الكتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة - المشكول
المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد، المعروف بابن الاثير (المتوفى: 630هـ)
المحقق: علي محمد معوض - عادل أحمد عبد الموجود
الناشر: دار الكتب العلمية
الطبعة: الأولى
سنة النشر: 1415هـ - 1994 م
عدد الأجزاء: 8 (7 ومجلد فهارس)
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو مشكول الأحاديث]
أعده للشاملة: مصطفى الشقيري
__________
* كل ترجمة في صفحة ما عدا التراجم التالية حيث زادت على العشرين صفحة:
3066- عبد الله بن عثمان أبو بكر الصديق
3789- علي بن أبي طالب
3830- عمر بن الخطاب(/)
أسد الغابة في معرفة الصحابة
تأليف
عز الدين ابن الأثير أبي الحسن علي بن محمد الجزري
المتوفى سنة: 630هـ
تحقيق وتعليق
الشيخ علي محمد معوض - الشيخ عادل أحمد عبد الموجود
قدم له وقرَّظه:
الأستاذ الدكتور/ محمد عبد المنعم البري - الدكتور / عبد الفتاح أبو سنة
الدكتور جمعه طاهر النجار
المحتوى
أبي اللحم - حريش
الجزء الأول
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان(1/1)
حرف الألف
باب الهمزة مع الألف وما يثلثهما(1/147)
1- آبي اللحم الغفاري
ب د ع: آبِي اللَّحْمِ الغفاري قديم الصحبة، وهو مولى عمير من فوق.
وقد اختلف في اسمه مع الاتفاق عَلَى أَنَّهُ من غفار، فقال خليفة بْن خياط: هو عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الْمَلِكِ.
وقال الكلبي: آبِي اللَّحْمِ هو خلف بْن مالك بْن عَبْد اللَّهِ بْن حارثة بْن غفار، من ولده الحويرث بْن عَبْد اللَّهِ بْن آبِي اللَّحْمِ، فقد جعل الكلبي الحويرث من ولد آبِي اللَّحْمِ.
وقال الهيثم: اسمه خلف بْن عَبْد الْمَلِكِ، وقيل: اسمه الحويرث بْن عَبْد اللَّهِ بْن خلف بْن مالك بْن عَبْد اللَّهِ بْن حارثة بْن غفار بْن مليل بْن ضمرة بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة بْن مدركة بْن إلياس بْن مضر، وقيل: عَبْد اللَّهِ بْن مالك بْن عَبْد اللَّهِ بْن ثعلبة بْن غفار.
وإنما قيل له: آبِي اللَّحْمِ، لأنه كان لا يأكل ما ذبح عَلَى النصب، وقيل: كان لا يأكل اللحم.
شهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيبر، وروى عنه مولاه عمير.
(1) أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ وَأَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ، قَالُوا: أخبرنا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي سَهْلٍ الْكَرُوخِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ التِّرْمِذِيِّ، أخبرنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، أخبرنا اللَّيْثُ، عن خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عن سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عن يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ، عن آبِي اللَّحْمِ: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ يَسْتَسْقِي، وَهُوَ مُقَنِّعُ يَدَيْهِ يَدْعُو.
وَقُتِلَ يَوْمَ حُنَيْنٍ.
أَخْرَجُهَ الثَّلاثَةُ(1/147)
باب الهمزة والباء وما يثلثهما(1/148)
2- أبان بن سعيد
ب د ع: أبان بْن سَعِيد بْن العاص بْن أمية بْن عبد شمس بْن عبد مناف بْن قصي بْن كلاب بْن مرة بْن كعب بْن لؤي القرشي الأموي وأمه: هند بنت المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم، وقيل: صفية بنت المغيرة عمة خَالِد بْن الْوَلِيد بْن المغيرة.
يجتمع هو ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عبد مناف، أسلم بعد أخويه: خَالِد، وعمر، وقال لما أسلما:
ألا ليت ميتا بالظريبة شاهد لما يفتري في الدين عمرو وخالد
أطاعا معًا أمر النساء فأصبحا يعينان من أعدائنا من يكابد
فأجابه عمرو:
أخي ما أخي لا شاتم أنا عرضه ولا هو عن بعض المقالة مقصر
يقول إذا اشتدت عليه أموره: ألا ليت ميتًا بالظريبة ينشر
فدع عنك ميتًا قد مضى لسبيله وأقبل عَلَى الحي الذي هو أقفر
يعني بالميت عَلَى الظريبة: أباه أبا أحيحة سَعِيد بْن العاص بْن أمية، دفن به وهو جبل يشرف عَلَى الطائف.
قال أَبُو عمر بْن عبد البر: أسلم أبان بين الحديبية وخيبر، وكانت الحديبية في ذي القعدة من سنة ست، وكانت غزوة خيبر في المحرم سنة سبع.
وقال أَبُو نعيم: أسلم قبل خيبر وشهدها، وهو الصحيح، لأنه قد ثبت عن أَبِي هريرة، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث أبان بْن سَعِيد بْن العاص في سرية من المدينة، فقدم أبان، وأصحابه عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد فتح خيبر، ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بها.
وقال ابن منده: تقدم إسلام أخيه عمرو، يعني: أخا أبان.
قال: وخرجا جميعًا إِلَى أرض الحبشة مهاجرين، وأبان بْن سَعِيد تأخر إسلامه، هذا كلام ابن منده، وهو متناقض، وهو وهم، فإن مهاجرة الحبشة هم السابقون إِلَى الإسلام، ولم يهاجر أبان إِلَى الحبشة، وكان أبان شديدًا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمين.
وكان سبب إسلامه أَنَّهُ خرج تاجرًا إِلَى الشام، فلقي راهبًا فسأله عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: إني رجل من قريش، وَإِن رجلًا منا خرج فينا يزعم أَنَّهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرسله مثل ما أرسل موسى، وعيسى، فقال: ما اسم صاحبكم؟ قال: مُحَمَّد، قال الراهب: إني أصفه لك، ذكر صفة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسنه ونسبه، فقال أبان: هو كذلك، فقال الراهب: والله ليظهرن عَلَى العرب، ثم ليظهرن عَلَى الأرض، وقال لأبان: اقرأ عَلَى الرجل الصالح السلام، فلما عاد إِلَى مكة سأل عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يقل عنه وعن أصحابه كما كان يقول، وكان ذلك قبيل الحديبية.
ثم إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سار إِلَى الحديبية، فلما عاد عنها تبعه أبان، فأسلم وحسن إسلامه.
وقيل: إنه هو الذي أجار عثمان لما أرسله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الحديبية إِلَى مكة، وحمله عَلَى فرسه، وقال: أسلك من مكة حيث شئت آمنًا.
(2) أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، أخبرنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، عن الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَانَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ عَلَى سَرِيَّةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ قَبْلَ نَجْدٍ، فَقَدِمَ أَبَانٌ وَأَصْحَابُهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ بَعْدَ أَنْ فَتَحَهَا، وَإِنَّ حُزْمَ خَيْلِهِمْ لِيفٌ، فَقَالَ أَبَانٌ: اقْسِمْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ: لا تَقْسِمْ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ أَبَانٌ: وَأَنْتَ بِهَا يَا وَبْرُ تَحَدَّرَ مِنْ رَأْسِ ضَالٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجْلِسْ يَا أَبَانُ، وَلَمْ يَقْسِمْ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى البحرين لما عزل عنها العلاء بْن الحضرمي، فلم يزل عليها إِلَى أن توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرجع إِلَى المدينة، فأراد أَبُو بكر أن يرده إليها، فقال: لا أعمل لأحد بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بل عمل لأبي بكر عَلَى بعض اليمن، والله أعلم.
وكان أبوه يكنى أبا أحيحة بولد له اسمه أحيحة، قتل يَوْم الفجار، والعاصي قتل ببدر كافرًا، قتله علي، وعبيدة قتل ببدر أيضًا كافرًا، قتله الزبير، وأسلم خمسة بنين، وصحبوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا عقب لواحد منهم إلا العاصي بْن سَعِيد، فجاء العقب منه حسب، ومن ولده سَعِيد بْن العاصي بْن سَعِيد بْن العاصي بْن أمية استعمله معاوية عَلَى المدينة، وسيرد ذكره، إن شاء اللَّه تعالى، وهو والد عمرو الأشدق، الذي قتله عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان.
وكان أبان أحد من تخلف عن بيعة أَبِي بكر لينظر ما يصنع بنو هاشم، فلما بايعوه بايع، وقد اختلف في وقت وفاته، فقال ابن إِسْحَاق: قتل أبان، وعمرو ابنا سَعِيد يَوْم اليرموك، ولم يتابع عليه، وكانت اليرموك بالشام لخمس مضين من رجب سنة خمس عشرة في خلافة عمر.
وقال موسى بْن عقبة: قتل أبان يَوْم أجنادين، وهو قول مصعب، والزبير، وأكثر أهل النسب، وقيل: إنه قتل يَوْم مرج الصفر عند دمشق، وكانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة، في خلافة أَبِي بكر قبل وفاته بقليل، وكان يَوْم مرج الصفر سنة أربع عشرة في صدر خلافة عمر، وقيل: كانت الصفر، ثم اليرموك، ثم أجنادين، وسبب هذا الاختلاف قرب هذه الأيام بعضها من بعض.
وقال الزُّهْرِيّ: إن أبان بْن سَعِيد بْن العاص أملى مصحف عثمان عَلَى زيد بْن ثابت بأمر عثمان، ويؤيد هذا قول من زعم أَنَّهُ توفي سنة تسع وعشرين.
روي عنه أَنَّهُ خطب، فقال: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد وضع كل دم في الجاهلية.
أخرجه ثلاثتهم.
الظريبة: بضم الظاء المعجمة، وفتح الراء، قاله الحموي ياقوت، وقد رأيته في بعض الكتب: الصريمة: بضم الصاد المهملة، وفتح الراء وآخره ميم.(1/148)
3- أبان العبدي
د: أبان العبدي ذكره ابن منده وحده، وقال: وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروي ذلك عن مُحَمَّدِ بْنِ سعد الواقدي، وهو وهم، ويرد الكلام عليه في الترجمة التي بعد هذه.(1/150)
4- أبان المحاربي
ب د ع: أبان المحاربي كان أحد الذين قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من عبد القيس.
أخرجه ثلاثتهم.
روى الحكم بْن حبان المحاربي، عن أبان المحاربي، قال: كنت في الوفد، فرأيت بياض إبط رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين رفع يديه، استقبل بهما القبلة.
قلت: ولم يذكر أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر أبانًا العبدي، وذكره ابن منده، وهو وهم منه، فإن أبانا العبدي هو المحاربي، ومحارب بطن من عبد القيس، وهو محارب بْن عمرو بْن وديعة بْن لكيز بْن أفصى بْن عبد القيس، فهو عبدي محاربي، ولعل ابن منده قد رآه محاربيًا، فظنه من محارب بْن خصفة بْن قيس وعيلان، فلهذا جعلهما اثنين وهما واحد.
وديعة: بفتح الواو، وكسر الدال.
ولكيز: بضم اللام، وفتح الكاف.
وأفصى: بالفاء.
وحبان.(1/151)
5- أبجر المزني
د ع: أبجر المزني ذكره ابن منده، وَأَبُو نعيم.
قال أَبُو نعيم: واختلف فيه، فقيل: ابن أبجر، وقيل: أبجر، وصوابه: غالب بْن أبجر.
(3) أخبرنا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، قَالَ: حدثنا شُعْبَةُ، عن عُبَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَعْقِلٍ يُحَدِّثُ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ، عن نَاسٍ مِنْ مُزَيْنَةَ الظَّاهِرَةِ، أَنَّ سَيِّدَنَا أَبْجَرَ، أَوِ ابْنِ أَبْجَرَ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ يَبْقَ مِنْ مَالِي إِلا حُمُّرِيُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَطْعِمْ أَهْلَكَ مِنْ سَمِينِ مَالِكَ، فَإِنَّمَا حَرَّمْتُهَا مِنْ أَجْلِ جَوَّالِ الْقَرْيَةِ.
كَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَخَالَفَهُ غُنْدَرٌ.
أخبرنا أَبُو يَاسِرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن شُعْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدًا أَبَا الْحَسَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَعْقِلٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِشْرٍ، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثُوا، أَنَّ سَيِّدَ مُزَيْنَةَ ابْنَ الأَبْجَرِ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مَالِي مَا أُطْعِمُ أَهْلِي إِلا حُمُرِيٌّ "، فَذَكَرَ مِثْلَهُ.
وَرَوَاهُ غَيْرُهُمَا، فَقَالَ: غَالِبُ بْنُ أَبْجَرَ، وَسَيَرِدُ فِي غَالِبٍ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمِ(1/151)
6- إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ب د ع: إِبْرَاهِيم ابن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمه مارية القبطية، أهداها لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المقوقس صاحب الإسكندرية هي وأختها سيرين.
فوهب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيرين لحسان بْن ثابت، فولدت له عبد الرحمن بْن حسان، فهو، وإِبْرَاهِيم ابن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنا خالة.
وكان مولده في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة، وسر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بولادته كثيرًا، وولد بالعالية، وكانت قابلته سلمى مولاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امرأة أَبِي رافع، فبشر أَبُو رافع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوهب له عبدًا، وحلق شعر إِبْرَاهِيم يَوْم سابعه، وسماه، وتصدق بزنته ورقًا، وأخذوا شعره فدفنوه، كذا قال الزبير، ثم دفعه إِلَى أم سيف، امرأة قين بالمدينة يقال له: أَبُو سيف، ترضعه.
(4) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ الْمَخْزُومِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالدِّينِيِّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، حدثنا شَيْبَانُ وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالا: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أخبرنا ثَابِتٌ، عن أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ وَلَدٌ، فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أُمِّ سَيْفٍ امْرَأَةِ قَيْنٍ بِالْمَدِينَةِ.
وَفِي حَدِيثِ شَيْبَانَ: فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنِهِ فَاتَبِعْتُهُ، فَانْتَهَى إِلَى أَبِي سَيْفٍ، وَهُوَ يَنْفُخُ فِي كِيرِهِ، وَقَدِ امْتَلأَ الْبَيْتُ دُخَانًا، فَأَسْرَعْتُ الْمَشْيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى أَبِي سَيْفٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَيْفٍ، أَمْسِكْ، جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمْسَكَ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، وَقَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ وَهُوَ يُكِيدُ بِنَفْسِهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي حَدِيثِ هُدْبَةَ: وَعَيْنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَدْمَعُ.
وَفِي حَدِيثِ شَيْبَانَ: فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَدْمَعُ الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلا نَقُولُ إِلا مَا يُرْضِي رَبَّنَا.
وَفِي حَدِيثِ شَيْبَانَ: وَاللَّهِ إِنَّا بِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ
وقال الزبير أيضًا: إن الأنصار تنافسوا فيمن يرضعه، وأحبوا أن يفرغوا مارية للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لميله إليها، فجاءت أم بردة، اسمها: خولة بنت المنذر بْن زيد بْن لبيد بْن خداش بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار زوج البراء بْن أوس بْن خَالِد بْن الجعد بْن عوف بْن مبذول بْن عمرو بْن غنم بْن مازن بْن النجار، فكلمت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أن ترضعه، فكانت ترضعه بلبن ابنها في بني مازن بْن النجار، وترجع به إِلَى أمه، وأعطى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم بردة قطعة من نخل.
وتوفي وهو ابن ثمانية عشر شهرًا، قاله الواقدي.
وقال مُحَمَّد بْن مؤمل المخزومي: كان ابن ستة عشر شهرًا، وثمانية أيام.
وصلى عليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: ندفنه عند فرطنا عثمان بْن مظعون، ودفنه بالبقيع.
روى جابر، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذ بيد عبد الرحمن بْن عوف، فأتى به النخل، فإذا ابنه إِبْرَاهِيم في حجر أمه يجود بنفسه، فأخذه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوضعه في حجره، ثم قال: يا إِبْرَاهِيم، إنا لا نغني عنك من اللَّه شيئًا ثم ذرفت عيناه، ثم قال: يا إِبْرَاهِيم، لولا أَنَّهُ أمر حق، ووعد صدق، وأن آخرنا سيلحق أولنا، لحزنا عليك حزنًا هو أشد من هذا، وَإِنا بك يا إِبْرَاهِيم لمحزونون، تبكي العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب.
(5) أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ الطُّوسِيُّ بِإِسْنَادِهِ، عن أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، عن شُعْبَةَ، عن عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ: إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ.
ولما توفي إِبْرَاهِيم اتفق أن الشمس كسفت يومئذ، فقال قوم: إن الشمس انكسفت لموته، فخطبهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات اللَّه، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك، فافزعوا إِلَى ذكر اللَّه والصلاة.
وروى البراء، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى عليه، وكبر أربعًا، هذا قول جمهور العلماء، وهو الصحيح
(6) أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الأَمِينُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ، حدثنا هَنَّادُ بْنُ السُّرِّيِّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عن وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَهِيَّ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَقَاعِدِ
(7) وبالإسناد عن أَبِي داود، قال: قرأت عَلَى سَعِيد بْن يعقوب الطالقاني، حدثكم ابن المبارك، عن يعقوب بْن القعقاع، عن عطاء، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى عَلَى إِبْرَاهِيم وروى ابن إِسْحَاق، عن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بكر، عن عمرة، عن عائشة، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يصل عَلَى إِبْرَاهِيم.
قال أَبُو عمر: وهذا غير صحيح، والله أعلم، لأن جمهور العلماء قد أجمعوا عَلَى الصلاة عَلَى الأطفال إذا استهلوا وراثة، وعملًا مستفيضًا عن السلف والخلف.
قيل: إن الفضل بْن العباس غسل إِبْرَاهِيم، ونزل في قبره هو، وأسامة بْن زيد، وجلس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شفير القبر.
قال الزبير: ورش عَلَى قبره ماء، وعلم قبره بعلامة، وهو أول قبر رش عليه الماء.
وروي عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: لو عاش إِبْرَاهِيم لأعتقت أخواله، ولوضعت الجزية عن كل قبطي.
وروي عن أنس بْن مالك، أَنَّهُ قال: لو عاش إِبْرَاهِيم لكان صديقًا نبيا.
قال أَبُو عمر: لا أدري ما هذا القول؟ فقد ولد نوح غير نبي، ولو لم يلد النَّبِيّ إلا نبيًا لكان كل أحد نبيًا، لأنهم من ولد نوح عليه السلام.
أخرجه ثلاثتهم.(1/152)
7- إبراهيم الأشهلي
د ع: إِبْرَاهِيم أَبُو إِسْمَاعِيل الأشهلي روى حديثه إِسْحَاق الفروي، عن أَبِي الغصن ثابت، عن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم الأشهلي، عن أبيه، قال: خرج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بني سلمة، ويقال: هو وهم، أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
الفروي: بسكون الراء، وسلمة: بكسر اللام.(1/155)
8- إبراهيم بن الحارث
د ع: إِبْرَاهِيم بْن الحارث بْن خَالِد بْن صخر بْن عامر بْن كعب سعد بْن تيم بْن مرة التيمي القرشي قال البخاري: ممن هاجر مع أبيه، وذكر عن أحمد بْن حنبل أَنَّهُ ذكر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن الحارث، فقال: كان أبوه من المهاجرين.
روى ابن عيينة، عن مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بْن الحارث التيمي، عن أبيه، قال: بعثنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سرية، وأمرنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا نحن أمسينا وأصبحنا أن نقول: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} ، فقرأنا، وغنمنا، وسلمنا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/155)
9- إبراهيم بن خلاد
د ع: إِبْرَاهِيم بْن خلاد بْن سويد الخزرجي أتى به النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو صغير.
روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي لبيد، عن المطلب بْن عَبْد اللَّهِ بْن حنطب، عن إِبْرَاهِيم بْن خلاد بْن سويد الأشهلي، قال: جاء جبريل عليه السلام إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا مُحَمَّد، كن عجاجًا ثجاجًا.
قلت: ذكر أَبُو نعيم أَنَّهُ خزرجي، وروى عن ابن منده في إسناد هذا الحديث، فجعله أشهليا، وهما متناقضان، فإن الأشهل متى أطلق، فهو ينسب إِلَى عبد الأشهل، قبيلة مشهورة من الأوس، إلا إن أراد نسبه إِلَى عبد الأشهل بْن دينار بْن النجار، فصح له ذلك، لأن النجار من الخزرج، ولكن متى قيل أشهلي، لا يعرف إلا الأول، والله أعلم.
والصحيح أَنَّهُ خزرجي، وقد ذكر نسبه في خلاد بْن السائب بْن خلاد بْن سويد هذا.(1/155)
10- إبراهيم أبو رافع
د ع: إِبْرَاهِيم أَبُو رافع مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن معين: اسمه إِبْرَاهِيم، وقيل: هرمز، وقال علي بْن المديني، ومصعب: اسمه أسلم، قال علي: ويقال: هرمز، وقيل: ثابت، وكان قبطيًا، وكان للعباس رضي اللَّه عنه، فوهبه للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان إسلامه بمكة مع إسلام أم الفضل، فكتموا إسلامهم، وشهد أحدًا والخندق، وكان عَلَى ثقل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولما بشر النَّبِيّ بإسلام العباس أعتقه، وزوجه مولاته سلمى، وشهد فتح مصر، وتوفي سنة أربعين، قاله ابن ماكولا، وقيل غير ذلك.
(8) أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الأَصْفَهَانِيُّ الثَّقَفِيُّ، إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ، عن أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ، حدثنا هُدْبَةُ، حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عن عَمَّتِهِ سَلْمَى، عن أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ طَافَ عَلَى نِسَائِه جَمْعٌ، فَاغْتَسَلَ عِنْدَ كُلِّ وَاحِدَةِ مِنْهُنَّ غُسْلا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ جَعَلْتَهُ غُسْلا وَاحِدًا، قَالَ: هَذَا أَزْكَى وَأَطْيَبُ وتوفي أَبُو رافع في خلافه عثمان، وقيل: في خلافة علي، وهو الصواب.
وكان ابنه عُبَيْد اللَّهِ كاتبًا لعلي رضي اللَّه عنه.
ذكره أَبُو عمر في أسلم، وأخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم ههنا.(1/156)
11- إبراهيم بن عباد
ب س: إِبْرَاهِيم بْن عباد بْن نهيك بْن إساف بْن عدي بْن زيد بْن جشم بْن حارثة بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي شهد أحدًا.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
حارثة: بالثاء المثلثة، وَإِليه نسب.(1/157)
12- إبراهيم العذري
د ع: إِبْرَاهِيم بْن عبد الرحمن العذري روى عنه معان بْن رفاعة.
ذكره الحسن بْن عرفة بْن عَيَّاشٍ، عن معان، عن إِبْرَاهِيم، وقال: كان من الصحابة، ولم يتابع عليه.
قَالَ ابْنُ مَنْدَهْ:
(9) أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ، أخبرنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الزَّهْرَانِيُّ، حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن تَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، عن مَعَانَ بْنِ رِفَاعَةَ، عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُذْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَانْتِحَالِ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ.
ورواه الْوَلِيد بْن مسلمة، عن معان مثله.
ورواه مُحَمَّد بْن سليمان بْن أَبِي كريمة، عن معان، عن أَبِي عثمان النهدي، عن أسامة بْن زيد.
ورواه تقية أيضًا، عن مسلمة بْن عَلِيٍّ، عن أَبِي مُحَمَّد السلامي، عن عطاء بْن يسار، عن أَبِي هريرة.
وكلها مضطربة غير مستقيمة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
عياش: بالياء تحتها نقطتان، وآخره شين معجمة.(1/157)
13- إبراهيم الزهري
د ع: إِبْرَاهِيم بْن عبد الرحمن بْن عوف الزُّهْرِيّ ونذكر نسبه عند أبيه، يكنى: أبا إِسْحَاق، وقيل: أبا مُحَمَّد، وأمه أم كلثوم بنت عقبة بْن أَبِي معيط، ذكر مُحَمَّد بْن سعد الواقدي أَنَّهُ أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو نعيم: ومما يدل عَلَى أَنَّهُ ولد في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما روي عن إِبْرَاهِيم بْن المنذر، أن إِبْرَاهِيم بْن عبد الرحمن توفي سنة خمس وسبعين، وله ست وسبعون سنة، وروايته عن عمر بْن الخطاب، وعن أبيه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
قلت: في قول أَبِي نعيم عندي نظر، لأنه استدل عَلَى صحبته بقول ابن المنذر: إنه مات سنة خمس وسبعين، وله ست وسبعون سنة، فعلى هذا تكون ولادته قبل الهجرة بسنة.
وقد ذكر المفسرون، ومصنفو السير، وكتب الأنساب، وأسماء الصحابة: أن أم كلثوم بنت عقبة أقامت بمكة إِلَى أن صالح النَّبِيّ كفار قريش سنة سبع بالحديبية، ثم هاجرت فجاء أخواها يطلبانها، فأنزل اللَّه تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} الآية.
فلم يسلمها إليهما، وتزوجها زيد بْن حارثة، فقتل عنها بمؤتة سنة ثمان، فتزوجها الزبير بْن العوام، فولدت له زينب، ثم طلقها فتزوجها عبد الرحمن بْن عوف، فولدت له إِبْرَاهِيم، وحميدًا، وغيرهما، فإن كان قد ولد في زمن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيكون في آخر عمره، لأن زيدًا قتل في جمادى الأولى سنة ثمان، فتزوجها الزبير، وولدت له، وانقضت لها عدتان من زيد، والزبير، ثم تزوجها عبد الرحمن، فولدت إِبْرَاهِيم، فيكون في آخر أيامه، والله أعلم.(1/158)
14- إبراهيم بن عبد الله
د ع: إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن قيس وهو ابن أَبِي موسى الأشعري.
، ويرد نسبه عند ذكر أبيه، إن شاء اللَّه تعالى.
ولد في عهد النَّبِيّ فسماه: إِبْرَاهِيم، وحنكه.
(10) أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَرَايَا بْنِ عَلِيٍّ الْبَلَدِيُّ وَأَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْعِزِّ الْوَاسِطِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ مِسْمَارُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْعُوَيْسِ النِّيَارُ الْبَغْدَادِيُّ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي صَالِحِ بْنِ فَنَّاخُسْرُو الدَّيْلَمِيُّ التِّكْرِيتِيُّ، قَالُوا: حدثنا أَبُو الْوَقْتِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ، قَالَ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، أخبرنا أَبُو أُسَامَةَ، عن بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَرْدَةَ، عن أَبِي مُوسَى، قَالَ: وُلِدَ لِي غُلامٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ، وَدَعَا بِالْبَرَكَةِ، وَدَفَعَهُ إِلَيَّ. وكان أكبر أولاد أَبِي موسى.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم. بريد: بضم الباء الموحدة، وفتح الراء، وآخره دال مهملة.(1/158)
15- إبراهيم الأنصاري
س: إِبْرَاهِيم بْن عبيد بْن رفاعة الأنصاري الزرقي قال له أَبُو موسى، وقال: ذكره عبدان في الصحابة.
وروي بِإِسْنَادِهِ عن مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عن إِبْرَاهِيم بْن عبيد بْن رفاعة الأنصاري، قال: صنع أَبُو سَعِيد الخدري طعامًا، فدعا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه، فقال رجل منهم: إني صائم، فقال رَسُول اللَّهِ: تكلف لك أخوك وصنع طعامًا، فأطعم وصم يَوْمًا مكانه.
قال أَبُو موسى: وهكذا إِبْرَاهِيم تابعي، وَإِنما يروى هذا الحديث عن أَبِي سَعِيد، فأرسل الرواية من هذه الطريق، وقد ورد من طريق أخرى عن إِبْرَاهِيم، عن أَبِي سَعِيد، أَنَّهُ صنع طعامًا.
عبيد: بضم العين.(1/159)
16- إبراهيم الثقفي
ب د ع: إِبْرَاهِيم أَبُو عطاء الثقفي الطائفي روى يزيد بْن هرمز، عن يحيى بْن عطاء بْن إِبْرَاهِيم، عن أبيه، عن جده، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: قابلوا النعال.
قال أَبُو عمر: لم يرو عنه غير ابنه عطاء، وَإِسناد حديثه ليس بالقائم، ولا يحتج به، ولا يصح عندي ذكره في الصحابة، وحديثه عندي مرسل.
أخرجه ثلاثتهم.
قوله: قابلوا النعال أي: اجعلوا لها قبالا، وهو السير الذي يكون بين الأصابع.(1/159)
17- إبراهيم بن قيس
س: إِبْرَاهِيم بْن قيس بْن معدي كرب الكندي أخو الأشعث بْن قيس.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاله هشام الكلبي، وأخرجه أَبُو موسى مستدركًا عَلَى ابن منده.(1/160)
18- إبراهيم النجار
س: إِبْرَاهِيم النجار الذي صنع المنبر لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو نضرة، عن جابر، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يخطب إِلَى جذع نخلة، فقيل له: قد كثر الناس، ويأتيك الوفود من الآفاق، فلو أمرت بشيء تشخص عليه، فدعا رجلًا، فقال: أتصنع المنبر؟، قال: نعم، قال: ما اسمك؟، قال: فلان، قال: لست بصاحبه، ثم دعا آخر، فقال له مثل ذلك، ثم دعا الثالث، فقال: ما اسمك؟، قال: إِبْرَاهِيم، قال: خذ في صنعه، فلما صنعه صعده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحن الجذع حنين الناقة، فنزل إليه، فالتزمه فسكن.
وقد رواه أيمن، عن جابر، فقال: صنع المنبر غلام امرأة، وفي رواية أَبِي سَعِيد: عمله رجل رومي، وفي رواية: اسمه باقوم، وقيل: باقول الرومي، غلام سَعِيد بْن العاص.
أخرجه أَبُو موسى.(1/160)
19- إبراهيم بن نعيم
د ع: إِبْرَاهِيم بْن نعيم بْن النحام العدوي ذكره أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن منده في الصحابة، وقال: روى عنه جابر إن صح.
وروى بِإِسْنَادِهِ عن أَبِي يوسف، عن أَبِي حنيفة، عن عطاء، عن جابر أن عبدًا كان لإِبْرَاهِيم بْن النحام فدبره، ثم احتاج إِلَى ثمنه، فباعه بثمانمائة درهم.
قال أَبُو نعيم: ذكره بعض الواهمين، يعني ابن منده، من حديث أَبِي حنيفة، عن عطاء، عن جابر، أن عبدًا كان لإِبْرَاهِيم بْن النحام فدبره الحديث.
قال: وهذا وهم وتصحيف، إنما كان عبدًا لابن نعيم بْن النحام فصحفه، فقال: لإِبْرَاهِيم بْن النحام، لأن الأثبات قد رووا هذا الحديث عن عطاء، عن جابر، فقالوا: نعيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن النحام، منهم حسين المعلم، وسلمة بْن كهيل، وغيرهما.
وممن روى هذا الحديث عن جابر عمرو بْن دينار، ومحمد بْن المنكدر، وَأَبُو الزبير، فلم يذكر واحد منهم إِبْرَاهِيم بْن النحام.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
قلت: والصحيح قول أَبِي نعيم، وقد ذكر البخاري إِبْرَاهِيم بْن نعيم النحام، وقال: هو العدوي، قتل يَوْم الحرة، وقد ترجم له أَبُو بكر بْن أَبِي عاصم في كتاب الآحاد والمثاني، فقال: إِبْرَاهِيم بْن نعيم النحام، وقال: هو العدوي، وقد ذكر الزبير بْن أَبِي بكر، أن عمر بْن الخطاب زوج ابنته رقية من إِبْرَاهِيم بْن نعيم بْن عَبْد اللَّهِ النحام، والله أعلم.(1/160)
20- أبرهة
س: أَبْرَهَةُ
أخبرنا أَبُو مُوسَى، إِجَازَةً، قَالَ: أخبرنا عَبَّادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُحْسِنِ فِي كِتَابِه، أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْمَكْفُوفُ، حدثنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، حدثنا الْوَلِيدُ هُوَ ابْنُ أَبَانٍ، حدثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، حدثنا عَامِرٌ، عن يَعْقُوبَ هُوَ الْقُمِّيُّ، عن جَعْفَرٍ، عن سَعِيدٍ {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ} ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعْفَرًا فِي سَبْعِينَ رَاكِبًا إِلَى النَّجَاشِيِّ، فَلَمَّا بَلَغَهُمْ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ قَدْ ظَهَرَ بِبَدْرٍ اسْتَأْذَنُوهُ، فَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ أَصْحَابِ النَّجَاشِيِّ لِلنَّجَاشِيِّ: ائْذَنْ لَنَا، فَلْنَأْتِ هَذَا النَّبِيَّ الَّذِي كُنَّا نَجِدُهُ فِي الْكِتَابِ، فَأَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَهِدُوا مَعَهُ أُحُدًا، وَذَكَرَ عن مُقَاتِلٍ، أَوْ غَيْرِهِ، قَالَ: هُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلا، اثْنَانِ وَثَلاثُونَ جَاءُوا مَعَ جَعْفَرٍ الطَّيَّارِ مِنَ الْحَبَشَةِ، وَثَمَانِيَةٌ مِنَ الشَّامِ: بَحِير، وَأَبْرَهَةُ، وَالأَشْرَفُ، وَتَمَّامٌ، وَإِدْرِيسُ، وَأَيْمَنُ، وَنَافِعٌ، وَتَمِيمٌ.
هَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ أَبُو مُوسَى وَحَدَهُ، وَلَيْسَ أَبْرَهَةُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْهُمْ، وَعِنْدِي فِيهِ نَظَرٌ، فَإِنَّ النَّبِيَّ رَأَى بُحَيْرَا، وَهُوَ صَبِيٌّ، مَعَ عَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ، وَقَصَّتُهُ مَشْهُورَةٌ.
وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، فَإِنْ كَانَ أَبُو مُوسَى أَرَادَ غَيْرَهُ فَيُحْتَمَلُ، وَإِنْ أَرَادَهُ فَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، فَلا وَجْهَ لاسْتِدْرَاكِهِ عَلَيْهِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.(1/161)
21- أبزى الخزاعي
ب د ع: أبزى والد عبد الرحمن بْن أبزى الخزاعي.
ذكره مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل في الوحدان، ولم تصح له صحبة، ولا رؤية، ولابنه عبد الرحمن صحبة ورؤية.
(12) وروى ابن منده بِإِسْنَادِهِ، عن هشام بْن عُبَيْدِ اللَّهِ الرازي، عن بكير بْن معروف، عن مقاتل بْن حيان، عن أَبِي سلمة بْن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بْن أبزى، عن أبيه، عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ خطب الناس قائمًا، فحمد اللَّه وأثنى عليه، وذكر طوائف من المسلمين، فأثنى عليهم، ثم قال: ما بال أقوام لا يعلمون جيرانهم، ولا يفقهونهم، ولا يفطنونهم، ولا يأمرونهم، ولا ينهونهم، وما لأقوام لا يتعلمون من جيرانهم، ولا يتفقهون، ولا يتفطنون، والذي نفسي بيده ليعلمن جيرانهم، وليفقهنهم، وليفطننهم، وليأمرنهم، ولينهونهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم، وليتفقهن، وليتفطنن، أو لأعاجلنهم بالعقوبة في دار الدنيا، ثم نزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدخل بيته.
الحديث.
ورواه إِسْحَاق بْن راهويه في المسند، عن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سهل، عن بكير بْن معروف، عن مقاتل، عن علقمة بْن عبد الرحمن بْن أبزى، عن أبيه، عن جده، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهذا.
ومحمد بْن أَبِي سهل هذا هو أَبُو وهب مُحَمَّد بْن مزاحم، تفرد به، هذا معنى كلام ابن منده.
وقد رده أَبُو نعيم عليه، وقال: ذكر، يعني: ابن منده، أن البخاري ذكره في كتاب الوحدان، وأخرج له حديث أَبِي سلمة، عن ابن أبزى، عن أبيه من رواية هشام، عن بكير بْن معروف، عن مقاتل، عن أَبِي سلمة، وهشام إنما رواه، عن ابن أبزى، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يقل فيه: عن أبيه، قال: وذكره أيضًا من حديث أَبِي وهب مُحَمَّد بْن مزاحم، عن بكير، عن مقاتل، عن علقمة بْن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جده، عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وزعم أن إِسْحَاق بْن راهويه روى عن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سهل وهو مُحَمَّد بْن مزاحم، عن بكير مثله.
ورواه إِسْحَاق مجردًا، خلاف ما روي عنه، فقال أَبُو نعيم: حدثنا سليمان بْن أحمد، حدثنا مُحَمَّد ابن إِسْحَاق بْن راهويه، حدثنا أَبِي، حدثنا مُحَمَّد بْن أَبِي سهل، حدثنا بكير بْن معروف، عن مقاتل ابن حبان، عن علقمة بْن سَعِيد بْن عبد الرحمن ابن أبزى، عن أبيه، عن جده، قال: خطب رَسُول اللَّهِ، وذكر الحديث، فأتى به في ترجمة عبد الرحمن بْن أبزى، عن النَّبِيّ، ولم يصح لأبزى عن النَّبِيّ رواية ولا رؤية.
هذا كلام أَبِي نعيم، ولقد أحسن فيما قال، وأصاب الصواب رحمة اللَّه تعالى عليه.
وأما أَبُو عمر فلم يذكر أبزى، وَإِنما ذكر عبد الرحمن، لأنه لم تصح عنده صحبة أبزى، والله أعلم.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وَأَبُو عمر.(1/162)
22- أبيض بن حمال
ب د ع: أبيض بْن حمال بْن مرثد بْن ذي لحيان بضم اللام عامر بْن ذي العنبر بْن معاذ بْن شرحبيل بْن معدان بْن مالك بْن زيد بْن سدد بْن سعد بْن عوف بْن عدي بْن مالك بْن زيد بْن سدد بْن زرعة بْن سبأ الأصغر بْن كعب بْن الأذروح بْن سدد.
هكذا نسبه النسابة الهمداني، وهو أبيض المأربي السبائي.
(13) أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ أَبُو جَعْفَرٍ، بِإِسْنَادِهِمْ عن أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، قَالَ: حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَكُمْ مَحْمُودُ بْنُ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ الْمَأْرِبِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عن ثُمَامَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ، عن سُمَيِّ بْنِ قَيْسٍ، عن شُمَيْرٍ، عن أَبْيَضَ بْنِ حَمَّالٍ: أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَقْطَعَهُ الْمِلْحَ الَّذِي بِمَأْرَبَ فَأَقْطَعَهُ، فَلَمَّا وَلَّى، قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَدْرِي مَا أَقْطَعْتَ لَهُ؟ إِنَّمَا أَقْطَعْتَ لَهُ الْمَاءَ الْعِدَّ، فَانْتَزَعَهُ مِنْهُ
(14) وَمِنْ حَدِيثِهِ أَيْضًا: أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّا يَحْمِي مِنَ الأَرَاكِ، قَالَ: مَا لا تَنَالُهُ أَخْفَافُ الإِبِلِ قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى ابْنُ لَهِيعَةَ، عن بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيَّرَ اسْمَ رَجُلٍ كَانَ اسْمُهُ أَسْوَدَ فَسَمَّاهُ أَبْيَضَ، قَالَ: فَلا أَدْرِي أَهُوَ هَذَا، أَمْ غَيْرُهُ.
أَخْرَجَهُ ثَلاثُتُهُمْ.
قلت: الصحيح أن الذي غير النَّبِيّ اسمه غير هذا، لأن أبيض بْن حمال، عاد إِلَى مأرب من أرض اليمن، والذي غير النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه نزل مصر عَلَى ما نذكره، إن شاء اللَّه تعالى، وقد ذكرهما البخاري بترجمتين.
حمال: بالحاء المهملة، وشمير: بالشين المعجمة، والمأربي: بالراء والباء الموحدة نسبة إِلَى مأرب من اليمن.(1/163)
23- أبيض
د ع: أبيض رجل كان اسمه أسود فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبيض، نزل مصر.
روى ابن لهيعة، عن بكر بْن سوادة، عن سهل بْن سعد، قال: كان رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه: أسود، فسماه النَّبِيّ أبيض.
رواه ابن وهب، عن ابن لهيعة، ومثله قال ابن منده.
وسمعت أبا سَعِيد بْن يونس بْن عبد الأعلى، يقول: أبيض هذا له ذكر فيمن دخل مصر.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/164)
24- أبيض بن عبد الرحمن
س: أبيض بْن عبد الرحمن قال ابن شاهين: حدثنا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، حدثنا مُحَمَّد، عن رجاله، قال: وَأَبُو عزيز واسمه أبيض بْن عبد الرحمن بْن النعمان بْن الحارث بْن عوف بْن كنانة بْن بارق، وقد وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو موسى.(1/164)
25- أبيض بن هني
س: أبيض بْن هني بْن معاوية أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد فتح مصر.
روى عنه: ابنه هبيرة.
ذكره الحافظ أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن منده في تاريخه، عن أَبِي سَعِيد بْن يونس، قاله ابن الكلبي في الجمهرة، وأخرجه أَبُو موسى.(1/164)
26- أبيض
س: أبيض قال أَبُو موسى: ذكره عبدان بْن مُحَمَّد المروزي، وقال: أراه من الأنصار، وقال:
(15) حدثنا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ، حدثنا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حدثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عن بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، قَالَ: إِنَّ مُوسَى بْنَ الأَشْعَثِ حَدَّثَهُ، أَنَّ الْوَلِيدَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ انْطَلَقَ هُوَ، وَأَبْيَضُ: رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ يُعَوِّدَانِهِ، قَالَ: فَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ، فَرَأَيْنَا النَّاسَ يُصَلُّونَ، فَقُلْتُ: الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي جَمَعَ بِالإِسْلامِ الأَحْمَرَ وَالأَسْوَدَ، فَقَالَ أَبْيَضَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، " لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لا تَبْقَى مِلَّةٌ إِلا لَهَا مِنْكُمْ نَصِيبٌ، قُلْتُ: يُبَادِرُونَ يَخْرُجُونَ مِنَ الإِسْلامِ؟ قَالَ: يُصَلُّونَ بِصَلاتِكِمْ، وَيَجْلِسُونَ مَجَالِسَكُمْ، وَهُمْ مَعَكُمْ فِي سَوَادِكِمْ، وَلِكُلِّ مِلَّةٍ مِنْهُمْ نَصِيبٌ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.(1/165)
27- أبي بن أمية
أَبِي بْن أمية الشاعر بْن حرثان بْن الأشكر بْن سربال الموت وهو عَبْد اللَّهِ بْن زهرة بْن ذنيبة بْن جندع بْن ليث الكناني الليثي.
أسلم هو، وأخوه كلاب، وهاجرا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال أبوهما أمية:(1/165)
28- أبي بن ثابت
د ع س: أَبِي بْن ثابت بْن المنذر بْن حرام بْن عمرو بْن زيد مناة بْن عدي بْن عمرو بْن مالك بْن النجار الأنصاري الخزرجي أخو حسان، وأوس ابني ثابت، يكنى: أبا شيخ، وقيل: أَبُو شيخ كنية ابنه، والله أعلم.
وروى ابن منده، عن مُحَمَّدِ بْنِ يعقوب، عن أحمد بْن عبد الجبار، عن يونس بْن بكير، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، قال: وأوس بْن ثابت بْن المنذر بْن حرام بْن عمرو بْن زيد مناة من بني عدي بْن عمرو الأنصاري أَبُو شداد، شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد، وهو أخو حسان بْن ثابت الأنصاري.
قلت: كذا ذكر ابن منده الترجمة لأبي، والإسناد إِلَى ابن إِسْحَاق لأوس، ومن الدليل عَلَى أَنَّهُ أوس أَنَّهُ كناه: أبا شداد، وهي كنية أوس بْن ثابت، كني بابنه شداد، وسيرد ذكرهما.
قال أَبُو نعيم: ذكر بعض الواهمين، يعني: ابن منده، أَبِي بْن ثابت بْن المنذر، ولم يخرج له حديثًا، ولا ذكرًا، ولا نسبًا، وقال: هو أخو حسان وأوس، قال: وهو تصحيف، وساق إسناده إِلَى ابن إِسْحَاق: أن أوسًا شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد.
وأخرجه أَبُو موسى مستدركًا عَلَى ابن منده، فقال: أَبِي بْن ثابت بْن المنذر بْن حرام بْن عمرو بْن زيد مناة بْن عدي بْن عمرو بْن مالك بْن النجار، شهد بدرًا، وأحدًا، وقتل يَوْم بئر معونة شهيدًا في صفر، عَلَى رأس ستة وثلاثين شهرًا من الهجرة، قاله ابن شاهين.
وهذا استدراك لا وجه له، فإن ابن منده أخرجه كذلك، إلا أَنَّهُ جعله قتل يَوْم أحد، فإن كان أَبُو موسى حيث رَأَى أَنَّهُ قتل في بئر معونة، والذي ذكره ابن منده قتل يَوْم أحد، فظنه غيره، فهو وهم، فإنه هو، وَإِنما ابن منده وهم في نقله عن يونس، عن ابن إِسْحَاق، والله أعلم.
وليس فيما رويناه من طريق يونس، عن ابن إِسْحَاق أن أبيًا قتل بأحد، إنما أخوه أوس قتل بها، وليس كل وهم في كتابه أخذه عليه هو وَأَبُو نعيم، ولا ذكر كل ما فاته من أحوال الصحابي، فلهذا أسوة غيره.
حرام: بفتح الحاء والراء، ومعونة: فتح الميم وضم العين المهملة، وبعد الواو الساكنة نون، ثم هاء.
29
إذا بكت الحمامة بطن وج عَلَى بيضاتها أدعو كلابا
وأسلم أبوهما، ذكره ابن الكلبي.(1/165)
29- أبي بن شريق
س: أَبِي بْن شريق ويعرف بالأخنس بْن شريق بْن عمرو بْن وهب بْن علاج بْن أَبِي سلمة بْن عبد العزى بْن غيرة بْن عوف بْن ثقيف الثقفي يكنى أبا ثعلبة.
(16) أخبرنا أَبُو موسى، كتابة، قال: أخبرنا أَبُو علي، إذنًا، عن كتاب أَبِي أحمد، حدثنا عمر بْن أحمد، حدثنا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، حدثنا مُحَمَّد بْن يَزِيدَ، عن رجاله، قال: والأخنس بْن شريق، واسمه أَبِي بْن شريق بْن عمرو بْن وهب بْن علاج، وكان اسمه أبيًا، فلما أشار عَلَى بني زهرة بالرجوع إِلَى مكة في وقعة بدر، فقبلوا منه فرجعوا، قيل: خنس بهم، فسمي الأخنس وكان حليفًا لبني زهرة، وأعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع المؤلفة قلوبهم، وتوفي في أول خلافة عمر بْن الخطاب.
قلت: كان الأخنس حليفًا لبني زهرة، ومقدمًا فيهم، فلما خرجت قريش إِلَى بدر، وأتاهم الخبر عن أَبِي سفيان بْن حرب أَنَّهُ قد نجا من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأجمعت قريش عَلَى إتيان بدر، أشار الأخنس عَلَى بني زهرة بالرجوع إِلَى مكة، وقال لهم: قد نجى اللَّه عيركم التي مع أَبِي سفيان، فلا حاجة لكم في عيرها، فعادوا، فلم يقتل منهم أحد ببدر، وحينئذ لقب: الأخنس.
أخرجه أَبُو موسى.
غيرة: بكسر الغين المعجمة، وفتح الباء تحتها نقطتان، وبعدها راء.(1/166)
30- أبي بن عجلان
س: أَبِي بْن عجلان روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو أخو أَبِي أمامة الصدي بْن عجلان الباهلي.
قال ابن شاهين: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن سليمان بْن الأشعث يقول ذلك.
أخرجه أَبُو موسى.(1/167)
31- أبي بن عمارة
ب د ع: أَبِي بْن عمارة الأنصاري صلى مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بيته القبلتين.
روى سَعِيد بْن عفير، عن يحيى بْن أيوب، عن عبد الرحمن بْن رزين، عن مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، عن أيوب بْن قطن، عن عبادة بْن نسي، عن أَبِي بْن عمارة الأنصاري، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى في بيته، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، أمسح عَلَى الخفين؟ قال: نعم، قلت: يومًا؟ قال: نعم، فقلت: ويومين؟ قال: نعم، قال: قلت: وثلاثًا يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: نعم وما بدا لك.
رواه عمرو بْن الربيع بْن طارق، عن يحيى بْن أيوب، ولم يذكر عبادة بْن نسي.
قال أَبُو عمر: اضطرب في إسناد حديثه، ولم يذكره البخاري في التاريخ الكبير، لأنهم يقولون: إنه خطأ، وَإِنما هو أَبُو أَبِي ابْن أم حرام، كذا قاله ابن أَبِي عبلة، وذكر أَنَّهُ رآه، وسمع منه، وَأَبُو أَبِي ابْن أم حرام اسمه: عَبْد اللَّهِ، وسيذكر في بابه، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ثلاثتهم.
عمارة: قد ضبطه ابن ماكولا بكسر العين، وقال أَبُو عمر: قيل: عمارة يعنى بالكسر، والأكثر يقولون: عمارة بالضم.(1/167)
32- أبي بن القشب
د ع: أَبِي بْن القشب قال ابن منده: أَبِي بْن القشب، إن صح.
وذكر حديث ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل المسجد بعد ما أقيمت الصلاة، وأبي بْن القشب يصلي ركعتين، فضرب بيده عَلَى منكبه، وقال: ابن القشب أتصلي أربعًا؟.
قال أَبُو نعيم: وهم فيه بعض الرواة، فسماه أبيًا، وَإِنما هو ابن القشب.(1/168)
33- أبي بن كعب بن عبد ثور
س: أَبِي بْن كعب بْن عبد ثور
(17) أخبرنا أَبُو موسى، إجازة، أخبرنا أَبُو علي، إذنًا، عن كتاب أَبِي أحمد، أنبأنا عمر بْن أحمد، أنبأنا عمر بْن الحسن، أنبأنا المنذر بْن مُحَمَّد، أنبأنا الحسين بْن مُحَمَّد، عن علي بْن مُحَمَّد المدائني، عن رجاله، قَالُوا: قدم خُزَاعِيٌ في نفر من قومه، فيهم أَبِي بْن كعب بْن عبد ثور، فبايعوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأسلموا.
أخرجه أَبُو موسى وهذا الوفد المذكور في هذه الترجمة هم من مزينة.(1/168)
34- أبي بن كعب بن قيس
ب د ع: أَبِي بْن كعب بْن قيس بْن عبيد بْن زيد بْن معاوية بْن عمرو بْن مالك بْن النجار واسمه تيم اللات، وقيل: تيم اللَّه بْن ثعلبة بْن عمرو بْن الخزرج الأكبر الأنصاري الخزرجي المعاوي.
وإنما سمي النجار لأنه اختتن بقدوم، وقيل: ضرب وجه رجل بقدوم فنجره، فقيل له: النجار.
وبنو معاوية بْن عمرو يعرفون ببني حديلة، وهي أم معاوية، نسب ولده إليها، وهي حديلة بنت مالك بْن زيد بْن حبيب بْن عبد حارثة بْن مالك بْن غضب بْن جشم بْن الخزرج، وأم أَبِي صهيلة بنت الأسود بْن حرام بْن عمرو بْن زيد مناة بْن عدي بْن عمرو بْن مالك بْن النجار، تجتمع هي وأبوه في عمرو بْن مالك بْن النجار، وهي عمة أَبِي طلحة زيد بْن سهل بْن الأسود بْن حرام الأنصاري زوج أم سليم، وله كنيتان: أَبُو المنذر، كناه بها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو الطفيل، كناه بها عمر بْن الخطاب بابنه الطفيل، وشهد العقبة، وبدرًا، وكان عمر يقول: أَبِي سيد المسلمين.
روى عنه عبادة بْن الصامت، وابن عباس، وعبد اللَّه بْن خباب، وابنه الطفيل بْن أَبِي.
(18) أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ بِإِسْنَادِهِمْ، عن التِّرْمِذِيِّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، أَنْبَأَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عن أَبِي قِلابَةَ، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} ، قَالَ: آللَّهُ سَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَجَعَلَ أُبَيٌّ يَبْكِي.
وَرَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى، عن أُبَيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَحْوَهُ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: قُلْتُ لأُبَيٍّ: وَفَرِحْتَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي وَهُوَ يَقُولُ: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}
(19) قَالَ التِّرْمِذِيُّ: وَبِالإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ، حدثنا ابْنُ وَكِيعٍ، حدثنا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن دَاوُدَ الْعَطَّارِ، عن مَعْمَرٍ، عن قَتَادَةَ، عن أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ.
وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو قِلابَةَ، عن أَنَسٍ، نَحْوَهُ، وَزَادَ فِيهِ: وَأَقْضَاهُمْ عَلِيٌّ وَقَدْ رُوِيَ عن زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، أَنَّهُ لَزِمَ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، وَكَانَتْ فِيهِ شَرَاسَةٌ، فَقُلْتُ لَهُ: اخْفِضْ لِي جَنَاحَكَ رَحِمَكَ اللَّهُ.
(20) أخبرنا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ السِّيحِيِّ الْمُعَدَّلُ، أخبرنا أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَمِيسٍ الْجُهَنِيُّ الْمَوْصِلِيُّ، أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ طُوقٍ، أخبرنا ابْنُ الْمَرْجِيِّ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَةَ بْنِ حَرْبٍ، حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ قَزْعَةَ، أخبرنا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ، أخبرنا سَعِيدٌ، عن ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ، عن أَبِيهِ، عن الطُّفَيْلِ، عن أَبِيهِ، يَعْنِي، أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} ، قَالَ: شِهَادَةُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَرَوَى الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عن مُطَرِّفٍ، عن الشَّعْبِيِّ، عن مَسْرُوقٍ، قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ الْقَضَاءِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ سِتَّةً: عُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَأُبَيٌّ، وَزَيْدٌ، وَأَبُو مُوسَى.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عن الْوَاقِدِيِّ: أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ لِرَسُولِ اللَّهِ، مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةِ، أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ فِي آخِرِ الْكِتَابِ، وَكَتَبَ فُلانُ بْنُ فُلانٍ، فَإِذَا لَمْ يَحْضُرْ أُبَيُّ، كَتَبَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَوَّلُ مَنْ كَتَبَ مِنْ قُرَيْشٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، ثُمَّ ارْتَدَّ وَرَجَعَ إِلَى مَكَّةَ، فَنَزَلَ فِيهِ: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} ، وَكَانَ مِنَ الْمُوَاظِبِينَ عَلَى كِتَابِ الرَّسَائِلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَرْقَمِ الزُّهْرِيُّ، وَكَانَ الْكَاتِبُ لِعُهُودِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَاهَدَ، وَصُلْحِهِ إِذَا صَالَحَ، عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَمِمَّنْ كَتَبَ لِرَسُولِ اللَّهِ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَخَالِدٌ، وَأَبَانٌ ابْنَا سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِي، وَحَنْظَلَةُ الأُسَيْدِيُّ، وَالْعَلاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ، وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ ابْنِ سَلُولٍ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَجُهَيْمُ بْنُ الصَّلْتِ، وَمُعَيْقِيبُ بْنُ أَبِي فَاطِمَةَ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: اخْتُلِفَ فِي وَقْتِ وَفَاةِ أُبَيٍّ، فَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثَلاثِينَ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ، لأَنَّ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ لَقِيَهُ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ.
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ، وَقِيلَ: سَنَةَ عِشْرِينَ، وَقِيلَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ، وَقِيلَ: إِنَّهُ مَاتَ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ، وَالأَكْثَرُ أَنَّهُ مَاتَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ.
وَكَانَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، لا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ.
أَخْرَجَهُ ثَلاثَتُهُمْ.
حُدَيْلَةُ: بِضُمِّ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَفَتْحِ الدَّالِ.
وَحُبَيْشٌ: بِضَمِّ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَفَتْحِ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، وَسُكُونِ الْيَاءِ تَحْتَهَا نَقْطَتَانِ، وَآخِرُهُ شِينٌ مُعْجَمَةٌ.
وَالسِّيحِيُّ: بِكَسْرِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ، وَبَعْدَهَا يَاءٌ تَحْتَهَا نُقْطَتَانِ، ثُمَّ حَاءٌ مُهْمَلَةٌ.
وَثُوَيْرٌ: بِضَمِّ الثَّاءِ الْمُثْلَّثَةِ تَصْغِيرُ ثَوْرٍ.
وَسَرْحٌ: بِالسِّينِ، وَالْحَاءِ الْمُهْمَلَتَيْنِ.(1/168)
35- أبي بن مالك
ب د ع: أَبِي بْن مالك الحرشي ويقال: العامري قاله أَبُو عمر.
وقال ابن منده: وَأَبُو نعيم القشيري العامري، فقد اتفقوا عَلَى أَنَّهُ من عامر بْن صعصعة، واختلفوا فيما سواه، فالحريش، وقشير أخوان، وهما ابنا كعب بْن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة بْن معاوية بْن بكر بْن هوازن بْن مَنْصُور بْن عكرمة بْن خصفة بْن قيس عيلان بْن مضر، وهو بصري.
ومن حديثه ما:
(21) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ بِإِسْنَادِهِ، عن أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، حدثنا شُعْبَةُ، عن قَتَادَةَ، عن زُرَارَةَ بْنِ أَبِي أَوْفَى، عن أُبَيِّ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا، ثُمَّ دَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ.
وَمِثْلُهُ رَوَى غُنْدَرٌ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، عن شُعْبَةَ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ أَيْضًا، عن شُعْبَةَ، عن عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عن زُرَارَةَ، عن رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، يُقَالُ لَهُ: مَالِكٌ، أَوْ أَبُو مَالِكٍ، أَوِ ابْنُ مَالِكٍ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، وَهُشَيْمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عن زُرَارَةَ، عن عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ.
وَرَوَاهُ حَمَّادٌ، عن عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عن زُرَارَةَ، عن مَالِكٍ الْقُشَيْرِيِّ.
وَرَوَاهُ أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، عن زُرَارَةَ، عن رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، يُقَالُ لَهُ: مَالِكٌ، أَوْ أَبُو مَالِكٍ، أَوْ عَامِرُ بْنُ مَالِكٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: إِنَّمَا هَذَا الْحَدِيثُ لِمَالِكِ بْنِ عَمْرٍو الْقُشَيْرِيِّ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ فِي أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُبَيُّ بْنُ مَالِكٍ، إِنَّمَا هُوَ عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ.
وَذَكَرَ الْبُخَارِيُّ أُبَيَّ بْنَ مَالِكٍ هَذَا فِي كِتَابِهِ الْكَبِيرِ فِي بَابِ أُبَيٍّ، وَذَكَرَ الاخْتِلافِ فِيهِ، وَغَيْرُ الْبُخَارِيِّ يُصَحِّحُ أَمْرَ أُبَيِّ بْنِ مَالِكٍ هَذَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَيَرِدُ فِي عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
أَخْرَجَهُ ثَلاثَتُهُمْ.(1/171)
36- أبي بن معاذ
ب س: أَبِي بْن معاذ بْن أنس بْن قيس بْن عبيد بْن زيد بْن معاوية بْن عمرو بْن مالك بْن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري شهد مع أخيه أنس بْن معاذ بدرًا، وأحدًا، وقتلا يَوْم بئر معونة شهيدين، قاله ابن شاهين، عن الواقدي.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.(1/172)
37- أثال بن النعمان
س: أثال بْن النعمان الحنفي ذكره عبدان بْن مُحَمَّد المروزي، وقال:
(22) حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنِي غَالِبُ بْنُ حَلْبَسَ، أخبرنا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ الإِيَادِيُّ، عن أَبِيهِ، عن أَثَالِ بْنِ النُّعْمَانِ الْحَنَفِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا، وَفُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيْنَا، وَلَمْ نَكُنْ أَسْلَمْنَا بَعْدُ، فَأَقْطَعَ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ.
