مقدمة
أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية
تأليف: سعدي الهاشمي
مقدمة في اختيار الموضوع ومنهج البحث فيه
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وبعد..
فإن الله سبحانه وتعالى قد بعث محمداً صلى الله عليه وسلم خاتماً للنبيين والمرسلين، وبالرسالة الشاملة للناس أجمعين، وأنزل عليه القرآن الكريم، ومثله معه ليبين للناس ما نزل إليهم من أوامره ونواهيه، فصدع بالحق المبين واستقام بأمر الدين وجاهد ونافح حتى اكتمل التنزيل وأشهد أصحابه على ذلك بقوله في حجة الوداع: " ... ألا هل بلغت" والخلق من حوله وعلى مد البصر يقولون: " ... بلى قد بلغت" فيقول: "اللهم فاشهد " وانتقل إلى الرفيق الأعلى والقرآن قد اكتملت أحكامه ودونت سوره وآياته ووعته قلوب الرجال وحفظته صدورهم وذلك وعد الله سبحانه وتعالى بقوله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (1) .
أما الوحي الثاني وهو البيان المتمثل - بالسنة النبوية - بقوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} (2) ، فقد وعاها الصحابة رضي الله
عنهم وحرصوا عليها كل الحرص فهي الواقع العملي في حياتهم كافة، وهي
__________
(1) سورة الحجر: الآية 9.
(2) سورة النحل: الآية 44.(1/5)
الترجمان والبيان لمجمل القرآن، وقد أمروا بالتثبت على أتباعها. قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (1) . واشترط لمحبته اتباع نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام في جميع الأحكام، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (2) . وقرن طاعة الرسول بطاعته فقال {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} (3) ، فكانت السنة النبوية محفوظة مصونة من التحريف والتزوير، وقد رأى بعض الصحابة رضي الله عنهم - من حرصهم على حفظها - أن يدونها لا سيما بعد أن اطمأنوا إلى أن القرآن الكريم اكتمل جمعه وتدوينه، وزال الخوف من التباسه واختلاطه بغيره، واستثنائاً بقوله عليه الصلاة والسلام يوم فتح مكة "اكتبوا لأبي شاة" (4) وغير ذلك. فكتبوا صحفاً ضمنوها بعض أقواله وأحكامه وأفعاله كصحيفة سعد بن عبادة الأنصاري، وصحيفة أبي هريرة، وصحيفة عبد الله بن أبي أوفى، وصحيفة جابر بن عبد الله، والصادقة لعبد الله بن عمرو بن العاص، والصحيفة الصحيحة لهمام بن منبه، إضافة إلى ما كان يكتبه الخلفاء لبعض القبائل أو العمال ككتاب أبي بكر الصديق لأنس بن مالك في فرائض الصدقة التي سنها الرسول صلى الله عليه وسلم، وكتاب عمر بن الخطاب لعتبة بن فرقد، وصحيفة علي بن أبي طالب التي كان فيها العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر (5) .
قال الحافظ ابن رجب: "اعلم أن العلم المتلقى من النبي صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله، كان الصحابة رضي الله عنهم في زمن نبيهم صلى الله عليه وسلم يتداولونه بينهم حفظاً له ورواية، ومنهم من كان يكتب.." ثم
__________
(1) سورة الحشر: الآية 7.
(2) سورة آل عمران: الآية 31.
(3) سورة النساء: الآية 80.
(4) انظر: صحيح البخاري ج1، ص38 لكنه يذكر (لأبي فلان) بدل (لأبي شاه) وانظر كذلك: مسند أحمد ج 12، ص 235، وتقييد العلم للخطيب البغدادي ص89.
(5) انظر: بحوث في تاريخ السنة المشرفة للدكتور الفاضل أكرم العمري، ص222-224، وانظر كذلك: تاريخ التراث العربي ج1، ص232-235، 254- 255.(1/6)
قال: "ثم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كان بعض الصحابة يرخص في كتابة العلم، وبعضهم لا يرخص في ذلك. ودرج التابعون أيضاً على مثل هذا الاختلاف" (1) .
ولما وقعت الفتنة الظلماء، والمحنة الدهياء بمقتل صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وثالث الخلفاء عثمان بن عفان شهيد الدار رضي الله عنه، ركب الناس الصعب والذلول، وهاجوا وماجو وولجوا الفتن وزين لهم إبليس - لعنه الله - المعاصي ملبّسة بثياب الطاعات، أخذ رؤوس الفتن ومشايعوهم يضعون الأحاديث لنصرة مذهبهم، ولزيادة سوادهم، وإضلال الناس عن دينهم، إضافة إلى ذلك دور الزنادقة والشعوبيين وأبناء المجوس وغيرهم ممن ادعى محبة أهل بيت النبي الكريم، وهم يضمرون للإسلام الشر الدفين، وكذا القصاص، والجهال من الصالحين (2) .
فهبّ رجال شرح الله صدورهم للتقوى، وجعل في قلوبهم الحمية والغيرة على سنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، فأخذوا يفتشون عن الرجال ويميزون الأصيل من الدخيل، والمستقيم من الإفك المبين، ونذروا أنفسهم لله، وتركوا الأهل والأحباب والديار والأتراب، وشدوا الرحال، وأخذوا بالأسباب، وبحثوا عن آثار المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث نزل الأصحاب - رضي الله عنهم- وصبروا على تدوينها، وصابروا على حفظها، وتظافرت الجهود، والتحمت الأفكار، فوضعوا قوانين للسنة النبوية، وميزوا بين الرجال العدول الثقات، عن المجروحين والكذابين وصنفوهم حسب الأمصار أو الطبقات، وميزوا بين من تشرف بمرتبة الصحبة، عمن انتحلها أو وهم فيه، واهتموا بالإسناد، وعدوه من عدتهم، حتى إن سفيان الثوري قال: " الإسناد سلاح المؤمن" (3) ، وقال ابن مبارك: "الإسناد من الدين، لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء" (4) .
__________
(1) انظر: شرح علل الترمذي لابن رجب، ص64.
(2) انظر: المجروحين ج1، ص 62-88.
(3) المجروحين لابن حبان ج1، ص 27.
(4) المجروحين لابن حبان ج1، ص 27.(1/7)
ومن ثمرة هذه الجهود المباركة ظهور علم الجرح والتعديل (1) بشكل منسق منضبط بقواعد وأصول، واستخدام مصطلحات وألفاظ دقيقة محكمة تعارف عليها أئمة هذا الشأن. فكان علماً مستقلاً متكاملاً، ومن أتقنه، فقد أتقن نصف العلم. قال علي بن المديني: " الفقه في معاني الحديث نصف العلم، ومعرفة الرجال نصف العلم" (2) .
لذلك لم يتقنه إلا نزر يسير في كل طبقة من طبقات حفاظ المحدثين. ومن هؤلاء الأئمة الذين عرفوا به شعبة بن الحجاج (ت 160 هـ) ، وسفيان الثوري (ت 161 هـ) والإمام مالك (ت 179 هـ) ، ثم بعدهم ابن المبارك (ت 181 هـ) ، ووكيع بن الجراح (ت 197 هـ) ويحيى بن سعيد القطان (ت198 هـ) والإمام الشافعي (ت 204 هـ) . وبعدهم يحيى بن معين (ت 233هـ) وعلي بن المديني (ت 234 هـ) ، وزهير بن حرب أبو خيثمة (ت234 هـ) ، وعبيد الله بن عمر القواريري (ت235 هـ) ، وإسحاق بن راهويه (ت238 هـ) وأحمد بن حنبل (ت241 هـ) . وبعدهم عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (ت255 هـ) ، ومحمد بن إسماعيل البخاري (ت256 هـ) ، ومحمد بن يحيى الدهلي النيسابوري (ت258 هـ) ، ومسلم بن الحجاج (ت261 هـ) وأبو زرعة الرازي (ت264 هـ) ، وأبوداود السجستاني (ت275) وغير هؤلاء، ولقد تميز هؤلاء المذكورون عن الكثير من الحفاظ المتقنين بالإمعان في الحفظ وكثرة الكتابة وأفرطوا في الرحلة، وواظبوا على السنة والمذاكرة والتصنيف والمدارسة.
وهكذا حفظ الله سبحانه وتعالى لنا المصدر الثاني في التشريع بعد كلامه
__________
(1) أن نقد الرجال والتحري عن ضبط الرواة للحديث ابتدأ منذ عمر الصحابة - رضي الله عنهم - فتكلم في الرجال عمر، وعلي، وابن عباس، وابن سلام، وابن الصامت، وأنس، وعائشة، وصرح كل منهم بتهذيب من لم يصدقه فيما قَال. وكذا من التابعين كالشعبي، وابن سيرين، وابن المسيب، وابن جبير. وأما بالشكل المنضبط بالقواعد والمصطلحات، فنشأ في القرن الثاني، واستمر واكتمل في القرن الثالث. انظر: الإعلان بالتوبيخ ص 706 وما بعدها والمجروحين لابن حبان ج1، ص 31- 58.
(2) انظر: المحدث الفاصل ص 320، ومقدمة الذهبي في تذهيب تهذيب الكمال.(1/8)
العزيز الوجيز بتسخير الثقات العدول لخدمة السنة النبوية وحفظها، الذين قال فيهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين" (1) .
فوصلت إلينا كاملة المعالم شاملة الأغراض، متعددة الطرق مبيناً ناسخها من منسوخها، وخاصها من عامها، ولا يماري في ذلك إلا جاهل ضيق التفكير، أو حاقد مغرض، أو رافضي معاند، أو كتابي مكابر.
ولقد خلد لنا سجل حفاظ الآثار النبوية الكثير منهم، ومن بين هؤلاء الذين جمعوا بين معرفة الرجال وصنفوا فيهم، وميزوا بينهم وعلى خبرة شاملة لعلل الحديث، ودراية واسعة بفقهه، محدثنا أبو زرعة عبيد الله ابن عبد الكريم الرازي، الذي حاز الرتبة المتقدمة بين أقرانه وشيوخه، فتواتر ثناؤهم عليه، ولذلك الثناء العاطر والمنزلة المرموقة بين جهابذة الحفاظ، ولما اجتمع فيه من علم غزير بالسنة النبوية بجميع فنونها وعلومها اخترته موضوعاً لنيل درجة الدكتوراه والذي شجعني على ذلك ما حازه كتابه الضعفاء من الشهرة الواسعة بين أوساط المحدثين، لما اشتمل عليه من المادة الغزيرة التي أسهمت إسهاماً واضحاً في دعم وترسيخ علم الرجال، وذلك بالكشف عن حال ودرجة الكثير من حملة السنة ورواة الآثار.
وقد جعلت الرسالة في مقدمة، وثلاثة أبواب، وخاتمة.
__________
(1) قال القسطلاني عن هذا الحديث: "رواه من الصحابة أسامة بن زيد، وابن عمر، وابن عمرو، وابن مسعود، وابن عباس، وجابر بن سمرة ومعاذ، وأبو هريرة- رضي الله عنهم- وأورده ابن عدي من طرق كثيرة كلها ضعيفة كما صرح به الدارقطنى وأبو نعيم، وابن عبد البر لكن يمكن أن يتقوى بتعدد طرقه ويكون حسناً كما جزم به ابن كيكلدي العلائي". انظر: إرشاد الساري ج 1، ص 4 ورواه الخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث من طريق معاذ بن جبل، وأبي هريرة، وأسامة بن زيد، وروى بسنده إلى مهنأ بن يحيى أنه قال: "سألت أحمد - يعنى ابن حنبل- عن حديث معان بن رفاعة عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري ... " وذكر الحديث ... ، فقلت لأحمد: "كأنه كلام موضوع! قال: لا هو صحيح. فقلت: ممن سمعته أنت قال: من غير واحد. قلت: من هم؟ قال: حدثني به مسكين؟ إلا أنه يقول: معان، عن القاسم بن عبد الرحمن. قال أحمد: معان بن رفاعة لا بأس به". انظر: شرف أصحاب الحديث، ص11، 28، 29، 30، وانظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/17 حيث روى ابن أبي حاتم هذا الحديث بسنده وانظر كذلك: التمهيد لابن عبد البر، ج1، ص59.(1/9)
تكلمت في المقدمة عن السنة وأهميتها، وجهود العلماء في المحافظة عليها وحرصهم عل تدوينها وخدمتها، وعن سبب اختياري لهذا الموضوع، وعن خطتي في البحث.
أما الباب الأول: فخصصته لدراسة حياة الإمام أبي زرعة الرازي، ويقع في تسعة فصول.
فالفصل الأول: هو عبارة عن التعريف بالمراكز العلمية في بلاد خراسان وما جاورها، وتعريف بمدينة الري، بلد أبي زرعة. وتكلمت عن طبقات المحدثين في الري ابتداء من عصر التابعين حتى عصر أبي زرعة، وكذلك ذكرت أهم العوائل العلمية، ثم تكلمت عن الفرق الكلامية والمذاهب الفقهية في البلد، وأثر ذلك على محدثنا، ودوره فيها. ثم ختمت الفصل بأهمية الريّ بالنسبة للمراكز العلمية الأخرى.
وأما الفصل الثاني: فقد تناول اسمه، ونسبه، وكنيته، وهو: عبيد الله ابن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ بن داود، مولى عياش بن مطرف بن عبيد الله بن عياش بن أبي ربيعة القرش المخزومي، أبو زرعة الرازي. وذكرت سبب تكنيته بهذه الكنية، والاختلاف في تحديد السنة التي ولد فيها، ورجحت أحد التواريخ الأربعة وهو عام 194هـ، مع سرد للمصادر التي ترجمت له. وذكرت أسرته، ومن اشتهر بها بطلب العلم.
أما الفصل الثالث: فخصصته بنشأته العلمية وتحصيله لعلوم الحديث مع ذكر رحلاته إلى المراكز العلمية في ذلك العصر، وذكر أخباره وأحواله في كل بلد.
أما الفصل الرابع: فهو خاص بمشيخته، حيث جمعت شيوخه من المصادر المخطوطة والمطبوعة، وأقول وبكل ثقة، أصبح هذا الفصل المصدر الرئيسي لشيوخه، حتى من تحمل عنهم الحديث بطريق المكاتبة، ثم بينت في هذا الفصل أيضاً الرواة الذين ترك الرواية عنهم. وختمته بمناقشة لقول ابن حجر حيث نص على أن كل من حدث عنه أبو زرعة يعد ثقة، وبينت بالأدلة أن هذا القول لا يؤخذ مطلقاً، بل قد يروي عن بعض الضعفاء وشأنه في هذا شأن الأئمة.(1/10)
أما الفصل الخامس: فهو خاص بتلاميذه والرواة عنه، وقد جمعتهم من كتب الرجال والتواريخ مطبوعة ومخطوطة.
أما الفصل السادس: فهو خاص بعلومه ومؤلفاته. أما علومه فقد ذكرت نماذخ منها كمعرفته بعلم القراءات، ومعرفته وإتقانه لموطأ الإمام مالك، وكذلك بعض أقواله في مصطلح الحديث، وأما مؤلفاته فعددتها وتكلمت عنها وأقمت الأدلة على نسبتها إليه، ومصادره في بعضها كالتفسير مع ذكر بعض النماذج التي وقفت عليها من التفسير والمسند وأعلام النبوة وغيرها.
أما الفصل السابع: فأفردته بحفظه- باعتباره أحد الحفاظ القلائل الذين حازوا هذه الرتبة- فذكرت طائفة من أقوال وثناء العلماء عليه، ثم تكلمت عن مكانته أيضاً بين علماء عصره، وحبهم وتقديرهم له مع ذكر أقوال طائفة منهم وبعض رسائلهم التي كانوا يرسلونها إليه متضمنة الثناء العاطر والشكر المتواصل مع الدعاء.
أما الفصل الثامن: فتكلمت فيه عن مذهبه الفقهي، وإحاطته بالمذاهب الفقهية المشهورة، وذكرت عقيدته مع جملة من أقواله في المعتقد، واعتمدت في الدرجة الأولى على عقيدته التي ضمنها هبة الله اللالكائي في كتابه شرح أصول اعتقاد أهل السنة، وتكلمت فيه أيضاً عن زهده ومحبته لزهاد عصره وأدبه معهم، وختمت الفصل بذكر وفاته وبعض الأشعار التي قيلت في رثائه.
أما الفصل التاسع: فهو خاص بمنهجه في تعليل الأحاديث، فقدمته بكلام عن العلة وأهمية العلم بمعرفة علل الحديث، ومعرفة أبي زرعة فيه، وثناء بعض الأئمة عليه في ذلك، مع ذكر بعض الحوادث التي تشهد لتلك المعرفة، ثم شرعت في بيان منهجه، وذلك من خلال دراستي لكتاب علل الحديث لابن أبي حاتم، الذي هو عبارة عن أسئلة وجهها لأبيه وأبي زرعة في علل الحديث.
أما الباب الثاني: فيتكون من تمهيد، والنص الذي حققته، ويتضمن(1/11)
كتاب أسماء الضعفاء والمتكلم فيهم لأبي زرعة المسمى بـ (كتاب الضعفاء) مع أجوبته على أسئلة البرذعي أيضاً.
أما التمهيد، فيتكون من اثنتي عشرة فقرة:
الأولى: في اسم الكتاب، ومؤلفه.
والثانية: في أهم الأسئلة المدونة.
والثالثة: في أهمية أجوبة أبي زرعة.
والرابعة: المصنفات التي نقلت عن الأجوبة.
والخامسة: منهج أبي زرعة في الأجوبة.
السادسة: الشيوخ الذين روى عنهم واستدل بأقوالهم في الأجوبة.
السابعة: الرجال الذين ذكرهم في الأجوبة.
الثامنة: ألفاظ التجريح التي أطلقها في الرواة.
التاسعة: ملاحظات حول كتاب أسامي الضعفاء له.
العاشرة:تراجم رواة الأجوبة.
الحادية عشرة: وصف المخطوطة.
الثانية عشرة: منهجي في التحقيق.
ثم بعد التمهيد حققت النص المذكور بالطريقة التي وصفتها في الفقرة الثانية عشرة من التمهيد.
أما الباب الثالث: فيتكون من أربعة فصول:
الفصل الأول: جمعت فيه أسماء الرواة الذين جرحهم أبو زرعة ولم يرد ذكرهم في أجوبته على أسئلة البرذعي، ولا في كتابه الضعفاء. وهذا الفصل يعتبر كالمستدرك للنص المحقق.
أما الفصل الثاني: فقد جمعت فيه أسماء الرواة الذين عدّلهم أبو زرعة مع ألفاظ التوثيق فيهم، من كتب الجرح والتعديل والطبقات والتواريخ.
أما الفصل الثالث: فذكرت فيه الرواة الذين جرحهم أبو زرعة مرة ووثقهم مرة أخرى وبينت السبب في ذلك.
أما الفصل الرابع: فهو خاص بالأئمة الذي انتقدهم أبو زرعة وجرحهم مع الدفاع عنهم، وحاولت التوفيق بين الأقوال والأسباب الداعية لذلك.
وأما الخاتمة، فقد ضمنتها النتائج التي توصلت إليها بعد دراستي لهذا الإمام الحافظ.(1/12)
ولقد رأيت من إتمام الفائدة أن أضع خلاصة لهذه الرسالة باللغة الإنكليزية، كي يعلم من تهمهم الدراسات المتعلقة بالسنة النبوية وحفاظها ما احتوته الرسالة.
ولقد زودت الرسالة ببعض الصور التوضيحية وخارطة موضح فيها الأماكن التي رحل إليها أبو زرعة الرازي طلباً للسنة النبوية، وكذلك بعض لوحات من المخطوط كي يطلع القارئ الكريم على صعوبة خطها ومشكلاته وبعض الأماكن المهمة منه كبداية الكتاب مع سند روايته، ونهايته، وبداية كتاب الضعفاء. ووضعت بعد هذه المقدمة الرموز المستخدمة عند المحدثين التي تدل على المصنفات التي فيها أحاديث ذلك الراوي، لأني قد وضعت أمام كل راو الرمز المتعلق به.
وفي ختام هذه المقدمة أرى لزاماً علي أن أوفي صاحب الحق حقّه، وذا الفضل فضله، وأن من أولى الناس بهذا، فضيلة الأستاذ الدكتور الحسيني عبد المجيد هاشم المشرف على هذه الرسالة، لما قدمه لي من جهد وتوجيه كريم- على كثرة أعماله ومسؤولياته وضيق وقته. كما أسجل شكري وتقديري لأستاذي الفاضل الدكتور القدير أكرم ضياء العمري وكذلك الأستاذ الكريم الدكتور محمود الميرة لما أبدياه من ملاحظات قيمة نافعة أسهمت في خدمة الرسالة فجزاهما الله خير الجزاء ونفع بهما طلاب العلم.
وأشكر السيد الفاضل صبحي السامرائي الذي انتفعت بمكتبته العامرة، من الكتب المخطوطة والمطبوعة.
وكذلك أتوجه بخالص الشكر والتقدير للجامعة الإسلامية لسعيها في نشر هذا الكتاب وغيره من كتب السلف الصالح.
كما أشكر أيضاً إدارة وعمال الشركة المتحدة على جهودهم في إخراج الكتاب بهذه الصورة.
وأسأل الله أن يرزقني الإخلاص، وينظمنا في موكب خدام سنة نبيه الكريم، وأن يجنبنا الزلل، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.(1/13)
الرموز المستخدمة للدلالة على الكتب التي خرجت أحاديث الرواة الذين ورد ذكرهم في هذه الرسالة:
(ع) للسنة
(4) للأربعة
(خ) للبخاري
(م) لمسلم
(د) لأبي داود
(ت) للترمذي
(س) للنسائي
(ق) لابن ماجة
(خت) للبخاري في التعاليق
(بخ) للبخاري في الأدب المفرد
(ى) للبخاري في جزء رفع اليدين
(عخ) للبخاري في خلق أفعال العباد
(ز) للبخاري في جزء القراءة خلف الإمام
(مق) لمسلم في مقدمة كتابه (الجامع الصحيح)
(مد) لأبي داود في المراسيل
(قد) لأبي داود في القدر(1/14)
(خد) لأبي داود في الناسخ والمنسوخ
(ف) لأبي داود في كتاب التفرد
(صد) لأبي داود في فضائل الأنصار
(ل) لأبي داود في المسائل
(كد) لأبي داود في مسند مالك
(تم) للترمذي في الشمائل
(سي) للنسائي في اليوم والليلة
(كن) للنسائي في مسند مالك
(ص) للنسائي في خصائص علي
(عس) للنسائي في مسند علي
(فق) لابن ماجة في التفسير
(أ) للإمام أحمد في المسند
(فه) للإمام أبي حنيفة في المسند
(فع) للإمام الشافعي
(ك) للإمام مالك في الموطأ(1/15)
الباب الأول
الفصل الأول: أهم المراكز العلمية في بلاد خراسان وما جاورها
شهد فتوحات بلاد خراسان الكثير من الصحابة والتابعين، وحبذ بعضهم الاستقرار فيها حتى وفاته. قال الحاكم: "نزل خراسان من الصحابة وتوفي بها بريدة بن حصيب الأسلمي، مدفون بمرو، وأبو برزة الأسلمي والحكم بن عمرو الغفاري، وعبد الله بن خازم الأسلمي المدفون بنيسابور، وقثم بن العباس المدفون بسمرقند" (1) .
ويعني نزول أحد الصحابة، أو أحد كبار التابعين في بلد من هذه البلاد انتشار العلم فيها، وتبليغ سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وبمرور الزمن نشطت الحياة الفكرية في هذه المدن، وأصبحت مراكز علمية تقصد من قبل طلاب الحديث، ويرحل إليها. ومن أهم هذه المراكز:
1- الدينور: مدينة من أعمال الجبل قرب قرميسين وتقع أطلال مدينة الدينور على نحو خمسة وعشرين ميلاً من غربي كنكوار- مدينة إيرانية وعلى ستين ميلاً جنوب مدينة سحنة وهي القاعدة الحديثة لإقليم كردستان الفارسي أي الجهة الغربية الشمالية من إيران الحديثة. ينسب إليها خلق كثير من أهل الأدب والحديث كمحمد بن عبد العزيز، وأبي محمد بن قتيبة، وعبد الله بن وهب أبي محمد الدينوري الحافظ (2) .
__________
(1) انظر: معرفة علوم الحديث ص 194.
(2) انظر: علم التاريخ عند المسلمين لفرانز روزنثال ص 665، ومعجم البلدان مادة (الدينور) وبلدان الخلافة الشرقية ص 224- 225.(1/19)
2- همذان: بالتحريك، والذال معجمة، وآخره نون همذان بينها وبين الري ستون فرسخاً (1) . وهي دار السنة صار بها علماء من سنة 200 هـ، وهلم جراً (2) .
3- قزوين: بالفتح ثم السكون، وكسر الواو، وياء مثناة من تحت ساكنة ونون، مدينة مشهورة بينها وبين الري سبعة وعشرون فرسخا. وتقع قزوين في الوقت الحاضر على نحو مائة ميل شمال غربي طهران وهي في أسفل الجبال العظيمة وينسب إليها خلق لا يحصون ومنها محمد بن سعد ابن سابق الرازي القزويني، والطنافسي، وعمرو بن رافع، وخلق غيرهم (3) .
4- جرجان: بالضم، وآخره نون، مدينة عظيمة مشهورة بين طبرستان، وخراسان وتسمى جرجان في الوقت الحاضر (كركان) وتمتد هذه المدينة في جنوب شرقي بحر قزوين في نهاية الخط الحديدي القادم من طهران. وقد خرج منها خلق من الأدباء، والعلماء، والفقهاء، والمحدثين (4) .
5- نيسابور: فتح أوله، مدينة عظيمة ذات فضائل جسيمة معدن الفضلاء ومنبع العلماء وتسمى في الوقت الحاضر نيشابور وتقع إلى الجنوب من (مشهد) وعلى بعد 125 كم منها. وقد خرج منها من أئمة العلم من لا يحصى، وتسمى دار السنة والعوالي، صارت بإبراهيم بن طهمان، وحفص بن عبد الله، ثم يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه (5) .
6- طوس: مدينة بخراسان بينها وبين نيسابور نحو عشرة فراسخ وطوس في الوقت الحاضر قرية صغيرة عامرة تقع إلى الشمال الغربي من (مشهد) وعلى بعد 20 كم منها على ضفة نهر هراة، ومشهد مدينة إيرانية مشهورة
__________
(1) انظر: معجم البلدان مادة (ساوة) .
(2) انظر: المصدرين السابقين ص 665، ومادة (همذان) ومادة (ساوة) .
(3) انظر: المصدرين السابقين ص 665، ومادة (قزوين) وبلدان الخلافة الشرقية ص253.
(4) انظر: المصدرين السابقين ص 665، ومادة (جرجان) وبلدان الخلافة الشرقية ص 417 وخراسان لمحمود شاكر ص 59.
(5) انظر: المصدرين السابقين ص 665، ومادة (نيسابور) ، وخراسان لمحمود شاكر ص61.(1/20)
دفن بها الإمام الثامن عند الشيعة علي الرضا ت202 هـ بجانب قبر الخليفة هارون الرشيد ت193هـ رحمهما الله. وقد خرج منها من أئمة أهل العلم، والفقه ما لا يحصى كمحمد بن أسلم الطوسي، وأصحابه (1) .
7- هراة: بالفتح مدينة عظيمة مشهورة من أمهات مدن خراسان وهي في الوقت الحاضر من المدن الأفغانية المشهورة تقع على مجرى نهر هاري ومن أئمتها عبد الله بن واقد، والفضل بن عبد الله الهروي (2) .
8- مرو: وتسمى مرو الشاهجان: وهي مرو العظمى أشهر مدن خراسان وقصبتها، بينها وبين نيسابور سبعون فرسخاً، وتقع مرو اليوم ضمن بلاد التركمان (تركمانستان) تحت السيطرة الشيوعية الروسية. وقد خرجت من الأعيان، وعلماء الدين، والأركان مالم تخرج مدينة مثلهم، وكان بها بريدة ابن الحصيب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطائفة من الصحابة، ثم عبد الله بن بريدة ويحيى بن يعمر، وعدة من التابعين ثم ابن المبارك، وسفيان، وأحمد وغيرهم (3) .
9- بلخ: مدينة مشهورة بخراسان وهي من أجلّ مدن خراسان، وأذكرها، وأكثرها خيراً، وأوسعها غلة وتقع على نهر يعرف باسمها. وهي إلى الغرب من مدينة مزار شريف- حيث دفن فيه على ما يقال الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو كذب صريح - على مسافة مائة كيلومتر تقريباً. وينسب إليها خلق كثير منهم محمد بن علي بن طرخان ابن عبد الله أبو بكر البلخي البيكندي، وكان حافظاً للحديث حسن التصنيف توفي سنة
__________
(1) انظر: المصدرين السابقين ص 665، ومادة (طوس) ، وخراسان لمحمود شاكر ص 61، وبلدان الخلافة الشرقية ص 430.
(2) انظر: المصدرين السابقين ص 665، ومادة (هراة) وخراسان لمحمود شاكر ص 55.
(3) انظر: المصدرين السابقين ص 665، ومادة (مرو الشاهجان) .(1/21)
278 هـ، والحسن بن شجاع الحافظ وغيرهما (1) .
وهي من المدن الأفغانية المهمة في الوقت الحاضر.
10- بخارى: بالضم: من أعظم مدن ما وراء النهر، وأجلها، وينسب إليها خلق كثير من أئمة المسلمين في فنون شتى، منهم المسندي، والبخاري (2) . وتقع الآن في جمهورية أوزبكستان في الاتحاد السوفياتي.
11- سمرقند: بفتح أوله وثانيه، بلد معروف مشهور، قامت منذ عام 1871 مدينة روسية جديدة إلى الغرب من مدينة سمرقند ربطت بالسكة الحديدية مع الخط الحديدي الخاص ببلاد ما وراء بحر قزوين. وينسب إليها جماعة كثيرة كأبي عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، ومحمد ابن نصر المروزي (3) .
12- الشاش: بالشين المعجمة بالريّ قرية يقال لها شاش، النسبة إليها قليلة، ولكن الشاش التي خرج منها العلماء، ونسب إليها خلق من الرواة والفصحاء فهي بما وراء النهر، وهي آخر بلاد الإسلام التي بها الحديث وتسمى في الوقت الحاضر (تاشكند) أو (طاشقند) وهي عاصمة تركستان الروسية منها الحسن بن الحاجب، والهيثم بن كليب (4) ..
13- فرياب: بكسر أوله، وسكون ثانيه، ثم ياء مثناة من تحت، وآخره باء موحدة بلد من نواحي بلخ، إن خرائب مدينة فرياب (فارياب) قد تطابق ما يعرف اليوم بـ (خيراباد) حيث توجد قلعة قديمة تحيط بها تلول من الآجر وكانت من أجل مدن الجوزجان في العصور الوسطى
__________
(1) انظر: علم التاريخ عند المسلمين ص 667، ومعجم البلدان في مادة (بلخ) ، وخراسان لمحمود شاكر ص 55 وبلدان الخلافة الشرقية ص 464- 465.
(2) انظر المصدرين السابقين ص 667، ومادة (بخارى) .
(3) انظر: المصدرين السابقين ص 667، ومادة (سمرقند) ، ودائرة المعارف الإسلامية ج 12 ص 202.
(4) انظر: المصدرين السابقين ص 667، ومادة (الشاش) وبلدان الخلافة الشرقية ص 477، 518.(1/22)
والجوزجان مدينة مشهورة في أفغانستان الحديثة. خرج منها جماعة من العلماء أقدمهم محمد بن يوسف الفريابي صاحب الثوري، ومنهم القاضي جعفر بن محمد الفريابي صاحب التصانيف سمع بفرياب في سنة 226 هـ (1) .
14- خوارزم: أوله بين الضمة والفتحة، والألف مسترقة مختلسة ليست بألف صحيحة هكذا يتلفظون به، بلد كبير وخوارزم في الوقت الحاضر في بلاد جمهورية أوزبكستان قريبة من بحيرة خوارزم التي تعرف الآن باسم بحر آرال. والذين ينسبون إليه من الأعلام والعلماء لا يحصون، منهم داود بن رشيد، أبو الفضل الخوارزمي توفي سنة 239 هـ (2) .
15- شيراز: بالكسر، وآخره زاي. بلد عظيم مشهور معروف مذكور وهو قصبة بلاد فارس. وتقع الآن جنوبي أصبهان وقد نسب إلى شيراز جماعة كثيرة من العلماء في كل فن، ومن محدثيها الحسن بن عثمان بن حماد بن حسان القاضي الشيرازي توفي سنة 272 هـ (3) .
16- أصبهان: منهم من يفتح الهمزة وهم الأكثر، وكسرها آخرون، مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها وهي الآن من أشهر المدن الإيرانية. وقد خرج منها من العلماء والأئمة في كل فن مالم يخرج من مدينة من المدن وعلى الخصوص علو الإسناد؛ فإن أعمار أهلها تطول، ولهم مع ذلك عناية وافرة بسماع الحديث، وبها من الحفاظ خلق لا يحصون (4) .
__________
(1) انظر: المصدرين السابقين ص 667، ومادة (فرياب) ، وبلدان الخلافة الشرقية ص 467.
(2) انظر: المصدرين السابقبن ص 667، ومادة (خوارزم) والمسلمون تحت السيطرة الشيوعية لمحمود شاكر ص 45.
(3) انظر: علم التاريخ عند المسلمين ص 667، ومعجم البلدان في مادة (شيراز) ودائرة المعارف الإسلامية، 14 ص 20.
(4) انظر: معجم البلدان في مادة (أصبهان) .(1/23)
الريّ
قال ياقوت الحموي: "الري: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، فإن كان عربياً فأصله من رويت على الراوية أروى رياً فأنا راو إذا شددت عليها الرواء" (1) .
قال أبو منصور: "أنشدني أعرابي، وهو يعاكمني: رياً تميمياً على المزايد" (2) .
وحكى الجوهري: "رويت من الماء بالكسر. أروى رَيّاً وَرِيّاً، وروى مثل رضىً" (3) ...
وهي مدينة في بلاد الجبال قد يشاهد الرائي أطلالها على مسيرة خمسة أميال تقريباً من الجنوب الشرقي من طهران- عاصمة إيران- وهي إلى الجنوب من طنف من جبال البرز يمتد إلى السهل. وتقع قرية شاه عبد العظيم وضريحه جنوبي الاطلال مباشرة (4) . فتحها المسلمون أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة (20) للهجرة وقيل سنة (19) (5) . واهتموا بها لموقعها الخطير من بلاد المشرق من الناحية العسكرية والإدارية، ولشهرتها التجارية وغير ذلك من الأسباب. فجمعت لتراثها القديم وشهرتها روعة الإسلام وتعاليمه القويمة حتى أضحت مركزاً علمياً هاماً خلد عبر العصور والأجيال.
وسنذكر في الصفحات القادمة من هذا الفصل لمحات عن جوانب لهذا المركز العلمي.
نماذج من طبقات المحدثين في الري
بعد أن دخل الإسلام إلى بلاد الري ورسخ في القلوب بدأ كثير من أبنائه يحرصون على تعلم أحكام الدين المختلفة وآدابه، فانتشرت في طول البلاد وعرضها
__________
(1) انظر: معجم البلدان مادة (الري) .
(2) انظر: تهذيب اللغة ج 15 ص 314.
(3) انظر: الصحاح للجوهري ج 6 ص 2364.
(4) انظر: دائرة المعارف الإسلامية ج 10 ص285.
(5) انظر: فتوح البلدان ق 2 ص 390.(1/24)
بيوت الله حيث حلق العلم والتعلم والمذاكرة، ورحل الكثير منهم إلى المراكز العلمية الأخرى للاغتراف من مناهل العلم والتزود ثم الرجوع إلى الري لتعليم وتبليغ أهله العلم. فبرز الكثير من العلماء الأعلام ابتداء من عصر التابعين حتى بلغت عصرها الذهبي في القرن الثالث، ومن هؤلاء:
1- (ع) الزبير بن عدي الهمداني اليامي، أبو عدي الكوفي قاضي الري (ت 131 هـ) (1) .
2- (خت ت س) عنبسة بن سعيد بن الضريس الأسدي أبو بكر الكوفي قاضي الري الّذي روى عن ابن المبارك (ت 181 هـ) وطبقته (2) .
3- (د) شعيب بن خالد البجلي الرازي الذي روى عن الزهري (ت 124 هـ) وغيره (3) .
4- (ع) الحافظ الحجة جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي أبو عبد الله، الرازي، القاضي الذي رحل إليه المحدثون لثقته وحفظه وسعة علمه (ت 188 هـ) (4) .
5- (م ت) يحيى بن الضريس بن يسار البجلي مولاهم، أبو زكرياء، الرازي كان عنده عن حماد بن سلمة عشرة آلاف، وعن الثوري عشرة آلاف أو نحوه (ت 203 هـ) (5) .
6- (ع) هشام بن عبيد الله الرازي، السبتي الفقيه قال عن نفسه: لقيت ألف وسبعمائة شيخ، وأنفقت في العلم سبعمائة ألف درهم، ووصفه الذهبي بأنه كان داعية للسنة محطاً على الجهمية (ت 211هـ) (6) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 579، وتهذيب التهذيب ج 3 ص 317.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 399، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 155.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 506، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 352.
(4) انظر: الجرح والتعدبل ج 1/ ق1/ 506، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 75.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق2/158- 160، وتهذيب التهذيب ج 11، ص 232.
(6) انظر: تهذيب التهذيب ج11/ 47-48، وتذكرة الحفاظ ج1/ 387-388.(1/25)
7- (ع) إبراهيم بن موسى بن يزيد بن زاذان، التميمي أبو إسحاق الرازي الفراء، كتب عنه أبو زرعة مائة ألف حديث (ت 220 هـ) (1) .
العوائل العلمية في الريّ
ومن مظاهر الحركة العلمية في الري وجود عوائل علمية- بيوتات- حافظت على التراث العلمي وبثه بين أبناء الري وطلبة العلم فيها. وكانت هذه الظاهرة نتيجة لوسائل وأسباب أخذ بها العلماء الأعلام من أهل الري، فقد دأبوا على تربية أولادهم والذين تحت رعايتهم من عوائلهم تربية خاصة حرصاً منهم على تخريجهم علماء عاملين يحملون العلم عنهم ويبلغونه لغيرهم. فكانوا يصطحبون أبناءهم معهم في رحلاتهم كي يعتادوا على طلب الحديث وتدوينه من العلماء الكبار في المراكز العلمية الأخرى في بلاد المشرق وكذلك فقد كانوا يأخذونهم إلى مجالس العلم في المساجد وبيوت بعض الأمراء والرؤساء وبيوت العلماء حيث يرتادها فحول المحدثين الذين يقدمون للري فيدونون الأحاديث عنهم أو يأخذون الإذن بالرواية وهكذا تسلم الأمانة إلى الأبناء ومن بعدهم إلى الأحفاد، وكان رائدهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له" (2) . فيورثونهم العلم والصلاح، وكان خير ما يعتز به المؤمن علم أبيه ومصنفاته فيحافظ عليها ويرويها ويميز بين صحيحها وضعيفها وذلك من خلال معرفته لمنهج أبيه أو جده. ومن هذه العوائل التي عنيت بالحديث:
1- عائلة يحيى بن الضريس بن يسار البجلي مولاهم أبو زكرياء الرازي (ت 253 هـ) (3) .
__________
(1) انظر: تهذيب التهذيب ج 1/ 170- 171، وتذكرة الحفاظ ج 2/ 449.
(2) انظر الحديث في: صحيح مسلم في الوصية حديث رقم (1631) ، وسنن أبي داود في الوصايا حديث رقم (14) ، وجامع الترمذي في كتاب الأحكام باب/36، وسنن النسائي ج6/ 210، وفضل الله الصمد ج1/ 113.
(3) انظر: تذكرة الحفاط ج2/ 643، والجرح والتعديل ج3/ ق2/ 198.(1/26)
2- عائلة أبي عبد الله محمد بن عاصم النصر أباذي الرازي (ت 230 هـ) (1) .
3- عائلة سهل بن زنجلة الصغدى، السعدي، أبو عمرو الأشتر الرازي الحافظ (قدم بغداد في 231 هـ) (2) .
4- عائلة عبد المؤمن بن علي الزعفراني، الأسدي الكوفي (3) .
5- عائلة فرات بن خالد الضبي، أبو إسحاق الرازي الحافظ (4) .
6- عائلة أبي إسحاق إبراهيم بن يوسف الهسنجاني الرازي (ت 301 هـ) (5) .
7- عائلة أبي زرعة وأبي حاكم (6) .
4 - المذاهب الفكرية والفقهية في الريّ
امتاز القرن الثاني والثالث بصورة خاصة بنشوء وظهور الفرق المنحرفة عن الطريق المستقيم الذي ارتضاه لنا رب العالمين وأمرنا بالتزام به بقوله: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} (7) ولهذه الميزة أسباب ساعدت على نشاطها لا مجال لذكرها في هذا المقام:
منها: دخول شعوب كثيرة، وأمم مختلفة المعتقدات والديانات في المجتمع الإسلامي، وكان يضمر بعض رؤوس الفتن الشر المستطير، والشعوبية من أبناء المجوس الحقد الدفين، وكانوا يتحينون الفرصة بعد الأخرى ليعتموا نور الإسلام العظيم
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 46، والإرشاد للخليلي ج 6/ في علماء الري.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 277- 278، والإرشاد ج 6/ في علماء الري.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 444 وج 3/ ق1/ 66، 196 ج3/ ق2/ 228- 229.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 67، وج3/ق2/80، وتهذيب التهذيب ج1 ص 66- 67. وج 8 ص 258، وتذكرة الحفاظ ج 2 ص 544- 545.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 159، وج 3/ ق 1/ 181.
(6) سأذكر بعض الأخبار عنها عند الكلام عن الوسط العلمي لعائلة أبي زرعة.
(7) سورة الأنعام: الآية 153.(1/27)
ويعكروا صفو بحره العميق، فأخذوا يدرسون الدين بعمق وشمول، ودخلوا من بعض المداخل تارة بل إن معظم وأخطر المداخل حب أهل بيت النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وتارة بتأويل بعض الآيات أو الأحاديث المتعلقة بالصفات أو الذات الإلهية.
ومنها: ترجمة كتب بعض العلوم التي أدخلت على الفكر الإسلامي الصافي شبهات الأمم ومعضلاتها التي كانت سبباً في تناحرها، وهلاكها، تلك كتب علم الكلام والمنطق والفلسفة التي أشار أحد طواغيت الروم وكهانهم على عظيمهم بعد تمنعه في الموافقة على ترجمتها إلى اللغة العربية - لما طلب منه الخليفة المأمون ذلك- وبرر هذا الحاقد اللئيم بأن هذه العلوم ما دخلت على أمة إلا أهلكتها، وقد تأثر بهذه النقول المعتزلة ومن والاهم، والجهمية ومن جاراهم، فبثت هذه السموم في أقطار الدولة الإسلامية.
ومنها: الري فأصابها ما أصاب غيرها من بعض المعتقدات وتأثر بها عدد غير قليل من الناس مما جعل المؤمنين المخلصين والأئمة العارفين ينافحون عن المعتقد الصحيح، ودعوة الناس وحملهم وترغيبهم للتمسك بكتاب الله وسنة رسوله. هذا من جهة، ومن جهة أخرى كانت هنالك المذاهب الفقهية واعتزاز كل فقيه بمذهبه، واعتقاده بصحة منهجه وحسن استنباطه واجتهاده، وكل هذه الآراء الفكرية والمذاهب الفقهية بلا شك تعمل على شحذ الهمم والبحث عن الحجج ودراسة الآراء والرد على المخالفين المعترضين وتفنيدها وتقعيد القواعد والأصول، ومن ثم تكوين أسس تلك المدرسة الفقهية أو الكلامية، وهذا بمجموعه عمل على تكوين تراث علمي، ونشاط فكري لمدينة الري، وسأذكر طرفاً من أخبار وأحوال أهل الري الفكرية والمذاهب الفقهية وما كان عليه الناس في عصر - إمامنا- أبي زرعة الرازي، وأختمه بدوره في ذلك.(1/28)
المذاهب الفكرية في الريّ
أولاً - المرجئة (1) :
يقول عبد القاهر البغدادي عند كلامه عن المرجئة والفرق التي تفرقت إليها: "وأما النجارية فإنها اليوم بالريّ أكثر من عشر فرق ومرجعها في الأصل إلى ثلاث فرق: برغوثية، وزعفرانية ومستدركة. وأما البكرية والضرارية فكل واحدة منها فرقة واحدة ليس لها تبع كثير، والجهمية أيضاً فرقة واحدة" (2) . ثم فصل القول عن فرقها هذه فقال:
(أ) النجارية: هؤلاء أتباع الحسين بن محمد النجار (3) وقد وافقوا أصحابنا في أصول ووافقوا القدرية في أصول، وانفردوا بأصول لهم، وافترقوا بعد هذا فيما بينهم في العبارة عن خلق القرآن، وفي حكم أقوال مخالفيهم فرقاً كبيرة كل فرقة منها تكفر سائرها، والمشهورون منها ثلاث فرق وهي: البرغوثية، والزعفرانية، والمستدركة من الزعفرانية (4) . وقال الشهرستاني عن النجارية: وهؤلاء مثل أغلب المعتزلة يقولون إن القرآن مخلوق (5) ، ويقول: إن أغلب معتزلة الري على مذهب النجارية (6) .
1- البرغوثية: أتباع محمد بن عيسى الملقب ببرغوث، وكان على مذهب
__________
(1) يقول ابن حجر: "الإرجاء بمعنى التأخير، وهو عندهم على قسمين: منهم من أراد به تأخير القول في الحكم في تصويب إحدى الطائفتين اللتين تقاتلوا بعد عثمان. ومنهم من أراد تأخير القول في الحكم على من أتى الكبائر وترك الفرائض بالنار، لأن الإيمان عندهم الإقرار والاعتقاد ولا يضر ترك العمل مع ذلك" انظر: هدي الساري ص 459 ط السلفية.
(2) انظر الفرق بين الفرق ص 20.
(3) الحسين بن محمد النجار كان من أصحاب بشر المريسي، ناظر النظام فلم يفلح فمات متأثراً. وهو رأس الفرقة النجارية من المعتزلة ت 220 هـ. انظر: اللباب في تهذيب الأنساب ج 3 ص 298، الفهرست لابن النديم ص 254.
(4) انظر: الفرق بين الفرق ص 126.
(5) انظر: الملل والنحل ج1 ص 130.
(6) انظر: الملل والنحل ج1 ص 130.(1/29)
النجار في أكثر مذاهبه، وخالفه في تسمية المكتسب فاعلاً فامتنع عنه، وخالفه، في غير ذلك أيضاً (1) .
2- الزعفرانية: أتباع الزعفراني الَّذي كان بالري وكان يتناقض بآخر كلامه أوله فيقول: إن كلام الله تعالى غيره، وكل ما هو غير الله تعالى مخلوق. ثم يقول مع ذلك الكلب خير ممن يقول كلام الله مخلوق. وذكر بعض أصحاب التواريخ أن هذا الزعفراني أراد أن يشهر نفسه في الآفاق فاكترى رجلاً على أن يخرج إلى مكة ويسبه ويلعنه في مواسم مكة ليشتهر ذكره عند حجيج الآفاق (2) .
3- المستدركة: هؤلاء قوم من النجارية يزعمون أنهم استدركوا ما خفي على أسلافهم لأن أسلافهم؛ منعوا إطلاق القول بأن القرآن مخلوق، وزعمت المستدركة أنه مخلوق ثم افترقوا فيما بينهم فرقتين. وذكر اختلافهم فيما بينهم في القول بخلق القرآن إلى أن قال: ومن هؤلاء المستدركة قوم بالري يزعمون أنَّ أقوال مخالفيهم كلها كذب حتى لو قال الواحد منهم في الشمس أنها شمس لكان كاذباً فيه (3) .
(ب) البكرية: أتباع بكر ابن أخت عبد الواحد بن زيد (4) وكان يوافق النظام (5)
__________
(1) انظر: الفرق بين الفرق ص 126.
(2) انظر: الفرق بين الفرق ص 127، وانظر عنهم أيضاً أحسن التقاسيم ص 392، واللباب في تهذيب الأنساب ج 2 ص 69.
(3) انظر: الفرق بين الفرق ص 127، واللباب في تهذيب الأنساب ج 3 ص 207- 208.
(4) بكر ابن أخت عبد الواحد بن زيد البصري الزاهد ذكره ابن حزم في الملل والنحل في جملة الخوارج. قال: "كان يقول في كل ذنب ولو صغر حتى الكذبة الخفيفة على سبيل المزاح ففاعله كافر مشرك بالله من أهل النار إلا إن كان من أهل بدر فهو كافر مشرك من أهل الجنة وقال: من سرق حبة خردل كان مخلداً في النار مع الكفرة". وبالغ ابن قتيبة في الرد عليه انظر: لسان الميزان ج2 ص 60- 61.
(5) إبراهيم بن سيار بن هانئ النظام أبو إسحاق البصري من رؤوس المعتزلة متهم بالزندقة وكان شاعراً أدبياً وله كتب كثيرة في الاعتزال والفلسفة، مات في خلافة المعتصم بعد 220 هـ. انظر: لسان الميزان ج1 ص 67.(1/30)
في دعواه أن الإنسان هو الروح دون الجسد الذي فيه الروح.. إلى أن قال عبد القاهر عنه: "وانفرد بضلالات أكفرته الأمة فيها" (1) .
(جـ) وأما الضرارية: فهم أتباع ضرار بن عمرو ... (2) وقال عنه: "انفرد بأشياء منكرة" (3) . ولقد كان بعض الكذابين من المحدثين يضعون الأحاديث للمرجئة من أهل الري كي يستدلوا بها على مذهبهم الباطل، نقل ابن أبي حاتم في ترجمة محمد بن أبان ابن عائشة القصراني الرازي، عن أبي زرعة أنه قال عنه: "أول ما قدم الري قال للناس: أي شيء يشتهي أهل الري من الحديث؟ فقيل له: أحاديث في الإرجاء فافتعل لهم جزءً في الإرجاء" (4) فكان يفضحه أبو زرعة وأبو حاتم ويصرفان الناس عنه، قال ابن أبي حاتم في ترجمته: "قال أبو زرعة وأبو حاتم عنه هو كذاب كان يفتعل الحديث، وكان لا يحسن أن يفتعل كان يحدث بعد هشام في مسجد حرم ويجتمع عليه الناس" (5) .
ثانياً - الجهمية:
أتباع جهم بن صفوان (6) الذي قال بالإجبار والاضطرار إلى الأعمال وأنكر الاستطاعات كلها، وزعم أن الجنة والنار تبيدان وتفنيان (7) .
__________
(1) انظر: الفرق بين الفرق ص 129.
(2) ضرار بن عمرو القاضي معتزلي جلد، له مقالات خبيثة قال يمكن أن يكون جميع من يظهر الإسلام كفاراً في الباطن لجواز ذاك على كل فرد منهم في نفسه قال أحمد بن حنبل: "شهدت على ضرار عند سعيد بن عبد الرحمن الجمحي القاضي فأمر بضرب عنقه فهرب". وقيل: إن يحيى بن خالد البرمكي أخفاه، وذكره ابن النديم في الفهرست وقال: "إنه كان يكنى أبا عمرو" وذكر له ثلاثين كتاباً فيها الرد على المعتزلة والخوارج والروافض ولكنه كان معتزلياً له مقالات ينفرد بها وذكر ابن حزم أنه غطفاني من أنفسهم ... انظر: ميزان الاعتدال ج 2 ص 328 ولسان الميزان ج3 ص 203.
(3) انظر: الفرق بين الفرق ص 129- 130.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/200 ولسان الميزان ج 5 ص 33.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/200 ولسان الميزان ج 5 ص 33.
(6) جهم بن صفوان أبو محرز السمرقندي الضال المبتدع رأس الجهمية هلك في زمان صغار التابعين، أمر بقتله نصر بن سيار سنة 128 هـ. زرع شرا عظيما. انظر: لسان الميزان ج 2 ص 142..
(7) انظر: الفرق بين الفرق ص 128.(1/31)
ويصف لنا المقدسي مذاهب أهل الري وعلاقة بعض المذاهب الفقهية بمعتقد الفرق الكلامية فيقول عند كلامه عن مذاهب إقليم الجبال: "أما بالري فالغلبة للحنفيين وهم نجارية إلا رساتيق القصبة فإنهم زعفرانية يقفون في خلق القرآن وسمعت بعض دعاة الصاحب (1) يقول: قد لان لي أهل السواد في كل شيء إلا في خلق القرآن، ورأيت أبا عبد الله بن الزعفراني قد عدل عن مذهب آبائه إلى مذهب النجار وتبرأ منه أهل الرساتيق، وبالري حنابلة كثير لهم جلبة. والعوام قد تابعوا الفقهاء في خلق القرآن" (2) .
ويقول: "يقع بالري عصبيات في خلق القرآن" (3) .
ثالثاً - الشيعة:
لقد استغل اليهود والمجوس وغيرهم محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم في تضليل الناس عن الصراط المستقيم، ولقد تستر بها الكثير من أصحاب الفرق الضالة، والمبادىء الخبيثة ابتداء من السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ اليهودي الذي أثار الفتنة الكبرى قي زمن الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم ظهرت الفتن المظلمة بعدها، وأصحاب هذه الفرق المنحرفة هم أخذل الناس لأهل بيت النبي الكريم، وأقل خبثهم تكفير أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول ابن كثير: "وأما طوائف الروافض وجهلهم وقلة عقلهم، ودعاويهم أن الصحابة كفروا إلا سبعة عشر صحابيا، وسموهم فهو من الهذيان بلا دليل إلا مجرد الرأي الفاسد، عن ذهن بارد، وهوى متبع وهو أقل من أن يرد" (4) . ولقد كان بعض هؤلاء في مدينة الري إلا أنهم كانوا مخذولين مقهورين حتى تغلب أحمد بن الحسن المارداني عليها سنة 275 هـ (5) فأظهروا
__________
(1) إسماعيل بن عباد بن العباس أبو القاسم الطالقاني، لقب بالصاحب لصحبته مؤيد الدولة ابن بويه الديلمي، وزير غلب عليه الأدب فكان من نادرة الدهر علما وفضلاً وتدبيرا وكان مشتهرا بمذهب المعتزلة داعية إليه. ت 385 هـ. انظر: لسان الميزان ج 1 ص 413- 416، المنتظم ج 7 ص 179.
(2) انظر: أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ص 394- 395.
(3) انظر: المصدر السابق ص 396.
(4) انظر: الباعث الحثيث ص 182.
(5) انظر: معجم البلدان في مادة (الري) .(1/32)
خبثهم، ومن هؤلاء داهر بن يحيى الرازي الذي قال عنه الذهبي: "رافضي بغيض لايتابع على بلاياه"، وقال العقيلي: "كان يغلو في الرفض وذكروا من أباطيله ما رواه عن الأعمش، عن عباية الأسدي، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا أم سلمة، إن علياً لحمه من لحمي ... " الخ الحديث (1) .
وكذلك ولده عبد الله بن داهر بن يحيى أبو سليمان المعروف بالأحمري، قال عنه العقيلي: "رافضي خبيث"، وقال ابن عدي: "عامة ما يرويه في فضائل علي، وهو متهم في ذلك" (2) . والحسن بن عباس بن جرير العامري الحريشي الرازي الذي روى عن أبي جعفر الباقر، وذكره النجاشي في مصنفي الإمامية وقال: "هو ضعيف جداً"، وقال علي بن الحكم ضعيف: "لايوثق بحديثه" وقيل: أنه كان يضع الحديث (3) ، وغير هؤلاء.
رابعاً - أهل السنة والجماعة:
ذكرتهم في هذا الموضع لأنهم يمثلون السواد الأعظم ولهم الكلمة النافذة المسموعة وكانت لهم المنابر والمدارس والمجالس ومعتقدهم المعتقد الصحيح.
قال ياقوت: "وكان أهل الري أهل سنة وجماعة إلى أن تغلب أحمد ابن الحسن المارداني عليها فأظهر التشيع وأكرم أهله وقربهم فتقرب إليه الناس بتصنيف الكتب في ذلك فصنف له عبد الرحمن بن أبي حاتم كتاباً في
__________
(1) انظر: ميزان الاعتدال ج 2 ص 3، ولسان الميزان ج 2 ص 413- 414.
(2) انظر: ميزان الاعتدال ج 2 ص 416- 417، ولسان الميزان ج 3 ص 282- 283.
(3) انظر: لسان الميزان ج 2 ص 216- 217 ونسبه ابن حجر إلى (الحريشي) وورد اسمه في رجال الطوس في أسماء الرواة عن الجواد هكذا: الحسن بن عباس بن (حريش) الرازي. وورد في جامع الرواة ج 1 ص 205 الحسن بن عباس بن (جريش) الرازي ونسب الراوي الذي بعده بـ (الجريش) والصواب الحسن بن عباس بن (حريش) بالحاء المهملة المفتوحة والراء المهملة الكسورة والياء المثناة من تحت الساكنة والشين المعجمة انظر: تنقيح المقال للمامقاني ج 1 ص 286.(1/33)
فضائل أهل البيت وغيره وكان ذلك في أيام المعتمد وتغلبه عليها في سنة 275 هـ ... " (1) .
أما المذاهب الفقهية في الري فكان المشهور المعروف بها مذهب أهل الرأي ومذهب أهل الحديث. وأهل الرأي فهم كما وصفهم الأستاذ الخضري بقوله: "أما أهل الرأي والقياس فإنهم رأوا الشريعة معقولة المعنى، رأوا أصولاً عامة نطق بها القرآن الكريم وأيدتها السنة، ورأوا كذلك لكل باب من أبواب الفقه أصولاً أخذوها من الكتاب والسنة، وردوا إليها جميع المسائل التي تعرض من هذا الباب ولو لم يكن فيها نص، وهم بالنسبة إلى السنة كالأولين- أي أهل الحديث متى وثقوا من صحتها" (2) .
وأما فقهاء الحديث فقد وصفهم ابن رجب بقوله: "وأما فقهاء أهل الحديث العاملون به، فإن معظم همهم البحث عن معاني كتاب الله عز وجل وما يفسره من السنن الصحيحة، وكلام الصحابة، والتابعين لهم بإحسان، وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحيحها وسقيمها، ثم الفقه فيها وتفهيمها والوقوف على معانيها، ثم معرفة كلام الصحابة والتابعين لهم بإحسان في أنواع العلوم من التفسير والحديث ومسائل الحلال والحرام، وأصول السنة، والزهد والرقائق، وغير ذلك" (3) .
ولقد كانت تقع بينهم المناظرات ومجالس الجدل حتى خرج بهم ذلك إلى النفرة والمقاطعة. بل تعدى الأمر إلى الاستعانة بأمير البلد، ولقد ورثوا هذه
__________
(1) انظر: معجم البلدان في مادة (الري) ولعله لهذا اتهم البعض ابن أبي حاتم بالتشيع وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2 ص 587- 588 ووصفه بالحافظ الثبت ابن الحافظ الثبت وتكلم عنه ثم قال: "وما ذكرته لولا ذكر أبي الفضل السليماني له، فبئس ما صنع، فإنه قال ذكر أسامي الشيعة من المحدثين الذين يقدمون عليا على عثمان ... " وذكر، وانظر: لسان الميزان ج3 ص 432- 433.
(2) انظر: تاريخ التشريع ص 197.
(3) انظر: المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ص 45.(1/34)
الخصومات أبناءهم حتى جاءهم عدوهم فاستباح بيضتهم بعد أن وجد الحالقة حلت بهم. ولقد لعب أبو زرعة دوراً بارزاً متميزاً عن غيره في هذه المناظرات ومجالس الجدل وكان نشيطاً في نشر السنة وحث الناس على الالتزام بها، ومما زاده حماساً لذلك صلته السابقة بأهل الرأي أيام كان حدثاً صغيراً يطلب العلم، فيصف حاله بقوله: "كان أهل الري قد افتتنوا بأبي حنيفة وكنا أحداثاً نجري معهم، ولقد سألت أبا نعيم عن هذا وأنا أرى أني في عمل، ولقد كان الحميدي يقرأ كتاب الرد ويذكر أبا حنيفة وأنا أهم بالوثوب عليه حتى منَّ الله علينا ... " (1) .
ويبدو أن السبب في تحوله عن مذهب أهل الرأي اتصاله بالأئمة المحدثين، واقتناعه برجحان مذهبهم، وخاصة اتصاله وصلته بالإمام أحمد ابن حنبل، إضافة إلى ذلك نفرته من بعض الآراء والأقوال في المعتقد التي كان أهل الرأي يوافقون بعض الفرق الكلامية فيها كالقول في مسألة خلق القرآن والتي أصبحت الحدَّ الفاصل بين الناس لاسيما إبان محنة الإمام أحمد (2) ، وكذلك اتهام الإمام أبي حنيفة وأتباعه باعتناق مذهب الجهمية وكذا القول بالإرجاء، قال ابن عبد البر: (كثير من أهل الحجاز استجازوا الطعن على أبي حنيفة لرده كثيراً من أخبار العدول، لأنه كان يذهب في ذلك إلى عرضها على ما أجمع عليه من الأحاديث ومعاني القرآن، فما شذ عن ذلك رده وسماه شاذاً، وكان مع ذلك يقول: الطاعات من الصلاة وغيرها لا تسمى إيماناً، وكل من قال من أهل السنة: الإيمان قول وعمل ينكرون قوله ويبدّعونه بذلك، وكان مع ذلك محسوداً لفهمه وفطنته" (3) ، لذا أصبح إمامنا يحمل راية أهل الحديث وكان يصدر الأوامر بمقاطعة الذين يلتحقون بجماعة أهل الرأي، والامتناع عن كتابة الحديث عنهم، فمثلاً يحيى بن محمد بن يحيى أبو بشر البصري نزيل الريّ قال عنه أبو حاتم: "قدم الري وكان صحيح الحديث، ولحق بابن مقاتل فنهى أبو
__________
(1) انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (36- ب- 37- م) .
(2) سأذكرها في فصل الدفاع عن بعض الأئمة ...
(3) انظر: الانتقاء لابن عبد البر ص 149، وجامع بيان العلم ج 2 ص 148- 149.(1/35)
زرعة أن يكتب عنه" (1) . ولقد كان شديدأ مع محمد بن مقاتل الرازي (2) إمام أهل الرأي في الري، ولقد صرح بذلك بقوله: "قال محمد بن مقاتل لما قدم الري: رأيت أسباب أبي حنيفة قد ضعفت بالعراق فلأنصرنَّه بغاية النصر قال أبو زرعة فسلط عليه منا ما قد علمت" (3) ، وكان أهل الرأي يظنون أن الحجج التي كان يجابه بها محمد بن مقاتل ليست من حفظه واستنباطه بل يلقن بها تلقيناً.
يقول ابن أبي حاتم: "سمعت أبا زرعة يقول - وقلت له إنهم كانوا يقولون إن رجلاً بصرياً يحمل إليك الكلام الذي ترويه في ابن مقاتل- فقال: يفرغ ابن مقاتل من مجلسه يوم الجمعة إلى قرب المغرب وأرد عليه من الغد بكرة، من وضع لي؟ وددت أني كنت أرى في ذلك الوقت الذي دفع إلى ما روى في مجلسه رجلا" (4) ولقد كان يفتخر الأئمة الحفاظ بموقف أبي زرعة هذا، فكان يقول له أبو جعفر الجمال: ما لهم- يعني أصحاب الرأي- سواك (5) . ولقد كان غاية أبي زرعة من حملته هذه إظهار سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحث الناس على الالتزام بها وأنها تغني عن آراء الرجال لشمولها وإحاطتها بما يحتاجه المؤمن فيقول: "ما رغبت قط في سكنى الري وما كاشفت القوم وأنا لا أريد مزاحمتهم في دنيا ولا مال ولا في ضيعة وقلت في نفسي أنا لست براغب في شيء من هذا فأقاسي إظهار السنن فإن كان كون خرجت وهربت إلى طرسوس" (6)
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 185.
(2) محمد بن مقاتل الرازي لا المروزي حدث عن وكيع وطبقته، وعنه محمد بن جرير الطبري وغيره. روى الخليلي في الإرشاد من طريق بهثة بن سليم قال: "سمعت البخاري يقول: حدثنا محمد بن مقاتل. فقيل له الرازي؟ فقال: لأن أخر من السماء إلى الأرض أحب إلي من أن أروي عن محمد بن مقاتل" وأظن ذلك من قبل الرأي، وقال عنه أبو الحسن بن بابويه في (تاريخ الري) فقال: "كان إمام أصحاب الرأي بالريّ ومات بها وكان مقدماً في الفقه". مات سنة 248 هـ. انظر لسان الميزان ج 5 ص 388.
(3) انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (37- أ-) والمخاطب بالكلام البرذعي.
(4) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 347- 348.
(5) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 347.
(6) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 347. واختار طرسوس دون غيرها لأنها ثغر من ثغور المسلمين أمام الروم وكان أهل الحديث وخاصة المجاهدين منهم يتواجدون فيها.(1/36)
وظل ملتزماً بمنهجه هذا ثابتا عليه مما جعل أهل الرأي يستعينون بأمير البلد ليمنعه من التحديث ونشر السنة.
يقول أبو زرعة: "قال لي السري بن معاذ: لو أني قبلت لأعطيت مائة ألف درهم قبل الليل فيك وفي ابن مسلم- أي محمد بن مسلم بن وارة- من غير أن أحبسكم ولا أضربكم أكثر من أن أمنعكم من التحديث" (1) ولقد كانوا يعمدون إلى بعض ألوان الاستفزاز له، وذلك أن منهم من كان يجلس في مجلسه، ويلقي عليه أحاديث موضوعة باطلة على سبيل الامتحان وإظهار إعجازه عن الجواب عنها، فقد روي عن الحافظ أبي محمد عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري المتوفى سنة 308 هـ أنه قال: حضرت أبا زرعة، وخراساني يلقي عليه الموضوعات وهو يقول: باطل، والرجل يضحك، ويقول: كل ما لا يحفظه يقول باطل، فقلت: يا هذا ما مذهبك؟ قال: حنفي، قلت: ما أسند أبو حنيفة عن حماد؟ فوقف، فقلت: يا أبا زرعة ما تحفظ لأبي حنيفة عن حماد فسرد أحاديث، فقلت للعلج: ألا تستحي؟ تقصد إمام المسلمين بالموضوعات وأنت لاتحفظ حديثاً لإمامك؟ فأعجب ذلك أبا زرعة وقبلني (2) .
وهكذا لقي في سبيل نشر السنة ما لقي وثبت عليها وثبت من معه، ولا يفوتني أن أذكر موقفه مع المعتدلين منهم فهؤلاء كان يعاملهم معاملة تختلف عن المتزمتين المتعصبين، فقد أثنى على المعلى بن منصور الرازي (3) على الرغم من معرفته لرأي شيخه الإمام أحمد فيه. يقول أبو زرعة: "رحم الله أحمد بن حنبل، بلغني أنه كان في قلبه غصص من أحاديث ظهرت عن المعلى بن منصور، كان يحتاج إليها، وكان المعلى أشبه القوم بأهل العلم؛ ذلك أنه كان
__________
(1) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 347.
(2) انظر: تذكرة الحفاظ ج 2 ص 754- 755 في ترجمة الدينوري.
(3) مضت ترجمته في نماذج من علماء الري والسبب الذي من أجله ترك أحمد الرواية عنه هو ما ذكره أبو حاتم حيث قال: "قيل لأحمد كيف لم تكتب عن معلى، قال: كان يكتب الشروط، ومن كتبها لم يخل من أن يكذب". انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق1/334 وتهذيب التهذيب ج 10 ص 239 وتاريخ بغداد ج13 ص 189. والشروط: كتابة الوثائق بالديون والمبيعات وغير ذلك. انظر: اللباب ج 2 ص 193.(1/37)
طلابة للعلم ورحل وعنى به فصبر أحمد عن تلك الأحاديث، ولم يسمع منه حرفاً، وأما علي بن المديني، وأبو خيثمة، وعامة أصحابنا سمعوا منه ... " ثم قال بعد كلام: "المعلى صدوق" (1) وكذلك فقد كان يحترم آراء الحفاظ الآخرين، فلقد كان محمد بن عمير، أبو بكر الطبري (2) جليسه والمفتي في مجلسه، كان يفتي برأي أبي ثور (3) .
3- مكانة الري بالنسبة للمراكز العلمية الأخرى في بلاد المشرق
عد الرامهرمزي الري من المراكز العلمية التي رحل إليها العلماء طلباً للحديث وغيره من العلوم، وكذلك ذكرها السخاوي ضمن المدن التي اهتم أهلها بالحديث، وتدوينه، وروايته، ولا بد من معرفة الأسباب التي عملت في تكوين هذا المركز المهم الذي ساهم في نشر العلوم الإسلامية، وتنشيط المراكز الأخرى في بلاد المشرق، ويمكننا أن نحصر هذه الأسباب والعوامل بالنقاط التالية:
1- لقيت الري قبل الإسلام عناية كبيرة، وحظيت بقدسية ومهابة في نفوس المجوس من أبناء فارس باعتبارها المكان المقدس الثاني عشر عندهم ولأن زرادشت كان من أهلها.
__________
(1) انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (32- ب) وميزان الاعتدال ج 4 ص 151، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 239.
(2) محمد بن عمير أبو بكر الطبري قال ابن أبي حاتم في ترجمته ج 4/ ق 1/ 40 جليس أبي زرعة والمفتي في مجلسه روى عن الحميدي كتاب الرد على النعمان، وكتاب التفسير، وعن أبي جعفر الجمال، وسهل بن زنجلة، سمعت منه وهو صدوق، وكان يفتي بمذهب أبي ثور.
(3) أبو ثور هو (م دق) ابراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي الفقيه البغدادي. روي عن أبي عيينة والشافعي - وصحبه - وغيرهما، قال عنه أحمد: "أعرفه بالسنة منذ خمسين سنة، وهو عندي في مسلاخ الثوري" وقال لرجل سأله عن مسألة: سل الفقهاء سل أبا ثور، وقال ابن حبان: "كان أحد أئمة الدنيا فقهاً وعلما وورعاً وفضلاً وديانة وخيراً ممن صنف الكتب وفرع على السنن"- توفي سنة 240 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 118.(1/38)
2- أصبحت مركزاً مهما في ظل الدولة الإسلامية، وإحدى القواعد الرئيسة للفتوحات الإسلامية، ونشر الدعوة بين شعوب وأمم تلك البلاد، وكذلك لعبت دوراً مهما في إخماد بعض الثورات والفتن التي قامت في أواخر العصر الأموي والعصر العباسي الأول ودهراً من الثاني، بل كانت مسرحاً لبعض المعارك والحروب.
3- كانت المركز التجاري الرئيسي حيث عمل على تنسيق التجارة بين دول المغرب ودول المشرق، إضافة إلى المواد التي كانت تصدرها.
4- مكانها الجغرافي، حيث كانت تقع في طريق قوافل الحجاج القادمة من نيسابور، ومرو، وبلخ، وهراة، وغيرها من البلاد، وهذا يعني نزولهم في خانات الري ودور الضيافة فيها (1) ، وعقد المجالس العلمية وروايتهم للحديث وتدوينهم لما فاتهم من سماعه وذلك حسب مدة إقامتهم فيها.
5- انتعاش الحالة الإقتصادية فيها، وهذا عامل مهم في دعم وتنشيط الحركة العلمية.
6- تشجيع بعض الخلفاء وأمرائهم لمجالس العلم وتقريب العلماء.
7- وجود العوائل العلمية التي كان العلماء المبرزون فيها يورثون أبناءهم علومهم، ومصنفاتهم، ومروياتهم، وهم بدورهم يحافظون عليها ويروونها لطلاب العلم من أبناء الري والقادمين إليهم من الأقاليم الأخرى.
8- اشتهار عدد من علمائها بالحفظ والإحاطة بالسنة النبوية ورواة الآثار والعلوم الأخرى.
9- نشوء بعض الفرق الكلامية فيها، ونشاط أصحابها في نشرها، مما كان يحمل العلماء الأعلام على رد وتفنيد مقالاتهم الباطلة بالحجة والبرهان وتصنيف الكتب ضدهم.
__________
(1) كدار البصريين، دار الطيالسة، دار أبي الأقوال، انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 215 ج 4/ ق1/ 14 ج4/ ق2/ 253.(1/39)
وبعد عرضنا لأهم الأسباب والعوامل التي جعلت من الري مركزاً مهما ظل فترة طويلة يمد التراث الإسلامي بالعلماء والمصنفات نذكر أهم العلماء الذين رحلوا إلى الري وحدثوا بها:
1- (ع) الإمام سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الوالبي مولاهم أبو محمد الكوفي الذي قال عنه أبو القاسم الطبري: "ثقة إمام حجة على المسلمين". قتل سنة 95 هـ (1) .
2- (4) الضحاك بن مزاحم الهلالي، أبو القاسم الخراساني، قال عنه ابن معين وأبو زرعة والعجلي والدارقطني: "ثقة". ولقي الضحاك سعيد بن جبير في الري وأخذ عنه التفسير. ت 105 هـ (2) .
3- (ع) عامر بن شراحيل بن عبدٍ الشعبي، الحميري، أبو عمرو الكوفي الذي قال عن نفسه: "أدركت خمسمائة من الصحابة"، قال عنه ابن معين وأبو زرعة وغير واحد: "ثقة"، دخل الري مع قتيبة بن مسلم الباهلي- رحمه الله- توفي الشعبي سنة 103 هـ وقيل غير ذلك (3) .
4- خباب بن نافع الضبي الكوفي الذي يروي عن نافع مولى ابن عمر (ت 117 هـ) قال ابن أبي حاتم في ترجمته: "قدم الري زائراً لجرير بن عبد الحميد (ت 188 هـ) ، روى عنه يحيى بن المغيرة". ولم أقف على تاريخ وفاة خباب (4) .
5- (بخ م 4) الحجاج بن أرطأة بن ثور بن هبيرة النخعي أبو أرطأة الكوفي القاضي أحد الفقهاء وهو صدوق كثير الخطأ والتدليس، شخص إلى الرّيّ بصحبة الخليفة المهدي- رحمه الله- 169هـ- قال خليفة بن خياط: "مات بالري". توفي الحجاج سنة145 هـ (5) .
__________
(1) انظر: تهذيب التهذيب ج 4 ص 11- 14، فتوح البلدان، ق 2 ص 392.
(2) انظر: تهذيب التهذيب ج 4 ص 453- 454، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج 2/ ق1/ 458-459.
(3) انظر: تهذيب التهذيب ج5 ص 65- 66، وفتوح البلدان ق 2/ ص 392.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج1/ ق2/ 395.
(5) انظر: تهذيب التهذيب ج2 ص 196- 198، وفتوح البلدان، ق 2/ ص 393.(1/40)
6- الإمام محمد بن الحسن الشيباني أبو عبد الله أحد الفقهاء وصاحب الإمام أبي حنيفة- رحمه الله- كان من بحور العلم والفقه قوياً في مالك، وتفقه على أبي حنيفة وسمع الحديث من الثوري والأوزاعي ومسعر وغيرهم.
قال الشافعي: "حملت عن محمد وقر بعير كتباً". قال ثعلب: "توفي الكسائي ومحمد بن الحسن في يوم واحد فقال الناس: "دفن اليوم اللغة والفقه". وذلك سنة 180 هـ برنبوية من أعمال الريّ (1) .
7- (خت م 4) محمد بن اسحاق بن يسار المدني، أبو بكر المطلبي مولاهم. كان الزهري يتلقف المغازي منه وقال عنه شعبة: "أمير المؤمنين لحفظه".
وقال ابن عدي: "له حديث كثير وقد روى عنه أئمة الناس ولو لم يكن له من الفضل إلا أنه صرف الملوك عن الاشتغال بكتب لا يحصل منها شيء إلى الاشتغال بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبعثه ومبدأ الخلق لكانت هذه فضيلة سبق إليها وقد صنفها بعده قوم فلم يبلغوا مبلغه". توفي سنة 152 أو 153 هـ (2) .
8- (ع) أمير المؤمنين في الحديث سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد الله الكوفي الحافظ، الفقيه، العابد، الإمام، الحجة، حدث بالري ما لم يحدث بغيرها من الأمصار، وكان يستعين به القاضي الزبير بن عدي حيث كان يستفتى الثوري في قضايا ترد عليه، ويفتيه الثوري فيقضي بها الزبير، توفي سنة 161 هـ (3) .
9- علي بن حمزة بن عبد الله بن قيس الأسدي مولاهم الكوفي الكسائي أحد أئمة القراءة والتجويد في بغداد. وكان نحوياً لغوياً أدب الرشيد وولده
__________
(1) انظر: لسان الميزان ج 5 ص 121- 122، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج2 ص 172- 182، البداية والنهاية لابن كثير ج10 ص 202- 302.
(2) انظر: تهذيب التهذيب ج 9 ص 38- 46، والإرشاد ج 2، وتاريخ بغداد ج 1 ص 4 21- 234.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 222، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 111، 115، والمحدث الفاصل ص 620.(1/41)
الأمين.
قال الشافعي: "من أراد النحو فهو عيال على الكسائي" توفي سنة 180هـ وكان في صحبة الرشيد ببلاد الري (1) .
10- (ع) الإمام القدوة الزاهد المجاهد عبد الله بن المبارك المروزي، مولى بني حنظلة الثقة، الثبت، الفقيه الذي جمعت فيه خصال الخير. قال ابن أبي حاتم في ترجمة سعد بن عمرو الرازي: "كان ابن المبارك ينزل عليه إذا قدم الري". توفي سنة 181 هـ (2) .
11- أبو الفضل سلمة بن بشير النيسابوري توفي سنة 211 هـ الذي قال عن نفسه: "حدثت بالري أربعين ألف حديث فهل يتهيأ لأحد أن يعتب علي شيئاً؟ " (3) .
12- (خ د ت س فق) الإمام علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح، السعدي مولاهم، أبو الحسن، ابن المديني البصري، الثقة، الثبت، أعلم أهل عصره بالحديث، وعلله حتى قال البخاري: "ما استصغرت نفسي إلا عنده"، وقال النسائي: "كأن الله خلقه للحديث". توفي سنة 234 هـ (4) .
... وغير هؤلاء الأعلام، وحتى في مجال العلوم الأخرى فقد رحل إلى الري مثلاً الفزاري المنجم محمد بن إبراهيم بن حبيب الكوفي (5) .
ومما يدل على أهمية الري والرحلة إليها قول الإمام أحمد بن حنبل: "لو كان عندي خمسون درهماً، كنت قد خرجت إلى الري، إلى جرير بن عبد الحميد، فخرج بعض
__________
(1) انظر: تهذيب التهذيب ج 7 ص 313- 314، وفتوح البلدان ق 2/ ص 392.
(2) انظز: تهذيب التهذيب ج5 ص382- 387 والجرح والتعديل ج2/ ق 1/ 91.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 157.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 169، وأجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (5-ب) .
(5) انظر: المسالك والممالك ص122 والفزاري هو: محمد بن إبراهيم بن محمد بن حبيب بن سمرة الفزاري أول من عمل في الإسلام أسطرلابا كان عالماً بالفلك سماه ياقوت (في معجم البلدان) وكذا له (الزبج علي سني العرب) و (المقياس للزوال) و (العمل بالأسطرلاب المسطح) و (القصيدة في علم النجوم) توفي سنة 188هـ. انظر: أخبار الحكماء للقفطي 177 و 42 وتهذيب التهذيب، 11 ص 151- 153 والأعلام ج 6 ص 181.(1/42)
أصحابنا ولم يمكني الخروج، لأنه لم يكن عندي" (1) ومن مجالس العلم المهمة، المجالس التي كان يعقدها وزير المهدي معاوية بن عبيد الله الأشعري (2) وكان يحدث في مجلسه محمد بن إسحاق صاحب السيرة النبوية" (3) .
__________
(1) انظر: آداب الشافعي ومناقبه لابن أبي حاتم ص 81.
(2) هو: معاوية بن عببد الله بن يسار، الأشعري بالولاء، أبو عبيد الله، من كبار الوزراء اشتغل بالحديث والأدب، واتصل بالمهدى يعظمه ولا يخالفه في شيء يشير به عليه وكان أوحد الناس في عصره حذقاً وخبرة وكتابة، دفن في مقبرة قريش ببغداد سنة 170 هـ. انظر تاريخ بغداد ج 13 ص 197.
(3) انظر: الإرشاد ج2 في ترجمة محمد بن إسحاق.(1/43)
الفصل الثاني: اسمه ونسبه، وكنيته، ومولده، وعائلته.
1- اسمه ونسبه
هو عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد (1) بن فروخ بن داود (2) مولى عياش بن مطرف بن عبيد الله بن عياش بن أبي ربيعة القرشي، المخزومي (3) ،
__________
(1) انفرد الداوودي صاحب طبقات المفسرين عن جميع الذين ترجموا له ونسبوه، فذكر اسم (بندار) بدل (يزيد) .
(2) زاد ابن أبي حاتم بعد فروخ (داود) وتابعه أبو نعيم الأصبهاني. انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 61، وتاريخ أصبهان ج 2 ص 76.
(3) مصادر ترجمته، مرتبة حسب التقدم:
أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال (234- 311 هـ) في كتابه (طبقات أصحاب الإمام أحمد) قطعة من رقمها (3842) دار الكتب الظاهرية. ابن أبي حاتم الرازي (240- 327) تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل (328- 349) وكذلك في كتابه الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 324- 326.
أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني (277- 365) مقدمة (الكامل في ضعفاء الرجال) 212-214.
أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري، (ت 405 هـ) : في تاريخ نيسابور مفقود، وفي كتابه الجامع لذكر أئمة الأمصار المزكين لرواة الأخبار) مفقود، أشار إليه الذهبي في سير أعلام النبلاء. وفي كتاب: (معرفة علوم الحديث) ص 75- 76. هبة الله بن الحسن بن القاسم اللالكائي ت 418 هـ. في كتابه (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة) مخطوط.(1/45)
__________
أبو يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد القزويني الخليلي الحافظ ت 446 هـ. في كتابه (الإرشاد في معرفة علماء الحديث) في المنتخب للسلفي ج 6 في علماء الري.
الخطيب البغدادي الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ت 463 هـ. في تاريخ بغداد ج10 ص 326-337.
ابن القيسراني، أبو الفضل محمد بن طاهر ت 57. هـ. في (الجمع بين رجال الصحيحين) ج1 ص 306- 307.
ابن أبي يعلى الفراء، أبو الحسين محمد بن الحسن (451- 526هـ) ، في (طبقات الحنابلة) ج1 ص199- 203.
السمعاني، أبو سعد عبد الكريم بن محمد التميمي (506- 562هـ) في كتابه (الأنساب) ج 6 ص33_ 36.
ابن عساكر، أبو الحسن علي بن الحسن بن هبة الله (499-571 هـ) في كتابه تاريخ مدينة دمشق) مخطوط مصور محفوظ في مكتبة الأوقاف ببغداد، وأيضاً في كتابه (المعجم المشتمل على شيوخ الأئمة النبل) مخطوط مصور في المكتبة المركزية ببغداد ورقة (50-أ-) .
أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ت 597 هـ. في كتابه (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم) ج 5 ص 47، وفي كتابه (مناقب الإمام أحمد) ص 122، وفي كتابه (طبقات الحفاظ) مخطوط نسخة دار الكتب الظاهرية رقم (3837) وفي كتابه (صفة الصفوة) ج 4 ص 69- 71.
عبد الغني بن عبد الواحد الجماعيلي ت 600 هـ. في كتابه (الكمال في أسماء الرجال) مخطوط في دار الكتب المصرية رقم (55) مصطلح الحديث.
أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي ت 742 هـ. في كتابه (تهذيب الكمال) مخطوط في دار الكتب المصرية رقم (25) مصطلح الحديث.
أبو القاسم عبد الكريم بن محمد القزويني، الرافعي ت 623 هـ. في كتابه (التدوين في ذكر أخبار قزوين) مخطوط في دار الكتب المصرية.
ياقوت الحموي، أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله ت 626 هـ. في كتابه (معجم البلدان) في مادة الري.
عز الدين، أبو الحسن علي بن محمد (ابن الأثير) ت630 هـ. في كتابه (الكامل في التاريخ) ج7 ص 321.
أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الأزدي (ابن خلفون) ت 636 هـ. في كتابه (المعلم بأسماء شيوخ البخاري ومسلم) مخطوط مصور في معهد المخطوطات رقم (498) تاريخ.
الذهبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن قايماز ت748 هـ. ترجم له في كثير من كتبه منها: (تاريخ الإسلام وطبقات المشاهير والأعلام) مخطوط مصور محفوظ في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد تحت رقم (5888) ، وفي تذكرة الحفاظ ج 8 ص 557- 558، و (العبر في أخبار من غبر) ج 2 ص 28- 29، و (دول الإسلام) مخطوط و (الإعلام بوفيات الأعلام) و (مختصر تاريخ الإسلام) مخطوط مصور محفوظ في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد، وكذلك(1/46)
__________
في (المعين في طبقات المحدثين) مخطوط مصور محفوظ في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد، و (تذهيب التهذيب) مخطوط بدار الكتب المصرية و (سير أعلام النبلاء) مخطوط مصور في معهد المخطوطات رقم (287) تاريخ، وكتاب (العلو للعلي الغفار) ص137- 138.
خليل بن أيبك الصفدي ت 764 هـ، في كتابه (الوافي بالوفيات) مخطوط مصور في معهد المخطوطات الجزء 19.
اليافعي، أبو محمد عبد الله بن أسعد اليماني ت 768 هـ. في كتابه (مرآة الجنان، وعبرة اليقظان) ج 2 ص 176.
أبو الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي ت 774 هـ. في كتابه (البداية والنهاية) ج 11 ص 37، وكذلك أشار في كتابه (التكميل في أسماء الثقات والضعفاء والمجاهيل) أشار إليه في البداية والنهاية. ولم أجد القسم الذي فيه ترجمة أبي زرعة التي أشار إليها في تاريخه، انظر: القسم الآخر مخطوط مصور بدار الكتب المصرية رقم (ب 24227) .
ابن رجب عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي ت 795 هـ. في كتابه (شرح علل الترمذي) 190- 192.
النابلسي، أبو عبد الله محمد بن عبد القادر بن عثمان، ت 798 هـ. في كتابه (طبقات الحنابلة) .
برهان الدين إبراهيم بن محمد بن مفلح المقدسي الصالحي ت 803 هـ. في كتابه (المقصد الأرشد في ذكر أصحاب أحمد) مخطوط بدار الكتب الظاهرية بدمشق تحت رقم (8750) عام، ورقة (77- أ-) .
أبو الوفاء إبراهيم بن محمد بن خليل سبط ابن العجمي ت 841 هـ. في كتابه (نهاية السول في رواة الستة الأصول) مخطوط مصور في معهد المخطوطات عن نسخة رضا رامبور الهند. ضمن المخطوطات غير المفهرسة.
الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي ت 842 هـ. في كتابه (التبيان لبديعة البيان) مخطوط مصور في مكتبة الحاج صبحي السامرائي ببغداد عن نسخة مكتبة لاله لي في تركيا تحت رقم (5067) .
الحافظ ابن حجر أحمد بن علي العسقلاني ت 852 هـ. في كتابه (تهذيب التهذيب) ج 7 ص 30- 34، و (تقريب التهذيب) ج1 ص 536.
أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن تغري بردى ت 874 هـ. في كتابه (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة) ج 3 ص 38- 39.
الحافظ جلال الدين السيوطي ت 911 هـ. في كتابه (حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة) .
الخزرجي صفي الدين أحمد بن عبد الله توفي بحدود 923 هـ. في كتابه (خلاصة تذهيب الكمال) ج 2 ص 195.
العليمي أبو اليمن مجير الدين عبد الرحمن ت 928 هـ. في كتابه (المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد) 148- 151.
الحافظ شمس الدين محمد بن علي الداوودي ت 945 هـ. في كتابه (طبقات المفسرين) ج 1 ص 369- 371.
أبو الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي ت 089اهـ. في كتابه (شذرات الذهب في أخبار من ذهب) ج 2 ص 148- 149.
الكتاني محمد بن جعفر ت 1345هـ. في كتابه (الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة) ص 64.
المباركفوري محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم ت 1353هـ. في كتابه (تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي) - المقدمة- ص466- 468.
الدكتور/ فؤاد سزكين في كتابه (تاريخ التراث العرب) ص 273- 374.(1/47)
وروى ابن عساكر في تاريخه بسنده إلى أبي زرعة أنه (من موالي عياش بن مطرف) فكان ينسب نفسه فيقول: عبيد الله ابن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ مولى عياش بن مطرف (1) ، ونسب الى مدينة الري لأنها مسقط رأسه، وفيها نشأ وطلب العلم، ودرس فيها في مسجده حتى وفاته- رحمه الله.
2- كنيته
أما كنيته (أبو زرعة) بضم الزاي فيشترك فيها معه ما ينيف على الخمسين علماً ممن سبقه، أو عاصره، أو أتى بعده (2) .
وكنيته هذه غطت من اشتهر بها، فإذا ذكرت مجردة من غير نسبة، فالمقصود بها هو، ولقد أطلق عليه هذه الكنية الرازيون الذين زاروا دمشق، والتقوا بأبي زرعة الدمشقي فكنوه بنفس الكنية تيمناً. ذكر ذلك ابن عساكر في تاريخه حيث روى بإسناده إلى أبي زرعة الدمشقي أنه قال: بكنيتى كنى أبا زرعة الرازي،
__________
(1) انظر: تاريخ دمشق المخطوط 7/ 250- ب- النسخة المصورة المحفوظة في مكتبة الأوقات ببغداد. ولقد نقل الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن أبي حاتم أنه قال: فروخ جد أبي زرعة هو مولى عياش بن مطرف القرشي.
(2) تركت الإشارة إلى المصادر التي ذكر فيها هؤلاء الأعلام لأنني أفردتهم ببحث خاص.(1/48)
وذلك أن جماعة من أهل الري قدموا علينا بدمشق قديماً منهم أبو يحيى مزحويه (1) فلما انصرفوا إلى الري فيما أخبرني غير واحد، منهم أبو حاتم رأوا هذا الفتى قد كانوا يعنون أبا زرعة الرازي فقالوا له: نكنيك بكنية أبي زرعة الدمشقي ثم لقيني أبو زرعة الرازي فجالسني بدمشق، وكان يذكر لي هذا الحديث وقال لي: تكنيت بكنيتك (2) .
3 - ولادته
لقد اختلف في تاريخ ميلاده على أقوال هي:
ا- قال خليل بن إيبك الصفدي أنه: ولد سنة تسعين ومائة فيما قيل، ويقال سنة مائتين (3) .
2- روى الخطيب بسنده إلى أبي زرعة أنه قال: "ولدت سنة مائتين.." (4) .
3- ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء أن "مولده بعد نيف ومائتين.." (5) . ثم قال الذهبي: "وقد ذكر ابن أبي حاتم أن أبا زرعة سمع من عبد الله بن صالح العجلي (6) ، والحسن بن عطية بن نجيح (7) ، وهما ممن توفي سنة إحدى عشرة ومائتين فيما بلغني، فإما وقع غلط في وفاتهما، وإما في مولده،
__________
(1) لعل الصواب: زحموية وهو: زكرياء بن يحيى بن صبيح الواسطي المعروف بزحموية. انظر: الجرح والتعديل ج1/ ق 2/ 601.
(2) انظر: تاريخ دمشق المخطوط، وسير أعلام النبلاء للذهبي في ترجمة أبي زرعة الرازي.
(3) انظر: الوافي بالوفيات مخطوط مصور بمعهد المخطوطات ج 19 ترجمة أبي زرعة.
(4) انظر: تاريخ بغداد ج10 ص 328، وطبقات الحنابلة ج1 ص203، وتهذيب الكمال للمزي مخطوط ورقة (442- ب-) .
(5) انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي ترجمة أبي زرعة.
(6) (خ) عبد الله بن صالح بن مسلم بن صالح العجلي الكوفي المقرىء، أبو صالح توفي سنة 211 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج5 ص 262، الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 85- 86.
(7) (ت) الحسن بن عطية بن نجيح، القرشي، أبو علي البزاز، الكوفي توفي سنة 211 هـ. أو نحوها. انظر: تهذيب التهذيب ج 2 ص294، والجرح والتعديل ج1/ ق 2/ 27.(1/49)
وأما في لقيه لهما.." ثم قال الذهبي في نفس الترجمة: "والظاهر أنه ولد سنة مائتين والله أعلم" (1) .
4- قال الحاكم في كتابه (الجامع لذكر أئمة الأمصار المزكين لرواة الأخبار) : "سمعت عبد الله بن محمد بن موسى سمعت أحمد بن محمد بن سليمان الرازي الحافظ يقول: (ولد أبو زرعة سنة أربع وتسعين ومائة.." (2) .
مناقشة الذهبي:
ذكر الذهبي احتمالات ثلاثة تتعلق بتأريخ ميلاد أبي زرعة هي:
1- احتمال وقوع الغلط في تأريخ وفاة عبد الله بن صالح العجلي، والحسن بن عطية بن نجيح. وهذا احتمال ضعيف، وذلك لأن تاريخ وفاتهما صحيح، فقد نص الحافظ جمال الدين المزي على أن العجلي توفي سنة 211 هـ (3) ، وقد نقل الذهبي نفسه عن أحمد العجلي أنه قال: "مات والدي سنة 211 هـ"، وقد أيد هذا التأريخ ابن حجر (4) ،
وكذلك تاريخ وفاة الحسن بن عطية، فقد نص عليه البخاري (5) ، وأقره المزي، والذهبي، وابن حجر، وغيرهم (6) .
2 -احتمال وقوع الغلط في لقيه لهما وهذا الآخر بعيد لأن من عادة المحدثين الذين صنفوا كتب الرجال إذا روى أحد الرواة عن آخر بواسطة- لعدم لقائه به مثلاً- يذكر ذلك، ولما لم يذكر أو يلمح المزي أو غيره أن أبا زرعة روى عنهما بواسطة، فإن الحجة مع من نص على الرواية المتضمنة للقيّ.
3- احتمال وقوع الغلط في تأريخ ميلاده، وهذا الاحتمال أراه قوياً.
__________
(1) انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي في ترجمة أبي زرعة.
(2) انظر: المصدر السابق. وقول الحاكم هذا أورده الذهبي عقب قوله السابق.
(3) انظر: تهذيب التهذيب ج 5 ص 262.
(4) انظر: خلاصة تذهيب الكمال ص 201 ط 2- 1971م. وهو مختصر من كتاب تذهيب التهذيب للذهبي.
(5) انظر: خلاصة تذهيب الكمال ص 79 ط 2 بيروت.
(6) انظر: تهذيب التهذيب ج 2 ص 294، وخلاصة تذهيب الكمال ص 79.(1/50)
4- نقل الذهبي قول أبي عبد الله الحاكم بعد أن ذكر الاحتمالات، ولم يعترض عليه أو يفند قوله، أو يعقب عليه، وهذا يشير إلى أنه قد تردد، ولم يجزم.
القول الراجح:
ترجح لي القول الرابع الذي ذكره الحاكم النيسابوري، وذلك للأسباب الآتية:
1- أن الحاكم ذكر هذا التاريخ عن شيخه عبد الله بن محمد بن موسى سماعا وشيخه أيضاً سمعه من شيخه أحمد بن محمد بن سليمان الرازي الحافظ التي عاصر أبا زرعة وهذا يجعل مجال التردد ضيقاً لقرب المدة ما بين الحاكم، وأحمد بن محمد الرازي الحافظ، والتصريح بالسماع.
2- ذكر الحاكم في تاريخ نيسابور (1) ، حادثة مهمة تتعلق بتحديد تاريخ ميلاد أبي زرعة، مفادها أن علياً الرضا بن موسى بن جعفر بن محمد الباقر - رضي الله عنهم- حينما قدم إلى نيسابور في السفرة التي نال فيها فضيلة الشهادة عرض له في السوق أبو زرعة الرازي، ومحمد بن أسلم الطوسي (2) ، ومن المعلوم أن علي الرضا توفي سنة 203 هـ في شهر صفر (3) ، وهذا الخبر الذي ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور ينسجم مع
__________
(1) انظر: كشف الغمة في معرفة الأئمة لأبي الحسن الأربلي المتوفى سنة 693 هـ. ج 3 ص 101- 102، والفصول المهمة في معرفة الأئمة لعلي بن محمد بن أحمد المالكي ابن الصباغ المتوفى سنة 855 هـ. ص 235- 236، وكذا مخطوطة الكتاب المصورة عن مكتبة الأمير زيونا، المحفوظة في معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية.
(2) هو: محمد بن أسلم بن سالم الطوسي، أبو الحسن، روى عن يزيد بن هارون، وغيره، وروى عنه أحمد بن سلمة النيسابوري، وغيره. قال عنه أبو زرعة وأبو حاتم: ثقة. وقال ابن خزيمة حدثنا رباني هذه الأمة محمد بن أسلم. توفي في محرم سنة 242 هـ. وصلى عليه ألف ألف إنسان. انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/201، وتذكرة الحفاظ ج 2 ص 532- 533.
(3) انظر: البداية والنهاية لابن كثير 10/ 249- 250 وذكر أنه قد روى الحديث عن أبيه، وغبره، ومروج الذهب للمسعودي ج 2ص 259 ط 1283 هـ. وتاريخ اليعقوبي ج 2 ص 453، وشذرات الذهب ج 2 ص 6.(1/51)
تاريخ ولادته التي ذكرها في كتابه (الجامع لذكر أئمة الأمصار..)
وعليه يكون محدثنا يوم التقى بعلي الرضا بنيسابور ابن تسع وهذا يحتمل منه لاسيما وأنه قد وصف بالفطنة والحفظ، وطلبه للحديث في سن مبكرة، وكان يستقبله بعض الأئمة (1) بعد أن يعكف على دراسة مجموعة عظيمة من الأحاديث، وحينما يسأل عن سبب اعتكافه يقول: بلغني ورود هذا الغلام، والغلام هو الذي لم يبلغ الحلم، ولم ينبت شاربه. أما التاريخ الذي ذكره الصفدي أي سنة 190 هـ- فهو ضعيف ولكن يجعل النفس تميل إلى ترجيح سنة 194 هـ والله أعلم.
أما التاريخ الذي ذكره الخطيب البغدادي، وغيره فيتعارض مع التاريخ الراجح، وإن صح اتصال سند الرواية عن الخطيب حتى أبي زرعة من غير ضعف استبعد التاريخ الذي ذكره الحاكم في كتابه (الجامع لذكر أئمة الأمصار..) وبهذا أيضاً تنهار الحكاية أو الحادثة التي ذكرها الحاكم نفسه في كتابه تاريخ نيسابور لاستحالة احتمال سماع أبي زرعة من علي الرضا لأن عمر أبي زرعة يكون على التاريخ الذي ذكره الخطيب سنتان.
4- عائلته واهتمامها بالعلم
تعتبر عائلة أبي زرعة الرازي من أهم العوائل المشهورة التي كانت تعنى بالعلوم الإسلامية لا سيما الحديث الشريف، فقد خلف يزيد بن فروخ الرازي جد أبي زرعة ثلاثة من المحدثين هم:
1- إسماعيل بن يزيد (2) ، طلب الحديث فروى عن السندي عن عبدويه، واسحاق بن سليمان، وعبد الصمد العطار، ولعله هو نفسه
__________
(1) مثل إسحاق بن راهويه، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي كما سيأتي في رحلاته في طلب الحديث.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج1/ ق1/ 205.(1/52)
عبد الصمد بن النعمان البزاز (1) ، وعبد الله بن هاشم الكوفي نزيل الري (2) ، وعثمان بن سعيد بن مرة القرضي المري، أبو عبد الله، كوفي قدم الري ثم رجع إلى الكوفة، وكتب عنه إسماعيل بن يزيد بالري (3) .
ولقد كان يصحب معه الفتيان من عائلته في رحلاته في طلب الحديث. نقل أبن أبي حاتم في ترجمة محمد بن حاتم الجرجرائي عن أبيه أنه قال: "قدمنا جرجرايا، وكان خالي إسماعيل معي وهو مريض، وكان بها محمد بن حاتم فاشتغلت بعلة خالي، ولم أسمع منه وكان صدوقاً" (4) .
2- محمد بن يزيد، أبو جعفر الأحدب، طلب الحديث أيضاً فروى عن حبويه إسحاق بن إسماعيل، والسندي عن عبدويه، وإسحاق ابن سليمان. قال ابن أبي حاتم في ترجمته: "روى عنه أبي (5) ووثقه بالعبادة والحفظ والفقه لرأي القوم" ثم قال: "سئل أبي عنه؟ فقال: صدوق" (6) .
3- عبد الكريم بن يزيد والد أبي زرعة. قال ابن أبي حاتم في ترجمته بعد أن ذكر اسمه ونسبه "روى عنه أبي سألت أبي عنه؟ فقال: شيخ" (7) . ولقد كان مقرباً عند العلماء حريصاًَ على مجالستهم، ومن حرصه على العلم وطلبه للحديث كان يربي ابنه أبا زرعة على نهج المحدثين فيأخذه إلى مجالس العلماء المحدثين كي يعتاد عليها، ويتعرف على روادها وهو لا يزال غلاماًَ صغيراً. فيحدثنا أبو زرعة عن نفسه حينما بدأ يدخل مجالس أهل العلم فيقول: "ذهب بي أبي إلى عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 51.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 196.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 152.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 238، وانظر مثالاً آخر يدل على رحلته مع خاله في الجرح والتعديل ج ا/ ق2/ 407.
(5) وقع خطأ في هذا الموضع من كتاب الجرح والتعديل فقد ورد فيه: روي عن أبي ... وسياق الكلام يقتضي قوله روى عنه وهو الصواب.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 130.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 61.(1/53)
الدشتكي (1) فلما رأيته نفرت من هيبته فتقدم أبي إليه فسلم عليه، وقعد بجنبه فلم أزل أدنو، وأنظر إليه ولا أجسر من الهيبة أن أدنو منه، فلما رآني أتقدم قال لأبي: من هذا؟ فقال: هذا ابني قال: ادعه، فدعاني فجئت حتى دنوت من أبي فقال لي عبد الرحمن ادن مني، وأنا أدنو شيئاً بعد شيء، فلم يزل يقول ادن، حتى دنوت فأظنه أقعدني على فخذه أو أقعدني بجنبه ... "، ثم قال أبو زرعة: "فتفرس فيّ فقال لأبي: إن ابنك هذا سيكون له شأن ويحفظ القرآن، والعلم"، وذكر أشياء (2) .
ولقد استفاد أبو زرعة من أبيه، ونقل عنه ما يدل على معرفته بالرجال، وتمييز الأحاديث. قال ابن أبي حاتم في ترجمة العلاء بن الحصين، أبو الحصين قاضي الري: "سمعت أبا زرعة يقول: سمعت أبي يقول: كان العلاء بن الحصين قاضياً بالري نزل الأردان، وكان يقضي في حصن الأردان" (3) .
أشار ابن أبي حاتم في ترجمة عمرو بن حكام الأزدي، أبي عثمان إلى أخ لأبي زرعة كان معنياً بالحديث أيضاً فقال: سألت أبا زرعة عن عمرو ابن حكام؟ فقال: قدم الري وكتب عنه أخي أبو بكر ... (4) .
وهكذا نجد أمثلة تدل بوضوح على اهتمام عائلة أبي زرعة في الحديث النبوي الشريف مكنت وهيأت لأبي زرعة المكانة البارزة فيهم لخدمة السنة النبوية.، وكذلك فقد استفاد من عائلة إدريس بن المنذر الحنظلي زوج عمته فقد صحب أبا حاتم ابن عمته، ورحلا إلى أماكن كثيرة في طلب الحديث، وروى عنه وبعض من أقرانه.
__________
(1) هو (ع ز) عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد بن عثمان الدشتكي، أبو محمد الرازي المقرىء روى عن أبيه، وأبي خيثمة، وجرير بن عبد الحميد، وغيرهم، وعنه محمد ابن مهران الحمال، وعبد بن حميد، وهارون بن حيان القزويني قال عنه أبو حاتم: صدوق كان رجلاً صالحاً، وقال ابن معين: لا بأس به. انظر: تهذيب التهذيب ج 6 ص 207.
(2) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 339 باب ما ذكر من فراسة عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي في أبي زرعة وهو صغير.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 354، وانظر كذلك مثالاً آخر يدل على معرفته في تعليل إحدى روايات حديث أم معبد في الصفة في علل الحديث ج 2 ص 392.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 228.(1/54)
الفصل الثالث: نشأته ورحلاته في طلب العلم
1- نشأته وتحصيله العلمي
إن نضوج الحركة العلمية في مدينة الري كان لها أثر كبير على أبي زرعة في تحصيله العلمي، وخاصة جو الأسرة التي عاش وترعرع فيها حيث توجيهات أبيه، وأعمامه، ومن ثم الجهد الذي أبداه في رحلاته إلى المراكز العلمية الأخرى والصبر على طلب الحديث، ولقائه بكبار المحدثين، والمشهورين في سعة الرواية والدراية من علماء عصره كل ذلك مكنه من بلوغه مكانة الأئمة الحفاظ، وجعله يشار إليه بالبنان، ويحتج بأقواله في الجرح والتعديل وبيان علل الحديث سنداً ومتناً، وظل من بعده من الأئمة يستشهدون بآرائه الصائبة، ويستنبطون القواعد من فوائده رحمه الله.
ابتدأ أبو زرعة بطلب الحديث في سن مبكرة، وقد مر آنفاً اهتمام أبيه به وحمله إلى مجالس العلماء كالدشتكي، وغيره. وكان صاحب همة، طلابة للعلم حريصاً على مجالسه يقول عن نفسه "كنا نبكر بالأسحار إلى مجلس الحديث نسمع من الشيوخ، فبينما أنا يوماً من الأيام قد بكرت، وكنت حدثاً إذ لقيني في بعض طرق الري من سماه أبي ونسيته أنا شيخ مخضوب بالحناء فيما وقع لي فسلم عليّ فرددت السلام فقال لي: يا أبا زرعة سيكون لك شأن وذكر ... " (1) وكان يتتبع
__________
(1) انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة أبي زرعة، وسَيَرِدُ الخبر كاملا في زهده.(1/55)
العلماء في مجالسهم، ويأخذ عنهم سواء عن الذين يمرون بالري، أو الذين نزلوا بها، ولقد كان علماء بلده يعرفون فضله وحفظه للحديث منذ نعومة أظفاره، ويفتخرون به أمام من يقدم عليهم من الحفاظ، فقد روى الخطيب بسنده إلى أبي العباس محمد بن إسحاق الثقفي أنه قال "لما انصرف قتيبة بن سعيد (1) إلى الري سألوه أن يحدثهم فامتنع وقال: أحدثكم بعد أن حضر مجالسي أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو خيثمة؟ قالوا له: فإن عندنا غلاماً يسرد كل ما حدثت به مجلساً مجلساً، قم يا أبا زرعة، فقام أبو زرعة فسرد كل ما حدث به قتيبة، فحدثهم قتيبة" (2) .
ومما يدل على تبكيره في طلب العلم وتقييد الحديث قوله عن نفسه "إن في بيتي ما كتبته منذ خمسين سنة ولم أطالعه منذ كتبته.." (3) . ولم أقف على نص يحدد لنا بالضبط السنة التي ابتدأ بها أبو زرعة تلقّيه العلم، وروايته للحديث إلا أن الحاكم النيسابوري ذكر أن أبا زرعة ارتحل من الري وهو ابن ثلاث عشرة سنة (4) .
ومن المعلوم أن طالب العلم قبل أن يبتدىء بالرحلة في طلب الحديث،
__________
(1) (ع) قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي مولاهم أبو رجاء البغلاني، روى عن مالك والليث، وجرير بن عبد الحميد، وغيرهم، وعنه الجماعة سوى ابن ماجة، وروى له الترمذي أيضاً وابن ماجة بواسطة أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن المدينى، والحميدي وغيرهم. قال ابن معين، وأبو حاتم، والنسائي: ثقة، وزاد النسائي صدوق، وقال أحمد بن سيار المروزي: "كان ثبتاً فيما روى صاحب سنة وجماعة ولد سنة 150 هـ، وتوفي سنة 0 24 هـ. روى له البخاري 308 أحاديث ومسلم 668، انظر: تهذيب التهذيب ج 8 ص 358- 361، والجرح والتعديل ج 3/ ق 2/140
(2) انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 332، وتاريخ دمشق لابن عساكر، في ترجمة أبي زرعة. وشرح علل الترمذي ص 190.
(3) انظر: تاريخ بغداد ج10 ص 332، وطبقات الحنابلة ج 1 ص 201، والمنهج الأحمد ج 1 ص 149، وتهذيب الكمال للمزي مخطوط (442- ب-) ، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 33.
(4) انظر: سير أعلام النبلاء في ترجمة أبي زرعة حيث نقل الذهبي الخبر من كتاب (الجامع لذكر أئمة الأمصار المزكين لرواة الأخبار) للحاكم.(1/56)
يحفظ ويدون أحاديث شيوخ بلده (1) والقرى المجاورة لها، والقادمين إليها، ويعد من القلائل الذين رحلوا في طلب الحديث في مثل سنه، وبرحلته إلى المدن والمراكز القريبة والبعيدة عن بلده ابتدأ طوراً جديداً في حياته العلمية (2) إذ فيها يلتقي بمن كانت تشد الرحال إليهم لغزارة علمهم، وكثرة حفظهم.
سئل أبو زرعة في أي سنة كتبتم عن أبي نعيم- الفضل بن دكين-؟ قال: "في سنة أربع عشرة ومائتين ومات في سنة ثماني عشرة ومائتين" (3) ، وأخذ التفسير عن الأئمة الكبار المعنيين به والثقات في روايته (4) وكذلك علم القراءات أتقنه من عيسى بن ميناء، المعروف بقالون المقرىء، وحفص الدوري، وخلف البزار، وغيرهم (5) وكان يقول: "أنا أحفظ ستمائة ألف حديث صحيح وأربعة عشر ألف إسناد في التفسير والقراءات، وعشرة آلاف حديث مزورة، قيل له: ما بال المزورة تحفظ؟ قال: إذا مرّ بي منها حديث عرفته" (6) ، وأخذ ولعه وحبه لطلب الحديث يزداد كلما ازداد حفظه له، وكان رحمه الله يكثر من ملازمة الأئمة الأفذاذ ويستزيد منهم كتابة الحديث كأحمد بن حنبل (7) ، وابن أبي شيبة وغيرهم.
روى الخطيب بسنده إلى أبي زرعة أنه قال: "كتبت عن رجلين مائتي ألف حديث، كتبت عن إبراهيم الفراء مائة ألف حديث، وعن ابن أبي شيبة عبد الله
__________
(1) قال أبو زرعة: "كتبت بالري قبل أن أخرج إلى العراق عن نحو ثلاثين شيخاً ... " وذكرهم وانظر: رحلاته في طلب الحديث.
(2) انظر: فصل رحلاته في طلب الحديث.
(3) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 339، وكان الفضل بن دكين الملائي بالكوفة ويقصده كبار المحدثين كأحمد وغيره، وانظر: ترجمته في شيوخ أبي زرعة.
(4) انظر: فصل مؤلفاته عند الكلام عن معرفته بالتفسير.
(5) انظر: فصل معرفته بالقراءات.
(6) انظر: شرح علل الترمذي لابن رجب ص 192.
(7) انظر: رحلته إلى بغداد.(1/57)
مائة ألف حديث" (1) ، ولازم إبراهيم بن موسى الفراء ثماني سنين من سنة أربع عشرة في آخرها إلى سنة اثنتين وعشرين (2) ، وكتب عن أبي سلمة التبوذكي عشرة آلاف حديث، وعن حماد بن سلمة عشرة آلاف حديث أيضاً (3) . وكان إلى جانب تلقيه العلم وروايته للحديث وتقييده ينشر السنة النبوية ويعلمها للناس، ويدافع عنها ويرد على المخالفين المعترضين، وكان تقبل عليه جموع الطلبة فيروي لهم ويسمع منهم الحديث ويصوب الصحيح، ويعلل الضعيف، وكان ابن أبي حاتم يقول عنه: "كان أبو زرعة قل يوم ألا يخرج معه إلى المسجد كتابين أو ثلاثة كتب لكل قوم كتابهم الذي سألوه فيه فيقرأ على كل قوم ما يتفق له القراءة من كتاب ثم يقرأ للآخر كتابه الذي قد سأل فيه أوراقاً ثم يقرأ للثالث كمثل ذلك فإذا رجعوا أولئك في يومهم يكون قد أخرج معه كتابهم فيجيء إلى الموضع الذي كان قرأ عليهم إلى ذلك المكان فيقرأ من غير أن يسألهم: إلى أين بلغتم؟ وما أول مجلسكم؟ فكان ذلك دأبه كل يوم لا يستفهم من أحد منهم أول مجلسه وهذا بالغداة وبالعشي كمثل، ولا أعلم أحداً من المحدثين قدر على هذا" (4) .
2- رحلاته قي طلب العلم
يعد القرن الثالث الهجري العصر الذهبي للسنة النبوية حيث تضافرت فيه جهود المحدثين في مختلف مجالاتهم ضمن علومها الواسعة، من حيث تمييز الحديث الصحيح وإفراده بالتصنيف دون كلام الصحابة والتابعين. ووضعوا
__________
(1) انظر: تاريخ بغداد ج10 ص 327، الأنساب للسمعاني ج 6 ص 35 وتاريخ دمشق، وطبقات الحنابلة ج 1 ص200 وتهذيب الكمال للمزي ورقة 442- 443، وتهذيب التهذيب ج7 ص 32، والمنهج الأحمد ج1 ص 149، وطبقات المفسرين ج1 ص 370.
(2) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 335.
(3) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 335.
(4) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 332 وهذا الخبر يدل على قوة حفظه أيضاً.(1/58)
قواعد للجرح والتعديل لمعرفة الرجال، وكذا الجمع والتوفيق بين المتعارض الصحيح منه، والاعتناء بشرح غريبه، وغير ذلك، ومن هذه الجهود العظيمة التي يحق للمؤمنين أن يفتخروا بها رحلات العلماء في طلب الحديث حيث نشطت في القرن الثالث أكثر من ذي قبل، فكانوا يخرجون من بلادهم تاركين الأهل والأحبة ابتغاء مرضاة الله وحرصاً على تدوين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن أصحابه قد انتشروا في البلاد وسمع البعض منهم ما لم يسمعه البعض الآخر، وحرصاً على تنسيق وتدوين أقواله وأفعاله، حركاته وسكناته، وغزواته، وشمائله، حله، وترحاله، تحملوا الصعاب وقطعوا الفيافي والقفار، وأخذوا يصيبون على من لا يرحل حتى قال يحيى بن معين: "أربعة لا تؤنس منهم رشداً، منهم رجل يكتب في بلده ولا يرحل في طلب الحديث" (1) . وقال ابن أدهم: "إن الله تعالى يرفع البلاء عن هذه الأمة برحلة أصحاب الحديث" (2) . ولم تكن رحلتهم لمجرد اللقاء بالشيوخ وتدوين أحاديثهم، بل كانوا يهدفون منها التعرف على الرواة وأحوالهم من حيث التوثيق والتجريح، واهتمامهم بالتصنيف وغير ذلك من أهل مدنهم وقراهم، وكذلك كانوا يحرصون على علو الإسناد ولقاء الحفاظ.
يقول الخطيب البغدادي: "المقصود بالرحلة في الحديث أمران: أحدهما: تحصيل علو الإسناد، وقدم السماع، والثاني: لقاء الحفاظ والمذاكرة لهم والاستفادة عنهم، فإذا كان الأمران موجودين في بلد الطالب، ومعدومين في غيره فلا فائدة في الرحلة فالاقتصار على ما في البلد أولى" (3) ، ولقد كان لأهل الري نصيب محمود في هذا السعي المبارك، فعدها الرامهرمزي من المراكز العلمية التي كان المحدثون يشدون الرحال إليها طلباً لتدوين الحديث عن علمائها (4) ، وكذلك ذكر ضمن الراحلين الذين جمعوا بين الأقطار، أبا زرعة،
__________
(1) انظر: الرحلة في طلب الحديث للخطيب ص 47، وفتح المغيث ج 2 ص 314.
(2) انظر: الرحلة في طلب الحديث ص 47، وفتح المغيث ج 2 ص 315.
(3) انظر: الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب ورقة (168 ب، 169 أ) عن موارد الخطيب للدكتور أكرم العمري ص 34.
(4) انظر: المحدث الفاصل ص 229.(1/59)
وأبا حاتم وعدهما من الذين جمعوا بين العراق، والحجاز، والجزيرة، والشام (1) ، ولقد حسدهم على هذه المكانة بعض أهل العلم مما حمل أبا حاتم على أن يرد عليه، وعلى أمثاله، قال ابن أبي حاتم في ترجمة داود بن خلف الأصبهاني إمام أهل الظاهر: "وأما أبي رحمه الله فحمل إليه كتاب له يسميه كتاب البيوع وقصد أهل الحديث وذمهم وعابهم بكثرة طلبهم للحديث ورحلتهم في ذلك فأخرج أبي كتابا في الرد عليه في نحو خمسين ورقة" (2) ولقد عد الحافظ المزي أبا زرعة من الجوالين المكثرين (3) ، وذكر الداوودي بعض المدن التي رحل إليها أبو زرعة وهي (الحرمان، والعراق، والشام، والجزيرة، وخراسان، ومصر) (4) ، وهذه البلاد كان فيها أهم المراكز العلمية. بعد هذه المقدمة نريد التعرف على رحلات أبي زرعة والمدن والبلاد التي دخلها، وكيف كان بعض الأئمة يستقبله ويتهيأ للقائه مع ذكر بعض أخباره في تلك البلاد.
من المعلوم أن المحدث حينما يبتدئ بطلب الحديث وتدوينه يحرص على تحمله وروايته عن علماء بلده، وعمن كان يمرّ عليهم من العلماء ثم يبتدئ بالخروج والتجوال في القرى المحيطة بهم. وهكذا كان أبو زرعة رحمه الله فقد لازم الشيوخ الكبار في مدينة الري وحرص على تدوين حديثهم، وكذلك حرص على ملازمة من يقدم إلى الري من المدن الأخرى فيستقر أو يمر بها، فيقول أبو زرعة عن نفسه: "وكتبت بالري قبل أن أخرج إلى العراق نحو ثلاثين شيخاً منهم عبد الله بن الجراح (5) وعبد العزيز بن المغيرة (6) ، وعبد الصمد بن
__________
(1) انظر: المحدث الفاصل ص 30.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج1 / ق 2/ 411.
(3) انظر: تهذيب الكمال ورقة (441- ب-) .
(4) انظر: طبقات المفسرين للداوودي ج 1 ص 369.
(5) هو (كن ق) عبد الله بن الجراح بن سعد التيمي أبو محمد القهستاني نزيل الري
ت 232 هـ. انظر: الجرح والتعديل ج2/ ق2/ 28، وتهذيب التهذبب ج 5 ص 169، وتاريخ قزوين ورقة (255- ب-) .
(6) هو (ق) عبد العزيز بن المغيرة بن أمي، المنقري، أبو عبد الرحمن البصري نزيل الري، انظر: تهذيب التهذيب ج 6 ص 359، والجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 397.(1/60)
حسان (1) وجعفر بن عيسى (2) ، وبشر بن يزيد (3) ، وسلمة بن بشير (4) ، وعبيد بن إسحاق" (5) ، وذكر شيوخاً كثيرة (6) ، وبعد اغترافه من منهل النبوة العذب الذي استقاه علماء الري، ومن نزل بها، شد الرحال على سنة الرجال، وكان قصده الكوفة التي كانت تموج بالعلماء والمحدثين، وقد اعتاد طلاب العلم السفر جماعة ومع رفقة مأمونة وذلك لمخاطر الطرق ووعورتها، والمفاوز والقفار، إضافة إلى اللصوص والأشرار.
يقول بعض الباحثين عند كلامه عن سفر العلماء وطلاب العلم: " (يندر سفر رجال بمفردهم إذ أن الطرق العامة كانت غير مأمونة، والطريقة الاعتيادية كانت أن يصاحب الفرد قافلة عند انتقاله من مكان إلى آخر والذي يقوي احتمال قيام الفرد بهذا الأمر هو كون كثير من العلماء إن لم نقل معظمهم كانوا يجمعون بين الدراسة والشغل، فكانوا يسافرون كتجار للاشتغال في تجارتهم ويشغلون أنفسهم بطلب العلم خلال بقائهم التي قد تطول أو تقصر مدته في المدن المختلفة ... " (7) . وهكذا ارتحل أبو زرعة (وهو ابن ثلاث عشرة سنة) (8)
__________
(1) هو عبد الصمد بن حسان، المروزي، أبو يحيى خادم سفيان الثوري، انظر: الجرح والتعديل ج3/ ق1/51.
(2) هو جعفر بن عيسى بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحسن، البصري قاضي الري، ت 219 هـ. انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 485- 486، وميزان الاعتدال ج 1 ص 413-414.
(3) هو بشر بن يزيد بن الأزهر، النيسابوري انظر: الجرح والتعديل ج1/ق1/ 370.
(4) هو سلمة بن بشير النيسابوري نزيل الري أبو الفضل الذي كان يقول: "حدثت بالري أربعين ألف حديث فهل يتهيأ لأحد أن يعتب على شيء" قال ابن أبي حاتم: "سمع منه أبي سنة إحدى عشرة ومائتين روى عنه أبي وأبو زرعة". انظر: الجرح والتعديل ج2/ق1/ 157.
(5) هو عبيد بن إسحاق العطار، أبو عبد الرحمن، الكوفي، انظر: الجرح والنعدبل ج2/ ق2/401.
(6) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 335.
(7) انظر: طريقة إحصائية لدراسة معاجم التراجم الإسلامية في العصور الوسطى بحث بقلم رجاردو. يلبت. نشر بالإنكليزية في مجلة تاريخ الشرق الاقتصادي والاجتماعي المجلد 13 الجزء2 نيسان 1970، ترجمة السيد شاكر نصيف لطفي العبيدي الأستاذ المساعد في قسم اللغات الأوروبية كلية الآداب/ جامعة بغداد.
(8) ذكر ذلك أبو عبد الله الحاكم في كتابه (الجامع لذكر أئمة الأمصار المزكين لرواة الأخبار) ونقله عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة أبي زرعة(1/61)
بصحبة مجموعة من أهل الري يطلبون الحديث، ولا شك أنهم قد مروا على بعض المراكز المهمة التي اشتهرت بعلمائها، ومجالس الحديث فيها قبل وصولهم إلى الكوفة، ولقد أقام أبو زرعة في رحلته الأولى هذه في الكوفة مدة عشرة أشهر (1) . والظاهر أنه سمع في إقامته هذه من أبي نعيم الفضل بن دكين فقد سئل في أي سنة كتبتم عن أبي نعيم؟ قال: "في سنة أربع عشرة ومائتين، ومات في سنة ثماني عشرة ومائتين" (2) .
رحلته الثانية:
تعتبر رحلته الثانية من أطول الرحلات مدة، ولعل أهمها فقد ابتدأ بها من سنة 227 هـ إلى أول سنة 232 هـ، فزار مراكز علمية كثيرة، ومدناً، وقرى. ولنستمع إليه حيث يحدثنا عن رحلته هذه فيقول: "خرجت من الري المرة الثانية سنة سبع وعشرين ومائتين، ورجعت سنة اثنتين وثلاثين في أولها، بدأت فحججت ثم خرجت إلى مصر فأقمت بمصر خمسة عشر شهراً، وكنت عزمت في بدو قدومي مصر أني أقل المقام بها، فلما رأيت كئرة العلم بها وكثرة الاستفادة عزمت على المقام ولم أكن عزمت على سماع كتب الشافعي، فلما عزمت على المقام وجهت إلى أعرف رجل بمصر بكتب الشافعي فقبلتها منه بثمانين درهماً أن يكتبها كلها وأعطيته الكاغد (3) وكنت حملت معي ثوبين ديبقيين لأقطعهما لنفسي فلما عزمت على كتابتها أمرت ببيعها فبيعا بستين درهماً واشتريت مائة ورقة كاغد بعشرة دراهم كتبت فيها كتب الشافعي. ثم خرجت إلى الشام فأقمت بها ما أقمت، ثم خرجت إلى الجزيرة (4) وأقمت ما أقمت، ثم رجعت إلى بغداد سنة ثلاثين في آخرها،
__________
(1) انظر: المصدر السابق في ترجمة أبي زرعة.
(2) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص339.
(3) الكاغد: فارسي محض بمعنى القرطاس. انظر: كتاب الألفاظ الفارسية المعرّبَة لادي شير ص 136.
(4) الجزيرة المَعْنِيّ بها: جزيرة أقوز وهي التي بين دجلة والفرات مجاورة الشام تشتمل على ديار مضر وديار بكر سميت الجزيرة لأنها بين دجلة والفرات، بها مدن جليلة، وحصون وقلاع كثيرة، ومن أمهات مدنها حران والرها والرقة ... وغير ذلك. انظر: معجم البلدان ج 2 ص 134.(1/62)
ورجعت إلى الكوفة وأقمت بها ما أقمت، وقدمت البصرة فكتبت بها عن شيبان (1) وعبد الأعلى"، (2) ، (3) .
رحلته الثالثة:
ويحدثنا أبو زرعة عن رحلته الثالثة فيقول: "أقمت في خرجتي الثالثة بالشام، والعراق، ومصر أربع سنين وستة أشهر فما أعلم أني طبخت فيها قدراً بيد نفسي" (4) . فتبين من هذه النصوص أن أبا زرعة رحمه الله قام برحلات ثلاث الى بلاد العراق، وبلاد الشام ومصر وغيرها من المراكز المهمة تميزت بطول المدة، وتعدد الأماكن هذا عدا الرحلات القصيرة التي قد تستغرق الأسابيع أو الأيام بين مدينة الري ومدن المشرق الأخرى، وسأجتهد في ذكر جميع الأماكن التي رحل إليها ولقي فيها الشيوخ والأئمة مع ذكر بعض أحواله وأخباره في بعض تلك الأماكن لأنه كان حريصاً على السماع في كل بلد من بلاد المسلمين حتى إنه كان يذهب إلى ثغور (5) المسلمين فيسمع من العلماء المرابطين المجاهدين
__________
(1) شيبان هو (م دس) الإمام الثقة، محدث البصرة ومسندها شيبان بن فروخ وهو ابن أبي شيبة الحبطي مولاهم أبو محمد الإبلي كان عنده خمسون ألف حديث. قال عنه أبو زرعة صدوق مات سنة 236 هـ وله ست وتسعون سنة. انظر: تذكرة الحفاظ ج 2 ص 443، الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 357، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 374- 375، وميزان الاعتدال ج 2 ص 285.
(2) عبد الأعلى هو (خ م دس) الحافظ الثقة مسند البصرة عبد الأعلى بن حماد بن نصر الباهلى مولاهم البصري أبو يحيى المعروف بالنرسي قال ابن معين وأبو حاتم وابن قانع والدارقطنى ومسلمة بن قاسم والخليلي (ثقة) ت 236 هـ. انظر: تذكرة الحفاظ ج 2 ص 467 وتهذيب التهذيب: ج 6 ص 93- 94.
(3) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 340 هذا وصف إجمالي لرحلته، ولقد ذكر الحاكم أبو عبد الله في كتابه الجامع لذكر أئمة الأمصار، إنه "ارتحل من الري وهو ابن ثلاث عشرة سنة وأقام بالكوفة عشرة أشهر ثم رجع إلى الري ثم خرج في رحلته الثانية، وغاب عن وطنه أربع عشرة سنة ... " فلعله أراد مجموع سنوات رحلاته في طلب الحديث، إضافة إلى هذا لم يذكر الرحلة الثالثة، والصواب ما ذكرنا.
(4) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 340.
(5) الثغر: (بالفتح ثم السكون وراء، كل موضع قريب من أرض العدو يسمى ثغراً كأنه مأخوذ من الثغرة، وهي الفرجة في الحائط وهو في مواضع كثيرة منها: ثغر الشام، وجمعه ثغور) انظر: معجم البلدان ج 2 ص 79.(1/63)
فقد روى الخليلي بسنده إلى البرذعي أنه قال: "سمعت أبا زرعة الرازي يقول: لم أعرف لنفسي رباطاً خالصاً في ثغرة قصدت قزوين مرابطاً ومن همتي أن أسمع الحديث من الطنافسي (1) ومحمد بن سعيد بن سابق (2) ، ودخلت بيروت مرابطاً ومن همتي أن أسمع عن العباس ابن الوليد (3) ، ودخلت رها (4) مرابطاً ومن نيتي أن أسمع عن أيى فروة الرهاوي (5) فلا أعرف لنفسي رباطاً خلصت نيتي فيه، ثم بكى) (6) وزاد الذهبي قوله: "وأما عسقلان فأردنا محمد بن أبي السري" (7) .
__________
(1) الطنافسي هو (عس ق) علي بن محمد بن إسحاق بن أبي شداد أبو الحسن الطنافسي المتوفى في سنة 233 هـ. الحافظ الثبت محدث قزوين وعالمها. انظر: تذكرة الخفاظ ج 2 ص 445 وتهذيب التهذيب ج 7 ص 370.
(2) هو (دس) محمد بن سعيد بن سابق، أبو سعيد، الرازي المتوفى سنة 216 هـ. انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 265، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 188.
(3) هو (دس) عباس بن الوليد بن مزيد العذري البيروتي المتوفى في سنة 270 هـ. انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 215، وتهذيب النهذبب ج5 ص 132.
(4) الرهاء: مدينة بالجزيرة بين الموصل والشام بينهما ستة فراسخ، وتسمى في الوقت الحاضر بـ (أورفا) وتقع ضمن حدود تركيا والنسبة إليها رهاوي انظر. معجم البلدان مادة (رها) .
(5) هو يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي روى عن أبيه محمد بن يزيد ومحمد بن سليمان بن أبي داود الحراني وغيرهما، وحدث عنه أبو عروبة الحراني الحسين محمد بن مودود المتوفى سنة 318 هـ صاحب تاريخ حران والجزيرة. انظر: تهذيب التهذيب ج 11 ص 336، الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/8، واللباب ج 2 ص 045 الإسلام بالتوبيخ ضمن علم التاريخ، لررزنثال ص 627.
(6) انظر: الإرشاد في تاريخ علماء الحديث ج 4 في ترجمة الوليد بن مزيد البيروتي.
(7) انظر: سير أعلام النبلاء في ترجمة أبي زرعة ومحمد هو (د) محمد بن المتوكل ابن عبد الرحمن بن حسان الحافظ، العسقلاني، أبو عبد الله بن أبي السري ت 238 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 9 ص 424- 425، وتذكرة الحفاظ ج 2 ص 473.(1/64)
3- رحلة أبي زرعة إلى بعض الأماكن القريبة
قرية وهبن: قال ابن أبي حاتم في ترجمة مغيرة بن يحيى بن المغيرة السعدي الرازي "من قرية وهبن (1) من رستاق القرج، وأبوه يحيى بن المغيرة صاحب جرير الذي رحل إليه أبي وأبو زرعة رحمهما الله" (2) .
أفرندين (3) : قال ابن أبي حاتم في ترجمة إسحاق بن الحجاج الطاحوني المقرىء: "سمعت أبي يقول: كنت عزمت أنا وأبو زرعة أن نخرج إليه من وهبن بعد فراغنا من يحيى بن المغيرة، وكتب إلينا أن محمد بن مقاتل المروزي (4) قد وافى أفرندين، فخرجنا من هناك إلى أفرندين" (5) .
__________
(1) قال ياقوت في معجم البلدان في مادة (وهبن) : "من رستاق القَرْج بالري" وفسر ياقوت كلمة (رستاق) بأنها "كل موضع فيه مزارع وقرى ولا يقال ذلك للمدن كالبصرة، وبغداد" انظر معجم البلدان ج 1 ص 38.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 232، وكذلك انظر: معجم البلدان في مادة (وهبن) .
(3) قال ياقوت في مادة (أفرندين) : "موضع بين الري ونيسابور" وذكر أبو القاسم ابن خرداذبة أن المسافة بين الري وبين أفرندين هي ثمانية فراسخ، انظر المسالك والممالك ص 23.
(4) هو محمد بن مقاتل الرازي، ونسب في إحدى نسخ الجرح والتعديل بالمروزي. قال عنه أبو الحسن ابن بابويه في تاريخ الري: "كان إمام أصحاب الرأي بالري ومات بها وكان مقدماً في الفقه" ت 248 هـ. انظر: لسان الميزان ج 5 ص 388.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 217.(1/65)
4- رحلته إلى قزوين (1)
ترجم صاحب تاريخ قزوين (2) لأبي زرعة وذكر بعض الذين روى عنهم أبو زرعة، وكذا أسماء من روى عنهم وبعض أخباره وثناء العلماء عليه، ومن المعلوم أنه قد ترجم في كتابه هذا لكل من دخل قزوين، قال الحافظ الخليلي في (الإرشاد) في ترجمة أبي زرعة: "وسمع منه من أهل قزوين، أبو عبد الله ابن ماجة، وموسى بن هارون بن حيان والحسين بن علي الطنافسي، وأحمد بن إبراهيم بن سمويه العجلي، وإسحاق بن محمد الكيساني، وأبو بكر بن هارون بن الحجاج ... " (3) .
وقال أيضاً في ترجمة أبي الحسن علي بن محمد الطنافسي المتوفى سنة 233 هـ، وأخيه الحسن المتوفى سنة 222 هـ: "إماما قزوين، وارتحل إليهما الكبار، أبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن مسلم بن وارة، ومحمد بن أيوب" (4) . وقال أيضاً في ترجمة محمد بن سعيد بن سابق المتوفى سنة 216هـ "ارتحل إليه أبو زرعة وأبو حاتم ومحمد بن أيوب، وسهل بن زنجلة وابنه" (5) . ولعله قد رحل إلى قزوين قبل سنة 214 هـ، وذلك لتقدم وفاة محمد بن سعيد، وأرجح إنها كانت سنة 213 هـ، لأن الخليلي نقل عن أبي حاتم أنه قال: "دخلت قزوين سنة ثلاث عشرة ومائتين مع خالي محمد بن يزيد ... " (6) ولقد كان أبو زرعة وأبو حاتم يرحلان مع بعض في كثير من الرحلات.
__________
(1) قزوين: قال ياقوت في معجم البلدان ج 4 ص 343 "مدينة مشهورة بينها وبين الري سبعة وعشرون فرسخاً ... ".
(2) انظر: (التدوين في ذكر أخبار قزوين) ، توجد منه نسخ بدار الكتب المصرية منها نسخة برقم (2648 تاريخ) عن نسخة مكتبة البلدية في الإسكندرية.
(3) انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 6 في علماء الري، وأما تراجم هؤلاء الرواة فانظرها في فصل تلاميذه ومن كتب عنه.
(4) انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 6 في علماء قزوين.
(5) انظر: المصدر السابق.
(6) انظر: الإرشاد ج 6 في علماء قزوين.(1/66)
5- رحلته إلى ساوَهْ (1)
قال الخليلي في ترجمة عيسى بن موسى المعروف بغنجار المتوفى سنة 187 هـ "وروى عنه أهل بخارى وروى عنه محمد بن أمية الساوي (2) أحاديث ذوات عدد فقصده أبو زرعة وأبو حاتم لسماع ذلك" (3) .
6- رحلته إلى نيسابور
ذكر أبو عبد الله الحاكم في تاريخ نيسابور أن أبا زرعة الرازي التقى بعلي بن موسى الرضا هو ومحمد بن أسلم الطوسي مع طلبة العلم والحديث وحدثهم بحديث من طريق آبائه رضي الله عنهم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن رب العزة سبحانه وتعالى أي حديث "كلمة لا إله إلا الله حصني. فمن قالها دخل حصني، ومن دخل حصني أمن من عذابي" (4) .
__________
(1) سَاوَه: بعد الألف واو مفتوحة بعدها هاء ساكنة: مدينة حسنة بين الريّ وهمذان في وسط، بينها وبين كل واحدة من همذان والري ثلاثون فرسخاً. انظر: معجم البلدان مادة (ساوة) .
(2) هو (بخ ق) محمد بن أمية بن آدم بن مسلم القرشي أبو أحمد الساوي المتوفى سنة 226 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 9 ص 67.
(3) انظر: الإرشاد ج 10 في علماء بخارى.
(4) انظر: الفصول المهمة في معرفة الأئمة لابن الصباغ المالكي علي بن محمد المكي المتوفى سنة 855 ص 235- 236، وكشف الغمة في معرفة الأئمة لأبي الحسن علي بن عيسى أربلي المتوفى سنة 693 هـ. اعتمدت على هذين المصدرين في نقل هذا الخبر لأن تاريخ نيسابور من الكتب التى فقدت. ولم يصل إلينا منه إلا مختصراً ترجم عن الفارسية. كما يرى بعض الباحثين. انظر: تاريخ التراث للدكتور فؤاد سزكين ج 1 ص 46.
وهذا الحديث رواه ابن عساكر في تاريخه بسنده من طريق أبي القاسم عبد الله بن أحمد الطائي البصري الذي قال عنه ابن عساكر: "في حديثه ضعف". ثم قال ابن عساكر: "ورويناه عالياً على الصواب بسندنا إلى محمد بن علي ومنه بسنده إلى علي بن أيى طالب وقال لنا أبو سعد إسماعيل في كلام له لما دخل علي بن موسى نيسابور تعلق أحمد بن حرب الزاهد بلجام دابته والنضر بن ياسين فحدثهم بهذا الحديث". انظر: تهذيب تاريخ ابن عساكر ج 2 ص 82. ثم قال في ترجمة إبراهيم بن محمد الصباغ الطرسوسي (ت 387 هـ) : "وروينا من طريقه الحديث المسلسل بالإشراف المتقدم سابقا وهو الحديث القدسي ولفظه يقول الله عز وجل" وذكر الحديث. انظر: تهذيب تاريخ ابن عساكر ج ص 254- 255. ونقل السيوطي في اللالىء المصنوعة ج 1 ص 195- 196 عن نسخة جعفر بن نسطور المكذوبة والتي سمعها الحافظ السلفي ببغداد بعض الأحاديث، فذكر منها حديث لا اله إلا الله حصني. وجعفر بن نسطور قال عنه الذهبي: "الإسناد إليه ظلمات والمتون باطلة وهو دجال أو لا وجود له". انظر: اللالىء المصنوعة ج1 ص 195.(1/67)
وقيل لإسحاق بن راهويه (1) : "إن هذا الصبي الرازي يعني أبا زرعة وارد عليك فكان يصلي يومئذ ثم يرجع إلى البيت ولا يأذن لأحد فقيل له في ذلك فقال: بلغني أن هذا الفتى وارد، وقد أعددت مائة وخمسين ألف حديث ألقيها عليه. خمسون ألفاً منها معلولات لا تصح" (2) .
7- رحلته إلى بغداد
قال الخطيب البغدادي في ترجمة أبي زرعة: "قدم بغداد غير مرة، وجالس أحمد بن حنبل وذاكره وحدث، فروى عنه من البغداديين إبراهيم ابن إسحاق الحربي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وقاسم بن زكريا المطرز ... " (3) ولما كانت بغداد دار الخلافة والعلم وملتقى علماء بلاد الإسلام نشط طلاب العلم للرحلة إليها والمكث الطويل فيها وأصبحت الرحلة إليها من الواجبات بالنسبة للمحدثين لذا حرص على القدوم إليها معظم العلماء الأعلام من أهل المشرق والمغرب وكان الكثير منهم لا يكتفي بزيارة واحدة إليها
__________
(1) إسحاق هو (خ مد د ت س) بن إبراهبم بن مخلد بن إبراهيم، أبو يعقوب الحنظلي المعروف بابن راهويه المروزي، نزيل نيسابور أحد الأئمة روى عن ابن عيينة، وابن المبارك وعبد الرزاق وغيرهم. قال نعيم بن حماد إذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق فاتهمه في دينه وقال أحمد: "لم يعبر الجسر إلى خراسان مثله"، وقال أبو حاتم: "ذكرت لأبي زرعة إسحاق وحفظه للأسانيد والمتون فقال أبو زرعة: ما رؤى أحفظ من إسحاق" توفي سنة 238 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 216- 219، وتاريخ بغداد ج 6 ص 345- 355.
(2) انظر: الإرشاد ج 9 في ترجمة إسحاق بن راهويه.
(3) انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 326.(1/68)
بل يكثر من المكوث فيها، وكان معظم علماء مدن بلاد خراسان ونيسابور وما وراء النهر يمرون بها حين ذهابهم إلى بلاد الشام ومصر والحجاز والعودة منها، فحرص أبو زرعة على ملازمة أئمتها والاغتراف من علمهم، ففي رحلاته الثلاث دخل بغداد، واستفاد من علمائها وأفاد وهذه بعض أخباره في بغداد.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: "لما ورد علينا أبو زرعة نزل عندنا، فقال لي أبي: يا بني قد اعتضت بنوافلي مذاكرة هذا الشيخ" (1) ولقد استفاد الإمام أحمد على غزارة علمه من تلميذه أبي زرعة وصحح له بعض الأحاديث التي توقف في تصحيحها، فقد روى الخطيب بسنده إلى محمد بن صالح البغدادي أنه قال: "رأيت أبا زرعة دخل على أحمد بن حنبل وحدثه، ورأيته قد مجمج (2) على حديث كان حدثه عبد الرزاق، عن معمر، عن منصور، عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى بين جنبيه. وقد مجمج عليه أحمد فقال له أبو زرعة أي شيء خبر هذا الحديث؟ فقال: أخاف أن يكون غلطاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن سفيان قد حدث عن منصور عن إبراهيم إنه كان إذا سجد جافى بين جنبيه. فقال له أبو زرعة: يا أبا عبد الله الحديث صحيح، فنظر إليه فقال أبو زرعة: حدثنا أبو عبد الله البخاري محمد بن إسماعيل حدثنا رضوان البخاري قال حدثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن سالم، عن جابر: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا
__________
(1) انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 327، والمنتظم ج 5 ص 47، وتاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة أبي زرعة، وسير أعلام النبلاء، وطبقات المفسرين ج 1 ص370 وقال أحمد: "ما صليت غير الفرض استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي" انظر: طبقات الحنابلة ج1 ص 199، والمنهج الأحمد وتهذيب الكمال ورقة (442- أ-) وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31، والأنساب ج 6 ص 35.
(2) المجمجة: تغيير الكتاب وإفساده عما كتب وفي بعض الكتب مروا المجاج بفتح الميم أي مروة الكاتب يسوّده سمي به لأن قلمه يمج المداد، ومجمج لي ردني من حال إلى حال. انظر: لسان العرب ج 3 ص 186. ??(1/69)
سجد جافى بين جنبيه". وحدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا هشام بن يوسف الصنعاني أخبرنا معمر، عن سالم، عن جابر: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى بين جنبيه".- فقال أحمد: هات القلم إليَّ فكتب صح، صح، صح، ثلاث مرات" (1) .
ولقد كان يجتمع عليه الحفاظ لامتحانه ومذاكرته قال أحمد بن خالد بن الحروري: "دخل أبو زرعة بغداد متوجهاً إلى الحج فاجتمع إليه الحفاظ يذاكرونه وهو يجيب ويغلبهم في المذاكرة حتى عجزوا عن مذاكرته فقام واحد منهم فقال في أذنه: "يا داماما" وشتمه بأقبح شتيمة فتبسم أبو زرعة وقال له: يا هذا اشتغل بالعلم فإن هذا بعيد مما نحن فيه" (2) .
8- دخوله لمدينة واسط
قال أبو يعلى الموصلي عن أبي زرعة: "كتبنا بانتخابه بواسط ستة آلاف" (3) .
9- إقامته في حديثة النورة
ومن المدن التابعة للعراق والتي دخلها محدثنا، واستفاد من أهل العلم فيها مدينة حديثة (4) فدخلها بعد رجوعه من مصر. قال أبو زرعة وهو يجيب على
__________
(1) انظر: تاريخ بغداد ج10 ص 326- 327 والحديث في مصنف عبد الرزاق ج2 ص 168 رقم (2922) .
(2) انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمته، وتهذيب الكمال ورقة (442- أ) واللفظة الأعجمية (يا داماما) لم اهتد إلى معناها.
(3) انظر: تاريخ بغداد ج10 ص 334، والمنتظم ج 5 ص 47، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 32، وطبقات المفسرين ج 1 ص 370 وتاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمته، وسير أعلام النبلاء للذهبي، وطبقات المفسرين للداوودي، وتهذيب الكمال ورقة (442- أ) .
(4) حديثة الفرات: وتعرف بحديثة النورة: وهي على فراسخ من الأنبار فوق هيت، وبها قلعة حصينة في وسط الفرات والماء يحيط بها. انظر: معجم البلدان في مادة (حديثة الفرات) ، ومراصد الاطلاع ج 1 ص 387.(1/70)
البرذعي- حينما سأله عن سويد بن سعيد (1) : "لما قدمت من مصر مررت به فأقمت عنده، فقلت: إن عندي أحاديث لابن وهب، عن ضمام ليست عندك؟ فقال: ذاكرني بها، فأخرجت الكتب، وأقبلت أذاكره فكلما كنت أذاكره كان يقول: حدثنا بها ضمام، وكان يدلس حريز بن عثمان، وحديث نيار بن مُكرم، وحديث عبد الله بن عمرو (زر غبا) ؟ فقلت: أبو محمد لم يسمع هذه الثلاثة الأحاديث من هؤلاء فغضب، فقلت لأبي زرعة:- القائل البرذعي- فأيش حاله؟ قال: أما كتبه فصحاح، وكنت أتتبع أصوله، وأكتب منها، فأما إذا حدث من حفظه فلا" (2) .
10-رحلته إلى البصرة
لقد اهتم أبو زرعة بمدينة البصرة كاهتمامه بمدينة بغداد والكوفة وغيرهما من المراكز العلمية في العراق فتردد إليها أكثر من مرة وروى الكثير عن أئمتها وكانوا يكرمونه ويعرفون مكانته، قال ابن أبي حاتم: "سمعت أبا زرعة يقول لنا أبو الوليد الطيالسي (3) : إذا كان عندنا قوم فلا تستأذنوا فليس عليكم حجاب. وربما دخلنا عليه وهو يأكل فيشدد علينا أن كلوا" (4) ، ولقد كتب عنه أبو زرعة
__________
(1) (م ق) سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار الهروي، أبو محمد الحدثاني الأنباري نزيل حديثة النورة روى عن الداروردي، وغيره. وعنه مسلم وابن ماجة، وأبو زرعة، وغيرهم. قال البغوي: "كان من الحفاظ وكان أحمد ينتقي عليه لولديه فيسمعان منه"، وقال أيضاً: "أرجو أن يكون صدوقاً"، وقال البخاري: "كان قد عمي فيلقن ما ليس من حديثه"، وقال ابن معين: "حلال الدم"، توفي سنة 240 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 4 ص 272- 275، والجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 240، وتاريخ بغداد ج 9 ص 228- 232.
(2) انظر: أجوبة أبي زرعة ورقة (9- أ، ب-) وتاريخ بغداد ج 9 ص 230 ومعجم البلدان مادة (حديثة) .
(3) أبو الوليد هو: (ع) هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم، أبو الوليد الطيالسي البصري الحافظ الإمام الحجة. قال العجلي: "بصري ثقة ثبت في الحديث وكانت الرحلة إليه بعد أبي داود" وقال عنه أبو زرعة: "أدرك نصف الإسلام وكان إمام زمانه جليلاً عند الناس" ت سنة 227 هـ. انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 65 وتهذيب التهذيب ج 11 ص 45.
(4) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 345.(1/71)
الكثير وكان يُمَيّزُ وينتقي وينتخب من أحاديثه، ولا يدون كل حديث يسمعه قال ابن أبي حاتم: "سمعت أبا زرعة يقول: قعدت إلى أبي الوليد يوماً فحملت عنه ثمانية عشر حديثاً، وحدثنا مذاكرة من غير أن كتبت منه حرفا وتحفظت عنه كله) (1) ، ولازم الحافظ موسى بن إسماعيل التبوذكي (2) وكتب عنه الكثير أيضاً.
قال ابن أبي حاتم: "سمعت أبا زرعة يقول- كتبت عن أبي سلمة التبوذكي عشرة آلاف حديث، أما حديث حماد بن سلمة (3) فعشرة آلاف حديث وكنا نظن أنه يقرأ كما كان يقرأ قديماً فاستكتبنا الكثير، ومات فبقي علينا شيء نحو قوصرة (4) فوهبت لقوم بالبصرة" (5) . ولقد كان يتجنب في رحلاته أهل البدع فلا يقربهم ولا يكتب عنهم.
قال ابن أبي حاتم في كتاب الرد على الجهمية: حدثنا أبي وأبو زرعة قال: "كان يحكى لنا أن هنا رجلاً من قصة هذا، فحدثني أبو زرعة قال: كان بالبصرة رجل وأنا مقيم في سنة ثلاثين ومائتين فحدثني عثمان بن عمرو بن الضحاك عنه أنه قال: إن لم يكن القرآن مخلوقا فمحا الله ما في صدري من
__________
(1) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 332.
(2) موسى هو (ع) ابن إسماعيل المنقري مولاهم أبو سلمة التبوذكي البصري سمع من حماد ابن سلمة تصانيفه، وكتب عنه يحيى بن معين خمساً وثلاثين ألف حديث ت 223 هـ. انظر: تذكرة الحفاظ ج 1 ص 394، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 333- 335.
(3) حماد هو (خت م 4) ابن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة قال ابن حبان: (لم يكن من أقران حماد بن سلمة بالبصرة مثله في الفضل والدين والنسك والعلم والكتب والجمع والصلابة في السنة والقمع لأهل البدع..) وقال البيهقي: "هو أحد أئمة المسلمين إلا أنه لما كبر ساء حفظه فلذا تركه البخاري، وأما مسلم فاجتهد وأخرج من حديثه عن ثابت ماسمع منه قبل تغيره وماسوى حديثه عن ثابت لا يبلغ اثني عشر حديثاً أخرجها في الشواهد ... " ت 67 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 3 ص 11- 16.
(4) القوصرة: مخففة الراء أو مثقلها وعاء من قصب يرفع فيه التمر من البوازي انظر: لسان العرب ج 6 ص 4167.
(5) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 335.(1/72)
القرآن وكان من قراء القرآن فنسى حتى كان يقال له: قل: "بسم الله الرحمن الرحيم" فيقول: معروف معروف ولا يتكلم به، قال أبو زرعة: فجهدوا بي أن أراه فلم أره" (1) ، ولقد كان يعقد مجالس لمناظرة بعض الحفاظ الذين يكذبون في بعض مجالسهم واكتفى بذكر أول مجلس له مع سليمان الشاذكوني (2) ، فقد روى الخطيب بسنده إلى أبي زرعة أنه قال: "دخلت البصرة فصرت إلى سليمان الشاذكوني يوم الجمعة وهو يحدث، وهو أول مجلس جلست إليه فقال: حدثنا يزيد بن زريع، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر عن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من رجل يموت له ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم" فقلت للمستملي: ليس هذا من حديث عاصم بن عمر، إنما هذا رواه محمد بن إبراهيم، فقال له فرجع إلى محمد ابن إبراهيم. قال: وذكر في هذا المجلس أيضاً فقال: حدثنا ابن أبي غنية، عن أبيه، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع بن جبير، عن أبيه أنه قال: "لاحلف في الإسلام"، قال: فقلت هذا وهم، وهم فيه إسحاق بن سليمان، وإنما هو سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن جبير، قال من يقول هذا؟ قلت: حدثنا إبراهيم بن موسى الفراء حدثنا ابن أبي غنية، عن أبيه، عن سعد ابن إبراهيم، عن أبيه، عن جبير، قال: فغضب ثم قال لي: ما تقول فيمن جعل الأذان مكان الإقامة؟ قلت: يعيد. قال: من قال هذا؟ قلت: الشعبي. قال: من عن الشعبي؟ قلت: حدثنا قبيصة، عن سفيان، عن جابر، عن الشعبي، قال: ومن غير هذا؟ قلت: إبراهيم. قال من عن إبراهيم؟ قلت: حدثنا أبو نعيم حدثنا منصور بن أبي الأسود، عن مغيرة عن إبراهيم. قال: أخطأت. قلت: حدثنا أبو نعيم حدثنا جعفر الأحمر عن مغيرة عن إبراهيم. قال: أخطأت، قلت حدثنا أبو نعيم حدثنا أبو كدينة عن مغيرة عن إبراهيم. قال: أصبت. قال أبو زرعة: كتبت هذه الأحاديث الثلائة عن أبي نعيم فما طالعتها منذ كتبتها فاشتبه علي ثم
__________
(1) انظر: العلو للعلي الغفار للذهبي ص 138- 139.
(2) سليمان هو ابن داود المنقري الشاذكوني البصري الحافظ أبو أيوب قال البخاري: "فيه نظر"، وقال صالح بن محمد الحافظ: "ما رأيت أحفظ من الشاذكوني، وكان يكذب في الحديث" ت 234 هـ. انظر: ميزان الاعتدال ج 2 ص 205- 206.(1/73)
قال: وأي شيء غير هذا؟ قلت: معاذ بن هشام، عن أشعث، عن الحسن، قال: هذا سرقته مني- وصدق- كان ذاكرني به رجل ببغداد فحفظته عنه" (1) .
11- رحلته إلى الحرمين: مكة والمدينة
لا ندري كم مرة حج أبو زرعة الرازي إلا أنه قال حين الكلام عن رحلته الثانية التي ابتدأ بها من سنة 227 هـ، إلى أول سنة 232 هـ: "بدأت فحججت ثم خرجت إلى مصر" (2) ، وحج قبل هذه المرة أو اعتمر في حدود سنة 215 هـ، أو قبلها لأنه قد كتب عن محمد بن عاصم بن حفص المعافري مولاهم، أبو عبد الله المصري حيث قال ابن أبي حاتم في ترجمته "كتب عنه أبي وأبو زرعة بمكة" (3) وثبت في ترجمته أنه توفي سنة 215 هـ (4) ، ومن المعلوم أن مكة- حماها الله- كان العلماء ينتفعون بالرحلة إليها. فإضافة إلى أداء الحج والعمرة كانوا يحرصون على أخذ الحديث عن المجاورين لبيت الله الحرام- وما أكثرهم حينئذ- والاجتماع بالكثير من المحدثين في موسم الحج، ومن هناك يعلمون بوفيات علماء البلاد ومن بقي منهم كي يعدّوا أنفسهم للرحلة إليه. وقد أخذ أبو زرعة الحديث النبوي عن كثير من أولئك الأعلام والحفاظ منهم يعقوب بن إسحاق البصري. قال ابن أبي حاتم في ترجمته "روى عنه أبو زرعة وقال كتبت عنه بمكة وهو شيخ قديم" (5) ، وموسى بن حماد النخعي، أبو الحسن الذي روى
__________
(1) انظر: تاريخ بغداد ج 0 1 ص 329، وتاريخ دمشق، وتهذيب الكمال للمزي ورقة (442) وسير أعلام النبلاء، وللشاذكوني مجالس أخرى ومناظرات مع محدثنا حيث عجز في بعضها عن مذكراته، فعمد إلى وضع حديث ليفحمه به انظر: المصادر السابقة وتاريخ بغداد ج 9 ص 46- 47.
(2) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 340.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 45.
(4) انظر: ترجمته وتاريخ وفاته في تهذيب التهذيب ج 9 ص 240، وخلاصة تهذيب الكمال ص 343. وورد في الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 45 اسم جده (حفص) وفي المصادر المذكورة الأخرى إضافة إلى تقريب التهذيب باسم (جعفر) .
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 204.(1/74)
عن شعبة. قال ابن أبي حاتم في ترجمته: "كتب عنه أبو زرعة بمكة وروى عنه" (1) ، ومحمد بن سلام بن عبد الله بن زياد بن عقيل، أبو عبد الله الأيلي. قال ابن أبي حاتم في ترجمته "روى عنه أبو زرعة كتب عنه بمكة" (2) ، وعمرو بن هاشم البيروتي الذي روى عن الأوزاعي (3) . قال أبو زرعة حدثنا عمرو بن هاشم بمكة عن الأوزاعي (4) .
أما مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحرمه فقد دخلها أبو زرعة ثلاث مرات كما صرح هو بذلك حينما سأله أبو عثمان البرذعي عن لقائه بإسماعيل بن أبي أويس حيث قال: "دخلت المدينة ثلاث مرات وهو حي ولم يقدر لي أن أكتب عنه شيئاً. قلت- القائل البرذعي- وكيف ذلك؟ قال: كان مرة عليلاً ومرة متوارياً وكان مرة غائباً" (5) .
12- رحلته إلى بلاد الشام
تشمل بلاد الشام عدة مدن. ولقد زارها أبو زرعة أكثر من مرة فنص على دخولها في رحلته الثانية، ورحلته الثالثة. ولعله دخلها أثناء سفره لبعض البلاد، ولقد كانت بلاد الشام تتمتع بمكانة علمية وفنية وخاصة مدينة دمشق ذلك لأنها شرفت بدخول العديد من الصحابة الذين التف حولهم الكثير من التابعين. قال السخاوي: "وكثر بها العلم في زمن معاوية، ثم في زمن عبد الملك وأولاده، وما زال بها فقهاء، ومحدثون، ومقرئون، في زمن التابعين وتابعيهم، إلى أيام أبي مسهر، ومروان بن محمد الطاطري، وهشام، ودُحيم، وسليمان بن بنت شرحبيل، ثم أصحابهم، وعصرهم، وهي دار قرآن وحديث وفقه" (6) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 140.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 278.
(3) انظر: تهذيب التهذيب ج 8 ص 112، وخلاصة التذهيب ص 294، والجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 268.
(4) انظر: علل الحديث ج 2 ص 94.
(5) انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (39) .
(6) انظر: الإعلان بالتوييخ ص 661- 662.(1/75)
وسأذكر طرفا من أخباره- أي أبو زرعة- وأحواله في دمشق، ثم ما جاورها من مدن أخرى من بلاد الشام، وأبتدىء بدمشق لما ذكر من فضلها آنفا. وأبدأ بما ذكره ابن عساكر في تاريخه مقتصراً على أخباره فيها، حيث قال بعد نعته بما يستحق "سمع بدمشق من صفوان بن صالح، وعبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان، وعمران بن يزيد بن أبي جميل، والعباس بن الوليد ابن مزيد الخلال، وعبد الحميد بن بكار، وعمرو بن المغيرة بن الوليد بن يزيد البيروتي، وخلاد بن يحيى، وأيى نعيم، والقعنبي، وسعيد بن محمد الجرمي، وعيسى بن ميناء قالون، وسهل بن تمام بن بزيع، ومحمد بن سعيد بن سابق، وقرة بن حبيب القنوي" (1) ، وذكر غيرهم. ولقد التقى بأئمة حفاظ وأخذ عنهم والتقى ببعض القراء مثل عبد الله بن أحمد البهراني المقرىء (2) . وأخذ عن محمد بن عائذ القرشي الدمشقي صاحب المغازي (3) ، ولقد كان بعض الأئمة يعكف على مصنفاته ومصنفات غيره استعداداً لمذاكرته بها، نقل إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني عن سليمان بن عبد الرحمن أبي أيوب الدمشقي أنه قال: "بلغني ورود هذا الغلام الرازي يعني أبا زرعة فدرست للقائه ثلاثمائة ألف حديث" (4) . وحتى كان بعض المتشددين في الرواية ومن فيه الجفاء يعرف حقه وينزله منزلته.
يقول أبو زرعة: "لما أتيت محمد بن عائذ وكان رجلاً جافياً ومعي جماعة فرفع صوته فقال: من أين أنتم؟ قلنا من بلدان مختلفة من خراسان، من الري، من كذا وكذا. قال: أنتم أمثل من أهل العراق، قال ما تريدون؟ ورفع صوته. قلنا: شيئاً من حديث يحيى بن حمزة فلم أزل أرفق به وأداريه حتى حدثني بما معي ثم قال: خذ الكتاب فاذهب به معك. قال أبو زرعة: فدعوت له وشكرته على مافعل. قلت: أنا أجل كتابك عن حمله وأنا أصيب نسخة هذا عند
__________
(1) انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة أبي زرعة. وانظر تراجم هؤلاء في: الفصل المتعلق بشيوخه، وذكر ابن عساكر أيضاً بعض شيوخه الذين لم يسمع منهم في دمشق.
(2) انظر: تهذيب التهذيب ج 5 ص 140، والجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 5.
(3) انظر: تهذيب التهذيب ج 9 ص 241.
(4) انظر: تهذيب التهذيب ج 4 ص 208.(1/76)
أصحابنا فذهبت فأخذت من بعض أصحاب الحديث فنسخته على الوجه، وسألته كتاب الهيثم بن حميد فأخرج إلي جزءاً عن الهيثم بن حميد وكان عند هشام بن عمار، عن الهيثم بن حميد شيء يسير فأخرج هو جزءاً عن الهيثم فاستغنمته وكتبته على الوجه، وسألته كتاب الفتن عن الوليد بن مسلم فأجابني، وتعجب الدمشقيون مما يفعل بي، ونسخت كتاب الفتن فأتيته مع رفقائي فقال: إنما أجبتك ولم أجب هؤلاء، فلم أزل أرفق به وأداريه حتى حدثنا به وسمعوا معي" (1) . ولقد سجل لنا محمد بن عوف تأريخ دخوله لحمص فقال: "كان أبو زرعة عندنا بحمص سنة ثلاثين ومائتين" (2) . ودخل مدينة حلب وسمع بها من عبيد بن هاشم الحلبي، أبي نعيم القلانسي (3) ، وكان يفتش عن المحدثين في القرى ويرحل إليهم، فيقول عن مخلد بن مالك بن جابر الحراني السلمْسِيني لا بأس به خرجت إلى قريته على فرسخين من حران فكتبت عنه" (4) ، ويقول ابن أبي حاتم في ترجمة أحمد بن شبويه المروزي، أبو الحسن الخزاعي المتوفى بطرسوس سنة 230 هـ: "سمعت أبا زرعة يقول: جاءنا نعيه وأنا بنجران ولم أكتب عنه" (5) .
وأختم أخبار رحلته بالشام بقول أهلها فيه: فقد روى الخطيب بسنده إلى يزيد بن عبد الصمد أنه قال: "قدم علينا أبو زرعة الرازي سنة ثمان وعشرين فما رأينا مثله، وكنا نجلس إليه، فلما أراد الخروج قلت له: يا أبا زرعة اجعلني خليفتك في هذه الحلقة، قال فقال لي: قد جعلتك" (6) ، وقال محمد بن عوف: "قدم علينا أبو زرعة فما ندري مما يتعجب منه؟ مما وهب الله له من الصيانة والمعرفة، مع الفهم الواسع" (7) .
__________
(1) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 343.
(2) انظر: المصدر السابق ص 340.
(3) انظر: الجرح والتعدبل ج 3/ ق 1/5.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 349.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 55 ونجران هذه (موضع بحوران من نواحي دمشق وهي بيعة عظيمة عامرة حسنة) . انظر:. معجم البلدان في مادة (نجران) .
(6) انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 328.
(7) انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 328.(1/77)
13- رحلته إلى عسقلان
رحل أبو زرعة إلى عسقلان للسماع من محمد بن المتوكل بن عبد الرحمن الحافظ العسقلاني (1) ، ولا نستغرب حينما نقرأ عن رحلات الأئمة الحفاظ أن أحدهم كان يقصد مدينة ما لكي يسمع من أحد الحفاظ. فقد كان اشتهار عالم واحد في مدينة ما يكفي لأن تجتذب إليها الأنظار، ويسعى إليها طلاب العلم من كل مكان (2) ، وهكذا كان أبو زرعة يحرص على اللقاء بكل حافظ وإن شطت مدينته. وسمع أيضاً في رحلته هذه من طيب بن زبان أبو زبان الفلسطيني العسقلاني في قريته سناجية (3) .
14- رحلته إلى بيروت
لقد مضى قول أبي زرعة في طلبه للحفاظ في الثغور ومنها بيروت حيث قال: "ودخلت بيروت مرابطاً ومن همتي أن أسمع من العباس ابن الوليد.." (4) ، ويحدثنا أيضاً عن شهادة بعض شيوخها فيه فيقول: "مررت يوماً ببيروت فإذا شيخ مخضوب متكىء على عصا فلما نظر إليّ قال الرجل: ترى هذا ليس في الدنيا أحفظ من هذا. قال أبو زرعة ما يدريه؟ عرف حفاظ الدنيا حتى يشهد لي بهذه الشهادة غير أن الناس إذا سمعوا شيئاً قالوه" (5) . وقوله هذا يدل على تواضعه.
__________
(1) انظر: سير أعلام النبلاء في ترجمة أبي زرعة.
(2) انظر: موارد الخطبب للدكتور أكرم العمري ص 39.
(3) سناجية بوزن كراهية.. قال ياقوت في معجم البلدان في مادة (سناجية) "قرية بقرب عسقلان.. وقيل: هي من أعمال الرملة وهي قرية أبي قرصافة صاحب رسول الله- صل الله عليه وسلم-، وقد روى بعض المحدثين (سنّاجَيةُ) وذكر فيها لقاء أبي زرعة به". وانظر: الجرح والتعديل: ج 2/ ق 1/ 498.
(4) انظر: الإرشاد ج 4، في ترجمة الوليد بن مزيد البيروتي وكذا في سير أعلام النبلاء في ترجمة أبي زرعة.
(5) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 334.(1/78)
15- رحلته إلى مصر
رحل أبو زرعة الى مصر في خرجته الثانية من الري- من سنة 227- أول سنة 232 هـ- بعد أن أدى فريضة الحج وطوف في مدن عديدة. وكذلك دخلها في رحلته الثالثة كما مر في حديثه عن رحلاته. ولقد أثنى على الحركة العلمية في مصر وعلمائها، ولا شك في ذلك فهي كما يقول السخاوي: "بلد عظيم، وقطر متسع، شرقي وغربي، وصعيد أعلى وأدق، افتتحها عمرو في زمن عمر رضي الله عنهما، وسكنها خلق من الصحابة، وكثر العلم بها، زمن التابعين، ثم ازداد في زمن عمرو بن الحارث، يحيى بن أيوب، وحيوة بن شريح، والليث بن سعد، وابن لهيعة، وإلى زمن ابن وهب، والشافعي، وابن القسم، وأصحابهم. وما زال بها علم جم إلى أن ضعف ذلك باستيلاء العبيديين الرافضة عليها سنة 358هـ وبنوا القاهرة) (1) ، وهذه بعض أخبار أبي زرعة فيها حيث كان يستفيد ويفيد، روى الخطيب بسنده إلى أبي حفص عمر بن مقلاص أنه قال: "كان أبو زرعة ها هنا عندنا بمصر سنة تسع وعشرين ومائتين إذا فرغ من سماع ابن بكير وعمرو بن خالد والشيوخ اجتمع إليه أصحاب الحديث فيملي عليهم وهو ابن سبع وعشرين سنة" (2) ، ولقد أقام أبو زرعة بمصر في رحلته هذه خمسة عشر شهراً (3) ، حتى تمكن من سماع جميع كتب الشافعي من الربيع قبل موت البويطي بأربع سنين (4) ، والذي جعله يمكث هذه المدة وفرة العلماء، وغزارة علمهم.
يقول أبو زرعة: "وكنت عزمت في بدو قدومي مصر أني أقل المقام بها، فلما رأيت كثرة العلم بها وكثرة الاستفادة عزمت على المقام ولم أكن عزمت على سماع كتب الشافعي، فلما عزمت على المقام وجهت إلى أعرف رجل بمصر
__________
(1) انظر: الإعلان بالتوبيخ ص 662.
(2) انظر: تاريخ بغداد ج10/ 327، وتاريخ دمشق لابن عساكر.
(3) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 335.
(4) انظر: تهذيب التهذيب ج 3 ص 246، والربيع توفي سنة 256 هـ. وتوفي البويطي سنة 232 هـ. وانظر ترجمتهما: حين الكلام عن مذهب أبي زرعة الفقهي.(1/79)
بكتب الشافعي فقبلتها منه بثمانين درهما أن يكتبها كلها وأعطيته الكاغد وكنت حملت معي ثوبين ديبقيين لأقطعهما لنفسي، فلما عزمت على كتابتها أمرت ببيعها فبيعا بستين درهماً، واشتريت مائة ورقة كاغذ بعشرة دراهم كتبت فيها كتب الشافعي" (1) .
ولقد درس حديث ابن وهب واعتنى به أثناء إقامته بمصر وأتقنه، وذلك لوجود مظانه يقول محدثاً: "نظرت في نحو من ثمانين ألف حديث من حديث ابن وهب بمصر، وفي غير مصر ما أعلم أني رأيت له حديثا لا أصل له" (2) ، ولقد حفظ لنا ابن أبي حاتم نصا لطيفاً يدل على اهتمام العلماء والمحدثين بكتب الشافعي، وحرص المصريين على روايتها فيقول: "سمعت أبا زرعة وقلت لا إله أخبرت أنه قرأ عليك الربيع بالليل فقال: ما أعلم أني سمعت منه بالليل إلا مجلساً واحداً رافقني رجل فلما تهيأ خروجي امتنع عن الخروج قلت: مالك؟ قال: قد بقي عليَّ شيء من كتب الشافعي وكان قد سمع كتب الشافعي من حرملة (3) فقلت لرفيقي: ترضى أن يقرأ عليك الربيع؟ قال: نعم. قال أبو زرعة: فلقيت الربيع فأخبرته بالقصة وسألته أن يجيئنا ليلاً فيقرأ على رفيقي مابقي عليه فجاءنا ليلاً فقرأ علينا. قلت: أخبرت أن الربيع قرأها عليك في أربعين يوماً؟ قال: لا يا بني إنما كنت أسمع منه في وقت أتفرغ فيه إليه، وكنت آخذ ميعاده في مسجد الجامع فربما أبطأت عليه، وربما لم أجىء فلا ينصرف فيقول: إذا لم يمكنك المجيء فأكتب على الاسطوانة حتى أمضي" (4) .
وبعد أن قضى هذه الفترة بين السماع من الشيوخ وبين التدوين عزم
__________
(1) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 340.
(2) انظر: المصدر السابق ص 335.
(3) حرملة هو: (م س ق) ابن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران التجيبي، أبو حفص المصري روى عن ابن وهب فأكثر، وعن الشافعي ولازمه، وعنه أبو زرعة وغيره. قال أحمد بن صالح: "صنف ابن وهب مائة ألف حديث وعشرين ألف حديث عند بعض الناس النصف يعنى نفسه، وعند بعض الناس منها الكل يعنى حرملة، ولقد حمل عليه والسبب في ذلك أن أحمد سمع في كتب حرملة من ابن وهب فأعطاه نصف سماعه، ومنعه النصف فتولد بينهما العداوة من هذا ... " ت 244 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 2 ص 229- 231.
(4) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 344- 345.(1/80)
على الرحيل، فجاء ليودع يحيى بن عبد الله بن بكير، وهو أحد الشيوخ الذين أكثر عنهم- فيقول: "أردت الخروج من مصر، فجئت لأودع يحيى بن عبد الله بن بكير فقلت: تأمر بشيء؟ فقال: أخلف الله علينا بخير" (1) ، وهذا يدل على الحب العميق الذي تركه في قلوب محدثي مصر وعلمائها فهذا الربيع بن سليمان صاحب الشافعي يقول:"لم نلق مثل أبي زرعة وأبي حاتم ممن ورد علينا من العلماء" (2) ، وقال عنه حافظ مصر يونس بن عبد الأعلى: "أبا زرعة أشهر في الدنيا من الدنيا" (3) .
هذا ما وقفت عليه من أخبار رحلته رحمه الله ورحم الله أولئك الذين سبقوه وسنوا الرحلة في طلب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
__________
(1) انظر: المصدر السابق ص 342، وتاريخ بغداد ج 10 ص 328- 329 وتاريخ دمشق لابن عساكر.
(2) انظر: الإرشاد ج 6 ترجمة أبي حاتم.
(3) انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة أبي زرعة.(1/81)
الفصل الرابع: شيوخه
سنتناول في هذا الفصل ذكر أسماء شيوخه، ومن روى عنهم مكاتبة، والرواة الذين ترك الرواية عنهم، مع بيان قول ابن حجر في شيوخه.
1- أسماء شيوخه
تتلمذ الإمام أبو زرعة على عدد كبير من أعلام عصره ومحدثيه وها هي أسماؤ هم:
1- (دفق) أحمد بن إبراهيم بن خالد، أبو علي الموصلي نزيل بغداد ت 236 هـ (1) .
2- (م دث ق) أحمد بن إبراهيم بن كثير بن زيد الذورقي النكري البغدادي ت 246 هـ (2) .
3- (س ق) أحمد بن الأزهر بن منيع، أو الأزهر العبدي النيسابوري
ت 263 هـ (3) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 39، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 9.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 39، والإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 5 في ترجمته.
(3) انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 13.(1/85)
4- أحمد بن أسد بن بنت مالك بن مغول البجلي أبو عاصم روى عن ابن المبارك (1) .
5- (بخ) أحمد بن أيوب بن راشد الضبي الشعري البصري (2) .
6- (ع) أحمد بن أبي بكر واسمه القاسم بن الحارث بن زرارة أبو مصعب الزهري المدني ت 242 هـ (3) .
7- (أ) أحمد بن جميل المروزي، أبو يوسف نزيل بغداد ت 230هـ (4) .
8- (م دس) أحمد بن جناب بن المغيرة المصيص، أبو الوليد الحدثي ت 230 هـ (5) .
9- (م د) أحمد بن جواس الحنفي، أبو عاصم الكوفي ت 238 هـ (6) .
10- أحمد بن حاتم بن مخش البصري (7) .
11- (خ ت) أحمد بن الحسن بن جنيدب، أبو الحسن الترمذي الحافظ ت قبل 250 هـ (8) .
12- (خ م دت ق) أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي، أبو جعفر السرخسي ت 253 هـ (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 41.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 40، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 17.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 43، وتهذيب التهذيب ج 1/ 20، الديباج المذهب ج 1 ص 140.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 44، وتعجيل المنفعة ص 21.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 45، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 22.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 45، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 22.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج1/ ق1/ 48.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج1 / ق1/ 47، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 24.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 53.(1/86)
13- (خ ت) أحمد بن أبي الطيب سليمان البغدادي، أبو سليمان المعروف بالمروزي (1) .
14- (خ خدس) أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي، أبو عبد الله البصري، الجحدري ت 229 هـ (2) .
15- (خ دتم) أحمد بن صالح المصري، أبو جعفر الحافظ المعروف بابن الطبري ت 248 هـ (3) .
16- (خ دس) أحمد بن الصباح النهشلي، أبو جعفر بن أبي سريج الرازي ت بعد 240 هـ (4) .
17- (خ) أحمد بن عبد الله بن أيوب الحنفي، أبو الوليد بن أبي رجاء الهروي ت 232 هـ (5) .
18- (خ د) أحمد بن عبيد اللة، ويقال عبد الله مكبراً بن سهيل بن صخر الغداني أبو عبد الله البصري ت 224 هـ (6) .
19- (خ دت البخاري) أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب مسلم الحراني، أبو الحسن القرشي مولاهم ت 233 هـ (7) .
20- أحمد بن عبد الله البغدادي، المعروف بابن الطبري (8) .
21- (دق) أحمد بن عبد الله بن ميمون بن العباس بن الحارث التغلبي أبو
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 52، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 45.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 55، وتهذيب التهذيب ج1 ص 36.
(3) انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 40، الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 3، في ترجمته.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 56، وتهذيب التهذيب ج1 ص 44، وتاريخ بغداد ج 4 ص 206 وطبقات الشافعية ج 2/ 25.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 57، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 46.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 58، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 59.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 57، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 47.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 59.(1/87)
الحسن بن أبي الحواري، الدمشقي، الغطفاني الزاهد، كوفي الأصل ت 246 هـ (1) .
22- (ع) أحمد بن عبد الله بن يونس بن عبد الله بن قيس التميمي اليربوعي الكوفي ت 227 هـ (2) .
23- (م) أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، أبو عبيد الله المصري يعرف بحشل ت 264 هـ (3) .
24- (خ س ق) أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني الأسدي مولاهم أبو يحيى ت 221 هـ (4) .
25- (م 4) أحمد بن عبدة بن موسى الضبي أبو عبد الله البصري ت 245 هـ (5) .
26- (م ت س) أحمد بن عثمان بن أبي عثمان عبد النور بن عبد الله النوفلي، أبو عثمان البصري المعروف بأبي الجوزاء ت 246 هـ (6) .
27- (م ل) أحمد بن عمر بن حفص بن جهم بن واقد الكندي، أبو جعفر الجلاب الضرير المقدمي الوكيعي ت 235 هـ (7) .
28- (م دس ق) أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح الأموي مولاهم أبو الطاهر المصري ت 255 هـ (8) .
29- أحمد بن عمران الأخنس أبو عبد الله كتب عنه ببغداد (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 47، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 49.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 57، وتهذيب التهذيب ج1 ص 50.
(3) انظر: ميزان الاعتدال ج 1 ص 113.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 62، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 57.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 62، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 59.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 63، وتهذيب التهذيب ج 1/ 61.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 62، وتهذيب التهذيب ج1/ 63.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 65/1، وتهذيب التهذيب ج1/ 64، والديباج المذهب ج1 ص 166.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 65.(1/88)
30- (خ م س ق) أحمد بن عيسى بن حسان المصري، أبو عبد الله العسكري التستري ت 243 هـ (1) .
31- (ع) أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني المروزي نزيل بغداد أبو عبد الله ت 241 هـ (2) .
32- (م دس) أحمد بن المفضل القرشي، الأموي أبو علي الكوفي الحفري ت 215 هـ (3) .
33- أحمد بن مقاتل بن مطلود السوسي (4) .
34- (خ ت س ق) أحمد بن المقدام بن سليمان بن الأشعث بن أسلم العجلي، أبو الأشعث البصري ت 253 هـ (5) .
35- (م) أحمد بن منصور بن راشد الحنظلي، المروزي، لقبه زاج ت 258 هـ (6) .
36- (ع) أحمد بن منيع بن عبد الرحمن البغوي، أبو جعفر الأصم الحافظ نزيل بغداد ت 244 هـ (7) .
37- (ل) أحمد بن هاشم بن أبي العباس الرملي (8) .
38- أحمد بن يعقوب بن محمد، الزهري، أبو إبراهيم (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 64، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 65، وتاريخ
بغداد ج 4 ص 273، وأسماء الضعفاء لابن الجوزي.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 68.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج1/ ق1/ 77، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 81، وميزان الاعدال ج1/ 157.
(4) انظر: ميزان الاعتدال ج 1 ص 158 وقال عنه ابن عساكر: لم يكن ثقة. كشط شيئاً وغير.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 78، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 81.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج1/ ق1/ 78.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 78، وتهذيب الهذيب ج 1 ص 84.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 80، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 88.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 80.(1/89)
39- (دت) إبراهيم بن بشار الرمادي، أبو إسحاق البصري ت في حدود 230 هـ (1) .
40- إبراهيم بن جابر القزاز أبو إسحاق البصري، الباهلي (2) .
41- (س) إبراهيم بن الحجاج بن زيد السامي الناجي أبو إسحاق البصري ت 231 هـ (3) .
42- (عب) إبراهيم بن الحسن بن نجيح الباهلي المقرىء التبان البصري ت 235 هـ (4) .
43- (خ دس) إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن عبد الله بن الزبير المدني أبو إسحاق ت 230 هـ (5) .
44- (م) إبراهيم بن دينار، البغدادي أبو إسحاق التمار ت 232 هـ (6) .
45- (م دس) إبراهيم بن زياد البغدادي، أبو إسحاق المعروف بسبلان ت 232 هـ أو 228 هـ (7) .
46- (ل فق) إبراهيم بن شماس الغازي، أبو إسحاق السمرقندي يُعدُّ في الخراسانيين ت 221 هـ (8) .
47- (ت ق) إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي، أبو إسحاق ت 244هـ (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج1/ ق1/ 89.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 92.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 93.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 92، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 115 وتعجيل المنفعة ص 16.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 95، وتهذيب التهذيب ج1/ 117.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/98، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 119.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 100، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 120.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 105، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 127.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 109، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 132.(1/90)
48- (البخاري ق) إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي، العبسي، أبو شيبة بن أبي شيبة الكوفي ت 265 هـ (1) .
