّال
بفتح القاف وتشديد الفاء، هذه النسبة إلى عمل الأقفال، واشتهر به أبو بكر محمد بن على بن إسماعيل القفال، [1] وكان يقال له القفال الكبير [1] ، الشاشي من أهل شاش [2] ، إمام عصره بلا مدافعة، وكان إماما، أصوليا، لغويا، محدثا، شاعرا، أفنى عمره في طلب العلم ونشره، وشاع ذكره في الشرق والغرب، وصنف التصانيف الحسان، منها «دلائل النبوة ومحاسن الشريعة» ، ورحل إلى خراسان والعراق والحجاز والشام والثغور، سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج وأبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي وأبا عروبة [1] الحسين ابن معشر السلمي وأبا الجهم أحمد بن [1] الحسين بن أحمد بن طلاب المشغرائي وطبقتهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله بن مندة الحافظ وأبو عبد الله الغنجار الحافظ وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو سعد الإدريسي، وقيل فيه:
هذا أبو بكر الفقيه القفال ... يفتح بالفقه صعاب الأقفال
ولد ليلة البراءة في سنة إحدى وتسعين ومائتين، ومات بالشاش في ذي الحجة سنة خمس وستين وثلاثمائة وأبو بكر عبد الله بن أحمد القفال [3]
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] وانظر ما ذكرناه في (الشاشي) في الأنساب 8/ 14.
[3] وهو القفال الصغير.(10/470)
المروزي الفقيه.
3284- القَفصي
بفتح القاف وسكون الفاء وفي آخرها الصاد المهملة، هذه النسبة إلى قفصة، وهي بلدة بالمغرب تقارب قسطيلية، وهما كثيرتا التمر، والمشهور بهذه النسبة جميل بن طارق القفصى الإفريقي، يروى عن سحنون بن سعيد، وكنيته أبو سعيد ومحمد بن تميم [1] بن واقد العنبري القفصى، ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر وقال: رأيت في تاريخ المغاربة أن محمد بن تميم [1] توفى بقفصة سنة تسع وخمسين ومائتين.
3285- القُفْصي
مثل الأول إلا أن القاف بالضم، هذه النسبة إلى القفص، وهي قرية على الدجلة من أعمال الدجيل على ثلاثة فراسخ منها، وهي حية، وكانت من متنزهات بغداد، اجتزت [1] بها، وجماعة من الشعراء وصفوا هذا الموضع وذكروه في أشعارهم، أنشدنى أبو سعيد ابن الزوزنى إملاء من حفظه ببغداد [1] أنشدنى عاصم بن الحسن الكرخي لنفسه:
يا صاحبي بالقفص لا صاحبي ... بأربع بالجزع ادراس
عرج على دين بقطربل ... وأنزل بقشيس وشمساس
وأشر على الآس ووجه الّذي ... شاربه في خضرة الآس
ودغدغ الكأس فانى امرؤ ... يعجبني دغدغة الكأس
وأبو العباس أحمد بن الحسن بن أحمد بن سلمان القفصى، شيخ صالح يسكن باب المراتب ببغداد، سمع أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة
__________
[1- 1] سقط من م.(10/471)
النعالى وأبا الحسن على بن الحسين بن أيوب وغيرهما، وقال لي:
كتبت على كبر السن، سمعت منه، وكان شيخا صالحا على زي الصوفية، [1] وقال: ولدت بالقفص [1] في سنة ست وستين وأربعمائة، وتوفى ببغداد.
3286- القَفَلى
بفتح القاف والفاء وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى قفل، وهو اسم لجد أبى عبد الرحمن المؤمل بن إهاب [2] بن عبد العزيز ابن قفل بن سدل [3] الربعي القفلى الكوفي، من أهل الكوفة [4] ، كان صالحا عالما فاضلا، مكثرا من الحديث، جوالا في الآفاق، حدث ببلاد الشام وديار مصر، عن مالك بن سعير بن الخمس وضمرة بن ربيعة وسيار بن حاتم وأبى داود الطيالسي ومحمد بن عبيد الطنافسي ويزيد ابن هارون وعبد الرزاق بن همام، روى عنه أبو بكر بن أبى الدنيا وأحمد ابن أبى خيثمة وصالح جزرة وأبو عبد الرحمن النسائي والهيثم بن خلف الدوري وغيرهم، وحكى أن مؤمل بن إهاب قدم الرملة فاجتمع عليه أصحاب الحديث، وكان ذعرا ممتنعا، فألحوا عليه، فامتنع أن يحدثهم، فمضوا
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] م: «شهاب» .
[3] في اللباب: «السهل» ، وفي تاريخ بغداد المطبوع 13/ 181 «سدك» وفي تهذيب التهذيب «شدل» .
[4] وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 10/ 381- 82 والجرح والتعديل ج 4 ق 1 ص 375 وغيرهما، وإنما أورد أبو سعد ترجمته من تاريخ بغداد 13/ 181- 183.(10/472)
بأجمعهم وألفوا [1] منهم فئتين [2] فتقدموا [3] إلى السلطان، فقالوا [4] : إن لنا عبدا خلاسيا، له علينا حق صحبة وتربية، وقد كان أدبنا وأحسن لنا التأديب، وآلت بنا الحال إلى الإضافة [بحمل المحبرة وطلب الحديث-[5]] وإنا أردنا بيعه فامتنع علينا! فقال لهم السلطان: فكيف أعلم صحة ما ذكرتم؟ قالوا: إن معنا بالباب جماعة من حملة الآثار وطلاب العلم وثقات الناس يكتفى بالنظر إليهم دون المسألة عنهم، وهم يعلمون ذلك فتأذن بوصولهم إليك لتسمع منهم! فأدخلهم وسمع مقالتهم، ووجه خلف المؤمل بالشرط والأعوان [يدعونه إلى السلطان-[5]] فتعزز، فجذبوه وجرروه وقالوا: أخبرنا أنك قد استطعمت الإباق! فصار معهم إلى السلطان، فلما دخل عليه قال له: ما يكفيك ما أنت فيه من الإباق حتى يتعزز على سلطانك! امضوا به إلى الحبس! فحبس، وكان من هيئته أنه أصفر طوال خفيف اللحية يشبه عبيد أهل الحجاز، فلم يزل في حبسه أياما، حتى علم بذلك جماعة من إخوانه فصاروا إلى السلطان وقالوا: إن هذا مؤمل بن إهاب في حبسك مظلوم! فقال لهم: ومن ظلمه؟ قالوا: أنت! قال: ما أعرف من هذا شيئا، ومن مؤمل [هذا] ؟ فقالوا: الشيخ الّذي
__________
[1] في الأصل «والقنوا» وفي م «والقوا» كذا.
[2] في الأصل «بقسيسين» وفي م «بقسين» كذا.
[3] في م «فقدما» .
[4] م: «فقالا» .
[5] من تاريخ بغداد.(10/473)
اجتمع عليه جماعة! فقال: ذلك العبد الآبق؟ فقالوا: وما هو بآبق، بل هو إمام من أئمة المسلمين في الحديث! فأمر بإخراجه، وسأله عن حاله، فأخبره كما أخبره الذين جاءوا يذكرون له حاله، فصرفه وسأله أن يحله،/ فلم ير بعد ذلك ممتنعا امتناعه الأول حتى لحق باللَّه عز وجل. ومات بالرملة في رجب سنة أربع وخمسين ومائتين. [1]
باب القاف واللام
3287- القَلزُمى
بفتح القاف [2] وسكون اللام وضم الزاى وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى القلزم، وهي بلدة على ساحل البحر، وينسب بحر القلزم إليها، بين مصر ومكة، وهي من بلاد مصر، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم أبو عتبان عبد الله بن محمد بن يوسف ابن حجاج بن مصعب بن سليم العبديّ، مكّي سكن القلزم من أرض مصر فنسب إليها، قال أبو سعيد بن يونس: أبو عتبان القلزمي العبديّ مكي سكن
__________
[1] ويستدرك (القفطي) نسبة إلى قرية بمصر في الصعيد الأعلى، ينسب إليها المصنف المشهور أبو الحسن جمال الدين على بن يوسف بن إبراهيم الشيباني القفطي، وزير، مؤرخ، ولد سنة 568 بقفط، توفى سنة 646، وقد نشرنا كتابه «المحمدون من الشعراء» وله «إنباه الرواة في أبناه النحاة» وغيره من المصنفات في التاريخ واللغة والأدب وأبو القاسم بهاء الدين هبة الله بن عبد الله ابن سيد الكل، من فقهاء الشافعية، ولد بقفط سنة 600، وتوفى سنة 697، من مصنفاته «نزهة الألباب» وغيره.
[2] والمشهور أنه بضم القاف، وراجع ما أورده ياقوت في معجم البلدان.(10/474)
القلزم من أرض مصر، وتوفى بها في شهر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، حدث، ولم يكن بذلك، تعرف وتنكر ويعقوب ابن إسحاق بن أبى عباد العبديّ المكيّ البصري ثم القلزمي، بصرى أقام مدة بمكة، وقدم مصر وكان بالقلزم وسكنها فنسب إليها، حدث، وكان ثقة، وبالقلزم كانت وفاته نحو سنة عشرين ومائتين، يروى عن سعيد بن بشير وإبراهيم بن طهمان وحماد بن شعيب وعطاف بن خالد وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة وداود العطار ومحمد بن عيينة، روى عنه موسى بن سهل وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري، قال ابن أبى حاتم [1] : كان يسكن قلزم، قدمت قلزم وهو غائب، فلم أكتب عنه، محله الصدق، لا بأس به وأبو عبد الله عتبان [2] بن محمد بن يوسف ابن أبى عتبان [2] القلزمي، ولى القضاء بها، روى عن محمد بن أيوب بن يحيى القرشي القلزمي، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي وذكر أنه سمع منه بالقلزم وأبو اليمان الحكم بن نافع القلزمي القاضي، يروى عن أبى الطاهر أحمد بن عمرو بن الشرح، روى عنه أبو القاسم سليمان ابن أحمد بن أيوب الطبراني. [3]
__________
[1] في الجرح والتعديل ج 4 ق 2 ص 203.
[2] م: «عنان» .
[3] وقال ياقوت: ومنهم الحسن بن يحيى بن الحسن القلزمي، قال أبو القاسم يحيى بن على الطحان المصري: يروى عن عبد الله بن الجارود النيسابورىّ وغيره، وسمعت منه، ومات سنة 385.(10/475)
3288- القَلَعى
بفتح القاف واللام وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى بلدة يقال لها قلعة، منها أبو محمد عبد الله بن عثمان بن [1] محمد ابن [1] عبد الرحمن بن القاسم بن محمد المقرئ القلعي، قال عمر النسفي: من بلدة قلعة، دخل سمرقند سنة تسع عشرة وخمسمائة وكان فاضلا حاسبا مقرئا، حدث عن أبى الفضل جعفر بن محمد. [2]
3289- القَلندوشى
بفتح القاف واللام وسكون النون وضم الدال المهملة [3] وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى قرية من قرى سرخس يقال لها: قلندوش، وعرفت القرية بهذا الاسم، ويقال لها: غنادوست، وقد ذكرناها في حرف الغين [4] . [5]
3290- القَلُّوحي
بفتح القاف وضم اللام المشددة وبعدهما الواو وفي آخرها الحاء، هذه النسبة إلى القلوحة- هكذا رأيت مقيدا مضبوطا، والفلوجة قرية كبيرة عند الأنبار من بغداد، ولا أدرى هل أخطأ
__________
[1- 1] ليس في م ولا في اللباب.
[2] وراجع معجم البلدان لياقوت فإنه ذكر بعض القلعيين. ويستدرك هنا (القلقشندي) وانظر ص 383.
[3] وبعدها الواو.
[4] راجع ص 75- 76 من هذا الجزء، وصحح ما هناك من اسمه.
[5] وقال ياقوت: (قلنّة) بلدة بالأندلس، وذكر عن ابن بشكوال (في صلته 1/ 285) أن أبا محمد عبد الله بن عيسى الشيباني القلني، من أهل قلنّة حيز سرقسطة، محدث حافظ متقن، كان يحفظ صحيح البخاري وسنن أبى داود عن ظهر قلب، فيما بلغني عنه، وله اتساع في علم اللسان وحفظ اللغة، وأخذ نفسه باستظهار صحيح مسلم، وله عدة تآليف حسنة، وتوفى ببلنسية عام 530 هـ.(10/476)
الكاتب في ذلك أم هي قرية أخرى، فانى قرأت بالقاف والحاء المهملة في كتاب الجرح والتعديل لعبد الرحمن بن أبى حاتم الرازيّ [1] ، منها أبو زيد جميل القلوحى [2] ، قال ابن أبى حاتم: دهقان القلوحة [2] ، والد العباس الهمدانيّ، روى عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، روى عنه......، قال أبو حاتم الرازيّ: هو مجهول.
3291- القَلَوَّرى
بفتح القاف واللام والواو المشددة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى قلورة، وهو اسم لجد عمر بن إبراهيم بن قلورة البلدي القلورى، من أهل بلد، الخطيب، يروى عن إسماعيل بن محمد المزني، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني وذكر أنه سمع منه ببلد.
3292- القُلُوسي
بضم القاف واللام بعدهما الواو وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى القلوس- فيما أظن- وهو جمع قلس وهو الحبل الّذي يكون في السفينة-[3] إن شاء الله [3] ، والمشهور بهذه النسبة أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن زياد البصري، المعروف بالقلوسى، من أهل البصرة [4] ، سمع أبا عاصم الضحاك بن مخلد النبيل ومحمد بن عبد الله الأنصاري وعثمان ابن عمر بن فارس وحجاج بن منهال وغيرهم، روى عنه أبو بكر بن أبى الدنيا والحسن بن عليل العنزي والقاسم بن زكريا المطرز ويحيى بن محمد
__________
[1] انظر ما في ج 1 ق 1 ص 517.
[2] وفي كتاب الجرح والتعديل «الفلوجى» و «الفلوجة» فحرره.
[3- 3] ليس في م.
[4] ترجمته من تاريخ بغداد 14/ 285.(10/477)
ابن صاعد وأبو بكر بن أبى داود وغيرهم، وكان حافظا ثقة ضابطا، ولى قضاء نصيبين فخرج إليها، وحدث ببغداد، ومات بنصيبين في جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين ومائتين وحفيده أبو يوسف يعقوب بن مسدد ابن يعقوب بن إسحاق بن زياد القلوسي، بصرى الأصل، حدث ببغداد [1] عن كتاب جده أبى يوسف وجادة، وعن أبى يعلى أحمد بن على [ابن المثنى-[2]] الموصلي سماعا، روى عنه أبو حفص بن شاهين وأبو الحسين مسدد بن يعقوب بن إسحاق بن زياد، المعروف بالقلوسى، يروى عن أبيه، حدث بمصر وحران [3] ، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم ابن المقرئ وذكر أنه سمع منه بمصر وبحران. قال مسدد: قال لي سعد ابن على بن الجليل: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت:
يا رسول الله! حدثنا القلوسي عنك بهذا الحديث- فذكرت له؟ فقال:
صدق القلوسي.
باب القاف والميم
3293- القَمّاح
بفتح القاف وتشديد الميم وفي آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى بيع القمح/ وشرائه، وهو الحنطة، ويقال للحنطة بديار مصر:
__________
[1] ترجمته من تاريخ بغداد 14/ 294.
[2] من م.
[3] وببغداد عن على بن حرب الطائي وموسى بن سفيان الجنديسابوري، وعنه محمد بن جعفر زوج الحرة وابن شاهين- تاريخ بغداد 13/ 272.(10/478)
القمح، والمشهور بهذه النسبة جماعة، منهم أبو الفضل العباس بن أحمد ابن [1] سعيد بن مقاتل القماح، مولى الجعافرة، من أهل مصر، يروى عن محمد ابن زبان وغيره، سمع منه أبو زكريا يحيى بن على الطحان الحافظ، وتوفى في شعبان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
3294- القَماشُويى
بفتح القاف والميم [2] وضم الشين المعجمة وفي آخرها الياء آخر الحروف بعد الواو، هذه النسبة إلى قماشويه، وهو اسم لبعض أجداد أبى الطيب عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن إسحاق بن سهل اللؤلؤي القماشويى، من أهل بغداد [3] ، يعرف بابن قماشويه، روى عن إسحاق بن إبراهيم الدبرى عن عبد الرزاق كتاب الحدود وكتاب الرضاع، ولم يكن عنده من الحديث سوى ذلك، روى عنه أبو على الحسن بن أحمد ابن شاذان، وتوفى في النصف من شعبان سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
3295- القَمَّاصى
بفتح القاف وتشديد الميم [2] وفي آخرها الصاد المهملة، هذه النسبة إلى بيع القمصان- وهو جمع قميص، والمشهور بهذه النسبة أبو الفتح الحسين بن القاسم بن أبى سعد بن أبى القاسم القماصى، من أهل نيسابور، شيخ صالح، راغب في الخيرات وحضور مجالس العلم [4] ، سمح بنيسابور أبا سعيد عبد الواحد بن أبى القاسم القشيري وأبا الحسن
__________
[1] زيد في م «محمد» كذا.
[2] بعدهما الألف.
[3] ترجمته من تاريخ بغداد 10/ 456.
[4] م: «العلماء» .(10/479)
أحمد بن محمد الشجاعي وأبا عبد الله إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، وببلخ أبا على إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي، وببغداد أبا القاسم على بن أحمد ابن بيان الرزاز وطبقتهم، لقيته أولا ببغداد سنة اثنتين وثلاثين، وسمع بقراءتي أجزاء من أبى سعد أحمد بن محمد بن الزوزنى، ثم لما انصرفت [1] من العراق كتبت عنه بنيسابور، وكانت ولادته في سنة خمس وسبعين وأربعمائة بنيسابور، وتوفى في سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
3296- القَمَّاط
بفتح القاف والميم المشددة وفي آخرها [2] الطاء المهملة [3] ، والمشهور [4] بهذه النسبة أبو بكر محمد بن على بن عتاب الإيادي القماط، من أهل بغداد [5] ، سمع عبيد الله بن محمد بن عائشة وأبا الربيع الزهراني والربيع بن ثعلب ومحمد بن حميد الرازيّ وداود بن عمرو الضبيّ وغيرهم، روى عنه أبو الحسين بن المنادي وإسماعيل بن على الخطبيّ [6] ، وكان كثير الكتاب أحد الأثبات، مات في رجب سنة تسع وثمانين ومائتين وأبو الحسن على بن محمد بن عيسى القماط، من أهل بغداد [7] ، حدث عن
__________
[1] م: «انصرف» .
[2] بعد الألف.
[3] بعدها بياض في الأصل، وأهمل في م. القماط والقمط: نوع من حبل.
[4] م: «واشتهر» .
[5] ترجمته من تاريخ بغداد 3/ 65.
[6] وقع في م «الخطميّ» خطأ.
[7] وترجمته من تاريخ بغداد 12/ 65.(10/480)
عباس بن يزيد [1] البحراني، روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني الحافظ وذكر أنه سمع منه بسر من رأى.
3297- القَماطِرى
بفتح القاف والميم [2] ، وكسر الطاء المهملة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى القماطر، وهو جمع القمطرة [3] ، اشتهر بهذه النسبة أبو الحسين محمد بن جعفر بن حمدان القماطري، من أهل بغداد [4] ، حدث عن أبى عتبة أحمد بن الفرج الحمصي وأبى على أحمد بن الفرج الجشمي ويحيى بن أبى طالب، روى عنه أبو الحسين محمد بن المظفر وأبو الحسن على بن عمر الدار قطنى الحافظان.
3298- القَمراطى
بفتح القاف وسكون الميم وفتح الراء [5] ، وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى قمراطة، وهي من بلاد المغرب وأظنها من الأندلس، والمشهور بالنسبة إليها بقي بن العاص الأندلسى القمراطى، حدث وسمع منه، وتوفى بالأندلس سنة أربع وعشرين ومائتين.
3299- القَمَرى
بفتح القاف والميم وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى القمر [6] ، وهو أبو على جعفر بن عبد الله بن إسماعيل القمري المستوفي،
__________
[1] وقع في تاريخ بغداد «زيد» خطأ، وانظر الأنساب 2/ 100.
[2] بعدهما الألف.
[3] في م واللباب «قمطر» وكلاهما صواب، وهو ما يصان فيه الكتب.
[4] ترجمته من تاريخ بغداد 2/ 139.
[5] بعدها الألف.
[6] بعدها بياض في الأصل، وأهمل في م، وراجع ما في تعليق الإكمال 6/ 367(10/481)
من أهل مرو، وكان شيخا مستورا، له سمت وهيئة، سمع الأديب أبا محمد كامكار بن عبد الرزاق المحتاجي وعليه قرأ الأدب، سمعت منه، وما أظن أن أحدا قرأ عليه الحديث قبلي وبعدي، وكانت ولادته في حدود السبعين وأربعمائة، ووفاته سنة نيف وثلاثين وخمسمائة في رحلتي إلى العراق وقال ابن الكلبي في الألقاب: إنما سمى مسعود ابن عمرو بن عدي بن محارب بن ضييم بن مليح بن شركان بن [معن بن-[1]] مالك بن فهم بن غنم وكان يلقب «بقمر العراق» لجماله، والنسبة إلى أولاده «القمري» .
3300- القُمرى
بضم القاف وسكون الميم والراء المهملة في آخرها، هذه النسبة إلى القمر، وهي بلدة يشبه الجص لبياضها، وأظن أنها من بلاد مصر، والمشهور بها الحجاج بن سليمان بن أفلح القمري، مصرى، يروى عن مالك بن أنس وليث بن سعد وحرملة بن عمران وابن لهيعة، وفي حديثه خطأ ومناكير، توفى فجأة في سبع وتسعين ومائة وهو على حماره، روى عنه محمد بن سلمة المرادي والقمري طير منسوب إلى هذه البلدة- وهكذا ذكره أبو الحسين بن فارس اللغوي صاحب المجمل فيه. [2]
__________
[1] من م.
[2] وراجع الإكمال 6/ 366، وأما الجزر المعروفة بجزر القمر فهي مشهورة في زماننا، وعلى حد تعبير ياقوت فهي في وسط بحر الزنج.(10/482)
3301- القِمَّنى
بكسر القاف وتشديد الميم المفتوحة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قمّن، وهي قرية بنواحي مصر، خرج منها جماعة من المحدثين والعلماء، منهم أبو الحسن يوسف بن عبد الأحد [1] بن سفيان القمني، ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر [2] وقال: نسبوه في موالي رعين لآل عبد الأعلى بن سعيد الجيشانيّ، توفى بقمن في رجب سنة خمس عشرة وثلاثمائة، يروى عن عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير/ وأبى موسى يونس بن عبد الأعلى [2] الصدفي، روى عنه [محمد بن] الحسين الآبري السجزى وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ وذكره وقال: أبو الحسن القمني المصري بمصر، وقمن قرية من قرى مصر.
3302- القَمِيرى
بفتح القاف والميم المكسورة والياء الساكنة وفي آخرها الراء [3] ، هذه النسبة إلى قمير، وهو بطن من العرب، منها ذؤيب بن حلحلة بن عمرو [الأزدي] ثم أحد بنى قمير- هكذا قال ابن أبى حاتم [4] ، شهد الفتح مع النبي صلى الله عليه وسلم مسلما، وكان يسكن قديد، وهو الخزاعي الأزدي، والد قبيصة بن ذؤيب، مدينى، له صحبة، روى عنه ابن عباس، سمعت أبى يقول بعض ذلك، وبعضه وجدته مكتوبا بخطه [5] .
__________
[1] وقع في م «عبد الأعلى» كذا.
[2- 2] ما بين الرقمين سقط من م.
[3] قال ابن الأثير: كذا ذكر قميرا بالفتح، وما أظنه إلا بضم القاف وفتح الميم.
[4] في الجرح والتعديل ج 1 ق 2 ص 449.
[5] قال ابن الأثير: لم يذكر نسبه، وهو قمير بن حبشية بن سلول بن كعب(10/483)
3303- القُميرى
بضم القاف والميم المفتوحة بعدهما الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى قمير، وهو بطن من الأنصار، وهو قمير بن مالك بن سود بن مري بن أراشة، من ولده جابر ابن النعمان بن عمير بن مالك بن قمير القميرى، عداده في الأنصار، ذكره ابن حبيب عن ابن الكلبي في نسب قضاعة وأما زهير بن محمد ابن قمير بن شعبة المروزي القميرى [فإنه نسب إلى جده-[1]] ، يروى عن عبد الرزاق بن همام وأل صالح الفراء، روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد وأحمد بن إسحاق بن بهلول وأبو الفضل الصيدلى وأبو عبد الله المحاملي.
3304- القُمِّي
بضم القاف وتشديد الميم المكسورة، هذه النسبة إلى بلدة قم [2] ، وهي بلدة بين أصبهان وساوة كبيرة، غير أن أكثر أهلها الشيعة، وبنيت هذه المدينة زمن الحجاج بن يوسف سنة ثلاث وثمانين،
__________
[ () ] ابن عمرو بن ربيعة- وهو لحي وهو أبو خزاعة منه تفرقت. وذؤيب هو ابن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم بن عبد الله بن قمير الخزاعي القميرى، صاحب بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقال: ذؤيب بن حبيب بن حلحلة، وقد جعل أبو حاتم الرازيّ ذؤيب بن حبيب غير ذؤيب بن حلحلة فقال: ذؤيب ابن حبيب أحد بنى مالك بن أفصى وهو صاحب بدن النبي صلى الله عليه وسلم، وذؤيب بن حلحلة أحد بنى قمير شهد الفتح وهو والد قبيصة! والصواب أنهما واحد وقد اختلف في اسم أبيه، والله أعلم- انتهى.
[1] من اللباب.
[2] زيد في الأصل «إن شاء الله» .(10/484)
وذلك أن عبد الرحمن بن محمد بن [1] الأشعث بن قيس بن معديكرب الكندي كان أمير سجستان من جهة الحجاج، وخرج عليه، وكان في عسكره سبعة عشر نفسا من علماء التابعين من العراقين، وخرج على الحجاج، وجرت بينهما وقائع وحروب حتى انهزم عبد الرحمن ورجع إلى كابل، وقتل أكثر عسكره وهرب جماعة منهم، وكانت إخوة من بنى الأشعر يقال لهم عبد الله والأحوص وإسحاق ونعيم وعبد الرحمن بنو أسعد [2] ابن مالك بن عامر الأشعري، وقعوا إلى الناحية التي بنت بها قم، وكان مقدمهم عبد الله ويعرف بعبد الله سعدان، وكانت في تلك الناحية قرى سبعة قريبة بعضها من بعض ولكل قرية قلعة ولها اسم، واسم إحدى القرى «كميدان» فنزل الإخوة على طرف نهر ونصبوا كساء على خشب وأقاموا، فلما سمعت أقرباؤهم بذكرهم انتقلوا إليهم، وقتلوا رؤساء تلك القرى، واستولوا عليها، واستخلصوا أموالهم واستبقوا تلك الجموع، وبنوا البنيان ونقلوا إليها من الأكسية والخيم، وصارت القرى السبعة سبع محلات من البلدة، وبقيت حصونها بها، وسميت البلدة باسم قرية واحدة وهي «كميدان» فأسقطوا بعض الحروف للإيجاز والاختصار وأبدلوا الكاف بالقاف على ما جرت به عادة العرب، وسموا الموضع بقم، وكان لعبد الله سعدان بالكوفة ابن يسمى موسى انتقل إلى قم، وهو الّذي أظهر مذهب الشيعة بها، ذكر هذه القصة أبو الوفاء محمد
__________
[1] زيد هنا في م «أبى طالب» كذا.
[2] من اللباب وغيره، وفي الأصل «سعد» وفي م «سعيد» .(10/485)
ابن أحمد بن القاسم الأخسيكثي في تاريخه. والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن يعقوب بن عبد الله بن سعد بن مالك بن هانئ [1] بن عامر الأشعري القمي، يروى عن عيسى بن جارية [2] عن جابر، وكان راويا لجعفر بن أبى المغيرة وحفص بن حميد، روى عنه أحمد بن يونس وأبو الربيع الزهراني وجرير ابن عبد الحميد وعبد الرحمن بن مهدي ونعمان بن عبد السلام وعبيد [3] ابن موسى، وهو ابن عم أشعث بن إسحاق بن سعد، وتوفى بقزوين سنة أربع وسبعين ومائة وأشعث بن إسحاق القمي، يروى عن جعفر ابن أبى المغيرة وأبو الحسن على بن موسى بن يزداد- وقيل يزيد- القمي، له كتاب أحكام القرآن، [إمام أهل القرآن-[4]] إمام أهل الرأى في عصره، سمع محمد بن حميد الرازيّ والعباس بن يزيد البحراني ومحمد ابن شجاع الثلجي، روى عنه أبو الفضل أحمد بن أحيد الكاغذي وأبو بكر أحمد بن سعد بن نصر السميثنى [5] /، ورد نيسابور عند منصرف الأمير الشهيد أحمد بن إسماعيل من الري إلى نيسابور، وأقام مدة، وعقد له المجالس، وحدث بجملة من مصنفاته، وتوفى سنة خمس وثلاثمائة وأبو عبد الله عيسى بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم القمي، من أهل قم، قدم مصر وكتب عنه، توفى بمصر في ذي الحجة سنة إحدى وثلاثمائة- قاله
__________
[1] م: «يعافى» .
[2] م واللباب: «حارثة» .
[3] م: «عبد الله» .
[4] من م، وليس في الأصل، فحرره، ولعله زائد.
[5] كذا، ولم يذكر هذا الرسم في الكتاب، وانظر 1/ 247.(10/486)
أبو سعيد بن يونس وقال: كتبت عنه وأبو جعفر محمد بن على ابن الحسين بن بابويه القمي، نزل بغداد وحدث بها عن أبيه، وكان من شيوخ الشيعة ومشهوري الرافضية، روى عنه محمد بن طلحة النعالى ويعقوب بن عبد الله بن سعد القمي، استشهد به البخاري في صحيحه في كتاب الطب فقال في حديث «الشفاء في ثلاثة: شرطة محجم، وشربة عسل، وكية نار [1] » قال: رواه القمي عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس رضى الله عنهما [في العسل والحجم] والأستاد العميد أبو طاهر سعد ابن على بن عيسى القمي، صار وزير السلطان سنجر بن ملك شاه، سمع جدي أبا المظفر الإمام، أذكره ولم أسمع منه، وفيه يقول إبراهيم الغزى:
بلونا سعد قم كان نحسا ... ورب اسم حكى بول البعير
سمعت بأن خلف السد قوما ... ولم أسمع بقمّي وزير
وكان الأستاد أبو طاهر من خير الرجال، ولكن لا يسلم عن ألسنة/ الشعراء أحد، توفى بسرخس في سنة خمس عشرة وخمسمائة، وحمل إلى مشهد على بن موسى الرضا بطوس فدفن بها وأبو عبيد حفص بن حميد القمي، من الأتباع، من أهل قم، يروى عن عكرمة وشمس بن عطية، وقرأ القرآن على أبى عبد الرحمن السلمي، روى عنه يعقوب القمي به.
__________
[1] في الصحيح بعد ذلك: «وأنهى أمتى عن الكي» .(10/487)
باب القاف والنون
3305- القَنَّاد
بفتح القاف والنون وفي آخرها [1] الدال المهملة، هذه النسبة إلى من يبيع القند- وهو السكر، والمشهور بهذه النسبة حبيب القناد، شيخ من أهل البصرة، يروى عن أهل بلده، روى عنه أيوب السختياني وأبو حماد طلحة [بن عمرو-[2]] القناد، [3] من أهل الكوفة، يروى عن الشعبي وعكرمة وسعيد بن جبير، روى عنه وكيع بن الجراح وأبو أسامة، وهو جد عمرو بن حماد بن طلحة القناد وطلحة بن عبد الرحمن القناد [3] ، من أهل البصرة، يروى عن قتادة، روى عنه القاسم بن عيسى الطائي، وليس هذا بالأول وفضيل بن عبد الوهاب القناد، أخو محمد، أصله من أصبهان سكن الكوفة، يروى عن سعيد بن الخمس وجعفر ابن سليمان وحماد بن زيد وغيرهم، روى عنه جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ وأخوه أبو يحيى محمد بن عبد الوهاب القناد الكوفي، يروى عن سفيان الثوري ومسعر بن كدام وغيرهما، روى عنه هارون بن إسحاق الهمدانيّ والحسن بن الربيع، وكان ثقة، مات سنة اثنتي عشرة ومائتين وأبو الحسن على بن عبد الرحيم الواسطي القناد، الصوفي، أحد الصوفية، ممن سافر على التجريد ولقي المشايخ، وله كلام، روى عن الحسين ابن منصور الحلاج شيئا من كلامه، روى عنه عبد الله بن أحمد الفارسي وأحمد بن أبى حامد القزويني وأبو العباس بن تركان وغيرهم وإبراهيم
__________
[1] بعد الألف.
[2] من م وغيره. وفي الأصول بعض تحريف في العبارة عن مقامها. وراجع لترجمة طلحة بن عمرو القناد تهذيب التهذيب 5/ 24 والجرح والتعديل ج 2 ق 1 ص 482.
[3- 3] ما بين الرقمين سقط من م.(10/488)
ابن عبد الملك القناد، روى عن يحيى بن أبى كثير، حدث عنه لوين محمد بن سليمان المصيصي.
3306- القَنادِرى
بفتح القاف والنون وبعدهما الألف وبعدها الدال المهملة والراء المكسورتان، هذه النسبة إلى قنادر، وهي محلة بأصبهان، منها أبو الحسين محمد بن على بن يحيى الطيب القنادرى الأصبهاني، من أهل قنادر محلة بأصبهان، يروى عن عبد الله بن محمد بن عمرو الأصبهاني ومحمد بن على بن مخلد بن يزيد الفرقدى، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الحافظ.
3307- القَنارِزى
بفتح القاف والنون [1] وكسر الراء والزاى، هذه النسبة إلى قنارز، وهي قرية على باب نيسابور، والمشهور من هذه القرية من المحدثين أبو حاتم عقيل بن عمرو بن إسحاق القنارزى، سمع أحمد ابن حفص السلمي ومحمد بن يزيد السلمي النيسابوريين، روى عنه أبو محمد جعفر بن محمد بن إسماعيل السكرى، ذكره الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور وذكر أنه توفى سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وأبو سعد محمد [2] ابن أحمد بن سعد [2] الصوفي القنارزى، شيخ صوفى يختص بأبي العز محمد ابن أبى الحسن السنى وأصحابه، سمع أبا بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيرويى، سمعت منه شيئا يسيرا بنيسابور. [3]
__________
[1] بعدهما الألف.
[2- 2] سقط من م.
[3] وقال ياقوت: (فناطر) من نواحي أصبهان لا أدرى أمحلة أم قرية، كان ينزلها أحمد بن عبد الله بن إسحاق القناطري، أبو العباس الخلقاني، خال أبى المهلب،(10/489)
3308- القُنّائي
بضم القاف وتشديد النون المفتوحة [1] وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى [دير قنى من نواحي النهروان [2]-] ، والمشهور بالانتساب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن على القنائي الكاتب، سمع من الوليد بن القاسم، لا أعلم حدث أم لا- قاله ابن ماكولا. [3]
__________
[ () ] حدث عن القاضي أحمد بن موسى الأنصاري وعن أبى على إسماعيل بن محمد ابن أسعد الصفار.
وقال: (قناطر الأندلس) بلدة قرب روطة، ينسب إليها أحمد بن سعيد ابن على الأنصاري القناطري، المعروف بابن أبى الحجال- إلخ، عن ابن بشكوال في صلته.
وقال: و (بئر قنان) موضع ينسب إليه القناني أستاذ الفراء- إلخ.
وقال ابن الأثير: فاته (القنائي) بفتح القاف ونونين بينهما ألف، نسبة إلى قنان ابن سلمة بن وهب بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن كعب، بطن من الحارث ابن كعب من مدحج، منهم ذو الغصة، واسمه الحصين بن يزيد بن شداد بن قنان الحارث القناني، رأس بنى الحارث مائة سنة، وإنما قيل له «ذو الغصة» لغصة كانت بحلقة.
[1] بعدها الألف.
[2] من معجم البلدان لياقوت، وكان في الأصول واللباب موضعه بياض، وقال ياقوت: النسبة إليها «قنائى» . وقد ذكر في (دير قنى) : يعرف بدير مرمارى السليخ، ثم ذكر أنه على ستة عشر فرسخا من بغداد منحدرا بين النعمانية وهو في الجانب الشرقي معدود من أعمال النهروان بينه وبين دجلة ميل، قرب دير عاقول- إلخ.
[3] قال ابن الأثير: فاته (القنباري) نسبة إلى قنبار، وهو ليف الجوز الهندي،(10/490)
3309- القَنْبَرى
بفتح القاف وسكون النون وفتح الباء [الموحدة-[1]] وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى قنبر، وهو اسم رجل، والمشهور بهذه النسبة أبو محمد جعفر بن إبراهيم القاضي القنبري، قال ابن ماكولا [2] :
أظنه أردبيليا، يروى عن عبد الله بن جعفر بن فارس، روى عنه [3] أبو عبد الله محمد بن أحمد [3] بن إسماعيل بن رواد [4] الزاهد الأردبيلي قال ابن ماكولا: وشاعر من ولد قنبر- مولى على رضى الله عنه- كان يسكن همذان ويرد الحضرة بسر من رأى ويختص بعبيد الله بن يحيى بن خاقان يقال له: محمد بن على القنبري، من ولد قنبر [5] ، هو شاعر كان مقيما
__________
[ () ] ويقال لمن يفتله ليحرز به المراكب البحرية «قنبارى» وعرف بهذه النسبة أبو شعيب موسى بن عبد العزيز القنباري، روى عن الحكم بن أبان، روى عنه عبد الرحمن بن بشر بن الحكم.
وقال ياقوت: (قنبان) قرية من قرى قرطبة بالأندلس، ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن عبد البر القنبانى، المعروف بالكشكينانى، كان من الثقات في الرواية والمجودين في الفتاوى، وله حظوة عند الحكم المستنصر بالأندلس، ودخل المشرق وكتب عنه عبد الرحمن بن عمر بن النحاس عن عبد الله بن يحيى الليثي.
[1] من م.
[2] راجع الرسم في الإكمال 6/ 399.
[3- 3] وقع في م: «أبو محمد عبد الله أحمد» خطأ وتحريف.
[4] وقع في الأصل وحده «زراد» .
[5] زيد في الأصل «أيضا» .(10/491)
بهمذان ويغشى الحضرة ويمدح الوزراء والكتّاب في أيام المعتمد [1] ، وعاش إلى أيام المكتفي، روى عنه الصولي وأحمد بن بشر القنبري البصري، يروى عن بشر بن هلال الصواف، روى عنه ابنه بشر وأبو الفضل العباس بن الحسن بن خشيش القنبري، من ولد قنبر مولى على رضى الله عنه، يروى عن حاجب بن سليمان المنبجى، روى عنه محمد بن المظفر وأبو عبد الله محمد بن روح بن عمران القنبري، من أهل مصر، مولى بنى قنبر، منكر الحديث، توفى في ذي الحجة سنة خمس وأربعين ومائتين.
3310- القُنبُلي
بضم القاف والباء الموحدة بينهما النون الساكنة وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى قنبل، وهو اسم لجد أبى سعد أحمد ابن عبد الله بن قنبل المكيّ القنبلى، من أهل مكة، يحدث عن الإمام أبى عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ، وكان من أصحابه القدماء بمكة، روى عنه أبو الوليد بن أبى الجارود.
3311- القُنَّبيطى
بضم القاف وفتح النون المشددة وكسر الباء الموحدة [2] وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى القنبيط وبيعه [3] ، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن محمد بن الحسين بن خالد القنبيطي، من أهل بغداد [4] ، كان ثقة، سمع إبراهيم بن سعيد الجوهري/ وعمر بن إسماعيل
__________
[1] أورد ابن ماكولا بعض شعره في المدح.
[2] بعدها الياء.
[3] ويقوله العامة: القرنبيط، وهو بقل معروف من الخضراوات يؤكل مطبوخا.
[4] ترجمته من تاريخ بغداد 2/ 231.(10/492)
ابن مجالد وإسحاق بن إبراهيم البغوي والحسين بن على الصدائى ويعقوب ابن إبراهيم الدورقي ومحمد بن حسان الأزرق، روى عنه ابن بنته عيسى ابن حامد الرخجي وأبو على بن الصواف ومحمد بن أحمد بن يحيى العطشى وعلى بن محمد بن لؤلؤ الوراق، وكان ثقة، ومات في صفر سنة أربع وثلاثمائة. [1]
3312- القَندى
بفتح القاف وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى القند، وهو شيء من الحلاوة معمول من السكر، اختص بهذه النسبة جماعة، منهم أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله ابن بشران بن محمد بن بشر بن مهران الأموي القرشي القندي الواعظ، أخو أبى الحسين على بن بشران، وكان الأصغر، وهو من أهل بغداد، سمع أحمد بن سلمان النجاد وحمزة بن محمد الدهقان وأبا سهل بن زياد القطان وأحمد بن الفضل بن خزيمة وعمر بن محمد الجمحيّ وعبد الله بن محمد ابن إسحاق الفاكهي وأبا العباس أحمد بن إبراهيم الكندي المكيين ودعلج
__________
[1] قال ياقوت: (قنبة) بالفتح ثم السكون، قرية بحمص الأندلس، ينسب إليها أحمد بن عصفور القنبى، قال السلفي: هو شاعر أندلسى فيه مجون، وقال:
قال لي أبو الحسن الأوزكى بالإسكندرية أنشدنى من شعره في حمص الأندلس وقنبة من قراها، وله خطب، ولجده أيضا رواية وأدب، وهم بيت مشهور بالعلم ... وحمص الأندلس هي مدينة إشبيلية بالأندلس.
ويستدرك (القندهاري) نسبة إلى مدينة من أرض سجستان من أفغانستان، خرج منها جماعة من العلماء.(10/493)
ابن أحمد السجزى ومحمد بن الحسين الآجري [وعبد الباقي بن قانع-[1]] ، روى عنه أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب الحافظ وأبو مسعود سليمان ابن إبراهيم الحافظ الأصبهاني وأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ [وأبو المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني البغدادي-[1]] وجماعة كثيرة آخرهم أبو الحسن على بن أحمد بن فتحان الشهرزوري، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ [2] وأثنى عليه، وقال: كان صدوقا ثبتا صالحا، وكان يشهد قديما عند الحكام، ثم ترك الشهادة رغبة عنها، وكان مولده في شوال سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، ومات في شهر ربيع الآخر سنة ثلاثين وأربعمائة، ودفن بمقبرة المالكية إلى جنب أبى طالب المكيّ، وكان أوصى بذلك، وصلينا عليه في جامع الرصافة، وكان الجمع كثيرا جدا يتجاوز الخد ويفوت الإحصاء. [3]
3313- القَندِيشتَنى
بفتح القاف وسكون النون وكسر الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين [4] وسكون الشين المعجمة وفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين [4] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قنديشتن، وظني أنها من قرى نيسابور أو نواحي بيهق- والله أعلم، منها الدهقان أبو منصور المعتز بن عبد الله بن حمزة بن حبة بن حفص
__________
[1] من م، وليس في الأصل.
[2] في تاريخ بغداد 10/ 432.
[3] وراجع لمزيد من المنتسبين بهذه النسبة تعليق الإكمال 6/ 332.
[4- 4] سقط من م.(10/494)
القنديشتنى، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ وقال: كان من مشايخ أهل البيوتات ومن الصالحين الراغبين في الخير والصدقة والمحبين للعباد والزهاد، وكان يكثر الكون في الجامع عند الصلوات إذا كان مقيما في البلد، وله أعقاب فيهم فضل وصلاح، سمع أبا عبد الله محمد ابن إبراهيم البوشنجي وأبا إسحاق إبراهيم بن أبى طالب وأبا عمر [1] أحمد ابن نصر وطبقتهم، وتوفى سنة أربعين وثلاثمائة، وقيل: سنة أربع وثلاثين.
3314- القِنديلى
بكسر القاف وسكون النون وكسر الدال المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى القنديل وعملها، والمشهور [2] بهذه النسبة أبو عبد الله محمد بن الحسين بن شيرويه العصار الأستراباديّ، يعرف بالقنديلى، من أهل أستراباذ، كان مشهورا [2] بالستر والصلاح، إلا أنه كان أميا غافلا عما يقرأ عليه لا يفهم منه شيئا، يروى عن عمار بن رجاء، روى عنه أبو نصر محمد بن أبى بكر الإسماعيلي والقاضي أبو نعيم النعيمي وجماعة.
3315- القِنَّسرينى
بكسر القاف وتشديد النون وسكون السين المهملة وكسر الراء والياء المنقوطة من تحتها باثنتين والنون في آخرها، هذه النسبة إلى بلدة عند حلب يقال لها: قنسرين، بتّ ليلة بقربها، وكان جند في ابتداء الإسلام ينزل بها يقال لهم «جند قنسرين» وكان خالد بن الوليد عليها من جهة أبى عبيدة بن الجراح رضى الله عنهما، وقد ينسب إليها بالقنسرى
__________
[1] م: «وأبا عمرو» .
[2- 2] ما بين الرقمين سقط من م.(10/495)
أيضا، والمنسوب إليها معلى بن الوليد القعقاعي [1] القنسريني، من أهل قنسرين سكن مصر، يروى عن موسى بن أعين ويزيد بن سعيد بن ذي عصوان، روى عنه أهل مصر ومحمد بن بركة القنسريني [2] كان بحمص ومتوكل القنسريني، يروى عن حميد بن العلاء- يقال له ابن أبى زهرة- في كتاب الترغيب لحميد بن زنجويه وحاتم بن أبى نصر القنسريني [2] من أهل قنسرين، يروى عن عبادة بن نسي، روى عنه هشام بن سعد وقيس بن بشر الثعلبي القنسريني، يروى عن أبيه، روى عنه هشام بن سعد وهريرة ابن سهيل الباهلي القنسريني، أخو العجلان بن سهيل، من أهل قنسرين، قال أبو سعيد بن يونس: كان أمير مصر لمروان بن محمد، وكان رجل سوء وسفاكا للدماء، يحكى عنه حكايات في خطبته وأبو عمرو كلثوم بن عمرو العتابى القنسريني، من أهل قنسرين، وذكرته في «العتابى» لأنه أشهر بهذه النسبة، وسبب نسبته إلى عتاب في ذلك الموضع [3] ، وكان شاعرا مترسلا مطبوعا، متصرفا في فنون من الشعر، مقدما في الخطابة والرواية، حسن العارضة والبديهة، من شعراء الدولة العباسية [4] ، وكان يتجنب غشيان السلطان قناعة وتنزها وصيانة وتعززا [5] ،
__________
[1] من م واللباب، وفي الأصل «الخزاعي» .
[2- 2] ما بين الرقمين سقط من م.
[3] راجع الأنساب 9/ 216.
[4] وترجمته هاهنا من تاريخ بغداد 12/ 488- 492.
[5] في تاريخ بغداد «تقززا» .(10/496)
وكان يلبس الصوف ويظهر الزهد، وكان منقطعا إلى البرامكة فوصفوه للرشيد ووصلوه به، فبلغ عنده كل مبلغ وعظمت فوائده منه، ومنصور النميري كان راويته وتلميذه، ثم فسدت الحال بينهما وتباعدت. وحكى أن طوف ابن مالك كان قريبا للعتابى فكتب إليه [1] يستزيره ويدعوه إلى أن يصل القرابة بينه وبينه فرد عليه [2] : إن قريبك/ من قرب منك خيره، وإن عمك من عمك نفعه، وإن عشيرتك من أحسن عشرتك، وإن أحب الناس إليك أجداهم بالمنفعة عليك، ولذلك أقول:
ولقد بلوت الناس ثم سبرتهم ... وخبرت ما وصلوا من الأسباب
فإذا القرابة لا تقرب قاطعا ... وإذا المودة أقرب الأنساب [3]
وقيل للعتابى: إنك تلقى العامة ببشر وتقريب! فقال: رفع ضغينة بأيسر مؤنة، واكتساب إخوان بأهون مبذول. وكتب المأمون في إشخاص العتابى، فلما قدم عليه قال: يا كلثوم! بلغتني وفاتك فساءتني، ثم بلغتني وفادتك فسرتني! فقال له العتابى: يا أمير المؤمنين! لو قسمت هاتان الكلمتان على أهل الأرض لوسعتاهم فضلا وإنعاما، ولقد خصصتني منهما بما لا تتسع له أمنية ولا ينبسط لسواه أمل، لأنه لا دين إلا بك، ولا دنيا إلا معك، قال: سلني! قال: يدك بالعطاء أطلق من لساني بالسؤال! فوصله صلات سنية وبلغ به من التقديم والإكرام أعلى محل.
__________
[1] أي فكتب طوف إلى العتابى.
[2] م: «فكتب إليه» .
[3] ويروى: «أكبر الأنساب» .(10/497)
3316- القِنَّسرى
بكسر القاف والنون المفتوحة المشددة والسين المهملة الساكنة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى قنسرين، وهي بلدة قريبة من حلب إحدى بلاد الشام، و «جند قنسرين» في زمان عمر رضى الله عنه معروفة، بت ليلة وقت خروجي من حلب في موضع قريب منها، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم أبو بكر محمد بن بركة بن الفرداج الحلبي القنسرى الحافظ، يروى عن أحمد بن هاشم الأفطاكى ويوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي وغيرهما، روى عنه أبو بكر بن المقرئ الأصبهاني وحماد بن عبد الرحمن الكلبي [1] القنسرى، من أهل قنسرين، يروى عن سماك بن حرب وخالد بن الزبرقان، روى عنه هشام بن عمار، قال ابن أبى حاتم [2] : سألت أبى عنه؟ فقال: هو شيخ مجهول، منكر الحديث، ضعيف الحديث، قال: وسئل أبو زرعة الرازيّ عن حماد بن عبد الرحمن؟
فقال: يروى أحاديث مناكير، روى عنه الوليد بن مسلم وهشام بن عمار.
3317- القَنْطَرى
بفتح القاف وسكون النون وفتح الطاء المهملة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى القنطرة، وإلى رأس القنطرة، وهي القناطر على المواضع للعبور، وإلى عدة مواضع ببلاد مختلفة، فأما أبو الفضل عباس بن الحسين القنطري البغدادي فمن قنطرة بردان، وهي محلة ببغداد، أحد الثقات المشهورين من أهل بغداد [3] ، يروى عن مبشر ابن إسماعيل وسعيد بن مسلمة ويحيى بن آدم، روى عنه البخاري في
__________
[1] وفي م «الحلبي» وهو الأقرب- والله أعلم.
[2] في الجرح والتعديل ج 1 ق 2 ص 143.
[3] ترجمته من تاريخ بغداد 12/ 137.(10/498)
صحيحه والمعمري وعبد الله بن أحمد بن حنبل، توفى سنة أربعين ومائتين وأبو صالح الحكم بن موسى بن زهير القنطري [1] ، نسائي الأصل، رأى مالك بن أنس، وسمع يحيى بن حمزة، روى عنه الأئمة، هو من قنطرة البردان ومحمد بن جعفر بن الحارث الخزاز القنطري [2] ، حدث عن خالد ابن عمرو القرشي، روى عنه الإمام أبو بكر بن خزيمة وأبو الحسن على ابن داود بن يزيد القنطري التميمي [3] ، سمع سعيد بن أبى مريم وأبا صالح كاتب الليث وغيرهما، روى عنه إبراهيم الحربي والبغوي وابن صاعد وأخوه أبو جعفر محمد بن داود بن يزيد التميمي القنطري [4] ، أخو على، وهو الأكبر، سمع آدم بن أبى إياس وسعيد بن أبى مريم وغيرهما، روى عنه القاسم بن زكريا المطرز ويحيى بن صاعد، ومات في رجب سنة ثمان وخمسين ومائتين وأبو بكر محمد بن على الصباغ القنطري [5] ، يروى عن أحمد بن منيع البغوي، روى عنه إبراهيم بن أحمد الخرقى وأحمد بن محمد القنطري، يروى عن محمد بن عبيد بن حساب، روى عنه غلام الخلال [6]
__________
[1] ترجمته في تاريخ بغداد 8/ 226- 229.
[2] راجع تاريخ بغداد 2/ 118.
[3] راجع تاريخ بغداد 11/ 424- 25.
[4] وترجمته في تاريخ بغداد 5/ 252- 53.
[5] تاريخ بغداد 3/ 70.
[6] من تاريخ بغداد 5/ 136، واسمه عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداذ، الفقيه، وكان في الأصول «غلام الخليل» «وزيد في م بعده «ابن أحمد» ، وراجع ما أوردنا في ص 100.(10/499)
ومحمد بن العوام بن إسماعيل القنطري الخباز [1] ، يروى عن منصور بن أبى مزاحم وشريح بن يونس وغيرهما، روى عنه أبو عبد الله الحكيمي وأحمد بن كامل القاضي وأبو بكر محمد بن السري بن سهل القنطري [2] ، سمع محمد بن بكار بن الريان وعثمان بن أبى شيبة، روى عنه أحمد بن جعفر ابن سلم الختّليّ ومحمد بن حميد المخرمي وأبو إسحاق بكر بن أيوب بن أحمد ابن عبد القادر القنطري [3] ، يروى عن محمد بن حسان الأزرق، روى عنه أبو القاسم بن الثلاج وأبو عبد الله جعفر بن محمد بن الحسن بن الوليد ابن السكن الصفار القنطري [4] ، سمع الحسن بن عرفة، روى عنه أبو القاسم ابن الثلاج وأبو منصور أحمد بن مصعب بن سرويه القنطري [5] ، حدث عن سهل بن زنجلة، روى عنه عبد الصمد [6] الطستى وأبو بكر محمد ابن مسلم بن عبد الرحمن القنطري الزاهد [7] ، وكان يشبه ببشر بن الحارث وعثمان بن سعيد ابن أخى على بن داود القنطري [8] ، حدث عن يحيى بن الحسن
__________
[1] راجع تاريخ بغداد 3/ 139.
[2] تاريخ بغداد 5/ 318.
[3] تاريخ بغداد 7/ 95.
[4] تاريخ بغداد 7/ 220.
[5] تاريخ بغداد 5/ 170.
[6] وقع في م «عبد الحميد» كذا.
[7] تاريخ بغداد 3/ 256 وذكر فيه بعض كراماته، وسيأتي ذكره فيما يلي.
[8] تاريخ بغداد 11/ 293.(10/500)
القلانسي، روى عنه أبو الحسن المنقري وأبو الحسين [1] محمد بن أحمد ابن تميم الخياط القنطري، من أهل بغداد، كان فيه لين- هكذا قال محمد ابن أبى الفوارس الحافظ، حدث عن أحمد بن عبيد الله النرسي وأبى قلابة الرقاشيّ ومحمد بن سعد العوفيّ وأبى إسماعيل الترمذي ومحمد بن يونس الكديمي، روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق وأبو الحسن على ابن أحمد بن عمر المقرئ وأبو الحسن على بن الحسين بن دوما النعالى والحاكم أبو عبد الله الحافظ، وتوفى في شعبان سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة وأبو عمران موسى بن نصر بن سلام البزاز القنطري [2] ، حدث عن عبد الله ابن عون وغيره، روى عنه محمد بن مخلد ومحمد بن جعفر المطيري البغداديان وخيثمة بن سليمان الأطرابلسي.
والثاني جماعة نسبوا إلى محلة نيسابور يقال لها «رأس القنطرة» حدث منها جماعة، منهم أبو على/ الحسن بن محمد بن سنان القنطري السواق، من أهل نيسابور، سمع محمد بن يحيى وأحمد بن يوسف، روى عنه أبو على الحافظ النيسابورىّ [وأبو محمد عبد الله بن الحسين بن حميد بن مغفل القنطري، سمع محمد بن يحيى وعبد الرحمن بن بشر وأبا الأزهر وغيرهم، روى عنه أبو على الحافظ النيسابورىّ-[3]] أيضا وأبو محمد عبد الله بن [4] محمد بن [4] عمر
__________
[1] من ترجمته في تاريخ بغداد 1/ 283، وكان في الأصول «أبو الحسن» .
[2] راجع تاريخ بغداد 13/ 46.
[3] من م، وليس في الأصل.
[4- 4] ليس في م.(10/501)
النيسابورىّ القنطري، سمع محمد بن يحيى، روى عنه أبو على الحافظ أيضا وأبو الحسين أحمد بن محمد بن [1] أحمد بن [1] عمر الخفاف القنطري الزاهد، يروى عن أبى العباس محمد بن إسحاق السراج، روى عنه الأستاذ أبو القاسم القشيري وجماعة كثيرة آخرهم أبو القاسم الفضل بن عبد الله بن المحب.
والثالث بسمرقند قرية كبيرة من السغد يقال لها «رأس القنطرة» رأيتها من بعيد، خرج منها جماعة كثيرة من أهل العلم يقال لكل واحد منهم: القنطري، منها أبو منصور جعفر بن صادق بن جنيد القنطري- قاله أبو العباس المستغفري وقال: هو من رأس القنطرة، يروى عن خلف ابن عامر البخاري وأبى عصمة سهل بن المتوكل، خرج حاجا إلى بيت الله الحرام في سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وكتب بمرو عن أبى عاصم عمرو بن عاصم وأبى بكر أحمد بن محمد المروزي صاحب أبى عصمة وأبى الهيثم المثنى بن أحمد [2] الأزدي وأبى عبد الله أحمد بن خشنام الدندانقانى صاحب أبى عمار الحسين بن حريث، وبنيسابور عن أبى بكر محمد ابن إسحاق بن خزيمة، ومات جعفر بن صادق يوم السبت لعشر بقين من شهر ربيع الآخر [3] سنة خمس عشرة وثلاثمائة وأبو محمد عبد الله ابن إبراهيم بن إسحاق بن أيوب القنطري، قال المستغفري: هو ثقة جليل من علماء نسف من رأس القنطرة، يروى عن أبى زرعة الرازيّ، روى عنه محمد بن زكريا، وتوفى في ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثمائة وأبو أحمد
__________
[1- 1] ليس في م.
[2] في م «محمد» .
[3] م: «الأول» .(10/502)
القاسم بن محمد بن أحمد بن معروف القنطري النسفي، كان على عمل القضاء بنسف زمانا في أيام الشيخ أبى بكر محمد بن إبراهيم القلانسي، وكان على عمل القضاء بصغانيان زمانا، يروى عن محمد بن يعقوب الأصم ولم يترك السماع منه إلا قليلا في آخر عمره، وروى عن أبى يعلى عبد المؤمن بن خلف وأبى الحسن محمد بن عمر بن محمد البحري وأبى أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي وأبى جعفر محمد بن محمد بن عبد الله الحمال فمن دونهم من شيوخ خراسان وما وراء النهر، وكان فقيها أديبا شاعرا محدثا متفننا في فنون العلم، روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري الحافظ وقال: مات ضحوة يوم السبت لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، وكان سبب موته أنه افتصد يوم الأربعاء وشرب الدواء يوم الخميس فاعتل يوم الجمعة ومات ضحوة يوم السبت- رحمه الله وتجاوز عنه.
وأبو بكر محمد بن مسلم بن عبد الرحمن القنطري الزاهد [1] ، ذكره أبو الحسين ابن المنادي في جملة من كان قاطبا ببغداد من أهل الصلاح والفضل، وكان ينزل قنطرة البردان فنسب إليها، وكان يشبه في الزهد والورع والشغل عن الدنيا وأهلها ببشر بن الحارث، وكان قوته شيئا يسيرا، كان يكتب جامع سفيان الثوري لقوم لا يشك في صلاحهم ببضعة عشر درهما فمنها قوته. قالوا: وكان له ابن أخت حدث، فرآه
__________
[1] وقد مر ذكره في ص 500 وترجمته هنا من تاريخ بغداد 3/ 256، وراجع حلية الأولياء لأبى نعيم الحافظ الأصبهاني.(10/503)
يلعب بالطيور، فدعا الله أن يميته، فما أمسى يومه ذلك إلا ميتا. وحكى جعفر الخلدى عن الجنيد بن محمد قال: عبرت يوما إلى أبى بكر بن مسلم في نصف النهار فقال لي: ما كان لك في هذا الوقت عمل يشغلك عن المجيء إليّ! قلت: إذا كان مجيئي إليك العمل فما أعمل! وتوفى في ذي الحجة سنة ستين ومائتين.
3318- القُنفُذى
بضم القاف والفاء بينهما النون الساكنة وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى قنفذ، وهو اسم لجد زيد بن مهاجر ابن قنفذ القنفذي، من التابعين، روى عنه ابنه محمد بن زيد بن مهاجر أنه قال: كنا نصلي مع عمر الجمعة وإنا لنتمارى في الغداة. [1]
3319- القَنقلى
بالنون الساكنة بين القافين أولاهما مفتوحة والأخرى مضمومة [وفي آخرها لام] ، هذه النسبة إلى قنقل، وهو اسم لجد أبى على محمد بن عبد الله بن قنقل القلزمي القنقلى الأنصاري [2] ، من أهل القلزم، يروى عن عبيد الله [3] بن سعيد بن كثير بن عفير أبى القاسم المصري، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني وذكر أنه سمع منه بالقلزم.
__________
[1] قال ابن الأثير: فاته النسبة إلى قنفذ بن مالك بن عوف بن امرئ القيس ابن بهثة بن سليم بن منصور، منهم أحمد بن يزيد بن أسد بن زافر بن أسماء ابن أسيد بن قنفذ بن جابر بن قنفذ، والى موصل وأرمينية.
[2] ليس في م «الأنصاري» .
[3] م واللباب: «عبد الله» .(10/504)
3320- القَنوى
هذه النسبة إلى قنا، وهو [1] جمع قناة، والقناة [1] :
الرمح، والمعروف بهذه النسبة أبو على قرة بن حبيب بن يزيد بن مطر القشيري القنوي، منسوب إلى عمله، يروى عن شعبة وعبد الرحمن ابن عبد الله بن دينار، روى عنه بندار ومحمد بن بشار والحسن بن الصباح الزعفرانيّ، قال أبو حاتم بن حبان: قرة بن حبيب القنوي، صاحب الرماح، يقال له «الرمّاح» أيضا.
3321- القُنينى
بضم القاف والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين النونين، هذه النسبة إلى قنين، والمشهور بالانتساب إليه أبو عبد الله الحسين بن أحمد القنينى.
3322- القُنِّى
بضم القاف وفي آخرها النون المشددة المكسورة، هذه النسبة إلى قنة، وظني أنها قرية [2] ، ذكره أبو بكر أحمد بن على ابن ثابت الخطيب فيما أخبرنا عنه أبو الحسن الأزجي إجازة قال أنا أبو بكر الخطيب كتابة قال: أبو معاذ عبد الغالب [1] بن جعفر [1] بن الحسن بن على الضراب، يعرف بابن القني، سمع محمد بن إسماعيل الوراق، كتبت عنه شيئا يسيرا [3] وابنه على بن عبد الغالب،/ أبو الحسن، كان رفيقي في رحلتي إلى خراسان، ونعم الرفيق، كان سمع من ابن الصلت المجبر وأبى أحمد
__________
[1- 1] ليس في م.
[2] وكان المنتسب بهذه النسبة يعرف بابن القني.
[3] راجع ما في تاريخ بغداد 11/ 140.(10/505)
الفرضيّ وأبى عمر بن مهدي وهذه الطبقة من شيوخنا، وسمع بمصر من أبى محمد بن النحاس، وبدمشق من أبى محمد بن أبى نصر، وحدث، وعلقت عنه أحاديث.
باب القاف والواو
3323- القواذى
بفتح القاف والواو وفي آخرها الذال المعجمة بعد الألف [1] محمد بن جعفر القواذى، من أهل بغداد سكن مصر، ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر وقال: محمد بن جعفر القواذى من أهل بغداد [قدم مصر-[2]] وكتب عنه، وكان يلزم تنيس ويتجر بها، وله بها دار حسنة، توفى بمصر في رجب سنة عشر وثلاثمائة [3] .
3324- القَواريرى
بفتح القاف والواو والراء المكسورة بعد الألف والياء المنقوطة من تحتها باثنتين بين الراءين، هذه النسبة إلى القوارير، وهو عمل القارورة أو بيعها، واشتهر بها جماعة، منهم أبو القاسم الجنيد ابن محمد بن الجنيد الخزاز، يقال له: القواريري، وقيل: كان أبوه قواريريا، وكان هو خزازا، أصله من نهاوند إلا أن مولده ومنشأه ببغداد [4] ، وسمع الحديث، ولقي العلماء ودرس الفقه على أبى ثور
__________
[1] هنا بعض بياض في الأصول.
[2] من م وغيرها، وسقط من الأصل.
[3] كله من الخطيب في تاريخ بغداد 2/ 133.
[4] فترجمته من تاريخ بغداد 7/ 241- 249.(10/506)
إبراهيم بن خالد الكلبي، وصحب جماعة من الصالحين، واشتهر منهم بصحبته الحارث المحاسبي والسري السقطي، ثم اشتغل بالعبادة ولازمها، حتى علت سنه وصار شيخ وقته وفريد عصره في علم الأحوال والكلام على لسان الصوفية وطريقة الوعظ، وله أخبار مشهورة، وكرامات مأثورة، سمع أبا على الحسن بن عرفة العبديّ، روى عنه جعفر بن محمد ابن نصر الخلدى، وقيل: إنه كان يفتى في حلقة أبى ثور بحضوره. وكان في سوقه وكان ورده في كل يوم ثلاثمائة ركعة وثلاثين ألف تسبيحة، وكان يقول لنا: لو علمت أن للَّه تعالى علما تحت أديم السماء أشرف من هذا العلم الّذي نتكلم فيه مع أصحابنا وإخواننا لسعيت إليه وقصدته.
ومات الجنيد ليلة النيروز في سنة ثمان وتسعين ومائتين، وذكر أنهم حرزوا الجمع الذين صلوا عليه يومئذ نحو ستين ألف إنسان ثم ما زال الناس ينتابون [1] قبره في كل يوم نحو الشهر أو أكثر، ودفن عند قبر خاله السري السقطي في مقابر الشونيزى وأبو سعيد عبيد الله بن عمر ابن ميسرة الجشمي مولاهم، المعروف بالقواريرى، من أهل البصرة سكن بغداد [2] ، وكان ثقة صدوقا، مكثرا من الحديث، سمع حماد بن زيد وأبا عوانة الوضاح وعبد الوارث بن سعيد ومسلم بن خالد وسفيان بن عيينة وهشيم بن بشير ومعتمر بن سليمان ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن
__________
[1] وفي م «يتناوبون» .
[2] راجع تاريخ بغداد 10/ 320- 323 والجرح والتعديل ج 2 ق 2 ص 337 وتهذيب التهذيب 7/ 40 وغيرها، ووقع في تهذيب التهذيب المطبوع «بن عمرو» .(10/507)
ابن مهدي وغيرهم، روى عنه أبو قدامة السرخسي ومحمد بن إسحاق الصغاني وأبو داود السجستاني وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وأحمد ابن أبى خيثمة وأبو القاسم البغوي وأبو يعلى الموصلي وغيرهم، وكان أحمد بن سيار المروزي يقول: لم أر في جميع من رأيت مثل مسدد بالبصرة والقواريري ببغداد وصدقة بمرو، ووثقه يحيى بن معين وغيره، وقال أبو على جزرة الحافظ: القواريري أثبت من الزهراني [1] وأشهر [2] وأعلم بحديث البصرة [2] ، وما رأيت أحدا أعلم بحديث البصرة منه، وتوفى في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين، وحكى حفص بن عمرو الربالى يقول: رأيت عبد الله بن عمر القواريري في المنام فقلت: ما صنع الله بك؟ قال: فقال لي: غفر لى وعاتبني وقال: يا عبيد الله! أخذت من هؤلاء القوم؟ قال: قلت: يا رب! أنت أحوجتنى إليهم، ولو لم تحوجني لم آخذ، قال: فقال لي: إذا قدموا علينا كافأناهم عنك! قال: ثم قال لي: أما ترضى أن كتبتك في أم الكتاب سعيدا ويحيى بن محمد ابن قيس بن بشر البصري القواريري، من أهل البصرة، كان من الحفاظ، سمع منه بالري وأصبهان، وكان قدومه أصبهان قبل الخمسين ومائتين، فخرج عنها وروى عن يحيى بن آدم وأبى عاصم النبيل ومسلم بن إبراهيم وغيرهم، حدث عنه أحمد بن الحسين الأنصاري وجماعة.
__________
[1] م: «الزهري» .
[2- 2] سقط من م.(10/508)
3325- القَوَّاس
بفتح القاف وتشديد الواو وفي آخرها [1] السين المهملة، المنتسب بها لعمل القسي وبيعها، والمشهور بهذه النسبة أبو سهل الحسن بن أبى الحسناء القواس العنزي [2] ، من أهل البصرة، يروى عن الحسن وأبى العالية، روى عنه أبو قتيبة [3] سلم بن قتيبة [3] ، وأهل بلده وأبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القواس، من أهل بغداد [4] ، كان ثقة زاهدا عالما صالحا ورعا، وكان من الأبدال، سمع أبا القاسم البغوي وأبا بكر ابن أبى داود ويحيى بن محمد بن صاعد وأحمد وجعفر ابني محمد بن المغلس، روى عنه أبو محمد الخلال وأبو الحسن العتيقى وأبو القاسم التنوخي وأبو طالب ابن العشاري، قال الدار قطنى: كنا نتبرك بأبي الفتح القواس وهو صبي، وكانت ولادته في [5] أول يوم من ذي الحجة سنة ثلاثمائة، ومات في شهر ربيع الآخر [6] سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ببغداد وقواس اسم رجل، وهو الخضر [7] بن قواس البجلي، يروى عن [3] أبى سخيلة عن [3] على رضى الله عنه، روى عنه مروان بن معاوية، قال ابن أبى حاتم [8] :
__________
[1] بعد الألف.
[2] كذا في الأصل، وفي م «العنبري» فحرره.
[3- 3] سقط من م.
[4] فترجمته من تاريخ بغداد 14/ 325- 27.
[5] زيد في الأصل «ذي الحجة في» .
[6] يوم الجمعة لسبع بقين من شهر ربيع الآخر- تاريخ بغداد.
[7] وقع في اللباب المطبوع «الحصين» خطأ.
[8] راجع الجرح والتعديل ج 1 ق 2 ص 398 مع التعليق.(10/509)
سألت أبى عنه فقال: مجهول.
3326- القَوافى
بفتح القاف والواو بعدهما الألف وفي آخرها الفاء، هذه النسبة لبعض الشعراء، وهو عويف القوافي الشاعر، وهو عويف بن عقبة بن معاوية بن حصن [1] بن حذيفة بن بدر الفزاري، سمى [2] عويف القوافي بقوله:
سأكذب من قد/ كان يزعم أننى ... إذا قلت قولا لا أجيد القوافيا
وقيل: عويف بن معاوية بن عقبة بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو ابن جوية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة.
3327- القورسى
بضم القاف والراء بينهما الواو وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى قورس، وظني أنها من قرى حلب- والله أعلم- فإنه [3] حدث بحلب، والمشهور بهذه النسبة أبو العباس أحمد ابن محمد بن إسحاق القورسى، يروى عن الفضل بن العباس البغدادي، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني الحافظ وذكر أنه سمع منه بحلب.
3328- القُورينى
بضم القاف والواو والراء المكسورة وبعدها الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قورين، وهي بلدة من الجزيرة [التي] يقال لها «قردى وثمانين» [4] عند جبل
__________
[1] اللباب: «حصين» . وراجع الإكمال 6/ 174 وص 419.
[2] من هنا سقطة وتحريف في م.
[3] أي المنتسب إليها، وهو أبو العباس أحمد بن محمد بن إسحاق.
[4] وراجع معجم البلدان لياقوت (قردى) .(10/510)
الجودي بناها نوح عليه السلام، وقيل: إن قورين بناها أردشير ابن بابك، منها ... [1] .
3329- القُوصي
بضم القاف [2] وفي آخرها الصاد المهملة، هذه النسبة إلى قوص، وهي بلدة على طرف البحر بين مكة ومصر من صعيد مصر، وكان بها جماعة من أهل العلم، وأبو القاسم عبيد الله [3] بن عبد الله ابن المنكدر بن محمد بن المنكدر المديني القوصي، سكن قوص فنسب إليها، ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر وقال: آخر من حدثنا عنه بمصر على بن الحسن بن خلف بن قديد، قال: وقال لي ابن قديد:
كان سماعي من عبيد الله المنكدرى بقوص في سنة خمس وأربعين ومائتين، ثم حج من عامه ذلك فتوفى بمكة بعد الحج في ذي الحجة سنة خمس وأربعين ومائتين وأخوه عبد العزيز بن عبد الله بن المنكدر بن محمد ابن المنكدر المديني القوصي الساكن بها، توفى بقوص سنة اثنتين وأربعين ومائتين. [4]
__________
[1] بياض.
[2] بعدها الواو.
[3] وقع في اللباب المطبوع «عبد الله» وراجع الرسم في تعليق الإكمال 6/ 407 والطالع السعيد.
[4] ويستدرك (القوفاني) نسبة إلى قوبا قرية من دمشق، ينسب إليها أبو المستضيء معاوية بن أوس بن الأصبغ بن محمد بن لهيعة السكسكي القوفاني، حكى عن هشام ابن عمار خطيب جامع دمشق، روى عنه معروف بن محمد بن معروف الواعظ(10/511)
3330- القُومسى
هذه ناحية يقال لها بالفارسية «كومش» ، وهي من بسطام إلى سمنان وهما من قومس، وهي على طريق خراسان إذا توجه العراقي إليها، وقد ذكر في شعر القدماء [1] :
أقول لأصحابى ونحن بقومس ... ونحن على أكتاف محذوفة جرد
بعدنا وحق الله من أهل قرقرى ... ومن أهل موشوج وزدنا على البعد
__________
[ () ] والحسن بن غريب وأبو الحسين الرازيّ وعبيد الله بن محمد بن عبد الوارث الزعبى القوفاني، حدث عن محمد بن الوزير بن الحكم السلمي، روى عنه أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد المؤدب- قاله ياقوت في معجم البلدان.
وقال ياقوت (قولو) محلة بنيسابور، ينسب إليها مسعود بن أبى سعد، شيخ لأبى سعد السمعاني، ذكره في التحبير.
وكذا فاته (القومساني) وقومسان من نواحي همذان، ينسب إليها أبو سعد عبد الغفار بن محمد بن عبد الواحد الأعلمي القومساني وأبو على أحمد بن محمد بن على ابن مردين النهاوندي الإنبطى القومساني، كان صدوقا ثقة شيخ الصوفية ومقدمهم، وكانت له آيات وكرامات ظاهرة، صحب لشبلى وإبراهيم بن شيبان وأقرانهما، توفى بانبط سنة 387 وابنه محمد بن أحمد بن محمد، توفى سنة 423 وأبو الفضل محمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن على بن مردين بن عبد الله بن أبان ابن الطيار القومساني، ويعرف بابن زيرك، شيخ وقته ووحيد عصره، توفى سنة 471 وإسماعيل بن محمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن على بن مردين القومساني، شيخ همذان، كان أصدق المشايخ لهجة، توفى سنة 497- انتهى ملخص من معجم البلدان لياقوت.
[1] وهو يحيى بن أبى طالب اليمامي، وراجع ما مضى في (القرقرى) ص 382.(10/512)
والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله محمد بن أبى غالب القومسي، يروى عن يزيد بن هارون وغيره، روى عنه العراقيون، مات في شهر رمضان سنة خمسين ومائتين ونوح بن حبيب القومسي، الإمام المشهور، بذشى، ذكرناه في الباء [1] ، وهي قرية من قرى قومس وسليمان بن سعيد القومسي، يروى عن سفيان بن عيينة وأبى معاوية الضرير، روى عنه عبد الله ابن محمود الصغدي المروزي ومحمد بن داود بن أبى نصر القومسي، [2] سكن بغداد [2] وحدث بها عن مسلم بن إبراهيم وأبى سلمة [التبوذكي-[3]] وأبى حذيفة النهدي وعمرو بن خالد الحراني ويحيى بن بكير المصري وسهل ابن عثمان العسكري، روى عنه إسماعيل بن محمد الصفار وأبو جعفر بن عمرو الرزاز [4] وغيرهما، وسئل محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرميّ عنه فقال:
كان هو وأخوه عندنا هاهنا من أصحاب الحديث ثقتين وعبد الله بن محمد ابن عبيدة القومسي، حدث ببغداد عن أبيه، روى عنه أبو القاسم سليمان ابن أحمد بن أيوب الطبراني وأبو محمد عبد الله بن على بن الحسين القاضي القومسي، كان فقيها، درس الفقه على أبى إسحاق المروزي، وكان قاضى جرجان [5] ، روى عن أبيه وأبى حامد محمد بن هارون الحضرميّ
__________
[1] في الأنساب 2/ 121.
[2- 2] سقط من م.
[3] من م وغيرها.
[4] م: «الوزان» كذا، وانظر تاريخ بغداد 5/ 253.
[5] من م واللباب وغيرهما، ووقع في الأصل «خراسان» ، وراجع تاريخ جرجان ص 296 من الطبعة الثانية.(10/513)
وأبى القاسم عبد الله بن محمد البغوي وأبى محمد يحيى بن محمد بن صاعد وغيرهم، روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، وتوفى في شهر ربيع الآخر سنة سبع وستين وثلاثمائة، وصلى عليه أبو بكر الإسماعيلي، وكان ابن ثمان وسبعين سنة، ولما مات القومسي قال الإسماعيلي: بعده بجرجان يكون قاض [1] ! وأبو الحسن على بن محمد بن حاتم بن دينار ابن عبيد القومسي، مولى بنى هاشم، ويقال له «الحدادي» أيضا، روى عن جماعة من أهل جرجان والعراق، روى عنه أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ وعلى بن عمر الختّليّ وغيرهما من أهل بغداد وأهل الكوفة، روى عنه أبو بكر الإسماعيلي وأبو أحمد بن عدي الحافظ وأبو أحمد الغطريفى، ومات في شهر رمضان سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وأبو عامر الحسن بن محمد ابن على النسوي القومسي، أصله من قومس وولد بنسا ونشأ بها ثم سكن نيسابور، شيخ فاضل عالم، عارف باللغة، ثقة سديد قوى على شرط أهل العلم، سمع بنسا [2] أبا القاسم عبد الله [3] بن أحمد بن محمد بن يعقوب النسوي [4] وبأصبهان أبا بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، سمع منه جماعة من القدماء مثل أبى محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبى وأبى محمد الحسن بن أحمد ابن محمد السمرقندي الحافظين، وسمع منه شيخنا أبو المظفر عبد المنعم
__________
[1] هنا بياض يسير في الأصول.
[2] في م «بنيسابور» كذا.
[3] م: «عبيد الله» كذا.
[4] من م، وفي الأصل «النسفي» خطأ.(10/514)
ابن عبد الكريم بن هوازن القشيري، ولم يتفق أن سمعت منه شيئا عنه فيما أعلم، ذكره أبو محمد عبد العزيز النخشبى في معجم شيوخه وقال:
أبو عامر القومسي أصلا النسوي مولدا، نزيل نيسابور، شيخ صالح من أهل السنة، سمعته يقول: سمعت من أبى القاسم عبد الله بن أحمد النسوي مسند الحسن بن سفيان ولكن ضاع سماعي منه، وسمع في سفره من أبى بكر ابن المقرئ/ بأصبهان وغيره، مات في حدود سنة خمسين وأربعمائة. [1]
3331- القُوهستانى
بضم القاف [2] والهاء وسكون السين المهملة وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها [3] والنون في آخرها، هذه النسبة إلى قوهستان- يعنى إلى الجبال، وفي كل إقليم ولاية يقال لها: قوهستان [4] ،
__________
[1] و (قونكة) مدينة بالأندلس من أعمال سنترية، ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن خيرة القونكي، روى ببلدته عن قاضيها أبى عبد الله محمد بن خلف ابن السقاط، سمع منه صحيح البخاري، وسمع بقرطبة فأخذ بها عن أبى على العسالى كثيرا وعن أبى عبد الله محمد بن كرج وغيرهما، وكان حافظا للحديث، ومات في شوال سنة 517- أورده ياقوت عن ابن شكوال.
و (قونية) من أعظم مدن الإسلام بالروم، ينسب إليها بالقونوى، وقد خرج منها كثير من العلماء.
[2] بعدها الواو.
[3] بعدها الألف.
[4] وهو تعريب «كوهستان» بالكاف والواو وكسر الهاء أو فتحها- كوه:
جبل، واستان: محل وموضع، فكوهستان: موضع الجبال.(10/515)
وقوهستان المعروفة أحد أطرافها متصل بنواحي هراة، وبالعراق، وبهمذان، ونهاوند، وبروجرد وما يتصل بها، والمشهور بالنسبة إلى قوهستان [1] أبو سليمان زافر بن سليمان، أيادي، وهو الّذي يقال له:
القوهستاني، كان أصله من قوهستان وولد بالكوفة، ثم انتقل إلى بغداد، ثم صار إلى الري وأقام بها، وقيل: إنه كان سبب [نسبته بالقوهستانى-[2]] لأنه كان يجلب المتاع [3] القوهي إلى بغداد، يروى عن شعبة ومالك وإسرائيل وسفيان الثوري وعبد الملك بن جريج وعبد العزيز ابن أبى رواد وورقاء بن عمر وغيرهم، كثير الغلط في الأخبار، واسع الوهم في الآثار على صدق فيه، والّذي عندي [4] في أمره الاعتبار بروايته التي يوافق فيها الثقات، وتنكب ما انفرد من الروايات. يروى عنه يعلى ابن عبيد وعبيد الله بن موسى والحسين بن على الجعفي وخلف بن تميم وعبد الله بن الجراح ومحمد بن مقاتل المروزي والحسن بن عرفة ويحيى ابن معين وأبو جعفر محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبدان بن حبلة القوهستاني، قدم بغداد [5] وحدث بها عن أبى قريش محمد بن جمعة بن خلف
__________
[1] في م: «إليها» .
[2] من م، وفي الأصل بياض.
[3] م: «الضياع» .
[4] هذا قول ابن حبان في المجروحين 1/ 312- 313. وراجع ترجمته في تاريخ بغداد 8/ 494- 495 وغيره.
[5] راجع تاريخ بغداد 1/ 411.(10/516)
القوهستاني وأبى العباس محمد بن إسحاق السراج وغيرهما، روى عنه أبو بكر أحمد بن عبد الله الدوري الوراق وأحمد بن الفرج بن الحجاج.
3332- القُوهيارى
بضم القاف [1] وكسر الهاء وفتح الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين [2] وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الاسم وإلى الموضع، فأما الموضع فهو قرية بطبرستان يقال لها «قوهيار» إذا عربت، ويقال لها «كوهيار» . فأما النسبة إلى الاسم فهو أبو الفضل العباس بن محمد ابن كوهيار الكسائي القوهيارى، من أهل نيسابور، سمع إبراهيم بن عبد الله السعدي [3] وعلى بن الحسن البلالي ومحمد بن عبد الله [4] العبديّ وإسحاق ابن عبد الله بن رزين السلمي، انتخب عليه أبو على الحسين بن على الحافظ، وسمع منه المشايخ، وقيل: إنه دخل الحمام فحلق رأسه والحلاق سكران فأرسل الموسى في دماغه وهو لا يشعر، فأخرج من الحمام وتوفى في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة باب معمر وابنه أبو بكر بن [العباس بن محمد بن-[5]] قوهيار القوهيارى الكسائي، كان شيخا صالحا، سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة
__________
[1] بعدها الواو.
[2] بعدها الألف.
[3] في م «السغدى» .
[4] في م «عبد الوهاب» .
[5] من م.(10/517)
وأبا أحمد محمد بن سليمان بن فارس [1] وأقرانهما، كتب عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وابن علية في تاريخه وقال: كان من الصالحين، ولم يذكر وفاته، وكانت قبل الأربعمائة.
وأما القوهيارى المنسوب إلى الموضع [1] فذكرته في حرف الكاف. [2]
3333- القويّ
بفتح القاف وكسر الواو وتشديد الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذا لقب أبى يونس الحسن بن يزيد [3] الضمريّ، المعروف بالقوى، يروى عن سعيد بن جبير ومجاهد وأبى سلمة بن عبد الرحمن، روى عنه الثوري، قال أبو حاتم بن حبان: إنما سمى أبو يونس «القوى» لقوته على العبادة، وذاك أنه قدم مكة فطاف في يوم واحد سبعين أسبوعا فسمى «القوى» ، وكان من عباد أهل الكوفة وقرائهم، قال أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني: وأبو يونس القوى إنما لقب بالقوى لقوته على العبادة، [4] صام حتى خوى، وبكى حتى عمى، وطاف بالبيت حتى أقعد. وفي كتاب أبى نصر بن ماكولا: أبو يونس القوى- رأيته مقيدا مضبوطا بخط صاحبنا [4] أبى المجد بن الشعار الحراني، ولا أدرى هل الوهم منه أو ممن قرأ عليه- وهو شيخنا أبو الفضل بن ناصر الحافظ-
__________
[1- 1] ما بين الرقمين سقط من م.
[2] ويستدرك (القوهي) .
[3] راجع ما في تهذيب التهذيب 2/ 327.
[4- 4] ما بين الرقمين سقط من م. والّذي في الإكمال هو: «أما القوى بالقاف وكسر الواو فهو أبو يونس القوى، اسمه الحسن بن يزيد- إلخ» فحرره.(10/518)
أو من ابن ماكولا! والظاهر أنه منى ابن الشعار فان هذا لا يخفى على أبى الفضل، وأبو نصر بن ماكولا أجل من أن يخفى عليه، والصواب ما قاله أبو حاتم بن حبان، وروى عنه سعيد بن سالم القداح وأبو عاصم النبيل وهو لقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وكان أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه يسميه «القوى الأمين» لقوته في ذات الله، ويقرأ قوله تعالى إِنَّ خَيْرَ من اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ 28: 26 [1] .
وقوة بطن من عبد القيس، منها مسلم بن مخراق القويّ [2]- ذكر ذلك المفضل بن غسان في كتابه.
باب القاف والهاء
3334- القهستاني
بضم القاف والهاء وسكون السين المهملة وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها [3] ، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قهستان، وهي ناحية من خراسان بين هراة ونيسابور فيما بين الجبال، وهي «قوهستان» [4] يعنى مواضع الجبل، فعرّب فقيل «قهستان» ، فتحها عبد الله بن عامر بن كريز في سنة تسع وعشرين من الهجرة في خلافة عثمان
__________
[1] آية رقم 26 من سورة القصص.
[2] م: «القوتى» .
[3] بعدها الألف.
[4] معرب: كوهستان، وقد مر في ص 515.(10/519)
رضى الله عنه، منها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عمرويه [1] بن عبد الرحمن القوهستاني، أصله منها وهو مروزى، وكان واعظا حسن الوجه، لقب نفسه بالعبد الذليل لرب جليل، دخل في العراق ومصر، وكتب ببلده وفي الرحلة عن أبى عبد الله محمد بن مخلد العطار وأبى سعيد الحسن بن على ابن زكريا العدوي وأبى بكر محمد بن عمر بن هشام الرازيّ وأبى عبد الله محمد بن المنذر الهروي شكر وغيرهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله/ محمد ابن عبد الله الحافظ وأبو على منصور بن عبد الله الخالديّ، وكانت وفاته في حدود سنة خمسين وثلاثمائة وأبو الحسين محمد بن عبد الله بن [2] محمد بن [2] يزيد بن عبد الله الحساب القهستاني، سمع أبا عبد الله محمد بن أيوب الرازيّ والحسن بن أحمد بن الليث، سمع منه أبو عبد الله الحافظ، وتوفى في شهر ربيع الآخر سنة سبع وخمسين وثلاثمائة وأبو القاسم الحسن ابن أحمد بن على بن مهران القهستاني الأديب، [3] كان أديبا فاضلا وشاعرا بارعا، [دخل] بلاد الشام وسمع بها بالمصيصة محمد بن عمر بن يحيى المقرئ، سمع [منه] الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ وقال: أبو القاسم القهستاني الأديب [3] ، الفقيه الزاهد، سمع الحديث بالعراقين والحجاز ومصر والشام، وكانت رحلته في التصوف، وكان الأمير أبو على [4]
__________
[1] في اللباب «عبدويه» .
[2- 2] سقط من م.
[3- 3] ما بين الرقمين من «الأديب» إلى «الأديب» ليس في م.
[4] زيد في م «بن» .(10/520)
ناصر الدولة جالسه وتلمذ له وتخرج به، ورد نيسابور غير مرة فلم يحدث، ثم سألته فحدث بنيسابور سنة إحدى [واثنتين-[1]] وتسعين وثلاثمائة. وحكى [لنا-[1]] عنه أنه رأى في المنام منشدا ينشد هذا البيت:
أتفرح بالأيام تمضى وتنقضي ... وعمرك فيها لا محالة يذهب
قال: فلما استيقظت أضفت إليه بيتا آخر:
عجبت لمختار الغنا وهو فقره ... وعامر دار وهو في الدار يخرب
قال [2] : وتوفى بقهستان بقاين [3] في ذي الحجة من سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة وأبو قريش محمد بن جمعة بن خلف القهستاني، الحافظ المشهور، وكان ضابطا متقنا حافظا كثير السماع والرحلة، جمع المسندين: على الرجال، والأبواب، وصنف حديث الأئمة: مالك، والثوري، وشعبة، ويحيى بن سعيد وغيرهم، وكان يذاكر بحديثهم حفاظ عصره فغلبهم، واشتهر حديثه بخراسان لمقامه بها، سمع محمد بن حميد الرازيّ وأحمد ابن منيع البغوي ومحمد بن زنبور المكيّ وأبا كريب محمد بن العلاء ومحمد ابن المثنى العنزي ومسلم بن جنادة ومحمد بن سهل بن عسكر وعبد الجبار ابن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي وغيرهم، سمع منه أبو عبد الله
__________
[1] من م.
[2] أي الحاكم النيسابورىّ.
[3] كذا، وليس «بقهستان» في م، وقاين قرية قريبة من طبس بين نيسابور وأصبهان.(10/521)
[محمد بن محمد-[1]] الدوري وأبو بكر [محمد بن-[1]] عبد الله الشافعيّ، وكان أبو عبد الله [2] الحافظ النيسابورىّ يقول: أبو قريش القهستاني الحافظ الثقة المتقن، وقال أبو الحسن الدار قطنى: أبو قريش حافظ حديثه عند [3] أهل خراسان، وكانت وفاته بقهستان سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وأبو تراب محمد بن سهل بن عبد الله القهستاني، سمع بخراسان أبا مسلم القهستاني ومحمد بن يحيى وأبا الأزهر، وبالعراق الزعفرانيّ والرمادي وصالح بن أحمد بن حنبل، وبالشام أبا ذهل عبيد بن غازى ومحمد بن عوف وعبد العزيز بن عبد الوهاب الحمصي ويوسف بن سعيد بن مسلم، روى عنه أبو على [4] الحسن بن على [4] الحافظ، وكان أكثر مقامه بنيسابور، وتوفى في المحرم سنة أربع عشرة وثلاثمائة وأبو سليمان زافر بن سليمان الأيادي القهستاني، سكن الري، روى عن الثوري وشعبة وابن جريج وإسرائيل وعبيد الله الوصافي وأصبغ بن زيد وأبى سنان الشيباني وورقاء وأبى بكر الهذلي وجعفر الأحمر، روى عنه يعلى بن عبيد والحسين بن على الجعفي وأبو النضر هاشم بن القاسم وعبيد الله بن موسى وهشام بن عبيد الله ومحمد ابن سعيد الأصبهاني ومحمد بن مقاتل المروزي والحسن بن عرفة وجماعة، وقال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين: زافر ثقة، قال أحمد: رأيته، وقال
__________
[1] من م.
[2] في م «أبو على» .
[3] من م، وفي الأصل «من» .
[4- 4] ليس في م.(10/522)
أبو حاتم الرازيّ: زافر بن سليمان محله الصدق [1] وأبو عبد الله محمد بن منصور القهستاني، يعرف بأبي طالوت الرازيّ، يروى عن عبد الرحمن الدشتكي ومحمد بن عبد الله بن أبى جعفر الرازيّ وإبراهيم بن الأشعث صاحب ابن الفضيل وإسحاق ختن سلمة بن الفضل، قال ابن أبى حاتم [2] : سمع منه أبى، وسألته عنه؟ فقال: ثقة. [3]
3335- القَهمى
بفتح القاف وسكون الهاء بعدهما الميم، هذه النسبة إلى قهم، وهو بطن من همدان، قال ابن حبيب: كل فهم في العرب من البطون فهو بالفاء إلا قهم بن الجابر [4] بن عبد الله بن قادم بن زيد ابن عريب، من همدان. وفي الأسماء النهاس بن قهم، بصرى، يروى عن شداد أبى عمار وعن القاسم بن عوف الشيباني وقتادة، روى عنه يزيد ابن زريع ومسعود بن واصل وغيرهما. [5]
3336- القهندزي
بضم القاف والهاء [وسكون النون-[6]] والدال
__________
[1] ترجمته كلها من الجرح والتعديل ج 1 ق 2 ص 624- 25.
[2] في الجرح والتعديل ج 4 ق 1 ص 94.
[3] ويستدرك (القهدى) فراجع ما ذكرنا في ص 226 من هذا الجزء.
[4] ومثله عند ابن ماكولا، وفي جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 370 المطبوع «الحائر» .
[5] وقهم بن هلال بن النهاس، يكنى أبا رجاء، حدث عنه عبد الملك بن شعيب- الإكمال.
[6] من م.(10/523)
المهملة [1] وفي آخرها الزاى، هذه النسبة إلى قهندز بلادشتى، وهي المدينة الداخلة المسورة [2] فأما قهندز بخارى [1] وهي المدينة الداخلة فيما أظن، وقال قائلهم:
لولا ابن جعدة لم يفتح قهندزكم ... ولا بخارا حتى ينفخ الصور
والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الرحمن محمد بن هارون الأنصاري القهندزي، من أهل بخارى [1] ، كان من أهل العلم، سمع عبد الله بن المبارك وسفيان بن عيينة والفضيل بن عياض ومحمد بن مسلم الطائفي وعيسى بن موسى غنجار، وكانت له رحلة إلى العراق والحجاز، روى عنه سعيد ابن جناح وأسباط بن اليسع البخاريان وأبو الحسن على بن الحسن بن الخليل بن شاذويه المؤذن القهندزي، من قهندز بخارا، يروى عن أبى زكريا يحيى بن إسماعيل بن الحسن بن عثمان وأبى زيد عمران بن فرينام وسهل بن المتوكل وقيس بن أنيف وغيرهم، وتوفى في جمادى الأولى من سنة ست وأربعين وثلاثمائة وأبو عمرو/ محمد بن حامد بن نصر بن الفتح القهندزي، يعرف بمؤذن الأبيض، من أهل بخارا، يروى
__________
[1] أي بضمها أو فتحها، وقيل بفتح القاف أيضا.
[2] وهو في الأصل اسم الحصن أو القلعة في وسط المدينة، وهي لغة كأنها لأهل خراسان وما وراء النهر خاصة، وأكثر الرواة يسمونه قهندز، وهو تعريب «كهن دز» معناه: القلعة العتيقة، وفيه تقديم وتأخير (وكان في أصله «دزكهن» ) لأن «كهن» هو العتيق و «دز» قلعة، ثم كثر حتى اختص بقلاع المدن، ولا يقال في القلعة إذا كانت مفردة في غير مدينة مشهورة- إلخ، قاله ياقوت في معجم البلدان.(10/524)
عن أبى بكر المنكدرى وأبى عمرو سعيد بن محمد بن الأحنف [1] ، ومات سنة تسع وستين وثلاثمائة.
وأما [المنتسبون إلى] قهندز نيسابور ففيهم كثرة، منهم أبو سعيد الحسن بن عبد الصمد بن عبد الله بن رزين القهندزي، من أهل نيسابور وعمر، وميسر [2] ، ومسعود، بنو عبد الله بن رزين القهندزيون وأبو سعيد أحمد بن عمرو القهندزي النيسابورىّ، سمع أبا نعيم الفضل بن دكين وغيره وأبو حماد عبد الله بن حماد القهندزي، سمع نهشل بن سعيد [3] وغيره.
والثاني منسوب إلى قهندز مرو، ويقال لها: المدينة الداخلة، وهي باقية إلى الساعة ولكنها غير معمورة ولا مسكونة، وقال بعض الشعراء فيهم [4] :
لولا ابن جعدة [5] لم يفتح قهندز ... كم ولا بخارا حتى ينفخ الصور
وفيهم كثرة.
والثالث منسوب إلى قهندز سمرقند، منهم [أبو محمد-[6]] أحمد بن
__________
[1] م: «الأخفش» .
[2] م: «مبشر» .
[3] م: «شعيب» .
[4] ليس في م.
[5] في م هنا «البيت» ثم أهمل، وقد مر في ص 524.
[6] من م واللباب.(10/525)
عبد الله القهندزي السمرقندي، ذكره أبو سعيد الإدريسي في تاريخ سمرقند هكذا وقال: يروى عن معروف بن حسان وعمار بن نصر، روى عنه سهل بن خلف وعصمة بن مسعود.
ومنهم من ينسب إلى قهندز هراة [1] ، منهم أبو بشر القهندزي، [2] روى عنه أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري.
وأبو العسكر كافور بن عبد الله القهندزي [2] ، من قهندز بخارا، مولى الأمير أبى الحسن نصر بن أحمد بن إسماعيل الساماني، يروى عن أبى عبد الله محمد ابن محمد الأزهري وعبد الله بن محمد بن يعقوب الأستاد، وتوفى في سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
والمنسوب إلى قهندز نيسابور أيضا أبو عمرو محمد بن [3] الفضيل الخفاف القهندزي، من قهندز نيسابور، وهو من ولد رزين والد أبى حاتم، سمع أبا عبد الله البوشنجي وأقرانه، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: سألت أبا حاتم القهندزي الوكيل عن وفاة أبيه فذكر أنه توفى في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة وأبو الحسن أحمد بن أبى الفضل محمد ابن يوسف الفقيه القهندزي، من أهل نيسابور، كان أبوه من أعيان المعدلين، وأبو الحسن تفقه عند أبى الوليد، وكان في أيامه من المناظرين المبرزين، سمع أبا حامد أحمد بن محمد بن الشرقي وأبا حاتم مكي بن عبدان
__________
[1] وذكر ياقوت من قهندز هراة أبا سهل الواسطي أيضا.
[2- 2] ما بين الرقمين سقط من م.
[3] زيد في اللباب «محمد بن» .(10/526)
التميمي، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: توفى في رجب من سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، ودفن بمقبرة الحيرة. [1]
-
باب القاف واللام ألف
3337- القَلّاء
بفتح القاف وتشديد اللام ألف، هذه نسبة إبراهيم بن الحجاج بن منير الحمصي القلاء، كان يقلى الحمص، ذكره أبو سعيد بن يونس، سمع من أبيه وغيره، وكان ثقة مرضيا.
3338- القلَّاس
بفتح القاف وتشديد اللام ألف وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة ظني أنها إلى القلس، وهو الحبل الّذي تربط به السفينة [2] ، والمشهور بها أبو بكر محمد بن [3] هارون القلاس، قال أبو نصر ابن ماكولا: ذكره عبد الغنى وأنا أخشى أن يكون هو شيطا، وقد وهم في نسبته وأبو عبد الله محمد بن خزيمة القلاس البلخي، يروى عن جماعة ومقاتل بن إبراهيم القلاس وأبو يحيى زكريا القلاس العابد، يروى عنه [4]
__________
[1] قال ياقوت: (قهج) قرية من ناحية الأعلم من نواحي همذان، وأبو بكر عبد العزيز بن إبراهيم بن الحسن القهجى الخطيب بها، أديب لقيه السلفي وعمه محمد بن الحسين بن إبراهيم الأديب القهجى وينسب إليها أيضا أبو طالب نصر ابن الحسن بن القاسم القهجى، لقيه السلفي أيضا.
[2] وقد مضى (القلوسي) فراجع ص 477.
[3] زيد في اللباب المطبوع «محمد بن» .
[4] من م، في الأصل «عن» .(10/527)
عبد الصمد بن الفضل البلخي والحسين- وقيل الحسن وهو أشبه [1]- الفلاس [2] بغدادي، من أصحاب الشافعيّ رحمه الله، قال داود بن على: كان [3] عن علية أصحاب الحديث وحفاظهم له [4] ولمقالة الشافعيّ وأبو يحيى جعفر ابن هاشم بن حلبس القلاس، يروى عن معلى بن أسد، روى عنه ابن مخلد العطار وأبو إبراهيم إسحاق بن عبد الله بن الربيع القلاس، من أهل بخارا، حدث [عن محمد بن أمية الساوي وكعب بن سعيد ومحمد بن سلام وسريج بن موسى المؤذن، روى عنه عمران بن موسى بن الضحاك وموسى ابن عيسى وسهل بن بشر بن محمد الكندي البخاري وأبو سهل محمد بن عبد الله ابن سهل-[5]] وعنبر بن يزيد القلاس، أبو محمد، روى عن إبراهيم ابن الأشعث ومحمد بن سلام [6] وكعبان، روى عنه حامد بن سهل ابن الحارث وأبو بكر محمد بن يعقوب بن القلاس، من أهل بغداد، حدث عن على بن الجعد وحماد بن [6] إسحاق الموصلي، روى عنه محمد بن مخلد
__________
[1] وذكره ابن ماكولا «الحسين» وأورده الخطيب في تاريخ بغداد 8/ 86 أيضا فيمن أسماؤهم «الحسين» وراجع طبقات الشافعية.
[2] زيد في م «البصري» كذا.
[3] في م «ما كان» خطأ.
[4] زيد في م «رأى» خطأ.
[5] بين المربعين من م بتكملة من الإكمال المأخوذ منه ما هنا، وقد سقط من الأصل.
[6- 6] ما بين الرقمين سقط من م، وترجمة أبى بكر محمد بن يعقوب بن القلاس(10/528)
الدوري وأبو بكر أحمد بن جعفر بن سلم الختّليّ، ومات في جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين ومائتين.
3339- القَلاسى
بفتح القاف واللام ألف وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى.... [1] ، والمشهور بهذه النسبة [2] بيت معروف بنسف- بلدة بما وراء النهر- لأهل العلم، منهم الإمام أبو نصر أحمد بن محمد [3] ابن نصر بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن جبرئيل بن مهدي بن واصل القلاسى النسفي، كان من أئمة نسف، تفقه بسمرقند على القاضي منصور ابن أحمد الغزقى، وكتب عنه الحديث وعن أئمة سمرقند مثل أبى الحسن على بن أحمد بن الربيع السنكباثى، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد ابن أحمد النسفي الحافظ وذكر أن ولادته في رجب أو شعبان سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، وتوفى بسمرقند ليلة الجمعة الثاني عشر من ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، ودفن بجاكرديزه بقرب المشهد وعم أبيه أبو الحسن على بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن جبرئيل بن مهدي القلاسى/ الرئيس، من أهل نسف، يروى عن جده أبى بكر محمد بن إبراهيم القلاسى وأبى على الحسين بن صديق الوزغجنى النسفي وفائق الأندلسى الخاصة وأبى إسحاق إبراهيم بن محمد الرازيّ وأبى بكر أحمد بن محمد
__________
[ () ] من تاريخ بغداد 3/ 391.
[1] بياض، وقد مر (القلوسي) ص 477 و (القلاس) ص 527.
[2] م: «بها» .
[3] وسيأتي ترجمة والده هذا محمد عن قريب، وكذا ترجمتى أخويه محمد وناصر ابني محمد.(10/529)
الإسماعيلي، ولد سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، وتوفى في رجب سنة سبع وأربعين وأربعمائة ووالد السابق ذكره أبو طاهر محمد بن نصر ابن [1] أحمد بن [1] محمد بن إبراهيم بن جبرئيل بن مهدي بن واصل القلاسى النسفي، كان يلي الأعمال الكبار للسلطان بسمرقند مدة [2] تركها في آخر عمره، وكان يملى بنسف، ويقرأ عليه التفسير [3] وغيره، وتوفى [بنسف-[4]] سنة ثمان أو تسع وسبعين وأربعمائة في ذي الحجة وابنه الآخر أبو بكر محمد بن محمد بن نصر القلاسى، تفقه بسمرقند على الإمام على السنكباثى، وتوفى بنسف يوم الأربعاء الثامن عشر من ذي الحجة سنة خمس وثمانين وأربعمائة، وكانت ولادته في ذي الحجة سنة ثمان عشرة وأربعمائة، وكان يروى عن أبى بكر محمد بن عبد الله النجار وأخوه أبو محمد ناصر بن محمد ابن نصر بن أحمد القلاسى، كتب الكثير بنسف وبسمرقند، قال عمر النسفي: لقيته وأنا صغير فلم أستفد منه شيئا، كان يدرس ويملى ويذكر بنسف، وكتب الكثير- يعنى من الحديث، وولد في النصف من ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، وتوفى في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة.
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] في م «ثم» .
[3] وفي م «القفير» فحرره.