وَكَانَ يَبْلُغُ فُرَاتًا قَوْلَ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ:
فَإِنْ نَلْقَ فِي تَطْوَافِنَا وَالْتِمَاسِنَا فُرَاتَ بْنَ حَيَّانَ يَكُنْ رَهْنَ هَالِكٍ
لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى. أثال: بضم الهمزة، وفتح الثاء المثلثة، وحيان: بالحاء المهملة، وبالياء نقطتان، وحلبس: بفتح الحاء المهملة، وبالباء الموحدة.(1/172)
38- أثوب بن عتبة
س: أثوب بْن عتبة ذكره ابن قانع في الصحابة.
(23) أخبرنا أَبُو مُوسَى، إِجَازَةً، أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هَارُونَ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ مِنْ كِتَابِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِيُّ، إِجَازَةً، أخبرنا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ.
ح قَالَ أَحْمَدُ: وَأخبرنا الزُّهْرِيُّ، أخبرنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، أخبرنا ابْنُ قَانِعٍ، حدثنا حُسَيْنٌ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حدثنا مُلازِمُ بْنُ عَمْرٍو، حدثنا هَارُونُ بْنُ بُجَيْدٍ، عن جَابِرٍ، عن أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الدِّيكُ الأَبْيَضُ خَلِيلِي، وَخَلِيلُ سَبْعِينَ مِنْ جِيرَاني.
قَالَ أَحْمَدُ: حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، لَمْ يَصِحَّ إِسْنَادُهُ، ذَكَرَهُ أَبُو مُوسَى.(1/173)
باب الهمزة مع الجيم ومع الحاء وما يثلثهما(1/173)
39- أجمد
د ع: أجمد بالجيم قال الدارقطني: أجمد بْن عجيان الهمداني، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد فتح مصر أيام عمر بْن الخطاب، وخطته معروفة بجيزة مصر، قال: أخبرني بذلك عبد الواحد بْن مُحَمَّد السلمي، قال: سمعت أبا سَعِيد عبد الرحمن بْن يونس بْن عبد الأعلى الصدفي يقوله، ولا أعلم له رواية.(1/173)
40- أحب
أحب بالحاء المهملة هو ابن مالك بْن سعد اللَّه.
ذكره بعضهم في الصحابة، قاله ابن الدباغ.(1/174)
41- أحزاب بن أسيد
د ع: أحزاب بْن أسيد أَبُو رهم السمعي الظهري وهو السماعي أيضًا، نسبة إِلَى السمع بْن مالك بْن زيد بْن سهل بْن عمرو بْن قيس بْن معاوية بْن جشم بْن عبد شمس.
ذكره مُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي فيمن نزل الشام من الصحابة.
وقال البخاري: هو تابعي، وذكره ابن أَبِي خيثمة في الصحابة.
روى علي بْن عَيَّاشٍ، وهشام بْن عمار، عن معاوية بْن يحيى الأطرابلسي، ومعاوية بْن سَعِيد التجيبي، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، عن مرثد بْن عَبْد اللَّهِ اليزني، عن أَبِي رهم، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أسرق السراق من يسرق لسان الأمير، وَإِن أعظم الخطايا من اقتطع مال امرئ مسلم بغير حق، وَإِن من الحسنات عيادة المريض، وَإِن من تمام عيادته أن تضع يدك عليه وتسأله: كيف هو؟ وَإِن من أفضل الشفاعة أن تشفع بين اثنين في نكاح حتى يجمع بينهما، وَإِن من لبسة الأنبياء القميص قبل السراويل، وَإِن مما يستجاب به عند الدعاء العطاس.
قال أَبُو سعد عبد الكريم بْن أَبِي بكر السمعاني: أَبُو رهم أحزاب بْن أسيد، ويقال: أسيد السمعي تابعي يروي عن أَبِي أيوب الأنصاري، روى عنه: مكحول، وخالد بْن معدان.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
أسيد: بفتح الهمزة، وكسر السين، قال ابن ماكولا: الظهري، بفتح الظاء، ومن قال بكسرها فقد أخطأ.(1/174)
42- أحمد بن حفص
د ع: أحمد بْن حفص بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم، أَبُو عمرو المخزومي وهو ابن عم خَالِد بْن الْوَلِيد، وأبي جهل بْن هشام، وخيثمة بنت هاشم بْن المغيرة أم عمر بْن الخطاب ذكره أَبُو عبد الرحمن النسائي، عن إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني، أَنَّهُ سأل أبا هشام المخزومي، وكان علامة بأنساب بني مخزوم، عن اسم أَبِي عمرو بْن حفص، فقال: أحمد، وأمه درة بنت خزاعي بْن الحارث بْن حويرث الثقفي.
روى علي بْن رباح، عن ناشرة بْن سمي اليزني، قال: سمعت عمر بْن الخطاب يقول يَوْم الجابية وهو يخطب: إني أعتذر إليكم من خَالِد بْن الْوَلِيد، إني أمرته أن يحبس هذا المال عَلَى المهاجرين فأعطاه ذا البأس، وذا الشرف، وذا اللسان، فنزعته، وأثبت أبا عبيدة بْن الجراح، فقام أَبُو عمرو بْن حفص، فقال: والله ما عدلت يا عمر، لقد نزعت عاملًا استعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغمدت سيفًا سله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووضعت لواء نصبه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولقد قطعت الرحم، وحسدت ابن العم، فقال عمر: إنك قريب القرابة حديث السن، مغضب في ابن عمك.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وهذا أَبُو حفص هو زوج فاطمة بنت قيس، ويرد ذكره أيضًا.(1/175)
43- أحمر بن جزي
ب د ع: أحمر، آخره راء، هو ابن جزي بْن شهاب بْن جزء بْن ثعلبة بْن زيد بْن مالك بْن سنان الربعي السدوسي.
قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم، عن البخاري.
وقال ابن عبد البر: أحمر بْن جزء بْن معاوية بْن سليمان، مولى الحارث السدوسي، قال: وقال الدارقطني: جزي بكسر الجيم والزاي.
قلت: روى عنه الحسن البصري وحده.
(24) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، أخبرنا أَبُو مُوسَى، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، أَنْبَأَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: حدثنا أَحْمَرُ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنْ كُنَّا لَنَأْوِي لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يُجَافِي مِرْفَقَيْهِ عن جَنْبَيْهِ.
أَخْرَجَهُ ثُلاثَتُهُمْ.(1/175)
44- أحمر مولى أم سلمة
د ع: أحمر مولى أم سلمة.
روى جبارة بْن مغلس، عن شريك، عن عمران النخلي، عن أحمر مولى أم سلمة، قال: كنت مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزاة، فمررنا بواد، أو نهر، فكنت أعبر الناس، فقال النَّبِيّ: ما كنت في هذا اليوم إلا سفينة.
هذا حديث مشهور عن جبارة، وخالفه غيره، عن شريك.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
عمران النخلي: بالنون، والخاء المعجمة.(1/176)
45- أحمر بن سليم
س: أحمر بْن سليم، وقيل: سليم بْن أحمر رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروى عنه يزيد بْن الشخير، ذكره ابن منده في تاريخه.
أخرجه أَبُو موسى كذا مختصرًا.(1/176)
46- أحمر بن سواء
د ع: أحمر بْن سواء بْن عدي بْن مرة بْن حمران بْن عوف بْن عمرو بْن الحارث بْن سدوس السدوسي عداده في أهل الكوفة، تفرد بالرواية عنه إياد بْن لقيط.
(25) روى ابن منده، بِإِسْنَادِهِ عن الحسن بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الأزدي.
حدثنا أَبِي، قَالَ: حدثنا الْعَلاءُ بْنُ الْمِنْهَالِ، عن إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عن أَحْمَرَ بْنِ سَوَاءٍ السَّدُوسِيِّ أَنَّهُ كَانَ لَهُ صَنَمٌ يَعْبُدُهُ، فَعَمَدَ إِلَيْهِ، فَأَلْقَاهُ فِي بِئْرٍ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعَهُ.
قَالَ ابْنُ مَنْدَهْ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَالْعَلاءُ بْنُ الْمِنْهَالِ كُوفِيٌّ يَجْمَعُ حَدِيثَهُ، لَمْ يَكْتُبْهُ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.(1/176)
47- أحمر أبو عسيب
ب د ع: أحمر أَبُو عسيب مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه أَبُو عمران الجوني، وحازم بْن الْقَاسِم، مختلف في اسمه.
روى يزيد بْن هارون، عن أَبِي نصيرة مسلم بْن عبيد، عن أَبِي عسيب مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: أتاني جبرائيل عليه السلام بالحمى والطاعون، فأمسكت الحمى بالمدينة، وأرسلت الطاعون إِلَى الشام، وهي رحمة لأمتي، ورجس عَلَى الكفار.
أخرجه ثلاثتهم.
نصيرة: بضم النون، وفتح الصاد المهملة.(1/177)
48- أحمر بن قطن
: أحمر بْن قطن الهمداني شهد فتح مصر، يقال: له صحبة، قاله الأمير أَبُو نصر بْن ماكولا، عن ابن يونس.(1/177)
49- أحمر بن معاوية
د ع: أحمر بْن معاوية بْن سليم بْن لؤي بْن الحارث بْن صريم بْن الحارث وهو مقاعس بْن عمرو بْن كعب بْن سعد بْن زيد مناة بْن تميم يكنى: أبا شعبل.
كتب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له، ولابنه كتاب أمان، وكان وافد بني تميم، وقد اختلف في اسمه، قال أَبُو الْفَتْحِ الأزدي: اسمه مرة، يعد في الكوفيين.
حديثه عند أولاده يرويه مُحَمَّد بْن عمر بْن حفص بْن السكن بْن سواء بْن شعبل بْن أحمر بْن معاوية، عن أبيه، عن جده، أن أحمر وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان وافد بني تميم، فكتب له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابًا، ولابنه شعبل، وكان يكنى بأبي شعبل: هذا كتاب لأحمر بْن معاوية، وشعبل بْن أحمر في رحالهم وأموالهم، فمن آذاهم فذمة اللَّه منه خلية، إن كانوا صادقين.
وكتب علي بْن أَبِي طالب، وختم الكتاب بخاتم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو نعيم: كذا قال مُحَمَّد بْن عمر، ورأى فيه إرسالا، وذكر أَنَّهُ غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
شعبل: ضبطه مُحَمَّد بْن نقطة بكسر الشين المعجمة.(1/177)
50- الأحمري
د ع: الأحمري يقال: إنه أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعد في المدنيين.
روى حديثه إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي حبيبة، عن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سفيان، عن أبيه، عن الأحمري، قال: كنت وعدت امرأتي بعمرة، فغزوت، فوجدت من ذلك وجدًا شديدًا، وشكوت ذلك إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: مرها فلتعتمر في رمضان، فإنها تعدل حجة.
أخرجه أَبُو نعيم، وابن منده.(1/178)
51- الأحنف بن قيس
ب د ع: الأحنف بْن قيس والأحنف لقب له لحنف كان برجله، واسمه الضحاك، وقيل: صخر بْن قيس بْن معاوية بْن حصين بْن عبادة بْن النزال بْن مرة بْن عبيد بْن الحارث بْن عمرو بْن كعب بْن سعد بْن زيد مناة بْن تميم، أَبُو بحر التميمي السعدي.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره، ودعا له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلهذا ذكروه، وأمه امرأة من باهلة.
& أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الثَّقَفِيُّ، إِجَازَةً، بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، أَنْبَأَنَا حَجَّاجٌ، حدثنا ابْنُ سَلَمَةَ، عن عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عن الْحَسَنِ، عن الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ، إِذْ أَخَذَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ بِيَدِي، فَقَالَ: أَلا أُبَشِّرُكَ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: أَتَذْكُرُ إِذْ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَوْمِكَ، فَجَعَلْتُ أَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الإِسْلامَ وَأَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ أَنْتَ: إِنَكَّ لَتَدْعُو إِلَى خَيْرٍ، وَتَأْمُرُ بِهِ، وَإِنَّهُ لَيَدْعُو إِلَى الْخَيْرِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَحْنَفِ، فَكَانَ الْأَحْنَفُ يَقُولُ: فَمَا شَيْءٌ مِنْ عَمَلِي أَرْجَى عِنْدِي مِنْ ذَلِكَ، يَعْنِي: دَعْوَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان الأحنف أحد الحكماء الدهاة العقلاء.
وقدم عَلَى عمر في وفد البصرة، فرأى منه عقلا، ودينا، وحسن سمت، فتركه عنده سنة، ثم أحضره، وقال: يا أحنف، أتدري لم احتبستك عندي؟ قال: لا، يا أمير المؤمنين، قال: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حذرنا كل منافق عليم، فخشيت أن تكون منهم، ثم كتب معه كتابًا إِلَى الأمير عَلَى البصرة، يقول له: الأحنف سيد أهل البصرة، فما زال يعلو من يومئذ.
وكان ممن اعتزل الحرب بين علي، وعائشة رضي اللَّه عنهما بالجمل، وشهد صفين مع علي، وبقي إِلَى إمارة مصعب بْن الزبير عَلَى العراق، وتوفي بالكوفة سنة سبع وستين، ومشى مصعب بْن الزبير وهو أمير العراق لأخيه عَبْد اللَّهِ في جنازته.
وذكر أَبُو الحسن المدائني أَنَّهُ خلف ولده بحر، وبه كان يكنى، وتوفي بحر، وانقرض عقبه من الذكور، والله أعلم.
أخرجه ثلاثتهم.(1/178)
52- الأحوص بن مسعود
الأحوص بْن مسعود الأنصاري أخو محيصة، وحويصة ابني مسعود الأنصاري.
ويرد نسبه عند أخويه، شهد أحدًا، والمشاهد بعدها.
ذكره ابن الدباغ الأندلسي، عن العدوي.(1/180)
53- أحيحة بن أمية
ب س: أحيحة بْن أمية بْن خلف بْن وهب بْن حذافة بْن جمح الجمحي أخو صفوان بْن أمية.
كان من المؤلفة قلوبهم، قاله ابن عبد البر.
وقال أَبُو موسى فيما استدركه علي ابن منده: قال عبدان: لم تبلغنا له رواية، إلا أَنَّهُ ذكر اسمه، وقال: يعني عبدان:
(27) حدثنا أحمد بْن سيار، حدثنا يحيى بْن سليمان الجعفي أَبُو سَعِيد، حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن الأجلح، عن أبيه، عن بشير بْن تيم، وغيره، قَالُوا في تسمية المؤلفة قلوبهم: منهم أحيحة بْن أمية بْن خلف(1/180)
54- الأخرم الأسدي
ب س: الأخرم بالخاء المعجمة هو الأسدي من أسد بْن خزيمة.
كان يقال له فارس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما كان يقال لأبي قتادة.
قتل في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أغار عبد الرحمن بْن عيينة بْن حصن بْن حذيفة بْن بدر الفزاري عَلَى سرح رَسُول اللَّهِ سنة ست.
روى خبر مقتله سلمة بْن الأكوع في حديث طويل مخرج في الصحيحين، والأخرم لقب، واسمه: محرز بْن نضلة، وسيرد هناك أتم من هذا.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.(1/180)
55- الأخرم
ب د ع: الأخرم لا يعرف له اسم ولا قبيلة، وعداده في أهل الكوفة.
قال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين.
وروى حديثه يحيى بْن اليمان العجلي، عن رجل من تيم اللات، عن عَبْد اللَّهِ بْن الأخرم، عن أبيه، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يَوْم ذي قار: اليوم أول يَوْم انتصفت فيه العرب من العجم، وبي نصروا.
أخرجه ثلاثتهم، وذكروا هذا الحديث حسب.(1/180)
56- أخرم الهجيمي
أخرم الهجيمي معدود في الصحابة، من حديث يحيى بْن اليمان، عن عَبْد اللَّهِ التيمي، قاله ابن ماكولا، ويذكر نسبه عند ابنه عَبْد اللَّهِ بْن الأخرم.
قلت: الذي أظنه أن هذا الهجيمي هو الذي قبله، ولا يعرف له اسم ولا قبيلة، لأن الراوي عنهما في الترجمتين عَبْد اللَّهِ، وعن عَبْد اللَّهِ يحيى، وَإِنما اتبعت فيهما الأمير أبا نصر بْن ماكولا، فإنه ذكرهما في كتابه أحدهما بعد الآخر، فلا شك أَنَّهُ ظنهما اثنين، والله أعلم.(1/181)
57- الأخنس بن شريق
الأخنس بْن شريق الثقفي وقد تقدم نسبه في أَبِي بْن شريق، وهو حليف بني زهرة.(1/181)
58- الأخنس بن خباب
الأخنس بْن خباب السلمي له صحبة.
ذكره أَبُو عمر في ترجمة معن بْن يَزِيدَ، وقد ذكرناه في معن أتم من هذا، وهو ممن شهد بدرًا.(1/181)
باب الهمزة مع الدال المهملة ومع الذال المعجمة(1/181)
59- الأدرع الأسلمي
د ع ب: الأدرع الأسلمي كان في حرس النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه سَعِيد بْن أَبِي سَعِيد المقبري وحده، حديثًا واحدًا، وهو قال: جئت ليلة أحرس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإذا رجل ميت، فقيل: هذا عَبْد اللَّهِ ذو البجادين، وتوفي بالمدينة، وفرغوا من جهازه وحملوه، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارفقوا به، رفق اللَّه بكم، فإنه كان يحب اللَّه ورسوله.
وهو حديث غريب، لا يعرف إلا من هذا الوجه.
أخرجه ثلاثتهم.(1/181)
60- الأدرع الضمري
د ع ب: الأدرع الضمري أَبُو الجعد معروف بكنيته، هكذا سماه القاضي أَبُو أحمد، وقال: لم أجد له اسمًا إلا في كتاب علي بْن سَعِيد العسكري، وقيل: اسمه عمرو، ويذكر هناك إن شاء اللَّه تعالى.
وروي عن عبيدة بْن سفيان الحضرمي، عن أَبِي الجعد الضمري، وكانت له صحبة، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من ترك الجمعة ثلاثًا من غير عذر طبع اللَّه عَلَى قلبه.
هذا حديث مشهور عن مُحَمَّدِ بْنِ عمر، وعن عبيدة.
ورواه صالح بْن كيسان، عن عبيدة بْن سفيان، فقال: عن عمرو بْن أمية الضمري.
أخرجه ثلاثتهم.(1/182)
61- إدريس
س: إدريس تقدم ذكره مع أبرهة فيمن قدم من الشام.
أخرجه أَبُو موسى.(1/182)
62- أديم التغلبي
ب ع س: أديم التغلبي روى عنه الصبي بْن معبد.
(28) أخبرنا أَبُو مُوسَى، إِجَازَةً، أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، أخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ، عن عُبَيْدِ بْنِ غَنَّامٍ، عن عَلِيِّ بْنِ حَكِيمٍ، أخبرنا إِسْرَائِيلُ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي وَائِلٍ، عن الصَّبِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ، قَالَ: كُنْتُ قَرِيبَ عَهْدٍ بِنَصْرَانِيَّةٍ، فَأَسْلَمْتُ فَأَرَدْتُ الْحَجَّ، فَسَأَلْتُ رَجُلا مِنْ قَوْمِي يُقَالُ لَهُ: أُدِيمٌ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَقْرِنَ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَنَ.
وَرَوَاهُ جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي وَائِلٍ، عن الصَّبِيِّ، فَقَالَ: عن هُدَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَرَوَاهُ أَيْضًا شَرِيكٌ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي وَائِلٍ، عن الصَّبِيِّ، فَقَالَ: عن أُدِيمٍ، أَوْ هُدَيْمٍ.
قَالَ أَبُو مُوسَى: وَلَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ مَاكُولا، هُدَيْمٌ: بِالْهَاءِ وَالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ.
قَالَ أَبُو مُوسَى: وَالْمَشْهُورُ هُذَيْمٌ: بِالْهَاءِ وَالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَالتَّغْلِبِيُّ: ذَكَرَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَمَنْ تَبِعَهُ بِالثَّاءِ الْمُعْجَمَةِ بِثَلاثٍ، وَالْعَيْنُ الْمُهْمَلَةِ، وَإِنَّمَا هُوَ بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ فَوْقِهَا، وَالْغِينُ الْمُعْجَمَةُ، لأَنَّ بَنِي تَغْلِبَ كَانُوا نَصَارَى، وَأَمَّا بَنُو ثَعْلَبَةَ، فَكَانُوا عَلَى دِينِ الْعَرَبِ.
وَأُدَيْمٌ: بِضَمِّ الْهَمْزَةِ، وَفَتْحِ الدَّالِ، وَقِيلَ: بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَكَسْرِ الدَّالِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو مُوسَى.(1/182)
63- أذينة بن الحارث
ب د ع: أذينة بْن الحارث بْن يعمر وهو الشداخ بْن عوف بْن كعب بْن مالك بْن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة بْن خزيمة الكناني الليثي أَبُو عبد الرحمن.
ذكر هذا السبب ابن منده، وَأَبُو نعيم، عن البخاري.
وقال ابن عبد البر: أذينة العبدي، والد عبد الرحمن، اختلف فيه، فقيل: أذينة بْن مسلم العبدي من عبد القيس، وقيل: أذينة بْن الحارث ابن يعمر، وساق نسبه إِلَى كنانة كما تقدم، قال: والأول أصح، قال: وقد قال بعضهم فيه: الشني، ولا يصح.
وروى أَبُو داود الطيالسي في مسنده، عن سلام أَبِي الأحوص، عن أَبِي إِسْحَاق، عن عبد الرحمن بْن أذينة، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من حلف عَلَى يمين، فرأى غيرها خيرًا منها، فليأت الذي هو خير، وليكفر عن يمينه.
لم يروه هكذا عن أَبِي إِسْحَاق غير أَبِي الأحوص سلام بْن سليم.
أخرجه ثلاثتهم.
قلت: قول من قال: إنه عبدي أصح، ويقوي ذلك ما رواه ابن حبيب، عن ابن الكلبي، أَنَّهُ أذينة بْن مسلم العبدي، وقد ذكره أَبُو أحمد العسكري في عبد القيس، فقال: أذينة العبدي أَبُو عبد الرحمن بْن أذينة، ولي قضاء البصرة للحجاج، وهو ابن سلمة بْن الحارث بْن خَالِد بْن عائذ بْن سعد بْن ثعلبة بْن غنم بْن مالك بْن بهشة، وكان أذينة رأس عبد القيس في زمن عثمان، ثم أدرك الجمل، فكان له فيه ذكر، قال بعضهم: لا تثبت له صحبة، قال أَبُو حاتم: هو مرسل، وقال الفضل بْن دكين: هو تابعي من أهل الكوفة، وابن دكين كوفي، وهو أعلم بأهل بلده من غيره، والله أعلم.
ولعل من يجعله كنانيًا اشتبه عليه حيث رَأَى أَنَّهُ قد اشتهر ذكر ابن أذينة الشاعر الكناني، فيظن هذا أباه، وليس كذلك.
وقال ابن منده، وَأَبُو نعيم في سياق نسبه: العنبري بالنون، والباء، والراء، وهذا من أغرب ما يقال، بينما يجعلانه ليثيًا من كنانة إِلَى أن يجعلاه عنبريًا من تميم، ولا شك أنهما قد صحفا عبديًا، فجعلاه عنبريًا.
وقد ذكره البخاري، فقال: أذينة العبدي، يروي عن عمر، روى عنه ابنه عبد الرحمن، ويروي عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلًا.
أخرجه ثلاثتهم.(1/183)
باب الهمزة مع الراء(1/184)
64- أربد بن حمير
د ع: أربد بْن حمير وقيل: ابن حمزة.
روى وهب بْن جرير، عن أبيه، عن ابن إِسْحَاق، قال: ومم هاجر مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربد بْن حمير، وقال يونس بْن بكير، عن ابن إِسْحَاق: أربد بْن حمزة.
ورواه ابن سعد، عن ابن إِسْحَاق فيمن هاجر إِلَى أرض الحبشة، فيمن شهد بدرًا: أربد بْن حمير يعني: بضم الحاء المهملة، وفتح الميم، وتشديد الياء، وآخره راء، قاله الأمير أَبُو نصر بْن ماكولا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/184)
65- أربد خادم رسول الله
س: أربد خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو موسى، إجازة، قال: أربد خادم رَسُول اللَّهِ، ذكره أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن منده في التاريخ، وقال: روى حديثه أصبغ بْن زيد، عن سَعِيدِ بْنِ راشد، عن زيد بْن عَلِيٍّ، عن جدته فاطمة بحديث له فيه ذكره.
أخرجه أَبُو موسى.(1/184)
66- أربد بن مخشي
أربد بْن مخشي وقيل: سويد بْن مخشي.
له صحبة، وهو طائي، ذكره أَبُو معشر وغيره فيمن شهد بدرًا.
ذكره أَبُو عمر في ترجمة سويد، وذكره أَبُو أحمد العسكري أيضًا.(1/185)
67- أرطاة الطائي
د ع: أرطاة الطائي وقيل: أَبُو أرطاة.
قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مبشرًا بفتح ذي الخلصة، فسماه بشيرًا.
روى قيس بْن الربيع، عن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، عن قيس بْن أَبِي حازم، عن جرير بْن عَبْد اللَّهِ، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه إِلَى ذي الخلصة يهدمها، قال: فبعث إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بريدًا يقال له: أرطاة، فجاء فبشره، فخر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ساجدًا.
ورواه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن نمير، عن أبيه، عن إِسْمَاعِيل، فقال: أَبُو أرطاة.
وقال أكثر أصحاب إِسْمَاعِيل: فبعث جرير رجلًا يقال له: حصين بْن ربيعة الطائي، وهو الصحيح، وذكره أَبُو عمر في حصين، وسيرد هناك، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/185)
68- أرطاة بن كعب
س: أرطاة بْن كعب بْن شراحيل بْن كعب بْن سلامان بْن عامر بْن حارثة بْن سعد بْن مالك بْن النخع بْن عمرو بْن علة بْن جلد بْن مالك بْن أدد وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعقد له لواء شهد به القادسية فقتل، فأخذه أخوه زيد بْن كعب فقتل، ثم أخذه قيس بْن كعب فقتل، ويجتمع هو، والحجاج بْن أرطاة بْن ثور بْن هبيرة بْن شراحيل في شراحيل.
ذكره أَبُو موسى في ترجمة أوس بْن جهيش، ولم يفرده بترجمة.(1/185)
69- أرطاة بن المنذر
س أرطاة بْن المنذر
(29) أخبرنا أَبُو مُوسَى، إِجَازَةً، قَالَ: قَالَ عَبْدَانُ الْمَرْوَزِيُّ: أَرْطَاةُ بْنُ الْمُنْذِرِ السَّكُونِيُّ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، وَقَالَ: حدثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حدثنا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ، حدثنا نَصْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عن أَخِيهِ، عن ابْنِ عَائِذٍ، عن أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ السَّكُونِيِّ، قَالَ: لَقَدْ قَتَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَمَا أُحِبُّ أَنِّي قَتَلْتُ مِثْلَهُمْ، وَأَنِّي كَشَفْتُ قِنَاعَ مُسْلِمٍ.
قَالَ عَبْدَانُ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَافِعٍ: الصَّحِيحُ: لَقِيطُ بْنُ أَرْطَاةَ السَّكُونِيُّ، وَلَيْسَ لأَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ مَعْنًى، قَالَ أَبُو مُوسَى: وَقَوْلُ هَذَا الرَّجُلِ صَحِيحٌ، قَالَ: يَدُلُّ عَلَيْهِ مَا أخبرنا أَبُو غَالِبٍ الْكُشُودِيُّ، أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ رَبْذَةَ، أخبرنا الطَّبَرَانِيُّ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُعَلا الدِّمَشْقِيُّ وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، قَالا: حدثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حدثنا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ، حدثنا نَصْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عن أَخِيهِ، يَعْنِي: مَحْفُوظًا، عن ابْنِ عَائِذٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ لَقِيطِ بْنِ أَرْطَاةَ السَّكُونِيُّ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ: إِنَّ جَارًا لَنَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ، وَيَأْتِي الْقَبِيحَ، فَارْفَعْ أَمْرَهُ إِلَى السُّلْطَانِ، فَقَالَ لَهُ: قَتَلْتُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ، وَذَكَرَ مِثْلَهُ.
قَالَ أَبُو مُوسَى: وَلا أَدْرِي كَيْفَ وَقَعَ الطَّرِيقُ لِلْأَوَّلِ، لأَنَّ عَبْدَانَ قَدْ رَوَاهُ بِعَقِبِهِ، عن هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ أَيْضًا، فَقَالَ فِيهِ: لَقِيطُ بْنُ أَرْطَاةَ، وَلَعَلَّهُ أَخْطَأَ فِيهِ مَرَّةً، وَأَرْطَاةُ يَرْوِي عن التَّابِعِينَ وَأَتْبَاعِهِمْ، وَفِيهِ مِنَ الثِّقَاتِ الشَّامِيِّينَ لَمْ يَلْقَ أَحَدًا مِنَ الصَّحَابَةِ، فَكَيْفَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسْلَمَةُ: يُعْرَفُ بِابْنِ عُلَيٍّ بِضَمِّ الْعَيْنِ، وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُصَغَّرَ اسْمُ أَبِيهِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.(1/186)
70- الأرقم بن أبي الأرقم
د ب ع: الأرقم بْن أَبِي الأرقم واسم أَبِي الأرقم عبد مناف بْن أسد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم القرشي المخزومي.
وأمه أميمة بنت عبد الحارث، وقيل: اسمها تماضر بنت حذيم من بني سهم، وقيل: اسمها صفية بنت الحارث بْن خَالِد بْن عمير بْن غبشان الخزاعية، يكنى: أبا عَبْد اللَّهِ.
كان من السابقين الأولين إِلَى الإسلام، أسلم قديمًا، قيل: كان ثاني عشر، وكان من المهاجرين الأولين، وشهد بدرًا، ونفله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها سيفًا، واستعمله عَلَى الصدقات، وهو الذي استخفى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في داره، وهي في أصل الصفا، والمسلمون معه بمكة لما خافوا المشركين، فلم يزالوا بها حتى كملوا أربعين رجلًا، وكان آخرهم إسلامًا عمر بْن الخطاب، فلما كملوا به أربعين خرجوا.
وقال أَبُو عمر: ذكر ابن أَبِي خيثمة، أن أبا الأرقم والد الأرقم أسلم أيضًا، وروي من بني مخزوم، وهذا غلط.
قال: وغلط أَبُو حاتم الرازي، وابنه، فجعلاه والد عَبْد اللَّهِ بْن الأرقم، وليس كذلك، فإن عَبْد اللَّهِ بْن الأرقم زهري، فإن عَبْد اللَّهِ بْن الأرقم بْن عبد يغوث بْن وهب بْن عبد مناف بْن زهرة، وكان عَبْد اللَّهِ عَلَى بيت المال لعثمان بْن عفان رضي اللَّه عنه.
وروى يحيى بْن عمران بْن عثمان بْن عفان بْن الأرقم الأرقمي، عن عمه عَبْد اللَّهِ بْن عثمان، وَعَنْ أهَل بيته، عن جده عثمان بْن الأرقم، عن الأرقم، أَنَّهُ تجهز يريد البيت المقدس، فلما فرغ من جهازه جاء إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يودعه، فقال: ما يخرجك أحاجة أم تجارة؟، قال: لا يا رَسُول اللَّهِ، بأبي أنت وأمي، ولكني أريد الصلاة في بيت المقدس، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام، قال: فجلس الأرقم.
(30) أخبرنا أَبُو يَاسِرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، عن هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عن عُثْمَانَ بْنِ الأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الأَرْقَمِ الْمَخْزُومِيِّ، عن أَبِيهِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الَّذِي يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمْعَةِ، وَيُفَرِّقُ بَيْنَ الاثْنَيْنِ بَعْدَ خُرُوجِ الإِمَامِ كَالْجَارِّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ الأَرْقَمِ: تُوُفِّيَ أَبِي الأَرْقَمِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ، وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ، وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَأَوْصَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَكَانَ سَعْدٌ بِالْعَقِيقِ، فَقَالَ مَرْوَانُ: يُحْبَسُ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ لِرَجُلٍ غَائِبٍ؟ وَأَرَادَ الصَّلاةَ عَلَيْهِ، فَأَبَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الأَرْقَمِ ذَلِكَ عَلَى مَرْوَانَ، وَقَامَتْ مَعَهُ بَنُو مَخْزُومٍ، وَوَقَعَ بَيْنَهُمْ كَلامٌ، ثُمَّ جَاءَ سَعْدٌ فَصَلَّى عَلَيْهِ.
وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو نُعَيْمٍ أَنَّهُ تُوُفِّيَ يَوْمَ مَاتَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَالأَوَّلُ أَصَحُّ، وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ.
أَخْرَجَهُ ثَلاثَتُهُمْ.(1/187)
71- الأرقم بن جفينة
د ع: الأرقم بْن جفينة التجيبي من بني نصر بْن معاوية شهد فتح مصر، له ذكر وعقب بمصر، قاله ابن منده.
ورواه عن أَبِي سَعِيد بْن يونس، عداده في الصحابة.
روى حديثه ابن لهيعة، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، عن عَبْد اللَّهِ بْن الأرقم بْن جفينة، عن أبيه، أَنَّهُ تخاصم إِلَى عمر هو وابنه.
قال أَبُو نعيم: لم يذكره أحد من المتقدمين، وذكره بعض المتأخرين، يعني: ابن منده، ولم يخرج له شيئا، وأحال به عَلَى أَبِي سَعِيد بْن عبد الأعلى، وذكر أَنَّهُ ممن شهد فتح مصر، لا يعرف له اسم، ولا ذكر في حديث.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/188)
72- الأرقم النخعي
س: الأرقم النخعي واسمه: أوس بْن جهيش بْن يَزِيدَ النخعي.
(31) أخبرنا أَبُو مُوسَى، إِجَازَةً، حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، إِذْنًا، عن كِتَابِ أَبِي أَحْمَدَ الْعَطَّارِ، حدثنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ، أخبرنا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَالِكٍ، حدثنا الْمُنْذِرُ الْقَابُوسِيُّ، حدثنا الْحُسَيْنُ، حدثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ النَّخَعِيُّ، عن الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ النَّخَعِيِّ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ النَّخَعِيِّ، عن قَيْسِ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النَّخَعِ أَخُوهُ أَرْطَاةُ بْنُ كَعْبِ بْنِ شَرَاحِيلَ وَالأَرْقَمُ، وَاسْمُهُ: أَوْسُ بْنُ جُهَيْشِ بْنِ يَزِيدَ، وَكَانَا مِنْ أَجْمَلِ أَهْلِ زَمَانِهِمَا وَأَنْظَفِهِ، فَدَعَاهُمَا إِلَى الإِسْلامِ، فَأَسْلَمَا، وَأُعْجِبَ بِمَا رَأَى مِنْهُمَا، فَقَالَ: هَلْ خَلَّفْتُمَا مِنْ وَرَائِكُمَا مِثْلَكُمْا؟، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ خَلَّفْنَا مِنْ قَوْمِنَا سَبْعِينَ، مَا يُشْرِكُونَا فِي الأَمْرِ إِذَا كَانَ، فَدَعَا لَهُمَا بِخَيْرٍ، وَكَتَبَ لأَرْطَاةَ كِتَابًا وَعَقَدَ لَهَا لِوَاءً، وَشَهِدَ بِذَلِكَ اللِّوَاءِ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ، فَقُتِلَ، فَأَخَذَ اللِّوَاءَ أَخُوهُ زَيْدٌ، فَقُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَهُ أَخُوهُ قَيْسُ بْنُ كَعْبٍ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي النَّخَعِ، وَدَعَا لَهُمْ بِخَيْرٍ
(32) قال ابن عابس: وحدثني أَبِي، عن زرارة، عن قيس بْن كعب، أَنَّهُ وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم، وكتب له كتابًا، ودعا له فيه ذكره أَبُو موسى فيما فات ابن منده هكذا، وقد نسبه ابن حبيب، عن ابن الكلبي، ولم يسم الأرقم أوسًا، إنما قال: فولد بكر، يعني: ابن عوف بْن النخع، مالكًا، والشيطان وموسوعًا منهم الأرقم وهو جهيش بْن يَزِيدَ بْن مالك بْن عَبْد اللَّهِ بْن نسي بْن ياسر بْن جشم بْن مالك بْن بكر الوافد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا أن ابن منده قد ذكر جهيش بْن أوس النخعي، وسيرد في بابه، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو موسى.(1/189)
73- أرمى بن أصحمة
س: أرمى بْن أصحمة النجاشي بْن بحر أخبرنا أَبُو موسى، إجازة، قال: قال مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن يسار: النجاشي أصحمة وهو بالعربية: عطية، وَإِنما النجاشي اسم الملك كقولك: كسرى، قال: وذكر الإمام أَبُو الْقَاسِم إِسْمَاعِيل: يعني ابن مُحَمَّد بْن الفضل شيخه، رحمة اللَّه عليه، في المغازي عمن ذكر، أن السنة السابعة كتب فيها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكتب إِلَى الملوك، وبعث إليهم الرسل، يدعوهم إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فقيل: إنهم لا يقرءون كتابًا إلا بخاتم، فاتخذ خاتمًا من فضة نقش فيه: " مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ " يختم به الصحف، وبعث عمرو بْن أمية الضمري إِلَى النجاشي أصحمة بْن بحر، كتب إليه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سلم أنت، فإن أحمد إليك اللَّه الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، وأشهد أن عِيسَى روح اللَّه، وكلمته ألقاها إِلَى مريم البتول الطيبة الحصينة، فحملت بعيسى، فخلقه من روحه، وخلقه كما خلق آدم بيده ونفخه، وَإِني أدعوك إِلَى اللَّه تعالى، وقد بعثت إليك ابن عمي جعفرًا، ومن معه من المسلمين، فدع التجبر واقبل نصحي، والسلام عَلَى من اتبع الهدى.
فقرأ النجاشي الكتاب، وكتب جوابه: بسم اللَّه الرحمن الرحيم.
سلام عليك يا نبي اللَّه ورحمته وبركاته الذي لا إله إلا هو، الذي هداني إِلَى الإسلام، أما بعد، فقد أتاني كتابك فيما ذكرت من أمر عِيسَى، فورب السماء والأرض إن عِيسَى لا يزيد عَلَى ما قلت ثفروقًا، وَإِنه كما قلت، ولقد عرفنا ما بعثت به إلينا، ولقد قربنا ابن عمك، وأصحابه، وأشهد أنك رَسُول اللَّهِ صادقًا مصدوقًا، وقد بايعتك، وبايعت ابن عمك، وأسلمت عَلَى يديه لله رب العالمين، وبعثت إليك بابني أرمى بْن الأصحم، فإني لا أملك إلا نفسي، وَإِن شئت أن آتيك يا رَسُول اللَّهِ فعلت، فإني أشهد أن ما تقوله حق، والسلام عليك يا رَسُول اللَّهِ.
فخرج ابنه في ستين نفسًا من الحبشة في سفينة في البحر، فلما توسطوا البحر غرقوا كلهم.
أخرجه أَبُو موسى.(1/189)
باب الهمزة مع الزاي وما يثلثهما(1/190)
74- أزاذ مرد
د ع: أزاذ مرد بعد الألف زاي هو ابن هرمز الفارسي.
من أساورة كسرى.
أدرك أيام النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره.
روى حديثه عكرمة بْن إِبْرَاهِيم الأزدي، عن جرير بْن يَزِيدَ بْن جرير البجلي، عن أبيه، عن جده جرير بْن عَبْد اللَّهِ، عن أزاذ مرد، قال: بينما أنا عَلَى باب كسرى ننتظر الإذن، فأبطأ علينا الإذن، واشتد الحر، وضجرنا، فقال رجل من القوم: لا حول ولا قوة إلا بالله، ما شاء اللَّه كان، وما لم يشأ لم يكن، فقال رجل من القوم: تدري ما قلت؟ قال: نعم، إن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يفرج عن صاحبها، ثم ذكر حديثًا طويلًا في أن بعض الجن شاركه في زوجته، وأنه كان يتشبه به، وأنه صعد به إِلَى السماء يسترق السمع، فبلغا السماء الدنيا، فسمعا صوتًا من السماء: لا حول ولا قوة إلا بالله، ما شاء اللَّه كان، وما لم يشأ لم يكن، فسقطا ثم حمله الجني إِلَى بيته، ثم إن الجني عاد إِلَى امرأة الفارسي، فقال الفارسي: لا حول ولا قوة إلا بالله ما شاء اللَّه كان، وما لم يشأ لم يكن، فلم يزل الجني يحترق حتى صار رمادًا.
وقد رواه سليمان بْن إِبْرَاهِيم بْن جرير، عن أبيه، عن جده جرير بْن عَبْد اللَّهِ، قال: كنت بالقادسية فسمعني فارسي وأنا أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، فقال: لقد سمعت هذا الكلام من السماء، وذكر الحديث بطوله، ولم يذكر أزاذ مرد.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/190)
75- أزداذ
د ع: أزداذ وقيل: يزداد بْن عِيسَى.
قال البخاري: هو مرسل لا صحبة له، وقال غيره: له صحبة.
روى زكرياء بْن إِسْحَاق، عن عِيسَى بْن أزداد، عن أبيه: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا بال ينتر ذكره ثلاثًا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/191)
76- أزهر بن حميضة
ب: أزهر بْن حميضة في صحبته نظر.
روى عن أَبِي بكر الصديق.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.(1/191)
77- زهر بن عبد عوف
ب د ع: أزهر بْن عبد عوف بْن عبد بْن الحارث بْن زهرة بْن كلاب بْن مرة القرشي الزُّهْرِيّ عم عبد الرحمن بْن عوف ووالده عبد الرحمن بْن أزهر الذي يروي عنه ابن شهاب.
روى أَبُو الطفيل، عن ابن عباس، قال: امتريت أنا، ومحمد ابن الحنفية في السقاية، فشهد طلحة بْن عُبَيْدِ اللَّهِ، وعامر بْن ربيعة، وأزهر بْن عبد عوف، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دفعها إِلَى العباس يَوْم الفتح.
وروى عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ: أن عمر بْن الخطاب بعث أربعة من قريش، فنصبوا أعلام الحرم: مخرمة بْن نوفل، وأزهر بْن عبد عوف، وسعيد بْن يربوع، وحويطب بْن عبد العزى.
أخرجه ثلاثتهم.(1/192)
78- أزهر بن قيس
ب س: أزهر بْن قيس أَبُو الْوَلِيد روى عن حريز بْن عثمان، لم يرو عنه غيره، قاله ابن عبد البر، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتعوذ من فتنة المغرب.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.(1/192)
79- أزهر بن منقر
د ب ع: أزهر بْن منقر من أعراب البصرة.
حديثه، قال: رأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصليت خلفه، فسمعته يفتتح القراءة ب {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ، ويسلم تسليمتين.
أخرجه ثلاثتهم.(1/192)
باب الهمزة والسين وما يثلثهما(1/193)
80- إساف بن أنمار
د ع: إساف بْن أنمار، وَإِساف بْن نهيك لهما ذكر في حديث رافع بْن خديج في المزارعة الذي: رواه أيوب بْن عتبة، عن أَبِي النجاشي، عن رافع، قال: حدثني عمي ظهير، أَنَّهُ قال: يا ابن أخي لقد نهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نكري محاقلنا، فسمعه رجل من بني سليم يقال له: إساف بْن أنمار، فقال:
لعل ضرارًا أن تبيد بثارها وتسمع بالريان تعوي ثعالبه
فقال شاعرنا إساف بْن نهيك، أو نهيك بْن إساف:
لعل ضرارا أن تعيش بثارها وتسمع بالريان تبنى مشاربه
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/193)
81- إساف بن نهيك
د ع: إساف بْن نهيك أو نهيك بْن إساف له ذكر في الحديث المتقدم.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/193)
82- أسامة بن أخدري
د ب ع: أسامة بْن أخدري الشقري واسم شقرة: الحارث بْن تميم بْن مر.
كذا قال ابن عبد البر.
وقال هشام الكلبي: اسم شقرة: معاوية بْن الحارث بْن تميم، وَإِنما سمي شقرة ببيت قاله:
وقد أحمل الرمح الأصم كعوبه به من دماء الحي كالشقرات
والشقرات: شقائق النعمان، كان النعمان قد حمى أرضًا، أو أنبته فيها، فنسبت إليه.
(33) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ الطُّوسِيُّ، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ السَّرَّاجُ، أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ، أخبرنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، حدثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، أخبرنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أخبرنا بَشِيرُ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ أَخْدَرِيٍّ، قَالَ: قَدِمَ الْحِيَّ مِنْ شُقْرَةَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ رَجُلٌ ضَخْمٌ اسْمُهُ: أَصْرَمُ قَدِ ابْتَاعَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ سَمِّهِ وَادْعُ لَهُ، قَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: أَصْرَمُ، قَالَ: بَلْ زُرْعَةُ، قَالَ: مَا تُرِيدُهُ؟، قَالَ: أُرِيدُهُ رَاعِيًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَصَابِعِهِ وَقَبَضَهَا، وَقَالَ: هُوَ عَاصِمٌ، هُوَ عَاصِمٌ.
وَنَزَلَ أُسَامَةُ بْنُ أَخْدَرِيٍّ الْبَصْرَةَ، وَلَيْسَ لَهُ إِلا هَذَا الْحَدِيثُ الْوَاحِدُ.
أَخْرَجَهُ ثَلاثَتُهُمْ.(1/193)
83- أسامة بن خزيم
ب: أسامة بْن خزيم روى عن مرة، روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن شقيق، لا تصح له صحبة.
أخرجه أَبُو عمر.(1/194)
84- أسامة بن زيد
د ب ع: أسامة بْن زيد بْن حارثة بْن شراحيل بْن كعب بْن عبد العزى بْن زيد بْن امرئ القيس بْن عامر بْن النعمان بْن عامر بْن عبد ود بْن عوف بْن كنانة بْن بكر بْن عوف بْن عذرة بْن زيد اللات بْن رفيدة بْن ثور بْن كلب بْن وبرة الكلبي وقد ذكر ابن منده، وَأَبُو نعيم في نسبه: ابن رفيدة بْن لؤي بْن كلب وهو تصحيف، وَإِنما هو ثور بْن كلب، لا شك فيه.
أمه أم أيمن حاضنة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو، وأيمن أخوان لأم، ويكنى أسامة: أبا مُحَمَّد، وقيل: أَبُو زيد، وقيل: أَبُو خارجة، وهو مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أبويه، وكان يسمى: حب رَسُول اللَّهِ.
روى ابن عمر أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن أسامة بْن زيد لأحب الناس إلي، أو من أحب الناس إلي، وأنا أرجو أن يكون من صالحيكم، فاستوصوا به خيرًا.
واستعمله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن ثماني عشرة سنة.
(34) أخبرنا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مَكَارِمِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَدِّبُ الْمَوْصِلِيُّ، أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَفْوَانَ، أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ، أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَنَسٍ، أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طُوقٍ، حدثنا أَبُو جَابِرٍ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ حَيَّانَ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَمَّارٍ، أخبرنا مُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عن شَرِيكٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ عن ذُرَيْحٍ، عن الْبَهِيِّ، عن عَائِشَةَ، قَالَتْ: عَثَرَ أُسَامَةُ بِأَسْكَفَةِ الْبَابِ، فَشُجَّ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمِيطِي عَنْهُ، فَكَأَنِّي تَقَذَّرْتُهُ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمُصُّهُ ثُمَّ يَمُجُّهُ، وَقَالَ: لَوْ كَانَ أُسَامَةُ جَارِيَةً لَكَسَوْتُهُ وَحَلَّيْتُهُ حَتَّى أُنْفِقَهُ
(35) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أخبرنا أَبُو الْخَطَّابِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَطَرِ الْقَارِيُّ، إِجَازَةً، إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ رِزْقَوَيْهِ، أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، أخبرنا الرَّمَادِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عن مَعْمَرٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ، عن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ، وَأَرْدَفَ وَرَاءَهُ أُسَامَةَ، وَهُوَ يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ وَلَمَّا فَرَضَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِلنَّاسِ فَرَضَ لأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ خَمْسَةَ آلافٍ، وَفَرَضَ لابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَلْفَيْنِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَضَّلْتُ عَلَيَّ أُسَامَةَ، وَقَدْ شَهِدْتُ مَا لَمْ يَشْهَدْ؟ فَقَالَ: إِنَّ أُسَامَةَ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنْكَ، وَأَبُوهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنْ أَبِيكَ.
ولم يبايع عليًا، ولا شهد معه شيئًا من حروبه، وقال له: لو أدخلت يدك في فم تنين لأدخلت يدي معها، ولكن قد سمعت ما قال لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قتلت ذلك الرجل الذي شهد أن إلا إله إلا اللَّه، وهو ما:
(36) أخبرنا بِهِ أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ السَّمِينِ الْبَغْدَادِيُّ، بِإِسْنَادِهِ عن يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عن ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: أَدْرَكْتُهُ، يَعْنِي: كَافِرًا كَانَ قُتِلَ فِي الْمُسْلِمِينَ فِي غَزَاةٍ لَهُمْ، قَالَ: أَدْرَكْتُهُ أَنَا، وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَلَمَّا شَهَرْنَا عَلَيْهِ السِّلاحَ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَلَمْ نَبْرَحْ عَنْهُ حَتَّى قَتَلْنَاهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَاُه خَبَرَهُ، فَقَالَ: يَا أُسَامَةُ، مَنْ لَكَ بِلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ؟، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا قَالَهَا تَعَوُّذًا مِنَ الْقَتْلِ، فَقَالَ: مَنْ لَكَ يَا أُسَامَةُ، بِلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ؟، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا زَالَ يُرَدِّدُهَا عَلَيَّ حَتَّى وَدَدْتُ أَنَّ مَا مَضَى مِنْ إِسْلامِي لَمْ يَكُنْ، وَأَنِّي أَسْلَمْتُ يَوْمَئِذٍ، فَقُلْتُ: أُعْطِي اللَّهَ عَهْدًا أَنْ لا أَقْتُلَ رَجُلًا يَقُولُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ
(37) وروى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عن صالح بْن كيسان، عن عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ، قال: رأيت أسامة بْن زيد يصلي عند قبر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعي مروان إِلَى جنازة ليصلي عليها، فصلى عليها، ثم رجع وأسامة يصلي عند باب بيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له مروان: إنما أردت أن يرى مكانك، فعل اللَّه بك وفعل، وقال قولًا قبيحًا، ثم أدبر، فانصرف أسامة، وقال: يا مروان، إنك آذيتني، وَإِنك فاحش متفحش، وَإِني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن اللَّه يبغض الفاحش المتفحش.
وكان أسامة أسود أفطس، وتوفي آخر أيام معاوية سنة ثمان، أو تسع وخمسين، وقيل: توفي سنة أربع وخمسين.
قال أَبُو عمر: وهو عندي أصح، وقيل: توفي بعد قتل عثمان بالجرف، وحمل إِلَى المدينة.
روى عنه أَبُو عثمان النهدي، وعبد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عتبة، وغيرهما.
أخرجه ثلاثتهم.
قلت: قد ذكر ابن منده، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر أسامة بْن زيد عَلَى الجيش الذي سيره إِلَى مؤتة في علته التي توفي فيها، وهذا ليس بشيء، فإن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استعمل عَلَى الجيش الذي سار إِلَى مؤتة أباه زيد بْن حارثة، فقال: إن أصيب فجعفر بْن أَبِي طالب، فإن أصيب، فعبد اللَّه بْن رواحة، وأما أسامة، فإن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استعمله عَلَى جيش، وأمره أن يسير إِلَى الشام أيضا، وفيهم عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه، فلما اشتد المرض برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أوصى أن يسير جيش أسامة، فساروا بعد موته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وليست هذه غزوة مؤتة، والله أعلم.(1/194)
85- أسامة بن شريك
د ب ع: أسامة بْن شريك الثعلبي من بني ثعلبة بْن يربوع، قاله أَبُو نعيم، وقال أَبُو عمر: من بني ثعلبة بْن سعد، ويقال: من ثعلبة بْن بكر بْن وائل، وقال ابن منده: الذبياني الغطفاني أحد بني ثعلبة بْن بكر، عداده في أهل الكوفة.
(38) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ الْخَطِيبُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حدثنا شُعْبَةُ وَالْمَسْعُودِيُّ، عن زِيَادِ بْنِ عَلاقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ شَرِيكٍ، يَقُولُ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ، فَجَاءَتْهُ الأَعْرَابُ مِنْ جَوَانِبٍ يَسْأَلُونَهُ عن أَشْيَاءَ لا بَأْسَ بِهَا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَيْنَا مِنْ حَرَجٍ فِي كَذَا، عَلَيْنَا مِنْ حَرَجٍ فِي كَذَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عِبَادَ اللَّهِ، وَضَعَ اللَّهُ الْحَرَجَ، أَوْ قَالَ: رَفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْحَرَجَ إِلا مَنِ اقْتَرَضَ أَمْرًا ظُلْمًا، فَذَلِكَ الَّذِي حَرِجَ وَهَلَكَ، وَرُوِيَ: إِلا مَنِ اقْتَرَضَ مِنْ عَرْضِ أَخِيهِ، فَذَلِكَ الَّذِي حَرِجَ وَسَأَلُوهُ عن الدَّوَاءِ، فَقَالَ: عِبَادَ اللَّهِ، تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً إِلا الْهِرَمَ، وَسُئِلَ: مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الرَّجُلُ؟ قَالَ: خُلُقٌ حَسَنٌ.
رَوَاهُ الأَعْمَشُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَمِسْعَرٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، وَغَيْرُهُمْ، كُلُّهُمْ عن زِيَادٍ، عن أُسَامَةَ، وَخَالَفَهُمْ وَهْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ، فَرَوَاهُ عن مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ الأَسَدِيِّ، فَقَالَ: عن زِيَادٍ، عن قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ، وَالأَوَّلُ أَصَحُّ.
أَخْرَجَهُ ثَلاثَتُهُمْ. قلت: قول ابن منده فيه نظر، فإنه إن كان غطفانيًا، فيكون من ثعلبة بْن سعد بْن ذبيان بْن بغيض بْن ريث بْن غطفان، فكيف يكون من ثعلبة بْن بكر بْن وائل، وأولئك من قيس عيلان من مضر وبكر بْن وائل من ربيعة؟ هذا متناقض، وَإِنما الذي قاله أَبُو عمر مستقيم، فإنه قد قيل: إنه من ذبيان، وقيل: من بكر، ولا مطعن عليه، وقول أَبِي نعيم: إنه من ثعلبة بْن يربوع، فليس بشيء، لأنه يكون من تميم، ولم يقله أحد يعول عليه، إنما الصواب أَنَّهُ من ثعلبة بْن سعد، والله أعلم.(1/197)
86- أسامة بن عمير
أب ع: أسامة بْن عمير بْن عامر بْن أقيشر واسم أقيشر: عمير بْن عَبْد اللَّهِ بْن حبيب بْن يسار بْن ناجية بْن عمرو بْن الحارث بْن كبير بْن هند بْن طابخة بْن لحيان بْن هذيل بْن مدركة بْن إلياس بْن مضر الهذلي، ذكره ابن الكلبي، وهو والد أَبِي المليح الهذلي.
(39) أخبرنا أَبُو يَاسِرٍ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا عَفَّانُ، أخبرنا هَمَّامٌ، حدثنا قَتَادَةُ، عن أَبِي الْمَلِيحِ، عن أَبِيهِ: أَنَّ يَوْمَ حُنَيْنٍ كَانَ مَطِيرًا، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنَادِيهِ: أَنْ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ.
رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ: ابْنُ مَنْدَهْ، عن الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيِّ، عن أَبِي أُسَامَةَ حَمَّادِ بْنِ أُسَامَةَ، عن الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدَةَ الْبَاهِلِيِّ، عن أَبِي الْمُلَيْحِ، عن أَبِيهِ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، عن أَبِي أُسَامَةَ، عن عَامِرِ بْنِ عَبْدَةَ الْبَاهِلِيِّ، عن أَبِي الْمُلَيْحِ، عن أَبِيهِ، قَالَ: وَوَهِمَ فِيهِ بَعْضُ الْوَاهِمِينَ، يَعْنِي: ابْنَ مَنْدَهْ، عن أَبِي أُسَامَةَ، فَقَالَ: عن الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدَةَ، وَهُوَ كُوفِيٌّ، وَإِنَّمَا هُوَ عن عَامِرِ بْنِ عَبْدَةَ، وَقِيلَ: عُبَادَةُ
(40) أخبرنا يَحْيَى بْنُ مَسْعُودٍ الأَصْفَهَانِيُّ، فِيمَا أَذِنَ بِإِسْنَادِهِ، عن ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ، أخبرنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عن أَبِي تَمِيمَةَ، عن أَبِي الْمُلَيْحِ، عن أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَثَرَ بَعِيرُنَا، فَقُلْتُ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَقُلْ تَعِسَ الشَّيْطَانُ، فَإِنَّهُ يَعْظُمُ حَتَّى يَصِيرَ مِثْلَ الْبَيْتِ، وَيَقُولُ: بِقُوَّتِي، وَلَكِنْ قُلْ: بِسْمِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ يَصْغُرُ حَتَّى يَصِيرَ مِثْلَ الذُّبَابِ.
أَخْرَجَهُ ثَلاثَتُهُمْ. كبير: بالباء الموحدة، وأقيشر: بضم الهمزة، وفتح القاف، وبعدها ياء تحتها نقطتان، ثم شين معجمة وراء.(1/198)
87- أسامة بن مالك
س: أسامة بْن مالك أَبُو العشراء الدارمي قال الحافظ أَبُو موسى: ذكر عبدان بْن مُحَمَّد المروزي، أَنَّهُ من الصحابة، ووهم في ذلك، لأن اسم أَبِي العشراء قد قيل: إنه أسامة مع اختلاف كثير فيه، إلا أن الصحبة لأبيه دونه، وعبدان وَإِن كان موصوفًا بالحفظ، وذكره الخطيب في تاريخ بغداد، وأثنى عليه، وكتب عنه الطبراني، وغيره من الحفاظ، إلا أن أحدًا لم يسلم من الغلط والخطأ، ومن الذي يدعي ذلك بعد قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنما أنا بشر أخطئ وأصيب وأنسى كما تنسون.
وقد أورد عبدان في هذه الترجمة الحديث عن أَبِي العشراء، عن أبيه، قال: وذكرنا أحاديثه والاختلاف فيها في موضع مفرد، وَإِنما أردنا إيراد اسمه ههنا، لئلا ينظر من لا علم عنده في كتاب عبدان، فيظنه قد سقط علينا.
أخرجه أَبُو موسى.(1/199)
88- إسحاق الغنوي
ع س: إِسْحَاق الغنوي
(41) أخبرنا أَبُو مُوسَى، إِجَازَةً، أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أخبرنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ.