49- (د) إبراهيم بن العلاء بن الضحاك بن المهاجر بن عبد الرحمن الزبيدي الحمصي بن زبريق ت 235 هـ (2) .
50- إبراهيم بن الفضل بن أبي سويد الذارع البصري (3) .
51- (س ق) إبراهيم بن محمد بن العباس المطلبي المكي ابن عم الإمام الشافعي أبو إسحاق ت 237 أو 238 هـ (4) .
52- (د) إبراهيم بن محمد بن خازم، أبو إسحاق بن أبي معاوية الضرير الكوفي ت 236 هـ (5) .
53- (م س) إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند السامي، أبو إسحاق البصري ت 231 هـ (6) .
54- إبراهيم بن محمد بن مافنة (7) .
55- (د) إبراهيم بن مروان بن محمد بن حسان الطاطري الدمشقي.
56- (خ ت س ق) إبراهيم بن المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة الأسدي الخزامي أبو إسحاق المدني ت 236 هـ (8) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 110، وتهذيب الهذيب ج 1 ص 136.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 121.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 123.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 130.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 130.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج1 / ق 1/ 130، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 156، وميزان الاعتدال ج 1 ص 56.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج1 / ق 1/ 131 وفي نسخة أخرى كما في الحاشية (ابن ماكينة) ونسبه ابن حجر في (تبصير المنتبه بتحرير المشتبه ج 4 ص 1338 بالماكيني.
(8) انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 164.(1/91)
57- (ع) إبراهيم بن موسى بن يزيد بن زاذان التميمي، أبو إسحاق الرازي الفراء المعروف بالصغير ت 220 هـ (1) .
58- إبراهيم بن نصر، السورياني، النيسابوري (2) .
59- إبراهيم بن الوليد بن سلمة الأزدي، الطبراني (3) .
60- (دت س) إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق السعدي، أبو إسحاق السعدي، أبو إسحاق الجوزجاني ت 259 هـ (4) .
61- (خد) الأزرق بن علي بن مسلم الحنفي أبو الجهم (5) .
62- أزرق بن العذور بن دحين بن زبيب بن ثعلبة، بصري (6) .
63- إسحاق بن إبراهيم، أبو يعقوب، القرقساني (7) .
64- إسحاق بن إبراهيم بن موسى، أبو موسى، الهروي (8) .
65- إسحاق بن بشر البزار، الرازي (9) .
66- إسحاق بن بهلول الأنباري أبو يعقوب (10) .
67- (د) إسحاق بن الضيف، ويقال إسحاق بن إبراهيم بن الضيف الباهلي أبو يعقوب العسكري البصري (11) .
__________
(1) انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 166.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج1/ ق1/ 137، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 171، والإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 6، في ترجمته.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 142.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/148، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 182.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 339، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 200.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 339.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 209.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 210.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 214.
(10) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 214.
(11) انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 238.(1/92)
68- (م صد) إسحاق بن عمر بن سليط الهذلي، أبو يعقوب البصري ت 229 هـ (1) .
69- إسحاق بن عمر القرشي المؤدب، مولى قريش، أبو يعقوب (2) .
70- إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فروة، القرشي أبو يعقوب الفروي (3) .
71- (خ م ت س ق) إسحاق بن منصور بن بهرام الكوسج، أبو يعقوب التميمي المروزي ت 251 هـ (4) .
72- (م ت س ق) إسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري الخطمي، أبو موسى ت 244 هـ (5) .
73- (خ ق) إسحاق بن وهب بن زياد العلاف، أبو يعقوب الواسطي ت 255 هـ (6) .
74- (خ مدت) إسماعيل بن أبان الوراق الأزدي أبو إسحاق، ويقال أبو إبراهيم الكوفي ت 216 هـ (7) .
75- (س) إسماعيل بن إبراهيم بن بسام البغدادي، أبو إبراهيم الترجماني ت 236 هـ (8) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 230، ؤتهذيب التهذيب ج 1 ص 244.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 230، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 234.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 233.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 234، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 250، وطبقات الحنابلة ج1/ 114.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/235، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 251.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 236، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 253.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 161، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 269.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/157، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 271.(1/93)
76- (خ م دس) إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن الحسن الهذلي، أبو معمر القطيعي الهروي نزيل بغداد ت 236 هـ (1) .
77- (ق) إسماعيل بن بهرام بن يحيى الهمداني، ثم الخبذعي الوشاء الكوفي ت 241 هـ (2) .
78- (ق) إسماعيل بن توبة بن سليمان بن زيد الثقفي أبو سليمان، ويقال أبو سهل الرازي ت 247 هـ (3) .
79- إسماعيل بن أبي الحكم، الثقفي (4) .
80- إسماعيل بن الخليل، كوفي، أبو عبد الله، الخزاز (5) .
81- (بخ س ق) إسماعيل بن عبيد بن عمر بن أبي كريمه. الأموي مولاهم أبو أحمد الحراني ت 240 هـ (6) .
82- إسماعيل بن عيسى، العطار يعد في البغداديين (7) .
83- (ق) إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن يحيى بن زكرياء التيمي الطلحي الكوفي ت 233 أو 232 هـ (8) .
84- (ق) إسماعيل بن مسلمة بن قعنب الحارثي القعنبي، أبو بشر نزيل مصر ت 209 هـ (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 157، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 273.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 161 وتهذيب التهذيب ج 1 ص 286.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/162، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 286.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/165.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/167.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/188، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 319 وميزان الاعتدال ج 1 ص 238.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 191.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/195، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 328.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 201، وتهذيب التهذيب ج 1/335.(1/94)
85- (خ م س) أمية بن بسطام بن منتشر العيثي، أبوبكر البصري، ت 231 هـ (1) .
86- أيوب بن عروة، القرجني، كوفي نزل في بعض قرى الري، الرازي (2) .
87- أيوب بن يونس، الصفار، البصري (3) .
88- (فق) بشار بن موسى الشيباني، ويقال العجلي، الخفاف، أبو عثمان البصري، ت 228 هـ (4) .
89- (دت عس ق) بشر بن آدم بن يزيد البصري، أبو عبد الرحمن ابن بنت أزهر بن سعد السمان، ت 254 هـ (5) .
90- بشر بن سبحان، الثقفي، أبو علي بصري (6) .
91- بشر بن عبد الملك، أبو يزيد الكوفي، نزيل البصرة (7) .
92- (خ) بشر بن عبيس بن مرحوم بن عبد العزيز بن مهران العطار البصري، مولى آل معاوية، ت 235 أو 238 هـ (8) .
93- بكار بن عبد الله بن يسر، الدمشقى، القرشى وهو من ولد بسر بن أرطاة (9) .
94- بكر بن الأسود العائذي الكوفي، ويقال له بكار، أبو عمر (10) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 303، وتهذيب التهذيب ج 1/ 370.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/254.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/262.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/417، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 441.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 351، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 442.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/358.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/362.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/362، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 454.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 410.
(10) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/382 وفيه قال ابن أبي حاتم: (قال أبو زرعة: بكار. وقال أبو زرعة مرة أخرى بكر بن الأسود) وقال أيضاً: (سمعت أبا زرعة يقول: كنيته أبو عمر) .(1/95)
95- (خت د ق) بكر بن خلف، البصري، ختن المقرىء، أبو بشر ت بعد 240 هـ (1) .
96- (ق) بكر بن يحيى بن زيَّان، عبدي، ويقال عنزي، ويقال: عمري، بصري، يكنى أبا علي (2) .
97- بكير بن محمد بن أسماء بن عبيد ابن أخي جويرية، البصري (3) .
98- (خ) بيان بن عمرو البخاري، أبو محمد العائذ، ت 222 هـ (4) .
99- (خ ت) ثابت بن محمد العابد، أبو محمد، ويقال أبو إسماعيل، الشيباني، ويقال: الكناني ت 215 هـ (5) .
100- (س) جابر بن كردي الواسطي، البزاز ت 255 هـ (6) .
101- جامع بن صبيح الرملي (7) .
102- جراح بن وكيع بن الجراح بن مليح (8) .
103- (م) جعفر بن حميد العبسي، الكوفي، أبو محمد، ت 240 هـ (9) .
104- جعفر بن محمد النسائي (10) .
105- (أ) جعفر بن مهران، السباك، البصري، أبو النضر ت 232 هـ (11) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج1 / ق 1/ 385.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/394.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/407.
(4) انظر: تهذيب التهذيب ج1 ص 506، وميزان الاعتدال ج 1 ص 356.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/458، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 14، وميزان الاعتدال ج1 ص 366.
(6) انظر: تهذيب التهذيب ج 2 ص 44 قال المزي: لم أقف على رواية النسائي عنه.
(7) انظر: الجرح والتعدبل ج1/ ق 1/ 530.
(8) انظر: الجرح والتعدبل ج 1/ ق 1/ 524.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج1 / ق 1/477، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 87.
(10) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/217.
(11) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/491، وتعجيل المنفعة ص 51.(1/96)
106- (بخ) جندل بن والق بن هجرس، التغلبي، أبو علي، الكوفي ت 226 هـ (1) .
107- الحارث بن أبي الزبير، المدفي (2) .
108- الحارث بن سليمان الرملي (3) .
109- حازم بن محمد بن يونس بن محمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري (4) .
110- (د) حامد بن يحيى بن هانىء، البلخي، أبو عبد الله نزيل طرسوس ت242هـ (5) .
111- (خ م ت س) حبان بن موسى بن سوار، السلمي، أبو محمد المروزي، الكشميهني، ت 233 هـ (6) .
112- حجاج بن حمزة بن سويد، العجلي، الخشابي، الرازي أبو يوسف (7) .
113- (م س ق) حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران التجيبي، أبو حفص، المصري ت 244 هـ (8) .
114- (خ) حسان بن حسان البصري، أبو علي بن أبي عباد نزيل مكة، ت 213 هـ (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/535، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 119.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/75 قال ابن أبي حاتم: (هو شيخ بقي حتى أدركه أبو زرعة وأصحابنا وكتبوا عنه) وقال عنه أيضاً حدثنا عنه أبو زرعة.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 76.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج/ ق 2/ 279.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/301، وتهذيب التهذيب ج2/ 169.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 271، وتهذيب التهذيب ج2 ص 175.
(7) انظر: مخطوطة أجوية أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (16- ب-) ، والإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 6 في ترجمته.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 274، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 230.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/238، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 248.(1/97)
115- (خ ت س) الحسن بن بشر بن سلم بن المسيب، الهمذاني، البجلي أبو علي الكوفي ت 221 هـ (1) .
116- (دس ق) المحسن بن حماد كسيب الحضرمي، أبو علي،
البغدادي، المعروف بسجادة ت 241 هـ (2) .
117- (س) الحسن بن حماد الضبي، أبو علي، الوراق، الكوفي، الصيرفي ت 238 هـ (3) .
118- الحسن بن الربيع بن. سليمان البجلي، القسري، أبو علي الكوفي، البوراني، الحصار الخشاب ت 220 هـ (4) .
119- الحسن بن سهل الجعفري (5) .
120- (ت) الحسن بن شجاع بن رجاء البلخي، أبو علي الحافظ أحد الأئمة ت244 هـ من أقرانه (6) .
121- الحسن بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى (7) .
122- (ت) الحسن بن عطية بن نجيح، القرشي، أبو علي البزار الكوفي ت211 هـ (8) .
123- (دس) الحسن بن علي بن راشد الواسطي نزيل البصرة ت 237 هـ (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق2/3، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 256.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 9، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 272.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 9، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 272.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 4 1، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 278، وتذكرة الحفاظ ص 459.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/17.
(6) انظر: تهذيب التهذيب ج 2/283، وتذكرة الحفاظ ص 542.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/24.
(8) انظر: الجرح والتعدبل ج 1/ ق 2/27، وتهذيب التهذيب ج 2/294، وميزان الاعتدال ج 1 ص 503.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 21، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 295.(1/98)
124- (خ) الحسن بن عمر بن شقيق بن أسماء الجرمي البصري، ت 230 أو 232 هـ (1) .
125- الحسن بن عمرو بن عون، الباهلي، البصري (2) .
126- (ت س ق) الحسن بن قزعة بن عبيد الهاشمي أبو علي ويقال أبو محمد الخلقاني البصري ت 250 هـ (3) .
127- الحسن بن محمد الطنافسي ابن أخت يعلى أخو علي الطنافسي (4) .
128- الحسن بن محبوب بن الحسن وهو ابن هلال بن أبي زينب القرشي (5) .
129- (خ م دت س) الحسين بن حريث بن الحسن بن ثابت بن قطبة، الخزاعي، أبو عمار المروزي ت 244 هـ (6) .
130- (دت) الحسين بن يزيد بن يحيى الطحان، الأنصاري، أبو علي، وقيل أبو عبد الله الكوفي ت 244 هـ (7) .
131- (س) حفص بن عمر بن عبد الرحمن الرازي، أبو عمر، المهرقاني (8) .
132- (ق) حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهيب، ويقال: صهبان الأزدي، أبو عمر الدوري، المقرىء ت 248 هـ (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج1 / ق 2/25، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 309.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/26.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/34، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 216.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/36.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/38.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 51، وتهذيب التهذيب ج 2 ص334.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/67، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 376.
(8) انظر: تهذيب التهذيب ج 2 ص 408.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/184، وتهذيب التهذيب ج2/408.(1/99)
133- (د) حفص بن عمر، أبو عمر، الضرير، الأكبر، البصري ت 220 هـ (1) .
134- (خت م مدس ق) الحكم بن موسى بن أبي زهير شيرزاد البغدادي أبو صالح القنطري ت 232 هـ (2) .
135- (دس) حكيم بن سيف بن حكيم الأسدي مولاهم أبو عمرو الرفسي ت 238 هـ (3) .
136- حميد بن الربيع الخزاز، اللخمي (4) .
137- حماد بن زاذان، أبو زياد، القطان الرازي (5) .
138- (دس) حميد بن مخلد بن قتيبة بن عبد الله الأزدي، أبو أحمد زنجويه، وهو لقب أبيه ت 248 أو 251 هـ (6) .
139- (م 4) حميد بن مسعدة بن المبارك السلمي الباهلي، أبو علي، ويقال أبو العباس البصري ت 244 هـ (7) .
140- حوئرة بن الأشرس بن عون بن المجشر بن حريث بن الربيع العدوي أبو عامر (8) .
141- (بخ م كدس) خالد بن حداش بن عجلان الأزدي، المهلبي مولاهم، أبو الهيثم البصري (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج1 / ق 2/183، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 411، وتذكرة الحفاظ ص 406.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 129، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 439.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/205، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 449.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/222 وفيه قال ابن أبي حاتم: (سمع منه أبي
وأبو زرعة ومحمد بن مسلم وسمعت منه ببغداد تكلم الناس فيه فتركت التحديث عنه) .
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 139، وتهذيب التهذيب ج 3 ص 9.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/223.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 229، وتهذيب التهذيب ج 3 ص 49.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/283.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/327، وتهذيب التهذيب ج 3 ص 85.(1/100)
142- خالد بن مرداس، أبو الهيثم، بغدادي (1) .
143- (خ) خالد بن يزيد بن زياد الأسدي، الكاهلي، أبو الهيثم الطبيب، الكحال، المقرىء، الكوفي ت 212 أو 215 هـ (2) .
144- (س) خلف بن سالم المخرّمي أبو محمد، المهلبي مولاهم السندي، البغدادي، ت 231 هـ (3) .
145- (م دز) خلف بن هشام بن ثعلب (بالمثلثة والمهملة) ، البزار المقرىء البغدادي ت 229 هـ (4) .
146- خلف بن الوليد، أبو الوليد، العتكي، البغدادي، الجوهري سكن مكة (5) .
147- خلاد بن خالد، الشيباني، أبو عيسى، المقرىء (6) .
148- (خ دت) خلاد بن يحيى بن صفوان السلمي، أبو محمد الكوفي ت 213 أو 217 هـ (7) .
149- داود بن حماد بن فرافصة، البلخي، كان بنيسابور ومر بالري حاجا (8) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 354.
(2) انظر: تهذيب التهذيب ج 3 ص 125.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 372 وخلف هذا صنف المسند انظر: تقريب التهذيب ج1 ص 225.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق2/372، وتهذيب التهذيب ج 3 ص 156 والإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 5، في ترجمته.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 371، وتعجيل المنفعة ص 80، وتاريخ قزوين ورقه (305 - أ) .
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/368.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج1/ ق 2/368، وتهذيب التهذيب ج 3 ص 174، وميزان الاعتدال ج 1 ص 657.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/409.(1/101)
150- (خ م دس ق) داود بن رشيد، الهاشمى مولاهم، أبو الفضل، الخوارزمي، البغدادي ت 239 هـ (1) .
151- داود بن سليمان بن مسلم، الهنائي، بصري، مؤذن مسجد ثابت البناني (2) .
152- داود بن عبد الله، أبو سليمان البصري (3) .
153- الربيع بن ثعلب البغدادي (4) .
154- (دس ق) الربيع بن سليمان بن عبد النجار بن كامل المرادي مولاهم أبو محمد المصري صاحب الشافعي ت 270 هـ (5) .
155- (خ د) ربيع بن يحيى بن مقسم، المرئي. أبو الفضل البصري، الأشناني ت 224 هـ (6) .
156- (خ) روح بن عبد المؤمن، الهذلي، مولاهم، أبو الحسن البصري، المقرىء ت 233 هـ (7) .
157- زكرياء بن سهل بن بسام، المروزي (8) .
158- زكرياء بن يحيى بن صبيح، الواسطي، المعروف بزحمويه (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/412، وتهذيب التهذيب ج 3 ص 184.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 4/412 ج 2/ ق 1/143.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/417.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/456.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/264، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 246 ورمز له بـ (ع د س ق) بينما رمز له الذهبي بـ (د س ق) فقط كما في خلاصة تهذيب الكمال ص 115، وانظر: طبقات الشافعية ج 2 ص133، والإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 3، في ترجمته، وتذكرة الحفاظ ص 586.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2 / 471، وتهذيب التهذيب ج 3 ص 252.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/499، وتهذيب التهذيب ج 3 ص 296.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/602.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 601.(1/102)
159- (خ م دس ق) زهير بن حرب بن شداد، أبو خيثمة النسائي، نزيل بغداد ت 234 هـ (1) .
160- (خ دت س) زياد بن أيوب بن زياد البغدادي، أبو هاشم الطوسي، دلويه ت 252 هـ (2) .
161- (خ 4) سريج بن النعمان بن مروان الجوهرى اللؤلؤي، أبو الحسين، ويقال أبو الحسن البغدادي ت 217 هـ (3) .
162- (خ م س) سريج بن يونس بن إبراهيم البغدادي، أبو الحارث العابد مروزي الأصل ت 235 هـ (4) .
163- سعيد بن أسد بن موسى، المصري (5) .
164- (عب) سعيد بن أشعث بن سعيد السمان وهو ابن أبي الربيع السمان (6) .
165- (ع) سعيد بن سليمان الضبي، أبو عثمان الواسطي البزار المعروف بسعدويه ت 225 هـ (7) .
166- سعيد بن سليمان بن خالد ابن بنت نشيط، الديلي، البصري المعروف بالنشيطي (8) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 591، وتهذيب التهذيب ج 3 ص 343.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/525.
(3) انظر: تهذيب التهذيب ج 3 ص 457.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/305، وتهذيب التهذيب ج 3 ص 458.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/5، ومجمع الزوائد ج 5 ص 105، 106.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 5، وتعجيل المنفعة ص 103.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/26، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 43، وتاريخ بغداد ج 9 ص 85.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/26، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 44، النشيطي بفتح النون وكسر المعجمة نسب إلى جده لأمه نشيط وَهِمَ ابنُ عساكر في تسمية جد الذي قبله- أي سعدويه- نشيطاً كأنه التبس عليه. انظر: تقريب التهذيب ج 1 ص 298.(1/103)
167- سعيد بن صالح، الرازي، القزويني (1) .
168- (م د) سعيد بن عبد الجبار بن يزيد، القرشي، أبو عثمان الكرابيسي، البصري ت 236 هـ (2) .
169- (م س) سعيد بن عمروبن سهل بن إسحاق بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي (3) .
170- سعيد بن عون، القرشي، البصري (4) .
171- (خ م دق) سعيد بن محمد بن سعيد، الجرمي، أبو محمد، وقيل أبو عبيد الله الكوفي (5) .
172- (ع) سعيد بن منصور بن شعبة، الخراساني، أبو عثمان، المروزي، الطالقاني ت 229 هـ (6) .
173- (خ م دت س) سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد ابن العاصي، الأموي، أبو عثمان البغدادي ت 249 هـ (7) .
174- (دت س) سعيد بن يعقوب، أبو بكرت 244 هـ (8) .
175- سلمة بن المثنى بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك، الأنصاري بصري (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 35، وتاريخ قزوين ورقة (213- ب-) .
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 44، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 52.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 51، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 68.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 54.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 59، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 76، وتاريخ بغداد ج 9 ص 87.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/68، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 89.
(7) انظر: الجرح والتعدبل ج 2/ ق1/ 74، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 98، وتاريخ بغداد ج9 ص 90.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/75، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 103، وتاريخ بغداد ج 9 ص 89.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 2، ق 1/173.(1/104)
176- سلمة بن بشير، النيسابوري، نزيل الري، أبو الفضل سمع منه أبو حاتم سنة 211 هـ (1) .
177- (م 4) سلمة بن شبيب، النيسابوري، أبو عبد الرحمن، الحجري، المسمعي ت 247 هـ (2) .
178- (ع) سليمان بن حرب، الأزدي، الواشحي، البصري، القاضي بمكة ت 224 هـ (3) .
179- سليمان بن داود بن محمد بن شعبة بن يزيد بن النجار اليمامي، أبو أيوب (4) .
180- (م) سليمان بن داود بن رشيد، البغدادي، أبو الربيع، الختلي، الأحول ت 231 هـ (5) .
181- (خ م دس) سليمان بن داود العتكي، أبو الربيع، الزهراني، البصري (6) .
182- (م س) سليمان بن داود، ويقال ابن محمد بن سليمان، أبو داود المباركي (7) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/157 وفيه قال مسلمة عن نفسه: "حدثت بالري أربعين ألف حديث فهل يتهيأ لأحد أن يعتب عليَّ شيئاً".
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 164، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 146.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 108، وتاريخ بغداد ج 9 ص 33، وتذكرة الحفاظ ص 393.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/114.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/116، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 188، وتاريخ بغداد ج 9 ص 37.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/113، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 191، وتاريخ بغداد ج 9 ص 39.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/114 ج 2/ ق 1/ 140، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 192، وتاريخ بغداد ج 9 ص 38.(1/105)
183- سليمان بن داود بن صالح بن حسان، الثقفي، أبو أحمد الفرار رازي (1) .
184- (د) سليمان بن عبد الرحمن بن حماد بن عمران بن موسى ابن طلحة، التميمي، الطلحي، أبو داود التمار الكوفي ت 252 هـ (2) .
185- (خ 4) سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى بن ميمون، التميمي، الدمشقي أبو أيوب ابن بنت شرحبيل بن مسلم الخولاني ت 232 هـ (3) .
186- سليمان بن النعمان، الشيباني، أبو أيوب بصري (4) .
187- (ق) سنيد ين داود، المصيصي، أبو علي، المحتسب، واسمه الحسين. ت 226 هـ (5) .
188- (خ دس) سهل بن بكار بن بشر الدارير، ويقال البرجمي، ويقال القيس، أبو بشر البصري ت 228 هـ (6) .
189- (د) سهل بن تمام بن بزيع، السعدي، البصري، أبو عمرو، الطفاوي (7) .
190- (ق) سهل بن زنجلة بن أبي الصفدي، الرازي، أبو عمرو، الخياط الأمير، الحافظ ت في حدود 240 هـ (8) .
__________
(1) انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 6، في ترجمته.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 29 1، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 206.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق1/129، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 207، وتذكرة الحفاظ ص 438.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 147.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/326، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 244،
وميزان الاعتدال ج 2 ص 236، وتذكرة الحفاظ ص 459.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 194، وتهذيب التهذيب ج4/ 247.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/194، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 248.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/198.(1/106)
191- (م) سهل بن عثمان بن فارس، الكندي، أبو مسعود، العسكري، الحافظ ت 235 هـ (1) .
192- سهل بن عقيل، الواسطي قرابة عمرو بن عون ومؤذن مسجده (2) .
193- (دس) سهل بن محمد بن الزبير، العسكري، أبو سعيد، وقيل أبو داود نزيل البصرة (3) .
194- (م ق) سويد بن سعيدبن سهل بن شهريار الهروي، أبو محمد الحدثاني الأنباري (4) .
195- سلامة بن جواس، الطائي، الحمصي (5) .
196- (دس) شاذ بن فياض اليشكري، أبو عبيدة، البصري، واسمه هلال، وشاذ لقب غلب عليه ت 225 هـ (6) .
197- شجاع بن أشرس، أبو العباس (7) .
198- (م دق) شجاع بن مخلد الفلاس، أبو الفضل البغوي، نزيل بغداد ت 235 هـ (8) .
199- شعيب بن محرز، أبو محمد البصري وهو ابن شعيب بن زيد ابن أبي الزعراء الكوفي صاحب ابن مسعود (9) .
200- (س) شعيب بن يوسف، النسائي، أبو عمرو (10)
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/203، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 256.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/202.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 204، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 256.
(4) انظر: الجرح رالتعديل ج 2/ ق 1/ 0 24، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 272.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/302.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/78، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 299.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/378.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 379.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/386.
(10) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/353، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 358.(1/107)
201- (م) صالح بن حاتم بن وردان، البصري، أبو محمد ت 236 هـ (1) .
202- (د) صالح بن سهيل، النخعي، أبو أحمد، الكوفي، مولى يحيى ابن زكرياء بن أبي زائدة (2) .
203- (ت) صالح بن عبد الله بن ذكوان، الباهلي، أبو عبد الله الترمذي ت 231 هـ (3) كتب عنه ببغداد.
204- صالح بن مالك، أبو عبد الله، روى عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون (4) .
205- (دت س فق) صفوان بن صالح بن صفوان بن دينار، الثقفي مولاهم أبو عبد الملك الدمشقي ت 237 هـ (5) .
206- (م) الصلت بن مسعود بن طريف، الجحدري، أبو بكر، ويقال، أبو محمد البصري ت 239 هـ (6) .
207- (عخ) ضرار بن صرد، التيمي أبو نعيم الطحان، الكوفي ت 229 هـ (7) .
208- طيب بن زبان، أبو زبان، الفلسطينى، العسقلاني من أهل قرية سناجية (8) .
209- عامر بن حجير ابن أخي قزعة بن سويد بن حجير بن سويد بن حجير، الباهلي، البصري، أبو الحسن (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/398، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 384.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 2 / ق 1/ 405، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 393.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق1/407، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 395.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 416.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/425، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 426.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 441، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 436.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 465، تهذيب التهذيب ج 4 ص 456.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/498.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 320.(1/108)
210- (خ م دس) عباد بن موسى، الختلي، أبو محمد، الأنباري ت 229 هـ (1) .
211- (ق) عباس بن الوليد بن صبح الخلالى، السلمي، أبو الفضل الدمشقي ت 248 هـ (2) .
212- (دس) عباس بن الوليد بن مزيد، العذري، أبو الفضل، البيروتي ت 270 هـ (3) .
213- (خ م س) عباس بن الوليد بن نصر، النرسي، أبو الفضل، البصري ت 238 هـ (4) .
214- (دق) عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان البهراني، أبو عمرو، ويقال أبو محمد الدمشقي المقرىء ت 242 هـ (5) .
215- (خت م) عبد الله بن براد بن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري أبو عامر الكوفي ت 234 هـ (6) .
216- (بخ) عبد الله بن أبي بكر، واسمه السكن بن الفضل بن المؤتمن العتكي ت 224 هـ (7) .
217- (كن ق) عبد الله بن الجراح بن سعد، التيمي، أبو محمد، القهستاني نزيل الري ت 232 هـ (8) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 87، وتهذيب التهذيب ج5 ص 105.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 215، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 131.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 215، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 132.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 214، وتهذيب التهذيب ج 5، 133.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 5، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 140.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/17، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 156.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/18 وج 4/ ق 1/260، وتهذيب التهذيب
ج5 ص 164.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/28، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 169، وتاريخ قزوين ورقة (255 ـ ب-)(1/109)
218- عبد الله بن الحسن، الهسنجاني، أبو محمد، الرازي (1) .
219- (دث ق) عبد الله بن الحكم ابن أبي زياد القطواني، أبو عبد الرحمن الكوفي، الدهقان ت 255هـ (2) .
220- (خ مق دث س فق) عبد الله بن الزبير بن عيسى بن عبيد الله الحميدي، المكي، القرشي ت219هـ (3) .
221- (دعس ق) عبد الله بن سالم، ويقال ابن محمد بن سالم الزبيدي، أبو محمد الكوفي، القزاز المفلوج ت235هـ (4) .
222- (خ) عبد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن أخو عبيد الله الزهري ت238هـ (5) .
223- (ع) عبد الله بن سعيد بن حصين، الكندي، أبو سعيد الأشج، الكوفي ت257هـ (6) .
224- (س) عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة بن عنزة، العنبري، أبو السوار البصري ت228هـ (7) .
225- عبد الله بن شبيب، أبو سعيد الربعي، بصري نزل مكة (8) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج2/ق2/34، وأجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي مخطوط ورقة (13-أ-) .
(2) انظر: الجرح والتعديل ج2/ق2/38، وتهذيب التهذيب ج 5 ص190.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج2/ق2/56، وتهذيب التهذيب ج5 ص215، وطبقات الشافعية ج2 ص140.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج2/ق2/77، وتهذيب التهذيب ج5 ص228، وانظر كذلك الجرح والتعديل ج2/ق2/161 حيث ذكره ابن أبي حاتم في موضعين
وزاد في نسبه في الموضع الثاني (السلولي) ويؤخذ من التهذيب أنهما واحد يقال: عبد الله بن سالم، ويقال عبد الله بن محمد بن سالم.
(5) انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج2، في ترجمته.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج2/ق2/73، وتهذيب التهذيب ج5 ص237.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج2/ق2/77، وتهذيب التهذيب ج5 ص248.
(8) انظر: تذكرة الحفاظ ص613، وتاريخ بغداد ج9 ص475.(1/110)
226- عبد الله بن شيبة بن خالد، البكري، أبو سعيد (1) .
227- (خ) عبد الله بن صالح بن مسلم بن صالح، أبو صالح، العجلي، الكوفي، المقرىء ت 211 هـ (2) .
228- (خ م دت س) عبد الله بن الصباح بن عبد الله، الهاشمي، العطار، البصري، المربدي ت 250 هـ (3) .
229- (ق) عبد الله بن عاصم، الحماني، أبو سعيد، البصري (4) .
230- (م دق) عبد الله بن عامر بن زرارة، الحضرمي، مولاهم، أبو محمد الكوفي ت 237 هـ (5) .
231- (د) عبد الله بن عبد الجبار، الخبائري، أبو القاسم، الحمصي ت 235 هـ (6) .
232- (م دت) عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد، التميمي، الدارمي أبو محمد ت 255 هـ (7) .
233- (م دص) عبد الله بن عمر بن محمد بن لبان بن صالح، الأموي مولاهم، أبو عبد الرحمن الكوفي مشكدانة ت 239 هـ (8) .
234- (ع) عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج، ميسرة التميمي، أبو معمر المقعد، المنقري البصري ت 224 هـ (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/83.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/86، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 261، وميزان الاعتدال ج 2 ص 445، وتذكرة الحفاظ ص 391.
(3) انظر: تهذيب التهذيب ج 5 ص 264.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 134، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 270.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/123، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 272.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/106، وتهذيب التهذيب ج 5 ص288.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/99، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 294، وهو من أقرانه.
(8) الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/111، وتهذيب التهذيب ج 5 ص333.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 119، وتهذيب التهذيب ج 5 ص336.(1/111)
235- (م س) عبد الله بن عون بن أيى عون عبد الملك بن يزيد الهلالي، أبو محمد البغدادي، الخراز ت 232 هـ (1) .
236- (خ م دس ق) عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن خواستي العبسي مولاهم، أبو بكر الحافظ الكوفي ت 235 هـ (2) .
237- (خ م دس) عبد الله بن محمد بن أسماء بن عبد بن مخارق، الضبعي، أبو عبد الرحمن البصري ت 231 هـ (3) .
238- (خ ت) عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر، الجعفي، أبو جعفر البخاري، الحافظ المسندي ت 229 هـ (4) .
239- (خ 4) عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل بن زراع، وقيل أبو عبد الله ابن قيس القضاعي، أبو جعفر النفيلي الحراني ت 234 هـ (5) .
240- عبد الله بن محمد، الفهمي، المصري، أبو محموية، ويقال له البيطاري (6) .
241- عبد الله بن محمد بن الفضل بن الشيخ بن عميرة، الأسدي، أبو بكر الأسدي (7) .
242- (خ م دت س) عبد الله بن مسلمة بن قعنب، القعنبي، الحارثي، أبو عبد الرحمن المدني ت 221 هـ (8) ،
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 131، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 349.
(2) انظر: تهذيب التهذيب ج 6 ص 3، وتذكرة الحفاظ ص 432.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/159، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 5.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/162، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 9، وتذكرة الحفاظ ص 492.
(5) انظر: الجرح والتعدبل ج 2/ ق 2/159، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 17.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 160.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 163.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 181، وتهذيب التهذيب ج 6/32، وتذكرة الحفاظ ص 383.(1/112)
243- (دس ق) عبد الله بن نجيئ بن سلمة بن جشم بن أسد، الحضرمي، الكوفي، أبو لقمان (1) .
244- عبد الله بن يزيد بن راشد، القرشي، الدمشقي المقري، أبو بكر (2) .
245- عبد الله بن يونس بن عبيد، البصري (3) .
246- عبد الأعلى بن إسماعيل بن عبد الأعلى، العنبري، أبو القاسم (4) .
247- (خ م دس) عبد الأعلى بن حماد بن نصر، الباهلي مولاهم، البصري، أبو يحيى المعروف بالنرسي ت 237 هـ (5) .
248- عبد الجبار بن سعيد، المساحقي، أبو معاوية، القرشي، العامري (6) .
249- عبد الجبار بن عاصم، الخراساني، أبو طالب، النسائي نزيل بغداد ت 233 هـ (7) .
250- (مدكن) عبد الحميد بن بكار، السلمي، أبو عبد الله، الدمشقي ثم البيروتي (8) .
251- (م دق) عبد الحميد بن بيان بن زكرياء بن خالد بن أسلم، الواسطي، أبو الحسن، العطار، السكري ت 244 هـ (9) .
252- (س) عبد الحميد بن صالح بن عجلان، البرجمي، أبو صالح، الكوفي ت 230 هـ (10) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 184.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/202.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/205.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 30.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/29، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 93.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/32.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/33، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 102.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/9، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 109.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/9، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 111.
(10) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/14، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 117.(1/113)
253- عبد الحميد بن أبي طالب، بصري، أبو يزيد، واسم أبي طالب حماد (1) .
254- عبد الحميد بن موسى بن خلف، العمي، أبو عبد الله، بصري (2) .
255- (خ م دس ق) عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو القرشي الأموي مولى آل عثمان، أبو سعيد، الدمشقي القاضي المعروف بدحيم الحافظ ابن اليتيم ت 245 هـ (3) .
256- عبد الرحمن بن بشر بن عبد الرحمن، الحبطي، أبو فراس (4) .
257- (م) عبد الرحمن بن بكر بن الربيع بن مسلم، الجمحي، البصري ت 230 هـ (5) .
258- عبد الرحمن بن بكر، الطبري، الآملي (6) .
259- عبد الرحمن بن جبلة بن خالد بن جبلة بن عبد الرحمن، الباهلي (7) .
260- عبد الرحمن بن الحكم بن بشير بن سلمان (8) .
261- عبد الرحمن بن خالد بن جبلة الباهلي وهو ابن جبلة بن خالد بن جبلة بن عبد الرحمن أبو خالد (9) .
262- عبد الرحمن بن سنان، المقرىء، أبو يحيى الرازي (10) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 12.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/18.
(3) انظر: تهذيب التهذيب ج 6 ص 131، وتذكرة الحفاظ ص 480.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 215.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/217، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 145.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/217.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 221.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/227، وفيه قال محمد بن مسلم بن وارة عنه: كان أعلم الناس بشيوخ الكوفيين.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 229.
(10) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 242.(1/114)
263- (م) عبد الرحمن بن سلام بن عبيد الله بن سالم، الجمحي مولاهم، أبو حرب، البصري ت 232 هـ (1) .
264- (ص) عبد الرحمن بن صالح الأزدي، العتكي أبو صالح، ويقال أبو محمد الكوفي ت 235 هـ (2) .
265- (خ البخاري) عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة، وقيل ابن محمد بن شيبة الحزامي مولاهم المدني أبو بكر (3) .
266- (ق) عبد الرحمن بن عبد الوهاب، العمي، البصري، الصيرفي (4) .
267- عبد الرحمن بن علقمة، المروزي، أبو يزيد (5) .
268- (ق) عبد الرحمن بن عمر بن يزيد بن كثير، الزهري، أبو الحسن، الأصبهاني، الأزرق، المعروف برستة ت 255 هـ (6) .
269- عبد الرحمن بن أبي الغمر، أبو زيد، المصري، الفقيه ت 234 هـ (7) .
270- (خ دس) عبد الرحمن بن المبارك بن عبد الله العيشي، الطفاوي، البصري، أبو بكر الخلقاني ت 228 هـ (8) .
271- عبد الرحمن بن محمد، العنبري، الطبري (9) .
272- عبد الرحمن بن نافع، المعروف بدرخت، أبو زياد مولى بني هاشم (10) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 242.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 246.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/259، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 222، وميزان الاعتدال ج 2 ص 578.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 262، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 222.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/273.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/263، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 234.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 275، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 250.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 292، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 264.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/282.
(10) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 294، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 285.(1/115)
273- (دق) عبد الرحمن بن هانئ بن سعيد الكوفي، أبو نعيم النخعي الصغير ت 211 هـ (1) .
274- (خ) عبد الرحمن بن يونس بن هاشم الرومي، أبو مسلم المستمسلي البغدادي ت 225 هـ أو نحوها (2) .
275- (دس) عبد الرحيم بن مطرف بن أنيس بن قدامة الرواس أبو سفيان، الكوفي السروجي ت 232 هـ (3) .
276- (خ د) عبد السلام بن مطهر بن حسام الأزدي، أبو ظفر، البصري ت224 هـ (4) .
277- (ص ق) عبد العزيز بن الخطاب الكوفي، أبو الحسن نزيل البصرة ت 224 هـ (5) .
278- (س) عبد العزيز بن أبي سلمة بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب، أبو عبد الرحمن المدني (6) .
279- (خ دت ق كن) عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى العامري، القرشي، الأويسي، أبو القاسم المدني (7) .
280- عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاص الإمام أبو علي الخزاعي، مولاهم المصري الفقيه ت 234 هـ (8) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/298، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 289.
(2) انظر: تهذيب التهذيب ج 6 ص 302.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 341، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 307.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/48.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 381، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 335.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 384، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 340.
(7) انظر: الجرح والتعدبل ج 2/ ق 2/387، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 345.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 391، وج 2/ ق 2/60، وطبقات الشافعية ج 2 ص 143.(1/116)
281- (ق) عبد العزيز بن المغيرة بن أمي، ويقال أمية المنقري، أبو عبد الرحمن الصفار البصري (1) .
282- (ق) عبد العزيز بن منيب بن سلام بن الضريس، أبو
الدرداء، المروزي ت 267 هـ (2) .
283- (دس) عبد العزيز بن يحيى بن يوسف، البكائي، أبو الأصبغ الحراني ت 235 هـ (3) .
284- عبد الملك بن بشير، السامي، البصري (4) .
285- (م س) عبد الملك بن عبد العزيز، القشيري، النسوي، أبو نصر التمار الدقيقي ت 228 هـ (5) .
286- (د) عبد الملك بن مروان بن قارظ، ويقال قراظ الأهوازي، يكنى أبا بشر ت 256 هـ (6) .
287- عبد الواحد بن عمرو بن صالح بن المختار بن قيس، البصري، الزهري، المكتب، ووالده قاضي رام هرمز (7) .
288- (د) عبد الواحد بن غياث، المربدي، البصري، أبو بحر الصيرفي ت 238 هـ (8) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/397، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 359.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/398، وتهذيب التهذيب ج6 ص 360.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 400، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 362، وميزان الاعتدال ج 2 ص 638.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج2/ ق 2/ 344.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 358، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 406، وتاريخ بغداد ج 10 ص 420، وميزان الاعتدال ج 2 ص 658، ترك الرواية عنه بسبب إجابته في محنة خلق القرآن.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/368، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 424.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/22.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/23، وتهذيب التهديب ج 6 ص 438.(1/117)
289- (دس) عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، أبو محمد، الجبلي، ت 232 هـ قال ابن أبي حاتم: (روى عنه أبو زرعة فيما كتب إليه) (1) .
290- (خ م س) عبيد الله بن سعيد بن يحيى بن برد، اليشكري مولاهم أبو قدامة السرخسي الحافظ ت 241 هـ (2) .
291- (خ م دس) عبيد الله بن عمرو بن ميسرة الجشمي مولاهم القواريري، أبو سعيد البصري ت 235 هـ (3) .
292- (دت س) عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى التميمي أبو عبد الرحمن البصري ت 228 هـ (4) .
293- (خ م دس) عبيد الله بن معاذ بن نصر الخشخاشي العنبري أبو عمرو البصري الحافظ ت 238 هـ (5) .
294- (س) عبيد بن آدم بن أبي إياس، العسقلاني ت 258 هـ (6) .
295- عبيد بن إسحاق، العطار، الكوفي، أبو عبد الرحمن (7) .
296- عبيد بن جناد، الحلبي (8) .
297- عبيد بن هاشم، الغاضري، التميمي، الضرير (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/73، وتهذيب التهذيب ج 6 ص 454.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/317، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 17.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/327، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 41، وتذكرة الحفاظ ص 439.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/335، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 45.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 335، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 48، وتذكرة الحفاظ ص 490.
(6) انظر: تهذيب التهذيب ج 7 ص 58.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 401.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 404.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/5.(1/118)
298- (د) عبيد بن هشام، أبو نعيم، جرجاني الأصل، الحلبي، القلانسي سمع منه أبو زرعة بحلب (1) .
299- (ي م س) عبيد بن يعيش، المحاملي، أبو محمد، الكوفي، العطار ت227هـ (2) .
300- عتيق بن يعقوب بن موسى بن عبد الله بن الزبير بن العوام، أبو بكر الزبيري المديني (3) .
301- (ت س) عثمان بن زفر بن مزاحم بن زفر التيمي، أبو زفر، ويقال أبو عمر الكوفي ت 218 هـ (4) .
302- عثمان بن عمرو، البصري، الكحال نزيل الكوفة (5) .
303- عثمان بن الفضل، أبو الحسن، الواسطي (6) .
304- (خ م دس ق) عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خوستي العبسي مولاهم، أبو الحسن بن أبي شيبة (7) .
305- (ع) عفان بن مسلم بن عبد الله الصفار، أبو عثمان البصري مولى عزرة بن ثابت الأنصاري ت 219 هـ (8) .
306- عقبة بن مكرم بن عقبة بن مكرم، الضبي، الهلالي، أبو مكرم الكوفي ت234هـ (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/5، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 76، والإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 4 في ترجمته.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/5، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 79.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/46 وفيه قال عنه أبو زرعة: بلغني أنه حفظ الموطأ في حياة مالك.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 150، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 116.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 162.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/164.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/166، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 149.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 30، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 231.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/317، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 251.(1/119)
307- (خت دت) علي بن بحر بن بري، القطان، أبو الحسن، البغدادي ت 234هـ (1) .
308- (خ د) علي بن الجعد بن عبيد، الجوهري، أبو الحسن البغدادي مولى بني هاشم ت 230 هـ (2) .
309- (م ق) علي بن الحسن بن سليمان، الحضرمي، أبو الحسن، ويقال أبو الحسين الواسطي ت 237 هـ (3) .
310- (د) علي بن الحسن بن موسى الهلالي، أبو الحسن بن أبي عيسى الدرابجردي ت 267 هـ (4) .
311- علي بن الحسن التميمي البزار، الكوفي، يعرف بكراع (5) .
312- (بخ م س) علي بن حكيم بن ذبيان، الأودي، الكوفي، ت 231 هـ (6) .
313- علي بن حمزة بن سوار، العتكي، بصري (7) .
314- (دس) علي بن سهيل بن قادم، ويقال ابن موسى الحرشي، أبو الحسن الرملي، ت 261 هـ (8) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/176، وتهذيب التهذيب ج 7 ص285.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/178، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 289، وتاريخ بغداد ج 11 ص 360، وتذكرة الحفاظ ص 399.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج3/ ق 1 /180، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 298.
(4) انظر: تهذيب التهذيب ج 7 ص 300.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 180، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 301.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 183.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/183.
(8) انظر: تهذيب التهذيب ج 7 ص 329.(1/120)
315- (خ دت س فق) علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح، السعدي مولاهم، أبو الحسن المديني ت 234 هـ (1) .
316- علي بن عثمان بن عبد الحميد بن لاحق الرقاشي بصري اللاحقي (2) .
317- (خ 4) علي بن عياش بن مسلم، الألهاني، أبوالحسن الحمصي، البكاء ت219 هـ (3) .
318- علي بن عيسى، المخرمي مولى روح بن حاتم المهلبي ت 233 هـ (4) .
319- (عس ق) علي بن محمد بن إسحاق بن أبي شداد، أبو الحسن الطنافسي، الكوفي، مولى آل الخطاب ت 233 هـ (5) .
320- علي بن ميسرة بن خالد، الهمداني، أبو الحسن (6) .
321- (س ق) علي بن ميمون، الرقي، أبو الحسن، العطار ت 246 هـ (7) .
322- (م دت س) علي بن نصر بن علي بن نصر بن علي، الجهضمي، أبو الحسن، البصري الصغير ت 250 هـ (8) .
323- عمار بن عمر بن المختار، أبو ياسر، روى عن سهيل بن أسلم، روى عنه أبو زرعة قديماً (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/194 وفيه قال ابن أبي حاتم: "كتب عنه أبي وأبو زرعة وترك أبو زرعة الرواية عنه من أجل ما كان منه في المحنة، وكان أبي يروي عنه لنزوعه عما كان منه"، وانظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 5 في ترجمته.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 196، وميزان الاعتدال ج 3 ص 144.
(3) انظر: تهذيب التهذيب ج 7 ص 369.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/199؛ وتهذيب التهذيب ج 7 ص 370.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/201، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 379، وتذكرة الحفاظ ص 445.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/206، وتبصير المنتبه بتحرير المشتبه ج 4 ص 1249.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 6/201، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 389.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 7/201، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 391.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 394.(1/121)
324- عمر بن حفص بن شليلة، الدمشقي (1) .
325- (خ م دت س) عمر بن حفص بن غياث بن طلق بن معاوية، النخعي، أبوحفص الكوفي ت 222 هـ (2) .
326- (ل) عمر بن عثمان بن عاصم بن صهيب بن سنان التيمي، أبو حفص، الواسطي (3) .
327- عمر بن علي بن أبي بكر، الكندي، الأسفذني، الرازي (4) .
328- عمرو بن حماد بن محمد، أبومحمد، البصري، العبدي (5) .
329- (بخ م دس فق) عمرو بن حماد بن طلحة، القناد، أبو محمد، الكوفي ت222 هـ (6) .
330- (خ ق) عمرو بن خالد بن فروخ بن سعيد بن عبد الرحمن التميمي الحنظلي أبو الحسن الحراني، ت 229 هـ (7) .
331- (ق) عمرو بن رافع بن الفرات بن رافع البجلي، أبو حجر، القزويني، الحافظ ت 237 هـ (8) .
332- (م 4) عمرو بن سعيد، أبوعثمان، البصري (9) .
333- عمرو بن سعيد. شيخ بصري. قال الذهبي: "من مشيخة أبي زرعة الرازي" (10) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 103.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/103، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 435.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 124، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 481.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/125.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/228، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 23.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/228.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 230، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 26.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/233، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 32، والإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 6 في ترجمته.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 236، وميزان الاعتدال ج 3 ص 262.
(10) انظر: ميزان الاعتدال ج 3 ص 262.(1/122)
334- (دس ق) عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار القرشي، أبو حفص الحمصي، مولى بني أمية ت 250 هـ (1) .
335- (ع) عمرو بن علي بن بحر بن كنيز، الباهلي، أبو حفص البصري، الصيرفي الفلاس، ت 249 هـ (2) .
336- (ع) عمرو بن عون بن أوس بن الجعد، أبو عثمان، الواسطي، البزار الحافظ، البصري، ت 225 هـ (3) .
337- (خ م دس) عمرو بن محمد بن بكير بن سابور، أبو عثمان البغدادي الحافظ نزيل الرقة ت 232 هـ (4) .
338- (خ د) عمرو بن مرزوق الباهلي، يقال مولاهم أبو عثمان البصري، ت224هـ (5) .
339- عمرو بن محمد بن مرزوق، مولى لبني شيبان، أبو عثمان الرقي (6) .
340- (ل) عمرو بن هارون، المقرىء، أبو عثمان، البصري، صاحب الكري (7) .
341- (ق) عمرو بن هاشم، البيروتي (8) .
342- (س) عمرو بن هشام، الحرّاني، أبو أمية، ت 245 هـ (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 249، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 76.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 249، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 80 صاحب المسند، والعلل والتاريخ، وانظر: تذكرة الحفاظ ص 487.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 252، وج 3/ ق 2/243، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 86، وتذكرة الحفاظ ص 426.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/262.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/263، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 101.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/263.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/268، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 111.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/268، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 112.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/268.(1/123)
343- (خ د) عمران بن ميسرة، المنقري، أبو الحسن، البصري، الآدمي، ت 213 هـ (1) .
344- عمران بن هارون، الرملي، أبو موسى (2) .
345- عون بن المحكم بن سنان، الباهلي، أبو بكر، بصري (3) .
346- (م) عون بن سلام، القرشي، أبو جعفر، الكوفي، مولى بني هاشم، ت 230 هـ (4) .
347- العلاء بن عمرو، الحنفي، أبومحمد (5) .
348- (خ دس) عياش بن الوليد الرقام، القطان، أبو الوليد، البصري، ت226هـ (6) .
349- (د) عيسى بن إبراهيم بن سيار، ويقال ابن دينار الشعيري، أبو إسحاق البصري، البركي، ت 228 هـ (7) .
350- (م دس ق) عيسى بن حماد بن مسلم، التُّجِيْبِي، الأنصاري، لقبه زغبة، أبو موسى، ت 248 هـ (8) .
351- (عب) عيسى بن سالم، أبوسعيد، ولقبه عويش، الشاشي، حدث ببغداد (9) .
352- عيسى بن صبيح، وهو ابن أبي فاطمة، أبو الحسن (10) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/306، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 142.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/307، وج 1/ ق 1/32.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/388.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 388.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/359.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/6، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 199.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/272، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 204.
(8) انظر: تهذيب التهذيب ج 8 ص 209.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/278، وتعجيل المنفعة ص 215.
(10) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/279، وفيه قال عنه أبو زرعة: (كتبت عنه الكثير) .(1/124)
353- (دس ق) عيسى بن محمد بن إسحاق، ويقال ابن عيسى، أبو عمير بن النحاس، الرملي، ت 256 هـ (1) .
354 - عيسى بن ميناء، المديني، المعروف بقالون، المقرىء (2) .
355- غالب بن حلبس بن محمد، الكلبي (3) .
356- (م د) غسان بن الفضل، السجستاني، أبو عمرو، نزيل مكة (4) .
357- غسان بن مالك بن عباد، أبو عبد الرحمن، السلمي، بصري (5) .
358- فتح بن عمرو، الكسي، أبونصر، التميمي (6) .
359- فرات بن محبوب، السكوني، أبو بحر، الكوفي (7) .
360- (خ ت) فروة بن أبي المغراء، واسمه معدي كرب، الكندي، أبو القاسم الكوفي، ت 225 هـ (8) .
361- الفضل بن داود، أبو الحسن، الواسطي (9) .
362- (ع) الفضل بن دكين، الكوفي، واسم دكين، عمرو بن حماد بن زهير، التبعي مولاهم الأحول، أبونعيم الملائي، ت 219 هـ (10) .
363- الفضل بن زياد، الطساس، البغدادي (11) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/286، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 229.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 290، وميزان الاعتدال ج 3 ص 327.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 50.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 51، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 247.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 50.
(6) انظر: الجرح والتعدبل ج 3/ ق 2/ 91.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 80.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/83، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 265.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 62.
(10) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 1 6، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 271، وتاريخ بغداد ج 12 ص 346.
(11) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 62.(1/125)
364- الفضل بن الفضل بن الفضل، السعدي، أبو عبيدة بن أبي سويد، السقطي، البصري (1) .
365- الفضل بن عبد الله، أبومعاذ، الواسطي (2) .
366- (خ م دس) فضيل بن حسين بن طلحة، البصري، أبو كامل الجحدري، ت237 هـ (3) .
367- (ع ب) فطر بن حماد بن واقد، البصري، روى عن مالك ابن أنس وحماد بن زيد (4) .
368- فيض بن الوثيق بن يوسف بن عبد الله بن يوسف، الثقفي (5) .
369- (ت) القاسم بن أمية، الحذاء، العقدي، أبومحمد البصري (6) .
370- القاسم بن سلام بن مسكين، الأزدي، أبو محمد، البصري، ت 228هـ (7) .
371- القاسم بن محمد بن أبي شيبة، العبسي، أخو الحافظين: أبي بكر، وعثمان، ت 235 هـ (8) .
372- (ع) قبيصة بن عقبة بن محمد بن سفيان السوائي، أبوعامر، الكوفي، ت 213 هـ (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/66، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 284.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 65.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 71، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 290.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 90، وتعجيل المنفعة ص 220.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/88، وميزان الاعتدال ج 3 ص 366.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/107، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 308، وميزان الاعتدال ج 3 ص 369.
(7) انظر: تهذيب التهذيب ج 8 ص 318.
(8) انظر: ميزان الاعتدال ج 3 ص 379.
(9) انظر: ميزان الاعتدال ج 3 ص 384.(1/126)
373- (ع) قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف الثقفي مولاهم، أبو رجاء البغلاني، ت 240 هـ (1) .
374- (خ) قرة بن حبيب بن يزيد بن شهرزاد، القنوي، الرماح، أبو علي، البصري، القشيري، ت 224 هـ (2) .
375- (س) قطن بن إبراهيم بن عيسى بن مسلم بن خالد، القشيري، أبوسعيد، القشيري، ت 261 هـ (3) .
376- (خ م د) قيس بن حفص بن القعقاع، التميمي، الدارمي مولاهم، أبو محمد البصري، ت 227 هـ (4) .
377- (دس ق) كثير بن عبيد بن نمير، المذحجي، أبو الحسن، الحمصى، الحذاء، المقرىء، ت 250 هـ (5) .
378- (ع ب) كثير بن يحيى بن كثير، أبو مالك البصري، الحنفي (6) .
379- (خ) محمد بن أبان بن عمران بن زياد بن ناصح، السلمي، أبو الحسن، الواسطي، الطحان، ت 239 هـ (7) .
380- (دس ق) محمد بن إدريس بن المنذر بن داود الحنظلي، أبو حاتم الرازي، ت 277 هـ، وهو من أقرانه (8) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 140، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 359،
وتاريخ بغداد ج 12 ص 465، والإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 10، في علماء بلخ.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/132، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 371.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/138، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 380.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/95، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 390.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/155، وتهذيب التهذيب ج 8 ص 423.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 158.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 200، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 2.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 204، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 31، وطبقات الشافعية ج 2 ص 208.(1/127)
381- (م د) محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن، المخزومي، المسيبي، أبو عبد الله المدني، ت 236 هـ (1) .
382- (م 4) محمد بن إسحاق بن جعفر، الصغاني، أبو بكر، نزيل بغداد، ت 270 هـ (2) .
383- (ت س) محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة، الجعفي مولاهم، أبو عبد الله، البخاري، ت 256 هـ وهو من أقرانه (3) .
384- محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب، الجعفري (4) .
385- (خ د) محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، أبو عبد الله البصري، مولى بني هاشم، ت 230 هـ (5) .
386- (دق) محمد بن إسماعيل بن عياش بن سليم، العنسي، الحمصي (6) .
387- (بخ ق) محمد بن أمية بن آدم، القرشي، أبو أحمد الساوي، مولى عقبة بن أبي معيط، ت 226 هـ (7) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 194، وتهذيب التهديب ج 9 ص 37.
(2) انظر: أجوية أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (7- ب-) .
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 1 19، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 48، وطبقات الشافعية ج 2 ص 215 وهدي الساري ص 492، قال ابن أبي حاتم: "سمع منه أبي وأبو زرعة ثم تركا حديثه عندما كتب إليهما محمد بن يحيى النبسابوري أنه أظهر عندهم أن لفظه بالقرآن مخلوق" وانظر: الدفاع عنه في فصل (انتقاد أبي زرعة لبعض الأئمة ... ) .
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 189، وج1/ ق1/ 164.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 89 1؛ وتهذيب التهذيب ج 9 ص 59.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 190، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 60.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/209، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 67، والإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 8، علماء ساوة.(1/128)
388- (ق) محمد بن أيوب الكلابي، أبو هريرة، الواسطي. كتب عنه أبو حاتم سنة 214 هـ (1) .
389- (ع) محمد بن بشار بن عثمان بن داود بن كيسان، العبدي، أبو بكر الحافظ البصري، ت 252 هـ (2) .
390- محمد بن بشر، الحريري، الأسدي، الكوفي (3) .
391- محمد بن بحر، الهجيمي (4) .
392- (م د) محمد بن بكار بن الريان، الهاشمي مولاهم، أبو عبد الله البغدادي، الرصافي (5) .
393- (خ م س) محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي، أبو عبد الله الثقفي، مولاهم البصري، ث 238 هـ (6) .
394- (ق) محمد بن ثعلبة بن سواء بن عنبر، السدوسي البصري (7) .
395- (خ ت ق) محمد بن جعفر السمناني، القومسي، أبو جعفر ابن أبي الحسين الحافظ، ت قبل 220 هـ (8) .
396- (م دس) محمد بن جعفر بن زياد، الوركاني، أبو عمران، الخراساني نزيل بغداد، ت 228 هـ (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/198، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 69، والإرشاد ج10 علماء بخارى.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/214، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 71.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 211.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/215.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/212، وتهذيب التهذب ج 9/75.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/212، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 79، وأجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (13- ب-) وتذكرة الحفاظ ص 468.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/218، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 86.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 230، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 99.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 222.(1/129)
397- (م د) محمد بن حاتم بن ميمون البغدادي، أبو عبد الله القطيعي، المعروف بالسمين، ت 5 أو 236 هـ (1) .
398- (خ م د) محمد بن حرب بن حرمان، النشائى، أبو عبد الله، الواسطي، ت 255 هـ (2) .
399-محمد بن الحسن بن المختار، التميمي، الكوفي، نزيل الزي (3) .
400- محمد بن حميد، أبو عبد الرحمن، الأصباعي (4) .
401- (م) محمد بن حيان، أبو الأحوص، البغوي، نزيل بغداد، ت 227 هـ (5) .
402- محمد بن خلاد بن هلال، الإسكندراني، أبو عبد الله، ت 231 هـ (6) .
403- (خ م دت س) محمد بن رافع بن أبي زيد سابور القشيري، مولاهم أبو عبد الله النيسابوري، ت 245 هـ (7) .
404-محمد بن زياد، أبو جعفر، الرازي يعرف بالأصبهاني القطان، راوية ابن عيينة، البلدي (8) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/237، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 102،
وتاريخ بغداد ج 2 ص 226.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 237، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 161.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 3 ق 2/ 229، وفيه قال ابن أبي حاتم (وكان أبو زرعة قد كتب عنه الكثير فنظرت في كتبه وانتخبت فكان أبو زرعة يكتب لي بعضاً وأكتب أنا بعضاً وكان الشيخ يوجب وكان يقرأ علينا، ولا يقرأ إلا من أصله) .
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 232.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 240.
(6) انظر: ميزان الاعتدال ج ص 537.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 254، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 161، وتذكرة الحفاظ ص 510.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 3 ق 2/259 وفيه قال ابن أبي حاتم: (كتب عنه أبي في سنة 210 بالري) .(1/130)
405- (دس) محمد بن سعيد بن سابق، أبو سعيد، ويقال أبو عبد الله الرازي، ت 216 هـ (1) .
406- (خ ت س) محمد بن سعيد بن سليمان بن عبد الله الكوفي، أبو جعفر ابن الأصبهاني لقبه حمدان، ت 220 هـ (2) .
407- محمد بن سعيد بن السكن بن عبد الرحمن، الكندي، أبو الفضل، البصري (3) .
408- (خ) محمد بن سعيد بن الوليد، الخزاعي، أبو عمرو، ويقال أبو بكر البصري مردويه، ت 230 هـ (4) .
409- (م د) محمد بن سماعة، الرملي، أبو الأصبغ القرشي الأموي مولاهم، ت 238 هـ (5) .
410- محمد بن سهل بن حصيل، روى عن حسان بن إبراهيم الكرماني (6) .
411- محمد بن سلام بن عبد الله بن زياد بن عقيل، أبو عبد الله، الأيلي (7) .
412- (دق) محمد بن الصباح بن سفيان بن أبي سفيان، الجرجرائي، أبو جعفر التاجر، ت 240 هـ (8) .
413- (ع) محمد بن الصباح الدولابي، أبو جعفر البغدادي، البزاز مولى مزينة، ت 227 هـ (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 5/262، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 188.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 5/262، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 188.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/265.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/265، وتهذيب التهذيب ج 9ص 190.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/283، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 204.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/278.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/278 وفيه قال ابن أبي حاتم: (روى عنه أبو زرعة كتب عنه بمكة) .
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 289، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 229.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 289، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 230.(1/131)
414- (خ س) محمد بن الصلت البصري، أبو يعلى التوزي، ت 227 هـ (1) .
415- (خ ت س ق) محمد بن الصلت بن الحجاج الأسدي، أبوجعفر الكوفي الأصم، ت في حدود 220 هـ (2) .
416- (م دت ق) محمد بن طريف بن خليفة، البجلي، أبو جعفر، الكوفي، ت 242 هـ (3) .
417- (دس) محمد بن عايذ بن أحمد ويقال سعيد القرشي، أبو أحمد الدمشقي، صاحب المغازي، ت 233 هـ (4) .
418- (خ م ت س ق) محمد بن عباد بن الزبرقان المكي، أبو عبد الله، ت 234هـ (5) .
419- (دق) محمد بن عبد الله بن عثمان الخزاعي، أبو عبد الله البصري، ت 223هـ (6) .
420- (ع) محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني الخارفي، أبو عبد الرحمن الكوفي الحافظ، ت 234 هـ (7) .
421- (م د) محمد بن عبد الله الأرزي، ويقال الرزي، أبو جعفر البغدادي، ت 231 هـ (8) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/289، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 233، وميزان الاعتدال ج 3 ص 586.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 288، وميزان الاعتدال ج 3 ص 585.
(3) انظر: الجرح والتعدبل ج 3/ ق2/ 293.
(4) انظر: الجرح والتعدبل ج 4/ ق 1/ 52، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 241.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 14.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 301، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 264.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 307، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 282.
(8) انظر: الجرح والتعدبل ج 3/ ق 2/ 310، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 285.(1/132)
422- (م قدت س ق) محمد بن عبد الأعلى الصنعاني القيسي، أبو عبد الله البصري، ت 245 هـ (1) .
423- (قدق) محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن علي الجعفي، أبو بكر الكوفي ت 260 هـ (2) .
424- (د) محمد بن عبد الرحمن بن عبد الصمد العنبري، أبو عبد الله البصري ت 234 هـ (3) .
425- محمد بن عبد الرحمن، القرشي المخزومي روى عن حاتم بن عبيد الله البصري (4) .
426- (خ 4) محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة واسمه غزوان اليشكري مولاهم أبو عمرو المروزي ت 241 هـ (5) .
427- محمد بن عبد الوهاب العمري، الحراني (6) .
428- محمد بن عبد الوهاب بن صالح، الحنفي، البصري (7) .
429- (خ س) محمد بن عبيد الله بن محمد بن زيد الأموي مولى عثمان، أبو ثابث المدني (8) .
430- (م دس) محمد بن عبيد بن حساب، الغبري، البصري ت 238 هـ (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 16، وتهذيب التهذيب ج 9/ 289.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 313، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 296، وفيهما قال أبو زرعة: "التقيت معه وحفظت منه أشياء".
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 326، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 299.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 326.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 8.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 12.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 13.
(8) انظر الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 3، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 324.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 11، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 329.(1/133)
431- (دت س) محمد بن عبيد بن محمد بن واقد، المحاربي، الكندي، أبو جعفر النحاس الكوفي ت 251 هـ (1) .
432- (خ ق) محمد بن عبيد بن ميمون المدني التبان التيمي، العلاف (2) .
433- (مق ت) محمد بن أبي عتاب، البغدادي، أبو بكر الأعين واسم أبيه طريف ت 240 هـ (3) .
434- (ق ص) محمد بن عثمان بن خالد بن عمر عبد الله بن الوليد الأموي، أبو مروان العثمان ت 241 هـ (4) .
435- (دس) محمد بن عثمان بن أبي صفوان بن مروان الثقفى أبو عبد الله البصري ت 250 هـ (5) .
436- (دق) محمد بن عثمان، التنوخي، أبو الجماهر، الكفرسوسي، أبو عبد الرحمن ت 224 هـ (6) .
437- (ت س) محمد بن علي بن الحسن بن شقيق بن دينار العبدي مولاهم المروزي ت 250 هـ (7) .
438- محمد بن عمربن الوليد بن لاحق التيمي كوفي (8) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/11، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 332.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 12، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 333.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 229، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 335، وتاريخ بغداد ج 2 ص 183.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 25، وتهذيب التهذيب ج9/ 336.
(5) انظر: تهذيب التهذيب ج 9 ص 337.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 25، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 339، وتذكرة الحفاظ ص 407.
(7) انظر: تهذيب التهذيب ج 9 ص 349، وتاريخ بغداد ج 3 ص 55.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 22، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 368، وميزان الاعتدال ج 3 ص 666.(1/134)
439- (م دق) محمد بن عمرو بن بكر بن سالم التميمي أبو غسان الرازي، زنيج ت 240 هـ (1) .
440- محمد بن عمرو بن الجراح، الغزي من أهل غزة (2) .
441- (م د) محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد العتكي مولاهم أبو جعفر البصري ت 234 هـ (3) .
442- (خ ت) محمد بن عمرو السواق، ويقال السويقي، أبو عبد الله البلخي ت 236 هـ (4) .
443- محمد بن عمرو، التنوري ابن ابنة عبد الوارث (5) .
444- (بخ ت) محمد بن عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، أبو عبد الرحمن الكوفي (6) .
445- (دعس) محمد بن عوف بن سفيان، الطائي، أبو جعفر الحمصي الحافظ ت 272 هـ (7) .
446- محمد بن عون، الزيادي، البصري، أبو عون (8) .
447- (ع) محمد بن العلاء بن كريب الهمداني، أبو كريب الكوفي الحافظ ت 248هـ (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 34، وتهذب التهذيب ج 9 ص 370.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 33.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 33، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 373.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 34، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 379.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 34.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 41، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 381.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 53، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 383.
(8) انظر: الجرح والتعدبل ج 4/ ق 1/ 48.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 52، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 385.(1/135)
448- (ت ق) محمد بن فراس الضبعي، أبو هريرة الصيرفي، البصري ت 245هـ (1) .
449- (م د) محمد بن الفرج بن عبد الوارث، أبو جعفر البغدادي، مولى بني هاشم ت 236 هـ (2) .
450- (ع) محمد بن الفضل السدوسي أبو النعمان البصري المعروف بعارم ت 223 هـ أو 224 هـ (3) .
451- محمد بن القاسم المعروف بسحيم الحراني (4) .
452- (ع) محمد بن كثير العبدي، أبو عبد الله البصري ت 223 هـ (5) .
453- (د) محمد بن المتوكل بن عبد الرحمن بن حسان الهاشمي مولاهم، أبو عبد الله الحافظ العسقلاني ت 238 هـ (6) .
454- (ع) محمد بن المثنى بن عبيد بن قيس العنزي، أبو موسى البصري الحافظ الزمن ت 252 هـ (7) .
455- (م ت ق) محمد بن محمد بن مرزوق بن بكير الباهلي أبو عبد الله البصري، ت248هـ (8) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق.1/ 60، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 398.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 60، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 398.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 59، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 404، وتذكرة الحفاظ ص 410.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 66.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ ك270، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 418، وتاريخ بغداد 11 / 338.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 105، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 424.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 95، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 426، والإرشاد ج4 في ترجمته.
(8) انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (2- أ-) .(1/136)
456- (س) محمد بن مسلم بن عثمان بن عبد الله الرازي أبو عبد الله بن وارة، ت 270 هـ (1) .
457- (م د) محمد بن معاذ بن عباد بن معاذ بن نصر، العنبري البصري، ت 223 هـ (2) .
458- (خ) محمد بن مقاتل المروزي أبو الحسن الكسائي لقبه رخ ت 226 هـ (3) .
459- (دس) محمد بن منصور بن داود الطوسي، نزيل بغداد، أبو جعفر، العابد ت254 أو 256 هـ (4) .
460- (خ م دس) محمد بن المنهال التميمي، المجاشعي، أبو جعفر أو أبو عبد الله البصري الحافظ ت 231 هـ (5) .
461- محمد بن المنهال، العطار البصري، الأنماطي، أخو الحجاج ت 231 هـ (6) .
462- (خ م د) محمد بن مهران، الجمال، أبو جعفر الرازي الحافظ ت 239 هـ (7) .
463- (ق) محمد بن موسى بن أبي نعيم، الواسطي، الهذلي ت 223 هـ (8) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 80، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 452.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1 / 96، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 463.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 105، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 469.
(4) انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 9، علماء طوس له في الزهد والورع مقام كبير.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/92.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/92، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 476، وتذكرة الحفاظ ص 448.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/93، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 479، وتذكرة الحفاظ ص 448.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 83، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 481.(1/137)
464- محمد بن ميزان الأبلي روى عن أبي داود الطيالسي (1) .
465- محمد بن هارون، أبو عبد الله الرازي، اللؤلؤي (2) .
466- (خت مق ل) محمد بن يحيى بن سعيد بن فروخ القطان؛ أبو صالح البصري ت 233 هـ (3) .
467- (د) محمد بن يحيى بن أبي سمينة مهران البغدادي، أبو جعفر التمار ت 239 هـ (4) .
468- (خ 4) محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد، الذهلي الحافظ، أبو عبد الله النيسابوري ت 258 هـ (5) .
469- (م ت س ق) محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، أبو عبد الله الحافظ نزيل مكة ت 243 هـ (6) .
470- (ع ب) محمد بن يعقوب، أبو الهيثم، الرقاش، البصري، الزبالي (7) .
471- محمد بن يوسف الغضيض، روى عن ابن وهب (8) .
472- (ع) مالك بن إسماعيل بن درهم، أبو غسان النهدي مولاهم الكوفي الحافظ ت 219 هـ (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/106.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/117.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/123، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 509.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 124، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 511.
(5) انظر: تهذيب التهذيب ج 9 ص 512، والإرشاد ج 8، علماء نيسابور، وتذكرة الحفاظ ص 531.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 124، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 519.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 121.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 120.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/206، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 3، وتذكرة الحفاظ ص 402.(1/138)
473- مالك بن سليمان، أبو أنس، الألهاني، الحمصي (1) .
474- (م) المثنى بن معاذ بن معاذ، العنبري ت 228 هـ (2) .
475- مثنى بن مطر بن جامع بن مطر، الحبطي، أبو الحسن (3) .
476- (م 4) مجاهد بن موسى بن فروخ، الخوارزمي، أبو علي الختلي ت244 هـ (4) .
477- مجيب بن غياث، الرازي (5) .
478- (دس ق) محمود بن خالد، السلمي، أبو علي الدمشقي ت247هـ (6) .
479- (خ م ت س ق) محمود بن غيلان العدوي، مولاهم، أبو أحمد، المروزي الحافظ ت 239 هـ (7) .
480- (عس) مخلد بن مالك بن شيبان القرشي، وقيل السكسكي، أبو محمد، الحراني، ت 242 هـ (8) .
481- مروان بن جعفر بن سعد بن سمرة روى صحيفة سمرة (9) .
482- مسجع بن مصعب، العبدي، أبو الحكم، البصري (10) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 210.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 327، وتهذيب التهذيب ج 0 1 ص 37.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/327.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 321، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 45.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/425.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 292.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 291، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 65، وتاريخ بغداد ج 13 ص 89، والإرشاد ج 9، علماء مرو.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/349، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 76.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/276.
(10) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 442.(1/139)
483- (خ دت س) مسدد بن مسرهد بن مسربل البصري، الأسدي، أبو الحسن الحافظ ت 228 هـ (1) .
484- (ق) مسروق بن المزربان بن مسروق بن معدان الكندي الكوفي ت240هـ (2) .
475- (ع) مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي، مولاهم أبو عمرو البصري الحافظ ت 222 هـ (3) .
486- المسيب بن واضح حمصي الأصل روى عن أبي إسحاق الفزاري وغيره (4) .
487- (د) مصرف بن عمرو بن كعب، اليامي، أبو القاسم ت 240 هـ (5) .
488- (س ق) مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام، الأسدي، أبو عبد الله الزبيري، المدني، نزيل بغداد ت 236 هـ (6) .
489- مصر بن غسان بن مضر، الأزدي، النمري، أبو عيينة (7) .
490- (خ ت ق) مطرف بن عبد الله بن مطرف بن سليمان الباري الهلالي، أبو مصعب المدني ت 220 هـ (8) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/438، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 108، ويقال: إنه أول من صنف المسند بالبصرة.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/397، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 112.
(3) انظر: تهذيب التهذيب ج 10 ص 122.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 294.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 420.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 309.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 442.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/315، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 175،
والإنتفاء ص58، وميزان الاعتدال ج4 ص124.(1/140)
491- (خ د) معاذ بن أسد المروزي، كاتب ابن المبارك، أبو عبد الله، نزل البصرة ت 223 أو 228 هـ (1) .
492- (س) المعافي بن سليمان، الجزري، أبو محمد، الرسعني ت234 هـ (2) .
493- (ع) معاوية بن عمر بن المهلب بن عمرو، الأزدي، المعني، أبو عمرو، البغدادي ت 214 هـ (3) .
494- (عب) معاوية بن عبد الله بن معاوية بن عاصم بن المنذر بن الزبير (4) .
495- معدان بن عبد الجبار بن محمد بن عمر بن معدان الأزدي (5) .
496- مغيرة بن معمر، البصري، روى عن معافى بن عمران، الموصلي (6) .
497- مقاتل بن محمد النصر أباذي، الرازي (7) .
498- مكرم بن محرز، الكعبي، الخزاعي (8) .
499- مليح بن وكيع بن الجراح روى عن أبيه وعن جرير بن عبد الحميد وغيرهما (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 251، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 185.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 400، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 198.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج4/ق1/386، روى عن أبي إسحاق الفزاري في كتاب السير، وقال أبو حاتم: "كان سير أبي إسحاق الفزاري عند ثلاثة أنفس، عند معاوية بن عمرو وهو أحبهم إلي، وعند محبوب بن موسى وعند المسيب بن واضح".
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/387، وتعجيل المنفعة ص 266.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/404.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 231.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 355.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/443.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/368.(1/141)
500- (م فق) منجاب بن الحارث بن عبد الرحمن، التميمي، أبو محمد الكوفي ت 231 هـ (1) .
501- (م دس) منصور بن أبي مزاحم بشير التركي، أبو نصر البغدادي ت 235 هـ (2) .
502- مهدي بن جعفر بن حيان، الرملي، الزاهد، أبو محمد ت 230 هـ (3) .
503- مهدي بن عيسى الواسطي، أبو الحسن (4) .
504- (ع) موسى بن إسماعيل، المنقري مولاهم أبو سلمة التبوذكي البصري ت 223 هـ (5) .
505- (دس) موسى بن أيوب بن عيسى، النصيبي، أبو عمران الأنطاكي (6) .
506- موسى بن الحكم، أبو عمران روى عن محمد بن زياد، الراسبي (7) .
507- موسى بن حماد، النخمي، أبو الحسن، روكب عن شعبة (8) .
508- نافع بن خالد، الطاحي، البصري (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/443.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 170، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 311.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/338، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 325، وميزان الاعتدال ج 4 ص 194.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/337.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 136، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 334.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 135، وتهذيب التهذيب ج 10 ص 337.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 140.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 140 وفيه قال ابن أبي حاتم: "كتب عنه أبو زرعة بمكة وروى عنه".
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/457.(1/142)
509- (ع) نصر بن علي بن نصر بن علي بن صهبان، الأزدي، الجهضمي، أبو عمرو البصري ت 250 هـ (1) .
510- نصر بن فديد، أبو صفوان، الليثي، بصري كناني (2) .
511- (دس) نصير بن الفرج، الأسلمي، أبو حمزة الثغري ت 245 هـ (3) .
512- (زت س ق) هارون بن إسحاق بن محمد الهمداني، أبو القاسم الكوفي الحافظ ت 258 هـ (4) .
513- (م 4) هارون بن عبد الله بن مروان البغدادي، أبو موسى البزاز الحافظ الجمال ت 243 هـ (5) .
514- (خ م د) هارون بن معروف المروزي، أبو علي الخزاز الضرير نزيل بغداد ت231 هـ (6) .
515- (ق) هارون بن موسى بن حيان التميمي، أبو موسى القزويني ت 248 هـ (7) .
516- هاشم بن عبد الواحد، الجشاش، أبو بشر، القيسي، كوفي (8) .
517- (خ م د) هدبة بن خالد بن الأسود القيسي، أبو خالد البصري ويقال له هداب، الثوباني ت سنة بضع وثلاثين ومائتين (9)
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 471، وتهذيب التهذيب ج10 ص 430.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/472.
(3) انظر: تهذيب التهذيب ج 10 ص 434.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/88، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 3.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/92، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 9.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/96، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 12.
(7) انظر: تهذيب التهذيب ج 11 ص 13، والإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 6، في ترجمته.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 106.
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 124.(1/143)
518- (ق) هدية بن عبد الوهاب المروزي، أبو صالح ت 241 هـ (1) .
519- هريم بن عثمان، أبو المهلب، الطفاوي، البصري (2) .
520- (دق) هشام بن خالد بن يزيد بن مروان أزرق، أبو مروان ت249 هـ (3) .
521- (دس ق) هشام بن عبد الملك بن عمران اليزني، أبو تقى الحمصي ت251 هـ (4) .
522- (ع) هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم، أبو الوليد الطيالسي البصري الحافظ الإمام ت 227 هـ (5) .
523- (خ 4) هشام بن عماربن نصير بن ميسرة بن أبان السلمي، أبو الوليد الدمشقي ت 245 هـ (6) .
524- (عخ م د) هناد بن السري بن مصعب بن أبي بكر التميمي، الدارمي، الكوفي ت 243 هـ (7) .
525- (خ س ق) الهيثم بن خارجة الخراساني الحافظ، أبو أحمد المروزي، البغدادي ت 227 هـ (8) .
526- واصل بن عبد الله بن بدر بن واصل الجهني، أبو الحسن (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 124، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 25.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/118.
(3) انظر: تهذيب التهذيب ج 11 ص 38.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/66، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 45.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/65، وتهذيب التهذيب ج11 ص 46.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/66، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 51.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/119، وتهذيب التهذيب ج 11 ص71، وتذكرة الحفاظ ص 507.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/86، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 94، والإرشاد ج 5، في ترجمته، وتذكرة الحفاظ ص 469.
(9) الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/31، قال أبو زرعة عنه: "صدوق لم أكتب عنه إلا حديثاً واحداً".(1/144)
527- (م 4) واصل بن عبد الأعلى بن هلال، الأسدي، أبو القاسم، ويقال أبو محمد الكوفي ت 244 هـ (1) .
528- الوليد بن عبد الملك بن عبيد الله بن مسرح الحراني، أبو وهب (2) .
529- (د) الوليد بن عتبة، الأشجعي، أبو العباس الدمشقي، المقرىء ت240هـ (3) .
530- (دس) الوليد بن مزيد، العذري، أبو العباس، البيروتي ت 283 هـ (4) .
531- (م دس) وهب بن بقية بن عثمان بن شابور، الواسطي، أبو محمد، وهبان ت 239 هـ (5) .
532- وهب الفامي عن محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي (6) .
533- (عخ م د عس) يحيى بن أيوب المقابري، أبو زكرياء البغدادي ت234 هـ (7) .
534- يحيى بن أبي الخصيب زياد، الرازي قاضي عكبرا (8) .
535- (خ ت) يحيى بن سليمان بن يحيى بن سعيد، الجعفي، أبو سعيد الكوفي المقرىء ت 237 أو 238 هـ (9) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/32، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 104.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 10.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/12.
(4) انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث في ترجمته.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/28، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 159.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/243.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/128، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 188، وتاريخ بغداد ج 14 ص 188.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/471، وتاريخ بغداد: ج 14 ص 160، ولسان الميزان: ج 6 ص 252
(9) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/154، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 227.(1/145)
536- (خ م ق) يحيى بن عبد الله بن بكير، القرشي، المخزومي مولاهم، أبو زكرياء المصري الحافظ، ت 231 هـ (1) .
537- (دس ق) يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير، القرشي، أبو سليمان، الحمصي، ت 255 هـ (2) .
538- (عب) يحيى بن عثمان، أبو زكرياء، الحربي، البغدادي، السجزي، الجرمي، ت 238 هـ (3) .
539- يحيى بن محمد بن مطيع، الشيباني (4) .
540- يحيى بن مصعب، أبو زكرياء، الكلبي، الكوفي، جار الأعمش (5) .
541- (ع) يحيى بن معين بن عون بن زياد الغطفاني مولاهم أبو زكريا، البغدادي ت 233 هـ (6) .
542- يحيى بن مغيرة، السعدي، الرازي (7) .
543- (خ م دس ق) يحيى بن يعلى بن الحارث، المحاربي، أبو زكرياء الكوفي، ت 216 هـ (8) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/165 ج 1/ ق 1/371 ج 3/ ق2/ 594 وتهذيب التهذيب ج 11 ص 217 ولعل الحافظ الخليلي وهم حيث قال في ترجمته: "وكان أبو حاتم يثني عليه ولم يدركه أبو زرعة" انظر الإرشاد ج 2، في ترجمته وذكر الذهبي في ميزان الاعتدال ج 4 ص 391 رواية أبي زرعة عنه.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/174، وتهذيب التهذيب ج1/ ص 255.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/174، وتهذيب التهذيب ج11 ص 256، وتعجيل المنفعة ص 292.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 186.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 190.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/192، وتهذيب التهذيب ج11 ص28، وتذكرة الحفاظ ص 430.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 191.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/197، وتهذيب التهذيب ج11ص 303.(1/146)
544- (خ ق) يحيى بن يوسف، الزمي، الخراساني، أبو زكرياء، يقال له ابن أبي كريمة، ت سنة بضع وعشرين ومائتين (1) .
545- (دس ق) يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب، الهمداني، أبو خالد، الزاهد، ت 232 هـ (2) .
546- يزيد بن عبد العزيز، الطلاس (3) .
547- (ع) يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن زيد، أبو يوسف الدورقي، الحافظ، البغدادي، ت 252 هـ (4) .
548- يعقوب بن إبراهيم بن جبير، الواسطي (5) .
549- يعقوب بن إسحاق البصري، روى عن عبد الله بن أبي عثمان الأموي، عن أبي عمر (6) .
550- (خ س) يوسف بن عدي بن زريق بن إسماعيل التيمي مولاهم، أبو يعقوب الكوفي، ت 232 هـ (7) .
551- (خ دت عس ق) يوسف بن موسى بن راشد القطان، أبو يعقوب الكوفي، الرازي، البغدادي، ت 253 هـ (8) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 200.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/259، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 322.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 278.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 202، وتهذيب التهذيب ج11 ص381، والإرشاد ج5، في ترجمته.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/203.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/204 وفيه قال أبو زرعة: (كتبت عنه بمكة، وهو شيخ قديم) .
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/227، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 417.
(8) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 231، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 425.(1/147)
552- (خ م) يوسف بن يعقوب الصفار، أبو يعقوب، الكوفي، ت 231 هـ (1) .
553- يوسف بن أبي أمية، الثقفي (2) .
554- (خ) يوسف بن بهلول، التميمي، الأنباري، نزيل الكوفة، ت 218 هـ (3) .
555- (م س ق) يونس بن عبد الأعلى بن موسى، الصدفي، أبو موسى المصري، كان إماماً في القراءات، ت 264 هـ (4) .
556- (د) أبوحصين بن يحيى بن سليمان الرازي (5) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 234، وتهذيب التهذيب ج 11/432.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 219.
(3) انظر: الجرح والتعدبل ج 4/ ق 2/ 220.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/243، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 440.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 364، وتهذيب التهذيب ج 12 ص 75.(1/148)
2- الرواة الذين تحمل عنهم أبو زرعة بالمكاتبة
على الرغم من رحلات أبي زرعة الواسعة كان يفوته اللقاء بعدد من الشيوخ، إما لأنهم لم يكونوا من مدنهم أو قراهم أثناء إقامته فيها أو مروره بها أو لم يتسن له دخولها، فكان يحرص على تدوينها، وتحملها بطريق المكاتبة، وصورة المكاتبة: "أن يكتب الشيخ بعض حديثه لمن حضر عنده، أو لمن غاب عنه، ويرسله إليه وسواء كتبه بنفسه أم أمر غيره أن يكتبه، ويكفي أن يعرف المكتوب له خط الشيخ أو خط الكاتب عن الشيخ، ويشترط في هذا أن يعلم أن الكاتب ثقة" (1) .
فكان بعض الشيوخ يكتب له بواسطة تلميذه سعيد البرذعي (2) أو غيره (3) فوائد (4) من حديثه أو جزء منها، فيدرسها أبو زرعة متنا، واسنادا. فإن وجدها موافقة لشروطه قبلها ورواها (5) . لذا نرى ابن أبي حاتم يقول في بعض التراجم من الجرح والتعديل: كتب عنه أبو زرعة وروى عنه، أو يقول: "كتب
__________
(1) انظر: الباعث الحثيث ص 125 ط/محمد سبيح الثالثة، والتقييد والإيضاح
ص 197، وشرح العلل ص 217.
(2) انظر: ترجمة سعد بن مسعود المروزي، وعلي بن الحسن الهلالي ص 180.
(3) مثل الفضل بن العباس المعروف بالصائغ كما في ترجمة أحمد بن يوسف السلمي النيسابوري في الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 81.
(4) انظر مثلاً: ترجمة محمد بن جبلة الرافقي ص 181.
(5) انظر مثلاً: ترجمة أحمد بن حفص النيسابوري، وأحمد بن يوسف الأزدي ص 178 وص 179.(1/149)
عنه أبي وأبو زرعة ورويا عنه"، أو ينقل عنهما قولهما في بعض الرواة: "كتبنا عنه" ويعقب عليهما بقوله: "ورويا عنه" (1) .
وأما إذا وجدها ضعيفة من حيث الإسناد، أو من حيث المتن، أو الإسناد والمتن جميعاً فلا يقبلها ولا يرويها، ويترك ذلك الشيخ لأنه ثبت عنده أنه مجروح (2) . وقد يقف على أحاديث أحد الرواة أو يسجل فوائد من حديثه أثناء لقائه به (3) ، ثم يفحصها أو يكشف له بعض أقرانه (4) ، أو أحد شيوخه (5) عن علة تلك الأحاديث أو يتذاكر بها حين قراءتها على أحد تلاميذه في المذاكرة (6) فيردها ولا يعتبرها ويترك ذلك الشيخ، وكان بعض الأحيان يندم على عدم الاكثار عن أحد الشيوخ الثقات لما يجد تلك الفوائد (أي الأحاديث) التي كتبها عنه صالحة للاحتجاج لكونها موافقة لشروطه (7) ، وقد يدرك بعض الرواة أو يلتقي بهم ولم يكتب عنهم، وقد يصرح في بعض الأحيان عن السبب في عدم كتابة حديثه، وقد لايصرح، وقد يكتب عن بعضهم أبو حاتم، ولكل اجتهاده (8) .
__________
(1) انظر مثلاً المواضع التالية في الجرح والتعديل: ج 1/ ق 1/78، 80، 130، 157، 233، 236، 254 ج2/ ق 2/73، 159، 163 ج 3/ ق 2/ 310.
(2) انظر: المواضع التالية في الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/265 ج 4/ ق 1/36، 52 وغيرها.
(3) انظر: ترجمة محمد بن عاصم المعافري ص 182، والوليد بن محمد السلمي وغيرهما ص 182.
(4) انظر: ترجمة محمد بن عبد الكريم المروزي ص 182.
(5) انظر: ترجمة عمر بن إسماعيل بن مجالد الهمداني ص 181.
(6) انظر: ترجمة محمد بن الحارث الحارثي، وغيره ص 185.
(7) انظر: ترجمة إسحاق بن بشر، (179) .
(8) انظر: مثلا المواضع التالية من الجرح والتعديل: ج1 / ق 1/79، 80، 81، 46 "وهذا الراوي قال عنه أبو حاتم: وكان ثقة رضا 49، 50، و51" وقال عنه: "رأيناه ولم نكتب عنه بعد في الرازيين 59، 63 لم يكتب عنه أبو زرعة وكتب عنه أبو حاتم"، و77 وهذا الراوي أدركه أبو زرعة ولم يكتب عنه وقال عنه: "صاحب حديث" وكتب عنه أبو حاتم وقال عنه: "ثقة مأمون صدوق"، وقال عن (د) عبد الله بن الجهم الرازي: "رأيته ولم أكتب عنه وكان صدوقاً" انظر: ج 2/ ق 2/27 من الجرح والتعديل وكذا في تهذيب التهذيب ج 5 ص 178 وفيه قال أبو حاتم: "رأيته ولم أكتب عنه وكان يتشيع".(1/150)
وفيما يلي قائمة بأسماء الرواة الذين تحمل الحديث عنهم أبو زرعة بطريق المكاتبة والذين كتب عنهم في مجالس العلم، ثم أعقبهم بقائمة المتروكين من شيوخه، وبالله التوفيق.
557- (خ دس) أحمد بن حفص بن عبد الله، السلمي، النيسابوري، قال ابن أبي حاتم: "كتب إلى أبي وأبي زرعة بجزء من حديثه" (1) .
558- (م دس ق) أحمد بن يوسف بن خالد، المهلبي، الأزدي، أبو الحسن، السلمي، النيسابوري، المعروف بحمدان ت 264 هـ قال: "كتب إلى أبي، وأبي زرعة بجزء من حديثه" (2) .
559- إبراهيم بن عامر بن إبراهيم، الأصبهاني، أبو إسحاق المؤذن، الأشعري ت260 هـ قال: "كتب إلى أبي وأبي زرعة بأحاديث" (3) .
560- سعد بن مسعود المروزي قال: "كتب إلى أبي وأبي زرعة وإلي ببعض حديثه وهو صدوق" (4) .
561- سليمان بن عبد الله بن محمد بن سليمان الحراني قال: "كتب إلى أبي وأبي زرعة على يدي سعيد البرذعي" (5) .
562- (م دس) شيبان بن فروخ وهو شيبان بن أبي شيبة الحبطي مولاهم أبو محمد الأيلي المتوفي سنة 236 هـ (6) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/48.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 81، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 92، والقائل ابن أبي حاتم وسوف لا أذكر اسمه في التراجم التالية.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/116، وترجمته في أخبار أصفهان لأبي نعيم ج 1 ص 174.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/95.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/127.
(6) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 340.(1/151)
563- علي بن الحسن بن أبي عيسى، الهلالي نيسابوري قال: "كتب إلى أبي وأبي زرعة وإلي بأحاديث على يدي سعيد البرذعي" (1) .
564- عمار بن رجاء، الأستاراباذي قال: "كتب إلينا وإلى أبي وأبي زرعة". (2) .
565- محمد بن إبراهيم، أبو أمية الطرسوسي قال: "كتب إلى أبي وأبي زرعة، والي بحديث عن قبيصة" وذكر الحديث (3) .
566- (س) محمد بن جبلة وقيل ابن خالد بن جبلة، الرافقي، أبو بكر، ويقال أبو عمر خراساني الأصل ت 255 هـ قال: "كتب إلى أبي، وأبي زرعة، وإلي بأحاديث من فوائده" (4) .
567- (م) محمد بن عبد الله بن قهزاد المروزي، أبو جابر ت 262 هـ قال: "كتب إلى أبي وأبي زرعة وإليَّ ببعض حديثه" (5) .
568- محمد عبد الكريم المروزي قال: "كتب إلى أبي وأبي زرعة وإلي ببعض
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 181 وفيه قال: "روى عنه علي بن الحسن بن سلم الرازي جامع الثوري، عن عبد الله بن الوليد، العدني".
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/395، وفيه قال عنه أبو حاتم (صدوق) .
(3) انظر: علل الحديث ج 2 ص 93.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 224، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 91.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 303/2، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 272 وفيهما قال عنه ابن أبي حاتم: "صدوق ثقة".(1/152)
حديثه فوجد أبي في حديثه حديث كذب فقال: هذا الشيخ كذاب، وهذا الحديث كذب" (1) .
569- (خ) محمود بن آدم المروزي ت 258 هـ قال: "كتب إلى أبي وأبي زرعة وإلي" (2) .
570- يوسف بن سعيد بن مسلم، المصيصي قال: "كتب إلى أبي وأبي زرعة وإلي ببعض حديثه وهو صدوق ثقة" (3) .
أما الرواة الذين كتب عنهم فهم:
571- إسحاق بن بشر، البزار، الرازي قال: "كتب عنه أبو زرعة شوى، فذاكرته ببعض ما كتبت عنه فرأيته يتلهف عليه" (4) .
572- إسماعيل بن عبد الحميد، العجلي، أبو بكر العطار، صاحب الرقيق قال: "كتب عنه أبي وأبو زرعة يعد في البصريين" (5) .
573- أشعث بن هلال، أبو رجاء قاضي جرجان قال: "وقال أبي كتبنا عنه. سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك زاد أبو زرعة: يعد في الجرجانيين" (6) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/16، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 315.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/0 29- 1 29 وفيه قال ابن أبي حاتم عنه: "كان ثقة صدوقاً".
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/224، وفيه قال ابن أبي حاتم عنه: "صدوق ثقة".
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/214 وتعبير أبي زرعة يشير إلى أنه بعد فحصه ودراسته لأحاديثه القليلة التي كتبها عنه أخذ يتلهف وكأنه ندم لعدم كتابته مجموعة كبيرة من أحاديثه وكلمة (شوى) معناها الشيء القليل، قال ابن منظور في لسان العرب ج 19 ص 177: "والشُّواية بالضم الشيء الصغير من الكبير كالقطعة من الشاة، وتعشى فلان فأشوى من عشائه أي أبقى منه بقية، ويقال ما بقي من الشاة إلا شُواية وشُواية الخبز القرصُ منه" وفي ص 179: "الشَّوى: هو الشيء اليسير الهيّنُ".
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 187/1، وفيه قال عنه أبو حاتم: (صدوق) .
(6) انظر: الجرح والتعدبل ج 1/ ق 1/277، وفيه قال عنه أبو حاتم (صدوق) .(1/153)
574- (خ س ق) الحسن بن مدرك بن بشير، السدوسي، أبو علي البصري، الطحان الحافظ قال: "سئل أبو زرعة عنه؟ فقال: كتبنا عنه" (1) .
575- (ت) عمر بن إسماعيل بن مجالد، الهمداني، الكوفي، نزيل بغداد قال: "كتب عنه أبو زرعة" (2) .
576- (س) عمران بن خالد بن يزيد بن مسلم بن خالد، القرشي، ويقال الطائي مولاهم، أبو عمر، ويقال: أبو عمرو، الدمشقي ت 244 هـ قال أبو زرعة: "كتبت عن عمران بن أبي جميل حديثا واحدا حديث رديح بن عطية" (3) .
577- فهد بن سلام، أبو حمام المنقري، البصري قال أبو حاتم: "كتبت عنه، وأبو زرعة" (4) .
578- محمد بن خالد، أبو هارون، الخراز، الرازي قال: "كتبت عنه مع أبي وأبي زرعة" (5) .
579- (ق) محمد بن عاصم بن جعفر (6) ، المعافري، المصري ت 215 هـ قال: "كتب عنه أبي وأبو زرعة بمكة" (7) .
580- الوليد بن محمد بن النعمان السلمي البصري النحوي صاحب شعبة
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 39، وتهذيب التهذيب ج 2 ص 322، وفيهما قال عنه أبو حاتم: "شيخ".
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 99.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/307 وتهذيب التهذيب ج 8 ص 130 وقال في تقريب التهذيب ج 2 ص 83، "وقد يقلب أو ينسب لجده".
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/89، وفيه قال عنه أبو زرعة: "لا بأس به".
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/245 وفيه قال ابن أبي حاتم عنه "صدوق كان يختم القرآن في يوم وليلة".
(6) في الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/45، وفي أثناء الترجمة في التهذيب (حفص) ، وفي تهذيب التهذيب ج 9 ص 240، أيضا والخلاصة ص 343، وتقريب التهذيب ج 2 ص 173 (جعفر) .
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 45.(1/154)
قال: "كتب عنه أبي وأبو زرعة" وقال: سألت أبا زرعة عنه؟ فقال: سألت عنه بالبصرة فلم أجد أحداً يعرفه" (1) .
3- الشيوخ الذين ترك أبو زرعة الرواية عنهم بسبب ضعفهم في الرواية، أو بسبب آخر
1- (بخ دس) إسحاق بن أبي إسرائيل، واسمه إبراهيم بن كامجرا، أبو يعقوب المروزي نزيل بغداد ت 240 هـ سئل أبو زرعة عنه؟ فقال: "كان عندي إنه لا يكذب. فقيل له إن أبا حاتم قال: ما مات حتى حدث بالكذب. فقال: حدث بحديث منكر، وترك الحديث عنه" (2) .
2- (ق) جُبارة بن المغلس الحماني أبو محمد الكوفي ت 241 هـ. قال ابن أبي حاتم: "كان أبو زرعة حدث عنه في أول أمره (وفي نسخة- في أول مرة-) ، وكناه قال: حدثنا أبو محمد الحماني ثم ترك حديثه بعد ذلك فلم يقرأ علينا حديثه) (3) وقال: "سمعت أبا زرعة ذكر جبارة بن المغلس فقال قال لي ابن نمير: ماهو عندي ممن يكذب. قلت كتبت عنه؟ قال نعم، قلت: تحدث عنه؟ قال: لا. قلت: ماحاله؟ قال: كان يوضع له الحديث فيحدث به وما كان عندي ممن يتعمد الكذب" (4) .
3- خالد بن يزيد العمري، المكي، أبو الوليد ت 229 هـ قال ابن أبي حاتم: "كتب عنه أبو زرعة، وترك الرواية عنه) (5) ، وقال البرذعي: "قلت لأبي زرعة: خالد بن يزيد العمري الذي كان يكون بمكة؟ فوهن أمره جداً،
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 15- 16.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/210، وفي تهذيب التهذيب ج 1 ص 224- 225 اكتفى ابن حجر بقوله: (قال أبو زرعة عندي أنه لا يكذب وحدث بحديث منكر.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 550، وفي تهذيب التهذيب ج 2 ص 58 باختصار.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج1/ ق 1/ 550، وفي تهذيب التهذيب 2 / 58 باختصار.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 360، وقال الخليلي في الإرشاد ج 2 في ترجمة ابن عيينة "ضعفه أبو زرعة".(1/155)
وقال: قد رأيته، وقال: كتبت عنه، ولم يحدث عنه أبو زرعة بشيء، ورأيته يضعفه، وقد كتب عنه أبو زرعة ولم يحدث عنه، ترك حديثه وأساء عليه الثناء" (1) .
4- سفيان بن محمد، الفزاري المصيصي، قال ابن أبي حاتم: "سمع منه أبي وأبو زرعة وتركا حديثه" (2) .
5- (خ دت س فق) علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي مولاهم أبو الحسن ابن المديني البصري الامام ت 234 هـ الذي قال عنه أبو زرعة نفسه "لاترتاب في صدقه" قال ابن أبي حاتم: "كتب عنه أبي وأبو زرعة، وترك أبو زرعة الرواية عنه من أجل ما كان منه في المحنة، وكان أبي يروي عنه لنزوعه عما كان منه" (3) .
6- (ت س) محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة الجعفي مولاهم، أبو عبد الله البخاري ت 256 هـ قدم عليهم الري سنة 250 هـ قال ابن أبي حاتم: "سمع منه أبي وأبو زرعة ثم تركا حديثه عندما كتب إليهما محمد بن يحيى النيسابوري أنه أظهر عندهم أن لفظه بالقرآن مخلوق" (4) .
7- محمد بن الحارث بن زياد بن الربيع الحارثي البصري، أبو عبد الله قال ابن أبي حاتم: "ترك أبو زرعة حديثه ولم يقرأ علينا في كتاب الشفعة" (5) .
__________
(1) انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 231.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 194، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 356،
وميزان الاعتدال ج 3 ص 138، وانظر: الكلام حوله والدفاع في فصل انتقاد أبي زرعة لبعض الأئمة.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 191، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 48، وهدي الساري ص 492، وانظر: الكلام حوله والدفاع في فصل انتقاد أبي زرعة لبعض الأئمة ...
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 231، وميزان الاعتدال ج 3 ص 505.(1/156)
8- موسى بن محمد بن حيان أبو عمران البصري قال ابن أبي حاتم: "ترك أبو زرعة حديثه، ولم يقرأ علينا كان قد أخرجه قديماً في فوائده" (1) .
9- محمد بن معاوية بن أعين النيسابوري، أبو علي سكن بغداد، ثم مكة ت 229 هـ قال ابن أبي حاتم: "سألت أبازرعة عنه؟ فقال: كان شيخاً صالحاً إلا أنه كلما لقن يلقن، وكلما قيل إن هذا من حديثك حدث به، يجيئه الرجل فيقول: هذا من حديث معلى الرازي وكنت أنت معه فيحدث بها على التوهم، وترك أبو زرعة الرواية عنه ولم يقرأ علينا حديثه" (2) .
10- محمد بن سعيد بن زياد، القرشي، أبو سعيد، المصري الأثرم البغدادي ت 231 هـ قال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه؟ فقال: "ضعيف الحديث كتبت عنه بالبصرة، وكتب عنه أبو حاتم ببغداد وليس بشيء، وترك حديثه ولم يقرأ علينا" (3) .
11- محمد بن عكاشة الكرماني. سئل أبو زرعة عنه؟ فقال: "قد رأيته وكتبت عنه وكان كذاباً قدم علينا مع محمد بن رافع النيسابوري، وكان رفيقه فأول ما أملى حديث كذب على الله عز وجل وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم فحدث بحديث، عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن جبريل عليه السلام، عن الله عز وجل أنه قال: "من لم يؤمن بالقدر فليس مني" (4) .
12- محمد بن عقبة بن هرم، السدوسي، البصري قال ابن أبي حاتم: "سمع
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 161، وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ج 4 ص 221 (ضعفه أبو زرعة، ولم يترك، وقد نقطه بجيم في أماكن ابن الأزهر الصريفيني. فوهم ...
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 104، وانظر قول أبي زرعة فيه أيضاًَ ... في تهذيب التهذيب ج 9 ص 469.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 265 واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج 3 ص 564 بقوله: "ضعفه أبو زرعة". وقال أبو حاتم: "كتبت عنه، وتركت حديثه، فإنه منكر الحديث".
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/52، ولسان الميزان ج 5 ص 286.(1/157)
منه أبي وأبو زرعة" ثم قال: "وترك أبو زرعة حديثه ولم يقرأه علينا وقال لا أحدث عنه" (1) .
13- (دت ق) محمد بن حميد الرازي الحافظ، أبو عبد الله ت 248 هـ قال الخليلي: "أمسك أبو زرعة عن الرواية عنه، وحكى عنه أنه قال: أحفظ عمن لا أروي عنه عشرين ألف حديث، يريد محمد بن حميد" (2) .
14- هارون بن حاتم الكوفي ت 249 هـ قال ابن أبي حاتم: "كتب عنه أبو زرعة ثم أمسك عن الرواية عنه" (3) وقال أبو زرعة: "كتبت عن هارون بن حاتم ولا أحدث- وفي نسخة لا أروى- عنه" (4) ،
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي وسئل عنه فقال: "أسأل الله السلامة كان أبو زرعة كتب عنه فأخبرته بسببه فكان لا يحدث عنه وترك حديثه" (5) .
4- قول ابن حجر في شيوخ أبي زرعة
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ترجمة داود بن حماد بن فرافصة، البلخي الذي روى عنه أبو زرعة، وغيره، والذي قال عنه ابن القطان: "حاله مجهول"، "بل هو ثقة، فمن عادة أبي زرعة أن لا يحدث إلا عن ثقة" (6) .
وبناء على هذه القاعدة التي نص عليها ابن حجر يحق لمعترض أن يقول: لم فرقت بين قائمة شيوخ أبي زرعة، وبين قائمة الرواة الذين عدلهم أبو زرعة، ولم تذكر
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/36، واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج 3 ص 649 بقوله (لا أحدث عنه) .
(2) انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 6، في ترجمته مع علماء الري، واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج 3 ص 530 بقوله: "وكذبه أبو زرعة".
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/88 وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ج 4 ص 282 "وقد سمع منه أبو زرعة وأبو حاتم، وامتنعا من الرواية".
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/88 وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ج 4 ص 282 "وقد سمع منه أبو زرعة وأبو حاتم، وامتنعا من الرواية".
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 88 وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ج 4 ص 282 "وقد سمع منه أبو زرعة وأبو حاتم، وامتنعا من الرواية".
(6) انظر: لسان الميزان ج 2 ص 416.(1/158)
شيوخه ضمن الرواة الثقات؟
فأقول وبالله التوفيق: لقد سبرت الأخبار، وتتبعت أقوال أبي زرعة في بعض الرواة الذين روى عنهم فتبين لي أن هذه القاعدة ليست مطلقة، بل قد يروي عن بعض الضعفاء الذين جرحهم هو، وذلك ليعتبر بحديثهم أو يجعله شاهداً لأحاديث أخرى أو لفائدة حديثية. وفيما يلي بعضى الأمثلة التي لاتنطبق عليها قاعدة ابن حجر:
1- سعيد بن سليمان بن خالد بن بنت نشيط الديلي البصري، المعروف بالنشيطي مولى زياد الذي روى عن حماد بن سلمة، وغيره. قال ابن أبي حاتم: "روى عنه أبي وأبو زرعة" (1) ، وقال: "سمعت أبي يقول: "لا نرضى سعيد بن سليمان النشيطي وفيه نظر) (2) ، وقال ابن أبي حاتم أيضاً: "سألت أبا زرعة عنه؟ فقال: نسأل الله السلامة قلت: هو صدوق؟ قال: نسأل الله السلامة، وحرك رأسه وقال: ليس بالقوي" (3) .
2- (عخ ق) يعقوب بن حميد بن كاسب المدني سكن مكة، وقد ينسب إلى جده ت 241 هـ روى عن ابن عيينة وغيره. قال ابن أبي حاتم: "روي عنه أبي وأبو زرعة" (4) وقال ابن أبي حاتم: "سمعت أبي يقول: هو ضعيف الحديث" (5) ، وقال ابن أبي حاتم أيضاً "سألت أبا زرعة عن يعقوب بن كاسب فحرك رأسه. قلت: كان صدوقاً في الحديث قال: لهذا شروط، وقال في حديث رواه يعقوب: "قلبي لا يسكن على ابن كاسب" (6) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/26، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 44.
(2) انظر: المصدرين السابقين، واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2 ص 142 بقوله: "فيه نظر".
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/26، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 44- 45، واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2 ص 142 بقوله: "ليس بالقوى".
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 206.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/206، وتهذيب التهذيب ج 11 ص 383، واكتفى في ميزان الاعتدال ج 4 ص 450 بقوله: "ضعيف".
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/206، وفي تهذيب التهذيب ج 11 ص 383 "قلت لأبي زرعة ثقة. فحرك رأسه. قلت: كان صدوقاً في الحديث ... " واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج 4 ص 450 بقوله: "وسئل أبو زرعة عنه فحرك رأسه".(1/159)
3- (خ م س ق) أحمد بن عيسى بن حسان المصري، أبوعبد الله، العسكري المعروف بالتستري ت 243 هـ روى عنه (أبو زرعة، وأبو حاتم) (1) وغيرهما، قال ابن أبي حاتم: "سألت أبي عنه؟ فقال: قيل لي بمصر إنه قدمها واشترى كتب ابن وهب، وكتاب المفضل بن فضالة ثم قدمت بغداد فسألت هل يحدث عن المفضل؟ فقالوا: نعم، فأنكرت ذلك، وذلك أن الرواية، عن ابن وهب، والمفضل لايستويان، قال، وسئل أبي عنه؟ فقال: تكلم الناس فيه" (2) .
وقال سعيد البرذعي: "شهدت أبا زرعة ذكر عنده صحيح مسلم فقال: هؤلاء قوم أرادوا التقدم قبل أوانه فعملوا شيئاً يتسوقون به. وقال: يروي عن أحمد بن عيسى في الصحيح. مارأيت أهل مصر يشكون في أنه وأشار إلى لسانه كأنه يقول الكذب" (3) ، ولم أقف على نص يشير إلى أن أبا زرعة ترك الرواية عنه بعد اعتراضه على مسلم.
4- أحمد بن عمران، أبوعبد الله، الأخنس الذي روى عن عبد السلام بن حرب وغيره. قال ابن أبي حاتم: "سمعت أبي يقول: لم أكتب عنه وقد أدركته، قلت: ما حاله، قال: شيخ، قال: سمعت أبا زرعة يقول: كتبت عنه، قال وسئل أبو زرعة عنه فقال: كتبت عنه ببغداد، وكان كوفياً وتركوه" (4) ثم قال ابن أبي حاتم: "روى عنه أبو زرعة" (5) .
هذه بعض الأمثلة المخالفة للقاعدة التي نص عليها ابن حجر، ولقد روى
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 64، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 65.
(2) انظر: المصدرين السابقين، وكذا في ميزان الاعتدال ج 1 ص 126، باختصار.
(3) انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (28- ب) ، وتاريخ بغداد 4/ 273- 274، وميزان الاعتدال 1/126، وتهذيب التهذيب 1/65.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/65، وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ج1/ ص 123: "قال أبو زرعة كوفي تركوه، وتركه أبو حاتم".
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/65 في الحاشية وهذه الكلمة (روى عنه) من نسخة دار الكتب المصرية.(1/160)
أبو زرعة عن بعض الشيوخ الذين جرحهم غيره (1) . ورواية أبي زرعة عن مثل هؤلاء لا تعني أنه يروى عن الضعفاء، بل شأنه شأن الأئمة من المحدثين الحفاظ. قال الحافظ ابن رجب عند كلامه عن رواية أحمد عن الضعفاء: "والذي يتبين من عمل الإمام أحمد وكلامه أنه يترك الرواية عن المتهمين والذين كثر خطؤهم للغفلة وسوء الحفظ، ويحدث عمن دونهم في الضعف مثل من في حفظه شيء، ويختلف الناس في تضعيفه وتوثيقه. وكذلك كان أبوزرعة يفعل" (2) ، وهذه بعض أقوال الأئمة الحفاظ التي تكشف لنا عن منهجهم في الرواية عن بعض المتكلم فيهم ودوافعهم في ذلك.
روى الحاكم بسنده إلى أحمد بن حنبل أنه قال: "إذا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والسنن والأحكام تشدّدنا، وإذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل الأعمال وما لايضع حكماً ولا يرفعه تساهلنا في الأسانيد" (3) .
وروي العقيلي بإسناد له عن الثورى أنه قال: "إني لأروي الحديث على ثلائة أوجه: أسمع الحديث من الرجل أتخذه ديناً، وأسمع الحديث من الرجل أوقف حديثه، وأسمع الحديث من الرجل لا أعبأ بحديثه وأحب معرفته" (4) وقال سليمان بن أحمد الدمشقي: "قلت لعبد الرحمن بن مهدي أكتب عمن يغلط في عشرة؟ قال: نعم. قيل له: يغلط في عشرين؟ قال: نعم. قلت: فثلاثين؟ قال: نعم. قلت: فخمسين؟ قال: نعم" (5) . وسأله أيضاً: "أكتب
__________
(1) انظر مثلا: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/189 محمد بن إسماعيل الجعفري، وج 3/ ق 2/50، غسان بن مالك السلمي، وج 2/ ق 2/298 عبد الرحمن بن هانىء النخعي، وتاريخ بغداد ج 9 ص 475.
(2) انظر: شرح العلل لابن رجب ص 113.
(3) انظر: المدخل في أصول الحديث للحاكم النيسابوري ص 4 وروى بسنده إلى عبد الرحمن بن مهدي نحو هذا.
(4) انظر: الضعفاء للعقيلي ورقة (2- ب-) وشرح العلل لابن رجب ص 109.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/28.(1/161)
عمن يغلط في مائة؟ قال: لا مائة كثير، قال أبو محمد- أي ابن أبي حاتم- يعني مائة حديث" (1) .
وقال الشعبي: "حدثنا الحارث، وأشهد بالله إنه كان كذاباً" (2) .
وقال محمد بن رافع: "رأيت أحمد بن حنبل في مجلس يزيد بن هارون ومعه كتاب زهير، عن جابر الجعفي فقلت له: يا أبا عبد الله تنهونا عن جابر وتكتبونه؟ قال: لنعرفه" (3) . وقال ابن أبي حاتم: "ثنا أبي ثنا عبدة قال: قيل لابن المبارك وروى عن رجل حديثاً، فقيل هذا رجل ضعيف؟ فقال يحتمل أن يروى عنه هذا القدر أو مثل هذه الأشياء. قلت لعبدة: مثل أي شيء كان؟ قال: في أدب، موعظة، في زهد" (4) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/33.
(2) انظر: تدريب الراوي ص 208.
(3) انظر: تهذيب التهذيب ج 2 ص 50، وشرح العلل لابن رجب ص 112.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 30، وشرح العلل لابن رجب ص 101- 102.(1/162)
الفصل الخامس: تلاميذه والرواة عنه
1- (م) أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار، أبو عبد الرحمن، النسائي الحافظ صاحب السنن، سمع بخراسان، والعراق، والحجاز، ومصر والشام، والجزيرة (215- 303 هـ) (1) .
2- أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى بن عيسى بن خلال التميمي، أبو يعلى الموصلي صاحب المسند الكبير وقد خرج لنفسه معجم شيوخه في ثلاثة أجزاء، وثقه ابن حبان ووصفه بالإتقان والدين، ثم قال: "بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أنفس" (215- 307) (2) .
3- أحمد بن محمد بن الحسين بن معاوية، أبو الحسين، الكاغذي ت 328 هـ (3) .
4- أحمد بن خالد بن صعب، أبو عبد الله، الحروري (4) .
__________
(1) انظر: تهذيب الكمال المجلد (7) الجزء (133) ورقة (441- ب-) ، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31.
(2) انظر: نفس المصدر السابق.
(3) انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 6، في علماء الري وتهذيب الكمال مجلد 7 ص 133 ورقة (441- ب-) .
(4) انظر: المصدر السابق.(1/163)
5- أحمد بن زهير التستري (1) .
6- أحمد بن محمد بن ساكن الزنجاني ارتحل إلى العراقين، والحجاز، ومصر، وبغداد، وحلوان. وأخذ علم الحديث عن أبي زرعة وسمع منه الكبار ت قبل 300 هـ (2) .
7- أحمد بن محمد البراء (3) .
8- أحمد بن محمد بن حامد، الطوسي (4) .
9- أحمد بن محمد بن الحزم بن أبي حمزة، أبو الحسين، المذهبي (5) .
10- أحمد بن محمد بن سليمان، أبو جعفر التستري (6) .
11- أحمد بن محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن عمر بن الحافظ محمد بن المنكدر، القرشي، التيمي، المدني، المنكدري، أبو بكر الحافظ البارع، الجوال، الإمام نزل البصرة ثم أصبهان ثم الري، ونيسابور، وسمع بمكة، ومصر، والعراق، والجزيرة، وفارس، والكوفة، والشام. جمع فأوعى وصنف وأفاد على لين فيه، توفي بمرو سنة 314 هـ (7) .
__________
(1) انظر: تذكرة الحفاظ ج 3 ص 793.
(2) انظر: تاريخ أصبهان ج 2 ص 43.
(3) انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 8، علماء زنجان.
(4) انظر: فتح الباب في الكنى والألقاب لابن مندة أبي عبد الله محمد بن إسحاق الأصبهاني ورقة (125- أ-) .
(5) انظر: تهذيب الكمال مجلد 7 ص 133 ورقة (1 44- ب-) .
(6) انظر: المصدر السابق.
(7) انظر: تهذيب الكمال مجلد 7 ص 113 ورقة (442- أ-) .(1/164)
12- إبراهيم بن إسحاق، أبو إسحاق البغدادي الحافظ الإمام تفقه على الإمام أحمد فكان من جلة أصحابه، قال الخطيب البغدادي: "كان إماماً في العلم رأساً في الزهد، عارفاً بالفقه، بصيراً بالأحكام، حافظاً للحديث مميزاً للعلة، قيما بالآدب، جماعاً للغة، صنف غريب الحديث، وكتباً كثيرة، أصله من مرو، وهو من أقرانه" (198- 285 هـ) (1) .
13- إبراهيم بن محمد بن عبيد بن جهينة أبو إسحاق، الحافظ، الجوال، الشهرزوري قال عنه الذهبي: "كان من أئمة الأثر حدث عنه أهل الري وقزوين بقي إلى سنة نيف وعشرين وثلاث مائة" (2) .
14- (م ت س ق) إسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري الخطمي، أبو موسى، المدني الفقيه، الحافظ الثبت قاضي نيسابور وكان من أئمة الحديث صاحب سنة ت 244 هـ وهو من شيوخه (3) .
15- تميم بن عبد الله الرازي (4) .
16- الحسن بن علي بن نصر بن منصور، الطوسي. قال عنه الخليلي: "ثقة عالم سمع بالري ابن وارة وأبا زرعة وأبا حاتم توفي في طريقه للغزو سنة 308 هـ" (5) .
__________
(1) انظر: تهذيب الكمال مجلد 7 ص 113 ورقة (441- ب-) ، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31، والأنساب للسمعاني ج 6 ص 35 ومن آثاره المطبوعة إكرام الضيف، ط المنار بالقاهرة 1349 هـ. ومناسك الحج ط الرياض 1389 هـ،1969 م.
(2) انظر: تذكرة الحفاظ ج 3 ص 846، وتهذيب الكمال المجلد 7 ص 133 ورقة (1-ب) .
(3) انظر: تهذيب الكمال المجلد 7 ص 133 ورقة (442- ب-) .
(4) انظر: المصدر السابق.
(5) انظر: الإرشاد ج 9، علماء طوس.(1/165)
17- الحسن بن محمد الداركي (1) .
18- (م س ق) حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران التجيبي، أبو حفص، المصري الحافظ، العلامة الفقيه صاحب الشافعي روى مائة ألف حديث عن عبد الله بن وهب أو أكثر وهو من شيوخه (166-244هـ) (2) .
19- الحسين بن مأمون، البرذعي قال عنه: "ثقة حافظ كبير المحل" (3) .
20- (س) خالد بن روم بن السري بن أبي حجير، الثقفي، أبو عبد الرحمن الدمشقي وهو ثقة ت 280 هـ (4) .
21- داود بن الدسيم، أبو سليمان، البوشنجي (5) .
22- (ع دس ق) الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل المرادي مولاهم أبو محمد المصري المؤذن صاحب الشافعي وراوية كتبه عنه، الحافظ الامام محدث الديار المصرية وهو من شيوخه (174- 270 هـ) (6) .
23- زكريا بن يحيى بن عبدك الأنصاري (7) .
24- سعيد بن عمرو الأزدي، أبو عثمان البرذعي، الحافظ، الناقدة ت 292 هـ (8) .
25- صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب، أبو علي، الأسدي مولاهم
__________
(1) انظر: تاريخ أصبهان ج 2 ص 43.
(2) انظر: تهذيب الكمال المجلد ج 7 ص 133 ورقة (442- ب-) .
(3) انظر: الإرشاد ج 8 علماء أذربيجان.
(4) انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133 ورقة (442- أ-) .
(5) انظر: المصدر السابق.
(6) انظر: المصدر السابق.
(7) انظر: الإرشاد ج 6 علماء قزوين.
(8) انظر: تذكرة الحفاظ ج 2 ص 743، والإرشادج 8، علماء أذربيجان، وتهذيب الكمال المجلد 7/ 133 ورقة (442- أ-) .(1/166)
البغدادي نزيل بخارى، الحافظ العلامة الثبت شيخ ما وراء النهر المعروف بصالح جزرة سمع بالحجاز، والشام، ومصر، وخراسان، وما وراء النهر. قال الخطيب: "حدث دهرا من حفظه ولم يكن استصحب معه كتابا، وكان ثبتا صدوقا مشهورا بالمزاح" (205- 293 هـ) (1) .
26- العباس بن الفضل بن شاذان المقرىء له معرفة عظيمة بالقراءات والتفسير وتصانيف كثيرة (2) .
27- (س) عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، أبو عبد الرحمن البغدادي الإمام الحافظ الحجة. قال ابن المنادى: "ما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون لعبد الله بمعرفة الرجال ومعرفة علل الحديث والأسماء والمواظبة على الطلب" (213-290هـ) (3) .
28- عبد الله بن سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي، السجستاني أبو بكر الحافظ العلامة قدوة المحدثين وصاحب التصانيف سمع بخراسان، والعراق، والحرمين، ومصر، والشام، والجزيرة، برع وساد الأقران استوطن بغداد وصنف المسند والسنن والتفسير والقراءات والناسخ المنسوخ وغير ذلك (230-316) (4) .
29- عبد الله بن محمد بن وهب، أبو محمد، الدينوري الحافظ، العلامة، الجوال ت 308 هـ (5) .
30- عبد الله بن زياد بن واصل، أبو بكر النيسابوري الحافظ، المجرد الفقيه، الشافعي صاحب التصانيف. قال الحاكم: "كان إمام عصره من
__________
(1) انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133ورقة (442- أ-) .
(2) انظر: الإرشادج 6، في ترجمة أبيه.
(3) انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133ورقة (442- أ-) ، والأنساب للسمعاني ج 6 ص 35.
(4) انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133ورقة (442- أ-) ، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31.
(5) انظر: تهذيب الكمال، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31.(1/167)
الشافعية بالعراق، ومن أحفظ الناس للفقهيات واختلاف للصحابة" (238- 324 هـ) (1) .
31- عبد الله بن محمد، أبو بكر (2) .
32- عبد الله بن حسكويه (3) .
33- عبد الله بن محمد ابن أخي أبي زرعة الرازي أبو القاسم ت 300 هـ (4) .
34- عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي الإمام الحافظ الناقد شيخ الإسلام أبو محمد (0 24- 327 هـ) (5) .
35- عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان بن عمرو، النصري، أبو زرعة الدمشقي، الحافظ، الثقة محدث الشام ت 281 هـ وهو من أقرا نه (6) .
36- عبد الملك بن محمد بن عدي، أبو نعيم، الجرجاني، الاستراباذي الحافظ، الحجة، الفقيه. كتب بالحرمين ومصر والشام والعراق والجزيرة وخراسان وتخرج بأبي زرعة وأبي حاتم. قال الأستاذ أبو الوليد حسان بن محمد: "لم يكن في عصرنا من الفقهاء أحفظ للفقيهات وأقوال الصحابة بخراسان من أبي نعيم الجرجاني" وله تصانيف في الفقه، وكتاب الضعفاء في عشرة أجزاء (242- 323 هـ) (7) .
__________
(1) انظر: تهذيب الكمال، وتهذيب التهذيب، وتذكرة الحفاظ ج3 ص819.
(2) انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/133 ورقة (442-أ-) .
(3) انظر: فتح الباب في الكنى والألقاب ورقة (125- أ-) .
(4) انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133ورقة (442- أ-) ، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31، والأنساب للسمعاني ج 6 ص 35.
(5) انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133ورقة (442- أ-) ، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31، وتذكرة الحفاظ ج 3 ص 829، والأنساب ج 6 ص35.
(6) انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133ورقة (442- أ-) وتهذيب التهذيب ج 7 ص31.
(7) انظر: الإرشاد ج 8، علماء جرجان، وتذكرة الحفاظ ج 3 ص 817.(1/168)
37- عثمان بن الطيب، القزويني قال عنه الخليلي: "شيخ كبير المحل ثقة سمع أبا زرعة" (1) .
38- عدي بن عبد الله، الجرجاني (2) .
39- علي بن أحمد، البرذعي (3) .
40- (فق) علي بن الحسن، الهرثمي، الرازي (4) .
41- علي بن الحسين بن الجنيد، أبو الحسن الرازي، الحافظ، الثبت، المالكي لكونه جمع حديث مالك، كان بصيرا بالرجال والعلل ت 291 هـ (5) .
42- علي بن الطيب أخو عثمان بن الطيب، القزويني (6) .
43- عمر بن عبد العزيز بن مقلاص، المصري (7) .
44- (ع) عمرو بن علي بن بحر بن كنيز أبوحفص الحافظ الإمام الثبت الباهلي البصري، الصيرفي الفلاس ت 249 هـ وهو من شيوخه (8) .
45- عيسى بن محمد، أبو القاسم، الوسفندي المزكي قال عنه الخليلي ثقة متفق عليه سمع من حرب بن إسماعيل الكرماني التاريخ الكبير الذي كتبه عن أحمد بن حنبل ت 318 هـ (9) .
46- القاسم بن زكرياء بن يحى، أبو بكر البغدادي، المقرىء ويعرف بالمطرز
__________
(1) انظر: الإرشاد ج 6، علماء قزوين.
(2) انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133ورقة (442- أ-) .
(3) انظر: المصدر السابق.
(4) انظر: تهذيب التهذيب ج 7 ص 302.
(5) انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133ورقة (442- أ-) ، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31
(6) انظر: الإرشادج 6، علماء قزوين.
(7) انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133ورقة (442- أ-) ، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31.
(8) انظر: المصدر السابق.
(9) انظر: الإرشادج 6، علماء الري.(1/169)
قال ابن المنادى: كان من أهل الحديث والصدق والمكثرين في تصنيف المسند والأبواب والرجال ت 305 هـ (1) .
47- القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب (2) .
48- (دس ق) محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران، الحنظلي، أبوحاتم الرازي الحافظ الكبير أحد الأئمة. (195- 277 هـ) وهو من أقرا نه (3) .
49- محمد بن إسحاق بن عاصم الرازي، أبو عاصم (4) .
50- محمد بن جرير بن يزيد بن كثير، أبو جعفر الطبري الإمام العام الفرد الحافظ أحد الأعلام وصاحب التصانيف في التفسير والسنن، والتاريخ والأصول والفروع وتفرد بمسائل حفظت عنه (224- 310 هـ) (5) .
51- محمد بن الحسين بن الحسن، أبو بكر القطان النيسابوري مسند نيسابور (6) .
52- محمد بن حمدون بن خالد بن يزيد، أبو بكر النيسابوري الحافظ الكبير، وأحد الأثبات. قال الحاكم: "كان من الثقات الاثبات الجوالين في الأقطار" ت 320 هـ (7) .
53- (دت ق) محمد بن حميد بن حيان، التميمي، الحافظ، أبو عبد الله،
__________
(1) انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133ورقة (442- أ-) ، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31، والأنساب ج 6 ص 35.
(2) انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133ورقة (442- أ-) .
(3) انظر: المصدر السابق، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31.
(4) انظر: لسان الميزان ج 5 ص 70.
(5) انظر: طبقات الحنابلة ج اص 199.
(6) انظر: تهذيب الكمال، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31، وفتح الباب في الكنى والألقاب ورقة (125- أ-) ، والأنساب ج 6 ص 35.
(7) انظر: تذكرة الحفاظ ج 3 ص 807، وتهذيب الكمال المجلد 7/ 133ورقة (442- أ-) .(1/170)
الرازي. قال الذهبي: "هو من بحور العلم لكنه غير معتمد يأتي بمناكير كثيرة" ت 248 هـ وهو من شيوخه (1) .
54- محمد بن صالح، أبوعبد الله، البغدادي (2) .
55- محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن ويعرف بابن بلبل، الزعفراني، الهمداني ت 320 هـ قال صالح الحافظ "سمعته يقول: عندي عن أبي زرعة الرازي نحو خمسين ألف حديث" (3) .
56- محمد بن علي، أبوجعفر، الساوي وراق أبي زرعة (4) .
57- (د) محمد بن عوف بن سفيان، أبوجعفر، الطائي، الحمصي الحافظ الإمام محدث الشام. قال ابن عدي: "هو عالم بحديث الشام الصحيح منه والضعيف وعليه كان اعتماد ابن جوصاء ومنه يسأل حديث أهل حمص خاصة ت 272 هـ وهومن شيوخه" (5) .
58- محمد بن عيسى بن سورة، أبو عيسى، السلمي الترمذي الإمام الحافظ الضرير مصنف الجامع وكتاب العلل ت 297 هـ (6) .
59- محمد بن قارن بن العباس، أبو بكر الرازي. قال الخليلي: "له في الحديث تصانيف ومجموعات وكان من العدول الكبار" (7) .
60- محمد بن هارون الحجاج المقرىء، أبو بكر القزويني من الفضلاء الكبار ت 321 هـ (8) .
__________
(1) انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133ورقة (442- أ-) ، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31.
(2) انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133ورقة (442- أ-) .
(3) انظر: الإرشاد ج 6، علماء همذان.
(4) انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133ورقة (442- أ-) .
(5) انظر: المصدر السابق وعده في تهذيب التهذيب ج 7 ص 31 من أقرانه.
(6) انظر: المصدر السابق.
(7) انظر: الإرشادج 6، علماء الري، وتهذيب الكمال المجلد 7/ 133ورقة (442- أ) .
(8) انظر: تاريخ قزوين ورقة (116- أ-) .(1/171)
61- (ت) مسلم بن الحجاج، أبو الحسين، القشيري، النيسابوري الإمام الحافظ حجة الإسلام صاحب التصانيف (204- 261 هـ) (1) .
62- محمد بن يزيد الربعي مولاهم أبو عبد الله بن ماجة القزويني الحافظ قال الخليلي "ثقة كبير متفق عليه محتج به" ت 273 هـ (2) .
63- موسى بن العباس، أبو عمران الجويني، الحافظ صاحب المسند الصحيح على هيئة مسلم. قال الذهبي: "كان من نبلاء المحدثين"، ت 323 هـ (3) .
64- النضر بن محمد (4) .
65- يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد، أبو عوانة الاسفراييني، النيسابوري الأصل صاحب الصحيح المسند المخرج على صحيح مسلم وله فيه زيادات عدة. طوف الدنيا وعنى بهذا الشأن ت 316 هـ (5) .
66- (م س ق) يونس بن عبد الأعلى، أبوموسى الصدفي، المصري الحافظ المقرىء، الفقيه (170- 264 هـ) وهو من شيوخه (6) .
67- أبو حامد الأصبهاني (7) .
68- أبو محمد بن إسحاق بن محمد بن إسحاق بن يزيد بن كيسان. قال الخليلي: "ثقة متفق عليه ارتحل إلى الري وأصبهان والعراق والحجاز ت 319 هـ" (8) .
__________
(1) انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133ورقة (441- ب-) وتهذيب التهذيب7/ 31.
(2) انظر: المصدر السابق وروى ابن ماجة عن أبي زرعة في سننه أربعة أحاديث، انظر الحديث رقم1671، 1781، 2431، 2823 من طبعة محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله.
(3) انظر: المصدر السابق.
(4) انظر: تهذيب الكمال المجلد 7/ 133ورقة (442- أ-) .
(5) انظر: المصدر السابق، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31.
(6) انظر: المصدر السابق.
(7) انظر: تاريخ أصبهان ج 2 ص 43.
(8) انظر: الإرشاد ج 6، علماء قزوين.(1/172)
الفصل السادس: علومه ومؤلفاته
1- علومه
(أ) معرفته بعلم القراءات:
لقد اعتنى أبو زرعة رحمه الله بعلم القراءات عناية فائقة فاق بها أقرانه حيث أخذ هذا العلم العزيز عن الأئمة المعنيين به، وروى أحاديث كثيرة مكنته من تمييز القراءة الصحيحة، عن الشاذة، ولقد ضمن ابن أبي حاتم في كتابه علل الحديث بعض الأحاديث التي أعلها أبو زرعة والمتعلقة بالقراءات. وفيما يلي قائمة بأسماء مشاهير الأئمة القراء الذين روى عنهم ثم أُتبعها ببعض الأخبار التي يستدل بها على سعة حفظه وإحاطته بهذا العلم.
1- (خ دس) أحمد بن الصباح النهشلي، أبو جعفر بن أبي سريج الرازي المقرىء الذي قرأ القراءات على الكساني، توفي بعد 245 هـ (1) .
2- إبراهيم بن الحسن بن نجيح الباهلي المقرىء التبان البصري المتوفى سنة 235 هـ والذي قال عنه أبو زرعة: "كان صاحب قرآن وكان بصيراً به وكان شيخاً ثقة" (2) .
__________
(1) انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 44، والجرح والتعديل ج 1/ ق1/56.
(2) انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 115، والجرح والتعديل ج1 / ق1/92.(1/173)
3- (ق) حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهيب الأزدي، أبو عمر الدوري المقرىء الضرير المتوفى سنة 246 هـ الذي روى عن علي ابن حمزة الكسائي قال عنه الخطيب: "كان يقرأ بقراءة الكسائي واشتهر بها"، وقال ابن سعد: "كان عالما بالقرآن وتفسيره" (1) .
4- (خ) خالد بن يزيد بن زياد الأسدي الكاهلي، أبو الهيثم الطبيب الكحال المقرىء الكوفي المتوفى مابين 211-215 هـ، قال محمد بن الحجاج الضبي: "كان من القراء من أصحاب حمزة" (2) .
5- (م د) خلف بن هشام بن ثعلب، ويقال طالب بن غراب البزار البغدادي المقرىء المتوفى سنة 229 هـ قال أبو عمرو الداني: "قرأ القرآن عن سليم وأخذ حرف نافع عن إسحاق المسيبي وحرف عاصم عن يحى بن آدم وهو إمام في القراءات وله اختيار، حمل عنه ... " (3) .
6- زكرياء بن يحيى الخزار المقرىء البصري (4) .
7- (دق) عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان البهراني، أبو عمرو الدمشقي المقرىء المتوفى سنة 242 هـ، قال عنه الوليد بن عتيبة: "ما بالعراق اقرأ منه" وقال أبو زرعة الدمشقي: "ولا بالحجاز ولا بالشام ولا بمصر ولا بخراسان في زمنه عندي أقرأ منه" (5) .
8- (خ) عبد الله بن صالح بن مسلم أبو صالح العجلي الكوفي المقرىء المتوفى سنة 211 هـ قال عنه الوليد بن بكر الأندلسي: "من ثقات أئمة أهل الكوفة صاحب قرآن وسنة" (6) .
__________
(1) انظر: تهذيب التهذيب ج 2 ص 408، والجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 183، طبقات القراء للجزري ج 1 ص 255.
(2) انظر: تهذيب التهذيب ج 3 ص 125.
(3) انظر: تهذيب التهذيب ج3 ص 156- 157.
(4) انظر: علل الحديث ج2 ص 103.
(5) انظر: تهذيب التهذيب ج 5 ص 140- 141، والجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 5.
(6) انظر: تهذيب التهذيب ج 5 ص 261- 262 والجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 85.(1/174)
9- عبد الله بن يزيد بن راشد القرشي الدمشقي المقرىء أبو بكر (1) .
10- (ل) عمرو بن هارون المقرىء، أبو عثمان البصري صاحب الكري قال أبو عمرو الداني: "أخذ القراءة عن أيوب بن المتوكل وقرأ عليه روح بن عبد المؤمن وغيره" (2) .
11- عيسى بن ميناء قالون المدني المقرىء المتوفى سنة 220 هـ صاحب نافع قال الذهبي عنه: "أما في القراءة فثبت، وأما في الحديث فيكتب حديثه في الجملة" (3) .
12- (دس ق) كثير بن عبيد بن نمير المذحجي، أبو الحسن الحمصي المقرىء المتوفى بحدود سنة 250 هـ (4) .
13- (خ) روح بن عبد المؤمن الهذلي مولاهم أبو الحسن البصري المقرىء المتوفى سنة 233 هـ قال الداني: "قرأ على يعقوب الحضرمي" (5) .
14- خلاد بن خالد الشيباني، أبو عيسى المقرىء (6) .
وغير هؤلاء من مشاهير القراء، أما ما يدل على سعة حفظه، وإحاطته بأحاديث القراءات ووجوهها فكثيرة، منها ما رواه الخطيب بسنده إلى أم عمرو بنت شمر أنها قالت: "سمعت سويد بن غفلة يقرأ (وعيسى عين) يريد (حور عين) ، قال صالح: ألقيت هذا على أبي زرعة فبقي متعجباً وقال: أنا أحفظ في القراءات عشرة آلاف حديث. قلت: فتحفظ هذا؟ قال: لا" (7) ، ونقل ابن رجب عن
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 202.
(2) انظر: تهذيب التهذيب ج 8 ص 111، والجرح والتعدبل ج 3/ ق1/268.
(3) انظر: ميزان الاعتدال ج 3/ ص 327، والجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 290.
(4) انظر: تهذيب التهذيب ج8/ 423-424، والجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 155.
(5) انظر: تهذيب التهذيب ج 3 ص 296.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 368.
(7) انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 328، وتاريخ دمشق لابن عساكر، وتهذيب الكمال ورقة (442- أ-) وتهذيب التهذيب ج 7 ص 32، وطبقات المفسرين للداوودي ج 1 ص370، وخلاصة تهذيب الكمال ج 2 ص 195.(1/175)
أبي زرعة أنه قال: "أنا أحفظ ستماية ألف حديث صحيح وأربعة عشر ألف إسناد في التفسير والقراءات ... " (1) وقد يسأله بعض أهل العلم عن وجوه القراءات لبعض الآيات
مستدلين بأحاديث فيعلل هذه الأحاديث أو قد يرجح بعضها على بعض، فمثلا يقول ابن أبي حاتم: "سئل أبو زرعة عن حديث رواه الحكم بن عبد الملك، واختلف في متن الحديث في الرواية، عن الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصين قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ (وَتَرَى النَّاسَ سَكَرَى) يعني بنصب السين بغير ألف (2) ، ورواه الحسن بن بشير البجلي، عن الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن الحسن عن عمران بن حصين، قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ، {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى} يعني برفع السين بألف، فقال أبو زرعة: "ليس ذا ولا ذاك قد روى الثقات فلم يذكروا فيه الحروف، لم يذكروا قراءة" (3) ، وسئل أبو زرعة عن حديث علي بن نصر، ومعتمربن سليمان كلاهما عن شعبة، عن موسى بن أبي عائشة، عن سليمان نصر، ومعتمربن سليمان كلاهما عن شعبة، عن موسى بن أبي عائشة، عن سليمان بن قتة قال سمعت ابن عباس ومعاوية وعمرو بن العاص يقرؤون فاختلفوا في آداء الحرف ففي رواية علي بن نصر (وهو عليهم عَمٍ) بالخفض منون، وفي رواية معتمر (وهو عليهم عمى) يعني بالنصب منونا فقال أبو زرعة: "حديث المعتمر أصح" (4) .
__________
(1) انظر: شرح علل الترمذي ص 192.
(2) أي بفتح السين وإسكان الكاف مع حذف الألف بعد الكاف وهذه قراءة حمزة والكسائي وخلف وحجتهم أن (فعلى) جمع كل ذي ضرر مثل مريض ومرضى، وجريح وجرحى، وهالك وهلكى ... الخ. انظر: حجة القراءات لأبي زرعة عبد الرحمن بن زنجلة ص 472 وإتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر للدمياطي. البناء ص 313.
(3) انظر: علل الحديث ج 2 ص 440- 441.
(4) انظر: علل الحديث ج 2 ص 439، وانظر كذلك أمثلة أخرى في ببان علل أحاديث تتعلق في حروف القرآن، الحديث رقم (2 282، 2823، 2825، 2826، 2827، 2829) ، وانظر الكلام حول القراءة التي رواها سليمان بن قتة في تفسير البحر المحيط ج 7 ص 502- 503، وفتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير لمحمد بن علي الشوكاني اليماني ج4 ص505، وجامع البيان عن تأويل آي القرآن لأبي جعفر الطبري ج 24 ص 128. وصحف اسم قتّة في البحر المحيط إلى قتيبة- وأحسبه خطأ مطبعيا- والصواب سليمان بن قتّة بفتح القاف ومثناة من فوق مشددة وقتة أمه التيمي مولاهم البصري. انظر: غاية النهاية ج 1 ص 314.(1/176)
(ب) معرفته وإتقانه لموطأ الإمام مالك:
صنف الإمام مالك الموطأ وتوخى فيه القوى من حديث أهل الحجاز ومزجه بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين ومن بعدهم فكان فيه المرسل، والمنقطع، والبلاغات وقد ميزها العلماء. يقول أبو بكر الأبهري: "جملة ما في الموطأ من الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن الصحابة والتابعين (1720) حديثا المسند منها (0 60) ، والمرسل (222) ، والموقوف (613) ، وعن قول التابعين (285) (1) . وقد انتقى الإمام مالك أحاديث الموطأ من مائة ألف حديث كان يرويها، واستغرق تصنيفه وتنقيحه أربعين عاماً (2) ، ولما كان الإمام مالك أحد أعلام الإسلام، وشديد الانتقاد للرجال عالماً بشأنهم (3) ، ولا يروي في كتبه إلا عن الثقات- قال بشر الزهراني: "سألت مالكاً عن رجل فقال رأيته في كتبي. قلت: لا. قال: لو كان ثقة لرأيته في كتبي" (4) . وقال ابن معين: "كل من روى عنه مالك فهو ثقة إلا عبد الكريم) (5) ولأجل هذا اهتم أبو زرعة بموطأ مالك حتى أحاط به إحاطة تامة مع الإتقان والتثبيت، ولقد ابتدأ حفظه للسنة النبوية بأحاديث الإمام- قال أبو زرعة: "أول شيء أخذت نفسي تحفظه من الحديث مالك فلما حفظته، ووعيته طلبت حديث الثورى" ... (6) حتى برع فيه.
قال علي بن الحسين بن الجنيد المالكي: "ما رأيت أحداً أعلم بحديث مالك بن أنس مسندها، ومنقطعها من أبي زرعة، وكذلك سائر العلوم، ولكن
__________
(1) انظر: تنوير الحوالك على موطأ مالك للسيوطي ص 8.
(2) انظر المصدر السابق ص 7.
(3) وصفه ابن عيينة بشدة الانتقاد للرجال والعلم بهم. انظر: تهذيب التهذيب ج10 ص 6.
(4) انظر: تهذيب التهذيب ج10 ص 6.
(5) انظر: تهذيب التهذيب ج 10 ص 7 وعبد الكريم هو (ابن أبي المخارق) .
(6) انظر: الانتقاء لابن عبد البر ص 32.(1/177)
خاصة حديث مالك" (1) ، وذكره ابن أبي حاتم في موضع آخر وفيه
يقول للمالكي: "قلت: ما في الموطأ والزيادات التي ليست في الموطأ؟ قال نعم" (2) ، ويبدو أن زيادة الاهتمام جاءت من روايته عن أحمد بن عمرو ابن عبد الملك الأموي مولاهم، أبي الطاهر المصري المتوفي سنة 255 هـ الذي يعد من الطبقة الثانية من أصحاب مالك من أهل العراق (3) ، وأحمد ابن أبي بكر ابن القاسم بن الحارث، أبي مصعب الزهري المتوفى سنة 242 هـ الذي عُدَّ من الطبقة الصغرى من أصحاب مالك وأحد رواة الموطأ عنه (4) . ومن تنبيه شيخه يحيى بن عبد الله بن بكير القرشي المخزومي مولاهم المصري الحافظ المتوفى سنة 231 هـ بأهمية الموطأ حيث قال له: "ليس هذا زعزعة، عن زوبعة ترفع الستر، وتنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه بين يديه. مالك، عن نافع، عن ابن عمر" (5) .
وعلى الرغم من اعترافه بصحة أحاديث الموطأ حيث يقول: "لو حلف رجل بالطلاق على أحاديث مالك التي بالموطأ أنها صحاح كلها لم يحنث، ولو حلف على حديث غيره كان حانثاً" (6) ؟ فقد نبه على بعض الأوهام التي وهم فيها الإمام مالك. وهذه بعض الأمثلة. قال ابن أبي حاتم: "سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه مالك بن أنس، عن حميد الطويل، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر؟ فقالا: إنما هو عن أنس، عن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قلت لهما: الوهم ممن هو؟ قالا: من مالك" (7) وقال
__________
(1) انظر: تقدمة الجرح والتعديل ص 330، وتاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة أبي زرعة، وكذا تهذيب الكمال للمزي (442- أ-) .
(2) انظر: تقدمة الجرح والتعديل ص 331.
(3) انظر: ترتيب المدارك للقاضي عياض ج 3 ص 77، والديباج المذهب ج 1 ص 166، وتهذيب التهذيب ج1 ص 64 والجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 65.
(4) انظر: الديباج المذهب ج 1 ص 140، وتهذيب التهذيب ج 1 ص 20، والجرح والتعديل ج1/ ق1/ 43 وغيرهما كابن أخي ابن وهب، أحمد بن عبد الرحمن، ويونس ابن عبد الأعلى.
(5) انظر: ترتيب المدارك ج1 ص 136.
(6) انظر: ترتيب المدارك ج 1 ص 196.
(7) انظر: علل الحديث ج 1 ص 239 الحديث رقم (696) .(1/178)
أيضاً "سئل أبو زرعة عن حديث مالك، عن الزهري، عن علي بن حسين، عن عمر بن عثمان بن عفان، عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يرث المسلم الكافر" قال أبو زرعة: "الرواة يقولون: عمرو. ومالك يقول: عمر ابن عثمان. قال أبو محمد: أما الرواة الذين قالوا عمرو بن عثمان فسفيان ابن عيينة، ويونس بن يزيد، عن الزهري" (1) .
وأختم هذا الفصل ببعض الأمثلة التي تدل على معرفة أبي زرعة لما في الموطأ وضبطه له وبيان بعض الأوهام التي وهم فيها بعض الرواة عن مالك. قال ابن أبي حاتم: "سمعت أبا زرعة وذكر حديثا حدثنا به عن الأويس، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر "أن عمر ضرب لليهود والنصارى والمجوس إقامة ثلاث ليال بالمدينة يتسوقون ويقضون حوائجهم" قال أبو زرعة: "في الموطأ مالك، عن نافع، عن أسلم أن عمر. والصحيح ما في الموطأ" (2) ، وقال ابن أبي حاتم: "سمعت أبا زرعة وذكر حديثا رواه ابن وهب، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه عن عمر أن رفيقا لحاطب بن أبي بلتعة سرقوا ناقة لرجل من مزينة فنحروها فرفع ذلك إلى عمر فأمر كثير بن الصلت أن يقطع أيديهم ثم قال عمر إني أراك تجيعهم، والله لأغرمنك غرما يشق عليك ثم قال للمزني: كم ثمن ناقتك؟ قال أربع مائة درهم. قال أعطه ثماني مائة درهم. قال أبو زرعة، وفي موطأ مالك،
__________
(1) انظر: علل الحديث ج 2 ص 50 الحديث رقم (1635) وانظر الكلام حول هذا الحديث وأقوال الأئمة فيه في التقييد والإيضاح ص 106- 107. حيث استدل به ابن الصلاح كمثال للفرد المخالف لما رواه الثقات ثم قال بعد ذكره للحديث: "وذكر مسلم صاحب الصحيح في كتاب التمييز أن كل من رواه من اصحاب الزهري قال فيه: عمرو بن عثمان يعني بفتح العين. وذكر أن مالكا كان يشير بيده إلى دار عمر بن عثمان كأنه علم أنهم يخالفونه وعمرو، وعمر جميعا ولدا عثمان غير أن هذا الحديث إنما هو عن عمرو بفتح العين وحكم مسلم وغيره على مالك بالوهم فيه والله أعلم".
(2) انظر: علل الحديث ج 1 ص 280 الحديث رقم (831) .(1/179)
عن هشام، عن أبيه، عن يحيى بن عبد الرحمن عن عمر، ولم يقل عن أبيه وهذا الصحيح" (1) .
(جـ) علمه بمصطلح الحديث:
لقد أحاط أبو زرعة بجميع الفنون المتعلقة بالسنة النبوية سواء ماكان يتعلق بالرواية أو الدراية، وفيما يلي بعض أقواله، وآرائه التي تتعلق بمصطلح الحديث.
قوله في الاحتجاج بالحديث المرسل:
قال ابن أبي حاتم: "وسمعت أبي وأبا زرعة يقولان لا يحتج بالمراسيل، ولا تقوم الحجة إلا بالأسانيد الصحاح المتصلة" (2) .
رأيه في الرواية بالإجازة من غير مناولة:
قال الحافظ ابن رجب: "وقد ذكر الترمذي عن بعض أهل العلم إجازتها، وقد حكاه غيره عن جمهور العلماء، وحكاه بعضهم إجماعاً. وليس كذلك بل قد أنكر الإجازة جماعة من العلماء، وحكي ذلك عن أبي زرعة، وصالح بن محمد، وإبراهيم الحربي ... " (3) .
رأيه في رواية الثقة عن رجل غير معروف:
قال ابن أبي حاتم: "وسألت أبا زرعة عن رواية الثقات، عن رجل مما تقوى حديثه؟ قال: أي لعمري. قلت الكلبي (4) روى عنه الثوري قال: إنما ذلك إذالم يتكلم فيه العلماء، وكان الكلبي يتكلم فيه. قلت: فما معنى رواية
__________
(1) انظر: علل الحديث ج 1 ص 450- 451 الحديث رقم (1354) ، وانظر كذلك: الأحاديث رقم (0 160) و (1413) و (1499) .
(2) انظر: المراسيل لابن أبي حاتم ص 13، وشرح علل الترمذي ص 230.
(3) انظر: شرح علل الترمذي ص 219.
(4) الكلبي هو (ت فق) محمد بن السائب بن بشر، أبو النضر الكوفي المتوفى سنة 146هـ. قال ابن حبان: "وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه" انظر: تهذيب التهذيب ج 9 ص 178- 181.(1/180)
الثوري عنه، وهو غير ثقة عنده؟ قال: كان الثوري يذكر الرواية عن الكلبي على الإنكار والتعجب فيعلقون عنه روايته عنه، ولم تكن روايته عن الكلبي قبوله له" (1) فتبين أنه لايعتبر الرجل الضعيف معدلا إذا روى عنه ثقة.
رأيه في الرواية عن الضعفاء من أهل التهمة بالكذب وكثرة الغلط والغفلة:
وللعلماء في ذلك قولان: أحدهما: جواز الرواية عنهم. والثاني: الامتناع من ذلك. قال ابن رجب: "والذي يتبين من عمل الإمام أحمد وكلامه أنه يترك عمن دونهم في الضعف مثل من في حفظه شيء، ويختلف الناس في تضعيفه وتوثيقه. وكذلك كان أبو زرعة يفعل" (2) .
أصح الأسانيد عنده:
قال ابن أبي حاتم: "سألت أبا زرعة فقلت: أي الاسناد أصح؟ قال الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم صحيح، ومنصور عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم صحيح. وابن عون، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة السلماني، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم صحيح" (3) .
وقال أيضأ: "سألت أبا زرعة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة؟ قال: سهيل أشبه" (4) . وقال أيضا: "قلت لأبي زرعة: ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة أحب إليك أو العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، أو سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة؟ قال جميعا ما أقربهم" (5) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 36/1، وشرح علل الترمذي ص 109، وفي ص 105، قال ابن رجب "وقد اختلف الفقهاء، وأهل الحديث في رواية الثقة عن رجل غير معروف هل تعديل له أم لا؟ وحكى أصحابنا عن أحمد في ذلك روايتين، وحكوا عن الحنفية أنه تعديل، وعن الشافعية خلاف ذلك".
(2) انظر: شرح علل الترمذي ص 113.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/26.
(4) انظر: المصدر السابق.
(5) انظر: المصدر السابق.(1/181)
وقال أيضا: "سألت أبا زرعة عن ابن أبي الزناد، وورقاء، وشعيب ابن أبي حمزة، والمغيرة بن عبد الرحمن المديني كلهم، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحب اليك منهم؟ قال ورقاء أحب إلي من كلهم، قلت: بعده من أحب إليك؟ قال: المغيرة أحب إلي من كلهم، قلت: بعده من أحب إليك؟ قال: المغيرة أحب إلي من ابن أيى الزناد وشعيب؟ قلت: فابن أبي الزناد وشعيب؟ قال شعيب أشبه حديثا وأصح منه" (1) .
شرطه في قبول العنعنة من الثقة غير المدلس:
اشترط أبو زرعة ثبوت السماع مع الرؤية في قبول العنعنة من الثقة غير المدلس عمن عاصره، وأمكنه اللقى، وقد ذكر ابن رجب أبا زرعة ضمن من اشترط ذلك قال الحافظ ابن رجب: "وما قاله ابن المديني، والبخاري، هو مقتضى كلام أحمد وأبي زرعة وأبي حاتم وغيرهم من أعيان الحفاظ، بل كلامهم يدل على اشتراط ثبوت السماع كما تقدم عن الشافعي رضي الله عنه فإنهم قالوا في جماعة من الأعيان ثبتت لهم الرؤية لبعض الصحابة، وقالوا مع ذلك لم يثبت لهم السماع منهم، فرواياتهم عنهم مرسلة منهم الأعمش ويحيى بن أبي كثير، وأيوب وأبي عون، وقرة بن خالد رأوا أنساً، ولم يسمعوا منه. فروايتهم عنه مرسلة. كذا قاله أبو حاتم. وقاله أبو زرعة في يحيى بن أبي كثير، وقال أحمد في يحيى بن أبي كثير قد رأى أنسا فلا أدري سمع منه أم لا، ولم يجعلوا روايته عنه متصلة بمجرد الرؤية، والرؤية أبلغ من إمكان اللقي" (2) . وقال أيضا ابن رجب: "وقال أبو زرعة في أبي أمامة ابن سهل بن حنيف لم يسمع من عمر (3) . هذا مع أن أبا أمامة رأى النبي صلى الله عليه وسلم. فدل كلام أحمد وأبي زرعة وأبي حاتم على أن الاتصال لا يثبت إلا بثبوت التصريح بالسماع، وهذا أضيق من قول ابن المديني، والبخاري، فإن المحكي عنهما إنه يعتبر أحد أمرين من
__________
(1) انظر: المصدر السابق.
(2) انظر: شرح علل الترمذي ص 272- 273.
(3) انظر: المراسيل لابن أبي حاتم ص 152.(1/182)
السماع، وأما اللقاء، وأحمد ومن تبعه عندهم لا بد من ثبوت السماع، ويدل على أن هذا مرادهم أن أحمد قال: ابن سيرين لم يجىء عنه سماع من ابن عباس" (1) .
2- مؤلفات أبي زرعة
إمام كأبي زرعة زاد عدد شيوخه على الألف، وجاب أقطار الأرض، واشتهر برحلاتة البعيدة وملازمة للأئمة الكبار، لا بد وأن يكون له مصنفات كبيرة في العلوم التي طلبها ولو لم يصل إلينا معظمها. فهناك نصوص كثيرة تدل وتؤكد على قوة تصانيفه وتنوعها، وعظم حجمها. فهذا الحافظ الخليلي صاحب الإرشاد يصفه بقوله: " ... فضائله أكثر من أن تعد، وفي تصانيفه لايوازيه أحد" (2) ولقد استفاد من مصنفاته الأئمة الذين أتوا من بعده وخاصة تلاميذه مثل البرذعي وابن أبي حاتم الذي قال عنه الخليلي: "أخذ علم أبيه وأبي زرعة وكان بحرا في العلوم، ومعرفة الرجال والحديث الصحيح من السقيم، وله من التصانيف ما هو أشهر من أن يوصف في الفقه والتواريخ، واختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار ... " (3) ويكاد لايوجد مصنف من مصنفات ابن أبي حاتم إلا وأقوال أبي زرعة وآراؤه فيه. في الجرح والتعديل، وعلل الحديث، والمراسيل، وبيان خطأ البخاري، واعتقاد أهل السنة، والتفسير وغير ذلك، ولا بد في هذا الموضع من ذكر أمر مهم يتعلق بأصول مؤلفات أبي زرعة حيث قال الخليلي في ترجمة ابن أبي حاتم: "ويقال إن السنة بالري ختمت به، وأمر بدفن الأصول من كتب أبي زرعة وأبي حاتم ووقف من الكتب تصانيفه وكان وصيه ابن الدرستيني" (4) وهو علي بن الحسين الدرستيني القاضي.
__________
(1) انظر: شرح علل الترمذي ص 274. وانظر: ص 278- 279.
(2) انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 6، في علماء الري.
(3) انظر: المصدر السابق في ترجمة ابن أبي حاتم وانظر: معجم البلدان ج 3 ص 120- 121.
(4) انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 6 في ترجمته.(1/183)
الرد على هذا الخبر:
إن هذا الخبر انفرد بذكره الخليلي في كتابه الإرشاد فقط، وأورده من غير إسناد. إضافة إلى ذلك ذكره بصيغة التمريض. لذا نستبعد صحته، وكان الأولى بابن أبي حاتم أن يفعل هذا بكتبه لايوقفها من بعده على طلبة العلم- والله أعلم- ابن الحسين الدرستيني القاضي- وهذا الخبر يحتاج إلى تأمل وتمحيص وهو يحتمل أحد أمرين لاثالث لهما.
إما أنه أمر بدفن الأصول في حالة روحية غمرته وأصبح مرهف الحساسية مشفقا عليهما، يخشى أن مصنفاتهما ليست لابتغاء وجه الله أو قد داخلها بعض الرياء. وهذا أمر قد حصل لعدد غير قليل من السلف الصالح رحمهم الله حيث كانوا لايعدون الحديث والتدوين من عدة الموتى لذا أوصى محمد بن العلاء الهمداني المتوفى سنة 248 هـ أن تدفن كتبه معه فدفنت (1) . قال أبو زرعة عن عطاء بن مسلم الخفاف: "كان من أهل الكوفة دفن كتبه ثم روى من حفظه فوهم، وكان رجلا صالحاً" (2) .
وقال العجلي عن يوسف بن أسباط الشيباني: "صاحب سند وخبر دفن كتبه وقال لايصلح فكبر عليها" (3) .
وإما أنه أمر بدفنها- أي الأصول- بعد أن ضمنها في كتبه التي صنفها فمن أراد كتب أبيه أو كتب أبي زرعة فعليه بمصنفاته باعتبار أن مصنفاته صارت الغاية في التصنيف، وهذا هو الاحتمال الراجح. وكذلك حفظ لنا البرذعي بعض مصنفات أبي زرعة، منها كتاب أسماء الضعفاء، وأجوبة أبي زرعة على أسئلته التي وجهها إليه في تجريح الرواة.
وفيما يلي تعداد لمؤلفات أبو زرعة وعرض لبعضها:
1- كتاب فوائد الرازيين:
ويبدو أن هذا الكتاب مؤلف من عدة أجزاء ضمنها فوائد حديثية رواها
__________
(1) انظر: تهذيب التهذيب ج 9 ص 386.
(2) انظر: تهذيب التهذيب ج 7 ص 211- 212.
(3) انظر: تهذيب التهذيب ج 11 ص 408.(1/184)
عن حفاظ الري، كل حافظ وفوائده. يقول البرذعي: "دفع إليّ أبو زرعة جزءا من فوائد الرازيين فنسخت منه ما نسخت وكان فيه أحاديث عن أحمد بن أبي سريج، وعمن دون أحمد، فلما أتيته بالكتاب قلت: لا أراك أدخلت في هذا الجزء محمد بن حميد يحتاج إلى جزء على حدة" (1) .
2- كتاب الفوائد (2) :
قال أبو حاتم حين كلامه عن إسماعيل بن قيس أبي مصعب الأنصاري: "وأتعجب من أبي زرعة حيث أدخل حديثه عن ابن عبد الملك ابن شيبة في فوائده ولا يعجبني حديثه" (3) .
3- كتاب الفضائل (4) .
4- كتاب أعلام النبوة أو (دلائل النبوة) : ذكره الحافظ ابن كثير في تاريخه المشهور فقال: "قال الإمام العالم الحافظ أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، نضر الله وجهه في كتاب دلاثل النبوة- وهو كتاب جليل ... " (5) وذكر حديثاً رواه أبو زرعة في كتابه هذا يتعلق بما شاهده النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به.
والكتاب يتعلق بمعجزات الرسول صلى الله عليه وسلم، كآية انشقاق
__________
(1) انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (24- أ-) ، ولا شك بأن ابن أبي حاتم قد ضمن كتابه الموسوم بفوائد الرازيين الفوائد التي جمعها وألفها أبو زرعة.
(2) انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (29- ب-) ، ويبدو أن هذا الكتاب قد ضمنه الفوائد التي رواها عن عامة شيوخه من غير أهل الري.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/193، وانظر كذلك ج1 / ق2/ 378- 379 حيث قال ابن أبي حاتم في ترجمة خليفة بن خياط العصفري: "انتهى أبو زرعة إلى أحاديث كان أخرجها في فوائده عن شباب العصفري فلم يقرأ علينا فضربنا عليه، وترك الرواية عنه".
(4) انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (29- ب-) .
(5) انظر: البداية والنهاية ج 4 ص 259- 260.(1/185)
القمر (1) ، وإضاءة عصا بعض الصحابة في ليلة ظلماء (2) ، وما سيكون من أحداث بعد وفاته ووقع.
وقد أورد أبو زرعة في كتابه ما صح من الروايات، وإذا ثبت لديه ضعف بعضها يضرب عليها ولا يحدث بها. قال البرذعي: "وشهدت أبا زرعة في كتاب أعلام النبوة على باب ما يعرف من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لعلي في الطائر أنه قال: "اللهم ائتني بأحب خلقك إليك" (3) ، فلم يقرأ علينا شيئا مما في الباب. وقال: "ليس فيه حديث صحيح"، ولقد ذكره السخاوي باسم (دلائل النبوة) (4) ، وذكر ابن أبي حاتم كتابا لأبي زرعة باسم (الدلالات) (5) ولعله نفس الكتاب واكتفى بهذه التسمية.
5- كتاب السير (6) .
6- كتاب المختصر (7) .
7- كتاب الزهد (8) .
__________
(1) انظر: المصدر السابق ج 6 ص 75.
(2) انظر: المصدر السابق ج 6 ص 278 وكذلك نقل عنه في ج 6 ص 283- 284 فيما خص به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وأمته.
(3) انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (30- أ-) وسيرد تخريج الحديث في موضعه.
(4) انظر: الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ ص 534.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 304 حيث قال بعد أن نقل قول أبي زرعة في يعلى بن الأشدق العقيلي (وقرأ علينا كتاب الدلالات فانتهى إلى حديثه فترك قراءته) .
(6) انظر: أجوية أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (29- أ-) .
(7) انظر: علل الحديث ج1 ص 46 حيث قال ابن أبي حاتم بعد أن نقل قول أبيه في حديث تعليم جبريل للنبي كيفية الوضوء "وقد كان أبو زرعة أخرج هذا الحديث في- كتاب المختصر-) عن ابن أبي شيبة، عن الأشيب، عن ابن لهيعة. فظننت أنه أخرجه قديما للمعرفة".
(8) انظر: الإصابة لابن حجر ج 7 ص 170 من ط البجاوي.(1/186)
8- كتاب الأطعمة (1) .
9- كتاب الفرائض (2) .
10- كتاب الصوم (3) .
11- كتاب الآداب (4) .
12- كتاب الوضوء (5) .
13- كتاب الشفعة (6) .
14- كتاب الأفراد (7) .
__________
(1) قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 2 ص 11 "قرأ علينا أبو زرعة كتاب الأطعمة فانتهى إلى حديث كان حدثهم قديماً إسماعيل بن أبان الوراق، عن عنيسة بن عبد الرحمن، عن علاق بن مسلم، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: "تعشوا ولو بكف من حشف فإن ترك العشاء مهرمة" قال أبو زرعة: "هذا حديث ضعيف ولم يقرأ علينا"، وانتهى أبو زرعة إلى حديث آخر عن إسماعيل بن أبان عن كثير بن سليم عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- "من أحب أن يكثر بركة بيته فليتوضأ إذا حضر غداه وإذا رفع" قال أبو زرعة: هذا حديث منكر" وامتنع من قراءته فلم يسمع منه". وانظر: كذلك ج 2 ص 23.
(2) انظر: علل الحديث ج 2 ص 51 حيث قال ابن أبي حاتم: "وانتهى أبو زرعة فيما كان يقرأ من كتاب الفرائض إلى حديث حماد بن سلمة، عن بديل بن ميسرة، عن علي بن طلق أو غيره عن رجل من أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: الخال مولى من لا مولى له يرث ماله ويفك عانه ... " وانظر كذلك ج 2 ص 53 حيث قال ابن أبي حاتم: "وسمعت أبا زرعة وقرأ علينا كتاب الفرائض فانتهى إلى حديث ... " وذكر الحديث. ثم قال ابن أبي حاتم: "فامتنع أبو زرعة من قراءته علينا ولم نسمعه منه".
(3) انظر: تقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ص 333.
(4) انظر: علل الحديث لابن أبي حاتم ج 2 ص 337.
(5) انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (39- ب-) .
(6) انظر: علل الحديث ج 1 ص 479 حيث قال ابن أبي حاتم بعد أن نقل قول أبي زرعة في حديث "الشفعة كحل العقال": "ولم يقرأه علينا في كتاب الشفعة وضربنا عليه"، وانظر كذلك: تهذيب التهذيب ج 9 ص 105.
(7) انظر: الإصابة لابن حجرج 3 ص 493 ط البجاوي في ترجمة ضمرة اليمامي.(1/187)
15- كتاب العلل: حيث أفرد فيه الكلام عن علل الأحاديث (1) .
16- كتاب الجرح والتعديل (2) .
ولقد اعترض بعض الأئمة على أبي زرعة في تأليفه هذا الكتاب، وقالوا ماهو إلا كتاب التاريخ الكبير للبخاري، (3) . قال الإمام الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد النيسابوري الكرابيسي المتوفى سنة 378 هـ: "كنت بالري وهم يقرؤون على ابن أبي حاتم كتاب الجرح والتعديل فقلت لابن عبدويه الوراق: هذه ضحكة أراكم تقرؤون كتاب التاريخ للبخاري على شيخكم على الوجه وقد نسبتموه إلى أبي زرعة وأبي حاتم، فقال: يا أبا أحمد إن أبا زرعة وأبا حاتم لما حمل إليهما تاريخ البخاري قالا: هذا علم لا يستغنى عنه، ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا، فأقعدا عبد الرحمن يسألهما عن رجل بعد رجل وزادا فيه ونقصا" (4) ، وزاد الخطيب في الخبر "ونسبه عبد الرحمن إليهما" (5) . وقال الحاكم أيضا في كتابه الكنى " ... وكتاب محمد بن إسماعيل في التاريخ كتاب لم يسبق إليه، ومن ألف بعده شيئا من التاريخ أو الأسماء أو الكنى لم يستغن عنه، فمنهم من نسبه إلى نفسه، مثل أبي زرعة، وأبي حاتم، ومسلم، ومنهم من حكاه عنه، فالله يرحمه فإنه الذي أصل الأصول" (6) ، وذكر الخليلي في الإرشاد نحو هذا الكلام (7) .
__________
(1) انظر: شرح العلل لابن رجب الحنبلي ص 59 وكان الخطيب البغدادي، يمتلك نسخة منه ورد بها دمشق. انظر: تسمية ما ورد به الخطيب دمشق رقم (85) لمحمد بن أحمد الأندلسي ط الترقي دمشق 1945م، وانظر: موارد الخطيب للدكتور أكرم العمري ص 322.
(2) انظر: شرح علل الترمذي ص 59.
(3) كتاب التاريخ الكبير للبخاري طبع بحيدر آباد في 8 أجزاء (4 مجلدات) ، 1941- 1945م، 1959 م (3 مجلدات) 1963 م.
(4) انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي ج 3 ص 978.
(5) انظر: موضح أوهام الجمع والتفريق ج1 ص 8- 9.
(6) انظر: طبقات الشافعية ج 2 ص 225- 226.
(7) انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 10، في علماء بخارى. والسنن الأبين لابن رشيد ص 131.(1/188)
والصواب أن أبا زرعة وأبا حاتم لما وقفا على كتاب التاريخ الكبير للبخاري وجدا فيه نقصا في بعض التراجم، من حيث ضبط الأسماء أو الكنى، أو منزلتهم في تحمل الحديث وروايته. ولما كانا يمتلكان القدرة على التمييز والفهم لمراد الأئمة في ألفاظهم التي استعملوها في تجريح الرواة وتوثيقهم، صنف كل منهما كتابا في الجرح والتعديل على نفس منهج البخاري، مع الزيادة في حجمه وبعض التغيير في هيكله، وضبط بعض الأسماء والكنى التي قد أخطأ فيها البخاري (1) حسب اجتهادهما ومن ثم جمع كتابيهما ابن أبي حاتم في كتابه المشهور المعروف بالجرح والتعديل (2) ، وأضاف إلى كتابيهما ما دوّنه عن شيوخه وما اجتهد به من أحكام على الرواة ومن يطيل النظر والدراسة لكتابه يجد مصداق ذلك. ولقد أحسن الحافظ ابن رجب في كلامه وحكمه على ذلك بقوله حين كلامه عن مصادر الترمذي في كتاب العلل: "وأما التواريخ والعلل والأسماء ونحو ذلك، فقد ذكر أن أكثر كلامه فيه استخرجه من كتاب تاريخ البخاري وهو كتاب جليل لم يسبق إلى مثله رحمه الله، ورضي عنه وهو جامع لذلك كله. ثم لما وقف عليه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان رحمهما الله صنفا على منواله كتابين: أحدهما: كتاب الجرح والتعديل، وفيه ذكر الأسماء فقط. وزاد على ماذكره البخاري أشياء من الجرح والتعديل وفي كتابيهما من ذلك شيء كثير لم يذكره البخاري (3) .
17- كتاب بيان خطأ أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه.
وهو عبارة عن كتاب صنفه أبو زرعة بعد اطلاعه على كتاب التاريخ الكبير للبخاري ضمنه الأخطاء والأوهام التي وجدها فيه. روى الخطيب بسنده إلى أبي علي صالح بن محمد الحافظ أنه قال: "قال لي أبو زرعة: يا أبا علي نظرت في كتاب محمد بن إسماعيل هذا أسماء الرجال فإذا فيه خطأ كثير، فقلت
__________
(1) ينقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل عن أبي زرعة في مواضع كثيرة ما يدل على مخالفته للبخاري. وانظر الكلام في بيان خطأ البخاري ص 226.
(2) كتاب الجرح والتعديل طبع بحيدر آباد في ثمانية أجزاء 1941م- 1953م.
(3) انظر: شرح علل الترمذي ص 59.(1/189)
له: بليته إنه رجل كل من كان يقدم عليه من العراق من أهل بخارى نظر في كتبهم، فإذا رأى اسما لايعرفه وليس عنده كتبه، وهم لايضبطون وتكون كتبهم غير منقوطة، فيضمه في كتابه خطأ-، وإلا فما رأيت خراسانيا أفهم منه لولا في لسانه وفي ذلك الكتاب أسام لاتعرف ولم يبين من روى عنهم، وعمن رووا، وأي شيء رووا، فيتحير الإنسان فيه. قال: وسألني خالد بن أحمد أبو الهيثم أن أنظر له شيئا في هذا الكتاب فأصحح له فنظرت فغيرت أشياء أخطأ فيه وصحف ورأيت محمد بن إسماعيل ببغداد يقرأ عليهم هذا الكتاب فقال: وإبراهيم بن شعيب روى عنه ابن وهب. فقلت له: إنما هو إبراهيم بن شعيث، ثم قلت له: أنت تنظر في كتب الناس فإذا مر بك اسم لاتعرفه أخذته والخطأ فيه من غيرك، لأنهم كانوا لايضبطون" (1) .
وأبو زرعة هو أول من صنف في بيان خطأ البخاري، ثم أبو حاتم ثم بعدهما ابن أبي حاتم. حيث صنف في الأخطاء كتابا (2) ضمنه تصويبات أبي زرعة وأبيه وقد ينبه في كل ترجمة فيما إذا اتفق والده مع أبي زرعة أو يخالفه وسماه بنفس اسم كتاب أبي زرعة. يقول ابن أبي حاتم في بدايته: "سمعت أبي يقول: قال أبو زرعة رضي الله عنهم: حمل إلى الفضل بن العباس المعروف بالصائغ كتاب التاريخ ذكر أنه كتبه من كتاب محمد بن إسماعيل البخاري فوجدت فيه ... " (3) وأخذ ينبه على ما رآه خطأ مع بيان الصواب عنده إلى آخر الكتاب، ولقد دافع عن كتاب التاريخ الكبير الخطيب البغدادي بعد اطلاعه على كتاب ابن أبي حاتم حيث يقول: "وقد جمع عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي الأوهام التي أخذها أبو زرعة على البخاري في كتاب مفرد ونظرت فيه فوجدت كثيرا منها لا تلزمه وقد حكى عنه في ذلك الكتاب أشياء هي مدونة في تاريخه على الصواب بخلاف الحكاية عنه، ومن العجب أن ابن أبي حاتم أغار على
__________
(1) انظر: موضح أوهام الجمع والتفريق ج 1 ص 7.
(2) كتاب بيان خطأ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه. لابن أبي حاتم طبع بحيدر آباد سنة 1961م.
(3) انظر: المصدر السابق ص 2.(1/190)
كتاب البخاري ونقله إلى كتابه في الجرح والتعديل وعمد إلى ما تضمنه من الأسماء فسأل عنها أباه وأبا زرعة ودوّن عنهما الجواب في ذلك ثم جمع الأوهام المأخوذة على البخاري وذكرها من غير أن يقدم ما يقيم به العذر لنفسه عند العلماء في أن قصده بتدوين تلك الأوهام بيان الصواب لمن وقعت إليه دون الانتقاص والعيب لمن حفظت عليه ونحن لا نظن أنه قصد غير ذلك فإنه كان بمحل من الدين، وأحد الرفعاء من أئمة المسلمين رحمة الله عليه وعليهم أجمعين" (1) ، ولقد أجاد الشيخ المعلمي اليماني رحمه الله- حيث أقرّ الخطيب على دفاعه وبرر انتقاد أبي زرعة ومن معه فقال بعد أن نقل عن البخاري إنه قال عن تاريخه (صنفته ثلاث مرات) : "ومعنى هذا أنه بدأ فقيد: التراجم بغير ترتيب ثم كرّ عليها فرتبها على الحروف ثم عاد فرتب تراجم كل حرف عل الأسماء: باب إبراهيم. باب إسماعيل ... الخ، هذا هو الذي التزمته ويزيد من الأسماء التي تكثر مثل محمد وإبراهيم فيرتب تراجم كل اسم على ترتيب الحروت الأوائل لأسماء الآباء ونحوها، وقال بعد نقله قول البخاري: "صنفت جميع كتبي ثلاث مرات" يعني والله أعلم أنه يصنف الكتاب ويخرجه للناس. ثم يأخذ يزيد في نسخته ويصلح ثم يخرجه الثالثة وهذا ثابت للتاريخ كما يأتي، ثم قال بعد كلام: "فإن ما تقدم من كلام أبي زرعة وصالح بن محمد الحافظ، وما جمعه ابن أبي حاتم من المآخذ على البخاري كان بالنظر إلى النسخة التي أخرجها البخاري أولا وبهذا يتضح السبب فيما ذكره الخطيب معترضا على ابن أبي حاتم قال: "وحكي عنه- أي عن البخاري- في ذلك الكتاب أشياء على الغلط هي مدونة في تاريخه على الصواب بخلاف الحكاية عنه فكلام ابن أبي حاتم كان بحسب النسخة التي أخرجها البخاري أولا وكلام الخطيب بالنظر إلى النسخة التي أخرجها ثانيا وهي رواية أبي أحمد محمد بن سليمان بن فارس الدلال النيسابوري المتوفى سنة 312 هـ ذكر الخطيب في الموضح أول اعتراضاته على البخاري إسناده إليه. وفي رواية ابن فارس هذه مواضع على الخطأ وهي في رواية محمد بن سهل بن كردي عن البخاري على الصواب- ثم قال اليماني- انظر: موضح الأوهام 7 و 9 و13 من أوهام البخاري مع تعليقي، فظهر أن
__________
(1) انظر: موضح أوهام الجمع والتفريق ج 1 ص 7- 8.(1/191)
رواية ابن فارس مما أخرجه البخاري ثانياً، ورواية ابن سهل مما أخرجه ثالثاً" (1) ومن يقرأ كتاب بيان خطأ أبي عبد الله ... لابن أبي حاتم يتضح له أن أبا زرعة صنف هذا الكتاب ثم بعده أبو حاتم وبعدهما ابن أبي حاتم وكذا في الجرح والتعديل فمثلا في ترجمة عاصم بن عمر بن الخطاب ابن أبي حاتم: "سئل أبو زرعة فقيل له أن محمد بن إسماعيل البخاري أخرج في كتابه عاصم بن عمرو ابن أبي أحمد القرشي الذي روى بكير بن الأشج عن محمد بن وهب عنه؟ قال أبو زرعة: إنما هو عاصم بن عمر بن الخطاب وابن أبي أحمد بن جحش) (2) وقال في ترجمة عبد الله بن ناسح الحضرمي: "كان البخاري أخرج هذا الاسم في باب النون ناسخ الحضرمي فغير أبي بخطه وقال إنما هو عبد الله بن ناسح الحضرمي، وكذلك أخرج أبو زرعة فيما أخرج عن خطأ البخاري هذا الاسم وقال كما قال أبي" (3) .
18- التفسير:
لقد عدّ الحافظ شمس الدين محمد بن علي الداودي المتوفى سنة 945 هـ أبا زرعة الرازي أحد المفسرين الذين عنوا بالتفسير وأفرد له ترجمة في كتابه طبقات المفسرين (4) ، ولقد استفاد أبو زرعة من كبار المفسرين وروى بعض
__________
(1) انظر: موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب ج 1 ص 10- 11.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/346.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/184- 185، وتعجيل المنفعة ص 16، وقال المحقق المعلمي في حاشية الورقتين 184- 185 من الجرح والتعديل: "والذي في الأصلين من تاريخ البخاري وكذلك طبع (ناشج) وبين ابن حجر في الإصابة والتعجيل على أن الراجح في هذا الإسم (ناسح) وأن البخاري وتابعه جماعة قال (ناسح) وفي التعجيل بعد كلام تلخص من هذا أن شرحبيل بن شفعة إنما روى عن ناسح والد عبد الله وإن عبد الله بن ناسح روى عنه الحسن بن أيوب وشريح ابن كسيب) وفي تبصير المنتبه بتحرير المشتبه ج 4 ص 1404 قال ابن حجر: "ناسح الحضرمي- بمهملتين- له صحبة. وابنه عبد الله بن ناسح، شيخ للحسن ابن أبوب الحضرمي". وانظر كذلك أمثلة أخرى في الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/322، ج 4/ ق 1/138، ج 4/ ق 1/358، ج 4/ ق1/ 138، ج 3/ ق 2/322.
