الفتى عما أوردته فِيهِ! قَالَ: لحسن مصادره وموارده جشمناه مَا جشمناه.
وذم مُعَاوِيَة عِنْدَ عُمَر يوما، فَقَالَ: دعونا من ذم فتى قريش من يضحك فِي الغضب، ولا ينال مَا عنده إلا على الرضا، ولا يؤخذ مَا فوق رأسه إلا من تحت قدميه. رَوَى جبلة بْن سحيم، عَنِ ابْن عُمَر، قَالَ: مَا رأيت أحدا بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسود من مُعَاوِيَة. فقيل لَهُ: فأبو بَكْر، وَعُمَر، وعثمان، وعلي! فَقَالَ: كانوا والله خيرا من مُعَاوِيَة، وَكَانَ مُعَاوِيَة أسود منهم. وقيل لنافع: مَا بال ابْن عُمَر بايع مُعَاوِيَة. ولم يبايع عليا؟ فَقَالَ: كَانَ ابْن عُمَر يعطي يدا فِي فرقة، ولا يمنعها من جماعة، ولم يبايع مُعَاوِيَة حَتَّى اجتمعوا عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو عُمَر: كَانَ مُعَاوِيَة أميرا بالشام نحو عشرين سنة، وخليفة مثل ذَلِكَ، كَانَ من خلافة عُمَر أميرا نحو أربعة أعوام، وخلافة عُثْمَان كلها- اثنتي عشرة سنة، وبايع لَهُ أهل الشام خاصة بالخلافة سنة ثمان أو تسع وثلاثين، واجتمع الناس عَلَيْهِ حين بايع لَهُ الْحَسَن بْن علي وجماعة ممن معه، وذلك فِي ربيع أو جمادى سنة إحدى وأربعين، فيسمى عام الجماعة. وقد قيل: إن عام الجماعة كَانَ سنة أربعين، والأول أصح. قَالَ ابْن إِسْحَاق: كَانَ مُعَاوِيَة أميرا عشرين سنة، وخليفة عشرين سنة. وَقَالَ غيره: كانت خلافته تسع عشرة سنة وتسعة أشهر وثمانية وعشرين يوما. وتوفي فِي النصف من رجب سنة ستين بدمشق، ودفن بها، وَهُوَ ابْن ثمان وسبعين سنة. وقيل: ابْن ست وثمانين. قَالَ الْوَلِيد بْن مُسْلِم: مات مُعَاوِيَة فِي رجب سنة ستين، وكانت خلافته تسع عشرة سنة ونصفا.
وَقَالَ غيره: توفي مُعَاوِيَة بدمشق، ودفن بها يَوْم الخميس لثمان بقين من رجب سنة تسع وخمسين، وهو ابن اثنتين سنة، ثمانين سنة، وكانت خلافته تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر وعشرين يوما، وَكَانَ يتمثل وَهُوَ قد احتضر:(3/1418)
فهل من خالدٍ إما هلكنا ... وهل بالموت يَا للناس عار
وروى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحكم قَالَ: سمعت الشافعي يَقُول: لما ثقل مُعَاوِيَة كَانَ يَزِيد غائبا، فكتب إِلَيْهِ بحاله، فلما أتاه الرسول أنشأ يَقُول:
جاء البريد بقرطاسٍ يحث بِهِ ... فأوجس القلب من قرطاسه فزعا
قلنا لك الويل ماذا فِي صحيفتكم؟ ... قالوا: الخليفة أمسى مثبتا وجعا
فمادت الأرض أو كادت [1] تميد بنا ... كأن ثهلان من أركانه انقلعا [2]
أودى ابْن هند وأوى المجد يتبعه ... كانا جميعا فظلا يسريان معا
لا يرقع [3] الناس مَا أوهى وإن جهدوا ... أن يرقعوه ولا يوهون مَا رقعا
أغر أبلج يستسقى الغمام بِهِ ... لو قارع الناس عَنْ أحلامهم قرعا
قال الشافعي: البيتان الأخيران للأعشى فلما وصل إِلَيْهِ وجده مغمورا، فأنشأ يقول:
لو عاش حىّ على الدنيا لعاش إما ... م الناس لا عاجز ولا وكل
الحول القلب الأريب ولن ... يدفع وقت المنية الحيل
فأفاق مُعَاوِيَة، وَقَالَ: يَا بني، إِنِّي صحبت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخرج لحاجةٍ فاتبعته بإداوة، فكساني أحد ثوبيه الَّذِي كَانَ على جلده، فخبأته لهذا اليوم، وأخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أظفاره وشعره ذات يَوْم، فأخذته وخبأته لهذا اليوم، فإذا أنا مت فاجعل ذَلِكَ القميص دون كفني مما يلي جلدي، وخذ ذَلِكَ الشعر والأظفار فاجعله فِي فمي، وعلى عيني ومواضع السجود مني، فإن نفع شيء فذاك، وإلا فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَحِيمٌ. 2: 192 وَقَالَ ابْن بكير، عَنِ اللَّيْث: توفي مُعَاوِيَة فِي رجب لأربع ليال بقين منه
__________
[1] في ى: إذ كانت.
[2] في ى: انقطعا.
[3] في ى: لا ترفع.. أن رفعوه.. مارضا.(3/1419)
سنة ستين، وَقَالَ: إنه أول من جعل ابنه ولي العهد خليفة بعده فِي صحته وَقَالَ الزُّبَيْر: هُوَ أول من اتخذ ديوان الخاتم، وأمر بهدايا النيروز والمهرجان.
واتخذ المقاصير فِي الجوامع وأول من قتل مسلما صبرا حجرا وأصحابه. وأول من أقام على رأسه حرسا. وأول من قيدت بين يديه الجنائب. وأول من اتخذ الخصيان فِي الإسلام وأول من بلغ درجات المنبر خمس عشرة مرقاة.
وَكَانَ يَقُول: أنا أول الملوك.
قَالَ أَبُو عُمَر: رَوَى عَنْهُ من الصحابة طائفة وجماعة من التابعين بالحجاز والشام والعراق. قَالَ الأوزاعي: أدركت خلافة مُعَاوِيَة جماعة من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم ينتزعوا يدا من طاعةٍ ولا فارقوا جماعةً، وَكَانَ زَيْد بْن ثَابِت يأخذ العطاء من مُعَاوِيَة.
حدثنا خلف بن قاسم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر، قال: حدثنا أبو زرعة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسهر، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عبد ربه، قَالَ: رأيت مُعَاوِيَة يصفر لحيته كأنها الذهب.
وَرَوَى ابْن وَهْب، عَنْ مَالِك، قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَة: لقد يتفت الشيب كذا وكذا سنة. وله فضيلة جليلة رويت من حديث الشاميين، رواها معاوية ابن صَالِحٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ السَّمَاعِيِّ- أَنَّهُ سَمِعَ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اللَّهمّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ وَقِهِ الْعَذَابَ. رواه عَنْ مُعَاوِيَة بْن صَالِح أَسَد بْن مُوسَى، وعبد الله بْن صَالِح، وعبد الرحمن بْن مهدي، وبشر بْن السري، وغيرهم، إلا أن الْحَارِث بْن زِيَاد مجهول لا يعرف بغير هذا الحديث.(3/1420)
وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، وَأَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ عباس أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَى مُعَاوِيَةَ يَكْتُبُ لَهُ.
فَقِيلَ: إِنَّهُ يَأْكُلُ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهِ، فَقِيلَ: إِنَّهُ يَأْكُلُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا أَشْبَعَ اللَّهُ بَطْنَهُ- من مسند أَبِي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ. ومن جامع مَعْمَر رواية عَبْد الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَر، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عُقَيْل- أن مُعَاوِيَة لما قدم المدينة لقيه أَبُو قَتَادَة الأَنْصَارِيّ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة: يَا أَبَا قَتَادَة؟
تلقاني الناس كلهم غيركم يَا معشر الأنصار! مَا منعكم؟ قَالَ: لم يكن معنا دواب. قال مُعَاوِيَة: فأين النواضح، قَالَ: أَبُو قَتَادَة: عقرناها فِي طلبك، وطلب أبيك يَوْم بدر. قَالَ: نعم يا أبا قَتَادَة: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لنا: إنا نرى بعده أثرةً. قَالَ مُعَاوِيَة: فما أمركم عِنْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ: أمرنا بالصبر. قَالَ: فاصبروا حَتَّى تلقوه. قَالَ: فقال عبد الرحمن ابن حسان حين بلغه ذلك:
ألا أبلغ مُعَاوِيَة بْن صَخْر ... أمير المؤمنين نثا [1] كلامي
فإنا صابرون ومنظروكم ... إلى يَوْم التغابن والخصام
وَرَوَى ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ سَلَّمْتُ- قَالَ: فَقَالَ: مَا فعل طعنك على الأئمة يَا مسور؟ قَالَ: قلت: دعنا من هَذَا وأحسن فيما قدمنا لَهُ.
قَالَ: والله لتكلمن بذات نفسك. قَالَ: فلم أدع شيئا أعيبه عَلَيْهِ إلا بينته لَهُ.
فقال: لا أتبرأ من الذنوب، فما لك يَا مسور ذنوب تخاف أن تهلك إن لم يغفرها الله لك قَالَ: فقلت: بلى. قَالَ: فما جعلك أحق أن ترجو المغفرة
__________
[1] في ى: عنى.(3/1421)
مني، فو الله لما ألى من الإصلاح بين الناس وإقامة الحدود والجهاد فِي سبيل الله والأمور العظام التي لست أحصيها ولا تحصيها أكثر مما تلي، وإني لعلي دين يقبل الله فِيهِ الحسنات ويعفو عَنِ السيئات، [والله لعلى ذَلِكَ مَا كنت لا أخير بين الله وبين مَا سواه إلا اخترت الله على مَا سواه. [1]] قَالَ مسور: ففكرت حين قَالَ مَا قَالَ، فعرفت أَنَّهُ خصمني. قَالَ: فكان إذا ذكر بعد ذَلِكَ دعا لَهُ بالخير.
وَهَذَا الخبر من أصح مَا يروى من حديث ابْن شهاب، رواه عَنْهُ مَعْمَر وجماعة من أصحابه. رَوَى أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنَّ هَاهُنَا نَاسًا يَشْهَدُونَ عَلَى مُعَاوِيَةَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ. قَالَ: لَعَنَهُمُ اللَّهُ، وَمَا يُدْرِيهِمْ مَنْ فِي النَّارِ.
قَالَ أَسَدٌ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ. قَالَ:
بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَا جَلَدَ سَوْطًا فِي خِلافَتِهِ إِلا رَجُلا شَتَمَ مُعَاوِيَةَ عِنْدَهُ، فَجَلَدَهُ ثَلاثَةَ أَسْوَاطٍ قَالَ أَسَدٌ: وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَزَقَ مُعَاوِيَةَ عَلَى عَمَلِهِ الشَّامَ عَشْرَةَ آلافِ دِينَارٍ كُلَّ سَنَةٍ. قَالَ مُعَاوِيَةُ: أُعِنْتُ عَلَى عَلِيٍّ بِثَلاثٍ: كَانَ رَجُلا رُبَّمَا أَظْهَرَ سِرَّهُ، وَكُنْتُ كَتُومًا لِسِرِّي، وَكَانَ فِي أَخْبَثِ جُنْدٍ، وَأَشَدِّهِ خِلافًا عليه، وكنت في أطوع جند وأقلّه خلاف عَلَيَّ، وَلَمَّا ظَفَرَ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ لَمْ أَشُكُّ أنّ بعض جنده سعيد ذَلِكَ وَهَنًا فِي دِينِهِ، وَلَوْ ظَفَرُوا بِهِ كَانَ وَهَنًا فِي شَوْكَتِهِ، وَمَعَ هَذَا فَكُنْتُ أَحَبَّ إِلَى قُرَيْشٍ مِنْهُ، لأَنِّي كُنْتُ أُعْطِيهِمْ، وَكَانَ يَمْنَعُهُمْ، فَكَمْ سَبَّبَ مِنْ قَاطِعٍ إِلَيَّ ونافر عنه.
__________
[1] ما بين القوسين ليس في ش.(3/1422)
(2436) معاوية بْن صعصعة التميمي.
أحد وفود بني تميم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة تسع، لا أعلم لَهُ رواية، هُوَ أحد الذين نادوا من وراء الحجرات.
(2437) معاوية بْن قرمل [1] المحاربي.
مذكور فِي الصحابة. روى عنه مودع ابن حيان المحاربي.
(2438) معاوية بْن مُعَاوِيَة الْمُزْنِيّ.
ويقال اللَّيْثِيّ. توفي في حياة النبي صلى الله.
رَوَى حديثه أنس بْن مَالِك وَأَبُو أمامة. واختلفت الآثار فِي اسم والد مُعَاوِيَة هَذَا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الأَصْبَهَانِيُّ بِسِيرَافَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُذَيْفَةُ بْنُ غِيَاثِ بْنِ حَسَّانٍ الْعَسْكَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ هِلالٍ الْمَدَنِيُّ، عَنِ ابن أبي ميمونة، عن أنس بن مالك، قَالَ: نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَاتَ مُعَاوِيَةُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْمُزْنِيُّ، أَفَتُحِبُّ أَنْ تُصَلِّي عَلَيْهِ؟
قَالَ: نَعَمْ، فَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ الأَرْضَ، فَلَمْ يَبْقَ شَجَرَةٌ وَلا أَكْمَةٌ إِلا تَضَعْضَعَتْ، وَرَفَعَ إِلَيْهِ سَرِيرَهُ، حَتَّى نَظَرَ إِلَيْهِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ وَخَلْفَهُ صَفَّانِ مِنَ الْمَلائِكَةِ فِي كُلِّ صَفٍّ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ:
يَا جِبْرِيلُ، بِمَ نَالَ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ مِنَ اللَّهِ؟ قَالَ: بِحُبِّهِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، 112: 1 وَقِرَاءَتِهِ إِيَّاهَا جَائِيًا وَذَاهِبًا وَقَائِمًا وَقَاعِدًا، وَعَلَى كُلِّ حَالٍ.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن بكر بْن داسة إملاء، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد العطار، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَان ابن الهيثم المؤذن، عَنْ محبوب بْن هِلال، عَنِ ابن أبي ميمونة، عن أنس بن مالك، قَالَ: نزل جبريل عَلَيْهِ السلام فذكر مثله سواء إلا أَنَّهُ قَالَ: ستون ألف ملك.
__________
[1] في ى: مزمل. والمثبت من ش، أسد الغابة. وقرمل- بفتح القاف والميم بينهما راء مسكنة. وقيل بكسر أوله وثالثة (الإصابة 3- 415) .(3/1423)
حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بن سعد، قال: حدثنا أحمد بن عمرو بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَنْجَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك، فَطَلَعَتِ الشَّمْسُ بِضِيَاءٍ وَشُعَاعٍ وَنُورٍ، لَمْ أَرَهَا طَلَعَتْ فِيمَا مَضَى، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَ لِجِبْرِيلَ: مَا لِي أَرَى الشَّمْسَ الْيَوْمَ طَلَعَتْ بِضِيَاءٍ وَشُعَاعٍ وَنُورٍ، لَمْ أَرَهَا طَلَعَتْ فِيمَا مَضَى؟ قَالَ: ذَلِكَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ مُعَاوِيَةَ اللَّيْثِيَّ مَاتَ الْيَوْمَ بِالْمَدِينَةِ، فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ. قَالَ: وَفِيمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: كَانَ يُكْثِرُ قِرَاءَةَ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» 112: 1 بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَفِي مَمْشَاهُ وَقِيَامِهِ وَقُعُودِهِ، فَهَلْ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ أَقْبِضَ الأَرْضَ لَكَ فَتُصَلِّي عَلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ رَجَعَ. وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَبْد الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد بْن الأعرابي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بن هارون، فذكره بإسناد إِلَى آخره.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ، وَخَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيُّ أَبُو الْحَسَنِ بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُوَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَهُوَ بِتَبُوكَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، اشْهَدْ جَنَازَةَ مُعَاوِيَةَ بْنِ مُقَرِّنٍ الْمُزْنِيَّ. قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَصْحَابِهِ، وَنَزَلَ جِبْرِيلُ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلائِكَةِ، فَوَضَعَ جَنَاحَهُ الأَيْمَنَ عَلَى الْجِبَالِ، فَتَوَاضَعَتْ، وَوَضَعَ جَنَاحَهُ الأَيْسَرَ عَلَى الأَرْضِ، فَتَوَاضَعَتْ، حَتَّى(3/1424)
نَظَرَ إِلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجِبْرِيلُ وَالْمَلائِكَةُ.
فَلَمَّا فَرِغَ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، بِمَ بَلَغَ مُعَاوِيَةُ بْنُ مُقَرَنٍ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ؟ قَالَ: بِقِرَاءَتِهِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: 1 قَائِمًا وَقَاعِدًا، وَرَاكِبًا وَمَاشِيًا فَقَالَ أَبُو عُمَر: أسانيد هَذِهِ الأحاديث ليست بالقوية، ولو أَنَّهَا فِي الأحكام لم يكن فِي شيء منها حجة، ومعاوية بْن مقرن الْمُزْنِيّ وإخوته: النعمان، وسويد، ومعقل وسائرهم- وكانوا سبعة- معروفون فِي الصحابة، مذكورون فِي كبارهم. وأما مُعَاوِيَة بْن مُعَاوِيَة فلا أعرفه بغير مَا ذكرت فِي هَذَا الباب، وفضل قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: 1 لا ينكر. وباللَّه التوفيق.
(2439) معاوية اللَّيْثِيّ،
رَوَى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: يصبح الناس مجدبين. حديثه هَذَا عِنْدَ قَتَادَة، عَنْ نَصْر بْن عَاصِم، عَنْهُ. وجعل الْبُخَارِيّ مُعَاوِيَة بْن حيدة ومعاوية اللَّيْثِيّ واحدا. وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرازي: مُعَاوِيَة اللَّيْثِيّ [1] غير مُعَاوِيَة بْن حيدة، وحديثه مطرنا بنوء كذا يضطرب فِي إسناده.
(2440) معاوية الهذلي،
رَوَى عَنْهُ سُلَيْم بْن عَامِر الخبائري. يعد فِي الشاميين، مذكور فيمن نزل حمص، وَهُوَ من حلفاء قريش.
باب معبد
(2441) [معبد بْن أكثم الخزاعي،
رَوَى أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: عرضت النار فرأيت فيها عَمْرو بْن لحي الخزاعي يجر قصبة، وأشبه من رأيت بِهِ معبد بْن أكثم. قَالَ معبد: يَا رَسُول اللَّهِ، أتخشى علي من شبهه؟ قَالَ: لا، أنت مؤمن وَهُوَ كافر، هكذا رواه أَبُو بَكْر بْن أَبِي شيبة في مسندة في حديث جابر
__________
[1] في أسد الغابة: قلت: والحق مع أبي حاتم، فإن ابن حيدة قشيرى من قيس بن عيلان ومعاوية الليثي من كنانة فكيف اشتبه على البخاري (4- 388) . وفي الإصابة: قلت: الموجود في نسخ تاريخ البخاري التفرقة وما وقفت على وجه الاضطراب الّذي ادعاه أبو عمر (3- 417) .(3/1425)
ابن عَبْد اللَّهِ. وأما أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ: وأشبه من رأيت به أكثم بن أبي الجون. وقد تقدم هَذَا فِي ذكر أكثم فِي باب الأفراد من حرف الهمزة] [1] .
(2442) معبد بْن خَالِد الجهني،
يكنى أَبَا روعة [2] . ذكره الْوَاقِدِيّ فِي الصحابة، وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: أسلم معبد بْن خَالِد قديما، وَهُوَ أحد الأربعة الذين حملوا ألوية جهينة يَوْم الْفَتْح.
ومات سنة اثنتين وسبعين، وَهُوَ ابْن بضع وثمانين، وَكَانَ يلزم البادية، وَقَالَ أَبُو أَحْمَد الحاكم- فِي كتاب الكنى فِي الراء: أَبُو روعة هُوَ معبد بْن خَالِد الجهني، لَهُ صحبة، كَانَ يلزم البادية، ذكره عَنِ الْوَاقِدِيّ. وَقَالَ عَنْهُ: توفي سنة ثلاث وسبعين، وَهُوَ ابْن ثمانين سنة، وكذلك قَالَ ابْن أَبِي حَاتِم سواء فِي الكنية والسن والوفاة. وقالا: لَهُ صحبة. وزاد ابْن أَبِي حَاتِم: وَرَوَى عَنْ أَبِي بَكْر، وَعُمَر، وَقَالَ ابْن أَبِي حَاتِم: هُوَ غير معبد بْن خَالِد الَّذِي هُوَ عندهم أول من تكلم بالقدر بالبصرة، وَقَالَ: لا يعرف معبد الجهني ابْن من هُوَ؟
وليس ابْن خَالِد. وَقَالَ غيره: هُوَ نفسه.
(2443) معبد بْن زُهَيْر بْن أَبِي أُمَيَّة بْن الْمُغِيرَة
ابْن أخي أم سَلَمَة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قتل يَوْم الجمل. لَهُ رواية وإدراك، وله صحبة له.
(2444) معبد،
أَبُو زُهَيْر النميري [3] . رَوَى عَنْهُ شريح بن عبيد.
(2445) معبد بْن صُبَيْح.
بصري. رَوَى عَنْهُ الْحَسَن الْبَصْرِيّ قصة الأعمى الَّذِي وقع فِي زبية فضحك القوم، فأمرهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يعيدوا الوضوء والصلاة. ذكره أَبُو كريب، عَنْ أَسَد بْن عَمْرو، عَنْ أبى حنيفة،
__________
[1] من أ، ش.
[2] في الإصابة: أبو زرعة. وفي أ، ش: أبو روعة.
[3] ى: النمري. وفي ش: ابن أبى زهير النميري.(3/1426)
عَنْ مَنْصُور بْن زاذان، عَنِ الْحَسَن، عَنْ معبد بْن صُبَيْح، قَالَ: بينما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصلاة ... وذكر الحديث بتمامه، وبه يَقُول فقهاء العراقين من الكوفيين والبصريين، وَهُوَ قول الأوزاعي، وَهُوَ حديث لا يثبته أهل الحديث، ولا يعرفه أهل الحجاز.
(2446) معبد بْن عباد [1] بْن قشير،
من بني سَالِم بْن عوف الأَنْصَارِيّ السالمي أَبُو حميضة [2] غلبت عَلَيْهِ كنيته. شهد بدرا. وَقَالَ إِبْرَاهِيم بْن سَعْد، عَنِ ابْن إِسْحَاق: أَبُو خميصة [3] .
(2447) معبد بْن الْعَبَّاس بْن عبد المطلب بْن هاشم القرشي الهاشمي،
يكنى أَبَا الْعَبَّاس. ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ ولم يحفظ عَنْهُ. قتل بإفريقية شهيدا سنة خمس وثلاثين فِي زمن عُثْمَان، وَكَانَ غزاها مع ابْن أَبِي سرح، وأمه أم الْفَضْل لبابة بِنْت الْحَارِث أخت ميمونة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي أم الْفَضْل، وعبد الله، وعبيد الله، وقثم، ومعبد، وعبد الرحمن، وأم حبيبة: بني الْعَبَّاس بْن عبد المطلب.
(2448) معبد بْن عبد سَعْد [4] بْن عَامِر بْن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث الأَنْصَارِيّ الحارثي.
شهد أحدا، وشهدها معه ابنه تميم بْن معبد.
(2449) معبد بْن قَيْس بْن صَخْر بْن حرام.
ويقال معبد بْن قَيْس بن صيفي
__________
[1] في ى والطبقات: عبادة. وفي الإصابة: بن عباد بن بشير. وفي أسد الغابة: وقال ابن الكلبي معبد بن عبادة بن فلان. وفي الطبقات: معبد بن قشعر بن الفدم (3- 92)
[2] بمهملة ومعجمة- مصغر (الإصابة) .
[3] خميصة بوزن عجيبة. وفي ى: حميضة، وانظر أسد الغابة (4- 292) والإصابة (3- 419)
[4] في ى: معبد بن سعد.(3/1427)
ابن صَخْر بْن حرام بْن رَبِيعَة بْن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري.
شهد بدرا هُوَ وأخوه، وشهد أحدا.
(2450) معبد بن مخرمة بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل.
شهد أحدا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2451) معبد بْن مَسْعُود النهدي السُّلَمِيّ.
قَالَ قوم: هُوَ أخو مجاشع ومجالد ابني مَسْعُود، وحديثه نحو حديث مجاشع. قَالَ الْبُخَارِيّ: لَهُ صحبة. رَوَى عَنْهُ أَبُو عثمان النهدي.
(2452) معبد بْن ميسرة السُّلَمِيّ،
فِيهِ نظر.
(2453) معبد بْن هوذة الأَنْصَارِيّ،
جد أَبِي النعمان الأَنْصَارِيّ. له صحبة، روى عن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الاكتحال بالأثمد عِنْدَ النوم.
(2454) معبد بْن وَهْب بْن عبد القيس العبدي.
شهد بدرا، وتزوج هُرَيْرَةَ بِنْت زمعة أخت سودة بِنْت زمعة أم المؤمنين. ويقال: إنه قاتل يَوْم بدر بسيفين. حديثه بذلك عِنْدَ طالب بْن حجير عَنْ هوذة العصري عَنْهُ.
(2455) معبد الخزاعي.
هُوَ الَّذِي رد أَبَا سُفْيَان عَنِ انصرافه يَوْم أحد، وَكَانَ يومئذ مشركا ثُمَّ أسلم بعد، وخبره فِي ذَلِكَ حسن. ذكره ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قَالَ: لما انصرف المشركون يَوْم أحد عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إِلَى حمراء الأسد- وهي من المدينة على ثمانية أميال- ليبلغ المشركين أن بهم قوة على أتباعهم، فمر بِهِ معبد الخزاعي- وكانت خزاعة عيبة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلمهم ومشركهم، لا يخفون عَنْهُ شيئا، ولا يدخرون لَهُ نصيحة، ومعبد يومئذ مشرك، وَقَالَ: أيا مُحَمَّد، أما والله لقد عزّ علينا ما أصابك(3/1428)
فِي أصحابك، ولوددنا أن الله أعفاك منهم، ثُمَّ خرج من عِنْدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ بحمراء الأسد، حَتَّى لحق أَبَا سُفْيَان بْن حرب ومن معه بالروحاء، وقد أجمعوا الرجعة إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه، وقالوا: أصبنا أحد أصحابهم وقادتهم وأشرافهم، ثُمَّ رجعنا قبل أن نستأصلهم، لنكرن على بقيتهم، فلنفرغن منهم. فلما رأى أَبُو سُفْيَان معبدا قَالَ: مَا وراءك يَا معبد؟ قَالَ: مُحَمَّد قد خرج فِي أصحابه يطلبكم فِي جمع لم أر مثله قط، يتحرقون عليكم تحرقا، قد اجتمع إِلَيْهِ من كَانَ تخلف عَنْهُ فِي يومكم، وندموا على مَا صنعوا، فلهم من الحنق عليكم شيء. لم أر مثله قط. قَالُوا: ويلك مَا تقول؟ فَقَالَ: والله مَا أراك ترتحل حتى ترى نواصي الخيل. قال: فو الله، لقد أجمعنا الكرة عليهم لنستأصل بقيتهم قَالَ: فأنا أنهاك عن ذلك، فو الله لقد حملني مَا رأيت على أن قلت فِيهِ أبياتا من شعر. قال: وماذا قلت؟
قال: قلت:
كادت تهدّ من الأصوات راحلتي ... إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل
وذكر الأبيات فِي المغازي، وتمام الحديث
باب معتب
(2456) معتب [1] بْن بشير.
ويقال مُعَتِّب بْن قشير بْن مليل بْن زَيْد بْن العطاف بْن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري.
شهد بدرا، وأحدا، وَكَانَ قد شهد العقبة. يقال: إنه الَّذِي قَالَ: لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شيء ما قتلنا هاهنا.
__________
[1] بضم الميم وفتح العين المهملة وتشديد التاء فوقها نقطتان (أسد الغابة، الإصابة) .(3/1429)
(2457) معتّب ابن الحمراء الخزاعي، أَبُو عوف [1] .
وَهُوَ مُعَتِّب بْن عوف [ابن عُمَر [2]] بْن عَامِر بْن الْفَضْل بْن عَفِيف بن كليب بن حبشية بن سلول ابن كَعْب بْن عَمْرو السلولي وقيل الخزاعي حليف لبني مخزوم، يكنى أَبَا عوف.
شهد بدرا، ذكره مُوسَى بْن عقبة، وَابْن إِسْحَاق، وَأَبُو معشر فِي البدريين، ويعرف بابن حمراء، وَكَانَ من مهاجرة الحبشة. قَالَ مُوسَى بْن عقبة، وأبو معشر: معتّب ابن جمراء ذكر فيمن شهد بدرا من بني كَعْب حلفاء بني مخزوم وقيل: إنه مات، وَهُوَ ابْن ثمان وسبعين، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين مُعَتِّب بْن عوف وبين ثعلبة بْن حاطب الأَنْصَارِيّ.
وقيل: إنه توفي فِي سنة سبع وخمسين، قاله الطبري، وفي ذلك نظر.
(2458) معتب بْن عُبَيْد بْن إِيَاس البلوي الأَنْصَارِيّ.
حليف لهم، ذكره ابْن إِسْحَاق وموسى بْن عقبة فيمن شهد بدرا من بني ظفر من الأنصار. وَقَالَ فِيهِ مُحَمَّد بْن سَعْد، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَمَّار: مغيث. وقد ذكرناه [3] فِي باب مغيث.
(2459) معتب بْن أَبِي لهب بْن عبد المطلب بْن هاشم القرشي الهاشمي.
لَهُ صحبة، أسلم عام الْفَتْح، وشهد حنينا مسلما مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وأخوه عُتْبَة، وفقئت عين مُعَتِّب يَوْم حنين، واسم أَبِي لهب عبد العزى بْن عبد المطلب. وأم مُعَتِّب هي أم جميل ابنة حرب بْن أُمَيَّة، وهي حمالة الحطب امرأة أَبِي لهب. ومن ولده الْقَاسِم بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن مُعَتِّب بْن أَبِي لهب.
رَوَى عَنْهُ ابْن أَبِي ذئب، وابنه عَبَّاس بْن الْقَاسِم، قتل يوم قديد.
__________
[1] في الإصابة: ابن الحمراء هو ابن عوف. والحمراء أمه.
[2] ليس في أسد الغابة. وفي أ، ش: بن عمرو.
[3] سيأتي على حسب الترتيب الجديد للكتاب.(3/1430)
باب معقل
(2460) معقل بْن سنان الأشجعي.
يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ. وقيل: أَبَا يَزِيد.
وقيل: يكنى أَبَا مُحَمَّد. وقيل: أَبَا سنان، وَهُوَ معقل بْن سنان بن مظهر بن عركى ابن فتيان بْن سبيع بْن بَكْر بْن أشج. شهد فتح مكة، ونزل الكوفة، ثُمَّ أتى المدينة، وَكَانَ فاضلا تقيا شابا، قتل يَوْم الحرة، وقتله مُسْلِم بْن عقبة صبرا.
وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: نوفل بْن مساحق هُوَ الَّذِي قتل يَوْم الحرة معقل بْن سنان، وَمُحَمَّد بْن أَبِي جهم بْن حذيفة العدوي جميعا صبرا.
قال أبو عُمَر: وممن قتل يَوْم الحرة صبرا فيما ذكر ابْن إِسْحَاق والواقدي ووثيمة وغيرهم: الْفَضْل بْن الْعَبَّاس بْن رَبِيعَة بْن الْحَارِث بْن عبد المطلب، وَأَبُو بَكْر بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس بْن رَبِيعَة بْن الْحَارِث بْن عبد المطلب، وأبو بكر ابن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وَأَبُو بَكْر بْن عُبَيْد الله بْن عُمَر بْن الخطاب، ويعقوب بْن طَلْحَة بْن عُبَيْد الله، وعبد الله بْن زَيْد بْن عَاصِم، ومعقل بْن سنان، وَمُحَمَّد بْن أَبِي الجهم، وابنا زينب بنت أبى سلمة ربيبة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَزِيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن زمعة، كل هؤلاء ضربت عنق كل واحد منهم صبرا بأمر مُسْلِم بْن عقبة لعبد الله، وانتهى القتل يومئذ فيما ذكروا نيفا على ثلاثمائة، كلهم من أبناء المهاجرين والأنصار، وفيهم جماعة ممن صحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبلغ قتلى قريش يومئذ نحوا من مائة، وقتلى الأنصاري والحلفاء والموالي نحوا من المائتين، ونجى الله أَبَا سَعِيد وجابرا وسهل بْن سَعْد. وفي معقل بن سنان قال القائل:
ألا تلكم الأنصار تبكي سراتها ... وأشجع تبكي معقل بن سنان(3/1431)
وروى عَنْ معقل بْن سنان هَذَا من الكوفيين عَلْقَمَة، ومسروق، والشعبي.
وَرَوَى عَنْهُ الْحَسَن الْبَصْرِيّ وطائفة من البصريين.
(2461) معقل بْن مقرن المزني،
أخو النعمان بن مقرن، يكنى أبا عمرة. وقد ذكرته فِي باب النعمان [1] وغيره من أخوته، كانوا سبعة إخوة كلهم هاجر، وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس ذَلِكَ لأحدٍ من العرب سواهم- قاله الْوَاقِدِيّ، وَمُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن نمير، وسمى الْوَاقِدِيّ منهم خمسة من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكر غيرهم [2] السبعة كلهم.
(2462) معقل بْن المنذر بْن سرح بْن خناس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري.
شهد العقبة وبدرا مع أخيه زَيْد بْن المنذر.
(2463) معقل بْن أَبِي الهيثم [3] الأسدي.
يقال لَهُ معقل ابن أم معقل، ومعقل ابن أَبِي معقل، وكله واحد. يعد فِي أهل المدينة. مات فِي عهد مُعَاوِيَة. رَوَى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عمرة فِي رمضان تعدل حجة. وَرَوَى أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عَنِ استقبال القبلتين لبول أو غائط.
(2464) معقل بْن يسار بْن عَبْد اللَّهِ بْن معبر بْن [4] حراق بن لأى بن كعب ابن عبد بن ثور بن هدمة بن لاطم بْن عُثْمَان بْن عَمْرو بْن أد بْن طابخة بن الياس ابن مضر الْمُزْنِيّ،
يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ. وقيل أَبَا يسار ذَكَرَ السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ خالد الحذاء، عن الحكم
__________
[1] سيأتي على حسب الترتيب الجديد للكتاب.
[2] في أسد الغابة: وذكر أبو عمر أيضا أن بنى حارثة بن هند الأسلميين كانوا ثمانية أسلموا كلهم، وشهدوا بيعة الرضوان. ذكر ذلك في هند بن حارثة (4- 358) .
[3] في الإصابة: ابن الهيثم. أو ابن أبي الهيثم.
[4] في ى: صغير، والمثبت من الإصابة وأسد الغابة والطبقات.(3/1432)
ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَعْرَجِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: إِنِّي لَرَافِعٌ غُصْنًا مِنْ أَغْصَانِ الشَّجَرَةِ بِيَدِي عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَايَعْنَاهُ عَلَى أَلا نَفِرَّ. وقيل: يكنى أَبَا علي، سكن البصرة، وابتنى بها دارا، وإليه ينسب نهر معقل الَّذِي بالبصرة: شهد بيعة الحديبية، وتوفي بالبصرة فِي آخر خلافة مُعَاوِيَة وقد قيل: إنه توفي فِي أيام يَزِيد بْن مُعَاوِيَة. روى عَنْهُ عمرو بن ميمون الأودي، وأبو عثمان الهدى، والحسن، وجماعة من أهل البصرة.
باب مَعْمَر
(2465) معمر بْن الْحَارِث بْن قَيْس بْن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي.
كان من مهاجرة الحبشة مع أخيه بشر بْن الْحَارِث. وقد ذكرت إخوته فِي باب تميم، وَكَانَ ابْن الكلبي يَقُول فِيهِ: مَعْمَر بْن الحارث.
(2466) معمر بْن الْحَارِث بْن مَعْمَر بْن حَبِيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الْجُمَحِيّ.
أخو حاطب وحطاب، أمهم قتيلة بِنْت مظعون أخت عثمان ابن مظعون، أسلم مَعْمَر قبل دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم، قَالُوا: وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين معمر بن الحارث ومعاد ابن عفراء، وشهد بدرا، وأحدا، والمشاهد كلها، وتوفي فِي خلافة عُمَر.
(2467) معمر بْن أَبِي سرح بن [1] ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبة بْن الْحَارِث بْن فهر القرشي الفهري.
شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ ومات فِي سنة ثلاثين. وقد ذكره الْوَاقِدِيّ فيمن شهد بدرا من بني فهر، ونسبه كما ذكرنا، وَقَالَ: يكنى أَبَا سَعِيد، وكذلك قَالَ أَبُو معشر: مَعْمَر بْن أَبِي سرح. وقال مُوسَى بْن عقبة، وَابْن إِسْحَاق، وَابْن الكلبي: عَمْرو بْن أَبِي سرح، وقد ذكرناه في باب عمرو.
__________
[1] في ى: ابن أبى ربيعة.(3/1433)
(2468) معمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن نضلة.
قَالَ علي بْن المديني: هُوَ مَعْمَر بْن عَبْد الله ابن نَافِع بْن نضلة. قال أَبُو عُمَر: ينسبونه مَعْمَر بْن عَبْد اللَّهِ بْن نَافِع بْن نضلة بْن عبد العزى بْن حرثان بْن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بْن كَعْب القرشي العدوي. ويقال فِيهِ: مَعْمَر بْن أَبِي مَعْمَر، كَانَ شيخا من شيوخ بني عدي، وأسلم قديما، وتأخرت هجرته إِلَى المدينة لأنه كَانَ هاجر الهجرة الثانية إِلَى أرض الحبشة، وعاش عمرا طويلا، فهو معدود فِي أهل المدينة. روى عَنْهُ سَعِيد بْن المسيب، وبسر بْن سَعِيد- حديث سَعِيد عَنْهُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: لا يحتكر إلا خاطئ. وكان مَعْمَر وسعيد يحتكران الزيت، فدل على أَنَّهُ أراد بالحكرة الحنطة، وما يكون قوتا فِي الأغلب.
والله أعلم. وحديث بسر عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الطعام بالطعام مثلا بمثلٍ.
(2469) معمر بْن عُثْمَان بْن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بْن مُرَّةَ.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ ممن أسلم يَوْم الْفَتْح، وابنه عَبْد اللَّهِ بْن مَعْمَر لَهُ صحبة أيضا.
تم القسم الثالث ويليه القسم الرابع والأخير(3/1434)
[المجلد الرابع]
[تتمة حرف الميم]
باب معن
(2470) معن بْن حاجز [1] .
كَانَ هُوَ وأخوه طريفة بن حاجز مع خالد بن الوليد مسلمين فِي الردة، وقد تقدم [2] خبر أخيه طريفة.
(2471) معن بْن عدي بْن الجد بْن عجلان بْن ضبيعة البلوي.
[من بلي بْن الحاف بْن قضاعة] [3] . حليف لبني عَمْرو بْن عَمْرو الأَنْصَارِيّ، والجد يكنى أبا عدي، فهو معن بْن عدي بْن أبي عدي، شهد العقبة وبدرًا وأحدًا والخندق وسائر المشاهد مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل يوم اليمامة شهيدًا فِي خلافة أبي بكر، وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين زيد بْن الخطاب، فقتلا جميعًا يومئذ، هُوَ أخو عَاصِم بْن عدي.
أَنْبَأَنَا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَكَى النَّاسُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ مَاتَ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ لَوَدَدْنَا أَنَّا مُتْنَا قَبْلَهُ، نَخْشَى أَنْ نُفْتَنَ بَعْدَهُ، فَقَالَ مَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ: لَكِنِّي وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ أَمُوتَ قَبْلَهُ لأُصَدِّقَهُ مَيِّتًا كَمَا صَدَّقْتُهُ حَيًّا، فَقُتِلَ مَعْنٌ فِي قِتَالِ مُسَيْلِمَةَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ.
أَنْبَأَنَا وَهْبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ أَبُو حَزْمٍ الْمُفْتِي بِجَامِعِ قُرْطُبَةَ، حَدَّثَنَا قاسم ابن أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زُهَيْرٍ، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد ابن يَعْقُوبَ، مِنْ وَلَدِ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ أوس الداريّ، حدثنا سعد بن هاشم ابن صالح المخزومي ومسكنه بالقيوم، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ،
__________
[1] في ت وأسد الغابة: حاجر- بالراء، وفي د، وشرح القاموس: بالزاي.
[2] صفحة 776.
[3] من ش.(4/1441)
عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَكَى النَّاسُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم حِينَ مَاتَ، وَقَالُوا: وَاللَّهِ لَوَدَدْنَا أَنَّا مُتْنَا قَبْلَهُ إِنَّا نَخْشَى أَنْ نُفْتَنَ بَعْدَهُ، فَقَالَ مَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ: لَكِنِّي وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ أَمُوتَ قَبْلَهُ لأُصَدِّقَهُ مَيِّتًا كَمَا صَدَّقْتُهُ حَيًّا، فَقُتِلَ فِي قِتَالِ مُسَيْلِمَةَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ.
(2472) معن بْن يَزِيد بْن الأخنس بْن خباب [1] السلمي.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وأبوه وجده. يكنى أبا زيد، ويقال: إنه شهد مَعَ أبيه وجده بدرًا، ولا يعرف رجل شهد بدرًا مَعَ أبيه وجده غيره، ولا يعرف فِي البدريين، ولا يصح. وإنما الصحيح حديث أبي الجويرية عنه، قَالَ: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأبي وجدي.
باب معوذ
(2473) معوذ ابْن عفراء.
وهي أمه، وَهُوَ معوذ بْن الحارث بن رفاعة ابن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بْن مالك بْن النجار. شهد بدرًا مَعَ إخوته: معاذ، وعوف بنى عفراء، وأمهم عفراء بنت عبيد بْن ثعلبة بن غنم ابن مالك بْن النجار، ومعوذ ابْن عفراء هَذَا هُوَ الَّذِي قتل أبا جهل بْن هشام يوم بدر، ثم قاتل حَتَّى قتل يومئذ ببدر شهيدًا، قتله أَبُو مسافع.
(2473) معوذ بْن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرم الأَنْصَارِيّ السلمي.
شهد بدرًا مَعَ أخيه معاذ. هكذا قال موسى بن عقبة وأبو معشر والواقدي، ولم يذكره ابْن إِسْحَاق فِي أكثر الروايات عنه فيمن شهد بدرًا أَوْ شهد أحدا.
__________
[1] في ش: جناب. وفي التقريب وأسد الغابة: حبيب. وفي هوامش الاستيعاب:
لم يذكر أبو عمر الأخنس جد معن في حرف الهمزة (53) .(4/1442)
باب مغيث
(2475) مغيث زوج بريرة،
كَانَ عبدًا لبعض بني مطيع، وأعتقت بريرة تحته، فخيرها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاختارت نفسها، وَكَانَ مغيث هَذَا فِي حين عتقها واختيارها عبدًا فِيمَا يقول الحجازيون. وَقَالَ الكوفيون:
كَانَ يومئذ حرًا. والأول أصح، والله أعلم.
(2476) مغيث بْن عبيد بْن إياس [1]
البلوي، حليف الأنصار، قتل بمر الظهران يوم الرجيع شهيدًا. هُوَ أخو عَبْد اللَّهِ بْن طارق لأمه، هكذا قَالَ فيه عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عمار: مغيث. وَقَالَ فيه مُوسَى بْن عُقْبَةَ، ومحمد بْن إِسْحَاقَ، والواقدي: مغيث بْن عمير. وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: مغيث بْن عبيد [2] حليف لبني ظفر من الأنصار، وعداده فيهم، هكذا ذكره إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق.
(2477) مغيث بْن عَمْرو الأسلمي.
ويقال معتب. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما أشرف عَلَى خيبر قَالَ لأصحابه- وأنا فيهم: اللَّهمّ ربّ السموات وما أظللن ... الحديث. قَالَ الطبري: معتب بْن عَمْرو ساكن العين وغيره يقول، معتب بفتح العين [3] .
(2478) مغيث الغنوي.
له صحبة، وله حديث مَعَ أبى هريرة في حلب الناقة.
__________
[1] في ى: بن أبى إباس.
[2] في الإصابة: معتب بن عبيد. وفي أسد الغابة وقد تقدم في معتب- وفي أ، ش:
مغيث بن عبيدة.
[3] في هوامش الاستيعاب: قال الزبير: هو عندي مغيث أو معتب. وليس من أسمائهم معتب- بالتشديد (53) .(4/1443)
باب المغيرة
(2479) الْمُغِيرَة بْن الأخنس بْن شريق الثقفي.
حليف لبني زهرة، وقتل يوم الدار مَعَ عُثْمَان، وله يوم الدار أخبار كثيرة، منها أنه قَالَ لعثمان- حين أحرقوا بابه: والله لا قَالَ الناس عنا إنا خذلناك، وخرج بسيفه، وهو يقول:
لما تهدمت الأبواب واحترقت ... يممت منهن بابا غير محترق [1]
حقًا أقول لعَبْد اللَّهِ آمره ... إن لم تقاتل لدى عُثْمَان فانطلق
والله أتركه مَا دام بي رمق ... حَتَّى يزايل بين الرأس والعنق
هُوَ الإمام فلست اليوم خاذله ... إن الفرار عَلَى اليوم كالسرق
وحمل على الناس فضربه رجل على ساقه فقطعا، ثم قتله، فَقَالَ رجل من بني زهرة لطلحة بْن عبيد اللَّه: قتل الْمُغِيرَة بْن الأخنس، فَقَالَ: قتل سيد حلفاء قريش. وذكر المدائني، عَنْ علي بْن مجاهد، عَنْ فِطْر بْن خَلِيفَةَ، قَالَ:
بلغني أن الَّذِي قتل الْمُغِيرَة بْن الأخنس تقطع جذامًا بالمدينة.
وَقَالَ قتادة: لما أقبل أهل مصر إِلَى المدينة فِي شأن عُثْمَان رأى رجل منهم فِي المنام كأن قائلًا يقول له: بشر قاتل الْمُغِيرَة بْن الأخنس بالنار، وَهُوَ لا يعرف الْمُغِيرَة- رأى ذلك ثلاث ليال- فجعل يحدث بذلك أصحابه، فلما كَانَ يوم الدار خرج المغيرة يقاتل، والرجل ينظر إليه، فحرج إليه رجل فقتله، ثم آخر فقتله حَتَّى قتل ثلاثة، والرجل ينظر إليه، ويقول: مَا رأيت كاليوم أما لهذا أحد يخرج إليه فلما قتل الثلاثة وثب إليه الرجل، فحذفه بسيفه، فأصاب رجله ثم ضربه حَتَّى قتله، ثم قَالَ: من هَذَا؟ قَالُوا: هُوَ الْمُغِيرَة بْن الأخنس. فَقَالَ: ألا أراني صاحب الرؤيا المبشر بالنار! فلم يزل يبشر حَتَّى هلك.
(2480) الْمُغِيرَة بْن الحارث بْن عبد المطلب بْن هاشم القرشي الهاشمي.
أخو
__________
[1] يريد ابن الزبير- هوامش الاستيعاب (50)(4/1444)
أبي سُفْيَان بْن الحارث ابْن عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، له صحبة. وقد قيل: إن أبا سُفْيَان بْن الحارث اسمه المغيرة، ولا يصحّ. والصحيح أنه أخوه والله أعلم.
(2481) الْمُغِيرَة بْن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، أَبُو سُفْيَان بْن الحارث،
غلبت عَلَيْهِ كنيته. قَالَ بعضهم: اسمه الْمُغِيرَة.
وَقَالَ آخرون: بل له أخ يسمى الْمُغِيرَة، قد ذكرنا أبا سُفْيَان هَذَا وطرفًا من أخباره فِي باب الكنى، لأنه ممن غلبت عليه كنيته.
(2482) الْمُغِيرَة بْن [1] أبي ذئب،
واسم أبي ذئب هشام بْن شعبة بْن عَبْد اللَّهِ بْن قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بْن غالب، جد مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الْمُغِيرَةِ بْن أبي ذئب الفقيه المدني. ولد عام الفتح. وروى عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّابِ، وروي عنه ابْن أبي ذئب.
(2483) الْمُغِيرَة بْن شعبة بْن أبي عامر بْن مَسْعُود بن معتب بن مالك بن كعب ابن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس،
وَهُوَ ثقيف الثقفي، يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، وقيل: أبا عِيسَى. وأمه امرأة من بني نصر بْن معاوية. أسلم عام الخندق، وقدم مهاجرًا. وقيل: إن أول مشاهده الحديبية. روى زيد بْن أسلم، عَنْ أبيه أن عُمَر بْن الْخَطَّابِ قَالَ لابنه عَبْد الرَّحْمَنِ- وَكَانَ! اكتنى أبا عِيسَى: إني أَبُو عِيسَى. فَقَالَ: قد اكتنى بها الْمُغِيرَة بْن شعبة عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ عمر للمغيرة: أما يكفيك أن تكنى بأبي عَبْد اللَّهِ. فَقَالَ: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كناني. فَقَالَ: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر له مَا تقدم من ذنبه وما تأخر، فلم يزل يكنى بأبي عَبْد اللَّهِ حَتَّى هلك. وَكَانَ الْمُغِيرَة رَجُلا طوالًا ذا هيبة أعور أصيبت عينه يوم اليرموك.
__________
[1] هذه الترجمة ساقطة من ش(4/1445)
وتوفي سنة خمسين من الهجرة بالكوفة، ووقف على قبره مصقلة بن هبيرة الشيباني فقال.
إن تحت الأحجار حزمًا وجودا ... وخصيمًا ألد ذا معلاق [1]
حية فِي الوجار أربد لا ينفع ... منه السليم نفت الراقي
ثم قَالَ: أما والله لقد كنت شديد العداوة لمن عاديت، شديد الأخوة لمن آخيت.
روى مجالد، عَنِ الشعبي، قَالَ: دهاة العرب أربعة: معاوية بْن أبي سُفْيَان، وعمرو بْن العاص، والمغيرة بْن شعبة، وزياد.
فأما معاوية فللأناة والحلم، وأما عَمْرو فللمعضلات، وأما الْمُغِيرَة فللمبادهة، وأما زياد فللصغير والكبير وحكى الرياشي، عَنِ الأصمعي، قَالَ: كَانَ معاوية يقول:
أنا للإناءة، وعمرو للبديهة، وزياد للصغير والكبير، والمغيرة للأمر العظيم. قَالَ أَبُو عُمَرَ. يقولون: إن قيس بْن سعد بْن عبادة لم يكن فِي الدهاء بدون هؤلاء، مَعَ كرم كَانَ فيه وفضل.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسَوَّرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن علي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَحْنُونُ، عَنِ ابْنِ نَافِعٍ، قَالَ: أَحْصَنَ المغيرة ابن شُعْبَةَ ثِلاثَمِائَةَ امْرَأَةٍ فِي الإِسْلامِ. قَالَ ابْنُ وَضَّاحٍ: غَيْرُ ابْنِ نَافِعٍ يَقُولُ: أَلْفَ امْرَأَةٍ. ولما شهد عَلَى الْمُغِيرَة عند عمر عزله عَنِ البصرة، وولاه الكوفة، فلم يزل عليها إِلَى أن قتل عمر فأقره عَلَيْهِ عُثْمَان، ثم عزله عُثْمَان، فلم يزل كذلك. واعتزل صفين، فلما كَانَ حين الحكمين لحق بمعاوية، فلما قتل علي، وصالح معاوية الحسن، ودخل الكوفة، ولاه عليها وتوفي سنة خمسين. وقيل: سنة إحدى وخمسين بالكوفة أميرًا عليها لمعاوية، واستخلف عليها عند موته ابنه عروة.
__________
[1] اللسان- علق وهو منسوب فيه المهلهل.(4/1446)
وقيل: بل استخلف جريرًا، فولى معاوية حينئذ الكوفة زيادًا مَعَ البصرة، وجمع له العراقين، وتوفي الْمُغِيرَة بْن شعبة بالكوفة فِي داره بها فِي التاريخ المذكور.
ولما قتل عُثْمَان وبايع الناس عليًا دخل عَلَيْهِ الْمُغِيرَة بْن شعبة فَقَالَ: يَا أمير المؤمنين، إن لك عندي نصيحة قَالَ: وما هي؟ قَالَ: إن أردت أن يستقيم لك الأمر فاستعمل طلحة بْن عبيد اللَّه عَلَى الكوفة، والزبير بْن العوام عَلَى البصرة، وابعث معاوية بعهده عَلَى الشام حَتَّى تلزمه طاعتك، فإذا استقرت لك الخلافة فأدرها كيف شئت برأيك. قَالَ علي: أما طلحة والزبير فسأرى رأيي فيهما، وأما معاوية فلا والله لا أراني اللَّه مستعملًا له، ولا مستعينًا به، مَا دام عَلَى حاله، ولكني أدعوه إِلَى الدخول فِيمَا دخل فيه المسلمون، فإن أبي حاكمته إِلَى اللَّه، وانصرف عنه الْمُغِيرَة مغضبًا لما لم يقبل عنه نصيحته. فلما كَانَ الغد أتاه فَقَالَ:
يَا أمير المؤمنين، نظرت فِيمَا قلت بالأمس وما جاوبتني به، فرأيت أنك وفقت للخير، فاطلب الحق. ثم خرج عنه، فلقيه الحسن وَهُوَ خارج، فَقَالَ لأبيه: مَا قَالَ لك هَذَا الأعور؟ قَالَ: أتاني أمس بكذا وأتاني اليوم بكذا: قَالَ: نصح لك والله أمس، وخدعك اليوم. فَقَالَ له علي: إن أقررت معاوية عَلَى مَا فِي يده كنت متخذ المضلين عضدا. وقال المغيرة في ذلك:
نصحت عليًا فِي ابْن هند نصيحة ... فرد فلا يسمع [1] له الدهر ثانية
وقلت له أرسل إليه بعهده ... عَلَى الشام حَتَّى يستقر معاوية
ويعلم أهل الشام أن قد ملكته ... فأم ابْن هند عند ذلك هاويه
فلم يقبل النصح الّذي جثته به ... وكانت له تلك النصيحة كافية
(2484) الْمُغِيرَة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي.
__________
[1] في ى: فلا سها.(4/1447)
ولد على عهد رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة قبل الهجرة. وقيل: إنه لم يدرك من حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا ست سنين. هُوَ الَّذِي تلقى عبد الرحمن ابن ملجم المرادي إذ ضرب عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ عَلَى هامته بسيفه فصرعه، فلما هم الناس به حمل عليهم بسيفه، فأفرجوا له فتلقاه الْمُغِيرَة بْن نوفل. هَذَا بقطيفة فرمى بها عَلَيْهِ، واحتمله، وضرب به الأرض، وقعد عَلَى صدره، وانتزع سيفه، وَكَانَ أيدًا، ثم؟ حمل ابْن ملجم وحبس حَتَّى مات علي، فقتل ابْن ملجم لا رحمه اللَّه، ورحم عليًا والمغيرة، وَكَانَ الْمُغِيرَة بْن نوفل قاضيًا فِي خلافة عُثْمَان، وشهد مَعَ علي. يكنى أبا يَحْيَى، بابنه يَحْيَى بْن الْمُغِيرَةِ، من أمامة بنت أبي العاص بْن الربيع، تزوجها بعد عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقيل: إن حديثه مرسل عنه لم يسمع منه. وقد روى عَنْ أبي بْن كعب، وكعب الأحبار.
باب المنذر
(2485) [المنذر بْن أبي أسيد الساعدي.
ولد فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ سماه منذرًا. ذكر ذلك البخاري فِي الصحيح والتاريخ بسنده.
(2486) المنذر بْن ساوي العبدي.
قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة من البحرين فِي وفد إياس بْن عبد القيس حين أسلموا، ذكره ابْن قانع، وسيف بْن عَمْرو، وابن إِسْحَاق، والواقدي، وأبو عمر فِي الدرر [1]] .
(2487) المنذر بْن سعد بْن المنذر، أَبُو حميد الساعدي.
غلبت عَلَيْهِ كنيته.
واختلف فِي اسمه. وقد ذكرناه [2] فِي باب العين من كتابنا هَذَا، لأنه أصح مَا قيل فِي اسمه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سعد بْن المنذر.
(2488) المنذر بْن عائذ بْن المنذر بْن الحارث بْن النعمان بْن زياد بْن عصر العصري العبدي.
من عبد القيس، يعرف بالأشج، وذكروا أنه سيدهم،
__________
[1] من أ، ش.
[2] صفحة 834.(4/1448)
وقائدهم إِلَى الإسلام، وابن ساداتهم، فَقَالَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أشج! وَكَانَ أول يوم سمي فيه الأشج. من ولده عُثْمَان بْن الهيثم بْن جهم بْن عبس بْن حسان بْن المنذر العبدي المحدّث.
(2489) المنذر بْن عباد الأَنْصَارِيّ الساعدي.
قتل يوم الطائف. وقيل:
هُوَ المنذر بْن عَبْد اللَّهِ بْن قوال بْن وقش بْن ثعلبة، فِي قول ابْن إِسْحَاق.
وأما الْوَاقِدِيّ فَقَالَ: هُوَ المنذر بْن عبد بْن قوال بْن قيس بْن وقش بْن ثعلبة بْن طريف بْن الخزرج بْن ساعدة. قتل يوم الطائف شهيدًا.
(2490) المنذر بْن عَبْد اللَّهِ الأَنْصَارِيّ الساعدي.
استشهد يوم الطائف، هُوَ المنذر بْن عباد فِيمَا أظن. والله أعلم.
(2491) [المنذر بْن عدي بْن المنذر بْن عدي بْن حجر بْن وهب بن ربيعة ابن معاوية الأكبر
ممن وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذكره الطبري] [1] .
(2492) المنذر بْن عرفجة بن كعب بن النحاط بن كعب بْن حارثة بْن غنم الأَنْصَارِيّ الأوسي،
شهد بدرا.
(2493) [المنذر بْن عَمْرو الدارمي.
وفد إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من ولده أَبُو جعفر أَحْمَد بْن سَعِيد بْن صخر بن سليمان بن سعيد بن قيس ابن عَبْد اللَّهِ بْن المنذر بْن الدارمي المحدث. توفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
حدث عنه البخاري وأبو داود وجماعة. ذكره السراج فِي تاريخه] [1] .
(2494) المنذر بْن عَمْرو بْن خنيس بْن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد ابن ثعلبة بْن الخزرج الأَنْصَارِيّ الساعدي،
وَهُوَ المعروف بالمعنق [2] للموت.
__________
[1] ما بين القوسين في أوحدها.
[2] في أسد الغابة: وقيل: المعتق. والضبط من أ.(4/1449)
وبعضهم: يقول أعنق ليموت. شهد العقبة، وبدرًا، وأحدًا. وَكَانَ أحد السبعين الَّذِينَ بايعوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأحد النقباء الاثني عشر، وَكَانَ يكتب فِي الجاهلية بالعربية، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين طليب بْن عمير فِي قول مُحَمَّد بْن عُمَرَ الْوَاقِدِيّ. وأما ابْن إِسْحَاق فَقَالَ:
آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين أبي ذر الغفاري، وَكَانَ محمد ابن عُمَرَ ينكر ذلك، ويقول: آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين أصحابه قبل بدر، وأبو ذر يومئذ غائب عَنِ المدينة، ولم يشهد بدرًا ولا أحدًا ولا الخندق، وإنما قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد ذلك، وقد قطعت بدر المواخاة.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَكَانَ عَلَى الميسرة يوم أحد، وقتل بعد أحد بأربعة أشهر أَوْ نحوها- وذلك سنة أربع فِي أولها- يوم بئر معونة شهيدًا، وَكَانَ هُوَ أمير تلك السرية، وذلك أن أبا براء عامر بْن جعفر الَّذِي يقال له «ملاعب الأسنة» قدم على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ قبل إسلامه، فَقَالَ: لو بعثت إِلَى أهل نجد لاستجابوا لك. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أخاف عليهم أهل نجد. فَقَالَ: أنا جار لهم، فابعثهم. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين رَجُلا عليهم المنذر بْن عَمْرو هَذَا. ومنهم الحارث بْن الصمة، وحرام بْن ملحان، وعامر بْن فهيرة، فلما نزلوا بئر معونة- وهي بين أرض بنى عامر وحرة بنى سلم- بعثوا حرام بْن ملحان إِلَى عامر بْن الطفيل بكتاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم ينظر فيه، وقتل حرام بْن ملحان، ثم استصرخ عَلَى أصحابه بني عامر، فلم يجيبوه، وقالوا: لن نحفر أبا براء- يعنون ملاعب الأسنة، لأنه عقد لهم جوارًا، فاستصرخ عليهم قبائل بني سليم: عصيّة، ورغلا،(4/1450)
وذكوان، والقارة، فأجابوه، وخرجوا معه حَتَّى غشوا القوم، وأحاطوا بهم، فقاتلوا حَتَّى قتلوا عَنْ آخرهم، إلا كعب بْن يَزِيد فإنهم تركوه وبه رمق، فعاش حَتَّى قتل يوم الخندق، هكذا قَالَ أهل السير، ابْن إِسْحَاق وغيره.
(2495) المنذر بْن قدامة الأَنْصَارِيّ، من بني غنم بْن السلم بْن مالك بْن الأوس.
ذكره مُوسَى بْن عُقْبَةَ وغيره فِي البدريين.
(2496) [المنذر بن قيس بن عمرو بن عبيد بن مالك بْن عدي بْن علي، من بني غنم بْن عدي بْن النجار،
شهد أحدًا وما بعدها، واستشهد مَعَ ابنه سليط يوم الجسر- قاله العدوي] [1] .
(2497) المنذر بْن مُحَمَّد بْن عُقْبَةَ بْن أحيحة بْن الجلاح بْن الحريش بن جحجبى ابن كلفة بْن عوف بْن عُمَرَ [2] بْن عوف بن مالك بن الأوس.
شهد بدرا وأحدا، وقتل يوم بئر معونة.
(2498) [المنذر بْن يَزِيد بن عامر بن حديدة،
وأخوه عَبْد الرَّحْمَنِ، أدركا الصحابة ولهما شيء- قاله العدوي [1]] .
باب منقذ
(2499) منقذ بْن زيد بْن الحارث،
ذكره بعض من ألف فِي الصحابة، ولا أعرفه
(2500) منقذ بْن عَمْرو المازني الأَنْصَارِيّ، مدني،
له صحبة، هُوَ جد مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن حبان [3] ، كَانَ قد أصابته ضربة فِي رأسه فتغير لسانه وعقله، فجعله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بيعته بالخيار ثلاث ليال، وذلك لأنه شكا إلى
__________
[1] ما بين القوسين من اوحدها.
[2] في ى: عمرو.
[3] في ش: حيان.(4/1451)
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يخدع فِي البيوع. وقد قيل: إن الَّذِي جعل له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخيار هُوَ ابنه حبان بْن منقذ. وأما ابْن إِسْحَاق فروى عَنْ مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن حبان، عَنْ عمه واسع بْن حبان، أن جده منقذ بْن عَمْرو أصابته آفة فِي رأسه فكسرت لسانه، ونازعت عقله، وَكَانَ لا يدع التجارة، ولا يزال يغبن. فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فَقَالَ:
إذا بعت فقل لا خلابة، وأنت فِي كل سلعة تبيعها بالخيار ثلاث ليال. وعاش ثلاثين ومائة سنة، وَكَانَ فِي زمن عُثْمَان حين كثر الناس يبتاع فِي السوق فيغبن فيصير إِلَى أهله فيلومونه فيرده ويقول: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل لي الخيار ثلاثًا، حَتَّى يمر الرجل من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيقول:
صدق. ذكره البخاري فِي التاريخ، عَنْ عياش بْن الوليد، عَنْ عبد الأعلى، عَنِ ابْن إِسْحَاق.
(2501) منقذ بْن لبابة [1] الأسدي من بني أسد بْن خزيمة،
ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى المدينة من بني غنم بْن دودان بْن أسد.
باب المهاجر
(2502) المهاجر بْن أمية بْن الْمُغِيرَةِ القرشي المخزومي،
أخو أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأبيها وأمها، وكان اسمه الوليد، فكره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه، وَقَالَ لأم سلمة: هُوَ المهاجر، وكانت قالت له: قدم أخي الوليد مهاجرًا، فَقَالَ لَهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُوَ المهاجر، فعرفت أم سلمة مَا أراد من تحويل اسم الوليد، فقالت: هُوَ المهاجر يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي خبر فيه طول، وفيه عيب اسم الوليد، ثم بعث رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المهاجر بْن أبي أمية إِلَى الحارث بْن عبد كلال الحميري ملك
__________
[1] في أسد الغابة: لبابة- باللام. وأخرجه أبو موسى نباتة- بالنون- وأحدهما تصحيف من الآخر (4- 421) . ثم رجح كونه بالنون.(4/1452)
اليمن، واستعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْضًا عَلَى صدقات كندة والصدف، ثم ولاه أَبُو بَكْر اليمن، وَهُوَ الَّذِي افتتح حصن النّجير بحضرموت مع زياد بن لبيد الأَنْصَارِيّ، وهما بعثا بالأشعث بْن قيس أسيرا، فمنّ عليه أبو بكر أَوْ حقن دمه. وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن حنبل: وجدت فِي كتاب أبي بخطه: حَدَّثَنَا الشافعي فِي نسب قريش فِي بني مخزوم المهاجر بْن أبي أمية شهد فتح حصن النّجير.
(2503) المهاجر بْن خالد بْن الوليد بْن الْمُغِيرَةِ القرشي المخزومي.
كَانَ غلامًا عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وأخوه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن خالد، وكانا مختلفين. كَانَ عَبْد الرَّحْمَنِ مَعَ معاوية، وَكَانَ المهاجر مَعَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ محبًا فيه وفي ذريته. وشهد معه الجمل وصفين، وَكَانَ له ابن يسمّى خالد ابن المهاجر، ولما قتل اليهودىّ ابن أثال طبيب معاوية عمه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الوليد كَانَ عروة بْن الزُّبَيْر يعيره بترك ثأره، فخرج خالد ونافع مولاه من المدينة حَتَّى أتيا دمشق، فرصدا الطبيب ليلًا عند مسجد دمشق، وَكَانَ يسمر عند معاوية، فلما انتهى إليهما ومعه قوم من حشم معاوية حملا عليهم فانفرجوا، وضرب خالد بْن المهاجر اليهودي الطبيب فقتله- فِي خبر طويل، ذكره جماعة من أهل العلم بالأخبار، منهم عمر بْن شبة وغيره، ثم انصرف خالد بْن المهاجر إِلَى المدينة، وَهُوَ يقول لعروة بْن الزبير:
قضى لابن سيف اللَّه بالحق سيفه ... وعري من حمل الذحول [1] رواحله
فإن كَانَ حقًا فهو حق أصابه ... وإن كَانَ ظنًا فهو بالظن فاعله
سل ابْن أثال هل ثأرت ابْن خالد ... وهذا ابْن جرموز فهل أنت قاتله
__________
[1] الذحل: الثأر.(4/1453)
يريد أن ابْن الزُّبَيْر لم ينتصر منهم لأبيه، فيقتل ابْن جرموز قاتله.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: قَالُوا: إن المهاجر بْن خالد بْن الوليد فقئت عينة يوم الجمل.
وقتل يوم صفين، وَهُوَ مَعَ علي.
(2504) المهاجر بْن زياد الحارثي،
أخو الربيع بْن زياد، لا أعلم له رواية، وفي صحبته نظر. قتل المهاجر بْن زياد هَذَا بمناذر سنة تسع عشرة.
(2505) المهاجر مولى أم سلمة،
قَالَ: خدمت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. روى عن بكير مولى عمير- أَوْ عمرة- جد يَحْيَى بْن عَبْد اللَّهِ بْن بكير المخزومي مولى لهم.
يعد مهاجر هَذَا فِي أهل مصر، لا أدري أهو الَّذِي روى فِي نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لَهَا قبالان أم لا!
(2506) المهاجر بْن قنفذ بْن عمير بْن جدعان بْن كعب [1] بْن سَعِيد بْن تيم بْن مرة القرشي التيمي،
جد مُحَمَّد بْن زيد بْن المهاجر، يقال: إن اسم المهاجر هَذَا عَمْرو، وإن اسم قنفذ خلف، وإن مهاجرًا وقنفذا لقبان، فهو عَمْرو بْن خلف بْن عمير، وإنما قيل له المهاجر، لأنه قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه مسلمًا.
فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذَا المهاجر حقًا. وقد قيل: إن المهاجر ابن قنفذ أسلم يوم فتح مكة، وسكن البصرة، ومات بها. روى عنه أَبُو ساسان حصين بن المنذر.
(2507) المهاجر رجل من الصحابة.
روى أن نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لها قبالان.
__________
[1] في هوامش الاستيعاب: جدعان بن عمرو بن كعب (52) .(4/1454)
باب الأفراد فِي حرف الميم
(2508) مبرح [1] بْن شهاب بْن الحارث بْن ربيعة بْن سعد الرعيني.
أحد وفد بني رعين الَّذِينَ قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ علي ميسرة عَمْرو بْن العاص يوم دخل مصر، وخطته بجيزة الفسطاط [2] ، ذكره أَبُو سَعِيد بْن يونس فِي تاريخ المصريين له.
(2509) مبرح [3] بْن شهاب الحارثي،
له صحبة، ذكره ابْن يونس فيمن شهد فتح مصر من الصحابة، قَالَ: وله خطة معروفة بالجيزة- جيزة مصر.
هَذَا الاسم والذي قبله [4] قد تقدما بزيادات.
(2510) مبشر [5] بْن الحارث بْن عَمْرو بْن حارثة [6] بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظفري.
شهد أحدًا مَعَ أخويه: بشر وبشير، وقد ذكرنا خبر بشر فِي بابه، [وذكرنا خبر أخيه بشير] [7] ، ولم نذكر بشيرا لأنه ارتد ومات كافرا.
(2511) مبشّر بن عبد المنذر بن زنبر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بْن الأوس.
شهد بدرًا مَعَ أخيه أبي لبابة ابن عبد المنذر. وقتل مبشر يومئذ ببدر شهيدًا. وقيل: قتل بخيبر. [قَالَ العدوي: شهد بدرًا، وأحدًا، وقتل يومئذ. لا عقب له] [8] .
(2512) متمم بْن نويرة بْن حمزة بْن اليربوعي التميمي الشاعر.
قَالَ الطبري:
مالك بْن نويرة بْن حمزة التميمي، بعثه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صدقة بني يربوع، وَكَانَ قد أسلم هُوَ وأخوه متمم. قَالَ أَبُو عُمَرَ: أما مالك فقتله
__________
[1] مبرح- بضم الميم وكسر الراء المشددة (أسد الغابة) .
[2] قال في موضع آخر: وله خطة معروفة بالجيزة- جيزة مصر. وهو الصواب (هامش أ)
[3] ساقط من أ.
[4] الّذي تقدم في الترتيب الأول للكتاب: محرش الكعبي.
[5] في أسد الغابة: مبشر بن أبيرق، واسمه الحارث.
[6] في أسد الغابة: بن الحارث.
[7] ساقط من أ.
[8] من أ.
(2- الإستيعاب- رابع)(4/1455)
خالد بْن الوليد واختلف فيه، هل قتله مرتدًا أَوْ مسلمًا. وأما متمم فلم يختلف فِي إسلامه، وَكَانَ شاعرًا محسنًا ليس لأحد فِي المراثي كأشعاره التي يرثي بها أخاه مالكا.
(2513) مثعب السلمي.
ويقال المحاربي. روى فِي الصوم والفطر فِي السفر مثل حديث حميد عَنْ أنس. وَكَانَ يسمى حمزة [1] ، فَقَالَ له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا مثعب. قَالَ: فكان أحب الأسماء إلي أن أدعى به. وروى عنه أنه قَالَ: سماني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثعبًا، وَقَالَ: كنت أغزو معه روى عنه أشعث بْن أبى الشعثاء.
(2514) المثنى بْن حارثة الشيباني.
كَانَ إسلامه وقدومه فِي وفد قومه عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة تسع. وقد قيل: سنة عشر، وبعثه أبو بكر سنة إحدى عشرة فِي صدر خلافته إِلَى العراق قبل مسير خالد بْن الوليد إليها، وَكَانَ المثني شجاعًا شهمًا بطلًا، ميمون النقيبة، حسن الرأي والإمارة، أبلى فِي حروب العراق بلاء لم يبلغه أحد، وكتب عُمَر بْن الْخَطَّابِ فِي سنة ثلاث عشرة حين ولى الخلافة، وبعث أبا عبيد بْن مَسْعُود فِي ألف من المسلمين إِلَى العراق، وكتب إِلَى المثنى بْن حارثة أن يتلقى أبا عبيد بْن مَسْعُود، فاستقبله المثنى فِي ثلاثمائة من بكر بن وائل ومائتين من طيِّئ وأربعمائة من بني ذبيان وبني أسد، وذلك فِي سنة ثلاث من ملك يزدجرد، فالتقوا مَعَ الفرس، واستشهد أَبُو عبيد، برك عَلَيْهِ الفيل، وسلم المثنى بْن حارثة. قَالَ ابْن السراج: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن جعفر بْن عدي [2] الهاشمي يقول: قتل المثنى ابن حارثة الشيباني سنة أربع عشرة قبل [3] القادسية، فلما حلت زوجته سلمى بنت جعفر بْن ثقيف تزوجها سعد بْن أبي وقاص ومن حديث الأصمعي-
__________
[1] في أ: جمرة.
[2] في أ: سليمان
[3] في أ: قتل بالقادسية.(4/1456)
عَنْ سلمة بْن بلال، عَنْ أبي رجاء العطاردي، قال: كتب أبو بكر الصديق إِلَى المثنى بْن حارثة: إني قد وليت خالد بْن الوليد فكن معه، وَكَانَ المثنى بسواد الكوفة، فخرج إِلَى خالد فتلقاه بالنباج [1] ، وقدم معه البصرة، وذكر قصة طويلة. وذكر عمر بْن شبة- عَنْ شيوخه من أهل الأخبار- أن المثنى بْن حارثة كَانَ يغير عَلَى أهل فارس بالسواد، فبلغ أبا بكر والمسلمين خبره، فَقَالَ عمر: من هَذَا الَّذِي تأتينا وقائعه قبل معرفة نسبه؟ فَقَالَ له قيس بْن عَاصِم: أما إنه غير خامل الذكر، ولا مجهول النسب، ولا قليل العدد، ولا ذليل الغارة [2] ، ذلك المثنى بْن حارثة الشيباني. ثم إن المثنى قدم عَلَى أبي بكر فَقَالَ: يَا خليفة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ابعثني عَلَى قومي، فإن فيهم إسلامًا، أقاتل بهم أهل فارس، وأكفيك أهل ناحيتي من العدو، ففعل ذلك أَبُو بَكْر، فقدم المثنى العراق، فقاتل وأغار عَلَى أهل فارس ونواحي السواد حولًا مجرمًا، ثم بعث أخاه مَسْعُود بْن حارثة إِلَى أبي بكر يسأله المدد، ويقول له: إن أمددتني [3] وسمعت بذلك العرب أسرعوا إلي، وأذل اللَّه المشركين، مَعَ أني أخبرك يَا خليفة رَسُول اللَّهِ أن الأعاجم تخافنا وتتقينا. فَقَالَ له عمر:
يَا خليفة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ابعث خالد بْن الوليد مددًا للمثنى ابن حارثة يكون قريبًا من أهل الشام، فإن استغنى عنه أهل الشام ألح عَلَى أهل العراق حَتَّى يفتح اللَّه [4] عَلَيْهِ، فهذا الَّذِي هاج أبا بكر عَلَى أن يبعث خالد بْن الوليد إِلَى العراق.
(2515) مجاشع بْن مَسْعُود بْن ثعلبة بْن وهب السلمي.
من بني يربوع بْن سمال [5] بْن عوف بْن امرئ القيس بن بهثة بن [6] سليم بن منصور، روى
__________
[1] في ى: بالساج. والساج مدينة بين كابول وغزنين. والنباج بين مكة والبصرة. ونباج آخر بين البصرة واليمامة (ياقوت) .
[2] في أ: العمارة.
[3] في ى: بأن أمر ديني. وهو تحريف.
[4] في أ: حتى يقيم الله علمه.
[5] في ى: سماك.
[6] في أ: من.(4/1457)
عنه أَبُو عُثْمَان النهدي، قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبايعه عَلَى الهجرة، فَقَالَ: قد مضت الهجرة لأهلها، ولكن عَلَى الإسلام والجهاد والخير. وروى عنه أَيْضًا عبد الملك بْن عمير. ويقال: إن ابْن عباس حكى عنه حكاية. وقتل مجاشع يوم الجمل- قبل الاجتماع الأكبر، وذلك أن حكيم بْن جبلة خرج فِي حين قدوم طلحة والزبير البصرة، فلقي عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر فِي خيل فيهم مجاشع بْن مَسْعُود، فقتل حكيم بْن جبلة، وحينئذ قتل مجاشع. هَذَا قول خليفة بْن خياط. وَقَالَ غيره: قتل يوم الجمل. وَهُوَ معدود فِي قتلى يوم الجمل.
وروى عَاصِم بْن كليب عَنْ أبيه قَالَ: حضرنا توج [1] وعلينا مجاشع بْن مَسْعُود ففتحناها.
(2516) مجاعة بْن مرارة بْن سلمى الحنفي اليمامي.
كَانَ رئيسًا من رؤساء بني حنيفة، وله أخبار فِي الردة مَعَ خالد بْن الوليد، وَهُوَ الَّذِي صالح خالد بْن الوليد يوم اليمامة فِي قصة يطول ذكرها. ومن خبره مَعَ خالد أنه كَانَ جالسًا معه، فرأى خالد أصحاب مسيلمة قد انتضوا سيوفهم، فَقَالَ: يَا مجاعة، فشل قومك.
قَالَ: لا، ولكنها اليمانية لا تلين متونها حَتَّى تشرق [الشمس [2]] . قَالَ خالد:
لشد مَا تحب قومك! قَالَ: لأنهم حظي من ولد آدم. وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أقطع مجاعة أرضًا باليمامة، وكتب له كتابًا، فَقَالَ قائلهم:
ومجاع اليمامة قد أتانا ... يخبرنا بما قَالَ الرسول
فأعطينا المقادة واستقمنا ... وَكَانَ المرء يسمع مَا يقول
روى عنه ابنه سراج بْن مجاعة، ولم يرو عنه غيره.
__________
[1] توج: مدينة بفارس (ياقوت)
[2] ساقط من أ.(4/1458)
(2517) مجالد بْن مَسْعُود السلمي،
أخو مجاشع بْن مَسْعُود، له صحبة، ولا أعلم له رواية كَانَ إسلامه بعد إسلام أخيه بعد الفتح، وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أن مجالد بْن مَسْعُود قتل يوم الجمل، وأنه روى عنه [1] أَبُو عُثْمَان النهدي، ولم يقل فِي مجاشع: إنه قتل يوم الجمل فوهم. قَالَ أَبُو عُمَرَ: أما مجاشع فلا شك أنه قتل يوم الجمل، ولا تبعد رواية أبي عُثْمَان عنهما. [كَانَ مجاشع ومجالد ابنا مسعود ممن وقد على النبيّ سنة تسع. وقبراهما بالبصرة معروفان: قبر مجاشع وقبر مجالد [2]] .
(2518) مجدي الضَّمْرِيّ.
غزا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبع غزوات، حديثه عند مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن مسمول، عَنِ المفرج بْن عطاء [3] بْن مجدي عَنْ أبيه عَنْ جده.
(2519) مجدي بْن قيس الأشعري،
أخو أبي مُوسَى. هاجر مَعَ إخوته، ذكره أَبُو عمر فِي باب أخيه أبي رهم بْن قيس من الكنى] [4] .
(2520) المجذر بْن ذياد
- ويقال ذياد [5] ، والكسر أكثر- ابْن عَمْرو بْن زمزمة بْن عَمْرو بْن عمارة- وعمارة بالفتح والتشديد فِي بلي- البلوي حليف للأنصار. وقيل له المجذر لأنه كَانَ غليظ الخلق، والمجذر الغليظ، واسمه عَبْد اللَّهِ ابن ذياد، وَهُوَ الَّذِي قتل سويد بْن الصامت فِي الجاهلية فهيج قتله وقعة بعاث، ثم أسلم المجذر، وشهد بدرًا، وَهُوَ الَّذِي قتل أبا البختري العاص بْن هشام بْن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي يوم بدر، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد قَالَ يوم بدر: من لقي أبا البختري فلا يقتله. وَقَالَ مثل ذلك
__________
[1] في أ: روى حديث أبي عثمان النهدي.
[2] من اوحدها.
[3] في أسد الغابة: عطى تصغير عطاء. وفي الإصابة عطى هو الصحيح.
[4] من أ.
[5] في ذ: زياد.(4/1459)
للعباس، وإنما قَالَ ذلك فِي أبي البختري فِيمَا ذكروا لأنه لم يبلغه عنه شيء يكرهه، وَكَانَ ممن قام فِي نقض الصحيفة التي كتبت قريش عَلَى بني هاشم وبني المطلب، فلقيه المجذر بْن ذياد فَقَالَ له: يَا أبا البختري، قد نهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قتلك ومع أبي البختري زميل له خرج معه من مكة وَهُوَ جبارة [1] بْن مليحة- رجل من بني ليث، قَالَ: وزميلي؟ فَقَالَ المجذر: لا والله، مَا نحن بتاركي زميلك مَا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بك وحدك.
قَالَ: فَقَالَ أَبُو البختري: لا والله إذًا لأموتن أنا وَهُوَ جميعًا، لا يتحدث عني قريش بمكة أني تركت زميلي حرصًا عَلَى الحياة. فَقَالَ له المجذر: إن لم تسلمه قاتلتك، فأبى إلا القتال، فلما نازلة جعل أبو البختري يرتجز:
لن يسلم ابْن حرة زميله ... ولا يفارق جزعًا أكيله
حَتَّى يموت أَوْ يرى سبيله
وارتجز المجذّر:
أنا [2] المجذر وأصلي من بلي ... أطعن بالحربة حَتَّى تنثني
ولا يرى مجذرًا يفري الفري
فاقتتلا، فقتله المجذر، ثم أتى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: والذي بعثك بالحق، لقد جهدت عَلَيْهِ أن يستأسر فآتيك به فأبى إلا القتال، فقاتلته فقتلته، وقتل المجذر بْن ذياد يوم أحد شهيدًا، قتله الحارث بْن سويد بْن الصامت، ثم لحق بمكة كافرًا، ثم أتى مسلمًا بعد الفتح، فقتله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمجذر، وَكَانَ الحارث بْن سويد يطلب غرة المجذر ليقتله بأبيه، فشهدا جميعا
__________
[1] في أ: جنادة.
[2] في أ: أنا الّذي يقال ...(4/1460)
أحدًا، فلما كَانَ من جولة الناس مَا كَانَ أتاه الحارث بْن سويد من خلفه، فضرب عنقه، وقتله غيلة، فأتى جبرائيل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأخبره بقتل المجدّر غيلة، وأمره أن يقتله به، وذلك بعد قدومه المدينة من مكة. وقد ذكر ابْن إِسْحَاق خبره عَلَى نحو هَذَا المعنى بخلاف شيء منه. وقيل: اسم المجذر عَبْد اللَّهِ بْن ذياد، وسنذكره [1] فِي العبادلة إن شاء الله تعالى.
(2521) مجزز المدلجي.
هُوَ القائف، من بني مدلج، هُوَ الَّذِي سر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله فِي أسامة وأبيه زيد بْن حارثة- إذ رأى أقدامهما ولم يك يعرفهما، وكانا نائمين فِي المسجد، قد تغطيا، ولم يبد منهما غير أقدامهما [2] ، فَقَالَ:
إن هذه الأقدام بعضها من بعض. فاستحسن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله، ودخل عَلَى عائشة تبرق أسارير وجهه سرورًا بقوله ذلك، وَهُوَ أصل عند فقهاء الحجاز فِي القافة. قَالَ مُوسَى بْن هارون: سمعت مصعبًا الزبيري يقول: إنما سمي مجززًا لأنه كَانَ إذا أخذ أسيرًا جز ناصيته، ولم يكن اسمه مجززًا، هكذا قَالَ: ولم يذكر اسمه.
(2522) محرز بْن حارثة بْن ربيعة بْن عبد العزى بْن عبد شمس بْن عبد مناف،
استخلفه عتاب بْن أسيد عَلَى مكة فِي سفرة سافرها، ثم ولاه عُمَر بْن الْخَطَّابِ مكة فِي أول ولايته، ثم عزله وولى قنفذ بْن عمير التيمي. وقتل محرز بْن حارثة بْن ربيعة يوم الجمل. يعد من المكيين وبنوه بمكة.
(2523) محلم بْن جثامة،
أخو الصعب بْن جثامة بْن قيس الليثي. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا [ابْنُ] [3] وَضَّاحٍ. وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الوارث، حدثنا قاسم وأحمد
__________
[1] سبق على حسب ترتيب الكتاب الجديد.
[2] في أ: ولم ير وجوههما.
[3] من أ.(4/1461)
ابن زُهَيْرٍ، قالا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ مُحَمَّدِ ابن إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي حدرد الأسلمي، عن أبيه، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سَرِيَّةٍ إِلَى إِضَمَ، فَلَقِيَنَا عَامِرُ بْنُ الأَضْبَطِ فَحَيَّانَا بِتَحِيَّةِ الإِسْلامِ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ وَقَتَلَهُ وَسَلَبَهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا جِئْنَا بِسَلْبِهِ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه، فنزلت [1] : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا 4: 94 الآيَةُ.
وفي حديث آخر لابن إِسْحَاق عَنْ نافع، عَنِ ابْن عمر ذكره الطبري- أن محلّم ابن جثامة مات فِي حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدفنوه، فلفظته الأرض مرة بعد أخرى، فأمر به فألقى بين جبلين، وجعلت عَلَيْهِ حجارة. وَقَالَ مثل ذلك أَيْضًا قتادة وروي أنه مات بعد سبعة أيام فدفنوه فلفظته الأرض، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الأرض لتقبل أَوْ تجن من هُوَ شر منه، ولكن اللَّه أراد أن يريكم آية فِي قتل المؤمن. وقد قيل: إن هَذَا ليس محلم بْن جثامة، فإن محلم بْن جثامة نزل حمص بأخرة، ومات بها في إمارة ابن الزُّبَيْر، والاختلاف فِي المراد بهذه الآية كثير مضطرب فيه جدًا، قيل: نزلت فِي المقداد.
وقيل: نزلت فِي أسامة بْن زيد. وقيل فِي محلم بْن جثامة. وَقَالَ ابْن عباس:
نزلت فِي سرية ولم يسم أحدًا. وقيل: نزلت فِي غالب الليثي. وقيل:
نزلت فِي رجل من بني ليث يقال له فليت كَانَ عَلَى السرية. وقيل: نزلت فِي أبي الدرداء، وهذا اضطراب شديد جدًا، ومعلوم أن قتله كان خط لا عمدًا، لأن قاتله لم يصدقه فِي قوله. والله أعلم.
__________
[1] سورة النساء، آية 93(4/1462)
(2524) محمية بْن جزء بْن عبد يغوث بْن عويج بْن عَمْرو [1] بْن زبيد الأصغر الزبيدي.
حليف لبني سهم بْن عَمْرو بْن هصيص بْن كعب بْن لؤي.
كَانَ من مهاجرة الحبشة وتأخر إيابه [2] منها، أول مشاهده المريسيع، واستعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الأخماس، وأمره أن يصدق عَنْ قوم بني هاشم فِي مهور نسائهم، منهم الفضل بْن العباس.
(2525) محيصة بْن مَسْعُود بْن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة ابن [الحارث بن] [3] الخزرج الأنصاري الحارثي،
يكنى أبا سعد، يعد فِي أهل المدينة، بعثه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل فدك يدعوهم إِلَى الإسلام، وشهد أحدًا، والخندق، وما بعدها من المشاهد. وَهُوَ أخو حويصة ابن مَسْعُود، [عَلَى يده أسلم أخوه حويصة بْن مَسْعُود] [4] ، وَكَانَ حويصة بْن مَسْعُود أكبر منه، وَكَانَ محيصة أنجب وأفضل، وله خبر عجيب في المغاري ذكره ابْن إِسْحَاق عَنْ ثور بْن زيد، عَنْ عكرمة، عَنِ ابْن عباس فِي قصة قتل كعب بن الأشرف اليهودي الذي كان يؤذى رسول اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشعره وسعيه، ويحرض العرب عَلَيْهِ، وَهُوَ رجل من بني نبهان من طى، فلما قتل كعب قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من ظفر ثم به من رجال يهود فاقتلوه، فوثب محيصة بْن مسعود على ابن سينة [5]- رجل من تجار يهود، كَانَ يلابسهم ويبايعهم- فقتله، وَكَانَ حويصة بْن مَسْعُود إذ ذاك لم يسلم. وَكَانَ أسن من محيصة، فلما قتله جعل حويصة يضريه ويقول: أي عدو اللَّه، قتلته، أما والله لرب شحم فِي بطنك من ماله! قَالَ محيّصة:
__________
[1] في ى: عمير.
[2] في أ: إقباله.
[3] من أ.
[4] ساقط من أ
[5] في أ: سنينة.(4/1463)
فقلت له: والله لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لضربت عنقك. قَالَ:
آللَّه! لو أمرك بقتلي لقتلتني. قَالَ: نعم. قلت: والله لو أمرني بقتلك لقتلتك.
قَالَ: والله إنّ دينا بلغ بك هذا العجب، فأسلم حويصة، وَكَانَ ذلك أول إسلامه، فَقَالَ محيّصة:
يلوم ابْن أمي لو أمرت بقتله ... لطبقت ذفراه بأبيض قاضب
حسام كلون الملح أخلص صقله ... متى مَا أصوبه فليس بكاذب
وما سرني أني قتلتك طائعًا ... وأن لنا مَا بين بصرى ومأرب
روى محيصة عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كسب الحجام. حديثه عند الليث بْن سعد، عَنْ يَزِيد بْن أبي حبيب، عَنْ أبي عفير الأَنْصَارِيّ، عَنْ مُحَمَّد بْن سهل بْن أبي حثمة، عَنْ محيصة بْن مَسْعُود الأَنْصَارِيّ أنه كَانَ له غلام حجام يقال له نافع أَبُو طيبة، فانطلق إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسأله عَنْ خراجه، فَقَالَ: لا تقربه. فردد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: اعلف به الناضح، اجعله فِي كرشه.
(2526) مخارق بْن عَبْد اللَّهِ، والد قابوس [بْن قابوس] [1] .
يعد فِي الكوفيين، وفيه اختلاف، لأن من أهل الحديث طائفة تروى حديثًا عَنْ قابوس بْن مخارق عَنْ أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم إن أم الفضل جاءت بالحسين إِلَى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم قبل عَلَى ثوبه، فأرادت غسله، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنما يغسل من بول الجارية، وينضح من بول الغلام ومنهم من يروي هَذَا الخبر عَنْ قابوس، عَنْ أم الفضل، لا يذكر فيه
__________
[1] من أ.(4/1464)
مخارقا. رواه عن قابوس سماك بْن حرب، واختلف فيه عَلَى سماك اختلافًا كثيرًا لا يثبت معه، وله أحاديث بهذا الإسناد مضطربة أَيْضًا.
ومن حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتاه فَقَالَ: أرأيت إن أتاني رجل يريد أخذ مالي لم يرو عنه غير ابنه. والله أعلم.
(1427) مخاشن الحميري.
حليف الأنصار. قتل يوم اليمامة شهيدا.
(2528) المختار بْن أبي عبيد بْن مَسْعُود الثقفي، أَبُو إِسْحَاق.
كَانَ أبوه من جلة الصحابة، ويأتى ذكره في باب السكنى من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. ولد المختار عام الهجرة، وليست له صحبة ولا رواية، وأخباره أخبار غير مرضية حكاها عنه ثقات مثل: سويد بْن غفلة والشعبي وغيرهما، [وذلك مذ طلب الإمارة إِلَى أن قتله مصعب بْن الزُّبَيْر بالكوفة سنة سبع وسبعين، وَكَانَ قبل ذلك معدود فِي أهل الفضل والخير، يرائي بذلك كله، ويكتم الفسق، فظهر منه مَا كَانَ يضمر والله أعلم إلى أن فاق ابْن الزُّبَيْر وطلب الإمارة، وَكَانَ المختار يتزين بطلب دم الحسين رضوان اللَّه عَلَيْهِ] [1] ، إلا أنه كَانَ بينه وبين الشعبي مَا يوجب ألا يقبل قول بعضهم فِي بعض.
والمختار معدود في أهل الفضل والدين إلى أن طلب الإمارة، وادعى أنه رَسُول مُحَمَّد ابْن الحنفية في طلب دم الحسين.
(2529) مخرمة بْن عدي [1] .
وفد مَعَ جماعة عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيمن أسر زيد بْن حارثة من جذام بعد إسلامهم. ذكره ابن إسحاق.
(1430) محرّش [2] الكعبي
ويقال محرش. قال على المدائني: زعموا أن مخرشًا الصواب- يعني بالخاء المنقوطة- حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا محمد
__________
[1] من اوحدها.
[2] محرش: بضم الميم وفتح المهملة وكسر الراء المشددة قاله ابن ماكولا. وقال أبو عمر:
يقال: محرش- يعنى بكسر الميم وسكون الحاء. أو هو مخرش- بخاء معجمة. قال ابن المديني وهو الصواب وقال الزمخشريّ: مخوس (التعيير) .(4/1465)
ابن عثمان، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا علي الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ مُزَاحِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ، عِنْ مُحَرِّشٍ الْكَعْبِيِّ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْجُعْرَانَةِ لَيْلًا ... وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قال على: زعموا أنه مخرش، وَأَنَّهُ الصَّوَابُ. قَالَ علي: مزاحم هَذَا هُوَ مزاحم بْن أبي مزاحم، روى عنه ابْن جريج، وابن صفوان، وليس هُوَ مزاحم بْن زفر. وَقَالَ أَبُو حفص الفلاس: لقيت شيخًا بمكة اسمه سالم، فاكتريت منه بعيرًا إِلَى منى، فسمعني أحدث بهذا الحديث.
فَقَالَ: هُوَ جدي وَهُوَ محرش بْن عَبْد اللَّهِ الكعبي، ثم ذكر الحديث، وكيف مر بهم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقلت: من سمعته؟ فَقَالَ: حدثنيه أبي وأهلنا.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: أكثر أهل الحديث يقولون محرش، وينسبونه محرش بْن سويد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مرة الكعبي الخزاعي، وَهُوَ معدود فِي أهل مكة، روى عنه حديث واحد: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتمر من الجعرانة، ثم أصبح بمكة، كبايت قَالَ: ورأيت ظهره كأنه سبيكة فضة، [هَذَا نصف، وإنما الحديث فِي كتاب الحميدي بخط الأصيلي بإسناده عن محرش كأنه سبيكة فضة] [1] .
(2531) مخرقة العبدي.
ويقال: [مخرمة. والصحيح] [2] مخرفة- بالفاء اشترى منه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجل سراويل. حديثه عند سماك بْن حرب، عن سويد بن قيس، قال: جلبت أنا ومخرفة العبدي بزًا من هجر، فاشترى منا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سراويل، وثم وزان يزن بالأجر، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: زن وأرجح.
__________
[1] ساقط من أ.
[2] من أ.(4/1466)
(2532) مخلد الغفاري،
مذكور فِي الصحابة. روى عنه الحسن بْن مُحَمَّد. قَالَ البخاري: له صحبة. وَقَالَ أَبُو حاتم الرازي: ليس له صحبة.
(2533) مخمر بن معاوية البهزي [1] .
عم معاوية ابن حكيم البهزي، سمع رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لا شؤم، وقد يكون اليمن فِي الفرس والمرأة والدار.
(2534) مخنف بْن سليم الغامدي.
وقيل العبدي، وليس بشيء إلا أن يكون حليفًا. يعد فِي الكوفيين، وقد عده بعضهم فِي البصريين، وَهُوَ مخنف بْن سليم بْن الحارث بْن عوف بْن ثعلبة بْن عامر بْن ذهل بْن مازن بْن ذبيان بْن ثعلبة، بْن الدؤل بْن سعد مناة بْن غامد، ولاه عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ أصبهان، وَكَانَ عَلَى راية الأزد يوم صفين، وَكَانَ له أخوان الصقعب وعَبْد اللَّهِ، قتل يوم الجمل، ومن ولده مخنف بْن سليم أَبُو مخنف صاحب الأخبار، واسم أبي مخنف صاحب الأخبار لوط بْن يَحْيَى بْن سَعِيد بْن مخنف بْن سليم، لا أحفظ لمخنف بْن سليم عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا حديث الأضحى والعتيرة. روى عنه [أَبُو رملة، ويقال [2]] أَبُو رميلة، وابنه حبيب بْن مخنف.
(2535) مخول بْن يَزِيد بْن أبي يَزِيد البهزي.
من بهز بْن الحارث بْن سليم.
روى عنه ابنه القاسم بْن مخول. أحاديثه تدور عَلَى مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن مسمول المكي. [قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ عِيسَى بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مَسْمُولٍ أَخُو بَنِي يَزِيدَ بْنِ مُخَوَّلٍ الْبَهْزِيُّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي. قَالَ:
أَقِمِ الصَّلاةَ ... الْحَدِيثُ، كَذَا وَقَعَ يَزِيدُ بْنُ مُخَوَّلٍ، وَلَمْ يُذْكَرْ فِي بَابِ يزيد، وذكره القاسم في بابه [2]] .
__________
[1] في التقريب: النميري.
[2] من أ.(4/1467)
(2536) مخيس بْن حكيم العذري.
حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْحَذَّاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنِي، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الطَّاهِرِ السَّدُوسِيُّ يُخْبِرُنِي أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: حدثني يعقوب بن جبير ابن سباق بْنِ زَيْدِ بْنِ يَعْلَى بْنِ أَبِي عَمْرَةَ بْنِ حِزَامٍ الْعِذَريُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هِلالٍ مُبينَ بْنَ قُطْبَةَ يُحَدِّثُ قَالَ: سَمِعْتُ مَخْرَمَةَ بْنَ حَكِيمٍ الْعُذْرِيَّ يَقُولُ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَكَرَ قِصَّةَ أُكَيْدِرِ دُومَةِ الجندل، وفي آخره: ودعا له [1] .
(2537) مدرك أَوْ مدلوك، أَبُو سُفْيَان الفزاري،
مولى لهم. أسلم مَعَ مواليه حين قدموا عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسح رأسه فلم يشب منه موضع يد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.
(2538) مدعم العبد الأسود،
مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كَانَ عبدًا لرفاعة بْن زيد بْن وهب الجذامي الضبي [2] ، فأهداه إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واختلف هل أعتقه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ مات عبدًا، وخبره مشهور بخيبر، وَهُوَ الَّذِي غل الشملة يوم خيبر، وجاء فِي الحديث إن الشملة لتشتعل عَلَيْهِ نارًا. وقتل بخيبر، أصابه سهم غرب [3] فقتله. حديثه عند مالك وغيره. وقد قيل: إن العبد الأسود غير مدعم، وكلاهما قتل بخيبر.
والله أعلم.
(2539) مدلاج بْن عَمْرو السلمي.
أحد حلفاء بني عبد شمس. ويقال مدلج بْن عَمْرو. شهد بدرًا هُوَ وأخواه: مالك بْن عَمْرو، وثقف بْن عَمْرو، وشهد مدلاج سائر المشاهد مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم توفي سنة خمسين. ومن أهل الحديث من يقول فيه مدلج.
__________
[1] هذه الترجمة في أجاءت هكذا: مخيس بن حكيم العذري. روى عنه أبو هلال- روى عن مخيس بن حكيم عن النبي صلى الله عليه وسلم قصة أكيدر دومة الجندل. قال في أسد الغابة:
أو هو بالحاء المهملة والباء المعجمة بواحدة.
[2] في أ: ثم الضبيبى.
[3] في الإصابة، أ: سهم حائر.(4/1468)
(2540) مرحب أَوْ أَبُو مرحب.
يعد فِي الكوفيين من الصحابة. روى عنه الشعبي، هكذا قَالَ عَلَى الشك قَالَ: حدثني مرحب أَوْ أَبُو مرحب، قَالَ: كأني أنظر إليهم فِي قبر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعة: علي، والفضل، وعبد الرحمن ابن عوف، وأسامة بْن زيد أَوْ عباس، هكذا قَالَ زهير عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْن أبي خالد، عَنِ الشعبي، عَنْ أبي مرحب. وَقَالَ الثوري. عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشعبي، عَنْ أبي مرحب- ولم يشك. وهكذا قال ابن عيينة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشعبي، عَنْ أبي مرحب- ولم يشك واختلفوا عَلَى إِسْمَاعِيل بْن أبي خالد، عَنِ الشعبي فِي اسمه كما ترى، وليس يوجد أن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف كَانَ معهم إلا من هَذَا الوجه. وأما ابْن شهاب فروى عَنِ ابْن المسيب قَالَ: إنما دفنه الَّذِينَ غسلوه، وكانوا أربعة: علي، والفضل، والعباس، وصالح شقران، قَالَ: ولحدوا له ونصبوا عَلَيْهِ اللبن نصبًا.
وروى صالح مولى التوأمة، عَنِ ابْن عباس مثل حديث ابْن شهاب، عَنْ سَعِيد بْن المسيب. وقد قيل: إنه نزل معهم فِي القبر خولى بْن أوس الأَنْصَارِيّ، وَكَانَ ابْن شهاب يفتي بأن يدخل القبر كم شئت وَهُوَ قول الفقهاء.
(2541) مرزوق الصيقل
مولى الأنصار. له صحبة، صقل سيف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وزعم أن قبيعته كانت فضة. فِي إِسْنَادِ حَدِيثِهِ لِينٌ. رَوَى عَنْهُ أَبُو الْحَكَمِ الصَّيْقَلُ الْحِمْصِيُّ، [حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا بَكْرٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَابِقِ بْنِ الأَزْرَقِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ مَرْزُوقًا يَقُولُ: صَقَلْتُ سَيْفَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ذو الْفِقَارِ ... الْحَدِيثُ. كَذَا قَالَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الحكم [1]]
__________
[1] من أ.(4/1469)
(2542) مران بْن مالك [1] .
هكذا قَالَ ابْن إِسْحَاق. وَقَالَ ابْن شهاب: مروان بْن مالك، ذكراه فيمن أوصى له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم من النفر الداريين من حيبر.
(2543) المرزبان [1] بْن النعمان بْن امرئ القيس بْن عمرو المقصور بن حجر
آكل المرار، وقد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكره الطبري.
(2544) مري [1] بْن سنان بْن ثعلبة.
شهد أحدًا والمشاهد بعدها- قاله العدوي.
وابنه ثابت بْن مري، وقد علقناه في باب ثابت من هَذَا الكتاب. وذكر العدوي والواقدي أن مري بْن سنان ربيب سمرة بْن جندب.
(2545) مزرد بْن ضرار المري [2]
أخو الشماخ الشاعر، واسمه يَزِيد، واسم أخيه الشماخ معقل [3] ، قدم مزرد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فأنشده:
تعلم رَسُول اللَّهِ أنا كأننا ... أفأنا بأنمار ثعالب ذي عسل
تعلم رَسُول اللَّهِ لم أر مثلهم ... أحن [4] عَلَى الأدنى وأحرم [5] للفضل
وأنمار رهطه، وكان يهجو [هم، وزعموا أنه كَانَ يهجو [6]] أضيافه.
(2546) مزيدة العبدي،
من عبد القيس. هُوَ جد هود [العصري] [6] العبدي.
روى أن قبيعة سيف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانت فضة. وإسناده ليس بالقوي، ولمزيدة العبدي أَيْضًا حديث آخر أنّ رسول اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عقد رايات الأنصار وجعلها صفرًا. روى عنه ابْن ابنه هود بْن عبد الله بن مزيدة.
(2647) مسافع به عياض بْن صخر بْن عامر بْن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي [7] .
له صحبة، ولا أحفظ له رواية. قال الزبيري والعدوي
__________
[1] هذه الترجمات الثلاث من اوحدها.
[2] في ى: البري. والمثبت من أ. وفي الإصابة: الغطفانيّ الثعلبي. وفي أسد الغابة:
الغطفانيّ الذبيانيّ الثعلبي.
[3] في أ: مغفل.
[4] في أ: آجر.
[5] في الإصابة: وأقرب.
[6] من أ.
[7] في ى: التميمي.(4/1470)
جميعًا: يَزِيد بعضهما عَلَى بعض فِي الشعر، قَالا: كَانَ مسافع بْن عياض شاعرًا محسنًا، فتعرض لهجاء حسان بْن ثابت، ففيه يقول حسان بن ثابت [1] :
يَا آل تيم ألا تنهون جاهلكم [2] ... قبل القذاف بصم كالجلاميد
فنهنهوه فإني غير تارككم ... إن عاد مَا اهتز ماء فِي ثرى عود
لو كنت من هاشم أَوْ من بني أسد ... أَوْ عبد شمس أَوْ أصحاب اللوا الصيد
أَوْ من بني نوفل أَوْ ولد [3] مطلب ... للَّه درك لم تهمم بتهديدي
أَوْ من بني زهرة الأبطال قد عرفوا ... أَوْ من بني جمح الخضر الجلاعيد [4]
أَوْ فِي الذؤابة من تيم إذا انتسبوا ... أَوْ من بني الحارث البيض الأماجيد
لولا الرسول فإني لست عاصيه ... حَتَّى يغيبني فِي الرمس ملحودي
وصاحب الغار إني سوف أحفظه ... وطلحة بْن عبيد اللَّه ذو [5] الجود
أنشدها العدوي:
يَا آل تيم أما تنهوا سفيهكم ... قبل القذاف بأمثال الجلاميد
وفيها:
أو في الذؤابة من قوم أولي حسب ... ولم تصبح اليوم نكسًا [6] مائل العود
[ويروى: مائل الجيد. ويروى: نكسا ثانى الجيد. وللزبير] [7] :
لكن سأصرفها عنكم فأعدلها ... لطلحة بْن عبيد الله ذي الجود
(2548) المستورد بْن شداد بْن عَمْرو الفهري القرشي.
سكن الكوفة، ثم سكن مصر. روى عنه أهل الكوفة وأهل مصر. روى ابْن وهب عَنِ ابْن لهيعة، عَنْ يَزِيد بْن عَمْرو المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن المستورد بن
__________
[1] ديوانه: 135.
[2] في الديوان: ألا ينهى سفيهكم.
[3] في الديوان: رهط.
[4] في الديوان: أو من بنى جمح البيض المناجيد.
[5] في ى: ذي.
[6] في أ: هابل.
[7] من أ.(4/1471)
شداد، قَالَ: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخلل أصابع رجليه فِي وضوئه. قَالَ ابْن وهب: فحدثت مالكًا بحديث المستورد هَذَا، فَقَالَ: مَا سمعنا به.
قَالَ ابْن وهب: ثم كَانَ مالك يعمل به إِلَى أن مات. يقال: إنه كَانَ غلامًا يوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه سمع منه، ووعى عنه. روى عنه من الكوفيين قيس بْن أبي حازم. ومن المصريين علي بْن رباح، وأبو عَبْد الرَّحْمَنِ الحبلي، وجريج بْن أبي عَمْرو. وروى عنه حارثة بْن وهب، وعَبْد الرَّحْمَنِ بْن جبير.
(2549) مسروق بْن وائل الحضرمي
قدم عَلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في وفد حضرموت فأسلموا.
(2550) مسطح بْن أثاثة بْن عباد بْن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي.
يكنى أبا عباد. وقيل: أبا عَبْد اللَّهِ، وأمه سلمى بنت صخر بْن عامر ابْن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، وهي ابنة خالة أبي بكر الصديق.
وقيل: أم مسطح بنت أبي رهم بن المطلب بْن عبد مناف، وأمها رائطة بنت صخر بْن عامر، خالة أبي بكر الصديق. شهد بدرًا، ثم خاض فِي الإفك عَلَى عائشة رضي اللَّه عنها، فجلده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيمن جلد فِي ذلك، وَكَانَ أَبُو بَكْر ينفق عَلَيْهِ فأقسم [1] ألا ينفق عليه، فنزلت [2] : وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ ... 24: 22 الآية. ويقال: مسطح لقب، واسمه عوف بْن أثاثة.
توفي سنة أربع وثلاثين، وَهُوَ ابْن ستّ وخمسين سنة. وقد قيل:
__________
[1] في أ: فتألى.
[2] سورة النور، آية 22.
(ظهر الاستيعاب ج 4- م 2)(4/1472)
شهد مسطح صفين، وتوفي سنة سبع وثلاثين، وقد ذكرناه [1] في باب من اسمه عوف من العين فِي هَذَا الكتاب، والحمد للَّه.
(2551) مشرح [2] ،
وفد إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخرج معه بأخيه لأمه، يقال له مطر بْن هلال بْن عروة، ومعهم الأشج، وَكَانَ اسمه منذر بْن عائذ.. فذكر الحديث عنه
(2552) مشرح الأشعري،
له صحبة، لم يرو عنه غير ابنته. من حديثه قَالَ:
رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قص. أظفاره وجمعها ثم دفنها حديثه عند مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن مسمول المكي، عَنْ عبيد اللَّه بْن سلمة بْن وهرام، عَنْ أبيه، عَنْ ميل بنت مسرح، عَنْ أبيها، هكذا ذكره الدار قطنى: مسرح وَقَالَ غيره: مشرح.
(2553) مصعب بْن عمير بْن هاشم بْن عبد مناف بْن عبد الدار بْن قصي القرشي العبدري.
يكنى أبا عَبْد اللَّهِ. كَانَ من جلة الصحابة وفضلائهم، وهاجر إِلَى أرض الحبشة فِي أول من هاجر إليها، ثم شهد بدرًا، ولم يشهد بدرًا من بني عبد الدار إلا رجلان: مصعب بْن عمير، وسويبط بْن حرملة، ويقال ابْن حريملة. وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد بعث مصعب بْن عمير إِلَى المدينة قبل الهجرة بعد العقبة الثانية يقرئهم القرآن ويفقههم فِي الدين، وَكَانَ يدعى القارئ والمقرئ. ويقال: إنه أول من جمع الجمعة بالمدينة قبل الهجرة.
قَالَ البراء بْن عازب: أول من قدم علينا المدينة من المهاجرين
__________
[1] صفحة 1223.
[2] ليست هذه الترجمة في أ، وفي الإصابة وأسد الغابة: مشمرح.(4/1473)
مصعب بْن عمير أخو بني عبد الدار بن قصي، ثم أتانا بعده عمرو بن أم مكتوم، ثم أتانا بعده عمار بْن ياسر، وسعد بْن أبي وقاص، وابن مَسْعُود، وبلال، ثم أتانا عُمَر بْن الْخَطَّابِ فِي عشرين راكبًا، ثم هاجر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقدم علينا مَعَ أبي بكر. وقتل مصعب بْن عمير يوم أحد شهيدًا، قتله ابْن قميئة الليثي فِيمَا قَالَ ابْن إسحاق، وَهُوَ يومئذ ابْن أربعين سنة أَوْ أزيد شيئا. ويقال: إن فيه نزلت وفي أصحابه يومئذ [1] :
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ: رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا الله عَلَيْهِ ... 33: 23. الآية أسلم. بعد دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم.
ذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قال: كان مصعب ابن عُمَيْرٍ فَتَى مَكَّةَ شَبَابًا وَجَمَالا وَتَيْهًا، وَكَانَ أَبَوَاهُ يُحِبَّانِهِ، وَكَانَتْ أُمُّهُ تَكْسُوهُ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ مِنَ الثِّيَابِ، وَكَانَ أَعْطَرَ أَهْلِ مَكَّةَ، يَلْبَسُ الْحَضْرَمِيَّ مِنَ النِّعَالِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُهُ وَيَقُولُ: مَا رَأَيْتُ بِمَكَّةَ أَحْسَنَ لِمَّةً، وَلا أَرَقَّ حُلَّةً، وَلا أَنْعَمَ نِعْمَةً مِنْ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ. فَبَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو إِلَى الإِسْلامِ فِي دَارِ الأَرْقَمِ فَدَخَلَ، فَأَسْلَمَ، وَكَتَمَ إِسْلامَهُ خَوْفًا مِنْ أُمِّهِ وَقَوْمِهِ، فَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِرًّا، فَبَصُرَ بِهِ عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ يُصَلِّي، فَأَخْبَرَ بِهِ قَوْمَهُ وَأُمَّهُ، فأخذوه فحبسوه، فَلَمْ يَزَلْ مَحْبُوسًا إِلَى أَنْ خَرَجَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ.
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ [قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ [2]] بْنُ بُكَيْرٍ [3] التَّمَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ خَبَّابٍ، قَالَ: قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عمير يوم أحد، ولم يكن
__________
[1] سورة الأحزاب، آية: 23.
[2] ليس في أ.
[3] في أ: بكر.(4/1474)
لَهُ إِلا نَمِرَةٌ، كُنَّا إِذَا غَطَّيْنَا [بِهَا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلاهُ، وَإِذَا غَطَّيْنَا] [1] رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأْسُهُ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: غَطُّوا بِهَا رَأْسَهُ، وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلَيْهِ مِنَ الإِذْخَرِ. ولم يختلف أهل السير أن راية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم بدر ويوم أحد كانت بيد مصعب بْن عمير، فلما قتل يوم أحد أخذها عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ. كناه الهيثم بن عدي أبا عبد الله.
(2554) مطر بن عكامس السلمي،
من بني سليم بْن منصور معدود فِي الكوفيين، له حديث واحد ليس له غيره. لم يرو عنه غير أبي إِسْحَاق السبيعي. حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: إذا قضى اللَّه لعبد أن يموت [2] بأرض جعل له إليها حاجة. وقد روى هَذَا اللفظ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حديث أبي المليح، عَنْ أبي عروة الهذلي. وَقَالَ عُثْمَان بْن سعيد الدارميّ: قلت ليحيى ابن معين: مطر بْن عكامس لقي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لا أعلمه روى عنه غير هذا الحديث.
(2555) مطر بْن هلال العنزي [3] .
كَانَ فِي الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [من عبد القيس. يَقُولُ أَبُو عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَطَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَنزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي امْرَأَةٌ مِنْ عَبْدِ الْعَنزِ يُقَالُ لَهَا أُمُّ أَبَانِ بِنْتِ الواضع عن جدها الزارع ابن عَامِرٍ أَنَّهُ خَرَجَ وَافِدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم] [4] ، وخرج معه [5] بن
__________
[1] من أ.
[2] في أ: ميتة عبد بأرضه.
[3] في ى: والإصابة: الغنوي.
[4] من أ.
[5] في أ: وخرج معه بأخ من أمه يقال له مطر بن هلال بن عنزة ومعه الأشج واسمه المنذر بن عائذ. وذكر الحديث. ذكره ابن أبى خيثمة في تاريخه.(4/1475)
مَجْنُونٌ لِيَدْعُوَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَذْهَبَ مَا بِهِ، رَوَاهُ ابْنُ أَبِي خيثمة بإسناده عن الزارع.
(2556) مطيع بْن الأسود بْن حارثة بْن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بْن كعب القرشي العدوي،
كَانَ اسمه العاص فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مطيعًا، وَقَالَ لعمر بْن الخطاب: إن ابْن عمك العاص ليس بعاص، ولكنه مطيع. روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ بْن مطيع، وروى فِي تسمية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياه مطيعًا خبر رواه أهل المدينة: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جلس عَلَى المنبر وَقَالَ للناس: اجلسوا، فدخل العاص بْن الأسود، فسمع قوله اجلسوا فجلس. فلما نزل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاء العاص فَقَالَ له رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: يا عاص، ما لي لم أرك فِي الصلاة؟ فَقَالَ: بأبي أنت وأمي يَا رَسُولَ اللَّهِ! دخلت فسمعتك تقول: اجلسوا فجلست حيث انتهى إِلَى السمع.
فَقَالَ: لست بالعاصي، ولكنك مطيع، فسمي مطيعًا من يومئذ. قَالُوا: ولم يدرك من العصاة من قريش الإسلام أحد غير مطيع ابن الأسود هَذَا أسلم يوم فتح مكة، وَهُوَ من المؤلفة قلوبهم، وأوصى إِلَى الزُّبَيْر بْن العوام، ومات فِي خلافة عُثْمَان رضي اللَّه عنه. من حديثه أنه سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لا يقتل قرشي صبرًا بعد اليوم- يعني بعد فتح مكة. وَقَالَ العدوي: وَهُوَ أحد السبعين الَّذِينَ هاجروا من بني عدي وَهُوَ والد عَبْد اللَّهِ بْن مطيع، وسليمان بْن مطيع، وله بنون كثير فأما سُلَيْمَان فقتل يوم الجمل مَعَ عائشة. وأما عَبْد اللَّهِ بْن مطيع فهو الَّذِي كَانَ أمير الناس يوم الحرة. قَالَ بعضهم: أمره جميع أهل المدينة(4/1476)
عَلَى أنفسهم حين أخرجوا بني أمية عَنِ المدينة. وقال الواقدي: إنما كان ميرا عَلَى قريش دون غيرهم [1] .
(2557) مظهر بْن رافع،
أخو ظهير بْن رافع لأبيه وأمه، وهما عما رافع بْن خديج، لهما صحبة روى عنهما ابْن أخيهما رافع بْن خديج، شهد أحدا مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وأدرك خلافة عُمَر بْن الْخَطَّابِ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَقْبَلَ مُظَهِّرُ بْنُ رَافِعٍ الْحَارِثِيُّ بِأَعْلاجٍ مِنَ الشَّامِ لِيَعْمَلُوا لَهُ فِي أَرْضِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ خَيْبَرَ أَقَامَ بِهَا ثَلاثًا، فَحَرَّضَتْ يَهُودُ الأَعْلاجَ عَلَى قَتْلِ مُظَهِّرٍ، وَدَسُّوا لَهُمْ بِسِكِّينَيْنِ أَوْ ثلاثًا، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ خَيْبَرَ وَثَبُوا عَلَيْهِ فَبَعَجُوا بَطْنَهُ، فَقَتَلُوهُ ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى خَيْبَرَ فَزَوَّدَتْهُمْ يَهُودُ وَقَوَّتْهُمْ [2] حَتَّى لَحِقُوا بِالشَّامِ، وَجَاءَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ الْخَبَرُ بِذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي خَارِجٌ إِلَى خَيْبَرَ وَقَاسِمٌ مَا كَانَ لَهَا مِنَ الأَمْوَالِ، وَحَادٌّ لَهَا وَحُدُودِهَا، وَمُجْلِي الْيَهُودَ مِنْهَا، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُمْ: أُقِرُّكُمْ مَا أَقَرَّكُمُ اللَّهُ، وَقَدْ أذن الله في إجلائهم، ففعل ذلك بهم.
(2558) معرض بْن علاط السلمي،
أخو الحجاج بْن علاط السلمي. قتل يوم الجمل، لا أعلم له رواية، هكذا ذكره جماعة من أهل السير والأخبار، وكذلك ذكره ابْن المبارك عَنْ جرير بن حازم، وكذلك ذكر الطبري،
__________
[1] قال ابن الدباغ: وقع إلى حديث فيه: أن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر وعبد الله بْن عمرو بن العاص ورجل آخر- نسيته- كان اسم كل واحد منهم العاص فسماه رسول الله عبد الله- الثالث الّذي نسيه: هو عبد الله بن الحارث ابن جزء. روى الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال توفى رجل ممن قدم على رسول الله (ص) فقال لي رسول الله (ص) وهو عند القبر: ما اسمك؟ قلت: العاص. وقال لابن عمر: ما اسمك؟
قال: العاص. وقال لابن عمرو بن العاص: ما اسمك؟ قال: العاص. فقال رسول الله (ص) :
أنتم عبيد الله: أنزلوا عبيد الله. فنزلنا فوارينا صاحبنا ثم خرجنا من القبر وقد بدلت أسماؤنا (من أ) .
[2] في أ: وقوتهم.(4/1477)
عَنْ شيوخه عَنْ جرير، قَالَ: قتل المعرض بْن علاط يوم الجمل، فَقَالَ أخوه الحجاج بن علاط:
ولم أر يومًا كَانَ أكثر ساعيًا ... بكف شمال فارقتها يمينها
وذكر الدَّوْلابِيّ. عَنْ أشياخه، عَنْ علي بْن مجاهد، عَنِ ابْن إِسْحَاق:
أن معرض بْن حجاج بْن علاط السلمي أصيب يوم الجمل، فبكاه أخوه نصر ابن الحجاج بن علاط فقال:
لقد فزعت [1] نفسي لذكرى معرضًا ... وعيناي جادت بالدموع شئونها
فأصبحت من فيض القوارع مرتوي [2] ... وفارق نفسي حبها وأمينها
وكنت كأني منه فِي فرع طلحة ... تلفع دوني شوكها وغصونها
هكذا قَالَ ابن إسحاق والله أعلم. وذكره الدار قطنى فَقَالَ: معرض بْن الحجاج بْن علاط أمه أم شيبة [3] بنت أبي طلحة، قتل يوم الجمل فَقَالَ فيه أخوه نصر بْن الحجاج بن علاط:
لقد فزعت [1] نفسي لذكرى معرضًا ... وعيني جادت بالدموع شئونها
وللحجاج بْن علاط أشعار منها مَا يمدح به على بن أبى طالب.
(2559) معيقيب بْن أبي فاطمة
مولى سَعِيد بْن العاص، هكذا ذكره موسى ابن عُقْبَةَ، عَنِ ابْن شهاب، قَالَ: ويزعمون أنه من دوس. وَقَالَ غيره: هُوَ دوسي حليف لآل سَعِيد بْن العاص. أسلم معيقيب قديمًا بمكة وهاجر منها إِلَى أرض الحبشة الهجرة الثانية، وأقام بها حَتَّى قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة. قيل: إنه قدم عَلَيْهِ فِي السفينتين وَهُوَ بخيبر. وقيل: قدم عليه قبل
__________
[1] في أ: فرعت.
[2] في أ: فأصبحت قد فض القوارع مروتي.
[3] في أ: سوكة.(4/1478)
ذلك. وَكَانَ عَلَى خاتم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستعمله أَبُو بَكْر وعمر عَلَى بيت المال، وَكَانَ قد نزل به داء الجذام فعولج منه بأمر عُمَر بْن الْخَطَّابِ بالحنظل، فتوقف أمره.
وتوفي آخر خلافة عُثْمَان. وقيل: بل توفي سنة أربعين فِي آخر خلافة علي وَهُوَ قليل الحديث، وروى عنه أَبُو سلمة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ويل للأعقاب من النار. وروى عنه حديث آخر مرفوع فِي مسح الحصى. وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ ابْنِهِ إِيَاسُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ، [حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ مَوْلَى مُعَيْقِيبٍ. قَالَ: قُلْتُ لِمُعَيْقِيبٍ: مَا لِيَ لا أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُكَ؟ فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَمِنْ أَقْدَمِهِمْ صُحْبَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكِنَّ كَثْرَةَ الصَّمْتِ خَيْرٌ مِنْ كَثْرَةِ الكلمة] [1] .
(2560) مغفل بْن عبد غنم.
ويقال: ابْن عبد نهم بْن عفيف بْن أسحم. وَكَانَ ابْن الكلبي يقول فِي أسحم سحيم بْن ربيعة بْن عدي المزني، ومزينة هم ولد عُثْمَان ابن عمرو بن أدّ بن طانحة، نسبوا إلى أمهم مزينة بنت كلب بن وبرة [2] . هو والد عَبْد اللَّهِ بْن مغفل، مات بطريق مكة قبل أن يدخلها، وذلك سنة ثمان من الهجرة عام الفتح وقبل الفتح بقليل. ذكر ذلك الطبري. ومغفل هَذَا هُوَ أخو [3] عبد الله ذي البجادين المزني.
__________
[1] من أ: وحدها.
[2] في أ: مرة.
[3] في الإصابة: هو عم عبد الله.(4/1479)
(2561) المقداد بْن الأسود،
نسب إِلَى الأسود بْن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بْن زهرة الزهري، لأنه كَانَ تبناه وحالفه في الجاهلية، فقيل المقداد ابن الأسود، وَهُوَ المقداد بْن عَمْرو بْن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة ابن مطرود بن عمرو بن سعد الهراويّ [1] ، من بهراء بن عمرو بن الحاف ابن قضاعة. وقيل: بل هُوَ كندي من كندة.
[نسبه الدار قطنى إِلَى سعد، وزاد ابْن دهير بْن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد ابن أبي أهون بْن فائش بْن دريم بْن القين بْن أهود بْن بهراء، عَنْ أبي سعد اليشكري، عَنِ ابْن حبيب، عَنْ هشام بْن الكلبي وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: سعد بْن زهير بالزاي بْن ثور بْن ثعلبة بْن مالك بْن الشريد بْن هزل بْن فائش بْن دريم بْن القين بْن أهود بْن بهراء بْن عَمْرو بْن الحاف بْن قضاعة. وَقَالَ ابْن هشام:
ويقال هزل بْن فائش بْن در. ودهير بْن ثور آخرها] [2] .
وَقَالَ أَحْمَد بْن صالح المصري: المقداد حضرمي، وحالف أبوه كندة فنسب إليها، وحالف هُوَ بني زهرة، فقيل الزهري لمخالفته الأسود بْن عبد يغوث الزهري، وتبناه الأسود، فقيل: المقداد بْن الأسود بالتبني، وأبوه الَّذِي ولده عَمْرو بْن ثعلبة، فهو المقداد بْن عَمْرو.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: قد قيل إنه كَانَ عبدًا حبشيًا للأسود بْن عبد يغوث، فتبناه قبل إسلامه، واستلحقه، والأول أصح وأكثر. ولا يصح قول من قَالَ فيه:
إنه كَانَ عبدًا، والصحيح أنه بهراوي، من بهراء، يكنى أبا معبد. وقيل أبا الأسود، كَانَ قديم الإسلام، ولم يقدر [3] عَلَى الهجرة ظاهرا، فأتى مع المشركين
__________
[1] في البهراني. وفي الإصابة: النهراني. وانظر الطبقات: 2- 114.
[2] من أ: وحدها.
[3] في أ: ولم يقدم.(4/1480)
من قريش هُوَ وعتبة بْن غزوان ليتوصلا بالمسلمين، فانحازا إليهم، وذلك فِي السرية التي بعث فِيهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبيدة بْن الحارث إِلَى ثنية المرة، فلقوا جمعًا من قريش عليهم عكرمة بْن أبي جهل، فلم يكن بينهم قتال، غير أن سعد بْن أبي وقاص رمى يومئذ بسهم فكان أول سهم رمي به فِي سبيل اللَّه، وهرب عتبة بْن غزوان، والمقداد بْن الأسود يومئذ إِلَى المسلمين، وشهد المقداد فِي ذلك العام بدرًا، ثم شهد المشاهد كلها.
قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ [زِرٍّ] [1] ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ الإِسْلامَ سَبْعَةٌ، فَذَكَرَ مِنْهُمُ الْمِقْدَادَ.
وَكَانَ من الفضلاء النجباء الكبار الخيار من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَى فِطْرُ [2] بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُلَيْلٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلا أُعْطِيَ سَبْعَةَ نُجَبَاءَ وَوُزَرَاءَ وَرُفَقَاءَ، وَإِنِّي أعطيت أربعة عشر: حمزة، وجعفر، وأبو بكر، وَعُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَالْحَسَنُ، وَالْحُسَيْنُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَحُذَيْفَةُ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَالْمِقْدَادُ، وَبِلالٌ. وشهد المقداد فتح مصر، ومات فِي أرضه بالجرف، فحمل إلى المدينة ودفن بها، وصلى عَلَيْهِ عُثْمَان بْن عفان سنة ثلاث وثلاثين. وَرَوَى عَنْهُ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ: طَارِقُ بْنُ شِهَابٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ [3] ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَمِثْلُهُمْ. وَرَوَى طَارِقُ بْنُ شِهَابٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَقَدْ شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدَادِ مَشْهَدًا لأَنْ أَكُونَ صَاحِبَهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشمس،
__________
[1] من أ.
[2] في أ: فطن.
[3] في أ: الخباب.(4/1481)
وَذَلِكَ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَذْكُرُ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا وَاللَّهِ لا نَقُولُ لَكَ كَمَا قال أصحاب موسى لموسى: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ. 5: 24 وَلَكِنَّنَا نُقَاتِلُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْكَ وَمِنْ خَلْفِكَ، وَعَنْ يَمِينِكَ وَعَنْ شِمَالِكَ [1] . قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشْرِقُ وَجْهُهُ لِذَلِكَ، وَسَرَّهُ وَأَعْجَبَهُ وتوفي المقداد وَهُوَ ابْن سبعين سنة.
وَرَوَى سُلَيْمَانُ وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنَا بريدة عن أبيهما، قال. قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي بِحُبِّ أَرْبَعَةٍ مِنْ أَصْحَابِي، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: عَلِيٌّ، وَالْمِقْدَادُ، وَسَلْمَانُ، وَأَبُو ذَرٍّ. وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ سلمة، عن ثابت، عن أنس أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلا يَقْرَأُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ، فَقَالَ: أَوَّابٌ. وَسَمِعَ آخَرَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَقَالَ: مِرَاءٌ، فَنَظَرَ [2] فَإِذَا الأَوَّلُ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو. وَذَكَرَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سُلَيْمَانَ ابْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَارِقٍ، عَنِ الْمِقْدَادِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلْنَا الْمَدِينَةَ عَشَّرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةً عَشَرَةً فِي كُلِّ بَيْتٍ. قَالَ: فَكُنْتُ فِي الْعَشَرَةٍ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يَكُنْ لَنَا إِلا شَاةٌ نَتَجَزَّى لَبَنَهَا
(2562) المقدام بن معديكرب بن عمرو بن يزيد بن معديكرب بْن عَبْد اللَّهِ بْن وهب بْن ربيعة بن الحارث بن معاوية بن ثور بن عفير الكندي.
أَبُو كريمة. وقيل:
أَبُو صالح. وقيل أَبُو يَحْيَى، وَهُوَ أحد الوفد الَّذِينَ وفدوا على رسول الله صلى
__________
[1] في أ: يسارك.
[2] في أ: فنظروا.(4/1482)
الله عليه وسلم من كندة. بعد فِي أهل الشام. وبالشام مات سنة سبع وثمانين، وَهُوَ ابْن إحدى وتسعين سنة. روى عنه سليم بْن عامر الخبائري، وخالد بْن معدان، والشعبي، وأبو عامر الهوزني، أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي عوف الجرشي، وحبيب بْن عبيد، وراشد بْن سعد، وجماعة من التابعين بالشام. [مذكور فيمن نزل حمص. عاش إِلَى خلافة عبد الملك، ويقال: إِلَى خلافة ابنه الوليد- قاله ابن عيسى] [1]
(2563) مقنع،
رجل مذكور فِي الصحابة. شهد القادسية. قَالَ أَبُو حاتم الرازي: له صحبه، هُوَ المقنع بْن الحسين، وقد ذكرناه فيمن تقدم.
(2564) مكنف [2] الحارثي،
روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن أبي بكر بْن حزم أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطى محيصة بْن مَسْعُود ثلاثين وسقًا من شعير وثلاثين وسقًا من تمر. يعد فِي أهل المدينة.
(2565) ملحان بْن شبل البكري،
هُوَ والد عبد الملك بْن ملحان. ويقال:
إنه والد قتادة بْن ملحان القيسي، يختلفون فيه. له حديث واحد فِي صيام الأيام البيض. حديثه عند شعبة، عَنْ أنس بْن سيرين، واختلف عَلَى شعبة فِي ذلك، وعلى أنس بْن سيرين أَيْضًا، فَقَالَ أَبُو الوليد الطيالسي وغيره: عَنْ شعبة، عَنْ أنس بْن سيرين، عَنْ عبد الملك بْن ملحان، عَنْ أبيه. وَقَالَ يَزِيد بْن هارون: عَنْ شعبة، عَنْ أنس بْن سيرين، عَنْ عبد الملك بْن منهال، عَنْ أبيه. قَالَ يَحْيَى بْن معين:
هَذَا خطأ، والصواب عبد الملك بْن ملحان، عَنْ أبيه كما قَالَ الطيالسي وغيره.
وقد روى هَذَا الحديث همام، عَنْ أنس بْن سيرين، قَالَ: حدثني عبد الملك ابن قتادة بْن ملحان القيسي، عَنْ أبيه، عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث
__________
[1] من اوحدها.
[2] بوزن محسن (القاموس) .(4/1483)
شعبة فِي الأيام البيض، وَهُوَ أَيْضًا خطأ، والصواب مَا قَالَ شعبة. والله أعلم.
وليس همام ممن يعارض به شعبة.
(2566) الملقع بْن الحصين [بْن يَزِيد بْن شبيل [1]] التميمي السعدي
ويقال فيه المنقع [بْن الحصين بْن يَزِيد بْن شبل [2]] بالنون والقاف. والله أعلم هل هُوَ الملفع باللام والفاء أَوِ المنقع بالنون والقاف. وَقَالَ أَبُو حاتم الرازي:
المنقع له صحبة. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِم بْن أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير، فذكر له حديثًا فِي النهي عَنِ الكذب عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلًا بإسناد ليس بالثابت، والأحاديث الصحاح عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لغيره والحمد للَّه. له حديث واحد، وليس إسناده بالقوي. شهد القادسية، ثم قدم البصرة واختط بها دارًا. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حدثنا أحمد ابن زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سَيْفُ [3] بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بْنُ بَشِيرٍ [4] الْبُرْجُمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَزْعُ، قَالَ سَيْفٌ: أظنه شهد القادسية. عن المنفع قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بِصَدَقَةِ إِبِلِنَا، فَقَالَ:
اللَّهمّ لا أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَكْذِبُوا عَلَيَّ. قَالَ الْمُنْقَعُ: فَلَمْ أُحَدِّثْ بِحَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا حَدِيثًا نَطَقَ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وجل أو جرت به سنّة.
(2567) منيل بن وبرة بن خالد بن العجلان الأنصاري،
من بني عوف بن الخزرج شهد بدرا وأحدا.
(2568) منبه والد يَعْلَى بْن منبه [5]
اختلف فِي حديثه. روى عن النبيّ صلى
__________
[1] من أ: وحدها وفي الإصابة سماه مقنع. وكذلك في الطبقات.
[2] ساقط من أ.
[3] في أ: يوسف.
[4] في ى: بشر.
[5] كذا وهم فيه أبو عمر، وصوابه آمية- تجريد (هامش ى) .(4/1484)
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الَّذِي أحرم بعمرة وعليه جبة، وَهُوَ متخلق بالخلوق، فأمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن ينتزع الجبة ويغسل أثر الخلوق [1] .
(2569) منتشر،
والد مُحَمَّد بْن المنتشر. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى عنه ابنه مُحَمَّد بْن المنتشر، هُوَ جد إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن المنتشر. قَالَ ابْن أبي حاتم: قلت لأبي: رأى المنتشر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لا أدري.
وقد روى عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: لا تصح عندي للمنتشر هَذَا صحبة ولا رواية. وحديثه مرسل. وَهُوَ المنتشر بْن الأجدع، أخو مسروق ابن الأجدع فيما ذكر الدار قطنى، وذكر من روى عن ابنه محمد [و] عن [ابْن] [2] ابنه إِبْرَاهِيم.
(2570) منجاب بْن راشد الناجي،
أخو الحريث [3] بن راشد ذكره سيف والمدائني فيمن استعمل عَلَى كور فارس فِي خلافة عُثْمَان ممن لقي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فآمن به هُوَ وأخو الحريث بْن راشد، وكانا عثمانيين، وهربا من علي حين حكم الحكمين.
(2571) المنيذر الإفريقي،
روى عنه أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ الحبلي، قَالَ: حدثني المنذر وَكَانَ يسكن إفريقية وَكَانَ صاحبًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أنه سمع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من قَالَ رضيت باللَّه ربّا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا- فأنا الزيم له، فلآخذن بيده فلأدخلنه الجنة. حديثه عند رشدين بْن سعد عَنْ حيي بْن عَبْد اللَّهِ، عَنْ أبي عَبْد الرَّحْمَنِ الحبلي، عَنْ منيذر [4] صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. كان يسكن إفريقية.
__________
[1] في هامش أ: هذا وهم الحديث مشهور في الصحيح ليعلى بن أمية ويقال وابن منبه ينسب إلى أبيه مرة وإلى أمه مرة. فتصحف من منية اسم امرأة منبه اسم رجل.
[2] من أ.
[3] في أ: الخريت.
[4] ويقال فيه المنذر.(4/1485)
(2572) منفعة،
رجل مذكور فِي الصحابة، روى عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم.
روى عنه ابنه كليب بْن منفعة.
(2573) المنكدر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الهدير القرشي التيمي.
والد مُحَمَّد بْن المنكدر وإخوته. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حديثه مرسل عندهم، ولا يثبت له صحبة، ولكنه ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2574) المنهال.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم فِي صيام الأيام البيض- قاله يَزِيد بْن هارون، عَنْ شعبة، عَنْ أنس بْن سيرين، عَنْ عبد الملك بْن منهال، عَنْ أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو خطأ عند أهل العلم بالحديث، والصواب عندهم فيه ملحان، وقد ذكرناه.
(2575) منيب الأزدي،
أَبُو أيوب. له صحبة، وَهُوَ معدود فِي أهل الشام، حديثه عند ابْن ابنه منيب بْن مدرك بْن منيب، عَنْ أبيه، عن جده- أنه رأى النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الجاهلية وَهُوَ يقول: قولوا لا إله إلا اللَّه تفلحوا ... الحديث.
(2576) مهجع بْن صالح،
مولى عُمَر بْن الْخَطَّابِ، شهد بدرًا وَكَانَ أول قتيل من المسلمين بين الصفين، أتاه سهم غرب فقتله. قَالَ ابْن إِسْحَاق: هُوَ من اليمن. وَقَالَ ابْن هشام: هُوَ من عك أصابه سباء فمن عَلَيْهِ عُمَر بْن الْخَطَّابِ.
(2577) مهران
مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقيل كيسان. وقيل طهمان.
وقيل [ذكوان بالذال. وقيل] [1] : هرمز. وقد ذكرنا الاختلاف فيه فِيمَا تقدم [2] من كتابنا هَذَا. وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: اسمه سفينة، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوارث بن سفيان، حدثنا، قاسم، حدثنا ابن أَبِي خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، قَالَ: أَتَيْتُ أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بشيء من
__________
[1] ساقط من ى.
[2] صفحة 466.(4/1486)
الصَّدَقَةِ فَرَدَّتْهَا، وَقَالَتْ: حَدَّثَنِي مِهْرَانُ مَوْلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ، وَمَوْلَى الْقَوْمِ منهم.
(2578) مُوسَى بْن الحارث بْن خالد بْن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بْن مرة القرشي التيمي،
هاجر إِلَى أرض الحبشة فِيمَا ذكره الطبري، وذكره فِي موضع آخر فَقَالَ: إنه مات مَعَ أختيه عائشة وزينب فِي طريقه إِلَى أرض الحبشة من ماء شربوه، وذكره أَيْضًا فيمن ولد بأرض الحبشة. [وله أخت ثالثة: فاطمة بنت الحارث، ولدت بأرض الحبشة، شربت من الماء الَّذِي مات به إخوتها فماتوا، وهي مذكورة فِي الفواطيم من كتاب النساء، وأمهم رائطة بنت الحارث بْن جبلة هلكت أَيْضًا من ذلك الماء معهم] [1] .
(2579) موله بْن كثيف [2] الضبابي الكلبي العامري.
من بني عامر بْن صعصعة، أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْن عشرين سنة فأسلم وعاش فِي الإسلام مائة سنة، وَكَانَ فصيحًا يدعى ذا اللسانين من فصاحته. روى عنه ابنه عبد العزيز ابن موله، وهذا هُوَ الَّذِي روى قصة عامر بْن الطفيل: غدة كغدة البعير وموت فِي بيت سلولية. قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَتْنِي ظمياء بنت عبد العزيز ابن مَوَلَةَ بْنِ كُثَيْفِ بْنِ حَمَلِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ الضِّبَابُ بن كلاب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة، قالت: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ مَوَلَةَ أَنَّهُ أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ، وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، وَبَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَسَحَ يَمِينَهُ وَسَاقَ إِبِلَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَدَّقَهَا بِنْتَ لَبُونٍ، ثُمَّ صَحِبَ أَبَا هُرَيْرَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم
(2580) مونس [3] بْن فضالة بْن عدي بْن حرام بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظفري.
__________
[1] ساقطة من أ.
[2] في الإصابة: بن كنيف.
[3] الضبط من أسد الغابة.
(4- الاستيعاب- رابع)(4/1487)
هو أخو أنس [1] بْن فضالة، بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عينًا إِلَى المشركين فِي حين إقبالهم إِلَى أحد، وقد ذكرنا الخبر بذلك فِي باب أخيه أنس لأن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثهما معًا يتجسسان له خبر قريش حين قصدوا لأحد، وشهدا معه جميعا أحدا
(2581) ميثم [2]
رجل من الصحابة لا أعرف له نسبًا. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن الحارث. حديثه عند زيد بْن أبي أنيسة. عَنْ عَمْرو بْن مرة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن الحارث، عَنْ رجل من الصحابة يقال له ميثم، قَالَ: بلغني أن الملك يغدو برايته مَعَ أول من يغدو إلى الجمعة.
(2582) ميسرة الفجر.
له صحبة، نزل البصرة. حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، متى كنت نبيًا؟ قَالَ: كنت نبيًا وآدم بين الروح والجسد، روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن شقيق العقيلي [3] .
(2583) ميمون بْن سنباد [4] العقيلي.
رجل من أهل اليمن، نزل البصرة، يكنى أبا الْمُغِيرَة. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: قوام أمتي بشرارها. ليس إسناد حديثه بالقائم، وقد أنكر بعضهم أن تكون له صحبة.
(2584) ميناء.
والد الحكم بْن ميناء، هُوَ مولى لأبي عامر الراهب، شهد تبوك مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قال ذلك مصعب الزبيري. وابنه الحكم ابن ميناء يروي عَنِ ابْن عمر وأبي هريرة.
__________
[1] في أ: بشر، وفي ى: أنيس.
[2] في أ: مئثم.
[3] في أ: ذكر أبو الوليد في الألقاب له أن ميسرة الفجر هو عبد الله بن أبى الجدعاء التميمي وميسرة لقب له ويشبه أن يكون ذلك. فإن عبد الله بن شقيق هو الراويّ عنهما جميعا حديث متى كنت نبيا.
[4] في ى: سنباذ- بالذال.(4/1488)
حرف النون
باب نافع
(2585) نافع بْن بديل بْن ورقاء الخزاعي.
كَانَ هُوَ وأبوه وإخوته من فضلاء الصحابة وجلتهم. وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ: قتل نافع بْن بديل يوم بئر معونة مع المنذر بن عمرو، وعامر بن فهيرة، وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن رواحة:
رحم اللَّه نافع بْن بديل ... رحمة المبتغي ثواب الجهاد
صابرًا صادق اللقاء إذا مَا ... أكثر القوم قَالَ قول السداد
(2586) نافع بْن الحارث الثقفي،
أخو أبي بكرة [1] ، سيأتي القول فِي نسبه عند ذكر أخيه أبي بكرة نفيع إن شاء اللَّه تعالى.
روى من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ نازلًا بالطائف، فنادى مناديه: من خرج إلينا من عبيدهم فهو حر فخرج إليه نافع ونفيع- يعني أبا بكرة وأخاه- فأعتقهما. ونافع هَذَا أحد الشهود عَلَى الْمُغِيرَة، وكانوا أربعة: أَبُو بَكْرة، وأخوه، وزياد [2] ، وشبل بن معبد، إلا أن زيادًا لم يقطع الشهادة، فسلم زياد [3] من الحد.
(2587) نافع،
مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ: لا يدخل الجنة متكبر ولا شيخ زانٍ، ولا منان بعلمه [4] روى عنه خالد بن أمية [5] .
__________
[1] في أسد الغابة: أخو أبى بكرة لأمه.
[2] في أسد الغابة: وزياد ابن أبيه.
[3] في أ: فسلم من الحد. وفي أسد الغابة: فسلم المغيرة من الحد.
[4] في أ: بعمله وفي أسد الغابة: ولا منان على الله بعمله.
[5] في أ: بعده: نافع بن سليمان، ونافع غير منسوب وفي أسد الغابة: إنه لم يروهما أبو عمر، ولذلك لم أثبتهما.(4/1489)
(2588) نافع بْن صبرة،
مخرج حديثه عَنْ أهل المدينة بمثل حديث أبي هريرة فِي كفارة مَا يكون فِي المجلس من اللغط.
(2589) نافع، أَبُو طيبة [1] الحجام.
حجم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأعطاه أجره صاعًا من تمر، وأمر أهله أن يخففوا عَنْ خراجه
(2590) نافع بْن ظريب بْن عَمْرو بْن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشي النوفلي.
أسلم يوم الفتح وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولا أعلم له رواية.
قَالَ العدوي: هُوَ الَّذِي كتب المصاحف لعمر بْن الخطاب
(2591) نافع بْن عتبة بْن أبي وقاص.