ح قَالَ أَبُو مُوسَى: وَأخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الإِخْشِيدِ، وَاللَّفْظُ لِرِوَايَتِهِ، أخبرنا أَبُو طَاهِرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، أخبرنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: أخبرنا بِشَّارُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمُزَنِيُّ، حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي أُمُّ حَكِيمِ بِنْتُ دِينَارٍ الْمُزْنِيَةُ، عن مَوْلاتِهَا أُمِّ إِسْحَاقَ الْغَنَوِيَّةِ: أَنَّهَا هَاجَرَتْ مِنْ مَكَّةَ تُرِيدُ الْمَدِينَةَ هِيَ وَأَخُوهَا، حَتَّى إِذَا كَانَتْ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ قَالَ لَهَا أَخُوهَا: يَا أُمَّ إِسْحَاقَ، اجْلِسِي حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى مَكَّةَ، فَآخُذُ نَفَقَةً لِي نَسِيتُهَا، قَالَتْ: إِنِّي أَخْشَى عَلَيْكَ الْفَاسِقَ أَنْ يَقْتُلَكَ، تَعْنِي: زَوْجَهَا، فَذَهَبَ أَخُوهَا إِلَى مَكَّةَ وَتَرَكَهَا، فَمَرَّ عَلَيْهَا رَاكِبٌ جَاءَ مِنْ مَكَّةَ بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، فَقَالَ: يَا أُمَّ إِسْحَاقَ، مَا يُقْعِدُكِ هَاهُنَا؟ قَالَتْ: أَنْتَظِرُ أَخِي إِسْحَاقَ، قَالَ: لا إِسْحَاقَ لَكِ، أَدْرَكَهُ الْفَاسِقُ زَوْجُكِ بَعْدَ مَا خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ فَقَتَلَهُ، قَالَتْ: فَقُمْتُ، وَأَنَا أَسْتَرْجِعُ وَأَبْكِي، حَتَّى دَخَلْتُ الْمَدِينَةَ، وَنَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ زَوْجَتِهِ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ وَهُوَ قَاعِدٌ يَتَوَضَّأُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي وَأُمِيِّ، قُتِلَ أَخِي إِسْحَاقُ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ نَظَرًا شَدِيدًا وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَغَفَلْتُ عَنْهُ مِنَ النَّظَرِ غَفْلَةً، فَأَخَذَ مِلْءَ كَفِّهِ مَاءٌ، فَضَرَبَنِي بِهِ، فَقَالَتْ جَدَّتِي: قَدْ كَانَتْ تُصِيبُهَا الْمُصِيبَاتُ الْعِظَامُ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَرَى الدَّمْعَ يَتَغَرْغَرُ عَلَى مُقْلَتَيْهَا، لا يَسِيلُ عَلَى وَجْهِهَا مِنْهُ شَيْءٌ.
هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ مِنْ حَدِيثِ بَشَّارٍ، رَوَاهُ أَبُو عَاصِمٍ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، وَغَيْرُهُمَا عَنْهُ.
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو مُوسَى.(1/200)
89- إسحاق
س: إِسْحَاق آخر قال أَبُو موسى: ذكره عبدان أيضًا، وقال:
(42) حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُسَيْنٍ، وَلَقَبُهُ بَنَّانٌ بَغْدَادِيٌّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزَومِيُّ، أخبرنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن إِسْحَاقَ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ نَهَى عن فَتْحِ التَّمْرَةِ، وَقَشْرِ الرَّطْبَةِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.(1/200)
90- أسد ابن أخي خديجة
د ب ع: أسد ابن أخي خديجة.
قاله أَبُو عمر، وقال ابن منده، وَأَبُو نعيم: أسد بْن خويلد نسيب خديجة، فعلى هذا يكون أخاها.
وقال ابن منده: روى حديثه سماك، عمن سمع أسد بْن خويلد، وحديثه: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يبيع ما ليس عنده.
وذكره العقيلي، وقال: في إسناده مقال.
أخرجه ثلاثتهم.(1/201)
91- أسد بن حارثة
ب: أسد بْن حارثة العليمي الكلبي من بني عليم بْن جناب قدم عَلَى النَّبِيّ هو، وأخوه قطن بْن حارثة في نفر من قومهم، فسألوه الدعاء لقومهم في غيث السماء، وكان متكلمهم وخطيبهم قطن بْن حارثة، وذكر حديثًا فصيحًا، كثير الغريب من رواية ابن شهاب، عن عروة بْن الزبير، وذكره ابن عبد البر كما ذكرناه.
وقال هشام الكبي: حارثة، وحصن ابنا قطن بْن زاير بْن حصن بْن كعب بْن عليم بْن جناب، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسيرد ذلك في حارثة، إن شاء اللَّه تعالى، ولم يذكر أسد بْن حارثة.
وقد ذكره ابن عبد البر في حارثة عَلَى الصحيح.
أخرجه أَبُو عمر.
جناب: بالجيم والنون وآخره باء موحدة، حارثة: بالحاء المهملة والثاء المثلثة.(1/201)
92- أسد بن زرارة
أسد بْن زرارة الأنصاري
(43) أخبرنا أَبُو مُوسَى، إِجَازَةً، أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ، قَدِمَ عَلَيْنَا إِجَازَةً، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ، أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، بِالْكُوفَةِ، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَحْمَسِيُّ، أخبرنا نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ الأَحْمَرُ، عن غَالِبِ بْنِ مِقْلاصٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسَدِ بْنِ زُرَارَةَ الأَنْصَارِيِّ، عن أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، فِرَاشُهُ مِنْ ذَهَبٍ يَتَلأْلأُ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ أَوْ قَالَ: فَأَخْبَرَنِي فِي عَلِيٍّ ثَلاثِ خِلالٍ: أَنَّهُ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ، وَإِمَامُ الْمُتَقَّيِن، وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ.
قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبُ الْمَتْنِ وَالْإِسْنَادِ، لا أَعْلَمُ لأَسَدِ بْنِ زُرَارَةَ فِي الْوَحَدَانِ حَدِيثًا مُسْنَدًا غَيْرَ هَذَا.
قَالَ أَبُو مُوسَى: وَقَدْ وَهِمَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي رِوَايَتِهِ، وَفِي كَلامِهِ عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا هُوَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ الأَنْصَارِيُّ، وَلَيْسَ فِي الصَّحَابَةِ مَنْ يُسَمَّى أَسَدًا إِلا أَسَدَ بْنَ خَالِدٍ، قَالَ أَبُو مُوسَى: أخبرنا بِهِ أَبُو سَعْدِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، أخبرنا أَبُو يَعْلَى الطِّهْرَانِيُّ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى، أخبرنا إِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ خَالِدٍ الْمُقْرِيُّ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: عن هِلالِ بْنِ مِقْلاصٍ بَدَلَ غَالِبٍ، وَقَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، وَهُوَ الصَّوَابُ.(1/202)
93- أسد بن سعية
د ع: أسد بْن سعية القرظي يقال فيه: أسد، ويقال: أسيد بفتح الهمزة وكسر السين.
وهو الصحيح، وقد روى إِبْرَاهِيم بْن سعد، عن ابن إِسْحَاق: أسيد بْن سعية بضم الهمزة، والفتح أصح.
وقال ابن إِسْحَاق: ثعلبة بْن سعية، وأسيد بْن سعية، وأسد بْن عبيد، وهم من بني هدل، وليسوا من بني قريظة، ولا النضير، نسبهم فوق ذلك، هم بنو عم القوم، أسلموا تلك الليلة التي نزلت في غدها بنو قريظة عَلَى حكم سعد بْن معاذ، رضي اللَّه عنه، فمنعوا دماءهم وأموالهم.
سعية: بفتح السين، وسكون العين المهملتين، وبفتح الياء بنقطتين من تحتها، وآخره هاء.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وأما أَبُو عمر فأخرجه في أسيد.(1/202)
94- أسد بن عبيد
ب د ع: أسد بْن عبيد القرظي اليهودي روى سَعِيد بْن جبير، وعكرمة، عن ابن عباس، قال: لما أسلم عَبْد اللَّهِ بْن سلام، وثعلبة بْن أسيد، وأسد بْن عبيد، ومن أسلم معهم من يهود، فآمنوا وصدقوا، ورغبوا فيه، قال أحبار يهود، وأهل الكفر: ما آمن بمحمد، ولا اتبعه إلا أشرارنا، فأنزل اللَّه تعالى: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} ، الآية.
أخرجه ثلاثتهم.(1/203)
95- أسد بن كرز
د ب ع: أسد بْن كرز عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن عبد شمس بْن غمغمة بْن جرير بْن شق بْن صعب بْن يشكر بْن رهم بْن أفرك بْن نذير بْن قسرين بْن عبقر بْن أنمار بْن أراش بْن عمرو بْن الغوث بْن نبت بْن مالك بْن زيد بْن كهلان بْن سبأ البجلي القسري جد خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيدَ بْن أسد القسري أمير العراق عداده في أهل الشام، صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولأبيه يزيد أيضًا صحبة.
روى عنه: مهاجر بْن حبيب، وضمرة بْن حبيب، وحفيده: خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ، وأهدى للنبي قوسًا، فأعطاها قتادة بْن النعمان.
(44) أخبرنا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ، أَنْبَأَنَا هُشَيْمٌ، أخبرنا سَيَّارٌ، عن خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ، عن أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِجَدِّهِ يَزِيدَ بْنِ أَسَدٍ أَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبَّ لِنَفْسِكَ.
أَخْرَجَهُ ثَلاثَتُهُمْ. وَقِيلَ فِيهِ: أُسَيْدٌ بِزِيَادَةِ يَاءٍ، وَضَمِّ الْهَمْزَةِ، وَفَتْحِهَا، وَيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
وغمغمة: بغينين معجمتين، وأفرك: بالفاء والراء، وآخره كاف، ونذير: بفتح النون، وكسر الذال المعجمة، وآخره راء، وقسر: بالقاف المفتوحة، والسين الساكنة، واسمه: مالك.(1/203)
96- أسعد بن حارثة
ع س: أسعد بْن حارثة بْن لوذان الأنصاري الساعدي هكذا ذكره أَبُو نعيم، وأظنه ابن لوذان بْن عبد ود بْن زيد بْن ثعلبة بْن الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج الأكبر.
(45) أخبرنا أَبُو موسى، إجازة، أخبرنا أَبُو الحسين علي بْن طباطبا العلوي وَأَبُو بكر مُحَمَّد بْن أَبِي قاسم القراني وَأَبُو غالب الكوشيذي، قَالُوا: أخبرنا أَبُو بكر بْن ربذة.
ح قال أَبُو موسى: وأخبرنا أَبُو علي الحداد، أخبرنا أَبُو نعيم، قال: أخبرنا سليمان بْن أحمد، أخبرنا الحسن بْن هارون، أخبرنا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق المسيبي، أخبرنا مُحَمَّد بْن فليح، عن موسى بْن عقبة، عن ابن شهاب في تسمية من استشهد يَوْم الجسر من الأنصار، ثم من بني ساعدة: أسعد بْن حارثة بْن لوذان.
وكان الجسر أيام عمر بْن الخطاب.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى حارثة: بالحاء المهملة والثاء المثلثة.(1/204)
97- أسعد الخير
د ع: أسعد الخير سكن الشام، ذكره البخاري في الوحدان، وقيل: إنه أَبُو سعد الخير، ويشبه أن يكون اسمه أحمد.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم كذا مختصرًا.(1/204)
98- أسعد بن زرارة
د ب ع: أسعد بْن زرارة بْن عدس بْن عبيد بْن ثعلبة بْن غنم بْن مالك بْن النجار واسمه تيم اللَّه، وقيل له: النجار لأنه ضرب رجلًا بقدوم فنجره، وقيل غير ذلك، والنجار بْن ثعلبة بْن عمرو بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي النجاري، ويقال له: أسعد الخير، وكنيته أَبُو أمامة.
وهو من أول الأنصار إسلامًا، وكان سبب إسلامه ما ذكره الواقدي، أن أسعد بْن زرارة خرج إِلَى مكة هو، وذكوان بْن عبد قيس يتنافران إِلَى عتبة بْن ربيعة، فسمعا برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأتياه، فعرض عليهما الإسلام، وقرأ عليهما القرآن فأسلما، ولم يقربا عتبة، ورجعا إِلَى المدينة، وكانا أول من قدم بالإسلام إِلَى المدينة.
وقال ابن إِسْحَاق: إن أسعد بْن زرارة إنما أسلم مع النفر الذين سبقوا قومهم إِلَى الإسلام بالعقبة الأولى.
وكان عقبيًا شهد العقبة الأولى، والثانية، والثالثة، وبايع فيها، وكانت البيعة الأولى، وهم ستة نفر، أو سبعة، والثانية وهم اثنا عشر رجلًا، والثالثة وهم سبعون رجلًا وبعضهم لا يسمي بيعة الستة عقبة، وَإِنما يجعل عقبتين لا غير، وكان أَبُو أمامة أصغرهم، إلا جابر بْن عَبْد اللَّهِ، وكان نقيب بني النجار.
وقال ابن منده، وَأَبُو نعيم: إنه كان نقيب بني ساعدة، وكان النقباء اثني عشر رجلا: سعد بْن عبادة، وأسعد بْن زرارة، وسعد بْن الربيع، وسعد بْن خيثمة، والمنذر بْن عمرو، وعبد اللَّه بْن رواحة، والبراء بْن معرور، وَأَبُو الهيثم بْن التيهان، وأسيد بْن حضير، وعبد اللَّه بْن عمرو بْن حرام، وعبادة بْن الصامت، ورافع بْن مالك.
ويقال: إن أبا أمامة أول من بايع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة العقبة، وقيل: غيره، ويرد في موضعه.
وهو أول من صلى الجمعة بالمدينة في هزمة من حرة بني بياضة يقال له: نقيع الخضمات، وكانوا أربعين رجلًا.
ومات أسعد بْن زرارة في السنة الأولى من الهجرة في شوال قبل بدر، لأن بدرًا كانت في رمضان سنة اثنتين، وكان موته بمرض يقال له: الذبحة، فكواه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيده، ومات والمسجد يبنى، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بئس الميتة لليهود، يقولون: أفلا دفع عن صاحبه، وما أملك له ولا لنفسي شيئا.
أخرجه ثلاثتهم.
قلت: قول ابن منده، وأبي نعيم: إن أسعد بْن زرارة نقيب بني ساعدة، وهم منهما، إنما هو نقيب قبيلته بني النجار، لما مات جاء بنو النجار إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، إن أسعد قد مات وكان نقيبنا، فلو جعلت لنا نقيبًا، فقال: أنتم أخوالي، وأنا نقيبكم، فكانت هذه فضيلة لبني النجار، وكان نقيب بني ساعدة سعد بْن عبادة، لأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يجعل نقيب كل قبيلة منهم، ولا شك أن أبا نعيم تبع ابن منده في وهمه، والله أعلم.(1/205)
99- أسعد بن سلامة
س ع: أسعد بْن سلامة الأشهلي الأنصاري استشهد يَوْم الجسر، أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى، ورويا بالإسناد المذكور في أسعد بْن حارثة، عن ابن شهاب، أَنَّهُ قتل يَوْم الجسر، جسر أَبِي عبيدة، وذكره هشام بْن الكلبي سعد بغير ألف بْن سلامة بْن وقش بْن زغبة بْن زعورا بْن عبد الأشهل، وقال: إنه قتل يَوْم الجسر، وقد أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وَأَبُو عمر في حرف السين، في سعد، وهذا مما يقوي قول ابن الكلبي، والله أعلم.(1/206)
100- أسعد بن سهل
ب د ع: أسعد بْن سهل بْن حنيف ويذكر باقي نسبه عند أبيه، إن شاء اللَّه.
ولد في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل وفاته بعامين، وأتى به أبوه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحنكه، وسماه باسم جده لأمه أسعد بْن زرارة، وكناه بكنيته، وهو أحد الأئمة العلماء.
روى عنه مُحَمَّد، وسها ابناه، والزُّهْرِيّ، ويحيى بْن سَعِيد الأنصاري، وسعد بْن إِبْرَاهِيم، ولم يرو عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثًا.
وقال ابن أَبِي داود: صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبايعه، وبارك عليه، وحنكه، والأول أصح.
روى سفيان بْن عيينة، ويونس، ومعمر، عن الزُّهْرِيّ، عن أَبِي أمامة بْن سهل بْن حنيف، قال: رَأَى عامر بْن ربيعة سهل بْن حنيف وهو يغتسل، فقال: لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة، قال: فلبط به، فأتوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا: أدرك سهلًا، وذكر الحديث.
أخرجه ثلاثتهم.(1/206)
101- أسعد بن عبد الله
ع س: أسعد بْن عَبْد اللَّهِ الخزاعي
(46) أخبرنا أَبُو مُوسَى، إِجَازَةً، أخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَدَّادُ، إِذْنًا، أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ لاهِزِ بْنِ قُرَيْطٍ، عن سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ الْخُزَاعِيِّ، وَهُوَ جَدُّ جَعْفَرٍ أَبُو أُمِّهِ، عن أَبِيهِ كَثِيرٍ، عن أَبِيهِ أَسْعَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَفْصَى الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحَبُّ الأَدْيَانِ إِلَى اللَّهِ الْحَنَيفِيَّةُ السَّمَحَةُ، وَإِذَا رَأَيْتَ أُمَّتِي لا يَقُولُونَ لِلظَّالِمِ: أَنْتَ ظَالِمٌ، فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قُلْتُ: فِي هَذَا الإِسْنَادِ عِنْدِي نَظَرٌ، لأَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ كَثِيرٍ هُوَ مِنْ نُقَبَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ، قَتَلَهُ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، فَكَيْفَ يَلْحَقُ الْحَاكِمُ ابْنَهُ جَعْفرًا حَتَّى يَرْوِي عَنْهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.(1/207)
102- أسعد بن عطية
د ع: أسعد بْن عطية بْن عبيد بْن بجالة بْن عوف بْن ودم بْن ذبيان بْن هميم بْن ذهل بْن هني بْن بلي بْن عمرو بْن الحاف بْن قضاعة القضاعي البلوي بايع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيعة الرضوان تحت الشجرة، له ذكر وليست له رواية.
قال ابن منده، عن أَبِي سَعِيد بْن يونس: شهد فتح مصر.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
ودم: بالدال المهملة.(1/208)
103- أسعد بن يربوع
ب: أسعد بْن يربوع الأنصاري الخزرجي الساعدي قتل يَوْم اليمامة شهيدًا، أخرجه أَبُو عمر.
وقد ذكر أَبُو عمر أيضًا في أسيد بْن يربوع الساعدي: أَنَّهُ قتل باليمامة، فإن كانا أخوين، وَإِلا فأحدهما تصحيف، وقد ذكره سيف بْن عمر: أسعد، والله أعلم.(1/208)
104- أسعد بن يزيد
ب ع س: أسعد بْن يَزِيدَ بْن الفاكه بْن يَزِيدَ بْن خلدة بْن عامر بْن زريق بْن عبد حارثة بْن مالك بْن غضب بْن جشم بْن الخزرج قاله أَبُو عمر، وهشام الكلبي.
وقال الكلبي، وموسى بْن عقبة: إنه شهد بدرًا، ولم يذكره ابن إِسْحَاق فيهم.
وقال أَبُو نعيم: أسعد بْن يَزِيدَ الأنصاري، وقيل: ابن زيد، وروي عن ابن شهاب في تسمية من شهد بدرًا من الأنصار، ثم من بني النجار، ثم من بني زريق: أسعد بْن يَزِيدَ بْن الفاكه.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
قلت: في قول أَبِي نعيم نظر، فإن زريقا ليس من بطون النجار، فإن النجار هو ابن ثعلبة بْن عمرو بْن الخزرج، وزريق هو ابن عبد حارثة من بني جشم بْن الخزرج، فليس بينه وبين النجار ولادة.
وقد قيل فيه: سعد بْن زيد بْن الفاكه، وقيل: سعد بْن يَزِيدَ بْن الفاكه، والجميع يرد في مواضعه، إن شاء اللَّه تعالى.(1/208)
105- أسعر
د: أسعر آخره راء، وقيل: ابن سعر، وقيل: سعر.
روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو مرارة الجهني، عن ابن سعر، عن أبيه، قال: كنت بناحية مكة في غنم لي، فإذا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: مرحبًا برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما تريد؟ قال: صدقة مالك، قال: فجئت بشاة ماخض خير ما وجدته، فلما رآها، قال: ليس حقنا في هذه، حقنا في الثنية، والجذع.
أخرجه ههنا ابن منده، وأما أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، فأخرجاه في سعر.(1/209)
106- الأسفع البكري
ع س: الأسفع البكري
(47) أخبرنا أَبُو مُوسَى، إِجَازَةً، أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
حَ قَالَ أَبُو مُوسَى: وأخبرنا ابْنُ طَبَاطَبَا وَالْكُوشِيذِيُّ وَالْقَرَانِيُّ، قَالُوا: أخبرنا ابْنُ رَبَذَةَ، قَالا: أخبرنا الطَّبَرَانِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، أخبرنا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، أخبرنا يَعْقُوبُ بْنُ أَبِي عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، أخبرنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، أخبرنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءٍ مَوْلَى ابْنِ الأَسْفَعِ، رَجُلٌ صِدْقٌ أَخْبَرَهُ، عن الأَسْفَعِ الْبَكْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُمْ فِي صِفَةِ الْمُهَاجِرِينَ، فَسَأَلَهُ إِنْسَانٌ: أَيُّ آَيَةٍ فِي الْقُرْآنِ أَعْظَمُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ} حَتَّى انْقَضَتْ الآيَةُ، كَذَا ذَكَرَهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو زَكَرِيَّاءَ بْنُ مَنْدَهْ.
وَكَذَا أَوْرَدَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ فِي تَارِيخِهِ، وَرَوَى حَدِيثَهُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: فِي جَمَاعَةِ الْمُهَاجِرِينَ.
وَأَوْرَدَهُ عَبْدَانُ، عن رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن مَوْلَى الأَسْفَعِ، عن ابْنِ الأَسْفَعِ، وَقَالَ أَيْضًا فِي صِفَةِ الْمُهَاجِرِينَ.
أَوْرَدَهُ أَبُو مَعِينٍ، وَأَبُو مُوسَى. قال الأمير أَبُو نصر: الأسفع بالفاء هو البكري، يختلف فيه، يقال: له صحبة، ويقال: ابن الأسفع.(1/209)
107- الأسقع بن شريح
الأسقع بْن شريح بْن صريم بْن عمرو بْن رياح بْن عوف بْن عميرة بْن الهون بْن أعجب بْن قدامة بْن حزم وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم، قاله الطبري.
وقال ابن ماكولا مثله، وقال في باب: رياح بكسر الراء، والياء تحتها نقطتان، وذكره.(1/210)
108- أسقف نجران
س: أسقف نجران قال أَبُو موسى: لا أدري أسلم أم لا.
روى صلة بْن زفر، عن عَبْد اللَّهِ، قال: إن أسقف نجران جاء إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: ابعث معي رجلا أمينا حق أمين، فقال النَّبِيّ: لأبعثن معك رجلا أمينًا حق أمين، فاستشرف لها أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال النَّبِيّ لأبي عبيدة بْن الجراح: اذهب معه.
قلت: قول أَبِي موسى أسقف نجران، فجعله اسمًا عجيب، فإنه ليس باسم، وَإِنما هو منزلة من منازل النصرانية، كالشماس، والقس، والمطران، والبترك، والأسقف، واسمه: أَبُو حارثة بْن علقمة، أحد بني بكر بْن وائل، ولم يسلم، ذكر ذلك ابن إِسْحَاق.(1/210)
109- أسله بن الأسقع
ب: أسلع بْن الأسقع الأعرابي له صحبة، روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في التيمم: ضربة للوجه، وضربة لليدين إِلَى المرفقين.
قال أَبُو عمر: لا أعلم له غير هذا الحديث، لم يرو عنه غير الربيع بْن بدر المعروف بعليلة بْن بدر، عن أخيه، وفيه نظر.
أخرجه أَبُو عمر.(1/211)
110- أسلع بن شريك
ب د ع: أسلع بْن شريك بْن عوف الأعوجي التميمي خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصاحب راحلته.
نزل البصرة.
روى عنه زريق المالكي المدلجي، عن النَّبِيّ، وفيه نظر، وكان مؤاخيًا لأبي موسى.
روى العلاء بْن أَبِي سوية، عن الهيثم بْن زريق المالكي، عن أبيه، عن الأسلع بْن شريك، قال: كنت أرحل ناقة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأصابتني جنابة في ليلة باردة، فخشيت أن أغتسل بالماء البارد، فأموت أو أمرض، فكرهت أن أرحل له، وأنا جنب، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، أصابتني جنابة، فقال: تيمم يا أسلع، فقلت: كيف؟ فضرب بيده الأرض ضربتين: ضربة للوجه، وضربة لليدين إِلَى المرفقين.
قاله أَبُو أحمد العسكري.
أخرجه ثلاثتهم.(1/211)
111- أسلم بن أوس
أسلم بالميم ابن أوس بْن بجرة بْن الحارث بْن غيان بْن ثعلبة بْن طريف بْن الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج بْن حارثة بْن ثعلبة الأنصاري الخزرجي الساعدي قال ابن ماكولا: شهد أحدًا، وقال هشام الكلبي: هو الذي منعهم أن يدفنوا عثمان بالبقيع، فدفنوه في حش كوكب، والحش: النخل.
بجرة: بفتح الباء وسكون الجيم، وغيان: بالغين المعجمة والياء، تحتها نقطتان، وآخره نون، قاله الأمير أَبُو نصر.(1/212)
112- أسلم بن بجرة
ب د ع: أسلم بْن بجرة الأنصاري الخزرجي ولاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسارى قريظة.
روى إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي فروة، عن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْنِ أسلم بْن بجرة، عن أبيه، عن جده، قال: جعلني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أسارى بني قريظة، فكنت أنظر عَلَى فرج الغلام، فإذا رأيته قد أنبت ضربت عنقه.
قال أَبُو عمر: إسناد حديثه لا يدور إلا عَلَى إِسْحَاق بْن أَبِي فروة، ولم يصح عندي نسب أسلم بْن بجرة هذا، وفي صحبته نظر.
قلت: قد روي عن غير إِسْحَاق.
رواه الزبير بْن بكار، عن عَبْد اللَّهِ بْن عمرو الفهري، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْنِ أسلم، عن أبيه، عن جده، فجعل في الإسناد مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم عوض مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، أخرجه ثلاثتهم.
ولا أعلم هل هذا، والذي قبله أسلم بْن أوس بْن بجرة واحد أو اثنان؟ ويكون في هذه الترجمة قد نسب إِلَى جده، وما أقرب أن يكونا واحدًا، فإنهم كثيرًا ما ينسبون إِلَى الجد، وذكرناه لئلا يراه من يظنه غير الأول، والله أعلم.(1/212)
113- أسلم بن جبيرة
أسلم بْن جبيرة بْن حصين بْن جبيرة بْن حصين بْن النعمان بْن سنان بْن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي الأشهلي قاله ابن الكلبي.
وقد ذكر البخاري أسلم بْن الحصين بْن جبيرة، وسيأتي ذكره، وأظنهما واحدًا.(1/213)
114- أسلم حادي رسول الله صلى الله عليه وسلم
د ع: أسلم حادي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو رفيق رافع.
روى ابن وهب، عن عبد الرحمن بْن زيد بْن أسلم، عن أبيه، عن جده، أَنَّهُ قال: ما شعرنا ليلة، ونحن مع عمر، فإذا هو قد رحل رواحلنا، وأخذ راحلته، فرحلها، فلما أيقظنا ارتجز:(1/213)
115- أسلم الحبشي
ب س: أسلم الحبشي الأسود ذكره أَبُو عمر، فقال: أسلم الحبشي الأسود كان راعيًا ليهودي، يرعى غنمًا له، وكان من حديثه ما:
لا يأخذ الليل عليك بالهم والبسن له القميص واعتم
وكن شريك رافع وأسلم واخدم القوم لكيما تخدم
فوثبنا إليه، وقد فرغ من رحله ورواحلنا، ولم يرد أن يوقظهم وهم نيام.
قال سَعِيد بْن عبد الرحمن المدني: كان رافع، وأسلم حاديين للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن منده، وَأَبُو نعيم.
115
(48) أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ السَّمِينِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ، أَنَّ رَاعِيًا أَسْوَدَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحَاصِرٌ لِبَعْضِ حُصُونِ خَيْبَرَ، وَمَعَهُ غَنَمٌ كَانَ فِيهَا أَجِيرًا لِرَجُلٍ مِنْ يَهُودَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اعْرِضْ عَلَيَّ الإِسْلامَ، فَعَرَضَهُ عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يُحَقِّرُ أَحَدًا يَدْعُوهُ إِلَى الإِسْلامِ، فَعَرَضَهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ الأَسْوَدُ: كُنْتُ أَجِيرًا لِصَاحِبِ هَذَا الْغَنَمِ، وَهِيَ أَمَانَةٌ عِنْدِي، فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: اضْرِبْ فِي وُجُوهِهَا، فَإِنَّهَا سَتَرْجِعُ إِلَى رَبِّهَا، فَقَامَ الأَسْوَدُ، فَأَخَذَ حِفْنَةً مِنَ التُّرَابِ، فَرَمَى بِهَا فِي وُجُوهِهَا، وَقَالَ: ارْجِعِي إِلَى صَاحِبِكِ، فَوَاللَّهِ لا أَصْحَبُكِ، فَرَجَعَتْ مُجَتْمِعَةً كَأَنَّ سَائِقًا يَسُوقُهَا، حَتَّى دَخَلَتِ الْحِصْنَ، ثُمَّ تَقَدَّمَ الأَسْوَدُ إِلَى ذَلِكَ الْحِصْنِ لِيُقَاتِلَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ، فَأَصَابَهُ حَجَرٌ فَقَتَلَهُ، وَمَا صَلَّى صَلاةً قَطُّ، فَأُتِيَ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ، فَوُضِعَ خَلْفَهُ، وَسُجِّيَ بِشَمْلَةٍ كَانَتْ عَلَيْهِ، وَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، ثُمَّ أَعْرَضَ إِعْرَاضًا سَرِيعًا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعَرَضْتَ عَنْهُ! قَالَ: إِنَّ مَعَهُ لِزَوْجَتَهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ.
وَقَدِ اسْتَدْرَكَ أَبُو مُوسَى الرَّاعِي الأَسْوَدَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: وَذَكَرَ عَبْدَانُ الأَسْوَدَ، وَأَعَادَهُ فِي أَسْلَمَ، وَالأَسْوَدُ صِفَةٌ لَهُ، وَأَسْلَمُ اسْمُهُ وَذَكَرَ إِسْنَادَ عَبْدَانَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عن أَبِيهِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ: أَنَّ رَاعِيًا أَسْوَدًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحَاصِرٌ لِبَعْضِ حُصُونِ خَيْبَرَ، وَذَكَرَ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ.
فَأَمَّا اسْتِدْرَاكُ أَبِي مُوسَى عَلَى ابْنِ مَنْدَهْ، فَلا وَجْهَ لَهُ، فَإِنَّ ابْنَ مَنْدَهْ قَدْ ذَكَرَهُ، وَأَنَّهُ قُتِلَ بِخَيْبَرَ، وَإِنْ كَانَ قَدْ وَهِمَ فِي أَنْ كَنَّاهُ أَبَا سَلَمَى، وَرَوَى عَنْهُ الْحَدِيثَ، فَقَدْ أَتَى بِذِكْرِهِ وَتَرْجَمَ عَلَيْهِ، وَالَّذِي أَظُنُّهُ أَنَّ أَبَا مُوسَى حَيْثُ رَأَى أَبَا نُعَيْمٍ قَدْ نَسَبَ ابْنَ مَنْدَهْ إِلَى الْوَهْمِ، ظَنَّ أَنَّ التَّرْجَمَةَ كُلَّهَا خَطَأٌ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ، وَإِنَّمَا أَخْطَأَ فِي الْبَعْضِ، وَأَصَابَ فِي الْبَاقِي، عَلَى مَا نَذْكُرُهُ فِي التَّرْجَمَةِ الَّتِي بَعْدَ هَذِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ، وَأَبُو مُوسَى.(1/213)
116- أسلم الراعي
د ع: أسلم الراعي الأسود قال ابن منده: أسلم الراعي الأسود يكنى أبا سلمى، استشهد بخيبر.
روى حديثه أَبُو سلام، عن أَبِي سلمى الراعي، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: بخ بخ، لخمس ما أثقلهن في الميزان.
قال أَبُو نعيم: أَبُو سلمى راعي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زعم بعض الواهمين أن اسمه أسلم، وَإِنما اسمه حريث، وادعى أَنَّهُ استشهد بخيبر، وهو وهم آخر، وذكر الحديث الذي رواه ابن منده، أن رَسُول اللَّهِ قال: بخ بخ، لخمس ما أثقلهن في الميزان: لا إله إلا اللَّه، والله أكبر، وسبحان اللَّه، والحمد لله، والولد الصالح يتوفى للرجل المسلم فيحتسبه.
قال أَبُو نعيم: المستشهد بخيبر لا يروي عنه أَبُو سلام، فيقول: حدثنا، فلو قال: عن أَبِي سلمى لكان مرسلًا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/214)
117- أسلم بن الحصين
د ع: أسلم بْن الحصين بْن جبيرة بْن النعمان بْن سنان ذكره البخاري في الصحابة، ولم يذكر له حديثًا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقد تقدم أسلم بْن جبيرة، وأظنهما واحدًا، والله أعلم.(1/215)
118- أسلم أبو رافع
ب د ع: أسلم أَبُو رافع مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليه كنيته، واختلف في اسمه، فقال ابن المديني: اسمه أسلم، ومثله قال ابن نمير، وقيل: هرمز، وقيل: إِبْرَاهِيم، وقد تقدم في إِبْرَاهِيم.
وهو قبطي، كان للعباس، فوهبه للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقيل: كان مولى لسعيد بْن العاص، فورثه بنوه، وهم ثمانية، فأعتقوه كلهم إلا خالدًا، فإنه تمسك بنصيبه منه، فكلمه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليعتق نصيبه، أو يبيعه، أو يهبه منه، فلم يفعل، ثم وهبه رَسُول اللَّهِ فأعتقه، وقيل: أعتق منهم ثلاثة، فأتى أَبُو رافع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستعينه عَلَى من لم يعتق، فكلمهم فيه رَسُول اللَّهِ، فوهبوه له، فأعتقه، وهذا اختلاف، والصحيح: أَنَّهُ كان للعباس عم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوهبه للنبي فأعتقه، فكان أَبُو رافع، يقول: أنا مولى رَسُول اللَّهِ، وبقي عقبه أشراف المدينة.
وزوجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مولاته سلمى، فولدت له عُبَيْد اللَّهِ بْن أَبِي رافع، وكانت سلمى قابلة إِبْرَاهِيم ابن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهدت معه خيبر، وكان عُبَيْد اللَّهِ خازنًا لعلي بْن أَبِي طالب، وكاتبًا له أيام خلافته.
وشهد أَبُو رافع أحدًا، والخندق، وما بعدهما من المشاهد، ولم يشهد بدرًا، لأنه كان بمكة، وقصته مع أَبِي لهب لما ورد خبر بدر إِلَى مكة مشهورة.
روى عنه ابناه عُبَيْد اللَّهِ، والحسن، وعطاء بْن يسار.
وقد اختلفوا في وقت وفاته، فقيل: مات قبل عثمان، وقيل: مات في خلافة علي.
أخرجه ثلاثتهم، ويرد في الكنى، إن شاء اللَّه تعالى.(1/215)
119- أسلم بن سليم
د ع: أسلم بْن سليم عم خنساء بنت معاوية بْن سليم الصريمية.
وهم ثلاثة إخوة: الحارث، ومعاوية، وأسلم، ذكره ابن منده.
وقال أَبُو نعيم: زعم بعض المتأخرين، يعني: ابن منده، أن اسمه أسلم، ولا يصح.
وأخرج له حديث عوف الأعرابي، عن خنساء بنت معاوية، عن عمها، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: النَّبِيّ في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والموءودة في الجنة، وبعض الرواة يقول: حدثتني عمتي.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/216)
120- أسلم مولى عمر
د ع: أسلم مولى عمر بْن الخطاب من سبي اليمن، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: بعث أَبُو بكر الصديق عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنهما، سنة إحدى عشرة، فأقام للناس الحج، وابتاع فيها أسلم، قال: إنه أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره، وهو من الحبشة، قال عبد الرحمن بْن زيد بْن أسلم، عن أبيه: أن أباه أسلم.
روى عبد المنعم بْن بشير بْن عبد الرحمن بْن زيد بْن أسلم، عن أبيه، عن جده: أَنَّهُ سافر مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سفرتين، وعبد المنعم لا يعرف.
وقال أَبُو عبيد الْقَاسِم بْن سلام: مات أسلم سنة ثمانين، وقيل: مات وهو ابن مائة سنة وأربع عشرة سنة، وصلى عليه مروان بْن الحكم، وهذا يناقض الأول، فإن مروان مات سنة أربع وستين، وكان قد عزل قبل ذلك عن المدينة، وروى عن أسلم: ابنه زيد، ومسلم بْن جُنْدَبٍ، ونافع مولى ابن عمر.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/216)
121- أسلم بن عميرة
ب: أسلم بْن عميرة بْن أمية بْن عامر بْن جشم بْن حارثة الأنصاري الحارثي شهد أحدًا، قاله الطبراني.
أخرجه أَبُو عمر.
عميرة: بفتح العين.(1/217)
122- أسلم
س: أسلم آخر ذكره أَبُو موسى، فقال: قاله عبدان المروزي، وقال: لا أعلم ذكره ولا نسبه إلا في هذا الحديث، ويمكن أن يريد بأسلم قبيلة، وهو أشبه، وقال: يعني: عبدان.
(49) أخبرنا بُنْدَارٌ وَأَبُو مُوسَى، قَالا: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أخبرنا شُعْبَةُ، عن قَتَادَةَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِنْهَالِ بْنِ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيِّ، عن عَمِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَسْلَمَ: صُومُوا هَذَا الْيَوْمَ، قَالُوا: إِنَّا قَدْ أَكَلنَا، قَالَ: صُومُوا بَقِيَّةَ يَوْمِ عَاشُورَاءَ.
قَالَ أَبُو مُوسَى: هَذَا حَدِيثٌ مَحْفُوظٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ، مَفْهُومٌ مِنْهُ أَنَّ أَسْلَمَ يُرَادُ بِهِ الْقَبِيلَةَ، يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: قَالُوا: قَدْ أَكَلْنَا.
وَقَدْ وَرَدَ مِنْ حَدِيثِ أَسْمَاءَ بْنِ حَارِثَةَ، وَغَيْرِهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ إِلَى أَسْلَمَ يَأْمُرُهُمْ بِصَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءِ.
قُلْتُ: وَالصَّحِيحُ قَوْلُ أَبِي مُوسَى، وَمِنَ الْعَجَبِ أَنَّ عَبْدَانَ يُشْتَبَهُ عَلَيْهِ ذَلِكَ مَعَ ظُهُورِهِ، وَلَوْلا أَنَّنَا شَرَطْنَا أَنَّنَا لا نَتْرُكُ تَرْجَمَةً أَخْرَجُوهَا، لَتَرَكْنَا هَذِهِ وَأْشَبَاهَهَا.
أَخْرَجُه أَبُو مُوسَى.(1/217)
123- أسماء بن حارثة
ب د ع: أسماء بْن حارثة بْن هند بْن عَبْد اللَّهِ بْن غياث بْن سعد بْن عمرو بْن عامر بْن ثعلبة بْن مالك بْن أفصى قاله أَبُو عمر، وقيل في نسبه غير ذلك، قال ابن الكلبي: أسماء بْن حارثة بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن غياث بْن سعد بْن عمرو بْن عامر بْن ثعلبة بْن مالك، ومالك بْن أفصى هو أخو أسلم، وكثيرا يضاف ابنا مالك إِلَى أسلم، فيقال: أسلمي، يكنى أسماء: أبا هند.
له صحبة، وكان هو، وأخوه هند من أهل الصفة.
قال أَبُو هريرة: ما كنت أرى أسماء، وهندًا ابني حارثة إلا خادمين لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من طول ملازمتهما بابه، وخدمتهما له.
وأسماء هو الذي بعثه رَسُول اللَّهِ يَوْم عاشوراء إِلَى قومه، فقال: مر قومك بصيام عاشوراء، فقال: أرأيت إن وجدتهم قد طعموا؟ قال: فليتموا.
وتوفي سنة ست وستين بالبصرة، وهو ابن ثمانين سنة، قاله مُحَمَّد بْن سعد، عن الواقدي، قال مُحَمَّد بْن سعد: وسمعت غير الواقدي، يقول: توفي بالبصرة أيام معاوية في إمارة زياد، وكانت وفاة زياد سنة ثلاث وخمسين.
أخرجه ثلاثتهم.
حارثة: بالحاء المهملة والثاء المثلثة، وغياث: بالغين المعجمة والثاء المثلثة.(1/217)
124- أسماء بن ربان
ب: أسماء بْن ربان بْن معاوية بْن مالك بْن سلي وهو الحارث بْن رفاعة بْن عذرة بْن عدي بْن شميس بْن طرود بْن قدامة بْن جرم بْن ربان الجرمي.
وهو الذي خاصم بني عقيل إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في العقيق الذي في أرض بني عامر بْن صعصعة، وليس الذي بالمدينة، فقضى به لجرم، وهو القائل:(1/218)
125- إسماعيل بن أبي حكيم
د ع: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي حكيم المزني أحد بني فضيل.
روى عَبْد اللَّهِ بْن سلمة إِسْمَاعِيل بْن أَبِي حكيم، عن ابن شهاب، عن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي حكيم المزني، ثم أحد بني فضيل، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ليسمع قراءة: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} ، فيقول: أبشر عبدي، فوعزتي لأمكنن لك في الجنة حتى ترضى.
قال أَبُو نعيم: كذا رواه مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الجعفي، عن عَبْد اللَّهِ بْن سلمة، وهو عندي إسناد منقطع، لم يذكر أحد من الأئمة إِسْمَاعِيل في الصحابة.
وقال ابن منده: هذا حديث منكر، أخرجه البخاري في الأفراد، ولا أعرف له رؤية ولا صحبة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
126
وَإِني أخو جرم كما قد علمتم إذا اجتمعت عند النَّبِيّ المجامع
فإن أنتم لم تقنعوا بقضائه فإني بما قال النَّبِيّ لقانع
أخرجه أَبُو عمر.
جرم: بالجيم والراء، وربان: بالراء والباء الموحدة، وآخره نون.(1/219)
126- إسماعيل
د ع: إِسْمَاعِيل رجل من الصحابة، نزل البصرة، إن كان محفوظًا.
(50) أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ الأَصْفَهَانِيُّ، أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، وَأَنَا حَاضِرٌ، أخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَوْصِلِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُثَنَّى، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عن أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ، عن أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِلَى أَبِي، فَقَالَ: حدثنا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لا يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا.
فَقَالَ الشَّيْخُ: أَنْتَ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ؟ قَالَ: سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي، فَقَالَ الشَّيْخُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا قُلْتَ، وَلَمْ يُوَافِقْنِي عَلَيْهِ أَحَدٌ.
رَوَاهُ شُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَزَائِدَةُ، عن إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَرَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عن أَبِي بَكْرٍ، وَلَمْ يُسَمِّ أَحَدٌ مِنْهُمُ الرَّجُلَ.
وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُوَن، عن ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، فَقَالَ فِيهِ: فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، يُقَالُ لَهُ: إِسْمَاعِيلُ، وَلَمْ يُتَابِعْ عَلَيْهِ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ. رويبة: بضم الراء وفتح الواو.(1/219)
127- إسماعيل الزيدي
س: إِسْمَاعِيل الزيدي ذكره أَبُو موسى مستدركًا عَلَى ابن منده، وقال: إن صح.
(51) أخبرنا أَبُو مُوسَى، إِذْنًا، أخبرنا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْدَانِيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الدِّيْبَقِيُّ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ يَحْيَى بْنِ هَارُونَ مِنْ وَلَدِ حَاطِبِ ابْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ إِسْمَاعِيلَ الزَّيْدِيُّ، مِنْ وَلَدِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عن أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجْنَا جَمَاعَةً مِنَ الصَّحَابَةِ غَدَاةً مِنَ الْغَدَوَاتِ، مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى وَقَفْنَا فِي مَجْمَعِ طُرُقٍ، فَطَلَعَ أَعْرَابِيٌّ يَجُرُّ عِظَامَ بَعِيرٍ حَتَّى وَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ لَهُ: أَحْمَدُ اللَّهَ تَعَالَى إِلَيْكَ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فِي فَضْلِ الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو مُوسَى: إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَيْدٍ يَرْوِي عن أَبِيهِ، لا أَعْلَمُ لَهُ إِدْرَاكًا لِلنَّبِيِّ، وَيَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ عن الثَّوْرِيِّ، عن عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن نَافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ.
قُلْتُ: هَذَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ يَرْوِي عن أَبِيهِ، وَهُوَ تَابِعِيٌّ، وَلا اعْتِبَارَ بِإِرْسَالِهِ هَذَا الْحَدِيثَ، فَإِنَّ التَّابِعِينَ لَمْ يَزَالُوا يَرْوُونَ الْمَرَاسِيلَ، وَمِمَّا يُقَوِّي أَنَّهُ لَمْ تَكُنْ لَهُ صُحْبَةٌ أَنَّ أَبَاهُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ اسْتُصْغِرَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَكَانَتْ سَنَةَ ثَلاثٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَمَنْ يَكُونُ عُمْرُهُ كَذَا كَيْفَ يَقُولُ وَلَدُهُ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَذَا إِنَّمَا يَقُولُهُ رَجُلٌ، وَقَدْ صَحَّ عن ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا كَتَبَ زَيْدٌ الْمُصْحَفَ لَقَدْ أَسْلَمْتُ، وَإِنَّهُ فِي صُلْبِ رَجُلٍ كَافِرٍ، وَهَذَا أَيْضًا يَدُلُّ عَلَى حَدَاثَةِ سِنِّهِ عِنْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْرَجُه أَبُو مُوسَى.(1/220)
128- أسمر بن ساعد
د ع: أسمر بْن ساعد بْن هلواث المازني مجهول.
في إسناد حديثه نظر، روى أسمر بْن ساعد بْن هلواث، قال: وفدت أنا، وأبي ساعد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له: إن أبانا شيخ كبير، يعني: هلواثًا، وقد سمع بك، وآمن بك، وليس به نهوض، وقد وجه إليك بلطف الأعراب، فقبل منه الهدية، ودعا له، ولوالده.
هذا غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه.
أخرج ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/220)
129- أسمر بن مضرس
ب د ع: أسمر بْن مضرس الطائي
(52) أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الأَمِينِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتِانِيِّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشَّارٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْجَنُوبِ بِنْتُ نُمَيْلَةَ، عن أُمِّهِاَ سُوْيَدَةَ بِنْتِ جَابِرٍ، عن أُمِّهَا عَقِيلَةَ بِنْتِ أَسْمَرَ بْنِ مُضَرِّسٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْتُهُ، فَقَالَ: مَنْ سَبَقَ إِلَى مَا لَمْ يَسْبِقْ إِلَيْهِ مُسْلِمٌ فَهُوَ لَهُ يُقَالُ: هُوَ أَخُو عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسٍ، رَوَتْ عَنْهُ ابْنَتُهُ عَقِيلَةُ، وَكِلاهُمَا أَعْرَابِيَّانِ، قَالَهُ أَبُو عُمَرَ.
وَقَالَ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ: هُوَ أَسْمَرُ بْنُ أَبْيَضَ بْنِ مُضَرِّسٍ، وَذَكَرَا الْحَدِيثَ، وَلَمْ يَقُولا: هُوَ أَخُو عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسٍ، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: هُوَ مِنْ أَعْرَابِ الْبَصْرَةِ.
أَخْرَجَهُ ثَلاثَتُهُمْ. عقيلة: بفتح العين المهملة وكسر القاف، ونميلة: بضم النون.(1/221)
130- الأسود بن أبيض
س: الأسود بْن أبيض قاله أَبُو موسى وحده فيما استدركه عَلَى ابن منده، عن عبدان، فقال: عن موسى بْن عقبة، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بْن كعب بْن مالك الأنصاري السلمي، ورجال من أهله، قَالُوا: بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ بْن عتيك، وعبد اللَّه بْن أنيس، ومسعود بْن سنان بْن الأسود، وأبا قتادة بْن ربعي بْن بلدمة من بني سلمة، وأسود بْن خزاعي حليفًا لهم، وأسود بْن حرام حليفًا لبني سواد، وأمر عليهم عَبْد اللَّهِ بْن عتيك، فطرقوا أبا رافع بْن أَبِي الحقيق، قال ابن شهاب: فقدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو عَلَى المنبر، فقال: أفلحت الوجوه، قَالُوا: أفلح وجهك يا رَسُول اللَّهِ، قال: أقتلتموه؟ قَالُوا: نعم، قال: ناولوني السيف، قال: فسله، فقال: هذا طعامه في ذباب السيف.
قال عبدان: وقال حماد بْن سلمة: أسود بْن أبيض، أظنه أراد بدل بْن حرام.
لم يذكره غير أَبِي موسى.
السلمي: بفتح السين واللام نسبة إِلَى سلمة بكسر اللام، وحرام: بفتح الحاء والراء.(1/221)
131- الأسود بن أبي الأسود
د ع: الأسود بْن أَبِي الأسود النهدي أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو مجهول.
روى يونس بْن بكير، عن عنبسة بْن الأزهر، عن ابن الأسود النهدي، عن أبيه، قال: ركب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الغار، فأصيبت إصبع رجله، فقال:(1/222)
132- الأسود بن أصرم
د ع ب: الأسود بْن أصرم المحاربي عداده في أهل الشام، روى عنه سليمان بْن حبيب وحده.
هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل اللَّه ما لقيت.
ذكره ابن منده.
وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض الواهمين عن يونس بْن بكير، وذكر الحديث، قال: والصحيح ما رواه الثوري، وشعبة، وابن عيينة، وَأَبُو عوانة، وَإِسرائيل، والحسن، وعلي ابنا صالح، عن الأسود بْن قيس، عن جندب البجلي، قال: كنت مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الغار، فدميت إصبعه، فقال مثله.
قلت: وهذا أيضًا وهم، فإن جُنْدَبًا البجلي لم يكن مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الغار، ولا كان مسلمًا ذلك الوقت، فلو لم يقل: كنت مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لكان الأمر أسهل، إلا أن يكون أراد غارًا آخر فتمكن صحته، عَلَى أَنَّهُ إذا أطلق لم يعرف إلا الغار الذي اختفى فيه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما هاجر، أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
132
(53) أخبرنا أَبُو يَاسِرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَبَّةَ، أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ حَسْنُونٍ، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الدَّقَّاقُ، أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ، أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنَيْاَ، أخبرنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْعَسْقَلانِيُّ، أخبرنا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، أخبرنا صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الْقُرَشِيِّ، عن سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيِّ، حَدَّثَنِي أَسْوَدُ بْنُ أَصْرَمَ الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي، قَالَ: أَتَمْلُكُ يَدَكَ؟ قُلْتُ: فَمَا أَمْلِكُ إِذَا لَمْ أَمْلِكُ يَدِي؟ قَالَ: أَتَمْلِكُ لِسَانَكَ؟ قُلْتُ: فَمَا أَمْلِكُ إِذَا لَمْ أَمْلِكُ لِسَانِي؟ قَالَ: لا تُبْسِطْ يَدَكَ إِلا إِلَى خَيْرٍ، وَلا تَقُلْ بِلِسَانِكَ إِلا مَعْرُوفًا.
أَخْرَجَهُ ثَلاثَتُهُمْ.(1/223)
133- الأسود بن أبي البختري
ب د ع: الأسود بْن أَبِي البختري واسم أَبِي البختري: العاص بْن هاشم بْن الحارث بْن أسد بْن عبد العزى بْن قصي بْن كلاب القرشي الأسدي.
وأمه عاتكة بنت أمية بْن الحارث بْن أسد.
أسلم الأسود يَوْم الفتح، وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقتل أبوه أَبُو البختري يَوْم بدر كافرًا، قتله المجذر بْن ذياد البلوي، وكان ابنه سَعِيد بْن الأسود جميلًا، فقالت فيه امرأة:(1/223)
134- الأسود بن ثعلبة
ب د ع: الأسود بْن ثعلبة اليربوعي شهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع، يقول: لا يجني جان إلا عَلَى نفسه.
ذكره مُحَمَّد بْن سعد فيمن نزل الكوفة من الصحابة.
أخرجه ثلاثتهم.
وقد استدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، وهو في كتاب ابن منده، فلا وجه لذكره.(1/224)
135- الأسود بن حازم
د ع: الأسود بْن حازم بْن صفوان بْن عزار نزل بخارى، روى أَبُو أحمد بحير بْن النضر، عن أَبِي جميل عباد بْن هشام الشامي، وكان مؤذنًا في بمجكث قرية من قرى بخارى، قال: رأيت رجلًا من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقال له: الأسود بْن حازم بْن صفوان بْن عزار، وكنت آتيه مع أَبِي، وأنا يومئذ ابن ست، أو سبع سنين، فقال: شهدت غزوة الحديبية مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا يومئذ ابن ثلاثين سنة، فسئل: كم أتى لك؟ قال: خمس وخمسون ومائة سنة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
بحير: بفتح الباء الموحدة، وكسر الحاء المهملة.
136
ألا ليتني أشري وشاحي ودملجي بنظرة عين من سَعِيد بْن أسود
روى سفيان بْن عيينة، عن عمرو بْن دينار، قال: لما بعث معاوية بسر بْن أَبِي أرطاة إِلَى المدينة ليقتل شيعة علي، أمره أن يستشير الأسود، فلما دخل المسجد سد الأبواب، وأراد قتلهم، فنهاه الأسود بْن أَبِي البختري، وكان الناس اصطلحوا عليه أيام علي ومعاوية.
هذا كلام أَبِي عمر.
وذكره ابن منده، وَأَبُو نعيم، فقالا: الأسود بْن البختري بْن خويلد سأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكره البخاري في الصحابة، وذكرا حديث أَبِي حازم، أن الأسود بْن البختري، قال: يا رَسُول اللَّهِ، أعظم لأجري أن أستغني عن قومي.
قلت: كذا أخرجاه، فقالا: البختري بغير أَبِي، وقالا: هو ابن خويلد، وَإِنما هو كما ذكره أَبُو عمر: لا أعلم في بني أسد الأسود بْن البختري بْن خويلد، فإن كان ولا أعرفه، فهما اثنان، وَإِلا فالحق هو الذي قاله أَبُو عمر، أن الزبير لم يذكره في ولد خويلد، وذكر الأسود بْن أَبِي البختري، كما ذكرناه عن أَبِي عمر، وأيضًا فإن أبا موسى قد استدرك عَلَى ابن منده الأسود بْن أَبِي البختري، فلو لم يكن وهمه فيه ظاهرًا حتى كأنه غيره لما استدركه عليه، ونسبه ابن الكلبي أيضًا كما نسبه أَبُو عمر.
البختري: بالباء الموحدة، والخاء المعجمة، والمجذر: بضم الميم وبالجيم والذال المعجمة وآخره راء، وزياد: بكسر الزاي المعجمة، وبالياء تحتها نقطتان، وآخره ذال مهملة.(1/225)
136- الأسود الحبشي
د ع: الأسود الحبشي الذي سأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الصور والألوان.
روى أَبُو قاسم الطبراني، عن علي بْن عبد العزيز، عن مُحَمَّدِ بْنِ عمر الموصلي، عن عفيف بْن سالم، عن أيوب بْن عتبة، عن عطاء، عن ابن عمر، قال: جاء رجل من الحبشة إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسأله، فقال له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سل واستفهم.
قال: يا رَسُول اللَّهِ، فضلتم علينا بالصور والألوان والنبوة، أفرأيت إن آمنت بمثل ما آمنت به، وعملت مثل ما عملت إني لكائن معك في الجنة؟ قال: نعم، ثم قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: والذي نفسي بيده، إنه ليرى بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف عام، وذكر الحديث إِلَى أن بكى الأسود، ومات فدفنه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودلاه في حفرته.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/225)
137- الأسود بن حرام
أسود بْن حرام تقدم ذكره في الأسود بْن أبيض، فليطلب منه.
أخرجه أَبُو موسى.(1/225)
138- الأسود بن خزاعي
د ع: الأسود بْن خزاعي وقيل: خزاعي بْن الأسود الأسلمي.
من حلفاء بني سلمة الأنصار، أحد من قتل ابن أَبِي الحقيق.
(54) أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عن ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ فِي حَدِيثِ قَتْلِ أَبِي رَافِعٍ الْيَهُودِيِّ، قَالَ: فَلَمَّا قَتَلَتِ الْأَوْسُ كَعْبَ بْنَ الأَشْرَفِ، تَذَكَّرَتِ الْخَزْرَجُ رَجُلًا هُوَ فِي الْعَدَاوَةِ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُهُ، فَذَكَرُوا أَبَا رَافِعِ بْنَ أَبِي الْحَقِيقِ بِخَيْبَرَ، فَاسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَتْلِهِ، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ، وَمَسْعُودُ بْنُ سِنَانٍ، وَالأَسْوَدُ بْنُ خُزَاعِيٍّ، حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ أَسْلَمَ.
وَرُوِيَ عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عن أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا حَصَرَ خَيْبَرَ، وَأَمَرَ عَلِيًّا بِقِتَالِهِمْ، قَالَ: فَبَرَزَ رَجُلٌ مِنْ مَذْحِجٍ مِنْ خَيْبَرَ، فَبَرَزَ إِلَيْهِ الأَسْوَدُ بْنُ خُزَاعِيٍّ، فَقَتَلَهُ الأَسْوَدُ، وَأَخَذَ سَلَبَهُ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.(1/226)
139- الأسود بن خطامة
د: الأسود بْن خطامة الكناني أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو أخو زهير بْن خطامة.
روى حديثه إِسْمَاعِيل بْن النضر بْن الأسود بْن خطامة، عن أبيه، عن جده، قال: خرج زهير بْن الخطامة وافدًا حتى قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فآمن بالله ورسوله، فذكر إسلام الأسود بْن خطامة بطوله.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم مختصرًا.(1/226)
140- الأسود بن خلف
ب د ع: الأسود بْن خلف بْن عبد يغوث القرشي الزُّهْرِيّ، ويقال: الجمحي قال أَبُو عمر: وهو أصح، وقال ابن منده، وَأَبُو نعيم: هو زهري أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(55) أخبرنا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حدثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَيْثَمٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ الأَسْوَدَ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَايِعُ النَّاسَ عِنْدَ قَرْنٍ مُصْقَلَةٍ، فَبَايَعَ النَّاسَ عَلَى الإِسْلامِ وَالشَّهَادَةِ، قَالَ: قُلْتُ: وَمَا الشَّهَادَةُ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ أَنَّهُ بَايَعَهُمْ عَلَى الإِيمَانِ بِاللَّهِ، وَشَهَادَةِ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
ومن حديثه عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الولد مبخلة مجبنة.
أخرجه ثلاثتهم.
قلت: قول أَبِي عمر: الصحيح أَنَّهُ من جمح، فلا شك حيث رآه ابن خلف ظنه من جمح مثل: أمية، وأبي بْن خلف بْن وهب بْن حذافة بْن جمح غلب عَلَى ظنه أَنَّهُ من جمح، وليس كذلك، لأنه ليس لخلف أب اسمه عبد يغوث، وأما ابن منده، وَأَبُو نعيم، فذكراه زهريًا حسب.
وفيه أيضًا نظر، فإن عبد مناف بْن زهرة ولد وهبًا، وولد وهب عبد يغوث، وولد عبد يغوث الأسود، وكان من المستهزئين ولم يسلم، وَإِنما الأسود الصحابي في زهرة هو الأسود بْن عوف، وسيرد ذكره، وليس في نسبه خلف، ولا عبد يغوث، ولكنهم قد اتفقوا عَلَى نسبه إِلَى خلف، ولعل فيه ما لم نره.
وقد ذكره أَبُو أحمد العسكري، فقال: الأسود بْن خلف بْن عبد يغوث، قال: قال المطين: هو قرشي، أسلم يَوْم فتح مكة، وعبد يغوث بْن وهب هو خال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخو آمنة أم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يدرك المبعث، وابنه الأسود، كان أحد المستهزئين بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمين، مضى عَلَى كفره، قال: وأظن أن خلف بْن عبد يغوث أخوه، وهذا قريب مما ذكرناه، والله أعلم.(1/226)
141- الأسود بن ربيعة اليشكري
د ع: الأسود بْن ربيعة بْن أسود اليشكري عداده في أعراب البصرة.