(4) انظر: طبقات المفسرين للداودي ج 1 ص 369- 371.(1/192)
التفاسير المعتمدة عن التابعين ومن بعدهم ولقد اتبع منهج التفسير بالمأثور فيأخذ ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين وتابعيهم وكان يميّز الأحاديث الصحيحة عن الضعيفة الواردة في التفسير، ذكر عددا منها ابن أبي حاتم في علل الحديث (1) ، وهذا هو المنهج الصحيح إن أردنا أن نفسر القرآن الكريم تفسيرا خاليا من الأحاديث الضعيفة نقيا من الإسرائيليات. ولقد ضم ابن أبي حاتم قسما كبيرا من تفسير أبي زرعة في تفسيره (2) ، فبعض طرقه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) ، أو بعض الصحابة أو إلى التابعين أو تابعيهم. وهذه بعض الطرق التي روى أبو زرعة منها التفسير.
أ- تفسير السدي وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة المتوفى سنة 128 هـ. يرويه بالسند التالي: قال أبو زرعة: ثنا عمرو بن حماد بن طلحة
__________
(1) انظر: علل الحديث ج 2، علل أخبار في القرآن وتفسيره الأحاديث رقم 1647- 1649،1656، 1661، 1663- 1667، 1673، 1677، 1678، 1679، 1693، 1694، 1707، 1728، 1745- 1759، 1763، 1765، 1766، 1767، 1773، 1775- 1778، 1791، وبعض هذه الأحاديث تتعلق بأسباب النزول.
(2) ما وصل إلينا من تفسير ابن أبي حاتم محفوظ في دار الكتب بالقاهرة (2) 1 ص 36 تفسير (مجلدات 1، 7، 249 ورقة 293 ورقة، انظر فهرست معهد المخطوطات 1: 28) ، أيا صوفيا 175 (مجلد 2/205 ورقة 748 هـ) ، الظاهرية 7312 (مجلد 1، 101 ورقة، القرن السابع أو الثامن الهجري، انظر: عزت حسن 1: 183) وانظر تاريخ التراث ج 1 ص 448.
ووصل إلينا كذلك المجلد الثالث وفيه تفسير سورة المائدة من الآية (45) - الآية (33) من سورة الأنفال. والمجلد الرابع من الآية (34) من سورة الأنفال إلى- الآية (11) من سورة الرعد. والمجلدان في المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة ومنهما نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية تحت الأرقام 279- 286.
(3) انظر مثلا المواضع التالية في تفسير ابن أبي حاتم ج 1، ورقة (182- أ- ب) ، (203 - ب-) ، (210- أ-)(1/193)
القناد، المتوفى سنة 222 هـ، ثنا أسباط بن نصر الهمداني، المتوفى سنة 170 هـ عن السدي (1) .
ب- تفسير سعيد بن جبير الأسدي تلميذ عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر الذي قتله الحجاج سنة 95 هـ، يرويه بالسند التالي: قال أبو زرعة: ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، القرشي الحافظ المتوفي سنة 231 هـ، ثنا ابن لهيعة، وهو عبد الله بن لهيعة بن عقبة المصري الفقيه المتوفى سنة 174 هـ، عن عطاء بن دينار، الهذلي مولاهم أبو الزيات المصري، المتوفى سنة 126 هـ (2) ، عن سعيد بن جبير (3) .
ج- تفسير عطاء بن أبي رباح أسلم القرشي الذي أدرك مائتين من الصحابة، المتوفى سنة 114 هـ يرويه بالسند التالي: قال أبو زرعة: حدثنا صفوان، هو ابن صالح بن صفوان الثقفي الدمشقي، المتوفى سنة 237 هـ، ثنا الوليد بن مسلم القرشي الدمشقي الذي قال فيه أبو زرعة هو أعلم من وكيع بأمر المغازي المتوفى سنة 194 هـ، ثنا عثمان بن الأسود بن موسى المكي، المتوفى سنة 150 هـ، عن عطاء بن أبي رباح (4) .
(د) تفسير عبد الله بن عباس ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم. يرويه بالسندين التاليين:
قال أبو زرعة: ثنا منجاب بن الحارث بن عبد الرحمن التميمي الكوفي، المتوفى سنة 231 هـ، ثنا بشر بن عمارة الخثعمي المكتب الكوفي، عن أبي روق، عطية بن الحارث
__________
(1) انظر مثلا المواضع التالية من تفسير ابن أبي حاتم المجلد 1 ورقة (6- أ-) ، (6- ب-) 2، (7- ب-) 2، (8- ب-) ، (9- أ-) ، (12- أ-، ب) ، (13- أ- ب) ، (14 - ب-) ، (16- أ-) 2، (16- ب-) ، (18- ب-) ، (20- ب-) ، (21- أ- ب-) ، (24- ب-) ، (26- ب-) 2.
(2) قال أحمد بن صالح عنه: "من ثقات المصريين وتفسيره فيما يروي عن سعيد بن جبير صحيفة، وليست له دلالة على أنه سمع من سعيد بن جبير"، انظر: تهذيب التهذيب ج 7 ص 198.
(3) انظر: تفسير ابن أبي حاتم المواضع التالية في ج 1، ورقة (6- أ-) ، (9- ب-) ، (18 - أ-) ، (19- أ-) ، (22- ب-) .
(4) انظر: المصدر السابق ورقة (6- ب-، 7- أ-) .(1/194)
الهمداني الكوفي الذي ذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة وقال عنه هو صاحب التفسير (1) ، عن الضحاك بن مزاحم الهلالي الخراساني المتوفى سنة 105 هـ، عن ابن عباس (2) .
وقال أبو زرعة: ثنا ابن أبي شيبة، ثنا معاوية بن هشام القصار الأزدي الكوفي، المتوفى سنة 205 هـ، عن عمار بن رزيق الضبي التميمي، أبو الأحوص الكوفي، المتوفى سنة 159 هـ، عن عطاء بن أبي السائب ابن مالك الثقفي الكوفي، المتوفى سنة 137 هـ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس (3) .
هـ- تفسير قتادة ابن دعامة السدوسي، المتوفى سنة 118 هـ، يرويه بالسندين التاليين:
قال أبو زرعة: ثنا العباس بن الوليد الترسي البصري، المتوفى سنة 238 هـ، ثنا يزيد بن زريع التميمي، البصري الحافظ، المتوفى سنة 182 هـ، ثنا سعيد بن أبي عروبة العدوي البصري، المتوفى بحدود 156 هـ، عن قتادة السدوسي (4) .
وقال أبو زرعة: ثنا صفوان بن صالح الدمشقي، ثنا الوليد بن مسلم الدمشقي، ثنا ويقول تارة أخبرني سعيد بن بشير الأزدي، البصري المتوفى سنة 168 هـ، عن قتادة السدوسي (5) .
__________
(1) انظر: تهذيب التهذيب ج 7 ص 224..
(2) انظر: تفسير ابن أبي حاتم المواضع التالية: ورقة (9- أ- ب-) ، (10- أ-) ، (12 - أ-) 2، (15- أ-) ، (16- ب-) ، (21- أ-) ، (24- أ-) ، (26- ب-) .
(3) انظر: تفسير ابن أبي حاتم ج 1، ورقة (172- أ) ، ولا يمنع من وجود طرق أخرى عن ابن عباس لأنني ما تتبعت الأسانيد في جميع الكتاب بالتفصيل وكذا بالنسبة لغير ابن عباس الذين ذكرتهم والذين سأذكرهم. واكتفيت بهذه الأمثلة كنماذج.
(4) انظر: المصدر السابق ورقة (7- ب-) ، (19- ب-) .
(5) انظر: المصدر السابق ورقة (13- ب-) 2، (17- ب-) ، (19- ب-) ، (20 - أ-) 2، (22- أ-) ، (24- أ-) .(1/195)
وقال أبو زرعة: ثنا محمد بن المثنى، عن عبيد العنزي المتوفى سنة 252 هـ، ثنا معاذ بن معاذ بن نصر العنبري الحافظ البصري المتوفي سنة 196 هـ، عن ابن عون، أبو عبد الله الخراساني، المتوفى بين سنة 145- 150 هـ، عن محمد بن سيرين (1) .
ي- تفسير مكحول الشامي المتوفى بعد سنة 112 هـ، يرويه بالسند التالي:
قال أبو زرعة: ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، ثنا مروان بن معاوية بن الحارث الفزاري الكوفي، الحافظ المتوفى سنة 193 هـ، ثنا صبيح مولى بني مروان عن مكحول (2) .
ك- تفسير عكرمة بن خالد العاص، توفي بعد عطاء بن أبي رباح، أي بعد 114 هـ، يرويه بالسندين التاليين:
قال أبو زرعة: ثنا محمد بن أبي بكر المقدسي، ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد البصري الحافظ، المتوفى بحدود 189 هـ، عن مالك بن دينار، عن عكرمة (3) .
وقال أبو زرعة: ثنا محمد بن الصباح البزاز البغدادي، المتوفى سنة 227 هـ، ثنا إسماعيل بن زكرياء، عن محمد بن عون الخراساني، عن عكرمة (4) .
وكان حريصا على رواية التفاسير المعتمدة عن الثقات. يقول ابن أبي حاتم في ترجمة محمد بن المنهال الضرير البصري الحافظ المتوفى سنة 231 هـ "سمعت أبا زرعة يقول سألت محمد بن المنهال أن يقرأ عليّ تفسير أبي رجاء ليزيد بن زريع فأملى عليّ من حفظه نصفه ثم أتيته يوما آخر بعدكم فأملى عليّ من حيث انتهى فقال: خذ فتعجبت من ذلك وكان يحفظ حديث يزيد بن زريع" (5) .
__________
(1) انظر: المصدر السابق ورقة (173- أ-) .
(2) انظر: تفسير ابن أبي حاتم ج 1، ورقة (203- ب-) .
(3) انظر: المصدر السابق ورقة (9- ب-) .
(4) انظر: المصدر السابق ج 67 في تفسير سورة القصص تلك الدار الآخرة.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 92، وتهذيب التهذيب ج 9 ص 476.(1/197)
وكذلك أخذ التفسير عن محمد بن يزيد الأسفاطي (1) ، البصري، وكان يحفظ مائة وأربعين ألف حديث في التفسير والقراءات، ومن كانت هذه حصيلته، كان له القدرة على فهم كتاب الله فهما صحيحا.
19- أجوبته على أسئلة البرذعي (في الضعفاء) (2) .
20- كتاب أسماء الضعفاء (3) .
21- أجوبته على أسئلة البرذعي (في الثقات) :
يقول البرذعي: "وسألته بعد هذا عن قوم مدحهم، فأجابني بما ضمنته غير هذا الموضع" (4) .
22- كتاب الصحابة:
من مجموع النصوص التي وقفت عليها والمتعلقة بالصحابة لعلها تدل على أن أبا زرعة الرازي أفرد الصحابة رضي الله عنهم بمصنف. ويبدو لي من النصوص أنه ضمنه الكلام عن منزلة الصحابة، ومكانتهم، وعددهم، والحكم بزندقة من جرحهم، وتمييز الصحابي عن التابعي. قال ابن حجر في ترجمة مسلم بن الحارث التميمي: "وصحح البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان والترمذي وابن قانع وغير واحد أن مسلم بن الحارث هو صحابي ... " (5) .
ويدل على إحاطته بمعرفة الصحابة ما رواه الثقات عنه "أن رجلا سأله فقال له: يا أبا زرعة، أليس يقال حديث النبي صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف حديث؟ قال: ومن قال ذا؟ قلقل الله أنيابه، هذا قول الزنادقة، ومن يحصي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
(1) انظر: تقدمة الجرح والتعديل ص 357.
(2) وسأتناوله بالدراسة في التمهيد للباب الثاني.
(3) وسأتناوله بالدراسة في التمهيد للباب الثاني.
(4) انظر: أجوبته على أسئلة البرذعي ورقة (11- أ- ب-) .
(5) انظر: تهذيب التهذيب ج 10 ص 125، وانظر كذلك: تهذيب التهذيب ج 8 ص 351، وانظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 288، ج 1/ ق1/149، 282، 306، ج 1/ ق2/22، 88، 228، 239، ج2/ ق2/107، وانظر: الإصابة ج 4 ص152.(1/198)
عن مائة ألف وأربعة عشر ألفا من الصحابة ممن روى عنه وسمع منه. قيل: يا أبا زرعة، هؤلاء أين كانوا وسمعوا منه (1) ؟ قال: أهل المدينة وأهل مكة ومن بينهما والأعراب ومن شهد معه حجة الوداع" (2) .
وأما حكمه بالزندقة على من يجرح الصحابة، فقد روى الخطيب بسنده إليه أنه قال: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاعلم إنه زنديق، وذلك أن الرسول حق والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة (3) ، ومما يدل على تمييزه ودقة معرفته نراه يحكم على بعض الرواة بقوله: "ليست له صحبة" (4) ، ويقول تارة عن بعضهم: "له صحبة قديمة" (5) ، ويقول: "لا يسمى وهو صحابي في الصحابة" (6) أو يقول عن البعض: "هو من التابعين" (7) ولم ينس الصحابيات
__________
(1) انظر: التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح ص 305- 306، وقد عقب العراقي على هذا النص بقوله: "وفي هذا التحديد بهذا العدد المذكور نظر كبير، وكيف يمكن الاطلاع على تحرير ذلك مع تفرق الصحابة في البوادي والقرى والموجود عن أبي زرعة بالأسانيد المتصلة إليه ترك التحديد في ذلك وأنهم يزيدون على مائة ألف كما رواه أبو موسى المديني في ذيله على الصحابة لابن مندة بإسناده إلى أبي جعفر أحمد بن عيسى الهمداني قال: قال أبو زرعة الرازي توفي النبي- صلى الله عليه وسلم-، ومن رآه وسمع منه زيادة على مائة ألف إنسان من رجل وامرأة، وكل قد روى عنه سماعا أو رؤية انتهى ... " وانظر كذلك: فتح المغيث ج 4 ص 39، الإصابة ج 1 ص 3- 4 ط السعادة بمصر، وتلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي ص 103، ومحاسن الاصطلاح للبلقينى ص432.
(2) انظر: الكفاية للخطيب ص 97، وتاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة أبي زرعة، وتهذيب الكمال للمزي ورقة (442- أ-) والإصابة ج 1 ص 11.
(3) انظر: الكفاية للخطيب ص 97، وتاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة أبي زرعة، وتهذيب الكمال للمزي ورقة (442-أ-) والإصابة ج 1 ص 11.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/448، 363، ج 3/ ق 1/ 0 2 1، ق 2/
162، والإصابة ج 2 ص 60.
(5) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 54.
(6) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 351، 374، 387، وانظر: تعجيل المنفعة ص310، والجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 390، 405.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 390، 415، وتهذيب التهذيب ج 5 ص 81، والإصابة ج 5 ص 40 وقد يكون صنف في التابعين أيضاً. وانظر: ج 4/ ق 1/290 من الجرح والتعديل حيث قال ابن أبي حاتم عن محمود بن لبيد: "قال البخاري له صحبة وأبو زرعة يقول روى عن ابن عباس" وقال في ج 2/ ق2/ 262 "قال عنه أبو زرعة: عبد الرحمن بن عسيلة توفي النبي- صلى الله عليه وسلم - وهو بالجحفة، وقدم المدينة، ولم يلحق النبي- صلى الله عليه وسلم(1/199)
رضي الله عنهن فقد أولاهن حضنهن بالمعرفة والإحاطة، فمثلا يقول عن أم خالد فيما نقله عنه ابن أبي حاتم: "اسمها أمة وتكنى بأم خالد، وكانت تحت الزبير وهي ابنة خالد بن سعيد بن العاص بن أمية. وقال- أي ابن أبي حاتم- سمعت أبا زرعة يقول: أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص الأكبر اسمها أمة، صح لها عن النبي صلى الله عليه رسلم أحاديث، وسعيد بن العاص مات في الجاهلية بين الطائف ومكة وهي امرأة الزبير كان خالد بن الزبير ولد منها، ولدته بأرض الحبشة" (1) .
23- المسند:
لقد صنف كثير من الحفاظ والمحدثين المسانيد قبل عصر أبي زرعة وفي عهده من شيوخه وأقرانه، وبعد طبقته. والمسانيد كما يقول الكتاني: "جمع مسند وهي الكتب التي موضوعها جعل حديث كل صحابي على حدة. صحيحا كان أو حسنا أو ضعيفاً، مرتبين على حروف الهجاء في أسماء الصحابة، كما فعله غير واحد، وهو أسهل تناولاً، أو على القبائل أو السابقة في الإسلام، أو الشرافة النسبية، أو غير ذلك، وقد يقتصر في بعضها على أحاديث صحابي واحد، كمسند أبي بكر، أو أحاديث جماعة منهم، كمسند الأربعة أو العشرة أو طائفة مخصوصة، جمعها وصف واحد، كمسند المقلين، ومسند الصحابة الذين نزلوا مصر، إلى غير ذلك (2) ، وذكر الكتاني مسند أبي زرعة ضمن المسانيد التي ذكرها (3) . ولم أعثر على نسخة من مسند أبي زرعة- رغم تتبعي وبحثي في فهارس المخطوطات- وهو من جملة مصنفاته المفقودة، وأود في هذه المناسبة أن أنبه إلى وهم وقع فيه بروكلمان حيث قال في تاريخ الأدب العربي ج 3/ 310 حين كلامه عن مسند أحمد (وتوجد أقسام متفرقة منه من مسند الشاميين؛
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 462.
(2) انظر: الرسالة المستطرفة ص 60- 61.
(3) انظر: الرسالة المستطرفة ص 64.(1/200)
برلين 1259، كوبريلي 412- 416 (برواية أبي زرعة المتوفى 276 هـ، والصواب. أنه توفي سنة 264 هـ وانظر طبقات الحفاظ للسيوطي 9/ 78، أو هو كتاب مستقل لتلميذه المذكور) ، ولم يتابعه الأستاذ سزكين في هذا بل نسبه للإمام أحمد (1) ، ووهم صاحب فهرس المخطوطات المحفوظة في مكتبة كوبريلي زادة (2) حيث ذكره في كتب الحديث باسم (مسند الشاميين) ونسبه لأبي زرعة ولم يذكر نسبه، وأعطى لأجزائه الأرقام التالية: 412، 413، 414، 415، 416، ولقد كتبت إلى أحد الإخوة من طلبة العلم الأتراك كي يصف لي الكتاب المعطى لأجزائه الأرقام السابقة فاستجاب مشكورا ورد على رسالتي برد (3) ضمنه وصفا دقيقا لهذه الأجزاء التي تدل بكل وضوح ودون لبس على أنها أجزاء من مسند الإمام أحمد رحمه الله والجزء الأول ورقمه (412) والسادس ورقمه (414) ويتضمنان مسند الشاميين، والجزء الثاني ورقمه (413) يتضمن مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه والجزء الثامن ورقمه (415) يتضمن مسند الأنصار وغيرهم من القبائل، والجزء الخامس ورقمه (414) يتضمن مسند أبي قتادة الأنصاري وغيره، والجزء التاسع ورقمه (416) يتضمن مسند صفوان المرادي. وهذه النسخة من المسند مروية بالسند التالي مما رواه عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل عن أبيه، رواية أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي عنه، رواية أبي علي الحسن بن علي بن المذهب عنه، رواية أبي القاسم هبة الله بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني. وهذا السند كتب على الأجزاء المذكورة ولا يوجد فيها أي إشارة إلى أن أبا زرعة هو الذي رواها.
وأما النسخة التي أشار إليها بروكلمان في مكتبة برلين الغربية فقد اطلعت عليها في صيف عام 1399 هـ، فتبين أنها مسند الشاميين من مسند
__________
(1) انظر: fuat sezcin geschichte des Arabischen Schrifttums
band (I) : Leiden
(2) انظر: فهرس المخطوطات المحفوظة في مكتبة كوبريلي زاده ط سنة 1303 هـ في استانبول 6 ص 25.
(3) استلمت رسالته بتاريخ 11/ 3/ 1976.(1/201)
أحمد بن حنبل أيضاً وبرواية القطيعي، ورواه عنه ابن المذهب، وعن ابن المذهب رواه ابن الحصين الشيباني.
ومن خلال النصوص التي جمعتها والمتعفقة بالمسند يبدو أن أبا زرعة رتّب مسنده على حسب المدن التي نزلها الصحابة رضي الله عنهم بعد أن أورد أحاديث العشرة ثم المهاجرين، ثم الأنصار وهكذا، أو يبدو أن له أكثر من مسند يتضمن مجموع الصحابة وآخر يتعلق بالشاميين- والله أعلم- لما لهم من أهمية وهذه بعض النماذج التي تلقي ضوءاً على منهجه.
مسند ابن عمر. قال ابن أبي حاتم: "وانتهى أبو زرعة في مسند ابن عمر إلى حديث لإسماعيل بن إبراهيم بن هود فقال: اضربوا عليه ولم يقرأه" (1) .
مسند المصريين. قال ابن أبي حاتم في ترجمة أبي اليقظان "أخرج أبو زرعة لأبي اليقظان هذا الحديث الواحد في مسند المصريين" (2) ، والحديث "أبشروا فوالله لأنتم أشدّ حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تروه من عامة من رآه".
مسند البصريين. قال ابن أبي حاتم في ترجمة قبيصة بن وقاص، السلمي، البصري "أدخله أبو زرعة في مسند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين سكنوا البصرة ولا نعرف له غير هذا الحديث الواحد.." (3) ، أي حديث "يكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة ... ".
مسند الشاميين. قال ابن أبي حاتم في ترجمة عروة بن مغيث: "وضبطه ابن حجر باسم معتب) الأنصاري (أخرج اسمه أبو زرعة في مسند
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 157- 158، وانظر فيما يتعلق بمسند ابن عمر في الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 253 في ترجمة عبد الرحمن بن عبد الله العمري حيث قال ابن أبي حاتم: "سئل أبو زرعة عنه فقال: (هو متروك الحديث، وترك قراءة حديثه في مسند ابن عمر ولم يقرأه علينا".
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 460 وانظر أيضا فيما يتعلق بمسند المصريين ج 1/ ق 1/ 290 من الجرح والتعديل في ترجمة أُبي بن عمارة الأنصاري.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 124.(1/202)
الشاميين" (1) ، وقال في ترجمة فرات بن ثعلبة البهراني: "شامي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أدخله أبي في مسند الوحدان، وأدخله أبو زرعة في مسند الشاميين ولم يذكر فيما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم لقياً ولا سماعاً" (2) .
وقال في ترجمة شرحبيل بن أوس: شامي، ويقال أوس بن شرحبيل، وشرحبيل بن أوس أشبه له صحبة، وقال: "رأيت في كتاب أبي زرعة بخطه قد أخرج في مسنده، شرحبيل بن أوس ثم أخرج في آخر أحاديث شرحبيل حديث الزبيدي- أي محمد بن الوليد الزبيدي، عن عياش عن مؤنس، عن نمران- كتبه، ولم يترجم لأوس بن شرحبيل في مسند الشاميين" (3) ، ومن النصوص التي تتعلق بعموم الذين خرج أحاديثهم دون تعيين المدن التي نزلوها ما قاله ابن أبي حاتم في عبد الله بن خنبش ويقال عبد الرحمن بن خنبش- قال أبو محمد- وهو أصح وذلك أن أبا زرعة ترجم له في كتاب المسند عبد الرحمن بن خنبش روى عن النبي صلى الله عليه وسلم (4) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 395، والإصابة ج 2 ص 478، وانظر نصوصاً أخرى تتعلق بمسند الشاميين في ج 2/ ق 1/150، 210، ج 4/ ق 1/440، 458، تعجيل المنفعة ص 275، الإصابة ج 2 ص 143.
(2) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 79.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/337- 338.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 43، وقال ابن حجر في الإصابة ج 4 ص 300- 301 في ترجمة عبد الرحمن (أخرجه أبو زرعة الرازي في مسنده فيمن اسمه عبد الله) ، وانظر: تعجيل المنفعة ص 166.(1/203)
الفصل السابع: حفظه، ومكانته بين العلماء
1- حفظه
إن من أهم المميزات التي تميز بها محدثنا هي الحفظ، ولقد شهد بذلك الأئمة الحفاظ من شيوخه، وأقرانه، وتلاميذه، وهذه جملة من أقوالهم.
قيل لأبي بكر بن أبي شيبة (1) : "من أحفظ من رأيت؟ قال: ما رأيت أحدا أحفظ من أبي زرعة الرازي" (2) .
وقال ابن وارة: سمعت إسحاق بن راهوية يقول: "كل حديث لا يعرفه أبو زرعة فليس له أصل" (3) .
__________
(1) (خ م دس ق) الحافظ عديم النظير الثبت النحرير عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم، العبسي مولاهم الكوفي، صاحب المسند، والمصنف وغير ذلك توفي سنة 235 هـ. انظر: تذكرة الحفاظ ج 2 ص 432- 433.
(2) انظر: مقدمة الكامل لابن عدي ص 212، وتاريخ بغداد ج 10 ص 331، والمنتظم ج 5 ص 47، وطبقات الحنابلة ج 1 ص 201، وطبقات المفسرين ج1 ص 370 والإرشاد ج 6، في علماء الري، وتاريخ دمشق، وشرح علل الترمذي: 191.
(3) انظر: شرح علل الترمذي ص 191، ومقدمة الكامل ص 212، وتاريخ بغداد ج 10 ص 332، والمنتظم ج 5 ص 47 وطبقات الحنابلة ج 1 ص 201، والمنهج الأحمد ج 1 ص 149، والإرشادج 6، في علماء الري، وتاريخ دمشق، وتهذيب الكمال ورقة (442- أ) .(1/205)
وقال أحمد بن حنبل: "ماجاوز الجسر أفقه من إسحاق بن راهويه، ولا أحفظ من أبي زرعة" (1) .
وقال أبوحاتم: "رحم الله أبا زرعة كان والله مجتهدا في حفظ آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم" (2) .
وقال أبو يعلى الموصلي (3) : "ما سمعنا بذكر أحد في الحفظ إلا كان اسمه أكثر من رؤيته إلا أبا زرعة الرازي فإن مشاهدته كانت أعظم من اسمه، وكان لايرى أحدا ممن هو دونه في الحفظ، أنه أعرف منه، وكان قد جمع الأبواب، والشيوخ والتفسير، وغير ذلك، وكتبنا بانتخابه بواسط ستة آلاف" (4) .
وقال يحيى بن مندة (5) : "قيل أحفظ الأمة أبو هريرة، ثم أبو زرعة الرازي" (6) .
ولقد اندهش من حفظه الغزير أحد المحدثين فقال: "ما ولدت حواء قط أحفظ من أبي زرعة" (7) .
__________
(1) انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 328، وتاريخ دمشق، والإرشاد ج 6، في علماء الري، وتهذيب الكمال ورقة (442-) ، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31- 532 وطبقات الحنابلة ج1 ص 200، والمنهج الأحمدج 1 ص 149، والمنتظم ج 5 ص 47.
(2) انظر: تهذيب الكمال للمزي ورقة (442 ط) ، وتاريخ دمشق.
(3) أبو يعلى الموصلي الحافظ الثقة محدث الجزيرة أحمد بن علي بن المثنى التميمي صاحب المسند الكبير وقد خرج لنفسه معجم شيوخه في ثلاثة أجزاء توفي سنة 307 هـ. انظر: تذكرة الحفاظ ج 2 ص 707-708.
(4) انظر: مقدمة الكامل ص 213، وشرح علل الترمذي ص 192، وتاريخ بغداد ج 10 ص 334، والإرشاد ج 6، في علماء الري والمنتظم ج 5 ص 47.
(5) ابن مندة: الحافظ العالم المسند أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب الأصبهاني ثقة، حافظ، مكثر، صدوق كثير التصانيف ت 411 هـ. تذكرة الحفاظ ج 4 ص 1250.
(6) انظر: شرح علل الترمذي ص 192.
(7) انظر: شرح علل الترمذي ص 192. وقد بالغ في قوله هذا، لأن أبا زرعة نفسه قال: "كان أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث فقيل: ما يدريك؟ قال: ذاكرته فأخذت عليه الأبواب. وسئل أبو زرعة: أنت أحفظ أم أحمد؟ قال: بل أحمد. قالوا: كيف؟ قال: وجدت كتب أحمد بن حنبل ليس فيها في أوائل الأجزاء ترجمة أسماء المحدثين الذين سمع منهم، فكان يحفظ كل جزء ممن سمعه، وأنا لا أقدر على هذا ... ) وقال غير هذا في حفظه. انظر: شرح علل الترمذي ص 182 وغيره.(1/206)
أما مقدار الأحاديث التي حفظها فقد ورد عن إمام أهل السنة أحمد ابن حنبل أنه قال: "صح من الحديث سبعمائة ألف حديث وكسر، وهذا الفتى- يعني أبا زرعة- قد حفظ ستمائة ألف" (1) .
وقال الحافظ البيهقي معقبا على قول أحمد: "إنما أراد ما صح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقاويل الصحابة، وفتاوى من أخذ عنهم من التابعين" (2) .
وقال أبو بكر محمد بن عمر الرازي الحافظ: "لم يكن في هذه الأمة أحفظ من أبي زرعة، كان يحفظ سبعمائة ألف حديث، وكان يحفظ مائة وأربعين ألفا في التفسير والقراءات.." (3) .
وقال الحافظ يحيى بن مندة: "وبلغني بإسناد هو لي مسموع أن أبا زرعة قال: أنا أحفظ ستمائة ألف حديث صحيح، وأربعة عشر ألف إسناد في التفسير، والقراءات، وعشرة آلاف حديث مزورة، قيل له: ما بال المزورة تحفظ؟ قال: إذا مرّ بي منها حديث عرفته" (4) ، وبهذا يتضح لنا أن قوله موافق لشهادة أحمد في مجموع الأحاديث التي حفظها وهي ستمائة ألف، حديث صحيح.
أما في التفسير، والقراءات فكان يحفظ أربعة عشر ألف إسناد، وقد
يدخل فيها أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وآثار الصحابة رضي الله عنهم، ومن بعدهم من التابعين، ولعل الحافظ البيهقي قد وهم في إحصائها مع جلالة منزلته لأن فتاوى التابعين لاتعتبر من الحديث الصحيح. وأما قول
__________
(1) انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 332، وطبقات الحنابلة ج 1 ص 201، والمنتظم ج 5 ص 47، والأنساب للسمعاني ج 6 ص 36، وتهذيب الكمال ورقة (442 ط) ، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 33، والمنهج الأحمد ج 1 ص 149، وسير أعلام النبلاء في ترجمته.
(2) انظر: تاريخ دمشق، وتهذيب الكمال ورقة (442- أ) ، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 33.
(3) انظر: تهذيب الكمال ورقة (442- أ) .
(4) انظر: شرح علل الترمذي ص 192.(1/207)
الحافظ أبي بكر محمد بن عمر الرازي فقد خالف ماصرح به أبو زرعة نفسه، الذي وافق فيه أحمد، ولقد روى الخطيب البغدادي بسنده الى أم عمرو بنت شمر أنها قالت: "سمعت سويد بن غفلة يقرأ (وعيس عين) ، يريد حورعين. قال صالح: ألقيت هذا على أبي زرعة فبقي متعجباً. وقال: أنا أحفظ قي القراءات عشرة آلاف حديث. قلت: فتحفظ هذا؟ قال: لا" (1) أقول: فلعله زاد في حفظه لها بعد هذه الحادثة فأصبح يحفظ المقدار الذي صرح به- والله أعلم.
ومن الطريف ما ذكره الخطيب بسنده إلى أبي العباس محمد بن جعفر الرازي أنه قال: "سئل أبو زرعة الرازي عن رجل حلف بالطلاق إن أبا زرعة يحفظ مائتي ألف حديث، هل حنث؟ فقال: لا، ثم قال أبو زرعة: أحفظ مائتي ألف كما يحفظ الإنسان قل هو الله أحد، وفي المذاكرة ثلاثمائة ألف حديث" (2) .
لذا يعد من الحفاظ القلائل الذين حفظوا هذا القدر العظيم من كلام النبوة، كابن أبي شيبة، والبخاري، وإبراهيم بن موسى الرازي، وغيرهم حتَّى إن الإمام أحمد صرح بحفظه وسرده للأحاديث من بين أقرانه فقد سأله ابنه عبد الله: "يا أبت من الحفاظ؟ قال: يا بني شباب كانوا عندنا من أهل خراسان، وقد تفرقوا. قلت: من هم يا أبت؟ قال: محمد ابن إسماعيل ذاك البخاري، وعبيد الله بن عبد الكريم ذاك الرازي، وعبد الله بن عبد الرحمن ذاك
__________
(1) انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 328، وتهذيب الكمال ورقة (442- أ) ، وتاريخ دمشق، وسير أعلام النبلاء، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 32، وطبقات المفسرين ج 1 ص370.
(2) انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 335، وتاريخ دمشق، وتهذيب الكمال ورقة (442- أ) ، والمنتظم ج 5 ص 47، وحكم الذهبي على هذه الحكاية بالإرسال.
انظر: سير أعلام النبلاء، ولقد ذكرها ابن عدي صاحب الكامل عن أبيه، حيث كان ضمن القوم الذين ذهبوا إلى أبي زرعة كي يستفتوه. ولعلها حادثة أخرى لأنه لم يذكر مقدار الحفظ. انظر: مقدمة الكامل ص 213، وشرح علل الترمذي ص 191، وطبقات الشافعية للسبكي ج 1 ص 65.(1/208)
السمرقندي، والحسن بن شجاع ذاك البلخي" (1) ، ثم قال له: "يا أبت: فمن أحفظهم؟ قال: أسردهم أبو زرعة، وأعرفهم محمد بن إسماعيل، وأتقنهم عبد الله، وأجمعهم للأبواب الحسن" (2) .
وإذا أردنا أن نعرف الوسائل التي اتبعها محدثنا حتى وصل إلى هذه المنزلة الرفيعة في الحفظ فهي بلاشك تقوى الله، والتقرب إليه بالنوافل والطاعات. قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} (3) ، ودعاء المخلصين من شيوخه، والصالحين الذين صحبهم، ولما كان الجزاء من جنس العمل، فكان يترك الرذائل، ويصون سمعه عن الباطل أكرمه الله بالحفظ المتواصل، فقد ذكر الخطيب البغدادي عنه أنه قال: "ما سمعت أذني شيئاً من العلم إلا وعاه قلبي، وإني كنت أمشي في سوق بغداد فأسمع من الغرف صوت المغنيات، فأضع أصبعي في أذني مخافة أن يعيه قلبي" (4) . ولقد كان شديد التعاهد لمذاكرة تراث المصطفى صلى الله عليه وسلم. يقول أبو زرعة لأحد أصحابه: "إذا مرضت شهرا أو شهرين تبين علي في حفظ القرآن، وأما الحديث فإذا تركته أياما تبين علي ثم قال أبو زرعة: ترى قوما من أصحابنا كتبوا الحديث تركوا المجالسة منذ عشرين سنة أو أقل إذا جلسوا اليوم مع الأحداث كأنهم لا يعرفون ولا يحسنون الحديث. ثم قال: الحديث مثل الشمس إذا جلس من الشرق خمسة أيام لا يعرف فهذا الشأن تحتاج أن تتعاهده أبدا" (5) ولقد كان من حرصه على الحفظ أن ترك أكل الجبن والخل لما كان يشيع في عصره من سوء أثرهما على الحفظ.
__________
(1) انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 327، وتاريخ دمشق، والأنساب ج 6 ص 35، وطبقات الحنابلة ج 1 ص 200، وتهذيب الكمال ورقة (442- أ-) ، وانظر كذلك: تاريخ بغداد ج 2 ص 21 حيث ذكر نحو هذا النص وطبقات الشافعية ج 2 ص 220، وسير أعلام النبلاء في ترجمة أبي زرعة.
(2) انظر: تهذيب التهذيب ج 2 ص 283.
(3) سورة البقرة: آية 281.
(4) انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 332، وتاريخ دمشق، وتهذيب الكمال ورقة (442- أ) ، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 32، والمنتظم ج 5 ص 48.
(5) انظر: سير أعلام النبلاء في ترجمته.(1/209)
يقول ابن أبي حاتم: "وكان أبو زرعة لا يأكل الجبن ولا الخل" (1) ولقد استطاع - رحمه الله- ملازمة هذا المنهج حتى بقي حافظا متمتعا بذاكرة قوية حتى إنه كان يقول: "إن في بيتي ما كتبته منذ خمسين سنة، ولم أطالعه منذ كتبته، وإني أعلم في أي كتاب هو، في أي ورقة هو، في أي صفحة هو، في أي سطر هو" (2) .
وحتى وهو في النزع بلّغ حديثا من حفظه لما توقف أقرانه من الحفاظ في إسناده (3) ، والأمثلة على حفظه وقوة ذاكرته كثيرة (4) .
2- مكانته بين العلماء
لقد تمتع محدثنا الرازي بمكانة مرموقة بين علماء عصره، حازت السبق والتفوق على أقرانه، وانتشر ذكره وذاع صيته في كل مركز علمي يدخله، وما من حافظ كبير وإمام جليل يلتقي به إلا ترجم حبه له وإعجابه به، بآيات من الثناء العاطر والشكر المتواصل، وأخذ حبهم وتقديرهم لأبي زرعة يزداد كلما ازداد طلبا للحديث وتمسكا به والذب عنه، وأهلته إحاطته بعلوم السنة الشريفة، ومعرفته بدقائق رواياتها لأن يكون حكما بين المحدثين إذا اختلفوا. وأقواله في الرواة أساسا اذا جرحوا أو عدلوا. ولم يقتصر هذا على تلاميذه بل
__________
(1) انظر: المصدر السابق، ولقد كان غيره من المحدثين يفعل ذلك، حتى إنهم كانوا يحملون الزبيب هدية لأطفالهم لأنه ينشط الفكر على ما شاع عن بعض كبار المحدثين والحفاظ. انظر: الآداب الشرعية والمنح المرعية لابن مفلح المقدسي ج 3 ص 28، وزاد المعاد لابن القيم ج1 ص 168.
(2) انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 332، والمنتظم ج 5 ص 48، وتاريخ دمشق، وطبقات الحنابلة ج 1 ص 201، والمنهج الأحمد ج1 ص 149، وتهذيب الكمال ورقة (442- ب) ، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 33.
(3) سأذكر الخبر كاملاً في وفاته.
(4) انظر: تاريخ بغداد ج10 ص 331، ومقدمة الجرح والتعديل ص 333، وتهذيب الكمال ورقة (442- ب) وغير ذلك.(1/210)
عم أقرانه وشيوخه، وليس هذا في حدود الري بل في البلاد الأخرى أيضا حتى إن إمام السنة أحمد بن حنبل كان يقتصر على أداء الفرائض حينما ينزل عنده أبو زرعة في زياراته لبغداد حرصا على مذاكرته، وصحح أحاديث كان مترددا في ثبوتها بمعرفته، وكثيرا ما كان يحتكم أقرانه إليه ليميّز لهم الأحاديث المعللة من الصحيحة (1) ، حتى إن الحافظ محمد بن مسلم بن وارة كان يسأله عن بعض ما يخفى عليه من فقه الحديث وغريبه، من ذلك ما ذكر عنه أنه قال: "مازلت أستجفي عائشة رضي الله عنها في قولها لرسول الله صلى الله عليه وسلم: وبمنة الله لا بمنتك" حتى سألت أبا زرعة الرازي فقال: وآت الحمد أهله" (2) ولقد كان العلماء يطمئنون للأثر أو الخبر بمجرد إقرار أبي زرعة له، فقد أورد ابن الصلاح في مقدمته خبرا يتعلق بتحديد مفهوم الصحبة والصحابي ثم قال: "إسناده جيد حدث به مسلم بحضرة أبي زرعة" (3) .
ويرجع الفضل إليه في خلو صحيح مسلم من الأحاديث المنتقدة. يقول ابن الصلاح: "ومما جاء في فضل صحيح مسلم ما بلغنا عن مكي ابن عبدان أحد حفاظ نيسابور أنه قال: سمعت مسلما يقول: عرضت كتابي هذا على أبي زرعة الرازي فكل ما أشار أن له علة تركته، وكل ما قال إنه صحيح وليس له علة خرجته" (4) .
وهذه طائفة من نصوص التقدير والإعجاب التي توضح وتبين لنا مكانة محدثنا بين علماء عصره. قال أبو زرعة: سمعت إبراهيم بن موسى يقول لي: "أجد منك ريح الولد" (5) أي يحبه كحبه لأولاده.
__________
(1) انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 330- 331، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 33 ومقدمة الجرح والتعديل، ص 337.
(2) انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان ج 3 ص 17.
(3) انظر: التقييد والإيضاح ص 299.
(4) انظر: صحيح مسلم بشرح النووي ج 1 ص 15 وكذا في ص 26.
(5) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 342.(1/211)
قال إسحاق بن راهويه: "كل حديث لا يعرفه أبو زرعة الرازي ليس له أصل" (1) .
قال عمرو بن سهل بن صرخاب: "ما ولد في خمسين ومائة سنة مثل أبي زرعة" (2) .
وقال أحمد بن سليمان الرهاوي: "ما أحد أحب إلي أن أراه من أبي زرعة" (3) .
وقال فضلك الصائغ: "دخلت المدينة فصرت إلى باب أبي مصعب فخرج إلي شيخ مخضوب وكنت أنا ناعسا فحركني فقال: يا مردريك من أين أنت؟ لأي شيء تنام؟ فقلت: أصلحك الله من الري، من بعض شاكردي أي زرعة. فقال: تركت أبا زرعة وجئتني؟ لقيت مالك بن أنس، وغيره فما رأت عيناي مثله" (4) .
وقال أبو عبد الله بن ساكن الزنجاني: "دخلت مصر والشام فرأيت الكبراء من أصحاب الشافعي، ودخلت البصرة والكوفة ورأيت المبرزين ما رأيت فيهم مثل أبي زرعة ورعاً وديانة وحفظاً" (5) .
وقال محمد بن يحيى النيسابوري: "لا يزال المسلمون بخير ما أبقى الله
__________
(1) انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 332، ومقدمة الجرح والتعديل ص 342،
والمنتظم ج 5 ص 47، وطبقات الحنابلة ج 1 ص 201، وسير أعلام النبلاء وتهذيب الكمال ورقة (442- أ) .
(2) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 329، وتاريخ دمشق لابن عساكر.
(3) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 342.
(4) انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 330، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 32، وسير أعلام النبلاء، وتاريخ دمشق، في ترجمة أبي زرعة. ومردريك: مرد الشاب أو الفتى، وشاكرد التلميذ، وهي كلمة فارسية. انظر: السامي في الأسامي، لأحمد ابن محمد أبي الفضل الميداني النيسابوري ت 531 هـ. ص 190.
(5) انظر: الإرشاد ج 6، علماء الري في ترجمته.(1/212)
عز وجل لهم مثل أبي زرعة وما كان الله عز وجل ليترك الأرض إلا وفيها مثل أبي زرعة يعلم الناس ما جهلوه" - وجعل يمدح أبا زرعة في كلام كثير (1) .
وقال أبو حاتم الرازي: "إذا رأيت الرازي، وغيره يبغض أبا زرعة فاعلم أنه مبتدع" (2) ، وشهد له بالإمامة (3) ، وكان يحدث عنه فيقول: "حدثني أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد القرشي، وما خلف بعده مثله علما وفهما، وصيانة وحذقا، وهذا ما لا يرتاب فيه، ولا أعلم من المشرق والمغرب من كان يفهم في هذا الشأن مثله، ولقد كان من هذا الأمر بسبيل" (4) ، وكان يفضله على بعض الحفاظ فيقول: "كان أبو زرعة أفهم من أبي عبد الله الطهراني، وأعلم منه بكل شيء بالفقه والحديث وغيره" (5) . وظل محافظا على حبه وولائه حتى بعد وفاته من ذلك قوله: "رحم الله أبا زرعة كان والله مجتهدا في حفظ آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم" (6) ، وسمعه ابنه عبد الرحمن يقول: "الذي كان يحسن صحيح الحديث من سقيمه، وعنده تمييز ذلك ويحسن علل الحديث أحمد ابن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني، وبعدهم أبو زرعة كان يحسن ذلك". قيل لأبي- القائل عبد الرحمن- فغير هؤلاء تعرف اليوم أحداً؟ قال: لا" (7) .
وقال محمد بن مسلم بن وارة: "إن الله تعالى إذا أراد بقوم خيرا جعل
__________
(1) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 330، وتهذيب الكمال ورقة (442- أ) ، وتاريخ دمشق، وسير أعلام النبلاء.
(2) انظر: تاريخ بغداد ج10 ص 329، وتهذيب الكمال ورقة (442- أ-) ، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 32، وتاريخ دمشق.
(3) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 334، وتهذيب الكمال ورقة (442- أ) ، وتاريخ دمشق، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 31 وطبقات الحنابلة ج 1 ص 201، والمنهج الأحمد ج1 ص 150.
(4) انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 333، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 32، ومقدمة الجرح والتعديل ص 231، وانظر: طبقات الداوودي ج 1 ص 371 باختصار وتاريخ دمشق، وتهذيب الكمال ورقة (442- أ) ، وسير أعلام النبلاء.
(5) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 231.
(6) انظر: تهذيب الكمال ورقة (442- أ) ، وتاريخ دمشق.
(7) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/23.(1/213)
فيهم آية، وإن أبا زرعة آية من آيات الله عز وجل" (1) وقال أيضاً: "ما خلف أبو زرعة مثله وكان دربندان العلم" (2) .
وقال ابن حبان: "كان أحد أئمة الدنيا في الحديث مع الدين والورع والمواظبة على الحفظ والمذاكرة وترك الدنيا وما فيه الناس" (3) .
وقال الحافظ الخليلي: "فضائله أكثر من أن تعد، وفي تصانيفه لايوازيه أحد"، وقال أيضاً: "الإمام المتفق عليه بلا مدافعة بالحجاز والعراق والشام ومصر والجبل وخراسان لا يختلف فيه أحد" (4) .
وقال عبد الرحمن بن محمد القزويني القاضي: "حدثنا يونس بن عبد الأعلى يوما فقال: حدثني أبو زرعة فقال له رجل من أصحاب الحديث من أبو زرعة هذا؟ قال: إن أبا زرعة أشهر في الدنيا من الدنيا" (5) ، وقال أيضاً: "أبو زرعة آية، وإذا أراد الله أن يجعل عبدا من عباده آية جعله" (6) ، وقال: "ما رأيت أكثر تواضعا من أبي زرعة" (7) ، وقال: "أبو زرعة وأبو حاتم إماما خراسان - ودعا لهما - وقال: بقاؤهما صلاح للمسلمين" (8) .
وقال الفضل الصائغ: "دخلت على الربيع بمصر فقال لي: من أين أنت؟ قلت من أهل الري – أصلحك الله – من بعض شاكردي أبو زرعة فقال:
__________
(1) انظر: الإرشاد ج 6، علماء الري في ترجمة أبي زرعة.
(2) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 329، وتاريخ دمشق.
(3) انظر: تهذيب التهذيب ج 7 ص 33.
(4) انظر: الإرشاد ج 6، علماء الري في ترجمة أبي زرعة.
(5) انظر: تاريخ دمشق في ترجمة أبي زرعة وكذا في سير أعلام النبلاء.
(6) انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 330.
(7) انظر: طبقات المفسرين ج1 ص 371، وتهذيب الكمال ورقة (442- أ-) ، وتاريخ دمشق.
(8) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 334.(1/214)
تركت أبا زرعة وجئتني؟ إن أبا زرعة آية، وإن الله إذا جعل إنسانا آية من شكله حتى لا يكون له ثان" (1) .
وقال الحسين بن صالح: "ما رأيت أحدا يحدث لله غير أبي زرعة الرازي، ويحيى الكرابيسي" (2) .
وقال عبد الله بن محمد القزويني: "سمعت محمد بن إسحاق الصاغاني يقول في حديث ذكره من حديث الكوفة فقال: هذا أفادنيه أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم، فقال له بعض من حضر يا أبا بكر أبو زرعة من أولئك الحفاظ الذين رأيتهم؟ وذكر جماعة من الحفاظ، منهم الفلاس. فقال: أبو زرعة أعلاهم، لأنه جمع الحفظ مع التقوى والورع، وهو يشبه بأبي عبد الله أحمد بن حنبل" (3) .
ولقد عمد بعض المحدثين إلى أسلوب من أساليب الود والتقدير لأبي زرعة فكتبوا له كتبا يكبرون فيها إلتزامه بنهج السلف الصالح ودعوته الناس للتمسك بالسنة النبوية وترغيبهم بها وترهيبهم من مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم، والرد على المخالفين وهذه بعض الرسائل التي كتبها الأئمة.
يقول الإمام إسحاق بن راهوية في كتابه لأبي زرعة: "إني أزداد بك كل يوم سرورا فالحمد لله الذي جعلك ممن يحفظ سنته وهذا من أعظم مايحتاج إليه اليوم طالب العلم، وأحمد بن إبراهيم لا يزال في ذكرك الجميل حتى يكاد يفرط، وإن لم يكن فيك بحمد الله إفراط، وأقرأني كتابك إليه بنحو ما أوصيتك من إظهار السنة، وترك المداهنة فجزاك الله خيرا أقدم على ما أوصيتك فإن للباطل
__________
(1) انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 330، وتهذيب الكمال ورقة (442- أ-) ، وسير أعلام النبلاء، وتاريخ دمشق. في ترجمة أبي زرعة.
(2) انظر: الإرشاد للخليلي.
(3) انظر: تاريخ بغداد ج10 ص 333، وطبقات المفسرين ج 1 ص 370، وتاريخ دمشق لابن عساكر.(1/215)
جولة ثم يضمحل، وإنك ممن أحب صلاحه وزينه، وإني أسمع من إخواننا القادمين ما أنت عليه من العلم والحفظ فأسر بذلك" (1) .
وكتب إليه عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني المعروف برسته (2) من أصبهان، يقول في كتابه "اعلم رحمك الله أني ما أكاد أنساك في الدعاء لك ليلي ونهاري أن يمتع المسلمون بطول بقائك فإنه لايزال الناس بخير مابقي من يعرف العلم وحقه من باطله، ولولا ذلك لذهب العلم وصار الناس إلى الجهل، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وقد جعلك الله فيهم فأحمد الله على ذلك فقد وجب لله عز وجل الشكر في ذلك" (3) .
وكان الحب والتقدير يعبر عنه أحياناً بالدعاء. فقد ذكر ابن أبي حاتم عن الحسن بن أحمد بن الليث أنه قال: "سمعت أحمد بن حنبل- وسأله رجل فقال: بالريّ شاب يقال له أبو زرعة، فغضب أحمد وقال: تقول شاب؟ كالمنكر عليه، ثم رفع يديه وجعل يدعو الله عز وجل لأبي زرعة ويقول: اللهم انصره على من بغى عليه، اللهم عافه، اللهم ادفع البلاء اللهم، اللهم- في دعاء كثير. قال الحسن: "فلما قدمت حكيت ذلك لأبي زرعة وحملت إليه دعاء أحمد بن حنبل له وكنت كتبته عنه، فكتبه أبو زرعة، وقال لي أبو زرعة: ما وقعت في بلية
__________
(1) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 341، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص 122، وتاريخ دمشق، وتهذيب الكمال ورقة (442- أ) ، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 32.
(2) هو (ق) عبد الرحمن بن عمر بن يزيد بن كثير الزهري، أبو الحسن الأصبهاني الأزرق روى عن ابن عيينة، وأبي داورد الطيالسي، وابن مهدي وغيرهم، وعنه أبو زرعة وغيره. كان عنده عن ابن مهدي ثلاثون ألف حديث، وكان روايه يحيى القطان، وقال أبو حاتم: صدوق ولد سنة 188هـ وتوفى سنة 255 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 6 ص 234- 235، والجرح والتعديل ج2/ ق 2/ 263.
(3) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 341، وانظر كتاب أبي ثور لأبي زرعة في مقدمة الجرح والتعديل ص 344، وشرف أصحاب الحديث ص 130، وقد تقدم تخريج هذا الحديث في المقدمة.(1/216)
فذكرت دعاء أحمد إلا ظننت أن الله عز وجل يفرج بدعائه عني" (1) . وكان محمد بن مسلم بن وارة يدعو له في صلاته بعد موته (2) .
__________
(1) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 342/ باب ما ذكر من جلالة أبي زرعة عند العلماء، ومناقب الإمام أحمد ص 122، وتاريخ دمشق، وتهذيب الكمال ورقة (442- أ-) ، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 32.
(2) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 342.(1/217)
الفصل الثامن: مذهبه، وعقيدته، وزهده، ووفاته.
1- مذهبه
شهدت الري كغيرها من بلاد خراسان، وما جاورها نشوء الاتجاهات الفكرية الإسلامية، واكتمال مناهج مذاهب أهل الرأي وأهل الحديث وغيرها، وكان الكثير من أهل الري على مذهب أهل الرأي المتمثل بالإمام أبي حنيفة وكان أبو زرعة أحد الأتباع أيام حداثة سنه، قال أبو زرعة: "كان أهل الري قد افتتنوا بأبي حنيفة وكنا أحداثاً (1) ، نجري معهم ولقد سألت أبا نعيم عن هذا، وأنا أرى أني في عمل، ولقد كان الحميدي يقرأ كتاب الرد ويذكر أبا حنيفة، وأنا أهم بالوثوب عليه ... " (2) ، ولقد كان مهتما تلك الفترة من حياته بفقه أبي حنيفة حتى إنه حفظ ما دون من كتب الامام. قال أبو بكر محمد بن عمر الرازي الحافظ عنه: "وحفظ كتب أبي حنيفة في أربعين يوماً، وكان يسردها مثل الماء ... " (3) ولكن لا ندري مدة هذه الفترة التي كان متابعا فيها لمذهب أبي حنيفة، ويبدو أنها قصيرة فبعد أن اتصل بأهل الحديث أخذ يبتعد عن أهل
__________
(1) يقال هؤلاء قوم حدثان جمع حدث وهو الفتي السن، ورجل حدث أي شاب، فإن ذكرت السن قلت حديث السن وهؤلاء غلمان حدثان أي أحداث ... ) انظر: لسان العرب ج 2 ص 437.
(2) انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (36- ب، 37- أ) .
(3) انظر: تهذيب الكمال للمزي ورقة (442- أ-) .(1/219)
الرأي، وانكب على حفظ الأحاديث النبوية، وأول ما بدأ بحفظه حديث الإمام مالك فيقول عن نفسه: "أول شيء أخذت نفسي تحفظه من الحديث، حديث مالك، فلما حفظته، ووعيته طلبت حديث الثوري وشعبة، وغيرهما.." (1) ولم يهتم بتلك الفترة بحفظ آراء الفقهاء وفقههم، ومناظرة أتباعهم فيحدثنا عن نفسه أيام لقائه بإسماعيل بن يحيى المزني (2) فيقول: "ما أعلم أني أتيت المزني إلا مرة واحدة مررت به وهو قاعد فسلم عليّ فاستحييت منه فجلست إليه ساعة، فقلت له- القائل ابن أيى حاتم- سألته عن شيء أو جرى بينك وبينه شيء؟ قال: لا لم يكن لي نهمة (3) في الكلام والمناظرة في تلك الأيام، وإنما كان نهمتي في كتابة الحديث" (4) ، إلا أنه بعد هذه الفترة التي استوعبت حافظته فيها معظم الطرق والروايات للأحاديث النبوية أخذ يهتم بتدوين مسائل الصحابة، والتابعين ثم آراء ومسائل الفقهاء من أتباع التابعين. فنقل عنه أنه قال: "فلما تناهيت في حفظ الحديث نظرت في رأي مالك والثوري، والأوزاعي وكتبت كتب الشافعي (5) ، وروى عنه أنه قال: "رأيت فيما يرى النائم كأني في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وكأني أمسح يدي على منبر النبي صلى الله عليه وسلم موضع المقعد والذي يليه والذي يليه ثم أمسكته، فقصصته على رجل من أهل سجستان كان معنا بحران. فقال: هذا أنت تعنى بحديث النيي صلى الله عليه
__________
(1) انظر: الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء ص 32.
(2) إسماعيل بن يحيى بن عمرو بن مسلم، أبو إبراهيم المزني وكان فقيها عالما راجح المعرفة جليل القدر في النظر عارفا بوجوه الكلام والجدل حسن البيان مقدما في مذهب الشافعي وقوله وإتقانه وله على مذهب الشافعي كتب كثيرة لم يلحقه أحد فيها ولقد أتعب الناس بعده منها المختصر الكبير نحو ألف ورقة، والصغير الذي عليه العمل نحو من ثلاثمائة ورقة، وكان تقيا ورعا دينا صبوراً، ت 264 هـ. انظر: الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء ص 110.
(3) النهمة الحاجة وقيل بلوغ الهمة والشهوة في الشيء. انظر: لسان العرب ج 16 ص 73، وورد في نسخة أخرى من الجرح والتعديل بلفظ (همة) ، والهمة: ما همَّ به من أمر ليفعله. انظر: لسان العرب ج 16 ص 105.
(4) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 204.
(5) انظر: الانتقاء ص 32.(1/220)
وسلم، والصحابة والتابعين وكنت إذ ذاك لا أحفظ كثير شيء من مسائل الأوزاعي ومالك والثوري وغيرهم، ثم عنيت به بعد" (1) .
ثم اعتنى بفقه الشافعي فدون جميع كتبه أثناء إقامته في مصر سنة 228-229 هـ، في رحلته الثانية وسمع جميعها من الربيع (2) قبل موت البويطي بأربع سنين (3) . يقول أبو زرعة: "وكنت عزمت في بدو قدومي مصر أني أقل المقام بها فلما رأيت كثرة العلم بها، وكثرة الاستفادة، عزمت على المقام ولم أكن عزمت على سماع كتب الشافعي فلما عزمت على المقام وجهت إلى أعرف رجل بمصر بكتب الشافعي فقبلتها منه بثمانين درهما أن يكتبها كلها وأعطيته الكاغد، وكنت حملت معي ثوبين ديبقيين لأقطعهما لنفسي فلما عزمت على كتابتها أمرت ببيعهما، فبيعا بستين درهما، واشتريت مائة ورقة كاغد بعشرة دراهم كتبت فيها كتب الشافعي" (4) حتى إنه برع في فروع المذهب وأصوله، وكان يميز اجتهاد بعض تلاميذ الإمام وتفريعهم على المذهب ومخالفتهم له فقد روى الخليلي بسنده إلى أبي عثمان سعيد بن عمرو البرذعي أنه قال: "لما رجعت إلى مصر وأردت الخروج إلى خراسان أقمت ثانيا عند أبي زرعة الحافظ فعرضت عليه كتاب المزني، فكلما قرأت عليه مما خالف الشافعي جعل أبو زرعة يبتسم
__________
(1) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 230- 231، وتهذيب الكمال للمزي ورقة (442- أ) ، وتاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة أبي زرعة.
(2) الربيع هو (دس) ابن سليمان بن داوود الجيزي أبو محمد الأزدي مولاهم المصري صحب الشافعي طويلاً، وأخذ عنه كثيرا وخدمه وكانت الرحلة إليه في كتب الشافعي قال عنه ابن يونس والخطيب ثقة ت 256 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 3 ص 245، والانتقاء ص112.
(3) (ل ت) يوسف بن يحيى القرشي أبو يعقوب البويطي المصري الفقيه كان من أهل الدين والعلم والفهم والثقة صلبا في السنة فيرد على أهل البدع، وكان حسن النظر حمل من مصر أيام المحنة بالقرآن إلى العراق فأرادوه على الفتنة فامتنع فسجن إلى أن توفي ببغداد سنة 1332هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 11 ص 427- 429، والانتقاء ص 109- 110. وانظر: تهذيب التهذيب ج 3، ص 246.
(4) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 340.(1/221)
ويقول: لم يعمل صاحبك شيئا في اختياره لنفسه لا يمكنه الانفصال فيما ادعى. قلت: هل سمعت منه شيئا؟ قال: لا، وما جالسته إلا يومين" (1) .
إضافة إلى هذه الحصيلة الفكرية الغزيرة فقد اطلع على مذهب شيخه الكبير أحمد بن حنبل، فقد ذكره القاضي أبو الحسين محمد بن أبي يعلى الفراء في جملة من نقل الفقه عن الإمام أحمد (2) ، وذكر أبو بكر الخلال أنه "روى عن الإمام أحمد الكثير من المسائل الغريبة، وأنه كان يحفظ حديثه كله" (3) .
بعد هذا العرض الذي بين الإحاطة الواسعة لأبي زرعة في مذاهب الأئمة رحمهم الله من أتباع التابعين إضافة إلى اغترافه من مشكاة النبوة وعلل نهله بآثار أصحابه رضي الله عنهم نتساءل هل استقر على مذهب معين أم انفرد بطريقة خاصة ومذهب معروف في استنباط الأحكام والفتيا؟ أم بقي ضمن الحفاظ الذين يحفظون الأحاديث والآثار وآراء الفقهاء ولا قدرة لهم على الاستنباط كما يرى ذلك ابن القيم حيث قسم العلماء إلى قسمين فيقول: "قسم حفاظ معتنون بالضبط، والحفظ، والآداء كما سمعوا ولا يستنبطون ولا يستخرجون كنوز ما حفظوه، وقسم معتنون بالاستنباط، واستخراج الأحكام من النصوص والتفقه فيها. فالأول كأبي زرعة وأبي حاتم وابن وارة، وقبلهم كبندار محمد بن بشار، وعمرو الناقد، وعبد الرزاق، وقبلهم كمحمد بن جعفر وسعيد بن أبي عروبة، وغيرهم من أهل الحفظ والإتقان والضبط لما سمعوه من غير استنباط وتصرف، واستخراج الأحكام من ألفاظ النصوص" (4) . فأقول وبالله التوفيق: لا شك أن أبا زرعة من الحفاظ المتقنين الذين شهد لهم بالضبط والإتقان وهو أحد الحفاظ
__________
(1) انظر: الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج 3، في ترجمة المزني، وتذكرة الحفاظ ج 2 ص 743- 744.
(2) انظر: طبقات الحنابلة ج 1 ص 7.
(3) انظر: طبقات الحنابلة ج 1 ص 199، والمنهج الأحمد ج 1 ص 148، والمقصود بالمسائل الغريبة في الفقه هي المسائل التي لا يكثر وقوعها أو نادرة الحدوث والله أعلم.
(4) انظر: الوابل الصيب لابن قيم الجوزية ص 128، وما تمس إليه الحاجة لمن يطالع سنن ابن ماجة ص 20.(1/222)
الذين عنوا بفقه الحديث حتى إن الحاكم ذكره ضمن فقهاء المحدثين، وأفرده بترجمة كباقي الأئمة كالزهري، والأوزاعي، وابن عيينة وابن المبارك، ويحيى القطان، وابن مهدي، وأحمد بن حنبل، وابن المديني، وغيرهم، وذكر قبل تراجمهم المقصود بفقه الحديث فقال: "بعد معرفة فقه الحديث، إذ هو ثمرة هذه العلوم، وبه قوام الشريعة، فأما فقهاء الإسلام أصحاب القياس، والرأي والاستنباط، والجدل، والنظر فمعروفون في كل عصر، وأهل كل بلد، ونحن ذاكرون بمشيئة الله في هذا الموضع فقه الحديث عن أهله ليستدل بذلك على أن أهل هذه الصنعة من تبحر فيها لا يجهل فقه الحديث إذ هو نوع من أنواع هذا العلم" (1) وبقول الحاكم هذا يرد كلام ابن القيم رحمه الله.
وبناء على قول الحاكم هذا أرجح أن أبا زرعة اتبع طريقة الإمام أحمد في الفقه وأصبح من أتباعه، وقد تكون منزلته كمنزلة المجتهدين الذين يتبعون بعض الأئمة واجتهادهم داخل مذاهب أولئك الأئمة، فلا يخرجون عن قواعدهم في الاستنباط والاجتهاد، واجتهادهم يكون تفريعا على أصول أئمة المذاهب. وسأذكر طريقة الإمام أحمد بن حنبل في استنباط الأحكام الشرعية، وأذكر بعض الشواهد التي تدل على متابعة أبي زرعة له. بين الحافظ ابن رجب أن العلماء حيال المسائل المفروضة ينقسمون ثلاثة أقسام، ثم ذكر أن الطريقة المثلى في ذلك هي طريقة أحمد بن حنبل ثم قال في تقسيمه للعلماء: " ... وأما فقهاء أهل الحديث العاملون به، فإن معظم همهم البحث عن معاني كتاب الله عز وجل، وما يفسره من السنن الصحيحة، وكلام الصحابة والتابعين بإحسان، وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحيحها وسقيمها، ثم الفقه فيها وتفهيمها والوقوف على معانيها، ثم معرفة كلام الصحابة والتابعين لهم بإحسان في أنواع العلوم من التفسير والحديث، ومسائل الحلال والحرام، وأصول السنة، والزهد والرقائق، وغير ذلك. وهذه هي طريقة الإمام أحمد ومن وافقه من أهل الحديث الربانيين، وفي معرفة هذا شغل شاغل عن التشاغل بما أحدث من الرأي مما لا ينتفع به ولا يقع، وإنما يورث التجادل فيه الخصومات والجدال وكثرة
__________
(1) انظر: معرفة علوم الحديث للحاكم ص 63.(1/223)
القيل والقال" (1) .
فهذه طريقة الإمام أحمد، ومن تبعه من المحدثين، رأس مالهم في الاجتهاد والفتيا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد كتاب الله عز وجل، ثم يليهما في الرتبة أقوال فتاوى الصحابة ومن بعدهم من التابعين، وكان أبو زرعة يرى أن من يتصدر للفتيا في مسائل الطلاق عليه أن يحفظ قدراً كبيراً من الحديث فيقول: "عجبت ممن يفتي في مسائل الطلاق يحفظ أقل من مائة ألف حديث" (2) .
ومما يدل على تأثره بطريقة الإمام أحمد قوله: "اختيار أحمد وإسحاق أحب إليّ من قول الشافعي، وما أعرف في أصحابنا أسود الرأس أفقه من أحمد" (3) ، ولقد ذكر ابن عبد البر أن أبا زرعة قال: فيمن أسلم على ميراث قبل أن يقسم إنه له" (4) . وتابع في هذا إمامه أحمد (5) ، ولقد مدحه أحد أصحابه بقوله:
فتى حنبلي الرأي لايتبع الهوى ... ولكنه من خشية الله يحذر
يؤدي عن الآثار لا الرأي همه ... وعن سلف الأخيار ماسيل يخبر
فتى صيغ من فقه بل الفقه صوغه ... مثال عبيد الله مافيه يشكر
تمنى رجال أن يكونوا كمثله ... وقد شيبتهم في الرياسة أعصر (6) .
2- عقيدته، وأقواله في المعتقد
لقد نهج كثير من السلف الصالح على تدوين اعتقادهم ضمن مصنفاتهم ومؤلفاتهم أو يقررونها على تلاميذهم. وأبو زرعة شأنه شأن أئمة الحديث في ذلك إلا أننا لم نقف على مصنف دونه بنفسه في العقيدة إلا أن تلميذه الملازم له
__________
(1) انظر: المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ص 44- 45.
(2) انظر: الإرشاد ج 6، في ترجمته.
(3) انظر: سير أعلام النبلاء في ترجمته.
(4) انظر: التمهيد لابن عبد البر ج 2 ص 59، وانظر كذلك مناظرته لأبي حاتم في مسألة رفع اليدين في القنوت، سير أعلام النبلاء، وتاريخ بغداد ج 2 ص 76.
(5) انظر: المغنى لابن قدامة المقدسي ج 6 ص 298.
(6) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 373.(1/224)
ابن أبي حاتم قد ضمن كتابه (أصل السنة واعتقاد الدين) (1) عقيدة أبيه وأبي زرعة ومنه نقل العلماء هذا المعتقد في مؤلفاتهم منهم الامام الجليل أبو القاسم هبة الله بن الحسين بن منصور الطبري اللالكائي في كتابه النفيس (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم) (2) حيث رواه بسنده عن شيخه محمد بن المظفر المقرىء، قال حدثنا الحسين بن محمد بن حبش المقرىء قال حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم ... وكذلك الحافظ الذهبي في كتابه (العلو للعلي الغفار) (3) ذكر بعض اعتقاده رواه بسنده عن شيخه أحمد بن أبي الخير عن يحيى بن يونس، أنبأنا أبو طالب اليوسفي أنبأنا أبو إسحاق البرمكي أنبأنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا عبد الرحمن ابن أبي حاتم ... وذكره أيضا الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية باختصار (4) . وسأذكر نص الاعتقاد ثم أعقبه ببعض أقواله المتفرقة أيضا وبالله التوفيق.
نص الاعتقاد من كتابي ابن أبي حاتم وأبي القاسم اللالكائي.
قال ابن أبي حاتم: "سألت أبي وأبا زرعة رضي الله عنهما عن مذاهب (أهل السنة) (5) في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان من ذلك؟ فقالا: أدركنا العلما (ء) في جميع الأمصار حجازا (6) وعراقاً (7)
__________
(1) كتاب (أصل السنة واعتقاد الدين) وهو يتضمن أسئلة وجهها إلى والده وإلى أبي زرعة مع إجاباتها محفوظ في المكتبة الظاهرية بدمشق. مجموع 11 (166 -أ- 169) كتب في القرن السادس الهجري رواه عنه أبو الحسين يحيى بن عبد العزيز. وانظر تاريخ التراث العربي ج 1 ص 449 وقد حصلت على نسخة مصورة منه.
(2) كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة ... محفوظ في المكتبة الظاهرية بدمشق تحت رقم (1427) الجزء الأول الورقة (47- أ- 49- ب) تحت عنوان (اعتقاد أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم وأبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الرازيين) .
(3) العلو للعلي الغفار في صحيح الأخبار وسقيمها) ط 2 عام 1968 القاهرة ص 137- 138.
(4) اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية ص111- 112 ط زكريا علي يوسف القاهرة.
(5) كلمة أهل السنة لا توجد في كتاب ابن أبي حاتم وتوجد في كتاب اللالكائي.
(6) في كتاب ابن أبي حاتم كتبت هكذا (وحجازاً) .
(7) في كتاب ابن أبي حاتم (أو عراقاً) .(1/225)
ومصراً (1) وشاما ويمناً فكان من مذهبهم إن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته، والقدر خيره وشره من الله وخير هذه الأمة بعد نبيها (عليه السلام) (2) أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان (3) بن عفان ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم (4) وهم الخلفا (ء) الراشدون المهديون وإن العشرة الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد لهم (5) بالجنة على ماشهد به رسول (الله صلى الله عليه وسلم) (6) وقوله الحق، والترحم على جميع أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) (7) ، والكف عما شجر بينهم وإن الله عز وجل علىعرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله (صلى الله عليه وسلم) (8) بلا كيف، أحاط بكل شيء علما ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، والله (9) تبارك وتعالى يُرى في الآخرة، يراه (10) أهل الجنة بأبصارهم ويسمعون كلامه كيف شا (ء) وكما شا (ء) والجنة والنار حق وهما مخلوقتان لايغيبان أبدا (11) والجنة ثواب لأوليائه والنار عقاب لأهل معصيته إلا من رحم (12) ، والصراط حق والميزان له كفتان توزن فيه أعمال العباد حسنها وسيئتها حق والحوض المكرم به نبينا (صلى الله عليه وسلم) (13) حق والشفاعة حق (وإن ناسا من أهل التوحيد يخرجون من النار بالشفاعة حق
__________
(1) في كتاب اللالكائي لا توجد.
(2) من كتاب اللالكائي.
(3) في كتاب اللالكائي كتبت كلمة (عثمان) فقط.
(4) وفي كتاب اللالكائي كتب (عليهم السلام) .
(5) عبارة (وشهد لهم) مكررة في كتاب ابن أبي حاتم.
(6) من كتاب اللالكائي.
(7) ما بين القوسين لا يوجد في كتاب اللالكائي.
(8) من كتاب اللالكائي.
(9) وفي كتاب اللالكائي (وأنه) بدل (والله) .
(10) وفي كتاب ابن أبي حاتم (ويراه) .
(11) في كتاب اللالكائي (والجنة حق والنار حق وهما مخلوقتان لا يفنيان أبداً) وفي كتاب ابن أبي حاتم (والجنة والنار حق وهما مخلوقتان أبداً ونعيم الجنة لا يفنى أبداً) .
(12) زاد اللالكائي بعدها (الله عز وجل) .
(13) ما بين القوسين لا يوجد في كتاب اللالكائي.(1/226)
وعذاب القبر حق ومنكر ونكير والكرام الكاتبين حق) (1) والبعث من بعد الموت حق وأهل الكبائر في مشيئة الله عز وجل لانكفر أهل القبلة بذنوبهم ونكل سرائرهم (2) إلى الله عز وجل ونقيم فرض الجهاد والحج مع أئمة المسلمين في كل دهر وزمان ولا نرى الخروج على الأئمة ولا القتال في الفتنة ونسمع ونطيع لمن (ولاه الله عز وجل أمرنا) (3) ولا ننزع يداً (4) من طاعة ونتبع السنة والجماعة ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة وإن الجهاد (5) ماض مذ بعث الله (6) نبيه صلى الله عليه وسلم (7) إلى قيام الساعة مع أولي الأمر من أئمة المسلمين لا يبطله شيء والحج كذلك. ودفع الصدقات من السوائم إلى أولي الأمر من أئمة المسلمين. والناس موقنون في أحكامهم (ومواريثهم ولا ندري) (8) ما هم عند الله (9) فمن قال إنه مؤمن حقا فهو مبتدع ومن قال إنه (10) مؤمن عند الله فهو من الكاذبين، ومن قال إني مؤمن بالله (11) فهو مصيب، والمرجئة مبتدعة ضلال والقدرية مبتدعة ضلال ومن (12) أنكر منهم أن الله يعلم ما يكون قبل أن يكون فهو كافر (13) وإن الجهمية كفار، والرافضة رفضوا الاسلام والخوارج مرّاق ومن زعم أن القرآن مخلوق فهوكافركفراً ينقل عن الملة (14) ومن شك في كفره
__________
(1) ما بين القوسين لا يوجد في كتاب اللالكاني.
(2) في كتاب اللالكائي (أسرارهم) .
(3) في كتاب ابن أبي حاتم (لمن ولاه) وفي كتاب اللالكائي (ولانا الله عز وجل أمرنا) والصواب ما أثبتناه.
(4) في كتاب ابن أبي حاتم (يد) وفي كتاب اللالكائي (يداً) .
(5) وفي كتاب اللالكائي (فإن الجهاد) .
(6) زاد اللالكائي بعدها (عز وجل) .
(7) في كتاب اللالكائي (عليه السلام) .
(8) من كتاب اللالكائي وفي كتاب ابن أبي حاتم (ومواشهم لا ندري) .
(9) زاد اللالكائي بعدها (عز وجل) .
(10) في كتاب اللالكائي (ومن قال هر مؤمن) .
(11) زاد اللالكائي بعدها كلمة (حقاً) .
(12) في كتاب اللالكائي (فمن) .
(13) في كتاب اللالكائي (فمن أنكر منهم أن الله عز وجل لايعلم مالم يكن قبل أن يكون فهو كافر.
(14) في كتاب اللالكائي (فهو كافر بالله العظيم كفرا ينتقل عن الملة) .(1/227)
ممن يفهم فهو كافر، ومن شك في كلام الله فوقف فيه شاكا يقول لا أدري مخلوق أم غير مخلوق فهو جهمي، ومن وقف في القرآن جاهلا علم وبدّع (ولم) (1) يكفر. ومن قال: (لفظي بالقرآن مخلوق أو القرآن بلفظي مخلوق فهو جهمي) (2) ، وفيه أيضا قال أبو محمد: (سمعت أبي وأبا) (3) زرعة (يأمران) (4) بهجران أهل الزيغ والبدع ويغلظان بذلك أشد التغليظ (5) وينكران وضع الكتب بالرأي غير آثار (6) وينهيان عن مجالسة أهل الكلام (7) وعن النظر في كتب المتكلمين ويقولان: "لا يفلح صاحب كلام أبداً". ثم قال أبو محمد: "وبه أقول أنا".
واكتفى الذهبي في كتاب (العلو للعلي الغفار) بعد أن ذكر سؤال ابن أبي حاتم لأبيه وأبي زرعة وجوابهما له. بقولهما "أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازاً وعراقاً ومصراً وشاماً ويمنا فكان من مذهبهم أن الله تبارك وتعالى على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه بلا كيف أحاط بكل شيء علما ثم قال (ح) وأخبرنا التاج عبد الخالق أنبأنا ابن قدامة أنبأنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين ابن زكرياء أنبأنا هبة الله بن الحسن وذكر باقي سند اللالكائي ثم قال (ح) وأنبأنا التاج أنبأنا ابن قدامة قال: وقرأت بالموصل على أبي الفضل الطوسي أخبركم أبو الحسن العلاف أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا علي ابن حردك أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار فكان من مذاهبهم أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته والقدر خيره وشره من الله تعالى، وأن الله تعالى على عرشه بائن
__________
(1) من كتاب اللالكائي.
(2) وفي كتاب اللالكائي زاد بعد كلمة جهمي (أو القرآن بلفظي مخلوق فهو جهمي) .
(3) في كتاب ابن أبي حاتم كتبت هكذا (وأبي) .
(4) لا توجد في كتاب ابن أبي حاتم وتوجد في كتاب اللالكائي.
(5) هكذا في كتاب اللالكائي وفي كتاب ابن أبي حاتم هكذا (ويغلظان رأيهما أشد التغليظ) .
(6) في كتاب اللالكائي (برأي في غير آثار) .
(7) لا توجد كلمة (عن) في كتاب اللالكائي.(1/228)
من خلقه كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله بلا كيف أحاط بكل شيء علما ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" (1) .
وذكر أبو القاسم هبة الله في (باب سياق ذكر من رسم بالإمامة في السنة والدعوة والهداية إلى طريق الاستقامة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إمام الأئمة) ثم قال: "فمن الصحابة ... " وذكرهم ثم قال: "ومن التابعين وذكرهم حتى ذكر طبقة أبي زرعة فقال: "ومن أهل الري إبراهيم بن موسى (الهعا) والصواب الفراء وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي وأبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي ... الخ" (2) ، واستدل أبو القاسم اللالكائي بقول أبي زرعة مع علماء الري حيث قالوا: "القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال مخلوق فهوكافر" (3) . وذكر الذهبي الأئمة الذين قالوا بتكفير من قال بخلق القرآن من عصر مالك والثوري، وذكر أئمة آخرين منهم أبو زرعة الرازي (4) .
وقال أبو زرعة "القرآن كلام الله في مخلوق والذي يقف فيه على الشك هو والذي يقول: مخلوق: شيء واحد. أحمد بن حنبل يقول: تفرقت الجهمية على ثلاث أصناف: صنف قالت: القرآن مخلوق، وصنف وقفت، وصنف قالت: لفظنا بالقرآن مخلوق" (5) .
وقال ابن أبى حاتم في كتاب (الرد على الجهمية) (6) حدثنا أبي وأبو زرعة قالا كان يُحكى لنا أن هنا رجلا من قصة هذا فحدثني أبو زرعة قال: "كان بالبصرة رجل وأنا مقيم في سنة (230) فحدثني عثمان بن عمرو بن الضحاك عنه أنه قال: إن لم يكن القرآن مخلوقا فمحا الله ما في صدري من القرآن وكان
__________
(1) انظر: العلو للعلي الغفار ص 137- 138.
(2) انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة ... ورقة (8- ب- 10- أ) .
(3) انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة ... ورقة (74- ب-) .
(4) انظر: العلو للعلي الغفار ص 87، 119.
(5) انظر: طبقات الحنابلة ج 1 ص 202.
(6) لم أقف على مكان وجود هذا المخطوط وانظر: تاريخ التراث العربي ج 1 ص 449.(1/229)
من قراء القرآن فنسي حتى كان يقال له: قل (بسم الله الرحمن الرحيم) فيقول: معروف معروف ولا يتكلم به. قال أبو زرعة: "فجهدوا بي أن أراه فلم أره" (1) .
قال أبو زرعة الرازي: حدثنا هدبة بن خالد، سمعت سلام بن أبي مطيع يقول: "ويلكم ما تنكرون هذا الأمر والله ما في الحديث شيء إلا وفي القرآن ما هو أثبت منه، قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} (2) {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} (3) {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} (4) {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (5) {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} (6) {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ} (7) {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} (8) {يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ} (9) .
"قال: فما زال في ذا من العصر إلى المغرب" (10)
وقال أبو زرعة الرازي: حدثنا سويد بن سعيد، عن معاوية بن عمار قال سئل جعفر بن محمد عن القرآن فقال: "ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله عز وجل" (11) .
قال أبو إسماعيل الأنصاري مصنف (ذم الكلام وأهله) أنبأ أبو يعقوب القراب، أنبأنا جدي، سمعت أبا الفضل إسحاق، حدثني محمد بن إبراهيم الأصبهاني، سمعت أبا زرعة الرازي- وسئل عن تفسير {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ
__________
(1) انظر: العلو للعلي الغفار ص 138- 139.
(2) سورة الحجرات: آية1.
(3) سورة آل عمران: آية 28.
(4) سورة المائدة: آية 116.
(5) سورة الأعراف: آية 54، سورة الرعد: آية 2، سورة الفرقان: آية 59.
(6) سورة الزمر: آية 67.
(7) سورة ص: آية 75.
(8) سورة النساء: آية 164.
(9) سورة القصص: آية 30.
(10) انظر: العلو للعلي الغفار ص 105.
(11) انظر: المصدر السابق ص 108 والأسماء والصفات للبيهقي ص 246.(1/230)
اسْتَوَى} (1) فغضب وقال: "تفسيره كما تقرأ هو على عرشه وعلمه في كل مكان، من قال غير هذا فعليه لعنة الله" (2) .
قول أبي زرعة فيمن ينتقص من الصحابة:
روى الخطيب بسنده إلى أبي زرعة أنه قال: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة" (3) .
رأي أبي زرعة في أحاديث الصفات:
قال أبو زرعة: "الأخبار التي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرؤية وخلق آدم على صورته والأحاديث التي في النزول ونحو هذه الأخبار: المعتقد من هذه الأخبار: مراد النبي صلى الله عليه وسلم والتسليم بها حدثني أبو موسى الأنصاري قال: قال سفيان بن عيينة ماوصف الله تبارك وتعالى به نفسه في كتابه: فقراءته تفسيره ليس لأحد أن يفسره إلا الله" (4) .
وقال أبو زرعة في الإيمان: "الإيمان عندنا قول وعمل يزيد وينقص ومن قال غير ذلك فهو مبتدع مرجىء" (5) .
اعتقاده في التفضيل بين الصحابة:
قيل لأبي زرعة "من الذي شهد على علي بن أبي طالب بتفضيل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما؟ قال أبو زرعة: روى ذلك من أصحاب النبي صلى الله
__________
(1) سورة طه: آية 5.
(2) انظر: العلو للعلي الغفار ص 137.
(3) انظر: الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص 97، وتهذيب الكمال للمزي ورقة (442- أ) وتاريخ دمشق لابن عساكر بسنده من طريق الخطيب، والإصابة لابن حجر ج1 ص 11.
(4) انظر: طبقات الحنابلة ج 1 ص 201- 202.
(5) انظر: طبقات الحنابلة ج 1 ص 202.(1/231)
عليه وسلم أبو موسى وأبو هريرة، وعمرو بن حريث، وأبو جحيفة، ومن التابعين محمد بن الحنفية، وعبد خير، وعلقمة، وأبو هلال العلي" (1) وإضافة إلى استنباطه من السنة النبوية والآثار نراه يتثبت ويتحرى أقوال أئمة المسلمين في ذلك. فقد روى ابن عبد البر بسنده إلى أبي علي الحسن بن أحمد بن الليث الرازي أنه قال: "سألت أحمد بن حنبل فقلت يا أبا عبد الله من تفضل؟ قال أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وهم الخلفاء. فقال يا أبا عبد الله إنما أسألك عن التفضيل من تفضل؟ قال أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وهم الخلفاء المهديون الراشدون، ورد الباب في وجهي. قال أبو علي: ثم قدمت الري فقلت لأبي زرعة: سألت أحمد وذكرت له القصة فقال: لا نبالي من خالفنا نقول أبو بكر وعمر وعثمان وعلي في الخلافة والتفضيل جميعا هذا ديني أدين الله به، وأرجو أن يقبضني الله عليه" (2) .
وروى الحافظ ابن عساكر عن الإمام أبي زرعة "أن رجلا قال له: إني أبغض معاوية، فقال له أبو زرعة: ولم؟ قال: لأنه قاتل علياً، فقال له أبو زرعة: ويحك، إن رب معاوية رحيم، وخصم معاوية خصم كريم، فأيش (3) دخولك أنت بينهما رضي الله عنهما" (4) .
ومن اعتقاده أيضا:
قوله: "الجمعة والجهاد عندنا مع البر والفاجر ممن يتولى ذلك من الولاة" (5) .
قوله في بعض الفرق:
روى القاضي، أبو الحسين بن أبي يعلى بسنده إلى أحمد بن صالح أنه
__________
(1) انظر: طبقات الحنابلة ج 1 ص 202.
(2) انظر: جامع بيان العلم وفضله ط دار الكتب الحديثة بالقاهرة ص 486- 487.
(3) كلمة (أيش) مركبة من (أي شيء) . انظر: مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق 2/ 478
(4) انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنه- عن النسخة المصوّرة المحفوظة في معهد المخطوطات في جامعة الدول العربية تحت رقم (602 تاريخ) .
(5) انظر: طبقات الحنابلة ج اص 202.(1/232)
قال: "سمعت أبازرعة الرازي يقول: إذا رأيت الكوفي يطعن على سفيان الثوري وزائدة فلا تشك أنه رافضي. وإذا رأيت الشامي يطعن على مكحول والأوزاعي فلا تشك أنه ناصبي. وإذا رأيت الخراساني يطعن على عبد الله بن المبارك: فلا تشك أنه مرجىء، واعلم أن هذه الطوائف كلها مجمعة على بغض أحمد بن حنبل لأن ما منهم أحد إلا وفي قلبه منه سهم لابرء له" (1) .
3- زهده
إن ثمرة طلب العلم مرضاة الله سبحانه وتعالى وخشيته، والإنابة إليه. قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (2) ، وخير العلوم علم معرفة طريق الآخرة، وهذه المعرفة ملازمة للكتاب والسنة فلا يستطيع السالك النفوذ منها إلا بعد تسلحه بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته. قال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} (3) وقال الجنيد بن محمد البغدادي رحمه الله: "الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على من اقتفى آثار الرسول صلى الله عليه وسلم" (4) ، وقال: "من لم يحفظ القرآن ويكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الأمر لأن علمنا مقيد بالكتاب والسنة" (5) ، لذا نرى الكثير من الأئمة الحفاظ آثروا الآخرة، وزهدوا في الدنيا لأنهم عاشوا بأرواحهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وصف لنا زهده أبو زرعة فقال: "ترك النبي صلى الله عليه وسلم الدنيا وهو واجد لها، وقد ذمها. وقد عرضت عليه مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة فأبى ذلك صلى الله عليه وسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، لوشئت لسارت معي جبال الدنيا
__________
(1) انظر: طبقات الحنابلة ج 1 ص 199- 200، والمنهج الأحمد ج 1 ص 149.
(2) سورة فاطر: آية 28.
(3) سورة النساء: آية 80.
(4) انظر: مدارج السالكين ج 2 ص 464.
(5) انظر: المصدر السابق.(1/233)
ذهباً وفضة" (1) ، وإمامنا أبو زرعة الرازي أحد الأئمة الذين وصفوا بالزهد والعبادة، يقول الحافظ ابن كثير عنه: "كان فقيهاً، ورعاً، زاهداً، عابدا متواضعا خاشعا أثنى عليه أهل زمانه بالحفظ، والديانة، وشهدوا له بالتقدم على أقرانه" (2) وعده أبو حاتم الرازي من الزهاد الأربعة الذين أعجب بهم فيقول: أزهد من رأيت أربعة: آدم بن أبي إياس (3) ، وثابت بن محمد الزاهد (4) ، وأبو زرعة، وأحمد بن حنبل (5) . وسئل عنه محمد بن إسحاق الصاغاني، وذكر جماعة من الحفاظ فقال: "أبو زرعة أعلاهم، لأنه جمع الحفظ مع التقوى والورع، وهو يشبه بأبي عبد الله أحمد بن حنبل" (6) . ولقد صنف أبو زرعة كتابا في الزهد (7) . وذكره بعض مصنفي كتب الزهاد، فأفرد له ابن الجوزي ترجمة في كتابه (صفة الصفوة) .
ولعل الفضل الأكبر في تميزه عن أقرانه بهذه الدرجة من الزهد، صحبته لكبار الزهاد في زمانه كبشر بن الحارث الحافي (8) ، وأحمد بن حنبل، وروايته كذلك عن أحمد بن عبد الله الزاهد (9) ، والربيع بن ثعلب العابد (10) ، وسريج بن
__________
(1) انظر: طبقات الحنابلة ج 1 ص 202- 203، والمنهج الأحمد ج 1 ص 150.
(2) انظر: البداية والنهاية لابن كثير ج 11 ص 37.
(3) هو آدم بن أبي أياس عبد الرحمن بن محمد، أبو الحسن العسقلاني ت 220 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج1 ص 196.
(4) هو ثابت بن محمد العابد أبو محمد الشيباني ت 215 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 2 ص 14.
(5) انظر: تهذيب الكمال للمزي ورقة (442- أ) ، وتاريخ دمشق لابن عساكر، وتاريخ بغداد ج 2 ص 75.
(6) انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 333، وتاريخ دمشق، وطبقات المفسرين للداوودي ج 1 ص 370.
(7) انظر: الإصابة لابن حجر ج 7 ص 170 ط البجاوي وهو من جملة كتبه المفقودة، ولعله ضمنه أقواله وآراءه في الزهد إضافة إلى الأحاديث النبوية وآثار الصحابة في الزهد.
(8) بشر بن الحارث بن عبد الرحمن، المروزي، أبو نصر الزاهد ت 227 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج1 ص 444- 445.
(9) أحمد بن عبد الله بن ميمون التغلبي، أبو الحسن بن أبي الحواري الدمشقي الزاهد ت 246هـ. انظر تهذيب التهذيب ج1 ص 49، والجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 47.
(10) انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 456.(1/234)
يونس (1) وسلمة بن عقار البغدادي (2) - الذي روى عن معروف الكرخي، وفضيل بن عياض، وغيرهما (3) -، وغير هؤلاء، ولقد كان يحرص على تتبع أخبارهم وأحوالهم، وحفظ أقوالهم (4) ، ولقد كان منهجه في الزهد معتدلا، ممدوحا نلمسه من قوله الذي سمعه ابن أبي حاتم. يقول أبو زرعة: "لو كان لي صحة بدن على ما أريد كنت أتصدق بمالي كله، وأخرج إلى طرسوس أو إلى ثغر من الثغور، وآكل من المباحات وألزمها"، ثم قال: "إني لألبس الثياب لكي إذا نظر إلي الناس لا يقولون قد ترك أبو زرعة الدنيا، ولبس الثياب الدون، وإني لآكل ما يقدم إليّ من الطيبات، والحلواء لكي لا يقول الناس إن أبا زرعة لا يأكل الطيبات لزهده، وإني لآكل الشيء الطيب، وما مجراه عندي، ومجرى غيره من الأدم إلا واحد، وألبس الثياب الجياد، ودونه من الثياب عندي واحد، لأن جميعاً يعملان عملاً واحداً، ومن أحب أن يسلم من لبسه الثياب يلبسه لستر عورته فإنه إذا نوى هذا، ولم ينو غيره سلم" (5) . وسمعه يقول أيضاً: "كنت فيما مضى وأنا صحيح، وربما أخذتني الحمى فأضعف، وأجد لذلك ألماً، وأنا اليوم ربما حممت، وربما لم أحم فلا أجد لشيء مما أنا فيه ألماً أظن في نفسي أنه كذا ينبغي أن يكون" (6) .
ومنهجه هذا يدل على تأثره بسفيان الثوري، وأحمد. قال سفيان: "الزهد في الدنيا قصر الأمل، ليس بأكل الغليظ، ولا لبس العباء" (7) . "وسئل أحمد بن حنبل عن الرجل يكون معه ألف دينار، هل يكون زاهداً؟ فقال: نعم، على شريطة أن لا يفرح إذا زادت، ولا يحزن إذا نقصت" (8) . ولقد كان رحمه الله يستمع لنصيحة الزهاد الصالحين، ويلتزم بها
__________
(1) سريج بن يونس بن إبراهيم البغدادي، أبو الحارث العابد ت 235 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 3 ص 458 والجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 305.
(2) سلمة بن عقار حدث عن فضيل بن عياض ومعروف الكرخي، وسفيان بن عيينة وغيرهم. قال عنه يحيى بن معين: ثقة مأمون. انظر: تاريخ بغداد ج 9 ص 134.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 167.
(4) انظر: طبقات الحنابلة ج 1 ص 202، والمنهج الأحمد ج 1 ص 150.
(5) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 348.
(6) انظر: المصدر السابق.
(7) انظر: مدارج السالكين ج 2 ص 10.
(8) انظر: مدارج السالكين ج 2 ص 11.(1/235)
وخاصة تحذيرهم إياه من التقرب إلى الولاة والأمراء. فقد ذكر ابن عساكر عن أبي زرعة أنه قال: "كنا نبكر بالأسحار إلى مجلس الحديث نسمع من الشيوخ فبينما أنا يوما من الأيام قد بكرت، وكنت حدثا إذ لقيني في بعض طرق الريّ من سماه أبي، ونسيته أنا، شيخ مخضوب بالحناء فيما وقع لي فسلم علي فرددت عليه السلام، فقال لي: يا أبا زرعة سيكون لك شأن وذكر، فاحذر أن تأتي أبواب الأمراء ثم مضى الشيخ، ومضى هذا لهذا الحديث دهر وسنين كثيرة، وصرت شيخا كبيراً، ونسيت ما أوصاني به الشيخ، وكنت أزور الأمراء، وأغشى أبوابهم، فبينما أنا يوماً، وقد بكرت أطلب دار الأمير من حاجة عرضت لي إليه، فإذا أنا بذلك الشيخ الخضيب بعينه في ذلك الموضع فسلم عليّ كهيئة المغضب، وقال لي: ألم أنهك عن أبواب (1) الأمراء أن تغشاهم، ثم ولى عني، فالتفت فلم أره وكأن الأرض انشقت فابتلعته فخيل إلي أنه الخضر (2) من وقتي فلم أزر أميراً، ولا غشيت بابه، ولا سألته حاجة حتى تكون له الحاجة فيركب إلي فربما أذنت له، وربما لم آذن له على قدر ما يتفق" (3) ، حتى إن بعضهم كره زيارة والي الري له. فقد ذكر الرافعي أن أحد طلاب العلم قال: قال لي أبو زرعة يعني الرازي: "تبلغ سلامي الشيخ الصالح إدريس الصايغ وهو من أهل أبهر يقال إنه كان سيد الأولياء في عصره قال: فلما دخلت على إدريس قال لي كلاما حاصل معناه بالعربية لا تبلغ إلي رسالة أبي زرعة. قلت: لم وأبو زرعة إمام الدنيا؟ فقال: أليس دخل عليه والي الري فصافحه. قال سعيد: وكنت أقيم بأبهر شهرين وثلاثة ثم أعود إلى أبي زرعة، فلما عدت إلى أبي زرعة قال: بلغت إدريس سلامي؟ قلت: أستعفى من ذلك. قال: ومن أين كان بلغه. فقلت: من عبد الله: فبكى أبو زرعة وقال: قل له إذا عدت إليه قد تبت على يدك فاسمع سلامي ورد علي الجواب. قال: فلما دخلت عليه قال لي: أيش خبر أبي زرعة؟ قلت: بخير
__________
(1) كتب بالأصل بعد (أبواب) كلمة لم أهتد لمعناها وأقرب ما تكون كلمة (الدين) ولقد كان السلف الصالح يكرهون الدخول على الأمراء وأخبارهم في ذلك كثيرة مشهورة.
(2) ذهب جمهور المحدثين والعلماء إلى القول بوفاة الخضر ولا يصح في حياته حديث واحد. انظر: المنار المنيف ص 67- 76، والإصابة ج 1/ 429- 452.
(3) انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة أبي زرعة.(1/236)
يبلغك السلام. قال عليه السلام ورحمة الله فأنهيته إلى أبي زرعة فقال: هو أحب إليّ من عبادة كذا وكذا" (1) ، ولقد كان خاشعا في صلاته مقبلا بقلبه إلى ربه. قال أحمد بن سعيد الدارمي: "صلى أبو زرعة الرازي في مسجده عشرين سنة بعد قدومه من السفر، فلما كان يوم من الأيام قدم عليه قوم من أصحاب الحديث فنظروا، فإذا في محرابه كتابة قالوا له: كيف تقول في الكتابة في المحاريب؟ فقال: قد كرهه قوم ممن مضى. قالوا له هو ذا في محرابك كتابة أو ما علمت به؟ قال: سبحان الله رجل يدخل على الله تعالى ويدري ما بين يديه" (2) .
معرفته بسمت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهديه:
لقد كان أبو زرعة الرازي يتقن سمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه، ويحافظ عليهما، حتى يخيل لمن رآه أنه أحد أصحاب النبي الكريم وذلك لشدة حرصه على اتباع سنن الرسول صلى الله عليه وسلم في المأكل والملبس وفي شؤونه الأخرى وكأنه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. قال الحافظ أبو الحسن علي بن الحسين الدرستيني القاضي: "كان يقال عبد الله بن مسعود يشبه النبي صلى الله عليه وسلم سمتا وهدياً" (3) ، وقال عبد الله: "من أراد أن ينظر إلى سمتي وهدي فلينظر إلى علقمة" (4) ، وقال علقمة مثل ذلك في إبراهيم النخعي (5) ،
__________
(1) انظر: التدوين في أخبار قزوين في ترجمة عمر بن أحمد بن عبد الرحمن الفراني أبو الخير.
(2) انظر: تاريخ دمشق، في ترجمة أبي زرعة. وصفة الصفوة لابن الجوزي ج 4 ص 70.
(3) قال حذيفة: "إن أشبه الناس دلا وسمتا وهديا برسول الله- صلى الله عليه وسلم- لابن أم عبد، من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه" انظر: فتح الباري ج 10 ص 509 والحديث رقم (7277) ومسند أحمد ج 5 ص 389، 4 39، 395، 401، 402، وجامع الترمذي ج 10 ص 310-311.
(4) علقمة هو (ع) بن قيس بن عبد الله بن مالك النخعي الكوفي قال الأعمش عن عمارة بن عمير قال لنا أبو معمر: "قوموا بنا إلى أشبه الناس هديا وسمتا ودلا بابن مسعود، فقمنا معه حتى جلس إلى علقمة" ت 62 أو قبل 73 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 8 ص 277- 278.
(5) إبراهيم هو (ع) بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي، أبو عمران الكوفي قال العجلي: "رأى عائشة رؤياً وكان مفتي أهل الكوفة وكان رجلا صالحا فقيها متوقيا قليل التكلف ومات وهو مختلف من الحجاج" ت 96 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 177- 178.(1/237)
وقال إبراهيم مثل ذلك في منصور ابن المعتمر (1) ، وقال منصور مثل ذلك في سفيان الثوري، وقال سفيان مثل ذلك في وكيع بن الجراح (2) ، وقال وكيع مثل ذلك في أحمد بن حنبل، وقال أحمد مثل ذلك في أبي زرعة الرازي، وقال أبو زرعة مثل ذلك في عبد الرحمن بن أبي حاتم" (3) .
4- وفاته
وبعد هذه الحياة المليئة بالأسفار، وطلب الحديث ونشره وروايته وحض طلاب العلم على التمسك بسنة الرسول الكريم أدركه الأجل على إثر مرض ظل ينتابه مدة ولقد وصفه أبو حاتم بقوله: "مات أبو زرعة مطعونا مبطونا يعرق جبينه في النزع" (4) ، وكان لسانه يردد ذكر الله، ذكر المطمئن المشتاق إلى لقاء ربه
__________
(1) منصور هو (ع) بن المعتمر بن عبد الله أبو عتاب الكوفي. قال عبد الرزاق: حديث سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله فقال: "هذا الشرف على الكرسي". وقال العجلي: "كوفي ثقة ثبت في الحديث كان أثبت أهل الكوفة وكأن حديثه القدح لا يختلف فيه أحد، متعبد رجل صالح أكره على القضاء ... " ت 132 هـ. انظر: تهذبب التهذيب ج 10 ص 312- 315.
(2) وكيع هو (ع) بن الجراح بن مليح الرؤاس أبو سفيان الكرفي الحافظ قال ابن سعد: "كان ثقة مأموناً عالياً رفيع القدر كثير الحديث حجة" ت 96 اهـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 123- 131.
(3) انظر: الإرشاد ج 5، حين الكلام عن سفيان الثوري.
(4) وانظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 346، والمنتظم ج 5 ص 48، وهذه صفة موت المؤمن. قال- صلى الله عليه وسلم-: "المؤمن يموت بعرق الجبين" انظر: جامع الترمذي (تحفة الأحوذي) كتاب الجنائز/ باب 9 ج 4 ص 57. وقال عنه: هذا حديث حسن، وانظر: المجتبي من سنن النسائي ج 4 ص 6 كتاب الجنائز/ باب علامة موت المؤمن، ومجمع الزوائد ج 2 ص 325 وقال عنه رواه الطبراني في الأوسط، وفي الكبير نحوه في حديث طويل ورجاله ثقات رجال الصحيح، ومعنى الحديث كما قال الحافظ العراقي: "اختلف فيه، فقيل: إن عرق الجبين يكون لما يعالج من شدة الموت، وقيل: من الحياء وذلك لأن المؤمن إذا جاءته البشرى مع ما كان قد اقترف من الذنوب حصل له بذلك خجل واستحيى من الله تعالى فعرق لذلك جبينه"، قال العراقي أيضاً: "ويحتمل أن عرق الجبين علامة جعلت لموت المؤمن لأن لم يعقل معناه". انظر: المجتبى ج 4 ص 6، وتحفة الأحوذي ج 4 ص 57.(1/238)
ويقول: "اللهم أني أشتاق إلى رؤيتك فإن قال لي: بأي عمل اشتقت إليّ قلت: برحمتك يا رب" (1) .
ولقد ضرب أبو زرعة مثلا عظيما في المحبة للسنة النبوية، والحرص على تبليغها أمام أقرانه وتلاميذه من المحدثين حينما توقفوا في روايتهم لحديث التلقين، ولنستمع للخبر كما يرويه أبو جعفر التستري فيقول: "حضرنا أبا زرعة - يعني الرازي- بماشهران، وكان في السوق، وعنده أبو حاتم، ومحمد بن مسلم، والمنذر بن شاذان، وجماعة من العلماء فذكروا حديث التلقين وقوله صلى الله عليه وسلم "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله" قال: فاستحيوا من أبي زرعة، وهابوه أن يلقنوه فقالوا: تعالوا نذكر الحديث. فقال محمد بن مسلم: حدثنا الضحاك بن مخلد عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح وجعل يقول ولم يجاوز، وقال أبو حاتم: حدثنا بندار حدثنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح، ولم يجاوز، والباقون سكتوا. فقال أبو زرعة- وهو في السوق- حدثنا بندار حدثنا أبو عاصم حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن صالح بن أبي غريب، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة" (2) . وتوفي رحمه الله،
__________
(1) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 346.
(2) الحديث رواه أبو داوود في سننه في/ كتاب الجنائز/ باب في التلقين ج 14 ص 79 بنفس السند من طريق عبد الحميد بن جعفر قال حدثني صالح ... الخ الحديث، ورواه الحاكم في المستدرك ج 1 ص 500 من طريق أبي عاصم النبيل ثنا عبد الحميد ... الخ، وقال عنه: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وله قصة لأبي زرعة الرازي قد ذكرتها في كتاب المعرفة"- أي معرفة علوم الحديث ص 76 ورواه الإمام أحمد في مسنده من طريق عبد الحميد بن جعفر. انظر: الفتح الرباني ج 7 ص 56- 57، وماشهران: إحدى قرى الري. انظر: معجم البلدان مادة (ماشهران) .(1/239)
وزاد أبو حاتم "فصار البيت ضجة ببكاء من حضر" (1) . وذلك يوم الإثنين، ودفن يوم الثلاثاء سلخ ذي الحجة سنة أربع وستين ومائتين" (2) .
ومما قيل فيه من الشعر:
أضاءت بلاد الري نورا وأشرقت--بذكر عبيد الله فالله أكبر
فشكرا لمن أبناه فينا وحمده--على أنه فينا التقي المخير
لقد نور الريّ العريضة علمه--بدين رسول الله فالدين أنور
إذا غاب غاب العلم والحلم والتقى--وعند حضور القرن يبهى ويزهر
تمنى جماعات الرجال وترتجى--أراملها والكف بالجود تمطر
فلو كان بالري العريضة كائن--كمثل عبيد الله يا قوم يشكر
أنسنا بما آنستنا من فوائد--وكنت ضيا ظلماتنا فهي مقمر
حبانا بك الله العزيز بقدرة--وبصرنا ما لم نكن قبل نبصر
فتى حنبلي الرأي لا يتبع الهوى--ولكنه من خشية الله يحذر
يؤدي عن الآثار لا الرأي همه--وعن سلف الأخيار ما سيل يخبر
وليس كمن يأتي لنعمان دينه--وحجته حمادُ يوما ومسعر
فتى صيغ من فقه بل الفقه صوغه--مثال عبيد الله ما فيه منكر
تمنى رجال أن يكونوا كمثله--وقد شيبتهم في الرياسة أعصر
__________
(1) انظر الحادثة في: مقدمة الجرح والتعديل في باب ما ظهر لأبي زرعة من سيد عمله عند وفاته ص 345، وتاريخ بغداد ج 10 ص 335، والإرشاد ج 6، في علماء الري، والمنتظم لابن الجوزي ج 5 ص 48، وتاريخ دمشق، وتهذيب الكمال للمزي ورقة (442- ب) ، ومعرفة علوم الحديث ص 76، والمنهج الأحمد ج1 ص 150- 151، وسير أعلام النبلاء في ترجمة أبي زرعة، والتدوين في أخبار قزوين في ترجمة محمد بن ميسرة بن علي بن الحسن بن إدريس الخفاف، القزويني، وصفة الصفوة ص 71، وطبقات الشافعية للسبكي ج 1 ص 64.
(2) انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 335- 336، وطبقات الحنابلة ج1 ص 203، والإرشاد ج 6، في علماء الري، وتاريخ دمشق، وتهذيب الكمال للمزي ورقة (442 ب) ، ومرآة الجنان لليافعي ج 2 ص 176، والبداية والنهاية ج 11 ص 37، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 33، وسير أعلام النبلاء.(1/240)
وهيهات أن يستدركوا فضل علمه ... ولو مكثوا تسعين حولا وعمرو
لكي يدركوه أو تنال أكفهم ... مدى النجم من حيث استقل المغور
أبا زرعة القمقام أصبحت بارزاً ... على كل مرجىء بدينك تفخر
أبو زرعة شيخ النهى بكمالها ... لك السبق إذ أنت الأغر المشهر
فمتعك الرحمن بالحلم والتقى ... وأبقاك ما دام الدجاج يقرقر
فمن مبلغ عني أميري طاهرا ... بأن عبيد الله شاه مظفر
أقام منار الدين فينا بعلمه ... وليس كمن في دينه ينتصر
أتيتك لا أدلي إليك بقربة ... سوى قربة الدين الذي هو أكثر
فسبقك محمود وشكرك واجب ... وعلمك مبسوط وبحرك يزخر
وأبقاك ربي ماحييت بغبطة ... فأنت نقي العرض ليث غضنفر (1)
ومن رثاه من أهل الأدب أيضاً الحواري فيقول:
نفى النوم عن عيني ومازلت ساهراً ... أراعي نجوما في السماء طوالعاً
بفقدان حبر مات بالري فاضلاً ... عليما حليما خيرا متواضعاً
عنيت عبيد الخالق الجهبذ الذي ... أقام لنا آثار أحمد بارعاً
أقام لنا دين النبي محمد ... وأوضح للإسلام حقا وتابعا
وأنفى لنا التكذيب والبطل حسبة ... ورد على الضلال من كان ضائعا
بآثار ختام النبيين أحمد ... وكان إماماً قدوة كان خاضعاً
فكاد له قلبي يطير مفجعاً ... غداة نعوه أو تصدع جازعاً
وما زلت ذا شجو وهم وعبرة ... كثكلى كئيبا دامع العين فاجعاً
لقد مات محموداً سعيداً ولم نجد ... له خلفاً في المشرقين مطالعاً
كمثل عبيد الله ذي الحلم فاضل ... أبي زرعة الغواص في العلم شاسعاً
دفيناً كريماً تحت رمس وبرزخ ... وأورثنا غماً إلى الحشر فاظعاً
__________
(1) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 372- 373.(1/241)
فبورك قبر أنت فيه مغيب ... ... ولا زلت في الجنات جذلان راتعاً
أبا زرعة فجعت من كان عالما ... ... بموتك ياذا العلم بحراً جامعاً
تركت أولي علم حيارى أذلة ... ... لموتك حتى الحشر فينا جوازعاً
أبا زرعة يا خير من مات فاقداً ... ... فبعدك قد صرنا نقاس القوارعا
فقل لذوي زور وإفك وباطل ... ... ومن كان أمسى شامتا أو مخادعاً (1)
إلى أن قال:
فصلى عليك الواحد الفرد ما دعت ... حمامة أيك أو يرى النجم ساطعا فاجعاً
وصلى عليك الصالحون ملائك ... وكل نبي كان في الدهر شافعا
وصلى عليك الراسخون فواضل ... إلى الحشر مثل الرمل إذ كنت خاشعاً (2)
__________
(1) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 373- 374.
(2) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 375.(1/242)
الفَصْل التَاسِع: مَنهَجُه في بَيَان عِلَل الحَديثِ
قبل أن أبين منهج أبي زرعة في تعليله للأحاديث لا بدّ من ذكر حد الحديث المعلل وبعض أقوال الأئمة في أهمية معرفته، ثم أعقبها ببعض الحوادث والأخبار التي رواها الأئمة عن أبي زرعة والتي تدل على سعة اطلاعه ومعرفته في علل الحديث. فالحديث المعلل، ويسميه أهل الحديث (المعلول) وذلك منهم ومن الفقهاء في قولهم في باب القياس: (العلة والمعلول) مرذول عند أهل العربية واللغة فهو: الحديث الذي اطلع فيه على علة تقدح في صحته مع أن ظاهره السلامة منها، ويتطرّق ذلك إلى الإسناد الذي رجاله ثقات الجامع شروط الصحة من حيث الظاهر (1) .
قال الحاكم: "معرفة علل الحديث وهو علم برأسه غير الصحيح والسقيم والجرح والتعديل" (2) . وقال أيضا في نهاية حديثه عن معرفة علل الحديث: "إن معرفة علل الحديث من أجل هذه العلوم" (3) وقال الحاكم أيضأ: "وإنما يعلل الحديث من أوجه ليس للجرح فيها مدخل فإن حديث المجروح ساقط واه وعلة
__________
(1) انظر: مقدمة ابن الصلاح ص 81 والتقيد والإيضاح ص 116، وانظر: تدريب الراوي ص 161 وشرح ألفية العراقي للعراقي ج 1 ص 226.
(2) انظر: معرفة علوم الحديث ص 112.
(3) انظر: معرفة علوم الحديث ص 119.(1/243)
الحديث يكثر في أحاديث الثقات أن يحدّثوا بحديث له علة فيخفى عليهم علمه فيصير الحديث معلولا والحجة فيه عندنا الحفظ والفهم والمعرفة لا غير" (1) .
وقال عبد الرحمن بن مهدي: "لأن أعرف علة حديث هو عندي أحب إليّ من أن أكتب عشرين حديثا ليس عندي" (2) . وقال أيضاً: "معرفة الحديث إلهام، فلو قلت للعالم يعلل الحديث من أين قلت هذا لم يكن له حجة" (3) ، وقيل له "إنك تقول للشيء هذا صحيح وهذا لم يثبت فعمن تقول ذلك؟ فقال: أرأيت لو أتيت الناقد فأريته دراهمك فقال هذا جيد وهذا بهرج (أي الرديء من الفضة) أكنت تسأل عمن ذلك أو تسلم له الأمر قال: فهذا كذلك بطول المجالسة والمناظرة والخبرة" (4) .
وقال ابن رجب خلال كلامه عن حديث معلول: "وإنما يحمل مثل هذه الأحاديث على تقدير صحتها على معرفة أئمة أهل الحديث الجهابذة النقاد الذين كثرت دراستهم لكلام النبي صلى الله عليه وسلم ولكلام غيره لحال رواة الأحاديث ونقلة الأخبار ومعرفتهم بصدقهم وكذبهم وضبطهم وحفظهم. فإن هؤلاء لهم نقد خاص في الحديث مختصون بمعرفته كما يختص البصير الحاذق بمعرفة النقود جيّدها ورديئها وخالصها ومشوبها، والجوهري الحاذق في معرفة الجوهر بإنقاد الجواهر وكل من هؤلاء لا يمكن أن يعبر عن سبب معرفته ولا يقيم عليه دليلا لغيره، وآية ذلك أنه يعرض الحديث الواحد على جماعة ممن يعلم هذا العلم فيتفقون على الجواب فيه من غيرمواطأة وقد امتحن منهم غير هذا مرة
__________
(1) انظر: معرفة علوم الحديث ص 112- 113، تدريب الراوي ص 161 باختصار وتوجيه النظر إلى أصول الأثر لطاهر الجزائري ص 267، 268.
(2) انظر: علل الحديث لابن أبي حاتم ج 1 ص 9، ومعرفة علوم الحديث ص 112، وتدريب الراوي ص 161، وتوجيه النظر ص 267، والبدر المنير لابن الملقن الورقة (9- ب) .
(3) انظر: معرفة علوم الحديث ص 113، وتدريب الراوي ص 162، وانظر قوله وتعقيب ابن نمير عليه في علل الحديث ج1 ص 9 وتوجيه النظر ص 271، قال ابن نمير (وصدق لو قلت له من أين قلت لم يكن له جواب) .
(4) انظر: تدريب الراوي ص 162.(1/244)
في زمن أبي زرعة وأبي حاتم فوجد الأمر على ذلك، فقال السائل أشهد أن هذا العلم إلهام" (1) .
وهذه الحادثة التي أشار إليها ابن رجب رواها الحاكم بسنده إلى محمد بن صالح الكيليني أنه قال: "سمعت أبا زرعة وقال له رجل: ما الحجة في تعليلكم الحديث؟ قال: الحجة أن تسألني عن حديث له علة فأذكر علته، ثم تقصد ابن وارة يعني محمد بن مسلم بن وارة، وتسأله عنه ولا تخبره بأنك قد سألتنى عنه فيذكر علته، ثم تقصد أبا حاتم فيعلله، ثم تميز كلام كل منا على ذلك الحديث، فإن وجدت بيننا خلافا في علته فاعلم أن كلا منا تكلم على مراده، وإن وجدت الكلمة متفقة فاعلم حقيقة هذا العلم، قال ففعل الرجل فاتفقت كلمتهم عليه فقال: أشهد أن هذا العلم إلهام" (2) .
وكثيرا ماكان أبوحاتم وأبو زرعة يتذاكران في علل الحديث. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: "جرى بيني وبين أبي زرعة يوما تمييز الحديث ومعرفته فجعل يذكر أحاديث ويذكر عللها، وكذلك كنت أذكر أحاديث خطأ وعللها وخطأ الشيوخ فقال لي: يا أبا حاتم قل من يفهم هذا، ما أعز هذا. إذا رفعت هذا من واحد واثنين فما أقل من تجد من يحسن هذا، وربما أشك في شيء أو يتخالجني شيء في حديث فإلى أن ألتقي معك لا أجد من يشفيني منه. قال أبي: وكذلك كان أمري" (3) .
ويشهد أبوحاتم بمعرفة أبي زرعة في علل الحديث فيقول في مجلسه وقد جرى عنده معرفة الحديث: "ذهب الذي كان يحسن هذا يعني أبا زرعة وما بقي بمصر ولا بالعراق أحد يحسن هذا. قال- القائل ابن أبي حاتم-:
__________
(1) انظر: جامع العلوم والحكم لابن رجب ص 224.
(2) انظر: معرفة علوم الحديث ص 13 1، وتدريب الراوي ص 162، وتوجيه النظر ص 268، 289، والباعث الحثيث حاشية ص 66.
(3) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 356، وتاريخ بغداد ج 2 ص 76.(1/245)
محمد بن مسلم؟ قال: يفهم طرفاً منه" (1) ولقد ذكر ابن رجب خلال شرحه لحديث "استفت قلبك" الأئمة المشهورين بمعرفة علل الحديث فقال: "فالجهابذة النقاد والعارفون بعلل الحديث أفراد قليل من أهل الحديث جدا. وأول من اشتهر في الكلام في نقد الحديث ابن سيرين، ثم خلفه أيوب السختياني، وأخذ عنه شعبة وأخذ عن شعبة يحيى القطان وابن مهدي، وأخذ عنهما أحمد وعلي بن المديني وابن معين، وأخذ عنهم مثل البخاري وأبي داوود وأبي زرعة وأبي حاتم. وكان أبو زرعة في زمانه يقول: قل من يفهم هذا وما أعزه إذا رفعت هذا (2) عن واحد واثنين فما أقل من تجد من يحسن هذا. ولما مات أبو زرعة قال أبوحاتم: ذهب الذي كان يحسن هذا المعنى. يعني أبا زرعة ما بقي بمصر ولا بالعراق واحد يحسن هذا. وقيل له بعد موت أبي زرعة تعرف اليوم واحدا يعرف هذا؟ قال: لا وجاء بعد هؤلاء جماعة منهم النسائي والعقيلي وابن عدي والدارقطني وقل من جاء بعدهم من هو بارع في معرفة ذلك حتى قال أبو الفرج ابن الجوزي في أول كتابه الموضوعات: قل من يفهم هذا بل عدم والله أعلم" (3) ، ولقد روى المحدثون عن أبي زرعة أخبارا كثيرة في تعليله للأحاديث فتارة يحتكم إليه بعض أقرانه فيبين علة الحديث، وتارة يكتب إليه بعض المحدثين من غير بلده، وتارة يعل أحاديث بعض شيوخه حتى إن ابن أبي حاتم أفرد في باب خاص أخبار أبي زرعة في علل الحديث من تقدمة الجرح والتعديل بعنوان (باب ما ذكر من معرفة أبي زرعة بعلل الحديث وبصحيحه من سقيمه) وها أنا ذا أذكر بعض هذه الأخبار. قال ابن أبي حاتم: "سمعت أبا زرعة يقول: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة نا وكيع عن مسعر عن عاصم بن عبيد الله قال: "رأيت ابن عمر يهرول إلى المسجد، فقال أبو زرعة: فقلت له: مسعر لم يرو عن عاصم
__________
(1) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 356، وقال كما نقله ابنه عنه في الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 23 "الذي كان يحسن صحيح الحديث من سقيمه وعنده تمييز ذلك ويحسن علل الحديث أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني، وبعدهم أبو زرعة كان يحسن ذلك قيل لأبي- القائل ابن أبي حاتم- فغير هؤلاء تعرت اليوم أحداً؟ قال: لا".
(2) انظر: جامع العلوم والحكم ص 225، وانظر: كلام ابن الجوزي في الموضوعات ج 1 ص 31.
(3) بالأصل (ألا) .(1/246)
بن عبيد الله شيئا إنما هذا سفيان عن عاصم، فلح فيه قال فدخل بيته فطلبه فرجع فقال: غيروه هو عن سفيان" (1) .
وقال ابن أبي حاتم: "رأيت في كتاب كتبه عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني المعروف برسته من أصبهان إلى أبي زرعة بخطه: وإني كنت رويت عندكم عن ابن مهدي عن سفيان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أبردوا بالظهر فإن شدة الحر من فيح جهنم".
فقلت: هذا غلط الناس يروون عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم فوقع ذلك من قولك في نفسي فلم أكن أنساه حتى قدمت ونظرت في الأصل فإذا هو عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن خف عليك فاعلم أبا حاتم عافاه الله، ومن سألك من أصحابنا فإنك في ذلك إن شاء الله والعار خير من النار" (2) .
وقال ابن أبي حاتم: "حضر عند أبي زرعة محمد بن مسلم والفضل ابن العباس المعروف بالصائغ فجرى بينهم مذاكرة فذكر محمد بن مسلم حديثا فأنكر فضل الصائغ فقال: يا أبا عبد الله ليس هكذا هو فقال كيف هو؟ فذكر رواية أخرى فقال محمد بن مسلم بل الصحيح ما قلت والخطأ ما قلت قال فضل: فأبو زرعة الحاكم بيننا فقال محمد بن مسلم لأبي زرعة أيش تقول أينا المخطىء؟ فسكت أبو زرعة ولم يجب. فقال محمد ابن مسلم: مالك سكت تكلم، فجعل أبو زرعة يتغافل فألح عليه محمد ابن مسلم وقال: لا أعرف لسكوتك معنى إن كنت أنا المخطىء فأخبر وإن كان هو المخطىء فأخبر، فقال هاتوا أبا القاسم ابن أخي فدعى به فقال اذهب وادخل بيت الكتب فدع القمطر الأول والقمطر الثاني والقمطر الثالث وعدّ ستة عشر جزءا وائتني بالجزء السابع
__________
(1) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 335، 336 وانظر كذلك مناقشة أخرى بين أبي زرعة وأبي بكر بن أبي شيبة في حديث علله لأن ابن أبي شيبة رواه من طريق وكيع عن مسعرعن عاصم بن عبيد الله أيضاً في الوضوء ثم رجوعه إلى قول أبي زرعة ذكره ابن أبي حاتم أيضا في مقدمة الجرح والتعديل ص 338.
(2) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 336.(1/247)
عشر، فذهب فجاء بالدفتر فدفعه إليه فأخذ أبو زرعة فتصفح الأوراق وأخرج الحديث ودفعه إلى محمد بن مسلم فقرأه محمد بن مسلم فقال نعم غلطنا فكان ماذا؟ " (1) .
وقال ابن أبي حاتم أيضاً: "قيل لأبي زرعة بلغنا عنك أنك قلت لم أر أحداً أحفظ من ابن أبي شيبة؟ فقال نعم في الحفظ ولكن في الحديث- كأنه لم يحمده فقال: روى مرة حديث حذيفة في الإزار فقال حدثنا أبو الأحوص عن أبي اسحاق عن أبي معلى عن حذيفة فقلت له إنما: هو أبو إسحاق عن مسلم بن نذير عن حذيفة، وذاك الذي ذكرت عن أبي إسحاق عن أبي المعلى عن حذيفة قال كنت ذرب اللسان فبقي فقلت للوارق أحضروا المسند، فأتوا بمسند حذيفة فأصابه كما قلت" (2) .
وكان أبو زرعة وأقرانه يبينون علل أحاديث الشيوخ ويكون حكمهم واحداً متفقين عليه. قال ابن أبي حاتم: "سمعت أبا زرعة يقول أتينا أبا عمر الحوضي وقد دخل قوم عليه وهو يحدثهم وأنا وأبو حاتم وجماعة منا خارج نتسمع فوقع في مسامعنا وهو يقول: حدثنا جرير بن حازم عن مجالد عن الشعبي عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم: إني مكاثر بكم الأمم. فصحنا من وراء الباب فقلنا يا أبا عمر هذا عن جابر. فقال: صدقتم صدقتم ادخلوا" (3) .
__________
(1) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 337.
(2) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص 237- 338، وانظر كذلك في ص 338، مناقشة أخرى بين أبي زرعة والحافظ ابن أبي شيبة وقد بين له علة حديث أنس يتبع الميت ثلاثة ... الحديث والعلة هي أن ابن أبي شيبة لقن بخطأ فتلقفه وحدث به ثم عاد إلى قول أبي زرعة- رحمه الله-.
(3) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص336، 337.(1/248)
1- أهم الأساليب التي اتبعها أبو زرعة في تعليل الأحاديث
1- تارة يعرض على أبي زرعة طرق الحديث فيرجح إحدى هذه الروايات على الأخرى بقوله "حديث فلان أصح" مثال ذلك. قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج1/ 176رقم الحديث 505 "سئل أبو زرعة عن حديث رواه هشيم وسفيان بن حسين وروى أحمد بن يونس عن أبي عوانة كلهم عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية عن حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير، أنه قال: "أنا أعلم الناس بوقت صلاة العشاء كان يصلّيها بعد سقوط القمر ليلة الثالثة من أول الشهر. وروى مسدد عن أبي عوانة عن أبي بشر عن بشير بن ثابت عن حبيب بن سالم عن النعمان عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو زرعة حديث بشير بن ثابت أصح" (1) .
2- وتارة يعلل الحديث بالإرسال بأن يعرض الحديث متصلاً فيحكم بأن الصواب مرسلاً وليس بمتصل. قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج1/ 179 رقم الحديث (512) : "سئل أبو زرعة عن حديث رواه إسماعيل بن عياش عن ابن جريح عن ابن أبي مليكة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قاء أحدكم في صلاته أو رعف أو قلس فلينصرف وليتوضأ، ثم يبني على ما مضى من صلاته مالم يتكلم". قال أبو زرعة: "هذا خطأ، الصحيح عن ابن جريج عن أبيه عن ابن أبي مليكة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل" (2) .
__________
(1) وانظر الأمثلة على ذلك: الأحاديث: 506، 510،524،605، 935، 936، 972،990، 991، 993، 1005،1008، 1009، 1234، 1384، 1536، 1621، 1678، 1746، 1748، 1753، 1758، 2169، 2170، 2526، 2694، 2703، 2708، 2824.
(2) وانظر كذلك الأحاديث: 513، 765، 87، 1199، 1279، 1525، 588 1، 693 1، 1767، 2497، 07 25، 08 25، 2823 وقد يضيف على الإرسال حكما آخر فمثلا حكم على الحديث رقم (1371) بقوله: "مرسل مقلوب".(1/249)
3- وتارة يعلل الحديث بقوله: "وهم فيه فلان أو الوهم من فلان. قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ 12 رقم الحديث: (7) وسألت أبا زرعة عن حديث رواه محمد بن أبي بكر المقدمي عن محمد بن عبد الرحمن الطفاوي عن الأعمش عن أبي وائل عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء أنه قال هذا وضوء من لم يحدث، قال أبو زرعة: "هذا خطأ إنما هو الأعمش عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم. قلت لأبي زرعة: الوهم ممن هو قال: من الطفاوي. قلت: ما حال الطفاوي؟ قال: صدوق إلا أنه يهم أحياناً" (1) .
4- وتارة يعلل الحديث بقوله: "حديث منكر. والحديث المنكر هو الحديث الذي رواه ضعيف مخالفاً لثقة (2) .
قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ 194 الحديث رقم (557) "سئل أبو زرعة عن حديث رواه عثمان بن أبي صالح المصري، عن ابن لهيعة، عن عقيل، عن الزهري، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالا أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة. قال أبو زرعة: "هذا حديث منكر" (3) .
__________
(1) وانظر كذلك الأحاديث: 525، 555، 696، 884، 916، 1050، 1100، 1446، 1489، 1537، 1538، 1540، 1542، 1548، 1549، 1666، 1707، 1750، 1752، 1757، 1776، 2073، 2565،2637،2676، 2680، وقد يضيف على الوهم حكماً آخرا كقوله على الحديث رقم (797) (موقوف والوهم من فلان) أو يقول كما في الحديث رقم (1161) : الوهم إما من فلان أو فلان، أو تارة يحكم عليه بالوهم ولم يبين العلة كما في الحديثين 508، 530.
(2) انظر: فتح المغيث للسخاوي ج 1 ص 190- 191.
(3) وانظر كذلك الأحاديث:
761، 778، 1170، 186 1، 1192، 1311، 1428، 1434، 1435، 1462، 1505، 1514، 1539، 1546، 1587، 1673، 2167، 2495، 2182، 2495، 2498، 2504، 2528، 2539، 2540، 2545، 2707، 2793، وقال كما في الحديث رقم: (2822) (رفع هذا الحديث منكر وقد يقول: "حديث منكر خطأ" كما في الحديث رقم (561) 0 أو يقول: "حديث منكر وفلان ضعيف الحديث" كما في الأحادبث 507، 2108، 2627، 2541، وقد يقول كما في الحديث رقم (1976) "حديث منكر وفلان منكر الحديث" وقولهم منكر الحديث لا يعنون به أن كل ما رواه منكر بل إذا روى الرجل جملة وبعض ذلك مناكير فهو منكر الحديث". انظر: الرفع والتكميل للكنوي ص 1414. وقد يقول كما في الحديث رقم (2788) : "منكر لا يعرف فلان" وقد يقول كما في الحديث رقم (449) "فلان منكر الحديث وأبوه ضعيف جداً" أو يقول كما في الحديث رقم (1383) "منكر، منكر جداً" أو يقول كما في الحديثين 1802، 2155 "منكر بهذا الإسناد" أو يقول كما في الحديث رقم (2106) "منكر أخاف أن لا يكون له أصل".(1/250)
5- وتارة يعلل الحديث بقوله: "أخطأ فيه فلان".
قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ 11 حديث رقم (1) : "سألت أبا زرعة رضي الله عنه عن حديث رواه قبيصة بن عقبة، عن الثوري، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن عمرو بن محجل أو محجن، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الصعيد كافيك ولو لم تجد الماء عشر سنين فإذا أصبت الماء فأصبته بشرتك. قال أبو زرعة: هذا خطأ أخطأ فيه قبيصة إنما هو أبو قلابة عن عمرو بن بجدان، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم" (1) .
6- وتارة يعلل الحديث بقوله: "موقوف".
قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ 223 حديث رقم 647 "سئل أبو زرعة عن حديث رواه القواريري عن يزيد بن هارون، عن حجاج بن أرطاة، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه
__________
(1) وانظر كذلك الأحاديث: 6، 511، 798، 883، 992، 994، 1006، 1028، 1120،1214، 1277، 1283، 1619، 1641، 1661، 1665، 1754، 1765، 1900، 2673، 2705، 2798، 2825.(1/251)
وسلم قال: "ما أدي زكاته فليس كنزاً " قال أبو زرعة: "هكذا رواه القواريري والصحيح موقوف" (1) .
7- وتارة يعلل الحديث بقوله: "ليس بقوي"
قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ 24 الحديث رقم 36: "سمعت أبا زرعة يقول: حديث سمعان في بول الأعرابي في المسجد عن أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: احفروا موضعه. قال: هذا حديث ليس بقوي" (2) .
أو يعلل الحديث بقوله عن راوية: "فلان ليس بقوي": قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ 44 حديث رقم 98: "سمعت أبا زرعة يقول في حديث رواه وكيع عن عيسى بن المسيب، عن أبي زرعة ابن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الهر سبع". فقال أبو زرعة: "لم يرفعه أبو نعيم وهو أصح. وعيسى ليس بقوي".
8- وقد يعلل الحديث بقوله عن رواية: "فلان لا يشتغل به، في حديثه مثل فلان هو مضطرب الحديث" (3) .
9- وقد يعلل الحديث بقوله عن راوي الحديث "ضعيف الحديث": قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ 252 حديث رقم 743: "سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه بقية عن سعيد بن أبي سعيد عن هشام عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتجم وهو
__________
(1) وانظر كذلك الأحاديث: 650، 760، 1118، 1524، 1586، 1630، 1728، 1763، 2043، 2152، 2506، وقد يضيف حكما آخرا فمثلا حكم على الحديث رقم (528) بقوله: "وهم وهو موقوف" أو "الوهم من فلان" كما في الحديث رقم (797) أو يقول: "موقوف ولا بأس به" كما في الحديث رقم (2372) أو يقول: "يوقفه فلان" كما في الحديث رقم (1136) .
(2) وانظر: كذلك الأحاديث: 99- 2134، 1353.
(3) انظر: علل الحديث ج1 ص 15- 16، الحديث رقم (12) .(1/252)
صائم فقالا: هو سعيد بن عبد الجبار عن ابن جزي عن هشام والحديث حديث هشام عن أبيه أنه كان يحتجم وهو صائم، وأبو جزي ضعيف الحديث" أو يقول كما في الحديث رقم 1629 "ليس بمحفوظ وفلان ضعيف الحديث" وانظر رقم 1637، أو يقول كما في الحديث 2090 "فلان ضعيف الحديث وفلان مرسل" أو يقول كما في الحديث 2818 "ضعيف الحديث كان يكذب".
10- وتارة يعلل الحديث المروي من طرق عديدة بقوله "فلان أحفظ" فتكون الروايات الأخرى معلّة. قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 2/ 12 حديث رقم 1510: "وسئل عن حديث رواه القعنبي عن سليمان ابن المغيرة عن ثابت، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها، ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان" ورواه حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو زرعة: حماد أحفظ" (1) .
11- وقد يعلل الحديث بقوله "باطل اضربوا عليه"، ولا يحدثهم به:
قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ 479 حديث رقم 1432: "سئل أبو زرعة عن حديث رواه إبراهيم بن أبي الليث، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، عن أبيه وعبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الشفعة ما لم تقع الحدود فإذا وقعت الحدود فلا شفعة"، قال أبو زرعة هذا حديث باطل فامتنع أن يحدث به وقال: اضربوا عليه" (2) .
12- قد تذكر له (أي لأبي زرعة) طرق لحديث واحد فيرجح واحدة بقوله "حديث فلان أشبه".
__________
(1) وانظر كذلك الأحاديث: 1282، 332 1، 1664، 1755، وقد يقول فلان أحب إليّ كما في الحديثين: 1628، 1751.
(2) وانظر كذلك الأحاديث: 2518، 2520، 2577، أو يقول عنه كما في الحديث رقم (1550) : "إسناد باطل" أو يقول كما في الحديث رقم (2533) : "باطل ليس له عندي أصل وكان حدثهم قديماً في كتاب كذا وقال: اضربوا عليه".(1/253)
قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ 11 حديث رقم 2: "سألت أبا زرعة عن حديث رواه شعبة والأعمش عن سلمة بن كهيل عن ذر عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه أن رجلا أتى عمر فقال: إني أجنبت ولم أجد الماء فذكر عمار، عن النبي صلى الله عليه وسلم في التيمم ورواه الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي مالك عن عبد الرحمن ابن أبزى قال: كنت عند عمر إذ جاءه رجل. قال أبو زرعة: حديث شعبة أشبه." (1) .
13- أو يقول: "الحديث حديث فلان فتكون الرواية الأخرى أو الروايات معللة".
قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ 184-185 حديث رقم 529: "سئل أبو زرعة عن حديث رواه الحكم بن بشير عن عمرو بن قيس الملائي، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي رزين، عن أبي هريرة قال: أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة ذات ليلة حتى ذهب ثلث الليل أو قريب، ثم خرج علينا والناس قليل فغضب غضباً شديداً ثم قال: "لو أن رجلا دعا الناس إلى عرق أو مرماتين- قال أبو زرعة سهمين- لأجابوه وهم يسمعون النداء للصلاة".
لقد هممت أن أبعث رجالاً، ثم أتخلل دور قوم لا يشهد أهلها الصلاة فأضرمها بالنار، وروى هذا الحديث حماد بن سلمة وزيد بن أنيسة فقالا عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقال أبو زرعة الحديث حديث حماد وزيد بن أنيسة وتابعهما على ذلك أبو بكر بن عياش".
14- وقد يعلل الحديث بأن يكون المتن صحيحا والمسند لحديث آخر: قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ 12 حديث رقم 5:
__________
(1) وانظر كذلك الحديث رقم: (11) أو قد يضيف على قوله هذا "وفلان ضعيف" كما في الحديثين: 13، 216.(1/254)
"سألت أبا زرعة عن حديث رواه إبراهيم بن عبد الملك، عن قتادة، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد.
قال أبو زرعة: "هذا خطأ إنما هو قتادة، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم".
15- وقد يعلل الحديث بقوله: "واه" أو عن الراوي واهي الحديث أو "واه": قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/45 حديث رقم 100 بعد أن سأل والده عن حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه توضأ مرة مرة وقال: "هذا وضوء من لا يقبل الله صلاة إلا به". ثم توضأ مرتين مرتين، وقال: "هذا وضوء من يضاعف الله له الأجر مرتين". ثم توضأ ثلاثاً ثلاثا وقال: "هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي". "وسئل أبو زرعة عن هذا الحديث فقال: هو عندي حديث واه ومعاوية بن قرة لم يلحق ابن عمر..".
أو يقول "حديث واه جداً" كما في الحديث رقم 1312 أو يقول عن الراوي: "فلان واه" كما في الحديث رقم 2628.
16- وقد يصحح الحديث مرفوعا فتكون الرواية الأخرى أو الروايات معللة: قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 2/88 حديث رقم 1759 "سئل أبو زرعة عن حديث رواه أبو سلمة المنقري عن حماد، عن ثابت، عن أنس موقوفاً {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً} قال: "ساخ الجبل" ورواه عبد الصمد بن عبد الوارث ومحمد بن كثير العبدي كلاهما عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} "فلما تجلى ربه للجبل" وذكر الحديث قال أبو زرعة كان أبو سلمة يقول قبلنا عن حماد عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم إن شاء الله فلما قرأت عليه لم يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم والصحيح موقوف" (1) .
__________
(1) وانظر: الحديثين 775، 785 أو قد يقول كما في الحديث رقم (91) : "حديث فلان مرفوع أصح وهو أحفظ، وفلان ليس به بأس".(1/255)
وهذه أمثلة لعلل مختلفة. قال أبو زرعة:
- "حديث فلان أبي فلان ليس بصحيح وأبوفلان مجهول" (1) .
- "المحفوظ عن فلان عن فلان عن أنس" فتكون الروايات الأخرى معلولة (2) .
- "لا أحفظ من حديث فلان إلا هكذا" (3) .
- "اختلفوا في هذا الإسناد" (4) .
- "الصحيح عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم بلا ميمونة" (5) .
- "فلان ليس يمكن أن يقضى له" (6) .
- "اختلف الرواة فيه" (7) .
- "لم يسمع فلان عن فلان شيئاً" (8) .
- "منكر وهو من حديث فلان أشبه وروي من طريق آخر والصحيح عن فلان" (9) .
- "إنما هو عن طريق فلان" (10) .
- "ليس بمحفوظ والصحيح فلان" (11)
__________
(1) انظر: الحديث رقم (14) .
(2) انظر: الحديث رقم (42) .
(3) انظر: الحديث رقم (80) .
(4) انظر: الحديث رقم (90) .
(5) انظر: الحديث رقم (95) .
(6) انظر: الحدبث رقم (96) .
(7) انظر: الحديثين 646، 2747.
(8) انظر: الحدبث رقم (731) .
(9) انظر: الحديث رقم (869) .
(10) انظر: الحديث رقم (888) .
(11) انظر: الحديث رقم (1175) .(1/256)
- "قصر به شعبة" (1) .
- "الحديث ليس عندهم بحمص" (2) .
- "ليس له أصل" (3) .
- "واه ضعيف باطل غير ثابت ولا صحيح ولا أعلم بين أهل العلم بالحديث خلافا أنه حديث واه ضعيف لا تقوم بمثله حجة" (4) .
- "سمعت أحمد بن حنبل يقول: حديث فلان خطأ الإسناد" (5) .
- "حديث فيه كلام أدرج من قبل الزهري فالحفاظ يميّزون كلامه" (6) .
- "فلان لا أعرفه إلا في هذا وأخاف أن يكون غلط" (7) .
وقد يعلل بعض الأحاديث دون ذكر السبب. قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ 488 حديث رقم 1462، "سألت أبا زرعة عن حديث رواه بقية عن عبيد الله عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه لم يكن يرى بالقز والحرير للنساء بأساً". فقال أبو زرعة: "هذا حديث منكر. قلت: تعرف له علة؟ قال: لا" (8) .
__________
(1) انطر: الحديث رقم (1179) .
(2) انظر: الحدبث رقم (1264) .
(3) انظر: الحديثين 2516، 2517.
(4) انظر: الحديث رقم (1285) .
(5) انظر: الحديث رقم (1551) .
(6) انظر: الحدبث رقم (1566) .
(7) انظر: الحديث رقم (1747) .
(8) وانظر: الحديث رقم (2704) .(1/257)
التمهيد
1- اسم الكتاب ومؤلفه
كتب على الورقة الأولى من المخطوط اسم الكتاب وهو (كتاب الضعفاء والكذابين والمتروكين من أصحاب الحديث عن أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم وأبي حاتم محمد بن إدريس الرازيين رحمهما الله مما سألهما عنه وجمعه وألفه أبوعثمان سعيد بن عمرو بن عمار البرذعي الحافظ رحمه الله) .
وهذا يدل على أن الكتاب صنفه البرذعي، وأما إضافة أبي حاتم لأبي زرعة، فلعل ذلك كتبه الناسخ أو أحد رواة الأجوبة. لأن العلماء لم يضف أحد منهم اسم أبي حاتم إلى أبي زرعة عند ذكرهم هذه الأجوبة أو السؤالات والذي يقرأ هذه الأجوبة بإمعان يجد أن معظم أقوال أبي حاتم هي عبارة عن تأييد لأقوال أبي زرعة في رواة جرحهم، فإن مجلس أبي زرعة كان يضم بعض الحفاظ كأبي حاتم ومحمد بن وارة، وغيرهما فكان أبو حاتم يشارك أبا زرعة في بعض الأجوبة، وفي بعض الأحيان يصف أحد الرواة له فيتذكره ثم يحكم عليه، ولقد انفرد أبو حاتم ببعض الأجوبة في عدد من الرواة، إما يسأله البرذعي فيها أو هو ذكرها له في مجلس أبي زرعة. وضم البرذعي لهذه الأجوبة أيضاً أجوبة لبعض الأئمة وجدها في مصنفاتهم أو أخذها مشافهة منهم، فنقل عن تاريخ أبي زرعة الدمشقي أربعة نصوص، وكذلك نصاً من التأريخ الكبير للبخاري وأجوبة لمحمد بن يحيى النيسابوري، وعليه فإن هذا الكتاب صنفه البرذعي وضمنه أجوبة شيخه أبي زرعة الرازي مع أجوبة قليلة جداً ومعدودة لبعض الأئمة الذين كانوا في مجلس محدثنا عدا النصوص المنقولة، وضم لهذا المصنف أيضاً(2/271)
كتاب الضعفاء لأبي زرعة الرازي. وروى البرذعي هذا المصنف بدوره لتلاميذه وهذا الأسلوب كان متبعاً في تلك الفترة، فكان طلاب الحديث يتوجهون بأسئلتهم إلى شيوخهم فيدونون أجوبته. وهذه الأجوبة تخص الشيخ المجيب على الأسئلة وتنسب له لا لتلميذه الذي دونها.
بقيت مسألة تحتاج إلى بيان وهي أن المخطوط كتب عليه (كتاب الضعفاء والكذابين والمتروكين ... ) والذي اشتهر عن البرذعي كما مر أنه صنف كتاباً ضمنه سؤالاته لأبي زرعة، أو يطلقون عليه أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي. ولم أقف على نص يقطع التساؤلات ويدل على أن البرذعي هو الذي سماه بهذا الاسم، ومن الجائز أن أحد تلاميذه أو الذين رووا هذه الأجوبة هو الذي سماه باسم (كتاب الضعفاء والكذابين ... ) . وآثرت الاسم الذي أطلقه الحفاظ على الكتاب، وهذه بعض النصوص التي ذكر فيها اسم الكتاب:
1- قال الخطيب البغدادي في ترجمة يعقوب بن موسى الأردبيلي: "سكن بغداد، وحدث بها عن أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي، عن سعيد ابن عمرو البرذعي سؤالات وتعاليق عن أبي زرعة الرازي، ولم يكن عنده شيء يرويه غير ذلك" (1) . ومن المعلوم أن الخطيب روى جميع النصوص - التي نقلها من الأجوبة- عن شيخه أبي بكر أحمد بن محمد البرقاني، والبرقاني رواها عن الأردبيلي.
2- قال الحافظ ابن حجر في ترجمة إسماعيل بن زياد السكوني: "وفي سؤالات سعيد بن عمرو البرذعي لأبي زرعة الرازي ... " (2) .
أما كتاب الضعفاء لأبي زرعة الرازي الذي ضمه البرذعي إلى كتابه فقد سماه باسم (أسامي الضعفاء ومن تكلم فيهم من المحدثين" (3) .
__________
(1) انظر: تاريخ بغداد ج 14 ص 295.
(2) انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 301، وانظر كذلك المواضع التالية منه أيضاً في ج 2 ص 119. ج 4 / 393، 25، 274، ج 5 / 258، ج 6 ص 174.
(3) انظر: الأجوبة ورقة (25- أ) .(2/272)
وسماه المزي باسم (أسامي الضعفاء ومن تكلم فيهم) (1) دون ذكر جملة (من المحدثين) .
وقد سماه الحافظ الذهبي باسم (الضعفاء) فقال في ترجمة أيوب بن صالح "وثقه أبو حاتم، وغيره. وأما أبو زرعة فسرد اسمه في كتاب الضعفاء" (2) .
وكذلك سماه الحافظ ابن عساكر. وقال الحافظ ابن حجر في ترجمة سليمان بن موسى الزهري: "وحكى ابن عساكر أن أبا زرعة ذكره في الضعفاء" (3) .
وأشار إليه شمس الدين السخاوي في شرح الألفية، وفي الإعلان بالتوبيخ (4) .
ويبدو أن كتاب الضعفاء، رواه غير البرذعي أيضا فقد قال الحافظ الذهبي في ترجمة جبر بن أيوب "ذكره أبو زرعة في الضعفاء، نقله النباتي والبرذعي، وغيره. وما أحسبه إلا تصحف بجرير بن أيوب، وهو واه ويشهد لذلك بأن جبيرا ماله ذكر في رواية البرذعي، عن أبي زرعة".
وأشار المزي في ترجمة عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد أنه قد وقف على نسختين من أجوبة أبي زرعة المتضمنة لكتاب الضعفاء فنقل النص المتعلق بكاتب الليث وفي آخره "كان يكتب لليث والله أعلم" ثم قال:- أي المزي "وفي نسخة وأثنى عليه بدل والله أعلم" (5) .
__________
(1) انظر: تهذيب التهذيب ج 10 ص 226.
(2) انظر: ميزان الاعتدال ج 1 / 289. وكذلك ج 1 / 389، ج 2 /129.
(3) انظر: تهذيب التهذيب ج 4 ص 228.
(4) انظر: فتح المغيث ج 3 ص 314، والإعلان بالتوبيخ لمن ذم التأريخ ص 109.
(5) انظر: تهذيب التهذيب ج 5 ص 258.(2/273)
2- أهم الأسئلة المدونة
إن مجالس الحفاظ من المحدثين لم تقتصر على رواية الحديث، والسماع، وتمييز الأحاديث الضعيفة، وبيان درجتها فقط، بل كان يبحث فيها كل ما يتعلق بالسنة النبوية، وخاصة في علم الرجال حيث بينوا لتلاميذهم ومن روى عنهم درجة الرواة، وفرقوا بين الثقات والضعفاء، وكشفوا عن أحوالهم ومروياتهم، وكثيراً ما كان تلامذتهم يتوجهون بالأسئلة إليهم، وهم يتولون الإجابة عنها. ولأهميتها، وفائدتها، كانوا ينسخونها، ويروونها لمن يأخذ عنهم، ولقد حفظت لنا هذه الأسئلة المدونة علما غزيراً وكشفت عن أحوال الكثير من الرواة - وصفاتهم، مروياتهم، شيوخهم، وغير ذلك- مما قد لا نجده في كتب علم الرجال الأخرى، وهذه الأسئلة قد تكون خاصة بالرجال الضعفاء والكذابين كأسئلة البرذعي، وغيره، وقد تتعلق بالثقات والضعفاء معاً أو تبين أحوال الرواة من خلال تعليل الأحاديث. وهذه أهم الأسئلة التي وقفت عليها، والتي سبق معظمها أسئلة البرذعي، أذكرها لأهميتها:
1- مسائل عباس الدوري (1) في الرجال والعلل للإمام يحيى بن معين المعروف بـ (التأريخ والعلل) (2) .
2- سؤالات أبي خلف مرثد بن الهيثم بن طهمان الناقد ليحيى بن معين أيضاً (3) .
__________
(1) عباس بن محمد بن حاتم بن واقد الدوري أبو الفضل البغدادي مولى بني هاشم خوارزمي الأصل. قال ابن أبي حاتم: "صدوق سمعت منه مع أبي وسئل عنه أبي؟ فقال: صدوق"، وذكره ابن معين فقال: "صديقنا وصاحبنا" توفي سنة 271 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 5 ص 129.
(2) مخطوط نسخة منه في المكتبة الظاهرية مجموع (112) وقد طبع الكتاب بتحقيق الدكتور أحمد محمد نور سيف.
(3) مخطوط نسخة منه في مكتبة السلطان أحمد الثالث مجموع (624) .(2/274)
3- سؤالات أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الختلي له أيضاً (1) .
4- سؤالات عثمان بن طالوت له أيضاً (2) .
5- سؤالات هاشم بن مرثد الطبراني له أيضاً (3) .
6- سؤالات عثمان بن سعيد الدارمى له أيضاً (4) .
7- سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شبية له أيضاً (5) .
8- سؤالات أبي العباس أحمد بن محرز له أيضاً (6) .
9- سؤالات إسحاق بن منصور الكوسج له أيضاً (7) .
__________
(1) مخطوط نسخة منه في مكتبة السلطان أحمد الثالث مجموع (624/4) من (29 ب-56) في القرن الثامن الهجري 624 / 5 (من 63 ب- 85 ب سنة 628 هـ.) أنقرة، صائب 1447 (من 14 أ- 26 ب سنة 732 هـ.) انظر: تاريخ التراث لسزكين ج 1 ص 292، وإبراهيم هو ابن عبد الله بن الجنيد الختلي صاحب كتب الزهد والرقائق. قال عنه الخطيب: "ثقة" ووصف السؤالات بأنها كثيرة الفائدة تدل على فهمه، وتوفي حوالى 260 هـ. انظر: تاريخ بغداد ج 6 ص 120.
(2) مخطوط نسخة منه في مكتبة السلطان أحمد الثالث مجموع (624) .
(3) مخطوط نسخة منه في مكتبة السلطان أحمد الثالث مجموع (624) .
(4) مخطوط نسخة منه في مكتبة سليمان بن بسام في عنيزة وتوجد نسخة مصورة منها في معهد المخطوطات بجامعة الدول العرببة. والدرامي هو: الحافظ الإمام الحجة أبو سعيد عثمان بن سعيد بن خالد السجستاني أخذ هذا الشأن عن ابن المديني، ويحيى وأحمد وإسحاق، وأكثر الترحال. قال أبوالفضل يعقوب القراب: "ما رأينا مثل عثمان بن سعيد ولا رأى هو مثل نفسه". وقال الذهبي: "ولعثمان سؤالات عن الرجال ليحيى بن معين وله مسند كبير وتصانيف في الرد على الجهمية" توفي سنة 280 هـ. انظر: تذكرة الحفاظ ج 2 ص 622.
(5) انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 328.
(6) مخطوط نسخة منه في المكتبة الظاهرية بدمشق مجموع (1) من (1-42) وابن محرز هو: أحمد بن محمد بن قاسم بن محرز، أبوالعباس بغدادي يروي عن يحيى بن معين، حدث عنه جعفر بن درستويه بن المرزبان الفارسي. انظر: تاريخ بغداد ج 5 ص 83.
(7) ابن الكوسج هو (خ م ت س ق) إسحاق بن منصور بن بهرام الكوسج أبو يعقوب التميمي المروزي نزيل نيسابور. روى عن ابن عيينة، وعبد الرزاق، وأبي داود الطيالسي وغيرهم قال الحاكم: "هو أحد الأئمة من أصحاب الحديث من الزهاد والمتمسكين بالسنة" وقال الخطيب: "كان فقيهاً عالما". توفي سنة 251 هـ.، وأسئلته للأئمة الثلاثة - ابن معين وابن راهويه وأحمد - معروفة انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 249- 250، وتاريخ بغداد ج 6 ص 362-364، وهناك روايات أخرى عن ابن معين من طريق الحسين بن حبان وعبد الخالق بن منصور، ويزيد بن المبارك وغيرهم. وانظر: تسمية ما ورد به الخطيب البغدادي دمشق من روايته لمحمد بن أحمد المالكي، ترتيب يوسف العش 108- 109(2/275)
10- أسئلة عثمان بن أبي شبية لعلي بن المديني وهي عبارة عن (آراؤه في علماء البصرة الذين وصفهم يحيى بن معين بالقدر" (1) .
11- سؤالات إسحاق بن منصور الكوسج لإسحاق بن راهويه (2) .
12- سؤالات إسحاق بن منصور الكوسج أيضاً لأحمد بن حنبل (3) .
13- أسئلة أحمد بن محمد بن الحجاج، أبي بكر لأحمد أيضاً (4) .
14- أسئلة أحمد بن محمد بن هانئ، أبي بكر لأحمد أيضاً (5) .
15- مسائل أحمد بن حميد، أبو طالب المشكاني لأحمد أيضاً (6) .
__________
(1) مخطوط نسخة منه في مكتبة السلطان أحمد الثالث مجموع (624/21) من (220 أ-226أسنة 628 هـ.) والظاهرية بدمشق مجموع 40/9 (من 206 أ-211- أ، سنة 520 هـ.) انظر: تاريخ التراث لسزكين ج 1 ص 294، وهذه المسائل تقع في جزء ومعظمها عن رجال الحديث رأي الشيوخ فيهم طعناً وتعديلاً مع ذكر شيء من آرائهم وكثير من المسائل وردت عن أبيه، وفيه - أي الجزء - بعض الأحاديث.
(2) انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 250، وتاريخ بغداد ج 6 ص 363.
(3) انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 250، وتاريخ بغداد ج 6 ص 363.
(4) هو: أحمد بن محمد بن الحجاج، أبو بكر المعروف بالمروزي صاحب أحمد بن حنبل وهو المقدم من أصحاب أحمد لورعه وفضله، وكان أحمد يأنس به وينبسط إليه. وأسند عن الإمام أحمد أحاديث صالحة. توفي سنة 275 هـ. انظر: تاريخ بغداد ج 4 ص 423- 425، وطبقات الحنابلة ج 1 ص 56-63.
(5) هو: (سي) أحمد بن محمد بن هانئ الطائي، ويقال الكلبي، أبو بكر الأثرم البغدادي الإسكافي الحافظ. روى عن أحمد وتفقه عليه وسأله عن المسائل والعلل. قال عنه ابن معين: "كأن أحد أبوي الأثرم جنياً لحفظه"، وقال الخطيب: "وكان الأثرم يعد في الحفاظ والأذكياء". توفي بعد سنة 260 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 78- 79، وتاريخ بغداد ج 5 ص 110- 112، والجرح والتعدبل ج 1 ص 72.
(6) قال الخطيب في ترجمته: "صاحب أبي عبد الله أحمد بن حنبل، روى عنه مسائل تفرد بها وكان أحمد يكرمه ويعظمه"، توفي سنة 244 هـ. انظر: تاريخ بغداد ج 1 ص 122.(2/276)
16- مسائل مهنى بن يحيى الشامي لأحمد أيضاً (1) .
17- سؤالات محمد بن الحسين البغدادي لأحمد أيضاً (2) .
18- أسئلة أبي داود السجستاني- صاحب السنن- لأحمد أيضاً (3) .
19- سؤالات عبد الملك بن عبد الحميد بن مهران الميموني لأحمد أيضاً (4) .
20- أسئلة إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشر لأحمد أيضاً (5) .
21- أسئلة حنبل بن إسحاق أبو علي لأحمد أيضاً (6) .
22- أسئلة عبد الله بن أحمد لأبيه أحمد (7) .
23- أسئلة صالح بن أحمد لأبيه أحمد أيضاً (8) .
__________
(1) هو: مهنى بن يحيى، أبو عبد الله شامي الأصل، وهو من كبار أصحاب أحمد رحل في صحبته إلى عبد الرزاق، وسكن بغداد، وحدث بها، وقال: لزمت أبا عبد الله ثلاثاً وأربعين سنة واتفقنا عند عبد الرزاق، ورأيته بمكة عند سفيان بن عيينة سنة ثمان وتسعين. قال عنه الدارقطني: "ثقة نبيل". وقال أبو بكر الخلال: "وكتب عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل مسائل كثيرة بضعة عشر جزءاً، عن أبيه لم تكن عند عبد الله عن أبيه، ولا عند غيره". انظر: تاريخ بغداد ج 13 ص 267، وطبقات الحنابلة ج 1 ص 345.
(2) انظر: تهذيب التهذيب ج 2 ص 3، 417.
(3) انظر: طبقات الحنابلة ج 1 ص 159-162.
(4) انظر: طبقات الحنابلة ج 1 ص 212-216 وعبد الملك هو: ابن عبد الحميد الميمون أبو الحسن الرقي، قال عنه الخلال: "وعنده عن أبي عبد الله مسائل في ستة عشر جزءاً منها جزءان كبيران بخط جليل مائة ورقة إن شاء الله أو نحو ذلك لم يسمع منه أحد غيري فيما علمت من مسائل لم يشركه فيها أحداً كبار جياد تجوز الحد في عظمتها وقدرتها وجلالتها".
(5) انظر: طبقات الحنابلة ج 1/ 86-93 وإبراهيم هو ابن إسحاق بن إبراهيم بن بشر، أبو إسحاق الحربي (198- 285-) .
(6) انظر: طبقات الحنابلة ج 1 ص 143-145 وحنبل هو ابن إسحاق بن حنبل أبو علي الشيباني. قال عنه الدارقطني: "كان صدوقاً"، وقال الخلال: "قد جاء عن أحمد بمسائل أجاد فيها الرواية، وإذا نظرت في مسائله شبهتها في حسنها وإشباعها وجودتها بمسائل الأثرم". ت سنة 273 هـ.
(7) انظر: طبقات الحنابلة ج 1 ص 180-188 وعبد الله بن أحمد أبو عبد الرحمن، توفي سنة 290 هـ.
(8) انظر: طبقات الحنابلة ج 1 ص 173-176 وصالح بن أحمد أبو الفضل قال عنه ابن أبي حاتم: "كتبت عنه بأصبهان وهو صدوق ثقة". توفي سنة 266 هـ.(2/277)
24- أسئلة إسماعيل بن سعيد الشالنجي لأحمد أيضاً (1) .
25- سؤالات أبي عيسى الترمذي - صاحب الجامع - لمحمد بن إسماعيل البخاري (2) .
26- أسئلة أبي عيسى الترمذي أيضاً لأبي زرعة الرازي (3) .
27- أسئلة المغاربة لمحمد بن مسعود بن يوسف النيسابوري المتوفى سنة 247 هـ.
قال الحافظ ابن حجر: "وللمغاربة عنه أسئلة عن الرجال والعلل" (4) .
28- أجوبة مرار بن حمويه بن منصور الثقفي أبو أحمد الهمذاني الحافظ المتوفى سنة 254هـ على أسئلة جمهور النهاوندي. قال شيرويه الديلمي في ترجمة مرار: "ولجمهور النهاوندي مسائل سأله عنها، فأملي عليه الجواب فيها، من نظر فيها عرف محل المرار من العلم الواسع والحفظ والإتقان والديانة" (5) .
29- سؤالات أبي عبيد محمد بن علي عثمان الآجري لأبي داود السجستاني (6) .
__________
(1) انظر: طبقات الحنابلة ج 1 ص 104- 105 لإسماعيل هو ابن سعيد الشالنجي أبو إسحاق قال عنه الخلال: "عنده مسائل كثيرة ما أحسب أن أحداً من أصحاب أبي عبد الله روى عنه أحسن مما روى هذا ولا أشبع ولا أكثر مسائل منه ولم أجد هذه المسائل عند أحد رواها عنه إلا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني"، ومما يلاحظ على بعض الاسئلة المنقولة عن الإمام أحمد تتعلق بمسائل فقهية فحسب والبعض الآخر تتعلق بعلم الرجال.
(2) انظر: شرح صحيح مسلم للنووي ج 3 ص 120.
(3) انظر: تحفة الأحوذي ج 4 ص 48.
(4) انظر: تهذيب التهذيب ج 9 ص 438.
(5) انظر: تهذيب التهذيب ج 10 ص 81.
(6) مخطوط نسخة منه في كوبريلي 292 (30 ورقة، في القرن السادس الهجري) ، باريس 2085 (68 ورقة، في القرن السابع الهجري) انظر: تاريخ التراث ج 1 ص 417، وتقع هذه الأسئلة أو السؤالات في عدة أجزاء، ونسخة كوبريلي عبارة عن الجزء الثالث وهي من مرويات الحافظ السلفي، وكتب بعد سؤالات أبي عبيد ... الخ عنوان آخر هو (معرفة الرجال وجرحهم وتعديلهم) .(2/278)
30- مسائل عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمد المصري الفقيه المتوفى سنة 197 هـ للإمام مالك (1) .
31- سؤالات حمزة الكناني للحافظ النسائي صاحب السنن (2) .
32- مسائل أسد بن الفرات لمحمد بن الحسن وتسمى المسائل الأسدية (3) . هذه أهم الأسئلة التي وقفت عليها، ولم أذكر الأسئلة الأخرى التي دونت عن علماء الطبقة التي تلت أبي زرعة وأقرانه، إذ لا مجال لذكرها كأسئلة البرقاني والدارقطني والحاكم، وغيرها.
3- أهمية أجوبة أبي زرعة
إن المكتبة الحديثة بحاجة ماسة لكتب الجرح والتعديل المتضمنة لأقوال الأئمة في توثيق وتجريح الرواة، لا سيما أقوال المتقدمين منهم، وإمام كأبي زرعة استوعب الكثير من علم أحمد، وعلي بن المديني، ويحيى ابن معين، وأضرابهم الذين أخذوا وتأثروا بسيد الحفاظ يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن المبارك، وغيرهم، لا يستغنى عن أقواله في الرواة سواء في التوثيق أو التجريح. لهذا كله حظيت أجوبته على أسئلة البرذعي عناية العلماء فضمنوا النصوص الكثيرة منها في مصنفاتهم، وقد تميّزت هذه الأجوبة بمعلومات دقيقة عن بعض المحدثين والعلماء وعليها عوّل من صنف في الجرح والتعديل، أو التاريخ فاعتمد البغدادي، والحافظ المزّي، والسبكي، والذهبي، وابن حجر، على أقواله في الحارث المحاسبي، وداود الظاهري ويحيى الحماني وغيرهم.
كذلك فقد تضمنت الأجوبة، بعض الاعتراضات والرد عليها. فمثلا
__________
(1) انظر: تهذيب التهذيب ج 6 ص 72 وقد رواها عن ابن وهب إسماعيل بن أبي أويس. انظر: تهذيب التهذيب ج 1 ص 311.
(2) انظر: تهذيب التهذيب ج 9 ص 131.
(3) انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (19- أ) .(2/279)
كلام أبي زرعة في صحيح مسلم واعتراضه على بعض الرجال، وعلى تسميته لكتابه الجامع الصحيح، ودفاع مسلم عن نفسه في ذلك.
وكشفت أيضاً هذه الأجوبة عن بعض الجوانب العلمية في حياة عدد من الرواة وسبب تجريح طائفة منهم، ولقاء أبي زرعة، أو البرذعي ببعضهم إضافة إلى أن بعض النصوص المنقولة عن الأجوبة قد وقع فيها تصحيف أو تحريف، وبالرجوع للأصل نجد النص قد ضبط وذكر بصورة أدق. وعلى العموم فإن الأجوبة قد ضمت معلومات كثيرة وحفظت لنا أقوالاً لا نجدها في كتب الجرح والتعديل، وبهذا تكمن الفائدة ويجعلها بالمنزلة المهمة بين مصنفات علم الرجال. ولولا الإطالة والخروج إلى حد الاستطراد لذكرت جميع أقوال أبي زرعة في الرواة المجروحين التي لم يذكرها الأئمة والحفاظ في تراجمهم وسأكتفي بنماذج قليلة جداً، فأذكر اسم الراوي الذي جرحه أبو زرعة مع ذكر أماكن ترجمته في الجرح والتعديل، وتهذيب التهذيب، وميزان الاعتدال:
اسم الراوي ... الجرح والتعديل ... التهذيب ... الميزان
1 - عبد الله بن مسلم بن هرمز ... ج2/ق2/164 ... ج6/29 ... ج2/503
2 - سيف بن عمر التميمي ... ج2/ق1/278 ... ج4/295 ... ج2/255
3 - داود بن عبد الرحمن العطار ... ج1/ق2/417 ... ج3/192 ... ج2/11
4 - مبشر بن عبيد الحمصي ... ج4/ق1/343 ... ج10/32 ... ج3/433
5 - سيف بن محمد الكوفي ... ج2/ق1/277 ... ج4/296 ... ج2/256
6 - عثمان بن فرقد البصري ... ج3/ق1/164 ... ج7/148 ... ج3/52
7 - عبد الأعلى بن أعين الكوفي ... ج3/ق1/28 ... ج6/93 ... ج2/529
8 - نوح بن أبي مريم المروزي ... ج4/ق1/484 ... ج10/487 ... ج4/279
9 - يونس بن أبي إسحاق ... ج4/ق2/243 ... ج11/433 ... ج4/482
10- مصعب بن سلام التميمي ... ج4/ق1/307 ... ج10/161 ... ج4/120
11 - عبد الملك بن قدامة الجمحي ... ج2/ق2/362 ... ج6/414 ... ج2/661
12 - بريد بن عبد الله بن أبي بردة ... ج1/ق1/426 ... ج1/431 ... ج1/305
13 - بسطام بن حريث ... ج1/ق1/415 ... ج1/439 ... ج1/309
14- فليح بن سليمان بن أبي المغيرة ... ج3/ق2/84 ... ج8/303 ... ج3/365
15 - غفير بن معدان ... ج3/ق2/36 ... ج7/235 ... ج3/83(2/280)
4- المصنفات التي نقلت عن أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي
اعتمد معظم مصنفي كتب الجرح والتعديل على أجوبة أبي زرعة في مؤلفاتهم، وذلك لأهميتها واحتوائها على معلومات دقيقة عن الكذابين والضعفاء التي قد لا نجدها في مصنف آخر. وهذه أهم كتب الجرح والتعديل وغيرها من كتب التاريخ أو الطبقات التي اعتمدت على هذه الأجوبة:
1- كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ولعله أكثر المصنفين نقلا عنها حتى إنه روى هذه الأجوبة بسنده إلى البرذعي وذكر جميع النصوص التي اقتبسها منها مقرونة بسند الرواية (1) .
2- كتاب شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادى أيضاً (2) .
3- كتاب الكفاية في معرفة أصول علم الرواية (3) .
__________
(1) انظر مواضع النصوص في تاريخ بغداد: ج 2 ص 179، 263- 264، 283.ج 3 ص 14- 15، 151، 162-163، 282. ج 4 ص 273- 274. ج 5 ص 280- 281، 306. ج 6 ص 65، 246، 271، 337- 338. ج 7 ص 4، 61، 90، 173- 174. ج 8 ص 30، 85، 155، 215، 222-223، 263، 264،300، 358- 359، 361، 373- 374، 454. ج 9 ص 16، 20، 83، 148، 229- 230، 277، 299، 399، 452- 453، 456، 480. ج 10 ص 45، 172، 236، 237، 239، 251، 421. ج 11 ص 24، 94، 132،133، 147، 194، 195، 200، 204، 207، 365، 445، 449. ج 12 ص 20- 21، 296، 487. ج 13 ص 21، 181، 188، 189، 280، 440. ج 14 ص 52، 77، 113، 119- 120، 160، 175، 201، 253، 270 - 271
(2) انظر: مواضع النصوص في شرف أصحاب الحديث في: ص 77، 130.
(3) انظر: مواضع النصوص في الكفاية: ص 217، 254.(2/281)
4- كتاب تهذيب الكمال في أسماء الرجال لأبي الحجاج جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن المزي المتوفى سنة 742 هـ (1) .
5- كتاب ميزان الاعتدال في نقد الرجال للحافظ الذهبي المتوفى سنة 748 هـ (2) .
6- تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر العسقلاني أحمد بن علي المتوفى سنة 852 هـ (3) .
__________
(1) انظر: مواضع النصوص التي ضمنها المزي كتابه (تهذيب الكمال في تهذيب التهذيب: ج 1 ص 65، 273- 274، 301، 408. ج 2 ص 119، 135-136، 442. ج 3 ص 146. ج 4 ص 153، 373، 301، 381. ج 5 ص 88، 0 22، 258.ج6 ص 169، 174، 452.ج 7 ص 291، 468. ج 8 ص 409. ج 9 ص 130-131، 141. ج 11 ص 138، 287، 397.
ومن المعلوم أن المزي هذب في كتابه هذا (كتاب الكمال في أسماء الرجال) للحافظ عبد الغني المقدسي المتوفى سنة 600 هـ.
(2) انظر: مواضع النصوص التي صرح الذهبي بنقلها من الأجوبة في ميزان الاعتدال. ج 1 ص 172، 323، 389، 431، 533، 581، 656. ج 2 ص 15-16، 105، 192، 658. ج 3 ص 39-40، 400. ج 4 ص 19.
ومن المعلوم أن هذه النصوص وغيرها قد ذكرها مصنفوا كتب الضعفاء ومن تكلم فيهم مثل الكامل لابن عدي وغيره، إلا أنني اكتفيت بالإشارة إلى النصوص المنقولة في الميزان، واللسان لابن حجر.
(3) انظر: مواضع النصوص التي أضافها ابن حجر على (تهذيب الكمال) في تهذيب التهذيب: ج 6 ص 310.
ج 7 ص 331.ج9 ص 139.(2/282)
7- وكذلك النصوص التي نقلها في لسان الميزان (1) .
8- شرح علل الترمذي للحافظ زين الدين بن رجب الحنبلي المتوفى سنة 795 هـ (2) .
9- المنهاج في شرح صحيح مسلم لمحي الدين يحيى بن شرف الدين النووي المتوفى سنة 676 هـ (3) .
10- تلبيس إبليس أو نقد العلم والعلماء لعبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي المتوفى سنة 597 هـ (4) .
11- طبقات الشافعية لتاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي الأنصاري المتوفى سنة 771 هـ (5) .
12- مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي أيضاً (6) .
13- تاريخ جرجان للحافظ حمزة بن يوسف بن إبراهيم بن موسى السهمي الجرجاني المتوفى سنة 427 هـ (7) .
__________
(1) انظر: مواضع النصوص في لسان الميزان: ج 2 ص 30، 117-118، 317، 442-443. ج 3 ص 194. ج 5 ص 122، 287، 87.
(2) انظر: مواضع النصوص في شرح علل الترمذي: ص116، 124، 217، 374، 420، 422، 428، 432، 452-453، 455، 477، 479- 480، 505،510، 528. وابن رجب في هذه النصوص تارة يبدأ بقوله: "قال أبو زرعة"، وتارة يقول: "نقل البرذعي عن أبي زرعة"، وتارة يقول: "قال أبو عثمان البرذعي يقول: سمعت أبا زرعة يقول".
(3) انظر: المنهاج في شرح صحيح مسلم ج 1، ص 25-26، والنووي نقله من كتاب (صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الأسقاط والسقط) مخطوط في مكتبة أيا صوفيا رقم (475) .
(4) انظر: تلبيس إبليس ص 161.
(5) انظر: طبقات السبكي ج 2 ص 285-286.
(6) انظر: مناقب الإمام أحمد ص 387.
(7) انظر: تاريخ جرجان ص 240.(2/283)
14- تاريخ دمشق للحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر الدمشقي المتوفى سنة 571 هـ (1) .
15- معجم البلدان لياقوت بن عبد الله الحموي المتوفى سنة 628 هـ (2) .
16- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الرازي المتوفى سنة 327 هـ. وهذه نصوص تدل على نقله من الأجوبة.
أجوبة أبي زرعة
الجرح والتعديل
1- قال البرذعي: وسئل- أي أبو زرعة- عن الحسن بن جعفر؟ قال: "ليس بالقوي"، ثم قال: "روى عنه عباد بن العوام". انظر: ورقة (17- أ- ب.
- قال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن الحسن بن أبي جعفر؟ فقال: "ليس بالقوي، وروى عنه عباد بن العوام". انظر: ج 1/ ق2/ 29.
2- قال البرذعي: قلت: حسام بن مصك؟ قال: "واهى الحديث، منكر الحديث". انظر: ورقة (20- أ)
- قال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن حسام بن مصك؟ فقال: "واهي الحديث، منكر الحديث". انظر: ج 1/ ق2/ 317.
3- قال البرذعي: قلت: زيد بن واقد شيخ كان بالريّ؟ قال: "نعم قد رأيته يحدث عن السدّي؟ وأبي هارون العبدي ليس بشيء". انظر: ورقة (19- أ) .
- قال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن زيد بن واقد البصري؟ فقال: "هذا شيخ كان بالريّ قد رأيته يحدث عن السدّي، وأبي هارون العبدي ليس بشيء". انظر: ج1/ ق2/ 574 -575.
__________
(1) انظر: تهذيب التهذيب ج 4 ص 228، وتهذيب تاريخ دمشق الكبير ج 5 ص 29- 30.
(2) انظر: مادة حديثة النورة في معجم البلدان.(2/284)
4- قال البرذعي: قلت: عاصم ابن هلال؟ قال: ما أدري ما أقول لكم حدث عنه الناس، وقد حدث عن أيوب بأحاديث مناكير. انظر: ورقة (19- أ) .
- قال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن عاصم بن هلال؟ فقال: "صالح هو شيخ، ما أدري ما أقول لكم حدث عن أيوب بأحاديث مناكير، وقد حدث الناس عنه. انظر: ج 3/ ق1/ 351، وفي بعض النسخ لاتوجد جملة "صالح هو شيخ".
5- قال البرذعي: وسئل عن المبارك بن سحيم؟ فقال: "واهي الحديث، منكر الحديث"، ثم قال: "ما أعرف له حديثاً واحدا وقد حسنوه بمولى عبد العزيز بن صهيب". انظر: ورقة (17-أ) .
- قال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن مبارك بن سحيم؟ فقال، "واهي الحديث منكر الحديث ما أعرف له حديثا صحيحا وقد حسنوه بمولى عبد العزيز بن صهيب". انظر: ج4/ ق1/ 341.
ولقد أشار ابن أبي حاتم إلى بعض الأجوبة التي استفادها، وذلك أن بعض تلاميذه قالوا له: "هذا الذي تقول: سئل أبو زرعة سأله غيرك وأنت تسمعه أو سأله وأنت لا تسمع؟ فقال: كلما أقول: سئل أبو زرعة. فإني قد سمعته منه إلا أنه سأله غيري بحضرتي فلذلك لا أقول: سألته، وأنا فلا أدلس بوجه ولا سبب. أو نحو ما قال". والمعنى هذا والله أعلم. انظر الجرح والتعديل ج2/ ق1/ 501.(2/285)
5- منهج أبي زرعة في أجوبته على أسئلة البرذعي
نستطيع أن نلخص منهج أبي زرعة في أجوبته على أسئلة البرذعي بالنقاط التالية:
1- اعتمد في تجريحه لطائفة من الرواة على أقوال الأئمة المتقدمين (1) .
2- يذكر البرذعي قول أحد الأئمة في بعض الرواة فيجيبه أبوزرعة إما بالتأييد له، أو يخالفه في الرأي. فمثلا نقل عن يحيى القطان أنه قال: الأفريقي ثقة، رجاله لا نعرفهم. وقال عنه أبوزرعة: حديثه عن هؤلاء لا يدري واستدل على ضعفه بحديث منكر قد رواه (2) ثم أعطاه درجة أحد المحدثين الذين ضعفهم ثم قال عن الأفريقي في موضع آخر "ليس بالقوي" (3) .
3- يذكر له البرذعي أحد الرواة فيضعفه ثم يذكر له سميه أي محدثاً آخر اشترك معه في اسمه واسم أبيه، فيوثقه (4) .
4- يذكر له البرذعي حديثا من طريق أحد الرواة فينكر أبو زرعة تلك الرواية ويثبت الطريق الصحيحة، أو يحكم على الراوي من خلال نقده وتعليله للحديث الذي رواه أو الأحاديث التي اتهم بها (5) .
5- قد يحكم على بعض المحدثين الذين خرج حديثهم في الصحيح بالضعف وهو عند غيره من الثقات فهشام بن سعد قال عنه: واهي الحديث. ثم قال البرذعي: وهو عند غير أبي زرعة أجل من هذا الوزن فتفكرت فيما
__________
(1) انظر: ألفاظ التجريح التي استخدمها أبو زرعة فهو بحث يعتبر متمما لمنهج محدثنا.
(2) انظر: ورقة (7 - أ-) .
(3) انظر: ورقة (7- ب-) .
(4) انظر مثلا: عيسى بن ميمون المدني فقد ضعفه وسميه الثقة عيسى بن ميمون المكي ورقة (8- ب) وكذا موسى بن عمير التميمي الثقة والضعيف هو موسى بن عمير المخزومي ورقة (18- ب) .
(5) انظر مثلا: المواضع التالية ورقة (6- أ) ، (7- ب) ، (9- أ) ، (12- أ) .(2/286)
قال أبو زرعة فوجدت في حديثه وهماً كبيراً من ذلك أنه حدث الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة (في قصة المواقع في رمضان) ، وقد روى أصحاب الزهري قاطبة، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، وليس من حديث أبي سلمة، وقد حدث به وكيع، عن هشام، عن الزهري، عن أبي هريرة. كأنه أراد الستر على هشام في قوله عن أبي سلمة (1) .
6- لا يمنعه زهده وورعه ومحبته للصالحين من انتقاد بعض الزهاد الذين يحيدون عن نهج السلف بطريقتهم وسلوكهم أو مصنفاتهم فمثلا انتقد المحاسبي، وحذر من كتبه ورهّب منها ووصفها بالضلال والبدع لأن الأئمة لم يصنف أحد منهم مثلها كمالك والأوزاعي وغيرهما (2) .
وكذلك انتقد يحيى بن معاذ الرازي الذي وصف نفسه بأنه رجل نواح، وكان يتكلم على طريقة منصور بن عمار وغيره وبرر أبو زرعة رفضه مقالته لكونها من مقالات الذين يبتغون المال من طريقتهم هذه (3) .
7- كان شأنه شأن الأئمة من المحدثين في نبذ علم الكلام والترهيب منه فنقل البرذعي أن فضل الرازي وابن خراش البغدادي اختلفا في أمر داود الأصبهاني والمزني ونالا منهما، وأن أبا زرعة أنكر عليهما قولهما وبين لهما أن علة داود الظاهري والمزني استعانتهما بعلم الكلام على نشر العلم، ونصحهما بألا يتبعا هذا الأسلوب (4) .
8- يسأله البرذعي أحياناً عن الإخوة من الرواة فيجرح أحدهم ويوثق الثاني أو يحكم بالضعف على بعضهم ويبين بما يمتاز به كل منهما- أو يجرح الراوي ويوثق والده أو قريبه أو أخاه (5) .
__________
(1) انظر: ورقة (8- أ) .
(2) انظر: ورقة (22- أ) .
(3) انظر: ورقة (22- ب) .
(4) انظر: ورقة (20- ب) .
(5) انظر مثلا: قوله في جرير بن أيوب ويحيى بن أيوب ورقة (10- أ) وحارثة وعبد الرحمن ابني أبي الرجال ورقة (10- ب) ، ومحمد ورشدين ابني كريب ورقة (11- ب) .(2/287)
9- كان معتدلا في تجريحه في أغلب الرواة، دقيقاً في أحكامه عليهم، فيمدح بعض الرواة ويصف كرمهم وأدبهم، إلا أنه يجرحهم من حيث روايتهم للحديث (1) .
10- قد يطلق نفس الحكم على عدد من الرواة بأن يقول: فلان وفلان وفلان يقاربون في الضعف في الحديث وأهون أو غير ذلك (2) .
11- قد يسأله البرذعي عن بعض الرواة، وقبل أن يحكم عليه يذكر لقاءه به وبعض الأحاديث التي رواها، وأنه تتبع أصوله وكتب منها، ثم يقول: أما كتبه فصحاح، وأما إذا حدث من حفظه فلا، ثم يذكر أقوال العلماء فيه (3) .