واسم أبي وقاص مالك بْن وهب [2] القرشي الزهري، ابْن أخي سعد بْن أبي وقاص وأخو هاشم المرقال. كان قد شهد أحدًا مَعَ أبيه كافرًا. وعتبة أبوه هُوَ الَّذِي كسر رباعية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد. ومات عتبة كافرًا قبل الفتح، وأوصى إِلَى سعد أخيه، ثم أسلم نافع يوم فتح مكة. روى عنه جابر بْن سمرة.
(2592) نافع بْن عبد الحارث بْن حبالة بْن عمير الخزاعي.
له صحبة ورواية.
استعمله عُمَر بْن الْخَطَّابِ عَلَى مكة وفيهم سادة قريش، فخرج نافع إِلَى عمر واستخلف مولاه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبزى، فَقَالَ له عمر: استخلفت عَلَى آل اللَّه مولاك فعزله، وولى خالد بْن العاص بْن هشام بن المغيرة المخزومي. وكان نافع ابن عبد الحارث من كبار الصحابة وفضلائهم.
وقد قيل: إن نافع بْن عبد الحارث أسلم يوم الفتح، وأقام بمكة، ولم يهاجر.
روى عنه أَبُو سلمة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ وغيره. من حديثه عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ أنه قَالَ: من سعادة المرء المسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء.
__________
[1] طيبة مثل عيبة (القاموس) .
[2] في أ: وهيب.(4/1490)
وأنكر الْوَاقِدِيّ أن يكون لنافع بْن عبد الحارث صحبة، وَقَالَ: حديثه هَذَا عَنْ أبي مُوسَى الأشعري، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
(2593) نافع بْن علقمة.
يقال: إنه سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد قيل:
إن حديثه مرسل.
(2594) نافع بن غيلان بن سلمة الثقفي.
استشهد مَعَ خالد بْن الوليد بدومة الجندل، فرثاه أبوه، وجزع عَلَيْهِ جزعًا شديدًا، فمن قوله فيه:
مَا بال عيني لا تغمض ساعة ... إلا اعترتني عبرة تغشاني
في أبيات كثيرة يرثيه بها، منها قوله:
يَا نافعا [1] من للفوارس أحجمت ... عَنْ شدة مذكورة وطعان [2]
لو أستطيع جعلت مني نافعًا ... بين اللهاة وبين عقد لساني
(2595) نافع بْن كيسان،
والد أيوب بْن نافع. يعد فِي الشاميين، لم يرو عنه غير ابنه أيوب بْن نافع. حديثه فِي الخمر: يشربها أمتي، بسمونها بغير اسمها.... الحديث روى عنه حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: ينزل عِيسَى ابْن مريم عَلَيْهِ السلام عند باب دمشق الشرقىّ. يختلف في هذا الحديث، ويضطرب في إسناده
(2596) نافع الرواسي.
جد علقمة. روى عنه حميد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ أَبُو عوف [3] الرواسي، فيه نظر.
__________
[1] في أ، وأسد الغابة: يا نافع.
[2] في ى: وتعاني.
[3] في أ: ابن أبى شوف.(4/1491)
باب نبيط
(2597) نبيط [1] بْن جابر الأَنْصَارِيّ،
من بني مالك بْن النجار، زوجه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الفريعة بنت أبي أمامة أسعد بْن زرارة فولدت له عبد الملك، وَكَانَ أبوها أَبُو أمامة قد أوصى بها وبأخواتها إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبقي نبيط زمانا بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد قيل: إن لهذا أَيْضًا ابنا يسمى سلمة روى عنه.
(2598) نبيط بْن شريط بْن أنس بْن مالك بْن هلال الأشجعي،
رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمع خطبته فِي حجة الوداع، وَكَانَ رديف أبيه يومئذ.
معدود فِي أهل الكوفة. روى عنه أَبُو مالك الأشجعي. ونعيم بْن أبي هند، وَهُوَ والد ابْن نبيط المحدّث.
أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن مُحَمَّد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عثمان، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا علي بْن المديني، قَالَ: نبيط بْن شريط بْن أنس الأشجعي قد رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسمع خطبته فِي حجة الوداع، وهو أبو سلمة ابن نبيط.
باب نبيه
(2599) نبيه [2] بْن حذيفة بْن غانم بْن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدىّ بن كعب،
له صحبة، وهو أخو أبي جهم بْن حذيفة، ولا أعلم له ولا لأحد من إخوته رواية.
(2600) نبيه ابن صؤاب [3] ،
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وشهد فتح مصر.
__________
[1] نبيط- بضم أوله وفتح ثانيه (القاموس) .
[2] الضبط من التقريب.
[3] في ى: صواب. والمثبت من التبصير.(4/1492)
(2601) نبيه بْن عُثْمَانَ بْن ربيعة بْن وهب بْن حذافة بْن جمح،
كَانَ قديم الإسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، هَذَا قول الْوَاقِدِيّ.
وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: الَّذِي هاجر إِلَى أرض الحبشة أبوه عُثْمَان بْن ربيعة، ولم يذكر مُوسَى بْن عُقْبَةَ ولا أَبُو معشر واحدًا منهما فيمن هاجر إِلَى أرض الحبشة.
(2602) نبيه
مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. لا أعرفه بأكثر من أن بعضهم ذكره فِي موالي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وأنّ النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشتراه وأعتقه. وقد قيل فِي نبيه هَذَا مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النبيه بالألف واللام وضم النون. وقيل: النبيه- بفتح النون.
(2603) نبيه الجهني،
حديثه عند ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر أن نبيها الجهني أخبره أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يتعاطى السيف مسلولًا حَتَّى يغمد.. الحديث عَلَى مَا ذكرنا في باب الباء [1] ، لأنّ طائفة من رواة ابْن لهيعة يقولون فيه: بنة الجهني. وَقَالَ ابْن معين: إنما هُوَ ينة الجهني، كذلك هُوَ فِي كتبهم كلهم، هَذَا لفظ ابْن معين فِيمَا ذكر عنه عباس الدوري.
قَالَ أَبُو عمر: ابْن وهب يقول فيه، عَنِ ابْن لهيعة: نبيه، وَهُوَ أثبت من غيره فِي ابْن لهيعة إن شاء الله تعالى وذكر ابْن السكن فِي كتابه فِي الصحابة فِي باب الياء، فَقَالَ فيه ينة- بالياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وذكر حديث ابْن لهيعة هَذَا عَنِ ابْن صاعد، عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ المقري، عَنْ أبيه، عَنِ ابْن لهيعة بإسناده.
باب نصر
(2604) نصر [2] بْن الْحَارِث بْن عُبَيْد بْن رزاح بْن كعب الْأَنْصَارِيّ الظفري وكعب
هُوَ ظفر، شهد بدرًا. ويقال: ابْن عَبْد رزاح بْن ظفر، يُكَنَّى أَبَا الحارث،
__________
[1] صفحة 188.
[2] في الإصابة: ذكره ابن القداح بضاد معجمة وصوبه ابن ماكولا.(4/1493)
وَكَانَ أَبُوهُ الْحَارِث مِمَّنْ صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهكذا أسماه أكثر أَهْل السير نصر بْن الْحَارِث. وَقَالَ ابْن سعد: رُوِيَ عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق أنه قَالَ: نمير بْن الْحَارِث. قَالَ ابْن سعد: وهذا غلط من قبل من رواه عنه [1] .
(2605) نصر [2] بْن حزن
هكذا قَالَ شُعْبَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاق فِي حديث ذكره.
وَقَالَ عير شُعْبَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ عبدة بْن حزن، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رعي الأنبياء الغنم فِي حديث ذكره، وَهُوَ الصواب إن شاء اللَّه تعالى.
(2606) نصر بْن دهر بْن الأخرم بْن مالك الأسلمي
يعد فِي أَهْل الحجاز.
روى حديثه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق فِي قصة رجم ماعز وله أحاديث انفرد بها عَنْهُ ابنه الهيثم.
(2607) نصر بْن وهب الخزاعي.
روى عَنْهُ أَبُو المليح الهذلي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحو حديث مُعَاذِ فِي الْإِيمَان قوله: مَا حق اللَّه عَلَى الناس ... الحديث.
باب نضلة
(2608) نضلة بْن طريف بْن نهصل [3] الحرمازي [4] ،
ثُمَّ الْمَازِنِيّ. روى قصة الأعشى- أعشى بني مازن- مَعَ امرأته وقدومه عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى الله
__________
[1] في أسد الغابة: ورواه ابن هشام عن البكائي عن ابن إسحاق فقال: نضر- بالضاد المعجمة- وكذلك ذكره ابن ماكولا بالضاد المعجمة. وقال: ذكره ابن القداح وقال: قتل بالقادسية (5- 16) . وفي الهوامش: يقال فيه النضير، والنضر.
[2] أ: نصير.
[3] في أ: بهصل.
[4] في ى: الهرمازى. والمثبت من ش، وأسد الغابة. وفي أ: الجرمازى.(4/1494)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنشاده الرجز الَّذِي ذكرناه فِي باب الأعشى من كتابنا هَذَا، وَهُوَ خبر مضطرب الإسناد، ولكنه رُوي من وجوه كثيرة.
(2609) نضلة بْن عُبَيْد بْن الْحَارِث، أَبُو برزة الأسلمي.
غلبت عَلَيْهِ كنيته. واختلف فِي اسمه، فَقِيل نضلة بْن عُبَيْد بْن الْحَارِث. وقيل: نضلة ابن عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث. وقيل: عَبْد اللَّهِ بْن نضلة وقيل: سلمة بْن عُبَيْد.
والصحيح مَا قدمنا ذكره. قَالَ أَحْمَد بْن زهير: سمعت أَبِي ويَحْيَى بْن معين يقولان: اسم أَبِي برزة نضلة بْن عُبَيْد. أسلم أَبُو برزة قديما، وشهد فتح مكة، ثم تحوله إِلَى البصرة، وولده بها، ثُمَّ غزا خراسان ومات بها فِي أيام يَزِيد بْن مُعَاوِيَة أَوْ فِي آخر خلافة مُعَاوِيَة. قَالَ الأزرق بْن قَيْس: رَأَيْت أَبَا برزة الأسلمي رجلا مربوعًا آدم. وروي عَنْ أَبِي برزة أنه قَالَ: أَنَا قتلت ابْن خطل وَهُوَ متعلق بأستار الكعبة. روى عَنْهُ أَبُو العالية، وأبو المنهال، وأبو الوضيء، والحسن الْبَصْرِيّ، وجماعة غيرهم.
(2610) نضلة بْن عَمْرو الغفاري،
له صحبة، كَانَ يسكن البادية ناحية العرج. روى عَنْهُ ابنه معن بْن نضلة: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إن المؤمن يأكل فِي معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء. لم يرو عَنْهُ غير ابنه معن بْن نضلة، وروى هَذَا اللفظ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم جماعة.
(2611) نضلة الْأَنْصَارِيّ.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عَنْهُ سَعِيد بْن المسيب.
باب النعمان
(2612) النعمان بْن أشيم،
أَبُو هند الأشجعي، والد نعيم بْن أَبِي هند، هُوَ مشهور(4/1495)
بكنيته [1] ، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمع منه، وروى عنه. حدّث عنه ابنه نعيم.
(2613) النعمان بن بازية [2] اللهى.
كَانَ عريف الأزد، وصاحب رايتهم. سكن الشام. ذكره ابْن أَبِي حاتم، وَقَالَ: له صحبة [ذكر ابْن عِيسَى فِي الحمصيين- أعني النعمان بْن بازية- فَقَالَ: يُقَالُ النعمان بْن الرازية- بتشديد الياء- حدث عَنْهُ صالح بْن شريح السكوني وأبو مريم الغساني، قَالَ: كنت فيمن تقدم بين يدي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجندل، ثُمَّ غزوت معه الثانية، فَلَمَّا كَانَتِ الثالثة كنت مِمَّنْ يحمل لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الْبُخَارِيّ: النعمان بْن دارية اللهبي كَانَ عريفَ الأزد وصاحب رايتهم سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عَنْ صالح بْن شريح. نقلته من خط مُحَمَّد بْن يَحْيَى القاضي الثقة المأمون] [3] .
(2614) النعمان بْن بشير بْن سعد بْن ثَعْلَبَة الأنصاري،
من بنى كعب بن الحارث ابن الخزرج، وأمه عمرة بِنْت رواحة، أخت عَبْد اللَّهِ بْن رواحة. ولد قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثمان سنين. وقيل بست سنين، والأول أصح إن شاء اللَّه تعالى، لأن الأكثر يقولون: إنه وُلد هُوَ وعَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر عام اثنين من الهجرة فِي ربيع الآخر عَلَى رأس أربعة عشر شهرا من مقدم رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة.
وذكر الطبري قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِث بْن أَبِي أسامة، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد
__________
[1] في أسد الغابة: وقيل اسمه رافع.
[2] في الإصابة: نعمان بن رازية- براء ثم زاي مكسورة بعدها تحتانية. وفي تجريد أسد الغابة، النعمان بن بازية، وقيل رازية وقيل دارية (هامش ى) . وفي أسد الغابة:
أبو عمر قال: بازية، وقالا: راذية. والله أعلم (5- 22) ، وهوامش الاستيعاب 58.
[3] من اوحدها.(4/1496)
ابن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر الْوَاقِدِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مصعب بْن ثابت، عَنِ الأسود، قَالَ: ذُكر النعمان بْن بشير عند عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر فَقَالَ: هُوَ أسن مني بستة أشهر.
قَالَ أَبُو الأسود: ولد عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر عَلَى رأس عشرين شهرًا من مهاجرة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وولد النعمان عَلَى رأس أربعة عشر فِي ربيع الآخر، وَهُوَ أول مولود وُلِد للأنصار بعد الهجرة، يُكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ، لا يصححُ بعض أَهْل الحديث سماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عندي صحيح، لأن الشَّعْبِيّ يقول عَنْهُ: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثين أَوْ ثلاثة. وقد حَدَّثَنِي عَبْد الْوَارِثِ بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الأُشْنَانِيُّ بِبَغْدَادَ، قَدِمَ عَلَيْنَا وَنَحْنَ بِهَا مِنَ الشَّامِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ الْكِلابِيِّ، وَحَمْزَةِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ.
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ كَثِيرِ بن دينار، عن محمد ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِرْقٍ [1] الْيَحْصِبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ- وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ- قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنَبٌ مِنَ الطَّائِفِ، فَقَالَ لي: خذ هذا العقود فَأَبْلِغْهُ أُمَّكَ قَالَ:
فَأَكَلْتُهُ قَبْلَ أَنْ أُبْلِغَهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ لَيَالٍ قَالَ: مَا فَعَلَ الْعُنْقُودُ؟
هَلْ بَلَّغْتَ؟ قُلْتُ: لا، فَسَمَّانِي غدرا.
__________
[1] عرق- بكسر المهملة وسكون الراء بعدها قاف (التقريب) .(4/1497)
وَفِي حَدِيثِ بَقِيَّةَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنِي وَقَالَ لِي: يَا غَدِرُ.
وَفِي حَدِيثِ بَقِيَّةَ أَيْضًا: إِنَّهُ أَعْطَانِي قِطْفَيْنِ مِنْ عِنَبٍ، فَقَالَ لِي:
كُلْ هَذَا، وَبَلِّغْ هَذَا إِلَى أُمِّكَ، فَأَكَلْتُهُمَا، ثُمَّ سَأَلَ أُمَّهُ، وَذَكَرَ الْخَبَرَ بِمَعْنَى مَا ذَكَرْنَا. وَكَانَ النعمان أميرًا عَلَى الكوفة لمعاوية سبعة أشهر، ثم أميرا على حمص لمعاوية، ثم ليزبد، فلما مات بزيد صار زبيريًا، فخالفه أَهْل حمص، فأخرجوه منها، واتبعوه وقتلوه، وذلك بعد وقعة مرج راهط، وَكَانَ كريمًا جوادًا شاعرًا، ويروى أن أعشى همدان تعرض ليزيد بْن مُعَاوِيَة فحرمه، فمر بالنعمان بْن بشير الْأَنْصَارِيّ- وَهُوَ عَلَى حمص، فَقَالَ له: مَا عندي مَا أعطيك.
ولكن معي عشرون ألفًا من أَهْل اليمن! فَإِن شئت سألتهم لك، فَقَالَ:
قد شئت. فصعد النعمان المنبر، واجتمع إليه أصحابه، فحمد اللَّه وأثنى عَلَيْهِ، ثُمَّ ذكر أعشى همدان، فَقَالَ: إن أخاكم أعشى همدان قد أصابته حاجة، ونزلت به جائحة، وقد عمد إليكم، فَمَا ترون؟ قَالُوا: دينار دينار. فَقَالَ: لا، ولكن بين اثنين دينار، فَقَالُوا: قد رضينا. فَقَالَ: إن شئتم عجلتها له من بيت المال من عطائكم وقاصصتكم إذا أخرجت عطاياكم. قَالُوا: نعم فأعطاه النعمان عشرة آلاف دينار من أعطياتهم، فقبضها الأعشى وأنشأ يقول:
لم أر للحاجات عند انكماشها [1] ... كنعمان [2] الندى- ابْن بشير
إذا قَالَ أوفى بالمقال ولم يكن ... كمدل [3] إلى الأقوام حبل غرور
__________
[1] في أ، س: التماسها.
[2] في أسد الغابة: أعنى ذا الندى بن بشير
[3] في أ، ش: ككاذبة الأقوام.(4/1498)
فلولا أخو الأَنْصَار كنت كنازل ... ثوى مَا ثوى لم ينقلب بنقير
مَتَى أكفر النعمان لم أك شاكرًا ... ولا خير فيمن لم يكن بشكور [1]
والنعمان بْن بشير هُوَ القائل- فيما زعم أهل الأخبار ورواة الأشعار:
وإني لأغطى المال من ليس سائلًا ... وأُدركُ للمولى المعاند بالظلم
وإني مَتَى مَا يلقني صارمًا له ... فَمَا بيننا عند الشدائد من صرم
فلا تعدد المولى شريكك فِي الغنى ... ولكنما المولى شريكك فِي العدم
إذا مت ذو القربى إليك برحمه ... وغشك واستغنى، فَلَيْس بذي رحم
ومن ذاك للمولى الَّذِي يستخفه [2] ... أذاك ومن يرمي العدو الَّذِي ترمي
وذكر المدائني عَنْ يعقوب بْن دَاوُد الثقفي، ومسلمة بْن محارب، وغيرهما، قَالُوا: لما قتل الضحاك بْن قَيْس بمرج راهط، وذلك للنصف من ذي الحجة سنة أربع وستين فِي أيام مروان- أراد النعمان بْن بشير أن يهرب من حمص، وَكَانَ عاملًا عليها، فخاف ودعا لابن الزُّبَيْر فطلبه أَهْل حمص فقتلوه، واحتزوا رأسه، فقالت امرأته الكلبية: ألقوا رأسه فِي حجري، فأنا أحق به، وكانت قبله عند مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان، فَقَالَ لامرأته ميسون أم يَزِيد: اذهبي فانظرى إليها، فأتتها، فنظرت، ثُمَّ رجعت فقالت: مَا رَأَيْت مثلها. ثُمَّ قَالَتْ: لقد رأيتها ورأيت خالًا تحت سرتها، ليوضعن رأس زوجها فِي حجرها، فتزوجها حبيب بْن سلمة [3] ثُمَّ طلقها، فتزوجها النعمان بْن بشير، فَلَمَّا قُتل وضعوا رأسه فِي حجرها.
قَالَ المسعودي: كَانَ النعمان بْن بشير واليًا عَلَى حمص قد خطب لابن الزُّبَيْر ممالئا للضحاك بن قيس، فلما بلغه وقعة راهط وهزيمة الزبيرية، وقتل الضحاك-
__________
[1] في أسد الغابة: وما خير من لا يلتقى بشكور.
[2] في أ، ش: ولكن ذا القربى الّذي يستحقه.
[3] في أ، ش: مسلمة.(4/1499)
خرج عَنْ حمص هاربًا، فسار ليلة متحيرًا لا يدري أَيْنَ يأخذ، فاتبعه خَالِد بْن عدي الكلابي فيمن خف معه من أَهْل حمص، فلحقه وقتله، وبعث برأسه إِلَى مروان. وَقَالَ الْحَسَن بْن عُثْمَانَ: وَفِي سنة أربع وستين قتلت خيلُ مروان النعمان بْن بشير الْأَنْصَارِيّ، وَهُوَ هارب من حمص.
وَقَالَ علي بْن المديني: قُتل النعمان بْن بشير بحمص غيلة، قتله أَهْل حمص وَهُوَ والٍ لابن الزُّبَيْر. وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن عِيسَى: قُتل النعمان بقرية من قرى حمص يُقَالُ لَهَا بيران. روى عَنِ النعمان بْن بشير من التابعين حميد بْن عَبْد الرحمن ابن عوف، والشعبي، وأبو إِسْحَاق الهمداني، وسماك بْن حرب، وابنه مُحَمَّد بْن النعمان.
(2615) النعمان بْن أَبِي خزمة- أَوْ خزمة بْن النعمان- بْن أمية بْن البرك،
وَهُوَ امرؤ القيس بْن ثَعْلَبَة الْأَنْصَارِيّ الأوسي، من بني ثَعْلَبَة بْن عَمْرو بْن عوف.
ذكره مُوسَى بْن عُقْبَةَ فيمن شهد بدرًا، وذكره ابْن إِسْحَاق وغيره فيمن شهد بدرًا وأُحدًا.
(2616) النعمان بْن الزارع [1] عريف الأزد،
لا أعرفه بأكثر من هَذَا. رُوِيَ عَنْهُ أنه قَالَ: يَا رَسُول اللَّه، كُنَّا نَعْتافُ فِي الجاهلية ... الحديث [2] .
(2617) النعمان بْن سنان [3] ،
مَوْلَى لبني سلمة، ثُمَّ لبني عُبَيْد بْن عدي بْن غنم من الأَنْصَار، شهد بدرا وأحدا.
(2618) النعمان بْن عَبْد عَمْرو بْن مَسْعُود بْن الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار،
__________
[1] في ى: الزراع. والمثبت من هوامش الاستيعاب.
[2] في أسد الغابة: أخرج أبو عمر أيضا النعمان بن بازية إلا أنه لم يخرج هذا الحديث فيه، ظنهما اثنين وظنهما ابن مندة وأبو نعيم واحدا (5- 24) .
[3] في هامش أو هوامش الإستيعاب. سيار في كتاب الطبري.(4/1500)
شهد بدرًا مَعَ أَخِيهِ الضحاك بْن عَبْد عَمْرو، وقُتل النعمان بْن عَبْد عَمْرو يوم أحد شهيدا.
(2619) النعمان بْن العجلان الزَّرْقِيّ الْأَنْصَارِيّ.
هُوَ الَّذِي خلف عَلَى خَولة بِنْت قَيْس الأنصارية بعد قَتل حَمْزَة بْن عَبْد المطلب عَنْهَا، وَكَانَ النعمان بْن العجلان لسان الأَنْصَار وشاعرهم. ويقال: إنه كَانَ رَجُلا أَحْمَر قصيرًا تزدريه العين، وكان سيدا وهو القائل:
فقل لقريش نَحْنُ أصحاب مكة ... ويوم حنين والفوارس فِي بدر
وأصحاب أحد والنضير وخيبر ... ونحن رجعنا من قريظة بالذكر
ويوم بأرض الشام إذ قيل [1] جَعْفَر ... وزيد وعَبْد اللَّهِ فِي علق يجري
وَفِي كل يوم ينكر الكلب أهله ... نطاعن فِيهِ بالمثقفة السمر
ونضرب فِي يوم العجاجة أرؤسًا ... ببيض كأمثال البروق عَلَى الكفر
نصرنا وآوينا النبيّ ولم نحف ... صروف الليالي والعظيم من الأمر
وقلنا لقوم هاجروا مرحبًا بكم ... وأهلًا وسهلًا قد أمنتم من الفقر
نقاسمكم أموالنا وديارنا ... كقسمة أيسار الجزور عَلَى الشطر
ونكفيكم الأمر الَّذِي تكرهونه ... وكنا أناسا نذهب العسر باليسر
وَكَانَ خطاءً مَا أتينا وأنتم ... صوابًا كأنا لا نريش ولا نبري
وقلتم حرام نصب سعدٍ ونصبكم ... عتيق ابْن عُثْمَانَ حلال أَبَا بَكْر
وأهل أَبُو بَكْرٍ لَهَا خير قائمٍ ... وإن عليا كَانَ أخلق للأمر
وكانا هوانا فِي علي وَإِنَّهُ ... لأهل لَهَا من حيث ندري ولا ندري
وهذا بحمد اللَّه يشفي من العمى ... ويفتح آذانًا ثقلن من الوقر
نجىّ رَسُول اللَّه فِي الغار وحده ... وصاحبه الصديق في سالف الدّهر
__________
[1] في ى: وأسد الغابة: قتل.(4/1501)
فلولا اتقاء اللَّه لم تذهبوا بها ... ولكن هَذَا الخير [1] أجمع للصبر
ولم نرض إلا بالرضا لربما ... ضربنا بأيدينا إِلَى أسفل القدر
(2620) النعمان بْن عدي بْن نضلة-
ويقال ابْن نضيلة- بن عبد العزّى بن حرثان ابن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بْن كعب الْقُرَشِيّ العدوي، كَانَ من مهاجرة الحبشة، هاجر إليها هُوَ وأبوه عدي بْن نضيلة أَوْ نضلة، فمات عدي هناك بأرض الحبشة، هاجر إليها هُوَ وأبوه عدي بْن نضيلة أَوْ نضلة، فمات عدي هناك بأرض الحبشة، فورثه ابنه النعمان هناك، فكان النعمان أول وارثٍ فِي الْإِسْلَام، وَكَانَ عدي أَبُوهُ أول مورث فِي الْإِسْلَام، ثُمَّ ولى عُمَر النعمان هَذَا ميسان، ولم يول عُمَر بْن الخطاب رَجُلا من قومه عدويًا غيره، وأراد امرأته عَلَى الخروج معه إِلَى ميسان فأبَتْ عَلَيْهِ، فأنشد النعمان أبياتًا كثيرة، وكتب بها إليها وهي [2] :
فمن مبلغ الحسناء أن حليلها [3] ... يميسان يسقى في زجاج وحنتم
إذا شئت غنتى دهاقين قريةٍ ... وصناجة تحدو عَلَى كل ميسم
إذا كنت ندمانى فبالأكبر اسقى ... ولا تسقني بالأصغرِ المُتثلم
لعل أمير المؤمنين يسوءُه ... تنادمُنا فِي الجوسَق المُتَهدم
فبلغ ذلك عُمَر، فكتب إليه:
بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ: حم، تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ، غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ ... 40: 0- 3 الآية.
أما بعد فقد بلغني قولك:
لعل أمير المؤمنين يسوءُهُ ... تنادمنا فِي الجوسق المُتَهدم
وايم اللَّه، لقد ساءني ذلك، وعزله، فَلَمَّا قدم عليه سأله فقال: والله ما كان
__________
[1] في ى: الخبر.
[2] ياقوت (ميسان) .
[3] في ياقوت ألا هل أتى الحسناء ...(4/1502)
من هَذَا شيء، وما كَانَ إلا فضل شعر وجدته، وما شربتها قط. فَقَالَ:
أظن ذلك، ولكن لا تعمل لي عَلَى عملٍ أبدًا.
فنزل البصرة، فلم يزل يغزو مَعَ المسلمين حَتَّى مات. وَهُوَ فصيح، يستشهد أَهْل اللغة بقوله: «ندمان» فِي معنى نديم.
(2621) النعمان بْن عصر بْن الرَّبِيع بْن الْحَارِث بْن أديم البلوى.
وقيل: هو النعمان ابن عصر بْن عُبَيْد بْن وائلة بْن حارثة [1] البلوى، حليف للأنصار لبني معاوية ابن مالك بْن عَمْرو بْن عوف، شهد بدرًا والمشاهد كلها. وقُتل يوم اليمامة شهيدًا.
قَالَ موسى بن عقبة، وابن إسحاق، وأبو معشر، والواقدي: نعمان بن عصر- بكسر العين وسكون الصاد. وَقَالَ هشام بن محمد الكلبي: نعمان بن عصر بالفتح وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عمار: هُوَ لقيط بْن عصر [2] ، شهد بدرًا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها، وقتل يوم اليمامة- ذكر ذلك كله الطبري.
(2622) النعمان بْن عَمْرو بن رفاعة بن سواد.
ويقال رفاعة بْن الْحَارِث بْن سواد بْن مالك بن غنم بن مالك بن النجار. شهد بدرًا، يُقَالُ له نُعيمان، شهد العقبة الآخرة، وَهُوَ من السبعين فِيهَا فِي قول ابْن إِسْحَاق، وشهد بدرًا والمشاهد كلها مَعَ رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: بقي نعيمان حَتَّى تُوُفِّيَ فِي خلافة مُعَاوِيَة. قَالَ أَبُو عُمَر: أظنه صاحب أَبِي بَكْر وسويبط رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ، وأظن أنه الَّذِي جلد فِي الخمر أكثر من خمس مِرار.
(2623) النعمان بْن قوقل.
ويقال النعمان بْن ثَعْلَبَة. وثعلبة يدعى [3] قوقلا.
__________
[1] في أ: جارية ونسبه في الطبقات على غير هذا.
[2] بفتح العين وسكون الصاد (أسد الغابة 5- 27) .
[3] في هامش أ: اسمه غنم.
(م 5- الاستيعاب- رابع)(4/1503)
من حديثه عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ: أرأيت إن صليتُ الخمس، وأحللتُ الحلال، وحرمت الحرام، لأدخل [1] الجنة؟ قال: نعم: رواه عَنْهُ جَابِر، ورواه عَنْهُ أَبُو صالح، ولم يسمعه منه. وَقَالَ مُوسَى بْن عُقْبَةَ: النعمان بْن ثَعْلَبَة- وَهُوَ قوقل- وَهُوَ صاحب القول يوم أحد، ذكره فِي البدريين، وذكر ابْن أَبِي حاتم عَنْ أَبِيهِ النعمان بْن قَوقَل. كوفي له صحبة. روى عَنْهُ بلال بْن يَحْيَى. قَالَ أَبُو عُمَر: فِي هَذَا وَفِي الّذي بعده [2] نظر، أحسبهما واحدا.
(2624) النعمان بْن قَيْس الْحَضْرَمِيّ.
له صحبة. روى عَنْهُ إياد بْن لقيط السكوني.
(2625) النعمان بْن مالك بْن ثَعْلَبَة بْن دعد بْن فهر بْن ثَعْلَبَة بْن غنم بْن عوف بْن الخزرج،
وثعلبة بْن دَعد هُوَ الَّذِي يسمى قوقلًا، وَكَانَ له عز، فكان يُقَالُ للخائف إذا جاء قوقل حيث شئت فأنت آمن، فَقِيلَ لبني غنم وبني سالم لذلك قواقلة، ولذلك يُدْعَون فِي الديوان بنو قوقل.
شهد النعمان بدرًا وأُحدًا، وقُتل يوم أحدٍ شهيدًا، قتله صفوان بْن أمية فِي قول مُحَمَّد بْن عُمَر، وأما عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عمارة فإنه قَالَ: الَّذِي شهد بدرًا وقتل يوم أحد النعمان الأعرج ابن مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة ابن غَنم. وَالَّذِي يدعى قوقلًا هُوَ النعمان بْن مالك بْن ثَعْلَبَة بْن دعد بْن فهر بْن ثَعْلَبَة بْن غَنم، لم يشهد بدرًا.
قَالَ أَبُو عُمَر: ذكر السدي أن النعمان بْن مالك الْأَنْصَارِيّ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حين خروجه إِلَى أحد ومشاورته عبد الله بن أبىّ بن سلول، ولم يشاوره قبلها، فَقَالَ النعمان بْن مالك: والله يا رسول الله
__________
[1] أ، وأسد الغابة: أدخل.
[2] الّذي بعده وفي الترتيب الأول للكتاب هو النعمان بن مالك بن ثعلبة، وسيأتي برقم 2625 في هذه الطبعة.
(ظهر الاستيعاب ج 4- م 3)(4/1504)
لأدخلن الجنة. فقال له: بم؟ فَقَالَ: بأني أشهد أَنَّ لا إِلَهَ إلا الله وأنك رسول الله، وأنى لا أفِر من الزحف. قَالَ: صدقت، فقتل يومئذ.
(2626) النعمان بْن مقرن بْن عائذ المزني.
ويقال النعمان بْن عَمْرو بْن مُقرن.
يُكَنَّى أَبَا عَمْرو وقيل يُكَنَّى أَبَا حكيم، وينسبونه النعمان بْن مقرن بْن عائذ بْن ميجا [1] بْن هجير بن نصر بْن حبشية بْن كعب بْن عَبْد بْن ثور بن هدمة بن لاطم بن عثمان، وَهُوَ مُزينة [2] بْن عَمْرو بْن أد بْن طابخة المزني، كَانَ صاحب لواء مزينة يوم الفتح. قَالَ مصعب: هاجر النعمان بْن مقرن، ومعه سبعة أخوة له، أخبرناه سَعِيد بْن نصر، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا ابن وَضَّاحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافَ، قَالَ: عَجِلَ شَيْخٌ فَلَطَمَ خَادِمًا لَهُ، فَقَالَ لَهُ سُوَيْدُ بْنُ مُقَرِّنٍ: أَعَجَزَ عَلَيْكَ إِلا حُرُّ وَجْهِهَا، لَقَدْ رَأَيْتُنيِ سَابِعَ سَبْعَةٍ مِنْ بَنِي مُقَرِّنٍ مَا لَنَا خَادِمٌ إِلا وَاحِدَةً، فَلَطَمَهَا أَصْغَرُنَا، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَعْتِقَهَا.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السلام، حدثنا محمد بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ مِثَّلُه، وَقَالَ فِيهِ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَنْ إِخْوَتِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وروى عَنِ النعمان بن مقرن أنه قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
[1] في أ: منجى. وفي أسد الغابة: ميجا- بكسر الميم وبالياء تحتها نقطتان- قاله ابن ماكولا. وحبشية- بضم الحاء المهملة وسكون الباء الموحدة وكسر الشين المعجمة، وتشديد الياء تحتها نقطتان وآخره هاء (5- 31) .
[2] أسد الغابة: عُثْمَان بْن عَمْرو بْن أد بْن طابخة المزني. وولد عثمان هم مزينة نسبة إلى أمهم (5- 30) .(4/1505)
فِي أربعمائة من مزينة. ثُمَّ سكن البصرة، وتحول عَنْهَا إِلَى الكوفة، فوجهة سعد إِلَى تُسْتَر فصالح أَهْل زَنْدَوَرْد. وقدم المدينة بفتح القادسية، وورد حينئذ عَلَى عُمَر اجتماع أَهْل أصبهان وهمذان والري وأذربيجان ونهاوند، فأقلقه ذلك، وشاور أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ له علي بْن أَبِي طَالِب: ابعث إِلَى أَهْل الكوفة فيسير ثلثاهم ويبقى ثلثهم عَلَى ذراريهم، وابعَث إِلَى أَهْل البصرة. قَالَ: فَمَنْ أستعمل عليهم، أشر علي. فَقَالَ: أنت أفضلنا رأيًا وأعلمنا. فَقَالَ: لأستعملن عليهم رَجُلا يكون لَهَا. فخرج إِلَى المسجد، فوجد النعمان بْن مقرن يصلي فِيهِ، فسرحه وأمره، وكتب إِلَى أَهْل الكوفة بِذَلِك.
وقد رُوِيَ أنه كتب إِلَى النعمان بْن مقرن يستعمله ليسير بثلثي أَهْل الكوفة وأهل البصرة، وَقَالَ: إن قُتل النعمان فحذيفة وإن قُتل حذيفة فجرير. فخرج النعمان ومعه حذيفة، والزبير، والمغيرة بْن شُعْبَة، والأشعث بْن قَيْس، وعَبْد اللَّهِ بْن عُمَر، كلهم تحت رايته، وَهُوَ أمير الجيش، ففتح اللَّه عَلَيْهِ أصبهان، فَلَمَّا أتى نهاوند قَالَ النعمان: يَا معشر المسلمين، شهدت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حَتَّى تزول الشمس، وتهب الرياح، وينزل النصر، اللَّهمّ ارزق النعمان شهادةً بنصر المسلمين، وافتح عليهم، فأمن المسلمون.
وقال لهم: إن أهز اللواء ثلاث مرات، فإذا هززت الثالثة فاحملوا، ولا يلوي أحد عَلَى أحدٍ، وإن قتل النعمان فلا يلوي عَلَيْهِ أحد، فَلَمَّا هز اللواء الثالثة حمل، وحمل معه الناس، فكان أول صريح، وأخذ الراية حذيفة، ففتح اللَّه عليهم. وكانت وقعة نهاوند سنة إحدى وعشرين، وَكَانَ قتل النعمان بْن مقرن يوم جمعة، ولما جاء نعيه عُمَر بْن الخطاب خرج، فنعاه إِلَى الناس عَلَى المنبر، ووضع يده عَلَى رأسه يبكى.(4/1506)
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، قَالَ، قَالَ:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّ لِلإِيمَانِ بُيُوتًا، وَلِلنِّفَاقِ بيوتا، وإن بَيْتَ بَنِي مُقَرِّنٍ مِنْ بُيُوتِ الْإِيمَانِ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: رَوَى عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ مِنَ الصَّحَابَةِ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ، وَطَائِفَةٌ مِنَ التابعين، منهم محمد بن سِيرِينَ، وَأَبُو خَالِدٍ الْوَالِبِيُّ
باب نعيم
(2627) نعيم بْن أوس الداري،
أخو تميم بْن أوس يُقَالُ: إنه قدم مَعَ أَخِيهِ تميم وابن عمهما أَبِي هند عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأقطعهم مَا سألوه، وقد أبى ذلك قوم فَقَالُوا: لم يقدم نعيم مَعَ أَخِيهِ تميم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يُذكر فِي الصحابة.
(2628) نعيم بْن عَبْد اللَّهِ النحام، الْقُرَشِيّ العدوي.
هُوَ نعيم بن عبد الله بن أسيد بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بْن كعب بْن لؤي. وإنما سمي النحام لأن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: دخلت الجنة فسمعت نحمة من نعيمٍ فِيهَا. والنحمة السعلة. وقيل النحمة النحنحة الممدودة آخرها، فسمي بِذَلِك النحام. كَانَ نعيم النحام قديم الْإِسْلَام، يُقَالُ: إنه أسلم بعد عشرة أنفسٍ قبل إسلام عُمَر بْن الخطاب. وَكَانَ يكتمُ إسلامه، ومنعه قومه لشرفه فيهم من الهجرة، لأنه كَانَ ينفق عَلَى أرامل بني عدي وأيتامهم ويموتهم، فَقَالُوا:
أقِم عندنا عَلَى أي دين شئت، وأقم فِي ربعك، واكفنا مَا أنت كافٍ من أمر أراملنا، فو الله لا يتعرض لك أحد إلا ذهبت أنفسنا جميعًا دونك. وزعموا(4/1507)
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له حين قدم عَلَيْهِ: قومك، يَا نعيم، كانوا خيرًا لك من قومي لي. قَالَ: بل قومك خير يَا رَسُول اللَّه. قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قومي أخرجوني، وأقرك قومك وزاد الزُّبَيْر- فِي هَذَا الخبر فَقَالَ نعيم: يَا رَسُول اللَّه، قومك أخرجوك إِلَى الهجرة وقومي حبسوني عَنْهَا. وكانت هجرة نعيم عام خيبر. وقيل: بل هاجر فِي أيام الحديبية وقيل: إنه أقام بمكة حَتَّى كَانَ قبل الفتح.
واختلف فِي وقت وفاته، فَقِيلَ: قُتل بأجنادين شهيدًا سنة ثلاث عشرة فِي آخر خلافة أَبِي بَكْر. وقيل: قُتل يوم اليرموك شهيدًا فِي رجب سنة خمس عشرة فِي خلافة عُمَر وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: كَانَ نعيم قد هاجر أيام الحديبية، فشهد مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بعد ذلك من المشاهد، وقُتل يوم اليرموك فِي رجب سنة خمس عشرة. يروي عَنْهُ نافع، ومحمد بْن إِبْرَاهِيمَ التيمي، وما أظنهما سمعا منه [1] .
(2629) نعيم بْن مَسْعُود بْن عامر الأشجعي،
هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي الخندق، وَهُوَ الَّذِي خذل المشركين وبني قريظة حَتَّى صرف اللَّه المشركين بعد أن أرسل عليهم ريحًا وجنودًا لم يروها. خبره فِي تخذيل بني قريظة والمشركين فِي السير خبر عجيب. وقيل: إنه الَّذِي نزلت [2] فِيهِ:
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ ... 3: 173 الآية- يعني نعيم بْن مَسْعُود وحدة، كني عَنْهُ وحده بالناس فِي قول طائفةٍ من أَهْل التفسير.
قَالَ بعض أَهْل المعاني: إنما قيل ذلك لأن كل واحدٍ من الناس يقوم مقام الآخر فِي مثل ذلك. وقد قيل في تأويل الآية غير ذلك.
__________
[1] في هوامش الاستيعاب: قال النووي: إنهما لم يدركاه (58) .
[2] سورة آل عمران، آية 173.(4/1508)
سكن نعيم بْن مَسْعُود المدينة، ومات فِي خلافة عثمان. روى عنه ابنه سلمة ابن نعيم. وقيل: بل قتل نعيم بْن مَسْعُود فِي الجمل الأول قبل قدوم علي مَعَ مجاشع ابن مَسْعُود السلمي، وحكيم بْن جبلة، ونعيم بْن مسعود الأشجعي. كان رسول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ابْن ذي اللحية.
(2630) نعيم بْن مقرن،
أخو النعمان بْن مقرن، خلف أخاه النعمان حين قُتل بنهاوند، وكانت عَلَى يديه فتوح كثيرة، وَهُوَ وأخوهُ من جِلة الصحابة، وكانوا من وجوه مزينة، وَكَانَ عُمَر بْن الخطاب يعرف لنعيم والنعمان موضِعَهما.
(2631) نعيم بْن هزال الأسلمي،
من بني مالك بْن أفصى. سكن المدينة، روى عَنْهُ المدنيون قصة رجم ماعز الأسلمي. وقد قيل: إنه لا صُحبة لنعيم هَذَا، وإنما الصحبة لأبيه هزال، وَهُوَ أولى بالصواب، والله أعلم.
(2632) نعيم بْن همار،
ويقال ابْن حمار [1] وابن هبار، وابن هدار، وابن [2] خمار، وابن همام. كل هَذَا قد قيل فِيهِ، وَهُوَ غطفاني معدود فِي أَهْل الشام. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثًا واحدًا فِيمَا يحكيه عَنْ ربه تعالى، إنه قَالَ: ابْن آدم، صل لي أربع ركعات أول النهار أكفك آخره. اختلف فِي هَذَا الخبر اختلافًا كثيرًا كاختلافهم فِي اسم أَبِيهِ، فمنهم من يجعله عَنْ نعيم، عَنْ عقبة بْن عامر، وحدث مكحول عَنْ نعيم، ولم يسمع منه كثير بْن مرة، وقيس الجذامي. وقد روى عَنْ نعيم بْن همار هَذَا أَبُو إدريس الْخَوْلَانِيّ.
يُعّد فِي الشاميين قَالَ أَحْمَد بْن حنبل- فِيمَا روى عَنْهُ حنبل بْن إِسْحَاق:
اختلفوا فِي نسبه، فَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي: نعيم بن هيار. وقال الخياط:
__________
[1] في ى: حماد. وفي الطبقات. هبار. (7- 130) . وفي الإصابة: همار، ويقال ابن هبار، وابن هدار، وابن حمار، وابن خمار، وهمار أصح. (4- 539) .
[2] في ى: حمار.(4/1509)
نعيم بْن همار. وَقَالَ الْوَلِيد بْن مُسْلِم، عَنْ سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيز: نعيم بْن حمار.
وَقَالَ الْغَلابِيّ، عَنْ يَحْيَى بْن معين: اختلف الناس فِي نعيم بْن همار، فَقَالُوا:
هبار، وقالوا: حمار وأهل الشام يقولون: همار، وهم أعلم به. وقال غير ابن معين وأحمد كل ما وصفنا والحمد للَّه.
باب نفير
(2633) نفير بْن مجيب [1] الثمالي.
شامي، كَانَ من قدماء الصحابة. روى عَنْهُ الحجاج بْن عَبْد اللَّهِ الثمالي- وله صحبة أَيْضًا- حديثًا مرفوعًا فِي صفة جهنم أعاذنا اللَّه منها وأجارنا من عذابها: إن فِيهَا سبعين ألف وادٍ. وَهُوَ حديث منكر، لا يصح. وَقَالَ أَبُو زرعة وأبو حاتم الرازيان: إنما هُوَ سُفْيَان ابن مجيب [1] ، ولم يقله [2] غيرهما، والله أعلم بالصواب.
(2634) نفير بْن المغلس [3] بْن نفير الْحَضْرَمِيّ
ويقال: نُفير بْن مالك بْن عامر الْحَضْرَمِيّ وَهُوَ والد جُبير بْن نُفير، يُكَنَّى أَبَا جُبَيْر. ويقال أبو خمير- بالخاء المعجمة والميم. قال خَالِد بْن عِيسَى فِي تاريخ أَهْل حمص: له صحبة، وَهُوَ معدود فِي الشاميين. روى عَنْهُ ابنه جُبَيْر بْن نفير أحاديث منها فِي صفة الوضوء، ومنها فِي قصة الدجال حديث طويل. وابنه جُبير بْن نفير جاهلي إسلامي، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يرد، وَهُوَ معدود فِي كبار التابعين بالشام أَيْضًا، وقد ذكرناه.
__________
[1] في أ، ش: محبب.
[2] في أ: بلى ناله ابن قانع أيضا.
[3] في أسد الغابة: نفير بن جبير، ويقال: نفير بن المغلس.(4/1510)
باب نمير
(2635) نمير بْن أوس الأشجعي،
ويقال الْأَشْعَرِيّ. ذكره فِي الصحابة مَنْ لم يمعن النظر روى عَنْهُ ابنه الْوَلِيد بْن نمير، ولا يصح له عندي صحبة، وإنما روايته عَنْ أَبِي الدرداء، وأم الدرداء، وَكَانَ قاضي دمشق.
(2636) نمير بْن خرشة بْن ربيعة الثقفي.
حليف لهم، من بني الْحَارِث بْن كعب.
كَانَ أحد الذين قدموا مع عَبْد ياليل بإسلام ثقيف.
(2637) نمير بن أبى نمير [1] الخزاعي.
ويقال الْأَزْدِيّ يُكَنَّى أَبَا مالك بابنه مالك ابن نمير. سكن البصرة، ولم يَرو حديثه غير عصام بن قدامة، عن مالك ابن نمير، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الجلوس بالصلاة.
باب نَهِيك
(2638) نهيك بْن أوس بْن خزمة بْن عدي بْن أَبِي بْن غنم بْن عوف بْن عَمْرو بْن عوف بْن الخزرج،
من القواقل، شهد أحدا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. هو ابْن أخي خزيمة بْن خزمة، ذكره الطبري وغيره.
(2639) نهيك بْن صريم [2] اليشكري.
ويقال السكوني. معدود فِي أَهْل الشام، له حديث واحد روى عَنْ أَبِي إدريس الْخَوْلَانِيّ، عَنْهُ، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ليقاتلن المشركين- أو قال الكفار- حَتَّى يقاتل بقيتكم الدجال عَلَى نهر بالأردن. الحديث.
(2640) نهيك بْن عَاصِم بْن المنتفق [3] .
قدم عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وَفدِ بني المنتفق مَعَ أَبِي رزين لقيط بْن عامر، وَهُوَ مذكور فِي حديث أَبِي رزين العقيلي الحديث الطويل.
__________
[1] في أسد الغابة: اسم أبى نمير مالك الخزاعي وقيل الأزدي، أبو مالك (5- 41) .
[2] بفتح أوله وبالتصغير كما في الإصابة.
[3] في أسد الغابة: ابن عاصم بن مالك بن المنتفق.(4/1511)
باب نوفل
(2641) نوفل بْن ثَعْلَبَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن نضلة بْن مالك بْن العجلان بْن مالك [1] ابن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو [بْن عوف] [2] بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ السالمي،
ثُمَّ الخزرجي، شهد بدرًا، وقتل يوم أُحدٍ شهيدًا.
(2642) نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الْقُرَشِيّ الهاشمي.
يُكَنَّى أَبَا الْحَارِث، كَانَ أسن من إخوته ومن سائر مَنْ أسلم من بني هاشم، كلهم كَانَ أسن من الْعَبَّاس وحمزة، أسر يوم بدر وفداه الْعَبَّاس، ثُمَّ أسلم وهاجر أيام الخندق. وقيل: بل هُوَ الَّذِي فدى نفسه برماح [3] . وآخى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين الْعَبَّاس، وكانا شريكين فِي الجاهلية، متفاوضين فِي المال متحابين وشهد نوفل مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتح مكة.
وشهد حُنينًا، والطائف، وَكَانَ مِمَّنْ ثبت يوم حنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعان يوم حُنين رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثلاثة آلاف رمح، فَقَالَ له رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كأني انظر إلى رماحك أنا الْحَارِث تقصف أصلاب المشركين. وقيل: إنه أسلم يوم فدى نفسه. قَالَ مُحَمَّد بْن سعد [4] :
حَدَّثَنَا علي بْن عِيسَى النوفلي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، قَالَ: لما أُسر نوفل بْن الْحَارِث بِبَدر قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفد نفسك. قال: ما لي شيء أفْتَدي به.
قَالَ: افْدِ نفسك بِرِمَاحك التي بِجْدة. قَالَ: والله مَا علم أَحد أن لي بجدة رماحًا غيري بعد اللَّه أشهد أنك رَسُول اللَّه. ففدى نفسه بها، وكانت
__________
[1] في أ: زيد.
[2] ليس في أ.
[3] في أ: برماحه.
[4] الطبقات: 4- 31.(4/1512)
ألفَ رمح. وتوفي بالمدينة فِي داره بها سنة خمس عشرة فِي خلافة عُمَر وصلى عَلَيْهِ عُمَر بعد أن مشى معه إِلَى البقيع، ووقف عَلَى قبره حَتَّى دفن.
(2643) نوفل بْن فَروَة الأشجعي.
له صحبة. نزل الكوفة لم يَرو عَنْهُ غير بنيه: فروة، وعبد الرحمن، وسحيم بنى نوفل، حديثه في قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ 109: 1 مختلف فيه، مضطرب الإسناد، لا يثبت.
(2644) نوفلُ بْن مُعَاوِيَة بْن عَمْرو الديلي.
ويقال نوفل بْن مُعَاوِيَة بْن عروة الديلي. ويقال: الكناني. وَهُوَ من بني الديل بْن بَكْر بْن عَبْد مناة بْن كنانة، ثُمَّ أحد بني نفاثة بْن عدي بْن الديل. وقيل: إنه عُمِّر فِي الجاهلية ستين سنة وَفِي الْإِسْلَام ستين سنة. وقيل: بل كَانَ منتهى عمره مائة سنة.
أول مشاهده مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتح مكة، وَكَانَ أسلم قبل، وخرج مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منصرفه إِلَى المدينة، ونزل بها فِي بني الديل، وحج مَعَ أَبِي بَكْر سنة تسع ومع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة عشر، ولم يزل ساكنًا بالمدينة حَتَّى تُوُفِّيَ بها فِي زمن يَزِيد بْن مُعَاوِيَة روى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. وعبد الرَّحْمَن بْن مطيع بْن الأسود، وعراك بْن مالك.
باب نِيَارٍ
(2645) نِيار بْن ظالم بْن عبس الْأَنْصَارِيّ.
من بني النجار. شهد أُحُدًا- قاله الطبري.
(2646) نيار بْن مَسْعُود بْن عبدة بن مظهّر [1] .
شهد أحدا مع النبي صلى الله عليه وسلم هو وابنه مسعود- قاله الطبري.
__________
[1] الضبط من أسد الغابة.(4/1513)
(2647) نيار بْن مُكْرَمٍ الأسلمي.
له صحبة ورواية. هُوَ أحَدُ الَّذِينَ دفنوا عُثْمَان بْن عفان، وهم: حكيم بْن حزام، وجبير بْن مطعم، وأبو جهم ابن حذيفة، ونيار بْن مكرم. وَقَالَ مالك بْن أَنَس: إن جَدّه مالك بْن عامر كَانَ خامسهم. روى نيار بْن مكرم عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تفسير قول الله عز وجل: الم غُلِبَتِ الرُّومُ ... 30: 1- 2 إِلَى قوله: يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ ... 30: 4- 5 الحديث بطوله. روى عَنْهُ عروة بْن الزُّبَيْر، وابنه عَبْد اللَّهِ بْن نيار، والله أعلم.
باب الأفراد فِي حرف النون
(2648) النابغة الجعدي.
ذكرناه فِي باب النون لأنه غلب [1] عَلَيْهِ النابغة، واختلف فِي اسمه، فقيل: قيس بْن عبد الله [بن عمر] [2] وقيل: حبان [3] ابن قيس [بن عبد الله] [4] بن عمرو بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب ابن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة وقيل: اسمه حبان [3] بن قيس بن عبد الله ابن وحوح بْن عدس بْن ربيعة بْن جعدة. وإنما قيل له النابغة فِيمَا يقولون لأنه قَالَ الشعر فِي الجاهلية ثم أقام مدة نحو ثلاثين سنة لا يقول الشعر، ثم نبغ فيه [بعد] [2] فقاله، فسمي النابغة قَالُوا: وَكَانَ قديمًا شاعرًا محسنًا طويل البقاء فِي الجاهلية والإسلام، وَهُوَ عندهم أسن من النابغة الذبياني وأكبر واستدلوا عَلَى أنه أكبر من النابغة الذبياني لأن النابغة الذبياني كَانَ مَعَ النعمان بن المنذر فِي عصره. وَكَانَ النعمان بْن المنذر [بعد المنذر] [2] بْن محرق، وقد أدرك النابغة الجعدي [المنذر بن محرق] [2] ، ونادمه، ولكن
__________
[1] في أ: لأن الأغلب.
[2] ليس في أ.
[3] في أ: حيان.
[4] ليس في أسد الغابة.(4/1514)
النابغة الذبيانيّ مات قبله. وعمر الجعدي بعده عمرًا طويلًا. ذكره عمر بْن شبة عَنْ أشياخه أنه عمر مائة وثمانين سنة، وأنه أنشد عُمَر بن الخطاب:
لقيت [1] أناسًا فأفنيتهم ... وأفنيت بعد أناس أناسا [2]
ثلاثة أهلين أفنيتهم ... وَكَانَ الإله هُوَ المستآسا [3]
فَقَالَ له عمر: كم لبثت مَعَ كل أهل؟ قَالَ: ستين سنة. قَالَ ابْن قتيبة:
عمر النابغة الجعدي مائتين وعشرين سنة، ومات بأصبهان. وهذا أَيْضًا لا يدفع، لأنه قَالَ فِي الشعر السيني الَّذِي أنشده عمر أنه أفنى ثلاثة قرون كل قرن من القرون ستين سنة، فهذه مائة وثمانون سنة، ثم عمر إِلَى زمن ابْن الزُّبَيْر وإلى أن هاجى أوس بْن مغراء [4] ثم ليلى الأخيلية، وَكَانَ يذكر فِي الجاهلية دين إِبْرَاهِيم والحنيفية، ويصوم ويستغفر فِيمَا ذكروا، وَقَالَ فِي الجاهلية كلمته التي أولها:
الحمد للَّه لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلما
وفيها ضروب من دلائل التوحيد، والإقرار بالبعث والجزاء، والجنة والنار. وصفه بعض ذلك عَلَى نحو شعر أمية بْن أبي الصلت. وقد قيل:
إن هَذَا الشعر لأمية، ولكنه قد صححه يونس بْن حبيب، وحماد الرواية، ومحمد بْن سلام، وعلي بْن سُلَيْمَانَ الأخفش للنابغة الجعدي.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: وفد النابغة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلما. وأنشده، ودعا له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ أول مَا أنشده قوله فِي قصيدته الرائية:
أَتَيْتُ رَسُولَ الله إذ جاء بالهدى ... ويتلو كتابا كالمجرة نيّرا
__________
[1] في أ: لبست.
[2] المستآس: المستعاض.
[3] الشعر والشعراء: صفحة 249.
[4] في أ: معن.(4/1515)
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْفَضْلِ أَحْمَدَ بْنِ قَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ قَاسِمَ بْنَ أَصْبَغَ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الشَّمْسِ [1] ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ النَّابِغَةَ الْجَعْدِيَّ يَقُولُ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْشَدْتُهُ قَوْلِي:
وَإِنَّا لَقَوْمٌ مَا نُعَوِّدُ خيلنا ... إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا
وننكر يوم الروع ألوان خيلنا ... من الطعن حتى نحسب الجون أشقرا
وليس بمعروف لنا أن نردها ... صحاحا ولا مستنكرا أن تعقرا
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا ... وإنا لنرجو فوق ذَلِكَ مَظْهَرًا
وَفِي رُوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرَادٍ:
عَلَوْنَا عَلَى طُرِّ الْعِبَادِ تَكَرُّمًا ... وَإِنَّا لَنَرْجُو فَوْقَ ذَلِكَ مَظْهَرًا
وَفِي سَائِرِ الرِّوَايَاتِ كَمَا ذَكَرْنَا، إِلا أَنَّ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُونَ: مَجْدُنَا وَجُدُودُنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِلَى أَيْنَ يَا أَبَا لَيْلَى؟ قَالَ: فَقُلْتُ: إِلَى الْجَنَّةِ.
قَالَ: نَعَمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. فَلَمَّا أَنْشَدْتُهُ:
وَلا خَيْرَ فِي حلم إذا لم يكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يَفْضُضِ اللَّهُ فَاكَ. قال: وكان من أحسن الناس ثعرا. وَكَانَ إِذَا سَقَطَتْ لَهُ سِنٌّ نَبَتَتْ [أُخْرَى] [2] . وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرَادٍ لِهَذَا الْخَبَرِ، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ كَأَنَّ فَاهُ الْبَرَدُ الْمُنْهَلُّ يَتَلَأْلَأُ وَيَبْرُقُ، مَا سَقَطَتْ لَهُ سِنٌّ وَلا تَفَلَّتَتْ [3] لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم:
__________
[1] في أعبد الله التميمي.
[2] ليس في أ.
[3] في أ: نغلت.(4/1516)
أَجَدْتَ لا يَفْضُضِ اللَّهُ فَاكَ. قَالَ: وعاش النابغة بدعوة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أتت عَلَيْهِ. مائة واثنتا عشرة سنة، فَقَالَ فِي ذلك:
أتت مائة لعام ولدت فيه ... وعشر بعد ذلك واثنتان [1]
وقد أبقت صروف الدهر مني ... كما أبقت من الذكر اليماني
ألا زعمت بنو سعد بأني ... وما كذبوا كبير السن فاني
قَالَ أَبُو عُمَرَ: قد روينا هَذَا الخبر من وجوه كثيرة عَنِ النابغة الجعدي من طريق يَعْلَى بْن الأشدق وغيره، وليس فِي شيء منها من الأبيات مَا فِي هذه الرواية، وهذه أتمّها وأحسنها سياقة، إلا أنّ في رواية يعلى بن الأشدق وعبد الله ابن جراد أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أجدت لا يفضض اللَّه فاك. وليس فِي هذه الرواية «أجدت» . وما أظن النابغة إلا وقد أنشد الشعر كله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي قصيدة طويلة نحو مائتي بيت أولها:
خليلي غضا ساعة وتهجرا ... ولو مَا عَلَى مَا أحدث الدهر أَوْ ذرا
وقد ذكرت منها ما أنشده أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عبد السلام الخشني، عَنْ أبي الفضل الرياشي رحمة اللَّه عليهما فِي آخر باب النابغة هَذَا من هَذَا الكتاب، وَهُوَ من أحسن مَا قيل من الشعر فِي الفخر بالشجاعة سباطة ونقاوة وجزالة وحلاوة، وفي هَذَا الشعر مما أنشده رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى ... ويتلو كتابا كالمجرّة نيّرا
وجاهدت حتى ما أحسن ومن معى ... سهيلا إذا مَا لاح ثم تحورا [2]
أقيم عَلَى التقوى وأرضى بفعلها ... وكنت من النار المخوفة أحذرا [3]
__________
[1] في المهذب: وحجتان.
[2] في أ: ثم تغورا. وفي مهذب الأغاني: ثمت غورا.
[3] في مهذب الأغاني: أوجرا.(4/1517)
وأسلم وحسن إسلامه، وَكَانَ يرد عَلَى الخلفاء، ورد عَلَى عمر، ثم عَلَى عُثْمَان، وله أخبار حسان.
وَقَالَ عمر بْن شبة: كَانَ النابغة الجعدي شاعرًا مغلبًا [1] إلا أنه كَانَ إذا هاجى غلب. هاجى أوس بْن مغراء، وليلى الأخيلية، وكعب بْن جعيل، فغلبوه، وَهُوَ أشعر منهم مرارًا، ليس فيهم من يقرب منه، وكذلك قَالَ فيه ابْن سلام [2] وغيره. وذكر الهيثم بْن عدي، قَالَ: رعت بنو عامر بالبصرة فِي الزروع، فبعث أَبُو مُوسَى الأشعري فِي طلبهم، فتصارخوا يَا آل عامر! فخرج النابغة الجعدي، ومعه عصبة له، فأتى به أَبُو مُوسَى، فَقَالَ له: مَا أخرجك؟
قال: سمعت داعية قومي. قال: فضربه أسواطا. فقال النابغة في ذلك:
رأيت البكر بكر بني ثمود [3] ... وأنت أراك بكر الأشعرينا
فإن تك لابن عفان أمينًا ... فلم يبعث بك البر الأمينا
فيا قبر النَّبِيّ وصاحبيه ... ألا يَا غوثنا لو تسمعونا
ألا صلى إلهكم عليكم ... ولا صلى عَلَى الأمراء فينا
فَأَمَّا خَبَرُهُ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حدثنا زبير بن بكار، حدثني هارون ابن أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَهْزِيُّ، حدثنا سليمان بن محمد، عن يحيى ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: أَقْحَمْتِ السَّنَةُ نَابِغَةَ بَنِي جَعْدَةَ، فَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَأَنْشَدَهُ:
حَكَيْتَ لَنَا الصِّدِّيقَ لَمَّا وَلِيتَنَا ... وَعَثْمَانَ وَالْفَارُوقَ فَارْتَاحَ معدم
__________
[1] في ى: معذبا.
[2] الطبقات صفحة 105.
[3] في ى: تمور.(4/1518)
وسويت بين الناس في الحق فاستووا [1] ... فعاد صباحا حالك اللين مُظْلِمُ
أَتَاكَ أَبُو لَيْلَى تَجُوبُ بِهِ الدُّجَى ... دجى الليل جوّاب الفلاة عرموم [2]
لِتَجْبُرَ مِنْهُ جَانِبًا دَعْدَعَتْ [3] بِهِ ... صُرُوفُ اللَّيَالِي والزمان المصمّم
قَالَ: فَقَالَ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ: أَمْسِكْ عَلَيْكَ يَا أَبَا لَيْلَى، فَإِنَّ الشِّعْرَ أَهْوَنُ وَسَائِلِكَ عِنْدَنَا. أَمَّا صَفْوَةُ [4] مَالِنَا فَإِنَّ بَنِي أَسَدٍ [5] شَغَلَتْنَا عَنْكَ، وَأَمَّا صَفْوَتُهُ فَلآلِ الزُّبَيْرِ، وَلَكِنْ لَكَ فِي مَالِ اللَّهِ حَقَّانِ: حَقٌّ لِرُؤْيَتِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَقٌّ لشركتك أهل الإسلام في فيتهم، ثُمَّ أَدْخَلَهُ دَارَ النَّعَمِ، فَأَعْطَاهُ قَلائِصَ سَبْعًا وَفَرَسًا [وَخَيْلا] [6] ، وَأَوْقَرَ لَهُ الرِّكَابَ بُرًّا وَتَمْرًا وَثِيَابًا، فَجَعَلَ النَّابِغَةُ يَسْتَعْجِلُ وَيَأْكُلُ الْحَبَّ صِرْفًا، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ:
وَيْحَ أَبِي لَيْلَى! لَقَدْ بَلَغَ مِنْهُ الْجَهْدُ. فَقَالَ النَّابِغَةُ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَا وَلِيَتْ قُرَيْشٌ فَعَدَلَتْ، وَاسْتَرْحَمَتْ فَرَحِمَتْ، وَحَدَّثَتْ فصدقت، ووعدت خير فَأَنْجَزَتْ، فَأَنَا وَالنَّبِيُّونَ فُرَّاطُ الْقَادِمِينَ [7] أَلا ... وَذَكَرَ كَلِمَةً مَعْنَاهَا أَنَّهُمْ تَحْتَ النَّبِيِّينَ بِدَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ الزُّبَيْر: كتب يَحْيَى بْن معين هَذَا الحديث عَنْ أخي. وذكر أَبُو الفرج الأصبهاني هَذَا الحديث، فَقَالَ: حدثني به مُحَمَّد بْن جرير الطبري من حفظه عَنْ أَحْمَد بْن زهير بإسناده. ومما يستحسن ويستجاد للنابغة الجعدي:
فتى كملت خيراته غير أنه ... جواد فلا يبقى [8] من المال باقيا
فتى تم فيه مَا يسر صديقه ... عَلَى أن فيه ما يسوء الأعاديا
__________
[1] في ى: فاستروا
[2] في أ، والمذهب: عثمثم
[3] في المهذب: زعزعت.
[4] في أ: عفوة.
[5] في أ: فإن بنى أسد وبنى تيماء تشغلها عنك.
[6] ليس في أ.
[7] في الشعر والشعراء: القاصفين.
[8] في ى: فلا ينفق.
(م 6- الاستيعاب- 4)(4/1519)
وأنشدني أَبُو عُثْمَان سعد بْن نصر، قَالَ: أنشدنا أَبُو مُحَمَّد قَاسِم بْن أَصْبَغَ اليماني [1] ، قَالَ: أنشدنا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عبد السلام الخشني، قَالَ: هَذَا مَا أنشدنا أَبُو العقيل [2] الرياشي من قصيدة النابغة الجعدي:
تذكرت والذكرى تهيج [3] للفتى ... ومن حاجة [4] المحزون أن يتذكرا
نداماي عند المنذر بْن محرق ... أرى اليوم منهم ظاهر الأرض مقفرا
تقضى زمان الوصل بيني وبينها ... ولم ينقض [5] الشوق الَّذِي كَانَ أكثرا
وإني لأستشفي برؤية جارها ... إذا مَا لقائيها علي تعذرا
وألقي عَلَى جيرانها مسحة الهوى ... وإن لم يكونوا لي قبيلًا ومعشرا
ترديت ثوب الذل يوم لقيتها ... وَكَانَ ردائي نخوة وتجبرا
حسبنا زمانًا كل بيضاء شحمة ... ليالي إذ نغزو جذاما وحميرا
إِلَى أن لقينا الحي بكر بْن وائل ... ثمانين ألفًا دارعين وحسرا
فلما قرعنا النبع بالنبع بعضه ... ببعض أبت عيدانه أن تكسرا
سقيناهم كأسا سقونا بمثلها ... ولكننا كنا عَلَى الموت أصبرا
بنفسي وأهلي عصبة سلمية ... يعدون للهيجا عناجيج ضمرا
وقالوا لنا أحيوا لنا من قتلتم ... لقد جئتم إدًا [6] من الأمر منكرا
ولسنا نرد الروح فِي جسم ميت ... وكنا نسيل [7] الروح ممن تنشرا [8]
نميت ولا نحيي كذلك صنعنا [9] ... إذا البطل الحامي إِلَى الموت أهجرا
__________
[1] في أ: البياني.
[2] في أ، واللباب: أبو الفضل.
[3] في أ: على الفتى.
[4] في أ: ومن حالة.
[5] في أ. ينقص.
[6] في أ: أمرا من الأمر.
[7] في أ: نسل.
[8] في ى: تبشرا.
[9] في أ: كذاك صنيعنا.(4/1520)
ملكنا فلم نكشف قنا لحرة ... ولم نستلب إلا الحديد المسمرا
ولو أننا شئنا سوى ذاك أصبحت ... كرائمهم فينا تباع وتشترى
ولكن أحسابًا نمتنا إِلَى العلا ... وآباء صدق أن يروم [1] المحقرا
وإنا لقوم ما نعود خيلنا ... إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا
وننكر يوم الروع ألوان خيلنا ... من الطعن حتى نحسب الجون أشقرا
وليس بمعروف لنا أن نردها ... صحاحا ولا مستنكرا أن تعقرا
أتيت رَسُول اللَّهِ إذ جاء بالهدى ... ويتلو كتابًا كالمجرة نيرا
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
ولا خير في حلم إذا لم يكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جَهْلٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ ... حَلِيمٌ [2] إِذَا مَا أورد الأمر أصدرا
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أَحْمَد بْن زهير، قَالَ: وقد روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الشعراء حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد اللَّهِ بْن رواحة، وعدي بْن حاتم الطائي، وعباس بْن مرداس السلمي، وأبو سُفْيَان بْن الحارث بْن المطلب، وحميد بْن ثور الهلالي، وأبو الطفيل عامر بْن وائلة، وأيمن بْن خريم الأسدي، وأعشى بني مازن، والأسود بْن سريع.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: قد روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الشعراء المحسنين ممن لم يذكره أَحْمَد بْن زهير فِي الشعراء الرواة الحارث- بْن هشام، وعمرو ابن شاس، وضرار بْن الأزور، وخفاف بْن ندبة، وكلّ هؤلاء شاعر له صحبة
__________
[1] في أ: نروم.
[2] في أ: اديب.(4/1521)
ورواية، ولم يذكر أَحْمَد بْن زهير لبيد بْن ربيعة، ولا ضرار بْن الخطاب، ولا ابْن الزبعري، لأنهم ليست لهم رواية، وكذلك أَبُو ذؤيب الهذلي، والشماخ بْن ضرار، وأخوه مزرد بْن ضرار.
قَالَ مُحَمَّد بْن سلام: النابغة الجعدي، والشماخ بْن ضرار، ولبيد بْن ربيعة، وأبو ذؤيب الهذلي طبقة. قَالَ: وَكَانَ الشماخ أشد متونًا [1] من لبيد، ولبيد أحسن منه منطقا.
(2649) نابل الحبشي،
والد أيمن بْن نابل، ذكروه فيمن رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلما، ولم أر له خبرا يدلّ على لقاء ولا رؤية.
(2650) ناجية بْن جندب الأسلمي.
صاحب بدن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ناجية بْن جندب بْن عمير بْن يعمر بْن دارم بْن عَمْرو بْن واثلة بن سهم ابن مازن بْن سلامان بْن أسلم بْن أفصى معدود فِي أهل الحجاز، بل فِي أهل المدينة قَالَ ابْن عفير. ناجية كَانَ اسمه ذكوان، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ناجية، إذ نجا من قريش. قَالَ أَبُو عُمَرَ: مات فِي خلافة معاوية بالمدينة ويقال: ناجية بْن عُمَرَ، وناجية بْن عمير. وقد قيل: جندب بْن ناجية فِي بعض الروايات فِي حديثه فِي البدن، وَهُوَ حديث واحد، والصواب فيه ناجية بْن جندب بْن عمير، وَهُوَ الَّذِي تدلى فِي البئر يوم الحديبية عَلَى مَا مضى فِي باب خالد [2] بْن عبادة الغفاري. قَالَ ابْن إِسْحَاق: وقد زعم لهم بعض أهل العلم أن البراء بْن عازب كَانَ يقول: أنا الَّذِي نزلت فِي البئر بسهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْن إِسْحَاق: وحدثني بعض أهل العلم أنّ رجلا
__________
[1] في ى: أشد ميزانا.
[2] صفحة 433.(4/1522)
من أسلم حدثه أن الَّذِي نزل فِي القليب بسهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ناجية بْن عمير بْن يعمر بْن دارم. قَالَ: وزعمت له أسلم أن جارية من الأنصار أقبلت بدلوها، وناجية فِي القليب يميح على الناس، فقالت:
يَا أيها المائح دلوي دونكا ... إني رأيت الناس يحمدونكا
يثنون خيرًا ويمجدونكا
وَقَالَ ناجية- وهو في القليب يميح على الناس:
قد علمت جارية يمانيه ... أني أنا المائح واسمي ناجيه
وروى عَنْ ناجية هَذَا عروة بْن الزُّبَيْر أنه سأل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كيف أصنع بما عطب من الهدى.. الحديث نحو حديث ذؤيب الخزاعي.
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وَهْبُ [1] بْنُ خَالِدٍ، قال: حدثنا هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَاجِيَةَ صَاحِبِ هَدْيِ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كَيْفَ يُصْنَعُ بِمَا عَطِبَ مِنَ الْهَدْيِ؟ فَأَمَرَهُ أَنْ يَنْحَرَ كُلَّ بَدَنَةٍ عَطِبَتْ، ثُمَّ يُلْقَى نَعْلَهَا [2] فِي دَمِهَا، وَيُخَلَّى بَيْنَهَا وَبَيْنَ النَّاسِ يَأْكُلُونَهَا. وَرَوَى عَنْهُ أَيْضًا زَاهِرٌ الأَسْلَمِيُّ.
(2651) ناجية الطفاوي
ذكره صاحب الوحدان. وذكر بسنده عَنِ البراء بْن عَبْد اللَّهِ الغنوي، عَنْ واصل: أدركت رَجُلا من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى يقال له ناجية الطفاوي، وَهُوَ يكتب المصاحف- وذكر باقي الحديث.
(2652) نبيشة [3] الخير.
هُوَ نبيشة بْن عَمْرو بْن عوف بْن عَبْد اللَّهِ وقيل نبيشة الخير بْن عَبْد اللَّهِ بْن عتاب بْن الحارث بْن حصين بْن نابغة بْن لحيان بْن هذيل
__________
[1] في أ: وهيب.
[2] ما علق بعنقها علامة لكونها هديا (مسلم 962) .
[3] في القاموس: الخبر.(4/1523)
ابن مدركة بْن الياس بْن مضر. وَهُوَ ابْن عم سلمة بْن المحبق الهذلي، من هذيل بْن مدركة، سماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [نبيشة. ويقال] [1] نبيشة بْن عَبْد اللَّهِ، روى عنه أَبُو المليح الهذلي وغيره.
(2653) نحات [2] بْن ثعلبة بْن خزمة بْن أصرم بْن عَمْرو بْن عمارة البلوي.
حليف الأنصار، شهد بدرًا، وقد اختلف فيه، فقيل بحاث [وقد ذكرناه فِي الباء] [1]
(2654) نذير، أَبُو مريم الغساني جد أبي بكر بْن عَبْد اللَّهِ بْن أبي مريم.
قَالَ أَبُو حاتم الرازي: سألت بعض الشاميين عَنِ اسم أبي مريم الغساني الشامي، فَقَالَ: نذير. روى بقية بْن الوليد، عن أبي بكر بن أبي مريم، عَنْ أبيه، عَنْ جده أبي مريم، قَالَ: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورميت بين يديه. فأعجبه ذلك مني، ودعا لي.
(2655) النزال بْن سبرة الهلالي،
من بني هلال بْن عامر بْن صعصعة. ذكروه فيمن رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمع منه، ولا أعلم له رواية إلا عَنْ علي وابن مَسْعُود. وَهُوَ معروف فِي كبار التابعين وفضلائهم. روى عنه الشعبي، والضحاك، وعبد الملك بْن ميسرة، وإسماعيل بْن رجاء.
(2156) النضر بْن سُفْيَانَ الهذلي
روى عَنْ عمر قَالَ الْوَاقِدِيُّ: ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2657) نضرة بْن أكثم الخزاعي.
ويقال الأَنْصَارِيّ. حديثه عند يَحْيَى بْن أبي كثير، عَنْ يَزِيد بْن أبي نعيم، عَنْ سَعِيد بْن المسيب، عَنْ نضرة بْن أكثم، أنه تزوج امرأة، فلما جامعها وجدها حبلى، فرفع شأنها إِلَى النبي صلى الله
__________
[1] ليس في أ.
[2] في أسد الغابة: تقدم الكلام عليه في بحاث بالباء الموحدة. أخرجه أبو عمر هنا بالنون والحاء المهملة وآخره تاء فوقها نقطتان. وأخرحه أبو موسى نجاب- بالنون والجيم وآخره باء موحدة، وأخرجه أبو نعيم مثله. وفي هامش أ: قد ذكر في حرف الباء وجعلهما رجلين والصواب أنه رجل واحد.(4/1524)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقضى أن لَهَا صداقها، وأن مَا فِي بطنها عبد له، وجلدت مائة، وفرق بينهما. وَرَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ نَضْرَةُ، قَالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً بِكْرًا فِي سِتْرِهَا، فَدَخَلْتُ عَلَيْهَا فَإِذَا هِيَ حُبْلَى، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَهَا الصَّدَاقُ بِمَا اسْتَحْلَلْتَ مِنْ فَرْجِهَا، وَالْوَلَدُ عَبْدٌ لَكَ، فَإِذَا وَلَدَتْ فَاجْلِدْهَا.
(2658) النضير بْن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بْن عبد الدار بْن قصي، القرشي العبدي،
كَانَ من المهاجرين. وقيل: بل كَانَ من مسلمة الفتح، والأول أكثر وأصح. يكنى أبا الحارث، وأبوه الحارث بْن علقمة يعرف بالرهين. ومن ولده مُحَمَّد بْن المرتفع بْن النضير بْن الحارث، يروى عنه ابْن جريج وابن عيينة، وَكَانَ للنضير من الولد علي، ونافع، والمرتفع. وَكَانَ النضير بْن الحارث يكثر الشكر للَّه عَلَى مَا من به عَلَيْهِ من الإسلام، ولم يمت عَلَى مَا مات عَلَيْهِ أخوه وآباؤه، وأمر له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم حنين بمائة بعير، فأتاه رجل من بني الديل يبشره بذلك، وَقَالَ له: اخدمني منها، فَقَالَ النضير: مَا أريد أخذها، لأني أحسب أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يعطني ذلك إلا تألفًا عَلَى الإسلام، وما أريد أن أرتشي عَلَى الإسلام. ثم قَالَ:
والله مَا طلبتها، ولا سألتها، وهي عطية من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقبضها وأعطى الديلي منها عشرة، ثم خرج إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجلس معه فِي مجلسه، وسأله عَنْ فرض الصلاة وتوقيتها. قال: فو الله لقد كَانَ أحب إلي من نفسي، وقلت له: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أي الأعمال أحب إِلَى اللَّه؟ قَالَ:
الجهاد، والنفقة فِي سبيل الله.(4/1525)
وهاجر النضير إِلَى المدينة، ولم يزل بها حَتَّى خرج إِلَى الشام غازيًا، وحضر اليرموك، وقتل بها شهيدًا، وذلك فِي رجب سنة خمس عشرة، وَكَانَ يعد من حكماء قريش.
وأما النضر بْن الحارث أخوه فقتله عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ يوم بدر كافرًا، قتله بالصفراء صبرًا بأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ شديد العداوة لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2659) نعيمان بْن عَمْرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك ابن النجار،
شهد بدرًا، وَكَانَ من قدماء الصحابة وكبرائهم، وكانت فيه دعابة زائدة. وله أخبار ظريفة فِي دعابته، منها خبره مَعَ سويبط بْن حرملة.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا محمد جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا رُوحٌ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ تَاجِرًا إِلَى بُصْرَى، وَمَعَهُ نُعَيْمَانُ وَسُوَيْبِطُ بْنُ حَرْمَلَةَ، وَكِلاهُمَا بَدْرِيٌّ، وَكَانَ سُوَيْبِطٌ عَلَى الزَّادِ، فَجَاءَهُ نُعَيْمَانُ، فَقَالَ: أَطْعِمْنِي. فَقَالَ: لا، حَتَّى يَجِيءَ أَبُو بَكْرٍ- وَكَانَ نُعَيْمَانُ رَجُلا مِضْحَاكًا مَزَّاحًا، فَقَالَ: لأَغِيظَنَّكَ، فَذَهَبَ إِلَى نَاسٍ جَلَبُوا ظَهْرًا، فَقَالَ: ابْتَاعُوا مِنِّي غُلامًا عَرَبِيًّا فَارِهًا، وَهُوَ ذُو لِسَانٍ، وَلَعَلَّهُ يَقُولُ: أَنَا حُرٌّ، فَإِنْ كُنْتُمْ تَارِكِيهِ لِذَلِكَ فَدَعُوهُ، لا تُفْسِدُوا عَلَيَّ غُلامِي. فَقَالُوا: بَلْ نَبْتَاعُهُ مِنْكَ بِعَشْرَةِ قَلائِصَ.
فَأَقْبَلَ بِهَا يَسُوقُهَا، وَأَقْبَلَ بِالْقَوْمِ حَتَّى عَقَلَهَا، ثُمَّ قَالَ: دُونَكُمْ هو هذا. فَجَاءَ الْقَوْمُ، فَقَالُوا: قَدِ اشْتَرَيْنَاكَ. فَقَالَ سُوَيْبِطٌ: هُوَ كَاذِبٌ، أَنَا رَجُلٌ حُرٌّ. قَالُوا:
قَدْ أَخْبَرَنَا خَبَرَكَ، فَطَرَحُوا الْحَبْلَ فِي رَقَبَتِهِ، فَذَهَبُوا بِهِ، وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ. فَأُخْبِرَ، فَذَهَبَ هُوَ وَأَصْحَابٌ لَهُ فَرَدُّوا الْقَلائِصَ، وَأَخَذُوهُ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُه مِنْ ذَلِكَ حولا.(4/1526)
وَرَوَى عَنْهَا قَالَتْ: خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بِعَامٍ فِي تِجَارَةٍ إِلَى بُصْرَى، وَمَعَهُ نُعَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ، وَسَلِيطُ: بْنُ حَرْمَلَةَ، وَهُمَا مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ سَلِيطُ بْنُ حَرْمَلَةَ عَلَى الزَّادِ، وَكَانَ نُعَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو مَزَّاحًا، فَقَالَ لِسَلِيطٍ. أَطْعِمْنِي. فَقَالَ: لا أُطْعِمُكَ حَتَّى يَأْتِيَ أَبُو بَكْرٍ. فَقَالَ نُعَيْمَانُ لِسُوَيْبِطٍ: لأَغِيظَنَّكَ. فَمَرُّوا بِقَوْمٍ. فَقَالَ نُعَيْمَانُ لَهُمْ: تَشْتَرُونَ مِنِّي عبدا؟
قالوا. نعم. قال: إنه عبد له كَلامٌ، وَهُوَ قَائِلٌ لَكُمْ: لَسْتُ بِعَبْدٍ، وَأَنَا ابْنُ عَمِّهِ. فَإِنْ كَانَ إِذَا قَالَ لَكُمْ هَذَا تَرَكْتُمُوهُ فَلا تَشْتَرُوهُ، وَلا تُفْسِدُوا عَلَيَّ عَبْدِي. قَالُوا: لا، بَلْ نَشْتَرِيهِ، وَلا نَنْظُرُ إِلَى قَوْلِهِ. فَاشْتَرَوْهُ مِنْهُ بَعَشْرِ قَلائِصَ. ثُمَّ جَاءُوا لِيَأْخُذُوهُ، فَامْتَنَعَ مِنْهُمْ فَوَضَعُوا فِي عُنُقِهِ عِمَامَةً، فَقَالَ لَهُمْ:
إِنَّهُ يَتَهَزَّأُ، وَلَسْتُ بِعَبْدِهِ. فَقَالُوا: قَدْ أَخْبَرَنَا خَبَرَكَ. وَلَمْ يَسْمَعُوا كَلامَهُ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَأُخْبِرَ خَبَرَهُ، فَاتَّبَعَ الْقَوْمَ، فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ يَمْزَحُ [1] وَرَدَّ عَلَيْهِمُ الْقَلائِصَ، وَأَخَذَ سَلِيطًا مِنْهُمْ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، فَضَحِكَ مِنْ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ حَوْلا.
قَالَ الزُّبَيْرُ: وَأَكْثَرَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: هكذا فِي خبر الزُّبَيْر هَذَا: سليط بْن حرملة، وهذا خطأ، إنما هُوَ سويبط بْن حرملة من بني عبد الدار، بدري، ثم قَالَ بعد:
سليط بْن عَمْرو، فأخطأ أَيْضًا.
وَبِالإِسْنَادِ عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبٌ، عَنْ جَدِّي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ
__________
[1] في ى: يفرح.(4/1527)
الْمَسْجِدَ، وَأَنَاخَ نَاقَتَهُ بِفِنَائِهِ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنُعَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيِّ- وَكَانَ يُقَالُ لَهُ النُّعَيْمَانُ: لَوْ نَحَرْتَهَا فَأَكَلْنَاهَا، فَإِنَّا قَدْ قَرَمْنَا [1] إِلَى اللَّحْمِ، وَيَغْرَمُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَنَهَا قَالَ:
فَنَحَرَهَا النُّعَيْمَانُ، ثُمَّ خَرَجَ الأَعْرَابِيُّ، فرأى راحلته، فصاح وا عقراه يَا مُحَمَّدُ! فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ قَالُوا: النُّعَيْمَانُ، فَاتَّبَعَهُ يَسْأَلُ عَنْهُ، فَوَجَدَهُ فِي دَارِ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَدِ اخْتَفَى فِي خَنْدَقٍ، وَجَعَلَ عَلَيْهِ الْجَرِيدَ وَالسَّعْفَ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، وَرَفَعَ صَوْتَهُ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ حَيْثُ هُوَ، فَأَخْرَجَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ تَغَيَّرَ وَجْهُهُ بِالسَّعْفِ الَّذِي سَقَطَ عَلَيْهِ، فقال له: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟
قَالَ: الَّذِينَ دَلُّوكَ عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ هُمُ الَّذِينَ أَمَرُونِي. قَالَ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَنْ وَجْهِهِ وَيَضْحَكُ. قَالَ: ثُمَّ غَرِمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الزُّبَيْرُ: وَحَدَّثَنِي عَمِّي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَدِّي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، قَالَ: كَانَ مَخْرَمَةُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ أَهْيَبَ [2] الزُّهْرِيُّ شَيْخًا كَبِيرًا بِالْمَدِينَةِ أَعْمَى، وَكَانَ قَدْ بَلَغَ مِائَةً وَخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَقَامَ يَوْمًا فِي الْمَسْجِدِ يُرِيدُ أَنْ يَبُولَ، فَصَاحَ بِهِ النَّاسُ، فَأَتَاهُ نُعَيْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادٍ النَّجَّارِيُّ فَتَنَحَّى بِهِ نَاحِيَةً مِنَ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ قَالَ: اجْلِسْ هَاهُنَا، فَأَجْلَسَهُ يَبُولُ وَتَرَكَهُ، فَبَالَ، وَصَاحَ بِهِ النَّاسُ. فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: مِنْ جَاءَ بِي وَيْحَكُمْ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ؟
قَالُوا لَهُ: النُّعَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو. قَالَ: فَعَلَ اللَّهُ بِهِ وَفَعَلَ، أَمَا إِنَّ للَّه عَلَيَّ إِنَ ظَفِرْتُ بِهِ أَنْ أَضْرِبَهُ بِعَصَايَ هَذِهِ ضَرْبَةً تَبْلُغُ مِنْهُ مَا بَلَغَتْ. فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ حَتَّى
__________
[1] القرم: شدة الشهرة إلى اللحم.
[2] في أ: وهب.(4/1528)
نَسِيَ ذَلِكَ مَخْرَمَةُ، ثُمَّ أَتَاهُ يَوْمًا وَعُثْمَانُ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، وَكَانَ عُثْمَانُ إِذَا صَلَّى لَمْ يَلْتَفِتْ، فَقَالَ لَهُ: هَلْ لَكَ فِي نُعَيْمَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ. أَيْنَ هُوَ؟
دُلَّنِي عَلَيْهِ! فَأَتَى بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: دُونَكَ هَذَا هُوَ، فَجَمَعَ مَخْرَمَةُ يَدَيْهِ بِعَصَاهُ فَضَرَبَ عُثْمَانَ فَشَجَّهُ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّمَا ضَرَبْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ، فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ بَنُو زُهْرَةَ، فَاجْتَمَعُوا فِي ذَلِكَ، فَقَالَ عُثْمَانُ: دَعُوا نُعَيْمَانَ، لَعَنَ اللَّهُ نُعَيْمَانَ، فَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا.
[قَالَ الزُّبَيْرُ: وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو طُوَالَةَ الأَنْصَارِيُّ] [1] ، عَنْ مُحَمَّدِ ابن عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ نُعَيْمَانُ يُصِيبُ الشَّرَابَ، فَكَانَ يُؤْتَى بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [فَيَضْرِبُهُ بِنَعْلِهِ] [2] ، وَيَأْمُرُ أَصْحَابَهُ فَيَضْرِبُونَهُ بِنِعَالِهِمْ، وَيَحْثُونَ عَلَيْهِ التُّرَابَ، فَلَمَّا كَثُرَ ذَلِكَ مِنْهُ قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَعَنَكَ اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَفْعَلْ، فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهُ وَرَسُولَهُ قَالَ:
وَكَانَ لا يَدْخُلُ [فِي] [3] الْمَدِينَةِ رَسَلٌ وَلا طُرْفَةٌ إِلا اشْتَرَى مِنْهَا، ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّهِ، هَذَا هَدِيَّةٌ لَكَ، فَإِذَا جَاءَ صَاحِبُهُ يَطْلُبُ ثَمَنَهُ مِنْ نُعَيْمَانَ جَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَعْطِ هَذَا ثَمَنَ هَذَا، فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: أو لم تهذه لِي؟ فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ يَكُنْ عِنْدِي ثَمَنُهُ، وَأَحْبَبْتُ أَنْ تَأْكُلَهُ، فَيَضْحَكُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَأْمُرُ لِصَاحِبِهِ بِثَمَنِهِ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ نعيمان رَجُلا صالحًا على ما كان فيه من دعابة،
__________
[1] من أ، ش.
[2] من أ.
[3] ليس في أ.(4/1529)
وَكَانَ له ابْن قد انهمك فِي شرب الخمر، فجلده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا أربع مرات، فلعنه رجل كَانَ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: لا تلعنه، فإنه يحب اللَّه ورسوله. وفي جلد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياه فِي الخمر أربع مرات نسخ لقوله عَلَيْهِ السلام: فإن شربها الرابعة فاقتلوه. يقال:
إنه مات فِي زمن معاوية، ويقال: بل ابنه الَّذِي مات فِي زمن معاوية.
(2660) نفيع، أَبُو بَكْرة،
ويقال: نفيع بْن مسروح. ويقال: نفيع بن الحارث ابن كلدة. وَكَانَ أَبُو بَكْرة من عبيد الحارث بْن كلدة بْن عَمْرو الثقفي فاستلحقه، وَهُوَ ممن غلبت عَلَيْهِ كنيته. وأمه سمية أمة للحارث بْن كلدة، وهي أم زياد بْن أبي سُفْيَان.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَبُو بَكْرَةَ نُفَيْعُ بْنُ مَسْرُوحٍ قَالَ:
وَحَدَّثَنَا أَبِي: قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّوَّاسِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَرَادُوا أَبَا بَكْرَةَ عَلَى الدَّعْوَةِ فَأَبَى، وَقَالَ لِبَنِيهِ عِنْدَ الْمَوْتِ: أَبِي مَسْرُوحٌ الْحَبَشِيُّ قَالَ: وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: أَبُو بَكْرَةَ نُفَيْعُ بْنُ الْحَارِثِ. وَالأَكْثَرُ يَقُولُونَ نُفَيْعُ بْنُ الْحَارِثِ، كَمَا قَالَ أَحْمَدُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: سَمِعْتُ يحيى بن معين يقول: أملى علي هوذة بْنُ خَلِيفَةَ نَسَبَهُ، فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى أَبِي بَكْرَةَ قُلْتُ: ابْنُ مَنْ؟ قَالَ: لا تَزِدْ، دَعْهُ.
وَذَكَرَهُ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ فِي مَوَالِيَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مقاسم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ غُلامَانِ يَوْمَ الطائف إلى رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فَأَعْتَقَهُمَا، أَحَدُهُمَا أَبُو بَكْرَةَ، فَكَانَا مِنْ مواليه.(4/1530)
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُثْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سلمة، قال: حدثنا على ابن زَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو فِي فِئَةٍ فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ. قُلْنَا: أَمَا تَذْكُرُ الرَّجُلَ الَّذِي وَثَبَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سُورِ الطَّائِفِ، فَرَحَّبَ بِي. وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَا بَكْرَةَ تَدَلَّى مِنْ حِصْنِ الطَّائِفِ بِبَكَرَةٍ، وَنَزَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، فكناه رسول الله صلي الله عليه وسلم أَبَا بَكْرَةَ.
سكن أَبُو بَكْرة البصرة، ومات بها فِي سنة إحدى وخمسين، وَكَانَ ممن اعتزل يوم الجمل، لم يقاتل مَعَ واحد من الفريقين، وَكَانَ أحد فضلاء الصحابة، قَالَ الحسن: لم يسكن البصرة أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمران بْن حصين، وأبي بكرة. ولة عقب كثير، ولهم وجاهة وسؤدد بالبصرة، وَكَانَ ممن شهد عَلَى الْمُغِيرَة بْن شعبة فلم يتم تلك الشهادة، فجلده عمر، ثم سأله الانصراف عَنْ ذلك، فلم يفعل، وأبى فلم يقبل له شهادة، وقد ذكرناه فِي باب الكنى بأكثر من هَذَا.
(2661) نفيع بْن المعلي بْن لوذان.
أخو رافع، وهلال، وعبيد، أسلم بعد قدوم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينه- قاله العدوي وأبو عبيد.
(2662) نقادة الأسدي.
ويقال نقادة بْن عَبْد اللَّهِ، وقيل: نقادة بْن خلف.
وقيل نقادة بْن سعد [1] . وقيل نقادة بْن مالك. هُوَ معدود فِي أهل الحجاز، سكن البادية. روى عنه زيد بْن أسلم، وابنه سعد بْن نقادة.
(2663) النمر بْن تولب العكلي
الشاعر ينسبونه النمر بْن تولب بن زهير بن
__________
[1] في أسد الغابة، والإصابة: سعر- بالراء، وقد ذكره أبو عمر بالدال وليس بشيء.(4/1531)
أقيش بْن عبد كعب [1] بْن عوف بْن الحارث بْن عوف بْن وائل بْن قيس بْن عوف بْن عبد مناة بْن أد بْن طابخة، وعوف هُوَ عكل. يقال: إنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مسلما، ومدحه بشعر أوله:
إنا أتيناك وقد طال السفر ... نقود خيلًا ضمرًا فِيهَا ضرر [2]
نطعمها اللحم إذا عز الشجر ... والخيل فِي إطعامها اللحم عسر [3]
وفيها يقول:
يَا قوم إني رجل عندي خبر ... اللَّه من آياته هَذَا القمر
والشمس والشعرى وآيات أخر
وروى قرة [4] بْن خالد، وسعيد الْجَرِيرِيّ، عَنْ أبي العلاء بْن الشخير، قَالَ: كنا بالربذة [5] فجاء أعرابي بكتاب [6] وصحيفة، فَقَالَ: اقرءوا مَا فِيهَا فإذا فِيهَا: هَذَا كتاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبني زهير بْن أقيش، إنكم إن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأديتم [خمس [7]] مَا غنمتم إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأنتم آمنون بأمان اللَّه عَزَّ وَجَلَّ. قلنا: أنت سمعت هَذَا من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ. نعم، قلنا: حَدَّثَنَا بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يقول: صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وغر الصدر. وَقَالَ الْجَرِيرِيّ، وحر [8] الصدر. قلنا: أنت سمعت هَذَا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:
__________
[1] في أ: بن عبد عوف. وفي ش: بن عبد بن عوف.
[2] في الشعر والشعراء: فيها عسر
[3] في الشعر والشعراء: ضرر.
[4] في أ: فروة، وفي ابن سلام: خلاد بن قرة.
[5] في الإصابة وطبقات الشعراء: بالمربد.
[6] في أ: بكتف.
[7] من أ.
[8] وحر الصدر: ما يكون فيه من الغش والغيظ والحسد والغضب.(4/1532)
ألا أراكم تتهمونني، فأخذ الصحيفة ومضى، فسألنا عنه فقيل: هُوَ النمر بْن تولب. قَالَ الأصمعي: كَانَ النمر بْن تولب العكلي أحد المخضرمين من الشعراء، وَكَانَ أَبُو عَمْرو بْن العلاء يسميه الكيس. وَقَالَ أَبُو عبيدة: النمر بْن تولب عكلي، وَكَانَ شاعر الرباب فِي الجاهلية، ولم يمدح أحدًا ولا هجا، وأدرك الإسلام وَهُوَ كبير وَقَالَ مُحَمَّد بْن سلام [1] : كَانَ النمر بْن تولب جوادًا لا يكاد يمسك شَيْئًا، وَكَانَ فصيحًا جريًا عَلَى النطق [2] ، وهو الّذي يقول:
لا تغضبن عَلَى أمرئ فِي ماله ... وعلى كرائم صلب مالك فاغضب
وإذا تصبك خصاصة فارج الغنى ... وإلى الَّذِي يعطي الرغائب فارغب
كذا رواها مُحَمَّد بْن سلام، وغيره يروي: ومتى تصبك.
وهو القائل:
أعذني رب من حصر وعي ... ومن نفس أعالجها علاجا
ويستحسن للنمر بْن تولب قوله:
تدارك مَا قبل الشباب وبعده ... حوادث أيام تمر وأغفل
يود الفتى طول السلامة والغنى ... فكيف يرى طول السلامة يفعل
يرد الفتى بعد اعتدال وصحة ... ينوء إذا رام القيام ويحمل
(2664) نميلة بْن عَبْد اللَّهِ الليثي،
نسبه ابْن الكلبي، وَقَالَ: له صحبة. قَالَ ابْن الكلبي: نميلة بْن عَبْد اللَّهِ بْن فقيم بْن حزن بْن سيار بْن عَبْد اللَّهِ بْن عبد بْن [3] كليب بْن عوف بْن كعب بْن عامر بْن ليث. صحب النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم
__________
[1] صفحة 134، وعبارته: والنمر بن تولب جواد لا يليق شيئا.
[2] في ابن سلام: المنطق.
[3] في أ: بن عبد كلب، وفي أسد الغابة. ابن عبد الله بن كلب.(4/1533)
وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: نميلة بْن عَبْد اللَّهِ قتل مقيس بْن [1] حبابة- يعني يوم الفتح قَالَ: وَكَانَ رَجُلا من قومه، ذكره إِبْرَاهِيم بْن سعد عَنِ ابْن إِسْحَاق.
(2665) نهير بْن الهيثم.
من بني نابي بْن مجدعة بْن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بْن مالك بْن أوس الأَنْصَارِيّ، شهد العقبة، ولم يشهد بدرا.
(2666) النواس بْن سمعان بْن خالد بْن عَبْد اللَّهِ بْن أبي بكر بْن كلاب بْن ربيعة الكلابي.
معدود فِي الشاميين، يقال: إن أباه سمعان بْن خالد وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعا له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأعطاه نعليه، فقبلهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وزوجه أخته. فلما دخلت عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تعوذت منه فتركها، وهي الكلابية روى عَنِ النواس بْن سمعان جبير بْن نفير، ونفير بْن عَبْد اللَّهِ، وجماعة.
(2667) نوح بْن مخلد الضبيعي [2] .
جد أبي جمرة الضبيعي. وروى عنه أَبُو جمرة [3] أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة، فَقَالَ له: ممن أنت؟
قَالَ: من ضبيعة بْن ربيعة فَقَالَ له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خير ربيعة عبد القيس، ثم الحي الَّذِي أنت منهم. قَالَ: ثم أبضع معى في حلّتين من اليمن.
__________
[1] في أ: ضبابة. وفي ى: صبابة.
[2] في أ، ش. الضبعي.
[3] ؟: أبو حمزة.(4/1534)
حرف الهاء
باب هانئ
(2668) هانئ بْن فراس الأسلمي [1] .
كَانَ ممن شهد بيعة الشجرة. روى عنه مجزأة بْن زاهر
(2669) هانئ بْن [أبي] [2] مالك الكندي.
أَبُو مالك. هُوَ جد خالد بْن يَزِيد بْن أبي مالك. روى عنه يَزِيد بْن أبي مالك. يعد فِي الشاميين.
وَقَالَ أَبُو حاتم الرازي: هانئ الشامي أَبُو مالك جد يَزِيد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي مالك، له صحبة.
(2670) هانئ بْن نيار بْن عَمْرو بْن عبيد بْن كلاب بْن دهمان بْن غنم بْن ذبيان بْن هشيم [3] بْن كاهل بْن ذهل بْن بلي بْن عمرو [4] بن الحاف بن قضاعة،
حليف للأنصار، أَبُو بردة بْن نيار، غلبت عَلَيْهِ كنيته.. شهد العقبة، وبدرًا وسائر المشاهد. وَهُوَ خال البراء بْن عازب. يقال: إنه مات سنة خمس وأربعين. وقيل: بل مات سنة إحدى أَوِ اثنتين وأربعين، لا عقب له. روى عنه البراء بْن عازب وجماعة من التابعين.
(2671) هانئ بْن يَزِيد بْن نهيك.
ويقال هانئ بْن كعب المذحجي. ويقال الحارثي، ويقال الضبي [5] . وهو هانئ بن يزيد بن نهيك بْن دريد [6] بْن سُفْيَانَ بْن الضباب، وَهُوَ سلمة بْن الحارث بْن ربيعة بْن الحارث بن كعب الضبابي المذحجي
__________
[1] في أسد الغابة: الأشجعي. ثم قال: إلا أن بعضهم قال: الأسلمي (5- 51) .
[2] من أ
[3] في أ، وأسد الغابة: هميم.
[4] في أ: بن ذهل بن هني البلوى، من بلى.
[5] أ: ويقال: الضبابي.
[6] في أ: دويد.(4/1535)
الحارثي. وَهُوَ والد شريح بْن هانئ، كَانَ يكنى فِي الجاهلية أبا الحكم، لأنه كَانَ يحكم بينهم فكناه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأبي شريح، إذ وفد عَلَيْهِ. وَهُوَ مشهور بكنيته. شهد المشاهد كلها. روى عنه ابنه شريح بْن هانئ، حديثه عَنِ ابْن ابنه المقدام بْن شريح بْن هانئ عَنْ أبيه عَنْ جده.
وَكَانَ ابنه شريح من جلة التابعين، ومن كبار أصحاب علي رضي اللَّه عنه وممن شهد معه مشاهده كلّها.
باب هبار
(2672) هبار بْن الأسود بْن المطلب بْن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي،
وَهُوَ الَّذِي عرض لزينب بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سفهاء من قريش حين بعث بها أَبُو العاص زوجها إِلَى المدينة فأهوى إليها هبار هَذَا ونخس [1] بها، فألقت ذا بطنها، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن وجدتم هبارًا فأحرقوه بالنار، ثم قَالَ: اقتلوه، فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار، فلم يوجد. ثم أسلم بعد الفتح، وحسن إسلامه، وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذكر الزُّبَيْر أنه لما أسلم وقدم مهاجرًا جعلوا يسبونه، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فَقَالَ: سب من سبك، فانتهوا عنه.
(2673) هبّار بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر [2] بن مخزوم القرشي المخزومي.
كَانَ من مهاجرة الحبشة. قيل: إنه قتل يوم مؤتة.
وَقَالَ الحسن بْن عُثْمَانَ- وقاله الْوَاقِدِيّ أَيْضًا: إنه استشهد يوم أجنادين، وَهُوَ عندي أشبه، لأنه لم يذكره ابن عقبة في من قتل يوم مؤتة شهيدا.
__________
[1] في أسد الغابة: ونحس هودجها.
[2] في أ: عمرو.
(ظهر الاستيعاب ج 4. م 4)(4/1536)
(2674) هبار بْن صيفي،
مذكور فِي الصحابة. وفيه نظر.
باب هرم
(2675) هرم بْن حيان [1] العبدي.
من صغار الصحابة. ذكره خليفة، عَنِ الوليد بْن هشام، عَنْ أبيه، عَنْ جده، قَالَ: وجه عُثْمَان بْن أبي العاص هرم بْن حيان العبدي إِلَى قلعة بجرة- ويقال لَهَا قلعة الشيوخ- فافتتحها عنوة، وسبى أهلها، وذلك فِي سنة ست وعشرين. وَقَالَ أَبُو عبيدة: وفي سنة ثمان عشرة حاصر هرم بْن حيان أهل أبر شهر [2] ، فرأى ملكهم امرأة تأكل ولدها من شدة الجوع والحصار، فَقَالَ: الآن أصالح العرب، فصالح هرم بْن حيان عَلَى أن خلى له المدينة. قَالَ: ومنها نزل الناس الكوفة، وبني سعد مسجد جامعها. وَقَالَ أَبُو عبيدة: كَانَ الأمير فِي وقعة صهاب هرم بْن حيان العبدي. وَقَالَ غيره: بل كَانَ الأمير يومئذ الحكم ابن أبي العاص.
(2676) هرم بْن عَبْد اللَّهِ الأَنْصَارِيّ.
من بني عَمْرو بْن عوف، هُوَ أحد البكاءين الَّذِينَ نزلت فيهم: تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً 9: 92 ... الآية.
باب هزال
(2677) هزال صاحب الشجرة،
لا أعرفه بأكثر من هَذَا، حديثه عند أهل البصرة. روى عنه معاوية بْن قرة، قَالَ: حدثني هزال صاحب
__________
[1] هكذا في النسخ والمشتبه. وفي القاموس: حبان- بالباء.
[2] في؟، وأسد الغابة: أبو شهر.(4/1537)
الشجرة، قَالَ: إنكم تأتون [1] ذنوبًا هي أدق فِي أعينكم من الشعر كنا نعدها عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات.
(2678) هزال بْن مرة الأشجعي.
ذكره ابْن [2] الأزرق في الصحابة.
(2679) هزال الأسلمي.
وَهُوَ هزال بْن ذياب [3] بْن يَزِيد بْن كليب بْن عامر بْن خزيمة بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بْن أفصى بْن دعمي. روى عنه ابنه، ومحمد بْن المنكدر- حديثًا واحدًا، مَا أظن له غيره، قول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا هزال لو سترته بردائك. وبعضهم يقول: إن بين ابْن المنكدر وبين هزال هَذَا نعيم بْن هزال.
باب هشام
(2680) هشام بْن أبي حذيفة بْن الْمُغِيرَةِ بْن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي،
كَانَ من مهاجرة الحبشة فِي قول ابْن إِسْحَاق والواقدي، إلا أن الْوَاقِدِيّ كَانَ يقول: هاشم بْن أبي حذيفة، ويقول هشام: وهم ممّن قاله، نو لم يذكره مُوسَى بْن عُقْبَةَ ولا أَبُو معشر فيمن هاجر إِلَى أرض الحبشة.
(2681) هشام بْن حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بْن عبد العزى القرشي الأسدي.
أسلم يوم الفتح، ومات قبل أبيه، وَكَانَ من فضلاء الصحابة وخيارهم ممن يأمر بالمعروف وينهى عَنِ المنكر. ذكر مالك أن عُمَر بْن الْخَطَّابِ كَانَ يقول إذا بلغه أمر ينكره: أما مَا بقيت أنا وهشام بْن حكيم فلا يكون ذلك.
وروى ابْن وهب عَنْ مالك، عَنِ ابْن شهاب، قَالَ: كَانَ هشام بْن حكيم في
__________
[1] في أ: تأمنون.
[2] في ى: ذكره الأزرق.
[3] في أ: رباب.(4/1538)
نفر من أهل الشام يأمرون بالمعروف وينهون عَنِ المنكر، ليس لأحد عليهم إمارة. قَالَ مالك: كانوا يمشون فِي الأرض بالإصلاح والنصيحة [يحتسبون] [1] ، قَالَ: وسمعت مالكًا يقول: كَانَ هشام بْن حكيم كالسائح لم يتخذ أهلًا ولا ولدا.
(2682) هشام بْن صبابة [2] الليثي.
أخو مقيس بْن صبابة [2] . قتل فِي غزوة ذي قرد مسلمًا، وذلك فِي سنة ست من الهجرة، أصابه رجل من الأنصار من رهط عبادة بْن الصامت، وهو بري أنه من العدو فقتله خطأ.
(2683) هشام بْن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بْن سهم القرشي السهمي، أخو عَمْرو بْن العاص،
كَانَ قديم الإسلام. أسلم بمكة، وهاجر إِلَى أرض الحبشة، ثم قدم مكة حين بلغه مهاجر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحبسه أبوه وقومه بمكة حَتَّى قدم بعد الخندق عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [المدينة، وشهد مَا بعد ذلك من المشاهد] ، [3] وَكَانَ أصغر سنًا من أخيه عَمْرو، وَكَانَ فاضلًا خيرًا. سئل عَمْرو بْن العاص من أفضل؟ أنت أَوْ أخوك هشام؟ فَقَالَ:
أحدثكم عني وعنه: أمه بنت هشام بْن الْمُغِيرَةِ، وأمي سبية، وكانت أحب إِلَى أبيه مني، وتعرفون فراسة الوالد فِي ولده، واستبقنا إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فسبقني، أمسك عَلَى الستر [4] حَتَّى تطهرت، وتحنطت، ثم أمسكت عَلَيْهِ حَتَّى فعل مثل ذلك، ثم عرضنا أنفسنا عَلَى الله فقبله وتركني. وقتل هشام بن الماص [بالشام] [3] يوم أجنادين فِي خلافة أبي بكر سنة ثلاث عشرة. وروى ابْن المبارك عَنْ أهل الشام أنه استشهد يوم اليرموك. وَقَالَ الواقدي: أخبرنا عبد الملك
__________
[1] ليس في أ.
[2] في القاموس: حبابة.
[3] ليس في أ.
[4] في أ: السترة.(4/1539)
ابن وهب، عَنْ جعفر بْن يعيش، عَنِ الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة، قال: حدثني من حضر أن هشام بْن العاص ضرب رَجُلا من غسان فأبدى منحره [1] ، فكرت غسان عَلَى هشام فضربوه بأسيافهم حَتَّى قتلوه، فلقد وطئته الخيل حَتَّى كر [عَلَيْهِ] [2] عَمْرو، فجمع لحمه فدفنه. قَالَ: حدثني ثور بْن يَزِيد، عَنْ خالد بْن معدان. قَالَ: لما انهزمت الروم يوم أجنادين انتهوا إِلَى موضع لا يعبره إلا إنسان إنسان، فجعلت الروم تقاتل عَلَيْهِ، وقد تقدموه وعبروه، فتقدم هشام ابن العاص يقاتلهم حَتَّى قتل، ووقع علي [تلك] [2] الثلمة فسدها. فلما انتهى المسلمون إليها هابوا أن يوطئوه الخيل، فَقَالَ عَمْرو بْن العاص: أيها الناس، إن اللَّه قد استشهده ورفع روحه، وإنما هي جثة، فأوطئوه الخيل، ثم أوطأه هُوَ، ثم تبعه الناس حَتَّى قطعوه، فلما انتهت الهزيمة ورجع المسلمون إِلَى العسكر كرّ إليه عمرو، فجعل يجمع لحمه وأعضاءه وعظامه ثم حمله فِي نطع فواراه. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: ابنا العاص مؤمنان عَمْرو وهشام. رواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(2684) هشام بن العاس بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بْن مخزوم القرشي المخزومي،
هُوَ الَّذِي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وكشف عَنْ ظهره، ووضع يده عَلَى خاتم النبوة، فأخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده فأزالها ثم ضرب فِي صدره ثلاثًا، وَقَالَ [3] : اللَّهمّ اذهب عنه الغل والحسد- ثلاثًا. وَكَانَ الأوقص- وَهُوَ مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن هشام بْن يَحْيَى بْن هشام بْن العاص- يقول: نحن أقل أصحابنا حسدًا. وقتل العاص بْن هشام أبوه كافرًا يوم بدر، قتله عُمَر بْن الْخَطَّابِ وكان خاله.
__________
[1] في أ: سحره. وفي أسد الغابة: ضرب رجلا من غسان فقتله.
[2] ليس في أ.
[3] في أ: ثم قال.(4/1540)
(2685) هشام بن عامر بن أميّة بن الحسحاس بْن مالك بْن عامر بْن غنم بن عدىّ ابن النجار الأَنْصَارِيّ،
كَانَ يسمى فِي الجاهلية شهابا فعيّر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه، فسماه هشاما، واستشهد أبوه عامر يوم أحد، وسكن هشام البصرة، ومات بها.
(2686) هشام بْن عَمْرو بْن ربيعة بْن الحارث بْن حبيب،
لا أعرفه بأكثر من أنه معدود عندهم فِي المؤلفة قلوبهم، ومن عد هَذَا ومثله بلغهم أربعين رجلا كلهم مذكورون فِي كتابنا هذا.
(2687) هشام بْن الوليد بْن الْمُغِيرَةِ،
أخو خالد بْن الوليد، من المؤلفة قلوبهم.
وفي ذلك نظر.
(2688) هشام
مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه أَبُو الزُّبَيْر يقول:
أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن امرأتي لا تمنع بدلامس. وأما الحديث فِي ذلك فهو مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ، وأخبرنا عبد الله ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْخَطْمِيُّ [1] . قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَسْعَدَ، أخبرنا سليمان بن عبيد الله الرقى، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الرَّقِّيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ هشام مولى رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقال:
يا رسول الله، إِنَّ امْرَأَتِي لا تَمْنَعُ يَدَ لامِسٍ قَالَ: طَلِّقْهَا قَالَ: إِنَّهَا تُعْجِبُنِي، قَالَ: فَاسْتَمْتِعْ بِهَا.
__________
[1] في أ: الحظبى.(4/1541)
باب هلال
(2689) هلال بْن أمية الأَنْصَارِيّ الواقفي.
من بني واقف. شهد بدرا، وَهُوَ أحد الثلاثة الذين تخلفوا عَنْ غزوة تبوك، فنزل فيهم القرآن- قوله عز وجل [1] : وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ... 9: 118 الآية. وهو الّذي قذف امرأته بشريك ابن السحماء. روى ابْن وهب قَالَ: أخبرني يونس، عَنِ ابْن شهاب، قَالَ: الثلاثة الَّذِينَ خلفوا كعب بْن مالك- أحد بني سلمة، ومرارة بْن الربيع- وَهُوَ أحد بني عَمْرو بْن عوف، وهلال بْن أمية- وَهُوَ من بني واقف.
(2690) هلال بْن الحارث،
أَبُو الحمل [2] ، غلبت عَلَيْهِ كنيته. وقد ذكرته فِي الكنى؟. يعد فِي الشاميين.
(2691) هلال بْن الحمراء [3] .
حديثه عند أبي إِسْحَاق السبيعي. عَنْ أبي داود القاص، عَنْ أبي الحمراء، قَالَ: أقمت بالمدينة شهرًا، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأتي منزل فاطمة وعلي كل غداة، فيقول: الصلاة الصلاة، إِنَّما يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً 33: 33.
(2692) هلال بْن أبي خولي.
واسم أبي خولي عَمْرو بْن زهير بْن خيثمة الْجُعْفِيّ، كَانَ حليفًا للخطاب بْن نفيل، ذكره مُوسَى بْن عُقْبَةَ فيمن شهد بدرًا من حلفاء بني عدي بْن كعب. وذكر ابْن إِسْحَاق أن المعروف مالك
__________
[1] سورة التوبة، آية 119.
[2] في أ: ابو الجمل. وفي أسد الغابة: كذا قال أبو الحمل وهو وهم، وإنما هو أبو الحمراء (5- 66)
[3] في أسد الغابة: هلال بن الحمراء. وقيل: هلال بن الحارث أبو الحمراء- وهو الصواب. وقيل: هانئ بن الحارث أبو الحمراء. وفي التقريب: أبو الحمراء هلال بن الحارث.(4/1542)
ابن أبي خولي، وخولي بْن أبي خولي جميعًا فِي البدريين لا غير. وَقَالَ هشام بْن مُحَمَّد: شهد خولى بدرًا، وشهدها معه أخواه: هلال، وعبيد اللَّه.
هكذا قَالَ. ولم يذكر مالك بْن أبي خولي.
(2693) هلال بْن سعد، أحد بني سمعان [1]
جاء إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهدية عسل، فقبلها منه، ثم أتاه بمثلها فَقَالَ: هي صدقة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تضم إلى أموال الصدقات. احتج بحديثه هَذَا من رأى الزكاة فِي العسل. وحديثه هَذَا منقطع الإسناد من رواية ابْن جريح، عَنْ صالح بْن دينار، ذكره ابْن المبارك عن ابن جريج.
(2694) هلال بن نلّفه [2] .
قتل يوم القادسية شهيدًا، لا أعلم له رواية.
وَقَالَ حميد بْن هلال: أول من عبر دجلة يومئذ هلال بْن علفة. وَقَالَ الشعبي: أول من أقحم فرسه دجلة سعد. ويقال: أول من عبرها يومئذ رجل من بنى عبد القيس.
(2695) هلال بْن المعلى بْن لوذان بْن حارثة،
من بني جشم بْن الخزرج الأَنْصَارِيّ الخزرجي، شهد بدرًا مَعَ أخيه رافع بْن المعلى.
(2696) هلال بْن المعلى بْن لوذان بْن حارثة، من بني جشم بْن الخزرج الأَنْصَارِيّ الخزرجي،
شهد بدرًا مَعَ أخيه رافع بْن المعلى.
(2696) هلال بْن وكيع بْن بشر بْن عَمْرو بْن عدس بْن زيد بْن عَبْد اللَّهِ ابن دارم التميمي،
قتل يوم الجمل مَعَ عائشة رضى الله عنهما.
(2697) هلال الأسلمي [3] ،
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجوز الجذع من الضأن ضحية.
__________
[1] في أ: بنى منيعان.
[2] علفة- بضم المهملة وتشديد اللام بعدها فاء- الإصابة.
[3] في ى: السلمي. والمثبت من أ، وأسد الغابة، والإصابة.(4/1543)
باب هند
(2698) هند بْن حارثة بْن هند الأسلمي.
ويقال ابْن حارثة بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّهِ ابن غياث بن سعد بن عمرو بن عامر بْن ثعلبة بْن مالك بْن أفصى، حجازي.
روى عنه ابنه حبيب بْن هند لم يرو عنه غيره فِيمَا علمت. وشهد هند بْن حارثة بيعة الرضوان مَعَ إخوة له سبعة، وهم هند، وأسماء، وخراش، وذؤيب، وفضالة، وسلمة، ومالك، وحمران، ولم يشهدها إخوة فِي عددهم غيرهم.
ولزم منهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثنان: أسماء، وهند. قَالَ أَبُو هريرة:
مَا كنت أرى أسماء وهند ابني حارثة إلا خادمين لرسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من طول لزومهما بابه وخدمتهما إياه، وكانا من أهل الصفة. ومات هند بْن حارثة بالمدينة فِي خلافة معاوية. وهند هَذَا والد يَحْيَى بْن هند الَّذِي روى عنه عبد الرحمن ابن حرملة.
(2699) هند بْن أبي هالة الأسيدي التميمي.
ربيب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أمه خديجة بنت خويلد، خلف عليها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أبي هالة.
واختلف فِي اسم أبي هالة فقيل نماش [1] بْن زرارة وقيل نباش بْن زرارة بْن وقدان ابن حبيب بْن سلامة بْن عدي بْن جروة بْن أسيد بْن عَمْرو بْن تميم، حليف بني عبد الدار بْن قصي. وقيل زرارة بْن نباش. وَقَالَ الزُّبَيْر: أَبُو هالة مالك بْن نباش بْن زرارة، قَالَ. وحدثني أَبُو بَكْر المؤملي [2] ، قَالَ: أَبُو هالة مالك بْن نباش ابن زرارة من بني نباش [بْن زرارة] [3] بْن عدس الداري [4] ، هكذا قَالَ الداري [4] ، وليس بشيء. قَالَ أَبُو عُمَرَ: أكثر أهل النسب يخالفون الزبير
__________
[1] في أ: نفاش.
[2] في أ: الموصلي.
[3] ليس في أ.
[4] في أ: الدارميّ.(4/1544)
فِي اسم أبي هالة، وينسبونه عَلَى نحو مَا قدمنا ذكره. وَقَالَ الزُّبَيْر أَيْضًا:
قتل هند بْن أبي هالة مَعَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ يوم الجمل، وقتل ابنه هند بْن هند مَعَ مصعب بْن الزُّبَيْر يوم المختار. قَالَ الزُّبَيْر: وقد قيل: إن هند بْن هند مات بالبصرة فِي الطاعون فازدحم الناس عَلَى جنازته، وتركوا جنائزهم.
وقالوا: ابْن ربيب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونادت امرأة وا هند ابن هنداه! فمال الناس إليه. هكذا قَالَ الزُّبَيْر. وغيره يقول: إن هند ابن أبي هالة هُوَ الَّذِي مات بالبصرة مجتازًا إذ مر بها فلم يقم سوق البصرة يومئذ، وقالوا: مات أخو فاطمة بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
والصحيح مَا قاله الزُّبَيْر فِي ذلك، والله أعلم بأن هند بْن أبي هالة قتل يوم الجمل، وأن ابنه هند بْن هند بْن أبي هالة هُوَ الَّذِي مات بالبصرة فِي الطاعون. أَخْبَرَنِي خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رشيق، حدثنا الدولابي، حدثنا أبو بكر الوجيهي، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حُدَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ هِنْدَ بْنَ هِنْدِ بْنِ أَبِي هَالَةَ بِالْبَصْرَةِ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ خَضْرَاءُ مِنْ غَيْرِ قَمِيصٍ، فَمَاتَ فِي الطَّاعُونِ، فَخَرَجُوا بِهِ بَيْنَ أَرْبَعَةٍ لِشَغْلِ النَّاسِ بِمَوْتَاهُمْ، فَصَاحَتِ امرأة وا هند ابن هِنْدَاهْ وَابْنَ رَبِيبِ رَسُولِ اللَّهِ! فَازْدَحَمَ النَّاسُ عَلَى جِنَازَتِهِ، وَتَرَكُوا مَوْتَاهُمْ. وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَكَانَ هِنْدُ بْنُ أَبِي هَالَةَ فَصِيحًا بَلِيغًا وَصَّافًا، وَصَفَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَحْسَنَ وَأَتْقَنَ. وَقَدْ شَرَحَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَابْنُ قُتَيْبَةَ وَصْفَهُ ذَلِكَ، لِمَا فِيهِ مِنَ الْفَصَاحَةِ وَفَوَائِدِ اللُّغَةِ. وقد روى عنه أهل البصرة حديثًا واحدًا، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ السَّكَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْوَاسِطِيُّ بِمِصْرَ. قَالَ:(4/1545)
حَدَّثَنَا [حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا] [1] السري بن يحيى، عن مالك ابن دينار، قال: حدثني هند بن خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَكَمِ أَبِي مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، فَجَعَلَ [2] يَغْمِزُهُ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: اللَّهمّ اجْعَلْ بِهِ وَزَغًا، فَرَجِفَ مَكَانَهُ، وَالْوَزَغُ الارْتِعَاشُ.
باب الأفراد فِي حرف الهاء
(2700) هاشم بْن عتبة بْن أبي وقاص القرشي الزهري ابْن أخي سعد بْن أبي وقاص،
يكنى أبا عَمْرو، وقد تقدم ذكر نسبه إِلَى زهرة فِي باب عمه سعد قَالَ خليفة بْن خياط: فِي تسمية من نزل الكوفة من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هاشم بْن عتبة بْن أبي وقاص الزهري. وقال الهيثم ابن عدي مثله. قَالَ أَبُو عمر: أسلم هاشم بن عتبة يوم الفتح، يعرف بالمرقال، وَكَانَ من الفضلاء الخيار، وَكَانَ من الأبطال البهم [3] ، فقئت عينه يوم اليرموك، ثم أرسله عمر من اليرموك مَعَ خيل العراق إِلَى سعد، كتب إِلَيْهِ بذلك، فشهد القادسية، وأبلى فِيهَا بلاء حسنًا، وقام منه فِي ذلك ما لم يقم من أحد، وكان سبب الفتح عَلَى المسلمين، وَكَانَ بهمة من البهم فاضلا خيرًا، وَهُوَ الَّذِي افتتح جلولاء فعقد له سعد لواءً، ووجهه وفتح اللَّه عَلَيْهِ جلولاء، ولم يشهدها سعد. وقد قيل: إن سعدًا شهدها. وكانت جلولاء تسمى فتح الفتوح، وبلغت غنائمها ثمانية عشر ألف ألف. وكانت جلولاء سنة سبع عشرة. وَقَالَ قتادة: سنة تسع عشرة. وهاشم بن عتبة
__________
[1] من أ.
[2] في أ: فغمزه.
[3] البهمة: الشجاع، وجمعه كصرد.(4/1546)
هُوَ الَّذِي امتحن مَعَ سَعِيد بْن العاص زمن عُثْمَان، إذ شهد فِي رؤية الهلال وأفطر وحده، فأقصه عُثْمَان من سَعِيد عَلَى يد سعد بْن أبي وقاص فِي خبر فيه طول، ثم شهد هاشم مَعَ علي الجمل، وشهد صفين، وأبلى فِيهَا بلاءً [حسنًا] [1] مذكورًا، وبيده كانت راية علي عَلَى الرجالة يوم صفين، ويومئذ قتل، وَهُوَ القائل يومئذ:
أعور يبغي أهله محلا ... قد عالج الحياة حَتَّى ملا
لا بد أن يفل أَوْ يفلا
وقطعت رجله يومئذ، فجعل يقاتل من دنا منه، وَهُوَ بارك ويقول:
الفحل يحمي شوله معقولا
وقاتل حَتَّى قتل، وفيه يقول أبو الطفيل عامر بن وائلة:
يَا هاشم الخير جزيت الجنة ... قاتلت فِي اللَّه عدو السنة
أفلح بما فزت به من منه
وكانت صفين سنة سبع وثلاثين. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةَ عَنْ يُونُسَ عَنِ [2] ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قال: سمعت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَظْهَرُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَيَظْهَرُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى فَارِسَ، وَيَظْهَرُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى الرُّومِ، وَيَظْهَرُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى الأَعْوَرِ الدَّجَّالِ.
(2701) هالة بْن أبي هالة التميمي.
أخو هند بْن أبي هالة الأسيدي التميمي، حليف بني عبد الدار بن قصي، له صحبة، روى عنه ابنه هند.
__________
[1] من أ.
[2] في أ: ابن أبى إسحاق.(4/1547)
(2702) هبيب [1] بْن مغفل الغفاري.
كَانَ بالحبشة، ثم أسلم وهاجر، وشهد فتح مصر، ثم سكنها، وحديثه عندهم. ومن حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الإزار من وطئه خيلاء وطئه فِي النار. روى عنه أَبُو تميم الجيشانيّ [2] .
(2703) هبيرة بْن سبل [3] بْن العجلان بْن عتاب الثقفي،
وَهُوَ أول من صلى بمكة جماعة بعد الفتح، أمره النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، وَكَانَ إسلامه بالحديبية، واستخلفه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مكة إذ سار إِلَى الطائف فِيمَا ذكر الطبري.
(2704) هبيل [4] بْن وبرة الأَنْصَارِيّ.
من بني عوف بْن الخزرج، أخو عصمة بْن وبرة. وقيل: هما ابنا حصين بْن وبرة، وذكره إِبْرَاهِيم بْن المنذر، قَالَ: حدثني عَبْد اللَّهِ بْن محمد بن يحيى بن عروة، عن هشام بْن عروة، عَنْ أبيه فيمن شهد بدرًا هبيل وعصمة ابنا وبرة من بني عوف بن الخزرج.
(2705) هداج الحنفي.
أدرك الجاهلية، روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ بْن هداج، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تصفير اللحية وتحميرها، ليس إسناده قويا.
(2706) هدار الكناني.
له صحبة رضي اللَّه عنه.
(2707) الهرماس بْن زياد الباهلي.
يكنى أبا حدير [5] . سكن البصرة وطال عمره. روى عنه عكرمة بْن عمار وغيره. روينا عَنْ عكرمة بْن عمار، قَالَ: حدثني الهرماس بْن زياد الباهلي، قال: أبصرت رسول الله صلى الله
__________
[1] هبيب- بضم الهاء وفتح الباء وتسكين الياء تحتها نقطتان وآخره باء موحدة.
(أسد الغابة) .
[2] في أ: الحبشاني.
[3] في أ: شبل. وفي الإصابة بفتح المهملة والموحدة بعدها لام، ضبطه الخطيب عن خط ابن الفرات. وأما الدار قطنى فذكره بكسر المعجمة وسكون الموحدة.
[4] بضم الهاء، وفتح الباء المعجمة بواحدة وسكون الياء تحتها نقطتان (أسد الغابة) .
[5] في ى: أبو جدير. والمثبت من أ. وفي التقريب: أبو حدير- بمهملتين مصغر.(4/1548)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا صبي صغير قد أردفني أبي [وراءه] [1] عَلَى جمل، فرأيته يخطب عَلَى ناقته العضباء يوم الأضحى [بمنى] [1] ، قَالَ: ومددت يدي إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا غلام ليبايعني فلم يبايعني.
(2708) هرمي بْن عَبْد اللَّهِ.
أحد بني واقف، كذا ذكره ابن إسحاق في البكاءين لا هرم.
(2709) هريم [2] بن عبد الله بن علقمة بن المطلب بْن عبد مناف القرشي المطلبي،
قتل يوم اليمامة شهيدًا مَعَ أخيه جنادة. [روى عنه أبو تميم الحبشانى] [3] .
(2710) هلب [4] الطائي،
والد قبيصة بْن هلب، يقال: إن اسمه يزيد بن عدي ابن قنافة [5] بْن عدي بْن عبد شمس بْن عدي بْن أخرم [6] الطائي، وإن هلبًا لقب. وقيل بل هُوَ هلب بْن يَزِيد بْن قنافة، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أقرع فمسح عَلَى رأسه فنبت شعره، وَهُوَ كوفي. روى عنه ابنه قبيصة بْن هلب أنه رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم واضعا يده اليمنى على اليسرى فِي الصلاة. قَالَ: ورأيته ينصرف عَنْ يمينه وعن شماله في فِي الصلاة. وَهُوَ حديث صحيح.
(2711) همام بْن الحارث بْن ضمرة،
شهد بدرًا رضي اللَّه عنه، لا أعلم له رواية.
(2712) مهنيدة بْن خالد [الخزاعي] [7] .
له صحبة. روى عنه أبو إسحاق السبيعي. [قاله الطبري] [8] .
__________
[1] ليس في أ.
[2] في أسد الغابة: هكذا ذكره أبو عمر بالراء وذكره ابن ماكولا بالذال المعجمة (5- 60) .
[3] من أ.
[4] الضبط من الاشتقاق. وقال في الإصابة والتهذيب. هو بضم أوله وسكون ثانيه.
وضبطه ابن ناصر بفتح أوله وكسر ثانيه.
[5] في الإصابة: قتادة.
[6] في أ: بن اخرم بن أبى أخرم الطائي.
[7] ليس في أ.
[8] من أ.(4/1549)
حرف الواو
باب واقد
(2713) واقد بْن الحارث الأَنْصَارِيّ،
له صحبة وَهُوَ القائل عند ابْن عباس:
أما كلام الناس فكلام خائف، وأما العمل منهم فعمل آمن.
(2714) واقد بْن عَبْد اللَّهِ التميمي اليربوعي الحنظلي.
من ولد يربوع بْن مالك ابْن زيد مناة بْن تميم، حليف بني عدي بْن كعب، وينسبونه واقد بْن عَبْد اللَّهِ ابْن عبد مناف بْن عرين [1] بْن ثعلبة بْن يربوع بْن حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة ابْن تميم، كَانَ حليفًا للخطاب بْن نفيل. أسلم قبل دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بينه وبين بشر ابن البراء بْن معرور، وَهُوَ الَّذِي قتل عَمْرو بْن الحضرمي فِي أول يوم من رجب، وَكَانَ واقد التميمي مَعَ عَبْد اللَّهِ بْن جحش حين بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نخلة، فلقي عَمْرو بْن الحضرمي خارجًا نحو العراق، فقتله واقد التميمي، فبعث المشركون. أهل مكة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنكم تعظمون الشهر الحرام، وتزعمون أن القتال فيه لا يصلح، فما بال صاحبكم قتل صاحبنا؟ فأنزل اللَّه عَزَّ وجل [2] : يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ ... 2: 217 الآية. واقد هَذَا أول قاتل من المسلمين، وعمرو بن الحضرميّ أول قتل من المشركين فِي الإسلام. وشهد واقد بْن عَبْد اللَّهِ بدرًا، وأحدًا، والمشاهد كلها مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتوفي فِي خلافة عُمَر بْن الْخَطَّابِ، وَكَانَ حليفًا للخطاب بْن نفيل.
وفي قتل واقد اليربوعي هَذَا عَمْرو بْن الحضرمي قَالَ عُمَر بْن الخطاب:
سقينا من ابْن الحضرمي رماحنا ... بنخلة لما أوقد الحرب واقد
__________
[1] في الطبقات: عزيز.
[2] سورة البقرة، آية 217.(4/1550)
(2715) واقد
مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه راذان قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أطاع اللَّه فقد ذكره وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن. ومن عصى اللَّه فلم يذكره وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن.
باب وبرة
(2716) وبرة [1] بن يحنّس.
ويقال ابْن محصن الخزاعي، له صحبة، وَهُوَ الَّذِي بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى داذويه الإصطخري وفيروز الديلمي وجشيش [2] الديلمي باليمن ليقتلوا الأسود العنسي الَّذِي ادعى النبوة. ذَكَرَ سَيْفٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ يَرْبُوعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَاتَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَسْوَدَ وَمُسَيْلِمَةَ وَطُلَيْحَةَ بِالرُّسُلِ وَلَمْ يَشْغَلْهُ مَا كَانَ فِيهِ مِنَ الْوَجَعِ عَنِ الْقِيَامِ بِأَمْرِ اللَّهِ وَالذَّبِّ عَنْ دِينِهِ-[يَعْنِي كَانَتْ هَذِهِ الْحِكَايَةُ فِي مَرَضِهِ الّذي مات فيه] [3] .
(2717) وبرة،
ويقال وبر بْن مشهر الحنفي. له صحبة، كَانَ أرسله مسيلمة الكذاب فِي جماعة منهم ابْن النواحة إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم من بينهم.
باب الوليد
(2718) الوليد بْن جابر بْن ظالم البحتري،
من بني بحتر بْن عتود، وفد إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابا فهو عندهم. ومن بني بحتر بْن عتود أبو عبادة
__________
[1] وقيل فيه وبر كالذي بعده وضبط (يحنس) من القاموس والطبقات.
[2] في أ: وخشين.
[3] من أ.(4/1551)
الوليد بْن عبيد الشاعر البحتري. [هُوَ بحتر بْن عتود بْن عنيز بْن سلامان بْن ثعل بْن عَمْرو بْن الغوث من طيِّئ] [1] .
(2719) الوليد بْن عبادة بْن الصامت.
له صحبة، قاله هشام بْن عمار [2] عَنْ حنظلة، عَنْ أبى حَزْرَةَ يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الوليد بْن عبادة بْن الصامت، قَالَ: كنت أخرج مَعَ أبي، وكانت له صحبة ... فذكر الحديث. وقد سمع عبادة بْن الوليد من أبي اليسر كعب بْن عَمْرو، [وذكر مُحَمَّد بْن سعد أن الوليد ابْن عبادة ولد فِي آخر زمن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ الهيثم بْن عدي:
توفي فِي آخر خلافة عبد الملك بالشام] [3] .
(2720) الوليد بْن عبد شمس بْن الْمُغِيرَةِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ [4] بْن مخزوم القرشي المخزومي.
قتل يوم اليمامة شهيدًا تحت لواء ابْن عمه خالد بْن الوليد، وَكَانَ قد أسلم يوم الفتح.
(2721) الوليد بْن عُقْبَةَ بْن أبي معيط،
واسم أبي معيط أبان بن أبي عمرو، واسم أبي عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شمس بْن عبد مناف [وقد قيل:
إن ذكوان كَانَ عبدًا لأمية فاستلحقه، والأول أكثر] [5] وأمه أروى بنت كريز بْن ربيعة بْن حبيب بْن عبد شمس أم عُثْمَان بْن عفان، فالوليد بْن عُقْبَةَ أخو عُثْمَان لأمه. يكنى أبا وهب. أسلم يوم الفتح هُوَ وأخوه خالد بْن عُقْبَةَ، وأظنه يومئذ كَانَ قد ناهز الاحتلام. قَالَ الوليد: لما افتتح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم، فيمسح عَلَى رءوسهم، ويدعو لهم بالبركة، قَالَ: فأتي بي إليه وأنا مضمخ بالخلوق، فلم يمسح على رأسي، ولم
__________
[1] من أ، وذكر هنا بعده في أالوليد بن القاسم، ولم يذكر ابن الأثير أن أبا عمر ذكره
[2] في ى: عمارة.
[3] من أ، والطبقات: 5- 57.
[4] في أ: عمرو.
[5] ليس في أ.(4/1552)
يمنعه من ذلك إلا أن أمي خلقتني، فلم يمسحني من أجل الخلوق. وهذا الحديث رواه جعفر بْن برقان، عَنْ ثابت بْن الحجاج، عن أبى موسى الهمدانيّ، ويقال الهمذانيّ، كذلك ذكره البخاري بن الحجاج، عن أبى موسى الهمدانيّ، ويقال الهمذاني، كذلك ذكره البخاري على الشك عَنِ الوليد بْن عُقْبَةَ. وقالوا:
وأبو مُوسَى هَذَا مجهول، والحديث منكر مضطرب لا يصح، ولا يمكن أن يكون من بعث مصدقًا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صبيًا يوم الفتح.
ويدل أَيْضًا عَلَى فساد مَا رواه أَبُو مُوسَى المجهول أن الزُّبَيْر وغيره من أهل العلم بالسير والخبر ذكروا أن الوليد وعمارة ابني عقبة خرجا ليردا أختهما أم كلثوم عَنِ الهجرة، فكانت هجرتها فِي الهدنة؟ بين النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبين أهل مكة. وقد ذكرنا الخبر بذلك فِي باب أم كلثوم، ومن كَانَ غلامًا مخلقًا يوم الفتح ليس يجيء منه مثل هَذَا، وذلك واضح والحمد للَّه رب العالمين [1] .
ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن فِيمَا علمت أن قوله عَزَّ وَجَلَّ [2] :
إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ 49: 6 نزلت فِي الوليد بْن عُقْبَةَ، وذلك أنه بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بني الْمُصْطَلِق مصدقًا، فأخبر عنهم أنهم ارتدوا وأبوا من أداء الصدقة، وذلك أنهم خرجوا إليه فهابهم، ولم يعرف مَا عندهم، فانصرف عنهم وأخبر بما ذكرنا، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بْن الوليد، وأمره أن يتثبت فيهم، فأخبروه أنهم متمسّكون بالإسلام، ونزلت [2] :
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ.... 49: 6 الآية. وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَقَتَادَةَ مثل ما ذكرنا، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُفَسِّرِ بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عن سفيان، عن
__________
[1] في أ: والله أعلم.
[2] سورة الحجرات، آية 6.(4/1553)
هلال الوزان، عن ابن أَبِي لَيْلَى فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ ... 49: 6 الآيَةُ، قَالَ: نَزَلَتْ فِي الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ بن أبى معيط. ومن حديث الحكم عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ والوليد ابن عقبة في قصة ذكرها: فمن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ. ثم ولاه عُثْمَان الكوفة، وعزل عنها سعد بْن أبي وقاص، فلما قدم الوليد عَلَى سعد قَالَ له سعد: والله مَا أدري أكست بعدنا أم حمقنا بعدك؟ فَقَالَ: لا تجزعن أبا إِسْحَاق فإنما هُوَ الملك يتغداه قوم ويتعشاه آخرون. فَقَالَ سعد: أراكم والله ستجعلونها ملكًا.
وَرَوَى جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ:
لما قدم الوليد بن عقبة أمير عَلَى الْكُوفَةِ أَتَاهُ ابْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ لَهُ: ما جاء بك؟
قال: جثت أَمِيرًا. فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: مَا أَدْرِي أَصَلُحَتْ بَعْدَنَا أَمْ فَسَدَ. النَّاسُ.
وَلَهُ أَخْبَارٌ فِيهَا نكارة وشناعة تقطع عَلَى سوء حاله وقبح أفعاله، غفر اللَّه لنا وله، فلقد كَانَ من رجال قريش ظرفًا وحلمًا وشجاعة وأدبًا، وَكَانَ من الشعراء المطبوعين، وَكَانَ الأصمعي وأبو عبيدة وابن الكلبي وغيرهم يقولون: كَانَ الوليد بن عقبة فاسقا شريب خمر، وَكَانَ شاعرًا كريمًا [تجاوز اللَّه عنا وعنه [1]] .
قَالَ أَبُو عُمَرَ: أخباره فِي شرب الخمر ومنادمته أبا زبيد الطائي مشهورة كثيرة، يسمج بنا ذكرها هنا، ونذكر منها طرفًا: ذَكَرَ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ ابن شوذب، قال: صلى الوليد [ابن عُقْبَةَ] [1] بِأَهْلِ الْكُوفَةِ صَلاةَ الصُّبْحِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ثم النفت إِلَيْهِمْ فَقَالَ: أَزِيدُكُمْ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: مَا زِلْنَا مَعَكَ فِي زِيَادَةٍ مُنْذُ اليوم.
__________
[1] ليس في أ(4/1554)
قَالَ: وحدثنا مُحَمَّد بْن حميد، قَالَ: حَدَّثَنَا جرير، عَنِ الأجلح، عَنِ الشعبي فِي حديث الوليد بْن عُقْبَةَ حين شهدوا عَلَيْهِ، فَقَالَ الحطيئة:
شهد الحطيئة يوم يلقى ربه ... أن الوليد أحق بالغدر
نادى وقد تمت صلاتهم ... أأزيدكم سكرًا وما يدري
فأبوا أبا وهب ولو أذنوا ... لقرنت بين الشفع والوتر
كفوا عنانك إذ جريت ولو ... تركوا عنانك لم تزل تجرى
وقال أيضا:
تكلم فِي الصلاة وزاد فِيهَا ... علانية وجاهر بالنفاق
ومج الخمر فِي سنن المصلى ... ونادى والجميع إِلَى افتراق
أزيدكم عَلَى أن تحمدوني ... فما لكم وما لي من خلاق
وخبر صلاته بهم وَهُوَ سكران، وقوله: أزيدكم- بعد أن صلى الصبح أربعًا مشهور من رواية الثقات من نقل أهل الحديث وأهل الأخبار. قَالَ مصعب: كَانَ الوليد بْن عُقْبَةَ من رجال قريش وشعرائها، وَكَانَ له خلق ومروءة، استعمله عُثْمَان عَلَى الكوفة إذ عزل عنها سعدًا، فحمدوه وقتًا، ثم رفعوا عَلَيْهِ، فعزله نهم، وولى سَعِيد بْن العاص [الكوفة] [1] ، وَقَالَ بعض شعرائهم:
فررت من الوليد إِلَى سَعِيد ... كأهل الحجر إذ جزعوا فباروا
يلينا من قريش كل عام ... أمير محدث أَوْ مستشار
لنا نار نخوفها فنخشى ... وليس لهم ولا يخشون نار
وقد روى فِيمَا ذكر الطبري أنه تعصب عَلَيْهِ قوم من أهل الكوفة بغيًا وحسدًا، وشهدوا عَلَيْهِ زورًا أنه تقيأ الخمر، وذكر القصة وفيها: إن عثمان
__________
[1] ليس في أ(4/1555)
قَالَ له: يَا أخي، اصبر، فإن اللَّه يأجرك ويبوء القوم بإثمك. وهذا الخبر من نقل أهل الأخبار لا يصح عند أهل الحديث، ولا له عند أهل العلم أصل.
والصحيح عندهم فِي ذلك مَا رواه عبد العزيز بْن المختار، وسعيد بْن أبي عروبة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الداناج، عَنْ حصين بْن المنذر أبي ساسان، أنه ركب إِلَى عُثْمَان، فأخبره بقصة الوليد، وقدم عَلَى عُثْمَان رجلان فشهدا عَلَيْهِ [1] بشرب الخمر، وأنه صلى الغداة بالكوفة أربعًا، ثم قَالَ: أزيدكم، فَقَالَ أحدهما: رأيته يشربها، وَقَالَ الآخر: رأيته يتقيأها. فَقَالَ عُثْمَان: إنه لم يتقيأها حَتَّى شربها.
وَقَالَ لعلي: أقم عَلَيْهِ الحد، فَقَالَ علي لابن أخيه عَبْد اللَّهِ بْن جعفر: أقم عَلَيْهِ الحد. فأخذ السوط وجلده، وعثمان يعد، حَتَّى بلغ أربعين فَقَالَ علي: أمسك، جلد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الخمر أربعين، وجلد أَبُو بَكْر أربعين، وجلد عمر ثمانين، وكل سنة. وروى ابْن عيينة، عَنْ عَمْرو بْن دينار، عَنْ أبي جعفر مُحَمَّد بْن علي، قَالَ:
جلد علي الوليد بْن عُقْبَةَ فِي الخمر أربعين جلدة بسوط له طرفان. قَالَ أَبُو عمر: أضاف الجلد إِلَى علي لأنه أمر به عَلَى الوجه الَّذِي تقدم فِي الخمر.