[4] من م.(10/530)
3340- القَلانِسى
بفتح القاف واللام ألف بعدهما النون المكسورة وفي آخرها سين مهملة، هذه النسبة إلى القلانس- جمع القلنسوة- وعملها، ولعل بعض أجداد المنتسب إليها كانت صنعته عمل القلانس، منهم أبو أحمد مصعب بن أحمد بن مصعب القلانسي الصوفي، أصله من مرو ومولده ومنشؤه بغداد [1] ، كان أحد الزهاد والنساك، وكان أبو سعيد ابن الأعرابي البصري ينتمى إليه في التصوف وقال: صحبته إلى أن مات، ركان لا يبيّت ذهبا ولا فضة، وكان من أقران الجنيد ورويم، وقال أبو أحمد القلانسي: فرق رجل من التجار ببغداد على الفقراء أربعين ألف درهم [2] فقال لي سمنون: يا أبا أحمد ليس لنا شيء ننفقه، فامض إلى موضع نصلي فيه بكل درهم ركعة! فذهبنا إلى المدائن وصلينا أربعين ألف ركعة [2] وزرنا قبر سلمان رضى الله عنه وانصرفنا. تزوج أبو أحمد القلانسي بعد التفرد وطول العزوبة، وكان يلزم الصحاري والمساجد، وكان شاب يصحبه يقال له «محمد الغلام» فأراد أن يتزوج، فتكلم القلانسي واحدا ليزوّجه ابنته فأجاب، فلما اجتمعوا رغب محمد الغلام عن التزويج وامتنع وندم، فغضب أبو أحمد وقال: تخطب إلى رجل كريمته وبذل لك ثم تأبى! لا يتزوجها غيري، فتزوجها، وكانت معه حتى مات عنها. وحج سنة سبعين ومائتين، فمات بمكة بعد انصراف الحاج بقليل ودفن باجياد عند الهدف.
__________
[1] فترجمته من تاريخ بغداد 13/ 114- 115، وراجع حلية الأولياء لأبى نعيم الحافظ.
[2- 2] ما بين الرقمين سقط من م.(10/531)
باب القاف والياء
3341- القَيّار
بفتح القاف والياء المشددة آخر الحروف بعدهما الألف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى القير وعمله، والمشهور بهذه النسبة أبو الفضل المقرئ القيار، حدث عن عبد الكريم بن الهيثم العاقولي [1] ، روى عنه أبو الفضل عبد الله [2] بن عبد الرحمن الزهري. [3]
3342- القَيافى
بفتح القاف والياء المنقوطة باثنتين من تحتها [4] وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى القيافة، وهو بطن من غافق، منها أبو عتاب حماد بن صفوان بن عتاب الغافقي القيافى، من أهل مصر، كان جليسا لليث بن سعد، وكان يحفظ مذهب الليث.
3343- القِيَانى
قيانه- بكسر القاف والياء المخففة المعجمة بنقطتين من تحتها والنون بعد الألف، هو بطن من غافق نزل مصر، ومنه عبدوس ابن المعلى بن عبدوس القياني- هكذا ذكره عبد الغنى بن سعيد، وقال أبو كامل البصيري: عبدوس بن المعلى بن عبدوس القياني، هكذا قال أبو الفتح عن أبى سعيد بن يونس، وقال ابن ماكولا: هو عبدوس ابن المعلى بن عبدوس القياني [5] ، يكنى أبا عبد الملك، عمّر وعلت سنه، وكان
__________
[1] م: «الديرعاقولي» .
[2] من م واللباب، وفي الأصل «عبيد الله» .
[3] وفي الأسماء: قيار بن حيان الثوري، نزل عليه جرير بن عطية بن الخطفى فهجاهما البردخت- الإكمال.
[4] بعدها الألف.
[5] وزيد في الإكمال: والقيانة بطن من غافق. وانظر اللباب لما قال فيه ابن الأثير! فحرره.(10/532)
أديبا، أرى حكى عنه، وجدته في تاريخ ابن يونس بفتح القاف بخط الصوري وابن الثلاج، ذكره ابن يونس.
3344- القِيراطى
بكسر القاف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الراء [1] وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى القيراط، وهو أكبر من الحبة، وقال بعضهم:
ما للتجار وللمكارم إنما ... بنيت لحومهم على القيراط
والمشهور بالنسبة إليه أبو الحسين صالح بن أحمد بن أبى مقاتل القيراطي [2] ، قال أبو حاتم بن حبان [3] : شيخ كتبنا عنه ببغداد، يروى عن يوسف القطان وبندار، يسرق الحديث ويقلبه، ولعله [قد قلب] أكثر من عشرة آلاف حديث فيما خرج من الشيوخ والأبواب، شهرته عند من كتب الحديث من أصحابنا تغني عن الاشتغال بما قلب من الأخبار، لا يجوز الاحتجاج به بحال وأبو بكر عبد الله بن محمد بن عمرو القيراطي الواعظ، قيل له «القيراطي» لأنه من ولد حماد بن قيراط، من أهل نيسابور، سمع الحسن بن عيسى وإسحاق بن منصور وأحمد بن حرب، روى عنه أبو الفضل محمد بن/ إبراهيم النيسابورىّ، ومات في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثمائة.
__________
[1] بعدها الألف.
[2] واسمه: صالح بن أحمد بن يونس البزاز، هروي الأصل- راجع تاريخ بغداد 9/ 329.
[3] راجع المجروحين 1/ 368 المطبوع.(10/533)
3345- القيرواني
بفتح القاف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الراء والواو وفي آخرها [1] النون، هذه النسبة إلى القيروان، وهي بلدة بالمغرب عند إفريقية، و «القيروان» كلمة فارسية، وذلك أن قافلة من قريش أقبلت من مكة تريد أرض طليطلة- وهو ابن حام ابن نوح- بعد الفيل، فنزلت بعض صحاريها، فقال القوم «كاروان آمد» [2] وهم يريدون أن يقطعوا عليها، فعرّب «كاروان» فقيل «القيروان» [3] ، وقيل: قيروان [4] بن مصر بن حام بن نوح، وقيل: بنى القيروان محمد ابن الأشعث الخزاعي وتحت لوائه عشرون ومائة قائد، ومن القيروان إلى أطرابلس مائة فرسخ، ومنها إلى مصر ألف فرسخ، ومن مصر إلى مكة خمسمائة فرسخ. خرج منها جماعة كثيرة من أهل العلم قديما وحديثا في كل فن، منهم عقبة [5] بن نافع بن عبد القيس بن لقيط بن عامر بن أمية ابن الطرب بن الحارث بن فهر بن مالك القيرواني، يقال: له صحبة ولم يصح [6] ،
__________
[1] بعد الألف.
[2] أي: جاءت القافلة.
[3] قال الأزهري: معرب، وقد تكلمت به العرب قديما، قال امرؤ القيس:
وغارة ذات قيروان ... كان أسرابها الرعال.
[4] أي هذه البلدة تنسب إليه.
[5] وراجع كتب التاريخ، وأورد بعض ما ذكروه ياقوت في معجم البلدان.
[6] ومولده قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنة واحدة، وشهد فتح(10/534)
شهد فتح مصر واختط بها، وتولى الإمرة على المغرب لمعاوية بن أبى سفيان وليزيد بن معاوية، وهو الّذي بنى قيروان إفريقية [1] وأنزلها المسلمين، روى أن أباه كان مع هبار بن الأسود حين نخس بزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين هاجرت، وروى أن أباه هو الّذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لقيتم نافعا وهبارا فاجعلوهما بين خرمى حطب فأحرقوهما بالنار» ثم قال «إن لقيتموهما فاقتلوهما فإنه لا يعذب بعذاب الله [إلا الله] » [2] ، يروى عن معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنهما، روى عنه ابنه مرة وعلى بن رباح، قتله البربر بتهودة من أرض الزاب بالمغرب سنة ثلاث وستين [3] ، ومن ولده بمصر إلى الآن بقية، وبإفريقية وبغزة من أرض الشام وسليمان بن داود بن سلمون القيرواني، كان فقيها فاضلا، سمع أبا بكر محمد بن عبد الله البغدادي، روى عنه عبد الله بن ميمون ابن اشقيد الأطرابلسي المغربي وأبو عقال بن علوان القيرواني المغربي، من قدماء مشايخ المغرب، صحب أبا هارون الأندلسى، ومات أبو عقال
__________
[ () ] مصر، وكان ابن خالة عمرو بن العاص فوجهه عمرو إلى إفريقية واليا عليها، فهو فاتح، من كبار القادة في صدر الإسلام، وانظر كتاب «معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان» .
[1] في م «بنى القيروان» .
[2] وراجع لفظ الحديث في صحيح البخاري وسنن أبى داود كتاب الجهاد وجامع الترمذي كتاب السير وغيرها، وكذا رواه الإمام أحمد بطرق عديدة.
[3] وقيل: قتله الفرنج في تهودة، وكان تقدمته العساكر إلى القيروان وبقي في عدد قليل فطمع فيه الفرنج فأطبقوا عليه فقتلوه ومن معه، ودفن بالزاب.(10/535)
بمكة وبها قبره، أقام أبو عقال بمكة أربع سنين لم يأكل ولم يشرب إلى أن توفى، وقيل: اثنتي عشرة، وقيل: كان يسمى حمامة الحرم، قال أبو إسحاق المغربي نزيل الطرسوس: كان أبى [1] فيمن لقي أبا عقال بمسجد الخيف وعليه حبشيان متزرا بإحداهما متشحا بالأخرى، وحوله جماعة يكتبون كلامه، فلما انقضى المجلس خلوت به فقلت: حدثني باشد ما مرّ بك في الحجاز! قال: لا تقدر تسمعه، لكنى أحدثك ببعضه، كان معى في بعض سنين سبعون صاحب زكاة، فوقع القحط بالحجاز فماتوا عن آخرهم، وبقي معى ستة [2] نفر قد أثر فيهم الضر، بقينا سبع عشرة ليلة متواليات لم نطعم فيها شيئا، فضعفت وأيست من الحياة، فوقع في سرى أن آتى الركن ألتزمه إلى أن أموت، فحبوت إليه حبوا ورجعت [3] واستندت إلى زمزم، فإذا أنا بأسود على رأسه مكبل [4] كبير وحمل مشوى وصرة كبيرة [5] من فضة [5] فقال لي: أنت أبو عقال؟ قلت: نعم! فوضعه بين يدي ومر، فأومأت إلى أصحابى، فأتونى حبوا، وكنت فيهم كواحد منهم وأبو على الضرير القيرواني، بكى حتى عمى، ثم رجع إليه بصره، فبكى حتى عمى ثانيا، وهو من كبار مشايخهم، صحب القولانى وأبو عبد الله
__________
[1] من م، وفي الأصل: «ابني» .
[2] في م «خمسة» .
[3] من م، وفي الأصل: «رفعت» .
[4] م: «مكفل» .
[5- 5] ليس في م.(10/536)
الزيات، من مشايخ المغرب من أهل قيروان، كثير الحال، ذو حظ من السماع عالم فيه، كان هو المرجوع إليه بناحيته في علوم القوم. [1]
3346- القَيسرانى
هذه النسبة إلى بلدة على ساحل بحر الروم [2] يقال لها «قيسارية» ، دخلتها يوم الجمعة وقت الصلاة فلم أجد بها من المسلمين إلا رجلا واحدا وأهله، واستولت عليها الافرنج، وكانت من أمهات البلدان فتحت زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، والنسبة إليها «القيسراني» ، والمشهور بهذه النسبة أبو عيسى فديك بن سليمان القيسراني، يروى عن الأوزاعي، روى عنه عبد الرحمن بن إبراهيم الملقب بدحيم بن اليتيم ومنها أبو عمرو ثور بن عمرو القيسراني، يروى عن ابن عيينة والوليد بن مسلم، روى عنه أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، ومات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وإبراهيم بن أبى سفيان القيسراني، من مشاهير
__________
[1] وأورد ياقوت ذكر أبى عبيد الله محمد بن أبى بكر عتيق محمد بن أبى نصر هبة الله بن على بن مالك التميمي القيرواني، المتكلم الثغري، المعروف بابن أبى كدية، كان مدرسا للكلام في النظامية، وتوفى ببغداد سنة 512 ودفن في تربة أبى الحسن الأشعري- رحمهم الله وعبد الرحمن بن محمد بن على الأنصاري الأسيدي، من أهل قيروان، من ولد أسيد بن حضير، مؤرخ باحث، صنف تاريخ أهل قيروان وسماه «معالم الإيمان في معرفة أهل قيروان» وأكمله أبو الفضل ابن ناجى، وقد طبع بمصر ونشره مكتبة الخانجى سنة 1968 م جاء فيه بتراجم كثيرة من العلماء والمحدثين وأهل التصنيف من أهل قيروان، وأورد كثيرا عن القيروان فليراجع إليه.
[2] وراجع ما ذكره ياقوت في معجم البلدان، وقد أورد بعض المنتسبين بهذه النسبة.(10/537)
المحدثين، يروى عن محمد بن يوسف الفريابي، روى عنه أبو القاسم سليمان ابن أحمد بن أيوب الطبراني ومن المتأخرين شيخنا أبو محمد عبد الله ابن على بن سعيد القيسراني، المعروف بالقسري، لقيته بحلب وكتبت عنه بها، وكان فقيها مناظرا حسن السيرة صالحا وأبو عبد الله محمد بن نصر ابن صغير القيسراني، أشعر أهل الشام، لقيته بدير الحافر وكتبت عنه [1] ، وكان ولد بعكا ونشأ بقيسارية.
3347- القَيسى
بفتح القاف وسكون الياء وكسر السين، هذه النسبة إلى جماعة اسمهم قيس، والمشهور بها أبو الخصيب زياد بن عبد الرحمن القيسي، قال أبو حاتم بن حبان: هو من بنى قيس بن ثعلبة بن عكابة ابن صعب بن على بن بكر بن وائل، عداده في أهل البصرة، يروى عن ابن عمر، يروى عنه عقيل بن طلحة وأبو المهاجر عبد الله بن عميرة ابن حصن القيسي، من بنى قيس بن ثعلبة، عداده في أهل الكوفة، يروى عن/ عمرو حذيفة، روى عنه سماك بن حرب، وهو الّذي يقول إسرائيل عبد الله بن حصين العجليّ ومنها ولاء أبو سعيد سليمان بن مغيرة القيسي البكري [2] مولى قيس بن ثعلبة، من بكر بن وائل، من أهل البصرة، يروى عن الحسن وثابت البناني، روى عنه ابن المبارك وأهل العراق، ومات سنة خمس وستين ومائة وحميد بن على بن هارون القيسي، يعرف بزوج غنج، من أهل البصرة، قال أبو حاتم بن حبان [3] : هو شيخ كان
__________
[1] ليس في م.
[2] م: «البصري» .
[3] راجع كتاب المجروحين والضعفاء 1/ 258- 59.(10/538)
بالبصرة، ذهبت إليه يوما وجماعة من أصحابنا لأختبره، فدللنا عليه في بنى قيس، فلما أتيناه إذا شيخ يظهر الصلاح والخير، فسألته أن يملى علينا شيئا بحفظه، فأملى علينا عن عبد الواحد بن غياث وغيره- فذكر أحاديث مقلوبة ثم قال: فأملى علينا أحاديث من هذا الضرب فقمنا وتركناه، وعلمت أنه لا يخلو أمره من أحد الشيئين، إما أن يكون هو الّذي يتعمد في قلب هذه الأحاديث [أو أقلب له فحدث بها، فلا يجوز الاحتجاج به بعد روايته مثل هذه الأشياء عن هؤلاء الثقات الذين لم يحدثوا بهذه الأحاديث-[1]] على هذا النحو، وهذا شيخ ليس يعرفه كثير أحد، وإنما ذكرته لعل من يجيء بعدنا يحتج بشيء مما روى هذا الشيخ ويوهم المستمعين أنه كان ثقة وأبو محمد روح بن عبادة بن العلاء ابن حسان بن عمرو بن مرثد القيسي، من بنى قيس بن ثعلبة من أنفسهم، سمع عبد الله بن عون وعمران بن خالد وأشعث بن عبد الملك وسعيد ابن أبى عروبة وابن جريج والأوزاعي وابن أبى ذئب ومالك بن أنس وسفيان الثوري وشعبة والحمادين وسفيان بن عيينة، روى عنه أحمد ابن حنبل وأبو خيثمة وعلى بن المديني وإسحاق بن راهويه وهارون ابن عبد الله وأحمد بن منيع وبندار بن بشار ويعقوب الدورقي، وكان من أهل البصرة، وقدم بغداد وحدث بها مدة طويلة [2] ، ثم انصرف إلى
__________
[1] من المجروحين، وسقط من الأصول.
[2] راجع تهذيب التهذيب 3/ 293- 296 وتاريخ بغداد 8/ 401- 406.(10/539)
البصرة فمات بها، وكان كثير الحديث، وصنف الكتب في السنن والأحكام، وجمع التفسير، وكان ثقة، وقال على بن المديني: نظرت لروح بن عبادة في أكثر من مائة ألف حديث، كتبت منها عشرة آلاف، ومات سنة خمس- وقيل سنة سبع- ومائتين وخبيئة بن كناز القيسي، من قيس ثعلبة، كان على الأبلة فقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه:
لا حاجة لنا فيه، هو يخبا وأبوه يكنز- قال ذلك الحارث عن المدائني ورياح بن عمرو القيسي [1] وإسماعيل بن قيس القيسي [2] ، يروى عن نافع وعكرمة، روى عنه موسى بن إسماعيل وأبو محمد روح بن عبادة القيسي وأبو عمرو بكر بن بكار القيسي، يروى عن شعبة وحمزة بن حبيب عن عيسى بن المسيب وأبو خالد هدبة بن خالد القيسي، من أهل البصرة يروى عن همام بن يحيى [وسهيل وحزم ابني أبى حازم-[3]] ، روى عنه البخاري ومسلم وجماعة آخرهم أبو القاسم [عبد الله بن محمد بن عبد العزير-[3]] البغوي والحسين بن محمد بن داود بن مأمون القيسي وأبو محمد السري بن عباد القيسي المروزي، حدث عن أبى عثمان سعيد بن القاسم البغدادي ومحمد ابن شقيق بن إبراهيم البلخي وأبو بكر عبد الصمد بن هارون بن عمرو ابن حبان بن يزيد القيسي من أهل نيسابور، الملقب بقاتل قتيبة، سمع بخراسان قتيبة بن سعيد وإسحاق بن إبراهيم الحنظليّ، وبالعراق أحمد بن حنبل
__________
[1] راجع الإكمال 6/ 358.
[2] هنا بعض تحريف في العبارة في م.
[3] من تهذيب التهذيب 11/ 24، وفي م «سهيل بن حزم» وسقط من الأصل.(10/540)
وعلى ابن المديني، وبالحجاز أبا مصعب الزهري ومحمد بن يحيى بن أبى عمرو، وبالشام هشام بن عمار وأقرانهم، روى عنه المؤمل بن الحسين ابن عيسى وأبو حامد بن الشرقي وغيرهما، ومات في شوال سنة أربع وثمانين ومائتين بنيسابور.
وجماعة من القيسيين ينسبون إلى قيس عيلان بن مضر بن نزار، حكى معتمر بن سليمان عن أبيه أنه قال له: إذا كتبت نفسك في الشهادة فلا تكتب المري ولا التيمي فاكتب القيسي، فان أبى كان مكاتبا البحري حمران، وكانت أمى مولاة لبني سليم، فاكتب القيسي، فان كنت من بنى مرة فأنت من قيس بن ثعلبة، وإن كنت من بنى سليم فأنت من قيس عيلان، فاكتب القيسي.
وقرية بصعيد مصر يسمى القيس، حدث منها ليث القيسي، مولى محمد بن عياض الزهري، يروى عن سالم بن عبد الله بن عمر، روى عنه الليث بن سعد، وإنما قيل لهذه القرية «قيس» لأن فتحها كان على يد قيس بن الحارث المرادي فنسبت إليه، وهو شهد فتح مصر، يروى عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، روى عنه سويد بن قيس وبكر ابن سوادة. [1]
__________
[1] وينسب إليها لبيب، مولى محمد بن عياض، يروى عن سالم بن عبد الله بن عمر، روى عنه الليث بن سعد بن أبى طاهر وقال: هي قرية بمصر وليست بكورة- ياقوت في معجم البلدان. وقال: و (قيس) جزيرة في بحر عمان، وهي معربة كيش- إلخ. وقال ابن الأثير في اللباب: فاته النسبة إلى قيس بن سعد بن مالك(10/541)
3348- القَيصَرى
بفتح القاف وسكون الياء المعجمة باثنتين وفتح الصاد المهملة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى قيصر، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو عمرو أحمد بن محمد بن قيصر القيصري، من أهل سمرقند، وكان فاضلا ثقة صدوقا في الرواية، من أهل العلم والدراية، يروى عن عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي وأبى سعيد عبد الله بن سعيد الأشج وهارون بن إسحاق الهمدانيّ وأحمد بن منصور الرمادي والحسن بن الصباح الزعفرانيّ، روى عنه عبد الله بن محمد بن شاه وأحمد بن محمد بن أحمد بن [1] حجر الدهقان وغيرهما، وتوفى في شهر ربيع الأول سنة إحدى وثلاثمائة.
3349- القَيضى
بفتح القاف وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وفي آخرها الضاد المعجمة، هذه النسبة إلى بطن من حمير- هكذا ذكره أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، ومنه زياد بن عبيد الله القيضى، بطن من حمير، سمع رويفع بن ثابت، روى عنه/ حيوة بن شريح-
__________
[ () ] ابن النخع، بطن من نخع، منهم عمرو بن زرارة بن قيس بن الحارث بن عوف ابن جشم بن كعب بن قيس بن سعد النخعي القيسي، وهو أول خلق الله طمع عثمان ثم بايع عليا رضى الله عنهما- انتهى.
وقال ياقوت: (قيشاطة) مدينة بالأندلس من أعمال جيان، ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن الوليد القيشاطى الأديب، سكن قرطبة، وكان معلم العربية وكان لها حافظا ذاكرا، قال ابن حيان: مات سنة 460.
[1- 1] ليس في م.(10/542)
هكذا ذكره البخاري في تاريخه [1] .
3350- القَيظى
هذا اسم يشبه النسبة، وهو عمرو بن قيظى بن عامر ابن شداد بن أسيد السلمي، يروى عن أبيه عن جده، روى عنه زيد ابن جناب، ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات.
وقيظ- بفتح القاف وسكون الياء المعجمة من تحتها بنقطتين والظاء المعجمة- بطن من حمير، وزياد بن عبيد القيظى منسوب إلى هذا البطن [2] ، يروى عن رويفع بن ثابت البلوى، روى عنه حيوة بن شريح.
وقال ابن ماكولا: قيظى بن شداد بن أسيد السلمي، عن شداد، روى عنه ابنه عمرو- قاله البخاري [3] وصيفي وجناب ابنا قيظى، من بنى عبد الأشهل، وأمهما الصعبة بنت التيهان أخت أبى الهيثم، قتلا يوم أحد شهيدين. [4]
__________
[1] ج 2 ق 1 ص 330، وراجع تبصير المنتبه لابن حجر ص 1180.
[2] كذا ذكر، وانتقد عليه ابن الأثير، وراجع ما مر.
[3] وراجع التاريخ الكبير للبخاريّ ج 4 ق 1 ص 200.
[4] وقيظى بن لوذان، جد لعبد الرحمن بن بجير- التبصير ص 1158.
وقال ياقوت في معجم البلدان: (قيلوية) قرية من نواحي مطيراباذ قرب النيل، إليها ينسب أبو على الحسن بن محمد بن إسماعيل القيلوي و (قيلوية) قرية بنهر الملك، ينسب إليها أبو سعد سعيد بن أبى سعيد بن عبد العزيز الجامدي الأصل، والجامدة من قرى واسط، وسعيد هذا من أهل قيلوية نهر الملك، كان أبوه من الزهاد سكن قيلوية فولد سعيد بها، وكان واعظا صالحا، سمع(10/543)
3351- القَيِّم
بفتح القاف والياء المشددة آخر الحروف وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى من يقوم بمصالح الأطفال أو المساجد والحمام، منهم هارون بن أبى الهيذام- واسمه محمد بن هارون- القيم الرمليّ، كان قيم المسجد الجامع بالرملة، يروى عن قتيبة بن سعيد وهدبة بن خالد وهشام ابن عمار ونصر بن على الجهضمي وغيرهم.
3352- القَينانى
بفتح القاف والنون بينهما الياء الساكنة آخر الحروف بعدها الألف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قينان، وهو من البطن الرابع من أولاد آدم، وهو قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام، وهو والد الأنبياء كلهم والعرب كلها والناس.
وقينان من قرى سرخس، خربت الساعة وبقي بها المزارع، منها على بن سعيد القينانى، قال أبو حاتم بن حبان: على بن سعيد من أهل سرخس، وقينان قرية من قراها، يروى عن ابن المبارك الأصناف كلها، روى عنه أهل بلده.
3353- القَينى
بفتح القاف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة.... [1] والمشهور بهذه النسبة عبد الله بن نعيم
__________
[ () ] أبا الفتح عبد الملك بن أبى القاسم الكروخي وغيره، وحدث ببغداد سنة 596 في ربيع الآخر فسمع منه جماعة، ومات سعيد في سنة 603، وسألته عن مولده فقال: في سنة 564.
[1] بياض، ولعله من المصنف، قال ابن الأثير: لم يذكر أبو سعد إلى أي شيء هذه النسبة، وهي نسبة إلى قين (اسم رجل) واسمه النعمان بن جسر بن شيع الله(10/544)
القيني، [1] يروى عن الضحاك بن عبد الرحمن وعبد الغنى بن عبد الله ابن نعيم القيني [1] ابنه، يروى عن أبيه، حدث عنه داود بن رشيد وأخوه عاصم بن عبد الله القيني، يروى عن [أبيه عن جده و [2]] عروة بن محمد السغدى، [روى عنه ابن وهب-[2]] وهم من الأردن وزهير بن الحكم ابن سعيد بن الأسود القيني، إفريقي، يكنى أبا الحكم، توفى في شهر رمضان سنة ست وتسعين ومائتين، يروى عن أبيه عن جده أخبار المغرب وابنه إبراهيم بن زهير، روى عنه ابن يونس وإسحاق بن سلمة بن إسحاق [3] القيني، أندلسى أخبارى عالم، له كتاب يشتمل على عدة أجزاء في أخبار رية من بلاد الأندلس وحصونها وولاتها وفقهائها وشعرائها وحروبها- ذكره أبو محمد ابن حزم [4] .
__________
[ () ] أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، قبيلة من قضاعة.
[1- 1] سقط من م.
[2] من الإكمال 6/ 372، وانظر ما هناك.
[3] وكان في الأصل «أبو إسحاق سلمة بن إسحاق» وفي م: أبو إسحاق إبراهيم بن سلمة ابن إسحاق» وما أثبتناه في المتن فمن الإكمال 6/ 373 والمشتبه للذهبى وغيرهما.
[4] وراجع تعليق الإكمال للمعلمى، فإنه أورد عدة سواهم من المراجع.
وقال ياقوت: و (قين) ماء لبني فزارة كانت به وقعة مشهورة في زمن عبد الملك بن مروان. والقين من قرى عثر من جهة القبلة في أوائل اليمن- انتهى.
وقال: و (قينة) قرية كانت مقابل الباب الصغير من مدينة دمشق صارت الآن(10/545)
3354- القَيُّومى
بفتح القاف وضم الياء المشددة آخر الحروف بعدها الواو وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى قيوما، وهو لقب لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو حفص عمر بن محمد بن عبد الله بن أحمد ابن جعفر البندار النهرواني القيومى، من أهل بغداد، المعروف بابن قيوما [1] ، حدث عن أبى القاسم البغوي وأبى بكر بن أبى داود وأحمد بن عيسى ابن السكن البلدي، روى عنه أبو بكر البرقاني وأبو على بن دوما النعالى، وكان أحد الشهود المعدلين، وكانت وفاته بعد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
__________
[ () ] بساتين جماعة، منها وسكنها معاوية بن محمد بن دينويه الأذري من أذربيجان، حدث عن أبى زرعة الدمشقيّ والحسن بن حرب وأحمد بن عمرو الفارسي المقعد وغيرهم، روى عنه أبو هاشم المؤدب، وكتب عنه أبو الحسين الرازيّ وقال:
مات سنة 327 ومنها محمد بن هارون بن شعيب بن عبد الله بن عبد الواحد، ويقال: محمد بن هارون بن شعيب بن علقمة بن سعيد بن مالك، ويقال: محمد ابن هارون بن شعيب بن عبد الله بن ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك النمامى القيني، من سكان قينة ... كان مولده سنة 266، ومات سنة 353- انتهى.
وانظر المشتبه للذهبى.
[1] ترجمته من تاريخ بغداد 11/ 252.(10/546)
خاتمة الطبع
فقد تم بحمد الله تعالى ومنّه وحسن توفيقه- طبع الجزء العاشر من كتاب الأنساب للإمام أبى سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني المروزي يوم الجمعة سلخ شهر جمادى الأولى سنة 1399 هـ 27/ أبريل 1979 م.
وقد قام بمهمة تحقيقه والتعليق عليه أخونا العزيز أبو بكر محمد الهاشمي العلويّ، المصحح بدائرة المعارف العثمانية، وقد ساعده في قراءة ملازمه وقت الطبع من إخواننا المصححين: مولانا محمد عبد الرشيد ومولانا سيد محمد صديق الحسيني ومولانا سيد عبد القادر الصوفي، كاملو النظامية، وقام بتنقيحه خادم العلم راقم هذه الخاتمة، تحت إدارة الأستاذ الجليل السيد شرف الدين أحمد قاضى المحكمة العليا سابقا، ومدير دائرة المعارف العثمانية وسكرتيرها حاليا.
ويليه الجزء الحادي عشر- إن شاء الله المستعان- وأوله «حرف الكاف» .
ونسأل الله عز وجل بأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، ورضى عنا! وصلى الله وسلم على سيدنا محمد خاتم النبيين وآله وأصحابه أجمعين.
المستمسك بحبل الله المتين (المفتى) محمد عظيم الدين- غفر له رئيس قسم التصحيح بدائرة المعارف العثمانية.(10/547)
[المجلد الحادي عشر]
بسم الله الرحمن الرحيم
حرف الكاف
باب الكاف والألف
3355- الكابلي
بفتح الكاف وضم الباء الموحدة [1] ، هذه النسبة إلى كابل، وهي ناحية معروفة من بلاد الهند، اشتهر بالانتساب إليها جماعة، منهم أبو الحسين محمد بن الحسين الكابلي، من أهل بلخ، قال أبو الفضل الفلكي: الكابلي لقيته، وكان من الجهمية، حدث عن يزيد بن هارون وأبى عبد الرحمن الباهلي وسفيان بن عيينة وغيرهم، مات يوم الأربعاء النصف من المحرم، وهكذا وجدت في كتاب الطبقات لعلماء بلخ، وانقطع من الكتاب باقي التاريخ ولعله في حدود سنة خمسين ومائتين وأبو بكر محمد بن على بن الكابلي، من أهل أصبهان، لعل أصله من كابل، شيخ صالح سديد، سمع أبا القاسم على بن عبد الرحمن بن عليك النيسابورىّ، سمعت منه بأصبهان، وأبو مجاهد على بن مجاهد بن مسلم بن رفيع الرازيّ، يعرف بابن الكابلي، مولى حكيم [2] بن جبلة، من عبد القيس، قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن إسحاق بن يسار والجعد بن أبى الجعد وغيرهما، روى عنه الصلت بن مسعود الجحدري وأحمد بن حنبل وزياد بن أيوب،
__________
[1] بينهما الألف وفي آخرها اللام
[2] في تاريخ بغداد «حكم» .(11/1)
وقال يحيى بن معين: أبو مجاهد بن الكابلي قد رأيته على باب هشيم وما رأى به بأسا [1] ولم أكتب عنه شيئا، ورماه يحيى بن الضريس بالكذب- ذكر ذلك عبد الرحمن بن أبى حاتم في كتاب الجرح والتعديل [2] وأبو عبد الله محمد بن الحسن بن الحسن بن ماهان المروزي، المعروف بالكابلى، سكن بغداد، وكان ثقة، سمع عبد العزيز بن عبد الله الأويسي وعاصم بن على وإبراهيم بن موسى الفراء، روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن مخلد وأبو عمرو بن السماك وأحمد بن الكامل السجزى، ووثقه الدار قطنى، وذكره أبو الحسين بن المنادي وقال: مات ببغداد في سنة سبع وسبعين ومائتين، قال: وكان له أدنى حفظ، ولم يكن عند الناس بالمحمود في مذهبه ولا في روايته.
3356- الكاتب
بكسر التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين والباء بعدها، اشتهر بها جماعة للكتابة المعروفة، وأول/ من علم الكتابة بالعربية مرامر ابن مرة [3] وأسلم بن سدرة وعامر بن حدرة، وقيل [هم] من طيِّئ، ثم علموها أهل الأنبار بالعربية بشر بن عبد الملك من أهل [4] الحيرة، ثم أتى بشر الطائف فعلم غيلان بن سلمة الثقفي، ثم أتى بادية مضر فعلم
__________
[1] مثل ذلك روى أبو داود عن أحمد بن حنبل.
[2] ج 3 ق 1 ص 205 وراجع تاريخ بغداد 12/ 106 وتهذيب التهذيب 7/ 377.
[3] من م، وفي الأصل «مردة» .
[4] العبارة في هذا الرسم انحرفت عن بعض مواضيعها في الأصل، وما أثبت فمن م، فحررها.(11/2)
عمرو بن زرارة فسمى «عمرو الكاتب» ، وعلم بشر أيضا سفيان بن أمية ابن عبد شمس وأبا قيس بن عبد مناف بن زهرة فسمى الكاتب، فهم يدعون ببني الكاتب بالكوفة، البدر [1] بن عبد الملك، وأخوه بشر بن عبد الملك هو علم أهل الأنبار خطبا، كذا هو وكانوا يسمونه الحزم، وأول من كتب بنفسه قوم من طيِّئ يقولون هم من بولان. ومنهم حنظلة بن الربيع [2] الأسيدي الكاتب التميمي، كان من كتّاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل له «الكاتب» لهذا [3] واشتهر به، وهو صاحب حديث النفاق وهو من الصحابة الذين انتقلوا إلى الكوفة وسكنوها، ثم انتقل حنظلة الكاتب من الكوفة إلى قرقيسيا وسكنها وقال «لا أقيم ببلدة يشتم فيها عثمان رضى الله عنه» ومن المحدثين المشهورين بهذه النسبة الأزهر بن سليمان الكاتب البلخي، كان كاتب ابن الرماح من أهل بلخ، يروى عن إبراهيم بن طهمان ومسلم ابن خالد الزنجي، روى عنه أهل بلده وأبو صالح عبد الله بن صالح ابن محمد بن مسلم الكاتب المصري، مولى جهينة، وهو كاتب الليث [4] ابن سعد، يروى عن ابن لهيعة ومعاوية بن صالح، وكانت ولادته سنة سبع وثلاثين ومائة، ومات يوم عاشوراء من سنة ثلاث وعشرين
__________
[1] في م «أكيدر» كذا.
[2] ابن صيفي بن رباح، وهو ابن أخى أكثم بن صيفي.
[3] وراجع كتاب ابن حديدة الأنصاري، من منشوراتنا، واسمه «المصباح المضيء في كتّاب النبي ورسله إلى ملوك الأرض من عربي وعجمي» .
[4] سقط من م.(11/3)
ومائتين، روى عن الليث مناكير، منكر الحديث جدا، يروى عن الأثبات ما لا يشبه حديث الثقات، وعنده المناكير الكثيرة عن أقوام المشاهير، وكان في نفسه صدوقا، يكتب لليث بن سعد الحساب، وكان كاتبه على الغلات، وإنما وقع المناكير في حديثه من قبل جار له رجل سوء، قال أبو حاتم بن حبان [1] : سمعت ابن خزيمة يقول: كان له جار بينه وبينه عداوة، فكان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح ويكتب في قرطاس بخط يشبه خط عبد الله بن صالح، ويطرحه في داره في وسط كتبه، فيجده عبد الله فيحدث به يتوهم أنه خطه وسماعه، فمن ناحيته وقع المناكير في أخباره [2] ، قال زياد بن أيوب: نهاني أحمد بن حنبل أن أروى حديث عبد الله بن صالح وأبو الفيض يوسف بن السفر الكاتب الشامي، كان كاتب الأوزاعي، من أهل الشام، يروى عنه، روى عنه بقية ابن الوليد وسعيد بن يعقوب الطالقانيّ، كان ممن يروى عن الأوزاعي ما ليس من حديثه من المناكير التي لا يشك عوام أصحاب الحديث أنها موضوعة، لا يحل الاحتجاج به بحال، روى عنه الخطاب بن عثمان وأبو إسحاق إبراهيم بن تميم الكاتب، مولى بكر بن مضر، مولى شرحبيل ابن حسنة، من أهل مصر، كان كاتبا في ديوان الخراج ثم تأهب به الأمور إلى أن ولى خراج مصر، توفى سنة سبع عشرة ومائتين وأبو مسلم محمد بن أحمد ابن على بن الحسين الكاتب البغدادي، كان كاتب الوزير أبى الفضل
__________
[1] راجع المجروحين والضعفاء 2/ 42 المطبوع.
[2] م: «حديثه» .(11/4)
ابن حنزابه، من أهل بغداد [1] نزل مصر، وعمر حتى حدث عن أبى القاسم عبد الله بن محمد البغوي وعبد الله بن أبى داود السجستاني ويحيى بن محمد ابن صاعد وبدر بن الهيثم وسعيد بن محمد أخى زبير الحافظ وأبى بكر محمد بن الحسن بن دريد وأبى بكر أحمد بن موسى بن مجاهد المقرئ وإبراهيم ابن محمد بن عرفة النحويّ، روى عنه أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقى وأبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي وأبو الفضل عبد الرحمن ابن أحمد بن الحسن الرازيّ وغيرهم، وذكر أبو عبد الله الصوري الحافظ قال: كان بعض أصول أبى مسلم عن البغوي وغيره جيادا، قلت [2] : فكيف كانت حاله من حال ابن الجندي؟ فقال: قد اطلع منه على تخليط، وهو أمثل من ابن الجندي. وقال أبو الحسين العطار [3] وكيل أبى مسلم الكاتب- قال الصوري: وكان أبو الحسين من أهل العلم والمعرفة بالحديث كتب وجمع ولم يكن بمصر بعد عبد الغنى بن سعيد أفهم منه- قال العطار [3] :
ما رأيت في أصول أبى مسلم عن البغوي شيئا صحيحا غير جزء واحد كان سماعه فيه صحيحا، وما عدا ذلك مفسودا. وقال العتيقى: سنة تسع وتسعين وثلاثمائة فيها توفى أبو مسلم الكاتب البغدادي بمصر، وكان آخر من بقي من أصحاب ابن منيع، وقال غيره: توفى في ذي القعدة من السنة
__________
[1] ترجمته من تاريخ بغداد 1/ 323.
[2] والسائل هو الخطيب البغدادي.
[3- 3] ما بين الرقمين سقط من م.(11/5)
وأبو عبد الله محمد بن داود بن الجراح الكاتب، من أهل بغداد [1] ، وهو عم على بن عيسى الوزير، كان من علماء الكتّاب، فاضلا، عارفا بأيام الناس وأخبار الخلفاء والوزراء، وله في ذلك مصنفات [2] معروفة، وحدث عن عمر بن شبة النميري وعبيد الله بن سعد الزهري وأبى يعلى زكريا بن يحيى المنقري، روى عنه أحمد بن عبد الله بن عمار والقاضي عمر بن الحسن بن الأشناني وأبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، ولد في سنة ثلاث وأربعين ومائتين، ومات سنة ست وتسعين ومائتين وأبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الكاتب/ الزهري، مولى بنى هاشم، وهو كاتب محمد بن عمر الواقدي، ويعرف بغلام الواقدي أيضا، سمع سفيان بن عيينة وإسماعيل بن علية ومحمد بن أبى فديك وأبا حمزة أنس ابن عياض ومعن بن عيسى والوليد بن مسلم ومن بعدهم، وكان من أهل الفضل والعلم، وصنف كتابا كبيرا في طبقات الصحابة والتابعين والخالفين إلى وقته فأجاد فيه وأحسن [3] ، روى عنه الحارث بن أبى أسامة والحسين ابن فهم وأبو بكر بن أبى الدنيا، وحكى عن يحيى بن معين أنه رماه
__________
[1] ترجمته من تاريخ بغداد 5/ 255.
[2] م: «تصانيف» .
[3] إنما أورد أبو سعد ترجمته من تاريخ بغداد 5/ 321- 322، وراجع لترجمة الحافظ ابن سعد البحاثة تهذيب التهذيب 9/ 182 وتذكرة الحفاظ والجرح والتعديل ج 3 ق 2 ص 262 والنجوم الزاهرة 2/ 258 وميزان الاعتدال ومرآة الجنان 2/ 100 والكامل 7/ 6 ووفيات الأعيان وغيرها.(11/6)
بالكذب، ولعل الناقل عنه غلط ووهم، لأنه من أهل العدالة وحديثه يدل على صدقه فإنه يتحرى في كثير من رواياته [1] ، فقال ابن أبى حاتم الرازيّ:
سألت أبى عن محمد بن سعد فقال: يصدق، رأيته جاء إلى القواريري وسأله عن أحاديث فحدثه. وحكى إبراهيم الحربي قال: كان أحمد ابن حنبل يوجه في كل جمعة بحنبل بن إسحاق إلى ابن سعد يأخذ منه جزءين من حديث الواقدي ينظر فيهما إلى الجمعة الأخرى، ثم يردهما ويأخذ غيرهما، قال إبراهيم: ولو ذهب سمعهما لكان خيرا له. ومات في جمادى الآخرة سنة ثلاثين ومائتين ببغداد وهو ابن اثنتين وستين سنة، وكان كثير العلم والحديث والرواية [كثير الطلب وكثير] الكتب، كتب الحديث وغيره من كتب الغريب والفقه وهشام بن معدان الكاتب، من أهل بغداد [2] ، كاتب أبى يوسف القاضي، خرج إلى بلاد المغرب وسكن إفريقية ومات بها، وقال: حضرت أبا العتاهية في مقبرة بغداد وهو ينشد، فقلت: يا أبا العتاهية! ما أشعر ما قلت؟ قال قولي:
الناس في غفلاتهم ... ورحى المنية تطحن
وتوفى هشام بإفريقية سنة ثلاث عشرة ومائتين وأبو [محمد-[3]] طلق
__________
[1] قال الخطيب: ولعل مصعبا الزبيري ذكر ليحيى عنه حديثا من المناكير التي يرويها الواقدي فنسبه إلى الكذب.
[2] ترجمته كلها من تاريخ بغداد 14/ 47، وراجع كتاب معالم الإيمان في معرفة أهل قيروان.
[3] من م وغيرها. وراجع ترجمته في تهذيب التهذيب 4/ 33 وطبقات ابن سعد وثقات ابن حبان، وغيرها. روى عنه البخاري.(11/7)
ابن غنام بن [طلق بن-[1]] معاوية الكاتب النخعي الكوفي، كاتب شريك القاضي، كوفى، يروى عن شريك وقيس، روى عنه محمد بن عبد الله بن نمير وأبو كريب والأشج وإسرائيل وحجاج بن عمران السدوسي الكاتب، وكان كاتب بكار بن قتيبة القاضي بمصر، من أهل مصر، يروى عن سليمان بن داود الشاذكوني، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وسعيد بن عبدوس بن أبى زيدون الرمليّ الكاتب، من أهل الرملة، كان كاتب محمد بن يوسف الفريابي، نزيل قيسارية، روى عنه [2] ، قال ابن أبى حاتم: كتبت عنه بالرملة، وهو صدوق.
3357- الكاجرى
هذه النسبة إلى قرية من قرى نسف يقال لها «كاجر» على فرسخين منها، خرج منها جماعة من المحدثين والأئمة، سمعت السيد أبا بكر أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسيني [3] ببخارا يقول:
قال بعضهم:
ومن العجائب والبدائع جملة [4] ... في مجلس السلطان عيسى الكاجرى.
ومن هذه القرية أبو أحمد محمد بن جعفر بن [محمد بن] عصمة الكاجرى، سمع أبا سهل هارون بن أحمد الأستراباذي وأبا جعفر محمد بن عبد الله
__________
[1] من م وغيرها.
[2] أي روى عن الفريابي، راجع الجرح والتعديل ج 2 ق 1 ص 53.
[3] في م «بن الحسين» .
[4] في م «جمة» .(11/8)
الفقيه الهندواني وأبا الفوارس أحمد بن محمد بن جمعة النسفي وجماعة، روى عنه أبو العباس المستغفري، ومات في رجب سنة إحدى عشرة وأربعمائة وأبو سلمة أحمد بن محمد بن عيسى بن سليمان بن داود الكاجرى، سمع الليث بن نصر الكاجرى، روى عنه أبو تراب إسماعيل بن طاهر النسفي، ولم يسمع منه أحد سواه، ومات يوم الجمعة بعد الصلاة، ودفن يوم السبت لليلتين بقيتا من المحرم سنة عشرة وأربعمائة وأبو محمد عبد الرحمن ابن الليث بن نصر بن يونس [1] بن إبراهيم بن ثابت الكاجرى، يروى عن أبيه ومحمد بن طالب [2] بن زكريا وعبد المؤمن بن خلف النسفيين، روى عنه أبو جعفر عبد الملك بن عبد الله الخزاعي الهروي وغيره.
3358- الكاجغرى
بفتح الكاف والجيم الساكنة بينهما الألف والغين المعجمة المفتوحة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بلدة من تركستان يقال لها «كاجغر» و «كاشغر» أيضا، وسأذكره بالشين في موضعه، وكنت أظن أن اسم هذه البلدة بالشين، حتى رأيت في معجم شيوخ أبى الفتوح عبد الغافر بن الحسين الألمعي «الكاجغرى» بالجيم فذكرت هذه الترجمة لذلك، فمنهم أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف المشهدي الكاجغرى، يروى عن أبى الطيب طاهر بن الحسين، روى عنه الألمعي [3] وأبو المظفر إبراهيم بن أبى إبراهيم الأديب الكاجغرى، يروى عن أبى يعقوب يوسف
__________
[1] م: «يوسف» .
[2] م: «أبى طالب» .
[3] وهو أبو الفتوح عبد الغافر بن الحسين الألمعي الكاجغرى، كما مر فوق.(11/9)
ابن عاصم، سمع منه الألمعي الكاجغرى وأبو إسحاق إبراهيم بن يوسف البارانى الكاجغرى، حدث عن أبى الحسن على بن إبراهيم الخطبيّ، سمع منه الألمعي وأبو الفضل إدريس بن قلوح الحاج الكاجغرى، يروى عن أبى محمد عبد الله بن الحسين [1] ، روى عنه الألمعي وأبو صابر أيوب ابن بلال الكاجغرى المتفقة [2] ، يروى عن أبى الحارث محمد بن خلف، روى عنه الألمعي وأبو موسى بن عبد الله المؤذن الكاجغرى، [3] يروى عن أحمد ابن محمد المقرئ، سمع منه الألمعي وأبو محمد جعفر بن المحسن الزينبي الكاجغرى [3] ، حدث عن محمد بن يحيى بن سراقة، سمع منه الألمعي.
3359- الكاخشتوانى
بفتح الكاف [4] وضم الخاء/ وسكون الشين المعجمتين وضم التاء المنقوطة من فوقها باثنتين [5] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى كاخشتوان، وهي قرية ببخارا، وبها رباط يقال لها: رباط كاخشتوان، والمشهور بالنسبة إلى هذا الموضع أبو بكر محمد بن سليمان ابن على الكاخشتوانى البخاري، يعرف بمرد علم، ذكره أبو محمد عبد العزيز ابن محمد النخشبى الحافظ في معجم شيوخه وقال: سمع أبا ذر البغدادي [6] فمن دونه، وروى عن أبى بكر الإسماعيلي وأبى بكر محمد بن الفضل وأبى سعيد الرازيّ والأمة، حدث بما لم يسمع، كان يشترى الكتب من السوق
__________
[1] وفي م «عن محمد بن عبد الله بن الحسين» .
[2] م: «الفقيه» .
[3- 3] ما بين الرقمين سقط من م.
[4] بعدها الألف.
[5] بعدها الواو ثم الألف.
[6] ولعله «الباغندي» .(11/10)
فيكتب سماعه فيها فيحدث بها، مات في سنة تسع وأربعين وأربعمائة بعد ما رجعت من السفر. قلت: روى لنا عنه على طريق الإجازة أبو الفضل بكر بن محمد بن على الزرنجرى، وهو آخر من حدث عنه فيما أظن. [1]
3360- الكاذي
بفتح الكاف والذال المعجمة بعد الألف، هذه النسبة إلى كاذة، [2] ذكر صدر الأفاضل الخوارزمي في جلوة الرياحين:
الكاذي ريحانة من رياحين الحرّوم، ومعدنها سيراف، يشبه الياسمين إلا أنها زهر أحمر برني به دهن الكاذي، قال أبو نواس:
أشرب على الورد في نيسان مصطبحا ... من خمر قطربُّل حمراء كالكاذى [2]
وهي قرية من قرى بغداد، منها أبو الحسين إسحاق بن أحمد بن محمد [3] ابن إبراهيم الكاذي، كان تقدم من قريته كاذة إلى بغداد فتحدث بها [4] ، روى عن محمد بن يوسف بن الطباع ومحمد بن الهيثم بن حماد وأبى العباس
__________
[1] وقال ياقوت (كاخ) عن السمعاني: في التحبير: محمد بن على بن محمد بن أحمد الهراس. أبو الفضل الكاخى، زاهد مرو، من سكة كاخ، من أولاد العلماء، كان يتجر إلى غزنة، سمع جدي وكامگار بن عبد الرزاق وأبا اليسر محمد بن محمد ابن الحسين البزدوي وأبا القاسم عبد الله بن الحسين القرينيني، سمعت منه، وتوفى بخوارزم سنة 532.
[2- 2] ما بين الرقمين ليس في م ولعل إسقاطه هو الصواب، لأن صدر الأفاضل ولد سنة 555 وكان عمره حين ما توفى السمعاني 7 سنة.
[3] وقع في م «أبو الحسن أحمد بن محمد- إلخ» خطأ فاحش.
[4] ترجمته من تاريخ بغداد 6/ 399- 400.(11/11)
محمد بن يونس الكديمي وعبد الله بن أحمد بن حنبل، روى عنه أبو الحسن ابن رزقويه وأبو الحسين بن بشران، وكان ثقة، ووصفه ابن رزقويه بالزهد [1] .
3361- الكاراتي
بفتح الكاف والراء بين الألفين وفي آخرها التاء الثالثة في الحروف، هذه النسبة إلى كارات [2] ، منها أبو بكر محمد بن الحسن ابن الحسين بن الخطاب بن فرات بن حيان العجليّ، ويعرف بالكاراتى، حدث عن أبى يحيى محمد بن سعيد العطار وحمدون بن عباد الفرغاني وزيد بن إسماعيل الصائغ وسعدان بن نصر وأبى البختري العنبري، روى عنه أبو عمرو بن السماك ومحمد بن عبيد الله بن الشخير وأبو بكر أحمد ابن إبراهيم بن شاذان أحاديث مستقيمة [3] .
3362- الكارزَن
بفتح الكاف [4] وسكون الراء وفتح الزاى وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى كارزن، وهي من قرى سمرقند أو نواحيها، وقال أبو سعد الإدريسي: كارزن من قرى أربنجن، قلت: وهي من سغد سمرقند، والمشهور بالانتساب إليها أبو جعفر محمد بن موسى بن رجاء ابن حنش الكارزنى، قال أبو بكر الخطيب في المؤتنف: هو من قرية من قرى سمرقند يقال لها: كارزن، أخبرنى بحديثه على بن أبى الجعد المعدل قال: كتب إليّ أبو سعد عبد الرحمن بن محمد السمرقندي [5] أن محمد بن أحمد
__________
[1] توفى في شعبان سنة ست وأربعين وثلاثمائة بقريته كاذة.
[2] بعدها بياض في الأصل.
[3] هذا كله من تاريخ بغداد 2/ 194.
[4] بعدها الألف.
[5] وهو الإدريسي.(11/12)
ابن موسى الكارزنى حدثه قال: وجدت في كتاب عم أبى مطهر بن محمد الكارزنى: ثنا أبى أبو جعفر محمد بن موسى- وذكر الحديث وحافده أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن رجاء الأربنجنى الكارزنى، كان من دهاقين كارزن ورؤسائها، يروى عن أبيه، كان من أبناء المحدثين، لوالده ولجده محمد بن موسى رواية، قال أبو سعد الإدريسي: كتبنا عنه بأربنجن، ومات بها قبل السبعين وثلاثمائة وأما المطهر فهو أبو الحسن مطهر بن محمد بن موسى بن رجاء بن حنش الكارزنى، يروى عن أبيه محمد بن موسى، روى عنه ابن أخيه محمد بن أحمد بن محمد بن موسى الكارزنى بالوجادة من كتابه.
3363- الكارِزْياتى
بفتح الكاف [1] وكسر الراء وسكون الزاى وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها [1] وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه [النسبة إلى الكارزيات، وهي بلدة بفارس خرج منها جماعة من العلماء والقراء.
3364- الكارزِينى
بفتح الكاف [1] والراء وكسر الزاى بعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها نون، هذه-[2]] النسبة إلى كارزين، وهي من بلاد فارس بنواحيها عما يلي البحر، والمشهور بالانتساب إليها أبو الحسن محمد بن المحسن بن سهل الكارزيني، حدث
__________
[1] بعدها الألف.
[2] ما بين المربعين من م واللباب، وسقط من الأصل فوقع في العبارة خبط، وراجع ما في معجم البلدان لياقوت.(11/13)
ببغداد بشيء من الشعر عن أبيه، روى لي عنه أبو شجاع كيخسرو ابن يحيى بن ماكير الشيرازي، أنشدنى كيخسرو بن يحيى الشيرازي إملاء من حفظه ببغداد أنشدنا أبو الحسن محمد بن المحسن بن سهل الكارزيني الرئيس الأديب ببغداد أنشدنى والدي بكارزين أنشدنى أبو سعيد بن خلف النيرمانى لنفسه قصيدة أولها- قال فقال لي: قد أتيت فيه بمعنى غريب فانظره لي بعين الرضا:
مولاي عبدك من هواك بحال ... فارحمه قبل شماتة العذال
أحبابنا في الناس مثل حبابنا ... في الكأس أسماء بلا أفعال
تلهيك أولى نظرة ترمى بها ... منهم إليّ كلولؤ متلالى [1]
فإذا كررت الطرف فيهم ثانيا ... حالت عهود وجودهم في الحال
3365- الكارِزى
بفتح الكاف [2] وكسر الراء والزاى، وقال ابن ماكولا: بفتح الراء، هذه النسبة إلى كارز، وهي قرية بنواحي نيسابور على نصف فرسخ منها [3] ، والمشهور بالانتساب إليها أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن بن الحارث الكارزي، كان بنيسابور، يروى عن أبى الحسن على بن عبد العزيز البغوي كتب ابن عبيد القاسم بن سلام، روى عنه أبو/ عبد الرحمن السلمي وأبو القاسم السراج وأبو على الحافظ وأبو الحسين الحجاجى وأبو عبد الله الحاكم البياع النيسابوريون، وقد ذكرته في الميم في المكاتب وأبو الحسن على بن محمد بن إسماعيل الكارزي الطوسي،
__________
[1] في الأصول «كاللؤلؤ المتلالى» .
[2] بعدها الألف.
[3] وقد مر 10/ 290 رسم (القارزى) وأورد هناك ترجمة أبى جعفر غسان بن محمد العابد.(11/14)
رحل في طلب الحديث إلى العراق والحجاز والشام، وسمع بالعراق أبا بكر بن الباغندي وأقرانه، وبالشام أبا العباس محمد بن الحسن بن قتيبة وأقرانه، وحدث بنيسابور غير مرة، سمع منه الحاكم محمد بن عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ وقال: حدث بنيسابور غير مرة، وآخره خرج من عندنا سنة إحدى وستين إلى مكة، وحج، ثم توفى بمكة سنة اثنتين وستين وثلاثمائة [1] .
3366- الكاري
بفتح الكاف بعدها الألف والراء، هذه النسبة إلى كار، وهي قرية من قرى أصبهان، خرجت إليها لأسمع من جماعة الحديث، وبتّ بها ليلة، منها أبو الطيب عبد الجبار بن الفضل بن محمد ابن أحمد الكاري، من أهل كار، سمع أبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي، روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ في معجم شيوخه حديثا واحدا وذكر أنه سمع منه بإفادة أبى زكريا يحيى ابن أبى عمرو بن مندة [2] . [3]
__________
[1] وراجع معجم البلدان لياقوت فإنه أورد ترجمته بأكثر مما هنا. وأبو الحسن محمد بن الحسن الكارزي، حدث عن عبد الله بن أحمد بن بويه العطار، روى عنه محمد بن عبد الله بن نعيم النيسابورىّ- الإكمال.
[2] وروى عنه إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ الأصبهاني وأبو الخير محمد ابن أحمد بن محمد بن عمر بن الباغيان- قاله ياقوت في معجم البلدان وقال:
ومنها أيضا: أبو الحسن على بن أحمد بن محمد بن على بن عيسى بن مردة الكاري، حدث عن القباب، كتب عنه على بن سعيد البقال.
[3] وقال ابن الأثير: فاته النسبة إلى الكار قرية عند الموصل (قال ياقوت:(11/15)
3367- الكازْرُونى
بفتح الكاف [1] وسكون الزاى [2] وضم الراء [3] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى كازرون، وهي إحدى بلاد فارس، خرج منها جماعة من العلماء والفضلاء وأهل الخير، منهم أبو عمر عبد الملك ابن على بن عبد الله بن عمر الكازروني، كان يعد من الأبدال، من مجابي الدعوة، رحل وكتب عن أبى مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري وجماعة من أهل العراق، وكان ثقة نبيلا زاهدا، رحل إليه
__________
[ () ] مقابل الموصل من شرقيها قرب دجلة) ، ينسب إليها فتح الكاري الموصلي الزاهد الّذي سار ذكره شرقا وغربا- انتهى. وهو أبو محمد فتح بن سعيد الكاري الموصلي، كان زاهدا من أقران بشر الحافى والسر السقطي رحمهم الله تعالى، أدرك عيسى بن يونس وامرأته وروى عنه، مات سنة 220، وليس هو بفتح ابن محمد بن وشاح الموصلي- قاله ياقوت، وما في تاريخ بغداد 12/ 381 ترجمة رقم 6841 فهو أبو نصر الفتح الموصلي الزاهد، فراجع ترجمته هناك وأبو جعفر محمد بن الحارث الكاري، قال أبو زكريا محمد بن إلياس الموصلي في كتاب طبقات أهل الموصل (راجع نشر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر ص 400 الطبعة الأولى، وفيه بتر لما هنا) : كان فاضلا كثير الرواية فيما ذكر لي حسن العقل والمعرفة، مات بالحدث سنة 215 وأبو عبد الله الكاري، حدث عن على بن الحسن القطان، حدث عنه الحسين بن سعيد بن مهران، شيخ لأبى زكريا أيضا- قاله ياقوت في معجم البلدان، وقال: وكار أيضا قرية بآذربيجان- انتهى.
[1] بعدها الألف.
[2] وفي معجم البلدان: بفتح الزاى.
[3] بعدها الواو.(11/16)
جماعة من أهل شيراز، روى عنه أبو القاسم الدهان وأبو بكر أحمد ابن محمد بن عبدوس النسوي وأبو إسحاق إبراهيم بن أبى بكر الرازيّ وغيرهم [وكان ثقة-[1]] ، توفى يوم الثلاثاء لخمس بقين من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة وأبو العباس أحمد بن عبد الله بن أحمد الكازروني، نزل الأهواز، ودخل شيراز وحدث بها من حفظه، وذكر أن كتبه هلكت، وكان يحفظ أحاديث وكان يحدث بها، سمع منه أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الشيرازي الحافظ، ومات في حدود سنة ست- يعنى وتسعين- وثلاثمائة وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن محمد بن مردويه الكازروني، المعروف بدهزور من أهل كازرون، له رحلة إلى العراق ومكة، فسمع بمكة أبا الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقسيّ، وبالبصرة أبا بكر أحمد بن يعقوب الطائي وجماعة سواهما، وكان شيخا صالحا ثقة، له قيام ليل وتهجد، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشى الحافظ [2] .
3368- الكازَقى
بفتح الكاف والزاى وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى كازه، وهي قرية قريبة من قرنباد من قرى مرو، منها أبو سهل
__________
[1] من اللباب.
[2] ومن المتأخرين أحمد بن منصور بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن جعفر، أبو العباس الكازروني، قدم بغداد في سنة 539 وأقام بها للتفقه على مذهب الشافعيّ ... توفى بشيراز سنة 587 وأبو الحسين بن أبى على الكازروني الصوفي، حدث عن أحمد بن العباس بن حوى ... ومات سنة 454- ياقوت في معجم البلدان.(11/17)
أحمد بن محمد بن منصور الكازقى، سمع ببخارا أبا نصر الحسن بن عبد الواحد الشيرازي، روى عنه أبو الفتح طاهر بن سعيد بن أبى سعيد بن أبى الخير الصوفي، وكانت وفاته في حدود سنة ستين وأربعمائة. [1]
3369- الكاساني
بفتح الكاف والسين بينهما الألف والنون في آخرها [2] ، هذه النسبة إلى كاسان، وهي بلدة وراء شاش، ولها قلعة حصينة [3] ، منها أبو نصر أحمد بن سليمان بن نصر بن حاتم بن على بن الحسن الكاساني، كان قاضى القضاة في زمن الخاقان أبى شجاع الخضر بن إبراهيم أخى شمس الملك، حدث بسمرقند، وأملى بداره بسكة المحتسب، ولم يكن محمود السيرة في ولايته، روى لي عنه أبو المعالي محمد بن نصر بن منصور المديني الخطيب بسمرقند، ولم يحدثني عنه سواه، وصار وزيرا في زمن أحمد بن الخضر خاقان، واستشهد في أول عهده وبكر بن سلمان ابن عمران بن إلياس الكاساني، قدم سمرقند وأقام بها مدة يتفقه، ثم رجع
__________
[1] قال ياقوت: وقد ينسب إلى كازه «كازى» أيضا على الأصل، أحمد ابن عبد الرحمن بن المنذر الكازى، حدث عن نصر بن أحمد بن هانئ، حدث عنه أبو العباس أحمد بن منصور الحافظ بشيراز وقال: حدثني بكازة قرية من من قرى مرو.
وقال ياقوت (كازياركاه) : جبل وقرية بهراة، فيها مقبرة لهم، منهم شيخ الإسلام أبو إسماعيل عبد الله بن عمر الأنصاري وجماعة من أهل العلم والزهاد- رحمهم الله تعالى.
[2] بعد الألف الأخرى.
[3] وقد مضى (القاشاني) 10/ 297.(11/18)
إلى كاسان، سمع أبا إسحاق إبراهيم بن إسحاق الواغرى، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي وذكر أنه توفى بكاسان بعد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة والقاضي الإمام أبو الجود عطاء بن أحمد بن الصادق الخالديّ الكاساني، من أولاد الخالد بن الوليد، أقام بسمرقند مدة مديدة ثم رجع إلى كاسان واستشهد بها.
3370- الكاسكانى
بفتح الكاف والسين المهملة بينهما الألف والكاف الأخرى [1] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى كاسكان، وهي قرية من قرى كازرون فارس، منها أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله ابن برجرد الصوفي الكاسكانى، يروى عن أبى محمد الحسن بن على بن أحمد ابن بشار النيسابورىّ صاحب المادرائى، سمع منه أبو القاسم هبة الله ابن عبد الوارث الشيرازي، وخرّج عنه حديثا واحدا في معجم شيوخه وذكر أنه سمع منه بكاسكان.
3371- الكاسَنى
بفتح الكاف والسين المهملة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى كاسن، وفي قرية من قرى يخشب، سمعت الأديب محمود بن على النسفي بسمرقند يقول سمعت دهقانا من أهل كاسن يقول:
قد ذكر الله تعالى قريتنا في القرآن، قلت له: وأين؟ قال: في قوله تعالى «كَأْساً دِهاقاً» 78: 34، خرج جماعة [2] من الزهاد والعلماء من هذه القرية، منهم
__________
[1] بعدها الألف أيضا.
[2] في م «خرج منها- إلخ» .(11/19)
أبو عبد الرحمن معاذ بن يعقوب النسفي الكاسني، كان زاهدا عالما، وكان من خيار المسلمين ومن عباد الله الصالحين، الّذي أسس الجامع العتيق في زمانه إلى هذا المسجد، وذلك في سنة تسع عشرة ومائتين، وهو الّذي بنى المسجد والرباط في سكة الزهاد، واتخذ العين والمتوضأ، وتلك الآثار من تأسيسه، وتلك السكة كانت تسمى: دار أبى عبد الرحمن الزاهد، زرت قبره بنسف، وكان يحكى الحكايات عن حاتم بن عبدان الأصم الزاهد البلخي في الزهد، حكى عنه أبو جعفر محمد [1] بن أحمد [1] بن هاشم الرعينيّ وأبو نصر أحمد بن الشيخ بن حمويه بن زهير الفقيه الكاسني، الأديب الشاعر، كان أديبا فاضلا، ثم تفقه وصار من كبار أصحاب الشافعيّ المناظرين، وصنف كتاب تواتر [2] الحجج، وقال في أوله:
شيء تلألأ تلألؤ السرج ... ثم تسمى تواتر [2] الحجج
سمع أبا الحسين محمد بن طالب وأبا يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفيين، مات شابا ولم يمتع بالعمر ولم يحدث، مات بقريته كاسن في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، وصلى عليه أبو يعلى بن خلف وأبو نصر أحمد بن جعفر ابن هرمز بن عيسى بن جبريل بن محمود الكاسني، الملقب بشعبة، من أهل كاسن، قال عمر النخشبى الحافظ: أبو نصر أحمد بن جعفر بن عدي [3] بن عيسى ابن عدنان بن محمود الكاسني، ختن المستغفري وهو سماه «شعبة» ،
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] وفي بعض المراجع «توانى» .
[3] من م، في الأصل «صدى» .(11/20)
وكان ممن يفهم الحديث ويعرفه، سمع أبا الحسين أحمد بن عبد الله الأستراباذي وأبا سلمة محمد بن أحمد بن عبد العزيز السنى وأبا العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري وأبا جعفر محمد وأبا بكر أحمد ابني سلمان وغيرهم، روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد البلدي وأبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبى الحافظ وذكره في معجم شيوخه وقال: سمعته يقول [1] : أول ما كتبت الحديث سنة تسع وتسعين وثلاثمائة [وسمعته يقول: مولدي سنة 386-[2]] . وقال غيره: مات شعبة غداة يوم الجمعة الرابع من شهر شوال سنة اثنتين وستين وأربعمائة بنسف والقاضي أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم بن يمين بن كاتب الكاسني، سمع أبا ذر عمار بن محمد ابن مخلد التميمي وأبا بكر محمد بن الفضل وأبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الإسماعيلي وأبا نصر منصور بن محمد الحربي وجماعة، وسمع أبا بكر محمد ابن عمرو البزدوي العراقي تفسير محمد بن جرير الطبري، صاحب رأى، سماعه صحيح، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبى.
3372- الكاسي
بفتح الكاف وفي آخرها السين المهملة بعد الألف، هذه النسبة إلى كاس، وهو اسم لجد على بن محمد بن الحسن بن كاس النخعي الكاسي القاضي الكوفي، [3] من أهل الكوفة [3] ، يروى عن محمد ابن [3] على بن [3] عفان، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
__________
[1] في م: «وكان شعبة يقول» .
[2] من م، وليس في الأصل.
[3- 3] ليس في م.(11/21)
3373- الكاشْغري
بفتح الكاف [1] وسكون الشين المعجمة وفتح الغين وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بلدة من بلاد المشرق يقال لها:
كاشغر، وهي من ثغور المسلمين اليوم [2] ، خرج منها جماعة من أهل العلم في كل فن، والمشهور بالنسبة إليها أبو عبد الله الحسين بن على بن خلف ابن جبرائيل بن الخليل بن صالح بن محمد الألمعي الكاشغري، شيخ فاضل واعظ، ولكن أكثر رواياته وأحاديثه مناكير، واسمه الحسين، غير أنه عرف بالفضل، صنف التصانيف الكثيرة في الحديث لعلها تربى على مائة وعشرين مصنفا وعامتها مناكير [3] ، روى الحديث عن أبى عبد الله محمد ابن على بن محمد الصوري وأبى طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزار وأبى القاسم عبد العزيز بن على الأزجي وأبى عبد الله محمد بن على ابن عبد الرحمن الحسيني الكوفي وطبقتهم، روى عنه جماعة من القدماء، وحدثني عنه أبو نصر محمد بن محمود بن السره مرد الشجاعي وأبو سفيان محمد بن أحمد بن عبد الله بن العباس العبدوسى بسرخس، وما أظن أن أحدا حدثني عنه سواهما، وتوفى بعد سنة أربع وثمانين وأربعمائة وأما ابنه أبو الفتوح عبد الغافر بن الحسين الكاشغري فكان حافظا ثقة
__________
[1] بعدها الألف.
[2] وقال ياقوت: وهي مدينة وقرى ورساتيق، يسافر إليها من سمرقند، وهي في وسط بلاد الترك وأهلها مسلمون، وقد مر رسم (الكاجغرى) ص 9.
[3] وراجع لسان الميزان لابن حجر العسقلاني 2/ 305 والوافي بالوفيات للصفدى وطبقات المفسرين للسيوطي.(11/22)
مكثرا صدوقا، وأما أبوه فلم يكن كذلك، والابن كان خيرا من الأب بكثير، سمع الابن عن جماعة مثل أبى طاهر محمد بن عبد الملك الدندانقانى، وتوفى قبل الأب بعشر سنين، روى لي عنه أبو بكر هبة الله بن الفرج بهمذان وأبو عبد الله محمد بن أبى القاسم العوامانى [1] بمرو، وكانت له رحلة إلى الجبال والعراق وما جاوز بغداد وأبو المعالي طغرنشاه بن محمد ابن الحسين الكاشغري، سمع معى [2] الحديث الكثير بنيسابور من أبى عبد الله الفراوي وأبى/ القاسم الشحامي وأبى محمد عبد الجبار بن محمد الخواريّ وطبقتهم، وكان واعظا حسن الوعظ، سكن هراة ونفق سوقه عندهم، وصاهر بعض الأتراك، ولقيته بهراة في النوبة الثانية سنة ست وأربعين وخمسمائة، وسمع بقراءتي أجزاء، وسمّع أولاده وسمع بنفسه الصحيح مع والدي من أبى الوقت السجزى بروايته عن الداوديّ عن الحمويى عن الفربري عن البخاري، وكتب لي بخطه أحاديث يسيرة وسمعت منه ذلك.
3374- الكاغذي
بفتح الغين وكسر الذال المعجمتين، هذه النسبة إلى عمل الكاغذ- الّذي يكتب عليه- وبيعه، وهو لا يعمل في المشرق إلا بسمرقند، والمشهور بهذه النسبة أبو توبة سعيد بن هاشم الكاغذي السمرقندي، يروى عن عمرو بن عاصم الكلابي وقبيصة بن عقبة وأبى الوليد الطيالسي وغيرهم، وكان ممن جمع ورحل، مات سنة تسع وخمسين ومائتين [3] أو ابو الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن مت بن بحير
__________
[1] ليس «العوامانى» في م.
[2] م: «معنا» .
[3] في م «359» .(11/23)
الكاغذي، من أهل سمرقند أيضا، وإليه ينسب الكاغذ المنصوري المشهور ببلاد خراسان، سمع أبا سعيد الهيثم بن كليب الشاشي وأبا جعفر محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة الجمال وغيرهما، روى عنه أبو الحسن ابن خدام [1] وأبو إسحاق الأصبهاني وأبو بكر الحسن بن الحسين البخاري والإمام أبو بكر الشاشي نزيل هراة، وتوفى في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة بسمرقند وصاحبنا أبو على الحسن [2] بن ناصر الكاغذي، المعروف بالدهقان، إليه ينسب الكاغذ الحسنى الّذي لم يلحقه من سبقه في جودة الصنعة ونقاء الآلة وبياضها، كان يحضر المجالس التي أمليتها بسمرقند، وكان سديد السيرة، صدوق اللهجة، فقيها، سمع جماعة من العلماء وبلغ أوان الرواية [3] إن شاء الله [3] ومن القدماء أبو عمرو محمد بن خشنام [3] ابن أحمد بن خشنام [3] بن سعد الكاغذي، من أهل نيسابور، وكان من بيت العلم من الطرفين جميعا، فان أباه وجده كانا محدثين، وجده من قبل أمه أبو بكر بن زكريا الكاغذي كان من المحدثين، قد قدّمت ذكرهم، سمع جعفر بن أحمد بن نصر [4] الحافظ وعبد الله بن شيرويه وأبا قريش محمد ابن جمعة [3] بن خلف [3] وأقرانهما، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ [3] وذكره [3] وقال: حدث في آخر عمره، وتوفى سنة سبعين وثلاثمائة
__________
[1] م: «حزم» .
[2] م: «الحسين» كذا.
[3- 3] ليس في م.
[4] م: «ناصر» .(11/24)
وأبو أحمد حامد بن محمد بن أحمد بن جعفر الصوفي الكاغذي، من أهل نيسابور، سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ وقال: أبو أحمد صاحب اللسان والبيان، خرج إلى سجستان سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة [فصار خطيب الناحية، وتوفى بها سنة 356-[1]] .
3375- الكافوري
بفتح الكاف وضم الفاء وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى كافور- وهو من الطيب- وبيعه، والمشهور بهذه النسبة أبو زكريا يحيى بن عبد الملك بن أحمد بن شعيب الكافوري السدري [2] ، حلبى المولد والنجار، بغدادي المنشأ والمقام، كان ساكنا سليم الجانب عفيفا ذا سمت ووقار، صحب الشيخ حماد الدباس وانتفع بصحبته ولازمه، وكان قد جمع كلامه بعد وفاته، سمع أبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري وأبا على الحسن بن محمد بن عبد العزيز التككي [3] وغيرهما، سمعت منه أحاديث يسيرة، وكانت ولادته سنة ست وسبعين وأربعمائة بحلب وأبو إسحاق إبراهيم بن عيسى بن القاسم الكافوري، حدث بدمشق عن أبى سعد العدوي، روى عنه تمام بن محمد بن عبد الله الرازيّ الحافظ وأبو العباس أحمد ابن محمد بن [4] على بن [4] مهران بن عبد الله الكافوري الأصبهاني، كان من الجوالين الرحالة في طلب الحديث، سمع بأصبهان الوليد بن أبان، وبالعراق
__________
[1] من م.
[2] في م «الصوري» .
[3] من الأنساب 3/ 65، وفي الأصول «البككى» . وكنيته أبو محمد وهو بغدادي.
[4- 4] ليس في م.(11/25)
أبا بكر بن الباغندي وابا القاسم البغوي، ورد نيسابور أيام أبى بكر محمد بن إسحاق وأقام بها مدة، ثم إنه خرج إلى مرو وسكنها إلى أن توفى بها سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. [1]
3376- الكاكنى
بالألف بين الكافين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى كاكن، وظني أنها قرية من قرى بخارا [2] ، منها محمد بن على ابن أحمد بن أبى الليث الصكاك الكاكنى وابنه محمد بن محمد الكاكنى، سمعا الإمام يوسف بن حيدر بن لقمان الخميثنى وأبو محمد عبد الله بن بكر ابن أبان الكاكنى البخاري، يروى عن يحيى بن جعفر ومحمد بن إسماعيل البخاري، روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد المكيّ [3] .
3377- الكاكويي
بالألف بين الكافين المفتوحة والمضمومة [4] وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى كاكويه، وهي بلسان أهل پنج ديه: الأخ، عرف بهذا أحمد بن متويه، كانوا يقولون له «كاكويه أحمد» ، والمنتسب إليه أبو عمرو الفضل بن أحمد بن أبى أحمد
__________
[1] و (الكافي) لقب لقاضى الكرج أبى سعد سليمان بن محمد البلدي المتكلم، له تصانيف، حدث عن أبى بكر بن ماجة، توفى سنة 437- راجع المشتبه للذهبى ص 547 وغيره.
[2] قال ياقوت: (كاشكن) : الشين معجمة ساكنة والكاف مفتوحة ونون، من قرى بخارا!
[3] م: «المزي» .
[4] وبعد الكاف المضمومة واو.(11/26)
محمد بن متويه الكاكويي، شيخ صالح حسن السيرة، سمعه أبوه عن جماعة مثل أبى الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي وأبى سعد محمد ابن عبد الرحمن الجنزروذيّ وأبى نصر زهير بن الحسن بن على الجذامي [1] [2] وأبى حفص عمر بن أحمد بن [عمر بن-[3]] مسرور الزاهد وابى عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وأبى عثمان سعيد بن محمد البحيري و/ غيرهم، سمع منه والدي الكثير، وروى لي عنه أولاده [4] أبو الطيب المطهر وفاطمة وعائشة وعمى الإمام، ولى عنه إجازة، ووفاته ليلة عيد الفطر من سنة ست وخمسمائة بقرية الاكمالان، وولادته في سنة تسع وثلاثين وأربعمائة وابنه أبو الطيب المطهر، ذكرته في «المتويى» في حرف الميم.
3378- الكالفى
بفتح الكاف وكسر اللام والفاء، هذه النسبة إلى كالف، وهي قلعة حصينة تشبه بليدة على طرف جيحون على ثمانية عشر فرسخا من بلخ، والمشهور بالانتساب إليها الأديب [5] الكالفى، كان أديبا فاضلا، تعلم عليه جماعة من المشاهير الأدب، لقيته ببخارا أول ما وردتها، ذكر أنه سمع من القاضي أبى بكر محمد بن الحسن بن منصور النسفي وغيره، لم يتفق أنى سمعت منه شيئا [6] .
__________
[1] زيد في اللباب «ابن» .
[2] من م، في الأصل «الحذامى» .
[3] من م.
[4] من هنا إلى نهاية ترجمته سقط من م.
[5] زيد في م واللباب هنا «أبو» ثم البياض، ولم يسمه أبو سعد.
[6] وقال ياقوت في معجم البلدان: ذكره أبو سعد السمعاني في شيوخه.(11/27)
3379- الكالى
بفتح الكاف وفي آخرها اللام بعد الألف، هذه النسبة إلى كال، وهو اسم لجد أبى طاهر محمد بن أحمد بن محمد ابن مهران بن كال الجرجاني الكالى، المقيم بسمرقند، وسمع أباه وأبا سعد الخرجوشى وعلى بن أحمد بن شاهين بسمرقند، ومحمد بن عبد العزيز [1] ابن إدريس وأبا الفضل محمد بن أحمد الجارودي بهراة، وغيرهم، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبى الحافظ.
3380- الكامجَري
بفتح الكاف وسكون الميم [2] وفتح الجيم وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى كامجر، وهو لقب جد إسحاق المروزي، وهو أبو ... [3] إسحاق بن إبراهيم بن كامجر المروزي الكامجرى، وهو يعرف بإسحاق بن [أبى-[4]] إسرائيل [5] وابنه [محمد بن] إسحاق ابن إبراهيم بن كامجر المروزي الكامجرى، وهو مروزى الأصل سكن بغداد [6] ، قال أبو العباس بن عقدة الحافظ: توفى محمد بن إسحاق بن إبراهيم ابن أبى إسرائيل سنة ثلاث وتسعين ومائتين، قال: ورأيته عندنا بالكوفة وببغداد يخضب بالحمرة.
__________
[1] م: «عبد الله» .
[2] في اللباب «وفتح الميم» كذا.
[3] كذا بياض في الأصل، وليس البياض ولا قبله كلمة «أبو» في م، ولعله «أبو محمد» كما يعلم مما سيليه.
[4] من اللباب، وسقط من البقية.
[5] هنا بعض بياض في الأصل.
[6] ترجمته من تاريخ بغداد 1/ 243 رقمها 65.(11/28)
3381- الكامددى
بالدالين المهملتين، وقد رأيت في نسخة «الكامدزى» الأولى دال والأخرى زاي، والأشبه الأول، وهي من قرى بخارا، والمشهور بهذه النسبة أبو نصر محمد بن أحمد [بن محمد-[1]] بن نوح ابن صالح بن سيار الكامددى البخاري، كان والده أبو حامد [2] الكامددى على قضاء نسف مدة، وأبو نصر سمع أبا بكر محمد بن أحمد بن خنب البغدادي، وأبو حامد [2] أحمد يروى عن أبى نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الأستراباذي وأبى حسان عيسى بن عبد الله وغيرهما، روى أبو العباس المستغفري الحافظ عن أبى نصر الكامددى، وكانت ولادته سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة [3] ، ومات بعد سنة اثنتي عشرة وأربعمائة [4] ووالده أبو حامد أحمد ابن محمد بن [5] نوح بن صالح بن سيار الكامددى، كان يتولى عمل المظالم، يروى عن أبى نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الأستراباذي وأبى حسان عيسى ابن أحمد العثماني وغيرهما، وتوفى في شوال سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
3382- الكامِلي
هذه النسبة إلى الجد، منهم أبو يعلى حمزة بن محمد ابن محمد بن سليمان بن حاتم الكاملي، وهو ابن أبى عبيد بن أبى عمرو ابن أبى كامل، وأبو كامل كنية سليمان، من أهل نسف، كتب الحديث
__________
[1] من م واللباب وغيرهما، وسقط من الأصل.
[2- 2] ما بين الرقمين سقط من م.
[3] في م «235» كذا.
[4] في م «313» كذا.
[5] وقع في م «أحمد بن منيع بن» مصحفا.(11/29)
على كبر السن، قال المستغفري في التاريخ: أبو يعلى الكاملي كتب الحديث في كبر سنه عنى وعن جعفر بن محمد الفقيه التوبني وأبى جعفر محمد ابن على بن الحسين وأبى مروان عبد الملك بن سعيد بن إبراهيم وأبى الحسن محمد بن المكيّ وأبى محمد عبد الله بن أحمد بن الحسين الجوبقى وغيرهم من أصحاب الشيخ أبى يعلى، مات ليلة الثلاثاء، ودفن من يومه السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وأربعمائة، وقد بلغ من السن ستا وسبعين سنة أو نحوها.
وجماعة من غلاة الشيعة يقال لهم «الكاملية» وهم ينسبون إلى أبى كامل، والمنتسب إليه يقال له «الكاملي» ، وأبو كامل هو الّذي أكفر الصحابة بتركهم بيعة على رضى الله عنه، وأكفر عليا رضى الله عنه بتركه طلب حقه [1] .
3383- الكاودانى
بفتح الكاف والدال المهملة بعد الألف والواو وفي آخرها النون [2] ، هذه النسبة إلى كاودان، وظني أنها من قرى آمل
__________
[1] وأحمد بن الحسين الكاملي، صالح عالم، كتب عنه السلفي بصور وعلى ابن هبة الله بن عبد الصمد بن قاسم الصوري الكاملي، سمع أبا صادق المديني- مشتبه الذهبي.
وقال ياقوت: (كانم) بكسر النون، من بلاد البربر في أقصى المغرب في بلاد السودان، وقيل: كانم صنف من السودان، وفي زماننا هذا شاعر بمراكش المغرب يقال له «الكانمي» مشهود له بالإجادة، ولم أسمع شيئا من شعره ولا عرفت اسمه.
[2] بعد ألف أخرى.(11/30)
طبرستان، والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل ابن الحسن بن عطاء بن رستم الكاودانى الآملي، قدم جرجان [1] في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة [2] ، وروى عن أبى العباس أحمد بن الحسن بن عتبة الرازيّ وأبى بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السنى الحافظ، سمع منه جماعة.
3384- الكاوَرْدانى
بفتح الكاف والواو بينهما الألف وسكون الراء والدال المهملة المفتوحة بعدها ألف أخرى وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى كاوردان، وهي قرية من قرى طبرستان-[3] إن شاء الله [3] ، منها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن عطاء ابن رستم الكاوردانى الآملي [4] ، قدم جرجان في جملة المشايخ الذين وفدوا على الأمير شمس المعالي قابوس بن وشمكير في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، وكانت له رحلة إلى مصر، وكان رفيق أبى جعفر بن دلان إليها، سمع أبا العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازيّ ثم المصري وأبا بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السنى/ الحافظ، روى عنه الرئيس أبو المحاسن سعد بن محمد بن منصور الجولكى وأبو بكر محمد بن الحسن
__________
[1] ترجمته من تاريخ جرجان لحمزة السهمي ص 521 رقمها 882.
[2] في وفد من المشايخ إلى الأمير شمس المعالي قابوس- تاريخ جرجان، وسيأتي فيما يلي.
[3- 3] ليس في م.
[4] كذا كرر ترجمته في رسمين مختلفين وهما واحد، وتبعه ياقوت في معجم البلدان، وانتقد عليه ابن الأثير، وإنما نقلت ترجمته من تاريخ جرجان لحمزة السهمي.(11/31)
الحاجرى وأبو الفضل وأبو الحسن ابنا أبى سعد الإسماعيلي.
3385- الكاهِلى
هذه النسبة إلى بنى كاهل، والمنتسب إليه أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش الكاهلي [1] ، من أئمة الكوفة، كان أبوه من سبى دنباوند، رأى أنس بن مالك رضى الله عنه بواسط ومكة، روى عنه شبيها بخمسين حديثا، ولم يسمع منه إلا أحرفا معدودة، ولد في السنة التي قتل فيها حسين بن على- رضى الله عنه- سنة ستين، وقيل: إنه ولد قبل مقتل حسين بسنتين، وكانت فيه دعابة، مات سنة ثمان وأربعين ومائة [2] والبراء بن ناجية الكاهلي، يروى عن ابن مسعود رضى الله عنه، روى عنه سفيان بن عيينة وأبو حذيفة إسحاق بن بشر الكاهلي القرشي، أصله من بلخ، ومنشؤه ببخارى، سكن بغداد مدة وحدثهم بها، كان يضع الحديث على الثقات، ويأتى بما لا أصل له عن الأثبات مثل مالك وغيره، روى عنه البغداديون وأهل خراسان، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب فقط، قال إسحاق بن منصور الكوسج: قدم علينا أبو حذيفة وكان يحدث عن ابن طاوس والرجال الكبار من التابعين ممن ماتوا قبل حميد الطويل، قال: فقلنا له: كتبت عن حميد الطويل؟ ففزع وقال:
جئتم تسخرون بى! حميد يروى عن أنس رضى الله عنه، وجدي لم ير حميدا، فقلنا: أنت تروى عمن مات قبل حميد بكذا وكذا سنة؟ قال: فعلمنا ضعفه، وأنه لا يعلم ما يقول [3] والأزهر بن راشد الكاهلي، من أهل
__________
[1] منتسب إلى كاهل بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر- اللباب.
[2] ترجمته بسيطة في الكتب، وهو أشهر من أن يعرّف.
[3] كله من كتاب المجروحين والضعفاء لأبى حاتم ابن حبان 1/ 123.(11/32)
الكوفة، يروى عن أنس بن مالك رضى الله عنه، روى عنه مروان ابن معاوية الفزاري، وهو الّذي يروى عنه [1] العوام بن حوشب، كان فاحش الوهم وعباد بن كثير الثقفي الكاهلي، أصله من البصرة سكن مكة، وليس هذا بعباد بن كثير الرمليّ، قال أبو حاتم بن حبان: وقد قال أصحابنا إنهما واحد، روى عنه المحاربي والناس، قال مجيب بن موسى: كنت مع سفيان الثوري بمكة فمات عباد بن كثير فلم يشهد سفيان جنازته. [2]
3386- الكايَشكنى
بفتح الكاف والياء آخر الحروف بعد الألف ثم الشين المعجمة والكاف بعدها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى كايشكن، وهي قرية من قرى بخارا [3] ، منها أبو أحمد القاسم بن محمد ابن عبد الله بن حمدان الكايشكنى البخاري، يروى عن أبى على صالح بن محمد ونصر بن أحمد الكندي وغيرهما، روى عنه أبو نصر محمد بن أحمد ابن موسى البزاز.
باب الكاف والباء
3387- الكبارى
بكسر الكاف والباء الموحدة المفتوحة بعدهما
__________
[1] من م، وفي الأصل «عن» ، وراجع المجروحين 1/ 169 وتهذيب التهذيب 1/ 201 والجرح والتعديل 1/ 1/ 313.
[2] قال ابن الأثير: وصخر الغي بن حبيب بن سويد بن رياح بن كليب بن كعب ابن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة الكاهلي الهذلي الشاعر.
وقال: وقد فاته النسبة إلى كاهل بن عذرة بن سعد هذيم منهم جمرة بن النعمان العذري ثم الكاهلي: له صحبة، وهو أول من قدم من عذرة بالصدقة على النبي صلى الله عليه وسلم
[3] راجع ما مضى ص 26.(11/33)
الألف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى ذي كبار، وكبار، وأما ذو كبار فهو قيل من أقيال اليمن، وكان من ولده أبو عمرو عامر [1] ابن شراحيل بن عبد بن ذي كبار الكبارى، من أهل اليمن ووهب ابن منبه بن كامل بن سيج بن ذي كبار الكبارى، وكان من أبناء فارس والعالية بنت أيفع بن شراحيل بن ذي كبار، وقيل: ذو كبار بضم الكاف. [2]
3388- الكُبارى
بضم الكاف وفتح الباء الموحدة بعدهما الألف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى ذي كبار المذكور الأخير، الّذي سبق ذكره، وهو ذو كبار شراحيل الحميري، يحدث عن ابنه ابن ذي كبار- قال ذلك ابن دريد [3] ، وقال يحيى بن معين: امراة أبى إسحاق العالية بنت أيفع بن شراحيل بن ذي كبار وهو عمار.
3389- الكبَّاش
بفتح الكاف والباء المنقوطة بواحدة [4] المشددة [5] ، وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى الكبش- وهو نوع من الغنم- وتربيته، واشتهر بهذه النسبة جماعة من أهل العلم بديار مصر، منهم
__________
[1] الشعبي الإمام.
[2] وكان هذا الرسم قبل الرسم الماضي في النسخ، والرسمان نقلا هنا من ابن ماكولا في الإكمال.
[3] وفي الاشتقاق ص 427: عمار ذو كبار، والكبار: الكبير- بلغتهم، وهو الكبّار أيضا، وفي التنزيل «مكرا كبّارا» أي كبيرا.
[4] م: «الموحدة» .
[5] بعدها الألف.(11/34)
أبو العباس وهب بن جعفر بن إلياس بن صدقة الكبّاش، ذكره أبو زكريا يحيى بن على الطحان الحافظ وقال: يروى عن أبيه جعفر بن إلياس الكباش، روى عنه أبى- يعنى على بن محمد الطحاوي المصري [1] وأبو الحسين ذمر بن الحسين بن محمد البغدادي، يعرف بابن الكباش، ذكره أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب الحافظ في تاريخ بغداد [2] وقال: أبو الحسين ابن الكباش ذكر لنا أنه ولد ببغداد في سنة أربع وستين وثلاثمائة يوم مات المطيع، وسافر في حداثته إلى خراسان، فسمع بنيسابور من الحسن بن أحمد المخلدي وأحمد بن محمد بن عمرو الخفاف وأبى بكر الطرازي ومحمد بن عبد الله الجوزقى، وسمع بمرو من محمد بن الحسين الحدادي، وبسرخس عن زاهر بن أحمد الفقيه، وبأسفرايين من شافع ابن أحمد بن أبى عوانة، وبكشميهن من محمد بن المكيّ صحيح البخاري، قال: وسمعت ببغداد من أبى حفص بن شاهين والوليد بن بكر الأندلسى، وسمع من غير هؤلاء أيضا، كتبنا عنه من تخريج خرّج له بعض أصحاب الحديث ببلاد العجم، وكان يحفظ أحاديث يرويها من حفظه. ثم قال:
سمعنا من ذمر ببغداد في سنة سبع وثلاثين وأربعمائة، وخرج من عندنا إلى البصرة في/ ذلك الوقت وغاب عنا خبره [3] . [4]
__________
[1] قال ابن ماكولا: مصرى حدث عن أصبغ بن الفرج ونعيم بن حماد، روى عنه أبو الحسن على بن محمد المصري والطبراني وغيرهما.
[2] 8/ 398 رقم الترجمة 4501.
[3] قال ابن ماكولا: وكان ينتحل الكلام.
[4] وإسحاق بن إبراهيم الكباش، ذكره ابن يونس وزعم أن له تاريخا- الإكمال.(11/35)
3390- الكَبْرى
بفتح الكاف وسكون الباء الموحدة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الكبر، وهو لقب حفص بن عمر بن حكيم الكبرى، الملقب بالكبر، يقال بالفاء: الكفر، حدث عن هشام بن عروة وعمرو بن قيس الملائى، روى عنه على بن حرب الطائي ومحمد بن غالب التمتام، وتكلموا فيه، قال أبو [1] أحمد عبد الله بن عدي الحافظ: حفص ابن عمر، لقبه الكبر، حدث عن عمرو بن قيس الملائى عن عطاء عن ابن عباس أحاديث بواطيل [2] .
3391- الكبشي
بفتح الكاف وسكون الباء الموحدة وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى موضع ببغداد يقال له «الكبش» وراء الحربية، وبه قبر إبراهيم بن إسحاق الحربي، والمشهور بالانتساب إلى هذا الموضع أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الصباح بن يزيد ابن شيرزاذ الكبشي الهروي، قال أبو بكر الخطيب الحافظ [3] : نسب إلى الموضع المعروف بالكبش [4] وهو هروي الأصل [4] سمع أبا العباس البرتي القاضي وإبراهيم بن إسحاق الحربي ومعاذ بن المثنى العنبري وأحمد بن القاسم
__________
[1] زيد هنا في م «حاتم» كذا.
[2] وأحمد بن أبى الفائز الشروطي، يعرف بابن الكبرى، سمع ابن الحصين، مات سنة 593 وإبراهيم بن عقيل الكبرى، منهم، من شيوخ الخطيب- مشتبه الذهبي ص 541.
[3] في تاريخ بغداد 4/ 364.
[4-) ] من م، ومثله في تاريخ بغداد، وفي الأصل موضعه «وراء الحربية وبه» .(11/36)
ابن مساور الجوهري ونحوهم، روى عنه أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار وأبو بكر أحمد بن محمد بن أبى درة السقاء الحربي، وكان ثقة صدوقا، مات في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وإبراهيم الكبشي المعدل، كان عنده حديثان: أحدهما عن الحكم بن موسى، والآخر عن هناد بن السري، ومات في سنة سبع وتسعين ومائتين وأبو محمد عبيد الله [1] بن أحمد ابن كوهى الكبشي- ذكرته في «كوهى» [2] وأبو عمرو عثمان بن عبدويه ابن عمرو البزاز الكبشي، من أهل بغداد [3] ، كان ثقة صدوقا، سمع على ابن شعيب السمسار وعلى بن سهل البزاز وعبد الله بن أبى سعد الوراق ومحمد بن عبيد الله المنادي والحسن بن على بن عفان العامري وعبد الرحمن ابن محمد بن منصور الحارثي وكثير بن شهاب القزويني وإبراهيم بن إسحاق الحربي، روى عنه أبو بكر بن أبى موسى القاضي وأحمد بن الفرج بن الحجاج والحسن بن على بن أحمد بن عون الحربي، مات في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة [4] .
__________
[1] م: «عبد الله» .
[2] ولم أجد هذا الرسم.
[3] ترجمته من تاريخ بغداد 11/ 299.
[4] وفي المشتبه للذهبى ص 541: وأحمد بن على بن نصر الكبشي، عن النجاد.
وقال ياقوت في معجم البلدان: وهو أبو نصر، روى عن النجاد وأبى بكر محمد ابن عبد الله الشافعيّ وقال ياقوت: وأبو حفص عمر بن أحمد بن على بن نصر ابن على الكبشي، من أهل الحربية، حدث عن أبى القاسم عبد الله بن أحمد(11/37)
3392- الكُبِندَوى
بضم الكاف- وقيل بفتحها وهو الأصح- وكسر الباء الموحدة [1] وسكون النون وفتح الدال المهملة، هذه النسبة إلى كبندة معقل، وهي قرية من قرى نسف، منها أبو إسحاق إبراهيم ابن الأشرس الضبيّ الكبندوى، يروى عن أبى عبيد القاسم بن سلام وغيره من القدماء، قديم الموت وأبو الليث نصر بن المنذر بن جرير النسفي الكبندوى، رحل إلى خراسان والعراق والحجاز والشام والمصر، وغرق في البحر، سمع قتيبة بن سعيد وأبا مصعب أحمد بن أبى بكر الزهري وهشام بن عمار الدمشقيّ ومحمد بن رمح التجيبي- ذكره أبو العباس المستغفري في تاريخ نسف، ثم قال: مات غريقا في البحر في الرحلة [2] ، كتب عنه الغرباء- وجدت ذلك مكتوبا بخط محمد بن زكريا ومن المتأخرين أبو بكر محمد بن باناز [3] [4] بن أميرك بن شاه الكبندوى، إمام فاضل، يروى عن أحمد بن جعفر النسفي المعروف بشعبة الحافظ وأحمد بن محمد ابن الحسن الدلال الكسبوى، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي، ولد سنة ثلاثين وأربعمائة، وتوفى بنسف يوم الأحد الثالث من
__________
[ () ] ابن يوسف، سمع منه جماعة، وتوفى في جمادى الأولى سنة 589.
[1] وقال ياقوت: بفتح أوله وثانيه.
[2] وقع في م «الدجلة» .
[3] كذا في الأصل في المواضع كلها، وفي اللباب «مانان» وفي م هنا «مايار» .
[4] من هنا إلى نهاية ترجمته ليس في م، ولعل الإسقاط هو الصواب لأنه سيأتي من النسخ كلها في ترجمة أخيه نهاية الرسم أنه ولد سنة 430 ومات(11/38)
صفر سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، عاش ثلاثا وستين سنة وهو جد صاحبنا أبى بكر محمد بن أحمد بن محمد بن باناز [1] الكبندوى، شاب حريص على طلب العلم، كان يسمع معنا بسمرقند، ثم سمع معنا كتاب الجامع الصحيح لعمر بن محمد البجيري من أبى نصر أحمد بن عبد الجبار البلدي وغيره بنسف وأخو [2] السابق ذكره أبو محمد بن بكر بن باناز [1] بن أميرك بن شاه ابن نصر بن الشعبي بن سمعان النسفي الكبندوى، سمع السيد أبا الحسن محمد ابن محمد بن زيد الحسيني، سمع منه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد ابن إسماعيل النسفي الحافظ وقال: بكر بن باناز [3] الكبندوى، سمع الكثير من الأحاديث بسمرقند، وأسمع ووعظ مدة في محلة نهر القصارين، [4] وكانت ولادته في سنة ثلاثين وأربعمائة، ووفاته بنسف في الثالث من صفر سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، عاش ثلاثا وستين سنة [4] .
3393- الكَبُوذَنْجَكَثى
بفتح الكاف وضم الباء المنقوطة بواحدة [5]
__________
[ () ] سنة 493 وعاش 63 عاما. وأورد ابن الأثير ترجمة الأول دون الأخير وسيأتي.
[1] في م هنا «مامار» .
[2] م «أخوه» كذا.
[3] في م هنا «مايار» .
[4- 4] ما بين الرقمين مولده ووفاته ومدة عمره قد مر في ترجمة أخيه بعينه، ولم يكن هناك في م، والله أعلم أين هو موضعه الحقيقي، ويعلم من إيراده في الأصل في الموضعين كليهما أن إسقاطه من الترجمة السالفة هو الصواب، كما نبهت عليه.
[5] بعدها الواو.(11/39)
وفتح الذال المعجمة وسكون النون وفتح الجحيم والكاف وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى كبوذنجكث، وهي من مدن سمرقند، هكذا ذكره أبو سعد الإدريسي وقال: هي على فرسخين من سمرقند، خرج منها جماعة، منهم أبو بكر محمد بن على بن النعمان بن سهل بن إسرائيل ابن جعفر بن إسحاق الكبوذنجكثى من مدن سمرقند، كان أمين الحكام بتلك الناحية، يروى عن أبيه وإبراهيم بن حمدويه الإشتيخني وغيرهما، سمع منه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي، مات بكبوذنجكث سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، وأخته فاطمة بنت على بن النعمان الكبوذنجكثية، روت [1] عن أبيها والنضر بن رسول البردادى، قال الإدريسي: كتبنا عنها بكبوذنجكث، وكان سماعها صحيحا، ماتت بكبوذنجكث/ بعد الثمانين والثلاثمائة وأبو إسحاق إبراهيم بن نصر بن عنبر بن جرير بن محمد ابن شاهويه الضبيّ الكبوذنجكثى، وأصله من مرو، وكان كثير الحديث مستقيم الرواية، يروى عن أحمد بن نصر العتكيّ وعبد الله بن عبد الرحمن الدارميّ وسعيد بن هاشم الكاغذي وأبى داود سليمان بن معبد السنجى وعلى بن خشرم المابرسامي وعلى بن النضر المروزي وغيرهم، روى عنه جماعة، وكان سنيا فاضلا ثقة، مات في شهر ربيع الأول سنة خمس عشرة وثلاثمائة وأبو جعفر محمد بن جعفر بن الأشعث الكبوذنجكثى كان فاضلا ثقة، له رحلة وعناية في طلب الحديث، جمع الكثير، وحدث وأفاد الناس، يروى عن أبى حاتم الرازيّ ويحيى بن أبى طالب
__________
[1] م: «تروى» .(11/40)
ومحمد بن الجهم السمري وعبد الله بن روح المدائني ومحمّد بن عبد بن حميد الكشي وجماعة من أهل العراق وخراسان، روى عنه أبو نصر أحمد بن أبى سعد الزراد وجعفر بن محمد بن شعيب الكرابيسي وغيرهما.
3394- الكبوذى
بفتح الكاف وضم الباء المفتوحة بواحدة [1] وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى كبوذ، وهي قرية من قرى سمرقند بقرب فاران على أربعة فراسخ من سمرقند معروفة مشهورة، منها سعيد ابن رجب، أخو موسى بن رجب الكبوذى، يروى عن محمد بن حمزة السمرقندي، [2] روى عنه أحمد بن صالح بن عجيف السمرقندي [2] وموسى ابن رجب الكبوذى أخو سعيد بن رجب، يروى عن عبد بن حميد الكشي وغيره، روى عنه أحمد بن صالح بن عجيف الكاتب.
3395- الكبلانى
بفتح الكاف وسكون الباء المنقوطة بواحدة [3] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى كبلان، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو بكر المبارك [2] بن المبارك [2] بن أحمد [4] بن الحسن [4] ابن الحسين بن كبلان السقلاطونى الكبلانى، من أهل بغداد، من ساكني باب البصرة، شيخ صالح، من أهل الستر والصلاح والأمانة، من أولاد المحدثين، سمع أبا المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال المقرئ، كتبت
__________
[1] م: «الموحدة» .
[2- 2] سقط من م.
[3] م: «الموحدة» . وبعدها اللام ألف.
[4- 4] ليس في م واللباب.(11/41)
عنه أحاديث يسيرة، وكانت ولادته في سنة أربع وثمانين [1] وأربعمائة، وتوفى في رجب سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
3396- الكبيري
بفتح الكاف وكسر الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى كبير، وهو اسم جماعة، منهم ابن خطل الكبيري، الّذي قتل يوم فتح مكة، وهو من ولد كبير بن تيم الأدرم بن غالب، من ولده هلال بن عبد الله المعروف بابن خطل المقتول يوم الفتح وهو متعلق بأستار الكعبة، وقيل: هلال ابن خطل بن عبد الله بن عبد مناف بن أسعد بن جابر بن كبير الكبيري وضرار بن الخطاب بن مرداس بن كبير الفهري الكبيري، فارس قريش وشاعرهم.
وكبير بن هند بن طابخة بن لحيان بن هذيل، من ولده أسامة ابن عمير الهذلي، له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وابنه أبو المليح عامر بن أسامة بن عمير الكبيري الهذلي، يروى عن أبيه، روى عنه جماعة.
وكبير بطن من أسد، وهو كبير بن غنم بن دودان بن أسد، من ولده عبد الله بن جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة ابن كبير الكبيري، قتل يوم أحد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي الأسماء: أبو كبير ثابت الهذلي، الشاعر المعروف وجنادة ابن أبى أمية، اسم أبى أمية: كبير.
__________
[1] وقع في اللباب «ثلاثين» خطأ.(11/42)
وبقرب جيحون مما يلي بخارا قرية يقال لها الكبير- يعنى بالعجمية «ديه بزرگ» ، منها أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مسلم القرشي الكبيري، من أهل بخارا، يروى عن محمد بن بكر البغدادي سمع منه بآمل جيحون، روى عنه محمد بن نصر بن إبراهيم الميداني. [1]
3397- الكُبَيسى
بضم الكاف وفتح الباء المنقوطة بواحدة [2] وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها [3] وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى كبيسة، وهي بليدة على طرف برية السماوة على أربعة فراسخ من هيت مما يلي الفرات، نزلت بها وبت بها ليلة منصرفي من الشام، وكتبت بها عن جماعة من أهلها مثل أبى محمد مسلم بن يوسف بن خلف الكبيسى، وكان شيخا مستورا وأبو عامر ياسين بن جندل بن عامر الكبيسى المرثدي، وكان صالحا سليم الجانب، سألته عن اسمه فقال: اسمى «ياسين والقرآن الحكيم» .
باب الكاف والتاء
3398- الكُتامي
بضم الكاف وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها [4] وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى كتامة، وهي قبيلة من البربر نزلت
__________
[1] وراجع الإكمال لابن ماكولا.
[2] م: «الموحدة» .
[3] م: «الياء التحتانية» .