12- كان شديدا على بعض أهل الرأي وأئمتهم ولعل السبب في هذا يعود إلى انتمائه إلى مدرسة أهل الحديث المخالفة في المنهج لمدرسة أهل الرأي فنراه يحكم بالضعف على بعضهم لأنه خاض في مسألة خلق القرآن أو لأنه وصل بعض الأحاديث المرسلة أو لاتباع عدد منهم مذهب جهم والقول بالإرجاء إلا أنه قد عدل ومدح بعضهم من الذين عنوا بالحديث وطلبوه (4) .
هذه بعض الملاحظات عن منهجه والتي قد يبدو من خلالها أنه كان على نهج المتشددين في الحكم على الرجال، كشعبة ويحيى القطان وغيرهما، والحق يقال إنه في معظم الحالات يفسر تجريحه ويعلل ويذكر أسباب تضعيفه لذلك الراوي الضعيف أو الكذاب. وهذا يدل على أمانته العلمية وورعه في تجريح الرواة وبهذا نستطيع أن نعده من المعتدلين والله أعلم.
__________
(1) انظر: ورقة (29- ب، 30- أ) .
(2) انظر مثلا: حكمه على محمد بن الحجاج اللخمي ومحمد بن الحجاج المصفر ورقة (3- ب) وحكمه على يعقوب الزهري وابن زبالة والواقدي وعمر المؤملي ورقة (4- ب) .
(3) انظر مثلا: كلامه في سويد الحدثاني ورقة (9- أ- ب) وكذلك اكتشافه لمحمد بن أيوب الرملي وتصنعه بالعبادة واطلاعه على الأحاديث الموضوعة المميزة بخطه والتي أضافها إلى الأحاديث الصحيحة المكتوبة بخط أبيه. انظر: ورقة (7- ب، 8- أ) .
(4) انظر المواضع التالية: ورقة (32- ب، 33 - أ) ، (37- أ) ، (28- أ) ، (23- أ) .(2/288)
لشيوخ الذين روى عنهم أبو زرعة في أجوبته على أسئلة البرذعي
اعتمد أبو زرعة في عدد غير قليل من إجاباته على أسئلة البرذعي على روايات شيوخه الذين جرحوا أولئك الرجال الذين سأل عنهم البرذعي أو أقوالهم هم مباشرة. وهذه قائمة بأسماء الشيوخ الذين استدل أبو زرعة بأقوالهم أو رواياتهم:
1- إبراهيم بن دينار، البغدادي، أبو إسحاق التمار المتوفى سنة 232 هـ (1) .
2- إبراهيم بن موسى بن يزيد بن زاذان التميمي، أبو إسحاق الرازي المتوفى بعد 220 هـ (2) .
3- أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال الشيباني، أبو عبد الله المروزي البغدادي المتوفى سنة 241هـ (3) .
4- أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي الكوفي، المتوفى سنة 227 هـ (4) .
5- إسحاق بن إبراهيم بن مخلد، أبو يعقوب الحنظلي المعروف بابن راهويه المتوفى سنة 238 هـ (5) .
6- حرملة بن يحيى بن عبد الله التجيبي، أبو حفص المصري المتوفى سنة 244هـ (6) .
7- سليمان بن حرب بن بجيل الأزدي، الواشحي، المصري، المتوفى سنة 224هـ (7)
__________
(1) انظر موضع الرواية في: 1022.
(2) انظر مواضع الرواية في: 362، 417، 540، 618.
(3) انظر مواضع الرواية في: 415، 550، 659، 667، 1026.
(4) انظر موضع الرواية في: 404.
(5) انظر موضع الرواية في: 107.
(6) انظر موضع الرواية في: 602.
(7) انظر موضع الرواية في: 359.(2/289)
8- سعيد بن أسد بن موسى المصري (1) .
9- عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي الأشج المتوفى سنة 257 هـ (2) .
10- عبد الله بن الحسن الهسنجاني، أبو محمد الرازي (3) .
11- عبد الله بن الجراح أبو محمد القهستاني المتوفى سنة 232 هـ (4) .
12- عبد الرحمن بن صالح الأزدي العتكي المتوفى سنة 235 هـ (5) .
13- عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة الحزامي مولاهم المدني أبو بكر (6) .
14- عبد الرحمن بن عمر بن يزيد الزهري، الأصبهاني الأزرق المتوفى سنة 255هـ (7) .
15- عبد العزيز بن عمران ابن ابنة سعيد بن أبي أيوب المصري (8) .
16- عثمان بن محمد بن أبي شيبة (9) .
17- عقيل بن يحيى بن الأسود الطهراني المتوفى سنة 258 هـ (10) .
18- عمرو بن علي بن بحر بن كنيز الباهلي، أبو حفص البصري الفلاس المتوفى سنة249هـ (11) .
19- الفضل بن دكين، أبو نعيم الملائي الكوفي المتوفى سنة 219 هـ (12) .
20- محمد بن محمد بن مرزوق الباهلي أبو عبد الله البصري المتوفى سنة 248 هـ (13) .
__________
(1) انظر: ترجمته في الجرح والتعديل ج 2 ق 1ص 5، وانظر موضع الرواية في 201.
(2) انظر: مواضع الرواية في: 897، 1021.
(3) انظر: مواضع الرواية في: 1033، 1035.
(4) انظر: موضع الرواية في: 665.
(5) انظر: موضع الرواية في: 895.
(6) انظر: مواضع الرواية في: 450، 901.
(7) انظر: موضع الرواية في: 1022.
(8) انظر: موضع الرواية في: 489.
(9) انظر: مواضع الرواية في: 1021، 1037.
(10) انظر: موضع الرواية في: 757.
(11) انظر: موضع الرواية في: 605.
(12) انظر: مواضع الرواية في: 379، 418، 419، 421، 430.
(13) انظر: موضع الرواية في: 363.(2/290)
21- محمد بن عبد الله بن نمير، الهمذاني الكوفي المتوفى سنة 234هـ (1) .
22- محمد بن عبد الله بن عبد الحكم الحافظ، أبو عبد الله المصري المتوفى سنة 268 هـ (2) .
23- محمد بن عبيد الله بن محمد بن زيد الأموي (3) .
24- محمد بن أبي عتاب البغدادي أبو بكر الأعين المتوفى سنة 240 هـ (4) .
25- مجاهد بن موسى بن فروخ الخوارزمي، أبو علي الختلي المتوفى سنة244هـ (5)
26- مسدد بن مسرهد بن مسربل البصري المتوفى سنة 228 هـ (6) .
27- مقاتل بن محمد النصر أباذي الرازي (7) .
28- هشام بن عبد الملك، أبو الوليد الطيالسي المتوفى سنة 227 هـ (8) .
29- نصر بن علي بن نصر بن صهبان، أبو عمرو الأزدي (9) .
30- يحيى بن معين بن عون المري، أبو زكريا البغدادي المتوفى سنة 233 هـ (10) .
31- يحيى بن عبد الله بن بكير، المصري، أبو زكريا المتوفى سنة 231 هـ (11)
32- يحيى بن المغيرة، السعدي الرازي (12) .
__________
(1) انظر: مواضع الرواية في: 376، 418، 419، 421، 430.
(2) انظر: موضع الرواية في: 489- 490.
(3) انظر: موضع الرواية في: 1017.
(4) انظر: موضع الرواية في: 895.
(5) انظر: موضع الرواية في: 752.
(6) انظر: موضع الرواية في: 667.
(7) انظر: موضع الرواية في: 436.
(8) انظر: مواضع الرواية في: 481، 1025.
(9) انظر: مواضع الرواية في: 635، 735، 1018.
(10) انظر: مواضع الرواية في: 408، 550.
(11) انظر: مواضع الرواية في: 386، 391، 714.
(12) انظر: موضع الرواية في: 717.(2/291)
الرجال الذين ذكرهم أبو زرعة في أجوبته
تناول محدثنا في أجوبته على أسئلة البرذعي العديد من الرجال يمكننا تصنيفهم كما يلي:
1- الثقات.
2- الضعفاء، والمتكلم فيهم.
أما الثقات فيذكرهم حينما يسأله البرذعي عن عدد من الرجال، ويطلب منه التمييز بينهم، أو يذكر له أحد الرواة فيجرحه، ويوثق سميه الذي اتفق معه في اسمه واسم أبيه، أو يوثق أحد الرواة ويضعفه في حالة من الحالات كأن يكون حديثه في البلد الفلاني صحيحاً، وحديثه في البلد الآخر ضعيفاً، أو فلان ثقة إذا حدث من كتابه، وضعيف إذا حدث من حفظه، أو يذكر أحد الأئمة بأنه ثقة ولكنه إذا حدث عن فلان فهو ليس بالحافظ وهكذا.
أما الضعفاء والمتكلم فيهم فيمكننا تصنيفهم إلى:
أ- رجال لا رواية لهم في الكتب الستة - أي البخاري، ومسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة
ب- رجال الكتب الستة، وهم على أقسام هي:
1- رجال انفرد ابن ماجة، عن الستة بالرواية عنهم.
2- رجال انفرد الترمذي، عن الستة بالرواية عنهم.
3- رجال انفرد ابن ماجة والترمذي عن الستة بالرواية عنهم.
4- رجال انفرد النسائي، عن الستة بالرواية عنهم.
5- رجال انفرد أبوداود، عن الستة بالرواية عنهم.
6- رجال الكتب الأربعة - أي أصحاب السنن -.
7- رجال خرج حديثهم في الصحيحين أو أحدهما وقد يشارك في بعضهم أحد أصحاب السنن الأربعة.
8- رجال خرج حديثهم أصحاب الكتب الستة.
وأكتفي بهذا السرد دون التعضيل، وإفراد كل صنف بقائمة للرجال(2/292)
خشية الإطالة والاستطراد، ولقد وضعت أمام كل راو من الرواة المتكلم فيهم رمزاً يدل على اسم الإمام الذي خرج حديثه.
ألفاظ التجريح التي أطلقها أبو زرعة في الرواة
لقد استخدم أبو زرعة ألفاظاً كثيرة ومختلفة من ألفاظ التجريح والتضعيف تابع في بعضها أئمة الجرح والتعديل، من شيوخه، والذين من قبلهم، كأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأبي داود الطيالسي ويحيى بن سعيد القطان، وشعبة، وغيرهم. وقد يخالفهم في بعض الرواة، فيوثق من ثبتت عدالته عنده أو يجرح بعض الذين وثقوا بعد أن يسبر الأخبار، ويمحص الأقوال، وكان تجريحه للرواة يتسم بالورع والتثبت فلا يطلق القول فيهم جزافاً.
قال الحافظ الذهبي: "يعجبني كثيرا كلام أبي زرعة في الجرح والتعديل، يبين عليه الورع والخبرة بخلاف رفيقه أبي حاتم؛ فإنه جراح" (1) . ومع ورعه وخبرته، فقد جرح بعض الرواة والأئمة ما كان ينبغي له - رحمه الله- أن يجرحهم، والله أعلم (2) .
وسأحاول جاهدا ترتيب هذه الأقوال ضمن حدود مراتب ألفاظ التجريح التي ذكرها ابن أبي حاتم، ومن بعده من الأئمة كابن الصلاح، وغيره. وأضيف إليها الرتبة الخامسة التي ذكرها الحافظ العراقي، مع توضيح بعض الألفاظ ثم أعقبها بذكر ألفاظه التي أطلقها على بعض المبتدعة أو- المبدعين- وبالله التوفيق.
ألفاظ المرتبة الأولى:
ضعيف، فيه ضعف، ليس بذاك القوي، ليس بذاك الثبت، لين الحديث، فيه لين، كان رديء الحفظ، يعرف وينكر، وأما في نفسه فلا بأس
__________
(1) انظر: سير أعلام النبلاء في ترجمة أبي زرعة.
(2) انظر: فصل انتقاد أبي زرعة لبعض الأئمة.(2/293)
به، لم يكن عندي ممن يحفظ الحديث، كان وكيع يتكلم فيه، يختلفون في حديثه.
وهؤلاء الرواة يكتب حديثهم، وينظر فيه اعتباراً (1) .
ألفاظ المرتبة الثانية:
ليس بقوي، لين وليس بالقوي، منكر الحديث-، منكر الحديث اختلط قبل موته، واهي الحديث، واهي الحديث كل حديثه واه، واهي الحديث حدث بحديثين منكرين، واهٍ في الحديث فاضل متعبد، واهي الحديث لا أعلم حدث عنه كبير أحد إلا من لا يدري الحديث، وهن أمره، في حديثه اضطراب، منكر واهي الحديث، منكر الحديث يهم كثيراً.
وهؤلاء الرواة كأصحاب الرتبة الأولى يكتب حديثهم، وينظر فيه اعتباراً إلا أنها دونها- أي الأحاديث- (2) .
ألفاظ المرتبة الثالثة:
ضعيف الحديث، ضعيف الحديث يحدث عن فلان بأحاديث مقلوبة، (ضعيف الحديث، يحدث عن فلان بمناكير) ضعيف الحديث حدث بحديث باطل، مخلط ضعيف الحديث، ليس بشيء وهو ضعيف، مجهول لا أعرفه إلا في كذا..، منكر الحديث جداً، ينكر كثيراً، ضعيف جداً، واهي الحديث جداً، وهن أمره جداً، واه بمرة، ليس بشيء واهي الحديث، واهي الحديث جداً لا سيما اذا حدث عن فلان فيقع ضعف على ضعف، ولعل (ليس بشيء) تساويها جملة (لا يساوي فلسا) .
وهؤلاء الرواة دون أصحاب الرتبة الثانية لا يطرح حديثهم. بل يعتبر به (3) .
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج1، ق 1 / 37، والتقييد والإيضاح ص 159- 160.
(2) انظر: المصدرين السابقين.
(3) انظر: الجرح والتعديل ج 1 ق 1 ص 37، والتقييد والإيضاح ص 160.(2/294)
ألفاظ المرتبة الرابعة:
ليس بثقة، لا يحدث عنه بشيء، منكر الحديث لايكتب حديثه، ذاهب، هالك، لا تكتبوا عنه، لا يكتب حديثه، لا يكتب عنه، متروك الحديث، تركره، لا ينبغي أن يحدث عنه أضرب على حديثه، ترك الناس حديثه، ذاهب الحديث كذاب، سكتوا عنه، كان يتهم بالكذب، واهي الحديث، منكر الحديث.
وحديث هؤلاء ساقط لا يكتب (1) .
ألفاظ المرتبة الخامسة:
يروي أحاديث موضوعة، يروي أباطيل، يحدث بأحاديث أباطيل، آفة من الآفات، يحدث بأحاديث ليست لها أصول، كان لا يتعمد ولكن كان يوضع له الحديث فيقرؤه، كان يضع الأحاديث للناس، يضع الحديث، زنديق، يروي أحاديث مفتعلة وأحاديث موضوعة (2) .
ولقد جرح أبو زرعة بعض الرواة لمعتقدهم أو اتباعهم لبعض فرق المبتدعة، لا بد من بيان رأي العلماء في ذلك قبل سرد ألفاظه في أولئك المجروحين.
قال ابن حجر: "وأما البدعة فالموصوف بها إما أن يكون ممن يكفر بها أو يفسق. فالمكقر بها لا بد أن يكون ذلك التكفير متفقا عليه من قواعد جميع الأئمة، كما في غلاة الروافض من دعوى بعضهم حلول الإلهية في علي- رضي الله عنه- أو غيره، أو الإيمان برجوعه إلى الدنيا قبل يوم القيامة، أو غير ذلك" (3) . وقال: "والمفسق بها كبدع الخوارج والروافض الذين لا يغلون ذلك الغلو، وغير هؤلاء من الطوائف المخالفين لأصول السنة خلافا ظاهرا لكنه مستند إلى تأويل ظاهره سائغ، فقد اختلف أهل السنة في قبول حديث من هذا
__________
(1) انظر: المصدرين السابقين.
(2) انظر: التقييد والإيضاح ص 163.
(3) انظر: هدي الساري ص 385.(2/295)
سبيله إذا كان معروفا بالتحرز من الكذب، مشهورا بالملامة من خوارم المروءة موصوفاً بالديانة والعبادة. فقيل: يقبل مطلقا، وقيل: يرد مطلقا، والثالث: التفصيل بين أن يكون داعية لبدعة أو غير داعية فيقبل حديث غير الداعية، ويرد حديث الداعية. وهذا المذهب هو الأعدل، وصارت إليه طوائف من الأئمة، وادعى ابن حبان إجماع أهل النقل عليه، لكن في دعوى ذلك نظر. ثم اختلف القائلون بهذا التفصيل، فبعضهم أطلق ذلك، وبعضهم زاده تفصيلا فقال: إن اشتملت رواية غير الداعية على ما يشيد بدعته ويزينها ويحسنها ظاهرا فلا تقبل، وان لم تشتمل فتقبل" (1) . وقال أحمد في رواية أبي داود: "احتملوا من المرجئة الحديث، ويكتب عن القدري إذا لم يكن داعية" (2) . وقال المروزي: "كان أبو عبد الله يحدث عن المرجىء إذا لم يكن داعياً، ولم نقف له على نص في الجهمي أنه يروي عنه، إذا لم يكن داعياً، بل كلامه فيه عام أنه لا يروي عنه، وقد عقب ابن رجب على قول الإمام أحمد بقوله: "فيخرج من هذا أن البدع الغليظة كالتجهم يرد بها الرواية مطلقا، والمتوسطة كالقدر إنما يرد رواية الداعي إليها. والخفية كالإرجاء هل نقبل معها الرواية مطلقاً أو يرد على الداعية على روايتين" (3) . وهذه أهم ألفاظ الجرح التي تتعلق بالمبتدعة: قدري أما في الحديث فليس بذاك الضعيف، كان يرى القدر، قدري، أو كان قدريا، قدري داعية إلا أنه شديد في الإثبات، قدري داعية منكر الحديث وكلح وجهه، كان مرجئا ولم يكن يكذب، كان يرى الإرجاء، مرجىء أو كان مرجئا، كان يدعو إلى الإرجاء،
__________
(1) انظر: هدي الساري ص 385، وانظر أقوال الأئمة أيضاً في: التقييد والإيضاح ص 148- 155، والمجروحين لابن حبان ج 1 ص 81-84، وشرح علل الترمذي لابن رجب ص 82-86.
(2) انظر: شرح علل الترمذي ص 86، ونقل ابن حبان في المجروحين ج 1 ص 82 عن جعفر بن أبان الحافظ أنه قال للإمام أحمد: "فنكتب عن المرجىء والقدري وغيرهما من أهل الأهواء؟ قال: نعم إذا لم يكن يدعو إليه، ويكثر الكلام فيه، فأما إذا كان داعياً فلا".
(3) انظر: شرح علل الترمذي ص 86.(2/296)
جهمي، كان جهميا من أصحاب الرأي، كان يقول القرآن مخلوق، كان حرورياً، كان خارجيا، زيدي.
ومن الألفاظ التي كان يستخدمها أبو زرعة في بعض الرواة كلمة (شيخ) ولقد اختلف في مرادها على وجه الدقة، فقد ذكرها ابن أبي حاتم في ألفاظ التعديل فقال: إذا قيل "شيخ" فهو بالمنزلة الثالثة يكتب حديثه وينظر فيه إلا أنه دون الثانية- أي ممن يكتب حديثه وينظر فيه (1) .
وقال الحافظ الذهبي في ترجمة العباس بن الفضل العدني الذي قال عنه أبو حاتم "شيخ": "فقوله هو شيخ ليس هو عبارة جرح، ولهذا لم أذكر في كتابنا أحدا ممن قال فيه ذلك، ولكنها أيضاً ما هي عبارة توثيق، وبالاستقراء يلوح لك أنه ليس بحجة ومن ذلك قوله- أي قول أبي حاتم-: يكتب حديثه، أي ليس هو بحجة" (2) .
وقال الحافظ الزيلعي في (نصب الراية) نقلا عن ابن القطان (3) في كتابه (الوهم والإيهام) ما نصه: "وسئل عنه- أي عن طالب بن حجير- الرازيان- أي أبو زرعة وأبو حاتم- فقالا: شيخ، يعنيان بذلك أنه ليس من أهل العلم، وإنما هو صاحب رواية" (4) .
ومحدثنا غالبا كان يقرن هذا المصطلح- أي شيخ- بلفظة أخرى قد تعيننا على تحديد منزلة ذلك الراوي. وهذه هي الأوصاف التي نعت بها أبو زرعة الرواة في أجوبته:
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 1 ق 1 ص 37، والتقييد والإيضاح ص 158- 159.
(2) انظر: ميزان الاعتدال ج 2 ص 385.
(3) هو: أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملك الفاسي المشهور بابن القطان المتوفى سنة 628 هـ مؤلف كتاب (الوهم والإيهام) الذي نقل عنه الذهبي في الميزان الكثير من أقواله وقال عنه: "طالعت كتابه المسمى بـ (الوهم والإيهام) الذي وضعه على (الأحكام الكبرى) لعبد الحق، يدل على حفظه وقوة فهمه، لكنه تعنت في أحوال الرجال فما أنصف، بحيث إنه أخذ يلين هشام بن عروة ونحوه" انظر: تذكرة الحفاظ ج 4 ص 1407.
(4) انظر: نصب الراية ج 4 ص 233.(2/297)
شيخ ربما أنكر، شيخ حدث بحديثين منكرين، شيخ في حديثه مناكير، شيخ يهم كثيرا، شيخ ليس بذاك، شيخ لين، شيخ ليس بالقوى، شيخ حدث بحديث أوهم فيه، شيخ مجهول، ينبغي أن تتقي حديث هذا الشيخ، شيخ صالح إلا أنه ضعيف وكان قدريا وكان قاصا يذكر.
وقال في بعض الرواة: "كان يحيى القطان (1) يروي عنه" وهذا التعبر يعني أن يحيى القطان ترك الرواية عنه، ولقد استخدم هذا الأسلوب بعض الحفاظ غير أبي زرعة لأن الإمام يحيى بن سعيد القطان أحد الذين يرجع إليهم في الحكم على الرجال، قال علي بن المديني: لم يرو يحيى عن شريك (2) ، ولا عن أبي بكر بن عياش (3) ، ولا عن الربيع بن صبيح (4) ولا عن المبارك بن فضالة (5) .
لقد بين لنا مراده الترمذي في كتابه العلل من آخر كتابه (الجامع) فقال: وإن كان يحيى ترك الرواية عن هؤلاء، فلم يترك الرواية عنهم لأنه اتهمهم بالكذب، ولكنه تركهم لحال حفظهم. وذكر عن يحيى بن سعيد القطان أنه كان إذا رأى الرجل يحدث عن حفظه مرة هكذا، ومرة هكذا، ولا يثبت على رواية واحدة تركه". وزاد الأمر وضوحا الحافظ ابن رجب فبين منزلة هؤلاء الرواة الذين ترك الرواية عنهم يحيى بن سعيد فقال: "اعلم أن الرواة أقسام فمنهم: من يتهم بالكذب، ومنهم من غلب على حديثه المناكير لغفلته وسوء حفظه. وقد سبق ذكر هذين القسمين وحكم الرواية عنهم، وقسم ثالث: أهل صدق وحفظ ويندر الخطأ والوهم في حديثهم أو يقل، وهؤلاء هم الثقات
__________
(1) هو الإمام سيد الحفاظ أبو سعيد، يحيى بن سعيد بن فروخ البصري الأحول، أحد أئمة الجرح والتعديل (120-198 هـ) ، انظر: تذكرة الحفاظ ص 298، وتهذيب التهذيب ج11 / 216-220 وقال الحافظ ابن حجر: "ويحيى بن سعيد شديد التعنت في الرجال، لا سيما من كان من أقرانه" انظر: هدي الساري ص 424.
(2) انظر: تهذيب التهذيب ج 4 ص 335 حيث قال عمرو بن علي: كان يحيى لا يحدث عنه.
(3) انظر: تهذيب التهذيب ج 12 ص 36- 37.
(4) انظر: تهذيب التهذيب ج 3 ص 247.
(5) انظر: تهذيب التهذيب ج 10 ص 29.(2/298)
المتفق على الاحتجاج بهم. وقسم رابع: وهم أيضاً أهل صدق وحفظ ولكن يقع الوهم في حديثهم كثيراً، ولكن ليس هو الغالب عليهم، وهذا هو القسم الذي ذكره الترمذي ههنا. وذكر عن يحيى بن سعيد القطان أنه ترك حديث هذه الطبقة، وعن ابن المبارك وابن مهدي ووكيع وغيرهم أنهم حدثوا عنهم، وهو أيضاً رأي سفيان وأكثر أهل الحديث المصنفين منهم في السنن والصحاح" (1) . ولقد كان محدثنا يضعف بعض الرواة في حالات خاصة فقال عن أيوب ابن عتبة: ضعيف ويقال حديثه باليمامة صحيح، وقال في حديث أخطأ فيه بقية: إذا نقل بقية حديث الكوفة إلى حمص يكون هكذا، وقال عن المسعودي – عبد الرحمن بن عبد الله- أحاديثه عن غير القاسم وعون مضطربة يهم كثيراً. ولقد حكم بالكذب على بعض الرواة إلا أن هذا الحكم يتفاوت بين ضعيف وآخر. وهذا عرض لدرجات الكذب التي وصف بها الضعفاء ابتداء بأقوى الألفاظ:
من أكذب الناس، ما زلنا نعرفه بالكذب، كان كذابا، كان يكذب، كذاب يكذب على من لقي ويحدث عمن لم يلقه ويحدث عن قوم قد ماتوا قبل أن يولد بعشر سنين، هو عندي ممن يكذب، أومي بيده إلى فيه أي الكذب - القائل البرذعي- فسكت أنه يعني الكذب، كان يتهم بالكذب، كان لا يصدق، كان لا يصدق عندي وكتب عنه وترك حديثه- عقب على قوله البرذعي- واهي الحديث وكان يكذب، ليس هو ممن يكذب بمرة هو وسط، يكذب في حديث الناس. ومن المعلوم أن حديث الكذاب ساقط لا يكتب.
وما دمنا في هذا المقام فلا بد من بيان فرق جوهري بين مراد العلماء - ومنهم محدثنا- في قولهم "منكر الحديث" وبين الألفاظ الأخرى المشابهة التي توهم التسوية وأخذها نفس الحكم كقولهم "يروي المناكير أو "حديث منكر، وهذا ما يرد كثيرا على لسان أبي زرعة في تعليله لبعض الأحاديث أو تجريحه لعدد من الرجال، ومن لم يميز هذا زل وأضل. وقال الحافظ الذهبي في ترجمة
__________
(1) انظر: شرح علل الترمذي ص 120.(2/299)
أحمد بن عتاب المروزي: قال أحمد بن سعيد بن معدان: شيخ صالح، روى الفضائل والمناكير.
قلت: ما كل من روى المناكير يضعف" (1) . وقال السخاوي: "وقد يطلق ذلك- على الثقة إذا روى المناكير عن الضعفاء".
قال الحاكم: "قلت للدارقطني: فسليمان ابن بنت شرجيل؟ قال: ثقة".
قلت: أليس عنده مناكير؟ قال: يحدث بها عن قوم ضعفاء، أما هو فثقة" (2) .
وقال الحافظ ابن رجب: "ولم أقف لأحد من المتقدمين على حد المنكر من الحديث وتعريفه الأعلى ما ذكره أبو بكر البرديجي الحافظ، وكان من أعيان الحفاظ المبرزين في العلل: إن المنكر هو الذي يحدث به الرجل عن الصحابة أو عن التابعي عن الصحابة لا يعرف ذلك الحديث، وهو متن الحديث إلا من طريق الذي رواه فيكون منكرا" (3) .
وقال الحافظ ابن حجر: "المنكر أطلقه أحمد بن حنبل وجماعة على الحديث الفرد الذي لا متابع له" (4) . وقال أيضاً: "أحمد وغيره يطلقون المناكير على الأفراد المطلقة" (5) .
وقال السخاوي: قال ابن دقيق العيد في (شرح الإلمام) : "روى مناكير لا يقضى بمجرد ترك روايته حتى تكثر المناكير في روايته، وينتهي إلى أن يقال فيه: منكر الحديث، لأن منكر الحديث وصف في الرجل يستحق به الترك لحديثه". والعبارة الأخرى لا تقتضي الديمومة، كيف وقد قال أحمد بن حنبل في (محمد بن إبراهيم التيمي) : "يروي أحاديث منكرة". وهو ممن اتفق عليه الشيخان، وإليه المرجع في حديث: "إنما الأعمال بالنيات" (6) .
__________
(1) انظر: ميزان الاعتدال ج 1 ص 118.
(2) انظر: فتح المغيث للسخاوي ج 1 ص 347.
(3) انظر: شرح علل الترمذي ص 324-325.
(4) انظر: هدي الساري ص 437.
(5) انظر: هدي الساري ص 392.
(6) انظر: فتح المغيث للسخاوي ج 1 ص 347.(2/300)
وهذه بعض الألفاظ التي أطلقها أبو زرعة على بعض الرجال، وعدد من الأحاديث:
روى غير حديث منكر، حدث بحديث منكر، أنكر حديثه جداً، يحدث بغير حديث منكر، حدث بمناكير، منكر الحديث يحدث بمناكير، منكر الحديث يحدث بمناكير كثيرة عن قوم ثقات، كل حديثه منكر واه، حديث منكر، حديث منكر جداً، حديث منكر واه.
وكان يضعف أحيانا بعض الرواة، لأنهم من أصحاب الرأي، وسبب التجريح هذا يرجع إلى الاختلاف بين منهج أهل الرأي، وأهل الحديث في استنباط الأحكام والأخذ ببعض الأصول، وزاد ذلك الاختلاف قول بعضهم بخلاف معتقد أهل السنة والجماعة كالقول بالإرجاء أو استحسان رأي الجهمية والقول به، أو الخوض في مسألة خلق القرآن. وهذه معظم أقوال أبي زرعة في ذلك. ليس من أهل العلم، وقال مرة كان جاهلا من أصحاب الرأي، كان يتأله ولكنه كان من القوم، كان أبو يوسف استقضاه. كان جهمياً من أصحاب الرأي أو يسمي بعض أئمة أهل الرأي ويقول: جهمي.
وأختم هذا الفصل بأقوال قد انفرد فيها أو تابع غيره ويصعب إلحاقها بمراتب ألفاظ التجريح إلا بعد سبر الأقوال، ومطابقتها مع بعضها البعض. وهي: ليس بذا خبر، ربما أنكر وساء الرأي فيه. أضرب على حديثه، إن هذا يحتاج إلى أن يحبس في السجن، كان ينبغي لك أن تكبر عليه- يخاطب بهذا الكلام البرذعي- هو في موضع أن بين الحديث، حرك رأسه، حرك رأسه كالمتقي من ذكري له، لم يثبت حديثه، في موضع لا يحدث عنه، كويتب، ما مات حتى قرأ ما ليس من حديثه، لا أعرفه إلا في حديث منكر، لا أعرفه، وقال عن حديثه باطل زور، كلح وجهه وقال بيده هكذا، كان لا يعقل هذا الشأن، لم يكن من أهل الحديث، هذا رجل ليس كتبه معه، واهي الحديث منكر الحديث لا أعلم له حديثاً صحيحاً، يخطىء كثيرا، واهي الحديث وغلظ فيه القول، أساء الثناء عليه، أساء الثناء عليه جداً، أساء الرأي فيه وأمر بالضرب على حديثه، غلظ فيه القول جداً، لا يبالي بما تكلم به وما خرج ولسانه قليل الدعة، يرسل(2/301)
كثيرا، أفسدوه بآخره، ترك الناس حديثه إلا أن أحمد ربما ذكره، في حديثه شيء ربما وهم، لم يكن عندي ممن يحفظ الحديث، راوي هذا الحديث مجنون كم من كذاب يكون مجنونا، كان رديء الحفظ، ما هو عندي في موضع يروى عنه.
9- ملاحظات حول كتاب أسامي الضعفاء والمتكلم فيهم لأبي زرعة الرازي
__________
1- ضمن أبو زرعة في كتابه (382) رجلا من الضعفاء أو الذين تكلم فيهم.
2- لا يذكر في كتابه هذا ألفاظ التجريح في أكثر الرواة، وعلى وجه الدقة استخدم عبارات الجرح في (38) رجلا.
3- ألفاظ التجريح التي استخدمها محدثنا هي: منكر الحديث، آفة من الآفات، مرجىء، كان يرى الإرجاء، كان قدريا، كان يرى القدر، كان خارجيا، لم يكن من أهل الحديث، لم يثبت حديثه، يختلفون في حديثه، في حديثه اضطراب، فيه ضعف، تركوه، فلان عن فلان لا يصح، كذاب، ليس بشيء.
4- اعتمد في تجريحه لعدد من الرواة على أقوال بعض الأئمة، كأقوال يحيى بن سعيد القطان، أفسدوه بآخره، كان وسطا لم يكن بذاك، كان يحيى بن سعيد لا يروي عنه، كان وكيع يتكلم فيه، واستدل بقول أيوب السختياني في تجريحه لفضل الرقاشي حيث قال: "وإن فضلا الرقاشي لو ولد أخرس كان خيراً له".
5- الرجال الذين ذكرهم في كتابه القسم الأول منهم لهم رواية في الكتب الستة، والقسم الثاني لا رواية لهم بل في غيرها، وبعضهم لم يشتهر في طلب الحديث.
6- أضاف في كتابه الضعفاء (310) رجلا لم يذكرهم في أجوبته على أسئلة البرذعي.(2/302)
7- طريقته مشابهة للإمام البخاري في كتابه الضعفاء الصغير، وقد يتفق معه في بعض الرواة فينقل أحياناً أقوال نفس الأئمة الذين نقل عنهم البخاري، ويخالفه في الحكم على الكثير من الرجال. واتفاقهما على تجريح هؤلاء الرواة يرجع إلى تأثرهما بنفس المنهج في المدرسة التي ينتميان إليها في الجرح والتعديل.
8- ربما يورد بعض الرواة الثقات الذين ضعفوا بشيء أو تكلم فيهم أحد الأئمة بنوع من التجريح.
10- تراجم رواة الأجوبة
1- أحمد بن طاهر بن النجم الحافظ المتقن، أبو عبد الله الميانجي رحل وسمع أبا مسلم الكجي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن هارون البرذعي الحافظ، وطبقتهم، وتبصر في هذا العلم بسعيد بن عمر البرذعي، وحدث عنه عبد الله بن أبي زرعة القزويني، ويعقوب بن يوسف الأردبيلي، وأحمد بن فارس اللغوي الذي قال فيه: "ما رأى ابن النجم مثل نفسه، ولم أر مثله". توفي بعد سنة 350 هـ (1) .
2- يعقوب بن موسى، أبو الحسين الأردبيلي. قال عنه الخطيب: "سكن بغداد، وحدث بها عن أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي، عن سعيد ابن عمرو البرذعي سؤالات وتعاليق، عن أبي زرعة الرازي ولم يكن عنده شيء يرويه غير ذلك. روى عنه الدارقطني، وحدثنا عنه البرقاني، وكان ثقة أميناً فاضلاً فقيهاً على مذهب الشافعي توفي في شهر ربيع الآخر من سنة 381 هـ. قال عنه البرقاني والأزهري: "كان ثقة" (2) .
3- الإمام الحافظ شيخ الفقهاء والمحدثين، أبو بكر أحمد بن محمد ابن أحمد بن
__________
(1) انظر: تذكرة الحفاظ ج 3 ص 931- 932.
(2) انظر: تاريخ بغداد ج 14 ص 295.(2/303)
غالب الخوارزمي البرقاني الشافعي، شيخ بغداد، سمع من أبي العباس بن حمدان بخوارزم، ومن أبي علي بن الصواف، وطبقتهم، رحل إلى بغداد، وجرجان، واسفرايين، ونيسابور، وهراة، وصنف التصانيف وخرج على الصحيحين، حدث عنه أبو بكر البيهقي، والخطيب البغدادي، وأبو إسحاق الشيرازي، وأبو طاهر أحمد بن الحسن الكوفي، وأبو المصل بن خيرون، ويحيى بن بندار، وآخرون. توفي سنة425هـ (1) .
4- الحافظ العالم الناقد، أبو الفضل أحمد بن الحسن بن أحمد بن خيرون البغدادي بن الباقلاني. سمع أبا علي بن شاذان، وأبا بكر البرقاني، وأحمد بن عبد الله بن المحاملي، وخلائق بعدهم حتى سمع من أقرانه. روى عنه شيخه أبو بكر الخطيب، وأبو القاسم بن السمرقندي وإسماعيل بن سعد الصوفي، وخلق كثير. ذكره السمعاني في الأنساب وقال عنه: "ثقة عدل متقن واسع الرواية كتب بخطه الكثير، وكان له معرفة بالحديث". توفي في رجب سنة 488 هـ (2) .
5- ثابت بن بندار بن إبراهيم بن الحسن بن بندار البقال، أبو المعالي يعرف بابن الحمامي، ولد سنة 416 هـ وسمع أبا الحسن بن رمة، وأبا بكر البرقاني، وأبا علي بن شاذان في خلق كثير، وحدث وأقرأ، وكان ثقة ثبتاً صدوقاً. قال عنه ابن الجوزي: "حدثنا عنه أشياخنا آخرهم ولده يحيى، وكان أبو بكر ابن الخاضبة يقول: ثابت ثابت". توفي سنة
498 هـ (3) .
6- أبو محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد بن مسلم المؤدب الأسدي من أهل بغداد، حدث عن أبي علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز.
__________
(1) انظر: تاريخ بغداد ج 4 ص 374- 376، وتذكرة الحفاظ ص 1074- 1076، والمنتظم ج 8 ص 79- 80.
(2) انظر: تذكرة الحفاظ ج 4 ص 1207-1208.
(3) انظر: المنتظم ج 9 ص 144، وغاية النهاية لابن الجزري ج 1 ص 188.(2/304)
سمع عنه أبو طاهر السنجي، وأبو المظفر البغدادي، وعبد الخالق بن يوسف، وهو من أهل نصيبين (1) .
7- أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن محمد بن خزاداد الوزان الباقلاني، القاضي الرجل الصالح ولد سنة 401 هـ، روى عن أبي عبد الله المحاملي وأبي علي بن شاذان وابن البرقاني، وأبي العلاء الواسطي، وغيرهم. قال عنه ابن الجوزي: "حدثنا عنه أشياخنا وهو من بيت الحديث، وكان شيخاً صالحاً كثير البكاء من خشية الله تعالى صبوراً على إسماع الحديث" توفي سنة 500 هـ (2) .
8- الشيخ أبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البغدادي البقال سمع من طراد وجماعة. توفي سنة 566 هـ وقد نيف على الثمانين (3) .
11- وصف المخطوطة
هذه المخطوطة من جملة موقوفات مكتبة كوبرلي الشهيرة في تركيا رقمها 40/3 (4) مجموعة أوراقها (39) ورقة، وتتكون كل ورقة من صفحتين (أ، ب) وتتراوح عدد الأسطر في كل صفحة مابين (23- 25) سطرا، وفي كل سطر (15) كلمة تقريبا.
والمخطوطة عبارة عن جزأين من الأجزاء الحديثية كتب الناسخ في الصفحة الأولى ما نصه (الجزء الأول وهو النصف من كتاب الضعفاء والكذابين
__________
(1) انظر: تاريخ بغداد ج 10 ص 433، والأنساب للسمعاني ج 1 ص 218- 219، وميزان الاعتدال ج 3 ص 633.
(2) انظر: المنتظم لابن الجوزي ج 9 ص 153 وسماه ابن خداداذا، وذكره الذهبي في العبر في خبر من غبر ج 3 ص 356 وسماه ابن خزاداد الوزان وهو الصواب.
(3) انظر: العبر في خبر من غبر ج 4 ص 194، وشذرات الذهب لابن عماد الحنبلي ج 4 ص 218.
(4) انظر: فهرست معهد المخطوطات ج 2/ رقم 719.(2/305)
والمتروكين من أصحاب الحديث) وكذلك في اللوحة الحادية والعشرين كتب مانصه (الجزء الثاني وهو النصف الآخر من كتاب الضعفاء ... الخ) وهذه النسخة مسندة حيث كتب سند روايتها في اللوحة (1، 2- أ-، 21، 21 - أ-) ولقد حدث البرذعي بكتابه هذا في يوم الاثنين سنة إحدى وتسعين ومائتين بأردبيل (1) .
والمخطوط كما عرفنا يتكون من أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي مع تضمينه كتاب الضعفاء لأبي زرعة، والذي يبتدىء من الورقة (25- 28) أما الخط الذي استعمله الناسخ فهو خط معتاد، دقيق يبدو الطمس في كثير من المواضع- وقد لاقيت في قراءته ونسخه مشقة بالغة- والخط دقيق ويميل الناسخ إلى مزج كثير من الكلمات، وكذلك غير معجمة فمثلا يكتب (عثمان) هكذا (عثمن) ويوصل اللام في خالد بالألف فتكتب هكذا (خلد) أما كلمة ابن فيكتبها في معظم الأماكن ممزوجة وتظهر وكأنها حرف مائل متصل بالكلمة التي تلي ذلك الاسم، وكذلك فهو لا يهمز، وإضافة إلى هذا فقد وقع في أخطاء إملائية نبهت عليها. وهذا المخطوط كتب في أواخر جمادى الآخرة سنة 618 هـ. أما الناسخ فهو: الحافظ البارع مقيد الشام تقي الدين أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن بن الأنماطي المصري الشافعي، ولد في حدود سنة 570 هـ. سمع من القاضي محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وأبي القاسم البوصيري، وابن سكينة، وأبي الفتح المندائي، وأبي طاهر الحشويع، وأبي محمد بن عساكر، وغيرهم. قال عمر بن الحاجب: كان إماماً، ثقة، حافظا، مبرزا، واسع الرواية، وعنده فقه وأدب ومعرفة بالشعر وأخبار الناس، ولقد اشتغل منذ صباه وتفقه، وأقرأ الأدب وسمع الكثير وحج سنة إحدى وستمائه وكانت له همة وافرة، وجدٌ واحتهادٌ، ومعرفة كاملة وحفظ وفصاحة وفقه وسرعة فهم واقتدار
__________
(1) انظر: ورقة (2- أ-) ولقد روى هذا الكتاب من طريقه أيضاً - أي البرذعي- الحافظ الكبير أبو بكر الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 هـ عن شيخه البرقاني.(2/306)
على النظم والنثر، وكان معدوم النظير لوقته. وقال الذهبي: كتب بخطه المليح الرشيق ما لا يوصف كثرة. توفي سنة 619 هـ (1) .
1 2- منهجي في التحقيق
1- ضبط أسماء الأعلام المذكورين، وتمييز المتشابه منهم، مع التعريف بأصحاب الكنى.
2- بالنسبة لرجال الكتب الستة وضعت أمام كل رجل منهم إشارة تدل على الكتب التي خرجت حديثه وكذا رجال الأربعة- أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد- إن ورد وثبت الرموز المستخدمة عند المحدثين بقائمة حتى يكون القارىء على علم بها.
3- تثبيت مواضع النصوص المنقولة عن أبي زرعة في مصنفات الجرح والتعديل والتاريخ وغيرها.
4- إذا لم أجد من نقل قول أبي زرعة في الراوي، أكتفي بذكر المصادر التي تنقل أقوال أبي زرعة والتي فيها ترجمة ذلك الراوي، أو أكتفي في بعض الأحيان بذكر أقوال بعض أئمة الجرح والتعديل أو أحدهم.
5- نقل أبو زرعة أو البرذعي أقوال بعض الأئمة في الرواة المجروحين فثبت أقوالهم من كتبهم أو من كتب الجرح والتعديل التي نقلتها عنهم.
6- خرجت الأحاديث المذكورة في النص واعتمدت في التخريج على كتب السنة النبوية، وكذلك خرجتها من كتب التواريخ المحلية أيضا ومن بعض الكتب الأخرى كحلية الأولياء، وغيرها، ولم أذكر إلا الطرق التي تتفق مع نفس النص، ومن طريق الصحابي المذكور.
__________
(1) انظر: تذكرة الحفاظ ج 4 ص 1403- 1405، وحسن المحاضرة للسيوطي ج1 ص 355، وشذرات الذهب 5 ص 84. وأما ابنه فهو أبو بكر محمد بن إسماعيل بن عبد الله الأنصاري (609- 684 هـ) . انظر: شذرات الذهب ج 5 ص 388.(2/307)
7- ذكرت أسماء السور وأرقام الآيات التي ذكرت في النص، وكذلك عرفت بالأماكن المذكورة.
8- قد يجرح أبو زرعة بعض رجال الصحيح فأضطر إلى ذكر أقوال الأئمة في ذلك الراوي مع قول ابن حجر في هدي الساري حيث دافع فيه عن رجال البخاري المتكلم فيهم.
9- اعتمدت في تعريف كثير من الرواة على ما ذكر ابن حجر فيه في تقريب التهذيب، وأكتفي بالإحالة على تهذيب التهذيب، وميزان الاعتدال وغير ذلك.
10- حصرت الكلمات والحروف الساقطة من النص بين قوسين معكوفين وكذا بعض الحروف التي لا بد من وجودها لاستقامة النص.(2/308)
كتاب الضعفاء لأبي زرعة الرازي في أجوبته على أسئلة البرذعي
النص المحقق
سند النسخة (1)
عن (2) أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم، وأبي حاتم محمد بن إدريس الرازيين- رحمهما الله-.
مما سألهما عنه، وجمعه، وألفه أبو عثمان سعيد بن عمرو بن عمار البرذعي الحافظ- رحمه الله-.
رواية أبي عبد الله أحمد بن طاهر بن النجم (3) الميانجي عنه.
رواية أبي الحسين يعقوب بن موسى الفقيه الأردبيلي عنه.
رواية أبي بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي البرقاني الحافظ عنه.
رواية أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بن إبراهيم الأسدي، وأبي المعالي ثابت بن إبراهيم بن بندار البقال، وأبي سعد محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد بن مسلم المؤدب (4) ، وأبي غالب محمد بن الحسن بن
__________
(1) ليس من الأصل.
(2) بداية الكتاب وأوله (الجزء الأول، وهو النصف من كتاب الضعفاء والكذابين والمتروكين من أصحاب الحديث) .
(3) أحمد بن طاهر بن النجم، وليس ابن أبي النجم كما ورد بالأصل، وانظر: ترجمته ص 349.
(4) المؤدب، وبالأصل هكذ ا (المؤدب) ، وانظر: ترجمته.(2/319)
أحمد بن الحسن بن محمد بن خزادار الوزّان، عنه، رواية الشيخ (1) أبي القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال، عن أبيه، وعن أبي غالب إجازة، عن البرقاني كذلك (2) .
[2- أ-] بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله بجميع محامده، وسلام على عباده الذين اصطفى. أخبرنا (3) أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بن إبراهيم الأسدي، وأبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم بن الحسن بن بندار البقال، وأبو سعد محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد بن مسلم المؤدب، وأبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن محمد بن خزادار الوزان قالوا: أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي البرقاني الحافظ قال أبو المعالي وأبو غالب- إجازة- قال: أنا أبو الحسين يعقوب بن موسى الأردبيلي الفقيه قال: أنا أبو عبد الله أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي قال: حدثني أبو عثمان سعيد بن عمرو (4) بن عمار البرذعي قراءة عليَّ من كتابه يوم الاثنين سنة إحدى وتسعين ومائتين بأردبيل (5) قال: سألت أبا زرعة عبيد الله بن عبد الكريم عن عبد الله بن مسلم هرمز (6) ؟ قال: "ليس بالقوي".
قلت: سيف بن عمر (7) ؟ قال: "ضعيف الحديث".
__________
(1) بالأصل كتبت هكذا (الخ) .
(2) كتب على هذه اللوحة مايلي: (لإسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن بن الأنماطي الأنصاري المصري، ووالده أبي بكر محمد رفق الله بهما آمين) .
(3) ورد بالأصل كلمة (أنا) مكررة وهي اختصار لكلمة (أخبرنا) .
(4) بالأصل (عمر) .
(5) أردبيل: بلدة من أذربيجان وتقع الآن في الاتحاد السوفياتي. انظر: اللباب ج 1/ 41.
(6) (بخ مدت ق) عبد الله بن مسلم بن هرمز، المكي. انظر: ترجمته في الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 164، وتهذيب التهذيب ج6/ 29، وميزان الاعتدال ج 2/ 503.
(7) (ت) سيف بن عمر، التميمي، البرجمي، ويقال السعدي، ويقال الضبّي، ويقال الأسدي الكوفي، صاحب كتاب الردة والفتوح. انظر: ترجمته في الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 278،وميزان الاعتدال ج 2/ 255 وتهذيب التهذيب ج 4/ 295.(2/320)
قلت: يروى عن يحيى القطان (1) أنه قال: "الأفريقي، (2) ثقة، رجاله (3) لا نعرفهم؟ ".
فقال لي أبو زرعة: "حديثه عن هؤلاء لا يدري" (4) ، ولكنه حدث عن عبد الله بن سعيد (5) ، عن سعيد بن المسيب (فيمن أتى بهيمة) (6) ، وهو منكر. قلت: فكيف محله عندك؟ قال: يقارب يحيى بن عبد الله" (7) ، ونحوه.
__________
(1) يحيى بن سعيد بن فروخ التميمي القطان سيد الحفاظ (120- 198 هـ) قال عنه الإمام أحمد: إلى يحيى القطان المنتهى في التثبت: انظر: تذكرة الحفاظ ج1/ 298- 300، تهذيب التهذيب ج11/ 216.
(2) (بخ دت ق) عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، الأفريقي، أبو أيوب، الشعباني قاضي أفريقية (ت 156) انظر الخبر في: تهذيب التهذيب ج6/ 174- 175 وقال ابن أبي حاتم: "سألت أبي وأبا زرعة، عن الأفريقي، وابن لهيعة؟ فقالا: ضعيفان وأثبتهما الأفريقي، أما الأفريقي فإن أحاديثه التي تنكر عن شيوخ لا نعرفهم، وعن أهل بلده فيحتمل أن لا يكون فيهم ويحتمل أن يكون. وانظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/235 وزاد سئل أبو زرعة عن عبد الرحمن الأفريقي؟ فقال: "ليس بقوي".
(3) في تهذيب التهذيب ج 6/ 174 (ورجاله) وبالأصل (رجاله) .
(4) في تهذيب التهذيب ج 6/ 174 (لا ندري) وبالأصل (لا يدري) .
(5) في تهذيب التهذيب ج6/ 1775 (يحيى بن سعيد) وبالأصل (عبد الله بن سعيد) .
(6) رواه أبوداود في سننه ج17/ 431، والترمذي في الجامع أبواب الحدود ج 5/ 19، 21 ورواه ابن ماجة في سننه ج2/ 856، والإمام أحمد في مسنده، ج16/ 102- 103 والحاكم في المستدرك ج 4/355، وقال: "صحيح الإسناد"، وأقره الذهبي. كلهم عن طريق عكرمة، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ج6/ 276 عن أبي هريرة وأشار إليه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 278.
(7) في تهذيب التهذيب ج6/ 175 (عبيد الله) ، وبالأصل (عبد الله) ويحيى بن عبد الله لعله أراد به يحيى بن عبد الله الكندي، الأجلح أبو حجية الذي قال عنه: (ليس بقوي) ، انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 164، أو أراد به يحيى بن عبد الله بن الضحاك، الحراني البابلتى الذي امتنع أن يحدث عنه ولم يقرأ حديثه على ابن أبي حاتم. انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 164، وميزان الاعتدال ج 4/ 0 39.(2/321)
وسمعت أبا زرعة، وأبا حاتم يقولان: "سمعنا سليمان بن حرب (1) يقول: كتبت عن شيوخ، فغلست ما كتبت عنهم بالماء ورميت به، منهم الحكم بن عطية" (2) .
وسمعت أبا زرعة يقول: "داود العطار (3) ليس بذاك الثبت".
قلت: مبشر بن عبيد (4) ؟ قال: هو عندي ممن يكذب.
قلت: سيف بن محمد (5) ؟ قال: ":ضعيف الحديث".
قلت: أبو حريز المصري (6) ؟ قال: "منكر الحديث جداً يسمى سهلاً".
__________
(1) سليمان بن حرب بن بجيل، الأزدي، الواشحي، أبو أيوب البصري (ت 224 هـ) قال عنه أبو حاتم: " إمام من الأئمة كان لا يدلس ويتكلم في الرجال وفي الفقه، وليس بدون عفان ولعله أكبر منه"، وقال عنه أيضاً: "قل من يرضي من المشايخ فإذا رأيته قد روى عن شيخ فاعلم أنه ثقة"، انظر: ترجمته في: تذكرة الحفاظ ج1/ 393، وتهذيب التهذيب ج4/ 178- 180.
(2) (مدت) الحكم بن عطية، العيشي، البصري. قال عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 125- 126: "سمعت أبي يقول: سمعت سليمان بن حرب يقول: عمدت إلى حديث المشايخ فغسلته. قيل: مثل من؟ قال: مثل الحكم بن عطية"، وانظر: تهذيب التهذيب ج 2/ 435.
(3) (ع) داود بن عبد الرحمن، العطار، العبدي، أبو سليمان المكي (100- 175 هـ) . انظر: تهذيب التهذيب ج3/ 192، الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 417، ميزان الاعتدال ج 2/ 11، هدي الساري ص 401- 402.
(4) (ق) مبشر بن عبيد، القرشي، أبو حفص، الحمصي، كوفي الأصل. انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق1 / 343، ميزان الاعتدال ج 3/ 433، تهذيب التهذيب ج10/ 32- 33.
(5) (ت) سيف بن محمد، الثوري ابن أخت سفيان الثوري، كوفي. انظر الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 277، ميزان الاعتدال ج2/ 256- 257، وتهذيب التهذيب ج 4/ 296- 297.
(6) سهل، أبو حريز مولى المغيرة، انظر: ميزان الاعتدال ج 2/ 241- 242، وقال عنه ابن حبان في المجروحين ج1/ 345: "يروي عن الزهري العجائب، وعن غيره من الثقات ما لا أصل له من حديث الأثبات لا يجوز الإحتجاج به(2/322)
قلت: عثمان بن فرقد (1) قال: "ضعيف الحديث، حدثنا عنه علي بن المديني (2) وهو ضعيف، وحدثنا، عن أبي داود (3) ، عن أبي عبادة الأنصاري (4) صاحب الزهري (5) ، وهو ضعيف.
قلت: عبد الأعلى بن أعين (6) ؟ قال: "ضعيف الحديث". وعبد الأعلى بن أبي المساور (7) : "ضعيف جداً".
__________
(1) (خ ت) عثمان بن فرقد العطار، أبو معاذ ويقال أبو عبد الله البصري روى عن هشام بن عروة والأعمش وجعفر الصادق. قال الدارقطنى: "يخالف الثقات"، وقال الأزدي: "يتكلمون فيه وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "مستقيم الحديث". قال الذهبي: "روى له البخاري مقروناً بآخر، حديثاً واحداً" وقال ابن حجر: "صدوق ربما خالف". انظر: تهذيب التهذيب ج7/ 148 وميزان الاعتدال ج3/ 52، والجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 164، وهدي الساري: ص 424 وتقريب التهذيب ج2/ 13.
(2) (خ دت مى فق) علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح، السعدي مولاهم، أبو الحسن بن المدينى البصري، ثقة ثبت إمام أعلم أهل عصره بالحديث، وعلله، حتى قال البخاري: "ما استصغرت نفسي إلا عنده"، وقال ابن عيينة: "كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلمه مني". ت 234 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 7/ 349- 357، وتذكرة الحفاظ، ج2/ 428- 429.
(3) (خت م 4) سليمان داود بن الجارود، أبو داود الطيالسي البصري الحافظ، روى عن الثوري والدستوائي وغيرهما، وعنه أحمد وابن المديني وإسحاق بن منصور وغيرهم. قال ابن مهدي: "أصدق الناس"، وقال وكيع: "جبل العلم حدث بأربعين ألف من حفظه" ت 204 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج4/ 182- 186، وتذكرة الحفاظ ج1/ 351- 352.
(4) (ق) عيسى بن عبد الرحمن بن فروة، ويقال ابن سبرة، الأنصاري، أبو عبادة، الرزقي، المدني. قال عنه أبو زرعة: "ليس بالقوي" وقال ابن حجر: "متروك" انظر: ميزان الاعتدال ج3/ 317، وتهذيب التهذيب ج 8/218 وتقريب التهذيب ج2/ 99.
(5) (ع) محمد بن مسلم بن عبد الله بن عبد الإله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث الزهري، أبو بكر، الفقيه الحافظ، متفق على جلالته وإتقانه ت 125هـ. وقيل 124 أو 123. انظر: تهذيب التهذيب ج 9/445- 451، وتذكرة الحفاظ ج1/ 108- 113.
(6) (ق) عبد الأعلى بن أعين، الكوفي، مولى بني شيبان، روى عن يحيى بن أبي كثير ونافع مولى ابن عمر. وعنه عبيد الله بن موسى ويحيى بن سعيد العطار الحمصي. روى له ابن ماجة حديثاً واحداً في آداب الأكل. قال عنه ابن حبان. انظر: تهذيب التهذيب ج6/ 93، والجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 28، وميزان الاعتدال ج 2/ 529.
(7) (ق) عبد الأعلى بن أبي المساور، الزهري، مولاهم، أبو مسعود، الجرار، الكوفي. انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 27، وتهذيب التهذيب ج6/ 98.(2/323)
أبو زرعة قال: حدثنا إبراهيم بن موسى (1) قال: سمعت ابن أبي زائدة (2) يقول: قلت لعبد الرحيم بن سليمان (3) "لا يحدث عن عبد الأعلى الجرار بشيء" (4) .
قلت: مطهر بن الهيثم (5) قال: "منكر الحديث"، حدثنا عنه محمد بن مرزوق (6) يحدث عن المثنى بن سعيد (7) ، عن أنس (8) ، عن النبي [2 - ب-] ، صلى الله عليه وسلم بحديث منكر.
__________
(1) (ع) إبراهيم بن موسى بن يزيد بن زاذان أبو إسحاق الرازي (ت بعد سنة 220 هـ) كتب عنه أبو زرعة مائة ألف حديث. انظر: ترجمته في: تذكرة الحفاظ ج2/ 449، وتهذيب التهذيب ج 1/ 170- 171.
(2) (ع) يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة واسمه خالد بن ميمون بن فيروز، الهمداني، الوادعي، مولاهم أبو سعيد، الكوفي. (ت 3 أو 84 1هـ) انظر: ترجمته في تهذيب التهذيب ج11/208-210، وتذكرة الحفاظ ج1/ 267 - 268.
(3) (ع) عبد الرحيم بن سليمان الكناني، أبو علي المروزي. روى عن زكرياء بن أبي زائدة وغيره، وعنه إبراهيم بن موسى الرازي وغيره. قال عثمان بن أبي شيبة: "ثقة صدوق ليس بحجة" ت سنة 187 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 6/6 30، والجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 26- 27.
(4) وروى هذا الخبر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج3/ ق1/ 27، عن أبيه (قال) نا إبراهيم بن موسى قال: قال لي ابن أبي زائدة: "نهيت عبد الرحيم الرازي أن يحدث عن عبد الأعلى الجرار".
(5) (ق) مطهر- كمعظم- ابن الهيثم الطائي البصري روي عن أبيه وموسى بن علي، وعلقمة بن أبي جمرة وغيرهم، وعنه أبو حفص، الصيرفي وغيره، قال ابن يونس: "متروك"، وقال ابن حبان: "منكر الحديث" توفى في حدود سنة 205 هـ بالبصرة. وكلمة (الهيثم) في الأصل تشبه كلمة (الحكم) والصواب ما أثبته. انظر: تهذيب التهذيب ج 10/ 1780، وميزان الاعتدال ج 4/ 29 1، والجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 396، وانظر: المجروحين ج3/ 26 ط القاهرة.
(6) (م ت ق) محمد بن محمد بن مرزوق بن بكير بن البهلول الباهلي، أبو عبد الله البصري روى عن أبي عامر العقدي وغيره، وعنه مسلم وغيره، قال أبو حاتم: "صدوق"، ووثقة الخطيب وذكره ابن حبان في الثقات ت سنة 248 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج9/ 431- 432، وميزان الاعتدال ج4/ 26، والجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 89.
(7) (ع) المثنى بن سعيد الضبعي، أبوسعيد البصري القسام. روى عنه ابن المبارك وابن مهدي وغيرهما وثقة أحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم، انظر: تهذيب التهذيب ج10/34- 35، والخلاصة: 369 ط 2، 1391 هـ.
(8) أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم، أبو حمزة، الأنصاري، الخزرجي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد المكثرين من الرواية عنه ت 90 أو 91 هـ. انظر: الإصابة ج1/ 126- 27 1، وتهذيب التهذيب ج1/ 376.(2/324)
قلت: ابن أبي روّاد (1) ، عن ابن جريح (2) ، عن عطاء (3) ، عن ابن عباس (4) "كلام القدرية كفر"؟ قال: "هذا عندي باطل، إنما روى هذا أبو عصمة نوح بن أبي مريم (5) ، ليس هذا من حديث ابن جريج، ابن أبي رواد، أخاف أن يكون قد عمل في هذا عملا، ألا ترى أنه يقول في آخره: ولا أعلم قوما خيرا من قوم أرْجَوْا".
قال لي أبو زرعة: ابن عباس يقول مثل هذا، ثم قال لي أبو زرعة: "كان
__________
(1) (م 4) عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد الأزدي مولى المهلب، أبو عبد الحميد المكي ت 206 هـ كان أعلم الناس بحديث ابن جريح وكان يعلن بالإرجاء لم أجد من نقل قول أبي زرعة فيه وذكر في تهذيب التهذيب ج6/ 383 هذا الإسناد إلى ابن عباس ولفظه "كلام القدرية كفر، وكلام الحرورية ضلالة وكلام الشيعة تلطخ بالذنوب والعصمة من الله واعلموا أن كلا بقدر الله" رواه الدارقطنى في الإفراد وقال عنه (أي الدارقطني) : "تفرد به عبد المجيد". قلت (ابن حجر) وبقية رجاله ثقات. وانظر ميزان الاعتدال ج2/ 648. وقال ابن حبان في ترجمته- أي عبد المجيد-: "وهو الذي روى عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: "القدرية كفر والشيعة هلكة والحرورية بدعة وما نعلم الحق إلا في المرجئة" روى عنه هذه الحكاية عصام بن يوسف البلخي وهذا شيء موضوع ماقاله ابن عباس ولا عطاء رواه ولا ابن جريح حدث به، اهـ. انظر: المجروحين ج 2/ 160- 161 ط القاهرة.
(2) (ع) عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، الأموي، مولاهم، أبو الوليد، وأبو خالد المكي صاحب التصانيف أحد الأعلام (ت 50 1هـ) انظر: تذكرة الحفاظ ج1/ 169- 171، وتهذيب التهذيب ج6/ 402- 406، وميزان الاعتدال ج 2/ 659.
(3) (ع) عطاء بن أبي رباح مفتى أهل مكة ومحدثهم القدوة، العلم، أبو محمد بن أسلم، القرشي، مولاهم، المكي، الأسود ت 114هـ. انظر: تذكرة الحفاظ ج1/98، وتهذيب التهذيب ج 7/ 199- 203.
(4) (ع) عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الإمام البحر عالم العصر أبو العباس، الهاشمي (ت 68 هـ) انظر: تذكرة الحفاظ ج 1/ 40- 41، وتهذيب التهذيب ج5/ 276- 279، والإصابة ج4/ 141-152.
(5) (ت فق) نوح بن أبي مريم، واسمه ماقبة وقيل يزيد بن جعونة، المروزي، أبو عصمة، القرشي، مولاهم قاضي مرو، ويعرف بنوح الجامع لأنه أخذ الفقه عن أبي حنيفة وابن أبي ليلى. الحديث عن حجاج بن ارطأة وطبقته، والمغازي عن أيى إسحاق والتفسير عن الكلبي ومقاتل وكان مع ذلك عالماً بأمور الدنيا فسمى الجامع. ت 173 هـ. قال عنه أبو زرعة: "ضعيف الحديث" انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 484، وتهذيب التهذيب ج10/487.(2/325)
ابن أبي رواد مرجئا" (1) ، وشهدت أبا زرعة ذكر عبد الرحمن بن مهدي (2) ومدحه، وأطنب في مدحه، وقال: "وهم في غير شيء"، قال: "عن شهاب بن شريفة (3) . وإنما هو شهاب بن شرنفة، وقال عن
سماك (4) ، عن عبد الله بن ظالم (5) .
__________
(1) كتبت بالأصل (مرجى) .
(2) عبد الرحمن بن مهدي بن حسان، الحافظ الكبير، الإمام العام الشهير، اللؤلؤي، أبو سعيد البصري (135-98 1هـ) انظر: تذكرة الحفاظ ج1/ 329-332، وتهذيب التهذيب ج 6/ 279- 1 28.
(3) شهاب بن شرنفة، المجاشعي، بصري، أدرك الحسن. انظر: تبصير المنتبه بتحرير المشتبه لابن حجر ج2/781، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق1/362، قال عنه مسلم ابن إبراهيم "وكان شيخاً صدوقا"، وقال ابن أبي حاتم: "سمعت أبي يقول: غلط ابن مهدي في اسم أبيه فقال شهاب بن شريفة"، وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج2/ 282، وقال عنه "ووهم ابن مهدي فقال: حدثنا شريفة- بياء"، وذكره الجزرى في غاية النهاية ج 1/328-329 وضبطه بضم الشين وسكون الراء وفتح النون وضمها وقال عنه: " (وقد صحفه بعضهم فجعله شريفة بالياء ... وقال: توفي بعد الستين ومئة فيما أحسب". وورد بالمخطوط (شرنقة) والصواب ما أثبته. وانظر: تصحيفات المحدثين للعسكري لوحة- 36- حيث ذكر أن عبد الرحمن بن مهدي وهم في اسم شهاب بن شرنقة فقال: شهاب بن شريفة.
(4) سماك بن حرب بن أوس بن خالد، الذهلي، البكري، ابو المغيرة الكوني
ت 123هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج4/ 432- 434.
(5) (4) عبد الله بن ظالم التميمي المازني روى عن سعيد بن زيد حديث عشرة في الجنة. اختلفت أقوال الأئمة فيه فبعضهم رجح عبد الله بن ظالم، وبعضهم رجح مالك بن ظالم، وبعضهم صحح الاسمين كعمرو بن علي الفلاس، وحديثه على الوجهبن عند أحمد بن حنبل والحاكم، ولكل اجتهاده ويبدو أن الحافظ ابن حجر سبر أقوال الأئمة والحفاظ فيه وترجح له أنه عبد الله بن ظالم التميمي المازني فذكره في التقريب ج1/ 424 ولم يذكر ترجمة مالك بن ظالم. كما هو واضح في التقريب ج 2/225. وانظر أقوال الأئمة واختلافهم في اسمه، في التاريخ الكبير للبخاري ج 3/ ق 1 /124-125، وج 4/ ق1/ 309، والجرح والتعديل
ج 2/ ق2/ 89، ج 4/ ق 1/211، وتهذيب التهذيب ج5/ 269، وج10/18، والفتح الر باني ج23/ 34.(2/326)
وإنما هو مالك بن ظالم (1) ، وقال: عن
هشام (2) ، عن الحجاج، عن عائد بن
بطة (3) ، وإنما هو ابن نضلة، عن علي (4) في الحدود، وقال: عن قيس بن جبير، وإنما هو قيس بن حبتر (5) يعني حديث الحسن بن عمرو، عن
__________
(1) مالك بن ظالم، عن أبي هريرة بحديث فساد أمتي على يدي أغيلمة من قريش الحديث روى عنه سماك بن حرب وقيل عنه عن عبد الملك بدل مالك وقيل هو مالك بن عبد الملك بن ظالم وأخرجه ابن حبان في صحيحه. انظر: تهذيب التهذيب ج 10/ 18 وذكر الخبر ابن رجب الحنبلي في شرح علل الترمذي
ص 151 مقتصراً على وهم عبد الله بن ظالم.
(2) هشام بن سعد المدني أبو عباد، ويقال أبوسعد القرشي مولاهم ت 160هـ أو
قبلها روى عن الزهري وغيره وعنه ابن مهدي والليث والثوري وغيرهم، قال أحمد لم يكن بالحافظ وكان القطان لا يحدث عنه، قال الحاكم أخرج له مسلم في الشواهد، قال أبو داود: هو أثبت الناس في زيد بن أسلم (خت م 4) انظر: تهذيب التهذيب ج 11/39 - 41 وميزان الاعتدال ج 4/ 298- 299.
(3) كتب في حاشية الورقة (2- ب-) (حاشية قال أبو عامر العبدري الحافظ: "قال علي ابن المدينى: عائد بن نضلة الهدلي كان عبد الرحمن يقول: "عائد بن نضلة لعائد بن بصلة، قال" أبو عامر: وهذا هو الصحيح كان يصحف نضلة ببصلة وأما بطة فبعيد ويحتاج أن يتأمل التصحيف في هذا الكتاب ممن وقع (من أبي زرعة أو ممن دونه". وفي تاريخ بغداد ج 9/42 - 43 قال سليمان الشاذكوني ثنا عبد الرحمن بن مهدي بحديث، فقال: عبيد بن بطة، فقلت له: يا أبا سعيد هو عبيد بن نضلة، ثنا فلان عن فلان وذكر الحديث، قال: حتى أنظر، فدخل البيت ثم خرج فقال: هو كذا ولكنه اتصل اللام بالضاد" وهو (م 4) عبيد بن نضلة الخزاعي، أبو معاوية الكوفي المقرىء ت في ولاية بشر بن مروان على العراق سنة 74 ووهم من ذكر أن له صحبة وهو ثقة. انظر: تهذيب التهذيب ج 7/75- 76 الإصابة ج 5/255، وفي طبقات ابن سعدج 6/ 80 قال: "وروى عن علي في الفريضة" وانظر: طبقات الفراء للجزري: ج 1/497 - 498.
(4) (ع) علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوج ابنته، من السابقين الأولين، المرجح أنه أول من أسلم، وهو أحد العشرة ت 40 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 7/ 324- 339، والإصابة ج 4/ 64.
(5) (د) قيس بن حبتر التميمي، ويقال الربعي الكوفي سكن الجزيرة روى عن ابن عباس وابن مسعود فيما قيل وعنه عبد الكريم بن مالك الجزري، وعلي بن بذيمة وغالب بن عباد وزفر العجلي قال أبو زرعة والنسائي: "ثقة". انظر: تهذيب التهذيب ج 8/389، والجرح والتعديل ج 3/ ق 2/95، والثقات لابن حبان ص 218.(2/327)
غالب بن عباد (1) ، عن قيس ابن حبتر في (العمة والخالة) (2) .
قلت: عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان (3) في موضع يحدث عنه؟ وكنت شهدته، وروى عنه حديثاً فقال لي: لا، وكان قرأ له حديثاً فقال لي إنما كتبته لأن بعده حديثاً (4) مثله، وسمعته ذكر عبد الله بن سلمة الأفطس (5) فقال: "كان عندي صدوق، ولكنه كان يتكلم في عبد الواحد ابن زياد (6) ويحيى القطان" (7) .
__________
(1) غالب بن عباد ذكره في تهذيب التهذيب ج 8/389 في ترجمة قيس بن حبتر.
(2) لم أقف عل هذه الرواية والحديث رواه البخاري في صحيحه. انظر: فتح الباري ج 9/ 160 "لا يجمع بين المرأة وعمتها، ولا بين المرأة وخالتها" وبألفاظ مقاربة، صحيح مسلم ج 2/128- 129، سنن أبي داود- كتاب النكاح- باب ما يكره أن يجمع بينهن من النساء ج 10/47 -49 جامع الترمذي- باب ماجاء لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها تحفة الأحوذي ج 4/272 -274، المجتبى من سنن النسائي ج 6/79 - 81، سنن ابن ماجة ج 1/ 621، مسند أحمد (الفتح الرباني) ج 16/ 177- 179، ومسند الشافعي (بدائع المنن) ج 2/329، ومسند الطيالسي (منحة المعبود) ج 1/ 308، ومجمع الزوائد ج 4/ 263، والمعجم الصغير للطبراني ج 1/225، وانظر: الدراية لابن حجر ج 2/ 55.
(3) عبد العزيز بن حصين بن الترجمان أبوسهل من أهل مرو وقع إلى الشام قال عنه أبو زرعة: "لا يكتب حديثه" انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 380.
(4) بالأصل كتبت (حديث) والصواب ما أثبتناه.
(5) عبد الله بن سلمة البصري الأفطس روى عن جعفر بن محمد، والأعمش وأبي جعفر الخطمي، وابن جريح وغيرهم، وعنه إبراهيم بن موسى وعمر بن شبه النميري، قال ابن حبان في المجروحين ج 2/26 "كان سيء الحفظ فاحش الخطأ كثير الوهم تركه أحمد ويحيى". ونقل أبو حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/69 عن الإمام أحمد أنه قال عنه: "ترك الناس حديثه" ثم قال: "كان يجلس إلى أزهر السمان فيحدث أزهر فيكتب على الأرض: كذب، كذب، وكان خبيث اللسان، فأنكر عليه يحيى وعبد الرحمن فترك حديثه" ويحيى (هو: ابن سعيد القطان) وانظر كذلك: ميزان الاعتدال ج 2/ 431 وفيه قال الفلاس عنه: "كان وقاعاً في الناس" وقال ابن حجر في لسان الميزان ج 3/292 "قال سعيد بن عمرو البرذعي عن أبي زرعة كان صدوقاً ولكنه كان يقع في يحيى بن سعيد القطان وعبد الواحد بن زياد".
(6) (ع) عبد الواحد بن زياد، العبدي مولاهم أبو بشر وقيل أبو عبيدة البصري أحد الأعلام ت 176 هـ روى عن الأعمش، وثقه أبو زرعة وتكلم فيه يحيى القطان. انظر: تهذيب التهذيب ج 6/ 434- 435.
(7) مضت ترجمته.(2/328)
وذكر له يونس بن أبي إسحاق (1) ، فقال: "لا ينتهي يونس حتى يقول: سمعت البراء (2) قال لي أبو زرعة: فانظر كيف يرد أمره".
قال أبو زرعة: "كل من لم يتكلم في هذا الشأن على الديانة، فإنما يعطب (3) نفسه كل من كان بينه وبين إنسان حقد أو بلاء يجوز أن يذكره. كان الثوري (4) ، ومالك (5) يتكلمون في الشيوخ على الدين فنفذ قولهم ومن لم يتكلم فيهم على غير الديانة يرجع الأمر عليه".
قلت لأبي زرعة: عبد الله بن دينار الشامي (6) ؟ قال: "شيخ ربما أنكر" قلت
__________
(1) (زم 4) يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله، الهمداني، السبيعي أبو اسرائيل، الكوفي ت 159هـ. ومعنى قول أبي زرعة أن يونس كان يسقط الواسطة بينه وبين البداء وهذا تدليس. وقد ذكره ابن حجر في الطبقة الثانية من طبقات المدلسين. انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/243- 244، وتهذيب التهذيب ج 11/ 433- 434، وميزان الاعتدال ج 4/482 - 483، وطبقات المدلسين ص 25.
(2) البراء بن عازب بن الحارث بن عدي، الأوسي، أبو عمارة، ويقال أبو عمرو، ويقال أبو الطفيل، المدني، الصحابي ابن الصحابي نزل الكوفة ومات بها سنة 72 هـ وهو الذي افتتح الريّ سنة 24 هـ. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم جملة من الأحاديث، آخر من روى عنه أبو إسحاق السبيعي. انظر: تهذيب التهذيب ج 1/ 425، الإصابة ج 1/ 278 - 279.
(3) العطب: هلاك الشيء والمال وعطب البعير إذا انكسر أو قام على صاحبه، وأعطبته أنا: أهلكته. انظر: تهذيب اللغة ج 2/ 184.
(4) سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله، الكوفي، ثقة، حافظ، فقيه، عابد، إمام، حجة، ت 161 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 4/111-115، وتذكرة الحفاظ ج 1/ 203 - 207.
(5) مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الإمام، الحافظ، فقيه الأمة، شيخ الإسلام، أبو عبد الله، الأصبحي، المدني، الفقيه إمام دار الهجرة (93- 179 هـ) قال إسحاق بن إبراهيم: (اذا اجتمع الثوري ومالك والأوزاعي على أمر فهو سنة وإن لم يكن فيه نص) انظر: تهذيب التهذيب ج 5/ 9- 10، تذكرة الحفاظ ج 1/ 207-213.
(6) (ق) عبد الله بن دينار البهراني، ويقال الأسدي، أبو محمد، الحمصي، ويقال الدمشقي. ذكر ابن حجر قول أبي زرعة فيه. انظر: تهذيب التهذب ج 5/203.(2/329)
عبد الله بن دينار (1) الذي يروي عن أنس حديث (الرويضة) (2) هو هذا؟ قال: لابن إسحاق (3) ما له وهذا؟ قال أبو عثمان: وقد كان رجل من أصحابنا ذاكرني بهذا الحديث، عن شيخ ليس عندي بمأمون، عن أبي قتيبة (4) ، عن عبد الله بن المثنى (5) ، عن
__________
(1) (ع) عبد الله بن دينار العدوي، أبو عبد الرحمن، المدني مولى ابن عمر روى عن ابن عمر، وأنس ت 127 هـ. وثقه أبو زرعة. انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 46 - 47، تهذيب التهذيب ج5/ 201- 202، وميزان الاعتدال ج 2/ 417.
(2) ذكره ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 2/ 428. فقال: سألت أبي عن الحديث الذي رواه ابن إسحاق عن عبد الله بن دينار، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرويضة، قال أبي: لا أعلم أحداً روى عن عبد الله بن دينار هذا الحديث عن محمد بن إسحاق ووجدت في رواية بعض البصريين، عن عبد الله بن المثنى الأنصاري، عن عبد الله بن دينار، عن أبي الأزهر، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه، قال أبي: ولا أدري من أبو الأزهر هذا. قلت: من الذي رواه، عن عبد الله بن المثنى؟ فقال: حجاج الفسطاطي، قال أبي: لو كان حديث ابن إسحاق صحيحاً لكان قد رواه الثقات عنه) ورواه أحمد وأبو يعلى، والطبراني في الأوسط، قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 7/284 (وفيه ابن إسحاق وهو مدلس قد صرح ابن إسحاق بسماعه في رواية البزار في هذا الحديث بعينه) هذا هامش الأصل المخطوط في مجمع الزوائد) وفي إسناد الطبراني ابن لهيعة وهو لين، وانظر كذلك ص 330 حيث رواه الطبراني بأسانيد عن عوف بن مالك، قال الهيثمي: "وفي أحسنها ابن إسحاق وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات"، ورواه ابن ماجة في سننه ج 2/ 1339- 1340 عن أبي هريرة، والحاكم في المستدرك ج 4/ 465 - 466 عنه أيضاً وقال عنه: "صحيح الإسناد" وأقره الذهبي وأورده في ميزان الاعتدال ج 3/ 472 في ترجمة محمد بن إسحاق بن يسار صاحب السيرة النبوية يرويه عن عبد الله، بن دينار عن أنس، "قيل يارسول الله ما الرويضة قال: "الفاسق يتكلم في أمر العامة".
(3) (خت م 4) محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار المدني، أبو بكر، ويقال أبو عبد الله، المطلبي، مولاهم نزيل العراق رأى إنما ت سنة 150هـ أو بعدها. انظر: تهذيب التهذيب ج 9/ 38- 46، ميزان الاعتدال ج 3/ 468- 475، وثقة أبو زرعة.
(4) (خ 4) سلم بن قتيبة الشعيري أبو قتيبة الخراساني الفريابي نزيل البصرة ت سنة 250 هـ أو بعدها، روى عن يونس بن أبي إسحاق وعبد الله بن المثنى وغيرهما وعنه عمرو بن علي الفلاس، ومحمد بن يحيى الذهلي وغيرهما، قال ابن معين: "ليس به بأس" وقال أبو داود وأبو زرعة: "ثقة" انظر تهذيب التهذيب ج 4/ 133.
(5) (خ ت ق) عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري، أبو المثنى، الأنصاري، البصري، قال عنه أبو زرعة: "صالح" انظر: تهذيب التهذيب ج 5/ 387 - 388.(2/330)
عبد الله بن دينار، عن أبي الأزهر (1) ، عن أنس، وذكرت لأبي زرعة هذا أنه صاحب أنس ولم أجترأ [أ] (2) أن أذكر له أنه من رواية هذا الرجل لأنه لم يكن يرضاه فقلت له: هو هذا الشامي؟ فأجابني بهذا".
قلت: أحاديث فرقد (3) ، عن مرة (4) ؟ قال: "منكرات".
قلت: العلاء بن بشر [3- أ-] ، الشامي (5) ؟ قال: ضعيف الحديث يحدث، عن مكحول (6) ، عن واثلة (7) بمناكير.
قلت: مصعب بن سلام (8) قال: "ضعيف الحديث". قلت: حدث عن
__________
(1) قال أبو حاتم الرازي: "ولا أدري من أبو الأزهر هذا" انظر: علل الحديث ج 2/ 428.
(2) كتبت بالأصل هكذا (اجتر) .
(3) (ت ق) فرقد بن يعقوب، السبخي، أبويعقوب، البصري، من سبخة البصرة، وقيل من سبخة الكوفة ت 131 هـ. انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 81-82، ميزان الاعتدال ج 3/ 345-346، تهذيب التهذيب ج 8/ 262- 264 ونقل الجوزجاني عن الإمام أحمد أنه قال: "يروي عن مرة منكرات" انظر: الجرح والتعديل، وتهذيب التهذيب في الموضعين السابقين.
(4) (ع) مرة بن شراحيل، الهمداني، السكسكي، أبو إسماعيل، الكوفي، المعروف بمرة الطيب ومرة الخير لعبادته ت 76 هـ وقيل بعدها. قال عنه أبو زرعة: "روايته عن عمر مرسلة" انظر: تهذيب التهذيب ج 10/ 89.
(5) لم أقف على ترجمته.
(6) (زم 4) مكحول الشامي أبو عبد الله، ويقال أبو أيوب، ويقال أبو مسلم، الفقيه الدمشقي، يقال اسم أبيه سهراب ت 113هـ وقيل بعدها. انظر: تهذيب التهذيب ج 10/ 289 - 293، وميزان الاعتدال ج4/ 177- 178.
(7) واثلة بن الأسقع بن كعب بن عامر ويقال ابن الأسقع بن عبد الله روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ت 83 وقيل 85 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج11/ 101 - 102، والإصابة ج 6/ 591.
(8) (ت) مصعب بن سلام، التميمي، الكوفي، نزيل بغداد. انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 307 -358، تهذيب التهذيب ج 10/161، ميزان الاعتدال ج 4/ 120، قال عنه الإمام أحمد: "انقلبت عليه أحاديث يوسف بن صهيب جعلها عن الزبرقان السراج ... " انظر: الجرح والتعديل، تهذيب التهذيب في الموضعين السابقين.(2/331)
أبي بكر الزبرقان (1) ، عن حبيب بن يسار (2) ، عن زيد بن أرقم (3) "ليس منا من لم يأخذ من شاربه" (4) ؟ فقال: "منكر، إنما روى هذا يوسف بن صهيب (5) ، وأنكره عن الزبرقان (6) .
وشهدت أبا زرعة ذكر أبا قتادة الحراني (7) فقال: "سمعت ابن نفيل
__________
(1) ورد في حاشية الورقة (3- أ-) ما يلي (حاشية قال أبو عامر، قال مسلم: أبو بكر الزبرقان بن عبد الله السراج، سمع أبا وائل، وعبد الله بن معقل، والشعبي، وإبراهيم، وأبا رزين، روى عنه يحيى بن سعيد القطان) ، وانظر: (كتاب الكنى والأسماء) للإمام مسلم- باب (أبو بكر) وانظر: ترجمته في الجرح والتعديل ج ا/ ق 2/ 610 حيث نسبه بالأسدي، الكوفي وذكر توثيق الأئمة له.
(2) (ت س) حبيب بن يسار، الكندي، الكوفي، روى عن زيد بن أرقم وغيره، وروى عنه يوسف بن صهيب وغيره، قال عن أبو زرعة (ثقة) وأخرج ابن عدي حديث أخذ الشارب في ترجمة مصعب بن سلام عنه، عن الزبرقان السراج، عن أبي رزين، عن زيد بن أرقم، وقال: "أظن أبا رزين هو حبيب بن يسار" انظر: تهذيب التهذيب ج 2/192.
(3) (ح) زيد بن أرقم بن زيد بن قيس، الأنصاري، أبو عمرو. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ت 65 أو 66 أو 68 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 4/ 393- 395، والإصابة ج2/ 589- 590.
(4) رواه الترمذي في الجامع ج 8/ 41- 42 وقال عنه: "حسن صحيح"، والنسائي في سننه، انظر: المجتبي ج 1/ 19، ج 8/ 112، ورواه الإمام أحمد في مسنده ج17/313 كلهم من طريق يوسف بن صهيب، ورواه الطبراني في المعجم الصغير ج 1/ 100 من طريق الزبرقان، ثم قال: "لم يروه عن الزبرقان أبي بكر السراج إلا مصعب بن سلام".
(5) (دت س) يوسف بن صهيب، الكندي، الكوفي. انظر: تهذيب التهذيب ج11/415، الجرح والتعديل ج 4/ق2/224.
(6) بالأصل (البرمان) .
(7) عبد الله بن واقد، أبو قتادة الحراني، مولى بنى حمان، ويقال مولى بنى تميم خراساني الأصل ت 210 هـ ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج2/ق2/191-192 وقال: "سألت أبا زرعة عن أبي قتادة الحراني، قلت: ضعيف الحديث؟ قال: نعم، لا يحدث عنه، ولم يقرأ علينا حديثه. قال أبو زرعة سمعت ابن نفيل الحراني يقول: دفع إلى أبي قتادة كتاب أبي نعيم، عن مسعر فقرأه حتى انتهى إلى شك أبو نعيم، فقال: ماهذا"، واقتصر الذهبي في ميزان الاعتدال ج2/517 على قوله "ضعيف" واقتصر ابن حجر في تهذيب التهذيب ج6/67، على قوله: "ضعيف الحديث، لا يحدث عنه" وابن واقد قال عنه البزارك "لم يكن بالحافظ وكان عفيفاً متفقهاً بقول أبي حنيفة وكان يغلط ولا يرجع إلى الصواب" واكتفى ابن الجوزي في أسماء الضعفاء بقوله: "ضعيف".(2/332)
يقول (1) : قرأ يعني أبا قتادة كتاب مِسعر (2) فبلغ (شك أبو نعيم) (3) فقال: ما هذا؟ قال أبو زرعة: وذكر ابن نفيل يوما: مات فلان سنة كذا لشيوخه. فقيل له: متى مات أبو قتادة؟ إنما يسأل، عن تاريخ العلماء فظننت أنه سلط عليه، وذلك أن ابن نفيل حدث فقيل لأبي قتادة حدث ابن نفيل؟ فقال: ابن أخت ذاك الصبي يعني سعيد بن حفص (4) فجعلت أعجب من استخفافه به، ثم سلط هذا عليه كما ترى.
قلت: عبد العزيز بن أبان (5) ؟ فقال: سمعت ابن نمير (6) يقول: "ما مات عبد العزيز حتى قرأ ما ليس من حديثه".
__________
(1) (خ 4) عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل بن زراع بن علي وقيل أبو عبد الله بن قيس القضاعي، أبو جعفر، النفيلي الحراني ت 234 هـ، ثقة حافظ. انظر: تهذيب التهذيب ج 6/ 16-18، تذكرة الحفاظ ج2/ 440- 441.
(2) (ع) مسعر بن كدام بن ظهير بن عبيدة، الهلالي، العامري، الرواسي، أبو سلمة، الكوفي. أحد الأعلام ت 155هـ. قال شعبة: "كنا نسمي مسعر المصحف" انظر: تذكرة الحفاظ ج1/188- 190، تهذيب التهذيب ج10/113- 115، وذكر في ترجمته أن أبا زرعة الرازي قال: "سمعت أبا نعيم يقول: كان مسعر شكاكاً في حديثه وليس يخطىء في شيء من حديثه إلا في حديث واحد".
(3) (ع) الفضل بن دكين وهو لقب واسمه عمرو بن حماد بن زهير بن درهم التميمي مولى أبي طلحة، أبو نعيم الملائي، الكوفي، الأحول (130- 219 هـ) قال عنه يعقوب الفسوي: "أجمع أصحابنا أن أبا نعيم كان غاية في الإتقان" انظر: تذكرة الحفاظ ج1/372-373 تهذيب التهذيب ج 8/270- 276. وجملة (شك أبو نعيم) أما (فبلغ شك أبي نعيم) أو فبلغ (شك أبو نعيم) أي فبلغ عبارة في الكتاب هي هذه على الحكاية.
(4) (س) سعيد بن حفص بن عمر، ويقال عمرو بن نفيل، الهذلي، النفيلي، أبو عمرو الحراني خال أبي جعفر النفيلي ت 237 هـ انظر: تهذيب التهذيب ج 4/17. "وهو صدوق تغير في آخر عمره".
(5) (ت) عبد العزيز بن أبان بن محمد بن عبد الله، الأموي، السعيدي، أبوخالد، الكوفي، نزيل بغداد ت 257 ذكر الخبر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج2/ق2/377 وزاد في جوابه اسم أبيه، وقال ابن أبي حاتم في ترجمته أيضاً: "سألت أبا زرعة عن عبد العزيز بن أبان فقال: ضعيف، قلت: يكتب حديثه؟ قال: ما يعجبني إلا على الاعتبار- وترك أبو زرعة حديثه، وامتنع من قراءته علينا، وضربنا عليه" وانظر: تهذيب التهذيب ج6/331.
(6) (ع) محمد بن عبد الله بن نمير، الهمداني الخارفي، أبو عبد الرحمن، الكوفي، الحافظ ت 234 هـ قال عنه الحسن بن سفيان: "ابن نمير ريحانة العراق وأحد الأعلام". روى عنه البخاري (22) حديثاً، ومسلم (573) حديثاً، انظر: تهذيب التهذيب ج9/ 282- 283، تذكرة الحفاظ ج2/ 439.(2/333)
قلت: سعيد بن خالد بن أبي طويل (1) ؟ قال: "ضعيف الحديث، حدث عن أنس (2) بمناكير. قلت: روى عنه غير محمد بن شعيب (3) ؟ قال: لا أعلمه".
قلت: حكيم بن نافع الرقي (4) ؟ قال: "واهي الحديث".
قلت: بشر بن يحيى (5) بن حسان (6) ؟ قال: "خراساني من أصحاب الرأي كان لايقبل العلم (7) ، وكان أعلى أصحاب الرأي بخراسان، فقدم علينا فكتبنا (8) عنه، وكان يناظر فاحتجواعليه بطاووس، فقال بالفارسية: يحتجون علينا بالطيور".
__________
(1) (ق) سعيد بن خالد بن أبي طويل، القرشي، الصيداوي. روى عن أنس، وواثلة، وعنه محمد بن شعب بن شابور، وإسماعيل بن عياش. اقتصر الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2/132 على قوله: "ضعفه أبو زرعة وغيره"، والمزي على قوله: "ضعيف الحديث" انظر: تهذيب التهذيب ج 4/ 20.
(2) أنس: مضت ترجمته.
(3) محمد بن شعب بن شابور، الأموي، مولاهم أبو عبد الله الدمشقي أحد الكبار (ت 116- قبل المائتين) قال عنه الذهبي (مشهور. وما أعلم- والله- به بأسا) ، انظر: تهذيب التهذيب ج 9/222- 224، ميزان الاعتدال ج3/580.
(4) حكيم بن نافع، الرقي، القرشي، روى عن عطاء الخراساني، والأعمش، وموسى ابن عقبة، روى عنه ابن نفيل الحراني، وغيره. روى الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج 8/ 263 بسنده إلى البرذعي قول أبي زرعة هذا، وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج ا/ ق 2/ 207، "سمعت أبا زرعة يقول: حكيم بن نافع ليس بشيء:" وانظر: ميزان الاعتدال ج1/586، والترغيب والترهيب ج4/569، ولسان الميزان ج2/344، وأسماء الضعفاء لابن الجوزي.
(5) قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعدبل ج1 / ق 1/ 370 في ترجمته "بشر بن يحيى، المروزي روى، عن الفضل بن موسى السيناني سمع منه أبي بالري وهو حاج وسمعته يقول: كان صاحب رأي" ولم أجد من نقل هذا الخبر إلا الخطيب البغدادي في كتاب الكفاية ص 254، وقد رواه بسنده إلى البرذعي وفيه اختلاف بعض الألفاظ هي في الهوامش التالية.
(6) في الكفاية (يحيى حسان) .
(7) (كان لا يقبل العلم) غير موجودة في الكفاية.
(8) في الكقاية (وكتبنا) .(2/334)
قال أبو زرعة: "كان جاهلاً، بلغني أنه ناظر إسحاق بن راهويه (1) في القرعة، فاحتج (2) عليه إسحاق بتلك الأخبار الصحاح، فأفحمه، فانصرف ففتش كتبه. فوجد في كتبه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "نهى، عن القزع" (3) فقال لأصحابه: قد وجدت (4) حديثاً أكسر به ظهره، فأتى إسحاق، فأخبره. فقال إسحاق (5) : إنما هذا القزع أنه يحلق بعض (6) رأس الصبي، ويترك بعض".
قلت: محمد بن مسروق القاضي (7) ؟ قال: شيخ، حدث عن الوليد
__________
(1) (خ م دت س) إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي، أبومحمد بن راهويه المروزي، ثقة حافظ مجتهد، قرين أحمد بن حنبل، ت 238 هـ. قال عنه نعيم ابن حماد: "إذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق فاتهمه في دينه". انظر: تهذيب التهذيب ج 1/ 216 -219، تذكرة الحفاظ ج 2/ 433- 435.
(2) في الكفاية (واحتج) .
(3) في الكفاية (أنه نهى) والقزع بفتح القاف والزاي ثم المهملة، جمع قزعة وهي القطعة من السحاب، وسمي شعر الرأس إذا حلق بعضه وترك بعضه قزعا تشبيهاً بالسحاب المتفرق وفسره راوي الحديث بـ (يحلق بعض رأس الصبي ويترك بعض) والحديث أخرجه البخاري في الصحيح ج 10/ 363- 364، ومسلم في صحيحه ج 3/ 1675، وأبو داود في سننه ج 17/ 79 كتاب الترجل- باب في الذؤابة، والنسائي في سننه، انظر: المجتبى ج 8/ 113، وأحمد في مسنده ج 17/ 324، وابن ماجة في سننه ج 2/ 1201، وحمزة السهمي في تاريخ جرجان ص 126، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد 5/ 119، ج 9/ 25، 26.
(4) في الكفاية (أصبت) .
(5) في الكفاية (فقال له) .
(6) في الكفاية (يحلق رأس الصبي) .
(7) محمد بن مسروق الكندي روى عن مسعر وعبيد الله الوصافي وغيرهما وعنه هشام ابن عمار وموسى بن عبد الرحمن المروزي. انظر: الجرح والنعديل ج 4/ ق 1/ 104.(2/335)
ابن جميع (1) ، عن أبي الطفيل (2) عن سعيد بن زيد (3) بحديث أوهم فيه. قلت: فأصححه؟ قال: حدثنا أبونعيم قال: الوليد بن جميع قال: حدثني من سمع سعيد بن زيد يقول: "من قتل دون ماله فهو شهيد" (4) .
قلت: محمد بن عبد الله بن نمران (5) ؟ قال: "منكر الحديث، لايكتب حديثه".
__________
(1) (بخ م دت س) الوليد بن عبد الله بن جميع، الزهري، المكي، الكوفي، وقد ينسب إلى جده. انظر: ترجمته في الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 58 تهذيب التهذيب ج 11/ 138- 139، ميزان الاعتدال ج 4/ 337.
(2) (ع) أبو الطفيل عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمرو روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر وعمر، وعلي، وحذيفة وغيرهم، وعمر إلى أن مات سنة 110هـ على الصحيح وهو آخر من مات من الصحابة قاله مسلم وغيره، انظر: تهذيب التهذيب ج 5/82-84، الإصابة ج 7/ 0 23- 231.
(3) (ع) سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، العدوي، أبو الأعور، أحد العشرة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ت 50 أو 51 أو 52 هـ، روى عنه أبو الطفيل. انظر تهذيب التهذيب ج 4/ 34- 35، الإصابة ج 3/ 103- 105. لم أقف على هذه الرواية وللحديث روايات عديدة منها:
(4) ما رواه البخاري في صحيحه ج 5/123 كتاب المظالم باب من قتل دون ماله، ومسلم في صحيحه ج1/ 125 كتاب الايمان- باب 62، والترمذي في الجامع ج 4/ 678- 679 كتاب الديات وقال عنه حسن صحيح، والنسائي في سننه، انظر: المجتبى ج 7/105، وابن ماجة في سننه ج 2/ 861 رأحمد في المسند ج 14/ 34- 35. ورواه أبو داود في سننه، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد ج2/ 329 و6/ 141، وج 10/ 81، وج 11/ 217، وج 14/ 26، 272، ورواه أبونعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان ج 1/ 121و 142، و150، و 235، وذكره الدارقطنى في حاشيته على كتاب المجروحين لابن حبان ج 1/ 347، وانظر: المطالب العالية ج2/ 137.
(5) محمد بن عبد الله بن نمران عن زيد بن أبي أنيسة. وفعل بن نميران. وفي نسخة ابن مهران. ونقل ابن حجر في لسان الميزان ج 5/ 220 قول أبي زرعة فيه نقلاً عن البرذعي.(2/336)
شهدت أبا زرعة ذكر كامل بن طلحة (1) : فقال: "كان أبو كامل الفضيل بن الحسين بن طلحة، [وكان كامل بن طلحة] (2) عمه، وكان يحيى بن أكثم ضربه، وأقامه للناس في شهادة [3- ب-] فاتضحت (3) أسبابه، وكان لا يدفع عن سماع".
قلت: محمد بن الحجاج اللخمي (4) ؟ قال: "يروي أحاديث موضوعة، عن عبد الملك بن عمير (5) ، وغيره".
قلت: فمحمد بن الحجاج المصفر (6) ؟ قال: وهذا أيضاً يروي أباطيل،
__________
(1) (ل) كامل بن طلحة، الجحدَري، أبو يحيى، البصري، نزل بغداد عم أبي كامل فضيل بن حسين (145- 1 23 هـ) روى الخطيب في تاريخ بغداد ج 12/ 487 بسنده إلى البرذعي قول أبي زرعة فيه وذكر هذا الخبر الذهبي في ميزان الاعتدال ج 3/ 400 دون ذكر عمه وابتدأه من (كان يحيى بن أكثم ... ) وكذا في تهذيب التهذيب ج8 /409.
(2) ما بين المعقوفتين ساقط من المخطوط وأثبتناه من تاريخ بغداد ج12/ 487.
(3) بالأصل (فاتضع) وفي تهذيب التهذيب، وميزان الاعتدال، وتاريخ بغداد (فاتضعت) .
(4) محمد بن الحجاج، اللخمي، الواسطي، أبو إبراهيم، نزيل بغداد ت 181هـ، والخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد ج 2/ 283 بسنده إلى البرذعي أنه قال: "قلت لأبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم محمد بن الحجاج اللخمي؟ قال: يروي الموضوعات ... " إلى قوله: "أما في هذا يتقاربان" (فائدة) قال ابن حبان في المجروحين ج 2/ 290 في ترجمته: "كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يحل الرواية عنه ولا الاحتجاج به".
(5) (ع) عبد الملك بن عمير بن سويد بن حارثة، القرشي، ويقال: اللخمي، أبو عمرو ويقال أبو عمر الكوفي، المعروف بالقبطي ت 136 هـ. ثقة، فقيه، تغير حفظه، وربما دلس. انظر: تذكرة الحفاظ ج 1/ 135- 136، تهذيب التهذيب ج 6/ 411- 413.
(6) محمد بن الحجاج المصفر محمد بن الحجاج موسى العباسي بن محمد الهاشمي، ويقال إنه مخزومي يكنى أبا عبد الله، وقيل أبا جعفر ت 216 هـ. ذكره الخطيب في تاريخ بغداد ج 2/ 283 وذكر قول أبي زرعة فيه وورد في حاشية الورقة (3- ب-) ما يلي: (المصفر، عن شعبة تركوه قاله مسلم بن الحجاج) انظر: قول مسلم في كتابه الكنى والأسماء (لوحة 65) ونقل ابن الجوزي في أسماء الضعفاء عن أبي زرعة أنه قال عنه: "يروي أباطيل عن شعبة".(2/337)
عن شعبة (1) ، والدراوردي (2) . قلت: فهما قريبان من السواء؟ قال: لا، اللخمي كان في أيام هشيم (3) ، وهذا بعد. قلت: إنما أردت أنهما يقاربان في رواية الأباطيل؟ قال: أما في هذا يتقاربان".
قلت: جارية بن هرم الفقيمّي (4) ؟ قال: "يروي عن ابن عون (5) ، وغيره بصري لين الحديث".
قلت: الفضل الرقاشي (6) ؟ قال: "شيخ صالح إلا أنه ضعيف، وكان
__________
(1) (ع) شعبة بن الحجاج بن الورد، العتكي، الأزدي، مولاهم، أبو بسطام الواسطي، ثم البصري ت 160هـ. الحجة، الحافظ شيخ الإسلام قال الثوري: "شعبة أمير المؤمنين في الحديث"، وقال الشافعي" "لولا شعبة لما عرف الحديث بالعراق"، انظر: تذكرة الحفاظ ج 1/ 193- 197، وتهذيب التهذيب ج 4/ 338- 346.
(2) (ع) عبد العزيز بن محمد بن عبيد بن أبي عبيد، الدراوردي، أبو محمد، المدني، مولى جهينة ت 86 أو 187 هـ. انظر: تذكرة الحفاظ ج 1/ 269، تهذيب التهذيب ج 6/ 353- 355.
(3) (ع) هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار، السلمي، أبو معاوية بن أبي خازم، الواسطي، قيل إنه بخاري الأصل، الحافظ الكبير، محدث العصر، نزيل بغداد. قال عنه ابن مهدي: "كان هشيم أحفظ للحديث من الثوري" (104- 183 هـ) . انظر: تذكرة الحفاظ ج 1/ 249، تهذيب التهذيب ج 11/ 59 - 63.
(4) جارية بن هرم أبو شيخ، الفقيمي، كان رأساً في القدر. انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 20- 521، ميزان الاعتدال ج 1/ 385 أسماء الضعفاء لابن الجوزي.
(5) (ع) عبد الله بن عون بن أرطبان، المزني، مولاهم أبو عون، الخزار، البصري. قال عنه الذهبي: "له جلالة عجيبة ووقع في النفوس لأنه كان إماماً في العلم رأساً في التأله والعبادة حافظاً لأنفاسه كبير الشأن" ت 151هـ. كان من سادات أهل زمانه عبادة وفضلاً وورعاً ونسكاً وصلابة في السنة، وشدة على أهل البدع. كذا وصفه ابن حبان. انظر: تذكرة الحفاظ ج 1/ 157، تهذيب التهذيب ج 5/ 346- 349.
(6) (ق) الفضل بن عيسى بن أبان الرقاشي، أبو عيسى، البصري الواعظ. لم أجد من ذكر قول أبي زرعة هذا فيه. ونقل عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 65 أنه قال في فضل "منكر الحديث"، وانظر: تهذيب التهذيب ج 8/ 283، وأسماء الضعفاء لابن الجوزي.(2/338)
قدريا، وكان قاصا يذكر، وهو خال المعتمر (1) ، حدث عنه، أبو عاصم (2) العباداني (3) ، عن ابن المنكدر (4) ، عن أبي هريرة" (5) .
قلت: يحيى بن سلام المغربي (6) ؟ قالك "لا بأس به ربما وهم".
قلت: حدث عن سعيد (7) ، عن قتادة (8) ، عن أنس، عن النبي صلى
__________
(1) (ع) معتمر بن سليمان بن طرخان، التيمي، أبو محمد، البصري. قيل إنه كان يلقب بالطفيل (100- 187 هـ) الحافظ، الثقة. انظر: تهذيب التهذيب ج 10/ 227- 228، تذكرة الحفاظ ج 1/266- 267.
(2) بالأصل (ابن عاصم) وا لصواب (أبو عاصم) .
(3) (ق) أبو عاصم العبّاداني، المرائي، البصري، اسمه عبد الله بن عبيد الله ويقال ابن عبد، ويقال عبيد الله بن عبد الله. قال عنه أبو زرعة ثقة شيخ. انظر: تهذيب التهذيب ج 12/142 - 143.
(4) (ع) محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى، التيمي، أبو عبد الله، ويقال أبوبكر أحد الأئمة الأعلام ت 141 أو 130 هـ. قال عنه ابن عيينة: "كان من معادن الصدق يجتمع إليه الصالحون" وقال عنه أبو بكر البزار: "لم يسمع من أبي هريرة"، وقال أبو زرعة: "لم يلقه". انظر: تذكرة الحفاظ ج 11/ 127- 128، تهذيب التهذيب ج 9/ 473- 475.
(5) (ع) أبو هريرة الدوسي اليماني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحافظ الصحابة. اختلف في اسمه واسم أبيه ت 57 أو 58 أو 59 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 12/ 262 - 267، الإصابة ج7/ 425- 445.
(6) يحيى بن سلام البصري، نزل مصر، حدث بالمغرب، عن سعيد بن أبي عروبة، ومالك وجماعة، قال عنه أبو حاتم الرازي: "صدوق". انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 155، وميزان الاعتدال ج 4/ 280- 381.
(7) سعيد بن أبي عروبة واسمه مهران العدوي مولى بني عدي بن يشكر، أبو النضر، البصري ت 6 أو 157هـ. أحد الأعلام، أول من صنف الأبواب بالبصرة انظر: تذكرة الحفاظ ج 1/ 177- 178، وتهذيب التهذيب ج 4/ 63- 66.
(8) (ع) قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز، أبو الخطاب، السدوسي البصري (61- 117 هـ) كان من أعلم الناس بالقرآن والفقه. مات بواسط. انظر: الثقات لابن حبان ص 222، تهذيب التهذيب ج 8/ 351- 356.(2/339)
الله عليه وسلم "أتدرون أي شجرة أبعد من الخارف" (1) ؟ فأنكره أبو زرعة، وقال لي: حدثنا أبو سعيد الجعفي (2) قال: نا يحيى بن سلام، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة في قوله {سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ} (3) قال: مصر، وجعل أبو زرعة يعظم هذا، ويستقبحه.
قلت: فأيش أراد بهذا؟ قال: "هو في تفسير سعيد (4) ، عن قتادة (5) مصيرهم، وأنكر أبو زرعة حديث الخارف الذي ذاكرته له، ولم يخبرني بعلته، ولا أدري علمه فسكت عنه، أو لم يحفظه".
قال أبو عثمان: "وقد ذكر الحديث، وعلته ليهتدي إليه من لا يعرفه".
حدثنا بحر بن نصر الخولاني (6) ، نا يحيى بن سلام (7) ، نا سعيد، عن قتادة،
__________
(1) ذكره الذّهبي في ميزان الاعتدال في ترجمة يحيى بن سلام البصري وقال عنه ومن أنكر ماله ما رواه جماعة عن بحر بن نصر، وذكر الحديث ثم قال: "وهذا منكر جداً"، انظر: ج4/ 381، ورواه ابن عدي في الكامل في ترجمته بلفظ "أي الشجرة أبعد من الحازي أو الحاري قالوا فرعها ... " قال ابن عدي: "وهذا الحديث لا أعلم يرويه بهذا الإسناد عن سعيد غير يحيى بن سلام". قال الزبيدي: "والخارف حافظ النخل ومنه حديث أنس رضي الله عنه رفعه أي الشجرة أبعد من الخارف قالوا أفرعها. قال: فكذلك الصف الأول وجمع الخارف خراف ... " انظر: تاج العروس ج 6/ 82.
(2) (خ ت) يحيى بن سليمان بن يحيى بن سعيد بن مسلم، الجعفي، أبو سعيد، الكوفي، المقرىء، سكن مصر ت 237 هـ. قال النسائي عنهك "ليس بثقة"، ووثقه الدارقطني. وقال ابن حجر: "لم يكثر البخاري من تخريج حديثه وإنما أخرج له أحاديث معروفة من حديث ابن وهب خاصة، روى عنه أبو زرعة الرازي". انظر: تهذيب التهذيب ج 11/227، هدي الساري ص 451، ميزان الاعتدال ج 4/ 382.
(3) انظر: تفسير الطبري- سورة الأعراف ج 9/ 59- آيه 145 وأورد رواية عن مجاهد أنه قال في {سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ} "مصيرهم في الآخرة".
(4) سعيد بن أبي عروبة، مضت ترجمته.
(5) قتادة بن دعامة السدوسي، مضت ترجمته.
(6) (كن) بحر بن نصر بن سابق، الخولاني، مولاهم، المصري (180- 267 هـ) روى له النسائي في مسند مالك حديثاً واحداً. ثقة، صدوق. انظر: الجرح والتعديل ج ا/ ق1/ 419، تهذيب التهذيب ج 1/ 420- 421، شذرات الذهب ج 2/ 152.
(7) يحيى بن سلام، مضت ترجمته.(2/340)
عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي شجرة أبعد من الخارف أو الخاذف؟ شك بحر. قالوا: فرعها. قال: فكذلك الصف المقدم هو أحصنها من الشيطان".
حدثنا زياد بن أيوب (1) ، نا هشيم (2) ، نا منصور (3) ، عن قتادة، عن أبي قلابة (4) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي الشجر أمنع من الخارف؟ قالوا: أطولها فرعاً، قال: فكذلك الصف الأول هو أمنع من الشيطان"، وهذا عندنا علة حديث يحيى بن سلام، وله أصل من حديث قتادة إلا أنه أوهم في قوله، عن أنس.
وسمعت أبا زرعة يقول: سمعت يحيى بن عبد الله بن بكير (5) يقول:
__________
(1) (خ د ت س) زياد بن أيوب بن زياد، البغدادي، أبو هاشم المعروف بدلويه طوسي الأصل (166- 252 هـ) الحافظ، الحجة. قال عنه أبو حاتم (صدوق) انظر: تذكرة الحفاظ ج 2/ 508- 509، تهذيب التهذيب ج 3/ 355، تاريخ بغداد ج 8/ 479- 481.
(2) هشيم بن بشير السلمي، مضت ترجمته.
(3) (ع) منصور بن زاذان، الواسطي، أبو المغيرة، الثقفي، مولاهم ت 132 أو 131 هـ. ثقة، ثبت. انظر: تهذيب التهذيب ج 10/ 306، الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 172، تاريخ واسط ص 89- 91، كتاب المعرفة والتاريخ ج 2/ 253- 254.
(4) (ع) عبد الله بن زيد بن عمرو، ويقال عامر بن نايل بن مالك بن عبيد، أبو قلابة، الجرمي، البصري، أحد الأعلام ت 104 أو 107هـ. ثقة، فاضل، كثير الإرسال. انظر: تذكرة الحفاظ ج 1/ 94، تهذيب التهذيب ج 5/ 224- 226.
(5) (خ م ق) يحيى بن عبد الله بن بكير، المصري، مولى بني مخزوم، القرشي، أبو زكرياء، الحافظ (154- 231 هـ) انظر: تذكرة الحفاظ ج 2/ 420، تهذيب التهذيب ج 11/ 237- 238.(2/341)
"كان عنبسة (1) الذي يروي عن يونس (2) يقيم الناس في الشمس ويصب عليهم الزيت في أداء الخراج".
قلت لأبي زرعة: سعيد بن داود الزنبري (3) ؟ قال: "ضعيف الحديث،
__________
(1) (خ د) عنبسة بن خالد بن يزيد، الأموي مولاهم، الأيلي ابن أخي يونس بن يزيد توفي 198 هـ. قال عنه أبو حاتم: "وكان على خراج مصر فكان يعلق النساء بالثدي"، انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 402، وتهذيب الكمال ج 6/ ص 532، نسخة الجامعة الإسلامية المصورة عن النسخة المصرية، وتهذيب التهذيب ج8 /154، وميزان الاعتدال ج 3/ 298 وعقب على هذا الخبر ابن القطان- صاحب الوهم والإيهام- بقوله: "كفى بهذا في تجريحه"، وقال الفسوي: "سمعت يحيى ابن بكير يقول: إنما يحدث عن عنبسة مجنون أحمق؛ لم يكن موضعاً للكتابة عنه". وعظمه أبو داود، وأحمد بن صالح المصري، وابن وارة، وروى عنه أحمد بن صالح وابن وهب، ومحمد بن مهدي الأخميمي، وهاشم بن محمد الربعي، له عند البخاري أربعة أحاديث قرنه فيها بعبد الله بن وهب عن يونس. انظر إضافة إلى المصادر السابقة هدي الساري ص 433، المعرفة والتاريخ ج3/ 333، 367.
(2) (ع) يونس بن يزيد بن أبي النجاد، ويقال ابن مشكان بن أبي النجاد الأيلي أبو يزيد مولى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، الحافظ، الثبت ت 152هـ، انظر: تذكرة الحفاظ ج 1/ 162، تهذيب التهذيب ج11/450- 452.
(3) (خت) سعيد بن داود بن سعيد بن أبي زنبر، الزنبري، أبو عثمان، المدني ت بحدود 220 هـ. هذا الخبر رواه الخطيب بسنده في تاريخ بغداد ج 9/ 83 وزاد (قال سعيد وقد روى) وذكره المزي في تهذيب الكمال وفيه (أي الخبر) (ويحدث بمناكير عن مالك، وقال البرذعي وأملى علينا أبو زرعة الحديث المذكور عن رجل عنه يعنى حديث ... وذكره) انظر: تهذيب التهذيب ج 4/ 25، واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2/ 133 بقولهك "قال أبو زرعة: ضعيف". انظر بعض هذه المناكير في تاريخ بغداد ج 9/ 81- 83. ملاحظة: رمز له في ميزان الاعتدال بـ (ع) أي خرج حديثه الأئمة الستة (خ، م، د، س، ت، ق) ، وكذلك رمز له في ديوان الضعفاء والمتروكين وخلق من المجهولين وثقات فيهم لين ص 119، أما في كتاب المغني في الضعفاء ج 1/ 258 فقد رمز له بـ (خت) ورمز له في تهذيب التهذيب ج 4/ 24 بـ (خت) وقال في ترجمته، وعنه البخاري في الأدب واستشهد به في الجامع، ورمز له ابن حجر في تقريب التهذيب ج 1/ 294 بـ (خت) والصواب أن البخاري استشهد به في تعليقاته، وروى عنه في الأدب المفرد. ونقل ابن الجوزي في أسماء الضعفاء عن أبي زرعة أنه قال: "ضعيف الحديث".(2/342)
حدث عن مالك (1) ، عن [4- أ-] أبي الزناد (2) ، عن خارجة بن زيد (3) ، عن أبيه (4) بحديث باطل، ويحدث بأحاديث مناكير، عن مالك، وقد روى أبو زرعة حديث خارجة هذا، عن رجل عنه أملاه علينا إملاء" (5) .
قلت: بكر بن بكار (6) ؟ قال: "ليس بالقوي".
قلت: عبد الرحمن بن حماد الشعيثي (7) ؟ قال: "شيخ، ليس بذاك".
__________
(1) مالك بن أنس مضت ترجمته.
(2) (ع) عبد الله بن ذكوان، القرشي، أبو عبد الرحمن، المدني، المعروف بأبي الزناد ت 130 هـ. كان سفيان يسميه أمير المؤمنين (في الحديث) . انظر: تذكرة
الحفاظ ج 1/ 134، 135، الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 50، وتهذيب التهذيب ج 5/ 203- 205.
(3) (ع) خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري البخاري، أبو زيد المدني أدرك عثمان وروى عن أبيه وعمه يزيد وغيرهم وهو أحد الفقهاء السبعة ت 99 أو100هـ. قال عنه ابن خراش: "خارجة أجل من كل من اسمه خارجة". انظر: تهذيب التهذيب ج 3/ 74- 75، الثقات لابن حبان ج 3/ 59.
(4) زيد بن ثابت بن الضحاك أبو سعيد الأنصاري البخاري، المدني، قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهو ابن 11 سنة وكان يكتب له الوحي ت 45 أو 48 وقيل بعد الخمسين. انظر: تهذيب التهذيب ج 3/ 399، الإصابة ج 2/ 92- 595.
(5) وفي تهذيب التهذيب ج 4/ 25 قال المزي: يعنى حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى الزبير يوم خيبر أربعة أسهم الحديث.
(6) بكر بن بكار، أبو عمر القيسي، روى عن شعبة، وابن عون، ومسعر، وغيرهم وعنه حجاج بن الشاعر ويونس بن حبيب، وغيرهم. انظر: الجرح والتعديل ج 1ق 1/ 382 - 383، ميزان الاعتدال ج 1/ 343، لسان الميزان ج 2/ 48.
(7) (خ ت) عبد الرحمن بن حماد بن شعيب، ويقال ابن عمارة الشعيثي، أبو سلمة، العنبري، البصري ت 212 هـ، والذي في الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 226، وتهذيب التهذيب ج 6/ 164، وميزان الاعتدال ج 2/ 557، وهدي الساري ص 417، قال أبو زرعة: "لا بأس به" وقال ابن حجر في هدي الساري: "من كبار شيوخ البخاري" وقال أيضاً بعد ذكر أقوال الأئمة فيه "روى عنه البخاري حديثاً واحداً في الجنائز عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن أم عطية أمرنا أن نخرج الحيض. الحديث، وقد تابعه عليه يزيد بن هارون عند النسائي وهو مشهور، عن محمد بن سيرين من طرق أخرى عند البخاري أيضاً وغيره، وروى له الترمذي"، ونقل ابن حجر في تهذيب التهذيب ج 6/ 164 عن صاحب كتاب الزهرة أنه قال عنه: "روى عنه البخاري ثلاثة أحاديث" والصواب قول ابن حجر- والله أعلم- وذلك لدقته في تتبع مرويات الرجال المتكلم فيهم في صحيح البخاري- فيما أعلم-(2/343)
قلت: الزبير بن سعيد (1) ، قال: شيخ روى عنه، جرير ابن حازم (2) ، وابن المبارك (3) ، وإسماعيل بن زكرياء (4) .
قلت: ثابت بن سرج الدوسي (5) ؟ قال: "مجهول لا أعرفه إلا في حديث روى عنه الوليد بن مسلم (6) ، عن سالم، ولا أحسبه ابن عبد الله ابن عمر (7) هو
__________
(1) (دت ق) الزبير بن سعيد بن سليمان بن سعيد بن نوفل بن الحارث الهاشمي، أبو القاسم، المديني، نزل المدائن، ت سنة بضع وخمسين ومائة هـ. ذكر قول أبي زرعة فيه المزي في تهذيب الكمال. انظر: تهذيب التهذيب ج 3/ 315، وميزان الاعتدال ج 2/ 67.
(2) (ع) جرير بن حازم بن عبد الله بن شجاع الأزدي ثم العتكي، وقيل الجهضمي، أبو النضر البصري والد وهب، الحافظ، محدث البصرة، أحد الأعلام. ت 170 هـ. انظر: تذكرة الحفاظ 1/199، وتهذيب التهذيب 2/69- 72.
(3) (ع) عبد الله بن المبارك بن واضح، الإمام الحافظ، شيخ الإسلام، فخر المجاهدين، قدوة الزاهدين، أبو عبد الرحمن الحنظلي مولاهم المروزي (118- 181 هـ) حدث عنه خلق لا يحصون من أهل الأقاليم. انظر: تذكرة الحفاظ ج 1/74- 279، تهذيب التهذيب ج 5/ 82- 387.
(4) (ع) إسماعيل بن زكرياء بن مرة الخلقاني، الأسدي، أبو زياد الكوفي، لقبه سقوصاً ت 3 أو 174 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج1/ 297- 298، ج 1/ ق 1/ 170.
(5) قال ابن أبي حاتم في ترجمته: "ثابت بن سرج أبو سلمة الدوسي روى عن سالم المحاربي روى عنه الوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب شابور سمعت أبي يقول ذلك" انظر: الجرح والتعديل ج1/ ق 1/ 453.
ورد في حاشية الورقة (4- أ-) ما يلي (حاشية قال مسلم بن الحجاج: أبو سلمة ثابت بن سرج، عن سالم بن عبد الله المحاربي روى عنه الوليد بن مسلم) انظر: كتاب (الكنى والأسماء) (لوحة 47) وفي نفس اللوحة حاشية تابعة له فيها (هو من أهل دمشق، قال الجمّاني ونسبه غيره الدوسي) والجعابي محمد بن عمر بن محمد التميمي أحد الحفاظ المشهورين ت 355هـ. انظر: تاريخ بغداد ج 3/26- 31.
(6) (ع) الوليد بن مسلم القرشي مولى بني أمية، أبو العباس الدمشقي، روى عن الأوزاعي وغيره وعنه الليث بن سعد، والحميد، وأحمد وغيرهم، قال ابن سعد: "كان ثقة كثير الحديث" ت 195هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 11/ 151- 155.
(7) (ع) سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، العدوي، أبو عمر، ويقال أبو عبد الله المدني الفقيه ت 106هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 3/436- 438.(2/344)
عندي لسالم بن عبد الله المحاربي (1) أشبه، وإن كان مرسلا".
قلت: الحسين السدي؟ فضحك، وقال: "روى عنه ابن حميد (2) ، وهو ذا أجهد جهدي أن أقف على معرفته، عمن يروي فلا أقدر عليه قد كفانا مؤونة الأسانيد بما يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم، قال عنه أشياء ليست لها أصول ولا أدري عمن حدثها".
وقال لي أبو زرعة: قال يحيى يعني ابن بكير (3) ، احترق حصن لابن لهيعة (4) ،
__________
(1) سالم بن عبد الله المحاربي أبو عبد الله قاضي دمشق، روى عن سليمان بن حبيب المحاربي روى عنه الأوزاعي، قال عنه أبو حاتم: "صالح الحديث" انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 185.
(2) (دت ق) محمد بن حميد بن حبان التميمي الحافظ، ستأتي ترجمته. ولم أقف على ترجمة الحسين السدي.
(3) يحيى بن بكير مضت ترجمته.
(4) (م دت ق) عبد الله بن لهيعة بن عقبة (وفي المجروحين لابن حبان عبد الله بن عقبة ابن لهيعة) أبو عبد الرحمن الحضرمي ويقال الغافقي قاضي مصر ت 174هـ. لقي ابن لهيعة (72) تابعياً صدوق، خلط بعد احتراق كتبه. وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج2/ق2/146 قال يحيى بن عبد الله بن بكير: "احترق [ت] كتب ابن لهيعة في سنة 170"، وفي ميزان الاعتدال ج 2/ 476 قال يحيى بن بكير: "احترق منزل ابن لهيعة وكتبه سنة 170"، وقال ابن حبان في المجروحين ج 2/ 18 في أثناء ترجمته ... "ثم احترق [ت] كتبه في سنة 170 قبل موته بأربع سنين ... " وفي التاريخ الصغير للبخاري قال ابن بكير: "احترق منزل ابن لهيعة وكتبه في سنة 170". وفي تهذيب التهذيب ج 5/ 376 "قال الميموني، عن أحمد عن إسحاق ابن عيسى: احترقت كتب ابن لهيعة سنة 169 ومات سنة 3 أو 74"، وفي الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 147 قال عمرو بن علي (أي الفلاس) : "عبد الله بن لهيعة احترقت كتبه ... "، وفي تهذيب التهذيب ج 5/ 376 قال يحيى بن عثمان بن صالح السهمي، عن أبيه "لم تحترق بجميعها إنما احترق بعض ما كان يقرأ عليه وما كتبت كتاب عمارة بن غزية إلا من أصله" وقال ابن أبي حاتم: "سألت أبي وأبا زرعة، عن الأفريقي، وابن لهيعة أيهما أحب إليك فقالا جميعاً ضعيفان وابن لهيعة أمره مضطرب يكتب حديثه على الاعتبار (قال ابن أبي حاتم) قلت لأبي: إذا كان من يروي عن ابن لهيعة مثل ابن المبارك فابن لهيعة يحتج به، قال: لا قال أبو زرعة: كان لا يضبط" وفيه أيضاً "سئل أبو زرعة عن ابن لهيعة سماع القدماء منه؟ فقال: آخره وأوله سواء إلا أن ابن المبارك، وابن وهب كانا يتتبعان أصوله فيكتبان منه، وهؤلاء الباقون كانوا يأخذون من الشيخ- هكذا في الكتاب والصواب والله أعلم يأخذون من النسخ- وكان ابن لهيعة لا يضبط وليس ممن يحتج بحديثه من أجل القول فيه" ونقل ابن حجر كلامه هذا في تهذيب التهذيب ج 5/378 - 379، وذكره ابن الجوزي في أسماء الضعفاء، وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2/ 477، وابن رجب في شرح العلل ص 137، باختصار أيضاً، وفي الجرح والتعديل أن ابن المبارك سمع رجلاً يذكر ابن لهيعة فقال: "قد أراب ابن لهيعة يعني قد ظهرت عورته" وفيه أيضاً أن ابن المديني سمع (عبد الرحمن بن مهدي وقيل له تحمل عن ابن لهيعة قال: لا، لا نحمل عنه قليلاً ولا كثيراً، كتب إلى ابن لهيعة كتاباً فيه ثنا عمرو بن شعيب فقرأته على ابن المبارك فأخرج إليّ ابن المبارك من كتابه عن ابن لهيعة فإذا: حدث إسحاق بن أبي فروة، عن عمرو بن شعيب) وقال محمد بن يحيى بن حسان" "سمعت أبي يقول: ما رأيت أحفظ من ابن لهيعة بعد هشيم. قلت له: إن الناس يقولون احترقت كتب ابن لهيعة، فقال: ما غاب له كتاب"، وانظر: ترجمته وأقوال أئمة الجرح والتعديل فيه: كتاب المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان ج 2/ 184- 185، 434- 436، الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 145- 148، المجروحين لابن حبان ج 2/ 18- 21، ميزان الاعتدال ج 2/ 475- 483، شرح علل الترمذي لابن رجب ص 137- 139، تهذيب التهذيب ج 5/ 373- 379، وانظر: الترغيب والترهيب ج 4/ 573.(2/345)
فبعث إليه الليث (1) بمائة دينار (2) ، وأنكر يحيى (3) أن يكون احترق [ت] كتب لابن لهيعة. قال أبو زرعة: "لم تحترق كتبه، ولكن كان رديء الحفظ".
وسمعت أبا زرعة يقول: "سماع يونس بن أبي إسحاق (4) ، وزكرياء (5)
__________
(1) (ع) الليث بن سعد بن عبد الرحمن، الفهمي، أبو الحارث الإمام المصري (94- 175 هـ) شيخ الديار المصرية وعالمها ورئيسها، أصبهاني الأصل. انظر ترجمته في: المعرفة والتاريخ ج 2/ 441- 446، الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 180، تهذيب التهذيب ج8/ 459- 465، تذكرة الحفاظ ج1/ 224- 226.
(2) قال المزي في ترجمة الليث "واحترق بيت ابن لهيعة فوصله بألف دينار" انظر: تهذيب التهذيب ج8/ 464، تذكرة الحفاظ ج1/ 225.
(3) (خ م دت س) يحيى بن حسان، حيان، التنيسي، البكري، أبو زكرياء البصري (144- 208 هـ) ثقة، روى عنه الشافعي، انظر: تهذيب التهذيب ج11/ 197، الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 135.
(4) مضت ترجمته.
(5) (ع) زائدة بن قدامة الثقفى، أبو الصلت الكوفي روى عن أبي إسحاق السبيعي وغيره قال أحمد: "المتشبثون في الحديث أربعة سفيان، وشعبة، وزهير، وزائدة"، قال أبو زرعة: "صدوق من أهل العلم". وقال أبو داود الطيالسي وسفيان بن عيينة: "ثنا زائدة بن قدامة وكان لا يحدث قدرياً ولا صاحب بدعة". ت 160 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج3/ 306 – 307.(2/346)
وزهير (1) عن أبي إسحاق (2) بعد الاختلاط (3) .
قال أبو زرعة: "إذا مات شعبة (4) وسفيان (5) فزهير (6) ، خلف ثم زائدة" (7) .
قلت لأبي زرعة: عيسى بن المسيب (8) ؟ قال: "قاضي الكوفة، ليس بالقوي".
__________
(1) (ع) زهير بن معاوية بن حديج بن الرحيل بن زهير بن خيثمة الكوفي سكن الجزيرة (100- 2 أو 3 أو 174 هـ) الحافظ، الحجة أبو خيثمة. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج ا/ ق2/ 589، "قال أبو زرعة ثقة إلا أنه سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط" ونقله عنه المزي. انظر: تهذيب التهذيب ج 3/ 352، وعقب الذهبي على قول أبي زرعة في تذكرة الحفاظ ج1/ 233 بقوله: "ما اختلط أبو إسحاق أبداً وإنما يعني بذلك التغير ونقص الحفظ".
(2) (ع) عمرو بن عبد الله بن عبيد ويقال علي ويقال ابن أبي شعيرة أبو إسحاق السبيعي، الكوفي ت 129هـ، وقيل قبل ذلك، من أئمة التابعين بالكوفة وأثباتهم إلا أنه شاخ ونسي ولم يختلط كذا قال عنه الذهبي في ميزان الاعتدال ج3/270، وانظر: تهذيب التهذيب ج8/ 63- 67، وتذكرة الحفاظ ج 1/114- 116.
(3) هذا الخبر ذكره ابن رجب في شرح علل الترمذي، ص 374 ونسبه إلى ابن نمير (محمد بن عبد الله الهمداني الكوفي) قال ابن رجب: "وقال أبو عثمان البرذعي: سمعت أبا زرعة يقول: سمعت ابن نمير يقول وذكر الخبر ... ".
(4) مضت ترجمته.
(5) مضت ترجمته.
(6) مضت ترجمته.
(7) أي زائدة بن قدامة الثقفي مضت ترجمته، والخبر ذكره ابن رجب في شرح علل الترمذي، ص 374 وقال السمعاني في الأنساب ج 3/293 في نسبه الجعفي "كان أهل العراق يقولون في أيام الثوري إذا مات الثوري ففي زهير خلف" وذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب ج3/ 352، وقال شعيب بن حرب: "كان زهير أحفظ من عشرين مثل شعبة". انظر: تهذيب التهذيب ج 3/ 351.
(8) (أ) عيسى بن المسيب، البجلي، قاضي الكوفة، كان شاباً ولاه خالد بن عبد الله القسري، روى عن قيس بن أبي حازم، والشعبى، وغيرهم، وروى عنه وكيع، وأبو نعيم وغيرهم. نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 288 قول أبي زرعة فيه وزاد (شيخ) ونقله الذهبي في ميزان الاعتدال ج3/ 323 دون الزيادة، وذكر ابن حجر في تعجيل المنفعة نقل ابن أبي حاتم والذهبي، انظر ص 215، وقال ابن حجر "وجازف الحاكم في مستدركه وأخرج حديثه فصححه، وقال: لم يجرح قط" ونقل ابن الجوزي في أسماء الضعفاء عنه أنه قال: "ليس بالقوي".(2/347)
وقال لي أبو زرعة: "ما تركت الكتاب عن عبد المؤمن بن علي (1) إلا خوفا من أهل البلد أن يشنعوا علي بإتياني إياه".
وقال لي أبو زرعة: "ذكرت لأبي جعفر النفيلي (2) ، أن أحمد (3) حدثنا، عن أبي قتادة (4) فاغتم، وقال: قد كتبت إليه أن لا يحدث عنه قال أبو زرعة: "وإنما كان أحمد حدثنا عنه في المذاكرة، ذكرنا ما روى عكرمة (5) ، عن الهرماس (6) ، وكان عبد الله بن عمران الأصبهاني (7) حاضرا فذكر حديث يحيى بن
__________
(1) لعله عبد المؤمن بن علي الزعفراني، الأسدي، الكوفي، أبو علي ابن أخي تميم بن عبد المؤمن. نزيل الري. انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 66.
(2) مضت ترجمته.
(3) (ع) أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد، الشيباني، أبو عبد الله، المروزي، البغدادي (ت 241 هـ) قال الشافعي: "خرجت من بغداد وما خلفت بها أفقه ولا أزهد ولا أروع ولا أعلم من أحمد بن حنبل، وقال عنه أبو زرعة: "كان يحفظ ألف ألف حديث". انظر: تذكرة الحفاظ ج 2/ 431-432، تهذيب التهذيب ج1/ 72-76، مقدمة الجرح والتعديل ص 292-313.
(4) مضت ترجمته، وقال عنه أحمد: "ثقة، إلا أنه كان ربما أخطأ وكان من أهل الخبر يشبه النساك، وكان له ذكاء، فقيل له إن قوماً يتكلمون فيه، قال لم يكن به بأس، فقلت إنهم يقولون لم يكن يفصل بين سفيان ويحيى بن أبي أنيسة، فقال لعله اختلط، أما هو فكان ذكيا. فقلت: (عبد الله ابنه) إن يعقوب بن إسماعيل بن صبيح ذكر أنه كان يكذب فعظم ذلك عنده جداً وقال: كان أبوقتادة يتحرى الصدق وأثنى عليه، وقال قد رأيته يشبه أصحاب الحديث وأظنه كان يدلس، ولعله كبر فاختلط" كذا في تهذيب التهذيب ج6/ 66.
(5) (خت م 4) عكرمة بن عمار العجلي، أبو عمار اليمامي، بصري الأصل (ت 159 هـ) صدوق يغلط، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، ولم يكن له كتاب. انظر الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 10- 11، تهذيب التهذيب ج7/ 261-263، ميزان الاعتدال ج 3/ 90-93.
(6) (د س) الهرماس بن زياد الباهلي، أبو حدير، البصري، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. انظر: تهذيب التهذيب ج11/28، الإصابة ج 6/ 532.
(7) (ق) عبد الله بن عمران بن أبي علي الأسدي أبو محمد مولى سراقة بن وهب الأسدي، أصبهاني سكن الري وحدث بأصبهان سنة 225 هـ، روى عن أبي داود الطيالسي ويحيى بن الضريس، وروى عنه عبد الله الدارمي، والبخاري في غير الصحيح ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة وأبو حاتم وقال عنه: صدوق، انظر: ترجمته في الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 130، تهذيب التهذيب ج5/ 343، تاريخ أصبهان ج2/ 46.(2/348)
ضريس (1) فكتب أحمد عنه.
قال أحمد: وحدثنا عبد الله بن واقد، عن عكرمة فذكر حديث الهرّماس فعلقته حفظا.
قلت: محمد بن سلمة بن كهيل (2) ؟ قال: "هوعندي قريب من يحيى ابن سلمة (3) إلا أن يحيى [ضعيف] (4) جداً، ومحمد عندي ضعيف إلا أن محمدا ما أقل من يروي عنه، روى عنه سفيان بن عيينة (5) ، وحسان بن إبراهيم (6) ، وعلي بن هاشم بن البريد" (7) .
قال أحمد بن طاهر (8) : أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل (9) قرىء عليه، وأنا
__________
(1) (م ت) يحيى بن الضريس بن يسار البجلي، مولاهم أبو زكرياء، الرازي القاضي ت 203هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج11/ 232-233، الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 158-159.
(2) محمد بن سلمة بن كهيل بن حصين، الحضرمي، روى عنه الرواة الثلاثة الذين ذكرهم أبو زرعة، انظر: ترجمته في الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 276، ميزان الاعتدال ج3/ 568.
(3) (ت) يحيى بن سلمة بن كهيل، الحضرمي، أبوجعفر الكوفي، ت سنة 179 هـ، وقيل قبلها. انظر: ترجمته في الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 154، تهذيب التهذيب ج11/ 224-225، ميزان الاعتدال ج 4/ 381- 382.لم أجد من نقل قول أبي زرعة فيه وفي أخيه غير ابن رجب في شرح العلل ص 528 قال: "فأما يحيى فضعيف جداً، وأما محمد فقد ضعف أيضاً، وهو أصلح من يحيى. وقال أبو زرعة: هو ضعيف قريب من أخيه يعني يحيى".
(4) كلمة (ضعيف) ساقطة من المخطوط أثبتناها من شرح علل الترمذي. ص 528.
(5) (ع) سفيان بن عيينة بن ميمون العلامة الحافظ شيخ الإسلام أبو محمد الهلالي الكوفي، كان إماماً حجة، حافظاً واسع العلم، كبير القدر (ت 198هـ) انظر: تذكرة الحفاظ ج1/ 262- 264، تهذيب التهذيب ج 4/ 117- 122، مقدمة الجرح والتعديل 32- 54.
(6) (خ م د) حسان بن إبراهيم بن عبد الله الكرماني، أبو هشام، العنزي (86- 186 هـ) انظر: تهذيب التهذيب ج2/ 245.
(7) (بخ م 4) علي بن هاشم بن البريد، البريدي، العائذي مولاهم أبوا الحسن الكوفي الخزاز (ت 181 هـ) انظر: تهذيب التهذيب ج7/ 393.
(8) أحمد بن طاهر بن النجم الحافظ أبو عبد الله الميانجي. مضت ترجمته. وقد روى عن عبد الله بن أحمد ومن المحتمل أن هذا الخبر رواه سعيد بن عمرو البرذعي عن تلميذه أحمد بن طاهر. هذا، ويحتمل أن يكون غيره.
(9) (س) عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (213- 290 هـ) انظر: تهذيب التهذيب ج 5/ 141- 143، تذكرة الحفاظ ج2/ 665- 666.(2/349)
أسمع فقال: حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الله بن واقد (1) ، عن عكرمة [4- ب-] ابن عمار (2) ، عن الهرماس (3) أو أبي الهرماس كذا قال عبد الله ابن أحمد، قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي نحو الشام" (4) .
قيل: عطاء بن جبلة (5) ؟ قال: "منكر الحديث. قلت: من روى عنه؟ قال: يحدث عن الأعمش (6) ، وغيره، روى عنه إبراهيم بن موسى" (7) .
__________
(1) عبد الله بن واقد- أبو قتادة- مضت ترجمته.
(2) عكرمة بن عمار مضت ترجمته.
(3) (دس) الهرماس بن زياد الباهلي، أبو حدير، البصري. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعنه عكرمة بن عمار، وغيره، قال ابن مندة: "هو آخر من مات من الصحابة باليمامة"، وقال عكرمة بن عمار: "لقيته سنة 102هـ". انظر: تهذيب التهذيب ج11/ 28.
(4) ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج3/ 92 في ترجمة عكرمة بن عمار العجلي، عن الهرماس: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على راحلته نحو المشرق" ورواه عن عكرمة أبوقتادة الحراني. وقد ذكره ابن أبي حاتم في تقدمة الجرح والتعديل ص 331 فقال: (سمعت أبا زرعة يقول: "سمعت أحمد بن حنبل وذكر عن عبد الله بن واقد، عن عكرمة بن عمار، عن الهرماس قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على راحلته نحو الشام". فقال أحمد: ما ظننت أن الهرماس روى عن النبي صلى الله عليه وسلم سوى حديث العضباء حتى جاء أبو قتادة- أي عبد الله ابن واقد- بهذا الحديت، قلت له أنا: وهنا حديث آخر سوى هذين، قال: ما هو؟ قلت: حدثنا عمرو بن مرزوق، عن عكرمة بن عمار، عن الهرماس قال: سلمت على النبي صلى الله عليه وسلم فمد يده. قال أبو زرعة: فسكت ولم ينكره". والحديث رواه أحمد بنفس السند في مسنده ج3/ 485. عن الهرماس من غير تردد ولفظه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على بعير نحو الشام".
(5) عطاء بن جبلة، روى عن ليث بن أبي سليم، والأعمش، وروى الخطيب هذا الخبر في تاريخ بغداد ج12/ 296 بسنده إلى البرذعي ثم زاد في الخبر قول البرذعي لأبي زرعة (قلت: من عطاء بن جبلة؟ قال: "شيخ من أهل جيلاباذ، هذه القرية التي بين الدينور وحلوان".
(6) (ع) الأعمش الحافظ الثقة شيخ الإسلام، أبو محمد سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي مولاهم الكوفي، أصله من بلاد الري رأى أنس بن مالك وحفظ عنه، كان يسمى المصحف من صدقه (ت 148هـ) انظر: تذكرة الحفاظ ج1/ 154، تهذيب التهذيب ج4/ 222-225.
(7) إبراهيم بن موسى الرازي مضت ترجمته.(2/350)
وقال لي أبو زرعة كان الحسين بن الفرج الخياط (1) من الحفاظ قدم علينا، وعندنا إبراهيم بن سعيد الجوهري (2) ، وكان ها هنا فتى يقال له الحسين الديناري (3) ، وكان عنده حديث القاسم بن عبد الله العنقزي (4) ، وحديث طحرب العجلي (5) فادعاه الحسين، وحدث به، عن القاسم، فكان الحسين الديناري يتذمر، ويقول من أين له هذا، ومتى سمع هو هذا؟ فقال إبراهيم الجوهري رحمه الله (6) وكان مزاحاً، كان الحسين (7) الديناري عنده حديث يتسوق به فجاءه هذا (8) مطره منه، وحكى أيضاً، عن المعيطي قال: كان عندي
__________
(1) الحسين بن الفرج، البغدادي، أبو علي، وقيل أبو صالح يعرف بأبي الخياط قدم أصبهان وحدث بها عن الواقدي بالمبتدأ أو المغازي. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 62، ميزان الاعتدال ج1/ 545، تاريخ أصبهان ج1/ 276، وهذا الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد ج8/ 85 بسنده إلى البرذعي إلى قوله ... حذاري حذاري في الصفحة التالية. وقال يحيى بن معين عنه: "كذاب صاحب سكر شاطر" وقال أبو زرعة عنه فيما ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 62-63 "هو حدثنا عن أبي معاوية حديثاً إلا أنه ذهب حديثه" وقال أيضاً عنه: "لاشيء أحدث عنه" ونقل عنه الذهبي في ميزان الاعتدال ج1/ 545 قوله: "ذهب حديثه" وكذا في لسان الميزان ج 2/ 307 وزاد ابن الجوزي في أسماء الضعفاء عنه "ليس بشيء".
(2) (م 4) إبراهيم بن سعيد الجوهري أبو إسحاق الطبري الأصل البغدادي الحافظ، روى عن ابن عيينة وعنه الجماعة سوى البخاري وأبو حاتم وغيرهم قال إبراهيم كل حديث لا يكون عندي من مائة وجه فأنا فيه يتيم. قال الخطيب: "كان ثقة مكثراً ثبتاً صنف المسند" ت 249 أو 253 هـ أو بعدها. انظر: تهذيب التهذيب ج11/ 23- 125، تاريخ بغداد 6/ 93، الجرح والتعديل ج1/ ق 1/ 104.
(3) لم أقف على ترجمته.
(4) في تاريخ بغداد ج8/ 85 (القاسم بن عمرو العنقزي) .
(5) في تاريخ بغداد ج 8/ 85 (حديث) ، وطحرب العجلي هو مولى للحسن بن علي رضي الله عنهما. قال عنه الأزدي: "لا يقوم إسناد حديثه" وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "يروي عن الحسن بن علي روى عنه مجالد". انظر: ميزان الاعتدال ج 2/ 335 ولسان الميزان ج 8/203.
(6) كلمة (رحمه الله) لا توجد في تاريخ بغداد ج 8/ 86.
(7) في تاريخ بغداد ج 8 / 86 (كان حسين) .
(8) في تاريخ بغداد ج8/ 86 (فجاء هذا) .(2/351)
حديثان (1) أتسوق بهما فجاء الحسين بن الفرج فطرهما مني، وكان الحسين بن الفرج إذا دخل على المعيطي (2) ضم كتبه إليه، وقال حذاري حذاري" (3) .
وسمعت أبا زرعة يقول: ليس على يعقوب الزهري (4) قياس، يعقوب الزهري، وابن زبالة (5) ،والواقدي (6) ، وعمر بن أبي بكر المؤملي (7) ، يقاربون في الضعف في الحديث، وهم واهون.
__________
(1) في الأصل (حديثين) وفي تاريخ بغداد ج 8 / 86 (حديثان) .
(2) المعيطي هو محمد بن عمر، أبو عبد الله سمع ابن عيينة وابن المبارك وغيرهما. وقال عنه ابن حبان في الثقات: "كان من الحفاظ"، وقال ابن سعد: "كان ثقة صاحب حديث" وقال ابن قانع: "كان ثقة" ت 222 هـ. انظر: تاريخ بغداد ج3/22، ولسان الميزان ج5/ 325.
(3) في تاريخ بغداد ج8 /86 (حذار حذار) وهو اسم فعل أمر على وزن نزال في محل رفع مبتدأ والفاعل أنت سدّ مسد الخبر.
(4) هذا الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد ج 14/ 270- 271 بسنده إلى البرذعي دون ذكر (وهم واهيين) وذكره المزي دون ذكر (في الحديث وهم واهون) انظر: تهذيب التهذيب ج11 / 397. ويعقوب هو: (خت ق) يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك الزهري، أبو يوسف المدني نزيل بغداد (ت 213 هـ) وقال عنه أبو زرعة فيا نقله ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 215، والمزي كما في تهذيب التهذيب ج11/ 397، "واهي الحديث". وقال أيضاً فيما نقله الذهبي عنه في ميزان الاعتدال ج4/ 454 "ليس بشيء يقارب الواقدي" وكلمة (واهون) كتبت بالأصل هكذا (واهيين) .
(5) (د) محمد بن الحسن بن زبالة ويقاد لجده، أبو الحسن، مخزومي، مدني. ت قبل 200 هـ. قال عنه أبو زرعة فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 228، والمزي كما في تهذيب التهذيب ج 9/ 116هـ "واهي الحديث".
(6) (ق) محمد بن عمر بن واقد، الواقدي، الأسلمي، مولاهم، أبو عبد الله، المدني، القاضي أحد الأعلام وهو متروك مع سعة علمه (130-207 هـ) روى عن محمد بن عجلان والأوزاعي وابن جريج وغيرهم، وعنه الشافعي وسليمان الشاذكوني وأبو بكر بن أبي شيبة انظر: تهذيب التهذيب ج9/ 363-368، الجرح والعديل ج 4/ ق 1/ 20- 21 وسيأتي قول أبي زرعة فيه.
(7) ذكره الذهبي في المغني ج2/ 463 باسم (عمر بن أبي بكر المؤملي، العدوي) وفي نسخ أخرى منه وفي الميزان ج3/ 184 ولسان الميزان ج4/ 287 ونسبه (الموصلي) والذي في الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/100، (عمر بن أبي بكر العدوي، الموصلي قاضي الأردن، روى عن ابن أبي الزناد وروى عنه عبد الرحمن ابن عبد الملك بن شيبة، والزبير بن بكار ... " ونقل الذهبي في ميزان الاعتدال
ج 3/ 184 قول أبي زرعة فيه حيث قال: "ضعفه أبو زرعة".(2/352)
قال لي أبو عثمان: "عمر بن أبي بكر المؤملي آفة من الآفات".
قلت لأبي زرعة: بشار بن كدام (1) ؟ قال: "ضعيف الحديث، حدث عن محمد بن زيد (2) ، عن ابن عمر (3) ، عن النبي صلى الله عليه وسلم "الحلف حنث أو ندم" (4) ، ورواه عاصم بن محمد بن زيد (5) عن أبيه، قال: كان عمر (6)
__________
(1) (ق) بشار بن كدام، السلمي، الوفي، نقل المزي قول أبي زرعة فيه. انظر: تهذيب التهذيب ج 1/ 440، وكذلك الذهبي، انظر: ميزان الاعتدال ج 1/ 310.
(2) (ع) محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، القرشي، العدوي المدني، روى عن جده وسعيد بن زيد بن عمرو وغيرهما، وثقه أبو زرعة وأبو حاتم وقال: "يحتج به". انظر: تهذيب التهذيب ج 9/ 172.
(3) (ع) عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل، القرشي، العدوي، أبو عبد الرحمن المكي، أسلم قديما وهو صغير وهاجر مع أبيه واستصغر في أحد ثم شهد الخندق وبيعة الرضوان والمشاهد بعدها. ت 73 أو 74 هـ انظر: تهذيب التهذيب ج5/ 328- 330، الإصابة ج 4/ 181- 188.
(4) رواه ابن ماجة في سننه ج 1/ 680 من طريق بشار بن كدام، ورواه الحاكم في المستدرك وقال: "قد كنت أحسب برهة من دهري يشاراً هذا أخا مسعر فلم أقف عليه وهذا الكلام صحيح من قول ابن عمر" ج4/ 303. ورواه الطبراني في المعجم الصغير ج2/ 112 ثم قال: "لم يروه عن بشار إلا معاوية، ولا نحفظ لبشار حديثاً مسندا غير هذا". ورواه أبو يعلى والعسكري فيما ذكره السخاوي في المقاصد الحسنة ص 193، وانظر: كشف الخفاء ومزيل الألباس ج1/ 365، ورواه البخاري في التاريخ انظر: الجامع الصغير ج 1/ 151، وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال في ترجمة بشار ج 1/ 310، بلفظ "اليمين حنث أو ندم" وقال: "أخرجه ابن أبي شيبة. والحديث ضعيف".
(5) (ع) عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العمري المدني روى عن أبيه وإخوته وغيرهم، وعنه ابن عيينة وغيره، وقال أجمد وابن معين وأبو داود: "ثقة"، وقال أبو زرعة: "صدوق في الحديث". انظر: تهذيب التهذيب ج5/ 57.
(6) (ع) عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى القرشي العدوي، أبو حفص أمير المؤمنين كان من أشراف قريش وإليه كانت السفارة في الجاهلية، وقال ابن عبد البر: "كان إسلامه عزا ظهر به الإسلام بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم وقد شهد بدراً والمشاهد كلها بويع له يوم مات أبو بكر فسار أحسن سيرة، وفتح الله له الفتوح بالشام والعراق ومصر، ودون الدواوين وأرخ التاريخ. استشهد سنة 23 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج7/ 438 -441، والإصابة ج 4/ 588- 591.(2/353)
يقول: اليمين مأثمة" (1) ، حدثناه أحمد بن يونس (2) ، وجماعة".
قلت: بشار بن الحكم أبو بدر (3) قال: "ضعيف الحديث، روى عنه عمر بن أبي خليفة (4) وإبراهيم بن الحجاج (5) يحدث، عن ثابت (6) مناكير".
قلت: عمر بن سعيد بن شريح (7) ؟ قال: "ضعيف الحديث، يروي عن
__________
(1) روى الحاكم في المستدرك أيضاً من طريق عاصم بن محمد إلى ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: "إنما اليمين مأثمة أو مندمة" ج 4/304، وانظر: المقاصد الحسنة للسخاوي ص 193، وانظر: كشف الخفاء ومزيل الألباس ج1/ 365.
(2) (ع) أحمد بن عبد الله بن يونس بن عبد الله التميمي اليربوعي الكوفي وقد ينسب إلى جده، ت 227 هـ، ثقة حافظ، روى عن الثوري وغيره، وعنه أبو زرعة وأبو حاتم وغيرهما. قال ابن سعد: كان ثقة صدوقاً صاحب سنة وجماعة. انظر: تهذيب التهذيب ج 1/ 50- 51، الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 57.
(3) بشار بن الحكم، الضبي، أبو بدرسمع ثابتاً البناني، سمع منه معلي بن أسد العَمّي، انظر: الكنى والأسماء للإمام مسلم لوحة 16 وفي الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 416 روى عنه عمر بن أبي خليفة العبدي، وإبراهيم بن الحجاج، السامي. وقال ابن أبي حاتم: "سمعت أبا زرعة يقول: بشار بن الحكم شيخ بصري منكر الحديث" وكذا في ميزان الاعتدال ج1/ 309، والمغني ج1/ 103 ولسان الميزان ج2/ 16، وأسماء الضعفاء لابن الجوزي.
(4) (س) عمر بن أبي خليفة، العبدي، أبو حفص، البصري، واسم أبيه خليفة حجاج ابن عتّاب (ت 189هـ) روى عن أبي بدر بشار بن الحكم، الضبي. انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 106، تهذيب التهذيب ج7/ 443، ميزان الاعتدال ج3/ 192، المغني ج2/ 465.
(5) (س) إبراهيم بن الحجاج بن زيد السامي الناجي أبوإسحاق البصري ت 33 أو 31 أو 232 هـ، روى عنه أبو زرعة: انظر: تهذيب التهذيب ج1/ 113، الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 93.
(6) (ع) ثابت بن أسلم، البناني، أبو محمد البصري ت 127هـ وقيل 123هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 2/2- 4، الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 449، الثقات لابن حبان ج3/ 25.
(7) عمر بن سعيد بن شريح، المديني، روى عن الزهري، روى عنه الفضيل بن سليمان النميري، وأبو عامر العقدي. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 111، ميزان اعتدال ج3/ 200، وذكر حديثاً يرويه عنه موسى بن يعقوب الزمعي، وانظر: المغني ج2/ 467 والتحقيق في ضبط جده أنه بالجيم أي سريج فقد ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 83، باسم (سريج) وذكره الأمير ابن ماكولا الحافظ في كتابه الإكمال ج4/ 273 في الآباء من باب سريج بين مهملة وجيم، وقال الذهيي في ميزان الاعتدال ج3/ 200 "وقرأت بخط الحافظ الضياء: عمر بن سعيد بن سرحة كذا شكله بالحاء المهملة ثم قال: "هو التنوخي" وعقب الحافظ ابن حجر في لسان الميزان ج 4/ 310 بقوله: "والتحقيق في ضبط جده أنه بالجيم في سريج وفي سرجة ... ".(2/354)
الزهري (1) أحاديث مقلوبة. قلت: من روى عنه؟ قال: جماعة منهم ابن أبي حبيبة (2) ، وموسى بن يعقوب الزمعي (3) ، والفضيل بن سليمان" (4) .
قلت: عبد الله بن عبد العزيز الليثي (5) ؟ قال: "ضعيف الحديث".
__________
(1) محمد بن مسلم الزهري، مضت ترجمته.
(2) (دت ق) إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، الأنصاري، الأشهلي، مولاهم، أبو إسماعيل المدني ت 65 اهـ. انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 83، تهذيب التهذيب ج1/ 104، ميزان الاعتدال ج1/ 19.
(3) (بخ 4) موسى بن يعقوب بن عبد الله بن وهب بن زمعة الأسدي الزمعي أبو محمد، المدني روى عن أخيه محمد وعميه مرشد ويزيد، وعبد الرحمن بن إسحاق وغيرهم، وعنه ابن أخيه يحيى بن المقدام بن يعقوب وابن مهدي وغيرهم. قال ابن معين: "ثقة" وقال ابن المدينى: "ضعيف الحديث منكر الحديث" وقال أبوداود: "هو صالح روى عنه ابن مهدي وله مشائخ مجهولون"، وقال ابن عدي: "لا بأس به عندي ولا برواياته"، انظر: تهذيب التهذيب ج 10/ 378- 379، الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 167، ميزان الاعتدال ج4/ 227.
(4) (ع) فضيل بن سليمان، النميري، أبوسليمان، البصري، ت 183 هـ، وقيل غير ذلك. قال عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 73: "سئل أبو زرعة عن فضيل بن سليمان؟ فقال: لين الحديث روى عنه علي بن المديني وكان من المتشددين" وانظر: قوله هذا في تهذيب التهذيب ج8/ 292، واكتفى في ميزان الاعتدال ج 3/ 361 بقوله (لين) وكذا في المغني. ج2/ 515، وذكر قوله ابن حجر في هدي الساري ص 435 كما في التهذيب. ونقل ابن الجوزي عنه في أسماء الضعفاء قوله: "لين الحديث".
(5) (ق) عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عامر الليثي، أبو عبد العزيز، المدني، وفي الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 103 قال أبو زرعة عنه: "ليس بالقوي" وكذلك في تهذيب التهذيب ج 5/ 301، وميزان الاعتدال ج 2/455.
ملاحظة: سماه الذهبي بـ عبد الله بن عبد العزيز بن أبي ثابت الليثي. عن الزهري ورمز له بـ (ق) وقال عنه يكنى أبا عبد الرحمن. وقال في ترجمة عبد الله بن عبد العزيز الزهري. إنه هو الليثي. انظر: ميزان الاعتدال ج 2/ 456 وانظر: كذلك المغني ج 1/345-346، وانظر: قول أبي زرعة فيه أيضاً في الترغيب والترهيب ج 4/573.(2/355)
قلت: عبد الله بن دكين (1) ؟ قال: "ضعيف الحديث".
قلت: عبد الملك بن قدامة (2) ؟ قال: "منكر الحديث".
قلت: حميد مولى علقمة المكي (3) ؟ قال: "ضعيف الحديث".
وسألت أبا حاتم عنه، وكان حاضراً؟ قال: "إنه قد لزم عطاء (4) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم".
وسألت أبا زرعة، عن سليمان بن عطاء (5) ؟ فقال: "منكر الحديث". وقال لي أبو زرعة: "ذكرت ليحيى بن معين (6) حديث [5- أ-] زياد يعني ابن
__________
(1) (بخ) عبد الله بن دكين، الكوفي، أبو عمرو، نزيل بغداد. روى الخطيب في تاريخ بغداد ج 9/452-453 بسنده إلى البرذعي قول أبي زرعة فيه، واكتفى في تهذيب التهذيب ج 5/201، وميزان الاعتدال ج 2/ 417 بقوله: "ضعيف" وكذا في أسماء الضعفاء لابن الجوزي.
(2) (ق) عبد الملك بن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الجمحي، المدني ت ما بين (160- 170 هـ) انظر: ترجمته في: الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 62-363، تهذيب التهذيب ج 6/ 414- 415، ميزان الاعتدال ج 2/ 661.
(3) (ق) حميد بن أبي سويد، ويقال ابن أبي سوية، ويقال ابن أبي حميد، المكي. روى عن عطاء بن أبي رباح، وعنه إسماعيل بن عياش وسماه ابن عدي: حميد بن أبي سويد مولى بني علقمة. انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب ج 3/43، الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 223، ميزان الاعتدال ج 1/ 613.
(4) عطاء بن أبي رباح، مضت ترجمته.
(5) (ق) سليمان بن عطاء بن قيس، القرشي، أبو عمرو الجزري، روى عن مسلمة الجهني، وعبد الله بن دينار البهراني ت ما بين 190- 200 هـ، نقل المزي قول أبي زرعة فيه. انظر:. تهذيب لتهذيب ج 4/ 211.
(6) (ع) يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام، المري الغطفاني، مولاهم، أبو زكرياء، البغدادي إمام الجرح والتعديل وسيد الحفاظ ت 233 هـ. انظر: ترجمته في تذكرة الحفاظ ج2/ 429- 431، تهذيب التهذيب ج 11/ 280 -288، مقدمة الجرح والتعديل ص 314-317، تاريخ بغداد ج 14/ 177-187.(2/356)
أبي حسان (1) ، عن أبي عثمان (2) عن أسامة (3) فأنكره، وقال: من رواه؟ قلت: محمد بن عبد الله الرّزي (4) قال: ما حدثنا ابن علية (5) ، عن زياد بن أبي حسان إلا حديثاً واحدا عن عمر بن عبد العزيز (6) ، ثم قال لي: الذي لا يدري هو بالنيل، أو بالكوفة".
قال أبو زرعة: "قلت: يقال أن منصور بن أبي مزاحم رواه (7) ، فقال: كويتب".
__________
(1) زياد بن أبي حسان النبطي، الواسطي. انظر ترجمته في: ميزان الاعتدال ج 2/88، المجروحين لابن حبان ج 1/304.
(2) (ع) عبد الرحمن بن مل بن عمرو بن عدي، أبو عثمان النهدي. سكن الكوفة، ثم البصرة، أدرك الجاهلية، وأسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يلقه. روى عن أسامة بن زيد، ثقة، ثبت، عابد. ت 95 هـ وقيل بعدها. انظر: تهذيب التهذيب ج 6/ 277-278، طبقات ابن سعد ج 7/69-70، الثقات لابن حبان ج 3/ 150.
(3) (ع) أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي أبو محمد الحب بن الحب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ت 54 هـ، وقيل بعدها. انظر: تهذيب التهذيب ج 1/208، الإصابة ج 1/ 49.
(4) (م د) محمد بن عبد الله الأرزي، ويقال الرزي، أبو جعفر البغدادي ت 231هـ، يقال أصله من البصرة، روى عن علية وغيره. قال يعقوب بن شيبة: "كان شيخاً صدوقاً" انظر: تهذيب التهذيب 9/ 285، والجرح والتعديل 3/ ق 2/ 310.
(5) (ع) إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم، الأسدي، مولاهم، أبو بشر البصري المعروف بابن علية (110- 193 هـ) انظر: تهذيب التهذيب ج 1/275 - 279.
(6) (ع) عمر بن عبد العزيز بن مروان القرشي الأموي أبو حفص المدني ثم الدمشقي أمير المؤمنين ت 101هـ، كان إماماً مجتهداً عارفاً بالسنن كبير الشأن ثبتاً حجة حافظاً قانتاً لله أواها منيباً. انظر: تذكرة الحفاظ ج 1/ 118- 121، تهذيب التهذيب ج 7/ 475-478.
(7) (م دس) منصور ابن أبي مزاحم بشير التركي، أبو نصر البغدادي الكاتب مولى الأزد كان ثقة صاحب سنة ت 235 هـ، روى عنه أبو زرعة ونقل قول ابن معين فيه حيث قال:"ثبت". انظر: تهذيب التهذيب ج 10/ 311- 312، والجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 170.(2/357)
وقال لي أبو حاتم وكان حاضرا: "هذا زياد الجصاص (1) روى هذا الحديث محمد بن خالد الوهبي (2) ، عن زياد الجصاص".
قال أبو زرعة: "زياد الجصاص شيخ، وسعّاد ضعيف" (3) .
قلت: حميد بن قيس (4) صاحب عبد الله بن الحارث (5) ؟ قال: "ضعيف الحديث".
__________
(1) (ز) زياد بن أبي زياد الجصاص، أبو محمد، الواسطي، بصري الأصل، روى عن أبي عثمان النهدي وغيره، وروى عنه محمد بن خالد الوهبي وغيره، قال عنه أبو زرعة فيما نقله ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 532 "واهي الحديث" وكذا في تهذيب التهذيب ج 3/368 واكتفى الذهيي في ميزان الاعتدال ج 2/89 بقوله: "واه" وقال عنه أبو حاتم: "منكر الحديث" انظر: الجرح والتعديل وتهذيب التهذيب. قال عنه ابن عدي في الكامل: "متروك الحديث" وفي موضع آخر "لم نجد له حديثاً منكراً وهو في جملة من يجمع ويكتب حديثه" كذا في تهذيب التهذيب ج 3/ 368 وقال في ترجمته الذهبي: "هو مجمع على ضعفه".
فائدة: قال ابن الجوزي: "في الرواة سبعة زياد بن أبي زياد ليس فيهم مجروح سوى الجصاص". انظر: أسماء الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي في من اسمه زياد، وميزان الاعتدال ج 2/ 89، ونقل ابن الجوزي في كتابه الضعفاء في ترجمته قول أيى زرعة فيه "واهي الحديث" وقول أبي حاتم.
(2) (دس ق) محمد بن خالد بن محمد، ويقال ابن موسى الوهبي، أبو يحيى بن أبي مخلد الحمصي ت قبل 190 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 9/143، والجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 243.
(3) (ق) سعاد (كجبّار) ابن سليمان الجعفي، ويقال التميمي، الكوفي روى عن أبي إسحاق السبيعي وغيره، قال أبو حاتم: "كان من عتق الشيعة وليس بقوي في الحديث" انظر: الجرح والتعديل 2/ ق 2/324، وميزان الاعتدال ج 2/118، وتهذيب التهذيب ج 3/ 462 وبالأصل الدال جعلها الناسخ متصلة بالألف.
(4) (ت) حميد الأعرج الكوفي القاص الملائي، وهو حميد بن عطاء ويقال ابن علي ويقال ابن عبد الله ويقال ابن عبيد، روى عن عبد الله بن الحارث المكتب. نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 227 قول أبي زرعة فيه وزاد على ضعيف الحديث: "واهي الحديث" وكذا في تهذيب التهذيب ج 3/ 53، واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1/ 614 بقوله (واه) وسماه أيضاً ابن عمار وقال ابن عدي: "وهذه الأحاديث، عن عبد الله ابن الحارث عن ابن مسعود ليست بمستقيمة ولا يتابع عليها وله عن غير عبد الله بن الحارث" انظر: تهذيب التهذيب ج 3/ 53، وقال عنه ابن حبان في المجروحين ج 1/ 257 "يروي عن عبد الله ابن الحارث عن ابن مسعود بنسخة كأنها موضوعة لا يحتج بخبره إذا انفرد) واكتفى ابن الجوزي في أسماء الضعفاء بقوله (واهي الحديث" ولم يذكر أحد من المحدثين أن اسم أبيه (قيس) غير أبي زرعة.
(5) (بخ م 4) عبد الله بن الحارث الزبيدي، النجراني، الكوفي المكتب. روى عن ابن مسعود وغيره، وعنه حميد بن عطاء الأعرج وغيره. قال عنه ابن معين: "ثبت" انظر: تهذيب التهذيب ج 5/ 182- 183، الجرح والتعديل ج2/ ق 2/ 31(2/358)
قلت: حميد بن قيس المكي (1) ؟ قال: "من الثقات هو أخو عمر بن قيس المكي" (2) ، ثم قال: "ما أبعد ما بين الأخوين، انظر إلى حميد في أي درجة من العلو، وانظر إلى عمر في أي درجة من الوهاء".
قلت: أبو واقد صالح بن محمد (3) ؟ قال: "ضعيف الحديث".
وسمعته ذكر الخطاب بن القاسم الحراني (4) ، فقال: "منكر الحديث"، يقال: "إنه اختلط وتغير قبل موته".
قلت: الربيع بن حظيان (5) ؟ قال: "منكر الحديث، حدث عن الزهري
__________
(1) (ع) حميد بن قيس، الأعرج، المكي، أبو صفوان، القارىء، الأسدي، مولاهم، وقيل مولى عفراء ت 130 هـ. قال عنه أبو زرعة: "ثقة" نقله عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 228، وتهذيب التهذيب ج 3/ 47.
(2) (ق) عمر بن قيس، المكي، أبو جعفر، المعروف بمندل، مولى آل بني أسد، وقيل مولى آل منظور بن سيار. بقي إلى قريب 160هـ. قال عنه أبو زرعة: "لين الحديث" نقل قوله هذا ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 130، وكذا في تهذيب التهذيب ج 7/ 491.
(3) (دت س ق) صالح بن محمد بن زائدة المدني أبو واقد الليثي الصغير ت ما بين 140- 150هـ. ولقد كتب في الأصل (مصعب) بدل (صالح) ووضع الناسخ إشارة تشبه الضمة ولعله أراد أن ينبه على وهم في هذا الاسم. ونقل المزي قول أبي زرعة هذا فيه. انظر: تهذيب التهذيب ج 4/ 401.
(4) (دس) خطاب بن القاسم الحراني، أبو عمر، قاضي حران. روى عن الأعمش، وغيره، وعنه أبو جعفر النفيلي وغيره، أخرج له أبو داود حديثاً واحداً في النكاح في الجمع بين العمة والخالة، والنسائي آخر في الصيام في فضل التطوع، ونقل المزي قول أبي زرعة فيه من طريق البرذعي دون ذكر كلمة (وتغير) انظر: تهذيب التهذيب ج 3/ 146 وفيه نقل عن أبي زرعة عن طريق ابن أبي حاتم أنه قال عنه: "ثقة" وانظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 286 ولقد كتب الناسخ في الأصل (أبو الخطاب) بدل (خطاب) ووضع فوق كلمة (أبو) ضمة مما يشير إلى أنه وهم في اسمه. ونقل الذهبي القولين عن أبي زرعة فيه.
(5) الربيع بين حظيان الدمشقي، القدري، روى عن مكحول، والحسن وحسان بن عطية، وثور بن يزيد، وهشام بن حسان، وعنه عمر بن عبد الواحد، وزياد بن الربيع، وذكر الذهبي في ميزان الاعتدال 2/ 29 باسم الربيع بن حيظان، وقال عنه: "وقيل جيظان بالجيم" ونقل قول أبي زرعة فيه.(2/359)
بحديث منكر، روى عنه عبد ربه بن ميمون" (1) .
قلت: رباح بن عبد الله (2) ؟ فقال: "كان أحمد بن حنبل يقول: وأشار أبو زرعة بيده إلى لسانه أي أنه كذاب، ثم قال لي أبو زرعة: "منكر الحديث، يحدث عن سهيل (3) ، عن أبيه (4) عن أبي هريرة: بئس الشعب جياد (5) لا أصل له عندي".
قلت: عبد المنعم بن إدريس بن سفيان (6) ؟ قال: "واهي الحديث، ولد
__________
(1) عبد ربه بن ميمون الأشعري قاضي دمشق، روى عن العلاء بن الحارث، ويونس ابن حلبس روى عنه الهيثم وهشام بن عمار. انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 44.
(2) رباح بن عبيد الله بن عمر، العمري، روى عن سهيل بن أبي صالح. انظر: ترجمته في الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 490، وميزان الاعتدال ج 2/ 37، والمجروحين لابن حبان ج 1/ 299 وكلهم ذكروا اسم أبيه عبيد وفي الأصل عبد، ونقل ابن أبي حاتم في ترجمته أن أحمد بن حنبل قال عنه: "منكر الحديث" ولم ينقل قول أبي زرعة فيه، وكذا ابن الجوزي في أسماء الضعفاء، والذهبي في الميزان ج 2/ 3.
(3) (ع) سهيل بن أبي صالح واسمه ذكوان السمان أبو يزيد المدني ت 138هـ. انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب ج 4/ 263- 264 والجمع بين رجال الصحيحين ج 1/ 207- 208.
(4) (ع) ذكوان أبو صالح السمان الزيات المدني مولى جويرية بنت الأحمس الغطفاني، شهد الدار زمن عثمان، روى عن أبي هريرة ت 101هـ، قال عنه أحمد: "ثقة ثقة من أجل الناس وأوثقهم"، انظر: تهذيب التهذيب ج 3/ 219- 220.
(5) ورد في حاشية الورقة (5- أ-) ما يلي: (حاشية قال أبو عامر العبدري إنما هو أجياد، وهما أجيادان) وهذا الحديث هو جزء من حديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد عن أبي هريرة، وقال عنه رواه الطبراني في الأوسط وفيه رباح بن عبيد الله ابن عمر وهو ضعيف ج 7/8. ورواه ابن حبان في المجروحين ج 1/ 299 من طريق رباح العمري هذا، ثم قال: حدثناه أبو يعلى بالموصل ثنا يحيى بن معين ثنا هشام بن يوسف. ورواه الذهبي في ميزان الاعتدال في ترجمة رباح أيضاً ج 2/ 37 ثم قال عنه: تفرد به هشام. وأورده ابن طاهر المقدسي في تذكرة الموضوعات، ص 28 وقال عنه: "فيه رباح بن عببد الله العمري، هو منكر الحديث"، وضعفه السيوطي في الجامع الصغير ج 1/ 126. وأجيادٌ بفتح أوله وسكون ثانيه: موضع بأسفل مكة معروف من شعابها يلي الصفا انظر: معجم البلدان مادة (أجياد) والنهاية ج 1/ 324.
(6) عبد المنعم بن إدريس بن سنان بن عليم ابن ابنة وهب روى عن أبيه عن جده لأمه وهب بن منبه ت 228 هـ. قال عنه ابن حبان في المجروحين ج 2/ 148 "يضع الحديث على أبيه وعلى غيره من الثقات لايحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه" وقول أبي زرعة فيه رواه الخطيب في تاريخ بغداد 11/ 133 بسنده إلى البرذعي.(2/360)
بعد موت أبيه (1) ، وحدث عن أبيه. حدثنا محمد بن علي بن داود" (2) .
قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: "عبد المنعم بن إدريس يكذب على وهب بن منبه" (3) .
قيل لأبي زرعة: بريد بن عبد الله بن أبي بردة (4) ؟ قال: "شيخ، ليس بالقويّ".
قال لي أبو زرعة: خالد بن يزيد المصري (5) ، وسعيد بن أبي هلال (6) صدوقان، وربما وقع في قلبي من حسن حديثهما.
__________
(1) قال إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني: "مات أبو عبد المنعم عندنا باليمن وعبد المنعم يومئذ رضيع" انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 67.
(2) الحافظ الإمام أبو بكر محمد بن علي البغدادي ابن أخت عراك نزيل مصر حدث عن أحمد بن حنبل وغيره ت 264 هـ. قال الخطيب: "كان ثقة حسن الحديث"، انظر: تذكرة الحفاظ ج 2/ 659، تاريخ بغداد ج3/ 59- 60.
(3) هذا الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد ج 11/ 132، ونقل ابن الجوزي في أسماء الضعفاء في ترجمته والذهيي في ميزان الاعتدال ج 2/ 668 قول أحمد فيه.
(4) (ع) بريد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري أبو بردة روى عنه السفيانان وشعبة وغيرهم، قال ابن معين والعجلي "ثقة" وقال أبو حاتم: "ليس بالمتين يكتب حديثه" وقال النسائي: "ليس به بأس"، وقال ابن عدي: "روى عنه الأئمة ولم يرو عنه أحد أكثر من أبي أسامة وأحاديثه عندي مستقيمة وهو صدوق وأنكر ما روى حديث "إذا أراد الله بأمة خيراً قبض نبيها قبلها". قال: "وهذا طريق حسن رواته ثقات"، وقد أدخله قوم في صحاحهم وأرجو أن لا يكون به بأس" وقال ابن حجر: "قال النسائي في الضعفاء: "ليس بذاك القوي"، ووثقه الترمذي وأبو داود. انظر: تهذيب التهذيب ج 1/ 431- 432، والجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 426، وميزان الاعتدال ج 1/305، والخلاصة ط 1391 هـ. ص 47، وهدي الساري ص 392.
(5) (ع) خالد بن يزيد الجمحي، أبو عبد الرحيم المصري مولى ابن الصبيغ ت 139 هـ. قال عنه أبو زرعة (ثقة) روى عن سيد بن أبي هلال. انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 358، وتهذيب التهذيب ج 3/ 129.
(6) (ع) سعيد بن أبي هلال الليثي مولاهم، أبو العلاء المصري، يقال أصله من المدينة (70- 133 وقيل 149هـ) انظر ترجمته في: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 71، تهذيب التهذيب ج 4/ 94- 95، ولم ينقلا قول أبي زرعة فيه.(2/361)
قال أبو حاتم (1) : "أخاف أن يكون بعضها مراسيل، عن ابن أبي فروة (2) ، وابن سمعان" (3) .
وشهدت أبا زرعة: ذكر سلمة بن الفضل الأبرش (4) ، فقال: "كان من أهل الري لا يرغبون فيه (لمعان فيه) (5) من سوء رأيه، (وظلم فيه) (6) ، وأما إبراهيم بن موسى بن موسى (7) فسمعته غير مرة، وأشار أبو زرعة إلى لسانه يريد الكذب، ثم قال: قال إبراهيم قال: من بهز بن أسد (8) أفدني عنه، فأفدته
__________
(1) وفي شرح العلل لابن رجب ص 510 (وقال لي أبو حاتم) .
(2) (دت ق) إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عبد الرحمن الأسود، أبو سليمان الأموي مولى آل عثمان المدني، أدرك معاوية. انظر: ترجمته في الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 227- 228، وتهذيب التهذيب ج 1/ 240- 242، وسيأتي قول أبي زرعة فيه.
(3) (مدق) عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي، أبو عبد الرحمن المدني مولى أم سلمة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 60- 62، تهذيب التهذيب ج 5/ 219- 221، وسيأتي قول أبي زرعة فيه.
وقال ابن رجب في شرح العلل، ص 510 بعد نقل قول أبي زرعة في خالد وسعيد "ومعنى ذلك أنه عرض حديثهما على حديث ابن أبي فروة وابن سمعان فوجده يشبهه، ولا يشبه حديث الثقات الذين يحدثان عنهم. فخاف أن يكون أخذا حديث ابن أبي فروة وابن سمعان ودلساه عن شيوخهما" ذكر ابن رجب هذا الخبر ضمن أمثلة له القاعدة مهمة أنقلها لأميتها، قال ابن رجب: "حذاق النقاد من الحفاظ لكثرة ممارستهم للحديث ومعرفتهم بالرجال وأحاديث كل واحد منهم لهم فهم خاص يفهمون به أن هذا الحديث يشبه حديث فلان ولايشبه حديث فلان فيعللون الأحاديث بذلك. وهذا مما لايعبر عنه بعبارة تحصره، وإنما يرجع فيه أهله إلى مجرد الفهم والمعرفة التى خصوا بها عن سائر أهل العلم" انظر: شرح العلل، ص 505.
(4) (دت فق) سلمة بن الفضل الأبرش، الأنصاري، مولاهم، أبو عبد الله، الأزرق، قاضي الريّ، ت 191هـ. قال المزي في ترجمته: "قال البرذعي، عن أبي زرعة كان أهل الريّ ... إلى قوله يريد الكذب". انظر: تهذيب التهذيب ج 4/ 153، وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2/ 192 "وقال أبو زرعة: كان أهل الري لا يرغبون فيه لسوء رأيه وظلم فيه".
(5) ورد في الأصل (لمعاني كانت فيه) وفي تهذيب التهذيب ج 4/ 153 (لمعان فيه) وهو الصواب.
(6) ورد في الأصل (وظلم، ومعاني) وفي تهذيب التهذيب ج 4/ 153 (وظلم فيه) وهو الصواب.
(7) (بن موسى) زائدة وترجمته مضت.
(8) (ع) بهز بن أسد العمي أبو الأسود البصري ت بعد 200 هـ. انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 431، وتهذيب التهذيب ج 1/ 497 وهو ثقة ثبت.(2/362)
[5- ب-] ، ثم أتيت سلمة فأخبرته بمكان بهز، وسألته أن يعظم قدره إذا أتاه فلما أتاه سائله، فقال سلمة لبهز، ما اسمك؟ فغضب بهز، وقام. فقلت له: أليس قد تقدمت إليك؟ ".
قال أبو زرعة: "في كتاب ناولني من يده بخطه سلمة بن الفضل. قال علي بن المديني: "ماخرجنا من الري حتى رمينا بحديث سلمة" (1) .
قال أبو زرعة: وقال يحيى بن معين: "هو ثقة، وحدث عنه" (2) .
قال لي أبو زرعة: قلت لابن نمير (3) لم لم تكثر، عن ابن أيى زائدة (4) ، إنما أكثر عنه الغرباء؟.
فقال: لم تكن (هيئته هيئة) (5) النساك. قال أبو زرعة: "لم يحدث عنه، زكرياء بن عدي" (6) .
قال أبو زرعة: قال إبراهيم: قال لي وكيع (7) كتبتم، عني أكثر، أو عن ابن أبي زائدة؟.
__________
(1) انظر: قول ابن المديني في الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 169، تهذيب التهذيب ج 4/ 153، وميزان الاعتدال ج2/ 192.
(2) قال عنه يحيى بن معين "ثقة، قد كتبنا عنه، كان كيساً مغازية أتم، ليس في الكتب أتم من كتابه" انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 169، تهذيب التهذيب ج 4/ 153، ميزان الاعتدال ج 2/ 192 وفيه قال سلمة الأبرش (سمعت المغازي من ابن إسحاق (أي محمد) مرتين، وكتبت عنه من الحديث مثل المغازي) .
(3) محمد بن عبد الله بن نمير، مضت ترجمته.
(4) زكرياء بن أبي زائدة مضت ترجمته.
(5) بالأصل كتبت هكذا (هنئتهه هئة) .
(6) (بخ م مدت س ق) زكرياء بن عدي بن زريق بن إسماعيل ويقال ابن عدي بن الصلت بن بسطام التيمي أبو يحيى الكوفي نزيل بغداد، ت 211 أو 212 هـ. وكان رجلاً صالحاً ثقة صدوقاً كثير الحديث، متقشفاً حسن الهيئة، روى عنه ابن نمير. انظر: ترجمته في تهذيب التهذيب ج 3/ 331- 332، الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 600.
(7) (ع) وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي أبوسفيان الكوفي الحافظ ت 197هـ، وكان ثقة مأموناً عالماً رفيعا كثير الحديث حجة. انظر: تهذيب التهذيب ج 11/ 123- 131، الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 37- 39، طبقات ابن سعد ج 6/ 275 قال عنه أحمد خلال وصفه له (وما رأيت أحداً أوعى للعلم منه ولا أشبه بأهل النسك منه) ، كذا في تهذيب التهذيب ج 11/ 125.(2/363)
فقلنا له: عن ابن أبي زائدة. فقال لم؟ ألم أمكنكم.