[قَالَ أَبُو عمر:] [2] لم يرو الوليد بْن عُقْبَةَ سنة يحتاج فِيهَا إليه.
وَرَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ:
مَا كَانَتْ نُبُوَّةٌ إِلا كَانَ بَعْدَهَا مُلْكٌ. وسكن الوليد بن عقبة المدينة، ثم نزل الكوفة، وبنى بها دارًا، فلما قتل عُثْمَان نزل البصرة، ثم خرج إِلَى الرقة، فنزلها واعتزل عليًا ومعاوية، ومات بها، وبالرقة قبره، وعقبة في ضيعة له،
__________
[1] في أ: فشهدا عنده على الوليد بشرب الخمر
[2] من أ.(4/1556)
وَكَانَ معاوية لا يرضاه، وَهُوَ الَّذِي حرضه عَلَى قتال علي، فرب حريص محروم، وَهُوَ القائل لمعاوية يحرّضه ويغريه بعلي:
فو الله مَا هند بأمك إن مضى النهار ... ولم يثأر بعثمان ثائر
أيقتل عبد القوم سيد أهله ... ولم يقتلوه [1] ليت أمك عاقر
وإنا متى نقتلهم لا يقد [2] بهم ... مقيد وقد دارت عليه [3] الدوائر
وهو القائل أيضا:
ألا يَا لليلي [4] لا تغور نجومه ... إذا غار نجم لاح نجم يراقبه
بني هاشم ردوا سلاح ابْن أختكم ... ولا تنهبوه لا تحل مناهبه
بني هاشم لا تعجلونا فإنه ... سواء علينا قاتلوه وسالبه
فإنا وإياكم وما كَانَ بيننا ... كصدع الصفا لا يرأب الصدع شاعبه
بني هاشم كيف التعاقد بيننا [5] ... وعند علي سيفه وحرائبه
لعمرك لا أنسى ابْن أروى وقتله ... وهل ينسين الماء مَا عاش شاربه
هم قتلوه كي يكونوا مكانه ... كما فعلت يوما بكسرى مرازبه
فأجابه الفضل بْن عباس بن عتبة بن أبى لهب:
فلا تسألونا بالسلاح فإنه ... أضيع وألقاه لدى الرّوع صاحبه
وإني لمجتاب إليكم يجحفل ... يصم السميع جرسه وجلائبه
وشبهته كسرى وما كَانَ [6] مثله ... شبيها بكسرى هديه وضرائبه
(2722) الوليد بْن عمارة بْن الوليد بْن الْمُغِيرَةِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ [7] بْن مخزوم، ابْن أخى خالد بن الوليد،
__________
[1] في ى: ولم يقتلوه.
[2] في د: لا نقد.
[3] في ى: عليك.
[4] في أ: ألا من اليل.
[5] في أ: منكم.
[6] في أ: وقد كان مثله. ثم قال في هامشه: بئس ما ذكره إن كان صحيحا عنه.
وقد أخطأ أبو عمر في إيراده هذا إن كان سهوا، وإن كان عمدا فقد أثم.
[7] في أ: عمرو.(4/1557)
قتل هُوَ وأبوه أَبُو عبيدة بْن عمارة مع خالد ابن الوليد بالبطاح.
(2723) الوليد بْن قيس.
روى عنه وهب بْن عُقْبَةَ أنه قَالَ: كَانَ بي مرض، فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرأت.
(2724) الوليد بْن الوليد بْن الْمُغِيرَةِ بْن عَبْد الله بن عمر [1] بن مخزوم القرشي المخزومي،
أخو خالد بْن الوليد، أسر يوم بدر كافرًا، أسره عَبْد اللَّهِ بْن جحش، ويقال: أسره سليط بْن قيس المازني الأَنْصَارِيّ، فقدم فِي فدائه أخواه: خالد وهشام، فتمنع عَبْد اللَّهِ بْن جحش حَتَّى افتكاه [2] بأربعة آلاف درهم، فجعل خالد يَزِيد [3] لا يبلغ ذلك، فَقَالَ هشام لخالد: إنه ليس بابن أمك، والله لو أبى فيه إلا كذا وكذا لفعلت. ويقال: إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لعَبْد اللَّهِ بْن جحش: لا تقبل فِي فدائه إلا شكة أبيه الوليد، وكانت الشكة درعًا فضفاضة وسيفًا وبيضة، فأبى خالد ذلك وأطاع لذلك هشام بْن الوليد، لأنه أخوه لأبيه وأمه، فأقيمت الشكة بمائة دينار فطاعا بذلك [4] ، وسلماها إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن جحش، فلما افتكاه [5] أسلم، فقيل له: هلا أسلمت قبل أن تفتدي وأنت مَعَ المسلمين؟ فَقَالَ: كرهت أن تظنوا بي أني جزعت من الإسار، فحبسوه بمكة، فكان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له فيمن دعا له من مستضعفي المؤمنين بمكة، ثم أفلت من إسارهم، ولحق برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد عمرة القضية، وكتب إِلَى أخيه خالد، فوقع الإسلام فِي قلب خالد، وَكَانَ سبب هجرته. ذكر ابْن إسحاق، عن عمرو بن شعيب،
__________
[1] في أ: عمرو.
[2] أ: افتدياه.
[3] في أ: يريد ألا يبلغ.
[4] في أ: بهما.
[5] في أ: افتدى.(4/1558)
عَنْ أبيه، عَنْ جده- أن الوليد بْن الوليد كَانَ يروع فِي منامه ... مثل حديث مالك سواء فِي قصة خالد بْن الوليد أنه كَانَ يروع فِي منامه ... الحديث إِلَى قوله تعالى: وأن يحضرون. وقالت أم سلمة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبكي الوليد ابن الوليد بن المغيرة:
يَا عين فابكي للوليد [1] ... بْن الوليد بْن الْمُغِيرَةِ
قد كَانَ غيثًا فِي السنين ... ورحمة فينا وميرة
ضخم الدسيعة ماجدًا ... يسمو إِلَى طلب الوتيرة
مثل الوليد بْن الوليد ... أبي الوليد كفى العشيرة
وقد قيل إن الوليد أفلت من قريش بمكة، فخرج عَلَى رجليه فطلبوه فلم يدركوه شدا، ونكبت إصبع من أصابعه فجعل يقول:
هل أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل اللَّه مَا لقيت
فمات ببئر أبي عنبة [2] عَلَى ميل من المدينة رضي اللَّه عنه. وَقَالَ مصعب:
والصحيح أنه شهد مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرة القضية، وكتب إِلَى أخيه خالد، وَكَانَ خالد خرج من مكة فارًا لئلا يرى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه بمكة كراهة الإسلام وأهله، فسأل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوليد فَقَالَ: لو أتانا لأكرمناه، ومثله سقط عَلَيْهِ الإسلام فِي عقله، فكتب بذلك الوليد إِلَى أخيه خالد، فوقع الإسلام في قلب خالد، وكان سبب هجرته.
__________
[1] في ى: الوليد.
[2] في أ: عتبة، وهي تحريف.(4/1559)
باب وهب
(2725) وهب بْن الأسود القرشي الزهري.
هُوَ ابْن خال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا ذكر زيد بْن أسلم.
(2726) وهب بْن حذافة الغفاري.
ويقال المزني، له صحبة، يعد فِي أهل المدينة، روى عنه واسع بْن حبّان.
(2727) وهب بْن خنبش [الطائي] [1] ،
حديثه عند الشعبي. وَقَالَ داود الأودي عَنِ الشعبي: هُوَ هرم بْن خنبش. ومن قَالَ وهب أكثر وأحفظ، وقول داود هرم خطأ، والصواب وهب بْن خنبش لا هرم بْن خنبش.
(2728) وهب بْن زمعة،
أخو عَبْد اللَّهِ بْن الأسود بْن المطلب بن أسد بن عبد العزي بن قصي القرشي الأسدي، من مسلمة الفتح، له خبر فِي حجة الوداع، لا أحفظ له رواية، وأخوه قد روى أحاديث ثلاثة.
(2729) وهب بن أبي سرح بن ربيعة بن هلال بْن مالك بْن ضبة بْن حارث ابْن فهر بْن مالك القرشي الفهري،
شهد بدرًا [2] مَعَ أخيه عَمْرو. وذكر مُوسَى بْن عُقْبَةَ وهب بْن أبي سرح فيمن شهد بدرًا من بني فهر.
(2730) وهب بْن سعد بْن أبي سرح بْن الحارث بْن حبيب بْن جذيمة بن مالك ابن حسل بْن عامر بْن لؤي،
هُوَ أخو عبد الله بن سعد بن أبي سرح، شهد أحدا، والخندق، والحديبية، وخيبر، وقتل يوم مؤتة شهيدا، وكان رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد آخى بينه وبين سويد بن عمرو، فقتلا يوم مؤتة جميعا.
__________
[1] ليس في أ، وحنبش- بخاء معجمة مفتوحة بعدها نون، وباء مفتوحة معجمة بواحدة وآخره شين معجمة (أسد الغابة) .
[2] في أ: بدرا، وأحدا.(4/1560)
(1731) وهب بْن السماع العوفي،
خبره فِي أعلام النبوة من حديث ابْن عباس، فِي طريقه ضعف.
(2732) وهب أَبُو جحيفة السوائي.
هُوَ مشهور بكنيته، لم يختلفوا فِي اسمه، [واختلفوا فِي اسم أبيه] [1] ، فَقَالَ بعضهم: وهب بْن عَبْد اللَّهِ بْن مسلم بْن جنادة بْن جندب بْن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة. وقيل: وهب ابن جابر. وقيل وهب بْن وهب. توفي فِي إمارة بشر بْن مروان بالكوفة، وقد ذكرناه فِي الكنى. وروى زهير بْن معاوية عَنْ أبي إِسْحَاق عَنْ أبي جحيفة، قَالَ: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورأيت هذه منه، وهي بيضاء، وأشار إلى منفقته- فقيل له: مثل من كنت يومئذ؟ قَالَ: أبري النبل وأريشها-
(2733) وهب بْن عمير بْن وهب بْن خلف بْن حذافة بْن جمح القرشي الجمحي.
أسر يوم بدر كافرًا، ثم قدم أبوه بالمدينة، فأطلق له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنه وهب بْن عمير فأسلم، وَكَانَ له قدر وشرف، وَهُوَ الَّذِي بسط له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رداءه، إذ جاءه يطلب الأمان لصفوان بْن أمية، ومات بالشام مجاهدًا. وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ [2] ، قَالَ:
لَمَّا قَدِمَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ- يَعْنِي مَكَّةَ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ- نَزَلَ فِي أَهْلِهِ، وَلَمْ يَقِفْ بِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، فَأَظْهَرَ الإِسْلامَ، وَدَعَا إِلَيْهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ صَفْوَانَ، فَقَالَ:
قَدْ عَرَفْتُ حِينَ لَمْ يَبْدَأْ بِي قَبْلَ مَنْزِلِهِ أَنَّهُ قَدِ ارْتَكَسَ [3] وَصَبَأَ وَلا أُكَلِّمُهُ أَبَدًا، وَلا أَنْفَعُهُ وَلا عِيَالَهُ بِنَافِعَةٍ، فَوَقَفَ عُمَيْرٌ عَلَيْهِ وهو في الحجر
__________
[1] ليس في أ.
[2] في أ: وهب.
[3] الارتكاس: الارتداد.(4/1561)
وَنَادَاهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَقَالَ عُمَيْرٌ: أَنْتَ سَيِّدٌ مِنْ سَادَاتِنَا، أَرَأَيْتَ الَّذِي كُنَّا عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ حَجَرٍ وَالذَّبْحِ لَهُ، أَهَذَا دِينٌ! أَشْهَدُ أن لا إله إلا الله وأن محمدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَلَمْ يُجِبْهُ صَفْوَانُ بِكَلِمَةٍ.
(2734) وهب بْن قابوس المزني.
قدم من جبل مزينة مع ابن أخيه الحارث ابن عُقْبَةَ بْن قابوس بغنم لهما إِلَى المدينة فوجداها خلوا، فسألا: أين الناس؟ فقيل: بأحد، يقاتلون المشركين، فأسلما، ثم خرجا، وأتيا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فقاتلا المشركين قتلا شديدًا حَتَّى قتلا بأحد.
(2735) وهب بْن قيس الثقفي.
حديثه عند أميمة بنت رقيقة، عَنْ أمها، هناك جرى ذكره، لا أعرفه بغير ذلك. هَذَا أخو سُفْيَان بْن قيس بْن أبان الطائي الثقفي.
باب الأفراد فِي حرف الواو
(2736) وائل بْن حجر بْن ربيعة بْن وائل بْن يعمر الحضرمي،
يكنى أبا هنيدة.
كَانَ قيلًا من أقيال حضرموت، وَكَانَ أبوه من ملوكهم، وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. ويقال: إنه بشّر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه قبل قدومه، وَقَالَ: يأتيكم وائل بْن حجر من أرض بعيدة من حضرموت طائعًا راغبًا فِي اللَّه وفي رسوله، وَهُوَ بقية أبناء الملوك. فلما دخل عَلَيْهِ رحب به، وأدناه من نفسه، وقرب مجلسه، وبسط له رداءه، فأجلسه عَلَيْهِ مَعَ نفسه عَلَى مقعده، وَقَالَ: اللَّهمّ بارك فِي وائل وولده وولد ولده واستعمله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أقيال من حضرموت، وكتب معه ثلاثة كتب، منها كتاب إِلَى المهاجر بْن أبي أمية، وكتاب إِلَى الأقيال والعباهلة، وأقطعه أرضًا. وأرسل(4/1562)
معه معاوية بْن أبي سُفْيَان، فخرج معاوية راجلًا معه ووائل بْن حجر عَلَى ناقته راكبًا، فشكا إِلَيْهِ معاوية حر الرمضاء، فَقَالَ له: ابتعل ظل الناقة، فَقَالَ معاوية:
وما يغني ذلك عني؟ لو جعلتني ردفك [1] . فَقَالَ له وائل: اسكت، فلست من أرداف الملوك. وعاش وائل بْن حجر حَتَّى ولي معاوية الخلافة، فدخل عَلَيْهِ وائل بْن حجر، فعرفه معاوية، وأذكره بذلك ورحب به وأجازه لوفوده عَلَيْهِ، فأبى من قبول جائزته وحبائه، وأراد أن يرزقه فأبى من ذلك، وَقَالَ:
يأخذه من هُوَ أولى به مني، فأنا فِي غنى عنه.
وَكَانَ وائل بْن حجر زاجرًا حسن الزجر، وخرج يومًا من عند زياد بالكوفة وأميرها الْمُغِيرَة، فرأى غرابًا ينعق، فرجع إِلَى زياد، فَقَالَ له:
يَا أبا الْمُغِيرَة، هَذَا غراب يرحّلك من هاهنا إِلَى خير. فقدم رَسُول معاوية من يومه إِلَى زياد أن سر إِلَى البصرة واليًا.
روى وائل بْن حجر عَنْ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أحاديث. روى عنه كليب بْن شهاب وابناه: علقمة وعبد الجبار بْن وائل بْن حجر، ولم يسمع عبد الجبار من أبيه فِيمَا يقولون، بينهما [2] وائل بن علقمة.
(2737) وابصة بْن معبد بْن مالك بْن عبيد الأسدي،
من بني أسد بن خزيمة، يكنى أبا شداد، ويقال أبا قرصافة، سكن الكوفة ثم تحول إِلَى الرقة ومات بها، وله أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر رَجُلا رآه يصلي خلف الصف وحده أن يعيد الصلاة.
(2738) واثلة بْن الأسقع بْن عبد العزى بْن عبد ياليل بْن ناشب بن غيرة ابن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن على بن كنانة الليثي.
__________
[1] في أ: ردفا.
[2] في أ: بينهما ابن وائل بن علقمة.(4/1563)
وقيل:
إنه واثلة بْن الأسقع بْن كعب بْن عامر بْن ليث بْن بكر. والأول أصح وأكثر إن شاء اللَّه تعالى. أسلم والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتجهز إِلَى تبوك.
ويقال: إنه خدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاث سنين، وَكَانَ من أهل الصفة. يقال: إنه نزل البصرة وله بها دار، ثم سكن الشام، وَكَانَ منزله عَلَى ثلاثة فراسخ من دمشق بقرية يقال لها البلاط، وشهد المغازي بدمشق وحمص، ثم تحول إِلَى بيت المقدس، ومات بها، وَهُوَ ابْن مائة سنة. قيل: بل توفي بدمشق فِي آخر خلافه عبد الملك سنة خمس أَوْ ست وثمانين، وَهُوَ ابْن ثمان وتسعين سنة. يكنى أبا الأسقع. وقيل يكنى أبا مُحَمَّد. وَقَالَ ابْن معين: كنيته أَبُو قرصافة، وَهُوَ قول الْوَاقِدِيّ. سكن الشام، روى [1] عنه الشاميون: مكحول، وعَبْد اللَّهِ بْن عامر الْيَحْصِبِيّ، وشداد [2] بْن عمارة. وروى عنه أَبُو المليح بْن أسامة الهذلي.
(2739) وحشي بْن حرب الحبشي.
من سودان مكة مولى لطعيمة بْن عدي.
ويقال: هُوَ مولى جبير بْن مطعم بْن عدي، كذا قَالَ ابْن إِسْحَاق، وأكثرهم قَالَ: يكنى أبا دسمة، وَهُوَ الَّذِي قتل حمزة بْن عبد المطلب عم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد، وكان يومئذ وحشي كافرا، استخفى [3] له خلف حجر ثم رماه بحربة كانت معه، وَكَانَ يرمي بها رمي الحبشة فلا يكاد يخطئ. واستشهد حمزة حينئذ، ثم أسلم وحشي بعد أخذ الطائف، وشهد اليمامة، ورمى مسيلمة بحربته التي قتل بها حمزة، وزعم أنه أصابه
__________
[1] في أ: يروى.
[2] في أ: وشداد أبو عمار
[3] في أ: اختفى.(4/1564)
وقتله، وَكَانَ يقول: قتلت بحربتي هذه خير الناس وشر الناس، حكى ذلك جعفر بْن عَمْرو بْن أمية الضَّمْرِيّ عَنْ وحشي. وفي خبره ذلك أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لوحشي- حين أسلم: غيب وجهك عني يَا وحشي، لا أراك. وذكر ابن إسحاق عن سليمان بن أنه يسار قَالَ: سمعت ابْن عمر يقول: سمعت قائلًا يقول يوم اليمامة: قتله العبد الأسود. وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: مات وحشي بْن حرب فِي الخمر فِيمَا زعموا.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: رويت عنه أحاديث مسندة مخرجها عَنْ ولده وحشي بْن حرب بْن وحشي بْن حرب، عَنْ أبيه حرب بْن وحشي، عَنْ أبيه وحشي، وَهُوَ إسناد ليس بالقوي، يأتي بمناكير. وقد ظن بعض أهل الحديث أن هَذَا الإسناد: وحشي بْن حرب بْن وحشي بْن حرب عَنْ أبيه عَنْ جده ليس هُوَ وحشي هَذَا فغلط والله أعلم. وزعم مُحَمَّد بْن الحسين الأزدي الموصلي أن وحشي بْن حرب الَّذِي يروي عنه ولده وحشي بْن حرب بْن وحشي بْن حرب غير أبي دسمة قاتل حمزة، وأن ذلك كَانَ يسكن دمشق، وهذا الَّذِي روى عنه ولده سكن حمص، وليس كما قَالَ، والذي سكن حمص هُوَ الَّذِي قتل حمزة، ولا يصح وحشي بْن حرب غيره.
والدليل عَلَى ذلك مَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وعبيد الله بن عدي بن الخيار، فمرنا بِحِمْصَ وَبِهَا وَحْشِيٌّ، فَقُلْنَا: لَوْ أَتَيْنَاهُ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ قَتْلِهِ حَمْزَةَ كَيْفَ(4/1565)
قَتَلَهُ؟ فَأَقْبَلْنَا نَحْوَهُ فَلَقِينَا رَجُلا وَنَحْنُ نَسْأَلُ عَنْهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ رَجُلٌ قَدْ غَلَبَتْ عَلَيْهِ الْخَمْرُ، فَإِنْ تَجِدَاهُ صَاحِيًا تَجِدَاهُ رَجُلا عَرَبِيًّا يُحَدِّثُكُمَا مَا شِئْتُمَا مِنْ حَدِيثٍ، وَإِنْ تَجِدَاهُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَانْصَرِفَا عَنْهُ. قَالَ: فَأَقْبَلْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَيْهِ ...
وَذَكَرَ تَمَامَ الْخَبَرِ.
وَفِي هَذَا مَا يدل عَلَى أن وحشيًا قاتل حمزة سكن حمص، وَهُوَ الَّذِي يحدث عنه ولده. وَهُوَ إسناد ضعيف لا يحتج به. وقد جاء بذلك الإسناد أحاديث منكرة لم ترو بغير ذلك الإسناد، والله أعلم.
(2740) وحوح بْن الأسلت.
واسم الأسلت عامر بْن جشم بْن وائل بْن زيد بْن قيس بْن عامر بْن مرة بْن مالك الأوسي الأَنْصَارِيّ، أخو أبي قيس بْن الأسلت الشاعر، ولم يسلم أَبُو قيس بْن الأسلت. ذكر الزُّبَيْر، عَنْ عمه مصعب، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عمارة، قَالَ: كانت لوحوح صحبة، وشهد الخندق وما بعدها من المشاهد، وله يقول أَبُو قيس أخوه- حين خرج إِلَى مكة مع أبى عامر:
أرى وحوحًا ولى علي بأمره [1] ... كأني امرؤ من حضرموت غريب
كأني امرؤ ولى ولا ودّ بينا ... وأنت حبيب فِي الفؤاد قريب
وإن بني العلات قوم وإنني ... أخوك فلا يكذبك عنك كذوب
أخوك إذا تأتيك [2] يومًا عظيمة ... تحملها والنائبات تنوب
فِي أبيات ذكرها. وذكروا أن أبا قيس بْن الأسلت أقبل يريد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ له عَبْد اللَّهِ بْن أبي: خفت والله سيوف بني الخزرج، فَقَالَ: لا جرم! والله لا أسلم العام، فمات في الحول.
__________
[1] في أ: بوده
[2] في أ: نأتبك(4/1566)
(2741) وداعة بن أبى زيد الأَنْصَارِيّ.
ذكره الكلبي [1] فيمن شهد صفين من الصحابة مَعَ علي. قَالَ: وقتل أبوه أَبُو زيد [2] شهيدًا يوم أحد.
(2742) ودقة [3] بْن إياس بْن عَمْرو بْن غنم بْن أمية بْن لوذان الأَنْصَارِيّ.
شهد بدرًا وأحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل يوم اليمامة شهيدًا.
(2743) وديعة بْن عَمْرو بْن جراد بْن يربوع الجهني،
حليف لبني سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري، شهد بدرا وأحدا.
(2744) ورد بْن خالد،
كَانَ عَلَى ميمنة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الفتح.
(2745) وردان بْن مخرم [4] بْن مخرمة بْن قرط بْن جناب الْعَنْبَرِيّ التميمي،
من بني العنبر بْن عَمْرو بْن تميم. قَالَ الطبري: له ولأخيه حيدة بْن مخرم صحبة. وفدا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلما ودعا لهما.
(2746) وقاص بْن مجزز [5] المدلجي.
ذكر غير واحد من أهل العلم أنه قتل فِي غزوة ذي قرد مَعَ محرز بْن نضلة. قاله ابْن هشام، وأما ابْن إِسْحَاق فإنه قَالَ: لم يقتل من المسلمين يومئذ غير محرز بن نضلة.
(2747) وهبان بْن صيفي الغفاري.
ويقال أهبان، قد تقدم [6] ذكره فِي باب الألف من هَذَا الكتاب، هُوَ من ولد حرام بْن غفار، نزل البصرة وله
__________
[1] في أ: ابن الكلبي
[2] في ى: أبو يزيد.
[3] هكذا في ى: وفي أسد الغابة: جعله أبو عمر بالذال المعجمة والفاء. وأما أبو موسى وأبو نعيم فجعلاه بالدال المهملة والقاف. وفي الإصابة- بعد أن ذكر الوجهين المتقدمين قال: وذكره ابن هشام بالراء.
[4] في أسد الغابة: مخرم- بالخاء المعجمة وكسر الراء المشددة وآخره ميم. والّذي ذكره ابن مندة وأبو نعيم: محرز.
[5] في ى: محرز. وفي أسد الغابة: مجزز- بجيم وزايين.
[6] صفحة 116.(4/1567)
بها دار بحضرة باب الأصبهاني. سمع من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذا كانت الفتنة فاتخذ سيفًا من خشب. ولم يقاتل مَعَ علي لهذا الحديث، فلما حضره الموت قَالَ: كفنوني فِي ثوبين. قالت ابنته عديسة: فزدنا ثوبًا ثالثًا قميصًا، ودفناه، فأصبح ذلك القميص عَلَى المشجب موضوعًا.
وروى خبره هَذَا ثقات أهل البصرة، منهم معتمر بْن سُلَيْمَانَ، ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ بْن المثنى الأَنْصَارِيّ، عن المعلى بن جابر، قال: حدثني عديسة [1] بنت وهبان الغفاريّ بذلك كله
__________
[1] عديسة- بالتصغير والإهمال (التقريب) .(4/1568)
حرف الياء
باب يَحْيَى
(2748) يَحْيَى بْن أسيد بْن حضير الأَنْصَارِيّ
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ فِي سن من يحفظ. ولا أعلم له رواية، وبه كَانَ يكنى أبوه أسيد بْن حضير.
(2749) يَحْيَى بْن حكيم بْن حزام القرشي الأسدي.
أسلم هو وأبو وإخوته:
هشام، وعَبْد اللَّهِ، وخالد [1] يوم الفتح، صحبوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2750) يَحْيَى بْن خلاد بْن رافع الكندي.
سكن الكوفة. روى عنه ابنه علي بْن يَحْيَى أحاديث عند إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّهِ بْن أبي طلحة، عَنْ علي بْن يَحْيَى ابْن خلاد، عَنْ أبيه، عَنْ جده، وبهذا الإسناد أنه أنى به النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم ولد، فحنكه بتمرة، وَقَالَ: لأسمينه باسم لم يسمّ به بعد يحيى ابن زكريا، فسمّاه يحيى [2] .
(2751) يحيى بن نفير [3] أَبُو زهير النميري الحمصي.
روى عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الجراد، وقد ذكرناه في السكنى [4] .
__________
[1] في ى: خاله.
[2] في أسد الغابة: قلت: كذا قال أبو عمر: إنه كندى، وهو سهو منه فإنني رأيته في نسخ عدة كذلك فليس من الناسخ، فإن هذا يحيى هو ابن خلاد بن رافع بن مالك بن العجلان ابن عمرو بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي. وقد تقدم ذكر أبيه ونسبه في بابه (5- 101) .
[3] بنون وفاء مصفر. وقيل بغين معجمة بدل الفاء (الإصابة) .
[4] في نسخة أ: آخر الحروف في الأسماء ويتلوه كتاب السكنى إن شاء الله تعالى، والحمد للَّه حق حمده وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.(4/1569)
باب يزيد
(2752) يَزِيد بْن الأخنس السلمي،
شامي، له صحبة، يقال: إنه شهد بدرًا هُوَ وأبوه وابنه معن، ولا أعرفهم فِي البدريين، وإنما هم فيمن بايع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: معن، ويزيد، والأخنس- روى عنه كثير بْن مرة، وسليم بْن عامر.
(2753) يَزِيد بْن أسد بن كرز بن عامر القسري.
جد خالد بْن عَبْد اللَّهِ القسري، يقال: إنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ [وأسلم [1]] ، وإن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال له: يا يزيد بن أسد، أحب للناس مَا تحب لنفسك. وهذا الحديث يرويه خالد بْن عَبْد اللَّهِ القسري عن أبيه عن جده. وحكى يحيى ابن معين عَنْ أهل خالد القسري أنهم كانوا ينكرون أن يكون لجد خالد صحبة. قَالَ يَحْيَى بْن معين: ولو كَانَ جدهم لقي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعرفوا ذلك ولم ينكروه. هَذَا قول يَحْيَى بْن معين. وخالفه الناس وعدوه فِي الصحابة لحديث هشيم وغيره عَنْ سيار [2] أبي الحكم، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال له: يا يزيد بن أَسَدٍ، أَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ
(2754) يَزِيد بْن الأسود الجرشي، أَبُو الأسود.
أدرك الجاهلية، عداده فِي الشاميين. وروى أَبُو مسهر، عَنْ سعيد بن عبد العزيز، عن يونس بن ميسرة ابْن حلبس، قَالَ: قلت ليزيد بْن الأسود: كم أتى عليك؟ قَالَ: أدركت الأصنام تعبد في قرية قومي.
__________
[1] من أ
[2] في الإصابة: ابن أبى الحكم.(4/1570)
(2755) يَزِيد بْن الأسود الخزاعي،
[ويقال السوائي] [1] ، ويقال العامري. روى عنه ابنه جابر بْن يَزِيد، وَهُوَ معدود فِي الكوفيين. روى شريك، عَنْ يعلى ابْن عطاء، عن جابر بن يزيد بن الأسود السوائي، عَنْ أبيه، قَالَ: صليت خلف النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [صلاة] [1] الفجر، فجاء رجلان، فجلسا فِي أخريات الناس، فلما انصرف النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقبل عليهما بوجهه، فَقَالَ: إيتوني بهما، فجيء بهما ترعد فرائصهما، فَقَالَ: مَا منعكما من الصلاة؟ قَالا: صلينا فِي الرحال. فَقَالَ: إذا دخلتم والقوم فِي الصلاة فصلوا معهم، فإن صلاتكم معهم نافلة. فَقَالَ أحدهما: استغفر لي يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: غفر اللَّه لك. قَالَ:
ثم أخذت بيده فوضعتها عَلَى صدري، فما وجدت كفًا أبرد ولا أطيب من كف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لهي أبرد من الثلج، وأطيب من ريح المسك.
(2756) يَزِيد بْن أسيد بْن ساعدة.
شهد أحدًا مَعَ أبيه أسيد بْن ساعدة وعمه أبي حثمة الأَنْصَارِيّ.
(2757) يَزِيد بْن أسير الضبعي.
ويقال ابْن بشير [2] . وَقَالَ بعضهم فيه: أسير بْن يَزِيد. له خبر واحد أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يوم ذي قار: هَذَا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم.
(2758) يَزِيد بْن أمية، أبو سنان الديلي.
ولد عام أحد في حين الوقة. روى عنه نافع مولى ابْن عمر.
(2759) يَزِيد بْن أوس،
حليف لبني عبد الدار بْن قصي. أسلم يوم فتح مكة، وقتل يوم اليمامة شهيدا.
__________
[1] من أ.
[2] في أسد الغابة: اتفق البخاري وأبو حاتم على أنه بشير- بالباء الموحدة والشين العجمة المكسورة.(4/1571)
(2760) يَزِيد بْن برذع بْن يَزِيد بْن عامر بن سواد بن ظفر الأنصاري الظفري،
شهد أحدًا رضي اللَّه عنه. [قَالَ العدوي فِي نسبه: سواد بْن كعب بْن الخزرج شهد أحدًا وما بعدها ولا عقب له. قَالَ: وَقَالَ ابْن القداح: قتل يوم الحرة [1]] .
(2761) يَزِيد بْن ثابت بْن الضحاك،
أخو زيد بْن ثابت شقيقه، وقد نسبنا زيدًا فِي موضعه [2] ، فأغنى ذلك عَنْ نسب أخيه يَزِيد هاهنا، يقال: إن يَزِيد بْن ثابت شهد بدرًا. وقيل: بل شهد أحدًا، وقتل يوم اليمامة شهيدًا. وذكر مُوسَى ابْن عقبة، عَنِ ابْن شهاب أنه رمى يوم اليمامة بسهم فمات بالطريق راجعا، وروى عنه أخوه زيد بْن ثابت، وروى عنه خارجة بْن زيد، ولا أحسبه سمع منه.
[قَالَ البخاري: قَالَ عُثْمَان بْن حكيم: أخذ بيدي خارجة بْن زيد فأجلسني عَلَى قبر، وأخبرني عَنْ عمه يَزِيد بْن ثابت إنما كره ذلك لمن أحدث عَلَيْهِ، وخرج النسائي وابن السكن حديث خارجة بْن زيد عَنْ عمه عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة عَلَى القبر. قَالَ ابْن السكن: وهذا رواه هشيم، عَنْ عُثْمَان بْن حكيم، عَنْ خارجة. وَقَالَ ابْن السكن أَيْضًا: لم يرو يَزِيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ غير هَذَا الحديث وَكَانَ أكبر من أخيه زيد. شهد بدرًا، ورواه قَاسِم بْن مالك، عَنْ عُثْمَان بْن خارجة، عَنْ أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يقل عن عمه [1]] .
(2762) يَزِيد بْن ثعلبة بْن خزمة بْن أصرم [2] بن عمرو بن عمارة البلوي،
حليف لبني سالم بْن عوف بْن الخزرج، شهد بيعة العقبة الثانية، يكنى أبا عَبْد الرَّحْمَنِ، ذكره ابْن إِسْحَاق. وَقَالَ الطبري: يَزِيد بْن ثعلبة بن خزمة بن أصرم [3] بن عمرو ابن عمارة بْن مالك، من بني فزارة من بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة،
__________
[1] من أ
[2] صفحة 537.
[3] في أ: أخزم.(4/1572)
شهد العقبتين جميعًا، كذا قَالَ الطبري: خزمة- بفتح الزاى- فيما ذكر الدار قطنى.
وَقَالَ ابْن إِسْحَاق وابن الكلبي: خزمة- بسكون الزاي، وَهُوَ الصواب. قَالَ أَبُو عمر: ليس فِي الأنصار خزمة بالتحريك، ترى ذلك فِي موضعه إن شاء اللَّه تعالى. وعمارة بفتح العين وتشديد الميم فِي بلي.
(2763) يَزِيد [1] بْن جارية،
والد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يَزِيد بْن جارية، شهد خطبة الوداع، وروى منها ألفاظًا منها: أرقاؤكم، أرقاؤكم، أطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون ... الحديث. يختلف فِي هَذَا الحديث، فقد جعله ابن أبى خيثمة ليزيد ابن ركانة، وجعله الأزرق ليزيد بْن جارية، وكذلك ذكره الأزدي الموصلي ليزيد بْن جارية [2] .
(2764) يَزِيد بْن الحارث بْن قيس بْن مالك بْن أحمر [3] بْن حارثة بْن ثعلبة بْن كعب ابن الحارث بْن الخزرج الأَنْصَارِيّ.
شهد بدرًا، وقتل يومئذ شهيدًا، وَهُوَ الَّذِي يقال له ابْن قسحم. وقد قيل: إن يَزِيد هَذَا هُوَ الّذي قيل له قسحم، قتله طعيمة ابن عدي. وَقَالَ مُوسَى بْن عُقْبَةَ: يَزِيد بْن الحارث هُوَ يَزِيد بْن قسحم، ذكره فِي البدريين، آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين يَزِيد بْن الحارث هَذَا وبين ذي الشمالين.
(2765) يَزِيد بْن حاطب بْن عَمْرو بْن أمية بْن رافع الأَنْصَارِيّ الأشهلي.
وقد قيل: إنه من بني ظفر، ومن نسبه فِي بني ظفر يقول: يَزِيد بْن حاطب ابن أمية بن رافع بن سويد بن حرام بْن الهيثم بْن ظفر، واسم ظفر كعب ابن الخزرج. قتل يوم أحد شهيدا.
__________
[1] الإصابة: ويقال زيد.
[2] في أسد الغابة: هو يزيد بن جارية أو ابن خارجة.
[3] في ى: أحمد- وهو تحريف.(4/1573)
(2766) يَزِيد بْن حرام بْن سبيع بْن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم ابن كعب بْن سلمة الأَنْصَارِيّ السلمي.
شهد بيعة العقبة.
(2767) يَزِيد بْن حمزة بْن عوف
قدم به أبوه حمزة بْن عوف إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبايعاه [1] ومسح برأس يَزِيد ودعا له.
(2768) يَزِيد بْن حوثرة الأَنْصَارِيّ.
قَالَ ابْن الكلبي: شهد أحدًا وشهد صفين مَعَ علي.
(2769) يَزِيد بْن رقيش بْن رياب [2] بْن يعمر الأسدي،
من بني أسد بْن خزيمة، شهد بدرًا، ذكره مُوسَى بْن عُقْبَةَ وابن إِسْحَاق وغيرهما. ومن قال فيه: أربد ابن رقيش [3] فليس بشيء.
(2770) يَزِيد بْن ركانة بْن عبد يَزِيد بْن المطلب بْن عبد مناف القرشي المطلبي،
له صحبة ورواية، ولأبيه ركانة صحبة ورواية. روى عَنْ يَزِيد بْن ركانة ابناه:
علي، وعَبْد الرَّحْمَنِ. وفي ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يَزِيد بْن ركانة نظر. وروى عَنْ يَزِيد بْن ركانة أَيْضًا أَبُو جعفر مُحَمَّد بْن علي.
(2771) يَزِيد بْن زمعة بْن الأسود بْن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي،
أمه قريبة بنت أبي أمية أخت أم سلمة، صحب [4] النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عنه هُوَ وأخوه عَبْد اللَّهِ بْن زمعة. وقتل يَزِيد بْن زمعة يوم حنين، جمح به فرسه فقتل، وَكَانَ من أشراف قريش ووجوههم، وإليه كانت فِي الجاهلية المشورة، وذلك أنّ قريشا لم يجتمعوا عَلَى أمر إلا عرضوه عَلَيْهِ، فإن وافق رأيهم رأيه سكت وإلّا شغّب فيه، وكانوا له أعوانا حتى يرجع عنه، ذكر
__________
[1] في أ: فبايعه.
[2] رياب- بكسر الراء وتحتانية قد تهمز.
[3] في ى: قيس.
[4] في أ: زوج.(4/1574)
ذلك الزُّبَيْر، وَقَالَ: قتل مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الطائف، [كذا قَالَ الزُّبَيْر يوم الطائف [1]] . وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: استشهد يوم حنين من قريش من بني أسد بْن عبد العزى يَزِيد بْن زمعة بْن الأسود بن المطلب ابن أسد.
(2772) يَزِيد بْن أبي سُفْيَان بْن حرب بْن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.
كَانَ أفضل بني أبي سُفْيَان. كَانَ يقال له يَزِيد الخير، أسلم يوم فتح مكة، وشهد حنينا، وأعطاه رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غنائم حنين مائة بعير وأربعين أوقية وزنها له بلال، واستعمله أَبُو بَكْر الصديق وأوصاه وخرج يشيعه راجلًا.
قَالَ ابْن إِسْحَاق: لما قفل أَبُو بَكْر من الحج- يعني سنة اثنتي عشرة- بعث عَمْرو بْن العاص، ويزيد بْن أبي سُفْيَان، وأبا عبيدة بن الجراح، وشرحبيل ابن حسنة إلى فلسطين، وأمر هم أن يسلكوا عَلَى البلقاء، وكتب إِلَى خالد ابن الوليد، فسار إِلَى الشام، فأغار عَلَى غسان بمرج راهط، ثم سار فنزل عَلَى قناة بصرى، وقدم عَلَيْهِ يَزِيد بْن أبي سُفْيَان، وأبو عبيدة بن الجراح، وشرحبيل ابن حسنة، فصالحت بصرى، فكانت أول مدائن الشام فتحت، ثم ساروا قبل فلسطين، فالتقوا بالروم بأجنادين بين الرملة وبيت جبرين، والأمراء كل عَلَى حدة. ومن الناس من يزعم أن عَمْرو بْن العاص كَانَ عليهم جميعًا، فهزم اللَّه المشركين، وَكَانَ الفتح بأجنادين فِي جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة، فلما استخلف عمر ولّى أبا عبيدة، وفتح اللَّه علية الشامات، وولى يَزِيد بْن أبي سُفْيَان عَلَى فلسطين وناحيتها، ثم لما مات أَبُو عبيدة استخلف معاذ بْن جبل، ومات معاذ
__________
[1] ساقط من أ.(4/1575)
فاستخلف يَزِيد بْن أبي سُفْيَان، ومات يَزِيد، فاستخلف أخاه معاوية، وَكَانَ موت هؤلاء كلهم فِي طاعون عمواس سنة ثمان عشرة.
حَدَّثَنَا خلف بن قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدَانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُثْمَانَ أَبِي حَسَّانٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: مَاتَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ بَعْدَ أَنِ افْتَتَحَ قِيسَارِيَّةَ.
(2773) يَزِيد بْن سَعِيد بْن ثمامة الكندي.
هُوَ أَبُو السائب بْن يَزِيد ابْن أخت النمر، حليف بني عبد شمس. ويقال حليف أبي سُفْيَان بْن حرب، أسلم يوم فتح مكة، وسكن المدينة، وَهُوَ حجازي. روى عنه ابنه السائب بْن يَزِيد، وقد تقدم ذكر السائب بْن يَزِيد فِي كتابنا هَذَا [1] ، وذكر الاختلاف فِي نسبه وحلفه.
(2774) يَزِيد بْن السكن بْن رافع بْن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل،
هو أَبُو أسماء بنت يَزِيد بْن السكن التي تحدث عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قتل يوم أحد شهيدًا، وقتل معه ابنه عامر بْن يَزِيد رضي اللَّه عنهما.
(2775) يَزِيد بْن السكن الأَنْصَارِيّ، مدني،
روى عنه محمود بن عمرو بن يزيد ابن السكن أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ ظاهر يوم أحد بين درعين. هُوَ أخو زياد بْن السكن فِيمَا أحسب.
(2776) يَزِيد بْن سلمة الضَّمْرِيّ.
سكن البصرة. روى عنه ابنه عبد الحميد ابن يَزِيد، ذكروه فِي الصحابة، وفيه نظر.
(2777) يَزِيد بْن سلمة بْن يَزِيد بْن مشجعة بْن مجمع بْن مالك الْجُعْفِيّ، كوفي.
روى عنه علقمة بن وائل.
__________
[1] صفحة 576.(4/1576)
(2778) يَزِيد بْن سنان.
سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لا تحلفوا بالكعبة.
(2779) يَزِيد بْن سيف-
ويقال ابْن يوسف- اليربوعي التميمي. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أما إن العريف يدفع فِي النار دفعًا. حديثه عند ولده.
(2780) يَزِيد بْن شجرة الرهاوي
شامي من مذحج. روى عنه مجاهد بْن جبر.
له حديث واحد فِي فضل الجهاد مضطرب الإسناد، ذكره خليفة بْن خياط قَالَ:
بعث معاوية يَزِيد بْن شجرة الرهاوي سنة تسع [1] وثلاثين ليقيم الحج للناس، فنازعه قثم بْن العباس، فسفر بينهما أَبُو سَعِيد الخدري وغيره، فاصطلحوا عَلَى أن يقيم الحج شيبة بْن عُثْمَانَ ويصلي بالناس، وقتل يَزِيد بْن شجرة فِي غزاة غزاها سنة خمس وخمسين شهيدًا، وقيل: بل قتل فِي غزاة غزاها سنة ثمان وخمسين شهيدًا.
(2781) يَزِيد بْن شريح
له صحبة، روى فِي الميسر.
(2782) يَزِيد بْن شيبان،
له صحبة. روى قصة ابْن مربع فِي المناسك والمشاعر:
إنكم عَلَى إرث من إرث إبراهيم.
(2783) يَزِيد بْن طعمة الأَنْصَارِيّ.
ذكره ابْن الكلبي فيمن شهد صفين من الصحابة.
(2784) يَزِيد بْن عامر بْن الأسود بْن حبيب بْن سواءة بْن عامر بْن صعصعة السوائي،
حجازي، يكنى أبا حاجر، شهد حنينًا. روى عنه السائب بْن يَزِيد، وسعيد بْن يسار.
(2785) يَزِيد بْن عباية الباهلي.
قَالَ: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم [بصدقنى] [2] فصدقني ومسح رأسي. حديثه عند ولده.
__________
[1] في أ: سنة سبع
[2] ليس في أ(4/1577)
(2786) يَزِيد بْن عَبْد اللَّهِ الْبَجَلِيّ.
روى عنه ابنه حميد بْن يَزِيد فِي فضل جرير بن عبد الله البجلي. مخرج حديثه عَنْ ولده.
(2787) يَزِيد بْن عبد المدان،
ويزيد بْن محجل الحارثيان. من بلحارث بْن كعب. قدما عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وفد بلحارث مَعَ خالد ابن الوليد رضى الله عنه فأسلموا [1] ، وذلك فِي سنة عشر.
(2788) يَزِيد بْن عَمْرو التميمي.
ويقال النميري. وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ قيس بْن عَاصِم وأصحابه. روى عنه عائذ بْن ربيعة. أَخْبَرَنَا خَلَفُ بن قاسم، وعلي بن إبراهيم، قالا: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَلْهَمُ بْنُ دُهَيْمٍ الْعَجَلِيُّ، عَنْ عَائِذِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ دُعْمُوصٍ، وَقَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ وَأَبُو زُهَيْرِ بْنُ أُسَيْدِ بْنِ جَعْوَنَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو، وَالْحَارِثُ بْنُ شُرَيْحٍ، قالوا:
وفدنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَقُلْنَا: مَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ: تُقِيمُونَ الصَّلاةَ، وَتُؤْتُونَ الزَّكَاةَ، وَتَحُجُّونَ الْبَيْتَ، وَتَصُومُونَ رَمَضَانَ، فَإِنَّ فِيهِ لَيْلَةً خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ... وذكر الحديث.
(2789) يَزِيد بْن قتادة،
روى عنه حسان بْن بلال، فِي صحبته نظر.
(2790) يَزِيد بْن قنافة.
ويقال يَزِيد بْن عدي بْن قنافة، وَهُوَ هلب والد قبيصة ابن هلب. وقد تقدم ذكره فِي باب الهاء [2] .
(2791) يَزِيد بْن قيس بْن الخطيم بْن عدي بْن عَمْرو بْن سواد بْن ظفر الأَنْصَارِيّ الظفري،
به كَانَ يكنى أبوه قيس بْن الخطيم الشاعر، شهد أحدا مع رسول
__________
[1] في أ: فأسلما.
[2] صفحة 1549، وانظر الضبط هناك.(4/1578)
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمشاهد بعدها، وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيدًا [قَالَ: قَالَ العدوي: وجرح يومئذ اثنتي عشرة جراحة، وسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعني يوم أحد- جاسرًا، فكان يقول: يَا جاسر، أقبل، يَا جاسر، أدبر. قاله الطبري [1]] .
(2792) يَزِيد بْن كعب البهزي.
ويقال: إنه البهزي الَّذِي روى عنه عمير بْن سلمة الضَّمْرِيّ. حَدِيثُهُ فِي حِمَارِ الْوَحْشِ الْعَقِيرِ بِالرَّوْحَاءِ الَّذِي يَرْوِيهِ يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَلَمَةَ، كَذَا قَالَ [2] أَبُو جَعْفَرٍ الْعَقِيلِيُّ وَغَيْرُهُ إِنَّ الْبَهْزِيَّ الْمَذْكُورَ فِي ذَلِكَ الْحَدِيثِ اسْمُهُ يزيد ابن كَعْبٍ. قَالَ العقيلي: وأخبرنا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بن الهيثم، قال: سمعت داود ابن رشيد يقول: اسم البهزي يَزِيد بْن كعب.
(2793) يَزِيد بْن مالك بْن عَبْد اللَّهِ بْن سلمة،
أَبُو سبرة الْجُعْفِيّ هُوَ مشهور بكنيته، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابناه عزيز وسبرة، وَهُوَ جد خيثمة ابْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي سبرة الْجُعْفِيّ، وقد ذكرناه فِي الكنى، [سمى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عزيزًا هَذَا عَبْد الرَّحْمَنِ هُوَ والد خيثمة [3]] .
(2794) يَزِيد بْن المزين بْن قيس بْن عدي بْن أمية بْن خدارة،
هكذا قَالَ الْوَاقِدِيُّ يَزِيد بْن المزين. وَقَالَ ابْن إِسْحَاق، وموسى بْن عُقْبَةَ، وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عمارة: هُوَ زيد بْن المزين، وَهُوَ الصواب، وقد ذكرناه [4] فِي باب زيد.
(2795) يَزِيد بْن معبد القيسي الربعي، يمامي [5] .
روى عنه ابنه معبد ابن يزيد.
__________
[1] من أ
[2] في أ: كذلك زعم ...
[3] ليس في أ.
[4] صفحة 558.
[5] في ى: يماني. والمثبت من أ. وفي أسد الغابة: من أهل اليمامة.(4/1579)
(2796) يَزِيد بْن المنذر بْن سرح بْن خناس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري،
شهد العقبة ثم بدرًا وأحدًا، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين عامر بن ربيعة حليف بن عدي بْن كعب.
(2797) يَزِيد بْن نعامة الضبي،
ويقال السوائي، له أحاديث منها أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا آخى الرجل أخًا فليسأله عَنِ اسمه واسم أبيه فإنه أوصل وأثبت فِي المودة. روى عنه سَعِيد بْن سُلَيْمَانَ الربعي، وَكَانَ يَزِيد بْن نعامة قد شهد حنينًا مشركًا ثم أسلم بعد.
(2798) يَزِيد بْن نويرة بْن الحارث بْن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة ابن الحارث الأَنْصَارِيّ الحارثي،
شهد أحدًا. وقتل يوم النهروان شهيدًا مَعَ علي.
(2799) يَزِيد، والد حجاج.
روى عنه ابنه حجاج عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: أتربوا الكتاب فإنه أنجح للحاجة، وإذا طلبتم الخير فاطلبوه عند حسان الوجوه يدور حديثه هَذَا عَلَى هشام بْن زياد أبي المقدام.
(2800) يَزِيد،
والد حكيم بْن يَزِيد الكرخي. روى عنه ابنه حكيم بْن يَزِيد عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دعوا عباد اللَّه يصب بعضهم من بعض، فإذا استنصح أحدكم أخوه فلينصح له. حديثه عند عطاء بْن السائب، عَنْ حكيم بْن يَزِيد، عَنْ أبيه، هكذا رواه حَمَّاد بْن سَلَمَةَ، عَنْ عطاء، وخالفه جرير، فقال: عن عطاء ابن السائب، عَنْ حكيم بْن أبي يَزِيد. وصوب ابن أبي خيثمة قول جرير.
والله أعلم.(4/1580)
(2801) يَزِيد، والد عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد الْخَطْمِيّ.
روى: إنما الرقوب التي لا يعيش لَهَا ولد ... الحديث. وفيه نظر، لأني أخشى أن يكون هَذَا الحديث من حديث بريدة الأسلمي. ولعَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد الْخَطْمِيّ صحبة، وقد ذكرناه [1] . وقال الدار قطنى.
عبد الله بن يزيد له صحبة وأبو صحابي أَيْضًا.
باب يسار
(2802) يسار بْن بلال بْن أحيحة بْن الجلاح بْن جحجبي بْن كلفة الأَنْصَارِيّ،
من ولد الأوس. له صحبة ورواية، وَهُوَ مشهور بكنيته، وَهُوَ أَبُو ليلى، والد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي ليلى [2] ، وجد الفقيه [الكوفي] [3] القاضي محمد ابن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي ليلى. واختلف فِي اسم أبي ليلى وفي نسبه أَيْضًا، فرهطه ينسبونه إِلَى أحيحة بْن الجلاح. وغيرهم يقول: إنه من مولى بني عَمْرو بْن عوف. قال عباس: سمعت يحيى بن معين يقول: اسم أبي ليلى يسار. وقيل: بل اسم أبي ليلى داود بْن بلال. وَقَالَ ابْن نمير والبخاري: اسمه يسار بْن نمير. ومولى بني عَمْرو بْن عوف، وفي القاضي ابْن أبى ليلى يقول الشاعر:
وتزعم أنك ابْن الجلاح ... وهيهات دعواك من أصلكا
(2803) يسار مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قيل: كَانَ نوبيًا، وَهُوَ الراعي الَّذِي قتله العرنيون الَّذِينَ استاقوا ذود رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأرسل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طلبهم، فأتي بهم فقتلهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقطع أيديهم وأرجلهم، وسمل أعينهم،
__________
[1] صفحة 1001.
[2] في أ: زيد.
[3] من أ.(4/1581)
وألقاهم فِي الحرة حَتَّى ماتوا. وذلك فِي سنة ست من الهجرة، وَكَانَ العرنيون قد قطعوا يديه ورجليه، وغرزوا الشوك فِي لسانه وعينيه حَتَّى مات، وأدخل المدينة ميتًا وهربوا بالسرح، فأرسل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طلبهم، فأدركوا وفعل بهم مَا ذكر فِي حديث أنس وغيره.
(2804) يسار بْن سبع، أَبُو غادية الجهني.
ويقال المزني قَالَ العقيلي: وَهُوَ أصح.
قَالَ أَبُو عمر: هُوَ مشهور بكنيته. واختلف فِي اسمه واسم أبيه. قيل:
اسمه مسلم. وقيل: اسمه يسار بن سبع. وقيل: يسار بن أريهر. يقال:
إنه قاتل عمار. سكن واسط، وَكَانَ يفرط فِي حب عُثْمَان. وقد ذكرناه فِي الكنى بأكثر من هَذَا.
(2805) يسار بْن سويد الجهنيّ.
ويقال: يسار عن عبد الله، هو والد مسلم ابن يسار. يعد فِي أهل البصرة. وله أحاديث عند عبد الله بن مسلم ابن يسار، عَنْ أبيه، عَنْ جده، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها فِي المسح عَلَى الخفين وفي الصرف.
(2806) يسار بْن عبد،
ويقال: يسار بْن عَمْرو. وابن عبد أشهر وأكثر.
وَهُوَ أَبُو عزة الهذلي، مشهور بكنيته. روى عنه أَبُو المليح الهذلي.
(2807) يسار مولى أبي الهيثم بْن التيهان،
قتل يوم أحد شهيدا.
(2808) يسار مولى فضالة بْن هلال.
سمع هُوَ ومولاه فضالة بْن هلال من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا ذكر علي بْن عمر.
(2809) يسار أَبُو فكيهة
[قَالَ ابْن إِسْحَاق: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس فِي المجلس يجلس إليه المستضعفون من أصحابه: حباب وعمار وأبو فكيهة يسار] [1] مولى صفوان بْن أمية بْن حرب، ذكره ابْن إسحاق في المغازي.
__________
[1] من أ(4/1582)
(2810) يسار الحبشي.
كَانَ مملوكًا لعامر اليهودي يرعى عَلَيْهِ غنمًا. هَذَا قول الْوَاقِدِيّ. وأما ابْن إِسْحَاق فَقَالَ: اسم هَذَا الأسود أسلم. وقد ذكرناه فِي باب الألف [1] .
باب يسير
(2811) يسير بْن عَمْرو الكندي.
ويقال الشيباني، كوفي، له صحبة. قَالَ عباس: سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: يسير بْن عَمْرو جاهلي. وبعضهم يقول فيه أسير بْن عَمْرو، [ويقال: يسير بْن جابر، وهو يسير بْن عَمْرو بْن جابر] [2] .
قبض رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن عشر سنين، وعاش إِلَى زمن الحجاج. روى عنه أَبُو عَمْرو الشيباني، وقد تقدم ذكره [3] فِي باب أسير من الألف فِي أول هَذَا الكتاب بأكثر من هَذَا، لأنه بالألف أكثر وأشهر رَوَى ابْنُ فُضَيْلٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَسِيرِ بْنِ عَمْرٍو، وَكَانَ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ابْنَ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً. وَرَوَى عَبَّاسٌ الدُورِيُّ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قَيْسِ بْنِ [يَسِيرِ بْنِ] [2] عَمْرٍو، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ يَسِيرِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: تُوُفِّيَ النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عَشْرِ سِنِينَ. قَالَ عَبَّاسٌ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أَبُو الْخِيَارِ الَّذِي رَوَى عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ اسْمُهُ أُسَيْرُ بْنُ عَمْرٍو، أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ فِي زَمَانِهِ ابْنَ عَشْرِ سِنِينَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: وقد روى يسير بْن عَمْرو عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثين: أحدهما فِي تلقيح النخل، والآخر فِي الحجم شفاء، ذكرهما
__________
[1] صفحة 85
[2] من أ
[3] صفحة 100.(4/1583)
الدار قطنى، عَنِ البغوي، عَنْ عُثْمَان بْن أبي شيبة، عَنْ معاوية، عَنِ [1] ابْن فضيل، عَنْ سُلَيْمَان الشيباني، عَنْ يسير بْن عَمْرو، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، [قَالَ] [2] وَقَالَ علي بن المديني: أهل البصرة يقولون: أسير ابن جابر، ويروون عنه، عَنْ عمر حديث أويس القرني. وأهل الكوفة يسمونه يسير بْن عَمْرو وبعضهم يقولون: أسير بْن عَمْرو. روى عنه من أهل البصرة زرارة بْن أوفى، ومحمد بْن سيرين، وأبو نضرة، ورافع [3] بْن سحبان، وأبو عمران الجوني، وحميد بْن هلال. وروى عنه من أهل الكوفة أَبُو إِسْحَاق الشيباني، والمسيب بْن رافع، وابنه قيس بْن يسير.
(2812) يسير الأَنْصَارِيّ [4]
حديثه عند أبي عوانة، عَنْ داود بن عبد الله، عن حميد بن الرحمن، قَالَ: دخلت عَلَى يسير- رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين استخلف يَزِيد بْن معاوية، فَقَالَ: إنهم يقولون:
إن يَزِيد ليس بخير أمة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنا أقول ذلك، ولكن لأن يجمع اللَّه أمر أمة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحب إلي من أن يفترق.
قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يأتيك فِي الجماعة إلا خير.
باب يعقوب
(2813) يعقوب بْن أوس.
قاله خالد الحذاء، عَنِ القاسم بْن ربيعة، عَنْ يعقوب بْن أوس، رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ فِي قتل الخطأ شبه العمد ... الحديث، وهذا
__________
[1] في أ: و.
[2] ساقط من أ.
[3] في أ: ووقع.
[4] في أسد الغابة: هو يسير بن العنبس بْن يَزِيد بْن عامر بْن سواد بْن ظفر الأنصاري ثم قال: وقيل فيه نسير بالنون- وهو الأكثر. وقد تقدم في نسير (5- 127) .(4/1584)
لا يصح، ولا يعرف فِي الصحابة يعقوب هَذَا عندهم. والصواب فِي هَذَا الحديث والله أعلم مَا رواه حَمَّاد بْن سَلَمَةَ، عَنْ علي بْن زيد، عَنْ يعقوب السَّدُوسِيّ [1] ، عَنْ عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2814) يعقوب بْن الحصين،
روى عنه مجاهد حديثًا واحدًا من حديث عبد الوهاب بْن مجاهد، عَنْ أبيه، عَنْ يعقوب بْن الحصين، قَالَ: كأني أنظر إِلَى [خدي] [2] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في الصلاة، وهو يسلّم عَنْ يمينه وعن شماله ويجهر بالتسليم.
باب يعلى
(2815) يعلى بْن أمية التميمي،
ويقال يعلى ابن منية ينسب حينًا إِلَى أبيه وحينًا إِلَى أمه، وَهُوَ يعلى بْن أمية بْن أبي عبيدة بن همام بن الحارث بن بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي الحنظلي، أَبُو صفوان.
وأكثرهم يقولون: يكنى أبا خالد، أسلم يوم الفتح، وشهد حنينًا والطائف وتبوك. اختلف فِي نسب أمه منية بنت جابر، فقيل منية بنت جابر، ومن قَالَ فِي عتبة بْن غزوان بْن الحارث بْن جابر يقول: هي منية بنت الحارث ابن جابر بْن وهيب- أَوْ وهب- بْن شبيب بن زيد بن مالك بن الحارث بن عوف بْن مازن بْن منصور، وهي عمة عتبة بن غزوان، هذا قول المدائني ومصعب وابنه عَبْد اللَّهِ بْن مصعب. وقد قيل منية بنت غزوان أخت عتبة ابن غزوان. وروى عنه ابنه صفوان بْن يعلى، وروى عنه عَبْد اللَّهِ بْن ثابت، وخالد بْن دريك. قَالَ يعقوب بْن شيبة: سمعت عبد الله بن مسلمة
__________
[1] في أ: الدوسيّ.
[2] ساقط من أ.(4/1585)
وعلي بْن المديني يقولان- وقد ذكرا يعلى بْن أمية فقالا: أمه منية وأبوه أمية. قَالَ علي: وَهُوَ رجل من بني تميم، حليف لقريش لبني نوفل بْن عبد مناف. وَقَالَ يعقوب بْن شيبة: منية أمه، وهي منية بنت غزوان أخت عتبة ابن غزوان صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: أهل الحديث وأصحاب التواريخ يقولون: منية بنت غزوان أخت عتبة بنت غزوان، ويقولون: هي أم يعلى بْن أمية. وَقَالَ الطبري:
هي منية بنت جابر عمة عتبة بْن غزوان وأم يعلى بْن أمية. وَقَالَ الزُّبَيْر بْن بكار:
هي جد يعلى بْن أمية أم أبيه، قيل له يعلى ابْن منية نسب إِلَى جدته، ولم يصب الزُّبَيْر فِي ذلك، والله أعلم.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: ذكر المدائني، عَنْ مسلمة بْن محارب، عَنْ عوف الأعرابي، قَالَ:
استعمل أَبُو بَكْر الصديق يعلى بْن أمية عَلَى بلاد حلوان فِي الردة، ثم عمل لعمر عَلَى بعض اليمن، فحمى لنفسه حمى، فبلغ ذلك عمر، فأمره أن يمشي عَلَى رجليه إِلَى المدينة، فمشى خمسة أيام أَوْ ستة إِلَى صعدة، وبلغه موت عمر، فركب، فقدم المدينة عَلَى عُثْمَان فاستعمله عَلَى صنعاء، ثم قدم وافدًا عَلَى عُثْمَان، فمر علي عَلَى باب عُثْمَان، فرأى بغلته جوفاء عظيمة. فَقَالَ: لمن هذه البغلة؟
فَقَالُوا: هي ليعلى. قَالَ: ليعلى والله! وَكَانَ عظيم الشأن عند عُثْمَان، وله يقول الشاعر:
إذا مَا دعا يعلى وزيد بْن ثابت ... لأمر ينوب الناس أو لخطوب
وذكر المدائني، عَنِ ابْن جعونة، عَنْ مُحَمَّد بْن يَزِيد بن طلحة، قال: كان يعلى ابن أمية عَلَى الجند، فبلغه قتل عُثْمَان فأقبل لينصره، فسقط عَنْ بعيره فِي الطريق، فانكسرت فخذه، فقدم مكة بعد انقضاء الحج، فخرج إِلَى المسجد وهو كسير(4/1586)
عَلَى سرير، واستشرف إليه الناس، واجتمعوا، فَقَالَ: من خرج يطلب بدم عُثْمَان فعلي جهازه. وذكر عَنْ مسلمة عَنْ عوف، قَالَ: أعان يعلى بْن أمية الزُّبَيْر بأربعمائة ألف، وحمل سبعين رَجُلا من قريش، وحمل عائشة عَلَى جمل يقال له عسكر، كَانَ اشتراه بمائتي دينار.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ يعلى بْن أمية سخيًا معروفًا بالسخاء. وقتل يعلى بْن أمية سنة ثمان وثلاثين بصفين مَعَ علي بعد أن شهد الجمل مَعَ عائشة، وَهُوَ صاحب الجمل، أعطاه عائشة، وَكَانَ الجمل يسمى عسكرًا، ويقال: إنه تزوج بنت الزُّبَيْر وبنت أبى لهب.
(2816) يَعْلَى بْن جارية [1] الثقفي.
حليف لبني زهرة بْن كلاب. قتل يوم اليمامة شهيدًا، هكذا قَالَ أَبُو معشر وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: حي بن جارية [1] .
(2817) يعلى بْن حمزة بْن عبد المطلب بْن هاشم القرشي الهاشمي.
قَالَ مصعب:
ولم يعقب أحد من بني حمزة بْن عبد المطلب إلا يعلى وحده، فإنه ولد له خمسة رجال لصلبه، وماتوا كلهم عَنْ غير عقب، فلم يبق لحمزة عقب.
(2818) يعلى بْن مرة بْن وهب [2] بْن جابر الثقفي.
ويقال العامري. اسم أمه سيابة، فربما نسب إليها فقيل يعلى ابن سيابة، يكنى أبا المرازم [3] ، شهد مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحديبية وخيبر والفتح وحنينًا والطائف. روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ بْن يعلى، والمنهال بْن عَمْرو، وغيرهما. يعد فِي الكوفيين. وقد قيل:
إنه بصري، وإن له دارا بالبصرة.
__________
[1] في أسد الغابة: بن حارثة.
[2] في أ: وهيب.
[3] في أ: المرزام.(4/1587)
(2819) يعلى العامري.
قَالَ بعضهم: هُوَ يعلى بْن مرة روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثا واحدًا فيه فضيلة للحسنين [1] رضي اللَّه عنهما.
باب يعيش
(2820) يعيش بْن طخفة الغفاري.
شامي، حديثه عند ابْن لهيعة. قَالَ: سمعت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن جبير بْن نفير يحدث عَنْ يعيش بْن طخفة الغفاري أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتي بناقة فَقَالَ: من يحلبها؟ فقام رجل فَقَالَ: أنا. فَقَالَ:
مَا اسمك؟ قَالَ: مرة. قَالَ: اقعد، ثم قام آخر فَقَالَ: مَا اسمك؟ فَقَالَ:
جمرة. قَالَ: اقعد. قَالَ يعيش: ثم قمت، فَقَالَ: مَا اسمك؟ قلت: يعيش.
قَالَ: احلب.
(2821) يعيش الجهني، ذو الغرة.
وقد تقدم ذكره فِي الذال فِي الأذواء [2] ، حديثه عند ابْن أبي ليلى، عَنْ أخيه عِيسَى، عَنْ أبيه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي ليلى، عَنْ يعيش الجهني فِي الوضوء من لحوم الإبل
باب الأفراد فِي حرف الياء
(2822) ياسر بْن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذين [3] .
ويقال ابْن الوذيم [4] بْن ثعلبة بْن عوف بْن حارثة بْن عامر بْن يام بْن عنس ابْن مالك بْن [5] أدد بْن زيد العنسي المذحجي، حليف لبني مخزوم. ومنهم من يقول: ياسر بْن مالك فيسقط عامرًا. ويقول أَيْضًا: عامر بْن عنس فيسقط يامًا. والصحيح مَا ذكرناه إن شاء اللَّه تعالى. يكنى أبا عمار [6] بابنه عمار [6] ابْن ياسر. كَانَ قد قدم من اليمن. وحالف أبا حذيفة بن المغيرة المخزومي، وزوّجه
__________
[1] في أ: للحسن رضى الله عنه.
[2] صفحة 470.
[3] في أ: لوزين
[4] في أ: لوزيم.
[5] في أ: أبرد.
[6] في أ: عامر.(4/1588)
أبو حذيفة أمة له يقال لها سمية، فولدت له عمارًا، فأعتقه أَبُو حذيفة، ولم يزل ياسر وابنه عمار مَعَ أبي حذيفة إِلَى أن مات، وجاء اللَّه بالإسلام فأسلم ياسر و [ابنه] [1] عمار، وسمية، وعَبْد اللَّهِ أخو عمار بْن ياسر، وَكَانَ إسلامهم قديمًا فِي أول الإسلام، وكانوا ممن يعذب فِي اللَّه، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمر بهم وهم يعذبون، فيقول: صبرًا يَا آل ياسر، اللَّهمّ اغفر لآل ياسر، وقد فعلت.
وَمِنْ حَدِيثِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَاسِرٍ وَعَمَّارٍ وَأُمِّ عَمَّارٍ، وَهُمْ يُؤْذَوْنَ فِي اللَّهِ، فَقَالَ لَهُمْ صَبْرًا يَا آلَ يَاسِرٍ، إِنَّ موعدكم الجنة.
(2823) يامين بْن عمير [2] بْن كعب بْن [عَمْرو بْن] [1] جحاش،
من بني النضير، أسلم عَلَى ماله فأحرزه وحسن إسلامه، وَهُوَ من كبار الصحابة.
(2824) يربوع الجهني.
قَالَ: قدمنا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نفر من جهينة فنزلنا مسجده، فدخلنا إليه وَهُوَ قاعد والناس حوله، فَقَالَ: مرحبًا مرحبًا بجهينة جهينة، شوس فِي اللقاء، مقاديم فِي الوغاء [3] .
(2825) يزداد،
والد عِيسَى بْن يزداد. هُوَ رجل يماني يقال له صحبة، وأكثرهم لا يعرفونه. وقد قيل: حديثه مرسل، والحديث رواه عنه ابنه عِيسَى بْن يزداد عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إذا بال أحدكم فلينثر [ذكره] [1] ثلاث نترات [4] . لم يرو عنه غير عِيسَى ابنه، وَهُوَ حديث يدور عَلَى زمعة بْن صالح. قَالَ البخاري: ليس حديثه بالقائم. وَقَالَ يَحْيَى بْن معين:
لا يعرف عِيسَى هذا ولا أبوه وهو تحامل منه.
__________
[1] ساقط من أ.
[2] في أسد الغابة: يامين بن يامين. وهو ممن اختلف في اسم أبيه.
[3] في أسد الغابة: الوغى.
[4] في أ: مرات.(4/1589)
(2826) يعمر السعدي،
والد أبي خزامة، حديثه عند ابن شهاب، سمع أبا خزامة ابن يعمر عَنْ أبيه أنه قَالَ: يَا رَسُولَ الله، أرأيت أدوية نتداوى بها، ورقى تسترقى بها، هل ترد من قدر اللَّه؟ فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن ذلك من قدر اللَّه.
(2827) يوسف بْن عَبْد اللَّهِ بْن سلام.
وقد تقدم ذكر نسبه عند ذكر أبيه فِي بابه من هَذَا الكتاب [1] ، ولا يختلفون أنه من بني إسرائيل من ولد يوسف ابن يعقوب بْن إِسْحَاقَ بْن إِبْرَاهِيمَ، أدرك يوسف هَذَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ صغير، أجلسه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حجره، ومسح عَلَى رأسه وسماه يوسف. قَالَ الْوَاقِدِيّ: كنيته أَبُو يعقوب. قَالَ أبو عمر: روى عن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث. رَوَى أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، قال: سماني رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يُوسُفَ وَأَقْعَدَنِي فِي حِجْرِهِ وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أحاديث. روى عنه مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَغَيْرُهُ. مِنْ حَدِيثِهِ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أَخَذَ كِسْرَةً مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ، وَوَضَعَ عَلَيْهَا تَمْرَةً وَقَالَ: هَذِهِ إِدَامُ هَذِهِ، ثم أكلها.
(2828) يونس بْن شداد الأزدي.
حَدِيثُهُ عِنْدَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِنْ رِوَايَةِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ شَدَّادٍ- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم أيام التشريق.
كملت الأسماء بآخر الحروف والحمد للَّه رب العالمين على عونه، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم أنبيائه وسلم تسليما كثيرا آمين آمين، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه العلى العظيم، عونك يا كريم. عونك يا كريم. عونك يا كريم.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
__________
[1] صفحة 920.(4/1590)
كتاب الكنى
بسم اللَّه الرحمن الرحيم الحمد للَّه المتفرد بالبقاء. الحي الدائم الَّذِي لا يحول ولا يفنى. محيي الأموات، ومميت الأحياء. ومحصيهم عددًا. لا يشرك فِي حكمه أحدًا.
وصلى اللَّه عَلَى سيدنا مُحَمَّد وصحبه وسلم.
هَذَا كتاب ذكرت فيه من عرف من الصحابة رضوان اللَّه تعالى عليهم بكنيته، واشتهر بها، ولم يوقف عَلَى اسمه، أَوْ وقف عَلَى اسمه، ولكن غلبت عَلَيْهِ كنيته، فلم يعرف إلا بكنيته، ممن اختلف فِي اسمه، أَوِ اتفق عَلَيْهِ، وجعلته كتابًا مفردًا وصلت به كتابي فِي الصحابة، إذ هُوَ جزء منه، وآخر أبوابه، وخاتمة فائدته، وجريت فيه عَلَى شرط الإيجاز والاختصار، ومجانبة التطويل والتكرار، عَلَى حسب مَا شرطنا فِي سائر الكتاب، والله عَزَّ وَجَلَّ الموفق للصواب، وجعلته أَيْضًا عَلَى حروف المعجم ليكون أقرب عَلَى من أراد حفظه وعلمه، وباللَّه عَزَّ وَجَلَّ عوني، وَهُوَ حسبي ونعم الوكيل، لا شريك له.
باب الألف
(2829) آبي اللحم الغفاري،
اسمه عَبْد اللَّهِ بْن عبد الملك، عَلَى اختلاف فِي ذلك، قد ذكرناه فِي العبادلة [1] ، كَانَ ممن شهد خيبر مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وذكر خليفة، عَنِ الْوَاقِدِيّ، أنه كَانَ ينزل الصفراء عَلَى ثلاثة أميال من المدينة، وذكره فِي العبادلة أتم، لأن هذه ليست له بكنية، ولكنه صارت له كالكنية، قيل: إنما قيل له أبي اللحم لأنه كان لا يأكل اللحم فِي الجاهلية. وقيل: كَانَ لا يأكل ما ذبح للأصنام.
__________
[1] ذكره في الهمزة صفحة 135، وفي العبادلة صفحة 943.(4/1591)
(2830) أَبُو أبي ابْن أم حرام.
ربيب عبادة بْن الصامت، اسمه عَبْد اللَّهِ. قيل:
عَبْد اللَّهِ بْن أبي. وقيل عَبْد اللَّهِ بْن كعب. وقيل عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن قيس ابن زيد بن سواد بن مالك بن غنم بْن مالك بْن النجار.
وأمه أم حرام بنت ملحان أخت أم سليم، كَانَ قديم الإسلام ممن صلى القبلتين. يعد فِي الشاميين ذَكَرَهُ أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ بَكْرِ بْنِ تَمِيمٍ السَّكْسَكِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ [1] ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ابْنِ أُمِّ حَرَامٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَيْكُمْ بِالسَّنَا وَالسَّنُّوتِ، فَإِنَّ فِيهِمَا شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلا السَّامَ. قَالُوا. يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا السَّامُ؟ قَالَ: الْمَوْتُ قَالَ: قلت لعمرو بْن بكر: مَا السنوت؟ قَالَ: أما فِي هَذَا الحديث فالعسل وأما فِي غريب كلام العرب فهو رب عكة السمن يخرج خططًا سوداء عَلَى السمن قَالَ الشاعر [2] :
هم السمن بالسنوت لا الشر [3] فيهم ... وهم يمنعون الجار أن يتفردا
قلت لعمرو: فما معنى لا الشر فيهم؟ قَالَ: لا غش فيهم. قلت: فما معنى أن يتفردا؟ قَالَ: لا يستذل جارهم.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حدثنا أحمد بن محمد بن شيبة الهمدانيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ بَكْرٍ، وَشَدَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مِنْ وَلَدِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالا:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُبَيِّ ابْنِ أُمِّ حَرَامٍ- وَكَانَ صلى
__________
[1] بسكون الموحدة (التقريب) .
[2] هو الحصين بن القعقاع، كما في اللسان.
[3] في اللسان: لا ألس بينهم.(4/1592)
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلتين يقول: سمعت رسول اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالسَّنَا وَالسَّنُّوتِ، فَإِنَّ فِيهِمَا شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلا السَّامَ. قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا السَّامُ؟ قَالَ: الْمَوْتُ. قَالَ عَمْرو بْن بكر: قَالَ ابْن أبي عبلة:
السنوت: الشبت. قَالَ: وَقَالَ آخرون: بل هُوَ العسل يكون فِي وعاء السمن، وأنشد قول الشاعر:
هم السمن بالسنوت لا الشر فيهم ... وهم يمنعون الجبار أن يتفرّدا
(2831) أَبُو أَحْمَد بْن جحش الأعمى،
اسمه عبد بن جحش بن رياب بن يعمر ابن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة ابن إلياس بْن مضر الأسدي.
أمه وأم أخيه عَبْد اللَّهِ بْن جحش بْن رياب المجدع فِي اللَّه أميمة بنت عبد المطلب عمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقيل: اسمه ثمامة، ولا يصح.
والصحيح فِي اسمه عبد، وَكَانَ أَبُو أَحْمَد هَذَا شاعرًا. قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ: كَانَ أول من خرج إِلَى المدينة مهاجرًا من مكة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد اللَّهِ بْن جحش بْن رياب الأسدي حليف لبني أمية بْن عبد شمس، احتمل بأهله وبأخيه أبي أَحْمَد بْن جحش الشاعر الأعمى، وكانت عند أبي أَحْمَد الفارعة بنت أبي سُفْيَان بْن حرب. وتوفي أَبُو أَحْمَد بْن جحش بعد زينب بنت جحش أخته زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت وفاتها سنة عشرين.
وَقَالَ يَحْيَى بْن معين: اسم أبى أحمد بْن جَحْش عبد الله بْن جَحْش بْن قيس، فلم يصنع شَيْئًا. والصحيح مَا ذكرناه عبد بن جحش، وأخواه عبد الله ابن جحش، وعبيد اللَّه بْن جحش. مات عبيد الله بأرض الحبشة نصرانيا،(4/1593)
وكانت تحته أم حبيبة بنت أبي سُفْيَان، وأخواتهم: زينب بنت جحش، وحمنة بنت جحش، وأم حبيبة بنت جحش، ولجميعهم صحبة [1]
(2832) أَبُو أخزم بْن عتيك بْن النعمان بْن عَمْرو بْن عتيك بْن عَمْرو بْن مبذول.
قَالَ الزُّبَيْر: ومبذول هُوَ عامر بْن مالك بْن النجار. شهد أحدًا وما بعدها من المشاهد، واستشهد يوم جسر أبي عبيد.
(2823) أَبُو الأخنس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بْن سهم القرشي السهمي.
أخو خنيس بْن حذافة، وعَبْد اللَّهِ بْن حذافة، فِي صحبته نظر، ولا يوقف له عَلَى اسم، وقد مضى ذكر أخويه فِي مواضعهما [2] .
(2834) أَبُو إدريس الْخَوْلَانِيّ
ولد فِي عام حنين. يعد فِي كبار التابعين، كَانَ قاضيًا بدمشق بعد فضالة بْن عبيد لمعاوية وابنه إِلَى أيام عبد الملك بْن مروان.
مات فِي آخرها قاضيًا. واسمه عائذ [3] اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بن عمرو، روى عَنْ أبي إدريس أنه قَالَ: ولدت عام حنين، أَوْ قَالَ يوم حنين، إذ هزم اللَّه هوازن. وروى أَبُو اليمان الحكم بْن نافع، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْن عياش، عَنِ الوليد بْن أبي السائب، عَنْ مكحول، أنه كَانَ إذا ذكر أبا إدريس الْخَوْلَانِيّ قَالَ: مَا رأيت مثله.
وَكَانَ مولده يوم حنين، سمع عبادة بْن الصامت، وشداد بْن أوس، وحذيفة ابن اليمان، وأبا الدرداء، وعَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود، وأبا ثعلبة الخشني. واختلف فِي سماعه من معاذ، والصحيح أنه أدركه. وروى عنه، وسمع منه. وقد يحتمل أن تكون رواية من روى عنه: فاتني معاذ، أي فاتني فِي معنى كذا أو خبر
__________
[1] ارجع إلى صفحة 877 من هذا الكتاب
[2] صفحة 452.
[3] في أسد الغابة: عابد الله، والمثبت في ى، والتقريب، وارجع إلى صفحة 800.(4/1594)
كذا، لأن أبا حازم وغيره روى عنه أنه رأى معاذ بْن جبل، وسمع منه.
ومن أدرك أبا عبيدة فقد أدرك معاذا، لأنه مات قبله فِي طاعون عمواس، وقد سئل الوليد بْن مسلم- وَكَانَ من العلماء بأخبار أهل الشام: هل لقي أَبُو إدريس الْخَوْلَانِيّ معاذ بْن جبل؟ فَقَالَ: نعم، أدرك معاذ بْن جبل، وأبا عبيدة بْن الجراح، وَهُوَ ابْن عشر سنين، لأنه ولد عام حنين. سمعت سَعِيد بْن عبد العزيز يقول ذلك. قَالَ أَبُو عُمَرَ: روى عنه ربيعة بْن يَزِيد، وبشر بْن عَبْد اللَّهِ، وابن شهاب الزهري، ويونس بْن ميسرة بْن حلبس، وغيرهم.
(2835) أَبُو أذينة.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خير نسائكم الولود الودود المواتية المواسية. روى عنه علي بْن رباح اللخمي، حديثه عند أهل مصر.
(2836) أَبُو أرطأة الأحمسي الحصين بْن ربيعة بْن عامر بْن الأزور،
والأزور اسمه مالك الشاعر له صحبة، جرى ذكره فِي حديث جرير بْن عَبْد اللَّهِ الْبَجَلِيّ [1] ، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: ألا تريحونني من ذي الخلصة؟ قَالَ:
وَكَانَ بيتًا يعبد فِي الجاهلية يقال له الكعبة اليمانية. فقلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إني لا أثبت عَلَى الخيل، فضرب بيده في صدري فقال: اللَّهمّ ثبته، واجعله هاديا مهديًا قَالَ: فنفرت إليه فِي خمسين ومائة فارس من أحمس، وكانوا أصحاب خيل، قَالَ: فأتاها فحرقها وكسرها، ثم بعث رَجُلا من أحمس يقال له أَبُو أرطأة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبشره، فَقَالَ: والذي أنزل عليك الكتاب، مَا جئت حَتَّى تركتها كأنها جمل أجرب. قال: فترك؟ النبي
__________
[1] صفحة 238.(4/1595)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خيل أحمس ورجالها خمس مرات، وقد ذكرناه فِي باب حصين [1] .
(2837) أَبُو أروى الدوسي
حجازي، كَانَ ينزل ذا الحليفة. روى عنه أبو سلمة ابن عَبْد الرَّحْمَنِ، وأبو واقد المزني صالح بْن مُحَمَّد بْن زائدة. مات فِي آخر خلافة معاوية، وكان عثمانيا.
(2838) أَبُو الأزهر الأنماري،
شامي، رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أَخَذَ مَضْجَعَهُ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَضَعْتُ جَنْبِي، اللَّهمّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَأَخْسِئْ شَيْطَانِي، وَثَقِّلْ مِيزَانِي، وَفُكَّ رِهَانِي. هكذا قَالَ أَبُو مسهر، عن يحيى ابن حمزة، عَنْ ثور بْن يَزِيد، عَنْ خالد بْن معدان، عنه. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَاهُ أَبُو هَمَّامٍ الأَهْوَازِيُّ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي الأَزْهَرِ الأَنْمَارِيِّ.
وَقَالَ رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ: حَدَّثَنِي وَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ، وَأَبُو الأَزْهَرِ، صَاحِبَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مِنْ طَلَبَ عِلّمًا فَأَدْرَكَهُ كُتِبَ لَهْ كِفْلانِ مِنَ الأَجْرِ، وَمَنْ طَلَبَ عِلْمًا فَلَمْ يُدْرِكْهُ كُتِبَ لَهْ كِفْلٌ من الأجر.
(2839) أَبُو الأزور، ضرار بْن الأزور،
مذكور فِي باب اسمه [2]
(2840) أَبُو الأزور،
من وجوه الصحابة، قصته فِي باب أبي جندل [3] ، كَانَ هُوَ وأبو جندل، وضرار بْن الخطاب، قد تأولوا فِي الخمر تأويلا. وخبرهم مذكور في باب أبى جندل من هَذَا الكتاب. واستشهد أَبُو الأزور بالشام مَعَ أبي عبيدة، وخبره عند ابْن جريج من رواية حجاج وعبد الرزاق عنه.
(2841) أَبُو إسرائيل.
رجل من الأنصار، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
__________
[1] صفحة 354.
[2] صفحة 746.
[3] ستأتي.(4/1596)
نذر ألا يتكلم، وأن يقف صائمًا للشمس، ولا يستظل، فأمره النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقعد ويستظل ويتكلم ويتم صومه. حديثه عند ابْن عباس، وعند جابر بْن عَبْد اللَّهِ. ورواه طاووس، عَنْ أبي إسرائيل. رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورواه مالك، عَنْ حميد بْن قيس، وثور بْن زيد، مرسلًا بمعناه وقيل: اسمه يسير. والله أعلم.
(2842) أَبُو الأسود [1] سندر،
ويقال عَبْد اللَّهِ بْن سندر، ولا يصح سندر، وإنما هُوَ ابْن سندر، له صحبة، حديثه عند أهل مصر مرفوعا في فِي أسلم وغفار وتجيب، يَرْوِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن ابن سندر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ، وَغِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا، وَتُجِيبُ أَجَابَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. قَالَ أَبُو الْخَيْرِ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا الأَسْوَدِ، أَنْتَ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر تجيب؟ قال: نعم. قلت: وأ حدّث النَّاسَ عَنْكَ بِهَذَا؟
قَالَ: نَعَمْ.
(2843) أَبُو الأسود البهزي [2] ،
ذكره مُحَمَّد بْن سعد الباوردي. وحديثه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ وَهُوَ متوجه إِلَى الغار، فدميت إصبع من رجله، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هل أنت إلا أصبع دميت، وفي سبيل اللَّه مَا لقيت
(2844) أَبُو أسيد [3] ثابت الأَنْصَارِيّ،
وقيل عَبْد اللَّهِ بْن ثابت، كَانَ يخدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: كلوا الزيت
__________
[1] في أسد الغابة:. أبو الأسود بن سندر. وقيل: اسمه سندر. وقيل عبد الله بن سندر وارجع إلى صفحة 924 من هذا الكتاب.
[2] في الإصابة: النهدي.
[3] تقدم في صفحة 875 أن الصواب فتح الهمزة(4/1597)
وادهنوا به، فإنه من شجرة مباركة. إسناده مضطرب فيه لا يصح. وقد قيل أَبُو أسيد بالضم، والصواب بالفتح إن شاء اللَّه تعالى.
(2845) أَبُو أسيد الساعدي،
اسمه مالك بْن ربيعة وقيل هلال بْن ربيعة، والأكثر يقولون مالك بْن ربيعة بْن البدن. وكذلك قَالَ مُحَمَّد بْن فليح، عَنْ مُوسَى بْن عُقْبَةَ وَقَالَ إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه مُوسَى ابْن عقبة: ابْن البدي ويقال ابْن البدن، اختلف فِي كسر الدال وفتحها- ابْن عمرو [1] ابن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج، شهد بدرًا، يعد فِي الحجازيين، وروى عقيل عَنِ ابْن شهاب، قال قال أبو حازم، عن سهل ابن سعد، قَالَ لي أَبُو أسيد الساعدي بعد مَا ذهب بصره [2] : يَا بْن أخي، لو كنت أنت وأنا ببدر، ثم أطلق اللَّه لي بصري لأريتك الشعب الَّذِي خرجت علينا منه الملائكة غير شك ولا تمار. قَالَ ابْن أبي حاتم: لا أعلم للزهري، عَنْ أبى حازم غير هذا.
وكان رضى الله عنه قصيرًا كثير شعر الرأس، لا يغير شعر لحيته. وقيل:
بل كَانَ يصفرها، وقد تقدم ذكره فِي باب الميم [3] .
واختلف فِي وقت وفاته اختلافًا متباينًا. فقيل: توفي سنة ثلاثين. وهذا عندي وهم والله أعلم وقيل: بل توفى سنة ستين، قال المدائني. وقيل: توفي سنة خمس وستين يقال له عقب بالمدينة وببغداد، وَهُوَ آخر من مات من البدريين.
وقيل: مات وَهُوَ ابْن ثمان وسبعين وقد ذكر أَبُو أَحْمَد الحاكم فِي كتاب الكنى قَالَ: أَبُو أسيد بْن علي بْن مالك الأَنْصَارِيّ له صحبة، وقد ذكر له خبرًا عَنْ سَعِيد بْن أبي عروبة،
__________
[1] سبق صفحة 1351: عوف.
[2] في أسد الغابة: وكان قد عمى.
[3] صفحة 1351.(4/1598)
عَنْ قتادة، قَالَ: تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زينب بنت خزيمة، وبعث أبا أسيد بْن علي بْن مالك الأَنْصَارِيّ إِلَى امرأة من بني عامر بْن صعصعة، فخطبها عَلَيْهِ، ولم يكن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رآها، فأنكحها إياه أَبُو أسيد قبل أن يراها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فجعل أبا أسيد هَذَا غير أبي أسيد الساعدي، فأوهم، وأتى بالخطأ، وإنما هُوَ أسيد [1] الساعدي الَّذِي خطب عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حسب مَا ذكرناه فِي كتاب النساء.
(2846) أَبُو أسيرة بْن الحارث بْن علقمة.
ذكره الْوَاقِدِيّ فيمن قتل يوم أحد، وَقَالَ فيه أَبُو هبيرة مرة وأبو أسيرة أخرى. وَقَالَ غيره: أَبُو أسيرة هُوَ أخو أبي هبيرة وقد ذكرنا أبا هبيرة فِي باب الهاء من الكنى، وللَّه الحمد. وذكر الْوَاقِدِيّ أن خالد بْن الوليد قتل أبا أسيرة يوم أحد شهيدًا. وَكَانَ خالد بْن الوليد يومئذ عَلَى خيل المشركين. وقد قيل: إن أبا أسيرة غلط فيه الْوَاقِدِيّ، وَهُوَ أَبُو هبيرة، والله أعلم.
(2847) أَبُو الأعور [2] بْن الحارث بْن ظالم بْن عبس بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري.
شهد بدرًا وأحدًا، وكذا قَالَ ابْن إِسْحَاق أَبُو الأعور بْن الحارث. وَقَالَ: اسمه كعب بْن الحارث، وتابعه قوم. وَقَالَ ابْن عمارة: اسم أبي الأعور الحارث بْن ظالم بْن عبس بْن حرام بْن جندب، وإنما كعب عم أبي الأعور، فسماه به من لا يعرف النسب، وَهُوَ خطأ. وبه قَالَ ابْن هشام، ويقال أَبُو الأعور الحارث بْن ظالم، والصواب مَا قَالَ به ابْن إِسْحَاق، وكذلك قَالَ مُوسَى بْن عُقْبَةَ أَبُو الأعور بْن الحارث.
__________
[1] في الإصابة: أبو أسيد.
[2] في أسد الغابة: أبو الأعور بن ظالم.(4/1599)
(2848) أَبُو الأعور الجرمي.
روى عنه جبير بْن نفير أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا أبا الأعور ... فِي حديث ذكره.
(2849) أَبُو الأعور السلمي.
اسمه عَمْرو بْن سُفْيَانَ بْن قائف بْن الأوقص بْن مرة بْن هلال بْن فالج بْن ذكوان بْن ثعلبة بْن بهثة بْن سليم. وَقَالَ بعضهم فيه: سُفْيَان بْن عَمْرو، والأول أكثر. وقد قيل فيه الثقفي، وليس بشيء.
يعد فِي الصحابة. وقال أبو حاتم الرازي: لا تصح له صحبة ولا رواية، وشهد حنينًا كافرًا ثم أسلم بعد هُوَ ومالك بْن عوف النصري، وحدث بقصة هزيمة هوازن بحنين، ثم كَانَ هُوَ وعمرو بْن العاص مَعَ معاوية بصفين، وَكَانَ من أشد من عنده عَلَى علي، وَكَانَ علي يذكره فِي القنوت فِي صلاة الغداة يقول: اللَّهمّ عليك به- مَعَ قوم يدعو عليهم فِي قنوته.
(2850) أَبُو أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك ابن النجار الأَنْصَارِيّ الخزرجي.
أمه سعاد [1] بنت رافع من بني الحارث بْن الخزرج [عقبي] [2] ، شهد العقبة الأولى والثانية، وَهُوَ أحد النقباء ليلة العقبة، وَكَانَ أول من قدم بالإسلام المدينة، هُوَ وذكوان بْن عبد قيس فِيمَا ذكر الْوَاقِدِيّ.
قَالَ: ومات فِي شوال عَلَى رأس تسعة أشهر من الهجرة قبل بدر [فِي وقت بنيان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسجده] [3] . وقيل: بل مات قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة. والقول الأول أصح. ودفن بالبقيع. وَهُوَ أول من دفن بالبقيع فِيمَا تقول الأنصار. وأما المهاجرون فيقولون: أول من دفن بالبقيع عُثْمَان بْن مظعون. ولما مات أَبُو أمامة جاءت بنو النجار إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: قد مات نقيبنا فنقب علينا [4] فقال رسول الله صلى
__________
[1] في أ: وأمه سعادة.
[2] ليس في أ.
[3] ليس في أ.
[4] في أ: لنا.(4/1600)
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا نقيبكم. رَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حَنِيفٍ- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ أَبَا أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ، وَكَانَ رَأْسَ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، أَخَذَتْهُ الشَّوْكَةُ [1] بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِئْسَ الْمَيِّتُ هَذَا لِلْيَهُودِ [2] ، يقولون: ألا دفع عَنْ صاحبه! ولا أملك له ولا لنفسي شَيْئًا. فأمر به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكوى من الشوكة طوق عنقه بالكي، فلم يلبث إلا يسيرًا حَتَّى مات. وقد ذكرنا هَذَا الخبر من وجوه فِي كتاب التمهيد، والحمد للَّه.
(2851) أَبُو أمامة بْن ثعلبة الحارثي الأَنْصَارِيّ،
اسمه إياس بْن ثعلبة، من بني حارثة بْن الحارث بْن الخزرج. وقيل: اسمه ثعلبة، وقيل: سهل، ولا يصح فيه غير إياس بْن ثعلبة. له عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أحاديث: أحدها من اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه. والثاني البذاذة من الإيمان. والثالث أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى عَلَى أمه بعد أن دفنت. وَهُوَ ابْن أخت أبي بردة بْن نيار، ولم يشهد بدرًا، وَكَانَ قد أجمع عَلَى الخروج إليها مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت أمه مريضة، فأمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمقام عَلَى أمه، فرجع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بدر وقد توفيت فصلى عليها.
ذَكَرَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُنِيبِ الْمَدَنِيُّ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ، قَالَ:
لَمَّا هَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْخُرُوجِ إِلَى بَدْرٍ أَجْمَعَ الْخُرُوجَ مَعَهُ، فَقَالَ لَهُ خَالُهُ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ: أَقِمْ عَلَى أُمِّكَ. قَالَ: بَلْ أَنْتَ فَأَقِمْ عَلَى أختك، فذكر
__________
[1] الشوكة: حمرة تعلو الجسد.
[2] في أ: ليهود.(4/1601)
ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ أَبَا أُمَامَةَ بِالْمَقَامِ عَلَى أُمِّهِ، وَخَرَجَ أَبُو بُرْدَةَ، فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ تُوُفِّيَتْ فَصَلَّى عَلَيْهَا [1] .
(2852) أَبُو أمامة بْن سهل بْن حنيف بْن وهب الأنصاري.
من بني عمرو بن عوف ابن مالك بْن الأوس، اسمه أسعد، سماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باسم جده أبي أمامة أسعد بْن زرارة أبي أمه، وكناه بكنيته، ودعا له وبرك عَلَيْهِ. توفي أبو أمامة بن سهل بن حنيف سنة مائة، وَهُوَ ابْن نيف وتسعين سنة. روى الليث بْن سعد، عَنْ يونس، عَنِ ابْن شهاب، قَالَ: أخبرني أَبُو أمامة بْن سهل ابن حنيف، وَكَانَ ممن أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو عمر: يعد فِي كبار التابعين [2] .
(2853) أَبُو أمامة الباهلي.
اسمه صدى بْن عجلان، لم يختلفوا فِي ذلك، واختلفوا فِي نسبه إِلَى باهلة، وَهُوَ مالك بْن يعصر بْن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بزيادة رجل فِي نسبه ونقصان آخر، فلم أر لذكره وجهًا، وجعله بعضهم من بني سهم فِي باهلة، وخالفه غيرهم فِي ذلك، ولم يختلفوا أنه من باهلة، وقد ذكرنا باهلة وما قيل فِيهَا فِي كتاب قبائل [3] الرواة. سكن أَبُو أمامة الباهلي مصر، ثم انتقل منها إِلَى حمص فسكنها، ومات بها، وَكَانَ من المكثرين فِي الرواية عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأكثر حديثه عند الشاميين. توفي سنة إحدى وثمانين. وقيل سنة ست وثمانين، وَهُوَ آخر من مات بالشام من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قول بعضهم [4] .
(2854) أَبُو أمامة الفزاري.
وقيل: هُوَ أَبُو أمية، غير منسوب، ذكره الحاكم
__________
[1] ارجع إلى صفحة 127 (إياس بن ثعلبة)
[2] ارجع إلى صفحة. 8 من هذا الكتاب
[3] صفحة 84 من الإنباه على القبائل الرواة.
[4] ارجع إلى صفحة 736 من هذا الكتاب.(4/1602)
أَبُو أَحْمَد، فِي باب أبي أمية، وذكر له هَذَا الحديث أنه رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحتجم. ولم يصنع أَبُو أَحْمَد الحاكم شَيْئًا، والله أعلم. حديثه عند شريك عَنْ أبي جعفر الفراء أنه سمع أبا أمية. قَالَ عباس: سمعت يَحْيَى بْن معين يقول:
أَبُو أمية صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني فزارة.
(2855) أَبُو أميمة الجشمي.
ذكره بعض من ألف فِي الصحابة. وذكر له حديثًا فِي الصيام من حديث اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عِصَامِ بْنِ يَحْيَى، عَنْهُ مَرْفُوعًا- مِثْلُ حَدِيثِ الْقُشَيْرِيِّ: إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ الصَّوْمَ وَشَطْرَ الصَّلاةِ. وَهَذَا حَدِيثٌ مُضْطَرِبُ الإِسْنَادِ، وَلا يُعْرَفُ أَبُو أُمَيْمَةَ هَذَا. ومنهم من يقول فيه أَبُو تميمة، ولا يصح أَيْضًا. ومنهم من يقول فيه: أَبُو أمية، ولا يصح شيء من ذلك من جهة الإسناد.
(2856) أبو أمية الجمحيّ،
قال: سئل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الساعة فَقَالَ له: إن من أشراطها أن يلتمس العلم عند الأصاغر. لا أعرفه بغير هَذَا، ذكره بعضهم فِي الصحابة، وفيه نظر. وفي الصحابة من بني جمح من يكنى أبا أمية صفوان بْن أمية، وعمير بْن وهب كلاهما يكنى أبا أمية.
(2857) أَبُو أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ.
ذَكَرَهُ الْعَقِيلِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبَانٍ الْعَطَّارِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ- أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلا تَنْتَظِرُ الغداء؟ فقال: إني صائم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ الصِّيَامَ وَشَطْرَ الصلاة.
(2858) أَبُو أمية الفزاري.
رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحتجم. رَوَى عَنْهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْفَرَّاءُ. يُعَدُّ فِي الْكُوفِيِّينَ، حَدِيثُهُ عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ(4/1603)
أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَيَّةَ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَحْتَجِمُ. وَقَدْ قِيلَ فِيهِ أَبُو أُمَيَّةَ- غير منسوب. ذكره الحاكم أبو أحمد في باب أبي آمنة [1] ، وذكر له هَذَا الحديث، ولم يصنع أَبُو أَحْمَد الحاكم شَيْئًا.
والله أعلم. قَالَ عباس: سمعت يَحْيَى بْن معين، يقول: أَبُو أمية صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني فزارة.
(2859) أَبُو أمية المخزومي.
حديثه عند حَمَّاد بْن سَلَمَةَ، عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة، عَنِ المنذر مولى أبي ذر، عَنْ أبي أمية المخزومي- أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتي بسارق اعترف ولم يوجد عنده متاع، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا إخالك سرقت ... الحديث. ذكره العقيلي فِي الصحابة.
وذكره الحاكم، فَقَالَ أَبُو أمية المخزومي، وذكر له هَذَا الخبر: مَا إخالك سرقت ...
مرتين. قَالَ: بلى، فأمر به فقطع. فَقَالَ: قل استغفر اللَّه وأتوب إليه، فقالها، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ تب عَلَيْهِ. وهذا الخبر قد روي بنحو هَذَا عَنْ رجل من الأنصار.
(2860) أَبُو أوس بْن أوس.
أَخْبَرَنَا حَكَمُ بْنُ محمد، حدثنا أحمد بن إسماعيل الدَّوْلابِيُّ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ الشَّامِيُّ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبِي يَمْسَحُ عَلَى نَعْلَيْهِ، فَأَنْكَرْتُ عَلَيْهِ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: تَمْسَحُ عَلَى النَّعْلَيْنِ؟ قَالَ: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ عَلَيْهِمَا. أَوْسُ بْنُ حُذَيْفَةَ وَأَوْسٌ ابْنُهُ مذكوران فِي الصَّحَابَةِ، ذَكَرَهُ أَبُو عُمَرَ.
(2861) أَبُو أوس تميم بْن حجر الأسلمي [2] .
ويقال أَبُو تميم أوس بن حجر الأسلمي،
__________
[1] انظر ما سبق في صفحة 1603 (أبو أمامة الفزاري) .
[2] ارجع إلى صفحة 195 من هذا الكتاب.(4/1604)
كان ينزل الخذوات [1] بناحية العرج، والخذوات بلاد أسلم، وأسلم هُوَ:
ابْن أفصى بْن حارثة بْن عَمْرو بْن عامر، له صحبة، ذكره الواقدي.
(2862) أَبُو أوفى.
والد عَبْد اللَّهِ بْن أبي أوفى، ووالد زيد بْن أبي أوفى. قيل اسمه علقمة بْن خالد بْن الحارث بْن أبي أسيد بْن رفاعة بْن ثعلبة بْن هوازن ابن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بْن عامر الأسلمي، أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصدقة فصلى عَلَى آله، حديثه عند الكوفيين.
(2863) أَبُو إياس الديلي.
ويقال الكناني. وَهُوَ من كنانة من بني الديل رهط أبي الأسود الديلي، وَهُوَ من أشرافهم، وعمه سارية بْن زنيم الَّذِي قَالَ فيه عُمَر بْن الْخَطَّابِ يا سارية الجبل الجبل، وَكَانَ أَبُو إياس شاعرًا، وَهُوَ القائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
تعلم رَسُول اللَّهِ أنك قادر ... عَلَى كل حاب من تهام ومنجد
وهي أبيات كثيرة، منها قوله فِيهَا:
وما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبر وأوفى ذمة من مُحَمَّد
وله حملت من ناقة فوق رحلها ... أبر وأوفى ذمة من مُحَمَّد
وله ابْن شاعر يقال له أنس بْن أبي إياس، استخلفه الحكم بن عمرو الغفاريّ لي خراسان حين حضرته الوفاة، فعزله زياد وولى خليد بْن عَبْد اللَّهِ الحنفي، فَقَالَ أنس:
ألا من مبلغ عني زيادًا ... مغلغلة يخب بها البريد
أتعزلني وتطعمها خليدًا ... لقد لاقت حنيفة مَا تريد
(2864) أَبُو أيمن مولى عَمْرو بْن الجموح.
قتل يوم أحد شهيدًا. وقد قيل: إن
__________
[1] الحذوات- بالحاء المعجمة- اسم موضع (ياقوت) .(4/1605)
أبا ايمن هَذَا أحد بني عَمْرو بْن الجموح، فإنه شهد أحدًا مَعَ خالد بْن عمرو ابن الجموح، فقتلوا هنالك.
(2866) أَبُو أيوب الأَنْصَارِيّ.
اسمه خالد بْن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد ابن عوف بن غنم بن مالك بن النجار، شهد العقبة وبدرًا وأحدًا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي بالقسطنطينية من أرض الروم سنة خمسين وقيل: سنة إحدى وخمسين فِي خلافة معاوية تحت راية يَزِيد.
وقيل: إن يَزِيد أمر بالخيل، فجعلت تدبر وتقبل عَلَى قبره [حَتَّى عفا أثر قبره] [1] .
روي هَذَا عَنْ مجاهد. وقد قيل: إن الروم قالت للمسلمين فِي صبيحة دفنهم لأبي أيوب: لقد كَانَ لكم الليلة شأن عظيم، فَقَالُوا: هَذَا رجل من أكابر أصحاب بينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأقدمهم إسلامًا، وقد دفناه حيث رأيتم، والله لئن نبش لا ضرب لكم ناقوس أبدًا فِي أرض العرب [2] مَا كانت لنا مملكة.
روي هَذَا المعنى أَيْضًا عَنْ مجاهد، قَالَ مجاهد: كانوا إذا أمحلوا كشفوا عَنْ قبره فمطروا. قَالَ شعبة: سألت الحكم أشهد أَبُو أيوب صفين [مَعَ علي؟] [1] قَالَ: لا، ولكنه شهد النهروان. وغيره يقول: شهد صفين مَعَ علي.
وقد تقدم فِي باب اسمه من خبره مَا هُوَ أكثر من هَذَا [3] . وَقَالَ ابْن القاسم، عَنْ مالك: بلغني عَنْ قبر أبي أيوب أن الروم يستصحون به ويستسقون. وَقَالَ ابْن الكلبي، وابن إِسْحَاق: شهد أَبُو أيوب، مَعَ علي، الجمل وصفين، وَكَانَ عَلَى مقدمته يوم النهروان. ولأبي أيوب عقب. وروى أيوب، عن محمد بن سيرين، قال: نبئت أن أبا أيوب شهد مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم بدرا،
__________
[1] ليس في أ.
[2] في أ: العراق.
[3] صفحة 424(4/1606)
ثم لم يتخلف عَنْ غزوة غزاها فِي كل عام، إِلَى أن مات بأرض الروم رضي اللَّه عنه فلما. [1] ولى معاوية يَزِيد عَلَى الجيش الَّذِي بعثه إِلَى القسطنطينية جعل أَبُو أيوب يقول: وما علي أن أمر علينا شاب [2] ، فمرض فِي غزوته تلك، فدخل عَلَيْهِ يَزِيد يعوده، وَقَالَ: أوصني. قَالَ: إذا مت فكفوني، ثم مر الناس فليركبوا، ثم يسيروا فِي أرض العدو حَتَّى إذا لم تجدوا مساغًا فادفنوني. قَالَ:
ففعلوا ذلك. قَالَ: وَكَانَ أَبُو أيوب يقول: قَالَ اللَّه عَزَّ وجل [3] : انفروا خفافا وثقالا. فلا أجدني إلا خفيفًا أَوْ ثقيلًا.
وروى قرة بْن خالد، عَنْ أبي يَزِيد المدني، قال: كان أبو أيوب والمقداد ابن الأسود يقولان: أمرنا أن ننفر عَلَى كل حال، ويتأولان: انفروا خفافًا وثقالًا.
(8266) أَبُو [4] واثلة راشد السلمي.
له صحبة. يعد فِي أهل الحجاز.
__________
[1] في أ: قال: ولما.
[2] في أ: وما علينا أن أمر علينا.
[3] سورة التوبة، آية 42.
[4] هكذا جاءت هنا هذه الترجمة.(4/1607)
باب الباء
(2867) أَبُو البداح [1] بْن عَاصِم بْن عدي بْن الجد بْن العجلان البلوي،
من قضاعة، ثم الأَنْصَارِيّ، حليف لبني عَمْرو بْن عوف. اختلف فيه فقيل: الصحبة لأبيه، وَهُوَ من التابعين. وقيل أَبُو البداح له صحبة، وَهُوَ الَّذِي توفي عَنْ سبيعة الأسلمية إذ خطبها أَبُو السنابل بْن بعكك، ذكره ابْن جريج وغيره، وَهُوَ الصحيح فِي أن له صحبة، والأكثر يذكرونه فِي الصحابة. وقيل: أَبُو البداح لقب وكنيته أَبُو عَمْرو.
(2868) أَبُو بردة بْن قيس الأشعري،
أخو أبي مُوسَى الأشعري، اسمه عامر ابن قيس بن سليم بن حضار بن حرب، قد تقدم ذكر نسبه فِي باب اسم أخيه [2] . حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ اجعل فناء أمتي بالطعن والطاعون. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: خَرَجْنَا مِنَ الْيَمَنِ فِي بِضْعٍ وَخَمْسِينَ رَجُلا مِنْ قَوْمِنَا، إِمَّا قَالَ: اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ، أَوْ ثَلاثَةً وَخَمْسِينَ، وَنَحْنُ ثَلاثَةُ إِخْوَةٌ: أَبُو مُوسَى، وَأَبُو رُهْمٍ، وَأَبُو بُرْدَةَ، فَأَخْرَجَتْنَا سَفِينَتُنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَعِنْدَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابُهُ، فَأَقْبَلْنَا جَمِيعًا فِي سَفِينَتِنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ ... وَذَكَرَ تَمَامَ الْخَبَرِ.
(2869) أبو بردة بن نيار.
اسمه هاني بْن نيار. هَذَا قول أهل الحديث. وقيل:
__________
[1] ككتان- القاموس.
[2] صفحة 979.(4/1608)
هاني بْن عَمْرو. هَذَا قول ابْن إِسْحَاق. وقيل: بل اسمه الحارث بْن عَمْرو، وذكره هشيم، عَنِ الأشعث، عَنْ عدي بْن ثابت، عَنِ البراء، قَالَ: مر بي خالي، وَهُوَ الحارث بْن عَمْرو، وَهُوَ أَبُو بردة بْن نيار. وقيل: مالك بْن هبيرة- قاله إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ الخزاعي. ولم يختلفوا أنه من بلىّ، وينسبونه: هاني ابن عَمْرو بْن نيار، والأكثر يقولون: هاني بْن نيار بْن [1] عبيد بْن كلاب بْن غنم [2] بْن هبيرة بْن ذهل بْن هاني بْن بلىّ بن عمرو بن حلوان بن الحالف بْن قضاعة البلوي، حليف للأنصار، لبني حارثة منهم، كان رضى الله عنه عقيبا بدريًا.
وشهد أَبُو بردة بْن نيار العقبة الثانية مَعَ السبعين فِي قول مُوسَى بْن عُقْبَةَ وابن إِسْحَاق والواقدي. وَقَالَ أَبُو معشر: شهد بدرًا وأحدًا وسائر المشاهد، وكانت معه راية بني حارثة فِي غزوة الفتح. قَالَ الْوَاقِدِيّ: توفي فِي أول خلافة معاوية بعد شهوده مَعَ علي حروبه كلها. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: انخذل عَبْد اللَّهِ بْن أبي بْن سلول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي حين خروجه إِلَى أحد بثلاثمائة، وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعمائة، وَكَانَ المشركون ثلاثة آلاف، والخيل مائتا فارس، والظعن خمس عشرة امرأة، وَكَانَ فِي المشركين سبعمائة دارع، وَكَانَ فِي المسلمين مائة دارع، ولم يكن معهم من الخيل إلا فرسان:
فرس لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفرس لأبي بردة بْن نيار الحارثي- يعني حليفا لهم.
(2870) أَبُو بردة الظفري الأَنْصَارِيّ،
وظفر هُوَ كعب بْن مالك بْن الأوس، حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول: يخرج فِي الكاهنين رجل
__________
[1] في أسد الغابة: بن نيار بن عمرو بن عبيد.
[2] في أسد الغابة: بن كلاب بن دهمان بن غنم.(4/1609)
يدرس القرآن درسًا لا يدرسه أحد بعده. ذكره ابْن وهب، عَنْ أبي صخر، عَنْ عبيد اللَّه بْن مغيث بْن أبي بردة الظفري، عَنْ أبيه عَنْ جده. قَالَ أَبُو عُمَرَ:
يقولون: إنه مُحَمَّد بْن كعب القرظي، والكاهنان قريظة والنضير.
(2871) أَبُو بردة الأَنْصَارِيّ.
روى عنه جابر بْن عَبْد اللَّهِ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا يجلد أحد فوق عشرة أسواط إلا فِي حد من حدود اللَّه. حديثه هَذَا عند بكير بْن الأشج، عَنْ سُلَيْمَان بْن يسار، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن جابر، عَنْ أبيه، عَنْ أبي بردة الأَنْصَارِيّ، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَحْمَد بْن زهير: لا أدري هَذَا هُوَ الظفري أَوْ غيره. وَقَالَ غيره: هَذَا الحديث رواه جابر عَنْ أبي بردة بْن نيار، وذكره في باب أبى بردة بن نيار.
(2872) أَبُو برزة الأسلمي،
اختلف فِي اسمه واسم أبيه، وأصح مَا فِي ذلك قول من قَالَ: اسمه نضلة بْن عبيد، وَهُوَ قول أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين. وَقَالَ غيرهما:
أَبُو برزة نضلة بْن عَبْد اللَّهِ، ويقال نضلة بْن عائذ وينسب نضلة بن عبيد بن الحارث ابن جبال [1] بْن دعبل بْن ربيعة بْن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بْن عامر الأسلمي، نزل البصرة وله بها دار، وأتى خراسان، فنزل مرو، ومات بالبصرة بعد ولاية ابْن زياد، وقبل موت معاوية سنة ستين. وقيل: بل مات سنة أربع وستين.
(2873) أَبُو بشير الأَنْصَارِيّ.
قيل: المازني الأَنْصَارِيّ. وقيل: الساعدي الأَنْصَارِيّ، وقيل الأَنْصَارِيّ الحازمي، لا يوقف له عَلَى اسم صحيح، ولا سماه من يوثق به ويعتمد عَلَيْهِ. وقد قيل: اسمه قيس بْن عبيد من بني النجار، ولا يصح. والله أعلم. ومن قَالَ ذلك نسبه فَقَالَ: قيس بْن عبيد بْن الحارث بْن عمرو بن الجعد من بنى مازن
__________
[1] في الإصابة: حبال بن ربيعة بن دعبل بن أنس بن جذيمة.(4/1610)
ابن النجار، له صحبة ورواية، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم. روى عنه عباد ابن تَمِيمٍ، وَعُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، وَضَمْرَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وسعيد بن نافع، فرواية عباد ابن تَمِيمٍ عَنْهُ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ أَنَّ أَبَا بَشِيرٍ الأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدًا مَوْلاهُ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ:
حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ- وَالنَّاسُ فِي مَقِيلِهِمْ: لا تُبْقَيَنَّ فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلادَةٌ مِنْ وَترٍ إِلا قُطِعَتْ.
وحديث سَعِيد بْن نافع عنه، عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في النهي عن الصلاة عند طلوع الشمس حَتَّى ترتفع. وحديث عمارة بْن غزية عنه أن النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم حرّم ما بين لابنيها- يعني المدينة. وروت عنه ابنته عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: الحمى من فيح جهنم، كل هَذَا عندي لرجل واحد. ومنهم من يجعل هذه الأحاديث لرجلين. ومنهم يجعلها لثلاثة، والصحيح أنه رجل واحد، ليس فِي الصحابة أَبُو بشير غيره. وَقَالَ خليفة: مات أَبُو بشير بعد الحرة، وَكَانَ قد عمر طويلًا. وقيل: مات سنة أربعين، والأول أصح، لأنه أدرك الحرة، وما أعلم فيهن من يكنى أبا بشير بعد إلا الحارث بْن خزيمة بْن عدي الأَنْصَارِيّ، فإنه يكنى أبا بشير فِيمَا ذكر الْوَاقِدِيّ.
وفي الصحابة من يكنى أبا بشير البراء بْن معرور، وعباد بن بشر.
(2874) أَبُو بصرة الغفاري.
اختلف فِي اسمه. فقيل: جميل بن بصرة. وقيل:
حميل [1] ، كل ذلك مضبوط محفوظ عنهم، وأصح ذلك جميل. وهو جميل
__________
[1] في أسد الغابة: بضم الحاء.(4/1611)
ابن بصرة بْن وقاص بْن حبيب بْن غفار. روى عنه أبو هريرة. أخبرنا خلف ابن قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الحسن الطوسي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن إِسْمَاعِيل، أخبرني سَعِيد بْن أبي مريم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جعفر، أخبرني زيد ابْن أسلم، عَنْ سَعِيد الْمَقْبُرِيّ، عَنْ أبي هريرة، قَالَ: أتيت الطور، فلقيت جميل بْن بصرة الغفاري صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكر الحديث.
وَقَالَ يَزِيد بْن زريع، عَنْ روح بْن القاسم، عَنْ زيد بْن أسلم، عَنْ سَعِيد بْن سَعِيد الْمَقْبُرِيّ- أن أبا بصرة جميل بْن بصرة لقي أبا هريرة، وَهُوَ مقبل من الطور ...
فذكر الحديث. وَقَالَ علي بْن المديني: اسم أبي بصرة الغفاري جميل بْن بصرة.
قاله لي بعض ولده. روى عنه أَبُو تميم الجيشاني مرفوعًا فِي المحافظة عَلَى صلاة العصر، وأنه لا صلاة بعدها حَتَّى يطلع الشاهد، والشاهد النجم سكن أَبُو بصرة الحجاز، ثم تحول إِلَى مصر. ويقال: إن عزة التي يشبب بها كثير عزة هي بنت ابنه. والله أعلم.
(2875) أَبُو بصير.
اختلف فِي اسمه ونسبه، فقيل: عبيد بْن أسيد بْن جارية.
وذكر خليفة، عَنْ أبي معشر، قَالَ: اسمه عتبة بْن أسيد بن جارية بن أسيد ابن عَبْد اللَّهِ بْن سلمة [1] بْن عَبْد اللَّهِ بْن غيرة بْن عوف بْن قسي، وَهُوَ ثقيف بن منبه ابن بكر بْن هوازن، حليف لبني زهرة. وَقَالَ ابن إسحاق: أبو بصير عتبة ابن أسيد بْن جارية. قَالَ ابْن شهاب: هُوَ رجل من قريش وَقَالَ ابْن هشام:
هُوَ ثقفي. وأظن أن ابْن شهاب نسبه إِلَى حلفه في بني زهرة، وله قصة فِي المغازي عجيبة ذكرها ابْن إِسْحَاق وغيره، وقد رواها معمر عن ابن شهاب، ذكر عبد الرازق، عَنْ معمر، عَنِ ابْن شهاب فِي قصة القضية عام الحديبيّة، قال:
__________
[1] في أسد الغابة: بن أبى سلمة.(4/1612)
ثم رجع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المدينة فجاءه أَبُو بصير- رجل من قريش- وَهُوَ مسلم، فأرسلت قريش فِي طلبه رجلين، فقالا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: العهد الَّذِي جعلت لنا أن ترد إلينا كل من جاءك مسلما.
فدفعه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الرجلين، فخرجا حَتَّى بلغا به ذا الحليفة، فنزلوا يأكلون من تمر لهم، فَقَالَ أَبُو بصير لأحد الرجلين: والله إني لأرى سيفك هَذَا جيدًا يَا فلان، فاستله الآخر، وَقَالَ: أجل والله، إنه لجيد، لقد جربت به ثم جربت. فَقَالَ له أَبُو بصير: أرني أنظر إليه، فأمكنه منه، فضربه به حَتَّى برد، وفر الآخر حَتَّى أتى المدينة، فدخل المسجد يعدو، فَقَالَ له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين رآه: لقد رأى هَذَا ذعرًا. فلما انتهى إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قتل والله صاحبي، وإني لمقتول، فجاء أَبُو بصير، فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، قد والله وفت ذمتك، وقد رددتني إليهم، فأنجاني اللَّه منهم. فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ويل أمه مسعر حرب. لو كَانَ معه أحد. فلما سمع ذلك علم أنه سيرده إليهم، فخرج حَتَّى أتى سيف البحر. قَالَ: وانفلت منهم أَبُو جندل بْن سهيل بن عمرو، فلحق بأبي بصير، وجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم، إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة. قال: فو الله مَا يسمعون بعير خرجت لقريش إلا اعترضوا لهم، فقتلوهم، وأخذوا أموالهم، فأرسلت قريش إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تناشده اللَّه والرحم إلا أرسل إليهم، فمن أتاك منهم فهو آمن.
وذكر مُوسَى بْن عُقْبَةَ هَذَا الخبر فِي أبي بصير بأتم ألفاظ وأكمل سياقه، قَالَ: وَكَانَ أَبُو بصير يصلي لأصحابه، وَكَانَ يكثر من قول اللَّه العلي الأكبر، من ينصر اللَّه فسوف ينصره. فلما قدم عليهم أبو جندل كان هو يؤمّهم،(4/1613)
واجتمع إِلَى أبي جندل حين سمع بقدومه ناس من بني غفار وأسلم وجهينة وطوائف من العرب، حَتَّى بلغوا ثلاثمائة وهم مسلمون، فأقاموا مَعَ أبي جندل وأبي بصير لا يمر بهم عير لقريش إلا أخذوها وقتلوا أصحابها.
وذكر مرور أبي العاص بْن الربيع بهم وقصته، قَالَ: وكتب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أبي جندل وأبي بصير ليقدما عَلَيْهِ ومن معهما من المسلمين أن يلحقوا ببلادهم وأهليهم، فقدم كتاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على أبي جندل، وأبو بصير يموت، فمات وكتاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بيده يقرؤه، فدفنه أَبُو جندل مكانه، وصلى عَلَيْهِ، وبنى عَلَى قبره مسجدًا.
وذكر ابْن إِسْحَاق هَذَا الخبر بهذا المعنى، وبعضهم يَزِيد فيه عَلَى بعض، والمعنى متقارب إن شاء اللَّه تعالى.
(2876) أَبُو بصيرة.
ذكره سيف بْن عُمَرَ فيمن شهد قتال اليمامة من الأنصار، وذكر له هناك خبرا.
أَبُو بَكْر الصديق
- هُوَ عَبْد اللَّهِ بْن أبي قحافة واسم أبي قحافة عُثْمَان بْن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك القرشي التميمي. لم يختلفوا فِي اسمه ولا اسم أبيه. وكذلك لم يختلفوا أن لقبه عتيق. وقد اختلف فِي المعنى الَّذِي قيل له من اجله عتيق على حسب ما قد ذكرناه في باب اسمه في العبادلة من هَذَا الكتاب. وأمه أم الخير. واسمها سلمى بنت صخر بْن عامر بْن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بْن مرة ابنة عمه. وقد ذكرنا من مناقبه وعيون أخباره في باب اسمه مَا فيه اكتفاء وشفاء. والحمد الله.
روى حبيب بْنُ الشَّهِيدِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَبِي بَكْرٍ:، مَنْ أَكْبَرُ، أنا وأنت؟
فقال: بل أَنْتَ أَكْبَرُ وَأَكْرَمُ وَخَيْرٌ مِنِّي. وَأَنَا أَسَنُّ مِنْكَ. وَهَذَا الْخَبَرُ لا يُعْرَفُ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَأَحْسَبُهُ وَهْمًا لأَنَّ جُمْهُورَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالأَخْبَارِ وَالسِّيَرِ وَالآثَارِ يَقُولُونَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ استوفى مدة خِلافَتِهِ سِنَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ «ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً»
(2877) أَبُو بَكْرة الثقفي،
اسمه نفيع بْن مسروح. وقيل: نفيع بن الحارث ابن كلدة بْن عَمْرو بْن علاج بْن أبي سلمة بْن عبد العزى بْن عبدة بْن عوف بْن قسي، وَهُوَ ثقيف. وأم أبي بكرة سمية جارية الحارث بْن كلدة، وقد ذكرنا خبرها فِي باب زياد لأنها أمهما، وَكَانَ أَبُو بَكْرة يقول: أنا مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويأبى أن ينتسب، وَكَانَ قد نزل يوم الطائف إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم من حصن الطائف، فأسلم فِي غلمان من غلمان أهل الطائف، فأعتقهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان يقول: أنا مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد عد فِي مواليه.
قَالَ أَحْمَد بْن زهير: سمعت يحيى بن معين يقول: أملى علي هوذة بْن خليفة البكراوي، نسبه إلى أبي بكرة، فلما بلغ إلى أبي بكرة قلت: ابن من؟ قَالَ:
دع لا تزده. وَكَانَ أَبُو بَكْرة يقول: أنا من إخوانكم فِي الدين، وأنا مولى(4/1614)
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن أبى الناس إلا أن ينتسبوني، فأنا نفيع ابن مسروح. وَكَانَ من فضلاء الصحابة، وَهُوَ الَّذِي شهد عَلَى الْمُغِيرَة بْن شعبة، فبت الشهادة، وجلده عمر حد القذف إذ لم تتم الشهادة، ثم قَالَ له عمر: تب تقبل شهادتك. فَقَالَ له: إنما تستتيبني لتقبل شهادتي. قَالَ: أجل. قَالَ: لا جرم، إني لا أشهد بين اثنين أبدًا مَا بقيت فِي الدنيا.
روى ابْن عيينة ومحمد بْن مسلم الطائفي، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن ميسرة، عَنْ سَعِيد ابن المسيب، قَالَ: شهد عَلَى الْمُغِيرَة ثلاثة، ونكل زياد، فجلد عمر الثلاثة، ثم استتابهم، فتاب اثنان، فجازت شهادتهما، وأبى أَبُو بَكْرة أن يتوب. وَكَانَ مثل النصل من العبادة، حَتَّى مات. قيل: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كناه بأبي بكرة، لأنه تعلق ببكرة من حصن الطائف، فنزل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ أولاده أشرافًا بالبصرة بالولايات والعلم، وله عقب كثير.
وتوفي أَبُو بَكْرة بالبصرة سنة إحدى، وقيل: سنة اثنين وخمسين، وأوصى أن يصلي عَلَيْهِ أَبُو برزة الأسلمي، فصلى عَلَيْهِ. قَالَ الحسن البصري: لم ينزل البصرة من الصحابة ممن سكنها أفضل من عمران بْن حصين وأبى بكرة.
(2878) أَبُو بَهْسَةَ [1] .
حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُهَنْدِسِ، حدثنا الدولابي، حدثنا أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِي، حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ يَسَارِ ابن مَنْصُورٍ- رَجُلٍ مِنْ فِزَارَةَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ أَبِي بَهْسَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أُدْخِلَ يَدِي [2] فِي قَمِيصِهِ، فَجَعَلْتُ أَدْنُو مِنْهُ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الشَّيْءُ الَّذِي لا يَحِلُّ مَنْعُهُ؟ قَالَ: الْمِلْحُ وَالْمَاءُ ذكره الدولابي في الكنى من الصحابة.
__________
[1] هكذا في ى. وفي أسد الغابة: أبو بهيسة. وفي الإصابة: أبو بهيسة- بالتصغير- الفزاري.
[2] في أسد الغابة: استأذن النبي أدخل يده في قميصه. وفي الإصابة: استأذن يدخل يده بينه وبين ثيابه.(4/1615)
باب التاء
(2879) أَبُو تميم الجيشاني.
حَدَّثَنَا الحكم، حَدَّثَنَا ابْن المهندس، حَدَّثَنَا الدَّوْلابِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حميد أَبُو قرة الرعيني، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الربيع بْن طارق، عَنِ ابْن لهيعة، عَنْ أبي تميم الجيشاني، قَالَ: تعلمت القرآن من معاذ بْن جبل حين قدم علينا اليمن، ذكره الدولابي.
(2880) أَبُو تَمِيمَةَ،
ذَكَرَهُ الْعَقِيلِيُّ فِي كِتَابِهِ فِي الصحابة. قال: حدثنا أبو يحيى ابن أَبِي مُرَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا غَالِبُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرِيرِيُّ [1] ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا تَمِيمَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: لا تزال أُمَّتِي عَلَى الْفِطْرَةِ مَا لَمْ يَتَّخِذُوا الأَمَانَةَ مَغْنَمًا، وَالزَّكَاةَ مَغْرَمًا، وَالْخِلافَةَ مُلْكًا، وَالزِّيَارَةَ فَاحِشَةً، وَيُؤَخِّرُوا الْمَغْرِبَ إِلَى اشْتِبَاكِ النُّجُومِ. قِيلَ:
وَمَا الزِّيَارَةُ فَاحِشَةُ؟ قَالَ: الرَّجُلُ يَصْنَعُ طَعَامًا لأَخِيهِ يَدْعُوهُ فَيَكُونُ فِي صَنِيعَتِهِ النِّسَاءُ الْخَبَائِثُ. وَهَذَا الْحَدِيثُ لا يَصِحُّ إِسْنَادُهُ، وَلا يُعْرَفُ فِي الصَّحَابَةِ أَبُو تَمِيمَةَ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْن سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا معاذ بْن معاذ، عَنِ ابْن عون، عَنْ بكر بْن عبد الله المزني، قال: قَالُوا لأبي تميمة: كيف أنت يَا أبا تميمة؟ قَالَ: بين نعمتين: ذنب مستور، وثناء من الناس. وهذا أَبُو تميمة طريف بْن مجالد الهجيمي، بصري تابعي، يروي عَنْ أبي هريرة وأبي مُوسَى، ويروي عنه قتادة وبكر المزني وقد ذكر بعض من ألف فِي الصحابة أبا تميمة الهجيمي فغلط، والله الموفق.
__________
[1] الحريري- بضم الحاء المهملة وفتح الراء وبعدها ياء تحتها نقطتان وآخره راء ثانية- أسد الغابة.(4/1616)
باب الثاء
(2881) أَبُو ثابت بْن عبد [1] بْن عَمْرو بْن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم ابن حارثة الحارثي الأَنْصَارِيّ،
شهد أحدًا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يقولون:
إنه جد علي بْن ثابت، وفي ذلك نظر.
(2882) أَبُو ثروان.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه عنترة أَبُو وكيع.
(2883) أَبُو ثعلبة الأشجعي.
قَالَ البخاري: له صحبة، حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم- أنه من مات له ولد ... الحديث.
(2884) أَبُو ثعلبة الأَنْصَارِيُّ.
لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، حَدِيثُهُ عِنْدَ حَمَّادِ بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن مَالِكِ بْنِ أَبِي ثَعْلَبَةَ، عَنْ أَبِيهِ- أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى فِي وَادِي مَهْزُورٍ [2] أَنَّ الْمَاءُ يُحْبَسُ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثُمَّ يُرْسَلُ، لا يُمْنَعُ إِلا عَلَى الأسفل.
(2885) أَبُو ثعلبة الثقفي.
حديثه عند إِسْمَاعِيل بْن عياش، عَنْ عبد العزيز بْن عبيد اللَّه، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن إِبْرَاهِيم بْن عُمَرَ، قَالَ: سمعت كردم بْن قيس يقول: خرجت مَعَ ابْن عم لي يقال له أَبُو ثعلبة فِي يوم حار، وعلي حذاء ولا حذاء عَلَيْهِ، فَقَالَ: أعطني نعليك. فقلت: لا، إلا أن تزوجني ابنتك. فَقَالَ: أعطني فقد زوجتكها. فلما انصرفنا بعث إلي بالنعلين، وَقَالَ:
لا زوجة لك عندنا، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: دعها فلا خير لك فِيهَا. قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إني نذرت لأنحرن ذودًا من ذودى
__________
[1] في أسد الغابة: بن عبد عمرو. وفي الإصابة مثل ى.
[2] مهزورا: وادي قريظة (ياقوت) .(4/1617)
بمكان كذا وكذا. فَقَالَ: عَلَى عيد من أعياد الجاهلية، أَوْ عَلَى قطيعة رحم، أَوْ مَا لا تملك! قلت: لا، فَقَالَ: أوف بنذرك. ثم قَالَ: لا نذر فِي قطيعة رحم، ولا فِيمَا لا يملك ابْن آدم.
(2886) أَبُو ثعلبة الخشني.
اختلف فِي اسمه واسم أبيه اختلافًا كثيرًا، فقيل اسمه جرهم [1] . وقيل جرثوم [2] ، وقيل ابْن ناشب. وقيل ابْن ناشم. وقيل ابن لا شر. وقيل: اسمه عَمْرو بْن جرثوم. وقيل اسمه لا شر [3] بْن جرهم.
وقيل الأسود بْن جرهم. وقيل جرثومة، ولم يختلفوا فِي صحبته ونسبه إِلَى خشين، وَهُوَ وائل بْن النمر بْن وبرة بن ثعلبة بن حلوان بن عمران بن الحاف بْن قضاعة، غلبت عَلَى أبي ثعلبة هَذَا كنيته، وَكَانَ ممن بايع تحت الشجرة ثم نزل الشام. ومات فِي خلافة معاوية. وقد قيل: إنه توفي سنة خمس وسبعين فِي ولاية عبد الملك بْن مروان.
وَقَالَ ابن الكلبي: أبو ثعلبة لا شر بْن جرهم، بايع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيعة الرضوان، وضرب له بسهم يوم خيبر، وأرسله رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قومه فأسلموا، وأخوه عَمْرو بْن جرهم أسلم عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهما من ولد ليوان بْن مرة بْن خشين بْن النمر بْن وبرة، ثم نسبه كما ذكرنا.
(2887) أَبُو ثور الفهمي.
له صحبة، لا يعرف اسمه واسم أبيه. حديثه عند أهل مصر، يرويه ابْن لهيعة، عَنْ يَزِيد بْن عَمْرو، عنه، قَالَ: كنا عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأتى بثوب من معافر، فَقَالَ أَبُو سُفْيَان: لعن اللَّه هَذَا الثوب، ولعن من عمله. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تلعنهم، فإنهم مني وأنا منهم.
__________
[1] بضم الجيم والهاء بينهما راء؟ ساكنة (الإصابة) .
[2] في الإصابة: جرثم وقيل جرثوم.
[3] وقيل: لاشق. وقيل لاش (الإصابة وتهذيب التهذيب) .(4/1618)
باب الجيم
(2888) أَبُو جبيرة بْن الحصين بْن النعمان بْن سنان بن عبد بن كعب ابن عبد الأشهل.
مذكور فِي الصحابة.
(2889) أَبُو جبيرة بْن الضحاك بْن خليفة الأَنْصَارِيّ الأشهلي،
أخو ثابت ابن الضحاك. ولد بعد الهجرة. قَالَ بعضهم: له صحبة. وَقَالَ بعضهم: ليست له صحبة، وَهُوَ كوفي. روى عنه قيس بن أبي حازم، والشعبي، وابنه محمود ابن أبى جبيرة.
(2890) أَبُو جبيرة الكندي.
شامي، روى حديثًا فِي الوضوء. روى عنه جبير بْن نفير، مذكور فيمن نزل حمص من الصحابة. قَالَ أَبُو بكر أحمد ابن مُحَمَّد بْن عِيسَى: أَبُو جبيرة الكندي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنته التي كَانَ زوجها، وعلمه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوضوء.
(2891) أَبُو جحيفة [1] السوائي: وهب بْن عَبْد اللَّهِ.
ويقال: وهب بْن وهب، وَهُوَ وهب الخير السوائي، هُوَ من ولد حرثان بْن سواءة بْن عامر بْن صعصعة.
وَكَانَ لعامر بْن صعصعة خمسة بنين، أعقب منهم أربعة: سواءة بْن عامر، وهلال بْن عامر، ونمير بْن عامر، وربيعة بْن عامر، وعمرو بْن عامر، ولم يعقب عَمْرو. وقد ذكرنا قبائل قيس وشعوبها فِي كتاب «الإنباه عَنْ قبائل الرواة» [2] .
نزل أَبُو جحيفة الكوفة، وابتنى بها دارًا، وَكَانَ من صغار الصحابة، ذكروا أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توفي وأبو جحيفة لم يبلغ الحلم، ولكنه
__________
[1] بالتصغير.
[2] صفحة 83.(4/1619)
سمع من رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ وروى عنه. وَكَانَ علي قد جعله عَلَى بيت المال بالكوفة، وشهد معه مشاهده كلها.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْوَرْدِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ وَاضِحٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَسَدِ بْنِ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَاجٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَكَلْتُ ثَرِيدَةَ بُرٍّ بِلَحْمٍ، وَأَتَيْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أتجشّأ، فقال: اكفف، أَوِ احْبِسْ، عَلَيْكَ جُشَاءَكَ أَبَا جُحَيْفَةَ، فَإِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ شِبَعًا فِي الدُّنْيَا أَطْوَلُهُمْ جُوعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: فَمَا أَكَلَ أَبُو جُحَيْفَةَ وَمَلأَ بَطْنَهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا، كَانَ إِذَا تَعَشَّى لا يَتَغَدَّى، وَإِذَا تَغَدَّى لا يَتَعَشَّى.
(2892) أَبُو جري [1] الهجيمي [2] ،
ثم التميمي. اختلف فِي اسمه، فقيل: جابر بْن سليم. وقيل: سليم بْن جابر. وقد ذكرناه فِي الأسماء [3] ، عداده فِي أهل البصرة، وحديثه عندهم.
(2893) أَبُو الجعد الأشجعي.
والد سالم بْن أبي الجعد. اسمه رافع مولى أشجع ابن ريث بْن غطفان، كوفي. يقال: إنه أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ذكر ذلك البغوي فِي كتابه فِي الصحابة وَقَالَ: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. وقال أبو عُمَرَ: معظم روايته عَنْ علي، وعَبْد اللَّهِ.
(2894) أَبُو الجعد الضَّمْرِيّ،
من بني ضمرة بْن بكر بن عبد مناة بن عدي ابن كنانة. اختلف فِي اسمه، فقيل: اسمه أدرع. وقيل: جنادة. وقيل: عمرو ابن بكر [4] . له صحبة ورواية، وله دار فِي بنى ضمرة بالمدينة. روى عنه عبيدة ابن سفيان الحضرميّ.
(2895) أَبُو جمعة.
يقال: الأَنْصَارِيّ. ويقال: الكناني. اختلف في اسمه،
__________
[1] بالتصغير.
[2] في؟: الجهنيّ.
[3] صفحة 253.
[4] في التهذيب: بكير.(4/1620)
فقيل: حبيب بْن سباع. وقيل: جنيد [1] بْن سباع. وقيل: حبيب بن وهب.
وقيل: حبيب بْن فديك. وقيل: القاري من القارة. وقيل: الكناني. يعد فِي الشاميين. من حديثه عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: قلنا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هل أحد خير منا؟ قَالَ: نعم، قوم يجيئون بعدكم يجدون كتابًا بين لوحين يؤمنون ويصدقون.
(2896) أَبُو الجمل.
قَالَ عباس [الدوري] [2] : سمعت يَحْيَى بْن معين يقول:
أَبُو الجمل صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه هلال بْن الحارث، وَكَانَ يكون بحمص. قَالَ يَحْيَى: وقد رأيت بها غلاما من ولده.
(2897) أَبُو جميلة،
سنين. رجل من بني سليم، من أنفسهم، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخرج معه عام الفتح. يعد فِي أهل الحجاز. روى عنه ابْن شهاب، وقد ذكرنا [3] خبره فِي «كتاب الاستذكار» .
(2898) أَبُو جندل بن سهيل بن عمرو القرشي العامري.
قدم تقدم ذكر نسبه إِلَى عامر بْن لؤي بْن غالب بْن فهر فِي باب أبيه سهيل، وفي باب أخيه عبد الله ابن سهيل بْن عَمْرو [4] . وَقَالَ الزُّبَيْر: اسم أبي جندل بن سهيل [5] بن عمرو ابن العاص بْن سهيل بْن عَمْرو، أسلم بمكة فطرحه أبوه فِي حديد، فلما كَانَ يوم الحديبية جاء يرسف [6] فِي الحديد إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبوه سهيل قد كتب فِي كتاب الصلح: إن من جاءك منا ترده علينا، فخلاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لذلك، وذكر كلام عمر، قَالَ: ثم إنه أفلت بعد ذلك أَبُو جندل فلحق بأبي بصير الثقفي، وَكَانَ معه فِي سبعين رَجُلا من المسلمين
__________
[1] في تهذيب التهذيب: جنبذ بن سبع.
[2] من أسد الغابة.
[3] وقد سبق صفحة 689.
[4] صفحة 669، 925 على الترتيب.
[5] في أسد الغابة: اسم أبى جندل بن سهيل العاصي.
[6] الرسف: مشى المفيد إذا صار يتحامل برجله على القيد.(4/1621)
يقطعون على من مرّ بهم من غير قريش وتجارهم، فكتبوا فيهم إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يضمهم إليه، فضمهم إليه، قال: وقال أبو جندل- وهو وهو مع أبى بصير:
أبلغ قريشًا من أبي جندل ... أني بذي المروة بالساحل
فِي معشر تخفق أيمانهم ... بالبيض فِيهَا والقنى الذابل
يأبون أن تبقى لهم رفقة ... من بعد إسلامهم الواصل
أَوْ يجعل اللَّه لهم مخرجًا ... والحق لا يغلب بالباطل
فيسلم المرء بإسلامه ... أَوْ يقتل المرء ولم يأتل
وقد غلطت طائفة ألفت فِي الصحابة فِي أبي جندل هَذَا، فَقَالُوا: اسمه عَبْد اللَّهِ بْن سهيل، وإنه الَّذِي أتى مَعَ أبيه سهيل إِلَى بدر، فانحاز من المشركين إِلَى المسلمين، وأسلم وشهد بدرًا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا غلط فاحش. وعَبْد اللَّهِ بْن سهيل ليس بأبي جندل، ولكنه أخوه، كَانَ قد أسلم بمكة قبل بدر، ثم شهد بدرًا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على مَا ذكرنا من خبره فِي بابه [1] . واستشهد باليمامة فِي خلافة أبي بكر. وأبو جندل لم يشهد بدرًا ولا شَيْئًا من المشاهد قبل الفتح. قَالَ مُوسَى بْن عُقْبَةَ، لم يزل أَبُو جندل وأبوه مجاهدين بالشام حَتَّى ماتا- يعني فِي خلافة عمر.
وذكر عبد الرزاق، عَنِ ابْن جريج، قَالَ: أخبرت أن أبا عبيدة بالشام وجد أبا جندل بْن سهيل بْن عَمْرو، وضرار بْن الخطاب، وأبا الأزور، وهم من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد شربوا الخمر، فَقَالَ أَبُو جندل: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ... 5: 93
__________
[1] صفحة 925.(4/1622)
الآية. فكتب أَبُو عبيدة إِلَى عمر: إن أبا جندل خصمني بهذه الآية. فكتب عمر: إن الَّذِي زين لأبي جندل الخطيئة زين له الخصومة، فاحددهم. فَقَالَ أَبُو الأزور: أتحدوننا؟ قَالَ أَبُو عبيدة: نعم. قَالَ: فدعونا نلقي العدو غدًا فإن قتلنا فذاك، وإن رجعنا إليكم فحدونا، فلقي أَبُو جندل وضرار وأبو الأزور العدو، فاستشهد أَبُو الأزور، وحد الآخران. فَقَالَ أَبُو جندل: هلكت. فكتب بذلك أَبُو عبيدة إِلَى عمر، فكتب عمر إِلَى أبي جندل- وترك أبا عبيدة: إن الَّذِي زين لك الخطيئة حظر عليك التوبة، حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ ... 40: 1- 3 الآية.
(2899) أَبُو جهم بْن حذيفة بْن غانم بْن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج ابن عدي بْن كعب القرشي العدوي.
قيل: اسمه عامر بن حذيفة. وقيل عبيد الله ابن حذيفة. أسلم عام الفتح، وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ مقدمًا فِي قريش معظمًا، وكانت فيه وفي بنيه شدة وعزامة.
قَالَ الزُّبَيْر: كَانَ أَبُو جهم بْن حذيفة من مشيخة قريش عالمًا بالنسب، وَهُوَ أحد الأربعة الَّذِينَ كانت قريش تأخذ منهم علم النسب. وقد ذكرتهم فِي باب عقيل [1] ، قَالَ: وَقَالَ عمي: كَانَ أَبُو جهم بْن حذيفة من المعمرين من قريش، حضر بناء الكعبة مرتين: مرة فِي الجاهلية حين بنتها قريش، ومرة حين بناها ابْن الزُّبَيْر، وَهُوَ أحد الأربعة الَّذِينَ دفنوا عُثْمَان بْن عفان، وهم:
حكيم بْن حزام، وجبير بْن مطعم، ونيار بْن مكرم، وأبو جهم بْن حذيفة، هكذا ذكر الزُّبَيْر عَنْ عمه أن أبا جهم بْن حذيفة شهد بنيان الكعبة فِي زمن ابْن الزُّبَيْر. وغيره يقول: إنه توفي فِي آخر خلافة معاوية. والزبير وعمه أعلم بأخبار قريش. وأبو جهم بْن حذيفة هَذَا هُوَ الّذي أهدى إلى رسول
__________
[1] صفحة 1079.(4/1623)
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خميصة [1] لَهَا علم، فشغلته فِي الصلاة، فردها، عَلَيْهِ. هَذَا معنى رواية أئمة أهل الحديث.
وذكر الزُّبَيْر قَالَ: حدثني عمر بْن أبي بكر المؤملي، عَنْ سَعِيد بْن عبد الكبير بْن عبد الحميد [بْن عَبْد الرَّحْمَنِ] [2] بْن زيد بْن الخطاب، عَنْ أبيه، عَنْ جده، قَالَ: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بخميصتين سوداوين، فلبس إحداهما، وبعث الأخرى إِلَى أبي جهم بْن حذيفة، ثم إنه أرسل إِلَى أبي جهم فِي تلك الخميصة، وبعث إليه التي لبسها هُوَ، ولبس التي كانت عند أبي جهم بعد أن لبسها أَبُو جهم لبسات. قَالَ: وبلغنا أن أبا جهم بْن حذيفة أدرك بنيان الكعبة حين بناها ابْن الزُّبَيْر، وعمل فِيهَا، ثم قَالَ: قد عملت فِي الكعبة مرتين: مرة فِي الجاهلية بقوة غلام يفاع، وفي الإسلام بقوة شيخ فان.