[4] م: «التاء المثناة» .(11/43)
ناحية من بلاد المغرب، منها أبو على الحسن بن سعد بن إدريس بن خلف ابن رزين [1] بن كسيلة بن مليكة البربري الكتامي [2] ، من أهل المغرب، رحل إلى اليمن وروى عن بقي من مخلد الأندلسى وإسحاق بن إبراهيم الدبرى وغيرهما، كتب الحديث، ورحل إلى الصنعاء، وتوفى بالمغرب سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. [3]
3399- الكَتّاني
بفتح الكاف وتشديد التاء المفتوحة وفي آخر النون، هذه النسبة إلى الكتان- وهو نوع من الثياب- وعمله، والمشهور بهذا الانتساب محمد [4] بن الحسين الكتاني، [يروى عن يحيى ابن عثمان وطبقته، روى عنه ابن برد وطبقته وأحمد بن عبد الواحد الكتاني، عن نصر بن مرزوق، كذلك قاله عبد الغنى، وهو أحمد ابن محمد بن عبد الواحد الكتاني-[5]] يزعم أنه من موالي عمر بن الخطاب
__________
[1] وقع في م «رزيق» .
[2] ذكره ابن ماكولا فيمن اسم جده (كسيلة) ومنه نقله أبو سعد واستدرك هذا الرسم.
[3] وقال ابن الأثير: فاته نسب يحيى بن بختيار بن عبد الله، أبو زكريا الشيرازي الكتامي، نسب إلى أمه كتامة العالمة، روى عن نصر بن إبراهيم الزاهد، روى عنه الحافظ أبو القاسم ابن عساكر، توفى في منتصف رجب سنة سبع وخمسين وخمسمائة.
[4] زيد في الأصل وحده «بن محمد» خطأ.
[5] من م والإكمال المنقول عنه، وسقط من الأصل.(11/44)
رضى الله عنه، يكنى أبا الحسن، حدث عن على بن زيد الفرائضى ويونس ابن عبد الأعلى وغيرهما، توفى سنة ست وعشرين وثلاثمائة، ولم يكن بذاك- قاله ابن يونس وفضيل بن الحسن المعافري [أبو العباس، روى عنه عبد الغنى وأبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير بن مهران-[1]] الكتاني المقرئ، مكثر ثقة، سمع البغوي وابن صاعد وابن أبى داود وخلقا كثيرا [2] ، و [هو] أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير ابن هارون بن مهران الكتاني المقرئ،/ مقرئ أهل بغداد في عصره، سمع أبا سعيد العدوي وأبا حامد الحضرميّ وأبا القاسم البغوي وابن صاعد وغيرهم، روى عنه الأزهري والخلال والتنوخي وأبو الحسن بن النقور وأبو محمد بن هزارمرد الصريفيني وأبو الحسين بن المهتدي باللَّه الهاشمي وجماعة، وآخر من روى عنه البغوي، وكان ثقة صدوقا، قيل إن كتابه بقراءة عاصم عن ابن مجاهد فيه بعض النظر، وكانت ولادته في سنة ثلاثمائة، وتوفى في رجب سنة تسعين وثلاثمائة ومحمد بن الحسن المذحجي الأندلسى القرطبي [3] ، يعرف بابن الكتاني، أديب شاعر طبيب، له في الطب رسائل وكتب في الأدب، عاش بعد سنة أربعمائة مدة- قاله الحميدي [4] وأبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن على بن سلمان
__________
[1] من الإكمال، وسقط من الأصول.
[2] هنا انتهت ترجمته من الإكمال فما بعده فأرده من تاريخ بغداد 11/ 269.
[3] وفي نسخة من الإكمال المأخوذ منه ما هنا: «هو الّذي قرأ عليه ابن حزم المنطق» .
[4] في الإكمال: قاله لنا الحميد عن أبى محمد بن حزم.(11/45)
ابن عبد العزيز بن إبراهيم بن الكتاني الدمشقيّ، حافظ مكثر متقن، يروى عن تمام بن محمد بن عبد الله الرازيّ وطبقته، وقال ابن ماكولا:
كتبت عنه وكتب عنى، سمع منه أبو بكر الخطيب الحافظ، وروى لنا عنه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي الحافظ [1] وأبو عبد الله محمّد [2] بن طلحة بن على بن الصقر بن عبد المجيب الكتاني، من أهل بغداد، سمع أبا عمر بن حيويه ومحمد بن زيد بن على بن مروان الأنصاري وأبا القاسم بن حبابة وأبا طاهر المخلص والقاضي أبا بكر بن أبى موسى الهاشمي، كتبت عنه [3] ، وكان صدوقا دينا من أهل القرآن، وكانت ولادته في صفر سنة أربع وستين وثلاثمائة، ومات في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة ودفن بمقبرة الشونيزى ووالده أبو القاسم طلحة بن على بن الصقر بن عبد المجيب بن عبد الحميد الكتاني، من أهل بغداد، سمع أحمد بن سلمان النجاد وأحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي وأبا بكر محمد بن عبد الله الشافعيّ ودعلج بن أحمد السجزى وجماعة سواهم، ذكره أبو بكر الخطيب [4] وقال: كتبنا عنه، وكان ثقة صالحا
__________
[1] وفي نسخة من الإكمال: «قال لنا الدمشقيّ: توفى في جمادى الأولى سنة ست وستين وأربعمائة» . ولم يذكره الخطيب في تاريخ بغداد، مات بعد الخطيب بثلاث سنين.
[2] زيد في الأصل وحده «بن محمد» خطأ.
[3] قول الخطيب في تاريخ بغداد 5/ 384.
[4] في تاريخ بغداد 9/ 352- 53.(11/46)
ستيرا [1] دينا، وكانت ولادته في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، ومات في ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة ودفن في مقربة الشونيزى وأبو بكر محمد بن على بن جعفر الكتاني، أحد مشايخ الصوفية [2] ، سكن مكة، وكان فاضلا نبيلا حسن الشارة، حكى عن أبى سعيد الخراز وجنيد ابن محمد وغيرهما، قال أبو محمد المرتعش: [الكتاني سراج الحرم، وقال ابن شاذان: كان يقال-[3]] ختم الكتاني في الطواف اثنى عشر ألف ختمة، وكان الكتاني يقول: التصوف خلق، من زاد عليك في الخلق زاد [4] عليك في التصوف، وكان يقول: لولا أن ذكره عليّ فرض ما ذكرته إجلالا له، مثلي يذكره ولم يغسل فمه بألف توبة متقبلة، وقال الكناني:
كنت أنا وأبو سعيد الخراز وعباس بن المهتدي وآخر- لم يذكره- نسير بالشام على ساحل البحر إذا شاب يمشى، معه محبرة، ظننا أنه من أصحاب الحديث فتثاقلنا به فقال له أبو سعيد: يا فتى! على أي طريق تسير؟ فقال: ليس أعرف إلا طريقين [طريق الخاصة وطريق العامة-[5]] أما طريق العامة فهذا الّذي أنتم عليه، وأما طريق الخاصة فبسم الله- وتقدم إلى البحر ومشى حيالنا على الماء، فلم نزل نراه حتى غاب عن
__________
[1] م: «مستورا» .
[2] ترجمته من تاريخ بغداد 3/ 74- 76.
[3] من تاريخ بغداد.
[4] في الأصل وحده «فقد زاد» .
[5] من تاريخ بغداد، وقد سقط من الأصول.(11/47)
أبصارنا. وكان الكتاني صحب الخراز وعمر المكيّ، ومات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. [1]
باب الكاف والثاء
3400- الكَثَّوى
بفتح الكاف وتشديد الثاء المنقوطة بثلاث [2] ، هذه النسبة إلى كثة، وهي قرية من قرى بخارا على أربعة فراسخ منها [3] ، اجتزت بها وقت خروجي من سرمارى إلى مغكان، والمشهور بالنسبة إليها أبو أحمد الكثوى، يروى عن أبى بكر محمد بن على بن إسماعيل القفال الشاشي الإمام.
3401- الكَثِيري
بفتح الكاف وكسر الثاء المثلثة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى كثير، وهو اسم رجل، والمنتسب إليه أبو الفضل جعفر بن الحسن بن منصور البياري الكثيري، وإنما عرف بهذه النسبة لأن جده لأمه أبا القاسم كثيرا كان عارضا لمحمود بن سبكتكين [4] فنسب إليه، وهو من أهل بيار، وعرف
__________
[1] وراجع المشتبه ص 543- 544 فان الذهبي أورد أسماء كثيرين ينتسبون بالكتانى. وقال فيه: (الكتبي) إلى بيع الكتب، وهو إبراهيم بن يوسف ابن خته الموصلي الكتبي شيخ معمر، مات سنة 592، وجماعة.
[2] م: «المثلثة» .
[3] وسيأتي (الكثى) ص 49.
[4] أي كان عارض جيشه، ومحمود هذا غزنوي من كبار سلاطين الإسلام.(11/48)
بالناصحي، كان شيخا فاضلا عالما بالأدب والشعر وتعبير الرؤيا، وكان يحفظ من أشعار المتقدمين والمتأخرين شيئا كثيرا، سمع بنيسابور أبا سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري والأديب أبا القاسم أسعد ابن على البارع الزوزنى وطبقتهما، لقيته أولا بمرو، ثم بخارا، ثم بسمرقند، وكتبت عنه شيئا من شعره، ومن جملة ما أنشدنى إملاء من حفظه لنفسه بسمرقند- وكان قد أخبر بقتل ابنه:
توالت عمومى فلم لا تولت ... وحلت همومي فلم لا تجلّت
ووعد الإله وقول النبي ... إذا ما الهموم توالت تولت
وكانت ولادته في رجب سنة إحدى وسبعين وأربعمائة ببيار، ومات ببخارا في سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة ومن القدماء أبو عبد الرحمن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن كثير بن الصلت المديني الكثيري، من أهل مصر لسكناه بها، قال أبو سعيد بن يونس:
هو مدينى قدم مصر وحدث بها، وخرج إلى الإسكندرية وحدث بها أيضا، وكانت وفاته سنة اثنتين وستين ومائتين، يروى عن إسماعيل ابن أبى أويس، قال ابن أبى حاتم [1] : كتبت عنه بالمدينة، ومحله الصدق.
3402- الكَثِّى
بفتح الكاف وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى كث، وهي قرية من قرى بخارا، اجتزت بها [2] ، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم أبو على الحسين بن فارس الفقيه الكثى، سمع أحمد
__________
[1] في الجرح والتعديل ج 3 ق 2 ص 187.
[2] وراجع ما مضى ص 48.(11/49)
ابن سهل البخاري وأبا بكر محمد بن عبد الله بن يزداذ الرازيّ وأبا بكر أحمد بن سعد بن بكار وأبا صالح خلف [1] بن محمد الخيام وغيرهم، مات في ذي القعدة سنة ست وتسعين وثلاثمائة.
باب الكاف والجيم
3403- الكَجّى
بفتح الكاف والجيم المشددة، هذه النسبة إلى الگچ، وهو الجص، اشتهر بهذه النسبة أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ابن مسلم بن ماعز [2] بن كش البصري الكجي الكشي، من أهل البصرة، كان من ثقات المحدثين وكبارهم، عمّر حتى حدث بالكثير، وقيل له «الكجي» قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي: سمعت أبا القاسم الشيرازي يقول: إنما لقب بالكجى لأنه كان بنى دارا بالبصرة فكان يقول «هاتوا الگچ» وأكثر من ذلك فلقب بالكجى، ويقال «الكشي» ، والگچ بالفارسية الجص: قلت: وظني أن «الكشي» منسوب إلى جده الأعلى كش- والله أعلم- فانى رأيت نسبه حسب ما سقته أولا في كتاب أبى الفضل الفلكي لألقاب المحدثين [3] ، سمع مسلم بن إبراهيم وعفان بن مسلم
__________
[1] م: «خليفة» .
[2] وقع في اللباب «باغر» كذا.
[3] قال ياقوت الحموي: قال أبو موسى الحافظ: بخوزستان قرية يقال لها «زير گچ» وأظن أن أبا مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي منسوب إليها- ثم ذكر في تقوية هذا القول قول كعب بن معدان الأشقري صاحب المهلب ابن أبى صفرة وكان قد شهد حروب خوارج بخوزستان فارس فيه ذكر موضع(11/50)
وعمرو بن حكام [1] ومحمد بن كثير العبديّ وعمرو بن مرزوق وطبقتهم من قدماء البصريين، روى عنه جماعة كثيرة مثل أبى بكر عمر بن أحمد النهاوندي وأبى بكر أحمد بن جعفر بن حمدان [1] القطيعي وهو آخر من روى عنه [2] وأما القاضي الإمام أبو القاسم يوسف بن أحمد بن كج الدينَوَريّ الكجي فنسب إلى جده، كان أحد أئمة أصحابنا الكبار، وممن يضرب به المثل في حفظ المذهب، ولما دخل عليه أبو على الحسين ابن شعيب السنجى منصرفا من عند أبى حامد أحمد بن أبى طاهر الأسفرايينى وسمع درسه قال له: يا أستاذ! الاسم لأبى حامد والعلم لك، لم ذلك؟
فقال أبو القاسم: رفعته بغداد وحطتنى الدينور- يعنى رفع ذكره بغداد وكثرة الخلق بها، وبقي ذكرى خاملا لصغر بلدي. سمع ببلدة الدينور، روى عنه أبو حمنة [3] محمد بن أحمد بن أبى جعفر الحنظليّ الخلمى البلخي، قرأت بخط والدي: قتل القاضي أبو القاسم بن كج بالدينور ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان سنة خمس وأربعمائة، قتله العيارون من القصابين، قال:
زلزلت الدينور قبل قتله بسبع سنين في شهر رمضان سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، وقيل: مات تحت الهدم أربعون ألف نسمة.
__________
[ () ] «گچ» والله أعلم ولعل الصواب ما ظنه السمعاني.
[1- 1] ما بين الرقمين سقط من م.
[2] راجع لترجمته وأحواله تاريخ بغداد 6/ 120- 124 وغيره من كتب الرجال، كان من مواليد سنة مائتين، وتوفى سنة اثنتين وتسعين ومائتين ودفن بالبصرة.
[3] م: «أبو حميد» .(11/51)
باب الكاف والحاء
3404- الكحَّال
بفتح الكاف والحاء المهملة المشددة بعدهما الألف وفي آخرها اللام، هذه النسبة لمن يكحل العين ويداويها، واشتهر بهذه النسبة أبو سليمان إسماعيل بن سليمان الكحال البصري الضبيّ، يروى عن ثابت [البناني] وعبد الله بن أوس، روى عنه أبو عبيدة الحداد والنضر ابن شميل ويحيى بن كثير العنبري [1] ومحمد بن عبد الله الأنصاري، سمع منه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان [2] ، وقال أبو حاتم: هو صالح الحديث [3] .
3405- الكَحونى
هذه النسبة إلى قرية كحون [4] ، منها النضر ابن عبد العزيز الكحونى والد هذيل بن النضر، يروى عن عيسى بن موسى غنجار، روى عنه ابنه الهذيل بن النضر الكحونى.
3406- الكُحلى
بضم الكاف وسكون الحاء المهملة وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى الكحل [5] وعمله [5] وبيعه، واشتهر [6] بهذه النسبة أبو بكر محمد
__________
[1] وقع في م «العبديّ» .
[2] كذا، وفي الجرح والتعديل ج 1 ق 1 ص 177 بعد ذكر شيوخه: سمعت أبى وأبا زرعة يقولان ذلك.
[3] وفي الأصل هنا بياض.
[4] هذا الرسم كذا في الأصول، وفي اللباب بالراء مكان الواو «الكحرنى» نسبة إلى «الكحرن» ولعله قد راعى ترتيب الهجاء- والله أعلم.
[5- 5] ليس في م.
[6] م: «والمشهور» .(11/52)
ابن أحمد بن على الأديب النيسابورىّ الكحلي، من أهل نيسابور، سمع الحسين بن الفضل البجلي وأقرانه، كان روى كتب الأدب بالسماع، وقد رأيته غير مرة ولم أكتب عنه، روى عنه أبو زكريا العنبري وغيره، مات سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.
3407- الكُحْلانى
بضم الكاف وسكون الحاء المهملة [1] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى كحلان، وهو بطن من رعين، والمشهور بهذه النسبة الحسن بن زيد بن وفاء بن زيد بن تفضل بن شراحيل بن إياد ابن ذي شجر بن كحلان بن شريح بن الحارث بن مالك بن رعين الرعينيّ ثم الكحلانى، كان على شرط مصر لأيوب بن شرحبيل [2] الأصبحي أمير مصر لعمر بن عبد العزيز، توفى في رجب سنة تسع وتسعين. [3]
باب الكاف والدال
3408- الكَدكى
بالدال المهملة بين الكافين المفتوحتين [4] ، هذه
__________
[1] بعدها اللام ألف.
[2] من م واللباب وهو الصواب، وكان في الأصل «شراحيل» وراجع النجوم الزاهرة في تاريخ مصر والقاهرة لابن تغرى بردي وكتاب الولاة والقضاة، توفى أيوب هذا سنة 101 بمصر.
[3] وقال ياقوت: وكحلان- بضم الكاف وفتحها، من أشهر مخاليف اليمن، وفيه «بينون» و «رعين» وهما قصران عجيبان- إلخ.
[4] كذا، والظاهر أن الكاف الثانية مكسورة.(11/53)
النسبة إلى كدك [1] ، منها أبو محمد عبد الله بن أبى بكر بن عبد الله الغازي الكدكى، من أهل سمرقند، صهر الإمام عمر الفراء، يروى عن أبى طاهر محمد بن على ابن محمد بن بويه الحافظ البخاري، روى عنه أبو حفص عمر بن أبى بكر ابن أبى الأشعث الفراء. وتوفى في شعبان سنة إحدى وسبعين وأربعمائة ودفن بجاكرديزه.
3409- الكَدَنى
بفتح الكاف والدال المهملة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى كدن، وهي قرية من قرى [سمرقند-[2]] ، منها الإمام أبو أحمد عبد الله بن على بن الشاه الكدني، كان إماما فاضلا، خرج إلى الاستسقاء بسمرقند فصعد المنبر وأصعد معه علويين، فكشف رأسه وقال: يا ربنا! أرقنا ماء وجهنا بالمعاصي، ولكن أخبرنا الساعة في جمعنا [3] في سكة المجوس فكانوا ينظرون إلينا وعرفوا أنا خرجنا للاستسقاء، فلا تخجلنا في وجوه الأعداء! فما برحوا حتى سقوا، ولد في سنة اثنتين وأربعمائة، ومات في رجب سنة ثلاث وثمانين [4] وأربعمائة،
3410- الكُدوشى
بضم الكاف والدال المهملة بعدهما الواو وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى الكدوش، وهو اسم لجد أبى الطيب محمد بن جعفر بن أحمد بن عيسى الكدوشى الوراق، يعرف بابن
__________
[1] قال ياقوت: بالفتح ثم السكون وكاف أخرى، من نواحي سمرقند فيما أحسب.
[2] من معجم البلدان لياقوت، وفي الأصول بياض.
[3] م: «تجمعنا» .
[4] وقع في اللباب «ثلاثين» .(11/54)
الكدوش [1] ، من أهل بغداد [2] ، سمع حامد بن محمد بن شعيب البلخي ومفضل ابن محمد الجندي وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابورىّ، وحدث بشيء يسير، روى عنه عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق، قال محمد بن أبى الفوارس:
ابن الكدوش كان صاحب كتاب، وكان ثقة مأمونا مستورا حسن المذهب، سمعت منه، ومات في جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، ومولده سنة ثمانين ومائتين.
3411- الكُدَيمى
بضم الكاف وفتح الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها [3] وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى كديم، وهو اسم للجد الأعلى لأبى العباس محمد بن يونس بن موسى بن سليمان ابن/ عبيد [4] بن ربيعة بن كديم البصري الكديمي القرشي السامي، من أهل بغداد، يروى عن روح بن عبادة- وهو زوج أم الكديمي- والخريبى والعقدي وأبى نعيم الكوفي، وكان يضع على الثقات الحديث وضعا ولعله قد وضع أكثر من ألف حديث، قال أبو حاتم بن حبان [5] : روى الكديمي عن أبى نعيم عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكذب الناس الصباغون
__________
[1] فهذه النسبة استدراك من السمعاني.
[2] ترجمته من تاريخ بغداد 2/ 149.
[3] م: «من تحتها بنقطتين» .
[4] في الأصل «عبيد الله» .
[5] في المجروحين 2/ 306.(11/55)
والصواغون» ، قال أبو حاتم: حدثناه أحمد بن محمد بن إبراهيم ثنا الكديمي محمد بن يونس فيما يشبه هذا من الأحاديث التي تغني شهرتها عند من سلك مسلك الحديث عن الإغراق في ذكرها للقدح فيه، وهذا الحديث ليس يعرف إلا من حديث همام عن فرقد السبخى عن يزيد بن عبد الله ابن الشخير عن أبى هريرة، وفرقد ليس بشيء [في الحديث]- هذا ذكر أبى حاتم له، وقال أبو بكر الخطيب الحافظ [1] : أبو العباس الكديمي البصري، كان حافظا كثير الحديث، سافر وسمع بالحجاز واليمن، ثم انتقل إلى بغداد فسكنها وحدث بها، روى عنه جماعة كثيرة- عدهم- آخرهم أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي، وذكر عبيد الله بن أحمد بن أبى طاهر أن الكديمي حج أربعين حجة، وكانت ولادته في الليلة التي مات فيها هشيم بن بشير من سنة ثلاث وثمانين ومائة، وكان أحمد بن حنبل يقول: كان محمد بن يونس الكديمي حسن الحديث، حسن المعرفة، ما وجد عليه إلا صحبته لسليمان الشاذكوني، ويقال: إنه ما دخل دار دميك أكذب من سليمان الشاذكوني، وكان الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة سأل عمرو بن محمد بن منصور وقال: يا أبا سعيد! كتبت عن الكديمي؟
فقال: نعم كتبت عنه بالبصرة في حياة أبى موسى وبندار، ومات في سنة ست وثمانين ومائتين ومن القدماء عبد الرحمن بن زيد بن عقبة ابن كديم الأنصاري الكديمي، يروى عن أنس بن مالك رضى الله عنه، روى عنه موسى بن عقبة وغيره، يعرف بأبي البندق.
__________
[1] راجع تاريخ بغداد 3/ 435- 445.(11/56)
باب الكاف والذال
3412- الكَذْرائى
بفتح الكاف وسكون الذال المعجمة وفتح الراء بعدها الألف وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى كذراء، وهي قرية باليمن، والناس يقولون بالدال المهملة [1] ، غير أنى رأيت بالذال المعجمة بخط هبة الله الشيرازي الحافظ وهو دخلها وسمع بها فهو أعرف [بها] ، منها أبو الحسن على بن عبد الله [2] بن محمد بن ابى عقامة ابن عبد الله بن محمد بن الحسن [3] بن هارون القاضي الشافعيّ الكذرائى، من أهل كذراء، سمع أبا سعيد عمر بن محمد بن محمد بن داود السجستاني، سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ وذكره في معجم شيوخه وقال: أخبرنا القاضي أبو الحسن الشافعيّ بكذراء من اليمن إملاء من حفظه وعبد الله بن محمد بن جعبان [4] القاضي الكذرائى، يروى عن أبى قرة إسحاق بن عبد الله الصغير، يروى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد ابن أيوب الطبراني وذكر أنه سمع منه بمدينة الكذراء.
باب الكاف والراء
3413- الكَرابيسى
هذه النسبة إلى بيع الثياب، والمشهور بها
__________
[1] وراجع معجم البلدان لياقوت، وذكرها بالدال المهملة.
[2] من م واللباب، وفي الأصل «أبو الحسن على بن بندار» .
[3] م: «الحسين» .
[4] في م «صعبان» فحرره.(11/57)
أبو سليمان أيوب بن سلمان البصري الأودي، صاحب الكرابيس، مولى معمر بن معدان، من أهل البصرة، يروى عن أبى عوانة، روى عنه عمرو ابن على الفلاس وأبو على الحسين بن على الكرابيسي، من أهل بغداد، يروى عن يزيد بن هارون وأهل العراق، روى عنه الحسن بن سفيان، قال أبو حاتم بن حبان [1] : أبو على الكرابيسي ممن جمع وصنف، ممن يحسن الفقه والحديث ولكنه أفسده، فله عقله، فسبحان من رفع من شاء بالعلم اليسير حتى صار علما يقتدى به، ووضع من شاء مع العلم الكثير حتى صار لا يلتفت إليه وأبو الحسن عباد بن ليث الكرابيسي صاحب الكرابيس، يروى عن عبد المجيد أبى وهب عن علاء بن خالد بن هوذة، ممن يتفرد بما لا يتابع عليه على قلة روايته، ولا أرى الاحتجاج بما روى إلا فيما وافق الثقات، فأما ما انفرد به عن الأثبات وإن لم يكن بالمعضلات فالتنكب عنها أولى، والاعتبار بضدها أخرى- قاله أبو حاتم بن حبان [2] .
3414- الكَراجكى
بفتح الكاف والراء والجيم وفي آخرها كاف أخرى، هذه، النسبة إلى كراجك، وهي قرية على باب واسط- هكذا سمعت أستاذى أبا القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان لما سألته، منها أحمد بن عيسى الكراجكي، حدث عن شجاع بن الوليد، روى عنه أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي وأخوه على بن عيسى الكراجكي، حدث عن حجين بن المثنى وشبابة بن سوار وقبيصة بن عقبة
__________
[1] في الثقات، وراجع ما في تاريخ بغداد 8/ 64- 67.
[2] في المجروحين 2/ 156.(11/58)
وهشيم بن خارجة ويعقوب بن حميد بن كاسب، روى عنه إبراهيم بن عبد الله ابن أيوب المخرمي وإبراهيم بن موسى بن رواس والقاضي المحاملي، ومات سنة سبع وأربعين ومائتين [1] .
3415- الكَرّازى
بفتح الكاف والراء المشددة وفي آخرها الزاى [2] ، هذه النسبة إلى الكراز، وهو لقب بعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو الحسن على بن محمد بن عيسى بن المؤمل الواسطي الكرازي، عرف بابن كراز، من أهل واسط، سكن بغداد في المدرسة النظامية، وكان أحد شهود المعدلين، تفقه على الكيا الهراسي، وكان يتكلم في المسائل، وكان يصعد إلى بغداد أكثر الأوقات وينحدر في بعضها إلى واسط، سمع بالمدينة أبا الفوارس طراد بن محمد بن على الزينبي، وبالبصرة أبا عمر محمد بن أحمد ابن عمر النهاوندي، وبواسط أبا الحسن على بن محمد بن سنان النهاوندي وغيرهم، كتبت عنه ببغداد، وتوفى بعد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة. [3]
__________
[1] ترجمته من تاريخ بغداد 12/ 12.
[2] وراجع المشتبه للذهبى، وكذا للنقد راجع تبصير المنتبه ص 1189.
[3] وأبو الحسن واثلة بن بقاء بن كراز الكرازي، عن أبى على الرحبيّ وسليمان ابن كراز الطفاوي الكرازي، عن مبارك بن فضالة- انتهى. المشتبه للذهبى ص 545، وفي الإكمال: يروى عن عمر بن صهبان أيضا، روى عنه هشام بن على السيرافي وابن أبى سويد وإسحاق بن سيار وأحمد بن محمد بن عمر اليمامي وكيلجة- انتهى. وفيه قول ابن معين إن إسماعيل حدث عن شعبة عن العلاء بن كراز! وليس كذلك، إنما هو العلاء بن عرار.(11/59)
3416- الكُراعى
بضم الكاف وفتح الراء وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى بيع الأكارع والرءوس [1] ، واشتهر بهذه النسبة أهل بيت بمرو من رواة الحديث، منهم أبو الحسين محمد بن على بن الحسين ابن [2] مهدي الكراعي المروزي، سمع أباه وأبا يوسف أحمد بن محمد بن قيس السجستاني المذكر، روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبى توبة الخطيب وغيره وأخوه أبو غانم أحمد بن على بن الحسين الكراعي، شيخ عصره ومحدث مرو، سمع أباه أبا الحسن وأبا العباس عبد الله بن الحسين البصري وأبا الفضل محمد بن الحسين الحدادي وغيرهم، روى عنه أبو الفضل محمد بن أحمد الطبسي الحافظ، وروى لي عنه حفيده أبو منصور [3] الكراعي، ومات سنة أربع وأربعين وأربعمائة وحفيده أبو منصور [3] محمد بن على بن محمود الكراعي الزولهى، ذكرناه في حرف الزاى [4] .
3417- الكرّامي
بفتح الكاف وتشديد الراء المهملة، هذه النسبة إلى أبى عبد الله محمد بن كرام النيسابورىّ، وكان والده يحفظ الكرم فقيل له «الكرّام» ، [5] وعالم لا يحصون بنيسابور وهراة ونواحيها على
__________
[1] وقد مضى النسبة إلى ذلك (الاكارعى) فراجع الأنساب 1/ 334، وكذا المجلد السادس (الرّءاس) ص 38، و (الروّاس) 177 و (الروّاسى) 187.
[2] هنا بياض يسير في الأصل وحده.
[3- 3] ما بين الرقمين سقط من م.
[4] الأنساب 6/ 348.
[5] راجع لأحوال ومعتقدات ابن كرام لسان الميزان 5/ 353- 356 وميزان(11/60)
مذهبه يقال لكل واحد منهم «الكرامي» ، وأبو عبد الله من أهل نيسابور ثم أزعج عنها وانتقل إلى بيت المقدس وسكنها ومات بها، يروى عن مالك بن سليمان الهروي، روى عنه محمد بن إسماعيل بن إسحاق وحكى عنه من الزهد والتقشف أشياء ومن المذاهب أشياء من التشبيه والتجسيم، وذكر في كتاب له سماه عذاب القبر في وصف الرب عز وجل أنه أحدى الذات، أحدى الجوهر، فشاركه النصارى في وصفه إياه بالجوهر، وشاركه اليهود والهشامية والجوالقية من مشبهة الروافض في وصفه إياه بأنه جسم، وناقض أصحابه في امتناعهم من وصفهم إياه أنه جوهر مع إطلاقهم وصفه بأنه جسم بأن إطلاق الجسم أفحش من إطلاق الجوهر، وذكر في هذا الكتاب أنه معبود مكان في مخصوص، وأنه مماس لعرشه من فوقه، هكذا حكى عنه. وقيل: إنه من بنى نزار، ولد بقرية من قرى زرنج، ونشأ بسجستان، ثم دخل بلاد خراسان وأكثر الاختلاف إلى أحمد بن حرب الزاهد، وسمع ببلخ إبراهيم بن يوسف الماكيانى، وبمرو على بن حجر، وبهراة عبد الله بن مالك بن سليمان، وبنيسابور أحمد بن حرب، وأكثر الرواية عن أحمد بن عبد الله الجويباري ومحمد بن تميم الفاريابي، ولو عرفهما لأمسك عن الرواية عنهما [1] ، روى عنه إبراهيم بن محمد بن سفيان وإبراهيم بن الحجاج وعبد الله بن محمد القيراطي وأحمد بن محمد بن يحيى الدهان وجماعة سواهم، ولما ورد
__________
[ () ] الاعتدال والملل والنحل للشهرستانى والمجروحين لابن حبان 2/ 301 وغيرها.
[1] فإنهما كذابان.(11/61)
نيسابور بعد المجاورة بمكة خمس سنين وانصرف إلى سجستان وباع بها ما كان بملكه وانصرف إلى نيسابور فحبسه محمد بن طاهر بن عبد الله، [1] ثم لما أطلق عنه خرج إلى ثغور الشام، ثم انصرف إلى نيسابور فحبسه محمد بن طاهر بن عبد الله [1] وطالت محنته، وكان يغتسل كل يوم جمعة ويتأهب للخروج إلى الجامع ثم يقول للسجّان: أتأذن لي في الخروج؟
فيقول: لا! وكان أبو عبد الله يقول: اللَّهمّ! إنك تعلم أنى بذلت مجهودي والمنع فيه من غيري. وخرج من نيسابور في شوال سنة إحدى وخمسين ومائتين، ومات في صفر سنة خمس وخمسين ومائتين، وكان وفاته ببيت المقدس ودفن بباب أريحا والمشهور بالانتساب إليه أبو يعقوب إسحاق بن ممشاد الزاهد الكرامي، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ لنيسابور فقال: أبو يعقوب الكرامي شيخهم وإمامهم في عصره، وكان على الحقيقة من الزهاد العباد المجتهدين التاركين للدنيا مع القدرة عليها إن شاء، سمع العلم من جماعة من الفريقين ثم اشتغل بالوعظ والذكر، ثم ذكر عنه أنه قال في مواعظه: ألا تدخلون مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسألوا عن قصوره وبساتينه ثم تسألون عن منازل ابنته فاطمة وعن حليها وجواهرها، ثم تسألون عن قصور أصحاب راياته والخلفاء من بعده! ثم قال: والله! لو فعلتم لم تجدوا منها شيئا ولعلمتم أنكم على ضلال في طلب الدنيا. ويذكر أنه أسلم على يديه من أهل الكتابين والمجوس بنيسابور ما يزيد على خمسة آلاف رجل وامرأة، وتوفى عشية الخميس ودفن
__________
[1- 1] ليس في م.(11/62)
عشية الجمعة الخامس والعشرين من رجب سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، قال الحاكم: وصلى عليه في جبانة خوانجان فان ميادين البلد لم تسع ذلك الخلق، فأما أنا فما رأيت بنيسابور قط مثل ذلك الجمع، وما أرى أنه تخلف عنه أحد من السلطان والرعية والفريقين. [1]
3418- الكَرّانى
بفتح الكاف والراء مع التشديد وفي آخرها النون [2] ، هذه النسبة إلى كرّان، وهي محلة كبيرة بأصبهان، وكان منها جماعة من المحدثين، منهم أبو طاهر محمد بن عمر بن عبد الله بن أحمد ابن عبيد الله الكراني، ابن خال يسر الحنفي، وبافادته سمع الحديث من أبى بكر بن أبى على الذكوانيّ، وتوفى في السابع عشر من جمادى الأولى سنة ست وتسعين وأربعمائة، ذكره أبو زكريا يحيى بن أبى عمرو بن مندة فقال: لم يعرف شرائط التحديث وأبو بكر محمد بن على بن أحمد بن محمد ابن يونس البقال الكراني الشرابي، حدث عن أبى عبد الله بن مندة
__________
[1] وراجع الإكمال (كرام) و (كرّام) ، وفي المشتبه للذهبى ص 546:
عبد الرحمن بن محمد النيسابورىّ الكرامي، شيخ الكرامية وعالمهم في وقته بنيسابور.
عاش 80 سنة، ومات 360 ومحمد بن الهيصم، متكلم الكرامية بعد الأربعمائة وحفيده أبو رشيد على بن عثمان بن الهيصم الكرامي، عن أبى مسعود الفارسي، وعنه ابن عساكر- انتهى. وقال ابن حجر في تبصير المنتبه ص 1209: وأبو سعيد شبيب بن أحمد الكرامي، عن أبى نعيم الأسفرايني، سماعه صحيح، وكان لا يعرف الحديث- قاله زاهر بن طاهر الشحامي.
[2] بعد الألف.(11/63)
الحافظ وابى جعفر الأبهري، روى عنه أبو القاسم [1] هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، مات سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، قليل الرواية وأبو القاسم [1] إبراهيم بن منصور بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله السلمي الجبار الكراني، أبو القاسم المعروف بسبط بحرويه، كان شيخا صالحا عفيفا ثقيل السمع، سمع أبا بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ [سمع منه كتاب المسند لأبى يعلى الموصلي وكتاب المصنف لعبد الرزاق بن همام بروايته عن ابن المقرئ-[2]] عن أبى عروبة الحراني عن سلمة بن شبيب عنه وبعض كتاب فضائل مكة والمدينة للجندى، روى لنا عنه أبو عبد الله الخلال وأبو الفرج الصيرفي وأبو الوفاء الصباغ [3] وأبو عبد الله [حسين] ابن طلحة الصالحانى وأبو منصور العطار وغيرهم، وكانت ولادته في سنة اثنتين أو ثلاث وستين وثلاثمائة، وتوفى في شهر ربيع الأول سنة خمس وخمسين وأربعمائة وأبو على أحمد بن محمد بن عاصم الكراني، من أهل هذه المحلة، كان ثقة مأمونا، يحفظ الحديث ويفهمه ويذاكر به، وكان كثير الحديث عن الأصبهانيين، يروى عن عبد الله بن أحمد بن يزيد الشيباني وعمران بن عبد الرحيم وعبد الله بن محمد [4] بن النعمان وغيرهم، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة/ وأبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] من م، وليس في الأصل، ولعله تعليق من بعض العلماء.
[3] في م «الصالح» .
[4] زيد في الأصل «بن محمد» .(11/64)
الحافظ وجماعة، وكانت وفاته في شهر ربيع الأول سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة [1] .
3419- الكَرِبى
بفتح الكاف وكسر الراء وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى الكرب، وهو الجد الأعلى لأبى عبد الله محمد بن عمرو ابن الحسن بن هاشم [2] بن أبى كرب الحمصي الكربي، من أهل حمص، يروى عن سعيد بن عمرو السكونيّ الحمصي، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم ابن المقرئ الأصبهاني.
__________
[1] و (الكراني) بالضم والتخفيف، نسبة إلى بليدة بفارس من نواحي دارابجرد على عشرة فراسخ من سيراف، وحكى ياقوت عن أبى سعد قوله بأن هذه القرية بالشام، ثم غلّطه، وينسب إليها محمد بن سعد الكراني الأديب الأخباري، روى عن الأصمعي وأكثر عن الرياشي وأبى حاتم السجستاني وعمر بن شبة وحماد ابن إسحاق بن إبراهيم الموصلي وأبى الحسن الميداني والخليل بن أسد النوشجاني وطبقته، روى عنه الصولي، وكان من مشاهير أهل الأدب وأبو الطيب الفرحان بن شيران الكراني، من سواد كران، وزير صمصام الدولة بن عضد الدولة وأبو محمد عبد الله بن شاذان الكراني، روى عن زكريا بن يحيى السياحى وعبد الله ابن شبيب المدني ومحمد بن يحيى بن المنذر الحرار، روى عنه أبو سليمان أحمد بن محمد الخطابي في كتاب صفة أسماء الله تعالى وأبو إسحاق الكراني، أحد كتاب الإنشاء في ديوان عضد الدولة نيابة عن أبى القاسم عبد العزيز بن يوسف، وله قصة طريفة مع عضد الدولة- راجع معجم البلدان لياقوت. وقال ياقوت: (كران) بكسر أوله، موضع بالبادية.
[2] في اللباب «حاتم» .(11/65)
3420- الكَرجى
بفتح الكاف والراء والجيم في آخرها، هذه النسبة إلى الكرج، وهي بلدة من بلاد الجبل بين أصبهان وهمذان، أقمت بها قريبا من عشرين يوما، وبنيت الكرج في زمن المهدي- وهو أبو عبد الله محمد بن أبى جعفر المنصور- وبناها عيسى بن إدريس بن معقل ابن عمرو بن [شيخ بن معاوية بن-[1]] خزاعيّ العجليّ، وكان من عرب الكوفة، وكان هو وأولاده يقطعون الطريق في برية بنواحي أصبهان ثم تاب وجمع عشيرته وأجرى الماء في أرض الكرج وتواطنها، ثم ابنه أبو دلف القاسم بن عيسى العجليّ زاد في عمارتها وجعلها تشبه البلدة، والمشهور بهذه النسبة محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدث بطوس وأبو الحسين الكرجي الأصم، [2] اسمه محمد [2] ، حدث بمصر، كتب عنه عبد الغنى ابن سعيد وأبو العباس الكرجي القاضي، المقيم بمكة ومحمد بن على الكرجي الفقيه، يروى عن أحمد بن أبى عمران الهروي بمكة وأبو العباس أحمد بن محمد بن يزيد الفقيه الكرجي، سكن بغداد [3] وحدث بها عن أبى مسعود الرازيّ وعبد العزيز بن معاوية القرشي وأحمد بن عبد الرحمن الحراني ويوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي، روى عنه عمر بن بشران السكرى وأبو الحسين ابن البواب ومحمد بن المظفر الحافظ، وقال عمر ابن بشران: ثنا الكرجي إملاء في القطيعة سنة خمس وثلاثمائة، وكان
__________
[1] من تاريخ بغداد ترجمة أبى دلف 12/ 416 ومن ترجمته الآتية في هذا الكتاب.
[2- 2] ليس في م.
[3] ترجمته من تاريخ بغداد 5/ 120.(11/66)
ثقة يحفظ، وقال غيره: توفى في جمادى الأولى سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وأبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، محدث بغداد في عصره، كان يعرف بالكرجى، روى عن أبى على بن شاذان وطبقته حدثنا جماعة من مشايخنا عنه وأخوه أبو غالب أحمد بن الحسن بن الباقلاني، يعرف بالكرجى أيضا، حدث عن جماعة مثل أبى على بن شاذان وأبى الحسين المحاملي وغيرهما، روى لنا عنه جماعة ببغداد وأصبهان وجرجان ومرو، وكانت وفاته في شهر ربيع الآخر سنة خمسمائة ببغداد، وولادته في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة وأبوه أبو على الحسن بن أحمد بن الحسن ابن حداد [1] الكرجي الباقلاني، كرجى الأصل، ذكره أبو بكر الخطيب [2] وقال: وكتب معنا [وسمع] من شيوخنا [3] أبى عمر بن مهدي وأبى الحسين ابن المتيم، كتبت عنه، وكان صدوقا دينا خيرا من أهل القرآن والسنة، وكانت ولادته في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، ووفاته في المحرم سنة أربعين وأربعمائة ودفن بباب حرب وجماعة من أهل الكرج كتبت عنهم بها وبغيرها من البلاد، فكتبت بالكرج عن الإمام أبى الحسن محمد ابن أبى طالب عبد الملك بن محمد الكرجي، وكان إماما متقنا مكثرا من الحديث، وسمعت من ابنه أبى معمر وهب الله بالكرج، ومن ابنه الآخر أبى معشر رزق الله بن أبى الحسن الكرجي، سمعت منه بفوشنج كتاب اعتلال
__________
[1] م: «حدادى» ، وفي بعض نسخ بعض المراجع «خداداد» .
[2] في تاريخ بغداد 7/ 281.
[3] زيد في م «مثل» .(11/67)
القلوب للخرائطى وغيره وأبو نصر عبد الحكيم [1] بن المظفر الفحفحى [2] الأديب الكرجي، سمعت منه بالكرج والقاضي أبو سعد سليمان بن محمد ابن الحسين القصار، المعروف بالكافي الكرجي، أوحد عصره في علم النظر والأصول [3] ، قرأت عليه وعلى عبد الحكيم [1] جزءين بروايتهما عن أبى بكر ابن ماجة وأبو الصفاء ثامر بن على الكرجي، يروى عن أبى الحسن السمنجاني، قرأت عليه بالكرج [وأبو حفص عمر بن الكرجي قرأت عليه بالكرج-[4]] عن أبى الصفاء ثامر بن على الكرجي جد المذكور وغيرهم وصاحبنا الزاهد أبو نصر عبد الواحد بن عبد الملك العضلوسى الكرجي، كتبت عنه بالكرج ثم ببغداد ثم بواسط، وكان أحد الزهاد يسلك البادية على الانفراد في غير موسم الحجاج، وجاوز الستين، وصحب الأكابر ومن القدماء أمير الكرج أبو دلف القاسم بن عيسى بن إدريس ابن معقل بن عمرو بن شيخ بن معاوية بن خزاعيّ بن عبد العزى بن دلف ابن جشم بن قيس بن سعد بن عجل بن لجيم بن صعب بن على بن بكر
__________
[1] م: «عبد الحليم» .
[2] م: «النخعي» ، وكان في الأصل غير منقوط، وراجع تعليق 10/ 150.
[3] قال ياقوت في معجم البلدان: وكان فقيها فاضلا ذا عبارة ومضاء في المناظرة، لقي الشيوخ فأخذ عنهم ثم ناظر الأئمة فقطعهم، وسمع الحديث ورواه، وولى القضاء بالكرج، ومات سنة 538.
[4] من م، وحرر العبارة.(11/68)
ابن وائل بن قاسط بن هنب بن افصى بن دعمي بن جديلة بن أسد ابن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان الكرجي العجليّ [1] ، كان أميرا شجاعا أديبا، وسمحا جوادا، وبطلا شجاعا، وورد بغداد غير مرة، وكان يسافر عنها وبها مات [2] ، وحكى أن بكر بن النطاح أنشده:
مثال أبى دلف أمة ... وخلق أبى دلف عسكر
وإن المنايا إلى الدار عين ... بعيني أبى دلف تنظر
فأمر له بعشرة الاف درهم، فمضى فاشترى بها بستانا بنهر الأبلة، ثم عاد من قابل فأنشده:
بك ابتعت في نهر الأبلة جنة ... عليها قصير بالرخام مشيّد
إلى لزقها أخت لها يعرضونها ... وعندك مال للهبات عبيد [3]
فقال له أبو دلف: بكم الأخرى؟ قال: بعشرة آلاف! قال: ادفعوها إليه! ثم قال: لا تجئنى قابل فتقول بلزقها أخرى، فإنك تعلم أن لزق كل أخرى أخرى متصلة إلى ما لا نهاية له [4] . وذكر العتابى قال: اجتمعنا على باب أبى دلف جماعة من الشعراء، وكان يعدنا بأمواله من الكرج وغيرها، فأتته الأموال فبسطها على الأنطاع، وأجلسنا حولها، ودخل إلينا، فقمنا إليه، فأومأ إلينا أن لا نقوم إليه، ثم اتكأ على قائم سيفه ثم أنشأ يقول:
__________
[1] ترجمته بأسرها من تاريخ بغداد 12/ 416- 423.
[2] وعبارة التاريخ: وورد بغداد دفعات عدة وبها مات.
[3] في تاريخ بغداد «عتيد» .
[4] م: «ما لا يتناهى» .(11/69)
ألا أيها الزوار لا يد، عندكم ... أياديكم عندي أجل وأكبر
فان كنتموا أفردتمونى للرجا ... فشكري لكم من شكركم لي أكثر
كفاني من مالي دلاص وسابح ... وأبيض من صافى الحديد ومغفر
ثم أمر بنهب تلك الأموال، فأخذ كل واحد [1] على قدر قوته. وحكى أن جماعة من الشعراء اجتمعوا على باب أبى دلف، فمدحوه، وتعذر عليهم الوصول إليه وحجبهم حياء لضيقة نزلت به، فأرسل إليهم خادما له يعتذر إليهم ويقول: انصرفوا في هذه السنة وعودوا في القابلة، فانى أضعف لكم العطية، وأبلغكم الأمنية! فكتبوا إليه:
أيهذا العزيز قد مسنا الدهر ... بضر وأهلنا أشتات
وأبونا شيخ كبير فقير ... ولدينا بضاعة مزجات
قلّ طلابها فبارت علينا ... وبضاعتنا بها الترهات
فاغتنم شكرنا وأوف لنا الكيل ... وتصدق علينا فاننا أموات
فلما وصل إليه الشعر ضحك وقال: على بهم! فلما دخلوا قال: أبيتم إلا أن تضربوا وجهي بسورة يوسف! وو الله إني لمضيق، ولكنى أقول كما قال الشاعر:
لقد خبّرت أن عليك دينا ... فزد في رقم دينك واقض ديني
يا غلام اقترض لي عشرين ألفا بأربعين ألفا وفرقها فيهم. وحكى أن المأمون قال يوما لأبى دلف- وهو مقطب: أنت الّذي يقول فيك الشاعر:
إنما الدنيا أبو دلف ... عند باديه ومحتضره
فإذا ولى أبو دلف ... ولت الدنيا على أثره
__________
[1] زيد في م «منا» .(11/70)
فقال: يا أمير المؤمنين! شهادة زور، وقول غرور، وملق معتف، وطالب عرف، وأصدق منه ابن أخت لي حيث يقول:
دعينى اجوب الأرض ألتمس الغنى ... فلا الكرج الدنيا ولا الناس قاسم
فضحك المأمون وسكن غضبه. وحكى ابنه دلف بن أبى دلف قال:
رأيت كان آتيا أتى بعد موت أبى فقال: أجب الأمير! فقمت معه فأدخلنى دارا وحشة وعرة سوداء الحيطان مقلعة السقوف والأبواب، ثم أصعدنى درجا فيها، ثم أدخلنى غرفة فإذا في حيطانها أثر النيران، وإذا في أرضها أثر الرماد، وإذا أبى عريان واضعا رأسه بين ركبتيه فقال لي كالمستفهم: دلف؟ قلت: نعم، أصلح الله الأمير! فأنشأ يقول:
أبلغن أهلنا ولا تخف عنهم ... ما لقينا في البرزخ الخنّاق
قد سئلنا عن كل ما قد فعلنا ... فارحموا وحشتي وما قد ألاقى
أفهمت؟ قلت: نعم، ثم أنشأ يقول:
فلو كنا إذا متنا تركنا ... لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا ... فنسأل بعده عن كل شيء
انصرف! قال: فانتبهت. مات أبو دلف في سنة خمس وعشرين ومائتين وأبو عمارة أحمد بن عمارة بن الحجاج الكرجي الحافظ، قدم أصبهان وسمع من أحمد بن عصام، وروى عن البغداديين مثل محمد بن إسحاق الصاغاني وعباس بن محمد الدوري وغيرهم، وكان أبو أحمد العسال يثنى عليه ويذكر فضله، روى عنه أحمد بن عبد الله المقرئ سمع منه بالكرج.
3421- الكُرجى
بضم الكاف وسكون الراء وفي آخرها الجيم،(11/71)
هذه النسبة إلى كرج، وهي ناحية من ثغور آذربيجان من الروم [1] ، خرج منها جماعة من الموالي سمعوا الحديث ورووا، منهم أبو الحسن فيروز ابن عبد الله الكرجي، عتيق أبى الفضل بن عيشون [2] المنجم الموصلي، وهو أبو شيخنا سليمان بن فيروز الخياط، كان من ساكني بغداد، سمع بالموصل القاضي أبا نصر عبد الأعلى بن عبيد الله السنجاري، وببغداد أبا جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة المعدل وغيرهما، روى لنا عنه أبو المعمر المبارك ابن أحمد الأنصاري ببغداد وأبو القاسم على بن الحسن الحافظ بدمشق، وكانت وفاته في حدود سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
3422- الكرخي
بفتح الكاف وسكون الراء وفي آخرها الخاء المعجمة، [3] هذه النسبة إلى عدة مواضع اسمها الكرخ [3] ، منها إلى: كرخ
__________
[1] قال ابن الأثير: الكرج جيل من الناس نصارى بلادهم بعض أذربيجان وأران، وهم مشهورون وليست كرج بقرية- انتهى. إنهم كانوا يسكنون في جبال القبق وبلد السرير فقويت شوكتهم حتى ملكوا مدينة تفليس، ولهم ولاية تنسب إليهم، وملك ولغة برأسها وشوكة وقوة وكثرة وعدد، وقال المسعودي.... ويلي مملكة جيدان مما يلي باب القبق ملك، ويعرف بلده هذا بالكرج، وهم أصحاب الأعمدة- وراجع معجم البلدان لياقوت الحموي.
[2] وقع في م «عيسى» .
[3- 3] ليس في م. وأورد ياقوت تسعة مواضع اسمها «كرخ» : كرخ باجدا، كرخ البصرة، كرخ بغداد، كرخ جدان، كرخ الرقة، كرخ سامرا، كرخ ميسان، كرخ عبرتا، وكرخ خوزستان. ثم ذكر كل واحد منها على حدة.(11/72)
سامراء [1] ، وأحمد بن الوليد الكرخي منها، يروى عن أبى نعيم الكوفي والعراقيين، يروى عنه حاجب بن أركين الفرغاني. [2] ومنها إلى كرخ بغداد، وهي محلة بالجانب الغربي منها، اشتهر بالنسبة إليها أحمد بن الحسن العطار الكرخي، حدث عن الحسن بن شبيب، روى عنه حمزة الكتاني وأبو بكر محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله ابن الحسين الكاتب الكرخي، سمع أبا عبد الله المحاملي ومحمد بن مخلد ويوسف بن يعقوب بن البهلول وإسماعيل بن محمد الصفار ومحمد بن يحيى ابن عمر بن على بن حرب وأحمد بن سلمان النجاد والحسن بن محمد ابن عثمان الفسوي وأبا بكر بن داسة التمار، روى عنه أبو حفص بن شاهين خبرا في فضائل أحمد بن حنبل وأبو القاسم الأزهري وأحمد بن محمد العتيقى وغيرهم، قال الخطيب [3] : سمعت أبا بكر البرقاني ذكر الكرخي هذا فقال: كان كاتب ابن الكرخي- يعنى أبا منصور الصيرفي، قال: وكان
__________
[1] وكان يقال له «كرخ فيروز» منسوب إلى فيروز بن بلاش بن قباذ الملك، وهو أقدم من سامراء، فلما بنيت سامراء اتصل بها، وهي الآن باق عامر، وخربت سامراء- ياقوت.
[2] وقال الخطيب في تاريخ بغداد 5/ 194: أحمد بن هارون أبو جعفر الكرخي الضرير، من أهل كرخ سرمن رأى، حدث عن عبيد الله بن محمد العيشى وخلف ابن سالم المخرمي وعمر بن شبة ويحيى الحماني والحسين بن مرزوق الموصلي، روى عنه إسحاق بن أحمد الكاذي.
[3] في تاريخ بغداد 2/ 334.(11/73)
ذا قرابة من الدار قطنى، وخرّج له الدار قطنى فوائد، وكان شابا في لحيته بياض، فقلت: أكان ثقة؟ فقال: ثقة ثقة ثقة. ومات في ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
ومنها إلى كرخ باجدا قرية بنواحي العراق، منها معروف الفيروزانى الكرخي، أبو محفوظ، المشهور وأخوه عيسى بن الفيروزان الكرخي، حكى عن أخيه معروف [1] ، روى عنه محمد بن سليمان بن فهرويه العلاف وذكر أبو الفضل المقدسي الحافظ فيما حدثني عنه أبو العلاء الحافظ بأصبهان قال سمعت خلفا الكرخي المجهز [2] يقول: نحن من كرخ باجدا ومنها معروف الكرخي وبيته معروف بزار إلى اليوم، وأما أبو بكر الخطيب البغدادي الحافظ فنسبه إلى كرخ بغداد [3]- والله أعلم [4] ، وكان أحد [5] المشهورين بالزهد والعزوف عن الدنيا، يغشاه، الصالحون، ويتبرك بلقائه العارفون، وكان يوصف بأنه مجاب الدعوة، ويحكى عنه كرامات، وأسند أحاديث يسيرة [6] عن بكر بن خنيس والربيع بن صبيح وغيرهما،
__________
[1] راجع تاريخ بغداد 11/ 162 وغيره.
[2] م: «المجتهد» .
[3] وقيل: هو من كرخ سامراء.
[4] راجع أحواله في تاريخ بغداد 13/ 199- 209.
[5] زيد هنا في م وحدها «المجتهدين» ، وبعده في تاريخ بغداد «المشتهرين» مكان «المشهورين» .
[6] في تاريخ بغداد «كثيرة» .(11/74)
روى عنه خلف بن هشام البزار وزكريا بن يحيى المروزي ويحيى بن أبى طالب، وله أخبار مستحسنة جمعها الناس، ومات في سنة مائتين، وقيل:
سنة أربع ومائتين، والأول أصح ومن هذه القرية أيضا أبو الحسن عبيد الله [1] ابن الحسين [بن دلال] بن دلهم الفقيه الكرخي، من أهل كرخ جدان، سكن بغداد [2] وحدث بها عن إسماعيل بن إسحاق القاضي ومحمد بن عبد الله الحضرميّ، روى عنه أبو عمر بن حيويه/ وأبو حفص بن شاهين وغيرهما، وهو المصنف على مذهب أبى حنيفة رحمه الله ومن أهل كرخ جدان القاضي أبو العباس أحمد بن سلامة بن عبيد الله بن مخلّد [3] بن إبراهيم بن مخلد الكرخي، من أهل كرخ جدان [4] ، كان إماما فاضلا من فحول المناظرين، وكان كامل العقل غزير الفضل، وكان يضرب به المثل ببغداد في السكون والوقار، سمع أبا إسحاق إبراهيم بن على البزاري وأبا نصر عبد السيد بن محمد ابن الصباغ وأباه أبا البركات سلامة بن عبيد الله الكرخي وأبا عبد الله محمد ابن على الدامغانيّ وأبا نصر محمد بن محمد بن على الزينبي، وبأصبهان أبا بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجة الأبهري، روى لنا عنه جماعة من أصحابنا، وتوفى في رجب سنة سبع وعشرين وخمسمائة، ودفن بيامير
__________
[1] وقع في م واللباب «عبد الله» خطأ.
[2] ترجمته من تاريخ بغداد 10/ 353- 355.
[3] ووقع في اللباب المطبوع «أحمد بن سلامون عبيد الله بن مخلد- إلخ» مصحفا.
[4] وفي مشتبه الذهبي ص 548: وذكر ابن الساعي أن الإمام أحمد بن سلامة الكرخي ابن الرطبى من كرخ بعقوبا. قلت: راجع تعليق ص 76.(11/75)
عند قبر أستاذه أبى إسحاق البزاري [1] وابن أخيه أبو عبد الله محمد بن عبيد الله ابن سلامة الكرخي، كان أحد الشهود المعدلين، وكان جميل الأمر [2] لازما بيته مشتغلا بما يعنيه، سمع أبا القاسم على بن أحمد بن البسري البندار، سمعت منه أحاديث يسيرة، وكانت ولادته في سنة ثمان وستين وأربعمائة وأبو الفوارس محمد بن على بن محمد بن إسحاق بن محمد بن القاسم بن محمد الكرخي، وقيل: هو من كرخ البصرة، سمع أبا بكر محمد بن عبد الله [3] ابن محمد القرشي وأبا جعفر محمد بن أحمد بن [القاسم وأحمد بن-[4]] المسلمة، روى لنا عنه أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف، وتوفى في شهر ربيع الآخر سنة أربع عشرة وخمسمائة ببغداد وأبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد ابن الكرخي، قرابة القاضي أبى العباس بن الكرخي، وظني أنه من هذا الكرخ، وكان أحد نوّاب القاضي أبى القاسم الزيتى، كان مرضى الطريقة في القضاء والأحكام، حسن المعاشرة، سمع أبا عبد الله بن طلحة النعالى وأبا عبد الله الحسين بن على بن أحمد بن البسري وغيرهما، سمعت منه
__________
[1] وفي معجم البلدان لياقوت: وإبراهيم بن عبد الله بن سلامة بن عبيد الله بن مخلد ابن إبراهيم بن مخلد الكرخي المعروف بابن الرطبى، من أهل كرخ جدان، ولى القضاء والإسجال نيابة عن قاضى القضاة روح بن أحمد الحديثى وغيره عدة نوب، وولى الحسبة عدة نوب، ومات سنة 527.
[2] م: «كان جميل السيرة» .
[3] م: «عبد الملك» .
[4] من م.(11/76)
أحاديث، وكانت ولادته في سنة خمس وسبعين وأربعمائة وأبو بكر محمد بن محمد بن على بن الحسن بن [1] على بن [1] عزرة بن المغيرة بن صالح الكرخي، من أهل كرخ جدان، وأصله من البصرة، ولد سنة اثنتين وثلاثمائة، وسكن بغداد وحدث بها عن أحمد بن محمد بن إسماعيل السوطى، حدثني عنه الحسين بن على الطناجيرى، وكان ثقة وأبو القاسم منصور بن عمر ابن على الفقيه الشافعيّ الكرخي، من أهل كرخ جدان، جد شيخنا أبى البدر [2] إبراهيم، سكن بغداد ودرس بها الفقه على أبى حامد الأسفرايينى، وسمع أبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص ومن بعده، ذكره أبو بكر الخطيب [3] وقال: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا، ومات في جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين وأربعمائة [4] ببغداد وابنه أبو بكر محمد بن منصور بن عمر ابن على الكرخي الفقيه الشافعيّ، من أهل كرخ جدان أيضا، سكن كرخ بغداد، كان فقيها صالحا متدينا، يرجع إلى فضل وعلم، وسمع أبا على الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز وأبا الحسن محمد بن محمد ابن [1] محمد بن [1] إبراهيم بن مخلد البزاز وغيرهما، روى لنا عنه أبو القاسم
__________
[1- 1] ليس في م.
[2] م: «أبى بكر» وستأتي ترجمته فيما يلي.
[3] في تاريخ بغداد 13/ 87.
[4] كذا في الأصل ومثله في تاريخ بغداد، وفي م بالأرقام «449» أي تسع مكان سبع فحرره.(11/77)
إسماعيل بن أحمد السمرقندي وأبو البركات عبد الوهاب [1] بن المبارك الحافظ، وتوفى في جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب حرب [2] وابنه أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي، كان يسكن بكرخ بغداد في دار الإمام أبى حامد الأسفرايينى، وأصله من كرخ جدان، كان شيخا مسنا مستورا كثيرا صالحا دينا، ضعف وعجز عن المشي إلا بجهد، سمع أبا بكر الخطيب وأبا الغنائم بن المأمون وأبا الحسين ابن النقور وأبا القاسم المهروانى وأبا القاسم بن مسعدة الإسماعيلي وغيرهم، وهو آخر من حدث عن خديجة بنت محمد بن عبد الله الشاهجانية، قرأت عليه الكثير بالكرخ، وكانت ولادته- تقديرا- في سنة خمس [3] وأربعمائة أو قبلها، ومات في شهر ربيع الأول من سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، ودفن بباب حرب [4] .
__________
[1] كذا من م، وفي الأصل «عبد الله» .
[2] وفي الإكمال: سمع منه الحميدي.
[3] م: «خمسين» .
[4] وراجع في الإكمال تراجم حكيم بن يزيد، وحسن بن أحمد بن سعيد بن عتاب، وأبى بحر البربهاري الكرخيين، وراجع المشتبه للذهبى وتبصير المنتبه ص 1212 للمزيد.
و (كردر) بفتح أوله ثم السكون ودال مفتوحة وراء، ناحية في خوارزم وما يتأحمها من نواحي الترك لهم لسان ليس خوارزميا ولا تركيا، ولهم عدة قرى، منها أبو المفاخر تاج الدين عبد الغفور بن لقمان بن محمد الكردري، روى عن أبى طاهر محمد بن محمد بن عبد الله المروري، وله تصانيف على مذهب أبى حنيفة، منها الانتصار لأبى حنيفة في أخباره وأقواله، والمفيد والمزيد في شرح التجريد،(11/78)
3423- الكَردى
بفتح الكاف وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، والمشهور بهذه النسبة أبو على أحمد بن محمد الكردي، يروى عن أبى بكر الإسماعيلي، ذكره حمزة بن يوسف السهمي بفتح الكاف [1] .
3424- الكُردي
بضم الكاف وسكون الراء والدال المهملتين، هذه النسبة إلى طائفة بالعراق ينزلون في الصحاري، وقد سكن بعضهم القرى يقال لهم الأكراد خصوصا في جبال حلوان، والنسبة إليهم «الكردي» ، وقرية أيضا يقال لها كرد. فأما جابر بن كردى الواسطي من الثقات المشهورين وهو اسم يشبه النسبة، حدث عن يزيد بن هارون
__________
[ () ] وشرح الجامع الصغير لمحمد بن الحسن الشيباني، وكتاب في أصول الفقه، وحيرة الفقهاء، وكان مدرسا بحلب في مدرسة الحدادين، مات في سنة 562- قاله ياقوت في معجم البلدان، وقال غيره: تولى القضاء بحلب، راجع الجواهر المضية والفوائد البهية وهدية العارفين 1/ 587 وتاج التراجم وكشف الظنون وإيضاح المكنون 1/ 425 وأحمد بن مظفر الرازيّ الكردي الحنفي، فقيه، من تصانيفه كتاب في مشكلات مختصر القدوري في الفروع، توفى سنة 642- كذا ذكره حاجي خليفة وحافظ الدين شمس الأئمة أبو الوجد محمد بن محمد بن عبد الستار العمادي الكردري، فقيه حنفي، له تصانيف في الإمام الأعظم أبى حنفية- راجع هدية العارفين 2/ 122 والفوائد البهية 176 وتاج التراجم 47- 48 وغيرها والشيخ الإمام حافظ الدين محمد بن محمد بن شهاب، المعروف بابن البزار الكردري الحنفي، صاحب فتاوى البزازية، توفى سنة 827، وقد نشرنا كتابه في «مناقب الإمام الأعظم أبى حنيفة» سنة 1321.
[1] ولم يضبطه، راجع تاريخ جرجان ص 104 رقم 118.(11/79)
الواسطي وسعيد بن عامر وغندر محمد بن جعفر البصري، روى عنه أبو الحسن على بن عبد الله بن [1] مبشر بن دينار الواسطي ومن القدماء أبو نصير ميمون الكردي، عن أبى عثمان النهدي، روى عنه حماد بن زيد وديلم ابن غزوان وأما المنسوب إلى القرية فهي قرية كرد، وهي قرية من قرى بيضاء فارس، منها أبو الحسن على بن الحسين بن عبد الله [1] الكردي، سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان يقول سمعت أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي يقول: شيخنا أبا الحسن الكردي حدثنا عن أبى الحسن أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه الأصبهاني عن أبى القاسم الطبراني بكتاب الأدعية من تصنيفه. سألته عن هذه النسبة فقال: نحن من قرية بيضاء يقال لها: كرد وأبو حفص عمر بن إبراهيم بن خالد ابن عبد الرحمن الكردي، ينسب إلى الأكراد- فيما أظن- وهو مولى بنى هاشم، حدث عن عبد الملك بن عمير وموسى بن عبد الملك بن عمير ومحمد بن عبد الرحمن بن أبى ذئب وأبى معشر وسفيان الثوري وشعبة وحماد بن سلمة وزائدة ويحيى بن سلمة بن كهيل ومرحوم بن/ عبد العزيز وغيرهم، روى عنه عبد الله بن أيوب المخرمي وإبراهيم بن الوليد الجشاش وإسحاق بن سنين الختّليّ وغيرهم، وكان غير ثقة، يروى عن الأثبات المناكير، وقال أبو العباس بن عقدة: عمر بن إبراهيم ضعيف وأبو الحسن على بن الكردي بن عمر بن عيسى العطار النهرواني، سمع عبد الملك بن بكران
__________
[1- 1] ما بين الرقمين سقط من م.(11/80)
المقرئ النهرواني، ذكره أبو بكر أحمد بن على الخطيب في التاريخ [1] وقال:
كتبت عنه بالنهروان، وكان صدوقا مستورا صالحا.
3425- الكُرزى
بضم الكاف وسكون الراء وفي آخرها الزاى، هذه النسبة إلى كرز، ولا أدرى هو ابن وبرة الجرجاني أو الكرز الّذي هو الجوالق! والمشهور بهذه النسبة محمد بن سليمان بن كعب الصباحي البصري، ابن أخت عاصم بن سليمان الكرزى، يروى عن أبيه بخبر عجيب [2] ، روى عنه محمد بن يونس الكديمي وشجاع بن صبيح الجرجاني الكرزى، يقال إنه مولى كرز بن وبرة، من أهل جرجان، وكان محتسبا، روى عن أبى طيبة عيسى بن سليمان، وقيل: يروى عن كرز أيضا، روى عنه إبراهيم بن موسى القصار، وحكى أن هارون الرشيد لما قدم جرجان كان معه أبو يوسف صاحب أبى حنيفة- رحمهما الله، فصلى يوما وراءه شجاع الجرجاني فقال [3] شجاع الجرجاني [3] لأبى يوسف: أحسن صلاتك أيها القاضي! فقال أبو يوسف: فما من وقت أصلى إلا وأظن أن ورائي شجاع الجرجاني يقول لي «أحسن صلاتك» أو كما قال. وكان قبر شجاع في مقابرة سليماناباذ، قال أبو بكر الإسماعيلي: أرانى أبو عمران بن هانئ قبره فنسيته، وكان رجلا صالحا [4] .
3426- الكُركانجى
بضم الكاف والراء بين الكافين والنون
__________
[1] 12/ 54 رقم الترجمة 6436.
[2] م: «خبرا عجيبا» .
[3- 3] ليس في م.
[4] ترجمته بأسرها من تاريخ جرجان لحمزة السهمي ص 238.(11/81)
بعد الألف وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى كركانج، وهو اسم لبلدة خوارزم يقال لها الجرجانية، اشتهر بهذه النسبة أبو حامد محمد بن أحمد بن على المقرئ الكركانجي، أحد من رحل إلى الآفاق في علم القراءات وأدرك الأئمة وقرأ عليهم بالشام والحجاز والعراق، وصنف التصانيف، ورزق الأصحاب والأولاد، وتوفى في سنة إحدى وثمانين وأربعمائة بمرو وابنه أبو محمد عبد الرحمن بن محمد الكركانجي، إمام فاضل في القراءات وعلومها، حسن الأخذ والإقراء، اختص بجدي وكان من فضلاء أصحابه، سمع الحديث الكثير عن جماعة، لقيته ولم يتفق لي أن سمعت منه شيئا [1] من الحديث فيما أظن، وتوفى [2] وابنه أبو بكر محمد بن عبد الرحمن ابن محمد الكركانجي، شيخ صالح، ورع، مليح الشبيه، حسن الوجه، عفيف، سمع أبا سهل بريدة بن محمد بن بريدة الأسلمي والأديب أبا محمد كامگار بن عبد الرزاق المحتاجي وأبا بكر عبد الله بن عبد الصمد الهراتى [3] وغيرهم، كتبت عنه، وقرأت عليه أجزاء، وتوفى [2] . [4]
__________
[1] زيد في م «يسيرا» .
[2] كذا أهمل في الأصل، وليس «وتوفى» في م.
[3] م: «البراني» .
[4] ويستدرك (كرسكانى) نسبة إلى كرسكان- بفتح الكاف والسين بينهما الراء الساكنة، قرية من قرى أصبهان، ينسب إليها أبو بكر محمد بن حيويه بن محمد ابن الحسن بن يحيى الكرسكانى الإسكافي، حدث عن عبد الرحمن الكلابي، روى عنه أحمد بن محمد التبع وأبو عبد الله القائني، مات بعد سنة 423.(11/82)
3427- الكِركِنتى
بكسر الكافين بينهما الراء الساكنة وبعدها نون ساكنة وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى كركنت، وهي قرية من قرى القيروان إحدى بلاد المغرب [1] ، منها أبو عثمان سعيد بن سلام- وقيل ابن سالم- المغربي الصوفي، ولد بهذه القرية، واشتهر بالمغربي أبى عثمان [2] ، وكان أوحد عصره في الورع والزهد والصبر على العزلة، لقي الشيوخ بمصر، ثم دخل بلاد الشام وصحب أبا الخير الأقطع، وجاور بمكة سنين فوق العشر، وكان لا يظهر في المواسم، ثم انصرف إلى العراق لمحنة لحقته بمكة في السنة، فسئل المقام بالعراق فلم يجبهم إلى ذلك، فورد نيسابور وبقي بها إلى أن مات، وكان من كبار المشايخ، له أحوال مأثورة وكرامات مذكورة، وحكى أبو عبد الله المغربي قال: كنت ببغداد وكان بى وجع في ركبتي حتى نزل إلى مثانتي، واشتد وجعي، وكنت أستغيث باللَّه، فناداني بعض الجن: ما استغاثتك باللَّه وغوثه بعيد؟ فلما سمعت ذلك رفعت صوتي وزدت في مقالتي حتى سمع أهل الدار صوتي، فما كان إلا ساعة حتى غلب عليّ البول فقدم إليّ سطل أهريق فيه الماء، فخرج من مذاكيرى شيء بقوة وضرب وسط السطل حتى سمعت له صوتا، فأمرت من كان في الدار فطلب فإذا هو حجر
__________
[1] وذكر ياقوت: كركنت- بفتح الكاف الأولى وكسر الكاف الثانية، بلد على ساحل البحر في جزيرة صقلّيّة.
[2] إنما أورد أبو سعد ترجمته رحمه الله من تاريخ بغداد 9/ 112، وراجع معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان.(11/83)
قد خرج من مثانتي وذهب الوجع منى، وقلت: ما أسرع الغوث! وهكذا الظن به. وحكى على بن محمد الصغير [1] القوال قال: قال لي جماعة من أصحابنا: تعالى حتى ندخل على الشيخ أبى عثمان المغربي ونسلم عليه! فقلت: إنه رجل منقبض وأنا أستحيى منه، فألحوا عليّ، فلما دخلنا على أبى عثمان فكما وقع بصره عليّ قال: يا أبا الحسن كان انقباضى بالحجاز وانبساطى بخراسان. وسئل أبو عثمان المغربي عن الخلق فقال: قوالب أشباح تجرى عليهم أحكام القدرة. وقال أبو عبد الرحمن السلمي: أبو عثمان المغربي كان مقيما بمكة سنين، فسعى به إلى العلوية في زور نسب إليه، وحرش عليه العلوية حتى أخرجوه من مكة، فرجع إلى بغداد وأقام بها سنة، ثم خرج منها إلى نيسابور ومات بها سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة ودفن بجنب أبى عثمان الحيريّ. [2]
__________
[1] وقع في م «محمد بن على الصغير» مصحفا.
[2] ويستدرك (الكركي) بفتح الكاف وسكون الراء، نسبة إلى قرية في أصل جبل لبنان، ينسب إليها أبو الرضا أحمد بن طارق بن سنان الكركي، وكان تاجرا، سمع أبا منصور الجواليقيّ ومحمد بن ناصر السلامي ومحمد بن عمر الأرموي ومحمد بن عبيد الله الزاغونى، وسمع في أسفاره في عدة بلاد، وكان أكثر سفر إلى مصر، وكان ثقة في الحديث متقنا، وكان رافضيا خبيث الاعتقاد، كان مولده سنة 529، ومات سنة 592- قاله ابن نقطة، وراجع معجم البلدان لياقوت. وأما كرك بفتح أوله وثانيه فهي قلعة حصينة بالشام. والكرك أيضا قرية عند بعلبكّ.(11/84)
3428- الكِرماني
بكسر الكاف- وقيل بفتحها- وسكون الراء [1] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بلدان شتى مثل خبيص وجيرفت والسيرجان وبردسير، يقال لجميعها: كرمان، وقيل: بفتح الكاف، وهو الصحيح غير أنه اشتهر بكسر الكاف، [2] والنسبة إليه «كرمانى» [2] ، والمشهور بهذه النسبة جماعة كثيرة من المتقدمين والمتأخرين، فمن المتقدمين أبو هشام حسان بن إبراهيم الكرماني العنبري، يروى عن يونس بن يزيد الأيلي وسعيد بن مسروق، روى عنه على بن المديني وأهل العراق ومن المتأخرين أبو الفضل عبد الرحمن بن محمد [3] بن أميرويه بن محمد الكرماني، نزيل مرو، روى لنا عن أبيه وعن أستاذه القاضي أبى بكر محمد بن الحسين الأرسابندي وأبى/ الفتح عبيد الله بن محمد الهشامى وغيرهم، مات في ذي القعدة سنة أربع وأربعين وخمسمائة بمرو، وكانت ولادته سنة سبع وخمسين وأربعمائة بكرمان.
وبهذه النسبة اسم رجل، وهو الكرماني بن عمرو بن المهلب المعنى، أخو معاوية بن عمرو البصري، يروى عن حماد بن سلمة وبشر بن عمر ابن ذر، روى عنه إسحاق بن إبراهيم بن شاذان الفارسي.
وعلى بن جديع، المعروف بالكرمانى، لم يكن من أهل كرمان
__________
[1] بعدها الميم ثم الألف.
[2- 2] ليس في م.
[3] زيد في الأصل وحده «بن محمد» .(11/85)
ولكن عرف بهذا الاسم [1] ، وهو الّذي وقع بينه وبين نصر بن سيار ما وقع، ثم دخل بينهما أبو مسلم صاحب الدولة وغلبهما جميعا، وقصتهم معروفة في الفتوح ومن التابعين الحسن بن مهران الكرماني، يروى عن فرقد وله صحبة، روى عنه محمد بن سلامة.
وأما أبو عمرو حفص بن عمرو [2] بن هبيرة البخاري الكرماني فمن أهل قرية يقال لها كرمانية، وذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه قدم بغداد حاجا وحدثهم عن شجاع بن مجماع [3] الكشاني. قلت: هكذا ذكره أبو بكر الخطيب، وظني أنه من كرمينية بلدة بين بخارا وسعد سمرقند، سأذكره في موضعه.
وبنيسابور محلة كبيرة يقال لها مربعة الكرمانية، والنسبة إليها كرمانى، واشتهر بالنسبة إليها أبو يوسف يعقوب بن يوسف بن يعقوب ابن عبد الله الكرماني الشيباني، الفقيه الحافظ، المعروف بابن الأخرم، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: وخطتهم مربعة الكرمانية، قال الحاكم:
وقرأت على ظهر كتابه بخطه «ليعقوب بن يوسف الكرماني» ، وقد كان أطال المقام بمصر، وكان يكاتبه على القرطاس أبو إبراهيم المزني، وقد أرانا
__________
[1] قال ابن الأثير: فلا شك أنه نسب إلى كرمان لأنه بها ولد، وهو أزدى، فإذا صح أنه نسب إليها فلا فرق بين أن يكون منها أو من غيرها.
[2] كذا في الأصول واللباب، وفي تاريخ بغداد 8/ 205 «أبو عمر حفص ابن عمر» ولعله الصواب لأن اسم الحفص يلازم اسم عمر والله أعلم.
[3] في تاريخ بغداد «عن [أبى] شجاع بن شجاع» ولعله الصواب، وانظر معجم البلدان لياقوت (كرمينية) .(11/86)
أبو عبد الله بن أحرم منها كتابا، سمع بخراسان قتيبة بن سعيد وإسحاق ابن إبراهيم الحنظليّ وعمر بن زرارة، وبالحديبية سويد بن سعيد الأنصاري، وبالكوفة أبا كريب الهمدانيّ، وبالبصرة عبد الله بن معاوية الجمحيّ، وبمصر أبا عبد الله بن وهب ويونس بن عبد الأعلى، وبالشام دحيم بن اليتيم وهشام ابن عمار، وبالجزيرة محمد بن وهب بن أبى كريمة، وقد كان دخل على أحمد بن حنبل غير مرة، روى عنه أبو حامد بن الشرقي وابنه أبو عبد الله ابن الأخرم وعلى بن حمشاد العدل ومحمد بن صالح بن هانئ وغيرهم، قال الحاكم: قلت لمحمد بن صالح: كيف لم تكثروا عن يعقوب الأخرم؟
قال: كان أبو عبد الله يبخل علينا بحديث أبيه فلا يمكننا منه، وكان الرجل كبير المحل محتشما، وتوفى في شعبان سنة سبع وثمانين ومائتين وأبو محمد حرب بن إسماعيل الحنظليّ الكرماني، قال أبو محمد بن أبى حاتم [1] : رفيق ابى، يروى عن أبى يحيى أحمد بن سلمان [2] الباهلي وعبيد الله بن معاذ العنبري وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه، كتب عنه أبى- رحمه الله- بدمشق.
3429- الكَرمُجِينى
بفتح الكاف وسكون الراء وضم الميم وكسر الجيم بعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى كرمجين، وهي قرية من قرى نسف، منها أبو الحسن اليمان بن الطيب ابن خنيس [3] بن عمر [4] الكرمجينى النسفي، من قرية كرمجين، يروى عن
__________
[1] راجع الجرح والتعديل 1/ 2/ 253.
[2] م: «سليمان» .
[3] وفي م ومعجم البلدان لياقوت «حنيس» ، ووقع في اللباب «خميس» خطأ.
[4] وقع في م هنا «عمرو» خطأ.(11/87)
أبى محمد عبد الله وأبى سليمان داود ابني نصر بن سهيل اليزديين، روى عنه أبو العباس المستغفري، ومات في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة [1] ووالده أبو طاهر الطيب بن خنيس بن عمر الكرمجينى، ذكره أبو العباس المستغفري وقال: روى- يعنى الطيب- ورأيت له كتاب المسند لوهب ابن منبه تاريخ كتابته في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
3430- الكَرمِيني
بفتح الكاف وسكون الراء وكسر الميم والياء المنقوطة باثنتين من تحتها والنون في آخرها، هذه النسبة إلى كرمينية، وهي إحدى بلاد ما وراء النهر على ثمانية عشر فرسخا من بخارا، وسمعت الأديب أبا تراب على بن طاهر الكرميني يقول: بلدتنا كرمينية، فان العرب في الفتوح لما رأوها قالوا «هي كإرمينية» شبّهوها- في الحسن وكثرة المياه والخضر- بأرمينية، أقمت بها يوما وليلة في توجهي إلى سمرقند، وقد استولى الخراب عليها، خرج منها جماعة من الأئمة والعلماء والمشاهير قديما وحديثا، منهم أبو عبد الله محمد بن الضوء بن المنذر بن يزيد الشيباني الكرميني، له نسخة يرويها عنه أبو حامد أحمد بن الليث الكرميني، وحدث هو عن أبى عبيد القاسم بن سلام ومزاحم بن سعيد الكشميهني وأبى عمر الحوضيّ وسليمان بن حرب ومسدد بن مسرهد، ومات سنة اثنتين وثمانين ومائتين وأخوه أبو بكر أحمد بن الضوء بن المنذر بن يزيد بن عبد الملك بن شيبان البكري الكرميني، يروى عن إسماعيل بن مسلمة بن قعنب وأخيه عبد الله
__________
[1] كذا، وحكاه ياقوت، وذكر عن المستغفري أنه توفى سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.(11/88)
ابن مسلمة والحكم بن المبارك والمكيّ بن إبراهيم وغيرهم، روى عنه أبو الخير أحمد بن محمد بن الخليل وعمر بن محمد بن بجير وغيرهما، قال على بن المحمود الكرميني: رأيت في المنام كأن صحيفة تطير بين السماء والأرض فوقعت في يدي، فنظرت فإذا فيها مكتوب «بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز العليم براءة لأحمد بن الضوء من عذاب أليم» ، مات في النصف من رجب سنة خمس وستين ومائتين والمسفر [1] بن محمد الكرميني، المحدث المشهور والإمام المسيب بن محمد القضاعي الكرميني، روى كتاب المختصر لأبى الموجه الفزاري عن أبى محمد الحسن بن محمد ابن حليم المروزي، ويروى المسيب أيضا عن أبى العباس عبد الله ابن الحسين البصري وأبو الفرج عزيز [2] بن عبد الله الكرميني، وكان أحد نظار أصحاب الشافعيّ- رحمة الله عليه- في الصفة ببخارا وبكرمينية أيضا والأديب أبو تراب على بن طاهر بن ... [3] الكرميني التميمي، أفضل أهل عصره في اللغة وحفظها على الإطلاق، لقيته ببخارا وكتبت عنه، وكان من أهل كرمينية وأبو سليمان معتمر [4] بن جبريل بن مصعب ابن إسماعيل بن أيوب الكرميني المؤدب، سكن سمرقند، وكان شيخا فاضلا، ثقة دينا، حسن الأصول، من أهل السنة، قال/ أبو سعد الإدريسي:
__________
[1] من م، وفي الأصل «المستقر» .
[2] من م واللباب، وفي الأصل «عزير» .
[3] بياض.
[4] في م: «معمر» .(11/89)
كتبنا عنه بسمرقند، يروى عن الفتح بن عبيد السمرقندي وأبى حفص عمر بن محمد بن بجير [1] وغيرهما ومن القدماء أبو محمد صهيب بن عاصم ابن إبراهيم بن رشيد بن ليث بن قيس الكرميني، له رحلة إلى العراق، وكان عم جده الأعلى عصمة بن قيس من الصحابة، سمع ابن عيينة والفضيل بن عياض وبشر بن السري ووكيع بن الجراح وعبد الله ابن نمير، روى عنه أبو عمرو عامر بن المشجع [2] وأبو بكر محمد بن أبى جعفر محمد بن إسماعيل بن أحمد بن جعفر بن محمد بن عثمان اليشكري الكرميني، كان فقيها شافعيّ المذهب، سمع أبا الوفاء المسيب بن محمد القضاعي بكرمينية، لا بأس به على ما سمعنا [سمعنا] منه بالدبوسية. [3]
__________
[1] من م، ووقع في الأصل «عمر بن محمد بن يحيى البحتري»
[2] في م «المجشع» .
[3] ويستدرك (الكرّمى) بضم أوله وتشديد ثانيه وكسر ميمه وتشديد ياء النسبة، نسبة إلى كرمية، قرية من أعمال الموصل من المروج على دجلة، ينسب إليها أبو الخليل عمر بن كويز- بواو ممالة- بن عبد الله بن الحسن الماراني الكرمي، خطيب كرمية هو وأبوه وجده من قبله، كان والده تفقه على مذهب الشافعيّ، وطلب أن يتولى قضاء الناحية فتورع ولم يجب، وتوفى ولده أبو الخليل عمر الخطيب سنة 615- ياقوت في معجم البلدان.
وقال ياقوت: كرنة بلدة بالأندلس، قال ابن بشكوال: أبو مروان عبد الله (كذا، وفي الصلة 1/ 345 «عبد الملك» ) بن أحمد بن سعدان الكرنى (في الصلة «الكزني» ) من هذه القرية، روى عن أبى المطرف الغفاريّ وعبد الله (وفي الصلة عبد الرحمن) بن واقد القاضي، ثم رحل وحج وقفل، وتوفى قريبا من الخمسين والأربعمائة.(11/90)
3431- الكرواني
بفتح [1] الكاف والواو بينهما الراء الساكنة ثم الألف والنون، هذه النسبة إلى كروان، وظني أنها قرية من قرى طرسوس، والمشهور بهذه النسبة الحسن بن أحمد بن حبيب الكرواني، حدث بطرسوس عن أبى الربيع سليمان بن داود الزهراني، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وأبو عبيد [2] محمد بن سليمان ابن بكر الكرواني الخطيب، ظني أن «كروان» هذه قرية من قرى فرغانة فان هذا الخطيب ممن سكن أخسيكث، وهو راوية الأحاديث والمواعظ للقاضي الإمام أبى سعيد الخليل بن أحمد بن الخليل السجزى، روى عنه أبو المظفر المستطب بن محمد بن أسامة بن زيد الفرغاني وأبو القاسم محمود ابن محمد الصوفي الأخسيكثي وغيرهما.
3432- الكروخي
بفتح [1] الكاف وضم الراء [3] وفي آخرها الخاء المعجمة، هذه النسبة إلى كروخ، وهي بلدة بنواحي هراة على عشرة فراسخ منها، خرج منها جماعة من أهل العلم والخير، منهم أبو الفتح عبد الملك بن أبى القاسم عبد الله [4] بن أبى سهل بن القاسم بن أبى منصور ابن تاج [5] الكروخي، شيخ صالح سديد السيرة كثير الخير والعبادة، من أهل
__________
[1] في م «بضم» .
[2] في اللباب «أبو عمر» كذا.
[3] بعدها الواو.
[4] م: «عبيد الله» .
[5] في م «ماخ» .(11/91)
هراة وأصله من كروخ، وعرف بالكروخى، سكن بغداد مدة، وكان سمع بهراة بقراءة المؤتمن بن أحمد الساجي وأبى أحمد [1] عبد الله بن [2] أحمد بن [2] السمرقندي الحافظين من أبى عطاء عبد الرحمن بن أبى عاصم الجوهري وأبى إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري وأبى عامر محمود بن القاسم الأزدي وابى المظفر عبيد الله [3] بن على بن ياسين الدهان وأبى نصر عبد العزيز بن محمد الترياقي وأبى بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجى وأبى عبد الله محمد بن على بن محمد العميري [4] وطبقتهم، سمعت منه ببغداد، وقرأت عليه جميع الجامع لأبى عيسى الترمذي، وسمع بقراءتي منه جماعة كثيرة، وسمعت أنه بعد خروجي من بغداد انتقل إلى مكة وجاور بها إلى أن توفى بمكة في الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة بعد رحيل الحاج من مكة، وكانت ولادته بهراة في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وستين وأربعمائة وأبو داود سليمان ابن محمد بن راوي الكروخي، شاب صوفى صالح، حافظ لكتاب الله، كثير القراءة، رأيته بحلب، وصحبني منها إلى حمص، وخرج منها إلى بعلبكّ وخرجت أنا إلى دمشق، ثم وردها بعد انصرافي من بيت المقدس، وتركته بدمشق، وذلك في أوائل سنة ست وثلاثين وخمسمائة،
__________
[1] م: «أبى محمد» .
[2- 2] ليس في م.
[3] م: «عبد الله» .
[4] م: «العمرى» .(11/92)
كتبت عنه شيئا يسيرا بحمص. [1]
3433- الكَريزى
بفتح الكاف وكسر الراء بعدها الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الزاى، هذه النسبة إلى كريز، وهو اسم جد طلحة بن عبيد الله بن كريز الكريزي، من التابعين، يروى عن ابن عمر رضى الله عنهما، روى عنه حميد الطويل وحماد بن سلمة.
3434- الكُريزي
بضم الكاف وفتح الراء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الزاى، هذه النسبة إلى كريز، وهو بطن من عبد شمس، وهو كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف [2] ، وابنته أروى بنت كريز أم عثمان بن عفان- رضى الله عنهم وابنته أرنب بنت كريز أم ولد عامر بن الحضرميّ وابنه عامر بن كريز، وأم عامر ابن كريز البيضاء بنت عبد المطلب، أسلم يوم الفتح وبقي إلى خلافة عثمان- رضى الله عنهم، وهو والد عبد الله بن عامر بن كريز الكريزي الّذي ولاه عثمان بن عفان- رضى الله عنهما- البصرة وخراسان، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وله اثار في فتوح خراسان ومسلم بن عنبس [3]
__________
[1] وفي نسخة من الإكمال: وأما الكريدي فأبوا عبد الله محمد بن عقيل بن أحمد ابن بندار بن إبراهيم الخراساني، المعروف بابن الكريدي، روى عن أبى بكر بن أبى الحديد- انتهى. وفي المشتبه للذهبى ص 551: أحمد بن عبد المنعم بن الكريدي الدمشقيّ، حدث عنه على بن مهدي الهلالي.
[2] وانظر التفصيل آل كريز ص 67- 68 من جمهرة أنساب العرب لابن حزم.
[3] فحرره، في الجمهرة «عيسى» .(11/93)
ابن كريز الكريزي، هو ابن عم عبد الله بن عامر بن كريز، قتله الخوارج وكيسة بنت الحارث بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، كانت عند مسيلمة الكذاب، ثم خلف عليها عبد الله بن عامر بن كريز فولدت له عبد الله [1] وعبد الملك الّذي يقال له فقير [2] ، وعبد الرحمن قتل يوم الجمل وكان أكبر ولده وزينب بنت عبد الله بن عامر بن كريز.
ومن الأسماء كريز بن شامة، له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وأيوب بن كريز، يروى عن عبد الرحمن بن غنم صاحب معاذ ابن جبل، روى عنه سعيد بن مسروق والد سفيان الثوري وكريز بن معقل الباهلي، سمع هشام بن عقبة، سمع منه عبد الصمد- قاله البخاري [3] .
وفي الأنساب أبو ثمامة جبلة بن محمد بن كريز بن سعيد بن قتادة الصدفي الكريزي المصري، يحدث عن أبى شريك يحيى بن يزيد بن حماد ويونس بن عبد الأعلى وعيسى بن إبراهيم بن مثرود وغيرهم، مات قبل [4] الثلاثمائة وأبو على حسين بن واقد الكريزي المروزي، مولى عبد الله ابن عامر بن كريز القرشي، يروى عن عبد الله بن بريدة، روى عنه ابنه على بن الحسين وأهل مرو، ومات سنة تسع وخمسين ومائة، وقيل:
سبع وخمسين ومائة، وكان على قضاء مرو، وكان إذا قام من مجلس الحكم
__________
[1] كذا، ولعله «عبد الرحمن» .
[2] م «أيس» لعله «أسير» .
[3] في تاريخه الكبير 4/ 1/ 245.
[4] في م: «بعد» .(11/94)
اشترى لحما وعلقه بإصبعه وحمله إلى أهله، وكان من خيار الناس، وقعت فتنة أبى مسلم فلم يسأل عنها أحدا إلى أن انجلت، وربما أخطأ في الروايات، قد كتب عن أيوب السختياني وأيوب بن حوط [جميعا فكل حديث منكر عنه عن أيوب عن نافع عن ابن عمر إنما هو أيوب ابن حوط-[1]] وليس بأيوب السختياني وأبو محمد عبد الله بن سعد بن يحيى القاضي الكريزي الرقى، يروى عن أحمد بن سيار الحراني القرشي، روى عنه أبو المفضل [الشيباني] وسعيد بن عيسى الكريزي، من أهل البصرة، قدم بغداد وحدث بها [2] عن معتمر بن سليمان ويحيى بن/ سعيد القطان ومحمد بن جعفر غندر وعبد الله بن إدريس ومحمد بن عبد الله الأنصاري، روى عنه الحسن بن محمد بن شعبة الأنصاري وعبد الملك ابن أحمد بن نصر الدقاق وأبو عبيد بن المحاملي وغيرهم، وقال أبو الحسن الدار قطنى: سعيد بن عيسى الكريزي بصرى ضعيف وأبو الحسين [3] محمد ابن محمد بن سعيد بن أحمد بن كريز بن ترفل بن عبيد الله [4] بن عبد الكريم ابن عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي الكريزي، من أهل أزجاه، يروى عن جده لأمه أبى جعفر
__________
[1] من م وثقات ابن حبان المنقول منه ما هنا، وسقط من الأصل، وانظر ما في تهذيب التهذيب 2/ 373- 374 والجرح والتعديل ج 1 ق 2 ص 66 وغيرهما.
[2] راجع تاريخ بغداد 9/ 94.
[3] م: «أبو الحسن» .
[4] م: «نوفل بن عبد الله» .(11/95)
أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم العنزي، روى عنه حفيده أبو المظفر محمد بن سعيد بن محمد الكريزي.
3435- الكُرينى
بضم الكاف وكسر الراء المشددة أو المخففة وبعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى كرين، وهي قرية من قرى طبس، وبعضهم قال: إنها إحدى الطبسين [1] ، منها أبو جعفر محمد بن كثير الكرينى، سمع أبا عبد الله محمد بن إبراهيم ابن سعيد العبديّ، روى عنه أبو عبد الله محمد بن على بن جعفر الطبسي حديثه في معجم ابى القاسم الشيرازي.
باب الكاف والزاى
3436- الكُزبُرانى
بضم الكاف وسكون الزاى وضم الباء الموحدة وفتح الراء [2] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى كزبران، وهو لقب لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن [3] بن الفضل ابن سيار الحراني الكزبراني، مولى بنى أمية، من أهل حران، قدم بغداد وحدث بها عن عبيد الله [4] بن عبد المجيد الحنفي والمغيرة بن سقلاب [5] وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفى وعمرو بن عاصم ومسكين بن بكير
__________
[1] وراجع ما مضى 9/ 45.
[2] بعدها الألف.
[3] وفي المشتبه للذهبى «عبد الحميد» أظنه خطأ، وتبعه في التبصير والله أعلم.
[4] وقع في م «عبد الله» خطأ.
[5] في اللباب «صقلاب» .(11/96)
ومحمد بن سليمان بن أبى داود، روى عنه محمد بن الليث الجوهري وعبد الله بن أبى سعد الوراق وعبد الله بن محمد بن ناجية وقاسم بن زكريا المطرز ويحيى بن محمد بن صاعد وغيرهم، وما علمت من حاله إلا خيرا [1] ، قال ابن أبى حاتم [2] : أدركته ولم أسمع منه، ومات سنة أربع وستين ومائتين.
3437- الكُزمانى
بضم الكاف وسكون الزاى وفتح الميم [3] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى كزمان، وهي [4] إلى الجد الأعلى، وهو أبو عصمة ريحان [5] بن سعيد بن المثنى بن ليث بن معدان بن زيد بن كزمان ابن الحارث بن حارثة بن مالك بن سعد بن عبيدة بن الحارث بن سامة ابن لؤيّ- وقيل بدل «معدان» «صفران» - الناجي الكزمانى البصري، يقال: إنه من بنى سامة بن لؤيّ، قدم بغداد [6] وحدث بها عن عباد بن منصور وشعبة بن الحجاج ومحمد بن عبد الله المعولي وغيرهم، روى عنه مجاهد ابن موسى وإبراهيم بن سعيد الجوهري ومحمد بن حسان الأزرق وسعيد ابن بحر القراطيسي، وسئل عنه أبو داود السجستاني فلم يرضه، وقال
__________
[1] قول الخطيب في تاريخ بغداد 4/ 343، وفيه «الكريزانى» في ثلاثة مواضع، و «عبد الله بن عمر بن ناجية» مكان «محمد» .
[2] ج 1 ق 1 ص 60 من الجرح والتعديل.
[3] بعدها الألف.
[4] من م، وفي الأصل: «وهذه النسبة» .
[5] وقع في اللباب المطبوع «على» .
[6] ترجمته في تاريخ بغداد 8/ 427.(11/97)
الدار قطنى: ريحان بن سعيد بصرى يحتج به، وقال محمد بن سعد الزهري- وساق نسب الكزمانى كما سقناه أولا وقال: توفى بالبصرة سنة ثلاث أو أربع ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون [1] ومن ولد كزمان: عرعرة ابن البرند بن النعمان بن [عبد الله بن] علجة بن الأفقع بن كزمان الكزمانى، من أهل الكوفة [2] .
باب الكاف والسين
3438- الكَسادَنى
بفتح الكاف والسين والدال المهملتين [3] بينهما الألف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى كسادن، وهي قرية من قرى سمرقند، منها أبو بكر محمد بن محمد بن سفيان بن رمضان [4]
__________
[1] وقال ابن قانع إنه توفى سنة أربع ومائتين. وإخوته: روح والمثنى والمغيرة بنو سعيد وأولاد ريحان: سعيد ومحمد وعباس وعبد الله وثابت بن قطنة ابن كعب بن جابر بن كعب بن كزمان الكزمانى- الإكمال.
[2] و (كزنة) موضع في جزيرة الأندلس في فحص البلوط- فيما يحسبه ياقوت، ينسب إليه المنذر بن سعيد البلوطي القاضي والقاضي أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن خلف الكزني القرطبي، يروى عن أبى المطرف عبد الرحمن بن القاسم بن محمد الشعبي المالقي، روى عنه السلفي بالإجازة وقال: قتل في جامع قرطبة سنة 589 أو سنة ثمان في يوم جمعة بغير حق- «ياقوت في معجم البلدان» .
[3] وقال ياقوت: بالدال المهملة المضمومة.
[4] وقع في اللباب «شعبان بن رمضان» .(11/98)
ابن محمد بن يوسف بن عبد الكريم بن الفضل بن أبى ساجد الكسادنى، يروى عن محمد بن سفيان عن جده سفيان بن رمضان [1] ، روى عن أبى بكر أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحافظ.
3439- الكِسائي
بكسر الكاف وفتح السين المهملة [2] وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة لجماعة من المشاهير لبيع الكساء أو نسجه أو الاشتمال به ولبسه، منهم إمام القراء أبو الحسن على بن حمزة بن عبد الله ابن بهمن [3] بن فيروز الأسدي الكوفي، المعروف بالكسائي النحويّ، مولى بنى أسد [4] ، أحد أئمة القراء، من أهل الكوفة سكن بغداد، وكان يعلم بها الرشيد ثم الأمين من بعده، وإنما قيل له «الكسائي» لأنه دخل الكوفة فجاء إلى مسجد السبيع وكان حمزة بن حبيب الزيات يقرئ فيه، فتقدم الكسائي مع أذان الفجر، فجلس وهو ملتف بكساء من البركان الأسود، فلما صلى حمزة قال: من تقدم في الوقت يقرأ! قيل له: الكسائي أول من تقدم- يعنون صاحب الكساء، فرمقه القوم بأبصارهم وقالوا:
إن كان حائكا فسيقرأ بسورة يوسف، وإن كان ملاحا [5] فسيقرأ سورة طه!
__________
[1- 1] بين الرقمين ساقط من م.
[2] بعدها الألف.
[3] من م، ووقع في الأصل «عثمان» . وانظر ترجمته في غاية النهاية 1/ 535- 540 وغيرهما، إنما أورد أبو سعد ترجمته من تاريخ بغداد 11/ 403- 415.
[4] وأورد ابن الجزري عن أبى بكر بن أبى داود السجستاني أنه من أولاد الفرس من سواد العراق.
[5] وقع في م «فلاحا» .(11/99)
فسمعهم، فابتدأ سورة يوسف، فلما بلغ إلى قصة الذئب قرا «فأكله الذيب» بغير همز، فقال له حمزة: الذئب [1] بالهمز! فقال له الكسائي: وكذلك أهمز الحوت «فالتقمه الحؤت» ؟ قال: لا، قال: فلم همزت الذئب ولم تهمز الحوت [وهذا فأكله الذئب، وهذا فالتقمه الحوت-[2]] ؟
فرفع حمزة بصره إلى خلاد الأحول- وكان أجمل غلمانه- فتقدم إليه في جماعة من أهل المجلس، فناظروه، فلم يصنعوا شيئا، فقالوا: أفدنا- يرحمك الله! فقال لهم الكسائي: تفهموا عن الحائك! تقول: إذا نسبت الرجل إلى الذئب «قد استذأب الرجل» ولو قلت «استذاب» بغير همز لكنت إنما نسبته إلى الهزال تقول «قد استذاب الرجل» - إذا استذاب شحمة- بغير همز، وإذا نسبته إلى الحوت تقول «قد استحات الرجل، أي كثير أكله الحوت، فلا يجوز فيه الهمز، فلتلك العلة همز «الذئب» ولم يهمز «الحوت» ، وفيه معنى آخر: لا يسقط الهمز من مفردة ولا من جميعه، وأنشدهم:
أيها الذئب وابنه وأبوه ... أنت عندي من أذأب ضاريات
فسمى «الكسائي» من ذلك اليوم. وقال عبد الرحيم بن موسى: قلت للكسائى:
لم سميت الكسائي؟ قال: لأني أحرمت في كساء. ثم أقرأ ببغداد زمانا بقراءة حمزة،/ ثم اختار لنفسه قراءة فأقرأ بها الناس، وقرأ عليه بها خلق كثير ببغداد وبالرقة وغيرهما من البلاد، وحفظت عنه، وصنف
__________
[1] وقع في م «الزيات» .
[2] من تاريخ بغداد، وفي الأصل مكانه «في: فالتقمه الحوت» ، وليس في م.(11/100)
معاني القرآن، والآثار في القراءات، وكان قد سمع من سليمان بن أرقم وأبى بكر بن عياش ومحمد بن عبيد الله العرزميّ وسفيان بن عيينة وغيرهم، روى عنه أبو توبة ميمون بن حفص وأبو زكريا الفراء وأبو عبيد القاسم ابن سلام وأبو عمر حفص بن عمر الدوري وجماعة، وإنما تعلم الكسائي النحو على الكبر، وكان سبب تعلمه أنه جاء يوما وقد مشى حتى أعيى، فجلس إلى الهباريين- وكان يجالسهم كثيرا- فقال: قد عييت! فقالوا له:
أتجالسنا وأنت تلحن؟ قال: كيف لحنت؟ قالوا له: إن كنت أردت من التعب فقل «أعييت» وإن كنت أردت من انقطاع الحيلة والتحير في الأمر فقل «عييت» مخففة، فأنف من هذه الكلمة ثم قام من فوره ذلك، فسأل عن من يعلم النحو، فأرشدوه إلى معاذ الهراء، فلزمه حتى أنفد ما عنده، ثم خرج إلى البصرة فلقى الخليل وجلس في حلقته، فقال له رجل من الأعراب: تركت أسد الكوفة وتميمها وعندها الفصاحة وجئت إلى البصرة! فقال للخليل: من أين أخذت علمك هذا؟ فقال:
من بوادي الحجاز ونجد وتهامة، فخرج ورجع وقد أنفد خمس عشرة قنينة حبرا في الكتابة عن العرب سوى ما حفظ، فلم يكن له همّ غير البصرة والخليل، فوجد الخليل قد مات، وقد جلس في موضعه يونس النحويّ [1] ، فمرت بينهم مسائل أقرّ له يونس فيها وصدره موضعه. وقال الفراء:
قال لي قوم: ما اختلافك إلى الكسائي وأنت مثله في العلم! فأعجبتني نفسي، فناظرته [وزدت] فكأني كنت طائرا أشرب من بحرمات الكسائي
__________
[1] في م «اللغوي» .(11/101)
ومحمد بن الحسن صاحب أبى حنيفة- رحمهم الله- في يوم واحد بالري في سنة تسع وثمانين ومائة، وقيل: مات برنبويه إحدى قرى الري، وقيل:
مات بطوس [1] سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين ومائة- والله أعلم وأبو بكر محمد بن الحسين بن حمدون بن داود بن حمدون الصيدلاني الكسائي، من أهل مصر، قال أبو زكريا يحيى بن على الطحان المقرئ المصري: سمعت منه، وتوفى سنة ستين وثلاثمائة وأبو منصور محمد بن أحمد بن باكويه الكسائي، صاحب أبى العباس أحمد بن هارون الفقيه، سمع أبا عمرو الحيريّ والمؤمل ابن الحسن وأبا حامد بن الشرقي ومكي بن عبدان، وحدث، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وتوفى في شهر رمضان سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن يحيى الأديب الكسائي، كان أديبا فاضلا، حدث بكتاب الصحيح لمسلم بن الحجاج عن صاحبه أبى إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخه وقال: أبو بكر الكسائي الأديب كان من قدماء الأدباء بنيسابور، وتخرج به جماعة في الأدب، ثم إنه على كبر السن حدث بكتاب الصحيح لمسلم [2] ابن الحجاج من كتاب جديد بخط يده عن إبراهيم بن محمد بن سفيان عن مسلم، وكان [يقول-[3]] في أول كل حديث «حدثنا إبراهيم ثنا مسلم» فأنكرته، وكان قد قرأه غير مرة، فحضرني رحمه الله وعاتبني،
__________
[1] بقرية حرستا، وقال الرشيد: اليوم دفنت الفقه والنحو.