وسمعت أبا زرعة يحكي، عن ابن نمير، عن أبي النضر هاشم بن القاسم (1) ، قال: حديث زكرياء، عن الشعبي (2) ، إنما هو بعد الاختلاط (3) . قلت لأبي زرعة: عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة (4) ؟ قال: "ضعيف الحديث".
قلت: عمر بن حمزة (5) ؟ قال: "ليس بذا خير".
قال لي أبو حاتم: "كان ابن التل يعني عمر بن محمد بن الحسن (6)
__________
(1) (ع) هاشم بن القاسم بن مسلم بن مقسم الليثي أبو النضر البغدادي، الحافظ، خراساني الأصل، ولقبه قيصر (134- 5 أو 207 هـ) ، قال عنه الإمام أحمد (أبو النضر شيخنا، من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر سمع من شعبة جميع ما أملى ببغداد وهو أربعة آلاف حديث. انظر: تهذيب التهذيب ج 11/ 18- 19، الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 105.
(2) (ع) عامر بن شراحيل بن عبدٍ الشعبي الحميري أبو عمرو الكوفي، روى عن علي وسعد بن أبي وقاص وأبي هريرة وغيرهم. قال أدركت خمسمائة من الصحابة، وقال عنه الحسن: كان والله كثير العلم عظيم الحلم قديم السلم من الإسلام بمكان، وقال ابن معين، إذا حدث عن رجل فسماه فهو ثقة يحتج بحديثه. توفي سنة بعد 100هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج5/ 65-69.
(3) مر قول أبي زرعة فيه، وفي الجرح والتعديل ج1/ ق 2/ 594 قال أبو حاتم (يقال إن المسائل التي يرويها زكرياء لم يسمعها من عامر (أي الشعبي) إنما أخذها من أبي حريز (أي عبد الله بن حسين الأزدي) انظر: تهذيب التهذيب ج 3/ 130.
(4) (دق) عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة، الثقفي، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 118- 119 في ترجمته (سئل أبو زرعة عن عمر بن عبد الله بن يعلى؟ فقال: ليس بقوي. فقلت ما حاله؟ قال: أسأل الله السلامة) ونقل قوله هذا المزي، انظر: تهذيب التهذيب ج 7/ 471.
(5) (خت م دت ق) عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي العمري، المدني، انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 104، تهذيب التهذيب ج7/437، ميزان الاعتدال ج 3/ 192، وضعفه بعض أئمة الجرح والتعديل.
(6) (خ س) عمر بن محمد بن الحسن بن الزبير، الأسدي، أبو حفص الكوفي، المعروف بابن التل ت 250 هـ. روى عنه أبو حاتم الرازي، وقال عنه: "محله الصدق"، انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 132، تهذيب التهذيب ج 7/ 495، ولم ينقلا هذا الخبر، ورواه الخطيب بسنده إلى البرذعي في تاريخ بغداد ج 11/ 207.(2/364)
يصحف، يقول: معاذ بن خيل (1) ، وصفوان بن قُراقصة (2) ، وعلقمة بن مرتد (3) . قلت له: أبوك لم يسلمك إلى الكتاب؟ فقال: كان لنا ضبنة (4) شغلتنا (5) ، عن الحديث".
وسألت أبا زرعة، عن معاوية بن أبي العباس (6) ؟ فقال: "نظرت بدمشق في كتاب لمروان بن معاوية، عن معاوية هذا، فرأيت أحاديث (7) ، عن شيوخ الثوري، وأحاديث (8) يعرف بها الثوري، وأبوابا للثوري، فاستربته وتركته".
قال أبو زرعة: "فذكرت ذلك لابن نمير. فقال: كان هذا جار الثوري أخذ كتب الثوري فرواها عن شيوخه".
وقال لي أبو زرعة: "قلت لابن نمير، شيخ يحدث عنه الحماني (9) يقال له
__________
(1) (ع) معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي، أبو عبد الرحمن من أعيان الصحابة شهد بدراً وما بعدها وكان إليه المنتهى في العلم بالأحكام والقرآن مات بالشام سنة 28 هـ. انظر: تقريب التهذيب ج 2/ 255.
(2) وفي تاريخ بغداد ج 11/ 207 (وحجاج بن قراقصة) والصواب هو: (دس) حجاج بن فُرافصة- بضم الفاء الأولى وكسر الثانية، بعدها صاد مهملة الباهلي البصري، صدوق عابد، يهم من السادسة. انظر: تقريب التهذيب ج 1/ 154. وميزان الاعتدال ج 1/ 463.
(3) والصواب هو (ع) علقمة بن مرثد، بفتح الميم وسكون الراء بعدها مثلثة، الحضرمي أبو الحارث الكوفي ثقة، من السادسة. انظر: تقريب التهذيب ج 2/ 31. والإكمال لابن ماكولا ج 7/ 231 في الكنى والآباء من باب مرثد ...
(4) بالأصل (صينية) وفي تاريخ بغداد ج 11/ 207 (ضبنة) ، وفي القاموس (والضبنة- مثلثة، وكفرحة- العيال، ومن لا غناء فيه، ولا كفاية من الرفقاء) ترتيب القاموس المحيط للزاوي ج 3/ 10.
(5) بالأصل (استغلنا) وفي تاريخ بغداد ج 11/ 207 (شغلتنا) .
(6) لم أقف على ترجمته.
(7) كتبت بالأصل هكذا (أحاديثا) والصواب (أحاديث) .
(8) كتبت بالأصل هكذا (أحاديث) والصواب (أحاديث) .
(9) (م) يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن بشمين، الحماني، الكوفي، حافظ. ت.228 هـ. وستأتي ترجمته وقول أبي زرعة فيه.(2/365)
علي بن سويد (1) . فقال: لم تفطن من هذا؟ قلت لا".
قال: هو معلى بن هلال (2) جعل الحماني معلى علياً (3) ، ونسبه إلى جده وهو معلى بن هلال بن سويد.
وسمعت أبا زرعة يقول: "فليح بن سليمان (4) ، ضعيف الحديث، وأبو
__________
(1) علي بن سويد، قال ابن حجر في ترجمته في تهذيب التهذيب ج 7/ 331: "شيخ روى يحيى بن عبد الحميد الحماني عنه عن أبي داود الأعمى، عن جابر في فضل المؤذن. قال سعيد البرذعي: قال لي أبو زرعة لابن نمير شيخ يقال له علي بن سويد يحدث عنه الحماني تعرفه؟ قلت: لا. قال: هذا معلى بن هلال ينسبه الحماني إلى جده سويد وغير معلى فجعله علياً" وفي علل الحديث ج 1/ 106 قال ابن أبي حاتم عن حديث رواه الحماني يحيى، عن علي بن سويد، عن نفيع أبي داود، عن جابر قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: "إن المؤذنين المحتسبين يخرجون يوم القيامة وهم يؤذنون من قبورهم"، الحديث الطويل. قال أبي: قال ابن نمير: "إن علي بن سويد هذا هو معلى بن هلال بن سويد جعل معلى علي وترك هلال من الوسط ونسب علياً إلى جده. قال أبي: ونفس الحديث كان موضوعاً" وقال الذهبي عنه في ميزان الاعتدال ج 3/ 132 "لا يعرف، فيقال: هو معلى بن هلال دله الحماني".
(2) (ق) معلى بن هلال بن مؤيد الحضرمي، ويقال الجعفي أبو عبد الله الطحان الكوفي. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 332 "سئل أبو زرعة عن المعلى بن هلال ما كان ينقم عليه؟ فقال الكذب" وانظر: تهذيب التهذيب ج 10/ 242، وقال ابن حبان في المجروحين ج 2/ 320 في ترجمته، حدثنى محمد ابن المنذر ثنا أبو زرعة سمعت أبا نعيم قال: "كنت مع ابن عيينة فسمع معلى ابن هلال يحدث عن ابن أبي نجيح فقال لي ابن عيينة أبا نعيم يكذب" قال عنه ابن حبان: "كان يروي الموضوعات عن أقوام ثقات وكان أمياً لا يكتب، وكان غالياً في التشيع يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يحل الرواية عنه بحال ولا كتبة حديثه إلا على جهة التعجب".
(3) كتبت بالأصل (علي) والصواب ما أثبتناه.
(4) (ع) فليح بن سليمان بن أبي المغيرة، واسمه رافع، ويقال نافع بن جبير الخزاعي، ويقال الأسلمي، أو يحيى المدني، وفليح لقب غلب عليه واسمه عبد الملك ت 168هـ. احتجا به في الصحيحين. قال ابن معين، وأبو حاتم، والنسائي: "ليس بالقوي"، وقال ابن عدي: "لفليح أحاديث صالحة يروي عن الشيوخ من أهل المدينة أحاديث مستقيمة وغرائب وقد اعتمده البخاري في صحيحه، وروى عنه الكثير، وهو عندي لا بأس به"، وقال الحاكم: "أبو أحمد: ليس بالمتين عندهم"، وقال البرقي عن ابن معين: "ضعيف وهم يكتبون حديثه، ويشتهونه". وقال الساجي: "هو من أهل الصدق ويهم" وذكره ابن حبان في الثقات. وانظر ترجمته وأقوال العلماء فيه في: الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 84 - 85، وتهذيب التهذيب ج 8/ 303- 305، وميزان الاعتدال ج 3/ 365، وهدي الساري ص 435، وأسماء الضعفاء لابن الجوزي.(2/366)
أويس (1) ضعيف الحديث، الأ أنهما من حسن حديثهما نعمتان".
قلت لأبي زرعة: جعفر بن أبي الأشجعي أبو الوفاء (2) ؟ قال: "واهي الحديث يحدث عن أبيه (3) ، عن ابن عمر بأحاديث ليست لها أصول".
قيل: عفان سيار [6- أ-] الجرجاني (4) ؟ قال: "ربما أنكر وذكر غير حديث منكر من روايته، ورأيته يسيء الرأي فيه".
قلت: عبد الكريم الجرجاني (5) ؟ قال: "كان يتأله، ولكنه كان من القوم، كان أبو يوسف (6) استقضاه".
__________
(1) عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي أبو أويس المدني ابن عم مالك وصهره على أخته ت 169هـ. ونقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 92 عن أبي زرعة أنه قال عنه "صالح، صدوق كأنه لين" وكذا في تهذيب التهذيب ج 5/ 281. قال عنه ابن معين: "هو مثل فليح، في حديثه ضعف ... ". انظر: ميزان الاعتدال ج 2/ 450، تهذيب التهذيب ج 5/ 281.
(2) جعفر بن ميسرة وهو جعفر بن أبي جعفر الأشجعي، أبو الوفاء الكوفي، روى عنه مندل، وعلي بن ثابت، ويحيى بن يمان، وعبيد الله بن موسى. ونقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج1/ ق1/490 عن أبي زرعة أنه قال عنه "ليس بقوي".
(3) ميسرة أبوجعفر الأشجعي روى عن أبي هريرة ومروان، روى عنه حصين ومطرف هذا ما ذكره ابن أبي حاتم في ترجمته. انظر: الجرح والتعديل ج 4/ق1/ 252 وقال ابن حبان في المجروحين ج1/ 212 ط القاهرة في ترجمة ابنه جعفر. أحسب أباه مولى موسى بن باذان من أهل مكة وهو مستقيم الحديث.
(4) (س) عفان بن سيار الباهلي أبو سعيد الجرجاني القاضي. روى عن عنبسة بن
الأزهر ومسعر بن كدام وأبي حنيفة وغيرهم، وعنه النسائي وعمار الجرجاني وهشام الرازي وغيرهم. قال أبو حاتم: "شيخ" وقال ابن حجر: "صدوق يهم". وقال العقيلي: "لا يتابع على رفع حديثه، روى له النسائي حديثاً واحداً في النفخ في الصلاة" وسيأتي قول أبي زرعة في تاريخ وفاته. وانظر ترجمته في: تهذيب التهذيب ج7/ 229- 230 وتاريخ جرجان 229- 240 انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 30- 31 وتقريب التهذيب ج 2/ 25.
(5) (ت) أبو سهل عبد الكريم بن محمد الجرجاني كان قاضي جرجان انتقل إلى مكة ومات بها وكان قد فر من القضاء، روى عن ابن جريج وأبي حنيفة وغيرهما، وعنه أبو يوسف القاضي والشافعية وقتيبة وغيرهم. قال عنه ابن حبان في الثقات: "كان مرجئاً من خيار الناس". انظر: تاريخ جرجان ص 196 وميزان الاعتدال ج2/ 646، والجرح والتعديل 3/ ق 1/ 61، وتهذيب التهذيب ج 6/ 375.
(6) يعقوب بن إبراهيم القاضي، عن عطاء بن السائب وهشام بن عروة، روى عنه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين ت 182 هـ، وسيأتي الكلام عنه في موضعه. وانظر ترجمته في: الجرح والتعديل 4/ ق 2/201، ميزان الاعتدال ج4/ 447، شذرات الذهب 1/ 298، الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء، ص 172.(2/367)
قلت: أبو بكر الكليبي؟ قال: "أبو بكر الكليبي هو عباد بن صهيب (1) ، قدري، داعية. إلاّ أنه شديد في الإثبات. هذا قول أبي زرعة".
قال أبو عثمان: "وشهدت محمد بن بشار العبدي (2) ، وسئل عن عباد ابن صهيب؟ فقال: مبتدع خبيث بيننا وبينه سبب".
وسألت أبا زرعة، عن أيوب بن خوط (3) ؟ فقال: "قدري".
قلت: جارية بن هرم الفقيمي (4) ؟ قال: "قدري، داعية، منكر الحديث، وكلح وجهه".
قلت: بسطام بن حريث (5) ؟ قال: "قدري، إلا أنه صدوق".
قلت: زياد البكائي (6) ؟ قال: "يهم كثيرا، وهو حسن الحديث".
__________
(1) أبو بكر الكليبي عباد بن صهيب، البصري ت بعد 200 هـ. انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 81 وميزان الاعتدال ج2/ 367، وأسماء الضعفاء لابن الجوزي، ولسان الميزان ج 3/ 231.
(2) (ع) محمد بن بشار بن عثمان، العبدي، البصري، أبو بكر، بندار الحافظ الكبير الإمام، ت 252 هـ، انظر: تذكرة الحفاظ ج 2/511 وتهذيب التهذيب ج 9/ 70- 73.
(3) أيوب بن خوط، أبو أمية، البصري. انظر: الجرح والتعديل ج 1/ق1/ 246، ميزان الاعتدال ج1/ 286، أسماء الضعفاء لابن الجوزي.
(4) مضت ترجمته.
(5) (د) بسطام بن حريث، الأصفر، أبو يحيى، البصري. روى عن أشعث الحداني وغيره، وعنه سليمان بن حرب روى له حديثاً واحداً في الشفاعة. انظر: الجرح والتعديل ج1/ ق1/415، ميزان الاعتدال ج 1/301، تهذيب التهذيب ج1/ 439.
(6) (خ م ت ق) زياد بن عبد الله بن الطفيل، البكائي، العامري، أبومحمد. ت 182 أو 183هـ. نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج1/ق2/ 37-38 قول أبي زرعة فيه حيث قال: "صدوق" وكذا في تهذيب التهذيب ج3/ 376، وميزان الاعتدال ج 2/91.(2/368)
قلت: معارك بن عباد (1) ؟ قال: واهي الحديث جداً، ولا سيما إذا حدث عن عبد الله بن سعيد المقبري (2) فيقع ضعف على ضعف.
قلت: هارون بن حيان الرقى (3) ؟ قال: "منكر الحديث جداً".
قلت: سالم بن عبيد (4) ؟ قال: "روى عنه، يزيد بن هارون (5) يحدث عن أبي عبد الله، عن مرة بغير حديث منكر. ولا أدري من أبو عبد الله هذا".
قلت: سعيد بن سلام العطار (6) ؟ قال: "منكر الحديث".
سمعت أبا زرعة يقول: "كان جندل بن والق (7) يحدث، عن عبيد الله بن
__________
(1) كتب الاسم بالأصل هكذا (مبارك عن عباد) والصواب هو (ت) معارك بضم أوله: وآخره كاف، ابن عبّاد أو ابن عبد الله العبدي روى عن عبد الله بن سعيد ابن أبي سعيد المقبري وغيره. نقل المزي عن أبي زرعة أنه قال عنه: "واهي الحديث" انظر: تهذيب التهذيب ج10/ 198.
(2) (ت ق) عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد كيسان، المقبري، أبو عباد الليثي مولاهم. المدني. قال عنه أبو زرعة: "ضعيف الحديث ليس يوقف منه على شيء". انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 1 7، تهذيب التهذيب ج5/ 238.
(3) هارون بن حيان، الرقي، روى عن محمد بن المنكدر وخصيف وليث بن أبي سليم. انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 88، ميزان الاعتدال ج4/ 283، أسماء الضعفاء لابن الجوزي.
(4) لم أقف على ترجمته.
(5) (ع) يزيد بن هارون بن زاذان، السلمي مولاهم، أبو خالد الواسطي، ثقة متقن، عابد، ت 206 هـ. قيل أصله من بخارى، روى عن الحمادين وشعبة والثوري والدستوائي وغيرهم، وعنه بقية بن الوليد وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ويحيى بن معين وابن المديني وابن أبي شيبة وغيرهم. انظر: تهذيب التهذيب ج 11/ 366- 369.
(6) سعيد بن سلام بن سعيد، أبو الحسن العطار البصري، روى عن الثوري وغيره، وعنه أبومسلم الكجي وغيره. انظر: ميزان الاعتدال ج 2/ 141، قال عنه ابن حبان في المجروحبن ج1/ 318 "منكر الحديث ينفرد عن الأثبات بما لا أصل له ... " وانظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 31-32 وفيه قال أبو حاتم عنه: "منكر الحديث جداً" وانظر: تاريخ بغداد ج9/80-81.
(7) (بخ) جندل بن والق بن هجرس، التغلبي، أبو علي الكوفي. ت 226 هـ، روى عنه أبو زرعة، ونقل المزي في تهذيب الكمال هذا الخبر في ترجمته. انظر: تهذيب التهذيب ج2/ 119.(2/369)
عمرو (1) ، عن عبد الكريم (2) ، عن نافع (3) ، عن ابن عمر أن (4) النبي صلى الله عليه وسلم (رجم يهوديا ويهودية (5)) حيث تراحمه الله (6) ، فكانوا يستغربون هذا الحديث (7) ، فلما قدمت الرقة كتبته، عن جماعة حيث تحاكموا إليه فعلمت أنه صحف".
قال لي أبو زرعة: أظن القاسم بن أبي شيبة (8) رأى في كتاب إنسان؟ عن
__________
(1) بالأصل عبد الله وفي تهذيب التهذيب ج2/119 (عبيد الله) وهو (ع) ابن عمرو ابن أبي الوليد الأسدي مولاهم أبو وهب الجزري الرَّقي. فقيه ربما وهم (101- 180 هـ) انظر: تهذيب التهذيب ج 7/42- 43، تاريخ الرقة ص97-102، وتقريب التهذيب ج1/537. و (ابن عمر) سقطت من النص الذي ذكره المزي انظر: تهذيب التهذيب ج2/119.
(2) (ع) عبد الكريم بن مالك الجزري أبو سعيد الحراني، مولى بني أمية، روى عن نافع مولى ابن عمر ت 127هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج6/ 373- 375.
(3) (ع) نافع الفقيه مولى ابن عمر أبو عبد الله المدني ت 117هـ أو بعدها. انظر: تهذيب التهذيب ج10/ 412- 414. لم أقف على هذه الرواية، وللحديث طرق أخرى وبألفاظ مختلفة.
(4) فقد رواه البخاري في الصحيح، انظر كتاب الحدود باب الرجم في البلاط ج 12/ 128 ومسلم في صحيحه باب رجم اليهود ج 3/ 1326- 1327، وأبو داود في سننه الحدود باب في رجم اليهوديين ج 17/ 409، والترمذي في الجامع باب ماجاء في رجم أهل الكتاب ج 4/ 709 وابن ماجة في سننه اليهودي واليهودية ج 2/ 854، والإمام أحمد في مسنده ج 16/104-105، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد باب رجم أهل الكتاب ج 6/ 271، ورواه الحاكم في المستدرك ج 4/ 365، ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان ج 1/ 196، و 227، ورواه حمزة السهمي في تاريخ جرجان ص 43.
(5) ورد بالأصل (عن) وفي تهذيب التهذيب ج 2/ 119 (أن) وهو الصواب.
(6) ورد بالأصل (حيث تراحمه الله) وفي تهذيب التهذيب ج 2/119 (حيث بدأ أحمد رحمه الله) . والتصحيف وقع في (تحاكموا إليه) فصحفت إلى (تراحمه الله) .
(7) ورد بالأصل (هذا الحديث) وفي تهذيب التهذيب ج 2/ 119 (هذا الحرف) .
(8) القاسم بن محمد بن أبي شيبة العبسي أخو الحافظين أبي بكر وعثمان. قال عنه يحيى ابن معين: "ضعيف" وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "يخطىء ويخالف". وقال العجلي: "ضعيف"، وقال الخليلي: "ضعفوه وتركوا حديثه". ت 235 هـ. انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 120، وميزان الاعتدال ج 3/ 379، ولسان الميزان ج 4/ 465-(2/370)
ابن فضيل (1) ، عن أبيه (2) ، عن المغيرة بن عتيبة بن النهاس (3) ، عن سعيد بن جبير (4) (المرجئة يهود القبلة) فعلقه، ولم يضبطه، وكان يحدث به، عن ابن فضيل فيقول: "المرء حيث يهوى قلبه".
وسمعت أبا زرعة يقول: "ذاكرني القاسم ابن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون (5) ، عن أبي مالك الأشجعي (6) ، عن أبيه (7) ، عن النيى صلى الله عليه رسلم: "من رآني في النوم فقد رآني في اليقظة" (8) ، فقلت له: ليس هذا من حديث يزيد بن هارون، إنما
__________
(1) (ع) محمد بن فضيل بن غزوان بن جرير الضبي مولاهم أبو عبد الرحمن الكوفي ت 295 هـ أو 294 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 9/ 405- 406.
(2) (ع) فضيل بن غزوان بن جرير الضبي، مولاهم أبوالفضل الكوفي قتل أيام المنصور انظر: تهذيب التهذيب ج 8/ 297.
(3) مغيرة بن عتيبة بن نهاس، العجلي، كوفي، وكان قاضياً لأهل الكوفة. روى عن سعيد بن جبير، وموسى بن طلحة، وغيرهما، وعنه مسعر، وفضيل بن غزوان، وأبومالك الأشجعي. انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 227، وتاريخ البخاري ج 4/ ق1/ 322 و 323 وكتب الناسخ كلمة (عتيبة) هكذا (عبينه) .
(4) سعيد جبير بن هشام الأسدي الوابلي مولاهم أبو محمد ويقال عبد الله الكوفي، ت 95 هـ انظر: تهذيب التهذيب ج4/ 11- 14.
(5) (ع) يزيد بن هارون بن زاذان، أبو خالد السلمي مولاهم الواسطي القدوة شيخ الإسلام (118-206 هـ) انظر: تذكرة الحفاظ ج 1/ 317- 320، تهذيب التهذيب ج11/ 366- 369.
(6) (خت م 4) سعد بن طارق بن أشيم أبو مالك الأشجعي الكوفي، بقي إلى حدود 140هـ، روى عن أبيه وغيره، وروى عنه يزيد بن هارون. انظر: تهذيب التهذيب ج3/ 472-473، الثقات لابن حبان ج3/ 88.
(7) (بخ م ت س ق) طارق بن أشيم بن مسعود الأشجعي، روى عن النبي صل الله عليه وسلم وعن الخلفاء الأربعة، وعنه ابنه. قال مسلم: تفرد ابنه بالرواية عنه. انظر: الإصابة ج3/ 507- 508، تهذيب التهذيب ج 5/ 2.
(8) الحديث رواه أحمد في مسنده فقال: حدثنا حسين ثنا خلف يعني ابن خليفة، عن أبي مالك الأشجعي، ولفظه "من رآني في المنام فقد رآني" انظر: الفتح الرباني ج17 /226، ورواه؟ كذلك البزار في مسنده والطبراني في المعجم الكبير، ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ج 7/ 181 وقال عنه: "رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله رجال الصحبح) ، وانظر: روايات وألفاظ الحديث في صحيح البخاري (فتح الباري) في كتاب التعبير باب من رأى النبي صل الله عليه وسلم في المنام ج 12/ 383، وصحيح مسلم في كتاب التعبيرج4/ 1775- 1776 وسنن أبي داود في كتاب الأدب باب ما جاء في الرؤيا ج19/259، وجامع الترمذي في كتاب الرؤيا ج 6/ 555- 557، وقال: "وفي الباب عن أبي هريرة، وأبي قتادة، وابن عباس، وأبي سعيد، وجابر، وأنس، وأبي مالك الأشجعي، عن أبيه، وأبي بكرة، وأبي جحيفة" وسنن ابن ماجة ج 7/ 1285- 1294، ومسند أحمد، انظر: الفتح الرباني ج 17/ 224- 226، ومستدرك الحاكم ج4/ 393، ومسند الطيالسي ج 1/ 350، وانظر: مجمع الزوائدج 7/ 181-183، وتاريخ بغداد للخطيب ج 7/178، ج 8/ 334، ج10/ 35، 284، 454، وانظر: المقاصد للسخاوي ص 412، وكشف الخفاء ج2/ 250.(2/371)
هذا حديث خلف بن خليفة (1) ، وكنا نجلس إلى ابن منير (2) فأبقاني أن أذكر ذاك لابن منير، فسبقني إلى ابن منير فلما جئت (3) ابن منير فجلست إليه وجدته عنده، فقال لي: يا أبا زرعة (4) أبو عبد الرحمن [6- ب-] قد أنكر الحديث كما أنكرته. فقلت له: نعم ليس هذا من حديث يزيد بن هارون. فقال لي: كيف وقع في كتابي؟ فقلت: لم يقع في كتابك أنت أوقعته.
قلت: عفير بن معدان (5) ؟ قال: "منكر الحديث جداً الا أنه رجل فاضل كان مؤذنهم بحمص وكان من أفاضلهم إلا أن حديثه ضعيف جداً".
__________
(1) (بخ م 4) خلف بن خليفة بن صاعد الأشجعي مولاهم أبو أحمد كان بالكوفة ثم انتقل إلى واسط ثم تحول إلى بغداد، صدوق اختلط في الآخر، وادعى أنه رأى رأى عمرو بن حريث الصحابي، فأنكر عليه ذلك ابن عيينة وأحمد ت 181هـ، على الصحيح. انظر: تهذيب التهذيب ج 3/ 150-152، الجمع بين رجال الصحيحين ج1/ 125.
(2) عبد الله بن منير، أبو عبد الرحمن المروزي، روى عن وهب بن جرير، ويزيد بن هارون. انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 1- 182، والكنى والأسماء للإمام مسلم (لوحة 70) ، ولقد كتب بالأصل في المواضع الأربعة (نمير) وقد وضع الناسخ إشارة فوق حرف الراء في الموضعين الأول والثاني وأراه قد وهم فيها. والصواب (منير) كما ضبطه الإمام مسلم، وابن أبي حاتم، والله أعلم.
(3) كتبت كلمة (جئت) بالأصل هكذا (حيث) .
(4) كتبت كلمة (أبا) بالأصل هكذا (بابا) .
(5) (ت ق) عفير بن معدان، الحضرمي، الحمصي، المؤذن، أبو عائذ، ت 166 هـ، انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 36، ميزان الاعتدال ج3/ 83، تقريب التهذيب ج 2/ 25، تهذب التهذيب ج 7/ 235 في الحاشية.(2/372)
وسمعته يقول: "حماد بن عمرو النصيبي (1) واهي الحديث".
وسمعته يقول: "إسماعيل بن أبي زياد (2) يروي أحاديث مفتعلة. قلت: من أين هو؟ قال: كوفي حدث عن اسرائيل (3) عن أبي إسحاق (4) ، عن الحارث (5) ، عن علي في (الكرفس بقلة الأنبياء) (6) وأحاديث موضوعة لا أعلم يحدث عنه أصحاب الحديث".
قلت: القاسم بن عبد الرحمن (7) صاحب أبي حازم؟ قال: منكر الحديث
__________
(1) حماد بن عمرو أبو اسماعبل، النصيبي، روى عن الأعمش، وغيره، وعنه إبراهيم ابن موسى وغيره نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج1/ ق2/ 144 قول أبي زرعة فيه، وكذا في ميزان الاعتدال ج1/ 598، ولسان الميزان ج2/ 351، وأسماء الضعفاء لابن الجوزي، وروى الخطيب في تاريخ بغداد ج8/ 155 بسنده إلى البرذعي قول أبي زرعة فيه، وفي نسخة أخرى من الجرح والتعديل قال عنه أبو زرعة: "واهي، ضعيف الحديث". انظر: الجرح والتعديل ج1/ ق2/ 144 في الحاشية.
(2) (ق) إسماعيل بن زياد، ويقال ابن أبي زياد، السكوني قاضي الموصل، اختلف فيه وفصل ذلك ابن حجر في التهذيب ج1/ 298- 351 قال ابن حجر: "وتبين لي أن الذي تكلم فيه أبو زرعة والدارقطنى هو السكوني، وفي سؤالات سعيد بن عمرو البرذعي لأبي الرازي أن إسماعيل بن أبي زياد روى أحاديث مفتعلة قلت من أين هو قال: كوفي".
(3) (ع) إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني، أبويومف الكوفي ت 160هـ وقيل بعدها، ثقة تكلم فيه بلا حجة. انظر: تهذيب التهذيب ج1/ 261-263.
(4) أبو إسحاق السببعي، مضت ترجمته وهو عمرو بن عبد الله.
(5) (4) الحارث بن عبد الله الأعور، الهمداني، الخارفي، أبوزهير، الكوفي ت 65 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج2/ 145-147 وسيأتي قول أبي زرعة فيه.
(6) ذكره السيوطي في اللالىء المصنوعة كتاب الأطعمة ج2/ 223 بغير هذا اللفظ، وابن عراق في تنزيه الشريعة ج2/ 263 عن الحسن بن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: بابنى كل الكرفس فإنها بقلة الأنبياء.
(7) القاسم بن عبد الرحمن، الأنصاري، نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 113 قول أبي زرعة فيه.(2/373)
حدث عنه، عيسى بن يونس (1) ، والأنصاري (2) والعباس بن الفضل (3) قلت: والعباس بن الفضل؟ قال: "منكر الحديث".
قلت: ضرار بن عمرو الملطي (4) ؟ قال: "منكر الحديث، روى عنه، عبد العزيز بن مسلم (5) ، ومعافى بن عمران" (6) .
__________
(1) (د س ق) عيسى بن يونس بن إبان الجرار، أبوموسى الرملي الفاخوري ت 264 هـ. روى عن الوليد بن مسلم وضمرة، وعنه (س) ووثقه و (ق) ، وفي تقريب التهذيب ج2/ 103، لم يصح أن أبا داود روى له، وفي تهذيب التهذيب ج8/ 236 -237 ذكر ترجمته في الحاشية، وفي الجرح والتعديل ج3/ق1/292 قال ابن أبي حاتم: "سمع منه أبي في الرحلة الثانية" وقال أبو حاتم عنه: "صدوق".
(2) (ع) محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري، أبو عبد الله البصري القاضي، ت 215 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج9/ 274 -276.
(3) العباس بن الفضل، الأزرق، أبو عثمان، بصري، قال ابن أبي حاتم في ترجمته في الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 213 "وترك أبو زرعة حديثه ولم يقرأه علينا"، وكذا في تهذيب التهذيب ج5/ 128.
(4) ضرار بن عمرو، الملطي، روى عن عطاء الخراساني، وأبي رافع، عن أبي هريرة وأبي عبد الله الشامي ويزيد الرقاشي. انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 465،
وميزان الاعتدال ج2/ 328، وأسماء الضعفاء لابن الجوزي، قال عنه ابن حبان في المجروحين ج2/6 "منكر الحديث جداً يروي عن المشاهير بالأشياء المناكير ... ".
(5) (خ م دت س) عبد العزيز بن مسلم، القسملي مولاهم، أبو زيد المروزي ثم البصري ت 167هـ، ثقة عابد، ربما وهم. انظر: تهذيب التهذيب ج6/ 356-357، والجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 465.
(6) (خ دت س) المعافى بن عمران بن نفيل بن جابر، الفهمي، أبو مسعود، النفيلي، الموصلي، الفقيه الزاهد، ت 185 أو 186 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج10/199- 200، والجرح والتعديل ج4/ ق 1/ 399- 400.(2/374)
قلت: أبو بكر (1) الذي يحدث عن أبي قبيل (2) ؟ قال: "أبو بكر العنسي، روى عنه بقية (3) ، ويحيى بن صالح (4) ، منكر الحديث".
قلت: عبد الخالق بن زيد بن واقد (5) ؟ قال: "شيخ".
وقال لي أبو زرعة: "ابن نافع الصائغ (6) عندي منكر الحديث حدث عن
__________
(1) (ق) أبو بكر العنسي، روى عن محمد بن يزيد بن أيى زياد ويزيد بن أبي حبيب، وأبي قبيل المعافري، وعنه بقبة بن الوليد ويحيى بن صالح الوحاظي. قال ابن عدي: "مجهول له أحاديث مناكير"، وقال ابن حجر: "أحسب أنه أبو بكر بن أبي مريم واسمه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني الشامي، روى عنه بقية بن الوليد وغيره، ونقل المزي في ترجمته عن أبي زرعة أنه قال عنه: "ضعيف، منكر الحديث" ت 256 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج12/ 29، 44 وفرق بينهما الذهبي. انظر: ميزان الاعتدال ج4/ 497- 499.
(2) (بخ قد ت س فق) حي بن هانىء بن ناضر بن يمنع، أبوقبيل المعافري، المصري، روى عنه زيد بن أبي حبيب، ثقة. ت 128 أو 127هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج3/ 72-73، والجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 275.
(3) (خت م دت س ق) بقية بن الوليد أبو محمد الحمصي ت 197 أو 198 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج1/ 473- 475 وسيأتي الكلام حوله.
(4) (خ م دت ق) يحيى بن صالح الوحاظي، أبوزكرياء، ويقال أبوصالح الشامي، صدوق، من أهل الرأي ت 222 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج 11/ 229- 231، والجرح والتعديل ج4/ق2/ 158.
(5) عبد الخالق بن زيد بن واقد الدمشقي، روى عن أبيه، عن مكحول، وعنه محمد ابن وهب بن عطية الدمشقي وصفوان بن صالح المؤذن. ونقل ابن حجر في لسان الميزان ج 3/ 400 قول أبي زرعة فيه.
(6) (بخ م 4) عبد الله بن نافع بن أبي نافع الصائغ المخزومي مولاهم أبو محمد المدني ت 206 هـ بالمدينة. نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 184 عن أبي زرعة أنه قال عنه لا بأس به) وكذا في تهذيب التهذيب ج 6/51، وميزان الاعتدال ج2/ 513 وقال عنه أبو حاتم (ليس بالحافظ هو لين تعرف حفظه وينكر وكتابه أصح) كذا في الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 184، وانظر: تهذيب التهذيب ج 6/ 51، وميزان الاعتدال ج2/ 513 وقال عنه البخاري (في حفظه شيء) ، وقال أيضاً: "يعرف حفظه وينكر كتابه أصح" انظر: تهذيب التهذيب ج 6/ 51، وفي ميزان الاعتدال اقتصر على قوله الأول، وقال النسائي عنه: "ليس له بأس" وقال مرة: "ثقة" انظر: تهذيب التهذيب ج 6/ 51، وميزان الاعتدال ج2/ 513، وقال عنه الإمام أحمد: "لم يكن صاحب حديث كان صاحب رأي مالك وكان يفتي أهل المدينة لرأي مالك، ولم يكن في الحديث بذاك" انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 184، وأنظر: تهذيب التهذيب ج6/ 52 وفيه نقل ابن حجر قول الخليلي الحافظ فيه، قال عنه: "لم يرضوا حفظه وهو ثقة أثنى عليه الشافعي وروى عنه حديثين أو ثلاثة" وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "كان صحيح الكتاب وإذا حدث من حفظه ربما أخطأ" انظر: تهذيب التهذيب ج 6/ 51.(2/375)
مالك (1) ، عن نافع (2) عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم "ما بين بيتي ومنبري" (3) ، وأحاديث غيرها مناكير، وله عند أهل المدينة قدر في الفقه. سمعت أبا زرعة يقول: سمعت مقاتل بن محمد (4) يقول: سمعت معن بن عيسى (5) يقول: لو حلفت لبررت أن عبد الله بن نافع أعلم أهل الأرض.
قلت لأبي زرعة: "سليمان بن عبيد الله، أعني الرقي (6) ؟ قال: منكر الحديث".
__________
(1) مالك بن أنس الإمام، مضت ترجمته.
(2) نافع مولى ابن عمر، مضت ترجمته.
(3) رواه الطبراني في المعجم الكبير والأوسط عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولفظه: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي" قال الهبثمي في مجمع الزوائد ج 4/ 9: "ورجاله ثقات". وانظر: روايات وألفاظ الحديث في صحيح البخاري (فتح الباري) ج3/ 70 وج3/ 99 وج 11/ 465 وج13/ 304، وصحيح مسلم ج2/1110- 1011، وجامع الترمذي كتاب المناقب باب ماجاء في فضل المدينة ج10/ 414- 415، ومسند أحمد (الفتح الرباني) ج 23/ 277، ومجمع الزوائد ج 4 / 8- 9، وتاريخ بغداد للخطيب ج11/ 390، 4/403 ج 11/ 228، 290 وج 12/160، والمعجم الصغير للطبراني ج 2/ 122، وحلية الأولياء لأبي نعيم ج 3/ 264، 266 وج 6/ 341، 347.
(4) مقاتل بن محمد النصر أباذي، الرازي، روى عن أبي بكر بن عياش وجرير، وإسماعيل بن علية، وغيرهم، وثقه أبو زرعة، وروى عنه. انظر: الجرح والتعديل ج 4 / ق1/355-356.
(5) (ع) معن بن عيسى بن يحيى بن دينار، الأشجعي مولاهم القزاز، المدني، أحد أئمة الحديث ت 198 هـ. قال عنه أبو حاتم: "أثبت أصحاب مالك وأوثقهم معن ابن عيسى القزاز هو أحب إلي من عبد الله بن نافع الصائغ ومن ابن وهب" انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 278، تهذيب التهذيب ج10/ 252-253.
(6) (ت ق) سليمان بن عبيد الله (وفي الأصل المخطوط عبد الله) الأنصاري أبو أيوب الخطاب الرقي، سمع منه أبو حاتم بالكوفة سنة (215 هـ) وقال عنه: "صدوق، ما رأينا إلا خيراً" وقال عنه ابن معين: "ليس بشيء" وقال النسائي: "ليس بالقوي" وذكره العقيلي في الضعفاء. انظر: الجرح والعديل ج 2/ ق1/ 127 وتهذيب التهذيب ج 4/ 209- 210، وميزان الاعتدال ج2/ 214.(2/376)
قلت: مصعب بن إبراهيم (1) ؟ قال: "منكر الحديث".
قلت: أحاديث عتاب (2) ، عن خصيف (3) منكرات؟ قال: "منها شيء".
قلت: فهو أحب إليك، أو محمد بن سلمة (4) ، عن خصيف؟ فقال: "محمد أنقى وأقل، محمد عنده مقدار ثلثمائة، وعتاب عنده ألف حديث، عن خصيف".
قلت: أبو إسماعيل المؤدب (5) عن عطية (6) ، عن أبي سعيد (7) ، عن
__________
(1) مصعب بن إبراهيم، القيسي، وقيل العبسي، ويقال له الجهي، الجزري، عن ابن أبي عروبة. قال ابن عدي: "منكر الحديث"، وقال أيضاً: "مجهول وأحاديثه عن الثقات ليس بمحفوظة". انظر: ميزان الاعتدال ج4/ 118 ولسان الميزان ج6/ 42-43.
(2) (خ دت س) عتاب بن بشير، الجزري، أبو الحسن، ويقال أبو سهل الحراني مولى بني أمية (ت 190هـ أو قبلها) قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 13 "سمعت أبا زرعة وقيل له عتاب بن بشير أحفظ أو محمد بن سلمة؟ قال: عتاب أحب إليَّ" وفي تهذيب التهذيب ج 7/ 91، "قيل لأبي زرعة عتاب أحب إليك أو محمد بن سلمة؟ قال: عتاب" وفي الجرح والتعديل نقل ابن أبي حاتم عن أحمد بن حنبل أنه قال في عتاب "أرجو أن لا يكون به بأس، روى بآخره أحاديث منكرة، وما أرى إلا أنها من قبل خصيف" وانظر: تهذيب التهذيب، وميزان الاعتدال ج3/27.
(3) (4) خصيف بن عبد الرحمن الجزري، أبو عون، الحضرمي، الحراني، الأموي مولاهم، وفي تقريب التهذيب ج1/ 224 قال عنه ابن حجر: "صدوق سيء الحفظ، خلط بآخرة، ورمي بالإرجاء" ت 137 هـ. وقيل غير ذلك، وانظر: تهذيب التهذيب ج3/ 143- 144.
(4) (زم 4) محمد بن سلمة بن عبد الله، الباهلي، مولاهم، أبو عبد الله الحراني، ثقة، ت 191هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج9/ 193- 194.
(5) (ق) إبراهيم بن سليمان بن رزين، أبو إسماعيل المؤدب، مؤدب آل أبي عبيد الله، أصله من الأردن. انظر: الجرح والتعديل ج1 / ق1/ 102، تهذيب التهذيب ج1/ 125، ميزان الاعتدال ج1/ 36، ج4/ 491.
(6) (بخ دت ق) عطية بن سعد بن جنادة، العوفي، الجدلي، القيس، الكوفي، أبو الحسن. ت 111هـ. قال عنه أبو زرعة: "لين" وقال الساجي: "ليس حجة"، انظر: ميزان الاعتدال ج3/ 79- 0 8، تهذيب التهذيب ج7/ 225، الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 383.
(7) (ع) سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة الأنصاري، أبو سعيد الخدري ت 63 أو 64 أو 65 أو 74 هـ. انظر: تهذيب التهذيب 3/ 479- 481، الإصابة ج 3/ 78- 80.(2/377)
النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لاتقصوا أعرافها) (1) ؟ فقال: حديث منكر جداً".
قلت لأبي زرعة: في حديث احتججت عليه، عن حميد بن الأسود أبي الأسود (2) ، فدفعه. فقلت له: حميد صدوق؟ فقال: حميد في حديثه شيء، ربما وهم.
قلت: عمران بن نوح (3) ، قال: "ليس بذاك حدث [7- أ-] ، عن
__________
(1) رواه أبو داود في سننه لم أقف على هذه الرواية. والحديث في كتاب الجهاد/ باب في كراهية جز نواصي الخيل وأذنابهاج12/ 36، عن عتبة بن عبد السلمي ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان ج1/ 171 بلفظ مقارب عن أنس، وانظر: جمع الفوائد للمغربي ج1/ 36.
(2) (خ 4) حميد بن الأسود بن الأشقر البصري، أبو الأسود، الكرابيسي انظر: الجرح والتعديل ج ا/ ق2/ 218، تهذيب التهذيب ج3/ 36، ميزان الاعتدال ج1/ 609، هدي الساري ص 399.
(3) لم أقف على أحد من الرواة بهذا الاسم.
ولعله أراد به عمران بن أبي قدامة العمّي الذي قال عنه يحيى القطان: "لم يكن به بأس، ولكن لم يكن من أهل الحديث، كتبت عنه ورميت به". وقال في ترجمة عمران العمّي عن الحسن يقال هو ابن قدامة. قد مر وعقب ابن حجر في لسان الميزان ج4/ 349 في ترجمة عمران بن أبي قدامة على قول الذهبي: "وهذا إنما قاله يحيى القطان في عمران بن داود القطان كذا قرأت بخط الحسيني، والذهبي يتبع المزي فإنه ذكر في ترجمة عمران القصير فقال تكلم فيه فقال هو ابن قدامة ويقال ابن يحيى، وذكر كلام يحيى القطان المذكور، وذكره ابن حبان في الثقات وقال روى عنه عبد الصمد العمّي وأهل البصرة"، وانظر: لسان الميزان ج4/ 352 ترجمة عمران العمّي حيث عقب على قول الذهبي أيضاً.
وقال ابن حبان في المجروحين ج2/123 ط القاهرة في ترجمة عمران العمى "من أهل البصرة، يروي عن الحسن، روى عنه حمّاد بن مسعدة والبصريون، ومن زعم أنه عمران القطان فقد وهم ... " وذكر أنه اختلط ورمى يحيى القطان بحديثه.(2/378)
عمران القطان (1) ، عن قتادة (2) ،عن أبي المليح (3) ، عن واثلة (4) أن (أعرابياً بال في المسجد) (5) .
قال أبو زرعة: أراه عندي عبيد الله بن أبي حميد (6) ، هذا حديث عبيد الله بن أبي حميد.
__________
(1) (خت 4) عمران بن داود العمي أبو العوام القطان البصري. صدوق يهم، ورمى برأي الخوارج. انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 297، ميزان الاعتدال ج3/ 236-237، تهذيب التهذيب ج 8/ 130- 132.
(2) قتادة بن دعامة السدوسي، مضت ترجمته.
(3) (ع) أبو المليح بن أسامة الهذلي. قيل اسمه عامر، وقيل زيد بن أسامة بن عمير، وقيل ابن عامر بن عمير (ثقة) انظر: تهذيب التهذيب ج12/ 246.
(4) واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، مضت ترجمته.
(5) رواه ابن ماجة في سننه ج1/176، عن أنس، وعن أبي هريرة، وذكر هذه الرواية.
قال ابن ماجة: ثنا محمد بن يحيى، ثنا محمد بن عبد الله، عن عبيد الله الهذلي، قال محمد بن يحيى، وهو عندنا ابن أبي حميد. أنا أبو المليح الهذلي، عن واثلة بن الأسقع، قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "اللهم ارحمني، ومحمداً ولا تشرك في رحمتك إيانا أحداً. فقال: (لقد حظرت واسعاً، ويحك أو ويلك" قال، فشج يبول. فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: مه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوه" ثم دعا بسجل من ماء فصب عليه". قال أحمد بن أبي بكر البوصيري في مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة "إسناد حديث واثلة بن الأسقع ضعيف لاتفاقهم على ضعف عبد الله الهذلي" وانظر: أقوال الأئمة فيه. وورد الحديث من طرق صحيحة بلفظ "أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أعرابياً يبول في المسجد فقال: دعوه. حتى إذا فرغ دعا بماء فصبه عليه" وبألفاظ مقاربة. انظر: صحيح البخاري كتاب الوضوء باب 57 ج1/ 323- 325 وكتاب الأدب باب 35ج10/ 449، وصحيح مسلم كتاب الطهارة ج1/ 236- 237، ورواه أبوداود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، والدارمي، وموطأ مالك، ومسند أحمد، وانظر: مجمع الزوائدج1/ 286 وتاريخ أصبهان لأبي نعيم ج1/ 85 وذكره المزي في تهذيب الكمال، انظر: تهذيب التهذيب ج 7/ 9.
(6) (ق) عبيد الله بن أبي حميد غالب، الهذلي، الهمداني، أبو الخطاب البصري، روى عن أبي المليح الهذلي. انظر: الجرح والتعديل ج2/ ق2/ 12- 313، تهذيب التهذيب ج 7/ 9- 10، ميزان الاعتدال ج3/ 5.(2/379)
قلت: أبو الدهماء البصري (1) ؟ قال: "النفيلي (2) حدثنا عنه، وهو بصري قدم حران لا يعرف بالبصرة، روى غير حديث منكر".
قلت: يوسف بن واقد (3) ؟ قال: "كان لايعقل هذا الشأن".
قلت: سفيان بن عامر (4) ؟ قال: "ليس بالقوي".
قلت: حديث زياد بن عبد الله (5) ، عن حميد (6) ، عن أنس في صلاة الضحى. فقال: "خطأ، إنما هو حميد، عن محمد بن قيس (7) ، عن جابر (8) . قلت: بلغك أن أحمد بن حنبل كان يضغف حنظلة السدوسي (9) ؟ قال: هو ضعيف".
__________
(1) أبو الدهماء، قال ابن حبان في المجروحين ج3/149 ط القاهرة: "كان ممن يروي المقلوبات، ويأتي عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات فبطل الاحتجاج به إذا انفرد"، وانظر: ميزان الاعتدال ج 4/ 522.
(2) عبد الله بن محمد النفيلي، مضت ترجمته.
(3) يوسف بن واقد الرازي، أبو يعقوب الصيقل، روى عن يعقوب الأشعري، وابن المبارك، وجرير بن عبد الحميد وغيرهم. قال عنه أبو حاتم: "كان صدوقاً". انظر: الجرح والتعديل ج 4/ق 2/233.
(4) سفيان بن عامر قاضي بخارى. قال أبو حاتم: "ليس بالقوي".انظر: ميزان الإعتدال ج 2/169، لسان الميزان ج 3/53، والجرح والتعديل ج2/ق1/ 230.
(5) هو ابن الطفيل البكائي، مضت ترجمته.
(6) (ع) حميد بن أبي حميد الطويل أبو عبيدة الخزاعي مولاهم وقيل غير ذلك البصري، روى عن أنس وغيره ت 142 أو 143 هـ. ثقة، مدلس، وعابه زائدة لدخوله في شيء من أمر الأمراء، مات وهو قائم يصلي. انظر: تهذيب التهذيب ج 3/ 38- 40.
(7) (م ت س ق) محمد بن قيس المدني قاضي عمر بن عبد العزيز أبو إبراهيم مولى يعقوب القبطي ويقال مولى آل أبي سفيان، ثقة. انظر: تهذيب التهذيب ج9/ 414.
(8) (ع) جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الخزرجي السلمي، أبو عبد الله الأنصاري الصحابي الجليل ت 73هـ أو 77 أو78هـ. أحد المكثرين عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عن جماعة من الصحابة، انظر: الإصابة ج1/ 434- 435، تهذيب التهذيب ج2/ 42- 43.
(9) (ت ق) حنظلة بن عبد الله وقيل ابن عبيد وقيل ابن عبد الرحمن وقيل ابن أبي صفية، السدوسي أبوعبد الرحيم البصري. قال عنه الإمام أحمد: "منكر الحديث يحدث بأعاجيب" وقال عنه "ضعيف الحديث يروي عن أنس أحاديث مناكير وقد روى عنه بعض الناس وترك بعض الناس الرواية عنه". انظر: تهذيب التهذيب ج2/ 62، وانظر: الجرح والتعديل ج ا/ ق2/240- 241، قال الذهبي في ميزان الاعتدال ج1/ 621 "له في الكتابين حديث واحد، وهو: (أينحني بعضنا لبعض؟ قال: لا) . حسنه الترمذي رواه عن أنس"، انظر: تحفة الأحوذي ج7/ 513- 514، وسنن ابن ماجة ج2/ 1220 ونقل الذهبي قول أحمد محتصراً. انظر: أسماء الضعفاء لابن الجوزي.(2/380)
قلت: عبد الوارث (1) الذي روى عن أنس، من روى عنه؟. قال: ليث (2) ، ويحيى الجابر (3) ، وجابر الجعفي (4) ، وسلمة بن سابور (5) ، وأبو هاشم (6) ، وهو منكر الحديث.
قلت: أبو سنان (7) الذي روى عنه عيسى بن يونس (8) ؟ فقال: روى عنه
__________
(1) عبد الوارث مولى أنس بن مالك الأنصاري روى عن أنس، روى عنه يحيى بن عبد الله الجابر، وجابر الجعفي، وقطري الخشاب، وسلمة بن رجاء، وأبو هاشم عمر ابن مرة. انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 74، ميزان الاعتدال ج2/ 678.
(2) ليث بن أبي سليم بن زنيم القرشي مولاهم الكوفي، ستأتي ترجمته.
(3) (دت ق) يحيى بن عبد الله بن الحارث الجابر، ويقال المجبر، التيمي، البكري، مولاهم أبو الحارث الكوفي، كان يجبر الأعضاء، لين الحديث وروايته عن المقدام مرسلة. انظر: الجرح والعديل ج4/ ق 2/161، ميزان الاعتدال ج4/ 389، تهذيب التهذيب ج11/ 38- 439.
(4) (دت ق) جابر بن يزيد بن الحارث، الجعفي، أبو عبد الله، ويقال أبو يزيد الكوفي ت 127 وقيل 132 هـ، ضعيف رافضي، انظر: تهذيب التهذيب ج2/ 46- 51. قال عنه أبو زرعة "لين" انظر: الجرح والتعديل ج ا/ ق1/ 498.
(5) سلمة بن سابور، روى عن عطية العوفي، وعبد الوارث مولى أنس روى عنه الفضل بن موسى، وعبد الحميد الحماني، وسلمة بن رجاء وغيرهم. قال عنه يحيى ابن معين: "ضعيف" انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 163، وميزان الاعتدال ج 2/190.
(6) لعله (د) عمار بن عمارة، أبو هاشم الزعفراني، البصري. روى عن الحسن البصري. انظر: الجرح والتعديل ج3/ ق1/390، تهذيب الهذيب ج7/404 - 405. أو لعله (ع) أبو هاشم الرماني الواسطي روى عن سعيد بن جبير والحسن وغيرهما ت122هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج12/ 261.
(7) (بخ قد ت ق) عيسى بن سنان الحنفي، أبو سنان، القسطي، الفلسطيني، سكن البصرة، ونقل المزي قول أبي زرعة فيه باختصار. انظر: تهذيب التهذيب ج 8 / 212.
(8) (ع) عيسى بن يونس بن أبي إسحاق، السّبيعي، كوفي نزل الشام مرابطاً، ثقة مأمون، ت 187 أو 191هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج8/ 237- 240، الجرح والتعديل ج3/ ق1/ 291- 292.(2/381)
(عيسى بن يونس) ، وحماد بن سلمة (1) ، وأبو أسامة (2) ، ويوسف السمتي (3) ، ويوسف بن عتبة (4) ، واسمه عيسى بن سنان القسطي: "لين الحديث"، (وسألته مرة أخرى) قلت: أبو سنان عيسى ابن سنان؟ قال: "مخلط ضعيف الحديث، روى عنه حماد بن سلمة، وحجاج الصواف (5) هو شامي، فلقيهم بالبصرة فكتبوا عنه".
قلت: عبيدة بن الأسود (6) ؟ قال: "ثقة". قلت: "يروي تلك الأحاديث، وذكرت حديث مجاهد (7) ، عن ابن عمر، وغيره. فقال: هذا عيسى فمن دونه".
__________
(1) (خت م 4) حماد بن سلمة بن دينار البصري، أبو سلمة، ثقة عابد، أثبت الناس في ثابت، وتغير حفظه بآخره ت167هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 3/ 11- 16، الجرح والتعديل ج1/ ق2/ 140- 142.
(2) (ع) حماد بن أسامة بن زيد، القرشي، مولاهم، أبو أسامة الكوفي ت 201 هـ. روى عن هشام بن عروة وبريد بن عبد الله بن أبي بردة والأعمش وغيرهما: وعنه الشافعي وأحمد وإسحاق وغيرهم. قال عنه أحمد: "أبو أسامة أثبت من مائة مثل عاصم، كان صحيح الكتاب ضابطاً للحديث كيساً صدوقا". انظر: تهذيب التهذيب ج3/ 2- 3، الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 32 1- 133.
(3) (ق) يوسف بن خالد بن عمير السمتي أبو خالد البصري. وسيأتي رأي أبي زرعة فيه.
(4) لعله (بخ س) يوسف بن عبدة بن ثابت الأزدي العتكي المهلبي مولاهم أبو عبدة البصري القصاب، روى عن حماد بن سلمة وهو من أقرانه. انظر: تهذيب التهذيب ج 11/ 417، الجرح والتعديل ج 4/ق2/ 226 وهو لين الحديث. أو لعله (خ ت س) يوسف بن يعقوب بن أبي القاسم، السدوسي مولاهم، أبو يعقوب السلمي بكسر المهملة، وفتح اللام، وقيل بفتح أوله ثم سكون، البصري الضبعي ت سنة 201 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 11/ 431 وتقريب التهذيب ج 2/ 384. (وهو صدوق) .
(5) (ع) حجاج بن أبي عثمان ميسرة أو سالم الصواف أبو الصلت، ويقال أبو عثمان الكندي مولاهم البصري ت 143 هـ. ثقة، حافظ، انظر: تهذيب التهذيب ج 2/ 203.
(6) عبيدة بن الأسود، الهمداني، كوفي، وهو ابن الأسود بن سعيد، روى عن أبي إسحاق الهمداني ومغيرة والقاسم بن الوليد وابن أبي عروبة. روى عنه يوسف بن عدي، وعبد الله بن سالم وعثمان بن أبي شيبة وعبد الله بن عمر القرشي ويحيى بن عبد الرحمن الأرحبي. قال عنه أبو حاتم "ما بحديثه بأس" انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 94- 95، ولم ينقل قول أبي زرعة فيه.
(7) (ع) مجاهد بن جبر، أبوالحجاج، المخزومي مولاهم، المكي، ثقة، إمام في التفسير وفي العلم، ت 104هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 10/ 42- 44.(2/382)
قلت: من يحيى [بن] عبد الرحمن الأرحبي (1) ؟ قال: لا يبعد.
قلت: سلمة بن نبيط (2) ، عن أبيه (3) ، عن عائشة (4) "أن النبي صلى الله عليه وسلم أفرد الحج" (5) ؟ فقال: "هذا باطل، من رواه؟ ".
قلت: حدثنا شيخ بالكوفة يقال له أبو عبيدة بن أبي السفر (6) ، عن
__________
(1) (ت س ق) يحيى بن عبد الرحمن بن مالك بن الحارث الأرحبي الكوفي، روى عن عبيدة ابن الأسود وغيره. قال عنه أبو حاتم: "شيخ لا أدري في حديثه إنكاراً يروي عن عبيدة ابن الأسود أحاديث غرائب". انظر: الجرح والتعديل 4/ ق2/ 167، تهذيب التهذيب ج 11/250. وانظر: ترجمته في ميزان الاعتدال ج 4/ 393 ولم ينقلوا قول أبي زرعة فيه.
(2) (دتم س ق) سلمة بن نبيط بن شريط بن أنس الأشجعي، أبو فراس، الكوفي، ثقة، يقال اختلط. انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 173- 174، تهذيب التهذيب ج 4/ 58- 59، ميزان الاعتدال ج 2/ 193.
(3) (دتم س ق) نبيط بن شريط بن أنس بن مالك بن هلال الأشجعي الكوفي، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن سالم بن عبيد وأنس بن مالك، انظر: تهذيب التهذيب ج10/ 417 - 418، الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 505، الإصابة ج6/ 422.
(4) (ع) عائشة بنت أبي بكر الصديق التيمية أم المؤمنين تكنى أم عبد الله الفقيهة، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً وعن أبيها وعمر وغيرهم. قال الشعبي: "كان مسروق إذا حدث عن عائشة قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله تعالى المبرّأة من فوق سبع سموات"، وقال الزهري: "لوجمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل". توفيت سنة 58 هـ. رضي الله عنها وقاتل مبغضيها. انظر: الإصابة 6/18- 21، تهذيب التهذيب ج 12/ 433.
(5) روى مسلم في صحيحه في كتاب الحج ج 2/ 875، وأبوداود في سننه في كتاب الحج/ باب في إفراد الحج ج8/ 378، وفي جامع الترمذي في كتاب الحج باب ما جاء في إفراد الحج ج 3/ 551- 552 وفي المجتبى من سنن النسائي إفراد الحج ج 5/ 112، وفي سنن ابن ماجة ج 2/ 988 كلهم من طريق مالك، عن عبد الرحمن ابن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، وروي عنها وغيرها من طريق آخر. وانظر: مسند أحمد ج11/ 144- 146، وانظر: تذكرة الموضوعات للمقدسي ص 18، حيث قال: "رواه عبد الله بن عيسى الفروي، عن ابن نافع عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، وإنما هو عن مالك عن عبد الرحمن بن قاسم، عن أبيه، عن عائشة، فأخطأ فيه الفروي وركب له إسناداً" وانظر: تهذيب التهذيب ج 12/ 173، وانظر: المجروحين ج 2/ 49، وانظر: تاريخ أصبهان ج 2/ 89.
(6) (ت س ق) أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي السفر سعيد بن يحمد، الهمداني، أبو عبيدة، الكوفي، ت 258 هـ. "صدوق، يهم"، انظر: الجرح والتعديل ج1 / ق1/ 57- 58، تهذيب التهذيب ج 1/ 48- 49.(2/383)
زيد بن الحباب (1) . فقال: "لوحلف إنسان على هذا أنه باطل لم يحنث عندي". وشهدت أبا حاتم يقول لأبي زرعة: "كان يحيى بن معين (2) يقال: يوسف السمتي زنديق (3) [وعائذ بن حبيب زنديق] " (4) .
فقال له (5) أبو زرعة: "أما عائذ بن حبيب فصدوق في الحديث، وأما يوسف السمتي (6) ، فذاهب الحديث، كان يحيى يقول: كذاب".
__________
(1) (ت م ع) زيد بن الحباب بن الريان ويقال رومان التيمي، أبو الحسين العكلي، الكوفي، أصله من خراسان ورحل في طلب العلم. سكن الكوفة ت 203 هـ. وهو صدوق يخطىء في حديث الثوري. انظر: تهذيب التهذيب ج 3/ 402- 404، الجرح والتعديل ج1 / ق 2/ 561-562.
(2) مضت ترجمته.
(3) (ق) يوسف بن خالد بن عمير السمتى، أبو خالد البصري مولى صخر بن سهل الليثي ت 189 أو 190هـ. قال عنه يحيى بن معين: "كذاب، خبيث عدو الله رجل سوء رأيته بالبصرة ما لا أحصي لا يحدث عنه أحد فيه خير"، وقال عنه: "كذب زنديق، لا يكتب حديثه"، قال أبو حاتم: "أنكرت قول يحبى بن معين فيه أنه زنديق حتى حمل إليّ كتاب قد وضعه في التجهم باباً باباً ينكر الميزان في القيامة فعلمت أن يحيى بن معين كان لا يتكلم إلا على بصيرة وفهم". قلت: ابنه عبد الرحمن) ما حاله؟ قال: "ذاهب الحديث" وانظر: تهذيب التهذيب ج 11/ 411 وذكر الذهبي في ميزان الاعتدال ج 4/ 464 قول أبي حاتم باختصار وذكر أن ابن معين كذبه، وسأل ابن أبي حاتم أبا زرعة عنه فقال: "ذاهب الحديث، ضعيف الحديث، اضرب عل حديثه، كان يحيى بن معين يقول: كان يكذب" انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق ق/222، وانظر: تهذيب التهذيب ج 11/ 412، وروى الرامهرمزي في المحدث الفاصل ص 398- 399 بسنده إلى يحيى بن سعيد حكاية خلاصتها أن يوسف السمتى مع بعض طلاب الحديث ذهبوا إلى ابن عجلان لاختباره فقلبوا الأسانيد وفي نهاية المجلس قال ليوسف بن خالد: إن كنت أردت شينى وعيببي فسلبك الله الإسلام ... قال يحيى: "ولم يمت يوسف حتى اتهم بالزندقة"، وانظر: ميزان الاعتدال ج 3/ 645- 646، شرح العلل لابن رجب ص 131.
(4) ما بين [] ، سقط في الأصل وأثبتها المزي، انظر: تهذيب التهذيب ج 5/88 حيث أورد الخبر إلى قوله وهو بهذا أشبه.
وعائذ (س ق) هو ابن حبيب بن الملاح العبسي ويقال القرشي، مولاهم أبو أحمد ويقال أبو هاشم الكوفي بياع الهروي ت 190 هـ، انظر: تهذيب التهذيب 5/ 88 قال عنه الذهبي: "هو شيعي جلد" انظر: ميزان الاعتدال ج 2/ 363.
(5) في تهذيب التهذيب ج 5/ 88 (فقال أبو زرعة) .
(6) في تهذيب التهذيب ج 5/ 88 (وأما يوسف فذاهب) .(2/384)
قال أبو عثمان (1) : "فرأيت هذه الحكاية (2) التي حكاها أبوحاتم عندي، عن بعض شيوخنا، عن يحيى، كان عائذ بن حبيب (زيديا) (3) وهو (4) بهذا أشبه، والله أعلم".
قلت لأبي زرعة: عمر بن حبيب القاضي (5) ؟ قال: "ليس بالقوي".
قلت: عباد بن كثير الرملي (6) ، وعباد بن كثير البصري (7) ؟ [7- ب] فقال: "كلاهما واهيان في الحديث، وهما فاضلان متعبدان".
قلت: عبد الواحد بن زيد (8) ؟ قال: قدري. قلت: كيف حديثه؟ قال: "أما في الحديث فليس بذاك الضعيف".
__________
(1) في تهذيب التهذيب ج 5/ 88 (قال البرذعي) .
(2) في تهذيب التهذيب ج 5/ 88 (فرأيت الحكاية) .
(3) هذه الكلمة في تهذيب التهذيب ج 5/ 88 ساقطة، وفي الأصل رسمت هكذا (زيري) والصواب زيدي والله أعلم.
(4) في تهذيب التهذيب ج 5/ 88 (قال وهو بهذا) .
(5) (ق) عمر بن حبيب بن محمد بن مجالد بن سبيع، العدوي، البصري، القاضي. ت 206 أو 207 هـ. نقل المزي قول أبي زرعة فيه. انظر: تهذيب التهذيب ج 7/ 432، وسيأتي ذكره أيضاً، وهذا الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد ج 11/ 200 بسنده إلى البرذعي.
(6) (بخ ق) عباد بن كثير الرملي الفلسطينى، الشامي، بقي إلى بعد 170 هـ. نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 85 قول أبي زرعة فيه، وانظر: تهذيب التهذيب ج 5/ 102، وفي ميزان الاعتدال ج 2/ 370 ذكر (ضعيف) فقط وكذا في أسماء الضعفاء لابن الجوزي.
(7) (دق) عباد بن كثير الثقفي، البصري، ت سنة بضع وخمسين ومائة قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 85 "سألت أبا زرعة عن عباد بن كثير قلت يكتب حديثه؟ قال: لا ثم قال: كان شيخاً صالحاً وكان لايضبط الحديث، وكان في كتاب أبي زرعة حديث عن أحمد بن يونس عن زهير، عن عباد بن كثير، فقال: اضربوا عليه ولم يحدثنا به" وانظر: تهذيب التهذيب 5/100-101.
(8) عبد الواحد بن زيد البصري الزاهد، شيخ الصوفية وواعظهم، انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/20، ميزان الاعتدال ج 2/ 672- 673.(2/385)
حدثنا محمد بن إسحاق يعني الصاغاني (1) ، عن يحيى بن معين أن عبد الواحد بن زيد كان قاصا بالبصرة.
وقال أبو زرعة: يريبني أمر أبي غزيّة (2) ، حدثني أبو بكر بن أبي شيبة الحزامي (3) ، عن أيى كزئة، عن فليح (4) ، عن نافع (5) عن ابن عمر قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل الكعبة محتبيا (6) بيديه".
__________
(1) محمد بن إسحاق الصاغاني، أبو بكر بغدادي، كان أحد الأثبات المتقنين مع صلابة في الدين واشتهار بالسنة واتساع بالرواية ت 207 هـ. انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 195-196، تذكرة الحفاظ ج 2/ 573- 574.
(2) محمد بن موسى أبو غزية وهو ابن موسى بن مسكين، روى عن مالك بن أنس، وفليح بن سليمان، وعنه إبراهيم بن المنذر، والزبير بن بكار، وطائفة ت 207 هـ. انظر: الجرح والتعديل 4/ ق1/ 83، ميزان الاعتدال 4/ 49، والكنى والأسماء للإمام مسلم لوحة - 89-.
(3) (خ س) عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة وقيل ابن محمد بن شيبة الحزامي (بمهملة وزاي) مولاهم المدني أبو بكر. قال أبو حاتم: رآه أبو زرعة فذكره بغرائب لم تكن عنده فسأله أن يحدثه فسمع منه وهو من كبار الحادية عشرة. انظر: تهذيب التهذيب ج 6/ 221- 222، الإكمال لابن ماكولا ج3/ 35 في باب: الحرامي والحزامي.
(4) فليح بن سليمان قيل اسمه عبد الملك. مضت ترجمته.
(5) نافع مولى عبد الله بن عمر. مضت ترجمته.
(6) روى البخاري في صحيحه في كتاب الاستئذان/ باب الاحتباء باليد، وهو القرفصاء ج11/ 65- 66. قال: ثنا محمد بن أبي غالب نا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا محمد بن فليح، عن أبيه، عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء الكعبة محتبيا بيده هكذا ... " قال ابن حجر أثناء شرحه للحديث "ورويناه في الجزء السادس من- فوائد أبي محمد بن صاعد- عن محمود بن خالد، عن أبي غزيّة وهو محمد بن موسى الأنصاري القاضي، عن فليح نحوه، وزاد (فأرانا فليح موضع يمينه على يساره موضع الرسغ) وقد أخرجه الإسماعيلي من رواية أبي موسى محمد بن المثنى، عن أبي غزية بسند آخر قال: (حدثنا إبراهيم بن سعد، عن عمر بن محمد بن زيد، عن نافع، فذكر نحو حديث الباب يدون كلام فليح، وأخرجه أبو نعيم من وجه آخر، عن أي غزية، عن فليح ولم يذكر كلام فليح أيضاً، والذي يظهر أن لأبي غزية فيه شيخين، وأبو غزية (بفتح المعجمة وكسر الزاي وتشديد التحتانية) ضعفه ابن معين وغيره، ووقع عند أبي داود من حديث أبي سعيد "أن رسول الله صل الله عليه وسلم كان إذا جلس احتبى بيديه" زاد البزار "ونصب ركبتيه" وأخرج البزار أيضاً من حديث أبي هريرة بلفظ "جلس عند الكعبة فضم رجليه فأقامها واحتبى بيديه". وانظر: سنن أبي دادو في كتاب الأدب/ باب في جلوس الرجل ج 19/ 93-96، ومجمع الزوائد ج 8/ 60، والإصابة في ترجمة فيلة بنت مخرمة التميمية ج 8/ 86.(2/386)
وحدثنا أبو موسى الأنصاري (1) ، عن أبي غزية، عن إبراهيم بن سعد (2) ، عن عمر بن محمد (3) ، عن ابن عمر قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في ظل الكعبة محتبيا بيديه".
قال أبو زرعة: "أخاف أن لا يكون لواحد منهما أصل".
وسمعت أبا زرعة يقول: "كنت سمعت رجاء الحافظ (4) حين قدم علينا فحدثنا عن علي بن المديني (5) ، عن معاذ بن هشام (6) عن أبيه (7) ، عن عمرو بن دينار (8) ، عن عكرمة (9) ، عن ابن عباس (10) قال: "نهى النبي صلى
__________
(1) (ع) محمد بن المثنى بن عبيد بن قيس بن دينار العنزي، أبو موسى البصري الحافظ المعروف بالزمن ت 252 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 9/ 426، والجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 95.
(2) (ع) إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو إسحاق المدني، نزيل بغداد، ثقة حجة، تكلم فيه بلا قادح ت 185 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 1/ 121- 123.
(3) (خ م دس ق) عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، العدوي المدني، نزيل عسقلان. ت بعد 150هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 7/ 495- 496.
(4) (دق) رجاء بن مرجي بن رافع الغفاري أبو محمد ويقال أبو أحمد بن أبي رجاء
المروزي، ويقال السمرقندي، الحافظ. سكن بغداد ت 249 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج3/269.
(5) مضت ترجمته.
(6) (ع) معاذ بن هشام أبي عبد الله اسمه سنبر الدستوائي البصري صدوق ربما وهم ت 200 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج10/196.
(7) (ع) هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، أبو بكر البصري واسم أبيه سنبر الربعي كان يبيع الثياب التي تجلب من دستواء فنسب إليها. ثقة، ثبت وقد رمي بالقدر ت 654 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج11/43- 45.
(8) عمرو بن دينار المكي، أبو محمد الأثرم، الجمحي مولاهم أحد الأعلام ثقة، ثبت ت 126 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج8/28- 30.
(9) (ع) عكرمة البربري، أبو عبد الله المدني مولى ابن عباس أصله من البربر ثقة، ثبت، عالم بالتفسبر، لم يثبت تكذيبه عن ابن عمر، ولا يثبت عنه بدعة. ت 107 وقيل بعد ذلك. انظر: تهذيب التهذيب ج7/263- 273.
(10) عبد الله بن عباس، مضت ترجمته.(2/387)
الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا) (1) فأنكرته ولم أكن دخلت البصرة بعد فلما التقيت مع علي سألته، فقال من حدث بهذا عني مجنون، ما حدثت بهذا قط، وما سمعت هذا من معاذ بن هشام قط.
وشهدت أبا زرعة ينكر حديث العلاء بن عبد الرحمن (2) (إذا انتصف شعبان) (3) وزعم أنه منكر.
__________
(1) روى البخاري في صحيحه في كتاب العمرة/ باب لا يطرق أهله إذا بلغ المدينة ج3/ 620 عن جابر رضي الله عنه قال: "نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرق أهله ليلاً" وكذلك في كتاب النكاح/ باب قول الرجل لأطوفن الليلة على نسائي ج9/339-340، ومسلم في صحيحه في كتاب الإمارة/ باب كراهة الطروق وهو الدخول ليلاً ... عنه وعن أنس ج3/1527- 1528، وأبو داود في سننه في كتاب الجهاد/ باب في الطروق ج12/413-414، والترمذي في الجامع في أبواب الإستئذان والآداب/ باب في كراهية طروق الرجل أهله ليلا ج7/493- 494 قال "وفي الباب عن أنس، وابن عمر، وابن عباس" وقال عن الحديث: "حسن صحيح"، ثم قال: "وقد روي، عن ابن عباس "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهاهم أن يطرقوا النساء ليلا" بلفظ أطول، ورواه عن ابن عباس باللفظ الذي ذكره الترمذي ابن خزيمة في صحيحه، انظر: فتح الباري ج1/349، وروى الحاكم في المستدرك ج4/293، عن عبد الله بن رواحة حديث النهي بلفظ آخر، وقال: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، وقال الذهبي عنه: "مرسل"، وانظر: المطالب العالية ج2/420 حيث روى الحديث الحارث في مسنده عن أم عمارة.
(2) (زم 4) العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي، أبو شبل المدني، مولى الحرقة من جهينة ت 132 هـ، نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج3/ق1/358 عن أبي زرعة أنه قال فيه: "ليس هو بأقوى ما يكون" وفي تهذيب التهذيب ج8/187 "ليس هو بالقوي ما يكون" وفيه قال الخليلي "مدني مختلف فيه لأنه ينفرد بأحاديث لا يتابع عليها لحديثه اذا كان النصف من شعبان فلا تصوموا".
(3) رواه أبو داود في سننه كتاب الصيام/ باب في كراهية ذلك ج11/133- 134، والترمذي في الجامع في كتاب الصوم/ باب ماجاء في كراهية الصوم في النصف الباقي من شعبان لحال رمضان ج3/437- 439 وقال عنه: "حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه على هذا اللفظ" أي (إذا بقي نصف من شعبان فلا تصواموا) وقال: "ومعنى هذا الحديث عند بعض أهل العلم أن يكون الرجل مفطراً فإذا بقى شيء من شعبان أخذ في الصوم لحال شهر رمضان"، وابن ماجة في سننه ج1/528 بلفظ "فلا صوم حتى يجيء رمضان" وأحمد في مسنده ج.1/ 205، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان ج1/283 بلفظ "فأمسكوا عن الصوم لرمضان" ورواه أبو جعفر الطحاوي في شرح معاني الآثار ج2/82 بلفظ "لا صوم بعد النصف من شعبان حتى رمضان" كلهم من طريق العلاء بن عبد الرحمن. وقد اختلف في صحة هذا الحديث فصححه الترمذي، وابن حبان، وابن عساكر، وابن حزم. وابن عبد البر. وضعفه الإمام أحمد فيما حكاه البيهقي (يعنى ابن مهدي) لا يحدث به، وقال المنذري: "ويحتمل أن يكون الإمام أحمد إنما أنكره من جهة العلاء بن عبد الرحمن فإن فيه مقالاً لأئمة هذا الشأن ... ". انظر: مختصر سنن أبي داود للمنذري ومعالم السنن للخطابي وتهذيب ابن القيم ج 3/223- 225 ط القاهر أنصار السنة المحمدية 1368 هـ- 1949م والمقاصد الحسنة ص 35 وكشف الخفاء 1/ 84، وانظر: الموضوعات لابن الجوزي ج1/33 حيث عده من غرائب الحديث التى يرويها الثقات العدول) .(2/388)
قلت: عاصم بن عبد العزيز (1) ؟ قال: "ليس بالقوي".
قلت: محمد بن عبد الرحمن الطفاوي (2) ؟ قال: "ينكر إلا أن أحمد حدثنا عنه".
قلت: الأفريقي (3) ؟ قال: "ليس بالقوي".
قلت: حديث رواه محمد بن أيوب بن سويد الرملي (4) ، عن أبيه (5) ، عن
__________
(1) (ت ق) عاصم بن عبد العزيز بن عاصم، الأشجعي، أبو عبد الرحمن، ويقال أبو عبد العزيز المدني. انظر: الجرح والتعديل ج3/ق1/348، تهذيب التهذيب ج 5/ 46، ميزان الاعتدال ج2/353.
(2) (خ دت س) محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، أبو المنذر، البصري، ت 7 أو 289 هـ. نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج3/ق2/ 324 عن أبي زرعة أنه قال عنه: (منكر الحديث) وانظر: ميزان الاعتدال ج 3/ 618، وتهذيب التهذيب ج 9/ 309، وهدي الساري ص 440، وأسماء الضعفاء لابن الجوزي، وقال عنه أيضاً: "صدوق إلا أنه يهم أحياناً" انظر: تهذيب التهذيب ج 9/ 309 وعلل الحديث ج 1/ 13.
(3) الأفريقي عبد الرحمن، مضى قول أبي زرعة فيه، وقوله هذا نقله ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 235.
(4) محمد بن أيوب بن سويد الرملي، نقل الذهبي في ميزان الاعتدال ج 3/ 487 في ترجمته عن أبي زرعة أنه قال: "رأيته قد أدخل في كتب أبيه أشياء موضوعة" وكذلك ابن حجر في تهذيب التهذيب ج 9/ 69 ولسان الميزان ج 5/ 87.
(5) (دت ق) أيوب بن سويد الرملي، أبو مسعود، السيباني، الحميري، صدوق يخطىء، ت 193 وقيل 202 هـ. انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 249- 250، ميزان الاعتدال 1/ 287-288، تهذيب التهذيب ج 1/405- 406. قال أبو عمير النحاس ضمن كلامه عنه "وإذا سألناه عن كتابه قال خبأته لابي محمد" انظر: تهذيب التهذيب ج 1/ 406.(2/389)
الأوزاعي (1) ، قال: "حديث (بارك لأمتي في بكورها) (2) ؟ قلت: نعم. قال: مفتعل، ثم قال: كنت بالرملة فرأيت شيخا جالسا بحذائي إذا نظرت إليه سبح، وإذا لم أنظر إليه سكت، فقلت في نفسي هذا شيخ هو ذا يتصنع لي. فسألت عنه؟ فقالوا: هذا محمد بن أيوب بن سويد.
فقلت لبعض أصحابنا: إذهب بنا إليه فأتيناه فأخرج إلينا كتب أبيه أبوابا مصنفة بخط أيوب بن سويد، وقد بيض أبوه كل باب، وقد زيد في البياض أحاديث بغير الخط الأول، فنظرت فيها فإذا الذي بخط الأول أحاديث صحاح، وإذا الزيادات أحاديث موضوعة ليست من حديث أيوب بن سويد. فقلت: هذا الخط الأول خط من هو؟ فقال: خط أبي. فقلت: هذه الزيادات خط من
__________
(1) (ع) الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو بن محمد الدمشقي الحافظ شيخ الإسلام، الإمام، الفقيه، نزل بيروت في آخر عمره فمات بها مرابطاً (88- 157هـ) أجاب عن ثمانين ألف مسألة في الفقه من حفظه انظر: تهذيب التهذيب ج 6/ 238-242، تذكرة الحفاظ ج 1/ 178- 183.
(2) رواه أبو داود في سننه كتاب الجهاد/ باب الابتكار في السفر 12/ 108، والترمذي في الجامع كتاب البيوع/ باب ما جاء في التبكير بالتجارة ج 4/ 402 وابن ماجة في سننه التجارات/ باب ما يرجى من البركة في البكور ج 2/ 752، وأحمد في مسنده ج 13/ 55 وأبو داود الطيالسي ج 1/ 259، والطبراني في المعجم الصغير ج 1/ 96 و111، والخطيب في تاريخ بغداد ج 1/405، 406 وج 9/441، ج 5/ 240، 476، ج 12/ 155 و10/103 وأبو نعيم في تاريخ أصبهان ج1/103، 214، 264، ج2/ 46، 144، 223، 249، والمحدث الفاصل للرامهرمزي فقرة 256، 266، وذكره الدارقطنى في حاشيته على المجروحن لابن حبان ج 1/86 وابن حبان في المجروحين ج 1/148 وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 134، وفي علل الحديث وقال عنه: "قال أبي: لا أعلم في اللهم بارك لأمتي في بكورها حديثاً صحيحاً وفي حديث يعلى فيه عمارة بن حديد وهو مجهول وصخر الغامدي ليس كل أصحاب شعبة يقول صخر الغامدي إلا رجلان يقولان عن صخر وكانت له صحبة ولا يعلم له حديث غبر هذا الحديث" ج 2/268. وانظر: تاريخ جرجان لحمزة السهمي ص 56، وانظر: تهذيب التهذيب ج 9/486، وانظر: المقاصد الحسنة للسخاوي ص 89، وكشف الخفاء ج 1/187. وقال ابن حجر في فتح الباري في كتاب الجهاد/ باب الخروج بعد الظهر ج6/ 114 "وقد اعتنى بعض الحفاظ بجمع طرقه فبلغ عدد من جاء عنه من الصحابة نحو العشرين نفساً".(2/390)
هو؟ قال: خطي. قلت [8- أ-] فهذه الأحاديث من أين جئت بها؟ قال: أخرجتها من كتب أبي. قلت: لا ضير أخرج إلي كتب أبيك التي أخرجت هذه الأحاديث منها.
قال أبو زرعة: فاصفار لونه (وبقي) (1) ، وقال: الكتب ببيت المقدس. فقلت: لا ضير أنا أكتري فيجاء بها إلي فأوجه إلى بيت المقدس، واكتب إلى من كتبك معه حتى يوجهها، فبقي ولم يكن له جواب. فقلت له: ويحك أما تتقي الله ماوجدت لأبيك ماتفقه به سوى هذا. أبوك عند الناس مستور، وتكذب عليه، أما تتقي الله، فلم أزل أكلمه بكلام من نحو هذا، ولا يقدر لي على جواب.
قلت: داود بن الزبرقان (2) ؟ قال: "واهي الحديث".
وسمعت أبا زرعة يقول: هشام بن سعد (3) واهي الحديث. أتقنت ذلك، عن أبي زرعة، وهشام عند غير أبي زرعة أجل من هذا الوزن فتفكرت
__________
(1) أي أفحم وبقي ساكتاً. وهذا التعبير كان مستعملاً منذ القرن الثاني للهجرة، وانظر: ما كتبه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة حول هذا التعبير في بحث لطيف باسم (الإسناد من الدين) نشره في مجلة أضواء الشريعة التى تصدرها كلية الشريعة بالرياض- العدد (7) لعام 1396 هـ ص 44-62.-
(2) (ت ق) داود بن الزبرقان، الرقاشي،. أبو عمرو، وقيل أبو عمر البصري نزل بغداد ت سنة نيف وثمانين ومائة هـ. سيأتي قول أبي زرعة فيه، أما هذا القول فلم أجد من نقله. انظر: كذيب التهذيب ج 3/ 185-186، ميزان الاعتدال ج 2/ 7-8، الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 412-413.
(3) (خت م 4) هشام بن سعد، المدني أبو عباد ويقال أبو سعد القرشي مولاهم ت 160هـ قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 62 "وسألت أبا زرعة عن هشام بن سعد فقال: شيخ محله الصدق وكذلك محمد بن إسحاق، هو هكذا عندي، وهشام أحب إلي من محمد بن إسحاق" وانظر: تهذيب التهذيب ج 11/ 40 وذكر في ترجمته الحديث المذكور وذكر طريقه الصحيح ثم أورد قول الحافظ الخليلي فيه. قال الخليلي: "أنكر الحفاظ حديثه في المواقع في رمضان من حديث الزهري عن أبي سلمة. قالوا وإنما رواه الزهري عن حميد، قال ورواه وكيع عن هشام بن سعد، عن الزهري، عن أبي هريرة منقطعاً. قال أبو زرعة الرازي: "أراد وكيع الستر على هشام لإسقاط أبي سلمة) وانظر: الخبر في الإرشاد في معرفة علماء البلاد ج 2/ ترجمة هشام بن سعد المدني.(2/391)
فيما قال أبو زرعة فوجدت في حديثه وهما كبيرا، من ذلك أنه حدث عن الزهري، عن أبي سلمة (1) . عن أبي هريرة (في قصة الواقع في رمضان) (2) ، وقد روى أصحاب الزهري قاطبة، عن الزهري، عن حميد ابن عبد الرحمن (3) ،
__________
(1) (ع) أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف الزهري المدني قيل اسمه عبد الله وقيل اسمه إسماعيل وقيل اسمه كنيته، روى عن أبيه وعثمان بن عفان وعبادة بن الصامت وغيرهم، وعنه الزهري وغيره. قال ابن سعد: "كان ثقة فقيهاً كثير الحديث". ت 94 أو 104هـ. انظر: تهذيب التهذيب 12/ 115-118.
(2) روى أبو نعيم في تاريخ أصبهان ج 1/139 الحديت من طريق الحسين بن حفص، عن هشام بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم واقع امرأته في رمضان ... إلخ وكذلك في ج 2/ 276، ولقد تكلم الحافظ ابن حجر على طرق الحديث بعد ذكره حديث الزهري عن حميد بن عبد الرحمن فقال: "هكذا توارد عليه أصحاب الزهري، وقد جمعت منهم في جزء مفرد لطرق هذا الحديث أكثر من أربعين نفساً: منهم ابن عيينة والليث ومعمر ومنصور عند الشيخين، والأوزاعي وشعيب وإبراهيم بن سعد عند البخاري ومالك، وابن جريج عند مسلم، ويحيى ابن سعيد وعراك بن مالك عند النسائي، وعبد الجبار بن عمر عند أبي عوانة، والجوزقي وعبد الرحمن بن مسافر عند الطحاوي، وعقيل عند ابن خزيمة، وابن أبي حفصة عند أحمد، ويونس وحجاج بن أرطاة وصالح بن أبي الأخضر عند الدارقطنى، ومحمد بن إسحاق عند البزار. وسأذكر ما عند كل منهم من زيادة فائدة إن شاء الله تعالى. وخالفهم هشام بن سعد، فرواه عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أخرجه أبو داود وغيره. قال البزار وابن خزيمة وأبو عوانة: أخطأ فيه هشام بن سعد. قلت: وقد تابعه عبد الوهاب بن عطاء، عن محمد بن أبي حفصة، فرواه عن الزهري، أخرجه الدارقطنى في (العلل) والمحفوظ عن ابن أبي حفصة كالجماعة. كذلك أخرجه أحمد وغيره من طريق روح بن عبادة عنه، ويحتمل أن يكون الحديث عند الزهري عنهما، فقد جمعهما عنه صالح بن أبي الأخضر أخرجه الدارقطنى في (العلل) من طريقه ... ) ، وانظر: روايات الحديث في فتح الباري ج 4/ 163-173 وج 5/223 وج 9/513-514 وج 10/503 و 552 و 11/595-596 وج12/ 131-132 وصحيح مسلم ج 2/781-784، وسنن أبي داود كتاب الصيام/ باب كفارة من أتى أهله في رمضان ج 11/ 210-227، والترمذي في الجامع في كتاب الصيام/ باب ماجاء في كفارة الفطر في رمضان ج 3/ 415- 417، وسنن ابن ماجة ج 1/534، ومسند أحمد ج 10 /89-95 وشرح معاني الآثار للطحاوي ج 2/59- 62، ومجمع الزوائدج 3/167-168، والمطالب العالية ج 1/ 280- 281، وميزان الاعتدال ج 3/ 74.
(3) (ع) حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو إبراهيم، ويقال أبو عبد الرحمن ويقال: أبو عثمان المدني ت 95 وقيل 105هـ. ثقة انظر: تهذيب التهذيب ج 3/45.(2/392)
وليس من حديث أبي سلمة، وقد حدث به وكيع (1) ، عن هشام (2) ، عن الزهري، عن أبي هريرة، كأنه أراد الستر على هشام في قوله عن أبي سلمة.
قلت لأبي زرعة: الحسن بن ذكوان (3) ؟ قال: "ضعيف الحديث".
قلت: موسى بن محمد بن إبراهيم (4) ؟ قال: "منكر الحديث".
قلت: الحريش بن الخريت (5) ؟ قال "واهي الحديث".
قلت: يحيى بن اليمان (6) ؟ قال: "يهم كثيراً".
__________
(1) وكيع بن سفيان الرؤاسي، مضت ترجمته.
(2) (ع هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي أبو المنذر، وقيل أبو عبد الله ت 6 أو5 أو 147هـ، ثقة، فقيه، ربما دلس، انظر: تهذيب التهذيب 11/ 48- 51.
(3) (خ دت ق) الحسن بن ذكوان، أبو سلمة البصري، روى عن ابن سيرين، وطاووس، وغيرهما، وعنه يحبى القطان وغيره ضعفه ابن معين وأبو حاتم، وقال النسائي: "ليس بالقوي". وقال ابن عدي: "يروي أحاديث لا يرويها غيره، على أن يحيى بن سعيد وابن المبارك قد رويا عنه، وأرجو أنه لا بأس به"، وقال الذهبي: "هو صالح الحديث وذكره ابن حبان في الثقات"، وقال الساجي: "إنما ضعف لمذهبه وفي حديثه بعض المناكير. كان قدرياً"، وانظر: أقوال الأئمة فيه في: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 13، وتهذيب التهذيب ج 2 / 276- 277، وميزان الاعتدال ج 1/ 489، وهدي الساري ص 397، وأسماء الضعفاء لابن الجوزي.
(4) (ت ق) موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، أبو محمد المدني. ت 151هـ. نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 160 قول أبي زرعة فيه، وكذا في تهذيب التهذيب ج 10/ 368.
(5) (ق) حريش بن الخريت، البصري، أخو الزبير. نقل المزي قول أبي زرعة فيه. انظر: تهذيب التهذيب ج 2/ 241، وفي ميزان الاعتدال ج 1/ 476 عنه (واه) ، وفي علل الحديث ج 1/47 قال عن حديث رواه: "هذا حديث منكر، والحريش شيخ لا يحتج بحديثه"، روى له ابن ماجة حديثاً واحداً عن عائشة "كنت أضع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة آنية مخمرة" انظر: سنن ابن ماجة 1/99، 129، ج 2/1119، 1129.
(6) (بخ م 4) يحيى بن يمان العجلي أبو زكرياء الكوفي ت 189هـ، صدوق عابد، يخطىء كثيراً، وقد تغير انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 199، تهذيب التهذيب ج 11/306، ميزان الاعتدال ج 4/ 416.(2/393)
قلت: معلى بن عبد الرحمن الواسطي (1) ؟ قال: "واهي الحديث".
قيل: علي بن عاصم (2) ؟ قال: "ترك الناس حديثه إلا أن أحمد ربما ذكره وحدثنا أبو زرعة، عن شيخ له، عن علي بحديث في غير هذ الوقت".
وحدثنا محمد بن يحيى النيسابوري (3) قال: قلت لأحمد بن حنبل: في علي بن عاصم، وذكرت له خطأه، فقال لي أحمد: "كان حماد ابن سلمة يخطىء، وأومأ أحمد بيده خطأ كثيراً، ولم ير بالرواية عنه بأساً (4) وحدثنا محمد بن يحيى عنه".
وحدثني عيسى بن بشر الرازي (5) قال: سألت يحيى بن معين، عن
__________
(1) (ق) معلى بن عبد الرحمن الواسطي. روى الخطيب في تاريخ بغداد ج 13/188 بسنده إلى البرذعي أن أبا زرعة قال عنه: "ذاهب الحديث" وكذا في تهذيب التهذيب ج 10/239، وميزان الاعتدال ج 4/149، وكذا في أسماء الضعفاء لابن الجوزي.
(2) (دت ق) علي بن عاصم بن صهيب الواسطي، أبو الحسن التيمي مولاهم ت 201 هـ. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 103 في ترجمة محمد بن مصعب القرقساني "قلت لأبي زرعة محمد بن مصعب وعلي بن عاصم أيها أحب إليك؟ قال: محمد بن مصعب أحب إلي. علي بن عاصم تكلم بكلام سوء ما أقل من حدث عنه من أصحابنا" ونقل قوله فيه باختصار ابن حجر في تهذيب التهذيب ج 7/ 348.
(3) (خ 4) محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس، أبو عبد الله الذهلي، النيسابوري، أحد الأئمة الأعلام الثقات، أكثر الترحال، وصنف التصانيف، وكان الإمام أحمد يجله ويعظمه. قال أبوحاتم: كان إمام أهل زمانه ت 258 هـ انظر: تهذيب التهذيب 11/ 511- 516، وشذرات الذهب 2/ 138.
(4) ذكر هذا الخبر ابن رجب في ضرح العلل ص 124 وقال فيه (خطأ كثيراً) وفي تهذيب التهذيب ج 7/ 345 قال الذهلي: (قلت لأحمد في علي بن عاصم وذكرت له خطأه فقال أحمد كان حماد بن سلمة يخطىء وأومى أحمد بيده خطأ كبيراً ولم ير بالرواية عنه بأسا) وانظر: ميزان الاعتدال ج3/136 وقال فيه: "وأومأ أحمد بيده كثيراً" وهذه الكلمة في الأصل المخطوط غير معجمة، ورواه أيضاً الخطيب في تاريخ بغداد ج 11/ 449 بسنده إلى البرذعي وفيه (فقال أحمد) .
(5) لعله عيسى بن بشير الصيدناي، أبو موسى الرازي الذي روى عنه ابن أبي حاتم الذي هو من أفراد البرذعي. انظر: الجرح والنعديل ج 3/ق1/272.(2/394)
علي بن عاصم؟ فقال "ليس بثقة" (1) .
حدثنا أيوب بن إسحاق بن سافري (2) ، قال: يحيى بن معين قال: لقيت علي بن عاصم على الجسر. فقلت: كيف حديث مطرف (3) عن الشعبي "من زوّج كريمته) (4) فقال: حدثنا مطرف، عن الشعبي، فقلت: لم نسمع هذا
__________
(1) انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 198 من رواية معاوية بن صالح الدمشقي، وقال عنه: "كذاب، ليس بشيء" وقال أيضاً في رواية أخرى عنه: "ليس بشيء ولا يحتج به"، قلت (أي السائل) ما أنكرت منه؟ قال الخطأ والغلط ليس من يكتب حديثه"، وقيل له (إن أحمد يقول إن علي بن عاصم ليس بكذاب فقال لا والله ما كان علي عنده قط ثقة ولا حدث عنه بشيء فكيف صار اليوم عنده "ثقة" انظر: تهذيب التهذيب ج7/ 347، والجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 199.
(2) أيوب بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري، أبو سليمان، البغدادي، نزيل الرملة. روى عن معلى بن منصور الرازي وزكريا بن عدي وأبي الجواب الأنصاري وغيرهم، قال عنه أبو حاتم: "كان صدوقاً" توفي بدمشق سنة 259 هـ أو 260 هـ، انظر: الجرح والتعديل ج1/ ق1/241، وتاريخ بغداد ج7/ 9-10.
(3) (ع) مطرف بن طريف، الحارثي، ويقال الجارفي أبو بكر ويقال أبو عبد الرحمن الكوفي. ثقة فاضل ت 141 هـ أو بعدها. انظر: تهذيب التهذيب ج10/ 172- 174، وأما مطرف الذي يحدث عنه علي بن عاصم فهو مطرف بن عبد الله بن عياض بن حمار المجاشعي. قال ابن حجر في ترجمته:. "لا وجود له غلط فيه علي بن عاصم الواسطي فيما ذكره يحيى بن معين فيما أسنده العقيلي عنه". قال: "قلت لعلي بن عاصم حديث مطرف، عن عياض بن حمار؟ فقال حدثنا خالد الحذاء، عن مطرف بن عبد الله بن عياض بن حمار، عن أبيه فقلت له إنما هو مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عياض فقال: لا إنما هو مطرف بن عبد الله آخر". انظر: تهذيب التهذيب ج 10/ 174.
(4) رواه أبو نعيم بسنده إلى الشعبي قال: "من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها" حلية الأولياء ج4/ 314 وذكره ابن حبان في المجروحين في ترجمة الحسن بن محمد البلخي وقال عنه: "يروي عن حميد الطويل وعوف الأعرابي الأشياء الموضوعة وغيرهما من الثقات الأحاديث المقلوبة لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه بحال وهذا الشيخ ليس يعرفه إلا الباحث عن هذا الشأن" وقال عن هذا القول: "قول الشعبي ورفعه باطل" ج1/ 233. ورواه ابن الجوزي بسنده إلى ابن حبان وذكر ما قاله فيه في الموضوعات ج 2/ 260 باب تزوج المرأة بالفاسق، وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1/519، وذكره السيوطي في اللآلىء المصنوعة ج 2/ 163 وذكر ما قال- ابن حبان- فيه وانظر: تنزيه الشريعة لابن عراق ج 2/ 200 وذكره ابن طاهر المقدسي في تذكرة الموضوعات ص 61، وتذكرة الموضوعات لمحمد طاهر الفتني ص 127.(2/395)
من مطرف قط وليس هذا من حديثك. قال: فأكذب؟ فاستحييت (1) منه، وقلت: ذوكرت به فوقع في قلبك فظننت أنك سمعته ولم تسمعه وليس من حديثك.
وحدثنا أيوب بن إسحاق عن محمد بن [8- ب-] منهال (2) قال: سمعت يزيد بن زريع (3) يقول: أفادني علي بن عاصم حديثين، عن خالد الحذاء (4) سألته عنهما؟ فقال: "ماحدثت بهذين الحديثين قط".
حدثنا أيوب قال: حدثني أبوبكر (5) ، وعثمان ابنا أبي شيبة (6) قالا: كنا عند يزيد بن هارون ليلة في بيته، وكان صائما فأفطرنا معه. فسألناه، عن علي بن عاصم؟ فقال: "ما زلنا نعرفه بالكذب" (7) .
__________
(1) بالأصل رسمت هكذا (فاستحسنت) والصواب فاستحييت والله أعلم.
(2) (خ م دس) محمد بن المنهال التميمي المجاشعي أبوجعفر، ويقال أبوعبد الله البصري الضرير الحافظ ت 231 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج9/ 475- 476.
(3) (ع) يزيد بن زريع، العيشي، ويقال التميمي أبو معاوية البصري الحافظ. قال ابن سعد عنه "ثقة حجة كثير الحديث" ت بالبصرة سنة 182 هـ، وقيل ت 183 هـ، وكان من أورع أهل زمانه. انظر: تهذيب التهذيب ج11/ 325-328.
(4) (ع) خالد بن مهران الحذاء أبو المنازل البصري مولى قريش، وقيل مولى بني مجاشع ت 141 أو 142هـ. روى عنه يزيد بن زريع وخلق من آخرهم علي بن عاصم، وعبد الوهاب الخفاف فكان يقول أحذ على هذا النحو فلقب الحذاء، وكان ثقة مهيباً كثير الحديث. انظر: تهذيب التهذيب ج 3/ 120- 122.
(5) أبو بكر عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة. مضت ترجمته.
(6) (خ م د س ق) عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خوستي العبسي مولاهم أبو الحسن بن أبي شيبة ت 239 هـ. صاحب المسند والتفسير انظر: تهذيب التهذيب ج7/149-151.
(7) قال العقيلي ثنا جعفر بن محمد سمعت عثمان بن أبي شيبة يقول كنا عند يزيد بن هارون أنا وأخي أبو بكر فقلنا يا أبا خالد علي بن عاصم أيش حاله عندكم فقال: "ما زلنا نعرفه بالكذب" انظر: تهذيب التهذيب ج 7/346.(2/396)
حدثني أحمد بن الفرات (1) ، أنا أبو داود (2) قال: سمعت شعبة يقول: "لا تكتبوا عنه (3) يعني علي بن عاصم".
قيل لأبي زرعة وأنا شاهد: فالخفاف عبد الوهاب بن عطاء (4) ؟ قال: هو أصلح منه قليلاً يعني من علي بن عاصم.
وسمعت أبا زرعة يقول: "المختار بن نافع (5) واهي الحديث".
قلت: الحكم بن أسلم أبو معاذ (6) ؟ قال: "هذا ووقف. قلت أيش حاله؟ قال: القدر".
قلت: عيسى بن ميمون (7) ؟ قال: "واهي الحديث؟ وكان أبوحاتم
__________
(1) (د) أحمد بن الفرات الحافظ الحجة، أبو مسعود الرازي محدث أصبهان وصاحب التصانيف قال: "كتبت عن ألف وسبع مائة شيخ، وكتبت ألف ألف حديث وخمس مائة ألف فعملت من ذلك في تواليفي خمس مائة ألف حديث" ت 258 هـ. انظر: تذكرة الحفاظ ج 2/544-545، تهذيب التهذيب ج 1/ 66- 67، شذرات الذهب ج 2/138، تاريخ أصبهان ج 1/ 82.
(2) (خت م 4) سليمان بن داود بن الجارود أبوداود الطيالسي البصري الحافظ قال عنه أبو مسعود أحمد بن الفرات "ما رأيت أحداً أكثر في شعبة منه" ت 204 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 4/182-186، تذكرة الحفاظ ج 1/351-352.
(3) انظر: تهذيب التهذيب ج7/347.
(4) (عخ م 4) عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، أبونصر العجلي مولاهم البصري سكن بغداد ت 204 هـ وقيل 206، روى الخطيب في تاريخ بغداد ج11/42، بسنده إلى البرذعي قول أبي زرعة فيه وسيأتي قول آخر لأبي زرعة فيه أيضاً. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/72 "سمعت أبازرعة يقول سمعت يحيى بن معين وسأل عن عبد الوهاب فقال قدم عبد الوهاب البصرة فقال يحيى بن سعيد قوموا بنا إلى عبد الوهاب فإنه كان معنا عند سعيد بن أبي عروبة".
(5) (ت) المختار بن نافع التيمي، ويقال العكلي أبو إسحاق التمار الكوفي. نقل المزي قول أبي زرعة فيه. انظر: تهذيب التهذيب ج 10/ 69.
(6) الحكم بن أسلم الحجبي وهو ابن سلمان أبومعاذ القرشي. روى عن شعبة وعبد العزيز بن مسلم، روى عنه أبو حاتم الرازي وقال عنه: "قدري، بصري، صدوق" انظر: الجرح والتعديل ج 1 / ق 2/ 114.
(7) (ت ق) عيسى بن ميمون، المدني مولى القاسم بن محمد يعرف بالواسطي ويقال له ابن تليد. روى عن محمد بن كعب القرظي، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3 /ق1 /287 "سألت أبا زرعة عن عيسى بن ميمون فقال: ضعيف الحديث" وأما صاحب ابن أبي نجيح فهو عيسى بن ميمون أبوموسى المكي الجرشي، وثقه أبو حاتم وأبو داود وزاد: إلا أنه كان يرى القدر. انظر: ميزان الاعتدال ج3/ 327.(2/397)
حاضرا، فقال: إلا أن تعني صاحب ابن أبي نجيح (1) ؟ فقلت: لا إنما أردت صاحب محمد بن كعب" (2) .
قال أبو عثمان: حدثنى رفيق لي يقال له محمد قال: سمعت أحمد بن سنان (3) ، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي (4) قال: "استعديت على عيسى بن ميمون فقلت له: هذه الأحاديث التي تحدث بها، عن القاسم (5) عن عائشة (6) ؟ وسألت أبا زرعة، عن عبد الله بن داود، الواسطي (7) ؟ فقال: "ضعيف الحديث".
قلت: ومحمد بن الفضل بن عطية (8) ؟، قال: "ضعيف الحديث، وأبوه (9) لا بأس به".
__________
(1) (ع) عبد الله بن أبي نجيح يسار الثقفي أبو يسار المكي مولى الأخنس بن شريق ت131 هـ، ثقة رمي بالقدر، وربما دلس. انظر:. تهذيب التهذيب ج 6/ 54.
(2) لآح محمد بن كعب بن سليم بن أسد القرظي أبو حمزة وقيل أبو عبد الله المدني من حلفاء الأوس، وكان أبوه من سبي قريظة. سكن الكوفة ثم المدينة، ثقة عالم، ت120هـ وقيل قبلها. انظر: تهذيب التهذيب ج 9/ 420- 422.
(3) (خ م دكن ق) أحمد بن سنان بن أسد بن حبان، الحافظ الحجة أبو جعفر الواسطي القطان صاحب المسند ت 256 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 1/ 34، تذكرة الحفاظ ج 2/ 521.
(4) مضت ترجمته، ونقل الذهبي كلامه في ميزان الاعتدال ج3/ 325، وزاد في الخبر بعد عائشة، فقال: "لا أعود".
(5) (ع) القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق أبو محمد ويقال أبو عبد الرحمن. من سادات التابعين من أفضل أهل زمانه علما وأدباً وفقهاً. ت106هـ. وقيل غير ذلك، انظر: تهذيب التهذيب ج8/ 333.
(6) مضت ترجمتها.
(7) (دت) عبد الله بن داود الواسطي، أبو محمد التمار.
انظر: تهذيب التهذيب ج 5/200-201، الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 48، ميزان الاعتدال ج2/ 415.
(8) (ت ق) محمد بن الفضل بن عطية بن عمر بن خالد، العبسي مولاهم أبو عبد الله الكوفي، ويقال المروزي ت 180 هـ. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 57 "سمعت أبا زرعة وقيل له ما قصة محمد بن الفضل فقال: ضعيف" وفي تهذيب التهذيب ج9/ 401 قال: "ضعيف الحديث" وهذا الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد ج 3/151 بسنده إلى البرذعي.
(9) (س ق) الفضل بن عطية بن عمرو بن خالد المروزي مولى بني عبس قال عنه أبو زرعة لا بأس به" انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 64، تهذيب التهذيب ج 8/ 281.(2/398)
قلت: يزيد بن عبد الملك النوفلي (1) ؟ قال: "واهي الحديث، وغلظ فيه القول جداً".
قلت لأبي زرعة: عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة (2) ؟ قال: "يحدث بأحاديث أباطيل، عن سلام بن أبي مطيع" (3) .
قلت: يوسف بن أخي محمد بن المنكدر (4) ؟ قال: "واهي الحديث".
__________
(1) (ق) يزيد بن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل بن الحارث النوفلي، المغيرة، ويقال أبو خالد المدني ت 167هـ. نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 279 عن أبي زرعة أنه قال عنه "منكر الحديث" وفي نسخة أخرى منه قال: "ضعيف الحديث منكر الحديث جداً" وفي تهذيب التهذيب ج11/ 348 قال عنه "ضعيف الحديث" وقال مرة "واهي الحديث وغلظ القول جداً" وفي ميزان الاعتدال ج4/ 433 قال عنه "ضعيف".
(2) عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، الباهلي. روى عن سلام بن أبي مطيع، وعنه محمد بن مسلم قال عنه أبو حاتم كتبت عنه بالبصرة وكان يكذب فضربت على حديثه. انظر: الجرح والتعديل ج2/ ق2/ 267.
(3) (خ م ل ت س ق) سلام بن أبي مطيع واسمه سعد الخزاعي مولاهم أبو سعيد البصري ت 173 هـ وقيل قبلها روى عن هشام بن عروة وغيره وعنه ابن المبارك وابن مهدي وأبو سلمة التبوذكي وغيرهم. قال أحمد: صاحب سنة، ثقة. وقال أبو حاتم "صالح الحديث" يقال هو أعقل أهل البصرة. انظر: تهذيب التهذيب ج4/ 287-288، وسيرد ذكره.
(4) (ق) يوسف بن محمد بن المنكدر التيمي. نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 229 عن أبي زرعة أنه قال عنه "هو صالح وهو أقل رواية من أخيه المنكدر" وكذا في تهذيب التهذيب ج11/ 422 وزاد المنكدر بن محمد. وأما في ميزان الاعتدال ج4/ 472 فقال عنه "صالح الحديث" والذي أراه أنه أراد بقوله "صالح" أي من الصلاح والتقوى والعبادة، أما في الحديث فهو ضعيف ويؤيد هذا قول أبي زرعة الذي نقله عنه البرذعي ويؤيد هذا أيضاً أن ابن حبان قال عنه "غلب عليه الصلاح فغفل عن الحفظ فكان يأتي بالشيء توهماً فبطل الاحتجاج به" انظر: تهذيب التهذيب ج11/ 423، والمجروحين ج3/ 135- 136 ط القاهرة.(2/399)
قال لي أبو زرعة: محمد بن مصعب (1) "يخطىء كثيراً عن الأوزاعي وغيره"، وكان في كتابنا عن أبي زرعة، عن عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبي شيبة (2) ، عن ابن أبي فديك (3) ، عن محمد بن عمرو (4) ، عن أبي سلمة (5) ، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قرب إلى أحدكم الحلواء
__________
(1) (ت ق) محمد بن مصعب بن صدقة القرقساني أبو عبد الله، وقيل أبوالحسن نزيل بغداد، ت 280 هـ. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 103 "سألت أبا زرعة عن محمد بن مصعب القرقساني؟ فقال: "صدوق في الحديث ولكنه حدث بأحاديث منكرة". قلت: فليس هذا مما يضعفه؟ قال: "تظن أنه غلط فيها". قال سألت أبي عنه فقال: "ضعيف الحديث"، قلت له إن أبا زرعة قال كذا- وحكيت له كلامه فقال: "ليس هو عندي كذا ضعف لما حدث بهذه المناكير". ثم قال: قلت لأبي زرعة محمد بن مصعب وعلي بن عاصم أيهما أحب اليك؟ قال: محمد بن مصعب أحب إلي ... " وذكر قوله في علي وقد أثبته فيها مضى. وانظر: تهذيب التهذيب ج 9/ 459.
(2) (خ س) عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة، وقيل ابن محمد بن شيبة الحزامي مولاهم المدني أبو بكر، صدوق يخطىء. انظر: تهذيب التهذيب ج 6/221- 222.
(3) (ع) محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك واسمه دينار الديلي مولاهم أبو إسماعيل المدني، ت 201 هـ، وقيل قبلها. انظر: تهذيب التهذيب ج 9/ 61.
(4) (ع) محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي أبو عبد الله، ويقال أبو الحسن المدني، ت 144 أو 145 هـ. سئل يحيى بن معين عنه فقال: "مازال الناس يتقون حديثه. قيل له وما علة ذلك؟ قال: كان محمد بن عمرو يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء رأيه ثم يحدث به مرة أخرى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة" انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق1/31، وتهذيب التهذيب ج9/ 376 قال عنه ابن حجر في هدي الساري، ص441 "مشهور من شيوخ مالك صدوق تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه وأخرج له الشيخان أما البخاري فمقرونا بغيره وتعليقا، وأما مسلم فمتابعة، وروى له الباقون".
(5) أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف الزهري. مضت ترجمته.(2/400)
فليأكل منها ولا يردها" (1) . وعنه عن ابن أبي فديك (2) عن هشام بن عروة (3) ، عن أبيه (4) عن عائشة قالت: "كان أحب اللحم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذراع" (5) ، فسألت أبا زرعة عنهما، فأمرني أن أضرب عليهما، ولم يقرأهما.
__________
(1) ذكره ابن أبي حاتم في علل الحديث ج2/14 بنفس اللفظ ثم قال "فامتنع أبو زرعة من أن يحدثنا به وقال هذا حديث منكر"، ورواه ابن حبان في المجروحين ج2/206 بسنده من طريق فضالة من حصين عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ "إذا وضعت الحلوى بين يدي أحدكم فليصب منها ولا يردها" وقال عن فضالة يروي عن محمد بن عمرو الذي لم يتابع عليه، وعن غيره من الثقات ما ليس من أحاديثهم. وذكره ابن طاهر المقدسي في تذكرة الموضوعات، ص 8 وذكر قول ابن حبان فيه ج 3/ 25، وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج3/ 348، والسيوطي في اللآلىء المصنوعة ج2/ 238، وذكر ما قاله ابن حبان فيه، وقال السيوطي: "أخرجه البيهقي في الشعب" وقال: "تفرد به فضالة بن حصين العطار وزاد في بدايته إذا أتي أحدكم بالطيب فليصب منه"، ونقل قول ابن حجر في لسان الميزان: "فضالة كان عطاراً فاتهم بوضع هذا الحديث لينفق العطر والله أعلم"، وانظر: تنزيه الشريعة لابن عراق ج2/ 253، وتذكرة الموضوعات للفتني، ص 150.
(2) ابن أبي فديك هو محمد بن إسماعيل، مضت ترجمته.
(3) هشام بن عروة، مضت ترجمته.
(4) (ع) عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد، الأسدي أبوعبد الله المدني، ثقة فقيه مشهور، ت 94 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 7/ 180- 185.
(5) لم أقف على هذه الرواية، ولقد جاء من طرق أخرى، فروى أبو داود في سننه عن عبد الله بن مسعود قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الذراع ... " ورواه الإمام أحمد في مسنده، وابن السني، وأبو نعيم عنه أيضا، ورمز له السيوطي بالصحة. انظر: سنن أبي داود كتاب الأطعمة/ باب أكل اللحم، ج16/107؛ والفتح الرباني، ج 17/ 84، والجامع الصغير ج2/99، ورواه أحمد في مسنده ج17/85 (الفتح الرباني) وابن ماجة في سننه ج2/ 1099، والترمذي في الجامع في كتاب الأطعمة/ باب ماجاء أي اللحم كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ج5/569 عن أبي هريرة وقال: "وفي الباب عن ابن مسعود وعائشة وعبد الله بن جعفر وأبي عبيدة" ثم قال: "هذا حديث حسن صحيح"، وذكر الترمذي بسنده من طريق عبد الوهاب بن يحيى من ولد عبّاد بن عبد الله بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة قالت: "ما كان الذراع أحب اللحم إلى رسول الله صلى الله- عليه وسلم، ولكن كان لا يجد اللحم إلا غبّاً. فكان يعجل إليه لأنه أعجلها نضجاً" وقال: "هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه" ج5/570.(2/401)
وقال لي أبو زرعة: حدثنا يحيى بن المغيرة (1) ، حدثنا جرير (2) ، عن رقبة (3) قال: "كان عبد الله بن المسور (4) يضع الأحاديث للناس".
حدثني سعيد بن عمرو، قال: حدثني إسماعيل بن عبد الله الأصبهاني (5) ، ثنا عثمان بن أبي شيبة أنا جرير، عن رقبة أن أبا جعفر المدائني كان يضع أحاديث، وليست من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكان [9- أ] يرويها، عن النبي صلى الله عليه وسلم (6) .
__________
(1) يحيى بن مغيرة، السعدي، الرازي. انظر: الجرح والتعديل، ج 4/ ق 2/ 191.
(2) (ع) جرير بن عبد الحميد بن قرط الحافظ الحجة أبوعبد الله الضبي الكوفي محدث الري، ت 188هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج2/ 75-77، تذكرة الحفاظ ج 1/271.
(3) (خ م دت س) رقبة بن مصقلة بن عبد الله العبدي الكوفي، أبو عبد الله، ت 129 هـ. انظر: تهذيب التهذيب، ج 3/ 286.
(4) عبد الله بن المسور بن عبد الله بن عون بن جعفر بن أبي طالب، أبوجعفر، القرشي، الهاشمي، المدائني. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 169 "حدثني أبي ثنا يحيى بن المغيرة قال سمعت جريراً يذكر عن رقبة قال: كان عبد الله بن المسور يضع الحديث يشبه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم" وروى أيضاً بسنده إلى رقبة من طريق علي المديني "أن أبا جعفر الهاشمي المدائني كان يضع أحاديث كلام ليس من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم"، ونقل الذهبي في ميزان الاعتدال ج2/ 504 قول رقبة أنه (ابن المسور) ؛ "وضع أحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتملها الناس"، وقال ابن الجوزي "ضعفه أبو زرعة"، كذا في أسماء الضعفاء، وروى الخطيب في تاريخ بغداد ج10/172 بسنده إلى يحيى بن معين أنه قال: ثنا جرير عن رقبة: أن عبد الله بن المسور المدائني- رجلاً من بني هاشم- وضع أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلاماً هو حق، فاختلط بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاحتمله الناس.
(5) إسماعيل بن عبد الله بن مسعود بن جبير بن عبد الله بن كيسان المهدي الأصبهاني الفقيه الحافظ أبو بشر يعرف بسمويه، كان من الحفاظ والفقهاء، ت 227 أو 267هـ. انطر: تاريخ أصبهان ج 1/210؛ والجرح والتعديل ج1/ ق1/ 182؛ وتذكرة الحفاظ ج 2/ 566.
(6) روى الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج10/172 بسنده إلى عثمان بن أبي شيبة أنه قال: ثنا جرير عن رقبة، قال: كان أبو جعفر الهاشمي المدائني يضع أحاديث كلام حق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرويها. وقد روى الخطيب في نفس الموضع من التاريخ بسنده إلى البرذعي أنه قال: "شهدت أبا زرعة ذكر أبا جعفر المدائني عبد الله بن المسور الذي روى عنه عمرو بن مرة وخالد بن أبي كريمة فوهنه جداً"، وهذا النص لا يوجد في الأصل. فلعل الخطيب نقله من نسخة أخرى من الأجوبة رويت عن البرذعي أيضاً.(2/402)
قلت لأبي زرعة: ابن شاذان المكي (1) ، النضر بن سلمة، حدثنا عن المؤمل بن إسماعيل (2) عن الحارث بن عمير (3) ، عن عبد الله (4) ، عن نافع، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يجير على المسلمين أدناهم" (5) ، فقال أبو زرعة: "راوي هذا الحديث مجنون كم من كذاب يكون مجنونا"، وذاكرت أبا زرعة مرة أخرى بحديث فسألني عمن (6) كتبته؟ فقلت: عن شاذان المكي، فضحك، وقال لي رواه شاذان؟ قلت: رواه شاذان، ثم قلت: فتنتني (7) في
__________
(1) النضر بن سلمة يلقب شاذان النضري المروزي، المكي، روى عن إبراهيم بن خيثم بن عراك وعبد الله بن نافع، قال أبو حاتم "كان يفتعل الحديث ولم يكن بصدوق"، وقال "قال لي عبد العزيز الأويسي، وإسماعيل بن أبي أويس أن شاذان أخذ كتبنا فنسخها ولم يعارض بها ولم يسمع منا وذكراه بالسوء"، وقال ابن حبان في المجروحين ج3/51، ط القاهرة "كان ممن يسرق الحديث، لا تحل الرواية عنه. انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 480، وميزان الاعتدال ج4/257، ولسان الميزان ج 6/ 160- 161، والعقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ج7/ 338.
(2) (خت قدت س ق) مؤمل بن إسماعيل العدوي مولى آل الخطاب وقيل مولى بني بكر أبو عبد الرحمن البصري نزيل مكة، ت 206 هـ "دفن كتبه فكان يحدث من حفظه فكثر خطؤه) انظر: تهذيب التهذيب ج 10/ 380- 381، وقال عنه يعقوب الفسوي: "ومؤمل بن إسماعيل سني شيخ جليل، سمعت سليمان بن حرب يحسن الثناء عليه يقول: كان مشيختنا يعرفرن له ويوصرن به، إلا أن حديثه لا يشبه حديث أصحابه، حتى ربما قال: كان لا يسعه أن يحدث وقد يجب على أهل العلم أن يقفوا عن حديثه، ويتخففوا من الرواية عنه، فإنه منكر بروي المناكير، عن ثقات شيوخنا، وهذا أشد فلو كانت هذه المناكير عن ضعاف لكنا نجعل له عذرا"، انظر: كتاب المعرفة والتاريخ ج 3/ 52، تهذيب التهذيب ج 10/ 381، ونقل الذهبي في ميزان الاعتدال ج4/ 228، أن أبا زرعة قال عنه "في حديثه خطأ كثير".
(3) (خت 4) الحارث بن عمير، أبو عمير البصري نزيل مكة والد حمزة قال عنه أبو زرعة "ثقة" انظر: تهذيب التهذيب ج2/153 الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 83.
(4) عبد الله بن نافع العدوي المدني مضت ترجمته.
(5) رواه الإمام أحمد في مسنده ج2/215 و365 وج4/197 وج5/250، ورواه الحاكم في المستدرك ج2/ 141، بلفظ "يجير على أمتي أدناهم"، وذكره السيوطي في الجامع الصغير ج2/ 204 ورمز له بـ (صح) .
(6) كتبت بالأصل هكذا (عن من) والصواب ما أثبتناه.
(7) كتبت بالأصل هكذا (افنتني) رلعل الصواب (فتنتني) وبها يستقيم النص. ??(2/403)
تلك الأيام كثرة فوائده، وكنت أترك الثقات وآتيه. فقال لي أبو زرعة: لو كتبت كلام ابن عيينة، عن ابن أبي عمر (1) كان خيراً لك آجرك الله في غناك، فجعلت أذاكره بأحاديث عنه قد كنت حفظتها قديماً، وهو يقول: سبحان الله، ويعجب".
قلت لأبي زرعة: سفيان بن وكيع (2) "كان يتهم بالكذب؟ قال: الكذب بس، ثم قال لي أبو زرعة: كتبت عنه شيئا؟ قلت: لا. قال: استرحت".
قال أبو زرعة: كان وراقة (3) نقمة، كان يعمد إلى أحاديث من أحاديث
__________
(1) (ع) عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي، العمري، المدني، أبو عثمان، أحد الفقهاء السبعة ثقة، ثبت. ت بضع وأربعين ومائة. انظر: تهذيب التهذيب ج7/38- 5 4، وتذكرة الحفاظ ج1/ 160- 161.
(2) (ت ق) سفيان بن وكيع بن الجراح، الرواسي، أبو محمد، الكوفي ت 247 هـ، ترك الرواية عنه أبو زرعة. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 231، "سألت أبا زرعة عنه فقال: لايشتغل به. قيل له كان يكذب. قال كان أبوه رجلاً صالحاً. قيل له كان يتهم بالكذب؟ قال: نعم"، ونقله عنه المزي. انظر: تهذيب التهذيب ج 4/ 124، ونقل الذهبي في ميزان الاعتدال ج2/ 173 عنه أنه قال "يتهم بالكذب"، وفي أسماء الضعفاء لابن الجوزي قال عنه "لا يشتغل به. قيل له كان يتهم بالكذب؟ قال: نعم".
(3) وراق سفيان اسمه (قرطمة) ذكره الدارقطني في حاشية كتاب المجروحين لابن حبان ج1/355. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 231 "سمعت أبي يقول جاءني جماعة من مشيخة الكوفة قالوا: بلغنا أنك تختلف إلى مشايخ الكوفة تكتب عنهم وتركت سفيان بن وكيع أما كنت ترعى له في أبيه؟ فقلت لهم إني أوجب له وأحب أن تجري أموره على الستر وله وراق قد أفسد حديثه. قالوا: فنحن نقول له أن يبعد الوراق عن نفسه فوعدتهم أن أجيئه فأتيته مع جماعة من أهل الحديث وقلت له: إن حقك واجب علينا في شيخك وفي نفسك فلو صنت نفسك وكنت تقتصر على كتب أبيك لكانت الرحلة إليك في ذلك، فكيف وقد سمعت؟ فقال: ما الذي ينقم علي؟ قلت: قد أدخل وراقك في حديثك ما ليس من حديثك فقال: فكيف السبيل في ذلك؟ قلت: ترمي بالمخرجات وتقتصر على الأصول، ولا تقرأ إلا من أصولك، وتنحي هذا الوراق عن نفسك، تدعو بابن كرامة توليه أصولك، فإنه يوثق به. فقال مقبول منك. وبلغني أن وراقة كان قد أدخلوه بيتاً يتسمع علينا الحديث، فما فعل شيئاً مما قاله، فبطل الشيخ، وكان يحدث بتلك الأحايث التي قد أدخلت بين حديثه، وقد سرق من حديث المحدثين" وانظر: الخبر في تهذيب التهذيب ج4/124. وأشار إليه الذهبي في ميزان الاعتدال ج2/ 173 وانظر: بعض الأحاديث التي لقنها له في المجروحين لابن حبان ج1/355، وانظر: ما ذكره الخطيب في الكفاية، ص 237 في باب (رد حديث من عرف بقبول التلقين) حول وراق سفيان بن وكيع.(2/404)
الواقدي (1) فيجيء بها إليه، فيقول: قد أصبت أحاديث، عن أسامة بن زيد (2) فلان، وفلان فاكتبها بخطك حتى ندخلها في الفوائد فتحملها على الشيوخ الثقات حتى قال يوما قد بلغـ[ـت] (3) الفوائد ألفي حديث".
قلت: حديث أسامة بن زيد في (الهريسة) (4) من ذاك؟ قال نعم.
قال: ما أخوفني أن يكون مثل هذا هو، عن أبي سلمة (5) ، أو عطاء بن يسار (6) . قلت: تعلم أحداً رواه؟ قال: نعم، حدثنا هشام بن عمار (7) قال: ثنا
__________
(1) محمد بن عمر أبو مسلم الواقدي، مضت ترجمته.
(2) أسامة بن زيد، مضت ترجمه.
(3) الصواب (بلغت) وبالأصل كتبت هكذا (بلغ) .
(4) ذكره ابن أبي حاتم في علل الحديث ج2/8، وقد سأل والده عنه؟ فأجابه: "هذا حديث كذب ومحمد بن الحجاج (أي الواسطي) هذا ذاهب الحديث"، وكذلك ذكره في ترجمته في الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 234، وذكره ابن حبان في المجروحين في ترجمته ج 2/290، والذهبي في ميزان الاعتدال ج3/ 509 في ترجمته قال ابن الجوزي في الموضوعات ج3/16-18 وقال: "هذا حديث وضعه محمد بن الحجاح وكل الطرق تدور عليه إلا طريق ابن عباس، فان فيها نهشل". قال ابن راهويه: "كان كذابا وضعفه آخرون". وذكر طرقه السيوطي في اللآلىء المصنوعة ج2/234-237، وذكر هذه الرواية التي أشار إليها أبو زرعة. رواها أبو نعيم في الطب بسند إلى سفيان بن وكيع، قال: حدثنا أبي أسامة بن زيد عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أطعمني جبريل الهريسة أشد بها ظهري لقيام الليل"، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد ج 2/ 285، وانظر: تنزيه الشريعة لابن عراق ج2/ 253، وتذكرة الموضوعات للفتني، ص 145، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ج5/ 38، وابن القيم في المنار المنيف، ص 64، وملا علي في الأسرار المرفوعة، ص 439.
(5) أبو سلمة بن عبد الرحمن، مضت ترجمته.
(6) (ع) عطاء بن يسار الهلالي أبومحمد المدني القاضي مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. ت 3 أو 104 هـ، وقيل 94 هـ. ثقة فاضل، صاحب مواعظ وعبادة، انظر: تهذيب التهذيب ج7/ 217- 218.
(7) (خ 4) هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة بن أبان السلمي ويقال الظفري، أبو الوليد الدمشقي، ت 245 هـ، أو 4 أو 6. صدوق مقرىء، كبر فصار يتلقن، فحديثه القديم أصح. انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 66، تهذيب التهذيب ج 11/ 51.(2/405)
حاتم (1) ، عن أسامة، عن صفوان بن سليم (2) (000) (3) .
وقال لي أبو زرعة: في عمرو بن مرزوق (4) ، أنا أخبرك بأمره. سئل أبو الوليد (5) عنه؟ فأثنى عليه خيرا (6) فذهبوا إليه فسمعوا من أحاديث لزائدة (7) ، وعرضوها على أبي الوليد، فقال أبو الوليد: إنما سمع هو من زائدة بعبادان (8) . قال أبو زرعة عنه: [روى] (9) ثلاثة آلاف عن شعبة".
__________
(1) (ع) حاتم بن إسماعيل المدني أبو إسماعيل الحارثي مولاهم، ت 186 هـ، وقيل 187 هـ، صحيح الكتاب، صدوق يهم. انظر: تهذيب التهذيب ج2/ 128.
(2) (ع) صفوان بن سليم، المدني أبو عبد الله وقيل أبو الحارث القرشي الزهري مولاهم، الفقيه ثقة، مفتٍ عابد، رمي بالقدر، ت 132 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج4/ 425- 426.
(3) بالأصل بعد كلمة سليم كتب (مط) فلعلها فقط أو تكون زائدة، والله أعلم.
(4) (خ د) عمرو بن مرزوق الباهلي يقال مولاهم أبو عثمان البصري، ثقة له أوهام،
ت224 هـ. قال ابن أبي حاتم في الجرح والعديل ج 3/ ق1/ 263 "سمعت أبا زرعة يقول سمعت أحمد بن حنبل وقلت له أن علي بن المديني تكلم في عمرو بن مرزوق، فقال عمرو بن مرزوق رجل صالح لا أدري ما يقول علي"، وقال أبو زرعة أيضاً "بلغني عن أحمد بن حنبل أنه قال: عفان كان يرضى عمرو بن مرزوق، ومن كان يرضى عفان؟ " وعفان هو ابن مسلم الصفار البصري الحافظ الثبت، ت 220 هـ، وقال عنه أبو زرعة "سمعت سليمان بن حرب يقول وذكر عمرو بن مرزوق، فقال: جاء بما ليس عندهم فحسدوه"، وانظر: تهذيب التهذيب ج 8/ 100، ونقل الذهبي في ميزان الاعتدال ج1/ 288، رأي عفان فيه.
(5) (ع) هشام بن عبد الملك الباهلي، مولاهم، أبو الوليد الطيالسي البصري الحافظ الإمام الحجة، ت 227 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج11/45- 47.
(6) وقال ابن وارة (محمد بن مسلم الرازي) : "سألت أبا الوليد عنه (أي عمرو بن مرزوق) ؟ فقال: لا أقول فيه شيئاً". انظر: تهذيب التهذيب ج8/101 وفيه (وقال الساجي (أبو يحيى) : "صدوق من أهل القرآن والجهاد كان أبو الوليد يتكلم فيه"، وانظر: هدي الساري، ص 432.
(7) (ع) زائدة بن قدامة الثقفي، أبو الصلت الكوفي. ثقة ثبت، صاحب سنة، ت 160 هـ، وقيل بعدها. انظر: تهذيب التهذيب ج3/ 306-307، تذكرة الحفاظ ج1/215.
(8) عبادان: بتشديد ثانيه، وفتح أوله، وهذا الموضع كان فيه قوم مقيمون للعبادة والانقطاع، وكانوا قديماً في وجه ثغر، يسمى الموضع بذلك وهو تحت البصرة قرب البحر المالح. انظر: معجم البلدان في مادة (عبادان) . وهي الآن بلدة ايرانية مشهورة تنتهي فيها أنابيب النفط الايراني الممتدة من مسجد سليمان إليها مسافة 137 ميلاً. وصارت ميناء كبيراً. انظر: بلدان الخلافة، ص 75.
(9) لعل العبارة سقط منها كلمة (روى) فهو (أي عمرو بن مرزوق) ، قال عنه ابن سعد: "كان ثقة كثير الحديث عن شعبة". انظر: تهذيب التهذيب ج 8/ 101، ومن المعلوم أن شعبة روى عنه أحاديث كثيرة جدا، قال أبو داود (الطيالسي) : "سمعت من شعبة سبعة آلاف، وسمع غندر سبعة آلاف حديث"، انظر: تذكرة الحفاظ ج1/ 195، وفيها أيضاً قال شعبة: "احفظ عن أبي الزبير مائة حديث".(2/406)
قيل لأبي زرعة: في أبي معاوية (1) - وأنا شاهد- كان يرى الإرجاء؟ قال: نعم، كان يدعو إليه، قيل: فشبابة (2) أيضا؟ قال: نعم. قيل: رجع عنه؟ قال: نعم، قال: الإيمان قول وعمل".
ورأيت أبا زرعة يسيء المقول في (3) سويد بن سعيد" (4) .
وقال: "رأيت منه (5) شيئا لم يعجبني. قلت (6) : ما هو؟ قال (7) : لما قدمت
__________
(1) (ع) محمد بن خازم التميمي، السعدي مولاهم أبو معاوية، الضرير، الكوفي، أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد يهم في حديث غيره. ت 195 هـ. نقل المزي عن أبي زرعة أنه قال فيه: "كان يرى الإرجاء قيل له كان يدعو إليه؟ قال: نعم". انظر: تهذيب التهذيب ج9/ 139، وروى الخطيب في تاريخ بغداد ج9/ 299، بسنده إلى البرذعي قول أبي زرعة فيه.
(2) (ع) شبابة بن سوار الفزاري مولاهم أبو عمر المدائني، أصله من خراسان قيل اسمه مروان مولى بنت فزارة، ثقة حافظ، رمي بالإرجاء ت 4 أو 5 أو 206 هـ. قال المزي في ترجمته "قال البرذعي عن أبي زرعة كان يرى الإرجاء، قيل له رجع عنه؟ قال نعم" انظر: تهذيب التهذيب ج 4/ 301، وقال ابن حجر في هدي الساري، ص 459 "قد حكى سعيد بن عمرو البرذعي عن أبي زرعة أن شبابة رجع عن الإرجاء ... "، وروى الخطيب في تاريخ بغداد ج9/ 299، بسنده إلى البرذعي قول أبي زرعة فيه ... إلى قوله الايمان قول وعمل، وذكر الذهبي في ميزان الاعتدال ج2/ 261، قوله (رجع شبابة عن الإرجاء"، وفي تاريخ بغداد (فشبابة ابن سوار) .
(3) في معجم البلدان "يسيء القول فيه"، وكذا في تهذيب التهذيب ج4/ 273، وفي تاريخ بغداد ج 9 / 230 (في سويد بن سعيد) .
(4) (م ق) سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار الهروي، أبو محمد الحدثاني، الأنباري، ت 240 هـ، نزيل حديثة النورة. روى عنه أبو حاتم وأبو زرعة، انظر: الجرح والتعديل ت 2/ ق 1/ 240، تهذيب التهذيب ج4/ 272 ومعجم البلدان في مادة (حديثة الفرات) ، وروى الخطيب في تاريخ بغداد ج 9/ 299 بسنده إلى البرذعي قول أبي زرعة في سويد إلى قوله فأما إذا حدث من حفظه فلا. ونقله كذلك ياقوت الحموي في معجم البلدان في مادة (حديثة الفرات) ونقله المزي باختصار، انظر: تهذيب التهذيب ج4/ 373. ونقل الذهبي في ميزان الاعتدال ج2/ 248 قوله "أما كتبه فصحاح"، ونقل ابن رجب في شرح العلل، ص 421-422 "أما كتبه فصحاح، وكنت أتتبع ... ) .
(5) وكذا في تاريخ بغداد ج 9/ 230، وفي معجم البلدان (فيه) .
(6) وكذا في تاريخ بغداد ج 9/ 230، وفي معجم البلدان (فقيل) .
(7) وكذا في تاريخ بغداد ج 9/ 230، وفي معجم البلدان (فقال) .(2/407)
[من] (1) مصر مررت به فأقمت عنده، فقلت (2) : إن عندي أحاديث لابن (3) وهب، عن ضمام ليست عندك؟ فقال: ذاكرني بها، فأخرجت الكتب، وأقبلت أذاكره فكلما كنت أذاكره كان (4) يقول: حدثنا بها (5) ضمام، وكان يدلس حديث حريز بن عثمان (6) وحديث نيار بن مكرم (7) [9- ب-] ، وحديث عبد الله بن عمرو (8) (زر غبا) (9) ؟ فقلت: أبو محمدلم يسمع هذه الثلاثة
__________
(1) هذه الكلمة من معجم البلدان وتاريخ بغداد ج 9/ 235.
(2) وكذا في تاريخ بغداد ج 9/ 230، وفي معجم البلدان (فقلت له) .
(3) وكذا في تاريخ بغداد ج9/ 230، وفي معجم البلدان (فقلت له) . وهو (ع) عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي، مولاهم أبو محمد المصري الفقيه ثقة، حافظ عابد. ت197هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 6/ 71- 74 وسيأتي قول أبي زرعة فيه.
(4) وكذا في تاريخ بغداد ج 9/ 230، وفي معجم البلدان (فأخرجت الكتب أذاكره وكنت كلما ذاكرته بشيء قال) .
(5) في معجم البلدان (به) وكذا في تاريخ بغداد ج9/ 230، وضمام هو: (بخ) ضمام بن إسماعيل بن مالك المرادي المعافري ثم الناشري أبو إسماعيل المصري ختن أبي قبيل المعافري روى عنه نعيم بن حماد وسويد الحدثاني وجماعة (97- 185 هـ) صدوق، وربما أخطأ. انظر: تهذيب التهذيب ج 4/458.
(6) (خ 4) حريز بن عثمان بن جبر بن أبي أحمد بن أسعد الرحبي، المشرقي، أبوعثمان، ويقال أبوعون الحمصي، ثقة ثبت، رمي بالنصب روى عن عبد الله بن بسر المازي الصحابي وغيره من التابعين وعنه ثور بن يزيد، ويزيد بن هارون، والوليد بن مسلم وغيرهم (80- 163هـ) انظر: تهذيب التهذيب ج2/ 237- 240.
(7) وكذا في تاريخ بغداد ج 9/ 230، وفي معجم البلدان (وحديث ابن مكرم) وهو (ت) نيار بن مكرم، الأسلمي له صحبة وهو أحد الأربعة الذين دفنوا عثمان عاش إلى أول خلافة معاوية. انظر: تهذيب التهذيب ج10/ 493.
(8) (ع) عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل، القرشي، أبو محمد، أحد السابقين المكثرين من الصحابة، وأحد العبادلة الفقهاء، مات في ذي الحجة ليالي الحرة على الأصح أي عام 63 هـ. بالطائف على الراجح صاحب الصحيفة الصادقة. انظر: الإصابة ج 4/ 192- 194، تهذيب التهذيب ج5/ 337- 337.
(9) ضعفه أبو حاتم حينما سأله ابنه عنه وقال "هذا حديث رواه رجل بمصر يقال له محمد بن عمرو بن عثمان الجعفي عن ضمام عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم، حدثنا به هذا الشيخ أي (أحمد بن عيسى) عن ضمام بمصر وليس هذا الحديث بصحيح إنما يرويه ضمام مبتر- ولعلها مبتورا-. انظر: علل الحديث ج2/ 229، ص 306، ص 341 ورواه الطبراني في المعجم الصغير ج1/ 107والحارث في مسنده. انظر: المطالب العالية ج2/ 407، ورواه الطبراني في الأوسط والكبير والبزار في مسنده وقال عنه "لا يعلم فيه حديث صحيح" انظر: مجمع الزوائد ج8/ 175 وأورد رواية للطبراني بإسناده قال عنه: "جيد" والقضاعي في مسند الشهاب (لوحة 123- ب-) وأبونعيم في الحلية ج3/ 322 وفي أخبار أصبهان ج1/143وج2/115 و217 وأفرد أبونعيم طرقه، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد ج6/ 75، 9/300، 10/ 182،14/108، وذكره ابن حبان في المجروحين ج2/ 8، 277، 296 وذكره ابن طاهر المقدسي في تذكرة الموضوعات ص 36، وانظر: ميزان الاعتدال ج 2/ 329،341 وج3/ 47،304، 539،640 وج4/ 183،391. وأورده ابن عدي في أربعة عشرة موضعاً من كامله وعللها كلها. انظر: المقاصد الحسنة للسخاوي ص 232- 233 وقال: بمجموعها يتقوى الحديث وانظر: كشف الخفاء للعجلوني ج1/ 438، والصغاني انظر: تذكرة الموضوعات للفتني ص 204، وانظر: موضح أوهام الجمع والتفريق، ص10 وفيض القدير ج4/ 62.(2/408)
الأحاديث (1) من هؤلاء فغضب، فقلت لأبي زرعة (2) : فأيش حاله؟ قال (3) : أما كتبه فصحاح، وكنت أتتبع (4) أصوله، وأكتب (5) منها فأما (6) إذا حدث من حفظه فلا، وسمعت أبا زرعة يقول (7) : قلنا ليحيى بن معين (8) إن سويد بن سعيد (9) يحدث عن، ابن أبي الرجال (10) عن ابن أبي رواد (11) عن نافع، عن
__________
(1) وكذا في معجم البلدان، وفي تاريخ بغداد ج 9/ 235 (هذه الثلاثة أحاديث) .
(2) هكذا في تاريخ بغداد ج 9/230 وفي تهذيب التهذيب ج4/ 273 (فقلت له) .
(3) في معجم البلدان (فقال) وكذا في تاريخ بغداد ج 9/ 235.
(4) في معجم البلدان (اتبع) وفي شرح العلل ص 422 (ااتبع) وكذا في تاريخ بغداد ج 9/ 230.
(5) في معجم البلدان (فأكتب) وكذا في تهذيب التهذيب ج4/ 273، وتاريخ بغداد ج 9/230.
(6) في معجم البلدان (وأما) وكذا في تذكرة الحفاظ ج2/455 وفي تاريخ بغداد ج 9/235 وفي شرح العلل ص 422 (فأما) .
(7) وهذا الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد ج9/ 229 بسنده إلى البرذعي من قوله "وسمعت أبا زرعة يقول ... قوله عسى فقيل له فرجع" وكذلك المزي في تهذيب الكمال انظر: تهذيب التهذيب ج4/ 273.
(8) في تهذيب التهذيب ج4/ 273 (قلنا لابن معين) .
(9) في تهذيب التهذيب ج4/ 273 (أن سويداً يحدث) .
(10) (4) عبد الرحمن بن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله، الأنصاري المدني. صدوق ربما أخطأ. انظر: ميزان الاعتدال ج 2/560، تهذيب التهذيب ج6/ 169، وسيأتي قول أبي زرعة فيه.
(11) (خت 4) عبد العزيز بن أبي رواد واسمه ميمون وقيل أيمن وقيل أيمن بن بدر المكي مولى المهلب بن أبي صفرة. ت 159 هـ. صدوق عابد، وربما وهم، ورمي بالإرجاء. انظر: تهذيب التهذيب ج6/ 338- 339.(2/409)
ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قال في ديننا برأيه فاقتلوه" (1) فقال يحيى: سويد ينبغي أن يبدأ به فيقتل (2) ، فقيل (3) لأبي زرعة: يحدث بهذا، عن إسحاق بن نجيح (4) ؟ فقال (5) : هذا حديث إسحاق بن نجيح (6) إلا أن سويدا حدثنا (7) عن ابن أبي الرجال، وقد (8) رواه لغيرك، عن إسحاق. فقال: عمي قيل له فرجع".
__________
(1) ذكره ابن أبي حاتم في علل الحديث ج2/ 457 وذكر ما نقله أبو زرعة عن ابن معين حيث قال في سويد "ينبغي أن يبدأ بسويد فيستتاب" ورواه ابن الجوزي في الموضوعات ج 3/94- 95 ثم قال: "هذا حديث لايصح، تفرد به إسحاق وهو المتهم به وكان يضع الحديث، شهد عليه بذلك يحيى والفلاس وابن حبان" وذكر أيضاً رواية سويد ثم قال: "أما رواية سويد عن ابن أبي الرجال فقد اعتذر قوم لسويد فقالوا وهم وأراد أن يقول إسحاق فقال ابن أبي الرجال، على أن هذا الاعتذار لم يقبله كثير من العلماء" ثم ذكر عن ابن معين أنه قال: "ينبغي أن يبدأ به ويقتل فإنه حلال الدم ولو كان عندي سيف ودرقة لغزوته" ورواه الخطيب في تاريخ بغداد ج6/ 323 وج9/ 229، وأورده الذهبي في ميزان الاعتدال ج2/560، وانظر: اللآلىء المصنوعة ج2/ 182 وذكر رواية الدارقطني، وتنزيه الشريعة ج2/ 218، وتذكرة الموضوعات للفتني ص 16، وملا علي في الأسرار المرفوعة ص 354.
(2) في تهذيب التهذيب ج4/ 273 "ينبغي أن يبدأ بسويد فيقتل".
(3) في تهذيب التهذيب ج4/ 273 "وقيل لأبي زرعة إن سويداً يحدث بهذا" وفي تاريخ بغداد ج9/ 229 "قلت لأبي زرعة سويد يحدث بهذا".
(4) إسحاق بن نجيح الملطي الأزدي أبوصالح ويقال أبو يزيد. سكن بغداد روى عن ابن جريج وغيره، وعنه سويد بن سعيد وغيره قال أحمد: "إسحاق من أكذب الناس يحدث عن البتي يعني عثمان عن ابن سيرين برأي أبي حنيفة"، وقال عنه ابن معين: "كذاب عدو الله رجل سوء خبيث". وقال ابن حبان: "دجال من الدجاجلة يضع الحديث صراحاً". وقال الجوزقاني: "كذاب، وضاع لا يجوز قبول خبره ولا الاحتجاج بحديثه ويجب بيان أمره"، وقال ابن الجوزي: "أجمعوا على أنه كان يضع الحديث". انظر: تهذيب التهذيب ج 1/252، ميزان الاعتدل ج 1/ 200- 202، المجروحين لابن حبان ج1/ 122، وقال أبو حاتم عنه "من أكذب الناس يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم برأي أبي حنيفة". انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 235.
(5) في تهذيب التهذيب ج4/ 273 "فقال: نعم" وفي تاريخ بغداد ج9/ 229 (قال) .
(6) وكذا في تاريخ بغداد ج 9/ 229، وفي تهذيب التهذيب ج4/ 273 "هذا حديث إسحاق".
(7) وفي تاريخ بغداد ج9/ 229 "إلا أن سويداً أتى به عن ابن أبي الرجال" وكذا في تهذيب التيهذيب ج4/ 273.
(8) وفي تاريخ بغداد ج9/ 229، "قلت فقد رواه لغيرك" وكذا في تهذيب التهذيب ج4/ 273.(2/410)
حدثني أبو زرعة: نا عبد العزيز بن عمران المصري (1) ، حدثني عبد الحميد بن الوليد (2) ، ولقبه كبد، عن عبد الرحمن بن القاسم (3) قال: "سألت مالكا، عن ابن سمعان (4) ؟ فقال: كذاب".
قلت له: يزيد بن عياض (5) ؟ قال: "أكذب منه، حدثنا محمد ابن عبد الله بن عبد الحكم (6) ، قال: أخبرني عبد الرحمن بن أبي الشيخ (7) ، قال:
__________
(1) عبد العزيز بن عمران ابن ابنة سعيد بن أبي أيوب المصري. روى عن ابن وهب، وعنه أبو حاتم، وقال عنه "مصري صدوق" وروى عنه أيضاً أبو زرعة، انظر: الجرح والتعديل ج2/ ق 2/ 391.
(2) عبد الحميد بن الوليد المصري لقبه كبد، روى عن عبد الرحمن بن القاسم. انظر: الجرح والتعديل ج2/ ق 2/ 60، ج 4/ ق 2/ 283.
(3) (خ مد س) عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة العتقي أبو عبد الله المصري الفقيه، ت 191هـ وسيأتي ذكره.
(4) انظر الخبر وبنفس السند في: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 60، ونقل المزي عن عبد الرحمن بن القاسم قول مالك فيه، انظر: تهذيب التهذيب ج5/219، وانظر: ميزان الأعتدال ج2/ 423، وانظر: المجروحين لابن حبان ج 2/ 15، وابن سمعان هو: (مدق) عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي، أبوعبد الرحمن المدني مولى أم سلمة متروك، اتهمه أبوداود وغبره بالكذب. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 62 "امتنع أبو زرعة من أن يقرأ علينا حديث ابن سمعان وقال: هو لاشيء" وانظر: تهذيب التهذيب ج 5/ 220- 221.
(5) (ت ق) يزيد بن عياض بن جعدبة الليثي أبوالحكم المدني نزلى البصرة قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعدبل ج 4/ ق2/ 283: "سئل أبو زرعة عن يزيد بن عياض؟ فقال: "ضعيف الحديث وانتهى إلى حديثه فيها كان يقرأ علينا فقال: اضربوا على حديثه ولم يقرأ علينا" وفي تهذيب التهذيب ج11/ 353 قال عنه: "ضعيف الحديث وأمر أن يضرب على حديثه". رروى أبو زرعة بسنده إلى عبد الرحمن بن القاسم أنه قال: سألت مالكاً عن ابن سمعان؟ فقال: كذاب. قلت: يزيد بن عياض؟ قال: أكذب وأكذب". انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 283، تهذيب التهذيب ج11/ 353.
(6) (س) محمدبن عبد الله بن عبد الحكم الإمام الحافظ فقيه عصره أبو عبد الله المصري (182 - 268هـ) قال ابن خزيمة عنه: "ما رأيت في الفقهاء أعلم بأقاويل الصحابة والتابعين منه"، وقال ابن أبي حاتم عنه "ثقة صدوق أحد فقهاء مصر من أصحاب مالك" انظر: تذكرة الحفاظ ج2/ 546- 547، تهذيب التهذيب ج9/ 360 - 363، الجرح والتعديل ج3/ ق2/ 300- 301.
(7) لم أقف على ترجمته.(2/411)
سمعت عبد الحكم بن أعين (1) يقول: يزيد بن عياض من أكذب أهل المدينة".
حدثنا عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي (2) ، نا أبو مسهر (3)
قال: حدثني عمر بن عبد الواحد (4) ، قال: قلت لمالك بن أنس يا أبا عبد الله ماتقول في حال ابن سمعان؟ قال: "كان كذابا" (5) .
حدثنا عبد الرحمن (6) ، عن يحيى بن معين، نا حجاج (7) قال: اجتمع ابن
__________
(1) عبد الحكم بن أعين المصري، روى عن أبي حنيفة اليمامي، روى عنه ابن وهب، وأبوصالح كاتب الليث. انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 36.
(2) (د) عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان بن عمرو النصري، أبو زرعة الدمشقي، شيخ الاسلام في وقته، الحافظ الثقة، ت 281 هـ. انظر: تذكرة الحفاظ ج2/ 624- 625، تهذيب التهذيب ج6/ 236-237، الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 267، قام بدراسة عنه مع تحقيق لكتابه (تاريخ أبي زرعة) الأستاذ شكر الله نعمة الله، واعتمدت في ضبط النصوص التي رواها البرذعي عن أبي زرعة الدمشقي على النسخة التي حققها الأستاذ شكر الله والمطبوعة بالآلة الكاتبة، والمقدمة لكلية الآداب ببغداد سنة 1392 هـ- 1972 م.
(3) (ع) أبو مسهر شيخ أهل الشام وعالمهم عبد الأعلى بن مسهر الغساني الدمشقي الحافظ، يعرف بابن أبي دارمة (140- 218 هـ) انظر: تهذيب التهذيب ج6/ 98- 101، تذكرة الحفاظ ج1/ 381.
(4) (د س ق) عمر بن عبد الواحد بن قيس السلمي أبو حفص الدمشقي، ثقة، ت 200 هـ. وقيل بعدها. انظر: تهذيب التهذيب ج 7/ 479.
(5) انظر الخبر في: تاريخ أبي زرعة الدمشقي ورقة (53- ب-) وفيه (ما تقول في ابن سمعان) وفي تهذيب التهذيب ج5/ 219 ذكره عن عمر بن عبد الواحد وفيه (سألت مالكاً عنه) .
(6) عبد الرحمن هو أبو زرعة الدمشقي، وانظر الخبر في: تاريخ أبي زرعة ورقة (53- ب-) .
(7) (ع) حجاج بن محمد المصيصي الأعور، أبو محمد مولى سليمان بن مجالد، ترمذي الأصل، سكن بغداد ثم تحول إلى المصيصة ت 206 هـ. قال عنه الإمام أحمد: "ماكان أضبطه وأشد تعاهده للحروف ورفع أمره جداً" انظر: تهذيب التهذيب ج2/ 205، وفي تاريخ أيى زرعة الدمشقي ورقة (53- ب) (قال حجاج) دون ذكره (نا) .(2/412)
سمعان، ومحمد بن إسحاق (1) ، فقال ابن سمعان: حدثنا مجاهد (2) ، فقال محمد بن إسحاق (3) : "كذب، والله (4) ، ماسمع من مجاهد، وأنا أسن منه ما سمعت من مجاهد".
حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني (5) ، نا ابن مسهر، نا سعيد بن
__________
(1) (خت م 4) محمد بن إسحاق بن يسار، أبو بكر، المطلبي مولاهم، المدني، نزيل العراق، إمام المغازي، صدوق يدلس، ورمي بالتشيع والقدر. ت 150 هـ. ويقال بعدها. انظر: تهذيب التهذيب ج9/ 38- 46، الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 191- 194، وفي تاريخ أبي زرعة الدمشقي ورقة (53- ب) زاد في الخبر (عند أبي عبيد الله) وفي الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 60. رواه ابن أبي حاتم، عن ابن عوف، قال: قال يحيى بن معين ثنا الحجاج بن محمد الأعور عن أبي عبيدة- يعني عبد الواحد بن واصل- قال: كان عنده ابن سمعان ومحمد بن إسحاق فقال ابن سمعان. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد ج9/ 455 بسنده إلى أحمد بن حنبل أنه قال: "كان ابن سمعان عند أبي عبيد الله ... " وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج2/ 423 قال أبو عبيد الله صاحب المهدي كان عندنا ابن سمعان ... ". وذكره في تهذيب التهذيب ج 5/ 225 بدون إسناد.
(2) (ع) مجاهد بن جبر المكي، أبو الحجاج، المخزومي، المقرىء، مولى السائب بن أبي السانب، ثقة، إمام في التفسير وفي العلم، ت 11 أو 12 أو 13 أو 104هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج10/42- 44. وفي الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 60 (حدثني مجاهد) وفي تاريخ أبي زرعة ورقة (53- ب-) (حدثنا مجاهد) وكذا في تاريخ بغداد ج9/ 455، ميزان الاعتدال ج2/ 423، وفي تهذيب التهذيب ج 5/ 220 (سمعت مجاهدا) .
(3) في تاريخ أبي زرعة ورقة (53- ب-) ، وتاريخ بغداد ج9/ 455، ميزان الاعتدال ج2/ 423 (فقال محمد بن إسحاق) وفي الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 60- 61 (فقال ابن إسحاق) وفي تهذيب التهذيب ج 5/ 225 (فقال) .
(4) وفي تاريخ أبي زرعة ورقة (53- ب-) "كذب والله ما سمع من مجاهد، لأنا أسن منه، ما سمعت من مجاهد شيئا، ولا رأيته"، وفي الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 61 "كذب والله أنا أكبر منه، وما رأيت مجاهداً"، وفي تاريخ بغداد ج9/ 455 "والله إني لأكبر منه، والله ما لقيت مجاهداً وفخم أبو عبد الله كلامه"، وفي ميزان الاعتدال ج2/ 423 "أنا والله أكبر منه، ما سمعت من مجاهد"، وفي تهذيب التهذيب ج 5/ 220 "والله أنا أكبر منه، ما رأيت مجاهداً ولا سمعت منه".
(5) (دت س) إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق السعدي، أبو إسحاق، الجوزجاني الحافظ الإمام نزيل دمشق، ثقة، حافظ رمي بالنصب ت 259 هـ. وله كتاب في الضعفاء اسمه (أحوال الرجال) مخطوط في الظاهرية، حديث 249 وهو غير كامل. انظر: تهذيب التهذيب ج1/ 181-182، تذكرة الحفاظ ج 2/549، تاريخ التراث العربي ج 1/352 وقال الجوزجاني في ابن سمعان: "كان كذابا وضاعا" انظر: تهذيب التهذيب ج 5/ 221(2/413)
عبد العزيز (1) قال: قدم ابن سمعان العراق فأمكنهم من كتبه فزادوا فيها فقرأها عليهم فقالوا: كذاب (2) .
حدثنا عبد الرحمن بن عمرو، نا أبو مسهر، قال: حدثني الهقل بن زياد (3) قال: سمعت الأوزاعي (4) يقول: "لم يكن ابن سمعان صاحب علم، وإنما كان صاحب عمود يعني الصلاة".
حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل بحمص، وكان قاضياً بها، قال: "سمعت أبي يقول: سمعت إبراهيم بن سعد (5) يحلف بالله أن ابن سمعان كذاب" (6) .
__________
(1) (بخ م 4) سعيد بن عبد العزيز بن أبي يحيى التنوخي، أبو محمد، ويقال أبو عبد العزيز، الدمشقي، ثقة، إمام، سواه أحمد بالأوزاعي، وقدمه أبو مسهر، ولكنه اختلط في آخر عمره ت 167 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 4/59 - 0 6.
(2) ذكر هذا الخبر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 61 والخطيب في تاريخ بغداد ج 9/458، والذهبي في ميزان الاعتدال ج 2/423، والمزّي كما في تهذيب التهذيب ج 5/ 220 كلهم عن أبي مسهر بألفاظ متشابهة وتقديم وتأخير بعض الكلمات، وانظر الخبر في: أحوال الرجال لإبراهيم الجوزجاني في أهل المدينة ورقة (40- أ-) ، وفيه سعيد بن عبد العزيز (أنا العراق فامكنهم ... الخ الخبر) .
(3) كلمة هقل كتبت بالأصل هكذا (المفصل) والصواب هقل وهو: (م 4) الهقل بن زياد بن عبيد الله ويقال ابن عبيد السكسكي مولاهم أبوعبد الله الدمشقي كاتب الأوزاعي سكن بيروت، وهقل لقب واسمه محمد وقيل عبد الله. روى عن الأوزاعي وغيره. قال أبو زرعة والعجلي والنسائي، ثقة، توفي سنة 179 أو181هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج11/ 65 والجرح والتعديل ج4/ ق 2/122-123.
(4) مضت ترجمته. وفي تهذيب التهذيب ج 5/ 220 قال "لم يكن بصاحب علم" وفي ج 5/219 قال أحمد عنه "إنما كان يعرف الصلاة، ولم يكن يعرف الحديث" وقول الأوزاعي رواه بلفظه أبو زرعة الدمشقي في تاريخ ورقة (53- ب-) عن أبي مسهر قال حدثني الهقل بن زياد، وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2/ 424.
(5) إبراهيم بن سعد، مضت ترجمته.
(6) روى ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 61 بسنده إلى أحمد بن حنبل أنه قال: "سمعت إبراهيم بن سعد يقول: هو كذاب، قلت لابن أخي الزهري هل رأيت ابن سمعان عند أحد من العلماء؟ قال: ما رأيته عند أحد منهم" وقال الإمام أيضا "هو متروك الحديث، كان إبراهيم بن سعد يرميه بالكذب" وانظر: تهذيب التهذيب ج 5/219 وتاريخ بغداد ج 9/ 455، وميزان الاعتدال ج2/ 423.(2/414)
حدثني محمد بن إدريس بن المنذر (1) نا أيوب بن سليمان بن بلال (2) ، قال (3) : حدثني أبوبكر بن أبي أويس (4) قال: "كنت أجالس عبد الله بن زياد بن سمعان، وكنا نرى أنه أخذ كتبا، عن غير سماع (5) ، فبينا هو يحدث إذا انتهى (6) بحديث لشهر بن حوشب (7) ، فقال: حدثني شهر ابن
__________
(1) هو أبو حاتم الرازي والخبر رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 61 ولفظه "أتيت ابن سمعان فأخرج إلي كتابا، فجعل يقرأه حدثني فلان فمر على حديث فقال حدثني شهر بن جوست. فقلت من هذا؟ فقال: هذا رجل من خراسان مر علينا. فقلت: لعلك تريد شهر بن حوشب. فقال: نعم. فعلمت أنه يأخذ كتباً من غير سماع فيحدث به ولم أعد إليه"، وروى الخطيب في تاريخ بغداد ج 9/ 456 بسنده إلى البرذعي، والمزي ذكره باختصار، انطر: تهذيب التهذيب ج 5/ 220.
(2) (خ دت س) أيوب بن سليمان بن بلال التيمي، مولاهم، أبو يحيى المدني ت 224 هـ. ثقة، لينه الأزدي والساجي بلا دليل. انظر: تهذيب التهذيب ج1/ 404، والجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 248 وهدى الساري ص 392. وفي الأصل كتب اسم بلال هكذا (بالل) أي ألف واللام منفصلة عنها ومتصلة باللام الثانية.
(3) لا توجد في تاريخ بغداد ج9/ 456.
(4) (خ م دت س) عبد الحميد بن عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، أبو بكر بن أبي أويس المدني، الأعشى، ت 202 هـ، ثقة، روى عن أبيه وعم جده الربيع بن مالك، وابن أبي ذئب وابن عجلان ومالك بن أنس وسليمان بن بلال وغيرهم، وعنه أيوب بن سليمان وإسحاق بن راهويه ومحمد ابن رافع وغيرهم. انظر: تهذيب التهذيب ج 6/118. وهذا الخبر رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 61. عن أبيه بنفس السند وفيه "أتيت ابن سمعان فأخرج إلي كتاباً فجعل يقرأه فيقول: حدثني فلان فمر على حديث فقال حدثني شهر بن حوشب "السياق يقضي بأن ابن سمعان صحف فيه".
(5) في تاريخ بغداد ج 9/456 (كتباً غير سماعه) وفي الجرح والتعديل (من غير سماع) .
(6) في تاريخ بغداد ج 9/456 (إذا انتهى إلى حديث) .
(7) (بخ م 4) شهر بن حوشب الأشعري، الشامي، مولى أسماء بنت يزيد بن السكن، صدوق، كثير الإرسال والأوهام. ت 112 هـ. قال يعقوب بن سفيان "وشهر وإن قال ابن عون تركوه فهو ثقة" وقال أبو زرعة عنه: "لا بأس به ولم يلق عمرو بن عبسة" انظر: تهذيب التهذيب ج 4/471، وكذا قول أبي زرعة في الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 383، ميزان الاعتدال ج2/ 283 وفيه قول يعقوب.(2/415)
جوست (1) قلت (2) : من هذا؟ قال: رجل من أهل خراسان اسمه من أسماء العجم (3) فقلت له: لعلك (4) تريد شهر بن حوشب (5) ، فعلمنا حينئذ أنه يأخذ الكتب [10- أ-] .
قلت لأبي زرعة: عمر بن عطاء (6) الذي يروي، عن عكرمة؟ فقال:
__________
(1) ورد في الأصل (شهر بن حوشب) وكذا في الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 61 وقال المحقق رحمه الله في الحاشية "كذا وقع في الأصلين واسم الرجل في الواقع (شهر بن حوشب) ولكن السياق يقضي بأن ابن سمعان صحف، وفي التهذيب (شهر بن حوشب وهو الصواب هنا أو قريب منه) انتهى كلامه، وفي تاريخ بغداد ج 9/456 "فقال: حدثني شهر بن حوشب" وكذا في تهذيب التهذيب ج 5/ 220.
(2) في تاريخ بغداد ج9/ 456، وتهذيب التهذيب ج 5/ 225 "فقلت".
(3) وكذا العبارة في تاريخ بغداد ج9/ 456، وفي تهذيب التهذيب ج 5/ 220 "قال: بعض العجم من أهل خراسان قدم علينا".
(4) في تاريخ بغداد ج9/ 456، وتهذيب التهذيب ج 5/ 225 (فقلت لعلك) .
(5) زاد في تهذيب التهذيب ج 5/ 220 (فسكت) وهذا الخبر رواه أبو زرعة (عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان النصري الدمشقي ت 281 هـ) في تاريخ ورقة [107- ب-] بنفس السند إلى ابن أبي أويس أنه قال: "كنت جالساً عند عبد الله بن زياد بن سمعان، فوجدته يحدث فانتهى إلى حديث لشهر بن حوشب، فقال: حدثني شهر بن جوست فقلت: من شهر بن جوست؟ فقال: بعض العجم، من أهل خراسان، قدموا علينا، فقلت: لعلك تريد شهر بن حوشب؟ فسكت ... " انظر: النسخة المحققة المطبوعة بالآلة الكاتبة ص 431، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد ج9/ 456 بسنده إلى أبي زرعة الدمشقي.
(6) (دق) عمر بن عطاء بن وراز ويقال ورازة، حجازي. روى عن عكرمة مولى ابن عباس، وسالم بن الغيث. وعنه ابن جريج، وأبو بكر بن أبي سبرة (هو ابن عبد الله بن محمد العامري المدني ت162هـ) انظر: تهذيب التهذيب ج12/ 27، نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 126 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "مكي، لين" وفي نسخة أخرى من الجرح والتعديل قال عنه: "ثقة، لين"، ومن هذه النسخة نقل المزي قول أبي زرعة فيه، انظر: تهذيب التهذيب ج7/ 484 قال الإمام الجليل أحمد بن حنبل: "كل شيء روى ابن جريج، عن عمر بن عطاء، عن عكرمة فهو ابن وراز، وكل شيء روى ابن جريج، عن عمر بن عطاء، عن ابن عباس فهو ابن أبي الخوار، كان كبيراً قيل له أيروي ابن أبي الخوار، عن عكرمة؟ قال: لا" انظر: تهذيب التهذيب ج7/ 483- 484 وقال يحيى بن معين: "عمر بن عطاء الذي يروي عنه ابن جريج يحدث عن عكرمة ليس هو بشيء وهو ابن أبي وراز وهم يضعفونه كل شيء، عن عكرمة فهو ابن وراز، عمر بن عطاء ابن أبي الخوار ثقة" انظر: تهذيب التهذيب ج7/ 484.(2/416)
"عمر بن عطاء بن وزار يحدث عن عكرمة، ضعيف الحديث". قلت: فروي، عن عمر بن عطاء بن وراز غير ابن جريح؟ قال: "لا أعلمه".
يحدث عن عكرمة، عن ابن عباس (في الصرورة) (1) وعمر ابن عطاء بن أبي الخوار (2) روى عنه ابن جريج، وإسماعيل بن أمية (3) ، وغير واحد. قلت: كيف هو؟ قال لابأس به. قلت: رأيت بمصر نحواً من مائة حديث، عن عثمان بن صالح (4) ، عن ابن لهيعة (5) ، عن عمرو ابن دينار، وعطاء، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم منها "لاتكرم أخاك بما يشق عليه" (6) ؟ فقال: لم يكن عندي عثمان ممن يكذب (7) ، ولكنه (8) كان يكتب الحديث، مع
__________
(1) رواه أبوداود في سننه في كتاب الحج/ باب لا صرورة ج8/ 308- 309 من طريق ابن جريج، عن عمر بن عطاء، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا صرورة في الإسلام" وانظر: مجمع الزوائدج3/234 ورواه الحاكم في المستدرك ج2/ 159 من طريق ابن جريج أيضاً ثم قال عنه "صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه". والصرورة: يراد بها التبتل وترك النكاح. أو الذي لم يحجَّ قط. انظر: النهاية ج3/ 22.
(2) (م د) عمر بن عطاء بن أبي الخوار، المكي مولى مولى بني عامر، روى عن ابن عباس، والسائب بن يزيد، وعبيد الله بن عياض وعبيد بن جريج، وعطاء بن بخت، ونافع بن جبير بن مطعم، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، ويحيى بن يعمر، ومولى لأبي الأسقع، وعنه ابن جريج، وإسماعيل بن أمية، نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 126 عن أبي زرعة أنه قال: "مكي، ثقة" وانظر: تهذيب التهذيب ج7/ 483، ميزان الاعتدال ج3/ 214.
(3) (ع) إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد، الأموي. ت144هـ، وقيل قبلها. انظر: تهذيب التهذيب ج1/ 283.
(4) (خ س ق) عثمان بن صالح بن صفوان، السهمي مولاهم، أبو يحيى، المصري (144- 219 هـ) وهذا الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد ج3/ 162-163، والذهبي في ميزان الاعتدال ج3/39-40، وذكر الخبر في تهذيب التهذيب ج7/123، وشرح العلل لابن رجب 477 باختصار.
(5) وأحاديث عبد الله بن لهيعة يوجد منها (صحيفة) مكتوبة على ورق البردي، محفوظة في هايدلبرج. انظر: تاريخ التراث في كتب الحديث في العصر العباسي، رقم (11) .
(6) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ج3/ 162 وانظر: ميزان الاعتدال ج3/ 39-40.
(7) في تاريخ بغداد ج3/163، وميزان الاعتدال ج 3/40 (لم يكن عثمان عندي ممن يكذب) وكذا في شرح العلل لابن رجب ص 477، وفي تهذيب التهذيب ج7/123 (لم يكن عندي ممن يكذب) .
(8) وكذا في تاريخ بغداد ج3/ 163 وميزان الاعتدال ج 3/40 وتهذيب التهذيب ج7/123 (ولكن) وفي شرح العلل ص 477، (لكنه) .(2/417)
خالد (1) بن نجيح، وكان خالد (2) إذا سمعوا من الشيخ أملى (3) عليهم مالم يسمعوا فبلوا به، وقد بلي به أبو صالح (4) أيضاً في حديث زهرة بن معبد (5) ، عن سعيد بن المسيب (6) ، عن جابر (7) ليس له أصل، وإنما هو عن خالد بن نجيح.
قلت: هاشم الكوفي (8) ؟ قال: "شيخ، حدث عن محمد بن زياد (9) بحديثين منكرين".
__________
(1) وكذا في تاريخ بغداد ج3/163، وشرح العلل لابن رجب، ص 477 وتهذيب التهذيب ج7/ 123 (كان يكتب عن خالد ... ) وكذا في ميزان الاعتدال ج 3/40، وخالد هو ابن نجيح المصري، كان يصحب عثمان بن صالح المصري وأبا صالح كاتب الليث، قال عنه أبو حاتم "هو كذاب كان يفتعل الأحاديث ويضعها في كتب ابن أبي مريم وأبي صالح وهذه الأحاديث التي أنكرت على أبي صالح يتوهم أنه من فعله"، انظر: الجرح والتعديل ج1/ ق2/ 355، وميزان الاعتدال ج1/ 644.
(2) في الجميع (وكان) وفي شرح العلل ص 447، (فكان) .
(3) كتبت بالأصل (أملا) وفي تاريخ بغداد ج3/163، وشرح العلل ص 477 (أملى) ، وفي ميزان الاعتدال ج 3/40، وتهذيب التهذيب ج7/123 هكذا (يملي) ، وآخر الكلام في تهذيب التهذيب ج7/ 123 (مع خالد بن نجيح، فبلوا به كان يملي عليهم مالم يسمعوا من الشيخ) .
(4) عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد أبوصالح المصري، ستأتي ترجمته.
(5) (خ 4) زهرة بن معبد بن عبد الله، التيمي، أبوعقيل، المدني، سكن مصر، ثقة عابد، ت127هـ. وقيل 135 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 3/341.
(6) (ع) سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عابد، القرشي، المخزومي، أحد العلماء الأثبات، الفقهاء الكبار اتففوا على أن مرسلاته أصح المراسيل، وقال ابن المديني: "لا أعلم في التابعين أوسع علما منه" ت بعد90هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج4/ 84- 88، تذكرة الحفاظ ج1/ 54- 56.
(7) جابر بن عبد الله، مضت ترجمته.
(8) (ت) هاشم بن سعيد أبو إسحاق، الكوفي نزيل البصرة، ضعيف، روى عن زيد بن عطية وكنانة مولى صفية وهشام بن عروة ومحمد بن زياد صاحب أنس. وعنه شاذ بن فياض، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ويزيد بن مغلس الباهلي. انظر: تهذيب التهذيب ج11/17- 18 والجرح والتعديل ج 4/ ق 2/104- 105، ميزان الاعتدال ج4/ 289.
(9) (ع) محمد بن زياد القرشي الجمحي مولاهم، أبو الحارث المدني، سكن البصرة، وثقه ابن معين وأبو حاتم وأحمد والترمذي والنسائي وغيرهم. انظر: تهذيب التهذيب ج 9/169- 170، وا لجرح وا لتعد يل ج3/ ق 2/ 257.(2/418)
قلت: فمن روى عن كتابه غيره؟ قال: الرحيل (1) ، وحديج (2) ، وزهير (3) .
قلت: سليمان القافلاني (4) ؟ قال: "واهي الحديث".
قلت: جرير بن أيوب (5) ، ويحيى بن أيوب (6) أخوان؟ قال: "نعم. قلت: فهما متقاربان؟ قال: لا يحيي أشبه من جرير، وجرير واه" (7) .
__________
(1) رحيل بن معاوية أخو زهير روى عن أبي الزبير وحميد الطويل، ويزيد الرقاشي، وعنه أخوه زهير بن معاوية وغيره. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق2/515 "سئل أبي عن زهير، ورحيل، وحدبج فقال: كانوا ثلاثة إخوة أوثقهم زهير ثم رحيل" ولم ينقل قول أبي زرعة فيه.
(2) حديج بن معاوية بن الرحيل الجعفي، قال عنه ابن نمير "ليس هو ممن يحدث عنه" كذا في المجروحين ج 1/369، وفي الجرح والتعديل ج1/ ق 2/311 قال ابن أبي حاتم "سمعت أبي يقول محل حديج الصدق وليس مثل أخويه في بعض أحاديثه صنعة يكتب حديثه" ت بعد 170 هـ انظر كذلك ميزان الاعتدال ج1/ 467.
(3) زهير بن معاوية الجعفي، مضت ترجمته وقول أبي زرعة فيه.
(4) سليمان بن محمد القافلاني (بياع الأقفال) أبو الربيع وهو (سليمان ابن أبي سليمان) روى عن الحسن وابن سيرين وعطاء، وعنه عمرو بن عاصم الكلابي، متروك الحديث بصري مقل. انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 139- 140، ميزان الاعتدال ج 2/210، 222. قال عنه ابن حبان في المجروحين ج 1/ 330 "يروي عن الأثبات الموضوعات حتى صار ممن لا يحتج به إذا انفرد" وزاد في ترجمته "وكان سليمان يبيع السفن بالبصرة". وانظر لسان الميزان ج3/ 94. والقافلاني: هو من يشتري السفن ويكسرها ويبيع خشبها وقيرها وقفلها، وهو حديدها. انظر: اللباب ج 3/ 8.
(5) جرير بن أيوب بن أبي زرعة بن هارون بن جرير البجلي، الكوفي. قال عنه أبو زرعة فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 504 "منكر الحديث" وكذا في أسماء الضعفاء لابن الجوزي، وفي تعجيل المنفعة ص 49 نقل عنه قوله "منكر".
(6) (خت دت) يحيى بن أيوب بن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، البجلي، الكوفي، روى عن جده وزياد بن علاقة والشعبي، وعنه ابن المبارك وغيره. انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق2/127، تهذيب التهذيب ج 1/ 186، وميزان الاعتدال ج 4/ 362.
(7) كتبت بالأصل هكذا (واهي) والصواب ما أثبتناه.(2/419)
قلت: أحاديث المسعودي (1) ، عن شيوخه، غير القاسم (2) ، وعون (3) ؟ قال: "أحاديثه، عن غير القاسم، وعون، مضطربة يهم كثيراً".
وقال لي: "إبراهيم بن الحكم بن أبان (4) ، وحفص بن عمر العدني (5) ، واهيان".
قلت: ابن مناذر (6) رجل كان يلزم ابن عيينة (7) ؟ قال: "نعم له قصة كان
__________
(1) (خت 4) عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود، الكوفي المسعودي، صدوق، اختلط قبل موته، وضابطه: أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط ت 160 هـ وقيل 165 هـ انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 250- 251، تهذيب التهذيب ج 6/210- 212، ميزان الاعتدال ج 2/ 574- 575.
(2) (خ 4) القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود المسعردي، أبو عبد الرحمن
الكوفي القاضي ت 112 هـ صاحب أبي أمامة، صدوق يرسل كثيرا. انظر: تهذيب التهذيب ج 8/321- 322.
(3) (م 4) عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، الهذلي، أبو عبد الله، الكوفي، ثقة عابد، ت قبل 0 2 1 هـ. انظرتهذيب التهذيب ج 8/ 1 7 1- 73 1.
(4) (فق) إبراهيم بن الحكم بن أبان، روى عن أبيه وإبراهيم بن يحيى بن أبي يعقوب العدني، وعنه إسحاق بن راهويه والذهلي وأحمد بن منصور وغيرهم. سأل ابن أبي حاتم كما في الجرح والتعديل ج1/ ق1/ 94 أبا زرعة عنه؟ فقال: "ليس بقوي ضعيف" وفي تهذيب التهذيب ج1/ 155 "ليس بالقوى وهو ضعيف".
(5) (ق) حفص بن عمر بن ميمون، العدني، أبو إسماعيل الملقب بالفرخ مولى عمرو يقال مولى علي ويقال له الصنعاني، له عند ابن ماجة حديث واحد "من جحد آية من القرآن فقد حل ضرب عنقه" انظر: الجرح والتعديل ج1/ ق 2/ 182، تهذيب التهذيب ج 2/410، وميزان الاعتدال ج1/ 560- 561.
(6) محمد بن مناذر الشاعر من أهل البصرة يروي عن ابن عيينة، وشعبة، قال ابن حبان في المجروحين ج2/ 267 "روى عنه الحجازيون، كان ماجناً مظهراً للمجون لا يجوز الاحتجاج به" وذكر أن يحيى بن معين قال عنه: "أعرفه كان يرسل العقارب في المسجد الحرام حتى تلسع الناس، وكان يصب المداد في الليل في المواضع التي يتوضون منها حتى يسود وجوه الناس، ليس يروي عنه رجل فيه خير" وكذا في ميزان الاعتدال ج3/ 47، وفي لسان الميزان ج 5/ 391 نقل ابن حجر عن المبرد أنه قال: "وكان سبب تهتكه- أي ابن مناذر- أنه أحب عبد المجيد بن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وأفرط في ذلك فلما مات عبد المجيد رثاه ثم تحول إلى مكة ... توفي بحدود 168 هـ" ونقل عن المازني أنه قال: "وكان عبد المجيد يود ابن مناذر وكان أبوه لاينكر عشرته به لأنه لم يكن بلغه عنه ريبة بل كان جميل الأمر عفيفاً".
(7) سفيان بن عيينة الإمام، مضت ترجمته.(2/420)
افتتن بابن لعبد الوهاب الثقفي (1) ، وكان يقول فيه الأشعار نسأل الله الستر، والعافية. قلت: فتراه مع هذا البلاء كان يكذب في الحديث؟ قال: أما هذا فلا أعلمه، وحضرت أبا زرعة بعد ماقال لي هذا بأيام، عند أبي حاتم، وهو يقول: تكلمت بكلمة منذ أيام، مع هذا أتعبتني، وأنا عليها من النادمين، ذكرت ابن مناذر، فقلت: كان افتتن بابن لعبد الوهاب الثقفي فندمت، لم أطلق هذه اللفظة في أحد".
قلت: زكرياء بن منظور (2) ؟ قال: "واهي الحديث".
قلت: عبد الحميد بن سليمان (3) ؟ قال: "وعبد الحميد أيضا، كأنه يقول: واه" (4) .
قلت: عبد الجبار بن عمر (5) قال: "واهي الحديث، وأما مسائله فلا بأس"،
__________
(1) (ع) عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت بن عبيد الله بن الحكم بن أبي العاص الثقفي، أبو محمد البصري، ت 194 هـ. روى عن حميد الطويل وغيره، وعنه الشافعي، وأحمد وإسحاق وغبرهم. قال ابن المديني: "ليس في الدنيا كتاب عن يحيى يعني بن سعيد الأنصاري أصح من كتاب عبد الوهاب ووثقه ابن معين وغيره، وقالوا عنه أنه اختلط"، وقال الذهبي: "ما ضر تغيره حديثه، فإنه ما حدث في زمن التغير"، انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 71، وتهذيب التهذيب ج 6/ 449- 450، وميزان الاعتدال ج 2/680- 681.