(2900) أَبُو الجهيم-
ويقال: أَبُو الجهم- بْن الحارث بْن الصمة الأَنْصَارِيّ. أبوه من كبار الصحابة، وقد [3] نسبناه فِي بابه من هَذَا الكتاب. روى عَنْ أبي جهيم هَذَا عمير مولى ابْن عباس فِي التيمم فِي الحضر عَلَى الجدار. حديثه هَذَا عند جعفر بْن ربيعة، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن زهير الأعرج، عَنْ عمير مولى ابْن عباس، سمعه يقول: أقبلت أنا وعَبْد اللَّهِ بْن يسار مولى ميمونة، حَتَّى دخلنا على أبى الجهيم ابن الحارث بْن الصمة الأَنْصَارِيّ، فَقَالَ لنا: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من نحو بئر جمل [4] ، فلقيه رجل فسلم عَلَيْهِ، فلم يردّ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم عَلَيْهِ شَيْئًا، حَتَّى أتى عَلَى جدار، فمسح بوجهه ويديه، ثم رد السلام عَلَيْهِ.
لا أعلم روى عنه غير عمير مولى ابْن عباس. وهذا الحديث رواه الليث بْن سعد، عَنْ جعفر بْن ربيعة. واختلف عَلَى الليث فِي بعض ألفاظه، وفي أبي الجهيم، فمنهم
__________
[1] الخميصة: كساء أسود مربع له علمان (القاموس) .
[2] ليس في أسد الغابة.
[3] صفحة 292.
[4] موضع بالمدينة.(4/1624)
من يقول: أبو الجهيم. ومنهم من يقول: أَبُو الجهم بْن الحارث بْن الصمة.
ومنهم من يذكر المرفقين فِي التيمم، ومنهم من لا يذكرهما.
(2901) أَبُو جهيم عَبْد اللَّهِ بْن جهيم الأَنْصَارِيّ.
روى عنه بسر بْن سَعِيد، مولى الحضرميين، عن النبي صلى الله عليه وسلم في المار بين يدي المصلي: أنه لو علم مَا عَلَيْهِ فِي المرور بين يديه لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه. رواه مالك بْن أنس، عَنْ أبي النضر مولى عمر بْن عبيد اللَّه، عَنْ بسر بْن سَعِيد، عَنْ أبي جهيم الأَنْصَارِيّ، ولم يسمه. ورواه ابْن عيينة، عن أبى النضر، عن بسر ابن سَعِيد، عَنْ أبي جهيم عَبْد اللَّهِ بْن جهيم، فسماه.
وَذَكَرَ وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عن سالم أبى النضر، عن بسر ابن سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُهَيْمٍ، قَالَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُكُمْ مَا عَلَيْهِ فِي الْمُرُورِ بَيْنَ يَدَيْ أَخِيهِ وَهُوَ يُصَلِّي- يَعْنِي مِنَ الإِثْمِ- لَوَقَفَ أَرْبَعِينَ. فَلَمْ يَذْكُرْ كُنْيَتَهُ، وَهُوَ أَشْهَرُ بِكُنْيَتِهِ عَلَى مَا قَالَ مَالِكٌ.
يقال: أبو جهم هذا هو ابن أخت أبي بْن كعب، ولست أقف عَلَى نسبه فِي الأنصار.
باب الحاء
(2902) أَبُو حاتم المزني.
له صحبة. يعد في أهل المدينة. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة فِي الأرض وفساد كبير.
(2903) أَبُو الحارث الأَنْصَارِيّ.
ذكره مُوسَى بْن عُقْبَةَ فِي البدريين، ونسبه، فَقَالَ: أَبُو الحارث بْن قيس بْن خلدة بْن مخلد الأَنْصَارِيّ الزَّرْقِيّ.(4/1625)
(2904) أَبُو حازم،
والد قيس بْن أبي حازم الأحمسي، كوفي، اختلف فِي اسمه، فقيل: عوف بن الحارث. وقيل: عبد عوف [1] بن الحارث. وقيل: حصين ابن عوف. وَقَالَ خليفة: اسم أبي حازم والد قيس: عوف بن عبد عوف ابن خنيس [2] بْن هلال بْن الحارث بْن رزاح بن كليب [3] بن عمرو بن لؤيّ ابن رهم بْن معاوية بْن أحمس بْن الغوث بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث الأحمسي، له صحبة، هكذا نسبه خليفة وابن السكن، وخالفا الْوَاقِدِيّ فِي بعض الأسماء.
رَوَى شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فَقُمْتُ فِي الشَّمْسِ، فَأَوْمَى بِيَدِهِ إِلَى الظِّلِّ. وَقَدْ غَلَطَ بَعْضُ مَنْ أَلَّفَ فِي الصَّحَابَةِ فَذَكَرَ فِيهِمْ أَبَا حَازِمٍ الأَنْصَارِيَّ لِحَدِيثٍ رواه حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي حَازِمٍ مَوْلَى الأَنْصَارِ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْحَدِيثَ: لا يَجْهَرُ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ. وهذا أَبُو حازم التمار اسمه دينار مولى أبي رهم الغفاري، يروي عَنِ البياضي، وأبي هريرة، وابن حديدة، وَهُوَ من صغار التابعين لا كبارهم، لا يشتبه ولا يشك أنه لا صحبة له عَلَى من له أدنى علم بهذا الشأن.
وحديثه هَذَا إنما يرويه عَنِ البياضي كذلك. قَالَ مالك وغيره: والبياضي هَذَا اسمه فروة بْن عَمْرو بن ودقة بن عبيد بن عامر بن بياضة. هَذَا وبياضة فخذ من الأنصار من الخزرج. وقد مضى [4] ذكره ونسبه إلى الخزرج فِيمَا تقدم من هَذَا الكتاب فِي بابه منه مجوّدا هناك. والحمد للَّه.
__________
[1] في أسد الغابة: وقيل: عوف بن عبد الحارث.
[2] في أسد الغابة: حسيس.
[3] في أسد الغابة: كلب.
[4] صفحة 1259(4/1626)
(2905) أَبُو حاطب [1] عَمْرو بْن شمس بْن عبد ودّ بن نصر [بن مالك] [2] ابن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري،
أخو سهيل بْن عَمْرو. هاجر إِلَى أرض الحبشة فِيمَا قَالَ ابْن إِسْحَاق.
(2906) أَبُو حبة بْن غزية الأَنْصَارِيّ المازني النجاري.
قَالَ الطبري: اسمه زيد ابن غزية بن عمرو [3] بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن ابن النجّار. شهد أقعدا وقتل يوم اليمامة شهيدًا. وذكر مُوسَى بْن عقبة، عن ابن شهاب فيمن استشهد يوم اليمامة، من الأنصار من بني مالك بْن النجار أَبُو حبة بْن غزية بْن عَمْرو الأَنْصَارِيّ. وَقَالَ أَبُو معشر: وممن قتل يوم اليمامة، من بني مازن بْن النجار من الأنصار أَبُو حبة بْن غزية. وَقَالَ سيف: وممن قتل يوم اليمامة أَبُو حبة بْن غزية بْن عَمْرو.
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: هَذَا من الخزرج، ولم يشهد بدرًا، والذي [4] قبله من الأوس بدري. ولأبي حبة بْن غزية أخوان: ضمرة بن غزية، وتميم ابن غزية، وابنه سَعِيد بْن أبي حبة قتل يوم الحرّة، هو والد ضمرة بْن سَعِيد شيخ مالك. قَالَ البخاري: قتل من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خلافة أبي بكر، أَبُو حبة بْن غزية بْن عَمْرو.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: قد قيل هَذَا [5] أَيْضًا أَبُو حنة بالنون، وليس بشيء، وإنما هُوَ أَبُو حبّة- بالباء، وليس بالبدري.
__________
[1] في أسد الغابة: أبو حاطب بن عمرو.
[2] من أسد الغابة.
[3] في ى: عمر
[4] الّذي كان قبله هو أبو حبة الأنصاري. وسيأتي عقبه في ترتيب الكتاب الجديد.
[5] في التقريب: وقيل فيه بالنون. وهو وهم. وقيل هذا بالتحتانية.(4/1627)
(2907) أَبُو حبة [1] الأَنْصَارِيّ البدري.
ويقال أَبُو حية- بالياء، وأبو حنة- بالنون، وصوابه أَبُو حبة- بالباء بواحدة. وقيل: اسمه عامر. وقيل: مالك.
ذكره الْوَاقِدِيّ فِي موضعين من كتابه، فقيل في تسمية من شهد بدرا مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأنصار من بني ثعلبة بْن عَمْرو بْن عوف أَبُو حنة.
وَقَالَ فِي موضع آخر: أَبُو حنة بْن عَمْرو بْن ثابت اسمه مالك، هكذا قَالَ فِي الموضعين بالنون.
وَقَالَ غيره: اسمه ثابت بْن النعمان. وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: ليس فيمن شهد بدرًا أحد يقال له أَبُو حبة، وإنما هُوَ أَبُو حنة، واسمه مالك بْن عَمْرو بْن ثابت بْن كلفة بْن ثعلبة بْن عَمْرو بْن عوف. وذكر إِبْرَاهِيم بْن سعد عَنِ ابْن إِسْحَاق، قَالَ: أَبُو حبة- بالباء، من بني ثعلبة بْن عَمْرو. شهد بدرًا، وقتل يوم أحد، وَهُوَ أخو سعد بْن خيثمة لأمه. وكذلك قَالَ يونس بْن بكير، عَنِ ابْن إِسْحَاق أَبُو حبة- بالباء، شهد بدرًا. وَقَالَ ابْن نمير: أَبُو حبة البدري عامر بْن عبد عَمْرو. ويقال: عامر بن عمير بن ثابت بن كلفة بن ثعلبة بْن عَمْرو بْن عوف الأكبر بْن مالك بْن الأوس.
وأمه هند بنت أوس بْن عدي بْن أمية بْن عامر بْن خطمة، وَهُوَ أخو سعد بْن خيثمة لأمه. قاله ابْن إِسْحَاق، وذكره فِي البدريين. وذكر موسى ابن عُقْبَةَ، عَنِ ابْن شهاب، قَالَ: وشهد بدرًا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو حنة بْن عَمْرو بْن ثابت، هكذا قَالَ مُوسَى بْن عُقْبَةَ، عَنِ ابْن شهاب:
أَبُو حنة بالنون فِيمَا ذكر ابْن أبي خيثمة، عن إبراهيم بن المنذر، عن محمد بن
__________
[1] بتشديد الباء الموحدة (التقريب) .(4/1628)
فليح، عَنْ مُوسَى بْن عُقْبَةَ، وذكر الْوَاقِدِيّ، وابن نمير، وجمهور أهل الحديث: أَبُو حبة بالباء.
ونسبه ابْن هشام فَقَالَ: هُوَ أخو أبي الصباح بْن ثابت بْن النعمان بْن أمية ابن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بْن مالك بْن الأوس، إلا أنه قَالَ فيه مرة: أَبُو حنة بالنون، ومرة أَبُو حبة بالباء، وكل ذلك عَنِ ابْن إِسْحَاق فِي البدريين، وذكره فيمن استشهد يوم أحد فَقَالَ فيه: أَبُو حبة بالباء فِي النسخة الصحيحة، ونسبه إِلَى بني عَمْرو بْن ثعلبة بْن عَمْرو بْن عوف.
قَالَ ابْن إِسْحَاق: هُوَ أخو سعد بْن خيثمة لأمه.
(2908) أَبُو حبيب،
مذكور فِي الصحابة، لا أعرفه. ذكر ابْن الكلبي أنه أَبُو حبيب بْن زيد بْن الحباب بْن أنس بْن زيد بْن عبيد، وفي عبيد هَذَا يجتمع مَعَ أبي بْن كعب، وَهُوَ بدري.
(2909) أَبُو حثمة بْن حذيفة بْن غانم القرشي العدوي.
والد سُلَيْمَان بْن أبي حثمة زوج الشفاء بنت عَبْد اللَّهِ العدوية، وأخو أبي جهم بْن حذيفة.
وقد مضى ذكر نسبه إِلَى عدي بْن كعب فِي باب أخيه أبي جهم [1] . ولهما أخوان أَيْضًا مورق بْن حذيفة بْن غانم، ونبيه بْن حذيفة بْن غانم، كلهم له رؤية ولا أعلم لهم رواية.
(2910) أَبُو حثمة الأَنْصَارِيّ.
والد سهل بْن أبي حثمة. اسمه عَبْد اللَّهِ بْن ساعدة. ويقال عامر بْن [2] ساعدة. ويقال عامر بْن عدي بْن مجدعة بن حارثة ابن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الحارثي.
__________
[1] صفحة 1623
[2] في أسد الغابة، وقيل: عامر بن ساعدة بن عدي بن مجدعة.(4/1629)
كَانَ دليل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أحد، وشهد معه المشاهد بعدها.
وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خارصًا إِلَى خيبر، وضرب له بخيبر سهمه وسهم فرسه، وَكَانَ أَبُو بَكْر، وعمر، وعثمان يبعثونه خارصًا. توفي فِي آخر خلافة معاوية.
(2911) أَبُو الحجاج الثمالي عبد بْن عبد.
ويقال عَبْد اللَّهِ بْن عبد. له صحبة.
يعد فِي الشاميين. وقيل اسمه عَبْد اللَّهِ بْن عائذ الأزدي. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه عبد الرحمن بن عائذ الأَزْدِيُّ. حَدِيثُهُ عِنْدَ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أبي بكر بن أبي مريم، عن الهيثم بن مالك الطائي، عن عبد الرحمن بن عَائِذٍ الأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ الثُّمَالِيِّ، قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ الْقَبْرُ لِلْمَيِّتِ حِينَ يُوضَعُ فِيهِ: وَيْحَكَ ابْنَ آدَمَ مَا غَرَّكَ بِي! أَلَمْ تَعْلَمْ أني بيت الفتنة، وبيت الظلمة، وبيت الوحدة، وَبَيْتُ الدُّودِ، مَا غَرَّكَ بِي إِذْ كُنْتَ تَمُرُّ بِي فَدَّادًا. قَالَ: فَإِنْ كَانَ صَالِحًا، أجاب عنه مجيب القبر، فيقول: أرأيت أن كَانَ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ! قَالَ: فَيَقُولُ الْقَبْرُ: فَإِنِّي إِذًا أَعُودُ عَلَيْهِ خَضِرًا [1] ، وَيَعُودُ جَسَدُهُ عَلَيْهِ نُورًا، وَيَصْعَدُ رُوحُهُ إِلَى رب العالمين. قال ابن عائذ: فقلت: يا أبا الحجاج، ما الفداد [2] ؟ قال:
الذي يقدم رجلا ويؤخر أخرى كمشيتك يَا بْن أخي أَحْيَانًا، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَلْبَسُ وَيَتَهَيَّأُ. وَقَدْ ذَكَرْنَا اسمه [3] في العبادلة.
(2912) أَبُو حدرد الأسلمي.
من ولد أسلم بْن أفصى. اختلف فِي اسمه. فقيل:
سلامة بْن عمير [4] بْن سلامة بْن سعد بْن مساب بن عبس [5] بن هوازن بن أسلم،
__________
[1] فيء: خضراء.
[2] في النهاية: فدادا: قيل أراد ذا أمل كثير وخيلاء وسعى دائم.
[3] صفحة 643.
[4] في أسد الغابة: ابن أبى سلامة.
[5] في أسد الغابة: ابن الحارث بن عبس.(4/1630)
كذا قَالَ خليفة. وَقَالَ إِبْرَاهِيم المنذر: مساب بن الحارث بن عبس بن هوازن ابن أسلم. وَقَالَ أَحْمَد بْن حنبل: حدثت عَنِ ابْن إِسْحَاق أن اسمه عبد. وَقَالَ علي بن المدائني: اسمه عبيد. وَقَالَ يَحْيَى بْن معين: اسمه عبد. له صحبة، يعد فِي أهل الحجاز. روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ بْن أبي حدرد. وروى عنه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ بْن الحارث التيمي، وأبو يَحْيَى الأسلمي.
(2913) أَبُو حدرد
آخر، له صحبة فِي قول بعضهم. اسمه الحكم بْن حزن.
وقيل: اسم هَذَا البراء، فاللَّه أعلم.
(2914) أَبُو حذيفة بْن عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي،
كَانَ من فضلاء الصحابة من المهاجرين الأولين، جمع اللَّه له الشرف والفضل، صلى القبلتين، وهاجر الهجرتين جميعًا، وَكَانَ إسلامه قبل دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم للدعاء فِيهَا إِلَى الإسلام. هاجر مَعَ امرأته سهلة بنت سهيل بْن عَمْرو إِلَى أرض الحبشة، وولدت له هناك مُحَمَّد بْن أبي حذيفة، ثم قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بمكة، فأقام بها حَتَّى هاجر إِلَى المدينة، وشهد بدرًا، وأحدًا، والخندق، والحديبية، والمشاهد كلها. وقتل يوم اليمامة شهيدًا، وَهُوَ ابْن ثلاث أَوْ أربع وخمسين سنة. يقال:
اسمه مهشم. وقيل هشيم، وقيل هاشم. وَكَانَ رَجُلا طوالًا حسن الوجه أحول أثعل، والأثعل الَّذِي له سن زائدة، تدخلها من صلبها الأخرى، وفيه تقول أخته هند بنت عتبة، حين دعا أباه إِلَى البراز يوم بدر:
فما شكرت أبا رباك من صغر ... حَتَّى شببت شبابا غير محجون
الأحول الأثعل المشئوم طائره ... أَبُو حذيفة شر الناس فِي الدين(4/1631)
بل كَانَ من خير الناس فِي الدين. وكانت هي- إذ قالت هَذَا الشعر- من شر الناس فِي الدين.
(2915) أَبُو حسن المازني بْن عبد عَمْرو.
وقيل اسمه كنيته لا اشم له غير ذلك. وقيل: اسمه تميم بْن عبد عمرو. وقيل تميم بن عمرو. وهو جدّ يحيى ابن عمارة والد عَمْرو بْن يَحْيَى، شيخ مالك بْن أنس رحمهم اللَّه، مدني، له صحبة.
يقال: إنه ممن شهد العقبة وبدرًا، حَدِيثُهُ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: الرَّجُلُ أَحَقُّ بِمَجْلِسِهِ إِذَا قَامَ عَنْهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْهِ. وَقَالَ لِرَجُلٍ قَعَدَ فِي مَجْلِسِ رَجُلٍ آخَرَ: اسْتَأْخِرْ عَنْ مَجْلِسِ الرَّجُلِ، فَكُلُّ إِنْسَانٍ بِمَجْلِسِهِ أَحَقُّ. رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ يَحْيَى الْمَازِنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَسَنٍ الْمَازِنِيُّ. وأبو حسن هَذَا هُوَ القائل لزيد بْن ثابت- حين قَالَ يوم الدار: يَا معشر الأنصار، كونوا أنصار اللَّه عَزَّ وَجَلَّ مرتين- فَقَالَ له أَبُو حسن: لا، والله، لا نطيعك فنكون كما قَالَ اللَّه تعالى [1] : «أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا» 33: 67. ويقال: بل قَالَ له ذلك النعمان الزَّرْقِيّ.
(2916) أَبُو الحسين السلمي،
قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذهب من معدنه.
ذكره الطبري، وقد تقدم أَبُو الحسين هَذَا [2] .
(2917) أَبُو الحصين السلمي.
قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يذهب من معدنه. ذكره الطبري.
(2918) أَبُو حكيم الأَنْصَارِيّ.
هُوَ عَمْرو بْن ثعلبة بْن وهب بْن عدىّ بن مالك ابن غنم بْن عدي بْن النجار، شهد بدرًا.
__________
[1] سورة الأحزاب، آية 67.
[2] سيأتي عقب هذه الترجمة في الترتيب الجديد للكتاب.(4/1632)
(2919) أَبُو الحمراء مولى آل عفراء.
ويقال مولى الحارث بْن رفاعة. قَالَ ابْن إِسْحَاق: زعموا أنه شهد بدرًا. وَقَالَ غيره: شهد بدرًا وأحدًا.
(2920) أَبُو الحمراء.
مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قيل اسمه هلال بْن الحارث.
ويقال هلال بْن ظفر. حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كَانَ يمر ببيت فاطمة وعلي عليهما السلام فيقول: السلام عليكم أهل البيت، إنما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا.
(2921) أَبُو حميد الساعدي الأَنْصَارِيّ.
اختلف فِي اسمه. فقيل: المنذر بن سعد ابن المنذر. وقيل: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سعد بْن المنذر. وقيل: عبد الرحمن بن عمرو ابن سعد بْن المنذر. وقيل: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سعد بن مالك. وقيل: عبد الرحمن ابن عَمْرو بْن سعد بْن مالك بْن خالد بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة.
وأمه أمامة بنت ثعلبة بْن جبل بْن أمية بْن عَمْرو بْن حارثة بْن عمرو بن الخزرج.
يد فِي أهل المدينة توفي فِي آخر خلافة معاوية. روى عنه من الصحابة جابر ابن عَبْد اللَّهِ. وروى عنه من التابعين عروة بن الزبير، والعباس بن سهل ابن سعد، ومحمد بْن عَمْرو بْن عطاء، وخارجة بْن زيد بْن ثابت، وجماعة من تابعي أهل المدينة
(2922) أَبُو حميضة معبد بْن عباد السالمي الأَنْصَارِيّ.
من بني سالم بْن عوف.
شهد بدرًا. كذا قَالَ فيه إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنِ ابْن إِسْحَاق أَبُو حميضة. وغيره يقول فيه: أبو حميضة [1] ، وكذلك قَالَ يونس بْن بكير عَنِ ابْن إسحاق.
__________
[1] حميضة- بالحاء المهملة، والضاد المعجمة (مصغر) . وخميصة بالحاء المعجمة، والصاد المهملة (أسد الغابة، والقاموس، والتقريب) .(4/1633)
باب الخاء
(2923) أَبُو خالد، الحارث بْن قيس بْن خالد بْن مخلد.
شهد بدرًا، وأحدًا، وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ قد شهد العقبة، ثم شهد اليمامة مَعَ خالد بْن الوليد فأصابه يومئذ جرح، فاندمل ثم انتقض في خلافة عمر ابن الْخَطَّابِ فمات، فهو يعد فيمن شهد اليمامة. وقد ذكرناه في الأسماء [1] .
(2924) أَبُو خالد القرشي المخزومي والد خالد بْن أبي خالد.
روى عنه ابنه خالد بْن أبي خالد، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الطاعون مثل حديث أسامة وغيره، سمعه من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بتبوك.
(2925) أَبُو خالد.
ذكره البخاري، قَالَ: قَالَ وكيع، عن الأعمش، عن مالك ابن الحارث، عَنْ أبي خالد: وكانت له صحبة. قَالَ: وفدنا إِلَى عمر ففضل أهل الشام.
(2926) أَبُو خداش الشرعبي حبان [2] بْن زيد،
شامي. لا تصح له صحبة، ذكره بعضهم فِي الصحابة لحديث رَوَاهُ عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ أَبِي خِدَاشٍ السُّلَمِيِّ.
رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: النَّاسُ شُرَكَاءُ فِي أَسْفَارِهِمْ فِي ثَلاثٍ: الْمَاءِ، وَالْكَلأِ، وَالنَّارِ. هَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي خِدَاشٍ. وَسَمَّاهُ بَعْضُهُمْ حِبَّانَ بْنَ زَيْدٍ الشَّرْعَبِيَّ، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله
__________
[1] صفحة 299
[2] بكسر الحاء، وآخره نون (أسد الغابة) .(4/1634)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَوَاتٍ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلاثٍ: فِي الْمَاءِ، وَالْكَلأِ، وَالنَّارِ. وهذا هُوَ الصحيح قول من قَالَ: أَبُو خداش، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا قول من قَالَ: عَنْ أبي خداش رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد روى أَبُو خداش هذا عن عبد الله بن عمرو ابن العاص.
وَقَالَ أَبُو حفص عَمْرو بْن علي الفلّاس: سألت يحيى بن سعيد عَنْ حديث ثور بْن يَزِيد، عَنْ حريز [1] ، عَنْ أبي خداش، فَقَالَ: قَالَ لي معاذ: سمعته من حريز فاسأله عنه، فلم أدعه حَتَّى حدثني به، فَقَالَ: حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يزيد، عن حريز ابن عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي خِدَاشٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ أَوْ ثَلاثَ غَزَوَاتٍ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلاثٍ: فِي الْمَاءِ، وَالْكَلأِ، وَالنَّارِ. قَالَ أَبُو حَفْصٍ: وَسَأَلْتُ عَنْهُ مُعَاذَ- يَعْنِي ابْنَ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيَّ- فَحَدَّثَنِي بِهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حِبَّانُ بن زيد الشرعبي، عن رجل من أصحاب النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: غَزَوْتُ. قَالَ أَبُو حفص: ثم قدم علينا يَزِيد بْن هارون، فحدثنا به. قَالَ: حَدَّثَنَا حبان بْن زيد الشرعبي. وهذا الحديث أَخْبَرَنَاهُ خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْعَقِبِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عن حريز ابن عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي خِدَاشٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلاثٍ: فِي الْمَاءِ، وَالْكَلأِ، والنار.
__________
[1] في أسد الغابة: جرير، أراه تحريفا.(4/1635)
(2927) أَبُو خراش [1] السلمي.
ويقال الأسلمي، له صحبة، قَالَ مسلم بْن الحجاج:
اسمه حدرد. وقاله غيره أَيْضًا. روى عنه عمران بْن أبي أنس، أنه سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من هجر أخاه سنة كَانَ كسفك دمه. حديثه عند أهل مصر.
(2928) أَبُو خراش الهذلي الشاعر.
اسمه خويلد بْن مرة القردى. من بنى قرد ابن عَمْرو بْن معاوية بْن تميم بْن سعد بْن هذيل. مات فِي زمن عُمَر بْن الْخَطَّابِ من نهش حية، وله فِي ذلك خبر عجيب، وَكَانَ ممن يعدو عَلَى قدميه فيسبق الخيل. وقد حدث عنه عمران بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن فضالة بْن عبيد، وَكَانَ فِي الجاهلية من فتاك العرب، ثم أسلم فحسن إسلامه، وهو القائل [2] :
رموني [3] وقالوا يَا خويلد لا ترع فقلت- وأنكرت، الوجوه: هم هم وَكَانَ جميل بْن معمر الجمحي قد قتل أخاه زهير المعروف بالعجوة يوم فتح مكة مسلمًا، وقيل: بل كَانَ زهير ابْن عمه.
وذكر ابْن هشام، قَالَ. حدثني أَبُو عبيدة، قَالَ: أسر زهير [4] العجوة الهذلي يوم حنين وكتف، فرآه جميل بْن معمر، فَقَالَ: أنت الماشي لنا بالمعايب، فضرب عنقه، فَقَالَ أَبُو خراش يرثيه- وَكَانَ ابْن عمه- كذا قَالَ أَبُو عبيدة، فالأول قول مُحَمَّد بْن يَزِيد. قَالَ: وَكَانَ يومئذ جميل بْن معمر كافرًا ثم أسلم بعد، وَكَانَ أتاه من ورائه، وَهُوَ موثق فضربه. وقد قيل: إنه قتله يوم حنين مأسورًا وجميل يومئذ مسلم، ففي ذلك يقول أبو خراش:
فجع [5] أضيافي جميل بْن معمر ... بذي مفخر [6] تأوى إليه الأرامل
__________
[1] في أسد الغابة: أبو خداش- بالدال. والمثبت في التقريب، وفي ى.
[2] أشعار الهذليين: 116- 172، والأغاني: 21- 69 طبع ليدن.
[3] في أشعار الهذليين: رفونى- بالفاء. أي سكنوني (صفحة 114) .
[4] في أشعار الهذليين: زهير بن العجوة (148) .
[5] في ى: فجمع.
[6] في أشعار الهذليين: بذي فجر.(4/1636)
طويل نجاد السيف ليس بجيدر [1] ... إذا اهتز واسترخت عَلَيْهِ الحمائل
إِلَى بيته يأوى الغريب إذا شتا ... ومهتلك بالي الدريسين [2] عائل
تكاد يداه تسلمان رداءه ... من الجود لما استقبلته الشمائل
فأقسم [3] لو لاقيته غير موثق ... لآبك بالجزع الضباع النواهل
وإنك لو واجهته [4] ولقيته ... فنازلته أَوْ كنت ممن ينازل
لكنت جميلًا أسوأ الناس صرعة ... ولكن أقران الظهور مقاتل [5]
فليس كعهد الدار يا أم مالك ... ولكن أحاطت بالرقاب السلاسل
وعاد الفتى كالكهل ليس بقائل ... سوى الحق شَيْئًا فاستراح العواذل
قوله: أحاطت بالرقاب السلاسل، يقول: جاء الإسلام فمنع من طلب الآثار إلا بحقها. وقد قيل: إن هَذَا الشعر فِي أخيه عروة بْن مرة يرثيه به.
وَقَالَ مُحَمَّد بْن يَزِيد: مما يستحسن لأبي خراش الهذلي، وَهُوَ أحد حكماء العرب- قوله يذكر أخاه عروة [6] :
تقول أراه بعد عروة لاهيًا ... وذلك رزء مَا علمت [7] جليل
فلا تحسبي أني تناسيت عهده ... ولكن صبري [8] يَا أميم جميل
زاد أَبُو الحسن الأخفش فِي هذه الأبيات بعد البيتين المذكورين:
ألم تعلمي أن قد تفرق قبلنا ... خليلا صفاء: مالك وعقيل
__________
[1] في ى: بحيدر. والمثبت في أشعار الهذليين. والجيدر: القصير.
[2] الدريسان: الثوبان الخنقان. وعال الرجل: إذا افتقر.
[3] في أشعار الهذليين: فو الله ...
[4] في أشعار الهذليين: إذ لقيته.
[5] رواية البيت في أشعار الهذليين:
نظلّ جميل أسوأ القوم تلة ... ولكن قرن الظهر للمرء شاغل
[6] أشعار الهذليين صفحة 116.
[7] فيها: لو علمت.
[8] في ى: اصبري.(4/1637)
أبى الصبر أني لا يزال يهيجني ... مبيت لنا فيما مضى [1] وعقيل
وأنّى إذا مَا الصبح آنست ضوءه ... يعاودني قطع علي ثقيل
قَالَ أَبُو الحسن: مالك وعقيل اللذان ذكرهما نديما جذيمة الأبرش، ولهما قصة وخبر فيه طول، وهما اللذان يعنيهما متمم بْن نويرة فِي مرثية يرثي فيه أخاه مالكا حيث يقول:
وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدّعا
ولأبى خراش الهذلي أيضا فِي المراثي أشعار حسان، فمن شعر له فيها [2] :
حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا ... خراش وبعض الشر أهون من بعض
عَلَى أنها [3] تدمي الكلوم وإنما ... نوكل بالأدنى وإن جل ما يمضى
فو الله لا أنسى قتيلًا رزئته ... بجانب قوسي [4] مَا مشيت عَلَى الأرض
ولم أدر من ألقى عَلَيْهِ رداءه ... عَلَى أنه قد سل عَنْ ماجد محض
قَالَ أَبُو عُمَرَ: لم يبق عربي بعد حنين والطائف إلا أسلم، منهم من قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومنهم من لم يقدم عَلَيْهِ وقنع بما أتاه به وافد قومه من الدين عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا عبد الله بن محمد بن يوسف، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن مالك، قَالَ: قَالَ خالد؟ بْن صفوان: مَا قالت العرب بيتًا أجود من قول أبى خراش:
عَلَى أنها تدمي الكلوم وإنما ... نوكل بالأدنى وإن جل مَا يمضي
وَقَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مقلة البغدادي بمصر، قال:
__________
[1] في الأشعار: فيما خلا.
[2] أشعار الهذليين: 157
[3] في أشعار الهذليين: بلى إنها تعفو ...
[4] موضع ببلاد السراة من الحجاز، وهو بضم القاف وفتحها.(4/1638)
حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا ابْن أخي الأصمعي، عَنْ عمه، قَالَ: أسلم أَبُو خراش وحسن إسلامه، ثم أتاه نفر من أهل اليمن قدموا حجاجًا، والماء منهم غير بعيد، فَقَالَ: يَا بني عمي، مَا أمسى عندنا ماء، ولكن هذه برمة وشاة فردوا الماء، وكلوا شاتكم، ثم دعوا برمتنا وقربتنا عَلَى الماء حَتَّى نأخذها، فَقَالُوا: لا والله، مَا نحن سائرين فِي ليلتنا هذه، وما نحن ببارحين حيث أمسينا. فلما رأى ذلك أَبُو خراش أخذ قربة وسعى نحو الماء تحت الليل حَتَّى استقى، ثم أقبل صادرًا فنهشته حية قبل أن يصل إليهم، فأقبل مسرعًا حَتَّى أعطاهم الماء، وَقَالَ: اطبخوا شاتكم، وكلوا، ولم يعلمهم مَا أصابه، فباتوا عَلَى شاتهم يأكلون حَتَّى أصبحوا، وأصبح أَبُو خراش وَهُوَ فِي الموتى، فلم يبرحوا حَتَّى دفنوه. وقال- وهو يموت في شعر له [1] :
لقد أهلكت حية بطن [2] واد ... عَلَى الإخوان ساقًا ذات فضل
فما تركت عدوًا بين بصرى ... إِلَى صنعاء يطلبه بذحل [3]
فبلغ خبره عُمَر بْن الْخَطَّابِ، فغضب غضبًا شديدًا، وَقَالَ: لولا أن تكون سنة لأمرت ألا يضاف يمان أبدًا، ولكتبت بذلك إِلَى الآفاق. ثم كتب إِلَى عامله باليمن بأن يأخذ النفر الذين نزلوا على أبى خراش الهذلي فيلزمهم ديته ويؤذيهم بعد ذلك بعقوبة يمسهم بها جزاء لفعلهم.
(2929) أَبُو خزامة.
اسمه رفاعة بْن عرابة. ويقال: ابْن عرادة العذري من بني عذرة بْن سعد بْن زيد بْن ليث بْن سود بْن أسلم بْن الحاف بْن قضاعة. ويقال فيه الجهني، وَهُوَ بالجهني أشهر وجهينة أخو عذرة، كَانَ يسكن الحباب [4] ، وهي أرض عذرة، له صحبة، عداده فِي أهل الحجاز. روى عنه عطاء بن يسار.
__________
[1] صفحة 171 من أشعار الهذليين، وللبيتين رواية أخرى. والرواية التي هنا تتفق مع رواية ياقوت للأبيات مع اختلاف يسير.
[2] في أشعار الهزليين: بطن أنف
[3] في ى: بدخل. والمثبت في ياقوت.
[4] هكذا في د. وفي الطبقات: الجناب.(4/1639)
وقد ذكر بعضهم فِي الصحابة آخر أبا خزامة بحديث أخطأ فيه رواية عَنِ ابْن شهاب. والصواب مَا رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وعبد الرحمن ابن إسحاق. عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي خُزَامَةَ، أَحَدِ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ- أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ رُقًى نَسْتَرْقِيهَا، وَتُقًى نَتَّقِيهَا، وَأَدْوِيَةً نَتَدَاوَى بِهَا، أَتَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هِيَ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ. وَقَالَ غَيْرُهُمْ فِيهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي خُزَامَةَ بْنِ يَعْمُرَ، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ. وَأَبُو خُزَامَةَ هَذَا مِنَ التَّابِعِينَ لا مِنَ الصَّحَابَةِ، عَلَى أَنَّ حَدِيثَهُ هَذَا مُخْتَلَفٌ فيه جدّا.
(2930) أَبُو خزيمة بْن أوس بْن زيد بْن أصرم بْن ثعلبة بْن غنم بْن مالك ابن النجار
شهد بدرًا وما بعدها من المشاهد. وتوفي فِي خلافة عُثْمَان بْن عفان، وَهُوَ أخو مَسْعُود بْن أوس بْن أبي مُحَمَّد. وقال ابن شهاب، عن عبيد ابن السباق، عَنْ زيد بْن ثابت: وجدت آخر التوبة مَعَ أبي خزيمة الأَنْصَارِيّ.
وَهُوَ هَذَا، ليس بينه وبين الحارث بْن خزيمة أبي خزيمة إلا اجتماعهما فِي الأنصار:
أحدهما أوسي، والآخر خزرجيّ.
(2931) أَبُو الخطاب
له صحبة، ولا يوقف له عَلَى اسم. روى عنه حديث واحد فِي الوتر. يعد فِي الكوفيين. روى عنه ثوير بن أبى فاختة.
(2932) أَبُو خلاد.
. رجل من الصحابة، لا أقف له عَلَى اسم [1] ولا نسب.
حَدِيثُهُ عِنْدَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبَانٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي خَلادٍ رَجُلٌ مِنْ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إِذَا رَأَيْتُمُ الْمُؤْمِنَ قَدْ أُعْطِيَ زُهْدًا فِي الدُّنْيَا وَقِلَّةَ مَنْطِقٍ فَاقْتَرِبُوا مِنْهُ، فَإِنَّهُ يُلْقِي
__________
[1] في التقريب: يقال اسمه عبد الرحمن بن زهير.(4/1640)
الْحِكْمَةَ. هَكَذَا رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ ابن أَبَانٍ.
وَذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْكُنَى الْمُجَرَّدَةِ، فَقَالَ: قَالَ: أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، أَخُو عَنْبَسَةَ: سَمِعْتُ أَبَا فَرْوَةَ الْجَزَرِيَّ [1] ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي خَلادٍ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ، وَهَذَا أصحّ.
(2933) أَبُو خميصة،
اسمه معبد بْن عباد [2] بْن قشير الأَنْصَارِيّ. من بني سالم بْن غنم بْن عوف بْن الخزرج. كَانَ من كبار الأنصار. شهد بدرًا. وقيل فيه أَبُو حمضة. وَقَالَ فيه أَبُو معشر: أَبُو عصيمة، فلم يصب [3] .
(2934) أَبُو خنيس الغفاري،
قَالَ: خرجت مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غزاة تهامة حَتَّى إذا كنا بعسفان جاءه أصحابه، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أجهدنا الجوع، فأذن لنا فِي الظهر أن نأكله. فَقَالَ له عمر: لو دعوت لهم فِي أزوادهم بالبركة، فذكر حديثًا حسنًا فِي أعلام النبوة. حديثه هذا عند أبى بكر بن عمر ابن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ شيخ مالك، عَنْ إِبْرَاهِيم [4] بْن عَبْد الرَّحْمَنِ ابن عَبْد اللَّهِ بْن أبي ربيعة- أنه سمع أبا خنيس الغفاري يقول: خرجت مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكر الحديث.
(2935) أبو خيثمة الأنصاري السالمي.
اسمه عَبْد اللَّهِ بْن خيثمة. وقيل مالك ابن قيس، أحد بني سالم، من الخزرج. شهد أحدا مع النبي صلى الله عليه وسلم،
__________
[1] في أسد الغابة: الخزري.
[2] هوامش الاستيعاب: صوابه عبادة.
[3] قال ابن الأثير: أخرجه أبو عمر في هذا الحرف ترجمتين بلفظ واحد، وهما واحد والله أعلم.
[4] في أسد الغابة: عن إبراهيم بن عبد الله عن عبد الرحمن بن عبد الله.(4/1641)
وبقي إلى أيام يَزِيد بْن معاوية، ولا أعلم فِي الصحابة من يكنى أبا خيثمة غيره إلا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي سبرة الْجُعْفِيّ والد خيثمة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ صاحب ابْن مَسْعُودٍ، فإنه يكنى أبا خيثمة بابنه خيثمة. وقد ذكرناه [1] فِي بابه من هَذَا الكتاب ومن خبر أبي خيثمة هَذَا مَا ذكره ابْن إِسْحَاق فِي غزوة تبوك قَالَ: ثم إن أبا خيثمة بعد أن سار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيامًا دخل عَلَى أهله فوجد امرأتين له فِي عريشين لهما فِي حائط قد رشت كل واحدة منهما عريشها، وبردت له فيه ماء، وهيأت له طعامًا، فلما نظر أَبُو خيثمة إِلَى ذلك قَالَ: رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الضح والريح والحر وأبو خيثمة فِي ظل بارد وطعام وامرأة حسناء، مقيم فِي ماله، مَا هَذَا بالنصف، والله لا أدخل عريش واحدة منكما حَتَّى ألحق النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهيئا لي زادًا. ففعلتا. ثم قدم ناضحه فارتحله، ثم خرج فِي طلب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم حتى أدركه حين نزل بتبوك. وقد كَانَ عمير بْن وهب الجمحي أدرك أبا خيثمة فِي الطريق، يطلب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فترافقا، حَتَّى إذا دنوا من تبوك قَالَ أَبُو خيثمة لعمير بْن وهب: إن لي ذنبًا، فلا عليك أن تتخلف عني حَتَّى آتي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ففعل، حَتَّى إذا دنا من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نازل بتبوك، فَقَالَ الناس: هَذَا راكب فِي الطريق مقبل. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كن أبا خيثمة. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُوَ والله أَبُو خيثمة. فلما أناخ أقبل فسلم عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أولى لك يَا أبا خيثمة. ثم أخبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخبر، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال له خيرا.
__________
[1] صفحة 834.(4/1642)
وذكر الْوَاقِدِيّ قَالَ: قَالَ هلال بْن أمية الواقفي- حين تخلف عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غزوة تبوك- كَانَ أَبُو خيثمة تخلف معنا، وَكَانَ يسمى عَبْد الله بن خيثمة.
(2936) أَبُو خيرة الصباحي [1] العبدي.
من ولد صباح بن لكيز بن أفصى ابن عبد القيس بْن أفصى بْن دعمي بْن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. له صحبة، ذكره خليفة، فَقَالَ: ومن عبد القيس أَبُو خيرة الصباحي، كَانَ فِي وفد عبد القيس. روى اللَّهمّ اغفر لعبد القيس. وَقَالَ: زودنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأراك نستاك به. رَوَى دَاوُدُ بْنُ الْمُسَاوِرِ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي خَيْرَةَ الصُّبَاحِيِّ، قَالَ: كُنْتُ فِي الْوَفْدِ الَّذِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُنَّا أَرْبَعِينَ رَاكِبًا، قَالَ: فَنَهَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ وَالْمُزَفَّتِ [2] . قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ لَنَا بِأَرَاكٍ فَقَالَ: اسْتَاكُوا بِهَذَا. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عندنا العسب [3] ، وَنَحْنُ نَجْتَزِئُ بِهِ. قَالَ: فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: اللَّهمّ اغْفِرْ لِعَبْدِ الْقَيْسِ إِذْ أَسْلَمُوا طَائِعِينَ غَيْرَ كَارِهِينَ.
باب الدال
(2937) أَبُو داود [4] الأَنْصَارِيّ المازني.
اختلف فِي اسمه. فقيل عَمْرو، وقيل: عمير ابن عامر بْن مالك بْن خنساء بْن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار، شهد بدرًا، وأحدًا، وَهُوَ الَّذِي قتل أبا البختري العاص بْن هشام بْن الحارث
__________
[1] في القاموس: الصنابحي. والصباحي- بضم الصاد المهملة. وتخفيف الباء الموحدة.
[2] الدباء: القرع، والحنتم: جرار مدهونة خضر كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة، ثم اتسع فيها فقيل للخزف كله حنتم، واحدتها حنتمة.
والنقير: أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر ويلقى عليه الماء ليصير نبيذا مسكرا.
[3] في ى: العشب.
[4] في هوامش الاستيعاب: أبو رواد صوابه.(4/1643)
ابن أسد بْن عبد العزى بْن قصي. وأخذ سيفه. وقد كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: من لقي أبا البختري فلا يقتله- شكر له قيامه فِي شأن الصحيفة.
وقد قيل: إن الَّذِي قتله أبا البختري المجذر بْن ذياد [1] البلوي. وَقَالَ آخرون:
قتله أَبُو اليسر السلمي. روى عَنْ أبي داود هَذَا أنه قَالَ: إني لأتبع رَجُلا من المشركين يوم بدر لأضربه إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي، فعرفت أن غيري قتله. ذكره ابْن إِسْحَاق عَنْ أبيه إِسْحَاق بْن يسار، عَنْ رجال من بني مازن بْن النجار، عَنْ أبي داود المازني.
(2938) أَبُو دجانة الأَنْصَارِيّ الساعدي.
اسمه سماك بْن خرشة. ويقال: سماك ابن أوس بن خرشة بن لوذان بن عبد ود بْن [زيد بْن] [2] ثعلبة الأَنْصَارِيّ، أحد بني ساعدة بْن كعب بْن الخزرج. شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وَكَانَ بهمة [3] من البهم الأبطال، دافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد هو ومصعب بْن عمير، فكثرت فيه الجراحات، وقتل مصعب بْن عمير يومئذ، واستشهد أَبُو دجانة يوم اليمامة وَهُوَ ممن اشترك فِي قتل مسيلمة يومئذ مَعَ عَبْد اللَّهِ بْن زيد بْن عَاصِم، ووحشي بْن حرب، وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بين أبي دجانة وبين عتبة بْن غزوان، وقد مضى ذكره فِي باب السين من الأسماء [4] . وأبو دجانة هُوَ الَّذِي قاتل بسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فيما ذكر موسى بن عقبة.
__________
[1] في ى: زياد. وارجع إلى صفحة 1459 من هذا الكتاب.
[2] من أسد الغابة، وما في ى قد سبق أيضا في ترجمته باسمه صفحة 651.
[3] البهمة: الشجاع الّذي لا يهتدى من أين يؤتى، وجمعه كصرد (القاموس) .
[4] صفحة 651.(4/1644)
(2939) أبو الدّحداح.
ويقال: أبو الدّحداحة، فلان ابن الدحداحة [1] مذكور فِي الصحابة، لا أقف له عَلَى اسم ولا نسب أكثر من أنه من الأنصار، حليف لهم.
ذكر ابْن إدريس وغيره، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّد بن يحيى ابن حبان، عَنْ عمه واسع بْن حبان، قَالَ: هلك أَبُو الدحداح، وَكَانَ أتيًا فيهم، فدعا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاصِم بْن عدي، فَقَالَ له: هل كَانَ له فيكم نسب؟
قَالَ: لا. قَالَ: فأعطى ميراثه ابْن أخته أبا لبابة بْن عبد المنذر. وقد قيل:
إن أبا الدحداح هَذَا اسمه ثابت بْن الدحداح. ويقال: الدحداحة، وقد ذكرناه فِي باب اسمه- باب الثاء [2] .
وروى عقيل، عَنِ ابْن شهاب- أن يتيمًا خاصم أبا لبابة فِي نخلة، فقضى بها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي لبابة، فبكى الغلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي لبابة: أعطه نخلتك. فَقَالَ: لا فَقَالَ: أعطه إياها ولك بها عذق فِي الجنة. فَقَالَ: لا. فسمع بذلك أَبُو الدحداح، فَقَالَ لأبي لبابة: أتبيع عذقك ذلك بحديقتي هذه؟ قَالَ: نعم، فجاء أَبُو الدحداحة رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّهِ، النخلة التي سألت لليتيم إن أعطيته إياها ألي بها عذق فِي الجنة؟ قَالَ: نعم. ثم قتل أَبُو الدحداحة شهيدًا يوم أحد فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رب عذق مذلل لأبي الدحداحة فِي الجنة. ولما نزلت [3] : «مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ الله قَرْضاً حَسَناً» 2: 245. كان أبو الدّحداح
__________
[1] هكذا في ى: وفي أسد الغابة: وقيل أبو الدحداحة بن الدحداحة الأنصاري.
[2] صفحة 203 من هذا الكتاب.
[3] سورة البقرة، آية 245.(4/1645)
نازلًا فِي حائط له هُوَ وأهله، فجاء إِلَى امرأته، فَقَالَ: اخرجي يَا أم الدحداح، فقد أقرضته اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، فتصدق بحائطه على الفقراء والمساكين.
(2940) أبو الدّرداء.
اسمه عويمر، فقيل عويمر [ابن عامر] [1] بْن مالك بْن زيد بْن قيس. وقيل: عويمر بْن قيس بْن زيد بْن أمية. وقيل: عويمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن زيد ابن قيس بْن أمية بْن عامر بْن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث ابن الخزرج، من بلحارث بْن الخزرج. وقيل: اسم أبي الدرداء عامر بْن مالك، وعويمر لقب.
وأمه محبة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة، تأخر إسلامه قليلًا، وَكَانَ آخر أهل داره إسلامًا، وحسن إسلامه، وَكَانَ فقيهًا عاقلًا حكيمًا، آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين سلمان الفارسي. روى عنه عَلَيْهِ الصلاة والسلام أنه قَالَ: عويمر حكيم أمتي. شهد مَا بعد أحد من المشاهد، واختلف فِي شهوده أحدًا. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: توفي سنة اثنتين وثلاثين بدمشق فِي خلافة عُثْمَان.
وَقَالَ غيره: توفي سنة إحدى وثلاثين بالشام، وقيل: توفي سنة أربع وثلاثين. وقيل سنة ثلاث وثلاثين. وقال أهل الأخبار: إنه توفى بعد صفين.
والصحيح أنه مات فِي خلافة عثمان، وإنما ولى القضاء لمعاوية في خلافة عُثْمَان.
روى منصور بْن المعتمر، عَنْ أبي الضحى، عَنْ مسروق، قَالَ. شافهت أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوجدت علمهم انتهى إلى ستة: عمر، وعلى، وعبد الله ابن مَسْعُود، ومعاذ، وأبي الدرداء، وزيد بْن ثابت.
روى مسعر، عَنِ القاسم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، قَالَ: كَانَ أَبُو الدرداء من الَّذِينَ أوتوا العلم.
__________
[1] ليس في أسد الغابة. وارجع إلى الطبقات: 7- 117 وهذا الكتاب صفحة 1222.(4/1646)
وَرَوَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صالح، عن أبى الزاهرية، عن جبير ابن نُفَيْرٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ- أَنَّهُ رَأَى فِي الْمَنَامِ قُبَّةَ أَدَمٍ فِي مَرْجٍ أَخْضَرَ، وَحَوْلَ الْقُبَّةِ غَنَمٌ رَبُوضٌ تَجْتَرُّ وَتَبْعَرُ الْعُجْوَةَ، قَالَ: فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذِهِ الْقُبَّةُ؟ قِيلَ:
هَذِهِ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَانْتَظَرْنَاهُ حَتَّى خَرَجَ، فَقَالَ: يَا عَوْفُ، هَذَا الَّذِي أَعْطَانَا اللَّهُ بِالْقُرْآنِ، وَلَوْ أَشْرَفْتَ عَلَى هَذِهِ الثَّنِيَّةِ لَرَأَيْتَ بِهَا مَا لَمْ تَرَ عَيْنُكَ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنُكَ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِكَ مِثْلُهُ، أَعَدَّهُ اللَّهُ لأَبِي الدَّرْدَاءِ، إِنَّهُ كَانَ يَدْفَعُ الدُّنْيَا بِالرَّاحَتَيْنِ وَالصَّدْرِ.
وذكر عَبْد اللَّهِ بْن وهب قَالَ: أخبرني حيي بْن عَبْد اللَّهِ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ الحجري، قَالَ قَالَ أَبُو ذر لأبي الدرداء: مَا حملت ورقاء، ولا أظلت خضراء أعلم منك يَا أبا الدرداء.
وَرَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: إِنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ مِنَ الْفُقَهَاءِ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ يَشْفُونَ مِنَ الدَّاءِ.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الميمون، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زرعة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسهر، قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عبد العزيز، قَالَ: إن عمر أمر أبا الدرداء عَلَى القضاء بدمشق، قَالَ: وَكَانَ القاضي يكون خليفة الأمير إذا غاب والصحيح أنه مات في خلافة عثمان، وإنما ولى القضاء لمعاوية فِي خلافة عُثْمَان.
وروى أَبُو إدريس الخولاني، عن يزيد بن عميرة، قال: لما حضرت معاذ بْن جبل الوفاة قيل له: يَا أبا عَبْد الرَّحْمَنِ، أوصنا، فَقَالَ: التمسوا العلم عند عويمر أبي الدرداء، فإنه من الَّذِينَ أوتوا العلم وروى سُفْيَان، عَنْ ثور، عَنْ خالد بْن معدان، قَالَ: كَانَ عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو يقول: حدثونا عَنِ العالمين العاملين: معاذ، وأبى الدرداء.(4/1647)
وروى من حديث ابْن عيينة، وحديث إِسْمَاعِيل بْن عياش أَيْضًا، أنه قيل لأبي الدرداء: مالك لا تقول الشعر. وكل لبيب من الأنصار قَالَ الشعر! فَقَالَ: وأنا قد قلت شعرا. فقيل: وما هو؟ فقال:
يريد المرء أن يؤتى مناه ... ويأبى اللَّه إلا مَا أرادا
يقول المرء فائدتي ومالي ... وتقوى اللَّه أفضل مَا استفادا
قيل: إنه استقضاه عُمَر بْن الْخَطَّابِ. وقيل: بل استقضاه معاوية. وتوفي فِي خلافة عُثْمَان قبل قتل عُثْمَان بسنتين. وقد تقدم من خبره فِي باب اسمه مَا فيه كفاية [1] .
(2941) أَبُو درة البلوي.
له صحبة، ذكره أَبُو سَعِيد بْن يونس فيمن شهد فتح مصر من الصحابة. وَقَالَ علي بْن الحسن بْن قديد: رأيت عَلَى باب داره:
هذه دار أبي درة البلوي صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشرف وكرم.
باب الذال
(2942) أَبُو ذؤيب الهذلي الشاعر.
كَانَ مسلمًا عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يره ولا خلاف أنه جاهلي إسلامي قيل: اسمه خويلد بن خالد ابن محرث بْن زبيد بْن مخزوم بْن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد ابن هذيل. وَقَالَ ابْن الكلبي: هُوَ خويلد بْن محرّث، من بنى مازن بن سويد ابن تميم بْن سعد بْن هذيل.
ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الآكَامِ الْهُذَلِيُّ، عَنِ الْهِرْمَاسِ بْنِ صَعْصَعَةَ الْهُذَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ- أَنَّ أَبَا ذُؤَيْبٍ الشَّاعِرَ حَدَّثَهُ قال:
__________
[1] من 1227- 1230.(4/1648)
بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ عَلِيلٌ، فَاسْتَشْعَرْتُ حُزْنًا وَبِتُّ بِأَطْوَلِ لَيْلَةٍ لا يَنْجَابُ دَيْجُورُهَا [1] ، وَلا يَطْلُعُ نُورُهَا، فَظَلَلْتُ أُقَاسِي طُولَهَا حَتَّى إِذَا كَانَ قُرْبُ السَّحَرِ أَغْفَيْتُ، فَهَتَفَ بِي هَاتِفٌ، وَهُوَ يَقُولُ:
خَطْبٌ أَجَلُّ أَنَاخَ بِالإِسْلامِ ... بَيْنَ النَّخِيلِ وَمَعْقِدِ الآطَامِ
قُبِضَ النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ فَعُيُونُنَا ... تَذْرِي الدُّمُوعَ عَلَيْهِ بِالتِّسْجَامِ
قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: فَوَثَبْتُ مِنْ نَوْمِي فَزِعًا، فَنَظَرْتُ إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمْ أَرَ إِلا سَعْدَ الذَّابِحَ، فَتَفَاءَلْتُ بِهِ ذَبْحًا يَقَعُ فِي الْعَرَبِ، وَعَلِمْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قُبِضَ، وَهُوَ مَيِّتٌ مِنْ عِلَّتِهِ، فَرَكِبْتُ نَاقَتِي وَسِرْتُ. فَلَمَّا أَصْبَحْتُ طَلَبْتُ شَيْئًا أزجر به، فعن شيهم- يعني القنفذ، وقد قبض عَلَى صل- يعني الحية- فهي تلتوي عَلَيْهِ، والشيهم يقضمها حَتَّى أكلها، فزجرت ذلك، فقلت: الشيهم شيء مهم، والتواء الصل التواء الناس عَنِ الحق عَلَى القائم بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم أولت أكل الشيهم إياها غلبه [2] القائم بعده عَلَى الأمر، فحثثت ناقتي، حتى إذا كنت بالغابة فزجرت الطائر، فأخبرني بوفاته، ونعب غراب سانح، فنطق بمثل ذلك، فتعوذت باللَّه من شر مَا عَنْ لي فِي طريقي، وقدمت المدينة ولها ضجيج بالبكاء كضجيج الحاج إذا أهلوا بالإحرام. فقلت: مه قَالُوا:
قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجئت إِلَى المسجد فوجدته خاليًا، فأتيت بيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأصبت بابه مرتجًا، وقيل: هُوَ مسجى، وقد خلا به أهله. فقلت: أين الناس؟ فقيل: فِي سقيفة بني ساعدة، صاروا إِلَى الأنصار. فجئت إِلَى السقيفة فأصبت أبا بكر، وعمر، وأبا عبيدة بْن الجراح، وسالمًا، وجماعة من قريش، ورأيت الأنصار فيهم: سعد بْن عبادة بن دليم،
__________
[1] الديجور: الظلام.
[2] في ى: وغلبة.(4/1649)
وفيهم شعراء، وهم حسان بْن ثابت، وكعب بْن مالك، وملأ منهم، فآويت إِلَى قريش. وتكلمت الأنصار فأطالوا الخطاب، وأكثروا الصواب، وتكلم أَبُو بَكْر فلله دره من رجل لا يطيل الكلام، ويعلم مواضع فصل الخصام، والله لقد تكلم بكلام لا يسمعه سامع إلا انقاد له ومال إليه. ثم تكلم عمر بعده بدون كلامه، ومد يده فبايعه وبايعوه ورجع أَبُو بَكْر ورجعت معه. قَالَ أَبُو ذؤيب:
فشهدت الصلاة عَلَى مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهدت دفنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم أنشد أَبُو ذؤيب يبكي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم [1] :
لما رأيت الناس فِي عسلاتهم ... مَا بين ملحود له ومضرح
متبادرين لشرجع بأكفهم ... نص الرقاب لفقد أبيض أروح
فهناك صرت إِلَى الهموم ومن يبت ... جار للهموم يبيت غير مروح
كسفت لمصرعه النجوم وبدرها ... وتزعزعت آطام بطن الأبطح
وتزعزعت أجبال يثرب كلها ... ونخيلها لحلول خطب مفدح
ولقد زجرت الطير قبل وفاته ... بمصابه وزجرت سعد الأذبح
وزجرت أن نعب المشحج سانحًا ... متفائلًا فيه بفأل الأقبح
قَالَ: ثم انصرف أَبُو ذؤيب إِلَى باديته، فأقام بها. وتوفي أَبُو ذؤيب فِي خلافة عُثْمَان بْن عفان بطريق مكة قريبا منها، ودفنه ابْن الزُّبَيْر. وغزا أَبُو ذؤيب مَعَ عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر إفريقية ومدحه. وقيل: إنه مات فِي غزوة إفريقية بمصر منصرفًا بالفتح مَعَ ابْن الزُّبَيْر، فدفنه ابْن الزُّبَيْر ونفذ بالفتح وحده.
وقيل: إن أبا ذؤيب مات غازيًا بأرض الروم، ودفن هناك، وإنه لا يعلم لأحد من المسلمين قبر وراء قبره وكان عمر قد ندبه إِلَى الجهاد، فلم يزل مجاهدًا حَتَّى
__________
[1] ليس في أشعار الهذليين.(4/1650)
مات بأرض الروم، قدس اللَّه روحه. ودفنه هناك ابنه أَبُو عبيد، وعند موته قَالَ له:
أبا عبيد رفع الكتاب ... واقترب الموعد والحساب
فِي أبيات قَالَ مُحَمَّد بْن سلام [1] : قَالَ أَبُو عَمْرو: وسئل حسان بْن ثابت: من أشعر الناس؟ فَقَالَ: حيًّا أم رَجُلا؟ قَالُوا: حيًّا. قَالَ: هذيل أشعر الناس حيًّا.
قَالَ مُحَمَّد بْن سلام: وأقول إن أشعر هذيل أَبُو ذؤيب. وَقَالَ عمر بْن شبة: تقدم أَبُو ذؤيب عَلَى جميع شعراء هذيل بقصيدته العينية التي يرثي فِيهَا بنيه وَقَالَ الأصمعي: أبرع بيت قالته العرب بيت أبى ذؤيب [2] :
والنفس راغبة إذا رغبتها ... وإذا ترد إِلَى قليل تقنع
وهذا البيت من شعره المفضل الَّذِي يرثي فيه بنيه، وكانوا خمسة أصيبوا فِي عام واحد، وفيه حكم وشواهد، وله حيث يقول [3] :
أمن المنون و؟ ريبها تتوجع ... والدهر ليس بمعتب من يجزع [4]
قالت أمامة [5] : مَا لجسمك شاحبًا ... منذ ابتذلت ومثل مالك ينفع
أم مَا لجنبك لا يلائم مضجعًا ... إلا أقض عليك ذاك المضجع
فأجبتها أن ما بحسمى [6] أنّه ... أوذى بىّ من البلاد فودعوا
أودى بني فأعقبوني حسرة [7] ... بعد الرقاد وعبرة لا تقلع
فالعين بعدهم كأن حداقها ... كحلت [8] بشوك فهي عورى تدمع
__________
[1] صفحة. 11 من طبقات ابن سلام.
[2] صفحة 4 من أشعار الهذليين.
[3] صفحة 4 من أشعار الهذليين.
[4] المنون الدهر، والمية، معقب: راجع عما نكره إلى ما تحب.
[5] في الأشعار: أميمة.
[6] في الأشعار: ما لجسمى.
[7] في الأشعار: غصة.
[8] في الأشعار: سملت ... فهي عور.(4/1651)
سبقوا هواي [1] وأعنقوا [2] لهواهم ... فتخرموا، ولكل جنب مصرع
فغبرت بعدهم بعيش ناصب ... وإخال أني لاحق مستتبع
ولقد حرصت بأن أدافع عنهم ... فإذا المنية أقبلت لا تدفع
وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفع
وتجلدي للشامتين أريهم ... أني لريب الدهر لا أتضعضع
حَتَّى كأني للحوادث مروة ... بصفا المشقر [3] كل يوم تقرع
والدهر لا يبقى عَلَى حدثانه ... جون السحاب [4] له جدائد أربع
(2943) أَبُو ذباب، والد عَبْد اللَّهِ بْن أبي ذباب.
له فِي إسلامه خبر ظريف حسن.
وَكَانَ شاعرا.
(2944) أَبُو ذر الغفاري.
ويقال أَبُو الذر. والأول أكثر وأشهر. واختلف فِي اسمه اختلافًا كثيرًا، فقيل جندب بْن جنادة، وَهُوَ أكثر وأصح وما قيل فيه إن شاء اللَّه تعالى. وقيل: برير بْن عَبْد اللَّهِ. وبرير بْن جنادة. وبرير بْن عشرقة وقيل: برير بْن جندب وقيل: جندب بْن عَبْد اللَّهِ. وقيل: جندب بْن السكن.
والمشهور جندب بْن جنادة بْن قيس بْن عَمْرو بْن مليل بْن صعير بن حرام بن غفار. وقيل جندب بن سُفْيَانَ بْن جنادة بْن عبيد بْن الواقفة بن الحرام بن غفار ابن مليل بن صمرة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بْن مضر بْن نزار الغفاري، وأمه رملة بنت الوقيعة، من بني غفار بْن مليل أيضا.
__________
[1] الأشعار: هوى.
[2] أعنقوا: أسرعوا.
[3] المروة: حجر أبيض براق تقتدح منه النار. المشقر: سوق الطائف. وفي الأشعار:
بصفا المشرق.
[4] في أشعار: الهذليين جون السراة: وقال: يريد بن حمار الوحش. والجون الأسود.
والسراة: أعلى الظهر. والجدائد: أتنه.(4/1652)
كَانَ من كبار الصحابة قديم الإسلام. يقال: أسلم بعد أربعة، فكان خامسًا، ثم انصرف إِلَى بلاد قومه فأقام بها حَتَّى قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، وله فِي إسلامه خبر حسن يروى من حديث ابْن عباس، ومن حديث عَبْد اللَّهِ بْن الصامت عنه.
فَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ فَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد المؤمن، قال: حدثنا أبو بكر مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ دَاسَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ [1] ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا بَلَغَ أَبَا ذَرٍّ مَبْعَثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قَالَ لأَخِيهِ أُنَيْسٍ: ارْكَبْ إِلَى هَذَا الْوَادِي، وَاعْلَمْ لِي عِلْمَ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ يَأْتِيهِ الْخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ، وَاسْمَعْ مِنْ قَوْلِهِ، ثُمَّ ائْتِنِي. فَانْطَلَقَ الأَخُ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ وَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَبِي ذَرٍّ فَقَالَ: رَأَيْتُهُ يَأْمُرُ بِمَكَّةَ بِمَكَارِمِ الأَخْلاقِ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ كَلامًا مَا هُوَ بِالشِّعْرِ. فَقَالَ: مَا شَفَيْتَنِي فِيمَا أَرَدْتُ، فَتَزَوَّدَ وَحَمَلَ شَنَّةً [2] لَهُ فِيهَا مَاءٌ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، فَأَتَى الْمَسْجِدَ، فَالْتَمَسَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ لا يَعْرِفُهُ، وَكَرِهَ أَنْ يَسْأَلَ عَنْهُ حَتَّى أَدْرَكَهُ اللَّيْلُ، فَاضْطَجَعَ. فَرَآهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: كَأَنَّ الرَّجُلَ غَرِيبٌ. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: انْطَلِقْ إِلَى الْمَنْزِلِ. فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ لا يَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ وَلا أَسْأَلُهُ. قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ مِنَ الْغَدِ رَجَعْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَبَقِيتُ يَوْمِي حَتَّى أَمْسَيْتُ، وَسِرْتُ إِلَى مَضْجَعِي فَمَرَّ بِي عَلِيٌّ فَقَالَ:
أَمَا آنَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَعْرِفَ مَنْزِلَهُ! فَأَقَامَهُ وَذَهَبَ بِهِ معه وما يسأله واحد منهما
__________
[1] بالجيم المفتوحة والميم الساكنة (الخلاصة) .
[2] الشنة: القربة الخلق الصغيرة.(4/1653)
صَاحِبَهُ عَنْ شَيْءٍ، حَتَّى إِذَا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ فَأَقَامَهُ عَلَيٌّ مَعَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَلا تُحَدِّثَنِي مَا الَّذِي أَقْدَمَكَ هَذَا الْبَلَدَ؟ قَالَ: إِنْ أَعْطَيْتَنِي عَهْدًا وَمِيثَاقًا لَتُرْشِدُنِي فَعَلْتُ. فَفَعَلَ، فَأَخْبَرَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَأَنَّ مَا جَاءَ بِهِ حَقٌّ، وَأَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَاتْبَعْنِي، فَإِنِّي إِنْ رَأَيْتُ شَيْئًا أَخَافُ عَلَيْكَ قُمْتُ كَأَنِّي أُرِيقُ الْمَاءَ، فَإِنْ مَضَيْتُ فَاتْبَعْنِي، حَتَّى تَدْخُلَ مَعِي مُدْخَلِي. قَالَ: فَانْطَلَقْتُ أَقْفُوهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَدَخَلْتُ مَعَهُ، وَحَيَّيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَحِيَّةِ الإِسْلامِ، فَقُلْتُ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكُنْتُ أَوَّلُ مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ الإِسْلامِ. فَقَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ، مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ. فَعَرَضَ عَلَيَّ الإِسْلامَ فَأَسْلَمْتُ، وَشَهِدْتُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ فَأَخْبِرْهُمْ، وَاكْتُمْ أَمْرَكَ عَنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَإِنِّي أَخْشَاهُمْ عَلَيْكَ. فَقُلْتُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأُصَوِّتَنَّ بِهَا بَيْنَ ظَهْرَانِيهِمْ. فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ أَشْهَدُ أَنْ لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول اللَّهِ. فَثَارَ الْقَوْمُ إِلَيْهِ فَضَرَبُوهُ حَتَّى أَضْجَعُوهُ، وَأَتَى الْعَبَّاسُ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ وَقَالَ: وَيْلَكُمْ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ مِنْ غِفَارٍ، وَأَنَّ طَرِيقَ تِجَارَتِكُمْ إِلَى الشَّامِ عَلَيْهِمْ، وَأَنْقَذَهُ مِنْهُمْ، ثُمَّ عَادَ مِنَ الْغَدِ إِلَى مِثْلِهَا، وَثَارُوا إِلَيْهِ فَضَرَبُوهُ، فَأَكَبَّ عَلَيْهِ الْعَبَّاسُ فَأَنْقَذَهُ ثُمَّ لَحِقَ بِقَوْمِهِ، فَكَانَ هَذَا أَوَّلُ إِسْلامِ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ.
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ، قَالَ. حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حدثني الليث.(4/1654)
ابن سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: قَدِمَ أَبُو ذَرٍّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِمَكَّةَ، فَأَسْلَمَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَكَانَ يَسْخَرُ بِآلِهَتِهِمْ، ثُمَّ إِنَّهُ قدم على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ. فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِمَ فِي اسْمِهِ فَقَالَ: أَنْتَ أَبُو نَمْلَةَ، فَقَالَ: أَنَا أَبُو ذَرٍّ. قَالَ: نَعَمْ أَبُو ذَرٍّ. وَقَدْ تَقَدَّمَ [1] فِي بَابِ جُنْدَبٍ مِنْ خَبَرِهِ مَا لَمْ يَقَعْ هُنَا. وتوفي أَبُو ذر رضي اللَّه عنه بالربذة سنة إحدى وثلاثين أَوِ اثنتين وثلاثين، وصلى عَلَيْهِ ابْن مَسْعُودٍ، ثم مات رضي اللَّه عنه بعده فِي ذلك العام. وقد قيل:
توفي سنة أربع وعشرين. والأول أصح إن شاء اللَّه تعالى. وَقَالَ علي رضي اللَّه عنه: وعى أَبُو ذر علمًا عجز الناس عنه، ثم أوكأ عَلَيْهِ، فلم يخرج شَيْئًا منه. وَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَبُو ذر فِي أمتي عَلَى زهد عِيسَى ابْن مريم. وَقَالَ أَبُو ذر: لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يحرّك طائر جناحيه في السماء إلا ذكرناه منه علمًا.
حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا ابن وضاح، حدثنا ابن أبي شيبة، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سلمة، حدثنا علي بن زيد بن جدعان، عَنْ بِلالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ- أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ. وَقَدْ ذَكَرْنَا [1] مِنْ أَخْبَارِهِ فِي بَابِ الْجِيمِ مِنَ الأَسْمَاءِ مَا هُوَ أَتَمُّ مِنْ هَذَا وَالْحَمْدُ للَّه تَعَالَى.
ذكر سيف بْن عُمَرَ، عَنِ القعقاع بْن الصلت، عن رجل من كليب بن
__________
[1] صفحة 252.(4/1655)
الحلحال، عَنِ الحلحال بْن دري الضبي، قَالَ: خرجنا حجاجًا مَعَ ابْن مَسْعُود سنة أربع وعشرين ونحن أربعة عشر راكبًا حَتَّى أتينا عَلَى الربذة، فشهدنا أبا ذر فغسلناه وكفناه ودفناه هناك.
(2945) أَبُو ذرة،
اسمه الحارث بْن معاذ بْن زرارة الأَنْصَارِيّ الظفري. هُوَ أخو أبي نملة الأَنْصَارِيّ، شهد هُوَ وأخوه أَبُو نملة مَعَ أبيهما معاذ أحدًا، ذكره الطبري.
باب الراء
(2946) أَبُو راشد.
عَبْد الرَّحْمَنِ بْن راشد الأزدي، له سماع من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ اسمه فِي الجاهلية عبد العزى أَبُو معاوية، فَقَالَ له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنت عَبْد الرَّحْمَنِ أَبُو راشد.
(2947) أَبُو رافع الصائغ.
اسمه نفيع. لا أعرف لمن ولاؤه، ولا أقف عَلَى نسبه، وَهُوَ مشهور من علماء التابعين، أدرك الجاهلية. روى عنه ثابت البناني [1] ، وخلاس بْن عمرو الهجري. يعد فِي البصريين. أعظم روايته عَنْ عمر، وأبي هريرة رضي اللَّه عنهما، وفي رواية ثابت البناني عنه أنه قَالَ: أطيب شيء أكلته فِي الجاهلية ... فذكر عضوًا من سبع.
(2948) أَبُو رافع،
مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اختلف فِي اسمه، فقيل: إِبْرَاهِيم.
وقيل أسلم. وقيل هرمز. وقيل: ثابت، كَانَ قبطيًا. واختلف فيمن كَانَ له قبل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقيل: كَانَ للعباس عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوهبه لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما أسلم العباس بشر أَبُو رافع رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه فأعتقه. وقيل: كَانَ لسعيد بْن العاص أبي أحيحة.
__________
[1] بضم الباء الموحدة والنون المفتوحة (اللباب) .(4/1656)
وقد تقدم ذكره فِي باب أسلم [1] ، لأنه أشهر أسمائه- بما فيه كفاية، ولم أر لإعادة ذلك وجهًا.
وتوفي أَبُو رافع فِي خلافة عُثْمَان بْن عفان، وقيل: فِي خلافة علي رضي اللَّه عنه، وَهُوَ الصواب إن شاء للَّه تعالى.
(2949) أَبُو رجاء العطاردي البصري.
اسمه عمران. اختلف فِي اسم أبيه فقيل: عمران بْن تميم. وقيل: عمران بْن ملحان. وقيل عمران بْن عَبْد اللَّهِ. أدرك الجاهلية، وَكَانَ مسلمًا عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمر عمرًا طويلًا، وقد ذكرنا [2] من خبره فِي باب اسمه مَا فيه كفاية. وَقَالَ الفرزدق حين مات أبو رجاء العطاردي [3] :
ألم تر أن الناس مات كبيرهم ... وقد عاش قبل البعث بعث مُحَمَّد
(2950) أَبُو الرداد الليثي.
له صحبة. كَانَ يسكن المدينة. ذكره الْوَاقِدِيّ فِي الصحابة. روى عنه أَبُو سلمة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، حديثه عند الزهري.
(2951) أَبُو رزين،
والد عَبْد اللَّهِ بْن أبي رزين. لم يرو عنه غير ابنه.
وهما مجهولان، حديثه فِي الصيد يتوارى.
(2952) أَبُو رزين العقيلي.
اسمه لقيط بْن عامر بْن صبرة بْن عبد الله بن المنتفق ابن عامر بْن عقيل. عداده فِي أهل الطائف. روى عنه وكيع بْن عدس.
ويقال ابْن حدس.
(2953) أبو رفاعة العدوي.
من بني عدي بن عبد مناة بْن أد بْن طابخة أخي مزينة. نسبه خليفة فَقَالَ: أَبُو رفاعة اسمه عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن أسد بْن عدي بْن جندل بْن عامر بْن مالك بْن تميم بْن الدؤل بْن جبل بْن عدي بْن عبد مناة ابْن أد بْن طابخة بن الياس بن مضر.
__________
[1] صفحة 83
[2] صفحة 1209.
[3] تقدم هذا الشعر في ترجمته (1211) .(4/1657)
قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ من فضلاء الصحابة، اختلف في اسمه، فقيل: تميم ابن أسيد. وقيل ابْن أسد. وقيل عَبْد اللَّهِ بْن الحارث. يعد فِي أهل البصرة، قتل بكابل سنة أربع وأربعين. روى عنه صلة بن أشيم، وحميد بن هلال. قال الدار قطنى: تميم بْن أسيد- بالفتح. وَقَالَ غيره: بالضم [1] . والله أعلم.
(2954) أَبُو رمثة [2] البلوي
له صحبة. سكن مصر، ومات بإفريقية، وأمرهم إذا دفنوه أن يسووا قبره. حديثه عند أهل مصر.
(2955) أَبُو رمثة التيمي.
من تيم الرباب. ويقال التميمي، من ولد امرئ القيس ابن زيد مناة بْن تميم. قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أبيه. فَقَالَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَا هَذَا منك؟ قَالَ: ابني. قَالَ: أما ابنك لا تجني عَلَيْهِ، ولا يجني عليك. اختلف فِي اسمه اختلافًا كثيرًا. فقيل: حبيب بْن حيان.
وقيل: حيان بْن وهب. وقيل: رفاعة بْن يثربي. وقيل: عمارة بْن يثربي ابن عوف. وقيل: يثربي بْن عوف. عداده فِي الكوفيين، روى عنه إياد ابن لقيط.
(2956) أبو الرمداء.
ويقال: أبو الربداء البلوي. مولى لهم، وأكثر أهل الحديث يقولون: أَبُو الرمداء بالميم. وأهل مصر يقولون: أَبُو الربداء [3] بالباء.
ذكر ابْن عفير أبا الربداء البلوي مولى لامرأة من بلي يقال لَهَا: الربداء بنت عمرو بن عمارة بن عطية البلوي. ذكر أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم مر به وهو يرعى غنما لمولاته وله فِيهَا شاتان فاستسقاه فحلب له شاتيه، ثم راح وقد حفلتا، فذكر ذلك لمولاته، فقالت: أنت حر فاكتنى بأبي الربداء.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: حديثه عند ابْن وهب، عن ابن لهيعة، عن أبى هبيرة،
__________
[1] وقد تقدم في «تميم بن أسيد» صفحة 194.
[2] بكسر أوله وسكون الميم ثم مثلة (الإصابة) .
[3] في هوامش الاستيعاب، الربذاء- بالذال المعجمة. قيده عبد الغنى.(4/1658)
عَنْ أبي سُلَيْمَان مولى أم سلمة أم المؤمنين أنه حدثه أن أبي الرمداء البلوي حدثه أن رَجُلا منهم شرب، فآتوا به النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فضربه، ثم شرب الثانية فأتي به النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فضربه، ثم أتي به الثالثة. وفي الرابعة [1] ، فأمر به فحمل عَلَى العجل. وَقَالَ أَبُو حاتم: إنما هُوَ العجل يعني به الأنطاع.
وَقَالَ ابْن قديد: من ولد أبي الرمداء وجوه بمصر.
(2957) أَبُو رهم بْن قيس الأشعري. أخو أبى مُوسَى الأشعري. وهاجر إِلَى المدينة فِي البحر مَعَ إخوته، وكانوا أربعة: أَبُو مُوسَى، وأبو بردة، وعامر، وأبو رهم، ومجدي. فقيل: أَبُو رهم اسمه مجدي، بنو قيس بْن سليم بن حضّار ابن حرب بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن وائل بْن ناجية بْن جماهر بْن الأشعر ابن أدد بْن زيد، قدموا مكة فِي البحر، ثم قدموا المدينة فِي البحر مَعَ جعفر ابن أبي طالب من الحبشة حين افتتح خيبر فأسهم لهم مَعَ من شهدها.
(2958) أَبُو رهم بْن مطعم الشاعر الأرحبي. وأرحب فِي همدان، هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن مائة وخمسين سنة. وقال:
وقبلك مَا فارقت بالجوف أرحبا فِي أبيات له ذكره ابن الكلبي.
(2959) وأما أَبُو رهم السمعي، ويقال السماعي، فلا يصح ذكره فِي الصحابة، لأنه لم يدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولكنه من كبار التابعين. روى عنه خالد ابن معدان، واسمه أحزاب بْن أسيد الظهري.
(2960) أَبُو رهم الغفاري. اسمه كلثوم بْن الحصين. ويقال: ابن حصن [2] ابن خلف بْن عبيد وقيل عبيد [3] بْن خلف. وقيل ابْن خالد بْن ثور بْن غفار.
__________
[1] في أسد الغابة: والرابعة.
[2] في أسد الغابة: حصين بن عبيد.
[3] في أسد الغابة: وقيل ابن عتبة بن خلف.(4/1659)
ويقال: كلثوم بْن الحصين بْن خالد بْن المعيسر بْن بدر بْن أحمس بْن غفار ابن سليل [1] . أسلم بعد قدوم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، وشهد أحدًا فرمي بسهم فِي نحره، فسمى المنحور. ويروى أنه جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبصق عَلَيْهِ فبرأ، وَكَانَ له منزل بين غفار والصفراء، وهي أرض كنانة. واستخلفه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة مرتين: مرة فِي عمرة القضاء، وَكَانَ ممن بايع قبل ذلك تحت الشجرة، ثم استخلفه أَيْضًا عَلَى المدينة عام الفتح، فلم يزل عليها حَتَّى انصرف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الطائف (2961) أَبُو الروم بْن عمير بْن هاشم بْن عبد مناف بْن عبد الدار بْن قصي.
أخو مصعب بْن عمير القرشي العبدري. أمه أمة رومية. كَانَ ممن هاجر إِلَى أرض الحبشة مَعَ أخيه مصعب بْن عمير. قَالَ مُحَمَّد بْن عُمَرَ: كَانَ أَبُو الروم قديم الإسلام بمكة، وهاجر إِلَى أرض الحبشة الهجرة الثانية، وشهد أحدًا. قَالَ:
وحدثنا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي الزناد عَنْ أبيه، قَالَ: ليس أَبُو الروم ممن هاجر إلى أرض الحبشة، ولو كَانَ منهم لشهد بدرًا مَعَ من شهدها ممن رجع من أرض الحبشة قبل بدر، ولكنه قد شهد أحدًا.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: قد هاجر إِلَى أرض الحبشة، وقدم المدينة ولم يقدر له شهودها، وممن لم يقدر له شهود بدر جماعة، وقتل أَبُو الروم يوم اليرموك شهيدًا فِي خلافة عمر.
(2962) أَبُو رويحة الخثعمي. آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين
__________
[1] في الإصابة: اسمه كلثوم بن الحصين بن خالد بن العسعس بن زيد بن العميس بن أحمس بن غفار.(4/1660)
بلال بْن رباح مولى أبي بكر الصديق، وَكَانَ بلال يقول: أَبُو رويحة أخي.
قَالَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت أخوه، وَهُوَ أخوك. وروى عَنْ أبي رويحة أنه قَالَ: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعقد لي لواء، وَقَالَ:
اخرج فناد: من دخل تحت لواء أبي رويحة فهو آمن. ويقال اسم أبي رويحة هَذَا عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ عداده في الشاميين.
(2963) أَبُو ريحانة الأَنْصَارِيّ.
ويقال: الأزدي. ويقال الدوسي، ويقال:
مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه شمعون. ويقال: سمعون. والأول أكثر عداده فِي الشاميين، وقد ذكرناه فِي باب اسمه في السين [1] .
باب الزاى
(2964) أبو زبيب [2] الأَنْصَارِيّ. مدني.
روى عنه مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن ثوبان، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: من سمع النداء- يعنى في الجمعة- فلم يجب كتب من المنافقين. فيه نظر.
(2965) أَبُو زرعة مولى المقداد بْن الأسود.
اسمه عَبْد الرَّحْمَنِ، لا تصح له صحبة.
ولا رواية. حديثه مرسل. قَالَ البخاري: حديثه منقطع.
(2966) أَبُو الزعراء.
قَالَ: خرجت مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سفر، فسمعته يقول: غير الدجال أخوف عَلَى أمتي من الدجال أئمة مضلون. رواه عَبْد اللَّهِ بْن وهب، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن عياش القتباني، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن جنادة المعافري، عَنْ أبي عَبْد الرَّحْمَنِ الحبلي، عَنْ أبي الزعراء.
__________
[1] هكذا في ى. وهو مذكور في الشين صفحة 211.
[2] هكذا بالأصول.(4/1661)
(2967) أبو زعبة [1] الشاعر.
ذكره الطبري فيمن شهد أحدًا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: واسمه عامر بْن كعب بْن عَمْرو بْن حديج.
(2968) أَبُو زمعة البلوي.
ذكروه فِي الصحابة فيمن بايع تحت الشجرة، ولا أعلم له خبرًا، إلا أنه توفي بإفريقية فِي غزوة معاوية بْن حديج الأولى، فأمرهم أن يسووا قبره فدفنوه بالموضع المعروف بالبلوية اليوم بالقيروان. قيل:
اسمه عبيد اللَّه. والله أعلم.
(2969) أَبُو زهير بْن أسيد بْن جعونة بْن الحارث النميري.
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مَعَ قيس بْن عَاصِم. روى عنه عائذ بن ربيعة.
(2970) أَبُو زهير الأنماري.
وقيل النميري. وقيل التميمي. حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم فِي الدعاء، وفيه إذا دعا أحدكم فليختم بآمين، فإن آمين فِي الدعاء مثل الطابع عَلَى الصحيفة. وليس إسناد حديثه بالقائم، يقال اسمه فلان ابْن شرحبيل.
(2971) أَبُو زهير الثقفي الطائفي والد أبي بكر بْن أبي زهير.
اختلف فِي اسمه، فقيل معاذ، وقيل عمار بْن حميد. يعد فِي الحجازيين. وقيل: بل يعد فِي الكوفيين روى عنه ابنه أَبُو بكر. ويروى عن ابنه إِسْمَاعِيل بْن أبي خالد، وأمية بْن صفوان بْن أمية. قَالَ عَمْرو بْن علي: أَبُو زهير الثقفي اسمه معاذ، وَهُوَ والد أبي بكر بْن أبي زهير.
(2972) أَبُو زهير الثقفي- آخر.
ذكره جماعة فِي الصحابة، وجعلوه غير الأول فَقَالُوا: أَبُو زهير بْن معاذ بْن رباح الثقفي، له صحبة، وقد ذكره البخاري قال: قال
__________
[1] في هوامش الاستيعاب: زعنة- بالنون. قيده طاهر بن عبد العزيز. وفي أسد الغابة: زعنة- بالزاي والعين المهملة. قاله ابن ماكولا.(4/1662)
عبد العظيم: سمعت أبى عن عمته سارة بنت مقسم عَنْ ميمونة بنت كردم- وكانت تحت أبي زهير بْن معاذ بْن رباح الثقفي، وَكَانَ بين أبي زهير وبين طلحة بْن عبيد اللَّه صاحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرابة من قبل النساء- أظنه الَّذِي قبله والله أعلم من حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذا سميتم فعبّدوا.
(2973) أَبُو زهير النميري.
قيل اسمه يَحْيَى بْن نفير. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تقتلوا الجراد فإنه جند اللَّه الأعظم.
(2974) أبو زيد الأنصاري،
سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد ابن أمية بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بْن الأوس. يقال: إنه أحد الَّذِينَ جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالته طائفة، منهم: مُحَمَّد بْن نمير. وقد يجوز أن يكونا جميعًا جمعا القرآن.
وروى قتادة عَنْ أنس، قَالَ: افتخر الحيان: الأوس، والخزرج، فقالت الأوس: منا غسيل الملائكة حنظلة بْن أبي عامر، ومنا الّذي حمته الدّبر عاصم ابن ثابت، ومنا الَّذِي اهتز لموته العرش سعد بْن معاذ، ومنا الَّذِي من أجيزت شهادته بشهادة رجلين: خزيمة بْن ثابت. فقالت الخزرج: أربعة جمعوا القرآن عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أبي بْن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد ابن ثابت، وأبو زيد، وهذا كله قول الْوَاقِدِيّ وروى الثوري، عَنْ قيس بْن مسلم، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي ليلى، قَالَ:
خطبنا رجل من أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقال له سعد بْن عبيد، قَالَ:(4/1663)
إنا لاقو العدو غدًا إن شاء اللَّه تعالى، وإنا مستشهدون، فلا تغسلن عنا دمًا، ولا نكفن إلا فِي ثوب كَانَ علينا.
قَالَ الْوَاقِدِيّ: سعد بْن عبيد بْن النعمان هُوَ أَبُو زيد الَّذِي كَانَ يقال له سعد القاري، يكنى أبا عمير بابنه عمير بْن سعد، وعمير ابنه كَانَ واليًا لعمر عَلَى بعض الشام. قَالَ: وقتل أَبُو زيد سعد بْن عبيد يوم القادسية مَعَ سعد بْن أبي وقاص، وَهُوَ ابْن أربع وستين، هَذَا كله من قول الْوَاقِدِيّ، وغيره يصحح أنهما جميعا جمعا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم.
(2975) أَبُو زيد، عَمْرو بْن أخطب الأنصاري.
قيل: إنه من ولد [1] عدي ابن ثعلبة بْن حارثة بْن عَمْرو بْن عامر أخو الأوس والخزرج ومن قَالَ هَذَا نسبه عَمْرو بْن أخطب بْن رفاعة بْن محمود بْن بشر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الضيف بْن أحمر بْن عدي بْن ثعلبة بْن حارثة بْن عَمْرو بْن عامر الأَنْصَارِيّ. ويقال: بل هُوَ من بني الحارث بْن الخزرج. له صحبة ورواية، وَهُوَ جد عزرة بْن ثابت المحدث، وَكَانَ عزرة هَذَا يقول: جدي هُوَ أحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يصح ذلك. وَكَانَ عَمْرو بْن أخطب أَبُو زيد هَذَا قد غزا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزوات، ومسح عَلَى رأسه، ودعا له بالجمال، فيقال: إنه بلغ مائة سنة ونيفا، وما في رأسه ولحيته إلا نبذ من شعر أبيض.
(2976) أَبُو زيد الأَنْصَارِيّ.
اسمه قيس بن الكن بن قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار. شهد بدرا. قال
__________
[1] في أسد الغابة: من ولد عدي بن حارثة بن ثعلبة.(4/1664)
الْوَاقِدِيُّ: هُوَ أحد الَّذِينَ جمعوا القرآن عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ قول أنس بْن مالك، لأنه قَالَ فيه أحد عمومتي. قَالَ مُوسَى بْن عُقْبَةَ، عن ابن شهاب: قتل أبو زبد قيس بْن السكن يوم جسر أبي عبيد عَلَى رأس خمس عشرة سنة
(2977) أَبُو زيد الأَنْصَارِيّ.
جد أبي زيد النحوي، صاحب الغريب. هُوَ من بني الحارث بْن الخزرج، له صحبة. قَالَ ابْن نمير وغيره: أَبُو زيد ثلاثة:
أَبُو زيد الَّذِي جمع القرآن عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو زيد جد عزرة بْن ثابت، وأبو زيد جد أبي زيد صاحب النحو من بنى الحارث ابن الخزرج.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: بل هم ستة كلهم قد غلبت عَلَيْهِ كنيته، قد ذكرتهم والحمد للَّه، ويكنى أبا زيد من الصحابة أسامة بْن زيد، وقطبة بْن عُمَرَ، وعامر بْن حديدة، وثابت بْن الضحاك.
(2978) أَبُو زيد الأَنْصَارِيّ- آخر.
قَالَ عباس: سمعت يَحْيَى بْن معين- وسئل عَنْ أبي زيد الَّذِي يقال: إنه جمع القرآن على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من هُوَ؟ فَقَالَ: ثابت بْن زيد.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: ولا أعلمه. قاله غيره، والله أعلم.
(2979) أَبُو زيد،
رجل من الأنصار غير هؤلاء. وقيل: اسمه أوس. وقيل معاذ، وفيه نظر. وقد قيل: إنه الَّذِي جمع القرآن عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ ثَابِتٍ الصَّيْدَلانِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، قَالَ قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: أَبُو زَيْدٍ الَّذِي جَمَعَ الْقُرْآنَ اسْمُهُ أَوْسٌ.(4/1665)
(2980) أَبُو زيد الجرمي،
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا مدمن خمر. حديثه هَذَا يدور عَلَى عبيد بْن إِسْحَاقَ، عَنْ مسكين بْن دينار، عَنْ مجاهد، عَنْ أبي زيد الجرمي، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
(2981) أَبُو زينب
الَّذِي شهد عَلَى الوليد بْن عُقْبَةَ هُوَ زهير بْن الحارث بْن عوف بْن كاسر الحجر. من ذكره فِي الصحابة فقد أخطأ، ليس له شيء يدل عَلَى ذلك والله أعلم.
باب السين
(2982) أَبُو السائب الأَنْصَارِيّ.
ذكره أَبُو منصور مُحَمَّد بْن سعد الباوردي، له صحبة.
(2983) أبو السائب،
مذكور فِي الصحابة، لا أعرفه أَيْضًا.
(2984) أَبُو سبرة [1] بْن أبي رهم بْن عبد العزى بْن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري.
هاجر الهجرتين جميعًا، وكانت معه فِي الهجرة الثانية- فِي قول ابْن إِسْحَاق والواقدي- زوجته أم كلثوم بنت سهيل بْن عُمَرَ. وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين سلمة بْن سلامة بْن وقش. وشهد أَبُو سبرة بدرًا، وأحدًا وسائر المشاهد كلها مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم. أمه برة بنت عبد المطلب، فهو أخو أبي سلمة بْن عبد الأسد لأمه. وقد اختلف فِي هجرته إِلَى الحبشة، ولم يختلف فِي أنه شهد بدرًا، ذكره ابن عقبة وابن إسحاق في البدريين. وَقَالَ الزُّبَيْر: لا نعلم أحدًا من أهل بدر رجع إِلَى مكة فنزلها غير أبي سبرة، فإنه قد رجع بعد وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مكة فنزلها، وولده ينكرون ذلك.
__________
[1] بسكون الباء (التقريب) .(4/1666)
وتوفي أَبُو سبرة فِي خلافة عُثْمَان بْن عفان.
(2985) أَبُو سبرة الْجُعْفِيّ.
اسمه يَزِيد بْن مالك بْن عَبْد اللَّهِ بْن ذؤيب بْن سلمة ابن عَمْرو بْن ذهل بْن مران بْن جعفي، والد سبرة بْن أبي سبرة، وعَبْد الرَّحْمَنِ [1] ابن أبي سبرة، له صحبة. وفد إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه ابناه عزيز وسبرة، فسمى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عزيزًا عَبْد الرَّحْمَنِ. وروى عنه ابناه فِي القراءة فِي الوتر، وفي الأسماء- حديثا مرفوعا هُوَ جد خيثمة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ.
(2986) أَبُو السبع الزَّرْقِيّ الأَنْصَارِيّ،
له صحبة. قتل يوم أحد شهيدا. اسمه ذكوان ابن عبد قيس.
(2987) أبو سروعة [2] عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشي النوفلي،
حجازي، له صحبة. روى عنه عبيد بن أبي مريم وابن أبي مليكة. قد ذكرناه فِي باب اسمه عقبة [3] عَلَى مَا ذكره جماعة أهل الحديث.
وأما أهل النسب: الزُّبَيْر وعمه مصعب والعدوي فإنهم قَالُوا أَبُو سروعة بْن الحارث هَذَا هُوَ عتبة بْن الحارث، وقد ذكروا أنه أسلم عام الفتح، وله صحبة.
(2988) أَبُو سريحة [4] الغفاري.
اسمه حذيفة بْن أسيد بن خالد بن الأغوس ابن الوقيعة بْن حرام بْن غفار بْن مليل الغفاري. هكذا نسبه خليفة. وَقَالَ ابْن الكلبي: هُوَ حذيفة بْن أسيد بْن الأغوز بْن واقعة بْن حرام بْن غفار، فَقَالَ خليفة: الأغوس بالغين المنقوطة والسين. وَقَالَ ابْن الكلبي مثله، إلا أنه جعل
__________
[1] في أسد الغابة: عبد العزى.
[2] بكسر أوله وسكون الراء وفتح الواو بعدها مهملة (التقريب)
[3] صفحة 1072
[4] بفتح أوله وكسر الراء (التقريب) .(4/1667)
مكان السين زايًا، وَقَالَ مكان وقيعة واقعة، وكان ممن بايع تحت الشجرة بيعة الرضوان. يعد فِي الكوفيين. روى عنه أَبُو الطفيل والشعبي.
(2989) أَبُو سعاد الجهني.
قيل: إنه عقبة بْن عامر الجهني، وفي ذلك نظر. روى عنه معاذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن خبيب، ومعاوية بْن عَبْد اللَّهِ بْن بدر، ولعقبة بْن عامر كنى كثيرة نحو خمس. ليس هُوَ عندي بأبي سعاد هَذَا والله أعلم. روى عَنْ أبي سعاد الجهني معاذ بْن عَبْد الله.
(2990) أَبُو سعاد،
نزل حمص من الصحابة. روى حريز [1] بْن عُثْمَانَ عَنِ ابْن أبي عوف، قَالَ: مر أَبُو الدرداء بأبي سعاد- رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يسبح ... وذكر الخبر.
(2991) أَبُو سعد بْن أبي فضالة الحارثي الأَنْصَارِيّ،
له صحبة. يعد فِي أهل المدينة. حَدِيثُهُ عِنْدَ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِينَاءَ، عَنْ أَبِي سَعْدِ بْنِ فُضَالَةَ الأَنْصَارِيِّ. وَكَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ. وَقَالَ: مَنْ عَمِلَ عَمَلا لِغَيْرِي فَلْيَلْتَمِسْ ثَوَابَهُ مِنْهُ، أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشرك.
(2992) أَبُو سعد بْن وهب [2] القرظي،
ينسب إِلَى قريظة، والصحيح أن أبا سعد هَذَا من بني النضير، قَالَ ابْن إِسْحَاق: ولم يسلم من بني النضير إلا رجلان: يامين بْن عمير بْن كعب بْن عَمْرو بْن جحاش، وأبو سعد بن وهب،
__________
[1] في أسد الغابة: جرير، وهو تصحيف. والضبط من التقريب.
[2] في أسد الغابة: وقيل: ابن أبى وهب.(4/1668)
أسلما عَلَى أموالهما، فأحرزاها. ويقال له النَّضِيرِيّ [1] ينسب إِلَى النضير، نزل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم قريظة فأسلم. ذكره مُحَمَّد بْن سعد عَنِ الْوَاقِدِيّ.
وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ أَيْضًا عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّضِيرِيِّ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّضِيرِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ أَبِي سَعْدِ بْنِ وَهْبٍ النَّضِيرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْضِي فِي سَيْلٍ مَهْزُورٍ [2] أَنْ يُحْبَسَ الأَعْلَى عَلَى الأَسْفَلِ حَتَّى يَبْلُغَ الْمَاءُ الكعبين ثم يرسل.
(2993) أَبُو سعد الأَنْصَارِيّ الزَّرْقِيّ.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. حديثه عند ابْن أبي فديك، عَنْ يَحْيَى بْن أبي خالد، عَنْ أبي سعد. وقد قيل: إنه الَّذِي روى عنه عَبْد الله ابن مرة. وروى عنه يونس بْن ميسرة فِي الضحايا فِي الكبش الأدغم [3] .
وقد قيل فِي ذلك أَبُو سَعِيد، وأما هَذَا فأبو سعد عند أبى حاتم وغيره.
(2994) أَبُو السعدان،
غير منسوب ولا سمي [4] . شامي، روى عنه مكحول الدِّمَشْقِيّ حديثًا واحدًا مرفوعًا فِي الهجرة.
(2995) أَبُو سَعِيد بْن المعلى.
قيل اسمه رافع بْن المعلى بْن لوذان بْن المعلى وقيل الحارث بْن المعلى. وقيل أوس بْن المعلى. وقيل: أَبُو سَعِيد بْن أوس بْن المعلى.
ومن قَالَ هُوَ رافع بْن المعلى فقد أخطأ، لأن رافع بْن المعلى قتل ببدر. وأصحّ
__________
[1] في أسد الغابة (5- 210) : قد ذكر ابن مندة هذا في الترجمة الأولى التي هي أبو سعد الأنصاري الّذي قبل ابن وهب. وهذا عندي هو أبو سعد بن وهب الأنصاري الّذي أخرجه الثلاثة. وإنما اشتبه على أبى عمر حيث رآه هناك أنصاريا ورآه هنا قرظيا أو نضريا فظنهما اثنين، وإنما نسبه في الأنصار بالحلف لأن قريظة والنضير حلفاء الأنصار، كان النضير حلفاء الخزرج وقريظة حلفاء الأوس.
[2] مهزور: وادي قريظة (ياقوت) . والقصة فيه كاملة (8- 212) .
[3] الأدغم: هو الّذي يكون فيه أدنى سواد وخصوصا في أرنبته وتحت حنكه (النهاية)
[4] في أسد الغابة: ولا مسمى.(4/1669)
مَا قيل- والله أعلم فِي اسمه- الحارث بْن نفيع بْن المعلى بْن لوذان بْن حارثة بْن زيد بْن ثعلبة من بني زريق الأَنْصَارِيّ الزَّرْقِيّ. أمه أميمة بنت قرط بْن خنساء، من بني سلمة. له صحبة، يعد فِي أهل الحجاز روى عنه حفص بْن عَاصِم، وعبيد بْن حنين.
توفي سنة أربع وسبعين، وَهُوَ ابْن أربع وستين سنة.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: لا يعرف فِي الصحابة إلا بحديثين: أحدهما عِنْدَ شُعْبَةَ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي فَنَادَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ آتِهِ حَتَّى قَضَيْتُ صَلاتِي، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُجِيبَنِي؟ قُلْتُ: كُنْتُ أُصَلِّي، قَالَ: أَلَمْ يقل الله: استجِيْبُوا للَّه وللرسول إذا دعا كم لما يحييكم. ثُمَّ قَالَ: أَلا أُعَلِّمُكَ سُورَةً ... الْحَدِيثُ نَحْوَ حَدِيثِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ.
والثاني عند الليث بْن سعد، عَنْ خالد، عَنْ سَعِيد، عَنْ مروان بْن عُثْمَانَ، عَنْ عبيد بْن حنين، عَنْ أبي سَعِيد بْن المعلى، قَالَ: كنا نغدو إِلَى السوق عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنمر عَلَى المسجد فنصلي فيه، فمررنا يومًا ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاعد عَلَى المنبر، فقلت: لقد حدث أمر، فجلست، فقرأ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذه الآية [1] : «قَدْ نرى تقلّب وجهك في السماء» حَتَّى فرغ من الآية. فقلت لصاحبي: تعال نركع ركعتين قبل أن ينزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنكون أول من صلى، فتوارينا بعماد فصليناهما، ثم نزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصلى للناس الظهر يومئذ.
__________
[1] سورة البقرة، آية 44.(4/1670)
وقد روى هَذَا المعنى عَنْ غير أبي سَعِيد بْن المعلى. قَالَ أَبُو حاتم الرازي:
مروان بْن عُثْمَانَ بْن أبي سَعِيد بْن المعلى الزرقيّ الأنصاري أبو عثمان. روى عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، وعبيد بْن حنين. روى عنه يَحْيَى بْن سَعِيد الأَنْصَارِيّ، وسعيد بْن أبي هلال، ومحمد بْن عَمْرو بْن علقمة- وَهُوَ ضعيف، وخالد بْن زيد الإسكندراني، سكن مصر، مولى بني جمح، يروى عَنْ سَعِيد بْن أبي هلال وأبي الزُّبَيْر ثقة. روى عنه الليث، وابن لهيعة، والمفضل بْن فضالة، وثم أَبُو سَعِيد بْن المعلى تابعي يروى عَنْ علي وأبي هريرة يروى عنه سلمة بْن وردان.
(2996) أَبُو سَعِيد،
له صحبة. روى عنه الحارث بْن يمجد الأشعري. حديثه في الشاميين عند لوليد بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بن جابر، قال:
حدثنا الحارث بن بمجد الأَشْعَرِيُّ، عَنْ رَجُلٍ يُكَنَّى أَبَا سَعِيدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. أَفِي أَوَّلِ أُمَّتِكَ أَكُونُ أَمْ آخِرِهَا [1] . قَالَ: فِي أَوَّلِهَا وَتَلْحَقُونِي أفنادا [2] بلى بعضكم بعضا.
(2997) أَبُو سَعِيد الخدري،
اسمه سعد بْن مالك بْن سنان بْن ثعلبة بْن عبيد بْن الأبحر. وَهُوَ خدرة بْن عوف بْن الحارث بْن الخزرج الأَنْصَارِيّ الخدري.
وأمه أنيسة بنت أبي حارثة من بني عدي بْن النجار. وخدرة وخدارة أخوان بطنان من الأنصار، فأبو مَسْعُود الأَنْصَارِيّ من خدارة وأبو سَعِيد من خدرة، وهما ابنا عوف بْن الحارث بْن الخزرج، وَكَانَ يقال لسنان جد أبي سَعِيد الخدري الشهيد، وقتادة بْن النعمان أخو أبي سعيد الخدريّ لأمه.
__________
[1] في أسد الغابة: قال: قلت يا رسول الله، أفي أول أمتك نكون- يعنى موتا- أم في آخرها؟ قال في أولها ثم يلحقون بي.
[2] أفنادا: أي جماعات متفرقين قوما بعد قوما واحدهم فند (النهاية) .(4/1671)
كَانَ أَبُو سَعِيد من الحفاظ المكثرين العلماء الفضلاء العقلاء، وأخباره تشهد له بتصحيح هذه الجملة.
روينا عَنْ أبي سَعِيد أنه قَالَ: عرضت يوم أحد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا ابْن ثلاث عشرة سنة، فجعل أبي يأخذ بيدي ويقول: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنه عبل العظام، والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصعد فِي بصره ويصوبه ثم قَالَ:
وخرجت مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غزوة بني الْمُصْطَلِق، قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَهُوَ ابْن خمس عشرة سنة، ومات سنة أربع وسبعين.
(2998) أبو سعيد الخير.
ويقال أَبُو سعد الخير الأنماري. له صحبة. قيل اسمه عامر بْن سعد، شامي. وقيل: عَمْرو بْن سعد. رَوَى عَنْهُ عُبَادَةُ بْنُ نَسِيٍّ، وَقَيْسُ بْنُ حُجْرٍ، وَفِرَاسٌ الشَّعْبَانِيُّ، حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم تَوَضَّئُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ وَغَلَتْ بِهِ الْمَرَاجِلُ. مِنْ حَدِيثِهِ أَيْضًا عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا، مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا ... الحديث وفي رواية أخرى عنه سبعون ألفًا، يعم ذلك مهاجرينا ويوفي ذلك بطائفة من أعرابنا.
(2999) أَبُو سَعِيد الزَّرْقِيّ الأَنْصَارِيّ
ويقال أَبُو سعد، وَهُوَ الأشبه عندي والله أعلم. ذكره خليفة فيمن روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الصحابة بعد أن ذكر أبا سَعِيد بْن المعلى، وَقَالَ: لا يوقف له عَلَى اسم، ولم ينسبه بأكثر مما ترى.
وَقَالَ: روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه سئل عَنِ العزل، فَقَالَ: مَا يقدر فِي الرحم يكن. وَقَالَ غير خليفة: أَبُو سَعِيد الزَّرْقِيّ مشهور بكنيته.(4/1672)
واختلف في اسمه، فقيل سعد بن عمارة. وقيل عمارة بْن سعد. روى عنه عَبْد الله ابن مرة. وقيل فِي أبي سَعِيد الزَّرْقِيّ هَذَا عامر بْن مَسْعُود، وليس بشيء وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الزَّرْقِيِّ فِيمَا حَدَّثَ بِهِ سَعِيدُ بن عبد العزيز، عن يونس بن ميسرة ابن حَلْبَسٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي سَعِيدٍ الزَّرْقِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى شِرَاءِ ضَحَايَا فَأَشَارَ إِلَى كَبْشٍ أَدْغَمَ لَيْسَ بِالْمُرْتَفِعِ وَلا الْمُتَّضِعِ فِي جسمه، فقال: اشتر لي هذا، كأنه شبههه بِكَبْشِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَالأَدْغَمُ الأَسْوَدُ الرَّأْسِ.
(3000) أَبُو سَعِيد الْمَقْبُرِيّ،
اسمه كيسان، مولى لبني ليث. ذكره الْوَاقِدِيّ فيمن كان مسلما على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ منزله عند المقابر، فَقَالُوا له: الْمَقْبُرِيّ لذلك. وتوفي بالمدينة فِي خلافة الوليد بْن عبد الملك، وقد روى عن عمر.
(3001) أبو سعيد- أو سعد- الأنصاري.
روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ حديثين: أحدهما- أنه قَالَ: البر والصلة وحسن الجوار عمارة الديار وزيادة فِي الأعمار [1] . روى عنه أَبُو مليكة. فيه وفي الَّذِي قبله نظر [2] .
(3002) أَبُو سُفْيَان بْن الحارث بْن عبد المطلب بْن هاشم القرشي الهاشمي ابْن عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَكَانَ أخا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، أضعتهما حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية. وأمه غزية بنت قيس بْن طريف، من ولد فهر بْن مالك بْن النضر بْن كنانة. قَالَ قوم- منهم إِبْرَاهِيم بْن المنذر: اسمه الْمُغِيرَة. وَقَالَ آخرون: بل اسمه كنيته، والمغيرة أخوه.
__________
[1] لم يذكر الحديث الثاني، وكذلك لم يذكر في الإصابة.
[2] الّذي قبله في الترتيب الأول للكتاب: أبو سعيد له صحبة، رقم 2996.(4/1673)
ويقال: إن الَّذِينَ كانوا يشبهون برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جعفر بْن أبي طالب، والحسن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، وقثم بْن العباس بْن عبد المطلب، وأبو سُفْيَان بْن الحارث بْن عبد المطلب، والسائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بْن المطلب بْن عبد مناف. وَكَانَ أَبُو سُفْيَان بْن الحارث بْن عبد المطلب من الشعراء المطبوعين، وَكَانَ سبق له هجاء فِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإياه عارض حسان بن ثابت بقوله:
ألا أبلغ أبا سُفْيَان عني ... مغلغلة فقد برح الخلفاء
هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء
وقد ذكرنا الأبيات فِي باب حسان [1] . والشعر محفوظ. ثم أسلم فحسن إسلامه فيقال: إنه مَا رفع رأسه إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حياء منه.
وَكَانَ إسلامه يوم الفتح قبل دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة، لقيه هُوَ وابنه جعفر بْن أبي سُفْيَان بالأبواء فأسلما. وقيل: بل لقيه هُوَ وعَبْد اللَّهِ بْن أبي أمية بين السقيا والعرج. فأعرض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنهما، فقالت له أم سلمة: لا يكن ابْن عمك وأخي ابْن عمتك أشقى الناس بك. وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ لأبي سُفْيَان بْن الحارث: إيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قبل وجهه، فقل له مَا قَالَ إخوة يوسف ليوسف عَلَيْهِ السلام: تاللَّه لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لخاطئين، فإنه لا يرضى أن يكون أحد أحسن قولًا منه. ففعل ذلك أَبُو سُفْيَان. فَقَالَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وهو أرحم الراحمين. وقبل منهما، وأسلما وأنشده أَبُو سُفْيَان قوله في إسلامه واعتذاره مما سلف منه:
لعمرك إني يوم أحمل راية ... لتغلب خيل اللات خيل محمد
__________
[1] صفحة 643، والديوان صفحة 8.(4/1674)
لكالمظلم [1] الحيران أظلم ليله ... فهذا أو انى حين أهدى فأهتدي
هداني هاد غير نفسي ودلني ... عَلَى اللَّه من طردته [2] كل مطرد
أصد [3] وأنأى جاهدًا عَنْ مُحَمَّد ... وأدعى وإن لم أنتسب من مُحَمَّد [4]
قَالَ ابْن إِسْحَاق: فذكروا أنه حين أنشد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله: «من طردته كل مطرد» ضرب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صدره وَقَالَ: أنت طردتني كل مطرد! وشهد أَبُو سُفْيَان حنينًا، وأبلى فِيهَا بلاء حسنًا، وَكَانَ ممن ثبت ولم يفر يومئذ، ولم تفارق يده لجام. بغلة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انصرف الناس إِلَيْهِ، وَكَانَ يشبه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يحبه، وشهد له بالجنة، وَكَانَ يقول: أرجو أن تكون خلفًا من حمزة. وَهُوَ معدود فِي فضلاء الصحابة. روى عفان، عَنْ وهيب، عَنْ هشام بْن عروة، عَنْ أبيه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: أَبُو سُفْيَان بْن الحارث من شباب أهل الجنة، أَوْ سيد فتيان أهل الجنة. ويروى عنه أنه لما حضرته الوفاة قَالَ: لا تبكوا علي، فإني لم أتنطف [5] بخطيئة منذ أسلمت. وذكر ابْن إِسْحَاق أن أبا سُفْيَان بْن الحارث بكى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم كثيرا ورثاه فقال:
أرقت فبات ليلي لا يزول ... وليل أخي المصيبة فيه طول
فأسعدني البكاء وذاك فِيمَا ... أصيب المسلمون به قليل
__________
[1] في أسد الغابة والطبقات لكالمدلج ... وأهتدى
[2] في الطبقات: من طردت.
[3] في الطبقات: أفر،
[4] في الطبقات: بمحمد.
[5] أتنطف: أتلطخ.(4/1675)
لقد عظمت مصيبتنا وجلت ... عشية قيل قد قبض الرسول
وأضحت أرضنا مما عراها ... تكاد بنا جوانبها تميل
فقدنا الوحي والتنزيل فينا ... يروح به ويغدو جبرئيل
وذاك أحق مَا سالت عَلَيْهِ ... نفوس الناس أَوْ كادت تسيل
نبي كَانَ يجلو الشك عنا ... بما يوحى إليه وما يقول
ويهدينا فلا نخشى ضلالًا ... علينا والرسول لنا دليل
أفاطم إن جزعت فذاك عذر ... وإن لم تجزعي ذاك السبيل
فقبر أبيك سيد كل قبر ... وفيه سيد الناس الرسول
وأبو سُفْيَان بْن الحارث هُوَ الّذي يقول أيضا:
لقد علمت قريش غير فخر ... بأنا نحن أجودهم حصانا
وأكثرهم دروعًا سابغات ... وأمضاهم إذا طعنوا سنانا
وأدفعهم لدى الضراء عنهم ... وأبينهم إذا نطقوا لسانا
وروى أبو حبّة البدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أبو سفيان خير أهلي- أو من خير أهلي. وَقَالَ ابْن دريد وغيره من أهل العلم بالخبر: إن قول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كل الصيد فِي جوف الفرا: إنه أَبُو سُفْيَان بْن الحارث بْن عمه هَذَا. وقد قيل: إن ذلك كَانَ منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أبي سُفْيَان بْن حرب، وَهُوَ الأكثر، والله أعلم.
قَالَ عروة: وَكَانَ سبب موته أنه حج، فلما حلق الحلاق رأسه قطع(4/1676)
ثؤلولًا [1] كَانَ فِي رأسه، فلم يزل مريضًا منه حَتَّى مات بعد مقدمه من الحج بالمدينة سنة عشرين. ودفن فِي دار عقيل بْن أبي طالب، وصلى عَلَيْهِ عُمَر بْن الخطاب رضي الله عنه. وقيل: بل مات أَبُو سُفْيَان بْن الحارث بالمدينة بعد أخيه نوفل بْن الحارث بأربعة أشهر إلا ثلاث عشرة ليلة، وَكَانَ هُوَ الَّذِي حفر قبر نفسه قبل أن يموت بثلاثة أيام، وكانت وفاة نوفل بْن الحارث عَلَى مَا ذكرنا فِي بابه سنة خمس عشرة.
(3003) أَبُو سُفْيَان بْن الحارث بْن قيس بْن زيد بْن ضبيعة بن زيد بن مالك ابن عوف بْن عَمْرو بْن عوف الأَنْصَارِيّ،
قتل يوم أحد شهيدًا. وقيل: بل قتل يوم خيبر شهيدا.
(3004) أَبُو سُفْيَان بْن حويطب بْن عبد العزى القرشي العامري،
قتل يوم الجمل، أسلم مَعَ أبيه يوم الفتح، وأبوه من أسن الصحابة، وقد ذكرناه [2] .
(3005) أَبُو سُفْيَان صخر بْن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي القرشي.
هُوَ والد معاوية، ويزيد، وعتبة، وإخوتهم. ولد قبل الفيل بعشر سنين، وَكَانَ من أشراف قريش فِي الجاهلية، وَكَانَ تاجرا يجهّز التجّار بما له وأموال قريش إِلَى الشام وغيرها من أرض العجم، وَكَانَ يخرج أحيانًا بنفسه، فكانت إليه راية الرؤساء المعروفة بالعقاب، وَكَانَ لا يحبسها إلا رئيس، فإذا حميت الحرب اجتمعت قريش فوضعت تلك الراية بيد الرئيس. ويقال: كَانَ أفضل قريش فِي الجاهلية رأيًا ثلاثة: عتبة، وأبو جهل، وأبو سفيان، فلما أتى
__________
[1] الثؤلول: الحبة التي تظهر في اجلد كالحمصة فما دونها (النهاية) .
[2] صفحة 399.(4/1677)
اللَّه بالإسلام أدبروا فِي الرأي. وَكَانَ أَبُو سُفْيَان صديق العباس ونديمه فِي الجاهلية.
أسلم أَبُو سُفْيَان يوم الفتح، وشهد مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حنينًا، وأعطاه من غنائمها مائة بعير وأربعين أوقية وزنها له بلال، وأعطى ابنيه يَزِيد ومعاوية.
واختلف في حين إسلامه، فطائفة ترى أنه لما أسلم حسن إسلامه، وذكروا عَنْ سَعِيد بْن المسيب، عَنْ أبيه- قَالَ: رأيت أبا سُفْيَان يوم اليرموك تحت راية ابنه يَزِيد يقاتل ويقول: يَا نصر اللَّه اقترب. وروى أن أبا سُفْيَان ابْن حرب كَانَ يقف عَلَى الكراديس [1] يوم اليرموك فيقول للناس: اللَّه اللَّه، فإنكم ذادة [2] العرب وأنصار الإسلام، وإنهم ذادة [2] الروم وأنصار المشركين، اللَّهمّ هَذَا يوم من أيامك، اللَّهمّ أنزل نصرك عَلَى عبادك. وطائفة ترى أنه كَانَ كهفًا للمنافقين منذ أسلم، وَكَانَ فِي الجاهلية ينسب إِلَى الزندقة. وفي حديث ابْن عباس عَنْ أبيه أنه لما أتى به العباس- وقد أردفه خلفه يوم الفتح إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسأله أن يؤمنه. فلما رآه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ له: ويحك يَا أبا سُفْيَان! أما آن لك- أن تعلم أن لا اله إلا اللَّه. فَقَالَ:
بأبي أنت وأمّى، ما أوصلك وأحلمك وأكرمك! والله لقد ظننت أنه لو كَانَ مَعَ اللَّه إلهًا غيره لقد أغنى عني شَيْئًا. فَقَالَ: ويحك يَا أبا سُفْيَان، ألم يأن لك أن تعلم أني رَسُول اللَّهِ! فَقَالَ: بأبي أنت وأمي، مَا أوصلك وأحلمك وأكرمك! أما هذه ففي النفس منها شيء. فَقَالَ له العباس: ويلك! اشهد شهادة الحق قبل أن تضرب عنقك. فشهد وأسلم، ثم سأل له العباس رسول الله صلى الله
__________
[1] الكردوسة: قطعة عظيمة من الخبل، وكردس الخيل جعلها كتيبة كتيبة (القاموس)
[2] في ى وأسد الغابة: دارة.(4/1678)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يؤمن من دخل داره، وَقَالَ: إنه رجل يحب الفخر والذكر، فأسعفه رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك. وَقَالَ: من دخل دار أبي سُفْيَان فهو آمن، ومن دخل الكعبة فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه عَلَى نفسه فهو آمن. وفي خبر ابْن الزُّبَيْر أنه رآه يوم اليرموك قَالَ: فكانت الروم إذا ظهرت قَالَ أَبُو سُفْيَان: إيه بني الأصفر، فإذا كشفهم المسلمون قَالَ أبو سفيان:
وبنو الأصفر الملوك ملوك الروم ... لم يبق منهم مذكور
فحدث به ابْن الزُّبَيْر أباه لما فتح اللَّه عَلَى المسلمين، فَقَالَ الزُّبَيْر: قاتله الله يأبى إلا نفاقا، أو لسنا خيرًا له من بني الأصفر وَذَكَرَ ابْنُ المبارك، عن مالك ابن مِغْوَلٍ، عَنِ ابْنِ أَبْجَرَ، قَالَ. لَمَّا بُويِعَ لأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ جَاءَ أَبُو سُفْيَانَ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: أَغْلَبَكُمْ عَلَى هَذَا الأَمْرِ أَقَلُّ بَيْتٍ فِي قُرَيْشٍ! أَمَا وَاللَّهِ لأَمْلأَنَّهَا خَيْلا وَرِجَالا إِنْ شِئْتَ. فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا زِلْتُ عَدُوًّا لِلإِسْلامِ وَأَهْلِهِ، فَمَا ضَرَّ ذَلِكَ الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ شَيْئًا، إِنَّا رَأَيْنَا أَبَا بَكْرٍ لَهَا أهلا. وهذا الخبر مما رواه عبد الرزاق عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ. وروي عَنِ الحسن أن أبا سُفْيَان دخل عَلَى عُثْمَان حين صارت الخلافة إِلَيْهِ، فَقَالَ: قد صارت إليك بعد تيم وعدي، فأدرها كالكرة، واجعل أوتادها بني أمية، فإنما هُوَ الملك، ولا أدري مَا جنة ولا نار. فصاح به عُثْمَان، قم عني، فعل اللَّه بك وفعل. وله أخبار من نحو هَذَا ردية ذكرها أهل الأخبار لم أذكرها. وفي بعضها مَا يدل عَلَى أنه لم يكن إسلامه سالمًا، ولكن حديث سعيد ابن المسيب يدل عَلَى صحة إسلامه والله أعلم.
حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ،(4/1679)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: فُقِدَتِ الأَصْوَاتُ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ إِلا رَجُلٌ وَاحِدٌ يَقُولُ: يَا نَصْرَ اللَّهِ اقْتَرِبْ، وَالْمُسْلِمُونَ يَقْتَتِلُونَ هُمْ وَالرُّومُ، فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ، فَإِذَا هُوَ أَبُو سُفْيَانَ تَحْتَ رَايَةِ ابْنِهِ يَزِيدَ.
وكانت له كنية أخرى: أَبُو حنظلة بابنه حنظلة المقتول يوم بدر كافرًا.
وشهد أَبُو سُفْيَان حنينًا مسلمًا وفقئت عينه يوم الطائف، فلم يزل أعور حَتَّى فقئت عينه الأخرى يوم اليرموك أصابها حجر فشدخها فعمى ومات سنة ثلاث وثلاثين فِي خلافة عُثْمَان وقيل: سنة اثنتين وثلاثين.
وقيل سنة إحدى وثلاثين. وقيل سنة أربع وثلاثين، وصلى عَلَيْهِ ابنه معاوية.
وقيل: بل صلى عَلَيْهِ عُثْمَان بموضع الجنائز، ودفن بالبقيع، وَهُوَ ابْن ثمان وثمانين سنة. وقيل: ابْن بضع وتسعين سنة، وَكَانَ ربعة دحداحًا [1] ذا هامة عظيمة.
(3006) أَبُو سُفْيَان، والد عَبْد اللَّهِ بْن أبي سُفْيَان.
حديثه عن النبي صلى الله عليه سلم عمرة فِي رمضان تعدل حجة. إسناده مدني أخشى أن يكون مرسلًا. [فاللَّه أعلم] [2] .
(3007) أَبُو سُفْيَان، مدلوك.
ذهب مَعَ مولاه إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأسلم معه، ومسح النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برأسه، ودعا له بالبركة، فكان مقدم رأسه مَا مس رسول الله صلى الله عليه وسلم منه أسود وسائره أبيض.
(3008) أَبُو سكينة [3]
شامي، لا أعرف له نسبًا ولا اسمًا. روى عنه بلال بْن سعد الواعظ، ذكروه في الصحابة ولا دليل عَلَى ذلك.
من حديث أبي سكينة عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أنه قال: إذا ملك أحدكم
__________
[1] الدحداح: القصير السمين.
[2] من أ.
[3] مصغر. وقيل بفتح أوله (الإصابة) .(4/1680)
شقصًا [1] من رقبة فليعتقها، فإن اللَّه يعتق بكل عضو منها عضوًا منه من النار. حديثه عند يَزِيد بْن ربيعة، عَنْ بلال بْن سعد. وقد قيل: إن حديثه هَذَا مرسل ولا صحبة له.
(3009) أَبُو سلالة [2] الأسلمي.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: سيكون عليكم أئمة يملكون رقابكم ويحدثونكم فيكذبونكم. حديثه عند حكام بْن أسلم الرازي، عَنْ عنبسة بْن سَعِيد قاضي الري، عَنْ عَاصِم بْن عبيد اللَّه، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، عَنْ أبي سلالة الأسلمي.
(3010) أَبُو سلام الهاشمي،
خادم [3] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومولاه، له صحبة، ذكره خليفة فِي تسمية الصحابة من موالي بني هاشم بْن عبد مناف، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، حَدَّثَنِي أَبُو عَقِيلٍ، عَنْ سَابِقِ بْنِ نَاجِيَةَ، عَنْ أَبِي سَلامٍ خَادِمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ- ثَلاثَ مَرَّاتٍ: رَضِيتُ باللَّه رَبًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا إِلا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: هَذَا هُوَ الصواب فِي إسناد هَذَا الحديث، وكذلك رواه هشيم وشعبة عَنْ أبي عقيل، عن سابق بن ناجية، عن أبي سلام، ورواه وكيع عَنْ مسعر فأخطأ فِي إسناده، فجعله عَنْ مسعر عَنْ أبي عقيل عَنْ أبي سلامة عَنْ سابق خادم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكذلك قَالَ فِي أبي سلام أَبُو سلامة فقد أخطأ أَيْضًا وباللَّه التوفيق.
(3011) أَبُو سلامة الثقفي
ذكر فِي الصحابة. قيل: اسمه غرّوة.
__________
[1] في أسد الغابة: شيئا. والشقص: النصيب.
[2] في الإصابة: ويقال أبو سلافة- بالفاء بدل اللام، وقيل بالميم بدلها
[3] في أسد الغابة: مولى.(4/1681)
(3012) أَبُو سلامة السلامي، وأبو سلامة الحبيبي [1] ،
من ولد حبيب [لم يعرف ابْن معين هَذَا النسب إِلَى] [2] السلمي، وهما عندي واحد، واسمه خداش. قَالَ أَبُو عُمَرَ: أَبُو سلامة السلامي لا يوجد ذكره إلا فِي حديث واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: أوصى امرأ بأمه ثلاث مرات وأوصى امرأ بأبيه ... الحديث، قد ذكرناه فِي باب خداش [3] فِي حرف الخاء فِي الأسماء أوضحناه هناك والحمد للَّه.
(3013) أَبُو سلمة بْن عبد الأسد بْن هلال بن عبد الله بن عمر [4] بن مخزوم القرشي المخزومي،
اسمه عَبْد اللَّهِ بْن عبد الأسد. وأمه برة بنت عبد المطلب بْن هاشم. كَانَ ممن هاجر بامرأته أم سلمة بنت أبي أمية إلى أرض الحبشة، ثم شهد بدرًا بعد أن هاجر الهجرتين، وجرح يوم أحد جرحًا اندمل ثم انتقض فمات منه، وذلك لثلاث مضين لجمادى الآخرة سنة ثلاث من الهجرة. وتزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امرأته أم سلمة رضي اللَّه عنهما، وقد مضى [5] فِي باب اسمه كثير من خبره.
(3014) أَبُو سلمة،
رجل من الصحابة، حَدِيثُهُ عِنْدَ موسى بن إسماعيل. قال:
حدثنا حماد بن يَزِيدَ بْنِ مُسْلِمٍ الْمُنَقِّرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، قَالَ قَالَ لِي كَهْمَسٌ الْهِلالِيُّ: أَلا أُحَدِّثُكَ بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ عُمَرَ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ عُمَرَ إِذْ جَاءَتْهُ امَرَأَةٌ تَشْكُو زَوْجَهَا تَقُولُ: إِنَّهُ قَلَّ خَيْرُهُ وَكَثُرَ شَرُّهُ. قَالَ:
وَمَنْ زَوْجُكِ؟ قَالَ: أحسها قَالَتْ أَبُو سَلَمَةَ. قَالَ: ذَاكَ رَجُلُ صِدْقٍ، وَإِنَّ لَهُ صُحْبَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم.
__________
[1] في أسد الغابة: أخرجه أبو نعيم وأبو عمر وأبو موسى: الحنينى بنونين. وقيل هو نسبة إلى حبيب بباءين.
[2] من أ.
[3] صفحة 443.
[4] تقدم في ترجمته: بن عمرو.
[5] صفحة 639.(4/1682)
(3015) أَبُو سلمى،
راعي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قيل اسمه حريث من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول [1] : بخ بخ كلمات مَا أثقلهن فِي الميزان ... الحديث. روى عنه أَبُو سلام الأسود الحبشي، قَالَ. رأيته فِي مسجد الكوفة. يعد أَبُو سلمى هَذَا فِي الشاميين، لأن حديثه هَذَا شامي، وبعضهم يعده فِي الكوفيين. وقد اختلف فِي حديثه هَذَا عَلَى أبي سلام الأسود.
(3016) أَبُو سلمى،
مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولا أدري أهو راعي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المتقدم ذكره أم هُوَ غيره.
(3017) أَبُو سلمى آخر،
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يحفظ عنه إلا شَيْئًا واحدًا. قَالَ: سمعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ في صلاة الغداة إذا الشمس كوّرت. روى عنه السري بْن يَحْيَى. وَقَالَ ابْن أبي حاتم: سمعت أبي يقول:
قلت لحسان بْن عَبْد اللَّهِ: لقي السري بْن يَحْيَى هَذَا الشيخ؟ قال: نعم.
(3018) أَبُو سليط الأَنْصَارِيّ.
اسمه أسيرة [2] بْن عَمْرو بن قيس بن مالك بن عدىّ ابن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأَنْصَارِيّ، النجاري. وقيل: اسمه أسير.
هُوَ والد عَبْد اللَّهِ بْن أبي سليط. وقد قيل فِي اسمه سبرة بْن عَمْرو. وقيل: أسيد ابن عَمْرو. وقيل أسير بْن عَمْرو، والأول أصح. أمه آمنة بنت عجرة أخت كعب بْن عجرة البلوي، وَكَانَ أبوه عَمْرو يكنى أبا خارجة، مشهور بكنيته أَيْضًا شهد أَبُو سليط بدرا وما بعدها من المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ بْن أبي سليط عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في النهي عن أكل لحوم الحمر الإنسية. يعد فِي أهل المدينة.
__________
[1] في أسد الغابة: بخ بخ لخمس مَا أثقلهن فِي الميزان: سبحان اللَّه. والحمد للَّه، ولا إله إلا اللَّه، والله أكبر. ولا حول ولا قوة إلا باللَّه.
[2] في الاشتقاق: أبو سليط بن قيس، وهو سبرة. وانظر الطبقات: 3: 69.(4/1683)
(3019) أَبُو السمح،
مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ويقال له خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قيل: اسمه إياد [1] ، وحديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بول الجارية والغلام عند يَحْيَى بْن الوليد عَنْ محل بْن خليفة يقال: إنه ضل ولا يدري أين مات.
(3020) أَبُو السنابل بْن بعكك [2] بْن الحجاج بْن الحارث بْن السباق ابن عبد الدار بْن قصي القرشي العبدري.
أمه عمرة بنت أوس، من بنى عذرة ابن سعد هذيم قيل: اسمه حبة [3] بْن بعكك، من مسلمة الفتح، كَانَ شاعرًا، ومات بمكة. روى عنه الأسود بْن يَزِيد قصته مَعَ سبيعة الأسلمية.
(3021) أَبُو سنان الأسدي.
اسمه وهب بْن عَبْد اللَّهِ، ويقال عَبْد اللَّهِ بْن وهب.
ويقال: عامر، ولا يصح. ويقال: بل اسمه وهب بن محصن بن حرثان ابن قيس [4] بن مرة بن كثير بن غنم بْن دودان بْن أسد بْن خزيمة، فإن يكن وهب بْن محصن بْن حرثان فهو أخو عكّاشة بن مخصن وأصح مَا قيل فيه والله أعلم أنه أخو عكاشة بْن محصن وابنه سنان بْن أبي سنان ابْن أخي عكاشة بْن محصن، وهم حلفاء بني عبد شمس. شهد أَبُو سنان بدرًا، وَهُوَ أول من بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة، وَهُوَ أسن من أخيه عكاشة.
قَالَ بعضهم: بنحو عشرين سنة، وعلى هَذَا قطع الْوَاقِدِيّ. وَقَالَ: توفي، وَهُوَ ابْن أربعين سنة، فِي سنة خمس من الهجرة. وَقَالَ غيره: توفي أَبُو سنان والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محاصر بني قريظة، ودفن في مقبرة بنى قريظة.
__________
[1] في أسد الغابة: اسمه زياد.
[2] بموحدة وزن جعفر (التقريب) .
[3] بالموحدة، وقيل بالنون (التقريب) .
[4] في أسد الغابة: بن قيس بن لبة بن غنم.(4/1684)
ذَكَرَ الْحَلْوَانِيُّ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَبُو سِنَانِ بْنِ وَهْبٍ الأَسَدِيُّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلامَ تُبَايِعُ؟ قَالَ: عَلَى مَا فِي نَفْسِكَ، فَبَايَعَهُ، وَتَتَابَعَ النَّاسُ فَبَايَعُوهُ، وَكَذَا قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ أَبُو سِنَانِ بْنِ وَهْبٍ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ، بَايَعَهُ قَبْلَ أَبِيهِ.
ذَكَرَ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ قَالَ: حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ أَبُو سِنَانٍ الأَسَدِيُّ.
وَحَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَبُو سِنَانِ بْنِ وَهْبٍ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَوَّلُ النَّاسِ بَايَعَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَبُو سِنَانٍ؟
انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الشَّجَرَةِ، وَقَدْ دَعَا النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، ابْسُطْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ. قَالَ: عَلامَ تُبَايِعُ؟ قَالَ: أُبَايِعُ عَلَى ما في نفسك.
(3022) أَبُو سنان الأشجعي
مذكور فِي حديث ابْن مَسْعُود. شهد هُوَ والجراح الأشجعي أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قضى فِي بروع [1] بنت واشق بما أفتى به ابن مسعود.
(3023) أبو سهل
في الصحابة لا أعرفه.
__________
[1] بروع كجرول هكذا ضبطه الجوهري. وقد جزم أكثر المحدثين بصحة الكسر (التاج) .(4/1685)
(3024) أَبُو سود [1] بْن أبي وكيع التميمي
جد وكيع بْن [دينار بْن] [2] أبي سود، سماه ابْن قانع فِي معجمه حسان بْن قيس بْن أبي سود بْن كلب بْن عدي بن غدانة [3] ابن يربوع بْن حنظلة روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اليمين الفاجرة قَالَ:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اليمين التي يقتطع بها الرجل مال أخيه تعقم الرحم رواه ابْن المبارك، عَنْ معمر، عَنْ رجل من بني تميم، عَنْ أبي سود. وكذلك رواه عبد الرزاق. وَقَالَ ابْن دريد: كَانَ أَبُو سود جد وكيع بْن حسان بْن أبي سود مجوسيًا، وهذا غير بعيد، فإن ديارهم كانت ديار الفرس والمجوس بها كثير، ومن قضى اللَّه له بالإسلام أسلم.
(3025) أَبُو سويد
ويقال أَبُو سوية الأَنْصَارِيّ. ويقال الجهني، حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه صلى عَلَى المتسحرين. روى عنه عبادة بْن نسي.
وَقَالَ أَبُو الحسن علي بن عمر الدار قطنى فِي المؤتلف والمختلف له: أَبُو سوية الأَنْصَارِيّ. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومن قَالَ أَبُو سويد فقد صحف.
(3026) أَبُو سيارة المتعي [4]
ثم القيسي، شامي. قيل: اسمه عميرة بْن الأعلم [5] .
وقيل: عمير بْن الأعلم. ذكره فِي الصحابة جماعة ممن ألف فِي الصحابة، ورووا فِي حديثه عَنْ سُلَيْمَان بْن مُوسَى عنه أنه قَالَ: قلت: يَا رَسُولَ الله، إن لي بخلا وعسلًا ... الحديث. روى عنه سُلَيْمَان بْن مُوسَى، عن النبي صلى الله عليه وسلم- حديثه فِي زكاة العسل أنه أمر أن يؤخذ منه العشّر.
__________
[1] بضم أوله وسكون الواو (الإصابة)
[2] من أ
[3] في أ: بن مالك بن عرابة.
[4] بتشديد التحتانية. والمتعي- بضم الميم وفتح المثناة بعدها مهملة (التقريب) .
[5] في التقريب: الأعزل.(4/1686)
وَهُوَ حديث مرسل لا يصح أن يحتج به إلا من قَالَ بالمراسيل، لأن سُلَيْمَان ابن مُوسَى يقولون: إنه لم يدرك أحدًا من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدَّثَنَاهُ عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَضَّاحٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ مَاهَانَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِي سَيَّارَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَمَرَ أَنْ يُؤْخَذَ الْعُشْرُ مِنَ الْعَسَلِ، وَكَانَ يَحْمِيهِ
(3027) أَبُو سيف القين.
ظئر إِبْرَاهِيم ابْن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ البراء بْن أوس، وقد تقدم ذكره [1] .
باب الشين
(3028) أَبُو شاه الكلبي،
رجل من أهل اليمن، حضر خطبة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ أَبُو شاه: اكتبها لي يَا رَسُولَ اللَّهِ- يعني الخطبة، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اكتبوا لأبي شاة. من رواية أبي هريرة
(3029) أَبُو شداد الذماري العماني [2] ،
سكن عمان، وذكر أنه أتاهم كتاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قطعة أديم. قيل له: من كَانَ عامل عمان يومئذ؟ قَالَ: أسوار [3] من أساورة كسرى. ذكره البخاري، عَنْ مُوسَى بْن إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد العزيز بْن زياد [4] أَبُو حمزة الخبطي، قال: حدثنا
__________
[1] صفحة 193.
[2] في أسد الغابة: قلت كذا قال أبو عمر الذمارى. والّذي يقوله غيره من أهل العلم دمائي- بالدال المهملة والميم وبعد الألف ياء تحتها نقطتان نسبة إلى دماء. وهي من عمان، وقاله ابن مندة وأبو نعيم العماني. وأما ذمار فمن اليمن من نواحي صنعاء. وفي الإصابة: 4- 105 قال أبو عمر: أبو شداد العماني الذمارى وتعقب بأن ذمار من صنعاء لا من عمان. وعمان بضم أوله والتخفيف من عمل البحرين وذمار قرية منها يقال بالميم والموحدة- قاله الرشاطى.
[3] الأسوار: بالضم والكسر: قائد الفرس جمعه أساورة (القاموس) .
[4] في أ: شداد.(4/1687)
أَبُو شداد رجل من أهل عمان. وذكر أَبُو حاتم الرازي قَالَ: أَبُو شداد رجل من أهل ذمار. قَالَ: جاءنا كتاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قطعة أديم: من مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ إِلَى أهل عمان. من حديث أبي سلمة الْمُنَقِّرِيّ، عَنْ عبد العزيز ابن زياد الخبطي [1] ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شداد.
(3030) أَبُو شداد.
عقل متوفى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يره، ولم يسمع منه- قاله معن بْن عِيسَى، عَنْ معاوية بْن صالح، عَنْ أبي شداد، وَكَانَ قد عقل متوفى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره ولم يسمع منه.
(3031) أَبُو شريح هانئ بْن يَزِيد الحارثي.
كَانَ يكنى أبا الحكم، فلما وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ طائفة من قومه فسمعهم يكنونه أبا الحكم، فدعاه رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقال: إن الله هُوَ الحكم، وإليه الحكم، فلم تكنى بأبي الحكم؟ فَقَالَ: إن قومي إذا اختلفوا فِي شيء حكمت بينهم فرضي كلا الفريقين. فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أحسن هَذَا، فما لك من الولد؟ قَالَ: ثلاثة: شريح، وعَبْد اللَّهِ، ومسلم. قَالَ: من أكبرهم؟
قَالَ: شريح قَالَ: فأنت أَبُو شريح، ودعا له ولولده. وَهُوَ والد شريح بْن هانئ صاحب عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ. يعد في الكوفيين.
(3032) أَبُو شريح الأَنْصَارِيّ.
له صحبة، ذكروه فِي الصحابة، ولا أعرفه بغير كنيته، وذكره هَذَا.
(3033) أَبُو شريح الكعبي الخزاعي.
اسمه خويلد بْن عَمْرو وقيل عَمْرو بْن خويلد. وقيل: كعب بْن عَمْرو. وقيل: هانئ بْن عَمْرو، وأصحها خويلد بْن عَمْرو.
أسلم قبل فتح مكة، وَكَانَ يحمل أحد ألوية بني كعب بْن خزاعة يوم فتح مكة،
__________
[1] هكذا في ى، وأسد الغابة. وفي الإصابة: الحنظليّ، وفي أ: الحبطى.(4/1688)
وقد ذكرناه فِي باب الخاء [1] ونسبناه هناك وكانت وفاته بالمدينة سنة ثمان وستين عداده فِي أهل الحجاز. وروى عنه عطاء بْن يَزِيد الليثي، وأبو سَعِيد الْمَقْبُرِيّ، وسفيان بْن أبي العوجاء. وَقَالَ مصعب: سمعت الْوَاقِدِيّ يقول: كَانَ أَبُو شريح الخزاعي من عقلاء أهل المدينة، فكان يقول: إذا رأيتموني أبلغ من أنكحته أَوْ نكحت إليه إِلَى السلطان فاعلموا أني مجنون فاكووني، وإذا رأيتموني أمنع جاري أن يضع خشبته فِي حائطي فاعلموا أني مجنون فاكووني، ومن وجد لأبي شريح سمنًا أَوْ لبنًا أَوْ جداية [2] فهو له حل فليأكله ويشربه.
(3034) أَبُو شعيب الأَنْصَارِيّ،
مذكور فِي حديث أبي مَسْعُود البدري أنه صنع لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طعامًا وَقَالَ له: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إيت وخمسة معك.
فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أتأذن فِي السادس. حديثه عند الأعمش، عَنْ أبي وائل من رواية الثقات، عَنِ الأعمش.
(3035) أَبُو شقرة التميمي،
روى عنه مخلد بْن عُقْبَةَ. فيه نظر.
(3036) أَبُو الشموس البلوي.
له صحبة، شهد مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزوة تبوك. روى عنه حديثًا أنه أمر الَّذِينَ استقوا من بئر الحجر- حجر ثمود- أن يلقوا مَا عجنوا، وعملوا به. حديثه عند زياد بْن نصر من أهل وادي القرى، عَنْ سليم بْن مطير، عَنْ أبيه، عنه.
(3037) أَبُو شميلة
رجل من الصحابة مذكور فِي حديث عند محمد بن إسحاق.
__________
[1] صفحة 455.
[2] هي من أولاد الظباء ما بلغ ستة أشهر أو سبعة ذكرا كان أو أنثى بمنزلة الجدي من المعز.(4/1689)
(3038) أَبُو شهم [1] .
قيل: اسمه يَزِيد بْن أبي شيبة، له صحبة ورواية، معدود فِي الكوفيين من الصحابة، بايعه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيده.
وَهُوَ روى عنه قيس بْن أبي حازم، قَالَ مرت بي امرأة فِي بعض أزقة المدينة، فأخذت بكشحها وجبذت خاصرتها، فأصبح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبايع الناس، فأتيته فمددت بيدي لأبايعه فقبض يده عني، وَقَالَ: ألست صاحب الجبذة بالأمس؟ فقلت: يا رسول الله، بايعنى، فو الله لا أعود بعدها أبدًا، فبايعني صلى اللَّه عليه وسلم.
(3039) أَبُو شيبة الخدري
سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من قَالَ لا إله إلا اللَّه مخلصًا دخل الجنة. مات بأرض الروم. حديثه عند يونس بْن الحارث الطائفي، عَنْ أبي شيبة، ومنهم من يقول فيه: عَنْ يونس بْن الحارث، حَدَّثَنِي مِشْرَسٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا أبو بِشْرٍ الدَّوْلابِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِذٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى الْكُوفِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ الْحَارِثِ الثَّقَفِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مِشْرَسًا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو شَيْبَةَ الْخُدْرِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ عَلَى حِصَارِ القسطنطينية فَدَفَنَّاهُ مَكَانَهُ، سُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ أَبِي شَيْبَةَ الْخُدْرِيِّ فَقَالَ: لَهُ صُحْبَةٌ، وَلا يُعْرَفُ اسمه.
(3040) أبو شيخ بن أبىّ بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة ابن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار.
شهد بدرًا وقتل يوم بئر معونة شهيدًا، وكذا قَالَ ابْن إِسْحَاق أَبُو شيخ بْن أبي بْن ثابت. وَقَالَ ابْن هشام: أَبُو شيخ اسمه أبي بْن ثابت، فعلى قول ابْن إِسْحَاق هُوَ ابْن أخي حسان بْن ثابت، وعلى قول ابْن هشام هُوَ أخو حسان بن ثابت.
__________
[1] بالمعجمة، وقيل بالمهملة (التقريب) .(4/1690)
(3041) أَبُو شيخ المحاربي.
له حديث واحد عند أهل الكوفة، وليس إسناده بشيء ولا يصح.
باب الصاد
(3042) أبو الصباح الأنصاري
الأكثر يقولون فيه أبو الضياح. بالضاد المنقوطة، وقد ذكرناه فِيمَا بعد.
(3043) أَبُو صخر العقيلي.
رجل من بني عقيل له صحبة ورواية. قيل: اسمه عَبْد اللَّهِ بْن قدامة. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن شقيق حديثًا حسنًا فِي أعلام النبوة وشهادة اليهودي له [1] وهو يجود بالموت بأنه موجودة صفته في التوراة.
(3044) أَبُو صرمة [2] الأَنْصَارِيّ المازني،
من بني مازن [بْن النجار] [3] وقيل: بل هُوَ من بني عدي بْن النجار، والأول أكثر وأشهر. اختلف فِي اسمه، فقيل:
مالك [4] بْن قيس. وقيل لبابة بْن قيس. وقيل قيس بْن مالك بْن أبي أنس.