روى عباية، أو ابن عباية، رجل من بني ثعلبة، عن أسود بْن ربيعة بْن أسود اليشكري، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما فتح مكة قام خطيبًا، فقال: ألا إن دماء الجاهلية وغيرها تحت قدمي إلا السقاية والسدانة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/227)
142- الأسود بن ربيعة
س: الأسود بْن ربيعة استدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، وقال: روى سيف بْن عمر، عن ورقاء بْن عبد الرحمن الحنظلي، قال: قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأسود بْن ربيعة، أحد بني ربيعة بْن مالك بْن حنظلة، فقال: ما أقدمك؟، قال: أقترب بصحبتك، فترك الأسود، وسمي المقترب، فصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد مع علي صفين، هكذا أورده ابن شاهين، وَإِحدى الترجمتين وهم فيما أرى، انتهى كلام أَبِي موسى.
وقد ذكر أَبُو موسى هذه الترجمة، وجعل هذا الأسود هو المقترب، وذكر الأسود بْن عبس، وسيذكر إن شاء اللَّه تعالى، وسماه هناك: المقترب، وذكر الطبري، أن عمر بْن الخطاب استعمل الأسود بْن ربيعة أحد بني ربيعة بْن مالك عَلَى جند البصرة، وهو صحابي مهاجري، وهو الذي قال للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جئت لأقترب إِلَى اللَّه تعالى بصحبتك، فسماه المقترب.
أخرجه أَبُو موسى.(1/228)
143- الأسود بن زيد
ب س ع: الأسود بْن زيد الأنصاري قال موسى بْن عقبة: فيمن شهد بدرًا من الأنصار ثم من الخزرج، ثم من بني سلمة: الأسود بْن زيد بْن ثعلبة بْن عبيد بْن غنم، قاله أَبُو نعيم.
وقال أَبُو عمر: أسود بْن زيد بْن قطبة، ويقال: الأسود بْن رزم بْن زيد بْن قطبة بْن غنم الأنصاري، من بني عبيد بْن عدي، ذكره موسى بْن عقبة فيمن شهد بدرًا.
وقال أَبُو موسى مستدركًا عَلَى ابن منده مثل قول أَبِي نعيم، وقال أيضًا: أخبرنا أَبُو علي، أخبرنا أَبُو نعيم، أخبرنا فاروق الخطابي، أخبرنا زياد بْن الخليل، أخبرنا إِبْرَاهِيم بْن المنذر، أخبرنا فليح، عن موسى بْن عقبة، عن ابن شهاب، مثله، يعني قول أَبِي نعيم.
وقال: ابن ثعلبة بْن عبيد بْن غنم.
قال أَبُو موسى: وقال غيرهما: ابن عبيد بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سلمة بْن سعد بْن عَلِيِّ بْنِ أسد بْن ساردة بْن تزيد بْن جشم بْن الخزرج بْن ثعلبة.
فأما عَلَى ما ساقه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى، فيحتمل أن يكونا أسقطا عديًا بين عبيد وغنم، وقد جرت عادة النسابين بذلك يفعلونه كثيرًا، وحينئذ يستقيم النسب، فيكون أسود بْن زيد بْن ثعلبة بْن عبيد بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سلمة، وهكذا ساق النسب ابن الكلبي، وأما عَلَى ما ساقه أَبُو عمر ففيه اختلاف.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
سلمة: بكسر اللام، وتزيد: بالتاء فوقها نقطتان، وجشم: بضم الجيم، وفتح الشين المعجمة.(1/228)
144- الأسود بن سريع
ب د ع: الأسود بْن سريع بْن حمير بْن عبادة بْن النزال بْن مرة بْن عبيد بْن مقاعس واسمه: الحارث بْن عمرو بْن كعب بْن سعد بْن زيد مناة بْن تميم السعدي، يكنى: أبا عَبْد اللَّهِ.
غزا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومرة بْن عبيد هو أخو منقر بْن عبيد، يجتمع الأسود بْن سريع، والأحنف بْن قيس في عبادة، وهو أول من قص في جامع البصرة.
روى عنه الحسن، وعبد الرحمن بْن أَبِي بكرة، قال ابن منده: لا يصح سماعهما منه، وروى عنه الأحنف بْن قيس.
(56) أخبرنا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا عَفَّانُ، حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أخبرنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عن الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي قَدْ حَمِدْتُ رَبِّي بِمَحَامِدَ وَمِدَحٍ وَإِيَّاكَ، قَالَ: هَاتِ مَا حَمِدْتَ بِهِ رَبَّكَ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أُنْشِدُهُ، فَجَاءَ رَجُلٌ آدَمُ فَاسْتَأْذَنَ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: س س، فَفَعَلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هَذَا الَّذِي اسْتَنْصَتَّنِي لَهُ؟ قَالَ: هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، هَذَا رَجُلٌ لا يُحِبُّ الْبَاطِلَ.
أَخْرَجَهُ ثَلاثَتُهُمْ.(1/229)
145- الأسود بن سفيان
ب س: الأسود بْن سفيان بْن عبد الأسد بْن هلال بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم القرشي المخزومي أخو هبار بْن سفيان بْن عبد الأسد، وابن أخي أَبِي سلمة.
في صحبته نظر، أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى، إلا أن موسى، قال: أسود بْن عبد الأسد، ولم يذكر سفيان، وقال: قال عبدان: لا تعرف له رواية، إلا أن ابن عباس ذكر اسمه، وهذا ليس بشيء، فإن ابن الكلبي، والزبير بْن بكار، قالا: إن الأسود بْن عبد الأسد قتل ببدر كافرًا، وذكر الزبير: سفيان بْن عبد الأسد، وابنه الأسود.(1/230)
146- الأسود بن سلمة
س: الأسود بْن سلمة بْن حجر بْن وهب بْن ربيعة بْن معاوية الكندي وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه ابنه، فدعا له، ذكره ابن الكلبي فيمن وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو موسى.(1/230)
147- الأسود والد عامر بن الأسود
ب: الأسود والد عامر بْن الأسود روى هشيم، وَأَبُو عوانة، عن يعلى بْن عطاء، عن عامر بْن الأسود، عن أبيه، أَنَّهُ شهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصبح في مسجد الخيف، فلما قضى صلاته إذا هو برجلين في أخريات الناس لم يصليا، فأتي بهما ترعد فرائصهما، فقال: ما منعكما أن تصليا معنا؟.
الحديث.
وخالفهما شعبة، فقال: عن يعلى بْن عطاء، عن جابر بْن يَزِيدَ بْن الأسود، عن أبيه، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثلها سواء.
أخرجه أَبُو عمر.(1/230)
148- الأسود بن عبد الأسد
س: الأسود بْن عبد الأسد تقدم القول فيه في الأسود بْن سفيان.
أخرجه أَبُو موسى.(1/231)
149- الأسود بن عبد الله
ب د: الأسود بْن عَبْد اللَّهِ السدوسي اليمامي وقيل: عَبْد اللَّهِ بْن الأسود.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع بشير بْن الخصاصية.
روى الصعق بْن حزن، عن قتادة، قال: هاجر من ربيعة إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعة رجال من سدوس: بشير بْن الخصاصية، وأسود بْن عَبْد اللَّهِ من اليمامة، وعمرو بْن تغلب من النمر بْن قاسط، وفرات بْن حيان من بني عجل.
أخرجه ثلاثتهم، ويرد في عَبْد اللَّهِ بْن الأسود أكثر من هذا.(1/231)
150- الأسود بن عبس
س: الأسود بْن عبس بْن أسماء بْن وهب بْن رباح بْن عوذ بْن منقذ بْن كعب بْن ربيعة بْن مالك بْن زيد مناة بْن تميم
(57) ولد عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: أتيتك لأقترب إليك فسمي: المقترب.
أخبرنا أَبُو موسى، إجازة، أخبرنا أَبُو علي الحداد، أخبرنا أَبُو أحمد العطار، إجازة، أخبرنا عمر بْن أحمد، أخبرنا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، أخبرنا مُحَمَّد بْن يَزِيدَ، عن رجال هشام بْن الكلبي، عن هشام، عن أبيه بذلك.
أخرج أَبُو موسى.
وقد تقدم أن الأسود بْن ربيعة هو المقترب، وهو رواية سيف بْن عمر، وقد تقدم ذكره، والله أعلم(1/231)
151- أسود بن عمران
ب د ع: أسود بْن عمران البكري من بكر بْن وائل من ربيعة، وقيل: عمران بْن الأسود.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند حكام بْن سليم، عن عمرو بْن أَبِي قيس، عن ميسرة النهدي، عن أَبِي المحجل، عن عمران بْن الأسود، أو الأسود بْن عمران، قال: كنت رسول قومي إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووافدهم، لما دخلوا في الإسلام وأقروا.
أخرجه ثلاثتهم، قال أَبُو عمر: في إسناده مقال.(1/232)
152- أسود بن عوف
ب د ع: أسود بْن عوف بْن عبد عوف بْن عبد بْن الحارث بْن زهرة بْن كلاب بْن مرة القرشي الزُّهْرِيّ أخو عبد الرحمن بْن عوف بْن عبد الحارث، وأمه الشفاء بنت عوف بْن عبد بْن الحارث بْن زهرة.
له صحبة، هاجر قبل الفتح، وهو والد جابر بْن الأسود الذي ولي المدينة لابن الزبير، وجابر هو الذي جلد سَعِيد بْن المسيب في بيعة ابن الزبير، قاله أَبُو عمر.
وقال مُحَمَّد بْن سعد الواقدي: أسلم يَوْم الفتح، ومات بالمدينة، وله بها دار.
أخرجه ثلاثتهم.(1/232)
153- أسود بن عويم
د ع: أسود بْن عويم السدوسي روى عنه حبيب بْن حبيب بْن عامر بْن مسلم السدوسي، أَنَّهُ قال: سألت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الجمع بين الحرة والأمة، فقال: للحرة يومان، وللأمة يَوْم.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/232)
154- الأسود بن مالك
د ع: الأسود بْن مالك الأسدي اليمامي أخو الحدرجان بْن مالك.
لهما صحبة ووفادة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الرملي، عن هاشم بْن مُحَمَّدِ بْنِ هاشم بْن جزء بْن عبد الرحمن بْن جزء بْن الحدرجان بْن مالك، قال: حدثني أَبِي، عن أبيه، عن جده، قال: حدثني أَبِي جزء بْن الحدرجان، عن أبيه، قال: قدمت أنا، وأخي الأسود عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فآمنا به وصدقناه، وكان جزء، والأسود قد خدما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحباه.
قال ابن منده، وَأَبُو نعيم: تفرد به إِسْحَاق الرملي.(1/232)
155- الأسود بن وهب
ب د ع: الأسود بْن نوفل بْن خويلد بْن أسد بْن عبد العزى بْن قصي بْن كلاب بْن مرة القرشي الأسدي وكان من مهاجرة الحبشة، وهو ابن أخي خديجة بنت خويلد، وابن عم ورقة بْن نوفل بْن أسد بْن عبد العزى، وأمه فريعة بنت عدي بْن نوفل بْن عبد مناف بْن قصي وهو جد أَبِي الأسود مُحَمَّد بْن عبد الرحمن بْن الأسود بْن نوفل، يتيم عروة بْن الزبير، شيخ مالك بْن أنس.
وروى بْن إِسْحَاق في تسمية من هاجر إِلَى أرض الحبشة إِلَى جوار النجاشي: الأسود بْن نوفل بْن خويلد بْن أسد بْن عبد العزى.
وقال الزبير بْن بكار: كان نوفل شديدًا عَلَى المسلمين، وهو الذي قرن أبا بكر، وطلحة في حبل بمكة لأجل الإسلام، فقيل لهما: القرينان، وقتل يَوْم بدر كافرًا، قال: وقد انقرض ولد نوفل بْن خويلد.
أخرجه ثلاثتهم.(1/233)
156- الأسود بن وهب
س: الأسود بْن هلال المحاربي كوفي قتل في الجماجم سنة نيف وثمانين، وقيل: أدرك الجاهلية أيضًا، استدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده.(1/233)
157- الأسود بن هلال
ب د ع: الأسود بْن وهب بْن عبد مناف بْن زهرة وقيل: وهب بْن الأسود.
روى صدقة بْن عَبْد اللَّهِ، عن أَبِي معبد حفص بْن غيلان، عن زيد بْن أسلم، عن وهب ابن الأسود، عن أبيه الأسود بْن وهب خال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ألا أنبئك بشيء عسى اللَّه أن ينفعك به؟، قال: بلى، قال: إن أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه بغير حق، رواه أَبُو بكر الأعين، عن عمرو بْن أَبِي سلمة، عن أَبِي معبد، عن الحكم الأيلي، عن زيد بْن أسلم، عن وهب بْن الأسود خال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن النَّبِيّ بهذا.
وروى الْقَاسِم، عن عائشة، رضي اللَّه عنها: أن الأسود بْن وهب خال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استأذن عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال النَّبِيّ: يا خال، ادخل، فدخل، فبسط له رداءه، وقال: اجلس عليه، قال: حسبي، قال: أجلس عَلَى ما أنت عليه؟ قال: إن الخال والد يا خال، من أسدي إليه معروف فلم يشكر، فإنه إذا ذكر فقد شكر.
أخرجه ثلاثتهم.(1/233)
158- الأسود بن يزيد
ب س: الأسود بْن يَزِيدَ بْن قيس بن عَبْد اللَّهِ بْن مالك بْن علقمة بْن سلامان بْن كهل بْن بكر بْن عوف بْن النخع النخعي أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلمًا ولم يره، روي عنه أَنَّهُ قال: قضى فينا معاذ في اليمن، ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حي، في رجل ترك ابنته وأخته، فأعطى الابنة النصف، والأخت النصف.
والأسود هذا هو صاحب ابن مسعود، وهو أخو عبد الرحمن بْن يَزِيدَ، وابن أخي علقمة بْن قيس، وكان أكبر من علقمة، وهو خال إِبْرَاهِيم بْن يَزِيدَ، أمه مليكة بنت يزيد النخعي.
روى عن عمر، وابن مسعود، وعائشة رضي اللَّه عنهم، وهو من فقهاء الكوفة وأعيانهم، توفي سنة خمس وسبعين.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.(1/234)
159- الأسود
د ع: الأسود كان اسمه أسود فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبيض.
روى بكر بْن سوادة، عن سهل بْن سعد، قال: كان رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه أسود، فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبيض، وقد تقدم ذكره في أبيض.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/235)
160- أسيد بن أبي أسيد
س: أسيد بفتح الهمزة وكسر السين، هو أسيد بْن أَبِي أسيد، فالأول مفتوح الهمزة، والثاني بضمها وفتح السين، وهو أَبُو أسيد مالك بْن ربيعة بْن البدن، وقيل: البدي، والأول أكثر بْن عامر بْن عوف بْن حارثة بْن عمرو بْن الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرجي الساعدي.
ذكره عبدان المروزي في الصحابة.
وروى بِإِسْنَادِهِ، عن عمر بْن الحكم، عن أسيد بْن أَبِي أسيد، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج امرأة من بلجون، قال: فبعثني فجئتها، فأنزلها بالشعب في أجم، ثم أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، جئتك بأهلك، قال: فأتاها، فأهوى إليها ليقبلها، فقالت: أعوذ بالله منك، فقال: عذت بمعاذ، فردها إِلَى أهلها.
قال أَبُو موسى: كذا أورده عبدان، والصحيح أن عمر بْن الحكم روى ذلك عن أَبِي أسيد، وهذا هو المشهور، والمستعيذة قد اختلف فيها، فقيل: أميمة، وقيل: مليكة الليثية، وقيل: عزة، وقيل: فاطمة بنت الضحاك.
وقوله: من بلجون: يريد بني الجون.
أخرجه أَبُو موسى.(1/235)
161- أسيد بن أبي أناس
س: أسيد بالفتح أيضًا، وهو أسيد بْن أَبِي أناس بْن زنيم بْن عمرو بْن عَبْد اللَّهِ بْن جابر بْن محمية بْن عبيد بْن عدي بْن الدئل بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة بْن خزيمة بْن مدركة بْن إلياس بْن مضر الكناني الدؤلي العدوي، وهو ابن أخي سارية بْن زنيم الذي ناداه عمر بْن الخطاب وهو عَلَى المنبر.
وقال أَبُو أحمد العسكري: أسيد بكسر السين، منهم أسيد بْن أَبِي أناس، وهو أسيد بْن زنيم، فعلى هذا يكون أخا سارية.
وكان أسيد شاعرًا، فأهدر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دمه.
قال ابن عباس: إن وفد بني عدي بْن الدئل قدموا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيهم الحارث بْن وهب، وعويمر بْن الأخرم، وحبيب، وربيعة ابنا مسلمة، ومعهم رهط من قومهم، وطلبوا منه أن لا يقاتلوه، ولا يقاتلوا معه قريشًا، وتبرءوا إليه من أسيد بْن أَبِي أناس، وقالوا: إنه قد نال منك، فأباح النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دمه، وبلغ أسيدًا ذاك، فأتى الطائف، فلما كان عام الفتح خرج سارية بْن زنيم إِلَى الطائف، فأخبر أسيدًا بذلك، وأخذه وأتى به النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجلس بين يديه وأسلم، فأمنه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومسح وجهه وصدره، فقال:
وأنت الفتى تهدي معدًا لدينها بل اللَّه يهديها وقال لك: اشهد
فما حملت من ناقة فوق كورها أبر وأوفى ذمة من مُحَمَّد
وأكسى لبرد الخال قبل ابتذاله وأعطى لرأس السابق المتجرد
تعلم رَسُول اللَّهِ أنك قادر عَلَى كل حي متهمين ومنجد
تعلم بأن الركب ركب عويمر هم الكاذبون المخلفو كل موعد
أنبوا رَسُول اللَّهِ أن قد هجوته؟ فلا رفعت سوطي إلي إذن يدي
سوى أنني قد قلت: ويل أم فتية أصيبوا بنحس لا بطلق وأسعد
وهي أكثر من هذا.
فلما أنشده: وأنت الفتى تهدي معدًا لدينها قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بل اللَّه يهديها قال الشاعر: بل اللَّه يهديها وقال لك: اشهد قال أَبُو نصر الأمير: أسيد بْن أَبِي أناس بْن زنيم بْن محمية بْن عبيد بْن عدي بْن الديل، كان شاعرًا، وهو الذي كان يحرض عَلَى علي بْن أَبِي طالب، رضي اللَّه عنه، فأهدر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دمه، ثم أتاه عام الفتح، فأسلم وصحبه، وقد أسقط ابن ماكولا من نسبه، والصحيح ما ذكرناه أولا.
وذكره المرزباني، بضم الهمزة، وفتح السين، والأول أصح.
أخرجه أَبُو موسى.(1/236)
162- أسيد بن جارية
ب س: أسيد بفتح الهمزة أيضًا، هو أسيد بْن جارية بْن أسيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن غيرة بْن عوف بْن ثقيف، وهو قسي بْن منبه بْن بكر بْن هوازن.
أسلم يَوْم الفتح، وشهد حنينًا.
قال أَبُو عمر: وهو جد عمرو بْن أَبِي سفيان بْن أسيد الذي روى عنه الزُّهْرِيّ حديث الذبيح إِسْحَاق.
قال البخاري: وقيل: عمرو بْن أسيد، والأول أصح.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.(1/237)
163- أسيد بن سعية القرظي
ب س: أسيد بالفتح أيضًا هو ابن سعية القرظي.
أسلم وأحرز ماله، وحسن إسلامه.
وذكر الطبري، عن ابن حميد، عن سلمة، عن أَبِي إِسْحَاق، قال: ثم إن ثعلبة بْن سعية، وأسيد بْن سعية، وأحمد بْن عبيد، وهم من بني هدل، أسلموا تلك الليلة التي نزلت فيها قريظة عَلَى حكم سعد.
قال البخاري: توفي أسيد بْن سعية، وثعلبة بْن سعية في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تقدم الخلاف في اسمه في أسد.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.(1/237)
164- أسيد بن صفوان
ب د ع: أسيد بْن صفوان بالفتح أيضًا.
له صحبة، عداده في أهل الحجاز، تفرد بالرواية عنه عَبْد الْمَلِكِ بْن عمير.
(58) أخبرنا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُكَارِمِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي زَكَرِيَّاءِ يَزِيدَ بْنِ إِيَاسٍ الأَزْدِيِّ الْمَوْصِلِيِّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، أخبرنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، أخبرنا دُلْهُمُ بْنُ يَزِيدَ الْمَوْصِلِيُّ، حدثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، أخبرنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، عن عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عن أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَرَجَّتِ الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ، وَدُهِشَ النَّاسُ، كَيَوْمِ قُبِضَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مُسْرِعًا بَاكِيًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ يَقُولُ: الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا بَكْرٍ، كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِيمَانًا، وَأَكْثَرَهُمْ يَقِينًا، وَأَعْظَمَهُمْ غِنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَى الإِسْلامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآمَنَهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَكْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْيًا وَسَمْتًا وَخُلُقًا وَدَلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاكَ اللَّهُ عن الإِسْلامِ، وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا، صَدَّقْتَ بِرَسُولِ اللَّه حِينَ كَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاكَ فِي كِتَابِهِ صِدِّيقًا.
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، عن عِمْرَانَ الْقَطَّانِ أَبِي الْعَوَّامِ، عن أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَدَوِيِّ، بِإِسْنَادِهِ، وَرَوَاهُ بَعْضُ الْمَرَاوِزَةُ، عن عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عن عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عن أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ.
أَخْرَجَهُ ثَلاثَتُهُمْ.(1/238)
165- أسيد بن عمرو
س: أسيد بْن عمرو بْن محصن بْن عمرو من بني عمرو بْن مبذول، ثم من بني النجار.
شهد بدرًا.
اختلف في اسمه، فقيل: بشر، وقيل: بشير، وقيل: ثعلبة، أخرجه أَبُو موسى، وقال: أخرجوه في غير باب الألف، إلا أن طلبه في كتبهم في باب الألف لم يجده، وعسى أن لا يعرف أَنَّهُ مختلف فيه.(1/239)
166- أسيد بن كرز
د: أسيد بْن كرز القسري بالفتح أيضًا.
ذكره ابن منيع، وقد تقدم نسبه في أسد، وهو جد خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ القسري، وقيل: أسد، وهو الصحيح، وروى خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيدَ بْن أسيد، عن أبيه، عن جده أسد بْن كرز، وكان خَالِد جوادًا ممدحًا، إلا أَنَّهُ كان يبالغ في سب علي، فقيل: كان يفعله خوفًا من بني أمية، وقيل غير ذلك، وكان أمير العراق لهشام بْن عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان.
أخرجه ابن منده.(1/239)
167- أسيد المزني
د ع: أسيد المزني بالفتح أيضًا.
مجهول.
روى حديثه يحيى بْن سَعِيد الأنصاري القطان، عن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سلمة، عن أسيد المزني، قال: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومًا أريد أن أسأله، فوجدت عنده رجلًا يريد أن يسأله، فأعرض عنه مرتين أو ثلاثًا، ثم قال: من كان عنده أوقية، ثم سأل فقد سأل إلحافًا، هذا حديث غريب.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/239)
168- أسيد بن ثعلبة
ب: أسيد بضم الهمزة وفتح السين، هو أسيد بْن ثعلبة الأنصاري شهد بدرًا، وشهد صفين مع علي بْن أَبِي طالب.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.(1/240)
169- أسيد بن أبي الجدعاء
س: أسيد بضم الهمزة، هو ابن أَبِي الجدعاء.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: قال ابن ماكولا: يقال: له صحبة، روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن شقيق، كذا ذكره ابن ماكولا، والذي روى عنه ابن شقيق المشهور أَنَّهُ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي الجدعاء.(1/240)
170- أسيد بن حضير
ب د ع: أسيد بضم الهمزة أيضًا، هو أسيد بْن حضير بْن سماك بْن عتيك بْن امرئ القيس بْن زيد بْن عبد الأشهل بْن جشم بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي الأشهلي.
يكنى: أبا يحيى، بابنه يحيى، وقيل: أبا عِيسَى، كناه بها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقيل: كنيته أَبُو عتيك، وقيل: أَبُو حضير، وقيل: أَبُو عمرو.
وكان أبوه حضير فارس الأوس في حروبهم مع الخزرج، وكان له حصن واقم، وكان رئيس الأوس يَوْم بعاث، وأسلم أسيد قبل سعد بْن معاذ عَلَى يد مصعب بْن عمير بالمدينة، وكان إسلامه بعد العقبة الأولى، وقيل: الثانية، وكان أَبُو بكر الصديق، رضي اللَّه عنه، يكرمه ولا يقدم عليه واحدًا، ويقول: إنه لا خلاف عنده.
أمه أم أسيد بنت السكن، وشهد العقبة الثانية، وكان نقيبًا لبني عبد الأشهل، وقد اختلف في شهوده بدرًا، فقال ابن إِسْحَاق، وابن الكلبي: لم يشهدها، وقال غيرهما: شهدها، وشهد أحدًا، وما بعدها من المشاهد، وشهد مع عمر فتح البيت المقدس.
روى عنه: كعب بْن مالك، وَأَبُو سَعِيد الخدري، وأنس بْن مالك، وعائشة رضي اللَّه عنها.
وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين زيد بْن ثابت بْن حارثة، وكان من أحسن الناس صوتًا بالقرآن، وكان أحد العقلاء الكملة أهل الرأي، وله في بيعة أَبِي بكر أثر عظيم.
روى عنه أنس بْن مالك، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال للأنصار: إنكم سترون بعدي أثرة، قَالُوا: فما تأمرنا يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: اصبروا حتى تلقوني عَلَى الحوض.
(59) أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَسَاكِرَ، عن أَبِي الْمُظَفَّرِ الْقُشَيْرِيِّ، إِجَازَةً، قَالَ: أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْكَرِيمِ، أخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ الأَزْهَرِيُّ، أخبرنا أَبُو عَوَانَةَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكِيمِ، أخبرنا أَبِي وَشُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ، عن اللَّيْثِ، عن خَالِدٍ هُوَ ابْنُ يَزِيدَ، عن أَبِي هِلالٍ يَعْنِي: سَعْدًا، عن يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عن أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ، قَالَ: قَرَأْتُ لَيْلَةً سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَفَرَسٌ لِي مَرْبُوطٌ، وَيَحْيَى ابْنِي مُضْطَجِعٌ قَرِيبٌ مِنِّي وَهُوَ غُلامٌ، فَجَالَتِ الْفَرَسُ، فَقُمْتُ، وَلَيْسَ لِي هُمٌّ إِلا ابْنِي، ثُمَّ قَرَأْتُ، فَجَالَتِ الْفَرَسُ، فَقُمْتُ وَلَيْسَ لِي هَمٌّ إِلا ابْنِي، ثُمَّ قَرَأْتُ فَجَالَتِ الْفَرَسُ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا شَيْءٌ كَهَيْئَةِ الظُّلَّةِ فِي مِثْلِ الْمَصَابِيحِ، مُقْبِلٌ مِنَ السَّمَاءِ فَهَالَنِي، فَسَكَتُّ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: اقْرَأْ يَا أَبَا يَحْيَى، فَقُلْتُ: قَدْ قَرَأْتُ، فَجَالَتْ فَقُمْتُ لَيْسَ هُمٌّ لِي إِلا ابْنِي، فَقَالَ لِي: اقْرَأْ يَا أَبَا يَحْيَى، فَقُلْتُ: قَدْ قَرَأْتُ فَجَالَتِ الْفَرَسُ، فَقَالَ: اقْرَأْ أَبَا حُضَيْرٍ، فَقْلُت: قَدْ قَرَأْتُ فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا كَهَيْئَةِ الظُّلَّةِ فِيهَا الْمَصَابِيحُ فَهَالَنِي، فَقَالَ: تِلْكَ الْمَلائِكَةُ دَنَوْا لِصَوْتِكَ، وَلَوْ قَرَأْتَ حَتَّى تُصْبِحَ لأَصْبَحَ النَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ
(60) أخبرنا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُكَارِمِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ، أخبرنا الْخَطِيبُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ، أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ طَوْقٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو جَابِرٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: حدثنا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عن سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عن سُهَيْلٍ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ توفي أسيد بْن حضير في شعبان سنة عشرين، وحمل عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه السرير حتى وضعه بالبقيع، وصلى عليه، وأوصى إِلَى عمر، فنظر عمر في وصيته، فوجد عليه أربعة آلاف دينار، فباع ثم نخلة أربع سنين بأربعة آلاف، وقضى دينه.
أخرجه ثلاثتهم.
حضير بضم الحاء المهملة، وفتح الضاد المعجمة، وبعدها ياء تحتها نقطتان، وآخره راء.(1/240)
171- أسيد ابن أخي رافع
د ع: أسيد بالضم أيضًا، هو ابن أخي رافع بْن خديج.
روى عنه عكرمة، ومجاهد، روى أَبُو مسعود، عن حماد بْن مسعدة، عن ابن جريج، عن عكرمة بْن خَالِد، أن أسيدًا حدثه، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إذا وجد الرجل سرقة، وكان الرجل غير متهم، إن شاء أخذها بالثمن وَإِن شاء اتبع سارقه.
وقضى بذلك أَبُو بكر، وعمر، وعثمان، قاله ابن منده.
وقال أَبُو نعيم في هذه الترجمة: ذكره بعض الواهمين، يعني: ابن منده، وأخرج له هذا الحديث، وهو أسيد بْن ظهير.
وروي هذا الحديث بعينه، عن ابن جريج، عن عكرمة بْن خَالِد المخزومي، أن أسيد بْن ظهير الأنصاري أحد بني حارثة كان عاملًا عَلَى اليمامة، وأن مروان كتب إليه أن معاوية كتب إليه: أيما رجل سرقت منه سرقة فهو أحق بها حيثما وجدها، فكتب إِلَى مروان، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى إن كان الذي ابتاعها من الذي سرقها غير متهم، فخير سيدها، فإن شاء أخذ ما سرق منه بثمنه، أو اتبع سارقه، ثم قضى بذلك بعده أَبُو بكر، وعمر، وعثمان، فكتب بذلك مروان إِلَى معاوية، فكتب إليه معاوية: إنك لست أنت ولا أسيد بقاضيين علي، ولكني قضيت عليكما فيما وليت، فأرسل مروان إِلَى أسيد بكتاب معاوية، فقال أسيد: لست أقضي ما وليت بما قال معاوية.
قال أَبُو نعيم: رواه هذا الواهم من حديث أَبِي مسعود، ولم ينسب أسيدًا، وجعله ترجمة عَلَى حدة، وقد أخرج أَبُو مسعود هذا الحديث في مسند المقلين، عن حماد في ترجمة أسيد بْن ظهير، وَإِن لم ينسب أسيدًا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، والصواب قول أَبِي نعيم.
وأسيد: بضم الهمزة، وفتح السين، وظهير: بضم الظاء المعجمة، وفتح الهاء.(1/242)
172- أسيد بن ساعدة
ب س: أسيد بضم الهمزة أيضًا، هو ابن ساعدة بْن عامر بْن عدي بْن جشم بْن مجدعة بْن حارثة بْن الحارث الأنصاري الأوسي الحارثي.
شهد أحدًا هو، وأخوه، أَبُو حثمة، وابنه يزيد بْن أسيد، وهو عم سهل بْن أَبِي حثمة.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
حارثة: بالحاء والثاء المثلثة.(1/243)
173- أسيد بن سعية
ب س: أسيد بالضم أيضًا، هو ابن سعية، وقيل: بفتح الهمزة، وقيل: أسد.
وقد تقدم ذكره فيهما.
قال أَبُو عمر: قال إِبْرَاهِيم بْن سعد، عن ابن إِسْحَاق: أسيد بالضم، وقال يونس بْن بكير عنه: أسيد بالفتح، قال الدارقطني: وهو الصواب.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.(1/243)
174- أسيد بن ظهير
ب د ع: أسيد بْن ظهير بضم الهمزة أيضًا، وظهير بْن رافع بْن عدي بْن زيد بْن عمرو بْن زيد بْن جشم بْن حارثة بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي.
له صحبة ورواية، ساق ابن منده، وَأَبُو نعيم نسبه كما ذكرناه، إلا أنهما قالا: عدي بْن زيد بْن جشم، فأسقطا زيدًا الأول، وعمرًا، وأثبتهما ابن الكلبي، وَأَبُو عمر، وغيرهما، وهو الصواب، وقالا: هو عم رافع بْن خديج، وليس كذلك، وَإِنما هو ابن عمه، لأن رافع بْن خديج بْن عدي، فظهير عمه، وهو أخو أنس بْن ظهير لأبيه وأمه، وأخو عباد بْن بشر لأمه، أمهم فاطمة بنت بشر بْن عدي بْن غنم بْن عوف، ويكنى أسيد: أبا ثابت، عداده في أهل المدينة، استصغر يَوْم أحد وشهد الخندق.
(61) أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ عن أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، حدثنا أَبُو كُرَيْبٍ وَابْنُ وَكِيعٍ، قَالا: أخبرنا أَبُو أُسَامَةَ، عن عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عن ابْنِ أَبِي الأَبْرَدِ، أَنَّهُ سَمِعَ أُسَيْدَ بْنَ ظُهَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ يُحَدِّثُ عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قاَلَ: صَلاةٌ فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ كَعُمْرَةٍ.
وَاسْمُ ابْنُ أَبِي الأَبْرَدِ: زِيَادٌ مَوْلَى بَنِي خَطْمَةَ. وروى ابن منده، بِإِسْنَادِهِ عن عمير بْن عبد المجيد، عن عبد الحميد بْن جَعْفَر، عن أبيه، عن رافع بْن خديج، عن أسيد بْن ظهير، أَنَّهُ رجع من عند رَسُول اللَّهِ، فقال: نهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن كراء الأرض.
قال أَبُو نعيم: وهم بعض الناس، فقال: رافع بْن خديج، عن أسيد، وَإِنما هو رافع بْن أسيد، رواه خَالِد بْن الحارث الهجيمي، وهو أحد الأثبات المتقنين، فقال: رافع بْن أسيد بْن ظهير، عن أبيه.
توفي أسيد بْن ظهير في خلافة عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان.
أخرجه ثلاثتهم.
ظهير: بضم الظاء المعجمة، وفتح الهاء، وخديج: بفتح الخاء المعجمة، وكسر الدال المهملة، وآخره جيم.(1/243)
175- أسيد بن يربوع
ب ع س: أسيد بالضم أيضًا، هو ابن يربوع بْن البدي بْن عمرو بْن عوف بْن حارثة بْن عمرو بْن الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي الساعدي.
وهو ابن عم أَبِي أسيد مالك بْن ربيعة الساعدي، شهد أحدًا، وقتل باليمامة شهيدًا.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
البدي: بالباء الموحدة، وقيل: بالياء تحتها نقطتان، وآخره ياء، وقيل: البدن بالباء الموحدة وآخره نون.
وقال أَبُو أحمد العسكري: البدي بالباء الموحدة، وتشديد الدال، وليس بشيء.
قال أَبُو عمر: واختلفوا في فتح الدال وكسرها.(1/245)
176- أسير بن جابر
د ع: أسير بضم الهمزة وفتح السين وآخره راء، هو أسير بْن جابر.
يعد في البصريين، في صحبته نظر.
روى عمران القطان، عن قتادة، عن أَبِي العالية، عن أسير بْن جابر، أن ريحًا هبت عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلعنها رجل، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تلعنها فإنها مأمورة، ومن لعن شيئًا ليس بأهله رجعت اللعنة عليه.
ورواه أبان، عن قتادة، عن أَبِي العالية، عن ابن عباس.
من حديث أسير، ما رواه حميد بْن عبد الرحمن عنه، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الحياء لا يأتي إلا بخير.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/245)
177- أسير بن عروة
ب س: أسير بْن عروة وقيل: ابن عمرو بْن سواد بْن الهيثم بْن ظفر بْن سواد الأنصاري الظفري الأوسي روى الواقدي، بِإِسْنَادِهِ عن محمود بْن لبيد، قال: كان أسير بْن عروة رجلًا منطقيًا بليغًا، فسمع بما قال قتادة بْن النعمان بْن زيد بْن عامر بْن سواد بْن ظفر في بني أبيرق للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجمع جماعة من قومه، وأتى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: إن قتادة، وعمه عمدا إِلَى أهل بيت منا، أهل حسب وصلاح، يقولان لهم القبيح بغير ثبت ولا بينة، ثم انصرف، فأقبل قتادة إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجبهه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقام قتادة من عنده، وأنزل اللَّه تعالى فيهم: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} .
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى، إلا أن أبا موسى جعل الترجمة أسير بْن عمرو، وقيل: ابن عروة، وجعلها أَبُو عمر: أسير بْن عروة حسب، وهما واحد.(1/245)
178- أسير بن عمرو الدرمكي، بالضم أيضا
ب د ع: أسير بْن عمرو الدرمكي بالضم أيضًا.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يسمع منه.
قال علي بْن المديني: أسير بْن عمرو هو أسير بْن جابر.
قال ابن منده: وروى هو، وَأَبُو نعيم، أَنَّهُ روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أصرم الأحمق.
وقال أَبُو عمر: أسير بْن عمرو بْن جابر، ويقال: يسير، بالياء، المحاربي، ويقال فيه: أسير بْن جابر، ويسير بْن جابر، فينسب إِلَى جده، وقيل: إنه كندي، يكنى: أبا الخيار، قاله عباس، عن ابن معين.
وقال علي بْن المديني: أهل الكوفة يسمونه أسير بْن عمرو، وأهل البصرة يسمونه أسير بْن جابر، وهو معدود في كبار أصحاب ابن مسعود.
وروى عن: أَبِي بكر، وعمر.
وروى عنه من أهل البصرة: زرارة بْن أوفى، وَأَبُو نضرة، وابن سيرين، ومن أهل الكوفة: المسيب بْن رافع، وَأَبُو إِسْحَاق الشيباني.
وولد مهاجر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومات سنة خمس وثمانين، وأدرك الجاهلية، قاله أَبُو إِسْحَاقَ الشيباني.
وروى حميد بْن عبد الرحمن عنه، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لا يأتيك من الحياء إلا خير.
وروى عمرو بْن قيس بْن أسير، وقيل: يسير، عن أبيه، عَنْ جده، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أصرم الأحمق.
ورواه شهاب بْن خراش، عن أبيه، عن أسير بْن عمرو، وكان رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ موقوفًا.
أخرجه ثلاثتهم، إلا أن أبا عمر جعل هذا، وأسير بْن جابر واحدًا، وجعلهما ابن منده، وَأَبُو نعيم اثنين، والله أعلم.(1/246)
179- أسير بن عمرو
ب د ع: أسير بالضم والراء أيضًا هو أسير بْن عمرو بْن قيس بْن مالك بْن عدي بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار بْن ثعلبة بْن عمرو بَن الخزرج، يكنى: أبا سليط بْن أَبِي خارجة الأنصاري الخزرجي النجاري من بني عدي بْن النجار.
شَهِدَ بَدْرًا، وَرَوَى عَنْهُ اِبْنُهُ عَبْدُ اَللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن أكل لحوم الحمر الأهلية بخيبر، والقدور تفور بها، فأكفأناها.
وقيل فيه: أسيرة بالهاء في آخره، ذكره ابن ماكولا، وَأَبُو عمرو.
وقد ذكره مُحَمَّد بْن إِسْحَاق من رواية سلمة: أسيرة، وذكره من رواية يونس: أنس ونذكره في أنس، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ثلاثتهم، ويذكر في الكنى، إن شاء اللَّه تعالى.(1/247)
باب الهمزة والشين المعجمة وما يثلثهما(1/247)
180- الأشج العبدي
ب د ع: الأشج العبدي واسمه المنذر بْن الحارث بْن زياد بْن عصر بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن جذيمة بْن عوف بْن أنمار بْن عمرو بْن وديعة بْن لكيز بْن أفصى بْن عبد القيس بْن أفصى بْن دعمي بْن جديلة بْن أسد ابن ربيعة بْن نزار بْن معد بْن عدنان العبدي العصري قاله ابن الكلبي، وقيل في نسبه غير ذلك، ويذكر في المنذر بْن عائذ، إن شاء اللَّه تعالى.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد عبد القيس.
(62) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ الدِّينِيُّ الْمَخْزُومِيُّ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا هُشَيْمٌ، أخبرنا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عن الأَشَجِّ، أَشَجُّ عَبْدِ الْقَيْسِ، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ فِيكَ لَخَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هُمَا؟ قَالَ: الْحِلْمُ، وَالأَنَاةُ، أَوِ الْحِلْمُ وَالْحَيَاءُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَانَا فِيَّ أَمْ حَدِيثٌ؟ قَالَ: بَلْ قَدِيمٌ، قَالَ: قُلْتُ: الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا.
أَخْرَجَهُ ثَلاثَتُهُمْ.(1/247)
181- أشرس بن غاضرة
د ع: أشرس بْن غاضرة له صحبة وذكر، روى إِسْحَاق بْن الحارث القرشي، قال: رأيت عمير بْن جابر، وأشرس بْن غاضرة الكندي، وكانت لهما صحبة، يخضبان بالحناء والكتم.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/248)
182- أشرف
س: أشرف غير منسوب ذكره ابن ياسين فيمن قدم هراة من الصحابة.
أخبرنا أَبُو موسى كتابة، أخبرنا أَبُو زكرياء بْن منده، إجازة، أخبرنا عمي، أخبرنا أَبُو سَعِيد النصروي، بنيسابور، أخبرنا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن العباس بْن أحمد بْن عصم، أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ أحمد بْن مُحَمَّدِ بْنِ ياسين الحافظ بذلك.
أخرجه أَبُو موسى.(1/248)
183- أشرف
س: أشرف آخر قال أَبُو موسى: قدم من الشام، ذكرناه في ترجمة أبرهة.
أخرجه أَبُو موسى.(1/249)
184- الأشعث العبدي
د ع: الأشعث بْن جودان العبدي قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقيل: عمير بْن جودان، وهو الصحيح.
روى أَبُو حمزة، عن عطاء بْن السائب، عن عمير بْن الأشعث بْن جودان، عن أبيه: أَنَّهُ قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد عبد القيس.
ورواه غيره، فقال: الأشعث بْن عمير بْن جودان.
قال ابن منده: وهو الصواب، وقال أَبُو نعيم: الصحيح الأشعث بْن عمير، عن أبيه، فقلبه بعض الناس، عن ابن شقيق، عن ابن حمزة، عن عطاء، فقال: عمير بْن الأشعث وهو خطأ، والذي ذكرناه عن ابن منده مثل أَبِي نعيم، فما لطعنه عليه وجه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/249)
185- الأشعث بن قيس
ب د ع: الأشعث بْن قيس بْن معدي كرب بْن معاوية بْن جبلة بْن عدي بْن ربيعة بْن الحارث بْن معاوية بْن ثور الكندي كذا ساق نسبه ابن منده، وَأَبُو نعيم، والذي ذكره هشام الكلبي: الأشعث، واسمه: معدي كرب بْن قيس، وهو الأشج بْن معدي كرب بْن معاوية بْن جبلة بْن عدي بْن ربيعة بْن معاوية الأكرمين بْن الحارث الأصغر بْن معاوية بْن الحارث الأكبر بْن معاوية بْن ثور بْن مرتع، واسمه عمرو بْن معاوية بْن ثور بْن عفير، وثور ابن عفير هو كندة، وَإِنما قيل له: كندة، لأنه كند أباه النعمة.
وهكذا ذكره أَبُو عمر أيضًا، وهو الصحيح، وكنيته: أَبُو مُحَمَّد.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة عشر من الهجرة في وفد كندة، وكانوا ستين راكبًا فأسلموا، وقال الأشعث لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنت منا، فقال: نحن بنو النضر بْن كنانة لا نقفو أمنا، ولا ننتفي من أبينا، فكان الأشعث يقول: لا أوتى بأحد ينفي قريشًا من النضر بْن كنانة إلا جلدته.
ولما أسلم خطب أم فروة أخت أَبِي بكر الصديق، فأجيب إِلَى ذلك، وعاد إِلَى اليمن.
(63) أخبرنا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكِنْدِيِّ، عن الأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَشْكَرُ النَّاسِ للَّهِ أَشْكَرُهُمْ لِلنَّاسِ وكان الأشعث ممن ارتد بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسير أَبُو بكر الجنود إِلَى اليمن، فأخذوا الأشعث أسيرًا، فأحضر بين يديه، فقال له: استبقني لحربك، وزوجني أختك، فأطلقه أَبُو بكر، وزوجه أخته، وهي أم مُحَمَّد بْن الأشعث، ولما تزوجها اخترط سيفه، ودخل سوق الإبل، فجعل لا يرى جملا، ولا ناقة إلا عرقبه، وصاح الناس: كفر الأشعث، فلما فرغ طرح سيفه، وقال: إني والله ما كفرت، ولكن زوجني هذا الرجل أخته، ولو كنا ببلادنا لكانت لنا وليمة غير هذه، يا أهل المدينة، انحروا وكلوا، ويا أصحاب الإبل، تعالوا خذوا أثمانها، فما رئي وليمة مثلها.
وشهد الأشعث اليرموك بالشام، ففقئت عينه، ثم سار إِلَى العراق، فشهد القادسية، والمدائن، وجلولاء، ونهاوند، وسكن الكوفة، وابتنى بها دارًا، وشهد صفين مع علي، وكان ممن ألزم عليًا بالتحكيم، وشهد الحكمين بدومة الجندل، وكان عثمان رضي اللَّه عنه، قد استعمله عَلَى أذربيجان، وكان الحسن بْن علي تزوج ابنته، فقيل: هي التي سقت الحسن السم، فمات منه.
وروى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث، روى عنه: قيس بْن أَبِي حازم، وَأَبُو وائل، وغيرهما، وشهد جنازة، وفيها جرير بْن عَبْد اللَّهِ البجلي، فقدم الأشعث جريرًا، وقال: إن هذا لم يرتد عن الإسلام، وَإِني ارتددت، ونزل فيه قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا} الآية، لأنه خاصم رجلًا في بئر، فنزلت.
وتوفي سنة اثنتين وأربعين، وصلى عليه الحسن بْن عَلِيٍّ، قاله ابن منده، وهذا وهم، لأن الحسن لم يكن بالكوفة سنة اثنتين وأربعين، إنما كان قد سلم الأمر إِلَى معاوية، وسار إِلَى المدينة.
وقال أَبُو نعيم: توفي بعد علي بأربعين ليلة، وصلى عليه الحسن بْن علي.
وقال أَبُو عمر: مات سنة اثنتين وأربعين، وقيل: سنة أربعين، وصلى عليه الحسن بْن عَلِيٍّ، وهذا لا مطعن فيه عَلَى أَبِي عمر.
أخرجه ثلاثتهم.(1/249)
186- أشيم الضبابي
ب س: أَشِيمُ الضَّبَّانِيُّ قتل في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(64) أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، حدثنا قُتَيْبَةُ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا: حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: إِنَّ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: الدِّيَةُ عَلَى الْعَاقِلَةِ، وَلا تَرِثُ الْمَرْأَةُ مِنْ دِيَةِ زَوْجِهَا، حَتَّى أَخْبَرَهُ الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ الْكِلابِيُّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ: وَرِثَتْ امْرَأَةُ أُشَيْمَ الضَّبَابِيِّ مِنْ دِيَةِ زَوْجِهَا.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
(65) وأخبرنا أَبُو مُوسَى الأَصْفَهَانِيُّ، إِجَازَةً، أخبرنا أَبُو الْفَتْحِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ وَأَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالا: أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ، أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ أَبُو الشَّيْخِ، أخبرنا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِيَاسٍ، أخبرنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عن مَالِكٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ قَتْلُ أَشْيَمَ خَطَأٌ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ، وَأَبُو مُوسَى.(1/251)
باب الهمزة والصاد وما يثلثهما(1/252)
187- أصبغ بن غياث
د ع: أصبغ بْن غياث، أو عتاب ذكره بعض الرواة في الصحابة.
روى حماد بْن بحر، عن مُحَمَّدِ بْنِ ميسر، عن عمر بْن سليمان، عن جابر، عن الشعبي، عن الأصبغ بْن غياث أو عتاب، شك حماد، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: فيكم أيتها الأمة خلتان لم يكونا في الأمم قبلكم الحديث.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
ميسرة: بضم الميم، وفتح السين المهملة المشددة.(1/252)
188- أصحمة النجاشي
د ع: أصحمة النجاشي ملك الحبشة أسلم في عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأحسن إِلَى المسلمين الذين هاجروا إِلَى أرضه، وأخباره معهم ومع كفار قريش الذين طلبوا منه أن يسلم إليهم المسلمين مشهورة، وتوفي ببلاده قبل فتح مكة، وصلى عليه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة، وكبر عليه أربعًا.
وأصحمة اسمه، والنجاشي لقب له ولملوك الحبشة، مثل كسرى للفرس، وقيصر للروم.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وهذا وأشباهه ممن لم ير النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس لذكرهم في الصحابة معنى، وَإِنما أتبعناهم في ذلك.(1/252)
189- أصرم الشقري
ب د ع: أصرم الشقري من شقرة بطن من تميم، واسم شقرة: معاوية بْن الحارث بْن تميم بْن مر.
إنما سمي شقرة ببيت قاله وهو:(1/252)
190- أصرم
د ع: أصرم ويقال: أصيرم، واسمه: عمرو بْن ثابت بْن وقش بْن زغبة بْن زعوراء بْن عبد الأشهل بْن جشم بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي الأشهلي.
قتل يَوْم أحد، وشهد له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة، وسيذكر في عمرو، إن شاء اللَّه تعالى، أتم من هذا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/253)
191- أصيد بن سلمة
س: أصيد بْن سلمة السلمي
وقد حمل الرمح الأصم كعوبه به من دماء الحي كالشقرات
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعا له النَّبِيّ، وسماه زرعة.
روى بشر بْن المفضل، عن بشير بْن ميمون، عن عمه أسامة بْن أخدري، عن أصرم، قال: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بغلام أسود، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، إني اشتريت هذا، وَإِني أحببت أن تسميه، وتدعو له بالبركة، فقال: ما اسمك؟، قلت: أصرم، قال: بل أنت زرعة، فما تريده؟، قلت: أريده راعيًا، قال: فهو عاصم، وقبض النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كفه.
أخرجه ثلاثتهم.
189
(66) أخبرنا أَبُو مُوسَى، إِجَازَةً، أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّاءِ هُوَ ابْنُ مَنْدَهْ، فِي كِتَابِهِ، أخبرنا أَبِي وَعَمِّي، قَالا: حدثنا أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الشِّيرَازِيُّ، بِمَا أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ الْبَزَّازُ، بِتُسْتَرَ، أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُبَارَكِ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ الْكُوفِيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى، حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ الرُّصَافِيُّ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عن أَبِيهِ عَلِيٍّ، عن أَبِيهِ الْحُسَيْنِ، عن أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً، فَأَسَرُوا رَجُلًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، يُقَالُ لَهُ: الأَصْيَدُ بْنُ سَلَمَةَ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقَّ لَهُ، وَعَرَضَ عَلَيْهِ الإِسْلامَ، فَأَسْلَمَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَاهُ، وَكَانَ شَيْخًا فَكَتَبَ إِلَيْهِ يَقُولُ:
مَنْ رَاكَبَ نَحْوَ الْمَدِينَةِ سَالِمًا حَتَّى يَبْلُغَ مَا أَقُولُ الأَصْيَدَا
إِنَّ الْبَنِينَ شِرَارُهُمْ أَمْثَالُهُمْ مَنْ عَقَّ وَالِدَهُ وَبَرَّ الأَبْعَدَا
أَتَرَكْتَ دِينَ أَبِيكَ وَالشُّمَّ الْعُلَى أَوْدَوا وَتَابَعْتَ الْغَدَاةَ مُحَمَّدَا
فَلأَيِّ أَمْرٍ يَا بُنَيَّ عَقَقْتَنِي وَتَرَكْتَنِي شَيْخًا كَبِيرًا مُفْنِدَا
أَمَّا النَّهَارُ فَدَمْعُ عَيْنِي سَاكِبٌ وَأَبِيتُ لَيْلِي كَالسَّلِيمِ مُسَهَّدَا
فَلَعَلَّ رَبًّا قَدْ هَدَاكَ لِدِينِهِ فَاشْكُرْ أَيَادِيهِ عَسَى أَنْ تُرْشَدَا
وَاكْتُبْ إِلَيَّ بِمَا أَصَبْتَ مِنَ الْهُدَى وَبِدِينِهِ لا تَتْرُكْنِي مُوحِدَا
وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ إِنْ قَطَعْتَ قَرَابَتِي وَعَقَقْتَنِي لَمْ أَلْفَ إِلا لِلْعِدَى
فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَ أَبِيهِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ وَاسْتَأْذَنَهُ فِي جَوَابِهِ، فَأَذِنَ لَهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ:
إِنَّ الَّذِي سَمَّكَ السَّمَاءَ بِقُدْرَةٍ حَتَّى عَلا فِي مُلْكِهِ فَتَوَحَّدَا
بَعَثَ الَّذِي لا مِثْلَهُ فِيمَا مَضَى يَدْعُو لِرَحْمَتِهِ النَّبِيَّ مُحَمَّدَا
ضَخْمُ الدَّسِيعَةِ كَالْغَزَالَةِ وَجْهِهِ قَرْنًا تَأَزَّرَ بِالْمَكَارِم وَارْتَدَى
فَدَعَا الْعِبَادَ لِدِينِهِ فَتَتَابَعُوا طَوْعًا وَكَرْهًا مُقْبِلِينَ عَلَى الْهُدَى
وَتَخَوَّفُوا النَّارَ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا كَانَ الشَّقِيُّ الْخَاسِرُ الْمُتَلَدَّدَا
وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ مَيِّتٌ وَمُحَاسَبٌ فَإِلَى مَتَى هَذِي الضَّلالَةِ وَالرَّدَى
فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَ ابْنِهِ أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.(1/253)
192- أصيل بن عبد الله الهذلي
ب س: أصيل بْن عَبْد اللَّهِ الهذلي وقيل: الغفاري.
روى ابن شهاب الزُّهْرِيّ، قال: قدم أصيل الغفاري قبل أن يضرب الحجاب عَلَى أزواج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدخل عَلَى عائشة، رضي اللَّه عنها، فقالت له: يا أصيل، كيف عهدت مكة؟ قال: عهدتها قد أخصب جنابها، وابيضت بطحاؤها، قالت: أقم حتى يأتيك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يلبث أن دخل عليه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا أصيل، كيف عهدت مكة؟، قال: عهدتها والله قد أخصب جنابها، وابيضت بطحاؤها، وأعذق إذخرها، وأسلب ثمامها، وأمشر سلمها، فقال: حسبك يا أصيل، لا تحزنا.
رواه مُحَمَّد بْن عبد الرحمن القرشي، عن مدلج هو ابن سدرة السلمي، قال: قدم أصيل الهذلي عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مكة، نحوه.
ورواه الحسن، عن أبان بْن سَعِيد بْن العاص، أَنَّهُ قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له: يا أبان، كيف تركت أهل مكة؟ تركتهم وقد جيدوا، وذكر نحوه.
قوله: أعذق إذخرها أي: صارت له أفنان كالعذوق، والإذخر: نبت معروف بالحجاز.
وأسلب ثمامها أي: أخوص، وصار له خوص، والثمام: نبت معروف بالحجاز ليس بالطويل.
وقوله: وأمشر سلمها أي: أورق واخضر، وروي، وأمش بغير راء يعني: أن ثمارها خرجت ناعمة رخصة كالمشاش، والأول أصح، وقوله: جيدوا أي: أصابهم الجود، وهو المطر الواسع، فهو مجود.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى، وروي من طرق، وفيه اختلاف ألفاظ، والمعاني متقاربة.(1/254)
باب الهمزة مع الضاد وما يثلثهما(1/255)
193- الأضبط بن حيي
ع س: الأضبط بْن حيي بْن زعل الأكبر روى حديثه عبد المهيمن بْن الأضبط بْن زعل الأكبر، عن أبيه الأضبط، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.(1/255)
194- الأضبط السلمي
ع د: الأضبط السلمي أَبُو حارثة حديثه عن عبد الرحمن بْن حارثة بْن الأضبط، عن أبيه، عن جده الأضبط السلمي، وكانت له صحبة، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: اطلعت في النار، فرأيت أكثر أهلها النساء.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/256)
باب الهمزة مع العين وما يثلثهما(1/256)
195- أعرس بن عمرو
د ع: أعرس بْن عمرو اليشكري يعد في البصريين.
روى حديثه عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيدَ بْن الأعرس، عن أبيه، عن جده، قال: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهدية فقبلها مني، ودعا لنا في مرعانا، وله بهذا الإسناد أحاديث.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/256)
196- الأعشى المازني
ب د ع: الأعشى المازني من بني مازن بْن عمرو بْن تميم، واسمه: عَبْد اللَّهِ بْن الأعور.
وقيل غير ذلك.
سكن البصرة.
(67) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حدثنا الْمُقَدَّمِيُّ، حدثنا أَبُو مَعْشَرٍ يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ طَيْسَلَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الْمَازِنِيُّ، حَدَّثَنِي الأَعْشَى الْمَازِنِيُّ، أَنَّهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْشَدْتُهُ:
يَا مَالِكَ النَّاِس وَدَيَّانَ الْعَرَبِ إِنِّي لَقِيتُ ذِرْبَةً مِنَ الذَّرَبِ
غَدَوْتُ أَبْغِيهَا الطَّعَامَ فِي رَجَبٍ فَخَلَفَتْنِي فِي نِزَاعٍ وَهَرَبْ
أَخْلَفَتِ الْعَهْدَ وَلَطَتْ بِالذَّنَبْ وَهُنَّ شَرٌّ غَالِبٌ لِمَنْ غَلِبَ
قَالَ: فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلِبَ.