(2) (ق) زكرياء بن منظور يقال اسم جده عقبة بن ثعلبة بن أبي مالك، ويقال زكريا بن يحيى بن منظور بن ثعلبة أبو يحيى المدني، روى الخطيب في تاريخ بغداد ج8/ 452 بسنده إلى البرذعي قول أبي زرعة فيه وزاد على واهي الحديث "منكر الحديث" وكذلك نقله عنه المزي كما في تهذيب التهذيب ج3/ 333، ونقل الذهبي في ميزان الاعتدال ج2/ 78 قوله "واهي الحديث" فقط، أما في الجرح والتعديل ج 1/ق2/ 597 قال عنه أبو زرعة "ليس بقوي".
(3) (ت ق) عبد الحميد بن سليمان الخزاعي أبو عمر، المدني، الضرير نزيل بغداد أخو فليح، سأل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق1/14 أبا زرعة عنه فقال "ضعيف الحديث". كتبت بالأصل هكذا (واهي) والصواب ما أثبتناه.
(4) كتبت بالأصل هكذا (واهي) والصواب ما أثبتناه.
(5) (ت ق) عبد الجبار بن عمر الايلي، أبو عمر ويقال أبو الصباح الأموي مولاهم نقل ابن رجب في شرح العلل ص 452- 453 قول أبي زرعة فيه، وكذلك تعقيب البرذعي وزاد في الخبر "قال البرذعي كأنه يقول ... " ونقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق1/32 عن أبي زرعة أنه قال عنه "ضعيف الحديث ليس بقوي، وقرأ علينا حديثه" وكذا في تهذيب التهذيب ج6/ 103 وزاد نقلاً عن ابن أبي حاتم عن أبي زرعة أنه قال عنه "واهي الحديث، وأما مسائله فلا بأس بها" ولم أجد هذا القول في الجرح والتعديل فلعله في نسخة أخرى وقف عليها الحافظ المزي أو في كتاب آخر غير الجرح والتعديل، واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2/ 534 بقوله "وهّاه أبو زرعة" وفي أسماء الضعفاء لابن الجوزي قال أبو زرعة عنه "ضعيف".(2/421)
كأنه يقول: حديث واه (1) ، ومسائله مستقيمة يعني ماروى من المسائل، عن ربيعة (2) ، وغيره. قلت: حارثة (3) وعبد الرحمن (4) ابنا أبي الرجال؟ فقال: [10- ب-] حارثة وا"هـ، وعبد الرحمن أيضاً يرفع أشياء لا يرفعها غيره".
قلت: مطرف بن مازن (5) ؟ قال يهم كثيرا. قلت: فقط؟ قال: فعندك
__________
(1) كتبت بالأصل هكذا (واهي) والصواب ما أثبتناه.
(2) (ع) ربيعة بن أبي عبد الرحمن، التيمي مولاهم، أبو عثمان المدني، المعروف بربيعة الرأي، ثقة، فقيه مشهرر. قال ابن سعد: كانوا يتقنونه لموضع الرأي ت 136 هـ على الصحيح. انظر: تهذيب التهذيب ج3/ 258، تذكرة الحفاظ ج1/ 157، تاريخ بغداد ج 8/420-426.
(3) (ت ق) حارثة بن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان، الأنصاري، والنجاري، المدني ت 148 هـ. نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج1/ق2/256 عن أبي زرعة أنه قال عنه "واهي الحديث، ضعيف الحديث" وفي تهذيب التهذيب ج2/166"واهي الحديث، ضعيف" وفي أسماء الضعفاء لابن الجوزي في الحاشية نقل عنه قوله: "ضعيف الحديث".
(4) (4) عبد الرحمن أبي الرجال مضت ترجمته. ونقل المزي كما في تهذيب التهذيب ج 6 /169 قول أبي زرعة فيه وفي أخيه، قال المزي "وقال البرذعي سألت أبا زرعة عن عبد الرحمن وحارثة؟ فقال ... " الخ الخبر.
(5) مُطرف بن مازن الكناني مولى لهم أبو أيوب، ولى القضاء بصنعاء وتوفي بالرقة. ويقال مات بمنبج سنة 191 هـ، روى عن معمر ويعلى بن منعم، وروى عنه بقية بن الوليد وإبراهيم موسى ومحمد بن مهران الجمال وأبو يوسف الصنعاني وأيوب بن محمد الوزان الرقي. انظر: ميزان الاعتدال ج 4/125-126، الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/314.(2/422)
شيء آخر. قلت: يحي بن معين، عن هشام بن يوسف (1) ، سمع كتب معمر (2) ، أو ابن جريح (3) مني، ثم رواها. فسكت أبو زرعة.
قال أبو عثمان: حدثني مسلم بن الحجاج، عن يحيى بن معين، قال: قال لي هشام بن يوسف (4) : "مطرف ابن مازن سمع مني كتاب ابن جريج هو يحدث به اليوم، قال يحيى: فذهبت فاستعرت نسخة كتابه فعارضته بكتاب هشام (5) فإذا [هو] (6) مستو (7) على التاليف".
__________
(1) كتب بالأصل (همام بن يوسف) في موضعين. والصواب (هشام بن يوسف) وهو (خ 4) هشام بن يوسف الصنعاني، أبو عبد الرحمن الابناوي قاضي صنعاء، روى عن معمر، وابن جريح، والثوري وغيرهم، وعنه الشافعي، وابن المديني، وابن معين وابن راهويه. ت 197 هـ قال عنه الخليلي: ثقة متفق عليه، روى عنه الأئمة كلهم. انظر: تهذيب التهذيب ج 11/ 57- 58، والجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 70- 71، وطبقات فقهاء اليمن ص 67. ونقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 71 مثل هذا الخبر أي معارضة كتاب مطرف وادعى أنه سمع ما لم يسمع، ونقل ابن حجر في لسان الميزان ج6/ 48 هذا الخبر عن ابن معين أنه قال: "قال لي هشام يوسف جاءني مطرف فقال أعطني حديث ابن جريج ومعمر حتى أسمعه فأعطيته فكتبهما ثم جعل يحدث به عنهما".
(2) (ع) معمر بن راشد، الأزدي مولاهم، أبو عروة البصري، نزيل اليمن، ثقة ثبت فاضل، روى عن ثابت البناني وقتادة والزهري وغيرهم، وعنه ابن جريج وهو من أقرانه وهشام بن يوسف وابن عيينة وابن المبارك ت 154 هـ انظر. تهذيب التهذيب ج10/ 243-246.
(3) عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، مضت ترجمته.
(4) بالأصل (همام بن يوسف) هشام بن يوسف، وفي الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 314 قال يحيى بن معين "قال لي هشام بن يوسف: جاءني مطرف بن مازن فقال لي: أعطني حديث ابن جريج ومعمر حتى أسمعه منك، لأعطيته فكتبها ثم جعل يحدث بها عن معمر نفسه وعن ابن جريج، فقال لي هشام، انطر في حديثه فهو مثل حديثي سواء، فأمرت رجلاً فجاءني بأحاديث مطرف بن مازن فعارضت بها فإذا هي مثلها سواء فعلمت أنه كذاب".
(5) كتبت بالأصل (هشام) والشين كتبها الناسخ غير معجمة.
(6) أضفنا هذه الكلمة لاستقامة النص.
(7) في الأصل كتبت هكذا (مستوي) والصواب ما أثبتناه.(2/423)
حدثنا محمد بن رجاء الجرجاني أخو عمار بن رجاء (1) ، ثنا سعيد ابن خالد بن عمار قال: "لما قدمت من عند، مطرف بن مازن، لقيني ابن حنبل يعني أحمد، فقال لي: أين كتبك؟ فأتيته بكتبي فنظر في أحاديث مطرف فقال: هذا رجل ليس كتبه معه".
قلت لأبي زرعة: موسى بن محمد بن إبراهيم (2) : قال: "واهي الحديث جدا. قلت: فليح بن سليمان (3) ، وعبد الرحمن بن أبي الزناد (4) ، وأبو أويس (5) ،
__________
(1) عمار بن رجاء بن سعد الحافظ الإمام أبو ياسر التغلبي، الاسترابادي، صاحب المسند، سمع من يزيد بن هارون ومحمد بن بشر العبدي والحسين الجعفي وغيرهم. قال الإدريسي: كان فاضلاً ديناً كثير العبادة والزهد. ت 267 هـ بجرجان، وقال ابن أبي حاتم: "كتب إلينا وإلى أبي وأبي زرعة وكان صدوقا" انظر: تذكرة الحفاظ ج 2/ 561- 562، الجرح والتعديل ج3/ ق1/ 395، تاريخ جرجان ص241، 489.
(2) موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، مضت ترجمته وقول أبي زرعة فيه.
(3) فليح بن سليمان، مضت ترجمته.
(4) (خت مق 4) عبد الرحمن بن أبي الزناد بن عبد الله بن ذكوان القرشي مولاهم المدني ت 174 هـ. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج2/ ق2/ 252-253 "سألت أبا زرعة عنه، وعن ورقاء وشعيب والمغيرة، أيهم أحب إليك في أبي الزناد؟ قال: كلهم أحب إلي من عبد الرحمن بن أبي الزناد" وكذا في تهذيب التهذيب ج6/ 172. وقال عنه الذهبي: "أحد العلماء الكبار، وخير المحدثين لهشام بن عروة" وقال بعد نقله أقوال أئمة الجرح والتعديل في تجريحه "قد مشاه جماعة وعدلوه، وكان من الحفاظ المكثرين ولا سيما عن أبيه، وهشام بن عروة حتى قال يحيى بن معين: "هو أثبت الناس في هشام" انظر: ميزان الاعتدال ج 2/ 575- 576، تذكرة الحفاظ ج1/ 248.
(5) مضت ترجمته.(2/424)
والدراوردي (1) ، وابن أبي حازم (2) أيهم أحب إليك؟ قال: الدراوردي، وابن أبي حازم أحبّ إلي من هؤلاء كلهم".
قيل له: فليح؟ فحرك رأسه، وقال: "واهي الحديث، هو وابنه، محمد ابن فليح (3) جميعا واهيان".
حدثنا محمد بن إسحاق (4) ، أنه سمع يحيى بن معين يقول: "لايسوى حديث ابن أبي الزناد فلسا" (5) .
حدثنا محمد بن يحيى (6) قال: سمعت ابن أبي مريم (7) يحدث، عن خاله
__________
(1) (ع) عبد العزيز بن محمد بن عبيد بن أبي عبيد، الدراوردي، أبو محمد، المدني. ت 187 هـ. قال عنه أبو زرعة "سيء الحفظ فربما حدث من حفظه الشيء فيخطىء" انظر: الجرح والتعديل ج 2/ق2/ 396 وكذا في هدي الساري ص 420، وتهذيب التهذيب ج6/ 354 وفي ميزان الاعتدال ج 2/ ق 2/ 396 قال يحيى بن معين: "الدراوردي أثبت من فليح وابن أبي الزناد وأبي أويس، الدراوردي ثم ابن أبي حازم" وانظر: تهذيب التهذيب ج 6/ 354 وفي ميزان الاعتدال ج2/ 634 قال ابن معين عنه: "هو أثبت من فليح".
(2) (ع) عبد العزيز بن أبي حازم سلمة بن دينار المحاربي، مولاهم أبو تمام المدني الفقيه ت 184 هـ. قال عنه أبو زرعة "عبد العزيز أفقه من الدراوردي، والدراوردي أوسع حديثاً" انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 383 وزاد المزي كما في تهذيب التهذيب ج 6/334 كلمة (منه) بعد (أوسع حديثا) نقلاً عن ابن أبي حاتم وفيهما قال ابن أبي حاتم: "سألت أبي عن عبد العزيز بن أبي حازم وعبد الرحمن بن أبي الزناد وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم؟ فقال: متقاربون قيل له فعبد العزيز بن أبي حازم؟ قال: صالح الحديث.
(3) (خ س ق) محمد بن فليح بن سليمان الأسلمي ويقال الخزاعي المدني ت 197 هـ صدوق يهم انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 59، تهذيب التهذيب ج 9/ 406- 407، ميزان الاعتدال ج 4/ 10، هدي الساري ص 441-442.
(4) محمد بن إسحاق الصاغاني، مضت ترجمته.
(5) كتبت بالأصل (فلس) والصواب فلساً.
(6) محمد بن يحيى النيسابوري، مضت ترجمته.
(7) (ع) سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم المعروف بابن أبي مريم الجمحي، أبو محمد المصري مولى أبي الضبيع مولى بني جمح، روى عن مالك والليث والدراوردي وجماعة، وعنه البخاري روى له هو والباقون بواسطة محمد بن يحيى الذهلي ت 224 هـ. ثقة، ثبت فقيه. انظر: تهذيب التهذيب ج4/ 17-18.(2/425)
موسى بن أبي سلمة (1) قال: "قدمت المدينة فأتيت مالك بن أنس فقلت: أني قدمت لأحمل عنك العلم، وعمن (2) تأمر به. قال: عليك بابن أبي الزناد (3) . سألت أبا زرعة: عن عامر بن صالح (4) ؟ فقال: ينكر كثيرا".
قلت: أبو إسحاق الكوفي (5) ، الذي يحدث عنه هشيم (6) ؟ قال: "اسمه عبد الله بن ميسرة، واهي الحديث، حدث عنه هشيم، وأبو محصن (7) ، ووكيع (8) ، وحدثنا عنه، أحمد بن يونس" (9) .
__________
(1) (س) موسى بن سلمة بن أبي مريم المصري، مولى بني جمح، روى عن هشام بن عروة ومالك ومخرمة بن بكير بن الأشبح وغيرهم، وعنه ابن وهب وسعيد بن الحكم ويحيى بن سلام البصري ت 163 هـ. وهو مقبول انظر: تهذيب التهذيب ج10/346.
(2) كتبت بالأصل (وعن من) والصواب عمن.
(3) انظر هذا الخبر في: تهذيب التهذيب ج 6/ 171 وميزان الاعتدال ج2/ 575. وابن أبي الزناد مضت ترجمته.
(4) إما (ت) عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام الزبيري) أبو الحارث المدني، سكن بغداد ت بحدود 190 هـ وهو متروك الحديث وأفرط فيه ابن معين فكذبه، وكان عالماً بالأخبار. انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 324، تهذيب التهذيب ج 5/ 71، ميزان الاعتدال ج 2/ 360 أو (ت فق) عامر بن صالح بن رستم المزني مولاهم أبو بكر بن أبي عامر الخزاز البصري وهو صدوق، سيء الحفظ، أفرط فيه ابن حبان، فقال: يضع. انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 324، تهذيب التهذيب ج 5/ 70، ميزان الاعتدال ج 2/ 360.
(5) (عس ق) عبد الله بن ميسرة أبو ليلى الحارثي، الكوفي ويقال الواسطي روى عنه الشعبي وأبي جرير قاضي سجستان وجماعة، وعنه هشيم وكناه أبا إسحاق وتارة أبا عبد الجليل ووكيع بن الجراح وأحمد بن يونس وغيرهم قال عنه ابن حبان في المجروحين ج2/ 36 "كان كثير الوهم على قلة روايته.. ثم قال بعد كلام عنه لا يحل الاحتجاج بخبره". قال أبو زرعة عنه كما في الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 178 "واهي الحديث، ضعيف الحديث" وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2/ 511 ضمن ترجمته "أبو ليلى، وهو أبو إسحاق، وأبو جرير، وأبو عبد الجليل، كناه بهذه الأربعة هشيم يدلسه".
(6) هشيم بن بشير بن القاسم، مضت ترجمته.
(7) (خ دت س) حصين بن نمير الواسطي أبو محصن الضرير مولى الهمداني كوفي الأصل، وثقه أبو زرعة. انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب ج2/391- 392.
(8) وكيع بن الجراح، الرؤاسي أبو سفيان الكوفي، مضت ترجمته.
(9) أحمد بن يونس، مضت ترجمته.(2/426)
قلت: الحكم بن ظهير (1) ؟ قال: "متروك الحديث".
قلت: قال ابن أبي شيبة (2) : "إذا رأيتني قد كتبت، عن الرجل، ولا أحدث عنه فلا تسأل عنه، وكان كتب عن الحكم ولم يحدث عنه (3) ، ثم قال: حدث عن عاصم (4) ، عن زرّ (5) ، عن عبد الله (6) فجعل يعدد تلك المناكير إذا رأيت معاوية (7) ، وغيره فأراد رجل أن يكتب حديثا مما ذكر، فقال له الحكم،
__________
(1) (ت) الحكم بن- ظهير الفزاري، أبو محمد بن أبي ليلى الكوفي، وقال بعضهم الحكم ابن أبي خالد ت قريباً من 180 هـ. قال عنه أبو زرعة "واهي الحديث، متروك الحديث" انظر: تهذيب التهذيب ج2/ 428، وفي الجرح والتعديل ج 1/ ق2/119 قال عنه أبو زرعة "واهي الحديث" وكلمة (ظهير) كتبت بالأصل هكذا (مهير) وكتبها مرة أخرى (طهير) والصواب (ظهير) ونقل ابن الجوزي في أسماء الضعفاء عنه أنه قال "واهي الحديث".
(2) عبد الله بن محمد بن أبي شبيبة أبو بكر، مضت ترجمته.
(3) وفي الجرح والتعديل ج1/ ق2/ 119 قال علي بن الحسين بن الجنيد: "رأيت ابن أبي شيبة لا يرضى الحكم بن ظهير ولم يدخله في تصنيفه" وذكره المزي باختصار. انظر: تهذيب التهذيب ج2/428.
(4) (ع) عاصم بن بهدلة، وهو ابن أبي النجود الأسدي مولاهم، الكوفي أبو بكر المقرىء صدوق له أوهام، حجة في القراءة، وحديثه في الصحيحين مقرون ت 128 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج5/ 38- 40، وطبقات القراء ج1/ 346-359.
(5) (ع) زر بن حبيش بن حباشة بن أوس بن بلال وقيل هلال الأسدي أبو مريم ويقال أبو مطرف الكوفي، مخضرم أدرك الجاهلية وهو ثقة جليل ت 81 أو 82 أو 83 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج321- 322، الإصابة ج2/ 633- 634.
(6) (ع) عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب أبو عبد الرحمن الهذلي وأمه أم عبد الصحابي الجليل ت 32 هـ أو 33 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج6/ 27-28، الإصابة ج4/ 233- 236.
(7) (ع) معاوية بن أبي سفيان، صخر بن حرب، بن أمية، بن عبد شمس، أبو عبد الرحمن الأموي. ت 60 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 1/ 257، الإصابة ج 6/ 151، والحديث رواه ابن حبان في المجروحين ج1/ 245-246 في ترجمته بنفس السند عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه" وقال عنه ابن حبان في ترجمته "كان يشتم أصحاب محمد صلى الله عليه رسلم" ورواه عنه عباد بن يعقوب الرواجني الأسدي الذي قال عنه ابن عدي: "فيه غلو في التشيع.."، انظر: ميزان الاعتدال ج1/ 572، وذكره في ترجمته ابن حجر. انظر: تهذيب التهذيب ج2/ 428 ورواه ابن الجوزي في الموضوعات ج 2/ 24 بنفس السند وقال عنه في ص 26 "وفيه رجلان متهمان بوضعه أحدهما عباد بن يعقوب وكان غالياً في التشيع روى أحاديث أنكرت عليه في فضائل أهل البيت ومثالب غيرهم قال ابن حبان: "كان رافضياً داعية يروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك"، والثاني الحكم بن ظهير، وذكر أقوال الأئمة فيه وذكره السيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ج1/ 424 وتنزيه الشريعة ج2/ 8.(2/427)
عن السدي (1) ، عمن قال: لايكتب عني، عن الحكم بن ظهير شيئا".
قلت: أبو حفص العبدي (2) ؟ قال: "واهي الحديث لا أعلم حدث عنه كبير أحد إلا من لا يدري الحديث".
قلت: الوليد بن أبي ثور (3) ؟ قال: "منكر الحديث يهم كثيراً".
قلت: أبو حمزة الثمالي (4) ؟ قال: [11- أ] "واهي الحديث".
__________
(1) (م 4) إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي أبو محمد القرشي مولاهم، الكوفي الأعور، وهو السدي الكبير، كان يقعد في سدة باب الجامع فسمي السدي. صدوق يهم، ورمي بالتشيع ت127 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج1/ 313-314.
(2) عمر بن حفص، أبو حفص العبدي، عن ثابت البناني، وعنه علي بن حجر وجماعة. وهو عمر بن حفص بن ذكوان هكذا ترجم له الذهبي في ميزان الاعتدال ج3/ 189 وفي المجروحين ج2/ 84 قال ابن حبان في ترجمته: "وهو الذي يقال له عمر بن أبي خليفة كان كنية أبيه أبا خليفة وقد قيل إن اسم أبي خليفة حجاج بن عتاب قدم بغداد وحدث بها وذكر بعد كلام عنه أنه ت بعد 200 هـ. كان ممن يشتري الكتب ويحدث بها من غير سماع ويجيب فيما يسأل وإن لم يكن مما حدث به.." وانظر: ترجمته في الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 103 ولم أجد من نقل قول أبي زرعة فيه غير الخطيب حيث روى في تاريخ بغداد ج11/ 194 بسنده إلى البرذعي قوله هذا.
(3) (بخ دت ق) الوليد بن عبد الله بن أبي ثور الهمداني، المرهبي ت 172 هـ. نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق2/3 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "في حديثه وهي" نقل المزي قول أبي زرعة فيه كما أجاب الرذعي به. انظر: تهذيب التهذيب ج11/ 138، ونقل الذهبي القولين عنه في ميزان الاعتدال ج 4/ 341 إلا أنه قال وقال مرة: "في حديثه وهاء" وروى هذا الخبر الخطيب في تاريخ بغداد ج 13/ 440 بسنده إلى البرذعي.
(4) (ت عس ق) ثابت بن أبي صفية دينار وقيل سعيد أبو حمزة الثمالي الأزدي، الكوفي مولى المهلب. مات في خلافة أبي جعفر. قال عبيد الله بن موسى كنا عند أبي حمزة الثمالي فحضر ابن المبارك فذكر أبو حمزة حديثاً في عثمان فقام ابن المبارك فمزق ما كتب ومضى، وفي رواية فرد الصحيفة على الجارية وقال قولي له قبحك الله وقبح صحيفتك. انظر: الروايتين في تهذيب التهذيب ج2/ 7 قال عنه أبو زرعة: "لين" انظر: الجرح والتعديل ج1/ ق1/ 458، تهذيب التهذيب ج 2/ 7.(2/428)
قلت: داود بن الزبرقان (1) ؟ قال: "متروك الحديث. قلت: ترى أو يذاكر عنه، أو يكتب حديثه؟ قال: لا".
قلت: علي بن ظبيان (2) ؟ قال: "واهي الحديث جدا".
قلت: علي بن عابس (3) ؟ قال: "منكر الحديث، يحدث بمناكير كثيرة، عن قوم ثقات".
قلت: موسى بن عثمان (4) ، صاحب الحكم (5) ؟ قال: "منكر الحديث جداً".
__________
(1) (ت ق) داود بن الزبرقان الرقاشي أبو عمرو، وقيل أبو عمرو البصري مضى القول الآخر لأبي زرعة فيه، وهذا القول رواه الخطيب في تاريخ بغداد ج8/ 358-
359 بسنده إلى البرذعي، واقتصر المزي والذهبي على قوله "متروك" انظر: تهذيب التهذيب ج3/ 185، وميزان الاعتدال ج2/ 7.
(2) (ق) علي بن ظبيان بن هلال بن قتادة بن حزن الكوفي، أبوالحسن ت 172 هـ. روى الخطيب في تاريخ بغداد ج11/ 445، بسنده إلى البرذعي قول أبي زرعة فيه وكذلك نقل المزي قوله هذا. انظر: تهذيب التهذيب ج7/ 342 وقال ابن حجر: "روى له ابن ماجة حديث المدبر فقط. قال الربيع: ثنا الشافعي، ثنا علي بن ظبيان، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، قال: المدبر من الثلث، قال لي علي بن ظبيان: كنت أرفعه فنهاني أصحابي. ورواه جماعة عن علي مرفوعا. ساق له ابن عدي عدة أحاديث، وقال: الضعف على حديثه بين". انظر: تهذيب التهذيب ج7/ 342-343، ميزان الاعتدال ج 3/ 134 ونقل ابن الجوزي في أسماء الضعفاء كذلك قول أبي زرعة فيه.
(3) (ت) علي بن عابس، الأسدي الأزرقي الكوفي الملائي ونسبة إلى الملاءة التي تستتر بها النساء يروي عن ابن المسيب وعثمان بن المغيرة الثقفي وجماعة، وعنه ابن وهب المصري ومحمد بن آدم المصيصي وجماعة، فال عنه ابن حبان: "كان ممن فحش خطؤه وكثر وهمه فيما يرويه فبطل الاحتجاج به" قال ابن عدي عنه: "له أحاديث حسان ويروي عن إبان بن تغلب وغيره أحاديث غرائب ومع ضعفه يكتب حديثه". انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 197، تهذيب التهذيب ج7/ 343- 344، ميزان الاعتدال ج 3/ 134- 135 0 المجروحين لابن حبان ج2/104.
(4) موسى بن عثمان الحضرمي، روى عن الحكم بن عتيبة وغيره، غال في التشيع، كوفي، انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 152-153، ميزان الاعتدال ج 4/ 214.
(5) الحكم بن عتيبة النهاس كوفي، قال عنه أبو حاتم: "مجهول لايعرف. لأنه ليسى يروي الحديث، وإنما كان قاضياً بالكوفة". انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 125، ميزان الاعتدال ج 1/ 577.(2/429)
قلت: جابر بن نوح الحماني (1) ؟ قال: "واهي الحديث، حدث بغير حديث منكر".
قلت: أبو اليقظان عثمان بن عمير (2) ؟ قال: "ضعيف الحديث".
قلت: سليمان بن يسير (3) ؟ قال: "منكر الحديث، حدث عنه شعبة" (4) .
قلت: شعبة؟ قال: "نعم شعبة، عن أبي الصباح (5) وليس موسى بن أبي كثير (6) ، عن إبراهيم (7) مسألة (8) . قلت: فهو سليمان بن يسير؟ قال: نعم".
__________
(1) (ت س) جابر بن نوح ويقال ابن المختار الحماني، أبوبشر الكوفي ت 203 هـ. روى عن الأعمش وابن أبي ليلى والمسعودي، وعنه أحمد ابن حنبل وغيره، أخرج له الترمذي حديثاً واحداً في رؤية الرب سبحانه وتعالى، قال عنه النسائي في الضعفاء والمتروكين: "ليس بالقوي". انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 500 وتهذيب التهذيب ج2/ 45-46، ميزان الاعتدال ج1/ 379.
(2) (دت ق) عثمان بن عمير البجلي أبو اليقظان الكوفي الأعمى، ويقال ابن قيس ويقال ابن حميد ت ما بين 120- 130هـ. قال عنه ابن حبان: "اختلط حتى كان لايدري مايقول، لا يجوز الاحتجاج به"، وقال ابن عدي: رديء المذهب غال في التشيع يؤمن بالرجعة ويكتب حديثه مع ضعفه". انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 161، تهذيب التهذيب ج7/ 145- 146، مبزان الاعتدال ج 3/ 50- 51.
(3) (ق) سليمان بن يسير، ويقال ابن أسير، ويقال ابن قُسَيم النخعي، أبو الصباح الكوفي، مولى إبراهيم النخعي. روى عنه الثوري، وشعبة وجماعة. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعدبل ج 2/ ق 1/ 150 "سمعت أبا زرعة يقول: سليمان بن يسير واهي الحديث، ضعيف الحديث. وانظر كذلك: تهذيب التهذيب ج 4/ 230، روى له ابن ماجة حديثاً واحداً في أجر القرض. قال المزي كما في تهذيب التهذيب ج4/ 231، "ويسمى أيضاً ابن شقير، وابن بشر". واكتفى ابن الجوزي في أسماء الضعفاء بقوله "واهي الحديث".
(4) شعبة بن الحجاج، مضت ترجمته.
(5) أبو الصباح، هو سليمان بن يسير.
(6) (بخ س) موسى بن أبي كثير الأنصاري مولاهم، ويقال الهمداني أبوالصباح الكوفي، ويقال الواسطي، المعروف بموسى الكببر. سيأتي قول أبي زرعة فيه في أسامي الضعفاء.
(7) (ع) إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي، أبو عمران الكوفي الفقيه، ثقة إلا أنه يرسل كثيراً، ت 96 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج1/ 177-78 1.
(8) أي حدث شعبة بن الحجاج عن سليمان بن يسير عن إبراهبم النخعي بمسألة.(2/430)
قلت: موسى بن طريف (1) الذي روى عنه الأعمش (2) ؟ قال: "ضعيف". قلت: أبو يحيى (3) القتات؟ قال: "ضعيف الحديث".
قلت: دلهم بن صالح (4) ؟ قال: "ضعيف الحديث".
قلت: الهيثم بن عدي (5) ؟ قال: "ليس بشيء".
قلت: صاعد بن مسلم (6) ؟ قال: "ضعيف".
__________
(1) موسى بن طريف الأسدي الكوفي، روى عن أبيه وعباية بن ربعي، وعنه الأعمش وعبد العزيز بن رفيع وفطر بن خليفة وسفيان بن زياد الأسدي، قال عنه ابن حبان في المجروحين ج2/ 238 "كان ممن يأتي بالمناكير التي لا أصول لها عن أبيه عن أقوام مشاهير، وكان أبو بكر ابن عياش يكذبه". انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 148، ميزان الاعتدال ج4/ 208.
(2) هو سليمان بن مهران، مضت ترجمته.
(3) (بخ دت ق) أبو يحيى القتات الكوفي، الكناني. اسمه زاذان وقيل دينار وقيل مسلم وقيل يزيد وقيل زبان وقيل عبد الرحمن بن دينار روى عن مجاهد بن جبر وعطاء ابن أبي رباح وحبيب بن أبي ثابت، وعنه الأعمش والثوري وجماعة، انظر: تهذيب التهذيب ج11/277-278، ميزان الاعتدال ج1/ 586-587.
(4) (دت ق) دلهم بن صالح الكندي الكوفي، روى عن عطاء وعكرمة والشعبي وغيرهم، وعنه وكيع وأبونعيم وجماعة. قال عنه ابن حبان في المجروحين ج 1/ 295 "منكر الحديث جداً، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديت الأثبات" أخرجوا له حديثاً واحداً، ليس بذاك انظر: الجرح والتعديل ج1/ ق2/ 436، تهذيب التهذيب ج3/ 212-213، وميزان الاعتدال ج2/28.
(5) الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن بن زيد أبوعبد الرحمن الطائي المنجبي ت 207 هـ. قال عنه ابن عدي: "ما أقل ما له من المسند، إنما هو صاحب أخبار". وقال ابن المديني: "هو أوثق من الواقدي، ولا أرضاه في شيء"، وقال عنه ابن معين: "ليس بثقة كذاب.. " ومن مناكيره قال: ثنا مجالد، عن الشعبي، عن عدي ابن حاتم مرفوعا: "إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه" وروى قول أبي زرعة فيه الخطيب في تاريخ بغداد ج14/ 52 بسنده إلى البرذعي، ونقل ابن حجر في لسان الميزان ج6/ 210 قول أبي زرعة فيه.
(6) صاعد بن مسلم، وقيل ابن محمد، أبو العلاء، اليشكري مولى الشعبي كوفي، روى عن الشعبي وغيره، وعنه الثوري وغيره سمع ابن أبي حاتم أبا زرعة يقول فيه: "ضعيف الحديث" انظر: الجرح والتعديل ج2/453، وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ج2/ 287 "ضعفه أبو زرعة" وكذا في لسان الميزان ج3/ 163 وفي 164 منه قال أبو زرعة: "ضعيف الحديث" وأسماء الضعفاء لابن الجوزي.(2/431)
قلت: سليم مولى الشعبي (1) ؟ قال: "ضعيف".
قلت: أبوهانئ عمر بن بشير (2) ، قال: "ضعيف".
قلت: محمد بن عون (3) ؟ قال: "محمد بن عون".
قلت: الربيع بن سهل الفزاري (4) ؟ قال: "منكر الحديث".
__________
(1) سليم، أبو سلمة، صاحب الشعبي، قال عنه ابن عدي: ليس له متن منكر، إنما عيب عليه الأسانيد- يعني لا يتقنها. وهو مولى الشعبي، روى عنه أحمد بن يونس، وعبد الله بن رجاء. انظر: ميزان الاعتدال ج 2/ 232.
(2) عمر بن بشير الهمداني أبو هانئ روى عن الشعيي وعنه وكيع، وأبو نعيم وعبد الله بن رجاء. قال عنه الإمام أحمد "صالح الحديث" وقال عنه ابن معين: "ضعيف" وقال أبو حاتم "ليس بقوي يكتب حديثه وجابر الجعفي أحب إلي منه". انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 100، ميزان الاعتدال ج3/ 183.
(3) (ق) محمد بن عون، أبو عبد الله الخراساني روى عن نافع مولى ابن عمر وسعيد بن جبير وعكرمة والضحاك وعجلان أبي غالب ومحمد بن زيد قاضي مرو ويحيى بن عقيل الخزاعي، وعنه إسماعيل بن زكريا، وسيف بن عمر التميمي ويعلى بن عبيد الالنافسي ومحمد بن الصلت الأسدي. قال ابن عدي وعامة ما يرويه لا يتابع عليه، روى له ابن ماجة حديثاً عن نافع عن ابن عمر قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر ثم وضع شفتيه عليه فسكن طويلاً ثم التفت فإذا هو بعمر يبكي، فقال: ياعمر ها هنا تسكب العبرات" ت مابين 140- 150 هـ. سأل ابن أبي حاتم أبا زرعة عنه؟ فقال: "ضعيف الحديث ليس بقوي" وكذا في تهذيب التهذيب ج9/ 384.
(4) الربيع بن سهل بن الركين بن الربيع الفزاري، روى عن سعيد بن عبيد الطائي، روى عنه يحيى بن أبي بكير، وأبو سلمة المنقري وإسماعيل بن موسى نسيب السدي ونقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 464 عن أبي زرعة أنه قال: "منكر الحديث" وكذا في تعجيل المنفعة ص 86 وقد فرق بعض الأئمة بينه وبين الربيع بن ركين فقد ذكر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 460 الربغ بن ركين بن ربيع عميلة الفزاري الذي روى عن قيس بن مسلم وعدي بن ثابت، وعنه شعبة ومروان الفزاري وللوقوف على ذلك والكلام حولهما انظر: الجرح والتعديل في ترجمته وتعجيل المنفعة ص 86 وانظر: تاريخ بغداد ج 8/417، والثقات لابن حبان ج3/ 64 وتاريخ البخاري ج 3/ ق1/ 274 وقد بين ذلك وحقق في الأمر المحقق عبد الرحمن اليماني في الجرح والتعديل ونقل ابن الجوزي في أسماء الضعفاء عن أبي زرعة أنه قال عنه: "منكر الحديث" وذلك في ترجمة الربيع بن خلف.(2/432)
قلت: سلمة الأحمر (1) ؟ قال: "واهي الحديث".
قال أبو عثمان: حدثنا أحمد بن سليمان الرهاوي (2) ، قال: سمعت يزيد بن هارون (3) ، وسئل، عن سلمة الأحمر؟ فقال: "ما كان يدري أي شيء يقول" (4) .
قلت لأبي زرعة: يحيى بن عقبة بن أبي العيزار (5) ؟ قال: "ضعيف الحديث".
قلت: عمرو بن يزيد أبو بردة (6) ؟ قال: "ضعيف".
قلت: أبو بردة يحيى بن أبي بردة (7) ؟ قال: "واه الحديث".
__________
(1) سلمة بن صالح الأحمر، الجعفي، أبو إسحاق قاضي واسط. قال عنه أبو حاتم: "واهي الحديث، ذاهب الحديث، لا يكتب حديثه، يقرب في الضعف من سوار بن مصعب". انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 165، ميزان الاعتدال ج 2/ 190- 191.
(2) أحمد بن سليمان بن عبد المك بن يزيد ابن أخي أبي شيبة الرهاوي، ويعرف بأبي الحسين الرهاوي. قال عنه ابن أبي حاتم "أدركته ولم أكتب عنه وكتب إليّ ببعض حديثه وهو صدوق ثقة" انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 52-53.
(3) يزيد بن هارون، مضت ترجمته.
(4) انظر هذا الخبر في: الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 165.
(5) يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، روى عن علي بن بذيمة ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وإدريس الأودي، وعنه سريج بن يونس ومحمد بن بكار الرصافي. سأل ابن أبي حاتم أبا زرعة عنه فقال: "ضعيف الحديث"، انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 179، وروى قوله هذا فيه الخطيب في تاريخ بغداد ج14/ 113 بسنده إلى البرذعي.
(6) عمرو بن يزيد، التميمي، أبو بردة الكوفي. روى عن علقمة بن مرشد، ومحارب بن دثار وأبي إسحاق السبيعي وحماد بن أبي سليمان وعطية وعنه، وكيع وأحمد بن يونس وجماعة، روى له ابن ماجة حديث بريدة في الجنائز. انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 269- 270، تهذيب التهذيب ج 8/ 19 1- 120، ميزان الاعتدال ج3/ 293- 294.
(7) يحيى بن بريد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري وبه بكنى أبا بردة. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 132 "سمعت أبا زرعة يقول: منكر الحديث" وفي ميزان الاعتدال ج4/ 365 نقل عنه قوله "واهي الحديث" وكذا في لسان الميزان ج6/ 242 وروى الخطيب في تاريخ بغداد ج 14/ 120 بسنده إلى البرذعي قولى أبي زرعة فيه أي "واهي الحديث" وكذا نقل ابن الجوزي في أسماء الضعفاء قول أبي زرعة فيه.(2/433)
قلت: دهثم بن قران (1) ؟ قال: "ضعيف الحديث".
قلت: علي بن الحزور (2) ؟ قال: "واهي الحديث".
قلت: عيسى بن قرطاس (3) ؟ قال: "ضعيف الحديث".
قلت: خالد بن عمرو (4) ؟ قال: "واهي الحديث".
قلت: أبو الورقاء، فائد (5) ؟ قال: "ضعيف الحديث".
__________
(1) (ق) دهثم بن قران العكلي ويقال الحنفي اليمامي، روى عن أبيه ونمران بن جارية ويحيى بن أبي كثير وعقيل بن دينار، وعنه أبوبكر بن عياش ومروان بن معاوية الفزاري وجماعة. قال عنه ابن حبان في المجروحين ج 1/ 290 "كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، ويروي عن الثقات أشياء لا أصول لها" قال الذهبي في ميزان الاعتدال ج2/ 29 "وقد روى دهثم بن قران عن نمران بن جارية، عن أبيه من بني حنيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "يأخذ ماء جديداً للأذنين". رواه ابن ماجة ولا يصح لحال دهثم وجهالة نمران". انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 443، تهذيب التهذيب ج3/ 213، ميزان الاعتدال ج2/ 28- 29.
(2) (ق) علي بن الحزور الكوفي، ومنهم من يقول علي بن أبي فاطمة يدلسه، روى عن الأصبغ بن نباته وغيره، وعنه يونس بن يكير الشيباني وغيره. ت مابين 130- 140هـ. قال عنه ابن معين: "لا يحل لأحد أن يروي عنه" روى له ابن ماجة حديثاً واحداً في الجنائز. انظر: الجرح والتعدبل ج 3/ ق 1/ 182، تهذيب التهذيب ج 7/ 296- 297، ميزان الاعتدال ج3/118.
(3) عيسى بن قرطاس. روى عن عكرمة والنخعي، وعنه عبيد الله بن موسى وأبو نعيم، قال عنه العقيلي: "كان من الغلاة في الرفض" انظر: ميزان الاعتدال ج3/ 322. قال عنه أبو زرعة: "كوفي لين" انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 285.
(4) (دق) خالد بن مرو بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن العاصي الأموي السعيدي أبوسعيد الكوفي. روى عن الثوري وشعبة وسفيان وغيرهم، وعنه إبراهيم بن موسى الرازي وغيره. نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج1/ ق2/344 عن أبي زرعة أنه قال عنه "منكر الحديث" وكذا في تهذيب التهذيب ج3/ 159، وفي ميزان الاعتدال ج1/ 635 "وضرب أبو زرعة على حديثه".
(5) (ق ت) فائد بن عبد الرحمن الكوفي، أبو الورقاء العطارت ما بين 150- 160هـ. روى عن محمد بن المنكدر وغيره، وعنه حماد بن سلمة وجماعة. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 84 "سمعت أبي وأبا زرعة يقولان فائد أبو الورقاء لا يشتغل به" وقال أبو حاتم عنه في نهاية قول آخر " ... ولو أن رجلاً حلف أن عامة حديثه كذب لم يحنث"، وكذا في تهذيب التهذيب ج 8/ 255- 256.(2/434)
قلت: منصور بن دينار (1) ؟ قال: "ضعيف".
قلت: عبد الغفور، أبو الصباح (2) ؟ قال: "واهي الحديث".
قلت: زكرياء بن حكيم (3) ؟ قال: "ضعيف الحديث".
قلت: عمر بن شبيب المسلي (4) ؟ قال: "واهي الحديث".
__________
(1) منصور بن دينار التميمي ويقال القيسي، روى عن الزهري ونافع وأبي عكرمة المخزومي وعمربن محمد بن زيد وخالد بن حوشب وعطاء وغيرهم وعنه أبو موسى بن أبي عباد اليربوعي ومروان الفزاري ومحمد بن فضيل ووكيع وعبد الله بن نمير. قال عنه النسائي في الضعفاء والمتروكين "ليس بقوي"، وقال يحيى بن معين "ضعيف الحديث" وقال البخاري عنه "في حديثه نظر" وكان ابن عيينة لايستطيع أن يسمع بذكره وكان منصور يطلب الحديث معه كذا في الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 171 وفيه قال أبو حاتم "ليس به بأس" وسئل عنه أبو زرعة كما في الجرح والتعديل فقال "كوفي صالح، روى عنه أبو عاصم النبيل"، وكذا نقل عنه ابن حجر في تعجيل المنفعة ص 270 قوله "كوفي صالح" وزاد في ترجمته "وذكره ابن حبان في الثقات ونسبه ضبيا وقال ابن عدي: له أحاديث قليلة وهو مع ضعفه يجمع حديثه، وقد روى عنه قوم ثقات"، أقول لعله أراد بقوله "صالح" من الصلاح والعبادة والله أعلم.
(2) عبد الغفور بن عبد العزيز أبو الصباح الواسطي روى عن أبي هاشم الرماني يحيى بن دينار وغيره، وعنه بقية وعثمان بن مطر الشيباني قال عنه ابن حبان في المجروحين ج2/ 141 "كان ممن يضع الحديث على الثقات، كعب وغيره، لا يحل كتابة حديثه ولا ذكره إلا على جهة التعجب. انظر: الجرح والتعديل ج 3/
ق 1/ 55، ميزان الاعتدال ج 2/ 641- 642.
(3) زكرياء بن حكيم الحبطي البصري أبو يحيى، البدّي ويقال البدن، روى عن الشعبي والحسن وأبي رجاء العطاردي، وعنه عنبسة بن عبد الواحد ومحمد بن بكار بن الريان، قال عنه ابن حبان في المجروحين ج 1/ 311 "يروي عن الأثبات ما لا يشبه أحاديثهم حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها لا يجوز الاحتجاج بخبره". انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 596 وميزان الاعتدال ج 2/ 72.
(4) (ق) عمر بن شبيب بن عمر المسلي، المذحجي، أبو حفص الكوفي ت 202 هـ. سئل عنه أبو زرعة كما في الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 115 فقال: "لين الحديث" وفي ميزان الاعتداد ج3/204 قال عنه "لين" وفي تهذيب التهذيب ج7/ 462 قال أبو زرعة: "لين الحديث"، وقال مرة: "واهي الحديث" وفي أسماء الضعفاء لابن الجوزي نقل قوله "واهي الحديث". وهذا الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد ج11/ 195 بسنده إلى البرذعي.(2/435)
قلت: حماد بن شعيب (1) ؟ قال: "حسبك كم تسأل عن هؤلاء وكأنك جمعت الضعفاء على نسق، وأحب أن أخلط معهم قوما ثقات فتمدحهم. قلت: هذا الواحد من الضعفاء (2) ، إن رأيت أن تجيب فيه؟ قال: "واهي الحديث، حدث عن ابن الزبير، وغيره، بمناكير".
وسألته بعد هذا، عن قوم مدحهم [11- ب-] فأجابني بما ضمنته غير هذا الموضع.
قلت: عمر بن نافع (3) ؟ قال: "ضعيف".
قلت: صغدي بن سنان البصري (4) ؟ قال: "ضعيف الحديث".
__________
(1) (عب) حماد بن شعيب التميمي، أبوشعيب الحماني كوفي بقي إلى حدود170 هـ. سئل عنه أبو زرعة؟ فقال: "كوفي ضعيف الحديث" انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 142 وفي تعجيل المنفعة ص 70 قال "وضعفه أبو زرعة" وفي لسان الميزان ج2/ 348 قال عنه "ضعيف الحديث".
(2) ما بين القوسين كتب بالأصل هكذا (هذا الواحد من ضعفى) وأحسب أن النص يستقيم بالصورة التي أثبتناها. ولتوضيح النص نقول إن البرذعي سأل أبا زرعة عن حماد بن شعيب فأجابه بالجواب أعلاه ثم سأله (أي البرذعي) ، هذا الواحد- أي حماد بن شعيب- إن رأيت أن تجيب فيه؟ فأجابه بقوله: واهي الحديث، حدّث عن أبي الزبير وهو (ع) محمد بن مسلم بن تَدْرُس الأسدي مولاهم أبو الزبير المكي، صدوق إلا أنه يدلس، ت 126 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج 9/ 440-443، وتقريب التهذيب ج2/ 207، وحماد بن شعيب روى عن أبي الزبير بمناكير. انظر: المجروحين لابن حبان ج 1/ 251 ط، القاهرة، وميزان الاعتدال ج 1/ 596، ولسان الميزان ج2/ 348.
(3) عمر بن نافع الثقفي الذي روى عن أنس وعكرمة وأبي بكر العنسي، وعنه ابن أبي زاندة وأبو معاوية والوليد بن بكير أبو خباب ويحيى بن مصعب الكلبي الذي قال عنه يحيى بن معين: "كوفي ليس حديثه بشيء" وذكره الساجي وابن الجارود في الضعفاء، وانظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 138.
(4) صُغدي بن سنان، أبو معاوية البصري، روى عن داود بن أبي هند والجريري وخالد الحذاء، وعنه الوليد بن عمرو بن سكين البصري، ونسبه ابن حبان بـ (العقيلي) وقال عنه في المجروحين ج1/ 372 "كان صدوقاً في الرواية غير أنه كان يخطىء في الرواية كثيراً حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد" وقال الدارقطني في حاشيته على المجروحين "صغدي لقب واسمه عمر بن سنان ويكنى أبا معاوية". انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 453- 454، ميزان الاعتدال ج2/ 316، وذكره ابن حجر في لسان الميزان ج 3/ 190 باسم صغدي بالصاد والفاء المنقوطة بواحدة من فوق والدال المهملة.(2/436)
قلت: الحارث بن نبهان (1) ؟ قال: "ليس بالقوي".
قلت: محمد بن محبب (2) ؟ قال: "منكر الحديث".
قلت: الدجين (3) ؟ قال: "كان مرة يقول: حدثنا مولى لعمر بن
__________
(1) (ت ق) الحارث بن نبهان الجرمي، أبومحمد البصري ت ما بين 150-160هـ، وفي الجرح والتعديل ج1 / ق2/ 92 قال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه؟ فقال: "ضعيف الحديث في حديثه وهن وتعجب من قول يحيى بن معين أنه قال: "ليس بشيء" وفي تهذيب التهذيب ج2/ 159 قال أبو زرعة "ضعيف الحديث في حديثه وهن".
(2) محمد بن محبب المصيصي قال الذهبي: ذكره ابن أبي حاتم وبيض له، مجهول. انظر: ميزان الاعتدال ج4/ 25 ولسان الميزان ج5/ 358، وسماه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 97 بـ (محمد بن مجيب المصيصي) ونقل عن أبيه قوله "مجهول"، والذي ورد في الأصل المخطوط (محبب) بتشديد الباء الأولى وهو الصواب- والله أعلم- ولقد عقب ابن حجر في لسان الميزان ج5/ 358 على الذهبي في ترجمة المصيصي هذا بقوله "وأظنه العكاشي، وهو (ق) محمد بن محصن العكاشي- بضم العين وتشديد الكاف المفتوحة وبعد الألف شين معجمة نسب إلى جده الأعلى وهو محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عكاشة بن محصن الأسدي. قال عنه البخاري: "منكر الحديث"، وقال أبو حاتم: "كذاب" وفي موضع آخر "مجهول" وقال ابن معين: "كذاب"- وقال ابن حجر في آخر ترجمته في تهذيب التهذيب ج 9/ 430- 431، وخلطه بعضهم. بمحمد بن عكاشة الكرماني وعندي أنه غيره قد بسطت ترجمة محمد بن عكاشة في لسان الميزان (ج5/ 286-289) ، وأما (دس ق) محمد بن محبب بن إسحاق القرشي أبوهمام الدلال البصري صاحب الدقيقي فهو ثقة من العاشرة ت 221 هـ انظر: تهذيب التهذيب ج9/ 427-428، وتقريب التهذيب ج2/204.
وأما محمد بن مجيب (على وزن مطيع) الثقفي الكوفي الصائغ نزيل بغداد فهو متروك من الثامنة، وقال عنه ابن عقدة منكر الحديث؟ وكذبه ابن معين. انظر: تقريب التهذيب ج 4/2 25، وتهذيب التهذيب ج9/ 428. فالراجح من هذه الأسماء هو محمد بن مجيب المصيصي العكاشي الأسدي، ولا مانع من تغيير اسمه لأنه من الضعفاء فيقلبون اسمه حتى لا يعرف والله أعلم.
(3) (أ) دجين بن ثابت، اليربوعي، أبوالغصن البصري، عن أسلم مولى عمر وهشام بن عروة وعنه ابن المبارك ووكيع وأبو عمر الحوضي وجماعة قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 445 "سمعت أبا زرعة يقول: الدجين يحدث عن مولى لعمر بن عبد العزيز فلقن: أسلم مولى عمر فتلقن" وقال: "سمعت أبي وأبا زرعة يقولان: دجين أبو الغصن ضعيف الحديث وهو في الضعف مثل يحيى بن عبيد الله" وفي ميزان الاعتدال ج2/ 23 قال أبو زرعة: "ضعيف" وكذا في لسان الميزان ج2/428 وفي تعجيل المنفعة ص 82 قال: "ضعفه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان" وفي أسماء الضعفاء لابن الجوزي نقل عن أبي زرعة أنه قال "ضعيف" ونقل أيضاً عنه أنه قال "لقن فتلقن".(2/437)
عبد العزيز (1) ، ثم قال بعد: أسلم مولى (2) عمر رضي الله عنه".
قلت: داود بن عبد الجبار (3) ؟ قال: نا عنه سعيد بن سليمان (4) ، وسعيد الجرمي (5) ، منكر الحديث، يحدث عن إبراهيم بن جرير (6) ، عن أبيه (7) . (خذ حقك في عفاف واف، أو غير واف) (8) .
__________
(1) عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاصي الأموي مضت ترجمته.
(2) (ع) أسلم العدوي مولاهم أبوخالد، ويقال أبو زيد، قيل إنه حبشي وقيل من سبى عين التمر، أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عن أبي بكر ومولاه عمر وعثمان وابن عمر ومعاذ وغيرهم، وهو ثقة من كبار التابعين ت 80 هـ وقيل بعد سنة 60 هـ انظر: تهذيب التهذيب ج1/ 266.
(3) داود بن عبد الجبار القرشي أبو سليمان الكوفي، روى عن أبي إسحاق الهمداني وإبراهيم بن جرير وسلمة بن المجنون، وعنه سعيد بن سليمان والجرير وأبو معمر وسويد بن سعيد. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 418 سمعت أبا زرعة يقول فيه: "منكر الحديث" وكذا في لسان الميزان ج2/ 420.
(4) سعيد بن سليمان الضبي أبو عثمان الواسطي البزاز المعروف بسعدويه سيأتي ذكره.
(5) (خ م دق) سعيد بن محمد بن سعيد الجرمي، أبو محمد، وقيل أبو عبيد الله الكوفي. انظر: تهذيب التهذيب ج4/ 76، والجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 59.
(6) (دس ق) إبراهيم بن جرير بن عبد الله البجلي، روى عن أبيه قال ابن حجر في تهذيب التهذيب ج1/ 112 "إنما جاءت روايته عن أبيه بتصريح التحديث منه من طريق داود بن عبد الجبار عنه وداود ضعيف ونسبه بعضهم إلى الكذب. وقد روى عن أبيه بالعنعنة أحاديث" وفيه "قال ابن سعد وإبراهيم الحربي في كتاب العلل ولد بعد موت أبيه".
(7) (ع) جرير بن عبد الله بن جابر وهو السليل بن مالك البجلى القسري أبو عمرو وقيل أبو عبد الله اليماني. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر ومعاوية ت 51 هـ وقيل غير ذلك. انظر: تهذيب التهذيب ج2/ 73- 74، الإصابة ج 2/ 475- 476.
(8) رواه الطبراني في المعجم الكبير ج2/ 352 حديث رقم (2295) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: ثنا سعيد بن محمد الجرمي ثنا داود بن عبذ الجبار وذكر السند والحديث. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج4/ 135 رراه الطبراني في الكبير وفيه داود بن عبد الجبار وهو متروك. وقد روى الحديث من طرق أخرى انظر: سنن ابن ماجة ج2/ 809، ومستدرك الحاكم ج2/ 32-33 وموارد الظمآن ص 283. وتايخ أصبهان ج1/257، والمقاصد الحسنة ص 319، وكشف الخفاء 2/ 113.(2/438)
سمعت أبا زرعة يقول: أبو بكر بن نافع (1) رجل جليل، وأبو بكر ابن نافع (2) صاحب حديث عائشة "أقيلوا ذوي الهيئات" (3) ضعيف".
__________
(1) (م دت كن) أبو بكر بن نافع العدوي المدني مولى ابن عمر روى عن أبيه وسالم بن عبد الله بن عمر وأبي بكر بن محمد بن حزم، وعنه مالك والدراوردي وآخرين. قال عنه الإمام أحمد: "هو أوثق ولد نافع" انظر: تهذيب التهذيب ج 12/ 41، الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 343، ميزان الاعتدال ج4/ 505.
(2) (بخ) أبو بكر بن نافع العدوي المدني قاضي بغداد مولى عمر بن الخطاب، ويقال مولى زيد بن الخطاب. روى عن محمد وعبد الله ابني أبي بكر محمد بن عمرو بن حزم. وعنه أبو عامر العقدي ومحمد بن الصباح الجرجرائي وقتيبة وغيرهم. انظر: تهذيب التهذيب ج12/ 42، الجرح والتعديل ج4/ق2/343 (ترجمة (1530) ، ميزان الاعتدال ج4/ 505- 506.
(3) رواه أبو داود في سننه في كتاب الحدود/ باب في الحد يشفع فيه ج17/ 315-316 عن محمد بن أبي بكر عن عمرة بلفظ "عثراتهم إلا الحدود" وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ج6/ 282 بلفظ "زلاتهم" وقال عنه: رواه الطبراني عن محمد بن عاصم عن عبد الله بن محمد بن يزيد الرفاعي ولم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح، ورواه حمزة السهمي في تاريخ جرجان عن ابن عمر بلفظ "عثراتهم" وقال: رأيت في كتاب ابن عدي بخطه عقوبتهم ص 122- 123، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد ج10/86 بلفظ "ذوي الهيئة"، ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان ج2/ 234 بلفظ "زلاتهم"، وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج4/ 506 في ترجمة أبي بكر بن نافع وذكر قول أبي داود فيه "لم يكن عنده إلا حديث أقيلوا ... " وذكره أيضاً في ج2/ 516 و655 بسند ابن أبي فديك: ثنا عبد الملك بن زيد، عن محمد بن أبي بكر بن حزم، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة ... " وهذا أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ سراج الدين القزويني، وكانت انتهت إليه رئاسة معرفة الحديث ببغداد على المصابيح للبغوي وزعم أنها موضوعة، فرد عليه الحافظ ابن حجر. وقال ابن عدي: "هو منكر بهذا الإسناد ولم يروه غير عبد الملك" (انظر: بذل المجهود ج17/ 316، وانظر: تهذيب التهذيب ج12/ 42، والمقاصد الحسنة ص 73، وقال: "وفي مسند العسكري وابن حبان أبو بكر بن نافع، وقد نص أبو زرعة على ضعفه في هذا الحديث"، وانظر: كشف الخفاء ج1/ 162 وذكر أن العقيلي قال: "له طرق لايثبت منها شيء" وقال ابن حجر: "الحديث المشهور من طرق ربما يبلغ درجة الحسن بل صححه ابن حبان بغير استثناء وذكره" وانظر: حلية الأولياء ج9/ 43، وانظر: تهذيب التهذيب ج12/ 173 وذكره ابن عدي في كامله في ترجمة أبي علقمة الفروي عبد الله بن هارون وقال ابن حجر: "حديث باطل بإسناد الصحيح". وذكره الفتني في تذكرة الموضوعات ص 179 وقال عنه: موضوع، وانظر: موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ص 365 عن عائشة بلفظ "أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم".(2/439)
سمعت أبا زرعة سئل، عن عمر بن مالك (1) ؟ قال: روى عنه ابن وهب (2) ، ليس بذلك.
وقال لي أبوحاتم سألت أحمد بن حنبل، عن بني زيد بن أسلم؟ فقال: كان أسامة (3) أكبرهم، ثم عبد الله (4) ، ثم عبد الرحمن (5) .
سألت أبا زرعة، وأبا حاتم: عن أبي واقد صالح بن محمد بن زائدة (6) ؟ فقالا: "ضعيف".
__________
(1) (م دس) عمر بن مالك الشرعبي، المعافري المصري، روى عن خالد بن أبي عمران، وعبيد الله بن أبي جعفر، وعنه ابن لهيعة وابن وهب. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 136، "سئل أبو زرعة عنه فقال: بصري صالح الحديث"، روى له مسلم حديثاً واحداً مقروناً بحيوة في التغني بالقرآن، كذا في تهذيب التهذيب ج7/ 494.
(2) عبد الله بن وهب، مضت ترجمته.
(3) (ق) أسامة بن زيد بن أسلم العدوي مولى عمر أبو زيد المدني. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 285 "سئل أبو زرعة عن أسامة بن زيد بن أسلم، وعبد الله بن زيد بن أسلم أيهما أحب إليك؟ قال: أسامة أمثل"، وكذا في تهذيب التهذيب ج 1/207، وفيهما قال أحمد عنه: "منكر الحديث ضعيف"، وفي ميزان الاعتدال ج1/174 قال "ضعفه أحمد وغيره لسوء حفظه"، أقول أراد أبو زرعة أن حال أسامة أحسن من عبد الله وعبد الرحمن وليس قوله هذا توثيقاً له والله أعلم. وانظر: أقوال الأئمة فيه في المصادر السابقة.
(4) (بخ ت س) عبد الله بن زيد بن أسلم العدوي أبو محمد المدني مولى عمر، ت 164 هـ. قال أبو حاتم "سألت أحمد بن حنبل عن ولد زيد بن أسلم: أيهم أحب إليك؟ قال: أسامة. قلت: ثم من؟ قال: عبد الله"، كذا في الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 59، وانظر: تهذيب التهذيب ج 5/222؛ وفيهما وثقه أحمد، أما أبو زرعة فقد ضعفه. انظر: تهذيب التهذيب ج 5/223؛ وميزان الاعتدال ج2/ 425، وأسماء الضعفاء لابن الجوزي.
(5) (ت ق) عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي مولاهم المدني، ت 182 هـ، ذكر ابن أبي حاتم في ترجمته ج2/ ق2/ 233، جواب الإمام أحمد على سؤال أبيه في ولد زيد بن أسلم وزاد (ثم ذكر عبد الرحمن وضجع في عبد الرحمن"، وكذا في تهذيب التهذيب ج6/ 178، وفي ترجمته في الجرح والتعديل؛ قال أبو زرعة عنه: "ضعيف الحديث"، واكتفى في تهذيب التهذيب بقوله: "ضعيف"، وقال ابن الجوزي في أسماء الضعفاء: "ضعفه أبو زرعة".
(6) صالح بن محمد بن زائدة المدني، أبو واقد الليثي الصغير، مضت ترجمته.(2/440)
سألتهما، عن محمد (1) ، ورشدين بن (2) كريب؟ فقالا: "منكر الحديث".
وسألتهما، عن إسماعيل الأزرق (3) ؟ فضعفاه.
قلت لأبي زرعة: جد بني علي دينار (4) ، عن ابن الحنفية (5) هو إسماعيل الأزرق؟ قال: نعم. قلت: فيسند غير هذين الحديثين؟ قال: نعم عن أنس في الطائر (6) ، وغير هذا في الطائر أيضاً.
__________
(1) (ق) محمد بن كريب بن أبي مسلم الهاشمي مولى ابن عباس روى له ابن ماجة حديثه عن أبيه عن ابن عباس عن حصين بن عوف في الحج قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/68 "سمعت أبي وأبا زرعة وذكرا محمد بن كريب ورشدين بن كريب فقالا: هما إخوان، قلت: أيهما أحب إليكما؟ قالا: ما أقربهما، ثم قالا: محمد كأنه أقرب"، وفيه وفي تهذيب التهذيب ج 9/ 425، قال أبو زرعة: "لين".
(2) (ت ق) رشدين بن كريب بن أبي مسلم الهاشمي مولاهم أبو كريب المدني، نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج1/ ق2/ 512 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "ضعيف الحديث" واكتفى في تهذيب التهذيب ج3/ 279 بقوله: "ضعيف". وكذا في أسماء الضعفاء لابن الجوزي.
(3) (بخ ق) إسماعيل بن سلمان بن أبي المغيرة الأزرق التميمي الكوفي، روى له ابن ماجة حديث علي في النهي عن اتباع النساء الجنائز، والبخاري تعليقاً حديث على الشاة بركة. قال عنه أبو زرعة: "واهي الحديث، ضعيف الحديث"، انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 176، وتهذيب التهذيب ج 1/303- 354، وفيهما قال أبو حاتم عنه: "ضعيف الحديث"، وفي ميزان الاعتدال ج 1/232، قال أبو حاتم عنه: "ضعيف".
(4) (بخ ق) دينار بن عمر الأسدي، أبو عمر البزار الكوفي الأعمى مولى بشر بن غالب، روى عن محمد بن الحنفية وزيد بن أسلم، ومسلم البطين، وعنه إسماعيل الأزرق والثوري وعلي بن الحزور قال عنه الحليلي في الارشاد: "كذاب كان مختارياً من شرط المختار بن أبي عبيد"، قال أبو حاتم عنه: "ليس بالمشهرر" وقال وكيع عنه: "ثقة". انظر: تهذيب التهذيب ج3/216-217، الجرح والتعديل ج1/ق2/430، ميزان الاعتدال ج 2/ 30.
(5) (ع) محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبو القاسم المدني المعروف بابن الحنفية، ثقة عالم، قال إبراهيم بن الجنيد: "لاتعلم أحداً أسند عن علي ولا أصح مما أسند محمد"، ت بعد 80 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 9/ 354- 355.
(6) رواه الترمذي في الجامع في كتاب الفضائل/ باب 87 ج10/ 223، عن السدي (وهو إسماعيل بن عبد الرحمن) ، عن أنس بن مالك قال: "كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طير فقال اللهم آئتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير فجاء علي فأكل معه"، وقال عنه: "هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث السدي إلا من هذا الوجه. وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن أنس. ورواه الحاكم في المستدرك ج 3/ 130-132 مطولاً من طرق كلها عن أنس. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفسا ثم صحت الرواية عن علي وأبي سعيد الخدري وسفينة. قال الذهبي في تلخيص المستدرك "ابن عياض أحد رواة الحديث لا أعرفه ولقد كنت زماناً طويلاً أظن أن حديث الطير لم يجسر الحاكم أن يودعه في مستدركه فلما علقت هذا الكتاب رأيت الهول من الموضوعات التي فيه فإذا حديث الطير بالنسبة إليها سماء"، وذكر الذهبي في تذكرة الحفاظ ج3/1042 في ترجمة الحاكم إنكار أصحاب الحديث عليه لزعمه أن أحاديثه على شرط البخاري ومسلم، وذكر حديث الطير وذكر أن الحاكم سئل عن حديث الطير فقال: "لا يصح ولو صح لما كان أحد أفضل من علي رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم" ورواه حمزة السهمي في تاريخ جرجان، ص 134، وأبونعيم في تاريخ أصبهان ج 1/205 و 232، رذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج2/14 وج 3/ 580، عن ابن عباس ورواه البزار وأبو يعلى، انظر: المطالب العالية ج 4/ 61-63، والطبراني في الأوسط والكبير. انظر: مجمع الزوائدج 9/125- 126، وذكره الحافظ في معرفة علوم الحديث، ص 252، وانظر: تذكرة الموضوعات للفتني، ص 96، وقال الحافظ الخليلي في الارشاد: "ما روى حديث الطير ثقة رواه الضعفاء مثل إسماعيل بن الأزرق وأشباهه" انظر: تهذيب التهذيب ج 1/304، ونقل ابن الملقن عن ابن طاهر أنه قال: "هذا حديت موضوع كل طرقه باطلة معلولة إنما يجيىء عن سقاط أهل الكوفة والمجاهيل، عن أنس وغيره" قال: "وصنف الحاكم في جمع طرقه جزءأ، قال: ولا يخلو الحاكم من أحد أمرين، اما الجهل بالصحيح فلا يعتمد على قوله، واما العلم به ويقول بخلافه فيكون معانداً كذابا، قال: وله دسائس. قال: وبلغ الدارقطني أن الحاكم أدخل حديث الطير في المستدرك على الصحيحين فقال: يستدرك عليهما حديث الطير فبلغ الحاكم فأخرجه من الكتاب. وكان يتهم بالتعصب للرافضة، وكان يقول: هو حديث صحيح ولم يخرج في الصحيح. قلت: (القائل ابن الملقن) ، حديث الطير موجود في نسخ المستدرك الذي بأيدينا الآن بمصر والشام) ، وذكر ابن الملقن قول أبي عبد الرحمن الشادياخي حيث يقول: "كنا في مجلس السيد أبي الحسن فسئل الحاكم عن حديث الطير فقال: لا يصح ولو صح لما كان (16- ب-) أحد أفضل من علي بعد رسول الله"، انظر: الجزء الأول من كتاب البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير للرافعي محمد بن عبد الكريم، تصنيف سراج الدين أبي حفص عمر ابن الملقن الأنصاري، ذكره عند تعريفه لكتب السنة وشروط مصنفيها فيها مع أقوال الأئمة فيها ... مخطوط مصور في مكتبة السيد صبحي البدري السامرائي ببغداد.(2/441)
وقالى لي أبو زرعة: "يحيى بن اليمان (1) لم يكن عندي ممن يكذب، ولكن كان يخيل إليه الشيء، حدث عن سفيان (2) عن سلمة بن كهيل (3) ، عن
__________
(1) أبو زكرياء يحيى بن يمان العجلي الكوفي، مضت ترجمته.
(2) سفيان الثوري، مضت ترجمته.
(3) (ع) سلمة بن كهيل بن حصين الحضرمي التنعي أبو يحيى الكوفي، قال العجلي عنه "كوفي تابعي ثقة ثبت في الحديث وكان فيه تشيع قليل وهو من ثقات الكوفيين"، ت 121 هـ، وقيل بعدها. انظر: تهذيب التهذيب ج4/ 155-157.(2/442)
عباية بن ربعي (1) ، عن علي (2) له دعوة الحق، فقال يحيى: وألزمهم كلمة التقوى".
قلت: عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار (3) ؟ قال: "ليس بذاك. قلت: أبو جعفر الرازي (4) ؟ قال: "شيخ يهم كثيراً".
قلت: شبيب بن شيبة (5) ؟ قال: "ليس بالقوي".
__________
(1) عباية بن ربعي، الأسدي الكوفي، روى عن علي وأبي أيوب وابن عباس وعنه خيثمة بن عبد الرحمن وسلمة بن كهيل والأعمش وموسى بن طريف. من غلاة الشيعة. انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 29، وميزان الاعتدال ج2/ 387-388، طبقات ابن سعدج6/ 86.
(2) أمير المؤمنين، مضت ترجمته.
(3) (خ دت س) عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار العدوي مولى ابن عمر، روى عن أبيه وزيد بن أسلم وأبي حازم بن دينار رغيرهم. وعنه ابن المبارك وعلي بن الجعد وأبو الوليد الطيالسي وغيرهم. قال عنه يحيى بن معين: "في حديثه عندي ضعف"، وقال الحربي: "غيره أوثق منه" وقال أبو حاتم: "فيه لين، يكتب حديثه ولا يحتج به"، وقال الدارقطني: "خالف فيه البخاري الناس وليس هو بمتروك" وقال أيضاً: "إنما حدث بأحاديث يسيرة"، وذكره ابن عدي في الكامل وأورد له أحاديث، وقال: "بعض ما يرويه منكر مما لا يتابع عليه، وهو في جملة من يكتب حديثه من الضعفاء. وقال عنه علي بن المديني: "صدوق" وقد حدث عنه يحيى بن سعيد القطان مع تعنته في الرجال ويكفيه رواية يحيى عنه. هذه أقوال الأئمة المختلفة فيه ذكرت في الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 254، وتهذيب التهذيب ج6/206-207 وميزان الاعتدال ج2/ 572-573، وقال عنه "صالح الحديث" وهدي الساري، ص 7 1 4. ولقد ذكر ابن حجر في ص 362 من هدي الساري الحديث الذي رواه البخاري من طريقه عن أبي حازم عن سهل بن سعد "رباط يوم في سبيل الله خيرمن الدنيا وما فيها". وقال: "ولم يقل هذا غير عبد الرحمن وغيره أثبت منه وباقي الحديث صحيح وقد تفرد عبد الرحمن بهذه الزيادة".
(4) (بخ 4) أبو جعفر الرازي وكتبت بالأصل هكذا (الزيادي) والصواب الرازي، التميمي مولاهم يقال اسمه عيسى بن أبي عيسى ماهان، وقيل عيسى بن أبي عيسى عبد الله بن ماهان أصله مروزي ولد بالبصرة وكان متجره إلى الري فسكن بها فغلب عليه الرازي. روى قول أبي زرعة فيه الخطيب في تاريخ بغداد ج11/ 147، بسنده إلى البرذعي، وكذا في تهذيب التهذيب ج12/ 57، وفي ميزان الاعتدال ج 3/ 320، قال: "يهم كثيرا" ولم يذكر أحد كلمة (شيخ) .
(5) (ت) شبيب بن شبيبة بن عبد الله بن عمرو بن الاهتم واسمه سنان بن شمر بن سنان التميمي المنقري، الأهتمي أبو معمر البصري أحد الخطباء البلغاء. قيل لابن المبارك: إنه يدخل على الأمراء. قال: حدثوا عنه فانه أشرف من أن يكذب، ت 175 هـ، وروى الخطيب في تاريخ بغداد ج9/ 277، بسنده إلى البرذعي قول أبي زرعة فيه وكذا في تهذيب التهذيب ج4/307-308، وميزان الاعتدال ج2/263.(2/443)
قلت: عبد ربه بن بارق (1) ؟ قال: "ليس بذاك".
قلت: عبد الوهاب الثقفي (2) اختلط؟ قال: نعم، وقال لي أبوحاتم: "اختلط قبل موته بسنة".
سمعت أبا زرعة يقول: سمعت إبراهيم بن موسى (3) يقول: "كنا عند العوفي (4) قاضي بغداد، فحدث بحديث الزهري (5) حديث الضحاك بن
__________
(1) (ت) عبد ربه بن بارق الحنفي، أبرعبد الله الكوفي الكرسج أصله من اليمامة ويقال اسمه عبد الله ويقال أنه بصري، ررى عن جده لأمه أبي زميل سماك بن الوليد الحنفي وخاله زميل بن سماك. وعنه حبان بن هلال وعلي بن المديني ومحمد بن أبي بكر المقدمي رجماعة. قال عنه ابن معين: "ليس بشيء"، وقال عنه النسائي: "ليس بالقوي". انظر: تهذيب التهذيب ج6/ 125؛ وميزان الاعتدال ج 2/ 544.
(2) (ع) عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت بن عبيد الله بن الحكم بن أبي العاص الثقفي، أبو محمد البصري، ت 194 هـ. وهو أحد الاثبات وثقه العجلي ويحيى ابن معين وآخرون. وقال ابن معين "اختلط بآخره"، وقال عقبة بن مكرم "واختلط قبل موته بثلاث سنين أو أربع"، وقال عمرو بن علي: "اختلط حتى كان لايعقل"، وعقب الذهبي بقوله: "ولكنه ما ضر تغيره حديثه، فانه ما حدث بحديث في زمن التغير"، "احتج به الجماعة ولم يكثر البخاري عنه والظاهر أنه إنما أخرج له عمن سمع منه قبل اختلاطه كعمرو بن علي وغيره، بل نقل العقيلى أنه لما اختلط حجبه أهله فلم يرو في الاختلاط شيئاً والله أعلم". انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 71؛ وتهذيب التهذيب ج6/ 449- 450؛ ميزان الاعتدال ج 2/ 680- 681، هدي الساري، ص 422-423.
(3) إبراهيم بن موسى الرازي، شيخ أبي زرعة، مضت ترجمه.
(4) الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة أبو عبد الله العوفي من أهل الكوفة، ولي قضاء الشرقية ببغداد. ت 201 هـ. ونقل الذهبي في ميزان الاعتدال ج1/533 عن أبي زرعة أنه قال: "حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: كنت عند العوفي قاضي بغداد فروى حديث الضحاك بن سفيان وقال: كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن أورث امرأة- وبقي ساعة- ثم قال: أشيم في نسخة أخرى: أتيم وفيها "وقال: وقد تصحف أشيم الضبابي- وهو بوزن جعفر بالشين المعجمة والياء الأخيرة فجعلها مثناة فوقانية وصحف الضبابي- وهو بضاد معجمة وبموحدتين فقال الصنعاني: "وهذا الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد ج 8/ 30 بسنده إلى البرذعي إلى قوله: "أشتم الصنعاني".
(5) محمد بن مسلم الزهري الإمام، مضت ترجمته.(2/444)
سفيان (1) في قصة أشيم الضبابي، فقال كتب إلي النبي صلى الله عليه وسلم أن أورّث امرأة وبقي ساعة، ثم قال: أشيم الضبابي (2) . قال سعيد بن عمرو أتوهم أنه الحسين بن الحسن بن عطية لا يحتمل غيره يعني العوفي".
سألت أبا زرعة [12- أ-] ، عن تليد بن سليمان (3) ؟ فقال: [قعد] (4)
__________
(1) الضحاك بن سفيان بن عوف بن أبي بكر بن كلاب الكلابي أبو سعيد له صحبة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كتب إليه أن يورث ... الحديث، وعنه سعيد بن المسيب وليس له في الكتب (4) غيره، وروى الحسن البصري عنه حديثاً آخر ذكر في الإصابة ج6/ 235، وقال الواقدي عنه كان على صدقات قومه. وكان من الشجعان يعد بمائة فارس، وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم على سرية. وكان سيافاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم قائما على رأسه متوشحا سيفه. انظر: ترجمته في تهذيب التهذيب ج 4/444؛ والإصابة ج3/ 477-478.
(2) رواه أبوداود في سننه في آخر كتاب الفرائض ج13/ 311-313، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قال: "كان عمر بن الخطاب يقول: الدية للعاقلة ولا ترث المرأة من دية زوجها شيئا. حتى قال له الضحاك بن سفيان: كتب إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ورِّث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها فرجع عمر، ورواه الترمذي في الجامع في كتاب الديات باب ما جاء في المرأة ترث من دية زوجهاج 4/4-675، وقال عنه: "هذا حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم"، وفي كتاب الفرائض باب ما جاء في ميراث المراة من دية زوجهاج 6/ 292، وابن ماجة في سننه ج2/ 883، ورواه الشافعي. انظر: بدائع المنن ج 2/ 229؛ وأحمد في مسنده ج 5 1/ 1- 292؛ وانظر: ميزان الاعتدال ج 1/533؛ ورواه الطبراني ورجاله ثقات. انظر: مجمع الزوائدج 4/ 230؛ ورراه أبو نعيم في تاريخ أصبهان ج1/108، وذكره ابن أبي حاتم في ترجمة زرارة بن جزي ج 1/ ق2/ 603 في الجرح والتعديل؛ وذكره ابن حجر في الإصابة ج3/ 478 في ترجمة الضحاك، وكذا في تهذيب التهذيب ج4/ 444، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد ج8/ 343 بسنده من طريق الزهري أيضا. وأشار ابن حجر في تعجيل المنفعة، ص 26 إلى رواية الطبراني.
(3) (ت) تليد بن سليمان المحاري أبوسليمان ويقال أبو إدريس الأعرج الكوفي. روى له الترمذي حديثاً واحداً في المناقب، قال يحيى بن معين عنه: "كان ببغداد وقد سمعت منه وليس بشيء وقال في موضع آخر كذاب كان شتم عثمان وكل من شتم عثمان أو طلحة أو واحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دجال لا يكتب عنه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"، وقال أيضاً كما في تهذيب التهذيب ج1/ 509- 510 "قعد فوق سطح مع مولى لعثمان فتناول عثمان فأخذه مولى عثمان فرمى به من فوق السطح فكسر رجليه فقام يمشي على عصا"، ونحوها قي ميزان الاعتدال ج 1/358.
(4) مضى قول أبي زرعة فيه مع ترجمته، وهذا القول الثالث فيه.(2/445)
يوماً على سطح، وكان أعرج فذكر عثمان رضي الله عنه، فشتمه فألقى من السطح فانكسرت رجله الأخرى فكان يمشي على عصا.
قلت: عبد الله بن عبد العزيز الليثي؟ قال: "لين الحديث".
قلت: خالد بن يزيد (1) شيخ كان يكون بمكة؟ قال: "كان لايصدق عندي، وكتب عنه أبو زرعة، وترك حديثه".
سمعت أبا زرعة يقول: نصر بن باب (2) لا ينبغي أن يحدث عنه وقال لي: اضرب على حديثه، وكان بجنبه حديث لخالد بن عمرو القرشي (3) ، فقال وخالد أيضاً ألحقه به.
قلت: الليث بن مسافر الكلبي (4) ؟ قال: "كان مرجئا".
قلت: خالد بن يحيى (5) ؟ قال: "كان مرجئا".
__________
(1) خالد بن يزيد العمري المكي، أبو الوليد، ويقال أبو الهيثم. روى عن سفيان الثوري وابن أبي ذئب وعبد الله العمري وإسحاق بن يحيى بن طلحة وأبي الغصن ثابت بن قيس وعنه علي بن حرب الموصلي، ت 229هـ. وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/360 "وكتب عنه أبو زرعة وترك الرواية عنه"، ولم يذكر قوله فيه. قال عنه ابن حبان في المجروحين ج 1/278 "أكثر من كتب عنه أصحاب الرأي لا يشتغل بذكره لأنه يروي الموضوعات عن الأثبات".
(2) نصر بن باب، أبو سهل الخراساني، المروزي. روى عن إبراهيم الصائغ والحجاج بن أرطاة، وعنه محمد بن رافع وابن المديني وأحمد. ت 193 هـ. روى الخطيب في تاريخ بغداد ج8/350، بسنده إلى البرذعي قول أبي زرعة فيه وفي خالد بن عمرو القرشي. وفي ج 13/ 280 روى بسنده إلى البرذعي قول أبي زرعة في نصر فقط. وانظر: قول أبي زرعة أيضاً في أسماء الضعفاء لابن الجوزي.
(3) خالد بن عمرو القرشي، مضى قول أبي زرعة فيه، وقول الذهبي في ميزان الاعتدال ج1/635، "وضرب أبو زرعة على حديثه".
(4) لم أقف على ترجمة له. انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 177-181، تهذيب التهذيب ج 8/ 459- 469؛ وميزان الاعتدال ج 3/ 420- 422؛ ولسان الميزان ج4/ 493- 494؛ والمجروحين لابن حبان ج2/ 231- 234.
(5) خالد بن يحيى الكندي. روى عن حماد بن أبي سليمان. قال عنه أبو حاتم "محله الصدق يكتب حديثه كان يرى الإرجاء"، انظر: الجرح والتعديل ج1/ ق2/ 362.(2/446)
قلت: أبو غزية محمد بن موسى (1) ؟ قال: "منكر الحديث".
سمعت أبا زرعة يقول: "وقع بمصر رجلان كانا يضعان الحديث، خالد بن نجيح (2) ، وحبيب بن رزيق" (3) .
سمعته يقول: "محمد بن زياد (4) صاحب ميمون (5) كان يكذب".
__________
(1) محمد بن موسى أبو غزية القاضي، مضت ترجمته، ولم أجد من نقل قول أبي زرعة فيه، انظر الجرح والتعديل ج4/ق1/83، وميزان الاعتدال ج 4/49
(2) خالد بن نجيح المصري، كان يصحب عثمان بن صالح المصري، وأبا صالح كاتب الليث وابن أبي مريم. قال عنه أبو حاتم "هو كذاب كان يفتعل الأحاديث ويضعها في كتب ابن أبي مريم وأبي صالح، وهذه الأحاديث التي أنكرت على أبي صالح يتوهم أنه من فعله"، ومضى ذكره أثناء قول أبي زرعة في عثمان بن صالح. انظر: الجرح والتعديل ج1/ ق2/ 355؛ ميزان الاعتدال ج 1/ 644.
(3) (ق) حبيب بن أبي حبيب إبراهيم ويقال مرزوق ويقال رزيق الحنيفي، أبو محمد المصري كاتب مالك. روى عنه وعن أبي الغصن ثابت بن قيس وابن أخي الزهري وغيرهم، ت 218 هـ، قال عنه ابن عدي: "أحاديثه كلها موضوعة". وقال عنه ابن معين: "كان يقرأ على مالك ويتصفح ورقتين ثلاثة فسألوني عنه بمصر، فقلت: ليس بشيء" وقال عنه ابن حبان: "كان يورق بالمدينة على الشيوخ، ويروى عن الثقات الموضوعات كان يدخل عليهم ما ليس من أحاديثهم فكل من سمع بعرضه فسماعه ليس بشيء، فإنه كان إذا قرأ أخذ الجزء بيده ولم يعطهم النسخ ثم يقرأ البعض ويترك البعض ويقول قد قرأت كله ثم يعطيهم فينسخونها، فسماع ابن بكير وقتيبة من مالك كان بعرض من حبيب"، انظر: تهذيب التهذيب2/ 181-182؛ وفيه روى له ابن ماجة حديثاً واحداً في البيوع، والجرح والتعديل ج1/ ق 2/ 100، وميزان الاعتدال ج1/452-453، والمجروحين لابن حبان ج1/ 0 26.
(4) (ت) محمد بن زياد اليشكري الطحان الكوفي ويقال الجندي الأعور (الفافا) المعروف بالميموني الرقى. روي عن محمد بن عجلان وميمون بن مهران وجماعة. وعنه زياد بن يحيى الحساني وغيره، نقل الذهبي في ميزان الاعتدال، ج3/ 553، قول أبي زرعة فيه، وكذا في تهذيب التهذيب، ج 9/ 171، وكذلك رواه الخطيب في تاريخ بغداد، ج 5/ 285- 281 بسنده إلى البرذعي.
(5) (بخ م 4) ميمون بن مهران الجزري أبوأيوب الرقي الفقيه، نشأ بالكوفة ثم نزل الرقة وهو ثقة، ت 116 أو 117 هـ، انظر: تهذيب التهذيب، ج10/390- 392.(2/447)
قلت: خالد بن يحيى الجرمي (1) ؟ قال: "ليس بذاك".
قلت: عبد الله بن خراش (2) ؟ قال: "منكر الحديث، يحدث عن العوام (3) بأحاديث مناكير. قلت: حدث عن العوام، عن مجاهد (4) ، عن ابن عباس "المسلمون شركاء في ثلاث" (5) ؟ قال لي أبو زرعة: وحديث ابن عمر "كان للنبي صلى الله عليه وسلم قلنسوة" (6) .
__________
(1) لعله أراد به خالد بن يحيى الذي قال عنه الذهبي: "صويلح لابأس به ذكره ابن عدي في كامله وقواه". انظر: ميزان الاعتدال، ج1/ 645، ونقل ابن حجر في ترجمته عن ابن عدي أنه قال عنه "يقال له أبوعبيد السدوسي" انظر: لسان الميزان، ج2/ 389، وكتب بالأصل (الحرمي) وملصقة بالراء نقطة فلعله الجرمي، وهذه النسبة بفتح الجيم وسكون الراء وفي آخرها الميم إلى جرم وهي قبيلة، وأما الجرمي بكسر الجيم وسكون الراء المهملة نسبة إلى بلدة من بلاد بذخشان وراء ولوالح يقال لها جرم. انظر: اللباب، ج1/ 273- 274، وإذا كانت نسبته الحرمي بفتح الحاء والراء فنسبة إلى بيت الله الحرام. انظر: اللباب، ج1/ 359.
(2) (ق) عبد الله بن خراش بن حريث الشيباني الحوشي، أبو جعفر الكوفي روى عن محمد بن العوام ومرثد بن عبد الله الشيباني وموسى بن عقبة، وعنه بشر بن الحكم العبدي وعمر بن حفص بن غياث وجماعة. سئل أبو زرعة عنه فقال: "ليس بشيء، ضعيف الحديث" انظر: الجرح والتعديل، ج 2/ ق2/ 46، وفي تهذيب التهذيب، ج5/ 198، قال: "ليس بشيء ضعيف" واكتفى في ميزان الاعتدال، ج2/ 413 بقوله: "ليس بشيء" وكذا في أسماء الضعفاء لابن الجوزي.
(3) (ع) العوام بن حوشب بن يزيد بن الحارث الشيباني الربعي أبو عيسى الواسطي روى عن أبي إسحاق السبيعي ومجاهد وسلمة بن كهيل وغيرهم، وعنه ابنا أخيه عبد الله وشهاب وشعبة وغيرهم، كان صاحب أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وكان ثقة، ت 148 هـ. انظر: تهذيب التهذيب، ج8/ 163- 164، وتاريخ واسط، ص 4 1 1- 17 1.
(4) مجاهد بن جبر. مضت ترجمنه.
(5) رواه ابن ماجة في سننه، ج2/ 826 بسنده عن شيخ شيخه عبد الله بن خراش بن حوشب الشيباني. ولفظه "المسلمون شركاء في ثلاث: في الماء والكلأ والنار. وثمنه حرام"، وأحمد في مسنده، ج 5/ 364، ورواه أبو إسحاق الفزاري بسنده مطولا. وهذه الرواية ضعفها أبو حاتم كما ذكرها ابن أبي حاتم في علل الحديث، ج2/ 322.
(6) رواه الطبراني في المعجم الكبير عن ابن عمر، ذكره الهيثمي في مجمع الزواند، ج5/ 121، باب في القلنسوة، وقال: وفيه عبد الله بن خراش وثقه ابن حبان وقال ربما أخطأ، وضعفه جمهور الأئمة، وبقية رجاله ثقات، ورواه أبو يعلى في مسنده عنه أيضاً ذكره ابن حجر في المطالب العالية، ج2/ 272. وانظر: الفتح الكبير للسيوطي، ج2/ 388، وانظر: جمع الفوائد للمغربي، ج1/ 528.(2/448)
قلت له: هذا لايرويه عنه ثقة يرويه محمد بن عقبة (1) ، وهو واه (2) . قال: فيما يرويه الثقات عنه، عن العوام يستدل أنه يروي مثل هذا".
قلت: محمد بن عقبة هو واه (3) ؟ قال: "ليس بشيء".
قيل: يعقوب الزهري (4) ؟ قال: "منكر الحديث".
قلت: بكر بن خنيس (5) ؟ قال: "ذاهب".
قلت: محمد بن الحسن بن زبالة (6) ؟ قال: "هو في موضع أن بين الحديث" (7) .
قلت: فداود المخراقي (8) ؟ قال: "هو دونه قليلا".
وقال لي أبو زرعة: "في حديث أخطأ فيه بقية (9) ، عن المسعودي (10) إذا نقل
__________
(1) (بخ) محمد بن عقبة بن هرم السدوسي البصري أبوعبد الله. قال ابن أيى حاتم في الجرح والتعديل، ج 4/ ق1/ 36 "وترك أبو زرعة حديثه ولم يقرأه علينا وقال: لا أحدث عنه" وكذا في تهذيب التهذيب، ج9/ 347، واكتفى في ميزان الاعتدال، ج3/ 649 بقوله: "لا أحدث عنه".
(2) في الأصل (واهي) .
(3) في الأصل (واهي) .
(4) يعقوب بن محمد الزهري، مضى قول أبي زرعة فيه مع ترجمته.
(5) (ت ق) بكر بن خنيس الكوفي العابد نزيل بغداد وكان يوصف بالزهد والعبادة، ت في حدود 175 هـ. روي الخطيب في تاريخ بغداد، ج 7/ 90 بسنده إلى البرذعي قوله فيه، وفي تهذيب التهذيب، ج1/ 482 قال أبو زرعة: "ذاهب الحديث".
(6) محمد بن الحسن بن زبالة، مضى قول أبي زرعة فيه مع ترجمته.
(7) هذه الكلمة بالأصل غير واضحة وأقرب ما تكون (الحديث) وهي الصواب والله أعلم.
(8) (د) داود بن مخراق، ويقال داود بن محمد بن مخراق الفريابي. روى عنه جرير بن عبد الحميد وغيره. ت 239 هـ، أو بعدها. ذكره ابن حبان في الثقات. انظر: تهذيب التهذيب، ج3/ 201، الجرح والتعديل، ج1/ ق2/ 425.
(9) (خت م دت س ق) بقية بن الوليد بن صائد بن كعب بن جرير الكلاعي، أبو محمد، الميتمي الحمصي، ت 197 هـ. صدوق، كثير التدليس عن الضعفاء ووثقه أبو زرعة، وسيأتي قوله فيه. انظر: تهذيب التهذيب، ج1/ 473- 475، الجرح والتعديل، ج1/ ق 1/ 435.
(10) هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة الكوفي المسعودي، مضت ترجمته.(2/449)
بقية حديث الكوفة إلى حمص يكون هكذا" (1) .
وسألته، عن سيف بن محمد (2) ؟ قال: "سيف، وحرك رأسه".
وقال لي أبو زرعة: "في عبد الرزاق (3) بعقب أحاديث أجزتها له في روايته فغلطه، ثم قال لي: وهذا، أو غير هذا، ثم قال لي أبو زرعة: بعد السفر، وحسن الحديث، وأدركته الأحداث".
وسمعت أبا زرعة مرة أخرى يقول: "ربما انتفع المحدث القاص الدار، كان عبد الرزاق قاصي الدار، بعيد (4) تنأى داره، وحسن حديثه، ورأيت أبا زرعة [12- ب-] لا يحمد أمره، ونسبه إلى أمر غليظ، ثم قال: لقد
__________
(1) نقل هذا الخبر ابن رجب في شرح العلل، ص 428 عقب كلامه عن بقية وقد أدرجه في قوم من الثقات قال عنهم لايذكر أكثرهم غالباً في أكثر كتب الجرح وقد ضعف حديثهم، إما في بعض الأوقات أو في بعض الأماكن أو عن بعض الشبوخ، وقال عن بقية: "وهو مع كثرة رواياته عن المجهولين الغرائب والمناكير، فإنه إذا حدث عن الثقات المعروفين ولم يدلس، فإنما يكون حديثه جيداً عن أهل الشام كبحير بن سعيد ومحمد بن زياد وغيرهما. وأما رواياته عن أهل الحجاز وأهل العراق فكثيرة المخالفة لروايات الثقات، ثم قال ابن رجب: "كذا ذكره ابن عدي وغيره".
(2) سيف بن محمد الثوري، مضت ترجمته وقول أبي زرعة فيه.
(3) (ع) عبد الرزاق بن همام بن نافع الحافظ الكبير أبو بكر الحميري مولاهم الصنعاني صاحب التصانيف وهو ثقة حافظ مصنف، شهير، وكان يتشيع، ت 211 هـ. قال عنه ابن عدي "ولعبد الرزاق أصناف وحديث كثير وقد رحل إليه ثقات المسلمين وأئمتهم وكتبوا عنه الا أنهم نسبوه إلى التشيع، وقد روى أحاديث في الفضائل لم يتابع عليها، فهذا أعظم ما ذموه من روايته لهذه الأحاديث ولما رواه في مثالب غيرهم، وأما في الصدق فأرجو أنه لا بأس به" انظر: تهذيب التهذيب، ج 6/310- 315، تذكرة الحفاظ، ج 1/ 364، الجرح والتعديل، ج 3/ ق1/ 38- 39، وفي ميزان الاعتدال، ج 2/ 5 1 6 نقل الذهبي عن أبي زرعة الرازي أنه قال: "حدثنا عبد الله عبد الله المسندي، قال: ودعت ابن عيينة قلت: أريد عبد الرزاق؟ قال: أخاف أن يكون من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا".
(4) هذه الكلمة كتبت بالأصل هكذا (معر) ووضع الناسخ تحتها ما يشبه الضمة وهي إشارة يضعها الناسخ تحت الكلمات التي يهم فيها أو التي لم يتأكد منها، والكلمة إما أن تكون (بعيد) أي يريد أن يفسر بها (قاصي الدار) ، أو يريد بها (فقير) أي يشق عليه السفر وتكاليفه لفقره، ومع هذا رحل في طلب الحديث. والصواب بعيد والله أعلم.(2/450)
ذاكرت أحمد بن حنبل، عن إبراهيم بن موسى (1) عنه، عن أبي معشر (2) ، عن الربيع بن أنس (3) ، بحديث. فقال أحمد: هو حدثنا به، عن أبي جعفر (4) ، عن الربيع بن أنس، وذهب إلى أن إبراهيم أخطأ فيه لأن أبا معشر لم يسمع من الربيع بن أنس، وهذا خطأ فاحش.
قلت لأحمد: فحدثنا عنه، أبو زياد حماد بن زاذان القطان (5) ، عن أبي معشر، فرأيت أحمد قد أحمرت وجنتاه، واغتم، وذلك أنه كان يعظم أبا زياد القطان، وكان يعرفه، وكان رفيقه في طلب الحديث. وقال أبو زرعة مرة أخرى: في عبد الله بن نشيط الصنعاني (6) .
__________
(1) إبراهيم بن موسى بن يزيد الرازي، مضت ترجمته.
(2) (خ م) يوسف بن يزيد البصري، أبو معشر البراء، العطار، روى عن خالد بن ذكوان وغيره، وعنه زيد بن الخطاب. قال أبو حاتم: "يكتب حديثه"، وقال المقدمي: "ثقة". انظر: تهذيب التهذيب، ج11/ 429- 430.
(3) (4) الربيع بن أنس البكري ويقال الحنفي البصري، ثم الخراساني، ت 149 أو 140 هـ. قال عنه أبو حاتم: "صدوق" وقال ابن معين: "كان يتشيع فيفرط" وقال عنه ابن حبان: "الناس يتقون من حديثه ماكان من رواية أبي جعفر عنه لأن في أحاديثه عنه اضطراباً كثيرا" انظر: تهذيب التهذيب ج3/ 238- 239، الجرح والتعديل ج 1/ ق2/454، الثقات لابن حبان ج 3/ 64.
(4) أبو جعفر الرازي التميمي مولاهم عيسى بن ماهان، مضت ترجمته.
(5) حماد بن زاذان، أبو زياد، القطان، الرازي، روى عن سفيان بن عيينة وعبد الرحمن ابن مهدي، وروى عنه أبو زرعة وأبو حاتم ومحمد بن مسلم بن وارة، وقال ابن وارة "رأيت أحمد وعلياً يثنيان عليه فلزمته وكتبت عنه كثيرا"، قال أبو حاتم: "كنا إذا أتينا أحمد بن حنبل سألنا عن أبي زياد حماد بن زاذان وقال: كان رفيقي بالبصرة عند المعتمر بن سليمان فقلنا: هو في عافية". انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 139، تهذيب التهذيب ج 3/ 8- 9.
(6) (ت ق) عبد الله بن معاذ بن نشيط الصنعاني مولى خالد بن غلاب، روى عن معمر ويونس بن يزيد، وعنه إبراهيم بن المنذر الحزامي وأبو خيثمة زهير بن حرب والزبير بن بكار وغيرهم. ت181هـ. وهو صدوق. انظر: تهذيب التهذيب ج6/ 37- 38، الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 173، ميزان الاعتدال ج 2/ 506، وسأشير إلى مواضع الأقوال فيه فيما بعد.(2/451)
قال أبو زرعة: قال يحيى بن معين: قال عبد الرزاق: "هو كذاب" (1) وقال هشام بن يوسف: "هو صدوق" (2) ، وقال يحيى بن معين: "كان ثقة" (3) . قال أبو زرعة: "أقول أنا هو أوثق من عبد الرزاق (4) ، وهو عبد الله ابن معاذ بن نشيط مولى خالد بن غلاب".
قلت: بشار بن قيراط (5) ، أخو حماد بن قيراط (6) ؟ قال: "منكر الحديث".
وقال لي: "الحارث بن نبهان (7) : "ليس بالقوي، حدث (الحارث) (8) عن
__________
(1) في تهذيب التهذيب ج6/ 37- 38 "كان عبد الرزاق يكذبه" وانظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق2/173، ميزان الاعتدال ج2/ 506.
(2) انظر: تهذيب التهذيب ج6/ 38، الجرح والتعديل ج 2/ق2/173، ميزان الاعتدال ج2/ 506، وهشام بن يوسف الصنعاني قاضي صنعاء، مضت ترجمته.
(3) انظر: تهذيب التهذيب ج6/ 38، الجرح والتعديل ج 2/ ق2/173، وفي ميزان الاعتدال ج2/506، قال ابن معين: "ثقة".
(4) في تهذيب التهذيب ج6/ 38، قال أبو زرعة "وأنا أقول.." وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 173، "وقال أبي: أقول هو أوثق من عبد الرزاق" ولم ينقل قول أبي زرعة فيه، وفي ميزان الاعتدال ج 2/506، وقال أبو حاتم: "هو أوثق من عبد الرزاق".
(5) بشار بن قيراط أبو نعبم النيسابوري، قدم الري روى عن شعبه وهشام بن حسان والثوري وغيرهم، وعنه عمرو بن رافع وغيره. نقل ابن حبان في المجروحين ج1/ 182، عن مهران بن هارون الرازي أنه قال "سمعت أبا زرعة الرازي يقول: بشار بن قيراط أخو حماد بن قيراط، حماد صدوق وبشار يكذب" ولم يذكر قول غيره من الأئمة فيه، وميزان الاعتدال ج 1/ 310 قال الذهبي: "كذبه أبو زرعة" وكذا في لسان الميزان ج2/ 17 واكتفى ابن الجوزي في أسماء الضعفاء بقوله: "يكذب".
(6) حماد بن قيراط أبو علي النيسابوري، قدم الري، روي عن شعبة وابن أبي عروبة وغيرهما، وعنه إبراهيم بن موسى وإسحاق بن إبراهيم بن محمد المروزي نزيل الري، ثم خرج إلى الشام وتعبّد هناك ومات هناك. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 145: "سئل أبو زرعة عنه؟ فقال: كان صدوقا" وقال عنه الذهبي في ميزان الاعتدال ج1/ 599: "كان أبو زرعة يمرض القول فيه" ولعله أراد قول أبي حاتم فيه كان ابنه سأله عنه، كما في الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 145 فقال: "هو نيسابوري قدم الري مضطرب الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به" والله أعلم.
(7) الحارث بن نبهان الجرمي أبو محمد البصري، مضى قول أبى زرعة فيه مع ترجمته.
(8) كلمة (الحارث" كتبت في الحاشية نبه عليها الناسخ بعلامة الخرجة فوق حدث.(2/452)
عطاء بن السائب (1) ، عن موسى بن طلحة (2) ، عن أبيه (3) "ليس في الخضروات صدقة" (4) . قال أبو زرعة: "رواه جرير (5)
__________
(1) (بخ 4) عطاء بن السائب بن مالك ويقال زيد ويقال يزيد الثقفي أبو السائب ويقال أبو زيد ويقال أبو يزيد ويقال أبو محمد الكوفي. ت 136 هـ. قال العجلي: "كان شيخاً ثقة قديماً روى عن ابن أبي أوفى ومن سمع منه قديماً فهو صحيح الحديث منهم الثوري فأما من سمع منه بآخره فهو مضطرب الحديث منهم هثيم وخالد الواسطي إلا أن عطاء بآخره كان يتلقن إذا لقنوه في الحديث لأنه كان غير صالح الكتاب وأبوه تابعي ثقة" انظر: تهذيب التهذيب ج7/ 203- 207، الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 332- 334، ميزان الاعتدال ج 3/ 70- 73.
(2) (ع) موسى بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي أبو عيسى ويقال أبو محمد المدني نزل الكوفة، ثقة جليل، ويقال أنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. ت 103 هـ، على الصحيح. انظر: تهذيب التهذيب ج 10/ 350- 351.
(3) (ع) طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو القرشي التيمي أبو محمد المدني. أحد العشرة وأحد الستة الشورى، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الاسلام، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم طلحة الخير وطلحة الجود وطلحة الفياض. ت 36 هـ. انظر: تهذيب التهذيب 5/ 20- 22، الإصابة 3/ 529- 533.
(4) رواه الدارقطني في سننه ج2/ 96 بسنده من طريق الحارث بن نبهان وبنفس اللفظ، ومن طريق محمد بن جابر، عن الأعمش، عن موسى بن طلحة ... ومن طريق ثالثة عن جرير، عن عطاء بن السائب، عن موسى بن طلحة، عن أنس ... وقال عن أحد رواة هذه الرواية "ضعيف".
ورواه الترمذي في الجامع في كتاب الزكاة، باب ماجاء في زكاة الخضروات، ج3/ 88- 290، عن معاذ أنه كتب إلى النبي صلى الله علبه وسلم يسأله عن الخضروات، ثم قال عن هذه الروابة "إسناد هذا الحديث ليس بصحيح". وليس يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء، وإنما يروى هذا، عن موسى بن طلحة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. ورواه الحاكم في المستدرك من طريق موسى بن طلحة عن معاذ وقال عنه: "صحيح" وأقره الذهبي ج 1/ 401، ررواه الطبراني في الأوسط والبزار، وفيه الحارث بن نبهان وهو متروك وقد وثقه ابن عدي، كذا في مجمع الزوائد ج 3/ 698، وانظر: مجمع
الفوائد ج 1/ 250. ورواه ابن عدي في الكامل، وعلله بالحارث بن نبهان، وقال: "لا أعلم أحداً يرويه عن عطاء غيره وضعفه عن جماعة كثيرين ووافقهم"، كذا في التعليق المغني على الدارقطني للأبادي ج2/ 96، وذكر أن في تصحيح الحاكم لهذا الحديث نظر فإنه حديث ضعيف. وذكره الزيلعي في نصب الراية انظر: الدراية لابن حجر ج1/ 263.
(5) (ع) جرير بن حازم بن زيد بن عبد الله الأزدي، أبو النضر البصري، والد وهب، ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف، وله أوهام إذا حدث من حفظه، ت 170 هـ، بعدما اختلط، لكن لم يحدث في حال اختلاطه. انظر: تهذيب التهذيب ج2/ 69- 72، الجرح والتعديل ج1/ ق1/ 504- 505، ميزان الاعتدال ج1/ 392- 393.(2/453)
وخالد (1) ، عن عطاء بن السائب، عن موسى بن طلحة مرسل".
سألت أبا زرعة عن أبي ربيعة زيد بن عوف (2) ،
ولقبه فهد؟ فقال: قدم أبو إسحاق الطالقاني (3) البصرة، فحدثهم، عن ابن المبارك (4) ، عن وهيب (5) ، عن عمر بن محمد (6) ، عن سمي (7) ، عن أبي صالح (8) ، عن أبي هريرة "من
__________
(1) (ع) خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد الطحان، أبو الهيثم ويقال أبو محمد المزني مولاهم الواسطي، ثقة ثبت، ت 182 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج 3/ 100- 101، الجرح والتعديل ج1/ ق 2/ 304- 341.
(2) زيد بن عوف ولقبه فهد بن عوف أبو ربيعة القطعي، البصري. انظر ترجمته في: ميزان الاعتدال ج2/ 105 وقال عنه: "وذكره أبو زرعة واتهمه بسرقة حديثين" وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج1 / ق2/ 570- 571، وذكر في ترجمته هذا الخبر بطوله وفيه بعض الاختلاف وسأنقله للوقوف على هذا الاختلاف، وزيد بن عوف روى عن أبي عوانة وحماد بن سلمة وعون بن موسى وهشيم وشريك وكتب عنه أبو حاتم في الرحلة الأولى.
(3) (دت س) سعيد بن يعقوب الطالقاني أبو بكر، روى عن حماد بن زيد وابن المبارك ويزيد بن زريع وروى عنه، أبو زرعة ووثقه وأبو حاتم ويعقوب بن سفيان وغيرهم، ت 244 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج4/ 103، الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 75، وتاريخ بغداد ج9/ 89.
(4) الإمام عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي مولاهم أبو عبد الرحمن المروزي، مضت ترجمته.
(5) (ع) وهيب بن خالد بن عجلان الباهلي، مولاهم أبو بكر البصري صاحب الكرابيسي، ثقة ثبت، لكنه تغير قليلاً بآخره. وقال أبو حاتم: "ما أنقى حديثه لا تكاد تجده يحدث عن الضعفاء وهو الرابع من حفاظ البصرة وهو ثقة"، ت 165 هـ وقيل بعدها. انظر: تهذيب التهذيب ج11/ 169- 170، الجرح والتعديل ج4/ ق 2/ 34- 35.
(6) (م دس) عمر بن محمد بن المنكدر التيمي المدني، ثقة، ذكر ابن حبان أنه كان من العباد وانه مات من قرآن قرىء عليه، وله عندهم حديث واحد "من مات ولم يغز" إنظر: تهذيب التهذيب ج7/ 497.
(7) (ع) سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي أبو عبد الله المدني. قال عنه أحمد وأبو حاتم "ثقة" ت 130 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج4/ 238- 239.
(8) ذكوان بن صالح السمان الزيات المدني، مضت ترجمته.(2/454)
مات ولم يغز" (1) ، فحدث به أبو ربيعة، عن وهيب، عن عمر بن محمد، وحسب أنه وهيب بن خالد، وإنما هو وهيب بن الورد (2) فتوهم المسكين أنه وهيب ابن خالد، فحدث به عن وهيب بن خالد، وليس هذا من حديث وهيب ابن خالد، فافتضح، وحدث الطالقاني، عن ابن المبارك، عن حماد بن سلمة (3) ، عن ثابت (4) ، عن أنس (5) ، أنه "مر بحوض فكرع على بطنه" (6) ، فرواه أبو ربيعة عن حماد. حدثناه أبو زرعة عن سعيد بن يعقوب
__________
(1) رواه مسلم في صحيحه في كتاب الامارة/ باب ذم من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو من طريق عبد الله بن المبارك بالسند المذكور ولفظه: "من مات ولم يغز ولم بحدث به نفسه، مات على شعبة من نفاق" ج3/ 1517، ورواه أبو داود في سننه في كتاب الجهاد/ باب كراهبة ترك الغزو من طريق ابن المبارك أيضاً ج 11/ 410 وكذلك رواه النسائي، انظرة المجتبى ج 6/7 في التشديد في ترك الجهاد، ورواه الحاكم في المستدرك ج 2/ 79 من طريق ابن المبارك بلفظ "ولم يحدث نفسه بالغزو" وقال هذا حديث كبير لعبد الله بن المبارك، ولم يخرجاه، وقد تابع عبد الله بن رجاء المكي وهيب بن الورد على روايته عن عمر ابن محمد بن المنكدر، وذكر بلفظ "وليس في نفسه الغزو".
(2) (م د ت س) وهيب بن الورد بن أبي الورد القرشي أبو عثمان ويقال أبو أمية، أخو عبد الجبار بن الورد مولى بني مخزوم واسمه عبد الوهاب ووهيب لقب، روى عن عمر بن محمد بن النكدر وحميد بن قيس والثوري وجماعة، وعنه ابن المبارك وفضيل بن عياض وعبد الرزاق وغيرهم. ثقة عابد، ت 153 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 11/ 170- 171، الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 34.
(3) حماد بن سلمة بن دينار البصري، مضت ترجمته.
(4) ثابت بن أسلم البناني أبو محمد البصري، مضت ترجمته.
(5) أنس بن مالك رضي الله عنه، مضت ترجمته.
(6) روى الإمام أحمد في مسنده (الفتح الرباني) ج17/ 114، الحديث بلفظ آخر. قال الإمام: حدثنا علي بن إسحاق أنا عبد الله بن المبارك أنا معمر، عن رجل، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لاتشربوا الكرع ولكن ليشرب أحدكم في كفيه" قال في النهاية: "كرع الماء يكرع إذا تناوله بفيه من غير أن يشرب بكفه ولا بإناء كما تشرب البهائم لأنها تدخل فيه أكارعها"، وأشار ابن أبى حاتم في الجرح والتعديل ج1/ ق2/ 70- 571، في ترجمة زيد بن عوف إلى هذا الحديث ولم يذكر نصه وذكر كلام أبي زرعة فيه حيث يقول: "والحديث الآخر حديث تفرد به ابن المبارك ولا يعلم أن أحداً شارك ابن المبارك في هذا الحديث، عن حماد بن سلمة وليس ذلك في كتب حماد بن سلمة وتجده كتب ابن المبارك عن حماد من أجله، فلما حدث الطالقاني بهذا الحديث لم يلبث إلا قليلاً حنى أخرج أبو ربيعة عن حماد بن سلمة فتكلم الناس فيه"، وروى ابن ماجة في سننه ج2/ 1135، من طريق ابن فضيل، عن ليث، عن سعيد بن عامر، عن ابن عمر، قال: مررنا على بركة، فجعلنا نكرع فيها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكرعوا ولكن أغسلوا أيديكم، ثم اشربوا فيها. فإنه ليس إناء أطيب من اليد" وروى ابن ماجة في سننه ج2/ 1134، ضمن حديث طويل عن ابن عمر أيضاً قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشرب على بطوننا وهو الكرع ... الخ الحديث.(2/455)
الطالقاني، ثنا ابن المبارك قال: "أبو زرعة هذا حديث ابن المبارك لم يروه عن حماد بن سلمة أحد غيره فافتضح في هذين الحديثين أبو ربيعة" (1) .
حدثنا أيوب بن إسحاق بن سافري (2) قال: قلت لعلي بن المديني (3) أن أبا ربيعة له صلاح، وفضل؟ فقال: "ربما رأيت الرجل يلزم الصف الأول خمسين سنة، وهو يكذب في الحديث" (4) .
حدثنا أيوب بن إسحاق بن سافري، ثنا [13- أ-] علي بن المديني
__________
(1) هذا الخبر نقله ابن أبي حاتم عن أبي زرعة في الجرح والتعديل ج1/ ق2/570- 571 بالصيغة التالية: قال: "سمعت أبازرعة يقول قدم أبو إسحاق الطالقاني البصرة فحدث بحديثين عن ابن المبارك أحدهما عن وهيب عن عمر بن محمد بن المنكدر، عن سمي، عن أبي صالح عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من مات ولم يغز"، فلم يثبت إلا بسيراً حتى أخرج فهد بن عوف هذا الحديث عن وهيب بن خالد فافتضح فيه لأن وهيب الذي روى عنه ابن المبارك هو وهيب بن الورد فأخرج هو عن وهيب بن خالد، وظن أن ذاك هو وهيب بن خالد فافتضح. والحديث الآخر حديث تفرد به ابن المبارك ولا يعلم أن أحدا شارك ابن المبارك في هذا الحديث عن حماد بن سلمة وليس ذلك في كتب حماد ابن سلمة وتجده كتب ابن المبارك عن حماد من أجله، فلما حدث الطالقاني بهذا الحديث لم يلبث إلا قليلاً حتى أخرج أبو ربيعة عن حماد بن سلمة فتكلم الناس فيه" وزاد ابن أبي حاتم "قال: قلت لأيى زرعة يكتب حديثه؟ فقال: أصحاب الحديث ربما أراهم يكتبونه".
(2) أيوب بن إسحاق بن سافري الرملي، مضت ترجمته وهو شيخ للبرذعي.
(3) علي بن المديني السعدي الإمام، مضت ترجمته.
(4) في الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 570 (وكان علي بن المديني يتكلم فيه) .(2/456)
قال: قال عفان بن مسلم (1) : اشترى فهد بن عوف كتب سارويه الغزال يعني كتب حماد بن سلمة (2) .
سألت أبا زرعة: عن محمد بن الفرات (3) ؟ فقال: "منكر الحديث. فقلت: أين كان يسكن؟ قال: كوفي".
وسألته: عن أبي مالك سعيد بن هبيرة بن عديس الأنصاري (4) ؟ قال:"كان يسكن مرو، وحدث عن داود بن أبي الفرات (5) ، عن
__________
(1) (ع) عفان بن مسلم بن عبد الله الباهلي، أبو عثمان الصفار، البصري، قال العجلي عنه: "بصري ثقة ثبت صاحب سنة، وكان على مسائل معاذ بن معاذ فجعل له عشرة آلاف دينار على أن يقف عن تعديل رجل فلا يقول عدل ولا غير عدل فأبى وقال لا أبطل حقاً من الحقوق" وقال ابن المديني: "كان اذا شك في حرف من الحديث تركه، وربما وهم". قال ابن معين: "أنكرناه في صفر سنة219هـ:، ومات بعدها بيسير. انظر: تهذيب التهذيب ج7/ 230- 234، الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 30، تذكرة الحفاظ، ج 1/ 379- 381.
(2) حماد بن سلمة بن دينار البصري، مضت ترجمته. ولم أجد من لقبه بهذا اللقب.
(3) (ق) محمد بن الفرات التميمي ويقال الجرمي أبو علي الكوفي. روى عن أبيه وأبي إسحاق البيهقي وغيرهما، وعنه سويد بن سعيد وعباد بن يعقوب ومحمد المحاربي وغيرهم. وفي الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 60، سئل أبو زرعة عنه فقال: "كوفي ضعيف الحديث" وكذا في تهذيب التهذيب ج 397، وفيه "أخرج له ابن ماجة حديث شاهد الزور فقط"، يقال إنه بلغ مائة وعشرين سنة.
(4) سعيد بن هبيرة بن عديس بن أنس بن مالك الكعبي، أبو مالك. روى عن داود بن أبي الفرات وسعيد بن زيد أخي حماد بن زيد وحماد بن سلمة وأبي هلال الراسبي، وعنه عبدة بن عبد الرحيم المروزي وأحمد بن منصور المروزي المعروف بزاج ورجاء المروزي الحافظ. قال عنه أبو حاتم: "ليس بالقوي روى أحاديث أنكرها أهل العلم" انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 70- 71، قال عنه ابن حبان في المجروحين، ج 324/1: "كثيراً ما يحدث بالموضوعات عن الثقات كأنه كان يضعها أو توضع له فيجيب فيها، لا يحل الاحتجاج به بحال".
(5) (خ ت س ق) داود بن أبي الفرات عمرو بن الفرات، الكندي، أبو عمرو المروزي قدم البصرة، روى عن عبد الله بن بريدة وإبراهيم الصائغ وعلياء بن أحمر وغيرهم، وعنه أبو داود وأبو الوليد الطيالسيان والنضر بن شميل وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم. قال عنه ابن معين وأبو داود وابن المبارك والعجلي "ثقة" ت 167، وفي الخلاصة 196 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج3/ 197، والجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 19 4، وميزان الاعتدال ج 2/ 9 1.(2/457)
محمد بن المنكدر (1) عن جابر في (المسكر) " (2) .
قال لي أبو زرعة: تجد أن قوما ذاكروه، عن أبي
ضمرة (3) ، أو إسماعيل بن جعفر (4) ، عن داود بن داود بن بكر بن أبي الفرات (5) فرواه، عن داود بن أبي الفرات، وليس هذا من حديث داود بن أبي الفرات، إنما روى هذا داود بن بكر بن أبي الفرات. فقلت له: ما أبعد ما وقع. قال: افتضح فيه".
__________
(1) محمد بن النكدر بن عبد الله التيمي، مضت ترجمته.
(2) رواه أبو داود في سننه في كتاب الأشربة باب ما جاء في السكر ج5/161، قال أبو داود: ثنا قتيبة، نا إسماعيل يعني ابن جعفر عن داود بن بكر ابن أبي الفرات عن محمد بن منكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أسكر كثيره فقليله حرام" وانظر: جامع الترمذي كتاب الأشربة/ باب ما أسكر كثيره فقليله حرام، ج5/ 605، وقال عنه "هذا حديث حسن غريب من حديث جابر ورواه ابن ماجة في سننه، ج2/ 1125، كتاب الأشربة باب ما أسكر كثيره..
(3) الذي في تهذيب التهذيب ج 3/ 185، وميزان الاعتدال ج2/ 18، والجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 408 (أبوضمرة) وبالأصل كتبت هكذا (أبي صبرة) وهو (ع) أنس بن عياض بن ضمرة وقيل جعدبة وقيل عبد الرحمن أبو ضمرة الليثي المدني، روى عن شريك بن أبي نمر وأبي حازم وربيعة وموسى بن عقبة وغيرهم. وعنه ابن وهب وبقية والشافعي وعلي بن المديني وغيرهم "ثقة" ت 200 هـ. انظر: تهذيب التهذيب 1/ 375- 376، والجرح والتعديل 1/ ق 1/ 289.
(4) (ع) إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري الزرقي مولاهم أبو إسحاق القاري، ويقال أبو إبراهيم المدني، جليل ثقة، ررى عن ربيعة وجعفر الصادق ومالك بن أنس وغيرهم، وعنه محمد بن جهضم وسربج بن النعمان ويحيى بن أيوب المقابري وغيرهم. قال ابن معين ثقة وهو أثبت من ابن أبي حازم والدراوردي وأبي ضمرة. ت 180 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج1/ 287؛ والجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 62 1-163؛ طبقات القراء للجزري، ج1/ 163.
(5) (دت ق) داود بن بكر بن ابي الفرات الأشجعي مولاهم المدني، روى عن محمد بن المنكدر وموسى بن عقبة وصفران بن سليم وغيرهم، وعنه إسماعيل بن جعفر وأبو ضمرة وابن أبي حازم وغيرهم. وثقه ابن معين وقال الدارقطني: "داود بن بكر ابن أبي الفرات ويقال داود بن أبي الفرات يعتبر به"، وقال أبو حاتم: "شيخ لا بأس به ليس بالمتين". انظر: تهذيب التهذيب 3/ 180- 181، الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 407- 408، ميزان الاعتدال ج2/ 18-19 وقال الذهبي: "له في الكتب: أنس بن عياض، عنه عن ابن المنكدر، عن جابر حديث: "ما أسكر كثيره فقليله حرام".(2/458)
قلت: يوسف الصباغ (1) ؟ قال: "واهي الحديث".
قلت له: في حديث سنان بن هارون (2) ، عن حميد (3) ، عن أنس قصة أم حبيبة (4) (في حسن الخلق) (5) ؟ قال: "ذاك ليس منه يعني ليس من سنان ذاك من عبيد بن إسحاق" (6) .
__________
(1) (ق) يوسف بن ميمون القرشي المخزومي مولى آل عمرو بن حريث ويقال الحنفي الكوفي أبو خزيمة، ويقال ابن خزين الصباغ، ويقال إنه بصري ويقال إنهما اثنان روى عن نافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم وأنس بن سيرين وعطاء بن أبي رباح عن شعبة والثوري ووكيع، ونقل المزي قول أبي زرعة فيه انظر: تهذيب التهذيب ج11/ 426.
(2) (ت) سنان بن هارون البرجمي، أبو بشر الكوفي. روى عن كليب بن وائل وبيان بن بشر وغيرهما. وعنه وكيع ومحمد بن الصباح وغيرهما. صدوق فيه لين، روى له الترمذي حديثاً واحداً من دلائل النبوة وفيه ذكر عثمان. انظر: تهذيب التهذيب ج4/ 243، والجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 253، ميزان الاعتدال ج 2/ 235، المجروحين لابن حبان ج 1/ 350.
(3) حميد بن أبي حميد الطويل أبو عبيدة، مضت ترجمته.
(4) (ع) رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية الأموي أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أسلمت قديماً، وأمها صفية بنت العاص وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها عبيد الله بن جحش هناك ومات فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي هناك سنة 6 وقيل 7 هـ، ت 42 أو 44 وقيل 49 وقيل 50. انظر: تهذيب التهذيب 12/419، الإصابة 7/651- 654، والاستيعاب1/1843- 1846.
(5) قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج1/ 416 "سألت أبي عن حديث رواه عبيد بن إسحاق، عن سنان بن هارون، عن حميد، عن أنس قال: قالت أم حبيبة يا رسول الله المرأة منا يكون لها زوجان في الدنيا ثم تموت فتدخل الجنة هي وزوجاها لأيهما تكون للأول أو للآخر؟ قال: تخيّر أحسنهما خلقا كان معها في الدنيا فيكون زوجها في الجنة. قالت أم حبيبة: ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة. قال أبي هذا حديث موضوع لا أصل له (وسنان عندنا مستور) ورواه الطبراني، والبزار باختصار. قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج8/ 24 "وفيه عبيد بن إسحاق وهو متروك وقد رضيه أبو حاتم وهو أسوأ أهل الإسناد حالا".
(6) عبيد بن إسحاق العطار الكوفي، أبو عبد الرحمن، سيأتي ذكره في كتاب أسماء الضعفاء.(2/459)
قلت: فحديث سليمان (1) ؟ قال: "ذاك سيف بن هارون" (2) .
قلت كيف هو؟ فوهن أمره (جداً) .
قلت: عمران بن عيينة (3) ؟ قال: "ضعيف الحديث. عمران وإبراهيم (4) جميعاً".
__________
(1) (ع) سليمان بن طرخان التيمي أبو المعتمر البصري ولم يكن من بني تيم، وإنما نزل فيهم- روى عن أنس بن مالك وطاوس وأبي عثمان النهدي وغيرهم، وعنه السفيانان وشعبة وحماد ابن سلمة وغيرهم. قال ابن سعد عنه: "كان ثقة كثير الحديث وكان من العباد المجتهدين وكان يصلي الليل كله بوضوء عشاء الآخرة ... " ت 143هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 4/ 201- 202، الجرح والتعديل ج2/ ق 1/ 124- 125.
(2) سيف بن هارون البرجمي الكوفي، روى عن إسماعيل بن أبي خالد، وسليمان التيمي وفضيل بن كثير وعنه أبو نعيم وسليمان العتكي وسعيد بن سليمان وغيرهم. قال عنه ابن حبان في المجروحين ج1/ 343 "يروي عن الأثبات الموضوعات"، وانظر: ميزان الاعتدال 2/ 258- 259، والجرح والتعديل 2/ ق 1/ 276.
(3) (4) عمران بن عيينة بن أبي عمران الهلالي، أبو الحسن الكوفي أخو سفيان، نقل الذهبي في ميزان الاعتدال ج 3/ 240 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "ضعيف الحديث" وكذا في الترغيب والترهيب للحافظ المنذري ج4/ 576، وفي تهذيب التهذيب ج8/ 136 نقل عن أبي زرعة انه قال عنه: "صالح الحديث" ولفظة "ضعيف الحديث" من ألفاظ الجرح ومرتبتها (3) ويراد بها أن (لا يطرح حديثه بل يعتبر به) ولفظة (صالح الحديث) من ألفاظ التعديل ومرتبتها (4) ويراد بها أن (يكتب حديث للاعتبار) وكان عبد الرحمن بن مهدي ربما جرى ذكر حديث الرجل فيه ضعف وهو رجل صدوق فيقول رجل (صالح الحديث) ، انظر: مقدمة ابن الصلاح ص 112-113 وبهذا يوفق بين اللفظتين، ولزيادة الإيضاح أذكر أقوال الأئمة فيه. قال عنه أبو حاتم: "لا يحتج بحديثه فإنه يأتي بالمناكير وقال عنه يحيى بن معين "صالح الحديث"، وسئل أبو داود عن إبراهيم وعمران ومحمد بن عيينة؟ فقال: "كلهم صالح وحديثهم قريب" وقال العقيلي عنه: "في حديثه وهم خطأ" وذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو بكر البزار: "ليس به بأس" وقال أبو صالح: "صدوق" وقال الذهبي: "صالح الحديث" انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/302، تهذيب التهذيب 8/136-137، ميزان الاعتدال 3/240- 241، ونقل المنذري في الترغيب والترهيب ج4/ 576 عن أبي زرعة أنه قال: "ضعيف".
(4) (س ق) إبراهيم بن عيينة بن أبي عمران الهلالي مولاهم الكوفي أبو إسحاق أخو سفيان ت قبل 200 هـ. انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/118-119، تهذيب التهذيب ج1/ 149- 150، ميزان الاعتدال ج 1/ 51. ??(2/460)
قلت: صالح مولى التوأمة (1) ؟ فقال: "حدثني عبد الله ابن الحسن (2) عن مطرف (3) قال: سمعت مالكاً (4) يقول: صالح مولى التوأمة كذاب".
قلت لأبي زرعة: فشعبة مولى ابن عباس (5) ؟ قال أبو زرعة: قال بشر بن
__________
(1) (دت ق) صالح بن نبهان مولى التوأمة بنت أمية بن خلف المديني وهو صالح بن أبي صالح ت 125هـ. قال عنه ابن حبان في المجروحين ج1/ 361 في ترجمته: (روى عنه ابن أبي ذئب والناس، تغير في سنة 125 هـ. وجعل يأتي بالأشياء التي شبه الموضوعات عن الأئمة الثقات فاختلط الأخير بحديثه القديم ولم يتميز فاستحق الترك"، قال عنه أبو زرعة فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 418 "ضعيف". وكذا في تهذيب التهذيب ج4/ 406، ولم أجد من نقل قول الإمام مالك هذا فيه، وإنما نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 417، أن بشر بن عمر الزهراني قال: سألت مالكاً عن صالح مولى التوأمة فقال: "ليس بثقة". وانظر: تهذيب التهذيب ج4/ 405، ميزان الاعتدال ج2/ 303 وفيه قال أحمد بن أيى مريم، عن يحيى: "ثقة حجة". فقلت له: إن مالكاً تركه. فقال: إن مالكاً إنما أدركه بعد أن خرف، والثوري إنما أدركه بعد أن خرف، فسمع منه منكرات، لكن ابن أبي ذئب سمع منه قبل أن يخرف".
(2) عبد الله بن الحسن الهسنجاني أبو محمد الرازي. قال عنه أبو حاتم "رازي صدوق"، روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم وابن وارة. انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 34.
(3) (خ ت ف) مطرف بن عبد الله بن مطرف بن سليمان بن يسار اليساري الهلالي أبو مصعب المدني. روى عن خاله مالك بن أنس. ت 214 هـ، روى عنه روى عنه أبو زرعة الدمشقي والرازي وأبو حاتم. انظر: تهذيب التهذيب 10/ 175.
(4) مالك بن أنس الإمام، مضت ترجمته.
(5) (د) شعبة بن دينار الهاشمي مولى ابن عباس أبو عبد الله ويقال أبو يحيى المدني وسماه الذهبي شعبة بن يحيى، وفي الجرح والتعديل والمجروحين أسمياه شعبة مولى ابن عباس. نفل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 368 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "ضعيف الحديث" وكذا في ميزان الاعتدال ج2/ 274 واكتفى ابن حجر في تهذيب التهذيب ج4/ 347 بقوله: "ضعيف" وفيه روى له أبو داود حديثاً واحداً في الغسل.(2/461)
عمر (1) : سألت مالكاً عنه؟ فقال: "ليس بثقة" (2) .
قلت: من عن بشر بن عمر؟ فقال: حدثني محمد ابن المثنى (3) . قال أبو عثمان ولم أسمعه روى عن (4) محمد بن المثنى. حدثنا به ابن أبي الثلج (5) نا بشر بن عمر كما ذكره أبو زرعة. سمعت أبا زرعة: ذكر جبارة بن المغلس (6) ، فقال: "أما أنه كان لا يتعمد الكذب، ولكن كان يوضع له الحديث فيقرؤه".
قلت: يحيى بن بسطام (7) ؟ قال: "كان يرى القدر".
قلت: ابن المنكدر (8) ، عن جابر "مر النبي صلى الله عليه وسلم بقوم
__________
(1) (ع) بشر بن عمر بن الحكم بن عقبة الزهراني الأزدي أبو محمد البصري، روى عن شعبة ومالك بن سلمة وغيرهم، وعنه إسحاق بن راهويه والفلاس والذهلي وجماعة، قال عنه أبو حاتم: "صدوق" ت 207 هـ. وقيل 209 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 1/ 455.
(2) نقل قوله هذا عن بشر بن عمر الزهراني، الأزدي، ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 367، وكذا في تهذيب التهذيب ج4/ 347، ميزان الاعتدال ج2/ 274، وفي المجروحين ج1/ 358 نقل عنه أنه قال: "لم يكن بثقة".
(3) محمد بن المثنى بن عبيد العنزي. مضت ترجمته.
(4) كذا بالأصل والصواب (عن) وأما بخصوص رواية أبي زرعة عن محمد بن المثنى، فانظر: ترجمته.
(5) (خ ت) محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن أبي الثلج أبو بكر ويقال أبو عبد الله البغدادي رازي الأصل. روى عن يزيد بن هارون وعبد الصمد بن عبد الوارث وصحب الإمام أحمد وروى عنه البخاري والترمذي وابن أبي حاتم وقال عنه: "كتبت عنه مع أبي في سنة 254 وهو صدوق" انظر: تهذيب التهذيب ج9/ 247- 248، والجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 294.
(6) (ق) جبارة بن المغلس، الحماني، أبو محمد، الكوفي. ت 241 هـ. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 550 "كان أبو زرعة حدث عنه في أول أمره، وكناه. قال: حدثنا أبو محمد الحماني، ثم ترك حديثه بعد ذلك فلم يقرأ علينا حديثه" وقال:- أي أبو زرعة- "قال لي ابن نمير: "ما هو عندي ممن يكذب. قلت: كتبت عنه؟ قال: نعم. قلت: تحدث عنه؟ قال: لا. قلت: ما حاله؟ قال: كان يوضع له الحديث فيحدث به وماكان عندي ممن يتعمد الكذب" ونقل قوله في تهذيب التهذيب باختصار ج2/ 58 قال عنه ابن حبان في المجروحن ج1/ 216: "كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، أفسده يحيى الحماني حتى بطل الاحتجاج بأحاديثه المستقيمة لما شابهها من الأشياء المستفيضة عنه التي لا أصول لها فخرج بها عن حد التعديل إلى الجرح".
(7) يحيى بن بسطام بن حريث الزهراني الأصفر. وقال البخاري: ابن بسطام المُصَفّر.
وهو شيخ بصري روى عن ابن لهيعة كتب عنه أبو حاتم في سنة 214 هـ. أيام الأنصاري وقال عنه: "شيخ صدوق ما بحديثه بأس قدري" قال عنه ابن حبان: "لا تحل الرواية عنه، لأنه داعية إلى القدر ولأن في روايته مناكير". انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 132 وتعليق المعلمي اليماني عليه في تاريخ البخاري الكبير ج 4/ ق2/ 263، ميزان الاعتدال ج4/ 366، لسان الميزان ج6/ 243.
(8) محمد بن المنكدر بن عبد الله أبو بكر، مضت ترجمته.(2/462)
يتناضلون" (1) ؟ فقال: "هذا إسماعيل بن مسلم (2) ، وكلح وجهه".
قلت: كيف هو؟ قال: "ضعيف".
قلت: يحيى بن عمر بن مالك (3) ؟ قال: "واهي الحديث. قلت: حمزة النصيبي (4) ؟ قال: واهي الحديث كل حديثه واه".
__________
(1) رواه البزار عن جابر لفظه "إن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قوم وهم يرمون فقال: "ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا"، ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ج5/ 268 وقال عنه: وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف. وروي الحديث من طرق صحيحة عن سلمة بن الأكوع بلفظ "مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم ينتضلون ... وهي أطول من رواية جابر. انظر: صحيح البخاري/ كتاب الجهاد/ باب 78 ج 6/ 91، وأحاديث الأنبياء/ باب 12 ج 13/6 4، والمناقب/ باب 4 ج6/ 537. وانظر: سنن ابن ماجة ج 2/ 941 عن ابن عباس، وأحمد في مسنده ج 14/128 عنهما. وانظر: مجمع الزوائد ج5/ 268 عن أبي هريرة فيما رواه البزار، وعن حمزة الأسلمي فيما رواه الطبراني، ورواه أبو بكر بن أبي شيبة عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. والرواية الثانية عن القعقاع بن حدرد الأسلمي. انظر: المطالب العالية ج2/ 162.
(2) (ت ق) إسماعيل بن مسلم المكي أبو إسحاق البصري. سكن مكة ولكثرة مجاورته قيل له المكي وكان فقيهاً مفتياً. نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 199 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "هو بصري سكن مكة يحدث عن الحسن، ضعيف الحديث" وفي تهذيب التهذيب ج1/ 332 اكتفى بقوله "ضعيف الحديث" وفي ميزان الاعتدال ج1/ 248 اكتفى بقوله: "بصري ضعيف، سكن مكة".
(3) (ت) يحيى بن عمرو وبالأصل (عمر) بن مالك النكري، البصري، نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 177 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "ضعيف الحديث" وفي تهذيب التهذيب ج 11/ 260 اكتفى بقوله "ضعيف".
(4) (ت) حمزة بن أبي حمزة ميمون الجعفي الجزري النصيبي نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 210 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "ضعيف الحديث"، وكذا في تهذيب التهذيب ج3/ 29، وفيه وقال عنه الترمذي: "ضعيف الحديث". وله في الترمذي (أي في جامعه) حديث واحد في تتريب الكتاب، وهو غير منسوب عنده، وقال بأثره حمزة هو ابن عمرو النصيبي. قال المزي: "لا نعلم أحداً قال فبه حمزة بن عمرو إلا الترمذي وكأنه اشتبه عليه بحماد بن عمرو النصيبي وقد ذكره العقيلي فقال: حمزة بن أبي حمزة النصيبي وهو حمزة بن ميمون" ثم ساق له الحديث الذي أخرجه الترمذي.(2/463)
وقال لي: "عبد الرحمن بن يزيد بن تميم (1) ضعيف".
قلت: أسباط بن نصر (2) ؟ قال: "أما حديثه، فيعرف وينكر. وأما في نفسه، فلا بأس به، حدثنا محمد بن إدريس (3) قال: سمعت أبا نعيم (4) ، وقال له رجل: سمعت من أسباط بن نصر؟ قال: كان أسباط بن نصر يقلب الحديث" (5) .
حدثنا محمد (6) قال: سمعت أبا جعفر الجمال (7) يذكر عن أبي نعيم،
__________
(1) (س ق) عبد الرحمن بن يزيد بن تميم السلمي الدمشقي. نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 301، عن أبي زرعة أنه قال عنه: "ضعيف الحديث" وكذا في تهذيب التهذيب ج6/ 296- 297، واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج2/ 598 بقوله: "ضعيف" وكذا في أسماء الضعفاء.
(2) (خت م 4) أسباط بن نصر الهمداني، أبو يوسف ويقال أبو نصر، وسيأتي في ترجمة مسلم بن الحجاج إنكار أبي زرعة عليه إخراجه لحديث أسباط هذا. انظر: ترجمته في تهذيب التهذيب ج 1/211-212، الجرح والتعديل ج1/ ق1/ 332، ميزان الاعتدال ج1/175- 76 1.
وعبارة (يعرف وينكر) تقال بتاء الخطاب، وتقال أيضا بياء الغيبة مبنياً للمجهول. ومعنى العبارة على وجهيها: أنه يأتي مرة بالأحاديث المعروفة، ومرة بالأحاديث المنكرة، فأحاديثه تحتاج إلى سبر وعرض على أحاديث الثقات المعروفين، وانظر الزيادة في شرحها في: الرفع والتكميل للكنوي تحقيق الشيخ عبد الفتاح أبو غدة ص 110- 111.
(3) أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، مضت ترجمته.
(4) (ع) أبو نعيم الفضل بن دكين رهو لقب واسمه عمرو بن حماد بن زهير بن درهم التيمي مولى آل طلحة الملائي الكوفي الأحول، ثقة ثبت، روى عن الثوري ومالك وابن أبي ذئب والأعمش وغيرهم. وعنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وأحمد بن حنبل وغيرهم، وهو من كبار شيوخ البخاري ت 218 أو 219 هـ. قال يعقوب الفسوي: أجمع أصحابنا أن أبا نعيم كان غاية في الإتقان. انظر: تهذيب التهذيب ج 8/ 270- 276، تذكرة الحفاظ ج1/ 372- 373.
(5) قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 332 "حدثني أبي قال سمعت أبا نعيم يضعف أسباط بن نصر، وقال: أحاديثه عامية سقط مقلوبة الأسانيد" وانظر: تهذيب التهذيب ج1/ 212.
(6) هو محمد بن ادرشى أبو حاتم الرازي.
(7) (خ م د) محمد بن مهران الجمال أبو جعفر الرازي الحافظ روى عن الدراوردي وعيسى بن يونس وابن علية وغيرهم. وعنه أبو زرعة وأبو حاتم والبخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم ت 239 هـ أو قبلها. قال ابن بكر الأعين: "مشائخ خراسان ثلاثة أولهم قتيبة والثاني محمد بن مهران والثالث علي بن حجر". انظر: تذكرة الحفاظ ج2/ 447، تهذيب التهذيب ج9/ 478- 479.(2/464)
قال: "ذكر له أسباط بن نصر، فقال: هالك هو" (1) .
[13- ب-] قلت لأبي زرعة: محمد بن زياد اليشكري (2) كان لا يصدق؟ قال: "نعم كان لا يصدق".
سمعت أبا زرعة يقول: "لم يسمع أبو اليمان (3) من شعيب بن
__________
(1) قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج1/ق1/332 "حدثني أبي، نا محمد بن مهران الجمال قال سألت أبا نعيم عن أسباط بن نصر فقال: لم يكن به بأس غير أنه أهوج".
(2) محمد بن زياد اليشكري مضت ترجمته مع قول أبي زرعة فيه.
(3) (ع) الحكم بن نافع البهراني مولاهم أبو اليمان الحمصي، أحد الثقات الأئمة، روى عن حريز بن عثمان، وصفوان بن عمرو وأبي بكر بن أبي مريم، والكبار. واحتج الشيخان بحديثه عن شعيب بن أبي حمزة. وعنه البخاري وأبو زرعة الدمشقي وأبو حاتم، وخلق. ت 222 هـ. نقل قول أبي زرعة فيه حينما ساله البرذعي عنه، كل من الذهبي في ميزان الاعتدال ج1/ 581، والمزي كما في تهذيب التهذيب ج2/ 442، وابن رجب في شرح العلل ص 217، والذهبي في تذكرة الحفاظ ج1/ 412 ولم يذكر البرذعي. وقال ابن حجر في هدى الساري، ص 399 "وبالغ أبو زرعة الرازي فقال لم يسمع أبو اليمان من شعيب إلا حديثا واحدا. قلت: إن صح ذلك فهو حجة في صحة الرواية بالإجازة إلا أنه كان يقول في جميع ذلك أخبرنا ولا مشاحة في ذلك إن كان اصطلاحاً له" وقال ابن حجر قبل ذكره قول أبي زرعة فيه "الحكم بن نافع أبو اليمان الحمصي مجمع على ثقته اعتمده البخاري رروى عنه الكثير، وروى له الباقون بواسطة تكلم بعضهم في سماعه من شعيب فقيل إنه مناولة وقيل إنه إذن مجرد، وقد قال الفضل بن غسان سمعت يحيى بن معين يقول سألت أبا اليمان عن حديث شعيب فقال ليس هو مناولة المناولة لم أخرجها لأحد" وفي ميزان الاعتدال ج 1/ 581 وتهذيب التهذيب ج2/ 442 وشرح العلل لابن رجب ص 216- 217 قال إبراهيم بن ديزيل: "قال لي أبو اليمان: سألني أحمد بن حنبل: كيف سمعت هذه الكتب عن شعيب؟ قلت: قرأت عليه بعضه، وقرأ في بعضه، وأجاز لي بعضه، وبعضه مناولة. وقال في آخر شيء: قل في كله أخبرنا شعيب" ولقد تكلم الحافظ بن رجب وأجاد في توضيح المناولة وأنواعها وأقوال الأئمة في ذلك، ومما قال في ص 214 "والمناولة نوع من أنواع الإجازة، الا أنها أرفع أنواعها، وصورتها أن يدفع العالم كتابه إلى رجل ويقول له: هذا حديثي أو كتابي، فاروه عني أو نحو ذلك. وذكر إن منصور بن المعتمر رخص في الرواية بها (أي المناولة" وقال: "وممن رأى الرواية بها أيضاً الزهري ومالك والأوزاعي في المشهور عنه والليث وأحمد". قال المروزي: قال- أبو عبد الله: إذا أعطيتك كتابي فقلت لك: أروه عني، وهو من حديثي، فما تبالي أسمعته أم لم تسمعه، قال: فأعطاني المسند ولأبي طالب مناولة" وقال بعد كلام ضمنه اختلاف العلماء في جواز الرواية بها. ونقل عن الخطيب البغدادي قوله: "وظاهر كلام أحمد يدل على أن لا بد أن يكون المناول حاضراً، فإن اذن له في رواية شيء غائب لم يجز، فإنه قال في رواية الأثرم: كان شعيب بن أبي حمزة عسرا في الحديث، فسألوه أن يأذن لهم أن يرووا عنه، فقال: لا ترووا هذه الأحاديث عني ثم كلموه، وحضر ذلك أبو اليمان، فقال لهم: ارووا تلك الأحاديث عني. قيل لأبي عبد الله: مناولة؟ قال: لو كان مناولة كل لم يعطهم كتباً وشيئاً، إنما سمع هذا فقط، فكان أبو اليمان بعد يقول: أخبرنا شعيب. فكأنه استحل ذلك بأن سمع شعيبا يقول لقوم: ارووه عني، قال: استحل ذلك شيء عجيب. وذكر أحمد ذلك على وجه الإنكار على أبي اليمان. وحديث أبي اليمان عن شعيب متفق على وجه الإنكار على أبي اليمان. وحديث أبي اليمان عن شعيب متفق على تخريجه في الصحيحين، وإذا كان حديث شعيب عندهم معروفاً وأذن لهم في روايته عنه فلا حاجة إلى إحضاره ومناولته بل هذه إجازة من غير مناولة".(2/465)
أبي حمزة (1) ، إلا حديثاً واحداً والباقي إجازة".
وسمعته يقول: "قال سعيد بن منصور (2) : قلت لأبي صالح كاتب الليث (3) سمعت من الليث؟ قال: لم أسمع من الليث إلا كتاب يحيى بن سعيد" (4) .
__________
(1) (ع) شعيب بن أبي حمزة واسمه دينار الأموي مولاهم أبو بشر الحمصي روى عن الزهري وابن المنكدر ونافع وغيرهم، وعنه بقية وأبو اليمان وغيرهما. قال عنه أحمد: "ثبت صالح الحديث" وكان من أثبت الناس في الزهري ت 2 أو 163 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 4/ 351-352.
(2) (ع) سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني أبو عثمان المروزي، ويقال الطالقاني. روى عن مالك وحماد بن زيد وابن عيينة وغيرهم، وعنه روى أبو زرعة الرازي والدمشقي وأحمد بن حنبل ومسلم وأبو داود والباقون بواسطة يحيى بن موسى (خت) ومحمد بن علي بن زيد الصائغ وأحمد بن نجدة بن العريان وهما راويا كتاب السنن عنه وغيرهم، قال عنه أحمد بن حنبل: "هو من أهل الفضل والصدق" وقال ابن حبان عنه: "ثقة من المتقنين الأثبات ممن جمع وصنف"، انظر: تهذيب التهذيب ج 4/ 89- 90، الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 68، تذكرة الحفاظ ج2/ 416.
(3) عبد الله بن صالح أبو صالح المصري، وستأتي ترجمته مع قول آخر لأبي زرعة فيه، والليث بن سعد هو الإمام، مضت ترجمته.
(4) روى الخطيب في تاريخ بغداد ج 9/ 480 بسنده إلى البرذعي هذا الخبر. ويحيى هو (ع) يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل الأنصاري النجاري أبو سعيد المدني القاضي، روى عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب وحميد الطويل وغيرهم. وعنه الزهري والأوزاعي- ومالك والليث بن سعد وجماعة. ت 144 هـ، أو بعدها. قال عنه أحمد ويحيى وأبو حاتم وأبو زرعة: "ثقة" انظر: تهذيب التهذيب ج 11/ 221- 224، الثقات لابن حبان ج 3/ 286، تذكرة الحفاظ ج 1/ 137- 139.(2/466)
سمعت أبا زرعة: ذكر عبد الأعلى بن أعين (1) فوهن أمره.
وشهدته ذكر عبد الله بن أبي بكر المقدمي (2) فأومى بيده إلى فيه أي الكذب كنت أمرّ به فلم أكتب عنه شيئاً قط، وكتبت عن أخيه الصغير (3) الوقائع.
وقلت لسليمان بن حرب (4) يوما: تحفظ عن حماد بن زيد (5) عن عمرو بن مالك (6) كذا وكذا. فقال: من يروي هذا، عن حماد؟ قلت: المقدمي. قال: الأصغر أو الأكبر؟.
__________
(1) عبد الأعلى بن أعين، مضى قول أبي زرعة فيه مع ترجمته.
(2) عبد الله بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 19 "سمعت أبا زرعة يقول: عبد الله بن أبي بكر المقدمي ليس بشيء أدركته ولم أكتب عنه ... " وسأشير إلى بقية كلامه في موضعه.
(3) (خ م س) محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي أبو عبد الله، الثقفي مولاهم البصري ت 234 هـ. روى عن يزيد بن زريع وحماد بن زيد وأبي داود الطيالسي وغيرهم، وعنه البخاري ومسلم وأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهم، وثقه ابن معين وأبو زرعة، وقال عنه أبو حاتم: "صالح الحديث محلّه الصدق" انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 213، تذكرة الحفاظ ج2/ 467- 468، تهذيب التهذيب ج 9/ 79.
(4) سليمان بن حرب البصري. مضت ترجمته.
(5) (ع) حماد بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي أبو إسماعيل البصري الأزرق مولى آل جرير بن حازم، روى عن ثابت البناني وعمرو بن دينار وهشام بن عروة وغيرهم، وعنه ابن المبارك وابن مهدي وابن عيينة والثوري ت 179 هـ. قال عنه الخليلي: "ثقة متفق عليه رضيه الأئمة ... " الإمام الحافظ، وقال عنه أحمد: "هو من أئمة المسلمين من أهل الدين وهو أحب إليّ من حماد بن سلمة". انظر: تهذيب التهذيب ج3/ 9- 11، تذكرة الحفاظ ج1/228-229.
(6) (عخ 4) عمرو بن مالك النكري أبو يحيى ويقال أبو مالك البصري، روى عن أبيه وأبي الجوزاء وعنه سعيد وحماد ابنا زيد ومخلد بن الحسن وغيرهم ت 129هـ. صدوق له أوهام. انظر: تهذيب التهذيب ج 8/ 96.(2/467)
البخاري في التاريخ (1) قال: الحكم بن نافع أبو اليمان الحمصي سمع صفوان بن عمرو (2) ، وشعيب بن أبي حمزة (3) وحريز (4) ، ومات سنة اثنتين
وعشرين ومائتين، وهو البهراني.
وقال ابن أبي حاتم (5) أنا علي بن أبي طاهر (6) فيما كتب إليّ، ثنا الأثرم (7) قال: سمعت أبا عبد الله سئل عن أبي اليمان فقال: أما حديثه عن صفوان بن
__________
(1) هكذا ورد بالنص في الأصل دون ذكر أداة التحمل كحدثنا أو أخبرنا والظاهر أنه نفلها من كتاب التاريخ الكبير للبخاري. انظر: ج 1/ ق2/ 342؛ منه في ترجمة الحكم بن نافع ورتمها (2691) ، والنص كما هو إلا أنه لم يرد في آخرها (وهو البهراني) بل ذكر كلمة (البهراني) بعد كلمة (الحمصي) .
(2) (بخ م 4) صفوان بن عمرو بن هرم السكسكي، أبو عمرر الحمصي. روى عن عبد الله بن بسر الصحابي وجبير بن نفير وراشد بن سعد وغيرهم، وعنه ابن المبارك والفزاري وأبو اليمان وغيرهم. قال عنه العجلي ودحيم وأبو حاتم والنسائي (ثقة) زاد أبو حاتم لا بأس به ت 100هـ وقيل 108 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج4/ 428-429.
(3) شعيب بن أبي حمزة، مضت ترجمته.
(4) حريز بن عثمان بن جبر أبو عثمان الحمصي. مضت ترجمته، وفي الأصل كتبت هكذا (حريز) وضبطها محقق كتاب التاريخ الكبير هكذا (حريزا) .
(5) ابن أبي حاتم الإمام الحافظ الناقد شيخ الإسلام أبو محمد عبد الرحمن بن الحافظ الكبير أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي الرازي. قال الخليلي: "أخذ علم أبيه وأبي زرعة وكان بحراً في العلوم ومعرفة الرجال، صنف في الفقه واختلاف الصحابة والتابعين، وكان زاهداً يعد من الأبدال"، قال الذهبي عنه: "كتابه الجرح والتعديل يقضي له بالرتبة المنيفة في الحفظ، وكتابه في التفسير عدة مجلدات، وله مصنف كبير في الردّ على الجهمية يدل على إمامته"، ت 327 هـ. انظر: طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ج2/ 55؛ تذكرة الحفاظ ج 3/ 829- 832؛ ميزان الاعتدال ج2/ 587- 588؛ شذرات الذهب ج2/ 8 0 3- 9 0 3؛ البداية والنهاية ج 11/ 191.
(6) أحد شيوخ ابن أبي حاتم، ومن الرواة عن أحمد بن محمد بن هانىء. لم أقف على ترجمته.
(7) (س) أحمد بن محمد بن هانىء الطائي ويقال الكلبي أبو بكر الأثرم البغدادي الإسكافي الفقيه الحافظ، روى عن أحمد بن حنبل وتفقه عليه، وسأله عن المسائل والعلل وكان من أفراد الحفاظ. قال إبراهيم بن أورمة الأصبهاني: "الأثرم أحفظ من أبي زرعة الرازي وأتقن"، ت بعد 260 هـ، وله كتاب نفيس في السنن يدل على إمامته وسعة حفظه انظر: تهذيب التهذيب ج1/ 78- 79؛ تاريخ بغداد ج 5/ 110- 112؛ تذكرة الحفاظ ج 2/ 5 57- 572؛ طبقات
الحنابلة ج1/ 66- 74.(2/468)
عمرو، وأبي بكر بن أبي مريم (1) ، وأرطاة (2) وشعيب بن أبي حمزة [فصالح] (3) ، روى عنه أحمد بن حنبل (4) .
قال أبو زرعة: "وقال يوماً عبد الله بن أبي بكر لسليمان بن حرب أنا أروى عن حماد منك؟ فقال له: سليمان لأنك تأخذ أحاديث الناس فترويها عن حماد" (5) .
قلت لأبي زرعة: حرب بن أيوب (6) ؟ فقال: "منكر الحديث".
قلت: خارجة بن مصعب (7) ؟ قال: حديثه ( ... ) (8) .
__________
(1) (دت ق) أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني الشّامي، وقد ينسب إلى جدّه قيل اسمه بكير وقيل عبد السلام. روى عن أبيه وابن عمه والوليد بن سفيان بن أبي مريم وغيرهم. وعنه ابن المبارك وعيسى بن يونس وأبو اليمان وغيرهم، ضعفه أبو زرعة وغيره. ت 256 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 12/ 28- 30، ميزان الاعتدال ج 4/ 497-498.
(2) (بخ دس ق) أرطاة بن المنذر بن الأسود بن ثابت الألهاني، أبو عدي الحمصي. قال عنه ابن حبان: "ثقة، حافظ، فقيه"، ت 162 أو 163 هـ. روى عن أبي عامر عبد الله الألهاني وسعيد بن المسيب ومجاهد وغيرهم. وعنه إسماعيل بن عياش وعصام بن خالد وغيرهما. انظر: تهذيب التهذيب ج 1/198.
(3) هذه الكلمة لا توجد في الأصل أثبتها لأن كلامه لا يستقيم بدونها، والخبر أورده في الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 129، وفيه قال: "سمعت أبا عبد الله سئل عن أبي اليمان فقال: أما حديثه عن صفوان بن عمرو وحريز فصالح"؛ وفي تهذيب التهذيب ج 2/ 441 (أما حديثه عن صفوان وحريز فصحيح) ، ولعل لفظ رواية الكتاب في إحدى الشخ المنقرلة من لفظ ابن أبي حاتم ولم يقف عليها محقق كتاب الجرح والتعديل رحمه الله. انظر: نسخ الجرح والتعديل في تاريخ التراث العربي ج1/447.
(4) أحمد بن حنبل، مضت ترجمته، وانظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 129.
(5) هذا الخبر نقله ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق 19/2 عن أبي زرعة.
(6) بالأصل أقرب ما يكون الاسم (حرب) ، وقد ضم الناسخ الحرف الأخير ولم أجد أحد الرواة باسم حرب بن أيوب ولعل الصراب (جرير) فتصحف، ففد جرح الأئمة جرير بن أيوب البجلي الكوفي فقال عنه البخاري: "منكر الحديث"، وقال النسائي: "متروك" رنقل عن ابن معين أنه قال عنه: "ليس بشيء" وقال أيضا: "ليس بذاك". وقال أبو نعيم: "كان يضع الحديث"، انظر: ميزان الاعتدال ج 1/ 399؛ ولسان الميزان ج 2/ 101.
(7) خارجة بن مصعب، ستأتي ترجمته بعد الترجمة التالية.
(8) هذه الكلمة لم أهتد إلى قراءتها.(2/469)
قلت: حفص بن عمر قاضي حلب تعرفه (1) ؟ قال: "كيف لا أعرفه، منكر الحديث".
قلت: خارجة بن مصعب (2) ؟ قال: "منكر الحديث، يحدث بكذا، ويحدث بكذا فجعل يعدد. قلت: يحدث عن حفص (3) عن
__________
(1) حفص بن عمر قاضي حلب الحلبي، روى عن هشام بن حسان وابن إسحاق، وصالح بن حسان، والفضل بن عيسى الرقاشي وغيرهم. وعنه يحيى الوحاظي وغيره، وانظر: قول أبي زرعة فيه في الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 180؛ وميزان الاعتدال ج 1/563؛ ولسان الميزان ج 2/ 326، وأسماء الضعفاء لابن الجوزي.
(2) (ت ق) خارجة بن مصعب بن خارجة الضبعي بن الحجاج الخراساني السرخسي. روى عن زيد بن أسلم وأبي حازم سلمة بن دينار وغيرهما. وعنه الثوري وأبو داود الطيالسي ونعيم بن حماد وغيرهم. ت 168 هـ، قال عنه ابن حبان في المجروحين ج 1/283: "كان يدلس عن غياث بن إبراهيم وغيرهم، يروى ما سمع منهم مما وضعوه على الثقات عن الثقات الذين رآهم، فمن هنا وقع في حديثه الموضوعات عن الأثبات لا يحل الاحتجاج بخبره". انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 375- 376؛ تهذيب التهذيب ج 3/ 76- 78؛ وميزان الاعتدال ج1/ 625-626.
(3) (ع) حفص بن غياث بن طلق بن معاوية بن مالك النخعي، أبو عمر الكوفي قاضيها وقاضي بغداد، روى عن الثوري وجعفر الصادق وابن جريج وغيرهم. وعنه أحمد وإسحاق وعلي وابن أبي شيبة وابن معين وغيرهم ت 4 أو 195 هـ، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 186، "سمعت أبا زرعة يقول: حفص بن غياث ساء حفظه بعد ما استقضى، فمن كتب عنه من كتابه فهو صالح دالا فهو كذا"، وكذا في تهذيب التهذيب ج 2/ 416؛ ميزان الاعتدال ج 1/567، إلى قوله: "فهو صالح" وشرح العلل لابن رجب، ص 417، وكرر كلمة (كذا) في الخبر قال أبو داود كان حفص بآخرة دخله نسيان، وكان يحفظ وما أنكر على حفص حديثه عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: "كنا نأكلى ونحن نمي" قال ابن معين: "تفرد وما أراه إلا وهم فيه". وقال أحمد: "ما أدري ماذا كالمنكر له"، وقال ابن أبي حاتم كما في تاريخ بغداد ج 8/ 196 "سئل أبو زرعة عن هذا الحديث فقال، أبو زرعة: رواه حفص وحده"، وكذا ذكره في تهذيب التهذيب ج 2/ 417؛ وفيه قال ابن المديني: "انفرد حفص نفسه بروايته وإنما هو حديث ابن البزري وكذا حديثه عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة، رفعه من أقال مسلما عثرته ... " الحديث. قال ابن معين: "تفرد به عن الأعمش"، وقال صالح بن محمد لما ولي القضاء: "جفا كتبه وليس هذا الحديث في كتبه"، وفي تاريخ بغداد ج8/ 196، عن ابن المديني بكلام آخر عنه وقال عنه- أي ابن المديني- كما في شرح العلل، ص 418، "حفص ثبت. قيل له: إنه يهم؟ قال: كتابه صحيح"، وقال ابن حجر في هدي الساري، ص 398: "من الأئمة الأثبات أجمعوا على توثيقه والاحتجاج به إلا أنه في الآخر ساء حفظه، فمن سمع من كتاب أصح ممن سمع من حفظه، قال أبو زرعة، "قال ابن المديني: كان يحيى بن سعيد القطان يقول: حفص أوثق أصحاب الأعمش"، قال: "فكنت أنكر ذلك، فلما قدمت الكوفة بآخرة أخرج إليّ ابنه عمر كتاب أبيه عن الأعمش بالسماع وبين ما دلسه، نبه على ذلك أبو الفضل بن طاهر وهو كما قال ... "، وانظر: توثيق الأئمة له في المصادر السابقة.(2/470)
برد (1) ، عن مكحول (2) ، عن واثلة (3) "لا تظهر الشماتة بأخيك" (4) .
فقال: "حدث بهذا؟ قلت: نعم، حدثني بهذا عنه حجاج بن حمزة (5) . فقال: ليس لهذا أصل، ثم قال: حديثان بالبصرة، عن حفص ليسا من حديثه هذا، وحديث أنس "إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه" (6) .
__________
(1) (بخ 4) برد بن سنان الشامي، أبو العلاء الدمشقي مولى قريش، روى عن واثلة وعطاء بن أبي رباح والزهري ومكحول وغيرهم. وعنه السفيانان والحمادان وحفص بن غياث وغيرهم. قال عنه أبو زرعة: "كان صدوقا في الحديث"، انظر: تهذيب التهذيب ج 1/ 478- 429.
(2) مكحول الشامي أبو عبد الله، مضت ترجمته.
(3) واثلة بن الأسقع. مضت ترجمته.
(4) رواه الترمذي في الجامع في أبواب صفة القيامة/ باب 18 ج 7/ 206-207، من طريق حفص بن غياث، عن برد بن سنان، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك" وقال عنه: هذا حديث حسن غريب، ورواه الطبراني، وابن أبي الدنيا كما في المقاصد الحسنة، ص 463، وكشف الخفاء ج 2/ 356 ورواه أبو نعيم في الحلية ج 5/186؛ والخطيب في تاريخ بغداد ج 9/ 96؛ وذكره ابن حبان في المجروحين ج 1/352، في ترجمة السري بن عاصم بن سهل الهمداني، وقال عنه: "كان ببغداد يسرق الحديث ويرفع الموقوفات لا يحل الاحتجاج به". وج 2/ 211 في ترجمة القاسم بن أمية الحذاء، وقال عنه شيخ يروي عن حفص بن غياث المناكبر الكثيرة لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد وقال عن الحديث: "وهذا لا أصل له من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم"، وانظر: تذكرة. الموضوعات لابن طاهر المقدسي، ص 73، وانظر: ميزان الاعتدال ج 1/ 368- 369؛ ورواه أبو حنيفة في مسنده، ص 214 قال: سمعت واثلة بن الأسقع بلفظ: "لا تظهرن شماتة لأخيك فيعافيه الله ويبتليك".
(5) حجاج بن حمزة بن سويد العجلي الخشابي الرازي، روى عن ابن أبي فديك وأبي أسامة وابن نمير، قال عنه أبو زرعة شيخ، مسلم صدوق، انظر: الجرح والتعديل ج1/ ق 2/ 158- 159.
(6) رواه ابن ماجة في سننه ج 2/ 1223، عن ابن عمر، والطبراني في الصغير والأوسط عن جرير بن عبد الله البجلي، وفيه عون بن عمرو القيسي وهو ضعيف. انظر: المعجم الصغير ج 2/ 12؛ ومجمع الزوائدج 8/ 15، ورواه في الأوسط برواية أخرى وفيها حصين بن عمرو هو(2/471)
__________
متروك، وعن أبي هريرة في الأوسط والبزار وفيها من لم يعرف كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج8/ 16 وذكر روايات أخرى فيها ضعف عن ابن عباس ومعاذ بن جبل وجابر، ورواه الحاكم في المستدرك ج 4/ 291- 292، عن جابر بسياق آخر وقال عنه: صحيح الإسناد وذكره في معرفة علوم الحديث، ص 252، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد ج 1/188، وج 7/ 94، ورواه أبو زرعة بسنده من طريق حصين بن عمر الأحمسي وقال عنه: هذا حديث منكر. قيل له فحديث عون بن عمرو القيسي، عن سعيد الجريري، عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه". قال: "ما أقربه من هذا أخاف أن يكون ليس لهما أصل والصحيح حديث الثوري عن طارق بن عبد الرحمن، عن الشعبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسل". علل الحديث ج 2/ 336- 337، وسأل ابن أبي حاتم والده عنه من رواية موسى بن أنس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "هذا حديث منكر". وسأله أيضاً من رواية أبي قتادة، فقال: "هذا حديث باطل، إنما هو ابن أبي ليلى عن الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل". انطر: علل الحديث ج 2/ 342-343؛ وروى ابن الجوزي في الموضوعات ج 3/ 91- 92 بسنده أن الدارقطني أملى من حفظه بضعة عشر حديثاً متوناً جميعها "إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه" وقال: "واعجبا من الدارقطني كيف روى حديثين ليس فيهما ما يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين"، الحديث الثاني "نعم الشيء الهدية أمام الحاجة" قال: وأما الثاني: "أي حديث إذا جاءكم ... "، فقال ابن عدي "هو حديث يعرف بشيخ يقال له: الخليل بن مسلم الباهلي ثم ظهر عند عبد العزيز بن محمد بن ربيعة فرواه عن أبيه ثم سرقه منهما أبو ميسرة أحمد بن عبد الله الحراني، وكان يحدث عن الثقات بمناكير عمن لا يعرف ويسرق حديث الناس". وقال ابن حبان: "لا يحل الاحتجاج بأبي ميسرة، وقد روى هذا الحديث من حديث جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم". وعقب السيوطي في اللالىء المصنوعة ج 2/ 229- 300؛ على ابن الجوزي بعد أن أورد كلامه "بل واعجبا من المؤلف كيف يحطم- ولعلها يهجم على رد الأحاديث التابعة من غير تثبيت ولا تتبع فإن حديث (إذا أتاكم ... ) ، ورد من رواية أكثر من عشرة من الصحابة فهو متواتر على رأي من يكتفي في التواتر بعشرة فأخرجه ابن خزيمة والطبراني والبيهقي في الشعب من حديث جرير واخرجه الحاكم في المستدرك من حديث جابر بن عبد الله، وأخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول من حديث ابن عمر، وأخرجه الطبراني من حديث ابن عباس ومن حديث عبد الله بن ضمرة ومن حديث معاذ بن جبل، وأخرجه البزار من حديث أبي هريرة، وأخرجه ابن عدي من حديث أيى قتادة، وأخرجه ابن عساكر في تاريخه من حديث أنس ومن حديث عدي بن حاتم ومن حديث جابر البجلي وأخرجه الدولابي في الكنى وابن عساكر من حديث أبي راشد" وانظر: اللالىء ج 2/ 80،؛ وتنزيه الشريعة ج 2/ 297-298؛ وذكر السخاوي في المقاصد، ص 32- 34، من رواه وطرقه، فذكر المصنفات السالفة الذكر وزاد العسكري في الأمثال، وابن شاهين، وابن السكن، وأبي نعيم، وابن مندة في كتبهم في الصحابة، وأبي سعد في شرف المصطفى، والحكيم الترمذي وآخرين، كلهم من طريق صابر بن سلم بن حميد بن يزيد ابن عبد الله بن ضمرة، حدثني أبي عن أبيه حدثني يزيد بن عبد الله، حدثتني أختي أم القصاف، قالت حدثني أبي عبد الله بن ضمرة "أنه بينما هو قاعد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في جماعة من أصحابه إذ قال لهم: سيطلع عليكم من هذه الثنية خير ذي يمن، فاذا هم بجرير بن عبد الله". فذكر قصة طولها بعضهم، وفيه(2/472)
قال أبو زرعة: قال علي بن المديني: سألت عنهما عمر بن حفص (1) فقال: "ليس هذا من حديث أبي".
قلت لأبي زرعة: فحديث واثلة له أصل من غير حفص؟ قال: "لا".
قلت: أبو هارون البكاء (2) ؟ فكلح وجهه، وقال بيده هكذا. قلت: فأي
__________
(1) (خ م دت س) عمر بن حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعي أبو حفص الكوفي، روى عن أبيه وابن إدريس وأبي بكر بن عياش وعثام بن علي ومسكين ابن بكبر، ت 222 هـ. قال العجلي وأبو زرعة عنه: "ثقة" انظر: تهذيب التهذيب ج 7/ 435.
(2) (عخ ت ق) عمارة بن جوين أبو هارون العبدي البصري كتبت بالأصل (البكا) ولعلها البكاء، ولم أجد من نسبه بهذه النسبة. روى عن أبي سعيد الخدري وابن عمر، وعنه الثوري والحمادان وغيرهم. ت 134 هـ، قال عنه ابن حبان في المجروحين ج 2/ 167 "كان رافضيا يروى عن أبو سعيد ما ليس من حديثه ولا يحل كتبة حديثه إلا على جهة التعجب"، وقال بهز بن أسد: "أتيت إلى أبي هارون العبدي فقلت: أخرج إليّ ما سمعت عن أبي سعيد فأخرج لي كتابا فإذا فيه حدثنا أبو سعيد أن عثمان أدخل حفرته وأنه لكافر بالله، قال: قلت تقر بهذا قال هو كما ترى قال: فدفعت الكتاب في يده وقمت فهذا كذب ظاهر على أبو سعيد"، كذا في تهذيب التهذيب ج 7/ 413- 414؛ ونحوه في ميزان الاعتدال ج 3/ 174، وفيهما ج 7/ 412، ج 3/ 74؛ وفي الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/364، قال يحيى بن معين عنه: "كان عندهم لا يصدق في حديثه وكانت عنده صحيفة يقول هذه صحيفة الوحي" ونقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 364 عن ابي زرعة أنه قال عنه: "ضعيف الحديث"، وكذا في تهذيب التهذيب ج 7/ 412.(2/473)
شيء أنكروا عليه؟ قال: أما شيء كذا فلا أعلمه إلا أن أصحابنا حكوا عن يحيى بن معين أنه قال: "فيه شيئاً ليس من طريق الحديث، مثل الشرك، وأشباهه يقول: عبد الله بن تمام (1) ضعيف [14- أ-] الحديث، وأمرنا أن نضرب على حديثه".
ومر بحديث لعبد الرحمن بن مسهر (2) أخي علي بن مسهر (3) فأمرنا أن نضرب عليه، وقال: "مثل عبد الرحمن يحدث عنه". وقال لي أبوحاتم الرازي: "عبد الرحمن بن مسهر لا يكتب حديثه" (4) .
سمعت أبا زرعة يقول: قال عبد الرحمن بن مهدي لأحمد بن حنبل: بين إسحاق بن أبي اسرائيل (5) ، ومحمد بن جابر (6) قرابة؟ قال أحمد: لا. فقال
__________
(1) قال ابن أبي حاتم في ترجمته عبد الله بن تمام مولى أم حبيبة روى عن زينب بنت نبيط، "روى عنه كثير بن زيد" انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 19.
(2) عبد الرحمن بن مسهر، أخو علي بن مسهر. كان على قضاء جبل، وكان خفيف العقل. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 291: "سئل أبو زرعة عن عبد الرحمن بن مسهر. قال: يضرب على حديثه، وقال: مثل عبد الرحمن يحدث عنه" واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2/ 590 بقوله: "ومر أبو زرعة بحديث له فضرب عليه"، وكذا في لسان الميزان ج 3/ 437، وهذا الخبر رواه الخطيب بسنده إلى البرذعي. انظر: تاريخ بغداد ج 10/ 230.
(3) (ع) علي بن مسهر القرشي أبو الحسن الكوفي الحافظ، قاضي الموصل. ت 189 هـ. قال عنه العجلي: "صاحب سنة، ثقة في الحديث، ثبت فيه، صالح الكتاب كثير الرواية عن الكوفيين"، انظر: تهذيب التهذيب ج 7/ 384؛ تذكرة الحفاظ ج 1/ 290- 291.
(4) في الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 291 قال عنه أبو حاتم: "هو متروك الحديث لا يكتب حديثه" واكتفى في ميزان الاعتدال ج 2/ 590، بقوله: "متروك".
(5) (بخ دس) إسحاق بن أبي اسرائيل، واسمه إبراهيم بن كامجرا أبو يعقوب المروزي نزيل بغداد، سمع حماد بن زيد، ومحمد بن جابر اليمامي وهشام الصنعاني وغيرهم. وعنه البخاري، ويعقوب بن شيبة والبغوي وغيرهم. وسمع منه عبد الرحمن بن مهدي حديثا وهو من شيوخه ت 240 هـ، وقيل بعدها. وفي الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 210 "سئل أبو زرعة عنه فقال: كان عندي أنه لا يكذب فقيل له إن أبا حاتم قال: ما مات حتى حدث بالكذب. فقال حدث بحديث منكر، وترك الحديث عنه"، انظر: تهذيب التهذيب 1/ 224- 225.
(6) (دق) محمد بن جابر بن سيار بن طلق السحيمي الحنفي أبو عبد الله اليمامي، أصله كوفي وكان أعمى. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق 2/ 220 "سمعت أبي وأبا زرعة يقولان محمد بن جابر يمامي الأصل، ومن كتب عنه كتب عنه باليمامة وبمكة وهو صدوق إلا أن في حديثه تخاليط، وأما أصوله فهي صحاح. وقال أبو زرعة محمد بن جابر ساقط الحديث عند أهل العلم"، وكذا في تهذيب التهذيب ج 9/89.(2/474)
عبد الرحمن: لأني إذا ذكرته تغير وجهه. فقال إنه رحل إليه. حدثنا جعفر بن محمد بن نوح (1) ، قال: سمعت محمد بن عيسى بن الطباع (2) يقول: قال لي أخي، يعني اسحاق بن عيسى (3) ، ذاكرت ذات يوم محمد بن جابر بحديث شريك (4) عن أبي إسحاق (5) قال: فرأيته قد ألحقه بين سطرين كتاب
طري (6) .
قلت لأبي زرعة: حديث هشيم (7) ، عن منصور بن زاذان (8) ، عن
__________
(1) جعفر بن محمد بن عيسى بن نوح، نزل أذنة وحدث بها عن محمد بن عيسى ابن طباع روى عنه أحمد بن هارون البرديجي وقال عنه: "كان ثقة". وأبو بشر الدولابي وأبو العباس الأصم النيسابوري ويحيى بن صاعد وعبد الله بن جابر الطرسوسي. انظر: تاريخ بغداد ج7/ 180
(2) (خت دتم س ق) محمد بن عيسى بن نجيح البغدادي أبو جعفر بن الطباع سكن أذنة (بلد بساحل الشام) ، روى عن مالك وحماد بن زيد وابن أبي ذئب وغيرهم، وعنه البخاري تعليقا والترمذي في الشمائل والنسائي وابن ماجة له بواسطة عبد الله الدارمي وغيرهم. وهو ثقة فقيه، كان من أعلم الناس بحديث هشيم ت 224 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج9/ 392- 394.
(3) (م ت س ق) إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي أبو يعقوب بن الطباع نزيل أذنة، روى عن مالك والحمادين وشريك وغيرهم. وعنه أحمد وأبو خيثمة والدارمي والذهلي وغيرهم. قال عنه البخاري: "مشهور الحديث"، ت 214 هـ، وقيل بعدها. انظر: تهذيب التهذيب ج 1/ 245.
(4) (خت م 4) شريك بن عبد الله بن أبي شريك النخعي أبو عبد الله الكوفي القاضي، روى عن زياد بن علاقة وأبي سحاق السبيعي وغيرهما وعنه ابن مهدي وإسحاق الطباع وزيد بن هارون وغيرهم، صدوق، يخطىء كثيراً، تغير حفظه منذ ولى القضاء بالكوفة، وكان عادلا فاضلا عابدا، شدبدا على أهل البدع"، ت 177 أو 178 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج4/ 333- 337.
(5) عمرو بن عبيد السبيعي، مضت ترجمته.
(6) انظر الخبر في: ميزان الاعتدال ج 3/496 عن جعفر الأذني وفيه "ذاكرت محمد بن جابر ذات يوم بحديث لشريك عن أبي إسحاق فرأيته في كتابه قد ألحقه بين السطرين كتابا طرياً" وانظر: تهذيب التهذيب ج 5/89- 95.
(7) هشيم بن بشير الواسطي، مضت ترجمته.
(8) منصور بن زاذان الواسطي، مضت ترجمته.(2/475)
محمد بن أبان (1) ، عن عائشة؟ قال: "نعم" (2) .
قلت: إسحاق بن إبراهيم الهروي (3) يرفعه؟ قال: "هو حدثنا به مرفوعاً".
قلت: فكان يتهم؟ قال "أما أنا فقد كنت أظن ذلك، ولكن أصحابنا البغداديين (4) يقولون هو رجل صالح، وذلك أنه يحدثنا بأحاديث كبار، عن المعافى بن عمران (5) ، وابن عيينة (6) ، وكان تاجراً" (7) .
قلت: رجل في بلادنا حدث عن عبد الوهاب بن عطاء (8) عن هشام ابن
__________
(1) قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج3/ ق2/ 198 – 199 في ترجمته (محمد ابن أبان روى عن عائشة – ثلاثة من النبوة تعجيل الإفطار – روى هشيم عن منصور بن زاذان عنه سمعت أبي يقول ذلك) ، وأشار في الحاشية إلى أن تمام الحديث كما في تاريخ البخاري (وتأخير السحور ووضع الرجل يده اليمنى على اليسرى في الصلاة) .
(2) كلمة (نعم) لا توجد في تاريخ بغداد ج 6/ 338.
(3) إسحاق بن إبراهيم، أبو موسى الهروي، ثم البغدادي، سمع هشيماً وسفيان بن عيينة وحفص بن غياث وغيرهم، وعنه عبد الله بن أحمد، والبغوي ت 233 هـ، وهو ثقة. انظر: ميزان الاعتدال ج 1/178؛ تاريخ بغداد ج6/ 337-338؛ وروى هذا الخبر بسنده إلى البرذعي.
(4) في الأصل (البغداديون) ، وفي تاريخ بغداد ج 6/ 338 (البغداديين) .
(5) المعافى بن عمران الموصلي الزاهد، مضت ترجمته.
(6) سفيان بن عيينة، مضت ترجمته.
(7) إلى هنا انتهى الخبر في تاريخ بغداد، ج 6/ 338.
(8) عبد الوهاب بن عطاء الخفاف البصري، مضت ترجمته.(2/476)
حسان (1) ، عن الحسن (2) ، عن عبد الله بن مسعود (3) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من زنى بيهودية أو نصرانية أحرقه الله في قبره" (4) .
وذكرت له تمام الحديث، فقال أبو زرعة: "لا إله إلا الله". قلت: هو موضوع؟ قال: "باطل، موضوع، من يحدث بهذا؟ " قلت: شيخ عندنا يقال له عبدوس بن خلاد (5) ، وذكرت له أيضا أحاديث غير هذا، أباطيل كلها يكذبه فيها".
قلت: خالد بن إلياس (6) ؟ قال: "ليس بالقوي". ثم قال: "كتبنا أحاديثه،
__________
(1) (ع) هشام بن حسان الأزدي القردوسي، أبو عبد الله البصري يقال كان نازلا في القراديسي ويقال مولاهم أحد الأعلام. روى عن حميد بن هلال والحسن البصري ومحمد وأنس وحفصة بني سيرين وغيرهم، وعنه الحمادان والسفيانان وغيرهم. وهو ثقة ومن أثبت الناس في ابن سيرين، وفي روايته عن الحسن وعطاء فقال، لأنه قيل كان يرسل عنهما. ت 147 أو 148 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 11/ 34- 37؛ وتذكرة الحفاظ ج 1/163- 164.
(2) (ع) الحسن بن أبي الحسن يسار الإمام شيخ الاسلام أبو سعيد البصري، الأنصاري مولاهم، ثقة فقيه فاضل مشهور، وكان يرسل كثيرا ويدلس ت 110 هـ. انظر: تذكرة الحفاظ ج 1/ 71- 72؛ وتهذيب التهذيب ج 2/ 263- 270.
(3) (ع) عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب أبو عبد الرحمن الذهلي وأمه أم عبد، أسلم بمكة قديما وهاجر الهجرتين وشهد بدر والمشاهد كلها ومن كبار العلماء، ت 32 هـ. وهو أول من جهر بالقرآن بمكة. انظر: تهذيب التهذيب ج6/ 27 – 28، والإصابة ج4/233-236.
(4) ذكره ابن الجوزي في الموضوعات ج3/ 108 - 109، بنفس السند والمتن وقال: قال أبو زرعة "هذا باطل موضوع، وكذب عبدوس"، وذكره السيوطي في اللآلئ المصنوعة ج2/ 191-192، ولم يعقب عليه، وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة ج2/ 220، والفتني في تذكرة الموضوعات، ص180.
(5) عبدوس بن خلاد. روى عن عبد الوهاب الخفاف. قال الذهبي في ميزان الاعتدال ج2/ 675 في ترجمته (كذبه أبو زرعة الرازي) وانظر: كذلك أسماء الضعفاء لابن الجوزي.
(6) (ت ق) خالد بن الياس ويقال إياس بن صخر أبو الهيثم العدوي المدني، وكتب خالد بالأصل هكذا (حلمـ) ، زاد ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق2/321 في ترجمته القرشي من ولد عامر بن لؤي، ونقل في ترجمته عن أبي زرعة أنه قال عنه: "ليس بقوي ضعيف سمعت أبا نعيم يقول: لا يسوى حديثه وسكت وذكر بعدنا: لا يسوى حديثه فلسين" وكذا في تهذيب التهذيب 3/ 80- 81.(2/477)
وإبراهيم بن إسماعيل (1) بن مجمع، عن أبي نعيم (2) ، وحضر خروجنا، ولم يسمعه منه". قال أبو زرعة: "فبلغنا أن أبا نعيم لما حدث، حدث عنهما قال: قد حدثتكم اليوم، عن شيخين لا يسويان فلسين"، وكنت سمعت أبا زرعة ذكر هذا مرة فلم يذكر فلسين، كتبنا عنه، وذكر بعد فقال: فلسين. قال أبو عثمان حكاه أبو زرعة، عن أبي حاتم".