وقيل مالك بْن أسعد، وَهُوَ مشهور بكنيته. ولم يختلف فِي شهوده بدرًا وما بعدها من المشاهد. من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم من ضار ضار اللَّه به، ومن شاق شاق اللَّه عَلَيْهِ. وروى عنه مُحَمَّد بْن كعب القرظي، ومحمد ابن قيس، وابن محيريز، ولؤلؤة. وَكَانَ شاعرًا محسنًا، وهو القائل:
لنا صرم يدول [5] الحق فِيهَا ... وأخلاق يسود بها الفقير
ونصح للعشيرة حيث كانت ... إذا ملئت من الغشّ الصدور
__________
[1] أي للنّبيّ.
[2] بكسر أوله وسكون الراء (التقريب) .
[3] من أ.
[4] وهذا ما ارتضاه في التقريب.
[5] في ى: يزول.(4/1691)
وحلم لا يسوغ الجهل فيه ... وإطعام إذا قحط الصبير
بذات يد عَلَى مَا [1] كَانَ فِيهَا ... نجود به قليل أَوْ كثير
(3045) أَبُو صعير [2] ،
والد ثعلبة بْن أبي صعير اختلف فيه على ابن شهاب، وتصحيحه عند النعمان بْن راشد، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي صُعَيْرٍ، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ فِي صَدَقَةِ الْفِطْرِ صَاعٌ مِنْ بُرٍّ بَيْنَ كُلِّ اثْنَيْنِ، أَوْ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ ... الحديث.
(3046) أَبُو صفرة ظالم بْن سراق،
ويقال ابْن سارق الأزدي العتكيّ البصري.
يقال ظالم ابن سراق بْن صبيح [3] بْن كندي بْن عَمْرو بن عدي بن وائل بن الحارث ابن العتيك بْن الأسد [4] . كَانَ مسلمًا عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفد عَلَيْهِ، ووفد عَلَى عُمَر بْن الْخَطَّابِ فِي عشرة من ولده.
ذكر عبد الرزاق، قَالَ: سمعت جعفر بْن سُلَيْمَانَ يقول: وفد أَبُو صفرة عَلَى عُمَر بْن الْخَطَّابِ ومعه عشرة من ولده، المهلب أصغرهم، فجعل عمر ينظر إِلَيْهِ ويتوسم، ثم قَالَ لأبي صفرة: هَذَا سيد ولدك، وَهُوَ يومئذ أصغرهم قَالَ أَبُو عُمَرَ: المهلب بْن أبي صفرة من التابعين. روى عن سمرة ابن جُنْدَبٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. وَرَوَى عَنْهُ أبو إسحاق السبيعي، وسماك ابن حَرْبٍ، وَعُمَرُ بْنُ سَيْفٍ. وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلَةٌ، وَهُوَ ثِقَةٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَأَمَّا مَنْ عَابَهُ بِالْكَذِبِ فَلا وَجْهَ لَهُ، لأَنَّ صَاحِبَ الْحَرْبِ يَحْتَاجُ إِلَى الْمَعَارِيضِ وَالْحِيلَةِ، فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهَا عَدَّهَا كَذِبًا، وَكَانَ شُجَاعًا ذَا رَأْيٍ فِي الْحَرْبِ خَطِيبًا، وَهُوَ الَّذِي حَمَى الْبَصْرَةَ مِنَ الأزارقة الخوارج
__________
[1] في أسد الغابة، أ: على من كان فيها.
[2] صعير: كزبير.
[3] هكذا في أ، د. وفي الإصابة: صبح.
[4] في الإصابة، أ: الأزد.(4/1692)
وَالصُّفْرِيَّةُ بَعْدَ أَنْ أَجْلَى أَكْثَرَ أَهْلِهَا عَنْهَا إِلا مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ قُوَّةٌ عَلَى النُّهُوضِ، حَتَّى قِيلَ: بَصْرَةُ الْمُهَلَّبِ. وكانت وفاة المهلب بقرية من قرى مروالروذ فِي ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين. وقيل سنة اثنتين وثمانين، وله يومئذ ست وسبعون سنة.
وأما أبوه أَبُو صفرة، فكان مسلمًا على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ وأدى إليه صدقات، ولم يره ولم يفد عَلَيْهِ، ثم وفد عَلَى عُمَر بْن الْخَطَّابِ رضي اللَّه عنه. وقيل: إنه وفد على أبي بكر الصديق رضي الله عنه مَعَ بنيه.
(3047) أَبُو صفوان مالك بْن عميرة.
ويقال سويد بْن قيس. وقيل: إنه ربيعة ابن نزار. حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بعت من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل الهجرة رجل سراويل فأرجح لي، وروى عنه سماك بْن حرب.
واختلف فيه عَلَيْهِ برواية شعبة عنه كما وصفنا. وَقَالَ مالك بْن عميرة: أَبُو صفوان.
وَرَوَى الثَّوْرِيُّ. عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قيس، قال: جلبت أنا ومخرمة العبديّ نرّا مِنْ هَجَرَ، فَأَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَرَى مِنِّي رِجْلَ سَرَاوِيلَ، وَقَالَ: لَوَزَّانٍ يَزِنُ بِالأَجْرِ زِنْ وَأَرْجِحْ.
(3048) أَبُو صفية
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. كَانَ من المهاجرين.
روى عنه سَعِيد بْن عامر، عَنْ يونس بْن عبيد [1] أنه سمعه يقول لأمه: ماذا رأيت أبا صفية يصنع؟ قالت: رأيت أبا صفية- وَكَانَ من المهاجرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- يسبح بالنوى [روى عبد الواحد بْن زياد، عن يونس ابن عبيد، عن أمه: وقالت بالحصى] [2] .
__________
[1] في أ: بن عبد الله.
[2] ليس في أ.(4/1693)
باب الضاد
(3049) أَبُو ضمرة بْن العيص.
كَانَ من المستضعفين بمكة، فلما نزلت: إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ ... 4: 98 الآية قَالَ: ذكرنا مَعَ النساء والولدان! فتجهز يريد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأدركه الموت بالتنعيم، فنزلت [1] :
وَمن يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ 4: 100 ... الآية. رواه إسرائيل، عَنْ سالم الأفطس، عَنْ سَعِيد بْن جبير عنه، هكذا قَالَ فيه ابْن أبي حاتم أَبُو ضمرة بْن العيص، وذكره فِي الكنى المجردة فيمن لا يعرف له اسم كما ذكرناه ها هنا، وقد تقدم فِي هَذَا الكتاب [2] عَنْ غيره أنه ضمرة ابن العيص، لا أَبُو ضمرة بْن العيص.
(3050) أَبُو ضمضم.
غير منسوب. روى عنه الحسن بْن أبي الحسن، وقتادة أنه قَالَ: اللَّهمّ إني قد تصدقت بعرضي عَلَى عبادك وروى من حديث ثابت، عَنْ أنس- أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ألا تحبون أن تكونوا كأبي ضمضم. وَذَكَرَ أَبُو يَحْيَى السَّاجِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا السَّرِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ قَاسِمٍ [3] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَمِيِّ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلا تُحِبُّونَ أَنْ تَكُونُوا كَأَبِي ضَمْضَمٍ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ أَبُو ضَمْضَمٍ؟ قَالَ: إِنَّ أَبَا ضَمْضَمٍ كَانَ إِذَا أصبح قَالَ: اللَّهمّ إني قد تصدقت بعرضي عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي. رَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجِلا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ: اللَّهمّ إِنَّهُ لَيْسَ لِي مَالٌ أَتَصَدَّقُ بِهِ، وَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُ عِرْضِي صَدَقَةً للَّه عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ أَصَابَ مِنْهُ شَيْئًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ:
فَأَوْجَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ. أَظُنُّهُ أبا ضمضم المذكور، فاللَّه أعلم.
__________
[1] سورة النساء آية 99.
[2] صفحة 750
[3] في أ: القاسم(4/1694)
(3051) أَبُو ضميرة
مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. كان ممن أفاء اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ. قيل: اسم أبي ضميرة سعد الحميري- قاله [1] البخاري، من آل ذي يزن. وكذلك قَالَ أَبُو حاتم، إلا أنه قَالَ: سَعِيد الحميري. وقيل: اسم أبي ضميرة روح بْن سندر [2] . وقيل: روح بْن شيرزاد، والأول أصح إن شاء اللَّه تعالى. وهو جد حسين بن عبد الله بن ضميرة بْن أبي ضميرة. مخرج حديثه عَنْ ولده، وَهُوَ إسناد لا تقوم به حجة. عداده وعداد ولده فِي أهل المدينة، وَكَانَ من العرب فأعتقه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكتب له كتابًا يوصي [3] به، هُوَ بيد ولده، وقدم حسين بْن عَبْد اللَّهِ بْن ضميرة بكتاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالإيصاء بأبي ضميرة وولده عَلَى المهدي، فوضعه المهدي عَلَى عينيه ووصله بمال كثير، قيل ثلاثمائة دينار.
(3052) أَبُو الضياح [4] .
قيل: اسمه النعمان. وقيل: عمير بْن ثابت بن النعمان ابن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس.
شهد بدرًا، وأحدًا، والخندق، والحديبية، وقتل يوم خيبر شهيدًا، ضربه رجل منهم بالسيف فأطن [5] قحف رأسه.
ذكر إِبْرَاهِيم بْن سعد، ويونس بْن بكير جميعًا، عَنِ ابْن إِسْحَاق فيمن قتل بخيبر من بني عَمْرو بْن عوف أَبُو الضياح بْن ثابت بْن النعمان بْن أمية ابن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف. وقال الطبري أبو الضّياح النعمان ابن ثابت بْن النعمان بْن أمية بْن البرك، شهد بدرًا وأحدًا والخندق والحديبية، وقتل بخيبر.
__________
[1] في أسد الغابة: قال.
[2] أ: بن سنان.
[3] في أسد الغابة: كتابا أوصى المسلمين بهم خيرا.
[4] الضياح- بالضاد المعجمة المفتوحة وتشديد الياء تحتها نقتطان وبعد الألف حاء مهملة وقال المستغفري: هو بتخفيف الياء (أسد الغابة) .
[5] أطن فحف رأسه: قطعه.(4/1695)
باب الطاء
(3053) أَبُو طريف الهذلي،
سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يعد فِي أهل الحجاز.
روى عنه الوليد بْن عَبْد اللَّهِ بْن أبي سميرة [1] ، قيل: اسمه سنان بْن سلمة. حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة المغرب أنه كَانَ يصليها بهم فِي حين حصاره الطائف، ولو رمى إنسان لأبصر مواقع نبله.
(3054) أَبُو الطفيل عامر بْن واثلة الكناني.
وقيل عَمْرو بْن واثلة، قاله معمر، والأول أكثر وأشهر. وَهُوَ عامر بْن واثلة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو [2] بْن جحش بن جرى ابن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بْن علي بْن كنانة الليثي المكي، ولد عام أحد وأدرك من حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثماني سنين. نزل الكوفة وصحب عليًا فِي مشاهده كلها، فلما قتل علي رضي اللَّه عنه انصرف إِلَى مكة فأقام بها حَتَّى مات سنة مائة. ويقال: إنه أقام بالكوفة ومات بها، والأول أصح والله أعلم.
ويقال: إنه آخر من مات ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى حَمَّاد بْن زَيْد، عَنْ سَعِيد الجريري، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: مَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ رَجُلٌ الْيَوْمَ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرِي. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنِ الْجَرِيرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَبْقَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ رَآهُ غَيْرِي.
وَأَخْبَرَنَا عبد الله بن محمد، حدثنا محمد بن عثمان، حدثنا إسماعيل بن إسحاق
__________
[1] في الإصابة: شميلة.
[2] سبق صفحة 798 من هذا الكتاب في نسبه: بن عمير بن جابر بن حميس بن جدي ابن سعد. وفي أ: عمرو بن جحش بن جدي.
وفي الإصابة: بن عمرو بن جحش، ويقال جهيش بن جرى.(4/1696)
الْقَاضِي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ أَخْضَرَ، عَنِ الْجَرِيرِيِّ- سَمِعَهُ يَقُولُ:
كُنْتُ أَطُوفُ بِالْبَيْتِ مَعَ أَبِي الطُّفَيْلِ فَيُحَدِّثُنِي وَأُحَدِّثُهُ، فَقَالَ لِي: مَا بَقِيَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ عَيْنٌ تَطُوفُ مِمَّنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرِي. قَالَ علي: آخر من بقي ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم أَبُو الطفيل عامر بْن واثلة الليثي، ويقال الكناني. قَالَ علي: ومات بمكة رضي اللَّه عنه. قال أَبُو عُمَرَ: كَانَ أَبُو الطفيل شاعرًا محسنًا وهو القائل:
أيدعونني شيخا وقد عشت حقبة ... وهن من الأزواج نحوي نوازع
وما شاب رأسي من سنين تتابعت ... علي، ولكن شيبتني الوقائع
وقد ذكره ابْن أبي خيثمة فِي شعراء الصحابة، وَكَانَ فاضلًا عاقلًا، حاضر الجواب فصيحًا، وَكَانَ متشيعًا فِي علي ويفضله، ويثني عَلَى الشيخين أبي بكر وعمر، ويترحم عَلَى عُثْمَان. قدم أَبُو الطفيل يومًا عَلَى معاوية فَقَالَ له: كيف وجدك عَلَى خليلك أبي الحسن؟ قَالَ: كوجد أم مُوسَى عَلَى مُوسَى، وأشكو إِلَى اللَّه التقصير وَقَالَ له معاوية: كنت فيمن حصر عُثْمَان؟ قَالَ: لا، ولكني كنت فيمن حضر. قَالَ: فما منعك من نصره؟ قَالَ: وأنت فما منعك من نصره إذ تربصت به ريب المنون، وكنت مَعَ أهل الشام وكلهم تابع لك فِيمَا تريد؟ فَقَالَ له معاوية: أَوْ مَا ترى طلبي لدمه نصرة له؟ قَالَ: بلى، ولكنك كما قَالَ أخو جعفي:
لا ألفينك بعد الموت تندبني ... وفي حياتي ما زودتني زادا
(3055) أَبُو طلحة الأَنْصَارِيّ،
اسمه زيد بْن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو ابن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بْن النجار الأَنْصَارِيّ النجاري الخزرجي.
شهد العقبة، ثم شهد بدرًا وما بعدها من المشاهد. أمه عبادة بنت مالك بْن عدي(4/1697)
ابن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بْن النجار. قَالَ مُوسَى بْن عُقْبَةَ- عن ابن شهاب: وممن شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو طلحة زيد بْن سهل. وروى معن بْن عِيسَى عَنْ رجل من ولد أبي طلحة، قَالَ: وَكَانَ اسم أبي طلحة زيد بْن سهل، وهو الّذي يقول:
أنا أبو طلحة واسمي زيد ... وكل يوم فِي سلاحي [1] صيد
وَكَانَ آدم مربوعًا، وَكَانَ من الرماة المذكورين من الصحابة. وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لصوت أبي طلحة فِي الجيش خير من مائة رجل. وقيل: إنه قتل يوم حنين عشرين رَجُلا وأخذ أسلابهم. وَكَانَ لا يخضب. كانت تحته أم سليم بنت ملحان وعقبه منها.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ تَمِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمِ [بْنِ نُعَيْمٍ] [2] أَبُو الْحَسَنِ الْبُوَيْطِيُّ مِنْ بُوَيْطِ صَعِيدِ مِصْرَ- وَتَحْتَ خَاتَمِهِ يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ الْغَزِّيُّ [3] ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عدي، حدثنا ابن المبارك، حدثنا حماد ابن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يَوْمَ حُنَيْنٍ: مَنْ قَتَلَ كَافِرًا فَلَهُ سَلَبُهُ، فَقَتَلَ أَبُو طَلْحَةَ يَوْمَئِذٍ عِشْرِينَ رَجُلا وَأَخَذَ أَسْلابَهُمْ.
أَخْبَرَنَا عَبْد الْوَارِثِ بْن سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قَاسِم، حَدَّثَنَا ابْن أبي عمر، حَدَّثَنَا الخشني، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن عيينة، عَنْ علي بْن زيد، عَنْ أنس بْن مالك، قَالَ: كَانَ أَبُو طلحة يجثو بين يدي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الحرب ويقول:
نفسي لنفسك الفداء ... ووجهي لوجهك الوقاء
__________
[1] في الإصابة: جرابى.
[2] من أ
[3] في أ: أبو على الحسن بن الفرج الغربي.(4/1698)
ثم ينشر كنانته بين يديه، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لصوت أبي طلحة فِي الجيش خير من مائة رجل. وروى حميد، عَنْ أنس، قَالَ: كَانَ أَبُو طلحة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يرفع رأسه من خلف أبي طلحة ليرى مواقع النبل. قال: وكان أَبُو طلحة يتطاول بصدره يقي به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويقول: نحري دون نحرك. واختلف فِي وقت وفاته فقيل: توفي سنة إحدى وثلاثين، وقيل: توفي سنة أربع وثلاثين، وَهُوَ ابْن سبعين سنة، وصلى عَلَيْهِ عُثْمَان بْن عفان.
وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ سلمة، عن ثابت البناني، وعلي بن زيد، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ سَرَدَ الصَّوْمَ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَأَنَّهُ رَكِبَ الْبَحْرَ فَمَاتَ فَدُفِنَ فِي جَزِيرَةٍ. وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: مَاتَ أَبُو طَلْحَةَ سنة إحدى وخمسين [1] .
(3056) أَبُو طليق [2] .
وَقَالَ فيه بعضهم أَبُو طلق. والأول أكثر. سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: عمرة فِي رمضان تعدل حجة. روى عنه طلق ابن حبيب. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي طَلِيقٍ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا يَعْدِلُ الْحَجَّ؟
قَالَ: عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ. يُعَدُّ فِي أَهْلِ الْحِجَازِ. وامرأته أم طليق روت هَذَا الحديث أَيْضًا. ورويا جميعًا عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أنّ الحجّ من سبيل الله،
__________
[1] سبقت له ترجمة في صفحة 553 من هذا الكتاب.
[2] بوزن عظيم. وقيل: طلق، بسكون اللام.(4/1699)
ومن حمل عَلَى جمل حاجًا فقد حمل فِي سبيل اللَّه، والنفقة فِي الحج مخلوفة. هَذَا معنى حديثهما عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
(3057) أَبُو طويل، شطب الممدود.
وقد ذكرناه فِي باب الشين [1] .
(3058) أَبُو طيبة [2] الحجام
مولى بني حارثة كَانَ يحجم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قيل اسمه دينار. وقيل نافع. وقيل ميسرة، والله أعلم. روى عنه أنس بْن مالك فِي الحجامة. وروى عنه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النفقة فِي الحناء [3] مثل النفقة فِي الحج، الدرهم بسبعمائة.
باب الظاء
(3059) أَبُو ظبية [4] .
صاحب منحة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. روى عن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: بخ بخ خمس مَا أثقلهن فِي الميزان:
سبحان اللَّه، والحمد للَّه، ولا إله إلا اللَّه، والله أكبر، [ولا حول ولا قوة إلا باللَّه [5]] ، والمؤمن يموت له الولد الصالح. اختلف فِي إسناده عَلَى أبي سلام الحبشي، فمنهم من يرويه عنه عَنْ أبي سلمى راعي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومنهم من يرويه عنه عَنْ أبي ظبية صاحب منحة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.
__________
[1] صفحة 708.
[2] بوزن عيبة.
[3] هكذا في أ، ى، ولعله: النفقة في الخفاء (هامش ى) .
[4] بتقديم الموحدة الساكنة على الياء الأخيرة (الإصابة) وفي التقريب: بفتح أوله وسكون الموحدة بعدها تحتانية. ويقال بالمهملة وتقديم التحتانية، والأول أصح.
[5] ما بين القوسين ليس في الإصابة.(4/1700)
باب العين
(3060) أَبُو عاتكة الأزدي.
ذكره الباوردي. من حديثه إنه قدم على النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ ومعه أَبُو راشد الأزدي، فسلم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: أنعم صباحًا. فوضع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رداءه وأقعده عَلَيْهِ، وَقَالَ:
إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه، وأعطاه قدحًا. وَكَانَ رداء النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندنا والقدح، وبه كانوا يحنطون موتاهم.
(3061) أَبُو العاص بْن الربيع بْن عبد العزى بْن عبد شمس بْن عبد مناف ابن قصي القرشي العبشمي،
صهر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوج ابنته زينب أكبر بناته. كَانَ يعرف بجرو البطحاء، هُوَ وأخوه يقال لهما: جروا البطحاء.
وقيل: بل كَانَ ذلك أبوه وعمه. اختلف فِي اسمه، فقيل لقيط. وقيل مهشم.
وقيل هشيم [1] ، والأكثر لقيط وأمه هالة بنت خويلد بْن أسد أخت خديجة [2] لأبها وأمها وَكَانَ أَبُو العاص بْن الربيع ممن شهد بدرًا مَعَ كفار قريش، وأسره عَبْد اللَّهِ بْن جبير بْن النعمان الأَنْصَارِيّ، فلما بعث أهل مكة فِي فداء أسراهم قدم فِي فدائه أخوه عَمْرو بْن الربيع بمال دفعته إِلَيْهِ زينب بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من ذلك قلادة لَهَا كانت خديجة أمها قد أدخلتها بها عَلَى أبي العاص حين بنى عليها. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن رأيتم أن تطلقوا لَهَا أسيرها وتردوا الَّذِي لَهَا فافعلوا. فَقَالُوا: نعم. وَكَانَ أَبُو العاص ابْن الربيع مواخيًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مصافيًا، وَكَانَ قد أبى أن يطلق
__________
[1] في ى: هشم.
[2] في أسد الغابة: قاله أبو عمر. وقال ابن مندة وأبو نعيم: اسمها هند، فهو ابن خالة أولاد رسول الله من خديجة.(4/1701)
زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ إذ مشى إليه مشركو قريش فِي ذلك، فشكر له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مصاهرته، وأثنى عَلَيْهِ بذلك خيرًا، وهاجرت زينب مسلمة رضي اللَّه عنها وتركته عَلَى شركه، فلم يزل كذلك مقيمًا عَلَى الشرك حَتَّى كَانَ قبل الفتح، فخرج بتجارة إِلَى الشام، ومعه أموال من أموال قريش، فلما انصرف قافلًا لقيته سرية لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أميرهم زيد بْن حارثة رضي اللَّه عنه. وَكَانَ أَبُو العاص فِي جماعة عير، وَكَانَ زيد فِي نحو سبعين ومائة راكب، فأخذوا مَا فِي تلك العير من الأثقال، وأسروا ناسًا منهم، وأفلتهم أَبُو العاص هربًا.
وقيل: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث زيدًا فِي تلك السرية قاصدًا للعير التي كَانَ فِيهَا أَبُو العاص، فلما قدمت السرية بما أصابوا أقبل أَبُو العاص فِي الليل حَتَّى دخل عَلَى زينب رضي اللَّه عنها، فاستجار بها فأجارته. فلما خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصبح، وكبر وكبر الناس معه، صرخت زينب رضي اللَّه عنها: أيها الناس، إني قد أجرت أبا العاص بْن الربيع فلما سلم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الصلاة أقبل عَلَى الناس، فَقَالَ: هل سمعتم مَا سمعت؟ فَقَالُوا: نعم. قَالَ: أما والذي نفسي بيده مَا علمت بشيء كَانَ حَتَّى سمعت منه مَا سمعتم، إنه يجير عَلَى المسلمين أدناهم ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل عَلَى ابنته، فَقَالَ: أي بنية، أكرمي مثواه، ولا يخلصن إليك، فإنك لا تحلين له. فقالت: إنه جاء فِي طلب ماله. فخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبعث فِي تلك السرية، فاجتمعوا إليه، فَقَالَ لهم: إن هَذَا الرجل منا بحيث علمتم، وقد أصبتم له مالا، وهو مما أفاءه اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عليكم، وأنا أحب أن تحسنوا وتردوا إليه ماله الَّذِي له، وإن أبيتم فأنتم أحق به. قَالُوا:(4/1702)
يَا رَسُولَ اللَّهِ، بل نرده عَلَيْهِ. فردوا عَلَيْهِ ماله مَا فقد منه شَيْئًا، فاحتمل إلى مكة، فأدّى إلى كل ذي مال من قريش ماله الَّذِي كَانَ أبضع [1] معه، ثم قَالَ: يَا معشر قريش، هل لأحد منكم مال لم يأخذه؟ قَالُوا: جزاك اللَّه خيرًا، فقد وجدناك وفيًا كريمًا. قَالَ: فإني أشهد أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، والله مَا منعني من الإسلام إلا تخوف أن تظنوا أني آكل أموالكم، فلما أداها اللَّه عَزَّ وَجَلَّ إليكم أسلمت. ثم خرج حَتَّى قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلمًا، وحسن إسلامه، ورد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنته عَلَيْهِ.
هَذَا كله خبر ابْن إِسْحَاق، ومنه شيء عَنْ غيره.
وذكر مُوسَى بْن عُقْبَةَ خبر أبي العاص بْن الربيع وأخذ أبي بصير وأبي جندل له فِي حين مكثهم بالساحل يقطعون عَلَى عير قريش، وفي ذلك الخبر مَا يخالف بعض مَا ذكر ابْن إِسْحَاق، وقد أشرنا إِلَى خبر مُوسَى بْن عُقْبَةَ فِي باب [2] أبي بصير.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ عَلَى النِّكَاحِ الأَوَّلِ، وَلَمْ يُحْدِثْ شَيْئًا بَعْدَ سِتِّ سِنِينَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: قَدْ رُوِيَ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَّهَا عَلَيْهِ بِنِكَاحٍ جَدِيدٍ. وَهُوَ قَوْلُ الشَّعْبِيِّ وَطَائِفَةٍ من أَهْلِ السِّيَرِ، وَقَدْ أَوْضَحْنَا مَعْنَى ذَلِكَ فِي كتاب التمهيد، والحمد للَّه تعالى.
__________
[1] أبضعته بضاعة: إذا دفعتها إليه (النهاية)
[2] صفحة 1612.(4/1703)
قَالَ إِبْرَاهِيم بْن المنذر: وتوفي أَبُو العاص بْن الربيع، ويسمى جرو البطحاء، فِي ذي الحجة سنة اثنتي عشرة.
(3062) أَبُو عامر الأشعري،
عم مُوسَى الأشعري. اسمه عبيد بْن سليم ابن حضّار بن حرب، من ولد الأشعري بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب ابن زيد بْن كهلان بْن سبأ، قد تقدم نسبه إِلَى الأشعر فِي باب أبي مُوسَى. وَقَالَ علي بْن المديني: اسم أبي عامر الأشعري عم أبي مُوسَى عبيد بْن وهب، فلم يصنع شَيْئًا.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ أَبُو عامر هَذَا من كبار الصحابة قتل يوم حنين أميرًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى طلب أوطاس، فلما أخبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتله رفع يديه يدعو له أن يجعله اللَّه فوق كثير من خلقه، من حديث بريد بْن أبي بردة، عَنْ أبي مُوسَى، فِي خبر فيه طول. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حدثنا أحمد ابن شُعَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْرُوقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ حُنَيْنٍ بَعَثَ أَبَا عَامِرٍ عَلَى جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسٍ فَلَقِيَ ابْنَ الصِّمَّةِ، فَقُتِلَ وَهَزَمَ اللَّهُ أَصْحَابَهُ، وَرُمِيَ أَبُو عَامِرٍ فِي رُكْبَتِهِ، رَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي جُشَمَ بِسَهْمٍ فَأَثْبَتَهُ فِي رُكْبَتِهِ فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: مَنْ رَمَاكَ يَا عَمُّ؟ وَذَكَرَ تَمَامَ الْخَبَرِ.
وَذَكَرَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الأَزْدِيُّ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ نُعَيْمٍ الْقَيْسِيّ حَدَّثَهُ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] بْنِ عَرِيبٍ الأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: لَمَّا هَزَمَ اللَّهُ هَوَازِنَ يَوْمَ حُنَيْنٍ عَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِي عَامِرٍ لِوَاءً عَلَى خَيْلِ الطَّلَبِ، فَطَلَبَهُمْ وأنا فيمن طلبهم
__________
[1] في أ: الضحاك بن عبد الرحمن الأشعري.(4/1704)
مَعَهُ، فَأَدْرَكَ أَبُو عَامِرِ بْنُ دُرَيْدِ بْنِ الصِّمَّةِ فَعَدَلَ إِلَيْهِ ابْنُ دُرَيْدٍ فَقَتَلَ أَبَا عَامِرٍ وَأَخَذَ اللِّوَاءَ، فَشَدَدْتُ عَلَى ابْنِ دُرَيْدِ بْنِ الصِّمَّةِ فَقَتَلْتُهُ، وَأَخَذْتُ اللِّوَاءَ وَانْصَرَفْتُ بِالنَّاسِ. فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْمِلُ اللِّوَاءَ قَالَ: أَبَا مُوسَى، قُتِلَ أَبُو عَامِرٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَرَفَعَ يَدَيْهِ يَدْعُو لأَبِي عَامِرٍ يَقُولُ: اللَّهمّ عُبَيْدُكَ أَبُو عَامِرٍ، اجْعَلْهُ فَوْقَ الأَكْثَرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقَدْ قِيلَ فِي هَذَا الْخَبَرِ: إِنَّ دُرَيْدَ بْنَ الصِّمَّةِ قَتَلَ أَبَا عَامِرٍ وَقَتَلَهُ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ، وَذَلِكَ غَلَطٌ، وَإِنَّمَا كَانَ ابْنَ دُرَيْدٍ لا دريد، فَقَدْ ذَكَرْنَا قَاتِلَ دُرَيْدٍ يَوْمَ حُنَيْن فِي غير هذا الموضع. وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ أَبَا عَامِرٍ قَتْلَ يَوْمَئِذٍ تِسْعَةً مُبَارَزَةً، وَإِنَّ الْعَاشِرَ ضَرَبَهُ فَأَثْبَتَهُ فَحُمِلَ وَبِهِ رَمَقٌ، ثُمَّ قَاتَلَهُمْ أَبُو مُوسَى فَقَتَلَ قَاتِلَهُ.
وَرِوَايَةُ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عِنْدِي أَثْبَتُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: فِي سَنَةِ ثَمَانٍ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أَبَا عَامِرٍ الأَشْعَرِيَّ فِي خَيْلِ الطَّلَبِ فَقُتِلَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَامَ مَقَامَهُ أَبُو مُوسَى الأشعري فقتل قاتله.
(3063) أبو عامر الأشعري- أخو أبى مُوسَى الأشعري.
قد اختلف فِي اسمه، فقيل هاني، بْن قيس. وقيل عَبْد الرَّحْمَنِ بْن قيس وقيل عبيد بْن قيس. وقيل عباد بْن قيس إسلامه مَعَ أخيه وسائر إخوته.
(3064) أَبُو عامر الأشعري، آخر،
ليس بعم أبي مُوسَى. اختلف فِي اسمه، فقيل عبيد بْن وهب. وقيل عَبْد اللَّهِ بْن وهب وقيل عَبْد اللَّهِ بْن هانئ. وقيل عَبْد اللَّهِ بْن عمار. هُوَ والد عامر بْن أبي عامر الأشعري. له صحبة ورواية، من حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نعم الحي الأزد والأشعريون، لا يفرون فِي القتال ولا يغلون، هم مني وأنا منهم. وَقَالَ خليفة بْن خياط- فِي تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ من قبائل اليمن: أَبُو عامر(4/1705)
الأشعري اسمه عَبْد اللَّهِ بْن هانئ. ويقال ابْن وهب. ويقال عبيد بْن وهب.
توفي فِي خلافة عَبْد الْمَلِكِ بْن مَرَوَان.
(3065) أَبُو عبادة الأَنْصَارِيّ،
اسمه سعد بْن عُثْمَانَ بن خلدة بن مخلد بن عامر ابن زريق الأَنْصَارِيّ الزَّرْقِيّ، شهد بدرًا وأحدًا.
(3066) أَبُو عَبْد اللَّهِ الصُّنَابِحِيّ [1] ،
اسمه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عسيلة [2] . وقد تقدم ذكره فِي باب اسمه [3] ، ولا يصح له صحبة، فاته رَسُول اللَّهِ [4] صلى الله عليه وسلم بخس ليال. وَكَانَ من الفضلاء. ذَكَرَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ فَاشْتَكَى، فَأَقْبَلَ الصُّنَابِحِيُّ فَقَالَ عُبَادَةُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ كَأَنَّمَا رُقِيَ بِهِ فَوْقَ سَبْعِ سماوات فَعَمِلَ مَا عَمِلَ عَلَى مَا رَأَى فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا. فَلَمَّا انْتَهَى الصُّنَابِحِيُّ قَالَ عُبَادَةُ: لَئِنْ سُئِلْتُ لأَشْهَدَنَّ لَكَ، وَلَئِنْ شُفِّعْتُ لأَشْفَعَنَّ لَكَ، وَلِئْن قَدِرْتُ لأَنْفَعَنَّكَ.
(3067) أَبُو عَبْد اللَّهِ القيني،
له صحبة، مصري. روى عنه أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ الحبلي قصة سرق [5] وبيعه فِي الدين الَّذِي استهلكه، ليس حديثه بالقوي.
(3068) أَبُو عَبْد اللَّهِ
ذكره الباوردي، من حديثه قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رمضان شهر مبارك، فيه يفتح اللَّه باب الجنة، ويغلق فيه باب الجحيم، ويصفد فيه الشياطين، وينادي مناد: يَا باغي الخير هلمّ، ويا باغي الشر أقصر.
__________
[1] بضم الصاد وفتح النون وبعد الألف باء موحدة مكسورة ثم حاء (اللباب) .
[2] عسيلة: بمهملة مصغرا (التقريب) .
[3] صفحة 841.
[4] العبارة في أسد الغابة: هاجر إلى المدينة فرأى النبي قد توفى قبله بليال.
[5] في الإصابة: اشترى سرق من رجل بزا قدم به فتقاضاه فتغيب منه، ثم ظفر به، فأتى النبي فقال له: بع سرقا. قال: فانطلقت به فساومني به أصحاب النبي ثلاثة أيام، ثم بدا لي فأعتقته. وفي الطبقات حادثة أخرى صفحة 196 جزء سابع.(4/1706)
(3069) أَبُو عَبْد اللَّهِ، آخر
رجل، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه يَحْيَى البكائي، كَانَ ابْن عمر رضي اللَّه عنهما يقول: خذوا عنه.
ذكره البخاري.
(3070) أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيّ،
هُوَ يَزِيد بْن ثعلبة بن خزمة بن أصرم ابن عَمْرو بْن عمارة، من بلي، حليف لبني سالم بْن عوف بْن الخزرج.
شهد بدرًا وأحدا.
(3071) أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ الجهني،
له صحبة، عداده في أهل مصر. روى عنه أبو الخير الْيَزَنِيّ حديثين: أحدهما- أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أنا راكب غدًا إن شاء الله إلى اليهود فلا تبدءوهم بالسلام، وإذا سلموا عليكم فقولوا: وعليكم. والآخر أنّ برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: طوبى لمن رآني وآمن بي، ثم طوبى لمن آمن بي واتبعني ولم يرني. كلاهما عند مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيد بْن أبي حبيب، عَنْ أبي الخير مرثد بْن عَبْد اللَّهِ الْيَزَنِيّ، عَنْ أبي عَبْد الرَّحْمَنِ الجهني.
(3072) أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ حاضن عائشة رضي اللَّه عنها،
ذكره الباوردي قَالَ:
رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليه ثوب واحد نصفه عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونصفه عَلَى عائشة.
(3073) أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ الفهري القرشي،
من بني فهر بْن مالك بن النضر ابن كنانة، له صحبة ورواية. قَالَ الْوَاقِدِيّ: اسمه عبد. وَقَالَ غيره: اسمه يَزِيد بْن أنس [1] . وقيل: إنه [2] كرز بْن ثعلبة، شهد مَعَ النبي صلى الله عليه وسلم
__________
[1] في أسد الغابة: أنيس. وفي التقريب: يزيد في بن إياس.
[2] وفي أسد الغابة: كرز بن ثعلبة. وفي الطبقات (5- 336) : كرز بن جابر.
وفي أ: وقيل اسمه كرز.(4/1707)
حنينًا، ووصف الحرب يومئذ. وفي حديثه: فولى المسلمون يومئذ مدبرين كما قَالَ اللَّه تبارك وتعالى. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عباد اللَّه، أنا عَبْد اللَّهِ ورسوله، ثم قَالَ: يَا معشر المهاجرين، أنا عبد الله ورسوله، وانقحم عَنْ فرسه، فأخذ كفا من تراب. قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ: فحدثني من كَانَ أقرب إليه مني أنه ضرب به وجوههم، وَقَالَ: شاهت الوجوه، فهزمهم اللَّه عَزَّ وَجَلَّ. ذكره حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن أبي همام عبد الله بن يسار، عَنْ أبي عَبْد الرَّحْمَنِ الفهري، قَالَ يعلى: فحدثني أبناؤهم عَنْ آبائهم. قَالَ: فما بقي أحد إلا امتلأت عيناه وفوه ترابًا. قَالَ: وسمعنا صلصلة بين السماء والأرض كإمرار الحديد عَلَى طست الحديد وَهُوَ الَّذِي قَالَ له ابْن عباس: يَا أبا عَبْد الرَّحْمَنِ، تحفظ الموضع الَّذِي كَانَ يقوم فيه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للصلاة؟ قَالَ: نعم، عند الشقة الثالثة تجاه الكعبة، مما يلي باب بني شيبة. فَقَالَ له ابْن عباس: أثبته. قَالَ: نعم قد أثبته.
(3074) أَبُو عبس بن جبر،
اسمه [1] عَبْد الرَّحْمَنِ بْن جبر- ويقال ابْن جابر- ابن عَمْرو بْن زيد [2] بْن جشم بْن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو ابن مالك بن الأوس الأنصاري الحارثي. شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهُوَ معدود فِي كبار الصحابة من الأنصار. مات سنة أربع وثلاثين، وَهُوَ ابْن سبعين سنة. وصلى عَلَيْهِ عُثْمَان، ودفن بالبقيع، ونزل فِي قبره أَبُو بردة بْن نيار، وقتادة بن النعمان، ومحمد بن مسلمة، وسلمة بن سلامة ابن وقش. قيل: إنه شهد بدرًا وَهُوَ ابْن ثمان وأربعين سنة أو نحوها. روى
__________
[1] تقدم في صفحة 827، وفي ى: بن أبى جبر
[2] في التقريب: يزيد.(4/1708)
عنه عباية بْن رافع بْن خديج. قيل: إن أبا عبس بْن جبر كَانَ يكتب بالعربية قبل الإسلام، وَكَانَ فيمن قتل كعب بن الأشرف.
(3075) أَبُو عبيدة الديلي،
وأبو عقيل جد عدي بن عدي، وأبو عبيد اللَّهِ حرب بْن عبيد اللَّه.
قيل لكل واحد منهم صحبة، ولا أحفظ لواحد من هؤلاء خبرًا.
(3076) أَبُو عبيد
مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ويقال خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا أقف عَلَى اسمه، وله رواية. من حديثه أنه كَانَ يطبخ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوما فَقَالَ له: ناولني الذراع- وَكَانَ يعجبه لحم الذراع ... الحديث، رواه قتادة عَنْ شهر بْن حوشب عنه. يذكر فِي الصحابة.
(3077) أَبُو عبيد بْن مَسْعُود بْن عَمْرو الثقفي.
لا أعلم له رواية شيء، قتل هُوَ وابنه جبر بْن أبي عبيد فِي صدر خلافة عمر يوم الجسر.
وأما المختار ابنه فقد مضى ذكره فِي موضعه فِي حرف [1] الميم.
وأبو عبيد هَذَا هُوَ والد [2] صفية بنت أبي عبيد، وصاحب يوم الجسر المعروف بجسر أبي عبيد، وذلك أنه لما ولى عُمَر بْن الْخَطَّابِ الخلافة عزل خالد بْن الوليد عَنِ العراق والأعنة، وولى أبا عبيد بْن مَسْعُود الثقفي، وذلك سنة ثلاث عشرة، فلقي أَبُو عبيد جابان بين الحيرة والقادسية ففض جمعه، وقتل أصحابه. وأسره، ففدى جابان نفسه منه، ثم جميع يزدجرد جموعا عظيمة ووجّههم نحو أبي عبيد فالتقوا بعد أن عبر أبو عبيد الجسر في المضيق فاقتتلوا
__________
[1] في صفحة 1465.
[2] صفية امرأة عبد الله بن عمر (أسد الغابة) .(4/1709)
قتالًا شديدًا، وضرب أَبُو عبيد مشفر الفيل وضرب أَبُو محجن عرقوبه، وقتل أَبُو عبيد وذلك فِي آخر شهر رمضان أَوْ أول شوال من سنة ثلاث عشرة، واستشهد يومئذ من المسلمين ألف وثمانمائة. وقد قيل أربعة آلاف مَا بين قتيل وغريق. وقد قيل: إن الفيل برك يومئذ عَلَى أبي عبيد فقتله بعد نكاية كانت منه فِي المشركين، وذلك فِي سنة ثلاث من ملك يزدجرد، وكان الّذي بعث إليهم يزدجرد مردان شاه بْن بهمن فِي أربعة آلاف دارع، وَكَانَ المثنى بْن حارثة يومئذ مَعَ أبي عبيد.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَقِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ قَيْسَ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: كَانَ أبو عبيد ابن مَسْعُودٍ عَبَرَ الْفُرَاتَ إِلَى مِهْرَانَ فَقَطَعُوا الْجِسْرَ خَلْفَهُ فَقَتَلُوهُ وَأَصْحَابَهُ. قَالَ:
وَأَوْصَى إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَرَثَاهُ أَبُو محجن الثقفي.
(3078) أَبُو عبيدة بْن الجراح
قيل اسمه عامر بن الجراح وقيل: عبد الله ابن عامر بْن الجراح. والصحيح أن اسمه عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال ابْن أهيب بْن ضبة بْن الحارث بْن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي الفهري. شهد بدرا مع النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وما بعدها من المشاهد كلها.
وذكر ابْن إِسْحَاق والواقدي أنه هاجر الهجرة الثانية إِلَى أرض الحبشة، ولم يذكر ذلك ابْن عقبة ولا غيره.
وَهُوَ الَّذِي انتزع من وجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حلقتي الدرع يوم أحد فسقطت ثنيتاه، وَكَانَ لذلك أثرم، وَكَانَ نحيفًا معروق الوجه، طوالًا أجنأ، وَهُوَ أحد العشرة الَّذِينَ شهد لهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة، وَكَانَ من كبار الصحابة وفضلائهم، وأهل السابقة منهم رضوان اللَّه عليهم(4/1710)
أجمعين قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أَبُو عبيدة بْن الجراح. وَقَالَ أَبُو بَكْر الصديق يوم السقيفة: قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين- يعني عمر وأبا عبيدة. وَقَالَ عمر إذ دخل عَلَيْهِ الشام وَهُوَ أميرها: كلنا غيرته الدنيا غيرك يَا أبا عبيدة. وله فضائل جمة.
توفي رضي اللَّه عنه وَهُوَ ابْن ثمان وخمسين سنة فِي طاعون عمواس سنة ثمان عشرة بالأردن من الشام وبها قبره، وصلى عَلَيْهِ معاذ بْن جبل، ونزل فِي قبره معاذ، وعمرو بْن العاص، والضحاك بْن قيس وذكر المدائني، عَنِ العجلاني، عَنْ سَعِيد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن حسان- قَالَ: مات فِي طاعون عمواس ستة وعشرون ألفًا. ويقال: مات فيه من آل صخر عشرون فتى، ومن آل الوليد بْن الْمُغِيرَةِ عشرون فتى. وقيل: بل من ولد خالد بْن الوليد.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَهْلِ نَجْرَانَ: لأَبْعَثَنَّ عَلَيْكُمْ رَجُلا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ، فَاسْتَشْرَفَ لَهَا النَّاسُ، فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ. وَرَوَى عَفَّانُ وَغَيْرُهُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ أَهْلَ الْيَمَنِ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: ابْعَثْ مَعَنَا رَجُلا يُعَلِّمُنَا، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَقَالَ: هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ.
(3079) أَبُو عبيدة بْن عَمْرو بْن محصن بْن عتيك بْن عَمْرو بن مبذول بن عمرو ابن غنم بْن مالك بْن النجار.
قتل يوم بئر معونة شهيدا.(4/1711)
(3080) أَبُو عبيدة
رجل له رواية [1] . قدم عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع مولاه رجل من الأزد، فَقَالَ له: مَا اسمه؟ فَقَالَ: قيوم. فَقَالَ: بل هُوَ عبد القيوم أَبُو عبيدة. وَكَانَ مولاه اسمه عبد العزى أَبُو مغوية. فَقَالَ له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنت عَبْد الرَّحْمَنِ أَبُو راشد. وقد ذكرناه فِي بابه [2] .
(3081) أَبُو عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بْن أبي قحافة.
رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وأبوه عَبْد الرَّحْمَنِ وجده أَبُو بَكْر وجد أبيه أَبُو قحافة، ولا يعلم أربعة رأوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هذه الصفة غيرهم. وَهُوَ والد عَبْد اللَّهِ بْن أبي عتيق الَّذِي غلبت عَلَيْهِ الدعابة. ورواية أبي عتيق هَذَا أكثرها عَنْ عائشة رضي اللَّه عنها.
(3082) أَبُو عُثْمَان بْن سنة [3] الخزاعي.
سمع منه ابْن شهاب، قَالَ قوم:
له صحبة. وأبى ذلك آخرون، وفيه نظر.
(3083) أَبُو عُثْمَان الأَنْصَارِيّ.
قَالَ: دق علي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم [الباب] [4] وقد ألمت بالمرأة روى حديثه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي الزناد، عَنْ أبيه، عَنْ أبي سلمة عنه. ذكره الباوردي، وَقَالَ فِي حديث عَبْد اللَّهِ بْن أبي رافع فِي تسمية من شهد مَعَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ [وأبو عُثْمَان بْن عَمْرو مولى بني حارثة] [5]
(3084) أَبُو عُثْمَان النهدي.
اسمه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مل [6]- ويقال ابن ملي- ابن عَمْرو بْن عدي بْن وهب بْن سعد بن خزيمة بن كعب بن رفاعة بن مالك ابن نهد بْن زيد بْن ثابت بْن ليث بْن سواد [7] بْن أسلم بْن الحاف بْن قضاعة النهدي أسلم عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأدّى إليه
__________
[1] في أ: رؤية.
[2] تقدم في «عبد الرحمن» صفحة 832.
[3] بفتح المهملة وتشديد النون (التقريب) .
[4] من أسد الغابة.
[5] ليس في أ. وهذه الترجمة فيها خلاف كثير عن أ.
[6] بلام ثقيلة والميم مثلثة (التهذيب) .
[7] في أ: سود.(4/1712)
صدقات [1] ولم يره. غزا فِي عهد عمر القادسية وجلولاء وتستر. وَهُوَ معدود فِي كبار التابعين بالبصرة.
روى عَنْ عمر وابن مَسْعُود وأبى موسى.
(3085) أَبُو عذرة،
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن شداد من حديث حَمَّاد بْن سَلَمَةَ. ذكره يَزِيد بْن هارون، وعَبْد الرَّحْمَنِ بْن مهدي جميعًا. عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي عُذْرَةَ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ عَنِ الْحَمَّامَاتِ، ثُمَّ رَخَّصَ لِلرِّجَالِ مَعَ الْمَيَازِرِ
(3086) أَبُو عرس،
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من كانت له ابنتان فأطعمهما ... الحديث من وجه مجهول ضعيف.
(3087) أَبُو العريان المحاربي.
روى عنه مُحَمَّد بْن سيرين مثل حديثه عَنْ أبي هريرة فِي يوم ذي اليدين. وقيل: إنه أَبُو هريرة وأبو العريان غلط لم يقله إلا خالد وحده. وقيل: إنه أَبُو العريان الهيثم بْن الأسود النخعي [2] الَّذِي روى عنه طارق بْن شهاب الأحمسي، وعبد الملك بن عمير. يعد في الكوفيين، وبعضهم جعله من البصريين روى سُفْيَان بْن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، قال: عاد عَمْرو بْن حريث أبا العريان فَقَالَ: كيف تجدك يَا أبا العريان؟ قَالَ: أجدني قد ابيض مني مَا كنت أحب أن يسود واسود مني مَا كنت أحب أن يبيض، ولان مني مَا كنت أحب أن يشتد، واشتد مني مَا كنت أحب أن يلين
اسمع أنبئك بآيات الكبر ... تقارب الخطو وسوء فِي البصر
وقلة الطعم إذا الزاد حضر ... وكثرة النسيان فيما يدّكر
__________
[1] هكذا في [؟] . وفي أسد الغابة: صدقات له. وفي ترجمته السابقة 853: ثلاث صدقات.
[2] في الاصابة: ذكره أبو عمر، ثم ساق شيئا من أخبار أبي العريان النخعي وهو خطأ.(4/1713)
وقلة النوم إذا الليل اعتكر ... نوم العشاء وسعال في السّحو
وتركي الحسناء فِي قيل الظهر [1] ... والناس يبلون كما تبلى الشجر
قَالَ أَبُو عُمَرَ: لا يبعد أَبُو العريان أن يكون صاحبًا لسنه، ولرواية كبار التابعين عنه مَعَ رواية عَمْرو بْن حريث. وَهُوَ معدود فِي الصحابة.
(3088) أَبُو عريض،
ذكره أَبُو حاتم الرازي عَنْ مُحَمَّد بْن دينار الخراساني، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن المطلب، عَنْ مُحَمَّد بْن جابر الحنفي، عَنْ أبي مالك الأشجعي، عَنْ أبي عريض. وَكَانَ خَلِيلَ [2] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ خَيْبَرَ. قَالَ:
أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِائَةَ رَاحِلَةٍ، فَذَكَرَ حَدِيثًا مُنْكَرًا لا يَصِحُّ.
(3089) أَبُو عزة الهذلي [3]
اسمه يسار بْن عبد. وقيل: يسار بْن عَبْد اللَّهِ.
وقيل: يسار بْن عَمْرو، من بني لحيان بْن هذيل، له صحبة. نزل البصرة وعداده فِي أهلها روى عنه أَبُو المليح ويقال: إن أبا عزة هَذَا هُوَ مطر بْن عكامس، لأن حديثهما واحد. وقيل غيره، وَهُوَ الأكثر، والحديث الَّذِي يرويه أَبُو عزة الهذلي هَذَا، ويرويه مطر بْن عكامس ليس له غيره عن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذا أراد اللَّه قبض روح عبد بأرض جعل له إليها حاجة.
(3090) أَبُو عزيز بْن جندب بْن النعمان.
مذكور فِي الصحابة، لا أعرفه.
(3091) أَبُو عزيز [4] بْن عمير [5] بْن هاشم بْن عبد مناف بْن عبد الدار بن قصىّ ابن كلاب القرشي العبدري
هُوَ أخو مصعب بْن عمير وأخو أبى الروم بن عمير.
__________
[1] في د: في قبل الطهر. بت في أ.
[2] الاصابة في: دليل.
[3] سبق صفحة 1582.
[4] في أسد الغابة: قال أبو موسى: اختلف في اسمه قيل عتبان، وقيل: عبد الله بن عتبان، وصالح. وفي هوامش الاستيعاب: اسمه أبيض بن عبد الرحمن.
[5] في الإصابة: بن عمر.(4/1714)
أمه وأم مصعب وهند بني عمير أم خناس بنت مالك من بني لؤي، وهند بنت عمير هي أم شيبة بْن عُثْمَانَ. قيل: اسم أبي عزيز هَذَا زرارة، له صحبة. وسماع من النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ ورواية، حدث عنه نبيه بْن وهب يعد فِي أهل المدينة. وزعم الزُّبَيْر أنه قتل يوم أحد كافرًا، وذلك غلط، والله أعلم. ولعل المقتول بأحد كافرًا أخ لهم، قتل كافرًا يوم أحد. وأما مصعب بْن عمير فقتل بأحد مسلما، وأبو بزيد بْن عمير أخوهم كذلك. ذكره ابْن إِسْحَاق وغيره وَقَالَ خليفة بْن خياط- فِي تسمية الصحابة: من بني عبد الدار بْن قصي بْن كلاب أَبُو عزيز بْن عمير بْن هاشم بْن عبد مناف بْن عبد الدار.
(3092) أَبُو عسيب
مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. له صحبة ورواية أسند عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثين: أحدهما فِي الحمى والطاعون.
روى عنه مسلم بْن عبيد أَبُو نصيرة وَقَالَ القاسم بْن حمزة [1] : رأيت أبا عسيب خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخضب لحيته ورأسه قيل: اسم أبي عسيب أحمر [2] .
(3093) أَبُو عسيم [3] .
حديثه عند حماد بن سلمة عن أبي عِمْرَانَ الْجُونِيِّ، عَنْ أَبِي عُسَيْمٍ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا: كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْهِ؟
قَالَ: ادْخُلُوا مِنْ هَذَا الباب أرسالا أرسلا ثُمَّ صَلُّوا عَلَيْهِ، وَاخْرُجُوا مِنَ الْبَابِ الآخَرِ، قَالَ: فَلَمَّا وَضَعُوهُ فِي لَحْدِهِ، قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ قِبَلِ قَدَمَيْهِ شَيْءٌ لَمْ يَصْلُحْ قَالُوا: فَادْخُلْ فَأَصْلِحْهُ. فدخل فمسّ قدمي النبي صلى الله
__________
[1] هكذا في الأصول، ولعله القاسم بن مخيمرة (هامش [؟] ) ، وفي هوامش الاستيعاب:
إنما هو خازم بن القاسم- بالخاء المعجمة.
[2] في الإصابة: قيل اسمه أحمر. وقيل اسمه سفينة.
[3] في الإصابة: قيل هو أبو عسيب، وغاير بينهما البغوي. وفي أسد الغابة: قيل هو أبو عسيب. وقيل غيره. وقد فرق بينهما أبو أحمد وغيره.(4/1715)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: أَهِيلُوا عَلَيَّ التُّرَابَ، فَأَهَالُوا عَلَيْهِ التُّرَابَ، حَتَّى بَلَغَ أَنْصَافَ قَدَمَيْهِ، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: أَنَا أَحْدَثُكُمْ عَهْدًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(3094) أَبُو عطية الوادعي.
مذكور فِي الصحابة، حَدِيثُهُ عِنْدَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ- أَنَّ رَجُلا تُوُفِّيَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لا تُصَلِّ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ رَآهُ عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَعْمَالِ الْخَيْرِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: حَرَسَ مَعَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْلَةَ كَذَا وَكَذَا. فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَشَى إِلَى قَبْرِهِ، فَجَعَلَ يَحْثُو عَلَيْهِ التُّرَابَ، وَيَقُولُ: إِنَّ أَصْحَابَكَ يَظُنُّونَ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّكَ لا تُسْأَلُ عَنْ أَعْمَالِ النَّاسِ، وَإِنَّمَا تُسْأَلُ عَنِ الْغِيبَةِ. وَقِيلَ: إِنَّ اسْمَ أَبِي عَطِيَّةَ مَالِكُ بْنُ عَامِرٍ [1]
(3095) أَبُو عقبة الفارسي.
من أبناء فارس. ذكره خليفة فِي موالي بني هاشم من الصحابة وَقَالَ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ الخزاعي: هُوَ مولى جبير [2] بْن عتيك.
وذكر عنه أنه قَالَ: شهدت أحدًا مَعَ مولاي جبير بْن عتيك، فضربت رَجُلا وقلت: خذها وأنا الغلام الفارسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلا قلت خذها وأنا الغلام الأَنْصَارِيّ. قيل: اسمه رشيد
(3096) أَبُو عقرب البكري.
ويقال: الكناني، من بني بكر بن عبد مناة ابن كنانة ويقال من بني ليث بْن بكر. له صحبة ورواية. وَهُوَ والد أبي نوفل ابن أبي عقرب. اختلف فِي اسمه، فَقَالَ خليفة: اسمه خويلد [3] بن بجير [4] . قال
__________
[1] بعده في أ: لا يصح ذكر أبى عطية الوداعي في الصحابة لكنه من كبار التابعين ...
وفي الإصابة: خلط أبو عمر ترجمته بترجمة أبى عطية الّذي روى عنه خالد بن معدان، والصواب التفرقة بينهما.
[2] هكذا في [؟] ، وأسد الغابة.
[3] في أسد الغابة: خالد.
[4] في التقريب: بحير، وفي ج، أمثل [؟] .(4/1716)
ويقال: عويج بْن خويلد بْن بجير بْن عَمْرو. وقيل: خويلد بْن خالد. ويقال:
ابْن خالد بْن عَمْرو بْن حماس بْن عويج بْن بكر بْن خويلد. وقيل اسم أبي عقرب معاوية بْن خويلد بْن خالد بْن بجير بْن عَمْرو بْن حماس بْن عويج [1] بن بكر ابن عبد مناة بْن كنانة، هكذا قَالَ الأزدي الموصلي، وما أظنه صنع شَيْئًا، وإنما معاوية اسم أبي نوفل ابنه. والله أعلم. قَالَ خليفة: عداده فِي أهل البصرة.
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الْوَاقِدِيّ: عداده فِي أهل مكة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه ابنه أَبُو نوفل بْن أبي عقرب، واسم أبي نوفل معاوية.
(3097) أَبُو عقيل [2] صاحب الصاع.
الَّذِي لمزه المنافقون اسمه حثجاث [3] سماه قتادة وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: أَبُو عقيل صاحب الصاع أحد بني أنيف الأراشي، حليف بني عَمْرو بْن عوف. أتى رضي اللَّه عنه بصاع تمر فأفرغه فِي الصدقة، فتضاحك به المنافقون، وقالوا: إن اللَّه لغني عَنْ صاع أبي عقيل.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: قاله مجاهد وقتادة وعطية العوفي. وروى عَنِ ابْن عباس والربيع بْن أنس وغيرهم فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ [4] : الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ ... 9: 79 الآية إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حصّ عَلَى الصدقة يوما، فأتى عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف بنصف ماله أربعة آلاف درهم
__________
[1] في أسد الغابة: ونسبه ابن ماكولا مثل الأزدي إلا أنه لم يسم أبا عقرب معاوية وقال عريج- بالراء- بدل الواو. وفيه: قلت: وجميع ما ضبطه أبو عمر في كتابه- عويج- بفتح العين وكسر الواو. والصحيح أنّه عريج- بضم العين وفتح الراء (5- 256) وفي الإصابة:
من بنى عويج مهملة وجيم مصفرا. وقيل عويج بفتح أوله وبالواو، وقيل عريج كاسم جده.
[2] بفتح أوله (التقريب)
[3] بمهملتين مفتوحتين ومثلثتين (الإصابة) وفي أ: جثجاث.
[4] سورة التوبة، آية 80.(4/1717)
وأربعمائة دينار، وأتى عَاصِم بْن عدي بمائة وسق تمر، فلمزهما المنافقون، وقالوا:
هَذَا رياء، فنزلت: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ 9: 79 وأبو عقيل جاء بصاع تمر فقال: ما لي غير صاعين نقلت فيهما [1] الماء عَلَى ظهري حبست أحدهما لعيالي، وجئت بالآخر، فَقَالَ المنافقون: إن اللَّه لغني عَنْ صاع هَذَا.
(3098) أَبُو عقيل البلوي الأَنْصَارِيّ
حليف بني ثعلبة بْن عَمْرو بْن عوف قَالَ الطبري: هُوَ من ولد عبيلة [2] بْن قسميل بْن فزار بْن بلي، كَانَ اسمه عبد العزى فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم عبد الرحمن
(3099) أَبُو عقيل البلوي الأَنْصَارِيّ.
من بلي بْن عَمْرو بْن الحاف بْن قضاعة حليف بني جحجبى بن كلفة بن عوف بن عمرو بْن عوف. وَكَانَ اسمه فِي الجاهلية عبد العزى فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن عدو الأوثان ... شهد بدرا وأحدا وسائر المشاهد مع رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. واستشهد يوم اليمامة. اسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن ثعلبة يقال له عَبْد الرَّحْمَنِ عدو الأوثان، غلبت عَلَيْهِ كنية أَبُو عقيل، كَانَ كاتبًا، وقد ذكرناه [3] فِي باب عَبْد الرَّحْمَنِ.
والحمد للَّه تعالى.
(3100) أَبُو عقيل الجعدي.
روى عنه أسلم مولى عمر قَالَ: شرب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم شربة سويق، وأعطانى آخرها.
__________
[1] في الإصابة: فقال: يا رسول الله، بت أجر الجرير على صاعين من تمر، فأما صاع فأمسكته لعيالي، وأما صاع فها هو هذا.
[2] في أ: عميلة بن قسميل بن قران من بلى.
[3] صفحة 838.(4/1718)
(3101) أبو العكر ابن أم شريك.
التي وهبت نفسها للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اسمه سلم بْن سمي.
(3102) أَبُو العلاء.
مولى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن جحش بْن رئاب الأسدي.
قَالَ خليفة بْن خياط: وممن صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني أسد بْن خزيمة مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن جحش ومولاه أبو العلاء.
(3103) أَبُو علي بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بن رحضة بن عامر بن رواحة بن حجر ابن عبد بن معيص [1] بن عامر بن لؤي القرشي العامري.
قتل يوم اليمامة شهيدًا، لا أعلم له رواية، وَكَانَ من مسلمة الفتح. ويقال فيه: علي بْن عَبْد اللَّهِ [2] .
(3104) أَبُو عَمْرو بْن حفص بْن الْمُغِيرَةِ
ويقال: أَبُو عمرو بن حفص بن عمرو [ابن حفص] [3] بْن الْمُغِيرَةِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن مخزوم القرشي المخزومي.
قيل: اسمه عبد الحميد. وقيل اسمه أَحْمَد. وقيل: بل اسمه كنيته. بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ حين بعث عليًا أميرًا إِلَى اليمن، فطلق امرأته هناك فاطمة بنت قيس الفهرية، وبعث إليها بطلاقها، ثم مات [4] هناك.
رَوَى الزُّهْرِيُّ، عن عبيد الله بن عبد الله، عن فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ الْفِهْرِيَّةِ أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَفْصٍ، فَلَمَّا أَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا عَلَى الْيَمَنِ، خَرَجَ مَعَهُ وَأَرْسَلَ إِلَيْهَا بِتَطْلِيقَةٍ هي بَقِيَّةُ طَلاقِهَا قَالَ أَبُو عُمَرَ: قَدِ اخْتُلِفَ فِي صِفَةِ طَلاقِهِ إِيَّاهَا عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ فِي كِتَابِ التَّمْهِيدِ. وَأَبُو عَمْرٍو هَذَا هُوَ الَّذِي كَلَّمَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه وواجهه
__________
[1] في الاصابة وأسد الغابة: رواحة بن حجر بن معيص، وفي أ: بن عبد معيص.
[2] في أسد الغابة، أ: ويقال فيه على بن عبيد الله، وفي ج مثل [؟] .
[3] من ج وحدها.
[4] في هوامش الاستيعاب: هذا لا يصح لأنه قد ذكر بعد ذلك أنه كلم عمر في أمر خالد (100) .(4/1719)
فِي عَزْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ. ذَكَرَ النَّسَائِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزَجَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ زَمْعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ يَزِيدَ يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ نَاشِرَةَ بْنِ سُمَيٍّ الْيَزَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ يَوْمَ الْجَابِيَةِ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ: وَأَعْتَذِرُ إِلَيْكُمْ مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَإِنِّي أَمَرْتُهُ أَنْ يَحْبِسَ هَذَا الْمَالَ عَلَى ضَعَفَةِ الْمُهَاجِرِينَ، فَأَعْطَاهُ ذَا الْبَأْسِ وَذَا الْيَسَارِ وَذَا الشَّرَفِ، فَنَزَعْتُهُ، وَأُثَبِّتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، فَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ: وَاللَّهِ لَقَدْ نَزَعْتَ غُلامًا- أَوْ قَالَ عَامِلا- اسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَمَدْتَ سَيْفًا سَلَّهُ اللَّهُ، وَوَضَعْتَ لِوَاءً نَصَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَقَدْ قَطَعْتَ الرَّحِمَ، وَحَسَدْتَ ابْنَ الْعَمِّ. فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا إِنَّكَ قَرِيبُ الْقَرَابَةِ، حَدِيثُ السِّنِّ، تَغْضَبُ لابْنِ عَمِّكَ.
قَالَ إِبْرَاهِيم بْن يعقوب: سألت أبا هشام المخزومي- وَكَانَ علامة بأسمائهم- عَنِ اسم أبي عَمْرو هَذَا. فَقَالَ: اسمه أَحْمَد. وذكر البخاري هَذَا الخبر فِي التاريخ، عَنْ عبدان، عَنِ ابْن المبارك بإسناده نحوه، وأخرجه فيمن لا يعرف اسمه من الكنى المجردة عَنِ الأسماء.
(3105) أَبُو عَمْرو الشيباني، سعد بْن إياس.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وآمن به، ولم يره. قَالَ: بعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وأنا أرعى إبلا لأهلي بكاظمة. وَهُوَ معدود فِي التابعين. روى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن مَسْعُود، وحذيفة، وأبي مَسْعُود، وغيرهم.
(3106) أَبُو عمرة الأَنْصَارِيّ.
مات فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَوَى قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الدراوَرْديّ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر ابن حَزْمٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: اشْتَكَى رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ أَبُو عَمْرَةَ،(4/1720)
فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَنَادَاهُ فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرَةَ. فَقَالَ أَهْلُهُ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقال: دعوه، فَلَوِ اسْتَطَاعَ أَجَابَنِي. فَصَرَخَ النِّسَاءُ يَبْكِينَ فَأَسْكَتَهُنَّ الرِّجَالُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعُوهُنَّ، فَإِذَا وَجَبَ فَلا تَبْكِيَنَّ بَاكِيَةٌ. ذكره أَبُو أَحْمَد الحاكم فِي الكنى، وجعله غيره والد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي عمرة، وذكر له هَذَا الحديث، وليس فيه بيان موته يومئذ، فإن كَانَ قد مات يومئذ فليس بوالد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي عمرة.
(3107) أَبُو عمرة الأَنْصَارِيّ النجاري.
اختلف فِي اسمه. فقيل: عَمْرو بْن محصن، وقيل: ثعلبة بْن عَمْرو بْن محصن. وقيل: بشير بْن عَمْرو بن محصن بن عمرو ابن عتيك بْن عَمْرو بْن مبذول، واسمه عامر بْن مالك بْن النجار. وَهُوَ الصواب إن شاء اللَّه تعالى. وَهُوَ والد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي عمرة، له صحبة. روى عنه ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ، وقتل مَعَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ بصفين. قَالَ إِبْرَاهِيم بْن المنذر:
أَبُو عمرة الأَنْصَارِيّ من بني مالك بْن النجار، قتل مَعَ علي بصفين، وَهُوَ والد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي عمرة، واسمه بشير بْن عَمْرو بْن محصن. وَقَالَ غيره: اسمه رشيد بْن مالك، فإن كَانَ اسمه بشير بْن عَمْرو بْن محصن، فهو- والله أعلم- أخو أبي عبيدة الأَنْصَارِيّ المقتول ببئر معونة عَلَى أنهم قد اختلفوا فِي رفع نسبهما إِلَى مالك بْن النجار.
(3108) أَبُو عمير بْن أبي طلحة الأنصاري،
واسم أبي طلحة زيد بْن سهل.
هُوَ أخو أنس بْن مالك لأمه، أمهما أم سليم، وَهُوَ الَّذِي قَالَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يَا أبا عمير، مَا فعل النغير [1] ؟ مات على عهد رسول الله صلى الله
__________
[1] التغير- تصغير النغر: وهو طائر يشبه العصفور أحمر المنقار (النهاية) .(4/1721)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى أَبُو التياح وغيره. عَنْ أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحسن الناس خلقًا، وَكَانَ لي أخ من الأم يقال له: أَبُو عمير فطيم، فكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا جاءنا قَالَ: أبا عمير مَا فعل النغير- لنغر كَانَ يلعب به. وروى أنس بْن سيرين، عَنْ أنس بْن مالك، قَالَ: كَانَ لأبي طلحة ابْن يشتكي، فخرج أَبُو طلحة فِي بعض حاجاته، وقبض الصبي، فلما رجع أَبُو طلحة قَالَ: مَا فعل الصبي؟ قالت أم سليم: هُوَ أسكن مَا كَانَ، وقربت إليه العشاء، فتعشى ثم أصاب منها، فلما فرغ قالت: وارزء [1] الصبي. فلما أصبح أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخبره ... وذكر تمام الخبر.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ لأنس بْن مالك ابْن يكنى أبا عمير، يسمى عَبْد اللَّهِ، عمر بعده طويلًا. روى عنه جعفر بْن إياس أَبُو بشر اليشكري، وَهُوَ الَّذِي يروي عَنْ عمومة له من الأنصار من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث مرفوعة إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ليس لهذا مدخل فِي الصحابة، وإنما هُوَ من صغار التابعين.
(3109) أَبُو عنبة الْخَوْلَانِيّ.
قيل: إنه ممن صلى القبلتين، قديم الإسلام. وقيل:
إنه ممن أسلم قبل موت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولم يصحبه، وإنه صحب معاذ ابن جبل، وسكن الشام. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَبَكْرُ بْنُ زُرْعَةَ، وَشُرَيْحُ بْنُ مَسْرُوقٍ. رَوَى بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ رِفَاعَةَ الْخَوْلَانِيِّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ مسروق عنه أبى عنبة الْخَوْلَانِيِّ أَنَّهُ قَالَ: مَا فُتِقَ فِي الإِسْلامُ فَتْقُ فَسُدَ، وَلَكِنَّ اللَّهَ لا يَزَالُ يَغْرِسُ فِي الإِسْلامِ قَوْمًا يَعْمَلُونَ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
قَالَ: كَانَ أَبُو عِنَبَةَ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ أَسْلَمَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حىّ.
__________
[1] في ى: واروا. والمثبت في أ.(4/1722)
وَرَوَى الْجَرَّاحُ بْنُ مُلَيْحٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيَّ- وَكَانَ قَدْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لا يَزَالُ اللَّهُ يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّينَ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي طَاعَتِهِ. روينا عَنْ أبي عنبة أنه قَالَ: لقد رأيتني وأنا قد أسبلت شعري فِي الجاهلية حَتَّى أجزه لصنم لنا فأخره [1] اللَّه حَتَّى جززته فِي الإسلام. وخولان هم ولد عمرو ابن مالك بْن الحارث بْن مرة بْن أدد. وَذَكَرَ الْغَلابِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ فِي حَدِيثِ أَبِي عِنَبَةَ أَنَّهُ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ وَقَالَ: أَهْلُ الشَّامِ يُنْكِرُونَ أَنْ تَكُونَ لَهُ صُحْبَةٌ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: قَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الشَّامِ في صحبة أبى عنبة. أخبرنا خلف ابن قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَيْمُونِ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الأَلْهَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيَّ يَقُولُ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي فَتَلْتُ سَبْلَ شَعْرِي لأَجُزُّهُ لِصَنَمٍ لَنَا فَأَخَّرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ذَلِكَ حَتَّى جَزَزْتُهُ فِي الإِسْلامِ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَحَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ:
أَسْلَمَ أَبُو عِنَبَةَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ، وَلَمْ يَصْحَبِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ.
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير، حدثنا أحمد ابن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عياش، قال: حدثني شرحبيل ابن مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ سَبْعَةَ نَفَرٍ، خَمَّسَةً قَدْ صَحِبُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
[1] في الطبقات: فأخر الله ذلك حتى جززته في الإسلام (7- 149) .(4/1723)
وَاثْنَيْنِ قَدْ أَكَلا الدَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَلَمْ يَصْحَبَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّا اللَّذَانِ لَمْ يَصْحَبَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبُو عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيُّ وَأَبُو فَالِجٍ الأَنْمَارِيُّ.
(3110) أَبُو عوسجة.
رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. حديثه عند سليمان بن قرم ابن عوسجة عَنْ أبيه أنه قَالَ: سافرت مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يمسح على خفّيه.
(3111) أَبُو عياش الزَّرْقِيّ.
اختلف فِي اسمه، فقيل: اسمه زيد بْن الصامت.
وقيل عبيد بْن زيد بْن الصامت أخو بني زريق، قاله ابْن إِسْحَاق. وَقَالَ خليفة:
اسمه عبيد بْن معاوية بْن الصامت بْن زيد بْن خلدة بن عامر [بن زريق [1]] ابن عبد بن حارثة [2] بن مالك بن عضب بْن جشم بْن الخزرج الأَنْصَارِيّ الزَّرْقِيّ.
وأمه أَيْضًا من بني زريق اسمها خولة بنت زيد بْن النعمان بْن خلدة بْن عامر ابن زريق. وأكثر أهل الحديث يقولون: اسم أبي عياش الزَّرْقِيّ زيد بْن الصامت.
ومنهم من يقول اسمه زيد بْن النعمان، وَهُوَ والد النعمان بْن أبي عياش. له صحبة معروفة، ومشاهده كمشاهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. عمر بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه مجاهد، وأبو صالح السمان، وعاش إِلَى زمن معاوية، ومات بعد الأربعين، وقيل بعد الخمسين.
(3112) أَبُو عِيسَى الحارثي الأَنْصَارِيّ،
مدني، شهد بدرًا. روى عنه محمد ابن كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، وَصَالِحٌ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ- أَنّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ عَادَ أَبَا عِيسَى، وَكَانَ بَدْرِيًّا، وَمَاتَ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ، ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ.
__________
[1] ليس في أسد الغابة وهو في أ، د.
[2] في أسد الغابة: ابن عبد حارثة.(4/1724)
باب الغين
(3113) أَبُو الغادية الجهني.
وجهينة فِي قضاعة. اختلف في اسمه، فقيل يسار [1] ابن سبع. وقيل يسار بْن أزهر وقيل اسمه مسلم، سكن الشام ونزل فِي واسط.
يعد فِي الشاميين، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ غلام، روى عنه أنه قَالَ: أدركت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا أيفع، أرد عَلَى أهلي الغنم. وله سماع من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض وَكَانَ محبًا فِي عُثْمَان، وَهُوَ قاتل عمار بْن ياسر، وَكَانَ إذا استأذن عَلَى معاوية وغيره يقول: قاتل عمار بالباب، وَكَانَ يصف قتله إذا سئل عنه لا يباليه، وفي قصته عجب عند أهل العلم، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا ذكرنا أنه سمعه منه، ثم قتل عمارًا، وروى عنه كلثوم ابن جبر.
(3114) أَبُو غادية [2] المزني،
من حديث أهل الشام، وليس هَذَا صاحب عمار، لأن ذلك جهني [3] قاله الباوردي. حديثه أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ستكون بعدي فتن شداد غلاظ خير الناس فِيهَا مسلمو أهل البوادي الَّذِينَ لا يبدون [4] من دماء الناس ولا أموالهم شيئا.
(3115) أبو عزيّة لأنصارى،
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول
__________
[1] بتحتانية ومهملة خفيفة. وسبع: بفتح المهملة وضم المخففة (الإصابة) .
[2] في الإصابة: أبو الغادية.
[3] في الإصابة: فرق غير واحد بينه وبين الجهنيّ وخالفهم ابن سعد، فقال فيمن نزل البصرة من الصحابة أبو الفادية المزني قاتل عمار. وقال مسلم في الكنى: أبو الغادية المزني يسار بن سبع قاتل عمار له صحبة. وقال النسائي مثله. ثم قال: والراجح أن المزني غير الجهنيّ.
[4] الإصابة: يفتدون.(4/1725)
في خرجة خرج فيها: لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي. من حديث يَزِيد بْن ربيعة الصنعاني، عَنْ غزية، عَنْ أبي غزية الأَنْصَارِيّ، عَنِ ابنه
(3116) أَبُو غطيف،
له صحبة وَهُوَ الحارث بْن غطيف فِيمَا قَالَ يَحْيَى بْن معين.
وغيره يقول: هُوَ غطيف بْن الحارث
(3117) أَبُو الغوث بْن الحارث.
رجل من العرج، استفتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ حجة كانت عَلَى أبيه. مات ولم يحج، فَقَالَ له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حج عَنْ أبيك. حديثه عند الوليد بْن مسلم، عَنْ عُثْمَان بْن عطاء، عَنْ أبيه، عنه.
باب الفاء
(3118) أَبُو فاطمة الليثي.
ويقال الأزدي. ويقال الدوسي، له صحبة. قيل:
اسمه عَبْد اللَّهِ، وفي ذلك نظر. سكن الشام، وسكن مصر أَيْضًا، واختط بها دارًا. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [أحاديث] [1] روى عنه ابنه إياس ابن أبي فاطمة، وكثير الأعرج. وقد قيل: إن أبا فاطمة الأزدي شامي، وإن أبا فاطمة الليثي مصري، وإنهما اثنان مذكوران فِي الصحابة. وذكره خليفة ابن خياط فِي تسمية من نزل الشام من الصحابة، وَقَالَ: من حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم إن الله عز وجل ليبتلي العبد وأكثروا من السجود. هكذا قَالَ خليفة، وهما حديثان. فأما [2] حديث السجود فَحَدَّثَنَا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن كثير الأعرج،
__________
[1] ليس في أ
[2] أ: أما.(4/1726)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا فَاطِمَةَ يَقُولُ: قَالَ لِي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أَبَا فَاطِمَةَ، أَكْثِرْ مِنَ السُّجُودِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ مُسْلِمٍ يَسْجُدُ للَّه سَجْدَةً إِلا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً [1] . حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا ابْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ أَبِي فَاطِمَةَ الدُّوسِيّ فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فَقَالَ:
مَنْ يُحِبُّ أَنْ يَصِحَّ فَلا يَسْقَمَ؟ فَابْتَدَرْنَاهَا فَقُلْنَا: نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَعَرَفْنَاهَا فِي وَجْهِهِ. فَقَالَ: أَتُحِبُّونَ أَنْ تَكُونُوا كَالْحُمُرِ الضَّالَّةِ [2] ؟ قَالُوا: لا يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ: أَلا تُحِبُّونَ أَنْ تَكُونُوا أَصْحَابَ بَلاءٍ وَأَصْحَابَ كَفَّارَاتٍ، فو الّذي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ بِيَدِهِ إِنَّ اللَّهَ لَيَبْتَلِي الْمُؤْمِنَ بِالْبَلاءِ فَمَا يَبْتَلِيهِ إِلا لِكَرَامَتِهِ عَلَيْهِ، لأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَنْزَلَ عَبْدَهُ مَنْزِلَةً لَمْ يَبْلُغْهَا بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ دُونَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ مِنَ الْبَلاءِ فَيُبْلِغُهُ تِلْكَ الْمَنْزِلَةِ.
(3119) أَبُو فالج الأنماري،
حمصي، أدرك زمن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الجاهلية، وقدم حمص أول مَا فتحت، وصحب معاذ بْن جبل. وَكَانَ يصفر لحيته، ويحفي شاربه. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَمَرْوَانُ بْنُ رُؤْبَةَ التَّغْلِبِيُّ.
وَقَالَ شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ: أَدْرَكْتُ مِمَّنْ أَكَلَ الدَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَلَمْ يَصْحَبِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيَّ وأبا فالج الأنماري.
(3120) أَبُو فراس الأسلمي.
له صحبة. قيل: إنه ربيعة بن كعب الأسلمي،
__________
[1] الظاهر أنه سقط هنا، وأما حديث: إن الله ليبتلى العبد فحدثنا سعيد بن نصر ...
(هامش ى) .
[2] أ: الصيالة.(4/1727)
ولا خلاف أن ربيعة بْن كعب، يكنى أبا فراس، فمن جعلهما اثنين قَالَ: أَبُو فراس الأسلمي من أهل البصرة، روى عنه أَبُو عمران الجوني، وأبو فراس ربيعة بْن كعب الأسلمي حجازي، كَانَ خادمًا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ من أهل الصفة، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ نزل عَلَى بريد من المدينة فلم يزل بها حَتَّى مات بعد الحرة سنة ثلاث وستين. روى عنه مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عطاء، وأبو سلمة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ والأغلب أنهما اثنان، والله أعلم.
(3121) أَبُو فروة حدير السلمي.
له صحبة، عداده فِي أهل الشام. روى عنه عُثْمَان بْن أبي العاتكة، وبشير مولى معاوية، والعلاء بْن الحارث. ذَكَرَ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الأَزْدِيِّ، عَنْ بَشِيرٍ مَوْلَى مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَشَرَةَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدُهُمْ حُدَيْرٌ أَبُو فَرْوَةَ يَقُولُونَ- إِذَا رَأَوُا الْهِلالَ: اللَّهمّ اجْعَلْ شَهْرَنَا الماضي خير شهر، وخير عاقبة، وأدخل علينا شَهْرَنَا هَذَا بِالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ، وَبِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالْمُعَافَاةِ وَالرِّزْقِ الْحَسَنِ. ووقع فِي كتاب البخاري فِي هَذَا الخبر عَنْ بشير مولى معاوية: سمع عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ أحدهم فروة فِي رؤية الهلال. وهذا خطأ وتصحيف ليس فيه إشكال، والصواب مَا كتبناه، وباللَّه توفيقنا.
(3122) أَبُو فروة
مولى عَبْد الرَّحْمَنِ بْن هشام. كَانَ مسلمًا عَلَى عهد رسول اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكر الْوَاقِدِيّ عنه أنه قَالَ: قسم أَبُو بَكْر قسمًا فقسم لي كما قسم لمولاي.
(3123) أَبُو فريعة السلمي.
له صحبة، شهد حنينًا، ولا أعلم له رواية [1] .
__________
[1] في الإصابة وأسد الغابة: قيل اسم أبى فريعة كنيته.(4/1728)
(3124) [أَبُو فسيلة [1]
ذكره الدَّوْلابِيّ بإسناد له عَنْ عباد بْن كثير الشامي، عَنِ امرأة منهم يقال لَهَا فسيلة أنها سمعت أباها يقول: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أمن العصبية أن يحب الرجل قومه؟ قَالَ: لا، ولكن من العصبية أن يعين الرجل قومه على الظلم [2]] .
(3125) أَبُو فضالة الأَنْصَارِيّ،
شهد بدرًا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل مَعَ علي بصفين، وكانت صفين سنة سبع وثلاثين. روى عنه ابنه فضالة [ابن أبي فضالة [3]] . ذكر البخاري، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إسماعيل التّبوذكي، حدثنا محمد ابن راشد، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عقيل، عَنْ فضالة [بْن أبي فضالة] [3] الأَنْصَارِيّ وقتل أَبُو فضالة مَعَ علي بصفين، وَكَانَ من أهل بدر.
وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَة خَبَرَهُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بْنُ زُهَيْرٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا عَارِمُ [4] بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل، عَنْ فُضَالَةَ بْنِ أَبِي فُضَالَةَ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنِي أَنِّي لا أَمُوتُ [5] حَتَّى أُؤَمَّرَ ثُمَّ تُخْضَبُ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ- يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ دَمِ هَامَتِهِ. قَالَ فُضَالَةُ: فَصَحِبَهُ أَبِي إِلَى صِفِّينَ. وَفِي صِفِّينَ قُتِلَ فِيمَنْ قُتِلَ، وَكَانَ أَبُو فُضَالَةَ مَنْ أَهْلِ بَدْرٍ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: قد سمع فضالة بْن أبي فضالة هَذَا الخبر من علي رضي اللَّه عنه.
أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سليمان الجعفي، وعبد العزيز بن
__________
[1] بكسر المهملة، بوزن عظيمة: هو واثلة بن الأسقع (الاصابة) .
[2] من أ
[3] ليس في أ
[4] أ: عازم.
[5] أ: لأموت.(4/1729)
عِمْرَانَ بْنِ مِقْلاصٍ، قَالا: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى. قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ابْنِ أَبِي فُضَالَةَ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بَيَنْبُعَ عَائِدًا لَهُ، وَكَانَ مَرِيضًا ثَقِيلا يُخَافُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ أَبِي:
مَا يُقِيمُكَ بِهَذَا الْمَنْزِلِ؟ لَوْ هَلَكْتَ لَمْ يَلِكَ إِلا أَعْرَابُ جُهَيْنَةَ، فَاحْتَمِلْ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَإِنْ أَصَابَكَ أَجَلُكَ وَلِيَكَ أَصْحَابُكَ وَصَلُّوا عَلَيْكَ. وَكَانَ أَبُو فُضَالَةَ مِمَّنْ شَهِدَ بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: إِنِّي لَسْتُ مَيِّتًا مِنْ وَجَعِي هَذَا، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ أَنِّي لا أَمُوتُ حَتَّى أُؤَمَّرَ، ثُمَّ تُخْضَبُ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ- يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ هَامَتِهِ. قَالَ: وَسَارَ أَبُو فُضَالَةَ مَعَ عَلِيٍّ إِلَى صِفِّينَ، فَقُتِلَ بِصِفِّينَ.
(3126) أَبُو فكيهة.
مولى لبني عبد الدار. يقال: إنه من الأزد، أسلم بمكة، وَكَانَ يعذب ليرجع عَنْ دينه فيأبى، وَكَانَ قوم من بني عبد الدار يخرجونه نصف النهار فِي حر شديد فِي قيد من حديد ولا يلبس ثيابا، وببطح فِي الرمضاء، ثم يؤتى بالصخرة فتوضع عَلَى ظهره حَتَّى لا يعقل، فلم يزل كذلك حَتَّى هاجر أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أرض الحبشة فخرج معهم فِي الهجرة الثانية. [قَالَ ابْن إِسْحَاق: أَبُو فكيهة اسمه يسار مولى صفوان بْن أمية ابن محرث] [1] .
(3127) أَبُو الفيل.
له صحبة ورواية، حديثه عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا ما عزا بعد أن رجم، روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن جبير. كوفي. [قَالَ البخاري: لا تصح لأبي الفيل صحبة. ذكره البخاري فِي باب عبد الله] [1] .
__________
[1] من أ.(4/1730)
باب القاف
(3128) أَبُو القاسم، مولى أبي بكر الصديق.
له صحبة. شهد فتح خيبر، من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث فِي أكل الثوم مثل حديث أبي هريرة.
(3129) أَبُو القاسم،
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. سمع منه بكر ابن سوادة، لا أدري أهو هَذَا أم هُوَ أَبُو القاسم مولى زينب بنت جحش، أَوْ غيرهما.
(3130) أَبُو قتادة الأَنْصَارِيّ،
فارس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ يعرف بذلك. اختلف فِي اسمه، فقيل الحارث بْن ربعي [بْن بلدمة] [1] . وقيل:
النعمان بْن ربعي. وقيل: النعمان بْن عُمَرَ [2] بْن بلدمة. [وقيل: عَمْرو بْن ربعي ابن بلدمة] [1] . وقيل: بلدمة بْن خناس بْن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم ابن كعب بْن سلمة الأَنْصَارِيّ السلمي، وأمه كبشة بنت مطهّر [3] بن حرام بن سواد ابن غنم بْن كعب بْن سلمة. اختلف فِي شهوده بدوا. فَقَالَ بعضهم: كَانَ بدريًا.
ولم يذكره ابْن عقبة، ولا ابْن إِسْحَاق فِي البدريين، [وشهد أحدًا وما بعدها من المشاهد كلها [4]] .
وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: أَدْرَكَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ ذِي قَرَدٍ فَنَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ: اللَّهمّ بَارِكْ فِي شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ، وَقَالَ: أفلح وجهك. قلت: ووجهك
__________
[1] ليس في أ: وفي هوامش الاستيعاب: بلدمة- بالضم وبالفتح أشهر. ويقال بلذمة- بالذال المعجمة المضمومة (100) .
[2] أ: عمرو.
[3] ى: مظهر. والضبط في أ.
[4] ليس في أ(4/1731)
يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: قَتَلْتَ مَسْعَدَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَمَا هَذَا الَّذِي بِوَجْهِكَ؟
قُلْتُ: سَهْمٌ رُمِيتُ بِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: ادْنُ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَبَصَقَ عَلَيْهِ فَمَا ضَرَبَ عَلَيَّ قَطُّ وَلا قَاحَ. وَرَوَى مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَمُرْسَلِ عَطَاءٍ وَمُرْسَلِ عُرْوَةَ- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لأَبِي قَتَادَةَ: مَنِ اتَّخَذَ شَعْرًا فَلْيُحْسِنْ إِلَيْهِ أَوْ لِيَحْلَقْهُ. وَقَالَ لَهُ: أَكْرِمْ جُمَّتَكَ وَأَحْسِنْ إِلَيْهَا- وَكَانَ يُرَجِّلُهَا غِبًّا. واختلف فِي وقت وفاته، فقيل: مات بالمدينة سنة أربع وخمسين. وقيل: بل مات فِي خلافة علي بالكوفة، وَهُوَ ابْن سبعين سنة، وصلى عَلَيْهِ علي وكبر [عَلَيْهِ] [1] سبعًا. رُوِيَ مِنْ وُجُوهٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيِّ، وَعَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُمَا قَالا: صَلَّى عَلِيٌّ عَلَى أَبِي قَتَادَةَ وَكَبَّرَ عَلَيْهِ سَبْعًا. قَالَ الشَّعْبِيُّ: وَكَانَ بَدْرِيًّا.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ الدَّوْلابِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدَانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَزَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ- أَنَّ عَلِيًّا كَبَّرَ عَلَى أَبِي قَتَادَةَ سِتًّا، وَكَانَ بَدْرِيًّا. هَكَذَا قَالَ: سِتًّا، وَرَوَاهُ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ وَغَيْرُهُ.
عَنْ هَشِيمٍ عَنْ زَكَرِيَّا عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ عَلِيًّا كَبَّرَ عَلَى أَبِي قَتَادَةَ سَبْعًا، وَكَانَ بَدْرِيًّا.
وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ: وَمَاتَ أَبُو قَتَادَةَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ، وَشَهِدَ أَبُو قَتَادَةَ مَعَ عَلِيٍّ مَشَاهِدَهُ كُلَّهَا فِي خِلافَتِهِ.
(3131) أَبُو قحافة،
والد أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنهما. اسمه عُثْمَان بْن عامر
__________
[1] ليس في أ.(4/1732)
ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بْن مرة القرشي التيمي له صحبة. أسلم يوم الفتح، ومات فِي المحرم سنة أربع عشرة [فِي خلافة عمر] [1] وَهُوَ ابْن سبع وتسعين سنة. وفي حديث جابر قَالَ: إني بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة [2] البيضاء، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: عيّروا هَذَا بشيء وجنبوه السواد. وفي باب اسمه زيادة في خبره [3] .
(3132) [أَبُو قدامة،
قَالَ العدوي: أَبُو قدامة بْن الحارث من بني عبد مناة، أَوْ من بني عبد، شهد أحدًا، وَكَانَ له أثر حسن. وبقي حَتَّى قتل بصفين مَعَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ وقد انقرض عقبه. قَالَ: فيقال هو أبو قدامة بن سهل ابن الحارث بْن جعدة بْن ثعلبة بْن سالم بْن مالك بْن واقف، وَهُوَ سالم] [1] .
(3133) أَبُو قراد السلمي.
له صحبة. روى عنه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الحارث حديثه عند أبي جعفر الْخَطْمِيّ، واسم أبي جعفر [الْخَطْمِيّ] [4] عمير بْن يزيد.
(3134) أَبُو قرصافة الكناني.
اسمه جندرة بْن خيشنة [5] بْن نفير، من بني كنانة، له صحبة. ونسبه بعضهم فَقَالَ: أَبُو قرصافة جندرة بْن خيشنة [5] ابن مرة بْن وائلة بْن الفاكه بْن عَمْرو بْن الحارث بْن مالك بْن النضر بْن كنانة.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقيل اسمه: قيس بْن سهل، ولا يصح. سكن أَبُو قرصافة فلسطين. وقيل: كَانَ يسكن أرض تهامة.
(3135) أَبُو قعيس،
عم عائشة من الرضاعة، اسمه وائل بْن أفلح، وقد ذكرناه فِي صدر هَذَا الكتاب باختلاف فيه. أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بن محمد بن أسد [6] ،
__________
[1] من أ
[2] الثغامة: شجرة تبيض كأنها الثلج (النهاية) .
[3] صفحة 1036.
[4] ليس في أ
[5] في ى، وأسد الغابة: حبشية، والمثبت في أ، وهوامش الاستيعاب.
[6] أ: راشد.(4/1733)
قَالَ: حَدَّثَنَا حمزة بْن مُحَمَّد، حَدَّثَنَا خالد بْن النضر، قَالَ: حَدَّثَنَا عمر [1] بْن علي، قَالَ أَبُو قعيس وائل بْن أفلح. وذكر الدار الدَّارَقُطْنِيّ. قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بْن مُحَمَّد الواسطي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، قَالَ: أَبُو قعيس وائل بْن أفلح عم عائشة من الرضاعة [2] سمعه من عُثْمَان بْن عَمْرو [3] ، عَنِ ابْن المبارك، عَنْ يَحْيَى بْن أبي كثير، عَنْ عكرمة.
(3136) أَبُو القمراء
[أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ إِجَازَةً، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ إِجَازَةً، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَشَّابُ] [4] ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْرَابِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ [5] الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي القمراء، قال: قَالَ كُنَّا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَلَقًا نَتَحَدَّثُ إِذْ خَرَجَ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ بَعْضِ حُجُرِهِ، وَنَظَرَ إِلَى الْحِلَقِ، ثُمَّ جَلَسَ إِلَى أَصْحَابِ الْقُرْآنِ، وَقَالَ: بِهَذَا الْمَجْلِسِ أُمِرْتُ. [قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ:
لَمْ يَرْوِ شَرِيكٌ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ هَذَا الرَّجُلِ [6]] .
(3137) أَبُو قيس، صيفي بْن الأسلت الأَنْصَارِيّ،
أحد بني وائل بْن زيد، هرب إِلَى مكة فكان فِيهَا مَعَ قريش إِلَى [7] عام الفتح، خبره عند ابن إسحاق وغيره، وقد ذكرناه في باب الصاد [8] . وذكر الزُّبَيْر بْن بكار، قَالَ:
أَبُو قيس بْن الأسلت الشاعر اسمه الحارث، ويقال: عَبْد اللَّهِ. قَالَ: واسم الأسلت عامر بْن جشم بْن وائل بْن زيد بْن قيس بْن عامر بْن مرة بْن مالك بْن الأوس. وفيما ذكر ابْن إِسْحَاق والزبير نظر، لأنّ أبا قيس بن الأسلت
__________
[1] أ: عمرو.
[2] أسمعته.
[3] أ: عمر.
[4] ليس في أ
[5] أ: حدثنا عبد الرحمن.
[6] من أ.
[7] أ: حتى.
[8] صفحة 734.(4/1734)
يقولون: إنه لم يسلم. والله أعلم. وذكر سنيد، عَنْ حجاج، عَنِ ابْن جريج، عَنْ عكرمة فِي قوله تعالى [1] : وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ... 4: 22 الآية. قَالَ: نزلت فِي كبشة بنت معن بْن عَاصِم من الأوس، توفي عنها أَبُو قيس بْن الأسلت فجنح عليها ابنه، فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت:
يا نبي اللَّه، لا أنا ورثت، ولا أنا تركت، فأنكح. فنزلت هذه الآية فِيهَا.
[قَالَ: وَحَدَّثَنَا] [2] هُشَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، عن عدي ابن ثَابِتٍ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو قَيْسِ بْنُ الأَسْلَتِ خَطَبَ ابْنُهُ قَيْسٌ امْرَأَةَ أَبِيهِ، فَانْطَلَقْتُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا قَيْسٍ قَدْ هلك، وإن ابنه قيسا بن خِيَارِ الْحَيِّ خَطَبَنِي إِلَى نَفْسِي، فَقُلْتُ: مَا كُنْتُ أَعُدُّكَ إِلا وَلَدًا. قَالَتْ: وَمَا أَنَا بِالَّتِي أَسْبِقُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ [3] .
فَسَكَتَ عَنْهَا، فَنَزَلَتِ الآيَةُ [1] : وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ 4: 22.
(3138) أَبُو قيس.
قيل مالك بْن الحارث. وقيل: بل اسم أبي قيس صرمة [4] بْن أبي أنس بْن مالك بْن عدي بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار هَذَا قول ابْن إِسْحَاق. وَقَالَ قتادة: أَبُو قيس مالك بْن صفرة. والصحيح مَا تقدم من قول ابْن إِسْحَاق. وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: كَانَ رجلا قد ترهب في الجاهلية، ولبس المسوح، وفارق الأوثان، واغتسل من الجنابة، وهم بالنصرانية، ثم أمسك عنها، ودخل بيتا له، فاتخذه مسجدا لا يدخل عليه فيه طامث ولا جنب، وَقَالَ: أعبد رب إِبْرَاهِيم. فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أسلم فحسن إسلامه
__________
[1] سورة النساء، آية 22.
[2] من أ
[3] أ: إلى شيء.
[4] تقدمت له ترجمة في صفحة 737(4/1735)
وَهُوَ شيخ كبير، وَكَانَ قوالًا بالحق، معظمًا للَّه فِي الجاهلية، ثم حسن إسلامه، وَكَانَ يقول فِي الجاهلية أشعارًا حسانًا يعظم اللَّه تعالى فيها، وهو الّذي يقول:
يقول أبو قيس وأصبح ناصحا ... ألا ما استطعتم من وصاتي فافعلوا
أوصيكم باللَّه والبر والتقى ... وأعراضكم والبر باللَّه أول
وإن قومكم سادوا فلا تحسدوهم ... وإن كنتم أهل الرئاسة فاعدلوا
وإن نزلت إحدى الدواهي بقومكم ... فأنفسكم دون العشيرة فاجعلوا
وإن يأت [1] غرم قادح فارفقوهم ... وما حملوكم فِي الملمات فاحملوا
وإن أنتم أملقتم فتعففوا ... وإن كَانَ فضل الخير فيكم فأفضلوا
وله أشعار حسان فِيهَا حكم ووصايا وعلم، ذكر بعضها ابْن إِسْحَاق فِي السير، منها قوله:
سبحوا الله شرق [2] كل صباح ... طلعت شمسه وكل هلال
عالم السر والبيان لدينا ... ليس ما قال ربّنا بضلال
[وفيها يقول] [3] :
يَا بني الأرحام لا تقطعوها ... وصلوها قصيرة من طوال
واتقوا اللَّه فِي ضعاف اليتامى ... ربما يستحل غير الحلال
واعلموا أن لليتيم وليًّا ... عالمًا يهتدي بغير السؤال
ثم مال اليتيم لا تأكلوه ... إن مال اليتيم يرعاه وال
يَا بني النجوم لا تخذلوها ... إن خذل النجوم ذو عقال
__________
[1] أ: ناب غرم فادح.
[2] ى: شرف.
[3] ليس في أ(4/1736)
يَا بني الأيام لا تأمنوها ... واحذروا مكرها ومكر الليالي
واجمعوا أمركم عَلَى البر والتقوى ... وترك الخنا وأخذ الحلال
وقد ذكرنا له [1] فِي باب اسمه أبياتًا حسنة من شعره فِي مدة مقام النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة ونزوله المدينة.
(3139) أَبُو قيس بْن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بْن سهم القرشي السهمي،
وَهُوَ من ولد سعد بْن سهم، لا من ولد سَعِيد بن سهم. وكان قيس ابن عدي سيد قريش فِي الجاهلية غير مدافع، وَكَانَ أَبُو قيس هَذَا من مهاجرة الحبشة، تم قدم منها فشهد أحدًا وما بعدها من المشاهد. قَالَ ابْن إِسْحَاق:
أَبُو قيس بْن الحارث بْن قيس اسمه عَبْد اللَّهِ وقد روى عَنِ ابْن إِسْحَاق أنه أخوه. وَكَانَ أبوه الحارث بن قيس أحد المستهزءين الَّذِينَ جعلوا القرآن عضين وجده قيس بْن عدي، وَهُوَ جد ابْن الزبعري أَيْضًا، كَانَ فِي زمانه من أجل رجال [2] فِي قريش، وَهُوَ الَّذِي جمع الأحلاف عَلَى بني عبد مناف، والأحلاف: عدي، ومخزوم، وسهم، وجمح. قتل أَبُو قيس بْن الحارث يوم اليمامة شهيدًا، ولا أعلم له رواية.
(3140) أَبُو قيس الجهني،
شهد الفتح مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يلزم البادية، مات فِي آخر خلافة معاوية، ذكره الْوَاقِدِيّ.
(3141) أَبُو القين الحضرمي
له رواية. روى عنه سَعِيد بْن جمهان أنه مر بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه شيء من تمر ... فِي حديث ذكره. وقيل: أَبُو القين هُوَ نصر بْن دهر.
__________
[1] صفحة 737
[2] أ: رجل.(4/1737)
باب الكاف
(3142) أَبُو كاهل الأحمسي.
ويقال الْبَجَلِيّ. واختلف فِي اسمه، فقيل: قيس بْن عائذ. وقيل: عَبْد اللَّهِ بْن مالك. له صحبة ورواية، كَانَ إمام حيه، يعد فِي الكوفيين. مات فِي زمن الحجاج. وذكر فِي الصحابة أَبُو كاهل، ولم يسم، ولم ينسب، ذكر له حديث منكر طويل فلم أذكره.
(3143) أَبُو كبشة.
مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكره ابْن عقبة وابن إِسْحَاق. قَالَ ابْن هشام: هُوَ من فارس. وَقَالَ غيره: هُوَ من مولدي أرض دوس. وقد قيل: من مولدي مكة، ابتاعه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأعتقه، واسمه سليم. توفي سنة ثلاث عشرة فِي اليوم الَّذِي استخلف فيه عُمَر بْن الْخَطَّابِ.
وقد قيل. إن أبا كبشة هَذَا توفي سنة ثلاث وعشرين فِي العام الَّذِي ولد فيه عروة بْن الزُّبَيْر.
واختلف فِي السبب الَّذِي كانت كفار قريش من أجله تقول للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْن أبي كبشة فقيل: إنه كَانَ له جد من قبل أمه وَهُوَ أَبُو قيلة. وقيلة أم وهب بْن عبد مناف بْن زهرة، وَهُوَ من بني غبشان من خزاعة، يدعى أبا كبشة، كَانَ يعبد الشعري، ولم يكن أحد من العرب يعبد الشعرى غيره خالف العرب فِي ذلك، فلما جاءهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخلاف مَا كانت العرب عَلَيْهِ قَالُوا هَذَا ابْن أبي كبشة. وقد قيل: بل نسب إِلَى جد أبي أمه آمنة بنت وهب الزهرية، كَانَ يدعى أبا كبشة. وقيل: إن عَمْرو بْن زيد بْن لبيد النجاري من بني النجار وَهُوَ والد [1] سلمى أم عبد المطلب، كان يدعى أبا كبشة
__________
[1] في أ: وهو أبو سلمى.(4/1738)
فنسب إليه. وقيل: إن أباه من الرضاعة الحارث بْن عبد العزى بْن رفاعة السعدي زوج حليمة السعدية كَانَ يدعى أبا كبشة فنسبوه إليه.
(3144) أَبُو كبشة الأنماري،
أنمار مذحج، له صحبة. اختلف فِي اسمه. فقيل عمر بْن سعد [1] . [وقيل عَمْرو بْن سعد] [2] . وقيل سعد بْن عَمْرو. روى عنه سالم بْن أبي الجعد وعمرو بْن رؤبة.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ رُؤْبَةَ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الأَنْمَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ: وَمِنْ أَنْمَارِ مَذْحِجٍ أَبُو كَبْشَةَ الأَنْمَارِيُّ، سَكَنَ الشَّامَ، اسْمُهُ عُمَرُ بْنُ سعد.
(3145) أَبُو كلاب بْن أبي صعصعة الأَنْصَارِيّ المازني.
وقتل هُوَ وأخوه جابر بْن صعصعة يوم مؤتة، وهما أخوا الحارث وقيس بْن أبي صعصعة.
(3146) أَبُو كليب.
ذكره بعضهم فِي الصحابة، لا أعرفه.
باب اللام
(3147) أَبُو لاس [3] الخزاعي،
ويقال: الحارثي. قيل: اسمه [عَبْد اللَّهِ. وقيل اسمه] [2] زياد. له صحبة، يعد فِي أهل المدينة، روى عنه عمر بن الحكم ابن ثوبان.
__________
[1] في أ: عمرو. وفي الإصابة: واسمه عمرو بن سعيد، وقيل عمير- بضم العين. وفي التقريب: هو سعيد بن عمرو أو عمرو بن سعيد. وقيل عمر أو عامر بن سعد.
[2] ليس في أ.
[3] بالمهملة (الإصابة) .(4/1739)
(3148) أَبُو لبابة،
مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مذكور فِي مواليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(3149) أَبُو لبابة بْن عبد المنذر الأَنْصَارِيّ.
قَالَ مُوسَى بْن عُقْبَةَ، عَنِ ابْن شهاب: اسمه بشير بْن عبد المنذر، وكذلك قَالَ ابْن هشام وخليفة.
وَقَالَ أَحْمَد بْن زهير: سمعت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يقولان: أَبُو لبابة اسمه رفاعة بْن عبد المنذر. وقال ابْن إِسْحَاق: اسمه رفاعة بْن المنذر بْن زبير ابن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك ابن الأوس، كَانَ نقيبًا، شهد العقبة [وشهد] [1] بدرًا. قَالَ ابْن إِسْحَاق: وزعم قوم أن أبا لبابة بْن عبد المنذر والحارث بْن حاطب خرجا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بدر فرجعهما، وأمر أبا لبابة على المدينة، وضرب له بسهمه مَعَ أصحاب بدر. قَالَ ابْن هشام: ردهما [2] من الروحاء.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: قد استخلف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا لبابة عَلَى المدينة أَيْضًا حين خرج إِلَى غزوة السويق، وشهد مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا وما بعدها من المشاهد، وكانت معه راية بني عَمْرو بْن عوف فِي غزوة الفتح.
مات أَبُو لبابة فِي خلافة علي رضي اللَّه عنهما. رَوَى ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ- أَنَّ أَبَا لُبَابَةَ ارْتَبَطَ بِسِلْسِلَةٍ رَبُوضٍ- وَالرَّبُوضُ الثَّقِيلَةُ- بِضْعَ عَشْرَةَ [3] لَيْلَةً حَتَّى ذَهَبَ سَمْعُهُ، فَمَا يَكَادُ يَسْمَعُ، وَكَادَ أَنْ يَذْهَبَ بَصَرُهُ، وَكَانَتِ ابْنَتُهُ تَحُلُّهُ إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ، أَوْ أَرَادَ أن يذهب لحاجة، وإذا
__________
[1] ليس في أ.
[2] أ: وردهما.
[3] في هوامش الاستيعاب: ست ليال (99)(4/1740)
فَرَغَ أَعَادَتْهُ إِلَى الرِّبَاطِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ جَاءَنِي لاسْتَغْفَرْتُ لَهُ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: اختلف فِي الحال التي أوجبت فعل أبي لبابة هَذَا بنفسه.
وأحسن مَا قيل فِي ذلك مَا رواه معمر عَنِ الزهري، قَالَ: كَانَ أَبُو لبابة ممن تخلف عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غزوة تبوك، فربط نفسه بسارية، وَقَالَ: والله لا أحل نفسي منها، ولا أذوق طعامًا ولا شرابًا حَتَّى يتوب اللَّه علي أَوْ أموت.
فمكث سبعة أيام لا يذوق طعاما ولا شرابًا حَتَّى خر مغشيًا عَلَيْهِ، ثم تاب اللَّه عَلَيْهِ، فقيل له: قد تاب اللَّه عليك يَا أبا لبابة، فَقَالَ: والله لا أحل نفسي حَتَّى يكون رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الَّذِي يحلني. قَالَ: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فحله بيده، ثم قَالَ أَبُو لبابة: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إن من توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فِيهَا الذنب، وأن أنخلع من مالي كله صدقة إِلَى اللَّه وإلى رسوله، قَالَ: يجزئك يَا أبا لبابة الثلث. وروى عَنِ ابْن عباس من وجوه فِي قول اللَّه تعالى [1] : وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً ... 9: 102 الآية. أنها نزلت فِي أبي لبابة ونفر معه سبعة أَوْ ثمانية أَوْ تسعة سواه، تخلفوا عَنْ غزوة تبوك ثم ندموا وتابوا [2] وربطوا أنفسهم بالسواري، فكان عملهم الصالح توبتهم و [عملهم] [3] السيّئ تخلفهم عَنِ الغزو مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم.
قال أبو عمر: قد قيل: إن الذنب الَّذِي أتاه أَبُو لبابة كَانَ إشارته إِلَى حلفائه من بني قريظة أنه الذبح إن نزلتم عَلَى حكم سعد بن معاذ، وأشار إلى
__________
[1] سورة التوبة، آية 103.
[2] أ: ثم ندموا فتابوا.
[3] ليس في أ.(4/1741)
حلقه، فنزلت [فيه] [1] : يا أَيُّهَا [2] الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ. 8: 27 ثم تاب اللَّه عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إن من توبتي أن أهجر دار قومي وأنخلع من مالي. فَقَالَ له رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: يحزئك من ذلك الثلث.
(3150) . أَبُو لبابة الأسلمي.
لا يوقف له عَلَى اسم، له صحبة. حديثه عند الكوفيين.
(3151) أَبُو لبيبة الأَنْصَارِيّ الأشهلي.
من بني عبد الأشهل. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما ذكره وكيع وابن أبى فديك، قالا: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ [3] بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اسْتَحَلَّ بِدِرْهَمٍ فِي النِّكَاحِ فَقَدِ اسْتَحَلَّ. وَلَهُ أَحَادِيثُ بِغَيْرِ هَذَا الإِسْنَادِ لَيْسَتْ بِالْقَوِيَّةِ، لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ ابْنِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
(3152) أَبُو لفيط،
ذكره بعضهم فِي موالي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا أعرفه.
(3153) أَبُو ليلى، عَبْد الرَّحْمَنِ بْن كعب بْن عَمْرو الأَنْصَارِيّ المازني،
له صحبة من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ ممن شهد أحدًا وما بعدها. مات فِي آخر خلافة عمر، أَوْ أول خلافة عُثْمَان فِيمَا ذكره الْوَاقِدِيّ، وَهُوَ أخو عَبْد اللَّهِ بْن كعب الأَنْصَارِيّ المازني.
(3154) أَبُو ليلى النابغة الجعدي الشاعر.
واسمه قيس بن عبد الله بن عمرو بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، له صحبة. روينا عنه من وجوه أنه قَالَ: أنشدت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
__________
[1] من أ
[2] سورة الأنفال، آية 27.
[3] أ: الحسن.(4/1742)
بلغنا السماء مجدنا وسناءنا [1] ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فَقَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: إلى أين يا أبا ليلى؟ فقلت، إِلَى الجنة، فَقَالَ:
إن شاء الله، فلما بلغت:
ولا خير في حلم إذا لم يكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير فِي أمر إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد [2] الأمر أصدرا
فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أحسنت يَا أبا ليلى، لا يفضض اللَّه فاك. قَالَ: فأتى عَلَيْهِ أكثر من مائة سنة، وَكَانَ أحسن الناس ثغرًا.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: قد عاش نحو مائتي سنة فِيمَا ذكر عمر بن شبة وابن قتيبة. وقد ذكرنا عيون أخباره فِي باب النون [3] من هَذَا الكتاب. يقال: إن مولده قبل مولد النابغة الذبياني، وعاش حَتَّى مدح ابْن الزُّبَيْر وَهُوَ خليفة، دخل عليه الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَأَنْشَدَهُ:
حَكَيْتَ لَنَا الصِّدِّيقَ لَمَّا وليتنا ... وعثمان والفاروق فأتاح معدم
وسويت بين الناس في الحق فاستووا ... فعاد صباحا حالك الليل مظلم
أتاك أَبُو ليلى يجوب به الدجى ... دجى الليل جواب الفلاة عثمثم [4]
لتجبر منه جانبًا زعزعت [5] به ... صروف الليالي والزمان المصمم
وقد ذكرت [3] هَذَا الخبر بتمامه وغيره من أخباره وذكرت الاختلاف فِي اسمه ونسبه [إلى جعدة] [6] فِي باب اسمه من هَذَا الكتاب.
(3155) أَبُو ليلى الأشعري،
له صحبة. من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم
__________
[1] سبق في صفحة 1515: وجدودنا.
[2] ى: أوردوا.
[3] صفحة 1514.
[4] سبق: عرمرم.
[5] أ: دعدعت.
[6] ليس في أ.(4/1743)
تمسكوا بطاعة أئمتكم. مدار حديثه هَذَا عَلَى مُحَمَّد بْن سَعِيد المصلوب، وَهُوَ متروك، عَنْ سُلَيْمَان بْن حبيب، عَنْ عامر،؟ عنه، ولا يصح.
(3156) أَبُو ليلى الأَنْصَارِيّ
والد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي ليلى. اختلف فِي اسمه.
فقيل يسار بْن نمير. وقيل أوس بْن خولى. وقيل داود بْن [بليل بْن] [1] بلال بْن أحيحة. وقيل يسار بْن بلال بْن أحيحة بْن الجلاح. وقيل بلال بْن بليل [2] . وَقَالَ ابْن الكلبي: أَبُو ليلى الأَنْصَارِيّ اسمه داود بْن بلال بْن أحيحة بْن الجلاح بْن الحريش بن جحجبى بن كلفة بن عوف [بن عمرو بن عوف] [3] بن مالك بن الأوس، صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد معه أحدًا وما بعدها من المشاهد، ثم انتقل إِلَى الكوفة، وله بها دار فِي جهينة، يلقب بالأيسر. روى عنه ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ، وشهد هُوَ وابنه عَبْد الرَّحْمَنِ مَعَ علي بن أبي طالب رضي الله عنه مشاهده كلها.
(3157) أَبُو ليلى الغفاري،
لا يوقف له عَلَى اسم. من حديثه مَا رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الْغِفَارِيِّ، قَالَ:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: سَتَكُونُ بَعْدِي فِتْنَةٌ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَالْزَمُوا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ يَرَانِي، وَأَوَّلُ مَنْ يُصَافِحُنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، هُوَ [4] الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ، وَهُوَ فَارُوقُ هَذِهِ الأُمَّةِ، يُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَهُوَ يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ، وَالْمَالُ يَعْسُوبُ الْمُنَافِقِينَ. وَإِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ مِمَّنْ لا يُحْتَجُّ بِنَقْلِهِ إِذَا انْفَرَدَ لِضَعْفِهِ وَنَكَارَةِ حديثه [5] .
__________
[1] من أ
[2] ى: مليل.
[3] ليس في أ
[4] أ: وهو.
[5] أ: أحاديثه.(4/1744)
باب الميم
(3158) أَبُو مالك الأشعري.
ويقال: الأشجعي قيل: اسمه عمرو بن الحارث ابن هانئ روى عنه عطاء بْن يسار، وسعيد بْن أبي هلال. ولم يسمع منه سَعِيد بْن أبي هلال. وَرِوَايَةُ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عنه محفوظة من حديث عبيد الله ابن عُمَرَ الرَّقِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْغُلُولِ عِنْدَ اللَّهِ ذِرَاعٌ [1] مِنَ الأَرْضِ. وَذَكَرَ الْبُخَارِيُّ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، [قَالَ] [2] : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْبَعٌ يَبْقَيْنَ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ.
الْحَدِيثُ. هَكَذَا ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ بِهَذَا الإِسْنَادِ، قَالَ فِيهِ أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، وَزُهَيْرٌ كَثِيرُ الْخَطَأِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وأما أَبُو مالك الأشجعي سعد بْن طارق بْن أشيم الكوفي فليس لهذا ذكر فِي الصحابة، وإنما هُوَ تابعي يروي عَنْ أنس وابن أبي لوفى، ونبيط بْن شريط الأشجعي، [ويروى عَنْ أبيه أَيْضًا، روى له مسلم] [3] ، مشهور فِي علماء التابعين بتفسير القرآن والرواية. روى عنه أَبُو حصين عُثْمَان بْن عَاصِم الأسدي وأبو سعد [4] البقال، وروى عنه الثوري وطبقته.
(3159) أَبُو مالك الأشعري،
له صحبة ورواية. اختلف فِي اسمه، فقيل:
كعب بْن مالك. وقيل كعب بْن عَاصِم. وقيل اسمه عبيد. وقيل اسمه عَمْرو.
يعد في الشاميين روى عنه عبد الرحمن بْن غنم، وربما روى شهر بْن حوشب عنه وعن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن غنم عنه، وروى عنه أَبُو سلام.
(3160) أَبُو مالك النخعي الدِّمَشْقِيّ.
قيل: إن له صحبة. حَدِيثُهُ عِنْدَ معاوية
__________
[1] أ: الزراع من الأرض. والمثبت في الطبقات أيضا (4- 24) .
[2] ليس في أ.
[3] من أ.
[4] أ: وأبو سعيد.(4/1745)
ابن صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ الْبَهْرَانِيِّ الْحِمْصِيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ النَّخَعِيِّ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُسْخِطِ لأَبَوَيْهِ. وَالْمَرْأَةِ تُصَلِّي بِغَيْرِ خِمَارٍ.
وَالَّذِي يَؤُمُّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، لا تُقْبَلُ لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ صَلاةٌ. وَالصَّحِيحُ أَنَّ حَدِيثُهُ مُرْسَلٌ، وَلا صُحْبَةَ له.
(3161) أَبُو محجن الثقفي.
اختلف فِي اسمه، فقيل: اسمه مالك بْن حبيب [1] .
وقيل عَبْد اللَّهِ بْن حبيب بْن عَمْرو بْن عمير بْن عوف بن عقدة بن غيرة [2] ابن عوف بْن قسي- وَهُوَ ثقيف- الثقفي. وقيل اسمه كنيته. أسلم حين أسلمت ثقيف، وسمع من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عنه. حدث عنه أَبُو سعد البقال، قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أخوف مَا أخاف عَلَى أمتي من بعدي ثلاث: إيمان بالنجوم، وتكذيب بالقدر، وحيف الأئمة. وَكَانَ أَبُو محجن هَذَا من الشجعان الأبطال فِي الجاهلية والإسلام، من أولي البأس والنجدة ومن الفرسان البهم، وَكَانَ شاعرًا مطبوعًا كريمًا، إلا أنه كَانَ منهمكًا فِي الشراب، لا يكاد يقلع عنه، ولا يردعه حد ولا لوم لائم، وَكَانَ أَبُو بَكْر الصديق يستعين به، وجلده عُمَر بْن الْخَطَّابِ [فِي الخمر] [3] مرارًا، ونفاه إِلَى جزيرة فِي البحر، وبعث معه رَجُلا، فهرب منه ولحق بسعد بْن أبي وقاص بالقادسية، وَهُوَ محارب للفرس، وَكَانَ قد هم بقتل الرجل الَّذِي بعثه معه عمر، فأحس الرجل بذلك، فخرج فارًا فلحق بعمر فأخبره خبره، فكتب عمر إِلَى سعد [بْن أبي وقاص] [4] بحبس أبي محجن، فحبسه. فلما كَانَ؟ يوم [قس] [4] الناطف بالقادسية، والتحم القتال، سأل أَبُو محجن امرأة سعد أن تحل قيده وتعطيه فرس سعد،
__________
[1] الضبط في أ.
[2] أ: عميرة.
[3] ليس في أ.
[4] من أ.(4/1746)
وعاهدها أنه إن سلم عاد إِلَى حاله من القيد والسجن، وإن استشهد فلا تبعة [عَلَيْهِ] [1] ، فخلت سبيله، وأعطته الفرس، فقاتل [أيام القادسية] . [2] وأبلى [فِيهَا] [2] بلاءً حسنًا، ثم عاد إِلَى محبسه.
وكانت بالقادسية أيام مشهورة، منها يوم [قس] [3] الناطف، ومنها يوم أرماث، ويوم أغواث، ويوم الكتائب، وغيرها. وكانت قصة أبي محجن في يوم منها، ويومئذ قال:
كفى حزنا أن ترتدي [4] الخيل بالقنا ... وأترك مشدودًا علي وثاقيا
إذا قمت عناني [5] الحديد وغلقت ... مصارع دوني [قد] [6] تصم المناديا
وقد كنت ذا مال كثير وإخوة ... فقد تركوني واحدًا لا أخا ليا
وقد شف جسمي أنني كل شارق ... أعالج كبلًا مصمتًا قد برانيا
فلله دري يوم أترك موثقًا ... ويذهل عني أسرتي ورجاليا
حبسنا [7] عَنِ الحرب العوان وقد بدت ... وأعمال غيري يوم ذاك العواليا
فلله عهد لا أخيس بعهده ... لئن فرجت ألا أزور الحوانيا [8]
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ سَعْدٍ، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أحمد بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حَدَّ أَبَا مِحْجَنِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عُمَيْرٍ الثَّقَفِيَّ فِي الْخَمْرِ سَبْعَ مَرَّاتٍ.
وَقَالَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ: ضَرَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَبَا مِحْجَنٍ الثَّقَفِيَّ فِي الْخَمْرِ ثَمَانِي مَرَّاتٍ وذكر ذلك عبد الرزاق فِي باب من حد من الصحابة فِي الخمر، [قَالَ: وأخبرنا معمر، عَنْ أيوب، عَنِ ابن سيرين، قال:
__________
[1] من أ.
[2] ليس في أ.
[3] من أ.
[4] أ، والطبري: 4- 81: تردى.
[5] أ: غنائى.
[6] ليس في أ.
[7] في أ: حبيسا.
[8] في أ: الخوابيا.(4/1747)
كَانَ أَبُو محجن الثقفي لا يزال يجلد فِي الخمر] [1] ، فلما أكثر عليهم سجنوه وأوثقوه، فلما كَانَ يوم القادسية رآهم يقتتلون فكأنه رأى أن المشركين قد أصابوا من المسلمين، فأرسل إلى أم ولد سعد- أَوْ إِلَى امرأة سعد- يقول لَهَا:
إن أبا محجن يقول لك: إن خليت سبيله وحملته [2] عَلَى هَذَا الفرس، ودفعت إليه سلاحًا ليكونن أول من يرجع إليك إلا أن يقتل، وأنشأ يقول:
كفى حزنا أن تلتقي الخيل بالقنا ... وأترك مشدودًا علي وثاقيا
إذا قمت عناني [3] الحديد وغلقت ... مصارع دوني [قد] [4] تصم المناديا
فذهبت الأخرى فقالت ذلك لامرأة سعد، فحلت عنه قيوده، وحمل عَلَى فرس كَانَ فِي الدار، وأعطى سلاحًا، ثم خرج يركض حَتَّى لحق بالقوم، فجعل لا يزال يحمل عَلَى رجل فيقتله ويدق صلبه، فنظر إليه سعد فجعل [منه] [4] يتعجب ويقول: من ذلك الفارس؟ فلم يلبثوا إلا يسيرًا حَتَّى هزمهم اللَّه ورد السلاح، وجعل رجليه فِي القيود كما كَانَ، فجاء سعد، فقالت له امرأته- أَوْ أم ولده:
كيف كَانَ قتالكم؟ فجعل يخبرها، ويقول: لقينا ولقينا، حَتَّى بعث اللَّه رَجُلا عَلَى فرس أبلق، لولا أني تركت أبا محجن فِي القيود لظننت أنها بعض شمائل أبي محجن. فقالت: والله إنه لا بو محجن، كَانَ من أمره كذا وكذا ...
فقصت عَلَيْهِ قصته، فدعا به، وحل قيوده، وَقَالَ: والله لا نجلدك [5] عَلَى الخمر أبدًا. قَالَ أَبُو محجن: وأنا والله لا أشربها أبدًا، كنت آنف أن أدعها من أجل جلدكم. قَالَ: فلم يشربها بعد ذلك.
وروى ابْن الأعرابي، عَنِ المفضل الضبي، قَالَ: قَالَ أَبُو محجن في تركه الخمر:
__________
[1] ليس في أ.
[2] أ: وحملتيه.
[3] أ: إذا شئت غناني ...
[4] ليس في أ
[5] في: لا تجلدك.(4/1748)
رأيت الخمر صالحة وفيها ... خصال تهلك الرجل الحليما
فلا والله أشر بها حياتي ... ولا أشفي بها أبدًا سقيما
وأنشد غيره هذه الأبيات لقيس بْن عَاصِم.
ومن رواية أهل الأخبار أن ابنًا لأبي محجن الثقفي دخل عَلَى معاوية، فَقَالَ له معاوية: أبوك الّذي يقول:
إذا مت فادفني إِلَى جنب كرمة ... تروي عظامي بعد موتى عروقها
ولا تدفننّي بالفلاة فإنني ... أخاف إذا مَا مت أن لا أذوقها
فَقَالَ له ابْن أبي محجن: لو شئت ذكرت [1] أحسن من هَذَا من شعره، فقال: وما ذاك؟ قال: قوله:
لا تسأل الناس عَنْ مالي وكثرته ... وسائل الناس عَنْ حزمي وعن خلقي
القوم أعلم أني من سراتهم ... إذا تطيش يد الرعديدة الفرق
قد أركب الهول مسدولًا عساكره ... وأكتم السر فيه ضربة العنق
أعطي السنان غداة الروع حصته ... وحامل الرمح أرويه من العلق
وزاد بعضهم في هذه الأبيات:
وأطعن [2] الطعنة النجلاء لو علموا ... وأحفظ السر فيه ضربة العنق
عف المطالب عما لست نائله ... وإن ظلمت شديد الحقد والحنق
وقد أجود وما مالي بذي فنع [3] ... وقد أكر وراء المجحر الفرق
والقوم [4] أعلم أني من سراتهم ... إذا سما بصر الرعديدة [5] الشفق
__________
[1] في أ: لو شئت لذكرت من شعره ما هو أحسن من هذا.
[2] أ: قد أطعن الطعنة النجلاء قد علموا ... وأكتم....
[3] الفنع: المال الكثير. وفي د، وأسد الغابة: قنع. والبيت في اللسان- مادة قنع.
[4] أ، وأسد الغابة: القوم.
[5] أ: بصر الرعد يد للشفق.(4/1749)
قد يعسر المرء حينًا وَهُوَ ذو كرم ... وقد يثوب سوام العاجز الحمق
سيكثر المال يومًا بعد قلته ... ويكتسي العود بعد اليبس بالورق
فَقَالَ [له] [1] معاوية: لئن كنا أسأنا القول لنحسنن لك الصفد، وأجزل جائزته. وَقَالَ: إذا ولدت النساء فلتلدن مثلك. وزعم هيثم [2] بْن عدي أنه أخبره من رأى قبر أبي محجن الثقفي بأذربيجان- أَوْ قَالَ فِي نواحي جرجان، وقد نبتت عَلَيْهِ ثلاثة أصول كرم، وقد طالت [3] وأنمرت، وهي معروشة عَلَى قبره، ومكتوب عَلَى القبر: هَذَا قبر أبي محجن الثقفي. قَالَ: فجعلت أتعجب، وأذكر قوله: إذا مت فادفني إِلَى جنب كرمة- وذكر البيت.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْقَادِسِيَّةِ أَتَي سَعْدٌ بِأَبِي مِحْجَنٍ وَهُوَ سَكْرَانُ مِنَ الْخَمْرِ، فَأَمَرَ بِهِ إِلَى الْقَيْدِ، وَكَانَ سَعْدٌ بِهِ جِرَاحَةٌ فَلَمْ يَخْرُجْ يَوْمَئِذٍ عَلَى النَّاسِ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْخَيْلِ خَالِدَ بْنَ عُرْفُطَةَ، وَرَفَعَ سَعْدٌ فَوْقَ الْعُذَيْبِ لِيَنْظُرَ إِلَى النَّاسِ، فَلَمَّا الْتَقَى النَّاسُ قَالَ أَبُو مِحْجَنٍ:
كفى حزنا أن ترتدي [4] الخيل بالقنا ... وأترك مَشْدُودًا عَلَيَّ وَثَاقِيَا
فَقَالَ لابْنَةِ خَصْفَةَ امْرَأَةِ سَعْدٍ: وَيْحَكِ حِلِّينِي وَلَكِ عَهْدُ اللَّهِ عَلَيَّ إِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ [5] أَنْ أَجِيءَ حَتَّى أَضَعَ رِجْلِي فِي الْقَيْدِ، وَإِنْ قُتِلْتُ اسْتَرَحْتُمْ مِنِّي، فخلته
__________
[1] ليس في أ.
[2] أ: الهيثم.
[3] أ: وقد طالت وعرشت وأثمرت.
[4] أ: تردى.
[5] أ: ولك الله على إن سلمني ...(4/1750)
فَوَثَبَ عَلَى فَرَسٍ لِسَعْدٍ يُقَالُ لَهَا الْبَلْقَاءُ، ثُمَّ أَخَذَ الرُّمْحَ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى أَتَى النَّاسَ فَجَعَلَ لا يَحْمِلُ فِي نَاحِيَةٍ إِلا هَزَمَهُمْ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ: هَذَا مَلَكٌ، وَسَعْدٌ يَنْظُرُ، فَجَعَلَ سَعْدٌ يَقُولُ: الضَّبْرُ [1] ضَبْرُ الْبَلْقَاءِ، وَالطَّعْنُ طَعْنُ أَبِي مِحْجَنٍ، وَأَبُو مِحْجَنٍ فِي الْقَيْدِ. فَلَمَّا هُزِمَ الْعَدُوَّ رَجَعَ أَبُو مِحْجَنٍ حَتَّى وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْقَيْدِ، فَأَخْبَرَتِ ابْنَةُ خَصْفَةَ سَعْدًا بِالَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِهِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَبْلَى أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَا أَبْلَى فِي هَذَا الْيَوْمِ، لا أَضْرِبُ رَجُلا أَبْلَى فِي الْمُسْلِمِينَ مَا أَبْلَى. قَالَ:
فَخَلَّى سَبِيلَهُ. قَالَ أَبُو مِحْجَنٍ: قَدْ كُنْتُ أَشْرَبُهَا إِذْ يُقَامُ عَلَيَّ الْحَدُّ وَأَطْهُرُ مِنْهَا، فَأَمَّا إذ بهرجتني [2] فو الله [3] لا أشربها أبدا
(3162) أَبُو محذورة المؤذن القرشي الجمحي.
اختلف فِي اسمه، فقيل: سمرة ابن معير. وقيل [اسمه] [4] معير بْن محيريز. وقيل أوس بن معير بن لوذان بن ربيعة بْن عريج بْن سعد بْن جمح. هكذا نسبه خليفة. وَقَالَ أَبُو اليقظان:
قتل أوس بْن معير يوم بدر كافرًا، واسم أبي محذورة سلمان، ويقال سمرة ابن معير، [ويقال سلمان بْن معير] [5] ، وقد ضبطه بعضهم معين، والأكثر يقولون معير [6] . وَقَالَ الطبري وغيره: كَانَ لأبي محذورة أخ لأبيه وأمه يسمى أنيسا، وقتل يوم بدر كافرًا، وَقَالَ مُحَمَّد بْن سعد [7] : سمعت من ينسب أبا محذورة فيقول: اسمه سمرة بْن معير [8] بْن لوذان بْن وهب بْن سعد بْن جمح، وَكَانَ له أخ لأبيه وأمه اسمه أويس. وَقَالَ ابْن معين: اسم أبي محذورة سمرة بْن معير، وكذلك قَالَ البخاري. وَقَالَ الزُّبَيْر: أَبُو محذورة اسمه
__________
[1] ضبر الفرس والمقيد: جمع قواثمه ووثب. والضبر: عدو الفرس (الإصابة) .
[2] بهرجتني: أي أهدرتني بإسقاط الحد عنى (النهاية) .
[3] في أ: فلا.
[4] ليس في أ.
[5] من أ.
[6] في أسد الغابة: معين- بضم الميم وتشديد الياء وآخره نون. والأكثر يقولون: معير بكسر الميم وسكون العين وآخره راء.
[7] صفحة 232 جزء خامس
[8] أ، والطبقات: عمير.(4/1751)
أوس بْن معير بْن لوذان بْن سعد بْن جمح. قَالَ الزُّبَيْر: عريج وربيعة ولوذان إخوة بنو سعد بْن جمح. ومن قَالَ غير هَذَا فقد أخطأ. قَالَ:
وأخوة أنيس بْن معير قتل كافرًا وأمهما من خزاعة، وقد انقرض عقبهما، وورث الأذان بمكة إخوتهم من بني سلامان بْن ربيعة بْن جمح.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: اتفق الزُّبَيْر وعمه مصعب ومحمد بْن إِسْحَاقَ المسيبي [1] عَلَى أن اسم أبي محذورة أوس، وهؤلاء أعلم بطريق أنساب قريش. ومن قَالَ [2] فِي اسم أبي محذورة سلمة فقد أخطأ. وَكَانَ أَبُو محذورة مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، أمره بالأذان بها منصرفه من حنين، وَكَانَ سمعه يحكي الأذان، فأمر أن يؤتى به، فأسلم يومئذ، وأمره بالأذان فأذن بين يديه، ثم أمره فانصرف إِلَى مكة، وأقره [3] عَلَى الأذان بها فلم يزل [يؤذن] [4] بها هُوَ وولده، ثم عَبْد اللَّهِ بْن محيريز ابْن عمه وولده، فلما انقطع ولد ابْن محيريز صار الأذان بها إِلَى ولد ربيعة بْن سعد بْن جمح.
وأبو محذورة وابن محيريز من ولد لوذان بْن سعد بْن جمح. قَالَ الزُّبَيْر:
كَانَ أَبُو محذورة أحسن الناس أذانًا وأنداهم صوتًا. قَالَ له عمر يومًا- وسمعه يؤذن: كدت أن ينشق مريطاؤك. قَالَ: وأنشدني عمي مصعب لبعض شعراء قريش فِي أذان أبى محذورة:
أما ورب الكعبة المستورة ... وما تلا مُحَمَّد من سوره
والنغمات من أبي محذورة ... لأفعلن فعلة مذكوره
قَالَ الطبري: توفي أَبُو محذورة بمكة سنة تسع وخمسين. وقيل سنة تسع وسبعين، ولم يهاجر، ولم يزل مقيمًا بمكة حَتَّى توفي أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قال:
__________
[1] في ى: والمسيبي.
[2] أ: ومن قال غير هذا فقد أخطأ.
[3] ى: وأمره.
[4] ليس في أ.(4/1752)
حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا رُوحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن جريح، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أُمِّ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنْ أَبِي محذورة. وَبِهَذَا الإِسْنَادِ أيضا عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَيْرِيزٍ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ- دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمَا فِي بَعْضٍ- أَنَّ أَبَا مَحْذُورَةَ قَالَ: خَرَجْتُ فِي نَفَرٍ عَشَرَةٍ، فَكُنَّا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ حِينَ قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حُنَيْنٍ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّلاةِ [عِنْدَهُ] [1] ، فَسَمِعْنَا صَوْتَ الْمُؤَذِّنِ وَنَحْنُ مُتَنَكِّبُونَ، فَصَرَخْنَا نَحْكِيهِ وَنَسْتَهْزِئُ بِهِ، فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّوْتَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا إِلَى أَنْ وَقَفْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: أَيُّكُمُ الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ قَدِ ارْتَفَعَ؟ فَأَشَارَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ إِلَيَّ- وَصَدَّقُوا- فَأَرْسَلَهُمْ وَحَبَسَنِي، ثُمَّ قَالَ: قُمْ فَأَذِّنْ بِالصَّلاةِ، فَقُمْتُ وَلا شَيْءَ أَكْرَهُ إِلَيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا مِمَّا يَأْمُرُنِي بِهِ، فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَلْقَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّأْذِينَ هُوَ بِنَفْسِهِ، فَقَالَ: قُلِ اللَّهُ أَكْبَرُ. اللَّهُ أَكْبَرُ ... فَذَكَرَ الأَذَانَ، ثُمَّ دَعَانِي حِينَ قَضَيْتُ التَّأْذِينَ فَأَعْطَانِي صِرَّةً فِيهَا شَيْءٌ مِنْ فِضَّةٍ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى نَاصِيَتِي، ثُمَّ مِنْ بَيْنِ ثَدْيَيَّ، ثُمَّ عَلَى كَبِدِي، حَتَّى بَلَغَتْ يد رسول الله صلى الله عليه وسلم سُرَّتِي، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، وَبَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكَ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْنِي بِالتَّأْذِينِ بِمَكَّةَ. قَالَ: قَدْ أَمَرْتُكَ بِهِ. وَذَهَبَ كُلُّ شَيْءٍ كَانَ فِي نَفْسِي لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ كَرَاهَةٍ، وَعَادَ ذَلِكَ كُلُّهُ مَحَبَّةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فقدمت على عتاب بن
__________
[1] من أ.(4/1753)
أُسَيْدٍ عَامِلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ فَأَذَّنْتُ مَعَهُ بِالصَّلاةِ عَنْ أَمْرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وذكر تمام الخبر.
(3163) أَبُو محرز بْن زاهر.
وأبو مجيبة الباهلي. وأبو المنتفق. وأبو مرحب مذكورون فِي الصحابة لا أعرف لهم خبرًا ولم أرو لهم أثرا.
(3164) أَبُو مُحَمَّد البدري الأَنْصَارِيّ
الَّذِي زعم أن الوتر واجب، فَقَالَ عبادة:
كذب أَبُو مُحَمَّد، قيل أنه [1] مَسْعُود بْن أوس بْن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم بْن مالك بْن النجار، بدري. ولم يذكره ابْن إِسْحَاق فِي البدريين.
يعد فِي الشاميين.
(3165) أَبُو مخشي الطائي.
هُوَ سويد [2] بْن مخشي. وَهُوَ أشهر بكنيته.
شهد بدرًا، لا أعلم له رواية.
(3166) أَبُو مراوح الغفاري،
مدني. يعد فيمن ولد في [3] حياة النبي صلى الله عليه وسلم ومن سماهم وبارك [4] عليهم. روايته عَنْ أبي ذر وحمزة بْن عُمَرَ والأسلمي، وَهُوَ من كبار التابعين. روى عنه عروة بْن الزُّبَيْر.
(3167) أَبُو مرثد الغنوي.
من بني غني [5] بْن أعصر بن سعد بن قيس [6] عيلان ابن مضر، اسمه كناز بْن حصن. ويقال: كناز بن حصين بن يربوع بن عمرو ابن يربوع بن خرشة بن سعد بن طريف. وقيل: الحصين بن يربوع بن طريف ابن خرشة بْن عبيد بْن سعد بْن عوف بْن كعب بْن جلان [7] بْن غنم بْن غنى ابن أعصر بْن سعد بْن قيس. وقد قيل: اسم أبي مرثد حصن [8] بْن كناز، والأول
__________
[1] سبق في «مسعود» صفحة 1931
[2] سبق في «سويد» صفحة 680
[3] أ: على.
[4] أ: وبرك.
[5] أ: عدي.
[6] أ، والإصابة: قيس بن غيلان.
[7] د؟: خلان.
[8] سبق في «كناز» صفحة 1333(4/1754)
أشهر وأكثر. وقيل: ابْن خلان أَوْ جلان [1] بن غنى الغنوي، حليف حمزة ابن عبد المطلب، وَكَانَ تربة. وابنه مرثد بْن أبى مرثد حليف حمزة أيضا، شهدا جميعًا بدرًا. وقتل مرثد يوم الرجيع فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حسب مَا ذكرناه [2] فِي بابه.
وأما أَبُو مرثد فآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بينه وبين عبادة ابن الصامت، وشهد أَبُو مرثد سائر المشاهد مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات سنة اثنتي عشرة فِي خلافة أبي بكر، وَهُوَ ابْن ست وستين سنة، وَكَانَ فِيمَا قيل رَجُلا طويلًا، كثير الشعر، وصحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو مرثد الغنوي، وابنه مرثد بْن أبي مرثد، وابنه أنيس بْن مرثد بْن أبي مرثد.
يعد أَبُو مرثد فِي الشاميين. روى عنه واثلة [بْن الأسقع. قَالَ] الْوَاقِدِيّ: فيمن.
شهد بدرًا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو مرثد كناز بْن الحصين الغنوي وابنه مرثد بْن أبي مرثد حليفًا حمزة بْن عبد المطلب من غنىّ.
(3168) أَبُو مرحب [3] .
اسمه سويد بْن قيس.
(3169) أَبُو مرة بْن عروة بْن مَسْعُود الثقفي.
قيل: أنه ولد على عهد رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا صحبة له، وأبوه من كبار الصحابة.
(3170) أَبُو مريم السلولي.
من بني مرة بْن صعصعة بْن معاوية بْن بكر ابْن هوازن، يعرفون بأمهم سلول، وهي بنت ذهل بْن شيبان، اسمه مالك ابن ربيعة، وَهُوَ والد يَزِيد بْن أبي مريم، بصري، له صحبة. قَالَ علي بْن المديني:
له [4] عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو عشرة أحاديث.
__________
[1] أ: جلان، أو جلان.
[2] صفحة 1333
[3] ليست هذه الترجمة في أ.
[4] أ: روى عن النبي.(4/1755)
(3171) أَبُو مريم الغساني.
جد أبي بكر بْن عَبْد اللَّهِ بْن أبي مريم، كناه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأبي مريم بابنة ولدت له فِيمَا ذكروا عَنْ أَبِي بكر ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ [1] وُلِدَ لِي فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ جَارِيَةٌ. قَالَ: وَاللَّيْلَةُ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ سُورَةُ مَرْيَمَ، فَسَمِّهَا مَرْيَمَ، فَكَانَ يُكَنَّى بِأَبِي مَرْيَمَ. وَرَوَى بَقِيَّةُ، عَنْ أبى بكر ابن أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَمَيْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ [بِالْجَنْدَلِ] [2] فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ مِنِّي ودعا لي. روى عنه القاسم ابن مُخَيْمِرَةَ، وَقَالَ أَبُو حاتم الرازي: سألت بعض ولد أبي مريم هَذَا عَنِ اسمه، فَقَالَ اسمه نذير يعد فِي الشاميين.
(3172) أَبُو مريم الكندي.
ويقال الأزدي، حَدِيثُهُ عِنْدَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ حُجْرِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ الْكِنْدِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الضَّبِّ، أَنَّهُ أُتِيَ بِهِ فَقَالَ: هَذَا وَأَشْبَاهُهُ كَانُوا أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ فَعَصَوُا اللَّهَ فَأَفَكَ بِخَلْقِهِمْ فَجَعَلَهُمْ خَشَاشًا مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ. قِيلَ:
إِنَّهُ غَيْرُ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيِّ. وَقِيلَ إِنَّهُ هُوَ، وَحَدِيثُهُ هَذَا لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
(3173) أَبُو مَسْعُود الأَنْصَارِيّ عقبة [3] بْن عَمْرو بْن ثعلبة بْن أسيرة
ويقال:
يسيرة. ومن قَالَ بالنون فقد صحف- ابن عسيرة بْن عطية بْن خدارة بْن عوف ابن الحارث بْن الخزرج، وخدرة وخدارة أخوان، يعرف بالبدري، لأنه سكن أَوْ نزل ماء ببدر، وشهد العقبة، ولم يشهد بدرًا عند جمهور أهل العلم بالسير.
__________
[1] أ: ولدت لي البارحة.
[2] ليس في أ
[3] تقدمت له ترجمة في «عقبة» صفحة 1074.(4/1756)
وقد قيل: إنه شهد بدرًا. والأول أصح. قَالَ خليفة: قيل له بدري لأنه سكن ماء بدر وسكن الكوفة، وابتنى بها دارًا. وذكر عَمْرو بْن علي، سمعت أبا داود يقول: سمعت شعبة يقول: سمعت الحكم يقول: كَانَ أَبُو مَسْعُود بدريًا [ومن هنا- والله أعلم. ذكره البخاري فِي البدريين] [1] قَالَ شعبة:
وسمعت سعد بْن إِبْرَاهِيمَ، يقول: لم يكن أَبُو مَسْعُود بدريًا. وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: كُنْتُ أَضْرِبُ غُلامًا لِي، فَسَمِعْتُ خَلْفِي صَوْتًا: اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ، اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ- مَرَّتَيْنِ- أَنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
وذكر الْحَدِيثَ. اخْتُلِفَ فِي وَقْتِ وَفَاتِهِ. فَقِيلَ: تُوُفِّيَ سنة إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: مات بعد الستين.
(3174) أَبُو مسلم.
ذكروه فِي الصحابة، لا أعرف له نسبًا. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه سمعه يقول لرجل قَالَ له دلني عَلَى عمل يدخلني الجنة. قَالَ له:
بر والدتك، وكن قريبًا منها، فإن لم تكن حية فأطعم الطعام وأطب الكلام.
(3175) أَبُو مسلم الْخَوْلَانِيّ، العابد.
أدرك الجاهلية وأسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ير رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقدم المدينة حين قبض رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، واستخلف أبو بكر، فهو معدود فِي كبار التابعين، عداده فِي الشاميين. اسمه عَبْد اللَّهِ بْن ثوب [2] . وقيل: عَبْد اللَّهِ بْن عوف، والأول [أكثر] [3] وأشهر، كَانَ فاضلًا ناسكًا عابدًا، وله كرامات وفضائل.
روى عنه أبو إدريس الخولاني وجماعة من تابعي أهل الشام.
__________
[1] من أ.
[2] ليس في أ.