وَسَبَبُ هَذِه الأَبْيَاتِ أَنَّ الأَعْشَى كَانَتْ عِنْدَهُ امْرَأَةٌ اسْمُهَا مُعَاذَةُ، فَخَرَجَ يَمِيرُ أَهْلَهُ مِنْ هَجْرٍ، فَهَرَبَتْ امْرَأَتُهُ بَعْدَهُ نَاشِزًا عَلَيْهِ، فَعَاذَتْ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: مُطَرِّفُ بْنُ نَهْصَلٍ، فَجَعَلَهَا خَلْفَ ظَهْرِهِ، فَلَمَّا قَدِمَ الأَعْشَى لَمْ يَجِدْهَا فِي بَيْتِهِ، وَأُخْبِرَ أَنَّهَا نَشَزَتْ عَلَيْهِ، وَأَنَّهَا عَاذَتْ بِمُطَرِّفٍ، فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ عَمِّ، عِنْدَكَ امْرَأَتِي مُعَاذَةُ، فَادْفَعْهَا إِلَيَّ، فَقَالَ: لَيْسَتْ عِنْدِي، وَلَوْ كَانَتْ عِنْدِي لَمْ أَدْفَعْهَا إِلَيْكَ، وَكَانَ مُطَرِّفٌ أَعَزَّ مِنْهُ، فَسَارَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَاذَ بِهِ، وَقَالَ الأَبْيَاتَ، وَشَكَا إِلَيْهِ امْرَأَتَهُ، وَمَا صَنَعَتْ، وَأَنَّهَا عِنْدَ مُطَرِّفِ بْنِ نَهْصَلٍ، فَكَتَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مُطَرِّفٍ: انْظُرِ امْرَأَةَ هَذَا مُعَاذَةَ فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ، فَأَتَاهُ كِتَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُرِئَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا مُعَاذَةَ، هَذَا كِتَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيكِ، وَأَنَا دَافِعُكِ إِلَيْهِ، قَالَتْ: خُذْ لِي الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ، وَذِمَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لا يُعَاقِبَنِي فِيمَا صَنَعْتُ، فَأَخَذَ لَهَا ذَلِكَ، وَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
لَعَمْرُكَ مَا حُبِّي مُعَاذَةَ بِالَّذِي يُغَيِّرُهُ الْوَاشِي وَلا قِدَمُ الْعَهْدِ
وَلا سُوءُ مَا جَاءَتْ بِهِ إِذْ أَزَلَّهَا غُوَاةُ رِجَالٍ إِذْ يُنَادُونَهَا بَعْدِي
، أَخْرَجَهُ ثَلاثَتُهُمْ هَاهُنَا. وأخرجوه في عَبْد اللَّهِ بْن الأعور، إلا أن أبا عمر، قال: الحرمازي المازني، وليس في نسب الحرماز إِلَى تميم مازن، فإنه قد ذكر هو، وابن منده، وَأَبُو نعيم: مازن بْن عمرو بْن تميم، فإذن يكون الحرماز بطنا من مازن، وَإِنما هو ابن مالك بْن عمرو بْن تميم، وقيل: الحرماز بْن الحارث بْن عمرو بْن تميم، وهم إخوة مازن بْن مالك بْن عمرو بْن تميم، وقد جرت عادتهم ينسبون أولاد البطن القليل إِلَى أخيه إذا كان مشهورًا، مثل أولاد نعيلة بْن مليل أخي غفار بْن مليل يقال لهم: غفاريون، منهم الحكم بْن عمرو الغفاري، وليس من غفار، وَإِنما هو من بني نعيلة، قيل ذلك لكثرة غفار وشهرتها، ومثل بني مالك بْن أفصى أخي أسلم بْن أفصى، ينسب كثير من ولده إِلَى أسلم لشهرة أسلم، عَلَى أن أبا عمر يعلم ما لم يعلم، فإن الرجل عالم بالنسب، والله أعلم.(1/256)
197- الأعور بن بشامة العنبري
س: الأعور بْن بشامة العنبري
(68) قال أَبُو موسى: ذكره عبدان بْن مُحَمَّد.
وقال: حدثنا مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ مرزوق البصري، أخبرنا، عن، عن: أنهم أتوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في حجرته نائم ونحن ننتظره، إذ جاء عيينة بْن حصن الفزاري بسبي بلعنبر، فقلنا: يا رَسُول اللَّهِ، ما لنا سبينا وقد جئنا مسلمين؟ قال: احلفوا أنكم جئتم مسلمين، فكففت أنا، ووردان، وقال ربيعة: أنا أحلف يا رَسُول اللَّهِ، أنا ما جئنا حتى وجهنا مساجدنا، وعشرنا أموالنا، وجئنا مسلمين، فقال: اذهبوا عفا اللَّه عنكم، وقال لربيعة: أنت الأصيلع الحلاف.
قال عبدان: لا أعلم كتبنا له حديثًا، إلا عن هذا الشيخ.
قلت: وقد ذكر هشام الكلبي الأعور ونسبه، واسمه: ناشب، وهو الأعور بْن بشامة بْن نضلة بْن سنان بْن جندب بْن الحارث بْن جهمة بْن عدي بْن جندب بْن العنبر بْن عمرو بْن تميم، ولم يذكر له صحبة، وَإِنما قال: كان شريفًا رئيسًا، وعادته يذكر من له وفادة وصحبة بذلك، ولم يهمله إلا، ولم تصح عنده صحبته.
وهذا استدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، وقال: وردان بْن مخرمة، ويذكر في بابه إن شاء اللَّه تعالى، والذي ذكره ابن ماكولا: مخرم بضم الميم، وفتح الخاء المعجمة، وكسر الراء المشددة، وآخره ميم، والله أعلم.(1/258)
198- أعين بن ضبيعة
ب: أعين بْن ضبيعة بْن ناجية بْن عقال بْن مُحَمَّدِ بْنِ سفيان بْن مجاشع بْن دارم بْن مالك بْن حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة بْن تميم الدارمي ثم المجاشعي يجتمع هو والفرزدق الشاعر في ناجية، فإن الفرزدق هو همام بْن غالب بْن صعصعة بْن ناجية، ويجتمع هو والأقرع بْن حابس بْن عقال في عقال وهو الذي عقر الجمل الذي كانت عليه عائشة رضي اللَّه عنها يَوْم الجمل.
أخرجه أَبُو عمر.
ولما أرسل معاوية عَبْد اللَّهِ بْن الحضرمي إِلَى البصرة ليملكها له بلغ الخبر عليًا، فأرسل أعين بْن ضبيعة ليقاتله، ويخرجه من البصرة، فقتل أعين غيلة، وذلك سنة ثمان وثلاثين، وقد ذكرنا الحادثة في الكامل في التاريخ، فأرسل علي رضي اللَّه عنه بعده حارثة بْن قدامة التميمي السعدي، ففرق جمع ابن الحضرمي، وأحرق عليه الدار التي تحصن فيها، فاحترق فيها.(1/258)
باب الهمزة والغين وما يثلثهما(1/259)
199- الأغر الغفاري
ب د ع: الأغر الغفاري نسبه أَبُو عمر غفاريًا، وأما ابن منده، وَأَبُو نعيم فقالا: الأغر رجل من الصحابة، وذكرا عنه الحديث الذي يرويه شبيب بْن روح، عن الأغر، أَنَّهُ قال: صليت خلف النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصبح، فقرأ بالروم.
وأما أَبُو نعيم، فيرد كلامه عند ذكر الأغر بْن يسار، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ثلاثتهم.(1/259)
200- الأغر المزني
ب د: الأغر المزني قال ابن منده: روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن عمر، ومعاوية بْن قرة المزني.
روى خَالِد بْن أَبِي كريمة، عن معاوية بْن قرة، عن الأغر المزني، أن رجلا أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إني أصبحت ولم أوتر، فقال: إنما الوتر بالليل، أعادها ثلاثًا.
(69) أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الأَصْفَهَانِيُّ بِإِسْنَادِهِ، عن مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: حدثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ جَمِيعًا، عن حَمَّادٍ، قَالَ يَحْيَى: أخبرنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن ثَابِتٍ، عن أَبِي بَرْدَةَ، عن الأَغَرِّ الْمُزْنِيِّ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو عمر.(1/259)
201- الأغر بن يسار
د ع: الأغر بْن يسار الجهني له صحبة.
روى عنه أَبُو بردة بْن أَبِي موسى، وغيره، عداده في أهل الكوفة.
روى عنه عمرو بْن مرة، عن أَبِي بردة، عن الأغر، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: إني لأستغفر اللَّه في اليوم سبعين مرة.
هذا معنى ما قاله ابن منده.
وأما أَبُو عمر، فإنه جعل هذا، والمزني واحدًا، فقال: الأغر المزني، ويقال: الجهني، وهما واحد، له صحبة، روى عنه أهل البصرة: أَبُو بردة وغيره، ويقال: إنه روى عنه ابن عمر، قال: وقيل: إن سليمان بْن يسار روى عنه، ولا يصح، وقد جعل أَبُو عمر هذا، والذي قبله واحدًا.
وأما أَبُو نعيم، فقال: الأغر بْن يسار المزني، وقيل: جهني، يعد في الكوفيين.
روى عنه أَبِي بردة وغيره، وذكر الحديث الذي:
(70) أخبرنا بِهِ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمُطَرِّزُ، إِجَازَةً، أخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَمَّالُ، قَالا: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عن يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ، أخبرنا أَبُو دَاوُدَ هُوَ الطَّيَالِسِيُّ، عن شُعْبَةَ، عن عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عن أَبِي بَرْدَةَ، عن الأَغَرِّ الْمُزْنِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَا أَيَّهُاَ النَّاُس، تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَرَوَى نَافِعٌ، عن ابْنِ عُمَرَ، عن الأَغَرٍّ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ مُزَيْنَةَ، كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ لَهُ أَوْسُقٌ مِنْ تَمْرٍ عَلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي السَّلْمِ. ثم قال أَبُو نعيم: الأغر روى عنه: عَبْد اللَّهِ بْن عمر، ومعاوية بْن قرة المزني.
قال: وذكره بعض الناس، يعني: ابن منده في ترجمة أخرى، وزعم أَنَّهُ غير الأول، وهما واحد، وذكر حديث معاوية بْن قرة، عن الأغر المزني في الوتر، وقال: وذكره بعض الناس أيضًا، وجعله ترجمة أخرى، وهو المتقدم.
وروى له أَبُو نعيم حديث شبيب بْن روح، عن الأغر المزني، وكانت له صحبة أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ في الصبح بالروم.
قال أَبُو نعيم: وهذا الأحاديث الثلاثة عن أَبِي بردة، ومعاوية بْن قرة، وشبيب بْن روح جمعتها في ترجمة واحدة، ومن الناس من فرقها، وجعلها ثلاث تراجم، وهو عندي رجل واحد، هذا قول أَبِي نعيم.
قلت: قد جعل ابن منده الأغر ثلاث تراجم، وهو: المزني، والجهني، والثالث لم ينسبه، وهو الأول الذي جعله أَبُو عمر غفاريًا، وجعلهما أَبُو عمر ترجمتين، وهما الغفاري، والذي لم ينسبه ابن منده، وهو الذي روى قراءة سورة الروم، والمزني.
وقال: هو الجهني، وله حجة أن الراوي عنهما واحد وهو ابن عمر، ومعاوية بْن قرة، وأما قول أَبِي نعيم: أن الثلاثة واحد فهو بعيد، فإن الذي يجعل التراجم واحدة، فإنما يفعله لاتحاد النسبة، أو الحديث، أو الراوي، وربما اجتمعت في شخص واحد، أما هذه التراجم، فليست كذلك، فإن الغفاري لم يشارك في النسبة ولا في الراوي عنه، ولا في الحديث، فلا شك أَنَّهُ صحيح.
وأما الآخران فاشتراكهما في الرواية عنهما يوهم أنهما واحد.
وقد ذكر أَبُو أحمد العسكري ترجمة الأغر المزني، وذكر فيها: إني لأستغفر اللَّه سبعين مرة، وحديث الأوسق من التمر، والله أعلم.(1/260)
202- الأغلب الراجز
الأغلب الراجز العجلي وهو الأغلب بْن جشم بْن عمرو بْن عبيدة بْن حارثة بْن دلف بْن جشم بْن قيس بْن سعد بْن عجل بْن لجيم قال ابن قتيبة: أدرك الإسلام، فأسلم وحسن إسلامه، وهاجر ثم كان فيمن سار إِلَى العراق مع سعد بْن أَبِي وقاص، فنزل الكوفة، واستشهد في وقعة نهاوند، وقبره بها، ذكره الأشيري.(1/261)
باب الهمزة والفاء وما يثلثهما(1/262)
203- أفطس
ب د ع: أفطس ولا يعرف له اسم ولا قبيلة.
سكن الشام.
قال أَبُو نعيم: ولم يذكره من الماضين أحد في الصحابة، وَإِنما ذكره بعض المتأخرين من حديث ابن أَبِي عبلة، قال: أدركت رجلا من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقال له: الأفطس عليه ثوب خز.
أخرجه ثلاثتهم.
قلت: قد وافق ابن منده عَلَى إخراجه أَبُو عمر، فإنه ذكره، وكذلك ذكره ابن أَبِي عاصم في الآحاد والمثاني، وقالا: روى عنه ابن أَبِي عبلة، وقال: رأيت رجلًا من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليه ثوب خز، فبان بهذا أن ابن منده لم ينفرد بذكره.
والله أعلم.(1/262)
204- أفلح بن أبي القعيس
ب د ع: أفلح بْن أَبِي القعيس وقيل: أفلح أَبُو القعيس، وقيل: أخو أَبِي القعيس.
(71) أخبرنا أَبُو الْمَكَارِمِ فِتْيَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمِينَةَ الْجَوْهَرِيُّ، بِإِسْنَادِهِ عن الْقَعْنَبِيِّ، عن مَالِكٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن عُرْوَةَ، عن عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ أَفْلَحَ أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهَا، وَهُوَ عَمُّهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ، بَعْدَ أَنْ نَزَلَ الْحِجَابُ، قَالَتْ: فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي صَنَعْتُ، فَأَمَرَنِي أَنْ آذَنَ لَهُ.
وَقَدْ رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَيُونُسُ، وَمَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيّ، نَحْوَهُ.
وَرَوَاهُ ابْنُ نُمَيْرٍ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ، فَقَالَ: إِنَّ أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَطَاءٌ، عن عُرْوَةَ، وَرَوَاهُ عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عن الْقَاسِم بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْقُعَيْسِ، أَنَّهُ جَاءَ إِلَى عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
وَالصَّحِيحُ: أَنَّهُ أَخُو أَبِي الْقُعَيْسِ.
أَخْرَجَهُ ثَلاثَتُهُمْ.(1/262)
205- أفلح مولى الرسول صلى الله عليه وسلم
ب د ع: أفلح مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ابن منده: أراه هو الذي قال له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ترب وجهك، وأما أَبُو نعيم، فروى له حديث أم سلمة، قالت: رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غلامًا لنا يقال له: أفلح، ينفخ إذا سجد، فقال له: ترب وجهك.
وروى حبيب المكي، عن أفلح مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: أخاف عَلَى أمتي من بعدي ضلالة الأهواء، واتباع الشهوات، والغفلة بعد المعرفة.
أخرجه ثلاثتهم.(1/263)
206- أفلح مولى أم سلمة
د ع: أفلح مولى أم سلمة.
قال ابن منده: له ذكر في حديث أم سلمة أنها قالت: رَأَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غلامًا لي يقال له: أفلح، إذا سجد نفخ، فقال له: ترب وجهك.
وأما أَبُو نعيم، فجعل هذا والذي قبله واحدًا، فقال: أفلح مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو الذي يقال له: مولى أم سلمة، قال: ومن الناس من فرقهما، فجعلهما اثنين يعني: ابن منده، وقال في الأول: أراه الذي قال له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ترب وجهك، وذكر الثاني، وأورد له هذا الحديث بعينه، فحكم عَلَى نفسه بأنهما واحد، فلا أعلم لم فرق بينهما؟ وأما أَبُو عمر، فلم يذكر غير الأول.
(72) أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، قَالَ: أخبرنا ابْنُ مَنِيعٍ، أخبرنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، أخبرنا مَيْمُونٌ أَبُو حَمْزَةَ، عن أَبِي الصَّالِحِ، عن أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلامًا لَنَا يُقَالُ لَهُ: أَفْلَحُ، إِذَا سَجَدَ نَفَخَ، فَقَالَ: يَا أَفْلَحُ، تَرِّبْ وَجْهَكَ، فَهَذَا أَبُو عِيسَى قَدْ جَعَلَ الَّذِي قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَرِّبْ وَجْهَكَ هُوَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَمَا لابْنِ مَنْدَهْ عُذْرٌ فِي أَنَّهُ قَالَ فِي الأَوَّلِ: أَرَاهُ الَّذِي قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَرِّبْ وَجْهَكَ.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ: وَرَوَى بَعْضُهُمْ، عن أَبِي حَمْزَةَ، فَقَالَ: مَوْلَى لَنَا يُقَالُ لَهُ: رَبَاحٌ، وَيَرِدُ فِي مَوْضِعِهِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.(1/263)
207- أفلح أبو فكيهة
أفلح أَبُو فكيهة مولى بني عبد الدار، وقيل: مولى صفوان بْن أمية.
أسلم قديمًا بمكة، وكان ممن يعذب في اللَّه، وهو مشهور بكنيته، ويذكر هناك، إن شاء اللَّه تعالى، وقيل: اسمه يسار، ذكره الطبري.(1/264)
باب الهمزة والقاف وما يثلثهما(1/264)
208- الأقرع بن حابس
ب د ع: الأقرع بْن حابس بْن عقال بْن مُحَمَّدِ بْنِ سفيان بْن مجاشع بْن دارم بْن مالك بْن حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة بْن تميم ساقوا هذا النسب، إلا أن ابن منده، وأبا نعيم، قالا: جندلة بدل حنظلة، وهو خطأ، والصواب حنظلة، قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع عطارد بْن حاجب بْن زرارة، والزبرقان بْن بدر، وقيس بْن عاصم، وغيرهم من أشراف تميم بعد فتح مكة، وقد كان الأقرع بْن حابس التميمي، وعيينة بْن حصن الفزاري شهدا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتح مكة، وحنينًا، وحضرا الطائف.
فلما قدم وفد تميم كان معهم، فلما قدموا المدينة قال الأقرع بْن حابس، حين نادى: يا مُحَمَّد، إن حمدي زين، وَإِن ذمي شين، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذلكم اللَّه سبحانه، وقيل: بل الوفد كلهم نادوا بذلك، فخرج إليهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: ذلكم اللَّه، فما تريدون؟، قَالُوا: نحن ناس من تميم جئنا بشاعرنا، وخطيبنا لنشاعرك، ونفاخرك، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما بالشعر بعثنا، ولا بالفخار أمرنا، ولكن هاتوا، فقال الأقرع بْن حابس لشاب منهم: فم يا فلان، فاذكر فضلك وقومك، فقال: الحمد لله الذي جعلنا خير خلقه، وآتانا أموالا نفعل فيها ما نشاء، فنحن خير من أهل الأرض، أكثرهم عددًا، وأكثرهم سلاحًا، فمن أنكر علينا قولنا، فليأت بقول هو أحسن من قولنا، وبفعال هو أفضل من فعالنا، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لثابت بْن قيس بْن شماس الأنصاري، وكان خطيب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قم فأجبه، فقام ثابت، فقال: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأومن به، وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، دعا المهاجرين من بني عمه أحسن الناس وجوهًا، وأعظم الناس أحلامًا، فأجابوه، والحمد لله الذي جعلنا أنصاره، ووزراء رسوله، وعزًا لدينه، فنحن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللَّه، فمن قالها منع منا نفسه وماله، ومن أباها قاتلناه، وكان رغمه في اللَّه تعالى هينا، أقول قولي هذا وأستغفر اللَّه للمؤمنين والمؤمنات.
فقال الزبرقان بْن بدر لرجل منهم: يا فلان، قم فقل أبياتًا تذكر فيها فضلك، وفضل قومك، فقال:
نحن الكرام فلا حي يعادلنا نحن الرءوس وفينا يقسم الربع
ونطعم الناس عند المحل كلهم من السديف إذا لم يؤنس القزع
إذا أبينا فلا يأبى لنا أحد إنا كذلك عند الفخر نرتفع
فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: علي بحسان بْن ثابت، فحضر، وقال: قد آن لكم أن تبعثوا إِلَى هذا العود، والعود: الجمل المسن، فقال له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قم فأجبه، فقال: أسمعني ما قلت، فأسمعه، فقال حسان:
نصرنا رَسُول اللَّهِ والدين عنوة عَلَى رغم عات من معد وحاضر
بضرب كإيزاغ المخاض مشاشه وطعن كأفواه اللقاح الصوادر
وسل أحدًا يَوْم استقلت شعابه بضرب لنا مثل الليوث الخوادر
ألسنا نخوض الموت في حومة الوغى إذا طاب ورد الموت بين العساكر
ونضرب هام الدراعين وننتمي إِلَى حسب من جذم غسان قاهر
فأحياؤنا من خير من وطئ الحصى وأمواتنا من خير أهل المقابر
فلولا حياء اللَّه قلنا تكرما عَلَى الناس بالخيفين: هل من منافر
فقام الأقرع بْن حابس، فقال: إني، والله يا مُحَمَّد، لقد جئت لأمر ما جاء له هؤلاء، قد قلت شعرًا فاسمعه، قال: هات، فقال:
أتيناك كيما يعرف الناس فضلنا إذا خالفونا عند ذكر المكارم
وأنا رءوس الناس من كل معشر وأن ليس في أرض الحجاز كدارم
فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قم يا حسان فأجبه، فقال:
بني دارم لا تفخروا إن فخركم يعود وبالا عند ذكر المكارم
هبلتم علينا؟ تفخرون وأنتم لنا خول من بين ظئر وخادم
فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لقد كنت غنيًا يا أخا بني دارم أن يذكر منك ما كنت ترى أن الناس قد نسوه، فكان قول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أشد عليهم من قول حسان.
ثم رجع حسان إِلَى قوله:
وأفضل ما نلتم من المجد والعلى ردافتنا من بعد ذكر المكارم
فإن كنتم جئتم لحقن دمائكم وأموالكم أن تقسموا في المقاسم
فلا تجعلوا لله ندًا وأسلموا ولا تفخروا عند النَّبِيّ بدارم
وَإِلا ورب البيت مالت أكفنا عَلَى رءوسكم بالمرهفات الصورم
فقام الأقرع بْن حابس، فقال: يا هؤلاء، ما أدري ما هذا الأمر؟ تكلم خطيبنا، فكان خطيبهم أرفع صوتا، وتكلم شاعرنا، فكان شاعرهم أرفع صوتا، وأحسن قولا، ثم دنا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأنك رَسُول اللَّهِ، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يضرك ما كان قبل هذا.
وفي وفد بني تميم نزل قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} .
تفرد برواية هذا الحديث مطولًا بأشعاره المعلى بْن عبد الرحمن بْن الحكم الواسطي.
(73) أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ وَأَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سُؤْرَةَ، قَالَ: حدثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالا: أخبرنا سُفْيَانُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن أَبِي سَلَمَةَ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَبْصَرَ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُقَبِّلُ الْحَسَنَ، وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: أَوِ الْحُسَيْنِ، فَقَالَ: إِنَّ لِي مِنَ الْوَلَدِ عَشْرَةٌ مَا قَبَّلْتُ وَاحِدًا مِنْهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ
(74) وأخبرنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الأَصْفَانِيُّ، إِجَازَةً، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حدثنا عَفَّانُ، أخبرنا وُهَيْبٌ، أخبرنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عن الأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ، أَنَّهُ نَادَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ مَدْحِي زَيْنٌ، وَإِنَّ ذَمِّي شَيْنٌ، فَقَالَ: ذَلِكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا حَدَّثَ أَبُو سَلَمَةَ، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد الأقرع بْن حابس مع خَالِد بْن الْوَلِيد حرب أهل العراق، وشهد معه فتح الأنبار، وهو كان عَلَى مقدمة خَالِد بْن الْوَلِيد.
قال ابن دريد: اسم الأقرع: فراس، ولقب الأقرع لقرع كان في رأسه، والقرع: انحصاص الشعر، وكان شريفًا في الجاهلية والإسلام، واستعمله عَبْد اللَّهِ بْن عامر عَلَى جيش سيره إِلَى خراسان، فأصيب بالجوزجان هو والجيش.(1/264)
209- الأقرع بن شفي
ب د ع: الأقرع بْن شفي العكي نزيل الرملة، توفي في خلافة عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه، قاله ضمرة بْن ربيعة.
روى حديثه المفضل بْن أَبِي كريم بْن لفاف، عن أبيه، عن جده لفاف، عن الأقرع بْن شفي العكي، قال: دخل علي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مرضي، فقلت: لا أحسب إلا أني ميت في مرضي هذا، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كلا لتبقين، ولتهاجرن إِلَى أرض الشام، وتموت وتدفن بالربوة من أرض فلسطين.
ورواه ضمرة بْن ربيعة، عن قادم بْن ميسور القرشي، عن رجال من عك، عن الأقرع نحوه، أخرجه ثلاثتهم.(1/267)
210- الأقرع بن عبد الله
ب: الأقرع بْن عَبْد اللَّهِ الحميري بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ذي مران، وطائفة من اليمن.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.(1/268)
211- الأقرع الغفاري
د ع: الأقرع الغفاري في صحبته نظر.
روى حديثه عاصم الأحول، عن أَبِي حاجب، عن الأقرع الغفاري: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يتوضأ الرجل بفضل وضوء المرأة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/268)
212- الأقرم بن زيد
ب د ع: أقرم آخره ميم، هو الأقرع بْن زيد أَبُو عَبْد اللَّهِ الخزاعي روى حديثه داود بْن قيس، عن عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أقرم الخزاعي، عن أبيه عَبْد اللَّهِ، قال: كنت مع أَبِي بالقاع من نمرة، فمر بنا ركب، فأناخوا بناحية الطريق، فقال لي أَبِي: كن في بهمك حين آتي هؤلاء القوم، فإني سائلهم، قال: فخرج وخرجت في أثره، قال: فإذا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(75) أخبرنا أَبُو الْقَاسِم يَعِيشُ بْنُ صَدَقَةَ بْنِ عَلِيٍّ الْفُرَاتِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ النَّسَائِيِّ، أخبرنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، أخبرنا إِسْمَاعِيلُ، أخبرنا دَاوُدُ بن قَيْسٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ ابْنِ أَقْرَمَ، عن أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُنْتُ أَرَى عُفْرَةَ إِبِطِهِ إِذَا سَجَدَ.
رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَالطَّيَالِسِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، فَقَالُوا: عن عُبَيْدِ اللَّهِ، وَرَوَاهُ وَكِيعٌ، فَقَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَرْقَمُ، وَلا يَصِحُّ، وَالصَّوَابُ أَقْرَمُ.
أَخْرَجَهُ ثَلاثَتُهُمْ.(1/268)
213- أقعس بن سلمة
ب د ع: أقعس بْن سلمة، وقيل: مسلمة الحنفي السحيمي.
يعد في أهل اليمامة، وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو، وطلق بْن عَلِيٍّ، وسلم بْن حنظلة، وعلي بْن شيبان، كلهم من بني سحيم بْن مرة بْن الدول بْن حنيفة بْن لجيم بْن صعب بْن عَلِيِّ بْنِ بكر بْن وائل، بطن من بني حنيفة.
روى حديثه المنهال بْن عَبْد اللَّهِ بْن صبرة بْن هوذة، عن أبيه، قال: أشهد لجاء الأقعس بْن سلمة بالإداوة التي بعث بها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينضح بها مسجد قران.
هكذا رواه جماعة، ورواه غيرهم، فقال: الأقيصر بْن سلمة، ولا يصح.
أخرجه ثلاثتهم.(1/269)
214- الأقمر أبو علي
س: الأقمر أَبُو علي، وكلثوم الوادعي كوفي.
قال ابن شاهين: يقال: إن اسمه عمرو بْن الحارث بْن معاوية بْن عمرو بْن ربيعة بْن عَبْد اللَّهِ بْن وادعة بطن من همدان، قال: إن صح، وَإِلا فهو مرسل.
(76) أخبرنا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عِيسَى الأَصْفَهَانِيُّ الْحَافِظُ، كِتَابَةً، أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، إِذْنًا، عن كِتَابِ أَبِي أَحْمَدَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحُسَيْنِ، حدثنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ، أخبرنا هِشَامُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هِشَامٍ الْقَارِيُّ بِدِمَشْقَ، أخبرنا أَبُو مَسْلَمَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَلْهَانِيُّ، أخبرنا عَبْدُ الْعَظِيمِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ زُغْبَانَ، أخبرنا أَبُو حَنِيفَةَ، عن عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، عن أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالنُّفْسَاءُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِيبُ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ يَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.(1/269)
باب الهمزة مع الكاف وما يثلثهما(1/270)
215- أكبر الحارثي
أكبر الحارثي كان اسمه أكبر فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشيرًا قاله ابن ماكولا.(1/270)
216- أكتل بن شماخ
ب: أكثل بْن شماخ بْن يَزِيدَ بْن شداد بْن صخر بْن مالك بْن لؤي بْن ثعلب بْن سعد بْن كنانة بْن الحارث بْن عوف بْن وائل بْن قيس بْن عوف بْن عبد مناة بْن أد بْن طابخة العكلي نسبه هكذا هشام بْن الكلبي، وقال: كان علي بْن أَبِي طالب إذا نظر إِلَى أكتل قال: من أحب أن ينظر إِلَى الصبيح الفصيح فلينظر إِلَى أكتل.
قال أَبُو عمر: وشهد يَوْم الجسر، وهو يَوْم قس الناطف مع أَبِي عبيد والد المختار الثقفي، وأسر فرخان شاه، وضرب عنقه، وشهد القادسية، وله فيها آثار محمودة.
أخرجه أَبُو عمر.(1/270)
217- أكثم بن الجون
ب د ع: أكثم بْن الجون وقيل: ابن أَبِي الجون، واسمه: عبد العزى بْن منقذ بْن ربيعة بْن أصرم بْن ضبيس بْن حرام بْن حبشية بْن كعب بْن عمرو بْن ربيعة، وهو لحي بْن حارثة بْن عمرو مزيقياء، وعمرو بْن ربيعة هو أَبُو خزاعة وإليه ينسبون.
هكذا نسبه هشام.
قيل: هو أَبُو معبد الخزاعي زوج أم معبد في قول، وهو الذي قال له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رأيت الدجال، فإذا أشبه الناس به أكثم بْن عبد العزى، فقام أكثم، فقال: أيضرني شبهي إياه؟ فقال: لا، أنت مؤمن وهو كافر، وقيل: بل قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما:
(77) أخبرنا بِهِ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَا الثَّقَفِيُّ، أخبرنا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التِّكْرِيتِيُّ الْوَزَّانُ، أخبرنا الأَدِيبُ أَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَابَزَدَ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ، أخبرنا أَبُو عَرُوبَةَ، أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ، أخبرنا سَعِيدُ بْنُ بَزِيعٍ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، أَنَّ أَبَا صَالِحٍ السَّمَّانَ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لأَكْثَمَ بْنِ الْجَوْنِ: يَا أَكْثَمُ بْنَ الْجَوْنِ، رَأَيْتَ عَمْرَو بْنَ لُحَيٍّ يَجْرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ، فَمَا رَأَيْتُ رَجُلا أَشْبَهَ بِرَجُلٍ مِنْكَ بِهِ، قَالَ أَكْثَمُ: عَسَى أَنْ يَضُرَّنِي شَبَهُهُ؟ قَالَ: لا، إِنَّكَ مُؤْمِنٌ وَهُوَ كَافِرٌ، إِنَّهُ كَانَ أَوَّلَ مَنْ غَيَّرَ دِينَ إِسْمَاعِيلَ، فَنَصَبَ الْأَوْثَانَ، وَسَيَّبَ السَّائِبَةَ، وَبَحَّرَ الْبَحِيرَةَ، وَوَصَلَ الْوَصِيلَةَ، وَحَمَى الْحَامِي.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: الْحَدِيثُ الَّذِي فِيهِ ذِكْرُ الدَّجَّالِ لا يَصِحُّ، إِنَّمَا يَصِحُّ مَا قَالَهُ فِي ذِكْرِ عَمْرِو بْنِ لُحَيٍّ. وهو عم سليمان بْن صرد الخزاعي، رأس التوابين الذي قتل بعين الوردة طالبًا بثأر الحسين ابن علي عليه السلام، وسيرد ذكره، إن شاء اللَّه تعالى.
ومن حديث أكثم ما رواه ضمرة بْن ربيعة، عن عَبْد اللَّهِ بْن شوذب، عن أَبِي نهيك، عن شبل بْن خليد المزني، عن أكثم بْن الجون، قال: قلنا: يا رَسُول اللَّهِ، فلان لجريء في القتال، قال: هو في النار، قال: قلنا: يا رَسُول اللَّهِ، فلان في عبادته واجتهاده، ولين جانبه في النار، فأين نحن؟ قال: إن ذاك اختار النفاق، وهو في النار، قال: فكنا نتحفظ عليه في القتل، فكان لا يمر به فارس، ولا راجل إلا وثب عليه، فكثر جراحه، فأتينا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلنا: يا رَسُول اللَّهِ، استشهد فلان، قال: هو في النار، فلما اشتد به ألم الجراح أخذ سيفه، فوضعه بين ثدييه، ثم اتكأ عليه حتى خرج من ظهره، فأتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: أشهد أنك رَسُول اللَّهِ، فقال: إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة، وَإِنه لمن أهل النار، وَإِن الرجل ليعمل بعمل أهل النار، وَإِنه لمن أهل الجنة، تدركه الشقوة والسعادة عند خروج نفسه، فيختم له بها.
أخرجه الثلاثة.(1/270)
218- أكثم بن صيفي بن عبد العزى
د ع: أكثم بْن صيفي وهو ابن عبد العزى بْن سعد بْن ربيعة بْن أصرم.
من ولد كعب بْن عمرو.
عداده في أهل الحجاز.
ساق هذا النسب ابن منده، وَأَبُو نعيم.
ولما بلغ أكثم ظهور رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرسل إليه رجلين يسألانه عن نسبه، وما جاء به، فأخبرهما، وقرأ عليهما: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عن الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} ، فعادا إِلَى أكثم فأخبراه، وقرآ عليه الآية، فلما سمع أكثم ذلك، قال: يا قوم، أراه يأمر بمكارم الأخلاق، وينهى عن ملائمها، فكونوا في هذا الأمر رؤساء، ولا تكونوا أذنابًا، وكونوا فيه أولا، ولا تكونوا آخرًا، فلم يلبث أن حضرته الوفاة، فأوصى أهله: أوصيكم بتقوى اللَّه، وصلة الرحم، فإنه لا يبلى عليها أصل، ولا يهتصر عليها فرع.(1/272)
219- أكثم بن صيفي
د: أكثم بْن صيفي قاله ابن منده، وقال: قد تقدم ذكره، روى عَبْد الْمَلِكِ بْن عمير، عن أبيه، قال: بلغ أكثم بْن أَبِي الجون مخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأراد أن يأتيه، فأبى قومه أن يدعوه، قال: فليأته من يبلغه عني، ويبلغني عنه، فأرسل رجلين، فأتيا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالا: نحن رسل أكثم، وذكر حديثًا طويلًا، أخرجه ابن منده وحده.
قلت: أخرج ابن منده هذه التراجم الثلاث، وأخرج أَبُو نعيم الترجمتين الأوليين، ولم يخرج الثالثة، وذكر النسب فيهما كما سقناه عنهما، وهو من عجيب القول، فإنهما ذكرا النسب في الأولى والثانية واحدًا، ولا شك أنهما رأيا في الأول النسب متصلًا إِلَى حارثة بْن عمرو مزيقياء، ورأياه في الثاني لم يتصل، إنما هو ربيعة بْن أصرم من ولد كعب بْن ربيعة، فظناه غير الأول وهو هو، وزادا عَلَى ذلك بأن رويا عنه في الترجمة الأولى، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: يا أكثم، اغز مع غير أهلك يحسن خلقك، ثم إنهما ذكراه في اسم حنظلة بْن الربيع الكاتب الأسيدي، وجعلاه من أسيد بْن عمرو بْن تميم، وقالا: ابن أخي أكثم بْن صيفي، فكيف يكون أكثم بْن صيفي في هذه الترجمة خزاعيًا، ويكون في ترجمة حنظلة تميميًا؟ والصحيح فيه أَنَّهُ أكثم بْن صيفي بْن رياح بْن الحارث بْن مخاشن بْن معاوية بْن شريف بْن جروة بْن أسيد بْن عمرو بْن تميم، هكذا ساق نسبه غير واحد من العلماء، منهم ابن حبيب، وابن الكلبي، وَأَبُو نصر بْن ماكولا، وغيرهم لا اختلاف عندهم أَنَّهُ من تميم، ثم من بني أسيد، ولو لم يسوقا نسبه مثل نسب أكثم بْن أَبِي الجون الذي في الترجمة الأولى لكان أصلح، ثم قالا جميعًا في نسب أكثم بْن صيفي: إنه من ولد كعب بْن عمرو، يعني: خزاعة، ثم إنهما جعلاه من أهل الحجاز لظنهما أَنَّهُ خزاعي، وَإِلا فلو ظناه تميمًا لما جعلاه من أهل الحجاز، ومثل هذا لا يخفى عَلَى من هو دونهما، فكيف عليهما؟ والجواد قد يكبوا، والسيف قد ينبو.(1/272)
220- أكيدر بن عبد الملك
د ع: أكيدر بْن عَبْد الْمَلِكِ صاحب دومة الجندل.
كتب إليه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأرسل سرية إِلَى أكيدر مع خَالِد بْن الْوَلِيد، وقال لهم: إنكم ستجدون أكيدرًا خارج الحصن.
وذكر ابن منده، وَأَبُو نعيم أَنَّهُ أسلم، وأهدى إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حلة حرير، فوهبها لعمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
قلت: أما سرية خَالِد فصحيح، وَإِنما أهدى لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصالحه ولم يسلم، وهذا لا اختلاف بين أهل السير فيه، ومن قال: إنه أسلم، فقد أخطأ خطأ ظاهرًا، وكان أكيدر نصرانيًا، ولما صالحه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاد إِلَى حصنه، وبقي فيه، ثم إن خالدًا أسره لما حصر دومة أيام أَبِي بكر، رضي اللَّه عنه، فقتله مشركًا نصرانيًا، وقد ذكر البلاذري أن أكيدرًا لما قدم عَلَى النَّبِيّ مع خَالِد أسلم، وعاد إِلَى دومة، فلما مات النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارتد ومنع ما قبله، فلما سار خَالِد من العراق إِلَى الشام قتله، وعلى هذا القول أيضًا، فلا ينبغي أن يذكر من الصحابة، وَإِلا فيذكر كل من أسلم في حياة رَسُول اللَّهِ، ثم ارتد.(1/273)
221- أكيمة الليثي
س: أكيمة الليثي وقيل: الزُّهْرِيّ.
ذكره الحافظ أَبُو موسى.
(78) أخبرنا أَبُو مُوسَى، إِجَازَةً، أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ التَّاجِرُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، عن كِتَابِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظِ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الدَّيْنَوَرِيُّ، أخبرنا عَبْدَانُ الْمَرْوَزِيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِيُّ، أخبرنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أُكَيْمَةَ، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ، أَنَّ أُكَيْمَةَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَسْمَعُ مِنْكَ الْحَدِيثَ، وَلا نَقْدِرُ عَلَى تَأْدِيَتِهِ، قَالَ: لا بَأْسَ زِدْتَ أَوْ نَقَصْتَ، إِذَا لَمْ تُحِلَّ حَرَامًا، أَوْ تُحَرِّمْ حَلالا، وَأَصَبْتَ الْمَعْنَى.
قَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ أَيْضًا، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَمْ يَقُلْ: أَنَّ أُكَيْمَةَ وفي كتاب أَبِي نعيم أورده في ترجمة سليمان بْن أكيمة.
وقد ذكر عامر بْن أكيمة في حديث.(1/274)
باب الهمزة والميم وما يثلثهما(1/274)
222- أماناة بن قيس
أماناة بْن قيس بْن الحارث بْن شيبان بْن الفاتك الكندي من بني معاوية الأكرمين، من كندة، وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان قد عاش دهرًا طويلًا، وله يقول عوضة الشاعر:(1/274)
223- أمد بن أبد
س: أمد بْن أبد الحضرمي
ألا ليتني عمرت يا أم خَالِد كعمر أماناة بْن قيس بْن شيبان
لقد عاش حتى قيل ليس بميت وأفنى فئاما من كهول وشبان
وفد معه ابنه يزيد، فأسلم ثم ارتد، قتل يَوْم النجير في خلافة أَبِي بكر رضي اللَّه عنه.
222
(79) أخبرنا أَبُو مُوسَى، إِجَازَةً، حدثنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاعِظُ، لَفْظًا، أخبرنا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ، أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ، أخبرنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أخبرنا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلامٍ، أخبرنا أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي أَخِي يَزِيدُ بْنُ الْمُثَنَّى، عن سَلَمَةَ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: وَدَدْتُ أَنَّ عِنْدَنَا مَنْ يُحدثنا عَمَّا مَضَى مِنَ الزَّمَنِ، هَلْ يُشْبِهُ مَا نَحْنُ فِيهِ الْيَوْمَ؟ قِيلَ لَهُ: بِحَضْرَمَوْتَ رَجُلٌ قَدْ أَتَتْ عَلَيْهِ ثَلاثُمِائَةٍ سَنَةٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ، فَأَتَى بِهِ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ أَجَّلَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: أَمَدُ بْنُ أ َبَدٍ، فَقَالَ لَهُ: كَمْ أَتَى عَلَيْكَ مِنَ السِّنِينَ؟ قَالَ: ثَلاثُمِائَةِ سَنَةٍ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: كَذَبْتَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى جُلَسَائِهِ، فَحَدَّثَهُمْ سَاعَةً، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: حدثنا أَيُّهَا الشَّيْخُ، فَقَالَ لَهُ: وَمَا تَصْنَعُ بِحَدِيثِ الْكَذَّابِ؟ فَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا كَذَّبْتُكَ، وَأَنَا أَعْرِفُكَ بِالْكَذِبِ، وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أُخْبِرَ مِنْ عَقْلِكَ، فَأَرَاكَ عَاقِلا، حدثنا عَمَّا مَضَى مِنَ الزَّمَنِ، هَلْ يُشْبِهُ مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ كَأَنَّهُ مَا تَرَى، لَيْلٌ يَجِيُء مِنْ هَاهُنَا، وَيَذْهَبُ مِنْ هَا هُنَا، قَالَ: أَخْبِرْنِي عن أَعْجَبَ مَا رَأَيْتَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ الطَّعْنَةَ تَخْرُجُ مِنَ الشَّامِ حَتَّى تَأْتِيَ مَكَّةَ، لا تَحْتَاجُ إِلَى طَعَامٍ، وَلا شَرَابٍ، تَأْكُلُ مِنَ الثِّمَارِ، وَتَشْرَبُ مِنَ الْعُيُونِ، ثُمَّ هِيَ الآنَ كَمَا تَرَى، قَالَ: وَمَا آيَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ: دُوَلُ اللَّهِ فِي الْبِقَاعِ كَمَا تَرَى، ثُمَّ سَأَلَهُ عن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعَنْ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: فَهَلْ رَأَيْتَ مُحَمَّدًا؟ قَالَ: وَمَنْ مُحَمَّدٌ؟ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، أَلا عَظَّمْتَهُ بِمَا عَظَّمَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ؟ أَلا قُلْتَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ، قَالَ: صِفْهُ لِي، قَالَ: رَأَيْتُهُ بِأَبِي وَأُمِّي، فَمَا رَأَيْتُ قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.(1/275)
224- امرؤ القيس بن الأصبغ
ب: امرؤ القيس بْن الأصبغ الكلبي من بني عَبْد اللَّهِ بْن كنانة بْن بكر بْن عوف بْن عذرة بْن زيد اللات بْن رفيدة بْن ثور بْن كلب بْن وبرة.
بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاملًا عَلَى كلب حين أرسل عماله عَلَى قضاعة، فارتد بعضهم، وثبت امرؤ القيس عَلَى دينه، وامرؤ القيس هذا هو خال أَبِي سلمة بْن عبد الرحمن بْن عوف فيما أظن، والله أعلم، لأن أم أَبِي سلمة تماضر بنت الأصبغ بْن ثعلبة بْن ضمام الكلبي، وكان الأصبغ زعيم قومه ورئيسهم.
هذا كلام أَبِي عمر، وهو أخرجه وحده.(1/276)
225- امرؤ القيس بن عابس
ب د ع: امرؤ القيس بْن عابس بْن المنذر بْن امرئ القيس بْن السمط بْن عمرو بْن معاوية بْن الحارث الأكبر بْن معاوية بْن ثور بْن مرتح بْن معاوية بْن الحارث بْن كندة الكندي وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم وثبت عَلَى إسلامه، ولم يكن فيمن ارتد من كندة، وكان شاعرًا نزل الكوفة، وهو الذي خاصم الحضرمي إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال للحضرمي: بينتك وَإِلا فيمينه.
قال: يا رَسُول اللَّهِ، إن حلف ذهب بأرضي، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من حلف عَلَى يمين كاذبة ليقتطع بها مالا لقي اللَّه وهو عليه غضبان، فقال امرؤ القيس: يا رَسُول اللَّهِ، ما لمن تركها وهو يعلم أنها حق؟ قال: الجنة، قال: فأشهدك أني قد تركتها له.
واسم الذي خاصمه ربيعة بْن عيدان، وسيرد ذكره في الراء، إن شاء اللَّه تعالى.
عيدان: بفتح العين المهملة، وسكون الياء تحتها نقطتان، وآخره نون، قال عبد الغني: ويقال: عبدان بكسر العين، وبالباء الموحدة.
ومن شعر امرئ القيس:(1/276)
226- امرؤ القيس بن الفاخر
د ع: امرؤ القيس بْن الفاخر بْن الطماح بْن شرحبيل الخولاني شهد فتح مصر ذكر ذلك أَبُو سَعِيد بْن يونس، ولا تعرف له رواية، وقد ذكر أن له صحبة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
226
قف بالديار وقوف حابس وتأن إنك غير آيس
لعبت بهن العاصفات الرائحات من الروامس
ماذا عليك من الوقوف بهالك الطللين دارس؟
يا رب باكية علي ومنشد لي في المجالس
أو قائل: يا فارسًا ماذا رزئت من الفوارس
لا تعجبوا أن تسمعوا هلك امرؤ القيس بْن عابس
أخرجه الثلاثة.(1/277)
227- أمية بن الأشكر
ب د ع: أمية بْن الأشكر الجندعي أدرك الإسلام وهو شيخ كبير، قاله علي بْن مسمر، عن هشام بْن عروة، عن أبيه.
أخرجه الثلاثة.
قلت: هكذا نسبوه، وهو: أمية بْن حرثان بْن الأشكر بْن عَبْد اللَّهِ، وهو سربال الموت بْن زهرة بْن زبينة بْن جندع بْن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة بْن خزيمة الكناني الليثي الجندعي.
وكان شاعرًا، وله ابنان: كلاب، وأبي اللذان هاجرا، فبكاهما بأشعاره، ومما قال فيهما:(1/277)
228- أمية بن ثعلبة
أمية بْن ثعلبة له حديثان في مسند ابن مفرج المستخرج من روايات قاسم بْن أصبغ، ذكره الأشيري.(1/277)
229- أمية بن خالد الأموي
ب د ع: أمية بْن خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ بْن أسيد الأموي في صحبته نظر، عداده في التابعين، أخرجه ابن أَبِي شيبة، والقواريري، وابن منيع في الصحابة.
وروى حديثه قيس بْن الربيع، عن المهلب بْن أَبِي صفرة، عن أمية: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يستفتح صعاليك المهاجرين.
ورواه يونس بْن أَبِي إِسْحَاق، عن أبيه، عن أمية ولم يذكر المهلب.
هكذا أخرج نسبه ابن منده.
وأما أَبُو عمر، فإنه قال: أمية بْن خَالِد، يروي عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كان يستفتح بصعاليك المهاجرين، قال: ولا تصح عندي صحبته.
قال: ويقال: إنه أمية بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد بْن أَبِي العيص بْن أمية بْن عبد شمس الأموي، قاله الثوري، وقيس بْن الربيع.
وأما أَبُو نعيم، فإنه ذكره عَلَى الصحيح، فقال: أمية بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد بْن أَبِي العيص، مختلف في صحبته.
وذكر الحديث عن أمية بْن عَبْد اللَّهِ، ورواه من طريق آخر، عن أمية بْن خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ.
قلت: والصحيح أَنَّهُ أمية بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد بْن أَبِي العيص، وكان عتاب بْن أسيد عم أبيه عَبْد اللَّهِ، وكان زياد بْن أبيه قد استعمل عَبْد اللَّهِ عَلَى فارس، واستخلفه عَلَى عمله حين مات، فأقره عليه معاوية، وأما أمية بْن عَبْد اللَّهِ، فإن عَبْد الْمَلِكِ استعمله عَلَى خراسان، والصحيح أَنَّهُ لا صحبة له، والحديث مرسل.
وقد ذكر مصنفو التواريخ والسير أمية وولايته خراسان، وساقوا نسبه كما ذكرناه.
وذكر أَبُو أحمد العسكري عتاب بْن أسيد بْن أَبِي العاص، ثم قال: وأخوه خَالِد بْن أسيد، وابنه أمية بْن خَالِد، ثم قال في ترجمة منفردة: أمية بْن خَالِد بْن أسيد، ذكر بعضهم أن له رواية، وقد روى عن ابن عمر.
وروى له: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يستفتح بصعاليك المهاجرين.
وقد ذكره الزبير بْن أَبِي بكر، فقال بعد أن نسبه: واستعمل عَبْد الْمَلِكِ أمية بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد عَلَى خراسان.
وأم خَالِد، وأمية، وعبد الرحمن بني عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد: أم حجير بنت عثمان بْن شيبة العبدرية.
وقد ذكر الزبير أيضًا أن أسيدًا ولد خالدًا، وعتابًا، ثم قال: ومات خَالِد بْن أسيد بمكة، وخلف من الولد عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد، استعمله زياد عَلَى فارس، وأبا عثمان، وأمية بْن خَالِد.
فلعل من جعل أمية المذكور في هذه الترجمة ابن خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ، قد أتي من هذا، ويكون قد أسقط خالدًا والد عَبْد اللَّهِ الذي هو ابن أسيد من نسبه، وليس بشيء، فإن أمية بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد المذكور في هذه الترجمة هو الذي وقع الوهم فيه، وقدموا خالدًا عَلَى عَبْد اللَّهِ، والصواب: عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد.
أخرجه الثلاثة.
229
إذا بكت الحمامة بطن وج عَلَى بيضاتها أدعو كلابا
فردهما عمر بْن الخطاب عليه، وحلف عليهما أن لا يفارقاه حتى يموت.
قال أَبُو عمر: خبره مشهور، رواه الزُّهْرِيّ، وهشام بْن عروة، عن عروة.
أخرجه الثلاثة.(1/278)
230- أمية بن خويلد الضمري
ب د ع: أمية بْن خويلد الضمري وقيل: أمية بْن عمرو والد عمر بْن أمية.
حجازي له صحبة، ولابنه عمر صحبة، وهو أشهر من أبيه.
روى حديثه جَعْفَر بْن عمرو بْن أمية، عن أبيه، عن جده، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه عينًا وحده.
هذا قول أَبِي عمر.
وأما ابن منده، وَأَبُو نعيم فإنهما قالا: أمية بْن عمرو، وقيل: ابن أَبِي أمية الضمري، عداده في أهل الحجاز.
روى عنه ابنه عمرو من حديث إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن مجمع، عن جَعْفَر بْن عمرو بْن أمية، عن أبيه، عن جده، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه عينًا إِلَى قريش، قال: فجئت إِلَى خشبة ابن خبيب بْن عدي، فرقيت فيها، فحللت خبيبًا، فوقع إِلَى الأرض، فذهبت غير بعيد، ثم التفت، فلم أر خبيبًا، ولكأنما الأرض ابتلعته، ولم ير لخبيب رمة حتى الساعة.
ورواه الترمذي، ورواه الزُّهْرِيّ، عن جَعْفَر، عن أبيه، قال: بعثني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذكر الحديث، وهو أصح، وقد اختلفوا في اسم أَبِي أمية عَلَى ما ذكرناه.
وأما هشام بْن الكلبي، فقال: أمية بْن خويلد بْن عَبْد اللَّهِ بْن إياس بْن عبد بْن ناشرة بْن كعب بْن جدي بْن ضمرة بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة الكناني الضمري، ولم يذكر له صحبة، وَإِنما قال عن أبيه عمرو: صحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثلاثة.
خبيب: بضم الخاء المعجمة، وفتح الباء الموحدة، وبالياء الساكنة تحتها نقطتان، وآخره باء ثانية موحدة.
وجدي: بضم الجيم.(1/279)
231- أمية بن ضبادة
أمية بْن ضفارة من بني الخصيب.
قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع رفاعة بْن زيد الجذامي في وفد جذام، قال ابن إِسْحَاق، ذكره ابن الدباغ الأندلسي.(1/280)
232- أمية بن سعد القرشي
س: أمية بْن سعد القرشي استدركه الحافظ أَبُو موسى عَلَى ابن منده، وقال: أخرجه أَبُو زكرياء، يعني: ابن منده، فيما استدركه عَلَى جده، وقال: كان أحد السبعين الذين بايعوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحت الشجرة، وهو جد سليمان بْن كثير، أخرجه مُحَمَّد بْن حمدويه في تاريخ مرو، فيمن قدمها من الصحابة.
(80) قَالَ أَبُو مُوسَى: أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّاءِ، فِي كِتَابِهِ، أخبرنا عَمِّي الإِمَامُ، أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ، أخبرنا أَبُو عِصْمَةَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ عِصْمَةَ، أخبرنا أَبُو رَجَاءٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُوَيْهِ السِّنْجِيُّ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ الْحَجَّاجِيُّ، أخبرنا خَلَفُ بْنُ عَامِرٍ، عن الْفَضْلِ بْنِ سَهْلٍ، عن نَصْرِ بْنِ عَطَاءٍ الْوَاسِطِيِّ، عن هَمَّامٍ، عن قَتَادَةَ، عن عَطَاءٍ، عن أُمَيَّةَ الْقُرَشِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا أَتَاكَ رُسُلِي فَأَعْطِهِمْ كَذَا وَكَذَا دِرْعًا، أَوْ قَالَ: بَعِيرًا، قُلْتُ: وَالْعَارِيَةُ مُؤَدَّاةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ أَبُو مُوسَى: كَذَا تَرْجَمَ وَرَوَى، قَالَ: وَقَدْ أخبرنا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبُو مَنْصُورٍ مَحْمُودُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّيْرَفِيُّ سَنَةَ عَشْرٍ وَخَمْسِمِائَةٍ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاذَانَ الأَدِيبُ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَبَّابُ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، أخبرنا فَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، بِإِسْنَادِهِ الْمُقَدَّمِ إِلَى عَطَاءٍ، وَقَالَ: عن يَعْلَى بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، عن أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ.
قَالَ أَبُو مُوسَى: وَكَذَلِكَ رَوَاهُ حِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، عن هَمَّامٍ، وَالْحَدِيثُ مَحْفُوظٌ عن صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ.
وَيُرْوَى عن أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ، عن أَبِيهِ، انْتَهَى كَلامُ أَبِي مُوسَى.
قُلْتُ: أَمَّا الْحَدِيثُ، فَعَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيِّ، وَأَمَّا تَرْجَمَةُ أَبِي زَكَرِيَّاءِ، وَقَوْلُهُ: أُمَيَّةُ بْنُ سَعْدٍ، فَلَمْ يُنَبِّهْ أَبُو مُوسَى عَلَيْهِ، وَلا أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ جَاءَ بِهَذَا النَّسَبِ الَّذِي لا يُعْرَفُ، وَمِثْلُ هَذَا تَرْكُهُ أَوْلَى، لَكِنْ نَحْنُ لا بُدَّ لَنَا مِنْ ذِكْرِهِ خَوْفًا مِنْ أَنْ يَأْتِيَ مَنْ لا يَعْلَمُ، فَيَظُنُّ أَنَّنَا أَهْمَلْنَاهُ، أَوَلَمْ يَصِلْ إِلَيْنَا.
وَأَمَّا قَوْلُ أَبُو زَكَرِيَّاءِ: كَانَ أَحَدُ السَّبْعِينَ الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فَبَيْعَةُ الشَّجَرَةِ هِيَ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ، وَلَمْ يَكُونُوا سَبْعِينَ، وَإِنَّمَا كَانُوا زِيَادَةً عَلَى أَلْفٍ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي الزِّيَادَةِ، وَأَمَّا السَّبْعُونَ الَّذِينَ بَايَعُوا، فَكَانُوا عِنْدَ الْعَقَبَةِ، وَلَمْ يَكُنْ فِيهِمْ مِنْ غَيْرِ الأَنْصَارِ وَحُلَفَائِهِمْ أَحَدٌ، وَلَمْ يَشْهَدْهَا قُرَشِيٌّ إِلا الْعَبَّاسُ عَمُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ حِينَئِذٍ كَافِرًا. حبان بْن هلال: بفتح الحاء المهملة، والباء الموحدة، وآخره نون.(1/280)
233- أمية بن عبد الله بن عمرو
س: أمية بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بْن عثمان قال أَبُو موسى: ذكره عبدان في الصحابة.
وروى بِإِسْنَادِهِ عن عَبْد الْمَلِكِ بْن قدامة الجمحي، عن عَبْد اللَّهِ بْن دينار، عن أمية بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمرو، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما فتح مكة قام خطيبًا، فقال: إن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعظمها بآبائها، فالناس رجلان: بر تقي كريم عَلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وفاجر شقي هين عَلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ الناس بنو آدم، وآدم من تراب، قال اللَّه تعالى: {يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} أقول قولي هذا، وأستغفر اللَّه لي ولكم.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: هذا حديث مشهور بعبد اللَّه بْن دينار، عن عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن الخطاب، وعبد الملك بْن قدامة مشهور بالرواية عن ابن دينار، فلا أدري كيف وقع.
عبية الجاهلية، يعني: كبرها وتضم عينه، وتكسر.(1/281)
234- أمية بن عبد الله القرشي
س: أمية بْن عَبْد اللَّهِ القرشي قال أَبُو موسى: هو أمية بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد.
أورده ابن منده، إلا أَنَّهُ قال: أمية بْن خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ، قال: وكذا فيمن اسمه أمية من الصحابة في كتبهم أوهام.
أخرجه أَبُو موسى.
وقد ذكرناه في أمية بْن خَالِد، وذكر ما فيه كفاية، وهذا لم يتركه ابن منده حتى يستدركه عليه، وَإِنما وهم فيه، ولم يذكر أَبُو موسى أوهامه، فليس لذكره وجه.(1/281)
235- أمية بن أبي عبيدة
د ب: أمية بْن أَبِي عبيدة بْن همام بْن الحارث بْن بكر بْن زيد بْن مالك بْن حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة بْن تميم التميمي الحنظلي حليف بني نوفل بْن عبد مناف.
نسبه أَبُو عمر، وهو والد يعلى بْن أمية الذي يقال له: يعلى بْن منية، وهي أمة، ولأبيه أمية صحبة، ولابنه يعلى صحبة أيضًا، وهو أشهر من أبيه.
وفد أمية عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رَسُول اللَّهِ، بايعنا عَلَى الهجرة قال: لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية.
(81) أخبرنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، أخبرنا أَبُو الرُّبَيِّعِ، أخبرنا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى، عن أَبِيهِ، عن يَعْلَى بْنِ مُنِيَّةَ، قَالَ: جِئْتُ بِأَبِي أُمَيَّةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الْفَتْحِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَايِعْ أَبِي عَلَى الْهِجْرَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُبَايِعُهُ عَلَى الْجِهَادِ، فَقَدِ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ.
أَخْرَجُه ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو عُمَرَ. منية، أم يعلى بضم الميم، وسكون النون، وبعدها ياء تحتها نقطتان.(1/282)
236- أمية بن علي
د ب: أمية بْن علي قال ابن منده: سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو وهم.
روى يحيى بْن زياد الفراء، عن ابن عيينة، عن عمرو بْن دينار، عن عطاء، عن أمية بْن عَلِيٍّ، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ عَلَى المنبر: يا مال.
قال: والصواب ما رواه أصحاب ابن عيينة عنه، عن عمرو، عن صفوان بْن يعلى، عن أبيه، أن النَّبِيّ قرأ: يا مال.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو عمر.(1/282)
237- أمية جد عمرو بن عثمان
ب: أمية جد عمرو بْن عثمان الثقفي.
مدني.
حديثه: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى في الماء والطين عَلَى راحلته يومي إيماء، سجوده أخفض من ركوعه.
أخرجه أَبُو عمر.
قلت: كذا أخرجه أَبُو عمر، وقد:
(82) أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى التِّرْمِذِيِّ، حدثنا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، حدثنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، أخبرنا عُمَرُ بْنُ الرَّمَّاحِ، عن كَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ، عن عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ: أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْتَهَوْا إِلَى مَضِيقٍ، وَحَضَرَتِ الصَّلاةُ فَمُطِرُوا، السَّمَاءُ مِنْ فَوْقِهِمْ، وَالْبِلَّةُ مِنْ أَسْفَلِ مِنْهُمْ، فَأَذَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَتَقَدَّمَ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَصَلَّى بِهِمْ يُومِي إِيمَاءً يَجْعَلُ السُّجُودَ أَخْفَضَ مِنَ الرُّكُوعِ، فَسَمَّاهُ أَبُو عِيسَى كَمَا ذَكَرْنَاهُ، فَعَلَى قَوْلِهِ الْحَدِيثُ لِيَعْلَى لا لأُمَيَّةَ.(1/283)
238- أمية بن لوذان
د ع: أمية بْن لوذان بْن سالم بْن مالك من بني غنم بْن سالم بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي، ثم من بني عوف بْن الخزرج.