قيل أبان بن أبي عياش (3) ، كان يتعمد الكذب قال: "أما تعمد الكذب فلا، ولكنه واه بمرة كان يسمع الحديث، عن أنس، وعن شهر بن حوشب (4) ، وعن الحسن (5) فلا يميز بينهما".
وقال لي أبو زرعة: "حدثنا سويد بن سعيد (6) قال: سمعت علي بن
__________
(1) (خت ق) إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع بن يزيد وقيل ابن زيد بن مجمع الأنصاري أبو إسحاق المدني. نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 84 عن أو زرعة أنه قال عنه: "لا يسوى حديث وسكت ثم قال وبعد ذلك لا يسوى حديثه فلسين"، وفي تهذيب التهذيب ج 1/105، وقال أبو زرعة: "سمعت أبا نعيم يقول لا يسوى حديثه فلسين".
(2) أبو نعيم الفضل بن دكين، مضت ترجمته.
(3) (د) أبان بن أبي عياش فيروز أبو إسماعيل مولى عبد القيس البصري ويقال دينار، ت بحدود 145 هـ، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج1 / ق 1/296، سئل أبو زرعة عنه فقال: "بصري ترك حديثه، ولم يقرأ علينا حديثه، فقيل له كان يتعمد الكذب؟ قال: لا، كان يسمع الحديث من أنس وشهر بن حوشب ومن الحسن فلا يميز بينهم"، وانظر: تهذيب التهذيب ج 1/ 98، وفي شرح العلل لابن رجب، ص 116، نقل عن أبي زرعة أنه قال عنه: "لم يكن يتعمد الكذب كان يسمع الحديث عن أنس، ومن شهر بن حوشب، وعن الحسن، فلا يميز بينهم".
(4) شهر بن حوشب، مضت ترجمته.
(5) الحسن البصري، مضت ترجمته.
(6) سويد بن سعيد الحدثاني، مضت ترجمته.(2/478)
مسهر (1) يقول: سمعت أنا وحمزة الزيات (2) ، من أبان بن أيي عياش سماعا كثيرا، فلقيت حمزة فقال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فعرض (3) عليه ما سمعنا من أبان؟ فما عرف منه إلا اثنين أو ثلاثة" (4) .
حدثنا علي بن عبد المؤمن بن علي (5) .قال: سمعت [14- ب-] دبيس بن حميد الملائي (6) يقول: قال حمزة الزيات: كان عندي صحيفة فيها أحاديث مسندة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فعرضتها عليه فكلما مر بحديث قال: "لا أعرفه فما عرف منه إلا حديثاً واحداً".
حدثنا أحمد بن سنان (7) والقاسم بن محمد بن الريان (8) ، واللفظ لأحمد
__________
(1) علي بن مسهر الكرفي، مضت ترجمته.
(2) (م 4) حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات القارىء أبو عمارة الكوفي التيمي مولاهم قال عنه ابن سعد: "كان رجلا صالحا عنده أحاديث وكان صدوقا صاحب سنة"، ت 158 هـ، وقيل قبلها. انظر: تهذيب التهذيب ج 3/ 27-28؛ طبقات القراء للجزري ج 1/ 261-263.
(3) كتبت بالأصل (يعرضه) والصواب (فعرض) ويؤ يد ذلك ما ورد في الجرح والتعديل، وتهذيب التهذيب؛ كما هو موضح في الحاشية رقم (2) التالية.
(4) نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/295-296، عن أبيه وبنفس السند وفيه (فلقيت حمزة فأخبرني أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فعرض عليه ما سمعنا من أبان فلم يعرف منها إلا شيئا يسيراً، فتركنا الحديث عنه) ، وفي تهذيب التهذيب ج 1/ 105 نقله من طريق البغوي وبنفس سند سويد وفيه (فما عرف منها إلا اليسير خمسة أو ستة فتركنا الحديث عنه) ، ورواه مسلم في مقدمة صحيحه ج 1/115، وقال النووي في شرحها "قال القاضي عياض رحمه الله هذا ومثله استئناس واستظهار على ما تقرر من ضعف أبان لا أنه يقطع بأمر المنام ولا أنه تبطل بسببه سنة ثبتت ولا تثبت به سنة لم تثبت وهذا بإجماع العلماء هذا كلام القاضي ... "، وانظر: ميزان الاعتدال ج 1/ 12، والمجروحين لابن حبان ج 1/ 82.
(5) علي بن عبد المؤمن بن علي الزعفراني الكرفي نزيل الري أبو الحسن، قال عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/196، "كتبت عنه وهو صدوق".
(6) دبيس بن حميد الملاني روى عن سفيان الثوري، وعبد الرحمن بن حميد الرواس، وحمزة الزيات، وعنه علي بن جعفر الأحمر، وعلي بن محمد الطنافسي، وعبد المؤمن بن علي الزعفراني، قال عنه أبو حاتم: "ضعيف الحديث". انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 446؛ ميزان الاعتدال ج 23/2؛ ولقد كتب بالأصل (دبيس بن عبيد) بالضم، والصواب ما أثبته.
(7) أحمد بن سنان أبو جعفر الواسطي، مضت ترجمته.
(8) لم أقف على ترجمته وكتب اسم جده بالأصل هكذا (الربان) .(2/479)
قال: سمعت عبد الله بن عثمان (1) يقول: سمعت أبي (2) ، عن شعبة (3) قال: "لولا الحياء من الناس لما صليت على أبان" (4) .
حدثنا سليمان بن داود بن بكر الخفاف (5) ، ثنا إسحاق بن راهويه (6) أنا النضر بن شميل (7) قال: سمعت شعبة يقول: (لأن يزني الرجل
خير له من أن يروي عن أبان بن أبي عياش" (8) .
حدثنا فهد بن سليمان المصري (9) ، ثنا أبو مسعود (10) ، ثنا عباد بن عباد
__________
(1) (خ م دت س) عبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبي رواد واسمه ميمون، وقيل ايمن الأزدي العتكي مولاهم، أبو عبد الرحمن المروزي الحافظ الملقب عبدان، روى عن أبيه وأبي حمزة السكري وابن المبارك وشعبة وغيرهم وعنه البخاري وروى له الباقون سوى ابن ماجة بواسطة محمد بن يحيى اليشكري قال أحمد بن حنبل عنه: "مابقي الرحلة إلا إلى عبدان بخراسان"، ت 221 هـ وقيل بعدها. انظر: تهذيب التهذيب ج 5/ 313-314، وتذكرة الحفاظ ج1/ 401.
(2) (خ م س) عثمان بن جبلة بن أبي رواد العتكي مولامم المروزي، روى عن عمه عبد العزيز وشعبة والثوري وابن المبارك وغيرهم، وعنه ابناه عبدان وعبد العزيز وأبو بشر مصعب بن بشر المروزي وأبو جعفر النفيلي. قال أبو حاتم: "كان شريكا لشعبة وهو ثقة صدوق" انظر: تهذيب التهذيب ج7/ 107-108.
(3) شعبة بن الحجاج، مضت ترجمته.
(4) هذا الخبر ذكره أبو نعيم في حلية الأولياء ج 7/154 والذهبي في ميزان الاعتدال ج 1/ 11.
(5) (سليمان بن داود، أبو داود الخفاف النيسابوري، روى عن يحي بن يحيى وإسحاق ابن راهويه صدوق) بهذا ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل2/ق1/ 115.
(6) إسحاق بن راهويه الإمام، مضت ترجمته.
(7) (ع) النضر بن شميّل، المازني، أبو الحسن النحري، نزيل مرو، ثقة ثبت، ت 204 هـ. قال ممنه العباس: "كان النضر إماما في العربية والحديث وهو أول من أظهر السنة بمرو وجميع خراسان، وكان أروى الناس عن شعبة وأخرج كتبا كثيرة لم يسبقه إليها أحد، وكان ولي قضاء مرو" انظر: تهذيب التهذيب ج 10/ 437-438، تذكرة الحفاظ ج 1/ 314- 315.
(8) انظر: قول شعبة في ميزان الاعتدال ج 1/ 10، تهذيب التهذيب ج 1/ 155، والمجروحين لابن حبان ج 1/ 82 حيث رواه عن محمد بن إسحاق الثقفي قال سمعت الحسن بن أبي الربيع يقول "سمعت يزيد بن هارون يقول سمعت شعبة" وذكر قوله.
(9) فهد بن سليمان النحاس المصري، روى عن موسى بن داود وغيره. قال ابن أبي حاتم: "كتبت فوائده، ولم يقض لنا السماع منه". انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 89 وفي الأصل نسبه أقرب إلى (البصري) والصواب (المصري) .
(10) أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي، مضت ترجمته.(2/480)
الخواص (1) ، عن ابن عون (2) ، وذكرت له أبان بن أبي عياش. قال: "لقيني فبسط يده إلي. فقلت: ما إلى ذاك من سبيل".
حدثني مسلم بن الحجاج (3) ، ثنا الحسن بن علي الحلواني (4) قال: سمعت أبا عوانه (5) يقول: "ما بلغني عن الحسن حديث إلا أتيت به أبان بن أبي عياش فقرأه علي".
حدثنا محمد بن إدريس (6) ، ثنا ابن الطباع (7) ، ثنا ابن إدريس (8) ، قال: قلت لشعبة ما تريد من أبان؟
__________
(1) (د) عباد بن عباد الرملي الأرسوقي، أبو عتبة الخواص، روى عن ابن عون والأوزاعي وهشام بن حسان وغيرهم، وعنه أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر وفديك بن سليمان القيسراني وغيرهم، كان من فضلاء أهل الشام وعبادهم، وكتب إليه سفيان الثوري الرسالة المشهورة في الوصايا والحكم، وثقه يعقوب بن سفيان ويحيى بن معين والعجلي. انظر: تهذيب التهذيب ج 5/97 وقال عنه ابن حبان في المجروحين ج 2/161 "كان ممن غلب عليه التقشف والعبادة حتى غفل عن الحفظ والإتقان، وكان يأتي بالشيء على حسب الوهم حتى كثر المناكير في روايته على قلتها فاستحق الترك".
(2) عبد الله بن عون بن أرطبان المزني مولاهم أبو عون الخزاز البصري مضت ترجمته.
(3) مسلم بن الحجاج الإمام، مضت ترجمته.
(4) (خ م دت ق) الحسن بن علي بن محمد الهذلي، أبو علي الخلال الحلواني نزيل مكة ت 242 هـ. سمع يزيد بن هارون، وعبد الرزاق بن همام وعفان بن مسلم وغيرهم. وعنه الجماعة سوى (س) ، وغيرهم، وكان حافظا ثقة، وقال ابن عدي: "له كتاب صنفه في السنن" انظر: تهذيب التهذيب ج 2/2 35-3 35، تاريخ بغداد ج 7/365/366، الرسالة المستطرفة/ 35 وتذكرة الحفاظ ج 2/ 522.
(5) (ع) الوضاح بن عبد الله اليشكري مولى يزيد بن عطاء أبو عوانة الواسطي البزاز كان من سبي جرجان، روى عن الأعمش ومنصور بن المعتمر وعمرو بن دينار، وعنه شعبة وأبو داود الطيالسي وأبو الوليد وسعيد بن منصور وغيرهم. وهو ثقة ثبت، ت 175 هـ أو 176 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج 11/116- 120.
(6) محمد بن إدريس أبو حاتم الرازي، مضت ترجمته.
(7) محمد بن عيسى بن الطباع، مضت ترجمته.
(8) (ع) عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الإمام القدوة الحجة أبو محمد الأودي الكوفي أحد الأعلام، حدث عن هشام بن عروة والأعمش وابن جريح وغيرهم، وعنه مالك وابن المبارك، وابن أبي شيبة وغيرهم. قال أبو حاتم: "وهو إمام من أئمة المسلمين حجة" ت 192 هـ انظر: تذكرة الحفاظ ج 1/282- 284، تهذيب التهذيب ج 5/ 144- 146.(2/481)
حدثني مهدي بن ميمون (1) قال: مهدي ثقة، عن من؟ قلت: عن سلم العلوي (2) . قال: "رأيت أبانا يكتب عند أنس بالليل في السراج، فقال: سئل الذي يرى الهلال قبل الناس بيومين (3) "، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الجرجاني (4) وغيره، قالا: ثنا هشام بن عمار (5) ، ثنا سويد بن عبد العزيز (6) قال: قال لي شعبة بن الحجاج يحدث عن أبان بن أبي عياش، وإنما
__________
(1) (ع) مهدي بن ميمون الأزدي المعولى مولاهم أبو يحي البصري، روى عن أبي رجاء العطاردي ومحمد بن سيرين وهشام بن عروة وغيرهم، وعنه هشام بن حسان وابن مهدي وأبو الوليد الطيالسي وغيرهم، قال أبو سعيد الأشج، عن عبد الله ابن إدريس، قلت لشعبة: أي شيء تقول في مهدي بن ميمون؟ فقال: "ثقة" ت 171 أو 172 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج10/ 327.
(2) (بخ دتم ق) سلم بن قيس العلوي البصري، روى عن أنس والحسن البصري، وعنه جرير بن حازم ومهدي بن ميمون وغيرهما. قال ابن شاهين في الثقات: "ذكر ليحيى بن معين قول شعبة فقال: ليس به بأس، حديد البصر، كان يرى الهلال قبل الناس" زاد في الخلاصة (بليلتين) وضعفه النسائي والساجي وغيرهما، انظر: تهذيب التهذيب ج 4/ 135، ميزان الاعتدال ج 2/ 187، وذكر (بليلتين) فيما رواه عبد الله بن إدريس، تاريخ أسماء الثقات لابن حفص عمر بن أحمد بن شاهين، نسخة اليمن ورقة (27- ب) ، خلاصة تذهيب الكمال ج1/450.
(3) في تهذيب التهذيب ج1/ 99 نقل الخبر عن ابن إدريس أنه قال: قلت لشعبة حدثني مهدي بن ميمون عن سلم العلوي قال: "رأيت أبان بن أبي عياش يكتب عن أنس بالليل فقال شعبة: سلم يرى الهلال قبل الناس بليلتين" وكذا في ميزان الاعتدال ج 1/ 10.
(4) إسحاق بن إبراهيم بن خالد بن محمد الطلقي المؤذن الاستراباذي كنيته أبو بكر، كان من أهل الرأي ثقة في الحديث، يروى عن محمد بن خالد الحنظلي الرازي وعفان بن سيار وغيرهم، قال ابن أني حاتم في ترجمته: "كتب إلى أبي بأحاديث بيدي سعيد البرذعي" وروى عنه علي بن الحسن الأصبهاني وأحمد بن سعيد بن عثمان الثقفي الطبري ت في شوّال سنة 264 هـ. انظر: تاريخ جرجان ترجمة (1569) ص 472-473، الجرح والتعديل ج1/ ق 1/211-212.
(5) هشام بن عمار بن نصير الدمشقي، مضت ترجمته.
(6) (ت ق) سويد بن عبد العزيز بن نمير السلمي مولاهم الدمشقي وقيل إنه من حمص، أصله من واسط وقيل من الكوفة، روى عن حميد الطويل وعاصم الأحول والأوزاعي وغيرهم، وعنه هشام بن عمار وهشام بن خالد الأزرق وأبو مسهر وغيرهم. قال ابن حبان في المجروحين ج 1/348 ضمن كلامه عنه "وهو ممن استخير الله عز وجل فيه لأنه يقرب من الثقات" (108-194هـ) انظر: تهذيب التهذيب ج4/ 276-277، وميزان الاعتدال ج 2/ 251- 252. وسيأتي قول أبي زرعة فيه.(2/482)
كان قتادة (1) يروي عن أنس مائتي حديث، وأبان يروي عن أنس ألفي حديث (2) .
سمعت أبا زرعة يقول: "جعفر بن الزبير (3) لا أحدث عنه، ليس بشيء".
حدثني محمد بن عبد الله بن قهزاذ المروزي (4) أنا العباس بن رزمة (5) قال: سمعت عبد الله بن المبارك (6) يقول: "كنت أختلف إلى رجلين في مسجد واحد لا أكاد أدخل المسجد إلا وجدت أحدهما قائما منتصبا يصلي، والآخر متشرفاً بحديث الناس، فإذا سألت صاحب الصلاة عن الحديث خلط، وإذا سألت صاحب التشرف عن الحديث، وزن لك وزنا، فصاحب الصلاة جعفر بن الزبير، وصاحب التشرف عمران بن حدير (7) .
__________
(1) قتادة بن دعامة السدوسي، مضت ترجمته.
(2) في المجروحين لابن حبان ج9/ 81 "ولعله روى عن أنس أكثر من ألف وخمسمائة حديث، ما لكبير شيء منها أصل يرجع إليه" وانظر: تهذيب التهذيب ج1/ 99، وميزان الاعتدال ج1/12.
(3) (ق) جعفر بن الزبير الحنفي وقيل الباهلي الدمشقي نزبل البصرة ت بين (140- 150) هـ، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/479: "سمعت أبا زرعة يقول وكان في كتابنا حديث عن جعفر بن الزبير فقال: اضربوا عليه. فقلت: ما حال جعفر بن الزبير؟ أضعيف هو؟ قال: كما يكون لا أحدث عنه، ليس بشيء" ونقل قوله في تهذيب التهذيب ج 2/ 91 باختصار.
(4) (م) محمد بن عبد الله بن قهزاذ المروزي أبو جابر، قال ابن أبي حاتم: "صدوق ثقة" ت 262 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج 9/ 271- 272، والجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 303.
(5) (م) عباس بن رزمة عن ابن المبارك قوله، وعنه محمد بن عبد الله بن قهزاذ شيخ مسلم. قال ابن حجر في ترجمته في تهذيب التهذيب ج5/ 117: "ذكر النووي في شرح مقدمة مسلم له وقع في بعض الأصول العباس بن أبي رزمة ولم يذكر أحد في كتب أسماء الرجال لا ابن رزمة ولا ابن أبي رزمة انما ذكروا عبد العزبز بن أبي رزمة واسم أبي رزمة غزوان".
(6) عبد الله بن المبارك الإمام الزاهد، مضت ترجمته.
(7) (م دت س) عمران بن حدير السدوسي أبو عبيدة البصري صلى على جنازة خلف أنس، روى عن أبي عثمان النهدي ويحيى بن سعيد الأنصاري وغيرهما، وعنه شعبة والحمادان وغيرهم. قال عنه أحمد بن حنبل: "هو صدوق صدوق". ت 149 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج8/ 125، والجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 296-297 وروى ابن أيى حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 479 بسنده إلى يزيد بن هارون أنه قال: "كان جعفر بن الزبير وعمران بن حدير في مسجد واحد مصلاهما وكان الزحام على جعفر وليس عند عمران أحد وكان شعبة يمر بهما فيقول: "يا عجبا للناس اجتمعوا على أكذب الناس- يعني جعفرا وتركوا أصدق الناس"،- يعني عمران. قال يزيد: "فما أتى علينا إلا القليل حتى رأيت ذاك الزحام على عَمْرو وتركوا جعفرا وليس عنده أحد" وكذا في تهذيب التهذيب ج 2/91 وفيه قال غندر رأيت شعبة راكبا عل حمار فقيل له أين تريد يا أبا بسطام؟ قال: "اذهب فاستعدي على هذا يعني جعفر بن الزبير وضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة حديث كذب".(2/483)
سألت أبا زرعة عن عبد الرزاق بن عمر الدمشقي (1) ؟ فحرك رأسه، وقال: "يحدث عن الزهري أحاديث مقلوبة، وسألته عنه مرة أخرى؟ فقال: ضعيف الحديث".
قال سعيد بن عمرو (2) : "وأحاديثه عن غير الزهري أشبه ليس فيها تلك المناكير إنما المناكير في حديثه عن الزهري لقصة ثالثة في كتاب الزهري" [15 – أ-] .
حدثنا بذاك عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي (3) قال: سألت أبا مسهر (4) ،
__________
(1) عبد الرزاق بن عمر الثقفي أبو بكر الدمشقي الكبير. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/39: "سألت أبا زرعة عن عبد الرزاق بن عمر؟ فقال: ضعيف الحديث ولم يقرأ علينا حديثه وقال روى عن الزهري أحاديث مقلوبة" وكذا في تهذيب التهذيب ج 6/ 310، واكتفى ابن الجوزي في أسماء الضعفاء بقوله: "ضعيف الحديث".
(2) سعيد بن عمرو البرذعي، وقول البرذعي نقله ابن رجب في شرح العلل ص 400 كله في موضع واحد دون تفريق. قال: "وقال سعيد البرذعي: أحاديثه عن غير الزهري أشبه ليس فيها تلك المناكير، إنما المناكير في حديثه عن الزهري، قال: وتتبعت أحاديثه فوجدت حديثه عن إسماعيل بن عبيد الله مستقيما" وفي تهذيب التهذيب ج 6/ 310 قال ابن حجر: "وقال البرذعي أحاديثه عن غير الزهري ليس فيها تلك المناكير، قال وقد تتبعت حديثه عن إسماعيل بن أبي المهاجر فوجدته مستقيما".
(3) هو أبو زرعة الدمشقي، مضت ترجمته.
(4) أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر شيخ أبي زرعة الدمشقي ومضت ترجمته، وهذا الخبر ذكره أبو زرعة الدمشقي في تاريخه فقال: "قلت لأبي مسهر- أو قيل له- فعبد الرزاق بن عمر؟ فأخبرنا أنه سمع سعيد بن عبد العزيز يقول: ذهبت أنا وعبد الرزاق إلى الزهري وتسمعنا منه. حدثنا أبو مسهر: أن عبد الرزاق بن عمر أخبره من بعد ما أخبرهم سعيد ما أخبرهم من حضوره معه عندا الزهري- أنه ذهب سماعه من الزهري- قال أبو مسهر: ثم لقيني عبد الرزاق بعد فقال: قد جمعتها. من بعد ما أخبره أنها ذهبت، فقال لنا أبو مسهر: فيترك حديثه عن الزهري، ويؤخذ عنه ما سواه. قلت لأبي مسهر: يحدث عن إسماعيل بن عبيد الله؟ فقال: ثقة- يعنى في إسماعيل بن عبيد الله، وغيره، خلا الزهري، يعنى لذهابها، لأنه تتبعها بعد ذهابها" انظر: تاريخ أبي زرعة الدمشقي النسخة المحققة من قبل الأستاذ شكر الله ص 278.(2/484)
عن سماع عبد الرزاق بن عمر من الزهري؟ فقال: "سمعت سعيد ابن عبد العزيز (1) يقول: ذهبت أنا وعبد الرزاق بن عمر إلى الزهري حتى سمعنا منه ثم قال لي عبد الرزاق ذهب سماعي من الزهري قال: وقال عبد الرزاق قد جمعتها وتتبعتها فما كان عن الزهري فلا توجد، وما كان من غير الزهري أخذت، فتتبعت أحاديثه بعدما حدثنا عبد الرحمن بهذا الحديث فوجدت حديثه عن إسماعيل بن عبيد الله (2) مستقيما لا ينكر منه شيء".
شهدت أبا زرعة مر بحديث لحرام بن عثمان (3) فقال: "اضربوا عليه".
ثم قال: "حدثنا حرملة بن يحيى (4) قال: سمعت الشافعي (5) يقول الرواية عن،
__________
(1) سعيد بن عبد العزبز الدمشقي شيخ أبي مسهر، مضت ترجمته.
(2) (خ م دس ق) إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر أقرم المخزومي مولاهم الدمشقي أبو عبد الحميد مؤدب ولد عبد الملك، روى عن أنس وعبد الرحمن بن غنم وغيرهما وكان سعيد بن عبد العزيز إذا حدث عنه قال (كان ثقة صدوقاً) ت 131 أو 132 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 1/ 317 -318.
(3) حرام بن عثمان السلمي الانصاري، المدني، يروي عن ابن جابر بن عبد الله وكان غالياً في التشيع منكر الحديث فيما يرويه يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل ت 149 هـ قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/283 قال أبو زرعة: "حرام بن عثمان ضعيف الحديث". وأتى على حديث لحرام بن عثمان فقال "اضربوا عليه ولم يقرأه علينا".
(4) (م س ق) حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران التجيبي أبو حفص المصري، روى عن ابن وهب فأكثر وعن الشافعي ولازمه وأيوب بن سويد الرملي وغيرهم، وعنه مسلم وابن ماجة، وروى له النسائي بواسطة أحمد بن الهيثم الطرسوسي وغيرهم. قال عنه العقيلي: "كان أعلم الناس بابن وهب وهو ثقة إن شاء الله تعالى" ت 244 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج2/229- 231، الجرح والتعديل ج1/ ق2/ 274.
(5) (خت م 4) محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع القرشي المطلبي أبو عبد الله الشافعي المكي نزيل مصر. روى عن مسلم بن خالد الزنجي ومالك بن أنس وإبراهيم بن سعد وغيرهم، وعنه أبو بكر الحميدي وأحمد بن حنبل والربيع ابن سليمان الجيزي وغيرهم. سئل إسحاق بن راهويه كيف وضع الشافعي
هذه الكتب وكان عمره يسيراً فقال: "جمع الله تعالى له عقله لقلة عمره" وهو القائل "إذا صح الحديث فاضربوا بقولي الحائط" وقال الذهبي في ترجمته "وكان حافظاً للحديث بصيراً بعلله لا يقبل منه إلا ما ثبت عنه ولو طال عمره لازداد منه" ت 204 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج9/ 25- 30، تذكرة الحفاظ ج1/ 361- 363.(2/485)
حرام حرام (1) . قلت لأيى زرعة: ليس عندك فيه غير هذا؟ قال: لا. قلت فيه زيادة. قال: ما هو؟ قلت: وحديث أبي العالية الرياحي (2) ؟ قال: يعني حديث الضحك. قال لي أبو زرعة: وأي شيء آخر؟ قلت: وكان أبو عبد الله الجدلي (3) جيد الضرب بالسيف فضحك وقال: كان خليفة
__________
(1) قول الشافعي فيه الذي نقله حرملة ذكره ابن حبان في المجروحين ج 1/266 وفي تهذيب التهذيب ج 2/223 قال: "قال فيه الشافعي الرواية عن حرام حرام" وكذا في ميزان الاعتدال ج1/ 468.
(2) (ع) رفيع بن مهران، أبو العالية الرياحي مولاهم البصري أدرك الجاهلية، وأسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين، ودخل على أبي بكر، وصلى خلف عمر، وروى عن علي وابن مسعود وأبي موسى وابن عباس وغيرهم، وعنه خالد الحذاء ومحمد بن سيرين وثابت البناني، وجماعة، قال عنه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم ثقة، وقال اللالكائي مجمع على ثقته. ت سنة 90 هـ، وقيل 93، وقيل بعد ذلك. قال ابن عدي: "له أحاديث صالحة وأكثر ما نقم عليه حديث الضحك في الصلاة وكل من رواه غيره فإنما مدارهم ورجوعهم إلى أبى العالية، والحديث له وبه يعرف ومن أجله تكلموا فيه، وسائر أحاديثه مستقيمة صالحة" كلام ابن عدي في تهذيب التهذيب ج 3/ 285 وفيه قال الشافعي حديث الرياحي رياح يعني في القهقهة، وعقب الذهيي في ميزان الاعتدال ج 2/ 54 "فأما قول الشافعي رحمه الله: حديث أبو العالية الرياحي رياح، فإنما أراد به حديثه الذي أرسله في القهقهة فقط. ومذهب الشافعي أن المراسيل ليست بحجة، فأما إذا أسند أبو العالية فحجة" وانظر ترجمته في: الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 510، والإصابة ج2/514 - 515.
(3) (دت ص) أبو عبد الله الجدلي الكوفي. اسمه عبد بن عبد وقيل عبد الرحمن بن عبد، روى عن خزيمة بن ثابت وسلمان الفارسي ومعاوية وغيرهم، وعنه أبو إسحاق السبيعي وإبراهيم النخعي، وثقه أحمد وابن معين وابن حبان والعجلي، وقال عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى ج 6/159 بعد أن نسبه وذكر اسمه "عبدة بن عبد ابن عبد الله بن أبي يعمر،. يستضعف في حديثه، وكان شديد التشيع، ويزعمون أنه كان على شرطة المختار فوجهه إلى عبد الله بن الزبير في ثماني مائة من أهل الكوفة ليوقع بهم ويمنع محمد بن الحنفية مما أراد به ابن الزبير". وقال الجوزجاني عنه "كان صاحب راية المختار" انظر: ميزان الاعتدال ج 4/544 وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب ج 12/149 "كان ابن الزبير قد دعا محمد بن الحنفية إلى بيعته فأبى فحصره في الشعب وأخافه هو ومن معه عدة فبلغ ذلك المختار بن أبي عبيد وهو على الكوفة فأرسل جيشاً مع أيى عبد الله الجدلي إلى مكة فأخرجوا محمد بن الحنفية من محبسه وكفهم محمد عن القتال في الحرم، فمن هنا أخذوا على أبي عبد الله الجدلي وعلى أبي الطفيل أيضاً لأنه كان في ذلك الجيش ولا يقدح ذلك فيهما إن شاء الله تعالى".(2/486)
المختار (1) على الكوفة.
سمعت محمد بن عبد الله بن الحكم (2) قال: سمعت الشافعي، وسئل عن الرواية عن حرام بن عثمان؟ فقال: "الرواية عنه حرام".
حدثني ابن أبي الثلج (3) ، ثنا بشر بن عمر (4) قال: سألت مالك بن أنس (5) عن حرام بن عثمان؟ فقال: "ليس بثقة". سمعت أبا زرعة يقول: "عبد الله بن سلمة يعني الأفطس (6) إنما قيل فيه من أجل لسانه ثم قال أبو زرعة:
__________
(1) المختار بن أبي عبيد بن مسعود بن عمر، الثقفي الذي خرج يطلب بثأر الحسين بن علي، وهو الذي جهز الجيش لحرب عبيد الله بن زياد بقيادة إبراهيم بن الأشتر النخعي، فكانت بينهم موقعة عظيمة، وحمل ابن الأشتر رأس ابن زياد وغيره إلى المختار بالعراق، فبعث المختار بهذه الرؤوس الي عبد الله بن الزبير بمكة، وفي سنة 67 هـ سار مصعب بن الزبير فنزل حروراء والتقى بالمختار، فكانت بينهم موقعة عظيمة قتل فيها المختار وقوم ممن كانوا معه وأتباعه أطلق عليهم الكيسانية أو المختارية. انظر: العبر ج 1/74، وشذرات الذهب ج 1/74-75 والفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي ص 38.
(2) محمد بن عبد الله بن الحكم، مضت ترجمته ونقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 282 عنه قول الشافعي في حرام.
(3) ابن أبي الثلج محمد بن عبد الله بن إسماعيل البغدادي، مضت ترجمته.
(4) بشر بن عمر الزهراني، مضت ترجمته.
(5) مالك بن أنس الإمام، مضت ترجمته ونقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 282 قوله في حرام من طريق بشر بن عمر الزهراني، وكذا من طريقه ذكر ابن حبان في المجروحين ج 1/266-267، وانظر: ميزان الاعتدال ج1/ 468.
(6) عبد الله بن سلمة بن الأفطس، البصري، مضت ترجمته.(2/487)
حدثنا عمرو بن علي (1) ، ثنا عبد الله بن سلمة عن إسماعيل (2) ، قال: رأيت أبا صالح (3) يهارش بين الكلاب (4) ، قال أبو حفص (5) : فحدثت به عبد الرحمن بن مهدي (6) فقال: "لاحدثت عن أبي صالح بعد هذا".
قلت لأبي زرعة: أبو عمر الرازي (7) شيخ، وقع إلينا ببردعة يسمى حفص بن عمر فلم يعرفه أبو زرعة، وكان أبو حاتم إلى جنبه فجعل يصفه وقال أبو عمر الكذاب، وقال ذلك الذي كان يكذب، وجعل يصفه، وقال: جار ابن
__________
(1) (ع) عمرو بن علي بن بحر بن كنيز الباهلي أبو حفص البصري الصيرفي الفلاس، روى عن يزيد بن زريع وأبو داود الطيالسي وابن عيينة وغيرهم. وعنه أبو زرعة وأبو حاتم والجماعة و (س) عن زكرياء السجزي وغيرهم. قال الدارقطني: "كان من الحفاظ وبعض أصحاب الحديث يفضلونه على ابن المدبني ويتعصبون له، وقد صنف المسند والعلل والتاريخ وهو إمام متقن" ت 249 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 8/ 80، والجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 249.
(2) (ع) إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي مولاهم، روى عن أبيه وأبي جحيفة وهما من الصحابة وغيرهما من الصحابة والتابعين وعنه شعبة وابن المبارك والسفيانان وغيرهم. قال يعقوب بن أبي شيبة (كان ثقة ثبتا، ت 146هـ، وكان حديثه نحو خمسمائة حديث، وكان لا يروي إلا عن ثقة) ، انظر: تهذيب التهذيب ج 1/ 291-292، الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 174-176.
(3) ذكوان أبو صالح السمان الزيات المدني مولى جويرية بنت الأحمس الغطفاني التيمي، مضت ترجمته.
(4) المهارشة في الكلاب ونحوها كالمحارثة يقال: هارش ببن الكلاب، وهو تحريش بعضها على بعض، وورد في الحديث يتهارشون تهارش الكلاب أي يتقاتلون ويتواثبون: انظر: لسان العرب ج 8/256.
(5) أبو حفص عمرو بن علي بحر الفلاس، مضت ترجمته.
(6) عبد الرحمن بن مهدي الإمام مضت ترجمته.
(7) (فق) قال ابن أبي حاتم في ترجمته في الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 184: "حفص بن عمر أبو عمران الرازي من سكة الباغ جار ابن السندي الباغي، روى عن ابن المبارك وغيره، سئل أبي عنه فقال: "كان يكذب" وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ج1/ 565 في ترجمته بعد أن ذكر أنه روى عن ابن المبارك، وقرة بن خالد، العوام بن حوشب، وعنه حفص "ابن عمرو الريالي، والعلاء بن صالح (الطبري) قال أبو حاتم: "كان يكذب". نقله ابن الجوزي. "والذي قال كان يكذب فأبو زرعة"، وقال في تهذيب التهذيب ج2/ 413 "قال أبو زرعة: كان يكذب".(2/488)
السندي (1) الذي حكى عن ابن المبارك (2) ماحكى الكذاب فما زال يصفه حتى عرفه أبو زرعة.
قلت لأبي زرعة: حفص بن عمر أبو عمران الرازي (3) يحدث عنه البصريون؟ قال: "نعم ذلك حفص بن الإمام، ليس بالقوي، حدثني عمار ابن رجاء (4) ، قال: قال لي أبو داود (5) : لا يروي حفص شيئاً".
سألت أبا زرعة، عن سعيد بن الفضل القرشي (6) بصري يحدث عن
__________
(1) لعل ابن السندي المذكور هو: سهل بن عبد الرحمن المعروف بالسندي ابن عبدويه الرازي بكنى بأبي الهيثم. قال أبو الوليد: "لم أر بالري أعلم بالحديث من رجلين يحيى بن الضريس، ومن زائدة الأصبع يعني السندي، وذكر ابن أي حاتم في موضع آخر ترجمته وسماه باسم سندي بن عبدويه ونسبه بالكلبي، وذكر أنه كان قاضياً على همذان وقزوين". انظر: الجرح والتعديل ج2/ق1/ 601، ج2 / ق1/ 319.
(2) عبد الله بن المبارك الإمام، مضت ترجمته.
(3) حفص بن عمر أبو عمران الإمام، ويقال له النجار الواسطي. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج1/ق2/180- 181: "روى عن العوام بن حوشب وشعبة وأبي هلال الراسبي وحماد بن سلمة وهمام وأبان العطار وثور بن يزيد، روى عنه وهب بن بيان وعمرو بن رافع" وقال أيضا: "أنا أي أخبرنا- عمار بن رجاء فيها كتب إلي قال سمعت أبا داود الطيالسي يقول: لايروي عن حفص الإمام شيئا"، وقال: "سئل أبو زرعة عن حفص الإمام فقال: ليس بقوي"، ونقل الذهبي عن أبي زرعة أنه كان يكذب وما عرفت أيضاً من جعله اثنين" قال ابن حجر: "هذا الكلام لأنه ذكر ترجمة حفص بن عمر الإمام في ترجمة حفص بن عمر أبو عمران الرازي السابق والصواب إفراد كل واحد منهما في ترجمة كما فعل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، والذهبي في ميزان الاعتدال".
(4) عمار بن رجاء بن سعد الأسترابادي، مضت ترجمته.
(5) أبو داود هو سليمان بن داود الطيالسي، مضت ترجمته.
(6) سعيد بن الفضل بن ثابت البصري مولى قريش، روى عن عاصم الأحول وغالب القطان وحميد الطويل وسعيد بن إياس الجريري، روى عنه طالوت بن عباد وأحمد بن عبدة والحسين بن سلمة بن أبي كبشة وعبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل ابن عبد الله المخزومي الدمشقي. قال عنه أبو حاتم: "ليس بالقوى، منكر الحديث" انظر: الجرح والتعديل ج 2 /ق1/55، واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2/ 154 بقوله: "منكر الحديث".(2/489)
حميد الطويل (1) ، حدثنا عنه ابن أبي كبشة (2) ، ومحمد بن خلاد (3) فقال: "لا أعرفه". فقال لي أبو حاتم، وكان حاضرا. "أعرفه، منكر الحديث".
قلت لأبي زرعة: محمد بن سعيد الأثرم (4) ؟ قال: "ليس، كأنه يقول: [15- ب-] ليس بشيء". قلت أي شيء أنكر عليه؟ قال: عن همام (5) وأبي
__________
(1) حميد بن أبي حميد الطويل، مضت ترجمته.
(2) (ت ق) الحسين بن سلمة بن إسماعيل بن يزيد بن أبي كبشة الأزدي الطحان البصري اليحمدي، روى عن أرداود الطيالسي ويوسف السدوسي وابن مهدي وغيرهم. وعنه الترمذي وابن ماجة وغيرهما، سمع منه أبو حاتم في الرحلة الثانية وقال عنه: "صدوق" انظر: تهذبب التهذيب ج 2/340، الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 54.
(3) (م د س ق) محمد بن خلاد بن كثير الباهلي أبو بكر البصري. روى عن الدراوردي وابن مهدي ويزيد بن هارون وغيرهم وعنه مسلم وأبو داود وابن ماجة والنسائي عن زكرياء السجزي وأبو حاتم الرازي وغيرهم "ثقة" ت 240 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج9/ 152 والجرح والتعديل ج3/ ق2/ 246.
(4) (ك) محمد بن سعيد بن زياد القرشي أبو سعيد القرشي البصري الأثرم المعروف بالكريزي سكن بغداد وحدث بها عن حماد بن سلمة، وهمام بن يحيى، دابان العطار، وربيعة بن كلثوم، وأبي هلال الراسبي، وأبي الأشهب، وأبي عوانة. وعنه عبد الرحمن بن الأزهر، ويعقوب بن سفيان، ومحمد بن غالب التمتام. ت 231 هـ. قال ابن أبى حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 265 "سألت أبا زرعة عن محمد بن سعيد بن زياد البصري فقال: "ضعيف الحديث كتبت عنه بالبصرة وكتب عنه أبو حاتم ببغداد وليس بشيء، وترك حديثه ولم يقرأ علينا" ونقل الخطيب في تاريخ بغداد ج 305/5 ما قاله ابن أبي حاتم، وروى الخطيب أيضاً في ج 306/5 بسنده إلى البرذعي قول أبي زرعة فيه. واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج 564/3 بقوله: "ضعفه أبو زرعة" وفي تعجبل المنفعة ص 240 قال ابن حجر: "ووهاه أبو زرعة فقال: ليس هو بشيء".
ملاحظة: نسبه في بداية ترجمته في الجرح والتعديل (المصري) ، وفي خلالها نسبه بـ (البصري) وهو الصواب. والأولى أما صحفت أو خطأ مطبعي، واكتفى ابن الجوزي بقوله: "ضعيف الحديث ليس بشيء" كذا في أسماء الضعفاء وفيه الترجمة مكررة في نفس الورقة.
(5) (ع) همام بن يحيى بن دينار الأزدي العوذي المحلمي مولاهم أبو عبد الله ويقال أبو بكر البصري. روى عن عطاء بن أبي رباح وزيد بن أسلم وقتادة، وعنه الثوري وابن المبارك وبزيد بن هارون وغيرهم ثقة ربما وهم. ت 164 أو 165 أو 166هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج11/ 67- 70.(2/490)
هلال (1) ، عن أبي قتادة (2) ، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس المسلم من يشبع وجاره طاو" (3) .
قلت: ويحدث عن سلام أبي المنذر (4) حديث ضرار بن الأزور (5) ؟
قال: "نعم يوصله، والناس يقولون ضرارا، وهذا يقول عن ضرار، ووقع على أبي زرعة الضحك. فقلت له: ما يضحكك؟ قال: اشتغلنا يوماً بالبصرة، ونحن نريد سليمان بن حرب (6) فسألناه عن أحاديث؟ فأقبل يمليها علينا، وهو راكب على حماره إذ نهق حماره، وأقبل يجري وهو يأخذ بعنانه فيكبحه ويقيمه علينا، والحمار لا يتقدم، قال: ليس كأنه يقول: ليس بشيء".
__________
(1) (خت 4) محمد بن سليم أبو هلال الراسبي البصري، روى عن الحسن وابن سيرين وقتادة وغيرهم، وعنه ابن مهدي ووكيع وشيبان بن فروخ وغيرهم. قال أحمد عنه: "يحتمل في حديثه إلا أنه يخالف في قتادة وهو مضطرب الحديث" ت 169هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 5/199- 196، الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 273- 274 وسيأتي قول أبي زرعة فيه.
(2) في تاريخ بغداد ج5/ 306 (عن قتادة) وهو الصواب.
(3) في تاريخ بغداد ج5/ 306 (طاوي) ، والحديث رواه الخطيب في تاريخ بغداد ج5/ 306 بنفس السند، ورواه الطبراني في المعجم الكببر، والبزار عن أبى رفعه بلفظ "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به"، انظر: مجمع الزوائد ج7/ 167 وقال: "إسناد البزار حسن. وفيه رواه الطبراني وأبو يعلى، ورجاله ثقات عن ابن الزبير ولفظه ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع".
(4) (ت س) سلام بن سليمان المزني أبو المنذر القارىء النحوي الكوفي، أصله من البصرة. ت 171هـ، روى عن عاصم بن بهدلة وثابت البناني ومطر الوراق وغيرهم، وعنه سفيان ابن عيينة وعفان بن مسلم وعلي بن الجعد وغيرهم. قال عنه أبو حاتم: "صدوق صالح الحديث" انظر: تهذيب التهذيب 4/ 284- 285،
الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 259، طبقات القراء ج 9/301، ميزان الاعتدال ج 2/ 177.
(5) ضرار بن الأزور، واسم الأزور مالك بن أوس بن جذيمة بن ربيعة الأسدي، أبو الأزور، ويقال أبو بلال. قال البخاري وأبو حاتم وابن حبان: "له صحبة". وقال البغوي: "سكن الكوفة". والحديث الذي أشار إليه أورده ابن حجر في ترجمته في الإصابة في الأبيات التى أنشدها بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم حينما أسلم. وقول النبي له: "ربح البيع" فقال ورواه الطبراني من طريق سلام أبي المنذر، عن عاصم، عن أبي وائل، عن ضرار. انظر: الاصابة ج3/ 481- 483، الاستيعاب ج2/ 746- 748.
(6) سليمان بن حرب أبو أيوب البصري، مضت ترجمته(2/491)
قلت: الحكم بن ظهير (1) ؟ قال: "ليس بشيء، واهي الحديث".
قلت: يحدث عن ابن أبي ليلى (2) ، عن نافع (3) ، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من بنى مسجدا" (4) ؟ قال: "منكر". قلت: فالتفسير؟ قال: "كل حديثه منكر واه".
قلت: أبو صالح كاتب الليث (5) :؟ قال (6) : "ذاك رجل حسن الحديث".
__________
(1) الحكم بن ظهير الفزاري، أبو محمد بن أبي ليلى الكوفي، مضت ترجمته، وقول أبي زرعة فيه.
(2) (4) محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري أبو عبد الرحمن الكوفي الفقيه قاضي الكوفة، روى عن أخيه عيسى وابن أخيه عبد الله بن عيسى ونافع مولى ابن عمر وعطاء بن أبي رباح وغيرهم، وعنه شعبة والثوري وأبو نعيم وغيرهم. ت 148هـ. قال عنه العجلي: "كان فقيها صاحب سنة صدوقاً جائز الحديث وكان عالماً بالقرآن وكان من أحسب الناس وكان جميلاً نبيلاً وأول من استقضاه على الكوفة يوسف بن عمر الثقفي" وقال عنه أحمد: "كان سيء الحفظ مضطرب الحديث كان فقه ابن أبي ليلى أحب إلينا من حديثه" وضعفه غيره وقال أبو زرعة: "ليس بالقوي ما يكون" انظر: تهذيب التهذيب ج 9/301-303، ميزان الاعتدال ج 3/613-616 وطبقات القراء للجزري ج 2/165.
(3) نافع مولى ابن عمر، مضت ترجمته.
(4) بهذا السند رواه البزار والطبراني في الأوسط عن ابن عمر بلفظ "من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتا في الجنة"، وزاد الطبراني "ولو كمفحص قطاة"، قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 2/ 7 عن هذه الرواية "وفيه الحكم بن ظهير وهو متروك" وجاء الحديث بلفظ "من بنى لله مسجدا بنى الله له مثله في الجنة" من طرق صحيحة. وانظر: روايات الحديث في صحيح البخاري كتاب الصلاة باب 65 ج 1/544، صحيح مسلم ج 1/378، وجامع الترمذي ج 2/ 262-266، والمجتبى من سنن النسائي ج 2/26 وسنن ابن ماجة ج 1/243- 244، ومجمع الزوائد ج2/ 7-8 ومسند أحمد ج 3/ 490 ط القاهرة 1313 هـ، والطبراني في الصغير 1/30 و2/ 138، وأبو نعيم في الحلية 2/ 195 و7/214 وفي تاريخ أصبهان ج 2/240، والخطيب في تاريخ بغداد ج5/ 37، ج9/ 95 وابن أبي حاتم في علل الحديث ج 2/ 171-172، وابن حبان في المجروحين ج2/123.
(5) (خت دت ق) عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الجهني مولاهم أبو صالح المصري كاتب الليث. روى عن معاوية بن صالح الحضرمي والليث بن سعد وابن لهيعة وغيرهم، وعنه أبو حاتم الرازي ومحمد بن مسلم بن وارة، وأبو زرعة الدمشقي وغيرهم. وهو صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة. ت 222 هـ وقول أبي زرعة فيه رواه الخطيب في تاريخ بغداد ج 9/ 480 بسنده إلى البرذعي إلى قوله كان يكتب لليث والله أعلم، وكذلك نقله المزي كما في تهذيب التهذيب ج 5/258 وفيه اختلاف في بعض الألفاظ.
(6) في تاريخ بغداد ج 9/ 480 (فضحك وقال) وفي تهذيب التهذيب ج5/ 258 فضحك وقال: "ذاك رجل حسن الحديث" قلت: أحمد يحمل عليه قال: وشيء آخر سمعت عبد العزبز بن عمران يقول: قرأ علينا أبو صالح كتاب عقيل فإذا في أوله حدثنى أبي عن جدي، فإذا هو كتاب عبد الملك بن شعيب بن الليث قلت فأي شيء حاله في يحيى بن أيوب ومعاوية بن صالح والمشيخة قال: "كان يكتب لليث والله أعلم". وفي نسخة وأثنى عليه بدل (والله أعلم) وهذا يدل على أن المزي قد وقف على نسختين من كتاب أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي.(2/492)
قلت: أحمد يحمل عليه في كتاب ابن أبي ذئب (1) ، وحكاية سعيد بن منصور (2) قد عرفتها؟ قاله (3) : "نعم، وشيء آخر".
سمعت عبد العزيز بن عمران (4) يقول: قرأ علينا كتاب عقيل فإذا في أوله مكتوب حدثني أبي، عن جدي عن (5) عقيل، فإذا هو كتاب عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد (6) .
قلت: فأي شيء حاله في يحيى بن أيوب (7) ، ومعاوية بن
__________
(1) (أ) محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب واسمه هشام بن شعبة القرشي العامري أبو الحارث المدني. روى عن الزهري ونافع مولى ابن عمر وصالح مولى التوأمة وغيرهم. وعنه الثوري وابن مبارك وعبد الله بن نمير وغيرهم. قال عنه ابن معين ثقة، وكل من روى عنه ابن أبي ذئب ثقة إلا أبا جابر البياضي ت 158 وقيل 159هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج9/ 303-307، الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 313- 314.
(2) سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني، مضت ترجمته.
(3) في تاريخ بغداد ج 9/ 480 (فقال) .
(4) عبد العزيز بن عمران المصري، مضت ترجمته.
(5) كذا في تاريخ بغداد ج9/480، وعقيل هو: (ع) عقيل بالضم ابن خالد بن عقيل الأيلي أبو خالد الأموي مولى عثمان. روى عن أبيه وعمه زياد ونافع مولى ابن عمر والزهري وغيرهم، وعنه ابنه إبراهيم وابن أخيه سلامة بن روح والليث بن سعد وابن سعد وغيرهم، قال عنه أبو زرعة: "صدوق ثقة" ت 141هـ وقيل بعدها. انظر: نهذبب التيذيب ج7/ 255-256.
(6) (م دس) عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد الفهمي مولاهم أبو عبد الله المصري. روى عن أبيه وابن وهب وأسد بن موس وغيرهم، وعنه مسلم وأبو داود والنسائي وغيرهم. قال عنه أبو حاتم: "صدوق" ت 248 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج 6/ 398.
(7) (ح) يحيى بن أيوب الغافقي أبو العباس المصري، روى عن حميد الطويل ويحيى بن سعيد الأنصاري ومالك بن أنس وغيرهم، وعنه ابن جريج والليث وبن المبارك وأبو صالح المصري وغيرهم. صدوق ربما أخطأ، ت 68 اهـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 11/ 186 -187(2/493)
صالح (1) والمشيخة؟ قال: "كان يكتب لليث والله أعلم".
قلت لأبي زرعة: إنسان قدم ناحيتنا فحدث، عن عبد الأعلى بن حماد (2) ، عن حماد (3) ، عن ثابت (4) ، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم "مر بشاة ميتة" (5) ؟ فقال: "هذا كذب"، فذكرت له غير شيء من رواية هذا الرجل من نحو هذا. فقال: "ما أكثر ماتبتلون أنتم بهؤلاء الكذابين إني لأرجو لمن يعني بطلب الحديث من تلك الناحية أن يأجره الله تعالى".
قلت: لا أعلم أنه قدم علينا إنسان ليكتب (6) أن يذكره إلا شيخ من أهل
__________
(1) (زم 4) معاوية بن صالح بن حدير بن سعيد بن سعد الحضرمي أبو عمرو وقيل أبو عبد الرحمن الحمصي أحد الأعلام وقاضي الأندلس، روى عن يحيى بن سعيد الأنصاري ومكحول الشامي والعلاء بن الحارث وغيرهم، وعنه الثوري والليث بن سعد وابن وهب وأبو صالح كاتب الليث. قال ابن سعد عنه: "كان بالأندلس قاضياً لهم وكان ثقة كثير الحديث حج مرة واحدة فلقيه من لقيه من أهل العراق" ت 158هـ وقيل بعد 170هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج10/ 209-212.
(2) (خ م دس) عبد الأعلى بن حماد بن نصر الباهلي مولاهم البصري أبو يحيى المعروف بالنرسي. روى عن مالك ووهيب ابن خالد والحمادين وغيرهم، وعنه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن السجزي وأبو زرعة وأبو حاتم، وقال عنه: "بصري ثقة" ت 237 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج6/ 93- 94 والجرح والتعديل ج 3/ ق 1/ 29.
(3) (3) حماد بن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة وهو أروى الناس عن ثابت البناني، مضت ترجمته.
(4) ثابت بن أسلم البناني، مضت ترجمته.
(5) (5) لم أقف على هذه الرواية. وأصل الحديث رواه البخاري بسنده إلى ابن عباس "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بشاة ميتة فقال: هلا استمتعتم بإهابها؟ قالوا إنها ميتة. قال: إنما حرم أكلها"، انظر: فتح الباري ج9/ 658 كتاب الذبائح والصيد/ باب جلود الميتة، وانظر: روايات وألفاظ الحديث في صحيح مسلم كتاب الحيض: باب طهارة جلود الميتة بالدباغ ج1/ 276-277 وسنن أبي داود في كتاب اللباس/ باب في إهاب الميتة ج 3/17 وجامع الترمذي في كتاب اللباس/ باب ماجاء في جلود الميتة إذا دبغت ج 5/398-399، المجتبى من سنن النسائي ج 7/161-154، وسنن ابن ماجة ج2/ 1193، ومسند أحمد ج1/ 233- 234، ومجمع الزوائد ج 1/217.
(6) هكذا كتبت بالأصل. ويبدو أن الناسخ لم يهتد إلى قراءتها فوضع عليها علامة التضبيب.(2/494)
الأهواز يقال له الحسين بن بحر (1) . قال: "أعرفه. قلت: أيش قصته؟ قال: رأيته بالكوفة. قلت تلقى (2) شيء فأنا أحب أن تخبرني؟ فقال: كان رجلاً لا يبالي بما تكلم به، وما خرج ولسانه قليل الدعة".
قلت: حماد بن عبد الرحمن (3) ؟ قال: يروي أحاديث مناكير. قلت: روى عنه غير هشام بن عمار (4) ؟ قال: نعم الوليد بن مسلم (5) .
قلت: العباس بن الفضل الأنصاري (6) ؟ قال: "كان لا يصدق".
وقال لي أبو زرعة: "أتينا رجلاً بالشام فحدث عن، الهيثم بن حميد (7)
__________
(1) الحسين بن بحر بن يزيد أبو عبد الله البيروذي من نواحي الأهواز، قدم بغداد وحدث بها عن أبي زيد الهروي، وجبارة بن مغلس وغيرهما، وعنه يحيى بن محمد ابن ساعد وغيره. قال عنه الخطيب: كان ثقة. وخرج الحسين هذا إلى الغزو فأدركه أجله بملطية في سنة 261 هـ. انظر: تاريخ بغداد ج8/ 23- 24، واللباب ج 1/196-197.
(2) كتبت بالأصل هكذا (بلعى) ولم يهتد الناسخ إلى معناها فوضع عليها علامة التضبيب.
(3) (ق) حماد بن عبد الرحمن الكلبي أبو عبد الرحمن من أهل قنسربن، وقيل كوفي، وقيل حمصي. روى عن إدريس بن يزيد الأودي، وإسماعيل بن إبراهيم الأنصاري، وأبي إسحاق السبيعي وغيرهم. وعنه الوليد بن مسلم، وصالح بن محمد الترمذي، وهشام بن عمار. ونقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ق2/ 143 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "يروي أحاديث مناكير، روى عنه الوليد ابن مسلم وهشام بن عمار" واكتفى في تهذيب التهذيب ج 2/18 بقوله: "يروي أحاديث مناكير".
(4) هشام بن عمار بن نصير السلمي، مضت ترجمته.
(5) الوليد بن مسلم القرشي الدمشقي أبو العباس، مضت ترجمته.
(6) (ق) عباس بن الفضل بن عمرو بن عبيد بن حنظلة بن الجرح الأنصاري الواقفي أبو الفضل البصري، نزيل الموصل. كان عالماً بالقرآن والشعر كثير الشيوخ مشهور بصحبة ابن أبي عروبة. ت 186 هـ بالموصل. نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق1/213 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "كان لايصدق"، وكذا في تهذيب التهذيب ج5/ 126، وأسماء الضعفاء لابن الجوزي.
(7) الهيثم بن حميد الغساني أبو أحمد الشامي، روى عن العلاء بن الحارث والنعمان بن المنذر وغيرها، وعنه الوليد بن مسلم وهشام بن عمار وأبو مسهر وغيرهم. قال عنه يحيى بن معين: "لا بأس به" وقال أحمد عنه: "ما علمت إلا خيراً" انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 82.(2/495)
وفلان، وفلان، وكان يكذب. قلت: "أي شيء اسمه؟ قال: كان يقال له أبو طاهر المقدسي (1) فذكر أشياء رآها منه، وينسبه إلى الكذب".
سألت أبا زرعة، عن عبد الله بن الزبير (2) ؟ قال: ثا إبراهيم بن موسى (3) قال: سألت أبا نعيم (4) [16- أ-] عن عبد الله بن الزبير؟ فقال: "لا يكتب عنه، ولا تخبر أبا أحمد" (5) .
سمعت أبا زرعة ذكر عبد الوهاب الخفاف (6) . فقال: روى عن ثور ابن
__________
(1) موسى بن محمد بن عطاء الدمياطي البلقاوي المقدسي الواعظ، أبو طاهر، روى عن حجر بن الحارث وأبي المليح وغيرهما. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 161: "سئل أبو زرعة عن أبي طاهر المقدسي فقال: أتيته فحدث عن الهيثم ابن حميد وفلان وفلان وكان يكذب" واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج4/ 219 بقوله: "كذبه أبو زرعة" وكذا في لسان الميزان ج6/ 127 وكتب في حاشية الورقة (15- ب-) (أبو طاهر المقدسي اسمه موسى بن محمد) ونقل ابن الجوزي في أسماء الضعفاء قوله: "كان يكذب".
(2) عبد الله بن الزبير الأسدي والد أبي أحمد الزبيري، روى عن عبد الله بن شريك العامري، روى عنه محمد بن عيسى بن الطباع. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 56 "سمعت أبا زرعة وسئل عن والد أبي أحمد الزبيري فقال: سمعت إبراهيم بن موسى قال سألت أبا نعيم عن عبد الله بن الزبير فقال: "لا يكتب حديثه، ولا تخبر أبا أحمد بذلك". قال أبو زرعة: "كان أبو أحمد صديقاً لأبي نعيم فكره أن يسوءه في أبيه، وهو ضعيف الحديث"، واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج2/ 422 بقوله: "ضعفه أبو نعيم الكوفي، وأبو زرعة".
(3) إبراهيم بن موسى الرازي، مضت ترجمته.
(4) أبو نعيم الفضل بن دكين الكوفي، مضت ترجمته.
(5) (ع) محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم الأسدي مولاهم أبو أحمد الزبيري الكوفي. روى عن سفيان الثوري ومالك بن أنس ومسعر وغيرهم، وعنه ابنه طاهر وأحمد بن حنبل وغيرهما. قال عنه أبو حاتم: "عابد مجتهد حافظ للحديث له أوهام" ت 203 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج 9/ 254- 255، الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 297. وهذا النص يدل على أمانة أئمة الجرح والتعديل واخلاصهم وقولهم الحق ولو كان المجروح صديقاً لهم.
(6) (عخ م 4) عبد الوهاب بن عطاء الخفاف أبو نصر العجلي مولاهم البصري، عرف بصحبته لسعيد بن أبي عروبة وملازمته إياه ت 204 وقيل 206 هـ، مضى قول أبي زرعة فيه مع ترجمته وأما قوله هذا فنقله ابن أبي حاتم باختصار في الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 72 قال: "سئل أبو زرعة عن عبد الوهاب الخفاف فقال: روى عن ثور بن يزيد حديثين ليسا من حديث ثور) وذكر ليحيى بن معين هذين الحديثين فقال لم يذكر فيهما الخبر، وفي تهذيب التهذيب ج 6/452 "قال البرذعي قيل لأبي زرعة روى عن ثور بن يزيد حديثين ليسا من حديث ثور وذكر عن يحيى بن معين هذين الحديثين فقال لم يذكر فيهما الخبر".(2/496)
يزيد (1) ، عن خالد بن معدان (2) ، قال: "نهيق الحمار دعاء على الظلمة" (3) .
روى عن ثور، عن مكحول (4) ، عن كريب (5) ، عن ابن عباس في فضل العباس (6) ، وهذان الحديثان ليسا من حديث ثور، وذكر ليحيى بن معين
__________
(1) (خ 4) ثور بن يزيد بن زياد الكلاعي ويقال الرحبي أبو خالد الحمصي، روى عن مكحول وابن جريج والزهري وغيرهم، وعنه بقية والسفيانان وابن المبارك وغيرهم. قال عنه أبو حاتم: "صدوق حافظ" ت 153 وقيل 155هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج 2/33-35، ميزان الاعتدال ج1/ 374- 375.
(2) (ع) خالد بن معدان بن أبي كريب الكلاعي أبو عبد الله الشامي الحمصي روى عن ثوبان وابن عمرو وابن عمر وغيرهم وعنه ثور بن يزيد وحريز بن عثمان وفضيل ابن فضالة وغيرهم، يعد من الطبقة الثالثة من فقهاء الشام بعد الصحابة. قال: "أدركت سبعين رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ت 103هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج3/ 118- 120، تذكرة الحفاظ ج1/ 93.
(3) ذكره ابن أبي حاتم في علل الحديث ج2/ 232 ونقل عن أبي زرعة أنه قال عنه: "منكر"، ولم أره في موضع آخر.
(4) مكحول الشامي أبو عبد الله، مضت ترجمته.
(5) (ع) كريب بن أبي مسلم الهاشمي مولاهم أبو رشدين، روى عن مولاه ابن عباس وأمه أم الفضل وعائشة وأم سلمة وغيرهم، وعنه ابناه محمد ورشدين وسليمان ابن يسار وغيرهم، قال ابن سعد: "كان ثقة حسن الحديث" ت 98 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 8/ 124.
(6) (ع) العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي أبو الفضل المكي عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ت 32 هـ. انظر الإصابة: ج 3/ 631-632 تهذيب التهذيب: ج 5/ 122-123.
والحديث رواه الترمذي في جامعه في كتاب المناقب/ باب 106 ج 10/ 266-267 قال الترمذي: ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء، عن ثور بن يزيد، عن مكحول، عن كريب، عن ابن عباس قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس إذا كان غداة الإثنين فأتني أنت وولدك حتى أدعو لهم بدعوة بنفعك الله بها وولدك، فغدا وغدونا معه فألبسنا كساء ثم قال: اللهم اغفر للعباس وولده مغفرة ظاهرة وباطنة لاتغادر ذنباً، اللهم احفظه في ولده" وقال: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه"، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد ج 11/ 24. قال الخطيب: "وقد أخبرنا بالحديث أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، ثنا يحيى بن جعفر بن أبي طالب أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء، عن ثور بن يزبد عن مكحول، عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي: "إذا كانت غداة الاثنين فأتني أنت وولدك" قال: فغدا وغدونا معه، فألبسنا كساء له ثم قال: "اللهم اغفر للعباس ولولده مغفرة ظاهرة وباطنة لا تغادر ذنباً، اللهم اخلفه في ولده) ورواه الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2/ 682، بسنده إلى الخطيب البغدادي.(2/497)
هذان الحديثان (1) . فقال: "قال فيه حديثاً كأنه كان لايذكر فيها الخبر".
ذكرنا عند أبي زرعة: سويد بن عبد العزيز (2) ؟ فقال: قال إبراهيم ابن موسى كان سويد بن عبد العزيز يحدث عن (3) مغيرة (4) ، عن إبراهيم (5) إذا أفاق المجنون توضأ أو اغتسل، فقيل له أين سمعت هذا، من مغيرة؟ قال (6) : مع هشيم (7) - فذكر ذلك لهشيم- فقال: "لم أسمعه من مغيرة".
__________
(1) وفي تاريخ بغداد ج 11/23 قال أبو علي صالح بن محمد بن عمرو الأسدي قال: "أنكروا على الخفاف حديثاً رواه لثور بن يزيد عن مكحول عن كريب، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، حديثاً في فضل العباس وما أنكروا عليه غيره، فكان يحيى بن معين يقول: هذا موضوع. وعبد الوهاب لم يقل فيه حدثنا ثور، ولعله دلس فيه وهو ثقة" وكذا في تهذيب التهذيب ج 6/ 452، وانظر: ميزان الاعتدال ج 2/ 682.
(2) سويد بن عبد العزيز السلمي الدمشقي، مضت ترجمته. وهذا الخبر ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 238 فقال: "سئل أبو زرعة عن سويد بن عبد العزيز ... إلى قوله لم أسمعه من مغيرة".
(3) في الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 238 (حدث) .
(4) (ع) المغيرة بن مقسم الضبي مولاهم أبو هشام الكوفي الفقيه. روى عن إبراهيم النخعي وعامر الشعبي وسماك بن حرب وغيرهم، وعنه شعبة والثوري وزهير ابن معاوية وغيرهم، ثقة متقن، إلا أنه كان يدلس ولا سيما عن إبراهيم. ت 136 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج10/ 269- 271.
(5) (ع) إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي أبو عمران الكوفي الفقيه روى عن خاليه الأسود وعبد الرحمن ابني يزيد، ومسروق وغيرهم، وعنه الأعمش ومنصور وحماد بن سليمان ومغيرة بن مقسم الضبي وغيرهم، ثقة إلا أنه يرسل كثيراً. ت 96 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج1/ 177- 179.
(6) في الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 238 (فقال سمعته مع هشيم) .
(7) هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السلمي، ت 183هـ. مضت ترجمته.(2/498)
وقال لي أبو حاتم: "وكان حاضرا، قلت لدحيم (1) : كان سويد ممن يقرأ إذا دفع إليه ما ليس من حديثه؟ قال: نعم".
وقال أبو حاتم: "دفع إلى محمد بن كثير المصيصي (2) كتاب الأوزاعي، وجعل يقول في كل حديث منها حدثنا محمد بن كثير، وهو محمد بن كثير".
__________
(1) (خ م دس ق) عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو بن ميمون القرشي الأموي، مولى آل عثمان، أبو سعيد الدمشقي، القاضي المعروف بدحيم، روى عن الوليد بن مسلم وسفيان بن عيينة وأيوب بن سويد الرملي وغيرهم. وعنه أبو زرعة الرازي والدمشقي وأبو حاتم وغيرهم. قال الخليلي في الإرشاد: "كان أحد الحفاظ الأئمة متفق عليه، ويعتمد عليه في تعديل شيوخ الشام وجرحهم" (170- 245 هـ) انظر: تهذيب التهذيب ج 6/ 131- 132، تذكز الحفاظ ج 2/ 480، وفي الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 238 قال ابن أبي حاتم: "حدثنى أبي قال سمعت دحيما وقيل له: سويد بن عبد العزيز ممن إذا دفع إليه من غير حديثه قرأه على ما في الكتاب؟ فقال: نعم" وانظر: تهذيب التهذيب ج 4/ 276.
(2) (دت س) محمد بن كثير بن أبي عطاء الثقفي مولاهم أبو أيوب الصنعاني نزيل المصيصة وهو الشامي، حدث عن معمر، والأوزاعي والثوري وغيرهم، وعنه إبراهيم الجوزجاني والدارمي وغيرهما، ت 216 هـ، وقيل بعدها. قال الذهبي في ميزان الاعتدال ج4/ 19 "وقال سعيد بن عمرو البرذعي: قال لي أبو حاتم: دفع إليّ محمد بن كثير كتاب الأوزاعي في كل حديث، حدثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، فقرأه إلى آخره، حدثنا محمد بن كثير، عن- جعل يقول في كل حديث منها: حدثنا محمد بن كثير ثم قال الذهبي: "هذا تغفيل، يسقط الراوي به" ولعل هذا الخبر نقله الذهبي من نسخة أخرى فالإختلاف في اللفظ يختلف بين النص الذي نقله الذهبي ونص هذه النسخة. وفي نسخة من كتاب الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 69- 70 قال ابن أبي حاتم: "سئل أبو زرعة عن محمد بن كثير المصيصي فقال: دفع إليه كتاب الأوزاعي في كل حديث كان مكتوب حدثنا محمد بن كثير فقرأه إلى آخره يقول حدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي وهو محمد بن كثير" وفي النسخة الأخرى قال ابن أبي حاتم قال سئل أبي، وفي ميزان الاعتدال ج 19/4، قال الذهبي: "وحكى عبد الرحمن بن أبي حاتم، عن أبيه نحو ذلك" ونقله في تهذيب التهذيب ج9/ 416 عن أبي حاتم، وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج4/ ق1/ 69: "حدثنى أبي قال: سمعت الحسن بن الربيع يقول: "محمد بن كثير اليوم أوثق الناس وكان يكتب عنه وأبو إسحاق الفزاري حي وكان يعرف بالخير منذ كان وينبغي لمن يطلب الحديث لله عز وجل أن يخرج إليه". وانظر: ميزان الاعتدال 4/19 وتهذيب التهذيب 9/ 417.(2/499)
وسألت أبا زرعة عن: الهذيل بن بلال (1) ؟ فقال: "ليس بالقوي".
قلت: أصبغ بن زيد (2) ؟ قال: "شيخ".
قلت: عبد الرحمن بن قيس (3) ؟ قال: "كذاب".
قلت: عبد الرحمن بن مالك بن مغول (4) قال: "ليس بالقوي"، قال أبو زرعة: "قال أحمد بن حنبل دفنا أحاديثه".
قلت لأبي زرعة: أبو سعد الصاغاني (5) ؟ قال: "كان مرجئاً، ولم يكن يكذب".
__________
(1) (أ) هذيل بن بلال الفزاري، أبو البهلول المدائنى، عن عطاء ونافع وزر بن حبيش وجماعته، وعنه ابن مهدي وأبو داود وأبو الوليد الطيالسيان وآخرون، روى الخطيب في تاريخ بغداد ج 14/ 77 بسنده إلى البرذعي قول أبي زرعة فيه، ونقل قول أبي زرعة فيه ابن حجر في تعجيل المنفعة ص 282، والذهبي في ميزان الاعتدال ج 4/ 294، وفي الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 113 نقل عن أبي زرعة أنه قال عنه: "هو لين، ليس بالقوي" وفي لسان الميزان: ج6/ 192 قال عنه: "ليس بالقوي".
(2) (ل ت س ق) أصبغ بن زيد بن علي الجهني مولاهم أبو عبد الله الواسطي الوراق. ت 157هـ، نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج1/ ق1/ 321 قول أبي زرعة فيه، وكذا في تهذيب التهذيب ج 1/ 361. وكتب بالأصل (أصح) والصواب (أصبغ) .
(3) (تم) عبد الرحمن بن قيس، أبو معاوية الضبي الزعفراني، روى عن أبي عون وحماد ابن سلمة، وعنه أبو سعود بن الفرات وغيرهم روى الخطيب في تاريخ بغداد ج 10 / 251 بسنده إلى البرذعي قول أبي زرعة فيه، وفي الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 278 نقل عن أبي زرعة أنه قال عنه: "كان كذابا" وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2/ 583: "كذبه أبو زرعة"، وكذا في أسماء الضعفاء لابن الجوزي قال عنه: "كذاب".
(4) عبد الرحمن بن مالك بن مغول، أبو زكرياء الكوفي، روى الخطيب في تاريخ بغداد ج1/ 236-237 بسنده إلى البرذعي أنه قال: "سألت أبا زرعة- يعنى الرازي- قلت: عبد الرحمن بن مالك بن مغول؟ قال: "ليس بالقوي". قال أبو زرعة: قال أحمد بن حنبل: مزقنا أحاديثه" وفي الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 286 سئل أبو زرعة عنه فقال: "ليس بقوي" وكذا في لسان الميزان ج3/428.
(5) (ت) محمد بن ميسر الجعفي أبو سعد الصاغاني البلخي الضرير نزيل بغداد، روى الخطيب في تاريخ بغداد ج3/ 282 بسنده إلى البرذعي قول أبي زرعة فيه، وكذا في تهذيب التهذيب ج9/484.(2/500)
قلت: أحاديث كثير بن عبد الله (1) ، عن أبيه (2) ، عن جده (3) ؟ قال: "واهية. قلت: ممن وهنها؟ قال: من كثير".
قلت: أبو كرز القرشي (4) ؟ قال: "ضعيف الحديث، وأمرنا أن نضرب على حديثه".
ذاكرت أبا زرعة بباب، فقلت: حديثا عن عبيد الله بن موسى (5) ، عن
__________
(1) (ز دت ق) كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد اليشكري المزي المدني ت ما بين 150- 160 هـ، قال ابن ابي حاتم في الجرح والتعديل ج3/ ق2/154 سألت أبا زرعة فقال: "واهي الحديث ليس بقوي قلت له بهز بن حكيم وعبد المهيمن وكثير بن عبد الله أيهم أحب إليك؟ فقال بهز وعبد المهيمن أحب إليّ منه" وكذا في تهذيب التهذيب ج8/ 422، وقال ابن حبان في المجروحين ج2/221: "منكر الحديث جداً يروي عن أبيه عن جده بنسخة موضوعة، لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب" واكتفى ابن الجوزي في أسماء الضعفاء بقوله: "واهي الحديث".
(2) (عخ ن دت ق) عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد المزني المدني، روى عن أبيه وعنه ابن كئبر وهو (مقبول) ، انظر: تهذيب التهذيب ج5/ 339، الثقات لابن حبان ج3/ 138.
(3) (خت دت ق) عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة أبو عبد الله المزني قال ابن سعد عنه: "كان قدبم الإسلام، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى حديثه كثير ابن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده وكثير ضعيف" انظر: تهذيب التهذيب ج8/ 85، الإصابة ج4/ 666-667.
(4) عبد الله بن كرز القريثي، أبو كرز، قاضي الموصل، عن نافع وعنه علي بن الجعد، قال الذهبي في ميزان الاعتدال ج2/ 474 "قال أبو زرعة: هو ضعيف، وضرب على حديثه" وكذا في لسان الميزان ج3/ 312 قال ابن أبي حاتم: "سئل أبو زرعة عنه فقال: هو ضعيف الحديث" كذا في الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 145 وأسماء الضعفاء لابن الجوزي. وهذا الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد ج10/ 45 بسنده إلى البرذعي.
(5) (ع) عبيد الله بن موسى بن أبي المختار واسمه باذام العبسي مولاهم الكوفي أبو محمد الحافظ، روى عن إسماعيل بن خالد وهشام بن عروة وغيرهما، وعنه البخاري، وروى هو والباقون له بواسطة أحمد بن أبي سريج الرازي إبراهيم الجوزجاني وغيرهم، قال عنه ابن سعد: "وكان ثقة صدوقاً إن شاء الله تعالى كثير الحديث حسن الهيئة وكان يتشيع، وروى أحاديث في التشيع منكرة وضعف بذلك عند كثير من الناس وكان صاحب قرآن" ت 213 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج 7/ 50- 53، الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 334- 335، ميزان الاعتدال ج3/ 16، طبقات القراء للجزري ج 1/493-494.(2/501)
حفص بن سليمان (1) ؟ قال: "لو جوزنا حفص بن سليمان لكان الأمر كذا حفص بن سليمان ذاك الضعيف".
قلت: حديث هيصم بن شداخ (2) حديث الأعمش (3) ؟ قال: "باطل، قد كان كتب لي عن هذا الشيخ يعني علي بن أبي طالب (4) أطراف فكنت أمر به، فلم أسأله عنها، ولم أسمع منه شيئا. قلت: فمن تتهم بهذا؟ قال هيصم"، ثم قال: "ولاكل هذا بمرة. قيل فيخرج بابه هذا في الفوائد؟ فقال: يخرج مثل ابن إسحاق (5) ، مثل الحكم بن عبد الملك (6) ، أمّا حديث باطل مثل هذا الأعمش،
__________
(1) (ت عرق) حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر البزاز الكوفي القارىء ويقال له الغاضري ويعرف بحفيص، قرأ على عاصم بن أبي النجود وعاصم الأحول وأبي إسحاق السبيعي، ت 180 هـ. وله تسعون سنة. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 174 "سئل أبو زرعة عن حفص بن داود فقال: هو حفص بن سليمان وهو ضعيف الحديث" وقال في تهذيب التهذيب ج2/ 401 "ضعيف الحديث"، واكتفى ابن الجوزي في أسماء الضعفاء بقوله: "ضعيف".
(2) هيصم بن شداخ، روى عن الأعمش وروى عنه علي بن أب طالب البزاز وأبو الوليد الطيالسي. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 123- 124 "سئل أبو زرعة عن بعض الشيوخ الرواة عنه فقال: قد كان كتب لي عن هذا الشيء وكنت أمر به ولا أسأله عنها ولم أسمع منه شيئاً قيل له فمن تتهم؟ قال: هيصم".
(3) سليمان بن مهران الأسدي أبو محمد الكاهلي، مضت ترجمته.
(4) علي بن أبي طالب القرشي البصري. كان بعد المائتين، سمع هيصم بن شذاخ، وموسى بن عمير. وعنه عمار بن رجاء، ومحمد بن يحيى القطعي. قال ابن معين: "ليس بشيء"، وذكر له ابن عدي ثلاثة أحاديث مناكير. انظر: ميزان الاعتدال ج3/ 133.
(5) محمد بن إسحاق بن يسار، مضت ترجمته. قال عنه أبو حاتم: "ليس عندي في الحديث بالقوي ضعيف الحديث وهو أحب إلي من أفلح بن سعيد يكتب حديثه" انظر: الجرح والتعديل ج3/ ق2/ 194.
(6) (بخ ت ص ق) الحكم بن عبد الملك القرشي البصري، نزل الكوفة، روى عن قتادة وبيان بن بشر وعاصم بن بهدلة وغيرهم. وعنه أبو غسان النهدي وسريج ابن النعمان وغيرهما. قال عنه أبو حاتم: "مضطرب الحديث جدا وليس بقوي في الحديث". انظر: تهذيب التهذيب ج2/ 431-432، الجرح والتعديل ج1/ ق2/122-123.(2/502)
عن إبراهيم (1) عن علقمة (2) ، عن عبد الله (3) ، ومثل حديث شريك (4) ، عن الأعمش، عن أبي سفيان (5) عن جابر يعني "من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار" (6) .
__________
(1) إبراهيم بن يزيد النخعي، مضت ترجمته.
(2) (ع) علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك أبو شبيل النخعي الكوفي، روى عن عمر وعثمان وعلي وسعد وغيرهم، رضي الله عنهم. وعنه إبراهيم بن يزيد النخعي وأبو إسحاق السبيعي وغيرهما. قال أبو المثنى رياح: "إذا رأيت علقمة فلا يضرك أن لا ترى عبد الله أشبه الناس به سمتا وهدياً، وإذا رأيت إبراهيم فلا يضرك أن لا ترى علقمة" غزا خراسان وأقام بخوارزم سنتين ودخل مرو فأقام بها مدة، وهو ثقة ثبت. ت بعد 60 وقيل بعد 70 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 7/ 276- 278.
(3) عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، مضت ترجمته.
(4) شريك بن عبد الله النخعي، مضت ترجمته.
(5) (ع) طلحة بن نافع القرشي مولاهم أبوسفيان الواسطي ويقال المكي الإسكافي، روى عن جابر بن عبد الله وأبي أيوب الأنصاري وابن عمر وغيرهم، وعنه الأعمش وهو روايته والمثنى بن سعيد وحصين بن عبد الرحمن وغيرهم، وهو صدوق انظر: تهذيب التهذيب ج5/26-27.
(6) اشتهر هذا الأئر بلفظ "من كثرت صلاته بالليل ... " قال السخاوي في المقاصد الحسنة ص 425-426 "لا أصل له وإن روي من طرق عند ابن ماجة (ج1/ 422) بعضها وأورد الكثير منها القضاعي وغيره ولكن قد قرأت بخط شيخنا (ابن حجر) في بعض أجويته: أنه ضعيف بل قوّاه بعضهم والمعتمد الأول، وقد أطنب ابن عدي في رده ومثلوا به في الموضوع غير المقصود، قال ابن طاهر ظن القضاعي: "إن الحديث صحيح لكثرة طرقه وهو معذور لأنه لم يكن حافظا" ثم قال: "واتفق أئمة الحديث ابن عدي والدارقطني والعقيلي وابن حبان والحاكم، على أنه من قول شريك قاله لثابت لما دخل عليه"، وقال ابن عدي: "سرقه جماعة من ثابت كعبد الله بن شبرمة الشريكي وعبد الحميد بن بحر وغيرهما" وانظر: كلام الأئمة فيه وطرقه عن شريك في: الموضوعات لابن الجوزي ج2/ 109- 111 عن جابر في ستة طرق وأخرى عن أنس، واللالىء المصنوعة للسيوطي ج2/ 32-35، وتنزيه الشريعة ج2/106-107، وتذكرة الموضوعات للفتني ص 48، وكذلك المقدسي في تذكرته ص 67، وكشف الخفاء ج2/ 274، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد ج 1/341 وج 7/ 390 وج 13 ك 126. وأبو نعيم في تاريخ أصبهان ج1/ 358 وابن حبان في المجروحين ج1/ 199 وقال: "هذا قول شريك قاله في عقب حديث الأعمش، عن أيى سفيان، عن جابر: يعقد الشيطان قافية ... فأدرج ثابت بن موسى في الخبر وجعل قول شريك كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ثم سرق هذا من ثابت بن موسى جماعة ضعفاء وحدثوا به عن شريك" وانظر: ج2/ 136، من المجروحين أيضاً، وذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة ثابت بن موسى ج2/ 15-16، وتكلم على الحديث أيضاً.) انظر: الموضوعات للملا علي القاري ص 357، وانظر: التقييد والإيضاح ص 132 حيث يقول ابن الصلاح: "وربما غلط غالط فوقع في شبه الوضع من غير تعمد كما وقع لثابت بن موسى الزاهد في حديث: "من كثرت صلاته ... " ورد العراقي على معترضين اعترضوا على ابن الصلاح.(2/503)
قلت: غير واحد رواه عن شريك؟ قال: "باطل إن كان شيء فحدثنا عثمان (1) ، عن شريك، عن الأعمش عن أبي سفيان، عن جابر "إذا قام أحدكم من الليل أو قال إن في الليل ساعة" (2) .
قلت: [16- ب-] إبراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك (3) ؟ قال: "ليس بالقوي".
قال أبو عثمان: وقد كان في كتابي حديث عن زياد بن أيوب (4) ، عن إبراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك، فسألت زياداً عنه؟ فلم يقرأه علي، وذكر أن أحمد بن حنبل نهاه أن يروي عنه، أو كلاماً هذا معناه.
__________
(1) عثمان بن محمد بن إبراهيم أبو الحسن بن أبي شيبة الكوفي. مضت ترجمته.
(2) رواه مسلم في صحيحه في كتاب صلاة المسافرين وقصرها / باب في الليل ساعة مستجاب فيها الدعاء، عن جابر، من طريق الأعمش بلفظ: "إن في الليل ساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة" ص 251، ورواه الطبراني في المعجم الصغير ج 2/ 29 وروى أبو نعيم في تاريخ أصبهان ج2/ 68 بسنده من طريق الأعمش عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (في الليل ساعة ما دعا الله عز وجل داع إلا أجابه وذلك كل ليلة) .
(3) إبراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك، مديني الأصل نزيل بغداد وحدث بها عن أبيه
روى الخطيب في تاريخ بغداد ج6/ 65 بسنده إلى البرذعي قول أبي زرعة فيه ثم نقل قول سعيد البرذعي إلى قوله أو كلاما هذا معناه. وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 98 (سألت أبا زرعة عنه فقال: منكر الحديث روى عدة أحاديث منكرة) واكتفى في لسان الميزان ج1/ 53 بقوله (منكر الحديث) .
(4) (خ دت س) زياد بن أيوب بن زياد البغدادي أبو هاشم، مضت ترجمته.(2/504)
قلت لأبي زرعة: عبيد بن القاسم (1) ؟ قال: "واهي الحديث".
قلت: حديث يروى عن العلاء بن عمرو الحنفي (2) عن أبي إسحاق الفزاري (3) عن آدم بن علي (4) ، عن ابن عمر "إن عبداً خير بين الدنيا وبين لقاء ربه" (5) فقال: "هذا باطل".
__________
(1) (ق) عبيد بن القاسم الأسدي التيمي الكوفي يقال أنه ابن أخت سفيان الثوري. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 412 (سألت أبا زرعة عن عبيد بن القاسم فقال: كوفي قدم البصرة حدث بأحاديث منكرة، لا ينبغي أن يحدث عنه) وفي تهذيب التهذيب ج7/ 73 نقل المزي عن أبي زرعة أنه قال عنه (واهي الحديث حدث بأحاديث منكرة لا ينبغي أن يحدث عنه) واكتفى ابن الجوزي في أسماء الضعفاء بقوله (لا ينبغي أن يحدث عنه) وكذا في ميزان الاعتدال ج 3/ 21 وهذا الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد ج11/ 94- 95.
(2) العلاء بن عمرو الحنفي أبو محمد الكوفي. روى عن أبي إسحاق الفزاري
وسفيان الثوري، وعنه أبو حاتم وأبو زرعة وغيرهما. قال عنه ابن حبان في المجروحين ج2/ 173 (شيخ يروي عن أبي إسحاق الفزاري بعجائب لا يجوز الإحتجاج به بحال) وانظر ترجمته في: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 359، ميزان الاعتدال ج3/ 153.
(3) (ع) إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة الفزاري أبو إسحاق الكوفي، ت 185 هـ، الإمام الثقة الحافظ، قال عنه الخليلي (أبو إسحاق إمام يقتدى به وهو صاحب كتاب السير نظر فيه الشافعي وأملى كتاباً على ترتيبه ورضيه) وقال عنه العجلي (كان ثقة رجلاً صالحاً صاحب سنة وهو الذي أدب أهل الثغر وعلمهم السنة وكان يأمر وينهى واذا دخل الثغر رجل مبتدع أخرجه وكان كثير الحديث وكان له فقه) . انظر: تهذيب التهذيب ج1/ 151- 53 1، تذكرة الحفاظ ج1/ 273- 274.
(4) (خ س) آدم بن علي العجلي ويقال الشيباني ويقال البكري. روى عنه ابن عمر، وعنه شعبة وأبو الأحوص وأيوب بن جابر وغيرهم، وثقه ابن معين والفسوي وغيرهما. قال ابن حبان عنه في الثقات ج 3/14- 15 روى عن الثوري وشعبة مات في ولاية هشام بن عبد الملك) وانظر: تهذيب التهذيب ج1/ 197.
(5) قال ابن حبان في المجروحين ج2/173-174 في ترجمة العلاء بن عمرو روى عن أيى إسحاق الفزاري، عن سفيان الثوري، عن آدم بن علي، عن ابن عمر قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم جالس وعنده أبو بكر الصديق وعليه العباء قد خللها على صدره بخلال إذ نزل عليه جبريل فأقرأه من الله السلام وقال يا رسول الله. مالي أرى أبا بكر عليه عباء قد خللها على صدره بخلال. فقال ياجبريل، أنفق ماله علي فاقرئه من الله السلام وقل له يقول لك ربك أراض أنت في فقرك أم ساخط؟.... الخ الحديث، وليس فيه هذا اللفظ الذي أورده البرذعي، وكذلك رواه الذهبي في ميزان الاعتدال ج3/ 103 بسنده إلى العلاء وذكر الحديث وقال وهو كذب، وانظر كذلك: لسان الميزان ج4/ 185 حيث ذكره بقية الحديث (فبكى أبو بكر وقال أعلى ربي أغضب أنا راض) ولم يتفق نص الحديث الذي ذكره البرذعي لأبي زرعة ولم يذكر هؤلاء الحفاظ حديث (إن عبداً خير بين الدنيا وبين لقاء ربه) ولاحديثاً آخر بنفس السند المذكور. ولقد روى أبو نعيم رواية أخرى عن ابن عمر أنه قال (خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة) ثم قال أبو نعيم: (غريب من حديث الشعبي تفرد به يحيى- أي ابن إسماعيل بن سالم الأسدي- عن الشعبي) انظر: حلية الأولياء ج4/ 331- 332.(2/505)
سئل أبو زرعة، وأنا شاهد، عن أبي هلال الراسبي (1) ؟ فقال: "لين، وليس بالقوي". وقد قال عبد الرحمن بن مهدي (2) في أبي هلال قريباً من قول أبي زرعة.
حدثنا محمد بن بشار (3) ، ثنا أبو الوليد (4) ، ثنا أبوهلال، عن قتادة (5) عن يونس بن جبير (6) أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه "طلق امرأته، فأرادت أن تغتسل من الحيضة الثالثة، فقال عمر امرأتي ورب الكعبة فراجعها" (7) قال
__________
(1) (خت 4) محمد بن سليم أبو هلال الراسبي، العبدي، البصري، ت 167 هـ، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 274، "سئل أبو زرعة عنه فقال: لين" وقد مضت ترجمته.
(2) عبد الرحمن بن مهدي الإمام، مضت ترجمته، وقد حدث عن أبي هلال الراسبي. انظر: تهذيب التهذيب ج9/195؛ الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 273؛ ميزان الاعتدال ج 3/ 574.
(3) (ع) محمد بن بشار بن عثمان بن داود العبدي. مضت ترجمته.
(4) (ع) أبو الوليد هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم الطيالسي البصري (133-227 هـ) مضت ترجمته.
(5) قتادة بن دعامة السدوسي، مضت ترجمته.
(6) (ع) يونس بن جبير الباهلي أبو غلاب البصري، روى عن ابن عمرو والبراء بن عازب ومحمد بن سعد بن أبي وقاص وغيرهم، وعنه حميد بن هلال وابن سيرين وقتادة وغيرهم. قال العجلي عنه: "بصري تابعي ثقة"، ت بعد التسعين وأوصى أن يصلي عليه أنس بن مالك لما مات. انظر: تهذيب التهذيب ج1/ 436.
(7) لم أقف عل هذا الأثر.(2/506)
محمد بن بشار: "فذكرت هذا الحديث لعبد الرحمن بن مهدي، فقال: قد سمعت هذا الحديث من أبي هلال وأبو هلال لا يحتمل هذا الحديث".
وذاكرت أبا زرعة بحديث، عن عبد الرحمن بن قيس (1) ؟ فقال: عبد الرحمن لا يكتب حديثه. قلت: كان عندكم بالري؟ قال: "كان بصريا، ولكنه قدم الري".
قال أبو زرعة: "عيسى بن المسيب (2) ليس بالقوي".
قلت: حماد بن عمرو (3) قال: "واهي الحديث".
قلت: زياد بن ميمون (4) ؟ قال: "واهي الحديث، حدثني حجاج بن حمزة (5) قال: قال يزيد بن هارون (6) : تركت أحاديث زياد بن ميمون، وكان (7) كذاباً قد استبان لي ذلك منه" (8) .
__________
(1) (تم) عبد الرحمن بن قيس الضبي، أبو معاوية الزعفراني البصري، الواسطي، سكن بغداد ثم نيسابور، مضت ترجمته وقول أبي زرعة فيه.
(2) عيسى بن المسيب البجلي قاضي الكوفة، مضت ترجمته.
(3) حماد بن عمرو أبو إسماعيل النصيبي، مضى قول أبي زرعة فيه مع ترجمته.
(4) زياد بن ميمون الثقفي الفاكهي أبو عمار ويقال زياد بن أبي عمار من أهل البصرة، روى عن أنس بن مالك ولم يره ولا سمع منه شيئاً. نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 544 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "واهي الحديث" وكذا في ميزان الاعتدال ج2/ 94، وفيه يقال له زياد بن أبي حسان، وزياد أبو عمار البصري يدلسونه لئلا يعرف في الحال، وكذا في لسان الميزان ج2/ 497، وأسماء الضعفاء لابن الجوزي.
(5) حجاج بن حمزة بن سويد العجلي الخشابي الرازي، مضت ترجمته.
(6) يزيد بن هارون بن زاذان أبو خالد الواسطي، مضت ترجمته.
(7) (كان) مكررة بالأصل.
(8) هكذا بالأصل، وفي الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 544 (قد استبان لي كذبه) ، وفي ميزان الاعتدال ج2/ 94، قال الحسن بن علي الخلال: سمعت يزيد بن هارون- وذكر زياد بن ميمون- فقال: "حلفت ألا أروي عنه شيئاً، سألته عن حديث، فحدثنى به عن بكر بن عبد الله، ثم عدت إليه فحدثنى به عن مؤرّق، ثم عدت إليه فحدثني به عن الحسن"(2/507)
حدثني صالح بن محمد (1) ، وأبو حاتم (2) ، قالا: ثنا نصر بن علي (3) ثنا بشر بن عمر (4) قال: سمعت زياد بن ميمون يقول: "أستغفر الله من روايتي، عن أنس بن مالك، ما سمعت منه شيئا، هذا لفظ صالح" (5) .
وقال أبو حاتم: "في حديثه عدُّوا أني كنت يهودياً أو نصرانياً فقد أسلمت".
حدثني عيسى بن بشير (6) ، ثنا محمود بن غيلان (7) قال: قلت لأبي
__________
(1) صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب بن حسان بن المنذر بن عمار، أبو الأشرس الأسدي مولى أسد بن خزيمة، يكنى أبا علي ويلقب جزرة وكان حافظاً عارفاً من أئمة الحديث وممن يرجع إليه في علم الآثار، ومعرفة نقلة الأخبار، رحل كثيراً، ولقي المشايخ بالشام ومصر وخراسان، سمع علي بن الجعد وعلي بن المدينى وأبا بكر وعثمان والقاسم بن أبي شيبة. ت 293 هـ. انظر: تاريخ بغداد ج9/ 322-328، تذكرة الحفاظ ج 2/ 1 64- 642.
(2) أبو حاتم الرازي، مضت ترجمته.
(3) (ع) نصر بن علي بن نصر بن علي بن صهبان الأزدي الجهضي أبو عمرو البصري الصغير، روى عن مسلم بن إبراهيم ويزيد بن زريع ووكيع وغيرهم. وعنه أبو زرعة وأبو حاتم والذهلي وغيرهم، ت 250 هـ، وقيل بعدها وهو ثقة ثبت، طلب للقضاء فامتنع. انظر: تهذيب التهذيب ج10/ 430- 431، تاريخ بغداد ج 13/ 287-289، الجرح والتعديل ج4/ ق1/ 471.
(4) بشر بن عمر بن الحكم الزهراني أبو محمد البصري، مضت ترجمته.
(5) وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 544-545 (نا- أي أخبرنا- أبي، نا نصر بن علي، نا بشر بن عمر الزهراني، قال: قال زياد بن ميمون: "عدوا أنّي كنت يهودياً أو نصرانياً فأسلمت أما كنتم تقبلون توبتي إني لم أسمع من أنس شيئاً"، ونقل الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2/ 94، عن بشر الزهراني أنه قال: "سألت زياد بن ميمون عن حديث لأنس، فقال أحسبوني كنت يهودياً أو نصرانياً، قد رجعت عما كنت أحدّث به عن أنس، لم أسمع من أنس شيئاً"، ونحوه في المجروحين ج 1/304.
(6) عيسى بن بشير الصيدناني أبو موسى الرازي، قال عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/272 "سمعت منه وكان صدوقاً ثقة".
(7) (خ م ت س ق) محمود بن غيلان العدوي مولاهم أبو أحمد المروزي الحافظ نزيل بغداد، روى عن وكيع وابن عيينة والنضر بن شميل وغيرهم وعنه الجماعة سوى أبي داود، وأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهم. قال عنه أحمد: "أعرفه بالحديث صاحب سنة قد حبس بسبب القرآن"، ت 239 هـ، وقيل بعدها، انظر: تهذيب التهذيب ج10/ 64-65، وتاريخ بغداد ج 13/ 89- 95.(2/508)
داود (1) : قد كثرت عن عباد بن منصور (2) ، ولا أراك تروي حديث العطارة حديث زياد بن ميمون؟ فقال لي أبوداود (3) : "اسكت فإنا لقينا زياد بن ميمون، وعبد الرحمن بن مهدي فسألناه؟ فقال: عدوا أن الناس لا يعلمون أني لم ألق أنساً [أ] (4) ، لا تعلمان أني لم ألق أنساً، ثم بلغنا أنه يروي عنه (5) فأتيناه فقال: عدوا أن رجلاً أذنب ذنباً (6) فيتوب لا يتوب الله عليه؟ قلنا: نعم. قال فإني أتوب ما سمعت من أنس قليلا، ولا كثيرا. فكان بعد ذلك يبلغنا أنه يروي عنه (7) فتركناه". [17- أ-] .
شهدت أبا زرعة سئل عن داود بن المحبر (8) ؟ فقال: "ضعيف الحديث".
__________
(1) أبو داود الطيالسي هشام بن عبد الملك، مضت ترجمته.
(2) (خت 4) عباد بن منصور الناجي أبو سلمة البصري القاضي، روى عن عكرمة وعطاء وهشام بن عروة وغيرهم، وعنه شعبة والنضر بن شميل وأبو داود الطيالسي وغيرهم. ت 152 هـ، قال عنه أحمد "كانت أحاديثه منكرة وكان قدرياً وكان يدلس"، وقال أبو حاتم: "كان ضعيف الحديث يكتب حديثه ... "، انظر: تهذيب التهذيب ج 5/ 103- 105.
(3) قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 544 (ذكره - أبي زياد ابن ميمون- أي ثنا عمود بن غيلان قال قلت لأبي داود الطيالسي زياد بن ميمون؟ فقال لقيته أنا وعبد الرحمن بن مهدي فسألناه فقال:" عدوا أن الناس ... الخبر".
(4) كذا في الجرح والتعديل ج1/ ق2/ 544.
(5) كذا في الجرح والتعديل ج1/ ق2/ 544.
(6) في الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 544 (أذنب ذنبا) .
(7) كذا في الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 544، وهذا الخبر نقله الذهبي في ميزان الاعتدال ج2/ 94 عن محمود بن غيلان بصيغة أخرى. "فال محمود بن غيلان: قلت لأبي داود: قد أكثرت عن عباد بن منصور. فمالك لم تسمع منه حديث العطارة الذي رواه النضر بن شميل لنا؟ قال: اسكت، فأنا لقيت زياد بن ميمون، وعبد الرحمن بن مهدي، فسألناه فقلنا: هذه الأحاديث التي ترويها عن أنس. فقال: أرأيتما من تاب أليس يتوب الله عليه؟ قلنا: نعم. قال: "ما سمعت من أنس من ذا قليلاً ولا كثيرا، فأنتما لا تعلمان أني لم ألق أنسا إذا لم يعلم الناس". قال أبو داود: "فبلغنا بعد أنه يروي، فأتينا أنا وعبد الرحمن فقال: أتوب. ثم بلغنا أنه يحدث وتركناه"، وذكره ابن حبان في المجروحين ج 1/304 باختصار.
(8) (قدق) داود بن المحبر بن قحذم بن سليمان الطائي ويقال الثقفي البكراوي أبو أبو سليمان البصري نزيل بغداد وصاحب كتاب العقل وأكثر ما أودع ذلك الكتاب من الحديث الموضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ت 206 هـ. روى له ابن ماجة حديثه عن الربيع بن صبيح عن يزبد الرقاشي عن أنس في فضل قزوين وهو منكر يقال إنه أدخل عليه، قال الذهبي: "لقد شان ابن ماجة سننه بادخاله هذا الحديث الموضوع فيها"، روى الخطيب في تاريخ بغداد ج 8/ 361 بسنده إلى البرذعي قول أبي زرعة فيه وكذلك قول يحيى بن معين فيه الذي نقله البرذعي عن الفضل بن سهل الأعرج، ونقل قول أبي زرعة فيه كل من أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 424، المزي كما في تهذيب التهذيب ج 3/ 200، واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2/ 20 بقوله قال أبو زرعة: "ضعيف".(2/509)
وقال الفضل بن سهل الأعرج (1) ، سئل عنه يحيى بن معين (2) ؟ فقال: "ليس له بخت".
سألت أبا زرعة، عن عمرو بن دينار وكيل آل الزبير (3) ؟ قال إسماعيل (4) : "لم يكن عندي ممن يحفظ الحديث".
شهدت أبا زرعة سئل عن، الحجاج بن أرطاة (5) ؟ فقال: "يرسل كثيرا".
__________
(1) (خ م دت س) الفضل بن سهل بن إبراهيم الأعرج أبو العباس البغدادي الحافظ، روى عن يزيد بن هارون والأسود بن عامر وغيرهما، وعنه الجماعة سوى ابن ماجة، وأبو حاتم وغيرهم. قال أبو حاتم عنه: "صدوق" وقال عنه النسائي: "ثقة" ت 255 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج8/ 277- 278.
(2) قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 424 (حدثني أبي قال سمعت فضل الأعرج قال: سألت يحيى بن معين عن داود بن المحبر فقال: "قد سمع إلا أنه لم يكن له بخت".
(3) (ت ق) عمرو بن دينار البصري أبو يحيى الأعور قهرمان آل الزبير بن شعيب البصري، روى عن سالم بن عبد الله بن عمر وصيفي بن صهيب، وعنه سعيد بن زيد وإسماعيل بن علية والحمادان وغيرهم. نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق ا/232 عن أبي زرعة انه قال عنه: "واهي الحديث" وكذا في تهذيب التهذيب ج8/ 31، وأسماء الضعفاء لابن الجوزي.
(4) إسماعيل بن إبراهيم بن عليه الإمام، مضت ترجمته، ونقل عنه في تهذيب التهذيب ج 8/31 أنه قال عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير: "كان لا يحفظ الحديث".
(5) (بخ م 4) حجاج بن ارطاة بن ثور بن هبيرة بن شراحيل النخعي أبو أرطاة الكوفي القاضي، روى عن عطاء بن أبي رباح ونافع مولى ابن عمر والزهري وغيرهم، وعنه شعبة وهشيم وابن نمير والحمادان وغيرهم، أحد الفقهاء، صدوق، كثير الخطأ والتدليس، ت 145 هـ. قال عنه أبو زرعة: "صدوق مدلس" انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 156، تهذيب التهذيب ج2/197.(2/510)
وسئل عن الواقدي (1) ؟ فقال: "ترك الناس حديثه".
وقال أبو زرعة: في شيبان بن فروخ الأيلي (2) ، يهم كثيراً هذا بعقب ما ذاكرته عنه، عن أبي عوانة (3) ، عن أبي قيس (4) ، عن هذيل (5) ، عن أبي عمر (في التمرة العابرة) (6) .
قلت: محمد بن خليد الحنفي (7) شيخ قدم ناحيتنا؟ فقال: "ما أعرفه فذكرت له عنه، غير حديث كنت أنكرتها من رواياته، فقال لي فيها: كلها
__________
(1) (ق) محمد بن عمر بن واقد الواقدي، الأسلمي، مولاهم أبو عبد الله المدني، أحد الأعلام (130-207) قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج4/ ق 1/21 "سألت أبا زرعة عن محمد بن عمر الواقدي؟ فقال: ضعيف. قلت: يكتب حديثه؟ قال: ما يعجبنى إلا على الاعتبار ترك الناس حديثه" واكتفى ابن حجر في تهذيب التهذيب ج9/ 367 بقوله: "متروك الحديث" وروى الخطيب في تاريخ بغداد ج 3/ 14 بسنده إلى البرذعي قول أبي زرعة فيه.
(2) (م دس) شيبان بن فروخ، وهو ابن أبي شيبة الحبطي مولاهم أبو محمد الأيلي ت 236 هـ، روى عن حماد بن سلمة وجرير بن حازم وغيرهما، وعنه زكريا السجزي وأبو يعلى والحسن بن سفيان. قال عنه أبو زرعة: "صدوق" وقال عنه أبو حاتم: "كان يرى القدر واضطر الناس إليه بآخرة" انظر: تهذيب التهذيب ج 4/ 374- 375، الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/357.
(3) أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، مضت ترجمته.
(4) (خ 4) عبد الرحمن بن ثروان أبو قيس الكوفي روى عن الأرقم بن شرحبيل وعمرو بن ميمون وهذيل بن شرحبيل وجماعة، وعنه الأعمش وأبو إسحاق السبيعي وشعبة والثوري وغيرهم. قال عنه العجلي: "ثقة ثبت" قال أبو حاتم عنه: "ليس بقوي هو قليل الحديث وليس بحافظ. قيل له كيف حديثه؟ فقال صالح هو لين الحديث"، ت 120 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج6/152-153.
(5) الهذيل بن بلال، أبو البهلول الفزاري المدائني، حدث عن نافع مولى عبد الله بن عمر وغيره. مضى قول أبي زرعة فيه.
(6) لم أقف على هذا الأثر.
(7) محمد بن خليد بن عمرو الحنفي الكرماني شيخ يروي عن عيسى بن يونس وعبد الواحد بن زياد. قال عنه ابن حبان في المجروحبن ج2/ 296 "يقلب الأخبار ويسند الموقوف لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد"، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 248 "سأل سعيد البرذعي أبا زرعة عن محمد بن خليد فقال له قدم ناحيتنا وذكر له أحاديث رواها فقال هذه الأحاديث أباطيل) ، وفي ميزان الاعتدال ج3/ 539 نقل عنه أنه قال: "حدث بأباطيل".(2/511)
باطل، وروايته ذلك، عن قوم ثقات مثل ابن عيينة، وعبد الله بن داود (1) ، وغيرهما".
قلت لأبي زرعة: عمرو بن الحصين (2) ؟ قال:- "واهي الحديث". وقال لي أبو حاتم: "قد تركنا حديثه".
وسألت أبا زرعة، عن سليمان بن سفيان (3) ؟ فقال: "روى عن عبد الله بن دينار (4) ثلائة أحاديث كلها يعني مناكير، وإذا روى المجهول المنكر، عن المعروفين فهو كذا، كلمة لم أتقنها عنه".
قلت: محمد بن عيسى الهلالي (5) ؟ قال: "واهي الحديث".
__________
(1) (خ 4) عبد الله بن داود بن عامر بن الربيع الهمداني ثم الشعبي أبو عبد الرحمن المعروف بالخريبي كوفي الأصل، سكن الخريبة وهي محلة بالبصرة، وقيل كان ينزل عبادان. روى عن الأعمش وهشام بن عروة وابن جريج وغيرهم، وعنه عمرو الصيرفي وعباس العنبري وغيرهما. قال ابن سعد: "كان ثقة عابداً ناسكا" قال ابن معين: "ثقة صدوق مأمون"، (121-213 هـ) انظر: تهذيب التهذيب ج 5/ 199- 200.
(2) (ق) عمرو بن الحصين العقيلي، الكلابي، ويقال الباهلي أبو عثمان البصري الجزري. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ ق 1/229 "وسئل أبو زرعة عنه عندما امتنع من التحديث عنه، فقال: ليس هو في موضع يحدث عنه هو واهي الحديث"، وانظر: تهذيب التهذيب ج 8/ 21، واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج3/ 253 بقوله (واه) ، وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/229 "سمع منه أبي وقال تركت الرواية عنه، ولم يحدثنا بحديثه"، وقال: "هو ذاهب الحديث ليس بشيء، أخرج أول شيء أحاديث مشبهة حساناً ثم أخرج بعد لابن علاثة أحاديث موضوعة فأفسد علينا ما كتبنا عنه فتركنا حديثه"، وكذا في تهذيب التهذيب ج8/ 21، واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج 3/253 بقوله: "ذاهب الحديث".
(3) (ت) سليمان بن سفيان التيمي أبو سفيان المدني مولى آل طلحة بن عبيد الله. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/119 "سئل أبو زرعة عنه فقال: "مديني منكر الحديث، روى عن عبد الله بن دينار ثلاثة أحاديث كلها يعني مناكير، وإذا روى المجهول المنكر عن المعروفين فهو كذا- كلمة ذكرها"، وكذا في تهذيب التهذيب ج 4/ 194، وانظر: ميزان الاعتدال ج2/ 209، حيث اكتفى من كلامه إلى قوله: "يعنى مناكير".
(4) عبد الله بن دينار العدوي، مضت ترجمته.
(5) محمد بن عيسى الهلالي العبدي أبو يحيى البصري، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/38 سئل أبو زرعة عنه فقال: "ضعيف الحديث لا ينبغي أن يحدث عنه، حدث عن محمد بن المنكدر بأحاديث مناكير وأمر أن يضرب على حديثه ولم يقرأ علينا حديثه" واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج3/ 677 بقوله: "لا ينبغي أن يحدث عنه" وكذا في أسماء الضعفاء لابن الجوزي ولسان الميزان ج 5/332.(2/512)
قلت: عبد الحميد بن حسن الهلالي (1) ؟ قال: "ضعيف".
قلت: عمر بن راشد (2) الذي يحدث عن ابن أبي كثير (3) ؟.قال: "لين الحديث".
سمعته يقول: "حصين بن عمر (4) منكر الحديث".
__________
(1) (ت) عبد الحميد بن الحسن الهلالي أبو عمر وقيل أبو أمية الكوفي سكن الري. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/11، سئل أبو زرعة عنه فقال: "ضعيف" وكذا في تهذيب التهذيب ج 4/116، والترغيب والترهيب للمنذري ج4/ 574، وفي ميزان الاعتدال ج2/ 539 قال: "ضعفه" روى له الترمذي حديثاً واحداً في الدعاء في الليل الا أنه سمى أباه فيه عمر، ونقل ابن الجوزي في أسماء الضعفاء عنه قوله: "ضعيف".
(2) (ت ق) عمر بن راشد بن شجرة أبو حفص اليمامي، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/107-108 (سئل أبو زرعة عن عمر بن راشد الذي يحدث عن يحيى بن أبي كثير فقال: "لين الحديث" وانظر: تهذيب التهذيب ج 7/446، واكتفى المنذري في الترغيب والترهيب ج4/ 575 بقوله: "لين" وكذا الذهبي في ميزان الاعتدال 3/ 194.
(3) (ع) يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم أبو نصر اليمامي واسم أبيه صالح بن المتوكل وقيل يسار وقيل نشيط وقيل دينار، روى عن أنس وقد رآه وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وعكرمة وغيرهم. وعنه معمر بن راشد وهشام بن حسان والدستوائي وغيرهم. قال عنه أبو حاتم: "يحيى إمام لا يحدث إلا عن ثقة ... " وقال أحمد: "يحيى من أثبت الناس إنما يعد مع الزهري ويحيى بن سعيد وإذا خالفه الزهري فالقول قول يحيى" ت 129 هـ، وقيل بعدها انظر: تهذيب التهذيب ج11/ 268- 0 27، تذكرة الحفاظ ج 1/128-129.
(4) (ت) حصين بن عمر الأحمسي أبو عمرو ويقال أبو عمران الكوفي ت ما بين (180- 190 هـ) ، نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 194 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "منكر الحديث) وكذا في تهذيب التهذيب ج2/ 385. وهذا الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد ج 8/ 264 بسنده إلى البرذعي. فائدة: قال الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1/553 "له في جامع الترمذي حديث من غش العرب لم يدخل شفاعتي، ولم تنله مودتي، من حديثه، عن مخارق بن عبد الله، عن طارق، عن عثمان بن عفان" وانظر: تهذيب التهذيب ج2/ 385، وانظر: جامع الترمذي/ المناقب/ في فضل العرب ج10/ 429 ثم قال: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حصين بن عمر الأحمسي عن مخارق، وليس حصين عند أهل الحديث بذاك القوي".
??(2/513)
قلت: المعلى بن عرفان (1) ؟ قال: "منكر واهي الحديث، عن أبي وائل" (2) ، ثم قال: "روى عنه وكيع (3) ، وفلان وفلان".
قلت: حديث عبد الله (4) أن النبي صلى الله عليه وسلم "كحل عين علي ببزاقه" (5) ؟ فقال: "كان هذا عند شيخ بالكوفة، يقال له إبراهيم بن
__________
(1) معلى بن عرفان بن سلمة بن أخي شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي، روى عن عمه أبي وائل، وعنه وكيع عيسى بن يونس وجعفر بن عون. قال أبو نعيم: "سمعت معلى بن عرفان يقول قال أبو وائل خرج علينا عبد الله يعني ابن مسعود- بصفين"، قال أبو نعيم فيا سبحان الله قبر ثم بعث بعد الموت. كذا في الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 330 وفيه نقل ابن أبي حاتم عن أبي زرعة أنه قال عنه: "ضعيف الحديث" قال الذهبي في ميزان الاعتدال ج4/ 149 "وكان من غلاة الشيعة روى بجهل بين، عن أبي وائل، عن عبد الله أنه شهد صفين".
(2) (ع) شقيق بن سلمة الأسدي أبو وائل الكوفي، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره. وروى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعبد الله بن مسعود وغيرهم، وعنه الأعمش ومنصور وعاصم بن بهدلة وغيرهم. قال عنه يحيى بن معين: "ثقة لا يسأل عن مثله" وقال ابن سعد: "كان ثقة كثير الحديث"، مات بعد الجماجم سنة 82 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 4/361-363، المراسيل لابن أبي حاتم ص 59- 60، الجرح والتعديل 2/ ق 1/371، الإصابة ج3/ 386- 387.
(3) وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي الكوفي، مضت ترجمته.
(4) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، مضت ترجمته.
(5) الحديث بهذا السند رواه الطبراني عن عبد الله بن مسعود. قال الهيثمي ج 9/122 وفيه المعلى بن عرفان وهو متروك. وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج1/ ق1/85 "سمعت أبا زرعة يقول إبراهيم بن إسماعيل بن البصير" (وكذا في الجرح والتعديل) ذهبت إليه فلم يقض لي أن أسمع منه، ثم سمعت من أبي شيبة إبراهيم بن عبد الله بن أبي شيبة عنه، وإن كان أحد صدق في حديث جعفر بن عون، عن المعلى بن عرفان، عن أبي وائل، عن ابن مسعود قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كحل عين علي ببزاقه فهو وأما الباقون فلا أراهم إلا سرقوه" وانظر: الحديث في المجروحين لابن حبان ج 2/ 320 في ترجمة معلى بن عرفان، قال عنه: "كان ممن يروي الموضوعات، عن الأثبات ... " وبعد أن ذكره قال: "رواه عنه جعفر بن عون" وانظر: ميزان الاعتدال ج4/ 149- 150 في ترجمته وزاد: "وكان من غلاة الشيعة" وذكر الحديث بالإسناد المذكور ورواه النضر بن سلمة عن جعفر وقال عنه: "فيه النضر وهو تالف".(2/514)
إسماعيل بن بشير بن سليمان (1) ، عن جعفر بن عون (2) ، فأساء السمع منه فلم يقدر، أولم يتهيأ". فقلت له: حدثنا عن جعفر بن عون. قال: من؟ فلت: ابن أبي برة المؤدب (3) ، فحرك رأسه. قلت: وشاذان المكي (4) يرويه أيضاً، عن جعفر. فضحك، وقال لي: وشاذان؟ قلت: وسيار بن خليفة (5) ؟ فقال: يكون هذا عندك أصل ما روى هذا الحديث، عن جعفر إلا هذا الشيخ فمن روى غير هذا فهو، فسكت كأنه يعني الكذب، ثم جعل يقول لي: روى شاذان؟ قلت: نعم فنسبه إلى ما قد عرفت جوابه في غير هذا الموضع.
وسئل عن المبارك بن سحيم (6) ؟ فقال: "واهي الحديث، منكر الحديث"،
__________
(1) إبراهيم بن إسماعيل بن البصير وهو ابن إسماعبل بن بشير بن سلمان، روى عن تميم ابن الجعد عن إسماعيل بن أبي خالد وروى عن جعفر بن عون، روى عنه أبو شيبة إبراهيم بن عبد الله بن أبي شيبة وابن عمرو العنقزي قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/85 "سمعت أبا زرعة يقول إبراهيم بن إسماعيل بن البصير ذهبت إلبه فلم يقض لي أن أسمع منه ثم سمعت من أبي شببة إبراهيم بن عبد الله بن أبي شيبة عنه وإن كان أحد صدق في حديث جعفر بن عون عن المعلى بن عرفان عن أبي وائل عن ابن مسعود قال "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كحل عين علي ببزاقه فهو، وأما الباقون فلا أراهم إلا سرقوه"، وكذا في لسان الميزان ج1/ 34 واكتفى في ميزان الاعتدال ج 1/ 20 بقوله: "لم يقض لي أن أسمع منه، ثم سمعت من أبي شيبة عنه".
(2) (ع) جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو بن حريث المخزومي أبو عون الكوفي روى عن هشام بن عروة وإسماعيل بن أبي خالد والأعمش وغيرهم، وعنه أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وعبد بن حميد وغيرهم. قال أبو حاتم: "صدوق"، ت 206 هـ، وقيل 207 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج 2/ 101، الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 485.
(3) ابن أبي برة المؤدب، لم أقف على ترجمته.
(4) النضر بن سلمة ضاذان المروزي، كان يسكن مكة، مضت ترجمته.
(5) سيار بن خليفة، لم أقف على ترجمته.
(6) مبارك بن سحيم، ويقال ابن عبد الله أبو سحيم البناني البصري مولى عبد العزيز بن صهيب عن مولاه نسخة، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/341 "سئل أبو زرعة عن مبارك بن سحيم؟ فقال: "واهي الحديث منكر الحديث ما أعرف له حديثاً صحيحاً وقد حسنوه بمولى عبد العزيز بن صهيب"، وكذا في تهذيب الكمال ج 7/650 نسخة الجامعة الإسلامية المصورة عن النسخة المصرية وكذا أيضاً في تهذيب التهذيب ج10/ 27 إلا أنه قال: "حسبوه" بدل "حسنوه" وأظنها مصحفة، واكتفى الذهبي في ميزان الاعدال ج 3/ 430 بقوله: "ما أعرف له حديثاً صحيحا" ونقل ابن الجوزي في أسماء الضعفاء قول أبي زرعة فيه إلى قوله: " ... صحيحاً" وكتبت كلمة مولى بالأصل هكذا (بمره لى) ، وقد وضع الناسخ تحت كلمة بمره علامة التضبيب.(2/515)
ثم قال: "ما أعرف له حديثاً واحداً صحيحاً، وقد حسنوه بمولى عبد العزيز بن صهيب" (1) .
وسئل عن الحسن بن [17- ب-] جعفر (2) ؟ قال: "ليس بالقوي"، ثم قال: "روى عنه، عباد بن العوام" (3) .
وسئل عن حديث الصدائي (4) في الآذان (5) ؟ فقال:
__________
(1) (ع) عبد العزيز بن صهيب البناني مولاهم البصري الأعمى روى عن أنس بن مالك وأبي نضرة العبدي وغيرهما، وعنه شعبة، ووهيب، وعبد الوارث، وغيرهم. قال عنه أحمد ثقة وهو أوثق من يحيى بن أبي إسحاق ... "، ووثقه النسائي والعجلي وغيرهم. ت 130 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج 6/ 341- 342.
(2) (ت ق) الحسن بن أبي جعفر عجلان، وقيل عمرو الجفري، أبو سعيد الأزدي، البصري، ت 1 16 أو 167 هـ. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 29 "سئل أبو زرعة عن الحسن بن أبي جعفر؟ ففال: "ليس بالقوي، روى عنه عباد بن العوام" وفي تهذيب التهذيب ج2/ 261، نقل ابن حجر عن أبي زرعة أنه قال: "ليس بالقوي في الحديث".
(3) (ع) عباد بن العوام بن عمر بن عبد الله بن المنذر الكلابي مولاهم أبو سهل الواسطي، روى عن حميد الطويل وحجاج بن أرطاة وأبي مالك الأشجعي وغيرهم. وعنه أحمد وابن أبي شيبة وغيرهم. قال عنه ابن معين والعجلي وأبو داود والنسائي وأبو حاتم: "ثقة"، ت 185 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 5/ 99- 100.
(4) الصدائي هو (دت ق) زياد بن الحارث الصدائي له صحبة قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وأذن له في سفره. روى عنه زياد بن نعيم. روى له الثلاثة طرفاً من حديثه الطويل، ورواه أحمد بطوله. انظر: تهذيب التهذيب ج 3/ 359- 360.
(5) الحديث بهذا الإسناد رواه الترمذي في الجامع في أبواب الصلاة، باب ما جاء من إذن فهو يقيم عن زياد بن الحارث الصدائي قال: "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أؤذن في صلاة الفجر، فأذنت فأراد بلال أن يقيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أخا صداء قد أذن، ومن أذن فهو يقيم" من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريفي. وقال الترمذي: "وحديث زياد إنما نعرفه من حديث الإفريقي" وجرحه انظر: ج1/ 596-597 وانظر: سنن أبي داود كتاب الصلاة/ باب في الرجل يؤذن ويقيم آخر من طريق الإفريقي بلفظ مغاير ج4/ 69-71 وسنن ابن ماجة ج1/ 237 من طريقه أيضاً نحوه وتاريخ أصبهان لأبي نعيم ج1/ 265- 266، وانظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 54، في عبد الغفار بن ميسرة الذي روى عن رجل عن الصدائي في الآذان.(2/516)
"الإفريقي (1) ، وحرك رأسه".
قلت: فحديث عطاء (2) ، عن ابن عمر (3) ؟ قال: "لا ذا، ولا ذاك".
قلت: عبد الأعلى بن عبد الأعلى (4) كان يرى القدر؟ قال: بلى.
قلت: فأبو بحر (5) ؟ قال: "لا. قلت يقال فيه في الحديث شيء؟ قال: نعم".
وقال لي أبو زرعة: "محمد بن عيسى الهلالي (6) ، لاينبغي أن يحدث عنه، وأمرنا أن نضرب على حديثه".
__________
(1) عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، مضت ترجمته. ونقل أبو العرب القيرواني عن سفيان الثوري أنه قال: جاءنا عبد الرحمن بن زياد الافربقي بستة أحاديث يرفعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لم أسمع أحداً يرفعها، حديث "أمهات الأولاد" وحديث الصدائي حين أذن قبل بلال فأراد بلال أن يقيم فقال النبي عليه السلام: "إن أخا صداء قد أذن، ومن أذن فهو يقيم" وذكر بقية الأحاديث. ثم قال أبو العرب: "فلهذه الغرائب التى لم يروها غيره ضعف ابن معين حديثه" انظر: طبقات علماء أفريقية وتونس ص 95-96 والحديث رواه أبو داود في سننه في كتاب الصلاة باب الرجل يؤذن ويقيم آخر، والترمذي في الجامع في أبواب الصلاة باب ما جاء أن من أذن فهو يقيم، وقال: "وحديث زياد إنما نعرفه من الإفريقي، والإفريقي هو ضعيف عند أهل الحديث"، ثم ذكر أقوال الأئمة فيه انظر: تحفة الأحوذي ج1/ 596-597، ورواه ابن ماجة في سننه ج 1/237.
(2) عطاء بن أبي رباح، مضت ترجمته.
(3) عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، مضت ترجمته.
(4) عبد الأعلى بن عبد الأعلى بن محمد وقيل ابن شراحيل القرشي البصري السامي من بنى سامة أبو محمد ويلقب أبا حمام، ت 189 هـ. قال عنه ابن حبان: "كان متقناً في الحديث قدرياً غير داعية إليه" وقال عنه أبو زرعة: "ثقة" ولم أجد من نقل قول أبي زرعة الذي نقله عنه البرذعي فيه. انظر: تهذيب التهذيب ج6/ 96، الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 28.
(5) (دق) عبد الرحمن بن عثمان بن أمية بن عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي أبو بحر البكراوي البصري، ت 195 هـ. روى عن حميد الطويل بن أبي عروبة وحماد ابن سلمة وغيرهم، وعنه زياد الحساني وبندار وأبو عمر الضرير وغيرهم. قال عنه أبو حاتم: "ليس بقوي يكتب حديثه ولا يحتج به" انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 265، وتهذيب التهذيب ج6/ 226-227، ميزان الاعتدال ج2/ 578.
(6) محمد بن عيسى، الهلالي، العبدي، أبو يحيى، بصري، مضى قول أبي زرعة فيه.(2/517)
ذكر أبو زرعة حدث رجل شيخ يعرف بالوساوسي (1) حديث أبي بكر (2) "اتقوا النار ولو بشق تمرة" (3) فقال: "باطل".
وقال لي أبو زرعة: "فإسماعيل بن أبان (4) ، عن ابن الغسيل (5) ، عن
__________
(1) محمد بن إسماعيل الوساوسي، بصرى. عن زيد بن الحباب. قال أحمد ابن عمرو البزار الحافظ: "كان يضع الحديث". وقال الدارقطنى وغيره: "ضعيف" انظر: ميزان الاعتدال ج3/481.
(2) أبو بكر الصديق عبد الله بن عثمان بن عامر القرضي التميمي ابن أبي قحافة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الأئمة، وكان أول من احتاط في قبول الأخبار. روى عنه عمر وعثمان وعلي والعبادلة وغيرهم ت 13 هـ انظر: الاصابة. ج4/ 169- 175، تذكرة الحفاظ ج 1/2- 5، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 27-108.
(3) الحديث بهذا السند رواه أبو يعلى والبزار ولفظه قال أبو بكر الصديق (رضي الله عه) : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعواد المنبر يقول: "اتقوا النار ولو بشق تمرة فإنها تقيم العوج وتدفع ميتة السوء وتقع من الجائع موقعها من الشبعان" قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج3/ 105 "وفيه محمد بن إسماعيل الوساوسي وهو ضعيف جداً" ورواه أيضاً الديلمي عن أبي بكر الصديق بنفس اللفظ (تقيم المعوج) أما الحديث بلفظ "اتقوا النار ولو بشق تمرة" فهو في الصحيحين عن عدي بن حاتم كتاب الزكاة/ باب اتقوا النار ولو بشق تمرة.. فتح الباري ج3/ 283-284، وصحيح مسلم كتاب الزكاة/ باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة ج 2/ 704 وانظر، مجمع الزوائدج 5/103- 106 والخطيب في تاريخ بغداد ج 7/ 289، وأبو نعيم في الحلية ج3/163 و4/124 و 129، 164، 169، 170، 171، وفي تاريخ أصبهان ج1/ 262، 318 وج2/ 257 والمقاصد الحسنة ص 20 وكشف الخفاء ج1/ 42-43، وميزان الاعتدال ج 1/249، وانظر: مسند الطيالسي ج1/ 180، والمطالب العالية ج 1/ 760.
(4) (خ مدت) إسماعيل بن أبان الوراق الأزدي أبو إسحاق ويقال أبو إبراهيم الكوفي، روى عن عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل وابن المبارك وغيرهما، وعنه البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم. قال أحمد بن حنبل وأحمد بن منصور الرمادي وأبو داود ومطين وابن معين: "ثقة" ت 6 31 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج1/ 269- 270، الجرح والتعديل1/ ق 1/160- 161 ميزان الاعتدال 1/212.
(5) (خ م دتم ق) عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة الأنصاري الأوسي أبو سليمان المدني المعروف بابن الغسيل والغسيل جد أبيه حنظلة بن أبي عامر غسلته الملائكة يوم أحد. روى عن حمزة والمنذر والزبير وسعد بنى أبي أسيد الساعدي وغيرهم، وعنه مالك بن إسماعيل النهدي وأبو الوليد الطيالسي وأبو نعيم وغيرهم. قال أبو زرعة والنسائي والدرقطنى: "ثقة" ت 172 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج6/ 189- 190.(2/518)
شرحبيل (1) ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس فيه أبوبكر. قلت له: انه بلغني أن شيخاً بالكوفة يرويه عن، زيد بن الحباب (2) فقال لي أبو زرعة: نعم إنما هو بقدر مايضع لهم إنسان رسما فيأخذونه"، ثم قال: حديث المعلى بن عرفان (3) كم من قوم قد افتضحوا فيه وحديث أبي معاوية (4) ، عن الأعمش (5) ، عن مجاهد (6) ، عن ابن عباس "أنا مدينة الحكمة وعلي بابها" (7)
__________
(1) لعله (بخ دق) شرحبيل بن سعد، أبو سعد الخطمي المدني موى الأنصار، روى عن زيد بن ثابت وأبي هريرة وغيرهما. وعنه عكرمة وغيره قال ابن سعد: كان شيخاً قديماً روى عن زيد بن ثابت، وعامة الصحابة، وبقي حتى اختلط، واحتاج، وله أحاديث، وليس يحتج به ت 123 هـ انظر: تهذيب التهذيب 4/ 320-322.
(2) أبو الحسين زيد بن الحباب بن السريان ويقال رومان التميمي، الكوفي، العكلي، مضت ترجمته.
(3) معلى بن عرفان الأسدي، مضت ترجمته.
(4) أبو معاوية محمد بن خازم التميمي السعدي مولاهم، مضت ترجمته، وهذا الخبر من قوله "وحديث أبي معاوية" إلى قوله: "هذا الحديث ببغداد" رواه الخطيب في تاريخ بغداد ج11/ 205 بسنده إلى البرذعي وكذلك في تهذيب التهذيب ج7/ 427 إلى قوله: "حدث أبو معاوية هذا الحديث ببغداد".
(5) الأعمش سليمان بن مهران، مضت ترجمته.
(6) مجاهد بن جبر المكي أبو الحجاج المخزومي، مضت ترجمته.
(7) رواه الحاكم في المستدرك ج3/ 126-127 بنفس السند من طربق أبي معاوية ولفظه "أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب" وقال عنه: "صحيح الإسناد" وعقب عليه الذهبي بقوله: "موضوع" وقال عن الرواية الأخرى "العجب من الحاكم وجرأته في تصحيحه هذا وأمثاله من البواطيل، وأحمد- أحد رواة الحديث- هذا دجال كذاب"، ورواه الترمذي في الجامع في كتاب المناقب/ باب 88 ج 1/ 225-226 عن علي رضي الله عنه من طريق سلمة بن كهيل ولفظه "أنا دار الحكمة وعلي بابها" وقال الترمذي: "هذا حديث غريب منكر"، وقال ابن حبان في المجروحين ج2/ 143 في ترجمة أبي الصلت بعد ذكره الحديث "وهذا شيء لا أصل له ليس من حديث ابن عباس ولا مجاهد ولا الأعمش ولا أبو معاوية حدث به، وكل من حدث بهذا المتن فإنما سرقه من أبي الصلت هذا وإن قلب إسناده" وذكر الحديث أيضاً في ج2/ 102 وقال عن راويه: "كان ممن يروي المقلوبات عن الثقات.." وذكره أيضاً في ج2/ 94-95 في ترجمة عمر بن عبد الله، يروي عن شريك: وقال عن الحديث "وهذا خبر لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا شريك حدث به، ولا سلمة بن كهيل رواه، ولا الصنابحي أسنده ... " ورواه الخطيب في تاريخ بغداد ج2/ 377، ج4/ 348، ج11/48، 49، 0 5، ج7/173 وأورد ابن الجوزي في الموضوعات ج1/ 349-355 رواياته مع بيان عللها، وكلام الأئمة في رواتها، وذكره السيوطي في اللالىء المصنوعة ج 1/329-336 مع التعقيب على ابن الجوزي، وكذلك ابن عراق في تنزيه الشريعة ج1/ 377-378 ونقل ابن حجر في الحديث حيث قال: "هذا الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه، وخالف أبو الفرج ابن الجوزي فذكره في الموضوعات، والصواب خلاف قولهما معاً. وأن الحديث من قسم الحسن، لا يرتقي إلى الصحة، ولا ينحط إلى الكذب، وبيان ذلك يستدعي طولاً، ولكن هذا هو المعتمد، وقال في لسان الميزان: هذا الحديث له طرق كثبرة في مستدرك الحاكم أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل، فلا ينبغي أن يطلق عليه القول بالوضع) وحكم الحافظ العلائي عليه بأنه (حسن) وانظر: تذكرة الموضوعات للفتني ص 95، وانظر: المقاصد الحسنة للسخاوي ص 97-98، وكشف الخفاء ج1/ 203-204، وذكر الحديث وطريقه، ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 99، وانظر: تذكرة الموضوعات للمقدسي ص 24، وانظر: الفوائد المجموعة للشوكاني ص 348-349، وذكره أبو نعيم في الحلية ج 1/64، وانظر: الأسرار المرفوعة لملا علي القارىء ص 118-119، ولقد كذبه شيخ الاسلام ابن تيمية فقال: "وأما حديث "أنا مدينة العلم" فأضعف، وأوهى (وكان قد تكلم عن حديث وقال عنه: إنه ضعيف) ولهذا إنما يعد في الموضوعات، المكذوبات، وإن كان الترمذي قد رواه، ولهذا ذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وبين أنه موضوع من سائر طرقه. والكذب يعرف من نفس متنه، لا يحتاج إلى النظر في إسناده، فإن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان (مدينة) لم يكن لهذه المدينة إلا باب واحد، ولا يجوز أن يكون المبلغ عنه واحداً، بل يجب أن يكون المبلغ عنه أهل التواتر الذين يحصل العلم بخبرهم للغائب، ورواية الواحد لا تفيد العلم إلا مع قرائن، وتلك القرائن إما أن تكون منتفية، وإما أن تكون خفية عن كثير من الناس، أو أكثرهم، فلا يحصل لهم العلم بالقرآن والسنة المتواترة، بخلاف النقل المتواتر: الذي يحصل به العلم للخاص والعام. وهذا الحديث إنما افتراه زنديق أو جاهل، ظنه مدحاً، وهو مطرق للزنادقة إلى القدح في علم الدين ... " الخ كلام الشيخ انظر: مجموع فتاوى شيخ الاسلام أحمد بن تيمية ج4/410- 411، والمنتقى ص 496 وقال في ج18/ 123- 124 في الفتاوى أيضاً "هذا الحديث ضعيف بل موضوع عند أهل العلم بالحديث ولكن قد رواه الترمذي وغيره. ورفع هذا وهو كذب".(2/519)
كم من خلق قد افتضحوا فيه. ثم قال [لي] (1) أبو زرعة: أتينا شيخاً ببغداد يقال له عمر بن إسماعيل بن مجالد (2) فأخرج إلينا كراسة لأبيه فيها أحاديث
__________
(1) عن تاريخ بغداد ج 11/205 وتهذيب التهذيب ج 7/427.
(2) (ت) عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد الكوفي الهمداني نزيل بغداد قال عنه يحيى ابن معين: "رأيته ليس بشيء كذاب، رجل سوء خبيث حدث عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنا مدينة العلم وعلي بابها" وهو حديث ليس له أصل" وذكر كل من ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 99، والخطيب في تاريخ بغداد ج11/205، والمزي كما في تهذيب التهذيب ج7/ 427 قول أبي زرعة فيه.(2/520)
جياد عن مجالد (1) ، وبيان (2) ، والناس (3) فكنا نكتب إلى العصر، وقرأ (4) علينا فلما أردنا أن نقوم قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش بهذا الحديث فقلت له: ولا كل هذا بمرة (5) ، فأتيت (6) يحيى بن معين، فذكرت ذلك له (7) فقال: "قل له يا عدو الله متى كتبت أنت هذا، عن أبي معاوية إنما كتبت أنت عن أبي معاوية ببغداد (8) ، متى روى (9) ، هذا الحديث ببغداد؟
قلت لأبي زرعة: فإسماعيل بن مجالد (10) كيف هو؟ قال: "ليس هو ممن يكذب بمرة هو وسط".
__________
(1) (م 4) مجالد بن سعيد بن عمير بن بسطام الهمداني، أبو عمرو ويقال أبو سعيد الكوفي، سيأتي ذكره في أسامي الضعفاء.
(2) (ع) بيان بن بشر الأحمسي البجلي أبو بشر الكوفي المعلم، روى عن الشعبي وقيس ابن أبي حازم ووبرة بن عبد الرحمن المسلمى وغيرهم، وعنه شعبة والسفيانان وشريك وغيرهم. قال ابن معين وأبو حاتم والنسائي: "ثقة" انظر: تهذيب التهذيب ج 1/ 506.
(3) في الأصل (والناس) وكذا في تاريخ بغداد ج11/205، وفي تهذيب التهذيب ج7/ 427 كتبت (والياس) وا لصواب (والناس) وا لله أعلم.
(4) في تاريخ بغداد ج 11/205 وتهذيب التهذيب ج7/ 427 (فيقرأ) .
(5) في الأصل كتبت هكذا (المرة) وفي تاريخ بغداد ج11/ 205، كتبت هكذا (بمرة) وفي تهذيب التهذيب ج7/ 427 كتبت هكذا (نمرة) .
(6) وكذا في تاريخ بغداد ج 11/ 205، وفي تهذيب التهذيب ج 7/427 (قال فأتيت) .
(7) وكذا في تاريخ بغداد ج11/ 205، وفي تهذيب التهذيب ج7/ 427 (فذكرت ذلك فقال) .
(8) وكذا في تهذيب التهذيب ج7/ 427 والجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 99 وفي تاريخ بغداد ج11/ 205 (قل له يا عدو الله إنما كتبت أنت عن أبي معاوية ببغداد) .
(9) في تاريخ بغداد ج11/205 (فمتى..) وفي الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 99 (ولم يحدث أبو معاوية هذا الحديث ببغداد) والخبر نقله ابن أبي حاتم باختصار من قوله: "أملى علينا عن أبي معاوية ... وبصيغة نحوها، وذكر قول يحيى بن معين".
(10) (خ ت عى) إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني أبو عمر الكوفي، روى عن أبيه وإسماعيل بن أبي خالد وغيرهما، وعنه ابنه عمر ويحيى بن معين وعثمان بن أبي شيبة وجماعة. روى الخطيب في تاريخ بغداد ج6/ 246 بسنده إلى البرذعي قول أبي زرعة فيه، وكذا نقل قول أبي زرعة فيه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 200، وكذا في تهذيب التهذيب ج1/ 327-328 واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج1/ 246 بقوله: "هو وسط".(2/521)
قلت: معدي بن سليمان (1) ؟ قال: "واهي الحديث".
قلت: أبان بن طارق (2) ؟ قال: "شيخ مجهول".
شهدت أبا زرعة ذكر سليمان بن عمرو النخعي (3) فغلظ فيه القول جداً، ثم قال أبو عمرو بن عبد الله حدثنا عنه أبو نعيم (4) . قلت: صاحب أبي عمرو الشيباني (5) ؟ قال نعم.
حدثني أبو زرعة، عن أحمد بن محمد بن حنبل، وحدثني مسلم بن الحجاج قال: سمعت أبا خيثمة (6) يذكر [18- أ-] وهذا لفظ مسلم أن أبا داود
__________
(1) (ت ق) معدي بن سليمان أبو سليمان صاحب الطعام. نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 438 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "واهي الحديث، يحدث عن ابن عجلان بمناكير" وكذا في تهذيب التهذيب ج 10/ 229، واكتفى الذهبى في ميزان الاعتدال ج4/143 والمنذري في الترغيب والترهيب ج4/ 578 بقوله: "واهي الحديث".
(2) (د) أبان بن طارق البصري، روى عن نافع، وكثير بن شنظير، وعنه خالد بن الحارث ودرست بن زياد. قال أبو أحمد بن عدي: "لا يعرف إلا بهذا الحديث"، يعني حديث من دخل على غير دعوة دخل سارقاً وخرج مغيراً وليس له أنكر منه وله غيره حديثان أو ثلاثة. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 301 "سئل أبو زرعة عنه فقال: شيخ مجهول" وفي تهذيب التهذيب ج1/ 96، ميزان الاعتدال ج 1/ 9 "مجهول".
(3) سليمان بن عمرو النخعي وهو ابن عمرو بن عبد الله بن وهب النخعي أبو داود كوفي، روى عن أبي حازم وأبي الحوثرة، نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 132-133 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "كان آية". وذكر عنه أشياء منكرة وغلظ القول فيه جدا" والصواب (آفة) ويؤيد ذلك قوله عنه في كتابه أسماء الضعفاء في حرف السين قال عنه: "آفة من الآفات".
(4) أبو نعيم الفضل بن دكين، مضت ترجمته.
(5) (دس فق) هارون بن عنترة بن عبد الرحمن الشيباني الكوفي، روى عن أبيه، وسعيد ابن جبير وغيرهما. وعنه الثوري وغيره. قال أحمد، وابن معين: "ثقة"، وقال أبو زرعة: "لا بأس به مستقيم الحديث" ت 142 هـ وممن كناه أبو عمرو يحي بن سعيد القطان وابن المديني، والبخاري، والنسائي، وأبو أحمد الحاكم، وغيرهم. انظر: تهذيب التهذيب ج 11/ 9- 10.
(6) (خ م دس ق) زهير بن حرب بن شداد الحرشي أبو خيثمة النسائي نزيل بغداد
(160- 234 هـ) روى عن ابن عيينة وابن علية وجرير بن عبد الحميد، وعنه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة والنسائي بواسطة أحمد المروزي، وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم. وكان ثقة ثبتا، حافظاً متقناً، روى عنه مسلم (1281) حديثاً. ومن آثاره (كتاب العلم) طبع بدمشق سنة 1966م، انظر: تهذيب التهذيب ج3/ 342- 344، الجرح والتعديل ج 1/ ق2/591، تاريخ بغداد ج8/ 482- 484 وتذكرة الحفاظ ج2/ 437.(2/522)
سليمان بن عمر [و] حدثهم يوماً، فقال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب (1) فقال بعض الناس يا أبا داود إنك لم تدخل مصر فمن أين لك يزيد بن أبي حبيب. قال: يا مغفل أين قلتها حتى لم أعدّ لها جوابا لقيته بباب الأبواب (2) .لم يذكر أبو زرعة في حديثه يا مغفل" (3) .
حدثني يعقوب أبو يوسف (4) صاحب لنا رازي،
__________
(1) (ع) يزيد بن أبي حبيب واسمه سويد الأزدي مولاهم أبو رجاء المصري الفقيه الإمام الكبير، روى عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي وعطاء بن أبي رباح وغيرهما، وعنه ابن لهيعة والليث ومحمد بن إسحاق وغيرهم. قال أبو سعيد بن يونس: "وكان مفتي أهل مصر وكان حليما عاقلاً وهو أول من أظهر العلم بمصر والمسائل والحلال والحرام وقبل ذلك كانوا يحدثون في الترغيب والملاحم والفتن" (53-128هـ) انظر: تذكرة الحفاظ 1/129- 130، تهذيب التهذيب ج11/ 318-319، الجرح والتعديل 4/ق2/ 267، الثقات لابن حبان ج3/ 295.
(2) كتبت بالأصل (بالباب والأبواب) والصواب ما أثبتناه. قال ياقوت في مادة (باب الأبواب) "ويقال لها الباب غير مضاف، والباب والأبواب فتحها المسلمون سنة 19 هـ، أيام عمر الفاروق رضي الله عنه، وهي في الوقت الحاضر مدينة (دربنت) ميناء كبير على بحر الخزر من جهة الغرب وهي في جمهورية الداغستان تحت نير الحكم البلشفي الملحد. انظر: المسلمون تحت السيطرة الروسية، ص 100، وإيران ص 35.
(3) وفي الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 132 نقل ابن أبي حاتم عن أحمد أنه قال عنه " ... وكان يروي عن يزيد بن أبي حبيب فقال له رجل أين سمعت من يزيد بن أبي حبيب؟ فقال له: أتراني أقول حدثني ولا أكون أعددت له جوابا؟ رأيته بالباب والأبواب. قال أحمد: "ويزيد بن أبي حبيب أيّ شيء كان يصنع بالباب والأبواب؟ " وفي تاريخ بغداد ج9/ 19 نقل عن أحمد أنه قال: "كان أبو داود النخعي هاهنا شيخ مصفر يصفه. وقال له رجل: أين سمعت من رجل ذكره؟ فقال له: يا مائق تراني لم أعد له جواباً. سمعت منه بالباب والأبواب. قال: وكان أبو داود صاحب جدل يحب الكلام" وفيه نقل الخطيب عن أحمد بن على الآبار قال: "سألت مجاهد بن موسى عن أبي داود النخعي فقال قلت له: يزيد بن أبي حبيب أين لقيته؟ فقال ما حدثت عنه حتى هيأت له الجواب، لقيته بالباب والأبواب. قال مجاهد: دلني على مكان لا أقدر عليه"، وفي ميزان الاعتدال ج2/ 216 قال أحمد بن حنبل: "تقدمت إليه فقال: ثنا يزيد، عن مكحول، وثنا يزيد ابن أبي حبيب، فقلت: أين لقيته؟ فقال: يا أحمق، لم أقله حتى أعددت له جواباً، لقيته بباب الأبواب" وانظر: لسان الميزان ج3/ 97.
(4) يعقوب بن إسحاق أبو يوسف الدشتكي الرازي روى عن إسماعيل بن أبي فديك، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد وأبي يحيى الحماني وعبادة بن كليب وإسحاق بن إسماعيل. سمع منه أبو حاتم الرازي وروى عنه. انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 204.(2/523)
نا إسحاق بن منصور (1) ، قال: قال أحمد بن حنبل. "كان أبوداود النخعي من أكذب الناس (2) ، وقال إسحاق بن راهويه كما قال: كذاب" (3) .
حدثنا محمد بن إدريس (4) قال: سمعت أبا الوليد يقول: "سمعت شريكاً يقول: ما لقينا من ابن عمنا- يعني سليمان بن عمرو- النخعي، يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم".
حدثنا محمد بن مسلم بن وارة (5) ، قال: سمعت أبا الوليد، قال (6) : أتيت سليمان بن عمرو فجلست إليه فقلت لقوم معي: ننظر هل لما [يقال] (7)
__________
(1) (خ م ت س ق) إسحاق بن منصور بن بهرام الكوسج أبو يعقوب التميمي المروزي نزيل نيسابور، روى عن ابن عيينة وابن نمير وعبد الرزاق وأبي داود الطيالسي وتلمذ لأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين، ودون عنهم المسائل في الفقه، وعنه الجماعة سوى أبي داود وأبو حاتم الرازي وأبو زرعة وغيرهم. قال عنه مسلم: "ثقة مأمون أحد الأئمة من أصحاب الحديث" ت 251 هـ بنيسابور انظر: تهذيب التهذيب ج1/ 249- 250، تاريخ بغداد ج6/ 362-364، طبقات الحنابلة ج1/113-115.
(2) نقل ابن أبي حاتم في الجرح والئعديل ج 2/ ق1/ 132 عنه أنه قال (كذاب) ونقل عنه أيضاً قوله (كان يضع الأحاديث الكاذبة) .
(3) نقل قول إسحاق فيه الذهبي في ميزان الاعتدال ج2/ 216.
(4) محمد بن ادريس أبو حاتم الرازي، وهذا الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد ج9/16 بسنده إلى البرذعي ولم يذكر كلمة (النخعي) وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق1/132 (ثنا أبي قال سمعت أبا الوليد الطيالسي يقول عن شريك أنه قاله: "ما لقينا من ابن عم لنا سليمان بن عمرو النخعي من كثرة ما يكذب في الحديث" وانظر: ميزان الاعتدال ج2/ 218، ولسان الميزان ج 3/ 99.
(5) الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد ج9/16-17 بسنده إلى البرذعي ومحمد هو (س) محمد بن مسلم بن عثمان بن وارة أبو عبد الله الرازي بن وارة الحافظ الكبير الثبت، حدث عن أبي نعيم والفريابي وأبي سلمة التبوذكي وغيرهم، وعنه النساني والبخاري في غير الجامع والذهلي وغيرهم. قال الطحاوي ثلاثة من علماء الزمان بالحديث اتفقوا بالري لم يكن في الأرض في وقتهم مثلهم أبو زرعة وأبو حاتم وابن وارة. ت 265 هـ وقال ابن قانع: "ت 270 هـ"، انظر: تهذيب التهذيب ج 9/451-453، تذكرة الحفاظ ج 2/ 575- 577.
(6) في تاريخ بغداد ج 9/16 (يقول) .
(7) في تاريخ بغداد ج 9/ 16.(2/524)
فيه أصل؟ فجلسنا إليه فقال: نا (1) سليمان التيمي (2) ، عن أنس قال: "من قاد أعمى أربعين خطوة" (3) فقلت لهم: قوموا من عند هذا الكذاب".
حدثني مسلم بن الحجاج قال: سمعت إسحاق بن راهويه (4) قال: أتيت أبا داود سليمان بن عمرو فقلت في نفسي لأسألنه عن شيء لا أعرف فيه من قول المتقدمين شيئاً فقلت له: يا أبا داود ما عندك في التوقيت بين دَمي المرأة في
__________
(1) في تاريخ بغداد ج9/16 (حدثنا) .
(2) سليمان بن طرخان التيمي، مضت ترجمته.
(3) رواه ابن الجوزي في الموضوعات ج2/ 174-178 وقال فيه عن ابن عمر وابن عمرو وابن عباس وأنس وجابر وأبي هريرة رضي الله عنهم. فأما حديث ابن عمر فله خمسة طرق وذكرها وذكر رواية ابن عمرو ورواية ابن عباس. وقال: "وأما حديث أنس فله ثلاثة طرق ومنها رواية ذكرها ابن الجوزي بسنده إلى ابن وارة من طريق الخطيب، عن شيخه البرقاني وهي المذكورة هنا. وذكر حديث جابر من طريقين وذكر رواية أبي هريرة"، ثم قال: "هذه الأحاديث كلها ليس فيها ما يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ يذكر أسباب ضعف هذه الأحاديث وذكر سبب ضعف هذه الرواية سليمان بن عمرو وهو أبو داود النخعي وذكر أن أحمد قال عنه "كذاب" ومرة قال: "كان يضع الحديث" ويحيى قال عنه: "يعرف بوضع الحديث"، وقال يزيد بن هارون: "لا يحل لأحد أن يروي عنه" وانظر: روايات الحديث والكلام عنها في: اللالىء المصنوعة ج2/ 88-90 وتنزيه الشريعة ج2/138 حيث أورد رواية الخليلي في الإرشاد وهي ضعيفة أيضاً، وتذكرة الموضوعات للفتني ص 69 وقال: "عن ابن عمر طريق سادس أيضاً ضعيف" وانظر: تاريخ بغداد للخطيب ج5/ 105 وج 9/ 214. وانظر كذلك: مجمع الزوائد للهيثمي ج3/ 138 مما رواه الطبراني في الأوسط أو الكبير وأبي يعلى، والمطالب العالية لابن حجر ج2/ 405-406 مما رواه أحمد ابن منيع وأبي يعلى في مسنديهما. وقال: "هذان الحديثان ضعيفان جداً ولا يثبت في هذا شيء" وانظر: المجروحين لابن حبان ج2/ 105 وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج3/ 631 في ترجمة محمد بن عبد الملك وذكر أن أحمد بن حنبل قال عنه: "إني قد رأيت هذا، وكان أعمى يضع الحديث ويكذب" ورواه ابن عدي في الكامل في ترجمة ثور بن يزيد، عن محمد بن المنكدر.
(4) في تاريخ بغداد ج 9/ 20 "قال إسحاق: أتيناه فقلنا له: أيش تعرف في أقل الحيض وأكثره، وما بين الحيضتين من الطهر؟ فقال: "الله أكبر". (حدثني يحيى بن سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحدثنا أبوطوالة عن أبي سعيد الخدري وجعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم" "أقل الحيض ثلاث وأكثره عشر وأقل ما بين الحيضتين خمسة عشر يوما" وكان هو وأبو البختري يضعون الحديث".(2/525)
أقله، وأكثره فقال: أنا أبو طوالة (1) ، عن أنس، ويحيى بن سعيد (2) ، عن سعيد بن المسيب (3) ، وفلان، عن فلان، عن معاذ ابن جبل (4) قالوا: "أقل الحيض ثلاث، وأكثره عشر، وما بين دمي المرأة خمسة عشر، فقلت في نفسي: اذهب فليس في الدنيا أكذب منك".
حدثني أبو زرعة نا أبو علي القهستاني (5) ، عن إسحاق بن راهويه، قال: جلست إلى سليمان بن عمرو فقلت: ما تقول في الراهن والمرتهن يختلفان؟ فقال: حدثنا عبد الله (6) ، عن نافع، عن ابن عمر، وحدثنا أبو حازم (7) ، عن
__________
(1) (ع) عبد الله بن عبد الرحمن بن سر بن حزم بن زيد الأنصاري البخاري أبوطوالة المدني. كان قاضي المدينة في زمن عمر بن عبد العزيز، روى عن أنس وعطاء بن يسار والزهري وغيرهم، وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري وأبو إسحاق الفزاري وغيرهم. قال الدقاق: "لا بعرف في المحدثين من يكنى أبا طوالة سواه. قال أحمد وابن معين وابن سعد والترمذي والنسائي وابن حبان والدارقطني: "ثقة" زاد محمد ابن سعد كثير الحديث. ت 134 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج5/297.
(2) يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة الأنصاري مضت ترجمته.
(3) سعيد بن المسبب، مضت ترجمته.
(4) (ع) معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائد الأنصاري الخزرجي أبو عبد الرحمن المدني، أسلم وهو ابن (18) سنة وشهد بدراً والعقبة والمشاهد، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال عمر رضي الله عنه: "عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ لولا معاذ هلك عمر" ت 7 1 أو 8 1 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج10/186-188، الإصابة ج6/136-138.
(5) (كن ق) عبد الله بن الجراح بن سعد التيمي أبو محمد القهستاني روى عن حماد بن زيد ومالك والدراوردي وغيرهم. وعنه أبو داود والنسائي في حديث مالك وابن ماجة وأبو زرعة وقال عنه: "صدوق" وغيرهم. قال الحاكم: "محدث كبير سكن نيسابور وبها انتشر علمه" ت 232 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 5/ 169، والجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 27-28 وهذا الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد ج 9/ 20 بسنده إلى البرذعي.
(6) في تاريخ بغداد ج 9/ 20 (عبيد) .
(7) (ع) سلمة بن دينار أبو حازم الأعرج الأفزر التمار المدني القاضي مولى الأسود بن سفيان المخزومي. روى عن سهل بن سعد الساعدي وأبي إمامة وسعيد بن المسيب وغيرهم، وعنه الزهري وعبيد الله بن عمر ومالك وغيرهم. قال أحمد وأبو حاتم والعجلي والنسائي: "ثقة" وقال ابن خزيمة: "ثقة لم يكن في زمانه مثله" ت ما بين 130-140هـ انظر: تهذيب التهذيب ج4/143-144، تذكرة الحفاظ ج1/ 133-134.(2/526)
سهل بن سعد (1) قالا (2) : "القول قول الراهن. فقلت لا أدري (3) في الدنيا أكذب من هذا".
سألت أبا زرعة عن عثمان بن اليمان (4) ؟ فقال: "شيخ في حديثه مناكير".
قلت: يحيى بن العلاء (5) ؟ قال: "واهي الحديث".
قلت: أبو الجهم (6) الذي روى عنه هشيم (7) ؟ قال: "واهي الحديث".
__________
(1) (ع) سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة الخزرجي الأنصاري الساعدي أبو العباس ويقال أبو يحيى له ولأبيه صحبة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبيّ بن كعب وعاصم بن عدي وعمرو بن عبسة ومروان بن الحكم، وعنه ابنه عباس والزهري وأبو حازم بن دينار وغيرهم، وهو آخر من مات بالمدينة من الصحابة. ت 91 هـ وقيل قبل ذلك. انظر: تهذيب التهذيب ج4/ 252-253، الإصابة ج 3/ 200.
(2) كذا في تاريخ بغداد ج 9/ 20 وفي الأصل (قال) .
(3) وفي تاريخ بغدادخ 9/ 20 (لا أرى) .
(4) (س) عثمان بن يمان بن هارون الحداني أبو محمد اللؤلؤى، أصله من هراة، سكن مكة. روى عن حفص بن سليمان الغاضري المقرىء والثوري وموسى بن علي ابن رباع وغيرهم. وعنه محمد بن عباد المكي ومحمود بن غيلان وغيرهما. روى له النسائي حديثاً واحدا موقوفاً عن عمر في النهى عن إتيان النساء في أدبارهن. انظر: تهذيب التهذيب ج7/ 160، الجرح والتعديل ج3/ ق1/ 173.
(5) (دق) يحيى بن العلاء العجلي أبو سلمة ويقال أبو عمرو الرازي ت ما بين 150-160 هـ، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 180 "سمعت أبا زرعة يقول: أصله كوفي وكان يكون بالري ينزل بفورارد. قيل لأبي زرعة ما حاله؟ قال: في حديثه ضعف" واكتفى في تهذيب التهذيب ج11/ 262 بقوله: "في حديثه ضعف".
(6) أبو الجهم الإيادي ذكر الذهي في ميزان الاعتدال ج2/ 307 اسمه صبيح بن عبد الله، وقيل بن القاسم. روى عن الزهري، وعنه هشيم. قال ابن أيى حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 355 "سئل أبو زرعة عن أبي الجهم الذي روى عنه هشيم فقال واهي الحديث" واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج4/ 512 بقوله: "واه".
(7) هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار الواسطي، مضت ترجمته.(2/527)
قلت: ممن سمعت ذاك الحديث؟ قال: "حدثنا أحمد بن حنبل (1) ومسدد (2) ، ثم قال: لا يرويه، عن هشيم إلا الكبار".
قلت: حدثنا شيخ ببغداد، عن هشيم. قال لي: من حميد (3) ؟ قلت: نعم. فضحك.
وقال لي أبو زرعة في إبراهيم بن موسى: "لم يكن في كتبه من الضعف إلا رجلين عبد العزيز بن أبان (4) ، وأبو [18-ب-] قتادة الحراني" (5) ، ثم قال: "كأنه قد جمع له الثقات".
وقال لي أبو زرعة: "أبو الجمل أيوب بن محمد (6) منكر الحديث"، وقال لي
__________
(1) نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 354 عن حامد بن أحمد البغدادي أنه قال: "سألت أحمد بن حنبل عن حديث هشيم عن أبي الجهم. فقال: ما تصنع بأب الجهم، أبو الجهم مجهول" وكذا نقل الذهبي قول أحمد فيه في ميزان الاعتدال ج4/ 512.
(2) (خ دت س) مسدد بن مسرهد بن مسربل البصري الأسدي أبو الحسن الحافظ، روى عن هشيم ويزيد بن زريع وفضيل بن عياض وغيرهم، وعنه البخاري وأبو داود، وروى له أيضاً. والترمذي والنسائي بواسطة محمد بن محمد بن خلاد والجوزجاني وغيرهم، أول من صنف المسند بالبصرة. قال ابن معين "ثقة ثقة" ت 228 هـ، انظر: تذكرة الحفاظ ج 2/ 421- 422، تهذيب التهذيب ج10/ 107- 109.
(3) حميد بن الربيع بن حميد بن مالك بن سحيم بن عائذ الله أبو الحسن اللخمي الكوفي قدم بغداد وحدث بها عن هشيم بن بشير وسفيان بن عيينة ويحيى بن آدم وغيرهم، كان ممن تكلم فيه وطعن عليه يحيى بن معين وقال: "أو يكتب عن ذاك أحد؟ ذاك كذاب خبيث، غير ثقة ولا مأمون، يشرب الخمر، ويأخذ دراهم الناس ويكابرهم عليها حتى يصالحوه". ت 258 هـ، كذا في تاريخ بغداد ج8/ 162-165 وفيه نقل الخطيب عن ابن أبي حاتم أنه قال: "ماكان أحمد بن حنبل يقول في حميد بن الربيع إلا خيراً، وكذلك أبي وأبو زرعة" وفي الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 222 قال ابن أبي حاتم: "سمع منه أبي وأبو زرعة ومحمد بن مسلم وسمعت منه ببغداد تكلم الناس فيه فتركت التحديث عنه".
(4) عبد العزيز بن أبان بن محمد الأموي أبو خالد الكوفي، مضت ترجمته.
(5) عبد الله بن واقد، الحراني، أبو قتادة، مضت ترجمته.
(6) أيوب بن محمد، أبو سبل العجلي اليمامي ولقبه أبو جمل، نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج ا/ ق1/257 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "منكر الحديث" وكذا في ميزان الاعتدال 1/292، ولسان الميزان ج1/ 487، وأسماء الضعفاء لابن الجوزي.(2/528)
مرة أخرى: "في حديثه الجزور، عن عشرة يروي مثل هذا، عن عطاء (1) ، عن أبي عبد الرحمن (2) ، عن عبد الله (3) أف يعني حديث الجزور، عن عشرة".
قلت: مرو بن شمر (4) ؟ قال: "ضعيف الحديث".
قلت: عبد الله بن عيسى الخزاز أبو خلف (5) ؟ قال: "منكر الحديث".
وشهدته ذكر المعلى بن هلال (6) فقال له: أي شيء كان تنكر عليه؟ قال: "الكذب".
حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس قال: "قال أبونعيم (7) قال لي ابن المبارك (8) عندكم بالكوفة رجل يكذب؟ قلت: من عندنا يكذب؟ قال: معلى بن هلال".
__________
(1) عطاء بن السائب بن مالك الثقفي، مضت ترجمته.
(2) (ع) عبد الله بن حبيب بن ربيعة بالتصغير، أبو عبد الرحمن السلمي الكوفي القاري، ولأبيه صحبة. روى عن عمر وعثمان وعلي وسعد وخالد بن الوليد، وأبي مسعود، وغيرهم، وعنه سعيد بن جبير وأبو إسحاق السبيعي، وعطاء بن السائب. قال العجلي: "كوفي، تابعي، ثقة"، قال شعبة لم يسمع من ابن مسعود (أي عبد الله) ت بعد 70 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج5/183-184، طبقات القراء للجزري ج 1/413-414.
(3) عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، مضت ترجمته.
(4) عمرو بن عمر الجعفي الكوفي الشيعي، أبو عبد الله، قال عنه ابن حبان في المجروحين ج2/74 "كان رافضياً يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ممن يروي الموضوعات عن الثقات في فضائل أهل البيت عليهم السلام وغيرها، لا يحل كتبة حديثه إلا على جهة التعجب" ت 157 هـ، في آخر ولاية أبي جعفر المنصور. نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/240 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "ضعيف الحديث" وكذا في لسان الميزان ج4/ 367.
(5) (زت) عبد الله بن عيسى بن خالد أبو خلف البصري صاحب الحرير الخزاز، نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 127 قول أبي زرعة فيه. وانظر كذلك: ميزان الاعتدال ج 2/ 470، وتهذيب التهذيب ج5/ 353.
(6) معلى بن هلال بن سويد الحضرمي، ويقال الجحفي أبو عبد الله الكوفي، مضى قول أبي زرعة فيه، مع ترجمته.
(7) الفضل بن دكين الكوفي، مضت ترجمته.
(8) عبد الله بن المبارك، مضت ترجمته.(2/529)
حدثني محمد بن يعقوب الرازي، نا علي بن محمد (1) قال: سمعت أبا نعيم يقول: "كان المعلى بن هلال نظر إلى حديث رواه سفيان، عن جابر، عن عبد الله بن يزيد، عن ابن عمر، فترك سفيان، وجابرا، وجعل عبد الله ابن يزيد عبد الرحمن بن آدم تأول فيه أنه من بني آدم، فأتيته، فقلت من عبد الرحمن بن آدم؟ قال: شيخ لقيته، قال: وسمعت سفيان يقول: "المعلى يكذب" (2) .
حدثنا معاذ بن محمد النسائي (3) قال: "سمعت أبا توبة (4) قال: قلت لابن المبارك ما آل محمد؟ فسكت ساعة".
فقلت: إن شيخا من أهل العراق حدثني عن ابن أبي نجيح (5) ، عن
__________
(1) (عس ق) علي بن محمد بن إسحاق بن أبي شداد، أبو الحسن الطنافسي، الكوفي، مولى آل الخطاب، سكن الري وقزوين. روى عن حفص بن غياث وابن عيينة وابن نمير وغيرهم، وعنه ابن ماجة والنسائي في مسند علي وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم. قال أبو حاتم: "كان ثقة صدوقاً، وهو أحب إلي من أبي بكر بن أبي شيبة في الفضل والصلاح". ت 232 هـ، وقيل بعدها. انظر: تهذيب التهذيب ج7/ 378- 379، تذكرة الحفاظ ج 2/445، الجرح والتعديل ج3/ ق 1/202.
(2) نقل في تهذيب التهذيب ج10/ 241 عن أيى نعيم أنه قال: "كنت أمشي مع ابن عيينة فمررنا بمعلى بن هلال فقال لي سفيان إن هذا من أكذب الناس، وقال في موضع آخر كان كذاباً" ونقل أيضاً في ج10/ 242 عن أبي نعيم أيضاً أنه قال: "كان سفيان الثوري لايرمي أحداً بالكذب إلا معلى بن هلال" وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ج4/ 152: "رماه السفيانان بالكذب".
(3) معاذ بن محمد بن مخلد بن مطر النسائي الرؤاسي العامري البطين، روى عن يحيى بن بكير والربيع بن نافع وغيرها، قال ابن أبي حاتم: "قدم علينا حاجاً وأتاه أبي مسلما وسمعت منه مع أبي وهو صدوق". انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 251.
(4) (خ م دس ق) الربيع بن نافع أبو توبة الحلبي سكن طرسوس، روى عن أبي إسحاق الفزاري، وابن عيينة وعيسى بن يونس وغيرهم، وعنه أبو داود فأكثر والبخاري بواسطة الحسن بن صباح البزار والنسائي بواسطة إبراهيم بن يعقوب وغيرهم. قال أبو حاتم عنه: "ثقة صدوق حجة" ت 241 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج3/ 252.
(5) عبد الله بن أبي نجيح يسار الثقفي، مضت ترجمته.(2/530)
مجاهد (1) ، عن ابن عباس (2) ، عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنهم أمته" (3) . فقال: ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، وكرر ذلك مرارا من هذا؟ فلم أخبره، فأعاد؟ فقلت: المعلى بن هلال. فقال: "وما يدعوك إلى مثل المعلى إنا نحفظ عنكم كما تحفظون عنا فلا تذكروا مثل هذا".
وسألت أبا زرعة، عن عبد الله بن ميمون القداح (4) ؟ فقال: "واهي الحديث".
سألته عن يحيى بن عمرو بن مالك (5) ؟ فقال: "ليس بشيء، واهي ضعيف"، أو كلمة نحوها.
وسئل عن موسى بن عمير (6) ؟ وأنا شاهد، فقال: لا بأس به (7) . فقلت
__________
(1) مجاهد بن جبر أبو الحجاج المخزومي المكي، مضت ترجمته.
(2) عبد الله بن عباس مضت ترجمته، وفي تهذيب التهذيب ج10/ 242 "قال الآجري عن أبي داود روى أربعين حديثاً عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس كلها مختلفة".
(3) لم أقف على هذه الرواية.
(4) (ت) عبد الله بن ميمون بن داود القداح المخزومي، مولاهم المكي. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 172 "سئل أبو زرعة عنه فقال: هو واهي الحديث" وكذا في ميزان الاعتدال ج2/ 512، وتهذيب التهذيب ج 6/ 49 وفيه قال عنه الترمذي: "منكر الحديث" وله عنده حديث جابر في الإيمان بالقدر.
(5) يحيى بن عمرو بن مالك البكري، مضت ترجمته، وقول أبي زرعة فيه.
(6) (س) موسى بن عمير التميمي العنبري الكوفي. روى عن علقمة بن وائل والشعبي وغيرهما، وعنه وكيع وابن المبارك وأبو نعيم وغيرهم، له في سنن النسائي حديث واحد في الصلاة، نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 155 عن ابن نمير أنه قال: "موسى بن عمير اثنان بالكوفة، فالذي روى عنه وكيع هو ثقة" ونقل عن أبي زرعة أنه قال عنه: "لا بأس به" وكذا نقل قوله في تهذيب التهذيب ج10/ 364.
(7) (فقلت له: تقول هذا عن موسى بن عمير، وأنا شاهد. فقال: "لا بأس به" الكلام المحصور ما بين القوسين كذا ورد بالأصل وأراه مكرراً والله أعلم.(2/531)
له: تقول هذا في موسى بن عمير (1) ، وقد روى عن الحكم (2) ما روى؟ قال: "ليس ذاك أعني، إنما أعني الذي روى عنه وكيع (3) ويحدث عن علقمة بن وائل (4) ، وهو لا بأس به، أما الذي ذهبت إليه فضعيف".
وسئل عن الهيثم بن جماز (5) ؟ فقال: "ضعيف".
وسئل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم (من قاد مكفوفاً) (6) فقال: "لايصح هذا إلا عن أبي بصرة" (7) .
قلت: محمد بن عبد الملك (8) ، عن محمد بن المنكدر (9) ؟ فحرك
__________
(1) موسى بن عمير القرشي مولى آل جعدة المخزومي أبو هارون الكوفي الأعمى، روى عن مكحول وأبي جعفر الباقر وجعفر الصادق والحكم بن عتيبة وغيرهم ونقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 155 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "ضعيف" وكذا في تهذيب التهذيب ج10/ 365، وهذا الخبر الذي ميز أبو زرعة فيه بين الروايين، رواه الخطيب في تاريخ بغداد ج 13/ 21 بسنده إلى البرذعي.
(2) (ع) الحكم بن عتيبة الكندي مولاهم أبو محمد ويقال أبو عبد الله ويقال أبو عمر الكوفي، روى عن قيس بن أبي حازم وعطاء وطاووس وغيرهم، وعنه أبو إسحاق السبيعي والأوزاعي وشعبة وغيرهم. قال أبو حاتم وابن معين والنسائي: "ثقة" ت 113 أو 114 أو115هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج2/ 432- 434، الجرح والتعديل ج 1/ ق2/123- 125.
(3) وكيع بن الجراح الرواعي أبو سفيان الكوفي، مضت ترجمته.
(4) (ي م 4) علقمة بن وائل بن حجر الحضرمي الكندي الكوفي، روى عن أبيه والمغيرة ابن شعبة وطارق بن سويد على خلاف فيه، وعنه أخوه عبد الجبار وابن أخيه سعيد بن عبد الجبار وغيرهم. قال ابن سعد: "كان ثقة قليل الحديث ... ". انظر: تهذيب التهذيب ج 7/ 280.
(5) الهيثم بن جماز البكار بصري، روى عن يحيى بن أبي كثير وغيره وعنه النضر بن شميل وغيره، نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 81 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "ضعيف" وكذا في لسان الميزان ج6/205.
(6) مضى تخريج هذا الحديث. ص 662.
(7) أبو بصرة الغفاري بن بصرة بن أبي بصرة بن وقاص بن حبيب بن غفار وقيل في اسمه غير ذلك، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه أبو هريرة وأبو الخير اليزني وغيرهما، شهد فتح مصر واختلط بها ومات بها ودفن في مقبرتها. انظر: الإصابة ج7/ 43، الاستيعاب ص 1611 والجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 517.
(8) محمد بن عبد الملك الأنصاري المديني الضرير، سيأتي ذكره في أسامي الضعفاء لأبي زرعة.
(9) محمد بن المنكدر بن عبد الله التيمي أبو عبد الله، مضت ترجمته.(2/532)
[19-أ-] رأسه، وقال: "لا أصل له عندي"، وقد رواه مسلم بن سالم (1) ، عن علي بن عدرة (2) . فقلت: سلم بن سالم كيف هو؟ قال: أخبرني بعض الخراسانيين، قال: سمعت ابن المبارك يقول: "اتق حيات سلم بن سالم لا تلسعك. فقلت: تحفظ من حدثك؟ فقال: نعم هو إنسان لا أرضاه. قلت: من هو؟ قال: أبو الصلت الهروي" (3) .
وذكرت لأبي زرعة مسائل عبد الرحمن بن القاسم (4) ، عن مالك، فقال: "عنده ثلثمائة جلد، أو نحوه، عن مالك مسائل (أسدية) " قلت: وما الأسدية؟
__________
(1) سلم بن سالم البلخي أبو محمد الزاهد قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 267 "سئل أبو زرعة عن سلم بن سالم فقال أخبرني بعض الخراسانيين قال سمعت ابن المبارك يقول: "اتق حيات سلم بن سالم لا تلسعك" وقال: "سمعت أبا زرعة يقول: ما أعلم أني حدثت عن سلم بن سالم إلا أظنه مرة قلت: كيف كان في الحديث؟ قال: لا يكتب حديثه كان مرجئاً وكان لا- وأومى بيده إلى فيه- يعني لا يصدق" وكذا في ميزان الاعتدال ج2/ 185 وفيه أيضاً "قال ابن المبارك فيما رواه أبو زرعة عن بعض الخراسانيين عنه: اتق حيات سلم لا تلسعك" وكذا في لسان الميزان ج3/ 63، واكتفى ابن الجوزي في أسماء الضعفاء بقوله: "لا يكتب حديثه".
(2) كتبت بالأصل هكذا (على بن عدرة) ولم أقف على ترجمته.
(3) (ق) عبد السلام بن صالح بن سليمان بن أيوب بن ميسرة القرشي مولاهم أبو الصلت الهروي. قال ابن أبي حاتم: "وأما أبو زرعة فأمر أن يضرب على حديث أبي الصلت وقال لا أحدث عنه ولا أرضاه" انظر: الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 48، تهذيب التهذيب ج 6/321، وانظر قوله في: ميزان الاعتدال ج2/ 616 باختصار.
(4) (خ مدس) عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة العتقي أبو عبد الله المصري الفقيه. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 279 "سئل أبو زرعة عنه فقال: مصري ثقة، رجل صالح، كان عنده ثلثمائة جلد أو نحوه عن مالك مسائل مما سأله أسد، رجل من أهل المغرب كان سأل محمد بن الحسن عن مسائل ثم سأل ابن وهب أن يجيب بما كان عنده عن مالك وما لم يكن عنده عن مالك فمن عنده، فلم يفعل. فأتى عبد الرحمن بن القاسم فتوسع له فأجابه على هذا فالناس يتكلمون في هذه المسائل) وكذا في تهذيب التهذيب ج6/ 253، والانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء ص 50-51.(2/533)
فقال: "كان رجل من أهل المغرب يقال له أسد (1) ، رحل إلى محمد ابن الحسن (2) فسأله عن هذه المسائل ثم قدم مصر فأتى عبد الله بن وهب (3) فسأله أن يسأله عن تلك المسائل مما كان عنده فيها، عن مالك أجابه، وما لم يكن عنده عن مالك، قاس على قول مالك. فأتى عبد الرحمن بن القاسم فتوسع (4) له فأجابه على هذا فالناس يتكلمون في هذه المسائل".
قلت: الوليد بن جميل (5) ؟ قال: "شيخ لين حدث عنه سلمة بن رجاء (6) ،
__________
(1) أسد بن الفرات يكنى أبا عبد الله مولى بني سليم، كان أوله من خراسان نيسابور سمع من مالك موطأه ثم ذهب إلى العراق فلقي أصحاب أيى حنيفة، وكتب الحديث عن يحيى بن زكرياء والمسيب بن شريك وغيرهما. قال أبو العرب: وكان أسد ثقة، لم يكن فيه شيء من البدع، خرج بجيش لغزو صقلية فمات سنة 212 هـ، بها ولم يستكمل فتحها. انظر: طبقات علماء أفريقة وتونس ص 163-166، الديباج المذهب ج 5/301-306، تذكرة الحفاظ ج1/ 248، تاريخ قضاة الأندلس ص 54، ترتيب المدارك ج2/ 465.
(2) محمد بن الحسن بن فرقد أبو عبد الله الشيباني مولاهم صاحب أبي حنيفة وإمام أهل الرأي، أصله دمشقي من أهل قرية حرستا ولد بواسط، ونشأ بالكوفة وسمع بها العلم من أبي حنيفة وسفيان الثوري ومالك بن مغول وكان الرشيد ولاه القضاء وخرج معه في سفره إلى خراسان فمات بالري ودفن بها سنة 189 هـ، انظر: تاريخ بغداد ج2/ 172- 82 1، الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 227 والانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء ص 174-175.
(3) (في تهذيب التهذيب ج7/ 111 قال ابن وهب "أول من قدم مصر بمسائل مالك، عثمان بن الحكم وعبد الرحيم بن خالد بن يزيد" وعبد الله بن وهب هو (ع) عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمد المصري الفقيه، روى عن الليث بن سعد وابن لهيعة وغيرهما، وعنه عبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن صالح المصري وعلي بن المديني. قال عنه أبو زرعة: "نظرت في نحو ثلاثين ألفاً من حديث ابن وهب بمصر وغيرمصر لا أعلم أني رأيت له حديثاً لا أصل له، وهو ثقة" ت 197 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 6/ 71- 74، الجرح والتعديل ج 2/ ق2/189- 190، تذكرة الحفاظ ج 1/304-306) .
(4) هذه الكلمة كتبت بالأصل هكذا (موضع) والصواب ما أثبتناه وهي كذلك في الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 279، وتهذيب التهذيب ج6/ 253، والانتقاء ص 0 5- 1 5.
(5) (بخ ت ق) الوليد بن جميل بن قيس القرشي، ويقال الكندي أبو الحجاج الفلسطيني، يماني الأصل. قال عنه أبو زرعة: "شيخ لين الحديث" انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 3 وكذا في تهذيب التهذيب ج11/ 132، والترغيب والترهيب ج4/ 579، واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج4/ 337 بقوله "شيخ لين".
(6) (خ ت ق) سلمة بن رجاء التميمي أبو عبد الرحمن الكوفي، روى عن إبراهيم بن أبي عبلة وحجاج بن أرطاة وهشام بن عروة وغيرهم. وعنه محمد بن عبد الله بن نمير وغيره. قال عنه أبو زرعة: "صدوق" انظر: تهذيب التهذيب ج4/ 144- 145 والجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 160.(2/534)
وصدقة بن عبد الله (1) ويزيد (2) ، وأبو النضر (3) .
قلت: الحكم بن فضيل (4) ؟ قال: "وهذا أيضاً شيخ ليس بذاك حدث عنه، أبو النضر، ومحمد بن أبان" (5) .
وسمعته يقول: "أيوب بن سيار (6) ضعيف، ومحمد بن أبي هند (7) ضعيف".
__________
(1) (ت س ق) صدقة بن عبد الله السمين أبو معاوية ويقال أبو محمد الدمشقي، روى عن ابن جريج وهشام بن عروة والأوزاعي وغيرهم، وعنه بقية ووكيع وغيرهما. قال البخاري وأبو زرعة والنسائي: "ضعيف". انظر: تهذيب التهذيب ج4/ 415-416، الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 429- 430.
(2) يزيد بن هارون الواسطي، مضت ترجمته.
(3) هاشم بن القاسم بن مسلم بن مقسم الليثي أبو النضر البغدادي الحافظ مضت ترجمته.
(4) (هب) الحكم بن فضيل، أبو محمد الواسطي. نزل المدائن، ت 175هـ، روى الخطيب في تاريخ بغداد ج8/ 222-223، بسنده إلى البرذعي قول أبي زرعة فيه ولم بذكر (وهذا أيضاً) وفي الجرح والتعديل ج ا/ ق2/ 127 نقل ابن أبي حاتم عن أبي زرعة أنه قال عنه: "هو شيخ ليس بذاك" وفي تعجيل المنفعة ص 69 اكتفى بقوله: "ليس بذاك" وكذا في. ميزان الاعتدال ج1/ 578، ولسان الميزان ج2/ 337، وأسماء الضعفاء لابن الجوزي.
(5) (خ) محمد بن أبان بن عمران بن زياد بن ناصح، ويقال ابن صالح السلمي ويقال القرشي أبو الحسن ويقال أبو عبد الله ويقال أبو عمران الواسطي الطحان، روى عن الحمادين وهشيم وغيرهم، وعنه أبو زرعة الرازي وأبو يعلى وبقى بن مخلد وغيرهم. ولد سنة 147هـ وتوفى سنة 239 هـ، وقيل قبله. انظر: تهذيب التهذيب ج 9/ 2-3 والجرح والتعديل ج 3/ ق 2/199.
(6) أيوب بن سيار الزهري المدني يعد في أهل فيد، نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/248 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "ضعيف الحديث" وكذا في أسماء الضعفاء لابن الجوزي وكناه أبا سيار.
(7) محمد بن أبي هند، لم أقف على ترجمته.(2/535)
قلت: عاصم بن هلال (1) ؟ قال: "ما أدري ما أقول لكم، حدث عنه الناس، وقد حدث عن أيوب (2) بأحاديث مناكير".
قلت: زيد بن واقد (3) ، شيخ كان بالري؟ قال: "نعم قد رأيته يحدث عن السدي (4) ، وأبي هارون العبدي (5) ، ليس بشيء".
قلت: يحيى بن نصر بن حاجب (6) ؟ قال: "ليس بشيء".
__________
(1) (س) عاصم بن هلال البارقي ويقال العنبري أبو النضر البصري إمام مسجد أيوب، روى عن أيوب السختياني، سمع منه عمرو بن علي سنة 180 هـ. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج3/ق1/351 سئل أبو زرعة عنه فقال: "صالح هو شيخ ما أدري ما أقول لكم، حدث عن أيوب بأحاديث مناكير، وقد حدث الناس عنه" واكتفى في تهذيب التهذيب ج5/58 بقوله: "قال أبو زرعة حدث بأحاديث مناكير عن أيوب وقد حدث عنه الناس".