[3] وارجع إلى صفحة 876.(4/1757)
ومن نوادر أخباره وكراماته مَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم ابن أصبغ، قال: حدثنا أحمد زُهَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ الْحَوْطِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شرحبيل بن مسلم الخولانيّ- أن الأسود ابن قَيْسِ بْنِ ذِي الْخِمَارِ تَنَبَّأَ بِالْيَمَنِ، فَبَعَثَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ، فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ [لَهُ:] [1] أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: مَا أَسْمَعُ. قَالَ: أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ:
نَعَمْ. [قَالَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: مَا أَسْمَعُ. قَالَ: أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ] [2] . فَرَدَّدَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ.
قَالَ: فَأَمَرَ بِنَارٍ عَظِيمَةٍ فَأُجِّجَتْ، ثُمَّ أُلْقِيَ فِيهَا أَبُو مُسْلِمٍ، فَلَمْ تَضُرَّهُ شَيْئًا [قَالَ:] [1] فَقِيلَ لَهُ: انفه عنك، وإلا أفسد عَلَيْكَ مَنِ اتَّبَعَكَ. قَالَ: فَأَمَرَهُ بِالرَّحِيلِ، فَأَتَى أَبُو مُسْلِمٍ الْمَدِينَةَ، وَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، واستخلف أبو بكر، فَأَنَاخَ أَبُو مُسْلِمٍ رَاحِلَتَهُ بِبَابِ الْمَسْجِدِ [وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ] [2] ، وَقَامَ يُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ، فَبَصُرَ بِهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَامَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، قَالَ: مَا فَعَلَ الرَّجُلُ الَّذِي أَحْرَقَهُ الْكَذَّابُ بِالنَّارِ؟ قَالَ: ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَوْبٍ.
قَالَ: أَنْشُدُكَ باللَّه أَنْتَ هُوَ؟ قَالَ: اللَّهمّ نَعَمْ. قَالَ: فَاعْتَنَقَهُ عُمَرُ وَبَكَى، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ حَتَّى أَجْلَسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ، وَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي لَمْ يُمِتْنِي حَتَّى أَرَانِي فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ فُعِلَ بِهِ كَمَا فُعِلَ بِإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: فَأَنَا أَدْرَكْتُ رَجُلا [3] مِنَ الأَمْدَادِ الَّذِينَ يُمَدُّونَ [مِنَ الْيَمَنِ مِنْ] [2] خَوْلانَ يَقُولُونَ لِلأَمْدَادِ مِنْ عَنْسٍ: صَاحِبُكُمُ الْكَذَّابُ حَرَقَ صَاحِبَنَا بِالنَّارِ فَلَمْ تضرّه.
__________
[1] من أ.
[2] ليس في أ.
[3] أ: رجالا.(4/1758)
قَالَ أَبُو عُمَرَ: أما صدر هَذَا الخبر فمعروف مثله لحبيب [بْن زيد] [1] بْن عَاصِم الأَنْصَارِيّ، أخي عَبْد اللَّهِ بْن زيد مَعَ مسيلمة، فقتله مسيلمة وقطعه عضوًا عضوًا.
ويروى مثل آخر لرجل مذكور فِي الصحابة من خولان، وَكَانَ اسمه ذؤيبًا، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ. وإسماعيل بْن عياش ليس بحجة فِي غير الشاميين، وَهُوَ فِيمَا حدث به عَنِ الشاميين أهل بلده لا بأس به [2] .
(3176) أَبُو معبد الخزاعي.
زوج أم معبد الخزاعية. له رواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويقولون: إن حديثه إنما سمعه من أم معبد فِي قصتها حين مر [بها] [3] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخيمتها ونزل عليها، وعرض [4] لَهَا معه فِي شاتها مَا هُوَ مذكور فِي ذلك الحديث.
توفي أَبُو معبد قبل موت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ يسكن قديدًا، قاله البخاري [وغيره] [1] ، وقد روى حديث أم معبد جماعة بتمامه وكماله عَنْ أم معبد، وعن أبي معبد زوجها، وعن حبيش [5] بن خالد أخيها، كلهم يرويه بمعنى واحد، وفيه ألفاظ مختلفة قليلة بمعنى متقارب
(3177) أَبُو معتب [6] بْن عَمْرو.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا فِي الدعاء إذا أشرف المسافر عَلَى القرية. رواه مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ عمن لا يتهم، عَنْ عطاء بْن مروان، عَنْ أبيه، عنه. إسناده ليس بالقائم.
(3178) أَبُو معقل بْن نهيك بْن أساف بْن عدي بْن زيد بن جثم بن حارثة.
__________
[1] ليس في أ.
[2] سبقت له ترجمة في عبد الله بن ثوب صفحة 876.
[3] من أ.
[4] أ: وعرض له معها.
[5] ى: خنيس، وقد تقدم في حبيش صفحة 406.
[6] معتب- بفتح العين وتشديد التاء. وقال الأمير: معتب- بضم الميم وسكون العين وكسر التاء المخففة. وقيل: مغيث- بالغين المعجمة والثاء المثلثة (أسد الغابة) .(4/1759)
وابنه عَبْد اللَّهِ بْن أبي معقل شهدا جميعًا أحدًا، أظنه الَّذِي روى عنه أَبُو بكر ابن عبد الرحمن.
(3179) أَبُو معقل الأَنْصَارِيّ،
روى عنه أَبُو بَكْر بن عبد الرحمن بن الحارث ابن هشام. واختلف عَلَيْهِ فِي حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الحج من سبيل اللَّه، وعمرة فِي رمضان تعدل حجة. ومن حديث أبي معقل أَيْضًا عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه نهى أن تستقبل القبلتان بغائط [1] أَوْ بول.
(3180) أَبُو المعلى بْن لوذان الأَنْصَارِيّ،
له صحبة، لا يوقف له عَلَى اسم عند أكثرهم. وقد قيل: اسمه زيد بْن المعلى. حديثه عند عبد الملك بْن عمير عَنْ بعض بني أبي المعلى- رجل من الأنصار، عَنْ أبيه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هكذا رواه عبيد اللَّه بْن عُمَرَ [2] الرَّقِّيّ، عَنْ عبد الملك بن عمير، وقد حدثنا سعيد ابن سِينَا [3] ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْقَاسِمُ بْنُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْمُعَلَّى، عَنْ أَبِيهِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ يَوْمًا فَقَالَ: إِنَّ رَجُلا خَيَّرَهُ رَبُّهُ بَيْنَ أَنْ يَعِيشَ فِي الدُّنْيَا ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِ حَدِيثِ مَالِكٍ عن أبى النضر.
(3181) أَبُو معن،
ذكره بعضهم فِي الصحابة، وَهُوَ غلط، وإنما هُوَ معن بْن يَزِيد [أَبُو يَزِيد] [4] ، والصواب فِي حديثه أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ له: لك ما نوبت يا معن.
(3182) أَبُو مليكة الذماري.
قيل: له صحبة، عداده في الشاميين. روى عنه
__________
[1] أ: لبول أو غائط.
[2] أ: عمير.
[3] أ: سعيد بن سعيد.
[4] ليس في أ، وفي أسد الغابة: ابن يزيد أبو يزيد.(4/1760)
راشد بْن سعد، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يستكمل العبد الإيمان حَتَّى يحب لأخيه مَا يحب لنفسه.
(3183) أَبُو مليكة القرشي التيمي.
اسمه زهير بْن عَبْد اللَّهِ بن جدعان بن عمرو ابْن كعب بْن سعد بْن تيم بْن مرة جد ابْن أبي مليكة المحدث. له صحبة. يعد فِي أهل الحجاز مِنْ حَدِيثِهِ مَا ذَكَرَهُ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّ رَجُلا عَضَّ يَدَ رَجُلٍ فَسَقَطَتْ سِنُّهُ فَأَبْطَلَهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ.
(3184) أَبُو مليكة الكندي.
مصري. له صحبة، فيه وفي الَّذِي قبله [1] نظر.
(3185) أَبُو مليل بْن الأزعر [2] بن زيد بن العطاف بن ضبيعة [بن زيد] [3] ابن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بْن مالك بْن الأوس الأَنْصَارِيّ الضبعي.
شهد بدرًا وأحدًا، ذكره ابْن إِسْحَاق وغيره.
(3186) أَبُو مليل، سليك بْن الأغر،
مذكور فِي الصحابة [4] .
(3187) أَبُو المنذر الأَنْصَارِيّ.
اسمه يَزِيد بْن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد ابن غنم بْن كعب بْن سلمة، شهد بدرًا. ذكره مُوسَى بْن عُقْبَةَ.
(3188) أَبُو المنذر الجهني.
روى عنه زيد بْن وهب أنه قَالَ: قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أفضل الكلام؟ قال: يا أبا المنذر، قال: لا إله إلا اللَّه ... فذكر حديثا حسنا في فضل الذكر.
__________
[1] الّذي قبله في الترتيب الأول للكتاب هو أبو مليكة الذمارى.
[2] ى: الأذعر.
[3] ليس في أ.
[4] في أ: أراه الأول ابن الأزعر. وفي الإصابة: أبو مليك. وقال أيضا: وأنا أخشى أن يكون هو الّذي بعده (أبو مليل بن الأزعر) ، وقع فيه تصحيف وتحريف. وجوز ابن فتحون أن يكون هو الّذي بعده (4- 185) .(4/1761)
(3189) أَبُو منصور الفارسي.
له صحبة عند من ذكره فِي الصحابة، يعد فِي أهل مصر، كانت فيه حدة فذكر له ذلك، فَقَالَ: مَا أحب أنها أخطأتني، إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الحدة تعتري خيار أمتي. حديثه هَذَا عند الليث بْن سعد، عَنْ دويد [1] بْن نافع، عنه. وقد قيل فِي حديثه [2] إنه مرسل، وإنه ليست له صحبة.
(3190) أبو منفعة،
مذكور فِي الصحابة، حديثه فِي بر الوالدين وصلة الرحم حقّ واجب ورحم موصولة.
(3191) أبو منقعة [3] الأنماري
اسمه نصر بْن الحارث، له صحبة، ذكره أحمد بن محمد ابن عيسى في تاريخ الحمصيين.
(3192) أَبُو منيب،
رجل من الصحابة روى عنه مسلم بْن زياد، قَالَ: رأيت جماعة من الصحابة يلبسون العمائم ويرخونها خلفهم، وثيابهم إِلَى الكعبين، منهم أَبُو منيب، وفضالة بْن عبيد، وأنس بن مالك.
(3193) أَبُو مُوسَى الأشعري،
عَبْد اللَّهِ بْن قيس بن سليم بن حضّار بن حرب ابن عامر بْن عنز [4] بْن بكر بْن عامر بْن عذر بْن وائل بْن ناجية بْن الجماهر بْن الأشعر، وَهُوَ نبت بْن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن كهلان بْن سبأ بْن يشجب بْن يعرب بْن قحطان. وفي نسبه هَذَا بعض الاختلاف، وقد ذكرناه فِي باب [5] اسمه، وذكرنا هناك عيونا من أخباره.
__________
[1] ى: دريد
[2] أ: من حديثه.
[3] في أسد الغابة: أخرجه أبو عمر مخنصرا، وقد أخرجه فيما تقدم بالفاء، وذكره هاهنا بالقاف وكسر الميم، وسماه هاهنا نصرا، وإنما هو بكر. قاله الدار قطنى وغيره: وهو الأول، وإنما ذكرناه اقتداء به وليظهر أمره. وفي الإصابة: زعم ابن الأثير أنه الّذي قبله وليس كما قال. وفي هوامش الاستيعاب: ابن المنفعة هو المعروف.
[4] أ: عنز
[5] تقدمت ترجمته في عبد الله بن قيس، صفحة 979.(4/1762)
وأمه امرأة من بكّ، كانت قد أسلمت وماتت بالمدينة. وذكرت طائفة- منهم الواقدي- أنّ أبا موسى قدم مكة فخالف سعيد بن العاص بن أمية أبا أحيحة، ثم اسلم بمكة وهاجر إِلَى أرض الحبشة، ثم قدم مَعَ أهل السفينتين ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخيبر. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَأَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، وَكَانَ عَلامَةً نَسَّابَةً، قَالَ: لَيْسَ أَبُو مُوسَى مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ، وَلَيْسَ لَهُ حِلْفٌ فِي قُرَيْشٍ، وَلَكِنَّهُ أَسْلَمَ قَدِيمًا بِمَكَّةَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بِلادِ قَوْمِهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى قَدِمَ هُوَ وَنَاسٌ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَافَقَ قُدُومُهُمْ قُدُومَ أَهْلِ السَّفِينَتَيْنِ: جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَوَافَوْا [1] رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ، فَقَالُوا: قَدِمَ أَبُو مُوسَى مَعَ أَهْلِ السَّفِينَتَيْنِ، وَإِنَّمَا الأَمْرُ عَلَى مَا ذَكَرْنَا أَنَّهُ وَافَقَ قُدُومُهُ [قُدُومَهُمْ] [2] .
قَالَ أَبُو عُمَرَ: إِنَّمَا ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الْحَبَشَةِ لأَنَّهُ نَزَلَ أَرْضَ الْحَبَشَةِ فِي حِينِ إِقْبَالِهِ مَعَ [سَائِرِ] [2] قَوْمِهِ، رَمَتِ الرِّيحُ سَفِينَتَهُمْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَبَقَوْا بِهَا ثُمَّ خَرَجُوا مَعَ جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ، هَؤُلاءِ فِي سَفِينَةٍ وَهَؤُلاءِ فِي سَفِينَةٍ، فَكَانَ قُدُومُهُمْ مَعًا مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ فَوَافَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، فَقِيلَ: إِنَّهُ قَسَمَ لِجَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ وَقَسَمَ لِلأَشْعَرِيِّينَ [لأَنَّهُ] [2] قِيلَ: إِنَّهُ قَسَمَ لأَهْلِ السَّفِينَتَيْنِ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ لَمْ يَقْسِمْ لَهُمْ. ثُمَّ وَلَّى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَبَا مُوسَى الْبَصْرَةَ إِذْ عَزَلَ عَنْهَا الْمُغِيرَةَ فِي وَقْتِ الشَّهَادَةِ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ سَنَةَ عِشْرِينَ، فَافْتَتَحَ أَبُو مُوسَى الأَهْوَازَ، وَلَمْ يَزَلْ عَلَى الْبَصْرَةِ إِلَى صَدْرٍ مِنْ خِلافَةِ عُثْمَانَ، ثُمَّ لَمَّا دفع أهل الكوفة
__________
[1] أ: ووافق.
[2] ليس في أ.(4/1763)
سعيد بن العاص ولوا أبا موسى وكتبوا إِلَى عُثْمَانَ يَسْأَلُونَهُ أَنْ يُوَلِّيَهُ فَأَقَرَّهُ، فَلَمْ يَزَلْ عَلَى الْكُوفَةِ حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ، ثُمَّ كَانَ مِنْهُ بِصِفِّينَ وَفِي التَّحْكِيمِ مَا كَانَ. وَكَانَ منحرفًا عَنْ علي لأنه عزله ولم يستعمله، وغلبه أهل اليمن فِي إرساله فِي التحكيم فلم يجزه [1] وَكَانَ لحذيفة قبل ذلك فيه كلام، ثم انتقل أَبُو مُوسَى إِلَى مكة ومات بها وقيل: إنه مات بالكوفة فِي داره بجانب المسجد. وقيل سنة اثنتين وأربعين. وقيل: سنة أربع وأربعين وقيل: سنة خمسين وقيل: سنة اثنتين وخمسين. ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ [2] ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، قَالَ: مَاتَ أَبُو مُوسَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: إِنَّهُ مَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ بَعَشْرِ سِنِينَ سنة اثنتين وأربعين.
(3194) أَبُو مُوسَى الحكمي،
له حديث فِي القدر [3] . ذكره البخاري فِي الكنى من تاريخه، وذكره الحاكم في كتابه.
(3195) أَبُو مُوسَى الغافقي.
حديثه عند أهل مصر، وعداده فيهم. رَوَى اللَّيْثُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ غَافِقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْغَافِقِيِّ، قَالَ: آخَرُ مَا عَهِدَ [4] إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: سَتَرْجِعُونَ بَعْدِي إِلَى قَوْمٍ يُحِبُّونَ الْحَدِيثَ عَنِّي، فَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَمَنْ حَفِظَ شَيْئًا فَلْيُحَدِّثْ بِهِ، وَمَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
(3196) أَبُو مويهبة [5]
مولى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. كان من مولدي مزينة، اشتراه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فأعتقه، يقال: إنه شهد المريسيع.
__________
[1] أ: فلم يخزه لهم.
[2] الطبقات 86 جزء رابع.
[3] أ: العذر.
[4] ى: ما عاهد.
[5] في الإصابة: ويقال أبو موهبة وأبو موهوبة، وهو قول الواقدي.(4/1764)
روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن العاص وعبيد بْن جبير، لا يوقف عَلَى اسمه. حديثه حسن فِي استغفار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأهل البقيع، واختياره لقاء ربه عَزَّ وَجَلَّ [1] .
باب النون
(3197) أَبُو نائلة سلكان بْن سلامة بْن وقش بْن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي.
ويقال سلكان لقب [له] [2] واسمه سعد. شهد أحدًا، وَكَانَ ممن قتل كعب بْن الأشرف، وَكَانَ أخاه من الرضاعة، وَكَانَ من الرماة المذكورين من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ شاعرًا.
(3198) أَبُو نبقة.
اسمه علقمة بْن المطلب. ذكره بعضهم فِي الصحابة، وَهُوَ عندي مجهول، والله أعلم.
(3199) أَبُو نجيح العبسي.
له حديث واحد عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النكاح من حديث يَزِيد بْن أبي حبيب، عَنْ ربيعة بْن لقيط، عَنْ رجل عنه، ذكره البخاري فِي الكنى المجردة [وَهُوَ عندهم عَمْرو بْن عبسة، والحديث بهذا الإسناد محفوظ لعمرو بْن عبسة من رواية المصريين، ولا أدري مَا هذا، لأن عمرو ابن عبسة سلمى] [2] .
(3200) أَبُو نخيلة [3] الْبَجَلِيّ.
له صحبة. روى عنه أَبُو وائل شقيق بْن سلمة، عداده فِي الكوفيين. وقد قيل: ليست له صحبة، [والأول أكثر] [2] . رَوَى الثَّوْرِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي نُخَيْلَةَ [3]- رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رُمِيَ بِسَهْمٍ، فَقِيلَ لَهُ: ادْعُ اللَّهَ. فَقَالَ: اللَّهمّ انقص من الوجع
__________
[1] في أ: صلى الله عليه وسلم.
[2] ليس في أ.
[3] بمعجمة مصغر- (الإصابة) . وفي التقريب: بالمعجمة ويقال بالمهملة.(4/1765)
وَلا تَنْقُصْ مِنَ الأَجْرِ. قِيلَ لَهُ: ادْعُ اللَّهَ. قَالَ: اللَّهمّ اجْعَلْنِي مِنَ الْمُقَرَّبِينَ، وَاجْعَلْ أُمِّي [1] مِنَ الْحُورِ الْعِينِ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: قِيلَ فِيهِ أَبُو نُخَيْلَةَ، وَالْمَعْرُوفُ أَبُو نُحَيْلَةَ، وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنْ جَرِيرِ [بْنِ عَبْدِ اللَّهِ] [2] الْبَجَلِيِّ. قَالَ عَلِيٌّ:
وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ.
(3201) أَبُو نضرة [3] .
أحد الَّذِينَ شهدوا فتح خيبر، وجرى له هناك ذكر، لا أعرفه إلا بذلك.
(3202) أَبُو نضير [4] بْن التيهان بْن مالك أخو أبي الهيثم بْن التيهان،
شهد أحدًا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكره الطبري.
(3203) أَبُو نملة الأَنْصَارِيّ،
اسمه عمار بْن معاذ بْن زرارة بْن عَمْرو بْن غنم بْن عدي ابن الحارث [بْن مرة] [2] بْن ظفر بْن الخزرج الأَنْصَارِيّ الظفري. شهد بدرًا مَعَ أبيه، وشهد أحدًا والخندق والمشاهد كلها. وقتل له ابنان يوم الحرة:
عَبْد اللَّهِ، ومحمد. وتوفي فِي خلافة عبد الملك بْن مروان. حَدِيثُهُ عِنْدَ ابْنِ شِهَابٍ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ، عَنِ ابْنِهِ نَمْلَةَ بْنِ أَبِي نَمْلَةَ، عَنْ أَبِيهِ. وَقِيلَ: إِنَّ أَبَا نَمْلَةَ شَهِدَ أُحُدًا وَلَمْ يَشْهَدْ بدرا.
(3204) أَبُو نهيك الأَنْصَارِيّ الأشهلي.
من بني عبد الأشهل. لا أعرف له خبرًا ولا رواية إلا أنه بعثه أَبُو بَكْر الصديق رضي اللَّه عنه إِلَى خالد بْن الوليد مَعَ سلمة ابن سلامة بْن وقش يأمره أن يقتل من بني حنيفة كل من أنبت، فوجداه قد صالح مجاعة [5] بن مرارة [6] .
__________
[1] في أ: واجعل لي من الحور العين.
[2] ليس في أ.
[3] في أ: نصير. وفي ى: نصر. والمثبت في الإصابة وأسد الغابة.
[4] نضير- بفتح النون وكسر الضاد المعجمة (أسد الغابة) .
[5] ى: مجاهد.
[6] أ: زرارة.(4/1766)
باب الهاء
(3205) أَبُو هاشم بْن عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي.
خال معاوية وأخو أبي حذيفة لأبيه، وأخو مصعب بْن عمير لأمه، أمهما أم خناس بنت مالك القرشية العامرية. قيل: اسمه شيبة.
وقيل: هشيم. وقيل مهشم. أسلم يوم الفتح، وسكن الشام، وتوفي فِي خلافة عُثْمَان، وَكَانَ فاضلًا. وَكَانَ أَبُو هريرة إذا ذكر أبا هاشم قَالَ:
ذاك الرجل الصالح.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قال: حدثنا محمد ابْنُ وَضَّاحٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أبي شيبة، قال حدثنا أبو معاوية، عن الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: دَخَلَ مُعَاوِيَةُ عَلَى خَالِهِ أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ يَعُودُهُ فَبَكَى. فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: مَا يُبْكِيكَ يَا خَالُ؟ أَوَجَعٌ تَجِدُهُ أَمْ حِرْصٌ عَلَى الدُّنْيَا؟ قَالَ: كَلا، وَلَكِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ [1] ، فَقَالَ: يَا أَبَا هَاشِمٍ، إِنَّهَا لَعَلَّكَ تُدْرِكُكَ أَمْوَالٌ يُؤْتَاهَا أَقْوَامٌ، فَإِنَّمَا يَكْفِيكَ مِنَ الدُّنْيَا خَادِمٌ وَمَرْكَبٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وأرانى قد جمعت. قال أبو بكر ابن أَبِي شَيْبَةَ: وَأَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ سَهْمٍ، قَالَ: دَخَلَ مُعَاوِيَةُ عَلَى خَالِهِ فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأعمش.
(3206) أَبُو هانئ،
قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلم ومسح رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على رأسه، ودعا له بالبركة، وأنزله على يزيد بن
__________
[1] في أسد الغابة: عهد إلى عهدا لم آخذ به.(4/1767)
أبي سُفْيَان. حديثه عند عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي مالك، عَنْ أبيه، عَنْ جده أبي هانئ.
(3207) أَبُو هبيرة بْن الحارث بْن علقمة بْن عَمْرو بْن ثقف بْن مالك،
واسم ثقف بْن مالك كعب بْن مالك بْن مبذول، ومبذول اسمه عامر بْن مالك ابْن النجار الأَنْصَارِيّ. قتل يوم أحد شهيدًا. وأبو هبيرة اسمه كنيته، هُوَ أخو أبي أسيرة. والله أعلم.
(3208) أَبُو هريرة الدوسي،
صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ودوس هُوَ ابْن عدثان [1] بْن عَبْد اللَّهِ بْن زهران بْن كعب بْن الحارث بْن كعب بْن مالك بْن نصر بن الأزد بن الغوث. قال خليفة بْن خياط:
أَبُو هريرة هُوَ عمير بْن عامر بْن عبد ذي الشرى بْن طريف بْن عتاب [2] بْن أبي صعب بْن منبه [3] بْن سعد بْن ثعلبة بْن سليم بْن فهم [بن غنم] [4] ابن دوس.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: اختلفوا فِي اسم أبي هريرة، واسم أبيه اختلافًا كثيرًا.
لا يحاط به ولا يضبط فِي الجاهلية والإسلام، فَقَالَ خليفة: ويقال اسم أبي هريرة عَبْد اللَّهِ بْن عامر. ويقال برير [5] بْن عشرقة. ويقال سكين بْن دومة. وَقَالَ أَحْمَد بْن زهير: سمعت أبي يقول: اسم أبي هريرة عبد الله ابن عبد شمس. ويقال: عامر. وَقَالَ: سمعت أَحْمَد بْن حنبل يقول: اسم أبي هريرة [عَبْد اللَّهِ بْن] [6] عبد شمس. ويقال: عبد نهم بْن عامر. ويقال:
عبد غنم. ويقال سكين. وذكر مُحَمَّد بْن يَحْيَى الذهلي، عَنْ أَحْمَد بْن حنبل مثله سواء. وَقَالَ عباس. سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: اسم أبي هريرة
__________
[1] ى: عدنان، وانظر ترجمة مطولة له في الطبقات (4- 52) .
[2] في الطبقات: غياث.
[3] في الطبقات: هنية.
[4] ليس في أ.
[5] أ: يزيد.
[6] ليس في أ.(4/1768)
عبد شمس. وَقَالَ أَبُو نعيم: اسم أبي هريرة عبد شمس. وَرَوَى سُفْيَانُ بْنُ حُصَيْنٍ [1] عن الزهري، عن المحرر بن أبي هريرة، قَالَ: اسْمُ أَبِي هُرَيْرَةَ عَبْدُ عَمْرِو بْنُ عَبْدِ غَنْمٍ. وَقَالَ أَبُو حفص الفلاس: أصح شيء عندنا في اسم أبي هريرة عبد عَمْرو بْن عبد غنم. وَقَالَ ابْن الجارود: اسم أبي هريرة كردوس وَرَوَى الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ [2] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَبْدِ شَمْسٍ، مِنَ الأَزْدِ، مِنْ دَوْسٍ. وذكر أبو حاتم الرازيّ، عَنِ الأَوْسِيِّ [3] ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، قَالَ: اسْمُ أَبِي هُرَيْرَةَ [4] كُرْدُوسُ بْنُ عَامِرٍ.
وَذَكَرَ الْبُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ [أَبِي] [5] الأَسْوَدِ قَالَ: اسْمُ أَبِي هُرَيْرَةَ عَبْدُ شَمْسٍ.
وَيُقَالُ عَبْدُ نَهِمٍ، أَوْ عَبْدُ عَمْرٍو.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: مُحَالٌ أَنْ يَكُونَ اسْمُهُ فِي الإِسْلامِ عَبْدَ شَمْسٍ، أَوْ عَبْدَ عَمْرٍو، أَوْ عَبْدَ غَنْمٍ، أَوْ عَبْدَ نَهِمٍ، وَهَذَا إِنْ كَانَ شَيْءٌ مِنْهُ فَإِنَّمَا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وَأَمَّا فِي الإِسْلامِ فَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ أَوْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، عَلَى أَنَّهُ اخْتُلِفَ فِي ذَلِكَ [أَيْضًا] [6] اخْتِلافًا كَثِيرًا.
قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: كَانَ اسْمُ أبي هريرة في الجاهلية عبد شمس، وفي الإِسْلامِ عَبْدُ اللَّهِ، وَهُوَ مِنَ الأَزْدِ مِنْ دُوسٍ.
وَرَوَى يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ [7] عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ اسْمِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَبْدَ شَمْسٍ فَسُمِّيتُ فِي الإِسْلامِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَإِنَّمَا كُنِّيتُ بِأَبِي هُرَيْرَةَ، لأَنِّي وَجَدْتُ هِرَّةً فَجَعَلْتُهَا فِي كُمِّي، فَقِيلَ لِي: مَا هَذِهِ؟ قُلْتُ: هرّة. قيل: فأنت [8] أبو هريرة.
__________
[1] أ: حسين
[2] بكسر السين المهملة (الخلاصة) .
[3] أ: الأويسي.
[4] أ: اسم أبي هريرة عبد نهم ويقال سكين بن عمرو ... وذكر البخاري.
[5] ليس في أ.
[6] من أ.
[7] أ: بكر.
[8] أ: قيل لي: أنت.(4/1769)
وَقَدْ رُوِّينَا عَنْهُ أَنِّهُ قَالَ: كُنْتُ أَحْمِلُ هِرَّةً يَوْمًا فِي كُمِّي، فَرَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: مَا هَذِهِ؟ فَقُلْتُ: هِرَّةٌ. فَقَالَ:
يَا أَبَا هُرَيْرَةَ. وَهَذَا أَشْبَهُ عِنْدِي أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَنَّاهُ بِذَلِكَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وروى إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، قَالَ: اسم أبي هريرة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن صخر. وعلى هذه اعتمدت طائفة ألفت فِي الأسماء والكنى.
وذكر البخاري عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْن [أبي] [1] أويس، قَالَ: كَانَ اسم أبي هريرة في الجاهلية عبد شمس وفي الإسلام عبد اللَّهِ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: ويقال أَيْضًا فِي اسم أبي هريرة عَمْرو بْن عبد العزى [وعمرو ابن عبد غنم، وعَبْد اللَّهِ بْن عبد العزى] [1] ، وعبد الرحمن بن عمرو. ويزيد [2] ابن عبيد اللَّه، ومثل هَذَا الاختلاف والاضطراب لا يصح معه شيء يعتمد عَلَيْهِ إلا أن عَبْد اللَّهِ أَوْ عَبْد الرَّحْمَنِ هُوَ الَّذِي سكن [3] إليه القلب [فِي اسمه] [4] فِي الإسلام، والله أعلم. وكنيته أولى به عَلَى مَا كناه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأما فِي الجاهلية فرواية الفضل بْن مُوسَى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عنه فِي عبد شمس صحيحة، ويشهد له مَا ذكر ابْن إِسْحَاق، ورواية سُفْيَان بْن حصين [5] عن الزهري، عن المحرر بن أبي هريرة فصالحة، وقد يمكن أن يكون له فِي الجاهلية اسمان: عبد شمس وعبد عَمْرو.
وأما فِي الإسلام فعَبْد اللَّهِ أَوْ عَبْد الرَّحْمَنِ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَد الحاكم: أصح شيء عندنا فِي اسم أبي هريرة عَبْد الرَّحْمَنِ بن صخر، ذكر ذلك في كتابه
__________
[1] ليس في أ.
[2] في أ: برير.
[3] أ: يسكن.
[4] من أ.
[5] أ: حسين.(4/1770)
فِي الكنى، وقد غلبت عَلَيْهِ كنيته، فهو كمن لا اسم له غيرها. وأولى المواضع بذكره الكنى، وباللَّه بالتوفيق.
أسلم أَبُو هريرة عام خيبر، وشهدها مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لزمه وواظب عَلَيْهِ رغبة فِي العلم راضيًا بشبع بطنه، فكانت يده مَعَ يد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ يدور معه حيث دار، وَكَانَ [من] [1] أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يحضر ما لا يحضر سائر المهاجرين والأنصار، لاشتغال المهاجرين بالتجارة والأنصار بحوائجهم، وقد شهد له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه حريص عَلَى العلم والحديث، وَقَالَ له:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، إني قد سمعت منك حديثًا كثيرًا وأنا أخشى أن أنسى فَقَالَ:
ابسط رداءك. [قَالَ] [1] فبسطته، فغرف بيده فيه، ثم قَالَ: ضمه فضممته، فما نسيت شَيْئًا بعده.
وَقَالَ البخاري: روى عنه أكثر من ثمانمائة [رجل] [2] من بين صاحب وتابع. وممن روى عنه من الصحابة ابْن عباس، وابن عمر، وجابر بْن عَبْد اللَّهِ، وأنس [بْن مالك] [2] ، وواثلة بْن الأسقع، [وعائشة] [2] رضي اللَّه عنهم.
استعمله عُمَر بْن الْخَطَّابِ عَلَى البحرين ثم عزله، ثم أراده عَلَى العمل فأبى عَلَيْهِ، ولم يزل يسكن المدينة وبها كانت وفاته.
[حَدَّثَنَا أَبُو شَاكِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الأَصِيلِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الصَّوَّافُ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنْ أَحْفَظِ أَصْحَابِ رَسُولِ الله ولم يكن من أفضلهم] [2] .
__________
[1] ليس في أ.
[2] من أ.(4/1771)
قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ: تُوُفِّيَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ.
وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: تُوُفِّيَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ: وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ:
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَقَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ بِالْعَقِيقِ وَصَلَّى عَلَيْهِ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَكَانَ أَمِيرًا يَوْمَئِذٍ عَلَى الْمَدِينَةِ وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ مَعْزُولٌ.
(3209) أَبُو هند الحجام.
قيل: اسمه عَبْد اللَّهِ. [ويقال اسمه يسار، ذكره ابْن وهب فِي موطأه فِي حجامة المحرم، وَقَالَ ابْن مندة: سالم بْن أبي سالم الحجام يقال له أَبُو هند. وقيل: اسم أبي هند سنان. روى عنه أَبُو الجحاف] [1] .
قَالَ ابْن إِسْحَاق: هُوَ مولى فروة بْن عَمْرو البياضي، تخلف أَبُو هند عَنْ بدر، ثم شهد سائر المشاهد، وَكَانَ يحجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال فيه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنما أَبُو هند امرؤ من الأنصار، فأنكحوه وأنكحوا إليه يَا بني بياضة.
(3210) أَبُو هند الأشجعي،
والد نعيم بْن أبي هند، له صحبة اختلف فِي اسمه، فقيل: النعمان بْن أشيم. وقيل رافع بْن أشيم. يعد فِي الكوفيين وقال خليفة ابن خياط: أَبُو هند والد نعيم بْن أبي هند اسمه رافع. ويقال النعمان بْن الأشيم [2] مولى أشجع. قَالَ نعيم: كَانَ أبي قد أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(3211) أَبُو هند الأَنْصَارِيّ.
مذكور فِي حديث ابْن جريج، عَنْ أبي الزُّبَيْر، عَنْ جابر مثل حديث أبي حميد الساعدي، إنه أتى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم بقدح
__________
[1] من أ.
[2] أ: أشيم.(4/1772)
من لبن ليس بمخمر، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لولا خمرته ولو بعود تعرضه.
(3212) أبو هند الداريّ،
من بنى الدار بن هانئ بن حبيب بْن نمارة بْن لخم، وَهُوَ مالك بْن عدي بْن عَمْرو بْن الحارث بْن مرة بْن أدد بْن زيد. واسم أبي هند برير [1] . ويقال بر بْن عَبْد اللَّهِ بْن برير بْن عميت بْن ربيعة بْن ذراع بْن عدي بْن الدار، وَهُوَ ابْن عم تميم الداري، وليس بأخيه شقيقه، ولكنه أخوه لأمه وابن عمه يجتمع معه نسبه فِي ذراع بْن عدي بْن الدار. قدم أَبُو هند وابنا عمه تميم ونعيم ابنا أوس عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسألوه أن يقطعهم أرضًا بالشام، فكتب لهم [2] بها. فلما كَانَ زمن أبي بكر أتوا بذلك الكتاب، فكتب لهم إِلَى أبي عبيدة بن الجراح بإنقاذ ذلك الكتاب. وقد قيل: إن أبا هند الداري أخو تميم الداري. والصحيح مَا ذكرنا وباللَّه التوفيق. يعد فِي أهل الشام. مخرج حديثه عن ولده.
(3213) أَبُو الهيثم مالك بْن التيهان.
والتيهان اسمه مالك [بْن عتيك] [3] بْن عَمْرو بْن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بْن الأوس الأَنْصَارِيّ، حليف بني عبد الأشهل، كَانَ أحد النقباء ليلة العقبة، ثم شهد بدرًا. واختلف فِي وقت وفاته، فذكر خليفة عَنِ الأصمعي، قَالَ: سألت قومه، فَقَالُوا: مات في حياة رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا لم يتابع عَلَيْهِ قائله. وقيل: إنه توفي سنة عشرين أَوْ إحدى وعشرين. وقيل: إنه أدرك صفين. وشهدها مَعَ علي، وَهُوَ الأكثر. وقيل: إنه قتل بها، والله أعلم.
__________
[1] أ: بريد.
[2] ى: لهما
[3] من أ، وأسد الغابة.(4/1773)
باب الواو
(3214) أَبُو واقد الليثي.
من بني ليث بْن بكر بن عبد مناة بن [علي بن] [1] كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بْن مضر. اختلف فِي اسمه، فقيل: الحارث ابن عوف. وقيل عوف بْن الحارث. وقيل الحارث بن مالك بن أسيد بن جابر ابن عوثرة [2] بْن عبد مناة بْن أشجع بْن عامر بْن ليث. قيل: أنه شهد بدرًا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ قديم الإسلام، وَكَانَ معه لواء بني ليث وضمرة وسعد [3] بْن بكر يوم الفتح. وقيل: إنه من مسلمة الفتح. والأول أصح وأكثر. يعد فِي أهل المدينة [4] وجاور بمكة سنة، ومات بها، فدفن في مقبرة لمهاجرين سنة ثمان وستين، وَهُوَ ابْن خمس وسبعين سنة. وقيل: ابْن خمس وثمانين سنة.
(3215) أَبُو وائل شقيق بْن سلمة
صاحب ابْن مَسْعُود، جاهلي قد تقدم ذكره فِي باب اسمه فِي الشين [5] فلم أر إعادة ذاك [6] .
وتقدم ذكر أبي لاس الخزاعي فِي باب اللام [7] .
(3216) أَبُو وداعة السهمي القرشي،
اسمه الحارث بْن صبيرة بن سعيد بن سعد ابن سهم. أسلم هُوَ وابنه المطلب بْن أبي وداعة يوم فتح مكة وقد تقدم ذكره فِي باب اسمه [وتقدم ذكر ابنه فِي باب اسمه] [8] .
(3217) أَبُو الورد المازني.
قيل: [إن] [8] اسم أبي الورد حرب له صحبة، سكن
__________
[1] ليس في أسد الغابة.
[2] أ: عتورة.
[3] في أسد الغابة: بني ضمرة وبنى ليث وبنى سعد بن بكر.
[4] ى: الحديبيّة.
[5] صفحة 710.
[6] أ: فلذلك لم أر إعادته.
[7] هكذا في ى، أ.
[8] ليس في أ.(4/1774)
مصر وله عندهم حديث واحد، قوله: إياكم والسرية التي إن لقيت فرت وإن غنمت علت. ويروى هَذَا القول أَيْضًا عنه مرفوعًا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثه هَذَا عند ابْن لهيعة، عَنْ يَزِيد بْن أبي حبيب، عَنْ لهيعة بْن عُقْبَةَ عنه. وَقَالَ ابْن الكلبي: أَبُو الورد بْن قيس بْن فهر الأَنْصَارِيّ شهد مَعَ علي صفين.
(3218) أَبُو وهب الجشمي.
له صحبة، حَدِيثُهُ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ شَبِيبٍ عَنْ أَبِي وَهْبٍ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ، وَأَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ: وَهَمَّامٌ، وَأَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَمُرَّةُ، وَارْتَبِطُوا الْخَيْلَ، وَامْسَحُوا بِنَوَاصِيهَا وَأَكْفَالِهَا، وَقَلِّدُوهَا وَلا تُقَلِّدُوهَا الأَوْتَارَ، وَعَلَيْكُمْ بِكُلِّ كُمَيْتٍ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ أَوْ أَشْقَرَ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ. وروى الأوزاعي عَنْ عَمْرو بْن شعيب قَالَ: قدم أَبُو وهب الجيشاني عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نفر من قومه فسألوه عَنِ السراب. وذكر الحديث. ذكره سنيد، عَنْ مُحَمَّد بْن كثير، عَنِ الأوزاعي، لا أدري أهو الجشمي أم لا. وَقَالَ فيه الجيشاني كما ترى. والصواب عندهم الجشمي، وَهُوَ الَّذِي له صحبة وحديثه المذكور عند أهل اليمامة.
وأما أَبُو وهب الجيشاني فرجل من التابعين من أهل مصر يروي عن الضحاك ابن فيروز الديلمي. روى عنه يَزِيد بْن أبي حبيب- وجيشان فِي اليمن.
باب الياء
(3219) أَبُو يَزِيد [1] النميري.
له صحبة. روى عنه أيوب السختياني، قَالَ: سمعت أبا يَزِيد يقول: أممت [قومي] [2] عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا ابْن ست سنين أَوْ سبع سنين [2] .
__________
[1] في أسد الغابة: قلت: أظن أن هذا أبو يزيد عمر بن سلمة الجرمي يكنى أبا يزيد وقيل أبو بريد- بباء موحدة، مضمومة وراء مفتوحة وقوله النميري ليس بشيء (5- 333)
[2] من أسد الغابة.(4/1775)
(3220) أَبُو يَزِيد آخر.
فيه وفي الَّذِي قبله نظر، يقال له: الكرخي، ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ وَغَيْرُهُ فِي الصَّحَابَةِ لِمَا رَوَاهُ وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: دَعُوا عِبَادَ اللَّهِ يُصِيبُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَنْصَحْ لَهُ. وَهَذَا الْحَدِيثُ قَدْ رَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَمَّنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: دَعُوا النَّاسَ فَلْيُصِبْ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ... الْحَدِيثُ مِثْلُهُ. والذي أقول: إن الثلاثة قد حفظوا، ووهم أَبُو عَوَانَةَ، والله أعلم، وقد وهم فيه أَيْضًا حَمَّاد بْن سَلَمَةَ، فرواه عَنْ عطاء بْن السائب، عَنْ حكيم بْن يَزِيد، عَنْ أبيه وإنما هَذَا ابْن أبى يزيد عن أبيه.
(3221) أَبُو اليسر، كعب بْن عَمْرو بْن عباد بْن عَمْرو بْن غزية بْن سواد بْن غنم ابن كعب بْن سلمة.
ويقال: كعب بْن عَمْرو بْن مالك بْن عَمْرو بْن عباد بْن عمرو ابن تميم بْن شداد بْن عُثْمَانَ بْن كعب بْن سلمة الأَنْصَارِيّ السلمي. أمه نسيبة بنت الأزهر بْن مري بْن كعب بْن غنم بْن كعب بْن سلمة. شهد بدرًا بعد العقبة، فهو عقبي بدري، وَهُوَ الَّذِي أسر العباس بْن عبد المطلب يوم بدر، وَكَانَ رَجُلا قصيرًا، والعباس رَجُلا طويلًا ضخمًا [جميلًا] [1] . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
لقد أعانك عَلَيْهِ ملك كريم، وَهُوَ الَّذِي انتزع راية المشركين، وكانت بيد أبي عزيز بْن عمير يوم بدر، ثم شهد صفين مَعَ علي رضي اللَّه عنه. يعد فِي أهل المدينة، وبها كانت وفاته. خمس وخمسين.
(3222) أَبُو اليسع.
قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله
__________
[1] ليس في أوفيه: رجل طويل ضخم.(4/1776)
مَا الَّذِي يدخلني الجنة؟ الحديث عند عبيد [1] اللَّه بْن أبي حميد، عَنْ أبي المليح ابن أسامة [عنه] [2] .
(3223) أَبُو اليقظان.
مذكور فِي الصحابة، وفيمن سكن مصر منهم.
روى عنه أَبُو عشانة أنه قال [له] [3] : يا أبا عشانة، أبشر، فو الله لأنتم أشد حبا لرسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولم تروه- من كثير ممن قد رآه. وَمِنْ حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ وَابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي عُشَانَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْيَقْظَانِ صَاحِبَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يقول: أبشروا فو الله لأنتم أشد حبا لرسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ تَرَوْهُ مِنْ عَامَّةِ مَنْ رَآهُ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: أَخْرَجَ أَبُو زُرْعَةَ فِي الْمُسْنَدِ لأَبِي الْيَقْظَانِ هَذَا الْحَدِيثَ الواحد في مسند المصريين تم كتاب الكنى [4] بحمد الله، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، أفضل التسليم. ويتلوه إن شاء الله تعالى كتاب النساء وكناهن، ومنه العون لا ربّ غيره ولا معبود سواه، لا إله إلا هو الرحمن الرحيم.
__________
[1] ى: عند عبد الله.
[2] من أ
[3] ليس في أ
[4] أ: تم كتاب الكنى من الصحابة والحمد للَّه على ذلك كثيرا يتلوه كتاب النساء» .
بدل ما بعد كلمة الكنى ... إلخ.(4/1777)
كتاب النساء وكناهن [1]
بسم اللَّه الرحمن الرحيم [قَالَ أَبُو عمر يوسف بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عبد البر النمري رحمه اللَّه] [2] :
الحمد للَّه الَّذِي أنشأ الإنسان إنشاء من آدم وحواء. وبث منهما رجالًا كثيرًا ونساء، وصلى اللَّه عَلَى سيدنا مُحَمَّد خاتم النبيين. وعلى آله وصحبه أجمعين وهذا كتاب أفردته أَيْضًا بذكر النساء الرواة وغيرهن ممن أتى فِي الروايات ذكرهن ممن رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسمع منه، وحفظ عنه منهن، وجعلته أَيْضًا عَلَى حروف المعجم [3] ليقرب تناوله، وقدمت فِي كل باب من الحروف مَا وافق اسمها من أزواجه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كل منهن فِي بابها من الحروف، ثم نتبع الباب بسائر الصواحب من النساء، حَتَّى نأتي عَلَى مَا تضمنته الأبواب فيهن من الأسماء، ثم نردفه أَيْضًا بالمشهورات منهن بالكنى، وباللَّه عَزَّ وَجَلَّ توفيقنا وَهُوَ حسبنا ونعم الوكيل.
باب الألف
(3224) أثيمة المخزومية.
تعد فِي أهل المدينة، وهي جدة عطاف بْن خالد، وَهُوَ روى عنها.
(3225) أروى بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف
عمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكرها أَبُو جعفر العقيلي فِي الصحابة. وذكر أيضا عاتكة بنت
__________
[1] أ: كتاب النساء
[2] من أ
[3] لم يرتبه أيضا فرتبناه ليسهل البحث فيه والإفادة منه.(4/1778)
عبد المطلب وأبى غيره من ذلك، وهما مختلف فِي إسلامهما، فأما مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ ومن قَالَ بقوله فذكر أنه لم يسلم من عمات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا صفية. وغيره يقول: إن أروى وصفية أسلمتا جميعًا من عمات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى [بْنُ مُحَمَّدِ] [1] ابن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبيه، قال: لَمَّا أَسْلَمَ طُلَيْبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَدَخَلَ عَلَى أُمِّهِ أَرْوَى بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ لَهَا: قد أسلمت وتبعت محمدا صلى الله الله وَسَلَّمَ، وَذَكَرَ الْخَبَرَ. وَفِيهِ أَنَّهُ قَالَ لَهَا: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُسْلِمِي وَتَتْبَعِيهِ، فَقَدْ أَسْلَمَ أَخُوكِ حَمْزَةُ؟ فَقَالَتْ: أَنْتَظِرُ [2] مَا يَصْنَعُ أَخَوَاتِي، ثُمَّ أَكُونُ إِحْدَاهُنَّ.
قَالَ: فَقُلْتُ: فَإِنِّي أَسْأَلُكِ باللَّه إِلا أَتَيْتِهِ وَسَلَّمْتِ عَلَيْهِ وَصَدَّقْتِهِ، وَشَهِدْتِ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. قَالَتْ: فَإِنِّي أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ.
ثُمَّ كَانَتْ بَعْدُ تُعَضِّدُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلِسَانِهَا، وَتَحُضُّ ابْنَهَا عَلَى نُصْرَتِهِ، وَالْقِيَامِ بِأَمْرِهِ.
وَذَكَرَ المدائني، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ: دَخَلْتُ عَلَى خَالَتِي أَعُودُهَا أَرْوَى بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَقَدْ ظَهَرَ مِنْ شَأْنِهِ يَوْمَئِذٍ شَيْءٌ. فَأَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ: مالك يَا عُثْمَانُ؟
قُلْتُ: أَعْجَبُ مِنْكَ وَمِنْ مَكَانِكَ فِينَا، وَمَا يُقَالُ عَلَيْكَ! قَالَ عُثْمَانُ: فَقَالَ:
لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فاللَّه يَعْلَمُ، لَقَدِ اقْشَعْرَرْتُ، ثُمَّ قَالَ: وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا توعدون، فو ربّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تنطقون. ثم قام فخرج، فخرجت خلفه وأدركته فأسلمت.
__________
[1] ليس في أ.
[2] أ: انظر ما تصنع أخواتي.(4/1779)
وَذَكَرَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعَقِيلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ بْنِ [أَبِي] [1] مُعَيْطٍ، عَنْ عَاتِكَةَ [بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ] [1] ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَاكِبًا أَخَذَ صَخْرَةً مِنْ أَبِي قُبَيْسٍ فَرَمَى بِهَا [إِلَى] [2] الرُّكْنِ، فَتَفَلَّقَتِ الصَّخْرَةُ، فَمَا بَقِيَتْ دَارٌ مِنْ دُورِ قُرَيْشٍ إِلا دَخَلَتْهَا مِنْهَا كِسْرَةٌ، غَيْرَ دَارِ بَنِي زُهْرَةَ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ لعبد المطلب ست بنات عمات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهن:
(1) أم حكيم بنت عبد المطلب، يقال لَهَا: البيضاء، ويقال: إنها توأمة عَبْد اللَّهِ بْن عبد المطلب وقد اختلف فِي ذلك، ولم يختلف فِي أنها شقيقة عبد الله بن وأبي طالب والزبير بني عبد المطلب، وكانت أمّ حكيم هذه عند كريز ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، فولدت له عامرًا وبنات [له] ، [2] وهي القائلة: إني لحصان فما أكلم، وصناع فما أعلم.
(2) وعاتكة بنت عبد المطلب. كانت عند أبي أمية بْن الْمُغِيرَةِ المخزومي، فولدت له عَبْد اللَّهِ وزهيرًا وقريبة.
(3) وبرة بنت عبد المطلب كانت عند أبي رهم بْن عبد العزى العامري، ثم خلف عليها بعده عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بْن عُمَرَ بْن مخزوم.
وقد قيل: إن عبد الأسد كَانَ عليها قبل أبي رهم.
__________
[1] من أ.
[2] ليس في أ.(4/1780)
(4) وأميمة بنت عبد المطلب، كانت عند جحش بن رئاب أخى بنى غنم ابن دودان بْن أسد بْن خزيمة، وهي أم عَبْد اللَّهِ، وعبيد اللَّه، وأبي أَحْمَد، وزينب، وأم حبيبة، وحمنة بني جحش بْن رئاب.
(5) وأروى بنت عبد المطلب، كانت تحت عمير بْن وهب [بْن أبي كبير] [1] بْن عبد بْن قصي، فولدت له طليبًا، ثم خلف عليها كلدة بن عبد مناف ابن عبد الدار بْن قصي فولدت له أروى، فهؤلاء خمس من الست (6) ونذكر صفية فِي باب الصاد من هَذَا الكتاب إن شاء اللَّه تعالى.
وقد اختلف فِي أم أروى بنت عبد المطلب، فقيل: أمها فاطمة بنت [عمرو ابن] [1] عائذ بْن عمران بْن مخزوم، فلو صح هَذَا كانت شقيقة عَبْد اللَّهِ والزبير وأبي طالب وعبد الكعبة وأم حكيم وأميمة وعاتكة وبرة. وقيل: بل أمها صفية بنت جندب [2] بن حجير بن رئاب بن حبيب بن سواءة بْن عامر بْن صعصعة.
فلو صح هَذَا كانت شقيقة الحارث بْن عبد المطلب. وقد ذكرنا أعمام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمهاتهم عند ذكر حمزة بْن عبد المطلب. وأهل النسب لا يعرفون لعبد المطلب بنتًا إلا من المخزومية، إلا صفية وحدها فإنها من الزهرية.
(3226) أسماء بنت أبي بكر الصديق.
وقد تقدم ذكر نسبها [3] عند ذكر أبيها، فلا وجه لإعادته هاهنا، أمها قيلة- ويقال قتيلة- بنت عبد العزى بْن عبد أسعد بْن نصر بْن مالك بْن حسل بْن عامر بْن لؤي. ويقال: بنت عبد العزى بْن عبد أسعد بْن جابر بْن مالك بْن حسل بْن عامر بن لؤيّ.
__________
[1] من أ.
[2] أ: جنيدب.
[3] صفحة 963.(4/1781)
كانت أسماء بنت أبي بكر تحت الزُّبَيْر بْن العوام، وَكَانَ إسلامها قديمًا بمكة، وهاجرت إِلَى المدينة وهي حامل بعَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر، فوضعته بقباء.
وقد ذكرنا [1] خبر مولده وسائر أخباره فِي بابه من هَذَا الكتاب.
وتوفيت أسماء بمكة فِي جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين بعد قتل ابنها عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر بيسير، لم تلبث بعد إنزاله من الخشبة ودفنه إلا ليالي، وكانت قد ذهب بصرها، وكانت تسمى ذات النطاقين، وإنما قيل لَهَا ذلك لأنها صنعت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سفرة حين أراد الهجرة إِلَى المدينة فعسر عليها مَا تشدها به فشقت خمارها، وشدت السفرة بنصفه، وانتطقت النصف الثاني [2] ، فسماها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات النطاقين. هكذا ذكر ابْن إِسْحَاق وغيره.
وَقَالَ الزُّبَيْر فِي هَذَا الخبر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لَهَا: أبدلك اللَّه بنطاقك هَذَا نطاقين فِي الجنة، فقيل لَهَا ذات النطاقين.
وَقَدْ حَدَّثَنِي عبد: الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال:
حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلِ بْنُ أبى عقرب، قال: قَالَتْ أَسْمَاءُ لِلْحَجَّاجِ: كَيْفَ تُعَيِّرُهُ بِذَاتِ النِّطَاقَيْنِ- يَعْنِي ابْنَهَا؟ أَجَلْ، قَدْ كَانَ لِي نِطَاقٌ أُغَطِّي بِهِ طَعَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النَّمْلِ وَنِطَاقٌ لا بُدَّ لِلنِّسَاءِ مِنْهُ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: لَمَّا بَلَغَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ الْحَجَّاجَ يُعَيِّرُهُ بِابْنِ ذَاتِ النطاقين أنشد قول الهذلي متمثلا [3] :
وَعَيَّرَهَا الْوَاشُونَ أَنِّي أُحِبُّهَا ... وَتِلْكَ شَكَاةٌ نَازِحٌ [4] عنك عارها
__________
[1] صفحة 905
[2] أ: الآخر.
[3] هو أبو ذؤيب الهذلي. وانظر أشعار الهذليين (1- 21) .
[4] في الأشعار: ظاهر.(4/1782)
فَإِنْ أَعْتَذِرْ مِنْهَا فَإِنِّي مُكَذَّبٌ ... وَإِنْ تَعْتَذِرْ يَرْدُدْ عَلَيْكَ [1] اعْتِذَارُهَا
قَالَ ابْن إِسْحَاق: إن أسماء بنت أبي بكر أسلمت بعد [إسلام] [2] سبعة عشر إنسانًا. واختلف فِي مكث أسماء بعد ابنها عَبْد اللَّهِ، فقيل: عاشت بعده عشر ليال [3] . وقيل عشرين يومًا، وقيل بضعًا وعشرين يومًا، حَتَّى أتى جواب عبد الملك بإنزال ابنها من الخشبة، وماتت وقد بلغت مائة سنة.
(3227) أسماء بنت سلمة.
ويقال سلامة بْن مخرمة [4] بْن جندل بْن أبير بْن نهشل بْن دارم الدارمية التميمية، كانت من المهاجرات، هاجرت مَعَ زوجها عياش بْن أبي ربيعة إِلَى أرض الحبشة، وولدت له بها عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، ثم هاجرت إلى المدينة، وتكنى أم الجلاس. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وروى عنها ابنها عَبْد اللَّهِ بْن عياش بْن أبي ربيعة، وأما أم عياش ابْن أبي ربيعة فهي أم أبي جهل والحارث ابني هشام بْن الْمُغِيرَةِ، وهي أَيْضًا أم عَبْد اللَّهِ بْن أبي ربيعة أخي عياش بْن أبي ربيعة، وأمها أسماء بنت مخرمة [5] ابن جندل، [وهي عمة أسماء بنت سلمة] [6] زوجة عياش بْن أبي ربيعة هذه المذكورة، وما أظن تلك أسلمت. قَالَ ابْن إِسْحَاق: أسلم عياش بْن أبي ربيعة وامرأته أسماء بنت سلامة بن مخرمة [5] التميمية.
(3228) أسماء بنت الصلت السلمية.
اختلف فِيهَا وفي اسمها. فَقَالَ أَحْمَد بْن صالح المصري: أسماء بنت الصلت السلمية من أزوج النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى عن قتادة نحوه. وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: سناء بنت أسماء بن الصلت السلمية [7]
__________
[1] أ: عليها.
[2] ليس في أ.
[3] أ: عشرة أيام.
[4] أ: مخربة.
[5] أ، وأسد الغابة: مخربة. وفي الإصابة: مخربة بمعجمة وموحدة.
[6] من أ.، وأسد الغابة.
[7] أ: السلمي(4/1783)
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم طلقها. وَقَالَ علي بْن عبد العزيز بْن علي بْن الحسن الجرجاني النسابة: هي وسناء بنت الصلت بْن حبيب بْن جارية ابن هلال بْن حرام بْن سماك بْن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمية تزوجها رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فماتت قبل أن تصل إِلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: قول من قَالَ سناء بنت الصلت أولى بالصواب إن شاء اللَّه تعالى. وفي سبب فراقها اختلاف أَيْضًا، ولا يثبت فِيهَا شيء من جهة الإسناد.
(3229) أسماء بنت عمرو بن عدي بن نانى بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب ابن سلمة أم منيع الأنصارية
من المبايعات بيعة القبة.
(3230) أسماء بنت عميس بْن معد بْن الحارث بْن تيم بْن كعب بْن مالك بْن قحافة بْن عامر بْن ربيعة بْن عامر بْن معاوية بْن زيد بْن مالك بْن بشر [1] بْن وهب اللَّه بْن شهران بْن عفرس بْن خلف بْن أقبل [2] ،
وَهُوَ جماعة خثعم بْن أنمار عَلَى الاختلاف فِي أنمار هَذَا. وقيل أسماء بنت عميس بْن مالك بن النعمان ابن كعب بْن مالك بْن قحافة بْن عامر بْن زيد بشر [3] . بْن وهب اللَّه الخثعمية، من خثعم. وأمها هند بنت عوف بْن زهير بْن الحارث بْن كنانة، وهي أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأخت لبابة أم الفضل زوجة العباس وأخت أخواتها [4] ، فأسماء وأختها سلمى وأختها سلامة الخثعميات هن أخوات ميمونة لأم، وهن تسع، وقيل عشر أخوات لأم وست لأب وأم، قد ذكرناهن جملة فِي باب لبابة أم الفضل زوجة العباس، وذكرنا كل واحدة منهن فِي بابها بما يحسن [5] ذكرها، والحمد تعالى.
كانت أسماء بنت عميس من المهاجرات إِلَى أرض الحبشة مَعَ زوجها جعفر بْن
__________
[1] أ: بسر.
[2] أ: أفتل.
[3] أ: نسر.
[4] أ: أخواتهما.
[5] بما يجب من ذكرها.(4/1784)
أبي طالب، فولدت له هناك محمدًا أَوْ عَبْد اللَّهِ وعونًا، ثم هاجرت إِلَى المدينة، فلما قتل جعفر بْن أبي طالب تزوجها أَبُو بَكْر الصديق، فولدت له مُحَمَّد بْن أبي بكر، ثم مات عنها فتزوجها عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، فولدت له يَحْيَى بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، لا خلاف فِي ذلك.
وزعم ابْن الكلبي أن عون بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ أمه أسماء بنت عميس الخثعمية، ولم يقل هَذَا أحد غيره فِيمَا علمت وقيل: كانت أسماء بنت عميس الخثعمية تحت حمزة بْن عبد المطلب فولدت له ابنة تسمى أمة اللَّه [وقيل أمامة] [1] ، ثم خلف عليها بعده شداد بْن الهاد الليثي ثم العتواري حليف بني هاشم، فولدت له عَبْد اللَّهِ وعَبْد الرَّحْمَنِ ابني شداد، ثم خلف عليها بعد شداد جعفر بْن أبي طالب، وقيل: إن التي كانت تحت حمزة وشداد سلمى بنت عميس لا أسماء أختها. روى عَنْ أسماء بنت عميس من الصحابة عُمَر بْن الْخَطَّابِ، وأبو مُوسَى الأشعري، وابنها عَبْد اللَّهِ بْن جعفر بْن أبي طالب.
(3231) أسماء بنت مرثد [2] الحارثية. روى عنها حديثها فِي الاستحاضة جابر بْن عَبْد اللَّهِ، من حديث حرام بْن عُثْمَانَ المدني، عَنِ ابني جابر: محمد، وعبد الرحمن، عن أبيها جابر بْن عَبْد اللَّهِ، ولا يصح لأنه انفرد به حرام بْن عُثْمَانَ، وَهُوَ متروك عند جميعهم. قَالَ الشافعي: الحديث عَنْ حرام بن عثمان حرام.
(3232) أسماء بنت النعمان بْن الجون بْن شرحبيل [3] .
وقيل: أسماء بنت النعمان بْن الأسود بْن الحارث بْن شراحيل بْن النعمان بْن كندة [4] ، أجمعوا أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوجها. واختلفوا فِي قصة فراقه لَهَا، فَقَالَ بعضهم: لما دخلت [5] عَلَيْهِ دعاها، فقالت: تعال أنت، وأبت أن تجيء. هذا
__________
[1] من أ.
[2] الإصابة: مرثد. ثم قال: وذكر ابن سعد في الطبقات: أسماء بن مرثدة- بزيادة هاء- ابن جبير بن مالك بن حويرثة. ثم قال: قلت: ويظهر لي أنها التي ذكرت في حديث جابر، ويحتمل أن تكون غيرها وفي أسد الغابة: أسماء بن مرشد. وفي أ: بنت مرشدة.
[3] أ، وأسد الغابة، والإصابة: شراحيل.
[4] أ: من كندة. وفي أسد الغابة: بن كندى.
[5] أ: أدخلت.(4/1785)
قول قتادة وأبي عبيدة. قَالَ قتادة: وهي أسماء بنت النعمان من بني الجون. وزعم بعضهم أنها قالت له: أعوذ باللَّه منك، فَقَالَ: قد عذت بمعاذ، وقد أعاذك اللَّه مني، فطلقها.
قَالَ قتادة: وهذا باطل، إنما قَالَ هَذَا لامرأة جميلة تزوجها من بني سليم، فخاف نساؤه أن تغلبهن عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلن لَهَا: إنه يعجبه أن تقولي له: أعوذ باللَّه منك. فقالت- لما دخلت عَلَيْهِ: أعوذ باللَّه منك. قَالَ: قد عذت بمعاذ. وَقَالَ أَبُو عبيدة: كلتاهما عاذتا باللَّه منه.
وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عقيل: ونكح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امرأة من كندة وهي الشقية التي سألت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يردها إِلَى قومها وأن يفارقها، ففعل وردها مَعَ رجل من الأنصار يقال له أَبُو أسيد الساعدي.
وَقَالَ آخرون: كانت أسماء بنت النعمان الكندية من أجمل النساء، فخاف نساؤه أن تغلبهن عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلن لَهَا: إنه يحب إذا دنا منك أن تقولي له: أعوذ باللَّه منك. فلما دنا منها قالت: إني أعوذ باللَّه منك. فَقَالَ:
قد عذت بمعاذ فطلقها ثم سرحها إِلَى قومها، وكانت تسمي نفسها الشقية.
وَقَالَ الجرجاني النسابة صاحب كتاب الموفق [1] : أسماء بنت النعمان الكندية هي التي قالت لَهَا نساء النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن أردت أن تحظي عنده فتعوذي باللَّه منه. فلما دخل عليها قالت: أعوذ باللَّه منك، فصرف وجهه عنها، وَقَالَ: الحقي بأهلك، فخلف عليها المهاجر بْن أبي أمية المخزومي، ثم خلف عليها قيس بْن مكشوح المرادي.
__________
[1] أ: المونق.(4/1786)
وَقَالَ آخرون: التي تعوذت باللَّه من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي من سبي بني العنبر يوم ذات الشقوق، وكانت جميلة، وأراد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يتخذها فقالت له هَذَا وَقَالَ آخرون: بل كان بأسماء وضح كوضح العامرية، ففعل بها مثل مَا فعل بالعامرية. وَذَكَرَ ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، قَالَ:
وَفَارَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُخْتَ بَنِي الْجَوْنِ مِنْ أَجْلِ بَيَاضٍ كَانَ بِهَا.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: الاختلاف فِي الكندية كثير جدًا، منهم من يقول:
هي أسماء بنت النعمان، ومنهم من يقول: هي أميمة بنت النعمان ومنهم من يقول: أمامة بنت النعمان، واختلافهم فِي سبب فراقها عَلَى مَا رأيت، والاضطراب فِيهَا وفي صواحبها اللواتي لم يجتمع عليهن من أزواجه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اضطراب عظيم عَلَى مَا ذكرنا كثيرا منه فِي صدر هَذَا الكتاب، والحمد للَّه.
(3233) أسماء بنت يَزِيد بْن السكن الأنصارية،
أحد نساء بني عبد الأشهل، هي من المبايعات. وهي ابنه عمة معاذ بْن جبل، تكنى أم سلمة، وقيل أم عامر، مدنية. كانت من ذوات العقل والدين. روي عنها أنها أتت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: إني رَسُول من ورائي من جماعة نساء المسلمين، كلهن يقلن بقولي، وعلى مثل رأيي، إن اللَّه تعالى بعثك إِلَى الرجال والنساء، فآمنا بك واتبعناك، ونحن معشر النساء مقصورات مخدرات، قواعد بيوت ومواضع شهوات الرجال، وحاملات أولادهم، وإنّ الرجال فضّلوا(4/1787)
بالجمعات وشهود الجنائز والجهاد، وإذا خرجوا للجهاد حفظنا لهم أموالهم وربينا أولادهم، أفنشاركهم فِي الأجر يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فالتفت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بوجهه إِلَى أصحابه، فقال: هل سمعتم مقلة امرأة أحسن سؤالًا عَنْ دينها من هذه؟ فَقَالُوا: بلى [والله] [1] يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
انصرفي يَا أسماء وأعلمي من ورائك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته، يعدل كل مَا ذكرت للرجال. فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشارًا بما قال لها رسول الله صلى الله.
روى عنها محمود بْن مُحَمَّد، وشهر بْن حوشب، وإسحاق بْن راشد، وغيرهم.
(3234) أسيرة [2] الأنصارية.
روت عنها حميضة بنت ياسر.
(3235) أمامة بنت الحارث بن حزن الهلالية.
أخت ميمونة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كذا قَالَ بعض الرواة. فأوهم وصحف، ولا أعلم لميمونة أختًا من أب ولا من أم، اسمها أمامة، وإنما أخواتها من أبيها: لبابة الكبرى زوج العباس، ولبابة الصغرى زوج الوليد بْن الْمُغِيرَةِ، وثلاث أخوات [سواهما مذكورات فِي هَذَا الكتاب فِي أبوابهن. ولهن ثلاث أخوات] [3] من أمهن تمام تسع يأتى ذكرهن إن شاء اللَّه تعالى [كلهن] [3] فِي مواضعهن من هَذَا الكتاب.
(3236) أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بْن عبد مناف،
أمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، [ولدت عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه] [4] وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحبها، وَكَانَ ربما حملها عَلَى عنقه في الصلاة.
__________
[1] ليس في أ.
[2] بالتصغير- الإصابة.
[3] ليس في أ.
[4] من أ.(4/1788)
حدثنا عبد الوارث [بن سفيان] [1] قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال:
حدثنا أحمد بن زُهَيْرٍ، قَالَ. حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ. عَنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُهْدِيَتْ لَهُ هَدِيَّةٌ فِيهَا قِلادَةٌ مِنْ جَزْعٍ، فَقَالَ: لأَدْفَعَنَّهَا إِلَى أَحَبِّ أَهْلِي إِلَيَّ. فَقَالَ النِّسَاءُ: ذَهَبَتْ بِهَا ابْنَةُ أَبِي قُحَافَةَ. فَدَعَا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامة بِنْتُ زَيْنَبَ فَأَعْلَقَهَا فِي عُنُقِهَا. وَتَزَوَّجَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ فَاطِمَةَ، زَوَّجَهَا مِنْهُ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَكَانَ أَبُوهَا أَبُو الْعَاصِ قَدْ أَوْصَى بِهَا إِلَيْهِ [2] ، فَلَمَّا قُتِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَآمَتْ مِنْهُ أُمَامَةُ قَالَتْ أُمُّ الْهَيْثَمِ النَّخَعِيَّةُ [3] :
أَشَابَ ذَوَائِبِي وَأَذَلَّ رُكْنِي ... أُمَامَةُ حِينَ فَارَقَتِ الْقَرِينَا
تَطِيفُ بِهِ لِحَاجَتِهَا إِلَيْهِ ... فَلَمَّا اسْتَيْأَسَتْ رَفَعَتْ رَنِينًا
وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَدْ أَمَّرَ الْمُغِيرَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْ يَتَزَوَّجَ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ زَوْجَتَهُ بَعْدَهُ، لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا مُعَاوِيَةُ، فَتَزَوَّجَهَا الْمُغِيرَةُ، فَوَلَدَتْ لَهُ يَحْيَى، وَبِهِ كَانَ يُكَنَّى، وَهَلِكَتْ عِنْدَ الْمُغِيرَةِ، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهَا لَمْ تَلِدْ لِعَلِيٍّ وَلا لِلْمُغِيرَةِ، وَكَذَلِكَ قَالَ الزُّبَيْرُ:
إِنَّهَا لَمْ تَلِدْ لِلْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ. قَالَ: وَلَيْسَ لِزَيْنَبَ عَقَبٌ.
وذكر عمر بْن شبة، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بْن مُحَمَّد النوفلي، عَنْ أبيه- أنه حدثه عَنْ أهله أن عليًا لما حضرته الوفاة قَالَ لأمامة بنت أبي العاص: إني لا آمن أن يخطبك هَذَا الطاغية بعد موتي [يعني معاوية] ، [4] فإن كان لك في الرجال حاجة
__________
[1] من أ.
[2] قد أوصى بها إلى الزبير.
[3] أ: الخثعمية.
[4] ليس في أ.(4/1789)
فقد رضيت لك الْمُغِيرَة بْن نوفل عشيرًا. فلما انقضت عدتها كتب معاوية إِلَى مروان يأمره أن يخطبها عَلَيْهِ، ويبذل [1] لَهَا مائة ألف دينار. فلما خطبها أرسلت إِلَى الْمُغِيرَة بْن نوفل: إن هَذَا قد أرسل يخطبني، فإن كَانَ لك بنا حاجة فأقبل. فأقبل وخطبها من [2] الحسن بْن علي، فزوجها منه. رَوَى هُشَيْمٌ، عَنْ دَاوُدَ، بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كَانَتْ أُمَامَةُ عِنْدَ عَلِيٍّ فَذَكَرَ مَعْنَى مَا تَقَدَّمَ سَوَاءٌ.
(3237) أمة اللَّه بنت أبي بكرة الثقفية،
فِي الصحابة. روى عنها عطاء بن أبى ميميونة. تعد فِي أهل البصرة.
(3238) أمة [3] بنت أبي الحكم الغفارية.
ويقال أمية. روى عنها ابنها سُلَيْمَان بْن سحيم، حديثها عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي القدر.
(3239) أمة [3] بنت خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بْن عبد شمس،
تكنى أم خالد، مشهورة بكنيتها، ولدت بأرض الحبشة مَعَ أخيها سَعِيد بن خالد بن سعيد بن العاص. أمّنها أميمة- ويقال هميمة- بنت خلف بْن أسعد بْن عامر بْن بياضة بْن خزاعة، تزوج أمة بنت خالد الزُّبَيْر بْن العوام. ولدت له عمرو ابن الزُّبَيْر وخالد بْن الزُّبَيْر، وبخالد ابنها من الزُّبَيْر كانت تكنى أم خالد روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنها سمعته يتعوذ من عذاب القبر. روى عنها مُوسَى وإبراهيم ابنا عقبة.
(3240) أميمة بنت خلف بْن أسعد بْن عامر الخزاعية.
زوج خالد بن سعيد ابن العاص بْن أمية، هاجرت معه إِلَى أرض الحبشة، وولدت له هناك سعيد
__________
[1] أ: وبذل.
[2] أ: إلى.
[3] أ: أمامة. والمثبت في د، وأسد الغابة وفي الإصابة: أمة بنت الحكم أو بنت أبي الحكم.(4/1790)
ابن خالد، وأمة بنت خالد. ويقال فِي أميمة هميمة [1] بنت خلف بْن أسعد بْن عامر الخزاعية، وقد قَالَ [فِيهَا] [2] بعض الناس: أمينة [3] فصحّف والله أعلم.
(3241) أميمة بنت رقيقة
أمها رقيقة بنت خويلد بْن أسد بْن عبد العزى، أخت خديجة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي أميمة بنت عبد [4] بْن بجاد بْن عمير ابن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بْن مرة. روى عَنْ أميمة بنت رقيقة محمد ابن المنكدر وابنتها حكيمة بنت أميمة.
(3242) أميمة بنت النَّجَّارِ الأَنْصَارِيَّةُ،
حَدِيثُهَا عِنْدَ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ حَكِيمَةَ بِنْتِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ أُمِّهَا أُمَيْمَةَ- أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَهُنَّ عَصَائِبُ فِيهَا الْوَرْسُ وَالزَّعْفَرَانُ فَيُغَطِّينَ بها أسافل رءوسهن قَبْلَ أَنْ يُحْرِمْنَ ثُمَّ يُحْرِمْنَ. كَذَلِكَ جَعَلَ الْعَقِيلِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ لأُمَيْمَةَ بِنْتِ النَّجَّارِ الأَنْصَارِيَّةِ، وَأَنَا أَظُنُّهُ لأُمَيْمَةَ بِنْتِ رَقِيقَةَ، بِدَلِيلِ حَدِيثِ حجاج عن ابن جريح عَنْ حَكِيمَةَ بِنْتِ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رَقِيقَةَ، عَنْ أُمِّهَا، قَالَتْ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدَحٌ مِنْ عَيْدَانٍ يَبُولُ فِيهِ. ذَكَرَهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنْ حَجَّاجٍ.
(3243) أميمة مولاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى عنها جبير بْن نفير الحضرمي، حديثها عند أهل الشام.
(3244) أنيسة بنت خبيب بْن أساف الأَنْصَارِيّ [5]
عمة خبيب بن عبد الرحمن ابن [خبيب] [6] بْن أساف تعد فِي أهل البصرة، حَدِيثُهَا عِنْدَ شُعْبَةَ، عَنْ خُبَيْبٍ، عَنْ عَمَّتِهِ أُنَيْسَةَ. وَاخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى شُعْبَةَ، فَمِنْهُمْ مَنْ يقول فيه: إنّ ابن أم مكتوم
__________
[1] في أسد الغابة: همينة.
[2] ليس في أ
[3] في د: أمية. والمثبت في أ، وأسد الغابة. وفي الإصابة: ذكرها أبو عمر فيمن اسمها أميمة فصحف. وذكرها ابن مندة لكن قال: أميمة بنت خالد فصحف اسم أبيها أيضا، والصواب أمينة بنون بدل الميم الثانية. وقيل فيها همينة- بهاء بدل الهمزة
[4] أ: عبد الله.
[5] أ، وأسد الغابة: الأنصارية.
[6] ليس في أ. وقد تقدم أن خبيب بن إساف جد خبيب بن عبد الرحمن (صفحة 443) .(4/1791)
يُنَادِي بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِي بِلالٌ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ فِيهِ- كَمَا رَوَى ابْنُ عُمَرَ- إِنَّ بِلالا يُنَادِي بِلَيْلٍ، وَهُوَ الْمَحْفُوظُ. وَالصَّوَابُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
(3245) أنيسة بنت عدي.
امرأة من بلي، يقال: لَهَا صحبة. يروى عنها سعيد ابن عُثْمَانَ البلوي، وهي جدته، وهي أم عَبْد اللَّهِ بْن سلمة العجلاني المقتول بأحد.
(3246) أنيسة النخعية.
ذكرت قدوم معاذ بْن جبل عليهم باليمن رسولًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالت: قَالَ لنا معاذ: أنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليكم، صلوا خمسًا، وصوموا شهر رمضان، وحجوا البيت من استطاع إليه سبيلًا. [قالت] [1] : وَهُوَ يومئذ ابْن ثماني عشرة سنة.
باب الباء
(3247) بجيدة.
فِيمَا ذكر ابْن أبي خيثمة، عَنْ أبيه، عَنْ يَزِيد بْن هارون، عَنِ ابْن أبي ذئب، عَنِ الْمَقْبُرِيّ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن بجيدة، عَنْ أمه بجيدة، قالت: قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجعل فِي يد السائل ولو ظلفًا محرقًا. هكذا قَالَ بالإسناد المذكور بجيدة، وإنما هي أم بجيد [2] يقال اسمها حواء.
وسنذكرها فِي باب الحاء، وفي باب الباء من الكنى. وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنِ ابْنِ الأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا نِسَاءَ الْمُؤْمِنَاتِ، لا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا، وَلَوْ فِرْسِنَ [3] شَاةٍ.
__________
[1] ليس في أ.
[2] أ، والإصابة: أم بجيدة. وفي التهذيب مثل د، قال: أم بجيد الأنصارية اسمها حواء- بالتصغير بجيم. وفي الإصابة: والصواب: عن عبد الرحمن بن أم بجيدة عن أم بجيدة (4- 248) .
[3] الفرسن- كزبرج- للبعير كالحافر للدابة (القاموس) .(4/1792)
وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَلا وَجْهَ لِقَوْلِ مَنْ قَالَ فِيهَا بُجَيْدَةَ.
(3248) بحينة [1] بنت الحارث،
أقطع لَهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر ثلاثين وسقًا. ذكرها ابْن هشام، عَنِ ابْن إِسْحَاق.
(3249) بديلة بنت مسلم بْن عميرة بْن سلمى [2] الحارثية
من الأنصار، حديثها فِي تحويل القبلة، مدنية.
(3250) برة بنت أبي تجراة العبدرية.
من حلفائهم، مكية، ذكر [3] . الزُّبَيْر أن بني أبي تجراة [4] قوم من كندة قدموا [5] بمكة. روت عنها صفية أم منصور ابن عَبْد الرَّحْمَنِ. من حديثها فِي أعلام النبوة، وفي الإبعاد عند حاجة الإنسان.
(3251) برة بنت عامر بْن الحارث بْن السباق بْن عبد الدار بْن قصي القرشية العبدرية.
كانت تحت أبي إسرائيل، من بني الحارث، وَهُوَ الَّذِي جاء فِي قصة الحديث فِي النذر، فولدت له إسرائيل بْن أبي إسرائيل. قتل يوم الجمل، وكانت برة بنت عامر من المهاجرات
(3252) بركة بنت ثعلبة بْن عَمْرو بْن حصن [6] بن مالك بن سلمة بن عمرو بن النعمان.
وهي أم أيمن غلبت عليها كنيتها، كنيت بابنها أيمن بْن عبيد، وهي بعد أم أسامة بْن زيد. تزوجها زيد بْن حارثة بعد عبيد الحبشي، فولدت له أسامة، يقال لَهَا مولاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
بأم الظباء، هاجرت الهجرتين إِلَى أرض الحبشة وإلى المدينة جميعًا.
ذكر المفضل بْن غسان الْغَلابِيّ، عَنِ الْوَاقِدِيّ، قَالَ: كانت أم أيمن اسمها بركة، وكانت لعَبْد اللَّهِ بْن عبد المطلب، وصارت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ميراثًا، وهي أم أسامة بْن زيد.
__________
[1] في د: بهيمة؟. والمثبت في أ، والإصابة، وأسد الغابة- وهي بمهملة ونون مصغر.
[2] في أ: بنت سلم.
[3] في ى: ذكرها. والمثبت في أ.
[4] في أسد الغابة: أن بنى تجراة. والمثبت في أ، ى.
[5] أ: وقعوا.
[6] أ: حصين.(4/1793)
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، قَالَ: أُمُّ أَيْمَنَ اسْمُهَا بَرَكَةُ، وَكَانَتْ لأُمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أُمُّ أَيْمَنَ أُمِّي بَعْدَ أُمِّي، قَالَ: وَسَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: أُمُّ أَيْمَنَ أُمُّ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُ أُمُّ أَيْمَنَ بَرَكَةَ هَذِهِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَزُورَانِهَا فِي مَنْزِلِهَا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُهَا.
رَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ. عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُهَا.
أَخْبَرَنَا أحمد بن قاسم، حدثنا محمد بن معاوية، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عن ابن جريح، قَالَ:
أَخْبَرَتْنِي حَكِيمَةُ بِنْتُ أُمَيْمَةَ، عَنْ أُمَيْمَةَ أُمِّهَا- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبُولُ فِي قَدَحٍ مِنْ عَيْدَانٍ وَيُوضَعُ تَحْتَ سَرِيرِهِ، فَبَالَ فِيهِ لَيْلَةً، فَوُضِعَ تَحْتَ سَرِيرِهِ، فَجَاءَ فَإِذَا الْقَدَحُ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، فَقَالَ لامْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا بَرَكَةٌ- كَانَتْ تَخْدُمُهُ لأُمِّ حَبِيبَةَ جَاءَتْ مَعَهَا مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ: الْبَوْلُ الَّذِي كَانَ فِي هَذَا الْقَدَحِ مَا فَعَلَ؟
فَقَالَتْ: شَرِبْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: أظن بركة هذه هي أم أيمن المذكورة، والله أعلم، إنما هذه بركة بنت يسار مولاة أبي سفيان بن حرب، هاجرت مَعَ زوجها قيس بْن(4/1794)
عبد الأسد إِلَى أرض الحبشة، ذكرها ابْن هشام، عَنِ ابْن إِسْحَاق، وقد ذكرها أَبُو عمر فِي باب قيس. وذكرها مُوسَى بن عقبة في مغازيه.
(3253) بروع [1] بنت واشق الأشجعية
مات عنها زوجها هلال بْن مرة الأشجعي، ولم يفرض لَهَا صداقًا. فقضى لَهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمثل صداق نسائها. روى حديثها أَبُو سنان معقل بْن سنان وجراح الأشجعيان وناس من أشجع، وشهدوا بذلك عند ابْن مَسْعُودٍ، رواه عنهم ابْن عقبة [2] بْن مَسْعُود.
(3254) بريرة مولاة عائشة بنت أبي بكر الصديق،
كانت مولاة لبعض بني هلال فكاتبوها، ثم باعوها من عائشة، وجاء الحديث فِي شأنها بأن الولاء لمن أعتق. وعتقت تحت زوج [3] ، فخيرها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكانت سنة. واختلف فِي زوجها هل كَانَ عبدًا أَوْ حرًا، ففي نقل أهل المدينة أنه كَانَ عبدًا يسمى مغيثًا، وفي نقل أهل العراق أنه كَانَ حرًا. وقد أوضحنا ذلك فِي كتاب التمهيد.
رَوَى عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ حَدَّثَهُ [4] ، قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ بَرِيرَةَ بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ أَنْ أَلِيَ هَذَا الأَمْرَ، فَكَانَتْ تَقُولُ لِي: يَا عَبْدَ الْمَلِكِ، إِنِّي أَرَى فِيكَ خِصَالا، وَإِنَّكَ لَخَلِيقٌ أَنْ تَلِيَ هَذَا الأَمْرَ، فَإِنْ وُلِّيتَ هَذَا الأَمْرَ فَاحْذَرِ الدِّمَاءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْفَعُ عَنْ بَابِ الْجَنَّةِ بَعْدَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا بِمِلْءِ مِحْجَمَةٍ مِنْ دَمٍ يُرِيقُهُ مِنْ مُسْلِمٍ بغير حق.
__________
[1] بروع- كجرول- ولا يكسر: بنت واشق (القاموس) . وفي (أ) وضعت ضمة فوق الراء.
[2] أ: رواه عنهم عبد الله بن عتبة بن مسعود.
[3] أ: زوجها.
[4] أ: حدثهم.(4/1795)
قَالَ أَبُو عُمَرَ: زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ هَذَا ثِقَةٌ مِنْ ثِقَاتِ الشَّامِيِّينَ لَقِيَ وَاثِلَةَ بْنَ الأسقع.
(3255) بسرة بنت صفوان بْن نوفل بْن أسد بْن عبد العزى بْن قصي القرشية الأسدية،
أمها سالمة بنت أمية بْن حارثة بْن الأوقص السلمية، وهي ابنة أخي ورقة بْن نوفل، وأخت عقبة بْن أبي معيط لأمه، كانت بسرة بنت صفوان عند الْمُغِيرَة بْن أبي العاص فولدت له معاوية وعائشة، فكانت عائشة تحت مروان بْن الحكم، وهي أم عبد الملك بْن مروان. وَقَالَ الزُّبَيْر وطائفة من أهل العلم بالنسب: إن بسرة بنت صفوان هي أم معاوية بْن الْمُغِيرَةِ بْن أبي العاص وجدة عائشة بنت معاوية، وهي أم عبد الملك بْن مروان. وَقَالَ ابْن البرقي:
قد قيل إن بسرة بنت صفوان من كنانة.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: ليس قول من قَالَ إنها من كنانة بشيء. والصواب أنها من بني أسد بْن عبد العزى من قريش وعمها ورقة بْن نوفل. روى عنها من الصحابة أم كلثوم بنت عقبة بْن أبي معيط. وروى عنها مروان بْن الحكم حديث مس الذكر، وهي من المبايعات.
(3256) البغوم بنت المعدل الكنانية.
أسلمت يوم الفتح، وهي [1] امرأة صفوان ابن أمية، قاله الواقدي.
(3257) بقيرة [2] امرأة القعقاع بْن أبي حدرد الأسلمي.
وَقَالَ ابْن أبي خيثمة:
لا أدري أسلمية هي أم لا؟ وَقَالَ غيره: هي هلالية. روى عنها محمد بن إبراهيم
__________
[1] ى: فهي.
[2] بقيرة- كسفينة- كما في التاج.(4/1796)
ابْن الحارث التيمي أنها سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: يَا هؤلاء، إذا سمعتم بجيش قد خسف به فقد أظلت الساعة. تعد فِي أهل المدينة.
(3258) بهية [1]
امرأة تروي عَنْ عائشة. روى عنها أَبُو عقيل يَحْيَى بْن المتوكل وينسب إليها. قَالَ أَبُو عقيل: قالت بهية: سمتني عائشة أم المؤمنين بهية.
وقد خرج عنها أَبُو دَاوُدَ السجستاني في مصنّفه.
(3259) بهية،
ويقال [2] بهيمة، بنت بسر [3] ، أخت عَبْد اللَّهِ بْن بسر [المازني] [4] ، تعرف بالصماء.
حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَيْمُونِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الدِّمَشْقِيُّ، بِدِمَشْقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ الْقَاسِمِ الطَّائِيَّ يَقُولُ: أُخْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ اسْمُهَا [بُهَيَّةُ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَقَالَ لِي دُحَيْمٌ: أَهْلُ بَيْتٍ أَرْبَعَةٌ صَحِبُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بُسْرٌ، وَابْنَاهُ: عَبْدُ اللَّهِ، وَعَطِيَّةُ، وَابْنَتُهُ أُخْتُهُمَا الصماء.
قال أبو عمر: ذكر الدار قطنى أَنَّ الصَّمَّاءَ بِنْتَ بُسْرٍ أُخْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ اسْمُهَا] [5] بُهَيْمَةَ بِزِيَادَةِ مِيمٍ. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن صيام يوم السبت إلا فِي فريضة. رَوَى عَنْهَا أَخُوهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ، وَقَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ الْقَاسِمِ الطَّائِيَّ يَقُولُ: إِنَّ أُخْتَ عَبْدِ اللَّهِ بن بسر اسمها بهيّة، فهي الصماء.
__________
[1] في ى: بهيمة.
[2] الضبط في أ، والقاموس. وفي الإصابة: بهية- بالتشديد مصغرة. ويقال بالميم بهيمة- بالميم.
[3] في الإصابة: بشر.
[4] ليس في أ.
[5] ليس في(4/1797)
(3260) بهية بنت عَبْد اللَّهِ البكرية،
من بكر بْن وائل، وفدت مَعَ أبيها إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالت، فبايع الرجال وصافحهم، وبايع النساء ولم يصافحهن، ونظر إلي فدعا لي [1] ، ومسح رأسي، ودعا لي ولولدي. فولد لَهَا ستون ولدًا: أربعون رجلا وعشرون امرأة.
باب التاء
(3261) تماضر بنت عَمْرو بْن الشريد السلمية.
هي الخنساء الشاعرة، وسنذكرها فِي باب الخاء، لأنه أغلب عَلَيْهِ.
(3262) تملك [2] الشيبية العبدرية،
من بني شيبة بْن عُثْمَانَ بْن طلحة بْن أبي طلحة. حديثها فِي وجوب السعي بين الصفا والمروة. روت عنها صفية بنت شيبة تعد فِي أهل مكة.
(3263) تميمة بنت وهب.
لا أعلم لَهَا غير قصتها مَعَ رفاعة بْن سموأل؟ حديث العسيلة، من رواية مالك فِي الموطأ
باب الثاء
(3264) ثبيتة [3] بنت الضحاك بْن خليفة.
ولدت عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أخت أبي جبيرة بْن الضحاك بْن خليفة وثابت بْن الضحاك بْن خليفة الأَنْصَارِيّ الأشهلي، هكذا هُوَ عند أكثرهم بالثاء [4] . قَالَ علي بْن المديني:
إنما هي نبيتة بالنون [5] ، ولم يقلها غيره فِيمَا أعلم. روى إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاقَ، قَالَ:
قَالَ علي بْن المديني: أَبُو جبيرة بْن الضحاك بْن خليفة الأَنْصَارِيّ وثابت بن
__________
[1] أ: فدعاني.
[2] تملك- كتضرب (القاموس) .
[3] بمثلثة ثم موحدة ثم مشاة مصغر (الإصابة)
[4] أ: هكذا هي عند أكثرهم بالتاء.
[5] في أسد الغابة: واسمها عند أكثر العلماء هكذا: ثبيتة. وقبل بثينة- بالباء الموحدة والثاء المثلثة. ثم قال: وفي رواية عن الحجاج اسمها نبيهة وفي أخرى نبيثة.(4/1798)
الضحاك بْن خليفة أخو أبي جبيرة وثبيته [1] بنت الضحاك بْن خليفة أختهما هي التي كَانَ مُحَمَّد بْن مسلمة يطاردها لينظر إليها حين أراد نكاحها.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: روى مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن أبي حثمة، عَنْ عمه سهل بْن أبي حثمة، قَالَ: كنت جالسا عند محمد بن مسلمة وَهُوَ عَلَى إجار له يطارد ثبيتة [2] بنت الضحاك، فجعل ينظر إليها، فقلت: سبحان اللَّه! تفعل هَذَا وأنت صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! فَقَالَ: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إذا ألقى اللَّه فِي قلب امرئ خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها.
(3265) ثبيتة بنت يعار بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو ابن عوف الأنصارية.
كانت من المهاجرات الأول، ومن فضلاء النساء الصحابيات [3] وهي زوج أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وهي مولاة سالم بْن معقل الَّذِي يقال له سالم مولى أبي حذيفة، أعتقته سائبة فوالى سالم أبا حذيفة، وقتل سالم مولى أبي حذيفة يوم اليمامة هُوَ وأبو حذيفة قَالَ أَبُو عُمَرَ: اختلف فِي اسم مولاة سالم الَّذِي يقال له سالم مولى أبي حذيفة، فَقَالَ مصعب: ثبيتة [4] كما وصفنا. وَقَالَ أَبُو طوالة: عمرة بنت يعار الأنصارية. وَقَالَ ابن إسحاق في رواية الأموي عنه: اسمها سلمى [هذه [5]] بنت تعار [6] . وَقَالَ غيره- عَنِ ابْن إِسْحَاق: سالم مولى امرأة من الأنصار.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ الأَصْبَغِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُلَيْحٍ، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قَالَ:
سَالِمُ بْنُ مَعْقِلٍ مَوْلَى سَلْمَى بِنْتِ تَعَارَ- بِالتَّاءِ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: وَإِنَّمَا هو يعار- بالياء.
__________
[1] أ: ونبيتة.
[2] أ: ثببتة؟. والمثبت في ى، وأسد الغابة والإصابة.
[3] أ: ومن فضلاء نساء الصحابة
[4] أ: بثينة.
[5] من أ
[6] أ: يعار.(4/1799)
باب الجيم
(3266) جبلة بنت المصفح [1] .
أدركت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: روى عنها فضيل بْن مرزوق.
(3267) جدامة [2] بنت جندل.
ذكرها ابْن إِسْحَاق فيمن هاجر من نساء بني غنم بْن دودان. يذكرها أَبُو عمر فِي الدور، وذكر الطبري فِي «ذيل المذيل» أن جدامة بنت جندل هي بنت وهب، فإن المحدثين هم الَّذِينَ قَالُوا فِيهَا هي بنت وهب، فانظره.
(3268) جدامة [3] بنت وهب الأسدية.
أسلمت بمكة، وبايعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهاجرت [4] مَعَ قومها إِلَى المدينة، وكانت تحت أنيس بْن قتادة ابن ربيعة، من بني عَمْرو بْن عوف. روت عنها عائشة حديث الغيلة.
(3269) جرباء [5] بنت قسامة بْن قيس بْن عبيد بْن طريف بْن مالك.
أخت حنظلة بْن قسامة، وعمة زينب بنت حنظلة. ذكرها أَبُو عمر مدرجًا ذكرها [6] وذكر أخيها حنظلة فِي باب زينب بنت حنظلة [فِي حرف الحاء] [7] من كتاب النساء من هَذَا الديوان، ولم يذكر الجرباء هذه فِي حرف الجيم وحنظلة فِي حرف الحاء، فاستدركنا الجرباء ها هنا واستدرك ابْن فتحون حنظلة في بابه.
__________
[1] في التهذيب: ويقال بالموحدة بدل الفاء.
[2] جدامة- كثمامة (القاموس) . والتراجم،: 2، 4، 5، 6، 9، 11، 14 ليست في كل النسخ. قال في هامش د: لم توجد هذه التراجم إلا في نسخة واحدة من الاستيعاب، والظاهر أنها من الملحقات على الاستيعاب.
[3] د: جذامة: والمثبت في القاموس والإصابة والتهذيب.
[4] أ: وهاجرت.
[5] في أ، وأسد الغابة: الجرباء.
[6] أ: مدرجا في ذكر أخيها حنظلة
[7] من أ.(4/1800)
قَالَ أَبُو عُمَرَ: فِي باب زينب، وكانت زينب بنت حنظلة قدمت وأبوها وعمتها الجرباء بنت قسامة عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(3270) جعدة بنت عبد [1] بْن ثعلبة بْن غنم بْن مالك بْن النجار،
أخت عفراء وأم حارثة بْن النعمان والحارث بْن الحباب بْن الأرقم. وَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأتي إِلَى منزل جعدة، وَكَانَ يأكل عندها- قاله العدوي وابن القداح.
(3271) جمانة بنت أبي طالب.
ذكر ابْن إِسْحَاق أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطاها من خيبر ثلاثين وسقًا، ولم يكن ليعطيها إلا وهي مسلمة، وذكرها أَبُو عمر فِي باب أختها أم هانئ فِي أولاد فاطمة بنت أسد أم عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ وإخوته.
(3272) جمرة بنت عَبْد اللَّهِ الحنظلية التميمية.
أتت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإبل من الصدقة، فمسح عَلَى رأسها، ودعا لَهَا. روى عنها عطوان بْن مشكان، يختلف فِي حديثها، ولا يصح من جهة الإسناد.
(3273) جمرة بنت قحافة الكندية
روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
روى عنهما شبيب بْن غرقدة، روت عنها ابنتها أم كلثوم، إن صح حديثها ذلك فإنه لا يغبأ بإسناده.
(3274) جميل [2] بنت يسار أخت معقل.
سماها الكلبي في تفسيره، فهي
__________
[1] أ: بنت عبيد بن غنم. وفي أسد الغابة: بنت عبد الله بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة ابن غنم. وفي الإصابة: بنت عبيد بن ثعلبة.
[2] هكذا قال عبد الغنى: جميل بالجيم مضمومة. وقال ابن الحذاء فيما حكاه عن إسماعيل القاضي: جمل. وفي أسد الغابة: اسمها جميل وسماها الكلبي في تفسيره جميل. وقال الأمير أبو نصر: وأما جميل- بضم الجيم وفتح الميم فهي جميل بنت يسار.(4/1801)
التي عضلها أخوها معقل، وَكَانَ زوجها أَبُو البداح بْن عَاصِم، هكذا قَالَ عبد الغني جميل- بالتصغير.
(3275) جميلة بنت أبي بْن سلول،
امرأة ثابت بْن قيس بْن شماس، وهي التي خالعته وردت عَلَيْهِ حديقته. هكذا روى البصريون، وخالفهم أهل المدينة، فَقَالُوا: إنها حبيبة بنت سهل الأنصارية.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبَنَّانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ جَمِيلَةَ بِنْتِ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ- أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، فَنَشَزَتْ عَلَيْهِ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا جَمِيلَةُ، مَا كَرِهْتِ مِنْ ثَابِتٍ؟ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا كَرِهْتُ مِنْهُ شَيْئًا إِلا دَمَامَتَهُ فَقَالَ لَهَا: أَتَرُدِّينَ [عَلَيْهِ [1]] الْحَدِيقَةَ؟ قَالَتْ:
نَعَمْ. فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا. قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَنَّاهَا ابْنُ الْمُسَيِّبِ أُمَّ جَمِيلٍ، وَكَانَتْ قَبْلَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ تَحْتَ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْغَسِيلِ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا بَعْدَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا بَعْدَهُ خُبَيْبُ [2] بْنُ أَسَافَ الأنصاري.
(3276) جميلة بنت أوس المزنية [3] .
لَهَا رواية عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكرنا حديث أبيها أوس فِي بابه [4] .
(3277) جميلة بنت ثابت بْن أبي الأقلح [الأنصارية، أخت عَاصِم بن ثابت بن أبى الأقلح [1]] ،
__________
[1] ليس في أ.
[2] في أسد الغابة: ويقال خولة وقيل خويلة.
[3] في الإصابة: المرية وابن قانع صحف نسب أوس فقاله بالزاي والنون وإنما هو بالراء بلا إعجام.
[4] في أسد الغابة: وقال أبو نعيم كذا قال- يعنى ابن مندة: جميلة، وإنما هي خويلد فأوصل الواو بالياء، فقال جميلة.(4/1802)
امرأة عُمَر بْن الْخَطَّابِ. تكنى أم عَاصِم بابنها عَاصِم بْن عُمَر بْن الْخَطَّابِ، كَانَ اسمها عاصية، فسماها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جميلة.
تزوجها عُمَر بْن الْخَطَّابِ فِي سنة سبع من الهجرة، فولدت له عَاصِم بْن عُمَر بْن الْخَطَّابِ، ثم طلقها عُمَر بْن الْخَطَّابِ، فتزوجها يَزِيد بْن جارية، فولدت له عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يَزِيد بْن جارية، فعَبْد الرَّحْمَنِ بْن يَزِيد بْن جارية أخو عاصم ابن عُمَر بْن الْخَطَّابِ لأمه. وهي التي أتى فِيهَا الحديث فِي الموطأ وغيره- أن عمر ركب إلى قباء فوجد ابنه عاصمًا يلعب مَعَ الصبيان فحمله بين يديه، فأدركته جدته الشموس بنت أبي عامر، فنازعته إياه حَتَّى انتهى إِلَى أبي بكر الصديق، فَقَالَ له أَبُو بَكْر: خل بينها وبينه، فما راجعه، وسلمه إليها.
(3278) جميلة بنت سعد بْن الربيع الأَنْصَارِيّ.
أدركت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروت عنه. روى عنها ثابت بْن عبيد الأَنْصَارِيّ أن أباها وعمها قتلا يوم أحد فدفنا فِي قبر واحد.
(3279) جميلة بنت عُمَر بْن الْخَطَّابِ
عَلَى مَا رَوَى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ- أَنَّ ابْنَةً لِعُمَرَ كَانَ يُقَالُ لَهَا [2] عَاصِيَةُ فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمِيلَةَ مِنْ رِوَايَةِ ابن أبى شيبة، من الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى، عَنْ حَمَّادٍ وَرَوَى حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ- قال: كانت أم عاصي تُسَمَّى عَاصِيَةَ فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم جميلة.
__________
[1] من أ.
[2] أ: عن ابن عمر، عن أبيه عمر أنه كان له بنت يقال لها عاصية.(4/1803)
(3280) جمينة [1] بنت عبد العزى
بْن قطن، من بني الْمُصْطَلِق، من خزاعة، كانت من المبايعات، وهي زوج عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوام- أخي الزُّبَيْر بْن العوام أم بنيه، لا أعلم لها رواية.
(3281) جهدمة امرأة بشير بن الخصاصية،
وهي من بني شيبان. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثين أَوْ ثلاثة.
(3282) جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ [2] بن مالك ابن جذيمة،
وجذيمة هُوَ الْمُصْطَلِق من خزاعة، زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سباها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم المريسيع، وهي غزوة بني الْمُصْطَلِق فِي سنة خمس من التاريخ. وقيل: فِي سنة ست، ولم يختلفوا أنه أصابها فِي تلك الغزوة، وكانت قبله تحت مسافع بْن صفوان المصطلقي، وكانت قد وقعت في سهم ثابت بن قيس بْن شماس أَوِ ابْن عم له، فكاتبته عَلَى نفسها، وكانت امرأة جميلة، قالت عائشة. كانت جويرية عليها حلاوة وملاحة، لا يكاد يراها أحد إلا وقعت فِي نفسه [3] . قالت: فأتت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تستعينه على كتابتها. قلت: فو الله مَا هُوَ إلا أن رأيتها عَلَى باب الحجرة فكرهتها وعرفت أنه سيرى منها مَا رأيت. فقالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أنا جويرية بنت الحارث بْن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من الأمر مَا لم يخف عليك، فوقعت فِي السهم لثابت بْن قيس أَوْ لابن عم له، فكاتبته عَلَى نفسي، وجئت أستعينك. فَقَالَ لَهَا: هل [4] لك فِي خير من ذلك؟ قالت: وما هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أقضي كتابتك وأتزوجك. قالت: نعم. قَالَ: قد فعلت. وخرج الخبر إِلَى الناس أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم تزوّج جويرية بنت
__________
[1] في أسد الغابة: جميلة. والضبط في أ.
[2] أ: عابد.
[3] أ: بنفسه.
[4] أ: فهل.(4/1804)
الحارث، فَقَالَ الناس: صهر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأرسلوا مَا فِي أيديهم من سبايا بني الْمُصْطَلِق: قالت عائشة: فلا نعلم امرأة كانت أعظم بركة عَلَى قومها منها.
وَرَوَى اللَّيْثُ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: سَبَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ أَحَدُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ يَوْمَ الْمُرَيْسِيعِ فَحَجَبَهَا وَقَسَمَ لَهَا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُوَيْرِيَةَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ مِنَ التَّارِيخِ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ فَغَيَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمَهَا وَسَمَّاهَا جُوَيْرِيَةَ، هَكَذَا رَوَاهُ شُعْبَةُ، وَمِسْعَرٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ- مَوْلَى [آلِ] [1] طَلْحَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَرَوَى إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ كُرَيْبًا يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال: كان اسم ميمونة برة، فسماها رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَيْمُونَةَ حَفِظَتْ جُوَيْرِيَةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَتْ عَنْهُ، وَتُوُفِّيَتْ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ سنة ست وخمسين.
(3283) جويرية بنت المجلل،
تكنى أم جميل وهي مشهورة بكنيتها.
واختلف فِي اسمها، وهي زوج حاطب بْن الحارث الجمحي، وسنذكرها فِي بابها من الكنى بما ينبغي إن شاء اللَّه تعالى.
__________
[1] من أ(4/1805)
باب الحاء
(3284) حبيبة بنت أبي أمامة أسعد بْن زرارة.
تزوجها سهل بْن حنيف، فولدت له أبا أمامة، [فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسعد، وكناه أبا أمامة] [1] ، وأختها الفارعة امرأة نبيط بْن جابر، من بني مالك بْن النجار.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْزَجَانِيُّ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمَارَةَ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ [2] ، عَنْ زينب بنت نبيط- امرأة أنس ابن مَالِكٍ، قَالَتْ: أَوْصَى أَبُو أُمَامَةَ بِأُمِّي وَخَالَتِي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَدِمَ [عَلَيْهِ] [3] حُلِيٌّ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤٍ يُقَالُ لَهُ الرِّعَاثُ [4] ، فَحَلاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ الرِّعَاثِ قَالَتْ زَيْنَبُ: فَأَدْرَكْتُ بَعْضَ ذَلِكَ الْحُلِيِّ عِنْدَ أَهْلِي.
(3285) حبيبة،
ويقال [لها] [5] حبيبة [6] ، بنت أبى تجراة الشيبية العبدرية.
مكية، حديثها عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسعوا فإن اللَّه كتب عليكم السعي. مثل حديث تملك الشيبة، روت عنها صفية بنت شيبة. رَوَى الشَّافِعِيُّ، ومعاذ ابن هاني، وَطَائِفَةٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، [قَالَ] [7] :
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَيْصِنٍ [8] ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ:
حَدَّثَتْنِي صَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ، عَنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا حَبِيبَةُ بِنْتُ أَبِي تِجْرَاةَ، قَالَتْ: دَخَلْنَا دَارَ أَبِي حُسَيْنٍ فِي نِسْوَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يطوف
__________
[1] ليس في أ
[2] أ: المديني.
[3] ليس في أ
[4] من حلى الأذن، جمع رعثة.
[5] ليس في أ
[6] بالتشديد (أسد الغابة)
[7] من أ
[8] في ى: محيص.(4/1806)
بِالْبَيْتِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهُ لَيَدُورُ بِهِ، وَهُوَ يَقُولُ لأَصْحَابِهِ: اسْعَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيَ. هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ هَانِئٍ وَإِسْنَادُهُ. ذَكَرَهُ الطَّحَاوِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ مُعَاذٍ، وَقَدْ ذَكَرْنَا الاضْطِرَابَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ في كتاب التمهيد
(3286) حبيبة بنت جحش.
قاله قوم، وزعموا أنها تكنى أم حبيبة [1] ، والأشهر أنها أم حبيبة، مشهورة بكنيتها، وسنذكرها فِي الكنى إن شاء الله تعالى.
(3287) حبيبة،
ويقال مليكة. والصواب حبيبة بنت خارجة [2] بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج ابن الحارث بْن الخزرج زوجة أبي بكر الصديق. هي بنت خارجة التي قَالَ فِيهَا أَبُو بَكْر فِي مرضه الَّذِي مات منه، إن ذا بطن بنت خارجة قد ألقي فِي خلدي أنها جارية، فكانت كذلك جارية ولدت بعد موته، فسمتها عائشة أم كلثوم، ثم تزوجها طلحة بْن عبيد اللَّه فولدت له زكريا وعائشة ابني طلحة، هَذَا قول أهل النسب.
وروى ابْن عيينة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْن أبي خالد، قَالَ: خطب عُمَر بْن الْخَطَّابِ أم كلثوم بنت أبي بكر إِلَى عائشة فأطمعته، وقالت: أين المذهب بها عنك؟
فلما ذهبت [3] قالت الجارية: تزوجيني عمر، وقد عرفت غيرته وخشونة عيشه، والله لئن فعلت لأخرجن إِلَى قبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم [4] ولأصيحنّ به،
__________
[1] أ: أم حبيب.
[2] في أسد الغابة: بنت زيد بن خارجة. وفي الإصابة: حبيبة بنت خارجة بن زيد- أو بنت زيد بن خارجة. وقال في أسد الغابة: والصواب قول أبى عمر.
[3] أ، ذهب.
[4] أ: ثم.(4/1807)
إنما أريد فتى من قريش يصب علي الدنيا صبًا. قَالَ: فأرسلت عائشة إِلَى عَمْرو ابن العاص، فأخبرته الخبر، فقال عمرو: وأبا أكفيك. فَقَالَ: يَا أمير المؤمنين، لو جمعت إليك امرأة! فَقَالَ: عسى أن يكون ذلك فِي أيامك هذه. قَالَ:
ومن ذكر أمير المؤمنين؟ قَالَ: أم كلثوم بنت أبي بكر. قَالَ مالك ولجارية تنعى إليك أباها بكرة وعشيًا. قَالَ عمر: أعائشة أمرتك بذلك؟ قَالَ: نعم، فتركها. قَالَ: فتزوجها طلحة بْن عبيد اللَّه. وَقَالَ علي: لقد تزوجها أفتى أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: أما أمها حبيبة بنت خارجة بْن زيد بْن أبي زهير فتزوجها بعد أبي بكر الصديق خبيب بْن أساف، وله معها قصة فِي جارية لَهَا قذفته بها، اختلفت الرواية فِي حكم عمر فِيهَا.
(3288) حبيبة ابنة أبى سفيان.
قاله أبان بن صمعة؟: سمع مُحَمَّد بْن سيرين يقول:
حدثتني حبيبة بنت أبي سُفْيَان، [وقد ذكرها ابْن عيينة [1]] ، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيمن مات له ثلاثة من الولد. ولم يرو عنها غير مُحَمَّد بْن سيرين. ولا يعرف لأبي سُفْيَان ابنة يقال لَهَا حبيبة، والذي أظنه حبيبة بنت أم حبيبة ابنة أبي سُفْيَان. وَقَدْ ذَكَرَهَا ابْنُ عُيَيْنَةَ فِي حَدِيثِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، قَالَتْ: اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَوْمٍ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ، وَهُوَ يَقُولُ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ ... الْحَدِيثُ. قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: قَالَ سُفْيَانُ أَحْفَظُ مِنَ الزُّهْرِيِّ. فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَرْبَعَ نِسْوَةٍ [كُلُّهُنَّ قَدْ رَأَيْنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1]] اثْنَتَانِ مِنْ أزواجه:
__________
[1] ليس في أ(4/1808)
أُمُّ حَبِيبَةَ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ. وَثِنْتَانِ رَبِيبَتَاهُ: زَيْنَبُ بِنْتُ أُمِّ سَلَمَةَ، وَحَبِيبَةُ بِنْتُ أُمِّ حَبِيبَةَ. [وَحَبِيبَةُ] [1] أَبُوهَا عُبَيْدُ اللَّهِ [2] بْنُ جَحْشٍ مَاتَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَهَذَا كُلُّهُ قَوْلُ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَقَدْ ذَكَرْنَا الاخْتِلافَ عَلَى [3] الزُّهْرِيِّ وَعَلَى ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْهُ أَيْضًا فِي ذِكْرِ حَبِيبَةَ [فِي هَذَا الْحَدِيثِ] [4] مُجَوَّدًا فِي كِتَابِ التَّمْهِيدِ، وَذَكَرَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فِيمَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ حَبِيبَةَ بِنْتَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ. قَالَ: ثم تنصر هنالك أبوها ومات نصرانيا.
(3289) حبيبة بنت سهل الأنصارية
التي اختلعت من ثابت بْن قيس فِيمَا روى أهل المدينة. روت عنها عمرة، وجائز أن تكون حبيبة هذه وجميلة بنت أبي ابْن سلول اختلعتا من ثابت بْن قيس بْن شماس.
(3290) حبيبة ابنة شريق [5] .
ويقال ابنة أبي شريق الأنصارية. هي جدة عِيسَى بْن مَسْعُود بْن الحكم. وهو يروى عنها.
(3291) حبيبة بنت عبيد [6] اللَّه بْن جحش بْن رياب،
وأمها أم حبيبة رملة بنت أبي سُفْيَان زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبها كانت تكنى. هاجرت مَعَ أبيها إِلَى أرض الحبشة فتنصر أبوها هنالك، ومات نصرانيًا، وقدمت مَعَ أمها عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة.
(3292) حذافة [7] بنت الحارث السعدية،
أخت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرضاعة، وهي بنت حليمة السعدية. قَالَ ابن إسحاق: يقال لها الشيماء [8] غلب
__________
[1] ليس في أ
[2] أ: عبد الله.
[3] أ: عن
[4] ليس في أ
[5] في الإصابة، والتقريب: بفتح المعجمة.
[6] في أسد الغابة: عبد الله. والمثبت في أ، ى والإصابة (4- 261) .
[7] بحاء وذال معجمة. وقيل: جذامة- بجيم وذال معجمة. وقيل خذامة- بخاء معجمة مكسورة. ودال مهملة وميم (هامش أ) .
[8] في الإصابة: وقيل اسمها جذامة بالجيم والميم.(4/1809)
عليها ذلك، فلا تعرف فِي قومها إلا به، وذكروا أن الشيماء كانت تحضن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مع أمها إذ كان عندهم.
(3293) حريملة [1] بنت عبد الأسود،
ماتت بأرض الحبشة، هكذا ذكره الطبري.
(3294) حزمة [2] بنت قيس الفهرية،
أخت فاطمة بنت قيس الفهرية، تزوجها سَعِيد بْن زيد بْن عَمْرو بْن نفيل، فولدت له. حديثها عند الزهري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن [3] عبيد الله.
(3295) حسانة المزنية [4]
كَانَ اسمها جثامة، فَقَالَ لَهَا رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أنت حسانة المزنية. كانت صديقة خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلها ويقول: حسن العهد من الإيمان. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ عَجُوزٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهَا: مَنْ أَنْتَ؟
قَالَتْ: أَنَا جَثَّامَةُ الْمُزَنِيَّةُ. قَالَ: بَلْ أَنْتِ حَسَّانَةُ الْمُزَنِيَّةُ، كَيْفَ حَالُكُمْ؟ كَيْفَ كُنْتُمْ بَعْدَنَا؟ قَالَتْ: بِخَيْرٍ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَلَمَّا خَرَجَتْ قُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُقْبِلُ عَلَى هَذِهِ الْعَجُوزِ هَذَا الإِقْبَالِ! قَالَ: إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا أَيَّامَ خَدِيجَةَ، وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الإِيمَانِ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: هَذِهِ الرِّوَايَةُ أَوْلَى بِالصَّوَابِ مِنْ رِوَايَةِ من روى ذلك في الحولا، بِنْتِ تُوَيْتٍ؟، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، فَالْحَدِيثُ عِنْدَ أَبِي عاصم واختلف عليه فيه،
__________
[1] في أسد الغابة: حرملة وقيل حريملة؟. أخرجها أبو عمر حريملة مصغرة. كذا ذكرها الطبري. وسماها ابن حبيب حرملة.
[2] حزمة- بسكون الزاى المنقوطة (الإصابة) وفي أسد الغابة: بفتح الحاء وسكون الزاى.
[3] أ: ابن عبد الله.
[4] في الإصابة: المدنية.(4/1810)
وَرَوَى ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُهْدِيَتْ إِلَيْهِ هَدِيَّةٌ قَالَ: اذْهَبُوا بِبَعْضِهَا إِلَى فُلانَةَ [1] ، فَإِنَّهَا كَانَتْ صَدِيقَةً لِخَدِيجَةَ، وَإِنَّهَا كَانَتْ تُحِبُّ خديجة.
(3296) حسنة أم شرحبيل [بْن حسنة] [2] ،
هاجرت إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ زوجها سُفْيَان بْن معمر الجمحي، ذكرها أَبُو عمر فِي باب زوجها [3] .
(3297) حفصة بنت عُمَر بْن الْخَطَّابِ
زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد تقدم [4] ذكر نسبها فِي ذكر أبيها، وهي أخت عَبْد اللَّهِ [بْن عُمَرَ] [5] لأبيه وأمه، وأمهما زينب بنت مظعون بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح. كانت حفصة من المهاجرات، وكانت قبل رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تحت خنيس ابن حذافة بْن قيس بْن عدي السهمي، فلما تأيمت ذكرها عمر لأبي بكر وعرضها عَلَيْهِ فلم يرجع [إليه] [5] أَبُو بَكْر كلمة، فغضب من ذلك عمر، ثم عرضها عَلَى عُثْمَان حين ماتت رقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُثْمَان:
مَا أريد أن أتزوج اليوم. فانطلق عمر إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فشكا إليه عُثْمَان وأخبره بعرضه حفصة عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يتزوج حفصة من هُوَ خير من عُثْمَان، ويتزوج عُثْمَان من هي خير من حفصة. ثم خطبها إِلَى عمر فتزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلقي أَبُو بَكْر عُمَر بْن الْخَطَّابِ فَقَالَ له: لا تجد علي فِي نفسك، فإن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ ذكر حفصة، فلم أكن لأفشي سر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولو تركها لتزوجتها. وتزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند أكثرهم فِي سنة ثلاث من الهجرة. وقال أبو عبيدة: تزوّجها سنة اثنتين من التاريخ.
__________
[1] أ: الغلابة.
[2] من أ.
[3] صفحة 631.
[4] صفحة 1144.
[5] ليس في أ.(4/1811)
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: طلقها تطليقة ثم ارتجعها، وذلك أن جبرائيل عَلَيْهِ السلام قَالَ: راجع حفصة، فإنها قوامة صوامة، وإنها زوجتك فِي الجنة.
وَرَوَى مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ:
طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ، فَحَثَا عَلَى رَأْسِهِ التُّرَابَ، وَقَالَ: مَا يَعْبَأُ اللَّهُ بعمر وابنته بعد هذا، فنزل جبريل الْغَدِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُرَاجِعَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ رَحْمَةً لِعُمَرَ.
وَأَوْصَى عُمَرُ بَعْدَ مَوْتِهِ إِلَى حَفْصَةَ، وَأَوْصَتْ حَفْصَةُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بِمَا أَوْصَى بِهِ إِلَيْهَا عُمَرُ بِصَدَقَةٍ تَصَدَّقَتْ بِهَا وَبِمَالٍ وَقَفَتْهُ بالغابة.
وتوفيت في حين بايع الحسين [1] بْن علي عليهما السلام لمعاوية، وذلك فِي جمادى [الأولى] [2] سنة إحدى وأربعين وكذلك قَالَ أَبُو معشر وَقَالَ غيره:
توفيت حفصة سنة خمس وأربعين. وذكر الدَّوْلابِيّ، عَنْ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أيوب- أن حفصة توفيت سنة سبع وعشرين.
(3298) حقة بنت عَمْرو،
كانت قد صلت القبلتين. روى عنها أَبُو مجلز أنها كانت تلبس المعصفر فِي الإحرام.
(3299) حكيمة [3] بنت غيلان الثقفية،
امرأة يعلى بْن مرة. روت عَنْ زوجها يعلى بْن مرة، مَا أدري أسمعت من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [شَيْئًا] [4] أم لا.
(3300) حليمة السعدية.
هي حليمة بنت أبي ذؤيب، وأبو ذؤيب هو عبد الله
__________
[1] أ: الحسن.
[2] ليس في أ.
[3] في أسد الغابة: حكيمة- بضم الحاء وفتح الكاف- قاله الأمير.
[4] ليس في أ(4/1812)
ابن الحارث بْن شجنة [1] بْن جابر بْن رزام بْن ناضرة بْن سعد بْن بكر بْن هوازن ابن منصور بْن عكرمة بْن حفصة بْن غيلان بْن مضر، أم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرضاعة، هي التي أرضعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أكملت رضاعه، ورأت له برهانًا وعلمًا جليلًا، تركنا ذكره [2] لشهرته. روى زيد بْن أسلم، عَنْ عطاء بْن يسار، قَالَ: جاءت حليمة ابنة عَبْد اللَّهِ أم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرضاعة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم حنين، فقام إليها وبسط لَهَا رداءه، فجلست عَلَيْهِ. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنها عَبْد الله ابن جعفر.
(3301) حمامة [3] ،
ذكرها أَبُو عمر فِي جملة من اشتراه أَبُو بَكْر من المعذبين فِي اللَّه فأعتقهم
(3302) حمنة بنت جحش بْن رياب الأسدية،
[من بني أسد بْن خزيمة، أخت زينب بنت جحش [4]] ، كانت عند مصعب بْن عمير، وقتل عنها يوم أحد فتزوجها طلحة بْن عبيد اللَّه، فولدت له محمدًا وعمران ابني طلحة بْن عبيد اللَّه، وكانت حمنة ممن خاض فِي الإفك عَلَى عائشة وجلدت فِي ذلك مَعَ من جلد فيه عند من صحح جلدهم، وكانت تستحاض هي وأختها أم حبيبة [5] بنت جحش.
روى عنها ابنها عمران بْن طلحة بْن عبيد اللَّه.
(3303) حواء بنت يَزِيد [6] بْن السكن الأنصارية،
من بنى عبد الأشهل، مدنية،
__________
[1] شجنة- بكسر الشين المعجمة وسكون الجيم بعدها نون. رزام، بكسر المهملة.
[2] أ: تركنا ذلك.
[3] في الإصابة: هي أم بلال المؤذن.
[4] ليس في أ.
[5] في أسد الغابة: جعل ابن مندة حمنة هي حبيبة. وجعل أبو نعيم أم حبيبة كنية حمنة. وجعلهما أبو عمر اثنتين.
[6] هكذا في ى، والإصابة. وفي أ، وأسد الغابة: زيد.(4/1813)
جدة عَمْرو بْن معاذ الأشهلي. روت [1] عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنها سمعته يقول: ردوا السائل ولو بظلف محرق. روى عنها عَمْرو بْن معاذ المذكور.
(3304) حواء بنت يَزِيد بْن سنان بْن كرز بْن زعوراء الأنصارية.
قَالَ مصعب:
أسلمت، وكانت تكتم [من] [2] زوجها قيس بْن الخطيم الشاعر إسلامها، فلما قدم قيس مكة حين خرجوا يطلبون الحلف فِي قريش عرض عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإسلام، فاستنظره قيس حَتَّى يقدم المدينة، وسأله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يجتنب زوجته حواء بنت يَزِيد، وأوصاه بها خيرًا، وَقَالَ له: إنها قد أسلمت، ففعل قيس، وحفظ وصية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: وفى الأديعج. وقد أنكرت هذه القصة عَلَى مصعب، وَقَالَ منكروها [3] : إن صاحبها قيس بْن شماس. وأما قيس بْن الخطيم فقتل قبل الهجرة، والقول عندنا قول مصعب، وقيس ابن شماس أسن من قيس بْن الخطيم، ولم يدرك الإسلام، إنما أدركه ابنه ثابت بْن قيس.
(3305) حواء الأنصارية جدة ابْن بجيد [4] ،
كانت من المبايعات، من حديثها مَا حَدَّثَنَا به يعيش بْن سَعِيد، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ. حَدَّثَنَا أَبُو يعقوب الحنينى، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ بُجَيْدٍ، عَنْ جَدَّتِهِ حَوَّاءَ- وكانت من المبايعات، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَسْفِرُوا بِالصُّبْحِ فَإِنَّهُ كُلَّمَا أَسْفَرْتُمْ- أَعْظَمُ لِلأَجْرِ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
__________
[1] في أسد الغابة: أخرج أحمد بن حنبل هذا المتن في ترجمة حواء جدة عمرو بن معاذ، فعلى هذا تكون حواء جدة ابن بجيد أيضا. وأخرج أبو نعيم وأبو عمر هذا المتن في ترجمة حواء أم مجيد. وأخرجه أبو عمر في هذه الترجمة أيضا فيكون أبو عمر أخرجه في ترجمتين وهذا يدل على أنهما واحدة وقد جعلهما اثنتين.
[2] ليس في أ
[3] أ: منكرها.
[4] د أ: جدة ابن أبى مجيد المثبت في أ، والإصابة، وأسد الغابة.(4/1814)
مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ [1] بْنُ مَيْسَرَةَ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ حَوَّاءَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: رُدُّوا السَّائِلَ وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحْرَقٍ [2] . وَرَوَى الْمَقْبُرِيُّ عَنْ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ. قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: يا نساء المؤمنات، لا تحقرن إِحْدَاكُنَّ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ. وَقَدْ ذَكَرْنَا الاضطراب في هذا لإسناد فِي كِتَابِ التَّمْهِيدِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ حَوَّاءَ هذه هي التي قبلها [3] .
(3306) الحولاء بنت تويت [4] ابن حبيب بْن أسد بْن عبد العزى بْن قصي القرشية الأسدية،
هاجرت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت من المجتهدات فِي العبادة، وفيها جاء الحديث أنها كانت لا تنام الليل. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن اللَّه لا يمل حَتَّى تملوا اكلفوا من العمل مَا لكم به طاقة. وَرَوَى أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مُخَلَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: اسْتَأْذَنَتِ الْحَوْلاءُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَذِنَ لَهَا، وَأَقْبَلَ عَلَيْهَا، وَقَالَ: كَيْفَ أَنْتِ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُقْبِلُ عَلَى هَذِهِ هَذَا الإِقْبَالَ؟ فَقَالَ: إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِيَنَا فِي زَمَنِ خَدِيجَةَ، وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الإِيمَانِ. هَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الشَّامِيُّ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ بِإِسْنَادِهِ الْمَذْكُورِ، اسْتَأْذَنَتِ الْحَوْلاءُ، وَلَمْ يَقُلْ بِنْتَ تُوَيْتٍ وَلا نَسَبَهَا، وَقَدْ غَلَطَ فِي ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الشَّامِيُّ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ، لأَنَّهُ قَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عن
__________
[1] أ: جعفر.
[2] أ: محترق.
[3] في أسد الغابة: فقد جعل أبو عمر حواء ثلاثا: حواء الأنصارية أم بجيد، وحواء بنت يزيد بن السكن. وحواء بنت يزيد بن سفيان. وجعلهن ابن مندة اثنتين: حواء بنت يزيد بن السكن أم بجيد. وحواء بنت رافع. وجعلهن أبو نعيم واحدة: حواء بنت زيد بن السكن وهي أم بجيد، وهي بنت رافع.
[4] بمثناتين مصغر.(4/1815)
أَبِي عَاصِمٍ بِخِلافِ مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الشَّامِيُّ، وَنَذْكُرُهُ فِي هَذَا الْبَابِ عِنْدَ ذِكْرِ حَسَّانَةِ [1] الْمُزَنِيَّةِ.
(3307) الحويصلة بنت قطبة بْن حوي [2] .
قَالَ أَبُو عمر- فِي باب قطبة [3] أبيها:
إنه قَالَ للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبايعك عَلَى نفسي وعلى الحويصلة.
باب الخاء
(3308) خالدة بنت الأسود بْن عبد يغوث
ذكرها بقي بْن مخلد فِي تفسير آل عمران في قوله تعالى: يُخْرِجُ الْحَيَّ من الْمَيِّتِ 6: 95. وذكر بِسَنَدِهِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ [4] عَنْ عُبَيْدِ الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة- أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَرَأَى عِنْدَهَا امْرَأَةً تُصَلِّي [4] فِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَتْ مُتَعَبِّدَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [يَا عَائِشَةُ] [5] مَنْ هَذِهِ؟ قَالَتْ:
إِحْدَى خَالاتِكَ. قَالَ: إِنَّ خَالاتِي بِهَذِهِ البلاد لغرائب، فَأَيُّ خَالاتِي [هَذِهِ] ؟
قَالَتْ: هَذِهِ خَالِدَةُ بِنْتُ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ. قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ [الَّذِي] [6] يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ. إِنْ صَحَّ هَذَا الْحَدِيثُ فَإِنَّمَا كَانَتْ خَالَتُهُ، لأَنَّ الأَسْوَدَ ابن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بْنِ زُهْرَةَ، وَالِدَ خَالِدَةَ هَذِهِ هُوَ ابْنُ أَخِي آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ أُمِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَالِدَةُ [7] بِنْتُ الأَسْوَدِ بِنْتُ بن خَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهِيَ مِنْ خَالاتِهِ، وَلَمْ أَعْرِفْ مَنْ ذَكَرَهَا غَيْرَ بَقِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ.
(3309) خالدة بنت أنس الساعدية.
أم بني حزم، حديثها عَنِ النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم في الرقية.
__________
[1] في الإصابة: قلت: لا يمتنع احتمال التعدد كما لا يمتنع احتمال أن تكون حسانة اسمها والحولاء وصفها أو لقبها وقد اعترف أبو عمر بأن الكديمي لم يقل بنت تويت وإذا كان كذلك فلم يصب من أورد هذه القصة في ترجمة الحولاء بنت تويت. وإنما هي أخرى إن ثبت السند والعلم عند الله تعالى.
[2] أو الإصابة: بن جزى
[3] انظر صفحة 1282 من هذا الكتاب
[4] بدل ما بين الرقمين في أ: أظنه عن حميد بن عبد الرحمن، قال: دخل النبي على عائشة وعندها امرأة تصلى ...
[5] من أ
[6] ليس في أ
[7] في أ: فالأسود ابن خال النبي وخالدة بنت الأسود.(4/1816)
(3310) خالدة [أَوْ خلدة] [1] بنت الحارث
عمة عَبْد اللَّهِ بْن سلام، ذكر ذلك ابْن إِسْحَاق فِيمَا اقتصه [2] عَبْد اللَّهِ بْن سلام فِي إسلامه وإسلام أهل بيته.
قَالَ: وأسلمت عمتي خالدة
(3311) خديجة بنت خويلد بْن أسد بْن عبد العزى بْن قصي القرشية الأسدية،
زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الزُّبَيْر: كانت تدعى فِي الجاهلية الطاهرة، أمها فاطمة بنت زائدة بْن الأصم، والأصم. اسمه جندب بْن هرم بن رواحة ابن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بْن لؤي كانت خديجة تحت أبي هالة بْن زرارة بْن نباش بْن عدي بْن حبيب بْن صرد بْن سلامة بْن جروة بْن أسيد بْن عَمْرو بْن تميم التميمي، هكذا نسبه الزُّبَيْر.
وأما الجرجاني النسابة فَقَالَ: كانت خديجة قبل عند أبي هالة هند بْن النباش ابن زرارة بْن وقدان بْن حبيب بْن سلامة بْن عدي بْن جروة بْن أسيد بْن عَمْرو بْن تميم، فولدت له هند، ثم اتفقا فقالا: ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق ابن عائذ [3] بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو [4] بْن مخزوم، ثم خلف عليها بعد عتيق المخزومي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال قتادة: كانت خديجة تحت عتيق ابن عائذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن مخزوم، ثم خلف عليها بعده أَبُو هالة هند بْن زرارة بْن النباش، هكذا قَالَ قتادة. والقول الأول الأصح إن شاء اللَّه تعالى.
ولم يختلفوا أنه ولد له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها ولده كلهم حاشا إِبْرَاهِيم.
زوجه إياها عَمْرو بْن أسد بْن عبد العزى بْن قصي. وَقَالَ عَمْرو بْن أسد:
__________
[1] ليس في أ، وخلدة بسكون اللام، كما في التهذيب.
[2] في أ: فيما اقتصه من إسلام عبد الله بن سلام.
[3] في أ: عابد.
[4] أ: عمر.(4/1817)
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يخطب خديجة بنت خويلد، هَذَا الفحل لا يقدع أنفه وكانت إذ تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنت أربعين سنة، فأقامت معه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعًا وعشرين سنة، وتوفيت وهي بنت أربع وستين سنة وستة أشهر.
وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ تزوج خديجة ابْن إحدى وعشرين سنة. وقيل: ابْن خمس وعشرين سنة، وَهُوَ الأكثر وقيل:
ابْن ثلاثين سنة. وأجمعوا أنها ولدت له أربع بنات كلهن أدركن الإسلام، وهاجرن، فهن: زينب، وفاطمة، ورقية، وأم كلثوم.
وأجمعوا أنها ولدت له ابنا يسمى القاسم، وبه كَانَ يكنى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَذَا مما لا خلاف فيه بين أهل العلم وَقَالَ معمر، عَنِ ابْن شهاب: زعم بعض العلماء أنها ولدت له ولدًا يسمى الطاهر. وَقَالَ بعضهم: مَا نعلمها ولدت له إلا القاسم، وولدت له بناته الأربع وقال عقيل، بن ابْن شهاب: ولدت له خديجة: فاطمة، وزينب، وأم كلثوم، ورقية، والقاسم، والطاهر. وكانت زينب أكبر بنات النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ قتادة: ولدت له خديجة غلامين وأربع بنات:
القاسم وبه كَانَ يكنى، وعاش حَتَّى مشى. وعَبْد اللَّهِ مات صغيرًا. ومن النساء:
فاطمة، وزينب، ورقية، وأم كلثوم وَقَالَ الزُّبَيْر: ولد لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: القاسم، وَهُوَ أكبر ولده، ثم زينب، ثم عَبْد اللَّهِ، وَكَانَ يقال له الطيب، ويقال له الطاهر، ولد بعد النبوة. ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية، هكذا الأول فالأول، ثم مات القاسم بمكة، وَهُوَ أول ميت مات من ولده، ثم مات عَبْد الله أيضا بمكة.(4/1818)
وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: ولدت له خديجة: زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وقاسمًا، وبه كَانَ يكنى، والطاهر. والطيب، فأما القاسم والطيب والطاهر فهلكوا بمكة فِي الجاهلية. وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن، وهاجرن معه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ مصعب الزبيري: ولد لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القاسم. وبه كَانَ يكنى. وعَبْد اللَّهِ، وَهُوَ الطيب والطاهر، لأنه ولد بعد الوحي. وزينب، وأم كلثوم، ورقية، وفاطمة، أمهم كلهم خديجة ففي قول مصعب- وَهُوَ قول الزُّبَيْر وأكثر أهل النسب- أن عبد الله بْن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الطيب وَهُوَ الطاهر، له ثلاثة أسماء.
وَقَالَ علي بْن عبد العزيز الجرجاني النسابة: أولاد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: القاسم وَهُوَ أكبر أولاده، ثم زينب، [قَالَ: وَقَالَ ابْن الكلبي.
زينب، ثم القاسم] [1] ، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية، ثم عَبْد اللَّهِ وَكَانَ يقال له الطيب والطاهر. قال: وهذا وهو الصحيح، وغيره تخليط.
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: لا يختلفون أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يتزوج فِي الجاهلية غير خديجة، ولا تزوج عليها أحدًا من نسائه حَتَّى ماتت، ولم تلد له من المهارى غيرها، وهي أول من آمن باللَّه عَزَّ وَجَلَّ ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا قول قتادة والزهري وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عقيل وابن إِسْحَاق وجماعة، قَالُوا: خديجة أول من آمن باللَّه من الرجال والنساء ولم يستثنوا أحدا.
وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الْمَكِّيِّينَ قَالَ: وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ باللَّه وَرَسُولِهِ [2] فِيمَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن
__________
[1] ليس في أ
[2] أمن آمن برسول الله.(4/1819)
عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَقَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ السَّدُوسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو رَافِعٍ، وَابْنُ عَبَّاسٍ- فَذَكَرَ الأَسَانِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَابْنِ عَقِيلٍ وَقَتَادَةَ وَابْنِ إِسْحَاقَ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ. ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن هاشم ابن الْبَرِيدِ [1] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ [2] بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَصَلَّتْ خَدِيجَةُ آخِرَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَكَذَا يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ.
حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ باللَّه مِنَ النَّاسِ بَعْدَ خَدِيجَةَ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: كَانَتْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ باللَّه وَرَسُولِهِ وَصَدَّق مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا جَاءَ بِهِ عَنْ رَبِّهِ وَآزَرَهُ [3] عَلَى أَمْرِهِ، فَكَانَ لا يَسْمَعُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَيْئًا يَكْرَهُهُ مِنْ رَدٍّ عَلَيْهِ وَتَكْذِيبٍ لَهُ إِلا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا، تُثَبِّتُهُ وَتُصَدِّقُهُ، وَتُخَفِّفُ عَنْهُ، وَتُهَوِّنُ عَلَيْهِ مَا يَلْقَى مِنْ قَوْمِهِ.
قَالَ: وحدثني إِسْمَاعِيل بْن أبي حكيم أنه بلغه عَنْ خديجة أنها قالت لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يا بن عم، أتستطيع أن تخبرني بصاحبك إذا جاءك- تعني جبرائيل عَلَيْهِ السلام- فلما جاءه جبرائيل عَلَيْهِ السلام قَالَ: يَا خديجة، هَذَا جبرائيل قد جاءني، فقالت له: قم يا بن عم فاقعد على فخذي اليمنى، ففعل، فقالت: هل تراه؟ قَالَ: نعم. قالت: فتحول إِلَى اليسرى، ففعل، فقالت: هل تراه؟ قَالَ: نعم. قالت: فاجلس فِي حجري، [ففعل، فقالت: هل تراه؟
قَالَ: نعم] [4] ، فألقت خمارها وحسرت عَنْ صدرها، فقالت: هل تراه؟ فَقَالَ:
لا، قالت: أبشر، فإنه والله ملك، وليس بشيطان.
__________
[1] أ: اليزيد.
[2] أ: عبد الله.
[3] أ: وآزرته.
[4] من أ(4/1820)
وروى من وجوه أن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا خديجة، إن جبرئيل عَلَيْهِ السلام يقرئك السلام. وبعضهم يروي هَذَا الخبر أن جبرئيل قَالَ: يَا مُحَمَّد، اقرأ عَلَى خديجة من ربها السلام، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا خديجة، هَذَا جبرئيل يقرئك السلام من ربك. فقالت خديجة: اللَّه هُوَ السلام، ومنه السلام، وعلى جبرئيل السلام. أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلاءِ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:
أَوَّلُ مَنْ آمَنَ باللَّه وَرَسُولِهِ خَدِيجَةُ [بِنْتُ خُوَيْلِدٍ] [1] زَوْجَتُهُ.
قَالَ زُهَيْرٌ: وَأَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ عَبْدُ اللَّهِ [2] بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السلام، قال: سمعت أبا يزيد المدني يحدث عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَابْنَةُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَذَكَرَ أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا دَاوُدَ- يَعْنِي ابْنَ الْفُرَاتِ، عَنْ عِلْبَاءَ بْنِ أَحْمرَ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امرأة فرعون
__________
[1] ليس في أ
[2] أ: عبد الملك.(4/1821)
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ [1] ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَخْبَرَنَا قَاسِمُ بن محمد، حدثنا خالد بن سعد، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ [2] ، حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ عَنْ علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ، ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَرْبَعٌ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَرَوَى عن عَبْدُ الرَّزَّاقِ [3] ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس- أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، فَآسِيَةُ [بِنْتُ مُزَاحِمٍ] [4] امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ. وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هَكَذَا ذَكَرَهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. وَقَالَ فِيهِ غَيْرُهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ بِإِسْنَادِهِ: أَفْضَلُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ، وذكره مِثْلَهُ.
وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنٍ [5] ، عَنِ الدراوَرْديّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: سيدة نساء الْعَالَمِينَ: مَرْيَمُ، ثُمَّ فَاطِمَةُ، ثُمَّ خَدِيجَةُ، ثُمَّ آسية، هكذا رواه الزبير.
__________
[1] أ: حدثنا تميم بن زياد الرازيّ، حدثنا أبو جعفر الرازيّ.
[2] أ: وحدثنا ابن سنجر.
[3] أ: وروى عبد الرزاق.
[4] ليس في أ
[5] أ: حسن.(4/1822)
وَذَكَرَ أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: سيدة نساء أَهْلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ فَاطَمَةُ [بِنْتُ مُحَمَّدٍ] [1] وَخَدِيجَةُ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ. وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ وَمَتْنِهِ، وَإِنَّمَا رِوَايَةُ [2] الدراوَرْديّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ لا عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا أبي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ [3] أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، وَمَا بِي أَنْ أَكُونَ أَدْرَكْتُهَا، وَلَكِنْ ذلك لكثرة ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياها، وإن كان ليذبح الشاة فيتنّبع بِذَلِكَ صَدَائِقَ خَدِيجَةَ يَهْدِيهَا لَهُنَّ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بن جعفر، عن علي، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: خَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ وَخَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ. أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيُّ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَكَادُ يَخْرُجُ مِنَ الْبَيْتِ حَتَّى يَذْكُرَ خَدِيجَةَ فَيُحْسِنُ الثَّنَاءَ عليها، فذكرها يوما
__________
[1] ليس في أ.
[2] أ: رواه
[3] حازم.(4/1823)
مِنَ الأَيَّامِ فَأَدْرَكَتْنِي الْغَيْرَةُ، فَقُلْتُ: هَلْ كَانَتْ إِلا عَجُوزًا، فَقَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا، فَغَضِبَ حَتَّى اهْتَزَّ مُقَدَّمُ شَعْرِهِ مِنَ الْغَضَبِ، ثُمَّ قَالَ: لا وَاللَّهِ، مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا، آمَنَتْ [بِي] [1] إِذْ كَفَرَ النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي فِي مَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ مِنْهَا أَوْلادًا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلادَ النِّسَاءِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لا أَذْكُرُهَا بِسَيِّئَةٍ أَبَدًا. وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَتَنَاوَلْتُهَا، فَقُلْتُ: عَجُوزُ كَذَا وَكَذَا، قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا. قَالَ: مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا، لَقَدْ آمَنَتْ بِي حِينَ كَفَرَ بِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي حِينَ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَأَشْرَكَتْنِي فِي مَالِهَا حِينَ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ وَلَدَهَا وَحَرَمَنِي وَلَدَ غَيْرِهَا. فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لا أُعَاتِبُكَ فِيهَا بَعْدَ الْيَوْمِ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله بن محمد بن عبد المؤمن، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الصَّيْدَلانِيُّ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، فَذَكَرَهُ.
حدثنا سعيد بن نصر، حدثنا قاسم بن أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ. وَرَوَاهُ عَنْ هِشَامٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَأَبُو معاوية.
__________
[1] ليس في أ(4/1824)
واختلف فِي وقت وفاتها، فَقَالَ أَبُو عبيدة معمر بْن المثنى: توفيت خديجة قبل الهجرة بخمس سنين. وقيل بأربع سنين. وكانت وفاتها قبل تزويج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عائشة. وَقَالَ قتادة: توفيت خديجة قبل الهجرة بثلاث سنين.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: قول قتادة عندنا أصحّ لما حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيُّ بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي [1] ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَيْمُونِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ معمر، عن هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلاثِ سِنِينَ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ. وَرَوَى يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلاةُ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَذَلِكَ بَعْدَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعَةِ أَعْوَامٍ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَتُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ وَخَدِيجَةُ قَبْلَ مُهَاجِرِ النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بِثَلاثِ سِنِينَ، قَالَ: فلما توفي أَبُو طالب خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف يلتمس من ثقيف المنعة، ثم رجع من الطائف إِلَى مكة.
وَحَدَّثَنَا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن معاوية، عن هشام ابن عُرْوَةَ- أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَيَّ تَسْأَلُنِي عَنْ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ مَتَى تُوُفِّيَتْ. وَإِنَّهَا تُوُفِّيَتْ قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ بِثَلاثِ سِنِينَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: يُقَالُ إِنَّهَا كَانَتْ وَفَاتُهَا بَعْدَ مَوْتِ أَبِي طَالِبٍ بِثَلاثَةِ أَيَّامٍ.
وَقِيلَ: إِنَّهَا كَانَتْ يَوْمَ تُوُفِّيَتْ بِنْتَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةٍ، تُوُفِّيَتْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَدُفِنَتْ فِي الْحَجُونِ، ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ.
__________
[1] أ: عمر.(4/1825)
(3314) خزيمة بنت جهم بْن قيس العبدرية.
من بني عبد الدار بْن قصي، هاجرت مَعَ أبيها وأمها خولة أم حرملة إِلَى أرض الحبشة [روى عنها أَبُو السفر سَعِيد بْن مُحَمَّد، ذكرها ابْن السكن فِي الصحابيات، وليس فِي حديثها دليل عَلَى صحبتها ولا عَلَى رؤيتها [1]] .
(3315) خليدة بنت قعنب الضبية.
كانت من المبايعات، حديثها فِي السوارين ذكره ابْن أبي خيثمة، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عرعرة، عَنْ حميد بْن حماد السعدي، عَنْ عمته ثعلبة بنت الحوار، سمعت خالتها خليدة بنت قعنب الضبية أنها كانت فِي النسوة اللاتي بايعن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وذكر الحديث.
(3316) خنساء بنت خدام [2] بْن وديعة [3] الأنصارية،
[وهي] [4] من الأوس، أنكحها أبوها، وهي كارهة، فرد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نكاحها. واختلفت الأحاديث فِي حالها فِي ذلك الوقت، ففي نقل مالك، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن القاسم، عَنْ أبيه، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ ومجمع ابْني يزيد بْن جارية، عَنْ خنساء- أنها كانت ثيبًا، وذكر ابْن المبارك، عَنِ الثوري، عَنْ عَبْد الرحمن ابن القاسم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن يَزِيد بْن وديعة، عَنْ خنساء بنت خدام أنها كانت يومئذ بكرًا. والصحيح نقل مالك فِي ذلك إن شاء اللَّه تعالى.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدَّتِهِ خَنْسَاءَ بِنْتِ خِدَامِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: وَكَانَتْ أَيِّمًا مِنْ رَجُلٍ، فَزَوَّجَهَا أَبُوهَا رَجُلا مِنْ بَنِي عَوْفٍ، وَإِنَّهَا خُطِبَتْ [5] إِلَى أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، فَارْتَفَعَ شَأْنُهُمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أباها أَنْ يُلْحِقَهَا بِهَوَاهَا، فَتَزَوَّجَتْ أَبَا لُبَابَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ. رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ وغيره، عن ابن إسحاق.