شهد بدرًا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يعرف له حديث.
قال ابن إِسْحَاق: شهد بدرًا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني غنم بْن مالك: أمية بْن لوذان بْن سالم بْن مالك، قاله ابن منده.
وروى أَبُو نعيم، بِإِسْنَادِهِ عن عروة بْن الزبير في تسمية من شهد بدرًا من الأنصار، ثم من بني قربوس بْن غنم بْن سالم: أمية بْن لوذان بْن سالم بْن ثابت بْن هزال بْن عمرو بْن قربوس بْن غنم مثله.
ومثله قال ابن إِسْحَاق في رواية سلمة عنه.
والذي رواه ابن منده، عن ابن إِسْحَاق فهو من رواية يونس بْن بكير، عن ابن إِسْحَاق.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/283)
239- أمية بن مخشي
ب د ع: أمية بْن مخشي الخزاعي بصري، يكنى: أبا عَبْد اللَّهِ.
قاله أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر.
وقال ابن منده: الخزاعي، وهو من الأزد.
(83) أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الأَمِينُ، بِإِسْنَادِهِ عن أَبِي دَاوُدَ، حدثنا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَرَّانِيُّ، أخبرنا عِيسَى، أخبرنا جَابِرُ بْنُ صُبَيْحٍ، حدثنا الْمُثَنَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَخْشِيٍّ الْخُزَاعِيُّ، عن عَمِّهِ أُمَيَّةَ بْنِ مَخْشِيٍّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ جَالِسًا، وَرَجُلٌ يَأْكُلُ وَلَمْ يُسَمِّ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ إِلا لُقْمَةٌ، فَلَمَّا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ، قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلُهُ وَآخِرُهُ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: مَا زَالَ الشَّيْطَانُ يَأْكُلُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ اسْتَقَاءَ مَا فِي بَطْنِهِ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، عن ابْنِ الْمَدِينِيِّ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَلا يُعْرَفُ لَهُ غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/284)
باب الهمزة والنون وما يثلثهما(1/284)
240- أنجشة
ب د ع: أنجشة العبد الأسود.
وكان حسن الصوت بالحداء، فحدا بأزواج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع، فأسرع الإبل، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا أنجشة، رويدك، رفقًا بالقوارير.
(84) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ السَّرَّاجُ، حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْمَرْو الرُّوذِيُّ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَاسِيٍّ، أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، حدثنا الأَنْصَارِيُّ، أخبرنا حُمَيْدٌ، عن أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ يَسُوقُ بِهِمْ رَجُلٌ، يُقَالُ لَهُ: أَنْجَشَةُ بِأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَاشْتَدَّ بِهِمُ السَّيْرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَنْجَشَةُ، رِفْقًا بِالْقَوَارِيرِ
(85) وَأخبرنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، عن حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عن ثَابِتٍ، عن أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ أَنْجَشَةُ يَحْدُو بِالنِّسَاءِ، وَكَانَ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ يَحْدُو بِالرِّجَالِ، وَكَانَ أَنْجَشَةُ حَسَنُ الصَّوْتِ، وَكَانَ إِذَا حَدَا أَعْنَقَتِ الإِبِلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/284)
241- أنس بن أرقم
س: أنس بْن أرقم الأنصاري قال أَبُو موسى: قال عبدان: قتل يَوْم أحد سنة ثلاث من الهجرة، لا يذكر له حديث، إلا أَنَّهُ شهد له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالشهادة.
وروي عن عمار بْن الحسن، عن سلمة بْن الفضل، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، قال: وقتل من المسلمين يَوْم أحد من الأنصار، ثم من الخزرج، ثم من بني الحارث بْن الخزرج: أنس بْن الأرقم بْن زيد، أو قال: ابن يزيد بْن قيس بْن النعمان بْن مالك بْن ثعلبة بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج.
أخرجه أَبُو موسى.(1/285)
242- أنس بن أبي أنس
د: أنس بْن أَبِي أنس من بني عدي بْن النجار من الأنصار، يكنى: أبا سليط.
شهد بدرًا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقيل: اسمه أسير، أو أنيس.
(86) أخبرنا أَبُو جَعْفَر عُبَيْد اللَّهِ بْن أحمد بْن عَلِيٍّ، بِإِسْنَادِهِ عن يونس بْن بكير، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، قال في تسمية من شهد بدرًا من الأنصار، ومن بني عدي بْن النجار: أَبُو سليط، واسمه أنس، ورواه سلمة بْن الفضل، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق فيمن شهد بدرًا من الأنصار..
قال: ومن بني عدي بْن النجار أَبُو سليط، وهو أسيرة بْن عمرو، وعمرو هو أَبُو خارجة بْن قيس بْن مالك بْن عدي بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار، وقيل: اسمه أنيس، وأسيرة تقدم ذكره في أسيرة.
أخرجه ابن منده.(1/285)
243- أنس ابن أم أنس
س: أنس بْن أم أنس قال أَبُو موسى: ذكره البغوي، وغيره في الصحابة.
(87) أخبرنا أَبُو مُوسَى الأَصْفَهَانِيُّ، إِجَازَةً، أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، إِذْنًا، عن كِتَابِ أَبِي أَحْمَدَ، أخبرنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، أخبرنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أخبرنا يُونُسُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عن جَدَّتِهِ أُمِّ أَنَسٍ، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَعَلَكَ اللَّهُ فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى، وَأَنَا مَعَكَ، قَالَ أَنَسٌ: قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي عَمَلًا، قَالَ: عَلَيْكِ بِالصَّلاةِ، فَإِنَّهُ أَفْضَلُ الْجِهَادِ، وَاهْجُرِيً الْمَعَاصِي، فَإِنَّهُ أَفْضَلُ الْهِجْرَةِ.
قَالَ أَبُو مُوسَى: كَذَا ذَكَرَهُ الْبَغَوِيُّ، وَابْنُ شَاهِينَ، وَتَرْجَمَا لأَنَسٍ لِذِكْرِ أَنَسٍ فِي خِلالِ الْحَدِيثِ، وَلا مَعْنَى لِذِكْرِهِ فِيهِ.
(88) قَالَ أَبُو مُوسَى: حدثنا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، أخبرنا أَبُو كُرَيْبٍ، أخبرنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أخبرنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ الأَحْوَلُ مَوْلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَنْصَارِيُّ، عن يُونُسَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عن جَدَّتِهِ أُمِّ أَنَسٍ، قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: جَعَلَكَ اللَّهُ فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى فِي الْجَنَّةِ، وَأَنَا مَعَكَ، وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي عَمَلًا صَالِحًا أَعْمَلُهُ، فَقَالَ: أَقِيمِي الصَّلاةَ، فَإِنَّهُ أَفْضَلُ الْجِهَادِ الْحَدِيثَ.
قَالَ: أَوْرَدَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي تَرْجَمَةِ أُمِّ أَنَسٍ الأَنْصَارِيَّةِ، وَقَالَ: لَيْسَتْ بِأُمِّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَوْرَدَهُ فِي تَرْجَمَةِ أُمِّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
(89) وأخبرنا أَبُو مُوسَى، إِجَازَةً، أخبرنا أَبُو غَالِبٍ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ، أخبرنا سُلَيْمَانُ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُعَلَّى الدِّمَشْقِيُّ، أخبرنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، أخبرنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نِسْطَاسٍ، حَدَّثَنِي مِرْبَعٌ، عن أُمِّ أَنَسٍ، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي فَقَالَ: اهْجُرِي الْمَعَاصِي الْحَدِيثَ.
قَالَ أَبُو مُوسَى: فَقَدْ عَلِمْتُ مِنْ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ أَنَّهُ لا مَعْنَى لِذِكْرِ أَنَسٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ.(1/286)
244- أنس بن أوس الأوسي
ب د ع: أنس بْن أوس الأنصاري الأوسي وهو ابن أوس بْن عتيك بْن عمرو بْن عبد الأعلم بْن عامر بْن زعوراء بْن جشم بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس.
وزعوراء هذا أخو عبد الأشهل، كذا نسبه ابن الكلبي، وهو أخو مالك وعمير والحارث ابني أوس.
شهد أحدًا، وقتل يَوْم الخندق.
قال موسى بْن عقبة، عن ابن شهاب: رماه خَالِد بْن الْوَلِيد بسهم فقتله، ولم يشهد بدرًا، وقال غيره: إنه قتل يَوْم أحد.
أخرجه الثلاثة.(1/287)
245- أنس بن أوس الأشهلي
ع: أنس بْن أوس الأنصاري من بني عبد الأشهل، من بني زعوراء.
استشهد يَوْم الجسر، في خلافة عمر بْن الخطاب.
انفرد أَبُو نعيم بإخراجه، وجعله غير الذي قبله.
وروى بِإِسْنَادِهِ عن موسى بْن عقبة أيضًا، عن الزُّهْرِيّ، في تسمية من استشهد يَوْم الجسر من الأنصار، ثم من بني عبد الأشهل: أنس بْن أوس.
قلت: وقد ساق الكلبي نسب أنس بْن أوس الأنصاري المذكور في الترجمة التي قبل هذه، وجعله من زعوراء بْن جشم بْن الحارث أخي عبد الأشهل.
وذكر أَبُو نعيم هذا، وقال: أشهلي من بني زعوراء، ولعبد الأشهل ابن اسمه زعوراء، وأخ اسمه زعوراء، فإن كان هذا من زعوراء بْن عبد الأشهل فهو غير الأول، وَإِن كان من زعوراء أخي عبد الأشهل، وقد نسب إِلَى عبد الأشهل كما يفعلونه من نسبه البطن القليل إِلَى أخيه البطن الكثير، فهو هو، فلينظر ويحقق.
وقد ذكر ابن هشام فيمن قتل يَوْم الخندق من بني عبد الأشهل: سعد بْن معاذ، وأنس بْن أوس بْن عمرو.
وقال يونس بْن بكير، عن ابن إِسْحَاق: ولم يقتل من المسلمين يَوْم الخندق إلا ستة نفر: سعد بْن معاذ، وأنس بْن أوس بْن عتيك، وعبد اللَّه بْن سهل، ثلاثة نفر، فهذان جعلاه من بني عبد الأشهل، والله أعلم(1/287)
246- أنس بن الحارث
ب د ع: أنس بْن الحارث عداده في أهل الكوفة.
روى حديثه أشعث بْن سحيم، عن أبيه، عنه أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن ابني هذا يقتل بأرض من أرض العراق، فمن أدركه فلينصره، فقتل مع الحسين رضي اللَّه عنه.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا نعيم، قال: ذكره بعض المتأخرين، يعني: ابن منده في الصحابة، وهو من التابعين، وقد وافق ابن منده أَبُو عمر وَأَبُو أحمد العسكري، وقالا: له صحبة، وقال أَبُو أحمد: يقال: هو أنس بْن هزلة، والله أعلم.(1/288)
247- أنس بن حذيفة
د ع: أنس بْن حذيفة البحراني أرسل حديثه عنه الحكم بْن عتيبة.
روى مكحول، عن أنس بْن حذيفة صاحب البحرين، قال: كتبت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الناس قد اتخذوا بعد الخمر أشربة تسكرهم كما تسكر الخمر من التمر والزبيب يصنعون ذلك في الدباء، والنقير، والمزفت، والحنتم، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن كل شراب أسكر فهو حرام، والمزفت حرام، والنقير حرام، والحنتم حرام، فاشربوا في القرب، وشدوا الأوكية، فاتخذ الناس في القرب ما يسكرهم، فبلغ ذلك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقام في الناس، فقال: إنه لا يفعل ذلك إلا أهل النار، كل مسكر حرام، وكل مقير حرام، وكل مخدر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام، وما خمر القلب فهو حرام.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
عتيبة: بالتاء فوقها نقطتان، وآخره باء موحدة.(1/288)
248- أنس بن رافع
د ع: أنس بْن رافع بْن امرئ القيس بْن زيد بْن عبد الأشهل، أَبُو الحيسر قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قتيبة من بني عبد الأشهل، فأتاهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعوهم إِلَى الإسلام، وفيهم إياس بْن معاذ، وكانوا قدموا مكة يلتمسون الحلف من قريش عَلَى قومهم.
ذكر ذلك ابن إِسْحَاق، عن حصين بْن عبد الرحمن بْن عمرو بْن سعد بْن معاذ، عن محمود بْن لبيد، وسيأتي ذكرهم في إياس بْن معاذ.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/289)
249- أنس بن زنيم
س: أنس بْن زنيم أخو سارية بْن زنيم.
قال أَبُو موسى: أورده عبدان المروزي، وابن شاهين في الصحابة، وقد ذكرناه في ترجمة أسيد ابن أَبِي إياس.
روى حديثه حزام بْن هشام بْن خَالِد الكعبي، عن أبيه، قال: لما قدم ركب خزاعة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستنصرونه، فلما فرغوا من كلامهم، قَالُوا: يا رَسُول اللَّهِ، إن أنس بْن زنيم الديلي قد هجاك، فأهدر دمه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما كان يَوْم الفتح أسلم أنس، وأتى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعتذر إليه مما بلغه، وكلمه فيه نوفل بْن معاوية الديلي، وقال: وأنت أولى الناس بالعفو فعفا عنه.
أخرجه أَبُو موسى، وهكذا سماه هشام بْن الكلبي ونسبه، فقال: أنس بْن أَبِي إياس بْن زنيم، وجعله ابن أخي سارية بْن زنيم، وقال: هو القائل يَوْم أحد يحرض عَلَى علي بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنه:(1/289)
250- أنس بن صرمة
أنس بْن صرمة قال ابن منده في ترجمة صرمة بْن أنس، وقيل: أنس بْن صرمة بْن أنس، وقيل: صرمة بْن أنس، والله أعلم.(1/290)
251- أنس بن ضبع
ب س: أنس بْن ضبع بْن عامر بْن مجدعة بْن حارثة شهد أحدًا.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى مختصرًا.
ضبطه أَبُو عمر بالحاء المهملة، والثاء المثلثة.(1/290)
252- أنس بنظهير
ب د ع: أنس بْن ظهير الأنصاري الحارثي قال أَبُو عمر: هو أخو أسيد بْن ظهير.
وقال ابن منده، وَأَبُو نعيم: هو ابن عم رافع بْن خديج.
وقال أَبُو نعيم: هو تصحيف من بعض الواهمين، يعني ابن منده، وَإِنما هو أسيد بْن ظهير، وقول أَبِي عمر يصدق قول ابن منده في أَنَّهُ ليس بتصحيف.
وذكر أَبُو أحمد العسكري أسيد بْن ظهير، ثم قال: وأخوه أنس بْن ظهير شهد أحدًا، وهذا أيضًا يصحح قول ابن منده، وقد ذكر البخاري أنس بْن ظهير مثل ابن منده، والله أعلم.
روى حديثه إِبْرَاهِيم الحزامي، عن مُحَمَّدِ بْنِ طلحة، عن حسين بْن ثابت بْن أنس بْن ظهير، وهو حفيد أنس، عن أخته سعدى بنت ثابت، عن أبيها، عن جدها أنس، قال: لما كان يَوْم أحد حضر رافع بْن خديج مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاستصغره، وقال: هذا غلام صغير، وهم برده، فقال له عمي رافع بْن ظهير بْن رافع: إن ابن أخي رجل رام، فأجازه.
ورواه يوسف بْن يعقوب الصفار، وابن كاسب، ولم يسميا أنسا.
أخرجه الثلاثة.
251
في كل مجمع غاية أخزاكم جذع أبر عَلَى المذاكي القرح(1/290)
253- أنس بن عبد الله
س: أنس بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ذباب قال أَبُو موسى: ذكره أَبُو زكرياء، يعني: ابن منده فيما استدركه عَلَى جده أَبِي عَبْد اللَّهِ محيلا به عَلَى ذكر علي بْن سَعِيد العسكري إياه، أخرجه في الأفراد، ولعله أراد إياس بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ذباب، وهو معروف مذكور مخرج، ولو أورد له شيئا لعلم أَنَّهُ هو، أو غيره.
قلت: وقد ذكر ابن أَبِي عاصم بعد إياس بن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ذباب، فبان بهذا أَنَّهُ ظنهما اثنين، والله أعلم.
(90) أخبرنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ أَبُو الْفَرَجِ، إِجَازَةً، بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حدثنا أَبُو الْوَلِيد، أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن أَنَسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَضْرِبُوا إِمَاءَ اللَّهِ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ النِّسِاءَ قَدْ ذَئِرْنَ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ، قَالَ: فَاضْرَبُوهُنَّ، قَالَ: فَأَصْبَحَ عِنْدَ بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعُونَ امْرَأَةً يَشْتَكِينَ أَزْوَاجَهُنَّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ سَبْعُونَ إِنْسَانًا، لا تَحْسَبُونَ الَّذِينَ يَضْرَبُونَ خِيَارَكُمْ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ هُوَ الَّذِي ذُكِرَ فِي إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، فَلا أَعْلَمُ لِمَ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، وَهُوَ قَدْ رَوَى الْحَدِيثَ فِي التَّرْجَمَتَيْنِ؟ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.(1/291)
254- أنس بن فضالة
ب ع: أنس بْن فضالة قال أَبُو عمر: هو فضالة بْن عدي بْن حرام بْن الهيتم بْن ظفر الأنصاري الظفري، بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو، وأخاه مؤنسًا حين بلغه دنو قريش، يريدون أحدًا، فاعترضاهم بالعقيق فصارا معهم، ثم أتيا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبراه خبرهم، وعددهم، ونزولهم، وشهدا معه أحدًا، ومن ولد أنس بْن فضالة يونس بْن مُحَمَّد الظفري، منزله بالصفراء.
روى ابن منده، وَأَبُو نعيم، بإسناديهما عن مُحَمَّدِ بْنِ أنس، عن أبيه: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلك شعب بني ذبيان، وذكرا حديث يعقوب بْن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ، عن إدريس بْن مُحَمَّدِ بْنِ يونس بْن مُحَمَّدِ بْنِ أنس بْن فضالة الظفري، قال: حدثني جدي يونس بْن مُحَمَّد، عن أبيه، قال: قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، وأنا ابن أسبوعين، فأتي بي إليه، فمسح عَلَى رأسي ودعا لي بالبركة، وقال: سموه باسمي، ولا تكنوه بكنيتي.
قال: وحج بي معه عام حجة الوداع، وأنا ابن عشر سنين ولي ذؤابة، فلقد عَمَّرَ حتى شاب رأسه ولحيته، وما شاب موضع يد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو نعيم: أخرجه بعض الواهمين، يعني: ابن منده في ترجمة أنس بْن فضالة، من حديث يعقوب الزُّهْرِيّ، بعد أن أخرجه من حديثه في ترجمة مُحَمَّد بْن أنس بْن فضالة، هذا الحديث بعينه، ولقد أصاب أَبُو نعيم، فإن ابن منده ذكر هذا الحديث في أنس، وذكره أيضًا في مُحَمَّد بْن أنس بْن فضالة، وفي الموضعين ليس لأنس فيه ذكر، وَإِنما الذكر لمحمد بْن أنس، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
وقال ابن منده: قتل أنس بْن الفضالة يَوْم أحد، فأتي بابنه مُحَمَّد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتصدق عليه بصدقة لا تباع ولا توهب.(1/292)
255- أنس بن قتادة الأنصاري
د ع: أنس بْن قتادة بْن ربيعة بْن مطرف هذا لقب، واسمه: خَالِد بْن الحارث بْن زيد بْن عبيد بْن زيد مناة بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي.
من بني عبيد بْن زيد بْن مالك، ويرد أيضًا في أنيس بْن قتادة.
قال موسى بْن عقبة، والزُّهْرِيّ: شهد بدرًا من الأنصار، ثم من بني عبيد بْن زيد: أنس بْن قتادة.
وقال غيرهما: هو أنيس بْن قتادة، قال أَبُو عمر: ومن قال: أنس، فليس بشيء، أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم في أنس، وفي أنيس.
وأخرج أَبُو عمرو أنيسا، وقال: وقد قال بعضهم: أنس.
وهو رواية يونس بْن بكير، وغيره، عن ابن إِسْحَاق، والله أعلم.(1/292)
256- أنس بن قتادة الباهلي
أنس بْن قتادة الباهلي وقيل فيه: أنيس.
ويستقصي الكلام عليه هناك، إن شاء اللَّه تعالى.
قال أَبُو عمر، وقد ذكره في أنيس: وقال بعضهم: أنس، والأول أكثر.
وكان يجب عَلَى أَبِي موسى أن يستدركه ههنا عَلَى ابن منده، لأنه هكذا عادته في استدراكه عليه، ولم يخرجه واحد منهم في هذه الترجمة.(1/293)
257- أنس بن مالك القشيري
ب د ع: أنس بْن مالك أَبُو أمية القشيري، وقيل: الكعبي قالوا: وكعب أخو قشير له صحبة، نزل البصرة.
روى عنه أَبُو قلابة، ونسبه ابن منده، فقال: أنس بْن مالك الكعبي، وهو كعب بْن ربيعة بْن عامر بْن عامر بْن صعصعة القشيري، وكعب أخو قشير.
(91) أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ الصُّوفِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ، قَالَ: حدثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، أخبرنا أَبُو هِلالٍ الرَّاسِبِيُّ، أخبرنا ابْنُ سَوَادَةَ الْقُشَيْرِيُّ، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَجُلُ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، أَخُوهُ قُشَيْرٌ، قَالَ: أَغَارَتْ عَلَيْنَا خَيْلُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْتَهَبْتُ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَأْكُلُ، فَقَالَ: اجْلِسْ فَأَصِبْ مِنْ طَعَامِنَا هَذَا، فَقُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: اجْلِسْ أُحَدِّثُكَ عن الصَّلاةِ، وَعَنِ الصِّيَامِ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَضَعَ شَطْرَ الصَّلاةِ، أَوْ نِصْفَ الصَّلاةِ، وَالصَّوْمَ عن الْمُسَافِرِ، وَعَنِ الُمْرِضِعِ وَالْحُبْلَى، وَاللَّهِ لَقَدْ قَالَهُمَا جَمِيعًا، أَوْ أَحَدَهُمَا، قَالَ: فَتَلَهَّفَتْ نَفْسِي أَنْ لا أَكُونَ أَكَلْتُ مِنْ طَعَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ. قلت: قولهم: إن كعبًا أخو قشير، فكعب هو أَبُو قشير، فإنه قشير بْن كعب بْن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة، فكيف يقولون أول الترجمة: إن كعبًا أخو قشير؟ وَإِنما الذي جاء في هذا الإسناد إنه من بني عَبْد اللَّهِ بْن كعب، أخوه قشير فصحيح، لأن قشيرًا، وعبد اللَّه أخوان، وكعب أَبُو قشير، فقولهم: قشيري، وكعبي كقولهم: عباسي، وهاشمي، وكقولهم: سعدي، وتميمي، فهاشم جد للعباس، وتميم جد لسعد، والله أعلم.(1/293)
258- أنس بن مالك بن النضر
ب د ع: أنس بْن مالك بْن النضر بْن ضمضم بْن زيد بْن حرام بْن جندب بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار واسمه: تيم اللَّه بْن ثعلبة بْن عمرو بْن الخزرج بْن حارثة الأنصاري الخزرجي النجاري.
من بني عدي بْن النجار.
خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتسمى به، ويفتخر بذلك، وكان يجتمع هو، وأم عبد المطلب جدة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واسمها: سلمى بنت عمرو بْن زيد بْن أسد بْن خداش بْن عامر في عامر بْن غنم، وكان يكنى: أبا حمزة، كناه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببقلة كان يجتنبها، وأمه أم سليم بنت ملحان، ويرد نسبها عند اسمها.
وكان يخضب بالصفرة، وقيل: بالحناء، وقيل: بالورس، وكان يخلق ذراعيه بخلوق للمعة بياض كانت به، وكانت له ذؤابة، فأراد أن يجرها فنهته أمه.
وقالت: كان النَّبِيّ يمدها، ويأخذها بها، وداعبه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له: يا ذا الأذنين.
وقال مُحَمَّد بْن عبد اللَّه الأنصاري: حدثني أَبِي، عن مولى لأنس بْن مالك، أَنَّهُ قال لأنس: أشهدت بدرًا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لا أم لك؟ وأين غبت عن بدر؟.
قال مُحَمَّد بْن عبد اللَّه: خرج أنس مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بدر وهو غلام يخدمه، وكان عمره لما قدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة مهاجرًا عشر سنين، وقيل: تسع سنين، وقيل: ثماني سنين.
وروى الزُّهْرِيّ، عن أنس، قال: قدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة وأنا ابن عشر سنين، وتوفي وأنا ابن عشرين سنة.
وقيل: خدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشر سنين، وقيل: خدمه ثمانيًا، وقيل: سبعًا.
(92) أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى، قَالَ: حدثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، أخبرنا أَبُو دَاوُدَ، عن أَبِي خَلْدَةَ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي الْعَالِيَةِ: سَمِعَ أَنَسٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَدَمَهُ عَشْرَ سِنِينَ، وَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَكَانَ لَهُ بُسْتَانٌ يَحْمِلُ الْفَاكِهَةَ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ، وَكَانَ فِيهِ رَيْحَانٌ يَجِيءُ مِنْهُ رِيحُ الْمِسْكِ.
أَبُو خَلْدَةَ اسْمُهُ: خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ، وَقَدْ أَدْرَكَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ.
(93) وأخبرنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ طَبْرَزَدَ الْبَغْدَادِيُّ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: أخبرنا أَبُو الْقَاسِم هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أخبرنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غِيلانَ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَزُهَيْرُ بْنُ أَبِي زُهَيْرٍ، قَالا: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، أخبرنا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: ارْتَقَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ دَرَجَةً، فَقَالَ: آمِينَ، فَقِيلَ لَهُ: عَلامَ أَمَّنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: أَتَانِي جَبْرَائِيلُ، فَقَالَ: رَغِمَ أَنْفُ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَاَن فلم يغفر له، قل: آمين روى ابن أَبِي ذئب، عن إِسْحَاق بْن يَزِيدَ، قال: رأيت أنس بْن مالك مختومًا في عنقه ختمه الحجاج، أراد أن يذله بذلك، وكان سبب ختم الحجاج أعناق الصحابة ما ذكرناه في ترجمة سهل بْن سعد الساعدي.
وهو من المكثرين في الرواية عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه: ابن سيرين، وحميد الطويل، وثابت البناني، وقتادة، والحسن البصري، والزُّهْرِيّ، وخلق كثير.
وكان عنده عصية لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما مات أمر أن تدفن معه، فدفنت معه بين جنبه وقميصه.
(94) أخبرنا أَبُو يَاسِرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا يَزِيدُ، أخبرنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَخَذَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ بِيَدِي، فَأَتَتْ بِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا ابْنِي، وَهُوَ غُلامٌ كَاتِبٌ، قَالَ: فَخَدَمْتُهُ تِسْعَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ قَطُّ صَنَعْتُهُ: أَسَأْتَ، أَوْ بِئْسَ مَا صَنَعْتَ ".
ودعا له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكثرة المال والولد.
فولد له من صلبه ثمانون ذكرًا، وابنتان، إحداهما: حفصة، والأخرى: أم عمرو، ومات وله من ولده، وولد ولده مائة وعشرون وَلَدًا، وقيل: نحو مائة. وكان نقش خاتمه صورة أسد رابض، وكان يشد أسنانه بالذهب، وكان أحد الرماة المصيبين، ويأمر ولده أن يرموا بين يديه، وربما رمى معهم، فيغلبهم بكثرة إصابته، وكان يلبس الخز، ويتعمم به.
واختلف في وقت وفاته، ومبلغ عمره، فقيل: توفي سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة اثنتين وتسعين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين، وقيل: سنة تسعين.
قيل: كان عمره مائة سنة وثلاث سنين، وقيل: مائة سنة وعشر سنين، وقيل: مائة سنة وسبع سنين، وقيل: بضع وتسعون سنة، قال حميد: توفي أنس وعمره تسع وتسعون سنة، أما قول من قال: مائة وعشر سنين، ومائة وسبع سنين، فعندي فيه نظر، لأنه أكثر ما قيل في عمره عند الهجرة عشر سنين، وأكثر ما قيل في وفاته سنة ثلاث وتسعين، فيكون له عَلَى هذا مائة سنة وثلاث سنين.
وأما عَلَى قول من يقول: إنه كان له في الهجرة سبع سنين، أو ثمان سنين، فينقص عن هذا نقصًا بينا، والله أعلم.
وهو آخر من توفي بالبصرة من الصحابة، وكان موته بقصره بالطف، ودفن هناك عَلَى فرسخين من البصرة، وصلى عليه قطن بْن مدرك الكلابي، أخرجه الثلاثة.(1/294)
259- أنس بن مدرك
س: أنس بْن مدرك قال أَبُو موسى: ذكره ابن شاهين في الصحابة.
(95) أخبرنا مُحَمَّد بْن أَبِي بكر بْن أَبِي عِيسَى الأصفهاني، كتابة، أخبرنا الحسن بْن أحمد، إذنًا، عن كتاب أَبِي أحمد العطار، أخبرنا عمر بْن أحمد بْن عثمان، أخبرنا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، عن مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، عن رجاله، قال: أنس بْن مدرك بْن كعب بْن عمرو بْن سعد بْن عوف بْن العتيك بْن حارثة بْن عامر بْن تيم اللَّه بْن مبشر بْن أكلب بْن ربيعة بْن عفرس بْن حلف بْن أفتل، وهو خثعم بْن أنمار.
قيل: إن خثعمًا أخو بجيلة لأبيه، وَإِنما سمي خثعمًا بجبل يقال له: خثعم، كان يقال: احتمل ونزل إِلَى خثعم، ويكنى: أنس أبا سفيان، وهو شاعر، وقد رأس، ولا أعرف له حديثًا.
قلت: هذا كلام أَبِي موسى، وقد جعل خثعمًا جبلًا، والذي أعرفه جمل بالميم، فكان يقال: احتمل آل خثعم، قال ابن حبيب: هذا قول ابن الكلبي، وقال غيره: إن أفتل بْن أنمار لما تحالف بعض ولده عَلَى سائر ولده، نحروا بعيرًا، وتخثعموا بدمه أن تلطخوا به في لغتهم، فبقي الاسم عليهم.
وقد ذكر ابن الكلبي أنسًا، ونسبه مثل ما تقدم، وقال: أَبُو سفيان الشاعر، وقد رأس، ولم يذكر له صحبة.
حارثة: بالحاء المهملة، قال ابن حبيب: كل شيء في العرب حارثة يعني: بالحاء إلا جارية بْن سليط بْن يربوع في تميم، وفي سليم: جارية بْن عبد بْن عبس، وفي الأنصار: جارية بْن عامر بْن مجمع، قاله ابن ماكولا.(1/297)
260- أنس بن أبي مرثد
د ع: أنس بْن أَبِي مرثد الغنوي الأنصاري يكنى: أبا يزيد.
كذا قال ابن منده، وَأَبُو نعيم، وليس بأنصاري، وَإِنما هو غنوي، حليف حمزة بْن عبد المطلب رضي اللَّه عنه، وَأَبُو مرثد اسمه: كناز بْن الحصين بْن يربوع بْن طريف بْن خرشة بْن عبيد بْن سعد بْن عوف بْن كعب بْن جلان بْن غنم بْن غني بْن أعصر بْن سعد بْن قيس بْن عيلان بْن مضر.
واسم أعصر: منبه، وكان يلقب دخانًا فيقال: باهلة، وغني ابنا دخان، وَإِنما قيل له ذلك لأن بعض ملوك اليمن قديمًا أغار عليهم، ثم انتهى بجمعه إِلَى كهف، وتبعه بنو معد، فجعل منبه يدخن عليهم فهلكوا، فقيل له: دخان، وَإِنما قيل له: أعصر ببيت قاله وهو:
قالت عميرة: ما لرأسك بعد ما فقد الشباب أتى بلون منكر؟
أعمير، إن أباك غير رأسه مر الليالي واختلاف الأعصر
لأنس، ولأبيه صحبة، وكان بينهما في السن عشرون سنة.
(96) أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ، حدثنا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، أخبرنا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ، عن يَزِيدَ بْنِ سَلامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلامٍ، حدثنا السَّلُولِيُّ يَعْنِي أَبَا كَبْشَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ سَهْلُ بْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ: أَنَّهُمْ سَارُوا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَأَطْنَبُوا السَّيْرَ حَتَّى كَانَ عَشِيَّةً، فَحَضَرَتْ صَلاةُ الظُّهْرِ عِنْدَ رَحْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ رَجُلٌ فَارِسًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي انْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيَكُمْ حَتَّى صَعِدْتُ جَبَلَ كَذَا كَذَا فَإِذَا أَنَا بِهَوَازِنَ عَلَى بَكْرَةِ أَبِيهِمْ بِظَعْنِهِمْ وَنُعْمِهِمْ وَشَائِهِمِ اجْتَمَعُوا إِلَى حُنَيْنٍ، فَتَبَّسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: تِلْكَ غَنِيمَةُ الْمُسْلِمِينَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى "، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يُحْرُسُنَا؟، قَالَ أَنَسُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَارْكَبْ، فَرَكِبَ فَرَسًا لَهُ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْتَقْبِلْ هَذَا الشِّعْبَ حَتَّى تَكُونَ فِي أَعْلاهُ، وَلا تُغَرَّنَّ مِنْ قِبَلِكَ اللَّيْلَةَ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: أَحَسَسْتُمْ فَارِسَكُمْ؟، قَالُوا: يَا رَسُول اللَّهِ، مَا أَحْسَسْنَاهُ، فَثُوِّبَ بِالصَّلاةِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَهُوَ يَتَلَفَّتُ إِلَى الشِّعْبِ، حَتَّى إِذَا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاتَهُ، قَالَ: أَبْشِرُوا فَقَدْ جَاءَ فَارِسُكُمْ، فَجَعَلْنَا نَنْظُرُ إِلَى خِلالِ الشَّجَرِ فِي الشِّعْبِ، فَإِذَا هُوَ قَدْ جَاءَ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي انْطَلَقْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي أَعْلَى هَذَا الشِّعْبِ، حَيْثُ أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ اطَّلَعْتُ الشِّعْبِيْنِ كِلَيْهِمَا فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ نَزَلْتَ اللَّيْلَةَ؟، قَالَ: لا، إِلا مُصَلِّيًا، أَوْ قَاضِيَ حَاجَةً.
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَقَدْ أَوْجَبْتَ، فَلا عَلْيَك أَنْ لا تَعْمَلَ بَعْدَهَا.
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ الْحَلَبِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، عن أَبِي تَوْبَةَ، مِثْلَهُ.
وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو عُمَرَ فِي أُنَيْسٍ، وَجَعَلَهُ ابْنُ مَرْثَدِ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ، قَالَ: وَيُقَالُ: أَنَسٌ، وَالأَوَّلُ أَكْثَرُ، وَالْحَدِيثُ الْمَذْكُورُ يُرَدُّ عَلَيْهِ، وَنَذْكُرُ الْكَلامَ عَلَيْهِ فِي أُنَيْسٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ. سلام: بالتشديد، وجلان: بالجيم، واللام المشددة، وآخره نون، وعيلان: بالعين المهملة.(1/297)
261- أنس بن معاذ بن أنس
ب د ع: أنس بْن معاذ بْن أنس بْن قيس بْن عبيد بْن زيد بْن معاوية بْن عمرو بْن مالك بْن النجار بْن ثعلبة بْن عمرو بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي النجاري شهد بدرًا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في اسمه، فقيل: أنس، وقيل: أنيس، وقال ابن إِسْحَاق: اسمه أنس بْن معاذ، وقال الواقدي: أنس بْن معاذ، ونسبه كما ذكرناه، وقال: شهد بدرًا، وأحدًا، والخندق، ومات في خلافة عثمان، هذا كلام أَبِي عمر.
وروى ابن منده، وَأَبُو نعيم، بإسنادهما عن الزُّهْرِيّ، قال: وأنس بْن معاذ بْن أنس من بني عمرو بْن مالك بْن النجار، لا عقب له شهد بدرًا.
أخرجه الثلاثة.(1/299)
262- أنس بن معاذ الجهني
د: أنس بْن معاذ الجهني الأنصاري عداده في أهل المدينة، روى حديثه سهل بْن معاذ بْن أنس، عن أبيه، عن جده.
(97) قَالَ ابْنُ مَنْدَهُ: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عُتْبَةَ، أخبرنا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، حدثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، أخبرنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عن زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ، عن سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عن أبيه، عن جَدِّهِ، عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} ، قَالَ: تَصَدَّعُ بِإِذْنِ اللَّهِ عن الأَمْوَالِ وَالنَّبَاتِ وَرَوَى أَيْضًا حَدِيثًا آخَرَ عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتٍ بْن ثوبان، عن سهل بْن معاذ بْن أنس، عن أبيه، عن جده، عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فضل الحراسة في سبيل اللَّه.
ولم يذكر أَبُو نعيم، ولا أَبُو عمر أنسًا هذا، لأن أحاديث سهل بْن معاذ بْن أنس كلها، عن أبيه حسب، فلو بين أَبُو عَبْد اللَّهِ هذا لكان حسنًا.
ويشهد بصحة ما ذهب إليه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر ما:
(98) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، أخبرنا مُحْرِزٌ، أخبرنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عن زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ، عن سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عن أَبِيهِ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ حَرَسَ مِنْ وَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مُتَطَوِّعًا لا يَأْخُذُهُ سُلْطَانٌ لَمْ يَرَ النَّارَ إِلا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا} .
وأخبرنا أَبُو يَاسِرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا الْحَسَنُ، عن ابْنِ لَهِيعَةَ، قَالَ: وَحدثنا أَبِي، أخبرنا يَحْيَى بْنُ غِيلانَ، أخبرنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عن زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ، عن سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عن أَبِيهِ، عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فَضْلِ الْغُزَاةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ كَفَى بِهِمَا شَاهِدًا.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ.(1/299)
263- أنس بن النضر
ب د ع: أنس بْن النضر بْن ضمضم وقد تقدم نسبه في أنس بْن مالك، وهذا أنس هو عم أنس بْن مالك، خادم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قتل يَوْم أحد شهيدًا.
(99) أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَرَايَا بْنِ عَلِيٍّ الْبَلَدِيُّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ، أخبرنا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، أخبرنا زِيَادٌ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عن عَمِّهِ أَنَسِ بْنِ النَّضْرِ، وَبِهِ سُمِّيَ أَنَسٌ: غَابَ عَمِّي عن قِتَالِ بَدْرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، غِبْتُ عن أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلْتَ فِيهِ الْمُشْرِكِينَ، وَاللَّهِ لَئِنْ أَشْهَدَنِي اللَّهُ قِتَالَ الْمُشْرِكِينَ لَيَرَيَنَّ اللَّهُ مَا أَصْنَعُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ، فَقَالَ: اللَّهُمُّ إِنِّي أعَتْذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاءِ، يَعْنِي: الْمُسْلِمِينَ، وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ هَؤُلاءِ، يَعْنِي: الْمُشْرِكِينَ، ثُمَّ تَقَدَّمَ، فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ: أَيْ سَعْدٌ، هَذِهِ الْجَنَّةُ، وَرَبِّ أَنَسٍ أَجِدُ رِيحَهَا دُونَ أُحُدٍ، قَالَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ: فَمَا اسْتَطَعْتُ مَا صَنَعَ، فَقَاتَلَ، قَالَ أَنَسٌ: فَوَجَدْنَا بِهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ مَا بَيْنَ ضَرْبَةٍ بِسِيْفٍ، أَوْ طَعْنَةٍ بِرُمْحٍ، أَوْ رَمْيَةٍ بِسَهْمٍ، وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ، وَمَثَّلَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ، فَمَا عَرَفَتْهُ أُخْتُهُ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ النَّضْرِ إِلا بِبُنَانِهِ.
قَالَ أَنَسٌ: وَكُنَّا نَرَى أَوْ نَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ، وَفِي أَشْبَاهِهِ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} الآية
(100) قَالَ: وَأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، أخبرنا الْفَزَارِيُّ، عن حُمَيْدٍ، عن أَنَسٍ، قَالَ: كَسَرَتِ الرُّبَيِّعُ، وَهِيَ عَمَّةُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَطَلَبَ الْقَوْمُ الْقِصَاصَ، فَأَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ النَّبِيُّ بِالْقِصَاصِ، فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ عَمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: لا وَاللَّهِ لا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كِتَابُ اللَّهِ الْقِصَاصُ، فَرَضِيَ الْقَوْمُ، وَقَبَّلُوا الأَرْضَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ قَسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
سلام: بالتخفيف، والربيع: بضم الراء، وفتح الباء الموحدة، وتشديد الياء تحتها نقطتان.(1/300)
264- أنس بن هزلة
ب: أنس بْن هزلة وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه ابنه عمرو بْن أنس، أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
وقال أَبُو أحمد العسكري: أنس بْن هزلة، ويقال: أنس بْن الحارث، له صحبة، قتل مع الحسين بْن علي رضي اللَّه عنهما، وهذا أنس بْن الحارث، قد تقدم ذكره، فلا أعلم أهما واحد أم اثنان، وَأَبُو أحمد عالم فاضل لو لم يعلم أنهما واحد لما قاله، وما أقرب أن يكونا واحدًا، لأنه قد ذكر في أنس بْن الحارث أَنَّهُ قتل مع الحسين، والله أعلم.(1/301)
265- أنسة
ب د ع: أنسة بزيادة هاء، هو مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مولدي السراة، يكنى: أبا مسروح، وقيل: أبا مسرح.
وكان يأذن عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا جلس، وشهد معه بدرًا، قاله عروة، والزُّهْرِيّ، وابن إِسْحَاق، وتوفي في خلافة أَبِي بكر الصديق.
وقال داود بْن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس: إنه استشهد يَوْم بدر.
قال الواقدي: ليس عندنا بثبت.
قال: ورأيت أهل العلم يثبتون أَنَّهُ قد شهد أحدًا، وبقي بعد ذلك زمانًا، ومات بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خلافة أَبِي بكر.
أخرجه الثلاثة.(1/301)
266- أنيس الأنصاري
ب د ع: أنيس تصغير أنس، هو أنيس الأنصاري الشامي.
روى عنه شهر بْن حوشب، روى عباد بْن راشد، عن ميمون بْن سياه، عن شهر بْن حوشب، عن أنيس الأنصاري، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إني لأشفع يَوْم القيامة لأكثر مما عَلَى ظهر الأرض من حجر ومدر.
لم يرو عنه غير شهر.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو نعيم، واستدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده.
قال أَبُو موسى: وهو عندي أنيس البياضي، والله أعلم.(1/302)
267- أنيس بن جنادة
ب د ع: أنيس بْن جنادة الغفاري أخو أَبِي ذر.
وقد اختلف في نسبه اختلافًا كثيرًا، يرد عنه ذكر أخيه أَبِي ذر: جندب، أرسله أخوه أَبُو ذر إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما بلغه خبر ظهوره، فمضى إليه، وعاد إِلَى أَبِي ذر فأخبره، ونذكره في خبر إسلام أَبِي ذر.
أخرجه الثلاثة.(1/302)
268- أنيس بن الضحاك
ب د ع: أنيس بْن الضحاك الأسلمي وهو الذي أرسله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الامرأة الأسلمية ليرجمها، إن اعترفت بالزنا.
(101) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حدثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَزَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عن زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، قَالا: اخْتَصَمَ رَجُلانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَنْشُدُكَ اللَّهَ لَمَا قَضَيْتَ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ، وَذَكَرَ قِصَّتَهُ، فَقَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَاغْدُ يَا أُنَيْسُ عَلَى امْرَأَةِ هَذَا، فَإِنِ اعْتَرَفَتْ، يَعْنِي: بِالزِّنَا، فَارْجُمْهَا، فَغَدَا عَلَيْهَا فَسَأَلَهَا، فَاعَتَرَفَتْ فَرَجَمَهَا.
وَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: رَوَى عَنْهُ عَمْرُو بْنُ سُلَيْمٍ، وَقِيلَ: عَمْرُو بْنُ مُسْلِمٍ، وَرَوَى أُنَيْسٌ أَيْضًا، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لأَبِيِّ ذَرٍّ: الْبِسِ الْخَشِنَ الضَّيِّقَ، يُعَدُّ فِي الشَّامِيِّينَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/302)
269- أنيس بن عتيك
س: أنيس بْن عتيك الأنصاري ويقال: أوس.
(102) أخبرنا أَبُو موسى بْن عمر الأصفهاني، كتابة، أخبرنا أَبُو غالب الكوشيدي، أخبرنا أَبُو بكر بْن زيدة، أخبرنا سليمان بْن أحمد، أخبرنا مُحَمَّد بْن عمرو بْن خَالِد الحراني، أخبرنا أَبِي، أخبرنا ابن لهيعة، عن أَبِي الأسود، عن عروة في تسمية من قتل يَوْم جسر المدائن من الأنصار من بني عبد الأشهل، ثم من بني زعوراء: أنيس بْن عتيك بْن عامر، ذكره مُحَمَّد بْن إِسْحَاق فسماه أوسًا.
أخرجه أَبُو موسى.
قوله: جسر المدائن: ربما يظن ظان أن بعض أيام المسلمين مع الفرس يسمى جسر المدائن، وليس كذلك، إنما هو يَوْم الجسر الذي قتل فيه أَبُو عبيد الثقفي والد المختار، وهو يَوْم قس الناطف أيضًا، ويقال له: جسر أَبِي عبيد، لأنه كان أمير الجيش، وقتل فيه.
أخرجه أَبُو موسى.(1/303)
270- أنيس أبو فاطمة
د ع: أنيس أَبُو فاطمة الضمري عداده في أهل مصر، وقيل: اسمه إياس، وقد اختلف في إسناد حديثه،.
(103) فروى ابن منده بِإِسْنَادِهِ عن أَبِي الطاهر أحمد بْن عمرو أخبرنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عن زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ أَبِي فَاطِمَةَ، عن أَبِيهِ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يُصِحَّ فَلا يَسْقَمُ؟، قَالُوا: كُلُّنُا يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ: أَتُحِبُّونَ أَنْ تَكُونُوا كَالْحُمُرِ الضَّالَّةِ، أَلا تُحِبُّونَ أَنْ تَكُونُوا أَصْحَابَ بَلاءٍ وَأَصْحَابَ كَفَّارَاتٍ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّ الْعَبْدَ لَتَكُونُ لَهُ الدَّرَجَةُ مِنَ الْجَنَّةِ، فَمَا بَلَغَهَا بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ، فَيَبْتَلِيهِ اللَّهُ بِالْبَلاءِ لِيَبْلُغَ تِلْكَ الدَّرَجَةَ، وَمَا يَبْلُغُهَا بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ.
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عن أَبِي عَقِيلٍ الزُّرَقِيِّ وَهُوَ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ، عن ابْنِ أَبِي فَاطِمَةَ، عن أَبِيهِ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ.
رَوَاهُ الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ، وَاسْمُ أَبِي الْحَجَّاجِ: رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عن أَبِيهِ، عن زُهْرَةَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ أَبِي فَاطِمَةَ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَذْكُرْ: عن أَبِيهِ.
وَيَرِدُ فِي إِيَاسِ بْنِ أَبِي فَاطِمَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.(1/303)
271- أنيس بن قتادة الباهلي
ب د ع: أنيس بْن قتادة الباهلي يعد في البصريين.
روى عنه: أسير بْن جابر، وشهر بْن حوشب.
حديثه عند عباد بْن راشد، عن ميمون بْن سياه، عن شهر بْن حوشب، قال: أقام فلان خطباء يشتمون عليًا رضي اللَّه عنه وأرضاه، ويقعون فيه، حتى كان آخرهم رجل من الأنصار، أو غيرهم، يقال له: أنيس، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: إنكم قد أكثرتم اليوم في سب هذا الرجل وشتمه، وَإِني أقسم بالله أني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إني لأشفع يَوْم القيامة لأكثر مما عَلَى الأرض من مدر وشجر، وأقسم بالله ما أحد أوصل لرحمه منه، أفترون شفاعته تصل إليكم، وتعجز عن أهل بيته؟ تفرد به ميمون بْن سياه، وهو بصري ثقة يجمع حديثه، هكذا أورده ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وأما أَبُو عمر، فإنه قال: أنيس، رجل من الصحابة من الأنصار، ولم ينسبه، روى عنه شهر ابن حوشب حديثه: إني لأشفع يَوْم القيامة لأكثر مما عَلَى وجه الأرض من حجر ومدر، وقال: إسناده ليس بالقوي.
وقال أيضًا: أنيس بْن قتادة الباهلي بصري، روى عنه أَبُو نضرة، قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رهط من بني ضبيعة، قال: ويقال فيه: أنيس، والأول أكثر.
وقد روى أَبُو نعيم حديث الشفاعة في أنيس الأنصاري البياضي، وجعل له ترجمة مفردة، واستدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، وابن منده قد أخرج هذا المتن بهذا الإسناد، إلا أَنَّهُ أضاف إِلَى الترجمة أن جعله باهليًا، فإن كان الراوي واحدًا، وهو عباد بْن راشد، عن ميمون بْن سياه، وشهر بْن حوشب، والحديث واحد، وهو الشفاعة.
وقد قال ابن منده، وَأَبُو نعيم: فقام رجل من الأنصار، أو غيرهم، فبان بهذا أنهما واحد، فلا أدري كيف نقلا أَنَّهُ باهلي؟ عَلَى أن أبا نعيم كثيرا ما يتبع ابن منده، وأما استدراك أَبِي موسى عَلَى ابن منده، فلا وجه له، فإنه وَإِن يذكر الأنصاري، فقد ذكر المعنى الذي ذكره أَبُو موسى في ترجمة الباهلي، إلا أَنَّهُ لو لم يذكر في هذه الترجمة أَنَّهُ باهلي لكان أحسن، فإنه ليس في الحديث ما يدل عَلَى أَنَّهُ باهلي، وَإِنما فيه ما يدل عَلَى أَنَّهُ أنصاري، والله أعلم.
وأما أَبُو عمر، فإنه ذكر ترجمة أنيس الباهلي، كما ذكرناه، وأورد له حديثًا آخر وهو: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رهط من ضبيعة، وذكر ترجمة أنيس الأنصاري، وأورد له حديث الشفاعة، فلا مطعن عليه.
أخرجه الثلاثة.(1/304)
272- أنيس بن قتادة بن ربيعة
ب د: أنيس بْن قتادة بْن ربيعة بْن مطرف بْن خَالِد بْن الحارث بْن زيد بْن عبيد بْن زيد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي شهد بدرًا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقتل يَوْم أحد، قتله الأخنس بْن شريق.
وقال أَبُو عمر: ويقال: إنه كان زوج خنساء بنت خذام الأسدية.
قال: وقد قال فيه بعضهم: أنس، وليس بشيء.
وقد ذكرناه نحن في أنس أيضًا، وقد روى مجمع بْن جارية، أن خنساء بنت خذام كانت تحت أنيس بْن قتادة، فقتل عنها يَوْم أحد، فزوجها أبوها رجلًا من مزينة، فكرهته، فجاءت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرد نكاحه، فتزوجها أَبُو لبابة، فجاءت بالسائب بْن أَبِي لبابة.
أخرجه الثلاثة، وقد جعل أَبُو عمر خنساء أسدية، وَإِنما هي أنصارية.(1/305)
273- أنيس بن مرثد
ب: أنيس بْن مرثد بْن أَبِي مرثد الغنوي ويقال: أنس، والأول أكثر.
قاله أَبُو عمر، وقد أخرجناه في أنس، وذكرنا نسبه هناك.
قال أَبُو عمر: يكنى أبا يزيد، وقال بعضهم: إنه أنصاري لحلف كان له بينهم في زعمه، وليس بشيء، وَإِنما كان حليف حمزة بْن عبد المطلب، ونسبه من غني بْن أعصر، صحب هو، وأبوه مرثد، وجده أَبُو مرثد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقتل أبوه يَوْم الرجيع في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومات جده في خلافة أَبِي بكر الصديق.
وشهد أنيس هذا مع النَّبِيّ فتح مكة، وحنينًا، وكان عين النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم حنين بأوطاس، ويقال: إنه الذي قال له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: واغد يا أنيس عَلَى امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها.
قيل: إنه كان بينه، وبين أبيه مرثد بْن أَبِي مرثد إحدى وعشرون سنة.
ومات أنيس في ربيع الأول سنة عشرين.
روى عنه الحكم بْن مسعود، عن النَّبِيّ في الفتنة.
أخرجه أَبُو عمر.
وقيل: إن الذي أمره النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برجم الامرأة الأسلمية أنيس بْن الضحاك الأسلمي، وما أشبه ذلك بالصحة، لكثرة الناقلين له، ولأن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقصد ألا يأمر في قبيلة بأمر إلا لرجل منها، لنفور طباع العرب من أن يحكم في القبيلة أحد من غيرها، فكان يتألفهم بذلك.
وقد ذكره أَبُو أحمد العسكري في الأنصار، فقال: أنيس بْن أَبِي مرثد الأنصاري، وروى له حديث الفتنة، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ستكون فتنة عمياء صماء بكماء الحديث.
وليس هذا من الأنصار في شيء.(1/306)
274- أنيس بن معاذ
ع: أنيس بْن معاذ بْن أنس بْن قيس بْن عبيد بْن زيد بْن معاوية بْن عمرو بْن مالك بْن النجار الأنصاري الخزرجي بدري، وقيل اسمه: أنس، وقيل في نسبه: معاذ بْن قيس.
أخرجه أَبُو نعيم وحده، وقال: قال عروة بْن الزبير في تسمية من شهد بدرًا من الأنصار من بني عمرو بْن مالك بْن النجار: أنيس بْن معاذ بْن قيس.
وقال أَبُو بكر، عن ابن إِسْحَاق في تسمية من شهد بدرًا من بني عمرو بْن مالك بْن النجار وهم بنو حديلة: أنس بْن معاذ بْن أنس بْن قيس، ونسبه كما ذكرناه، وقد تقدم ذكره.
أخرجه أَبُو نعيم، ولم يستدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، وعادته يستدرك عليه أمثال هذا.(1/307)
275- أنيف بن جشم
د ع: أنيف آخره فاء، هو ابن جشم بْن عوذ اللَّه بْن تاج بْن أراشة بْن عامر بْن عبيل بْن قسميل بْن فران بْن بلي بْن عمرو بْن الحاف بْن قضاعة.
حليف الأنصار.
شهد بدرًا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاله مُحَمَّد بْن إِسْحَاق.
وأخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
فران: بالفاء، والراء المشددة، وآخره نون، وجشم: بالجيم، والشين المعجمة، وعبيل: بالعين المهملة، والباء الموحدة، والياء، وآخره لام.(1/307)
276- أنيف بن حبيب
ب س: أنيف بْن حبيب ذكره الطبري فيمن قتل يَوْم خيبر شهيدًا.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى، وقال: قتل بخيبر سنة سبع، ولم يحفظ له حديث.(1/307)
277- أنيف بن ملة
د ع: أنيف بْن ملة اليمامي أخو حيان.
قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو، وأخوه حيان ابنا ملة، ورفاعة، وبعجة ابنا زيد في اثني عشر رجلا في وفد أهل اليمامة، فلما رجعوا سأل أنيفًا قومه: ما أمركم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أمرنا أن نضجع الشاة عَلَى شقها الأيسر، ثم نذبحها، ونتوجه إِلَى القبلة، ونذبح ونهريق دمها، ونأكلها ثم نحمد اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/307)
278- أنيف بن وايلة
ب: أنيف بْن وايلة هكذا قال الواقدي، يعني: بالياء تحتها نقطتان، وقال ابن إِسْحَاق: واثلة، يعني: بالثاء المثلثة، قتل يَوْم خيبر شهيدًا.
أخرجه أَبُو عمر.(1/308)
باب الهمزة والهاء وما يثلثهما(1/308)
279- أهبان ابن أخت أبي ذر
ب د: أهبان ابن أخت أَبِي ذر.
قال ابن منده: قال مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل: هو ابن صيفي، وخالفه غيره.
روى عنه حميد بْن عبد الرحمن.
وروى ابن منده، بِإِسْنَادِهِ عن مُحَمَّدِ بْنِ سعد الواقدي، قال: ممن سكن البصرة أهبان بْن صيفي الغفاري، ويكنى: أبا مسلم، وأوصى أن يكفن في ثوبين، فكفنوه في ثلاثة، فأصبحوا والثوب الثالث عَلَى المشجب.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو عمر، إلا أن ابن منده أورد هذا الذي قاله مُحَمَّد بْن سعد في هذه الترجمة.
وقال: أهبان بْن صيفي، فكان ذكر هذا في ترجمة أهبان أولى، وأما أَبُو عمر، فلم يذكر من هذا شيئا، وَإِنما قال: أهبان ابن أخت أَبِي ذر، روى عنه حميد بْن عبد الرحمن الحميري، بصري، لا تصح له صحبة، وَإِنما يروي عن أَبِي ذر، وهذا لا كلام عليه فيه، والله أعلم.(1/308)
280- أهبان بن أوس
ب د ع: أهبان بْن أوس الأسلمي يعرف بمكلم الذئب، يكنى: أبا عقبة.
سكن الكوفة، وقيل: إن مكلم الذئب أهبان بْن عياذ الخزاعي.
قال ابن منده: هو عم سلمة بْن الأكوع.
(104) أخبرنا مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ سرايا البلدي، وغيره، قَالُوا: أخبرنا أَبُو الوقت، بِإِسْنَادِهِ إِلَى مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، أخبرنا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد، أخبرنا أَبُو عامر، أخبرنا إسرائيل، عن مجزأة بْن زاهر، عن رجل منهم اسمه أهبان بْن أوس، من أصحاب الشجرة، وكان اشتكى من ركبتيه، فكان إذا سجد جعل تحت ركبتيه وسادة.
وروى أنيس بْن عمرو، عنه أَنَّهُ قال: كنت في غنم لي، فشد الذئب عَلَى شاة منها، فصاح عليه، فأقعى الذئب عَلَى ذنبه وخاطبني، وقال: من لها يَوْم تشتغل عنها؟ أتنزع مني رزقًا رزقني اللَّه، قال: فصفقت بيدي، وقلت: ما رأيت أعجب من هذا، فقال: تعجب ورسول اللَّه في هذه النخلات؟ وهو يومئ بيده إِلَى المدينة يحدث الناس بأنباء ما سبق، وأنباء ما يكون وهو يدعو إِلَى اللَّه، وَإِلَى عبادته، فأتى أهبان إِلَى رَسُول اللَّهِ، فأخبره بأمره وأسلم.
أورد أَبُو نعيم هذا الحديث في هذه الترجمة، وأورد ابن منده في ترجمة أهبان بْن عياذ، وأما أَبُو عمر، فإنه قال في هذا: كان من أصحاب الشجرة في الحديبية، يقال: إنه مكلم الذئب، قال: ويقال: إن مكلم الذئب أهبان بْن عياذ.
انتهى كلامه.
ولم يسق واحد منهم نسبه.
وقال هشام الكلبي: هو أهبان بْن الأكوع، واسم الأكوع: سنان بْن عياذ بْن ربيعة بْن كعب بْن أمية بْن يقظة بْن خزيمة بْن مالك بْن سلامان بْن أسلم بْن أفصى بْن حارثة الأسلمي.