[2] م: «بصحيح مسلم» .
[3] من م.(11/102)
فقلت: أنت أحد مشايخنا من الأدباء، والمعرفة بيننا أكثر من خمسين سنة، فلو أخرجت أصلك العتيق أو أخبرتنى بالحديث فيه على وجهه! فقال لي:
قد كان والدي حضرني مجلس إبراهيم لسماع هذا الكتاب [1] ثم لم أجد سماعي فقال لي أبو أحمد بن عيسى: قد كنت أرى أباك يقيمك في المجلس تسمع وأنت تنام لصغرك، ولم يبق بعدي لهذا الكتاب راو غيرك فاكتبه من كتابي فإنك تنتفع به! فكتبته من كتابه، فلما حدثني بهذا قلت: هذا لا يحل لك فاتق الله فيه! فقام من مجلسى وشكاني بعد ذلك، فهذا حديثه، ثم كتب إليّ بعد ذلك رقعة بخط يده طويلة يذكر فيها أنه وجد جزءا من سماعه من إبراهيم، فراسلته [بأن-[2]] يعرض [عليّ ذلك-[2]] الجزء، فلم يفعل، فهذا حديثه- رحمه الله وإياه، قال: توفى أبو بكر الأديب الكسائي ليلة الأضحى من سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
قلت: روى عنه الكتاب الصحيح لمسلم [3] أبو مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي الحافظ وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن يعقوب المروزي الكسائي، الملقب بطريق غريب، ولقب بهذا لأنه كان يكتب المكرر فيقال له في ذلك: قد كتبته! فيقول: هذا بذا الطريق غريب! روى خبره أبو بكر أحمد بن [على بن-[2]] عمر بن بسطام المروزي وكان من رفقائه- هكذا ذكره أبو الفضل الفلكي في كتاب الألقاب والإمام الحجاج أبو محمد
__________
[1] من م، وفي الأصل «هكذا الحديث» .
[2] من م.
[3] م: «كتاب صحيح مسلم» .(11/103)
عبد الجبار بن محمد بن على بن محمد الكسائي البخاري، من أهل بخارا، كان يعظ ويجلس للعامة، وكان من أهل الخير والعلم، سمع أبا محمد عبد الصمد بن محمد بن إبراهيم الرباطي، روى عنه عمر بن محمد بن أحمد النسفي، ومات ببخارا في شوال سنة ثماني عشرة وخمسمائة وأبو الحسن عطاء بن أبى عطاء أحمد بن جعفر الهروي الكسائي، من أهل هراة، كان مكثرا من الحديث، خرّج له أبو على محمد بن الفضل بن محمد جهان دار الهروي الفوائد عن جماعة من شيوخه بخراسان والعراق، سمع بهراة أبا محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الشريحي وأبا منصور محمد بن محمد ابن عبد الله الأزدي، وببغداد أبا عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي وأبا الحسين على بن محمد بن بشران السكرى [1] وأبا الحسين محمد بن أحمد ابن رزقويه [1] وأبا الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان وأبا الحسن على بن أحمد بن عمر بن الحمامي وأبا الحسن على بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز، وبفيد أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم التاجر، روى عنه البرهان عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مازة وجماعة، وتوفى بعد [2] سنة خمس وخمسين وأربعمائة.
3440- الكَسبَوى
بفتح الكاف وسكون السين المهملة وفتح الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى كسبة، وقد ينسب إليها بالكسبجى [3] أيضا،
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] في م «ببغداد» .
[3] أي بتبديل الهاء بالجيم من أصله الفارسي للتعريب، وقال ياقوت: وينسب إليها «الكسبوى» و «الكسبي» .(11/104)
وهي إحدى قرى نسف على أربعة فراسخ منها، بها الجامع، والمشهور بالنسبة إليها أبو أحمد/ عيسى بن الحسين بن الربيع الكسبوى، مصنف كتاب البستان، روى عنه عبد الملك المعرف وأبو سعد الإدريسي والحاكم أبو محمد جعفر بن محمد بن على بن العباس بن حمدان بن واقد الكسبوى، روى عن أبى جعفر الفرخانى، قال أبو كامل البصيري:
كتبنا عنه حديث ابن عمر رضى الله عنهما فيمن مسح عنقه أمن من الغل يوم القيامة، ولم نكتب عن أحد غيره وابن عمه الحسن بن محمد بن على الكسبوى، رويا عن عيسى بن الحسين الكسبوى وأبو الحسن على ابن إبراهيم الكسبوى، المفتى بدرب ابن الحديد، يروى عن أبى الحسن البوزجاني، سمع منه أبو كامل البصيري وأبو المؤيد منير بن محمد بن جعفر الكسبوى، سمع الكثير، وكان أديبا فاضلا، سمع جماعة بنسف، وسكن أسفورقان وتوفى بها وأخوه مسعود، سمع الكثير ونسخ بخطه، وأدركت والديهما فأما أبو العلى صاعد بن منير بن محمد الكسبوى فروى عن أبى بكر محمد بن أحمد البلدي، لقيته بأسفورقان وكتبت عنه بنسف وأبو الفرج محمد بن مسعود الكسبوى من أهلها، سألناه أن يجيء من كسبه إلى ما يمرغ لأن القافلة نزلت بها، فقرأت عليه أجزاء بها بروايته عن أبى بكر البلدي وغيره وأبو نصر أحمد بن إسماعيل بن محمد بن هارون ابن إسماعيل بن بلال السكاك الكسبوى، يروى عن أبى بكر أحمد بن سعد ابن عبد الله [1] بن بكار الزاهد، روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز
__________
[1] م: «عبيد الله» .(11/105)
المستغفري الحافظ، ومات يوم الجمعة السادس من شوال سنة اثنتي عشرة وأربعمائة وأبو بكر محمد بن عبد الملك بن جعفر بن محمد بن أبى سعيد ابن محمد بن عثمان [1] بن محمد [1] بن عبد الله بن أبى النضر الكسبوى، يروى عن أبى نصر أحمد بن جعفر الكاسني شعبة الحافظ، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي، وتوفى بنسف ليلة الاثنتين لسبع بقين من ذي الحجة سنة تسع [2] وأربعمائة والإمام أبو بكر محمد بن محمد بن [3] محمد بن [3] أبى محمد واسمه عبد الملك بن محمد [4] بن محمد [4] بن سليمان بن قريش ابن ونندة بن خارسنج بن أنوفيد بن شيشير الكسبوى، هذا الإمام منه إلى جده الأعلى سليمان كانوا من الأئمة والعلماء، حدث محمد بن محمد ابن سليمان عن أبى جعفر الكرابيسي البلخي، والباقون روى الابن عن الأب وحدث الأب عن أبيه، وكان أبو بكر فاضلا مناظرا، وكانت ولادته في صفر سنة تسع وثلاثين وأربعمائة، ووفاته بكسبه صبيحة يوم الخميس الثاني والعشرين من شهور سنة أربع وتسعين وأربعمائة وأبوه محمد بن محمد بن أبى محمد، كانت ولادته في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة خمس وأربعمائة، ووفاته يوم الاثنين الرابع عشر من شهر ربيع الأول سنة ثمانين وأربعمائة.
__________
[1- 1] ليس في م.
[2] م: «تسعين» .
[3- 3] ليس في بعض المراجع، سيأتي كذلك في ترجمة أبيه.
[4- 4] سقط من م.(11/106)
3441- الكَسكَرى
بالسين المهملة الساكنة بين الكافين المفتوحتين وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى كسكر، وهي قرية بالعراق قديمة أظن أنها من نواحي المدائن- والله أعلم [1] ، منها أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر ابن سعدان بن عبد الرحمن [2] الحفار الكسكري، ويكنى بأبي النجم أيضا، من أهل بغداد، كان صدوقا ثقة مكثرا من الحديث، سمع أبا عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش القطان وأبا الحسين أحمد بن عثمان الأدمي وأبا القاسم إسماعيل ابن أخى [دعبل الخزاعي وجماعة سواهم، روى عنه جماعة من الحفاظ مثل أبى بكر أحمد بن-[3]] الحسين البيهقي وأبى الفضل على بن الحسين الفلكي وأبى بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب الحافظ وأبى القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري وغيرهم، وآخر من حدث عنه أبو الفوارس طراد بن محمد بن على الزينبي الهاشمي، وكانت ولادته في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، ومات في صفر سنة أربع عشرة وأربعمائة ببغداد ومن أتباع التابعين
__________
[1] قال ياقوت: أعمال كسكر قصبتها اليوم واسط، القصبة التي بين الكوفة والبصرة- إلخ.
[2] ابن ماهويه بن مهيار بن المرزبان- تاريخ بغداد 14/ 75، وقال الخطيب:
قرأت نسبه هذا بخطه.
[3] من م، وسقط من الأصل.(11/107)
النعمان الكسكري، يروى عن الشعبي، روى عنه شعبة، قال ابن أبى حاتم [1] :
سمعت أبى يقول ذلك.
3442- الكِسّى
[2] بكسر الكاف وتشديد السين المهملة، هذه النسبة إلى بلدة بما وراء النهر يقال لها كسّ، أقمت بها اثنى عشر يوما، وقد ذكر الحفاظ في تواريخهم أن اسم هذه النسبة «كِس» بكسر الكاف والسين الغير المنقوطة، والنسبة إليها «كسى» ، غير أن المشهور «كش» بفتح الكاف والشين المنقوطة، بقرب نخشب [3] ، والمعروف من هذه البلدة
__________
[1] في الجرح والتعديل ج 4 ق 1 ص 447.
[2] وقد ذكر أبو سعد رسم (الكسى) في الشين المعجمة وفقا للشهرة بعد (الكشي) نسبة إلى قرية جرجان، وإنما وضعناها هاهنا وفقا للترتيب، وليست هذه النسبة بأسرها في م.
[3] قال ياقوت: مدينة تقارب سمرقند، وقال الاصطخرى: كس هي الصغد- انتهى.
وقال ابن ماكولا في الإكمال: فجماعة كثيرة ينسبون إلى كس بلد يقارب سمرقند، منه جماعة من المحدثين، والعراقيون وغيرهم يقولونه بفتح الكاف، وربما صحفه بعضهم فقاله بالشين المعجمة، وهو خطأ، واستملى لي الصوري على أبى الحسن العتيقى حديثا فقال فيه «الكشي» بالشين المعجمة، فرده عليه وقال:
بالسين المهملة، (قال ابن ماكولا) : لما عبرت نهر جيحون وحضرت بخارى وسمرقند وجدتهم جميعهم يقوله «كس» بكسر الكاف وبالسين المهملة- انتهى.
وقال ابن الأثير في اللباب: وأكثر ما يقولها من لا علم عنده «كشى» بفتح الكاف وبالشين المعجمة، وهو «الكسى» بكسر أولها وتشديد السين المهملة، هذه النسبة إلى كس، وهي مدينة بما وراء النهر بقرب نخشب، ذكرها الحفاظ في تواريخهم كذلك، غير أن الناس يكثرون ذكرها بفتح الكاف والشين(11/108)
أبو محمد عبد الحميد بن حميد بن نصر الكسى، وهو المعروف بعبد بن حميد، إمام جليل القدر، ممن جمع وصنف، سمع يزيد بن هارون وعبد الرزاق ابن همام، روى عنه مسلم بن الحجاج وأبو عيسى الترمذي وعمر بن محمد ابن البختري [1] وغيرهم، وكانت إليه الرحلة من أقطار الأرض، مات في شهر رمضان سنة تسع وأربعين ومائتين وأبو نصر الفتح بن عمرو [2] الكسى الوراق، يروى عن يزيد بن هارون أيضا وعبيد الله بن موسى وأزهر السمان وعبيد الله بن ثور وعبد الحميد الحماني والحسن بن قتيبة وإبراهيم بن الحكم بن أبان، روى عنه أحمد بن محمد بن الحسن البلخي وأبو حاتم الرازيّ وأحمد بن سلمة النيسابورىّ، وهو مستقيم الحديث صدوق وأبو الفضائل محمد بن عبد الله بن أبى المظفر الكسى، ولد بها وسكن سمرقند، وأصله من نسف، وسمعت منه بسمرقند ومن القدماء أبو جعفر محمد بن حاتم بن خزيمة بن قتيبة بن محمد بن على بن القاسم بن جعفر ابن الفضل بن إبراهيم بن أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي الكسى، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ فقال: محمد بن حاتم الكسى أبو جعفر، قدم علينا هذا الشيخ في رجب من سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة فحدث عن عبد بن حميد وفتح بن عمر الكسيين وقد ماتا قبل الخمسين ومائتين، وذكر أنه ابن مائة وثمان وستين، وعرضت كتبه على الإمام
__________
[ () ] المعجمة، ينسب إليها جماعة- انتهى.
[1] وانظر تهذيب التهذيب 6/ 456
[2] من الجرح والتعديل ج 3 ق 2 ص 91، وفي الأصول «أبو الفتح بن عمر» .(11/109)
أبى بكر بن إسحاق الفقيه فأمرنا بالسماع منه- والله أعلم، ثم قال: توفى أبو جعفر محمد [1] بن حاتم الكسى رحمه الله في متوجهى إلى الحج بهمذان في شوال من سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، ولم يحدث بالعراق ولا بالحجاز، وإني لعرفت ذلك بعد وفاته وأبو نصر محمد بن الطيب الكسى الزاهد، وكان من الفقهاء العباد والرحالة في طلب الحديث، سمع بنيسابور أبا عبد الله البوشنجي، وبالري محمد بن أيوب، وببغداد يوسف بن يعقوب القاضي، روى عنه أبو الوليد الفقيه/ وأبو إسحاق المزكي وأبو سعيد بن أبى عثمان، وكان أبو الحسن على بن محمد بن يحيى التميمي سلم ابنه أبا أحمد الحسن بن على إليه حتى حج به ورده إلى بغداد وأقام معه ليسمعه الحديث، وسمع أبا أحمد بذكر اجتهاده وعبادته وبورعه عن أشياء عجيبة وصبره على الاجتهاد وقلة الطعام وكثرة الصوم في السفر والحضر ما يطول شرحه، وكانت وفاته سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، ودفن في مقبرة الحسين [2] .
باب الكاف والشين
3443- الكُشانى
بضم الكاف [3] وفتح الشين المعجمة [4] وفي آخرها
__________
[1] زيد في الأصل هاهنا «بن محمد» وليس فيما تقدم.
[2] وفي المشتبه للذهبى ص 541: (الكُسبى) أبو يوسف الكسبي، حكى عن أيوب العطار عن بشر الحافى.
[3] قال ياقوت: بالفتح ثم التخفيف وبعد الألف نون وياء خفيفة، وقد رواه بعضهم بالضم، والأول أظهر.
[4] بعدها الألف.(11/110)
النون، هذه النسبة إلى الكشانية، وهي بلدة من بلاد السغد بنواحي سمرقند على اثنى عشر فرسخا منها، كان بها جماعة من العلماء والفضلاء والمحدثين، منهم أبو عمر [1] أحمد بن [2] حاجب بن محمد بن [2] خمانة الكشاني، يروى عن الإمام أبى بكر الإسماعيلي وجماعة وابنه أبو نصر محمد بن أحمد ابن حاجب الكشاني [3] ، يروى عنه أبو الوفاء المسيب بن محمد القضاعي الكرميني [4] وابنه أبو على إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب، آخر من روى صحيح البخاري عن الفربري، ومات سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، وذكرته في الحاجبي [5] وأبو نصر أحمد بن المهلب [6] بن يعلى بن مسلم بن سعيد ابن خطاب بن نصر الكشاني، حدث عن نصر بن أحمد البحيري [7] ، روى عنه ابنه الإمام أبو الورع عبد الله [8] بن أحمد الكشاني، عاش ثمانيا وسبعين سنة، وتوفى في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة والقاضي
__________
[1] في م واللباب «أبو عمرو» .
[2- 2] سقط من م.
[3] حدث عن جبريل بن مجاع وعمر بن محمد بن بجير السمرقندي ومحمد بن إبراهيم ابن زياد الرازيّ ومحمد بن يوسف الفربري وغيرهم- الإكمال.
[4] توفى سنة سبع وخمسين وثلاثمائة- الإكمال.
[5] الأنساب 4/ 6.
[6] م: «المهذب» .
[7] م: «الغنجيرى» كذا.
[8] م: «عبيد الله» .(11/111)
أبو نصر أحمد بن محمد بن حميد بن عبيد الله الأشعث الكشاني، كان إماما، ورد سمرقند وحدث بها في دار الجوزجانية عن أبى بكر أحمد بن محمد ابن إسماعيل البخاري، روى عنه أبو محمد إسحاق بن عمر الخطيب البرحى [1] ، عاش مائة وعشرين سنة، وكان حديد البصر يطالع الخط بالليل بنور القمر، مات بعد سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة ومن المتأخرين- وفيهم كثرة- أبو المعالي مسعود بن الحسن بن حسين بن....
الكشاني، كان إماما فاضلا، حسن السيرة، جميل الأمر، ولى الخطابة بسمرقند مدة، وحدث وأملى ودرس في مدرسة قثم رضى الله عنه، وكان يروى عن أبى القاسم عبيد الله [2] بن عمر الخطيب وأبى نصر محمد بن الحسن الباهلي الكشانيين، روى لنا عنه ابنه ببخارا وأبو المحامد محمود بن أحمد بن الفرج الساغرجى بسمرقند وجماعة سواهما،/ وتوفى في سنة أربع [3] وخمسمائة، وزرت قبره في مدخل مشهد قثم رضى الله عنه بسمرقند وابنه أبو الفتح محمد بن مسعود الكشاني، ولى القضاء ببخارا، ولم تحمد سيرته في ولايته، سمع أباه وأبا القاسم على بن أحمد بن إسماعيل الكلاباذي وغيرهما، كتبت عنه ببخارا، وتوفى فجأة في الليلة الرابعة من شهر رمضان بعد أن صلى التراويح من سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة وابن أخيه أبو الحسن على بن مودود [4] بن الحسن الكشاني، إمام فاضل،
__________
[1] في بعض النسخ «التنوخي»
[2] م: «عبد الله» .
[3] م: «أربعين» .
[4] م: «الموجود» .(11/112)
مناظر فحل، واعظ، قوال بالحق، سمع عمه مسعودا وأبا بكر محمد ابن عبد الله بن فاعل السرخكتى وغيرهما، ولى التدريس بالمدرسة الخاقانية بمرو [1] وسكنها، لقيته بمرو ثم ببخارا ثم بسمرقند، وكتبت عنه شيئا يسيرا بمرو، وكانت بيني وبينه صداقة أكيدة، وكانت ولادته ...
وأبو القاسم عبيد الله بن عمر بن محمد بن أحيد الخطيب الكشاني، كان فاضلا مشهورا، ثقة، عالما، مكثرا من الحديث، عمر العمر الطويل، وأملى سنين حتى سمعوا منه الكثير، سمع أبا عبد الله محمد بن الحسن الباهلي وأبا الحسن على بن أحمد بن الربيع السنكباثى وأبا سهل عبد الكريم ابن عبد الرحمن الكلاباذي وأبا نصر أحمد بن عبد الله بن الفضل الخير اخرى وأبا محمد عبد العزيز بن أحمد الحلواني، سمع منه جماعة من المتقدمين، وروى لي عنه أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الكشاني وأبو العلاء آصف ابن محمد بن عمر النسفي وأبو الرجاء عطاء بن المالك بن محمد بن أحمد النقاش وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الله العذارى وأبو المعالي محمد بن نصر ابن منصور المدني وأبو الفضائل محمد بن عبد الله بن أبى المظفر الكسى وأبو أحمد محمد بن محمد بن نصر الحسين بن حمزة الحمزى كلهم بسمرقند، وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن محمد بن نصر الخزرجي الأديب بنسف، وكانت ولادته في حدود سنة عشر وأربعمائة، وتوفى في رجب سنة اثنتين وخمسمائة بالكشانية [2] .
__________
[1] ليس في م.
[2] ومحمد بن حاتم الكشاني النحويّ وعلى بن إبراهيم بن الفضيل بن خداش(11/113)
3444- الكَشفُلي
بفتح الكاف وسكون الشين المعجمة وضم الفاء [1] وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى كشفل، وظننت أنها قرية من قريب بغداد، ثم سمعت بعض الفقهاء ممن أثق به [يقول-[2]] : إن كشفل من قرى آمل طبرستان وهو الصحيح، انتسب إليها جماعة من العلماء، منهم أبو عبد الله الحسين بن محمد الطبري الكشفلي، نزيل بغداد، كان من الفقهاء الشافعيين، درس على أبى القاسم الداركى، ودرس في مسجد عبد الله بن المبارك بعد موت أبى حامد الأسفرايينى، وكان فهما فاضلا صالحا متقللا زاهدا، ومات في شهر ربيع الآخر من سنة أربع عشرة وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب حرب [3] . قلت: وزرت قبره ببغداد [وأبو القاسم إسماعيل بن مسعود الكشفلي، من أهل بغداد، سمع منه أبو الحسن على بن محمد بن الشهرستاني، وجعل لي الإجازة عنه، ولم ألحقه ببغداد-[2]] [4] .
__________
[ () ] الكشاني، روى عن عمر بن محمد بن بجير وإبراهيم بن نصر بن عنبر وغيرهما، توفى ببخارا سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة وأبو الحسن على بن محتاج بن حمويه ابن خداش الكشاني، روى عن محمد بن على الصائغ وغيره- الإكمال.
[1] في اللباب: وفتح الفاء.
[2] من م، وسقط من الأصل.
[3] كله قول الخطيب في تاريخ بغداد 8/ 105.
[4] ويستدرك (الكشكيناني) نسبة إلى قرية من قنبانية قرطبة، ينسب إليها(11/114)
3445- الكِشمَرْدى
بكسر الكاف وسكون الشين المعجمة وفتح الميم وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى كشمرد، وظني أنه اسم لبعض الأجداد المنتسب إليه- والله أعلم، وهو أبو بكر محمد بن على بن عبيد الله الكشمردي، من أهل بغداد، شيخ صالح، كثير الرغبة إلى الخير وحضور مجالس العلم، سمع أبا عبد الله الحسين ابن على بن أحمد بن البسري، سمعت منه أحاديث يسيرة [1] .
344- الكُشمِيهنى
بضم الكاف وسكون الشين المعجمة وكسر
__________
[ () ] أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد البر القنبانى، المعروف بالكشكينانى، كان من الثقات في الرواية، المجودين في الفتاوى، وله حظوة عند الخليفة المستنصر بالأندلس، وقد دخل الشرق، وكتب عنه عبد الرحمن بن عمر بن النحاس عن عبد الله ابن يحيى الليثي- قاله ياقوت في معجم البلدان عن السلفي ومحمد بن عبد الله ابن عبد البر بن عبد الأعلى بن سالم بن غيلان بن أبى مرزوق التجيبي، المعروف بالكشكينانى، من أهل قرطبة، رحل إلى المشرق وسمع بمكة ومصر، وانصرف إلى الأندلس وسمع منه الناس كثيرا، ثم رحل ثانيا فحج وسمع من ابن الأعرابي، ومات بطرابلس الشام في سنة 141- ياقوت.
[1] قال ياقوت: أبو حاتم الوراق الكشمرى، من قرية كشمر، من قرى نيسابور، كان مورده علينا بعد خمسين سنة، فقال:
إن الوراقة حرفة مذمومة ... مجرومة عيشي بها زمن
إن عشت عشت وليس لي أكل ... أو متّ مت وليس لي كفن(11/115)
الميم [1] وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الهاء وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو على خمسة فراسخ منها في الرمل إذا خرجت إلى ما وراء النهر، وكانت قرية قديمة، استولى الخراب عليها [2] ، خرج منها جماعة كثيرة من العلماء قديما وحديثا، منهم أبو محمد حبان ابن موسى بن سوار الكشميهني السلمي، كان ثقة صدوقا، راوية كتب ابن المبارك، رحل إليه الناس وسمعوا منه في قريته، وآخر أمره أنه ترك وطنه وسكن الثغر بفربر مرابطا، وتوفى بها في سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث وثلاثين ومائتين، روى عن عبد الله بن المبارك ونوح بن أبى مريم الجامعي وأبى غانم يونس بن نافع والنضر بن محمد العامري وغيرهم، روى عنه عبد الله بن محمود السغدى والحسن بن سفيان النسوي [3] وجماعة كثيرة من أهل ما وراء النهر، وكان على بن حجر يقول: لم يسمعوا علم عبد الله من أحد أثبت اليوم فيه غير حبان، وقال أبو حاتم بن حبان:
حبان بن موسى يروى عن ابن المبارك وداود العطار، وروى عنه محمد بن إسماعيل البخاري والحسن بن سفيان وعبد الله بن محمود، مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وأبو الهيثم محمد بن مكي بن محمد بن زراع بن هارون
__________
[1] وقال ياقوت: وفتح الميم.
[2] قال ياقوت: أخربها الرمل.
[3] والبخاري ومسلم وجعفر الفريابي وأحمد بن إبراهيم الدورقي وعباس الدوري وأبو زرعة وابن وارة- تهذيب التهذيب.(11/116)
ابن زراع الكشميهني الأديب، اشتهر في الشرق والغرب بروايته كتاب الجامع، لأنه آخر من حدث بهذا الكتاب غالبا بخراسان، كان فقيها أديبا زاهدا ورعا، رحل إلى العراق والحجاز، وأدرك الشيوخ، سمع بفربر أبا عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري، وبمرو عمر بن أحمد ابن على الجوهري، وبسرخس أبا العباس محمد بن عبد الرحمن [1] الدغولى، وبنيسابور أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم، وبالري أبا حاتم الوسقندي وببغداد أبا [محمد-[2]] جعفر [بن-[2]] محمد بن نصير الخلدى، وبالكوفة أبا الحسن على بن محمد بن محمد بن عقبة الشيباني، وبمكة أبا سعيد أحمد ابن محمد بن زياد الأعرابي وجماعة كثيرة سواهم، روى عنه القاضي المحسن ابن أحمد الخالديّ وأبو عبد الله محمد بن أحمد النجار البخاري وأبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري الحافظ وجماعة كثيرة، وآخر من روى عنه في الدنيا- فيما نعلم- أبو الخير محمد بن موسى بن عبد الله الصفار المروزي، وتوفى بقريته يوم عيد الأضحى من سنة تسع وثمانين وثلاثمائة [3] ، وزرت قبره بها غير مرة بمقابل قتيبة في الرمل وأبو حامد أحمد ابن على الكشميهني، كان فقيها فاضلا عارفا باللغة، يروى عن على بن حجر وغيره، توفى [4] وأبو الفضل صالح بن مسمار الكشميهني، رحل إلى العراق
__________
[1] من م، ووقع في الأصل «عبد الله» خطأ.
[2] من م.
[3] وقع في م «289» .
[4] أهمل في الأصل، وليس في م.(11/117)
والحجاز، روى عن سفيان بن عيينة ومعاذ بن هشام البصري ومعن ابن عيسى الفراء المديني ومحمد بن عبيد/ الطنافسي ووكيع بن الجراح والعلاء بن الفضل بن أبى سويد المنقري وغيرهم، روى عنه جماعة كثيرة من أهل مرو وما وراء النهر فإنه حدث بتلك الديار، ووصل إلى سمرقند، ومات بقريته كشميهن في شهر رمضان سنة ست وأربعين ومائتين وأحمد بن عيسى الكشميهني، سمع أحم/ د بن سيار، ذكره أبو زرعة السنجى في تاريخ لمرو وأبو عبد الله [محمد بن-[1]] أحمد بن يحيى الكشميهني، يروى عن عبد الله بن محمود.
3447- الكشوري
بفتح الكاف- وقيل بالكسر [2]- والواو بينهما الشين المعجمة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى كشور، وهي قرية من قرى صنعاء اليمن، منها أبو محمد عبيد [3] بن محمد بن إبراهيم الكشوري الأزدي الصنعاني، من أهل صنعاء اليمن، يروى عن عبد الله بن أبى غسان الصنعاني وهشام بن سلمة الميهنى [4] ، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وأبو الحسن على بن أبى صالح القطان وغيرهما- هكذا ذكره أبو الفضل على بن الحسين الفلكي.
3448- الكَشويى
بفتح الكاف وضم الشين المعجمة [5] وفي آخرها
__________
[1] من م.
[2] ولعله الأوفق، وبالكسر ذكره ياقوت.
[3] من اللباب، وفي الأصل «عبد» وفي م «عبيد الله» .
[4] من م، في ك «همام بن مسلمة المسهى»
[5] بعد الواو.(11/118)
الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى كشويه، وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهو أبو عثمان عمرو بن أحمد بن كشويه البغدادي الكشويى، قال أبو سعيد بن يونس: قدم مصر، وكتبت عنه، وكان له بمصر مكان عند الناس، وكان تاجرا، توفى بمصر يوم الجمعة لست بقين من جمادى الآخرة سنة سبعين ومائتين، وكان له ابن أخ شاعرا مجودا من أهل الأدب.
3449- الكشّي
بفتح الكاف وتشديد الشين المعجمة، هذه النسبة إلى كش: قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان على الجبل، والمشهور بالنسبة إليها أبو زرعة محمد بن يوسف بن محمد بن الجنيد الكشي الجنيدي الجرجاني، كان والده من قرية كش على الجبل معروفة- ذكر ذلك حمزة بن يوسف السهمي [1] ، يروى عن أبى نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي وموسى بن العباس الآزاذياري وعبد الله بن محمد بن مسلم ومكي بن عبدان والدغولى وابن أبى حاتم، وببغداد ومكة، وجمع الأبواب والمشايخ، وكان يحفظ، وحدث ببغداد، فأملى في جامع البصرة وبهمذان وبغداد ومكة عن جماعة، وكان يفهم ويحفظ، قال حمزة السهمي: روى بجرجان شيئا يسيرا بعد الجهد، ثم دخل بغداد وحدث بها، ثم دخل البصرة وأملى في جامع البصرة، ثم انتقل إلى مكة وحدث بها سنين حتى مات بها في سنة تسعين وثلاثمائة، سمع منه حمزة بن يوسف السهمي بالبصرة إملاء
__________
[1] في تاريخ جرجان ص 524 رقم الترجمة 888، وراجع تاريخ بغداد 3/ 408 وغيره.(11/119)
في شعبان سنة أربع وسبعين [وثلاثمائة] وقيده كذلك في تاريخ جرجان [1] .
والكشي منسوب إلى بلدة [2] قريبة من سمرقند، خرج منها جماعة كثيرة، ويقال لها: «كس» بكسر الكاف والسين المهملة المشددة، وعرف بكش بفتح الكاف والشين المشددة المعجمة، وقد ذكرته فيما تقدم [3] .
وكشى اسم جد أبى على الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث بن الفضل ابن [كشى] الكشي الليثي الشيرازي، حافظ ثقة مكثر، من أهل شيراز، وذكرته في اللام في الليثي.
وأبو كثير [4] نصر بن كثير [4] الكشي، من أهل قرية كش من ناحية جرجان، وكان من العلماء الزهاد، قبره معروف يزار ويتبرك به بكش، له رحلة إلى الشام، يروى عن بقية بن الوليد وأبى عاصم العسقلاني وغيرهما، روى عنه محمد بن بندار السباك وإدريس بن إبراهيم الجرجاني ومحمد بن يحيى السابري.
و «الكشي» معرب «الكجي» وهو أبو مسلم الكجي، عرف بالكشى، ذكرته في الكجي [5] وابنه أبو الحسن محمد بن إبراهيم الكشي،
__________
[1] وقال: وحدثنا بمكة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
[2] م: «قرية» .
[3] ص 108.
[4] م: «أبو كبير» و «كبير» ، وإنما هو نصير بن كثير أبو كثير الكشي، راجع ترجمته في تاريخ جرجان للسهمى ص 552- 554 رقم الترجمة 956.
[5] ص 50.(11/120)
يروى عن أبيه، روى عنه أبو بكر بن المقرئ الأصبهاني وقال: أنا أبو الحسن الكشي بالبصرة في المسامعة، وكان ظريفا.
باب الكاف والعين
3450- الكعبي
بفتح الكاف وسكون العين المهملة وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى أربعة [1] : الأول منسوب إلى كعب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة، منهم أبو أمية- وقيل أبو مية- أنس ابن مالك الكعبي، له صحبة، وقيل له: القشيري، وهو من بنى عبد الله ابن كعب، من الصحابة الذين سكنوا البصرة، سمع من النبي صلى الله عليه وسلم حديثا واحدا في الصوم، وهو حديث الفطر في السفر، روى عنه البصريون- هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان البستي [2] .
والثاني منسوب إلى كعب بن عوف بن أنعم بن مراد، منهم جديع ابن نذير المرادي الكعبي، كان خادما للنّبيّ صلى الله عليه وسلم، وشهد فتح مصر، وهو جد أبى ظبيان عبد الرحمن بن مالك بن جديع، ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر وقال: هو رجل معروف من أهل مصر، ولا أعرف له رواية ومنهم قيس بن الحارث المرادي ثم الكعبي، شهد فتح مصر، روى عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه،
__________
[1] وفي اللباب «خمسة» ، وجعل الرابع نسبة إلى أبى القاسم عبد الله بن أحمد البلخي الكعبي رئيس المعتزلة والخامس نسبة إلى الجد المنسوب إليه.
[2] في الثقات 3/ 5 المطبوع.(11/121)
فكان مفتى الناس في زمانه- قاله أبو سعيد بن يونس.
والثالث منسوب إلى كعب [بن عمرو بن ربيعة، من] خزاعة، منهم القاسم بن مكرم بن محرز المهدي بن عبد الرحمن بن عمرو بن خويلد بن خليد ابن منقذ بن ربيعة بن حرام بن حيش بن كعب الخزاعي ثم الكعبي، سمع أباه محرز بن المهدي.
والرابع منسوب إلى جده الأعلى وليس من القبائل، منهم أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى بن كعب الكعبي، سمع محمد بن أيوب الرازيّ وعلى بن عبد العزيز وغيرهما [وأخوه أبو سعيد أحمد بن محمد بن موسى ابن كعب الكعبي، سمع يعقوب بن يوسف الأخرم وإبراهيم بن على الذهلي وغيرهما-[1]] ، روى عنهما الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وهما من أهل نيسابور، وقال الحاكم: كان يقال: في رأس الأزقة منزل واحد يخرج منه محدث وفقيه وشاهد، قال: وتوفى أبو سعيد في صفر سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
وأبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي البلخي، رأس المعتزلة ورئيسهم، ذكره أبو العباس المستغفري في تاريخ نسف وقال: دخل نسف في أيام رئاسة أبى عثمان سعيد بن إبراهيم، ونزل برباط الجواليق، وعقد له مجلس الإملاء، روى عنه محمد بن زكريا بن الحسين النسفي، ولولا أنه ذكره لما كان من حقه أن يذكر في كتابي هذا لتصلبه في التجهم والاعتزال، ولأنه كان داعية إلى ضلالته، أكره الرواية عنه
__________
[1] من م، وسقط من الأصل.(11/122)
وعن أمثاله، وذكر المستغفري أن أبا يعلى بن خلف امتنع من زيارته ولما دخل عليه الكعبي مسلما وزائرا لم يقم له أبو يعلى ولا كلمه، والفرقة الكعبية ينتمون إليه، وهم جماعة من المعتزلة، وكانت تزعم أن ليس للَّه عز وجل إرادة، وزعمت أن جميع أفعاله واقعة منه بغير إرادة ولا مشيئة منه لها، وقد كفرت المعتزلة قبله بقولها إن الشرور واقعة من العباد بخلاف إرادة الله عز وجل ومشيئته، مع قولهم بأن أفعاله التي ليست بإرادة واقعة المشيئة، فزاد أبو القاسم الكعبي عليهم في هذا الكفر فزعم أنه ليس للَّه عز وجل إرادة ولا مشيئة على الحقيقة. [1]
__________
[1] قال ابن الأثير: فاته النسبة إلى كعب بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد ابن هذيل بن مدركة بن الياس، بطن من هذيل، منهم أبو كثير ثابت بن عبد شمس ابن خالد بن عمرو بن عبد بن كعب بن كاهل الهذلي الكعبي.
وفاته النسبة الى كعب بن جشم بن سعد بن زيد مناة بن تميم، منهم خالد ابن غنم بن رجل بن ذبيان بن كعب، سيد بنى كعب في زمانه.
وفاته النسبة إلى كعب بن خفاجة بن عمرو بن عقيل، بطن من خفاجة القبيلة المشهورة (راجع جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 174) ، منهم نوقة ابن الحمير بن ربيعة بن كعب بن خفاجة الشاعر المشهور وغيره، وخفاجة كلها كعب وحزن.
وفاته النسبة إلى كعب الأرت بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب، بطن من مذحج ثم من الحارث بن كعب، منهم جعفر بن علية بن ربيعة بن الحارث بن عبد يغوث بن الحارث بن معاوية بن صلاة بن كعب بن المعقل بن كعب الأرت(11/123)
باب الكاف والفاء
3451- الكفربطنائي
بفتح الكاف والفاء [1] والباء الموحدة والنون بينهما الراء والطاء المهملة الساكنتان وبالياء آخر الحروف في آخرها [2] ، هذه النسبة إلى كفربطنا، وهي قرية من أعمال دمشق من الغوطة، منها أبو على حسن بن على بن روح بن عوانة الدمشقيّ الغوطى الكفربطنائي، يروى عن هشام بن خالد الأزرق [3] ، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم
__________
[ () ] وفاته النسبة إلى كعب بن عليم بن جناب بن هبل، بطن من كلب، منهم حارثة وحضر ابنا قطن بن زار بن حصن بن كعب الكلبيان الكعبيان، لهما صحبة.
وراجع جمهرة أنساب العرب لكعب بن الحارث بن كعب ص 355، ولكعب ابن الخزرج ص 346- 347، ولكعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ص 205- 210، ولكعب بن عمرو بن تميم ص 202، ولكعب بن عمرو بن عامر ص 224، ولكعب بن عمرو بن مزيقياء ص 352 والمنتسبين إليهم.
وقال ياقوت (الكفجينى) : كفجين قرية عند الدزق العلياء، سكنها أبو نصر أحمد بن خالد بن هارون المخزومي الطبري ثم الكفجينى، تفقه بمرو على أبى المظفر السمعاني وسمع منه الحديث، ذكره أبو سعد السمعاني في شيوخه.
[1] قال ياقوت: بفتح الكاف وسكون الفاء، وبعض يفتحها- إلخ.
[2] بعد الألف. كذا ذكره، والمشهور أن هذه النسبة «الكفربطناني» بالنون في آخرها والله أعلم، ولعل كليهما صواب.
[3] وروى عن قاسم بن عثمان الجوعى ومحمد بن الوزير الدمشقيّ وجماعة سواهم.(11/124)
ابن المقرئ [1] . [2]
3452- الكفرتكيسى
بفتح الكاف والفاء والتاء ثالث الحروف والراء الساكنة بينهما ثم الكاف المكسورة والياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى كفرتكيس، وهي قرية من قرى حمص بالشام، منها أبو على حسين بن تقى بن أبى التقى هشام ابن عبد الملك اليزني الكفر تكيسى الحمصي، يروى عن جده أبى التقى هشام بن عبد الملك الحمصي، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ ونسبه هكذا.
3453- الكفرتُوثى
هذه النسبة إلى قرية بأعالي الشام يقال لها:
كفرتوثا، وهي قرية من قرى فلسطين- فيما أظن [3] ، وعبد الرحمن
__________
[1] وروى عنه محمد بن سليمان الربعي وأبو سلمان بن زبر وجمح بن قاسم وغيرهم، وانظر ما مضى في الأنساب 10/ 94.
[2] ووثيق بن أحمد بن عثمان بن محمد السلمي الكفربطناني، حدث عن أبى القاسم ابن أبى العقب، روى عنه محمد الحنائى، وكان قد أقام مدة في أبى صالح يتعبد، ومات فيه في شعبان سنة 402، وكان له مشهد عظيم.
[3] قال ياقوت: قرية كبيرة من أعمال الجزيرة بينها وبين دارا خمسة فراسخ، وهي بين دارا ورأس عين، ينسب إليها قوم من أهل العلم. وكفرتوثا أيضا من قرى فلسطين- إلخ. انتقد ابن الأثير على السمعاني وقال: إن كفرتوثا ليس من فلسطين، وإنما هي من الجزيرة بالقرب من ماردين وإن كان في القديم بفلسطين- إلخ.(11/125)
ابن الحارث الرحى الكفرتوثي الّذي روى عن بقية بن الوليد ولقبه «جحدر» [1] من هذه القرية، روى عنه الحسين القطان الرقى، ذكره أبو حاتم البستي وقال: حدثنا عنه القطان وغيره من شيوخنا، وهو يروى عن عبد الله بن إدريس الكوفي وأشكاله، حدث عنه الحسين بن محمد الطبقى [2] ونظراؤه.
3454- الكفرجدى
بفتح الكاف والفاء والجيم بينهما الراء المهملة وفي آخرها الدال المهملة [3] ، هذه النسبة إلى كفرجديا [4] ، وهي قرية من قرى حران من الجزيرة [5] ، منها أبو المعافى [6] محمد بن وهب بن عمر بن أبى كريمة الكفرجدى، من مشاهير المحدثين، مات بكفرجديا قرية إلى جانب حران في شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين ومائتين. [7]
__________
[1] ومثله في ثقات ابن حبان ونزهة الألباب في الألقاب، ووقع في م «حجة الدين» .
[2] م: «المطبقي» .
[3] ذكرها في اللباب بتشديد الدال- كذا.
[4] وقال ياقوت: وبعض يقول: كفر جدا.
[5] وقيل: هي قرية من قرى الرها كانت ملكا لولد هشام بن عبد الملك.
[6] وقع في اللباب «أبو المعالي» .
[7] قال ابن الأثير: فاته (الكفرسوسي) نسبة إلى كفرسوسية قرية بغوطة دمشق، منها أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله الكفرسوسي، إمام جامع دمشق، روى عن محمد بن أحمد بن أبى الشيخ وغيره، روى عنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وقيل اسمه عبد الرحمن، توفى سنة سبع وستين وثلاثمائة- انتهى. وقال ياقوت:(11/126)
__________
[ () ] كان يسكنها أبو كنانة عبد الله بن مصعد، يقال له: عبد الله الخزاعي، أصله من بانياس وينسب إلى كفرسوسية أيضا محمد بن عبد الله الكفرسوسي من أهل هذه القرية، حدث عن هشام بن خالد الأزرق، روى عنه ... إبراهيم ابن محمد بن خالد بن سنان [وأبو الطيب أو أبو عبد الرحمن محمد بن عثمان] المعروف بأبي الجماهر الكفرسوسي، روى عن سليمان بن هلال ومروان بن معاوية وسعيد بن عبد العزيز وخليد بن دعلج ومحمد بن شعيب وبقية بن الوليد والهقل ابن زياد وغيرهم، روى عنه أحمد بن أبى الحواري ومحمد بن يحيى الذهلي وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وأبو داود في سننه وأبو زرعة الدمشقيّ وأبو إسماعيل الترمذي وكثير غير هؤلاء (راجع لترجمته تهذيب التهذيب 9/ 339- 40، والجرح والتعديل 4/ 1/ 25، وفي الخلاصة: أبو الجماهر- بضم الجيم) قال أبو زرعة الدمشقيّ: سمعت أبا طاهر محمد بن عثمان الكفرسوسي يقول: ولدت سنة 141، وكان ثقة، وعن عثمان بن سعيد الدارميّ قال: أبو الجماهر الكفرسوسي ثقة، وكان أوثق من أدركناه بدمشق، ورأيت أهل دمشق مجمعين على صلاحه، ورأيتهم يقومونه على أبى أيوب يعنى سليمان بن عبد الرحمن وهشام، ومات أبو الجماهر سنة 224 ومحمد بن عثمان بن حماد- ويقال ابن حملة- الأنصاري الكفرسوسي، حدث عن أبى سليمان إسماعيل بن حصن الجبل وعمران بن موسى الطرسوسي وعبد الوارث ابن الحسن بن عمرو البيساني ومؤمل بن إهاب الربعي، روى عنه أبو على شعيب وإسحاق بن يعقوب بن إسحاق بن عيسى بن عبيد الله، أبو يعقوب الوراق المستملي الكفرسوسي، حدث عن أبى بكر محمد بن أحمد بن إبراهيم وجعفر بن محمد ابن على المصري، روى عنه أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم الآبري ومحمد بن إسحاق بن محمد الحلبي وأخوه أبو جعفر أحمد بن [يعقوب بن] إسحاق- انتهى.(11/127)
3455- الكفرطابي
بفتح الكاف والفاء وسكون الراء وفتح الطاء المهملة [1] [2] وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى كفرطاب [2] ، وهي بلدة من بلاد الشام عند معرة النعمان بين حلب وحماة، منها أبو الفضل عبد المحسن بن عبد المنعم بن على بن مثبت الكفرطابي، كان فقيها فاضلا، سكن دمشق، وورد بغداد وتفقه بها، ورجع إلى الشام، أنشدنا أبو الحجاج يوسف بن محمد الجماهرى/ ببغداد أنشدنى الفقيه الصالح عبد المحسن ابن عبد المنعم الكفرطابي لنفسه:
كم أصرف القلب كرها عن مطامعه ... وأغضب النفس خوف الكاشح الأشر
وأكتم الجفن ما بالقلب من حرق ... كيلا ينم لسان الدمع بالخبر [3] .
__________
[1] بعدها الألف.
[2- 2] سقط من م.
[3] قال ياقوت: وينسب إلى كفر طاب جماعة من أهل العلم، منهم أبو نصر أحمد بن على بن الحسن بن أبى الفضل الكفر طابى المعرى، روى عن أبى بكر عبد الله بن محمد الجاني وعبد الوهاب الكلابي، روى عنه على بن طاهر النحويّ ونجاء العطار وعبد المنعم بن على بن أحمد الوراق وأبو القاسم المسيب، وكانت وفاته سنة 451 في جمادى الآخرة- انتهى.
وقال ياقوت كفر لأب: بلد بساحل الشام قريب من قيسارية، بناه هشام بن عبد الملك، منه مجاهد الكفر لأبي، روى عنه شرف بن مرجا المقدسي حكاية.(11/128)
3456- الكَفريى
بفتح الكاف والفاء ثم الراء الساكنة وفي آخرها اجتماع الياءين آخر الحروف، هذه النسبة إلى كفرية، وهي قرية من قرى الشام، منها محمد بن أحمد بن عنبسة البزار الكفريى، يروى عن محمد ابن كثير الصغاني، روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وذكر أنه سمع منه بكفرية.
3457- الكَفسيسوانى
بفتح الكاف وسكون الفاء والياء الساكنة آخر الحروف بين السينين المهملتين [1] وبعدهما الواو والألف وفي آخرها النون [2] ، هذه النسبة إلى قرية من قرى بخارا يقال لها: كفسيسوان، منها أبو الفضل حمران [3] بن يحيى بن عبد الله الكفسيسوانى البخاري، يروى عن حميد بن قتيبة وبحير [4] بن النضر ومحمد بن سلام، روى عنه محمد بن دينار.
3458- الكفِينى
بضم الكاف وكسر الفاء والياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى كفين، وهي قرية من قرى بخارا أو موضع ببخارا، منها الحاكم الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد الكفينى، كان فقيها فاضلا، روى عنه الإمام أبو محمد عبد الرحمن [5] بن أحمد الكرميني وغيره.
__________
[1] أولاهما مكسورة والأخرى مفتوحة- اللباب.
[2] قال ياقوت: كفشيشيوان، ويقال أيضا بالسينين المهملتين وحذف الياء الأخرى.
[3] كذا في الأصل، وفي اللباب «حمدان» وفي م «أحمد» .
[4] في اللباب «يحيى» .
[5] من م واللباب، وفي الأصل «عبد الرحيم» .(11/129)
باب الكاف واللام [1]
3459- الكلبي
هذه النسبة إلى قبائل، منها: كلب اليمن، وزيد وجبلة
__________
[1] وقال ياقوت: الكلاء- بالفتح ثم التشديد والمد، اسم محلة مشهورة، وسوق بالبصرة أيضا سميت بذلك، ينسب إليها أبو الحسن أحمد بن عبد الله ابن جعفر بن محمد البصري الكلائي، يروى عن أبى الحسن محمد بن عبد الله السندي، روى عنه أبو الفضل على بن الحسين الفلكي.
وقال: الكلاباذ، محلة ببخارى، ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن محمد ابن يعقوب الفقيه الكلاباذي وأبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين بن الحسن ابن على بن رستم الكلاباذي، أحد حفاظ الحديث المتقنين، سمع أبا محمد بن محمد الأستاذ والهيثم بن كليب الشاشي وغيرهما، روى عنه أبو العباس المستغفري وأبو عبد الله الحاكم، وكان إماما فاضلا عالما بالحديث ثقة، مات سنة 398، ومولده سنة 306 (وراجع تذكرة الحفاظ للذهبى وسير النبلاء وغيرهما) .
وكلاباذ أيضا محلة بنيسابور، ينسب إليها أبو حامد أحمد بن السري بن سهل النيسابورىّ الجلاب، كان يسكن كلاباذ، سمع محمد بن يزيد السلمي وسهل بن عثمان وغيرهما، روى عنه أبو الفضل على بن الحسين الفلكي وغيره- انتهى. وراجع ما في الأنساب 3/ 444 (الجلاباذى) مع التعليق. وقال في كشف الظنون: إبراهيم ابن محمد أبو إسحاق الكلاباذي، مات سنة 340، له: شرف الفقر على الغنى وأبو بكر محمد بن إبراهيم الكلاباذي البخاري، محدث مشارك في بعض العلوم، توفى سنة 380، وكان من حفاظ الحديث، له: معاني الأخبار، والتعرف لأهل التصوف وأبو العلاء محمود بن أبى بكر بن أبى العلاء الكلاباذي، شمس الدين، كان من المفتين العلماء بالحديث، مات سنة 700، له شرح السراجية- في الفرائض- اسمه: ضوء السراج- راجع الفوائد البهية والجواهر المضية.
وقال ياقوت: كلار- بالفتح والتخفيف، مدينة في جبال طبرستان،(11/130)
ابنا حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن يزيد بن امرئ القيس ابن النعمان بن عمران بن عبد ودّ بن كنانة بن عوف بن زيد اللات بن رفيدة ابن كلب، من اليمن [1] ، وأسامة حبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
[ () ] بينها وبين آمل ثلاث مراحل، وبين الري مرحلتان، كانت في ثغورها، ينسب إليها محمد بن رستم الكلارى ومحمد بن حمزة الكلارى، روى عن عبد السلام ابن أمرحة الصرام، روى عنه يوسف بن أحمد المعروف بالشيرازي في أيامنا هذه- انتهى.
وقال: كلاع- بالفتح، إقليم بالأندلس من نواحي بطليوس، وكلاع اشبان محلة بنيسابور، ينسب إليها أبو بكر محمد بن يعقوب بن الحسن الغزنوي الكلاعي العبديّ، من محلة كلاع نيسابور، سمع أبا بكر أحمد بن على بن خليفة السراوي، كتب عنه أبو سعد- انتهى.
وانظر معجم المؤلفين لعمر رضا كحاله فإنه أورد ذكر كثير من الكلاعيين، وكذا الكلابيين.
وقال ياقوت: كلامين، من قرى زنجان، ينسب إليها أبو المظفر عبد الصمد ابن أبى عبد الله الحسين بن أبى الوفاء عبد الغفار الكلامينى الواعظ، يعرف بالبديع، قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته، وصحب الشيخ أبا النجيب السهروردي، وسمع أبا القاسم ابن الحصين وزاهر الشحامي وغيرهما، وحدث بالكثير ووعظ، وكان له رباط بقراح القاضي يجتمع إليه فيه الفقراء ويعظ، ومات في رابع عشر ربيع الأول سنة 581 ودفن برباطه.
[1] وراجع جمهرة أنساب العرب ص 428 وص 429 فساق النسب من طريقين، هو كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحافى بن القضاعة.
وقال ابن الأثير: هكذا ذكر السمعاني أن «الكلبي» نسبة إلى قبائل منها(11/131)
ابن زيد، وزيد قتل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كان ابن عمر رضى الله عنهما يقول: ما كنا ندعوه إلا [1] : زيد بن محمد، حتى نزلت «ادعوهم لآبائهم» [2] ، توفى ابنه أسامة عقب خلافة عثمان بن عفان- رضى الله عنهم أجمعين وابنه محمد بن أسامة بن زيد، يروى عن أبيه، وكان ابن عمر رضى الله عنه يقول: لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك، روى عنه الأعرج وسعيد بن عبيد بن السباق، مات في زمن الوليد بن عبد الملك وأما جبلة بن حارثة فمن كلب من اليمن، سكن الكوفة، له صحبة، حديثه عند أهلها، روى عنه أبو عمرو الشيباني وغيره، هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان [3] ومن كلب هذه دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة
__________
[ () ] كلب من اليمن، ومنها إلى كلب من قضاعة! ولا شك أنه قد رأى في موضع كلب من اليمن، وفي موضع آخر كلب من قضاعة، وقضاعة من معد، وظنهما اثنين وهما واحد، وهو كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف ابن قضاعة، وقد اختلف النسابون في قضاعة هل هو من معد أو من اليمن؟
فقيل هو قضاعة بن معد بن عدنان وبه كان معد يكنى، وقيل: هو من اليمن وهو قضاعة بن مالك بن حمير بن سبإ، وقيل: قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة ابن زيد بن مالك بن حمير، ولهذا الاختلاف قال محمد بن سلام البصري النسابة لما سئل: أنزار أكثر أم اليمن؟ فقال: ما شاءت قضاعة أن تمعددت فنزار أكثر، وإن تيمنت فاليمن أكثر، والله أعلم- انتهى.
[1] زيد هنا في الأصل وحده «حبه» .
[2] آية رقم 5 من سورة الأحزاب.
[3] وانظر كتاب الثقات المطبوع 3/ 57.(11/132)
ابن زيد بن امرئ القيس بن عامر بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة الكلبي، كان يشبه بجبريل عليه السّلام، بعثه النبي صلى الله عليه وسلم رسولا إلى قيصر، سكن مصر وأبو عبد الله محمد بن عمرو بن حبان الكلبي، من أهل حمص، قدم بغداد [1] ، وحدث بها عن بقية بن الوليد، روى عنه أبو جعفر محمد بن عبد الله الكوفي مطين وأبو العباس السراج والقاضي أبو عبد الله بن المحاملي وأخوه أبو عبيد القاسم ويوسف بن يعقوب ابن إسحاق بن البهلول التنوخي، وكان ثقة، ومات آخر يوم من جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين ومائتين وأبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، من أهل بغداد [2] ، فقيه فاضل، من أصحاب الشافعيّ رحمه الله، سمع ابن عيينة وأبا معاوية الضرير ووكيع بن الجراح وإسماعيل بن علية، سمع منه أبو حاتم الرازيّ، قال ابنه أبو محمد بن أبى حاتم [3] : سمعت أبى يقول:
أبو ثور رجل يتكلم بالرأي، يخطئ ويصيب، وليس محله محل المتسعين في الحديث، وقد كتبت عنه.
ومن بنى كلب وهو كلب بن وبرة من قضاعة، منهم أبو الوليد سويد بن عمر الكلبي، من أهل الكوفة، يروى عن حماد بن سلمة وأهل العراق، روى عنه أبو كريب، مات سنة ثلاث ومائتين، وكان يقلب الأسانيد ويضع
__________
[1] راجع تاريخ بغداد 3/ 128- 130.
[2] راجع تاريخ بغداد 6/ 65- 69.
[3] في الجرح والتعديل 1/ 1/ 97- 98 وانظر تهذيب التهذيب 1/ 118.(11/133)
على الأسانيد الصحاح المتون الواهية، لا يجوز الاحتجاج به بحال [1] وشعيب ابن مبشر الكلبي، يروى عن الأوزاعي، روى عنه ابن الطباع، ينفرد عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به وأبو النضر محمد بن السائب بن بشر [2] بن عمرو بن الحارث بن [عبد الحارث بن-[3]] عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ودّ بن كنانة ابن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب الكلبي، صاحب التفسير، من أهل الكوفة، يروى عنه الثوري ومحمد بن إسحاق ويقولان «حدثنا أبو النضر» حتى لا يعرف، وهو الّذي كناه عطية العوفيّ أبا سعيد، وكان يقول «حدثني أبو سعيد بن ندبة الكلبي» فيتوهمون أنه أراد به أبا سعيد الخدريّ رضى الله عنه، وكان الكلبي سبئيا من أصحاب عبد الله بن سبإ، من أولئك الذين يقولون إن عليا لم يمت وإنه راجع إلى الدنيا قبل قيام الساعة فيملؤها عدلا كما ملئت جورا، وإن رأوا سحابة قالوا: أمير المؤمنين فيها، حتى تبرأ واحد منهم وقال:
ومن قوم إذا ذكروا عليا ... يصلون الصلاة على السحاب
مات الكلبي سنة ست وأربعين ومائة [4] وابنه أبو المنذر هشام بن محمد
__________
[1] قول ابن حبان في كتاب المجروحين 1/ 359.
[2] وقيل: «مبشر» .
[3] من عمود نسبه في ترجمة ابنه هشام النسابة من تاريخ بغداد 14/ 45 عن ابن سعد.
[4] راجع وفيات الأعيان، وميزان الاعتدال للذهبى 3/ 61، وكتاب أعيان(11/134)
ابن السائب بن بشر الكلبي، من أهل الكوفة، صاحب النسب، يروى عن أبيه ومعروف مولى سليمان والعراقيين العجائب والأخبار التي لا أصول لها، روى عنه شباب العصفري وابنه العباس بن هشام ومحمد بن سعد كاتب الواقدي وعلى بن حرب الموصلي وعبد الله بن الضحاك الحدادي وأبو الأشعث أحمد بن المقدام العجليّ، وكان غاليا في التشيع، أخباره في الأغلوطات أشهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفها، وكان هشام بن الكلبي يقول: حفظت ما لم يحفظ أحد ونسيت ما لم ينسه أحد، كان لي عم يعاتبني على حفظ القرآن،/ فدخلت بيتا وحلفت أن لا أخرج منه حتى أحفظ القرآن! فحفظته في ثلاثة أيام، ونظرت يوما في المرآة فقبضت على لحيتي لآخذ ما دون القبضة فأخذت ما فوق القبضة. قال عبد الله ابن أحمد بن حنبل سمعت أبى يقول: هشام بن محمد بن السائب الكلبي من يحدث عنه؟ إنما هو صاحب سمر ونسب، ما ظننت أن أحدا يحدث عنه.
ومات في سنة أربع أو ست ومائتين [1] . [2]
__________
[ () ] الشيعة للعاملى وكتاب الذريعة وغيرها.
[1] وانظر ترجمته في تاريخ بغداد 14/ 45 ووفيات الأعيان وميزان الاعتدال ولسان الميزان 6/ 196، وقال ياقوت في معجم الأدباء ج 19: تزيد تصانيفه على مائة وخمسين مصنفا.
[2] قال ابن الأثير: فاته النسبة إلى كلب بن عوف بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة ابن لبانة بن خزيمة، بطن من بنى ليث، منهم غالب بن عبد الله الليثي ثم الكلبي، له صحبة، كان أمير سرية سيرها النبي صلى الله عليه وسلم إلى بنى الملوح سنة ثمان(11/135)
3460- الكُلخَباقاني
بضم الكاف وسكون اللام وفتح الخاء والباء الموحدة والقاف بين الألفين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى كلخباقان، وهي قرية من قرى مرو، وقد تبدل الجيم بالكاف ويقال: جلخباقان، منها أبو عبد الله وهب بن زمعة التميمي الكلخباقانى، أدرك عبد الله ابن المبارك وروى عنه كتبه، وكان مولعا به ومذهبه وشمائله حتى روى عن رجل عنه، وكان ألف كتابا في معرفة الحديث والقول فيمن يجب تركه وما في الأحاديث من خطأ وشنعة سماه «كتاب المتروكين» ، روى عنه أبو الموجه محمد بن عمر الفزاري ومحمد بن عبد الله بن قهزاد وغيرهما، ومات بعد عبدان بقليل- قاله العباس بن مصعب.
3461- الكُلَختُجانى
بضم الكاف وفتح اللام وسكون الخاء المعجمة وضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفتح الجيم [1] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى كلختجان، وهي قرية من قرى مرو على خمسة فراسخ منها، ويقال بدل الكاف الباء: بلختجان، ويقال بالعجمية: كلخكان، وهي قرية كبيرة بها الجامع المليح، منها أبو عطاء محمد بن أبى زيد
__________
[ () ] من الهجرة.
وفاته النسبة إلى كلب بن عمرو بن لؤيّ بن دهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس ابن الغوث بن أنمار، بطن من بجيلة، منهم قيس وحازم ابنا أبى حازم واسمه عوف بن عبد الحارث بن عوف بن حشيش بن هلال بن الحارث بن رزاح بن كلب، قتل حازم مع على بصفين، وكان قيس من فقهاء التابعين، صحب ابن مسعود وعليا.
[1] بعدها الألف.(11/136)
محمد بن أبى [1] الأزهر زهير بن أبى جعفر بن شماس بن مروان [2] بن محمد [2] بن المتوكل بن هلال المتوكلي الكلختجانى، كان إماما فاضلا، ورعا حسن السيرة، دائم الصوم والتهجد، سمع ببغداد القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وغيره، روى لنا عنه أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي، وتوفى في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، ودفن بقرية كلختجان وابن أخيه أبو مسعود بن.... [3] .
3462- الكَلدى
بفتح الكاف واللام وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى الجد، وهو الحارث بن حسان بن كلدة البكري، صاحب قيلة، له صحبة، كوفى، روى عنه أبو وائل- هكذا ذكره أبو حاتم الرازيّ [4] .
3463- الكُلفى
بضم الكاف وفتح اللام [5] وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى كلفة، وهو بطن من تميم- قاله البخاري، منهم الحكم بن حزن الكلفي [6] ، روى أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم سابع سبعة أو تاسع تسعة،
__________
[1- 1] ليس في م، وفي اللباب «أبو عطاء محمد بن أبى زيد بن أبى الأزهر» .
[2- 2] ليس في م.
[3] بياض.
[4] في الجرح والتعديل 1/ 2/ 71.
[5] قال ابن الأثير: هكذا ضبطه السمعاني بفتح اللام! والّذي أعرفه بسكون اللام.
[6] قال ابن الأثير: قيل في نسبه: إنه من كلفة بن عوف بن نصر بن معاوية ابن بكر بن هوازن، وهو الأصح، فان تميما ليس فيها كلفة إلا في البراجم وهو كلفة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، ولا ينسب إليه إلا ب «البرجمي»(11/137)
روى عنه شعيب بن زريق وفضالة بن عبيد بن نافذ بن [قيس بن صهيب ابن الأصرم بن-[1]] جحجبا بن كلفة الأنصاري الكلفي، نسب إلى جده الأعلى من الأوس من بنى عمرو بن عوف، نزل الشام، له صحبة، نزل دمشق وبنى بها دارا ومات بها في وسط إمرة معاوية، وله عقب، روى عنه أبو على عمرو بن مالك الجنبي وحنش الصنعاني وميسرة مولى فضالة وأبو على الهمدانيّ ثمامة بن شفى وعبد الرحمن بن محيريز وعلى بن ربيعة وجماعة. [2]
3464- الكلماتى
بفتح الكاف واللام والميم وفي آخرها [3] التاء المنقوطة من فوقها باثنتين، ظني أن هذه النسبة إلى معرفة الكلام والأصول، واشتهر بها أبو الحسن محمد بن سفيان بن محمد بن محمود الأديب الكاتب الكلماتى [النيسابورىّ]- هذا ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال:
أبو الحسن بن سفيان الجوهري كان يناظر في الفقه والكلام، وهو أحد من امتحن في أمر أبى أحمد الذهلي، وفارق نيسابور سنة أربعين وثلاثمائة، وأقام ببخارا سنين، ثم وقع إلى الجوزجان واتصل بأولئك السلاطين وتوفى بها قبل الخمسين- يعنى والثلاثمائة، وسماعاته من أبى بكر محمد بن إسحاق
__________
[ () ] على أن أهل الحديث يقولون كما ذكره السمعاني- والله أعلم.
[1] من اللباب.
[2] ويستدرك (الكلكبودى) ، فذكر ياقوت عن شيرويه: أحمد بن عبد الرحمن ابن على بن المهلب، أبو الفضل، ساكن كلكبود، روى عن إبراهيم الخارجي صحيح البخاري، سمعت منه أحاديث، وكان شيخا- انتهى.
[3] بعد الألف.(11/138)
وأبى العباس محمد بن إسحاق الثقفي وأقرانهما كثيرة، وهذا الّذي ذكره الحاكم وسمع منه، وأبو يعلى حمزة بن عبد العزيز المجلسي.
3465- الكُلَنكى
بضم الكاف وفتح اللام وسكون النون وفي آخرها كاف أخرى، هذه النسبة إلى كلنك ... [1] ، والمشهور بهذه النسبة أبو جعفر أحمد بن الحسين بن أبى الحسن الأنصاري، يعرف بالكلنكى، من أهل أصبهان، كان كتب الحديث الكثير، وكان حسن المعرفة، سمع روح بن عصام بن يزيد المعروف بحبر، روى عنه القاضي أبو أحمد محمد ابن أحمد بن إبراهيم الغسال.
3466- الكلواذاني
بفتح الكاف وسكون اللام وفتح الواو والذال المفتوحة المعجمة بين الألفين وفي آخرها النون، [هذه النسبة إلى-[2]] كلواذى، [وهي-[2]] من قرى بغداد على خمسة فراسخ منها، والنسبة إليها «كلواذانى» [3] و «كلواذى» [3] و «كلواذانى» ، ومن مشهوري المحدثين منها أبو بكر محمد بن رزق الله الكلواذاني، من أهل بغداد [4] ، يروى عن أبى عاصم الضحاك بن مخلد النبيل ويزيد بن هارون وشبابة بن سوار ويعقوب ابن عبد الله بن محمد بن ناجية وأبى حامد محمد بن هارون الحضرميّ ويحيى ابن محمد بن صاعد ويوسف بن يعقوب التنوخي وأهل العراق، روى
__________
[1] بعده بياض في الأصل، وأهمل في م واللباب.
[2] من م، وليس في الأصل.
[3- 3] سقط من م.
[4] ترجمته في تاريخ بغداد 5/ 277.(11/139)
عنه حاجب بن [مالك بن] أركين الفرغاني وأبو بكر محمد بن هارون الروياني وغيرهما، ومات في شوال سنة تسع وأربعين ومائتين وأبو محمد حبوش [1] بن رزق الله بن بيان الكلواذاني، ولد بمصر وأبوه من أهل كلواذى، ثقة، يروى عن أبى صالح كاتب الليث ونصر بن عبد الجبار، توفى في شوال سنة اثنتين وثمانين ومائتين وإبراهيم بن رزق الله بن بيان الكلواذاني، من أهل كلواذى [1] ، أخو حبوش، مولده ببلده ومولد أخيه بمصر وأبو الخطاب محفوظ بن أحمد بن الحسن بن أحمد الكلواذاني [2] ، من أهل باب الأزج، أحد الفقهاء، وكان مفتيا فاضلا ورعا دينا غزير الفضل وافر العقل، كان له شعر رقيق، سمع أبا محمد الحسن بن على الجوهري وأبا طالب محمد بن على بن الفتح العشاري وأبا على محمد بن الحسين الجازري وأبا يعلى محمد بن الحسين بن الفراء وغيرهم، سمع منه جماعة من الأئمة، وروى لنا عنه أبو الكرم المبارك بن مسعود بن خميس/ الغسال وأبو طالب محمد بن على حضير الصيرفي وأبو المعمر المبارك بن أحمد ابن عبد العزيز الأزجي وغيرهم، وكانت ولادته في شوال سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، وتوفى في جمادى الآخرة سنة عشرة وخمسمائة [3] ، وصلى عليه في جامع القصر، ودفن بباب حرب ومن القدماء أبو الحسن
__________
[1] من م، في الأصل «حبوس» خطأ.
[2] ترجمته في تذكرة الحفاظ والمنتظم 9/ 190 والنجوم الزاهرة 5/ 212 وغيرها.
[3] وقع في معجم البلدان «515» .(11/140)
أحمد بن عبيد الله بن أحمد الكلواذاني، المعروف بابن قزعة [1] ، سمع المحاملي والصولي، روى عنه محمد بن عمر بن بكير المقرئ، وكان من أهل الأدب والعلم، وكتب الحديث الكثير والمصنفات الطوال من سائر الأصناف، وطلب العلم طول عمره، ولم يحدث إلا بشيء يسير [2] .
3467- الكُلَهى
بضم الكاف وفتح اللام وفي آخرها الهاء، هذه النسبة إلى.... [3] ، وأبو عبد الله محمد بن أيوب بن سليمان بن يوسف ابن أشروسنبذاذ العودي الكلهى، قدم بغداد [4] وحدث بها عن أبى المهلب سليمان بن محمد بن الحسن الصيني عن الأعمش حديثا منكرا، روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز.
3468- الكُلِيني
بضم الكاف وكسر اللام وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى كلين، وهي [من قرى العراق قريبة من الري-[5]] ، والمشهور بالنسبة إليها أبو رجاء الكليني، قال
__________
[1] وانظر ترجمته في تاريخ بغداد 4/ 254.
[2] وفي تاريخ بغداد تلى ترجمته ترجمة أبى العباس أحمد بن عبيد الله بن محمد بن محمد بن عبد الله بن الحسين الكلواذاني، ثقة متورع حسن الطريقة صحيح الأصول، كان من أولاد الوزراء- إلخ. وانظر معجم المؤلفين فان صاحبه عمر رضا كحاله أورد ذكر كثير من الكلواذانيين.
[3] بياض في الأصول كلها، ولعلها نسبة إلى «كله» مخفف «كلاه» بالفارسية معناه القلنسوة- والله أعلم.
[4] ترجمته من تاريخ بغداد 2/ 85.
[5] من م، وفي الأصل بياض، قال ياقوت: المرحلة الأولى من الري لمن(11/141)
يحيى بن معين: أبو رجاء الكليني ثقة [1] .
3469- الكُلَيبى
بضم الكاف وفتح اللام وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الباء المعجمة بواحدة، هذه النسبة إلى كليب ابن يربوع، وهو بطن من بنى تميم [2] ، والمشهور بالانتساب إليه أبو بكر عبد الله بن القاسم الكليبي، يروى عن شيخ له عند قصر أوس عن أبى سعيد الخدريّ رضى الله عنه، روى عنه موسى بن إسماعيل التبوذكي وعياش الكليبي، يروى عن عبد الله بن ياباه، [3] روى عنه شعبة بن الحجاج، وقد روى عن أنس رضى الله عنه ولم يسمع منه وأبو رجاء روح بن المسيب الكليبي التميمي، من أهل البصرة، يروى عن ثابت البناني وعمرو بن مالك النكرى [3] ، روى عنه مسلم بن إبراهيم ويحيى بن يحيى، وكان روح ممن يروى عن الثقات الموضوعات، ويقلب الأسانيد، ويرفع الموقوفات، وهو أنكر حديثا من روح بن غطيف، لا يحل الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلا للاختبار [4] وظبيان بن محمد بن ظبيان الكليبي، شيخ من أهل حمص، يروى عن أبيه [5] العجائب، لا يحل الاحتجاج به [6] ، روى عن أبيه عن جده، روى عنه
__________
[ () ] يريد خوار على طريق الحاج.
[1] وقال ابن ماكولا في الإكمال: أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني الرازيّ، من فقهاء الشيعة- إلخ، وهو معروف عند الشيعة.
[2] كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم- اللباب.
[3- 3] ما بين الرقمين سقط من م.
[4] قول ابن حبان في كتاب المجروحين والضعفاء 1/ 295- 96.
[5] من م، وكان في الأصل «يروى عنه ابنه» .
[6] ابن حبان في المجروحين 2/ 10.(11/142)
عبد الصمد بن سعيد الحمصي بحمص والقاسم بن عاصم الكليبي البصري، سمع زهد ما الجرمي، روى عنه أيوب السختياني مقرونا معه أبو قلابة كلاهما عن زهدم في كتاب البخاري. [1]
باب الكاف والميم
3470- الكَمارى
بفتح الكاف والميم وفي آخرها الراء بعد الألف، هذه اللفظة تشبه النسبة وهي اسم لجد بعض العلماء، وهو الطيب بن جعفر ابن كمارى الواسطي الطحان [2] [يروى عن إسحاق الحربي، روى عنه ابنه أحمد بن الطيب وأبو بكر أحمد بن الطيب بن جعفر، يعرف بابن كمارى الطحان-[3]] سمع أبا محمد عبد الله بن عمر بن أحمد بن على بن شوذب وأباه الطيب والزعفرانيّ، روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن نصر بن علان
__________
[1] قال ابن الأثير: ينسب إلى كليب من تميم خلق كثير من الشعراء والفرسان والعلماء. وقال: وقد فات السمعاني (الكليبي) نسبة إلى كليب بن حبشية ابن سلول بن كعب بن خزاعة، ينسب إليهم السفاح بن عبد مناة بن عبد عوف ابن عامر بن الفضل بن عفيف بن كليب الكليبي الخزاعي ومنهم خراش ابن أمية بن ربيعة بن الفضل بن منقذ بن عوف بن عفيف بن كليب الكليبي الخزاعي، كان حليفا لبني مخزوم، وهو الّذي حلق شعر النبي صلى الله عليه وسلم.
وفاته النسبة إلى كليب بن ربيعة بن جذيمة بن سعد بن مالك بن النخع، منهم ثابت بن قيس، وهو المقنع بن الحارث بن كليب بن ربيعة، كان شريفا بالشام، وله منزلة من معاوية.
[2] وقع في مخطوطة الإكمال «الطحاوي» كذا.
[3] من م والإكمال، وقد سقط من الأصل.(11/143)
الفاوشانى وابنه أبو الحسين محمد بن أحمد وهو أبو الحسين محمد بن أحمد ابن الطيب بن كمارى، حدث عن أبيه وعن بكر بن أحمد بن محمى بن أبى القاسم وغيرهما، توفى سنة سبع عشرة وأربعمائة، وكان فقيها عارفا [1] عدلا، قرأ الفقه على أبى بكر الرازيّ وابنه القاضي أبو على إسماعيل ابن محمد الفقيه العدل، ولى قضاء واسط، سمع عبيد الله بن محمد بن أسد وأبا بكر أحمد بن عبيد ابن بيرى وأبا عبد الله بن مهدي وأبا الحسن ابن خزفة وابن دينار، مولده سنة أربع وثمانين وثلاثمائة يوم الفطر، ومات في جمادى الأولى من سنة ثمان وستين وأربعمائة، وكان ثقة- قاله الأمير ابن ماكولا، قلت: روى لي عن أبى على إسماعيل بن محمد ابن أحمد بن الطيب بن جعفر بن كمارى: القاضي أبو عبد الله محمد بن على ابن محمد الخلالى بواسط، ولم يحدثنا عنه سواه.
وببخارا قرية يقال لها «كمارى» ، منها أبو نصر الليث بن عبد الله ابن عمرو بن حفص الكماري، قال غنجار: هو من قرية كمارى، يروى عن إلياس بن كرام البخاري، روى عنه أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر [2] المقرئ، وتوفى في المحرم سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. [3]
3471- الكَمَرجى
بفتح الكاف والميم وسكون الراء وفي آخرها
__________
[1] في الإكمال «عراقيا» .
[2] م: «عمير» .
[3] قال ياقوت (كمام) : من قرى دينور، قال السلفي: سمعت أبا يعقوب يوسف ابن أحمد بن زكريا الكمامى يقول: وهي ضيعة من أعمال الدينور- إلخ.(11/144)
الجيم، هذه النسبة إلى كمرجه، وهي قرية من سغد سمرقند [1] على الجادة، أقمت بها يوما في توجهي إلى سمرقند [1] ، منها محمد بن أحمد بن محمد الإسكاف المؤذن السغدى الكمرجى، يروى عن محمد بن موسى الزكانى [2] ، ذكره أبو سعد الإدريسي في تاريخ سمرقند فقال: كتبنا عنه بسمرقند، ولم تكن الرواية من صنعته وأبو محمد محمد بن محمد بن [1] نصر بن حمويه الكمرجى السغدى، يروى عن محمد بن موسى السغدى وإبراهيم بن حمدويه الإشتيخني، قال أبو سعد الإدريسي: كتبت بزرمان في الصغد بعد الستين والثلاثمائة وأبو جعفر محمد بن نصر بن حمويه الكمرجى، يروى عن أبى حفص عمر بن [محمد بن-[3]] بحير السغدى، روى عنه ابنه محمد بن محمد ابن نصر بن حمويه بزرمان على سبعة فراسخ من سمرقند، كأنه مات قديما وأبوه أبو الليث نصر بن حمويه الكمرجى السغدى، كتب عن محمد ابن بحير بن جابر البحيري والد عمير، حدث بالوجادة من كتابه حافده محمد بن محمد بن نصر الكمرجى.
3472- الكَمردى
بفتح الكاف والميم وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى كمرد، وهي قرية من رساتيق سمرقند أو السغد- هكذا شك أبو سعد الإدريسي، منها أبو جعفر الكمردى غير مسمى ولا منسوب، يروى عن حيان بن موسى الكشميهني، روى عنه
__________
[1- 1] ما بين الرقمين سقط من م.
[2] م: «الدكانى» - خطأ.
[3] من م.(11/145)
أبو نصر الفتح بن عبد الله الواعظي السمرقندي.
3473- الكَمرى
بفتح الكاف والميم وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى كمرة، وهي من قرى بخارا، منها أبو يعقوب يوسف بن الفضل الكمرى، يروى عن/ عيسى بن موسى وكعب بن سعيد وغيرهما، روى عنه سهل ابن شاذويه.
3474- الكَمساني
بفتح الكاف وسكون الميم وفتح السين وفي آخرها [1] النون، هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو يقال لها «كمسان» على خمسة فراسخ، وكانت من أمهات القرى، بها الجامع الحسن والسوق القائمة، خرّبها الغز في سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، [2] ثم عادت مسكونة سنة ثلاث وخمسين [2] ، خرج منها جماعة من العلماء قديما وحديثا، منهم أبو جعفر عبد الجبار بن أحمد بن محمد بن مجاهد بن يوسف بن المثنى الكمسانى، كان حافظا يعرف الحديث ويفهم طرقا منه، سمع أبا محمد الحسن بن محمد ابن حليم العامري وحدث عنه بسنن أبى الموجه، روى عنه أبو بكر عبد الرحمن ابن محمد بن أبى شحمة المامونى شيخ أبى الحسن الصدفي، ذكره أحمد ابن ماما الأصبهاني الحافظ في زيادات التاريخ فقال: أبو جعفر الكمسانى قدم علينا- يعنى بخارا- في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وكان يدعى حفظ الحديث، روى عن أبى العباس النضري وابن حليم وغيرهما، ثم رجع إلى مرو ومات بها وأبو حاتم أحمد بن محمد بن جميل الكمسانى، روى عن
__________
[1] بعد الألف.
[2- 2] سقط من م.(11/146)
على بن الحسن، روى عنه أحمد بن سيار- كذا ذكره أبو زرعة السنجى وأبو العباس أحمد بن أبى يوسف الكمسانى، روى عنه مصعب. [1]
3475- الكموني
بفتح الكاف وضم الميم وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بنى كمونة، والمنتسب إليهم أبو الحسن على بن الحسن الكموني، قال أبو سعيد بن يونس: من بنى كمونة، قد جرت دعوتهم في المعافر، وتوفى في ذي الحجة سنة ثمان وتسعين ومائتين وأبو المعالي المبارك بن بركة ابن على بن فتوح بن كمونة النحاس الكموني، نسب إلى جده الأعلى من أهل بغداد، كان شيخا صالحا مستورا، سمع أبا عبد الله الحسين بن أحمد
__________
[1] قال ياقوت: كمنجث، من قرى ما وراء النهر، ينسب إليها أبو الحسن على ابن النعمان بن سهل الكمنجثى، وقال: قرأت على على بن إسماعيل الخجنديّ، روى عنه أبو عمر النوقاتى.
وقال: (كمندة) أظنها من قرى الصغد من نواحي كرمينية، ينسب إليها إسماعيل بن أحمد بن عبد الله بن خلف، ويقال خالد بن إبراهيم البخاري الكرميني الكمندى، قال الحافظ أبو القاسم (انظر تهذيب تاريخ ابن عساكر 3/ 10) : قدم دمشق راجعا من الحج وحدث بها عن الحاكم أبى الحسين أحمد بن محمد بن محمد ابن الحسن البخاري الفقيه وأمه السلم بنت أحمد بن كامل وأحمد بن كامل البغدادي، روى عنه عبد العزيز بن أحمد وعلى بن الخضر السلمي وقال: حدثنا الشيخ الثقة- انتهى. وحدث عن الحاكم بسنده إلى أبى حنيفة عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رابط يوما في سبيل الله كان كصيام شهر وقيامه وأجير من فتنة القبر وأجرى عليه عمله إلى يوم القيامة- ابن عساكر.(11/147)
ابن عبد الرحمن بن أيوب العكبريّ وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالى وغيرهما، قرأت عليه جزءا من حديث أبى الحسين بن بشران بإفادة يوسف بن محمد الدمشقيّ صاحبنا، وكانت ولادته في سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، توفى بعد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة ببغداد وأبو القاسم سهل بن محمد بن عبد الله الكموني السرخسي، وأظن أنه قيل له «الكموني» لأن بعض أجداده كان يبيع الكمون- وهو من الحبوب، كان إماما فاضلا ورعا سديد السيرة، تفقه على أبى طاهر السنجى وتخرج عليه، وجرى بينه وبين شريكه أبى الفضل التميمي وحشة ومنافرة، فمد أبو الفضل يده إلى السكين وجذبه، فأمسك أبو القاسم وقرأ هذه الآية لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخافُ الله رَبَّ الْعالَمِينَ 5: 28 [1] فسمع أستاذهما أبو طاهر بالقصة فأخرج التميمي من البلد ونفاه. وسمع الحديث الكثير، وحدث باليسير، روى لي عنه أبو سعد ناصر بن سهل البغدادي بنوقان، وخرج في محنة الإمام جدي موافقة له ولسائر الأئمة إلى طوس، فمرض بميهنة وتوفى بها في سنة ثمان وستين وأربعمائة، أظن في شهر رمضان، وزرت قبره بها وأحمد بن إبراهيم بن كمّونة المصري المعافري الكموني، نسب إلى جده- هكذا رأيت مشدد الميم، يروى عن سعد بن عبد الله بن عبد الحكم، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد ابن أيوب الطبراني.
__________
[1] آية رقم 28 من سورة المائدة.(11/148)
باب الكاف والنون
3476- الكَناركى
بفتح الكاف [1] والنون والراء بعد الألف وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى كنارك، وهي محلة بسجستان، انتسب إليها محمد بن يعقوب الكناركى السجزى، يروى عن إبراهيم بن إسحاق [2] الغسيلى، روى عنه أبو عمر محمد بن إسماعيل بن أحمد بن العنبر الفقيه العنبري وغيره.
3477- الكُناسى
بضم الكاف وفتح النون بعدهما الألف والسين المهملة في آخرها، هذه النسبة إلى الكناسة [3] ، وظني أنها محلة بالكوفة يباع بها الدواب، منها-[4] إن شاء الله [4]- نصير بن أبى الأشعث القرادي [5] الكناسي، يروى عن يزيد الرقاشيّ وأبى الزبير وأبى حمزة وسليمان الأحمسي وحماد بن خوار، روى عنه أبو بكر بن عياش وأبو نعيم، وثقه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وأبو يحيى محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى ابن خليفة بن زهير بن نضلة بن معاوية بن مازن بن كعب بن ذؤيبة ابن أسامة بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان الأسدي الكناسي،
__________
[1] وقال ياقوت: بضم الكاف.
[2] وقع في م «إسماعيل» وانظر 10/ 48.
[3] الكناسة اسم محلة بالكوفة، وهو أيضا اسم لجد المنتسب إليه، كما سيأتي.
[4- 4] ليس في م.
[5] راجع 10/ 357، وانظر ترجمته في الجرح والتعديل ج 4 ق 1 ص 491- 492.(11/149)
ويعرف بابن كناسة، قيل: إن «كناسة» لقب جده عبد الأعلى [1] ، وقيل:
لقب ابنه عبد الله، وهو ابن أخت إبراهيم بن أدهم، من أهل الكوفة [2] ، وكان عالما بالعربية وأيام الناس والشعر، سمع هشام بن عروة وإسماعيل ابن أبى خالد وسليمان الأعمش وجعفر بن برقان، روى عنه أحمد بن حنبل وأبو خيثمة ومحمد بن إسحاق الصغاني وأحمد بن منصور الرمادي والحارث ابن أبى أسامة، ومن مليح شعره:
ضعفت [3] عن الإخوان حتى جفوتهم ... على غير زهد في الإخاء ولا الود
ولكن أيامى تخرمن قوتي ... فما أبلغ الحاجات إلا على جهد
وقال:
فىّ انقباض وحشمة فإذا ... صادفت أهل الوفاء والكرم
أرسلت نفسي على سجينها ... وقلت ما قلت غير محتشم
ومات بالكوفة سنة سبع [4] ومائتين.
3478- الكِناني
بكسر [5] الكاف وفتح النون وكسر النون الثانية [6] ،
__________
[1] وقع في م «جده الأعلى» .
[2] ورد بغداد وحدث بها، فترجمته من تاريخ بغداد 5/ 404- 408.
[3] في م واللباب «خففت» .
[4] أو تسع.
[5] وقع في الأصل «بفتح» .
[6] بينهما الألف.(11/150)
هذه النسبة إلى عدة من القبائل، منها أبو قرصافة جندرة بن خيشة [1] بن نفير [2] الكناني، من بنى عمرو بن الحارث بن مالك بن كنانة، له صحبة، سكن الشام ومات بها، وقبره بسناجية بالقرب من عسقلان- هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان في الصحابة الذين ذكرهم في كتاب الثقات [3] والنحام الكناني، من التابعين، قال ابن حبان [4] : هو من بنى مالك بن كنانة، يروى عن أبى موسى الأشعري رضى الله عنه، روى عنه الزهري، وكان يطلب الفقه ويحرض عليه.
وأبو سلمة سليمان بن سليم الكناني كنانة كلب الحمصي- قاله أبو حاتم ابن حبان، من أهل حمص، يروى عن يحيى/ بن جابر وأهل الشام، روى عنه محمد بن حرب الأبرش.
وأما كنانة قريش فجماعة ينتسبون إليها، وفيهم كثرة وشهرة [5] .
__________
[1] وقع في اللباب «خيشنة» كذا، وانظر ثقات ابن حبان.
[2] في جمهرة أنساب العرب لابن حزم «مرة» كذا.
[3] انظر المطبوع 3/ 64.
[4] كتاب الثقات 5/ 483.
[5] قال ابن الأثير: هكذا قال السمعاني: نسبة إلى عدة قبائل، وذكر أبا قرصافة من بنى مالك بن كنانة، وذكر أبا النضر من بنى ليث بن كنانة، ثم قال:
وأما كنانة قريش فينسب إليها جماعة! فهذا يدل على أنه ظن أن كنانة قريش غير كنانة الّذي نسب إليه أبا قرصافة وأبا النضر! وليس كذلك، فإنهما واحد، فان كنانة قريش هو كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر، وهو والد(11/151)
وجماعة انتسبوا إلى آبائهم وأجدادهم وليسوا من القبائل، منهم أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن كنانة المؤدب الكناني، يروى عن أبى مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي وأبى العباس محمد ابن يونس [1] الكديمي، روى عنه على بن أحمد الزراد [2] وبشرى بن عبد الله [3] الفاتنى وخلف بن حامد بن الفرح بن كنانة الكناني [القاضي، من أهل الفضل والعلم، ولى القضاء ببعض نواحي الأندلس وحافظ ديار مصر في عصره أبو القاسم حمزة بن محمد بن على بن العباس الكناني-[4]] ، روى عنه أبو عبد الله بن مندة الحافظ وأبو زكريا يحيى بن على بن محمد الطحان، وتوفى في ذي الحجة سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
وأما أبو النضر هاشم بن القاسم الكناني فمن بنى ليث بن كنانة
__________
[ () ] النضر جد قريش، ففي قول إن ولد النضر يقال لهم: قريش، وفي قول يقال ذلك لولد فهر بن مالك بن النضر، وإذا قيل في النسب «كنانى» فهم ولد كنانة ابن خزيمة غير النضر، مثل ليث، والدئل، وضمرة بنى عبد مناة بن كنانة فيقال:
كنانى ليثى، وكذلك مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة فيقال لولده: مدلجى كنانى، وهذا كنانة هو والد النضر وعبد مناة، فظهر بهذا أن كنانة قريش هو كنانة الّذي ينسب إليه بنو ليث الذين منهم أبو النضر، وبنو مالك الذين منهم أبو قرصافة- انتهى.
[1] وقع في م «يوسف» كذا.
[2] في الأصول «الزرار» .
[3] وانظر 10/ 112.
[4] من م، وسقط من الأصل.(11/152)
من أنفسهم [1] ، يلقب بالقيصر [2] ، خراسانى الأصل، سمع شعبة بن الحجاج وشيبان بن عبد الرحمن وسليمان بن المغيرة وعبد الرحمن المسعودي وليث ابن سعد وزهير بن معاوية، روى عنه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو خيثمة وإسحاق بن راهويه ومحمد بن إسحاق الصغاني والحارث بن أبى أسامة، وثقه يحيى بن معين، وكان من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، صاحب سنة، وكان [3] أهل بغداد يفتخرون به، وقيل: إن رجلا جاء إلى أبى النضر فسأله أن يكلم له عبد الله بن مالك، فقال له أبو النضر:
قد مضيت إليه مع رجل وسألته له فاعتذر! فقال الرجل لأبى النضر:
لعل ذاك لم يرزق وأنا أرزق! فثقل على أبى النضر العود إلى عبد الله ابن مالك، فأشار إلى وجهه وقال: أخلفه ليوم تجدد فيه الوجوه. ومات ببغداد في سنة سبع ومائتين وأبو الوليد عبد الله بن محمد الكناني، من أهل أصبهان، يروى عن أبى معاوية الضرير وعبد الله بن إدريس وأبى داود الطيالسي وأبى عاصم النبيل ومحمد بن يوسف الفريابي، وكان كتب الحديث الكثير ثم أنكر خلافة أبى بكر الصديق رضى الله عنه، فأحضره عبد العزيز بن دلف- وكان والى أصبهان- وجمع مشايخ البلد وفيهم أبو مسعود الرازيّ ومحمد بن بكار وزيد بن خرشة وغيرهم، فناظروه، فأبى أن يرجع عن قوله، فضربه أربعين سوطا فعاتبه الناس
__________
[1] وانظر انتقاد ابن الأثير فيما مضى من التعليق ص 151- 152.
[2] ترجمته من تاريخ بغداد 14/ 63- 66.
[3] زيد في م وحدها «من» خطأ.(11/153)
وهجروه وبطل حديثه، وصنف أبو مسعود الرازيّ كتابا سماه: الرد على أبى الوليد الكناني وأبو الفضل محمد بن عبد الرحمن [1] بن إبراهيم بن نصر ابن الليث [2] بن نصر [2] بن سيار الحافظ الكناني، من أهل بخارا، كان يعرف الحديث ويحفظه، سمع الحافظين أبا على صالح بن محمد ونصر بن أحمد البغداديين وسهل بن حزام وعلى بن الحسن النجار، روى عنه أحمد بن سهل ابن بشر الكندي وخلف بن محمد بن إسماعيل الخيام وغيرهما وأبو نصر فتح بن نصر الكناني المصري، من أهل مصر، يروى عن بشر بن بكر وأسد بن موسى وحسان بن غالب، قال أبو محمد بن أبى حاتم الرازيّ [3] :
كتبنا فوائده لأن نسمع منه فتكلموا فيه وضعفوه فلم نسمع منه. [4]
__________
[1] م: «عبد الله» .
[2- 2] سقط من م.
[3] الجرح والتعديل 3/ 2/ 91.
[4] قال ابن الأثير: وفاته النسبة إلى كنانة بن تيم بن سامة بن مالك بن بكر ابن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب، ينسب إليه خلق كثير، منهم حنظلة بن قيس ابن هوبر، قائد تغلب أيام عمير بن حباب السلمي.
وفاته النسبة إلى كنانة بن حرب بن يشكر بن بكر بن وائل، وممن ينسب لذلك عبد الله بن الكواء واسمه عمرو بن النعمان بن ظالم بن مالك بن أبى عصم ابن سعد بن عمرو بن جشم بن كنانة ومنهم الحارث بن حلزة بن مكروه ابن بديد بن عبد الله بن مالك بن عبد سعد بن عمرو بن جشم بن كنانة.
وأما كنانة كلب فهو كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات ابن رفيدة بن ثور بن كلب- انتهى.(11/154)
3479- الكَنجَرُوذى
بفتح الكاف وسكون النون وفتح الجيم وضم الراء بعدها الواو وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى كنجروذ، وهي قرية على باب نيسابور في ربضها، وتعرّب فيقال: جنجروذ، وقد ذكرتها في الجيم [1] ، وأما المشهور بهذه النسبة فأبو سعيد محمد بن عبد الرحمن [2] الأديب الكنجروذي، من أهل نيسابور، كان أديبا فاضلا، عاقلا حسن السيرة، ثقة صدوقا، عمر العمر الطويل حتى حدث بالكثير وسمع أقرانه منه، وكان سمعه أبوه أبو بكر عن جماعة منهم أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيريّ وأبو أحمد الحسين بن على التميمي وأبو سعد عبد الرحمن بن محمد ابن محمد الإدريسي وأبو بكر محمد بن محمد بن عثمان الطرازي [3] وجماعة سواهم، روى لنا عنه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وأبو محمد هبة الله ابن سهل السيّدى وأبو بكر يحيى بن عبد الرحيم السبكى وأبو المظفر عبد المنعم ابن أبى القاسم القشيري وأبو [3] أسعد بن صادق المتطيب [4] بنيسابور وأبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي بمرو وأصبهان، وحدث عنه أبو بكر أحمد
__________
[ () ] وقال ياقوت: كنبانية ناحية بالأندلس قرب قرطبة، ينسب إليها محمد ابن قاسم بن محمد الأموي الجاحظى الكنبانى، وانظر (جالطة) .
[1] انظر 3/ 343 و 355، وأظن أن أصلها الفارسي «گنج رود» ومعنى گنج:
كنز، ورود: نهر، والله أعلم.
[2] زيد في الأصل وحده «ابن» ثم بياض، وأهمل في م.
[3] هنا في الأصل بعض بياض، وليس البياض في م.
[4] كذا، ولعله «المتطبب» .(11/155)
ابن الحسين البيهقي الحافظ في كتبه، وكانت وفاته في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة.
3480- الكَنجُكانى
بسكون النون وضم الجيم [1] بين الكافين المفتوحتين [2] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو بأعلى البلد يقال لها:
كنجكان، خربت الساعة، منها أبو سهل أحمد بن عبد الله بن جزاع الكنجكانى، من أهل مرو، وحدث بوصية النبي صلى الله عليه وسلم لأبى هريرة رضى الله عنه عن أحمد بن تميم المريني [3] وأبى العباس محمد ابن عبدة المروزي وغيرهما، روى عنه أحمد بن محمد بن الحسين الزاهد. [4]
3481- الكُندايجى
بضم الكاف وسكون النون وفتح الدال المهملة بعدها الألف والياء آخر الحروف، وفي آخرها الجيم [5] هذه النسبة إلى كندايج، وهي قرية من قرى أصبهان، منها أبو العباس أحمد بن عبد الله ابن موسى الكندايجي المديني، أحد الفقهاء من أهل مدينة أصبهان، ذكره أبو بكر بن مردويه في تاريخ أصبهان.
__________
[1] وقال ياقوت: جيم مفتوحة.
[2] وألف بعد الأخرى.
[3] وقع في اللباب المطبوع «المديني» خطأ.
[4] قال ياقوت: كنداكين، من قرى الصغد على نصف فرسخ من الدبوسية، قد نسب إليها أبو الحسن على بن أحمد بن الحسين بن أبى نصر بن الأشعث، من أولاد القضاة، مات ببخارى في سنة 552، وقد روى الحديث.
[5] وذكره ياقوت: كندانج- بالنون مكان الياء.(11/156)
3482- الكُندُرانى
بضم الكاف وسكون النون وضم الدال المهملة وفتح الراء [1] ، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى كندران، وظني أنها قرية من قرى قاين، وقاين بلدة قريبة من طبس، منها أبو الحسن على ابن محمد بن على بن إسحاق بن إبراهيم الكندرانى القائني، قاين الأصل، هروي المولد، سمرقندي الدار، كان فاضلا عالما راغبا في كتابة الحديث، من أصحاب الرأى، سمع أبا على حامد بن محمد الرفّاء ومحمد بن أحمد بن يوسف المرواني وغيرهما، وكتب بخراسان وبخارا وسمرقند، وعمر، مات بعد الخمسين والثلاثمائة، روى عنه أبو سعد الإدريسي الحافظ.
3483- الكُندُرى
بضم الكاف وسكون النون وضم الدال وكسر الراء المهملتين، هذه النسبة إلى بيع الكندر وإلى قريتين، فأما إلى بيع الكندر- وهو العلك- فالمشهور بهذه النسبة أبو عبد الرحمن عبد الملك ابن سليمان الكندري، سمع حسان بن إبراهيم الكرماني، روى عنه أبو على زكريا بن يحيى بن أبان، ذكره أبو سعيد بن يونس في كتاب التاريخ لأهل مصر وقال: الكندري من أهل أنطاكية، وأظنه كان يبيع اللبان.
والقرية الأولى هي كندر قرية بالقرب من قزوين، منها أبو غانم الحسين وأبو الحسن على ابنا عيسى بن الحسين الكندري، سمعا أبا عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي الصوفي، وكتبا تصانيفه، ولهما في جامع قزوين كتب موقوفة تنسب إليهما في الصندوق المعروف بالعثماني.
__________
[1] بعدها الألف.(11/157)
والقرية الثانية هي كندر من أعمال طريثيث- ويقال لها ترشيز- من نواحي نيسابور، [1] يقال: هي من لشت ناحية من نيسابور، وقيل: إن كندر من القرى السبعة التي كانت مع القهندز لقدمها، منها العميد [1] الوزير أبو نصر الكندري [2] ، له شعر وآثار وحكايات، وكان من رجال الدهر جودا وسخاء وكفاية وشهامة وفضلا وإفضالا وأدبا، قتل بمروالروذ في حدود سنة ستين وأربعمائة- إن شاء الله [3] ، سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ بجامع أصبهان سمعت أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ يقول: سمعت الشيخ أبا ثابت الصوفي بحير بن منصور الهمدانيّ رحمه الله يقول: لم أر صوفيا مثل أبى نصر الكندري سمعته يقول:
أنا لا أشتغل بأمس وغدا، وإنما أشتغل باليوم الّذي انا فيه. قال الشيخ:
يعنى أن أمس قد فات والاشتغال بالفائت لا يجدي نفعا، وغد لم يأت والاشتغال بما لم يأت تقصير في الوقت- هذا معنى كلامه بالفارسية أنا عرّبته وأبو سعيد أحمد بن الحسين بن محمد بن الحسين الكندري، ظني أنه من كندر طريثيث، كان أديبا فاضلا مسنا من أولاد الأدباء، سمع أبا بكر أحمد بن على بن خلف الشيرازي وأبا إسحاق إبراهيم بن على
__________
[1- 1] ما بين المربعين ساقط في م.
[2] هو عميد الملك أبو نصر محمد بن أبى صالح منصور بن محمد الكندري الجراحي، وزير طغرلبك أول ملوك السلجوقية- ياقوت، وقال: ذكرته في معجم الأدباء.
[3] قال ابن الأثير: سنة ست وخمسين وأربعمائة، وقال ياقوت: سنة 459.(11/158)
ابن يوسف الشيرازي الإمام وأبا بكر محمد بن إسماعيل التفليسي وغيرهم، لقيته بجوسقان أسفرايين، وكتبت عنه شيئا يسيرا، ومات في آخر سنة سبع أو أوائل سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
3484- الكَندَسَروانى
بفتح الكاف وسكون النون وفتح الدال المهملة والسين والراء الساكنة بعدها الواو ثم الألف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى كندسروان، وهي قرية من قرى بخارا، منها أبو محمد نصر بن صابر ابن داود الكندسروانى البخاري، يروى عن أبى عبد الله [1] بن أبى حفص وأسباط بن اليسع.
3485- الكَندُكينى
هذه النسبة إلى كندكين- بفتح الكاف وسكون النون وضم الدال المهملة وكسر الكاف الثانية وسكون الياء المنقوطة [باثنتين] وفي آخرها نون أخرى، وهي قرية على نصف فرسخ من الدبوسية من سغد سمرقند، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن [2] على بن أحمد بن الحسين بن أبى نصر بن الأشعث بن حاشد بن غضبان الكندكيني، والده كان قاضى كندكين، وورد هو على كبر السن بخارا وبها لقيناه وسمعنا منه، وذكر أن السيد أبا المعالي محمد [3] بن محمد [3] بن زيد الحسيني البغدادي ورد قريتهم فقرأ والده له عليه ورقة من الكتاب واستجار لي [4] الباقي، ووجدنا
__________
[1] في م «أبى عبيد الله» .
[2] في معجم البلدان لياقوت «أبو الحسين» .
[3- 3] ليس في م.
[4] كذا في الأصل وله معنى، وليس في م، ولعله «له» والله أعلم.(11/159)
سماعه في الجزء الثالث من كتاب الحروف للحسن [1] بن سفيان عن القاضي أبى على الحسن بن عبد المالك بن الحسين النسفي عن أبى نعيم الغوبدينى عن أبى القاسم النسوي عن المصنف، وقرأنا عليه، وذكر ما يقتضي أن ولادته في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة أو قبلها بسنة أو بسنتين.
3486- الكُندُلانى
بضم الكاف وسكون النون وضم الدال المهملة [2] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى كندلان، وهي قرية من قرى أصبهان، والمشهور بالانتساب إليها أو طالب أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد ابن يوسف بن دينار القرشي الكندلاني، من أهل أصبهان، سمع الحديث الكثير، وخلط ما لم يسمع بما سمع، وسقطت روايته، ذكره أبو زكريا يحيى بن أبى عمرو بن مندة الحافظ في كتاب أصبهان فقال: أبو طالب الكندلاني حدث عن أبى بكر بن أبى على وأبى عبد الله الجمال وغلام محسن وأبى على الصيدلاني، وروى عن أبى بكر بن مردويه ولم يسمع منه.
ولم يكن الرواية والحديث من صنعته، إن أخطأ لا يعتمد على روايته إلا ما كتب عنه أهل الرواية والمعرفة، ومات في التاسع عشر من المحرم من سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، وكان شيخنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يقول: أبو طالب الكندلاني فيه لين.
3487- الكُنديكَتى
بضم الكاف والنون الساكنة والدال المهملة المكسورة ثم الياء الساكنة آخر الحروف وكاف أخرى مفتوحة وفي آخرها التاء ثالث الحروف، هذه النسبة إلى كنديكت، وهي قرية من قرى
__________
[1] في م «للحسين» .
[2] بعدها الام ألف.(11/160)
درغم بنواحي سمرقند، منها عمر بن سعيد بن عبد الرحيم بن أحمد الأصم الكنديكتى السمرقندي، يروى عن الإمام عبد الرحمن بن عبد الرحيم القصار البخاري، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي وقال:
سكن يادى- وهو جبل بنواحي سمرقند، وكان يسكن كنديكت، وقال:
ولدت بسمرقند عام وفاة الخاقان إبراهيم بن نصر طمغاج خان، وتوفى بيادى في صفر أو شهر ربيع الأول سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
3488- الكُندى
بضم الكاف وسكون النون وكسر الدال المهملة، هذه النسبة إلى كندى [1] ، وهي قرية من قرى سمرقند، والمشهور بالنسبة إليها أبو المحامد محمد بن عبد الخالق بن عبد الوهاب بن سلمة الكندي، كان فقيها فاضلا، وإماما مبرزا ورعا، حسن السيرة، من أهل سمرقند، كانت له حلقة في يوم الجمعة في جامعها، سمع أبا بكر محمد بن أحمد البلدي النسفي، سمعت منه أحاديث يسيرة، وتوفى بعد خروجي منها يوم الاثنين الثالث عشر من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، ودفن بجاكرديزه، وصل إليّ نعيه وأنا ببخارا.
3489- الكِندي
بكسر الكاف وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى كندة، وهي قبيلة مشهورة من اليمن تفرقت في البلاد، وكان منها جماعة من المشهورين في كل فن.... [2] قال حدثنا أبو زرعة
__________
[1] كذا في الأصول، وفي معجم البلدان لياقوت «كند» وهو الصواب.
[2] بياض.(11/161)
الدمشقيّ ثنا أبو مسهر سمعت كامل بن سلمة بن رجاء بن حيوة قال قال هشام بن عبد الملك: من سيد أهل فلسطين؟ قالوا: رجاء بن حيوة! [1] قال:
فمن سيد أهل الأردن؟ قالوا: عبادة بن نسئ! قال: فمن سيد أهل دمشق؟
قالوا: يحيى بن يحيى الغساني! [1] قال: فمن سيد أهل حمص؟ قالوا: عمرو ابن قيس! قال: فمن سيد أهل الجزيرة؟ قالوا: عدي بن عدي الكندي! قال: يا آل كندة! إنما قال ذلك لأن هؤلاء كلهم من كندة [2] . وإياس ابن عفيف الكندي، يروى عن أبيه وله صحبة- رضى الله عنه، روى عنه ابنه إسماعيل بن إياس والمنتسب إليها من الأتباع: أبو محمد عبد الجبار ابن وائل بن حجر [3] الكندي، يروى عن أمه عن أبيه، وهو أخو علقمة ابن وائل، ومن زعم أنه سمع أباه فقد وهم لأن وائل بن حجر مات وأمه حامل به ووضعته بعد وائل بستة أشهر، عداده في أهل الكوفة، روى عنه أبو إسحاق السبيعي وابنه سعيد بن عبد الجبار، مات سنة اثنتي عشرة ومائة وأبو المقدام رجاء بن حيوة الكندي الشامي، سكن فلسطين، وكان من عباد أهل الشام وزهادهم وفقهائهم، يروى عن أبى أمامة،
__________
[1- 1] ما بين الرقمين سقط من م.