__________
[1] ليس في أ.
[2] بالخاء المعجمة المكسورة والدال المهملة. (التقريب) . وفي أسد الغابة: خذام.
[3] في أسد الغابة: بن وديعة بن خالد الأنصارية.
[4] ليس في أ
[5] أ: فخطبت.(4/1826)
(3317) خنساء بنت عَمْرو بْن الشريد الشاعرة السلمية.
وهو الشريد بن رباح [1] ابن ثعلبة [2] بن عصيّة بْن خفاف بْن امرئ القيس بْن بهثة بْن سليم. قدمت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ قومها من بني سليم فأسلمت معهم، فذكروا أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يستنشدها فيعجبه شعرها، وكانت تنشده، وَهُوَ يقول: هيه يَا خناس، أَوْ يومي بيده. قَالُوا: وكانت الخنساء فِي أول أمرها تقول البيتين والثلاثة، حَتَّى قتل أخوها لأبيها وأمها معاوية بْن عَمْرو، قتله هاشم وزيد المريان، وصخر أخوها لأبيها، وَكَانَ أحبهما إليها، لأنه كَانَ حليمًا جوادًا محبوبًا فِي العشيرة، وَكَانَ غزا بني أسد فطعنه أَبُو ثور الأسدي، فمرض منها قريبًا من حول ثم مات، فلما قتل أخواها أكثرت من الشعر، وأجادت، فمن قولها فِي صخر أخيها [3] :
أعيني جودا ولا تجمدا ... ألا تبكيان لصخر الندى
ألا تبكيان الجريء الجميل ... ألا تبكيان الفتى السيدا
طويل العماد عظيم الرماد [4] ... ساد عشيرته أمردا
ومن قولها أَيْضًا فِي صخر أخيها:
أشم أبلج يأتم الهداة به [5] ... كأنه علم فِي رأسه نار
وأجمع أهل العلم بالشعر أنه لم يكن امرأة قط قبلها ولا بعدها أشعر منها، وقالوا: اسم الخنساء تماضر.
ذكر الزُّبَيْر بْن بكار، عَنْ مُحَمَّد بْن الحسن المخزومي، عن عبد الرحمن
__________
[1] ابن سلام: رباح.
[2] ابن سلام، وأسد الغابة: يقظة.
[3] الديوان: 15.
[4] في الديوان: طويل النجاد رفيع العماد.
[5] في الديوان (27) :
«وإن صخرا لتأتم الهداة به» . والمثبت في الشعر والشعراء لابن قتيبة أيضا.(4/1827)
ابن عَبْد اللَّهِ، عَنْ أبيه، عَنْ أبي وجزة، عَنْ أبيه، قَالَ [1] : حضرت الخنساء بنت عَمْرو بْن الشريد السلمية حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال، فقالت لهم من أول الليل: يَا بني، إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، وو الله الّذي لا إله إلّا هو إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة مَا خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، ولا هجنت حسبكم، ولا غبرت [2] نسبكم، وقد تعلمون مَا أعد اللَّه للمسلمين من الثواب الجزيل فِي حرب الكافرين.
واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول اللَّه تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 3: 200. فإذا أصبحتم غدًا إن شاء اللَّه سالمين فاغدوا إِلَى قتال عدوكم مستبصرين، وباللَّه عَلَى أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عَنْ ساقها، واضطرمت لظى عَلَى سياقها [3] ، وجللت نارًا عَلَى أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة فِي دار الخلد والمقامة. فخرج بنوها قابلين لنصحها، عازمين عَلَى قولها فلما أضاء لهم الصبح باكروا مراكزهم وأنشأ أولهم يقول:
يَا إخوتي إن العجوز الناصحة ... قد نصحتنا إذ دعتنا البارحه
مقالة [4] ذات بيان واضحة ... [فباكروا الحرب الضروس الكالحه [5]]
وإنما تلقون عند الصائحة [6] ... من آل ساسان الكلاب النابحه [7]
قد أيقنوا منكم بوقع الجائحة ... وأنتم بين حياة صالحه
أو ميتة تورث غنما رابحه
__________
[1] خزانة الأدب: 1- 395.
[2] أ: غيرت.
[3] أ: سباقها.
[4] أ: بمقالة.
[5] ليس في الإصابة.
[6] في الإصابة: الصابحة.
[7] الإصابة: كلابا نابحة.(4/1828)
وتقدم [1] فقاتل حَتَّى قتل (رحمه اللَّه) . ثم حمل الثاني، وهو يقول:
إن العجوز ذات حزم وجلد ... [والنظر الأوفق والرأي السدد [2]]
وقد أمرتنا بالسداد والرشد ... نصيحة منها وبرا بالولد
فباكروا الحرب حماة فِي العدد ... [إما لفوز بارد عَلَى الكبد
أَوْ ميتة تورثكم عز الأبد ... فِي جنة الفردوس والعيش الرغد [2]]
فقاتل حَتَّى استشهد (رحمه اللَّه) ، ثم حمل الثالث، وهو يقول:
والله لا نعصي العجوز حرفا ... [قد أمرتنا حدبا [3] وعطفا [2]]
نصحًا وبرًا صادقًا ولطفًا ... فبادروا الحرب الضروس زحفا
حَتَّى تلفوا آل كسرى لَفَّا ... [أَوْ تكشفوهم عَنْ حماكم كشفا
إنا نرى التقصير منكم ضعفًا ... والقتل فيكم نجدة وزلفى [4]] [2]
فقاتل حَتَّى استشهد رحمه اللَّه. ثم حمل الرابع وهو يقول:
لست لخنساء ولا للأخرم ... ولا لعمر وذي السناء [5] الأقدم
إن لم أرد فِي الجيش جيش الأعجم ... ماض عَلَى الهول [6] خضم خضرم
[إما لفوز عاجل ومغنم ... أَوْ لوفاة فِي السبيل الأكرم [2]]
فقاتل حَتَّى قتل رضي [7] اللَّه عنه وعن إخوته.
فبلغها الخبر فقالت: الحمد للَّه الَّذِي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم فِي مستقر رحمته. وَكَانَ عُمَر بْن الْخَطَّابِ رضي اللَّه عنه يعطي الخنساء أرزاق أولادها الأربعة لكل واحد مائتي درهم حتى قبض رضى الله عنه.
__________
[1] أ: ثم تقدم.
[2] ليس في أ.
[3] ى: حربا.
[4] أ: وعرفا.
[5] في الإصابة: ذي السعاء.
[6] ى: الحول. والمثبت في أ، والإصابة.
[7] أ: رحمة الله عليه وعلى أخويه.(4/1829)
(3318) خولة بنت الأسود [1] بْن حذافة،
تكنى أم حرملة، هاجرت مَعَ زوجها جهيم بْن قيس إِلَى أرض الحبشة، هكذا قَالَ مُوسَى بْن عُقْبَةَ. وَقَالَ ابْن إِسْحَاق:
أم حرملة بنت الأسود هاجرت مَعَ زوجها جهيم بْن قيس.
(3319) خولة بنت ثامر الأنصارية.
روى عنها النعمان بْن أبي عياش الزَّرْقِيّ أنها سمعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الدنيا خضرة حلوة، وإن رجالًا سيخوضون فِي مال اللَّه وبغير الحق لهم النار يوم القيامة قيل: هي ابنة قيس بن قهد، وثامر لقب.
(3320) خولة بنت ثعلبة.
ويقال خويلة. وخولة أكثر. وقيل خولة بنت حكيم. وقيل خولة بنت مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بْن ثعلبة بْن غنم بْن عوف. وأما عروة ومحمد بْن كعب وعكرمة فَقَالُوا: خولة بنت ثعلبة كانت تحت أوس بْن الصامت أخي عبادة بْن الصامت، فظاهر منها، وفيها نزلت:
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ في زوجها وتشتكي إلى الله ... إِلَى آخر القصة فِي الظهار. وقيل: إن التي نزلت فيها هذا الآية جميلة امرأة أوس بْن الصامت.
وقيل: بل هي خولة بنت دليج [2] ، ولا يثبت شيء من ذلك والله أعلم. والذي قدمنا أثبت وأصح إن شاء اللَّه تعالى.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ:
سمعت أبي يقول: خولة بنت ثعلبة زوج أوس بْن الصامت، وهي المجادلة.
وروينا من وجوه عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّابِ أنه خرج ومعه الناس، فمر بعجوز، فاستوقفته، فوقف، فجعل يحدثها وتحدثه، فَقَالَ له رجل: يَا أمير المؤمنين، حبست الناس عَلَى هذه العجوز! فَقَالَ: ويلك! تدري من هي؟ هذه امرأة
__________
[1] أ: بنت أبي الأسود.
[2] أ: دليم.(4/1830)
سمع اللَّه شكواها من فوق سبع سماوات، هذه خولة بنت ثعلبة التي أنزل اللَّه فِيهَا:
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ في زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى الله. 58: 1 والله لو أنها وقفت إِلَى الليل مَا فارقتها إلا للصلاة [1] ثم أرجع إليها.
وروى عَنْ خولة هذه يوسف بْن عَبْد اللَّهِ بْن سلام، وَقَالَ فِيهَا خويلة، وكذلك قَالَ فِيهَا معمر خويلة. وقد روى خليد بْن دعلج، عَنْ قتادة، قَالَ:
خرج عمر من المسجد ومعه الجارود العبدي، فإذا بامرأة برزت عَلَى ظهر الطريق، فسلم عليها عمر، فردت عَلَيْهِ السلام، وقالت: هيهات يَا عمر، عهدتك وأنت تسمى عميرًا فِي سوق عكاظ ترعى [2] الضأن بعصاك، فلم تذهب الأيام حَتَّى سميت عمر، ثم لم تذهب الأيام حَتَّى سميت أمير المؤمنين، فاتق اللَّه فِي الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عَلَيْهِ البعيد. ومن خاف الموت خشي عَلَيْهِ الفوت.
فَقَالَ الجارود: قد أكثرت أيتها المرأة عَلَى أمير المؤمنين. فَقَالَ عمر: دعها، أما تعرفها! فهذه خولة بنت حكيم امرأة عبادة بْن الصامت التي سمع اللَّه قولها من فوق سبع سماوات، فعمر والله أحق أن يسمع لَهَا.
هكذا فِي هَذَا الخبر خولة بنت حكيم امرأة عبادة بْن الصامت، وَهُوَ وهم، وخليد ضعيف سيء الحفظ، وإنما هي امرأة أوس بْن الصامت عَلَى الاختلاف فِي اسم أبيها.
حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق، قال:
__________
[1] أ: إلا للصلاة.
[2] أ: ترعى الصبيان بعصاك.(4/1831)
حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، عَنْ خُوَيْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ قَالَتْ: فِي وَفِي أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ أَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ صَدْرَ سُورَةِ الْمُجَادَلَةِ.
(3321) خولة، ويقال خويلة، بنت حكيم بْن أمية بْن حارثة بْن الأوقص بْن مرة بْن هلال السلمية،
امرأة عُثْمَان بْن مظعون، تكنى أم شريك، وهي التي وهبت نفسها للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قول بعضهم، وكانت امرأة صالحة فاضلة، روى عنها سعد بن أبي وقاص، عن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي التعوذ بكلمات اللَّه عند النزول فِي السفر. وروى عنها سَعِيد بْن المسيب، ومحمد بن يحيى ابن حبان، وعمر بْن عبد العزيز. وحديث سعد عنها من حديث سَعِيد بْن المسيب عنه، ومن حديث بسر [1] بْن سَعِيد عنه- اختلف فيه ابْن عجلان، والحارث بْن يعقوب، وهي التي قالت لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إن فتح اللَّه عليك الطائف فأعطني حلي بادية ابنة غيلان بْن سلمة أَوْ حلي الفارعة ابنة عقيل، وكانت من أجل نساء ثقيف، فَقَالَ لَهَا رسول الله صلى الله عليه وسلم: وإن كَانَ لم يؤذن لي فِي ثقيف يَا خولة؟ فذكرت [2] ذلك لعمر، فأقبل إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ، أما أذن لك فِي ثقيف؟
قال: لا.
(3322) خولة أم صبية [3] الجهنية،
حديثها أنها اختلفت يدها ويد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إناء واحد. قيل: اسمها خولة بنت قيس الجهينة، وسنذكرها فِي الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
__________
[1] بسر- بضم أوله وبإسكان المهملة (الخلاصة) .
[2] أ: فذكر.
[3] صبية- بصاد مهملة ثم موحدة، مصغر مع التثقيل (الإصابة) .(4/1832)
(3323) خولة بنت عَبْد اللَّهِ الأنصارية،
سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: الناس دثار، والأنصار شعار. فِي إسناد حديثها مقال.
(3324) خولة بنت قيس بْن قهد بْن قيس بن ثعلبة [بن عبيد بن ثعلبة [1]] ابن غنم بْن مالك بْن النجار الأنصارية،
تكنى أم محمد [2] وهي امرأة حمزة ابن عبد المطلب. وقد قيل: إن امرأة حمزة خولة بنت ثامر. وقد قيل:
إن ثامرا لقب لقيس بْن قهد، والأول أصح إن شاء اللَّه تعالى. خلف عليها بعد حمزة بْن عبد المطلب رجل من الأنصار من بني زريق. روى عَنْ خولة هذه عبيد أَبُو الوليد سنوطي أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تذاكر هُوَ وحمزة بْن عبد المطلب الدنيا، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الدنيا خضرة حلوة، فمن أخذها بحقها بورك له فِيهَا، ورب متخوض [3] فِي مال اللَّه له النار- يوم القيامة.
(3325) خولة بنت المنذر بْن زيد بْن أسيد [4] بْن خداش بْن عامر بْن غنم بْن عدي بن النجار،
أرضعت إِبْرَاهِيم بْن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قاله العدوي.
وقد ذكرها أَبُو عمر [5] فِي الكنى ولم يذكر لَهَا اسمًا.
(3326) خولة بنت يسار.
قالت قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إني أحيض وليس لي إلا ثوب واحد. قَالَ: اغسلي ثوبك ثم صلي فيه. قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يبقى أثر الدم. قَالَ: لا يضرك. روى عنها أَبُو سلمة، وأخشى أن تكون خولة
__________
[1] ليس في أسد الغابة والإصابة.
[2] في أسد الغابة: تكنى أم محمد، وقيل أم حبيبة.
وقال ابن مندة: تكنى أم صبية. وقيل أم محمد. وهذا وهم منه، صحف حبيبة بصبية، أم صبية جهنية وهذه أنصارية من أنفسهم.
[3] أي رب متصرف في مال الله بما لا يرضاه الله. وقيل هو التخليط في تحصيله من غير وجهه كيف أمكن (النهاية) .
[4] أ، الإصابة: لبيد.
[5] وكأن الترجمة ليست في الاستيعاب، بل أضيفت إليه، وبخاصة أنها ليست في أسد الغابة.(4/1833)
بنت اليمان، لأن إسناد حديثهما [1] واحد، وإنما هو على بن ثابت، عن الوازع ابن نافع، عَنْ أبي سلمة بالحديث الَّذِي ذكرنا [2] فِي اسم خولة بنت اليمان، وبالذي ذكرناها هنا إلا أن من دون عَلَى بْن ثابت يختلف فِي الحديثين.
وفي ذلك نظر.
(3327) خولة بنت اليمان أخت حذيفة بْن اليمان.
روى عنها أَبُو سلمة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ قالت: سمعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لا خير فِي جماعة النساء إلا عند ميت، فإنهن إذا اجتمعن قلن وقلن.
(3328) خولة خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
جدة حفص بْن سَعِيد.
روى حديثها حفص هَذَا، عَنْ أمه، عنها فِي تفسير قول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى. ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى. 93: 1- 3 وليس إسناد حديثها فِي ذلك مما يحتج به.
(3329) خولة التغلبية.
وهي خولة بنت الهذيل بْن هبيرة بن قبيصة بن الحارث ابن حبيب [3] حرفة [4] بْن ثعلبة بْن بكر بْن حبيب بْن عَمْرو بْن غنم بْن تغلب.
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فِيمَا ذكر الجرجاني النسابة فهلكت فِي الطريق قبل وصولها إليه.
(3330) خيرة [5] بنت أبي حدرد، أم الدرداء
يأتي ذكرها فِي الكنى إن شاء الله تعالى.
__________
[1] في الإصابة: قلت: لا يلزم من كون الإسناد إليها واحدا مع اختلاف المتن أن تكونا واحدة
[2] سيأتي بعد هذا على حسب الترتيب الجديد للكتاب.
[3] أ: حنيف.
[4] في الإصابة: بضم المهملة وسكون الراء بعدها فاء.
[5] بفتح أولها وسكون التحتانية (التقريب) .(4/1834)
(3331) خيرة، امرأة كعب بْن مالك الأنصارية الشاعرة.
ويقال حيرة- بالحاء المهملة. حديثها عند الليث بن سعد بن من رواية ابْن وهب وغيره بإسناد ضعيف لا تقوم به الحجة- أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا يجوز لامرأة فِي مالها أمر إلا بإذن زوجها.
باب الدال
(3332) دجاجة [1] بنت أسماء بنت الصلت، أم عَبْد اللَّهِ بْن عامر.
مذكورة [2] فِي باب ابنها عَبْد اللَّهِ بْن عامر مدرجًا.
(3333) درة بنت أبي سلمة بْن عبد الأسد القرشية المخزومية،
ربيبة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنت [امرأته [3]] أم سلمة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي معروفة عند أهل العلم بالسير والخبر والحديث فِي بنات أم سلمة ربائب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وعبد الوارث بن سفيان، قالا:
حدثنا قاسم بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ- أنّ زينب بنت أبى سلمة أخبره أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا تَحَدَّثْنَا أَنَّكَ نَاكِحٌ دُرَّةَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، لَوْ أَنِّي لَمْ أَنْكِحْ [4] أُمَّ سَلَمَةَ لَمْ تَحِلَّ لِي، إِنَّ أَبَاهَا أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ.
(3334) درة بنت أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم [القرشية] [5]
كانت عند الحارث بْن نوفل بْن الحارث بْن عبد المطلب، فولدت له عتبة ووليدًا وأبا مسلم
__________
[1] دجاجة- بكسر الدال (التاج) .
[2] صفحة 931
[3] من أ.
[4] في الإصابة: إنها لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي لأنها ابنة أخى من الرضاعة.
[5] ليس في أ.(4/1835)
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل: أي الناس خير؟ فَقَالَ: أتقاهم للَّه، وآمرهم بالمعروف، وأنها هم عَنِ المنكر، وأوصلهم لرحمه. وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أبو بكر محمد ابن أَبِي الْعَوَّامِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْحَمَّالُ. وَأَخْبَرَنَا قَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَنْجَرَ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ. قَالا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرَةَ زَوْجِ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ، عَنْ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ، قَالَتْ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: أَتْقَاهُمْ للَّه، وَآمَرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَوْصَلُهُمْ لِلرَّحِمِ. وَمِنْ حَدِيثِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يُؤْذَى حَيٌّ بِمَيِّتٍ.
باب الراء
(3335) ربداء [1] بنت عَمْرو بْن عمارة بْن عطية البلوية [2] .
رَوَى أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ قُدَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: كَانَ يَاسِرُ أَبُو الرَّبْدَاءِ عَبْدًا لامرأة من بلي يقال لها الربداء بنت عمرو ابن عِمَارَةَ بْنِ عَطِيَّةَ الْبَلَوِيَّةُ [2] ، فَزَعَمَ أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو يرعى كما لِمَوْلاتِهِ، وَلَهُ فِيهَا شَاتَانِ، فَاسْتَسْقَاهُ، فَحَلَبَتْ [3] لَهُ شاتيه، ثم راح وقد حفلتا، فذكر ذلك لِمَوْلَاتِهِ، فَقَالَتْ: أَنْتَ حُرٌّ، فَتَكَنَّى بِأَبِي الرَّبْدَاءِ.
__________
[1] أ: الربداء. وفي الإصابة: وذكره الدولابي بالميم والدال المهملة. وقال عبد الغنى بن سعيد: هو تصحيف، وإنما هو بالموحدة والذال المعجمة (3- 611) .
[2] أ: البلوى.
[3] أ، وأسد الغابة: فحلب.(4/1836)
(3336) الربيع بنت معوذ ابْن عفراء الأنصارية.
قد مضى ذكر نسبها [1] عند ذكر أبيها وأعمامها. لَهَا صحبة ورواية. روى عنها أهل المدينة، وكانت ربما غزت مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَحْمَد بْن زهير: سمعت أبى يقول:
الرّبيّع بنت معوّذ بن عفراء من المبايعات تحت الشجرة.
ذكر الزُّبَيْر، عَنْ عمه مصعب، عَنِ الْوَاقِدِيّ، قَالَ: كانت أسماء بنت مخرمة [2] تبيع العطر بالمدينة، وهي أم عياش وعَبْد اللَّهِ ابني أبي ربيعة المخزومي، فدخلت أسماء هذه عَلَى الربيع بنت معوذ ابن عفراء ومعها عطرها فِي نسوه، فسألتها فانتسبت الربيع [بنت معوذ [3]] ، فقالت لَهَا أسماء: أنت ابنة قاتل سيده- تعني أبا جهل. قالت الربيع: فقلت: بل أنا ابنة قاتل عبده. قالت:
حرام علي أن أبيعك من عطري شَيْئًا. قلت: وحرام علي أن أشتري منه شَيْئًا، فما وجدت لعطر نتنًا غير عطرك، ثم قمت. وإنما قلت ذلك فِي عطرها لأغيظها.
قَالَ مُوسَى بْن هارون الحمال: الربيع بنت معوذ بْن عفراء قد صحبت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولها قدر عظيم.
وروي أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتاها يوم عرسها فقعد عَلَى موضع فراشها. وروي عنها أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم بقناع [4] من رطب وآخر من عنب، فناولها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حليًا أَوْ ذهبًا وَقَالَ: تحلي بهذا. وروي عنها أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ عندها، وأنها سكبت عَلَيْهِ الماء لوضوئه، وأن ابْن عباس أتاها فسألها عَنْ وضوء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأن ابْن عمر أتاها فسألها عَنْ قضاء عُثْمَان حين اختلعت من زوجها.
__________
[1] صفحة 1442.
[2] أ، وأسد الغابة: مخربة.
[3] ليس في أ.
[4] القناع: الطبق من عسب النخل- بكسر القاف وتضم (القاموس) .(4/1837)
روى عنها من التابعين سُلَيْمَان بْن يسار، وعباد بْن الوليد، وأبو عبيدة بْن مُحَمَّد بْن عمار بْن ياسر، ونافع وخالد بْن ذكوان، وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عقيل.
وَقَالَ أَبُو عبيدة بْن مُحَمَّد: قلت للربيع: صفي لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: رأيت الشمس طالعة.
(3337) الربيع [1] بنت النضر الأنصارية.
هي أم حارثة بْن سراقة المستشهد بين يدي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومن حديثها أنها جاءت إِلَى رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت له: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أخبرني عَنْ حارثة فإن كَانَ من أهل الجنة صبرت، وإن كَانَ غير ذلك فسترى مَا أصنع. فَقَالَ: يَا أم حارثة، إنها جنان كثيرة، وإن حارثة منها في الفردوس الأعلى.
(3338) رجاء الغنوية.
امرأة من الصحابة سكنت البصرة. ولها حديث واحد، روى عنها مُحَمَّد بْن سيرين.
(3339) رزينة [2] ، خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حديثها عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فض يوم عاشوراء عند أهل البصرة.
(3340) رفيدة،
امرأة من أسلم، كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد جعل سعد بْن معاذ فِي خيمتها فِي مسجده ليعوده من قريب، وكانت امرأة تداوي الجرحى وتحتسب بنفسها عَلَى خدمة من كانت به ضيعة من المسلمين، ذكره ابْن إِسْحَاق
(3341) رقيقة بنت صيفي [3] بْن هاشم بْن عبد مناف بْن قصي.
ولدت لنوفل
__________
[1] الربيع: بضم الراء وفتح الموحدة وتشديد الياء تحتها نقطتان (أسد الغابة) .
[2] رزينة- بفتح أولها وقيل بالتصغير. وحكى أبو موسى أنه قيل بتقديم الزاى على الراء (الإصابة) .
[3] أ: بنت أبى صيفي ورقيقة- بقافين مصغرة.(4/1838)
ابن أهيب بْن عبد مناف بْن قصي بْن زهرة مخرمة وصفوان وآسية [1] . ذكرها أَبُو سَعِيد [2] فيمن أسلم من النساء وبايع.
(3342) رقيقة بنت وهب الثقفية.
أسلمت فِي حين خروج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الطائف من مكة بعد موت أبي طالب وخديجة. حديثها عند عبد ربه بْن الحكم، عَنِ ابنة رقيقة [3] ، عَنْ أمها رقيقة، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث حسن فِي إسلامها يأمرها فيه بأن تترك عبادة الطواغيت وأن توليهم ظهرها إذا صلت.
(3343) رقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
أمها خديجة بنت خويلد، وقد تقدم ذكرها، زعم الزُّبَيْر وعمه مصعب أنها كانت أصغر بنات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإياه صحح الجرجاني النسابة. وَقَالَ غيرهم [4] : أكبر بناته زينب ثم رقية.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: لا أعلم خلافًا أن زينب أكبر بناته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
واختلف فيمن بعدها منهن، ذكر أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، قال:
سمعت عَبْد اللَّهِ [5] بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن جعفر بْن سُلَيْمَانَ الهاشمي، قَالَ: ولدت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابْن ثلاثين سنة، وولدت رقية بنت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْن ثلاث وثلاثين سنة.
وَقَالَ مصعب وغيره من أهل النسب: كانت رقية تحت عتبة بْن أبي لهب، وكانت أختها أم كلثوم تحت عتبة [6] بْن أبى لهب، فلما نزلت: تبّت يدا
__________
[1] أ: وأمية.
[2] أ: أبر سعد.
[3] أ: أمه بنت رقيقة عن رقيقة.
[4] أ: غيره.
[5] أ: عبيد الله.
[6] أ: عتيبة.(4/1839)
أبى لهب- قال لهما أبو هما أَبُو لهب وأمهما حمالة الحطب: فارقا ابنتي مُحَمَّد.
وَقَالَ أَبُو لهب: رأسي من رأسيكما حرام إن لم تفارقا ابنتي مُحَمَّد. ففارقاهما.
قَالَ ابْن شهاب: فتزوج عُثْمَان بْن عفان رقية بمكة، وهاجرت معه إِلَى أرض الحبشة، وولدت له هناك ابنا، فسماه عَبْد اللَّهِ، فكان يكنى [1] به.
وَقَالَ مصعب: كَانَ عُثْمَان يكنى فِي الجاهلية أبا عَبْد اللَّهِ، فلما كَانَ الإسلام وولد له من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام سماه عَبْد اللَّهِ، واكتنى به، فبلغ الغلام ست سنين، فنقر عينه ديك فتورم وجهه ومرض ومات.
وَقَالَ غيره: توفي عَبْد اللَّهِ بْن عُثْمَانَ من رقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي جمادى الأولى سنة أربع من الهجرة، وَهُوَ ابْن ست سنين، وصلى عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونزل فِي حفرته أبوه عُثْمَان رضي اللَّه عنهما.
وَقَالَ قتادة: تزوج عُثْمَان رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فتوفيت عنده ولم تلد منه. وهذا غلط من قتادة ولم يقله غيره. وأظنه أراد أم كلثوم بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن عُثْمَان تزوجها بعد رقية فتوفيت عنده، ولم تلد منه. هَذَا قول ابْن شهاب وجمهور أهل هَذَا الشأن، ولم يختلفوا أن عُثْمَان إنما تزوج أم كلثوم بعد رقية، وهذا يشهد لصحة قول من قَالَ: إن رقية أكبر من أم كلثوم.
وفي الحديث الصحيح، عَنْ سَعِيد بْن المسيب، قَالَ: تأيم عُثْمَان من رقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتأيمت حفصة من زوجها، فمرّ عمر بعثمان
__________
[1] أ: وبه كان يكنى.(4/1840)
فَقَالَ له: هل لك فِي حفصة. وَكَانَ عُثْمَان قد سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذكرها، فلم يجبه، فذكر ذلك عمر للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: هل لك فِي خير من ذلك؟ أتزوج أنا حفصة وأزوج عُثْمَان خيرًا منها أم كلثوم! هَذَا معنى الحديث، وقد ذكرناه بإسناده فِي التمهيد، وَهُوَ أوضح شيء فيهما قصدناه والحمد للَّه.
وأما وفاة رقية فالصحيح فِي ذلك أن عُثْمَان تخلف عليها بأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي مريضة فِي [حين [1]] خروج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بدر، وتوفيت يوم وقعة بدر، ودفنت يوم جاء زيد بْن حارثة بشيرًا بما فتح اللَّه عليهم ببدر وَقَدْ روى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أَنَسٍ، قَالَ:
لَمَّا مَاتَتْ رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
لا يَدْخُلُ الْقَبْرَ رَجُلٌ قَارَفَ أَهْلَهُ، فَلَمْ يَدْخُلْ عُثْمَانُ. وَهَذَا الْحَدِيثُ خَطَأٌ مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لَمْ يَشْهَدْ دَفْنَ رُقَيَّةَ ابْنَتَهُ، وَلا كَانَ ذَلِكَ الْقَوْلُ مِنْهُ فِي رُقَيَّةَ، وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ الْقَوْلُ مِنْهُ فِي أُمِّ كُلْثُومٍ. ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: شَهِدْنَا دَفْنَ بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس عَلَى الْقَبْرِ، فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ، فَقَالَ: هَلْ مِنْكُمْ [2] مِنْ أَحَدٍ لَمْ يُقَارِفِ [اللَّيْلَةَ [3]] ؟ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ:
أَنَا. فَقَالَ: انْزِلْ فِي قَبْرِهَا، فَنَزَلَ فِي قَبْرِهَا وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ مِنْ حديث
__________
[1] ليس في أ.
[2] أ: هل فيكم أحد.
[3] ليس في أ.(4/1841)
أَنَسٍ، لا قَوْلَ مَنْ ذَكَرَ فِيهِ رُقَيَّةَ. وَلَفْظُ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ أَيْضًا فِي ذَلِكَ مُنْكَرٌ مَعَ مَا فِيهِ مِنَ الْوَهْمِ فِي ذِكْرِ رُقَيَّةَ.
وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: تَخَلَّفَ عُثْمَانُ عَنْ بَدْرٍ عَلَى امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ قَدْ أَصَابَتْهَا الْحَصْبَةُ فَمَاتَتْ. وَجَاءَ يَزِيدُ بْنُ حَارِثَةَ بَشِيرًا بِوَقْعَةِ بَدْرٍ وَعُثْمَانُ عَلَى قَبْرِ رُقَيَّةَ.
وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا عبيدة، عن هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: تَخَلَّفَ عُثْمَانُ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ بَدْرٍ، وَكَانَ تَخَلَّفَ عُثْمَانُ على امرأته رقية بنت رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَيْنَا هُمْ يَدْفِنُونَهَا سَمِعَ عُثْمَانُ تَكْبِيرًا، فَقَالَ: يَا أُسَامَةَ، مَا هَذَا التَّكْبِيرُ؟ فَنَظَرُوا فَإِذَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ عَلَى نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَدْعَاءِ بَشِيرًا بِقَتْلِ أَهْلِ بَدْرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: لا خلاف بين أهل السير أن عُثْمَان بْن عفان إنما تخلف عن بدر على امرأته رقية بنت رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنه ضرب له بسهمه وأجره. وكانت بدر فِي رمضان من السنة الثانية من الهجرة.
وقد روى موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال: توفيت رقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم قدوم أهل بدر المدينة. فلم يقم مُوسَى المعنى، وجاء فيه بالمقاربة. وليس مُوسَى بْن عُقْبَةَ فِي ابْن شهاب حجة إذا خالفه غيره. والصحيح مَا رواه يونس عَنِ ابْن شهاب عَلَى مَا قدمناه وباللَّه توفيقنا.
فِي نسخة ابْن شافع الحافظ فِي الأصل عند آخر ترجمة رقية رضي الله عنها(4/1842)
[هذه [1]] حديث دفن البنات من المكرمات وليس هَذَا موضعه لو صح، لكن قد كتبه فكتبته.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ النَّمَرِيُّ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ابن رشيق، حدثنا أبو بشر الدولابي، قال: حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ أَبُو الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ، حَدَّثَنَا عِرَاكُ بْنُ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ صُفَيْحٍ الْمِزِّيُّ [2] ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا عُزِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنَتِهِ [رُقَيَّةَ] [3] قَالَ: الْحَمْدُ للَّه، دَفْنُ الْبَنَاتِ من المكرمات.
(3344) رملة بنت أبي سُفْيَان صخر بْن حرب بْن أمية،
أم حبيبة، زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اختلف فِي اسمها، فقيل رملة وقيل هند والمشهور رملة، وَهُوَ الصحيح عند جمهور أهل العلم بالنسب والسير والحديث والخبر، وكذلك قَالَ الزُّبَيْر: وَرَوَى ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، وَاسْمُهَا رَمْلَةُ، زَوَّجَهَا إِيَّاهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، قَالَ:
وَأُمُّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ عَمَّةُ عُثْمَانَ.
وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ- أَنَّ النَّجَاشِيَّ زَوَّجَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَأَصْدَقَ عَنْهُ بِمِائَتَيْ دِينَارٍ. ذَكَرَهُ الزُّبَيْرُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ [4] ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عيينة، عن سعيد، عن قتادة.
__________
[1] ليس في أ.
[2] أ: صبيح المدني.
[3] من أ.
[4] أ: حسن.(4/1843)
وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ أَبِي ضَمْرَةَ أَنَسِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ، وَاسْمُهَا رَمْلَةُ، وَاسْمُ أبيها صخر، زوّجها [1] إياه عثمان ابن عَفَّانَ، وَهِيَ بِنْتُ عَمَّتِهِ، أُمُّهَا ابْنَةُ أَبِي الْعَاصِ- زَوَّجَهَا إِيَّاهُ النَّجَاشِيُّ، وَجَهَّزَهَا إِلَيْهِ، وَأَصْدَقَهَا أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ، وَأَوْلَمَ عَلَيْهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ لَحْمًا وَثَرِيدًا، وَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم شرحبيل ابن حَسَنَةَ فَجَاءَ بِهَا.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: هَكَذَا فِي كِتَابِ الزُّبَيْرِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، مَرَّةٌ زَوَّجَهَا إِيَّاهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَمَرَّةٌ قَالَ: زَوَّجَهَا إِيَّاهُ النَّجَاشِيُّ. وَهَذَا تَنَاقُضٌ فِي الظَّاهِرِ.
وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ النَّجَاشِيُّ هُوَ الْخَاطِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْعَاقِدُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ. وَقِيلَ: بَلْ خَطَبَهَا النَّجَاشِيُّ وَأَمْهَرَهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةَ آلافِ دِرْهَمٍ، وَعَقَدَ عَلَيْهَا خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ. وَقِيلَ:
عُثْمَانُ. وَكَذَلِكَ اخْتُلِفَ فِي مَوْضِعِ نِكَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا كَمَا اخْتُلِفَ فِيمَنْ عَقَدَ عَلَيْهَا، فَقِيلَ: إِنَّ نِكَاحَهَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ رُجُوعِهَا مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ. [وَقِيلَ: بَلْ تَزَوَّجَهَا وَهِيَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ [2]] ، وَهَذَا هُوَ الأَكْثَرُ وَالأَصَحُّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَقِيلَ: عَقَدَ عَلَيْهَا النَّجَاشِيُّ. وَقِيلَ:
عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ. وَقِيلَ: خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ.
وكانت أم حبيبة تحت عبيد اللَّه بْن جحش الأسدي- أسد خزيمة- خرج بها مهاجرًا من مكة إِلَى أرض الحبشة مَعَ المهاجرين، ثم افتتن وتنصر ومات نصرانيًا. وأبت أم حبيبة أن تتنصر. وثبتها اللَّه عَلَى الإسلام والهجرة حَتَّى قدمت المدينة، فخطبها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فزوّجه إياها عثمان بن عفان
__________
[1] أ: زوجه.
[2] ليس في أ.(4/1844)
هَذَا قول يروى عَنْ قتادة. وكذلك رَوَى اللَّيْثُ عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ- أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ أُمَّ حَبِيبَةَ بِالْمَدِينَةِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ إِنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، وَكَانَ رَحَلَ إِلَى النَّجَاشِيِّ: فَمَاتَ، وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ بِأُمِّ حَبِيبَةَ، وَهِيَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، زَوَّجَهُ إِيَّاهَا النَّجَاشِيُّ، وَأَمْهَرَهَا أَرْبَعَةَ آلافِ دِرْهَمٍ، فَبَعَثَ بِهَا مَعَ شُرَحْبِيلَ ابن حَسَنَةَ، وَجَهَّزَهَا مِنْ عِنْدِهِ، وَمَا بَعَثَ إِلَيْهَا [1] النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ، وَكَانَ مُهُورُ سَائِرِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ، وَكَذَلِكَ قَالَ مُصْعَبٌ وَالزُّبَيْرُ: إِنَّ النَّجَاشِيَّ زَوَّجَهُ إِيَّاهَا خِلافَ قَوْلِ قَتَادَةَ إِنَّ عُثْمَانَ زَوَّجَهُ إِيَّاهَا بِالْمَدِينَةِ.
وَهُوَ الصَّحِيحُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
وقد ذكر الزُّبَيْر فِي ذلك أخبارًا كثيرة كلها يشهد لتزويج النجاشي إياها بأرض الحبشة، إلا أنه ذكر الاختلاف فيمن زوجها وعقد عليها، فَقَالَ قوم:
عُثْمَان، وَقَالَ آخرون: خالد بْن سَعِيد بْن العاص. وَقَالَ قوم: بل النجاشي عقد عليها، فإنه أسلم، وَكَانَ وليها هناك، وإنما لم يل أبوها أبو سفيان [ابن حرب [2]] نكاحها، لأنه كَانَ يومئذ مشركًا محاربًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد روي أنه قيل له وَهُوَ يحارب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
إن محمدًا قد نكح ابنتك. فَقَالَ: ذلك الفحل لا يقدع أنفه.
وَقَالَ أَبُو عبيدة معمر بْن المثنى: تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم حبيبة فِي سنة ست من التاريخ، وتوفيت أم حبيبة سنة أربع وأربعين.
__________
[1] أ: إليه.
[2] ليس في أ.(4/1845)
وفي هذه السنة- بعد موت أم حبيبة- ادعى معاوية زيادًا. وقيل: بل كَانَ ذلك قبل موت أم حبيبة والله أعلم.
وروي عَنْ علي بْن الحسين، قَالَ: قدمت منزلي فِي دار عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، فحفرنا فِي ناحية منه، فأخرجنا منه حجرًا فإذا فيه مكتوب: هَذَا قبر رملة بنت صخر، فأعدناه مكانه.
(3345) رملة بنت شيبة بْن ربيعة.
كانت من المهاجرات، هاجرت مَعَ زوجها عُثْمَان بْن عفان [1] . وفي ذلك تقول لَهَا هند بنت عتبة:
لحى الرحمن صابئة بوج ... ومكة [2] عند أطراف الحجون
تدين لمعشر قتلوا أباها ... أقتل أبيك جاءك باليقين
(3346) رملة بنت أبي عوف بن ضبيرة [3] بن سَعِيد بْن سعد بْن سهم.
هلك زوجها المطلب بن أزهر بن عبد عوف [4] بن عبيد بْن الحارث بْن زهرة بأرض الحبشة إذ كَانَ المطلب وزوجه رملة هاجرًا إِلَى أرض الحبشة، وولدت له هناك عَبْد اللَّهِ بْن المطلب، فكان يقال: إنه أول رجل ورث أباه فِي الإسلام، قاله ابْن إِسْحَاق. وقد جرى ذكر رملة هذه فِي باب المطلب من هَذَا الكتاب [5] .
(3347) رميثة [6] بنت عَمْرو بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف.
جدة عاصم ابن عُمَرَ بْن قتادة، وهي أم حكيم [والد القعقاع بن حكيم [7]] ، روى عنها عاصم ابن عمر بن قتادة.
__________
[1] ى: بن مظعون. والمثبت في أ، والإصابة.
[2] في اللسان (مادة وج) :
بمكة أو بأطراف الحجون
[3] الإصابة: صبرة.
[4] أ، والإصابة: أزهر بن عوف.
[5] صفحة 1401.
[6] رميثة- بمثلثة مصغر (الإصابة) .
[7] ليس في أ.(4/1846)
(3348) الرميصاء [1] أَوِ الغميصاء.
رَوَى النَّسَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، عن عبد الله ابن عَبَّاسٍ أَنَّ الْغُمَيْصَاءَ- أَوِ الرُّمَيْصَاءَ- أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْكُو زَوْجَهَا، فَذَكَرَ حديث العسيلة
(3349) روضة وصيفة
كانت مولاةً لامرأة من أهل المدينة، أسلمت هي ومولاتها عند قدوم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة.
(3350) ريحانة سرية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هي ريحانة بنت شمعون ابن زيد بْن خنافة [2] من بني قريظة. وقيل من بني النضير. والأكثر أنها من بني قريظة، ماتت قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقال: إن وفاتها كانت سنة عشر مرجعه من حجة الوداع.
(3351) ريطة بنت الحارث بْن جبلة [3] بْن عامر بْن كعب بن سعد بن تيم ابن مرة زوجة الحارث بْن خالد بْن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم ابن مرة.
هاجرت مَعَ زوجها إِلَى أرض الحبشة، وولدت له هناك مُوسَى وأخواته:
عائشة، وزينب، وفاطمة بني الحارث بْن خالد بْن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بْن مرة، ثم خرجوا من أرض الحبشة إِلَى المدينة، فلما وردوا ماء من مياه الطريق شربوا منه فلم يروحوا عنه حَتَّى توفيت ريطة وبنوها المذكورون إلا فاطمة بنت الحارث.
(3352) ريطة بنت سُفْيَان الخزاعية،
زوجة قدامة بْن مظعون. حديثها عن النبي
__________
[1] أ: الرميضاء أو الغميضاء- بالضاد.
[2] ى: قسامة. وفي أسد الغابة: قثامة. وفي الإصابة: قنافة- بالقاف أو خنافة- بالخاء المعجمة. والمثبت في أ.
[3] أ: جبلة. وفي الإصابة ترجم لها في «رائطة» ثم قال: وقيل اسمها ريطة.(4/1847)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنها شهدت بيعة النساء للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابنتها معها عائشة بنت قدامة بْن مظعون.
(3353) ريطة بنت عَبْد اللَّهِ بْن معاوية الثقفية.
قيل: إنها زينب امرأة ابْن مَسْعُودٍ، وإن ريطة لقب لَهَا. وقيل: بل ريطة زوجة أخرى له. وقد قيل:
ليست امرأة ابْن مَسْعُود. حديثها مثل حديث زينب الثقفية فِي الصدقة عَلَى زوجها وولدها- قاله هشام بْن عروة، عَنْ أبيه، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. وَقَالَ بعضهم: عبيد [1] الله ابن عَبْد اللَّهِ الثقفي، عَنْ أخته ريطة، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حديث حَمَّاد بْن سَلَمَةَ ووهيب، عَنْ هشام.
حَدَّثَنَا عبد الوارث، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ [2] ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَيْطَةَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أُمُّ وَلَدِهِ- أَنَّهَا أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ، لَيْسَ لِي وَلا لِوَلَدِي وَلا لِزَوْجِي مَالٌ وَقَدْ شَغَلُونِي فَلا أَتَصَدَّقُ، فَهَلْ فِيهِمْ أَجْرٌ؟ قَالَ: لَكِ أَجْرُ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ، فَأَنْفِقِي عَلَيْهِمْ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، وَهُوَ نَحْوُ حَدِيثِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ وزينب الأنصارية مرفوعا.
__________
[1] أ: عبد الله.
[2] أ: وهب.(4/1848)
باب الزاي
(3354) زنيرة [1] مولاة أبي بكر الصديق،
هي أحد السبعة الَّذِينَ كانوا يعذبون فِي اللَّه فاشتراهم أَبُو بَكْر وأعتقهم، وكانت مولاة لبني عبد الدار، فلما أسلمت عميت، فَقَالَ المشركون: أعمتها اللات والعزى لكفرها باللات والعزى، فرد اللَّه عليها بصرها. روى ذلك كله هشام بْن عروة عَنْ أبيه من رواية ابْن إِسْحَاق وغيره عَنْ هشام.
(3355) زينب بنت جحش زوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
هي زينب بنت جحش بْن رئاب بْن يعمر بْن صبيرة [2] بْن مرة بْن كثير بن غنم بن دودان ابن أسد بْن خزيمة. أمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سنة خمس من الهجرة، هَذَا قول قتادة. وَقَالَ أَبُو عبيدة: إنه تزوجها فِي سنة ثلاث من التاريخ. ولا خلاف أنها كانت قبله تحت زيد بْن حارثة، وأنها التي ذكر اللَّه تعالى قصتها فِي القرآن بقوله عَزَّ وَجَلَّ [3] : فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها. 33: 37 فلما طلقها زيد وانقضت عدتها تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأطعم عليها خبزًا ولحمًا. ولما دخلت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: مَا اسمك؟ قالت: برة، فسماها زينب. ولما تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تكلم في ذلك المنافقون
__________
[1] بكسر الزاى والنون المشددة وتسكين الياء تحتها نقطتان وآخرها راء ثم هاء (أسد الغابة) .
وفي الإصابة: بكسر أولها وتشديد النون المكسورة بعدها تحتانية مثناة ساكنة. ثم قال:
ووقع في الاستيعاب: زنبرة- بنون وموحدة- بوزن عنبرة. وتعقبه ابن فتحون. وحكى عن مغازي الأموي بزاى ونون مصغر وفي أ: زبيرة.
[2] أ: صبرة.
[3] سورة الأحزاب آية 37.(4/1849)
وقالوا: حرم مُحَمَّد نساء الولد، وقد تزوج امرأة ابنه، فأنزل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ [1] :
مَا كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ من رِجالِكُمْ ... 33: 40 إِلَى آخر الآية. وَقَالَ اللَّه تعالى: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ 33: 5 الآية، فدعي من يومئذ زيد بْن حارثة، وَكَانَ يدعى زيد بْن مُحَمَّد.
قالت عائشة رضي اللَّه عنها: لم يكن أحد من نساء النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تساميني فِي حسن المنزلة عنده غير زينب بنت جحش، وكانت تفخر عَلَى نساء النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فتقول: إنّ آباءكن أنكحوكن، وإن اللَّه أنكحني إياه من فوق سبع سماوات. وغضب عليها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقولها فِي صفية بنت حيي، تلك اليهودية. فهجرها لذلك ذا الحجة والمحرم وبعض صفر، ثم أتاها بعد وعاد إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ معها، وكانت أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم وفاة بعدها ولحوقا به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، قَالَ:
صَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَكَانَتْ أَوَّلَ نساء النبي صلى الله عليه وسلم وفاة.
حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم بن أصبغ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: كَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ أَوَّلَ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لُحُوقًا بِهِ.
وَذَكَرَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ، عَنْ عَائِشَةَ [2] أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
__________
[1] سورة الأحزاب، آية 40.
[2] أ: عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المؤمنين.(4/1850)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا لِنِسَائِهِ: أَسْرَعُكُنَّ لُحُوقًا بِي أَطْوَلُكُنَّ يَدًا. قَالَتْ:
فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أيتهنّ أَطْوَلَ يَدًا، قَالَتْ: فَكَانَتْ أَطْوَلُنَا يَدًا زَيْنَبَ، لأَنَّهَا كَانَتْ تَعْمَلُ بِيَدِهَا وَتَتَصَدَّقُ.
وَرُوِّينَا مِنْ وُجُوهٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ تُسَامِينِي فِي الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا رَأَيْتُ امْرَأَةً قَطُّ خَيْرًا فِي الدِّينِ مِنْ زَيْنَبَ وَأَتْقَى للَّه، وَأَصْدَقَ حَدِيثًا، وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ، وَأَعْظَمَ صَدَقَةً.
وَذَكَرَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ أَبُو قُرَّةَ، عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يَعْقُوبَ [1] ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهَا ذَكَرَتْ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، فَقَالَتْ:
وَلَمْ تَكُنِ امْرَأَةٌ خَيْرًا مِنْهَا فِي الدِّينِ، وَأَتْقَى للَّه تَعَالَى، وَأَصْدَقَ حَدِيثًا، وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ، وَأَعْظَمَ صَدَقَةً، وَأَشَدَّ تَبَذُّلا لِنَفْسِهَا فِي الْعَمَلِ الَّذِي تَتَصَدَّقُ بِهِ وَتَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ [2] اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْرُورٍ الْغَسَّالُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُغِيثٍ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ: اذْكُرْهَا عَلَيَّ، قَالَ زَيْدٌ: فَانْطَلَقْتُ، فَقُلْتُ لَهَا: أَبْشِرِي يَا زَيْنَبُ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ يَذْكُرُكِ. فَقَالَتْ: مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى أُوَامِرَ رَبِّي، ثُمَّ قَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ، وَجَاءَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير إذن.
__________
[1] أ: عن يعقوب بن صالح عن يعقوب بن عطاء عن الزهري.
[2] أ: عبد الله.(4/1851)
وَرَوَى حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ- أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: إِنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ أَوَّاهَةٌ. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الأَوَّاهُ؟ قَالَ:
الْخَاشِعُ الْمُتَضَرِّعُ، وَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ. وَتُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا سنة عشرين في خلافة عمر بن الخطاب، وَفِي هَذَا الْعَامِ افْتُتِحَتْ مِصْرُ. وَقِيلَ: بَلْ تُوُفِّيَتْ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَفِيهَا افْتُتِحَتِ الإِسْكَنْدَرِيَّةُ.
(3356) زينب بنت الحارث بْن خالد بْن صخر القرشية التيمية،
ولدت بأرض الحبشة مَعَ أختها عائشة وفاطمة، وماتت فِي الطريق فِي منصرفها منها، وقبرها هناك.
(3357) زينب بنت حميد، أم عَبْد اللَّهِ بْن هشام،
ذهبت بابنها عَبْد اللَّهِ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صغير ليبايعه، فمسح عَلَى رأسه. حديثها عند زهرة بْن معبد أبي عقيل، عَنْ جده عَبْد الله بن هشام.
(3358) زينب بنت حنظلة بْن قسامة بْن قيس بْن عبيد بْن طريف بْن مالك بْن جدعان بْن ذهل بْن رومان
من طي، ولطريف بن مالك يقول امرؤ القيس [1] :
لعمري لنعم المرء يعشو [2] لضوئه ... طريف بْن مال ليلة الريح والخصر
كانت زينب بنت حنظلة تحت أسامة بْن زيد بْن حارثة، فطلقها، فلما حلت قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من يتزوج زينب بنت حنظلة وأنا أمهره [3] ،
__________
[1] الديوان: 142.
[2] ى: نعشو. وفي الديوان:
لنعم الغنى تعشو إلى ضوء ناره.
[3] أ: صهره. فنزوجها.(4/1852)
فزوجها نعيم بْن عَبْد اللَّهِ النحام. وكانت زينب بنت حنظلة قدمت هي وأبوها وعمتها الجرباء بنت قسامة عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم.
(3359) زينب بنت خزيمة.
أم المساكين، زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
هي زينب بنت خزيمة بْن الحارث بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بن عبد مناف بن هلال ابن عامر بن صعصعة العامرية، لم يختلفوا فِي نسبها، كانت تدعى أم المساكين فِي الجاهلية، وكانت تحت عَبْد اللَّهِ بْن جحش، قتل عنها يوم أحد، فتزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة ثلاث، ولم تلبث عنده إلا يسيرًا، شهرين أَوْ ثلاثة، وتوفيت فِي حياته.
وَقَالَ قتادة: كانت زينب بنت خزيمة قبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند الطفيل بْن الحارث. والقول الأول قول ابْن شهاب.
وَقَالَ أَبُو الحسن علي بْن عبد العزيز الجرجاني النسابة: كانت زينب بنت خزيمة عند الطفيل بْن الحارث بْن المطلب بْن عبد مناف، ثم خلف عليها أخوه عبيدة بْن الحارث بْن المطلب بْن عبد مناف. قَالَ: وكانت زينب بنت خزيمة أخت ميمونة لأمها، ولم أر ذلك لغيره، والله أعلم.
(3360) زينب بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
كانت أكبر بناته رضي اللَّه عنهن. قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ السراج: سمعت عَبْد [1] اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ الهاشمي يقول: ولدت زينب بنت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم في سنة ثلاثين من مولد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وماتت فِي سنة ثمان من الهجرة.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: كانت زينب أكبر بناته صلّى الله عليه وسلم، لا خلاف
__________
[1] أ: عبيد الله.(4/1853)
أعلمه [1] فِي ذلك إلا مَا لا يصح ولا يلتفت إليه، وإنما الاختلاف بين [2] زينب والقاسم أيهما ولد له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أولًا، فقالت طائفة من أهل العلم بالنسب:
أول من ولد له القاسم، ثم زينب. وَقَالَ ابْن الكلبي: زينب ثم القاسم.
قال أبو عمر: كان رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محبًا فِيهَا، أسلمت وهاجرت حين أبى زوجها أَبُو العاص بْن الربيع أن يسلم. وقد ذكرنا خبر أبي العاص فِي بابه ولدت من أبي العاص غلامًا يقال له علي، وجارية اسمها أمامة.
وقد تقدم ذكرها فِي باب الألف [3] من هَذَا الكتاب.
وتوفيت زينب بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة ثمان من الهجرة، وَكَانَ سبب موتها أنها لما خرجت من مكة إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمد لَهَا هبار بْن الأسود ورجل آخر فدفعها أحدهما فِيمَا ذكروا، فسقطت عَلَى صخرة فأسقطت وأهراقت الدماء، فلم يزل بها مرضها ذلك حَتَّى ماتت سنة ثمان من الهجرة، وَكَانَ زوجها محبًا فِيهَا.
قَالَ مُحَمَّد [4] بْن سعد: أنشدني هشام بْن الكلبي، عَنْ معروف بْن خربوذ، قَالَ قَالَ: أَبُو العاص بْن الربيع فِي بعض أسفاره إِلَى الشام:
ذكرت زينب لما وركت [5] إرما ... فقلت سقيًا لشخص يسكن الحرما
بنت الأمين جزاها اللَّه صالحة ... وكل بعل سيثني بالذي علما
(3361) زينب بنت أبي سلمة بْن عبد الأسد المخزومية،
ربيبة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
__________
[1] أ: عليه.
[2] أ: في.
[3] صفحة 1788
[4] الطبقات: 8- 20.
[5] ى: ركبت. والمثبت في أ، والطبقات(4/1854)
أمها أم سلمة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ اسم زينب برة، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب، ذكره مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عطاء عنها وعن زينب بنت جحش أَيْضًا. حَدَّثَنَا عَبْدُ الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمرو بن عطاء، حدثني زَيْنَبُ بِنْتُ أُمِّ سَلَمَةَ- قَالَتْ: كَانَ اسْمِي بَرَّةَ فَسَمَّانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ.
قَالَتْ: وَدَخَلَتْ عَلَيْهِ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ- وَاسْمُهَا بَرَّةُ- فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ. وَلَدَتْهَا أُمُّهَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَقَدِمَتْ بِهَا، وَحَفِظَتْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ويروى أنها دخلت عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يغتسل فتصح فِي وجهها قَالَ: فلم يزل ماء الشباب فِي وجهها حَتَّى كبرت وعجزت. وكانت زينب بنت أبى سلمة عبد عَبْد اللَّهِ بْن زمعة بْن الأسود الأسدي، فولدت له، وكانت من أفقه نساء أهل زمانها.
وروى ابْن المبارك عَنْ جرير بْن حازم [1] ، قَالَ: سمعت الحسن يقول:
لما كَانَ يوم الحرة قتل أهل المدينة، فكان فيمن قتل ابنا زينب ربيبة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحملا ووضعا بين يديها مقتولين، فقالت: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. 2: 156 والله إن المصيبة عليّ فيهما لكبيرة، وهي علي فِي هَذَا أكبر منها فِي هَذَا، أما هَذَا فجلس فِي بيته فكف يده، فدخل عَلَيْهِ، وقتل مظلومًا، وأنا أرجو له الجنة. وأما هَذَا فبسط يده فقاتل حَتَّى قتل فلا أدري عَلَى مَا هو في [2]
__________
[1] أ: قال: حدثنا جرير بن حازم.
[2] أ، وأسد الغابة: من ذلك.(4/1855)
ذلك، فالمصيبة به علي أعظم منها فِي هَذَا. قَالَ جرير: وهما ابنا عَبْد اللَّهِ بن زمعة ابن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بْن قصي.
(3362) زينب بنت عَبْد اللَّهِ [1] الثقفية،
امرأة عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود. وهي زينب بنت عَبْد اللَّهِ بْن معاوية بْن عتاب بْن الأسعد بْن غاضرة [2] بْن حطيط بْن قسي، وَهُوَ ثقيف، فهي ابنة أبي معاوية الثقفي وروى عنها بسر بْن سَعِيد وابن أخيها، فَرِوَايَةُ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْهَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَجْلانَ وَغَيْرِهِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَتْ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا شهدت أحدا إِحْدَاكُنَّ الْعِشَاءَ فَلا تَمَسَّ طِيبًا. وَحَدِيثُ ابْنِ أَخِيهَا عَنْهَا، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ، عَنِ ابْنِ أَخِي زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ الله ابن مَسْعُودٍ، عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَتْ: انْطَلَقْتُ فَإِذَا عَلَى الْبَابِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ حَاجَتُهَا حَاجَتِي، اسْمُهَا زَيْنَبُ. قَالَتْ: فَخَرَجَ عَلَيْنَا بِلالٌ، فَقُلْنَا لَهُ: سَلْ لَنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُجْزِئُ عَنَّا مِنَ الصَّدَقَةِ النَّفَقَةُ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَأَيْتَامٍ فِي حُجُورِنَا؟ قَالَتْ: فَدَخَلَ بِلالٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَى الْبَابِ زَيْنَبُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الزَّيَانِبِ؟ فَقَالَ: زَيْنَبُ امْرَأَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَزَيْنَبُ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، تَسْأَلانِكَ عَنِ النَّفَقَةِ عَلَى أَزْوَاجِهِمَا وَأَيْتَامٍ فِي حُجُورِهِمَا، أَيُجْزِئُ ذَلِكَ عَنْهُمَا مِنَ الصَّدَقَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ لَهُمَا أَجْرَانِ: أَجْرُ القرابة، وأجر الصدقة
__________
[1] في أسد الغابة: زينب بنت معاوية. وقيل: ابنة أبى معاوية الثقفية- امرأة عبد الله ابن مسعود. قاله ابن مندة وأبو نعيم وقال أبو عمر: زينب بنت عبد الله بن معاوية. وفي الإصابة زينب بنت معاوية. وقيل بنت أبى معاوية. وبهذا الأخير جزم أبو عمر وفي الطبقات:
زينب بنت أبى معاوية.
[2] في الإصابة: عامرة بن حطيط بن جشم بن ثقيف.(4/1856)
(3363) زينب بنت قيس بْن مخرمة القرشية المطلبية.
كانت قد صلت القبلتين جميعًا، وهي مولاة السدي المفسر، أعتقت أباه. وروى أسباط بْن نصر، عَنْ أبيه، قَالَ: كاتبتني زينب بنت قيس بْن مخرمة، من بني المطلب بْن عبد مناف عَلَى عشرة آلاف، فتركت لي ألفًا، وكانت قد صلت القبلتين مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(3364) زينب [1] بنت كعب بْن عجرة.
وكانت عند أبي سَعِيد الخدري، قالت:
اشتكى الناس عليًا، فقام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فينا خطيبًا، فسمعته يقول: أيها الناس لا تشكوا عليًا، فو الله إنه لأخشى فِي ذات اللَّه من أن يشتكى به. ذكره ابْن إِسْحَاق.
(3365) زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح،
أخت عثمان ابن مظعون وزوجة عُمَر بْن الْخَطَّابِ، هي أم عَبْد اللَّهِ وحفصة وعَبْد الرَّحْمَنِ الأكبر بني عُمَر بْن الْخَطَّابِ. وذكر الزُّبَيْر أنها كانت من المهاجرات، وأخشى أن يكون [2] وهما، لأنه قد قيل: إنها ماتت مسلمة بمكة قبل الهجرة، وحفصة ابنتها من المهاجرات.
(3366) زينب بنت [3] نبيط بن جابر الأنصارية،
مدينة، روي عنها حديث واحد، وقيل: إنه مرسل، وفيه نظر. قَالَ ابْن السكن: إنها أدركت زمان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم تحفظ عنه شيئا.
__________
[1] ليست هذه الترجمة في أ. وفي الإصابة: كذا في التجريد من زياداته، وكان سلفه فيه أبو إسحاق فإنه ذكرها في ذيله على الاستيعاب وكذا ذكرها ابن فتحون وذكرها غيرهما في التابعين.
[2] في الإصابة: قلت: بل الوهم ممن قال ذلك. فقد ثبت عن عمر أنه قال في حق ولده عبد الله: هاجر به أبواه.
[3] في الإصابة: وقد ذكرها أبو عمر فاختصر كلام ابن السكن فأجحف جدا وقال: وقد وهم من خلطها بزينب بنت جابر الأحمسية.(4/1857)
وزينب بنت نبيط هذه امرأة أنس بْن مالك، وأمها الفارعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة، وكانت أمها وخالتاها: حبيبة وكبشة- فِي حجر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بوصية أبي أمامة إليه بهن. وحديثها أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حلى أمها وخالتيها. وبناته عَلَى اسم أمها الفارعة [1] ، وقد قَالَ أَبُو الفضل عَبْد اللَّهِ بْن واصل فِي كتاب الوحدان: إن زينب بنت شريط امرأة أنس بْن مالك، ووهم، وإنما هُوَ نبيط لا شريط.
(3367) زينب الأسدية،
مكية، حديثها عند مجاهد عنها أنها أتت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: إن أبي مات وترك جارية فولدت غلاما وإنا كنانتهمها، فَقَالَ: ائتوني به، فأتوه به فنظر إليه، فَقَالَ: أما الميراث فله، وأما أنت فاحتجبي منه.
(3368) زينب الأنصارية،
امرأة أبي مَسْعُود الأَنْصَارِيّ. روى علقمة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ- أن زينب الأنصارية امرأة أبي مَسْعُود وزينب الثقفية، أتتا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسألانه عَنِ النفقة عَلَى أزواجهما ... الحديث. وَهُوَ أَيْضًا مذكور من حديث الأعمش، عَنْ أبي وائل شقيق بن سلمة، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ، عَنِ ابن أخى زينب امرأة عبد الله، عَنْ زينب امرأة عَبْد اللَّهِ، قالت: انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا امرأة من الأنصار حاجتها حاجتي اسمها زينب، فذكر الحديث فِي النفقة عَلَى أزواجهما وأيتام فِي حجورهما. فَقَالَ لهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نعم، لكما أجران أجر الصدقة وأجر القرابة.
__________
[1] هكذا في ى. وفي أ: حلى أمها وخالتيها رعاثا من ذهب ولؤلؤ، فقد روى عنها عن النبي (ص) ، وقد روى عنها عن أمها. وقد روى عنها عن أمها وخالتيها، وبناته عَلَى اسم أمها الفارعة.(4/1858)
(3369) زينب التميمية.
حديثها عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كره أن يفضل الذكور من البنين عَلَى الإناث فِي العطية.
باب السين
(3370) سبيعة بنت الحارث الأسلمية
وكانت امرأة سعد بْن خولة، فتوفي عنها بمكة، فَقَالَ لَهَا أَبُو السنابل بْن بعكك: إن أجلك أربعة أشهر وعشر، وقد كانت وضعت بعد وفاة زوجها بليال قيل [1] : خمس وعشرون ليلة، وقيل: أقل من ذلك، فلما قَالَ لَهَا أَبُو السنابل ذلك أتت إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبرته، فَقَالَ لَهَا: قد حللت فانكحي من شئت وبعضهم يروي إذا أتاك من ترضين فتزوجي. روى عنها فقهاء أهل المدينة وفقهاء أهل الكوفة من التابعين حديثها هَذَا. وروى عنها عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، فإنه لا يموت بها أحد إلا كنت له شفيعًا أَوْ شهيدًا يوم القيامة وزعم العقيلي أن سبيعة التي روى عنها عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ هي غير الأولى، ولا يصحّ ذلك عندي.
(3371) سبيعة بنت حبيب الضبعية،
بصرية، وروى عنها ثابت البناني حديثها فِي المتحابين.
(3372) سخبرة [2] بنت تميم،
ذكرها ابْن إِسْحَاق فيمن هاجر إلى المدينة من نساء بنى غنم بن دردان- قاله ابْن هشام عنه.
(3373) سخيلة [3] بنت عبيدة،
زوج عَمْرو بْن أمية الضَّمْرِيّ. جاء ذكرها أنّ عمرو ابن أمية اشترى مرطًا [فكساه امرأته [4]] فسئل عنه، فقال: تصدقت به
__________
[1] ى: قليل
[2] بوزن عنبرة (الإصابة) .
[3] بخاء معجمة مصغر (الإصابة) .
[4] ليس في أ.(4/1859)
عَلَى سخيلة بنت عبيدة [وكانت امرأته [1]] ، وَقَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فِي الصدقة [2] : الصدقة عَلَى الأهل صدقة.
(3374) سديسة [3] الأنصارية.
قالت: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول: مَا رأى الشيطان عمر إلا خر لوجهه روى عنها سالم [4] . تعد فِي أهل المدينة.
(3375) سراء بنت نبهان الغنوية [5] .
روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خطبة الوداع. روى عنها ربيعة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن حصين [6] الغنوي، وساكنة بنت الجعد.
(3376) سعدة بنت قمامة.
روي عنها أنها كانت تؤمّ النساء وتقوم في وسطهنّ على حسب مَا روي عَنْ أم سلمة يقال: إنها أدركت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(3377) سعدى بنت عَمْرو المرية.
قيل: إنها امرأة طلحة بن عبيد الله أم يحيى ابن طلحة. حديثها عند أهل الكوفة فِي فضل لا إله إلا اللَّه.
(3378) سلامة بنت الحر الأسدية.
ويقال الأزدية. ويقال الفزارية. أخت خرشة بْن الحر. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث، منها أنها سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول: يكون في ثقيف كذاب ومبير، ومنها أنها سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: يأتي عَلَى الناس زمان يقومون ساعة لا يجدون من يصلي لهم. حديثها عند نساء من أهل الكوفة، من حديث وكيع روت أم داود الوابشية قالت: سمعت سلامة بنت الحر أخت خرشة بن الحر
__________
[1] من أ.
[2] أ: يقول في الصنيعة إلى الأهل صدقة.
[3] في الإصابة: ضبطت عند الأكثر بفتح السين، وذكر ابن فتحون أنه رآها بخط ابن مفرج بالتصغير.
[4] أ: سلام.
[5] أ: العنبرية. والمثبت في الطبقات والتهذيب أيضا (8- 227) . وفي التهذيب: ضبطها ابن ماكولا بالقصر.
[6] أ: حصن.(4/1860)
تقول: كنت أرعى غنمًا لي، وذلك فِي بدء الإسلام فمر بي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: بم تشهدين؟ قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رَسُول اللَّهِ، فتبسم وضحك.
(3379) سلامة بنت معقل [1] الأنصارية،
حديثها عند مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ، عَنِ الخطاب ابن صالح، عن أمه، عنها.
(3380) سلامة الضّبية.
روت عنها أم داود الوابشية، حديثها عند عبد الله ابن داود [2] الخريبى.
(3381) سلمى بنت عميس الخثعمية،
أخت أسماء بنت عميس، لَهَا صحبة، وقد تقدم ذكر نسبها عند [3] ذكر أختها أسماء وقد ذكرنا أخواتها لأم [ولأم] [4] وأب فِي غير موضع من كتابنا هَذَا، منها فِي باب أم الفضل زوج العباس، وباب ميمونة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهي إحدى الأخوات التي قَالَ فيهن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الأخوات مؤمنات. كانت تحت حمزة بْن عبد المطلب رضي اللَّه عنه، فولدت له أمة اللَّه بنت حمزة، ثم خلف عليها بعده شداد بْن أسامة بْن الهاد الليثي، فولدت له عَبْد اللَّهِ وعَبْد الرَّحْمَنِ وقد قيل:
إن التي كانت تحت حمزة أسماء بنت عميس، ثم خلف عليها بعده شداد بن أوس، ثم بعده شداد جعفر والأصح عدي- والله أعلم- أن أسماء بنت عميس كانت تحت جعفر وأن سلمى أختها كانت تحت حمزة.
(3382) سلمى بنت قيس بْن عَمْرو بْن عبيد بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم ابن عدي بن النجار،
نكنى أم المندر وهي أخت سليط بْن قيس وسليط ممن شهد بدرًا، وهي إحدى خالات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من جهة أبيه،
__________
[1] في الإصابة: قلت: وفي تاريخ البخاري: نقل الخلاف في ضبط والدها هل هو بالعين المهملة والقاف أو بالمعجمة والفاء الثقيلة. ذكره يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عن ابن إسحاق بالغين المعجمة، وعن محمد بن سلمة بالعين المهملة.
[2] ى: عند داود بن عبد الله الحرينى. وفي الإصابة: وجزم أبو نعيم بأنها بنت الحر وأن بنى ضبة من بنى فزارة.
[3] صفحة 1784.
[4] من أ.(4/1861)
كانت ممن صلى القبلتين، وبايعت بيعة الرضوان. روت عنها أم سليط بْن أيوب بْن الحكم.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير، قال: سمعت أبي يقول: سَلْمَى بِنْتُ قَيْسٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: وَحَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلِيطُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ سَلْمَى بِنْتِ قَيْسٍ، وَكَانَتْ إِحْدَى خَالاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ قَدْ صَلَّتْ مَعَهُ الْقِبْلَتَيْنِ، وَكَانَتْ إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي عَدِيِّ ابن النَّجَّارِ، قَالَتْ: جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْتُهُ فِي نِسَاءٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَشَرَطَ عَلَيْنَا أَلا نُشْرِكَ باللَّه شَيْئًا، وَلا نَسْرِقَ، وَلا نَزْنِي، وَلا نَقْتُلَ أَوْلادَنَا، وَلا نأتي بهتان نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا، وَلا نَعْصِيَهُ فِي مَعْرُوفٍ، وَلا نَغُشُّ أَزْوَاجَنَا. قَالَتْ: فَبَايَعْنَاهُ وَرَجَعْنَا.
(3383) سلمى، خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وهي مولاة صفية بنت عبد المطلب، يقال لَهَا مولاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي امرأة أبي رافع مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأم بنيه. روى عنها عبيد اللَّه بْن أبي رافع.
وسلمى هذه هي التي قبلت إِبْرَاهِيم بْن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت قابلة بني فاطمة ابنة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهي التي غسلت فاطمة مَعَ زوجها علي، ومع أسماء بنت عميس، وشهدت سلمى هذه خيبر مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
من حديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم: ما حدثنا عبد الوارث بن سفيان،(4/1862)
حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِرْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حارثة بْنِ [1] عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ جَدَّتِهِ، وَكَانَتْ خَادِمًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ أَوْصَى بِالْهِجْرَةِ، وَقَالَ: إِنَّ امْرَأَةً عُذِّبَتْ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَتْرُكْهَا تأكل من خشاش الأرض.
(3384) سلمى الأودية،
حديثها عند أهل الكوفة ليس بصحيح.
(3385) سمراء [2] بنت قيس الأنصارية،
مدنية، روى عنها أَبُو أمامة بْن سهل ابْن حنيف.
(3386) سمراء بنت نهيك الأسدية.
أدركت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [وعمرت [3]] ، وكانت تمر فِي الأسواق، وتأمر بالمعروف، وتنهى عَنِ المنكر، وتضرب الناس عَلَى ذلك بسوط كَانَ معها. روى عنها أَبُو بلج جارية بْن بلج.
(3387) سمية [4] أم عمار بْن ياسر.
كانت أمة لأبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله ابن عُمَرَ بْن مخزوم فزوجها من حليفه ياسر بْن عامر بْن مالك العنسي [5] ، والد عمار بْن ياسر. فولدت له عمارًا فأعتقه أَبُو حذيفة، وأبوه من عنس. وقد ذكرنا عمارًا فِي [6] بابه وكانت سمية ممن عذبت فِي اللَّه وصبرت عَلَى الأذى فِي ذات اللَّه، وكانت من المبايعات الخيرات الفاضلات رحمها اللَّه. قَالَ ابْن قتيبة: خلف عليها بعد ياسر الأزرق- وَكَانَ غلامًا روميًا للحارث بْن كلدة، فولدت له سلمة ابن الأزرق، فهو أخو عمار لأمه. وهذا غلط من ابن قتيبة فاحش، وإنما خلف
__________
[1] أ: عن.
[2] أ: سميراء.
[3] ليس في أ
[4] في الإصابة: سمية بنت خباط- بمعجمة مضمومة وموحدة: ثقيلة ويقال بمثناة تحتانية وعند الفاكهي سمية بنت خبط- بفتح أوله بغير ألف.
[5] أ: العبسيّ. والمثبت في أ، والتقريب.
[6] صفحة 1135(4/1863)
الأزرق عَلَى سمية أم زياد زوجة [مولاه] [1] الحارث بْن كلدة منها، لأنه كَانَ مولى لهما، فسلمة بْن الأزرق أخو زياد لأمه، لا أخو عمار، وليس بين سمية أم عمار، وسمية أم زياد نسب ولا سبب، وسمية أم عمار أول شهيدة فِي الإسلام، وجأها أَبُو جهل بحربة فِي قبلها فقتلها، وماتت قبل الهجرة رضي اللَّه عنها.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، [حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ يَحْيَى] [1] ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ وَحُمَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَجَلِيُّ، قالا:
حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيُّ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ أَبَا جَهْلٍ طَعَنَ بِحَرْبَةٍ فِي فَخِذِ سُمَيَّةَ أُمِّ عَمَّارٍ حَتَّى بَلَغَتْ فَرْجَهَا فَمَاتَتْ، فَقَالَ عَمَّارٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَلَغَ مِنَّا- أَوْ بَلَغَ مِنْهَا- الْعَذَابُ كُلَّ مَبْلَغٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. صَبْرًا أَبَا الْيَقْظَانِ. اللَّهمّ لا تُعَذِّبْ أَحَدًا مِنْ آلِ يَاسِرٍ بِالنَّارِ. وَرَوَى سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَجَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: أَوَّلُ شَهِيدٍ اسْتُشْهِدَ فِي الإِسْلامِ سُمَيَّةُ أعمار. عَمَّارٍ. قَالَ: وَأَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ الإِسْلامَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وَبِلالٌ، وَصُهَيْبٌ، وَخَبَّابٌ، وَعَمَّارٌ، وَسُمَيَّةُ أُمُّ عَمَّارٍ، فَغَلَطَ ابْنُ قُتَيْبَةَ غَلَطًا فَاحِشًا، وباللَّه التَّوْفِيقُ.
حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أظهر الإسلام سبعة: رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَبُو بَكْرٍ، وَبِلالٌ، وَخَبَّابٌ، وَصُهَيْبٌ، وعمار، وسمية أم عمار.
__________
[1] ليس في أ.(4/1864)
فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَهُ عَمُّهُ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ قَوْمُهُ، وَأُخِذَ الآخَرُونَ فَأُلْبِسُوا أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ ثُمَّ صَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ حَتَّى بَلَغَ الْجَهْدُ مِنْهُمْ كُلَّ مَبْلَغٍ، فَأَعْطَوْهُمْ مَا سَأَلُوا، فَجَاءَ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ قَوْمُهُ بِأَنْطَاعِ الأَدَمِ فِيهَا الْمَاءُ، فَأَلْقَوْهُمْ فِيهَا، ثُمَّ حُمِلُوا بِجَوَانِبِهِ إِلا بِلالٌ، فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ جَاءَ أَبُو جَهْلٍ، فَجَعَلَ يَشْتُمُ سُمَيَّةَ وَيَرْفُثُ، ثُمَّ طَعَنَهَا فِي قُبُلِهَا فَقَتَلَهَا، فَهِيَ أَوَّلُ شَهِيدٍ اسْتُشْهِدَ فِي الإِسْلامِ، وَذُكِرَ تَمَامُ الْخَبَرِ فِي بِلالٍ. وَمَنْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: إِنَّ أَبَا جَهْلٍ طَعَنَ سُمَيَّةَ فِي قُبُلِهَا فَقَتَلَهَا. وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: طَعَنَهَا فِي فَخْذِهَا، فَسَرَى الرُّمْحُ إِلَى فَرْجِهَا فَمَاتَتْ شَهِيدَةٌ.
(3388) سناء بنت أسماء بن الصلت السلمية،
تزوجها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فماتت قبل أن يدخل بها فِيمَا ذَكَرَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ حَفْصِ بْنِ النَّضْرِ، وَعَبْدِ الْقَاهِرِ بْنِ السَّرِيِّ السُّلَمِيَّيْنِ، قَالا: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَاءَ بِنْتَ أَسْمَاءَ بْنِ الصَّلْتِ السُّلَمِيَّةَ، فَمَاتَتْ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا. وقال ابن إسحاق:
سناء بنت أسماء بن الصلت السلمية تزوجها رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ثُمَّ طَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بها] [1] .
(3389) سهلة ابنة سهيل بْن عَمْرو القرشية العامرية
قد تقدم ذكر نسبها عند ذكر أبيها [2] ، وهي امرأة أبي حذيفة بْن عتبة بْن ربيعة روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرخصة فِي رضاع الكبير. روى عنها القاسم بْن مُحَمَّد، وهي زوجة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف، خلف عليها بعد أبي حذيفة. قَالَ الزُّبَيْر: سهلة بنت سهيل أمها فاطمة بنت عبد العزى بْن أبي قيس بْن عبد ود بن نصر بن مالك بن
__________
[1] من أ.
[2] صفحة 669(4/1865)
حسل. ولدت سهلة بنت سهيل لأبي حذيفة بْن عتبة بْن ربيعة مُحَمَّد بْن أبي حذيفة، وولدت لعَبْد اللَّهِ بْن الأسود من بني مالك بْن حسل سليط بْن عَبْد الله ابن الأسود، وولدت لشماخ بن سعيد بن قائف بكير بن شماخ. وولدت لعَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف سالم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف.
(3390) سهلة بنت عَاصِم بْن عدي الأَنْصَارِيّ العجلاني،
زوجة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف أَيْضًا. وقد ذكرناها عند ذكر أبيها [1] فِي باب اسمه [2] ، تروى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه أسهم لَهَا يوم خيبر
(3391) سهيمة بنت عمير المزنية
زوج ركانة بْن عبد [3] يَزِيد، طلقها زوجها ألبتة، فأخبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، فَقَالَ: والله مَا أردت إلا واحدة..
الحديث، من حديث الشافعي، عَنْ عمه عَبْد اللَّهِ بْن السائب [4] ، عَنْ نافع بْن عجير، [عَنْ عبد يَزِيد [5]] أن ركانة أخبر بذلك. قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ نَافِعِ بْنِ عُجَيْرٍ، قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ عُوَيْمِرٍ الْمُزَنِيَّ، قَالَ: كَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَمَّتِي سُهَيْمَةَ بِنْتِ عُمَيْرٍ قَضَاءُ مَا قُضِيَ بِهِ فِي امْرَأَةٍ غَيْرِهَا.
(3392) سوادة بنت مسرح [6] الكندية.
حديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم فِي وقت وضع فاطمة ابنها الحسن عليهما السلام.
(3393) السوداء الأسدية،
قَالَ بعضهم: هي السوداء ابنة عَاصِم. حديثها عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في الخضاب.
__________
[1] أ: بنية.
[2] صفحة 781.
[3] سبق أنه ركانة بن يزيد، وأنها سهيمة بنت عويمر صفحة 507
[4] أ: عبد الله بن على.
[5] ليس في أ.
[6] بكسر الميم وسكون السين المهملة وفتح الراء. وقيل بالشين المعجمة والتشديد (الإصابة) . وفي أ: مشرح.(4/1866)
(3394) سودة بنت زمعة بْن قيس بْن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك ابن حسل
- ويقال حسيل- بْن عامر بْن لؤي. وأمها الشموس بنت قيس بْن زيد بْن عَمْرو بْن لبيد بْن خراش [1] بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار. تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد موت خديجة وقبل العقد عَلَى عائشة، هَذَا قول قتادة وأبي عبيدة وكذلك روى عقيل [2] عَنِ ابْن شهاب، وأنه تزوج سودة قبل عائشة. وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عقيل [2] : تزوجها بعد عائشة وكذلك قَالَ يونس، عَنِ ابْن شهاب، ولا خلاف أنه لم يتزوجها إلا بعد موت خديجة، وكانت قبل ذلك تحت ابْن عم لَهَا يقال له السكران بْن عَمْرو أخو سهيل بْن عَمْرو، من بني عامر بْن لؤي وكانت امرأة ثقيلة ثبطة [3] ، وأسنت عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهم بطلاقها، فقالت: لا تطلقني وأنت فِي حل من شأني، فإنما أود أن أحشر فِي زمرة أزواجك، وإني قد وهبت يومي لعائشة، وإني لا أريد مَا تريد النساء، فأمسكها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى توفي عنها مَعَ سائر من توفي عنهن من أزواجه رضي اللَّه عنهن.
وفي سودة نزلت [4] : وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ 4: 128.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلاخِهِ مِنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ إِلا أَنَّ بِهَا حِدَّةً. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: تُوُفِّيَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ فِي آخِرِ زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عنه.
__________
[1] أ: خداش.
[2] أ: محمد بن عبد الله بن عقيل.
[3] ثبطة: ثقيلة.
[4] سورة النساء، آية 127(4/1867)
(3395) سودة بنت مسرح [1] .
روي عنها حديث واحد بإسناد مجهول، أنها كانت قابلة لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعت الحسن، فلفته فِي خرقة صفراء، فنزعها عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولفه فِي خرقة بيضاء، وتفل فِي فيه وسمّاه الحسن.
(3396) سيرين أخت مارية القبطية،
أهداهما جميعًا المقوقس صاحب مصر والإسكندرية إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ مأبور الخصي، فاتخذ رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مارية لنفسه، ووهب سيرين لحسان بْن ثابت، وهي أم عَبْد الرَّحْمَنِ بْن حسان بْن ثابت، روى عنها ابنها عَبْد الرَّحْمَنِ بْن حسان قالت: رأى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرجة فِي قبر ابنه إِبْرَاهِيم، فأمر بها فسدت، وَقَالَ: إنها لا تضر ولا تنفع، ولكن تقر عين الحي، وإن العبد إذا عمل شَيْئًا أحب اللَّه منه أن يتقنه.
باب الشين
(3397) شراف بنت خليفة الكلبية
أخت دحية بْن خليفة الكلبي، تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهلكت قبل دخوله بها.
(3398) الشفاء أم سُلَيْمَان بْن أبي حثمة،
هي الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس ابن خلف بن صدّاد- ويقال ضرار- بْن عَبْد اللَّهِ بْن قرط بْن رزاح بْن عدي بْن كعب القرشية العدوية من المبايعات قَالَ أَحْمَد بْن صالح المصري: اسمها ليلى، وغلب عليها الشفاء. أمها فاطمة بنت أبي وهب بْن عَمْرو بْن عائذ بْن عُمَرَ [2] بْن مخزوم، [أسلمت الشفاء قبل الهجرة فهي من المهاجرات الأول، وبايعت النَّبِيّ
__________
[1] أ: مشرح- بالشين.
[2] أ: عمران بن مخزوم.(4/1868)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] [1] ، كانت من عقلاء النساء وفضلائهن، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأتيها ويقيل عندها فِي بيتها، وكانت قد اتخذت له فراشًا وإزارًا ينام فيه، فلم يزل ذلك عند ولدها حَتَّى أخذه منهم مروان، وَقَالَ لَهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: علمي حفصة رقية النملة كما علمتها الكتاب وأقطعها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دارًا عند الحكاكين [2] فنزلتها مَعَ ابنها سُلَيْمَان، وَكَانَ عمر يقدمها فِي الرأي ويرضاها ويفضلها، وربما ولاها شَيْئًا من أمر السوق. وروى عنها أَبُو بَكْر بْن سُلَيْمَانَ بْن أبي حثمة، وعثمان بْن سُلَيْمَانَ بْن أبي حثمة.
وَذَكَرَ بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ] [3] بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الشِّفَاءِ أَنَّهَا كَانَتْ تَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَنَّهَا لَمَّا هَاجَرَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ قَدْ بَايَعَتْهُ بِمَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ، فَقَدِمَتْ [عَلَيْهِ] [4] . فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أَرْقِي بِرُقَى الْجَاهِلِيَّةِ. وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَعْرِضَهَا عَلَيْكَ. قَالَ: اعْرِضِيهَا عَلَيْ، فَعَرَضَتْهَا عَلَيْهِ، فَكَانَتْ مِنْهَا النملة، فَقَالَ: ارْقِي بِهَا وَعَلِّمِيهَا حَفْصَةَ: بِسْمِ اللَّهِ، صلو صلب جبر تَعَوُّذًا [5] مِنْ أَفْوَاهِهَا فَلا تَضُرُّ أَحَدًا، اللَّهمّ اكْشِفِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ فَكَانَتْ تَرْقِي بِهَا عَلَى عُودِ كُرْكُمٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَتَضَعُهُ مَكَانًا نَظِيفًا، ثُمَّ تَدْلُكُهُ عَلَى حَجَرٍ بِخَلِّ خَمْرِ ثَقِيفٍ، وَتَطْلِيهِ عَلَى النَّمْلَةِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، فِي مُصَنَّفِهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، قَالَ: رُقْيَةُ الْعَقْرَبِ شَجَّةٌ قَرْنِيَّةٌ [6] مِلْحَةُ بَحْرٍ قفط. حدثنا
__________
[1] ليس في أ.
[2] بالمدنية.
[3] بدل ما بين القوسين في أ: حدثنا عثمان بن محمد بن عثمان.
[4] ليس في أ
[5] في الإصابة: خير يعود من أفواهها. وفي أسد الغابة مثل ى.
[6] أ: قرنة.(4/1869)
وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: عَرَضَتْهَا عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: هَذِهِ مَوَاثِيقُ.
(3399) الشفاء بنت عَبْد الرَّحْمَنِ الأنصارية.
مدنية، روى عنها أَبُو سلمة بْن عَبْد الرحمن.
(4000) الشفاء بنت عوف بْن عبد عوف،
أخت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف. هاجرت مَعَ أختها عاتكة هي أم المسور بْن مخرمة، كذا قَالَ الزُّبَيْر [1] . وقد قيل:
إن الشفاء أمه.
(4001) الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بْن زهرة،
قَالَ الزُّبَيْر فِي هذه:
أم عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف، وأم أخيه أسود [2] بْن عوف. قَالَ الزُّبَيْر: وقد هاجرت مَعَ أختها لأمها الضيزية بنت أبي قيس بْن عبد مناف. قَالَ أَبُو عُمَرَ: عَلَى مَا ذكر الزُّبَيْر: عبد عوف جد عَبْد الرَّحْمَنِ أبو أبيه، وعوف جده أَبُو أمه أخوان ابنا عبد الحارث بْن زهرة، وكأن أباه عوفًا سمّى باسم عمه عوف بن عهد بن الحارث بْن زهرة، فانظر فِي ذلك.
(4002) الشموس بنت النعمان الأنصارية،
مدنية. روى عنها عبيد [3] بْن وديعة أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين بنى مسجده كَانَ جبرئيل عَلَيْهِ السلام يؤم له الكعبة ويقيم له قبلة المسجد.
(4003) الشيماء أَوِ الشماء السعدية،
أخت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرضاعة، اسمها حذافة. وقد ذكرتها [4] فِي الحاء أغارت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم على هوازن، وأخذوها فيمن أخذوا من السبي، فقالت لهم: أنا أخت صاحبكم.
__________
[1] أ: الزبيري.
[2] أ، وأسد الغابة: الأسود.
[3] في أسد الغابة: عتبة. والمثبت في أأيضا.
[4] صفحة 1809(4/1870)
فلما قدموا بها عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت له: يَا مُحَمَّد، أنا أختك، وعرفته بعلامة عرفها، فرحب بها، وبسط لَهَا رداءه، فأجلسها عَلَيْهِ، ودمعت عيناه، وَقَالَ: إن أحببت فأقيمي [1] عندي [فأقيمي] [2] مكرمة محببة، وإن أحببت أن ترجعي إِلَى قومك أوصلتك. فقالت: بل أرجع إِلَى قومي.
فأسلمت، فأعطاها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثة أعبد وجارية وأعطاها نعما وشاء.
باب الصاد
(4004) صفية بنت بجير الهذلية.
روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشرب من ماء زمزم.
(4005) صفية بنت حيي بْن أخطب بْن شعبة [3] بْن ثعلبة [بْن عبيد] [4] بْن كعب بْن الخزرج بْن أبي حبيب بْن النضير [5] ابن النحام بن تحوم [6] من بني إسرائيل من سبط هارون بْن عمران.
وأمها برة بنت سموأل.
قَالَ أَبُو عبيدة: كانت صفية بنت حيي عند سلام بْن مشكم، وَكَانَ شاعرًا، ثم خلف عليها كنانة بْن أبي الحقيق، وَهُوَ شاعر فقتل يوم خيبر. وتزوجها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سنة سبع من الهجرة. رَوَى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَرَى صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ بِسَبْعَةِ أَرْؤُسٍ.
وَخَالَفَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَنَسٍ، فَقَالَ فيه: أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ لَمَّا جَمَعَ سَبْيَ خَيْبَرَ جَاءَهُ دِحْيَةَ، فقال: أعطنى جارية من السبي.
__________
[1] أ: أن تقيمي.
[2] من أ.
[3] أسد الغابة والإصابة: سعنة. وفي الطبقات: مسية
[4] ليس في أ
[5] أ: النضر.
[6] في أسد الغابة: ابن ناخوم. وقيل تنخوم. وقيل نخوم.
والأول قاله اليهود، وهم أعلم بلسانهم. وفي أ: تخوم كما في ى.(4/1871)
فَقَالَ: اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً، فَأَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا سَيِّدَةُ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ، مَا تَصْلُحُ إِلا لَكَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
خُذْ جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ غَيْرَهَا. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: كانت مما أفاء الله عليه، فحجبها وأو لم عَلَيْهَا بِتَمْرٍ وَسَوِيقٍ، وَقَسَمَ لَهَا، وَكَانَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: اسْتَصْفَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَارَتْ فِي سَهْمِهِ، ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا. لا يَخْتَلِفُونَ فِي ذَلِكَ، وَهُوَ خُصُوصٌ عِنْدَ أَكْثَرِ الْفُقَهَاءِ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ كَانَ حُكْمُهُ فِي النِّسَاءِ مُخَالِفًا لِحُكْمِ أَمَتِهِ.
وَيُرْوَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى صَفِيَّةَ وَهِيَ تَبْكِي، فَقَالَ لَهَا: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: بَلَغَنِي أَنَّ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ تَنَالانِ مِنِّي وَتَقُولانِ:
نَحْنُ خَيْرٌ مِنْ صَفِيَّةَ، نَحْنُ بَنَاتُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَزْوَاجُهُ. قَالَ:
أَلا قُلْتِ لَهُنَّ: كَيْفَ تَكُنَّ خَيْرًا مِنِّي، وَأَبِي هَارُونُ، وَعَمِّي مُوسَى، وَزَوْجِي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَانَتْ صَفِيَّةُ حَلِيمَةً عاقلة فاضلة.
وروينا أن أَنَّ جَارِيَةً لَهَا أَتَتْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَتْ: إِنَّ صَفِيَّةَ تُحِبُّ السَّبْتَ، وَتَصِلُ الْيَهُودَ. فَبَعَثَ إِلَيْهَا عُمَرُ، فَسَأَلَهَا، فَقَالَتْ: أَمَّا السَّبْتُ فَإِنِّي لَمْ أُحِبَّهُ مُنْذُ أَبْدَلَنِي اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. وَأَمَّا الْيَهُودُ فَإِنّ لِي فِيهِمْ رَحِمًا، وَأَنَا أَصِلُهَا.
قَالَ: ثُمَّ قَالَتْ لِلْجَارِيَةِ: مَا حَمَلَكِ عَلَى مَا صَنَعْتِ؟ قَالَتِ: الشَّيْطَانُ قَالَتِ: اذْهَبِي فَأَنْتِ حُرَّةٌ.
وَتُوُفِّيَتْ صَفِيَّةُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ سَنَةَ خَمْسِينَ.
(4006) صفية بنت الخطاب،
أخت عمر بن الخطاب، هي زوجة قدامة بْن مظعون، أتى ذكرها في باب زوجها [1] فينظر إسلامها.
__________
[1] صفحة 1277.(4/1872)
(4007) صفية بنت شيبة [بْن عُثْمَانَ] [1] ،
من بني عبد الدار بْن قصي. روى عنها عبيد اللَّه بْن أبي نور، وميمون بْن مهران.
(4008) صفية بنت عبد المطلب بْن هاشم [بْن عبد مناف] [1]
عمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأمها هالة بنت وهيب [2] بْن عبد مناف بْن زهرة. وهي شقيقة حمزة والمقوم وحجل بني عبد المطلب. كانت صفية فِي الجاهلية تحت الحارث بْن حرب بْن أمية بْن عبد شمس، ثم هلك عنها، وتزوجها العوام بْن خويلد بْن أسد، فولدت له الزُّبَيْر، والسائب، وعبد الكعبة، وعاشت زمانًا طويلًا. وتوفيت فِي خلافة عُمَر بْن الْخَطَّابِ سنة عشرين، ولها ثلاث وسبعون سنة، ودفنت بالبقيع بفناء دار الْمُغِيرَة [بْن شعبة] [1] . وقد قيل: إن العوام كَانَ عليها قبل، وليس بشيء.
(4009) صفية بنت أبي عبيد الثقفية،
زوج عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ، لَهَا رواية، روى عنها نافع مولى بن عمر.
(4010) صفية بنت محمية [3] بْن جزى [4] الزبيدي زوج، الفضل بْن العباس.
تنظر [5] فِي باب الفضل. من كتاب ابْن السكن فِي الصحابة.
(4011) صفية خادم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روت عنها أمة اللَّه بنت رزينة فِي الكسوف مرفوعا.
(4012) صفية، امرأة من الصحابة.
حديثها عند أهل الكوفة. روى عنها مسلم بن صفوان.
__________
[1] ليس في أ.
[2] أ: وهب.
[3] محمية- بفتح أوله وسكون المهملة وكسر الميم بعدها مثناة تحتانية خفيفة (الإصابة)
[4] أ: جزء.
[5] صفة 1267(4/1873)
(4013) صفية،
امرأة. روى عنها إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحارث أنها قالت:
دخل علي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقربت إليه كتفًا، وأكل منها، وصلى ولم يتوضأ.
(4014) الصماء بنت بسر [1] المازنية [2] أخت عَبْد اللَّهِ بسر.
روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النهي عَنِ الصيام يوم السبت. حديثها شامي. قيل: اسمها بهية. وقد ذكرناها في حرف [3] الباء.
(4015) صميتة [3] الليثية،
امرأة من بني ليث بْن بكر، كانت في حجز رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنها عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ فِي فضل المدينة.
باب الضاد
(4016) ضباعة بنت الحارث الأنصارية.
أخت أم عطية الأنصارية. روت عنها أم عطية فِي ترك الوضوء مما مست النار.
(4017) ضباعة بنت الزُّبَيْر بْن عبد المطلب بْن هاشم.
تزوجها المقداد بْن عَمْرو الْبَهْرَانِيّ حليف بني زهرة، يعرف بالمقداد بْن الأسود لتبنيه له، فولدت له عَبْد اللَّهِ وكريمة، فقتل عَبْد اللَّهِ يوم الجمل مَعَ عائشة رضي اللَّه عنها. لضباعة عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث منها الاشتراط فِي الحج. روى عنها الأعرج، وعروة بْن الزُّبَيْر.
(4018) ضباعة بنت عامر [بن قرط] [4] بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة ابن عامر بْن صعصعة.
خطبها رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم إلى أبيها [سلمة ابن هشام] [5] فَقَالَ: حَتَّى استأمرها. فقيل للنبي صَلَّى الله عليه وسلم. إنها
__________
[1] في الإصابة: بشر. والمثبت في أ، وأسد الغابة أيضا.
[2] في الإصابة: ويقال المازنية.
[3] صفحة 1797
[4] في الإصابة: بالتصغير. وفي أ: الصميمة
[5] ليس في أ.(4/1874)
كبرت، فأتاها، فقالت: وفي النَّبِيّ تستأمرني؟ ارجع فزوجه. فرجع فسكت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. من تاريخ ابْن خيثمة.
(4019) الضيزية بنت أبي قيس [1] بْن عبد مناف،
هاجرت مَعَ أختها الشفاء بنت عوف بْن عبد الحارث، ذكرها أَبُو عمر فِي باب الشفاء.
باب الطاء
(4020) طليحة بنت عَبْد اللَّهِ
التي كانت تحت رشيد الثقفي، فطلقها، ونكحت فِي عدتها. ذكر الليث عَنِ ابْن شهاب أنها ابنة عبيد [2] الله.
باب الظاء
(4021) ليس [3] فِي باب الظاء من الأسماء شيء، وفيه كنى [4] نذكرها فِي الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
باب العين
(4022) عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس،
لَهَا صحبة، ولا أعلمها روت شَيْئًا. قَالَ الزُّبَيْر: حدثني مُحَمَّد سلام، قَالَ: أرسل عُمَر بْن الْخَطَّابِ إِلَى الشفاء بنت عَبْد اللَّهِ العدوية أن أغدي علي. قالت: فغدوت عَلَيْهِ، فوجدت عاتكة بنت أسيد بْن أبي العيص [5] ببابه، فدخلنا فتحدثنا ساعة، فدعا بنمط، فأعطاها إياه، ودعا بنمط دونه فأعطانيه قالت: فقلت تربت يداك يَا عمر، أنا قبلها إسلامًا، وأنا بنت عمك دونها، وأرسلت إلي، وجاءتك من قبل
__________
[1] أ: الضيرن بنت قيس.
[2] ى: عبد الله.
[3] ذكر في أسد الغابة في هذا الحرف: ظبية بنت البراء. وظبية بنت وهب.
وزاد في الإصابة: ظبية بنت النعمان. وظمياء بنت أشرس.
[4] لم يذكر المؤلف شيئا في الكنى، كما ستراه بعد.
[5] أ: ابن أبى العاص.(4/1875)
نقمها. فَقَالَ: مَا كنت رفعت ذلك إلا لك، فلما اجتمعتما ذكرت أنها أقرب إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منك.
(4023) عاتكة بنت خالد بْن منقذ بْن ربيعة،
أم معبد الخزاعية. ويقال عاتكة بنت خالد بْن خليف. وهي التي نزل عليها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خيمتها حين خرج من مكة إِلَى المدينة مهاجرًا، وذلك الموضع يدعى إِلَى اليوم بخيمة أم معبد.
وَذَكَرَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعَقِيلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بن نصر الكاغدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو [1] بْنِ يُونُسَ الْيَمَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَنَفِيُّ الْيَمَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حِزَامُ بْنُ هِشَامِ بْنِ حُبَيْشِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أبيه، بن جَدِّهِ حُبَيْشِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أُخْتِهِ أُمِّ مَعْبَدٍ- وَاسْمُهَا عَاتَكَةُ بِنْتُ خَالِدٍ- قَالَتْ: لَمَّا هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ وَخَرَجَ مِنْهَا يُرِيدُ الْمَدِينَةَ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَمَوْلًى لأَبِي بَكْرٍ يُقَالُ لَهُ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُرَيْقِطٍ اللَّيْثِيُّ دَلِيلُهُمْ، فَمَرُّوا بِنَا فَدَخَلُوا خَيْمَتِي، وَأَنَا مُحْتَبِيَةٌ بِفِنَاءِ خَيْمَتِي، أَسْقِي وَأُطْعِمُ الْمَارِّينَ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَقَدْ رُوِيَ حَدِيثُ أُمِّ مَعْبَدٍ هَذَا بكماله عنها في رواية القبلي هَذِهِ. وَرُوِيَ عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ زَوْجِهَا، وَعَنْ حبيش ابن خَالِدٍ أَخِيهَا، بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَالأَلْفَاظُ مُتَقَارِبَةٌ، وَسَنَذْكُرُهَا فِي بَابِهَا [فِي الْكُنَى] [2] إِنْ شَاءَ اللَّهُ تعالى.
(4024) عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل القرشية العدوية،
أخت سَعِيد بْن زيد. أمها أم كريز [3] بنت عَبْد اللَّهِ بْن عمار [4] بن مالك الحضرميّ. كانت من
__________
[1] أ: عمر.
[2] ليس في أ.
[3] في الطبقات: أم كرز.
[4] أ: عماد. والمثبت في الطبقات أيضا.(4/1876)
المهاجرات، تزوجها عَبْد اللَّهِ بْن أبي بكر الصديق، وكانت حسناء جميلة ذات خلق بارع، فأولع بها وشغلته عَنْ مغازيه، فأمره أبوه بطلاقها لذلك، فقال:
يقولون طلقها وخيم مكانها ... مقيمًا تمني النفس أحلام نائم
وإن فراقي أهل بيت جميعهم [1] ... عَلَى كثرة مني لإحدى العظائم
أراني وأهلي كالعجول تروّحت ... إلى بوّها قبل العشار الروائم
فعزم عَلَيْهِ أبوه حَتَّى طلقها، ثم تبعتها نفسه، فهجم عَلَيْهِ أَبُو بَكْر، وَهُوَ يقول:
[أعاتك لا أنساك مَا ذر شارق ... وما ناح قمري الحمام المطوق
أعاتك قلبي كل يوم وليلة ... إليك بما تخفي النفوس معلق] [2]
ولم [3] أر مثلي طلق اليوم مثلها ... ولا مثلها فِي غير جرم تطلق
لَهَا خلق جزل ورأي ومنصب ... وخلق سويٌ فِي الحياء ومصدق
فرق له أبوه، فأمره فارتجعها.
[فقال حين ارتجعها:
أعاتك قد طلقت فِي غير ريبة ... وروجعت للأمر الَّذِي هُوَ كائن
كذلك أمر اللَّه غاد ورائح ... عَلَى الناس فيه ألفة وتباين
وما زال قلبي للتفرق طائرًا ... وقلبي لما قد قرب اللَّه ساكن
ليهنك أني لا أرى فيه سخطة ... وأنك قد تمت عليك المحاسن
وأنك ممن زين اللَّه وجهه ... وليس لوجه زانه اللَّه شائن] [4]
ثم شهد عَبْد اللَّهِ الطائف مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فرمى بسهم فمات
__________
[1] أ، والإصابة: جمعتهم.
[2] من أ.
[3] أ: فلم.
[4] من أ.(4/1877)
منه بعد بالمدينة، فقالت عاتكة ترثيه:
رزئت بخير الناس بعد نبيهم ... وبعد أبي بكر وما كَانَ قصرا
فآليت لا تنفك عيني حزينة ... عليك ولا ينفك جلدي أغبرا
فله عينا من رأى مثله فتى ... أكر وأحمى فِي الهياج وأصبرا
إذا شرعت فيه الأسنة خاضها ... إِلَى الموت حَتَّى يترك الرمح أحمرا
فتزوجها زيد بْن الخطاب عَلَى اختلاف فِي ذلك، فقتل عنها يوم اليمامة شهيدا، ثم تزوجها عُمَر بْن الْخَطَّابِ فِي سنة اثنتي عشرة من الهجرة، فأولم عليها، ودعا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ له: يَا أمير المؤمنين، دعني أكلم عاتكة. قَالَ: نعم. فأخذ علي بجانب الخدر، ثم قَالَ: يَا عدية نفسها [أين قولك] [1] :
فآليت لا تنفك عيني حزينة [2] ... عليك ولا ينفك جلدي أغبرا [3]
فبكت. فَقَالَ عمر: مَا دعاك إلى هذا يا أبا حسن؟ كل النساء يفعلن هَذَا.
ثم قتل عنها عمر، فقالت تبكيه:
عين جودي بعبرة ونحيب ... لا تملي عَلَى الإمام [4] النجيب
فجعتني المنون بالفارس المعلم ... يوم الهياج والتثويب
قل لأهل الضراء والبؤس موتوا ... ظقد سقته المنون كأس شعوب
[ومما رثت به عمر رضي اللَّه عنه قولها:
منع الرقاد فعاد عيني عائد ... مما تضمن قلبي المعمود
__________
[1] ليس في أ
[2] أ: قريرة.
[3] أ: أصفرا.
[4] أ: الجواد.(4/1878)
قد كَانَ يسهرني حذارك مرة ... فاليوم حق لعيني التسهيد
أبكي أمير المؤمنين ودونه ... للزائرين صفائح وصعيد] [1]
ثم تزوجها الزُّبَيْر بْن العوام، وقد ذكرنا قصتها فِي الخروج إِلَى المسجد معه ومع عمر قبله فِي (كتاب التمهيد) فِي باب يَحْيَى بْن سَعِيد عَنْ عمرة. فلما قتل الزُّبَيْر بْن العوام عنها قالت أيضا ترثيه:
غدر ابْن جرموز بفارس بهمة ... يوم اللقاء وَكَانَ غير معرد
يَا عَمْرو لو نبهته لوجدته ... لا طائشًا رعش الجنان ولا اليد
كم غمرة قد خاضها لم يثنه ... عنها طرادك يَا بْن فقع القردد
ثكلتك أمك إن ظفرت بمثله ... ممن [2] مضى ممن يروح ويغتدي
والله ربك إن قتلت لمسلمًا ... حلت عليك عقوبة المتعمد
[وَكَانَ الزُّبَيْر شرط ألا يمنعها من المسجد وكانت امرأة خليفة، فكانت إذا تهيأت إِلَى الخروج للصلاة قَالَ لَهَا: والله إنك لتخرجين وإني لكاره، فتقول:
فامنعني فأجلس. فيقول: كيف وقد شرطت لك ألا أفعل، فاحتال فجلس لَهَا عَلَى الطريق فِي الغلس، فلما مرت وضع يده عَلَى كفلها، فاسترجعت، ثم انصرفت إِلَى منزلها، فلما حان الوقت الَّذِي كانت تخرج فيه إِلَى المسجد لم تخرج، فَقَالَ لَهَا الزُّبَيْر: مالك لا تخرجين إِلَى الصلاة؟ قالت: فسد الناس. والله لا أخرج من منزلي. فعلم أنها ستفي بما قالت. فقال: لا روع يا بنت عمر. وأخبرها الخبر، فقتل عنها يوم الجمل] [3] .
ثم خطبها عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ رضي اللَّه عنه بعد انقضاء عدتها من الزُّبَيْر،
__________
[1] من أ.
[2] أ: فيما.
[3] من أ(4/1879)
فأرسلت إليه إني لأضنّ بك يا بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم عَنِ القتل- وَكَانَ عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر إذ قتل أبوه قد أرسل إِلَى عاتكة بنت زيد بْن عَمْرو بْن نفيل يقول: يرحمك اللَّه، أنت امرأة من بني عدي، ونحن قوم من بني أسد، وإن دخلت فِي أموالنا أفسدتها علينا، وأضررت بنا. فقالت: رأيك يَا أبا بكر، مَا كنت لتبعث إلي بشيء إلا قبلته، فبعث إليها بثمانين ألف درهم، فقبلتها، وصالحت عليها. [وتزوجها الحسن بْن علي فتوفى عنها، وَهُوَ آخر من ذكر من أزواجها] [1] ، والله أعلم.
(4025) عاتكة بنت عبد المطلب بْن هاشم،
اختلف فِي إسلامها، والأكثر يأبون ذلك. وقد جرى ذكرها مَعَ أروى بنت عبد المطلب فِي أول هَذَا الكتاب، ولم يختلف فِي إسلام صفية
(4026) عاتكة بنت عوف بْن عبد عوف بْن عبد [2] الحارث بْن زهرة بْن كلاب،
أخت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف، وأم المسور بْن مخرمة. هاجرت هي وأختها الشفاء، فهي من المهاجرات.
(4027) عاتكة بنت نعيم الأنصارية.
حَدِيثُهَا عِنْدَ ابْنِ عُقْبَةَ [3] ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَاتِكَةَ ابْنَةِ نُعَيْمٍ أُخْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ- أَنَّهَا جَاءَتْ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنَتَهَا تُوُفِّيَ زَوْجُهَا، فَحَدَّتْ عَلَيْهِ، فَرَمِدَتْ رَمَدًا شَدِيدًا، وَقَدْ خَشِيَتْ عَلَى بَصَرِهَا، أَتَكْتَحِلُ؟ فَقَالَ: لا، إِنَّمَا هِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ، وَقَدْ كَانَتِ الْمَرْأَةُ مِنْكُنَّ تُحِدُّ سَنَةً ثُمَّ تَخْرُجُ فَتَرْمِي بِالْبَعَرَةِ عَلَى رَأْسِ الْحَوْلِ.
__________
[1] من أ.
[2] أ: بن عبيد بن الحارث. والمثبت في الطبقات أيضا.
[3] أ: ابن لهيعة.(4/1880)
(4028) العالية بنت ظبيان [1] بْن عَمْرو بْن عوف بْن عبد بْن أبي بكر بْن كلاب الكلابية.
تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وكانت [2] عنده مَا شاء اللَّه ثم طلقها، وقل من ذكرها.
(4029) عائشة بنت أبي بكر الصديق،
زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تقدم ذكر أبيها فِي بابه، وأمها أم رومان بنت عامر بْن عويمر بْن عبد شمس بْن عتاب بْن أذينة بْن سبيع بْن دهمان بْن الحارث بْن غنم بْن مالك بْن كنانة.
تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة قبل الهجرة بسنتين. هَذَا قول أبي عبيدة. وَقَالَ غيره: بثلاث سنين، وهي بنت ست سنين، وقيل: بنت سبع.
وابتني بها بالمدينة، وهي ابنة تسع، لا أعلمهم اختلفوا فِي ذلك. وكانت تذكر لجبير بْن مطعم وتسمى له، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أري عائشة فِي المنام فِي سرقة من حرير، فتوفيت خديجة، فَقَالَ: إن يكن هَذَا من عند اللَّه يمضه. فتزوجها بعد موت خديجة بثلاث سنين فِيمَا ذكر الزُّبَيْر. وَكَانَ موت خديجة قبل مخرجه إِلَى المدينة مهاجرًا بثلاث سنين. هَذَا أولى مَا قيل فِي ذلك وأصحه إن شاء اللَّه تعالى. وقد قيل فِي موت خديجة: إنه كَانَ قبل الهجرة بخمس سنين. وقيل: بأربع، عَلَى مَا ذكرناه [3] فِي بابها.
وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ [بْنِ مُحَمَّدِ [4]] بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُسَامَةَ ابن حَفْصٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ- أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ عَشْرٍ [5] مِنَ النُّبُوَّةِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلاثِ سِنِينَ، وَأَعْرَسَ بِهَا فِي الْمَدِينَةِ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجِرِهِ إلى المدينة.
__________
[1] أ: بنت أبى ظبيان.
[2] أ: فكانت.
[3] صفحة 1817
[4] ليس في أ.
[5] أ: عشرين.(4/1881)
حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا موسى بن إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ مُتَوَفَّى خَدِيجَةَ وَقَبْلَ مَخْرَجِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ بِسَنَتَيْنِ أَوْ ثَلاثٍ، وَأَنَا بِنْتُ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ:
هَذَا يَقْضِي لِقَوْلِ أَبِي عُبَيْدَةَ بِالصَّوَابِ: إِنَّ خَدِيجَةَ تُوُفِّيَتْ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِخَمْسِ سِنِينَ. قَالَ: وَيُقَالُ بِأَرْبَعٍ قَبْلَ تَزْوِيجِ عَائِشَةَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ نِكَاحُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَةَ فِي شَوَّالٍ، وَابْتِنَاؤُهُ بِهَا فِي شَوَّالٍ، وَكَانَتْ تُحِبُّ أَنْ تُدْخِلَ النِّسَاءَ مِنْ أَهْلِهَا وَأَحِبَّتِهَا فِي شَوَّالٍ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ، وَتَقُولُ: هَلْ كَانَ فِي نِسَائِهِ عِنْدَهُ أَحْظَى مِنِّي، وَقَدْ نَكَحَنِي وَابْتَنَى بِيَ فِي شَوَّالٍ، وَتُوُفِّيَ عَنْهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ بِنْتُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَ مُكْثُهَا مَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَ سِنِينَ.
رَوَى أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِنْتُ سَبْعِ سِنِينَ، وَبَنَى بِيَ وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ، وَقُبِضَ عَنِّي وَأَنَا ابْنَةُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةً.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يحيى، حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا إسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ [1] سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ...
فَذَكَرَهُ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: لم ينكح صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكرًا غيرها، واستأذنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الكنية فَقَالَ لَهَا: اكتنى بابنك عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر-
__________
[1] أ: بن ممين.(4/1882)
يعني ابْن أختها. وَكَانَ مسروق إذا حدث عن عائشة يقول: حدثني الصادقة ابنة الصديق البرية [1] المبرأة بكذا وكذا، ذكره الشعبي، عَنْ مسروق. وَقَالَ أَبُو الضحى، عَنْ مسروق: رأيت مشيخة من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأكابر يسألونها عَنِ الفرائض. وَقَالَ عطاء بْن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأيًا فِي العامة وَقَالَ هشام بْن عروة، عَنْ أبيه: مَا رأيت أحدًا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة.
وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ المغيرة الحزامي، عن عبد الرحمن ابن أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَرْوَى لِشِعْرٍ مِنْ عُرْوَةَ.
فَقِيلَ لَهُ: مَا أَرْوَاكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَمَا رِوَايَتِي مِنْ [2] رِوَايَةِ عَائِشَةَ! مَا كَانَ يَنْزِلُ بِهَا شَيْءٌ إِلا أَنْشَدَتْ فِيهِ شِعْرًا. قَالَ الزُّهْرِيُّ: لَوْ جُمِعَ عِلْمُ عَائِشَةَ إِلَى عِلْمِ جَمِيعِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِلْمِ جَمِيعِ النِّسَاءِ لَكَانَ عِلْمُ عَائِشَةَ أَفْضَلَ.
وَرَوَى أَهْلُ الْبَصْرَةِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ سَمِعَهُ يَقُولُ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ.
قُلْتُ: فَمِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: أَبُوهَا. ومن حديث أبي مُوسَى الأشعري وحديث أنس عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فضل عائشة عَلَى النساء كفضل الثريد عَلَى سائر الطعام. وفيها يقول حسان بن ثابت [3] :
حصان رزان مَا تزن بريبة ... وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
__________
[1] أ: البريئة.
[2] أ: في.
[3] الديوان: 324.(4/1883)
عقيلة أصل [1] من لؤي بْن غالب ... كرام المساعي مجدهم [2] غير زائل
مهذنة؟ قد طهر اللَّه خيمها ... وطهرها من كل بغي [3] وباطل
فإن كَانَ مَا قد قيل عني [4] قلته ... فلا رفعت صوتي إلي أناملي
وإن الَّذِي قد قيل ليس بلائط ... بها الدهر بل قول امرئ [5] متماحل
فكيف وودى مَا حييت ونصرتي ... لآل رَسُول اللَّهِ زين المحافل
رأيتك وليغفر لك اللَّه حرة ... من المحصنات غير ذات الغوائل [6]
قَالَ أَبُو عُمَرَ: أمر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالذين رموا عائشة بالإفك حين نزل القرآن ببراءتها فجلدوا الحد ثمانين فِيمَا ذكر جماعة من أهل السير والعلم بالخبر. وَقَالَ قوم: إن حسان بْن ثابت لم يجلد معهم، ولا يصح عنه أنه خاض فِي الإفك والقذف، ويزعمون أنه القائل:
لقد ذاق عَبْد اللَّهِ مَا كَانَ أهله ... وحمنة إذ قَالُوا هجيرًا ومسطح
وعَبْد اللَّهِ هو عبد الله بن أبىّ بْن سلول.
وآخرون يصححون جلد حسان بْن ثابت، ويجعلونه من جملة أهل الإفك فِي عائشة. وأنشد ابْن إِسْحَاق هَذَا البيت عَلَى خلاف مَا مضى فِي أبيات ذكرها فَقَالَ قائل من المسلمين:
لقد ذاق حسان الَّذِي كان أهله ... وحمنة إذ قالوا هجيرا ومسطح
وهذا عندي أصح، لأن عَبْد اللَّهِ بْن أبي بْن سلول لم يكن ممن يستر جلده عن الجميع لو جلد
__________
[1] في الديوان: حليلة حي.
[2] أ: مجدها.
[3] أ: سوء.
[4] في الديوان: فإن كنت قد قلت الّذي قد زعمتم
[5] أ: والديوان: بى ما حل.
[6] أ، والديوان: ذات غوائل.(4/1884)
وقد روي أن حسان بْن ثابت استأذن على عائشة بعد ما كف بصره، فأذنت له، فدخل عليها فأكرمته، فلما خرج من عندها قيل لَهَا: أهذا من القوم؟ قالت: أليس يقول:
فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض مُحَمَّد منكم وقاء
هَذَا البيت يغفر له كل ذنب.
وتوفيت عائشة سنة سبع وخمسين، ذكره المدائني [1] ، عَنْ سُفْيَان بْن عيينة، عَنْ هشام بْن عروة [عَنْ أبيه] [2] . وَقَالَ خليفة [بْن خياط] [3] : وقد قيل: إنها توفيت سنة ثمان وخمسين، ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، أمرت أن تدفن ليلًا، فدفنت بعد الوتر بالبقيع، وصلى عليها أَبُو هريرة، ونزل فِي قبرها خمسة: عَبْد اللَّهِ وعروة ابنا الزبير، والقاسم بن محمد، وعبد الله ابن مُحَمَّد بْن أبي بكر، وعَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي بكر. فاللَّه أعلم. ذكر ذلك صالح بْن الوجيه، والزبير، وجماعة من أهل السير والخبر.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع عن عِصَامِ [4] بْنِ قُدَامَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيتكنّ صاحبة الجمل الأديب، [5] يُقْتَلُ حَوْلَهَا قَتْلَى كَثِيرٌ، وَتَنْجُو بَعْدَ مَا كَادَتْ. وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ أَعْلامِ نُبُوَّتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِصَامُ بْنُ قُدَامَةَ ثِقَةٌ وَسَائِرُ الإِسْنادِ أَشْهَرُ مِنْ أَنْ يُحْتَاجَ لِذِكْرِهِ [6] .
(4030) عائشة بنت الحارث بْن خالد بْن صخر الفرشية التيمية،
ولدت هي وأختاها
__________
[1] أ: بن المديني.
[2] من أ.
[3] من أ.
[4] ؟: عاصم.
[5] الأديب: الأدب، والأدب الكثير وبر الوجه.
[6] أ: من أن يحتاج أن يذكر.(4/1885)
فاطمة وزينب بأرض الحبشة. وقيل: إنهن متن فِي إقبالهن من أرض الحبشة من ماء شربنه فِي الطريق. وقد قيل: إن فاطمة نجت منهن وحدها.
(4031) عائشة بنت قدامة بْن مظعون القرشية الجمحية،
هي وأمها ريطة ابنة أبي سُفْيَان من المبايعات. تعد فِي أهل المدينة.
(4032) عزة بنت الحارث،
أخت ميمونة ولبابة. لم أر أحدا ذكرها فِي الصحابة، وأظنها لم تدرك الإسلام.
(4033) عزة بنت أبي سُفْيَان بْن حرب بْن أمية بْن عبد شمس،
أخت أم حبيبة رضي اللَّه عنهن، ذكرها يَزِيد بْن أبي حبيب، عَنِ ابْن شهاب فِي حديث أم حبيبة فِي الرضاع [خرج حديثها مسلم] [1] .
(4034) عزة بنت كامل [2] ،
روي عنها حديث واحد عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس إسناده بالقائم.
(4035) عزة الأشجعية،
حَدِيثُهَا عِنْدَ الأَشْعَثِ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ مَوْلاتِهِ عَزَّةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
وَيْلَكُنَّ مِنَ الأَحْمَرَيْنِ: الذَّهَبِ وَالزَّعْفَرَانِ.
(4036) عقيلة [3] ابنة عبيد بْن الحارث العتوارية.
كانت من المهاجرات والمبايعات، مدنية. حديثها عند مُوسَى بْن عبيدة [4] .
(4037) علية [5] بنت شريح الحضرميّ
هي أم السائب بن يزيد بن أخت نمر.
__________
[1] من أ.
[2] أ: كابل أو خابل. وفي الإصابة: بنت خابل- بالخاء المعجمة والباء الموحدة. ذكرها أبو عمر بالكاف بدل الخاء المعجمة وبالميم بدل الموحدة. والصواب الأول.
[3] أ: عزة بنت عبيد. وفي أسد الغابة: أوردها البخاري والطبراني بالعين المهملة والقاف وأوردها ابن مندة بالغين المعجمة والفاء.
[4] أ: عبيد.
[5] بضم العين وفتح اللام وتشديد الياء تحتها نقطتان (أسد الغابة) .(4/1886)
وهي أخت مخرمة بْن شريح الَّذِي ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ذلك رجل لا يتوسد القرآن.
(4038) عمرة بنت الحارث بْن أبي ضرار الخزاعية.
روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الدنيا خضرة حلوة ... الحديث. هي أخت جويرية بنت الحارث زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنها ابْن أخيها مُحَمَّد بْن الحارث.
(4039) عمرة بنت حزم الأنصارية.
روى عنها جابر بْن عَبْد اللَّهِ رضي اللَّه عنهم، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ترك الوضوء مما مسّت النار.
(4040) عمرة بنت رواحة،
أخت عبد الله بن رواحة زوجة بشير بْن سعد الأَنْصَارِيّ، وأم النعمان بْن بشير رضي اللَّه عنهم، لما ولدت النعمان بْن بشير حملته إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدعا بتمرة فمضغها، ثم ألقاها فِي فيه فحنكه بها، فقالت:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادع اللَّه أن يكثر ماله وولده، فَقَالَ: أما ترضين أن يعيش كما عاش خاله حميدًا، وقتل شهيدًا، ودخل الجنة. من حديثها عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: وجب الخروج عَلَى كل ذات نطاق.
(4041) عمرة بنت مَسْعُود بْن قيس بْن عَمْرو بْن زيد مناة بن عدي بن عمرو ابن مالك بْن النجار،
أم سعد بْن عبادة، وكانت من المبايعات، توفيت فِي سنة خمس من الهجرة.
(4042) عمرة بنت يَزِيد بْن الجون الكلابية.
وقيل: عمرة بنت يزيد بن عبيد ابن رواس بْن كلاب الكلابية، وهذا أصح. تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبلغه أن بها برصًا فطلقها ولم يدخل بها. وقيل: إنها التي تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتعوذت منه حين أدخلت عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: لقد عذت بمعاذ،(4/1887)
فطلقها، وأمر أسامة بْن زيد فمتعها بثلاثة أثواب. هكذا روى عَبْد اللَّهِ بْن [1] القاسم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. وَقَالَ أَبُو عبيدة: إنما ذلك لأسماء بنت النعمان بْن الجون. وَقَالَ قتادة: إنما قَالَ ذلك فِي امرأة من بني سليم [2] ، فالاختلاف فِيهَا كثير عَلَى مَا ذكرناه فِي باب أسماء [3] وغيره.
(4043) عمرة بنت يعار الأنصارية
زوجة أبي حذيفة مولاة سالم. واختلف فِي اسمها، وقد ذكرناها فِي باب الباء.
(4044) عميرة بنت سهل بْن رافع الأنصارية.
صاحب الصاعين الَّذِي لمزه المنافقون، وَكَانَ قد خرج بابنته هذه عميرة وبصاع من تمر إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما أتاها قَالَ له: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إن لي إليك حاجة. فَقَالَ: وما هي؟ قَالَ: ابنتي هذه تدعو اللَّه لي ولها وتمسح رأسها، فإنه ليس لي ولد غيرها.
قالت عميرة: فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم كفه علي قالت: فأقسم باللَّه لكان برد كف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على كبدي بعد.
باب الغين
(4045) غزيلة [4]
ويقال غزية، أم شريك الأنصارية. من بني النجار.
والصواب غزيلة إن شاء اللَّه تعالى. روى عنها جابر بْن عَبْد اللَّهِ أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يقول: ليفرن الناس من الدجال فِي الجبال. قالت:
أم شريك: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فأين العرب يومئذ؟ قَالَ: هم قليل. هي غير أم شريك العامرية، وإحداهما التي وهبت نفسها [للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] [5] وفيها نظر، وسيأتي ذكر أم شريك فِي الكنى إن شاء اللَّه تعالى. وقد اختلف فِي التي وهبت نفسها للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم اختلافا كثيرا.
__________
[1] أ: عبيد بن القاسم.
[2] أ: من بنى سلمة.
[3] صفحة 1785
[4] بالتصغير، ويقال غزية- بالتشديد بلا لام (الإصابة)
[5] ليس في أ.(4/1888)
باب الفاء
(4046) فاختة بنت أبي طالب بْن عبد المطلب بْن هاشم،
أم هانئ بنت أبي طالب، أخت علي وعقيل وجعفر وطالب وشقيقتهم. وأمهم فاطمة بنت أسد ابن هاشم بْن عبد مناف. واختلف فِي اسمها. فقيل: هند. وقيل: فاختة. وَهُوَ الأكثر، وسنذكرها في الكنى بأتم من هذا إن شاء اللَّه تعالى. يقولون: كَانَ إسلام أم هانئ يوم الفتح.
(4047) فاختة بنت الوليد بْن الْمُغِيرَةِ.
أسلمت قبل زوجها صفوان بْن أمية بشهر- قاله داود بن الحصين.
(4048) الفارعة بنت أبي أمامة أسعد بْن زرارة الأَنْصَارِيّ.
كَانَ أَبُو أمامة أبوها أوصى بها وبأختيها حبيبة وكبشة بنات أبي أمامة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبيط بْن جابر، من بني مالك بْن النجار.
(4049) الفارعة بنت أبي الصلت،
أخت أمية بْن أبي الصلت الثقفي. قدمت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد فتح الطائف، وكانت ذات لب وعفاف وجمال، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعجب بها، وَقَالَ لَهَا يومًا: هل تحفظين من شعر أخيك شَيْئًا؟ فأخبرته خبره، وما رأت منه، وقصت قصته فِي شق جوفه، وإخراج قلبه، ثم صرفه [1] مكانه وَهُوَ نائم، وأنشدت له الشعر الّذي أوله:
باتت همومي تسري طوارقها ... أكف عيني والدمع سابقها
نحو ثلاثة عشر بيتًا، منها قوله:
مَا رغب النفس فِي الحياة وإن ... تحيا قليلا فالموت سائقها
__________
[1] في الإصابة: ثم رده.(4/1889)
يوشك من فر من منيته ... يومًا عَلَى غرة يوافقها
من لم يمت غبطة يمت هرمًا ... للموت كأس والمرء ذائقها
وفي الخبر لما [1] حضرت وفاته قال عند المعاينة:
إن تعف يَا ربي [2] تعف جما ... وأي عبد لك لا ألمّا
ثم قال:
كل عيش وإن تطاول دهرًا ... صائر مرة إِلَى أن يزولا.
ليتني كنت قبل مَا قد بدا لي ... فِي قلال الجبال أرعى الوعولا
ثم مات. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا فارعة، كَانَ مثل أخيك كمثل الَّذِي آتاه اللَّه آياته [3] فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين. وذكر الخبر بتمامه مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ، عَنِ ابْن شهاب، عَنْ سَعِيد بْن المسيب، واختصرته واقتصرت منه عَلَى النكت التي يجب الوقوف عليها، حدثنيه بتمامه أَبُو القاسم خَلَف بْن قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الحسن بْن عتبة الرازي، قَالَ:
حَدَّثَنَا روح بْن الفرج القطان، قَالَ: حَدَّثَنَا وثيمة بْن مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سلمة ابن الفضل، عَنِ ابْن إِسْحَاق، قَالَ: حدثني مُحَمَّد بْن شهاب، عَنْ سَعِيد بْن المسيب، قَالَ: قدمت الفارعة بنت أبي الصلت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر الحديث بتمامه.
(4050) الفارعة بنت عَبْد الرَّحْمَنِ الخثعمية.
تذكر فِي الصحابة. روى عنها السري بْن عَبْد الرَّحْمَنِ.
(4051) فاضلة الأنصارية،
زوج عَبْد اللَّهِ بْن أنيس الجهني، قالت: خطبنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فحثّنا على الصدقة حديثها عند أهل المدينة.
__________
[1] أ: حضور وفاته وأنه قال عند المعاينة.
[2] أ: تغفر اللَّهمّ تغفر جما.
[3] أ: آتيناه آياتنا.(4/1890)
(4052) فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، أم عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ
وإخوته قيل: إنها ماتت قبل الهجرة، وليس بشيء، والصواب أنها هاجرت إِلَى المدينة وبها ماتت.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الْمُؤْمِنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ [الْحُطَيْمِيُّ] [1] قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبْدُوسٍ، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أُمُّ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب [فاطمة بنت أسد بن هاشم] [1] ، أَسْلَمَتْ، وَهَاجَرَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَتُوُفِّيَتْ بِهَا.
قَالَ الزُّبَيْرُ: هِيَ أَوَّلُ هَاشِمِيَّةٍ وَلَدَتْ لِهَاشِمِيٍّ [هَاشِمِيًّا] [2] قَالَ: وَقَدْ أَسْلَمَتْ وَهَاجَرَتْ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَاتَتْ بِالْمَدِينَةِ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، [وَشَهِدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] [3] .
قَالَ أَبُو عُمَرَ: رَوَى سَعْدَانُ بْنُ الْوَلِيدِ السَّابِرِيُّ [4] ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ أُمُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَلْبَسَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِيصَهُ، وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فِي قَبْرِهَا، فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ مَا صَنَعْتَ بِهَذِهِ، فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بَعْدَ أَبِي طَالِبٍ أَبَرُّ بِي مِنْهَا، إِنَّمَا أَلْبَسْتُهَا قَمِيصِي لِتُكْسَى مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ، وَاضْطَجَعْتُ مَعَهَا لِيُهَوَّنَ عَلَيْهَا.
(4053) فاطمة بنت الأسود [5] بْن عبد الأسد المخزومية.
هي التي قطع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدها، لأنها سرقت حليًا، وتكلمت قريش فِيهَا إِلَى أسامة بْن زيد ليشفع فِيهَا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو غلام، فشفع
__________
[1] ليس في أ.
[2] من أ.
[3] ليس في أ.
[4] ؟: السايرى.
[5] في الإصابة: بنت أبي الأسد، وقيل بنت الأسود بن عبد الأسد.(4/1891)
فِيهَا أسامة، فَقَالَ له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أسامة، لا تشفع فِي حد، فإنه إذا انتهى إلي لم يكن فيه مترك، ولو أن فاطمة بنت مُحَمَّد سرقت لقطعت يدها. روى حديثها وسماها حبيب بْن أبي ثابت.
(4054) فاطمة بنت الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم ابن مرة القرشية التيمية.
ولدت هي وأختاها زينب وعائشة بأرض الحبشة. وقد قيل: إن أخاهن مُوسَى ولد بأرض الحبشة أَيْضًا، وقدمت فاطمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة من أرض الحبشة، وكانت قد نجت من الماء الَّذِي شربه إخوتها فماتوا فِي انصرافهم من أرض الحبشة [بالطريق] [1] .
(4055) فاطمة بنت أبي حبيش بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بْن قصي القرشية الأسدية.
هي التي استحيضت فشكت ذلك لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهَا: إنما ذلك عرق، وليس بالحيضة- الحديث. روى عنها عروة بْن الزُّبَيْر، وسمع منها حديثها فِي الاستحاضة فِيمَا روى الليث عَنْ يَزِيد بْن أبي حبيب، عَنْ بكير بْن الأشج، عَنِ المنذر بْن الْمُغِيرَةِ، عَنْ عروة بْن الزُّبَيْر- أن فاطمة بنت أبي حبيش حدثته، ورواه مالك وجماعة، عَنْ هشام بْن عروة، عَنْ أبيه، عَنْ عائشة رضي اللَّه عنها أن فاطمة [بنت أبي حبيش] [2] وَهُوَ الصواب.
(4056) فاطمة بنت الخطاب بْن نفيل بْن عبد العزى القرشية العدوية.
أخت عُمَر بْن الْخَطَّابِ زوجة سَعِيد بْن زيد بْن عَمْرو بْن نفيل، أسلمت قديمًا. وقيل:
[أسلمت] [3] قبل زوجها. وقيل: مَعَ زوجها، وذلك قبل إسلام عمر أخيها رضي اللَّه عنها، وخبرها فِي إسلام عمر خبر عجيب.
__________
[1] ليس في أ.
[2] ليس في أ.
[3] ليس في أ.(4/1892)
(4057) فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، سيدة نساء العالمين، عَلَى أبيها وعليها السلام.
كانت هي وأختها أم كلثوم أصغر بنات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. واختلف فِي الصغرى منها، وقد قيل: إن رقية أصغر منها، وليس ذلك عندي بصحيح. وقد ذكرنا فِي باب رقية مَا تبين به [1] صحة مَا ذهبنا إِلَيْهِ فِي ذلك، ومضى فِي باب زينب وباب خديجة من ذلك مَا فيه كفاية.
وقد اضطرب مصعب والزبير فِي بنات النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أيتهن أكبر وأصغر اضطرابًا يوجب ألا يلتفت إليه [2] فِي ذلك. والذي تسكن إليه النفس عَلَى مَا تواترت به الأخبار فِي ترتيب بنات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن زينب الأولى، ثم الثانية رقية، ثم الثالثة أم كلثوم، ثم الرابعة فاطمة الزهراء والله أعلم.
قَالَ ابْن السراج: سمعت عَبْد اللَّهِ [3] بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن جعفر الهاشمي يقول: ولدت فاطمة رضي اللَّه عنها سنة إحدى وأربعين من مولد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنكح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاطمة عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ بعد وقعة أحد. وقيل: إنه تزوجها بعد أن ابتنى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعائشة بأربعة أشهر ونصف، وبنى بها بعد تزويجه إياها بتسعة أشهر ونصف، وَكَانَ سنها يوم تزويجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصفًا، وكانت سن علي إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر.
وَذَكَرَ أَبُو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ لأُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ: اكْفِي بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخِدْمَةَ خارجا وسقاية الماء الحاج [4] ،
__________
[1] أ: ما يبين صحة.
[2] أ: إليها.
[3] أ: عبيد الله.
[4] أ: والحاج(4/1893)
وَتَكْفِيكِ الْعَمَلَ فِي الْبَيْتِ: الْعَجْنَ وَالْخَبْزَ وَالطَّحْنَ. قَالَ: أَبُو عُمَرَ: فَوَلَدَتْ لَهُ الْحَسَنَ، وَالْحُسَيْنَ، وَأُمَّ كُلْثُومٍ، وَزَيْنَبَ، وَلَمْ يَتَزَوَّجْ عَلِيٌّ عَلَيْهَا غَيْرَهَا حَتَّى مَاتَتْ.
واختلف فِي مهره إياها، فروي أنه أمهرها درعه، وأنه لم يكن له فِي ذلك الوقت صفراء ولا بيضاء. وقيل: إن عليًا تزوج فاطمة رضي اللَّه عنهما عَلَى أربعمائة وثمانين، فأمر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يجعل ثلثها فِي الطيب. وزعم أصحابنا أن الدرع قدمها علي من أجل الدخول بأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياه فِي ذلك [1] .
وتوفيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بيسير. قَالَ مُحَمَّد بْن علي: بستة أشهر. وقد روي عَنِ ابْن شهاب مثله. وروي عنه بثلاثة أشهر. وقال عمرو ابن دينار: توفيت فاطمة بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثمانية أشهر. وَقَالَ ابْن بريدة: عاشت فاطمة بعد أبيها سبعين يومًا.
رَوَى الشَّعْبِيُّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ قَالَتْ: أَسَرَّ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ جَبْرَئِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي بِالْقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلا أُرَاهُ إِلا قَدْ حَضَرَ أَجَلِي، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لِحَاقًا بِي [2] ، وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ. قَالَتْ: فَبَكَيْتُ.
ثُمَّ قَالَ: أَلا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ أَوْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ [3] ! فَضَحِكَتْ. وروى عبد الرحمن بن أبي نعم، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ بنت عمران.
__________
[1] ى: بذلك.
[2] أ: لحوقا.
[3] أ: المؤمنين.(4/1894)
وَذَكَرَ ابْنُ السَّرَّاجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ كَثِيرٍ النَّوَّاءِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ فَاطِمَةَ وَهِيَ مَرِيضَةٌ، فَقَالَ لَهَا: كَيْفَ تَجِدِينَكِ يَا بُنَيَّةُ؟ قَالَتْ: إِنِّي لَوَجِعَةٌ، وَإِنَّهُ لَيَزِيدُنِي أَنِّي مَا لِي طَعَامٌ آكُلُهُ. قَالَ: يَا بُنَيَّةَ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنَّكِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ! قَالَتْ: يَا أَبَتِ، فَأَيْنَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ؟ قَالَ: تِلْكَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا، وَأَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِكِ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ زَوَّجْتُكَ سَيِّدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، قَالَ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا قَدِمَ مِنْ غَزْوٍ أَوْ سَفَرٍ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَأْتِي فَاطِمَةَ، ثُمَّ يَأْتِي أَزْوَاجَهُ- وَذَكَرَ تَمَامَ الْحَدِيثِ.
وَذَكَرَ الدراوَرْديّ، عن موسى بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَرْيَمُ، ثُمَّ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ. أَخْبَرَنَا قَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدُ [1] بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ سَنْجَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَارِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ عِلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ، ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فرعون.
__________
[1] أ: خالد.(4/1895)
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ عبد الملك بن محمد الرقاشي، قال: حدثنا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا.
عَبْدُ السَّلامِ، قال: سمعت أبا يزيد المدني يحدث عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وخديجة بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي بَابِ خَدِيجَةَ [1] نَظِيرُ هَذَا وَشَبَهُهُ مِنْ وُجُوهٍ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهَا بِطُرُقِهَا هُنَالِكَ، فأغني عن إعادتها ها هنا.
وَذَكَرَ السَّرَّاجُ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ- أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشْبَهَ كَلامًا وَحَدِيثًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فَاطِمَةَ، وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا وَرَحَّبَ بِهَا، كَمَا كَانَتْ تَصْنَعُ هِيَ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حدثنا سلمة عن ابن إسحاق، عن يحيى بْنِ عِبَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ فَاطِمَةَ، إِلا أَنْ يَكُونَ الَّذِي وَلَدَهَا صَلَّى الله عليه وسلم.
__________
[1] صفحة 1817.
[2] أ: ابن السراج.(4/1896)
أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ الطَّحَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَسَأَلْتُ [1] أَيُّ النَّاسِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فَاطِمَةُ. قُلْتُ: فَمِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَتْ: زَوْجُهَا، إِنْ كَانَ مَا عَلِمْتُهُ صَوَّامًا قَوَّامًا.
قَالَ: وَأَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَاذَانُ، عَنْ جَعْفَرٍ الأَحْمَرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ أَحَبَّ النِّسَاءِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةُ، وَمِنَ الرِّجَالِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ [2] ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عون ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ جَعْفَرِ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ [3] الْمُهَاجِرِ، عَنْ أُمِّ جَعْفَرٍ- أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: يَا أَسْمَاءَ، إِنِّي قَدِ اسْتَقْبَحْتُ مَا يُصْنَعُ بِالنِّسَاءِ، إِنَّهُ يُطْرَحُ عَلَى الْمَرْأَةِ الثَّوْبُ فَيَصِفُهَا. فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، أَلا أُرِيكِ شَيْئًا رَأَيْتُهُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ! فَدَعَتْ بِجَرَائِدَ رَطِبَةٍ فَحَنَّتْهَا ثُمَّ طَرَحَتْ عَلَيْهَا ثَوْبًا، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: مَا أَحْسن هَذا وَأَجملَهُ! تعْرَف بِهِ المَرْأة من الرجال، فإذا أنا مِتّ فاغْسلينِي أنتِ وعلِيٌّ، وَلا تُدْخِلِي عَلَيَّ أَحَدًا. فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ جَاءَتْ عَائَشَةُ تَدْخُلُ، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: لا تَدْخُلِي. فَشَكَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَتْ: إِنَّ هَذِهِ الْخَثْعَمِيَّةَ تَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، رقد جَعَلَتْ لَهَا مِثْلَ هَوْدَجِ الْعَرُوسِ- فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَوَقَفَ عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ: يَا أَسْمَاءُ، ما حملك على أن منعت
__________
[1] أ: فسئلت.
[2] أ: سعد.
[3] أ: عمارة.(4/1897)
أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَدْخُلْنَ عَلَى بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَعَلْتِ لَهَا مِثْلَ هَوْدَجِ الْعَرُوسِ؟ فَقَالَتْ: أَمَرَتْنِي أَلا يَدْخُلَ عَلَيْهَا أَحَدٌ، وَأَرَيْتُهَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتُ، وَهِيَ حَيَّةٌ، فَأَمَرَتْنِي أَنْ أَصْنَعَ ذَلِكَ لَهَا. قَالَ أَبُو بَكْرٌ:
فَاصْنَعِي مَا أَمَرَتْكِ. ثُمَّ انْصَرَفَ، فَغَسَّلَهَا عَلِيٌّ وَأَسْمَاءُ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: فاطمة رضي اللَّه عنها أول من غطي نعشها من النساء فِي الإسلام عَلَى الصفة المذكورة فِي هَذَا الخبر، ثم بعدها زينب بنت جحش رضي اللَّه عنها، صنع ذلك بها أَيْضًا.
وماتت فاطمة رضي اللَّه عنها بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت أول أهله لحوقًا به، وصلى عليها عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ. وَهُوَ الَّذِي غسلها مَعَ أسماء بنت عميس، ولم يخلف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بنيه غيرها. وقيل:
توفيت فاطمة بعده بخمس وسبعين ليلة. وقيل بستة أشهر إلا ليلتين، وذلك يوم الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان، وغسلها زوجها علي رضي اللَّه عنه، وكانت أشارت عَلَيْهِ أن يدفنها ليلًا. وقد قيل: إنه صلى عليها العباس بْن عبد المطلب ودخل قبرها هُوَ وعلي والفضل.
واختلف فِي وقت وفاتها، فَقَالَ مُحَمَّد بْن علي أَبُو جعفر: توفيت بعد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر.
وروي عنه أَيْضًا أنها لبثت بعد وفاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثة أشهر وقيل: بل ماتت بعد وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمائة يوم.
وَقَالَ الواقدي: حدثنا معمر، عَنِ الزهري، عَنْ عروة، عَنْ عائشة، قَالَ:
وأخبرنا ابْن جريج، عَنِ الزهري، عَنْ عروة- أن فاطمة توفيت بعد النَّبِيّ صَلَّى(4/1898)
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بستة أشهر. قَالَ مُحَمَّد بْن عُمَرَ: وَهُوَ أشبه عندنا. قَالَ: وتوفيت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة.
وذكر عَنْ جعفر بْن مُحَمَّد، قَالَ: كانت كنية فاطمة بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم أبيها [1] . وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن الحارث، وعمرو بْن دينار: توفيت بعد أبيها بثمانية أشهر. وَقَالَ ابْن بريدة: عاشت بعده سبعين يومًا. وَقَالَ المدائني:
ماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة، وهي ابنة تسع وعشرين سنة ولدت قبل النبوة بخمس سنين، صلى عليها العباس رضي اللَّه عنه.
واختلف فِي سنها وقت وفاتها، فذكر الزُّبَيْر بْن بكار أن عَبْد اللَّهِ بْن الحسن ابن الحسن دخل عَلَى هشام بْن عبد الملك وعنده الكلبي، فقال هشام لعبد الله ابن الحسن: يَا أبا مُحَمَّد، كم بلغت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من السن؟ فَقَالَ: ثلاثين سنة. فَقَالَ هشام للكلبي: كم بلغت من السن؟ فَقَالَ:
خمسا وثلاثين سنة. فَقَالَ هشام لعَبْد اللَّهِ بْن الحسن: [يَا أبا مُحَمَّد] [2] ، اسمع، الكلبي يقول مَا تسمع، وقد عني بهذا الشأن، فَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن الحسن: يَا أمير المؤمنين سلني عَنْ أمي، وسل الكلبي عَنْ أمه.
(4058) فاطمة بنت الضحاك بْن سُفْيَانَ الكلابي.
قَالَ ابْن إِسْحَاق: تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد وفاة ابنته زينب وخيرها حين نزلت آية التخيير، فاختارت الدنيا، ففارقها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكانت بعد ذلك تلقط البعر، وتقول: أبا الشقية [التي] [3] اخترت الدنيا. هكذا قَالَ، وهذا عندنا غير صحيح، لأن ابْن شهاب يروي عن أبى سلمة بن عبد الرحمن
__________
[1] أ: أم البهاء.