قال: وهكذا كان ينسب مُحَمَّد بْن الأشعث القائد، وجميع أهله، وكان من أولاده، لأنه مُحَمَّد بْن الأشعث بْن عقبة بْن أهبان، ولا يناقض هذا النسب قوله فيما تقدم: عم سلمة بْن الأكوع، فإن سلمة هو ابن عمرو بْن الأكوع في قول بعضهم.
أخرجه الثلاثة.
عياذ: بكسر العين، والياء تحتها نقطتان، وآخره ذال معجمة.(1/308)
281- أهبان بن صيفي
ب د ع: أهبان بْن صيفي الغفاري من بني حرام بْن غفار، سكن البصرة، يكنى: أبا مسلم، وقيل: وهبان ويذكر في الواو إن شاء اللَّه تعالى.
روت عنه ابنته عديسة.
(105) أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عن أَبِيهِ، أخبرنا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، أخبرنا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عن عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ الْحَكَمِ الْغِفَارِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ، عن عُدَيْسَةَ، عن أبي، قَالَ: أَتَانِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَامَ عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ: أَثَمَّ أَبُو مُسْلِمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْخُذَ نَصِيبَكَ مِنْ هَذَا الأَمْرِ وَتَخِفَّ فِيهِ؟ قَالَ: يَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيَّ خَلِيلِي، وَابْنُ عَمِّكَ أَنْ إِذَا كَانَتِ الْفِتْنَةُ أَنْ أَتَّخِذَ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ، وَقَدِ اتَّخَذْتُهُ، وَهُوَ ذَاكَ مُعَلَّقٌ قال الواقدي: وممن نزل البصرة أهبان بْن صيفي الغفاري، وأوصى أن يكفن في ثوبين، فكفنوه في ثلاثة أثواب، فأصبحوا والثوب الثالث عَلَى المشجب.
قال أَبُو عمر: هذا رواه جماعة من ثقات البصريين: سليمان التيمي، وابنه المعتمر، ويزيد بْن زريع، ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ بْن المثنى، عن المعلى بْن جابر بْن مسلم، عن عديسة بنت وهبان.
وقد أخرج ابن منده هذا الحديث في ترجمة أهبان ابن أخت أَبِي ذر، وقد تقدم.
أخرجه الثلاثة.(1/309)
282- أهبان بن عياذ
د: أهبان بْن عياذ الخزاعي قيل: إنه مكلم الذئب، وهو من أصحاب الشجرة.
روى عنه يزيد بْن معاوية البكائي، وقال: هو الذي كلمه الذئب، وقال: إنه كان يضحي عن أهله بالشاة الواحدة، والصحيح أن مكلم الذئب هو أهبان بْن أوس الأسلمي، أفرد ابن منده هذا أهبان بْن عياذ بترجمة.
وأما أَبُو عمر، وَأَبُو نعيم فإنهما ذكراه في ترجمة أهبان بْن أوس، وقالا: قيل: إن مكلم الذئب هو أهبان بْن عياذ الخزاعي، والله أعلم.
عياذ: بالعين المهملة وبالياء تحتها نقطتان، وآخره ذال معجمة.(1/310)
283- أهود بن عياض
أهود بْن عياض الأزدي هو الذي جاء بنعي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حمير، وله عند ذلك كلام يدل عَلَى أَنَّهُ كان مسلمًا.
ذكره ابن الدباغ، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق.(1/310)
باب الهمزة مع الواو وما يثلثهما(1/311)
284- أوس بن الأرقم
ب د ع: أوس بْن الأرقم بْن زيد بْن قيس بْن النعمان بْن مالك الأغر بْن ثعلبة بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي من بني الحارث بْن الخزرج، أخو زيد بْن الأرقم.
قتل يَوْم أحد.
(106) أخبرنا أَبُو جَعْفَر بْن السمين، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عن ابن إِسْحَاق في تسمية من قتل أحد من بني الحارث بْن الخزرج أخو زيد بْن الأرقم، قتل يَوْم أحد.
قال: وأوس بْن الأرقم بْن زيد بْن قيس، وساق نسبه، أخرجه الثلاثة(1/311)
285- أوس بن الأعور
ب د ع: أوس بْن الأعور بْن جوشن بْن عمرو بْن مسعود ذكره البخاري، ويرد ذكره في الأذواء.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقالا: ابن جوشن بْن عمرو بْن مسعود، فهذا نسب غير صحيح.
وأورده أَبُو عمر في الذال، في ذي الجوشن، وهو ذو الجوشن، واسمه: أوس في قول، وقيل غير ذلك، ويذكر الاختلاف في اسمه في الذال، إن شاء اللَّه تعالى، وهو أوس بْن الأعور بْن عمرو بْن معاوية، وهو الضباب بْن كلاب بْن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة، وهو والد شمر بْن ذي الجوشن، صاحب الحادثة مع الحسين بْن علي رضي اللَّه عنهما.
نزل أوس الكوفة، ويرد باقي خبره في ذي الجوشن إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.(1/311)
286- أوس بن أنيس
د ع: أوس بْن أنيس القرني وقيل: أويس بْن عامر.
وهو الزاهد المشهور، ويرد في أويس إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/311)
287- أوس بن أوس الثقفي
ب د: أوس بْن الثقفي قال ابن منده: جعلهم البخاري ثلاثة، وروى ابن منده، عن ابن معين، أَنَّهُ قال: أوس بْن أوس، وأوس بْن أَبِي أوس واحد.
روى عبد الرحمن بْن يعلى الطائفي، عن عثمان بْن عَبْد اللَّهِ بْن أوس، عن أبيه، عن جده أوس بْن حذيفة، قال: كنت في الوفد الذين وفدوا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني مالك، يعني: وفد ثقيف، وبنو مالك بطن منهم، قال: فأنزلهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبة له بين المسجد وبين أهله، وكان يختلف إليهم بعد العشاء الآخرة يحدثهم.
ورواه شعبة، عن النعمان بْن سالم، عن أوس بْن أوس الثقفي، وكان في الوفد، وقيل: عن شعبة، عن أوس بْن أوس، عن أبيه، انتهى كلام ابن منده.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو عمر، إلا أن أبا عمر قال: ويقال: أوس بْن أَبِي أوس، وهو والد عمرو ابن أوس.
وقال: روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث منها: من غسل واغتسل الحديث الذي أخرجه ابن منده في الترجمة التي نذكرها بعد هذه الترجمة، ولم ينسبه ابن منده إِلَى ثقيف.
وأما أَبُو نعيم، فلم يفرده بترجمة، وَإِنما أورده في ترجمة أوس بْن حذيفة عَلَى ما نذكره إن شاء اللَّه تعالى، وجعله أنس بْن أَبِي أنس، واسم أَبِي أنس: حذيفة، ومثله قال أَبُو عمر، ونذكره هناك إن شاء اللَّه تعالى.(1/312)
288- أوس بن أوس
د ع: أوس بْن أوس وقيل: أوس بْن أَبِي أوس.
عداده في أهل الشام.
روى عنه أَبُو الأشعث الصنعاني، وعبد اللَّه بْن محيريز.
(107) أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الصُّوفِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْجُرْجَانِيُّ، أخبرنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عن الأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، عن أَبِي الأَشْعَثِ، عن أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ، عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ غَسَلَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنَ الإِمَامِ، فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا.
وَقَالَهُ ابْنُ مَنْدَهْ.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عن عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عن يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عن أَبِي الأَشْعَثِ، فَقَالَ: عن أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، فَبَانَ بِهَذَا أَنَّ هَذَا، وَالَّذِي قَبْلَهُ وَاحِدٌ. وأما أَبُو نعيم، فإنه قال: أوس بْن أَبِي أوس، وروى ما:
(108) أخبرنا بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، بِإِسْنَادِهِ، إِلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، عن شُعْبَةَ، عن النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَمْرِو بْنَ أَوْسٍ يُحَدِّثُ، عن جَدِّهِ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فَاسْتَوْكَفَ ثَلاثًا، فَقُلْتُ: مَا اسْتَوْكَفَ؟ قَالَ: غَسَلَ يَدَيْهِ وَرَوَى أَيْضًا، عن يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عن أَبِيهِ، عن أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ، وَقَامَ إِلَى الصَّلاةِ.
فَجَعَلَ أَبُو نُعَيْمٍ أَوْسًا وَالِدَ عَمْرٍو غَيْرَ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، وَخَالَفَ أَبَا عُمَرَ، فَإِنَّ أَبَا عُمَرَ جَعَلَهُ الثَّقَفِيَّ، وَلَمْ يُتَرْجِمْ لأَوْسِ بْنِ أَوْسٍ، وَلا لأَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ غَيْرِ الثَّقَفِيِّ.
وَيَرِدُ الْكَلَامُ عَلَى هَاتَيْنِ التَّرْجَمَتَيْنِ فِي أَوْسِ بْنِ حُذَيْفَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.(1/312)
289- أوس بن بشير
ب س: أَوْسُ بْنُ بَشِيرٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، يُقَالُ: إِنَّهُ مِنْ جَيْشَانَ.
قَالَهُ أَبُو عُمَرَ.
& وَأخبرنا الْحَافِظُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي عِيسَى، كِتَابَةً، أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّاءِ بْنُ مَنْدَهْ، إِذْنًا، أخبرنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِيُّ، أخبرنا عَمُّ أَبِي الْعَاصِ أَبُو مُحَمَّدٍ، أخبرنا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ، أخبرنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عن اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عن عَامِرِ بْنِ يَحْيَى، عن أَبِيهِ، عن أَوْسِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَحَدُ بَنِي خَنْسَاءَ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ لَنَا شَرَابًا يُقَالُ لَهُ: الْمِزْرُ مِنَ الذُّرَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَهُ نَشْوَةٌ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَلا تَشْرَبُوهُ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ ثَلاثًا كُلُّ ذَلِكَ، يَقُولُ: لَهُ نَشْوَةٌ؟، فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: لا تَشْرَبُوهُ، قَالَ: فَإِنَّهُمْ لا يَصْبِرُونَ، قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَصْبِرُوا، فَاضْرِبُوا رُءُوسَهُمْ.
كَذَا قَالَ: أَحَدُ بَنِي خَنْسَاءَ، وَهُوَ غَلَطٌ، وَإِنَّمَا هُوَ جَيْشَانُ، قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَنْ دَيْلَمٍ الْجَيْشَانِيِّ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ، وَأَبُو مُوسَى، فَعَلَى رِوَايَةِ أَبِي مُوسَى لَيْسَ أَوْسُ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، إِنَّمَا كَانَ حَاضِرًا حِينَ سَأَلَ الْيَمَنِيُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(1/313)
290- أوس بن ثابت
ب د ع: أوس بْن ثابت بْن المنذر بْن حرام بْن عمرو بْن زيد مناة بْن عدي بْن عمرو بْن مالك بْن النجار بْن ثعلبة بْن عمرو بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي البخاري أخو حسان بْن ثابت الشاعر، شهد العقبة وبدرًا.
وقال ابن منده: أوس بْن ثابت بْن المنذر بْن حرام، من بني عمرو بْن مالك بْن النجار.
قال: وقال غيره: من بني عمرو بْن زيد بْن مناة بْن عدي بْن عمرو بْن مالك بْن النجار، فظن أن هذا اختلاف في النسب، وليس كذلك، فإن قوله في الأول: من بني عمرو بْن زيد مناة، فهو عمرو الأول، وقوله: من بني عمرو بْن مالك بْن النجار، فهو عمرو الأخير، وهو جد الأول، ومن رَأَى الذي ذكرناه من نسبه أولا علم أن لا اختلاف بين القولين.
قال عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عمارة الأنصاري: قتل أوس يَوْم أحد.
وقال الواقدي: شهد بدرًا، وأحدًا، والخندق، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتوفي في خلافة عثمان بالمدينة.
قال أَبُو عمر: والقول عندي قول عَبْد اللَّهِ، والله أعلم.
وقال ابن إِسْحَاق: إنه شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد، ولم يعقب، وفيه نزل، وفي امرأته قوله تعالى: {لِلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُون َ} .
أخرجه الثلاثة.
قلت: وقد ذكرت هذه القصة في خَالِد بْن عرفطة، وذكرنا الكلام عليها هناك.(1/314)
291- أوس بن ثعلبة
س: أوس بْن ثعلبة التميمي ذكره الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ فيمن قام نيسابور من الصحابة.
أخرجه أَبُو موسى.(1/315)
292- أوس بن جبير
ب س: أوس بْن جبير الأنصاري من بني عمرو بْن عوف، قتل بخيبر شهيدًا عَلَى حصن ناعم، ذكره ابن شاهين.
أخرجه أَبُو موسى، وَأَبُو عمر، إلا أن أبا عمر، قال: أوس بْن حبيب، والله أعلم.(1/315)
293- أوس بن جهيش
س: أوس بْن جهيش بْن يَزِيدَ النخعي ويعرف بالأرقم وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد النخع، وقد تقدم في الأرقم.
أخرجه أَبُو موسى.(1/315)
294- أوس أبو حاجب الكلابي
أوس أَبُو حاجب الكلابي ذكره ابن قانع.
روى عنه ابنه حاجب أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبايعه.
وقال ابن أَبِي حاتم: أوس الكلابي، يروي عن الضحاك بْن سفيان الكلابي.
ويروي عنه ابنه حاجب.
ذكره ابن الدباغ الأندلسي.(1/315)
295- أوس بن حارثة
أوس بْن حارثة بْن لام بْن عمرو بْن ثمامة بْن عمرو بْن طريف الطائي ذكره ابن قانع.
وروى بِإِسْنَادِهِ، عن حميد بْن منهب، عن جده أوس بْن حارثة، قال: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سبعين راكبًا من طي، فبايعته عَلَى الإسلام، وذكر حديثًا طويلًا.
ذكره ابن الدباغ.(1/315)
296- أوس بن حبيب
ب: أوس بْن حبيب الأنصاري من بني عمرو بْن عوف، قتل بخيبر شهيدًا، وقيل فيه: أوس بْن جبير.
أخرجه ههنا أَبُو عمر، وقد تقدم في أوس بْن جبير.(1/316)
297- أوس بن الحدثان
ب د ع: أوس بْن الحدثان بْن عوف بْن ربيعة بْن سعد بْن يربوع بْن وابلة بْن دهمان بْن نصر بْن معاوية بْن بكر بْن هوازن ساق هذا النسب أَبُو نعيم، له صحبة، يعد في أهل المدينة، وهو الذي أرسله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيام منى ينادي: أن الجنة لا يدخلها إلا مؤمن، وأن أيام منى أيام أكل وشرب.
وروى عنه ابنه مالك بْن أوس في صدقة الفطر.
(110) أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ، إِجَازَةً، بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ الْعِيشِيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ صَهْبَانَ، أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، عن مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، عن أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَخْرِجُوا زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ.
وَطَعَامُنَا يَوْمَئِذٍ الْبُرُّ، وَالتَّمْرُ، وَالزَّبِيبُ، وَالْأَقِطُ.
رَوَى عَنْهُ سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ، وَقَدِ اخْتَلَفَ فِي صُحْبَةِ ابْنِهِ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/316)
298- أوس بن حذيفة
ب د ع: أوس بْن حذيفة بْن ربيعة بْن أَبِي سلمة بْن غيرة بْن عوف الثقفي وهو أوس بْن أَبِي أوس.
قال البخاري: أوس بْن حذيفة بْن أَبِي عمرو بْن وهب بْن عامر بْن يسار بْن مالك بْن حطيط بْن جشم الثقفي، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه ابنه وعثمان بْن عَبْد اللَّهِ، وعبد الملك بْن المغيرة.
قال مُحَمَّد بْن سعد الواقدي: وممن نزل الطائف من الصحابة: أوس بْن حذيفة الثقفي، كان في وفد ثقيف، روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال هذا جميعه ابن منده.
وأما أَبُو عمر، فإنه قال: أوس بْن حذيفة الثقفي، يقال فيه: أوس بْن أَبِي أوس، قال: وقال خليفة بْن خياط: أوس بْن أوس، وأوس بْن أَبِي أوس، واسم أَبِي أوس: حذيفة.
قال أَبُو عمر: وهو جد عثمان بْن عَبْد اللَّهِ بْن أوس، ولأوس بْن حذيفة أحاديث، منها المسح عَلَى القدمين، في إسناده ضعف، وكان في الوفد الذين قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني مالك، فأنزلهم في قبة بين المسجد وبين أهله، فكان يختلف إليهم، فيحدثهم بعد العشاء الآخرة.
وقال ابن معين: إسناد هذا الحديث صالح، وحديثه عن النَّبِيّ حديث ليس بالقائم في تحزيب القرآن.
فهذا كلام أَبِي عمر، وقد جعل أوس بْن حذيفة هو ابن أَبِي أوس، فلا أدري لم جعلهما ترجمتين؟ وهما عنده واحد.
وأما أَبُو نعيم، فإنه قال: أوس بْن حذيفة الثقفي، وساق نسبه مثل ما تقدم أول الترجمة، وروى ما
(111) أخبرنا بِهِ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ الْخَطِيبُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِفِيُّ، عن عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، عن جَدِّهِ أَوْسِ بْنِ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَدِمْنَا وَفْدَ ثَقِيفٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَ الأَحْلافِيُّونَ عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَأْنَزَلَ الْمَالِكِيِّينَ قُبَّتَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يِأْتِينَا، فَيُحدثنا بَعْدَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ، حَتَّى يُرَاوِحَ بَيْنَ قَدَمَيْهِ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، وَكَانَ أَكْثَرُ مَا يُحدثنا اشْتِكَاءَ قُرَيْشٍ، يَقُولُ: كُنُّا بَمَكَّةَ مُسْتَذَلِّينَ مُسْتَضْعَفِينَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ انْتَصَفْنَا مِنَ الْقَوْمِ، فَكَانَتْ سِجَالُ الْحَرْبِ لَنَا وَعَلَيْنَا، وَاحْتَبَسَ عَنَّا لَيْلَةً عن الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ يَأْتِينَا فِيهِ، ثُمَّ أَتَانَا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، احْتَبَسْتَ عَنَّا اللَّيْلَةَ عن الْوَقْتِ الَّذِي كُنْتَ تَأْتِينَا فِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهُ طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبِي مِنَ الْقُرْآنِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ لا أَخْرُجَ حَتَّى أَقْضِيَهُ، قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْنَا سَأَلْنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أَحْزَابِ الْقُرْآنِ: كَيْفَ تُحَزِّبُونَهُ؟ فَقَالَ: ثَلاثٌ، وَخَمْسٌ، وَسَبْعٌ، وَتِسْعٌ، وَإِحْدَى عَشْرَةَ، وَثَلاثَ عَشْرَةَ، وَحِزْبُ الْمُفَصَّلِ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَرَوَاهُ بَعْضُ الْمُتَأَخَرِّينَ عن عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ أَوْسِ بْنِ حُذَافَةَ، فَصَارَ وَاهِمًا فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ ثَلاثَةِ أَوْجُهٍ: أَحَدُهَا: أَنَّهُ زَادَ فِيهِ، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ أَوْسِ بْنِ حُذَافَةَ، وَالثَّانِي: أَنَّهُ جَعَلَ اسْمَ حُذَيْفَةَ حُذَافَةَ، وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ بَنَى التَّرْجَمَةَ عَلَى أَوْسِ بْنِ عَوْفٍ، وَأَخْرَجَ الْحَدِيثَ عن أَوْسِ بْنِ حُذَافَةَ، وَإِنَّمَا اخْتَلَفَ الْمُتَقَدِّمُونَ فِي أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ هَذَا، فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: أَوْسُ بْنُ حُذَيْفَةَ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: أَوْسُ بْنُ أَبِي أَوْسٍ وَكَنَّى أَبَاهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ
وَأَمَّا أَوْسُ بْنُ أَبِي أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ.
وَقِيلَ: أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ، فَرَوَى عَنْهُ الشَّامِيُّونَ وَعِدَادُهُ فِيهِمْ، فَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: أَبُو الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيُّ صَنْعَاءُ دِمَشْقَ، وَأَبُو أَسْمَاءَ الرَّحْبِيُّ، وَعُبَادَةُ بْنُ نُسِيٍّ، وَابْنُ مُحَيْرِيزٍ، وَمَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُغِيرَةِ الطَّائِفِيُّ، فَرَوَى عَنْهُ أَبُو الأَشْعَثِ: مَنْ غَسَلَ وَاغْتَسَلَ الْحَدِيثَ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ.
هَذَا كَلامُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَقَدْ جَعَلَ أَوْسَ بْنَ أَبِي أَوْسٍ الثَّقَفِيَّ، وَأَوْسَ بْنَ حُذَيْفَةَ وَاحِدًا، وَجَعَلَ الرَّاوِي عَنْهُ أَبَا الأَشْعَثَ، وَجَعَلَهُ شَامِيًّا.
وَالَّذِي قَالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أَنَّ أَوْسَ بْنَ حُذَيْفَةَ الثَّقَفِيَّ نَزَلَ الطَّائِفَ، فَإِذَنْ يَكُونُ غَيْرَ الَّذِي نَزَلَ الشَّامَ، وَرَوَى عَنْهُ الشَّامِيُّونَ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ: إِنَّ الَّذِي سَكَنَ الطَّائِفَ أَوْسُ بْنُ عَوْفٍ الثَّقَفِيُّ، وَقَالَ: هُوَ أَوْسُ بْنُ حُذَيْفَةَ، وَنَسَبَهُ إِلَى جَدِّهِ، فَلَمْ يَنْقِلِ ابْنُ مَنْدَهْ، عن مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ إِلا أَوْسَ بْنَ حُذَيْفَةَ لا أَوْسَ بْنَ عَوْفٍ، فَلَيْسَ لأَبِي نُعَيْمٍ فِيهِ حُجَّةٌ، فَصَارَ الثَّلاثَةُ عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ وَاحِدًا، وَهُمْ: أَوْسُ بْنُ حُذَيْفَةَ، وَأَوْسُ بْنُ أَبِي أَوْسٍ، وَأَوْسُ بْنُ عَوْفٍ، وَأَمَّا أَبُو عُمَرَ فَجَعَلَهُمْ ثَلاثَةً، وَجَعَلَ لَهُمْ ثَلاثَ تَرَاجِمَ.
وَأَمَّا ابْنُ مَنْدَهْ فَجَعَلَ الثَّقِفِيِّينَ ثَلاثَةً، وَهُمْ: أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ، وَأَوْسُ بْنُ حُذَيْفَةَ، وَأَوْسُ بْنُ عَوْفٍ، وَقَالَ فِي أَوْسِ بْنِ عَوْفٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ، كَمَا قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي أَوْسِ بْنِ حُذَيْفَةَ، وَهَذَا يُؤَيِّدُ قَوْلَ أَبِي نُعَيْمٍ أَنَّهُمَا وَاحِدٌ.
وَقَدْ جَعَلَ الْبُخَارِيُّ الثَّلاثَةَ وَاحِدًا، فَقَالَ: أَوْسُ بْنُ حُذَيْفَةَ الثَّقَفِيُّ وَالِدُ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، وَيُقَالُ: أَوْسُ بْنُ أَبِي أَوْسٍ، وَيُقَالُ: أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ، هَذَا لَفْظُهُ، وَقَدْ نَقَلَ عَنْهُ ابْنُ مَنْدَهْ فِي تَرْجَمَةِ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ أَنَّهُ جَعَلَهُمْ ثَلاثَةً، وَالَّذِي نَقَلْنَاهُ نَحْنُ مِنْ تَارِيخِهِ مَا ذَكَرْنَاهُ، فَلا أَدْرِي كَيْفَ نَقَلَ هَذَا عن الْبُخَارِيِّ؟ وَقَدْ جَعَلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أَوْسَ بْنَ أَبِي أَوْسٍ هُوَ أَوْسُ بْنُ حُذَيْفَةَ، فَقَالَ فِي الْمُسْنَدِ: أَوْسُ بْنُ أَبِي أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ وَهُوَ أَوْسُ بْنُ حُذَيْفَةَ.
(112) أخبرنا بِهِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا هُشَيْمٌ، عن يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عن أَبِيهِ عن أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى كِظَامَةَ قَوْمٍ فَتَوَضَّأَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.(1/316)
299- أوس بن حوشب
ب د ع: أوس بْن حوشب الأنصاري
(113) أخبرنا أَبُو عِيسَى، فِيمَا أَذِنَ لِي، أخبرنا وَالِدِي، عن كِتَابِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَجَازَ لَهُ، حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْفَقِيهُ، أخبرنا أَحْمَدُ الْخَلِيلِيُّ، أخبرنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنا الْجَرِيرِيُّ، عن أَبِي السَّلِيلِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالسًا فِي دَارِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: أَوْسُ بْنُ حَوْشَبٍ، فَأُتِيَ بِعُسٍّ، فَوُضِعَ فِي يَدِهِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَبَنٌ وَعَسَلٌ، فَوَضَعَهُ مِنْ يَدِهِ، فَقَالَ: هَذَانِ شَرَابَانِ لا نَشْرَبُهُ وَلا نُحَرِّمُهُ، فَمَنْ تَوَاضَعَ للَّهِ رَفَعَهُ اللَّهُ، وَمَنْ تَجَبَّرَ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَحْسَنَ تَدْبِيرَ مَعِيشَتِهِ رَزَقُهُ اللَّهُ تَعَالَى.
قَالَ أَبُو مُوسَى: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَرَوَى أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ هُوَ الَّذِي أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ بِمَكَّةَ، فَقَالَ مَا قَالَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/319)
300- أوس بن خالد
أوس بْن خَالِد بْن عبيد بْن أمية بْن عامر بْن خطمة بْن جشم بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي وهو الذي قال فيه حسان بْن ثابت يَوْم اليرموك:
وأفلت يَوْم الروع أوس بْن خَالِد يمج دما كالرعث مختضب النحر
ذكره الكلبي.(1/320)
301- أوس بن خذام
د ع: أوس بْن خذام أحد الستة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، فربط نفسه إِلَى سارية في مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لتخلفه، فنزل فيه وفي أصحابه: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا} ، وأسماء الستة: أوس بْن خذام، وَأَبُو لبابة، وثعلبة بْن وديعة، وكعب بْن مالك، ومرارة بْن الربيع، وهلال بْن أمية، وقيل: إن أبا لبابة إنما ربط نفسه بسبب بني قريظة، وسيذكر عند اسمه، وكنيته إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/320)
302- أوس بن خولي
ب د ع: أوس بْن خولي بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن عبيد بْن مالك بْن سالم الحبلي بْن غنم بْن عوف بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي السالمي أَبُو ليلى شهد بدرًا، وأحدًا، وسائر المشاهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقال: كان من الكملة، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين شجاع بْن وهب الأسدي.
ولما قبض النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال أوس لعلي بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنه: أنشدك اللَّه وحظنا من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمره فحضر غسله، ونزل في حفرته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقيل: إن الأنصار اجتمعت عَلَى الباب، وقالوا: اللَّه اللَّه، فإنا أخواله فليحضره بعضنا، فقيل: اجتمعوا عَلَى رجل منكم، فاجتمعوا عَلَى أوس بْن خولي، فحضر غسل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودفنه.
قال ابن عباس: نزل في قبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الفضل بْن عباس، وأخوه قثم، وشقران مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأوس بْن خولي.
وتوفي أوس بالمدينة في خلافة عثمان بْن عفان رضي اللَّه عنهما.
أخرجه الثلاثة.(1/320)
303- أوس بن ساعدة
س: أوس بْن ساعدة الأنصاري
(114) أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي عِيسَى، إِجَازَةً، أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَرْزُوقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ الْحَافِظُ، إِذْنًا، أخبرنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مُحَمَّدٍ، أخبرنا وَالِدِي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ حَبِيبٍ الرَّقِّيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، بِحَلَبَ، أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَيَّانَ، أخبرنا شُعْبَةُ، عن الْحَكَمِ، عن عِكْرِمَةَ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَخَلَ أَوْسُ بْنُ سَاعِدَةَ الأَنْصَارِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَى فِي وَجْهِهِ الْكَرَاهِيَةَ، فَقَالَ: يَا ابْنَ سَاعِدَةَ، مَا هَذِهِ الْكَرَاهِيَةُ الَّتِي أَرَاهَا فِي وَجْهِكَ؟، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي بَنَاتًا، وَأَنَا أَدْعُو عَلَيْهِنَّ بِالْمَوْتِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ سَاعِدَةَ، لا تَدْعُ، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ فِي الْبَنَاتِ، هُنَّ الْمُجْمِّلاتُ عِنْدَ النِّعْمَةِ وَالْمُنْعِمَاتُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ.
وَرَوَى مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، وَزَادَ فِيهِ: وَالْمُمَرِّضَاتُ عِنْدَ الشِّدَّةِ، ثُقْلُهُنَّ عَلَى الأَرْضِ، وَرِزْقُهُنَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَبُو مُوسَى.(1/321)
304- أوس بن سعد
س: أوس بْن سعد أَبُو زيد ذكره عبدان المروزي، وقال: توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
روى يحيى بْن بكير، عن أبيه، عن مشيخة له، أن أوس بْن سعد والي عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه عَلَى الشام، أحد بني أمية بْن زيد، يكنى أبا زيد، مات سنة ست عشرة، وهو ابن أربع وستين سنة، أخرجه أَبُو موسى.(1/321)
305- أوس بن سعيد
ع س: أوس بْن سَعِيد الأنصاري غير منسوب.
روى أَبُو الزبير، عن سَعِيدِ بْنِ أوس الأنصاري، عن أبيه، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذا كان يَوْم العيد وقفت الملائكة عَلَى أبواب الطريق فنادوا: اغدوا يا معشر المسلمين إِلَى رب كريم، يمن بالخير، ثم يثيب عليه الجزيل، وقد أمرتم بقيام الليل فقمتم، وأمرتم بصيام النهار فصمتم، وأطعتم ربكم تبارك وتعالى، فاقبضوا جوائزكم، فإذا صلوا نادى مناد: ألا إن ربكم عَزَّ وَجَلَّ قد غفر لكم، فارجعوا راشدين إِلَى رحالكم، فهو يَوْم الجوائز، ويسمى ذلك اليوم في السماء يَوْم الجائزة.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.(1/321)
306- أوس بن سمعان
ب د ع: أوس بْن سمعان أَبُو عَبْد اللَّهِ الأنصاري له ذكر في حديث أنس بْن مالك.
روى سَعِيد بْن أَبِي مريم، عن إِبْرَاهِيم بْن سويد، عن هلال بْن زيد بْن يسار، عن أنس بْن مالك، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: بعثني اللَّه عَزَّ وَجَلَّ هدى ورحمة للعالمين، وبعثني لأمحو المزامير، والمعازف، والأوثان، وأمر الجاهلية، وحلف ربي بعزته لا يشرب عبد الخمر في الدنيا إلا حرمتها عليه يَوْم القيامة، ولا يتركها عبد في الدنيا إلا سقاه اللَّه إياها في حظيرة القدس.
فقال أوس بْن سمعان: والذي بعثك بالحق إني لأجدها في التوراة: حق أن لا يشربها عبد من عبيده إلا سقاه اللَّه من طينة الخبال، قَالُوا: وما طينة الخبال يا أبا عَبْد اللَّهِ؟ قال: صديد أهل النار.
قال ابن منده: هذا حديث غريب تفرد به سَعِيد بْن أَبِي مريم.
أخرجه الثلاثة.(1/322)
307- أوس بن شرحبيل
ب د ع: أوس بْن شرحبيل وقيل: شرحبيل بْن أوس.
أحد بني المجتمع، يعد في الشاميين.
روى عنه نمران أَبُو الحسن الرحبي، أَنَّهُ سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من مشى مع ظالم ليعينه، وهو يعلم أَنَّهُ ظالم، فقد خرج من الإسلام.
أخرجه الثلاثة.(1/322)
308- أوس بن الصامت
ب د ع: أوس بْن الصامت بْن قيس بْن أصرم بْن فهر بْن ثعلبة بْن غنم وهو قوقل بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي.
أخو عبادة بْن الصامت.
(115) شهد بدرًا، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو الذي ظاهر من امرأته ووطئها قبل أن يكفر، فأمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يكفر بخمسة عشر صاعًا من شعير عَلَى ستين مسكينًا.
أخبرنا عبد الوهاب بْن أَبِي مَنْصُور الأمين، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي داود سليمان بْن الأشعث، أخبرنا الحسن بْن عَلِيٍّ، أخبرنا يحيى بْن آدم، أخبرنا ابن إدريس، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عن معمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن حنظلة، عن يوسف بْن عَبْد اللَّهِ بْن سلام، عن خولة بنت مالك بْن ثعلبة، قالت: ظاهر مني زوجي أوس بْن الصامت، وذكر الحديث قال ابن عباس: أول ظهار كان في الإسلام أوس بْن الصامت، وكان تحته بنت عم له، فظاهر منها.
وكان شاعرًا ومن شعره:(1/323)
309- أوس بن ضمعج
س: أوس بْن ضمعج الحضرمي من أهل الكوفة.
أدرك الجاهلية، يروي عن الصحابة، مات سنة ثلاث وسبعين.
أنا ابن مزيقيا عمرو وجدي أبوه عامر ماء السماء
وسكن هو، وشداد بْن أوس الأنصاري البيت المقدس، وتوفي بالرملة من أرض فلسطين سنة أربع وثلاثين، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، ومات أخوه عبادة بالرملة، وقيل: بالبيت المقدس، قاله أَبُو أحمد العسكري.
أخرجه الثلاثة.
310
(116) أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْفَقِيهُ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدَةَ وَأَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالُوا: أخبرنا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ، قَالَ: حدثنا هَنَّادٌ، أخبرنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عن أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا يُؤَمُّ رَجُلٌ فِي سُلْطَانِهِ، وَلا يُجْلَسُ عَلَى تَكْرِمَتِهِ فِي بَيْتِهِ إِلا بِإِذْنِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.(1/324)
310- أوس بن عابد
ب: أوس بْن عابد أخرجه أَبُو عمر مختصرًا، وقال: قتل يَوْم خيبر شهيدًا.(1/324)
311- أوس بن عبد الله
ب د ع: أوس بْن عَبْد اللَّهِ بْن حجر الأسلمي وقيل: أوس بْن حجر الأسلمي، وقيل: أَبُو أوس تميم بْن حجر الأسلمي، قيل: كنيته أَبُو تميم، وقال بعضهم: أوس بْن حجر، بفتحتين كاسم الشاعر التميمي الجاهلي.
قال أَبُو عمر: أسلم بعد قدوم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، وكان يسكن العرج.
روى إياس بْن مالك بْن أوس بْن عَبْد اللَّهِ، عن أبيه مالك، عن أبيه أوس بْن عَبْد اللَّهِ، قال: مر بي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه أَبُو بكر رضي اللَّه عنه بقحداوات بين الجحفة، وهرشى، وهما عَلَى جمل واحد، متوجهان إِلَى المدينة، فحملهما عَلَى فحل إبله، وبعثه معهما غلامًا له اسمه: مسعود، فقال: اسلك بهما حيث تعلم، فسلك بهما الطريق حتى أدخلهما المدينة، ثم رد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسعودًا إِلَى سيده، وأمره أن يأمر أوسًا أن يسم إبله في أعناقها قيد الفرس، وهو حلقتان، ومد بينهما مدًا، فهي سمتهم، ولما أتى المشركون يَوْم أحد أرسل غلامه مسعود بْن هنيدة من العرج عَلَى قدميه إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخبره بهم.
ذكره ابن ماكولا، عن الطبري.
وكذا جاء في هذا الحديث: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر كانا عَلَى جمل واحد، والصحيح أنهما كانا عَلَى بعيرين.
أخرجه الثلاثة.(1/324)
312- أوس بن عرابة
د ع: أوس بْن عرابة الأنصاري روى نافع، عن ابن عمر، أَنَّهُ عرض عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم أحد، فاستصغره، فرده، ورد معه زيد بْن ثابت، وأوس بْن عرابة، ورافع بْن خديج، كذا قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وأما أَبُو عمر، فإنه ذكره: عرابة بْن أوس بْن قيظي، وقال: استصغره النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم أحد فرده، وهذا أصح.
ويذكر في عرابة إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/325)
313- أوس بن عوف الثقفي
ب د ع: أوس بْن عوف الثقفي سكن الطائف، وقدم في الوفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة تسع وخمسين، قاله مُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي، نقله ابن منده، وَأَبُو نعيم.
قال أَبُو نعيم: وهو أوس بْن حذيفة، فنسبه إِلَى جده، وقد تقدم الكلام عليه في أوس بْن حذيفة.
وقال أَبُو عمر: أوس بْن حذيفة الثقفي، حليف لهم من بني سالم، أحد الوفد الذين قدموا بإسلام ثقيف عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع عبد ياليل بْن عمر، فأسلموا، وأسلمت ثقيف كلها، أخرجه الثلاثة.(1/325)
314- أوس بن عوف
د: أوس بْن عوف الثقفي مات سنة تسع وخمسين.
أخرج ابن منده هذه الترجمة، وهي الأولى التي قبلها، فلا أدري لأي معنى جعلهما اثنتين في ترجمتين وهما واحد؟ وليس فيه ما يشكل، ولا يخفى عَلَى أحد، ولا شك أَنَّهُ سهو، ولولا أني لا أترك ترجمة مما ذكروه لتركت هذه وأمثالها.(1/326)
315- أوس بن الفاتك
ب س: أوس بْن الفاتك وقيل: الفائد بالدال، وقيل: الفاكه.
قال أَبُو موسى: ذكره عبدان عَلَى الشك، قال: وقال مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: وقتل من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم خيبر من الأنصار، ثم من بني أوس، ثم من بني عمرو بْن عوف: أوس بْن فائد.
وروى عن مشيخة له، أن أوس بْن الفاتك من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قتل يَوْم خيبر، هكذا قاله أَبُو موسى.
وقال أَبُو عمر: أوس بْن الفاكه الأنصاري من الأوس، قتل يَوْم خيبر شهيدًا، فقد اختلف في اسم أبيه، فقيل: فاكه، وقيل: فاتك، وقيل: فائد.
والله أعلم.
أخرجه أَبُو موسى، وَأَبُو عمر.(1/326)
316- أوس بن قيظي
د: أوس بْن قيظي بْن عمرو بْن زيد بْن جشم بْن حارثة الأنصاري الحارثي شهد أحدًا هو، وابناه: كباثة، وعبد اللَّه، ولم يحضر عرابة بْن أوس أحدًا مع أبيه وأخويه، استصغره رَسُول اللَّهِ، فرده يومئذ، هذا كلام أَبِي عمر.
وأخرجه أَبُو موسى فيما استدركه عَلَى ابن منده.
(117) أخبرنا أَبُو مُوسَى، إِجَازَةً، أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ أَبُو الشَّيْخِ، أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الطَّبَرَكِيُّ، أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الدَّامَغَانِيُّ، أخبرنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، أخبرنا مُحَمَّدُ ابْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الثِّقَةُ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: مَرَّ شَاسُ بْنُ قَيْسٍ، وَكَانَ شَيْخٌا قَدْ عَسَا، عَظِيمَ الْكُفْرِ، شَدِيدَ الضَّغْنِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، شَدِيدَ الْحَسَدِ لَهُمْ، عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ فِي مَجْلِسٍ قَدْ جَمَعَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ فِيهِ، فَغَاظَهُ مَا رَأَى مِنْ جَمَاعَتِهِمْ وَأُلْفَتِهِمْ، وَصَلاحِ ذَاتَ بَيْنِهِمْ عَلَى الإِسْلامِ، بَعْدَ الَّذِي كَانَ بَيْنَهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ: قَدِ اجْتَمَعَ مَلَأُ بَنِي قَيْلَةَ، يَعْنِي: الْأَوْسَ وَالْخَزْرَجَ، بِهَذِهِ الْبِلادِ، لا، وَاللَّهِ مَا لَنَا مَعَهُمْ إِذَا اجْتَمَعَ مَلَؤُهُمْ بِهَا مِنْ قَرَارٍ، فَأَمَرَ فَتًى شَابًّا مِنْ يَهُودَ كَانَ مَعَهُ، قَالَ: فَاعْمَدْ فَاجْلِسْ إِلَيْهِمْ، ثُمَّ ذَكَرَهُمْ يَوْمَ بُعَاثٍ مَا كَانَ فِيهِمْ، وَأَنْشَدَهُمْ بَعْضَ مَا كَانُوا تَقَاوَلُوا فِيهِ مِنَ الأَشْعَارِ، وَكَانَ يَوْمُ بُعَاثٍ يَوْمًا اقَتْتَلَتْ فِيهِ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ فَفَعَلَ، فَتَكَلَّمَ الْقَوْمُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَتَنَازَعُوا وَتَفَاخَرُوا حَتَّى تَوَاثَبَ رَجُلانِ مِنَ الْحَيَّيْنِ عَلَى الرَّكْبِ: أَوْسُ بْنُ قَيْظِيٍّ أَحَدُ بَنِي حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَوْسٍ، وَجَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ أَحَدُ بَنِي سَلَمَةَ، فَتَقَاوَلا، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِه: إِنْ شِئْتُمْ وَاللَّهِ رَدَدْنَاهَا الآنَ جَذْعَةً، وَغَضِبَ الْفَرِيقَانِ، وَقَالُوا: قَدْ فَعَلْنَا، السِّلاحَ السِّلاحَ، وَمَوْعِدُكُمْ الظَّاهِرَةُ، وَالظَّاهِرَةُ: الْحَرَّةُ فَخَرَجُوا إِلَيْهَا، وَتَجَاوَرَ النَّاسُ، فَانْضَمَّتِ الأَوْسُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ عَلَى دَعْوَتِهِمِ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فِيمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ أَصْحَابِهِ، حَتَّى جَاءَهُمْ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهَ اللَّهَ، أَبِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ بَعْدَ أَنْ هَدَاكُمُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى الإِسْلامِ، وَأَكْرَمَكُمْ بِهِ، وَقَطَعَ عَنْكُمْ أَمْرَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَاسْتَنْقَذَكُمْ بِهِ مِنَ الْكُفْرِ، وَأَلَّفَ بَيْنَكُمْ، تَرْجِعُونَ إِلَى مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ كُفَّارًا؟، فَعَرَفَ الْقَوْمُ أَنَّهَا نَزْغَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَكَيْدٌ مِنْ عَدُوِّهِمْ لَهُمْ، فَأَلْقَوْا السِّلاحَ مِنْ أَيْدِيهِمْ، وَبَكَوْا وَعَانَقَ الرِّجَالُ مِنَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، ثُمَّ انْصَرَفُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ، وَأَطْفَأَ اللَّهُ عَنْهُمْ كَيْدَ عَدُوِّهِمْ، وَعَدُوُّ اللَّه: شَاسُ بْنُ قَيْسٍ.
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي شَاسِ بْنِ قَيْسٍ وَمَا صَنَعَ: {قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
وَأَنْزَلَ فِي أَوْسِ بْنِ قَيْظِيٍّ، وَجَبَّارِ بْنِ صَخْرٍ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُمَا مِنْ قَوْمِهِمَا الَّذِينَ صَنَعُوا مَا صَنَعُوا عَمَّا أَدْخَلَ عَلَيْهِمْ شَاسُ بْنُ قَيْسٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} الآيَاتُ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى {عَذَابٌ عَظِيمٌ} ، أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ، وَأَبُو مُوسَى.(1/326)
317- أوس أبو كبشة
ع: أوس أَبُو كبشة مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقيل: سليمان.
وهو دوسي.
ذكره ابن إِسْحَاق فيمن شهد بدرًا.
أخرجه أَبُو نعيم وحده مختصرًا.(1/328)
318- أوس بن مالك الأشجعي
د: أوس بْن مالك الأشجعي له ذكر في حديث رواه مكي بْن إِبْرَاهِيم، أخرجه ابن منده مختصرًا.(1/328)
319- أوس بن مالك
س: أوس بْن مالك بْن قيس بْن محرث بْن الحارث يكنى: أبا السائب.
شهد أحدًا فيما ذكره أَبُو حفص بْن شاهين.
أخرجه أَبُو موسى مختصرًا.(1/328)
320- أوس بن محجن
س: أوس بْن محجن، أَبُو تميم الأسلمي أسلم بعد أن قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المدينة مهاجرًا.
كذا ذكره ابن شاهين، وَإِنما هو أوس بْن حجر، وقد ذكروه في كتبهم، وأعاده ابن شاهين عَلَى الصواب، ويقال فيه: حجر بالفتح، قاله أَبُو موسى، وقد تقدم في أوس بْن عَبْد اللَّهِ بْن حجر.
أخرجه أَبُو موسى.(1/328)
321- أوس المرئي
س: أوس المرئي من بني امرئ القيس، روت ابنته أم جميل بنت أوس المرئية، قالت: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أَبِي، وكنت مستسرة في الجاهلية، وعلى ذوائب لي وقنزعة، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: احلق عنها زي الجاهلية، وائتني بها، فذهب بي أَبِي، وحلق عني زي الجاهلية، وردني إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعا لي، وبارك علي، ومسح يده عَلَى رأسي.
أخرجه أَبُو موسى، ونقله عن أَبِي مُحَمَّد عبدان بْن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى.(1/329)
322- أوس بن معاذ
د ع: أوس بْن معاذ بْن أوس الأنصاري بدري، استشهد يَوْم بئر معونة، قاله مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، ورواه أَبُو الأسود، عن عروة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/329)
323- أوس بن المعلى
أوس بْن المعلى بْن لوذان بْن حارثة بْن زيد بْن ثعلبة بْن عدي بْن مالك بْن زيد مناة بْن حبيب بْن عبد حارثة بْن مالك بْن غضب بْن جشم بْن الخزرج له ولإخوته صحبة، ومنهم من شهد بدرًا، وترد أخبارهم في مواضعها إن شاء اللَّه تعالى.
ذكره الكلبي.(1/329)
324- أوس بن معير
ب د ع: أوس بْن معير بْن لوذان بْن ربيعة بْن عريج بْن سعد بْن جمح، أَبُو محذورة القرشي الجمحي مؤذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة بعد الفتح، غلبت عليه كنيته.
وقد اختلف في اسمه، فقيل ما ذكرناه، وهو قول ابن منيع، عن الزبير بْن بكار، وقيل: سمرة، ويرد هناك إن شاء اللَّه تعالى، وقيل: إن أوسًا اسم أخي أَبِي محذورة، وفيه نظر، والأول أكثر، والصحيح أن أخاه اسمه أنيس، قتل يَوْم بدر كافرًا، قاله الزبير، وهشام الكلبي وغيرهما، وسمى هشام أبا محذورة: أوسًا، مثل الزبير، ولا عقب لهما.
وورث الأذان عن أَبِي محذورة بمكة إخوتهم من بني سلامان بْن ربيعة بْن سعد بْن جمح.
قال ابن محيريز: رأيت أبا محذورة صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وله شعر، قلت: يا عم، ألا تأخذ من شعرك؟ فقال: ما كنت لآخذ شعرًا مسح عليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعا فيه بالبركة.
أخرجه الثلاثة.(1/329)
325- أوس بن المنذر
د ع: أوس بْن المنذر من بني عمرو بْن مالك بْن النجار الأنصاري النجاري.
استشهد يَوْم أحد، قاله ابن إِسْحَاق، وعروة بْن الزبير.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/330)
326- أوس بن يزيد
ع س: أوس بْن يَزِيدَ بْن أصرم الأنصاري قال ابن شهاب: شهد العقبة من بني النجار: أوس بْن يَزِيدَ بْن أصرم.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.(1/330)
327- أوس
أوس غير منسوب.
ذكره ابن قانع.
روى عنه ابنه يعلى، أَنَّهُ قال: كنا نعد الرياء في زمن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشرك الأصغر.
ذكره ابن الدباغ الأندلسي.(1/330)
328- أوسط بن عمرو البجلي
د ع: أوسط بْن عمرو البجلي أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره.
(118) أخبرنا أَبُو يَاسِرٍ، بِإِسْنَادِهِ عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عن مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عن سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عن أَوْسَطَ الْبَجَلِيِّ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَامٍ، فَأَلْفَيْتُ أَبَا بَكْرٍ يَخْطُبُ النَّاسَ، فَقَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ عَامَ الأَوَّلِ، الْحَدِيثَ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.(1/331)
329- أوفى بن عرفطة
ب: أوفى بْن عرفطة له ولأبيه عرفطة صحبة، واستشهد أبوه يَوْم الطائف.
أخرجه أَبُو عمر.(1/331)
330- أوفى بن موله
ب د ع: أوفى بْن موله التميمي العنبري من بني العنبر بْن عمرو بْن تميم، له صحبة، يعد في البصريين.
روى حديثه منقذ بْن حصين بْن حجوان بْن أوفى بْن موله، عن أبيه، عن جده، عن أوفى بْن موله، قال: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأقطعني الغميم، وشرط علي: وابن السبيل أول ريان، وأقطع ساعدة رجلًا منا بئرا بالفلاة، وأقطع إياس بْن قتادة العنبري الجابية، وهي دون اليمامة، وكنا أتيناه جميعًا، وكتب لكل رجل منا بذلك في الأديم.
أخرجه الثلاثة.(1/331)
331- أويس بن عامر
د ع: أويس بْن عامر بْن جزء بْن مالك بْن عمرو بْن مسعدة بْن عمرو بْن سعد بْن عصوان بْن قرن بْن ردمان بْن ناجية بْن مراد المرادي، ثم القرني الزاهد المشهور، هكذا نسبه ابن الكلبي.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره، وسكن الكوفة، وهو من كبار تابعيها.
روى أَبُو نضرة، عن أسير بْن جابر، قال: كان محدث يتحدث بالكوفة، فإذا فرغ من حديثه تفرقوا، ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحدًا يتكلم بكلامه، فأحببته، ففقدته، فقلت لأصحابي: هل تعرفون رجلا كان يجالسنا كذا وكذا؟ فقال رجل من القوم: نعم أنا أعرفه، ذاك أويس القرني، قلت: أو تعرف منزله؟ قال: نعم، فانطلقت معه حتى جئت حجرته، فخرج إلي، فقلت: يا أخي ما حبسك عنا؟ فقال: العري.
قال: وكان أصحابه يسخرون منه ويؤذونه، قال: قلت: خذ هذا البرد فالبسه، قال: لا تفعل فإنهم يؤذونني، قال: فلم أزل به حتى لبسه، فخرج عليهم، فقالوا: من ترى خدع عن برده هذا؟ فوضعه، وقال: قد ترى، فأتيت المجلس، فقلت: ما تريدون من هذا الرجل؟ قد آذيتموه، الرجل يعرى مرة، ويكتسي مرة، وأخذتهم بلساني.
فقضى أن أهل الكوفة وفدوا إِلَى عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه فيهم رجل ممن كان يسخر بأويس، فقال عمر: هل ههنا أحد من القرنيين؟ فجاء ذلك الرجل، قال: فقال عمر: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد قال: إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له: أويس لا يدع باليمن غير أم، وقد كان به بياض، فدعا اللَّه، فأذهبه عنه إلا مثل الدينار أو الدرهم، فمن لقيه منكم، فمروه فليستغفر لكم.
فأقبل ذلك الرجل حتى دخل عليه قبل أن يأتي أهله، فقال أويس: ما هذه بعادتك؟ قال: سمعت عمر يقول كذا وكذا، فاستغفر لي، قال: لا أفعل حتى تجعل لي عليك أنك لا تسخر بي، ولا تذكر قول عمر لأحد، فاستغفر له.
(119) أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ، بِإِسْنَادِهِ عن مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا، وَقَالَ الآخَرَانِ: حدثنا، وَاللَّفْظُ لابْنِ مُثَنَّى، قَالَ: حدثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عن قَتَادَةَ، عن زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عن أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا أَتَى أَمْدَادَ الْيَمَنِ سَأَلَهُمْ: أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ حَتَّى أَتَى عَلَى أُوَيْسٍ، فَقَالَ: أَنْتَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: كَانَ بِكَ بَرَصٌ، فَبَرَأْتَ مِنْهُ إِلا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لَكَ وَالِدَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ، فَبَرَأَ مِنْهُ إِلا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ، فَاسْتَغْفِرْ لِي، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: الْكُوفَةُ، قَالَ: أَلا أَكْتُبُ لَكَ إِلَى عَامِلِهَا؟ قَالَ: أَكُونُ فِي غَبْرَاءِ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيَّ.
قَالَ: فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ حَجَّ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِهِمْ فَوَافَقَ عُمَرُ، فَسَأَلَهُ عن أُوَيْسٍ، قَالَ: تَرَكْتُهُ رَثَّ الْبَيْتِ، قَلِيلَ الْمَتَاعِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَأْتِي عَلَيْكَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ، ثُمَّ مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ، فَبَرَأَ مِنْهُ إِلا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ، فَأَتَى أُوَيْسًا، فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: أَنْتَ أَحْدَثُ عَهْدًا بِسَلَفِ صَالِحٍ، فَاسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: لَقِيتُ عُمَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَاسْتَغْفِرْ لَهُ.
فَفَطِنَ لَهُ النَّاسُ، فَانْطَلَقَ عَلَى وَجْهِهِ، قَالَ أُسَيْرٌ: وَكِسْوَتُهُ بُرْدَةٌ، فَكَانَ كُلَّمَا رَآهُ إِنْسَانٌ، قَالَ: مِنْ أَيْنَ لأُوَيْسٍ هَذِهِ الْبُرْدَةُ؟ قَالَ هِشَامٌ الْكَلْبِيُّ: قُتِلَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ يَوْمَ صِفَّينَ مَعَ عَلِيٍّ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.(1/331)
باب الهمزة مع الياء وما يثلثهما(1/333)
332- إياد أبو السمح
ب: إياد أَبُو السمح مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مذكور بكنيته، لم يرو عنه فيما علمت إلا محل بْن خليفة، وسنذكره في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو عمر.(1/333)
333- إياس بن أوس
ب د ع: إياس بْن أوس بْن عتيك بْن عمرو الأنصاري الأشهلي نسبه هكذا ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وأما أَبُو عمر، فإنه قال: إياس بْن أوس بْن عتيك بْن عمرو بْن عبد الأعلم بْن عامر بْن زعوراء بْن جشم بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو، وهو النبيت بْن مالك بْن الأوس، وزعوراء بْن جشم أخو عبد الأشهل، قال: ويقال فيه: الأنصاري الأشهلي، وهذا أصح، وكذلك نسبه ابن الكلبي وابن حبيب، إلا أن أبا عمر، قال: عبد الأعلى، وقيل: عبد الأعلم، والصحيح عبد الأعلم.
استشهد يَوْم أحد، قاله ابن إِسْحَاق من رواية يونس، والبكائي، وسلمة بْن الفضل، وجعله ابن إِسْحَاق من بني عبد الأشهل، وتناقض قوله فيه، لأنه قال في تسمية من استشهد يَوْم أحد، قال: ومن بني عبد الأشهل، وذكر جماعة منهم، ومن حلفائهم، ثم قال: ومن أهل راتج، وهو حصن بالمدينة، فهذا يدل عَلَى أن أهل راتج غير بني عبد الأشهل، فذكر إياس بْن أوس بْن عتيك بْن عمرو بْن عبد الأعلم بْن عامر بْن زعوراء بْن جشم بْن عبد الأشهل، فجعله من أهل راتج، والجميع قد جعلوا أهل راتج ولد زعوراء بْن جشم أخي عبد الأشهل بْن جشم، وَإِنما ابن إِسْحَاق جعلهم في أول كلامه منهم، وفي آخر كلامه من بني عبد الأشهل، وهو جعل هذا زعوراء بْن جشم بْن عبد الأشهل، وزعوراء بْن عبد الأشهل هو ابنه لصلبه ليس بينهما جشم، ولا غيره، فلو كان بينهما أب آخر لقلنا: إنهم اختلفوا فيه كغيره، وَإِنما هو ابنه لصلبه.
وهذا تناقض ظاهر، والصحيح أَنَّهُ من زعوراء أخي عبد الأشهل.
وقال عروة، وموسى بْن عقبة: إنه استشهد بأحد، وقال ابن الكلبي: قتل يَوْم الخندق، والأول أصح.
أخرجه الثلاثة.
عتيك: بالتاء فوقها نقطتان، والياء تحتها نقطتان، وآخره كاف.(1/333)
334- إياس بن البكير
ب د ع: إياس بْن البكير بْن عبد ياليل بْن ناشب بْن غيرة بْن سعد بْن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة بْن خزيمة بْن مدركة بْن إلياس الكناني الليثي حليف بني عدي بْن كعب بْن لؤي شهد بدرًا، وأحدًا، والخندق، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان من السابقين إِلَى الإسلام، أسلم ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في دار الأرقم، وكان من المهاجرين الأولين، وَإِياس هذا هو والد مُحَمَّد بْن إياس بْن بكير.
يروي عن ابن عباس، وتوفي إياس سنة أربع وثلاثين.
وكانوا أربعة إخوة: إياس، وعاقل، وعامر، وخالد بنو البكير، شهدوا كلهم بدرًا، وترد أسماؤهم في مواضعها إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.(1/334)
335- إياس بن ثعلبة
ب د ع: إياس بْن ثعلبة أَبُو أمامة الأنصاري الحارثي أحد بني الحارث بْن الخزرج، وقيل: إنه بلوي، وهو حليف بني حارثة، وهو ابن أخت أَبِي بردة بْن نيار.
روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ، ومحمود بْن لبيد، وعبد اللَّه بْن كعب بْن مالك.
روى معبد بْن كعب، عن أخيه عَبْد اللَّهِ بْن كعب، عن أَبِي أمامة، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه حرم اللَّه عليه الجنة، وأوجب له النار، قَالُوا: وَإِن كان شيئًا يسيرًا؟ قال: وَإِن كان قضيبًا من أراك.
وروى عنه أيضًا ابنه عَبْد اللَّهِ، ومحمود بْن لبيد، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: البذاذة من الإيمان، وتوفي منصرف النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أحد، فصلى عليه.
قلت: رواية من روى عنه مرسلة، فإن عَبْد اللَّهِ بْن كعب لم يدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأما محمود بْن لبيد، فولد بعد وفاة إياس عَلَى قول من يقول: إنه قتل يَوْم أحد، وأما عَبْد اللَّهِ بْن إياس، فلم يذكره أحد منهم في الصحابة، وهذا رد عَلَى من يقول: إنه قتل يَوْم أحد، عَلَى أن الصحيح أَنَّهُ لم تكن وفاته مرجع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أحد، وَإِنما كانت وفاة أمه عند منصرف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بدر، فصلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليها، وكانت مريضة عند مسير رَسُول اللَّهِ إِلَى بدر، فأراد الخروج معه، فقال له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أقم عَلَى أمك، فأقام، فرجع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد توفيت، فصلى عليها، فمنعه مرضها من شهود بدر.
ومما يقوي أَنَّهُ لم يقتل بأحد أن مسلمًا روى في صحيحه بِإِسْنَادِهِ عن عَبْد اللَّهِ بْن كعب، عن أَبِي أمامة بْن ثعلبة: من اقتطع حق مسلم الحديث، فلو كان منقطعًا مم يسمعه عَبْد اللَّهِ من أَبِي أمامة، ولم يخرجه مسلم في الصحيح.
أخرجه الثلاثة.(1/335)
336- إياس بن رباب
د: إياس بْن رباب المزني جد معاوية بْن قرة.
روى يوسف بْن المبارك، عن ابن إدريس، عن خَالِد بْن أَبِي كريمة، عن معاوية بْن قرة، عن أبيه، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث أباه جد معاوية، إِلَى رجل أعرس بامرأة أبيه، فضرب عنقه، وخمس ماله.
قال ابن منده: هذا غريب من هذا الوجه.
قال: وقال يحيى بْن معين: هذا صحيح، كان ابن إدريس أسنده لقوم، وأرسله لآخرين.
أخرجه ابن منده.