[2] وكندة اسمه: ثور بن مرتع بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبإ، وقيل:
ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب ابن زيد بن كهلان بن سبإ، وقيل غير ذلك- راجع اللباب وجمهرة أنساب العرب ص 399 وما بعدها.
[3] م: «صخر» كذا.(11/162)
روى عنه ابن عون وأهل الشام، مات رجاء بن حيوة سنة اثنتي عشرة ومائة وأبو حجية الأجلح [1] بن عبد الله بن حجية الكندي، من أهل الكوفة، وقيل: إن اسمه يحيى، والأجلح [1] لقب، يروى عن الشعبي وأبى الزبير، روى عنه أهل الكوفة، وكان لا يدرى ما يقول، يجعل أبا سفيان أبا الزبير، ويقلب الأسامي هكذا، مات سنة خمس وأربعين ومائة [2] وسعيد بن سنان الكندي، من أهل الشام، من حمص، كنيته أبو المهدي، يروى عن أبى الزاهرية [3] ، روى عنه أهل الشام، منكر الحديث، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد، مات سنة ثمان وستين ومائة، وكان يحيى ابن يحيى سيئ الرأى فيه [4] وزكريا بن دويد الكندي، شيخ يضع الحديث على حميد الطويل، كنيته أبو أحمد، كان يدور بالشام ويحدثهم بها، ويزعم أن له مائة سنة وخمسة وثلاثين سنة، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه [5] ، روى عنه أحمد بن موسى بن الفضل ابن معدان بحران وأبو محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي، شيخ صالح من أهل باب البصرة ببغداد، سمع أبا نصر الزينبي [6] وعاصم بن الحسن
__________
[1] من م وغيرها، ووقع في الأصل «الأصلح» .
[2] كله قول ابن حبان في المجروحين 1/ 165.
[3] في الأصول «أبى الزاهوية» .
[4] قول ابن حبان في المجروحين 1/ 319.
[5] كتاب المجروحين 1/ 311.
[6] م: «الربعي» .(11/163)
الكرخي وأبا الغنائم بن السواق وغيرهم، سمعت منه أجزاء، وتوفى في سنة [1] وأربعين وخمسمائة ببغداد [2] .
3490- الكَنوَنى
بفتح الكاف والواو بين النونين، هذه النسبة إلى كنون، وهي محلة من محال سمرقند، منها الفقيه الزاهد أبو محمد عبد الله ابن يوسف بن موسى بن على بن أيد الكنوني، سمع السيد أبا الحسن محمد ابن محمد بن زيد الحسيني، وتوفى بكنون سنة نيف وثمانين وأربعمائة.
باب الكاف والواو
3491- الكوارى
بضم الكاف وفتح الواو بعدهما الألف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى كوار، وظني أنها من ناحية فارس
__________
[1] أهمل.
[2] وقال ياقوت: (كنر) قرية قريبة من بغداد من نواحي دجيل قرب أوانا، ينسب إليها من المتأخرين أبو الذخر خلف بن محمد بن خلف الكنرى المقرئ، سكن الموصل من صباه وسمع بها من أبى منصور بن مكارم المؤدب وغيره وروى عنهم، سمع منه ابن الرسي- انتهى. وانظر المشتبه للذهبى ص 541.
وقال ياقوت: (كنكور) بليدة بين همذان وقرميسين، وفيها قصر عجيب يقال له: قصر اللصوص، ينسب إليها أبو بكر جباخ بن الحسين بن يوسف الصوفي الكنكورى، شيخ الصوفية بها، سمع أبا بكر يحيى بن زياد بن الحارث الحارثي، وسمع من أبى بكر محمد بن أحمد بن محمد بن أبى نصر البلدي النسفي، وكان إماما فاضلا ورعا متدينا مشتغلا بالفتوى والتدريس، توفى في ربيع الآخر سنة 551- من كتاب ابن نقطة.(11/164)
إما قرية أو بليدة [1] ، منها الحاكم أبو طالب زيد بن على بن أحمد الكوارى، حدث عن عبد الرحمن بن أبى العباس الجوال، روى عنه هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ وحدث عنه في معجم شيوخه [2] بحديث واحد [2] .
3492- الكَوّاز
بفتح الكاف والواو المشددة بعدهما الألف وفي آخرها الزاى، هذه النسبة لمن يعمل الكيزان الخزفية، واشتهر بهذا جماعة، منهم أبو نصر عامر بن محمد بن المتقمر [3] الكواز البصري، من أهل البصرة، حدث ببغداد وسرمن رأى [4] عن كامل بن طلحة ومحمد بن بشر بن أبى بشر المزلق، روى عنه محمد بن جعفر المطيري وأحمد بن الفضل بن خزيمة وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وكان شاهدا معدلا. [5]
__________
[1] قال ياقوت: بلدة بينها وبين شيراز عشرة فراسخ.
[2- 2] ليس في م.
[3] وقع في اللباب المطبوع «المنقمى» .
[4] ترجمته من تاريخ بغداد 12/ 239.
[5] وأبو سعد عبد الله بن على الكواز، يروى عن أبى القاسم عبيد الله بن عمر ابن أحمد بن عثمان بن شاهين وغيره- الإكمال.
وقال ياقوت عن ابن مندة: محمد بن الحسن بن محمد الوندهندي الكوبانانى، كوبانان من قرى أصبهان، حدث عن أبى القاسم الأسدآباذي، حدث بقريته في سنة 423.
وقال: كوبنجان من قرى شيراز، ينسب إليها عثمان بن أحمد بن دادويه، أبو عمر الصوفي الكوبنجانى، سمع بأصبهان من أصحاب أبىّ المقرئ ومن سعيد القيار، وكان من عباد الله الصالحين، روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث(11/165)
3493- الكُوجى
بضم الكاف وسكون الواو وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى كوج، وهو لقب بعض أجداد المنتسب إليه، والمنتسب إليه أبو العباس أحمد بن أسد بن أحمد بن مادل الكوجى الصوفي، شيخ الحرم، وكان قد سافر الكثير وسمع الحديث وأكثر منه، سمع بالرملة أبا الحسين محمد بن الحسين الترجمان الصوفي، وبقيسارية أبا محمد عبد الله ابن منيع الصوفي وغيرهما، سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي وأبو الفتيان عمر بن أبى الحسن الرواسي الحافظان، وتوفى بعد سنة ستين وأربعمائة.
3494- الكُوراني
بضم الكاف وفتح الراء [1] وفي آخرها النون،
__________
[ () ] الشيرازي (في المطبوع السنجاري) .
وقال: (كوتم) بليدة من نواحي جيلان، ينسب إليها أبو الحسن هبة الله بن أبى المحاسن بن أبى بكر الجيلاني الكوتمى، أحد الزهاد العباد المدققين النظر في الورع والاجتهاد، قدم بغداد وله اثنتا عشرة سنة في سنة 511، ومات في جمادى الآخرة سنة 583، روى الحديث وسمعه.
وقال تحت (كوثى) : وكوثى ربى، وبها مشهد إبراهيم الخليل عليه السّلام وبها مولده، وهي من أرض بابل وبها طرح إبراهيم في النار ... وكوثى قرية بمكة، منزل بنى عبد الدار، ينسب إليها بالكوثانى، والكوثى، فمنها أبو منصور حماد بن منصور الضرير الكوثانى، روى عن أبى محمد عبد الله بن محمد بن هزارمرد الصريفيني، سمع منه الحافظ أبو القاسم ابن عساكر الدمشقيّ- انتهى.
وذكره الذهبي في المشتبه ص 555. وانظر (الكوثري) هناك 551.
[1] بعدها الألف.(11/166)
هذه النسبة إلى كوران، وهي إحدى قرى أسفرايين، والمشهور بالانتساب إليها أبو الفضل العباس بن إبراهيم بن العباس الكوراني الأسفرايينى، كان شيخا حسن الحديث، يروى عن أبى أحمد شعثم بن أصيل العجليّ ومحمد ابن يحيى الذهلي ومحمد بن حيويه الأسفرايينى وغيرهم، روى عنه أبو الحسين محمد بن محمد بن يعقوب الحجاجى وغيره، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: هذا شيخ من أهل أسفرايين من قرية كوران، توفى في حدود الثلاثمائة. [1]
3495- الكُوزى
بضم الكاف وكسر الزاى في آخرها، هذه النسبة إلى الكوز ... [2] ، والمشهور بهذه النسبة أبو محمد- ويقال أبو شعيب- عاصم ابن سليمان التميمي الكوزي العبديّ [3] ، من أهل البصرة، يروى عن هشام ابن حسان/ وعاصم الأحول وداود بن أبى هند وبرد بن سنان والبصريين، روى عنه الحرشيّ والحسن بن عرفة وأهل العراق، وهو صاحب حديث
__________
[1] قال الذهبي في المشتبه ص 555: الكوّرائي- بتثقيل الواو وبعد الراء مدة، أحمد ابن عبد السلام الكورائى، شاعر المغرب بعد الستمائة، بديع القول.
وقال: القاضي على بن أحمد الفرحى الكردي الشافعيّ الكوزابى، قاضى حصن الأكراد، وكوزاب من قرى قلعة فرح، حدثنا عن ابن عبد الدائم.
[2] هنا بياض في الأصل وأهمل في م، والكوز اسم أيضا، وهو كوز بن علقمة من بكر بن وائل، كان في وفد نجران ثم أسلم، راجع الإكمال، وفيه ذكر مرة ابن عبد الله بن هلال بن سنان بن كوز الشاعر، وسيأتي ذكر الجد الأعلى اسمه كوز.
[3] وقع في الأصل وحده «الصدفي» .(11/167)
«شرب الماء على الريق يعقد الشحم» يرويه عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن روى مثل هذا كان يروى الموضوعات عن الأثبات، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب [1] ، قال عمرو بن على: عاصم الكوزي كان كذابا يحدث بأحاديث ليس لها أصول، كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقال أبو حاتم الرازيّ: سليمان الكوزي ضعيف، متروك الحديث [2] وأبو بكر محمد ابن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن السكن بن سلمة بن الحكم بن السكن ابن أخنس بن كوز السكنى البخاري الكوزي، فنسب إلى جده الأعلى، كان شيخا صالحا صحيح السماع، سمع ببخارا أبا سهل هارون بن أحمد الأستراباذي وأبا عمرو محمد بن محمد بن صابر وأبا شجاع الفضل بن العباس الهروي وغيرهم، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبى الحافظ، وذكره في معجم شيوخه وقال: شيخ صالح ليس الحديث من شأنه.
3496- الكوسج
بفتح الكاف والسين المهملة وسكون الواو والجيم في آخره، هو أبو يعقوب إسحاق بن منصور بن بهرام التميمي، المعروف بالكوسج، اشتهر به وإلى الساعة بمرو سكة ينسب إليه ويقال لها «كوى إسحاق كوسه» وهي سكة إذا جاوزت سكة كارنكلى على يسار المنحدر إلى أسفل الماجان، وفوق درب السكة مسجد كان يختص به ويصلى فيه، وكنت كثيرا ما كنت [3] أقعد في هذا المسجد إذا مضيت
__________
[1] كله قول ابن حبان في المجروحين 2/ 122.
[2] وانظر الجرح والتعديل 3/ 1/ 344.
[3] من م، وفي الأصل «وكنت فيه ما كنت» .(11/168)
إلى الإمام الماخوانى، وإسحاق من أهل مرو [1] ، يروى عن سفيان ابن عيينة ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح والنضر بن شميل وعبد الرزاق وأبى أسامة، وهو الّذي يروى المسائل عن أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه، وصنف كتابا كبيرا في الصلاة، قال مسلم بن الحجاج القشيري: لم أر أحدا أصلح كتابا من إسحاق بن منصور، وروى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، مات بنيسابور يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء لعشر خلون من جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين ومائتين وأبو سعيد الحسن [2] بن حبيب بن ندبة الكوسج، من أهل البصرة، يروى عن روح بن القاسم، روى عنه البصريون وأبو عبد الله عبد ربه بن بارق [3] الحنفي الكوسج، من أهل يمامة، يروى عن جده أبى زميل سماك بن الوليد الحنفي، روى عنه بشر بن الحكم وقال: رأيته بالبصرة. [4]
__________
[1] راجع ترجمته في تهذيب التهذيب 1/ 249 والجرح والتعديل 1/ 1/ 234 وثقات ابن حبان وغيرها.
[2] في اللباب «الحسين» ، وانظر تاريخ البخاري الكبير.
[3] وقع في م: «وأبو عبيد الله عبدويه بن بارو» .
[4] ذكر ياقوت عن أبى القاسم الحافظ: ريان بن عبد الله، أبو راشد الأسود الخادم، مولى سليمان بن جابر، حدث عن الفضل بن زيد الكوسينى بكوسين، قال ياقوت: أظنها من قرى فلسطين.
وقال: كوشان، مدينة في أقصى بلاد الترك، وقد نسب بهذه النسبة محمد بن عبد الله الثعلبي الكوشانى، من أهل إشبيلية بالأندلس، يكنى أبا عبد الله،(11/169)
3497- الكُوشيذى
بضم الكاف [1] وكسر الشين المعجمة بعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى كوشيذ، وهو اسم لجد أبى بكر عبد العزيز بن عمران بن كوشيذ المديني الكوشيذى، من أهل أصبهان، دخل الشام ومصر والعراق، وكتب الحديث الكثير وصنف وجمع، سمع عمر بن يحيى الآملي [2] ، روى عنه إسحاق بن إبراهيم ابن زيد وغيره. [3]
3498- الكُوفَنى
بضم الكاف وسكون الواو وفتح الفاء وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى كوفن، وهي بليدة صغيرة على ستة فراسخ من أبيورد بخراسان، بناها أمير خراسان عبد الله بن طاهر بن الحسين في خلافة المأمون، خرج منها جماعة من المحدثين والفضلاء، منهم الأديب
__________
[ () ] روى عن أبى محمد السرخسي وعتاب، وكان منقطعا على العبادة، مات سنة 413، ولا أدرى إلى أي شيء ينسب.
[1] وسكون الواو.
[2] من م واللباب، وفي الأصل «الأبلي» ، وراجع الإكمال 1/ 132.
[3] وفي المشتبه للذهبى ص 555: الكوفاني أبو بكر أحمد بن أبى نصر، شيخ الصوفية بهراة، عن أبى محمد بن النحاس، وعنه أبو الوقت- انتهى. وقال ياقوت: كوفان قرية من هراة، وقال أبو سعد: سافر الكوفاني إلى العراق والحجاز، ودخل مصر وسمع بها من عبد الرحمن بن عمر النحاس الّذي حدث عنه أبو الوقت السجزى، وكان شيخا عفيفا حسن السيرة، توفى بهراة في شهر ربيع الأول سنة 464، وقد حكى عنه أبو إسماعيل الأنصاري الحافظ في بعض مصنفاته.(11/170)
أبو المظفر محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد [1] بن محمد [1] بن إسحاق بن الحسن ابن منصور بن معاوية الأموي الكوفني، المعروف بالأديب الأبيوردي، كان من كوفن وهي مسقط رأسه ومنشؤه، وقد ذكرته في حرف الميم في «المعاوي» لأنه كان ينسب إلى جده الأعلى معاوية فذكرته فيه [2] والقاضي أبو محمد عبد الله بن ميمون بن المالكانى [3] الكوفني، كان فقيها فاضلا مبرزا، له باع طويل في المناظرة والجدل، ومعرفة تامة بأمريهما، تفقه على الإمام والدي رحمه الله وسمع الحديث معه ومنه، سمع بنيسابور ابا بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيرويى وغيره، سمعت منه حديثا واحدا، ولقيته بمرو وكوفن وأبيورد، وكانت ولادته في حدود سنة تسعين وأربعمائة [ووفاته....-[4]] .
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] وراجع لترجمته وأحواله وتصانيفه وفيات الأعيان ومعجم الأدباء لياقوت 17/ 234 والمنتظم 9/ 176 والنجوم الزاهرة 5/ 206 وغيرها من الكتب، وهو صاحب النجديات والعراقيات والتصانيف في الأدب، وصاحب ما اختلف وائتلف من أنساب العرب، وتاريخ أبيورد ونسا.
[3] في اللباب «المالكان» ، وفي م قبله بياض يسير.
[4] من م، وفيها بياض يسير موضع النقاط، وقال ياقوت: فاضل فحل صاحب قريحة، ولى القضاء بأبيورد ونواحيها، وما كان بخراسان في زمانه قاضى أفضل منه ... وقال أبو سعد: كتبت له بمرو، وكان قد صار نائبي في المدرسة النظامية بمرو، وقد كان أقام بمروالروذ مدة ثم انصرف إلى أبيورد وتوفى بها في ذي القعدة سنة 551- انتهى. وقال ياقوت: وأبو القاسم على بن محمد بن على الصوفي(11/171)
3499- الكُوفِياذقانى
بضم الكاف وسكون الواو وكسر الفاء وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها [1] وسكون الذال المعجمة بعدها القاف المفتوحة [1] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرية من قرى طوس يقال لها: كوفياذقان، والمنتسب إليها أبو المعالي عبد الملك بن الحسن ابن عبد الملك بن محمد بن يوسف بن الحسن الكوفياذقانى، فقيه فاضل مناظر، سمع أبا الفتيان عمر بن عبد الكريم الرواسي الحافظ، وورد مرو غير مرة، وسمعت منه بطوس مجلسا من إملاء أبى الفتيان، وتوفى في سنة ثمان أو تسع وأربعين وخمسمائة بطوس.
3500- الكُوفي
بضم الكاف وفي آخرها الفاء [2] ، هذه النسبة إلى بلدة بالعراق، وهي من أمهات بلاد المسلمين، بنيت في زمان عمر ابن الخطاب رضى الله عنه، خرج منها جماعة من العلماء والمحدثين قديما وحديثا، وفيهم شهرة استغنينا عن ذكرهم لشهرتهم.
وأيضا فان جماعة من المحدثين عرفوا بهذا الاسم من أهل أصبهان وليسوا من الكوفة [3] ، منهم محمد بن القاسم بن كوفى الأصبهاني، يروى
__________
[ () ] النيسابورىّ، يعرف بالكوفي، روى الحديث عن جماعة وروى عنه، وكان صدوقا، مات في طريق مكة سنة 470.
[1] وبعدها الألف.
[2] بينهما الواو.
[3] أي منسوبون إلى آبائهم أو أجدادهم الذين اسمهم «كوفى» ويقال للمنسوبين إليهم «ابن كوفى» واستدرك السمعاني رحمه الله هذه النسبة.(11/172)
عن محمد بن عاصم بن عبد الله المديني مدينة أصبهان، روى عنه أبو عبد الله ابن مندة الحافظ وغيره وعبد الله بن محمود بن محمد بن كوفى الأصبهاني شيخ لأبى بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ وأحمد بن كوفى، روى عن عثمان بن أبى شيبة، روى عنه عبد الله بن جعفر بن أحمد الأصبهاني وأبو بكر أحمد بن محمد بن كوفى بن نمراذ الأصبهاني، يحدث عن إبراهيم ابن نائلة وإبراهيم بن بوبه عبد العزيز بن كوفى بن عبد الله وسعيد ابن إسكاب بن كوفى، سمع أبا عبد الرحمن المقرئ وأبا داود الطيالسي وغيرهما وأبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن القاسم بن كوفى الفقيه وأبو سهل كوفى بن زاذان بن فروخ الأصبهاني، سمع سليمان بن حرب وغيره ومحمد بن هارون بن كوفى الأصبهاني، سمع سليمان بن حرب وغيره، ومحمد بن هارون بن كوفى الأصبهاني وأبو بكر محمد بن الحسين [1] ابن كوفى الوزان [2] الأصبهاني [3] وأبو بكر أحمد بن كوفى بن أيوب بن إبراهيم الأصبهاني العدل التاجر، سكن نيسابور، وكان شيخا صالحا، سمع بأصبهان أزهر بن رسته ومحمد بن عبد الله بن الحسن، وبنيسابور إسماعيل بن قتيبة وأقرانهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التأريخ فقال:
كان ورد نيسابور سنة ثمانين ومائتين وسكنها إلى أن توفى بها، وكان من الصالحين المقبولين عند الكافة، وتوفى في جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة باب معمر.
__________
[1] في م «الحسن» .
[2] من م واللباب، وفي الأصل «الوراق» .
[3] زيد هنا في م «وغيرهما» وفي الأصل «وغيرهم» .(11/173)
3501- الكَوكبى
بفتح الكافين بينهما الواو الساكنة وفي آخرها الباء الموحدة، [هذه النسبة إلى كوكب-[1]] واشتهر بهذه النسبة أبو الطيب محمد [2] بن القاسم [2] بن جعفر بن محمد بن خالد بن بشر، المعروف بالكوكبى [3] ، وهو أخو أبى على الحسين [4] بن القاسم، حدث عن قعنب بن المحرر ابن قعنب وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد وعمر بن شبة وعبد الله بن أبى سعد الوراق والحسين بن الحكم الحيريّ الكوفي وغيرهم، روى عنه أبو الحسين بن البواب المقرئ وأبو عمر بن حيويه الخزاز وأبو الفضل الزهري وأبو الحسن الدار قطنى وأبو طاهر المخلص، وكان ثقة، ومات سنة سبع عشرة وثلاثمائة وأخوه أبو على الحسين بن القاسم الكوكبي الكاتب، صاحب أخبار وآداب [5] ، حدث عن أبى بكر أحمد بن أبى خيثمة ومحمد بن موسى الدولابي وعبد الله بن أبى سعد الوراق وأبى العيناء محمد ابن القاسم الضرير وأبى بكر بن ابى الدنيا والحسين بن فهم وغيرهم، روى عنه أبو الحسن الدار قطنى والمعافى بن زكريا الحريري وأبو العباس بن مكرم وإسماعيل بن سعيد بن سويد وجماعة، وكانت وفاته في شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وأبو منصور إسماعيل بن عبد الله بن عمر
__________
[1] من م، وفي الأصل بياض.
[2- 2] سقط من م.
[3] ترجمته من تاريخ بغداد 3/ 181.
[4] من م، ووقع في الأصل «الحسن» .
[5] ترجمته من تاريخ بغداد 8/ 86.(11/174)
ابن سليمان الكوكبي، من أهل نيسابور، كان من الصالحين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والملازمين للمجالس والجامع طول عمره، وكان أبوه أبو العباس في الفضل والتقدم مشهور، وتوفى وأبو منصور صغير لم يسمع منه، وسمع أبا محمد عبد الله وأبا حامد أحمد ابني [1] محمد بن [1] الحسن الشرقيين ومكي بن عبدان وغيرهم، ولم يزل يسمع إلى أن توفى في ذي الحجة سنة سبع وسبعين وثلاثمائة وأبو العباس عبد الله ابن عمر بن سليمان الكوكبي النيسابورىّ، من الرحالين المكثرين، ومن الصالحين الأثبات، سمع بخراسان إسحاق بن منصور وعلى بن خشرم، وبالعراق الحسن بن محمد بن الصباح الزعفرانيّ وعلى بن حرب وأحمد ابن منصور الرمادي.
3502- الكُوكَلى
بضم الكاف وسكون الواو وفتح الكاف الأخرى وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى كوكلا، وهو لقب بعض أجداد المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة أبو القاسم الحسين بن المعمر [2] بن الحسين ابن أحمد بن جعفر بن كوكلا الأسدي الكوفي الكوكلى، من أهل الكوفة، حدث عن أبى القاسم ولاد بن على بن سهل الأسدي، روى لنا عنه أبو القاسم بن السمرقندي ببغداد، وكانت ولادته في سنة ست وأربعمائة، وتوفى بعد سنة سبعين وأربعمائة.
3503- الكُولَخشى
بضم الكاف [3] وفتح اللام وسكون الخاء المعجمة
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] وفي م «المعتمر» .
[3] وسكون الواو.(11/175)
وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى كولخش، وهو اسم لجد أبى محمد خالد بن محمد [1] بن خالد [1] بن كولخش الصفار الكولخشى، يعرف بالختلى، من أهل بغداد [2] ، حدث عن أبى إبراهيم الترجماني وبشر ابن الوليد الكندي ويحيى بن معين وعبد الرحمن بن صالح وعبد الصمد ابن يزيد بن مردويه [3] وعبد الله بن عمر بن أبان، روى عنه حمزة بن أحمد ابن مخلد العطار وطاهر بن عبد الله الوراق وعلى بن عمر بن محمد السكرى وأبو الحسن بن لؤلؤ، وسئل الدار قطنى عنه فقال: صالح، ومات في سنة عشر وثلاثمائة.
3504- الكُوَلى
بضم الكاف وفتح الواو وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى باب كول، وهي محلة من شيراز إحدى بلاد فارس، منها أبو أحمد عبد الله بن الحسن بن على الكولى الأصم الشيرازي، كان ينزل باب كول، وكان أصم، قرأ الحديث بالجهد، وكان قليل الرواية، يروى عن محمد بن علان ومحمد بن عمر بن يزيد وغيرهما، مات قبل التسعين والثلاثمائة.
3505- الكُومُلاباذى
بضم الكاف والميم بينهما الواو ثم اللام ألف والباء الموحدة بعدها الألف وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى كوملاباذ، وهي قرية من قرى همذان، منها أبو الفضل صالح بن أحمد
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] ترجمته من تاريخ بغداد 8/ 317.
[3] كذا، وفي تاريخ بغداد: عبد الصمد بن يزيد مردويه.(11/176)
ابن محمد [بن احمد بن صالح بن عبد الله بن قيس بن الهذيل بن يزيد بن العباس بن الأحنف بن قيس التميمي-[1]] الكوملاباذي الهمذانيّ، مصنف كتاب «سنن التحديث» وكتاب «طبقات العلماء لأهل همذان» كان من أهل العلم والفضل، عارفا بالحديث وطرقه، سمع أبا العباس الفضل بن سهل بن السري القزويني [2] وأبوه أبو الحسين أحمد بن محمد الكوملاباذي، كان سمع الحديث [3] .
3506- الكَوِنجانى
بفتح الكاف وكسر الواو وسكون النون وفتح الجيم [4] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى كونجان، وهي قرية من قرى شيراز- إن شاء الله [5] ، والمنتسب إليها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن حمويه [6] بن يزيد الكونجانى، المؤدب بشيراز، وكان شيخا صدوقا لا بأس به، يروى عن عبد الله بن سعد الرقى [7] وعبدان بن أبى صالح الهمدانيّ والكلابزى [8] ، روى عنه جماعة من أهل فارس، توفى بعد سنة نيف
__________
[1] من المراجع، وفي الأصل بياض، وليس البياض أيضا في م.
[2] هنا بياض في الأصل، وأهمل في م. وانظر تاريخ بغداد 9/ 331 وتذكرة الحفاظ للذهبى وغيرهما، وذكره ياقوت في معجم البلدان.
[3] هنا أيضا بياض في الأصل، وأهمل في م. وانظر ترجمته في الكتب، هو وابنه كانا من الصالحين.
[4] بعدها الألف.
[5- 5] ليس في م.
[6] في اللباب «حيويه» .
[7] كذا في الأصل وم، وفي اللباب «البرقي» ووقع في الأصل «عبد الله محمد بن سعد» .
[8] كذا في الأصل، وفي م «الكلاباذي» .(11/177)
وستين وثلاثمائة.
3507- الكُوهِيارى
بضم الكاف [1] وكسر الهاء وفتح الياء الساكنة المنقوطة من تحتها بنقطتين [2] وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى قرية كبيرة [3] بنواحي طبرستان [3] ، وتعرب فيقال: قوهيار، وذكرتها/ في القاف [4] ، وأما المنتسب إليها فأبو القاسم محمود بن [5] الكوهيارى الشاعر، كان شيخا سخى النفس متخلقا بأخلاق حسنة، سمع الحديث الكثير، وأملى الحديث في صفة أبى بكر الأودنى سنين، وكان له شعر حسن بالعجمية، سمع أبا المعالي محمد بن محمد بن زيد [6] الحسيني وأبا الحسن على بن أحمد ابن خدام الخدامى [7] .
باب الكاف والهاء
3508- الكَهمَسى
بفتح الكاف وسكون الهاء وفتح الميم وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى كهمس، وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهو أبو جعفر عبد الله بن عمر بن إسحاق بن محمد بن معمر بن حبيب ابن كهمس بن المنهال الكهمسي، من أهل مصر، يروى عن أبى علاثة
__________
[1] وسكون الواو.
[2] بعدها الألف.
[3- 3] في م «من قرى طبرستان» .
[4] وانظر 10/ 507.
[5] هنا بعض بياض في الأصل.
[6] من م واللباب، وفي الأصل «يزيد» فحرره.
[7] وانظر ما في 5/ 57 و 65.(11/178)
وغيره، ولد بمصر سنة تسع وسبعين ومائتين، وتوفى في ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.
باب الكاف واللام ألف
3509- الكَلاباذى
بفتح الكاف [1] والباء المنقوطة بواحدة [2] وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى محلتين، إحداهما محلة كبيرة بأعلى البلد من بخارا يقال لها «كلاباذ» ، خرج منها جماعة كبيرة من العلماء والأئمة في كل فن [3] ، والمشهور منها أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين بن الحسن ابن على بن رستم بن جكرة بن يافتم بن جيتنام الكلاباذي الحافظ، أحد الحفاظ المتقنين [4] ، سمع أبا أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي وأبا محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الأستاذ وأبا يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفي وأبا بكر محمد بن أحمد بن خنب وأبا سعيد الهيثم بن كليب الشاشي وعلى ابن محتاج الكشاني وأبا جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي الحمال وطبقتهم، روى عنه أبو سعيد الخليل بن أحمد السجزى حديثا واحدا وأبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري الحافظ وأبو عبد الله محمد ابن عبد الله الحافظ، وذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخه فقال:
__________
[1] بعدها لام ألف.
[2] بعدها الألف.
[3] وانظر التعليق المار بصفحة 130.
[4] راجع تذكرة الحفاظ ج 3 ص 1027 وتاريخ بغداد 4/ 434 وغيرهما.(11/179)
أبو نصر الكلاباذي الكاتب من حفاظ الحديث، حسن الفهم والمعرفة، عارف بالجامع الصحيح لمحمد بن إسماعيل البخاري، ورد نيسابور وأقام بها غير مرة، وكتب بمرو ونيسابور والري والعراق، ووجدت شيخنا أبا الحسن الدار قطنى قد رضى فهمه ومعرفته كما رضيناه، وهو متقن ثبت في الرواية والمذاكرة. قال أبو العباس المستغفري: كانت ولادة أبى نصر الكلاباذي في سنة ستين وثلاثمائة، وذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ ورد على كتاب ابنه ابى القاسم بخط يده يذكر وفاة أبيه أبى نصر ليلة السبت الثالث والعشرين من جمادى الآخرة من سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، نضر الله وجهه فإنه لم يخلف بما وراء النهر مثله [1] وابنه أبو القاسم على بن أبى نصر الكلاباذي وأبو عبد الله محمد بن أحمد ابن سعيد بن يعقوب اللؤلؤي الكلاباذي، كان على مظالم بخارا، يروى عن أبى عبد الله بن أبى حفص الكبير والفتح بن أبى علوان وأبى زيد عمران بن فرينام وأبى عبيد الله محمد بن أبى رجاء البخاريين، روى عنه ابنه أبو القاسم عبيد الله [2] بن محمد الكلاباذي، ومات في ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وأبو القاسم عبيد الله [3] بن محمد بن أحمد القاضي البخاري الكلاباذي، [4] ومات في ربيع الأول [4] ، كان من أعيان القضاة
__________
[1] وانظر تاريخ بغداد.
[2] في م «أبى عبد الله» وكذا فيها في ترجمة ابنه «عبد الله» .
[3] م: «عبد الله» ، وترجمته في م وقعت نهاية الرسم.
[4- 4] كذا في الأصل، وليس في م.(11/180)
بخراسان، ولى قضاء مرو وهراة وسمرقند والشاش وفرغانة وبلخ، ثم قلد بعد ذلك قضاء بخارا فصار قاضى القضاة، سمع بالكوفة أبا العباس أحمد بن [محمد بن-[1]] سعيد بن عقدة الحافظ، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في تاريخ لنيسابور فقال: أبو القاسم الكلاباذي، دخلت بخارا سنة خمس وخمسين وهو على القضاء بها، وكان أبوه ولى قضاء بخارا سبع سنين، وكنت أسمعهم يقولون في مساجدهم ومجالسهم «اللَّهمّ اغفر للقاضي الكلاباذي محمد بن أحمد» يعنون أباه فحينئذ بعض الزعماء أبا القاسم بذلك، فقال لأهل بخارا: هذا رجل معتزلي! وحرشهم عليه، فالتمسوا عزله عن بخارا، فقلد نيسابور إجلالا لمحله [2] لم يعزلوه إلا بولاية فقلد قضاء نيسابور وأنا ببخارا، فالتمس منى الخروج في صحبته، فامتنعت، فخرج، ثم قضى لي أن وردت نيسابور وهو بها على القضاء وسألته فحدث وانتخبت عليه، وذلك في سنة تسع وخمسين وثلاثمائة وأبو سهل عبد الكريم بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد ابن سليمان بن فرينام بن خازم الكلاباذي البخاري، من كلاباذ بخارا، سمع أبا بكر أحمد بن سعد بن نصر الزاهد وأبا صالح خلف بن محمد ابن إسماعيل الخيام، وصح سماعه عنهما، ولم يصح سماعه [3] من أبى عبد الله محمد بن أحمد بن موسى الخازن، سمع منه جماعة كثيرة من القدماء والمتأخرين، ذكره أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبى الحافظ
__________
[1] من م، وليس في الأصل.
[2] في م «لمجلسه» فحرر العبارة.
[3] في م هنا بعض تكرار.(11/181)
في معجم شيوخه وقال: أبو سهل الكلاباذي سألناه أن يخرج أصل سماعه من أبى بكر بن سعد وخلف بن محمد! فأخرج إلينا جزءا بخط الصبى ذكر أنه خط أخيه كان أكبر منه قد مات، وفيه مجالس بخط أبيه، فكان فيما [1] كتب أخوه «عن أبى عبد الله الخازن الرازيّ سنة تسع وخمسين» ولم يكن فيها سماعه، وفيها بخط أخيه وبخط أبيه «عن أبى بكر بن سعد وخلف» فوجدنا سماعه في مجلس واحد عن أبى بكر بن سعد صحيحا، ومجالس عن خلف بخط أخيه «بلغت وابني محمد بن عبد الرحمن وابني الآخر عبد الكريم وهو ابن سبع سنين» وأهل بخارا لا يسمعون لأقل من سبع سنين فعلمنا أن المخرج غلط عليه في تخرجه [2] له عن الخازن، وكان حمزة- فيما سمعت- محارفا، تجاوز الله عنه! قلت: وحمزة لعله الّذي خرج لأبى سهل الكلاباذي.
والثانية محلة بنيسابور، منها أبو حامد أحمد بن السري بن سهل النيسابورىّ الجلاب الكلاباذي، كان يسكن كلاباذ نيسابور، سمع محمد بن يزيد السلمي وسهل بن عثمان وغيرهما، روى عنه محمد بن الفضل المذكر وغيره- هكذا ذكره أبو الفضل المقدسي [3] الحافظ، وظني أنها «كلاباذ» بضم الكاف، وهي محلة معروفة- والله أعلم.
3510- الكُلاباذي
بضم الكاف وفتح الباء الموحدة بين اللام ألف
__________
[1] م: «مما» .
[2] م: «تخرجه» .
[3] وقع في م «البصيري» .(11/182)
والألف والذال المعجمة في آخرها، هذه النسبة/ إلى كلاباذ [1] ، وهي محلة بنيسابور مشهورة، تعرب فيقال «جلاباذ» بالجيم، وقد ذكرتها فيها [2] وأعدت ذكرها هاهنا ليعرف- والله تعالى الموفق.
3511- الكَلابِزى
بفتح الكاف [3] واللام ألف والباء الموحدة المكسورة [وفي آخرها الزاى-[4]] ، هذه النسبة إلى حفظ الكلاب وتربيتها والصيد بها، واشتهر بهذه النسبة إبراهيم بن حميد الكلابزى النحويّ البصري، يروي عن أبى حاتم سهل بن محمد السجستاني، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
3512- الكُلَّابى
بضم الكاف واللام ألف المشددة وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى كلاب، وهم جماعة من المنتمين إلى عبد الله ابن كلاب البصري، المتكلم على مذهب المثبتة، وجماعة من أهل مقالته ينتمون إليه، وفيهم كثرة.
3513- الكِلابي
بكسر الكاف بعدها اللام ألف وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى عدة من قبائل العرب، منها إلى كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤيّ بن غالب، من أجداد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أبو قصي وزهرة ابني كلاب بن مرة.
__________
[1] راجع ما تقدم ص 130 وهو معرب من «گل آباد» .
[2] انظر الأنساب 3/ 444.
[3] كذا قال، وإنما هو بكسر الكاف- اللباب.
[4] من م، وسقط من الأصل.(11/183)
والقبيلة المعروفة هي كلاب بن عامر بن صعصعة [1] ، وقد صحبت في برية [2] السماوة جماعة منهم، والمنتسب إليها أبو عثمان عمرو بن عاصم [3] الكلابي، من أهل البصرة، قال أبو حاتم بن حبان: عمرو بن عاصم [3] الكلابي كلاب بنى قيس، يروى عن همام وعمران القطان، روى عنه أحمد بن الحسن ابن خراس وأهل العراق، ومات سنة ثلاث عشرة ومائتين وأبو زكريا ظالم بن مكتوم الكلابي، من أهل الأنبار، حدث عنه أبو القاسم بن الثلاج عن أبى العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي وذكر أنه سمع منه بالأنبار، قال: وكان حدادا وأبو محمد عمرو بن زرارة بن واقد الكلابي النيسابورىّ، من أهل نيسابور، ويقال: عمرو بن أبى عمرو [4] ، سمع معاذ ابن معاذ العنبري وأبا عبيدة الحداد وسفيان بن عيينة وحاتم بن إسماعيل وزياد بن عبد الله البكائي وهشيم بن بشير وإسماعيل بن علية والنضر ابن إسماعيل البجلي، وقرأ القرآن على على بن حمزة الكسائي، روى عنه محمد بن يحيى الذهلي ومحمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج وأحمد ابن سيار ومحمد بن عبد الوهاب العبديّ، وهو ثقة، وحكى عنه أنه خرج يوما للتحديث وسمع ضحك رجل من المستمعين، فدخل الدار ولم يحدثنا
__________
[1] وهو كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ابن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، من مضر- اللباب.
[2] من م، وفي الأصل «تربة» .
[3- 3] سقط من م.
[4] وانظر تهذيب التهذيب 8/ 35 وغيره.(11/184)
بحرف، وكان يقول: صحبت ابن علية ثلاث عشرة سنة ما رأيته يتبسم فيها، ومات عن ثمان وسبعين سنة [1] [2] .
3514- الكلّاس
بفتح الكاف واللام ألف المشددة وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى الكلس وهو الجص، والكلاس: الجصاص، عرف بهذه النسبة أبو الحسن على بن الحسن بن أحمد بن الحسن الحراني، المعروف بالكلاس، من أهل حران، يروى عن على بن إبراهيم بن عزون الحراني، روى عنه أبو الحسن على بن عمر الدار قطنى.
3515- الكُلاشكِردى
بضم الكاف وسكون الشين المعجمة بعد اللام ألف وكسر الكاف وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى كلاشكرد، وقد تعرب فيقال «جلاشجرد» [3] ، وهي قرية على فرسخين من مرو، وكان منها سالم بن نوح الكلاشكردى، يروى عن عبد الله ابن المبارك وغيره ورئيس بن سليمان بن حارثة بن قدامة الجلاشجردى، وحارثة من أصحاب على بن أبى طالب رضى الله عنه، قدم رئيس خراسان أيام الأحنف بن قيس ونزل قرية جلاشجرد- هكذا ذكره أبو زرعة السنجى.
__________
[1] قيل: إنه مات سنة 238.
[2] وانظر المشتبه للذهبى ص 556. وقال هناك: (كلات) قلعة على جيحون خربت، منها الفقيه محمود بن محمد الكلاتى الكلاباذي البخاري الواعظ، من رفاق أبى العلاء الفرضيّ، كان يعظ بمرو.
[3] ولعل أصله الفارسي «گلاشگرد» والله أعلم.(11/185)
3516- الكَلاعي
بفتح الكاف وفي آخرها [1] العين المهملة، هذه النسبة إلى قبيلة يقال لها «كلاع» نزلت الشام، وأكثرهم نزلت حمص، والمشهور بالنسبة [2] إليها عبد الله بن خالد بن معدان [3] الكلاعي، من أهل الشام، يروى عن أبيه، روى عنه عقيل بن مدرك وأبو منقد عبد الرحمن ابن ثور الكلاعي، من أهل الشام، روى عنه صفوان بن عمرو السكسكي وأبو سلمة عبيد الله [4] بن عبد الله [4] الكلاعي الحمصي، من أهل الشام، يروى عن مكحول، روى عنه الشاميون والحارث بن عبيدة الحمصي الكلاعي، قاضى حمص، يروى عن الزبيدي وسعيد بن غزوان والعلاء بن عتبة، اليحصبى، روى عنه الربيع بن الروح ويزيد بن عبد ربه وعبد الله ابن عبد الجبار وعمرو بن عثمان، قال ابن أبى حاتم [5] : سألت أبى عنه، فقال: هو شيخ ليس بالقوى وأبو عبد الله خالد بن معدان بن أبى كريب [6] الكلاعي، يروى عن أبى أمامة والمقدام بن معديكرب رضى الله عنهما، ولقي سبعين رجلا من أصحاب رسول الله [7] صلى الله عليه وسلم، وكان
__________
[1] بعد اللام ألف.
[2] م: «بالانتساب» .
[3] هو ابن أبى عبد الله خالد بن معدان، وسيأتي ذكر أبيه، وجعله في م أباه.
[4- 4] سقط من م.
[5] في الجرح والتعديل ج 1 ق 2 ص 81- 82.
[6] وقع في اللباب المطبوع «أبى كرب» .
[7] م: «النبي» .(11/186)
من خيار عباد الله [الصالحين-[1]] ، قدم العباس بن الوليد واليا على حمص، فحضر يوم الجمعة الصلاة وخالد بن معدان في الصف، فلما رآه إذا على العباس بن الوليد ثوب حرير، فقام إليه خالد وشق الصفوف حتى أتاه فقال: يا ابن أخى! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى الرجال عن لبس هذا! فقال: يا عم هلا قلت أخفى من هذا! قال: وعمك ما قلت، والله لا سكنت بلدا أنت فيه، فخرج منها وسكن الطرطوس، فكتب العباس إلى أبيه يخبره بذلك، فكتب الوليد إليه:
يا بنى! ألحقه بعطائه أينما كان، فانا لا نأمن أن يدعو علينا بدعوة فنهلك! فأقام بالطرطوس متعبدا مرابطا إلى أن مات سنة أربع ومائة، وقد قيل:
سنة ثمان ومائة، ويقال: سنة ثلاث ومائة وأبو سهل عباد بن العوام الكلاعي، من أهل واسط، يروى عن حميد الطويل، روى عنه أهل العراق، مات سنة ست وثلاثين ومائة وأبو محمد [2] بقية بن الوليد بن صائد ابن كعب بن جرير الحمصي الكلاعي من أنفسهم، الميثمي، من أهل حمص، يروى عن محمد بن زياد الألهاني، روى عنه ابن المبارك والناس، كان
__________
[1] من م. وانظر الجرح والتعديل 1/ 2/ 351 وتهذيب التهذيب 3/ 118 وغيرهما، وإنما أورد أبو سعد ترجمته بأسرها من ثقات ابن حبان وانظر المطبوع 4/ 196 منه.
[2] ترجمته بأسرها من كتاب المجروحين والضعفاء لابن حبان، المطبوع 1/ 191- 193، وهو «أبو محمد» ضبطه في تقريب التهذيب، وراجع ترجمته البسيطة في تهذيب التهذيب 1/ 473- 478 والجرح والتعديل ج 1 ق 1 ص 434 وتاريخ بغداد 7/ 123- 127 وغيرها.(11/187)
مولده سنة عشر ومائة، ومات سنة سبع وتسعين ومائة، اشتبه امره على شيوخنا [1] ، قال أبو حاتم بن حبان البستي: حدثني بنسبته سالم بن معاذ بدمشق حدثني عطية بن بقية بن الوليد [2] حدثني أبى بقية بن الوليد [2] بن صائد ابن جرير بن فضالة بن كعب الميثمي العفيفى الكلاعي قال: سمعت/ ابن خزيمة يقول: سمعت أحمد بن الحسن الترمذي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: توهمت أن بقية لا يحدث المناكير إلا عن المجاهيل، فإذا هو يحدث المناكير عن المشاهير، فعلمت [3] من أين أتى. قال أبو حاتم: لم يسر أبو عبد الله رحمة الله عليه شأن بقية، وإنما نظر إلى أحاديث موضوعة رويت عنه عن أقوام ثقات فأنكرها، ولعمري! إنه موضع الإنكار، وفي دون هذا ما يسقط عدالة الإنسان في الحديث، ولقد دخلت حمص وأكثر همي شأن بقية، فتتبعت حديثه وكتبت النسخ على الوجه، وتتبعت ما لم أجد يعلو من رواية القدماء عنه، فرأيته ثقة مأمونا، ولكنه كان مدلسا، سمع من عبيد الله بن عمر وشعبة ومالك أحاديث يسيرة مستقيمة، ثم سمع عن أقوام كذابين ضعفاء متروكين عن عبيد الله بن عمر وشعبة ومالك مثل المجاشع بن عمرو والسري بن عبد الحميد وعمر بن موسى الميثمي وأشباههم وأقوام [4] لا يعرفون إلا بالكنى، فروى عن أولئك
__________
[1] وهذا أيضا قول ابن حبان.
[2- 2] ما بين الرقمين كذا في الأصول، وسقط في كتاب المجروحين المطبوع.
[3] م: «فعلمنا» .
[4] من م والمأخذ، وفي الأصل «وأولئك» .(11/188)
الثقات الذين رآهم بالتدليس ما سمع من هؤلاء الضعفاء، وكان يقول «قال عبيد الله بن عمر عن نافع» و «قال مالك عن نافع» كذا، فجعلوا «بقية عن عبيد الله» و «بقية عن مالك» وأسقط الواهي بينهما، فالتزق الموضوع ببقية وتخلص الواضع من الوسط، وإنما امتحن بقية تلاميذه [1] كانوا يسقطون الضعفاء من حديثه ويسردونه فالتزق ذلك كله به، وكان يحيى بن معين حسن الرأى [2] فيه، وسئل ابن عيينة عن حديث حسن فقال: أبقية بن الوليد؟ أنا أبو العجب أنا [3] . ويروى أبو محمد بقية بن الوليد الكلاعي من أنفسهم الحمصي أيضا عن بحير بن سعد ومحمد بن زياد ومحمد بن الوليد الزبيدي وغيرهم، روى عنه ابن المبارك وأبو صالح كاتب الليث وإبراهيم بن موسى وهشام بن عمار، وتكلموا فيه، وقال ابن عيينة: لا تسمعوا من بقية ما كان في سنة واسمعوا منه ما كان في ثواب وغيره. قال ابن المبارك: إذا اجتمع إسماعيل بن عياش وبقية في الحديث فبقية أحب إلى. وقال أبو مسهر: بقية، أحاديثه ليست نقية، فكن منها على تقية. قال يحيى بن معين- وسئل عن بقية ابن الوليد قال: إذا حدث عن الثقات مثل صفوان وغيره، فأما إذا حدث عن أولئك المجهولين فلا، وإذا كنى ولم يسم اسم الرجل فليس يساوى شيئا، فقيل ليحيى: وأيما أثبت بقية أو إسماعيل بن عياش؟ فقال:
__________
[1] كان في الأصل والمأخذ «تلاميذ له» وفي م «بتلاميذ له» وهو أيضا صواب.
[2] م: «الظن» .
[3] هنا انتهى ما في المجروحين، وما بعده فمن الجرح والتعديل.(11/189)
كلاهما صالحان. قال أبو زرعة الرازيّ: بقية أحب إلى من إسماعيل ابن عياش، ما لبقية عيب إلا كثرة روايته عن المجهولين، فأما الصدق فلا يؤتى من الصدق، وإذا حدث عن الثقات فهو ثقة وأما أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسين بن الصباح بن الخليل بن عبيد بن الحارث بن يزيد ذي الكلاع الحذاء [1] الكلاعي يعرف بابن عرة، نسب إلى ذي الكلاع [2] ، من أهل بغداد، حدث عن إسحاق بن إبراهيم شاذان الفارسي، روى عنه أبو الحسن الدار قطنى والقاضي الجراحي وابن شاهين و [أبو حفص] الكتاني ويوسف القواس وهو ذكر نسبه كما سقناه أولا، وكان ثقة ولم يكن عنده شيء من الحديث إلا جزء [واحد عن شاذان، ومات بالكرخ سنة أربع وعشرين وثلاثمائة-[3]] .
3517- الكَلالى
بفتح الكاف وبعدها اللام ألف وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى كلالة، وهم اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو الأصبغ شبيب بن حفص بن إسماعيل بن كلالة المصري الكلالي، مولى بنى فهر من قريش، وكان شبيب ينكر هذا الولاء، وكان فقيها مقبولا عند القضاة، آخر من حدث عنه بمصر محمد بن موسى بن النعمان، وتوفى بعجرود [4] من طريق القلزم وهو راجع من الحج يوم الأربعاء
__________
[1] ترجمته من تاريخ بغداد 10/ 122.
[2] انظر انتقاد ابن الأثير في اللباب، بل نقل ترجمته هنا من تاريخ بغداد بلفظه.
[3] من م وتاريخ بغداد، وسقط من الأصل وموضعه فيه «والله أعلم» ، وأرخ وفاته في م بالأرقام.
[4] كذا في الأصل، وفي م «توفى في معجرود» .(11/190)
آخر يوم من المحرم سنة ستين ومائتين، وحمل ودفن بمصر.
3518- الكلّائي
بفتح الكاف واللام ألف المشددة، هذه النسبة إلى الكلاء، وهو موضع بالبصرة، منها أبو الحسن أحمد بن عبد الله ابن جعفر بن محمد البصري الكلائي، يروى عن أبى الحسن [1] محمد بن عبد الله السدري، قال أبو الفضل على بن الحسين الفلكي: سمعنا منه بالكلاء موضع بالبصرة.
باب الكاف والياء
3519- الكيّال
بفتح الكاف وتشديد الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها اللام، هذه اللفظة لمن يكيل الطعام، واشتهر بهذا جماعة، منهم أبو القاسم ظفر بن محمد بن أبى محمد الكيال الصوفي، من أهل مرو، شيخ صالح، كثير العبادة والتهجد، عفيف، سمع السيد أبا الحسن إسماعيل بن الحسين [2] بن القاسم العلويّ، كتبت عنه، وقرأت عليه جزءا، وما سمع منه الحديث أحد غيري، وتوفى في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة ومن القدماء أبو محمد إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن على بن شريح الجرجاني، نزيل نيسابور، ويعرف بابن أبى إسحاق الكيال، قال أبو بكر الخطيب [3] :
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن احمد بن سعيد الرازيّ وأبى العباس محمد بن يعقوب الأصم وأبى عبد الله محمد بن عبد الله الصفار الأصبهاني،
__________
[1] م: أبى الحسين» .
[2] م: «الحسن» .
[3] في تاريخ بغداد 6/ 402.(11/191)
حدثنا عنه القاضي ابو العلاء الواسطي واحمد بن محمد العتيقى وأبو بكر محمد ابن عبيد الله بن الفضل بن قفرجل الكيال، من أهل بغداد، سمع جعفر ابن أحمد بن محمد بن الصباح الجرجرائى ومحمد [1] بن محمد [1] بن سليمان الباغندي وأبا بكر عبد الله بن أبى داود ومحمد بن هارون بن المجدر، روى عنه ابن بنته أحمد بن محمد ومحمد بن الفرج [2] البزار وأبو القاسم الأزهري وغيرهم، وكان صدوقا، قال أبو بكر الخطيب [3] : سمعت الأزهري ذكره فقال: كان أعمى القلب، قال: وحدثني أبو عبد الله بن بكير عنه أنه خرّج حديث الثوري، وكان عنده نسخة لابن عيينة بنزول، فأخرجها كلها في حديث الثوري.
ومات في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة وأبو عبد الله أحمد بن إبراهيم [1] ابن أحمد [1] الكيال المؤدب، من أهل أصبهان، سمع الكثير ببلده وبخراسان وما وراء النهر، سمع أبا عبد الرحمن عبد الله بن محمود السغدى وأبا عمران موسى بن شعيب السمرقندي وغيرهما، روى عنه أبو بكر أحمد ابن موسى بن مردويه الحافظ وغيره، مات سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
3520- الكَيخارانى
بفتح الكاف وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الخاء المنقوطة والراء بين الألفين وفي آخرها النون،/ هذه النسبة إلى كيخاران، وهي قرية من قرى اليمن [4] ، والمشهور بهذا الانتساب
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] كذا في الأصل، وما في تاريخ بغداد فهو «ابن بنته أحمد بن محمد بن الفرج» .
[3] في تاريخ بغداد 2/ 332.
[4] قال ياقوت: موضع بفارس. وسيذكر أبو سعد ما فيه.(11/192)
عطاء بن يعقوب الكيخاراني، من أهل اليمن، مولى بنى سباع، وكيخاران موضع باليمن نسب إليه، يروى عن أم الدرداء وأبى الدرداء أيضا، روى عنه الزهري والقاسم بن أبى بزة، ومن زعم أنه سمع معاذ بن جبل فقد وهم، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البسطامي في داره بنيسابور أنا أبو بكر أحمد [1] بن على [1] بن خلف الشيرازي أنا أحمد بن عبد الله الفارسي أنا أحمد ابن عبد الله بن محمد بن يوسف سمعت جدي [2] محمد بن يوسف الفربري يقول سمعت محمد بن أبى حاتم البخاري سمعت أبا بكر المديني بالشاش زمن عبد الله بن أبى عرابة [3] يقول: كنا عند إسحاق بن راهويه وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في المجلس، فمر إسحاق بحديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكان دون صاحب النبي صلى الله عليه وسلم عطاء الكيخاراني، فقال إسحاق: يا أبا عبد الله! أي شيء كيخاران؟ قال:
قرية باليمن، كان معاوية بن أبى سفيان بعث هذا الرجل، وكان يسميه أبو بكر- يعنى المديني وأنسبته إلى اليمن- فمر بكيخاران، فسمع منه عطاء حديثين، فقال له إسحاق: يا أبا عبد الله كأنك شهدت اليوم [4] ! وقد ذكر أبو العباس جعفر بن محمد [1] بن المعتز [1] المستغفري الحافظ في كتاب التاريخ الّذي جمعه لقصبتى نسف وكس عقب حديث أبى الدرداء
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] زيد في م هنا «سمعت» خطأ.
[3] م: «أبى عوانة» .
[4] من م، وفي الأصل «القوم» وفيه بعد ذلك بياض يسير.(11/193)
«ما من شيء يوضع في الميزان أثقل [1] من خلق حسن» ثم قال: تفرد به القاسم ابن أبى بزة فجمع حديثه عن عطاء الكيخاراني، وكيخاران قرية من رستاق مرو. قلت: وهذا وهم منه لأن أهل مرو لا يعرفون هذه القرية وليست عندهم، وهي قرية باليمن كما ذكرنا. [2]
3521- الكِيْزداباذى
بكسر الكاف وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وسكون الزاى وفتح الدال المهملة وفتح الباء الموحدة بين الألفين والذال المعجمة في آخرها، هذه النسبة إلى كيزداباذ، وهي قرية من قرى طريثيث- فيما أظن، منها عيسى بن محمد بن موسى الكيزداباذى الطريثيثى، حدث عن أبى نصر صاحب مقاتل بن سليمان، روى عنه أبو زكريا يحيى بن محمد الكرميني، حديثه في تاريخ نيسابور في ترجمة عبيد الله [3] البستي الزاهد من شيوخ الحاكم أبى عبد الله الحافظ.
3522- الكيساني
بفتح الكاف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح السين المهملة [4] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى
__________
[1] من م، وفي الأصل «أجل» .
[2] وفي كتاب المشتبه للذهبى ص 554: (كيذرى) نسبة إلى قرية كيذر من قرى بيهق، منها الأديب قطب الدين محمد بن الحسين الكيذرى الشاعر.
وقال ابن الأثير: فاته (الكيزاني) ، وهو أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن ثابت الكيزاني، مصرى، وله طائفة بمصر ينتمون إليه، قيل: كان مشبها، وله ديوان شعر.
[3] م: «عبد الله» .
[4] بعدها الألف.(11/194)
كيسان، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، والمشهور به أبو محمد سليمان بن شعيب بن سليمان بن سليم بن كيسان الكلبي، يعرف بالكيساني، من أهل مصر، يروى عن أبيه وأسد بن موسى وطبقتهما، روى عنه أبو الحسن على بن محمد المصري، وكان مولده بمصر سنة خمس وثمانين ومائة، وتوفى في صفر سنة ثلاث وسبعين [1] ومائتين، وكان ثقة وأبو نصر على بن الحسن بن سليمان بن شعيب بن سليمان بن سليم بن كيسان [2] الكيساني، من أهل مصر [2] ، يروى عن جده سليمان بن شعيب وغيره، وكان مؤدبا [3] فقيرا، وكان ثقة، توفى في شعبان سنة ثلاثين وثلاثمائة وسليمان بن كيسان الكلبي [4] الكيساني، شامي من أهل صور، قدم صور، روى عن أبيه والمفضل بن فضالة وسعيد بن أبى أيوب وأبو ... [5] شعيب ابن سليمان بن سليم بن كيسان الكلبي صوفى، قدم مصر، روى عنه سعيد ابن عفير [6] وغيره، وهو والد سليمان بن شعيب، توفى بمصر سنة أربع ومائتين يوم السبت لإحدى عشرة ليلة بقيت من شوال.
3523- الكِيشى
بكسر الكاف والياء الساكنة [7] آخر الحروف وفي
__________
[1] وقع في اللباب «تسعين» ، وفي م بالأرقام «273» .
[2- 2] ما بين الرقمين سقط من م.
[3] في م «مرويا» كذا.
[4] من هنا إلى «الكلبي صوفى» س 11 ساقط من م.
[5] بياض، لعله «أبو سليمان» .
[6] من م، وفي الأصل «عقبة» .
[7] م: «وسكون الياء» .(11/195)
آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى كيش، وهي «جزيرة قيس» في وسط البحر، جعلوا «قيس» «كيش» [1] ، منها إسماعيل بن مسلم العبديّ الكيشي، قاضى كيش [2] ، من أهل البصرة، ولى القضاء بها، يروى عن الحسن وأبى المتوكل وعطاء وأبى كثير مولى الأنصار، روى عنه يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح وأبو نعيم وغيرهم، أثنى عليه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ووثقاه، وقال على بن المديني: إسماعيل ابن مسلم العبديّ كان قاضى جزيرة البحر أمين أمين، وإنما [3] روى ثلاثين أو أربعين حديثا، وقال أبو حاتم الرازيّ [4] : إسماعيل [بن مسلم] العبديّ قاضى قيس ثقة [صالح الحديث، وقال أبو زرعة الرازيّ: إسماعيل ابن مسلم العبديّ قاضى قيس ثقة-[5]] ، وليس هو بالمكي. [6]
__________
[1] وانظر ما مضى في 10/ 541.
[2] م: «قيس» .
[3] في م «قاضى جزيرة البحر وإنما- إلخ» وليست كلمة «أمين» في الجرح والتعديل، وكيش جزيرة في بحر عمان والبحرين.
[4] الجرح والتعديل ج 1 ق 1 ص 196 وانظر التعليق هناك، ويقال له «الهونى» .
[5] من م والمأخذ، وسقط من الأصل.
[6] وقال الذهبي: محمد بن صالح الرازيّ الكليني، روى عنه حمزة الكناني.
وقال ص 557: (الكيلي) بكسر الكاف، ثابت بن منصور الكيلي الحافظ، عن مالك البانياسي ومن بعده، مات سنة 528.(11/196)
حرف اللام
باب اللام والباء [1]
3524- اللَّبَّاد
بفتح اللام وتشديد الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها [2] الدال المهملة، هذه النسبة إلى بيع اللبود- وهي جمع لبد- وعملها، والمشهور بهذه النسبة أحمد بن على بن محمد اللباد، شيخ مجهول، لا بأس به، قال ابن ماكولا [3] : لم أر كثير أحد يروى عنه، تأخر موته، روى عن على بن الحسن بن شقيق [4] ، كان يسكن [سكة-[5]] علياباذ بمرو، روى عنه أبو إسحاق الماسى ومحمد بن إسحاق بن نصر اللباد النيسابورىّ، ابن أخى أحمد بن نصر شيخ الكوفيين بنيسابور، سمع إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ وغيره، روى عنه أبو الفضل بن إبراهيم وأبو سعيد بن أبى بكر بن أبى عثمان وأبو على الحسن بن الحسين بن مسعود
__________
[1] و (لبابة) موضع بثغر سرقسطة بالأندلس، ينسب إليه أبو بكر اللبابي، من أدباء الأندلس، قرأ عليه أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن عامر اللبابي- ياقوت.
[2] بعد الألف.
[3] وهو أورد ذكره عن ابن أبى معدان.
[4] وقع في م «سفيان» خطأ.
[5] من الإكمال.(11/197)
ابن عبد الله اللباد المؤذن البخاري، يروى عن الحميدي وأبى نعيم [1] وعلى ابن الحكم المروزي ومحمد بن مقاتل المروزي، روى عنه محمد بن أحمد السعداني ومحمد بن صابر، توفى سنة إحدى وسبعين ومائتين ومحمد ابن نصر اللباد النيسابورىّ، والد أبى نصر أحمد، روى عنه ابنه وإسماعيل ابن زكريا اللباد الحافظ، نيسابوري، لقبه شاذان، حدث عن محمود ابن هشام، روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن يحيى الوزان [2] الحيريّ وأبو الحسين أحمد بن حسنويه [3] بن على التاجر اللباد، نيسابوري، سمع أبا بكر بن خزيمة ومكي بن عبدان وأبا بكر بن الباغندي ومن بعده [4] وأبو محمد زبحويه بن محمد بن الحسن بن عمر الزاهد اللباد، من أهل نيسابور، كان أحد المجتهدين في العبادة، سمع محمد بن رافع ومحمد بن أسلم وإسحاق بن منصور والحسين بن عيسى البسطامي بخراسان، وحميد ابن الربيع الخزاز وأحمد بن منصور الرمادي بالعراق،/ روى عنه أبو على الحافظ وأبو الفضل بن إبراهيم، ومات في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: عهدت الحفاظ من مشايخنا كلهم يثنون على زنجويه غير أبى الحسين الحجاجى، فسألته عنه فقال: زاد على ما كان
__________
[1] أي الفضل بن دكين.
[2] في نسخة من الإكمال «الوراق» .
[3] في الأصل كأنه «حيويه» خطأ.
[4] في الإكمال: سكن بغداد سنين كثيرة، وحدث عنه البرقاني، مات ببغداد سنة ستين وثلاثمائة- انتهى. وانظر تاريخ بغداد 4/ 125.(11/198)
عنده عن محمد بن أسلم! فقلت: أنكرت عليه غير هذا؟ فقال: لا. [1]
3525- اللَّبَّادى
بفتح اللام والباء الموحدة المشددة بعدهما الألف وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى سكة اللبادين، وهي محلة بسمرقند يقال لها «كوى نمداگران» [2] ، منها القاضي الإمام محمد بن الطاهر ابن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد السعيدي السمرقندي اللبادى، كان يسكن سكة اللبادين، يروى عن أستاذه أبى اليسر محمد بن محمد بن الحسين البزودى، وتوفى في النصف من صفر سنة خمس عشرة وخمسمائة ومحمد بن محمد ابن عبد الله بن القاسم بن يحيى الكرابيسي اللبادى، من أهل سمرقند، من هذه السكة، توفى ليلة الجمعة السابع من شهر ربيع الأول [3] سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة، ودفن بجاكرديزه، حدث عن أبيه عن أبى نصر العراقي. [4]
3526- اللَّبَّان
بفتح اللام وتشديد الباء المنقوطة بواحدة [5] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بيع اللبن، والمشهور بالانتساب إليها أبو عبد الرحمن الحسين بن أحمد اللبان الجرجاني [6] ، يروى عن محمد بن عبيدة العمرى عن
__________
[1] وأبو على الحسن بن أحمد بن إبراهيم اللباد الأصبهاني- الإكمال.
[2] ومثله بدمشق أيضا موضع باسم «اللبادين» مشرف على باب جيرون- ياقوت.
[3] كذا في الأصل، وفي م «رمضان» .
[4] في المشتبه للذهبى ص 557: و (اللّبادى) بضم اللام، إسماعيل بن الحسين الحربي ابن اللبادى، عن ابن البطي.
[5] بعدهما الألف.
[6] ترجمته في تاريخ جرجان للسهمى ص 191.(11/199)
أبى مسلم [الكجي] ، روى عنه أحمد بن أبى عمران الوكيل وأبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن [1] بن اللبان الفرضيّ البصري، انتهى إليه علم الفرائض في وقته، وصنف فيه كتبا اشتهرت به [2] ، سمع أبا العباس محمد بن أحمد الأثرم ومحمد بن أحمد بن محمويه العسكري والحسن بن محمد بن عثمان الفسوي وأبا بكر محمد بن بكر بن داسة التمار، سمع منه كتاب السنن [3] ، روى عنه أبو القاسم التنوخي وأبو الطيب الطبري وأبو محمد الخلال وعبد العزيز ابن على الأزجي، وذكر القاضي أبو الطيب الطبري أنه سمع منه كتاب السنن عن ابن داسة عن أبى داود، وكان ثقة، وكانت وفاته في شهر ربيع الأول من سنة اثنتين وأربعمائة وأبو.... [4] عبد السلام بن محمد ابن عبد الله بن اللبان العدل [5] ، من أهل أصبهان، فاضل مليح الخط مكثر، سمع أبا منصور بن شكرويه القاضي والمطهر بن عبد الواحد البزاني وغيرهما، سمعت منه بأصبهان وأبو حاتم محمد بن عبد الواحد بن محمد بن زكريا الخزاعي اللبان، من أهل الري، حدث عن أبى الحسن محمد بن أحمد البرذعي المعروف بابن حرارة نسخة بشر بن عمرو بن سام [6] الكابلي، وروى أيضا عن
__________
[1] في اللباب «الحسين» ومثله في هدية العارفين.
[2] منها «الإيجاز» ، وانظر ترجمته في تاريخ بغداد 5/ 472 وطبقات الشافعية للاسنوى والسبكى، وكذا لابن قاضى شهبة 1/ 187 والنجوم الزاهرة 4/ 231 وغيرها.
[3] لأبى داود، سمع من ابن داسة عن أبى داود.
[4] بياض.
[5] م: «المعدل» .
[6] وقع في م: «سالم» .(11/200)
بكر بن عبد الله الحبال وعتاب بن محمد الوراميني وميسرة بن على القزويني وعبد الله بن عدي [1] الجرجاني وحامد بن محمد بن عبد الله الهروي وغيرهم، روى عنه أبو العلاء الواسطي والحسن بن محمد الخلال والحسن بن على الجوهري وأبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، وكان من أهل الصدق- هكذا ذكره أبو بكر الخطيب، وتوفى بعد سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة بعد رجوعه من الحج [2] وأبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد ابن عبد الله بن محمد بن النعمان بن عبد السلام بن حبيب بن حطيط بن عقبة ابن جشم بن وائل بن مهامة بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن على ابن بكر بن وائل الأصبهاني، المعروف بابن اللبان، من أهل أصبهان، سكن بغداد، أحد أوعية العلم، ومن أهل الدين والفضل، سمع بأصبهان أبا بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ وأبا عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة الحافظ وأبا إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قوله التاجر وأبا الحسن على بن محمد بن أحمد بن ميلة الفقيه، وببغداد أبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، وبمكة أبا الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس المكيّ وغيرهم، روى عنه أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب الحافظ في التاريخ [3] وقال:
__________
[1] وقع في م «على» خطأ.
[2] وما في تاريخ بغداد 2/ 361: سمعه أبو يعلى الوكيل في ربيع الأول سنة 392 بعد رجوعه من الحج.
[3] تاريخ بغداد 10/ 144. وقال ابن ماكولا في الإكمال: متكلم، حدثنا عنه أبو الفضل بن خيرون.(11/201)
أبو محمد بن اللبان الأصبهاني كان ثقة، صحب القاضي أبا بكر الأشعري ودرس عليه أصول الديانات وأصول الفقه، ودرس فقه الشافعيّ على أبى حامد الأسفرايينى، وقرأ القرآن بعدة روايات، وولى قضاء أزج، وحدث ببغداد فسمعنا منه، وله كتب كثيرة مصنفة، وكان من أحسن الناس تلاوة للقرآن، ومن أوجز الناس عبارة في المناظرة، مع تدين جميل، وعبادة كثيرة، وورع بين، وتقشف ظاهر، وخلق حسن، وسمعته يقول: حفظت القرآن ولى خمس سنين، وأحضرت عند أبى بكر ابن المقرئ ولى أربع سنين، فأرادوا أن يسمعوا لي فيما حضرت قراءته فقال بعضهم: إنه يصغر عن السماع! فقال لي ابن المقرئ: اقرأ سورة الكافرين [1] ! فقرأتها، فقال: اقرأ سورة التكوير [2] ! فقرأتها، فقال لي غيره: اقرأ سورة والمرسلات! فقرأتها ولم أغلط فيها، فقال ابن المقرئ:
سمعوا له والعهدة على. ومات بأصبهان في جمادى الآخرة من سنة ست وأربعين وأربعمائة.
3527- اللَّبَشمُونى
بفتح اللام والباء الموحدة وسكون الشين المعجمة وضم الميم وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى لبشمونة، وهي قرية من قرى الأندلس، منها عبد الرحمن بن عبيد الله اللبشمونى الأندلسى، يروى عن مالك بن أنس الإمام وحدث، وروى عنه جماعة.
3528- اللَّبَقى
بفتح اللام والباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها
__________
[1] م: «سورة الكافرون» ولكل وجه.
[2] وقع في م «الكوثر» .(11/202)
القاف، [عرف بهذه النسبة جماعة-[1]] منهم على بن سلمة اللبقي، يروى عن شبابة بن سوار ومالك بن سعير. [2]
__________
[1] من اللباب، وفي الأصل بياض، وأهمل في م.
[2] قال الذهبي في كتابه المشتبه ص 557: (اللّبلي) جماعة. قال ياقوت الحموي:
لبلة قصبة كورة بالأندلس كبيرة شرق أكشونية وغرب قرطبة، وتعرف بالحمراء، ينسب إليها جماعة، منهم أبو الحسن ثابت بن محمد اللبلي، نزيل جيان من بلاد الأندلس، ذكره أبو العباس أحمد بن محمد بن مفرج السناني في شيوخه ووصفه بالعلم والصلاح وأبو العباس أحمد بن تميم بن هشام بن حيون اللبلي، سمع ببغداد وخراسان، وهو في وقتنا هذا بدمشق، ويعرف بالمحب، ومات اللبلي هذا في يوم الخميس سابع عشرين من رجب سنة 625 (ومات ياقوت سنة 626) ، وكان رحل إلى خراسان وأصبهان وبغداد وسمع شيوخها وحصل وجابر بن غيث اللبلي، يكنى أبا مالك، كان عالما بالعربية والشعر وضروب الآداب، مشهورا بالفضل، متدينا، استخلفه هاشم بن عبد العزيز لتأديب ولده وكان سبب سكناه قرطبة، توفى في سنة 299، قاله ابن الفرضيّ- انتهى.
وقال ابن الأثير في اللباب: فاته (اللّبناني) نسبة إلى جبل لبنان من أرض الشام مشهور يسكنه الصالحون، ينسب إليه جماعة كثيرة- انتهى. قال الذهبي في المشتبه ص 559: وما علمت سوى صاحبنا الصوفي مبارك اللبناني ينتسب إليه.
وقال ص 561: و (لبّن) من قرى القدس، منها ركن الدين محمد بن عبد الواحد المخزومي اللبني، معيد الناصرية، ثم قاضى بعلبكّ، مات أيام هولاوو (أي هولاكو التتاري) وابنه معين الدين الكاتب، تأخر موته.
وقال: اللبني- بالسكون والخف: القاضي محمد بن عبد المولى اللخمي(11/203)
3529- اللَّبوانى
بفتح اللام وسكون الباء المنقوطة بواحدة وفتح الواو وفي آخرها [1] النون، هذه النسبة إلى لبوان، وهو بطن من المعافر يقال له: لبوان بن مالك بن الحارث، والمنتسب إليه أبو عبد الرحمن عقبة ابن نافع المعافري اللبواني، يقال: إنه مولى بنى لبوان بن مالك بن الحارث من المعافر، سكن الإسكندرية، وكان فقيها، يروى عن عبد المؤمن بن عبد الله ابن هبيرة [2] السبئي وربيعة بن أبى عبد الرحمن وخالد بن يزيد، روى عنه عبد الله بن وهب المصري، وتوفى بالإسكندرية سنة ست وتسعين ومائة، وكان له عقب لهم شرف ومنزلة يسكنون الفسطاط، ودارهم هي الدار المرهنة [3] التي بمهرة- قاله أبو سعيد/ بن يونس المصري.
3530- اللَّبيبى
بفتح اللام وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين الباءين المنقوطتين بواحدة، هذه النسبة إلى لبيب، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، منهم عبد الكريم بن محمد بن لبيب اللبيبى، أخوه إبراهيم، وعبد الكريم الأكبر، حدث، من أهل مصر، توفى في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
__________
[ () ] اللبني، ضبطه ابن الأنماطي، وسمع منه شيئا بمصر.
وقال: ونسبة إلى اللّبن: أبو المكارم عرفة بن على البندنيجي اللبني، كان يشرب اللبن ولا يأكل خبزا، حدث عن أبى الفضل الأرموي، مات بعد سنة 600.
[1] بعد الألف.
[2] وقع في م «عبد المؤمن بن عبد الملك بن هريرة» خطأ.
[3] م: «المذهبة» .(11/204)
3531- اللَّبِيدي
بفتح اللام وكسر الباء المنقوطة بواحدة [1] وفي آخرها الدال المهملة، والمشهور بهذه النسبة أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الرحمن الحضرميّ اللبيدي، فقيه مشهور من فقهاء القيروان بالمغرب، توفى بها قريبا من سنة ثلاثين وأربعمائة، حدث وروى.
3532- اللَّبِيرى
بفتح اللام وكسر الباء المنقوطة بواحدة بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى لبيرة، وهي من بلاد الأندلس [2] ، والمشهور بهذه النسبة أبو الخضر حامد بن الأخطل ابن أبى العريض التغلبي [3] اللبيري الأندلسى، يروى عن العتبى وابن المزين، ورحل فسمع، وذكر بخير وزهد وورع، توفى بالأندلس [4] سنة ثمانين [5] ومائتين وإبراهيم بن خالد الأموي اللبيري، يروى عن يحيى بن يحيى صاحب الموطأ وسعيد بن حسان [6] ، توفى سنة ثمان وستين ومائتين
__________
[1] بعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها.
[2] وطالع البحث من العلامة المعلمي في تعليقه على الأنساب ج 1 ص 239 و 2/ 392 و 393.
[3] كذا في الأصل، وفي م «الثعلبي» ، وراجع الرسمين في الإكمال، وترجمته في تاريخ الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 125، ففيه: سمع [بالمشرق] من يونس بن عبد الأعلى ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وكان رفيقا لمحمد بن فطيس، وكان ورعا فاضلا، حدث عنه سعيد بن فحلون البجاني وغيره- إلخ.
[4] قال ابن الفرضيّ: ورحل إلى المشرق رحلة ثانية توفى فيها بموضع يعرف بمرسى القصب، ذكر ذلك ابن حارث.
[5] وقع في م «ثمان» خطأ.
[6] ورحل فسمع من سحنون، وهو أحد السبعة الذين اجتمعوا باللبيرة في وقت(11/205)
وإبراهيم بن خلاد اللخمي اللبيري، سمع يحيى بن يحيى أيضا، مات بها سنة سبعين [1] ومائتين وأحمد بن عمرو بن منصور اللبيري الأندلسى، يروى عن يونس بن عبد الأعلى وغيره، توفى بالأندلس سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، نسبه في موالي بنى أمية- قاله ابن يونس [2] وبشر بن إبراهيم ابن خالد اللبيري، قال أبو سعيد بن يونس: هو أندلسى من أهل اللبيرة، نسبوه في موالي بنى أمية، يروى عن أبيه وجماعة. ذكره الخشنيّ [3] وقال:
توفى سنة اثنتين وثلاثمائة، وكان فقيها موفقا [4] . [5]
__________
[ () ] واحد من رواة سحنون، وهم: إبراهيم بن شعيب، وأحمد بن سليمان بن أبى الربيع، وسليمان بن نصر، وإبراهيم بن خلاد، وإبراهيم بن خالد، وعمر ابن موسى الكناني، وسعيد بن النمر الغافقي- قاله الحافظ ابن الفرضيّ 1/ 17- 18 وقال: ذكر تاريخ وفاته أبو سعيد.
[1] ومثله في تاريخ الأندلس 1/ 18، ووقع في الإكمال المخطوط عندنا «تسعين» ولعله تحريف. وهو من السبعة المذكورين فوق.
[2] لم يذكر ابن الفرضيّ الحافظ أنه من موالي بنى أمية، وذكره في الإكمال ابن ماكولا، وقال ابن الفرضيّ 1/ 38: يكنى أبا جعفر، ويعرف بابن عمريل، سمع بالأندلس ورحل إلى المشرق ... وكان عالما بالحديث حافظا له بصيرا بعلله إماما فيه، وكانت الرحلة إليه في وقته، وكان صاحب صلاة بلده، حدث عنه خالد بن سعد فكان يرفع به جدا، أخبرنى بتاريخ وفاته ابن بنته على بن عمر.
[3] أي محمد بن حارث الخشنيّ صاحب كتاب أخبار القضاة والمحدثين بالأندلس.
[4] م: «موثقا» .
[5] وقال ابن ماكولا: وبكر بن داود اللبيري، حدث، قاله ابن يونس- انتهى،(11/206)
باب اللام والجيم
3533- اللجّام
بفتح اللام وتشديد الجيم، هذه النسبة إلى عمل اللجام وبيعه، والمشهور بهذه النسبة أبو بكر أحمد بن الحسين اللجام الأردبيلي، قال ابن ماكولا: ثبتني فيه أحمد بن يوسف شيخ أردبيل وخلف بن عثمان الأندلسى، يعرف بابن اللجام، يروى عن أبى محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي المحدث وأبى بكر يحيى بن هذيل الشاعر، ذكره أبو محمد بن حزم الأندلسى [1] .
3534- اللَّجونى
بفتح اللام وضم الجيم [2] بعدهما الواو وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى لجون، وهي مدينة بالشام، بها مسجد إبراهيم
__________
[ () ] إنما هو بكر بن ردّاد، من أهل إلبيرة من ساكني إقليم ابني جرير، وكان من أهل الحديث وبصيرا في الفقه، سمع من بقي بن مخلد وصحبه، وكان بقي يؤثره ويقدمه، ذكره خالد- تاريخ الأندلس 1/ 111.
وقال الذهبي في كتاب المشتبه ص 559: (اللّبيانى) أبو العباس عبد الله بن أحمد اللبيانى، عن أبيه، وعنه ابن أبى زيد وأبو الحسن القابسي.
وقال في ص 558: (اللبّى) محمد بن الحسن اللبى، عن السلفي، روى عنه العماد الكاتب في الخريدة شعرا- انتهى. وذكر قبل ذلك (اللتّي) وقال:
معروف.
[1] قال ابن ماكولا: وسمع منه ابن حزم، قاله لنا الحميدي- انتهى. وقال ابن بشكوال في الصلة 1/ 162 إنه قرطبى.
[2] في اللباب: وضم الجيم المشددة.(11/207)
الخليل صلوات الله عليه، وعين ماء ينبع من تحت المسجد [1] ، منها القاضي أبو الفضل جعفر بن أحمد بن سليمان السعيدي اللجونى، سمع بالقلزم أبا عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف العبديّ المكيّ، روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ وذكر أنه سمع منه بمدينة لجون.
باب اللام والحاء
3535- اللِّحافى
بكسر اللام وفتح الحاء بعدهما الألف وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى اللحاف [2] ، واشتهر بهذه النسبة أبو عبد الله المطهر ابن محمد بن إبراهيم الشيرازي الصوفي، المعروف باللحافى، كان أحد شيوخ الصالحين، وممن جاور بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم نحو أربعين سنة، وقدم بغداد وسكن الرباط الّذي كان عند جامع المدينة، وحدث عن أبى العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي، قال أبو بكر الخطيب:
كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا، وتوفى بإيذج في رجب سنة خمس وأربعين وأربعمائة، قال: بلغتنا وفاته ونحن ببيت المقدس [بعد رجوعنا من الحج-[3]] .
3536- اللحّام
بفتح اللام والحاء المهملة، هذه النسبة [4] إلى بيع اللحم،
__________
[1] راجع معجم البلدان لياقوت.
[2] بعده بياض يسير في الأصل وحده.
[3] من تاريخ بغداد 1/ 220.
[4] م: «اللفظة» .(11/208)
وشيبان اللحام، يروى عن ابن الحنفية، روى عنه سالم بن أبى حفصة ومن القدماء في الجاهلية عرفجة بن سلامة بن عرفجة بن سلامة بن أبىّ ابن أبى النعمان بن زهير [1] بن جناب [2] اللحام، قيل له «اللحام» لكثرة ما كان يقتل [قاله ابن الكلبي في نسب حمير-[3]] وأبو الحسن اللحام، يروى عن أبى قلابة، روى عنه شعبة، قال ابن أبى حاتم [4] : سألت أبى عنه فقال: لا يسمى.
3537- اللَّحجي
[5] بفتح اللام وسكون الحاء المهملة والجيم في آخرها، هذه النسبة إلى لحج، وهي قرية من أبين من بلاد اليمن، قال عمر ابن أبى ربيعة في شعر له:
وأيقنت أن لحجا ليس من وطني
ولحج بطن من حمير، وهو لحج بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب ابن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبإ، نزلت بهذا الموضع فنسب إليهم، والمنسوب إلى هذا الموضع أبو الحسن على بن زياد اللحجي، ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات وقال: على بن زياد من أهل اليمن، سمع ابن عيينة، وكان راويا لأبى قرة، حدثنا عنه المفضل بن محمد
__________
[1] كذا في الأصول، وما في الإكمال فهو «زبير» .
[2] من الإكمال، وفي م «حباب» وفي الأصل «حبار» .
[3] من الإكمال.
[4] في الجرح والتعديل ج 4 ق 2 ص 356.
[5] موضع عنوان الرسم بياض في الأصل.(11/209)
الجندي [1] مستقيم الحديث وأبو حمة محمد بن يوسف بن محمد الزبيدي اللحجي، كنيته أبو يوسف، وعرف بأبي حمة، سمع أبا قرة موسى بن طارق، يروى عنه أبو سعيد المفضل بن محمد الجندي [1] وعلى بن الحسن القافلاني ومحمد بن صالح الطبري وغيرهم. [2]
باب اللام والخاء
3538- اللَّخمي
بفتح اللام المشددة وسكون الخاء المعجمة، هذه النسبة إلى لخم، ولخم وجذام قبيلتان من اليمن نزلتا الشام [3] ، والمشهور
__________
[1- 1] ما بين الرقمين سقط من م.
[2] وقال ياقوت: ومنها الفقيه ابن ميش، شرح التنبيه في مجلدين وسكن لحجا الفقيه محمد بن سعيد بن معن الفريضى، صنف كتابا في الحديث سماه «المستقصى في سنن المصطفى» محذوف الأسانيد، جمعه من الكتب الصحاح ومنها كان مسلم بن محمد اللحجي، أديب اليمن، له كتاب سماه «الأترجة» في شعراء اليمن أجاد فيه، كان حيا في نحو سنة 530.
وقال ابن الأثير: فاته (اللّحياني) بكسر اللام وسكون الحاء المهملة وفتح الياء تحتها نقطتان وبعد الألف نون، نسبة إلى لحيان بن هذيل بن مدركة ابن الياس بن مضر، ينسب إليهم خلق كثير، منهم أبو المليح بن أسامة بن عمير ابن عامر بن الأقيشر، وهو عمير بن عبد الله بن حبيب بن يسار بن ناجية بن عمرو ابن الحارث بن كثير بن هند بن طابخة بن لحيان الهذلي اللحياني، كان شريفا.
[3] ولخم اسمه مالك بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب ابن عريب بن زيد بن كهلان بن سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان- اللباب، وراجع جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 396- 399.(11/210)
بالنسبة إليها أبو يحيى سعدان بن يحيى بن صالح اللخمي، من أهل الكوفة سكن دمشق، يروى عن إسماعيل بن أبى خالد، روى عنه سليمان ابن عبد الرحمن وهشام بن عمار، وقيل: إن اسمه «سعيد» ، و «سعدان» لقب وأبو الحسن حميد بن الربيع بن حميد بن مالك بن سحيم بن عائذ الله ابن عوذ [1] بن معاوية بن عبيد [2] بن زر [3] بن غنم بن أرش [4] بن أريش بن جديلة ابن لخم اللخمي الكوفي، قدم بغداد [5] وحدث بها عن هشيم بن بشير وسفيان ابن عيينة وعبد الله بن إدريس [الأودي] وحفص بن غياث ومحمد ابن فضيل [الضبيّ] ويحيى بن آدم وغيرهم،/ روى عنه محمد بن أحمد ابن البراء وعبد الله بن محمد بن ناجية ومحمد بن محمد الباغندي والحسين ابن إسماعيل المحاملي وغيرهم، وتكلم فيه الدار قطنى وقال: تكلموا فيه، وطعن عليه يحيى بن معين، وكان أحمد بن حنبل يحسن القول فيه، وقال الدار قطنى فيما سأل أبو عبد الرحمن السلمي عنه فقال: تكلم فيه يحيى بن معين، وقد حمل الحديث عنه الأئمة ورووا عنه، ومن تكلم فيه لم يتكلم فيه بحجة، وقال غيره: كانت وفاته في سنة ثمان وخمسين ومائتين بسر من رأى وأبو الحسن حميد بن محمد بن الحسين بن الحميد بن الربيع بن مالك
__________
[1] في م «عوذ الله» .
[2] وقع في م «عبد» .
[3] وقع في م «زيد» .
[4] في م «أراش» .
[5] ترجمته من تاريخ بغداد 8/ 162.(11/211)
اللخمي [1] [ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدث عن محمد بن القاسم بن جعفر الشطوى ووالده أبو الطيب محمد بن الحسين بن حميد بن ربيع بن مالك اللخمي-[2]] الكوفي، سكن بغداد [3] وحدث بها عن أبى سعيد الأشج ومحمد بن ثواب [4] الهبارى وجده حميد بن الربيع وهارون بن إسحاق الهمدانيّ والخضر بن أبان الهاشمي ومحمد بن الحجاج [الضبيّ] وإبراهيم بن أبى العنبس القاضي وأحمد بن حازم الغفاريّ وغيرهم، روى عنه الحسين بن محمد ابن عفير الأنصاري وأبو طاهر بن أبى هاشم المقرئ وأبو حفص بن الزيات وأبو حفص بن شاهين وأبو بكر بن شاذان البزاز وأبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني، وكان أبو العباس بن عقدة سيء الرأى فيه، قال ابن عقدة:
كنت عند الحضرميّ- يعنى مطينا- فمر عليه ابن للحسين بن حميد الخزاز فقال: هذا كذاب ابن كذاب! قال ابن عدي الحافظ: رأيت أنا ابن الحسين بن حميد هذا كان شيخا وراقا على باب جامع الكوفة.
وقال أبو يعلى الطوسي بخلاف هذا، فقال: محمد بن الحسين بن حميد ابن الربيع كان ثقة يفهم. قال أبو الحسن بن سفيان الحافظ: سنة ثماني عشرة وثلاثمائة، فيها مات أبو الطيب محمد بن الحسين بن حميد ابن الربيع اللخمي من أنفسهم ببغداد، وجيء به فدفن بالكوفة، وكان
__________
[1] ترجمته من تاريخ بغداد 8/ 167.
[2] من م، وسقط من الأصل.
[3] ترجمته من تاريخ بغداد 2/ 236- 238.
[4] وقع هنا في الأصل «تراب» .(11/212)
قد خرج في وقت دخول القرمطى الكوفة سنة خمس عشرة وثلاثمائة ولم يعد إلى أن مات، وكان ثقة، صاحب مذهب حسن وجماعة، وأمر بمعروف ونهى عن منكر، وكان ممن يطلب للشهادة فيأبى ذلك، وسمعته يقول: ولدت سنة أربعين ومائتين، ومات غرة ذي القعدة سنة ثماني عشرة [وثلاثمائة] وعمير بن الفيض اللخمي، يروى عن أبى ذر وعمرو بن العاص، روى عنه الحارث بن اليزيد وابنه عتبة بن عمير وأبو هاشم قباث [1] بن رزين اللخمي، [2] من أهل مصر [2] ، يروى عن عكرمة، روى عنه ابن المبارك والمقرئ، مات [3] سنة ست وخمسين ومائة ومرة بن معبد اللخمي، أخو زهرة بن معبد، من أهل الشام، يروى عن يزيد بن أبى كبشة، روى عنه أهل بلده، كان ممن ينفرد عن الثقات ما ليس من أحاديث الأثبات على قلة روايته، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد [4] وأبو بكر محمد ابن حميد بن محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي، قد ذكر [5] نسبه فيما تقدم [6] ، يروى عن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول ومحمد بن سهل ابن هارون العسكري وأبى بكر محمد بن يحيى الصولي وغيرهم، روى عنه
__________
[1] م: «قبات» خطأ.
[2- 2] سقط من م.
[3] لفظ «مات» ليس في م.
[4] راجع كتاب المجروحين لابن حبان.
[5] م: «ذكرت» .
[6] في ترجمة جده الأعلى أبى الحسن حميد بن الربيع بن حميد بن مالك ص 211.(11/213)
أبو القاسم الأزهري وأحمد بن محمد العتيقى، وكان ضعيفا [1] ، ولد للنصف من شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، ومات في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة وأبو إبراهيم محمد بن الحجاج [2] اللخمي، من أهل واسط، سكن بغداد [3] وحدث بها عن عبد الملك بن عمير ومجالد ابن سعيد، روى عنه داود [4] بن مهران الدباغ ومحمد بن حسان السمتى ويحيى ابن أيوب المقابري وسريج [5] بن يونس، وهو صاحب حديث «أطعمنى جبريل عليه السلام الهريسة» ، قال يحيى بن معين: هو كذاب. قال يحيى ابن أيوب: محمد بن الحجاج سمعت منه، وكنت [6] أرى صاحب هريسة كذابا خبيثا. وقال أبو داود: محمد بن الحجاج اللخمي ليس بثقة، ومات سنة إحدى وثمانين ومائة وموسى بن على بن رباح [7] بن معاوية ابن حديج الإسكندراني اللخمي، من أهل الإسكندرية، يقال: إنه كان يكره أن يقال له «على» ويقول: لا أجعل في حل من قال لي على [8] ،
__________
[1] ترجمته من تاريخ بغداد 2/ 265- 266.
[2] وقع في م «إبراهيم» خطأ.
[3] ترجمته من تاريخ بغداد 2/ 279.
[4] وقع في م «إدريس» خطأ.
[5] من تاريخ بغداد، وفي الأصول «شريح» خطأ.
[6] من م، وفي الأصل وتاريخ بغداد «كان» .
[7] وقع في م «رياح» خطأ.
[8] كذا في الأصل ومثله في المأخذ، وفي م «من يقول لي عليا» فترجمته من(11/214)
روى عن أبيه والزهري وحبان بن أبى جبلة، روى عنه الليث وابن لهيعة وأسامة بن زيد وابن المبارك وابن وهب والمقرئ وأبو نعيم الكوفي، قال أحمد بن حنبل: موسى بن على شيخ ثقة، وقال ابن أبى حاتم: سألت أبى عن موسى بن على فقال: كان رجلا صالحا، وكان [يتقن حديثه لا يزيد ولا ينقص، صالح الحديث، وكان-[1]] من ثقات المصريين، وكان واليا على مصر وأبو صفوان يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي الشامي الدمشقيّ، من أهل دمشق، يروى عن نافع بن عمر الجمحيّ ومحمد ابن مسلم الطائفي وإبراهيم بن سعد وحزام بن هشام، روى عنه دحيم ابن اليتيم وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازيّ ومحمد بن إسماعيل البخاري وغيرهم [2] .
باب اللام والدال
3539- اللُدِّي
بضم اللام وتشديد الدال المهملة، هذه النسبة إلى لد، وهو موضع بالشام [3] ، وفي الحديث «يقتل الدجال بباب لد» ، منها أبو يعقوب إسحاق بن سيار اللدي، حدث عن أحمد بن هشام بن عمار
__________
[ () ] الجرح والتعديل ج 4 ق 1 ص 153، وانظر تهذيب التهذيب 10/ 313.
[1] من الجرح والتعديل.
[2] راجع ترجمته في الجرح والتعديل ج 4 ق 2 ص 314 وتهذيب التهذيب 11/ 377.
[3] قرية معروفة بفلسطين قرب بيت المقدس، وحديث قتل الدجال عند باب لد يقتله عيسى نبي الله عليه السلام مشهور، وروى الحافظ ابن عساكر عن مجمع بن جارية بأن الدجال يقتل دون باب لد سبع عشرة ذراعا.(11/215)
الدمشقيّ، روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ، وذكر أنه كتب عنه إملاء يوم الجمعة في مسجد لد في حدود سنة ستين وثلاثمائة.
باب اللام والراء
3540- اللُرقى
بضم اللام وسكون الراء وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى لرقة، [1] وهو حصن من شرقى الأندلس بين مرسية والمرية [2] ، والمشهور بالنسبة إليها أبو القاسم خلف بن هاشم الأشعري اللرقى، يروى عن محمد بن أحمد العتبى، ومات هناك سنة أربع وثلاثمائة [3] .
3541- اللَرى
بفتح اللام وكسر الراء المشددة، هذه النسبة إلى لرة، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو إسحاق إبراهيم ابن محمد بن القاسم بن لرة الأصبهاني اللرى، من أهل أصبهان، حدث ببلاد الغربة ودخل ما وراء النهر وحدث بها سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، وحدث بكتاب التاريخ لأبى عبد الله إبراهيم بن محمد بن/ عرفة النحويّ المعروف بنفطويه عنه، وروى عن أبى القاسم عبد العزيز بن أحمد وغيرهما، سمع منه أبو بكر أحمد بن عبد العزيز المكيّ [4] النسفي وجماعة.
__________
[1] قال ياقوت الحموي (لرت) : قرية بالأندلس أو قبيلة، منها الوزير الشاعر أبو الحسن جعفر بن إبراهيم اللرتى المعروف بالحاج.
[2] وسيأتي رسم (اللورقي) ص 227 نسبة إلى هذا الموضع، ويذكر خلف بن هاشم هناك أيضا.
[3] كله من الإكمال 1/ 485.
[4] م: «الملكي» .(11/216)
3542- اللُرّى
بضم اللام وتشديد الراء المكسورة، هذه النسبة إلى ناحية وقرى في الجبال يقال لها «لرستان» قريبة من جبال أصبهان وأشتر [1] ، خرج منها جماعة، وأكثرهم زهاد متقشفون، رأيت واحدا منهم ببلادنا يقال له: أحمد اللرى، ولم أسمع منه شيئا، غير أنى ذكرته للقرينة حتى يعرف النسبة والموضع.
باب اللام والغين
3543- اللُّغَوي
بضم اللام وفتح الغين المعجمة وفي آخرها الواو، وهذه النسبة إلى اللغة، ويقال لمن يعرف اللغة والأدب «لغويّ» ، واشتهر بهذه النسبة أبو أحمد عبد السلام بن الحسين بن محمد البصري اللغوي، من أهل البصرة سكن بغداد، وكان عارفا باللغة والأدب وعلوم القرآن، سمع محمد بن إسحاق بن عباد [2] التمار وجماعة من البصريين، روى عنه أبو القاسم عبد العزيز بن على الأزجي وغيره، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ [3] وقال: كان صدوقا، عالما أديبا، قارئا للقرآن، عارفا بالقراءات، وكان يتولى ببغداد النظر في دار الكتب وإليه حفظها والإشراف عليها، وقال أبو القاسم عبيد الله بن على الرقى الأديب [4] : كان عبد السلام البصري من أحسن الناس تلاوة للقرآن وإنشاد الشعر، قال: وكان
__________
[1] وهو جبل من الأكراد في جبال بين أصبهان وخوزستان، ويقال للموضع «اللور» أيضا- ياقوت، وسيأتي في رسم (اللوري) ص 227.
[2] وقع في م «عمار» .
[3] في تاريخ بغداد 11/ 58.
[4] زيد في الأصول هنا «يقول» .(11/217)
سمحا سخيا، ربما جاء السائل وليس معه شيء يعطيه فيدفع إليه بعض كتبه التي لها قيمة كثيرة وخطر كبير، وكانت ولادته في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، ومات في المحرم من سنة خمس وأربعمائة.
باب اللام والفاء
3544- اللَّفتواني
بفتح اللام وسكون الفاء وضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها [1] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى لفتوان، وهي إحدى قرى أصبهان، والمنتسب إليها أبو نصر شجاع بن أبى بكر بن على ابن إبراهيم اللفتواني، كان صهر أبى الفتح عمر بن مهلب [2] البزار، يروى عن أبى طاهر بن عبد الرحيم الكاتب، وأبى العباس أحمد بن محمد ابن أحمد بن النعمان القصاص، روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ في معجم شيوخه، وروى لي عنه ابنه أبو بكر، وتوفى في شهر رمضان سنة خمس وتسعين وأربعمائة وابنه شيخنا أبو بكر محمد بن شجاع بن أبى بكر اللفتواني المحدث، المشهور بالطلب والحرص على جمع الحديث وكتابته، ولعله لم يترك بأصبهان إسنادا نازلا وعاليا إلا سمعه ونسخه بخطه، وكانوا يقولون: محمد اللفتواني عدة أصحاب الحديث بأصبهان، سمع أبا عمرو عبد الوهاب بن أبى عبد الله بن مندة [3] وأبا الحسين [4] أحمد بن عبد الرحمن الذكوانيّ وأبا منصور محمد بن أحمد
__________
[1] وفتح الواو بعدها الألف.
[2] وقع في م «سلهب» كذا.
[3] زيد في م «العبديّ» .
[4] من م وهو الصواب، وفي الأصل «أبو الحسن» .(11/218)
ابن شكرويه القاضي وجماعة من هؤلاء الطبقة ومن بعدهم، سمعت منه الكثير بأصبهان [1] .
باب اللام والقاف [2]
3545- اللَّقِيطى
بفتح اللام وكسر القاف وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى لقيط، وهو اسم لجد أبى بكر أحمد بن محمد [3] بن عنبس بن لقيط الضبيّ اللقيطي المروزي، قدم بغداد وحدث بها عن أبى الفضل سويد بن نصر الطوسانى، روى عنه أبو عبد الله محمد بن مخلد الدوري.
باب اللام والكاف
3546- اللَكَّاف
بفتح اللام والكاف المشددة [4] وفي آخرها الفاء،
__________
[1] وأخوه: إبراهيم بن شجاع بن محمد بن إبراهيم بن إبراهيم، أبو عبد الله بن أبى نصر بن أبى بكر اللفتواني، من أهل أصبهان، سمع مع أخيه من الرئيس أبى عبد الله الثقفي وأبى محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد السمسار، سمع منه أبو سعد السمعاني وأبو القاسم، وكانت ولادته في حدود سنة 480- معجم البلدان لياقوت.
[2] قال ياقوت: (لقان) بلد بالروم وراء خرشنة، وكان بهراة أديب يقال له:
عبد الملك بن على اللقاني، ولا أدرى أهو منسوب إلى هذا الموضع أو غيره، وقد ذكرته في معجم الأدباء.
[3] زيد في الأصل وحده «بن محمد» وليس في م واللباب ولا في تاريخ بغداد، وانظر 5/ 72 من تاريخ بغداد.
[4] بعدها الألف.(11/219)
هذه النسبة لمن يعمل الإكاف [1] وبيعه وثياب الدواب، واشتهر به وجيه ابن الحسن بن يوسف اللكاف المصري، من أهل مصر، ذكره أبو زكريا الحافظ المصري في زيادات تاريخ مصر وقال: يروى عن خير بن عرفة، حدثونا عنه، وذكره أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني في معجم شيوخه وروى عنه حديثا عن إبراهيم بن مرزوق سمع منه بمصر وشيخ كان يسمع معنا الحديث ويسمع أولاده من باب الأزج وفيه خيرية وديانة يقال له أبو ... [2] مذكور بن أريب [3] اللكاف، سمعت منه شيئا يسيرا، سمع بالعراق وكور الأهواز.
3547- اللَكْزى
بفتح اللام وسكون الكاف وفي آخرها الزاى، هذه النسبة إلى لكز، وهي بليدة بدربند خزران، نسبت إلى بانيها، وقيل:
الترك والخزر وبلنجر واللكز وصقلب: بنو يافث بن نوح. منها حكيم ابن إبراهيم [4] بن حكيم [4] اللكزى الدربندي، فقيه [شافعيّ-[5]] صالح سديد السيرة، تفقه على أبى حامد الغزالي ببغداد والموفق الهروي بمرو، وسمع الحديث الكثير بخطه، وكان يحفظ الأشعار القديمة، وخرج إلى بخارا وأقام بها أكثر من عشرين سنة إلى أن توفى بها في شوال سنة ثمان
__________
[1] و «اللكاف» لغة في «الإكاف» .
[2] بياض.
[3] م: «أرنب» كذا.
[4- 4] سقط من م.
[5] من اللباب.(11/220)
وثلاثين وخمسمائة. [1]
3548- اللُّكِّى
بضم اللام والكاف المشددة، هذه النسبة إلى اللك، وهي بلدة من بلاد برقة ولاية بين الإسكندرية وأطرابلس المغرب، منها أبو القاسم اللكى، فقيه فاضل، تفقه على أبى بكر محمد بن الوليد الطرطوشي [2] بالإسكندرية، وصار مرجوعا إليه في الفتاوى بالإسكندرية بعد سنة عشرين وخمسمائة. [3]
باب اللام والميم [4]
3549- اللَّمغانى
بفتح اللام وسكون الميم وفتح الغين المعجمة (بعدها الألف) وفي
__________
[1] قال ياقوت: ينسب إليها موسى بن يوسف بن الحسين اللكزى، أبو عبد الله، يعرف بحسن الدربندي، قال شيرويه: قدم علينا في شهور سنة 502، روى عن الشريف أبى نصر محمد بن محمد بن على الهاشمي كتاب النعت لأبى بكر بن أبى داود، وقرأ عليه شهردار أبو منصور، وكان ثقة صدوقا فقيها فاضلا حسن السيرة صامتا.
[2] من اللباب وهو الصواب، وانظر الأنساب 9/ 68، ووقع في م «الطرطوسي» وفي الأصل «الطرطوسي» خطأ.
[3] وينسب إليها أبو الحسن مروان بن عثمان اللكى الشاعر، ذكره في كتاب الجنان وأبو الحسن على بن سند بن عباس اللكى، مات سنة 530، وكان من الصالحين- ياقوت. وقال: و «لك» أيضا مدينة بالأندلس من أعمال فحص البلوط، و «لك» أيضا قرية قرب الموصل من نينوى من الجانب الغربي.
[4] و (لماية) مدينة من أعمال المرية بالأندلس، ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم(11/221)
آخرها النون، هذه النسبة إلى لمغان، وهي مواضع وناحية في جبال غزنة، والمشهور بالانتساب إليها أبو محمد عبد الملك بن عبد السلام بن الحسين اللمغاني، أحد أجداده من هذه الناحية، وأبو محمد هذا من بيت العدالة والتزكية، وهو فقيه حنفي المذهب، جميل الظاهر، سمع أبا نصر محمد ابن [1] محمد بن [1] على الزينبي، سمع منه صاحبنا أبو القاسم على بن الحسن ابن هبة الله الحافظ الدمشقيّ، وتوفى في شهر رمضان سنة سبع وعشرين وخمسمائة ببغداد. [2]
__________
[ () ] ابن شاكر بن خطاب اللمائى اللحام، كان رجلا صالحا فاضلا حافظا للحديث ورجاله، وروى كثيرا من كتب العلم، وكان من أهل الصلاح والورع، يروى عن أبى عمر أحمد بن ثابت بن أحمد بن ثابت بن الزبير التغلبي وأبى محمد عبد الله بن محمد بن عثمان ومحمد بن يحيى الخزاز وأبى القاسم خلف بن محمد بن خلف الخولانيّ وأبى عبد الله محمد بن البطال بن وهب التميمي وأبى عمر يوسف بن عمروس الاستجى والقاضي أبى عبد الله محمد بن يحيى بن مفرج، روى عنه محمد ابن عبد الله بن عبد الرحمن الخولانيّ- ياقوت.