[2] ليس في أ.
[3] ليس في أ.(4/1899)
وعروة عَنْ عائشة- أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين خير أزواجه بدأ بها، فاختارت اللَّه ورسوله. قالت: وتتابع أزواج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلهن عَلَى ذلك. وَقَالَ قتادة وعكرمة: كَانَ عنده حين خيرهن تسع نسوة، وهن اللاتي توفي عنهن.
وقد قَالَ جماعة: إن التي كانت تقول أنا الشقية هي التي استعاذت من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. واختلف فِي المستعيذة من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اختلافًا كثيرًا، ولا يصح فِيهَا شيء.
وقد قيل: إن الضحاك بْن سُفْيَانَ عرض عَلَيْهِ فاطمة ابنته، وَقَالَ: إنها لم تصدع قط. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا حاجة لي بها. قيل: إنه تزوجها سنة ثمان، والله أعلم.
(4059) فاطمة بنت عَبْد اللَّهِ، أم عُثْمَان بْن أبي العاص الثقفي.
شهدت ولادة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين وضعته أمه آمنة. وَكَانَ ذلك ليلًا، قالت:
فما شيء [1] أنظر إِلَيْهِ من البيت إلا نور، وإني لأنظر إِلَى النجوم تدنو مني حَتَّى إني لأقول لتقعن عليّ.
(4060) فاطمة بنت عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس بن عبد مناف، خالة معاوية ابن أبي سُفْيَان.
روت عنها أم مُحَمَّد بْن عجلان، وهي مولاتها.
(4061) فاطمة بنت عَمْرو بْن حرام عمة جابر بْن عَبْد اللَّهِ.
ذكرها فِي حديث مُحَمَّد بْن المنكدر، عَنْ جابر، قَالَ: أصيب أبي يوم أحد، فجعلت أكشف الثوب عَنْ وجهه، وأبكي، وجعلوا ينهونني ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم
__________
[1] أ: فرأيتني.(4/1900)
لا ينهاني. قَالَ: وجعلت فاطمة بنت عَمْرو تبكيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: تبكيه أَوْ لا تبكيه مَا زالت الملائكة تظله بأجنحتها حَتَّى رفعتموه.
(4062) فاطمة ابنة قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بْن واثلة [1] بْن عَمْرو بْن شيبان بْن محارب بْن فهر القرشية الفهرية،
أخت الضحاك بْن قيس، يقال: إنها كانت أكبر منه بعشر سنين، كانت من المهاجرات الأول، وكانت ذات جمال وعقل وكمال، وفي بيتها اجتمع أصحاب الشورى عند قتل عُمَر بْن الْخَطَّابِ، وخطبوا خطبهم [2] المأثورة.
قَالَ الزُّبَيْر: وكانت امرأة نجودًا- والنجود النبيلة- وكانت عند أبي عمرو ابن حفص بْن الْمُغِيرَةِ، فطلقها، فخطبها معاوية وأبو جهم بْن حذيفة، فاستشارت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيهما، فأشار عليها بأسامة بْن زيد، فتزوجته، وفي طلاقها ونكاحها بعد سنن كثيرة مستعملة. روى عنها جماعة منهم الشعبي، والنخعي، وأبو سلمة.
(4063) فاطمة ابنة الوليد بْن عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس بْن عبد مناف.
كانت زوج سالم مولى أبي حذيفة، زوجها منه أَبُو حذيفة بْن عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس ابن عبد مناف. قَالَ ابْن شهاب: كانت ابنة أخيه، وكانت من المهاجرات الأول. قَالَ: فهي يومئذ من أفضل أيامى قريش، ثم تزوجها بعده الحارث بْن هشام فِيمَا ذكر إِسْحَاق بْن أبي فروة، وليس ممن يحتج به، هكذا ذكر العقيلي فِي نسبها. وَذَكَرَ فِي ذَلِكَ حَدِيثَ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي فروة، عن إبراهيم ابن الْعَبَّاسِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الحارث، عن فاطمة بنت الوليد
__________
[1] أسد الغابة: وائلة.
[2] أ: خطبتهم.(4/1901)
أُمِّ أَبِي بَكْرٍ- أَنَّهَا كَانَتْ فِي الشَّامِ تَلْبَسُ الْجِبَابَ مِنَ ثِيَابِ الْخَزِّ، ثُمَّ تَأْتَزِرُ، فَقِيلَ لَهَا: أَمَا يُغْنِيكِ هَذَا عَنِ الإِزَارِ؟ فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِالإِزَارِ. وَهَذَا الْحَدِيثُ حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ الوارث بن سفيان، قال:
حدثنا قاسم بن أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير، حَدَّثَنَا مالك بْن إِسْمَاعِيلَ أَبُو غسان، حَدَّثَنَا عبد السلام بْن حرب، عَنْ إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّهِ بْن أبي فروة. ولم ينسبها ابْن أبي خيثمة، ونسبها العقيلي، وغيره يخالفه فِيهَا فيقول: هي فاطمة بنت الوليد ابن المغيرة المخزومي.
(4064) فاطمة بنت الوليد بْن الْمُغِيرَةِ المخزومي.
أخت خالد بْن الوليد. أسلمت يوم فتح مكة، وبايعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي زوج الحارث بْن هشام المخزومي. يقال: إنه تزوجها بعده عُمَر بْن الْخَطَّابِ. وفي ذلك نظر.
(4065) فاطمة بنت اليمان، أخت حذيفة بْن اليمان،
واليمان اسمه حسيل.
وقد تقدم ذكره فِي [1] بابه. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الَّذِينَ يلونهم، ثم الَّذِينَ يلونهم، ولها أحاديث. روى عنها ابْن أخيها أَبُو عبيدة بْن حذيفة، وروي عنها حديث فِي كراهية تحلي النساء بالذهب، إن صح فهو منسوخ، وقد أوضحنا هَذَا المعنى فِي (التمهيد) ، رواه منصور، عَنْ ربعي بْن حراش، عَنِ امرأته، عَنْ أخت لحذيفة بْن اليمان. قَالَ:
ولحذيفة أخوات قد أدركن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالت. [خطبنا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ] [2] : يَا معشر النساء، أليس لكن فِي الفضة مَا تحلين به، أما إنه ليس منكن امرأة تحلى ذهبًا تظهره إلا عذبت به.
__________
[1] صفحة 408.
[2] ليس في أ.(4/1902)
(4066) فريعة بنت مالك بْن سنان أخت أبي سَعِيد الخدري،
كَانَ يقال لَهَا الفارعة، شهدت بيعة الرضوان وأمها حبيبة بنت عَبْد اللَّهِ بن أبى بن سلول. روت عَنِ الفريعة هذه زينب بنت كعب بن هجرة حديثها فِي سكنى المتوفى عنها زوجها فِي بيتها حَتَّى يبلغ الكتاب أجله. استعمله أكثر فقهاء الأمصار.
(4067) فريعة بنت معوذ بْن عفراء.
لَهَا صحبة، وكانت مجابة الدعوة. حديثها فِي الرخصة فِي الغناء وضرب الدف فِي العرس من حديث أهل البصيرة، هي أخت الربيع بنت معوذ.
باب القاف
(4068) قتيلة [1] ابنة صيفي الجهنية.
ويقال الأنصارية. كانت من المهاجرات الأول روى عنها عَبْد اللَّهِ بْن يسار.
(4069) قتيلة بنت قيس بن معديكرب الكندية، أخت الأشعث بْن قيس الكندي.
ويقال: قيلة، وليس بشيء. والصواب قتيلة، تزوجها رَسُول الله صلى الله عليه وسلم في سنة عشر، ثم اشتكى فِي النصف من صفر، ثم قبض يوم الاثنين ليومين مضيا من ربيع الأول من سنة إحدى عشرة، ولم تكن قدمت عَلَيْهِ ولا رآها ولا دخل بها. وَقَالَ بعضهم: كَانَ تزويجه إياها قبل وفاته بشهرين.
وزعم آخرون أَيْضًا أنه تزوجها فِي مرضه.
وَقَالَ منهم قائلون: إنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أوصى أن تخير، فإن شاءت ضرب عليها الحجاب وتحرم عَلَى المؤمنين، وإن شاءت فلتنكح من شاءت، فاختارت النكاح، فتزوجها عكرمة بْن أبي جهل بحضرموت، فبلغ أبا بكر،
__________
[1] بالمثناة والتصغير (التقريب)(4/1903)
فقال: لقد همت أن أحرق عليهما بيتهما، فَقَالَ له عمر: مَا هي من أمهات المؤمنين، ولا دخل بها، ولا ضرب عليها الحجاب.
وَقَالَ الجرجاني: زوجها أخوها منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمات عَلَيْهِ الصلاة والسلام قبل خروجها من اليمن، فخلف عليها عكرمة بْن أبي جهل. وَقَالَ بعضهم:
مَا أوصى فِيهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشيء، ولكنها ارتدت حين ارتد أخوها، فاحتج عمر عَلَى أبي بكر بأنها ليست من أزواج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بارتدادها، ولم تلد لعكرمة بْن أبي جهل، وفيها اختلاف كثير جدًا.
(4070) قتيلة بنت النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بْن عبد الدار.
قَالَ الزُّبَيْر: كانت تحت عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن أمية الأصغر بْن عبد شمس بْن عبد مناف، فولدت له عليًا والوليد ومحمدًا وأم الحكم. قَالَ أَبُو عُمَرَ:
قتل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أباها يوم بدرٍ صبرًا.
حَدَّثَنَا خَلَف بْن قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن رشيق، قَالَ: حَدَّثَنَا الدَّوْلابِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد بْن سنان أَبُو خالد، قَالَ: حدثنا عبد الله بن خالد ابن نمير أَبُو بَكْر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو محصن، عَنْ سُفْيَان بْن حصين، عَنْ أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قَالَ: قتل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومئذ صبرًا النضر بْن الحارث من بني عبد الدار، وقتل طعيمة بْن عدي من بني نوفل، وقتل عقبة بْن أبي معيط من بني أمية. قَالَ الْوَاقِدِيّ: أسلمت قتيلة يوم الفتح.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: كانت شاعرة محسنة، ولما انصرف رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم من بدر كتبت إليه قتيلة ابنة النضر بْن الحارث فِي أبيها، وذلك قبل إسلامها [1] :
يَا راكبًا إن الأثيل مظنة ... من صبح خامسة وأنت موفق
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2- 419.(4/1904)
أبلغ به ميتًا فإن [1] تحية ... مَا إن تزال بها النجائب تخفق
مني إليه [2] وعبرة مسفوحة ... جادت بواكفها وأخرى تخفق
هل يسمعن النضر إن ناديته ... بل [3] كيف تسمع ميتًا لا ينطق
ظلت سيوف بني أبيه تنوشه ... للَّه أرحام هناك تشقق
صبرًا يقاد إِلَى المنية متعبًا ... رسف المقيد وَهُوَ عان موثق
أمحمد ولدتك صنو نجيبة [4] ... من قومها والفحل فحل معرق
مَا كَانَ ضرك لو مننت وربما ... من الفتى وَهُوَ المغيظ المحنق
النضر [5] أقرب من أسرت قرابة ... وأحقهم إن كَانَ عتق يعتق
فلما بلغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك بكى حَتَّى أخضلت الدموع لحيته، وَقَالَ: لو بلغني شعرها قبل أن أقتله لعفوت عنه. ذكر هَذَا الخبر عَبْد اللَّهِ بْن إدريس فِي حديثه. وذكر الزُّبَيْر، وَقَالَ: فرق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهَا حَتَّى دمعت عيناه، وَقَالَ لأبي بكر: يَا أبا بكر، لو كنت سمعت شعرها مَا قتلت أباها.
قَالَ الزُّبَيْر: وسمعت بعض أهل العلم يغمز أبياتها هذه، ويذكر أنها مصنوعة، وضرب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنقه وعنق عقبة بْن أبي معيط صبرًا يوم بدر.
__________
[1] السيرة: بأن.
[2] السيرة، أ: إليك.
[3] السيرة، والإصابة: أم كيف يسمع ميت.
[4] السيرة: أمحمد يا خير ضنّ كريمة في ...
[5] أ، والسيرة: فالنضر.(4/1905)
(4071) قسرة بنت [1] رواس الكندية.
قالت: قَالَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا قسرة، اذكري اللَّه عند الخطيئة يذكرك عندها بالمغفرة، وأطيعي زوجك يكفك من شر الدنيا والآخرة. وبري والديك بكثر خير بيتك.
(4072) قيلة ابنة مخرمة الغنوية.
قيل العنزية [2] . وقيل التميمية. روت عنها صفية ودحيبة ابنتا عليبة.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن حسان الحديث الطويل الفصيح، فهي ربيبتهما، وقيل جدة أبيهما. وقد شرح حديثها أهل العلم بالحديث، فهو حديث حسن.
(4073) قيلة الأنمارية.
وقال ابن أبى خيثمة الأنصارية، أخت بني أنمار، حديثها فِي البيوع عند عَبْد اللَّهِ بْن عُثْمَانَ بْن خثيم، عنها
(4074) قيلة الخزاعية،
فهي أم سباع بْن عبد العزى بْن عَمْرو بْن نضلة بْن عباس ابن سُلَيْمَانَ بْن خزاعة، ومن خلفاء بني زهرة. فِيهَا وفي التي قبلها نظر.
باب الكاف
(4075) كبشة بنت حكيم الثقفية،
جدة أم الحكم بنت يَحْيَى بْن عُقْبَةَ، رأت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَهَا صحبة.
(4076) كبشة بنت رافع بْن عبيد بْن ثعلبة بْن عبيد بن الأبجر،
وهو خدرة ابن عوف بْن الحارث بْن الخزرج. هي أم سعد بن معاذ، لما صحبة. روى سعد ابن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا خُرِجَ بِجِنَازَةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ جَعَلَتْ أُمُّهُ تَبْكِي، فَقَالَ لَهَا عُمَرُ: انْظُرِي مَا تَقُولِينَ يَا أُمُّ سعد؟
__________
[1] في الإصابة: قال أبو عمر: قسرة- بكسر القاف وسكون المهملة. وقال غيره:
بالشين المعجمة. وقيل بفتح القاف مع إهمال السين.
[2] أ: العنبرية.(4/1906)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دَعْهَا يَا عُمَرُ، كُلُّ [1] بَاكِيَةٍ مُكْثِرَةٌ إِلا أُمَّ سَعْدٍ مَا قَالَتْ مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ تكذب.
(4077) كبشة الأنصارية.
تعرف بالبرصاء، وهي جدة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي عمرة، وَهُوَ الراوي عنها. قال أحمد بن زهير: سمعت أبي يقول: كبشة هذه من بني مالك بْن النجار، لَهَا صحبة.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إسماعيل ابن محمد الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْن إِسْحَاق، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد بْنُ جابرُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ جَدَّتِهِ يُقَالُ لَهَا كَبْشَةُ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَرِبَ مِنْ فَمِ [2] قِرْبَةٍ مُعَلَّقَةٍ، قَالَتْ: فَقَطَعْتُ فَمَهَا فَرَفَعْتُهُ.
(4078) كبيرة [3] بنت سُفْيَان.
ويقال: ابنة أبي سُفْيَان الثقفية. ليس حديثها بالقائم، لأنه يدور عَلَى مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن مسمول، أَوْ هُوَ مجهول
(4079) كعيبة [4] بنت سَعِيد الأسلمية،
شهدت خيبر مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسهم لَهَا سهم رجل فِيمَا رواه الْوَاقِدِيّ.
باب اللام
(4080) لبابة بنت الحارث بْن حزن الهلالية،
من بني هلال بْن عامر بْن صعصعة، ينسبونها لبابة بنت الحارث بْن حزن بْن بجير بْن الهرم بْن رويبة بْن عَبْد اللَّهِ بن
__________
[1] في أسد الغابة: كل نائحة تكذب إلا نائحة سعد.
[2] في أ: من في قربة معلقة قائما فقمت إلى فيها فقطعته.
[3] بالتصغير (الإصابة) .
[4] في أسد الغابة: أخرجها الثلاثة وأبو موسى بالباء الموحدة، إلا أن ابن مندة وأبا نعيم قالا كثيرة- بالثاء المثلثة. وفي الإصابة كبيرة. وقيل بالثاء بدل الموحدة.(4/1907)
هلال بْن عامر بْن صعصعة. هي أم الفضل أخت ميمونة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وزوجة العباس بْن عبد المطلب، وأم أكثر بنيه. يقال: إنها أول امرأة أسلمت بعد خديجة، فكان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يزورها ويقيل عندها. وروت عنه أحاديث كثيرة، وكانت من المنجبات، ولدت للعباس ستة رجال لم تلد امرأة مثلهم، وهم: الفضل، وبه كانت تكنى ويكنى زوجها العباس أَيْضًا أَبُو الفضل- وعَبْد اللَّهِ الفقيه، وعبيد اللَّه الفقيه، ومعبد، وقثم، وعَبْد الرَّحْمَنِ، وأم حبيبة سابعة- وفي أم الفضل هذه يقول عبد الله بن يزيد الهلالي:
مَا ولدت نجيبة من فحل ... بجبل نعلمه وسهل
كستة من بطن أم الفضل ... أكرم بها من كهلة وكهل
عم النَّبِيّ المصطفى ذي الفضل ... وخاتم الرسل وخير الرسل
وأخوات أم الفضل لأبيها وأمها ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ولبابة الصغرى، وعصمة، وعزة، وهزيلة، أخوات لأب وأم، كلهن بنات الحارث بْن حزن الهلالي، وأخواتهن لأمهن، أسماء، وسلمى، وسلامة بنات عميس الخثعميات، وأخوهن لأمهم محمية بْن جزء الزبيدي، فهن ست أخوات لأب وأم، وتسع أخوات لأم، أمهن كلهن هند بنت عوف الكنانية، وقيل الحميرية. ومن قَالَ الحميرية قَالَ: هند بنت عوف بن الحارث ابن حماطة بْن جرش بْن حمير، قَالُوا: وهي العجوز التي قيل فِيهَا أكرم الناس أصهارا وقد قيل: إن زينب بنت خزيمة الهلالية أختهن لأم.(4/1908)
حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد، قال: حدثنا أحمد بن الفضل [ابن الْعَبَّاسِ الدينَوَريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ] [1] بْنِ مُنِيرٍ بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: الأَخَوَاتُ الْمُؤْمِنَاتُ: مَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ، وَأُمُّ الْفَضْلِ سَلْمَى، وَأَسْمَاءُ. وَقَالَ فِيهِ [الزُّبَيْرُ، عَنْ] [2] إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمْزَةَ، عَنِ الدراوَرْديّ بِإِسْنَادِهِ: الأَخَوَاتُ الأَرْبَعُ مُؤْمِنَاتٌ: مَيْمُونَةُ، وَأُمُّ الْفَضْلِ، وَسَلْمَى، وَأَسْمَاءُ.
(4081) لبابة الصغرى بنت الحارث بْن حزن بْن بجير بْن الهرم [3] الهلالية
أخت لبابة الكبرى المتقدم ذكرها. ولبابة الصغرى هي أم خالد بْن الوليد، فِي إسلامها وصحبتها نظر.
(4082) ليلى بنت أبي حثمة بْن حذيفة بْن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بْن عويج بْن عدي بْن كعب القرشية العدوية،
امرأة عامر بْن ربيعة، هاجرت الهجرتين وصلت القبلتين. روت عنها الشفاء. ويقال: إنها أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة. وقيل: بل تلك أم سلمى. وَقَالَ الزُّبَيْر ومصعب: ليلى بنت أبي حثمة هي أول ظعينة قدمت المدينة مَعَ زوجها عامر بْن ربيعة.
(4083) ليلى بنت حكيم الأنصارية الأوسية،
التي وهبت نفسها للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ذكرها أَحْمَد بْن صالح المصري فِي أزواج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكرها غيره فِيمَا علمت.
__________
[1] من أ
[2] ليس في أ
[3] في ى: هرم.(4/1909)
(4084) ليلى مولاة عائشة.
حديثها ليس بقائم الإسناد. وروى عنها أَبُو عَبْد اللَّهِ المدني وَهُوَ مجهول.
(4085) ليلى عمة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي ليلى.
بايعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروت عنه.
(4086) ليلى بنت قانف [1] الثقفية
كانت فيمن شهد غسل أم كلثوم بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووصفت ذلك فأتقنت.
حَدَّثَنَا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي نُوحُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ- أَنَّ لَيْلَى بِنْتَ قَانِفٍ الثَّقَفِيَّةَ قَالَتْ:
كُنْتُ فِيمَنْ غَسَّلَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: فَأَوَّلُ مَا أَعْطَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ كَفَنِهَا الْحَقْوُ، ثُمَّ الدِّرْعُ، ثُمَّ الْخِمَارُ، ثُمَّ الْمِلْحَفَةُ، ثُمَّ أُدْرِجَتْ فِي الثَّوْبِ الأَكْبَرِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَ الْبَابِ يُنَاوِلُنَا.
(4087) ليلى السدوسية.
امرأة بشير بن الخصاصية، حديثها عند إياد بْن لقيط فِي تغيير اسم زوجها بشير.
(4088) ليلى الغفارية.
كانت تخرج مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مغازيه تداوي الجرحى، وتقوم عَلَى المرضى. حديثها أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لعائشة: هَذَا عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ أول الناس إيمانًا. روى عنها محمد بن قاسم الطائي.
__________
[1] بالقاف والنون والفاء (التقريب)(4/1910)
باب الميم
(4089) مارية أَوْ ماوية مولاة حجير بْن أبي أهاب التميمي.
حليف بني نوفل.
هي التي حبس فِي بيتها خبيب بْن عدي. ذَكَرَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعَقِيلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي نُجَيْحٍ أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ مَارِيَّةَ مَوْلاةِ حُجَيْرٍ، وَكَانَ خُبَيْبُ بْنُ عَدِيٍّ حُبِسَ فِي بَيْتِهَا، قَالَ: فَكَانَتْ تُحَدِّثُ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَتْ، قَالَتْ: وَاللَّهِ، إِنَّهُ لَمَحْبُوسٌ فِي بَيْتِي مُغْلَقٌ دُونَهُ إِذَا طلّعت مِنْ خَلَلِ الْبَابِ، وَفِي يَدِهِ قِطْفُ عِنَبٍ مِثْلُ رَأْسِ الرَّجُلِ يَأْكُلُ مِنْهُ، وَمَا أَعْلَمُ فِي الأَرْضِ حَبَّةَ عِنَبٍ تُؤْكَلُ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْقَتْلُ قَالَ: يَا مَارِيَّةُ، الْتَمِسِي لِي حَدِيدَةً أَتَطَهَّرُ بِهَا. قَالَتْ: فَأَعْطَيْتُ الْمُوسِيَّ غُلامًا مِنَّا وَأَمَرْتُهُ أَنْ يَأْتِيَهُ بِهَا. فَدَخَلَ بِهَا عَلَيْهِ. قالت: فو الله مَا هُوَ إِلا أَنْ وَلَّى دَاخِلا عَلَيْهِ، فقلت: أَصَابَ الرَّجُلُ ثَأْرَهُ، يَقْتُلُ هَذَا الْغُلامَ بِهَذِهِ الْحَدِيدَةِ لِيَكُونَ رَجُلٌ بِرَجُلٍ. فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ الْغُلامُ أَخَذَ الْحَدِيدَةَ مِنْ يَدِهِ، وَقَالَ: لَعَمْرِي مَا خَافَتْ أُمُّكَ غَدْرِي حِينَ أَرْسَلَتْكَ إِلَيَّ بِهَذِهِ الْحَدِيدَةِ، ثُمَّ خَلَّى سَبِيلَهُ. هَكَذَا قَالَ: قَالَتْ مَارِيَّةُ. وَفِي رِوَايَةِ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ مَاوِيَّةُ، قَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نُجَيْحٍ، عَنْ مَاوِيَّةَ مَوْلاةِ حُجَيْرِ بْنِ أَبِي إِهَابٍ، قَالَتْ: حُبِسَ خُبَيْبٌ بِمَكَّةَ فِي بَيْتِي، فَلَقَدِ اطَّلَعْتُ عَلَيْهِ يَوْمًا، وَإِنَّ فِي يَدِهِ لَقِطْفًا مِنْ عِنَبٍ أَعْظَمُ مِنْ رَأْسِهِ، يَأْكُلُ مِنْهُ وَمَا فِي الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ حَبَّةُ عِنَبٍ.
(4090) مارية خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
تكنى أم الرباب، حديثها عند أهل البصرة أنها تطأطأت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى صعد حائطًا ليلة فر من المشركين. لا أدري أهي الأولى قبلها أم لا.(4/1911)
(4091) مارية القبطية مولاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأم ولده إِبْرَاهِيم،
وهي مارية بنت شمعون، أهداها له المقوقس القبطي صاحب الإسكندرية ومصر، وأهدى معها أختها سيرين وخصيًا يقال له مأبور، فوهب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيرين لحسان بْن ثابت، وهي أم عَبْد الرَّحْمَنِ بْن حسان.
حَدَّثَنَا عبد لوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالا: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ ابن سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ- أَنَّ رَجُلا كَانَ يُتَّهَمُ بِأُمِّ إِبْرَاهِيمَ أُمِّ وَلَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ: اذْهِبْ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، فَأَتَاهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ، فَإِذَا هُوَ فِي رَكِيٍّ يَتَبَرَّدُ فِيهَا، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: اخْرُجْ، فَنَاوَلَهُ يَدَهُ، فَأَخْرَجَهُ فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ لَيْسَ لَهُ ذَكَرٌ، فَكَفَّ عَلِيٌّ عَنْهُ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَمَجْبُوبٌ. وَرَوَى الأَعْمَشُ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ فِيهِ. قَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكُونُ كَالسِّكَّةِ الْمُحْمَاةِ أَوِ الشَّاهِدِ يَرَى مَا لا يَرَى الْغَائِبُ. فَقَالَ: بَلِ الشَّاهِدِ يَرَى مَا لا يَرَى الْغَائِبُ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: هَذَا الرَّجُلُ الْمُتَّهَمُ كَانَ ابْنَ عَمِّ مَارِيَّةَ الْقِبْطِيَّةِ، أَهْدَاهُ مَعَهَا الْمُقَوْقِسُ، وَذَلِكَ مَوْجُودٌ فِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ. وَأَظُنُّهُ الْخَصِيَّ الْمَأْبُورَ الْمَذْكُورَ، مِنْ حِينَئِذٍ عُرِفَ أَنَّهُ خَصِيٌّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وتوفيت مارية فِي خلافة عُمَر بْن الْخَطَّابِ، وذلك فِي المحرم من سنة ست عشرة، وَكَانَ عمر يحشر الناس بنفسه لشهود جنازتها، وصلى عليها عمر، ودفنت بالبقيع، وقد ذكرنا خبر ابنها إِبْرَاهِيم فِي أول هَذَا الديوان مستوعبًا، والحمد للَّه.(4/1912)
روى من حديث ابْن عباس عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه لما ولدت مارية القبطية لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنه إِبْرَاهِيم قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أعتقها ولدها. وإسناده لا تقوم به حجة لضعفه.
(4092) مارية، خادم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جدة المثنى بْن صالح بْن مهران مولى عَمْرو بْن حريث،
لَهَا حديث واحد من حديث أهل الكوفة، رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَدَّتِهِ مَارِيَّةَ، قَالَتْ: صَافَحْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ أَرَ كَفًّا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(4093) مريم ابنة إياس الأنصارية،
مدنية. روى عنها عَمْرو بْن يَحْيَى المازني.
(4094) معاذة بنت عَبْد الله.
وقيل مسيكة. مولاة عَبْد الله بن أبي بن سلول، فِيهَا نزلت: وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا. وَكَانَ ابْن أبي يكرهها عَلَى ذلك فتأبى وتمتنع منه لإسلامها، هكذا قَالَ الزهري هي معاذة. وَقَالَ الأعمش، عَنْ أبي سُفْيَان، عَنْ جابر:
اسمها مسيكة. والصحيح مَا قاله ابْن شهاب إن شاء اللَّه تعالى. ذَكَرَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، قَالَ:
كَانَتْ مُعَاذَةُ مَوْلاةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بن سَلُولٍ امْرَأَةً مُسْلِمَةً فَاضِلَةً، وَكَانَتْ تَأْبَى عَلَيْهِ مِمَّا يَدْعُوهَا إِلَيْهِ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ مُعَاذَةَ عُتِقَتْ فَكَانَتْ فِيمَا بَلَغَنِي مِمَّنْ بَايَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْعَةَ النِّسَاءِ فَتَزَوَّجَهَا بَعْدَ ذَلِكَ سَهْلُ بْنُ قَرَظَةَ أَخُو بَنِي عَمْرِو [1] بْنِ عَوْفٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ، وَأُمَّ سَعِيدٍ بِنْتَ سَهْلٍ، ثُمَّ هَلِكَ عَنْهَا أَوْ فَارَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا الْحُمَيِّرُ بْنُ عَدِيٍّ الْقَارِي، أَخُو بَنِي خَطْمَةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ تَوْأَمًا الْحَارِثَ بْنَ الْحُمَيِّرِ، وَعَدِيَّ بْنَ الْحُمَيِّرِ، وأم سعد بنت الحمير،
__________
[1] أ: بنى عامر بن عوف.(4/1913)
ثُمَّ فَارَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا عَامِرُ بْنُ عَدِيٍّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي خَطْمَةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ عَامِرٍ، قَالَ: وَكَانَتْ مُعَاذَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ الضَّرِيرِ بْنِ أُمَيَّةَ بن خدارة ابن الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: قَوْلُ ابْنِ شِهَابٍ هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الأَوْسَ وَالْخَزْرَجَ كَانَ يَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَيَمْلِكُونَ مَا يَسْبُونَ كَسَائِرِ مَا كَانَتِ الْعَرَبُ تصنعه.
(4095) مليكة، جدة إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّهِ بْن أبي طلحة،
لَهَا صحبة. روى عنها أنس بْن مالك. قيل: إنها أم سليم. وقيل: أم حرام، ولا يصح ذلك والله أعلم. والاختلاف فِي اسم أم سليم كثير عَلَى ما نذكره فِي بابها من الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
(4096) مليكة،
ويقال حبيبة بنت خارجة بْن زيد بْن أبي زهير الأَنْصَارِيّ، قد تقدم [1] ذكرها فِي باب الحاء.
(4097) مليكة بنت عَمْرو الزيدية من زيد اللات بن سعد.
حديثها عند زهير ابن معاوية عَنِ امرأة من أهله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فِي البقرة: لبنها [2] شفاء، وسمنها دواء، ولحمها داء.
(4098) مليكة بنت عويمر [3] الهذلية.
إحدى المرأتين من هذيل اللتين ضربت إحداهما بطن الأخرى، فألقت جنينًا، وكانتا ضرتين هذليتين. قَالَ ابْن عباس: كَانَ اسم إحداهما مليكة والأخرى أم غطيف. من حديث سماك عَنْ عكرمة عَنِ ابْن عباس.
(4099) ميمونة بنت الحارث الهلالية، زوج النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم،
هي ميمونة
__________
[1] صفحة 1807.
[2] أ: ألبانها.
[3] في الإصابة: وقيل بنت عويم- بغير راء. وفي أ: بنت عمرو.(4/1914)
بنت الحارث بْن حزن بْن بجير بْن الهرم بْن رويبة بْن عَبْد اللَّهِ بْن هلال بن عامر ابن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بْن منصور بْن عكرمة بْن حفصة بْن قيس عيلان بْن مضر.
أمها هند بنت عوف بْن زهير بْن الحارث بْن حماطة من حمير. وقيل: من كنانة عَلَى مَا ذكرنا فِي باب أسماء بنت عميس، وأخوات ميمونة لأبيها وأمها:
أم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث بْن حزن زوج العباس بْن عبد المطلب، ولبابة الصغرى بنت الحارث [زوج الوليد بْن الْمُغِيرَةِ المخزومي،] [1] هي أم خالد بْن الوليد. وعصماء بنت الحارث كانت تحت أبي بْن خلف الجمحي، فولدت له أبان [2] وغيره، وعزة بنت الحارث بْن حزن كانت تحت زياد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مالك الهلالي، فهؤلاء أخوات ميمونة لأب وأم. وأمهن هند بنت عوف.
وأخوات ميمونة لأمها أسماء بنت عميس، كانت تحت جعفر بْن أبي طالب، فولدت له عَبْد اللَّهِ، وعونًا، ومحمدًا، ثم خلف عليها أَبُو بَكْر الصديق، فولدت له محمدًا، ثم خلف عليها عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، فولدت له يَحْيَى. وقد قيل: إن أسماء بنت عميس كانت تحت حمزة. قيل: ولا يصح. وسلمى بنت عميس الخثعمية أخت أسماء، كانت تحت حمزة بْن عبد المطلب، فولدت له أمة اللَّه بنت حمزة، ثم خلف عليها بعده شداد بْن أسامة بْن الهادي الليثي، فولدت له عَبْد اللَّهِ، وعَبْد الرَّحْمَنِ، وسلامة بنت عميس أخت أسماء وسلمى كانت تحت عَبْد اللَّهِ بْن كعب بْن منبه الخثعمي. وزينب بنت خزيمة أخت ميمونة لأمها. وَكَانَ اسم ميمونة برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة.
__________
[1] ليس في أ.
[2] أ: أبا أبي.(4/1915)
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ كُرَيْبًا أَبَا رِشْدِينَ يُحَدِّثُ عَنِ ابن عباس قال: كان اسم ميمونة برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة.
وكذلك روى عطاء ابن أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنِ ابْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَأَمَّا جُوَيْرِيَةُ فَلَمْ يَخْتَلِفُوا أَنَّ اسْمَهَا كَانَ بَرَّةَ فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُوَيْرِيَةَ، مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ.
وَقَالَ أَبُو عبيدة: لما فرغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر توجه إِلَى مكة معتمرًا سنة سبع، وقدم عَلَيْهِ جعفر بْن أبي طالب من أرض الحبشة، فخطب عَلَيْهِ ميمونة بنت الحارث الهلالية، وكانت أختها لأمها أسماء بنت عميس عند جعفر، وسلمى بنت عميس عند حمزة، وأم الفضل عند العباس، فأجابت جعفر بْن أبي طالب إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجعلت أمرها إِلَى العباس، فأنكحها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما رجع بنى بها بسرف [1] حلالا، وكانت قبله عند أبي رهم بْن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ. وقال: يقال بن عند سبرة بْن أبي رهم، قَالَ: وماتت بسرف. هَذَا كله قول أبي عبيدة.
وَقَالَ عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عقيل: كانت ميمونة قبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند حويطب بْن عبد العزى. وَقَالَ عقيل، عَنِ ابْن شهاب: كانت تحت أبي رهم ابن عبد العزى. قَالَ ابْن شهاب: وهي التي وهبت نفسها للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
[1] موضع على ستة أميال من مكة. وقيل سبعة وتسعة واثنى عشر (ياقوت) .(4/1916)
وكذلك قَالَ قتادة، قَالَ: وفيها نزلت: وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ ... 33: 50 الآية. قَالَ قتادة: وكانت قبله عند فروة بْن عبد العزى بْن أسد بْن غنم بْن دودان، هكذا قَالَ قتادة، وَهُوَ خطأ، والصواب مَا تقدم ذكره فِي زوجها أنه من بني عامر، وقد غلط أَيْضًا قتادة فِي نسبها، فَقَالَ: ميمونة بنت الحارث بْن فروة، وإنما هي ميمونة بنت الحارث بْن حزن عند جميعهم غيره، وقول ابْن شهاب الصواب، والله أعلم.
وذكر مُوسَى بْن عُقْبَةَ، عَنِ ابْن شهاب، قَالَ: خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من العام القابل- يعني من عام الحديبية- معتمرًا فِي ذي القعدة سنة سبع، وَهُوَ الشهر الَّذِي صده فيه المشركون عَنِ المسجد الحرام، فلما بلغ موضعًا ذكره بعث جعفر بْن أبي طالب بين يديه إِلَى ميمونة بنت الحارث بْن حزن الهلالية، فخطبها عَلَيْهِ جعفر، فجعلت أمرها إِلَى العباس، فزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَذَكَرَ سُنَيْدٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: لَقِيَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجُحْفَةِ حِينَ اعْتَمَرَ عُمْرَةَ الْقَضِيَّةَ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَأَيَّمَتْ مَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنِ بْنِ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، هَلْ لَكَ فِي أَنْ تَزَوَّجَهَا فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَلَمَّا أَنْ قَدِمَ مَكَّةَ أَقَامَا ثَلاثًا، فَجَاءَهُ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، اخْرُجْ عَنَّا، الْيَوْمَ آخِرُ شَرْطِكَ. فَقَالَ: دَعُونِي أَبْتَنِي بِامْرَأَتِي، وَأَصْنَعُ لَكُمْ طَعَامًا، فَقَالَ:
لا حَاجَةَ لَنَا بِكَ وَلا بِطَعَامِكَ، اخْرُجْ عَنَّا، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: يَا عَاضَّ بَظْرِ أُمِّهِ أَرْضُكَ وَأَرْضُ أُمِّكَ! نَحْنُ دُونَهُ، لا يَخْرُجُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،(4/1917)
إِلا أَنْ يَشَاءَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعْهُمْ فَإِنَّهُمْ زَارُونَا لا نؤذيهم. فَخَرَجَ فَبَنَى بِهَا بِسَرِفَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ وَأَهْلُ السِّيَرِ فِي حَالِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ عَقَدَ نِكَاحَهُ مَعَ مَيْمُونَةَ، وَقَدْ أَوْضَحْنَا ذَلِكَ فِي كِتَابِ «التَّمْهِيدِ» وَالْحَمْدُ للَّه.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ صفية بنت شيبة، فقالت: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم مَيْمُونَةَ، وَبَنَى بِهَا بِسَرِفَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَتُوُفِّيَتْ مَيْمُونَةُ بِسَرِفَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي ابْتَنَى بِهَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَلِكَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ. وَقِيلَ: تُوُفِّيَتْ بِسَرِفَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ. وَقِيلَ: تُوُفِّيَتْ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ بِسَرِفَ، وَصَلَّى عَلَيْهَا ابْنُ عَبَّاسٍ، وَدَخَلَ قَبْرَهَا هُوَ، وَيَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِي، وَهُمْ بَنُو أَخَوَاتِهَا، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْخَوْلَانِيُّ، وَكَانَ يَتِيمًا فِي حجرها.
(4100) ميمونة أخرى، مولاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حديثها عند أهل الشام فِي فضل بيت المقدس، إن أشد عذاب القبر في الغيبة والبول. روى عنها زياد بْن أبي سودة، والقاسم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ.
(4101) ميمونة بنت سعد مولاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى عنها أَبُو يَزِيد الضبي أيوب بْن أبي خالد حديثًا مرفوعًا فِي قبلة الصائم وعتق ولد الزنا، حديث ليس بالقوى.(4/1918)
(4102) ميمونة بنت أبي عنبسة [1] مولاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدعاء.
(4103) ميمونة بنت كردم الثقفية.
روى عنها يَزِيد بْن مقسم، حديثها عند أهل البصرة، وليس يَزِيد هَذَا بمعروف.
باب النون
(4104) نسيبة [2] بنت الحارث، أم عطية الأنصارية.
غلبت عليها كنيتها، ويقال نبيشة.
(4105) نسيبة [3] بنت كعب بْن عَمْرو، أم عمارة الأنصارية.
غلبت عليها كنيتها، يأتي ذكرها مجودا فِي باب الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
(4106) نفيسة بنت أمية لتميمية، أخت يعلى بْن أمية،
لَهَا صحبة ورواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(4107) النوار بنت مالك بْن صرمة،
من بني عدي بْن النجار، هي أم زيد بْن ثابت الأَنْصَارِيّ الفقيه القاري الفارض، كاتب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روت عنها أم سعد بنت أسعد بْن زرارة.
(4108) نولة [4] بنت أسلم الأنصارية،
صلت القبلتين. حديثها يروى عَنْ جعفر ابن محمود [بْن مُحَمَّد بْن سلمة بْن مخلد] [5] ، عَنْ جدته أم أبيه نولة بنت أسلم-
__________
[1] في أسد الغابة: أو بنت عتبة- قاله ابن مندة وأبو عمر. وقال أبو نعيم: هو تصحيف وإنما هو عسيب. وفي الإصابة: ميمونة بنت أبي عسيب. ويقال بنت أبى عنبسة. جزم بالأول أبو نعيم وبالثاني أبو عمر.
[2] في أسد الغابة: نسيبة هذه بضم النون وفتح السين.
[3] في أسد الغابة: نسيبة هذه بفتح النون وكسر السين، قاله الأمير أبو نصر.
[4] في أسد الغابة: نويلة. وفي القاموس: أو هي كجهينة. وفي الإصابة: نويلة. ويقال أولها مثناة فوقية، وهذه التي بالنون رواية إسحاق بن إدريس.
[5] ليس في ى.(4/1919)
أنها قالت: صلينا الظهر أَوِ العصر فِي مسجد بني حارثة، فاستقبلنا بيت المقدس، فصلينا سجدتين، ثم جاءنا من يخبرنا أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد استقبل البيت الحرام فتحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال، فصلينا السجدتين، ونحن نستقبل البيت الحرام، قَالَ: فحدثني رجال من الأنصار من بني حارثة أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين بلغه ذلك قَالَ: أولئك قوم أيقنوا بالغيب.
باب الهاء
(4109) هزيلة بنت الحارث بْن حزن الهلالية، أم حفيد،
هي أخت ميمونة وأخواتها، نكحت فِي الإعراب، وهي التي أهدت إِلَى أختها ميمونة الضباب والأقط والسمن فِي حديث سُلَيْمَان بْن يسار، وعبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ عَنْ ميمونة.
(4110) هند بنت أسيد بْن الحضير [1] الأَنْصَارِيّ.
روى عنها أَبُو الرجال عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كَانَ يخطب بالقرآن- قالت: وما تعلمت «ق والقرآن المجيد» إلّا من كثرة ما كنت أسمها منه وهو بخطب بها عَلَى المنبر.
(4111) هند بنت أبي أمية، أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ.
أبوها أَبُو أمية بْن الْمُغِيرَةِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ بْن مخزوم. واسمه حذيفة، يعرف بزاد الراكب، وَهُوَ أحد أجواد قريش المشهورين بالكرم. وأمها عاتكة بنت عامر ابن ربيعة بْن مالك بْن خزيمة بْن علقمة بْن فراس.
واختلف فِي اسم أم سلمة، فقيل رملة، وليس بشيء. وقيل: هند، وَهُوَ الصواب، وعليه جماعة من العلماء فِي اسم أم سلمة. وكانت قبل رَسُول اللَّهِ صَلَّى
__________
[1] أ، وأسد الغابة، والإصابة: حضير.(4/1920)
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحت أبي سلمة بْن عبد الأسد، وكانت هي وزوجها أَبُو سلمة أول من هاجر إِلَى أرض الحبشة. ويقال أَيْضًا: إن أم سلمة أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة. وقيل: بل ليلى بنت أبي حثمة زوجة عامر بْن ربيعة، تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم سلمة سنة اثنتين من الهجرة بعد وقعة بدر، عقد عليها فِي شوال، وابتنى بها فِي شوال، وَقَالَ لَهَا: إن شئت سبعت عندك وسبعت لنسائي، وإن شئت ثلثت ودرت. فقالت: بل ثلث. وتوفيت أم سلمة فِي أول خلافة يَزِيد بْن معاوية سنة ستين. وقيل: إنها توفيت فِي شهر رمضان أَوْ شوال سنة تسع وخمسين، وصلى عليها أَبُو هريرة. وقد قيل: إن الَّذِي صلى عليها سَعِيد بْن زيد.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَيْمُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَتْ أُمُّ سَلَمَةَ أَوْصَتْ أَنْ يُصَلِّي عَلَيْهَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، وَكَانَ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ مَرْوَانُ.
وَقَالَ الْحَسَنُ [بْنُ عُثْمَانَ] [1] : بَلْ كَانَ الْوَالِي يَوْمَئِذٍ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ، وَصَلَّى عَلَيْهَا أَبُو هُرَيْرَةَ، وَدَخَلَ قَبْرَهَا عُمَرُ وَسَلَمَةُ ابْنَا أَبِي سَلَمَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، وَدُفِنَتْ بِالْبَقِيعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.
(4112) هند بنت ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب بْن هاشم.
ولدت عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي التي كانت عند حبان بْن واسع هي وامرأة له أخرى أنصارية، فطلق الأنصارية وهي ترضع، فمرت بها سنة، ثم هلك عنها ولم
__________
[1] ليس في أ.(4/1921)
تحص، فقالت: أنا أرثه، ولم أحض، فاختصمتا إِلَى عُثْمَان بْن عفان فقضى لَهَا بالميراث، ولا مت الهاشمية عُثْمَان فَقَالَ لَهَا: هَذَا عمل ابْن عمك، قد أشار علينا بهذا- يعني عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ.
(4113) هند بنت أبي طالب، أم هانئ.
قد اختلف فِي اسمها، فقيل: هند.
وقيل: فاختة، وكلاهما قاله جماعة من العلماء بهذا الشأن، وقد ذكرناها فِي الفاء [1] ، وسنذكرها فِي الكنى إن شاء اللَّه تعالى. ومن حجة من قَالَ: إن اسمها هند- قول زوجها هبيرة بْن أبي وهب بْن عمرو بن عائذ [2] بن عمران بن مخزوم حين هرب إِلَى نجران، وأسلمت أم هانئ زوجته، فبلغه إسلامها، فقال:
أشاقتك هند أم أتاك [3] سؤالها ... كذاك النوى أسبابها وانتقالها
وقد أرقت فِي رأس حصن ممرد ... بنجران يسري بعد نوم خيالها
وهي أبيات سنذكرها بكمالها فِي باب كنيتها إن شاء الله تعالى.
(4114) هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بْن عبد مناف، أم معاوية،
أسلمت عام الفتح بعد إسلام زوجها أبي سُفْيَان بْن حرب، فأقرهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نكاحهما، وكانت امرأة [فِيمَا ذكره] [4] لَهَا نفس وأنفة [5] ، شهدت أحدًا كافرة مَعَ زوجها أبي سُفْيَان بْن حرب، وكانت تقول يوم أحد:
نحن بنات طارق ... نمشي عَلَى النمارق
[والمسك في المفارق ... ولدر في المخانق] [6]
إن تقبلوا نعانق ... [ونفرش النمارق] [7]
أَوْ تدبروا نفارق ... فراق غير وامق
قَالَ الزُّبَيْر: سمعت يحيى بن عبد الملك الهديرى- وقد ذكر قول هند يوم
__________
[1] صفحة 1889.
[2] أ: عابد.
[3] أ: نآك.
[4] من أ
[5] أ: نفس واثقة.
[6] من أ.
[7] من أ(4/1922)
أحد نحن بنات طارق فَقَالَ: أرادت: نحن بنات النجم، من قوله عَزَّ وَجَلَّ:
وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ. وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ 86: 1- 3 تقول: نحن بنات النجم.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: قَالُوا: فلما قتل حمزة وثبت عَلَيْهِ فمثلت به، وشقت بطنه، واستخرجت كبده فشوت منه وأكلت فِيمَا يقال، لأنه كَانَ قد قتل أباها يوم بدر. وقد قيل: إن الَّذِي مثل بحمزة بْن عبد المطلب معاوية بْن الْمُغِيرَةِ بْن أبي العاص بْن أمية، وقتله النبي صلى الله عليه وسلم ضرا؟ منصرفه من أحد فِيمَا ذكر الزُّبَيْر، ثم ختم اللَّه لَهَا بالإسلام، فأسلمت يوم الفتح، فلما أخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البيعة عَلَى النساء- ومن الشرط فِيهَا ألا يسرقن ولا يزنين- قالت له هند بنت عتبة: وهل تزني الحرة وتسرق يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فلما قَالَ: وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ. قالت: قد ربّيناهم صغار وقتلتهم أنت ببذر كبارًا- أَوْ نحو هَذَا من القول. وشكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن زوجها أبا سُفْيَان لا يعطيها من الطعام مَا يكفيها وولدها. فَقَالَ لَهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خذي من ماله بالمعروف مَا يكفيك أنت وولدك. وتوفيت هند بنت عتبة فِي خلافة عُمَر بْن الْخَطَّابِ فِي اليوم الَّذِي مات فيه أَبُو قحافة والد أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنهما.
(4115) هند بنت عَمْرو بْن حرام عمة جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصارية.
كانت تحت عَمْرو بْن الجموح، فقتل عنها يوم أحد، وقتل أخوها عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن حرام يومئذ أَيْضًا، ودفنا في قبر واحد.
(4116) هند بنت يَزِيد بْن البرصاء:
من بني [أبى] [1] بكر بن كلاب،
__________
[1] من أ، وأسد الغابة.(4/1923)
هكذا ذكرها أَبُو عبيدة فِي أزواج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ أَحْمَد بْن صالح المصري: هي عمرة بنت يَزِيد، وفيها نظر، لأن الاضطراب فِيهَا كثير جدًا.
باب الياء
(4117) يسيرة [1] الأنصارية.
[تكنى [2]] أم ياسر. وقيل: بل هي يسيرة بنت ياسر، تكنى أم حميضة، كانت من المهاجرات الأول المبايعات من حديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: يَا نساء المؤمنات، عليكن بالتهليل والتسبيح والتقديس، واعقدن بالأنامل فإنّهنّ مسئولان مستنطقات. هي جدة هانئ بْن عُثْمَانَ. حديثها عند أهل الكوفة، عَنْ هانئ بْن عُثْمَانَ، عَنْ حميضة بنت ياسر، عَنْ جدتها يسيرة.
كتاب كنى النساء
باب الألف
(4118) أم أبان بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بْن عبد مناف
لما قدمت من الشام خطبها عمر، وعلي، والزبير، وطلحة، فأبت من كل واحد منهم إلا طلحة، فتزوجها طلحة بن عبيد الله، لا أعلم لها رواية.
(4119) أم أزهر العائشية [3] ،
روي عنها حديث مخرجه عَنِ النساء، فيه نظر.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنُ السَّكَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّرَخْسِيُّ. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ [4] الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُنَيْسَةُ [5] بِنْتُ الْمُنْقِذِ العائشية
__________
[1] بضم الياء وفتح السين المهملة وبعدها ياء ثانية (أسد الغابة)
[2] من أ.
[3] في أسد الغابة: أم الأزهر. وفي أ: العايشية.
[4] أ: عبد الكريم بن عبيد الله بن عبد الكريم.
[5] أ: أبية بنت منقذ.(4/1924)
[قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ بِنْتُ الزِّبْرِقَانِ الْعَائِشِيَّةُ [1]] ، عَنْ أُمِّ الأَزْهَرِ- امْرَأَةٍ مِنْهُمْ- أَنَّ أَبَاهَا ذَهَبَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَيْهَا وَبَرَّكَ عَلَيْهَا، وَكَانَتِ امْرَأَةً صَالِحَةً. قَالَ لَنَا خَلَفُ: قَالَ لَنَا أَبُو عَلِيٍّ: وَلَمْ أَجِدْ لِهَذِهِ الْمَرْأَةِ ذِكْرًا إِلا في هذه الرواية.
(4120) أم إِسْحَاق الغنوية.
هاجرت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يروي عنها أهل البصرة، حديثها فيمن أكل ناسيًا غريب الإسناد.
(4121) أم أنس الأنصارية،
جدة يونس بْن عمران بْن أبي أنس، قالت لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جعلك اللَّه فِي الرفيق الأعلى وأنا معك. فَقَالَ: آمين. وَقَالَ لَهَا: عليك بالصلاة، والهجريّ المعاصي، فإنه أفضل الجهاد.
(4122) أم أوس [2] البهزية.
روى عنها أوس بْن خالد حديثها فِي الهدية وأعلام النبوة.
(4123) أم أيمن خادمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
اسمها بركة، تزوجها عبيد الحبشي، فولدت له أيمن المعروف بابن أم أيمن، قد ذكرناه فِي بابه.
ثم خلف عليها زيد بْن حارثة، فولدت له أسامة، قد تقدم ذكر [3] أم أيمن، وكثير من خبرها فِي باب الباء من أسماء النساء، فلا وجه لإعادته هاهنا.
(4124) أم أيوب الأنصارية، زوجة أبي أيوب الأَنْصَارِيّ،
وهي ابنة قيس ابن سَعِيد [4] بْن قيس بْن عَمْرو بْن امرئ القيس، من الخزرج. رَوَى الْحُمَيْدِيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ- أَنَّ أُمَّ أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّةَ أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ: نَزَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَكَلَّفْنَا لَهُ طَعَامًا فِيهِ بَعْضُ هذه
__________
[1] ليس في أ.
[2] أ: بهن البهزية.
[3] أ: ذكرها، وانظر صفحة 1793.
[4] أ، والطبقات: بن سعد. وفي الإصابة: قيس بن عمرو بن امرئ القيس.(4/1925)
الْبُقُولِ، فَكَرِهَهُ، وَقَالَ لأَصْحَابِهِ [كُلُوا [1]] ، إِنِّي لَسْتُ كَأَحَدِكُمْ، إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُوذِيَ صَاحِبِي. قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: قَالَ سُفْيَانُ: وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي تُحَدِّثُ بِهِ أُمُّ أَيُّوبَ عَنْكَ إِنَّ الْمَلائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى بِهِ بَنُو آدَمَ قَالَ: حَقٌّ.
باب الباء
(4125) أم بجيد الأنصارية الحارثية.
قيل اسمها حواء، وفي ذلك اضطراب، وهي مشهورة بكنيتها، حَدِيثُهَا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عبد الرحمن ابن بُجَيْدٍ أَخِي بَنِي حَارِثَةَ أَنَّ جَدَّتَهُ أُمَّ بُجَيْدٍ حَدَّثَتْهُ، وَكَانَتْ مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَاللَّهِ إِنَّ الْمِسْكِينَ لَيَقُومُ عَلَى بَابِي، فَمَا أَجِدُ شَيْئًا أُعْطِيهِ إِيَّاهُ وَأَزْهَدُ [2] لَهُ بَعْضَ مَا عِنْدِي. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: إِنْ لَمْ تَجِدِي شَيْئًا تُعْطِيهِ إِيَّاهُ إِلا ظِلْفًا مُحَرَّقًا فَضَعِيهِ فِي يَدِهِ. رَوَاهُ اللَّيْثُ [3] وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، [وَذَكَرَهُ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ [4]] كَمَا ذكرنا.
(4126) أم بردة ابنة المنذر [بْن زيد بْن لبيد] [5] بْن خراش بْن عامر بْن غنم ابن عدي بْن النجار.
وهي التي أرضعت إِبْرَاهِيم ابْن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دفعه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليها ساعة وضعته أمه مارية، فلم تزل ترضعه حَتَّى مات عندها، فهي زوج البراء بْن أوس.
(4127) أم بشر ابنة البراء بْن معرور الأنصارية.
ويقال لَهَا أم مبشر أَيْضًا.
قيل: اسمها خليدة، ولم يصح. روى عنها عَبْد اللَّهِ [6] بن كعب بن مالك
__________
[1] من أ. وفي أسد الغابة: كلوه.
[2] أ: وأ تزهد.
[3] ء: الليثي.
[4] ليس في أ.
[5] ليس في أ.
[6] أ: عبد الرحمن.(4/1926)
أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يقول: أرواح المؤمنين فِي أجواف طير خضر تعلق فِي شجر الجنة. روى [عنها] [1] مجاهد أنها سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: خير الناس رجل أخذ عنان [2] فرسه ينتظر أن يغير أَوْ يغار عليه.
(4128) أم بلال بنت هلال المزنية،
روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضحوا بالجذع من الضأن فإنه يجزئ.
باب الجيم
(4129) أم الجلاس التميمية.
هي أم عَبْد اللَّهِ بْن عياش بْن أبي ربيعة، اسمها أسماء وقد ذكرناها فِي باب الألف [3] من أسماء النساء.
(4130) أم جميل بنت المجلل بْن عبد- ويقال ابْن عبيد- بن أبى قيس بن عبد ودّ ابن نصر بن مالك [ابن حسل] [4] بن عامر بن لؤي بن غالب بْن فهر القرشية العامرية.
اختلف فِي اسمها، فقيل فاطمة. وقيل جويرية. أسلمت قديمًا، وهاجرت مَعَ زوجها حاطب بْن الحارث بْن معمر الجمحي إِلَى أرض الحبشة، وولدت له هناك مُحَمَّد بْن حاطب، والحارث بْن حاطب، ثم توفي عنها، فخلف عليها زيد بْن ثابت بْن الضحاك، فولدت له. وأم جميل ممن جمعت الهجرتين إِلَى أرض الحبشة، وإلى المدينة. روى عنها [أبيها] [4] مُحَمَّد بْن حاطب. يقول أهل النسب: إنه لا عقب للمجلل إلا من أم جميل.
(4131) أم جندب الأزدية.
روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارموا الجمار بمثل حصى الخذف، ولا تقتلوا أنفسكم. وكانوا يرمون بحجارة ضخام.
وهي أم سُلَيْمَان بْن عَمْرو بْن الأحوص، وروى عنها ابنها سُلَيْمَان بْن عَمْرو ابن الأحوص، وروى عنها هَذَا الحديث أَيْضًا أَبُو يزيد مولى عبد الله بن الحارث.
__________
[1] من أ.
[2] أ: بعنان.
[3] صفحة 1783.
[4] ليس في أ.(4/1927)
باب الحاء
(4132) أم الحارث ابنة عياش بْن أبي ربيعة المخزومية،
روى عنها مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن حبان أنها رأت بديل بْن ورقاء يطوف [عَلَى جمل] [1] عَلَى أهل المنازل بمنى يقول: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهاكم أن تصوموا هذه الأيام، فإنها أيام أكل وشرب.
(4133) أم الحارث الأنصارية.
شهدت حنينًا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم تنهزم يومئذ فيمن انهزم. روى عنها عمارة بْن عزيّة، وهي جدّته.
(4134) أم حبيبة.
ويقال أم حبيب [2] أَيْضًا- كذلك يقول أكثر أهل النسب- بنت العباس بْن عبد المطلب، مذكورة فِي حديث أم الفضل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: لو بلغت أم حبيبة بنت العباس وأنا حي لتزوجتها. وتزوجها الأسود بْن سُفْيَانَ بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللَّهِ بْن عُمَرَ بْن مخزوم. وأم «أم حبيبة» بنت العباس أم الفضل بنت الحارث، فهي أخت [3] عَبْد اللَّهِ، والفضل، وعبيد اللَّه، وعَبْد الرَّحْمَنِ، وقثم، ومعبد بني العباس.
(4135) أم حبيبة، ويقال أم حبيب [2] ، ابنة جحش بْن رئاب الأسدي.
أخت زينب بنت جحش، وأخت حمنة [بنت جحش] [1] وأكثرهم يسقطون الهاء، فيقولون: أم حبيب. كانت تحت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف، وكانت تستحاض.
وأهل السير يقولون: إن المستحاضة حمنة. والصحيح عند أهل الحديث أنهما كانتا تستحاضان جميعا. وقد قيل: إن زينب بنت جحش استحيضت ولا يصحّ.
__________
[1] ليس في أ.
[2] في أسد الغابة: والأول أكثر.
[3] أ: وهي أم عبد الله.(4/1928)
وفي الموطأ: وهم، أن زينب بنت جحش استحيضت، وأنها كانت تحت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف، وهذا غلط، إنما كانت تحت زيد بْن حارثة ولم تكن تحت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف، والغلط لا يسلم منه أحد. وزعم بعض الناس أن أم حبيبة [1] هذه اسمها حبيبة.
(4136) أم حبيبة بنت أبي سُفْيَان، زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قد مضى ذكرها مجودًا فِي باب الراء [2] من الأسماء، لأن اسمها رملة، لا خلاف فِي ذلك إلا عند من شذ ممن يعد قوله خطأ، ومن قَالَ ذلك زعم أن رملة أختها.
وتوفيت أم حبيبة سنة أربع وأربعين، ولم يختلفوا فِي وقت وفاتها.
أَخْبَرَنَا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: اسْمُ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمْلَةُ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: وَيُقَالُ هِنْدٌ وَالْمَشْهُورُ رَمْلَةُ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: إِنَّمَا دَخَلَتِ الشُّبْهَةُ عَلَى مَنْ قَالَ فِيهَا هِنْدٌ بِاسْمِ أُمِّ سَلَمَةَ، وَكَذَلِكَ دَخَلَتِ الشُّبْهَةُ عَلَى مَنْ قَالَ اسْمُ أُمِّ [3] سَلَمَةَ رَمْلَةُ. وَالصَّحِيحُ فِي اسْمِ أُمِّ سَلَمَةَ هِنْدٌ، وَفِي أُمِّ حَبِيبَةَ رَمْلَةُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ وكانت أم حبيبة عند عبيد اللَّه بْن جحش أخي عَبْد اللَّهِ وأبي أَحْمَد ابني جحش بْن رئاب بْن يعمر الأسدي، حلفاء بني أمية، فولدت له حبيبة بأرض الحبشة، وَكَانَ قد هاجر مَعَ زوجته أم حبيبة إِلَى أرض الحبشة مسلمًا، ثم تنصر هنالك، ومات نصرانيًا، وبقيت أم حبيبة مسلمة بأرض الحبشة، خطبها [4] رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي.
وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ [5] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أزهر [6]
__________
[1] أ: أم حبيب.
[2] صفحة 1843.
[3] أ: في اسم.
[4] أ: فخطبها.
[5] أ: حسن.
[6] أ: زهير.(4/1929)
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرٍو- أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ قَالَتْ: مَا شَعُرْتُ وَأَنَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ إِلا بِرَسُولِ النَّجَاشِيِّ [1] جَارِيَةٌ يُقَالُ لَهَا أَبْرَهَةُ، كَانَتْ تَقُومُ عَلَى ثِيَابِهِ وَدُهْنِهِ، فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيَّ فَأَذِنْتُ لَهَا. فَقَالَتْ: إِنَّ الْمَلِكَ يَقُولُ لَكِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ أُزَوِّجَكِهِ. فَقُلْتُ: بَشَّرَكَ اللَّهُ بِخَيْرٍ، وَقَالَتْ: يَقُولُ لَكِ الْمَلِكُ وَكِّلِي مَنْ يُزَوِّجُكِ فَأَرْسَلَتْ إِلَى خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ فَوَكَّلَتْهُ، وَأَعْطَيْتُ أَبْرَهَةَ سِوَارَيْنِ مِنْ فِضَّةَ كَانَتَا عَلَيَّ وَخَوَاتِيمَ فِضَّةٍ كَانَتْ فِي أَصَابِعِي سرورا بما بَشَّرْتَنِي بِهِ.
فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ أَمَرَ النَّجَاشِيُّ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَمَنْ هُنَاكَ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَحْضُرُونَ، وَخَطَبَ النَّجَاشِيُّ فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه، الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ، السَّلامُ الْمُؤْمِنُ، الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ، الْجَبَّارُ [الْمُتَكَبِّرُ] [2] أَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَّهُ الّذي بشر به عيسى بن مَرْيَمَ. أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ أُزَوِّجَهُ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ، فَأَجَبْتُ إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ أَصْدَقْتُهَا أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ ثُمَّ سَكَبَ الدَّنَانِيرَ بَيْنَ يَدَيِ الْقَوْمِ، فَتَكَلَّمَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه أَحْمَدُهُ وَأَسْتَعِينُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقَّ، لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ، وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ. أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَجَبْتُ إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَوَّجْتُهُ أُمَّ حبيبة بنت أبى سفيان.
فبارك الله لرسول الله عَلَيْهِ السَّلامُ. وَدَفَعَ النَّجَاشِيُّ الدَّنَانِيرَ إِلَى خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ فَقَبَضَهَا، ثُمَّ أَرَادُوا أَنْ يَقُومُوا فَقَالَ: اجْلِسُوا، فَإِنَّ سُنَّةَ الأَنْبِيَاءِ إِذَا تَزَوَّجُوا أَنْ يُؤْكَلَ طَعَامٌ عَلَى التَّزْوِيجِ. فَدَعَا بِطَعَامٍ فَأَكَلُوا ثُمَّ تَفَرَّقُوا. وَقَالَ: وحدثني مُحَمَّد بْن
__________
[1] ء: إلا وأنا برسول الله.
[2] ليس في أ(4/1930)
حسن، عَنْ مُحَمَّد بْن طلحة قَالَ: قدم خالد بْن سَعِيد، وعمرو بْن العاص بأم حبيبة من أرض الحبشة عام الهدنة.
(4137) أم حرام بنت ملحان بْن خالد بْن زيد بْن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بْن عدي بْن النجار،
زوج عبادة بْن الصامت، وأخت أم سليم، وخالة أنس ابن مالك، لا أقف لَهَا عَلَى اسم صحيح، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمها ويزورها فِي بيتها، ويقيل عندها، ودعا لَهَا بالشهادة، فخرجت مَعَ زوجها عبادة غازية فِي البحر، فلما وصلوا إِلَى جزيرة قبرص خرجت من البحر فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت ودفنت فِي موضعها، وذلك فِي إمارة معاوية وخلافة عُثْمَان. ويقال: إن معاوية غزا تلك الغزاة بنفسه ومعه أَيْضًا امرأته فاختة بنت قرظة من بني نوفل بْن عبد مناف [1] .
(4138) أم حرملة بنت عبد الأسود بْن خزيمة.
هاجرت إِلَى أرض الحبشة مَعَ زوجها جهم بن قيس.
(4139) أم الحصين بنت إِسْحَاق الأحمسية [2]
روى عنها العيزار بْن حريث، ويحيى بْن حصين، شهدت حجة الوداع.
(4140) أم حفيد [3] الهلالية بنت الحارث،
اسمها هزيلة الأعرابية، أخت ميمونة وأم الفضل، وهي خالة بن عباس التي أهدت الأقط والسمن والأضب إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأكل من السمن والأقط ولم يأكل من الأضب، وأكلت [4] عَلَى مائدة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم [5] .
__________
[1] في أبعد هذا: قال أبو الوليد الناجي: أم حرام كانت خالة النبي من الرضاعة فلذلك كان يقبل عندها وينام في حجرها، حكاه عن قول ابن وهب. قال أبو الوليد: فعلها ذلك به على ما يفعله ذو المحارم مع ذي رحمه، ومن يكرم عليه ويريد المغالاة في مرضاته.
[2] ء: الأخمصية. والمثبت في أ، وأسد الغابة، والإصابة.
[3] بقاء مصغر (الإصابة) .
[4] أ: وأكل.
[5] تقدمت في صفحة؟ 1920.(4/1931)
(4141) أم الحكم بنت أبي سُفْيَان بْن حرب بْن أمية بْن عبد شمس،
من مسلمة الفتح، كانت فِي حين نزول: قوله عَزَّ وجل لا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ 60: 10 تحت عياض بن عنم الفهري، فطلقها حينئذ، فتزوجها عَبْد اللَّهِ بْن عُثْمَانَ الثقفي. هي أم عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أم الحكم.
(4142) أم حكيم بنت الحارث بْن هشام.
زوج عكرمة بْن أبي جهل ابْن عمها، أسلمت يوم الفتح، واستأمنت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لزوجها عكرمة، وَكَانَ عكرمة قد فر إِلَى اليمن، وخرجت فِي طلبه فردته حَتَّى أسلم، وشتا عَلَى نكاحهما.
وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَتْ أُمُّ حَكِيمِ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ تَحْتَ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ، فَقُتِلَ عَنْهَا بِأَجْنَادِينَ، فَاعْتَدَّتْ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ أبى سفيان يخطبها، وكان خالد ابن سَعِيدٍ يُرْسِلُ إِلَيْهَا يَعْرِضُ لَهَا فِي خِطْبَتِهَا، فَخُطِبَتْ إِلَى خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، فَتَزَوَّجَهَا عَلَى أَرْبَعِمِائَةِ دِينَارٍ، فَلَمَّا نَزَلَ الْمُسْلِمُونَ مَرْجَ الصُّفَّرِ- وكان خالد قد شهد أجنادين وفحل وَمَرْجَ الصُّفَّرِ- أَرَادَ أَنْ يُعْرِّسَ بِأُمِّ حَكِيمٍ فَجَعَلَتْ تَقُولُ:
لَوْ أَخَّرْتَ الدُّخُولَ حَتَّى يَفُضَّ اللَّهُ هَذِهِ الْجُمُوعَ. فَقَالَ خَالِدٌ: إِنَّ نَفْسِي تحدثني أبى أُصَابُ فِي جُمُوعِهِمْ. قَالَتْ: فَدُونَكَ فَاعْرِسْ بِهَا عند القنطرة التي بالصفّر، فيما سُمِّيَتْ قَنْطَرَةُ أُمُّ حَكِيمٍ. وَأَوْلَمَ عَلَيْهَا، فَدَعَا أَصْحَابَهُ عَلَى طَعَامٍ، فَمَا فَرَغُوا مِنَ الطَّعَامِ حَتَّى صَفَّتِ الرُّومُ صُفُوفُهَا صُفُوفًا خَلْفَ صُفُوفٍ [1] ، وَبَرَزَ رَجُلٌ مِنْهُمْ مُعَلَّمٌ يَدْعُو إِلَى الْبِرَازِ، فَبَرَزَ إِلَيْهِ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، فَنَهَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ، فَبَرَزَ حَبِيبُ بْنُ مسلمة فَقَتَلَهُ حَبِيبٌ، وَرَجَعَ إِلَى مَوْضِعِهِ. وَبَرَزَ خَالِدُ بن سعيد
__________
[1] أ: الصفوف.(4/1932)
فَقَاتَلَ فَقُتِلَ [1] ، وَشَدَّتْ أُمُّ حَكِيمٍ عَلَيْهَا ثِيَابَهَا وَتَبَدَّتْ [2] وَإِنَّ عَلَيْهَا أَثَرُ الْخَلُوقِ [3] ، فَاقْتَتَلُوا أَشَدَّ الْقِتَالِ عَلَى النَّهْرِ، وَصَبَرَ الْفَرِيقَانِ جَمِيعًا وَأَخَذَتِ السُّيُوفُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَقَتَلَتْ أُمُّ حَكِيمٍ يَوْمَئِذٍ سَبْعَةً بِعَمُودِ الْفُسْطَاطِ الَّذِي بَاتِ فِيهِ خَالِدٌ معرّسا بها.
(4143) أم حكيم ابنة الزُّبَيْر بْن عبد المطلب بْن هاشم،
أخت ضباعة بنت الزُّبَيْر، كانت تحت ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب. أسلمت وهاجرت: روى عنها ابنها ابْن أم حكيم بنت الزُّبَيْر [عَنْ] [4] عَبْدِ اللَّهِ بْن الحارث بْن نوفل- أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل عَلَى ضباعة بنت الزُّبَيْر فنهش عندها كتفًا ثم صلى وما توضأ من ذلك.
(4144) أم حكيم بنت عتبة بن أبى وقاص،
أخت هاشم ونافع ابني عتبة ابن أبى وقاص، كانت المهاجرات.
(4145) أم حكيم بنت وداع الخزاعية،
سمعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: عجلوا الإفطار وأخروا السحور. روت عنها صفية بنت جرير.
(4146) أم حميد الأنصارية.
امرأة أبي حميد الساعدي، حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا هارون ابن مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ [5] وُهَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُوَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَمَّتِهِ أُمِّ حُمَيْدٍ- امْرَأَةِ حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ- أَنَّهَا جَاءَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُحِبُّ الصَّلاةَ مَعَكَ قَالَ: فَقَالَ لَهَا: قَدْ علمت أنك تحبّين الصلاة معى،
__________
[1] أ: حتى قتل.
[2] أ: وشدت.
[3] أ: لردع.
[4] ليس في أ.
[5] أ: أبو.(4/1933)
وَصَلاتُكِ فِي بَيْتِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاتِكِ فِي حُجْرَتِكِ، وَصَلاتُكِ فِي حُجْرَتِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاتِكِ فِي دَارِكِ، وَصَلاتُكِ فِي دَارِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاتِكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ، وَصَلاتُكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاتِكِ فِي مَسْجِدِي قَالَ: فَأَمَرَتْ فَبُنِيَ لَهَا مَسْجِدٌ فِي أَقْصَى شَيْءٍ مِنْ بَيْتِهَا وَأَظْلَمِهِ، وَكَانَتْ تُصَلِّي فِيهِ حَتَّى لَقِيَتِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ.
باب الخاء
(4147) أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص بْن أمية
اسمها أمة بنت خالد [بْن سَعِيد بْن العاص بْن أمية] [1] ، قد تقدم ذكرها بما [2] ينبغي فِي أول الكتاب.
(4148) أم خولة بنت حكيم الأنصارية
ذَكَرَ ابْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ. عَنْ أُمِّهَا- أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأُمِّ سَلَمَةَ: لا تَطَيَّبِي وَأَنْتِ مُحِدٌّ، وَلا تَمَسِّي الْحِنَّاءَ فَإِنَّهُ طِيبٌ.
(4149) أم الخير بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بْن تيم بْن مرة، أم أبي بكر الصديق.
قَالَ الزُّبَيْر: كانت من المبايعات بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال ابْن دأب: أم أبي بكر الصديق أم الخير، هَذَا اسمها.
باب الدال
(4150) أم الدرداء زوجة أبي الدرداء،
يقال اسمها خيرة [3] بنت أبي حدرد الأسلمي. قَالَ أَحْمَد بْن زهير: سمعت أَحْمَد [بْن زهير، سمعت أَحْمَد] [4] بْن حنبل يقول: خيرة بنت أبي حدرد الأسلمي هي أم الدرداء الكبرى قال: وسألت
__________
[1] ليس في أ.
[2] صفحة 1790.
[3] بفتح أوله وسكون التحتانية (التقريب) .
[4] من أ.(4/1934)
يَحْيَى بْن معين عَنْ أم الدرداء الكبرى، فقال: خيرة بنت أبى خدرد. قَالَ:
وسمعت يَحْيَى بْن معين وأحمد بْن حنبل يقولان: أَبُو حدرد اسمه عبد [1] . قَالَ:
وَقَالَ لي أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين: أم الدرداء الصغرى اسمها هجيمة [2] .
وَقَالَ غيرهما: جهيمة بنت فلان الوصابية [3] .
قَالَ أَبُو عُمَرَ: اسم أم الدرداء الصغرى هجيمة [4] بنت حيي الوصابية، والصحبة لأم الدرداء الكبرى، وكانت من فضلاء النساء وعقلائهن وذوات الرأي منهن مَعَ العبادة والنسك. توفيت قبل أبي الدرداء بسنتين، وكانت وفاتها بالشام فِي خلافة عُثْمَان بْن عفان، وكانت قد حفظت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعن زوجها أبي الدرداء عويمر الأَنْصَارِيّ. روى عَنْ أم الدرداء جماعة من التابعين، منهم صفوان بْن عَبْد اللَّهِ بْن صفوان، وميمون بْن مهران، وزيد ابن أسلم، وأم الدرداء الصغرى.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: أم الدرداء الصغرى هي أَيْضًا زوج أبي الدرداء، لا أعلم لَهَا خبرًا يدل عَلَى صحبة أَوْ رواية. ومن خبرها أن معاوية خطبها بعد أبى الدرداء فأبت أن تزوّجه.
باب الراء
(4151) أم رمثة، شهدت فتح خيبر،
ولا أعرف لَهَا فوق ذلك الخبر.
(4152) أم رومان.
يقال بفتح الراء وضمها- هي [5] بنت عامر بن عويمر بن
__________
[1] أ: عبدة.
[2] في أسد الغابة: قلت قول أبي نعيم اسمها خيرة وقيل هجيمة وهم لا شك فيه لأنه قد ظن أنهما واحدة، وقد اختلف في اسمها. وليس كذلك، إنما هما اثنان:
أم الدرداء الكبرى وهي هذه خبرة، ولها صحبة. وأم الدرداء الصغرى وهي هجيمة الوسابية.
[3] في التقريب: الأوصابية.
[4] ء: بحيمة.
[5] في الإصابة: واختلف في اسمها، فقيل زينب، وقيل دعد.(4/1935)
عبد شمس بْن عتاب بْن أذينة بْن سبيع بْن دهمان بْن الحارث بْن غنم بن مالك ابن كنانة هكذا نسبها مصعب، وخالفه غيره، والخلاف من أبيها إِلَى كنانة كثير جدًا، وأجمعوا أنها من بني غنم بْن مالك بْن كنانة. امرأة أبي بكر الصديق، وأم عائشة، وعبد الرحمن ابني أبي بكر رضي اللَّه عنهم. توفيت فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذلك فِي سنة ست من الهجرة، فنزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبرها، واستغفر لَهَا، وَقَالَ: اللَّهمّ لم يخف عليك مَا لقيت أم رومان فيك وفي رسولك. وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: من سره أن ينظر إِلَى امرأة من الحور العين فلينظر إِلَى أم رومان. وكانت وفاتها فِيمَا زعموا فِي ذي الحجة سنة أربع أَوْ خمس [1] عام الخندق. وَقَالَ الزُّبَيْر:
سنة ست فِي ذي الحجة. وكذلك قَالَ الْوَاقِدِيُّ سنة ست فِي ذي الحجة. قَالَ الْوَاقِدِيّ: كانت أم رومان الكنانية تحت عَبْد الله بن الحارث بن صخبرة بن جرثومة الخير بن عادية [2] بن مرة الأزدي، وكان قدم بها مكة، فخالف أبا بكر قبل الإسلام، وتوفي عن أم رومان، فولدت لعَبْد اللَّهِ الطفيل، ثم خلف عليها أَبُو بَكْر، فالطفيل أخو عائشة وعَبْد الرَّحْمَنِ لأمهما.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حسان [3] المخزومي، عن أبى الزياد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلَّفَنَا وَخَلَّفَ بَنَاتَهُ، فَلَمَّا اسْتَقَرَّ بَعَثَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ. وَبَعَثَ مَعَهُ أَبَا رَافِعٍ مَوْلاهُ، وَأَعْطَاهُمَا بِيرَيْنِ وَخَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ،
__________
[1] في أسد الغابة: قلت من زعم أنها توفيت سنة أربع أو خمس فقد وهم فإنه قد صح أنها كانت في الإفك حية، وكان الإفك سنة سبع في شعبان والله أعلم. وفي الإصابة بعد أن أورد قول ابن الأثير السابق- قال: قلت: لم يتفقوا على تاريخ الإفك، فلا معنى للتوهم بذلك.
[2] أ، وأسد الغابة: غادبة.
[3] أ: حسن.(4/1936)
أَخَذَهَا مِنْ أَبِي بَكْرٍ، يَشْتَرِيَانِ بِهَا مَا يَحْتَاجَانِ إِلَيْهِ مِنَ الظَّهْرِ، وَبَعَثَ أَبُو بَكْرٍ مَعَهُمَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُرَيْقِطٍ بِبَعِيرَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ، وَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَنْ يَحْمِلَ أُمِّي أُمَّ رُومَانَ وَأَنَا وَأُخْتِي أَسْمَاءَ امْرَأَةَ الزُّبَيْرِ، فَخَرَجُوا مُصْطَحِبِينَ، فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى قَدِيدٍ اشْتَرَى زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بِتِلْكَ الْخَمْسِمِائَةِ دِرْهَمٍ ثَلاثَةَ أَبْعِرَةَ، ثُمَّ دَخَلُوا مَكَّةَ جَمِيعًا، فَصَادَفُوا طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يُرِيدُ الْهِجْرَةَ، فَخَرَجُوا جَمِيعًا، وَخَرَجَ زَيْدٌ وَأَبُو رَافِعٍ بِفَاطِمَةَ وَأُمِّ كُلْثُومٍ وَسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، وَحَمَلَ زَيْدٌ أُمَّ أَيْمَنَ وَأُسَامَةَ، حَتَّى إِذَا كنّا بالبيداء نقر بَعِيرِي وَأَنَا فِي مِحَفَّةٍ مَعِي فِيهَا أُمِّي، فجعلت تقول:
وا بنتاه وا عروساه حَتَّى أَدْرَكَ بَعِيرَنَا، وَقَدْ هَبَطَ الثَّنِيَّةَ ثَنِيَّةَ هَرْشَى فَسَلَّمَ اللَّهُ، ثُمَّ إِنَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَنَزَلْتُ مَعَ آلِ أَبِي بَكْرٍ، وَنَزَلَ آلُ النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْنِي مَسْجِدَهُ وَأَبْيَاتًا حَوْلَ الْمَسْجِدِ، فَأَنْزَلَ فِيهَا أَهْلَهُ، فَمَكَثْنَا أَيَّامًا، ثُمَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَبْتَنِيَ بِأَهْلِكَ؟ قَالَ: الصَّدَاقُ. فَأَعْطَاهُ أَبُو بَكْرٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا [1] ، فَبَعَثَ بِهَا إِلَيْنَا، وَبَنَى بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي هَذَا الَّذِي أَنَا فِيهِ، وَهُوَ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، وَدُفِنَ فِيهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَدْخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ أَحَدَ تِلْكَ الْبُيُوتِ، فَكَانَ يَكُونُ عِنْدَهَا، وَكَانَ تَزْوِيجُ [2] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّايَ، وَأَنَا أَلْعَبُ مَعَ الْجَوَارِي، فَمَا دَرَيْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَنِي، حَتَّى أَخْبَرَتْنِي أُمِّي، فَحَبَسَتْنِي فِي الْبَيْتِ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنِّي تَزَوَّجْتُ، فَمَا سَأَلْتُهَا حَتَّى كَانَتْ هِيَ الَّتِي أَخْبَرَتْنِي.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: رِوَايَةُ مَسْرُوقٍ عَنْ أُمِّ رُومَانَ مُرْسَلَةٌ، وَلَعَلَّهُ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ عائشة.
__________
[1] في القاموس: النش نصف أوقية عشرون درهما.
[2] ء: تزوج.(4/1937)
باب الزاى
(4153) أم زفر
التي كانت بها مس من الجن، ذكر حجاج وغيره، عن ابن جريح، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ طَاوُسًا يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى بِالْمَجَانِينَ، فَيَضْرِبُ صَدْرَ أَحَدِهِمْ وَيَبْرَأُ، فَأُتِيَ بِمَجْنُونَةٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ زُفَرَ، فَضَرَبَ صَدْرَهَا، فَلَمْ تَبْرَأْ وَلَمْ يَخْرُجْ شَيْطَانُهَا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هُوَ يَعِيبُهَا [1] فِي الدُّنْيَا، وَلَهَا فِي الآخِرَةِ خَيْرٌ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّهُ رَأَى أُمَّ زُفَرَ تِلْكَ الْمَرْأَةَ سَوْدَاءُ طَوِيلَةٌ عَلَى سُلَّمِ الْكَعْبَةِ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: كَانَتِ امْرَأَةٌ تُخْنَقُ فِي الْمَسْجِدِ، فَجَاءَ إِخْوَتُهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتُمْ دَعَوْتُ اللَّهَ، وَإِنْ شِئْتُمْ كَانَتْ كَمَا هِيَ، وَلا حِسَابَ عَلَيْهَا فِي الآخِرَةِ، فَخَيَّرَهَا إِخْوَتُهَا، فَقَالَتْ: دَعُونِي كَمَا أَنَا، فَتَرَكُوهَا.
باب السين
(4154) أم السائب الأنصارية،
روى عنها أَبُو قلابة عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الحمى، وَقَالَ بعضهم فيها أم المسيّب.
(4155) أم السائب النخعية [2] ،
لَهَا صحبة.
(4156) أم سعد بنت زيد بْن ثابت الأَنْصَارِيّ
روى عنها مُحَمَّد بْن زاذان، يقال: إنه لم يسمع منها، وبينهما [3] عَبْد اللَّهِ بْن خارجة، لَهَا عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منها أنه أمر بدفن الدم إذا احتجم.
(4157) أم سعد الأنصارية
[وهي] [4] كبشة بنت رافع بن عبيد بن ثعلبة أم سعد ابن معاذ وقد ذكرناها [5] .
__________
[1] في الإصابة: بعينها.
[2] أ: الثقفية.
[3] أ: فإن.
[4] ليس في أ.
[5] صفحة 1906.(4/1938)
(4158) أم سَعِيد بنت عمر،
ويقال بنت عمير الجمحية. روى عنها صفوان بْن سليم فِي كافل اليتيم، واختلف عَلَى صفوان فِي إسناده.
(4159) أم سلمة [1] بنت أبي حكيم،
لا يوقف عَلَى اسمها حديثها أنها أدركت القواعد من النساء يصلين مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الفرائض.
(4160) أم سلمة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
هي هند بنت أبي أمية المعروف بزاد الراكب، ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، كانت قبله عَلَيْهِ السلام عند أبي سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ [2] بْن مخزوم، فولدت له عمر وسلمة ودرة وزينب، وقد تقدم ذكرها فِي باب [3] الهاء من الأسماء بما يغنى عن إعادته هاهنا. يقولون: إنها أول ظعينة دخلت المدينة [شرفها اللَّه تعظيمًا وتكريمًا] [4] مهاجرة. وقيل: بل ليلى بنت أبي حثمة زوج عامر بْن ربيعة.
قَالَ الزُّبَيْر: حدثني مُحَمَّد بْن مسلمة، عَنْ مالك بْن أنس، قَالَ: هاجرت أم سلمة وأم حبيبة إِلَى أرض الحبشة، ثم خرجت أم سلمة مهاجرة إِلَى المدينة [شرفها اللَّه تعظيمًا وتكريمًا] ، [4] وخرج معها رجل من المشركين وَكَانَ ينزل بناحية منها إذا نزلت، ويسير معها إذا سارت، ويرحل بعيرها، ويتنحى إذا ركبت، فلما نظر إِلَى نخل المدينة [المباركة] [4] قَالَ لَهَا: هذه الأرض التي تريدين، ثم سلم عليها وانصرف قَالَ: وأخبرني مُحَمَّد بْن الضحاك عَنْ أبيه قَالَ: الرجل الَّذِي خرج مَعَ أم سلمة عُثْمَان بْن طلحة [5] ، وروى [عن] [6] عبد الله بن بريدة عن أبيه، قَالَ: شهدت أم سلمة غزوة خيبر، فقالت: سمعت وقع السيف فِي أسنان مرحب.
وَرَوَى شُعْبَةُ عَنْ خُلَيْدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أبا إياس يحدث عن أم الحسين [7]
__________
[1] ليست هذه الترجمة في أ
[2] أ: عمرو
[3] أ: حرف وانظر صفحة 1920
[4] ليس في أ
[5] أ: بن أبى طلحة
[6] ليس في أ
[7] أ: الحسن(4/1939)
أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَأَتَى مَسَاكِينُ، فَجَعَلُوا يُلِحُّونَ، وَفِيهِمْ نِسَاءٌ، فَقُلْتُ: اخْرُجُوا- أَوِ اخْرُجْنَ- فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: مَا بِهَذَا أُمِرْنَا يَا جَارِيَةُ، رُدِّي كُلَّ واحد- أو واحدة- ولو بتمرة تضعيها [1] في يدها.
(4161) أم سليط،
امرأة من المبايعات، حضرت مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد. قَالَ عُمَر بْن الْخَطَّابِ: كانت تزفر لنا القرب يوم أحد. حديثها عند الليث، عَنْ يونس، عَنِ ابْن شهاب، عَنْ ثعلبة بْن أبي مالك القرطي، عَنْ عُمَر بْن الخطاب.
(4162) أم سليم بنت سحيم،
هي أمة أَوْ أمية بنت أبي الحكم الغفارية قد ذكرناها فِي باب [2] الألف.
(4163) أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بْن النجار،
اختلف فِي اسمها، فقيل: سهلة. وقيل رميلة. وقيل رميثة.
وقيل مليكة، ويقال الغميصاء أَوِ الرميصاء [3] كانت تحت مالك بْن النضر أبي أنس بْن مالك فِي الجاهلية، فولدت له أنس بْن مالك، فلما جاء اللَّه بالإسلام أسلمت مَعَ قومها وعرضت الإسلام عَلَى زوجها، فغضب عليها، وخرج إِلَى الشام، فهلك هناك، ثم خلف عليها بعده أَبُو طلحة الأَنْصَارِيّ، خطبها مشركًا. فلما علم أنه لا سبيل له إليها إلا بالإسلام أسلم وتزوجها وحسن إسلامه. فولد له منها غلام كَانَ قد أعجب به فمات صغيرًا، فأسف عَلَيْهِ. ويقال: إنه أَبُو عمير صاحب النغير، ثم ولدت له عَبْد اللَّهِ بْن أبي طلحة، فبورك فيه، وهو والد إسحاق ابن عَبْد اللَّهِ بْن أبي طلحة الفقيه وإخوته، وكانوا عشرة، كلهم حمل عنه العلم.
وروت أم سليم عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أحاديث، وكانت من عقلاء النساء،
__________
[1] كذا بالأصول.
[2] أ: حرف. وانظر صفحة 1790.
[3] أ: الغميضاء أو الرميضاء- بالضاد.(4/1940)
روى عنها ابنها أنس بْن مالك، وَرَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا طَلْحَةَ وَهُوَ يَضْرِبُ أُمِّي. فَقُلْتُ: تَضْرِبُ هَذِهِ الْعَجُوزَ ...
فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ، وروى عَنْ أم سليم أنها قالت: لقد دعا لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَا أريد زيادة.
(4164) أم سُلَيْمَان بنت عَمْرو بْن الأحوص،
روى عنها ابنها سُلَيْمَان، قالت: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رمى الجمرة جمرة العقبة من بطن الوادي، ولم يزل يلبي حَتَّى رمى جمرة العقبة، وأتى الناس وهم يرمون ويزدحمون، فَقَالَ: لا تقتلوا أنفسكم، ارموا الجمار بمثل حصى الخذف، وَهُوَ مضطرب، منهم من يجعله لجدة سُلَيْمَان بْن عَمْرو بْن الأحوص، ومنهم من يجعله لأمه، ومنهم من يقول فيه: عَنْ سُلَيْمَان، عَنْ أبيه.
(4165) أم سُلَيْمَان،
وقيل: أم سليم العدوية. وقد قَالَ بعضهم فِيهَا أم سلمة. روى عنها عَبْد اللَّهِ بْن الطيب أنها قالت: أدركت القواعد من النساء وهن يصلين مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الفرائض.
(4166) أم سنان الأسلمية،
قالت [1] : أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبايعته عَلَى الإسلام، فنظر إِلَى يدي، فَقَالَ: مَا عَلَى إحداكن أن تغير أظفارها وتعصب يديها ولو بسير. قالت: وكنا نخرج مَعَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلم إِلَى الجمعة والعيدين. روت عنها ابنتها ثبيتة [2] بنت حنظلة الأسلمية.
(4167) أم سنبلة الأَسْلَمِيَّةُ،
تُعَدُّ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَدِيَّةٍ فَأَبَى أَزْوَاجُهُ أَنْ يَأْخُذْنَهَا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فقال: خذوها
__________
[1] انظر صفحة 1939.
[2] أ: نسيبة.(4/1941)
فَإِنَّ أُمَّ سُنْبُلَةَ أَهْلُ بَادِيَتِنَا، وَنَحْنُ أَهْلُ حَاضِرَتِهَا. حَدِيثُهَا عِنْدَ سُلَيْمَانَ [1] وَمُحَمَّدٍ وَزُرْعَةَ بَنِي حُصَيْنِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ جَدَّتِهِمْ أُمِّ سُنْبُلَةِ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ.
وَأَمَّا ابْنُ السَّكَنِ فَذَكَرَ حَدِيثَهَا هَذَا بِأَكْثَرِ أَلْفَاظِهِ، وَجَعَلَهُ مِنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمِ بْنِ سَهْلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ [قِرَاءَةً مِنْهُ عَلَيْنَا] [2] ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ السَّكَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجُوَيْهِ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقَدَّمِيُّ، قالا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عبد الله بن يار الأَسْلَمِيُّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: أَهْدَتْ أُمُّ سُنْبُلَةَ الأَسْلَمِيَّةُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لَبَنًا، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ فَلَمْ تَجِدْهُ، فَقُلْتُ لَهَا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَدْ نَهَى أَنْ نَأْكُلَ طَعَامَ الأَعْرَابِ، فَدَخَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا أُمَّ سُنْبُلَةَ، مَا هَذَا مَعَكِ؟ قَالَتْ: لَبَنٌ أَهْدَيْتُهُ لَكَ. قَالَ: اسْكُبِي يَا أُمَّ سُنْبُلٍ، فَنَاوَلَتْهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَرِبَ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ كُنْتَ حَدَّثْتَنَا أَنَّكَ نُهِيتَ عَنْ طَعَامِ الأَعْرَابِ. فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، لَيْسُوا بِأَعْرَابٍ، هُمْ أَهْلُ بَادِيَتِنَا، وَنَحْنُ أَهْلُ حَاضِرَتِهِمْ، إِذَا دَعَوْنَاهُمْ أَجَابُونَا، فَلَيْسُوا بِأَعْرَابٍ.
باب الشين
(4168) أم شريك بنت جابر الغفارية،
ذكرها أَحْمَد بْن صالح المصري فِي أزواج النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم هكذا.
(4169) أم شريك القرشية العامرية.
اسمها غزية بنت دودان بن عوف بن عمرو
__________
[1] أ: سليم ومحمود
[2] من أ.(4/1942)
ابن عامر بْن رواحة بْن حجر- ويقال حجير- ابن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي.
وقيل فِي نسبها أم شريك بنت عوف بن جابر بن ضبات بن حجر [1] بن عبد بن معيص بن عامر بْن لؤي، يقال: إنها التي وهبت نفسها للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. واختلف فِي ذلك، وقيل فِي جماعة سواها ذلك. روى عنها سَعِيد بْن المسيب أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بقتل الأوزاغ. وقد روى عنها جابر بْن عَبْد اللَّهِ، يقال:
إنها المذكورة فِي حديث فاطمة بنت قيس قوله عَلَيْهِ السلام: اعتدي فِي بيت أم شريك.
وقد قيل فِي اسم أم شريك غزيلة، وقد ذكرها بعضهم فِي أزواج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يصح من ذلك شيء، لكثرة الاضطراب فيه. والله أعلم.
ومن زعم أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نكحها قَالَ: كَانَ ذلك بمكة، وكانت عند أبي العكر بْن سمي بْن الحارث الأزدي، فولدت له شريكًا. [وقيل: إن أم شريك هذه كانت تحت الطفيل بْن الحارث فولدت له شريكًا] [2] ، والأول أصح. وقيل: إن أم شريك الأنصارية تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يدخل بها، لأنه كره غيرة نساء الأنصار.
(4170) أم شيبة الأزدية،
مكية، روى عنها عبد الملك [3] بْن عمير. حديثها فِي آداب المجالسة حديث حسن
باب الصاد
(4171) أم صبية الجهنية.
وقيل اسمها خولة بنت قيس، فهي جدّة خارجة ابن الحارث بن رافع بن مكيث. حدثها عند أهل المدينة روى عنها النعمان ابن خرّبوذ في الوضوء.
__________
[1] أ: حجير.
[2] ليس في أ.
[3] أ: عبد الله.(4/1943)
باب الضاد
(4172) أم الضحاك بنت مَسْعُود الأنصارية الحارثية.
شهدت خيبر مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسهم لَهَا سهم رجل.
ذكرها الْوَاقِدِيّ، عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ المزني، عَنْ سهل بْن عَبْد اللَّهِ الأَنْصَارِيّ ثم النجاري، عَنْ سهل بْن أبي حثمة أن أم الضحاك.. فذكره.
باب الطاء
(4173) أم طارق، مولاة سعد بْن عبادة الأَنْصَارِيّ،
روى عنها جعفر بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، حديثها عند أهل الكوفة، لا يصح حديثها فِي أم ملدم.
(4174) أم الطفيل امرأة أبي بْن كعب،
لَهَا صحبة ورواية، كانت تكنى بابنها الطفيل بْن أبي بْن كعب. روى عنها عمارة بْن عمير [1] ، وروى عنها مُحَمَّد بْن أبي بْن كعب.
(4175) أم طليق،
لَهَا صحبة، حديثها مرفوع: عمرة فِي رمضان تعدل حجة- فِيهَا نظر.
باب العين
(4176) أم عامر بنت سَعِيد بْن السكن.
وقيل بنت يَزِيد بْن السكن الأنصارية الأشهلية، قاله إِسْمَاعِيل بْن أبي أويس، فإن صح هَذَا فهي أسماء بنت يزيد ابن السكن، وقد تقدم ذكرها فِي باب اسمها [2] ، وجرى هنالك الاختلاف فِي كنيتها، أَوْ هي أخت أسماء. وَقَالَ غيره: أم عامر بنت سَعِيد بْن السكن اسمها فكيهة، هَذَا قول الأكثر فِي أم عامر بنت سَعِيد بْن السكن إلا بنت يزيد،
__________
[1] أ: عامر.
[2] صفحة 1787.(4/1944)
فعلى هَذَا هي ابنة عم أسماء، وكانت أم عامر من المبايعات. من حديثها أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فتعرقه وهو في مسجد بني عبد الأشهل ثم قام فصلى ولم يتوضأ.
وروى داود بْن الحصين، عَنْ أبي سُفْيَان مولى ابْن أبي أَحْمَد، عنها أنها أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء. حدثنا عبد الوارث ابن سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن محمد الفرومى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الرحمن ابن ثَابِتِ بْنِ صَامِتٍ، عَنْ أُمِّ عَامِرٍ بِنْتِ سَعِيدِ بْنِ السَّكَنِ- وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ أَنَّهَا أتت النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فتعرقه وهو في مسجد بني عبد الأشهل، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: كَذَا قَالَ الْفَرْوِيُّ عَنْ أُمِّ عَامِرٍ بِنْتِ سَعِيدِ بْنِ السَّكَنِ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: عَنْ أُمِّ عَامِرٍ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ.
(4177) أم عامر بنت كعب الأنصارية،
روت عنها ليلى مولاة خبيب ابن عَبْد الرَّحْمَنِ حديثها عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ لَهَا: هلمي فكلي، فقالت: إني صائمة. فَقَالَ: إن الملائكة يصلون عَلَى الصائم إذا أكل عنده حَتَّى يفرغ.
(4178) أم عَبْد اللَّهِ بْن أوس،
أخت شداد بْن أوس، شامية، روى عنها ضمرة بْن حبيب.
(4179) أم عَبْد اللَّهِ، زوج أبي مُوسَى الأشعري.
روى عنها يَزِيد بْن أوس عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ليس منا من حلق أَوْ خرق أَوْ سلق.(4/1945)
(4180) أم عَبْد الرَّحْمَنِ [1] بْن أذينة،
روي عنها حديث مخرجه عَنْ أهل الكوفة، سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول: ارموا الجمار بمثل حصى الخذف.
(4181) أم عبد بنت سود بن قويم [2] بن صاهلة الهذيلة أم عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود،
روى عنها ابنها عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود أنها قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت فِي الوتر قبل الركوع وقد ينسب ابنها عَبْد اللَّهِ إليها ويعرف أيضا بها، حَدِيثُ أُمِّ [عَبد أُمِّ] [3] ابْنِ مَسْعُودٍ يَرْوِيهِ حفص بن سلمان، عن أبان ابن أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أُرْسِلَتْ أُمِّي لَيْلَةً لِتَبِيتَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَنْظُرَ كَيْفَ يُوتِرُ [فَبَاتَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ] [4] فَصَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُصَلِّي، حَتَّى إِذَا كان آخر الليل وأراد الوتر قرأ بسبح اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى، وَقَرَأَ في الثانية قل يا أيها الْكَافِرُونَ. ثُمَّ قَعَدَ، ثُمَّ قَامَ، وَلَمْ يَفْصِلْ بينهما بالسلام، ثم قرأ [قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ 112: 1- 4] [5] حَتَّى إِذَا فَرَغَ كَبَّرَ ثُمَّ قَنَتَ، فَدَعَا مما شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْعُوَ ثُمَّ كَبَّرَ وَرَكَعَ. وَرَوَى وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن مصعب ابن سَعْدٍ، قَالَ: فَرَضَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِلنِّسَاءِ الْمُهَاجِرَاتِ فِي أَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ، مِنْهُنْ أُمُّ عَبْدٍ.
(4182) أم عبس [6] ،
قَالَ الزُّبَيْر: كانت فتاة لبني تيم بْن مرة فأسلمت، وكانت ممن يعذب فِي اللَّه فاشتراها أَبُو بَكْر فأعتقها.
(4183) أم عُثْمَان [7] بنت سُفْيَان القرشية الشيبية العبدرية.
أم بني شيبة الأكابر. كانت من المبايعات. روت عنها صفية بنت شيبة، وروى عَبْد اللَّهِ ابن مسافع، عن أمّه. عنها.
__________
[1] ليست هذه الترجمة في أ.
[2] أ: قربم. والمثبت في أسد الغابة أيضا. وفي الطبقات:
أم عبد بنت عبد ودّ بن سوى بن قريم (8- 212) وفي الإصابة: أم عبد بنت سود بن مريم.
ثم قال: وقال ابن الكلبي: هي أم عبيد بنت عبد ودّ بن سود بن مريم. وهذا هو المعتمد.
[3] من أ.
[4] من أ.
[5] ليس في أ.
[6] أ: أم عبيس.
[7] هذه الترجمة ليست في أ.(4/1946)
(4184) أم عُثْمَان بْن أبي العاص الثقفي.
روى عنها ابنها عُثْمَان بْن أبي العاص أنها شهدت ولادة آمنة بنت وهب أم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالت:
فما شيء أنظر إليه من البيت إلا نورًا، وإني لأنظر إِلَى النجوم تدنو حَتَّى إني لأقول ليقعن على.
(4185) أم عجرد الخزاعية.
حَدِيثُهَا عِنْدَ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ عَجْرَدٍ الْخُزَاعِيَّةَ تَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمْرٌ كُنَّا نَفْعَلُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَلا نَفْعَلُهُ فِي الإِسْلامِ؟ قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَتْ: الْعَقِيقَةُ. قَالَ: فَافْعَلُوا، عَنِ الْغُلامِ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةً مِثْلُ حَدِيثِ أُمِّ كُرْزٍ وَالْمُثَنَّى ضَعِيفٌ جِدًّا.
(4186) أم عطاء مولاة الزُّبَيْر بْن العوام،
لَهَا صحبة ورواية، حديثها عند عبد الله ابن عطاء بْن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أمه، عنها.
(4187) أم عطية الأنصارية،
اسمها [1] نسبية بنت الحارث. وقيل نسيبة بنت كعب قَالَ: أحمد بن زهير: سمعت يحيى بن معين وأحمد بْن حنبل يقولان: أم عطية الأنصارية نسيبة بنت كعب.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: فِي هَذَا نظر، لأن نسيبة بنت كعب أم عمارة.
تعد أم عطية فِي أهل البصرة، كانت من كبار نساء الصحابة رضوان اللَّه عليهم أجمعين، وكانت تغزو كثيرًا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تمرض المرضى، وتداوي الجرحى، وشهدت غسل ابنة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحكت ذلك فأتقنت. حديثها أصل فِي غسل الميت، وَكَانَ جماعة من الصحابة وعلماء التابعين بالبصرة يأخذون عنها غسل الميت، ولها عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث روى عنها أنس بْن مالك، ومحمد بْن سيرين، وحفصة بنت سيرين.
__________
[1] انظر صفحة 1919.(4/1947)
(4188) أم عفيف النهدية.
روى عنها أَبُو عُثْمَان النهدي، قالت: بايعنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخذ علينا ألا نحدث غير ذي محرم خاليًا به، وأمرنا أن نقرأ فاتحة الكتاب عَلَى ميتنا.
(4189) أم العلاء الأنصارية.
من المبايعات، حديثها عند أهل المدينة. روى عنها خارجة بْن زيد بْن ثابت، وعبد الملك بْن عمير، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعودها فِي مرضها. حَدَّثَنَا عبد الوارث، حدثنا قاسم، قال: حدثنا أحمد بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شِهَابٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ أُمَّ الْعَلاءِ- وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِمْ- قَدْ كَانَتْ بَايَعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَذَكَرَ ابْنُ السَّكَنِ أَنَّ أُمَّ الْعَلاءِ الَّتِي رَوَى عَنْهَا خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ الَّتِي رَوَى عَنْهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَذَكَرَ أُمَّ الْعَلاءِ امْرَأَةٌ ثَالِثَةٌ، فَقَالَ: هِيَ غَيْرُهُمَا جَمِيعًا، مخرج حديثها عَنْ أهل الشام فِي عيادة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. [ذكر الترمذي وغيره أن أم العلاء هذه هي أم خارجة بنت زيد بْن ثابت] [1] .
(4190) أم عمارة الأنصارية.
اسمها نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن عنم بْن مازن بْن النجار، وهي أم حبيب وعبد الله ابني زيد ابن عَاصِم. كانت قد شهدت بيعة العقبة، وشهدت أحدا مع زوجها زيد بن عَاصِم، ومع ابنيها حبيب، وعَبْد اللَّهِ فِيمَا ذكر ابْن إِسْحَاق، ثم شهدت بيعة الرضوان، ثم شهدت مَعَ ابنها عَبْد اللَّهِ وسائر المسلمين اليمامة. فقالت حتى
__________
[1] من أ.(4/1948)
أصيبت يدها وجرحت يومئذ اثني عشر جرحًا من بين طعنة وضربة. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الصائم إذا أكل عنده صلت عَلَيْهِ الملائكة. وروى عكرمة مولى ابْن عباس، عَنْ أم عمارة الأنصارية- أنها أتت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: مَا أرى كل شيء إلا للرجال، وما أرى النساء يذكرن، فنزلت هذه الآية: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ ... 33: 35 الآية. زعم بعضهم أن أم عمارة هذه التي روى عنها عكرمة غير الأولى، وهي الأولى عندي.
والله أعلم بالصواب.
(4191) أم عَمْرو بْن سليم الأَنْصَارِيّ،
من بني زريق، روى عنها ابنها عمرو ابن سليم أنها سمعت عليًا ينادي وهم بمنى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنها أيام أكل وشرب.
(4192) أم عياش.
أمة كانت لرقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنها عنبسة بْن سَعِيد. حديثها منقطع الإسناد، ورواه عبد الكريم بْن روح مولى عُثْمَان، وَهُوَ ضعيف.
باب الغين
(4193) أم الغادية،
ذكرها ابْن السكن [فِي باب الغين] [1] بإسناد [2] مجهول:
أنها خرجت مَعَ أبي الغادية وحبيب بْن الحارث مهاجرين إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
باب الفاء
(4194) أم فروة بنت أبي قحافة، أخت أبي بكر الصديق.
أمها هند بنت نفيل [3] ابن بجير [4] بْن عبد بْن قصي، هي التي زوجها أَبُو بَكْر من الأشعث بْن قيس الكندي،
__________
[1] ليس في أ.
[2] أ: في خبر.
[3] في الطبقات: نقيد.
[4] فيء: بحير.(4/1949)
فولدت له محمدًا وإسحاق وحبابة وقريبة وأم فروة هذه كانت من المبايعات بايعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: حديثها عند قَاسِم بْن غنام الأَنْصَارِيّ عَنْ بعض أمهاته، عَنْ أم فروة، قالت: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن أحب الأعمال إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ الصلاة فِي أول وقتها. وروى عَنِ القاسم عَبْد اللَّهِ وعبيد اللَّه ابنا عمر العمريان وقد قَالَ بعضهم- فِي أم فروة هذه الأنصارية، وَهُوَ وهم، وإنما جاء ذلك- والله أعلم- لأن القاسم ابن غنام الأَنْصَارِيّ يقول فِي حديثها مرة عَنْ جدته الدنيا عَنْ جدته القصوى ومرة عَنْ بعض أمهاته. عَنْ عمة له. والصواب مَا ذكرنا وباللَّه التوفيق [1] .
(4195) أم الفضل بنت الحارث بْن حزن الهلالية،
أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وزوج العباس بْن عبد المطلب، اسمها لبابة، وقد تقدم ذكرها [2] مجودًا فِي باب اسمها.
قَالَ ابْن أبي خيثمة: حَدَّثَنَا نصر بْن الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سمعت سُفْيَان بْن عيينة، يقول: بنو هلال ولدوا العباس بْن عبد المطلب، وولدوا خالد بْن الوليد، وولدوا أبا سُفْيَان.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: ليس كما قَالَ سُفْيَان عند أهل العلم بالنسب فِي أم العباس، لأنها عندهم من النمر بْن قاسط، لا يختلفون فِي ذلك، ولكنهم ولدوا ولد العباس ولم يلدوا العباس.
(4196) أم الفضل بنت حمزة بْن عبد المطلب بْن هاشم،
روى عنها عبد الله ابن شداد، قالت: توفي مولى لنا وترك ابنة وأختًا فأتيا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأعطى الابنة النصف، وأعطى الأخت النصف.
__________
[1] أ: توفيقنا.
[2] صفحة 1907.(4/1950)
باب القاف
(4197) أم قيس بنت محصن بْن حرثان الأسدية،
أخت عكاشة بنت محصن، أسلمت بمكة قديمًا، وبايعت النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهاجرت إِلَى المدينة.
روى عنها من الصحابة وابصة بْن معبد، وروى عنها عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ، ونافع مولى حمنة بنت شجاع، وَزَعَمَ الْعَقِيلِيُّ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ دُرَّةَ بِنْتِ مُعَاذٍ- أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ عَنْ أُمِّ قَيْسٍ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَتَزَاوَرُ إِذَا مُتْنَا يَزُورُ بَعْضُنَا بَعْضًا؟ قَالَ: يَكُونُ النَّسَمُ طَائِرًا يَعْلُقُ بِالْجَنَّةِ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَخَلَ كُلُّ نَفَسٍ فِي جُثَّتِهَا. قَالَ الْعَقِيلِيُّ: أُمُّ قَيْسٍ هَذِهِ أَنْصَارِيَّةٌ، وَلَيْسَتْ بِنْتَ مُحْصِنٍ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَقَدْ قِيلَ إِنَّ الَّتِي رَوَتْ هَذَا الْحَدِيثَ أُمُّ هَانِئٍ الأَنْصَارِيَّةُ، ذَكَرَ ذَلِكَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، وَغَيْرُهُ، وَسَنَذْكُرُهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
باب الكاف
(4198) أم كبشة العذرية.
من قضاعة. روى عنها سَعِيد بْن عَمْرو القرشي.
حديثها عند أهل الكوفة.
(4199) أم الكرام السلمية.
روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كراهة التحلي بالذهب للنساء. روى عنها الحكم بْن جحل [1] . ليس إسناد حديثها بالقوي، وقد ثبتت الرخصة فِي ذلك للنساء.
(4200) أم كرز الخزاعية الكعبية
مكية، روت عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منها قوله: فِي العقيقة عَنِ الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة.
روى عنها عطاء، ومجاهد، وسباع بن ثابت، وحبيبة بنت ميسرة.
__________
[1] الضبط من التقريب.(4/1951)
(4201) أم كلثوم بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أمها خديجة بنت خويلد، ولدتها قبل فاطمة. وقيل رقية رضي اللَّه عنهن فِيمَا ذكره مصعب، وخالفه أكثر أهل العلم بالأنساب والأخبار فِي ذلك، وتابعه قوم، والاختلاف فِي الصغرى من بنات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثير، والاختلاف فِي أكبرهن شذوذ، والصحيح أن أكبرهن زينب، وقد تقدم في أبوابهن ما يغنى عن إعادته هاهنا.
وباللَّه التوفيق.
ولم يختلفوا أن عُثْمَان إنما تزوج أم كلثوم بعد رقية، وفي ذلك دليل عَلَى مَا قاله الَّذِينَ خالفوا مصعبًا فِي ذلك، لأن المتعارف تزويج الكبرى قبل الصغرى.
والله أعلم.
كانت أم كلثوم تحت عتبة بْن أبي لهب، فلم يبن بها حَتَّى بعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما بعث فارقها بأمر أبيه إياه بذلك، ثم تزوجها عُثْمَان رضي اللَّه عنه بعد موت أختها رقية، وَكَانَ نكاحه إياها فِي سنة ثلاث من الهجرة بعد موت رقية، وَكَانَ عُثْمَان إذ توفيت رقية قد عرض عَلَيْهِ عُمَر بْن الْخَطَّابِ حفصة ابنته ليتزوجها، فسكت عُثْمَان عنه لأنه قد كَانَ سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذكرها، فلما بلغ ذلك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ألا أدل عُثْمَان عَلَى من هُوَ خير له منها؟ وأدلها عَلَى من هُوَ خير لَهَا من عُثْمَان؟ فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة وزوج عُثْمَان أم كلثوم، فتوفيت عنده ولم تلد منه، وَكَانَ نكاحه لَهَا فِي ربيع الأول، وبنى عليها فِي جمادى الآخرة من السنة الثالثة من الهجرة، وتوفيت فِي سنة تسع من الهجرة، وصلى عليها أبوها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونزل فِي حفرتها علي والفضل، وأسامة بْن زيد.
وقد روي أن أبا طلحة الأَنْصَارِيّ استأذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن ينزل(4/1952)
معهم فِي قبرها، فأذن له، وغسلتها أسماء بنت عميس، وصفية بنت عبد المطلب، وهي التي شهدت أم عطية غسلها، وحكت قول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اغسلنها ثلاثًا أَوْ خمسًا أَوْ أكثر من ذلك- الحديث.
(4202) أم كلثوم بنت أبي سلمة بْن عبد الأسد المخزومي.
ربيبة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدِيثُهَا عِنْدَ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَتْ: لَمَّا تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ سَلَمَةَ. قَالَ لَهَا: إِنِّي قَدْ أَهْدَيْتُ لِلنَّجَاشِيِّ أَوَاقِيَ مِنْ مِسْكٍ وَحُلَّةً، وَإِنِّي لا أُرَاهُ إِلا قَدْ مَاتَ، وَلا أَرَى الْهَدِيَّةَ إِلا سَتُرَدُّ إِلَيَّ، فَإِذَا رُدَّتْ إِلَيَّ فَهِيَ لَكَ، فَكَانَ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَاتَ النَّجَاشِيُّ، وَرُدَّتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدِيَّتَهُ، فَأَعْطَى كُلَّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ أُوقِيَّةً مِنْ ذَلِكَ الْمِسْكِ، وَأَعْطَى سَائِرَهُ أُمَّ سَلَمَةَ وَأَعْطَاهَا الحلّة.
(4203) أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط.
واسم أبي معيط أبان بن أبي عمرو، واسم أبي عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شمس بْن عبد مناف أمها أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بْن عبد مناف. أسلمت أم كلثوم بنت عقبة بمكة قبل أن يأخذ النساء فِي الهجرة إِلَى المدينة، ثم هاجرت وبايعت، فهي من المهاجرات المبايعات. وقيل: هي أول من هاجر من النساء، كانت هجرتها فِي سنة سبع فِي الهدنة التي كانت بين رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبين المشركين من قريش، وكانوا صالحوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أن يرد عليهم من جاء مؤمنا، وفيها نزلت: إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ ... 60: 10 الآية. وذلك أنها لما هاجرت لحقها أخواها. الوليد، وعمارة، ابنا عقبة ليرداها، فمنعها اللَّه منهما بالإسلام.(4/1953)
قَالَ ابْن إِسْحَاق: وهاجرت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم كلثوم ابنة عقبة بْن أبي معيط فِي هدنة الحديبية، فخرج أخواها عمارة والوليد ابنا عقبة حَتَّى قدما عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسألانه أن يردها عليهما بالعهد الَّذِي كَانَ بينه وبين قريش فِي الحديبية، فلم يفعل، وَقَالَ: أبى اللَّه ذلك.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: يقولون: إنها مشت عَلَى قدميها من مكة إِلَى المدينة، فلما قدمت المدينة تزوجها زيد بْن حارثة فقتل عنها يوم مؤتة، فتزوجها الزُّبَيْر بْن العوام، فولدت له زينب. ثم طلقها فتزوجها عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف، فولدت له إِبْرَاهِيم وحميدًا. ومنهم من يقول: إنها ولدت لعَبْد الرَّحْمَنِ إِبْرَاهِيم، وحميدًا، ومحمدًا، وإسماعيل، ومات عنها فتزوجها عَمْرو بْن العاص، فمكثت عنده شهرًا، وماتت. وهي أخت عُثْمَان لأمه.
روى عنها ابنها حميد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، وروى عنها حميد بْن نافع وغيره.
أَخْبَرَنَا قَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بن سنجر، قال: حدثنا الحكم ابن نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أخبرنا حميد بن عبد الرحمن ابن عوف أن أمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي مُعَيْطٍ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الَّتِي بَايَعْنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم- أخبرته أمها سمعت رسول اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَيْسَ بِالْكَاذِبِ الَّذِي يَقُولُ خَيْرًا وَيُنْمِي خَيْرًا لِيُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ.
(4204) أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب،
ولدت قبل وفاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أمها فاطمة الزهراء بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خطبها عُمَر ابن الْخَطَّابِ إِلَى عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ له: إنها صغيرة. فَقَالَ له عمر: زوجنيها(4/1954)
يَا أبا الحسن، فإني أرصد من كرامتها مَا لا يرصده أحد. فَقَالَ له علي: أنا أبعثها إليك فإن رضيتها فقد زوجتكها، فبعثها إليه ببرد، وَقَالَ لَهَا قولي له: هَذَا البرد الَّذِي قلت لك. فقالت ذلك لعمر، فَقَالَ: قولي له: قد رضيت رضي اللَّه عنك، ووضع يده عَلَى ساقها، فقالت: أتفعل هَذَا؟ لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك، ثم خرجت حَتَّى جاءت أباها، فأخبرته الخبر، وقالت: بعثتني إِلَى شيخ سوء. فَقَالَ: يَا بنية، إنه زوجك. فجاء عمر إِلَى مجلس المهاجرين فِي الروضة، وَكَانَ يجلس فِيهَا المهاجرون الأولون، فجلس إليهم، فَقَالَ لهم: رفئوني [1] . فَقَالُوا:
بماذا يَا أمير المؤمنين؟ قَالَ: تزوجت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل نسب وسبب وصهر منقطع يوم القيامة إلّا نسبي وسببي وصهري، فكان لي به عَلَيْهِ السلام النسب والسبب، فأردت أن أجمع إليه الصهر، فرفئوه.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا الْخُشَنِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ- أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَطَبَ إِلَى عَلِيٍّ ابْنَتَهُ أُمَّ كُلْثُومٍ، فَذَكَرَ لَهُ صِغَرَهَا، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ رَدَّكَ، فَعَاوِدْهُ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَبْعَثُ بِهَا إِلَيْكَ، فَإِنْ رَضِيتَ فَهِيَ امْرَأَتُكَ. فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ فَكَشَفَ عَنْ سَاقِهَا، فَقَالَتْ: مَهْ، وَاللَّهِ لَوْلا أَنَّكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَلَطَمْتُ عَيْنَكَ. وَذَكَرَ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جَدِّهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ تَزَوَّجَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَى مهر أربعين ألفا.
__________
[1] رفأ الإنسان: قال: بارك الله لك وعليك وجمع بينكما على خير. وبهمز الفعل ولا يهمز (النهاية) .(4/1955)
قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَلَدَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عَلِيٍّ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ زَيْدَ بْنَ عُمَرَ الأَكْبَرَ، وَرُقَيَّةَ بِنْتَ عُمَرَ، وَتُوُفِّيَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ وَابْنُهَا زَيْدٌ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ، وَقَدْ كَانَ زَيْدٌ أُصِيبَ فِي حَرْبٍ كَانَتْ بَيْنَ بَنِي عَدِيٍّ لَيْلا، كَانَ قَدْ خَرَجَ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ فَضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ فِي الظُّلْمَةِ فَشَجَّهُ وَصَرَعَهُ، فَعَاشَ أَيَّامًا، ثُمَّ مَات هُوَ وَأُمُّهُ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِمَا ابْنُ عُمَرَ، قَدَّمَهُ الْحَسَنُ [1] بْنُ عَلِيٍّ، وَكَانَتْ فِيهِمَا سَنَتَانِ فِيمَا ذَكَرُوا لَمْ يُوَرَّثْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ، لأَنَّهُ لَمْ يُعْرَفْ أَوَّلُهُمَا مَوْتًا، وَقُدِّمَ زَيْدٌ قَبْلَ أُمِّهِ مِمَّا يَلِي الإِمَامَ.
باب اللام
(4205) أم ليلى الأنصارية، والدة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي ليلى،
كانت من المبايعات حديثها عند أهل بيتها من الكوفيين.
باب الميم
(4206) أم مالك الأنصارية،
روي عنها حديثان من حديث الكوفيين: أحدهما عند يَحْيَى بْن جعدة، حَدَّثَنَا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا الأَخْنَسُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ عَنْ أُمِّ مَالِكٍ الأَنْصَارِيَّةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهَا تَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ: سُبْحَانَ اللَّهِ عَشْرًا، وَالْحَمْدُ للَّه عَشْرًا، وَاللَّهُ أَكْبَرُ عَشْرًا.
(4207) أم مالك البهزية،
روى عنها طاوس اليماني نحو حديث مجاهد عَنْ أم مبشر [2] الأنصارية، قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل فِي الفتنة؟ قَالَ: رجل أخذ برأس فرسه قد أخاف العدو وأخافه [3] ،
__________
[1] أ: حسين.
[2] ء: بشر.
[3] أ: وأخافوه.(4/1956)
ورجل اعتزل فِي ماله فعَبْد اللَّهِ ربه، وأعطى حق ماله. فَقَالَ رجل لطاوس:
أي العدو؟ قَالَ: الشرك روى عنها مكحول.
(4208) أم مبشر [1] الأنصارية، امرأة زيد بْن حارثة،
يقال لها أم بشر بنت البراء ابن معرور، كانت من كبار الصحابة. روى عنها جابر بْن عَبْد اللَّهِ أحاديث، منها قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يدخل النار أحد شهد بدرًا أَوِ الحديبية، فقالت حفصة: فأين قول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: «وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها» 19: 71؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وقال: ثم ننجّى الذين اتّقوا. ولمجاهد عنها حديث أحسبه مرسلًا.
(4209) أم مرثد الأسلمية،
ويقال الغنوية، أسلمت يوم الفتح، وبايعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روت عنها أم خارجة امرأة زيد بْن ثابت أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يومًا: يشرف عليكم من هَذَا الوادي رجل من أهل الجنة، فأشرف عليهم عَلِيّ بْن أَبِي طالب.
(4210) أم مَسْعُود بْن الحكم،
روى عنها ابنها مَسْعُود بْن الحكم فِي صيام أيام التشريق، ومختلف فِي حديثها، فمنهم من يجعله لأم عَمْرو بْن سليم. اختلف فيه ابْن إِسْحَاق ويزيد بْن الهادي عَلَى عَبْد اللَّهِ بْن أبى سلمة، فجعله يزيد لأم عمرو ابن سليم، وجعله ابْن إِسْحَاق لأم مَسْعُود بْن الحكم. ومسعود بْن الحكم من كبار التابعين ممن أدرك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بمولده وسنين من عمرو.
(4211) أم مسلم الأشجعية.
لَهَا صحبة، حديثها عند أهل الكوفة، رواه الثوري عَنْ حبيب بْن أبى ثابت، عن رجل، عنها.
__________
[1] بكسر المعجمة الثقيلة (التقريب)(4/1957)
(4212) أم مطاع الأسلمية،
مدنية، حديثها عند عطاء بْن أبي مروان، عَنْ أبيه، عنها روى عنها مولاها أنها شهدت خيبر مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسهم لَهَا سهم رجل وفي ذلك نظر، وشهودها خيبر صحيح.
(4213) أم معبد، زوجة كعب بْن مالك الأَنْصَارِيّ السلمي.
وهي أم معبد ابن كعب. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الخليطين، وروت: البذاذة من الإيمان. روى عنها ابنها معبد بْن كعب بْن مالك الأنصاري.
(4214) أم معبد الأنصارية،
روى عنها مولاها عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثها فِي الدماء، وهي غير التي قبلها [1] والله أعلم بالصواب.
(4215) أم معبد الخزاعية.
اسمها عاتكة بنت خالد أخت حبيش [2] بن خالدة قد تقدم ذكرها فِي باب العين [3] من أسماء النساء، وسلف ذكر خبرها فِي باب حبيش [4] من أسماء الرجال من هَذَا الكتاب، وأذكرها هنا: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، إِمْلاءً مِنْهُ عَلَيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ.
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ حَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ ثَابِتِ ابن يَسَارٍ الْخُزَاعِيُّ الرَّبَعِيُّ الْكَعْبِيُّ بِقَدِيدٍ عَلَى بَابِ حَانُوتِهِ قِرَاءَةً لَنَا ظَاهِرًا، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ حِزَامِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ حُبَيْشُ [2] بْنُ خَالِدٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ مُهَاجِرًا هُوَ وأَبُو بَكْرٍ، وَمَوْلَى أَبِي بَكْرٍ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ، وَدَلِيلُهُمَا اللَّيْثِيُّ عبد الله بن الأريط، مَرُّوا عَلَى خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ، وَكَانَتِ امْرَأَةً بَرْزَةً جَلْدَةً تَحْتَبِي بِفِنَاءِ الْقُبَّةِ، ثُمَّ تسقى وتطعم،
__________
[1] الترجمة التي قبلها في أهي أم معبد زوجة كعب.
[2] في الإصابة: خنيس.
[3] صفحة 1876.
[4] صفحة 406.(4/1958)
فَسَأَلُوهَا لَحْمًا وَتَمْرًا لِيَشْتَرُوهُ مِنْهَا، فَلَمْ يُصِيبُوا عِنْدَهَا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، وَكَانَ الْقَوْمُ مُرْمِلِينَ مُسْنِتِينَ [1] ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى شَاةٍ فِي كِسْرِ [2] الْخَيْمَةِ فَقَالَ: مَا هَذِهِ الشَّاةُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ؟ قَالَتْ: شَاةٌ خَلَّفَهَا الْجَهْدُ عَنِ الْغَنَمِ. قَالَ:
هَلْ بِهَا مِنْ لَبَنٍ! قَالَتْ: هِيَ أَجْهَدُ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: أَتَأْذَنِينَ لِي أَنْ أَحْلِبَهَا؟
قَالَتْ: نَعَمْ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! إِنْ رَأَيْتَ بِهَا حَلْبًا فَاحْلِبْهَا، فَدَعَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ بِيَدِهِ ضَرْعَهَا، وَسَمَّى اللَّهَ، وَدَعَا لَهَا فِي شَاتِهَا فَتَفَاجَّتْ [3] عَلَيْهِ، وَدَرَّتْ وَاجْتَرَّتْ، وَدَعَا بِإِنَاءٍ يُرْبِضُ [4] الرَّهْطَ، فَحَلَبَ فِيهِ ثَجًّا حَتَّى [5] عَلاهُ الْبَهَاءُ [6] ، ثُمَّ سَقَاهَا حَتَّى رَوِيَتْ، وَسَقَى أَصْحَابَهُ حَتَّى رَوَوْا، وَشَرِبَ آخرهم، ثم أراضوا ثُمَّ حَلَبَ ثَانِيًا فِيهَا [7] بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى مَلأَ الإِنَاءَ، ثُمَّ غَادَرَهُ عِنْدَهَا، وَبَايَعَهَا، وَارْتَحَلُوا عَنْهَا، فَقَلَّمَا لَبِثَتْ حَتَّى جَاءَ زَوْجُهَا أَبُو مَعْبَدٍ يَسُوقُ أعْنُزًا عِجَافًا يَتَسَاوَكْنَ هِزَالا مُخُّهُنَّ قَلِيلٌ، فَلَمَّا رَأَى أَبُو مَعْبَدٍ اللَّبَنَ عَجِبَ، وَقَالَ:
مِنْ أَيْنَ لَكِ هَذَا اللَّبَنُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ وَالشَّاةُ عَازِبٌ حِيَالٌ [8] وَلا حَلُوبَ فِي الْبَيْتِ؟
قَالَتْ: لا وَاللَّهِ، إِلا أَنَّهُ مَرَّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ، مِنْ حَالِهِ كَذَا وَكَذَا. قَالَ:
صِفِيهِ لِي يَا أُمَّ مَعْبَدٍ. قَالَتْ: رَأَيْتُ رَجُلا ظَاهِرَ الْوَضَاءَةِ [9] ، أَبْلَجَ الْوَجْهِ، حَسَنَ الْخُلُقِ، لَمْ تَعِبْهُ ثُجْلَةٌ، وَلَمْ تَزِرْ بِهِ صَعْلَةٌ [10] وَسِيمٌ قَسِيمٌ، فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ، وفي أشفاره عطف [11] ، وفي عنقه سطح، وَفِي صَوْتِهِ صَحَلٌ، وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَاثَةٌ، أَزَجُّ
__________
[1] مرملين، من أرمل الرجل إذا نفد زاده في سفر أو حضر. مسنثين: مجدبين، أصابتهم السنة، وهي الجدب والقحط.
[2] كسر الخيمة: جانبها.
[3] تفاجت عليه فتحت رجليها للحلب.
[4] يربض الرهط: يبالغ في ريهم.
[5] ثجا: سائلا، أي لبنا سائلا كثيرا.
[6] البهاء: بريق الرغوة ولمعانها.
[7] أ: فيه. وأراضوا كرروا الشرب حتى بالغوا في الري.
[8] عازب: بعيدة المرعى.
حيال: جمع حائل، وهي التي لا تحمل.
[9] الوضاءة: حسن الوجه ونظافته.
[10] الثجلة: عظم البطن واسترخاؤه. الصعلة: صغر الرأس.
[11] أ: وطف.
والوطف: طول شعر أشفار العين. والدعج: شدة سواد العين.(4/1959)
أَقْرَنُ، إِنْ صَمَتَ فَعَلَيْهِ الْوَقَارُ، وَإِنْ تَكَلَّمَ سَمَا وَعَلاهُ الْبَهَاءُ، أَجْمَلُ النَّاسِ وَأَبْهَاهُ مِنْ بَعِيدٍ، وَأَحْسَنُهُ وَأَجْمَلُهُ مِنْ قَرِيبٍ، حُلْوُ الْمَنْطِقِ، فَصْلٌ، لا نَزْرٌ ولا هَذَرٌ، كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتِ نَظْمٍ يَتَحَدَّرْنَ، رَبْعَةٌ، لا بَائِنٌ مِنْ طُولٍ، وَلا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ، غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ، فَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلاثَةِ مَنْظَرًا، أَحْسَنُهُمْ قَدْرًا، لَهُ رُفَقَاءُ يُحْفُونَ بِهِ، إِنْ قَالَ أَنْصَتُوا لِقَوْلِهِ، وَإِنْ أَمَرَ تَبَادَرُوا إِلَى أَمْرِهِ، مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ [1] ، لا عَابِسٌ وَلا مُفْنِدٌ [2] .
قَالَ أَبُو مَعْبَدٍ: هُوَ وَاللَّهِ صَاحِبُ قُرَيْشٍ الَّذِي ذُكِرَ لَنَا مِنْ أَمْرِهِ مَا ذُكِرَ بِمَكَّةَ، ولقد همت أَنْ أَصْحَبَهُ، وَلأَفْعَلَنَّ إِنْ وَجَدْتُ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلا، فَأَصْبَحَ صَوْتٌ بِمَكَّةَ عَالٍ يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ وَلا يَدْرُونَ مَنْ صَاحِبُهُ، وَهُوَ يَقُولُ [3] :
جَزَى اللَّهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ ... رَفِيقَيْنِ حَلا خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدِ
هُمَا نَزَلاهَا بِالْهُدَى [4] فَاهْتَدَتْ بِهِ ... فَقَدْ فَازَ [5] مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ
فيا لقصىّ ما زوى الله عنكم ... ظبه مِنْ فِعَالٍ لا تُجَازَى [6] وَسُؤْدُدِ
لِيَهْنَ بَنِي كَعْبٍ مَقَامَ [7] فَتَاتِهِمْ ... وَمَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ
سَلُوا أُخْتَكُمْ عَنْ شَاتِهَا وَإِنَائِهَا ... فَإِنَّكُمُ إِنْ تَسْأَلُوا الشَّاةَ تَشْهَدِ
دَعَاهَا بِشَاةٍ حَائِلٍ فَتَحَلَّبَتْ ... عَلَيْهِ صريحا [8] ضرّة الشاة مزيد
فَغَادَرَهَا رَهْنًا لَدَيْهَا لِحَالِبٍ ... يُرَدِّدُهَا فِي مَصْدَرٍ ثُمَّ مَوْرِدِ
فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ حَسَّانُ بْنُ ثابت جعل يجاوب الهاتف، وهو يقول [9] :
__________
[1] محفود: مخدوم.
[2] مفند: يتكلم بالمحرف من الكلام عن سنن الصحة.
[3] القصة والشعر في ديوان حسان بن ثابت صفحة 86، وسيرة ابن هشام: 2- 101.
[4] أ: بالنور وارتحلا به. وفي السيرة: بالبر.
[5] أ: وأفلح. وفي السيرة: فأفلح من أمسى.
[6] أ: لا تجاري. وفي السيرة، من فخار لا يبارى.
[7] في السيرة: مكان.
[8] في الديوان: له بصريح.
[9] ديوانه: 82.(4/1960)
لَقَدْ خَابَ قَوْمٌ غَابَ عَنْهُمْ نَبِيُّهُمْ ... وَقُدِّسَ مَنْ يَسْرِي إِلَيْهِ وَيَغْتَدِي
تَرَحَّلَ عَنْ قَوْمٍ فَضَلَّتْ عُقُولُهُمْ ... وَحَلَّ عَلَى قَوْمٍ بِنُورٍ مُجَدَّدِ
هَدَاهُمْ بِهِ بَعْدَ الضَّلالَةِ رَبُّهُمْ ... وَأَرْشَدَهُمْ، مَنْ يَتْبَعِ الْحَقَّ يَرْشُدُ
وَهَلْ يَسْتَوِي ضُلَّالُ قَوْمٍ تسفّهوا ... عما يتهم هَادٍ بِهِ كُلُّ مُهْتَدِ [1]
لَقَدْ نَزَلَتْ مِنْهُ عَلَى أَهْلِ يَثْرِبَ ... رِكَابُ هُدًى حَلَّتْ عَلَيْهِمْ بِأَسْعَدِ
نَبِيٌّ يَرَى مَا لا يَرَى النَّاسُ حَوْلَهُ ... وَيَتْلُوُ كِتَابَ اللَّهِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ [2]
وَإِنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مَقَالَةَ غَائِبٍ ... فَتَصْدِيقُهَا في اليوم أوفى ضحى الغد
ليهن أَبَا بَكْرٍ سَعَادَةَ جَدِّهِ ... بِصُحْبَتِهِ مَنْ يُسْعِدِ به الله يسعد
لِيَهْنَ [3] بَنِي كَعْبٍ مَقَامَ فَتَاتِهِمْ ... وَمَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ
وَحَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ قِرَاءَةً مِنِّي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَكْرَمُ بْنُ مُحْرِزٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحْرِزِ بْنِ مَهْدِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مُنْقِذِ ابن رَبِيعَةَ، وَأُمُّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةُ هِيَ بِنْتُ خَالِدٍ أُخْتُ خُوَيْلِدٍ، وَاسْمُهَا عَاتِكَةُ، عَنْ حِزَامِ بْنِ هشام، عن أبيه حُبَيْشٍ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ هو وأبو بكر ومولى أبي بكر عامر بْنُ فُهَيْرَةَ وَدَلِيلُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأُرَيْقِطِ اللَّيْثِيُّ مَرُّوا عَلَى خَيْمَةِ أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ، وَكَانَتْ بَرْزَةً جَلْدَةً تَحْتَبِي بِفِنَاءِ الْقُبَّةِ ثُمَّ تَسْقِي وَتُطْعِمُ ... وَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى آخِرِهِ سَوَاءٌ بمعنى واحد.
__________
[1] في الديوان: عمى وهداة يهتدون بمهتد.
[2] أ، والديوان: مسجد.
[3] البيت ليس في الديوان.(4/1961)
قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَقَدْ قَيَّدْتُ فِي طُرَّةِ الصفحتين ما بين الرواتين من خلاف.
(4216) أم معقل الأنصارية.
ويقال الأسدية. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عمرة فِي رمضان تعدل حجّة. في إسناد حديثها اضطراب كثير. روى عنها ابنها معقل، وروى [1] عنها الأسود أَبُو [2] يَزِيد ويوسف بْن عَبْد اللَّهِ بْن سلام، وهي أم طليق، وعند بعض [3] لها كنيتان.
(4217) أم مغيث [4] ،
روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الخليطين وتحريم المسكر. تعد فِي أهل المدينة. حديثها عند مُحَمَّد بْن يوسف، عَنْ أبيه، عنها.
يقال: إنها أم أم ربيعة بْن أبي عَبْد الرَّحْمَنِ، وكانت قد صلت القبلتين مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(4218) أم المنذر ابنة قيس الأنصارية.
ويقال العدوية، مدنية. قيل اسمها سلمى. حديثها عند أهل المدينة، روى عنها يعقوب بْن أبي يعقوب، قالت:
دخل علي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه علي وَهُوَ ناقة ... الحديث.
(4219) أم منيع الأنصارية.
شهدت بيعة العقبة، واسمها أسماء بنت عَمْرو، وقد ذكرناها [5] .
باب النون
(4220) أم نصر المحاربة
حديثها عند أهل المدينة، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الأَصْبَهَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن
__________
[1] أ: ورواه.
[2] أ: بن
[3] أ: بعضهم.
[4] أ: معتب.
[5] صفحة 1784.(4/1962)
قَتَادَةَ، عَنْ أُمِّ نَصْرٍ الْمُحَارِبِيَّةِ، قَالَتْ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ، فَقَالَ: أَلَيْسَ تَرْعَى الْكَلأَ، وَتَأْكُلُ الشَّجَرَ؟ قَالَ:
بَلَى. قَالَ: فَأَصِبْ مِنْ لَحْمِهَا، قَالَ أَبُو عُمَرَ: انْفَرَدَ به إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ الرَّازِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، لا يَجِيءُ إِلا مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ، وَلَيْسَ مِمَّا يُحْتَجُّ بِهِ، وَقَدْ ثَبُتَتِ الْكَرَاهَةُ وَالنَّهْيُ عَنْهَا مِنْ وُجُوهٍ.
باب الهاء
(4221) أم هاشم،
وقيل أم هشام، بنت حارثة بْن النعمان الأنصارية. روى عنها خبيب بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يساف. وروى عنها يَحْيَى بْن عَبْد اللَّهِ، ولم يسمع منها بينهما عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سعد. قَالَ أَحْمَد بْن زهير: سمعت أبي يقول: أم هشام بنت حارثة بايعت بيعة الرضوان.
(4222) أم هانئ بنت أبي طالب بْن عبد المطلب بْن هاشم.
أخت عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ شقيقته، أمها فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وهي أم طالب وعقيل وجعفر وجمانة. اختلف فِي اسمها فقيل هند. وقيل فاختة، كانت تحت هبيرة بْن أبي وهب بْن عَمْرو بْن عائذ [1] بْن عمران بْن مخزوم، أسلمت عام الفتح، فلما أسلمت أم هانئ وفتح اللَّه عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة، هرب هبيرة إِلَى نجران وَقَالَ حين فرّ متعذرا من فراره:
لعمرك مَا وليت ظهري محمدًا ... وأصحابه جبنًا ولا خيفة للقتل
ولكنى قلبت أمير فلم أجد ... لسيفي غناء إن ضربت ولا نبلي
وقفت فلما خفت ضيعة موقفي ... رجعت لعود كالهزبر إلى [2] الشبل
__________
[1] أ: عابد
[2] أ: أبي(4/1963)
قَالَ خلف الأحمر: إن أبيات هبيرة فِي الاعتذار من الفرار خير من قول الحارث بْن هشام. وَقَالَ الأصمعي: أحسن مَا قيل فِي الاعتذار من الفرار قول الحارث بْن هشام. وَقَالَ هبيرة أَيْضًا بعد فراره يخاطب امرأته أم هانئ [هند [1]] ابنة أبي طالب بعد البيتين الَّذِينَ مضيا فِي باب هند:
لئن كنت قد تابعت دين مُحَمَّد ... وعطفت الأرحام منك حبالها
فكوني عَلَى أعلى سحيق بهضبة ... ممنعة لا تستطاع قلالها
فإني من قوم إذا جد جدهم ... عَلَى أي حال أصبح اليوم [2] حالها
وإني لأحمي من وراء عشيرتي ... إذا كثرت تحت [3] العوالي مجالها
وطارت بأيدي القوم بيض كأنها ... مخاريق ولدان ينوس ظلالها
وإن كلام المرء فِي غير كنهه ... لكالنبل تهوي ليس فِيهَا نصالها
فولدت أم هانئ لهبيرة فيما ذكر الزبير عمر [4] ، وبه كَانَ يكنى هبيرة وهانئًا ويوسف وجعدة بني هبيرة بْن أبي وهب.
(4223) أم هانئ الأنصارية،
امرأة من الأنصار، لا أقف عَلَى نسبها فيهم، حديثها عند ابْن لهيعة. وقد اختلف عَلَيْهِ فِي اسمها، فقيل: أم قيس وقيل أم هانئ، والله أعلم بالصواب.
حَدَّثَنَا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَسْوَدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ- أَنَّهُ سَمِعَ دُرَّةَ بِنْتَ مُعَاذٍ تُحَدِّثُ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ الأَنْصَارِيَّةِ أَنَّهَا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنَتَزَاوَرُ إِذَا مُتْنَا، وَيَرَى بَعْضُنَا بَعْضًا، فَقَالَ: يَكُونُ النَّسَمُ طَيْرًا يُعَلَّقُ بِالشَّجَرِ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَخَلَتْ كُلُّ نَفْسٍ جَسَدَهَا.
__________
[1] ليس في أ.
[2] ء: القوم
[3] أ: نحو.
[4] أ: عمرا.(4/1964)
باب الواو
(4224) أم ورقة بنت عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن عويم [1] الأَنْصَارِيّ.
وقيل:
أم ورقة بنت نوفل. هي مشهورة بكنيتها، واضطراب أهل الخبر فِي نسبها، كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يزورها ويسميها الشهيدة، وكانت حين غزا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بدرا، قالت له: ائذن لي أن أخرج معكم.
أداوي جرحاكم، لعل اللَّه يهدي إلي الشهادة. فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يهديك [2] الشهادة، وقرّى فِي بيتك، فإنك شهيدة، وَكَانَ النَّبِيّ صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أمرها أن تؤم أهل دارها، وَكَانَ لَهَا مؤذن، فكانت تؤم أهل دارها حَتَّى غمها غلام لَهَا وجارية، وقد كانت دبرتهما فقتلاها فِي خلافة عُمَر بْن الْخَطَّابِ، فبلغ ذلك عمر، فقام عمر فِي الناس، فَقَالَ:
إن أم ورقة غمها غلامها وجاريتها فقتلاها وإنهما هربا، وأمر بطلبهما فأدركا، فأتى بهما فصلبها، فكانا أول مصلوبين بالمدينة. وَقَالَ: صدق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين كَانَ يقول: انطلقوا بنا نزور الشهيدة.
(4225) أم الوليد الأنصارية.
حديثها عند الوازع بْن نافع، عَنْ سالم بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ، عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الموعظة وَفِي طلوع الشمس من مغربها ... الحديث بكماله مخرج فِي تأويل قول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قبل ... الآية، إلا إن الوازع بْن نافع العقيلي منكر الحديث، يروي عَنْ أبي سلمة وسالم [أحاديث] [3] لا تعرف إلا به ولا يتابع عليها.
__________
[1] أ: عويمر. وفي أسد الغابة: عمير.
[2] أ: مهد لك.
[3] ليس في أ.(4/1965)
قَالَ أَبُو عمر: فهذا مَا انتهى إلينا من الأسماء والكنى فِي الرجال والنساء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن روى وجاءت عنه رواية أَوِ انتظم ذكره فِي حكاية تدل عَلَى أنه رأى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مولودًا بين أبوين مسلمين أَوْ قدم عَلَيْهِ أَوْ أدى الصدقة إليه، وقد جاءت أحاديث عَنْ رجال منهم لا يذكرون بنسب ولا كنية، ولا يسمون، وعن نساء لا يعرفن إلا بجدة فلان أَوْ عمة فلان ونحو ذلك، وما انتهت إلينا معرفته من ذلك كله فقد ذكرناه بعون اللَّه تعالى وفضله، وتركنا ذكر امرأة فلان وجدة فلان أَوِ ابنة فلان أَوْ عمة فلان أَوْ فلانة، إذا لم يذكر لَهَا اسم ولا كنية، وذلك موجود فِي المسندات المؤلفات، ومن وقف عَلَى مَا ذكرنا فِي كتابنا هَذَا من أسماء الصحابة رضوان اللَّه تعالى عليهم أجمعين وما تضمنه من عيون أخبارهم فقد أخذ بحظ وافر من علم الخبر ومعرفة الحديث لما فيه من الوقوف عَلَى المرسل من المسند واستولى عَلَى معرفة أهل القرن الأول المبارك وتلك المنزلة التي هي نصاب على الخبر ومفتاح فهم الأثر، وإلى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ نرغب فِي الشكر عَلَى مَا أولاه والتوفيق لما يرضاه.
[والحمد للَّه رب العالمين. والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين. وجميع الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين] [1] .
__________(4/1966)