(2) (ع) أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني أبو بكر البصري مولى عنزة ويقال مولى جهينة، رأى أنس بن مالك وحميد بن هلال وعكرمة، وعنه الأعمش والحمادان والسفيانان وغيرهم. قال ابن سعد: "كان ثقة ثبتاً في الحديث جامعاً كثير العلم حجة عدلاً" ت 131 هـ وقيل قبلها. انظر: ترجمته في: تهذيب التهذيب ج1/ 397-399، تذكرة الحفاظ ج 1/ 130-132.
(3) زيد بن واقد البصري أبو علي السمتي نزيل الري، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج ا/ ق2/ 574-575 سئل أبو زرعة عنه فقال: "هذا شيخ كان بالري قد رأيته يحدث عن السدي وأبي هارون العبدي ليس بشيء" واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج2/ 106 بقوله: "ليس بشيء" وكذا في لسان الميزان ج2/ 512، وأسماء الضعفاء لابن الجوزي.
(4) بالأصل كتبت هكذا (السري) والصواب السدي، وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة، مضت ترجمته.
(5) بالأصل كتبت هكذا (العنوي) والصواب (العبدي) وهو عمارة بن جوين البصري، مضت ترجمته.
(6) يحيى بن نصر بن حاجب بن عمرو بن سلمة، القرشي، من أهل مرو، نزل بغداد وحدث بها. ت 215 هـ، روى الخطيب في تاريخ بغداد ج 14/ 160 بسنده إلى البرذعي قول أبي زرعة فيه. وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 193 "سألت أبا زرعة عن يحيى بن نصر بن حاجب فقال: ليس بشيء، سل أباك عنه، فإنه كتب عنه بالري وببغداد"، ونقل في ميزان الاعتدال ج4/ 412 عن أبي زرعة قوله فيه: "ليس بشيء" وفي تاريخ بغداد ج 14/ 160 والجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 193 قال أبو حاتم: "قلت ليحيى بن نصر بن حاجب إيش قصتك مع أصحاب الحديث منقبضين عنك؟ قال: كان بيني وبين بشر المريسي في الحداثة معرفة فلما قدمت أتاني مسلما علي. قيل لأبي فضعف حاله لذلك؟ قال: هو ادعى ذلك، وعندي بليته قدم رجاله".(2/536)
قلت: قطن بن نُسَير (1) ؟ فرأيته يحمل عليه، وقال: "حدث عن جعفر ابن سليمان (2) ، عن ثابت (3) ، عن أنس، قصته لا أعلم أحدا يقول قصته، عن أنس غيره، وذكر أيضا مما ينكر عليه في روايته".
قلت: العباس بن طالب (4) ؟ قال: "بصري وقع إلى ناحية مصر".
قلت: كيف حديثه؟ قال: "ليس بذاك".
قلت: عبد الله بن حسين بن عطاء بن يسار (5) ؟ قال: "ضعيف، حدث عن سهيل (6) ، عن أبيه (7) ، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم
__________
(1) (م دت) قطن بن نسير البصري أبو عباد الغبيري المعروف بالذراع قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 138 "سئل أبو زرعة عنه فرأيته يحمل عليه، ثم ذكر أنه روى أحادبث- عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس، مما أنكر عليه" وكذا في تهذيب التهذيب ج 8/ 382، وفيه "روى عنه مسلم حديثاً واحداً في فضل ثابت بن قيس بن شماس وأبو داود. روى الترمذي عن أبي داود عنه حديث أنس ليسأل أحدكم ربه حاجته حتى في شسع نعله إذا انقطع" وذكر رواية الترمذي عن أبي داود الذهبي أيضاً في ميزان الاعتدال ج 3/ 391 وقال ابن الجوزي في أسماء الضعفاء: "كان أبو زرعة يحمل عليه".
(2) (بخ م 4) جعفر بن سليمان الضبعي أبو سليمان البصري، روي عن ثابت البناني وغيره، وعنه الثوري وابن المبارك، وقطن، وغيرهم. قال عنه أحمد: "لا بأس به" وقال ابن معين: "ثقة" ت 78 1 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 5/92- 98.
(3) ثابت بن أسلم البناني، مضت ترجمته.
(4) عباس بن طالب، نزيل مصر، بصري، سمع منه أبو حاتم الرازي بمصر سنة 216هـ قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 216 "سئل أبو زرعة عنه فقال: بصري وقع إلى مصر، ليس بذاك" واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج2/ 384 بقوله: "ليس بذاك".
(5) (بخ ق) عبد الله بن الحسين بن عطاء بن يسار الهلالي المدني مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن أبي حاتم: "سئل أبو زرعة عنه فقال: ضعيف" انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 35 وكذا أسماء الضعفاء لابن الجوزي، وميزان الاعتدال ج2/ 408، وتهذيب التهذيب ج5/ 187 وفيه "له عندهما في القول عند الخروج من البيت".
(6) سهيل بن أبي صالح ذكوان السمان، مضت ترجمته.
(7) ذكوان السمان، مضت ترجمته.(2/537)
"التكلان على الله" (1) وإنما هو عن سهيل عن أبيه، عن السلولي (2) ، عن كعب" (3) .
قلت: علي حميد السلولي (4) ، شيخ أهوازي لا أعرفه؟.قال: "يحدث عن شعبة (5) ، عن أبي إسحاق (6) ، عن أبي الأحوص (7) ، عن عبد الله (8) ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما عام أمطر من عام" (9) ، قال: "ينبغي أن يكون هذا إبراهيم الهجري".
__________
(1) لم أقف على هذا الحديث.
(2) (ت س ق) عبد الله بن ضمرة السلولي، روى عن أبي الدرداء، وأبي هريرة، وكعب الأحبار، وعنه عطاء بن قرة السلولي، وأبو صالح السمان. قال العجلي: "كوفي تابعي ثقة ... " انظر: تهذيب التهذيب ج5/ 266-267.
(3) (خ م دت س فق) كعب بن ماتع الحميري أبو إسحاق المعروف بكعب الأحبار.
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، أدرك الجاهلية وأسلم في أيام أبي بكر، وقيل في أيام عمر ت 32 هـ. وهو (ثقة) قال ابن حجر: "وليس له في البخاري رواية، وفي مسلم رواية لأبي هريرة عنه من طريق الأعمش عن أبي صالح". انظر: تهذيب التهذيب ج8/ 438- 440، الإصابة ج5/ 647-651.
(4) علي بن حميد السلولي أهوازي، روى عن شعبة. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 183 "سئل أبو زرعة عنه فقال: لا أعرفه" وكذا في ميزان الاعتدال ج3/126، ولسان الميزان ج4/227.
(5) شعبة بن الحجاج الإمام، مضت ترجمته.
(6) (ق) إبراهيم بن مسلم العبدي أبو إسحاق الكوفي المعروف بالهجري، روى عن أبي الأحوص وغيره وعنه شعبة وغيره، قال عنه أبو زرعة: "ضعيف" انظر: تهذيب التهذيب ج1/ 165 وفيه، وفي ميزان الاعتدال ج1/ 65 "قال ابن عدي: إنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبي الأحوص عن عبد الله وعامتها مستقيمة".
(7) (بخ م 4) عوف بن مالك بن نضلة الجشمي أبو الأحوص الكوفي، روي عن عبد الله بن مسعود وأبي هريرة وغيرهما، وعنه أبو إسحاق السبيعي وإبراهيم بن مسلم الهجري وغيرهما. قال عنه ابن معين: "ثقة" قتلته الخوارج أيام الحجاج بن يوسف. انظر: تهذيب التهذيب ج8/ 169 وتاريخ بغداد ج12/290-291.
(8) عبد الله بن مسعود، مضت ترجمته.
(9) هذا الحديث ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج 3/ 126 في ترجمة علي بن حميد السلولي، بنفس السند من طربق شعبة ولفظه "ما أحد بأكسب من أحد، ولا عام بأمطر من عام ... ". وقال: "الحديث غربب جداً، ورواه العقيلي (أبو جعفر محمد ابن عمرو ت 322 هـ) في كتابه الضعفاء في ترجمة علي بن حميد السلولي قال ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أحد بأكسب من أحد ولا عام بأمطر من عام، ولكن الله يصرفه حيث يحب، وإن الله يعطي المال من يحب ومن لا يحب ولايعطي الإيمان إلا من يحب، فإذا أحب عبداً أعطاه الإيمان" ورواه العقيلي أيضاً من طريق عمرو ابن مرزوق عن شعبة موقوفاً، وقال: "هو أولى" وقال: "عن علي بن حميد السلولي، عن شعبة ولا يتابع على رفع حديثه" عن نسخة الظاهرية رقم 362/ حديث، مصورة محفوظة في مكتبة السيد صبحي السامرائي ببغداد.(2/538)
قلت: عصام بن طليق (1) ؟ فقال: "ضعيف الحديث".
قلت: [19-ب-] محمد بن عكاشة الكرماني (2) ؟ فحرك رأسه، وقال: "قد رأيته، وكتبت عنه، وكان كذابا".
قلت: كتبت عنه الرؤيا التي كان يحكيها؟ قال: "نعم كتبت عنه، يزعم أنه عرض على شبابة (3) الإيمان، قول وعمل، يزيد وينقص".
__________
(1) (صد) عصام بن طليق الطفاوي، بصري، نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق2/26 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "ضعيف الحديث" وكذا في تهذيب التهذيب ج 7/195، وميزان الاعتدال ج3/ 67.
(2) محمد بن عكاشة الكرماني وهو محمد بن إسحاق العكاشي، وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ج 3/ 650 وهو محمد بن محصن، دلسوه ونسبوه إلى جده البعيد. وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج4/ ق1/ 52 "سئل أبو زرعة عنه فقال: لقد رأيته وكتبت عنه وكان كذابا، قدم علينا مع محمد بن رافع النيسابوري وكان رفيقه، فأول ما أملى حديث كذب على الله عز وجل، وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم فحدث بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله عز وجل أنه قال: من لم يؤمن بالقدر فليس مني" ونقل ابن الجوزي في أسماء الضعفاء عنه قوله: "كان كذابا" وهذا الخبر نقله ابن حجر في لسان الميزان ج5/ 287-288، عن البرذعي وفيه بعض الألفاظ مغايرة لما هنا.
(3) (ع) شبابة بن سوار الفزاري مولاهم أبو عمرو المدائني. قال أبو حاتم: "صدوق يكتب حديثه ولايحتج به"، وقال ابن عدي: "إنما ذمه الناس للإرجاء الذي كان فيه وأما في الحديث فلا بأس به"، ت 206 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 4/ 300- 302، وميزان الاعتدال ج 2/260- 261.(2/539)
فقال به (1) ، وعلى أبي نعيم أبو بكر، وعمر، وعثمان (2) ، وعلي، فقال به كذاب، لا يحسن أن يكذب أيضا". قلت: أين رأيته؟ قال: "قدم علينا ها هنا مع محمد بن رافع النيسابوري (3) ، وكان رفيقه، فكنت أراه له سمت، فسألت محمد بن رافع عنه؟ فكره أن يقول فيه شيئا، فقال لا يخفى عليك أمره، إذا فاتحته (4) ، وكان نازلا في الخان الذي كنت نازلا فيه خان عبدك (5) ، يعني يرو لي فيه أيام مقامي بالري، فأتيته وهو في المسجد على باب الخان، فقلت: إن رأيت أن تفيدني شيئا فوقع عليه الرعدة ثم كاد أن يصعق، وأقبل بطنه تضطرب، وهالني ذلك هولا شديدا ثم أفاق فابتدأ عليّ أثر الصعقة فكان أول ما استرابه أنه كذب على الله، وعلى رسوله، وعلى علي بن أبي طالب، وعلى ابن عباس. قلت:
__________
(1) وفي لسان الميزان ج5/ 287 "ويزيد وينقص فيه أي به، وأنه عرض على أبي نعيم ثم على عثمان فقال به وهو كذوب ولايحسن أنه يكتب أيضاً، يعني أن شبابة لا يقول بذلك وكذا أبو نعيم. قلت: أين رأيته ... ".
(2) (ع) عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية القرشي أبو عمر أبو عبد الله أمير المؤمنين ذو النورين، رضي الله عنه، أحد السابقين الأولين، والخلفاء الأربعة، والعشرة المبشرة. استشهد في ذي الحجة بعد عيد الأضحى سنة 35 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج7/ 139-142، الإصابة ج 4/ 456- 459.
(3) (خ م دت س) محمد بن رافع بن أبي زيد واسمه سابور القشيري مولاهم أبو عبد الله النيسابوري الزاهد. روى عن ابن عيينة، وأبي داود الطيالسي، وأكثر عن عبد الرزاق وعنه الجماعة، سوى ابن ماجة، وأبو زرعة، وأبو حاتم وغيرهم. قال عنه أبو زرعة: "شيخ صدوق قدم علينا وكان قد رحل مع أحمد" ت 245 هـ، قال الحاكم عنه: "هو شيخ عصره بخراسان في الصدق" انظر: تهذيب التهذيب ج 9/ 160- 162، تذكرة الحفاظ ج 2/ 509- 510.
(4) وفي لسان الميزان ج5/ 287 "قدم هنا مع محمد بن رافع وكان رفيقه، كنت أرى له سمتاً ولقيني محمد بن رافع فكره أن يقول فيه شيئاً وقال لي: لايخفى عليك أمره إذا فاتحته. فقلت إن رأيت أن تفيدني شيئاً. قال نعم ثم كاد أن يصعق واضطرب بطنه فهالني ذلك ثم أقبل علي فقال إن أول ما أملى علي أن كذب على الله وعلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى علي وعلى ابن عباس، فقال حدثنا عبد الرزاق عن معمر ... " واختلاف ألفاظ هذا الخبر يحتمل أن الحافظ ابن حجر تصرف فيها، أو نقله من نسخة ثانية مروية عن البرذعي هكذا ... والله أعلم.
(5) ذكر محمد بن أحمد المقدسي أن: "أهل الري يغيرون أسماءهم يقولون لعلي وحسن، وأحمد، علكا، حسكا، حمكا" انظر: أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، ص 398 وعبدك هنا أصلها (عبد) .(2/540)
وكيف كذب عليهم؟ قال: أول ما أملاه عليّ قال: حدثنا عبد الرزاق (1) ، عن معمر (2) ، عن الزهري (3) ، عن ابن كعب بن مالك (4) ، أن ابن عباس (5) أخبره أن علي بن أبي طالب (6) ، أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبره أن جبريل أخبره أن الله تبارك وتعالى قال: "من لم يؤمن بالقدر فليس مني" أو كهذا من الكلام" (7) .
قلت: مصعب بن ثابت (8) ؟ قال: "ليس بالقوي".
قلت: عبد الله بن محمد بن عجلان (9) ؟ قال: "قد سمعت به ولم أكتب من حديثه شيئاً.
__________
(1) عبد الرزاق الصنعاني، مضت ترجمته.
(2) معمر بن راشد الأزدي، مضت ترجمته.
(3) محمد بن مسلم الزهري، مضت ترجمته.
(4) (ع) كعب بن مالك بن أبي كعب واسمه عمرو بن القين بن كعب الأنصاري السلمي أبو عبد الله، ويقال أبو عبد الرحمن ويقال أبو محمد ويقال أبو بشير المدني الشاعر. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أسيد بن حضير، وعنه أولاده عبد الله وعبيد الله ومحمد ومعبد وعبد الرحمن وابن ابنه عبد الرحمن وغيرهم. ت 51 هـ، وقيل قبلها. وهو أحد الثلاثة الذين تاب الله عليهم وأنزل فيهم وعلى الثلاثة الذين خلفوا وهو أحد السبعين الذين شهدوا العقبة. انظر: تهذيب التهذيب ج 8/ 440- 441، الإصابة ج 5/ 610- 612.
(5) عبد الله بن عباس، مضت ترجمته.
(6) في لسان الميزان ج5/ 288 زاد (رضي الله عنه) .
(7) في لسان الميزان ج5/ 288 (أو نحو هذا) .
(8) (دس ق) مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي، ت 157هـ. نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 304 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "ليس بقوي".
(9) عبد الله بن محمد بن عجلان. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج2/ق2/156 "سئل أبو زرعة عنه فقال: قد سمعت به ولم أكتب عن حديثه شيئا. قيل له حدث إبراهيم بن حمزة عنه عن أبيه عن جده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لاتزال لا إله إلا الله تدفع عن أهل لا إله إلا الله، فقال ما أعظم ما جاء به، ينبغي أن يلقى حديث هذا الشيخ" وكذا في لسان الميزان ج 3/330- 331 إلا أنه قال: "عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ... " وقال: " ... ما أعظم ماجاء به كيف ينبغي ... ".(2/541)
قلت: روى عنه إبراهيم بن حمزة (1) ؟ قال: أشبه. قلت: فمحله عندك محل أهل الصدق؟ قال: لا أدري حتى يعرض علي من حديثه شيئاً، ثم قال لي: هل تحفظ من حديثه شيئا؟ قلت: كتبت من حديثه حديثا شبه الباطل، عن إبراهيم بن حمزة عنه. قال ما هو؟ قلت: يحدث عن أبيه (2) عن جده (3) ، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزال لا إله الا الله تدفع عن أهل لا إله الا الله" (4) ، فقال: "سبحان الله، ما أعظم ما قال. ما أعرف هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عن أبي سهيل بن مالك (5) ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال لي: ينبغي أن تتقي حديث هذا الشيخ".
__________
(1) (خ دس) إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن عبد الله بن الزبير بن العوام المدني أبو إسحاق، روى عن إبراهيم بن سعد والدراوردي وغيرهما. وعنه البخاري وأبو داود روى هو والنسائي عنه بواسطة، والذهلي وأبو زرعة قال ابن سعد: "ثقة صدوق"، ت 230 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج1/ 116-117.
(2) (خت م 4) محمد بن عجلان المدني القرشي مولى فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة أبو عبد الله أحد العلماء العاملين، روى عن أبيه وأنس بن مالك وغيرهما، وعنه صالح بن كيسان ويحيى القطان وغيرهما، قال أبو حاتم والنسائي: "ثقة" ت 148 أو149هـ، وانظر: تهذيب التهذيب ج 9/341- 342.
(3) (خت م 4) عحلان مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة المدني، روى عن مولاته وأبي هريرة وزيد بن ثابت، روى عنه ابنه محمد وبكير بن عبد الله بن الأشج. قال أبو داود لم يرو عنه غير ابنه محمد، وقال النسائي: "لا بأس به". انظر: تهذيب التهذيب ج7/ 162.
(4) ذكره ابن نقطة الحنبلي في التقييد لرواة السنن والمسانيد في بداية الجزء الثاني في ترجمة محمد بن داسة نسخة بريطانيا. وانظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج 2/ ق2/ 156 وذكر فيه قول أبي زرعة في الحديث ورواته، وذكره ابن حجر في لسان الميزان ج 3/ 331، وأورد العقيلي هذا الحديث وقال: "لا يتابع عليه، وقد جاء عن الحسن قوله ... ".
(5) (ع) نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، أبو سهيل، التيمي، المدني. روى عن أبيه وابن عمر وغيرهما، وعنه الزهري ومالك بن أنس وغيرهما. قال أبو حاتم والنسائي: "ثقة" انظر: تهذيب التهذيب ج10/409-410، وطبقات القراء للجزري ج 2/ 0 33- 334 وذكر أنه ت169هـ. أو 170 أو 167 أو 150 أو 157.(2/542)
قلت: إسحاق بن إدريس الأسواري (1) ؟ قال: "ضعيف الحديث، حدث عن أبي معاوية (2) ، وسويد بن أبي حاتم (3) أحاديث مناكير".
قلت: عمر بن عبد الله بن أبي خثعم (4) ؟ قال: "واهي الحديث، حدث عن يحيى بن أبي كثير (5) ثلاثة أحاديث، لو كانت في خمسمائة حديث لأفسدتها".
قلت: الجلد بن أيوب (6) ؟ [20-أ-] قال: "ليس بالقوي".
__________
(1) إسحاق بن إدريس الأسواري البصري أبو يعقوب. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 213 "سئل أبو زرعة عنه فقال: واهي الحديث ضعيف الحديث روى عن سويد بن إبراهيم وأبي معاوية أحاديث منكرة" واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج1/ 184 بقوله: "واه" وكذلك في لسان الميزان ج1/ 352 ونقل ابن الجوزي في أسماء الضعفاء عنه أنه قال: "واهي الحديث".
(2) لعله (ع) شيبان بن عبد الرحمن التيمي مولاهم النحوي أبو معاوية البصري المتوفى سنة164 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج4/ 373-374، أو (ع) محمد بن خازم التميمي مولاهم أبو معاوية الضرير الكوفي المتوفى سنة 195 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 9/ 137- 139.
(3) (بخ) سويد بن إبراهيم الجحدري أبو حاتم الحناط البصري، روى عن الحسن البصري وقتادة وغيرهما، وعنه يحيى القطان وأبو الوليد الطيالسي وغيرهما، قال عنه أبو زرعة: "ليس بقوي حديثه حديث أهل الصدق" ت167هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج 4/270، ميزان الاعتدال ج2/ 247. وورد في الأصل (سويد بن أبي حاتم) بينما في المصادر السابقة ورد سويد بن إبراهيم أبو حاتم وكذا في الجرح والتعديل ج2/ ق1/ 237.
(4) (ت ق) عمر بن عبد الله بن أيى خثعم، وقد ينسب إلى جده ويقال عمر بن خثعم. قال الترمذي عن البخاري: "ضعيف الحديث ذاهب وضغفه جدا". كذا في تهذيب التهذيب ج7/ 468 وفيه "قال البرذعي عن أبي زرعة واهي الحديث، وذكر قوله فيه.." واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج 3/ 211 بقوله: "وهاه أبو زرعة".
(5) يحيى بن أبي كثير الطائي، مضت ترجمته.
(6) الجلد بن أيوب، روى عن أبيه وعن معاوية بن قرة، وعنه الثوري وابن علية وغيرهما، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق 549 "سئل أبو زرعة عنه فقال: ليس بالقوي".(2/543)
قلت: كثير بن سليم (1) ؟ قال: "ضعيف الحديث".
قلت: حسام بن مصك (2) ؟ قال: "واهي الحديث، منكر الحديث".
قلت: إبراهيم بن يزيد المكي (3) ؟ قال: "ضعيف الحديث"، ثم قال: "يقال له الخوزي".
حدثني ابن قهزاذ المروزي (4) ، قال: سمعت الطالقاني يعني أبا إسحاق (5) يقول: سألت عبد الله، يعني ابن المبارك، عن حديث من حديث إبراهيم الخوزي فأبى أن يحدثني عنه فقال له عبد العزيز بن أبي رزمة (6) ، حدثه يا [أ] (7)
__________
(1) (ق) كثير بن سليم الضبي، أبو سلمة المدائني، وليس بالإبلي، ت 170 هـ. نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 152 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "واهي الحديث" وكذا في تهذيب التهذيب ج8/ 416، وأسماء الضعفاء لابن الجوزي، واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج 3/ 405 بقوله: "واه".
(2) (4 تم) حسام بن مصك بن ظالم بن شيطان الأزدي أبو سهل، ت 163 هـ، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 317 سئل أبو زرعة عنه فقال: "واهي الحديث، منكر الحديث"، وكذا في تهذيب التهذيب ج2/ 244، واكتفى ابن الجوزي في أسماء الضعفاء بقوله: "واهي الحديث".
(3) (ت س) إبراهيم بن يزيد الخوزي الأموي أبو إسماعيل المكي مولى عمر بن عبد العزيز، ت151هـ، كان ينزل شعب الخوز. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج ا/ ق1/ 147، "سألت أبا زرعة عن إبراهيم الخوزي قال: منكر الحديث، سكن مكة، وهو ضعيف الحديث" وفي تهذيب التهذيب ج 1/ 180 قال أبو زرعة: "منكر الحديث ضعيف الحديث".
(4) محمد بن عبد الله بن قهزاذ المروزي أبو جابر، مضت ترجمته.
(5) (مق دت) إبراهيم بن إسحاق بن عيسى البناني مولاهم أبو إسحاق الطالقاني نزيل مرو، روى عن ابن المبارك ومالك والدراوردي وغيرهم، وعنه أحمد بن حنبل وغيره. قال يعقوب بن شيبة: "ثقة ثبت يقول بالإرجاء" ت 215 هـ أو 214 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج1/ 103- 104.
(6) (دت) عبد العزبز بن أبي رزمة واسمه غزوان اليشكري، مولاهم أبو محمد المروزي. روى عن المسعودي والثوري وشعبة وغيرهم. وعنه محمد بن عبد الله بن قهزاذ وعبد بن حميد الكشي وغيرهما. قال ابن سعد كان ثقة ت 206 هـ، قال الحاكم: "كان من كبار مشائخ المراوزة وعلمائهم ومن أخص الناس بابن المبارك" ومر ذكره في ترجمة عباس ابن أبي رزمة، انظر: تهذيب التهذيب ج6/ 336-337.
(7) من الجرح والتعديل ج ا/ ق1/ 146 وتهذيب التهذيب ج 1/ 180.(2/544)
با عبد الرحمن، فقال: تأمرني أن أعود في ذنب تبت منه (1) .
وسألت أبا زرعة عن، داود بن أبي صالح (2) ؟ فقال: "لا أعرفه الا في حديث يرويه، عن نافع (3) ، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو منكر".
قلت: هارون بن زياد القشيري (4) ؟ قال: "لا أعرفه". قلت: روى عن الأعمش (5) ، عن إبراهيم (6) ، عن علقمة (7) ، عن عبد الله (8) الحيض ثلاث وأربع. قال: "هذا باطل وزور".
__________
(1) قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج ا/ ق1/ 146 - 147 "أنا محمد بن عبد الله بن قهزاذ المروزي فيما كتب إلي قال سمعت أبا إسحاق الطالقاني يقول سألت عبد الله بن المبارك عن حديث إبراهيم الخوزي فأبى أن يحدثني به، وقال له عبد العزيز بن أبي رزمة حدثه يا أبا عبد الرحمن فقال تأمرني أن أعود في ذنب قد تبت منه". وانظر: تهذيب التهذيب ج1/ 180.
(2) (د) داود بن أبي صالح الليثي المدني، روى عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم "نهى أن يمشي الرجل بين المرأتين إذا استقبلتاه" ونقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج ا/ ق2/ 416 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "لا أعرفه إلا في حديث واحد يرويه عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث منكر" وكذا في تهذيب التهذيب ج3/ 188 وذكر عبارة يرويه عن نافع عن ابن عمر ... في بداية الترجمة، وذكر نص الحديث، واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج2/ 9 بقوله: "لا أعرفه إلا بهذا الحديث وهو منكر".
(3) نافع مولى ابن عمر، مضت ترجمته.
(4) هارون بن زياد القشيري، روى عنه خالد بن حيان الرقي قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 90 "سئل أبو زرعة عنه فقال: لا أعرفه، والحديث الذي يرويه باطل وزور"، وذكر الذهبي في ميزان الاعتدال ج4/ 283 نسبه (القشيري) وكتبت بالأصل هكذا (العنسري) .
(5) سليمان بن مهران، مضت ترجمته.
(6) إبراهيم بن يزيد النخعي، مضت ترجمته.
(7) علقمة بن قيس بن عبد الله أبو شبيل النخعي، مضت ترجمته.
(8) عبد الله بن مسعود، مضت ترجمته. والحديث رواه ابن حبان في المجروحين ج3/ 94-95 ط مصر، في ترجمة هارون بن زياد القشيري بنفس السند، عن عبد الله أنه قال: "الحيض ثلاث وأربع وخمس وست وسبع وثمان وتسع وعشر، فإن زاد فهي مستحاضة" وقال ابن حبان عنه: "كان ممن يضع الحديث على الثقات لا يحل كتابة حديثه، ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار". والذهبي أورده في ميزان الاعتدال ج4/ 283، وانظر: لسان الميزان ج 6/ 79 1(2/545)
سمعت أبا زرعة يقول: "كان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن علي بن الجعد (1) ولا سعيد بن سليمان (2) ، ورأيت في كتابه
__________
(1) (خ د) علي بن الجعد بن عبيد الجوهري أبو الحسن البغدادي أحد الحفاظ، روى عن شعبة والثوري ومالك وغيرهم، وعنه البخاري وأبو داود وأحمد ويحيى بن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم. قال يحيى بن معين: "ما روى عن شعبة من البغداديين أثبت منه، فقال له رجل: ولا أبو النضر. فقال: ولا أبو النضر. فقال: ولا شبابة. قال: ولا شبابة" وقال عنه أبو زرعة: "كان صدوقاً في الحديث" وقال عنه مسلم: "ثقة، لكنه جهمي" وقال عنه الجوزجاني: "متثبت بغير بدعة زائغ عن الحق" قال العقيلي: "قلت لعبد الله بن أحمد لم تكتب عن علي بن الجعد؟ قال نهاني أبي وكان يبلغه عنه أنه يتناول الصحابة" وقال زياد بن أيوب: "كنت عند علي بن الجعد فسألوه عن القرآن فقال: "القرآن كلام الله ومن قال مخلوق لم أعنفه، فقال ذكرت ذلك لأحمد فقال ما بلغني عنه أشد من هذا" قال ابن حجر في هدي الساري، ص 430 "روى عنه البخاري من حديثه عن شعبة فقط أحاديث يسيرة، وروى عنه أبو داود أيضاً" وفي تهذيب التهذيب ج7/ 293 "روى البخاري عنه ثلاثة عشر حديثا" والخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد ج11/ 364- 365 بسنده إلى البرذعي إلى قوله: "ورأيت في كتابه مضروباً عليهما" ورواه ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد رضي الله عنه، ص 387-388، عن شيخه أبي منصور القزاز قال أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، وتتمة الخبر الذي ذكره البرذعي ذكره الخطيب في ترجمة أبي نصر التمار، ونقل في ترجمة علي ابن الجعد في تهذيب التهذيب ج 7/ 291، عن أبي زرعة أنه قال: "كان أحمد لا يرى الشكاية والصواب الرواية عنه ورأيته مضروباً عليه في كتابه" وفي أجوبة الإمام أحمد حينما سأله عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان عن بعض القضاة "وسألته عن ابن علي بن الجعد- والصواب على ابن الجعد- فقال كان معروفاً عند الناس بأنه جهمي مشهود بذلك ثم بلغني عنه الآن أنه رجع عن ذلك" انظر: مناقب الإمام ص 184.
(2) (ع) سعيد بن سليمان الضبي أبو عثمان الواسطي البزار المعروف بسعدوية. روى عن ابن المبارك وغيره، وعنه البخاري وأبو داود والباقون بواسطة وأبو زرعة وأبو حاتم ويحيى بن معين وغيرهم. ت 225 هـ، وله مائة سنة، وهو ثقة مشهور، صاحب حديث، وكان بزازاً حج ستين حجة. قال الخطيب في تاريخ بغداد ج9/86 "وكان سعدويه من أهل السنة، وامتحن فأجاب في المحنة، وروى بسنده إلى ابن عسكر أنه قال: "لما دعي سعدويه للمحنة، رأيته خرج من دار الأمير فقال يا غلام قدم الحمار فإن مولاك كفر، وروى أنه قيل له بعدما انصرف من المحنة ما فعلتم؟ قال: كفرنا ورجعنا". وانظر: مناقب الإمام أحمد ص 387، إلا أنه ذكر لما خرج من دار المعتصم، ومضى قول أبي زرعة فيه في ترجمة علي ابن الجعد. قال ابن حجر في هدى الساري، ص 405 "وجميع ماله في البخاري خمسة أحاديث ليس فيها شيء تفرد به" وانظر: ترجمته في تهذيب التهذيب ج4/ 43، والجرح والتعديل ج2/ ق 1/ 26.(2/546)
مضروبا (1) عليهما، ولا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار (2) ، ولا عن أبي معمر (3) ، ولا يحيى بن
معين (4) ، ولا أحد ممن امتحن فأجاب".
__________
(1) كتبت بالأصل (مضروب) .
(2) (م س) عبد الملك بن عبد العزيز القشيري النسوي أبو نصر التمار الدقيقي روى عن جريج بن حازم وزهير بن معاوية ومالك، غيرهم، وعنه مسلم والنسائي عن أبي بكر المروزي عنه وأبو زرعة وأبو حاتم، وقال عنه: "كان ثقة يعد من الأبدال" ذكره عنه ابنه في الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 358، وروى الخطيب في تاريخ بغداد ج10/ 421 بسنده إلى البرذعي أنه قال: "سمعت أبا زرعة- وهو الرازي- يقول: "كان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا يحيى ابن معين، ولا أحد ممن امتحن فأجاب" وكذا في ميزان الاعتدال ج2/ 658، ولم يذكرا عبارة (ولا عن أبي معمر) وفي تهذيب التهذيب ج6/ 407 "وقال أبو زرعة: لا تنهى الكتابة عن أحد ممن أجاب في المحنة كأبي نصر التمار". قال الذهبي في ميزان الاعتدال ج2/ 658 بعد نقله لكلام أبي زرعة فيه: "هذا تشديد ومبالغة، والقوم معذورون، تركوا الأفضل، فكان ماذا" ولقد رد ابن الجوزي على مثل هذا الاعتراض. (سنذكره في فصل دفاع عن الأئمة) .
(3) (خ م دس) إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن الحسن الهذلي أبو معمر القطيعي الهروي نزيل بغداد روى عن ابن المبارك وابن عيينة والدراوردي وغيرهم، وعنه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي بواسطة أبي بكر المروزي وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم. قال ابن سعد: "صاحب سنة وفضل وخير وهو ثقة ثبت"، وقال عبيد بن شريك: "كان أبو معمر القطيعي من شدة إدلاله بالسنة يقول لو تكلمت بغلتي لقالت إنها سنية، قال فأخذ في المحنة فأجاب، فلما خرج قال كفرنا وخرجنا، وقال عبد الله بن أحمد سمعت أبا معمر يقول: "من زعم أن الله لا يتكلم ولا يسمع ولا يبصر وذكر أشياء من الصفات فهو كافر بالله" ت 236 هـ، وروى الخطيب في تاريخ بغداد ج 6/ 271 بسنده إلى البرذعي أنه قال: "سمعت ابا زرعة يقول: كان أحمد بن حنبل لايرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا عن أبي معمر، ولا يحيى بن معين، ولا أحد ممن امتحن فأجاب" وكذا في تهذيب التهذيب ج1/ 273- 274.
(4) (ع) يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام بن عبد الرحمن، وقيل في نسبه غير ذلك المري الغطفاني مولاهم أبو زكرياء البغدادي إمام الجرح والتعديل مضت ترجمته، ت 233 هـ، وفي تهذيب التهذيب ج11/ 287 "وقال سعيد بن عمرو البرذعي سمعت أبا زرعة الرازي يقول كان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن أحد ممن امتحن فأجاب وذكر ابن معين وأبي نصر التمار" وفي ميزان الاعتدال ج 4/ 410 "أكره الكتابة عمن أجاب في المحنة، كيحيى، وأي نصر التمار" قال الذهبي: "وإنما ذكرته عبرة ليعلم أن ليس كل كلام وقع في حافظ كبير بمؤثر فيه بوجهه. ويحيى فقد قفز القنطرة، بل قفز من الجانب الشرقي إلى الجانب الغربي رحمه الله".(2/547)
وسألت أبا زرعة عن أبي إسماعيل العتبي (1) ؟ فقال: "جهمي، ثم قال: حدثني أبو غسان (2) قال: كنا عند بهز بن أسد (3) ، ومعنا أبو إسماعيل العتبي، وكان جهميا من أصحاب الرأي، وكان يومئذ شيخا فقال بهز: حدثنا همام (4) ، عن قتادة (5) . فقال أبو إسماعيل لبعض من يسمع قيدها قتادة، فقال: بهز بن أسد قتادة فقيد منذ سبعين سنة في الصيف ضيعت اللبن" (6) .
سمعت أبا زرعة يقول: "تمام بن نجيح (7) ضعيف،
__________
(1) بالأصل (عن أبو إسماعيل العتبي) ولم أقف على ترجمته.
(2) (ع) مالك بن إسماعيل بن درهم ويقال ابن زياد بن درهم أبو غسان النهدي مولاهم الكوفي الحافظ، روى عن ابن عيينة وشريك وغيرهما. وعنه أبو زرعة الرازي والدمشقي وغيرهما. قال ابن معين لأحمد "إن سرك أن تكتب عن رجل ليس في قلبي منه شيء فاكتب عن أبي غسان"، وقال عثمان بن أبي شيبة: "أبو غسان صدوق ثبت متقن إمام من الأئمة.." ت 219 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج10/ 3- 4.
(3) (ع) بهز بن أسعد العمي أبو الأسود البصري، روى عن شعبه وحماد بن سلمة وغيرهما، وعنه أحمد وابن حاتم السمين وغيرهما. قال ابن سعد: "كان ثقة كثير الحديث حجة"، وقال ابن معين: "ما رأيت رجلاً خيرا من بهز"، ت بعد 0 20 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج1/ 497-498.
(4) أبو بكر همام بن يحيى بن دينار الأزدي العوذي المحلمي، مضت ترجمته.
(5) قتادة بن دعامة السدوسي، مضت ترجمته.
(6) هذا المثل خوطبت به امرأة وهي دختنوس بنت لقيط بن زرارة، ولها قصة مع زوجها الذي طلقها- عمرو بن عمرو بن عدس- ويضرب المثل لمن يطلب شيئا قد فوته على نفسه. انظر: مجمع الأمثال للميداني، ج2/ 13، وفصل المقال في شرح كتاب الأمثال لأبي عبيد القاسم بن سلام، ص 284-285، في باب التفريط في الحاجة وهي ممكنة ثم تطلب بعد الفوت.
(7) (ي دت) تمام بن نجيح الأسدي الدمشقي نزيل حلب. قال عنه أبو داود: "له أحاديث مناكير" نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج1/ ق1/ 445 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "ليس بقوي، ضعيف" وفي تهذيب التهذيب ج 1/ 510، نقل عنه أنه قال: "ضعيف" وكذا في ميزان الاعتدال ج1/ 359، وأسماء الضعفاء لابن الجوزي.(2/548)
وحديث أهل العراق، عن أيوب بن عتبة (1) ضعيف. ويقال حديثه باليمامة صحيح".
قلت: حديث يروى، عن سليمان بن عبد الرحمن (2) ، عن الوليد (3) ، عن سعيد بن بشير (4) ، عن قتادة (5) ، عن أنس، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه "نهى عن حلق القفا إلا في الحجامة" (6) .
__________
(1) (ق) أيوب بن عتبة أبو يحيى قاضي اليمامة من بني قير بن ثعلبة، ت 160 هـ، له عنده حديث واحد في البيوع، نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/253 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "ضعيف" وقال أيضاً: "قال لي سليمان بن داود بن شعبة اليمامي وقع أيوب بن عتبة إلى البصرة وليس معه كتب فحدث من حفظه وكان لايحفظ، فأما حديث اليمامة ماحدث به ثمة فهو مستقيم" وكذا في تهذيب التهذيب ج 1/ 408- 409، ونقل أيضاً قوله الذي نقله عنه البرذعي وكذا نقله ابن رجب في شرح العلل ص 432، ونقل ابن الجوزي عنه أنه قال: "ضعيف الحديث".
(2) (خ 4) سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى بن ميمون التميمي الدمشقي أبوأيوب ابن بنت شرحبيل بن مسلم الخولاني، روى عن الوليد بن مسلم وابن عيينة وغيرهما وعنه البخاري وأبو داود ورويا له هما والباقون سوى مسلم بواسطة عبد الله غير منسوب والجوزجاني وغيرهم. وقال الجوزجاني عنه: "بلغني ورود هذا الغلام الرازي- بعني أبا زرعة- فدرست للقائه ثلاثمائة ألف حديث"، ت 232 أو 233 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 4/207- 208.
(3) (ع) الوليد بن مسلم القرشي مولى بني أمية وقيل مولى بني العباس أبو العباس الدمشقي عالم الشام، روى عن الأوزاعي وابن جريج وغيرهما وعنه الليث ابن سعد وأحمد بن حنبل وابن راهويه. وغيرهم. قال ابن سعد: "كان ثقة كثير الحديث". ت 195 هـ وقيل بعد ذلك. انظر: تهذيب التهذيب ج11/ 151- 155.
(4) (4) سعيد بن بشير الأزدي ويقال البصري مولاهم أبو عبد الرحمن سيأتي قول أيى زرعة فيه مع ترجمته في كتابه الضعفاء حرف السين.
(5) قتادة بن دعامة السدوسي، مضت ترجمته.
(6) سأل ابن أبي حاتم والده عن هذا الحديث؟ فقال أبو حاتم: "هذا حديث كذب بهذا الإسناد يمكن أن يكون دخل لهم حديث في حديث" وقال أبو حاتم: "رأيت هذا الحديث في كتاب سليمان بن شرحبيل فلم أكتبه وكان سليمان عندي في حيز لو أن رجلاً وضع له لم يفهم" انظر: علل الحديث ج2/ 316، والحديث بلفظ (إلا عند) ورواه الطبراني عن عمر ابن الخطاب من طريق سليمان.. إلا أنه ذكر الحسين بين قتادة وأنس وذكر بلفظ (إلا للحجامة) وقال عنه: لم يروه عن قتادة إلا سعيد بن بشير، ولا عنه إلا الوليد تفرد به الوليد بن مسلم. قال أبو القاسم رحمه الله: "معناه عندي والله أعلم أنه عليه السلام استقبح أن يفرد حلق القفا دون حلق الرأس" انظر: المعجم الصغير ج 1/ 94- 95، ورواه في الأوسط قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج5/ 169، وفيه سعيد بن بشير وثقه شعبة وغيره وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. وانظر: الجامع الصغير ج2/ 191 حيث ضعفه، ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان ج1/ 339 بلفظ رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حلق القفا بالموسى إلا عند الحجامة" بسنده من طريق سليمان.. وذكر الحسن بين قتادة وأني وكذلك في ج2/ 238 وذكره ابن حبان في المجروحين ج 1/316، في ترجمة سعيد بن بشير بنفس سند ولفظ الطبراني.(2/549)
فقال: "باطل ليس هذا من حديث الوليد".
سمعت أبا زرعة يقول: نا سعيد بن أسد (1) ، نا عثمان بن صالح (2) ، وأبو الأسود (3) . فقلت له: عثمان كيف هو؟ فقال: "أبو الأسود أحب إلي منه".
سمعت أبا زرعة يقول: عبد العزيز بن عبيد الله (4) ضعيف الحديث.
سألت أبا زرعة، عن حديث ابن أبي هالة (5) في صفة النبي صلى الله
__________
(1) سعيد بن أسد بن موسى المصري، روى عن أيوب بن سويد ويحيى بن حبان وعبد الرحمن بن زياد الرصاصي، روى عنه أبو زرعة. انظر: الجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 5.
(2) عثمان بن صالح بن صفوان السهمي مولاهم، أبو يحيى المصري، مضت ترجمته وقول أبي زرعة فيه.
(3) (د س ق) النضر بن عبد الجبار بن نصير المرادي، أبو الأسود المصري. روى عن ابن لهيعة وغيره. قال أبو حاتم: "صدوق عابد، شبيه بالقعنبي" توفي سنة 219 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 10/ 440- 441، والجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 480.
(4) (ق) عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب بن سنان الحمصي، روى له ابن ماجة حديثاً واحداً في ترجمة السائب بن خباب. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 388، "سألت أبا زرعة عنه فقال: "مضطرب الحديث واهي الحديث" وزاد في تهذيب التهذيب ج6/ 348- 349، "يروى عن أهل الكوفة والمدينة ولم يرو عنه، غير إسماعيل، وهو عندي عجيب ضعيف منكر الحديث ينكر حديثه، ويروي أحادبث مناكير، ويروي أحاديث حسانا".
(5) (تم) هند ابن أبي هالة النباش بن زرارة، ويقال زرارة بن النباش التميمي ربيب النبي صل الله عليه وسلم، أمه خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه، وعنه الحسن بن علي صفة النبي صلى الله عليه وسلم شهد بدرا والمشاهد وشهد مع علي الجمل وصفين والنهروان، وسكن البصرة وتوفي بها. انظر: تهذيب التهذيب ج11/ 72، والإصابة ج6/ 557- 558، الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 116. والحديث رواه الطبراني عن الحسن بن علي قال: سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي وكان وصافاً عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر حديثاً طويلا، قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج8/ 273-278: "وفيه من لم يسم" ورواه أيضاً يعقوب بن سفيان الفسوي في كتابه المعرفة والتاريخ، قال يعقوب ثنا سعيد ابن حماد الأنصاري المصري وأبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي قالا: ثنا جميع ابن عمر بن عبد الرحمن العجلي قال "حدثني رجل بمكة عن ابن لأبي هالة التميمي، عن الحسن بن علي قال: سألت خالي..". انظر: كتاب المعرفة والتاريخ ج3/ 284- 287 في (نصوص اقتبستها المصادر من المجلد الأول من كتاب المعرفة والتاريخ تحقيق الدكتور أكرم العمري، وذكر المصدر الذي نقل عنه وهو البداية والنهاية لابن كثير ج 6/ 31- 33، ورواه الترمذي في الشمائل ص _ وأشار اليه ابن حجر في ج6/ 557 وتهذيب التهذيب ج11/ 72.(2/550)
عليه وسلم في عشر ذي الحجة فأبى أن يقرأه علي، وقال لي: فيه كلام أخاف أن لا يصح، فلما ألححت عليه قال: [20-ب-] ، فأخره حتى تخرج العشر فإني أكره أن أحدث بمثل هذا في العشر يعني حديث أبي غسان (1) ، عن جميع بن عمر (2) .
وكنا عند أبي زرعة، فاختلف رجلان من أصحابنا في أمر داود
__________
(1) (ع) مالك بن إسماعيل بن درهم، ويقال ابن زياد ابن درهم أبوغسان النهدي مولاهم الكوفي الحافظ ابن بنت حماد بن أبي سليمان. روى عن ابن عيينة وغيره، وعنه البخاري، وروى له الباقون بواسطة هارون بن عبد الله وغيرهم. قال ابن معين لأحمد: "إن سرك أن تكتب عن رجل ليس في قلبي منه شيء فاكتب عن أبي غسان". ت 219 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج10/ 3- 4، الجرح والتعديل ج4/ ق1/ 206، ميزان الاعتدال ج3/ 424.
(2) (تم) جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلي ثم الصنيعي أبو بكر الكوفي، روى عن رجل من ولد أبي هالة يكنى أبا عبد الله، وغيره، وعنه أبو غسان النهدي وأبو هشام الرفاعي، وغيرهما. قال العجلي: "جميع لا بأس به، يكتب حديثه، وليس بالقوي" قال أبو داود: "جميع بن عمر راوي حديث هند بن أبي هالة، أخشى أن يكون كذاباً" انظر: تهذيب التهذيب ج 2/ 111، الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 532، ميزان الاعتدال ج 1/ 421.(2/551)
الأصبهاني (1) ، والمزني، وهما (2) : فضل الرازي (3) ، وعبد الرحمن بن خراش البغدادي (4) ، فقال ابن خراش: "داود كافر". وقال فضل: "المزني جاهل"، ونحو
__________
(1) داود بن علي بن خلف، أبوسليمان الفقيه الظاهري. أصبهاني الأصل سمع سليمان ابن حرب والقعنبي ومسدد وغيرهم. ورحل إلى نيسابور فسمع من إسحاق بن راهويه المسند والتفسير، ثم قدم بغداد فسكنها وصنف كتبه بها. وهو إمام أصحاب الظاهر، وكان ورعاً ناسكا زاهدا، (201-270هـ) ، وروى الخطيب في تاريخ بغداد ج8/ 373- 374 بسنده إلى البرذعي هذا الخبر إلى قوله (لا تأذن له في المصير إلي) ونقله الذهبي في الميزان، ج3/ 15- 16، والسبكي في الطبقات عن البرذعي أيضاً باختصار، وفي تاريخ بغداد قال البرذعي (كنا عند أبي زرعة) وكذا في ميزان الاعتدال. وانظر كذلك: لسان الميزان ج2/411- 422، وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 410- 411 "داود بن خلف الأصبهاني كان ضالاً مبتدعا مموهاً ممخرقا، قد رأيته وسمعت كلامه وحكيته لأبي وأبي زرعة فلم يرضيا مقالته". انظر: كلام المحقق المعلمي اليماني على حاشية الجرح والتعديل في ترجمته.
(2) في تاريخ بغداد ج8/ 373 (وهم) والمزني هو: إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن إسحاق الإمام الجليل، أبو إبراهيم المزني 175- 264 هـ، روى عن الشافعي ونعيم بن حماد وغيرهما، وعنه ابن خزيمة، والطحاوي وابن أبي حاتم وغيرهم. قال السبكي في ترجمته: "وكان جبل علم، مناظرا، محجاجا، غواصا على المعاني الدقيقة. صنف كتباً كثيرة: (الجامع الكبير) و (الجامع الصغير) و (المختصر) و (المنثور) و (المسائل المعتبرة) و (الترغيب في العلم) و (كتاب الوثائق) و (كتاب العقارب) و (كتاب نهاية الاختصار) . وقال المزني: "كنت يوماً عند الشافعي أسأله عن مسائل بلسان أهل الكلام، قال: فجعل يسمع مني، وينظر إلي، ثم يجيبني عنها بأحضر جواب، فلما اكتفيت قال لي: يابني، أدلك على ما هوخير لك من هذا؟ قلت نعم. فقال: يابني هذا علم إن أنت أصبت فيه لم تؤجر، وإن أخطأت فيه كفرت، فهل لك في علم إن أصبت فيه أجرت، وإن أخطأت لم تأثم؟ قلت: وما هو؟ قال: الفقه. فلزمته فتعلمت منه الفقه، ودرست عليه". انظر: طبقات الشافعية ج2/ 93-1090، شذرات الذهب ج2/148، طبقات الفقهاء للشيرازي / 79.
(3) الفضل بن العباس الرازي المعروف بفضلك الصائغ الحافظ الناقد أبو بكر أحد الأئمة، روى عن قتيبة بن سعيد وغيره. قال عنه الخطيب: "وكان ثقة ثبتاً حافظا" سكن بغداد إلى أن توفي بها سنة270هـ، انظر: تاريخ بغداد ج12/367، تذكرة الحفاظ ج2/600.
(4) أبو محمد عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن سعيد بن خراش المروزي، ثم البغدادي سمع عبد الجبار بن العلاء المكي وغيره، وعنه أبو العباس بن عقدة وأبو سهل القطان وغيرهما، كان أحد الرحالين في الحديث إلى الأمصار بالعراق والشام، ومصر، وخراسان، وممن يوصف بالحفظ والمعرفة، ت 294 هـ، انظر: تاريخ بغداد ج 10/ 280- 281، تذكرة الحفاظ ج 2/684.(2/552)
هذا من الكلام. فأقبل عليهما أبو زرعة يوبّخهما، وقال لهما: "ما واحد منهما لكما بصاحب"، ثم قال: "من كان عنده علم فلم يصنه (1) ولم يقبض عليه (2) والتجأ في نشره (3) إلى الكلام فما في أيديكما منه شيء" (4) ، ثم قال الشافعي رحمه الله (5) : "لا أعلم أنه تكلم في كتبه بشيء من هذه (6) الفضول الذي قد أحدثوه، ولا أرى امتنع عن (7) ذلك، إلا ديانة، وصانه الله لما أراد أن ينفذ حكمته، ثم قال: هؤلاء المتكلمون لاتكونوا منهم بسبيل فإن آخر أمرهم يرجع إلى شيء مكشوف ينكشفون عنه، وإنما يتموه أمرهم سنة، أو (8) سنتين، ثم ينكشف، فلا أرى لأحد أن يناضل عن أحد من هؤلاء فإنهم أن يهتكوا يوما قيل لهذا المناضل أنت من أصحابه، وإن طلبه يوما طلبه هذا به (9) ، لاينبغي لمن يعقل أن يمدح هؤلاء"، ثم قال لي: "ترى داود هذا؟ لو اقتصر على ما يقتصر عليه أهل العلم لظننت أنه يكيد (10) أهل البدع بما عنده من البيان، والآلة، ولكنه
__________
(1) كذا في تاريخ بغداد 8/ 373 وميزان الاعتدال ج 2/15، وفي الأصل (يصونه) .
(2) في تاريخ بغداد 8/ 373، وميزان الاعتدال ج 2/15 ولسان الميزان ج 2/ 422 (ولم يقتصر عليه) وفي طبقات الشافعية، ج 2/ 285 "ثم قال: ترى داود هذا لو اقتصر على ما يقتصر عليه أهل العلم" وفي الأصل (يقبض) .
(3) في تاريخ بغداد ج8/ 373، وميزان الاعتدال ج 2/15 ولسان الميزان ج2/422 (والتجأ إلى الكلام) وفي الأصل (والتجأ في نشره إلى الكلام) .
(4) في الأصل (فما في أيديكما منه شيء) وكذا في تاريخ بغداد 8/ 373، وفي ميزان الاعتدال ج 2/ 15، ولسان الميزان ج 2/ 422 (فما في يدك منه شيء) .
(5) كذا في الأصل وفي تاريخ بغداد ج 8/ 373 (إن الشافعي لا أعلم) وفي ميزان الاعتدال ج 2/15 (هذا الشافعي لا أعلم) وانظر: لسان الميزان ج 2/422.
(6) بالأصل (هذه) وفي تاريخ بغداد ج 8/373، وميزان الاعتدال ج 2/15 (هذا) وكذا في لسان الميزان ج2/422.
(7) وفي تاريخ بغداد ج 8/373 وميزان الاعتدال ج 2/15 (من) وكذا في لسان الميزان ج2/ 422.
(8) كذا في الأصل وفي تاريخ بغداد ج8/ 373 (سنة، سنتين) .
(9) كذا في الأصل وفي تاريخ بغداد ج8/ 373 (وإن طلب يوماً طلب هذا به) ولم ترد فيما نقله الذهبي.
(10) في الأصل (يكيد) وفي تاريخ بغداد ج 8/373 وميزان الاعتدال ج 2/15 (يكمد) وكذا في لسان الميزان ج2/423، وطبقات الشافعية، ج 2/285.(2/553)
[تعدي] (1) ، لقد قدم علينا من نيسابور فكتب إلى محمد بن رافع (2) ومحمد بن يحيى (3) ، وعمرو بن زرارة (4) وحسين بن منصور (5) ، ومشيخة نيسابور بما قد أحدث هناك، فكتمت ذلك لما خفت (6) عواقبه، ولم أبد له شيئا من ذلك، فقدم بغداد وكان بينه وبين صالح بن أحمد (7) حسن، فكلم صالحا أن يتلطف له في الاستئذان على أبيه، فأتى صالح أباه فقال [له] (8) رجل سألني أن يأتيك؟ قال: ما اسمه؟ قال: داود. قال: من أين هو؟ قال: من أهل أصبهان. قال: أي شيء صناعته؟ قال: وكان صالح يروّغ عن تعريفه إياه، فما
__________
(1) من تاريخ بغداد ج 8/373، وميزان الاعتدال ج 2/15، ولسان الميزان ج 2/423، وطبقات الشافعية ج 2/285.
(2) محمد بن رافع النيسابوري الزاهد، مضت ترجمته.
(3) (خ 4) أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس النيسابوري الذهلي الإمام شيخ الإسلام حافظ نبسابور، سمع عبد الرحمن بن مهدي وعبد الرزاق وغيرهما، سمع في الحرمين والشام ومصر والعراق والري وخراسان واليمن والجزيرة، حدث عنه الجماعة سوى مسلم وغيرهم، وانتهت إليه مشيخة العلم بخراسان مع الثقة والصيانة والدين ومتابعة السنن، ت 258 هـ. انظر: تذكرة الحفاظ ج 2/ 530- 532، تهذيب التهذيب ج 9/511- 516.
(4) (خ م س) عمرو بن زرارة بن واتد الكلابي أبو محمد بن أبي عمرو النيسابوري المقرىء الحافظ، روى عن ابن عيينة وابن علية وغيرهما، وعنه البخاري ومسلم والنسائي والذهلي وغبرهم وهو (ثفة) ت 238 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج8/ 35.
(5) (خ س) الحسين بن منصور بن جعفر بن عبد الله بن رزين السلمي أبو علي النيسابوري، روى عن ابن عيينة وابن نمير وأحمد بن حنبل وغيرهم، وعنه البخاري والنسائي والحسن بن سفيان وغيرهم. قال الحاكم عنه: "هو شيخ العدالة والتزكية في عصره وكان أخص الناس بيحيى بن يحيى ... "، ت 238 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج 2/370- 371.
(6) كذا في الأصل وفي تاريخ بغداد ج 8/373 (لما خفت من عواقبه) وفي ميزان الاعتدال ج2/ 16 "فكتمت ذلك خوفاً من عواقبه" وكذا في لسان الميزان ج2/ 423.
(7) صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال أبو الفضل الشيباني، سمع أباه وأبا الوليد الطيالسي وعلي بن المديني وغيرهم. وعنه ابنه زهير والبغوي والخرائطي. قال ابن أبي حاتم: "كتبت عنه بأصبهان وهو صدوق ثقة"، ت 265 هـ، انظر: تاريخ بغداد ج9/ 317- 319، تذكرة الحفاظ ج 2/ 629، وتاريخ أصبهان ج1/ 348- 349.
(8) من تاريخ بغداد ج 8/ 374.(2/554)
زال أبو عبد الله (رحمه الله) (1) يفحص [عنه] (2) حتى فطن، فقال: هذا قد كتب إلي محمد ابن يحيى النيسابوري في أمره أنه زعم أن القرآن محدث فلا يقربني". قال: يا أبة إنه (3) ينتفي من هذا وينكره، فقال أبو عبد الله أحمد (4) : محمد بن يحيى أصدق منه لا تأذن له في المصير إلي" (5) .
__________
(1) لا توجد في تاريخ بغداد ج8/ 374.
(2) من تاريخ بغداد ج 8/ 374.
(3) في تاريخ بغداد ج 8/ 374 (يا أبت ينتفي من هذا) .
(4) في تاريخ بغداد ج 8/ 374 (فقال أبو عبد الله: أحمد بن محمد) ، والصواب ما في الأصل، ونقل تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية ج 2/ 286، عقب هذا الخبر عن الخلال أنه قال: "أخبرنا الحسين بن عبد الله قال: سألت المروزي عن قصة داود الأصبهاني، وما أنكر عليه أبو عبد الله، فقال: كان داود خرج إلى خراسان إلى ابن راهويه فتكلم بكلام شهد عليه أبو نصر بن عبد المجيد وآخر. شهدا عليه أنه قال: "إن القرآن محدث، فقال لي أبو عبد الله بن داود بن علي: لا فرج الله عنه، قلت: هذا من غلمان أبي ثور، قال: جاءني كتاب محمد بن يحيى النيسابوري أن داود الأصبهاني قال ببلدنا: إن القرآن محدث". قال المروزي: حدثني محمد بن إبراهيم النيسابوري أن إسحاق بن راهويه لما سمع كلام داود في بيته، وثب عليه إسحاق فضربه، وأنكر عليه. قال الخلال: سمعت أحمد بن محمد ابن صدقة، سمعت محمد بن الحسين بن صبيح، سمعت داود الأصبهاني يقول: القرآن محدث، ولفظي بالقرآن مخلوق".
(5) كتبت في نهاية الورقة 201- ب-، مايلي: آخر الجزء الأول وهو آخر النصف يتلوه في الأخير. قلت لأبي زرعة: عاصم بن عمر؟ قال: "واهي الحديث جداً". كتبه إسماعيل بن عبد الله ابن الأنماطي رفق الله به لنفسه بدمشق جمادى الآخرة، سنة ثمان عشرة وستمائة (حامداً) بالأصل كتبت كلمة حامداً غير واضحة.(2/555)
الجزء الثاني:
وهو النصف الآخر من كتاب الضعفاء والكذابين والمتروكين من رُواة الحديث(2/557)
[21]
(1) عن أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم، وأبي حاتم محمد بن إدريس الحنظلي الرازيين رحمهما الله مما سألهما عنه وجمعه وألفه (2) أبو عثمان سعيد بن عمرو بن عمار البرذعي الحافظ رحمه الله.
رواية أبي عبد الله بن طاهر بن النجم (3) الميانجي عنه.
رواية أبي الحسن يعقوب بن موسى الفقيه الأردبيلي عنه.
رواية أبي بكر أحمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي البرقاني الحافظ عنه.
رواية أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بن إبراهيم الأسدي وأبي المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال، وأبي سعد محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن إبراهيم بن مسلم المؤدب، وأبي غالب محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن محمد بن خزادار عنه.
__________
(1) بداية الجزء الثاني وأوله (الجزء الثاني وهو النصف الآخر من كتاب الضعفاء والكذابين والمتروكين من رواة الحديث) .
(2) بالأصل (اللفة) .
(3) بالأصل (أبي النجم) .(2/559)
رواية الشيخ أبي القاسم يحيى بن ثابت بن بندار، عن أبيه، وأبي غالب إجازة عن البرقاني كذلك (1) .
[22-أ-] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله بجميع محامده وصلى الله على سيدنا محمد، وآله وصحبه، وسلم تسليما.
أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، وأبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال، وأبو سعد محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد المؤدب، وأبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن محمد بن خزادار، قالوا: أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد الخوارزمي البرقاني الحافظ قال: ثابت، وأبو غالب إجازة.
قال: أنا أبو الحسين يعقوب بن موسى الأردبيلي الفقيه، أنا أبو عبد الله أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي قال: نا أبو عثمان سعيد بن عمر بن عمار البرذعي قال: قلت لأبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي عاصم ابن عمر (2) ؟ قال: "واهي الحديث جداً".قلت: موسى بن عبيدة (3) ؟ قال: "عاصم أنكر عندي حديثاً من موسى بن عبيدة، روى عن، عبد الله بن دينار خمسين حديثاً مناكير كلها، وموسى لا أرى غيره عندي عاصم أنكر حديثاً".
__________
(1) كتبت في أسفل الورقة (21) مايلي: لإسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن بن الأنماطي الأنصاري المصري ولولده أبي بكر محمد رفق الله بهما) .
(2) (ت ق) عاصم بن عمربن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري أبو عمر المدني. فال ابن حبان في المجروحين ج2/123 "منكر الحديث جداً يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، ولا يجوز الاحتجاج به لا فيما وافق الثقات"، وانظر أقوال العلماء فيه في: تهذيب التهذيب ج5/ 51- 52، الجرح والتعديل ج3/ ق1/346-347؛ وميزان الاعتدال ج2/355-356.
(3) (ت ق) موسى بن عبيدة بن نشيط بن عمرو بن الحارث الزيدي أبو عبد العزيز المدني، ت 152 هـ أو 153، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج4/ ق1/152، عن أبي زرعة أنه قال عنه "ليس بقوي الحديث" وكذا في تهذيب التهذيب ج10/358 وفيهما قال يحيى بن معين: "روى عن عبد الله بن دينار أحاديث مناكير"، وكذا في المجروحين لابن حبان ج2/ 234.(2/560)
شهدت أبا زرعة سئل عن، الحارث المحاسبي (1) ، وكتبه؟ فقلت للسائل: إياك، وهذه الكتب، هذه كتب بدع، وضلالات، عليك بالأثر، فإنك تجد فيه ما يغني (2) عن هذه الكتب. قيل له: في هذه الكتب عبرة، قال: "من لم يكن له في كتاب الله عبرة، فليس له في هذه الكتب عبرة، بلغكم أن مالك بن أنس، وسفيان الثوري، والأوزاعي (3) ، والأئمة المتقدمين صنفوا هذه الكتب (4) في الخطرات، والوساوس، وهذه الأشياء، هؤلاء قوم خالفوا (5) أهل العلم فأتونا (6) مرة بالحارث المحاسبي (7) ، ومرة بعبد الرحيم الذبيلي (8) ومرة بحاتم
__________
(1) الحارث بن أسد الزاهد البغدادي أبو عبد الله المحاسبي، قال عنه الخطيب: "أحد من اجتمع له الزهد والمعرفة بعلم الظاهر والباطن، وحدث عن يزيد بن هارون وطبقته. روى عنه أبو العباس بن مسروق الطوسي وغيره. وللحارث كتب كثيرة في الزهد، وفي أصول الديانات والرد على المخالفين من المعتزلة والرافضة وغيرهما، وكتبه كثيرة الفوائد جمة المنافع، وذكر أبو علي بن شاذان يوماً كتاب الحارث لا الدماء فقال::على هذا الكتاب عول أصحابنا في أمر الدماء التي جرت بين الصحابة:، ت 243 هـ، وروى الخطيب في تاريخ بغداد ج 8/ 215، بسنده إلى البرذعي قول أبي زرعة فيه. وانظر: تهذيب التهذيب 2/135-136، ونقله الذهبي في ميزان الاعتدال ج1/431، باختصار وفيه:شهدت أبا زرعة، وقد سئل عن الحارث المحاسبي ... :، وفي تهذيب التهذيب ج2/135:سئل أبو زرعة عن المحاسبي ... : وكذلك نقل ابن الجوزي هذا الخبر في نقد العلم والعلماء (تلبيس إبليس) ، ص 161، ط المنيرية.
(2) كذا في الأصل وفي تاريخ بغداد ج8/215، وتهذيب التهذيب ج2/ 135؛ وميزان الاعتدال ج1/431 (ما يغنيك) .
(3) كذا في الأصل وفي تاريخ بغداد ج 8/ 215، وأما في تهذيب التهذيب ج2/ 135 (بلغكم أن مالكاً أو الثوري أو الأوزاعي أو الأئمة) ، وفي ميزان الاعتدال ج1/ 431 (بلغكم أن سفيان ومالكاً والأوزاعي صنفوا ... ) .
(4) وكذا في تاريخ بغداد ج 8/215، وميزان الاعتدال ج1/431، وفي تهذيب التهذيب ج 2/ 136 (صنفوا كتباً في الخطرات ... ) .
(5) وكذا في تاريخ بغداد ج 8/215، وفي تهذيب التهذيب ج2/136 (قوم قد خالفوا ... ) .
(6) وفي تاريخ بغداد ج 8/ 215، وتهذيب التهذيب ج2/136 (يأتونا) .
(7) وكذا في تاريخ بغداد ج 8/ 215، وفي تهذيب التهذيب ج2/ 136 (بالمحاسبي) .
(8) الذبيلي: بفتح الذال بعدها باء معجمة بواحدة مكسورة وباء ساكنة معجمة باثنين من تحتها قال السمعاني: "هذه النسبة إلى ذبيل وهي قرية من قرى الرملة فيما أظن إن شاء الله من الشام ونسب إليها عبد الرحيم الذبيلي، وذكر ياقوت موضعاً آخر في مادة ذبيل هو مدينة بأرمينية وقال فيها: ينسب إليها عبد الرحمن بن يحيى الذبيلي، والصواب عبد الرحيم بن يحيى الذبيلي يروي عن الصباح بن محارب وجدار بن بكر الذبيلي، وروى عنه أبو القاسم شعيب بن محمد بن أحمد الذبيلي الذي قدم أصبهان سنة 305 هـ". انظر: الأنساب ج5/313- 315، والإكمال لابن ماكولا ج 3/ 352؛ ومعجم البلدان مادة (ذبيل) ، وتاريخ أصبهان ج1/ 345.(2/561)
الأصم (1) ، ومرة بشقيق البلخي (2) ، ثم قال: "ما أسرع الناس إلى البدع". حدثني أبو زرعة قال: حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير (3) قال: سمعت الليث (4) يقول: قال ابن شهاب (5) : "هذان العلمان أفسدا هذه النجدة يعني المدينة"، وقال الزهري: "أخرجني من المدينة العلمان يعني ربيعة (6) ، وأبا الزناد" (7) .
وقال لي أبو زرعة: "رأيت في كتاب الهيثم بن عدي (8) ، عن إدريس
__________
(1) حاتم بن عنوان أبو عبد الرحمن المعروف بالأصم. زاهد اشتهر بالورع والتقشف، له كلام مدون في الزهد والحكم، من أهل بلخ، زار بغداد واجتمع بأحمد بن حنبل وشهد بعض معارك الفتوح، ت 237 هـ، وكان من جملة أصحاب شقيق البلخي وأسند الحديث عنه وعن شداد بن حكيم البلخي وعبد الله بن المقدم. سئل أي شيء رأس الزهد ووسط الزهد وآخر الزهد؛ فقال: "رأس الزهد الثقة بالله ووسطه الصبر وآخره الإخلاص"، انظر: تاريخ بغداد ج8/241-245 وحلية الأولياء ج8/ 73 -83.
(2) شفيق بن إبراهيم أبو علي الأزدي البلخي الزاهد أحد شيوخ التصوف له كلام في التوكل معروف وقدم في التصوف موصوف، صحب إبراهيم بن أدهم وحدث عنه وعن عباد بن كثير وأبي حنيفة النعمان بن ثابت وغيرهم، وروى عنه جماعة، كان له ثلاثماثة قرية ثم مات بلا كفن، وكان من كبار المجاهدين استشهد في غزوة كولان سنة 194 هـ، قال الذهبي في ترجمته منكر الحديث ثم قال بعد كلام ولا يتصور أن يحكم عليه بالضعف لأن نكارة تلك الأحاديث من جهة الرواة عنه. انظر: ميزان الاعتدال ج2/ 279؛ تهذيب تاريخ ابن عساكر ج6/ 327- 333.
(3) يحيى بن عبد الله بن بكير، مضت ترجمته.
(4) الليث بن سعد الإمام، مضت ترجمته.
(5) ابن شهاب محمد بن مسلم الزهري، مضت ترجمته.
(6) ربيعة بن أبي عبد الرحمن، التيمي مولاهم، أبو عثمان المدني المعروف بربيعة الرأي، مضت ترجمته.
(7) عبد الله بن ذكوان القرشي أبو عبد الرحمن المدني المعروف بأبي الزناد، مضت ترجمته.
(8) الهيثم بن عدي الطائي أبو عبد الرحمن المنبجي ثم الكوفي مضت ترجمته.(2/562)
الأودي (1) ، عن عدي بن ثابت (2) ، عن سعيد بن جبير (3) ، عن ابن عباس قال: "كان اسم فرس النبي صلى الله عليه وسلم المرتجز" (4) .
وقال أبو زرعة: "قال سليمان الشاذكوني (5) حدثنا به ابن إدريس (6) عن أبيه، فاتهمت أنه أخذه من الهيثم، ثم قال أبو زرعة ذاك اللسان، والفصاحة،
__________
(1) (ع) إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الزعافري أخو داود، وأبو عبد الله، روى عن ابي إسحاق السبيعي وسماك بن حرب وغيرهما وعنه الثوري ووكيع وغيرهما. قال عنه ابن معين والنسائي: "ثقة"، انظر: تهذيب التهذيب ج1/ 195.
(2) (ع) عدي بن ثابت الأنصاري الكوفي، روى عن أبيه وجده لأمه عبد الله بن يزيد الخطمي وسعيد بن جبير وغيرهم، وعنه أبو إسحاق السبيعي وأبو إسحاق السيباني والأعمش وغيرهم. فال عنه أبو حاتم: "صدوق وكان إمام مسجد الشيعة وقاصهم"، ت 116 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج7/ 165- 166.
(3) سعيد بن جبير، مضت ترجمته.
(4) رواه الطبراني في الأوسط عن ابن عباس. قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 5/ 261، عنه: "وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو ضعيف"، وأجاب أبو حاتم ابنه لما سأله عن الحديث من طريق ابن إدريس، عن أبيه، عن أبى إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس وذكره بأن هذا الحديث رواه الهيثم بن عدي، عن إدريس، فأخذه الشاذكوني فقلبه على ابن إدريس. انظر: علل الحديث 1/306- 307؛ ورواه ابن سعد في: الطبقات الكبرى ج1/ 490، ط 1960 بيروت، قال: نا محمد بن عمر نا الحسن بن عمارة عن الحكم، عن مقسم، عن عباس. ورواه الحاكم في المستدرك ج2/ 608 من طريق سعيد بن جبير عنه، وقال عنه: "صحيح الإسناد" وأقره الذهبي. ورواه عن علي بن أبي طالب وذكر ناقته، وبغلته، وحماره، ودرعه، وسيفه. ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان ج1/ 334 من طريق سعيد بن جببر، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات ج1/293، ضمن أسماء مراكبه، وسلاحه. وانظر: اللآلئ المصنوعة ج1/275، وتنزيه الشريعة ج1/333، وانظر: المجروحين لابن حبان ج5/102؛ وميزان الاعتدال للذهبي ج3/ 145.
(5) سليمان بن داود بن بشر بن زياد، أبو أيوب المنقري البصري المعروف بالشاذكوني الحافظ الشهير، روى عن حماد بن زيد وعبد الوارث وعبد الواحد بن زياد وغيرهم، وعنه الحسن بن سفيان وأبو يعلى، وكانا يدلسانه ويسترانه لا يزيدان على نا سليمان أبو أيوب. وقال أحمد بن حنبل: "أعلمنا بالرجال يحيى بن معين وأحفظنا للأبواب سليمان الشاذكوني وكان ابن المديني أحفظنا للطوال"، ت 334 هـ. انظر: تذكرة الحفاظ ج2/488- 489؛ ميزان الاعتدال ج2/ 205- 206، تاريخ بغداد ج 9/ 40-48.
(6) عبد الله بن إدريس بن يزيد أبو محمد الأودي الإمام، مضت ترجمته.(2/563)
بأي شيء ختم له نسأل الله الستر، ثم قال: [22- ب-] شمت به علي بن المديني".
قلت: محمد بن إسحاق (1) ، عن محمد بن أبي عبيد (2) ، عن عكرمة (3) في التفسير؟ قال: هذا من قلائد (4) ابن إسحاق مرة، عن عكرمة، ومرة عن سعيد بن جبير لا أدري من هو.
سمعت أبا زرعة يقول: "المريسي (5) زنديق".
قلت: أنس بن عبد الحميد (6) أخو جرير بن عبد الحميد؟ فقال: حدثنا يحيى بن المغيرة (7) ، قال: سألت جريراً (8) عن أخيه أنس بن عبد الحميد؟ فقال: "قد سمع من هشام بن عروة (9) ، ولكنه يكذب في أحاديث الناس".
__________
(1) محمد بن إسحاق بن يسار صاحب السيرة، مضت رجمته.
(2) محمد بن أبي عبيد، لم أقف على ترجمته، ولم يعرفه أبو زرعة.
(3) عكرمة البربري، مولى ابن عباس، مضت ترجمته.
(4) بالأصل كتبت هكذا (فلايد) .
(5) بشر بن غياث بن أبي كريمة، أبو عبد الرحمن المريسي، مولى زيد بن الخطاب من أصحاب الرأي، أخذ الفقه عن أبي يوسف القاضي، إلا أنه اشتغل بالكلام، وجرد القول بخلق القرآن، وحكى عنه أقوال شنيعة، ومذاهب مستنكرة، أساء أهل العلم قولهم فيه بسببها، وكفره أكثرهم لأجلها. وقد أسند من الحديث شيئاً يسيراً عن حماد بن سلمة، وسفيان بن عيينة وأبي يوسف القاضي وغيرهم. كذا في ترجمته التي ذكرها الخطيب. وقال الذهبي عنه: "مبتدع ضال، لا ينبغي أن يروى عنه ولا كرامة". ت 218 هـ، وروى الخطيب في تاريخ بغداد ج7/ 61 بسنده إلى البرذعي أنه قال سمعت أبا زرعة- يعني الرازي- يقول: "بشر المريسي زنديق" وكذا في ميزان الاعتدال ج1/323، ولسان الميزان ج2/ 30.
(6) أنس بن عبد الحميد أخو جرير بن عبد الحميد. روى عن هشام بن عروة والثوري وغيرهما، وعنه يحيى بن المغيرة. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج1/ ق1/289، "سمعت أبي يقول سمعت يحيى بن المغيرة قال سألت جريراً عن أخيه أنس فقال: لا يكتب عنه فإنه يكذب في كلام الناس وقد سمع من هشام بن عروة وعبيد الله بن عمر ولكنه يكذب في حديث الناس فلا يكتب عنه"، انظر: ميزان الاعتدال ج1/277؛ ولسان الميزان ج1/ 469.
(7) يحيى بن المغيرة السعدي الرازي، مضت ترجمته.
(8) جرير بن عبد الحميد الحافظ، مضت ترجمته.
(9) هشام بن عروة بن الزبير، مضت ترجمته.(2/564)
شهدت أبا زرعة، وأتاه أبو العباس الهسنجاني (1) فكلمه أن يقبل يحيى ابن معاذ (2) رجل كان بالري يتكلم بكلام يشبه كلام منصور بن عمار (3) ، أو نحو ذلك. فقال: إنه يقول أنا على مذهبك فأنا رجل نواح أنوح. فقال أبو زرعة: إنما النوح لمن يدخل بيته، ويغلق بابه وينوح على ذنوبه، فأما من يخرج إلى أصبهان، وفارس، ويجول في الأمصار في النوح فإنا لا نقبل هذا منه، هذا من فعال المستأكلة الذين يطلبون الدراهم، والدنانير، ولم يقبله" (4) .
__________
(1) أبو العباس الهسنجاني، لم أقف على أحد المنسوبين إلى هسنجان يكنى بأبي العباس، ولعل اسمه علي بن الحسن الهسنجاني أخو عبد الله بن الحسن الذي روى عن أبي الوليد الطيالسي، وقال عنه ابن أبي حاتم: "ثقة، صدوق"، انظر: الجرح والتعديل ج3/ ق1/ 181، أو هو: عبد السلام بن تمام الهسنجاني، الذي روى عن يحيى ابن الضرير وغيره وقال عنه أبو حاتم: "شيخ" انظر: الجرح والتعديل ج3/ ق1/49، ونسبة هسنجان بكسر الهاء والسين المهملة وسكون النون وفتح الجيم وبعد
الألف نون ثانية إلى قرية من قرى الري يقال لها هسنكان فعرب فقيل هسنجان: انظر: اللباب ج 3/ 388.
(2) يحيى بن معاذ، أبو زكريا الرازي الواعظ، سمع إسحاق بن سليمان الرازي، ومكي البلخي، وغيرهما. روى عنه الغرباء من أهل الري، وهمذان، وخراسان، أحاديث مسندة قليلة وكان قد انتقل عن الري وسكن نيسابور إلى أن مات بها وقدم بغداد واجتمع بها إليه مشايخ الصوفية ت 258 هـ. انظر: تاريخ بغداد ج 14/208- 212.
(3) منصور بن عمار الواعظ، أبو السري خراساني، ويقال بصري زاهد شهير، روى عن الليث وابن لهيعة وغيرهما، وكان إليه المنتهى في بلاغة الوعظ وترقيق القلوب، وتحريك الهمم. وعظ ببغداد والشام ومصر، وبعد صيته واشتهر اسمه. قال عنه أبو حاتم: ليس بالقوى. وقال ابن عدي: منكر الحديث، اشتهر بالوعظ الحسن وأحاديثه يشبه بعضها بعضاً، وأرجو أنه لا يتعمد الكذب وإنكار ما يرويه لعلة من جهة غيره. انظر: لسان الميزان ج6/98 - 150.
(4) روى ابن الجوزي في كتاب القصاص والمذكرين، ص 122، هذا الخبر بسنده إلى البرذعي بهذا اللفظ "شهدت أبا زرعة وأتاه أبو العباس الهسنجاني يكلمه أن يقبل يحيى بن معاذ، رجل كان بالري يقص. فقال: إنه يقول: أنا على مذهبك، وأنا رجل نوّاح، أنوح وأنوح، فقال أبو زرعة: "إنما النوح لمن يدخل بيته ويغلق بابه وينوح على ذنوبه. فأما من يخرج إلى أصبهان وفارس ويجول الأمصار في النوح فأنا لا أقبل هذا منه. هذا من أفعال المستأكلة الذين يطلبون الدراهم والدنانير ولم يقبلهُ" وانظر كذلك: تحذير الخواص من أكاذيب القصاص للسيوطي، ص 333- 334.(2/565)
وقال أبو حاتم: "قال لي عباد بن يعقوب (1) قد وكلوا بي أن لا أحدث بفضائل علي. فقلت له: لولا أنك مربت (2) - وله آفة- كان لا يفعل هذا بك".
وشهدت أبا زرعة ذكر نوح بن أنس (3) ، يحدث عن أسود بن عامر (4) حديث ابن عباس في الصفة، فلقيني نوح فقال: بلغني أن رجلاً قدم فحدث بحديث فذكر لي هذا الحديث. فقلت: وما تنكر أنا انتخبت هذا الحديث، وأنا كتبته. قال أبو زرعة: "ولم أكلمه بغير هذا وقطعته. وعلمت أنه لم يقل هذا إلا وهو مضمر شراً، ثم تلا {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً} (5) .
__________
(1) (خ ت ق) عباد بن يعقوب الرواجني الأسدي أبو سعيد الكوفي، روى عن شريك النخعي وغيره، وعنه البخاري حديثاً واحداً مقروناً، والترمذي وابن ماجة وأبو حاتم وغيره. قال الحاكم: "كان ابن خزيمة يقول حدثنا الثقة في روايته المتهم في دينه عباد بن يعقوب"، قال أبو حاتم عنه: "شيخ ثقة" وقال ابن عدي: "وعباد فيه غلو في التشيع وروى أحاديث أنكرت عليه في الفضائل والمثالب"، ومن أقواله: "الله أعدل من أن يدخل طلحة والزبير الجنة لأنهما بايعا علياً ثم قاتلاه"، وقال عنه ابن حبان: "كان رافضياً داعية، ومع ذلك يروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك"، وترك ابن خزيمة الرواية عنه آخرا، ت 250 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج5/ 109- 110؛ الجرح والتعديل ج3/ ق1/88.
(2) مربت: هكذا كتبت بالأصل ومربت من التربيت التربية كالرَّبْت وضرب اليد على جنب الصبي قليلاً لينام. انظر: القاموس المحيط ج1/153. وهذا بعيد في هذا السياق (أي المعنى) . ولعل الكلمة مصحفة من مريب فهي تشبهها بالرسم ومُريب من الريب وهو الشك. قال الأصمعي: وأراب الرجل يريب، إذا جاء بتهمة، انظر: تهذيب اللغة 15/ 252-253؛ وهذا المعنى هو المناسب. والله أعلم.
(3) نوح بن أنس أبو محمد الرازي مقرىء متصدر معروف، روى عن ابن المبارك وجرير بن عبد الحميد وعبد الرحمن الدشتكي ووكيع بن الجراح وبهز بن أسد وغيرهم. وعنه الفضل بن شاذان وأبو حاتم وقال عنه: "صدوق"، انظر: الجرح والتعديل ج4/ ق1/486؛ وطبقات القراء ج2/343.
(4) (ع) الأسود بن عامر شاذان أبو عبد الرحمن الشامي نزيل بغداد. روى عن شعبة والحمادين والثوري وابن المبارك وغيرهم. وعنه أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وابنا أبي شيبة وغيرهم. قال عنه ابن المديني: "ثقة" وقال أبو حاتم: "صدوق"، ت 208 هـ، انظر: تهذيب التهذيب 1/ 240؛ تاريخ بغداد 7/ 34- 35.
(5) سورة المائدة: آية 41.(2/566)
قلت: الحسين بن الحكم (1) ، شيخ من أهل بغداد، يحدث عن أبي بكر بن عياش (2) ، وشعيب بن حرب (3) وهؤلاء؟ قال: لا أعرفه، سمعته يقول: "أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد (4) ضعيف الحديث".
وذكرت لأبي زرعة في حديث جرى عنده سلام الطويل (5) ؟ فحرك رأسه كالمتعجب من ذكرى له كان سلاماً عنده في موضع لا يذكر. ومر بحديث في كتابنا عنه، عن قبيصة (6) ، عن سلام، فأمر أن نضرب عليه، وقال: سلام ما نصنع به.
__________
(1) لم أقف على ترجمته. انظر: تاريخ بغداد ج8/141-148؛ الجرح والتعديل ج1/ق2/48- 51، ولسان الميزان ج2/261-317.
(2) (خ مق 4) أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي الكوفي الحناط المقرىء مولى واصل الأحدب واسمه كنيته وهو الصحيح. روى عن أبي إسحاق السبيعي وحميد الطويل وغيرهما، وعنه الثوري وابن المبارك وأحمد وابن معين وغيرهم. قال العجلي: "كان ثقة قديماً صاحب سنة وعبادة وكان يخطىء بعض الخطأ تعبد سبعين سنة"، ت 194 هـ، وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين. انظر: تهذيب التهذيب ج 12/ 34-37.
(3) (خ دس) شعيب بن حرب المدائني أبو صالح البغدادي نزيل مكة، روى عن مالك ابن مغول ومسعر وغيرهما، وعنه أحمد بن حنبل ويعقوب الدورقي وغيرهما. قال عنه ابن معين: "ثقة مأمون" وقال عنه ابن حبان: "كان من خيار عباد الله"، ت 197 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج4/ 350- 351؛ وتاريخ بغداد ج9/ 239- 242.
(4) (ت) أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد بن الحارث اليامي الكوفي روى له الترمذي حديثاً واحداً في النكاح، نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج1/ ق1/274، عن أبي زرعة أنه قال عنه: "ليس بالقوى" وكذا في تهذيب التهذيب ج1/356؛ وميزان الاعتدال ج1/266؛ وكتب بالأصل (زيد) وا لصواب (زبيد) .
(5) (ق) سلام بن سلم أبو سليمان ويقال أبو أيوب ويقال أبو عبد الله وهو سلام الطويل المدائني خراساني الأصل، ت بحدود 177 هـ، نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج2/ ق1/ 260 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "ضعيف الحديث"، وفي تهذيب التهذيب ج4/ 281- 282، اكتفى بقوله: "ضعيف" وكذا في ميزان الاعتدال ج2/175.
(6) (ع) قبيصة بن عقبة بن محمد بن سفيان بن عقبة السوائي أبو عامر الكوفي روى عن الثوري وشعبة وغيرهما، وعنه البخاري، روى له الباقون بواسطة وأحمد بن حنبل وغيرهم. كان ثقة صدوقاً كثير الحديث عن سفيان الثوري ت 213 هـ، انظر: تهذيب التهذيب 8/347- 349؛ الجرح والتعديل 3/ ق2/126-127.(2/567)
وذكرت لأبي زرعة حديث سعيد بن عبد الرحمن الحمصي (1) عن سهيل ابن أبي صالح (2) في "الحجامة لسبع عشرة من الشهر يوم الثلاثاء" (3) فقال سعيد بن عبد الرحمن، عن سهيل، وحرك [23- أ-] ، رأسه كأنه إذا تفرد به ليس في موضع يقول عليه، ففحصت بعد ذلك الحديث، فوجدت أبا توبة (4)
__________
(1) (عخ م دس ق) سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن جميل بن عامر الجمحي أبو عبد الله المدني قاضي بغداد، روى عن أبي حازم بن دينار وسهيل بن أبي صالح وغيرها. وعنه الليث بن سعد وابن وهب وأبو هارون والعجلي والحاكم وأبو عبد الله، وقال ابن عدي: "له غرائب حسان وأرجو أنها مستقيمة، وإنما يهم في الشيء بعد الشيء فيرفع موقوفاً ويصل مرسلاً لا عن تعمد"، ت 176 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج 4/55- 56، وتاريخ بغداد ج 9/67- 69، وفيه قال ابن أبي حاتم: "سألت أبا زرعة عن حديث رواه إسماعيل بن إبراهيم الترجماني عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحي من عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من نسي صلاة فلم يذكرها إلا وهو مع الإمام"، الحديث. فقال أبو زرعة: "هذا خطأ، رواه مالك عن نافع عن ابن عمر موقوفاً وهو الصحيح".
(2) سهيل بن أبي صالح ذكوان السمان، مضت ترجمته.
(3) رواه الحاكم في المستدرك ج 4/ 210 بنفس السند عن أبي هريرة من طريق أبي حاتم ولفظه: "من احتجم لسبع عشرة من الشهر كان له شفاء من كل داء"، وقال: "صحيح على شرط مسلم". ورواه الطبراني عن ابن عباس قال: "دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم فقلت هذا اليوم تحتجم؟ قال: نعم، ومن وافق منكم الثلاثاء لسبع عشرة مضت من الشهر فهو دواء لداء السنة"، قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 5/93: "وفيه زيد بن أبي الحواري العمي وهو ضعيف وقد وثقه الدارقطني وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح". وانظر: الترغيب والترهيب للمنذري ج 4/ 314- 315، وانظر: الفتح الكبير ج 3/ 149. وذكره ابن حبان في المجروحين ج 1/306 في ترجمة زيد العمي وقال عنه: "يروى عن أنس أشياء موضوعة لا أصل لها حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها، وكان يحيى يمرض القول فيه وهو عندي لا يجوز الاحتجاج بخبره ولا كتبة حديثه إلا للاعتبار"، ورواه ابن الجوزي في الموضوعات ج3/ 214-215 عن أنس من طريق زيد العمي بلفظ "مضين من الشهر كان دواء لداء السنة"، وروى حديث ابن عباس من طريق أبي هرمز، ورواه عن معقل بن يسار من طريق زيد العمى أيضاً، ثم قال ابن الجوزي: "روايته للحديث من طرقه (هذه الأحاديث ليس فيها شيء صحيح) ، وذكر أن العقيلي قال: "وليس يثبت في التوقيت في الحجامة شيء في يوم بعينه ولا في الاختيار في الحجامة والكراهية شيء يثبت"، وانظر: اللآلىء المصنوعة ج 2/412-413، وذكر متابعة لحديث أنس رواها البيهقي في سننه. وانظر: تنزيه الشريعة ج2/ 359- 360؛ وتذكرة الموضوعات للفتني ص 208.
(4) أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي، سكن طرسوس، مضت ترجمته.(2/568)
قد رواه موصلا (1) ، عن سعيد، عن سهيل، عن أبيه (2) عن أبي هريرة. ورواه ابن وهب (3) ، عن يحيى بن عبد الله بن سالم (4) عن سهيل، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلا أدري تحريك رأس أبي زرعة كان من أنه قد عرفه من رواية ابن وهب أنه مرسل، أو من تفرد سعيد به.
قلت: عباد بن جويرية (5) ؟ قال: "واهي الحديث".
قلت: جميل بن الحلال العتكي (6) ؟ قال: "قد كنت كتبت عنه".
وسألت عنه نصر بن علي الجهضمي (7) ؟ فقال: اتق الله، ذاك زفان (8) ،
__________
(1) كذا بالأصل والصواب موصولاً.
(2) ذكوان السمان أبو صالح الزيات المدني، مضت ترجمته.
(3) عبد الله بن وهب المصري، مضت ترجمته.
(4) (م دس) يحيى بن عبد الله بن سلم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي المدني، روى عن هشام بن عروة وغيره، وعنه الليث بن سعد وابن وهب وغيرهما قال النسائي: "مستقيم الحديث". وقال ابن معين: "صدوق ضعيف الحديث"، ت 153 هـ، انظر: تهذيب التهذيب، ج 11/ 240.
(5) عباد بن جويرية البصري، روى عن الأوزاعي، نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق 1/78، عن أبي زرعة أنه قال عنه: "ليس بشيء ما أرى أن يحدث عنه"، وفي ميزان الاعتدال ج 2/365 اكتفى بقوله: "ليس بشيء" وكذا في أسماء الضعفاء لابن الجوزي.
(6) (ق) جميل بن الحسن بن جميل الأزدي العتكي الجهضمي أبو الحسن البصري، نزيل الأهواز. روى عن ابن عيينة وغيره، وعنه ابن ماجة، وابن خزيمة وغيرهما. قال ابن عدي: "سمعت عبدان وسئل عنه؟ فقال: كان كذاباً فاسقا، وكان عندنا بالأهواز ثلاثين سنة لم نكتب عنه". انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/ 520، وتهذيب التهذيب ج 2/113، وميزان الاعتدال ج 1/423، وفي الأصل كتب (جميل بن الحلال ... ) (فلعله صحف أو شهرة لأبيه) .
(7) نصر بن علي بن نصر بن علي الأزدي الجهضمي مضت ترجمته.
(8) الزفّان: الرقاص، والزَّفْنُ الرقص. زفن يزفن زفنا، وأصل الزفن اللعب والدفع ومنه حديث عائشة رضي الله عنها قدم وفد الحشبة فجعلوا يزْفِنُون ويلعبون أي يرقصون ومنه حديث عبد الله بن عمرو إن الله أنزل الحق ليذهب به الباطل ويُبْطل به اللعب والزفْن والزّمارات والمزاهِر ... انظر: تهذيب اللغة للأزهري ج 13/ 224، ولسان العرب ج 17/58.(2/569)
يجتمع بالليل مع هؤلاء المغبّرين (1) يزفن، ويرقص معهم. قال أبو زرعة: فضربت على ما كتبت عنه.
سمعت أبا زرعة يقول: "كان أبو حنيفة جهميا، وكان محمد بن الحسن جهمياً، وكان أبو يوسف جهمياً بين التجهم" (2) .
ذاكرت أبا زرعة بأحاديث سمعتها من جعفر بن عبد الواحد القرشي (3) ، قاضي
__________
(1) المغبرة: قوم يغبّرون يذكرون الله بدعاء وتضرُّع، وقد يسمى ما يقرأ بالتطريب من الشعر في ذكر الله تعالى تغبيراً كأنهم إذا تناشدوها بالألحان طربوا فرقصوا وأرهجوا فسُّموا مغبرة. وقد روي عن الشافعي أنه قال: "أرى الزنادقة وضعوا هذا التغبير ليصدوا الناس عن ذكر الله وقراءة القرآن". وقال أبو إسحاق النحوي: "سمي هؤلاء مغبرين لتزهيدهم الناس في الفانية الماضية وترغيبهم في الغابرة، وهي الآخرة الباقية". انظر: تهذيب اللغة ج8/122، ولسان العرب ج6/307.
(2) روى الخطيب هذا الخبر في تاريخ بغداد ج 2/179 بسنده إلى البرذعي، إلا أنه قال عن أبي يوسف: "وكان أبو يوسف سليما من التجهم" وكذلك رواها بهذا اللفظ وبنفس السند في ج 14/253، ولعل الكلمة قد صحفت في الأصل لأن أهل الحديث أثنوا عليه. فمن ذلك ما نقله الخطيب في تاريخ بغداد ج 14/253 عن عمر الناقد أنه قال: "ما أحب أن أروي عن أحد من أصحاب الرأي إلا عن أبي يوسف فإنه كان صاحب سنة"، وفي لسان الميزان ج5/122 (وقال سعيد بن عمرو البرذعي سمعت أبا زرعة الرازي يقول: "كان محمد بن الحسن جهمياً وكذا شيخه وكان أبو يوسف بعيداً من التجهم".
(3) جعفر بن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب. ولي قضاء القضاة بسر من رأى في سنة 240 هـ، وتوفي في سنة 250 هـ، ورد في الأصل (حفص) وفي الحاشية كتب (جعفر) وكتب بالأصل (القرشي) وفي تاريخ بغداد ج 7/173 كتب (الهاشمي) والخبر رواه الخطيب بسنده إلى البرذعي من قوله: "ذاكرت أبا زرعة بأحاديث" إلى قوله ... "فأما أنا فإني أحفظه عن ابن عمر موقوفاً" واكتفى الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1/412 بقوله: "روى أحاديث لا أصل لها" وقوله: "أخاف أن تكون دعوة الشيخ الصالح أدركته" وفي لسان الميزان ج 2/117- 118 "وقال أبو زرعة روى أحاديث لا أصل لها" ونقل عن أبي زرعة أنه قال: "أخاف أن تكون دعوة الشيخ الصالح أدركته" ونقل أيضاً عن سعيد بن عمر البرذعي أنه قال: "ذاكرت أبا زرعة بأحاديث سمعها من جعفر بن عبد الواحد، فأنكرها وقال لا أصل لها وقال في بعضها إنها باطلة موضوعة ثم استرجع وقال: لقد كنت أراه وأشتهي أن أكلمه لما كان عليه من السكينة، ويصلح للخلافة ويرجع إلى حفظ وفقه وقد خرج إلى مثل هذا نسأل الله تعالى العافية" واكتفى ابن الجوزي في أسماء الضعفاء بقوله: "حدث أحاديث لا أصل لها" والصواب بأحاديث.(2/570)
القضاة، فأنكرها، وقال: "لا أصل لها"، قلت (1) له: إنه حدثنا، عن الأنصاري (2) ، عن ابن ريج (3) عن عطاء (4) عن ابن عباس، وعن أشعث (5) ، عن الحسن (6) ، عن عبد الله بن مغفل (7) ، وعن عبد الله بن المثنى (8) ، عن ثمامة (9) ، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم "من أحب الأنصار فبحبي أحبهم" (10) .
__________
(1) في تاريخ بغداد ج 7/173 (فقلت) .
(2) الأنصاري محمد بن عبد الله بن المثنى البصري القاضي، مضت ترجمته.
(3) عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح، مضت ترجمته.
(4) عطاء بن أبي زربا المكي، مضت ترجمته.
(5) أشعث بن إسحاق بن سعد بن مالك بن هانئ بن عامر الأشعري القمي، روى عن الحسن البصري، وغيره، وعنه جرير بن عبد الحميد وغيره. قال عنه ابن معين والنسائي: "ثقة" وقال أحمد: "صالح الحديث". انظر: تهذيب التهذيب ج 1/ 350.
(6) الحسن بن أبي يسار البصري، مضت ترجمته.
(7) (ع) عبد الله بن مغفل بن عبد نهم بن عفيف بن أسحم أبو سعيد ويقال أبو عبد الرحمن. سكن المدينة ثم تحول إلى البصرة وهو من أصحاب الشجرة. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بكر وعثمان وعبد الله بن سالم، وعنه الحسن البصري وغيره. وقال عنه: "كان أحد العشرة الذين بعثهم إلينا عمر يفقهون الناس وكان من نقباء أصحابه" ت 57 هـ، وقيل بعدها. انظر: تهذيب التهذيب ج6/ 42، الإصابة ج 4/ 242-243.
(8) عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس، مضت ترجمته.
(9) (ع) ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري البصري قاضيها. روى عن جده أنس والبراء بن عازب وأبي هريرة ولم يدركه، وعنه ابن أخيه عبد الله بن المثنى وحميد الطويل وغيرهما. قال عنه العجلي: "تابعي ثقة" وأشار ابن معين إلى تضعيفه عزل سنة 110هـ، ومات بعد ذلك بمدة. انظر: تهذيب التهذيب ج 2/ 28 - 29، ميزان الاعتدال ج 1/ 372.
(10) روى أبو يعلى في مسنده عن أنس بن مالك أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حب الأنصار آية كل مؤمن ومنافق، فمن أحب الأنصار فبحبي أحبهم، ومن أبغض الأنصار فببغضي أبغضهم"- قلت: - أي الهيثمي - "هو في الصحيح باختصار"- وقال الهيثمي عن الحديث في مجمع الزوائد ج 10/ 39: "وفيه كريد ابن رواحة وهو ضعيف" وفي حديث البراء بن عازب عند أبي نعيم في المستخرج "من أحب الأنصار فبحبي أحبهم، ومن أبغض الأنصار فببغضي أبغضهم". انظر: فتح الباري ج1/ 63، وروى الطبراني الحديث بنفس اللفظ عن معاوية بن أبي سفيان ورجاله رجال الصحيح غير النعمان بن مرة وهو ثقة كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج10/ 39 وذكره بنفس اللفظ عن أبي هريرة وقال: "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن حاتم وهو ثقة" ج1/ 39.(2/571)
فقال لي أبو زرعة: "ما لواحد [من الثلاثة] (1) أصل وهي موضوعة ثلاثتها أو نحو هذا الكلام". قلت: إنه حدثني عن هارون بن إسماعيل الخزاز (2) ، عن علي بن المبارك (3) ، عن يحيى بن أبي كثير (4) ، عن عمرو بن دينار (5) ، عن عطاء بن يسار (6) ، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة" (7) ؟ فقال: "باطل".
__________
(1) من تاريخ بغداد ج 7/ 173.
(2) (خ م ت س ق) هارون بن إسماعيل الخزاز أبو الحسن البصري روى عن علي بن المبارك وغيره، وعنه أبو موسى محمد بن المثنى والفلاس وغيرهما. قال أبو حاتم: "محله الصدق كان عنده كتاب عن علي بن المبارك، وكان تاجراً" ت 206 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج3/ 11.
(3) (ع) علي بن المبارك الهنائي البصري، روى عن هشام بن عروة ويحيى بن أبي كثير وغيرهما. وعنه وكيع وابن المبارك وابن علية وهارون الخزاز وغيرهم. وثقه ابن المديني وابن نمير والعجلي وغيرهم، وقال أحمد عنه: "ثقة كانت عنده كتب عن يحيى بن أبي كثير بعضها سمعها وبعضها عرض". انظر: تهذيب التهذيب ج 7/ 375 - 376.
(4) يحيى بن أبي كثير الطاني، مضت ترجمته.
(5) عمرو بن دينار المكي، مضت ترجمته.
(6) عطاء بن يسار الهلالي، مضت ترجمته.
(7) قال ابن حجر في فتح الباري ج 2/ 149 في كتاب الأذان؛ باب إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة: "هذه الترجمة لفظ حديث أخرجه مسلم وأصحاب السنن وابن خزيمة وابن حبان من رواية عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. واختلف على عمرو بن دينار في رفعه ووقفه، وقيل إن ذلك هو السبب في كون البخاري لم يخرجه ... " وانظر: صحيح مسلم؛ كتاب صلاة المسافرين وقصرها؛ باب كراهة الشروع في نافلة بعد شروع المؤذن ج 1/ 493، وسنن أبي داود في كتاب الصلاة؛ باب إدراك الإمام ولم يصل ركعتي الفجر ج 6/ 391- 393، وجامع الترمذي في كتاب الصلاة؛ باب ما جاء إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة) وبعد ذكره روايات أخرى قال: "والحديث المرفوع أصح عندنا" ج 2/ 1 48-83 4، وسنن النساني. انظر المجتيى ج 2/ 90، وسنن ابن ماجه ج 1/ 277، ومسند أحمد 2/ 331، 352،455، 517، 531 ط. القاهرة 1313، والمعجم الصغير للطبراني ج 1/ 16،192، والحلية لأبي نعيم ج 8/ 138، 391 وج 9/ 222، وفي تاريخ أصبهان له ج 1/304، 323 و.19 عن جابر وتاريخ جرجان لحمزة السهمي ص 119 من طريق عمرو بن دينار أيضاً وص 220 عن ابن عمر، ص 293، 362، من طريق محمد ابن عمر، عن عطاء. وانظر: تاريخ بغداد للخطيب ج 4/ 52، ج 5/ 197 وج 7/ 95، وج 12/ 213، ج 13/ 60، وانظر: المجروحين لابن حبان ج 1/ 131، 147.(2/572)
قلت: وحدثني عن محمد بن عباد الهنائي (1) ، عن شعبة عن قتادة (2) ، عن الشعبي (3) ، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم (صلى على قبر) (4) قال شعبة: "فقلت لقتادة: سمعته من الشعبي؟. فقال: حدثني عاصم الأحول (5) ، قال شعبة. فقلت لعاصم الأحول: سمعته من الشعبي؟ فقال: حدثني الشيباني (6) قال: ما خلق الله لهذا أصلاً، ثم
__________
(1) (ت س ق) محمد بن عباد الهنائي أبو عباد البصري، روى عن علي بن المبارك وشعبة وغيرهما، وعنه عباد بن الوليد العنبري وغيره. قال أبو حاتم: "صدوق". انظر: تهذيب التهذيب ج6/ 246.
(2) قتادة بن دعامة السدوسي، مضت ترجمته.
(3) عامر بن شراحيل الشعبي، مضت ترجمته.
(4) رواه البخاري في صحيحه في كتاب الجنائز؛ باب سنة الصلاة على الجنائز ... قال: (حدثنا سليمان بن حرب، ثنا شعبة، عن الشيباني، عن الشعبي قال: "أخبرني من مرَّ مع نبيكم صلى الله عليه وسلم على قبر منبوذ فأمنا فصففنا خلفه. فقلنا: يا أبا عمرو من حدثك؟ قال: ابن عباس رضي الله عنهما" فتح الباري ج 3/ 190. وانظر: باب الصلاة على القبر بعد ما يدفن ص 204، ورواه مسلم في صحيحه في كتاب الجنائز؛ باب الصلاة على القبر ج2/ 658-659، والترمذي في كتاب الجنائز؛ باب ما جاء في الصلاة على القبر ج 4/130- 131، والنسائي في سننه. انظر: المجتبى ج 4/70، وابن ماجة في سننه ج 1/489- 490، وأحمد في المسند انظر: الفتح الرباني ج 7/226، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان ج 2/ 239 من طريق عاصم الأحول، عن الشعبى، قال: "حدثني من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم على قبر بعدما دفن، قلت: من حدثك؟ قال: حدثني ابن عباس"، ورواه حمزة السهمي في تاريخ جرجان ص 31 من طريق شعبة، عن حبيب بن الشهيد، عن ثابت، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم "صلى على قبر بعدما دفن".
(5) (ع) عاصم بن سليمان الأحول أبو عبد الرحمن البصري مولى بني تميم. روى عن أنس وعكرمة وغيرهما، وعنه قتادة وشعبة والسفيانان وغيرهم. قال عنه ابن معين وابن المدينى وأبو زرعة والعجلي وابن عمار وغيرهم: "ثقة" ت 141 هـ، أو 142 أو 143 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 5/42-43.
(6) (ع) سليمان بن أبي سليمان واسمه فيروز ويقال خاقان، ويقال عمرو أبو إسحاق الشيباني، مولاهم الكوفي. روى عن زر بن حبيش وأشعث بن أبي الشعثاء وإبراهيم النخعي وغيرهم. وعنه أبو إسحاق السبيعي وعاصم الأحول والثوري وشعبة وغيرهم. قال عنه ابن معبن: "ثقة حجة" ت في حدود 140هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 4/197-(2/573)
قال: إنا لله وإنا إليه راجعون. لقد كنت أرى هذا جعفراً (1) ، وأشتهي أن أكلمه لما كان عليه من السكينة، والوقار، ونسبه في العنقاء، ورجل تصلح له الخلافة من ولد العباس (2) ، يرجع إلى حفظ وفقه، قد خرج إلى مثل هذا؟ نسأل الله الستر والعافية، ثم قال لي: ما أخوفني أن تكون دعوة الشيخ الصالح أدركته".
قلت: أي شيخ؟ قال: "القعنبي (3) بلغني أنه دعا عليه. فقال: اللهم أفضحه لا أحسب [23-ب] ، ما بلي به إلا بدعوة الشيخ (4) . قلت: كيف دعا عليه؟ قال: بلغني أنه أدخل عليه حديثاً أحسبه عن ثابت (5) جعله عن أنس، فلما فارقه رجع الشيخ إلى أصله فلم يجده فاتهمه فدعا عليه".
قلت: إنه حدثني عن محمد بن محبوب (6) ، عن جويرية بن أسماء (7) ، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يشكر الله من
__________
(1) في تاريخ بغداد ج7/ 174 (أرى جعفراً هذا) .
(2) العباس بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم، مضت ترجمته.
(3) (خ م دت س) عبد الله بن سلمة بن قعنب الحارثي أبو عبد الرحمن المدني نزيل البصرة، روي عن مالك وشعبة والليث وغيرهم وعنه (خ م د) وأخرج له (م ت س) بواسطة أحمد بن الحسن الترمذي وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم. قال أبو زرعة: "ما كتبت عن أحد أجل في عيني منه، وهو أوثق من روى الموطأ". وقال أبو حاتم: "ثقة حجة" وقال الفلاس: "كان القعنبي مجاب الدعوة" ت 1 22 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج 6/ 31-33، وتذكرة الحفاظ ج 383- 384.
(4) في الأصل كتبت هكذا (الخ) وفي تاريخ بغداد ج 7/174 (الشيخ) .
(5) ثابت بن أسلم البناني، مضت ترجمته.
(6) (خ دس) محمد بن محبوب البناني أبو عبد الله البصري، روى عن الحمادين وهشيم وغيرهم، وعنه البخاري وأبو داود والنسائي بواسطة عنه، كان ابن معين يثني عليه ويقول هو كيس صادق كثير الحديث. ت 223 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 9/ 429- 430.
(7) (خ م دس ق) جويرية بن أسماء بن عبيد بن مخارق ويقال مخراق الضبعي أبو مخارق، ويقال أبو أسماء البصري. روى عن نافع والزهري ومالك بن أنس، وغيرهم، وعنه يزبد بن هارون ومسدد وأبو الوليد وغيرهم. قال عنه أحمد: "ثقة ليس به بأس" ت 173هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 2/ 124- 125.(2/574)
لا يشكر الناس" (1) ؟ قال: "باطل"، وزور، لا أصل له، ثم جعل يرغب إلى الله في الستر والعافية (2) . عنى أبو زرعة إن شاء الله في حديث جويرية إن لا أصل له مرفوعاً (3) ، وقد رواه جويرية، عن نافع، عن ابن عمر فقط. رواه (4) عنه جعفر بن سليمان (5) فلا أدري لم يحفظه أبو زرعة أو قال: "لا أصل له أصلاً فأما أنا فإني أحفظه، عن ابن عمر موقوفاً" (6) .
قلت لأبي زرعة: قرة بن حبيب (7) تغير؟ فقال: "نعم كنا أنكرناه بآخره غير أنه كان لا يحدث إلا من كتابه، ولا يحدث حتى يحضر ابنه، ثم تبسم. فقلت: لم تبسمت؟ قال: أتيته ذات يوم، وأبو حاتم، فقرعنا عليه الباب، واستأذنا عليه فدنا من الباب ليفتح لنا، فإذا ابنته قد خفت، وقالت له: يا أبت إن هؤلاء أصحاب الحديث، ولا آمن أن يغلطوك، أو يدخلوا عليك ما ليس من حديثك، فلا تخرج إليهم حتى يجيء أخي، تعني علي بن قرة، فقال لها: أنا أحفظ، فلا
__________
(1) رواه أبو داود في سننه كتاب الأدب؛ باب في شكر المعروف ج19/ 66، عن أبي هريرة، وبهذا اللفظ رواه أبو حنيفة في مسنده ص 210 عن عطية، عن أبي سعيد، والخطيب في تاريخ بغداد ج 7/ 174، ورواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات. انظر: مجمع الزوائد ج 8/ 180- 181 ورواه الترمذي في الجامع في كتاب البر والصلة؛ باب ما جاء في الشكر لمن أحسن إليك ج 6/87-88 بلفظ "من لا يشكر الناس لا يشكر الله" عن أبي هريرة وقال: "حديث صحيح" وذكره بلفظ آخر وأفرد الدمياطي طرقه في جزء. انظر: المقاصد للسخاوي ص 428 وانظر: تعجيل المنفعة لابن حجر ص 341 والجرح والتعديل ج 4/ق 2/ 403.
(2) في تاريخ بغداد ج 7/ 174 (قلت عني أبو زرعة) .
(3) في تاريخ بغداد ج7/ 174 (مرفوع)
(4) في تاريخ بغداد ج 7/ 174 (روى عنه) .
(5) جعفر بن سليمان الضبعي أبو سليمان البصري، مضت ترجمته.
(6) ورد في الأصل (موقوف) وفي تاريخ بغداد ج 7/174 (موقوفاً) وهو الصواب لأن محله من الإعراب حال.
(7) (خ) قرة بن حبيب بن يزيد بن شهرزاد القنوي الرماح أبو علي البصري التستري، نيسابوري الأصل، روى عن ابن عون وعكرمة بن عمار وغيرهما، وعنه البخاري في الأدب وأبو داود في غير السنن وأبو زرعة الرازي وغيرهم. قال عنه أبو حاتم: "كان صدوقاً ثقة غزا مع الربيع بن صبيح، كتبنا عنه أيام الأنصاري ثم بقى حتى كتبنا عنه أيام أبي الوليد" ت 224 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج 8/ 370- 371، الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 132.(2/575)
أمكنهم ذاك. فقالت: لست أدعك تخرج فإني لا آمنهم عليك، فما زال قرة يجتهد ويحتج عليها في الخروج وهي تمنعه وتحتج عليه في ترك الخروج إلى أن يجىء علي ابن قرة حتى غلبت عليه، ولم تدعه. قال أبو زرعة: فانصرفنا، وقعدنا حتى وافى ابنه علي. قال أبو زرعة: فجعلت أعجب من صرامتها، وصيانتها أباها".
قلت: حديث صفوان بن أمية (1) (من دفي بكفّي) (2) حديث يحيى بن العلاء (3) ، فكلح وجهه وحرك رأسه وقال: حدثنا به سلمة بن شبيب (4) ، ولم يرد عق فيه جواباً كأنه أنكره إذ هو رواية يحيى بن العلاء، وبشر ابن نمير (5) . قال
__________
(1) (خت م ح صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي أبو وهب وقيل أبو أمية. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه أولاده أمية وعبد الله وعبد الرحمن وغيرهما وكان من أشراف قريش في الجاهلية والإسلام، ت 41 أو 42 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج 4/ 424- 425 والإصابة ج 3/ 432- 434.
(2) رواه ابن ماجة في سننه ج2/ 871-872 من طريق يحيى بن العلاء، أنه سمع بشر ابن نمير، أنه سمع مكحولاً يقول: إنه سمع يزيد بن عبد الله، أنه سمع صفوان بن أمية قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء عمرو بن قرة فقال: "يا رسول الله، إن الله قد كتب علي الشقوة، فما أراني أرزق إلا من دُفِّي بكفي، فأذن لي في الغناء في غير فاحشة ... " وذكر بقية الحديث. وذكره الذهيي في ميزان الاعتدال ج 1/326 في ترجمة بشر بن نمير، القشيري البصري قال عنه ابن حبان: "منكر الحديث جداً". انظر: المجروحين ج 1/178. وقال عنه يحيى القطان: "كان ركناً من أركان الكذب". انظر: تهذيب التهذيب ج 1/ 461.
(3) يحيى بن العلاء البجلي أبو سلمة ويقال أبو عمرو الرازي، مضى قول أبي زرعة فيه مع ترجمته.
(4) (م 4) سلمة بن شيب النيسابوري أبو عبد الرحمن الحجري المسمعي نزيل مكة روى عن عبد الرزاق وأبي داود وغيرهما، وعنه الجماعة سوى البخاري وأحمد بن حنبل وأبو مسعود الرازي وأبو زرعة وغيرهم. قال عنه أحمد بن سيار: "كان من أهل نيسابور ورحل إلى مكة وكان مستملي المقرىء صاحب سنة وجماعة رحل في الحديث وجالس الناس وكتب الكثير ومات بمكة سنة 247 أو 246 هـ"، انظر: تهذيب التهذيب ج 4/146.
(5) (ق) بشر بن نمير القشيري البصري، روى عن مكحول والقاسم بن عبد الرحمن وروى عن نسخة كبير ساقطة، وحسين بن عبد الله قال عنه يحيى القطان كان ركناً من أركان الكذب، روى له ابن ماجة حديثاً واحداً في قصة عمرو بن قرة في ذكر الغناء ت ما بين (140- 150هـ) قال عنه ابن عدي: "عامة ما يرويه لا يتابع عليه". وانظر ترجمته في: تهذيب التهذيب ج 1/ 460- 461، ميزان الاعتدال ج 1/325- 326.(2/576)
أبو عثمان: سمعت محمد بن سهل بن عسكر (1) وذكر هذا الحديث. فقال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: "يحيى بن العلاء الرازي كذاب رافضي، يضع الحديث (2) ، وبشر بن نمير أسوء حالاً منه".
سألت أبا زرعة، عن أبي عبد الرحمن الموصلي عبد الله بن أيوب (3) ؟ فقال: "لا أعرفه".
شهدت أبا زرعة، وذكر له صاحب جزرة (4) رجلاً سماه له أنسيت اسمه.
فقال له صالح روى عن شعبة عن أبي جمرة (5) ، عن ابن عباس "أبردوها بماء زمزم" (6) فوقع على أبي زرعة الضحك العظيم ما قال، وذاك إن هذا ليس من
__________
(1) (م ت س) محمد بن سهل بن عسكر بن عمارة بن دويد التميمي مولاهم أبو بكر البخاري الحافظ الجوال، روى عن عبد الرزاق وغيره، وعنه مسلم والترمذي والنسائي وأبو حاتم والذهلي وكان ثقة صدوقاً، ت 251 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج 9/207.
(2) في تهذيب التهذيب ج 11/261 "كذاب يضع الحديث" وفي ج 1/461 "يحيى بن العلاء كذاب يضع الحديث وبشر بن نمير أسوأ حالاً منه" وفي ميزان الاعتدال ج 4/397 "كذاب يضع الحديث" وكتب بالأصل (يدع الحديث) .
(3) ورد في الجرح والتعديل ج 2/ ق 2/ 10 وميزان الاعتدال ج 2/394، (عبد الله ابن أيوب بن بكير بن أبي علاج الموصلي) ولم ينقلا قول أبي زرعة فيه.
(4) صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب الأسدي المعروف بجزرة، مضت ترجمته.
(5) (ع) نصر بن عمران بن عصام وقيل ابن عاصم بن واسع أبو جمرة الضبعي البصري، روى عن ابن عباس وابن عمر وأنس بن مالك وغيرهم، وعنه شعبة والحمادان وهمام بن يحيى، قال عنه أحمد: "ثقة" ت 128هـ انظر: تهذيب التهذيب ج 10/ 431-432.
(6) رواه البخاري في صحيحه في كتاب بدء الخلق/ باب صفة النار وأنها مخلوقة ج6/ 330. قال البخاري: ثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو عامر هو العقدي (عبد الملك ابن عمرو ثنا همام، عن أبي جمرة الضبعي قال: "كنت أجالس ابن عباس بمكة، فأخذتني الحمى فقال: أبردها عنك بماء زمزم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "هي الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بالماء"، أو قال: بماء زمزم. شك همام" وانظر: ج 10/175-176 حيث قال: وقع في رواية أحمد عن عفان، عن همام (فأبردوها بماء زمزم ولم يشك) ... انظر: مسند أحمد بترتيب الساعاتي ج 17/159، ورواه الحاكم في المستدرك ج 4/ 200 من طريق إبراهيم بن الحسن الهمداني، وهشام بن علي السيوافي (قالا) ثنا عبد الله بن رجاء، ثنا همام ابن يحيى وذكر الحديث (فأبردوها بماء زمزم) وقال: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا السياق".(2/577)
حديث شعبة إنما رواه همام (1) ، ثم قال أبو زرعة: [24- أ-] "حديث همام تعلم أحداً رواه غير عفان" (2) ؟ قلت: أبو عامر العقدي (3) . قال: من حدثك عن أبي عامر العقدي؟ قلت: عبدة الصفار (4) ، ومحمد بن معمر (5) ، فقال لي أبو زرعة: "كنا نظن أن هذا لم يروه غير عفان حتى حدثنا عبد الله بن محمد المسندي (6) ، عن أبي عامر".
قلت لأبي زرعة: إن أحمد بن جعفر الزنجاني (7) حدثنا عن يحيى بن معين، عن رفدة بن قضاعة (8) بحديث الأوزاعي في الرفع؟ فقال: "إن هذا
__________
(1) أبو بكر همام بن يحيى بن دينار الأزدي العوذي المحلمي مولاهم، مضت ترجمته.
(2) عفان بن مسلم الباهلي البصري، مضت ترجمته.
(3) (ع) عبد الملك بن عمرو القيسي أبو عامر العقدي البصري، روى عن إبراهيم بن نافع، والثوري، وشعبة، وغيرهم. وعنه أحمد وإسحاق وعلي ويحيى والمسندي وغيرهم. قال عنه ابن معين: "صدوق" ت 204 أو 205 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج 6/ 409- 410.
(4) عبدة بن عبد الله الصفار الخزاعي البصري، روى عن يزيد بن هارون وغيره، سمع منه أبو حاتم في الرحلة الثالثة وروى عنه وقال عنه: "صدوق" انظر: الجرح والتعديل ج3/ ق1/90.
(5) (ع) محمد بن معمر بن ربعي القيسي أبو عبد الله البصري المعروف بالبحراني، روى عن أبي عامر العقدي ومحمد بن كثير وغيرهما، وعنه الجماعة وأحمد الرمادي وأبو حاتم وغيرهم. قال عنه أبو داود: "ليس به بأس صدوق" ت 250 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج9/466-467.
(6) (خ ت) عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن اليمان الجعفي أبو جعفر البخاري الحافظ المعروف بالمسندي، سمى بذلك لأنه كان يطلب المستندات ويرغب عن المرسلات، روى عن ابن عيينة، وعبد الرزاق وأبي عامر العقدي وغيرهم، وعنه البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم والذهلي والترمذي عن البخاري عنه، قال الحسن بن شجاع للبخاري: "من أين يفوتك الحديث وقد وقعت على هذا الكنز" ومن المعروفين بالعدالة والصدق وصاحب سنة، عرف بالإتقان والضبط، ت 229 هـ انظر: تهذيب التهذيب ج 6/9- 10.
(7) شيخ لأبي عثمان سعيد بن عمرو البرذعي، لم أقف على ترجمته.
(8) (ق) رفدة بن قضاعة الغساني مولاهم الدمشقي، روى عن الأوزاعي وجعفر بن برقان وثابت بن عجلان وصالح بن راشد القرشي، وعنه مروان بن محمد وهشام ابن عمار. ت ما بين (180- 190 هـ) ، قال عنه ابن حبان في المجروحين ج1/302 "ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، لا يحتج به إذا وافق الثقات، فكيف إذا انفرد عن الأثبات بالأشياء المقلوبات"، وانظر: أقوال الأئمة فيه في: تهذيب التهذيب ج 3 /283- 284، والجرح والتعديل ج 1/ ق 2/ 523، وميزان الاعتدال ج 2/ 53.
والحديث رواه ابن ماجة في سننه ج 1/ 280 قال ابن ماجة: ثنا هشام بن عمار ثنا رفدة بن قضاعة الغساني، ثنا الأوزاعي عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن جده عمير بن حبيب قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه مع كل تكبيرة في الصلاة المكتوبة" ورواه ابن حبان في المجروحين ج 1/303 بنفس السند ولفظه "يرفع يديه في كل خفض ورفع" ثم قال: "وهذا خبر إسناده مقلوب ومتنه منكر ما رفع النبي صلى الله عليه وسلم يده في كل خفض ورفع قط، وأخبار الزهري عن سالم عن أبيه يصرح بضده أنه لم يكن يفعل ذلك بين السجدتين" وذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب ج3/ 284 وقال: قال ابن عدي: "وحديث الرفع يعرف برفدة، هذا وقد روى عن أحمد بن أبي روح عن محمد بن مصعب عن الأوزاعي، وقال مهنأ سألت أحمد ويحيى عن هذا الحديث فقالا ليس بصحيح ولا يعرف عبيد بن عمير روى عن أبيه ولا عن جده".(2/578)
يحتاج إلى أن يحبس في السجن. قلت: إنه يقول: حدثنا يحيى عن رفدة". فقال: لم يسمع يحيي من رفدة شيئاً، ولم يسمع من هشام بن عمار (1) شيئاً، فكتبت إلى جعفر بذلك فقال لي: إنما رأيت يحيى يذاكر به ويقول: رواه رفدة ولا أدري ممن سمعه.
ذكرت لأبي زرعة عن مسدد (2) ، عن محمد بن حمران (3) عن سلم بن عبد الرحمن (4) ، عن سوادة بن الربيع (5) "الخيل معقود في نواصيها" (6) ؟ فقال
__________
(1) هشام بن عمار السلمي أبو الوليد الدمشقي، مضت ترجمته.
(2) مسدد بن مسرهد بن مسربل، مضت ترجمته.
(3) (قدت س) محمد بن حمران بن عبد العزيز القيسي، أبو عبد الله البصري، روى عن خالد الحذاء وغيره، وعنه القواريري وأبو كامل الجحدري وغيرهما. قال عنه أبو زرعة: "محله الصدق" انظر: تهذيب التهذيب ج 9/ 126.
(4) سلم بن عبد الرحمن الجرمي البصري، روى عن سوادة بن الربيع وله صحبة. وعنه سلمة بن رجاء التميمي ومحمد بن حمران القيسي ومرجى بن رجاء اليشكري. قال أحمد بن حنبل: "سلم بن عبد الرحمن ومرجى بن رجاء ما علمت إلا خيراً" انظر: تهذيب التهذيب ج 4/ 132.
(5) سوادة بن الربيع الجرمي قال البخاري: "له صحبة، يعد من البصريين" وروى الإمام أحمد "أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر له بذود وقال: إذا رجعت إلى بنيك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم وليقلموا أظفارهم". انظر: الإصابة ج 3/ 221-222، والجرح والتعديل ج 2/ ق1/ 292.
(6) رواه البزار، عن سوادة بن الربيع قال: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأمر لي بذود ثم قال لي إذا رجعت إلى أهلك فمرهم فليقلموا أظفارهم لا يغيظوا ضروع مواشيهم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 5/ 259: "ورجاله ثقات، وللحديث طرق صحيحة في الصحيحين". وانظر: روايات الحديث في صحيح البخاري في كتاب الجهاد/ باب الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ج 4/56، 633 وصحيح مسلم يا كتاب الزكاة/ باب إثم مانع الزكاة ج 2/683، وكتاب الامارة/ باب الخيل في نواصيها ... ج 3/1492- 1493، والترمذي في جامعه في كتاب الجهاد/ باب ما جاء في فضل الخيل ج 5/343 -345، وفي سنن النسائي كما في المجتبى ج6/ 184-185 وابن ماجة في سننه ج 2/773 و 932 والدارمي في سننه ج 2/131 وأبو نعيم في الحلية ج 3/43 وج 8/127، 261 وج 9/ 43، من حديث طويل، وفي تاريخ أصبهان ج1/ 253 وج 2/109 وتاريخ بغداد للخطيب ج 5/ 196 وج6/ 261 وج 11/ 59 وج 2/109، 399 ومجمع الزوائد ج5/ 258- 261 والمطالب العالية ج2/159 ومستدرك الحاكم ج 2/91 وقد أفرده الدمياطي بالتأليف كما ذكره السخاوي في المقاصد ص 209 وللسيوطي رسالة سماها (جر الذيل في الخيل) ، انظر: كشف الخفاء ج 1/397-298، وانظر: الإصابة ج 3/222 حيث ذكره في ترجمته.(2/579)
لي: "راوي هذا كان ينبغي لك أن تكبر عليه ليس هذا من حديث مسدد. كتبت عن مسدد أكثر من سبعة آلاف، وأكثر من ثمانية آلاف، وأكثر من تسعة آلاف ما سمعته قط ذكر محمد بن حمران. قلت له روى هذا الحديث يحيى بن عبدك (1) ، عن مسدد. فقال: يحيى صدوق، وليس هذا من حديث مسدد. فكتبت إلى يحيى، فكتب إلي، لا جزى الله الوراق عني خيراً، أدخل لي أحاديث المعلى بن أسد (2) في أحاديث مسدد ولم أميزها منذ عشرين سنة، حتى ورد كتابك وأنا أرجع عنه فقرأت كتابه على أبي زرعة. فقال: "هذا كتاب أهل الصدق".
__________
(1) لعله يحيى بن عبدك القزويني، أبو زكريا وهو يحيى بن عبد الأعظم الذي قال عنه ابن أبي حاتم: "كتبت عنه، وهو ثقة صدوق" انظر: الجرح والتعديل ج 4/ ق2/ 173 وفي الأصل اسم (عبدك) الف فيه غير كاملة.
وأهل الري يغيرون أسماءهم يقولون لعلي وحسن وأحمد، علكا حسكا حمكا. انظر: أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ص 398.
(2) (خ م قدس ق) معلى بن أسد العمي أبو الهيثم البصري الحافظ روى عن يزيد بن زريع وغيره، وعنه البخاري والباقون بواسطة والدارمي وأبو حاتم الرازي وغيرهم. قال العجلي: "شيخ بصري ثقة كيس وكان معلما وأخوه بهز أسن منه وهو ثبت في الحديث رجل صالح" ت 218 هـ أو 219 هـ. انظر: نهذيب التهذيب ج10/ 236-237، والجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 334- 335.(2/580)
سألت أبا زرعة، عن حديث بريد (1) بن أبي (2) بردة، عن أبي موسى (3) "المؤمن يأكل في معي (4) واحد". فقال: حدثنا [به] (5) أبو كريب (6) قال (7)
__________
(1) بريد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، مضت ترجمته وقول أبي زرعة فيه. وهذا الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد ج 148/9 بسنده إلى البرذعي.
(2) في الأصل (بن) وفي تاريخ بغداد ج9/ 148 (عن) .
(3) (ع) عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب أبو موسى الأشعري خرج من بلاد قومه في سفينة فألقتهم الريح بأرض الحبشة، فوافقوا بها جعفر بن أبي طالب فأقاموا عنده ورافقوا إلى المدينة واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على زبيد وعدن، واستعمله عمر على الكوفة. وقال فيه: لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود واستخلفه عمر على البصرة وهو فقههم وعلمهم وولى الكوفة، ت 42 هـ أو 44هـ انظر: تهذيب التهذيب ج 5/362-363، الإصابة ج 4/ 211- 214.
(4) في الأصل كتبت هكذا (معاً) وفي تاريخ بغداد ج 9/148 (معي) والحديث رواه البخاري في صحيحه في كتاب الأطعمة/ باب المؤمن يأكل في معي واحد ج 9/536، ومسلم في صحيحه في كتاب الأشربة باب المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء ج 3/ 1631- 1632 وذكر رواية من طريق بريد، عن جده، عن أبي موسى. ورواه الترمذي في الجامع في كتاب الأطعمة/ باب ما جاء أن المؤمن يأكل في معا واحد ج 5/ 540- 544، وابن ماجة في سننه ج 2/1084- 1085 وفي إحدى رواياته من طريقه أيضاً، وروه أبو نعيم في الحلية ج 6/347 وج 10/ 324 وفي تاريخ أصبهان ج 2/55، 153 وانظر: تاريخ بغداد للخطيب ج 7/ 190 و9/148 و10/ 424 و11/ 432، وميزان الاعتدال ج 4/214، وانظر كذلك: مجمع الزوائد ج 5/ 31-33، وأحمد في مسنده انظر: ج17/ 89- 90 وأبو حنيفة في مسنده ص 190 وسئل أبو زرعة عن الحديث من رواية أشعث بن عطاف، فقال: "وهم فيه أشعث وكان كوفياً شيخ صالح كان ها هنا عندنا والحديث حديث ابن مهدي الذي رواه سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، وابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم انظر: علل الحديث لابن أبي حاتم ج 2/ 21، وانظر: المطالب العالية ج 2/ 331- 332 من رواية أبي بكر بن أبي شيبة عن جهجاه الغفاري وذكر الحديث ابن رجب في شرح علل الترمذي وتكلم عنه وأورد كلام أبي زرعة انظر: ص 317- 319 وانظر: كلام الترمذي في العلل ج 10/525- 526.
(5) من تاريخ بغداد ج 9/ 148.
(6) (ع) محمد بن العلاء بن كريب الهمداني أبو كريب الكوفي الحافظ روى عن ابن المبارك وابن عيينة وأبي أسامة وغيرهم، وعنه الجماعة والنسائي بواسطة، وأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهم. قال أحمد بن حنبل: "لو حدثت عن أحد ممن أجاب في المحنة لحدثت عن أبي معمر وأبي كريب"، ت 248 هـ، روى عنه البخاري (75) حديثاً ومسلم (556) حديثاً. انظر: تهذيب التهذيب ج9/ 385- 386.
(7) في تاريخ بغداد ج 9/148 (حدثنا) .(2/581)
أبو أسامة (1) ، فقلت [له] (2) حدثنا [به] (3) أبو السائب سلم بن جنادة السوائي (4) ، عن أبي أسامة، فقال أبو السائب: روى هذا؟ فقلت: (5) نعم، هو (6) حدثنا به، فقال: هذا حديث أبي كريب، وقال لي أبو زرعة: كان أبو هشام الرفاعي (7) يرويه أيضاً. فسألت أبا هشام أن يخرج إلي كتابه ففعل، قال أبو زرعة: فرأيته (8) في كتابه بين سطرين بخط غير الخط الذي في الكتاب. ثم قال لي: ما ظننت أن أبا السائب يروي مثل هذا- أو نحو ما قال أبو زرعة- وأعاد علي غير مرة هذا حديث أبي كريب".
دفع إلي أبو زرعة جزءاً من فوائد الرازيين، فنسخت منه ما نسخت وكان فيه أحاديث، عن أحمد بن أبي سريج (9) ، وعن من دون أحمد، فلما أتيته
__________
(1) أبو أسامة حماد بن أسامة بن زيد القرشي مولاهم الكوفي، مضت ترجمته.
(2) عن تاريخ بغداد ج9/ 148.
(3) من تاريخ بغداد ج9/ 148.
(4) (ت ق) سلم بن جنادة بن سلم بن خالد بن جابر السوائي العامري أبو السائب الكوفي روى عن ابن نمير ووكيع وغيرهما، وعنه الترمذي وابن ماجة والبخاري خارج الصحيح وغيرهم. قال عنه البرقاني: "ثقة حجة لاشك فيه يصلح للصحيح" ت 254 هـ، تهذيب التهذيب ج4/128-129، تاريخ بغداد ج9/147-148، الجرح والتعديل ج 2/ ق 1/ 269.
(5) في تاريخ بغداد ج9/ 148 (قلت) .
(6) كلمة (هو) سقطت من تاريح بغداد ج9/148.
(7) (م ت ق) محمد بن يزيد بن محمد بن كثير بن رفاعة العجلي أبو هشام الرفاعي الكوفي قاضي بغداد، روى عن ابن نمير وأبي أسامة وغيرهما، وعنه مسلم والترمذي وابن ماجة وأبي خزيمة وغيرهم. قال البخاري عنه: "رأيتهم مجتمعين على ضعفه"، قال عنه أبو حاتم: "ضعيف بتكلمون فيه" وقال الحاكم: "أبو أحمد ليس بالقوي عندهم" وقال الدارقطني: "تكلم فيه أهل بلده: وأمر البرقاني أن يخرج حديثه في الصحيح" ت 248 هـ، وانظر أقوال الأئمة فيه في: تهذيب التهذيب ج9/526-527، ميزان الاعتدال ج4/68- 69، تاريخ بغداد ج 3/ 375- 377.
(8) في تاريخ بغداد ج9/148 (فرأيته) وفي الأصل (فرأيت) .
(9) (خ دس) أحمد بن الصباح النهشلي أبو جعفر بن أبي سريج الرازي المقري، وقيل اسم أبيه غمر بغدادي. روى عن ابن علية ووكيع وشبابة وغيرهم. وعنه البخاري وأبو داود والنسائي وقال: "ثقة"، وأبو زرعة وأبو حاتم وقال: "صدوق" وغيرهم. كان ثقة ثبتاً أحد أصحاب الحديث ت بعد 240 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج1/44، طبقات القراء ج 1/63، تاريخ بغداد ج4/205-206.(2/582)
بالكتاب قلت: لا أراك أدخلت في هذا الجزء محمد بن حميد (1) ؟ فقال لي: محمد بن حميد يحتاج إلى جزء على حدة. وقلت له مرة أخرى أو قال له غيري إن أحمد بن حنبل قال: إن أحاديث ابن حميد، عن جرير (2) صحاح، وأحاديثه، عن شيوخه لا يدري. فقال أبو زرعة: "نحن أعلم من أبي عبد الله رحمه الله يعني في إمساكه عن الرواية عنه". [24- ب] .
وقال لي أبو زرعة: في أحاديث معاذ بن جبل: "إن من فتنة العالم أن يكون
__________
(1) (دت ق) محمد بن حميد بن حبان التميمي الحافظ أبو عبد الله الرازي روى عن جرير بن عبد الحميد وابن المبارك وغيرهما، وعنه أبو داود والترمذي وابن ماجة وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهم. قال عنه أحمد بن حنبل: "لا يزال بالري علم ما دام محمد بن حميد حيا" وقال عنه أيضاً: "أما حديثه عن ابن المبارك وجرير فصحيح، وأما حديثه عن أهل الري فهو أعلم"، قال عنه أبو زرعة: "من فاته ابن حميد يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث"، وقال أبو حاتم الرازي: "سألني يحيى ابن معين عن ابن حميد من قبل أن يظهر منه ما ظهر فقال أي شيء ينقمون منه فقلت يكون في كتابه شيء فيقول ليس ذا هكذا، فيأخذ القلم فيغيره، فقال بئس هذه الخصلة. قدم علينا بغداد فأخذنا منه كتاب يعقوب القمي ففرقنا الأوراق بيننا ومعنا أحمد فسمعناه ولم نر إلا خيراً) وقال أبو القاسم ابن أخي أبي زرعة "سألت أبا زرعة عن محمد بن حميد فأومى بإصبعه إلى فمه فقلت له كان يكذب فقال برأسه نعم. فقلت له: كان قد شاخ لعله كان يعمل عليه ويدلس عليه. فقال: لا يبني كان يتعمد" وقال أبو نعيم بن عدي: "سمعت أبا حاتم الرازي في منزله وعنده ابن خراش وجماعة من مشائخ أهل الري وحفاظهم، فذكروا ابن حميد فأجمعوا على أنه ضعيف في الحديث جداً وأنه يحدث بما لم يسمعه وأنه يأخذ أحاديث أهل البصرة والكوفة فيحدث بها عن الرازيين، وقال داود بن يحيى: "حدثنا عنه أبو حاتم قديماً ثم تركه بآخرة" وقال أبو زرعة: "كتب إلي من بغداد بنحو من خمسين حديثاً من حديث ابن حميد منكرة، فيه أحاديث رواه شبابة عن شعبة حدث به عن إبراهيم بن المختار عن شعبة" وروى غنجار أن أبا زرعة سئل عنه فقال تركه محمد بن إسماعيل فلما بلغ ذلك البخاري قال بره لنا قديم) انظر: تهذيب التهذيب ج 9/127- 131، ميزان الاعتدال ج 3/ 530- 531، الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 232-233 وتذكرة الحفاظ ج 2/ 490-492، تاريخ بغداد ج 2/259-264، وسيأتي ذكر محمد بن حميد مرة أخرى مع أقوال أخرى فيه.
(2) جرير بن عبد الحميد الضبي، مضت ترجمته.(2/583)
الكلام أحب إليه من الاستماع" (1) حديث مندل بن علي (2) ، اضرب عليه، ولم يقرأه، وقال لي: في أحاديث ثور (3) ، عن خالد بن معدان (4) ، عن معاذ "من عير أخاه بذنب" (5) وأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم "ما لم يحضر الماء أن
__________
(1) رواه ابن الجوزي في الموضوعات ج 1/265-266 من حديث طويل، من طريق خالد بن يزيد، أبو الهيثم، قال حدثنا- جبارة- جنادة بن مغلس قال: حدثنا مندل بن علي، عن أبي نعبم، عن محمد بن زياد السلمي، عن معاذ وذكره، ورواه بسنده إلى معاذ بمعناه موقوفاً، ولم يرفعه. ثم قال ابن الجوزي: "هذا حديث باطل مسنداً وموقوفاً لم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا معاذاً"، وذكر أقوال العلماء في رجال السند، وعقب عليه السيوطي في اللالىء المصنوعة ج 1/223، بأن المرهبي (أخرجه في فضل العلم، قال أنبأنا أبي قراءة عليه حدثنا جبارة فزالت نهمة خالد، وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس (وذكر سنده) إلى جبارة، وأخرجه ابن المبارك في الزهد ص 16 قال: أنبأنا رجل من أهل الشام، عن يزيد ابن أبي حبيب قال: "إن من فتنة العلم" فذكره موقوفاً على يزيد، وأخرجه ابن عبد البر في العلم (جامع بيان العلم) ج 1/166 من طريق ابن المبارك ثم قال: "روى مثل قول يزيد بن أبي حبيب هذا من أوله إلى آخره، عن معاذ بن جبل من وجوه منقطعة والله أعلم". قال الحافظ العراقي في تخريج الأحياء: هذا الكلام معروف من قول يزيد بن أبي حبيب ... انظر: تنزيه الشريعة ج 1/269- 270 وانظر: تذكرة الموضوعات للفتني ص 24.
(2) (دق) مندل بن علي العنزي أبو عبد الله الكوفي، يقال اسمه عمرو ومندل لقبه ت 167 أو 168هـ قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 4/ ق1/ 435 "سئل أبو زرعة عن مندل فقال: لين" وكذا في ميزان الاعتدال ج 4/ 180، وقال في تهذيب التهذيب ج 10/ 299 "لين الحديث" ونقل ابن الجوزي في أسماء الضعفاء عنه أنه قال: "ليس بالقوي".
(3) ثور بن يزيد الدمشقي، مضت ترجمته.
(4) خالد بن معدان بن أبي كريب الكلاعي، مضت ترجمته.
(5) رواه الترمذي في جامعه في كتاب صفة القيامة/ باب 17 بسنده من طريق ثور بن يزيد ج 7/205 -206 ولفظه "من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله" وقال عنه الترمذي: "هذا حديث حسن غريب وليس إسناده بمتصل ورواه ابن الجوزي في الموضوعات ج 3/82-83 بنفس السند وقال عنه: (هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به محمد بن الحسن (ابن أبي يزيد الهمداني) وانظر: اللآلىء المصنوعة ج 2/293 وقال بعد أن أورده وذكر قول الترمذي (وله شاهد وذكر عن الحسن أنه قال: كانوا يقولون من رمى أخاه بذنب قد تاب إلى الله منه لم يمت حتى يبتليه الله به) ، وانظر: تنزيه الشريعة ج2/ 295 وزاد بأن البيهقي أخرجه في الشعب وله شواهد عن عمر رضي الله عنه (لا تعيروا أحداً فيفشو فيكم البلاء) أخرجه ابن عساكر، عن يحيى بن جابر (ما عاب رجل قط بعيب إلا ابتلاه الله مئل ذلك العيب) ، وعن إبراهيم النخعي (إني لأرى الشيء أكرهه فما يمنعني أن أتكلم فيه إلا مخافة أن أبتلى بمثله) وقال: أخرجهما البيهقي في الشعب، وذكر قول الحسن فيما خرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة بسنده اليه، وانظر: تذكرة الموضوعات للفتني ص 171، ورواه الطبراني عن معاذ. انظر: المقاصد الحسنة للسخاوي ص 421- 422. ورواه الخطيب في تاربخ بغداد ج3/ 340 وذكره ابن حبان. في المجروحين ج 2/ 272 في ترجمة محمد بن الحسن وقال عنه: منكر الحديث، يروي عن الثقات المعضلات، وذكره الذهبي في ترجمته. انظر: ميزان الاعتدال ج 3/ 515.(2/584)
نتوضأ، ونشرب (1) " و "أطيب الكسب كسب التجارة" (2) ، و "في استقراض الخبز" (3) و "فيمن وقر صاحب بدعة" (4) ، و "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله
__________
(1) لم أقف على هذا الحديث.
(2) قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1/ 385: (سألت أبي عن حديث رواه أبو تقي هشام بن عبد الملك، عن بقية، قال حدثني ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أطيب الكسب كسب التجار الذين إذا حدثوا لم يكذبوا وإذا ائتمنوا لم يخونوا وإذا وعدوا لم يخلفوا وإذا اشتروا لم يذموا وإذا باعوا لم يطروا إذا كان عليهم لم يعطلوا وإذا كان لهم لم يعسروا) قال أيى هذا حديث باطل ولم يضبط أبو تقي، عن بقية، وكان بقية لا يذكر الخبر في مثل هذا) ورواه البيهقي في شعب الإيمان، عن معاذ، وقد ضعفه السيوطي انظر: الجامع الصغير ج1/87، وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1/ 374- 375 في ترجمة ثور بن يزيد، الكلاعي. وانظر: الحديث في: ترجمة ثور بن يزيد في كتاب الكامل لابن عدي بنفس اللفظ..
(3) رواه الطبراني في المعجم الكبير بسنده عن معاذ بن جبل قال: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن استقراض الخمير، والخبز؟ فقال: سبحان الله إنما هي من مكارم الأخلاق، خذ الصغير واعط الكبير، واعط الكبير، وخذ الكبير، واعط الصغير، وخيركم أحسنكم قضاء) قال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد ج4/ 139 (وفيه سليمان بن سلمة الجنائزي، ونسب إلى الكذب) . وانظر: ميزان الاعتدال ج1/ 375 في ترجمة ثور بن يزيد الكلاعي. ورواه ابن عدي في الكامل في ترجمة ثور بن يزيد بلفظ (فقال سبحان الله هذا مكارم الأخلاق فخذ الصغير وأعط الكبير، وخذ الكبير وأعط الصغير خيركم أحسنكم قضاء، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك) .
(4) رواه الطبراني في المعجم الكبير عن معاذ بن جبل ولفظه (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مشى إلى صاحب بدعة ليوقره فقد أعان على هدم الإسلام) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج1/ 188 وفيه بقية وهو ضعيف، وذكره المقدسي في تذكرة الموضوعات ص 69 بلفظ (من وقر صاحب بدعة) قال: فيه الحسن بن يحيى متروك الحديث، ورواه ابن الجوزي في الموضوعات ج 1/ 270- 271 بسنده إلى ابن عباس ولفظه (من وقر أهل البدع فقد أعان على هدم الإسلام) ، ورواه بسنده من طريق ثور بن يزيده عن خالد بن معدان، عن عبد الله ابن بشر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام) ورواه عن عائشة رضي الله عنها باللفظ السابق، وقال ابن الجوزي: هذه الأحاديث كلها باطلة موضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأورد السيوطي في اللآلىء رواية لأبي نعيم من طريق ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر مرفوعاً. انظر: اللآلىء المصنوعة ج1/ 252-253، وذكر ان ابن عدي رواه من طريق الحسن بن يحيى الخشني، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً. وقال بعد كلام عن الخشني (وقد توبع على هذا الحديث فأخرجه ابن عساكر في تاريخه بسنده إلى عائشة، وقال بعد ذكره السند (وهذه متابعة قوية) ، وأورد رواية ذكرها الحسن بن سفيان في مسنده بنفس لفظ رواية الطبراني، قال وأخرجه أبو نعيم في الحلية (ج 5/ 218) وقال: كذا رواه بقية، فقال: عن معاذ، ورواه أبو نصر السجزي في كتاب الإبانة بسنده، عن ابن عمر، وابن عباس، وذكر أن ابن عباس سئل كيف يوقره؟ فقال للسائل (تكنيه وتبدؤه بالسلام) اللآلىء للسيوطي ج 1/ 253، وانظر: تنزيه الشريعة ج 1/314-315، تذكرة الموضوعات للفتني ص 16، 183، ورواه ابن حبان في المجروحين ج 1/ 230، في ترجمة الحسن بن يحيى الخشني، وقال عنه (منكر الحديث جداً، يروي عن الثقات ما لا أصل له، وعن المتقنين ما لا يتابع عليه) وحكم على الحديث بالبطلان، والوضع) ، وانظر: ميزان الاعتدال ج 1/524-525، وانظر: تهذيب التهذيب ج3/ 327، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "هذا الكلام معروف عن الفضيل بن عياض" انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ج 18/346.(2/585)
من المؤمن الضعيف" (1) . فقال: "كلها مناكير لم يقرأها علي، وأمرني فضربت عليها".
قلت: تكلم شعبة في خالد؟ فقال لي أبو زرعة: حدثنا مجاهد بن (2)
__________
(1) لم أقف على هذه الرواية. والحديث رواه مسلم في صحيحه في كتاب القدر/ باب الأمر بالقوة، وترك العجز. والاستعانة بالله، وتفويض المقادير لله ج 4/2052 وابن ماجة في سننه ج 1/ 31 وج 2/1395 عن أبي هريرة، ورواه أبو نعيم في الحلية ج 10/ 296، وفي تاريخ أصبهان ج2/ 223، والخطيب في تاريخ بغداد ج 12/ 223، وذكره ابن أبي حاتم في علل الحديث ج2/ 434-435، عن أبي هريرة، عن عمر بن الخطاب نحوه. وقال: سمعت علي بن الحسين بن الجنيد- حافظ حديث مالك والزهري- يقول: "إنما يرويه الناس عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بلا عمر".
(2) (م 4) مجاهد بن موسى فروخ الخوارزمي أبو علي الختلي روى عن ابن عيينة وابن علية وغيرهما، وعنه الجماعة سوى البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة. قال عنه ابن معين: "ثقة لا بأس به" ت 244 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج 10/ 44- 45، والجرح والتعديل ج 4/ ق 1/ 321.(2/586)
موسى نا يحيى بن آدم (1) ، نا أبو شهاب (2) قال: قال لي شعبة: "أكتم علي عند البصريين من خالد، وهشام (3) ، وعليك بحجاج (4) ، ومحمد بن إسحاق" (5) .
وذكرت لأبي زرعة، عن علي؟ فقال: إنما رواه الحارث (6) فقلت: ما شأن الحارث؟ فقال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة (7) ، ثنا جرير (8) ، عن مغيرة (9) ، عن الشعبي (10) ، قال: "حدثني الحارث الأعور وكان كذاباً" (11) .
__________
(1) (ع) يحيى بن آدم بن سليمان الأموي مولى آل أبي معيط أبو زكريا الكوفي، روى عن الثوري وغيره، وعنه أحمد وإسحاق وابن المديني وابن معين وغيرهم. قال العجلي عنه: "كان ثقة جامعاً للعلم عاقلاً ثبتاً في الحديث" ت 3 0 2 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج11/175- 176.
(2) (خ م دس ق) عبد ربه بن نافع الكناني أبو شهاب الحناط الكوفي نزيل المدائن وهو أبو شهاب الأصفر، روى عن ابن عون وشعبة وعاصم الأحول وغيرهم، وعنه يحيى بن آدم ومسدد وخلف البزار وغيرهم. قال عنه يعقوب بن شيبة: "كان ثقة وكان كثير الحديث وكان رجلاً صالحاً لم يكن بالمتين، وقد تكلموا في حفظه" ت 171 أو 172 هـ انظر: تهذيب التهذيب ج 6/128- 130.
(3) هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي أبو المنذر، مضت ترجمته.
(4) الحجاج بن أرطاة بن ثور النخعي، مضت ترجمته. وروى الخطيب في تاريخ بغداد ج1/ 228، بسنده إلى شعبة عن (طريق مجاهد بن موسى) قال شعبة: "عليك بالحجاج بن أرطاة ومحمد بن إسحاق" وكذا في عيون الأثر لابن سيد الناس 1/ 9 في ترجمة محمد بن إسحاق.
(5) محمد بن إسحاق صاحب السيرة النبوية مضت ترجمته.
(6) (4) الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني الخارقي أبو زهير الكوفي ويقال الحارث بن عبيد ويقال الحوتي. قال عنه أبو زرعة: "لا يحتج بحديثه" انظر: الجرح والتعديل ج ا/ ق 2/ 79، تهذيب التهذيب ج 2/ 146.
(7) عثمان بن أبي شيبة العبسي، مضت ترجمته.
(8) جرير بن عبد الحميد الرازي الضبي، مضت ترجمته.
(9) مغيرة بن مقسم الضبي مولاهم أبو هشام، مضت ترجمته.
(10) عامر الشعبي، مضت ترجمته.
(11) هذا الخبر أورده مسلم في مقدمة صحيحه ج1/ 98 من طريق جرير، وكذا في تهذيب التهذيب ج 5/ 142. وانظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق2/ 78، ميزان الاعتدال ج 1/ 435.(2/587)
وذكرت له محمد بن إسحاق (1) ، فجعله في عداد الشيوخ. فقلت: يقال إنه قدري؟ قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي (2) ثنا هارون بن عيسى (3) ، حدثني يحيى القطان (4) ، قال: "كان ابن إسحاق غيلانياً، وكان يقال أهل المدينة
__________
(1) (خت م 4) محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار ويقال كومان المدني أبو بكر ويقال أبو عبد الله المطلبي مولاهم، ت 151 هـ، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق1/ 192 "سئل أبو زرعة عنه فقال: "صدوق من تكلم في محمد بن إسحاق؟ محمد بن إسحاق صدوق" وفي عيون الأثر ج 1/8 قال: "من تكلم في محمد بن إسحاق هو صدوق" واكتفى في تهذيب التهذيب ج9/ 46 بقوله (صدوق) وفي عيون الأثر ج 1/ 11 وميزان الاعتدال ج3/ 472، وتاريخ بغداد ج 1/232 قال أبو زرعة: - أي الدمشقي - سألت يحيى بن معين عن محمد بن إسحاق هو حجة؟ قال: "هو صدوق"، الحجة عبيد الله بن عمر، والأوزاعي وسعيد ابن عبد العزيز. وكذا في تهذيب التهذيب ج9/ 44 وقال عنه شعبة بن الحجاج" "محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث" كذا في تاريخ بغداد ج 1/228 وفي تهذيب التهذيب ج 9/42 قال: "أمير المؤمنين لحفظه" وفي عيون الأثر ج1/ 8 قال: "محمد بن إسحاق أمير المحدثين. وقيل له لم؟ قال: لحفظه" وانظر: الجرح والتعديل ج 3/ق2/192، وميزان الاعتدال ج3/ 469 ولقد تكلم بعض الأئمة فيه ودافع عنه البعض الأخر، ومن الذين دافع عنه ونقل قول الأئمة في تعديله ابن سيد الناس في عيون الأثر ج1/ 13-17 ومن كلامه "إماماً رمى به من التدليس والقدر والتشيع فلا يوجب رد روايته ولا يوقع فيها كبير وهن، أما التدليس فمنه القادح في العدالة وغيره، ولا يحمل ما وقع هاهنا من مطلق التدليس ليس على التدليس المقيد بالقادح في العدالة، وكذلك القدر والتشيع لا يقتضي الرد إلا بضميمة أخرى ولم نجدها ها هنا ... " وسأثبت النقول والنصوص في موضعها مع الدفاع عنه. وفي تاريخ بغداد ج1/ 225 قال هارون بن معروف: "كان محمد بن إسحاق قدرياً".
(2) (م دت ق) أحمد بن إبراهيم بن كثير بن زيد الدورقي النكري البغدادي أبو عبد الله. روى عن يزيد بن هارون وغيره، وعنه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة وغيرهم، قال عنه الخليلي في الإرشاد: "ثقة متفق عليه" ت 246 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج1/ 11 وتاريخ بغداد ج 4/ 6- 7.
(3) لم أقف على ترجمته.
(4) يحيى بن سعيد القطان، مضت ترجمته. وقال عن محمد بن إسحاق: "ما تركت حديثه إلا لله أشهد أنه كذاب" انظر: عيون الأثر ج 1/ 12، وانظر: تهذيب التهذيب ج 9/ 45 وأجاب ابن صيد الناس في عيون الأثر ج1/ 14 "وأما ترك يحيى القطان حديثه فقد ذكرنا السبب في ذلك وتكذيبه إياه رواية عن وهيب بن خالد عن مالك عن هشام، فهو ومن فوقه في هذا الإسناد تبع لهشام، وليس ببعيد من أن يكون ذلك هو المنفر لأهل المدينة عنه في الخبر السابق عن يزيد بن هارون ... " وخبر يزيد في الحاشية التالية.(2/588)
يتقنون حديثه" (1) . قلت: يقال إنه يروي عن أهل الكتاب؟ فقال: حدثنا أحمد قال: حدثني أبو داود قال: حدثني رجل، وحدثه ابن إسحاق بحديث فقال: من حدثك؟ فقال: ثقة يعقوب اليهودي" (2) .
حدثني عقيل بن يحيى الأصبهاني (3) ، ثنا أبو داود (4) قال: سمعت حماد بن سلمة (5) يقول: "لولا الاضطرار ما حملنا عن محمد بن إسحاق".
حدثني عقيل بن يحيى قال: سمعت أبا داود قال: "سمعت عمر ابن حبيب القاضي (6) قال: كنا عند هشام بن عروة فقيل له: إن محمد بن إسحاق يروي
__________
(1) روى الخطيب في تاريخ بغداد ج1/ 226 بسند. إلى مفضل بن غسان أنه قال: "حضرت يزيد بن هارون في سنة 193 هـ بالمدينة وهو يحدث بالبقيع، وعنده ناس من أهل المدينة يسمعون منه شيئاً بآخرة، فحدث بأحاديث حتى حدثهم عن محمد بن إسحاق فأمسكوا. وقالوا لا تحدثنا عنه نحن أعلم به. فذهب يزيد يحاولهم فلم يقبلوا، فأمسك يزيد" وكذا في عيون الأثر ج1/ 12 وأجاب عنها ابن سيد الناس "وأما الخبر عن يزيد بن هارون أنه حدث أهل المدينة عن قوم فلما حدثهم عنه أمسكوا فليس فيه ذكر لمقتضى الإمساك وإذا لم يذكر لم يبق إلا أن يحول الظن فبه وليس لنا أن نعارض عدالة مقبولة بما قد نظنه جرحاً".
(2) في ميزان الاعتدال ج 3/ 471 "قال أبو داود الطيالسي: حدثني بعض أصحابنا، قال: سمعت ابن إسحاق يقول: حدثني الثقة. فقيل له: من؟ قال: يعقوب اليهودي" وفيه أيضاً ص 470 "قال ابن أبي فديك: رأيت ابن إسحاق يكتب عن رجل من أهل الكتاب" وعقب الذهبي بقوله: "ما المانع من رواية الإسرائيليات عن أهل الكتاب مع قوله صلى الله عليه وسلم: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج. وقال: إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، فهذا إذن نبوي في جواز سماع ما يؤثرونه في الجملة، كما يسمع منهم ما ينقلونه من الطب؟ ولا حجة في شيء من ذلك، إنما الحجة في الكتاب والسنة" وفي تهذيب التهذيب 9/ 45، قال ابن المديني عنه: "ثقة لم يضعفه عندي إلا روايته عن أهل الكتاب) .
(3) عقيل بن يحيى بن الأسود، أبو صالح الطهراني روى عن يحيى بن سعيد الفطان، وعبد الرحمن بن مهدي وابن عيينة وغيرهم ت 258 هـ انظر: أخبار أصبهان ج 2/144.
(4) أبو داود الطيالسي، مضت ترجمته. وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 193 "ثنا أبي حدثني مقاتل بن محمد الرازي حدثنا أبو داود، ثنا حماد بن سلمة قال لولا الاضطرار ما حدثت عن محمد بن إسحاق" وانظر: ميزان الاعتدال ج3/ 469 وعيون الأثر ج 1/ 11.
(5) حماد بن سلمة بن دينار البصري، مضت ترجمته.
(6) (ق) عمر بن حبيب بن محمد بن مجالد العدوي القاضي البصري، روى عن حميد الطويل وهشام بن عروة وغيرهما، وعنه محمد بن المنهال وغيره. قال أبو زرعة عنه: "ليس بالقوي" ت 6 20 هـ انظر: تهذيب التهذيب ج 7/432 وفي الجرح والتعدبل ج 3/ ق2/ 193 قال ابن أبي حاتم: "ثنا أبي حدثني مقاتل بن محمد الرازي عن أبي داود يعني الطيالسي قال ثنا عمر بن حبيب قال قلت لهشام بن عروة حدثنا محمد بن إسحاق قال: ذلك كذاب" ونقل عنه في ميزان الاعتدال ج 3/ 469 قوله: "كذاب".(2/589)
كذا وكذا؟ فقال: كذاب الخبيث، حدثني عقيل، ثنا أبو داود، ثنا محمد بن مسلم بن أبي الوضاح (1) قال: سمعت يحيى بن سعيد (2) يقول: يروي أهل العراق عن محمد بن إسحاق كتابه كأنه تعجب وكره ذلك.
حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني (3) قال: سمعت أحمد بن حنبل قال: "قال يحيى: قال هشام بن عروة هو كان يدخل على امرأتي بمعنى محمد ابن إسحاق" (4) .
__________
(1) (خت م 4) محمد بن مسلم بن أبي الوضاح واسمه المثنى القضاعي أبو سعيد المؤدب الجزري نزيل بغداد روى عن هشام بن عروة ويحيى بن سعيد الأنصاري والأعمش وغيرهم، وعنه أبو داود وأبو الوليد الطيالسيان وابن مهدي وغيرهم. قال عنه أبو زرعة: "بصري ثقة" انظر: تهذيب التهذيب ج 9/454.
(2) يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري، مضت ترجمته.
(3) إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني السعدي، مضت ترجمته.
(4) قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 193: "ثنا إسماعيل بن أبي الحارث، ثنا أحمد بن محمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد يعني القطان، قال: قال هشام بن عروة وهو كان يدخل على امرأتي يعني محمد بن إسحاق كالمنكر" وفيه ص 192 نقل عن علي بن المديني أنه قال لسفيان: "كان ابن إسحاق جالس فاطمة بنت المنذر؟ فقال سفيان أخبرني ابن إسحاق أنها حدثته وأنه دخل عليها" وكذا في تاريخ بغداد ج 1/ 221، 226 الخبر الأول والثاني، وانظر: عيون الأثر ج 1/10- 11، وتهذيب التهذيب ج 9/ 40- 41 والخبر الأول في ميزان الاعتدال ج 3/470 وقال الخطيب في تاريخ بغداد ج1/ 222 "فاطمة بنت المنذر هي زوجة هشام بن عروة بن الزبير، وكان هشام ينكر على ابن إسحاق روايته عنها ويقول: لقد دخلت بها وهي بنت تسع سنين وما رآها مخلوق حتى لحقت بالله عز وجل ... "، وعَقَّب الإمامُ على هذا بقوله: "ولم ينكر هشام لعله جاء فاستأذن عليها فأذنت له أحسبه قال ولم يعلم"، انظر: تهذيب التهذيب ج9/ 41 قاله ابنه عبد الله وسأل يعقوب بن شيبة علي بن المديني عن كلام هشام في محمد بن إسحاق فقال: "قلت له فهشام بن عروة قد تكلم فيه؟ قال علي: الذي قال هشام ليس بحجة لعله دخل على امرأته وهو غلام فسمع منها ... " انظر: عيون الأثر ج 1/ 10 وفيه ص 16 نقل عن الثقات لابن حبان وهو يدافع عن ابن إسحاق "فأما هشام فأنكر سماعه من فاطمة، والذي قاله ليس مما يجرح به الإنسان في الحديث وذلك أن التابعين كالأسود وعلقمة سمعوا من عائشة من غير أن ينظروا إليها بل سمعوا صوتها وكذلك ابن إسحاق كان يسمع من فاطمة والستر بينهما مسبل ... " وعقب الذهبي أيضاً في ميزان الاعتدال ج 3/ 470- 471 فقال: "وما يدري هشام بن عروة؟ فلعله سمع منها في المسجد، أو سمع منها وهو صبي، أو دخل عليها فحدثته من وراء حجاب، فأي شيء في هذا؟ وقد كانت امرأة قد كبرت وأسنت.." وقال أيضاً بعد كلام طويل يتعلق بترجمته وأقوال الأئمة فيه (والرجل فما قال إنه رآها، أفبمثل هذا يعتمد على تكذيب رجل من أهل العلم، هذا مردود. ثم قد روى عنها محمد بن سوقة، ولها رواية عن أم سلمة وجدتها أسماء، ثم ما قيل من أنها أدخلت عليه وهي بنت تسع غلط بيّن، ما أدري ممن وقع من رواية الحكاية، فإنها أكبر من هشام بثلاث عشرة سنة، ولعلها ما زفت إليه إلا وقد قاربت بضعاً وعشرين سنة، وأخذ عنها ابن إسحاق وهي بنت بضع وخمسين سنة أو أكثر. والحكاية فقد رواها عن أبي قلابة أبو بشر الدولابي، ومحمد بن جعفر بن يزيد، وعنهما ابن عدي، وغيره".(2/590)
حدثنا أبو عثمان سعيد بن عيسى الكريزي (1) بالبصرة قال: سمعت، يحيى بن سعيد القطان بنحوه.
حدثني محمد بن إدريس قال: سمعت محمد بن المنهال الضرير (2) قال: سمعت يزيد بن زريع (3) يقول: "كان محمد بن إسحاق معتزلياً" (4) .
حدثني مسلم بن الحجاج، ثنا إسحاق بن ابراهيم الحنظلي (5) ، ثنا يحيى بن آدم (6) ، ثنا ابن إدريس (7) قال: كنت عند مالك بن أنس فقال (8) له رجل:
__________
(1) (خ س) سعيد بن عيسى بن تليد الرعينى القتبائي مولاهم أبو عثمان المصري، روى عنه أبو حاتم، والبخاري، والنسائي بواسطة عبد الرحمن بن عبد الله وغيرهم. قال ابن يونس: "كان فقيهاً وكان يكتب للقضاة، وكان ثقة ثبتاً في الحديث"، توفي سنة 291 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج 4/ 71.
(2) محمد بن المنهال التميمي المجاشعي أبو جعفر البصري، مضت ترجمته.
(3) يزيد بن زريع العيشي التميمي أبو معاوية البصري، مضت ترجمته.
(4) في ميزان الاعتدال ج 3/469 قال أبو داود عن محمد بن إسحاق: "قدري معتزلي".
(5) إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ابن راهويه، مضت ترجمته.
(6) يحيى بن آدم بن سليمان الأموي، مضت ترجمته.
(7) عبد الله بن إدريس الأودي الإمام، مضت ترجمته.
(8) في الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 193 (وقال له) .(2/591)
يا [أ] (1) با عبد الله إني كنت بالري عند أبي عبيد [الله] (2) [25- أ-] وعنده (3) محمد بن إسحاق فسمعته يقول (4) : "اعرضوا علي علم مالك فإني (5) بيطاره، فغضب مالك، وقال: انظروا إلى دجال من الدجاجلة يقول: أعرضوا على علم مالك".
قال ابن إدريس: "وما سمعت أحداً جمع الدجال قبل ذلك".
حدثنا محمد بن داود (6) ، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي (7) قال: قال لي سفيان بن عيينة: "ما يقول أهل المدينة في محمد بن إسحاق؟ فأخبرته. فقال: إني لا أعرفه منذ نحو سبعين سنة، ما سمعت أحداً يذكر فيه إلا القدر (8) ولقد رأيته
__________
(1) من الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 193.
(2) عن الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 193 وأبي عبيد الله هو وزير المهدي كذا ذكره الخليلي في الإرشاد حيث أورد الخبر في ج 2/600 في ترجمة محمد بن إسحاق.
(3) في الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 193 (وثم) وفي الأصل (وعنده) وهو الصواب.
(4) في الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 193 (فقال محمد بن إسحاق أعرضوا علي ... ) .
(5) في الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 193 (فإني أنا بيطاره) وبقيته (فقال مالك: دجال من الدجاجلة يقول: أعرضوا على علمي) وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج 3/ 469 باختصار.
(6) محمد بن علي بن داود بن أخت عراك، مضت ترجمته.
(7) (خ ت س ق) إبراهيم بن المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة الأسدي الخزامي أبو إسحاق المدني، روى عن ابن عيينة وغيره، وعنه البخاري وابن ماجة، وروى الترمذي والنسائي عنه أيضاً بواسطة، وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم. قال عنه أبو حاتم: "صدوق" ت 235 أو 236 هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج1/ 166-167.
(8) في ميزان الاعتدال ج 3/ 470 "قال علي: سمعت ابن عيينة يقول: ما سمعت أحداً يتكلم في ابن إسحاق إلا في قوله في القدر" وفي تهذيب التهذيب ج 9/ 40 عن ابن عيينة قال: "جالست ابن إسحاق منذ بضع وسبعين سنة وما يتهمه أحد من أهل المدينة ولا يقول فيه شيئاً.." وفي ميزان الاعتدال ج 3/469 قال ابن عيينة: "رأيت ابن إسحاق في مسجد الخيف فاستحييت أن يراني معه أحد اتهموه بالقدر" وفيه وفي تهذيب التهذيب ج 9/42 قال محمد بن عبد الله بن نمير: "كان محمد بن إسحاق يُرمى بالقدر وكان أبعد الناس منه" وفي الجرح والتعديل 3/ ق2/ 192 نقل ابن أبي حاتم عن ابن عيينة أنه سئل عن محمد بن إسحاق بضعاً وسبعين سنة وما يتهمه أحد من أهل المدينة ولا يقول فيه شيئاً" وكذا في تاريخ بغداد ج 1/221، وانظر قول سفيان أيضاً في: المعرفة والتاريخ للفسوي ج 2/27.(2/592)
يوماً خلف القبر في يوم صائف فقلت له: ما لي أراك هاهنا؟ قال: أنتظر يزيد بن خصيفة (1) أسمع منه الأحاديث التي أخبرتني عنهم [ـا] (2) ، ولقد رأيته هو وأبو بكر الهذلي (3) في الحجر فجلست إليهما فتحدثنا ساعة، ثم قام محمد بن إسحاق فقال لي أبو بكر: سمعت ابن شهاب يقول: لا يزال بالمدينة عالم ما بقي من آل مخرمة" (4) .
قال إبراهيم: "فقلت لسفيان: إن هشام بن عروة كان يقول: من أين لقي ابن إسحاق زوجتي فاطمة بنت المنذر (5) فروى عنها، وحدث عنها؟ فقال سفيان: ثنا ابن إسحاق، عن فاطمة كما حدثنا هشام". وكان أبو زرعة قد أخرج أسامي الضعفاء ومن تكلم فيهم من المحدثين وقال في ذلك: "فسألت أن
__________
(1) (ع) يزيد بن عبد الله بن خصيفة بن عبد الله الكندي المدني. روى عنه السفيانان، والدراوردي وغيرهم. قال أحمد، وأبو حاتم والنسائي: "ثقة"، وقال ابن سعد: "كان عابداً ناسكاً كثير الحديث ثبتاً" انظر: تهذيب التهذيب ج 11/ 340، والجرح والتعديل ج 4/ ق 2/ 274، وانظر الخبر في: الإرشاد ج 2/ في ترجمة محمد بن إسحاق وفيه (الأحاديث التي أمرتي) .
(2) في الأصل (عنه) والتصحيح لاستقامة النص.
(3) (ق) أبو بكر الهذلي البصري، اسمه سلمى بن عبد الله بن سلمى، وقيل اسمه روح وهو ابن بنت حميد بن عبد الرحمن الحميري. روى عن الحسن البصري وابن سيرين والشعبي وغيرهم. وعنه ابن جريج وابن عيينة ووكيع وغيرهم. قال أبو زرعة عنه: "ضعيف" ت 167 هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج 12/45-47.
(4) وفي الجرح والتعديل ج 3/ ق2/ 191 قال سفيان بن عيينة: "رأيت ابن إسحاق والهذلي معه فحدثت ابن إسحاق وهو شاب فقال الهذلي حين قام ابن شهاب: "لا يزال بالمدينة علم ما بقي هذا بها يعني ابن إسحاق" وقال: "لا يزال بالحجاز علم كثير ما دام هذا الأحول بين أظهرهم" وانظر كذلك: عيون الأثر ج1/ 8 وتهذيب التهذيب ج 9/ 40، وتاريخ بغداد ج1/ 219، وفي المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ج 2/27 قال سفيان بن عيينة: "رأيت أبا بكر الهذلي وابن إسحاق في ظل الكعبة- قبل أن يقدم علينا ابن شهاب بسنة- فجلست إليهما، فجلسا يتذاكران، فلما قام ابن إسحاق تبعه أبو بكر فقال: سمعت ابن شهاب يقول: لا يزال بالمدينة علم ما كان بها مولى مخرمة".
(5) (ع) فاطمة بنت المنذر بن الزبير بن العوام الأسدية، راوية من راويات الحديث الثقات. ولدت 48 هـ، وروت عن جدتها أسماء بنت أبي بكر، وأم سلمة أم المؤمنين وعمرة بنت عبد الرحمن، وعنها زوجها هشام بن عروة المتوفى سنة 146 أو145 هـ، وروى لها الجماعة قال العجلي: "تابعية ثقة". انظر: تهذيب التهذيب ج 44482، أعلام النساء لعمر رضا كحالة ج 4/146 ط 2 1378 هـ- 1959 م بدمشق.(2/593)
يخرج إلي كتابه بخطه فدفعه إلي من يده، فنسخت هذه الأسامي من كتابه الذي ناولني من يده بخطه ولم أسمعه منه" (1) .
__________
(1) أراد أبو عثمان البرذعي بكلامه هذا أنه روى كتاب الضعفاء لأبي زرعة (أسامي الضعفاء ومن تكلم فيهم من المحدثين) مناولة، والمناولة (نوع من أنواع الاجازة: الا أنها أرفع أنواعها. وصورتها أن يدفع العالم كتابه إلى الرجل ويقول له: هذا حديثي أو كتابي، فأروه عني أو نحو ذلك) وهي بمنزلة السماع عند مالك، ويحيى ابن سعيد الأنصاري والحسن، والأوزاعي، وعبيد الله العمري، وحيوة بن شريح، والزهري وهشام بن عروة، وابن جريح، ومجاهد، والشعبي، والنخعي، وقتادة. وهو قول كافة أهل النقل والأداء والتحقيق من أهل النظر. وانظر أيضاً حول المناولة وأقوال الأئمة فيها في: معرفة علوم الحديث للحاكم في النوع (52) ص 257، والإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع للقاضي عياض ص 79-83، والكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص 472- 476، والمحدث الفاصل بين الراوي والواعي للرامهرمزي ص 435-458 والتقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح للعراقي ص 191-196، وشرح ألفيته التبصرة والتذكرة مع فتح الباقي على ألفية العراقي لزكرياء الأنصاري ج2/89-103، وشرح العلل لابن رجب الحنبلي ص 214-219، وفتح المغيث (شرح ألفية الحديث) للسخاوي ج 2/103 وما بعدها. ولقد تكلمنا عن المناولة في ترجمة الحكم بن نافع.(2/594)
كتاب الضعفاء أو أسامي الضعفاء ومن تكلم فيهم من المحدثين لأبي زرعة الرازي(2/595)
ابن سعد (1) ؟ فقال: هشام لم يكن بالحافظ، قال أحمد: وأما حديث ابن جريج (2) عن سليمان بن موسى (3) فإن إسماعيل ذكره، عن ابن جريج قال: فلقيت الزهري فسألته، عن هذا الحديث فلم يعرفه.
حدثني أبو حاتم، نا ابن الدوري (4) ، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن رجل نسي أبو حاتم اسمه قال: سألت ابن أبي ذئب (5) ، سمعت من الزهري شيئا؟ قال: لا. وسألت فليحاً (6) ، سمعت من الزهري شيئاً؟ فقال: لا.
__________
(1) هشام بن سعد المدني أبو عباد القرشي مولاهم مضت ترجمته، وانظر: قول أحمد فيه في: تهذيب التهذيب ج11/0 4، الجرح والتعديل ج4/ ق2/61، ميزان الاعتدال ج4/298.
(2) عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، مضت ترجمته.
(3) (مق 4) سليمان بن موسى الأموي، مولاهم أبو أيوب ويقال أبو الربيع، ويقال أبو هشام الدمشقي الأشدق فقيه أهل الشام في زمانه أرسل عن جابر وغيره وروى عن واثلة والزهري وغيرهما. وعنه ابن جريج وغيره، قال عنه الزهري: "أحفظ من مكحول"، قال أبو حاتم: "محله الصدق، وفي حديثه بعض الاضطراب، ولا أعلم أحدا من أصحاب مكحول أفقه منه ولا أثبت منه". ت119هـ، انظر: تهذيب التهذيب ج4/226-227.
(4) (4) عباس بن محمد بن حاتم بن واقد الدوري، أبو الفضل البغدادي مولى بنى هاشم، خوارزمي الأصل. قال ابن أبي حاتم: "صدوق، سمعت منه مع أبي"، وسئل أبي عنه: فقال: "صدوق"، توفي سنة 271 هـ انظر: تهذيب التهذيب ج5/129، الجرح والتعديل ج3/ق1/216.
(5) محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب. مضت ترجمته، قال يعقوب بن شيبة ابن أبي ذئب: "ثقة صدوق، غير أن روابته عن الزهري خاصة، تكلم فيها بعضهم بالاضطراب" انظر: تهذيب التهذيب ج9/305، وفيه ص 307 (كان يحيى بن سعيد لا يرضى حديث ابن أبي ذئب وابن جريج عن الزهري ولا يقبله) .
(6) فليح بن سليمان أبو يحيى، وهو ابن سليمان بن أبي المغبرة، وكان اسم فليح عبد الملك فغلب عليه فليح لقب، مضت ترجمته.(2/596)
(ألف)
1- إبراهيم بن أبي حية أبو إسماعيل (1) .
2- إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع (2) .
3- إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة أبو إسماعيل (3) ، يروي عن هشام بن عروة.
4- إبراهيم بن عمر بن أبان (4) .
__________
(1) إبراهيم بن أبي حية اليسع بن الأشعث، أبو إسماعيل المكي، قال عنه ابن حبان: "يروى عن جعفر بن محمد، وهشام بن عروة مناكير وأوابد تسبق إلى القلب أنه المتعمد فيها". وكتب بالأصل (خيثمة) انظر ترجمته في: المجروحين لابن حبان ج 1/ 103-104 ط 1396 هـ، والتاريخ الكبير ج1/283، ميزان الاعتدال ج1/29، ولسان الميزان ج 1/52-53، والجرح والتعديل ج 1/ ق1/95.
(2) إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع بن يزيد الانصاري المدني، مضت ترجمته مع قول أبي زرعة فيه.
(3) إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الانصاري الأشهلي المدني، مضت ترجمته.
(4) إبراهيم بن عمر بن أبان بن عثمان بن عفان. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 1/ ق1/ 114 "وترك أبو زرعة حديث إبراهيم بن عمر بن أبان فلم يقرأ علينا حديثه"، وكذا في لسان الميزان ج1/86.(2/597)
5- إبراهيم بن عثمان (1) يعني جد أبي بكر بن أبي شيبة (2) ، وكنيته أبو شيبة.
6- إبراهيم بن الفضل (3) .
7- إبراهيم بن محمد بن الحارث بن خالد التيمي (4) روى عنه موسى بن عبيدة (5) .
8- إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء هو إبراهيم بن محمد الأسلمي (6) .
9- إبراهيم بن مسلم الهجري (7) .
10- إبراهيم بن مهاجر بن مسمار (8) .
11- إبراهيم بن يزيد أبو إسماعيل الخوزي (9) .
__________
(1) (ت ق) إبراهيم بن عثمان بن عبد الله بن المخارق أبو شيبة العبسي مولاهم الكوفي قاضي واسط ت 169 هـ، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج1/ ق1/ 115 سئل أبو زرعة عنه فقال: "ضعيف حدثنا عنه علي بن الجعد".
(2) أبو بكر بن أبي شيبة اسمه عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن أبي شيبة مضت ترجمته.
(3) (ت ق) إبراهيم بن الفضل المخزومي المدني أبو إسحاق. قال عنه أبو زرعة: "ضعيف" انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/122، تهذيب التهذيب ج 1/150، ميزان الاعتدال ج1/52.
(4) إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد التيمي. انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق 1/125 وميزان الاعتدال ج1/ 55.
(5) موسى بن عبيدة بن نثيط الربذي، مضت ترجمته وقول أبي زرعة فيه وكتب بالأصل (موسى بن عبيد) .
(6) (ق) إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى واسمه سمعان الأسلمي، مولاهم أبو إسحاق المدني. ت 184 هـ، نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج1/ ق1/127 عن أبي زرعة أنه قال عنه: "ليس بشيء"، وكذا في تهذيب التهذيب ج1/160، قال الذهبي في ميزان الاعتدال ج1/61 "ما خرج له ابن ماجة سوى الحديث الماضي من مات مريضاً مات شهيدا".
(7) إبراهيم بن مسلم العبدي أبو إسحاق الكوفي المعروف بالهجري، مضت ترجمته مع قول أبي زرعة فيه.
(8) إبراهيم بن مهاجر بن مسمار المديني، لم أجد من نقل قول أبي زرعة فيه. انظر: الجرح والتعديل ج 1/ ق1/133، ميزان الاعتدال ج1/ 67، ولسان الميزان ج1/ 114- 115.
(9) إبراهيم بن يزيد أبو إسماعيل الخوزي المكي مولى عمر بن عبد العزيز، مضت ترجمته مع قول أبي زرعة فيه.(2/598)