[1- 1] سقط من م.
[2] وذكر هنا الرسم ياقوت في (لامغان) وقال: وربما سميت «لمغان» وقد نسب إليها جماعة من فقهاء الحنفية ببغداد، منهم ممن رأيناه وأدركناه القاضي عبد السلام ابن إسماعيل بن عبد الرحمن بن عبد السلام بن الحسن اللامغانى، أبو محمد القاضي الفقيه المتقن، من أهل باب الطاق ومشهد أبى حنيفة، سكن دار الخلافة بالمطبق، تفقه على أبيه وعمه، ودرس بمدرسة سوق العميد المعروفة بزيرك، وسمع أبا عبد الله الحسين بن الحسن الوبني وغيره، وناب عن القاضي أبى طالب على(11/222)
باب اللام والنون
3550- اللُنبانى
بضم اللام وسكون النون وفتح الباء المنقوطة بواحدة [1] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى محلة/ كبيرة بأصبهان، ولها باب يعرف بهذه المحلة يقال له: باب لنبان، سمعت بها عن جماعة من المحدثين، والمشهور بالنسبة إليها أبو بكر [2] أحمد بن محمد بن عمر [3] ابن أبان العبديّ للنبانى، محدث مشهور، ثقة، معروف، مكثر، رحل إلى العراق، وسمع كتب أبى بكر عبد الله بن محمد بن أبى الدنيا القرشي عنه، وسمع إسماعيل بن أبى كثير أيضا، روى عنه أبو محمد الحسن بن محمد ابن برة المديني وإبراهيم [4] بن محمد [4] بن حمزة الحافظ وعبد الله بن أحمد بن إسحاق الأصبهاني والد أبى نعيم وغيرهم، وكانت وفاته في شهر ربيع الآخر من سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وأبو منصور معمر بن أحمد بن
__________
[ () ] ابن على البخاري في ولايته الثانية إلى أن توفى ابن البخاري، ثم استنابه قاضى القضاة على بن سليمان أيام ولايته بها، وسئل عن مولده فقال في سنة 520 بمحلة أبى حنيفة، وتوفى في مستهل رجب سنة 605، ودفن بمقبرة الخيزران بظاهر مشهد أبى حنيفة. وينسب إليها عدة من هذا البيت.
[1] بعدها الألف.
[2] وفي كتاب المشتبه ص 559: «أبو الحسن» ، وذكر جده أيضا «أبو الحسن» .
[3] وقع في الأصل وحده «محمد» .
[4- 4] سقط من م.(11/223)
محمد [1] بن عمر بن أبان العبديّ اللنباني [2] ، كان من مشاهير هذه المحلة، روى الحديث عن أبى الحسين أحمد بن محمد بن فادشاه وأبى سعد عبد الرحمن بن عمر الصفار وأبى بكر محمد بن عبد الله بن زبدة الضبيّ وطبقتهم، مات مبطونا في يوم الخميس السادس [3] عشر من شهر رمضان سنة تسع وثمانين وأربعمائة [4] ، واجتمع في جنازته خلق لا يحصون كثرة، وصلى عليه ابنه أبو الحسن وابناه أبو الحسن محمد وأبو الروح محمد ابنا معمر ابن أحمد اللنباني، سمعت منهما بهذه المحلة، وكان أحدهما شيخ المحلة والمقدم بها، يروى عن أبى محمد رزق الله [5] بن عبد الوهاب التميمي وغيره سمعت منهما أحاديث يسيرة [6] .
باب اللام والواو
3551- اللَوّاز
بفتح اللام وتشديد الواو وفي آخرها [7] الزاى،
__________
[1] زيد هنا في الأصل وحده «بن أحمد» .
[2] هو ابن السابق ذكره، هو وأبوه وجده كلهم محدثون، وهو شيخ الصوفية.
[3] في م «الثالث» .
[4] وقع عند ياقوت في معجم البلدان «389» .
[5] وقع في م «أبى بكر محمد بن رزق الله» كذا.
[6] وأخواهما أبو البركات محمد وأبو الربيع محمد، سمعا أبا مطيع، مات أبو البركات فجأة سنة 560 وعبد الله بن أحمد رزقويه اللنباني، صحب أبا منصور معمرا وإبراهيم بن أحمد اللنباني، عن الطبراني- كتاب المشتبه للذهبى 559.
وقال ص 562: و «لنت» قبيلة من البربر، منها أبو محمد عبد الله بن أيوب اللنتى، رفيق ابن الدباغ في الطلب عند أبى على الصدفي.
[7] بعد الألف.(11/224)
هذه النسبة إلى بيع اللوز- إن شاء الله [1] ، والمشهور بهذه النسبة أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن الحسن اللواز المصري المعافري الدمياطيّ، مولى مهرة، يروى عن يونس بن عبد الأعلى وأحمد بن عيسى الحساب التنيسي ويزيد ابن سنان وغيرهم [2] ، وكان ثقة، وكانت القضاة تقبله، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، ومات سنة سبع عشرة وثلاثمائة وعبد العليم ابن محمد بن الحسن اللواز الدمياطيّ، أبو الحسن، يروى عن يونس ابن عبد الأعلى ويزيد بن سنان، مات سنة ثمان عشرة وثلاثمائة- قاله ابن يونس [3] .
3552- اللُّوبياباذى
بضم اللام بعدها الواو والباء الموحدة المكسورة ثم الياء المفتوحة آخر الحروف والباء الموحدة بين الألفين وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى لوبياباذ، وهي محلة بأصبهان أو قرية، وظني أنها محلة، منها أبو الفضل محمد بن أبى بكر أحمد بن أبى جعفر محمد بن أحمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن [1] الحسين بن يزدة [4] اللوبياباذى، المعروف بالفتح الفرضيّ، من أهل أصبهان، سمع أبا عبد الله الحسين بن إبراهيم بن نهشل الحمال، سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن عمر بن السمرقندي الحافظ وغيره، وكانت ولادته يوم عاشوراء من
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] في كتاب المشتبه للذهبى ص 560: عن إبراهيم بن أبى داود البرلسي.
[3] وقع هنا الخبط في طباعة المشتبه للذهبى.
[4] في م «زيادة» .(11/225)
سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وتوفى بعد سنة ثمانين وأربعمائة إن شاء الله [1] .
3553- اللُّوبى
بضم اللام [2] وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى لوبية، وهي بلدة من بلاد مصر [3] ، منها أبو مروان عبد الملك [4] ابن مسلمة بن يزيد [5] اللوبى، مولى جزى بن عبد العزيز بن مروان، قال أبو سعيد بن يونس المصري: يقال [6] كان أصله من لوبية، وكان فقيها من أصحاب مالك، وكانت فيه غفلة وسلامة، يروى عن مالك وابن لهيعة والليث، وهو منكر الحديث. قال ابن بكير: أبطأ علينا يوما خبيب كاتب مالك [فقلنا: ما أبطأك؟ قال: كنا عند مالك] فقال مالك:
يقرأ بعضكم! فقلنا لعبد الملك بن مسلمة: اقرأ! فجعل يقرأ، وكلما مرّ باسم «ابن شهاب» قال: حدثك شهاب! ويسقط «ابن» ففعل ذلك مرارا حتى ضجر مالك ضجرا شديدا من كثرة ما يرد عليه، حتى همّ ألا يحدثنا بشيء. وقال ابن بكير: كنا نحضر عند مالك وربما لم يحضر معنا عبد الملك، فإذا انصرفنا أخذنا ألواحه، فكتبنا له فيها بعض ما سمعنا مما لم يسمعه، فنقول له: اقرأ ألواحك! فيقرؤها ويقول «حدثنا مالك» حتى إذا
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] بعدها الواو.
[3] مدينة بين الإسكندرية وبرقة- إلخ، ياقوت.
[4] وقع في م «عبد الله الملك» .
[5] في اللباب «زيد» .
[6] ليس في م.(11/226)
فرغ منها ضحكنا منه، وقال يحيى: كنا نقول له: كتبنا لك! فيقول:
هي ألواحى وأنا كتبتها وسمعتها من مالك! قال: فنتعجب منه ونضحك من شدة غفلته. قال أبو سعيد بن يونس: هو منكر الحديث، وتوفى في ذي الحجة سنة أربع وعشرين ومائتين، ويقال: كان مولده سنة أربعين ومائة.
3554- اللَّورقى
بفتح [1] اللام والواو وسكون الراء وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى لورقة، وهي من بلاد الأندلس من المغرب، منها أبو القاسم خلف بن هاشم الأشعري اللورقي، أندلسى، يروى عن العتبى- قاله أبو سعيد بن يونس، وقال: من أهل اللورقة، توفى سنة أربع وثلاثمائة بالأندلس.
3555- اللُّورى
بضم اللام بعدها الواو وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى لور، وهي من رستاق خوزستان، وظني أنها جبال بها يقال لها «لرستان» [2] ، والمشهور بالنسبة إليها عمار بن محمد اللوري، يروى حكاية الجوزة والموزة المسلسلة بالتبسم والضحك عن أحمد بن النضر [3] الهلالي، روى عنه أبو الحسن عبد الله بن موسى السلامي الأخباري [4] . [5]
__________
[1] في م «بضم» ولعله الصواب، وقد مضى رسم (اللُّرقى) ص 216 وأورد ذكر أبى القاسم خلف بن هاشم هناك أيضا من الإكمال.
[2] وقد مضى في (اللرى) ص 217.
[3] في اللباب «نصر» .
[4] روى حكاية سفيان بن عيينة رواها عن أحمد بن النضر الهلالي، وعنه أبو الحسن عبد الله بن موسى السلامي، والسلامي هذا أخبارى يروى عجائب المناكير- هامش المشتبه ص 561 من ابن ناصر الدين.
[5] والإمام أبو إسحاق إبراهيم بن عبد العزيز اللوري، شيخ دار الحديث الظاهرية، سمع ابن الحميزى وطبقته- المشتبه للذهبى ص 560. وقال بهامشه: وبفتح اللام وسكون الواو ثم راء، نسبة إلى لورة، من أعمال إشبيلية، إبراهيم بن عبد العزيز بن يحيى ابن على الرعينيّ الأندلسى اللوري- انتهى.(11/227)
3556- اللَّوزي
بفتح اللام وسكون الواو وفي آخرها الزاى، هذه النسبة إلى محلة ببغداد يقال لها «اللوزية» بالجانب الشرقي ناحية باب الأزج، وكنت أكتب لشيخنا أبى الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي «اللوزي» لأنه كان يسكن اللوزية [بالجانب الشرقي-[1]] ، إمام فاضل عارف بالمذهب، تفقه على أبى إسحاق الشيرازي، وهو آخر أصحابه موتا، سمع الحديث الكثير من أبى جعفر بن المسلمة وأبى بكر الخطيب وأبى الحسين بن المهتدي باللَّه وأبى الغنائم بن المأمون وجابر بن ياسين الحنائى، وتفرد بالرواية في وقته عن هؤلاء، فإنه عمر حتى توفى أقرانه ودرجوا، وكانت ولادته سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، وتوفى في سنة.... [2] وأربعين وخمسمائة. [3]
__________
[1] من م.
[2] بياض في الأصول، وفي اللباب وغيره من المراجع «نيف- إلخ» .
[3] وقال ياقوت: اللوزية منسوبة إلى اللوز، محلة ببغداد قرب قراح ابن رزين ودرب النهر بين الرحبة وقراح أبى شحم، نسب إليها المحدثون أبا شجاع محمد ابن أبى محمد بن أبى المعالي المقرئ، يعرف بابن المقرون، سمع من أبى الحسن على ابن هبة الله بن عبد السلام وغيره وحدث، وكان ثقة صالحا يقرئ القرآن(11/228)
3557- اللُوكرى
بضم اللام وسكون الواو وفتح الكاف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى لوكر، وهي قرية بين پنج ديه وبركدز على طرف وادي مرو، خربت الساعة [1] ، والمشهور منها أبو نصر محمد ابن عدنان [2] بن محمد بن أحمد بن أبى العباس بن عمرويه [3] اللوكرى، شدا طرفا من مذهب أبى حنيفة رحمه الله،/ وكان رجلا شهما جلدا كافيا منقطعا [4] ، [5] ووجد وجاهة ومنزلة [5] عند السلطان، وحظي من الأتراك وكان يخالطهم، سمع بمرو جد والدي أبا منصور محمد بن عبد الجبار السمعاني، وبسرخس أبا الفضل [6] محمد بن أحمد الجارودي، وبمكة أبا الفضل [6] جعفر ابن يحيى الحكاك الحافظ وغيرهم، روى لنا عنه أبو القاسم أسعد بن الحسين
__________
[ () ] في مسجد باللوزية، رأيته، ومات في سابع عشر ربيع الآخر سنة 597، وكان قرأ على ابن بنت الشيخ بالرادمان- انتهى. وذكره الذهبي في المشتبه ص 560 وقال: وابنه عبد الحق اللوزي الخياط، سمع ابن المادح، مات سنة 615.
وقال ابن ناصر الدين: ونسبة إلى بيع اللوز، وهو أبو الحسن على بن عبد الرحمن الأنصاري اللوزي، حدث عنه الثقفي.
[1] قال ياقوت: ولم يبق من لوكر غير منارة قائمة وخراب كثير يدل على أنها كانت مدينة، رأيتها في سنة 616، وقد خربت بطرق العساكر لها- إلخ.
[2] وفي م «عبدبان» وفي معجم البلدان لياقوت «عرفات» .
[3] وقع في م «عمر» وفي معجم البلدان «عروبة» كذا.
[4] من م، وفي الأصل «منطقيا» .
[5- 5] في م: «ويزيد جاهه ومنزلته» .
[6- 6] سقط من م، وفي الأصل «الحارثي» مكان «الجارودي» .(11/229)
ابن على الخطيب بترمذ، وتوفى بمرو في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وخمسمائة، ودفن بتوركران.
3558- اللؤلؤي
نسب بهذه النسبة جماعة كانوا يبيعون اللؤلؤ [1] ، والمشهور بهذه النسبة من القدماء أبو سعيد عبد الرحمن بن مهدي بن حسان [ابن عبد الرحمن] اللؤلؤي، من أهل البصرة، مولى الأزد، كان من الحفاظ المتقنين وأهل الورع في الدين، ممن حفظ وجمع وتفقه وصنف وحدث، وما كان يروى إلا عن الثقات، وروى عن جماعة أدركوا الصحابة رضى الله عنهم، غير أنه أكثر الرواية عن شعبة ومالك والثوري، روى عنه عبد الله بن المبارك وغيره من الأئمة [2] ، ولد سنة خمس وثلاثين ومائة، ومات سنة ثمان وتسعين ومائة ومنهم أبو على الحسن بن زياد اللؤلؤي، صاحب أبى حنيفة رحمه الله، مولى الأنصار، ولى القضاء [3] ، وكان حافظا لروايات أبى حنيفة، وكان إذا جلس ليحكم ذهب عنه التوفيق حتى يسأل أصحابه عن الحكم في ذلك، فإذا قام من مجلس القضاء عاد إلى ما كان عليه من الحفظ، فبعث إليه البكائي وقال: ويحك! إنك لم توفق للقضاء، وأرجو أن تكون هذه الخيرة أرادها الله بك، فاستعف! فاستعفى واستراح، وكان يقول: كتبت عن ابن جريج اثنى عشر ألف حديث
__________
[1] وراجع (اللآل) فيما يأتى.
[2] راجع ترجمته في تذكرة الحفاظ للذهبى 1/ 329- 332 وتهذيب التهذيب 6/ 279- 281 والجرح والتعديل 2/ 2/ 288.
[3] وانظر الفوائد البهية وتاريخ بغداد 7/ 314.(11/230)
كلها يحتاج إليها الفقهاء، وكان أحمد بن عبد الحميد الحارثي [1] يقول: ما رأيت أحسن خلقا من الحسن بن زياد ولا أقرب مأخذا ولا أسهل جانبا، قال: وكان الحسن بن زياد يكسو مماليكه كما يكسو نفسه. وكان الناس تكلموا فيه وليس في الحديث بشيء، ومات في سنة أربع ومائتين، وكان من أهل الكوفة وأبو القاسم هشام بن يونس [2] بن وائل [3] اللؤلؤي النهشلي الدارميّ، من أهل الكوفة، يروى عن القاسم بن مالك المزني وسفيان بن عيينة وأبى مالك الجنبي، روى عنه يعقوب بن سفيان وعبد الله ابن محمد بن ناجية ومحمد بن الحسين الأشناني وإسحاق بن إبراهيم ابن هشام بن يونس بن وائل بن الوضاح، أبو يعقوب النهشلي اللؤلؤي الكوفي، يروى عن جده هشام، روى عنه أبو القاسم بن النخاس المقرئ وغيره ومن المتأخرين أبو بكر محمد بن أحمد بن أبى القاسم النسفي، يعرف بمرواريد، قيل له اللؤلؤي، من أهل نسف، سكن بخارا، سمع بنسف أبا بكر محمد بن أحمد [4] بن محمد [4] البلدي [5] ، سمعت منه أجزاء ببخارا، وسألته عن هذه النسبة فقال: كان من أجدادنا من يبيع اللؤلؤ وأبو الحسين سريج بن النعمان بن مروان اللؤلؤي، خراسانى الأصل بغدادي الدار [6] ،
__________
[1] م: «الحافظ» .
[2] م: «يوسف» خطأ.
[3] في تهذيب التهذيب 11/ 58 «وابل» .
[4- 4] سقط من م.
[5] م: «البلوى» خطأ.
[6] فترجمته من تاريخ بغداد 9/ 217- 218.(11/231)
سمع حماد بن سلمة وفليح [1] بن سليمان وعمارة بن زاذان وعبد الرحمن ابن ابى الزناد وأبا عوانة وصالحا المري وسفيان بن عيينة وغيرهم، روى عنه أحمد بن حنبل وأبو خيثمة زهير بن حرب وأبو همام الوليد بن شجاع وأحمد بن منيع وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان [2] ، وكان ثقة صدوقا، قال: قدمت البصرة سنة خمس أو أربع وستين فقيل لي: مات همام منذ جمعة أو جمعتين. ومات [3] في ذي الحجة سنة سبع عشرة ومائتين، ودفن يوم الأضحى وأبو عبد الله محمد بن إسحاق بن حرب اللؤلؤي السهمي مولاهم، من أهل بلخ، ويعرف بابن أبى يعقوب، كان حافظا لعلوم الحديث والأدب، عارفا بأيام الناس، وقدم بغداد [4] فجالس بها الحفاظ من أهلها وذاكرهم، وحدث عن مالك بن أنس وخارجة بن مصعب وبشر بن السري ويحيى بن اليمان وخالد بن عبد الرحمن المخزومي وغيرهم، روى عنه أبو بكر بن أبى الدنيا والفضل بن محمد الزيدي وأبو عبد الله ابن أبى الأحوص الثقفي وجماعة، ولم يكن يوثق به في علمه، وروى عن أبى العباس بن عقدة الحافظ أنه قال: سمعت محمد بن عبيد الكندي يقول: قدم محمد بن إسحاق البلخي اللؤلؤي الكوفة قبل سنة ثلاثين ومائتين، وكان من أحفظ الناس، كان يجلس مع أبى بكر بن أبى شيبة فلا ينبعث معه أبو بكر، إنما يهدر هدرا. وحكى عن أحمد بن سيار
__________
[1] وقع في م «فتح» .
[2] وانظر الجرح والتعديل 2/ 1/ 304.
[3] أي سريج بن نعمان.
[4] ترجمته من تاريخ بغداد 1/ 234 رقم الترجمة: 52.(11/232)
المروزي أنه ذكر من كان ببلخ من أهل العلم فقال: وكان بها إنسان يقال له: ابن أبى يعقوب، واسمه: محمد بن إسحاق، أبو عبد الله، وكان لا يخضب وكان قد قارب ثمانين سنة، وكان آية من الآيات في حفظ الحديث ومعرفة أيام الناس، وله لسان وبصر بالشعر، ومعرفة بالأدب، ولا يكلمه إنسان إلا علاه في كل فن، وقدم بغداد في سنة اثنتين وعشرين ومائتين وأبو على محمد بن أحمد بن عمرو [1] اللؤلؤي البصري، من أهل البصرة، يروى عن أبى داود سليمان بن الأشعث السجستاني وأبى الهيثم بشر بن حافى وغيرهما، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني وأبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي وهو آخر من حدث عنه بكتاب السنن لأبى داود وأبو طاهر محمد بن أحمد اللؤلؤي، يروى عن أبى النضر محمد ابن أحمد الفقيه، روى عنه أبو الحسين بن جميع الغساني في معجم شيوخه ومنصور بن سعد اللؤلؤي، صاحب اللؤلؤ، بصرى، روى عن عمار ابن أبى عمار مولى بنى هاشم وميمون بن سياه وبديل بن ميسرة، روى عنه عبد الرحمن بن مهدي وأبو همام والصلت بن محمد الخاركى والمعلى ابن منصور الرازيّ وموسى بن إسماعيل، قال يحيى بن معين: منصور ابن سعد شيخ يروى عنه البصريون وموسى بن داود اللؤلؤي، من أهل البصرة [2] ، [3] قال ابن أبى حاتم: موسى بن داود بصرى، صاحب اللؤلؤ، أبو حاتم، ويقال: ابن أبى داود [3] ، روى عن طاوس والحسن البصري،
__________
[1] اللباب: «عمر» .
[2] ترجمته من الجرح والتعديل ج 4 ق 1 ص 141.
[3- 3] بين الرقمين سقطة في م.(11/233)
روى عنه ابن المبارك وحبان بن هلال وموسى بن إسماعيل وعلى بن عثمان اللاحقي ومسلم بن إبراهيم،/ قال يحيى بن معين: [1] موسى أبو حاتم صاحب اللؤلؤ ثقة. وقال أبو حاتم [2] الرازيّ: هو مجهول لا أعرفه. [3]
3559- اللَّوهُوورى
بفتح اللام والهاء بين الواوين ثم واو ثالثة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى لوهوور، وهي مدينة كبيرة من بلاد الهند كثيرة الخير، ويقال لها «لوهور» و «لهاور [4] » ، خرج منها جماعة من العلماء، منهم أبو الحسن على بن عمر بن الحكيم اللوهوورى،
__________
[1] زيد في م هنا «منصور» خطأ، وإنما ذكره أبو حاتم الرازيّ عن إسحاق ابن منصور عن يحيى بن معين.
[2] وقع في م «وقال ابن أبى حاتم» خطأ.
[3] قال ياقوت:.... (ولؤلؤة الكبيرة) محلة كبيرة كانت بدمشق خارج باب الجابية، سكنها جماعة من الرواة، منهم عبد الرحمن بن محمد بن عصام- ويقال عصيم- ابن جبلة، أبو القاسم القرشي مولاهم، حدث عن هشام بن عمار، روى عنه أبو الحسين الرازيّ وغيره، مات سنة 327 ومحمد بن عبد الحميد، أبو جعفر الفرغاني العسكري، الملقب بالضرير، سكن لؤلؤة، وكان يلقب بزريق، حدث عن جماعة وافرة، ومات سنة 317.
[4] في اللباب «لهاوور» وفي م «لاهور» مثل ما يقال في زماننا هذا في الهند، وهي مدينة عظيمة بغربي البنجاب من پاكستان شهيرة، وذكرها ياقوت في «لوهور» و «لهاوور» وسنورد بآخر الرسم ما ذكرها ياقوت من المنتسبين إلى «لهاور» .(11/234)
كان شيخا، أديبا شاعرا، كثير المحفوظ، مليح المحاورة، سمع أبا على المظفر بن إلياس بن سعيد السعيدي الحافظ، لم ألحقه، وروى لنا عنه أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي الحافظ ببغداد [1] وأبو الفتوح عبد الصمد ابن عبد الرحمن الأشعثي اللوهوورى بسمرقند، وتوفى سنة تسع وعشرين وخمسمائة بلوهوور وأبو القاسم محمود بن خلف اللوهوورى، فقيه مناظر، تفقه على جدي الإمام أبى المظفر السمعاني، وسمع منه ومن غيره، سمعت منه شيئا يسيرا بأسفرايين وكان قد سكنها، وتوفى في حدود سنة أربعين وخمسمائة [2] . [3]
__________
[1] في م «البغدادي» .
[2] قال الحموي في معجم البلدان: أبو القاسم محمود بن محمد بن خلف اللهاوري....
وكان يرجع إلى فهم وعقل، وسمع أبا الفتح عبد الرزاق بن حسان المنيعى وأبا نصر محمد بن محمد الماهاني، وبنيسابور أبا بكر بن خلف الشيرازي، وببلخ أبا إسحاق إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الأصبهاني، وبأسفرايين أبا سهل أحمد بن إسماعيل بن بشر النهرجانى- إلخ.
[3] وقال ياقوت (لهاور) : نسب إليها عمرو بن سعيد اللهاوري، شيخ للحافظ أبى موسى المدني الأصبهاني وينسب إليها محمد بن المأمون بن الرشيد بن هبة الله المطوعي اللهاوري، أبو عبد الله، خرج من لهاور في طلب العلم وأقام بخراسان وتفقه على مذهب الشافعيّ رضى الله عنه، وسمع بنيسابور من أصحاب أبى بكر الشيرازي وأبى نصر القشيري، ورد بغداد وأقام بها مدة وكتب عنه بها، وسكن بآخره بلدة بأذربيجان، وكان يعظ فقتلته الملاحدة بها في سنة 653.(11/235)
باب اللام والهاء [1]
3560- اللَّهَبي
بفتح اللام والهاء [2] وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة [3] ، هذه النسبة إلى أبى لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم، والمشهور بهذا الانتساب [4] على بن أبى على اللهبي، حجازي من ولد أبى لهب، يروى عن محمد بن المنكدر، روى عنه محمد بن عباد المكيّ [5] ، عداده في أهل المدينة، يروى عن الثقات الموضوعات وعن الأثبات المقلوبات، لا يجوز الاحتجاج به، روى عنه أبو مصعب [6] وإبراهيم بن أبى حميد اللهبي، حرانى وإبراهيم ابن أبى خداش الهاشمي اللهبي، من أهل مكة، يروى عن ابن عباس رضى الله عنهما، روى عنه ابن جريج [7] وأبو سعيد هشام بن سعد القرشي
__________
[1] قال ابن الأثير: فاته (اللهازم) ، وهم: تيم الله بن ثعلبة، وقيس بن ثعلبة بن عكابة ابن صعب بن على بن بكير بن وائل، وعجل بن لجيم بن صعب، اجتمعوا فصاروا يدا، فقال لهم رجل «تحالفوا تكونوا كاللهزمة» فسموا اللهازم، ينسب إليهم كثير، ويجيء ذكرهم في الأشعار والأنساب وغيرها، قال جرير:
رضينا بحكم الحي بكر بن وائل ... إذا كان في الذهلين أو في اللهازم
والذهلان: ذهل بن ثعلبة وذهل بن شيبان.
[2] وبفتح الهاء وسكونها، على القراءتين- المشتبه للذهبى ص 559.
[3] م: «الموحدة» .
[4] م: «بهذه النسبة» .
[5] في الإكمال: روى عن جعفر بن محمد، روى عنه عبد العزيز الأويسي.
[6] كله قول ابن حبان في المجروحين 2/ 105 المطبوع.
[7] قال الذهبي في المشتبه ص 560: شيخ لابن عيينة.(11/236)
اللهبي، مولى لآل أبى لهب، من أهل المدينة، يروى عن الزهري وسعيد ابن المسيب وزيد بن أسلم ونافع، وكان ممن يقلب الأسانيد وهو لا يفهم، ويسند الموقوفات من حيث لا يعلم، فلما كثرت مخالفته للاثبات فيما يرويه عن الثقات بطل الاحتجاج به، وإن اعتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضير. [1] قال محمد بن الحبيب: وفي عدوان: لهب، وهو ابن عمرو بن عباد ابن يشكر بن عدوان- وهو الحارث- بن عمرو بن قيس عيلان.
3561- اللِهبى
بكسر اللام وسكون الهاء وفي آخرها الباء، هذه النسبة إلى لهب، وهو بطن من الأزد، وهو لهب بن أحجن [2] بن كعب [ابن الحارث بن كعب-[3]] بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد- قاله ابن ماكولا. قال أبو الحسن الدار قطنى: وهي القبيلة التي تعرف بالقيافة [4] والزجر، كان جبير بن مطعم يقول: أنا واقف مع عمر بعرفات إذ قال رجل: يا خليفة الله! فقال رجل [5] خلفي: قطع الله لهجتك،
__________
[1] في المشتبه: وأبو الفضل أحمد بن حسن اللهبي المدني، عن عاصم بن سويد، وعنه الحسن بن على السري وأبو جعفر محمد بن محمد وعبد الله بن على اللهبيان المقرئان، صاحبا البزي، تلا عليهما ابن ذؤابة.
[2] وقع في م «اخجن» خطأ.
[3] من م والمراجع كلها، وسقط من الأصل.
[4] وفي اللباب والمشتبه للذهبى «العيافة» وهو الأوفق للزجر.
[5] كلمة «رجل» ليس في م.(11/237)
والله! لا يقف أمير المؤمنين بعد هذا العام أبدا، قال جبير: والتفتّ فإذا هو رجل من لهب، ولهب بطن من الأزد، وبينما نحن نرمي الجمار يوم النحر إذ رمى إنسان فأصاب رأس عمر رضى الله عنه [فشجه-[1]] ، فقال رجل خلفي: قطع الله يده! ما أرى أمير المؤمنين إلا سيقتل، قال جبير بن مطعم:
فالتفت فإذا هو ذلك اللهبي. والنعمان بن الرازية [2] اللهبي، يعد من الصحابة رضى الله عنهم أجمعين، وهي قبيلة تعرف بالقيافة وجودة الزجر، وكان جبير ابن مطعم- الحكاية قلت: وقع إليّ مسندا وأوردته في كتاب تحفة المسافر. [3] وأما لهب بن قطن بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد فهو أبو ثمالة، القبيلة التي منها محمد بن يزيد المبرد النحويّ، ومنها ابن براق الثمالي الشاعر، وذكر ابن الكلبي أن ثمالة اسمه: عوف بن أسلم بن احجن ابن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، وهذا هو الأكثر- والله أعلم [4] .
وفي زجر هذه القبيلة يقول شاعر:
فما أصدق اللهبي لأعز ناصره
وفيهم يقول كثير:
تيممت [5] لهبا أبتغي العلم فيهم ... وقد رد علم العائفين [6] إلى لهب
__________
[1] من م.
[2] وقع في الأصول «أبرارية» .
[3] وأبو نخيلة اللهبي، له صحبة- مشتبه الذهبي ص 560.
[4] كله من ابن ماكولا.
[5] في م وكذا في نسخة من الإكمال «هممت» .
[6] كذا في الأصول، وقد مضى، وفي الإكمال «القائفين» .(11/238)
وقد قيل: إن لهبا بطن من دوس بن عدنان، وهم العافة [1] . [2]
__________
[1] من الأصل، وفي م «القافة» .
[2] قال ياقوت (اللاذقية) : مدينة عتيقة رومية في بحر الشام تعد في أعمال حمص أو حلب، سميت باسم بانيها، منها خرج نيقولاوس صاحب جوامع الفلسفة وتوفلس صاحب الحجج في قدم العالم، وينسب إليها نصر الله بن محمد بن عبد القوى، أبو الفتح بن أبى عبد الله المصيصي ثم اللاذقي، الفقيه الشافعيّ الأصولي، الأشعري نسبا ومذهبا، نشأ بصور وسمع بها أبا بكر الخطيب وأبا الفتح المقدسي الزاهد وعليه تفقه وأبا النضر عمر بن أحمد بن عمر القصار الآمدي، سمع بدمشق والأنبار وببغداد أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وبأصبهان، وكان صلبا في السنة، أقام بدمشق يدرس في الزاوية الغربية بعد وفاة شيخه أبى الفتح المقدسي وكان وقف وقفا على وجوه البر، وكان مولده باللاذقية في سنة 448، ومات سنة 542، وهو آخر من حدث بدمشق عن أبى بكر الخطيب وأسعد بن محمد أبو الحسن اللاذقي، حدث بدمشق عن أبى عثمان سعد بن عثمان الحمصي وموسى ابن الحسن الصقلى وإبراهيم بن مرزوق البصري وأبى عتبة البخاري، روى عنه جمح بن القاسم المؤذن وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن أسد القنوي.
وقال (الأرجان) : بليدة بين الري وآمل طبرستان، ولها قلعة حصينة لها ذكر كثير في أخبار آل بويه والديلم، ينسب إليها محمد بن بندار بن محمد اللارجاني الطبري، أبو يوسف الفقيه، قدم أصبهان.
وقال (لاردة) : مدينة مشهورة بالأندلس شرقى قرطبة تتصل أعمالها بأعمال طرّكونة، ينسب إلى كورتها عدة مدن وحصون، وينسب إليها جماعة، منهم أبو يحيى زكريا بن يحيى بن سعيد اللاردي، ويعرف بابن النداف، وكان(11/239)
__________
[ () ] إماما محدثا، سمع منه بالأندلس كثير، ذكره ابن الفرضيّ- إلخ.
وقال (اللار) : جزيرة بين سيراف وقيس كبيرة، فيها غير قرية، ينسب إليها أبو محمد أبان بن هذيل بن أبى طاهر، يروى عن أبى حفص عمر بن عبد الباقي الماوراءنهري، روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي.
وقال (لارز) : قرية من أعمال آمل طبرستان يقال لها: قلعة لارز، ينسب إليها أبو جعفر محمد بن على اللارزى الطبري، روى الحديث، ومات في سنة 518.
وقال (لاز) : من نواحي خواف من أعمال نيسابور، أو من ناحية زوزن، نسب إليها أبو الحسن بن أبى سهل بن أبى الحسن اللازى، شاعر فاضل ومن قدماء أهل لاز أحمد بن أسد العامري، وابناه أبو الحارث أسد وأبو محمد جعفر، وكانوا علماء شعراء لا يشق غبارهم.
وقال (لاعة) : مدينة في جبل صبر من نواحي اليمن، وموضع ظهرت فيه دعوة المصريين باليمن، ومنها محمد بن الفضل الداعي، وكان قد استولى على جبل صبر- وهو جبل المذرعة- سنة 340.
وقال (لامس) : من قرى الغرب على شط بحر الروم من ناحية ثغر طرسوس، ينسب إليها أبو سليمان الغربي اللامسى، من أقران أبى الخير الأقطع.
وقال (لامش) : من قرى فرغانة، قد نسب إليها طائفة من أهل العلم، منهم من المتأخرين أبو على الحسين بن على بن أبى القاسم اللامشي الفرغاني، سكن سمرقند، وكان إماما فاضلا فقيها بصيرا بعلم الخلاف، سمع الحديث من أبى محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم الحافظ القصار وغيره، ولد بلامش سنة 441، ومات بسمرقند في رمضان سنة 522.(11/240)
باب اللام والياء
3562- اللَّيثي
بفتح اللام وتشديدها وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وفي آخرها ثاء منقوطة بثلاث من فوقها، هذه النسبة إلى ليث بن كنانة، حليف بنى زهرة [وإلى ليث بن بكر بن عبد مناة-[1]] ، والمشهور بها قارظ بن شيبة الليثي، قال أبو حاتم بن حبان [2] : يروى عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه أهل المدينة، مات في ولاية سليمان بن عبد الملك وأبو بكر عبد الله بن يزيد ابن هرمز المدني، من بنى ليث، يروى عن المدنيين وأبيه، روى عنه مالك بن أنس، مات سنة ثمان وأربعين ومائة وأبوه يزيد بن هرمز، هو يزيد الفارسي الّذي روى عنه عوف الأعرابي ومحمد بن عبد الله ابن عبيد بن عمير الليثي، من أهل مكة، يروى عن عطاء وعمرو بن دينار، روى عنه داود بن عمرو الضبيّ والعراقيون، كان ممن يقلب الأسانيد من حيث لا يفهم من سوء حفظه، فلما فحش ذلك منه استحق مجانبته [3] ومن الصحابة [4] أبو الأسقع [5] واثلة بن الأسقع [5] بن كعب بن عامر ابن ليث بن بكر الليثي، وقيل كنيته: أبو قرصافة، سكن الشام وحديثه
__________
[1] من م واللباب، وسقط من الأصل.
[2] في الثقات المطبوع 5/ 327.
[3] كله قول ابن حبان في المجروحين 2/ 255.
[4] زيد هنا في الأصل «أيضا» كذا.
[5- 5] سقط من م. وانظر الإصابة 6/ 310 وغيرها.(11/241)
عند أهلها، مات سنة ثلاث وثمانين وهو ابن مائة سنة وخمس سنين، وقيل: مات سنة خمس وثمانين وأبو الحسن محمد بن عمرو بن علقمة ابن وقاص الليثي، من أهل المدينة، من أجلة [1] العلماء ومن قراء المدينة ومتقنيهم ومتقشفيهم [2] ، مات بالمدينة سنة أربع أو خمس [3] وأربعمائة، وقد روى عن محمد بن عمرو جماعة من الثقات المتقنين وأهل الفضل في الدين وممن ينتسب إلى جده الليث لا إلى القبيلة: أبو مسلم عمر بن على ابن أحمد بن الليث الحافظ الليثي، كان حافظا من أهل بخارا، أحد حفاظ الحديث [4] ، وممن رحل في طلبه وتعب في جمعه، خرج التخاريج، وجمع الجموع، وسمع بخراسان والعراق وبلاده، وسكن أصبهان مدة،/ روى لنا عنه أبو عبد الله الخلال وأبو نصر المؤذن وغيرهما، ومات بخوزستان في سنة ست وستين وأربعمائة وأما أبو على الحسن بن أحمد بن محمد ابن الليث بن الفضل بن الكشي الحافظ الشيرازي الليثي [5] من أهل شيراز فنسب إلى جده، حافظ جليل القدر، من أهل القرآن والعلم، سمع أبا العباس محمد بن يعقوب [الأصم وأبا محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد
__________
[1] م: «جلة» .
[2] راجع الجرح والتعديل ج 4 ق 1 ص 30 فهناك ذكره.
[3] هنا بعض بياض في م.
[4] راجع ترجمته في تذكرة الحفاظ في الطبقة الخامسة عشرة 4/ 1235 وغيرها.
[5] ترجمته في تذكرة الحفاظ للذهبى في الطبقة الثالثة عشرة 3/ 1037.(11/242)
الرامهرمزيّ وأبا على إسماعيل بن محمد الصفار وأبا عبد الله محمد بن يعقوب-[1]] الأخرم وعبد الله بن جعفر بن درستويه وغيرهم، حدث ببلده وبنيسابور، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وجماعة، وذكره الحاكم في تاريخ نيسابور فقال: أبو على بن الليث الفارسي، متقدم في معرفة القراءات، حافظ للحديث، كثير الرحلة والسماع، قدم نيسابور أيام أبى العباس الأصم فكتب عنه، ثم قدم علينا سنة ثلاث وخمسين، وقد زاد في كل نوع من العلم، ودخل العراق، وكان- ما علمته- من المشهورين من أهل العلم، قال محمد ابن عبد العزيز الشيرازي: وكان أبو على بقية الأسناد والقراء والشهود، عالما في التفسير والمعاني [2] ومعرفة الرجال وغيرها، رحل إلى خراسان، ومات لثمان عشرة مضت من شعبان [3] سنة خمس وأربعمائة [4] وابنه أبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث بن كشى [5] الصفار الليثي، شيخ ثقة صالح يفهم، وكان خطيب شيراز، [6] بكر به أبوه في سماع الحديث إلى هراة وسمع بها أبا الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه [7] الكرابيسي وأبا منصور العباس بن الفضل بن زكريا النضرويى وأبا محمد عبد الله بن أحمد
__________
[1] من م، وسقط من الأصل.
[2] م: عالما بالتفسير والمغازي.
[3] وقيل: من رمضان.
[4] وقد ذكره في (الكشي) أيضا ص 120.
[5] وانظر ص 120.
[6] من هنا إلى «شيراز» س 3 ص 244.
[7] وانظر تعليق الإكمال 2/ 352 سقطة في م.(11/243)
ابن حمويه بن مردويه الهروي وأبا عبد الله الحسين بن احمد الشجاعي الحافظ، وسمع نفسا أبا بكر محمد بن عبد الله بن شيرويه الفسوي، وبأصبهان أبا بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ وطبقتهم من شيوخ شيراز، وكانت ولادته سنة ثلاث وستين وثلاثمائة- هكذا ذكر عبد العزيز النخشبى، قلت: وأظن أنه مات قبل سنة أربعين وأربعمائة [والله أعلم-[1]] وأبو الحسن على بن بشرى بن الحافظ الليثي السجزى، من أهل سجستان، كان بشرى مولى عمرو بن الليث، وعليّ كان من أهل الفضل والعلم، وكان عارفا بطرق الحديث، مكثرا منه، له رحلة إلى العراق والحجاز، وأكثر عن الشيوخ، سمع أبا الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم الآبري بسجستان وإبراهيم بن صدقة الليثي، من أهل البصرة، كان ينزل في بنى ليث فنسب إليهم، يروى عن يونس بن عبيد وسعيد بن حسين [2] ، روى عنه عبد الله بن محمد بن أبى شيبة، قال ابن أبى حاتم: سألت أبى عنه فقال شيخ، قال: وسمعت على بن الحسين بن الجنيد يقول: محله الصدق، روى عنه محمد بن مرزوق ابن بنت مهدي [بن ميمون-[3]] . [4]
__________
[1] من م، وقيل: مات سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، وقيل: بقي إلى سنة سبع وأربعين وأربعمائة.
[2] م «حسن» ، كذا في الأصول، وفي ترجمته من الجرح والتعديل ج 1 ق 1 ص 106 «سفيان بن الحسين» .
[3] من م والمصدر، وسقط من الأصل.
[4] وصميته بنت زيد الليثية، لها صحبة وأميمة الليثية، عن عائشة- وانظر المشتبه للذهبى.(11/244)
3563- اللِّيفى
بكسر اللام المشددة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الفاء، هذه النسبة لأبى عبد الله محمد بن العباس المؤدب الليفى، مولى بنى هاشم، يعرف «بلحية الليف» ، من أهل بغداد [1] ، سمع هوذة بن خليفة وشريح [2] بن النعمان وعفان [3] بن مسلم وإبراهيم بن أبى الليث، روى عنه أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعيّ وعبد الباقي بن قانع وإسماعيل بن على الخطبيّ وغيرهم، وكان ثقة صدوقا صالحا، وقال ابن الرومي في حقه:
أنت ألحى معلم وطويل ... حسبنا بعض ذا ونعم الوكيل
مات لحية الليف في شهر ربيع الأول سنة تسعين ومائتين.
3564- اللِّيمُوسْكى
بكسر اللام بعدها الياء آخر الحروف والميم المضمومة بعدها الواو ثم السين المهملة الساكنة وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى ليموسك، وهي قرية من قرى أستراباذ على فرسخ ونصف، منها أبو جعفر أحمد بن عمران الليموسكى الأستراباذي، فقيه من أصحاب الرأى، وكان على اعتقاد أهل السنة مجانبا لأهل البدع، يروى عن الحسن بن سلام [4] السواق وأحمد بن حازم بن أبى عروة والهيثم بن خالد
__________
[1] ترجمته من تاريخ بغداد 3/ 112، فهذه النسبة استدراك من السمعاني.
[2] وقع في اللباب «سريج» خطأ.
[3] وقع في م «عثمان» .
[4] م: «سلامة» .(11/245)
ومحمد بن سعد العوفيّ [1] وابن أبى العوام وغيرهم- هكذا ذكره أبو سعد الإدريسي الحافظ في تاريخ أستراباذ [2] .
3565- اللينى
باللامين وبعدهما الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها النون، ذكر هذه النسبة الأمير ابن ماكولا في الإكمال مع قرينتها «الليثي» وقال: وأما «اللينى» بالنون فهو محمد [3] بن نصر بن الحسين ابن عثمان بن المزني المروزي اللينى، من قرية لين، كان من عباد الله الصالحين، روى عن وكيع وابن المبارك وريعان ومحمد بن الفضيل، مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، ذكره ابن أبى معدان في تاريخ مرو- هكذا ذكره الأمير! وهذه النسبة لا أعرفها ولا قرية اللين، وظني أنها «آلين» بالألف الممدودة وبعدها اللام، والنسبة إليها «الآلينى» [4] ومحمد ابن نصر بن الحسين بن عثمان المزني ظني أنه أبو واثلة [5] المعروف بالعم، المدفون بقرية فيروزآباد.
__________
[1] وقع في م «محمد بن سعيد الكوفي» .
[2] وراجع الجواهر المضية 1/ 85.
[3] وفي المشتبه للذهبى ص 562 «مكي» .
[4] وراجع الأنساب 1/ 81.
[5] م: «أبو وائلة» .(11/246)
خاتمة الطبع
فقد تم بحمد الله طبع الجزء الحادي عشر من كتاب الأنساب للسمعاني يوم الخميس العاشر من شهر يناير سنة 1980 م 21 صفر سنة 1400 هـ، حققه وعلق عليه أخونا الفاضل السيد أبو بكر محمد الهاشمي مصحح دائرة المعارف العثمانية، وقرأ تجربياته للطباعة الأخ سيد عبد القادر الصوفي (كامل الجامعة النظامية) ، وقام بتنقيحه راقم هذه الخاتمة- غفر الله له ولوالديه، تحت إدارة مدير الدائرة وسكرتيرها السيد شرف الدين أحمد قاضى المحكمة العليا سابقا- أبقاه الله لخدمة العلم والدين.
ويليه الجزء الثاني عشر- إن شاء الله- وأوله «حرف الميم» .
وفي الختام ندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وصلى الله على خير خلقه سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد للَّه رب العالمين.
المستمسك بحبل الله المتين المفتى محمد عظيم الدين رئيس قسم التصحيح بدائرة المعارف العثمانية(11/247)
[المجلد الثاني عشر]
بِسم الله الرَّحمنِ الرَّحيم
حرف الميم
باب الميم والألف
3566- المابرسامي
بفتح الميم وكسر [1] الباء المنقوطة بواحدة بعد الألف وسكون الراء وفتح السين المهملة [2] وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى مابرسام وهي إحدى قرى مرو على أربعة فراسخ منها، ويقال لها الساعة «ميمسيم» [3] ، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم أبو الحسن على بن خشرم ابن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال بن ماهان [4] بن عبد الله المابرسامي، هو ابن أخت بشر بن الحارث الحافى، وكان إماما عالما رضيا، عمر العمر الكثير [5] حتى كان يقول: صمت ثماني وثمانين رمضانا، وله ابنان: عمار وأبو لبيد محمد، فعمار مات في حياته، سمع عيسى بن يونس ووكيع ابن الجراح وهشيم بن بشير وجرير بن عبد الحميد وسفيان بن عيينة والفضل بن موسى السينانى وغيرهم، روى عنه البخاري والمسلم وجماعة سواهما مثل أبى عبد الله محمد بن يوسف الفربري سمع منه بفربر لما قدمها [6]
__________
[1] من م، وفي الأصل «وسكون» كذا، وقال ياقوت: بفتح الباء.
[2] بعدها الألف.
[3] ولعل تخفيفه «مبسام» أو «مبرسام» ، وفي معجم البلدان لياقوت «ميمسام» .
[4] وقع في م «هامان» .
[5] م: «الطويل» .
[6] زيد في الأصل هنا «على» كذا.(12/1)
مرابطا، ومات في شهر رمضان سنة سبع وخمسين ومائتين [1] وأبو الفضل محمد بن يعلى بن عمرو المابرسامي، [2] حدث عن أبيه يعلى بن عمرو المابرسامي [2] ، روى عنه أبو العباس أحمد بن سعيد المعداني الفقيه. أخبرنا وجيه ابن طاهر أنا الحسن/ بن أحمد الحافظ قال أنا أبو بشر بن هارون أنا أبو سعد الأستراباذي أنا أحمد بن سعيد بن معدان المروزي بها قال:
قال أبو الفضل محمد بن يعلى بن عمرو من قرية ما برسام أخبرنى أبى يعلى ابن عمرو قال: لما أراد ابن المبارك الخروج إلى العراق قال له شاذويه:
يا أبا عبد الرحمن! حضرتني قافية أودعك بها! فقال: هات! فأنشأ يقول:
وهون وجدي أن فرقة بيننا ... فراق حياة لا فراق ممات
فقال عبد الله: أعد على! فظننت انه حفظها.
3567- المابى
بفتح الميم بعدها ألف وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى مابه، وهو اسم لجد أبى سعد أحمد بن عبد الوهاب ابن مابه القاضي الفسوي، ولى القضاء بفسا- إحدى بلاد فارس، سمع أبا عبد الله محمد بن [3] على بن [3] عبد الملك القفصى، روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ.
3568- الماتُريتى
بفتح الميم [4] وضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها
__________
[1] وانظر ما في تهذيب التهذيب 7/ 316- 317.
[2- 2] سقط من م.
[3- 3] ليس في م ولا في اللباب.
[4] بعدها الألف.(12/2)
وكسر الراء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها تاء أخرى منقوطة [باثنتين] من فوق، هذه النسبة إلى محلة من حائط سمرقند يقال لها: «ماتريت» ويقال بالدال أيضا «ماتريد» ، مضيت إليها غير مرة، خرج منها جماعة من العلماء والفضلاء، منهم أبو نصر الفتح ابن أبى حفص الماتريتى، يروى عن محمد بن نمير، روى عنه عبد بن سهل الزاهد السمرقندي وأبو بكر محمد بن محمد بن حسان الماتريتى، يروى عن أبى عيسى محمد بن عيسى الترمذي، قال أبو سعد الإدريسي: حدثني بالوجادة من كتابه إبراهيم بن محمد بن إسحاق الدهقان والقاضي الإمام أبو الحسن على بن الحسن بن على بن محمد بن عفان بن على بن الفضل ابن زكريا بن عثمان بن عفان بن خالد بن زيد بن كليب الماتريدي [1] ، وخالد هو أبو أيوب الأنصاري، كانت أمه ابنة الشيخ الإمام أبى منصور الماتريدي [2] ، حدث عن أبيه، وأبوه روى عن [3] القاضي أبى جعفر محمد بن عمرو [بن] الشعبي، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي، وتوفى أبو الحسن على في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وخمسمائة، ودفن بجاكرديزه إحدى مقابر سمرقند.
__________
[1] م: «الماتريتى» .
[2] وهو إمام أهل السنة ومصحح عقائد المسلمين ومن الأئمة الأعلام في علم الكلام، راجع الفوائد البهية ص 195 والجواهر المضية 2/ 130 وكشف الظنون في كتاب «تأويلات أهل السنة» ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 2/ 21 وغيرها.
[3] وقع في م «عنه» .(12/3)
3569- الماجَرمى
بفتح الميم والجيم [1] وسكون الراء وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى ماجرم، وهي قرية من قرى سمرقند، والمنتسب إليها أسد بن على بن طغريل [2] الماجرمى وابن عمه أبو سعد بكر بن المرزبان ابن طغريل [2] الماجرمى، وهما يرويان عن عبد بن حميد الكسى [3] وغيره، روى عن أسد أبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد بن جعفر الكاغذي، أخبرنا وجيه بن طاهر أنا أبو محمد السمرقندي أنا أبو بشر بن هارون أنا أبو سعد الإدريسي قال: أعطانى محمد بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن يحيى بن إبراهيم الفارسي كتاب جده محمد بن الحسن بن يحيى بن إبراهيم الفارسي المقيم بسمرقند بخطه فقرأت فيه: سمعنا تفسير عبد بن حميد الكسى [3] من بكر ابن المرزبان بن طغريل الماجرمى في صفر سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة في دار أبى على النمارى الحاكم، وسئل بكر بن المرزبان عن رحلته إلى عبد بن حميد في أي سنة كانت؟ فقال: رحلت إليه مع ابني عمى- وهما أسد ابن على بن طغريل والحسن بن على بن طغريل- وذلك في سنة تسع وأربعين ومائتين، [4] فقرأ علينا عبد بن حميد التفسير والمسند من أولهما إلى آخرهما في أربعة أشهر، وفرغنا من سماع المسند والتفسير في شهر ربيع الآخر سنة تسع وأربعين ومائتين، وكنت أنا [4] إذ ذاك ابن خمس عشرة سنة، وكتبنا التفسير والمسند بكس [3] ، وكان وراقنا عمر بن الوليد السمرقندي وأبو سعيد الخجنديّ، قال: وكان معنا من الرحالة نوح بن جناح [5] الماجرمى
__________
[1] بينهما الألف.
[2] ويقال «طغرل» .
[3] وانظر لما فيه تعليق ص 108 ج 11.
[4- 4] بين الرقمين سقطة في م.
[5] م: «حنان» كذا.(12/4)
ونصر بن سيار الداورى وعمر الماجرمى وصابر بن المتوكل الماجرمى وشعيب بن كنجل الماجرمى وأبو عبد الله نوح بن جناح الماجرمى، يروى عن قتيبة بن سعيد البغلاني وأبى المعلى إسماعيل بن عبد الله البغلاني وعبد بن حميد الكسى وعبد الله بن أحمد بن شبويه [1] المروزي وغيرهم، وكان حسن الحديث والرواية، روى عنه أحمد بن صالح بن عجيف وأبو النضر محمد بن أحمد بن الحكم البزار وعبد الله بن أبى سعيد الصكاك [2] وإبراهيم بن حمدويه الإشتيخني وأبو عبد الله محمد بن عصام القطواني.
3570- الماجشون
بفتح الميم والجيم [3] وضم الشين المعجمة [4] وفي آخرها نون، هذا لقب أبى سلمة يوسف بن يعقوب [5] بن عبد الله بن أبى سلمة [5] الماجشون، [5] واسم أبى سلمة الثاني «دينار» وهو مولى لآل المنكدر، وإنما قيل له «الماجشون» لحمرة خديه، وهذه لغة أهل المدينة، وقال أبو حاتم بن حبان: الماجشون [5] بالفارسية: المورد [6] ، يروى [ابن-[7]] الماجشون عن محمد بن المنكدر وسعيد المقبري وأبيه الماجشون، روى عنه محمد بن الصباح والعراقيون، مات سنة ثلاث أو أربع وثمانين ومائة [8]
__________
[1] م: «سيبويه» .
[2] في م: «وعبد الله بن أبى سعد الضحاك» .
[3] بينهما الألف. وفي الباب «وكسر الجيم» وهو الأشهر.
[4] بعدها الواو.
[5- 5] ما بين الرقمين سقطة في م.
[6] وفي الفارسية «مى گون» أي كلون الخمر، وانظر تاريخ بغداد 10/ 437.
[7] من م.
[8] وانظر تهذيب التهذيب 11/ 430.(12/5)
وعبد العزيز بن يعقوب بن [1] عبد الله بن [1] أبى سلمة الماجشون، من أهل المدينة، أخو يوسف بن يعقوب، يروى عن محمد بن المنكدر، روى عنه يحيى بن معين ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وكل شيء عنده كان ثلاثة أحاديث، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبى سلمة ابن عمه أكثر حديثا منه وأبو عبد الله- وقيل أبو الأصبغ- عبد العزيز/ بن عبد الله بن أبى سلمة الماجشون، واسم أبى سلمة ميمون [2] ، مولى آل الهدير التيمي، وهو من أهل مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، سمع ابن شهاب ومحمد بن المنكدر وعبد الله بن دينار وأبا حازم سلمة بن دينار وحميدا الطويل وهشام ابن عروة وغيرهم، روى عنه ليث بن سعد وبشر بن الفضل ووكيع ابن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي ويزيد بن هارون وعلى بن الجعد وأبو نعيم الفضل بن دكين وغيرهم، وكان عالما فقيها، قدم بغداد وحدث بها إلى حين وفاته. وحج أبو جعفر المنصور فشيعه المهدي، فلما أراد الوداع قال: يا بنى استهدنى! قال: أستهديك رجلا عاقلا! فأهدى له عبد العزيز ابن [أبى سلمة] الماجشون، ومات سنة أربع وستين ومائة في خلافة المهدي. وقال أبو بكر بن مردويه الحافظ في تاريخ أصبهان: [1] عبد العزيز ابن عبد الله بن أبى سلمة الماجشون، مدني، أصله من أصبهان، وإليهم [1]
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] ومثله في المأخذ أي تاريخ بغداد للخطيب 10/ 436، وفي م «دينار» وانظر فيما مضى.(12/6)
ينسب سكة الماجشون، قال أبو بكر بن أبى خيثمة: كان الماجشون من أهل أصبهان [1] فنزل مدينة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، فكان يلقى الناس فيقول لهم: جونى جونى. قلت: والأشبه عندي ما قاله أبو حاتم ابن حبان البستي.
3571- الماجَندنى
بفتح الميم والجيم [2] وسكون النون وفتح الدال [3] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ماجندن، وهي قرية من قرى سمرقند على خمسة فراسخ، منها محمود [4] بن آدم الماجندنى السمرقندي، يروى عن موسى بن إبراهيم وكعب بن سعيد البخاري المعروف بكعبان، ويحكى عن حاتم بن عنوان الأصم الزاهد البلخي حكايات في الزهد، روى عنه إسحاق بن صالح المعلم، وكتب عنه أحمد بن خلف الشوخناكى.
3572- الماحورى [5]
بالحاء المهملة والراء، هذه النسبة إلى الماحور [6] ،
__________
[1- 1] بين الرقمين سقطة في م.
[2] بينهما الألف.
[3] وذكر ياقوت بعدها الألف فقال «ما جندان» .
[4] وفي اللباب المطبوع «محمد» .
[5] وقع هذا الرسم في الأصول بين (الماجرمى) و (الماجشون) وبدلنا مكانه وفقا للترتيب الهجائي، مثل ما فعل ابن الأثير.
[6] هذه النسبة فيها اختلاف، وما في المتن فهو من الأصل، وفي م واللباب:
(الماحوزي) بالحاء المهملة والزاى، هذه النسبة إلى ماحوز- إلخ» ، ولم يتعرض لهذه القرية ياقوت الحموي.(12/7)
وهي من قرى الشام، منها أبو أمية، من كبار أقران [1] ابن الجلاء، وكان أبو بكر الفرغاني يقول: ما رأيت في عمري إلا رجلا ونصف رجل، فقيل له: من الرجل؟ فقال: أبو أمية الماحورى [2] ، ونصف رجل أبو عبد الله ابن الجلاء، قلت [3] له: جعلت ذلك الرجل، وهذا نصف رجل! قال: كان أبو أمية يأكل مما [4] ليس للمخلوقين فيه صنيع [5] ، وأما ابن الجلاء فكان يأكل من مال رجل يقال له على بن عبد الله بن [6] القطان. وقال الدقى: ذهبت مرة إلى الماحور [7] إذ جاء أبو أمية فحممت عنده، فقال لي يوما: أنت خوار [8] ، أعرف من به هذه العلة منذ عشرين سنة لم يعلم بها [9] أحد.
3573- الماخَكى
بفتح الميم والخاء المعجمة بينهما الألف وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى ماخك، وهو اسم لجد أبى إسحاق إبراهيم ابن إسحاق بن ماخك الصفار الماخكى، من أهل بخارا، يروى عن أبى إبراهيم
__________
[1] كذا في الأصل، وفي م «أبو أمية بن كنار من أقران- إلخ» .
[2] في م «الماحوزي» وفقا لما سبق.
[3] في م «قيل» .
[4] م: «ما» .
[5] م: «صنع» .
[6] ليس لفظ «بن» في م.
[7] م: «الماحوز» .
[8] من م، وفي الأصل: «حواز» .
[9] م: «به» .(12/8)
إسحاق [1] بن عبد الله الجويباري، روى عنه خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام البخاري.
3574- الماخُوانى
بفتح الميم [2] وضم الخاء المعجمة [3] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرية بمرو على ثلاثة فراسخ منها يقال لها ماخوان.
والمنتسب إليها جماعة، قيل: إن أبا مسلم صاحب الدعوة [4] كان خروجه وبروزه إلى الصحراء بهذه القرية، وأبو الحسن أحمد بن شبويه [5] بن أحمد ابن ثابت بن عثمان [6] بن مسعود بن يزيد بن [7] الأكبر بن كعب بن مالك [8] ابن كعب [8] بن الحارث بن قرط بن مازن بن سنان [9] بن ثعلبة بن حارثة ابن عمرو بن عامر [10]- وهو خزاعة- الماخوانى المروزي، قال ابن ماكولا:
__________
[1] وقع في م: «يروى عن إبراهيم بن إسحاق» .
[2] بعدها الألف.
[3] والواو المفتوحة بعدها الألف.
[4] في الأصول «صاحب الدولة» .
[5] وقع في م «وأبو الحسن سيبويه» وفي اللباب «أحمد بن سوية» كذا، وراجع الأنساب 8/ 55- 56 وراجع لنسبة الإكمال 5/ 21- 22 فترجمته هاهنا أوردها أبو سعد من الإكمال، وفي كتاب عبد الغنى «أحمد بن محمد بن شبويه» .
[6] زيد في معجم البلدان لياقوت هنا في عمود نسبه «بن يزيد» .
[7] ليس لفظ «بن» في معجم البلدان.
[8- 8] سقط من م.
[9] وقع في م «يسار» خطأ.
[10] في معجم البلدان: عمرو مزيقاء بن عامر ماء السماء.(12/9)
من قرية ما خوان، وقيل: هو مولى بديل بن ورقاء [الخزاعي-[1]] ، سمع وكيعا ومحمد بن يحيى الكناني وأيوب بن سليمان بن بلال والفضل ابن موسى وعبد الرزاق وغيرهم، حدث عنه ابنه عبد الله وأبو زرعة الدمشقيّ وأبو داود السجستاني وأبو بكر بن أبى خيثمة وغيرهم [2] ، مات بطرسوس في شهر ربيع الأول سنة تسع وعشرين ومائتين وهو ابن ستين سنة وابنه أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن شبويه [3] الماخوانى، يروى عن أبيه [وغيره-[4]] ، روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد [وغيره-[4]] ومن المتأخرين أبو الفضل محمد بن عبد الرزاق بن ... الماخوانى المروزي، إمام فاضل متبحر في مذهب الشافعيّ، تفقه على أبى طاهر السنجى [5] ، وكان يروى الحديث عن الإمام أبى على السنجى، روى لنا [6] عنه ابناه وعبد الرحمن [7] ابن على العمى العدل وغيرهم، توفى سنة نيف وتسعين وأربعمائة وأبو بكر عتيق بن محمد بن عبد الرزاق الماخوانى، كانت بيننا وبينه مصاهرة، يروى عن أبيه، سمعت منه أحاديث، ومات ببلخ في جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين وخمسمائة وأخوه أبو عبد الله عبد الرزاق بن محمد الماخوانى،
__________
[1] من م وغيرها.
[2] راجع لرواته معجم البلدان لياقوت وغيره.
[3] وقع في م «سيبويه» .
[4] من المأخذ.
[5] في م «الشيحى» خطأ.
[6] لفظ «لنا» ليس في م.
[7] م: «أبو عبد الرحمن» كذا.(12/10)
يروى عن أبيه، سمعت منه، وتوفى بقريته ماخوان سنة نيف وأربعين وخمسمائة.
3575- الماخى
بفتح الميم [1] وفي آخرها خاء معجمة، هذه النسبة إلى رجل من المجوس اسمه ماخ، أسلم وعمل داره مسجدا ببخارا يقال له مسجد ماخ، وعنده محلة كبيرة وسوق قائمة عرفا بباب مسجد ماخ، والمنسوب إلى تلك البقعة المقري أبو عمرو أحمد بن محمد بن أحمد الحذائى [2] الماخى، هكذا ذكره أبو كامل البصيري في كتاب المضافات وابنه [3] شيخنا أبو بكر محمد بن أحمد المقري الحذائى [4] الماخى، يروى عن خلف ابن محمد الخيام وجماعة، لم أرزق السماع منه، وقرأت عليه القرآن في الدور في مسجد درب الحديد وابنه المقري الزاهد أبو حفص أحمد ابن أبى بكر الحذائى [4] الماخى، سمعنا منه الكثير، يروى عن المعداني أبى العباس المروزي والخليل بن احمد السجزى، قرأت عليه كتاب الإيمان لأبى عبد الله بن أبى حفص، مات وصلى على جنازته [5] في الجامع بعد [6] الجمعة، وهو أول من رأيت الصلاة على جنازته [7] في مسجد [8] بخارا وأبو محمد الأبرد بن خالد بن عبد الرحمن بن ماخ البخاري
__________
[1] بعدها الألف.
[2] م: «الحوانى» ولعله «الحذاء» وانظر الأنساب 4/ 97 ولعله هو.
[3] زيد هنا في الأصول «قال» كذا.
[4] هنا في م «الحدامى» ولعله «الحذاء» .
[5] م: «وصلى عليه» .
[6] م: «يوم» .
[7] م: «عليه» .
[8] م: «جامع» .(12/11)
الماخى، من أهل بخارا، والد مت بن الأبرد، يروى عن عيسى ابن موسى غنجار التيمي، روى عنه ابنه محمد [1] بن الأبرد [2] .
3576- المادري
بفتح الميم والدال المهملة [3] وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى مادرة، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن حذاية [4] بن قيس بن مادرة الأبريسمي المادري الشافعيّ السمرقندي، من أهل سمرقند، أصله من مرو وسكن سمرقند، حدث عن أبى جعفر محمد بن عبد الرحمن الأرزناني [5] الحافظ وأبى نصر أحمد بن أبى الفضل البكري المعروف بالنبيرة وأبى بكر أحمد بن محمود [6] الفقيه السودنى [7] وغيرهم، وسمع من أبى عبد الله محمد ابن نصر المروزي غير أنه لم يظفر بالسماع منه، روى عنه أبو سعد
__________
[1] وهو الملقب بمت، والمكنى بأبي مقاتل، روى عن أبيه وعلى بن المديني وحامد بن إسماعيل.
[2] وأبو بكر محمد بن أحمد بن خنب بن حامد بن ماخ الماخى البخاري- الإكمال، وذكره الذهبي في المشتبه ص 563، ثم قال: ومسعود بن ماخ السمرقندي، سمع أبا محمد الدارميّ،
[3] بينهما الألف.
[4] في اللباب «حدابة» .
[5] وقع في م في «الادرمانى» كذا خطأ.
[6] في م «محمد» .
[7] كذا بالأصل، وفي م «الشورى» كذا، فحرره، ولعله «الشوذبى» - والله أعلم.(12/12)
عبد الرحمن بن محمد الإدريسي وقال: أبو بكر الأبريسمي الشافعيّ، أصله من مرو، كان فقيها فاضلا ثقة خيرا حسن الخلق معاشرا، يروى عن أهل سمرقند، [1] كتبنا عنه [1] ، قال: ومات قبل الستين والثلاثمائة ومن أولاده القاضي [2] أبو محمد عبد الرحمن بن/ عبد الملك [2] بن القاسم بن محمد بن محمد ابن أحمد الأبريسمي السمرقندي، ذكرته في الألف في الأبريسمي [3] .
3577- المادرائي
بفتح الميم والدال المهملة بعد الألف وبعدها الراء [4] ، هذه النسبة إلى مادرايا [5] ، وظني أنها من أعمال البصرة [6] ، والمشهور بالانتساب إليها أبو الحسن على بن إسحاق بن محمد بن البختري المادرائى [7] ، من أهل البصرة [8] ، صنف المسند وجمع، وحدث ببلده وبمكة، سمع على ابن حرب الطائي ومحمد بن عبد الملك الدقيقي ومحمد بن أحمد بن الجنيد وغيرهم، روى عنه القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي وأبو الحسن على ابن القاسم النجاد [9] البصريان وجماعة، وسمع منه أبو الحسين محمد بن أحمد
__________
[1- 1] سقط من م.
[2- 2] وفي م «أبو عبد الرحمن بن عبد الملك» .
[3] بل نسي ولم يذكره، وقد ذكر هناك غيره من أجداده، وانظر 1/ 94.
[4] المفتوحة وبعدها الألف وفي آخرها ياء تحتها نقطتان، وقال ياقوت:
بالذال المعجمة.
[5] في م «المادراني» و «مادرانا» ، وفي الأصل «مادراباد» .
[6] قال ياقوت: والصحيح أن ماذرايا قرية فوق واسط من أعمال فم الصلح مقابل نهر سابس.
[7] م: «المادراني» .
[8] وقع في الأصل «من أعمال البصرة» .
[9] وقع في م «البخاري» .(12/13)
ابن جميع الغساني وأبو بكر محمد بن إبراهيم ابن المقري وروى في معجم شيوخه وقال: أنا أبو الحسن المادرائى [1] بمكة سنة سبع وثلاثمائة، وبالبصرة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وأما أبو بكر محمد بن على بن أحمد بن رستم المادرائي الكاتب وزير ابى الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون فقال أبو سعيد ابن يونس [2] : ولد بالعراق وقدم بمصر هو وأخوه أحمد بن على، فكانا بمصر مع أبيهما على بن أحمد، وكان أبوهما يلي خراج مصر لأبى الجيش خمارويه، وكان محمد بن على قد كتب الحديث ببغداد عن العطاردي وطبقة نحوه [3] ، وكان مولده سنة سبع وخمسين ومائتين، واحترقت كتبه في إحراق داره وبقي له [منها] شيء [4] عند [5] بعض الكتاب ممن سمع منه جزءا أو جزءين عن العطاردي [وغيره] فسمع ذلك منه بعض ولده وأهله وقوم من الكتاب، وتوفى بمصر في شوال سنة خمس وأربعين وثلاثمائة وابن أخيه-[6] إن شاء الله [6]- أبو أحمد بن الحسن بن على [7] بن أحمد المادرائى [1] ، ذكره أبو زكريا يحيى بن على الطحان المصري في تاريخ مصر.
__________
[1] في م «المادراني» .
[2] أورد أبو سعد قول أبى سعيد من تاريخ بغداد للخطيب 3/ 79- 80.
[3] من تاريخ بغداد، وكان في الأصول «وطبقة غيره» .
[4] زيد هنا في الأصول «وكان» كذا.
[5] وقع في م «عنده» .
[6- 6] ليس في م.
[7] من م، ووقع في الأصل «أبو أحمد الحسن بن أحمد بن على- إلخ» فحرره.(12/14)
وقال: توفى في جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين [1] وثلاثمائة. [2]
3578- الماذرائي
بفتح الميم والذال المعجمة والراء [3] وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى الجد، وهو ماذرا، وهو عبد الرحمن ابن عبد العزيز بن ماذرا [4] المديني، يلقب
__________
[1] لعله تحريف «تسعين» ففي من بالأرقام «392» والله أعلم.
[2] وقال ياقوت: ومن وجوه المنسوبين إليها الحسين بن أحمد بن رستم، ويقال: ابن أحمد بن على، أبو أحمد، ويقال: أبو على، ويعرف بابن زينور الماذرائي الكاتب، من كتاب الطولونية، وقد روى عنه أبو الحسن الدارقطنيّ، وكان قد أحضره المقتدر لمناظرة ابن الفرات فلم يصنع شيئا، ثم خلع عليه وولاه خراج مصر لأربع خلون من ذي القعدة سنة 306 ... ثم قبض عليه وحمل إلى بغداد ... سنة 311 ثم أخرج إلى دمشق فمات سنة 14 وقيل: 317 وقال: وذكر الجهشيارى في كتاب الوزراء قال: استخلف أحمد بن إسرائيل وهو يتولى ديوان الخراج للحسن بن عبد العزيز الماذرائي من طسوج النهروان الأسفل- إلخ.
وقال ياقوت: (ماذران) بفتح الذال المعجمة، وهو معرب ومختصر من «كسمادران» ... وقد نسب إليها بهذه النسبة عثمان بن محمد الماذرانى، روى عن على بن الحسين المروزي، روى عنه محمد بن عبد الله الربعي- إلخ.
[3] بعدها الألف.
[4] قلت: قد اشتبه في هذا الرسم على أبى سعد السمعاني رحمه الله، فإنه رأى في تاريخ بغداد للخطيب ترجمته وقرأ «ماذرا» والصواب أنه «صادرى» بالصاد لا بالميم وبالدال المهملة وبالألف المقصورة بعد الراء المفتوحة، فذكره ابن ماكولا في الإكمال 5/ 24 في رسم «سبويه» وقال: يروى عن فضيل(12/15)
«سبويه» [1] من أهل بغداد، حدث عن أغلب بن تميم وعامر بن صالح بن رستم وعون بن المعمر وعبد الحكيم ابن منصور وفضيل بن سليمان النميري وبشر بن المفضل وسليم بن أخضر وغيرهم، روى عنه محمد بن هارون الفلاس المخرمي وعباس بن محمد الدوري وأحمد بن حرب المعدل وأحمد بن إسحاق بن صالح الوزان.
3579- المارَبانى
بفتح الميم والراء والباء الموحدة بين الألفين [2] وفي آخرها النون، [3] وربما يقال «المارباناني» [3] ، هذه النسبة إلى ماربانان [4] ، وهي قرية على نصف فرسخ من أصبهان، حضرتها للقراءة على أبى المظفر شبيب بن خورة [5] فقرأت عليه جزءا ورجعت: منها أبو على أحمد ابن محمد بن رستم الماربانى، عامل السلطان، وكان يعرف بأحمد بن ناجيكة [6] ، شيخ صالح، وكان قد سمع الحديث الكثير ثم سمع بنفسه الكثير إلى أن
__________
[ () ] ابن سليمان النميري ومحمد بن الحسن وغيرهما، روى عنه عباس الدوري.
وأحمد بن إسحاق بن صالح الوزان وغيرهما- أهـ. وذكره الذهبي في المشتبه ص 390 في «سبويه» : لقب عبد الرحمن بن عبد العزيز شيخ لعباس الدوري- أهـ.
وإنما أورد أبو سعد ترجمته من تاريخ بغداد 10/ 257، ووقع هناك في المطبوع «صادر» و «سيبويه» محرفا- والله أعلم، وانظر الإكمال 1/ 406.
[1] في تعليق اللباب نقلا عن نزهة الألباب في الألقاب لابن حجر العسقلاني «شبوية» وأظنه محرفا.
[2] أي الباء والراء كلاهما بين الألفين بعد الميم.
[3- 3] سقط من م.
[4] في م «ماربان» .
[5] في م «حوزة» ، وهو شبيب بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خورة المارباناني الأصبهاني- ياقوت في معجم البلدان.
[6] وفي م «فاجيكه» .(12/16)
توفى سنة إحدى وتسعين ومائتين بأصبهان وأبو عبد الله محمد بن الفضل ابن الخطاب العنبري الماربانى، كان ثقة كثير الحديث، يروى عن أحمد ابن بديل ومحمد بن عبد العزيز الدينَوَريّ، روى عنه عبد الله بن محمد بن يزيد ومحمد بن جعفر الأصبهانيان.
3580- المأرِبي
هذه النسبة إلى مأرب [1] ، وهي ناحية باليمن، استقطع النبي صلّى الله عليه وسلّم أبيض بن حمال المأربي الملح الّذي بمأرب فأقطعه إياه، وقد ورد ذكره في الحديث، وثابت بن سعيد بن أبيض بن حمال المأربي [2] ، يروى عن أبيه عن جده، عداده في أهل اليمن، روى عنه فرج بن سعيد بن علقمة بن سعيد بن أبيض بن حمال المآربى ويحيى بن قيس المأربي [3] ، يروى عن أبيض بن حمال، روى عنه ابنه محمد بن يحيى بن قيس وأخو فرج جبر بن سعيد بن أبيض بن حمال المأربي، يروى عن عبد الله ابن زريع [4] بن حمال عن ابن عمر رضى الله عنهما في صلاة المسافر، روى عنه ابن أخيه فرج بن سعيد [5] بن علقمة بن سعيد بن أبيض ويحيى بن قيس وفرج بن سعيد بن علقمة بن سعيد بن أبيض بن حمال المآربى، السبئي [6] ، يعد
__________
[1] قال في اللباب: بفتح الميم وسكون الألف- إلخ، وقال ياقوت: بهمزة ساكنة وكسر الراء- إلخ، وهو الصواب.
[2] وانظر ما في الجرح والتعديل 1/ 1/ 452.
[3] وانظر تاريخ البخاري.
[4] م: «جديع» .
[5] وانظر التعليق على الجرح والتعديل 1/ 1/ 533.
[6] في الأصول «السباعى» كذا.(12/17)
في أهل اليمن، سمع عمه ثابت بن سعيد وغيره، روى عنه أبو بكر عبد الله [1] ابن الزبير الحميدي ومحمد بن يحيى بن أبى عمر العدني وغيرهما، قال عبد الرحمن ابن أبى حاتم [2] : روى عن عم له آخر يسمى جبر بن سعيد وعن منصور ابن شيبة، من أهل مأرب، سألت أبا زرعة رحمه الله عن فرج بن سعيد ابن علقمة فقال: لا بأس به. [3]
3581- المارِدى
بفتح الميم وكسر الراء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى ماردة، وهو اسم لبعض أجداد أبى محمد عبد الله بن محمد ابن مكي بن عبد الله [4] بن إبراهيم السواق المقري، المعروف بابن ماردة، من أهل بغداد، سمع أبا الحسين على بن محمد بن أحمد بن كيسان النحويّ وأبا عبد الله [4] الحسين بن محمد بن عبيد العسكري، ذكره أبو بكر الخطيب.
في التاريخ [5] وقال: كتبنا عنه، وكان صدوقا دينا، ومات في ذي القعدة ستة أربع وأربعين وأربعمائة، ودفن بباب حرب. [6]
__________
[1] وقع في الأصول: «محمد» .
[2] في الجرح والتعديل 3/ 2/ 86.
[3] وسعيد بن أبيض بن حمال المأربي السبئي، روى عن أبيه وفروة بن مسيك، راجع الجرح والتعديل ج 112 ص 3.
[4- 4] بين الرقمين سقطة في م.
[5] تاريخ بغداد 10/ 143.
[6] قال ياقوت: و (مارد) حصن بدومة الجندل. وقال: و (ماردة) كورة واسعة من نواحي الأندلس ... ينسب إليها غير واحد من أهل العلم والرواية، منهم أبو عبد الله سليمان بن قريش بن سليمان، أصله من ماردة وسكن المارديني(12/18)
3582 المارِديني
بفتح الميم وكسر الراء بعدها الدال المهملة وبعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ماردين، وهي بلدة من بلاد الجزيرة عند الرحبة، منها أبو ... [1] .
3583- المارِستانى
بفتح الميم [2] وكسر الراء وسكون السين المهملة وفتح التاء ثالث الحروف [2] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى المارستان، وهو موضع ببغداد يجتمع فيه المرضى والمجانين، وهو «بيمارستان» يعنى موضع المرضى، واشتهر بالنسبة إليها أبو العباس عبد الله بن أحمد بن إبراهيم ابن مالك بن سعد المارستاني الضرير، من أهل بغداد [3] ، حدث عن رزق الله ابن موسى وإسحاق بن البهلول ومهنى بن يحيى الشامي وشعيب بن أيوب الصريفيني، روى عنه أبو الحسن الدارقطنيّ وأبو حفص بن شاهين ويوسف ابن عمر القواس وأبو حفص الكتاني وأبو طاهر المخلص وغيرهم، وقد تكلموا فيه،/ ومات سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
3584- المارشكي
بفتح الميم [2] وكسر الراء وسكون الشين المعجمة وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى مارشك، [4] وهي إحدى قرى طوس [4] ،
__________
[ () ] قرطبة، سمع من ابن وضاح وغيره، ورحل فسمع بمكة من على بن عبد العزيز، وكان ثقة، مات بقرطبة في محرم سنة 329- أهـ.
وقال الذهبي في المشتبه ص 565: ومن ماردة رستاق بالأندلس: مقرى تونس أبو العباس أحمد بن ثابت الماردي، تلميذ ابن الدبّاج.
[1] بياض.
[2] بعدها الألف.
[3] ترجمته من تاريخ بغداد 9/ 382.
[4- 4] سقط من م.(12/19)
والمشهور بالانتساب إلى هذه القرية الإمام أبو الفتح محمد بن الفضل بن على المارشكي، تفقه على الإمام أبى حامد محمد بن محمد الغزالي، وبرع في الفقه، وكان مصيبا في الفتاوى، حسن الكلام في المسائل، وكان عارفا بالأصول، سمع أبا الفتيان عمر بن أبى الحسن الرواسي الحافظ وأبا عمرو عثمان ابن محمد الطرازي وغيرهما، سمعت منه أحاديث يسيرة بطوس، ورأيته بمرو غير مرة، وتكلمت معه في المسائل، وتوفى في فتنة الغز من الخوف [1] في شهر رمضان سنة تسع وأربعين وخمسمائة بطوس.
3585- المارِمُلى
بفتح الميم والراء المكسورة بعد الألف وميم أخرى مضمومة وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى مارمل، وهي قرية في جبال بلخ، منها أبو بكر محمد بن يعقوب بن محمود بن إبراهيم الفروانى ثم المارملى [2] ، ظني أنه سكن مارمل، فان عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ ذكره وقال: كتبت عنه بمارمل في جبل بلخ حديثا واحدا خطأ من حفظه.
3586- المارِمّى
بفتح الميم بعدها الألف وكسر الراء وفي آخرها الميم المشددة، هذه اللفظة تشبه النسبة، وهو اسم في نسب أبى زكريا يحيى ابن موسى بن مارمى- ويقال مارمة- الوراق البغدادي، من أهل بغداد [3] ، حدث عن عبيد الله بن موسى وقبيصة بن عقبة [4] وعفان بن مسلم، روى
__________
[1] ذكر ياقوت وفاته في معجم البلدان بأطراف من هذا.
[2] وانظر 10/ 201- 2.
[3] ترجمته من تاريخ بغداد 14/ 216.
[4] في تاريخ بغداد «عتبة» .(12/20)
عنه إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي وأبو عبد الله محمد بن مخلد العطار.
3587- المازلي
بفتح الميم وضم الزاى بينهما الألف وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى مازل، وظني أنها قرية من قرى نيسابور، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسين محمد بن الحسين بن معاذ النيسابورىّ المازلى، سمع الحسين بن الفضل البجلي، وأحمد بن نصر اللباد وتمتاما وغيرهم، روى عنه أبو سعيد بن أبى بكر بن أبى عثمان، توفى في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وأبو عبد الله محمد بن جعفر بن رزمة المازلى النيسابورىّ، سمع بنيسابور أبا الأزهر وأحمد بن يوسف السلمي، وبالري أبا حاتم الرازيّ، وبالعراق أبا إسماعيل الترمذي، روى عنه أبو إسحاق المزكي، ومات في صفر سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
3588- المازِني
هذه النسبة إلى قبيلة مازن، ومازن: بيضة النملة [1] ، وهي من تميم، يقال لها: مازن بن عمرو بن تميم [2] ، منهم الأعشى المازني، واسمه عبد الله بن الأعور، وهو من المخضرمين أدرك الجاهلية والإسلام، وقدم [3] على النبي صلّى الله عليه وسلّم بسبب امرأته معاذة، وكانت قد نشزت عليه، لأن الأعشى خرج يمير اهله من هجر، فهربت امرأته فعاذت برجل منهم يقال له مطرف بن بهصل، فأتاه
__________
[1] في م «والمازن بيض النمل» .
[2] وراجع جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 200.
[3] من م، وفي الأصل، «وفد» . وانظر الإصابة، وهو الحرمازي وليس بالمازنى، وانظر ترجمته في الجرح والتعديل 2/ 2/ 7 و 90 وأسد الغابة 1/ 102 وطبقات ابن سعد 7/ 1/ 36.(12/21)
الأعشى فقال: يا ابن عم! عندك امراتى معاذة فادفعها إليّ فقال: ليست عندي، ولو كانت لم أدفعها إليك، وكان مطرف أعز من الأعشى، فخرج [1] الأعشى إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فعاذ به- أخبرنا أبو القاسم على ابن الحسين بن محمد الزينى وأبو الفوارس هبة الله بن أحمد بن سوار المقري ببغداد قالا أنا أبو الفوارس طارد بن محمد النقيب أنا أبو بكر بن وصيف الصياد أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعيّ ثنا معاذ بن المثنى ثنا محمد بن أبى بكر أبو عبد الله ثنا أبو معشر هو البراء حدثني صدقة بن طيسلة حدثني الأعشى المازني رضي الله عنه قال: أتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فأنشدته:
يا مالك الناس وديّان [2] العرب ... إني وجدت ذربة من الذرب
غدوت أبغيها الطعام في رجب ... [فخلفتني في نزاع وهرب-[3]]
أخلفت الوعد ولطت بالذنب ... وهن شر غالب لمن غلب
هكذا في رواية صدقة عن الأعشى، ورواه أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات عن المقدمي [4] ، وهو أبو عبد الله محمد بن أبى بكر ثنا أبو معشر البراء
__________
[1- 1] بين الرقمين سقطة في م.
[2] في م «ديار» كذا خطأ.
[3] من المراجع، وسقط من الأصول.
[4] بل عن أبى يعلى عن المقدمي، راجع المطبوع من الثقات 3/ 21.(12/22)
حدثني صدقة بن طيسلة حدثني معن بن ثعلبة المازني حدثني الأعشى المازني- وذكر الأبيات وقال في آخره: قال: فجعل النبي صلّى الله عليه وسلّم يتمثلها ويقول:
وهنّ شر غالب لمن غلب
وقد ذكرت قصة الأعشى مع امرأته بتمامها في ديباجة المذيل والإمام المشهور أبو الحسن النضر بن شميل بن خرشة بن يزيد بن كلثوم بن عنزة ابن زهير بن عمرو بن حجر بن خزاعيّ بن مازن بن عمرو بن تميم المازني [1] ، أصله من البصرة، ومولده بمروالروذ، لأن أباه خرج من البصرة وسكنها وولد النضر بها، وخرج به أبوه زمن الفتنة هاربا من مروالروذ إلى البصرة سنة ثمان وعشرين ومائة وهو ابن ست سنين، وكتب بالبصرة عن ابن عون وعوف الأعرابي والبصريين، ثم رجع إلى مروالروذ وسكنها، وكتب بها الحديث وتعلم الفقه وأخذ الحظ الوافر من الأدب والمعرفة بأيام الناس، [2] فسكن مروالروذ [2] على جهد جهيد وورع شديد، وكان يقال له:
يا لك من درة بين مروين ضائع
يريد بالمروين: مرو ومروالروذ، وكان من فصحاء الناس وعلمائهم
__________
[1] وانظر الجمهرة ص 200، وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 10/ 437 والجرح والتعديل ج 4 ق 1 ص 477 ووفيات الأعيان وغاية النهاية 2/ 341 وغيرها.
[2- 2] من م، وكان في الأصل «ثم رجع إلى مروالروذ وسكنها» تحريف وتكرار.(12/23)
بالأدب وأيام الناس، سكن بمرو وبهامات، روى عنه إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ وحميد بن زنجويه، مات بمرو آخر يوم من ذي الحجة، ودفن أول يوم من المحرم سنة أربع ومائتين، وقبره عند المصلى القديم بسنجدان على يساره إذا انحدر واحد إلى المقبرة وأبو أحمد الهيثم بن خارجة المروروذي، قال أبو حاتم بن حبان [1] : أصله من خراسان من مروالروذ سكن بغداد، يروى عن مالك بن أنس وحفص بن ميسرة، حدثنا عنه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، مات ببغداد يوم الإثنين [2] لسبع [3] بقين من ذي الحجة سنة سبع [4] وعشرين ومائتين، وكان يسمى شعبة الصغير لتيقظه.
ومازن بن الغضوبة [5] ، وقال لي أبو العلا الحافظ بأصبهان: الغضوبة بالغين المعجمة، منهم سلمة بن عمرو المازني، وغيره.
وأما مازن قيس فمنهم عبد الله بن بسر وأخوه عطية بن بسر، وأهل بيتهم، وهو مازن بن منصور بن عكرمة بن حصفة بن قيس عيلان.
__________
[1] أي في الثقات في الطبقة الرابعة ممن روى عن أتباع التابعين، وذكره الخطيب في تاريخ بغداد 14/ 58، وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 11/ 93- 94 والجرح والتعديل 4/ 2/ 86 وتاريخ البخاري وتذكرة الحفاظ 2/ 469 وغيرها.
[2] من م والثقات وغيرهما، ووقع في الأصل «الخميس» .
[3] وقع في الثقات المخطوط «لتسع» .
[4] وقع في الثقات «ثمان» .
[5] هو طائى ثم من بنى خطامة ابن سعد بن ثعلبة بن نصر بن سعد بن نبهان ابن عمرو بن الغوث بن طيئ، ولمازن صحبة، وحديثه في معالم النبوة مشهور، وهو جد على بن حرب الطائي الخطامى الموصلي- الباب. وانظر الإصابة.(12/24)
3589- المازِني
بفتح الميم [1] وكسر الزاى وفي آخرها نون، هذه النسبة إلى مازن، وهم قبائل وبطون [2] ، فأما مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة ابن قيس عيلان هو أخو سليم وهوازن فالمشهور منها عبيد الله بن عتبة ابن غزوان [3] المازني، من بنى مازن بن منصور، قتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين [4] .
ومن مازن الأنصار [5] : عبد الله [6] بن زيد بن عاصم المازني [7] وأخوه تميم ابن زيد وابن أخيه عباد بن تميم وحبان بن منقذ، جد محمد بن يحيى، من مازن الأنصار وأبو صرية مالك بن قيس المازني منهم أيضا.
ومن مازن أخى سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر: عتبة بن غزوان، وهو الّذي بنى البصرة وعبد الله ابن بسر وعطية بن بسر والصماء بنت بسر، فهؤلاء من مازن أخى سليم.
ومن مازن سليم: الأعشى المازني الشاعر، بصرى، له صحبة، وهم مازن بن سليم، كذا قال ابن أبى حاتم الرازيّ [8] ، روى عنه معن
__________
[1] بعدها الألف.
[2] كذا كرر عنوان الرسم مع بعض زيادات.
[3] وقع في م «مروان» .
[4] وقع في م «53» .
[5] وهو مازن بن النجار- واسمه تيم اللات- بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج ابن حارثة بن ثعلبة- اللباب.
[6] م «عبيد الله» كذا.
[7] وليس هو بصاحب الأذان- للباب.
[8] في الجرح والتعديل ج 1 ق 1 ص 338 وقد مر ذكره مفصلا ص 21- 23.(12/25)
ابن ثعلبة وصدقة بن طيسلة، وذكر أن الأعشى اسمه عبد الله بن الأعور، وهو من مازن سليم لا مازن تميم.
ومن مازن تميم- ممن نزلت البصرة- صفوان بن محرز المازني وأبو عثمان بكر بن محمد بن ... [1] المازني النحويّ وعبد الله بن العيزار المازني.
وأبو عثمان بكر بن محمد بن بقية، وقيل: بكر بن محمد بن عدي ابن حبيب المازني النحويّ، من أهل البصرة، من بنى مازن بن شيبان [2] ابن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن على بن بكر بن وائل، أستاذ أبى العباس المبرد أحد أئمة الأدب، يروى عن أبى عبيدة والأصمعي وأبى زيد الأنصاري ومحبوب بن الحسن القزاز، روى عنه الفضل ابن محمد اليزيدي والمبرد والحارث بن أبى أثامة ومحمد بن الجهم السمري، ومات بالبصرة سنة تسع وأربعين ومائتين [3] .
ومن مازن الأنصار أيضا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى عمرة الأنصاري المازني، يروى عن عمه عن أبى هريرة رضى الله عنه، روى عنه مفضل بن عبد الله وعبد الكريم الجزريانى.
__________
[1] من هنا إلى نهاية الشعر ص 27 سقطة في م ص 4.
[2] من تاريخ بغداد 7/ 93 المنقول منها ما هنا وهو معروف، وفي الأصل «سنان» كذا خطأ.
[3] وله من التصانيف: كتاب ما تلحن فيه العامة، وكتاب الألف واللام، وكتاب التصريف، وكتاب القوافي، وكتاب العروض، وكتاب الديباج- وهو فهرس لمطالب كتاب سيبويه كما في بغية الرواة.(12/26)
وأما مازن بن تميم ففيهم كثرة، ويقال لبني مازن بن مالك بن عمرو ابن تميم وبنى يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم: الأنكدان، قال القشيري:
ها أن ذا الشر مجموع ... الأنكدان: مازن ويربوع [1] .
وأبو بكر محمد بن عبد الرحيم بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن سعيد ابن مازن بن عمرو الأزدي المازني الكاتب، ظني أنه نسب إلى جده الأعلى، من أهل بغداد [2] ، سمع أبا القاسم البغوي وأبا حامد الحضرميّ ويحيى بن محمد بن صاعد وأحمد بن سليمان الطوسي، وإسماعيل بن العباس الوراق [3] وعبيد الله بن أحمد بن بكير التميمي وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابورىّ، روى عنه ابنه على وأبو محمد الحسن بن محمد الخلال وعمر ابن إبراهيم الفقيه وأبو القاسم التنوخي، وكان ثقة [مأمونا-[4]] ، مات في شهر ربيع الآخر من سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. [5]
__________
[1] هنا نهاية سقطة طويلة في م، التي كان بدوها ص 26 ص 4.
[2] ترجمته في تاريخ بغداد 2/ 365.
[3] في تاريخ بغداد «الوزان» .
[4] من م، وفي الأصل بياض.
[5] قال ابن الأثير: فاته النسبة إلى مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، بطن كبير من تميم، ينسب إليهم كثير، منهم قطري بن الفجأة بن مالك بن يزيد بن زياد ابن حنثر بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو، وإنما قيل لأبيه «الفجأة» واسمه جعونة لأنه كان باليمن فقدم على أهله فجاءة فبقي عليه) وراجع المحبر(12/27)
3590- المازِيارى
بفتح الميم والزاى المكسورة والياء المفتوحة آخر الحروف بين الألفين وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى رجل يقال له مازيار، وهم فرقة من البابكية الخرمية، ومازيار كان من وجوه
__________
[ () ] ص 182 وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 200 و 202 ونهاية الأرب للقلقشندى) ص 333.
وفاته النسبة إلى مازن بن كثير بن الدئل بن سعد مناة بن غامد، منهم عبد شمس بن عفيف بن زهير بن مالك بن عوف بن ثعلبة بن مر بن مازن، له صحبة.
وفاته النسبة إلى مازن بن الدئل بن سعد مناة بن عامر، وهو عم الأول، منهم الحجن بن مرقع بن سعد بن عبد الحارث بن مازن بن الدئل، له صحبة- انتهى.
قلت: ومازن بن الأزد بن غوث بن نبت من كهلان، جد جاهلى يقال له «زاد السفر» وهو جماع غسان، وغسان هم بنو مازن بن الأزد خاصة، من عقبه «مزيقياه» ومنه تفرع أكثر قبائل الأزد ومازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان من غطفان، جد جاهلى، تفرع نسله من ابنيه رزام وبجالة ومازن بن ربيعة بن منبه (وهو زبيد) بن صعب، من مذحج من كهلان، بنوه بطن من «سعد العشيرة» منهم عمرو بن الحجاج من أعيان الكوفة، ممن شهد مقتل الحسين رضى الله عنه، ونزل منهم بالإشبيلية بشر بن أبى ضمرة جد أبى بكر محمد بن الحسن الزبيدي ومازن بن ريث بن غطفان من قيس عيلان، جد جاهلى، دخل بنوه في فزارة ومازن بن فزارة بن ذبيان من غطفان، جد جاهلى بنوه بطن من فزارة، منهم بنو «العشراء» عمرو بن جابر، من نسله: منظور بن زبان (راجع الإصابة فإنه صحابى وشاعر مخضرم، وكان سيد قومه) وهرم بن قطبة (وهو من قضاة العرب في الجاهلية، أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان حيا في خلافة عمر، وراجع أسد الغابة والمحبر ص 135 والإصابة وغيرها) ونزل بعض بنى مازن بن فزارة بالقليوبية بمصر.(12/28)
عسكر المعتصم [1] ، وأكثر عسكره كان من الغلمان والموالي من أولاد العجم مثل: أفشين وقارن وأولاده الثلاثة: شهريار وكوهيار ومازيار [2] ، وإليه ينسب الشيء الّذي يعمل من السكر واللوز ويترك في العجين ويخبز ويقال له «المازياري» ، وهو كان من أخبثهم عقيدة، ووجدوا كتابا بخط مازيار كتبه إلى أفشين [3] : أنه ما بقي على الدين القديم الّذي لنا إلا أنا وأنت وبابك- وكفى الله تعالى شرهم.
3591- الماستينى
بفتح الميم [4] وسكون السين وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وبعدها ياء ساكنة منقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرية ماستين، ويقال لها «ماستى» ، وهي من
__________
[1] قال ابن الأثير: وهذا القول غير مستقيم، فان مازيار لم يكن من عسكر المعتصم، إنما كان صاحب طبرستان ويحمل الخراج إلى المعتصم- اللباب.
[2] قال ابن الأثير: قوله «كوهيار بن مازيار» (كذا) ليس بصحيح، وإنما هو ابن أخيه، فغصبه مازيار نصيبه من طبرستان وكان هو السبب في استيلاء المسلمين على مازيار، وأسره وأخذ بلاده، وخبره طويل مشهور.
[3] قال ابن الأثير: ليس هذا بصواب، وإنما أفشين كتب إلى مازيار يقول له:
«لم يكن للدين القديم من ينصره غيري وغيرك وغير بابك، فأما بابك فلم يتركه حمقه حتى أهلكه، فان حالفت أنت لم يكن للمعتصم من يرسله إليك غيري، فإن وجهت إليك اتفقنا على نصرة الدين القديم» فعصى مازيار فلم يرسل المعتصم الأفشين إليه، وإنما أمر عبد الله بن طاهر وهو أمير خراسان بمحاربته، فحاربه بعساكره فظفر به وأسره والسيرة إلى المعتصم، وقبض المعتصم على الأفشين بأسباب أعظمها هذا الكتاب.
[4] بعدها الألف.(12/29)
قرى بخارا، وكانت من القرى الكبار غير أنها خربت وانقطع عنها الماء، اجتزت بها غير مرة ذاهبا وجائيا، وهي على جادة خراسان بين حيتون [1] وبخارا، كان بها جماعة كثيرة من العلماء، منهم أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن عبد الرحمن القسام الماستينى البخاري، المعروف بخنب، من قرية ماستين، يروى عن على بن حجر وعلى بن خشرم وإسحاق بن منصور وأحمد بن مصعب وعبد الكريم السكرى، حدث عنه محمد بن عمر بن شاذويه ومحمد بن أحمد ابن داود الماستينى- من هذه القرية- وخلف بن محمد بن إسماعيل الخيام، ولد سنة ثمان عشرة ومائتين، ومات في شوال سنة إحدى وثلاثمائة وأبو إسحاق [2] إبراهيم بن [على بن-[3]] أحمد بن على بن عبد الله [4] الماستينى، كان على حكومة نسف مدة في سنة سبعين وثلاثمائة، وحدث عن محمد ابن على الذهلي المروزي [وأحمد بن عبد الرحمن بن المنذر المروزي-[3]] وأبى العباس محمد بن أحمد بن محبوب وأبى محمد الحسن بن محمد بن حليم المروزيين وأبى الفضل محمد بن محمود بن عنبر وأبى يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفيين، وفي داره نزل بنسف، مات بعد ما كف بصره في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة وأبو حامد أحمد بن محمد بن أحيد بن سليمان بن مقاتل الماستينى، يروى عن أبى ذر محمد بن [5] محمد بن [5] يوسف القاضي وأبى بكر
__________
[1] كذا من م، وفي الأصل كأنه «خيتون» فحرره.
[2] زيد هنا في م «بن» .
[3] من م.
[4] في م «عبيد الله» .
[5- 5] ليس في م.(12/30)
العاصمي، وتوفى في سنة أربع وستين وثلاثمائة. [1]
3592- الماسرجِسي
بفتح الميم والسين المهملة [2] وسكون الراء وكسر الجيم وفي آخرها سين أخرى، هذه النسبة إلى ماسرجسى، وهو اسم لجد أبى على الحسن بن عيسى بن ماسرجس النيسابورىّ الماسرجسي، من أهل نيسابور [3] ، أسلم على يدي عبد الله بن المبارك، وكان من أهل بيت الثروة والتقدم في النصرانية، ورحل في العلم ولقي المشايخ، وكان دينا ورعا ثقة، ولم يزل من عقبه بنيسابور فقهاء ومحدثون، سمع عبد الله بن المبارك وأبا الأحوص سلام بن سليم وسفيان بن عيينة وسعيد بن الخمس [4] وجرير بن عبد الحميد وأبا بكر بن عياش ووكيع بن الجراح وأبا معاوية الضرير، سمع منه أحمد بن حنبل، وروى عنه/ البخاري ومسلم وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان [5] وغيرهم من الأئمة، وحكى أن ابن المبارك نزل مرة رأس سكة عيسى، وكان الحسن يركب فيجتاز به وهو في المجلس، والحسن من أحسن الشباب وجها، فسأل عنه ابن المبارك، فقيل: إنه نصراني! فقال: اللَّهمّ ارزقه الإسلام! فاستجاب الله دعوته فيه. ومات في المنصرف من مكة بالثعلبية
__________
[1] قال ابن الأثير: فاته النسبة إلى ماسخة، وهو ماسخة بن الحارث بن كعب ابن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، بطن، ينسب إليه كثير، وإليه تنسب القسي الماسخية أيضا.
[2] بينهما الألف.
[3] ترجمته في تهذيب التهذيب 2/ 313 وغيره، وإنما أورد أبو سعد ترجمته من تاريخ بغداد 7/ 351- 354 فإنه قدم بغداد وحدث بها.
[4] في م «الحسن» فحرره.
[5] وانظر الجرح والتعديل 1/ 2/ 31.(12/31)
سنة تسع وثلاثين- وقيل سنة أربعين- ومائتين، ودفن بها، فاشتغلت [1] بحفظ محملي وآلاتى عن حضور جنازته والصلاة عليه لغيبة عديلي عنى [فحرمت الصلاة عليه] ، فأريته في منامي فقلت له: يا أبا على! ما فعل بك ربك [2] ؟ قال: غفر لي! قلت: غفر لك ربك؟ كالمستخبر، قال: نعم غفر لي ربى ولكل من صلى عليّ، قلت: فانى فاتنى الصلاة عليك لغيبة العديل عن الرحل! فقال: لا تجزع، فقد غفر لي ربى ولمن [3] صلى عليّ ولكل من ترحم عليّ وابنه أبو الوفاء المؤمل بن الحسن ابن عيسى بن ماسرجس النيسابورىّ الماسرجسي، شيخ نيسابور في عصره أبوة وثروة وكمال عقل وسخاوة [4] وكرما حتى يضرب بن المثل في ذلك، سمع بخراسان إسحاق بن منصور ومحمد بن يحيى وعبد الله بن هشام [5] ، وبالعراق الحسن بن محمد الزعفرانيّ وأحمد بن منصور الرمادي، وبالحجاز عبد الله بن حمزة الزبيري، روى عنه ابناه أبو بكر وأبو القاسم، حكى [ابنه] أن عبد الله بن طاهر استقرض منه ألف ألف، ورأيت البدر تحمل، فقلت: يا أبة! إلى أين يحمل هذا المال؟ قال: سيرد
__________
[1] هذا قول القاضي أبى رجاء محمد بن أحمد الجوزجاني، كان فيمن حج مع الحسن بن عيسى الماسرجسي.
[2] في م: «ما فعل الله بك» .
[3] م: «ولكل من» .
[4] م: «سخاء» .
[5] م: «هاشم» .(12/32)
إن شاء الله. وقال ابنه أبو القاسم: أذكر أبى أن بين يديه أموالا مصبوبة، فغدوت إليه، فقال: تريد من هذا؟ قلت: نعم! فأخذ درهما مكسورا فخدش به بطن كفى، فبكيت وغدوت، ثم بلغني أنه قال لأصحابه:
أردت أن لا يدخل حبّ المال في قلبه بهذه العملة [1] . ومات في شهر ربيع الآخر من سنة تسع عشرة وثلاثمائة وحفيده أبو القاسم على ابن المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس الماسرجسي، من أهل نيسابور، كان عاقلا لبيبا ورعا، سمع بنيسابور الفضل بن محمد الشعراني وأبا عبد الله محمد بن إبراهيم الفوشنجى، وبالري محمد بن أيوب الرازيّ، وببغداد محمد بن يونس الكديمي، وبالكوفة محمد بن عبد الله الحضرميّ مطينا، وحدث سنين، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ وأثنى عليه، وكان من التمكن من عقله ودينه بحيث يضرب به المثل، وكان من أورع مشايخنا وأحسنهم بيانا، وكان الشيخ أبو بكر أسنّ منه إلا أنهما كانا يجمعان فكان أبو بكر يحفظ لسانه بحضرته لعقله وحسن سمته وورعه، قال: حججت معه سنة إحدى وأربعين وكان أكثر الليل يقرأ في العمارية، وإذا نزل قام إلى الصلاة فلا يشتغل بغيرها، ولما أحرم كنت أسمع طول الليل تلبيته، وما أعلم أنى دخلت الطواف قط إلا وجدته يطوف، وتوفى في التاسع من صفر سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، ودفن في داره وابنه أبو عبد الله محمد بن أبى القاسم على [2]
__________
[1] من م، وفي الأصل: «العجلة» .
[2] وقع في م «محمد بن القاسم ابن على» خطأ.(12/33)
ابن المؤمل بن الحسن [1] بن عيسى بن ماسرجس المزكي الماسرجسي، وكان من عقلاء الرجال ونبلائهم، سمع جده المؤمل بن الحسن [1] وأبا حامد وأبا محمد ابني محمد بن الحسن الشرقي ومكي بن عبدان وغيرهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: توفى في جمادى الأولى سنة ثمانين وثلاثمائة وهو ابن إحدى وسبعين سنة والفقيه أبو الحسن محمد بن على ابن سهل بن مصلح الماسرجسي، ابن بنت الحسن [2] بن عيسى بن ماسرجس، أحد أئمة الشافعيين بخراسان، وكان من أعرف أصحابنا بالمذهب وترتيبه وفروع المسائل، تفقه بخراسان والعراق والحجاز، صحب أبا إسحاق المروزي إلى مصر ولزمه إلى أن دفنه، ثم انصرف إلى بغداد فكان خليفة أبى على بن أبى هريرة القاضي في مجالسه، وكان المجلس له بعد قيام القاضي أبى على، وانصرف إلى خراسان سنة أربع وأربعين، وعقد له مجلس الدرس والنظر، وسمع الحديث من المؤمل بن الحسن ابن عيسى وأبى حامد بن الشرقي ومكي بن عبدان، وأقرانهم، وبمصر من أصحاب يونس بن عبد الأعلى وأبى إبراهيم المزني وأقرانهما، وبالشام أصحاب يوسف بن سعيد بن مسلم وسليمان بن سيف، وبالبصرة من ابن داسة، وبواسط من ابن شوذب، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، وغيرهما،
__________
[1- 1] بين الرقمين سقطة في م.
[2] وقع في الأصول «الحسين» ، وبعده زيد في الأصل وحده «بن محمد بن أحمد ابن محمد بن الحسين ابن بنت الحسين» كذا.(12/34)
وذكره الحاكم فقال: عقدت له مجلس الإملاء في دار السنة في رجب سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، وتوفى عشية الأربعاء، ودفن عشية الخميس السادس من جمادى الآخرة سنة أربع وثمانين وثلاثمائة وهو ابن ست وسبعين سنة وأبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس الماسرجسي، أحد وجوه خراسان وأحسنهم بيانا وأفصحهم لسانا، ولقد صحبته في السفر والحضر فما رأيته يكلم بالفارسية إلا من يعلم أنه أعجمى لا يحسن العربية- هكذا ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ، ثم قال: وكنت معه ببغداد والحرمين سنة إحدى وأربعين، فتحير أهل تلك الديار من فصاحته وحسن بيانه، حتى أن المشايخ البغداديين يقولون إلى شيخ خراسان كأنه لم يتكلم بالفارسية قط، سمع الحسين بن الفضل.
البجلي والفضل بن محمد الشعراني [1] وجعفر بن محمد بن سوار وعبدان ابن عبد الحكم، وأكثر سماعه قبل الثمانين ومائتين، وكان قد ضيع جملة من سماعاته، وتوفى ليلة الفطر من سنة خمسين وثلاثمائة وهو ابن تسع وثمانين سنة وأبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسين بن أحمد ابن محمد بن الحسن الماسرجسي، وهو ابن أبى نصر، وهو ابن بنت الحسن ابن عيسى، ذكره الحاكم في التاريخ فقال: أبو العباس بن أبى نصر الماسرجسي، ابن بنت الحسن بن عيسى، قد ذكرت شمائل سلفه ومحاسنهم، فأما أبو العباس فانى لما خرّجت الفوائد لابنه رأيت له سماعات كثيرة عن أبى حامد بن الشرقي ومكي بن عبدان/ وأقرانهما، وحدث
__________
[1] وقع في م «السعداني» وانظر 8/ 110.(12/35)
أبو العباس بعد ذلك بسنين، وتوفى للنصف [1] من شهر ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة وأبو محمد الحسن بن أبى بكر محمد بن المؤمل ابن الحسن بن عيسى بن ماسرجس الماسرجسي، كان أديبا فصيحا، حج مع أبيه سنة إحدى وأربعين، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: وحججت معهما، فجاء أهل العلم ببغداد يسألون الشيخ أبا بكر أن يحدثهم، فقال: لم أستصحب شيئا من مسموعاتي [2] ! فسألت أبا الحسن، فقال: قد حملت أنا شيئا من سماعي من محمد بن إسحاق، فكتبنا عن الحسن، فقال: قد حملت أنا شينا من سماعي من محمد بن إسحاق، فكتبنا عن الحسن، وكان أبو بكر يندم على ما ضيع [3] من سماعاته، إلى أن وردنا نيسابور فعقدنا له المجلس، وتوفى في شعبان سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة وأبو على الحسين بن [4] محمد بن [4] [عبد الله بن الحسين بن] أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ الماسرجسي، أخو أبى العباس السابق ذكره، سمع جده وأباه وأبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج وغيرهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ [5] وذكره في التاريخ وقال: أبو على الحافظ [5] الماسرجسي، سفينة عصره في كثرة الكتابة والسماع والرحلة، وأثبت أصحابنا في السماع والأداء [6] ، ومن بيت الحديث.
فانى أعد في سلفه وبيته بضعة عشر محدثا، وكان أسند أهل عصره [7] ،
__________
[1] م: «في النصف» .
[2] من م، وفي الأصل «سماعاتي» .
[3] من م، وفي الأصل «صنع» .
[4- 4] ليس في م، وانظر ما مضى.
[5- 5] سقط من م.
[6] في م «والأجزاء» .
[7] زيد هنا في الأصل «وإياه» كذا.(12/36)
وكان من أصحاب مسلم بن الحجاج، ورحل إلى العراق سنة إحدى وعشرين فسمع أبا عبد الله بن مخلد وطبقته، ثم خرج إلى الشام وكتب عن أصحاب هشام بن عمار وأقرانهم، ثم دخل مصر وأكثر المقام بها وسمع أصحاب المزني، وصنف المسند الكبير في ألف وثلاثمائة جزء مهذبا بالعلل [1] ، وجمع حديث الزهري جمعا لم يسبقه إليه أحد، وكان يحفظ حديث الزهري مثل الماء، وصنف المغازي والقبائل وكان عارفا لها، وصنف أكثر المشايخ والأبواب، وخرّج على كتاب البخاري، ومسلم في الصحيح، ولم يبلغ رحمه الله وقت الحاجة إليه، نظرت أنا له في الزهري وفي الفوائد مقدار مائة وخمسين جزءا من المسند، وأدركته المنية قبل الحاجة إلى إسناده، وتوفى في رجب سنة خمس وستين وثلاثمائة، وشهدت جنازته، وصلى عليه الفقيه أبو الحسن الماسرجسي ابن أخته [2] ، ودفن في داره وهو ابن ثمان وستين سنة، فان مولده كان سنة ثمان وتسعين ومائتين، ودفن علم كبير بدفنه ووالده أبو أحمد محمد بن أحمد بن محمد ابن الحسين الماسرجسي [3] ، هو ابن أبى العباس، سمع محمد بن يحيى الذهلي واحمد بن يوسف السلمي ومسلم بن الحجاج القشيري، روى عنه ابنه أبو على الحسين بن محمد الحافظ وابن أخيه أبو نصر، وحدث بكتاب جلود السباع لمسلم بن الحجاج في خمسة أجزاء، وليس لمسلم بن الحجاج بعد الصحيح كتاب أحسن منه، ومات أبو أحمد في شهر ربيع الآخر
__________
[1] من م، وفي الأصل «مهديا بالعدل» .
[2] م: «أخيه» .
[3] وقد مضى اختلاف النسب في ترجمتى ابنيه- والله أعلم.(12/37)
سنة خمس عشرة وثلاثمائة، وصلى عليه أخوه، ودفن بجنب أبيه.
3593- الماسكاني
بفتح الميم والسين المهملة والكاف بينهما الألف وفي آخرها النون بعد الألف، هذه النسبة إلى ما سكان، وهي بليدة من نواحي كرمان، وظني أنها ليست منها [1] ، منها أبو [2] ... عبد الملك بن محمد ابن عبد الملك الماسكاني، من أولاد المحدثين، يروى عن أبى حامد احمد ابن عبد الله الجعفرآباذي، روى لنا عنه أبو شجاع عمر بن أبى الحسن البسطامي ببلخ ووالده القاضي الخطيب أبو بكر محمد بن عبد الملك بن على الماسكاني، يروى عن الفقيه أبى نصر يونس بن حمد بن حيور البلخي وأبى الحسن الدامغانيّ وابى محمد عبد العزيز بن على المفسر وابى إسحاق إبراهيم بن أحمد [3] السائغ وأبى بكر أحمد [3] بن محمد بن العباس البزار وأبى الفضل العباس ابن الفضل بن المبارك وأبى القاسم يونس بن طاهر النضري وأبى القاسم الحسين بن محمد المقري النيسابورىّ وأحمد بن على بن عبد الله الفقيه، ومات ليلة الجمعة لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول سنة خمس وسبعين وأربعمائة.
3594- الماسكي
بفتح الميم والسين المهملة بينهما الألف وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى ماسك، وهو جد أبى بكر محمد بن يعقوب
__________
[1] وقال ياقوت في (كرمان) : ولاية غربي مكران- إلخ، وقال في (الماسكان) : بلد مشهور بالنواحى المجاورة لمكران وراء سجستان وأظنها من سجستان، وإليه ينسب الفانيذ الماسكاني وهو أجود أنواعه، والفانيذ نوع من السكر لا يوجد إلا بمكران- إلخ.
[2] بياض في الأصل، وأهمل في م.
[3- 3] سقط من م.(12/38)
ابن إسحاق بن ماسك الواسطي الماسكي، من أهل واسط، يروى عن أبى يحيى عيسى بن موسى بن أبى حرب الصفار وعلى بن داود القنطري، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري الأصفهانيّ.
3595- الماسوراباذى
بفتح الميم وضم السين المهملة بينهما الألف والراء المفتوحة بعد الواو والباء الموحدة بين الألفين وفي آخرها الذال، هذه النسبة إلى ماسورآباد، قرية بجرجان- فيما أظن [1] ، منها محمد بن عبيد الله الماسوراباذى، له رحلة إلى اليمن، سمع فيها عبد الرزاق بن همام [2] ، روى عنه القاسم بن أبى حليم القاضي الجرجاني.
3596- ماسى
بفتح الميم وكسر السين المهملة [3] ، هذه اللفظة لها شكل النسبة، وبها عرف أبو محمد عبد الله بن [إبراهيم بن-[4]] أيوب بن ماسى المتوثي البزاز، من ثقات أهل بغداد، حدث عن أبى مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري، روى عنه جماعة كثيرة، وآخر من روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي، روى لنا نسخة محمد بن عبد الله الأنصاري من طريق ابن ماسى: أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري بروايته عن البرمكي عن ابن ماسى. [5]
__________
[1] قال ياقوت: قرية من قرى جرجان رأيتها بعيني يوم دخولي- أهـ.
[2] وانظر تاريخ جرجان للسهمى ص 428 رقم الترجمة 632 من الطبعة الثانية.
[3] بينهما الألف.
[4] من ترجمته في تاريخ بغداد 9/ 408، وقد سقط من الأصول واللباب، وانظر شيوخه ورواته في التاريخ، ومولده كان سنة 274، وتوفى سنة 369.
[5] وحفيد أخيه أبو الحسن على بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أيوب بن ماسى البزاز، حدث عن حبيب بن الحسن القزاز البصري- تعليق المشتبه 565.(12/39)
3597- الماشي
بفتح الميم وكسر الشين المعجمة بينهما الألف، هذه النسبة إلى ماش، وهو شيء من الحبوب، معروف، وكان بعض أجداد المنتسب إليه يكثر من أكله فانى رأيت في نسبتهم في تصانيف المعداني:
أخبرنانا فلان «الماشخار» [1] ، وهذا بيت معروف للمحدثين بمرو، ورأيت أنا شابا من أولادهم، ومنهم المحدث المعروف أبو القاسم الحسين بن محمد ابن إسحاق الماشي المروزي، من أهل مرو، سمع الأئمة مثل أبى عبد الرحمن عبد الله بن محمود [2] السعدي وأبى القاسم حماد بن أحمد بن حماد القاضي السلمي وأبى عبد الله محمد بن على الحافظ الهرمزفرهي والشاه بن النزال السعدي وغيرهم، وحدث بمرو وبخارا، وانتشرت عنه الرواية، ومات بمرو في جمادى الأولى سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
3598- الماصِرى
بفتح الميم والصاد المكسورة بينهما الألف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى ماصر، وسأذكر السبب فيه، والمشهور بهذه النسبة أبو بشر يونس بن حبيب بن عبد القاهر بن عبد العزيز بن عمر ابن قيس بن أبى مسلم العجليّ الماصري،/ كان له محل عظيم، كاتبه المعتز باللَّه كتابا بالنظر في أمر متظلم تظلم إليه، وهو ابن بنت حبيب بن زبير الّذي روى عنه شعبة، كان ينزل المدينة، وكان أبو مسلم من سبى الديلم سباه أهل الكوفة وحسن إسلامه فولد له قيس الماصر، ويقال: إنه مولى لعلى
__________
[1] «ماشخوار» كلمة فارسية معناه: آكل الماش، والواو في مثل هذه تكتب ولا تقرأ.
[2] م: «محمد» .(12/40)
ابن أبى طالب رضى الله عنه، ثم ولاه الماصر، وكان من أول من مصّر الفرات ودجلة فسمى «قيس الماصر» ، والنسبة إليه: «الماصري» ، وكانا ممن خرجا مع عبد الرحمن بن الأشعث أيام الحجاج مع القراء، فلما هزم ابن الأشعث هرب عبد العزيز بن عمر بن قيس مع أهله إلى أصبهان، واقام عمر بن قيس الماصر بالكوفة، روى عنه الكوفيون، وتزوج عبد العزيز بأمّ البنين بنت الزبير بن مشكان، وتزوجوا في الزبير، وتزوج فيهم الزبير بن مشكان، فهذه قصة قيس الماصر. وأما أبو بشر يونس ابن حبيب فهو من مشاهير المحدثين بأصبهان، سمع ابا داود سليمان بن داود الطيالسي والحسين [1] بن حفص وقتيبة بن مهران وبكر بن بكار وعامر ابن إبراهيم ومحمد بن كثير الصنعاني- سمع منه بمكة- وغيرهم، وهو رواية السنن للطيالسى، روى عنه أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفرايني وأبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني وأبو محمد عبد الرحمن ابن أبى حاتم الرازيّ وقال: كتبت عنه بأصبهان وهو ثقة، وقال أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبى عاصم: سألت أبا مسعود أحمد بن الفرات، قلت: مثلك إذا كان ببلد لم نحب [2] أن نكتب عن أحد حتى نسألك عنه، فعمن ترى أن أكتب؟ فقال: يونس بن حبيب! بدأ به من بين جماعة محدثيهم. قلت: توفى قبل الثلاثمائة.
3599- المافرّوخي
بفتح الميم والفاء بينهما الألف والراء المضمومة
__________
[1] م: «الحسن» .
[2] في الجرح والتعديل ج 4 ق 2 ص 238 المطبوع «لم يجب» .(12/41)
المشددة [1] وفي آخرها الخاء المعجمة، هذه النسبة إلى ما فروخ، وهو اسم لبعض الموالي من العجم واسمه «ماه فروخ» فخفف، والمشهور بهذه النسبة أبو العباس أحمد بن أبى جعفر محمد بن على المافروخي الأصبهاني من أهل أصبهان، يروى عن عمرو بن على والحسن بن عرفة العراقيين، روى عنه أبو الشيخ الحافظ وأبو بكر القباب وأبو أحمد عبد الله بن محمد ابن على الأصبهانيون وأبو الفضل العباس [بن حمدان بن العباس بن] ما فروخ المديني المافروخي، من أهل أصبهان، يروى عن النضر بن هشام [2] المؤدب وإبراهيم بن ناصح وأحمد بن مهدي وأحمد بن يونس الضبيّ ومحمد بن عامر وغيرهم، قال أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ:
رأيته بقرية سين يحدث فلم أضبط عنه وأبو عيسى محمد بن عبد الله بن العباس المافروخي، من أهل أصبهان، كان ثقة صدوقا، من بنائي البلد، يروى عن أحمد بن يونس الضبيّ وأبى العباس محمد بن القاسم وغيرهما من الأصبهانيين والعراقيين.
3600- الماقلاصانى
بفتح الميم والقاف بعد الألف ثم اللام ألف وبعدها الصاد المهملة المفتوحة [3] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ماقلاصان، وهي قرية من قرى جرجان [4] ، منها أبو سليمان داود
__________
[1] بعدها الواو.
[2] في م واللباب «هاشم» .
[3] بعدها الألف.
[4] وسيذكر قرية (مقلاص) أيضا في (المقلاصى) فراجع ما هناك.(12/42)
الماقلاصانى، يروى عن أحمد بن يونس، روى عنه عبد الرحمن بن محمد ابن على القرشي، وهو من أهل جرجان [1] .
3601- الماكسيني
بفتح الميم [2] وكسر الكاف والسين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ماكسين، وهي مدينة من الجزيرة قريبة من رحبة مالك ابن طوق بنواحي الرقة، خرج منها جماعة من أهل العلم ومن التجار المعروفين، منهم أبو عبد الرحمن سلمان [3] ابن جروان بن الحسين الماكسيني البورائي، من أهل هذه البلدة، شيخ صالح راغب في الخير، يكتسب بنفسه، سكن بغداد ناحية باب الشام، سمع أبا سعد محمد بن عبد الكريم ابن خشيش الكرخي وأبا غالب شجاع بن فارس الذهلي وغيرهما، كتبت عنه شيئا يسيرا ببغداد، وكان يسمع بقراءتي ومنى بجامع المنصور، وتركته ببغداد وانصرفت منها إلى خراسان، ثم بلغني أنه خرج إلى بلاد الموصل وتوفى بإربل- قلعة على مرحلة من الموصل- في شهر ربيع الأول سنة أربع وأربعين وخمسمائة [4] .
3602- الماكيانى.
.. [5] المشهور بهذه النسبة
__________
[1] تاريخ جرجان ص 216 رقم 325.
[2] بعدها الألف
[3] في اللباب «سليمان» ، وفي معجم البلدان لياقوت «أبو عبد الله سلمان» ، وانظر الأنساب 2/ 352، وقيل في أبيه «حروان» .
[4] في معجم البلدان لياقوت «547» .
[5] هنا بعض بياض في الأصول، وذكر العنوان ياقوت في معجم البلدان(12/43)
أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن ميمون بن رزين الباهلي البلخي الماكيانى، يروى عن حماد بن زيد وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك وروى عن مالك بن أنس حديثا واحدا، روى عنه جماعة من أهل بلخ، مات سنة إحدى وأربعين، ومائتين في أولها، قال أبو حاتم بن حبان:
وكان ظاهر مذهبه- يعنى أبا إسحاق الماكيانى- الإرجاء، واعتقاده في الباطن السنة، قال محمد بن داود الفوعى: حلفت أن لا أكتب إلا من يقول:
الإيمان قول وعمل [فأتيت إبراهيم بن يوسف فأخبرته، فقال: اكتب عنى، فانى أقول: الإيمان قول وعمل-[1]] ومحمد بن على بن جعفر ابن الماكيان الأزدي الماكيانى المعروف بالسرخسى، نسب إلى جده الأعلى [2] ، من أهل بغداد، حدث عن ابى بكر بن أبى الدنيا، روى عنه جعفر بن محمد بن على الطاهري، وذكر أنه سمع منه في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وأبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الماكيانى النيسابورىّ، سمع محمد بن حميد الرازيّ، روى عنه أبو بكر محمد بن أبى الحسين أحمد
__________
[ () ] ثم تركه، ولعلها نسبة إلى قرية، أو إلى رجل كما سيأتي، أو هي نسبة إلى بيع الدجاج وتربيته، فان «ماكيان» في الفارسية يقال للدجاجة الداجنة ويطلق على الأنثى فقط، و «ما كان» اسم ملك كان بالعجم وإليه ينسب بلد «ما كان» - كذا في معاجم اللغة الفارسية، والله أعلم.
[1] من كتاب الثقات لابن حبان.
[2] بل في تاريخ بغداد المأخوذ منه ما هنا 3/ 76 محمد بن على بن جعفر ابن الماكيانى» .(12/44)
ابن يحيى الحيريّ.
3603- الماكيني
بفتح الميم والكاف المكسورة بعد الألف ثم الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ماكينة، وهو اسم لجد إبراهيم بن محمد بن ماكينة الماكيني، روى عنه أبو زرعة الرازيّ ووثقه وقال: كان ثقة.
3604- المالَجى
بفتح الميم واللام [1] وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى مالج، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه أو لقبه، وهو أبو جعفر محمد ابن معاوية بن يزيد الأنماطي المالجى، يعرف بابن مالج، من أهل بغداد [2] ، كان شيخا لا بأس به، وقيل: إنه كان واقفيا [3] ، سمع إبراهيم بن سعد الزهري ومحمد بن سلمة الحراني وداود بن الزبرقان وسفيان بن عيينة وخلف بن خليفة وأبا بكر بن عياش وكثير بن مروان الفلسطيني وعبد الرحمن بن مالك بن مغول وغيرهم، يروى عنه عبد الله بن محمد ابن ناجية ومحمد بن جرير الطبري وعبد الوهاب بن عيسى بن أبى حية ويحيى بن محمد بن صاعد والحسين بن إسماعيل المحاملي.
3605- المالِحانى
بفتح الميم واللام المكسورة والحاء المهملة المفتوحة بين الألفين وفي آخرها النون، هذه النسبة لمن يبع السمك/ المالح يقال له: المالحاني، واشتهر بها أبو محمد إسماعيل بن إسحاق بن عبد الله
__________
[1] بينهما الألف.
[2] ترجمته من تاريخ بغداد 3/ 274- 75.
[3] أي من الواقفية عن قول «القرآن مخلوق أو غير مخلوق» لا يقولون فيه شيئا.(12/45)
ابن راهب المالحاني الكوفي [من أهل الكوفة-[1]] ، يروى عن محمد بن عبيد المحاربي النخاس، حدث عنه أبو بكر محمد بن عبد الله بن يزداد الرازيّ.
3606- المالِقى
بفتح الميم [2] وكسر اللام وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى مالقة، وهي بلدة من بلاد الأندلس بالمغرب، ومن المتقدمين منها عزيز بن محمد اللخمي الأندلسى المالقي [3] وسليمان بن سليمان المعافري المالقي، أندلسى من أهل مالقة، ذكره الخشنيّ في تاريخ المغاربة ... [4] المالقي، حافظ كبير، زاهد ورع، فاضل، عارف بالفقه والحديث واللغة، كتب بالمغرب وبمصر وبمكة، ورد العراق وخرج منها إلى خراسان، وكان متقنا صحيح النقل، كثير الضبط، سكن نيسابور وتوفى بها في حدود سنة خمس وعشرين وخمسمائة، لم ألقه، وكتب عنه أصحابنا في المذاكرة.
3607- المالِكي
بفتح الميم [2] وكسر اللام وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى رجلين وقرية، أما أبو عبد الله مالك بن أنس بن أبى عامر الأصبحي إمام دار الهجرة فجماعة كثيرة لا يحصون ينسبون إلى مذهبه يقال لكل واحد منهم «المالكي» ، وجميع أهل المغرب إذا جاوزت مصر إلى مغرب الشمس كلهم مالكية إلا ما شاء الله.
وأما أبو على الحسن بن أحمد بن عبد الله بن وهب بن على المالكي الآمدي فهو ينسب إلى بنى مالك بن حبيب [5] ، ويعرف بالآمدي، حدث
__________
[1] من م.
[2] بعدها الألف.
[3] وانظر ابن الفرضيّ 1/ 385 وجذوة المقتبس ص 300، كنيته: أبو هريرة.
[4] بياض في الأصول كلها ولم يتعرض له اللباب.
[5] من م، وفي الأصل «خبيب» ، وهو مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو(12/46)
عن محمد بن عبد الرحمن بن سهم، روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعيّ وعبد الصمد بن على [1] الطبسي وعلى [1] بن محمد بن المعلى.
وأبو الفتح بن أبى إسحاق أميرك بن إبراهيم بن أحمد بن محمد ابن مالك المعافري [2] الغزالي المالكي، نسب إلى جده مالك، من أهل بغداد، شيخ مستور [3] ، سمع أبا عبد الله الحسين بن أبى القاسم البسري [4] ، كتبت عنه شيئا يسيرا وعن والده إبراهيم وعن عمه محمد، سمعت من ثلاثتهم، وينسبون إلى جدهم مالك، وكان ولادة أبى الفتح سنة [5] ست وثمانين وأربعمائة وأبو إسحاق إبراهيم، وأبو الفضل محمد، سمعا أبا الحسين عاصم بن الحسن الكرخي وأبا الفوارس طراد بن محمد الزينبي، سمعت منهما، وتوفيا في يوم واحد يوم الخميس الثاني والعشرين من جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.
وأما أبو الفتح عبد الوهاب بن محمد بن الحسين الصابوني الخفاف
__________
[ () ] ابن غانم بن تغلب، بطن من تغلب، منهم السفاح سلمة بن خليد بن كعب ابن زهير بن قسيم بن أسامة بن مالك- اللباب.
[1- 1] سقط من م.
[2] من م واللباب، وفي الأصل «العاقولي» .
[3] م: «مشهور» .
[4] من اللباب، وانظر تعليق الإكمال 1/ 486 والأنساب 2/ 227، وقع في الأصل «البشرى» وفي م «النسوي» .
[5] م: «وكان مولد أبى الفتح في سنة- إلخ» .(12/47)
المالكي، من أهل بغداد، حنبلي المذهب، وإنما قيل له «المالكي» لأن أصله من قرية على الفرات يقال لها «المالكية» [1] ، شيخ مقرئ، صدوق صالح، سديد السيرة، قيم [2] بكتاب الله تعالى- يعنى قرأ القرآن بروايات على القراء، ويقرئ الناس، ويعمل الخفاف ويتعيش بها، سمع أبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبا المعالي ثابت بن بندار البقال وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري [3] ، سمعت منه أجزاء في دكانه بدرب الدواب، وكانت ولادته في شوال سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة. [4] وأبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن المالكي الزهري، المعروف بالوقاصى [5] من ولد سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه، وقيل له «المالكي» لأن
__________
[1] قال ياقوت: (المالكية) [قريتان، إحداهما] قرية على باب بغداد، والأخرى على باب الفرات- أهـ. ثم قال في الآخر: قال أبو زياد: ومن مياه عمرو ابن كلاب: المالكية.
[2] م: «هم» .
[3] في اللباب «الصيرفي» كذا.
[4] وابنه عبد الخالق بن عبد الوهاب، روى عن أبى المعالي أحمد بن محمد البخاري البزار وأبى القاسم هبة الله بن محمد بن الحسين وأبى عبد العزيز كادش وغيرهم، وتوفى شوال سنة 592 وقد نيف على الثمانين، وهو من المكثرين- ياقوت في معجم البلدان.
[5] وهو عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعد بن أبى وقاص مالك، راجع ترجمته في تهذيب التهذيب 7/ 133 وتاريخ بغداد 11/ 279 والمجروحين لابن حبان 2/ 28 وغيرها.(12/48)
اسم والد سعد بن أبى وقاص: مالك، أدرك التابعين، وحدث عن عطاء بن أبى رباح ونافع مولى ابن عمر ومحمد بن المنكدر وابن شهاب الزهري وسابق البربري وغيرهم، روى عنه صالح بن مالك الخوارزمي وأبو عمر الدوري المقرئ، وقال يحيى بن معين: لا يكتب حديثه، كان يكذب، قال عبد الله بن على بن المديني: سألت أبى عن الوقاصى، فضعفه جدا، وقال البخاري: تركوه، وقال النسائي: هو متروك الحديث، وتوفى في خلافة هارون.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمود بن حمزة الفقيه القطان المالكي، كان بنيسابور يسكن مسجد ميان دهينه، ولم يكن بنيسابور بعده للمالكية مدرس، وكان يدرس فقه مالك بتلك المدرسة، أقام بمصر مدة يتفقه على محمد ابن عبد الله بن عبد الحكم [1] ، وسمع بها من أبى عبيد الله [2] أحمد بن عبد الرحمن ابن وهب ويونس بن عبد الأعلى الصدفي، وبمكة عبد الجبار بن العلاء العطار، وبالكوفة هارون بن إسحاق الهمدانيّ، وببغداد أحمد بن منيع البغوي، وبالشام يوسف بن سعيد بن مسلم، وبنيسابور محمد بن رافع ومحمد بن يحيى الذهلي وغيرهم، قال إبراهيم المالكي: قال لي [أبو-[3]] عبد الله بن عبد الحكم- يعنى محمدا: ما قدم علينا خراسانى اعرف بطريقة [4]
__________
[1] من م، ووقع في الأصل «عبد الله بن الحكم» .
[2] م: «أبى عبد الله» .
[3] من م، وسقط من الأصل.
[4] م: «بطريق» .(12/49)
مالك منك، فإذا انصرفت إلى خراسان فادع الناس إلى رأى مالك! وكان إبراهيم يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يدع الجهاد في كل ثلاث سنين، ومات في شعبان سنة تسع وتسعين [1] ومائتين، وصلى عليه أبو بكر ابن خزيمة.
وأما رزيق المالكي فهو من بنى مالك بن كعب بن سعد، يروى عن الأسلع بن شريك- هكذا ذكره [2] ابن أبى حاتم حكاية عن أبيه [3] والهيثم ابن رزيق المالكي، من بنى مالك بن سعد [4] ، نسب إليه، عاش مائة وسبع عشرة سنة، روى عن أبيه عن الأسلع بن شريك، روى عنه الفضل بن أبى [سويد-[5]] المقرئ [6]- قاله أبو حاتم الرازيّ فيما حكى
__________
[1] وفي م بالأرقام «269» أي «ستين» مكان «تسعين» .
[2] من م، وفي الأصل «قال» .
[3] وانظر الجرح والتعديل ج 1 ق 2 ص 504.
[4] قال ابن الأثير: ذكر أبو سعد في ترجمة الأدب «من بنى مالك بن كعب ابن سعد» وفي ترجمة الابن «من بنى مالك بن سعد» ! وإنما الصواب: مالك ابن سعد بن زيد مناة بن تميم- إلخ. وقال في ما فاته: ولعلهما من بنى مالك ابن سعد بن كعب، من الأزد- إلخ. وسيأتي، وانظر جمهرة أنساب العرب ص 210.
[5] من الجرح والتعديل ج 4 ق 2 ص 83، وفي الأصول بياض.
[6] كذا بالأصول، وفي الجرح والتعديل «المنقري» وراجع ترجمة الفضل في تهذيب التهذيب 8/ 284 ولعله هذا.(12/50)
ابنه عنه. [1] .
__________
[1] قال ابن الأثير: وفاته النسبة إلى مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ بن غالب ابن فهر، بطن كبير من عامر، ينسب إليه خلق كثير، منهم سهيل بن عمرو ابن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل العامري المالكي، له صحبة وأخوه السكران بن عمرو، من مهاجرة الحبشة، كان زوج سودة بنت زمعة قبل النبي صلى الله عليه وسلم- (مات بالحبشة) .
وفاته النسبة إلى مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، ينسب إليه جماعة كثيرة، منهم ضرار بن الأزور ويزيد بن أنس المالكي صاحب المختار.
وفاته النسبة إلى مالك بن حطيط بن جشم بن ثقيف، منهم عثمان بن أبى العاص بن بشر بن عبد بن دهمان بن عبد الله بن همام بن أبان بن يسار ابن مالك بن حطيط المالكي الثقفي، له صحبة.
وفاته النسبة إلى مالك بن عمرو بن تميم، ينسب إليه خلق كثير، منهم قطري بن الفجأة- واسمه جعونة- بن مازن بن يزيد بن زياد بن حنثر بن كاسر ابن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم ومنهم مالك بن الريب ابن حوط بن قرط بن حسيل بن ربيعة بن كابية.
وفاته النسبة إلى مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعبة بن على بن بكر ابن وائل، منهم لسان الحمرة، وهو حصن بن ربيعة بن صعير بن كلاب بن عامر ابن مالك وابنه عبد الله بن حصن الّذي يقال له «ابن لسان الحمرة» ، وخلق كثير.
وفاته النسبة إلى مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج، ينسب إليه أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك ابن النجار المالكي الخزرجي الغنمي رضى الله عنه، شهد بدرا والعقبة (وانظر الجمهرة ص 327) .
وفاته النسبة إلى مالك بن سعد بن كعب بن الغطريف بن عبد الله ابن الغطريف بن بكر بن يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر(12/51)
__________
[ () ] ابن زهران، بطن من الأزد، منهم أبو أزيهر بن أنيس بن الخيسق بن مالك ابن سعد.
وفاته النسبة إلى مالك بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور ابن مرتع بن معاوية بن كندة، بطن من كندة، منهم قساس بن أبى شمر ابن معديكرب بن سلمة بن مالك الشاعر الكندي المالكي، جاهلى.
وفاته النسبة إلى مالك بن مالك بن تدول بن الحارث بن بكر بن ثعلبة ابن عقبة بن السكون، بطن عظيم من السكون، ومنهم من ينسبهم إلى الحارث ابن كعب فيقول: هو مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب، وفيهم كثره.
وفاته النسبة إلى مالك بن ربيعة بن الحارث بن كعب، بطن من الحارث ابن كعب، منهم الأسود بن زياد بن عباد بن سلمة بن الحارث بن مالك بن ربيعة، شهد القادسية وهاجر إلى الكوفة.
وفاته النسبة إلى مالك بن عوف بن سعيد بن عوف بن حريم بن جفى، منهم الأسعر بن أبى عمران، واسمه الحارث بن معاوية بن الحارث بن مالك ابن عوف الشاعر، سمى الأشعر ببيت قاله ومنهم الشويعر، واسمه محمد ابن حمران بن أبى حمران، سماه امرؤ القيس: الشويعر.
وفاته النسبة إلى مالك بن الصامت بن غنم بن مالك بن سعد بن نبهان، بطن كبير من طيِّئ، وهم أشراف بالكوفة والجبلين.
وفاته النسبة إلى مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم بن عريف بن خزيمة ابن حرب بن على بن مالك بن سعد بن نذير بن قسر بن عبقر بن أثمار، بطن من بجيلة، منهم جرير بن عبد الله بن جابر، وهو الشليل بن مالك، وفيه يقول النجاشي يخاطب شرحبيل بن السمط الكندي:
شرحبيل ما للدين فارقت أمرنا ... ولكن لبعض المالكي جرير
- انتهى ما في اللباب.(12/52)
__________
[ () ] وذكر أبو محمد على ابن حزم الأندلسى في جمهرة أنساب العرب بعض المالكين، فنورد بعضهم لتكميل الفائدة: مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان وهم باهلة، فمن ولده: حاتم بن النعمان بن عمرو، كان سيدا بالجزيرة ومنهم الأصمعي العالم، هو عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن على بن أصمع بن مظهّر بن رياح بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك ابن أعصر (وانظر الأنساب 1/ 288) ، أدرك أصمع النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك أبوه مظهر وأسلما جميعا، وقبر مظهر بكاظمة بقرب البحر ومن ولد وائل بن معن بن مالك بن أعصر: صاحب خراسان قتيبة بن مسلم الباهلي وغيره ومنهم أبو أمامة رضى الله عنه، وهو من بنى سهم بن عمرو ابن ثعلبة بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر ومن بنى مالك بن أعصر:
الهرماس بن زياد رضى الله عنه وسلمان بن ربيعة، من كبار التابعين، قاضى الكوفة.
ومالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل، من ولده صاحب السند هشام بن عمرو بن بسطام وحنظلة بن قيس بن هوبر قائد بنى تغلب أيام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وغيرهما.
ومالك بن جشم بن بكر بن حبيب، من ولده: عمرو بن شييم، اللقب بالقطامي، الشاعر المشهور ومن بنى عمرو بن مالك بن جشم بن بكر:
الأخطل الشاعر، وهو غياث بن غوث بن الصلت.
ومالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، من ولده: سلمى ابن القين بن عمير بن بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة رضى الله عنه، وغيره.
ومالك بن زيد مناة بن تميم، وفي ولد ابنه حنظلة بن مالك كثرة- انظر ص 211- 216 ومنهم المحدث الفقيه إسحاق بن راهويه وولده.
ومالك (لخم) بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب، ومنه رهط تميم الداريّ وأخيه نعيم بن أوس رضى الله عنهما، ومنهم رهط(12/53)
3608 الماليني
بالياء المنقوطة باثنتين من تحتها بعد اللام المكسورة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مالين، وهي في موضعين، أحدهما [كورة ذات] قرى مجتمعة على فرسخين من هراة يقال لجميعها «مالين» وأهل هراة يقولون «مالان» ، و «مالين» أيضا قرية من قرى باخرز، وكتبت بمالين هراة نوبا عدة، وكتبت عن جماعة كثيرة من قراها، فأما أبو سعد [1] أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل
__________
[ () ] الطرماح الشاعر، ومنهم رهط النعمان بن المنذر ملك الحيرة، وغيرهم كثيرون.
ومالك بن الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقياء، وفيهم كثرة، منهم غسيل الملائكة رضى الله عنه ومنهم عمير بن معبد بن الأزعر، وقيس ابن يزيد، ومالك بن أمية رضى الله عنهم ومنهم أيضا عويمر بن سعد بن شهيد رضى الله عنه، وإلى فلسطين من قبل عمر، وغيرهم من الصحابة.
ومالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب ابن الحارث، من الأزد، فمنهم المحدث نصر بن على، وجرير بن حازم، وابنه وهب بن جرير وغيرهم منهم إمام النحاة الخليل بن أحمد ومنهم المحدث هشام بن الحسان ومنهم العلامة الراوية أبو بكر ابن دريد، وغيرهم.
ومالك بن أفصى بن عامر بن قمعة بن الياس بن مضر، من ولده: أسماء ابن حارثة بن سعيد رضى الله عنه ورئيس دعاة بنى العباس: سليمان ابن كثير بن أمية.
ومالك بن النخع، وفيهم كثرة. ومالك بن كنانة، وفيهم أيضا كثرة- انتهى ملخصا ومختصرا.
[1] في م «أبو سعيد» ومثله وقع في بعض المراجع.(12/54)
الأنصاري الصوفي الماليني فمن مالين هراة، كان أحد الرحالين في طلب الحديث والمكثرين منه كتب الحديث ببلاد خراسان، ثم خرج إلى الرحلة وطاف ما بين الشاش إلى الإسكندرية، وأدرك المشايخ، وسمع الحديث، وسمع منه، وكان فاضلا عالما صوفيا ورعا متخلقا بأحسن الأخلاق، سمع أبا عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي وأبا أحمد عبد الله بن عدي الحافظ وأبا بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي وأبا محمد الحسن بن رشيق العسكري وأبا بكر محمد بن عدي بن زحر [1] المنقري وأبا القاسم تمام بن محمد بن عبد الله [2] / الحافظ الدمشقيّ وجماعة كثيرة، روى عنه أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي [3] وأبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب وأبو القاسم عبد الرحمن ابن محمد بن مندة الحافظ وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم [3] وأبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن الذكوانيّ وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالى، وكان سمع وكتب من الكتب الطوال والمصنفات الكبار [4] ما لم يكن عند أحد، وذكره مشهور مدون في الكتب [5] ، ومات بمصر في شوال سنة اثنتي عشرة وأربعمائة وأبو معشر موسى بن محمد بن موسى ابن شعيب الماليني، سمع بخراسان أبا عبد الله محمد بن إبراهيم العبديّ وأحمد
__________
[1] في الأصول «زجر» خطأ.
[2] زيد هنا في م «الرازيّ» .
[3- 3] بين الرقمين سقطة في م.
[4] م: «وكتب من الكتب الكبار المصنفات الطوال» .
[5] راجع ترجمة طاوس الفقراء في تاريخ بغداد 4/ 371 وتذكرة الحفاظ للذهبى 3/ 1070 والنجوم الزاهرة 4/ 256 ومرآة الزمان والمنتظم وغيرها.(12/55)
ابن نجدة [1] القرشي وأبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وبالعراق أبا محمد عبد الله بن محمد بن ناجية والقاسم بن زكريا المطرز، وبالحجاز محمد ابن إبراهيم الديبلى وغيرهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، ومات في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. [2]
3609- المالي
بفتح الميم وفي آخرها اللام بعد الألف، هذه النسبة إلى مال، وهو اسم لجد أبى بكر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم ابن مهران بن مالة الحربي المالي، من أهل بغداد [3] ، كان شيخا صالحا، سمع أبا جعفر عبد الله بن إسماعيل بن برية [4] الهاشمي ودعلج بن أحمد وأبا بحر محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري وعلى بن العباس البرداني، روى عنه أبو القاسم الأزهري وعبد العزيز بن على الأزجي [5] ومحمد بن على
__________
[1] من م، في الأصل «أبا نجدة» .
[2] وينسب إلى مالين باخرز: أبو نصر منصور بن محمد بن أبى نصر منصور الهلالي الباخرزي الماليني، سكن مالين، وكان شيخا فقيها صالحا ورعا، كثير العبادة، مكثرا من الحديث، سمع أبا بكر أحمد بن على الشيرازي وموسى بن عمران الأنصاري وأبا نزار عبد الباقي بن يوسف المراغي، كتب عنه أبو سعد السمعاني، وكانت ولادته سنة 466 بمالين باخرز، وقتل بنيسابور في وقعة الغز في الحادي عشر من شوال سنة 546- ياقوت في معجم البلدان.
[3] ترجمته من تاريخ بغداد 2/ 246.
[4] وقع في م «نوبة» .
[5] وقع في م «الأزعرى» خطأ.(12/56)
ابن الفتح الحربي [1] ، وقال لي [2] الأزهري: كان شيخا صالحا. [3]
3610- المامطيري
بالألف بين الميمين والطاء المهملة المكسورة وبعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى مامطير، وهي بليدة بناحية آمل طبرستان، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله المامطيري، سمع منه أبو القاسم الشيرازي الحافظ، وقرأت عليه [4] في معجم شيوخه: أنشدنى إبراهيم بن عبد الله أبو إسحاق المامطيري بالطائف:
أشابت همومي- يوم سرت- مفارقي ... وفارقت روحي مذ غدوت مفارقي
فلو ان كفى قطّعت من مرافقى ... لما ساءني إذ كنت أنت مرافقى. [5]
__________
[1] م: «الأزبى» خطأ.
[2] هذا قول أبى بكر الخطيب البغدادي.
[3] راجع في رسم (الكوفني) 11/ 171: ابن المالكانى.
[4] ليس في م.
[5] وينسب إليها المهدي بن محمد بن العباس بن عبد الله بن أحمد بن يحيى المامطيري، أبو الحسن الطبري، يعرف بابن سرهنك، قال ابن شيرويه: قدم همذان في شوال سنة 440، روى عن أبى جعفر أحمد بن محمد- صاحب عبد الرحمن ابن أبى حاتم- والحاكم أبى عبد الله وأبى عبد الرحمن السلمي، وذكر جماعة وقال: وحدثنا عنه محمد بن عثمان والميداني وأبو القاسم محمد بن جعفر القئول وغيرهم، وكان صدوقا وأبو الحسن على بن أحمد بن طازاد المامطيري،(12/57)
3611- المامائي
بالألف بين الميمين [المفتوحتين والميم الثانية بين الألفين-[1]] وفي آخرها الياء آخر الحروف [2] ، هذه النسبة إلى ماما، وهو اسم لبعض أجداد أبى حامد أحمد بن محمد بن أحيد بن عبد الله ابن ماما الحافظ المامائي الأصبهاني، من أهل أصبهان، كان حافظا متقنا، مكثرا من الحديث، حريصا على طلبه [3] ، سكن بخارا إلى أن توفى بها، جمع وصنف التصانيف، منها الزيادات لتاريخ بخارا لغنجار، والمختلف والمؤتلف في الأسماء، سمع أبا على إسماعيل بن محمد بن حاجب الكشاني وأبا نصر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن جعفر الملاحمى وأبا حامد أحمد بن محمد بن الحسن المقرئ وأبا محمد عبد الرحمن بن أحمد ابن محمد بن أبى شريح الأنصاري وأبا بكر عبدة بن محمد بن أحمد ابن ملة البزار الهروي [وأبا نصر أسامة بن ولى بن محمد بن حامد الهروي-[1]] وأبا الفضل أحمد بن على بن عمرو السليماني والسيد أبا الحسن محمد بن على العلويّ [4] الوصي وأبا بكر محمد بن أبى عيسى البغدادي وأبا إسحاق إبراهيم بن أبى بكر الرازيّ وأبا عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي وجماعة سواهم، روى عنه أبو بكر الحسين بن الحسين البخاري
__________
[ () ] يروى عن عبد الله بن عتاب بن الرقبي الدمشقيّ وغيره، روى عنه أبو سعد الماليني الحافظ.
[1] من م، وسقط في الأصل.
[2] ويقال «المامانى» بالنون أيضا.
[3] وراجع تذكرة الحفاظ 3/ 1117 وشذرات الذهب 3/ 259.
[4] وقع في م «العامري» .(12/58)
وجماعة، قرأت على ظهر كتاب الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: مات أحمد بن ماما خامس شعبان سنة ست وثلاثين وأربعمائة ببخارا، قال:
ومات أبو المسهر قبله بأسبوع.
3612- المأموني
بالألف بين الميمين أولاهما مفتوحة والأخرى مضمومة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى أمير المؤمنين المأمون، وهو أبو محمد الحسن بن أحمد [1] بن يعقوب بن موسى بن المأمون المأموني، سمع أبا عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور فقال: أبو محمد المأموني قد كنت رأيته ببغداد في مجلس قاضى القضاة محمد بن صالح، فورد نيسابور وأقام بها سنين، ثم فارقها وخرج على طريق جرجان. [2]
3613- المانْقانى
بفتح الميم والقاف بينهما الألف والنون الساكنة وفي آخرها ألف ونون أيضا، هذه النسبة إلى مانقان، وهي محلة كبيرة من قرية النسج وهي إحدى قرى مرو، منها جعفر بن حمويه [المانقانى، قال: أبو زرعة السنجى: جعفر بن حمويه-[3]] سمع على ابن حجر، من قرية السنج، من مانقان.
__________
[1] زيد هنا في م «بن أحمد» .
[2] قال ياقوت: (مانكدان) من قرى أصبهان، ينسب إليها أبو نصر أحمد ابن الحسن بن أحمد بن عبد الرحمن المانكدانى، يعرف بقاضي الليل، مات في شعبان سنة 475.
[3] من م، وسقط من الأصل.(12/59)
3614- الماوردي
بفتح الميم [1] والواو وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى بيع الماورد [2] وعمله، واشتهر جماعة من العلماء بهذه النسبة لأن بعض أجداده كان يعمله أو يبيعه، منهم أقضى القضاة أبو الحسن على بن محمد بن حبيب البصري، المعروف بالماوردى، من أهل البصرة سكن بغداد، وكان من وجوه فقهاء الشافعيين، وله تصانيف عدة في أصول الفقه وفروعه وفي غير ذلك، وجعل إليه ولاية القضاء ببلدان كثيرة، وسكن بغداد في درب الزعفرانيّ، وحدث عن الحسن ابن على بن محمد الجبليّ صاحب أبى خليفة [الجمحيّ] وعن محمد بن عدي ابن زحر المنقري ومحمد بن المعلى الأزدي وجعفر بن محمد بن الفضل البغدادي، سمع منه أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب الحافظ وجماعة آخرهم أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش العكبريّ، وقال الخطيب [3] : كتبت عنه، وكان ثقة، ومات في [يوم الثلاثاء سلخ-[4]] شهر ربيع الأول من سنة خمسين وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب وكان قد بلغ ستا وثمانين سنة [5] وأبو غالب محمد بن الحسن
__________
[1] بعدها الألف.
[2] أي: ماء الورد.
[3] في تاريخ بغداد 12/ 102.
[4] من تاريخ بغداد المأخوذ منه ما هنا، وبدونه لا تصح كلمة «ودفن من الغد» الآتية، وقال الخطيب: وصليت عليه في جامع المدينة.
[5] وراجع لترجمته سير النبلاء، وطبقات الشافعية، ووفيات الأعيان،(12/60)
ابن على [بن الحسن-[1]] الماوردي البصري، من أهل البصرة سكن بغداد، وكان يورق وينسخ إلى حين وفاته، وكان عجيب الخط، وكان صالحا مكثرا، سمع ببغداد أبا الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور البزار، وبواسط ابا ... [2] محمد بن عبد السلام الأصبهاني، وبالبصرة أبا على بن أحمد بن على التستري، وبالكوفة أبا الحسن محمد بن الحسن [3] ابن المنشور [4] الجهنيّ، وبأصبهان أبا الفضل المطهر بن عبد الواحد البزاني وغيرهم، سمع منه جماعة من أصحابنا، وكان قد نسخ لوالدي رحمه الله شيئا كثيرا، وكانت ولادته في سنة خمسين وأربعمائة بالبصرة، وتوفى ببغداد في شهر رمضان/ سنة خمس وعشرين وخمسمائة، ودفن بمقبرة باب الدير.
3615- الماهاني
بفتح الميم والهاء بين الألفين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ماهان، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهم جماعة، منهم أبو محمد عبد الله بن حامد [5] بن محمد بن عبد الله بن على بن رستم
__________
[ () ] ومعجم الأدباء لياقوت 15/ 52 والمنتظم 8/ 199 ولسان الميزان 4/ 260 والنجوم الزاهرة 5/ 64 والبداية والنهاية 12/ 80 وغيرها، وهو صاحب «الحاوي» انظر الإكمال 1/ 477.
[1] من م.
[2] بياض في الأصل، وأهمل في م.
[3] م: «الحسين» .
[4] م: «المسور» .
[5] في م «جابر» .(12/61)
ابن ماهان الفقيه الماهاني الأصبهاني الواعظ، من أهل نيسابور، وكان [أبوه-[1]] من أعيان التجار من الأصبهانيين نزل نيسابور، وأبو محمد ولد بنيسابور وتفقه عند أبى الحسن البيهقي، ثم خرج إلى أبى على بن أبى هريرة، وتعلم الكلام من أبى على الثقفي وأعيان الشيوخ، وسمع بنيسابور أبا حامد بن الشرقي ومكي بن عبدان وأقرانهما، وبالعراق أبا بكر المطيري وأقرانه، وخرج من نيسابور في طلب العلم مع الشيخ أبى بكر محمد بن إسحاق متوجها إلى غزاة الروم، ثم دخل بغداد وذلك في سنة أربع وثلاثين، وانصرف إلينا آخر سنة سبع وثلاثين وعقد له مجلس الدرس، ثم جلس للوعظ بعد ذلك سنين، وتوفى في جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وثلاثمائة وهو ابن ثلاث وثمانين سنة، واشتهر وصلى عليه الفقيه أبو بكر بن فورك، ودفن في مقبرة باب معمر.
3616- الماهِياباذى
بفتح الميم [2] وكسر الهاء وبعدها الياء المفتوحة المنقوطة من تحتها باثنتين والباء الموحدة بين الألفين وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى ماهياباذ، وهي محلة كبيرة بأعلى بلد مرو شبه قرية منفصلة [3] ، منها أبو عبد الله أحمد بن محمد بن هشام بن محمد بن إبراهيم الماهياباذى، والد عبد الله [4] بن أبى دارة، سمع أبا وهب محمد بن مزاحم
__________
[1] زيد لتستقيم العبارة.
[2] بعدها الألف.
[3] محلة كبيرة على باب مرو شبه القرية منفصلة عن سورها من شرقيها- أهـ ياقوت. وأظن أن فيها كانت تباع الأسماك، لأن «ماهى» معناه: السمك، وكذا التي تليها «ماهيان» الألف والنون للجمع- والله أعلم.
[4] في الأصل «والد أبى عبد الله- إلخ» .(12/62)
وعلى بن الحسن الشقيقى [1] المروزيين وغيرهما، وخطبهم بالقرب من السوق الحديثة بماهياباذ بالمرتعة [2] .
3617- الماهِيانى
بفتح الميم [3] وكسر الهاء وبعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها [3] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ماهيان، وهي من قرى مرو على ثلاثة فراسخ منها، كان منها جماعة من المحدثين، منهم أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسن بن قريش الماهياني الغازي [4] ، سكن نيسابور ومات بها، يروى عن محمد بن عبد الكريم الذهلي [5] والحسن بن معاذ والفضل ابن عبد الجبار وأحمد بن سيار وأقرانهم، روى عنه أبو أحمد محمد بن محمد ابن إسحاق الحافظ [وأبو الحسين الحافظ-[6]] هو الحجاجى وأبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد بن حفص الماهياني، إمام فاضل مبرز عارف بالمذهب، أدرك العلماء وتفقه عليهم مثل أبى الفضل التميمي وأبى المعالي الجويني [7] وأبى سعد المتولي، وسمع الحديث منهم ومن أبى الحسن على بن أحمد الواحدي وأبى صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن وجماعة سواهم، سمعت منه جميع التفسير المعروف بالوسيط للواحدي، وتوفى بقريته ماهيان
__________
[1] وقع في م «وعلى بن الحسين البيهقي» كذا.
[2] ليس في م.
[3] وبعدها الألف.
[4] وانظر تعليق الأنساب 10/ 5.
[5] م: «الذهبي» .
[6] من م، وسقط من الأصل.
[7] وقع في م «محمد بن أحمد» مكان «الجويني» كذا، وانظر 3/ 431 و 433.(12/63)
في أواخر رجب سنة خمس وعشرين وخمسمائة وابنه أبو محمد عبد الرحمن ابن أبى الفضل الماهياني، كان من عباد الله الصالحين ورعا وزهدا، وتفقه على شيخنا أبى إسحاق المروروذي، وحفظ المذهب، وسمع معنا ومنا، وسمع منه أحاديث، وتوفى بقريته ماهيان في سنة خمسين وخمسمائة [1] ووصل نعيه إلى وأنا بسمرقند ومن القدماء أحمد بن أبى إسحاق الماهياني، سمع سلمة بن سليمان- هكذا ذكره أبو زرعة السنجى في تاريخه.
3618- المايقى
بفتح الميم والياء المكسورة المنقوطة من تحتها باثنتين بعد الألف وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى مايق الدشت، [2] وهي قرية بناحية أستوا من نواحي نيسابور، منها أبو عمرو عبد الوهاب ابن عبد الرحمن بن محمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن سليمان السلمي المايقى الاستوائى، من مايق الدشت [2] ، وهو ابن خال أبى القاسم القشيري وختنه على ابنته الكبرى، من أسباط أبى على الدقاق، شيخ كبير مشهور ثقة نبيل من شيوخ الطريقة ووجوه المتصوفة، شريك الأستاذ أبى القاسم القشيري في الإرادة والانتماء إلى الدقاق، له الأحوال السنية والكلمات والأشعار بالفارسية في بيان الطريقة والمجاهدات والرياضات، سمع بنيسابور أبا طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، وببغداد أبى الحسين على ابن محمد بن عبد الله بن بشران السكرى وغيرهما، روى لنا عنه حفيده أبو الأسعد
__________
[1] قال ياقوت: مات بماهيان في شوال سنة 549، ومولده في رجب سنة 492.
[2- 2] بين الرقمين سقطة في م.(12/64)
هبة الرحمن بن أبى سعيد بن القشيري وأبو الفتوح [1] عبد الوهاب بن الشاه ابن أحمد الشاذياخى وغيرهم، وكانت وفاته في حدود سنة سبعين وأربعمائة وحفيده أبو محمد عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الوهاب ابن عبد الرحمن السلمي المايقى، شيخ صالح، بهىّ المنظر، سمع جده أبا عمرو السلمي المايقى، كتبت [2] عنه كتاب الذكر لأبى بكر بن أبى الدنيا وغير ذلك، وكانت وفاته بعد سنة ثلاثين [3] وخمسمائة.
3619- المايمرغي
بسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين الميمين المفتوحتين [4] وسكون الراء وفي آخرها الغين المعجمة، هذه النسبة إلى ما يمرغ، وهي قرية كبيرة حسنة على طريق بخارا من نواحي نخشب، نزلت بها يوما وقت خروجي إلى بخارا من نسف. و «ما يمرغ» موضع آخر على طرف جيحون، وكانت بها جماعة من الفضلاء. و «ما يمرغ» قرية من قرى سمرقند [5] . والمشهور بالانتساب إلى ما يمرغ- القرية التي
__________
[1] في م «أبو الفتح» ، وفي الأصل «أبو الفرج» كذا، وانظر 8/ 10.
[2] م: «كتب» كذا.
[3] وقع في م «ستين» .
[4] الأولى بعدها الألف، وقال ياقوت: وضم الميم الأخرى.
[5] قال ياقوت: بالقرب من سمرقند، يتصل عملها بعمل الدرغم، وليس برساتيق سمرقند رستاق أشد اشتباكا في القرى والأشجار من ما يمرغ.(12/65)
بنسف: أبو نصر أحمد بن على بن الحسين بن عيسى [1] المقرئ الضرير المايمرغي، كان شيخا ثقة صالحا صدوقا مكثرا من الحديث، سمع أبا عمرو محمد بن محمد بن صابر وأبا سعيد الخليل بن أحمد وأبا بكر محمد بن الفضل وأبا بكر أحمد بن محمد بن [2] إسماعيل وأبا أحمد الحاكم القاضي البخاريين، وروى عن أبى بكر بن إسحاق الكلاباذي صاحب معاني الأخبار، روى عنه جماعة منهم أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبى الحافظ وأبو بكر محمد بن احمد بن محمد بن أبى نصر البلدي النسفيان، وغيرهما، وكانت وفاته بعد سنة ثنتين [3] وأربعمائة، وذكره عبد العزيز النخشبى الرحال في معجم شيوخه وأثنى عليه وقال: كان ثقة زاهدا، سمعته يقول:
ولدت سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، كتبت عنه بما يمرغ.
وأبو العباس الفضل بن نصر/ المايمرغي، قال أبو سعد الإدريسي:
هو من قرية من قرى سمرقند على فرسخين أو ثلاثة يقال لها: ما يمرغ، يروى عن العباس بن عبد الله السمرقندي، روى عنه بكر بن محمد ابن أحمد الفقيه.
ومحمد بن أبى عبد الله المايمرغي الفقيه المذكر، سمع شيوخ بخارا، مات ببخارا، وحمل إلى قريته ما يمرغ فدفن بها في العشر الأوائل من
__________
[1] وفي معجم البلدان «على» .
[2] هنا بعض تكرار في م خطأ.
[3] من الأصل، وفي معجم البلدان «403» ، وفي م واللباب «ثلاثين» ، وفي النسخ تقديم وتأخير وبعض تكرار في العبارة.(12/66)
جمادى الآخرة سنة ست وتسعين وثلاثمائة وابنه أبو الفضل محمد بن محمد بن أبى عبد الله المايمرغي، يروى عن أبى إسحاق إبراهيم بن محمد الرازيّ وأبى محمد [1] إسماعيل بن الحسين الزاهد، ومات شابا، روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري.
والإمام الحجاج أبو المؤيد محمد بن أحمد بن محمود بن محمد بن نصر ابن موسى بن أحمد المايمرغي النسفي، والد الإمام الأوحد أحمد، كان إماما فاضلا، يروى عن المقرئ محمد بن منصور بن علكان الشروانى الإمام بالمدينة، روى عنه عمر بن محمد بن أحمد النسفي، ولد بما يمرغ في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، [2] ولد ابنه أحمد في شعبان سنة إحدى وثمانين وأربعمائة [2] .
3620- الماينى
بفتح الميم [3] وكسر الياء المنقوطة تحتها باثنتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ماين [4] ، وهي من بلاد فارس، خرج منها جماعة من العلماء والصلحاء، منهم أبو القاسم فارس بن الحسين بن شهريار الماينى، يروى عن بكر بن أحمد الفارسي [5] ، روى عنه أبو عبد الله محمد
__________
[1] زيد هنا في م «بن» .
[2- 2] سقط من م.
[3] بعدها الألف.
[4] وقال ياقوت: (مائتين) بعد الألف ياء مهموزة وياء ساكنة، بلد من أعمال فارس من نواحي شيراز.
[5] قال ياقوت: روى عن أبى بكر بن محمد الفارسي- كذا.(12/67)
ابن عبد العزيز الشيرازي الحافظ، ومات بعد سنة خمس وتسعين وثلاثمائة [1] ، فإنه توفى في هذه السنة وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب ابن أحمد الماينى، يروى عن أبى يحيى بكر بن أحمد الفارسي وأحمد بن عطاء وأبى بكر أحمد بن جعفر القطيعي [2] وأبى موسى البيضاوي، سمع منه محمد ابن عبد العزيز الشيرازي، وتوفى بعد سنة خمس وتسعين وثلاثمائة وأبو الحسن على بن محمد الصوفي [3] الماينى، حدث بشيراز عن أبى بكر أحمد ابن موسى بن عمار القرشي صاحب أبى بكر السنى الدينَوَريّ، سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ وأبو بكر محمد بن الحسين بن أحمد الماينى القاضي، ولى القضاء بماين، رحل إلى أصبهان عنده سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وعبد الله بن محمد القباب وأبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر وأبو يحيى بكر بن أحمد الشيرازي، وكان ورعا فاضلا دينا، يروى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي الشيرازي الحافظ، ومات في حدود سنة أربعمائة وأبو عبد الله محمد بن أبى نصر بن محمد الماينى [3] الصوفي المقري، نزيل حلب، كان مقرئا فاضلا صالحا سديد السيرة، قلّ ما يتفق في الصوفية مثله، وكان كثير الأسفار رحالا جوالا، طاف في بلاد العراق والجبال والشام والحجاز، سمع بشيراز أبا شجاع محمد بن سعدان المقاريضى، وببغداد
__________
[1] كذا، وفي معجم البلدان بالأرقام «475» .
[2] وقع في م «القطيفي» خطأ.
[3] ليس في م.(12/68)
أبا بكر أحمد بن على بن الحسين بن زكريا الطريثيثى وأبا محمد جعفر ابن أحمد بن الحسين السراج وأبا المعالي ثابت بن بندار البقال وأبا الفضل محمد بن عبد السلام الأنصاري، وبأصبهان أبا بكر أحمد بن محمد بن أحمد ابن مردويه الحافظ، وبهمذان أبا محمد عبد الرحمن بن حمد بن الحسن الدونى [1] وغيرهم، لقيته بحلب وأنست به غاية الأنس وكتبت، وكانت أصوله قد ضاعت في برية الرقة- هكذا ذكر لي، ومات بعد سنة أربعين وخمسمائة بحلب [2] .
3621- المايوسي
بفتح الميم وضم الياء [3] آخر الحروف [3] بعد الألف والواو بعدها السين المهملة في آخرها [4] ، واشتهر بهذه النسبة أبو القاسم عبد السلام [5] بن الحسن بن على الصفار المعروف بالمايوسى، من أهل بغداد، حدث عن أبى بكر أحمد بن جعفر بن حمدان ابن مالك القطيعي وأبى الحسين محمد بن المظفر الحافظ، ذكره أبو بكر الخطيب وقال [6] : كتبت عنه، وكان ثقة، يسكن درب سليمان طرف الجسر، ومات في ذي القعدة من سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.
__________
[1] كذا في الأصل، وفي م «أبا محمد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين الدولى» .
[2] ليس في م.
[3- 3] في م «التحتانية» .
[4] هنا بعض بياض في الأصل، وأهمل في م.
[5] وقع في م «عبد الله» .
[6] في تاريخ بغداد 11/ 58.(12/69)
باب الميم والباء
3622- المبَارِدى
بفتح الميم [1] والباء الموحدة وكسر الراء والدال المهملة، هذه النسبة إلى المبارد، وهو جمع المبرد، والمشهور بهذه النسبة أبو ... [2] حداد بن سلامة العراقي المباردي، كان نقاش المبارد [3] وابنه أبو بكر محمد بن حداد [4] المباردي، كان ينقش المبارد أيضا، وكان فقيها صالحا من أصحاب أحمد، درس الفقه على أبى الخطاب محفوظ بن أحمد الكلواذاني، وسمع الحديث من أبى الخطاب نصر بن أحمد بن البطر الغربي القارئ وأبى عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالى وغيرهما، سمعت منه أحاديث يسيرة ببغداد [3] .
3623- المُبارَكى
بضم الميم والباء المنقوطة من تحتها [بواحدة-[5]] وفتح الراء المهملة بعد الألف [وفي آخرها الكاف-[5]] ، هذه النسبة إلى مبارك، وهي بليدة بين بغداد وواسط على طرف الدجلة، رأيتها ولم أدخلها، وقال أبو على الغساني: المبارك اسم نهر بالبصرة احتفره خالد بن عبد الله القسري [6] ، والمشهور [من أهلها-[5]] أبو داود سليمان ابن محمد المباركي، وقيل: سليمان بن داود [7] المباركي، يروى عن أبى شهاب
__________
[1] بعدها الألف.
[2] بياض في الأصل، وأهمل في م.
[3] هنا بعض بياض في الأصل.
[4] في اللباب «خداداذ» .
[5] من م.
[6] وانظر ص 72.
[7] قال الذهبي في المشتبه ص 566: هذا وهم من الخطيب البغدادي وابن ماكولا.(12/70)
الحناط [1] وعامر بن صالح ويحيى بن أبى زائدة وأبى حفص الأبار وعبد الرحمن ابن محمد المحاربي، قال أبو حاتم بن حبان: روى عنه أحمد بن الحسن ببغداد، و «مبارك» التي ينسب إليها: الدجلة فوق واسط، دخلتها، مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وقال غيره: في ذي القعدة. قلت: روى عنه [2] مسلم بن الحجاج القشيري وأبو زرعة الرازيّ وأسيد بن عاصم الأصبهاني ومن القدماء الذين كانوا ينزلونها: منصور بن زاذان الواسطي، مولى عبد الرحمن [3] بن أبى عقيل الثقفي، يروى عن الحسن وابن سيرين وقتادة أبى قحذم، روى عنه عبيد الله بن عمر وشعبة والضحاك بن حمزة ومسلم بن سعيد وهشيم، وهو الّذي يروى عنه هشيم ويقول «حدثنا منصور بن أبى المغيرة» كان كنية زاذان: أبو المغيرة، قال/ أبو حاتم ابن حبان: كان منصور بن زاذان من المتقشفة المتجردين للدين، وكان ينزل المبارك- قرية من قرى واسط على الدجلة دخلتها، ومات سنة تسع وعشرين ومائة، وقد قيل: إنه مات في الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة، وخرج في جنازته المسلمون واليهود والنصارى والمجوس يبكون عليه. قال ابن أبى حاتم [4] : منصور بن زاذان الواسطي كان ينزل المبارك، وهو مولى عبد الله بن أبى عقيل، أثنى عليه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ووثقاه وأبو الهذيل حصين بن عبد الرحمن السلمي المباركي،
__________
[1] م: «الحافظ» خطأ.
[2] وراجع تهذيب التهذيب 4/ 191 وتاريخ بغداد 9/ 38: سليمان بن داود.
[3] وانظر ما يأتى من الجرح والتعديل.
[4] في الجرح والتعديل ج 4 ق 1 ص 172.(12/71)
من أهل الكوفة، يروى عن زيد بن وهب والشعبي، وكان أكبر من الأعمش بسنة، يقال: سنّه سن النخعي، روى عنه الثوري وشعبة وأهل العراق، ومات سنة ثلاث وستين ومائة، قال أبو حاتم بن حبان [1] :
أبو الهذيل حصين كان ينزل المبارك قرية على الدجلة دخلتها أسفل من نهر سائس، وقد قيل: إنه سمع من عمارة بن رويبة، ولعمارة صحبة، فان صح ذلك فهو من التابعين وأبو زكريا يحيى بن يعقوب بن مرداس ابن عبد الله البقال المعروف بالمباركى، حدث عن سليمان المباركي- المتقدم ذكره- وسويد بن سعيد وغيرهما، روى عنه عبد الصمد بن على الطستى وأبو بكر الشافعيّ وأبو القاسم الطبراني، وقال فيه أبو الفضل محمد بن طاهر بن على المقدسي الحافظ: والمبارك هذا نهر حفره هشام بن عبد الملك [2] وإياه عنى الشاعر بقوله:
على نهرك المشئوم غير المبارك.
وأما أبو الطيب المباركي النيسابورىّ إنما قيل له «المباركي» لانتسابه [3] إلى جده، وهو أبو الطيب محمد بن محمد بن عبد الله بن المبارك، سمع إسحاق بن يعقوب السمسار، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ صاحب كتاب التاريخ.
وأما القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن أبى عبد الله المباركي فقيل: إنه لقب بذلك، سمعت أبا العلاء أحمد بن
__________
[1] في الثقات.
[2] وانظر ص 70.
[3] م: «لأنه انتسب» .(12/72)
محمد بن الفضل الحافظ يقول: سألته- يعنى القاضي أبا إسحاق [1]- عن هذه النسبة فقال: كان جدي أبو عبد الله من أهل العلم، وكان كلما قيل له شيئا يقول «ميمون مبارك» فلقب به، ثم قال لي أبو العلاء الحافظ: سمعت هذه الحكاية من القاضي أبى إسحاق المباركي، إلا أنى لم أحفظ قوله «ميمون» .
3624- المبَارمى
بفتح الميم والباء الموحدة [بعدها الألف-[2]] وفي آخرها الراء والميم، هذه النسبة إلى المبارم، وهو جمع المبرم، وهو المبضع، وهو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الصفار المبارمى الأستراباذي من أهل أستراباذ، وكان يستعمل المبارم، وكان عفيفا ثبتا ثقة، يروى عن أبى محمد إسحاق بن أحمد بن نافع بن إسحاق الخزاعي المقرئ المكيّ وغيره، وتوفى بأستراباذ.
3625- المبذولي
بفتح الميم وسكون الباء المنقوطة بواحدة [3] وضم الذال المعجمة، هذه النسبة إلى بنى مبذول، وهو بطن من ضبة، والمشهور به تميم بن ذهل المبذولي الضبيّ، قال أبو حاتم بن حبان: هو من بنى مبذول، أدرك الجمل، روى عنه ابن عمه خالد بن مجاهد بن حيان. [4]
__________
[1] هنا زيد في م: «بجامع أصبهان سمعت أبا الفضل محمد بن طاهر بن على ابن الحافظ سمعت أبا نعيم هو عبيد الله بن الحسن الحداد الحافظ» .
[2] من م.
[3] م: «الموحدة» .
[4] قال ابن الأثير: فاته النسبة إلى مبذول بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي، ينسب إليه كثير، منهم ثعلبة بن عمرو المبذولي النجاري، شهد بدرا وأخوه حبيب بن عمرو قتل مع على رضى الله تعالى عنه بصفين.(12/73)
3626- المُبيِّضى
بضم الميم وفتح الباء الموحدة والياء المكسورة آخر الحروف وفي آخرها الضاد المعجمة، هذه النسبة إلى البياض [1] ، وهم طائفة من الشيعة ولهم لواء أبيض خلافا لبني العباس [2] فان لواءهم أسود، يقال لهم «المبيضة» ، وجماعة منهم بنواحي بخارا وإلى الساعة يقال لهم «سپيد جامكان» ، قيل: إنهم يسكنون قصر عمير.
باب الميم والتاء
3627- المتطبب
بضم الميم وفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين والطاء وكسر الباء الموحدة بعدها باء أخرى، هذا [3] لمن يعرف الطب ويعلمه [4] ويتطبب، [5] واشتهر به جماعة، منهم أبو محمد الحسن بن محمد ابن نصر بن حمويه بن نصر بن عثمان بن الوليد بن مدرك الرازيّ المتطبب [5] ، من أهل الري، حدث عن عصام بن محمد الرازيّ وأبى العباس محمد ابن يونس الكديمي وعيسى بن محمد القهستاني وغيرهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ فقال: أبو محمد المتطبب الرازيّ قدم نيسابور سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، وكان يحدث عن الكديمي وأقرانه بالعجائب، وكان ينزل الخشابين.
__________
[1] م: «البياضة» .
[2] م: «ولهم لواء خلاف لواء بنى العباس» .
[3] من م، في الأصل «هو» .
[4] م: «يعمله» .
[5- 5] بين الرقمين سقطة في م.(12/74)
3628- المتعي
بضم الميم والتاء ثالث الحروف وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى متع، وهو بطن من فهم- فيما أظن، منها أبو سيارة عامر بن هلال المتعي، من بنى عبس [1] بن حبيب، الّذي كتب له النبي صلى الله عليه وسلم كتابا، والكتاب عند بنى عمه المتعيين، قال أبو يعلى حسان بن محمد الفهميّ: أبو سيارة المتعي ابن عمى، واسمه عامر ابن هلال، من بنى عبس.
3629- المتكلم
بضم الميم وفتح التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين والكاف وكسر اللام المشددة وفي آخرها الميم، هذه اللفظة لمن يعرف علم الكلام والأصول، وقيل لهذا النوع من العلم «الكلام» لأن أول خلاف وقع إنما وقع في كلام الله: أمخلوق هو أو غير مخلوق؟ فتكلم فيه الناس، فسمى هذا النوع من العلم «الكلام» وإن كان جميع العلوم نشرها [2] بالكلام، والمشهور به أبو بكر أحمد بن محمد بن يحيى المتكلم الأشقر، من أهل نيسابور، شيخ أهل الكلام في عصره بنيسابور، ومن أهل الصدق في رواية الحديث، سمع جعفر بن محمد بن سوار وإبراهيم بن أبى طالب ويوسف بن موسى المروروذي وإبراهيم بن محمد السكنى [3] وأقرانهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وكان سمع المسند الصحيح من أحمد بن على القلانسي ورواه، وهي
__________
[1] كذا في الأصل، وفي م «عيش» فحرره.
[2] من م واللباب، وفي الأصل «بشرط» كذا.
[3] وقع في م «السكونيّ» وفي اللباب «السكرى» .(12/75)
أحسن رواية لذاك الكتاب، وإنهم ثقات، وتوفى في ذي الحجة سنة تسع وخمسين وثلاثمائة وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب ابن مجاهد الطائي المتكلم، صاحب أبى الحسن الأشعري، من أهل البصرة، قدم بغداد ودرس بها الكلام، وله كتب حسان في الأصول، وعليه درس القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في التاريخ [1] وقال: ذكر لنا غير واحد من شيوخنا عنه أنه كان ثخين الستر، حسن التدين، جميل الطريقة، وكان أبو بكر البرقاني يثنى عليه ثناء حسنا، فقد أدركه ببغداد فيما أحسب، والله أعلم، روى عنه الحسن بن الحسين الشافعيّ الهمذانيّ وأبو بكر محمد بن الطيب المتكلم الباقلاني،/ ذكرته في الباء الموحدة [2] وأبو الحسين محمد بن على بن الطيب المتكلم، من أهل البصرة سكن بغداد، وهو صاحب التصانيف على مذهب المعتزلة، ودرس الكلام إلى حين وفاته، وكان يروى حديثا واحدا من حفظه عن هلال بن محمد ابن أخى هلال الرأى [3] ، وذكر أنه سمع من طاهر بن لبؤة، روى عنه أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب الحافظ وأبو على محمد بن أحمد بن الوليد صاحبه المعتزلي، ومات ببغداد في شهر ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وأربعمائة، وصلى عليه القاضي أبو عبد الله الصيمري [الحنفي] ، ودفن في مقبرة الشونيزى.
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 343.
[2] متكلم مشهور على مذهب الأشعري، راجع الأنساب 2/ 52.
[3] قال الخطيب في تاريخ بغداد 3/ 100: سألته عنه فحدثنيه من حفظه- إلخ.(12/76)
3630- المَتْكى
بفتح الميم وسكون التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين [1] وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى متك، وهو جد أبى عبد الله محمد بن حم بن متك الساوي المتكي الجمال، وكان من الصالحين، أقام بنيسابور مدة، وكان يحج في كل موسم ويكرى الجمال، سمع جعفر ابن محمد الفريابي وعبد الله بن محمد بن ناجية ومحمد بن الليث الجوهري وغيرهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أظنه مات بنيسابور.
3631- المتنى
بضم الميم وفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين [2] والنون وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة لأبى الطيب أحمد بن الحسين ابن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الشاعر، المعروف بالمتنى [3] ، ولد بالكوفة ونشأ بالشام، وأكثر المقام بالبادية، ولما خرج إلى كلب [4] وأقام فيهم ادعى أنه علوي حسنى، ثم ادعى بعد ذلك النبوة [5] ، ثم عاد يدعى أنه علوي، إلى أن أشهد عليه بالشام [6] بالكذب في الدعوتين، وحبس
__________
[1] م: «باثنتين» .
[2] م: «بنقطتين» .
[3] راجع أحواله في وفيات الأعيان، ولسان الميزان 1/ 159- 161 والمنتظم 7/ 24- 30 وغيرها، وقد ألفوا فيه التأليف، وإنما أورد أبو سعد السمعاني رحمه الله أحواله هنا من تاريخ بغداد 4/ 102- 105، وراجع على الأخص لسان الميزان للحافظ ابن حجر العسقلاني.
[4] م: «كليب» - كذا.
[5] ادعى النبوة في بادية السماوة- بين الكوفة والشام.
[6] م: «أهل الشام» .(12/77)
دهرا طويلا، وأشرف على القتل، ثم استتيب وأشهد عليه بالتوبة وأطلق، ولما تنبأ في بادية السماوة ونواحيها خرج إليه لؤلؤ أمير حمص من قبل الإخشيدية فقاتله وأسره، وشرد من كان اجتمع إليه من كلب وكلاب وغيرهما من قبائل العرب، وحبسه في السجن دهرا طويلا، فاعتل وكاد أن يتلف حتى سئل في أمره فاستتابه، وكتب عليه وثيقة أشهد عليه فيها ببطلان ما ادعاه ورجوعه إلى الإسلام، وأنه تائب منه ولا يعاود مثله، وأطلقه. قال [1] : وكان قد تلا على البوادي كلاما ذكر أنه قرآن أنزل عليه، وكانوا يحكون له سورا كثيرة، منها: «والنجم السيار، والفلك الدوار، والليل والنهار، إن الكافر لفي أخطار، امض على سننك، واقف اثر من كان قبلك من المرسلين، فان الله قامع بك زيغ من ألحد في دينه، وضل عن سبيله» - قال: وهي طويلة. وقال ابو على بن أبى حامد: قال لي أبى: لولا جهله! أين قوله «امض على سننك» إلى آخر الكلام من قول الله تعالى فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ [2] 15: 94- 95 إلى آخرها! وهل تتقارب الفصاحة فيهما؟
أو يشبه الكلامان؟ وقيل: إنما قيل له المتنبي لبيت من الشعر قاله، وهو:
أنا في أمة تداركها الله ... غريب كصالح في ثمود
وكان قد طلب الأدب، وعلم العربية، ونظر في أيام الناس، وتعاطى قول الشعر من حداثته حتى بلغ فيه الغاية التي فاق فيها أهل عصره،
__________
[1] أي أبو الحسن محمد بن يحيى العلويّ الزيدي.
[2] سورة الحجر آية رقم 94.(12/78)
وعلا شعراء وقته، واتصل بالأمير أبى الحسن بن حمدان المعروف بسيف الدولة، وانقطع إليه وأكثر القول في مديحه، ثم مضى إلى مصر فمدح بها كافورا الخادم، وأقام هناك مدة، ثم خرج من مصر وورد فمدح بها كافورا الخادم، وأقام هناك مدة، ثم خرج من مصر وورد العراق، ودخل بغداد وجالس بها أهل الأدب، وقرئ عليه ديوان شعره. وكان السيد أبو الحسن محمد بن يحيى العلويّ الزيدي يقول:
كان المتنبي- وهو صبي- ينزل في جواري بالكوفة، وكان يعرف أبوه بعبدان السقاء يستقى [1] لنا ولأهل المحلة، ونشأ هو محبا للعلم والأدب فطلبه، وصحب الأعراب في البادية، فجاءنا بعد سنين بدويا قحا وقد كان تعلم الكتابة والقراءة، فلزم أهل العلم والأدب، وأكثر من ملازمة الوراقين، فكان علمه من دفاترهم، وكان إذا نظر في ثلاثين ورقة حفظها بنظرة واحدة. وكان والد المتنبي جعفيا فأمه [2] همدانية صحيحة النسب، وكانت من صلحاء النساء الكوفيات. وسئل المتنبي عن نسبه فقال: أنا رجل أحيط [3] القبائل، وأطوى البوادي وحدي، ومتى انتسبت لم آمن أن يأخذنى بعض العرب بطائلة [4] بينها وبين القبيلة التي أنتسب إليها، وما دمت غير منتسب إلى أحد فأنا أسلم على جميعهم ويخافون لساني. وخرج المتنبي من بغداد إلى فارس فمدح بها عضد الدولة،
__________
[1] في م: «يسقى» .
[2] أي أم أبيه، وهي جدة المتنبي.
[3] م: «أحفظ» كذا.
[4] م: «بمطالبة» كذا.(12/79)
وأقام عنده مديدة، ثم رجع يريد بغداد فقتل في الطريق بالقرب من النعمانية في شهر رمضان من سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، وروى عنه القاضي أبو الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي البغدادي.
3632- المتُّوثى
بفتح الميم وضم التاء المشددة ثالث الحروف وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى متّوث، وهي بلدة [1] بين قرقوب وكور الأهواز، خرج منها جماعة من العلماء، منهم محمد بن عبد الله بن زياد ابن عباد القطان المتوثي، والد أبى سهل، أصله من متوث، حدث عن إبراهيم بن الحجاج وعبد الله بن الجارود السلمي وغيرهما من البصريين، روى عنه ابنه أبو سهل أحاديث يسيرة وابنه أبو سهل أحمد بن محمد ابن عبد الله بن زياد القطان المتوثي وأبو على إسماعيل بن إبراهيم المتوثي، من أهل متوث، يروى عن عبد الكريم بن الهيثم الدير عاقولى ويحيى ابن أبى طالب وغيرهما، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري وذكر أنه سمع منه بمتوث. [2]
3633- المتوكلي
بضم الميم وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها والواو وكسر الكاف وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى «المتوكل»
__________
[1] في م: «بليدة» . وقال ياقوت: قلعة حصينة بين الأهواز وواسط- إلخ.
[2] وحليم بن يحيى المتوثي، حدث عن الحسن بن على بن راشد الواسطي، روى عنه الطبراني وأبو القاسم البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد، حدث عنه أبو القاسم التنوخي وعبد الله بن محمد الصريفيني في آخرين- معجم البلدان لياقوت.(12/80)
على الله» واسمه جعفر، والمشهور بالانتساب إليه أبو السعادات أحمد ابن أحمد بن عبد الواحد بن [1] أحمد بن [1] محمد بن عبيد الله- وهو السفينين- ابن محمد بن عيسى بن جعفر المتوكل بن محمد بن المعتصم بن الرشيد هارون ابن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن على بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي المتوكلي، شريف، سديد السيرة، حافظ لكتاب الله تعالى، سمع أبا جعفر بن المسلمة وأبا بكر الخطيب وغيرهما، روى لي عنه جماعة من أصدقائنا، وختم القرآن ليلة السابعة والعشرين من شهر رمضان، وصعد السطح فوقع منه واندقت عنقه وتوفى في شهر رمضان سنة/ إحدى وعشرين وخمسمائة وأبو على الحسن بن جعفر بن عبد الله المتوكلي الهاشمي، من أهل بغداد، كان شريفا صالحا عالما، له معرفة بالأدب، سمع أبا الحسن على بن محمد بن العلاف وغيره، سمعت منه شيئا يسيرا، وكانت ولادته في سنة سبع وسبعين وأربعمائة [2] وأبو الفضل عيسى بن موسى بن أبى محمد ابن المتوكل على الله الهاشمي المتوكلي، من أهل بغداد [3] ، سمع محمد بن خلف ابن المرزبان وأبا بكر عبد الله بن أبى داود السجستاني ومن في طبقتهما، روى عنه أبو على بن شاذان البزاز، وكان ثقة ثبتا، حسن الأخلاق، جميل المذهب، وقيل: إنه لازم أبا بكر بن أبى داود في سماع الحديث منه نيفا وعشرين سنة، ومكث طول تلك المدة يشتهي أكل الهريسة
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] في الأصل هنا «وتوفى» ثم أهمل.
[3] ترجمته من تاريخ بغداد 11/ 178.(12/81)
في أول النهار، فلا يتمكن من ذلك لبكوره إلى مجالس السماع، وكانت ولادته في سنة ثمانين ومائتين، وأول سماعه في سنة تسعين ومائتين، توفى في [1] شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
3634- المتُّويى
بفتح الميم وضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها [2] وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى متويه، وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهو أبو جعفر أحمد [3] بن محمد بن متويه المروروذي، من أهل مروالروذ، كان صوفيا، سديد السيرة، عالما، حريصا على طلب الحديث، وسماعه، وكان قد سافر إلى الشام والعراق والحجاز وديار مصر، وأدرك الشيوخ وسمع منهم، وانصرف إلى بلاده وحدث بها، سمع بمصر أبا عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء، وبتنيس أبا محمد عبد الله بن يوسف بن عبد الله البغدادي، وبالرملة أبا الحسين محمد بن الحسين بن الترجمان، وبدمشق أبا القاسم عبد الرحمن ابن عبد العزيز السراج، وبصيداء أبا مسعود صالح بن أحمد بن القاسم القاضي، وبميافارقين أبا الطيب سلامة بن إسحاق بن محمد الشاهد، وبآمد أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن سلمة المالكي وغيرهم، روى لنا عنه الأخوان أبو القاسم زاهر وأبو بكر وجيه ابنا طاهر بن محمد الشحامي بنيسابور وأبو الفضل عبد الرحمن بن الحسن السيرافي بپنج ديه، وكانت وفاته [4]
__________
[1] هنا بعض تحريف في الأصول.
[2] بعدها الواو.
[3] كانوا يقولون له أهل پنج ديه «كاكويه أحمد» أي الأخ، ثم ينسبون إليه «الكاكويي» .
[4] زيد هنا في م «مسرورا» .(12/82)
بعد سنة أربع وستين وأربعمائة، فإنه حدث في هذه السنة وولده أبو عمرو الفضل بن أحمد المتويى [1] ، ثقة صالح، سمع أبا سعد الكنجروذي وأبا حفص ابن مسرور وغيرهما، سمع منه والدي رحمه الله ولى عنه إجازة، وسكن [مرو-[2]] بقرية يقال لها: لاكمالان، وتوفى بها ليلة عيد الفطر من سنة ست وخمسمائة وابنه [أبو الطيب-[2]] المطهر بن الفضل المتويى، سمع أباه وأبا منصور محمد بن محمد بن خومكين [3] المشهورى، قرأت عليه أحاديث، وسكن بالآخرة لاكمالان أيضا، وكانت ولادته في شعبان سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة، ووفاته أيضا بقرية لاكمالان في شهر ربيع الأول سنة أربع وخمسين وخمسمائة، وحمل إلى البلد ودفن بسنجدان وإبراهيم بن محمد بن الحسن بن أبى الحسن المتويى الأصبهاني، المعروف بابن متويه، من أهل أصبهان، إمام الجامع، كان ثقة فاضلا، يصوم الدهر، وحدث عن المصريين والشاميين والبصريين مثل يحيى ابن سليمان بن نضلة وصالح بن عبد الله بن صالح المقرئ [4] ، روى عنه أبو على أحمد بن محمد بن عاصم الأصبهاني والقاسم بن عبد الله بن محمد الوراق المديني، ومات في سنة اثنتين وثلاثمائة. [5]
__________
[1] وقد ذكره في «الكاكويي» 11/ 26.
[2] من م.
[3] في م «جومكين» .
[4] م: «المصري» .
[5] وانظر الإكمال فهناك زيادة. وقال ابن الأثير: فاته نسبة أبى الحسن على ابن أحمد بن متويه الواحدي المتويى، المفسر المشهور.(12/83)
3635- المتى
بفتح الميم وتشديد التاء المكسورة المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى اسم بعض أجداد المنتسب إليه، منهم أبو إسحاق محمد بن عبد الله بن جبرئيل بن مت المتي، من أولاد أبى همام الخزرجي، من أهل نسف، سمع إسحاق بن عمر بن مبشر [1] الزاهد وأبا سهل هارون بن أحمد الأستراباذي وأبا سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازيّ وغيرهم، مات ببخارا في جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة فحمل إلى نسف ودفن بها وابنه أبو المظفر عبد الله بن محمد المتى، كان حريف أبى العباس المستغفري في المكتب، حدث عن أبيه وهارون ابن أحمد الأستراباذي وأبى سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازيّ وأبى ذر عمار بن محمد بن مخلد [البغدادي-[2]] . روى عنه أبو العباس المستغفري الحافظ، وكانت ولادته سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، ووفاته في شهر شوال سنة اثنتي عشرة وأربعمائة وابنه الآخر أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن جبرئيل بن مت المتى، سمع أبا عمرو بكر بن محمد ابن جعفر بن راهب وأبا بكر محمد بن إبراهيم القلانسي [3] وأبا المعين محمد ابن مكحول [3] ، وكان يستملى لأبى العباس المستغفري، مات في جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.
__________
[1] في اللباب: «بشر» .
[2] من م.
[3- 3] في م «وأبا العنبر مكحول» .(12/84)
وأبو محمد عبد الرحمن بن أبى الحسين [1] على بن [2] الحسن بن [2] أحيد [3] ابن مت بن جبرئيل الإسكاف البخاري المتى، من أهل بخارا، نسب إلى جده الأعلى، سمع أبا عمرو محمد بن محمد بن صابر وأبا شجاع الفضيل ابن العباس بن الخصيب الهروي وغيرهما، سمع منه أبو محمد عبد العزيز ابن محمد بن محمد النخشبى وذكر أنه شيخ لا بأس به صالح، وسماعه صحيح، ومات يوم السبت الثالث عشر من رجب سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.
باب الميم والثاء
3636- المثامنى
بفتح الميم والثاء المثلثة بعدهما الألف والميم المكسورة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى المثامنة، وكان الملك من ملوك حمير يكون من أصحابه ثمانية ليس في حمير مثلهم، وسبعون رجلا دونهم، فإذا مات الملك أخذوا أفضل رجل في الثمانية فصيروه ملكا، وأخذوا رجلا من السبعين فجعلوه في الثمانية [4] ، وأخذوا من سائر حمير رجلا من أفاضلهم فسيروه في السبعين [فكان يقال لكل رجل من الثمانية «المثامنى» ويقال لجميعهم المثامنة-[5]] .
__________
[1] «زيد هنا في الأصل وحده «بن» .
[2] سقط من م.
[3] وفي اللباب «أحمد» خطأ.
[4] من م واللباب، في الأصل «المثامنة» .
[5] من اللباب.(12/85)
باب الميم والجيم
3637- المُجاسِرى
بضم الميم والجيم المفتوحة بعدهما الألف وبعدها السين المكسورة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى مجاسر [وهو بطن من طيِّئ-[1]] ، وهو مجاسر بن الصامت بن غنم بن مالك بن سعد ابن نبهان.
3638- المُجاشِعي
بضم الميم وفتح الجيم وكسر الشين المعجمة وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى مجاشع، وهي قبيلة من تميم من دارم، وهو مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن [مالك بن-[2]] زيد مناة بن تميم، والمشهور بالنسبة إليها أبو قبيصة سكين بن يزيد المجاشعي، يروى عن ميمون بن مهران وعبيد الله بن عبيد بن عمير، روى عنه العراقيون والحتات [3] بن يزيد بن علقمة بن جوى بن سفيان بن مجاشع بن دارم المجاشعي، كان ممن هرب من على بن أبى طالب، وهو القائل:
لعمر أبيك فلا تجزعي ... لقد ذهب الخير إلا قليلا
وقد فتن الناس في دينهم ... وخلى ابن عفان شرا طويلا
[وأول الأبيات-[4]] :
فاتك أمامة نابا مخيلا ... وأعقبك الشوق حزنا دخيلا
فرحال أبو الحسن دونها ... فما نستطيع إليها سبيلا
__________
[1] من م واللباب.
[2] من اللباب، ولا بد منه.
[3] وانظر أسد الغابة 1/ 379 وغيرها.
[4] من م.(12/86)
وهو الّذي أجار الزبير بن العوّام وقتل الزبير في جواره فعيره جرير في شعره، وغزا الحتات وحارثة بن قدامة والأحنف، فرجع الحتات المجاشعي فقال لمعاوية: فضلت عليّ محرقا ومخذلا! قال: إني اشتريت منهما دينهما! قال: وأنت فاشتر منى ديني! قال: نصر بن على الجهضمي:
يعنى «المحرق» : حارثة بن قدامة لأنه حرق دار الإمارة، والأحنف خذل عن عائشة والزبير رضى الله عنهما وعفان بن صعصعة بن ناجية ابن مجاشع المجاشعي التميمي، يروى عن أبيه، سمع النبي صلى الله عليه وسلم، وأبوه عمّ الفرزدق، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعه يقول:
«أمك أباك أختك أخاك أدناك أدناك» ، وقد سكن البصرة، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: «احفظ ما بين لحيتيك ورجليك» . وأبو على عبد الرحيم بن محمد بن مجاشع المجاشعي الأصبهاني، من أهل أصبهان سكن الرملة- بلدة بفلسطين الشام، حدث عن الأصبهانيين والشاميين، وحدث بدمشق عن عبيد الله بن على الرماني، روى عنه أبو عمرو محمد بن أحمد بن إبراهيم المديني وأبو الفضل العباس بن محمد ابن مجاشع المجاشعي، نسب إلى جده، من أهل أصبهان، يروى عن محمد ابن يعقوب الكرماني بعض مسندة، روى عنه أبو عمرو [1] بن حكيم [2] المديني.
3639- المجاشي
بفتح الميم والجيم بعدهما الألف وفي آخرها
__________
[1] في اللباب «أبو عمر» .
[2] م: «حليم» كذا.(12/87)
الشين المعجمة، هذه النسبة إلى ... [1] وأبو عمرو عثمان بن أحمد ابن سمعان الرزاز [2] المعروف بالمجاشى، من أهل بغداد، سمع الحسن بن علوية القطان وأحمد بن فرج المقرئ والحسن بن الطيب الشجاعي وهيثم بن خلف الدوري وعلى بن إسحاق بن زاطيا ويوسف بن يعقوب بن إسحاق ابن البهلول، روى عنه أبو الفرج ابن سميكة القاضي ومحمد بن طلحة النعالى وابن بكير النجار، وكان ثقة ستيرا كثير الكتب جميل المذهب والأمر، مات في المحرم سنة سبع وستين وثلاثمائة وأبو عمرو عثمان ابن موسى بن حميد الرزاز المعروف بالنجاشي، حدث عن رضوان ابن احمد الصيدلاني، روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز.
3640- المجبّر
بضم الميم وفتح الجيم وكسر الباء الموحدة المشددة وفي آخرها الراء، هذه النسبة [3] إلى من يجبر الكسير، واشتهر بهذا اللقب أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت بن الحارث ابن مالك بن سعد بن قيس بن عبد بن شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف ابن عبد الدار بن قصي بن كلاب المجبر، من أهل بغداد [4] ، سمع إبراهيم
__________
[1] كذا أهمل في الأصول.
[2] من الأصل وتاريخ بغداد، وفي م واللباب «البزار» ، وترجمته من تاريخ بغداد 11/ 306.
[3] وليست هذه بنسبة!
[4] ترجمته من تاريخ بغداد 5/ 94.(12/88)
ابن عبد الصمد الهاشمي والحسين بن إسماعيل المحاملي وأبا بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري ومحمد بن يحيى الصولي وأبا على إسماعيل بن محمد الصفار وغيرهم، روى عنه أبو القاسم عبيد الله بن أحمد الأزهري وجماعة، وكان أبو بكر البرقاني ينسبه إلى الضعف، وأما حمزة بن محمد الدقاق فأثنى عليه وقال: كان شيخا صالحا دينا، سمعنا منه كتاب أحكام القرآن لإسماعيل بن إسحاق القاضي، وكان يرويه عن إسماعيل الصفار [1] ثم بلغنا أنه قد ابتدأ يحدث بكتاب الأمثال لأبى عبيد عن دعلج بن أحمد عن على بن عبد العزيز عن أبى عبيد، فمضيت إليه وأنكرت عليه روايته الكتاب [2] ، وكان قوم من أصحاب الحديث لقنوه وذكروا له أن دعلج [3] سمع الكتاب من على بن عبد العزيز، فأعلمته أن ذلك القول باطل، فامتنع من روايته [4] ، وكانت ولادته في سنة سبع عشرة وثلاثمائة، ووفاته في رجب سنة خمس وأربعمائة ببغداد وأبو الحسين عبد الرحمن بن سيما ابن عبد الله [5] بن [6] سيما المجبر، مولى بنى هاشم، وكان يسكن بسويقة غالب من بغداد، حدث عن أبى العباس البرتي ومحمد بن يونس [6] الكديمي
__________
[1] في م هنا بعض تكرار.
[2] في تاريخ بغداد «الرواية والكتاب» .
[3] م: «دعلجا» على أنه غير منصرف.
[4] وراجع لما فيه تاريخ بغداد.
[5] وقيل «عبد الرحمن» كما هو في م، وانظر ترجمته في تاريخ بغداد 10/ 292.
[6- 6] بين الرقمين سقطة في م، وآخرها «إسماعيل» مكان «يونس» .(12/89)
وإسماعيل بن محمد الفسوي ومحمد بن عيسى بن أبى قماش وأحمد بن على الإسفذني [1] ومحمد بن غالب التمتام وأحمد بن على الخراز [2] ، روى عنه محمد ابن إسماعيل الوراق. أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق وأبو على الحسن ابن أحمد بن شاذان البزاز، وكان ثقة، ومات في جمادى الأولى سنة خمسين وثلاثمائة.
3641- المجبَّر
بضم الميم وفتح الجيم والباء [3] المشددة المنقوطة بواحدة وفي آخرها الراء، عرف بهذه الصفة أبو ... [4] عبد الرحمن بن محمد المجبر، إنما قيل له «المجبر» لأنه كان قد انكسر فجبر، وكان من أولاد عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
3642- المجبّري
بضم الميم وفتح الجيم وتشديد الباء المكسورة المنقوطة بواحدة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى المجبر بن عبد الرحمن [5] ابن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وهو محمد بن عبد العزيز المديني المجبرى العمرى، يروى عن سعيد بن سليمان المساحقي، روى عنه زبير بن بكار في كتاب النسب.
__________
[1] م: «الاسفندى» . وهنا بعض تكرار في الأصل.
[2] من تاريخ بغداد والإكمال 2/ 186 وغيرهما، وفي الأصل «الخزاز» وفي م «الجزار» - كذا.
[3] أي وفتحها أيضا.
[4] بياض في م، وأهمل في الأصل.
[5] في م «عبد الله» .(12/90)
3643- المجبستى
بفتح [1] الميم وضم الجيم وجزم الباء المنقوطة بواحدة وفتح السين المهملة وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها [2] ، هذه النسبة إلى قرية مجبست، وهي قرية من قرى بخارا، والمنتسب إليها طاهر ابن الحسين الواعظ المجبستى، وأبوه أبو على منها، سمع من [3] طاهر أبو كامل البصيري.
3644- المجبسى
بفتح الميم وضم الجيم وسكون الباء الموحدة وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة/ إلى مجبس، وهي قرية من قرى بخارا، ولا أدرى هي السابق ذكرها أم غيرها؟ والله أعلم، ذكر الّذي قبل هذا أبو كامل البصيري في كتابه، وذكر هذا من غير التاء غنجار في تاريخه وقال: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن هاشم المجبسى، من قرية [4] مجبس، روى عن سعيد بن أيوب [عن ابن-[5]] أبى إبراهيم الجويباري وأبى عبد الله بن أبى حفص، روى عنه خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام.
3645- المجداباذى
بفتح الميم وسكون الجيم والدال المهملة والباء المنقوطة بنقطة واحدة من تحت بين الألفين والذال المنقوطة [6] ، هذه النسبة
__________
[1] من م واللباب ومثله في معجم البلدان، وفي الأصل «بضم» .
[2] قال ياقوت: بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الباء.
[3] ووقع في اللباب «منه» .
[4] م: «من أهل قرية» .
[5] كذا من م، وموضع ما بين المربعين في الأصل «و» وفي اللباب: يروى عن سعيد بن أيوب بن أبى إبراهيم الجويباري وغيره.
[6] م: «المعجمة» .(12/91)
إلى قرية مجداباذ، وهي قرية على باب همذان مشهورة معروفة، نزلت بها يوما وقت انصرافي إلى خراسان من همذان، وكتبت عن خطيبها أحاديث من الأربعين لمحمد بن أسلم الطوسي.
3646- المجدّر
بضم الميم وفتح الجيم وتشديد الدال المفتوحة المهملة وفي آخرها الراء، هذه اللفظة إنما يقال لمن كان به الجدري فذهب [1] وبقي الأثر، والمشهور بهذه النسبة [2] نصر بن زيد [3] المجدر، يروى عن مالك بن أنس وشريك بن عبد الله وغيرهما وأبو بكر محمد بن هارون ابن حميد بن المجدر، بغدادي [4] ، يروى عن محمد بن حميد الرازيّ وأبى مصعب الزهري وغيرهما، روى عنه أبو الفضل عبد الله بن عبد الرحمن الزهري.
3647- المجدُوانى
بضم الميم [5] وسكون الجيم وضم الدال المهملة [6] وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مجدوان، وهي قرية من قرى نسف كانت عامرة فخربت، منها أبو جعفر محمد بن النضر بن رمضان المؤدب الزاهد المجدوانى، كان عبدا صالحا زاهدا متعبدا أديبا بارعا شاعرا محرجا
__________
[1] زيد في الأصل وحده هنا «به» .
[2] أي بهذه الصفة.
[3] في م: «يزيد» كذا.
[4] راجع تاريخ بغداد 3/ 357.
[5] قال ياقوت: بفتح الميم وضم الدال.
[6] وفتح الواو بعدها الألف.(12/92)
مباركا، سمع كتاب غريب الحديث لأبى عبيد من أبى الحسين محمد ابن طالب بن على النسفي وغيره، سمع منه أبو العباس المستغفري وابنه أبو ذر جعفر بن محمد [1] ، وتوفى في شوال سنة سبع وثمانين وثلاثمائة [2] وأبو الهيثم أحمد بن عمرو المجدوانى النسفي، سكن سمرقند، سمع أبا عمرو محمد بن [3] إسحاق العصفري، ومات [4] بسمرقند في أوائل شهر ربيع الآخر سنة سبع عشرة وأربعمائة [5] . [6] .
3647- المجدوني
بكسر الميم [7] وسكون الجيم وبعدها الدال المهملة [8] ، هذه النسبة إلى قرية مجدون، وهي من قرى بخارا ويقول لها العوام «مردون» [9]
__________
[1] من م، وقع في الأصل «أبو ذر محمد بن جعفر بن محمد» كذا.
[2] وقع في من بالأرقام «327» خطأ.
[3] زيد في م «محمد بن» - وانظر 9/ 317.
[4] وقع في م: «حدث» .
[5] في م بالأرقام «419» أي «تسع» مكان «سبع» .
[6] قال ياقوت: (مجدول) - بفتح الميم وضم الدال- قرية من ديار قمودة بإفريقية من البربر، وإليها ينسب أبو بكر عتيق بن عبد العزيز المدحجى الشاعر المجدولى، مدح المعز بن باديس، وكان شاعرا شريرا معجبا بما صنعه، مات سنة 409، ذكره ابن رشيق.
[7] وقال ياقوت: وروى بفتحها.
[8] المضمومة وسكون الواو وفي آخرها النون- اللباب.
[9] كذا في الأصول، وفي اللباب المطبوع «شردون» وفي ظني أنها «مژدون» .
بالزاي المنقوطة بثلاث- والله أعلم.(12/93)
من هذه القرية أبو محمد عبد الله بن محمد [1] المجدوني الأزدي المؤذن، كان يسكن كلاباذ بخارا، ويعرف بمؤذن مردون، كان شيخا فاضلا، سمع الكثير عن أبى محمد عبد الله بن محمد بن [1] يعقوب السبذمونى وأبى بكر محمد ابن أحمد بن حبيب البغدادي وجماعة سواهما، وروى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد الحافظ الغنجار وأبو محمد عبد الواحد بن عبد الرحمن الزبيري وغيرهما، وذكره أبو كامل البصيري الحافظ في كتاب «المضاهاة والمضافات» فقال: المؤذن المجدوني الأزدي، يروى عن حاتم بن إسماعيل مسند يحيى بن عبد الحميد [2] الحماني، حدثونا عنه، حكوا لنا عنه انه كان كبيرا مسنا يميل إلى الجواري والسريات كثيرا، يشتريهن ويبيعهن، فقيل له في ذلك، فقال: إن عضو الإنسان مثل الكلب والجرو، لا يهر إلى المعارف ويهر إلى الأجنبي، حدثني بالحكاية عنه حمزة بن أحمد الحافظ رحمه الله ولد المجدوني.
3649- المجذّعي
بضم الميم وفتح الجيم والذال المعجمة المشددة وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى المجذع، وهو من قضاعة، وهو مالك، وهو المجذع بن عمرو بن غنم بن وهب اللات بن رفيدة بن ثور ابن كلب بن وبرة بن تغلب [3] بن حلوان بن عمران بن الحاف [4] بن قضاعة-
__________
[1- 1] بين الرقمين سقطة في م، وكان في الأصل قبلها «بن» ثم بياض يسير.
[2] من م، كان في الأصل «يحيى بن عبد الملك» كذا.
[3] في الأصول «ثعلب» .
[4] من م، في الأصل «الحارث» كذا.(12/94)
قال ذلك ابن الكلبي في نسب قضاعة [1] .
3650- المجرَبى
بفتح الميم وسكون الجيم وفتح الراء وفي آخرها الباء الموحدة، [1] هذه النسبة إلى مجربة [1] ، وهو مجربة بن كنانة بن خزيمة، أمه هالة بنت سويد بن الغطريف من بنى النبيت، وقال الزبير عن عمه:
مجربة هم بنو ساعدة رهط سعد بن عبادة [وقيل: مجربة بن ربيعة من بنى شقرة بن الحارث بن تميم-[2]] ، منهم المسيب بن شريك بن مجربة ابن ربيعة، من بنى شقرة بن الحارث بن تميم بن مرة، الفقيه- قاله ابن الكلبي.
3651- المِجزَمى
بكسر الميم وسكون الجيم وفتح الزاى وفي آخرها ميم اخرى، هذه النسبة إلى مجزم، وهو من بنى سامة بن لؤيّ، وهو أبو عبد الله أحمد بن الهيثم بن فراس بن محمد بن عطاء بن شعيب بن خولى ابن جديد بن عوف بن ذهل بن عوف بن المجزم بن بكر بن عمرو بن عوف ابن عباد بن لؤيّ بن الحارث بن سامة بن لؤيّ المجزمي السامي، صاحب أخبار وحكايات عن أبيه وغيره، روى عنه الحسن بن عليل العنزي [3] ومحمد بن موسى بن حماد البربري، ومحمد بن خلف بن المرزبان والحسين [4]
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] من اللباب، وقد سقط من الأصول، وراجع انتقاد ابن الأثير فيه.
[3] في م «العنبري» وفي اللباب، «العترى» كذا.
[4] من م، في الأصل «الحسن» - وانظر 11/ 174.(12/95)
ابن القاسم الكوكبي [1] ومحمد بن أحمد الحكيمي [2] وعمه أبو فراس محمد ابن فراس بن محمد بن عطاء بن شعيب بن خولى المجزمي، له كتاب «نسب سامة بن لؤيّ» وذكر ابن الكلبي: العقيم بن زياد بن ذهل بن عوف ابن [3] المجزم، من بنى سامة بن لؤيّ، قتل يوم الجمل مع عائشة رضى الله عنها.
3652- المُجَفِّرى
بضم الميم وفتح الجيم وكسر الفاء المشددة [4] وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى مجفر، وهو بطن من تميم بن مر، من ولده الخشخاش [5] بن جناب بن الحارث بن مجفر المجفرى، له صحبة، يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ابنك لا تجنى عليه ولا يجنى عليك» [6] ، روى عنه حصين بن [أبى] الحر العنبري.
3653- المجمر
بضم الميم وسكون الجيم وكسر الميم الأخرى وفي آخرها راء، واشتهر به أبو عبد الله نعيم بن عبد الله المجمر، مولى عمر ابن الخطاب رضى الله عنه، وقد قيل اسم أبيه: محمد، قال أبو حاتم ابن حبان: إنما قيل له المجمر لأنه كان يأخذ المجمر [7] قدام عمر بن الخطاب
__________
[1] وقع في م «الكوفي» .
[2] في م «الحليمي» .
[3] زيد هنا في الإكمال المنقول عنه ما هنا «ذهل بن عوف بن» .
[4] وقال ابن ماكولا: بضم الميم وسكون الجيم وكسر الفاء- ولا تكون الفاء حينئذ مشددة، قال ابن الأثير: والأمير هو أعلم من السمعاني.
[5] وقع في اللباب «الحسحاس» بالمهملات خطأ.
[6] وانظر الإصابة وغيرها.
[7] م: «المجمر» .(12/96)
رضى الله عنه إذا خرج إلى الصلاة في شهر رمضان، وقال ابن ماكولا:
كان يجمر المسجد، يروى عن أبى هريرة رضى الله عنه، روى عنه مالك بن أنس والناس، قال مالك بن أنس: لزم نعيم المجمر أبا هريرة عشرين سنة.
3654- المُجندِر
بضم الميم وفتح الجيم وسكون النون وكسر الدال والراء المهملتين، هذه اللفظة لمن يجندر الثياب، وهو أن يضع عليه شيئا ثقيلا يحصل له الصقال، والمشهور به أبو القاسم يحيى بن أحمد بن بدر المجندر البغدادي، شيخ صالح مستور، سمع أبا الحسن على بن الحسين ابن أيوب البزار،/ كتبت عنه شيئا يسيرا، عرفنيه أبو الفتوح ابن [1] الزوزنى، وتوفى بعد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة ومن القدماء أبو عثمان سعيد ابن سعد بن عبد الله البغدادي المجندر، ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة عن أبى العباس محمد بن يونس الكديمي. [2]
__________
[1] ليس «ابن» في م.
[2] قال ابن الأثير: فاته (المجمّعى) بضم الميم وفتح الجيم وتشديد الميم وآخره عين، نسبة إلى مجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن خزيمة بن جعفي، بطن من جعفي، منهم عبيد الله بن الحر بن عمرو بن خالد المجمع الشاعر الفارس القاتل الجعفي المجمعي، اعتزل عليا عليه السلام، ثم خرج على عبيد الله بن زياد بعد قتل الحسين رضى الله عنه، وخبره مشهور.(12/97)
3655- المجنون
بفتح الميم والجيم الساكنة والواو بين النونين، هذا لقب قيس بن الملوح، أحد بنى جعدة بن كعب بن سعد بن عامر ابن صعصعة، ويعرف بالأكبر، قيل: إنه لقب بالمجنون لحبه ليلى وهيمانه [1] بها، وكثرة هذيانه وذهاب عقله أحيانا وأنسه بالوحش في البراري، وله وقائع وحالات عجيبة، وقال الجنيد: مجنون ليلى من أولياء الله تعالى ستر حاله بجنونه، وقيل: إنما لقب بالمجنون لقوله:
جننا بليلى وهي جنت بغيرنا ... وأخرى بنا مجنونة لا نريدها
3656- المجوجى
بفتح الميم والواو بين الجيمين [2] ، هذه النسبة إلى مجوجا، وهو لقب لبعض أجداد أبى عبد الله الحسين بن محمد بن الحسن ابن بيان المجوجى المؤذن [3] ، من أهل بغداد [4] ، يعرف بابن مجوجا، كان من أهل الصدق، حدث عن على بن عمرو الحريري [5] وأبى العباس عبد الله ابن موسى الهاشمي، قال أبو بكر أحمد بن على بن الثابت الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا، وذكر لي أنه كتب عن حبيب بن الحسن القزاز وأبى بكر بن مالك القطيعي أمالى، وأن كتبه ضاعت، وسألته عن
__________
[1] في اللباب: «هيامه» .
[2] في اللباب: بفتح الميم وسكون الجيم وفتح الواو.
[3] أي في جامع المنصور.
[4] كان يسكن في جوار القاضي أبى عبد الله الصيمري الحنفي رحمه الله بدرب الزرادين.
[5] من م وتاريخ بغداد 8/ 108، وفي الأصل «الحديرى» ، ووقع في اللباب «على بن عمر الحربي» .(12/98)
مولده فقال: في رجب من سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، ومات في [ليلة الجمعة الثاني والعشرين من-[1]] جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب الكناس.
3657- المجوِّز
بضم الميم وفتح الجيم وتشديد الواو المكسورة وفي آخرها الزاى ... [2] ، والمشهور بالنسبة إليه الحسن بن سهل المجوز، يروى عن سهل بن بكار، قال ابن ماكولا: أظنه كوفيا، روى عنه القاضي محمد بن عبد الله [3] الأنيسى.
3658- المجوسي
بفتح الميم وضم الجيم وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى سكة من ناحية قطفتا بالجانب الغربي من بغداد يقال لها «درب المجوس» [4] ، ومن أهل هذا الدرب أبو الحسن [5] على بن هارون المغازلي، ويمكن أن يقال له «المجوسي» نسبة إلى هذا الدرب، وأبو الحسن [5] كان شيخا صالحا، سمع أبا طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الجوهري، روى عنه عمر بن ظفر المغازلي والمبارك بن أحمد الأنصاري وأبو سعد المبارك ابن على بن محمد السقطي المجوسي [4]- كان يسكن درب المجوس، شيخ صالح،
__________
[1] من تاريخ بغداد.
[2] بياض في الأصل، وأهمل في م.
[3] وقع في م واللباب «عبيد الله» خطأ، وبعده في اللباب «الأيبسى» كذا.
[4] فهذه النسبة استدراك من السمعاني، ولا ينتسب أحد من أهل الإسلام بهذا الانتساب ولا يرضاه، كما هو ظاهر.
[5- 5] بين الرقمين سقطة في م.(12/99)
سمع أبا طالب عمر بن إبراهيم الزهري، روى لنا عنه أبو المعمر الأنصاري وعمر بن ظفر المغازلي، وكانت ولادته سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، وتوفى في حدود سنة تسعين وأربعمائة ببغداد وأبو الخطاب عبد الصمد ابن محمد بن نصر بن محمد بن أحمد [1] بن محمد بن مكرم المجوسي- من أهل بغداد يسكن درب المجوس في جوار ابن شاذان، سمع أبا حفص عمر ابن أحمد بن الزيات وأبا بكر محمد بن عبد الله بن صالح الأبهري وأبا القاسم إسماعيل بن [2] سويد وغيرهم، سمع منه أبو بكر أحمد بن على ابن ثابت الخطيب الحافظ وقال [3] : كتبت عنه، وكان صدوقا، وكانت ولادته سنة ست وستين وثلاثمائة، ومات في شوال [4] سنة أربعين وأربعمائة.
3659- المجهِّز
بضم الميم وفتح الجيم وتشديد الهاء المكسورة وفي آخرها الزاى، هذا لمن يحمل مال التجار [5] [من بلد-[6]] إلى بلد ويسلمه إلى شريكه [7] ويرد مثله إليه، كان جماعة من المحدثين اشتهروا
__________
[1] كذا في الأصول، وفي تاريخ بغداد: أبو الخطاب عبد الصمد بن محمد بن محمد ابن نصر بن أحمد- إلخ.
[2] زيد هنا في م «بن سعيد» .
[3] في تاريخ بغداد 11/ 45.
[4] في يوم الجمعة 17 من شوال.
[5] من م، وفي الأصل «التجارة» .
[6] من م.
[7] أي إلى شريك من أرسل المال معه.(12/100)
بهذا، مثل أبى الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن [1] محمد بن [1] منصور المجهز [2] العتيقى الرؤيانى، وهو رؤيانى الأصل ولد ببغداد وبكر به في سماع الحديث من أبى الحسن على بن محمد بن أحمد بن كيسان النحويّ وإسحاق ابن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي وأبى الحسن [3] محمد بن المظفر الحافظ وعلى بن محمد بن سعيد الرزاز وإبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقى وأبى حفص الزيات وأبى القاسم الداركى وأبى بكر الأبهري وأبى حفص ابن شاهين وأبى عمر بن حيويه الخزاز وغيرهم، روى عنه أبو بكر أحمد ابن على بن ثابت الخطيب الحافظ- وأثنى عليه [4] ووثقه ووصفه بالخيرية- وأبو الحسين المبارك بن [5] عبد الجبار ابن الطيوري، وكانت ولادته في المحرم سنة سبع وستين وثلاثمائة، ومات في صفر سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، ودفن في مقبرة الشونيزى وأبو بكر عبد الغفار بن محمد ابن [5] الحسين الشيرويى المجهز، كان مجهزا، وقد ذكرته في حرف الشين [6] .
3660- المجهولى
بفتح الميم وسكون الجيم وضم الهاء بعدها الواو وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى طائفة من الخوارج يقال لهم «المجهولية» ،
__________
[1- 1] سقط من م واللباب.
[2] في م واللباب «ابن المجهز» خطأ.
[3] م: «أبى الحسين» .
[4] راجع ما في تاريخ بغداد 4/ 379، وراجع الأنساب 9/ 233.
[5- 5] بين الرقمين سقطة في م.
[6] راجع الأنساب 8/ 234.(12/101)
وهم ضد «المعلومية» وهم من الخازمية، إلا أنهم فارقوا المعلومية في المعرفة وقالوا: إن من عرف الله ببعض أسمائه فقد عرفه، وقالوا أيضا بأن أعمال العباد مخلوقة للَّه [1] ، وأكفرت كل واحد من الفريقين الفريق الآخر.
باب الميم والحاء
3661- المحارِبى
بضم الميم وفتح الحاء المهملة بعدهما الألف وفي آخرها الراء المكسورة والباء الموحدة، هذه النسبة إلى الجد وإلى قبيلة محارب، وأما أبو العلاء محارب بن محمد بن محارب القاضي الشافعيّ المحاربي السدوسي فمن ولد محارب بن دثار، من أهل بغداد، حدث عن جعفر ابن محمد بن الحسن الفريابي وعلى بن إسحاق بن زاطيا المخرمي وأحمد ابن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وغيرهم، روى عنه عبد الله بن محمد ابن إسحاق بن أبى سعد الجواربيّ، وكان [صادقا-[2]] عالما بالأصول، وله مصنف في الرد على المخالفين من القدرية والجهمية والرافضة، وتوفى فجأة في جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين وثلاثمائة. [3]
__________
[1] في م: «مخلوقة الله» .
[2] من تاريخ بغداد 13/ 276.
[3] قال ابن الأثير: هذا جميع ما قاله ولم يذكر شيئا لأنه ترك القبائل والبطون المشهورة وذكر من لم يعرفه إلا آحاد الناس، والّذي فاته النسبة إلى «محارب» وهو عدة، منهم: محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بطن من قريش، منهم حبيب بن مسلمة الفهري ثم المحاربي، وغيره ومحارب بن خصفة بن قيس(12/102)
3662- المحاسِبي
بضم الميم وفتح الحاء [1] وكسر السين المهملة وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة لأبى عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي، وقيل له ذلك [2] لأنه كان يحاسب نفسه، وقيل: كانت له حصى يعدها ويحسبها حالة الذكر، والحارث أحد من اجتمع له الزهد والمعرفة بعلم الظاهر والباطن، وحدث عن يزيد بن هارون ومحمد بن كثير الكوفي [3] وغيرهما، روى عنه أبو العباس أحمد بن محمد [4] محمد بن [4] مسروق الطوسي وغيره،/ وله كتب كثيرة في الزهد وفي أصول الديانات والرد على المخالفين من المعتزلة والرافضة، وكتبه كثيرة الفوائد جمعة المنافع [5] ، ذكر أبو على بن شاذان يوما كتاب الحارث في الدماء فقال: على هذا الكتاب عول أصحابنا في أمر الدماء التي جرت بين الصحابة. وقال الجنيد: مات أبو حارث المحاسبي يوم مات وإن الحارث لمحتاج إلى دانق فضة وخلف مالا كثيرا وما أخذ منه حبة واحدة وقال: أهل ملتين
__________
[ () ] عيلان، منهم طارق بن عبد الله المحاربي، والمؤمن بن أميل المحاربي الشاعر، وخلق كثير. ومحارب بن مزيد بن مالك بن همام بن معاوية بن شبابة بن عامر ابن خطمة بن محارب، وفد هو وأخوه على النبي صلى الله عليه وسلم. ومحارب ابن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة، ينسب إليه بعض الشعراء، وغيرهم.
[1] بعدها الألف.
[2] من م، وفي الأصل «وقيل له هذه النسبة» .
[3] في تاريخ بغداد «الصوفي» .
[4- 4] سقط من م.
[5] ترجمته هنا من تاريخ بغداد 8/ 211- 216.(12/103)
لا يتوارثان- وكان أبوه واقفيا [1] . وقال أبو على بن خيران الفقيه: رأيت الحارث المحاسبي بباب الطاق في وسط الطريق متعلقا بأبيه والناس قد اجتمعوا عليه يقول له: طلق أمى! فإنك على دين وهي على غيره. وكان أحمد بن حنبل يكره لحارث نظره في الكلام وتصانيفه الكتب فيه، ويصد الناس عنه، وقال أبو القاسم النصرآبادى: بلغني أن الحارث المحاسبي تكلم في شيء من الكلام، فهجره أحمد بن حنبل، فاختفى في داره ببغداد ومات فيها، ولم يصل عليه إلا أربعة نفر، ومات سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
3663- المحاسني
بفتح الميم والحاء المهملة بعدهما الألف ثم السين المهملة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى محاسن، وهو بطن من كلب، قال ابن حبيب: في كلب محاسن، وهو زيد مناة بن عبد ود بن عوف ابن كنانة [2] بن عوف [2] بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة وقال ابن الكلبي في نسب قضاعة: وبرة بن رومانس بن معقل بن محاسن بن عمرو بن عبد ود الكلبي، وهو أخو النعمان بن المنذر لأمه وهي سلمى بنت وائل، وقال ابن الكلبي: إنما سمى زيد مناة بن عمرو بن عبد ود «محاسن» لأنه كان وسيما.
3664- المحاملي
بفتح الميم والحاء المهملة والميم بعد الألف وفي
__________
[1] م: «رافضيا» ، والواقفية الذين يقفون عن القول في القرآن أمخلوق هو أو غير مخلوق.
[2- 2] سقط من.(12/104)
آخرها اللام، هذه النسبة إلى المحامل التي يحمل فيها الناس على الجمال إلى مكة، وهذا بيت كبير ببغداد لجماعة من أهل الحديث والفقه، منهم أبو عبيد القاسم [وأبو عبد الله الحسين ابنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل ابن سعيد بن أبان الضبيّ المعروف بابن المحاملي، فأما أبو عبيد القاسم-[1]] ابن إسماعيل بن محمد بن [إسماعيل بن سعيد بن] أبان المحاملي أخو القاضي أبى عبد الله، سمع عمرو بن على ومحمد بن المثنى والفضل بن يعقوب الرخامى والحسن بن شاذان الواسطي ويعقوب الدورقي وأبا الأشعث العجليّ، روى عنه محمد بن المظفر وأبو بكر بن شاذان وأبو الحسن الدار قطنى وأبو حفص بن شاهين وأبو بكر بن المقرئ وأبو القاسم الطبراني وأبو حاتم ابن حبان، وكان ثقة صدوقا، وكانت ولادته في سنة ثمان وثلاثين ومائتين، ومات سلخ رجب سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة ببغداد [2] ، وكان أصغر من أخيه بسنتين وأخوه أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، كان فاضلا صادقا دينا ثقة صدوقا، وأول سماعه الحديث في سنة أربع وأربعين ومائتين وله عشر سنين، وشهد عند القضاة وله عشرون سنة، ولى قضاء الكوفة [3] ستين سنة [3] ، سمع يوسف بن موسى القطان وأبا هشام الرفاعيّ ويعقوب بن أحمد الدورقي والحسن بن الصباح البزار [4]
__________
[1] بين المربعين من م.
[2] وترجمته هنا من تاريخ بغداد 12/ 447.
[3- 3] سقط من م.
[4] وقع في اللباب المطبوع «البزاز» .(12/105)
وعمرو بن على الفلاس ومحمد بن المثنى العنبري وأبا الأشعث أحمد ابن المقدام العجليّ ومحمد بن إسماعيل البخاري [1] وخلقا من هذه الطبقة ومن بعدهم، روى عنه دعلج بن أحمد السجزى وأبو بكر بن الجعابيّ ومحمد ابن المظفر وأبو القاسم الطبراني وأبو بكر بن المقرئ وأبو الحسن الدار قطنى وأبو حفص بن شاهين، وآخر من روى عنه أبو عمر بن مهدي وأبو بكر محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن البيع، وكان يحضر مجلس إملائه عشرة آلاف رجل، وكانت ولادته في سنة خمس أو ست وثلاثين ومائتين، ومات في شهر ربيع الآخر سنة ثلاثين وثلاثمائة وأبو الحسن أحمد بن محمد ابن أحمد بن القاسم بن إسماعيل [بن محمد-[2]] الضبيّ المحاملي [3] ، أحد الفقهاء المجودين على مذهب الشافعيّ، وكان قد درس على أبى حامد الأسفرايينى، وبرع في الفقه، ورزق من الذكاء وحسن الفهم ما أربى به على أقرانه، ودرس في حياة أبى حامد وبعده، سمع أبا الحسين محمد ابن المظفر الحافظ ببغداد، ورحل به أبوه إلى الكوفة فسمع أبا الحسن ابن أبى السري وغيره، روى عنه أبو بكر الخطيب [4] وأبو القاسم التنوخي، وكان أستاذه أبو حامد يقول: أبو الحسن أحفظ للفقه منى، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ [4] فقال: اختلفت إليه في درس الفقه، وهو أول من علقت
__________
[1] وقع هنا في ترجمة أبى عبد الله المحاملي من تاريخ بغداد 8/ 20 «المحاربي» .
[2] من ترجمته في تاريخ بغداد 4/ 372.
[3] قال الخطيب: المعروف بابن المحاملي.
[4- 4] بين الرقمين سقطة في م.(12/106)
عنه، وسألته غير مرة أن يحدثني بشيء من سماعاته [1] ، فكان يعدني بذلك ويرجئ الأمر إلى أن مات ولم أسمع منه إلا خبر محمد بن جرير الطبري عن قصة الخراساني الّذي ضاع هميانه بمكة، وكانت ولادته سنة ثمان وستين وثلاثمائة، ومات في شهر ربيع الآخر سنة خمس عشرة وأربعمائة وأبو عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل [ابن سعيد بن أبان] الضبيّ المحاملي، كان صحيح السماع، وكانت سماعاته [صحيحا-[2]] في كتب أبى الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي قاله أبو بكر الخطيب، وقال: وأما هو فلم يكن له كتاب، كتبنا عنه، سمع أبا بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبا سهل بن زياد القطان وحامد ابن محمد بن عبد الله الرفّاء [3] وأبا بكر محمد بن عبد الله الشافعيّ وأبا على ابن الصواف ودعلج بن أحمد السجزى وعمرو [4] بن جعفر بن سلم وغيرهم، وكانت ولادته في شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، وآخر ما حدث في أول سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، ولم يرو بعد ذلك شيئا لأنه صار أصم لا يسمع ما يقرأ عليه، ومات في شهر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب حرب وأبو الحسين محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان
__________
[1] وفي م وكذا في التاريخ: «من سماعه» .
[2] من ترجمته في تاريخ بغداد 4/ 238.
[3] في تاريخ بغداد «وحامد بن محمد الهروي» .
[4] من م، في الأصل «عمر» .(12/107)
الضبيّ، المعروف بابن المحاملي، كان ثقة صادقا [1] خيرا فاضلا، سمع أبا على إسماعيل بن محمد الصفار وأبا عمرو عثمان بن أحمد بن السماك وأبا بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبا عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد وأبا بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في التاريخ وقال بعد أن أثنى عليه [2] : حضرت مجلسه غير مرة، وسمعت منه، ولم يحصل عندي عنه شيء، وقال/ أبو الحسن الدار قطنى: أبو الحسين ابن المحاملي الفقيه الشافعيّ الشاهد، حفظ القرآن والفرائض وحسابها والدور، ودرس الفقه على مذهب الشافعيّ، وكتب الحديث، ولزم العلم ونشأ فيه، وهو عندي ممن يزداد خيرا كل يوم، مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، قال الخطيب: ومات في رجب سنة سبع وأربعمائة وأبو بكر محمد بن على بن محمد بن سهل بن سليمان بن سالم بن نوح الضبيّ المحاملي، المعروف [3] بابن الإمام، من أهل بغداد [4] ، حدث عن محمد بن عثمان ابن أبى شيبة والحسن بن على بن المعمري وأحمد بن على الأبار وأحمد ابن [5] النضر بن بحر [5] وجعفر الفريابي وأحمد بن يوسف بن الضحاك المخرمي [6]
__________
[1] م: «صدوقا» .
[2] في تاريخ بغداد 1/ 334.
[3] في م وتاريخ بغداد «يعرف» .
[4] ترجمته من تاريخ بغداد 3/ 85.
[5- 5] وقع في م «القصر بن محمود» خطأ.
[6] م: «المحرومى» كذا.(12/108)
وأحمد بن عبيد الله [1] بن عمار، روى عنه أبو الحسن الدار قطنى والمعافى ابن زكريا وأبو الحسن بن رزقويه وأبو نعيم الأصبهاني الحافظ، ولد سنة إحدى وسبعين ومائتين، ومات في شعبان سنة سبع وخمسين وثلاثمائة قاله محمد بن أبى الفوارس، ثم قال: وكان فيه تساهل، ولم يكن بذاك وأبو الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن [2] القاسم بن إسماعيل المحاملي، من أهل بغداد، شيخ ثقة مكثر صالح، وهو أخو أبى الحسن الفقيه السابق ذكره، سمع أبا بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان وأبا الحسن على بن عمر السكرى وأبا الحسن على بن عمر الدار قطنى وأبا حفص عمر بن أحمد ابن شاهين وطبقتهم، سمع منه أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب [3] وأبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبى الحافظان وأثنا عليه ووثقاه، وكانت لشيخنا أبى بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري عنه إجازة صحيحة، قرأت عليه أشياء بإجازته عنه، ومات عبد الكريم في المحرم سنة ثمان وأربعين وأربعمائة ببغداد.
3665- المحبّ
بضم الميم وكسر الحاء المهملة وفي آخرها الباء الموحدة المشددة، عرف بهذا اللقب أبو القاسم سمنون بن حمزة المحب الصوفي- وقيل أبو الحسن وقيل أبو بكر- لكثرة كلامه في المحبة، كان أحد مشايخ القوم ومن العباد القوّم المجتهدين، ذكره أبو عبد الرحمن
__________
[1] في تاريخ بغداد «عبد الله» .
[2] زيد هنا في الأصل وحده «محمد بن أحمد بن» .
[3] قال في ترجمته من تاريخ بغداد 11/ 81: كتبت عنه.(12/109)
السلمي [1] فقال: سمنون بن حمزة، ويقال: سمنون بن عبد الله، كنيته أبو القاسم، صحب سريا السقطي ومحمد بن على القصاب وأبا أحمد القلانسي، ووسوس، وكان يتكلم في المحبة بأحسن كلام، وهو من كبار مشايخ العراق، مات بعد الجنيد، وسمى نفسه «سمنون الكذاب» بسبب أبياته التي قال فيها:
فليس لي في سواك حظ ... فكيف ما شئت فامتحنى
فحصر بوله من ساعته، فسمى نفسه: سمنون الكذاب، وقيل: كان ورده في كل يوم وليلة خمسمائة ركعة، وكان يقول: إذ بسط الجليل غدا بساط المجد دخلت ذنوب الأولين والآخرين في حواشيه، فإذا بدت عين من عيون الجود ألحقت المسيئين بالمحسنين» ، وأنشد سمنون:
كان رقيبا منك يرعى خواطرى ... وآخر يرعى ناظري ولسانيا
فيما خطرت من ذكر غيرك خطرة ... على القلب إلا عرجا بعنائيا
ومن القدماء أبو الفضل العباس بن أحمد بن الحسن بن يزيد الوشاء المحب، من أهل بغداد [2] ، [3] حدث عن أبى إبراهيم الترجماني وعبد الملك ابن عبد ربه الطائي [3] ، روى عنه أبو على الخطبيّ [4] وأبو على بن الصواف [4] ، وكان أحد الشيوخ الصالحين الدارسين للقرآن، ومات في جمادى الآخرة
__________
[1] رواه الخطيب في تاريخ بغداد 9/ 234.
[2] ترجمته من تاريخ بغداد 12/ 151.
[3- 3] سقط من م.
[4- 4] وقع في م «وابنه على الصواف» وانظر 8/ 337.(12/110)
سنة ثمان وتسعين ومائتين وأبو القاسم الفضل بن عبد الله بن المحب، من أهل نيسابور.
3666- المحبَّرى
بضم الميم وفتح الحاء المهملة والباء المشددة الموحدة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى كتاب جمعه، وهو محمد بن حبيب المحبري، صاحب كتاب المحبر [1] ، حدث عن هشام بن محمد الكلبي، روى عنه محمد بن أحمد بن أبى عرابة [2] وأبو سعيد [3] السكرى، وكان عالما بالنسب وأخبار العرب، موثقا في روايته، ويقال: طن حبيبا اسم أمه، وقيل:
بل اسم أبيه- والله أعلم، وقال أبو الطاهر القاضي: محمد بن حبيب صاحب كتاب المحبر «حبيب» أمه، وهو ولد ملاعنة، وقال ثعلب:
حضرت مجلس ابن حبيب فلم يمل فقلت: ويحك أمل ما لك! فلم يفعل حتى قمت، وكان والله حافظا صدوقا الحق، وكان يعقوب أعلم منه، وكان هو أحفظ للأنساب والأخبار منه، وتوفى بسر من رأى في ذي الحجة سنة خمس وأربعين ومائتين.
3667- المحبَّقى
بضم الميم والحاء المهملة المفتوحة والباء المشددة الموحدة وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى سلمة [4] بن المحبق، وهو
__________
[1] وقد طبع هذا الكتاب وكتابه «المنمق» بمجلسنا دائرة المعارف العثمانية، وترجمته هنا من تاريخ بغداد 2/ 277، وانظر معجم الأدباء لياقوت الحموي 18/ 112.
[2] وقع في م «عوانة» .
[3] وقع في م «أبو إسماعيل» .
[4] م: «إلى أبى سلمة» .(12/111)
الحكم بن سنان بن [1] سلمة بن [1] المحبق الهذلي المحبقى، حدث، وروى عنه ابنه أبو عاصم وابنه حفص بن الحكم بن سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي المحبقى، يروى عن أبيه وابى المليح، ورأى الحسن البصري، روى عنه أبو عاصم النبيل وموسى بن إسماعيل وغيرهما.
3668- المحبوبي
بفتح الميم وسكون الحاء المهملة وضم الباء الموحدة وفي آخرها باء أخرى بعد الواو، هذه النسبة إلى محبوب، وهو اسم لجد المنتسب إليه، واشتهر بهذه النسبة أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب ابن ... [2] المحبوبي التاجر، من أهل مرو، راوية كتاب الجامع [للترمذي-[3]] وابنه أبو محمد عبد الله بن أبى العباس المحبوبي المروزي، وكان أبوه شيخ أهل الثروة من التجار بخراسان، وإليه كانت الرحلة، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: دخلت مرو فرأيت أبا محمد يقف بين يدي أبيه، وهو أطرف من رأيت من الأحداث وأحسنهم صورة وبزة، فقدم علينا نيسابور وقد شاخ وحدث عندنا، وخرجنا معا في الموسم وحججنا معا، وجاور بها أبو محمد وانصرفت إلى خراسان، ثم انصرف إلينا سنة تسع وستين، وأقام عندنا بعد الموسم وحدث، [وانصرف-[4]] إلى مرو، وتوفى في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، حدث عن أبيه،
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] بياض في الأصل، وأهمل في م.
[3] من اللباب، وفي الأصل بياض.
[4] من م.(12/112)
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
3669- المحتسب
بضم الميم وسكون الحاء المهملة وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها [وكسر السين-[1]] وفي آخرها الباءة المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى [2] عمل الاحتساب، وهو أن يأمر الناس بالمعروف وينهى عن المنكر، والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله محمد بن/ الحسن بن يحيى بن الأشعث المحتسب البخاري [وهو أبو الحاكم أبى أحمد الورداني جد الرئيس أبى الثابت البخاري-[3]] ومنهم الفقيه أبو حفص أحمد بن أحيد بن حمدان الأبرحينى المحتسب، من أهل بخارا أيضا والحاكم أبو نصر منصور ابن محمد بن احمد بن حرب المحتسب، صنف وجمع، وكتب ببخارا ومرو، وكان محتسب بخارا مدة طويلة، كتب بالشام والعراق عن مشايخها، وعنى في طلب الحديث، وكان متقنا، يروى عن أبى العباس بن عقدة الكوفي والحسين بن إسماعيل المحاملي وأبى بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة وأبى محمد عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي وأبى حفص عمر بن أحمد ابن على الجوهري وأبى الأحرز محمد بن عمر بن جميل الطوسي وجماعة يكثر عددهم من أهل الشام والعراق وخراسان وما وراء النهر، روى عنه أبو سعد الإدريسي وأبو عبد الله الغنجار الحافظان وأبو بكر أحمد ابن [4] محمد بن [4] إبراهيم الصدفي وغيرهم، ومات ببخارا سنة إحدى وثمانين
__________
[1] من اللباب.
[2] أي يقال هذا.
[3] من م.
[4- 4] ليس في م.(12/113)
وثلاثمائة وأبو الحسين [1] أحمد بن على بن الحسين بن محمد [2] بن الحسين ابن محمد [2] بن موسى المحتسب، المعروف بابن التوزي، وقد ذكرناه في التاء [3] ، وهو من أهل بغداد، ثقة صدوق كثير الكتاب [4] ، مديم لحضور مجالس الحديث والسماع، سمع أبا الحسن بن لؤلؤ الوراق ومحمد بن المظفر وأبا بكر ابن شاذان وأبا الفضل الزهري وموسى بن جعفر بن عرفة وأبا حفص ابن شاهين ويوسف بن عمر القواس والمعافى بن زكريا الجريريّ وغيرهم، روى عنه أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب [5] ، وكانت ولادته في المحرم سنة أربع وستين وثلاثمائة، ومات في شهر بيع الأول سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة ببغداد.
3670- المحثلى
بضم الميم وسكون الحاء المهملة وفتح الثاء المثلثة وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى المحثل، وهو من قضاعة، قال ابن حبيب عن ابن الكلبي في نسب قضاعة: المحثل ابن الحوثاء بن عروة بن عمرو ابن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب [6] بن هبل [6] ابن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة
__________
[1] وقع في م: «أبو الحسن» .
[2- 2] ليس ما بين الرقمين في ترجمته من تاريخ بغداد، ولعله تكرار خطأ.
[3] راجع الأنساب 3/ 108 والإكمال مع تعليقه 1/ 588.
[4] في م «الكتابة» .
[5] وذكره في تاريخ بغداد 4/ 324.
[6- 6] سقط من م، وراجع جمهرة أنساب العرب ص 426 وما بعدها.(12/114)
ابن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان [1] بن عمران [1] بن الحاف ابن قضاعة، كان شاعرا.
3671- المُحرِمى
بضم الميم وسكون الحاء المهملة وكسر الراء وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى المحرم، وعرف بهذه النسبة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن على بن مخلد بن أبان الجوهري المحرمي المحتسب، المعروف بابن المحرم، من أهل بغداد [2] ، كان أحد غلمان محمد بن جرير الطبري، حدث عن محمد بن يوسف بن الطباع وإبراهيم بن الهيثم البلدي وأبى إسماعيل الترمذي وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي وأحمد بن موسى الشطوى والحارث بن أبى أسامة ومحمد بن يونس الكديمي، روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه ومحمد بن أحمد ابن يوسف الصياد وعلى بن أحمد الرزاز وأبو على بن شاذان وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني وغيرهم، وقال محمد بن أبى الفوارس: كان يقال: في كتبه أحاديث مناكير، ولم يكن عندهم بذاك. وقال أبو بكر البرقاني: هو لا بأس به. وحكى أن ابن المحرم هذا تزوج امرأة فلما حملت المرأة إليه جلس في بعض الأيام على العادة يكتب شيئا والمحبرة بين يديه، فجاءت أم الزوجة وأخذت المحبرة وضربت بها الأرض وكسرتها وقالت: هذه شر على ابنتي من ثلاثمائة ضرة، توفى ابن المحرم في شهر ربيع الآخر سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، وكانت ولادته في
__________
[1- 1] سقط من م.
[2] ترجمته من تاريخ بغداد 1/ 32.(12/115)
سنة أربع وستين ومائتين.
3672- المحفوظي
بفتح الميم وسكون الحاء المهملة وضم الفاء [1] وفي آخرها الظاء المعجمة، هذه النسبة إلى محفوظ، وهو اسم لجد المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة أبو الهيثم نصر بن أبى يعلى أحمد بن محمد ابن محفوظ المحفوظي، من أهل نسف، وكان من أمناء التجار ببلدنا ومن صالحي عباد الله، سمع أبا يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفي، ومات في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد [2] ابن محمد [2] بن محفوظ بن معقل المحفوظي، نسب إلى جده الأعلى، من أهل نيسابور، سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد ابن إسحاق السراج وأبا العباس الماسرجسي وأقرانهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ وقال: أبو إسحاق المحفوظي، شيخ من أهل البيوتات، في بيته علماء وعدول وثناء، وكان أحد المجتهدين في العبادة، عرض على في أواخر عمره أصوله أكثرها بخطه وكلها صحيحة [3] فسمعنا منه، وتوفى في شهر ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة وهو ابن تسع وثمانين سنة وأبو الحسن على بن أحمد بن محفوظ ابن معقل المحفوظي، من أهل نيسابور [2] وخطيبهم بسكة معقل نيسابور [2] ونسبت [4] إلى جدهم، وهو شيخ عشيرته في عصره، سمع أحمد بن سعيد
__________
[1] بعدها الواو.
[2- 2] سقط من م، وموجود في البقية.
[3] م: «صحاح» .
[4] م: «تنسب» .(12/116)
الدارميّ وعبد الله بن هاشم بن حبان وأحمد بن منصور المروزي وغيرهم، روى عنه أبو على الحسين بن على الحافظ وأبو محمد عبد الله بن سعيد [1] والمشايخ.
3673- المحكّمي
بضم الميم وفتح الحاء المهملة وتشديد الكاف المكسورة وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى الحكمة الأولى، وهم طائفة من الخوارج خرجوا على على رضى الله عنه بحروراء من ناحية الكوفة مع عبد الله بن الكواء وغياث الأعور وعبد الله بن وهب الراسبي وحرقوص ابن زهير البجلي المعروف بذي الثدية، وكانوا يومئذ في اثنى عشر ألف رجل، وكانوا على جملة الدين إلا في تكفير أهل الذنوب، ولم يحدثوا أشياء [2] من بدع الخوارج غير ذلك.
3674- المحكَّمى
بضم الميم [3] وفتح الحاء المهملة والكاف المشددة وفي آخرها الميم، هذه النسبة ... [4] وهو أبو الحسن على بن الحسن ابن على بن بكر بن عيسى الأسداباذي [5] المحكمي، من أهل أسدآباد [6] ،
__________
[1] م: «سعد» .
[2] م: «شيئا» .
[3] في م واللباب: «بفتح الميم» .
[4] بياض في م واللباب، وأهمل في الأصل.
[5] كذا في الأصل، وفي م ومنها في اللباب «الأستراباذي» .
[6] في م «أستراباذ» .(12/117)
كان فقيها فاضلا جميل الظاهر، له معرفة بالأدب، سمع الحديث وأكثر منه، وعمر حتى يحدث وحمل عنه، سمع ببلده أسدآباد [1] أبا عبد الله/ محمد ابن شاذى الجبليّ [2] ، وببغداد أبا الحسين على بن محمد بن بشران السكرى وأبا الحسن على بن أحمد بن عمر بن الحمامي وأبا على الحسن بن أحمد ابن شاذان البزاز، وبنيسابور أبا بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيريّ وأبا سعيد محمد بن موسى الصيرفي، وبأصبهان أبا بكر محمد بن عبد الله ابن ريدة الضبيّ وجماعة كثيرة من الغرباء، روى لنا عنه أبو بكر هبة الله ابن [3] الفرج الظفرآبادي [3] ، ولم يحدثنا عنه سواه، وكانت ولادته أول يوم من رجب سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وتوفى في حدود سنة سبعين [4] وأربعمائة.
3675- المحلِّمى
بضم الميم وفتح الحاء المهملة وتشديد اللام وكسرها [5] ، هذه النسبة إلى محلم بن تميم، والمشهور بالانتساب إليه جعد [6] بن الصلت المحلمي، يروى عن عكرمة، روى عنه محمد بن ربيعة- قاله أبو حاتم
__________
[1- 1] بين الرقمين سقطة في م.
[2] في اللباب «الختّليّ» وفي م «الحبلى» كذا.
[3- 3] وقع في م «السراج المظفرآباذي» كذا.
[4] من م واللباب، وفي الأصل «سبع» ، ولم يورد ترجمته الخطيب في تاريخ بغداد.
[5] وفي آخرها الميم.
[6] وقع في اللباب المطبوع «جعفر» خطأ.(12/118)
ابن حبان [1] وثمامة بن عقبة المحلمي [2] ، يروى عن زيد بن أرقم رضى الله عنه، عداده في أهل الكوفة، [3] روى عنه الأعمش وهارون بن سعد.
وأبو عبد الله ناصح بن عبد الله المحلمي، من أهل الكوفة، كان يسكن في بنى محلم فنسب إليهم، يروى عن سماك بن حرب [3] ، روى عنه على بن هاشم والكوفيون، وكان شيخا صالحا، يروى عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، وينفرد بالمناكير عن الثقات المشاهير، غلب عليه الصلاح فكان يأتى بالشيء على التوهم، فلما فحش ذلك منه استحق ترك حديثه [4] .
وهمام بن يحيى بن دينار العوذى الأزدي، مولى بنى عوذ، قال أبو على الغساني المغربي: ويقال فيه: المحلمي الشيباني، من نسبه في الأزد قال «العوذى» ، ومن نسبه في ربيعة بن نزار قال «المحلمي الشيباني» ، وهو محلم بن ذهل بن الشيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب [5] ، يكنى أبا بكر- يعنى هماما- يروى عن نافع وثابت وقتادة، وقد ذكرناه في العوذى [6] .
3676- المحلى
بفتح الميم والحاء المهملة واللام المشددة، هذه النسبة إلى المحلة، وهي بلدة من ديار مصر بين الفسطاط والإسكندرية
__________
[1] راجع الثقات 6/ 152.
[2] راجع ثقات ابن حبان 4/ 97.
[3- 3] بين الرقمين سقطة في م.
[4] كله من ابن حبان في كتاب المجروحين 3/ 24.
[5] ابن على بن بكر بن وائل، بطن من شيبان.
[6] الأنساب 9/ 401.(12/119)
على النيل، منها أبو الثريا المحلى، كان فقيها فاضلا حسن السيرة، تفقه على الفقيه أبى بكر محمد بن الوليد الطرطوسي بالإسكندرية، وبرع في الفقه، وكان يفتى بها بعد سنة عشرين وخمسمائة.
3677- المحمداباذي
بضم الميم وفتح الثانية وبينهما الحاء المهملة وبعدها الدال المهملة ثم [1] الباء المنقوطة بواحدة بين الألفين وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى محمدآباد، وهي محلة خارج نيسابور، وبها آثار الظاهرية، وهي على ميلين من البلد، وكان بها جماعة من المعروفين والعلماء، منهم أبو عمرو أحمد بن محمد بن الحسن المحمدآباذي، وأبوه محدث عصره بنيسابور و [هو] أبو طاهر محمد بن الحسن المحمدآباذي روى عنه ابو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، وأبو عمرو هذا سمع عبد الله بن شيرويه في طبقته قبل ابى بكر محمد بن إسحاق، وبعث به أبوه سنة سبع [2] وثلاثمائة إلى ابى لبيد السرخسي وابى لبابة محمد بن مهدي الأبيوردي وأكبرهما، وكان أبو عمرو يحكم بربع الريوند، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: هو لنا صديق، وكان حسن العشرة، وتوفى في المحرم من سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وشهدت جنازته، وصلى عليه الأستاذ ابو سهل، ودفن في مقبرة الظاهرية بمحمداباذ وأبو طاهر محمد بن الحسن بن محمد المحمدآباذي، ذكره الحاكم ابو عبد الله
__________
[1] من م، وفي الأصل «بعدها» .
[2] في م «تسع» .(12/120)
الحافظ في التاريخ وقال: من أكابر الشيوخ [1] الثقات، وكان مقدما في معرفة الأدب ومعاني القرآن، سمع بنيسابور أحمد بن يوسف السلمي وعلى بن الحسن الهلالي وحامد بن محمود المقرئ، وكان أول سماعه سنة ثلاث وستين ومائتين، وسمع بالعراق محمد بن إسحاق الصغاني والعباس ابن محمد الدوري ويحيى بن أبى طالب وأقرانهم، سماعهم [2] بها سبعين ومائتين، وكان كثير الحديث صحيح الأصول، روى عنه الشيخ أبو بكر ابن إسحاق وأبو على الحافظ وعبد الله بن سعد ومشايخنا، وقد اختلفت إليه أكثر من سنة وجمعت [3] منه الكثير، ولم أصل إلى حرف من سماعاتي عنه، ولم أحدث عنه بشيء من حديثه [4] ، لكنى خرجته [5] في شيوخي لكثرة اختلافي إليه، وكان أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة إذا شك في شيء من اللغة لا يرجع فيها إلا إلى أبى طاهر المحمداباذي، وتوفى في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وثلاثمائة وأبو الفضل العباس بن الفضل بن الحسن المحمداباذي النيسابورىّ، سمع بنيسابور أحمد بن يوسف السلمي وعلى بن الحسن الهلالي، وببغداد أبا بكر محمد بن إسحاق الصغاني والعباس بن محمد الدوري وغيرهم، وكتب الكثير عن أبى حاتم الرازيّ بالري، وتوفى في المحرم سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وأبو على أحمد بن أبى حفص- واسمه عمر-
__________
[1] في م «كان من أكابر المشايخ» .
[2] في م «سماعه» .
[3] في م: «سمعت» .
[4] م: «من حديث» .
[5] م: «خرجت» .(12/121)
ابن يزيد المحمدآباذي النيسابورىّ، سمع بنيسابور إسحاق بن إبراهيم وعمرو ابن زرارة، وبالري عبد السلام بن عاصم السنجاني ومحمد بن حميد، وببغداد أحمد بن منيع وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وبالبصرة سوار ابن عبد الله القاضي ونصر بن على الجهضمي، وبالكوفة أبا كريب محمد ابن العلاء، وبالحجاز سلمة بن شبيب ومحمد بن يحيى بن أبى عمر وأقرانهم، روى عنه أبو على الحافظ ومحمد بن صالح بن هانئ ومحمد بن إبراهيم ابن الفضل، [وكان يقول: مات إبراهيم وعمر بن زرارة سنة 238 وأنا ابن إحدى وعشرين سنة وأبو الحسن محمد بن الفضل-[1]] المحمدآباذي النيسابورىّ، كان بندارا بجرجان [2] ثم ترك العمل وخرج إلى سجستان وبها مات، يروى عن عبد الله بن مسلم الدمشقيّ، روى عنه أبو بكر الإسماعيلي وأبو أحمد بن عدي الحافظ، ومات بسجستان في سنة ثمان وتسعين ومائتين
. 3678- المحمَّدى
بضم الميم وفتح الحاء المهملة وفتح الميم المشددة وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى محمد بن الحنفية- ابن أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه، والمنتسب إليه أبو الفضل على بن ناصر ابن محمد بن الحسن بن أحمد بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن جعفر ابن عبد الله بن جعفر بن محمد ابن الحنفية- ابن على بن أبى طالب رضى الله عنه- المحمدي [العلويّ] ، من أهل بغداد، نقيب مشهد باب التبن، وكان يسكن
__________
[1] ما بين المربعين من م، وسقط من الأصل.
[2] وراجع تاريخ جرجان لحمزة السهمي ص 456.(12/122)
الكرخ، له معرفة بالأنساب، سمع أبا محمد [1] الحسن بن على الجوهري وغيره، روى لي عنه أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري وأبو طالب بن حضير الصيرفي، وكانت ولادته سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، وتوفى بعد سنة ست وخمسمائة، فان أبا بكر بن فولاذ الطبري [2] سمع منه في هذه السنة.
وطائفة من الإمامية- وهم من غلاة الشيعة- يقال لهم «المحمدية» ، وإنما قيل لهم المحمدية لأنهم ينتظرون خروج محمد بن عبد الله بن الحسن ابن [3] الحسن بن [3] على بن أبى طالب، فهم على انتظاره من عهد أبى جعفر المنصور إلى يومنا هذا مع تواتر الخبر بقتله.
3679- المحمِّري
بالحاء المهملة المفتوحة بين الميمين أولاهما مضمومة والأخرى مشددة مكسورة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى طائفة من البابكية الخرمية يقال لهم «المحمرة» لأنهم لبسوا الحمرة من الثياب في أيام بابك فقيل لهم المحمرة، والمحمرة هم البابكية في العقيدة، وقيل:
سموا بذلك لأنهم يزعمون أن مخالفيهم من المسلمين حمر، والتأويل الأول أصح، وقيل: إنهم في عقائدهم وإباحة نكاح المحارم كالحمر، وقال الشعبي:
لعن الله الروافض! لو كانوا من الطير لكانوا رخما، ولو كانوا من الدواب لكانوا حمرا. والسبب في ابتداء دعوتهم أن نفرا من المجوس
__________
[1] زيد في من «بن» .
[2] م: «الطيوري» .
[3- 3] سقط من م.(12/123)
يقال لهم الجهار بختاريه جمعهم مجلس فتذاكروا ما كان عليه أسلافهم من الملك الّذي غلب عليه المسلمون فقالوا: لا سبيل لنا إلى دفعهم عنه بالسيف لكثرتهم وقوتهم، ولكنا نحتال بتأويل شرائعهم على وجوه يعود أمرها إلى موافقة أديان الأسلاف من المجوس، وقالوا في هذه الحيلة: بايدار. وقال أبو عبادة البحتري فيهم:
تلك المحمرة الذين تهافتوا ... فمشرق في غيه ومغرب
ناهضتهم والبارقات كأنها ... شعل على أيديهم تتلهب
سلبوا وأشرفت الدماء عليهم ... محمرة فكأنهم لم يسلبوا
3680- المحمودي
بفتح الميم وسكون الحاء المهملة وضم الميم الأخرى [1] وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى محمود، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وبيت «المحمودية» بمرو مشهورة معروفة [2] بالعلم، وبيت المحمودية بالسلطنة والملك [معروف-[3]] بغزنة والبلاد [4] .
وأما أبو محمد أحمد بن محمد بن محمد بن محمود بن مغلس [5] المحمودي العدل البخاري [6] من أهل بخارا، يروى عن أبى منصور محمد بن الحسن
__________
[1] بعدها الواو.
[2] في م «مشهور معروف» .
[3] من م، وليس فيها ما بعده كلمة «بغزنة» .
[4] والبيت منسوب إلى السلطان الغازي محمود بن سبكتكين. وكذا بيت مشهور منسوب إلى محمد بن ملك شاه السلجوقي، ينسب إليه كثير من الأمراء- اللباب.
[5] من اللباب، وفي الأصل «مفلس» .
[6] زيد هنا في م «كان» .(12/124)
ابن محمد بن قديد المقرئ [1] السغدى، وتوفى في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة وأبو الحسن على بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمود بن مجاهد بن خلف ابن يانه [2] بن كلاب المحمودي، كان على حكومة آمل جيحون، ذكرته في اليانى [3] ، وأبو زكريا يحيى بن يحيى بن عبد الله بن محمود المحمودي البخاري، من أهل بخارا، سمع بخراسان على بن محتاج وأبا جعفر الجوزجاني وعبد الله ابن محمد بن يعقوب، وبالعراق إسماعيل بن محمد الصفار، سمع منه أبو عبد الله الحاكم الحافظ وذكره في التاريخ فقال: أبو زكريا المحمودي إمام أهل الحديث في عصره ببخارا وابن إمامها، ورد نيسابور متفقها سنة تسع وثلاثين، ثم انصرف من العراق وأقام مدة، ثم وردها بعد ذلك رسولا من السلطان، ومات ببخارا في صفر سنة أربع وثمانين وثلاثمائة وأغلقت الحوانيت بوفاته وأبو سعد عمر بن على بن الحسين بن أحمد بن محمد ابن أبى ذر المحمودي الطالقانيّ، سكن جده بلخ، وأبو سعد هذا كان فاضلا لطيف الطبع حسن السيرة كثير العبادة، سمع أبا على الحسن بن على الوخشى الحافظ وأبا المظفر منصور بن محمد بن أحمد البسطامي وغيرهما، سمعت منه ببلخ، وكان قد ولى القضاء مدة ببلخ، ولد في شهر رمضان سنة سبع وخمسين وأربعمائة، [4] وتوفى في شهر رمضان سنة ست وأربعين وخمسمائة [4] .
__________
[1] في م واللباب «المنقري» .
[2] وقع في م «يابه» خطأ.
[3] وقع في الأصل «اليالى» وفي م «التالي» ، وسيذكره في (اليانى) في باب الياء والألف.
[4- 4] سقط من م.(12/125)
3681- المحمويى
بالحاء المهملة الساكنة بين الميمين وفي آخرها الياء آخر الحروف بعد الواو، هذه النسبة إلى الجد وهو محمويه، والمشهور بهذه النسبة [1] أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن محمويه المحمويى، عم جابر بن ياسين، من أهل بغداد سكن البصرة، وحدث [2] عن أبى القاسم عبد الله بن محمد البغوي وأبى بكر عبد الله بن أبى داود السجستاني وأبى بكر أحمد بن موسى بن مجاهد المقرئ، روى عنه القاضي أبو عبد الله الحسين ابن على الصيمري وابن أخيه أبو الحسن جابر بن ياسين بن الحسن ابن محمويه المحمويى الحنائى، ذكرته في الحاء المهملة [3] .
3682- المحمي
بالحاء المهملة الساكنة بين الميمين أولاهما مفتوحة، هذه النسبة إلى محم، وهو بيت كبير بنيسابور يقال لهم «المحمية» ، منهم أبو على الحسين بن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن النضر بن محمد ابن محم المحمي، من أهل نيسابور، كان ثقة عدلا، قدم بغداد وحدث بها عن على بن محمد بن حبيب وأبى صخر محمد بن مالك المروزيين وأبى العباس الأصم وأبى على الحافظ النيسابوريين وأحمد بن سهل البخاري الفقيه وغيرهم، روى عنه أبو القاسم الأزهري ومحمد بن طلحة النعالى وابن أخيه أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد بن [4] محمد بن [4] عبيد الله المحمي،
__________
[1- 1] م: «بها» .
[2] أي حدث ببغداد، وراجع تاريخ بغداد 2/ 216.
[3] الأنساب 4/ 276.
[4- 4] سقط من م.(12/126)
من أهل نيسابور، من بيت الزعامة والثروة، وكان جده الشيخ الرئيس أبو الحسن المحمي، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: وكان أبو محمد في عنفوان شبابه لا يشتغل إلا بالعلم والاختلاف إلى أهله، ولقد رأيته يناظر مناظرة حسنة ويعلق في مجلس الأستاذ أبى الوليد بخط يده، ثم اشتغل بالضياع والثروة بعد ذلك، سمع عبد الله بن محمد الشرقي وأقرانه، ولم يحدث، توفى في رجب سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، ودفن في داره بملقاباد وعمه- وهو أخو السابق ذكره- أبو منصور عبد الله [1] بن أحمد بن محمد بن عبيد الله ابن النضر المحمي، ابن أبى الحسن، من أهل نيسابور، الرئيس بن الرئيس، وكان من أحسن الناس ديانة ونصيحة للمسلمين، وأكثرهم احتياطا للراعي والرعية، ومن أكثرهم تركا أكل ما لا يعنيه، سمع أبا بكر محمد بن إسحاق ابن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي وأبا على الحسن/ بن على ابن نصر الطوسي وأبا عمرو أحمد بن محمد الجرشى وأبا الوفاء المؤمل ابن الحسن الماسرجسي، حدث بشيء يسير، وقرأ عليه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكر قصة في تاريخه أنه لم يسمع منه أحد سواه، ومات في رجب سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، وصلى عليه القاضي أبو بكر أحمد ابن الحسين الجرشى، وكان الرئيس أبو منصور خاله وأبو القاسم النضر ابن أبى العباس محمد بن أحمد بن [2] محمد بن [2] عبيد الله بن النضر بن محمد المحمي الحفيد، من أهل نيسابور، سمع أبا على محمد بن عبد الوهاب
__________
[1] م: «عبيد الله» .
[2- 2] سقط من م.(12/127)
الثقفي [1] وأبا بكر محمد بن الحسين القطان وأبا القاسم بن برويه [2] المزكي وأقرانهم، وخرج له الفوائد وأملى وحدث، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: توفى في شعبان سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. [3]
3683- المحوّلي
بضم الميم وفتح الحاء المهملة وتشديد الواو المفتوحة، هذه النسبة إلى المحول، وهي قرية على فرسخين من بغداد، وهي إحدى متنزهاتها، والمشهور بالنسبة إليها أبو جعفر المحولي العابد، أحد الزهاد المنقطعين إلى الله، روى عنه أبو إبراهيم الترجماني كلامه.
وأبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان بن بسام الآجري المحولي، إنما قيل له «المحولي» لأنه يسكن موضعا ببغداد يقال له «باب المحول» لعل من هذا الباب يخرج القاصد إلى المحول، وأبو بكر صاحب التصانيف الكثيرة المليحة [4] ، حدث عن محمد بن أبى السري الأزدي والزبير بن بكار وأبى بكر بن أبى الدنيا وأحمد بن أبى خيثمة وأحمد بن منصور الرمادي، روى عنه أبو أحمد بن عدي الحافظ وأبو عمر بن حيويه الخزاز وأبو بكر ابن الأنباري وأبو جعفر بن بريه الهاشمي، وتوفى في سنة تسع وثلاثمائة وأبو عبد الله أحمد بن خلف بن المرزبان بن بسام المحولي، أخو محمد ابن خلف وكان الأصغر، صاحب أخبار وملح وأشعار [5] ، وله تصانيف وروايات عن عبد الله بن أبى سعد الوراق وأحمد بن أبى طاهر وأبى بكر
__________
[1] في م «المالكي» .
[2] في م «مروية» .
[3] وانظر 8/ 125 و 10/ 193.
[4] راجع معجم البلدان لياقوت، وترجمته هاهنا من تاريخ بغداد 5/ 237.
[5] ترجمته من تاريخ بغداد 4/ 135.(12/128)
ابن أبى الدنيا وأبى سعيد السكرى وغيرهم، حدث عنه أبو عمر محمد بن العباس ابن حيويه، ومات سنة عشر وثلاثمائة وأبو الأزهر الضحاك بن سلمان ابن سالم المحولي، من أهل المحول، وكان شاعرا فاضلا، عارفا باللغة والأدب، رأيت اسمه في مشيخة أبى المعمر الأنصاري فسألته عنه فقال لي: هو يعيش بالمحول، فخرجت إليه وكتبت عنه أقطاعا من شعره.
باب الميم والخاء
3684- المخبزي
بفتح الميم وسكون الخاء المنقوطة وفتح الباء المنقوطة بواحدة وبعدها زاي، هذه النسبة إلى المخبز وهو موضع يخبز فيه الرغفان، وإلى الساعة موضع ببغداد داخل دار الخليفة يقال له «المخبز» ، والمشهور بهذه النسبة أبو الفرج أحمد [1] وأبو الفتح عبد الوهاب [2] ابنا عثمان بن الفضل [3] ابن جعفر المخبزي، من أهل بغداد، [4] قال أبو بكر الخطيب: كانا يعرفان بابني المخبزي، وحدثنا عن أبى القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة، كتبت عنهما جميعا. قلت: روى لي عن أبى الفرج بن [4] المخبزي: أبو محمد يحيى بن على بن محمد بن الطراح المدير ببغداد وأما أبو الفتح عبد الوهاب فكانت ولادته في سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، ومات في رجب من سنة خمسين وأربعمائة.
__________
[1] راجع ترجمته في تاريخ بغداد 4/ 302، ولد في سنة 376.
[2] وترجمته في تاريخ بغداد 11/ 34.
[3] في اللباب «أبى الفضل» كذا.
[4- 4] بين الرقمين سقطة في م.(12/129)
3685- المخدُوجى
بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة وضم الدال المهملة بعدها الواو وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى مخدوج، وهو بطن من قضاعة، وهو مخدوج بن الحر بن فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة ابن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.
3686- المخراقى
بكسر الميم والخاء المعجمة الساكنة [وفتح الراء-[1]] بعدها الألف وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى مخراق، وهو اسم لجد إسماعيل [2] بن داود بن عبد الله بن مخراق المديني المخراقى، يروى عن مالك ابن أنس وسليمان بن بلال والدراوَرْديّ وإسماعيل بن أبى أويس، روى عنه محمد بن ميمون الخياط المكيّ وبكر بن خلف ورزق الله بن موسى البصري، قال عبد الرحمن بن أبى حاتم الإمام [3] : سمعت أبى يقول:
هو ضعيف الحديث.
3687- المخرّمي
بفتح الميم وسكون الخاء المنقوطة وفتح الراء المهملة المخففة [وفي آخرها ميم-[4]] ، هذه النسبة إلى المسور [5] ابن مخرمة بن نوفل بن [أهيب بن] عبد مناف القرشي، والمنتسب بهذه النسبة عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور [5] بن مخرمة المخرمي، من
__________
[1] من اللباب ولا بد منه.
[2] وقع في م «أبى إسماعيل» .
[3] في الجرح والتعديل ج 1 ق 1 ص 167، وراجع فيه رواته.
[4] من اللباب.
[5- 5] بين الرقمين سقطة في م.(12/130)
أهل المدينة، يروى عن سهيل بن أبى صالح وسعيد المقبري، روى عنه العراقيون وأهل المدينة، وكان كثير الوهم في الأخبار حتى يروى عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، [1] فإذا سمعها من الحديث [1] صناعته شهد أنها مقلوبة، فاستحق الترك [2] ، مات سنة سبعين ومائة ومحمد بن عبد الله المحرمي المكيّ، قال ابن ماكولا: لعله من ولد مخرمة بن نوفل، يروى عن محمد بن إدريس الشافعيّ، روى عنه عبد العزيز بن محمد بن الحسن المعروف بابن زبالة.
وأما أبو بكر محمد بن إسحاق بن يسار القرشي المخرمي صاحب السيرة [فهو] مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف، أدرك جماعة من التابعين، وهو من أهل المدينة.
3688- المخرِّمى
بضم الميم وفتح الخاء المعجمة وتشديد الراء المكسورة، هذه النسبة إلى المخرم، وهي محلة ببغداد مشهورة، وإنما قيل لها «المخرم» لأن بعض ولد يزيد بن المخرم نزلها فسميت به [3]- قاله ابن الكلبي، أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحافظ وإبراهيم بن محمد الكرخي ببغداد قالا أنا إسماعيل بن مسعدة الجرجاني أنا حمزة بن يوسف الحافظ أنا أبو أحمد [4] عبد الله [4] بن عدي الحافظ أنا أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي سمعت عباس الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول: دارنا نوقا وسويقه
__________
[1- 1] بين الرقمين سقطة في م.
[2] قاله ابن حبان في المجروحين 2/ 32.
[3] وراجع ما قاله ياقوت في معجم البلدان، وانظر للاشتقاق لابن دريد.
[4- 4] ليس في م.(12/131)
بطوطا/ والمخرم معدن الكذابين ومفيض السفل. والمشهور بهذه النسبة أبو محمد خلف بن سالم المخرمي، يروى عن يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي، قال أبو حاتم بن حبان: خلف بن سالم كان من الحفاظ المتقنين، حدثنا عنه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، مات في آخر رمضان سنة إحدى وثلاثين ومائتين [1] وأبو عثمان سعدان ابن [2] نصر بن [2] يزيد المخرمي، من أهل بغداد، يروى عن ابن عيينة، روى عنه العراقيون وأبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي وأبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز، وكان ممن عمر، ومات ببغداد ومحمد ابن عبد الله بن المبارك المخرمي القاضي، أبو جعفر، يروى عن إسماعيل ابن علية ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي وأزهر بن سعد السمان ويزيد بن هارون ووكيع بن الجراح وغيرهم، وكان ثبتا عالما، أخرج عنه البخاري- في صحيحه- وأبو حاتم الرازيّ ويعقوب بن سفيان وإبراهيم الحربي وأبو عبد الرحمن النسائي وابن صاعد، وآخر من حدث عنه الحسين بن إسماعيل المحاملي وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن محمد ابن أيوب المخرمي، حدث عن سعيد بن محمد الجرمي والفضل بن غانم وعبيد الله بن عمر القواريري [3] وسرى السقطي، روى عنه أبو على بن الصواف وأبو عبد الله بن العسكري وأبو حفص بن الزيات وأبو الفضل الزهري [3]
__________
[1] وراجع ميزان الاعتدال للذهبى.
[2- 2] ليس في م.
[3- 3] بين الرقمين سقطة في م، وراجع ترجمة أبى إسحاق المخرمي في تاريخ بغداد 6/ 124.(12/132)
وغيرهم، ومات في شهر رمضان سنة أربع وثلاثمائة وأبو بكر محمد ابن جعفر العطار المخرمي النحويّ، يلقب «خرتك» [1] ، حدث عن الحسن بن عرفة وعباس بن محمد الدوري، روى عنه محمد بن المظفر وأبو الحسن على بن عمر الدار قطنى وأبو بكر محمد بن حميد بن سهل [2] ابن إسماعيل بن شداد المخرمي، من أهل بغداد، سمع أبا خليفة الفضل ابن الحباب وجعفر بن محمد الفريابي والهيثم بن خلف الدوري وقاسم ابن زكريا المطرز وأبا العباس البراثي [3] وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، روى عنه أبو الحسن [4] على بن عمر الدار قطنى وأبو الفتح هلال ابن محمد الحفار وعلى بن المظفر الأصبهاني وبشرى بن عبد الله الرومي وأبو نعيم الحافظ، قال أبو الحسن [4] بن الفرات: محمد بن حميد المخرمي كان عنده أحاديث غرائب، كتب مع الحافظ القدماء، إلا أنه كان منه تخليط في أشياء قبل أن يموت، ولا أحسبه تعمد ذلك لأنه كان جميل الأمر، إلا أن الإنسان تلحقه الغفلة. وقال محمد بن أبى الفوارس الحافظ: محمد ابن حميد المخرمي كان فيه تساهل شديد، وكان سمع حديثا كثيرا، إلا أنه كان فيه شره. مات في شهر ربيع الأول سنة إحدى وستين وثلاثمائة
__________
[1] راجع تاريخ بغداد 2/ 138.
[2] كذا في الأصول، وفي ترجمته من تاريخ بغداد 2/ 264 «محمد بن حميد ابن سهيل» .
[3] ومثله في تاريخ بغداد، وفي م «البرتي» ، وراجع الأنساب 2/ 124 و 135.
[4- 4] بين الرقمين سقطة في م.(12/133)
وأبو جعفر محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، قاضى حلوان [1] ، سمع يحيى ابن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح وعبد الله ابن نمير وأبا أسامة وصفوان بن عيسى وأزهر بن سعد، وكان من أحفظ الناس للأثر وأعلمهم بالحديث، روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه وأبو حاتم الرازيّ ويعقوب بن سفيان وإبراهيم الحربي وأبو عبد الرحمن النسائي ومحمد بن محمد الباغندي ويحيى بن محمد بن صاعد والحسين بن إسماعيل المحاملي، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال أبى:
كتبت حديث عبيد الله عن نافع عن ابن عمر «كنا نغسل الميت فمنا من يغتسل ومنا من لا يغتسل» ؟ قال: قلت: لا، قال: في ذاك الجانب المخرم شاب يقال له محمد بن عبد الله يحدث به عن أبى هشام المخزومي عن وهيب فاكتبه عنه. وذكره نصر بن أحمد بن نصر فقال: كان من الحفاظ المتقنين المأمونين. ومات في سنة أربع وخمسين ومائتين وأبو محمد عبد الله بن محمد بن أيوب بن صبيح المخرمي [2] ، سمع سفيان ابن عيينة ويحيى بن سليمان وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبى رواد وعلى بن 0 عاصم وعبد الله بن نمير وأسباط بن محمد وبكر بن بكار
__________
[1] راجع ترجمته في تاريخ بغداد 5/ 423- 25 وتهذيب التهذيب 9/ 272 والجرح والتعديل ج 3 ق 2 ص 305 وغيرها.
[2] أورد ترجمته هنا من تاريخ بغداد 10/ 81، وأورد ذكره ابن أبى حاتم فيمن اسم أبيه «أيوب» فقال: عبد الله بن أيوب المحرّمي، راجع الجرح والتعديل ج 2 ق 2 ص 11.(12/134)
وروح بن عبادة، روى عنه على بن حسنويه القطان ويحيى بن محمد ابن صاعد ومحمد بن مخلد والحسين بن يحيى بن عياش [1] وإسماعيل ابن محمد الصفار، وقال عبد الرحمن بن أبى حاتم: سمعت منه مع أبى، وهو صدوق. قال محمد بن محمد بن سليمان الباغندي: كنت بسر من رأى وكان عبد الله بن أيوب المخرمي يقرب إلى، فخرج توقيع الخليفة بتقليده القضاء، فانحدرت في الحال من سرمن رأى إلى بغداد حتى دفعت على عبد الله ابن أيوب بابه، فخرج إلى، فقلت له: البشرى! فقال: بشرك الله بخير وما هي؟ قال: قلت: خرج توقيع السلطان بتقليدك القضاء لأحد البلدين إما سرمن رأى أو بغداد، قال: فأطبق الباب وقال: بشرك الله بالنار! وجاء أصحاب السلطان إليه فلم يظهر لهم فانصرفوا، ومات في جمادى الأولى سنة خمس وستين ومائتين وقد جاوز التسعين.
ومن القبائل قال الدار قطنى: وأما مخرم [فهو وردان وحيدة ابنا مخرم-[2]] بن مخرمة بن قرط بن جناب، من بنى العنبر، وفدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلما ودعا لهما. وقال ابن دريد: يزيد بن مخرم الحارثي أبو الحارث من ولد صاحب المخرم ببغداد.
3689- المخزومي
بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة وضم الزاى [3] وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى قبيلتين، إحداهما تنسب إلى
__________
[1] من م وغيرها، وفي الأصل «عباس» .
[2] من م واللباب.
[3] بعدها الواو.(12/135)
مخزوم [1] بن عمرو، و [الأخرى إلى] مخزوم قريش وهو مخزوم بن يقظة ابن مرة بن كعب بن لؤيّ بن غالب، والمشهور بالنسبة إليهم عبد الله ابن عكرمة بن عبد الرحمن المخزومي وأبو عمر [2] محمد بن عبد الرحمن بن يزيد ابن محمد بن حنظلة بن أبى سلمة بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال ابن عبد الله بن عمر [3] بن مخزوم بن يقظة بن مرة المخزومي، من أهل مكة، ولى القضاء ببغداد بعد محمد بن عمر الواقدي [4] ، وكان قد سمع الحديث من ابن جريج، روى عنه محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي، واستقضاه موسى الهادي على مكة، وأقره الرشيد، حتى صرفه المأمون فولاه قضاء بغداد أشهرا ثم صرفه،/ وقال عبد الله بن مصعب: كنت عند أمير المؤمنين الرشيد فقال له بعض جلسائه في محمد بن عبد الرحمن: هو حدث السن وليس مثله يلي القضاء! فقلت: لا يضيع فتى من قريش في مجلس أنا فيه، فأقبلت عليهم فقلت لهم: وهل عاب الله أحدا بالحداثة؟
أمير المؤمنين حدث السن أفتعيبونه؟ وقد قال الله تعالى سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ 21: 60 [5] ! فقال لهم أمير المؤمنين: صدق! وأنا حدث السن، أتعيبوننى بالحداثة؟ وأقره على القضاء وأبو الحسن محمد بن عبيد الله
__________
[1] في الأصل «إلى بنى مخزوم» وفي م «إلى ابن مخزوم» .
[2] وقع في م «أبو عمرو» خطأ.
[3] م: «عمرو» كذا.
[4] راجع تاريخ بغداد 2/ 309.
[5] القرآن الكريم سورة الأنبياء آية رقم 60.(12/136)
ابن محمد بن [محمد بن-[1]] يحيى بن حليس بن عبد الله بن يحيى بن عبد الله ابن الحارث بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ابن يقظة المخزومي السلامي، وذكرته في السين [2] .
وأما مخزوم بن المغيرة فالمنتسب إليه جماعة، منهم أبو عبد الرحمن ابن الحارث المخزومي. [3]
3690- المخشلَبى
بفتح الميم والشين المعجمة بينهما الخاء الساكنة واللام المفتوحة وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى المخشلب وهو
__________
[1] من م، وسقط من الأصل.
[2] راجع الأنساب 7/ 324- 325.
[3] قال ابن الأثير: لم يذكر مخزوم بن عمرو من أي القبائل هو، ولا بعض من ينسب إليه.
وقال: وفاته النسبة إلى مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس ابن بغيض بن ريث بن غطفان، بطن من عبس، منهم خالد بن سنان بن غيث ابن مريطة بن مخزوم الّذي يقال فيه «نبي ضيعه قومه» ومنهم سباع بن يزيد ابن ثعلبة بن فنزعة بن عبد الله بن مخزوم، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم الفارس الشاعر عنترة بن شداد.
وفاته النسبة إلى مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن حارث بن تميم بن سعد ابن هذيل، بطن من هذيل، ينسب إليه كثير، منهم عمرو بن عميس بن مسعود ابن غافل بن حبيب بن سمخ بن فار بن مخزوم، وهو ابن أخى عبد الله بن مسعود رضى الله عنه، كان عاملا لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه فقتله الضحاك بن قيس الفهري بالقطقطانة.(12/137)
خرز [1] ، والمشهور بهذه النسبة أبو بكر محمد بن الأصبغ بن محمد القرقساني المخشلبى، من أهل قرقيسياء، يروى عن مؤمل بن إهاب، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الحافظ الأصبهاني، وسمع منه بقرقيسياء.
3691- مخشى
بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة والشين المعجمة، هذه اللفظة لها صورة النسبة وهي اسم، والمشهور بها مخشى بن حميّر الأشجعي، حليف بنى سلمة، كان من المنافقين، فسار مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى تبوك، وأرجفوا به، ثم تاب، وقيل: وفيه نزلت إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طائِفَةً 9: 66 [2] ، وقتل يوم اليمامة شهيدا ومخشى بن معاوية، شيخ من أهل البصرة، يروى عن هشام بن عروة وغيره، روى عنه عمر بن شبة وغيره وأمية بن مخشى، له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه ابن ابنه المثنى بن عبد الرحمن بن أمية بن مخشى ومسلم بن مخشى، يروى عن ابن الفراسى، روى عنه بكر بن سوادة، حديثه عند المصريين [3] وأمّ حجير بنت سفيان بن عبد الله بن عبيد الله ابن أبى مخشى [4] من قيس، هي أم فاطمة بنت المغيرة بن خالد بن العاص ابن هشام المخزومي- قاله شبل وأحمد بن إبراهيم بن مخشى الفرغاني، ابن أخى مخشى المصري، مصرى، يروى عن عبيد الله بن سعيد بن عفير، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وأحمد
__________
[1] هنا بعض بياض في م.
[2] آية رقم 66 من سورة التوبة.
[3] من الإكمال، في الأصول «البصريين» .
[4] زيد هنا في الأصل «بن أبى مخشى» .(12/138)
ابن حاتم بن مخشى البصري، يروى عن عبد الواحد بن زياد وحماد ابن زيد، روى عنه أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازيّ [وغيره-[1]] .
3692- المخلدي
بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة [2] وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى مخلد، وهو اسم لجد [بعض-[3]] المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن [4] محمد بن عبد الله بن محمد بن مخلد الهروي المخلدي النيسابورىّ، يروى عن أبى الطاهر بن السرح وأبى الربيع ابن أخى رشدين وأحمد بن سعيد الهمدانيّ وطبقتهم، روى عنه أبو عمرو [5] الحيريّ وأبو بكر بن على وأبو حفص بن حمدان وغيرهم وأبو محمد الحسن ابن أحمد بن محمد بن الحسن بن على بن مخلد بن شيبان المخلدي، من أهل نيسابور، يروى عن أبى العباس محمد بن إسحاق السراج وأبى بكر أحمد ابن الحسن الذهبي وأبى الوفاء المؤمل بن الحسن الماسرجسي وأبى حامد الأعمش وغيرهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ ووثقه وجماعة سواه مثل أبى بكر يعقوب بن أحمد الصيرفي وأبى حامد أحمد بن الحسن الأزهري، وذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ فقال: أبو محمد المخلدي شيخ العدالة، وفقيه أهل البيوتات في عصره، وهو صحيح الكتب
__________
[1] من اللباب.
[2] بعدها اللام المفتوحة.
[3] من م.
[4] في م «أبو الحسين» .
[5] وقع في م واللباب المطبوع «أبو عمر» كذا.(12/139)
والسماع، متقن في الرواية، صاحب الإملاء في دار السنة، وتوفى في الخامس من رجب سنة تسع وثمانين وثلاثمائة [1] وأما أخوه أبو عمرو يحيى بن أحمد بن محمد المخلدي، سمع أبا حامد أحمد بن محمد بن الشرقي وأخاه أبا محمد عبد الله ومكي بن عبدان التميمي، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ وقال: أبو عمرو المخلدي كان من مشايخ أهل البيوتات ومن العباد المجتهدين، وقرأ القرآن، وختن يحيى بن منصور القاضي على ابنته، ورفيق أبى بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ في أسفاره، وسماعهما بالعراق والشام معا بعد الثلاثين، وحدث بكتاب التاريخ لأبى بكر بن أبى خيثمة عن ذلك الشيخ الواسطي عنه، وتوفى في الثالث والعشرين من ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة باب معمر وهو ابن ثمان وسبعين سنة.
وجدهم أبو محمد الحسن بن على بن مخلد بن شيبان المطوعي المخلدي، سمع بنيسابور إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ وعمرو بن زرارة ومحمد بن رافع، وبالعراق أحمد بن منيع ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وبالحجاز هارون ابن موسى الفروى وعبد الجبار بن العلاء وغيرهم، روى عنه أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ وجماعة، وذكر حفيده أنه مات سنة تسع وتسعين ومائتين.
__________
[1] وكذا ذكر وفاته قريبا مما هنا في رسم (الشببانى) 8/ 199، وفي م هاهنا بالأرقام «339» ومثله في اللباب «تسع وثلاثين وثلاثمائة» فحرره.(12/140)
3693- المخلص
بضم الميم وفتح الخاء وكسر اللام وفي آخرها الصاد، هذا الاسم لمن يخلص الذهب من الغش ويفصل بينهما، واشتهر به أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن بن زكريا المخلص، من أهل بغداد [1] ، كان ثقة صدوقا صالحا مكثرا من الحديث، سمع أبا بكر عبد الله بن أبى داود السجستاني وأبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي وأبا محمد يحيى بن محمد بن صاعد وأحمد بن سليمان الطوسي وعبيد الله بن عبد الرحمن السكرى ورضوان بن أحمد الصيدلاني وجماعة من أمثالهم، روى عنه أبو بكر البرقاني وأبو القاسم الأزهري وأبو محمد/ الخلال وهبة الله ابن الحسن اللالكائي وأبو القاسم التنوخي وأبو الحسين بن النقور في جماعة كثيرة من المتقدمين والمتأخرين آخرهم الشريف أبو منصور [2] محمد بن محمد ابن على الزينبي الصوفي، وكانت ولادته في شوال سنة خمس وثلاثمائة، وأول سماعه في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة من ابن بنت منيع البغوي ومات في شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة وله ثمان وثمانون سنة.
3694- المخلَّطى
بضم الميم وفتح الخاء المعجمة وفتح اللام المشددة وفي آخرها الطاء، هذه النسبة إلى بيع المخلط، هو الفاكهة اليابسة من من كل جنس إذا خلط بعضها ببعض، فيقال لمن يبيع هذا «المخلطي» ،
__________
[1] ترجمته من تاريخ بغداد 2/ 322.
[2] وقع في م واللباب «أبو نصر» وأبو منصور وأبو نصر أخوان، واسم كليهما محمد، راجع الأنساب 6/ 371- 72.(12/141)
والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن أحمد الدباس المخلطي، من أهل بغداد، كان قد شدا طرفا من الفقه على أبى يعلى محمد بن الحسين ابن الفراء القاضي، وسمع الحديث منه ومن أبى على الحسن بن غالب ابن المبارك المقرئ، وغيرهما، روى لنا عنه أبو المعمر المبارك بن أحمد ابن عبد العزيز الأزجي الأنصاري، وتوفى في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
3695- المخولي
بالخاء المعجمة وتشديد الواو وفي آخرها اللام [1] ، والمشهور بهذه النسبة إسحاق بن عبد الله المخولي الكوفي، يروى عن أبى إسحاق السبيعي، روى عنه إسماعيل بن محمد بن جحادة.
3696- المَخى
بفتح الميم والخاء المعجمة المشددة، هذه النسبة إلى مخة، وهي اسم أخت بشر بن الحارث الحافى، وأبو حفص عمر ابن منصور بن نصر الكاتب المخى، وهو ابن بنت مخة أخت بشر [2] ، روى عن بشر بن الحارث حكايات، حدث عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن المثنى السمسار وجعفر بن محمد الصندلي [3] .
3697- المُخى
بضم الميم ثم الخاء المعجمة المشددة، هذه النسبة إلى مخ، وهو اسم لجد أبى الحسين عبد الله بن [4] على بن عبد الله بن إلخ
__________
[1] هنا بعض بياض في الأصل، وأهمل في م.
[2] وراجع لترجمته تاريخ بغداد 11/ 210، وذكره في تعليق المشتبه ص 579.
[3] في الأصل وحده «الصيدلى» .
[4] زيد هنا في الأصل وحده «محمد» .(12/142)
العدل الصيداوي المخى، من أهل صيداء، سمع أبا الحسين محمد بن أحمد ابن جميع الغساني الصيداوي، روى عنه أبو الحسن ... [1] [و] على بن هبة الله ابن ماكولا الأمير الحافظ، وذكر [2] أنه كتب بصيداء في حجرة البيع في ذي الحجة سنة ستين [3] واربعمائة، وقال: ما وجدت عنده غيره- يعنى الثاني من معجم شيوخ ابن جميع، أفادنيه سعيد الإدريسي بصور.
باب الميم مع الدال
3698- المدائني
بفتح الميم والدال المهملة [4] وكسر الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها وفي آخرها نون، هذه النسبة [5] إلى المدائن، وهي بلدة قديمة مبنية على الدجلة، وكانت دار مملكة الأكاسرة على سبعة فراسخ من بغداد، والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله المدائني، يروى عن ربعي ابن خراش، روى عنه عمرو بن هرم وأبو الهيثم خالد بن القاسم المدائني، كان يوصل المقطوع، ويرفع المراسيل، ويسند الموقوف، وأكثر ما فعل ذلك فعل بالليث بن سعد، لا تحل كتابة حديثه، روى عنه عيسى بن
__________
[1] كذا بياض في م، وأهمل في الأصل، ولعل المراد بأبي الحسن هو الدار قطنى والله أعلم.
[2] وأما ما قال في الإكمال: وأما «المخ» بالخاء المعجمة فهو شيخ سمعنا منه بصيداء، وهو أبو الحسين عبد الله بن على بن عبد الله بن إلخ الوكيل، حدث عن أبى الحسين بن جميع- أهـ.
[3] وفي اللباب المطبوع «ست» .
[4] بعدها الألف.
[5] وانظر ما قاله ياقوت.(12/143)
أبى حرب الصفار [1] وأبو جعفر عبد الله بن المسور بن عون بن جعفر بن أبى طالب الهاشمي المدائني، سكن المدائن، يروى عن المدائنيين، روى عنه خالد ابن أبى كريمة، كان ممن يروى الموضوعات عن الأثبات، ويرسل من الأخبار ما ليس لها أصول، على قلة روايته، لا يحتج بخبره وإن وافق الثقات، كان يحيى بن معين يكذبه [2] وأبو عثمان هشام بن لاحق المدائني، يروى عن عاصم الأحول، روى عنه العراقيون، منكر الحديث، يروى عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به لما أكثر من المقلوبات عن أقوام ثقات [3] وأبو القاسم الزبير بن سعيد بن سليمان بن سعيد ابن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي المديني المدائني، من أهل المدينة، نزل المدائن وسكنها، حدث بها عن محمد ابن المنكدر وعبد [الله بن-[4]] على بن يزيد بن ركانة، روى عنه جرير بن حازم وسعيد بن زكريا المدائني وعبد الله بن المبارك وأبو عاصم النبيل وغيرهم، وكان ضعيفا في الرواية، وقال أبو بكر المروروذي:
سألته- يعنى أحمد بن حنبل- عن الزبير بن سعيد فلين أمره، وقال صالح جزرة: الزبير بن سعيد كان [5] بالبصرة، روى حديثين أو ثلاثة،
__________
[1] كله من ابن حبان في المجروحين 1/ 275.
[2] من المجروحين 2/ 29.
[3] من المجروحين 3/ 47.
[4] من ترجمته في تاريخ بغداد 8/ 464، وفيه أيضا في مكان آخر «عبد الرحمن» .
[5] بعده بياض يسير في الأصل، وأهمل في م، وفي تاريخ بغداد موضع البياض «يكون» .(12/144)
مجهول وسلام بن صبيح المدائني، حدث عن منصور بن زاذان، روى عنه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير وأبو المنذر سلام بن سليمان بن سوار المدائني الضرير، وقيل: أبو العباس [1] ، وهو ابن أخى شبابة بن سوار، سكن دمشق بأخرة، وحدث عن مغيرة بن مسلم السراج ومسلمة بن الصلت وعبد الرحمن المسعودي وشعبة بن الحجاج وأبى عمرو بن العلاء وورقاء ابن عمر وبكر بن خنيس، روى عنه سلمان [2] بن توبة النهرواني ومحمد ابن عيسى بن حيان وعبد الله بن روح المدائنيان وهارون بن موسى الأخفش ويزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقيان، وقال عبد الرحمن بن أبى حاتم [3] :
سمع ابى منه بدمشق، وسئل عنه فقال: ليس بالقوى، وقال أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني: سلام الثقفي المدائني الضرير يقال له الدمشقيّ لمقامه بدمشق، وهو منكر الحديث وأبو صالح شعيب بن حرب المدائني، وهو من أبناء خراسان، سمع شعبة وسفيان الثوري وزهير بن معاوية ومحمد بن المسلم الطائفي، روى عنه موسى بن داود الضبيّ ويحيى بن أيوب المقابري وأحمد بن حنبل ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني، وكان أحد المذكورين بالعبادة والصلاح والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر [4] ، وأراد
__________
[1] ترجمته من تاريخ بغداد 9/ 197.
[2] في الأصل «سلمة» وفي م «سليمان» .
[3] في الجرح والتعديل ج 2 ق 1 ص 259.
[4] راجع ترجمته في تاريخ بغداد 9/ 239.(12/145)
أن يتزوج امرأة فقال لها: إلى سيء الخلق! قالت: أسوأ منك خلقا من أحوجك أن تكون سيء الخلق [1] ، فقال: إذا أنت امرأتي. وذكر أبو حمدون المقرئ قال: ذهبنا إلى المدائن إلى شعيب بن حرب، وكان قاعدا على شط الدجلة، وكان قد بنى/ كوخا، وخبز له معلق في شريط، ومطهرة، يأخذ كل ليلة رغيفا يبله في المطهرة ويأكله- فقال بيده:
هكذا- وإنما كان جلد وعظم [2] ، قال: فقال: أرى هو ذا [3] بعد لحم! والله لأعملن في ذوبانه حتى أدخل إلى القبر وأنا عظام تقعقع، أريد السمن للدود والحيات؟! قال: فبلغ أحمد بن حنبل قوله، فقال: شعيب ابن حرب حمل على نفسه في الورع. وقيل: إنه خرج إلى مكة ومات بها سنة ست وتسعين، وقيل: سنة سبع، وقيل: سنة تسع وتسعين ومائة وأبو عبد الله محمد بن عيسى بن حيان المدائني، يروى عن سفيان ابن عيينة ومحمد بن الفضل بن عطية وشعيب بن حرب المدائني ويزيد ابن هارون والحسن بن قتيبة وعلى بن عاصم وعثمان بن عمر بن فارس، روى عنه الحسن بن على المعمري وأبو بكر بن أبى داود وأبو بكر ابن مجاهد المقرئ والحسين بن إسماعيل المحاملي وأبو عمرو بن السماك الدقاق وغيرهم، ضعفه الدار قطنى، وقال الحاكم أبو أحمد الحافظ: محمد بن عيسى المدائني حدث عن مشايخه بما لم يتابع عليه، قال: سمعت من يحكى أنه
__________
[1] أقيمت العبارة من تاريخ بغداد، وكان في الأصول بعض تحاريف.
[2] في م «جلدا وعظما» وهو الأوفق.
[3] في الأصول «هونا» .(12/146)
كان مغفلا لم يكن يدرى ما الحديث، وسأل أبو بكر الخطيب [1] أبا القاسم هبة بن الحسن الطبري عنه فقال: صالح ليس يدفع عن السماع، ولكن كان الغالب عليه إقراء القرآن وأبو الحسن على بن محمد بن عبد الله بن أبى سيف [2] المدائني، مولى عبد الرحمن بن سمرة القرشي، وهو بصرى سكن المدائن، ثم انتقل عنها إلى بغداد فلم يزل بها إلى حين وفاته [3] ، وهو صاحب الكتب المصنفة، روى عنه الزبير بن بكار وأحمد بن أبى خيثمة والحارث بن أبى أسامة، قال يحيى بن معين غير مرة: اكتب عن المدائني كتبه. وكان أبو العباس ثعلب يقول: من أراد أخبار الجاهلية فعليه بكتب أبى عبيدة، ومن أراد أخبار الإسلام فعليه بكتب المدائني.
ذكر الحارث بن أبى أسامة أن أبا الحسن المدائني سرد الصوم قبل موته بثلاثين [4] سنة، وأنه كان قارب مائة سنة، فقيل له في مرضه: ما تشتهي؟
فقال: أشتهى أن أعيش! وكان مولده ومنشؤه بالبصرة، ثم صار إلى المدائن بعد حين، ثم صار إلى بغداد فلم يزل بها حتى توفى بها في ذي القعدة سنة أربع وعشرين ومائتين، وكان عالما بأيام الناس وأخبار العرب وأنسابهم، عالما بالفتوح والمغازي ورواية الشعر، صدوقا في ذلك. ذكر غيره أنه مات في سنة خمس وعشرين ومائتين وله ثلاث وتسعون سنة
__________
[1] راجع في تاريخ بغداد 2/ 399.
[2] وقع في م «أبى شعيب» كذا.
[3] فترجمته من تاريخ بغداد 12/ 54.
[4] وفي تاريخ بغداد «بثلاث» .(12/147)
ومن القدماء اسم لا نظير له في الأسماء، وهو أبو الربيع هلوات المدائني، يروى عن سعيد بن جبير ومجاهد بن جبر، روى عنه الثوري.
3699- المدركي
بضم الميم وسكون الدال المهملة بعدها الراء وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى [بعض] أجداد المنتسب [إليه-[1]] ، وهو مدرك، والمشهور بهذه النسبة أبو عاصم سعيد بن أحمد بن مدرك المدركي الزاهد الباشاني، [يروى-[1]] عن أبى على حامد بن محمد ابن عبد الله الرفّاء الهروي، روى عنه أبو إسماعيل عبد الله بن [2] محمد بن [2] على الأنصاري [3] في أماليه.
3700- المدلجي
بضم الميم وسكون الدال المهملة وكسر اللام وفي آخرها جيم، هذه النسبة إلى بنى مدلج [4] ، [5] وهم من القافة الذين يلحقون الأولاد بالآباء، منهم سراقة بن جعشم، وقيل سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي [6] ، يروى عن [النبي صلى الله عليه وسلم] ، روى عنه ابنه [محمد
__________
[1] من م.
[2- 2] ليس في م.
[3] في اللباب «أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله الأنصاري» .
[4] مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة، بطن كبير من كنانة- اللباب.
[5] من هنا إلى كلمة «حرملة» ص 149 س 1 سقطة في م.
[6] وهو أبو سفيان سراقة بن مالك بن جشعم بن مالك بن عمرو بن مالك ابن تيم بن مدلج.(12/148)
وابن أخيه-[1]] عبد الرحمن بن مالك بن جعشم وصخر بن عبد الله بن حرملة وأخوه مالك بن جعشم المدلجي، يروى عن أبى سلمة وعامر بن عبد الله ابن الزبير، روى عنه بكر بن مضر وأبو العباس المدلجي، يروى عن ابن الزبير رضى الله عنهما، روى عنه ابن أخته أحمد بن عطاء بن يحنس وأبو نضلة حبان بن خالد بن عبد الله بن معاذ بن وهب بن كعب بن معاذ بن عتوارة ابن عمرو بن مدلج المدلجي، قاضى مصر لهشام بن عبد الملك، وكان رجلا صالحا، توفى في سنة خمس عشرة ومائة وأبو معاوية مسلم بن مخشى المدلجي، يعد في المصريين، روى عن ابن الفراسى، روى عنه بكر بن سوادة الجذامي- هكذا قال ابن أبى حاتم الرازيّ عن أبيه [2] ويعمر بن خالد [3] المدلجي، روى عن عبد الرحمن بن وغلة، روى عنه الليث بن سعد [4]
3701- المُدوّرى
بضم الميم وفتح الدال، [5] المهملة وتشديد الواو [5] وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى المدور، [5] وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، والمشهور به أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن سليمان بن إبراهيم بن موسى ابن يزيد بن أبى المدور [5] الأزدي المدورى، يعرف بابن أبى المدور،
__________
[1] سقط من الأصل، وراجع تهذيب التهذيب 3/ 356 والإصابة وغيرهما.
[2] في الجرح والتعديل ج 4 ق 1 ص 195.
[3] في م «أبى خالد» .
[4] قال ابن الأثير: فاته النسبة إلى مدلج بن ميزن بن ضنة بن عبد بن كبير ابن عذرة بن سعد هذيم، منهم حوى بن معاذ بن عبد الله بن قيس بن عبد هلال ابن القلمس بن مدلج العذري المدلجي.
[5- 5] بين الرقمين سقطة في م.(12/149)
نسبوه في موالي الأزد، يروى عن شعيب بن يحيى وغيره، توفى في شهر رمضان سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
3702- المدويى
بفتح الميم وضم الدال المهملة بعدها الواو وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى مدوه [1] ، وهي إحدى القرى الخمس التي يقال لها «پنج ديه» بلدة معروفة بخراسان، خرج منها جماعة من المحدثين، وكتبت بها عن جماعة، منها أبو القاسم عبيد الله ابن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف بن عبد الرحمن المدويى العاملي، يروى عن أبى محمد عبد الله بن أحمد الشيرنخشيري المروزي، روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ وذكر أنه سمع منه بمدوه. [2]
3703- المديانكثى
بضم الميم [3] وسكون الدال المهملة وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها والنون الساكنة بعد الألف وفتح الكاف وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى مديانكث، وهي من قرى بخارا، منها أبو الخضر إلياس بن حفص البخاري المديانكثى، رحل إلى العراق، سمع أبا محمد الحارث بن محمد بن أبى أسامة التميمي، وأبا إسماعيل محمد ابن إسماعيل الترمذي وإسماعيل بن إسحاق القاضي ومحمد بن غالب بن حرب وغيرهم، روى عنه أحمد بن خالد بن الخليل البخاري وجماعة.
__________
[1] كذا في الأصول، وفي اللباب «مدويه» وهو الأقرب إلى النسبة.
[2] قال ابن الأثير: فاته (المدّويى) بتشديد الدال، نسبة إلى مدّويه، وهو والد محمد بن مدويه، روى عن الفضل بن دكين، روى عنه أبو عيسى الترمذي.
[3] ذكره ياقوت بفتح الميم وسيكرر ذكره في (المذيانكنى) .(12/150)
3704- المدير
بضم الميم وكسر الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء، هذا الاسم لمن يدير السجلات التي حكم به القاضي على الشهود حتى يكتبوا شهاداتهم عليها، ويقال ببغداد لهذا الرجل في ديوان الحكم «المدير» ، واشتهر بهذا الاسم أبو الحسن على ابن محمد بن [1] الطراح المدير، من أهل بغداد، كان/ شيخا خيرا صالحا، سمع أبا القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران العبديّ وغيرهم، روى لنا عنه أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد السلامي الحافظ وذكر أنه توفى في العشر الأول من ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة وابنه أبو محمد يحيى بن على المدير، شيخ صالح كثير الخير ساكن، وكان فوض إليه هذا الشغل- يعنى الإدارة- في مجلس القاضي الزينبي، وكان من أولاد المحدثين، مكثرا من الحديث، صاحب أصول، سمع أبا الحسين محمد بن على ابن المهتدي باللَّه وأبا الغنائم عبد الصمد بن محمد بن المأمون الهاشميين وأبا جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة المؤدب وأبا الفرج أحمد بن عثمان المخبري وأبا بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب الحافظ وطبقتهم، سمعت منه الكثير، وانتخبت عليه من أجزائه، وكانت ولادته في سنة تسع وخمسين وأربعمائة، وتوفى يوم الجمعة الرابع من شهر رمضان سنة ست وثلاثين وخمسمائة، ودفن بالشونيزية وأبو الحسن على بن محمد بن الحسن ابن عقيل الساوي، المعروف بسبط المدير، من أهل بغداد، كان فاضلا في علم الكلام والجدل، وله يد باسطة فيه، سمع أبا عبد الله مالك بن أحمد
__________
[1] زيد في م «على بن محمد بن» .(12/151)
ابن على البانياسي، سمعت منه أحاديث يسيرة، وكانت ولادته في سنة تسع وستين وأربعمائة، وتوفى ... [1] . [2]
3705- المدْيَنى
بفتح الميم وسكون الدال المهملة وفتح الياء آخر الحروف وفي آخرها النون، على وزن «المفعل» ، وهذا النسب لأبى مسلم عبد الرحمن بن محمد بن مدين الأصبهاني المديني، نسب إلى جده، من أهل أصبهان، يروى عن أبى بكر بن أبى عاصم وأبى بكر أحمد بن عمرو ابن عبد الخالق البزار وغيرهما، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الحافظ.
3706- المدِينى
بفتح الميم والدال المهملة المكسورة بعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى عدة من المدن، منها مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر ما ينسب إليها يقال «المدني» [3] ، وإلى مدينة السلام بغداد، وإلى مدينة أصبهان، وإلى مدينة نيسابور، وإلى المدينة الداخلة بمرو، وإلى مدينة بخارا، وإلى مدينة سمرقند، وإلى مدينة نسف، وغيرها من المدن. فأما النسبة إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكثر من أن تحصى، والمعروف بهذه النسبة أبو الحسن
__________
[1] بياض في الأصل، وليست كلمة «وتوفى» في م.
[2] والمديبر تصغير مدبر ضد المقبل، موضع قرب الرقة، ينسب إليه زيد ابن سيار التميمي المديبرى، حرانى، روى عن مساور بن يقظان، ذكره ابن مندة الحافظ عن على بن أحمد الحراني- ياقوت.
[3] زيد هنا في الأصل وحده «والمديني» .(12/152)
على بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السغدى، المعروف بابن المديني، كان أصله من المدينة [1] ومولده بالبصرة [1]- هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات وقال: ابن المديني، يروى عن حماد بن زيد، حدثنا عنه أبو خليفة وشيوخنا، مات ليومين بقيا من ذي القعدة يوم الاثنين سنة أربع وثلاثين ومائتين، ودفن بالعسكر، وكان مولده سنة اثنتين وستين ومائة في شهر ربيع الأول، وكان من أعلم أهل زمانه بعلل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ممن رحل، وجمع، وكتب، وصنف، وحفظ، وذاكر.
وقد قال الإمام محمد بن إسماعيل البخاري في هذا حرفا: أخبرنا به أبو بكر الشحامي بنيسابور أنا أبو [محمد-[2]] السمرقندي أنا أبو بشر ابن هارون أنا أبو سعد الإدريسي الحافظ حدثني مظفر بن منصور الفقيه الطوسي بسمرقند سمعت محمد بن محمد بن يحيى بن بشر القراب الهروي بسمرقند يقول سمعت محمد بن سليمان بن فارس يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: «المديني» هو الّذي أقام بالمدينة ولم يفارقها، و «المدني» الّذي تحول عنها وكان منها.
والثاني هو المنسوب إلى مدينة مرو، منهم أبو روح حاتم بن يوسف المديني العابد، قال أبو حاتم بن حبان: من أهل مرو، من المدينة الداخلة، يروى عن ابن المبارك عن المبارك بن فضالة حديث «ليأتين على الناس
__________
[1- 1] من ثقات ابن حبان، وكان في الأصول «ونزل على البصرة» كذا.
[2] من م.(12/153)
زمان [لا يسلم لدى ديّن دينه إلا من فرّ من فج إلى فج ومن شاهق إلى شاهق-[1]] ، روى عنه محمد بن أحمد بن حكيم [2] ومنهم أبو يزيد محمد ابن يحيى بن خالد بن [3] يزيد بن [3] متى المديني، من المدينة الداخلة بمرو، حدث عن أحمد بن سعيد الرباطي، روى عنه أحمد بن سعيد المعداني والحاكم أبو الفضل الحداد وغيرهما، وفيهم كثرة.
والثالث منسوب إلى مدينة نيسابور، وهي المدينة التي لم يستول الغزّ عليها ولم يقدروا على نهبها، منها أبو عبد الله محمد بن الحسين بن عمارة المديني، سمع إسحاق بن راهويه ومحمد بن رافع وغيرهما وأبو بكر محمد ابن نعيم بن عبد الله النيسابورىّ المديني، سمع قتيبة بن سعيد ومحمد ابن عبد الملك بن أبى الشوارد، روى عنه من الأقران محمد بن إسماعيل البخاري وأبو العباس السراج وبعدهما أبو حامد الشرقي ومكي بن عبدان والطبقة وسليمان بن محمد بن ناجية المديني، من نيسابور، يروى عن أحمد بن سلمة وأبو الحسن محمد بن محمد بن سعد بن أيوب المديني، سمع أبا بكر بن خزيمة وأبا العباس السراج، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ و [من المتأخرين-[4]] أبو الحسن على بن أحمد بن محمد بن الأخرم المديني المؤذن، إمام فاضل ورع، سمع أبا عبد الرحمن السلمي وأبا زكريا المزكي وأبا القاسم السراج وغيرهم، سمع منه والدي، وروى لنا عنه جماعة
__________
[1] من ثقات ابن حبان، وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 2/ 132.
[2] في الثقات «حليم» وزيد فيه «السينانى» .
[3- 3] سقط من م.
[4] من م.(12/154)
كثيرة بخراسان والعراق، وتوفى ... [1] وتسعين وأربعمائة، وكانت ولادته بعد سنة أربعمائة.
والرابع منسوب إلى مدينة أصبهان وهي جى، سمعت بها عن جماعة من أهلها الحديث، وفي المحدثين المنتسبين إليها كثرة استغنينا عن ذكرهم لشهرتهم، فان من كان من الأصبهان [2] يقال له «المديني» ومن القدماء أبو جعفر أحمد بن مهدي بن رستم المديني، كتب بالشام من أبى اليمان وبمصر [2] عن أبى مريم وأبى صالح كاتب الليث، وبالعراق عن أبى نعيم وقبيصة، وكان ثقة ثبتا وأبو الفضل الخصيب بن الفضل بن محمد بن الفضل ابن محمد بن سلم بن عوذ بن سلامة الحنفي المديني، ومحمد بن سلم هذا هو أخو الخصيب بن سلم، ومات الخصيب سنة ثمان وعشرين ومائتين، وكان سمع من بكر بن بكار، وكان على خراج أصبهان وأبو الحسين/ أسيد ابن عاصم بن عبد الله الثقفي المديني من مدينة أصبهان، ثقة، هو أخو محمد ابن عاصم، وهم إخوة: محمد وعلى والنعمان وأسيد بنو عاصم، روى أسيد عن سعيد بن عامر ومحمد بن عبد الوارث والبصريين وعن الحسين ابن حفص الأصبهاني، روى عنه أبو العباس [2] عبد الله بن جعفر بن أحمد ابن فارس [2] ، وتوفى سنة سبعين ومائتين، وصلى عليه إسماعيل بن أحمد ومن مدينة أصبهان أبو بكر عبد الله بن محمد بن النعمان بن عبد السلام المديني التيمي، كان ثقة مأمونا، ذكر أنه كان يمتنع النعمان بن عبد السلام المديني التيمي، كان ثقة مأمونا، ذكر أنه كان يمتنع من التحديث، ثم رأى
__________
[1] بياض.
[2- 2] سقطة في م.(12/155)
رؤيا فحدث، وكان من عباد الله الصالحين، وذكر عن أبى عبد الله الكسائي قال: قدم عبد الله بن المغيرة أصبهان فذهب إلى عبد الله بن محمد ابن النعمان فاستأذن عليه، فلما رآه أكب عليه فقبله، فقيل له في ذلك، فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ومعه رجلان فقلت:
من هذان يا رسول الله؟ فقال: هذا أبو بكر الصديق وهذا عبد الله بن محمد ابن النعمان! فالذي أقدمنى أصبهان رؤية هذا الشيخ، وهو [1] الّذي رأيته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان يروى عن أبى ربيعة زيد ابن عوف وأبى غسان مالك بن إسماعيل النهدي وأبى نعيم الفضل بن دكين وغيرهم، روى عنه أبو محمد غياث بن محمد بن غياث المعدل وعبيد الله ابن أحمد بن على بن الجارود وأبو على أحمد بن محمد بن عاصم الأصبهانيون، وتوفى يوم الأحد من سنة إحدى وثمانين ومائتين وأبو بكر عبد الله ابن أحمد بن إسكاب المديني، من أهل أصبهان، تحول في آخر عمره إلى خان لنجان وسكنها، وكان حافظا، صنف المسند والشيوخ، حدث عن الحسين بن أبى زيد ويوسف بن سلمان وغيرهما، روى عنه غياث بن محمد ابن غياث وإسحاق بن إبراهيم بن يزيد وجماعة، ومات سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
والخامس إلى المدينة المبارك بقزوين، منها أبو يعقوب يوسف ابن حمدان الزمن المديني القزويني، كان يسكن مدينة المبارك من قزوين، سمع أبا حجر ومحمد بن حميد الرازيّ وغيرهما، روى عنه على بن محمد ابن مهرويه القزويني، ومات سنة ثلاث وثلاثمائة.
__________
[1] زيد هنا في الأصل وحده «هذا» ولعله «وهذا هو» .(12/156)