وقال أَبُو نعيم في ترجمة إياس بْن معاوية المزني بِإِسْنَادِهِ عن عَبْد اللَّهِ بْن الوضاح، عن عَبْد اللَّهِ بْن إدريس، عن خَالِد، عن معاوية بْن قرة، عن أبيه، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه إِلَى رجل أعرس بامرأة أبيه، فقتله وخمس ماله، فأخرج أَبُو نعيم هذا الحديث في ترجمة إياس بْن معاوية بْن قرة، وقال: أخرج بعض المتأخرين هذا الحديث، عن يوسف بْن المبارك، عن ابن إدريس، عن خَالِد، عن معاوية بْن قرة، عن أبيه، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث أباه، جد معاوية، إِلَى رجل أعرس بامرأة أبيه، فجعله في ترجمة إياس بْن رباب جد معاوية بْن قرة، وجد معاوية هو إياس بْن هلال بْن رباب، وذكر جده في هذا الحديث غير متابع عليه.
قلت: الصحيح ما قاله أَبُو نعيم، فإن إياس بْن معاوية بْن قرة بْن إياس بْن هلال بْن رباب بْن عبيد بْن سواءة بْن سارية بْن ذبيان بْن محارب بْن سليم بْن أوس بْن عمرو بْن أد، وولد عثمان، وأوس ابني عمرو، وهم مزينة، نسبوا إِلَى أمهم مزينة بنت كلب بْن وبرة.(1/336)
337- إياس بن سهل
د ع: إياس بْن سهل الجهني عداده في المدنيين في الأنصار.
روى ابن منده، بِإِسْنَادِهِ عن سَعِيدِ بْنِ سلمة بْن أَبِي الحسام، عن موسى بْن جبير، قال: سمعت من حدثني، عن إياس بْن سهل الجهني، أَنَّهُ كان يقول: قال معاذ: يا رَسُول اللَّهِ، أي الإيمان أفضل؟ قال: تحب لله، وتبغض لله، وتعمل لسانك في ذكر اللَّه.
قال أَبُو نعيم: ذكره، يعني: إياس بْن سهل، في الصحابة، وهو فيما أراه من التابعين، وروايته عن معاذ تدل عَلَى أَنَّهُ تابعي، وذكرا جميعًا الحديث عن أَبِي حازم، عن إياس بْن سهل الأنصاري الساعدي.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/337)
338- إياس بن شراحيل
إياس بْن شراحيل بْن قيس بْن يَزِيدَ الذائد واسمه: امرؤ القيس بْن بكر بْن الحارث بْن معاوية وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكره أَبُو بكر بْن مفوز الأندلسي عَلَى أَبِي عمر.(1/337)
339- إياس بن عبد الأسد
د: إياس بْن عبد الأسد حليف بني زهرة، له ذكر في الصحابة، شهد فتح مصر، واختط بها دارًا، قاله ابن عفير.
أخرجه ابن منده.(1/337)
340- إياس بن عبد الله
ب د ع: إياس بْن عَبْد اللَّهِ، أَبُو عبد الرحمن الفهري روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن يسار أَبُو همام.
(120) أخبرنا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، عن حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عن يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ أَبِي هَمَّامٍ، عن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيِّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمٍ قَائِظٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، فَنَزَلْنَا تَحْتَ ظِلالِ الشَّجَرِ، فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فُسْطَاطِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَانَ الرَّحِيلُ.
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. قال إِبْرَاهِيم بْن المنذر الحزمي: اسمه إياس بْن عَبْد اللَّهِ، وشهد حنينًا.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر، قال: إياس بْن عبد، والله أعلم.(1/337)
341- إياس بن عبد الله الدوسي
ب د ع: إياس بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ذباب الدوسي وقيل: المزني، والأول أكثر سكن مكة.
وقال أَبُو عمر: هو مدني له صحبة.
وقال ابن منده، وَأَبُو نعيم: اختلف في صحبته.
(121) أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ الصُّوفِيُّ، بِإِسْنَادِهِ، عن سُلْيَمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، عن ابْنِ أَبِي خَلَفٍ وَأَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، قَالا: أخبرنا سُفْيَانُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عن إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَضْرِبُوا إِمَاءَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ذَئِرَ النِّسَاءُ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ، فَرَخَّصَ فِي ضَرْبِهِنَّ، فَأَطَافَ بِآلِ رَسُولِ اللَّهِ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ، لَيْسَ أُوَلِئَك بِخِيَارِكُمْ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قَوْلُهُ: ذَئِرَ النِّسَاءُ أَيْ: اجْتَرَأْنَ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ وَنَشَزْنَ عَلَيْهِمْ.(1/338)
342- إياس بن عبد
ب د ع: إياس بْن عبد أَبُو عوف المزني وقيل: أَبُو الفرات كوفي، تفرد بالرواية عنه أَبُو المنهال عبد الرحمن بْن مطعم.
(122) أخبرنا إِسْمَاعِيلُ وَإِبْرَاهِيمُ وَأَبُو جَعْفَرٍ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى: قَالَ: حدثنا قُتَيْبَةُ، أخبرنا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ، عن عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن أَبِي الْمِنْهَالِ، عن إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُزْنِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عن بَيْعِ الْمَاءِ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: إِيَاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُزْنِيِّ، رَوَى عَنْهُ أَبُو الْمِنْهَالِ، يُعْرَفُ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُقْرِنٍ عَنْهُ، فَقَالَ: هُوَ جَدِّي أَبُو أُمِّي.
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: هُوَ حِجَازِيٌّ، رَوَى عَنْهُ أَبُو الْمِنْهَالِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُطْعِمٍ، وَرَوَى أَبُو الْمِنْهَالِ هَذَا، عن ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالْبَرَاءِ، قَالَ: وَأَمَّا أَبُو الْمِنْهَالِ سَيَّارُ بْنُ سَلامَةَ، فَلا أَعْلَمُ لَهُ رِوَايَةً عن صَاحِبٍ، إِلا عن أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، وَأَكْثَرُ رِوَايَتِهِ عن أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، كَذَا ذَكَرَهُ الثَّلاثَةُ.
إِيَاسُ بْنُ عَبْدٍ: غَيْرُ مُضَافٍ إِلَى اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى، وَالَّذِي ذَكَرَهُ التِّرْمِذِيُّ: عَبْدُ اللَّهِ، وَكُلُّهُمْ رَوَوْا عَنْهُ النَّهْيَ عن بَيْعِ الْمَاءِ.(1/338)
343- إياس بن عدي
ب: إياس بْن عدي الأنصاري النجاري من بني عمرو بْن مالك بْن النجار، قتل يَوْم أحد شهيدًا، ولم يذكره ابن إِسْحَاق.
أخرجه أَبُو عمر.(1/339)
344- إياس أبو فاطمة
د ع: إياس أَبُو فاطمة وقيل: ابن أَبِي فاطمة، ويقال: اسم أَبِي فاطمة أنيس وقد تقدم ذكره.
قال ابن منده، بِإِسْنَادِهِ عن أحمد بْن عصام، عن أَبِي عامر هو العقدي، عن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حميد، عن مسلم أَبِي عقيل مولى الزرقيين، قال: دخلت عَلَى عَبْد اللَّهِ بْن إياس بْن أَبِي فاطمة، فقال: يا أبا عقيل، حدثني أَبِي، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أيكم يحب أن يصح فلا يسقم؟، فذكر الحديث.
وقال: ورواه ابن وهب، عن ابن أَبِي حميد، فقال: عن أبيه، عن جده، وقد روي عن ابن أَبِي حميد، عن عَبْد اللَّهِ بْن إياس، عن جده، وذكر اختلافًا عَلَى مُحَمَّد بْن أَبِي حميد، فتارة عن أبيه، وتارة عن أبيه، عن جده.
قال أَبُو نعيم: إياس هذا من التابعين، وجعله بعض المتأخرين، يعني: ابن منده في الصحابة، وروى أَبُو نعيم حديث ابن وهب، عن ابن أَبِي حميد، عن مسلم، عن عَبْد اللَّهِ بْن إياس بْن أَبِي فاطمة، فقال: عن أبيه، عن جده.
قال أَبُو نعيم: وأخرجه الواهم من حديث أَبِي عامر العقدي، عن ابن أَبِي حميد، عن مسلم، عن عَبْد اللَّهِ بْن إياس، عن أبيه، وأسقط ذكر جده في الصحابة.
قال: ومما يبين وهمه رواية إِسْحَاق بْن راهويه، عن أَبِي عامر، عن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حميد، عن أَبِي عقيل، قال: دخلت عَلَى عَبْد اللَّهِ بْن إياس بْن أَبِي فاطمة، فقال: يا عقيل، حدثني أَبِي، أن أباه أخبره، قال: بينما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالس، فذكره مثل رواية ابن وهب، مجودًا عن أبيه، عن جده.
قلت: لا مطعن عَلَى ابن منده، فإن الذي ذكره أَبُو نعيم من الاختلاف عَلَى مُحَمَّد بْن أَبِي حميد تارة عن أبيه، وتارة عن أبيه، عن جده، قد ذكره أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن منده، وَإِنما أورد ابن منده رواية أَبِي عامر التي رواها أحمد بْن عصام، لئلا يراها من لا علم عنده، فيظنه قد أسقط صحابيًا، فلما ذكرها ذكر الاختلاف فيها، ولا حجة عَلَى ابن منده برواية ابن راهويه، عن أَبِي عامر.
وقوله: عن أبيه، عن جده، فإن الأئمة ما زالوا كذلك يروي عنهم راو بزيادة رجل في الإسناد، ويروي آخر بإسقاطه، وكتبهم مشحونة بذلك، ويكون الاختلاف عَلَى أَبِي عامر كالاختلاف عَلَى مُحَمَّد بْن أَبِي حميد، ولولا خوف التطويل لذكرنا له أمثلة، ولعل أبا عمر ترك إخراج هذا الاسم في إياس، وأنيس لهذا الاختلاف، والله أعلم.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/339)
345- إياس بن قتادة
س: إياس بْن قتادة العنبري، أَبُو الغبري كذا ذكره أَبُو موسى عَلَى الشك، وذكر حديث أوفى بْن موله، أَنَّهُ قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأقطعني الغميم، وشرط علي: وابن السبيل أول ريان، وأقطع ساعدة رجلا منا، بئرا بالفلاة يقال لها: الجعونية، وأقطع إياس بْن قتادة العنبري الجانبة، وهي دون اليمامة، وكنا أتيناه جميعًا، وكتب رجل منا بذلك في أديم.
قال أَبُو موسى: وقع هذا النسب في مواضع مختلفة النسخ، ففي بعضها العنبري، وفي بعضها الغبري، وفي بعضها العنزي ولا أتحققه، وكذلك أسامي المواضع المذكورة.
أخرجه أَبُو موسى.
قلت: الصحيح أَنَّهُ عنبري من بني العنبر، ويقوي هذا أن ابن أَبِي أوفى بْن موله تميمي عنبري، وساعدة عنبري أيضًا، وكلهم من بني العنبر، عَلَى عادتهم في الوفادة، يفد من كل قبيلة جماعة، فلا مدخل لرجل من غبر وهو بطن من يشكر، ويشكر من ربيعة، وكذلك العنزي، إن فتحت النون أو سكنتها، فهو قبيلة من ربيعة أيضًا، والصحيح أَنَّهُ عنبري.(1/340)
346- إياس بن مالك
د ع: إياس بْن مالك بْن أوس بْن عَبْد اللَّهِ بْن حجر الأسلمي قال ابن منده: أخرجه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج في الصحابة، وهو تابعي، ولجده أوس صحبة.
وروى عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، هو السراج، عن مُحَمَّدِ بْنِ عبادة بْن موسى العكلي، عن أخيه موسى بْن عباد، عن عَبْد اللَّهِ بْن يسار، عن إياس بْن مالك بْن أوس الأسلمي، قال: لما هاجر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر مروا بإبل لنا بالجحفة، وذكر الحديث.
ورواه صخر بْن مالك بْن إياس بْن مالك بْن أوس بْن عَبْد اللَّهِ بْن حجر، عن أبيه مالك، عن أبيه إياس، عن أبيه مالك، عن أبيه أوس بْن حجر، مر به النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذكر الحديث، وقد تقدم في أوس بْن عَبْد اللَّهِ بْن حجر.
قال أَبُو نعيم في هذا: إياس ذكره بعض الواهمين في الصحابة، وهو تابعي، ولجده أوس صحبة، وروى حديث السراج في تاريخه عن مُحَمَّد العكلي، عن أخيه موسى، عن عَبْد اللَّهِ بْن يسار، عن إياس بْن مالك بْن الأوس، عن أبيه، قال: لما هاجر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحديث.
قال أَبُو نعيم: نسب الواهم خطأه إِلَى السراج، والسراج منه بريء، لأنه رواه عَلَى ما ذكرناه، عن إياس بْن مالك، عن أبيه مالك مجودًا.
وذكر أَبُو نعيم حديث صخر بْن مالك المذكور أولا مستدلًا به عَلَى أن الصحبة لأوس.
قلت: قد ذكر ابن منده الحديث أيضًا، وقال: هو تابعي، فلم يبق عليه اعتراض، إلا أَنَّهُ نسبه إِلَى السراج، وفي تاريخ السراج خلافه، وَإِلا فهو قد أخبر أَنَّهُ تابعي.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/341)
347- إياس بن معاذ
ب د ع: إياس بْن معاذ الأنصاري الأوسي الأشهلي
(123) أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عن ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، عن مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَخِي بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو الْحَيْسَرِ أَنَسُ بْنُ رَافِعٍ مَكَّةَ، وَمَعَهُ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، فِيهِمْ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ، يَلْتَمِسُونَ الْحِلْفَ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى قَوْمِهِمْ مِنَ الْخَزْرَجِ، سَمِعَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُمْ فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: هَلْ لَكُمْ إِلَى خَيْرٍ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ؟ قَالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: أَنَا رَسُولُ اللَّهِ، بَعَثَنِي إِلَى الْعِبَادِ، أَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يَعْبُدُوهُ، وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْزَلَ عَلَيَّ الْكِتَابَ، ثُمَّ ذَكَرَ لَهُمُ الإِسْلامَ، وَتَلا عَلَيْهِمِ الْقُرْآنَ، فَقَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ، وَكَانَ غُلامًا حَدَثًا: يَا قَوْمُ، هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ، فَأَخَذَ أَبُو الْحَيْسَرِ حَفْنَةً مِنَ الْبَطْحَاءِ، وَضَرَبَ بِهَا وَجْهَ إِيَاسٍ، وَقَالَ: دَعْنَا مِنْكَ، فَلَعَمْرِي لَقَدْ جِئْنَا لِغَيْرِ هَذَا فَسَكَتَ، وَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُمْ، وَانْصَرَفُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكَانَتْ وَقْعَةُ بُعَاثٍ بَيْنَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ أَنْ هَلَكَ.
قَالَ مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ: فَأَخْبَرَنِي مَنْ حَضَرَهُ مِنْ قَوْمِهِ أَنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا يَسْمَعُونَهُ يُهَلِّلُ اللَّهَ وَيُكَبِّرُهُ، وَيَحْمَدُهُ، وَيَسَبِّحُهُ حَتَّى مَاتَ، فَكَانُوا لا يَشُكُّونَ أَنْ قَدْ مَاتَ مُسْلِمًا، قَدْ كَانَ اسْتَشْعَرَ الإِسْلامَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ، حِينَ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا سَمِعَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ، أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ. الحيسر: بفتح الحاء المهملة، وسكون الياء تحتها نقطتان، وبالسين المهملة، وآخره راء.
وبعاث: بضم الباء الموحدة، وفتح العين المهملة، وآخره ثاء مثلثة، وقيل: بالغين المعجمة، وليس بشيء.(1/341)
348- إياس بن معاوية
س ع: إياس بْن معاوية المزني روى يزيد بْن هارون، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عن عبد الرحمن بْن الحارث، عن إياس بْن معاوية المزني، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا بد من قيام الليل ولو حلب ناقة، ولو حلب شاة، وما كان بعد عشاء الآخرة، فهو من الليل.
وروى أيضًا حديث خَالِد بْن أَبِي كريمة، عن معاوية بْن قرة، عن أبيه، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه إِلَى رجل أعرس بامرأة أبيه، فقتله وخمس ماله.
وذكر أَبُو نعيم هنا الرد عَلَى ابن منده، وقد نقلنا قوله في إياس بْن رباب، فلا حاجة إِلَى ذكره هنا.
وأخرج أَبُو موسى إياس بْن معاوية مستدركًا عَلَى ابن منده، وذكر حديث قيام الليل، وقال: قد ذكره الطبراني، وَأَبُو نعيم في الصحابة، قال: وأظن إياسًا هذا هو ابن معاوية بْن قرة، وهو يروي عن أنس بْن مالك، وعن التابعين، وَإِنما الصحبة لجده قرة دون أبيه.
قلت: والحق هو الذي قاله أَبُو موسى، وهذا إياس هو الذي كان قاضي البصرة الموصوف بالذكاء، وتوفي سنة إحدى وعشرين ومائة، والله أعلم.(1/342)
349- إياس بن ودقة
ب س ع: إياس بْن ودقة الأنصاري من بني سالم بْن عوف بْن الخزرج، روى موسى بْن عقبة، عن ابن شهاب، في تسمية من استشهد من يَوْم اليمامة من بني سالم: إياس بْن ودقة، أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
وقال أَبُو موسى: رأيت في نسخة مكتوبة عن أَبِي نعيم فوق ودقة فاء كأنه أملاه بالفاء.
قال أَبُو موسى: والصحيح فيه القاف، قلت: والصواب عندي بالفاء، والله أعلم.(1/343)
350- أيفع بن عبد الكلاعي
أيفع بْن عبد الكلاعي الشامي ذكره أَبُو بكر الإسماعيلي، وعبدان بْن مُحَمَّد في الصحابة.
فقال عبدان: سمعت مُحَمَّد بْن المثنى، يقول: توفي أيفع بْن عبد سنة ست ومائة.
وقال أَبُو الْفَتْحِ الأزدي الموصلي: أيفع بْن عبد كلال له صحبة.
روى عنه صفوان بْن عمرو، وقيل: عن أيفع، عن عَبْد اللَّهِ بْن عمر، قال: فإن صح فهما اثنان.
(124) أخبرنا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، كِتَابَةً، أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّاءِ، إِذْنًا، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمُحَدِّثُ، أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَامِرٍ الْعَلَوِيُّ، إِمَامُ جَامِعِ بِسْطَامٍ، أخبرنا وَالِدِي عَامِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّوفِيُّ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، أخبرنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، أخبرنا الْوَلِيدُ، عن صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ أَيْفَعَ بْنَ عَبْدٍ الْكَلَاعِيَّ عَلَى مِنْبَرِ حِمْصَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا أَدْخَلَ اللَّهُ تَعَالَى أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلَ النَّارِ النَّارَ، قَالَ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ؟ قَالُوا: لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ، قَالَ: نَعَمْ مَا اتَّجَرْتُمْ فِي يَوْمٍ، أَوْ بَعْضِ يَوْمٍ رِضْوَانِي وَجَنَّتِي، امْكُثُوا خَالِدِينَ مُخَلَّدِينَ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَهْلَ النَّارِ، كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ؟ قَالُوا: لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ، قَالَ: بِئْسَ مَا اتَّجَرْتُمْ فِي يَوْمٍ أَوْ بَعْضِ يَوْمٍ، غَضَبِي وَسَخْطِي، امْكُثُوا فِيهَا خَالِدِينَ مُخَلَّدِينَ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا، أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ، فَيَقُولُ: اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلَّمُونَ، فَيَكُونَ ذَلِكَ آخِرَ عَهْدِهِمْ بِكَلامِ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.(1/343)
351- إيماء بن رحضة
ب د ع: إيماء بْن رحضة بْن خربة بْن خلاف بْن حارثة بْن غفار سيد غفار في زمانه ووافدهم.
كان يسكن غيقة من ناحية السقيما، ثم انتقل إِلَى المدينة، فاستوطنها قبيل الحديبية.
وقال أَبُو عمر: أسلم قبيل الحديبية، وله ولابنه خفاف صحبة.
(125) أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، عن سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عن حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عن أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ قَوْمِنَا غِفَارٍ، وَكَانُوا يُحِلُّونَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ، فَخَرَجْتُ أَنَا، وَأَخِي أُنَيْسٌ، وَأُمِّي، وَذَكَرَ إِسْلامَهُ، وَفِيهِ: فَجِئْنَا قَوْمَنَا غِفَارًا، فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمْ، قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَكَانَ يَؤُمُّهُمْ إِيمَاءُ بْنُ رَحْضَةَ، وَكَانَ سَيِّدُهُمْ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/344)
352- أيمن بن خريم
ب د ع: أيمن بْن خريم بْ ن فاتك بْن الأخرم بْن شداد بْن عمرو بْن الفاتك بْن القليب بْن عمرو بْن أسد بْن خزيمة الأسدي وأمه الصماء بنت ثعلبة بْن عمرو بْن حصين بْن مالك الأسدية أسلم يَوْم الفتح، وهو غلام يفاع، وروى عن أبيه، وعمه، وهما بدريان، وقالت طائفة: أسلم أيمن بْن خريم مع أبيه يَوْم الفتح، قال أَبُو عمر: والصحيح أن أباه شهد بدرًا، وهو شامي الأصل، نزل الكوفة.
روى عنه: الشعبي، وفاتك بْن فضالة، وَأَبُو إِسْحَاق السبيعي.
(126) أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، بِإِسْنَادِهِمْ عن أَبِي عِيسَى، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حدثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، أخبرنا سُفْيَانُ، عن زِيَادٍ الأَسَدِيِّ، عن فَاتِكِ بْنِ ضَالَّةَ، عن أَيْمَنَ بْنِ خُرَيْمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، عَدَلَتْ شِهَادَةُ الزُّورِ الْإِشْرَاكَ بِاللَّهِ، ثُمَّ قَرَأَ: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ
(127) وأخبرنا أَبُو الفضل المنصور بْن أَبِي الحسن الطبري، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أحمد بْن عَلِيِّ بْنِ المثنى، قال: حدثنا زحمويه، أخبرنا صالح بْن عمر، عن مطرف، عن عامر هو الشعبي، قال: لما قاتل مروان هو ابن الحكم، الضحاك بْن قيس، أرسل إِلَى أيمن بْن خريم: إنا نحب أن تقاتل معنا، قال: إن أَبِي، وعمي شهدا بدرًا، وَإِنهما عهدا إلي أن لا أقاتل أحدًا يشهد أن لا إله إلا اللَّه، فإن جئتني ببراءة من النار قاتلت معك، قال: اذهب، ووقع فيه، وسبه، فأنشأ يقول:
ولست مقاتلا رجلا يصلي عَلَى سلطان آخر من قريش
له سلطانه وعلي إثمي معاذ اللَّه من سفه وطيش
أأقتل مسلمًا في غير جرم؟ فلست بنافعي ما عشت عيشي
قال الدارقطني: روى أيمن عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأما أنا فما وجدت له رواية، إلا عن أبيه، وعمه.
أخرجه الثلاثة.(1/344)
353- أيمن بن عبيد
ب د ع: أيمن بْن عبيد بْن عمرو بْن بلال بْن أَبِي الجرباء بْن قيس بْن مالك بْن سالم بْن غنم بْن عوف بْن الخزرج وهو ابن أم أيمن حاضنة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويرد ذكرها عند اسمها، وهو أخو أسامة بْن زيد بْن حارثة لأمه، استشهد يَوْم حنين، قاله ابن إِسْحَاق، وقال: هو الذي عنى العباس بْن عبد المطلب بقوله:(1/346)
354- أيمن بن يعلى
د ع: أيمن بْن يعلى أَبُو ثابت الثقفي روى العلاء بْن هلال، عن عُبَيْد اللَّهِ بْن عمرو، عن زيد بْن أَبِي أنيسة، عن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، عن الشعبي، عن أيمن بْن يعلى أَبِي ثابت، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: من سرق شبرًا من الأرض، أو غله جاء يحمله يَوْم القيامة عَلَى عنقه إِلَى أسفل الأرضين.
قال عُبَيْد اللَّهِ: وقد سمعته أنا من إِسْمَاعِيل، ورواه عمرو بْن زرارة، وعلي بْن معبد في جماعة، عن عُبَيْد اللَّهِ بْن عمرو، عن إِسْمَاعِيل، عن الشعبي، عن أيمن، عن يعلى بْن مرة الثقفي.
وذكر الحديث.
قلت: هذا الحديث فيه نظر، لأن أيمن هذا ليس بصحابي، وَإِنما هو تابعي كوفي مولى بني ثعلبة، قال البخاري: أيمن أَبُو ثابت مولى بني ثعلبة سمع: ابن عباس، ويعلى بْن مرة.
روى عنه أَبُو يعفور، ومثله.
قال ابن أَبِي حاتم، والحاكم أَبُو أحمد: والحديث يرويه أَبُو يعفور، عن أَبِي ثابت، عن يعلى بْن مرة، فصحف عن بابن، ويقع الغلط مثل كثيرًا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
356
نصرنا رَسُول اللَّهِ في الدين سبعة وقد فر من قد فر عنه فأقشعوا
وثامننا لاقى الحمام بنفسه بما مسه في الدين لا يتوجع
والسبعة: العباس، وعلي، والفضل بْن عباس، وَأَبُو سفيان بْن الحارث بْن عبد المطلب، وأسامة بْن زيد، هؤلاء من أهل بيته، وأما غيرهم: فأبو بكر، وعمر رضي اللَّه عنهم أجمعين.
روى عنه مجاهد، وعطاء: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يقطع إلا في ثمن المجن، وكان ثمن المجن يومئذ دينارًا، وهذا حديث مرسل، فإن مجاهدًا، وعطاء لم يدركا أيمن.
وقال ابن إِسْحَاق: كان أيمن عَلَى مطهرة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويعاطيه حاجته، ولأيمن ابن يقال له: الحجاج بْن أيمن، له خبر مع عَبْد اللَّهِ بْن عمر.
أخرجه الثلاثة.(1/346)
355- أيمن
س: أيمن قدم من الشام إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكرناه في ترجمة أبرهة.
أخرجه أَبُو موسى.(1/347)
356- أيوب بن بشير
س: أيوب بْن بشير الأنصاري ذكره عبدان، وابن شاهين في الصحابة.
روى مُحَمَّد بْن يحيى بْن حبان، عن أيوب بْن بشير الأنصاري، أَنَّهُ قال لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قد أجمعت عَلَى أن أجعل ثلث صلاتي دعاء لك، وصلاة عليك، قال: لا عليك أن تفعل، فمكث ما شاء اللَّه، ثم قال: يا رَسُول اللَّهِ، بل نصف صلاتي صلاة عليك ودعاء لك، فقال: لا عليك أن تفعل، فمكث ما شاء اللَّه تعالى، ثم قال لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني قد أجمعت أن أجعل صلاتي كلها صلاة ودعاء لك، قال: إذن يكفيك اللَّه تعالى ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك.
وروى يحيى بْن حمزة، والفرج بْن فضالة، عن مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيد الزبيدي، عن الزُّهْرِيّ، عن أيوب بْن بشير الأنصاري، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أفضل الصدقة عَلَى ذي الرحم الكاشح.
قال أَبُو موسى: قال ابن أَبِي حاتم: أيوب بْن بشير الأنصاري: أَبُو سليمان المعاوي، عن عباد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير، روى عنه الزُّهْرِيّ، فإذن هذا الأخير ليس بصحابي، فما الأول، فالظاهر أَنَّهُ صحابي، عَلَى أن ذلك الحديث يروى أن غيره قاله للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رواه أَبِي بْن كعب، وَأَبُو هريرة، ورواه مُحَمَّد بْن يحيى بْن حبان، عن أبيه، أن رجلا قال للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(128) أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ، أخبرنا أَبُو عَدْنَانَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُطَهَّرِ اللَّفْتُوَانِيُّ، أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ مَحْمُودُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّاءِ.
ح قَالَ أَبُو الْفَرَجِ: وأخبرنا عَمُّ جَدِّي أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، قَالا: أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ الأَعْرَجُ، قَالَ: أخبرنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَوْرَكَ الْقَبَّابُ، قَالَ: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أخبرنا وَكِيعٌ، عن سُفْيَانَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عن الطُّفَيْلِ بْنِ أَبِي بن كَعْبٍ، عن أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرَأَيْتَ إِنْ جَعَلْتُ صَلاتِي كُلَّهَا عَلَيْكَ؟ قَالَ: إِذَنْ يَكْفِيكَ اللَّهُ مَا أَهَمَّكَ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ(1/347)
357- أيوب بن مكرز
س: أيوب بْن مكرز ذكره ابن شاهين أيضا، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم، عن مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، قال: وممن عد من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيوب بْن مكرز.
أخرجه أَبُو موسى.(1/348)
حرف الباء
باب الباء والألف(1/349)
358- باقوم الرومي
ب د ع: باقوم وقيل: باقول الرومي، مولى سَعِيد بْن العاص كان نجارا بالمدينة.
روى عنه صالح مولى التوءمة: أَنَّهُ صنع لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منبره من طرفاء، ثلاث درجات: القعدة، ودرجتيه.
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: إسناده ليس بالقائم.(1/349)
359- باذان الفارسي
باذان الفارسي من الأبناء وهم من أولاد الفرس الذين سيرهم كسرى أنوشروان مع سيف بْن ذي يزن إِلَى اليمن لقتال الحبشة، فأقاموا باليمن، وكان باذان بصنعاء، فأسلم في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وله أثر كبير في قتل الأسود العنسي، وقد أتينا عَلَى خبره في الكامل في التاريخ.
ذكره ابن الدباغ الأندلسي.(1/349)
باب الباء والجيم(1/349)
360- بجاد بن السائب
ب: بجاد ويقال: بجار بْن السائب بْن عويمر بْن عائذ بْن عمران بْن مخزوم بْن يقظة بْن مرة بْن كعب بْن لؤي القرشي المخزومي.
قتل يَوْم اليمامة شهيدًا، في صحبته نظر، وأخواه، جابر، وعويمر ابنا السائب، قتلا يَوْم بدر كافرين، وليسا في كتاب موسى بْن عقبة، وأخوهم عائذ بْن السائب، أسر يَوْم بدر كافرًا، وقيل: أسلم وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو عمر.(1/349)
361- بجراة بن عامر
ب: بجراة بْن عامر حديثه، قال: أتينا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلمنا، وسألناه أن يضع عنا صلاة العتمة، فإنا نشتغل بحلب إبلنا، فقال: إنكم إن شاء اللَّه ستحلبون إبلكم وتصلون.
أخرجه أَبُو عمر.
وأما ابن منده، وَأَبُو نعيم، فإنهما أخرجا هذا المتن في بيجرة، وقالا: وقيل: بجرة، ونذكره في بيجرة إن شاء اللَّه تعالى.(1/350)
362- بجير بن أوس
ب: بجير بْن أوس بْن حارثة بْن لام الطائي هو عم عروة بْن مضرس الطائي، في إسلامه نظر.
أخرجه أَبُو عمر.
بجير: بضم الباء، وفتح الجيم، وحارثة: بالحاء المهملة، والثاء المثلثة.(1/350)
363- بجير بن بجرة الطائي
ب د ع: بجير بْن بجرة الطائي مثله، قال أَبُو عمر: لا أعلم له رواية عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قتال أهل الردة في خلافة أَبِي بكر الصديق رضي اللَّه عنه آثار وأشعار ذكرها ابن إِسْحَاق.
وأما ابن منده، وَأَبُو نعيم فرويا، عن أَبِي المعارك الشماخ بْن المعارك بْن مرة بْن صخر بْن بجير بْن بجرة الطائي الفيدي، عن أبيه المعارك، عن جده، عن أبيه صخر، عن أبيه بجير بْن بجرة، قال: كنت في الجيش الذي بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع خَالِد بْن الْوَلِيد حين بعثه إِلَى أكيدر ملك دومة الجندل، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنك تجده يصيد البقر في ليلة مقمرة، قال: فوافقناه، وقد خرج كما نعته رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخذناه، وقتلنا أخاه، وكان قد حاربنا، فلما أتينا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنشدته:
تبارك سائق البقرات إني رأيت اللَّه يهدي كل هاد
فمن يك عائدًا عن ذي تبوك فإنا قد أمرنا بالجهاد
فقال له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يفضض اللَّه فاك.
قال: فأتت عليه تسعون سنة، وما تحركت له سن ولا ضرس.
أخرجه ثلاثتهم.
بجرة: بفتح الباء، وسكون الجيم.(1/350)
364- بجير بن أبي بجير
ب د ع: بجير بْن أَبِي بجير العبسي من بني عبس بْن بغيض بْن ريث بْن غطفان، وقيل: بل هو من جهينة، حليف لبني دينار بْن النجار.
شهد بدرًا، وأحدًا، وبنو دينار بْن النجار يقولون: هو مولانا، قاله أَبُو عمر.
وقال ابن منده، وَأَبُو نعيم: قال الزُّهْرِيّ: إنه شهد بدرًا.
بجير: بضم الباء، وفتح الجيم أيضًا.(1/351)
365- بجير الثقفي
بجير مثله، هو الثقفي قال ابن ماكولا: له صحبة ورواية عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه حفصة بنت سيرين، وقال: رواه أَبُو بكر الشافعي، فقال: بجير، ورواه الإسماعيلي، فقال: بشير بالفتح، وقيل: بشير بالضم.(1/351)
366- بجير بن زهير
ب د ع: بجير مثله هو ابن زهير بْن أَبِي سلمى، واسم أَبِي سلمى: ربيعة بْن رياح بْن قرط بْن الحارث بْن مازن بْن خلاوة بْن ثعلبة بْن ثور بْن هذمة بْن لاطم بْن عثمان بْن مزينة المزني، أخو كعب بْن زهير.
أسلم قبل أخيه كعب، وكلاهما شاعران مجيدان، وكان أبوهما زهير من فحول الشعراء المجيدين المبرزين.
روى حجاج بْن ذي الرقيبة بْن عبد الرحمن بْن كعب بْن زهير بْن أَبِي سلمى، عن أبيه، عن جده، قال: خرج كعب، وبجير ابنا زهير حتى أتيا أبرق العزاف، فقال بجير لكعب: اثبت في غنمنا في هذا المكان حتى آتي هذا الرجل، يعني: النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسمع ما يقول، قال: فثبت كعب، وخرج بجير، فجاء إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعرض عليه الإسلام، فأسلم، فبلغ ذلك كعبًا، فقال:
ألا أبلغا عني بجيرا رسالة عَلَى أي شيء ويب غيرك دلكا
الأبيات، وترد في اسم كعب بْن زهير.
وشهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطائف، ثم لما قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الطائف، كتب بجير إِلَى كعب: إن كانت لك في نفسك حاجة، فاقدم إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإنه لا يقتل أحدًا جاءه تائبًا، وبعث إليه بجير:
من مبلغ كعبًا فهل لك في التي تلوم عليها باطلا وهي أحزم
إِلَى اللَّه لا العزى ولا اللات وحده فتنجو إذا كان النجاء وتسلم
لدى يَوْم لا ينجو وليس بمفلت من النار إلا طاهر القلب مسلم
فدين زهير وهو لا شيء عنده ودين أَبِي سلمى علي محرم
وبجير هو القائل يَوْم الطائف:
كانت علالة يَوْم بطن حنينكم وغزاة أوطاس ويوم الأبرق
جمعت هوازن جمعها فتبددوا كالطير تنجو من قطام أزرق
لم يمنعوا منا مقامًا واحدًا إلا جدارهم وبطن الخندق
ولقد تعرضنا لكيما يخرجوا فتحصنوا منا بباب مغلق
في شعر له غير هذا، أخرجه ثلاثتهم.
سلمى: بضم السين، وبالإمالة، قاله الأمير أَبُو نصر.(1/351)
367- بجير بن عبد الله
ب: بجير بْن عَبْد اللَّهِ بْن مرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن صعب بْن أسد هو الذي سرق عيبة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو عمر.(1/353)
368- بجير بن عمران
بجير بْن عمران الخزاعي وهو القائل في الفتح:(1/353)
باب الباء والحاء(1/353)
369- بحاث بن ثعلبة
ب س: بحاث بْن ثعلبة بْن خزمة بْن أصرم بْن عمرو بْن عمارة بْن مالك بْن عمرو بْن بثيرة بْن منشوء بْن القشر بْن تميم بْن عوذ مناة بْن تاج بْن تيم بْن أرشة بْن عامر بْن عبيلة بْن قسميل بْن فران بْن بلي بْن عمرو بْن الحاف بْن قضاعة البلوي حليف الأنصار، يجتمع هو والمجذر بْن ذياد في عمرو بْن عمارة.
نسبه هكذا هشام، وأما أَبُو عمر، فنسبه إِلَى مالك، ثم قال: البلوي حليف بني عوف بْن الخزرج.
قال أَبُو عمر: قال الكلبي: بحاث، يعني: بالباء الموحدة، وروى إِبْرَاهِيم بْن سعد، عن ابن إِسْحَاق: نحاب بالنون، ويرد هناك.
شهدا بدرا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو عمر: والقول عندي قول ابن الكلبي.
وله أخوان: عَبْد اللَّهِ، ويزيد، شهد عَبْد اللَّهِ بدرًا، وشهد يزيد العقبتين، ولم يشهد بدرًا.
واستدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، فقال: بحاث بْن ثعلبة بْن خزمة بْن أصرم من بني عوف بْن الخزرج من بلحبلى، أخو عَبْد اللَّهِ بْن ثعلبة، وقيل: ابن أصرم بْن عمرو بْن عمارة، شهد بدرًا مع النَّبِيّ هو، وأخوه عَبْد اللَّهِ.
وروى إِبْرَاهِيم بْن سعد، عن ابن إِسْحَاق: نحاب بالنون، انتهى كلام أَبِي موسى.
قلت: قوله من بلحبلى، واسمه سالم بْن عوف بْن الخزرج، رهط عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ابْن سلول المنافق، إن أراد به نسبًا، فليس فيهم هذا النسب، وَإِن أراد به حليفًا، فكان ينبغي أن يذكره، عَلَى أن قوله: وقيل: أصرم بْن عمرو بْن عمارة يدل عَلَى أَنَّهُ قد ظن أن نسبه الأول غير هذا، حتى قال: وقيل كذا، والله أعلم.
عمارة: بفتح العين المهملة، وتشديد الميم، وبثيرة: بفتح الباء الموحدة، وكسر الثاء المثلثة، وسكون الياء تحتها نقطتان، وبعد الراء هاء، ومشنوء: بفتح الميم، وسكون الشين المعجمة، وضم النون، وبعد الواو همزة.
والقشر: بضم القاف، وفتح الشين المعجمة وبالراء.
371
وقد أنشأ اللَّه السحاب بنصرنا ركام سحاب الهيدب المتراكب
وهجرتنا في أرضنا عندنا بها كتاب لنا من خير ممل وكاتب
ومن أجلنا حلت بمكة حرمة لندرك ثارًا بالسيوف القواضب
أخرجه أَبُو علي الغساني، وابن مفوز.(1/353)
370- بحر بن ضبع
ب د ع: بحر بْن ضبع بْن أتة الرعيني وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد فتح مصر، واختط بها، وخطته معروفة برعين.
ومن ولده: أَبُو بكر السمين بْن مُحَمَّدِ بْنِ بحر ولي مراكب دمياط سنة إحدى ومائة في خلافة عمر بْن عبد العزيز، ومن ولده أيضًا: مروان بْن جَعْفَر بْن خليفة بْن بحر الشاعر، وكان فصيحًا، وهو القائل يمدح جده:(1/354)
371- بحيرا الراهب
د ع: بحيرا الراهب رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل مبعثه، وآمن به.
روى ابن عباس، أن أبا بكر الصديق رضي اللَّه عنه صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن ثماني عشرة سنة، والنبي ابن عشرين سنة، وهما يريدان الشام في تجارة، حتى إذا نزلوا منزلا فيه سدرة، قعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ظلها، ومضى أَبُو بكر إِلَى راهب اسمه بحيرا يسأله عن شيء، فقال له: من الرجل الذي في ظل السدرة؟ فقال: ذلك مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عبد المطلب، فقال له: هذا والله نبي، ما استظل تحتها بعد عِيسَى ابن مريم إلا مُحَمَّد، فوقع في قلب أَبِي بكر اليقين والتصديق، فلما نبئ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتبعه أَبُو بكر رضي اللَّه عنه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/355)
372- بحيرا
س: بحيرا ذكره أَبُو موسى، فيما استدركه عَلَى ابن منده، عن مقاتل، أو غيره، قال: قدم إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع جَعْفَر بْن أَبِي طالب أربعون رجلا، اثنان وثلاثون من الحبشة، وثمانية من الشام: بحيرا، وأبرهة، والأشرف، وتمام وَإِدريس، وأيمن، ونافع، وتميم، فلو لم يكن عنده أن هذا غير الذي قبله لما استدركه، فإن الراهب قد ذكره ابن منده، ولأن الراهب لم يكن عاش إِلَى هذا الوقت غالبًا، والله أعلم.
374
وجدي الذي عاطى الرسول يمينه وخبت إليه من بعيد رواحله
ببدر لنا بيت أقامت أصوله عَلَى المجد يبني علوه وأسافله
قال أَبُو عمر: ذكر ذلك كله حفيد يونس، يعني: أبا سَعِيد بْن عبد الرحمن بْن أحمد بْن يونس بْن عبد الأعلى صاحب تاريخ مصر.
وقد ساق نسبه الأمير أَبُو نصر بْن ماكولا، فقال: بحر بْن ضبع بْن أتة بْن يحمد بْن موهشل بْن عقب بْن الليشرح بْن سعد بْن بدر بْن شرحبيل ابن حجر بْن زيد بْن مالك بْن زيد بْن رعين، وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع يعفر بْن غريب بْن عبد كلال.
أخرجه الثلاثة.
بحر: بضم الباء، والحاء المهملة، وضبع: بضم الضاد، والباء الموحدة.(1/355)
373- بحير الأنماري
بحير بغير ألف هو الأنماري قال ابن ماكولا: له صحبة ورواية عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو أَبُو سعد الخير يرد ذكره في الكنى، ذكره ابن سميع في الطبقات.
روى عنه قيس بْن حجر الكندي، وابن لهيعة، وبكر بْن مضر.(1/355)
374- بحير بن أبي ربيعة
د: بحير مثله هو ابن أَبِي ربيعة، واسمه: عمرو بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم القرشي المخزومي، كان اسمه بحيرا فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ، وهو والد عمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة الشاعر المشهور، وابن عم خَالِد بْن الْوَلِيد، وأبي جهل بْن هشام.
أخرجه ههنا ابن منده، وقد أخرجه الثلاثة في عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة.(1/355)
375- بحينة
س: بحينة قال الحافظ أَبُو موسى مستدركًا عَلَى ابن منده: ذكره عبدان.
وروى بِإِسْنَادِهِ، عن عبدان بْن مُحَمَّد، عن عباس بْن مُحَمَّد، عن أَبِي نعيم، عن عبد السلام بْن حرب، عن أَبِي خَالِد يزيد بْن عبد الرحمن، عن مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بْن ثوبان، عن بحينة، قال: مر بي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا منتصب أصلي بعد طلوع الفجر، فقال: لا تصلوا هذه الصلاة مثل قبل الظهر وبعدها، واجعلوا بينهما فصلا.
قال: كذا رواه وترجمه، والصحيح ما أخبرنا وذكر إسناده إِلَى السري بْن يحيى، عن أَبِي نعيم، عن عبد السلام بْن حرب، عن يَزِيدَ بْنِ عبد الرحمن، عن مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بْن ثوبان، عن ابن بحينة.
قال: وكذلك رواه يحيى بْن أَبِي كثير، عن مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بْن ثوبان، وسمي ابن بحينة: أخبرنا عبد الوهاب بْن هبة اللَّه، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن أحمد، عن أبيه، عن عبد الرزاق، عن يحيى بْن أَبِي كثير، عن مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بْن ثوبان، عن عَبْد اللَّهِ بْن مالك بْن بحينة، نحوه.
قال: وبحينة اسم أمه، وربما نسب إليها، وَإِلى أبيه، وههنا قد نسب إليهما جميعًا.
قلت: والصحيح هو الذي قاله أَبُو موسى، وهو ظاهر مشهور، ولا شك أَنَّهُ قد سقط من أصل عبدان: ابن فظنه بحينة، ولم يكفه هذا حتى ظن الامرأة رجلا، صارت العصا ركوة.
أخرجه أَبُو موسى.(1/356)
باب الباء والدال(1/356)
376- بدر بن عبد الله الخطمي
د ع: بدر بْن عبد اللَّه الخطمي وقيل: برير، وهو جد مليح بْن عَبْد اللَّهِ بْن بدر.
روى مليح، عن أبيه، عن جده، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: خمس من سنن المرسلين: الحياء، والحلم، والحجامة، والسواك، والتعطر.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، إلا أن ابن منده جعله سعديًا، وجعله أَبُو نعيم خطميًا، ووهم ابن منده، لأنه رَأَى مليح بْن عَبْد اللَّهِ السعدي، فظنه حافد بدر، فنسبه كذلك، ومليح السعدي يروي عن أَبِي هريرة، ومليح بْن عَبْد اللَّهِ بْن بدر يروي عن أبيه، عن جده، والحق مع أَبِي نعيم، ذكرهما الأمير أَبُو نصر بْن ماكولا.(1/356)
377- بدر بن عبد الله المزني
د ع: بدر بْن عَبْد اللَّهِ المزني روى عنه بكر بْن عَبْد اللَّهِ المزني، أَنَّهُ قال: قلت: يا رَسُول اللَّهِ، إني رجل محارب أو محارف لا ينمى لي مال، فقال لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا بدر بْن عَبْد اللَّهِ، قل إذا أصبحت: بسم اللَّه عَلَى نفسي، بسم اللَّه عَلَى أهلي ومالي، اللهم رضني بما قضيت لي، وعافني فيما أبقيت، حتى لا أحب تعجيل ما أخرت، ولا تأخير ما عجلت.
فكنت أقولهن، فأثمر اللَّه مالي، وقضى عني ديني، وأغناني وعيالي.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/357)
378- بدر أبو عبد الله
س: بدر أَبُو عَبْد اللَّهِ مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(129) أخبرنا مُحَمَّد بْن أَبِي بكر بْن أَبِي عِيسَى، كتابة، أخبرنا إِسْمَاعِيل بْن الفضل بْن أحمد، قال: وقرأته عَلَى جَعْفَر بْن عبد الواحد، قالا: أخبرنا أَبُو طاهر بْن عبد الرحيم، أخبرنا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد أَبُو الشيخ الحافظ، أخبرنا ابن أعين، أخبرنا إِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل، أخبرنا مُحَمَّد بْن جابر، عن عَبْد اللَّهِ بْن بدر، عن أبيه مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: قضى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالدين قبل الوصية، وأن الإخوة من الأب والأم يتوارثون دون الإخوة من الأب.
ورواه إِسْحَاق الطباع، ورواه ابن الجراح، عن مُحَمَّدِ بْنِ جابر، عن عَبْد اللَّهِ بْن بدر، عن ابن عمر.
أخرجه أَبُو موسى.(1/357)
379- بديل بن سلمة
ب س: بديل بْن سلمة بْن خلف بْن عمرو بْن الأحب بْن مقياس بْن حبتر بْن عدي بْن سلول بْن كعب بْن عمرو بْن ربيعة وهو لحي بْن حارثة الخزاعي السلولي، وهو بديل ابن أم أصرم، هي بنت الأجحم بْن دندنة بْن عمرو بْن القين بْن رزاح بْن عمرو بْن سعد بْن كعب بْن عمرو بْن ربيعة بْن خزاعة أيضًا، وأمها: حية بنت هاشم بْن عبد مناف بْن قصي، وعرف بديل بأمه.
هكذا نسبه هشام بْن الكلبي، تجتمع هي، وابنها في كعب بْن عمرو، وهي عمة أَبِي مالك أسيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الأجحم، ويجتمع هو وعمرو بْن الحمق بْن الكاهن بْن حبيب بْن عمرو بْن القين في عمرو، وبديل هُوَ الَّذِي بعثه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبعث معه بسر بْن سفيان إِلَى بني كعب يستنفرهم لغزو مكة، أخرجه أَبُو عمر.
وأخرجه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، فقال: بديل بْن عبد مناف بْن سلمة بْن خلف بْن عمرو ابن الأحب بْن مقابس بْن حنين، وساق باقي النسب كما ذكرناه، ثم قال في آخره: وهذه الأسامي التي أوردتها لا أتحققها، وهذا من مثل ذلك الإمام غريب، فإنها قد ذكرها ابن الكلبي، وابن عبد البر، والأمير أَبُو نصر كما ذكرناه.
فأما قوله: مقابس، بتقديم الألف عَلَى الباء، فليس كذلك، وَإِنما هو مقباس.
وقوله: حنين بنونين فليس كذلك، وَإِنما هو: حبتر بحاء مهملة، وباء موحدة، وتاء فوقها نقطتان، وآخره راء.
بديل: بضم الباء، وفتح الدال المهملة.
وأسيد: بفتح الهمزة، وكسر السين.
وحية: بالياء تحتها نقطتان.
والأجحم: بتقديم الجيم عَلَى الحاء المهملة، قاله الأمير أَبُو نصر.(1/358)
380- بديل بن عمرو الأنصاري
د ع: بديل مثله، هو ابن عمرو الأنصاري الخطمي له صحبة.
روى حليس بْن عمرو، عن أمه الفارعة، عن جدها بديل بْن عمرو الخطمي، قال: عرضت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رقية الحية، فأذن لي فيها، ودعا فيها بالبركة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وقال ابن منده: هذا حديث غريب لا يعرف عنه إلا من هذا الوجه.(1/359)
381- بديل بن كلثوم
د: بديل بْن كلثوم الخزاعي وقيل: عمرو بْن كلثوم قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عهد خزاعة لما غدرت بهم قريش، وأنشده: لا هم إني ناشد محمدًا أخرجه ابن منده وحده.
فأما قوله: وقيل عمرو بْن كلثوم، فلا أعرفه، وكان يجب عليه أن يذكره في عمرو بْن كلثوم، فلم يذكره، وَإِنما هو عمرو بْن سالم بْن كلثوم، فأسقط الأب.(1/359)
382- بديل بن مارية
د ع: بديل مثله، هو ابن مارية مولى عمرو بْن العاص السهمي روى عنه: المطلب بْن أَبِي وداعة، وابن عباس قصة الجام، لما سافر هو، وتميم الداري، وعدي بْن بداء، هكذا أورده ابن منده، وَأَبُو نعيم.
بديل: بضم الباء، وفتح الدال المهملة، والذي ذكره الأئمة في كتبهم: بزيل بضم الباء وبالزاي، ونحن نذكره في موضعه إن شاء اللَّه تعالى.(1/359)
383- بديل بن ورقاء
ب د ع: بديل بْن ورقاء بْن عمرو بْن ربيعة بْن عبد العزى بْن ربيعة بْن جزي بْن عامر بْن مازن الخزاعي كذا نسبه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وقال ابن الكلبي: بديل بْن ورقاء بْن عبد العزى بْن ربيعة بْن جزي بْن عامر بْن مازن بْن عدي بْن عمرو بْن ربيعة وهو لحي الخزاعي، كذا نسبه ابن الكلبي.
وقال أَبُو عمر: بديل بْن ورقاء بْن عبد العزى بْن ربيعة الخزاعي.
وساق ابن ماكولا نسبه إِلَى جزي مثل هشام، وما فوق جزي متفق عليه عند الجميع.
قال ابن منده، وَأَبُو نعيم: تقدم إسلامه.
وقال أَبُو عمر: أسلم وهو، وابنه عَبْد اللَّهِ، وحكيم بْن حزام، يَوْم فتح مكة بمر الظهران، في قول ابن شهاب.
قال: وقال ابن إِسْحَاق: إن قريشًا يَوْم فتح مكة لجئوا عَلَى دار بديل بْن ورقاء الخزاعي، ودار مولاه رافع، وشهد بديل، وابنه عَبْد اللَّهِ حنينًا، والطائف، وتبوك، وكان من كبار مسلمة الفتح.
قال: وقيل: أسلم قبل الفتح.
(130) أخبرنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ، فِيمَا أَذِنَ لِي، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، عن أَبِيهِ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ، عن أَبِيهِ سَلَمَةَ، قَالَ: دَفَعَ إِلَيَّ أَبِي بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الْكِتَابَ، وَقَالَ: يَا بُنَيَّ، هَذَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَوْصُوا بِهِ، فَلَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ، وَسَرَوَاتِ بَنِي عَمْرٍو، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمْ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي لَمْ آثَمْ بِإِلِّكُمْ وَلَمْ أَضَعْ فِي جَنْبِكُمْ، وَإِنَّ أَكْرَمَ أَهْلِ تُهَامَةَ عَلَيَّ أَنْتُمْ، وَأَقْرَبَهُمْ لِي رَحِمًا، وَمَنْ مَعَكُمْ مِنَ الْمُطَيَّبِينَ، وَإِنِّي قَدْ أَخَذْتُ لِمَنْ هَاجَرَ مِنْكُمْ مِثْلَ مَا أَخَذْتُ لِنَفْسِي، وَلَوْ هَاجَرَ بِأَرْضِهِ غَيْرُ سَاكِنِ مَكَّةَ إِلا مُعْتَمِرًا أَوْ حَاجًّا، وَإِنِّي لَمْ أَضَعْ فِيكُمْ إِذَا سَلَمْتُ، وَإِنَّكُمْ غَيْرُ خَائِفِينَ مِنْ قَبْلِي وَلا مُحْصَرِينَ.
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَكَانَ الْكِتَابُ بِخَطِّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَتُوُفِّيَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ قَبْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ أَنْ يَحْبِسَ النِّسَاءَ وَالأَمْوَالَ بِالْجِعْرَانَةِ مَعَهُ حَتَّى يَقْدَمُ، يَعْنِيً: الَّتِي غَنِمَهَا مِنْ حُنَيْنٍ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/359)
384- بديل
ب د ع: بديل غير منسوب.
عداده في أهل مصر.
روى حديثه موسى بْن عَلِيِّ بْنِ رباح، عن أبيه، عن بديل، قال: رأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمسح عَلَى الخفين.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/361)
385- بديل
د ع: بديل غير منسوب.
انفرد ابن منده بإخراجه، وقال: أخرج في الصحابة، وذكره أهل المعرفة في التابعين، وروى عنه: كان كم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الرسغي.(1/361)
باب الباء والذال المعجمة(1/361)
386- بذيمة
د: بذيمة والد علي ذكره يحيى بْن مُحَمَّدِ بْنِ صاعد فيمن سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أحمد بْن منيع، عن أشعث بْن عبد الرحمن، عن الْوَلِيد بْن ثعلبة، عن علي بْن بذيمة، عن أبيه، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من قال وذكر حديثًا في الدعاء، كذا أخرجه ابن منده وحده مختصرًا.
بذيمة: بفتح الباء، وكسر الذال المعجمة.
قال أَبُو نعيم: ذكر بعض الناس بذيمة في الصحابة، وهو وهم، قاله في بريل الشهالي.(1/361)
باب الباء والراء(1/361)
387- بر بن عبد الله
بر بْن عَبْد اللَّهِ أَبُو هند الداري له صحبة ورواية عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويرد ذكره في الكنى أتم من هذا.
قاله الأمير أَبُو نصر.(1/361)
388- البراء بن أوس
ب د ع: البراء بْن أوس بْن خَالِد شهد مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إحدى غزواته، وقاد معه فرسين، فضرب له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمسة أسهم، قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وأما أَبُو عمر، فإنه قال: البراء بْن أوس بْن خَالِد بْن الجعد بْن عوف بْن مبذول بْن عمرو بْن غنم بْن عدي بْن النجار، هو أَبُو إِبْرَاهِيم ابن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرضاعة، لأن زوجته أم بردة أرضعته بلبنه.
وَإِن كانا واحدًا، وهو الظاهر، وَإِلا فهما اثنان، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.(1/362)
389- البراء بن عازب
ب د ع: البراء بْن عازب بْن الحارث بْن عدي بْن جشم بْن مجدعة بْن حارثة بْن الحارث بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي يكنى أبا عمرو، وقيل: أبا عمارة، وهو أصح.
رده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن بدر، استصغره، وأول مشاهده أحد، وقيل: الخندق، وغزا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربع عشرة غزوة.
وهو الذي افتتح الري سنة أربع وعشرين صلحا أو عنوة، في قول أَبِي عمرو الشيباني، وقال أَبُو عبيدة: افتتحها حذيفة سنة اثنتين وعشرين.
وقال المدائني: افتتح بعضها أَبُو موسى، وبعضها قرظة بْن كعب، وشهد غزوة تستر مع أَبِي موسى، وشهد البراء مع علي بْن أَبِي طالب الجمل، وصفين، والنهروان، هو وأخوه عبيد بْن عازب، ونزل الكوفة، وابتنى بها دارًا، ومات أيام مصعب بْن الزبير.
(131) أخبرنا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا يَزِيدُ، أخبرنا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عن أَبِي إِسْحَاق، عن الْبَرَاءِ، قَالَ: اسْتَصْغَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا، وَابْنُ عُمَرَ، فَرَدَّنَا يَوْمَ بَدْرٍ فَلَمْ نَشْهَدْهَا.
وَرَوَاهُ عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، فَقَالَ: عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عن الْبَرَاءِ، نَحْوَهُ، وَزَادَ: وَشَهِدْنَا أُحُدًا، تَفَرَّدَ عَمَّارٌ بِذِكْرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ.
وَقَدْ رَوَاهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ، وَزُهَيْرٌ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عن الْبَرَاءِ.
(132) أخبرنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَمَّرِ بْنِ طَبْرَزَدَ، أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أخبرنا أَبُو طَالِبٍ غَيْلانَ، أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، أخبرنا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهُذَلِيُّ، أخبرنا عَبْثَرٌ، عن بُرْدٍ أَخِي يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ، عن الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيَراطٌ، وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ، أَحَدُهُمَا مِثْلُ أُحُدٍ.
وَكَانَ الْبَرَاءُ يَقُولُ: أَنَا الَّذِي أَرْسَلَ مَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّهْمَ إِلَى قَلِيبِ الْحُدَيْبِيَةِ فَجَاشَ بِالرَّيِّ، وَقِيلَ: إِنَّ الَّذِي نَزَلَ بِالسَّهْمِ نَاجِيَةُ بْنُ جُنْدَبٍ، وَهُوَ أَشْهَرُ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ. رزيق: بتقديم الراء عَلَى الزاي.(1/362)
390- البراء بن قبيصة
س: البراء بْن قبيصة قال أَبُو موسى: ذكره عبدان المروزي، وقال: رأيته في التذكرة، ولا أعلم له صحبة.
استدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، وليس له فيه حجة، لأن الذي ذكره عنه لا تعرف له صحبة، وأظنه البراء بْن قبيصة بْن أَبِي عقيل بْن مسعود بْن عامر بْن معتب الثقفي، والله أعلم، ولا أعلم لقبيصة صحبة.
معتب: بضم الميم، وفتح العين المهملة، وتشديد التاء، فوقها نقطتان.(1/363)
391- البراء بن مالك
ب د ع: البراء بْن مالك بْن النضر الأنصاري تقدم نسبه عند أخيه أنس بْن مالك، وهو أخوه لأبيه وأمه، وشهد أحدًا، والخندق، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا بدرًا، وكان شجاعًا مقدامًا، وكان يكتب عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه: " أن لا تستعملوا البراء عَلَى جيش من جيوش المسلمين، فإنه مهلكة من المهالك، يقدم بهم.
ولما كان يَوْم اليمامة، واشتد قتال بني حنيفة عَلَى الحديقة التي فيها مسيلمة، قال البراء: يا معشر المسلمين، ألقوني عليهم، فاحتمل حتى إذا أشرف عَلَى الجدار اقتحم، فقاتلهم عَلَى باب الحديقة حتى فتحه للمسلمين، فدخل المسلمون، فقتل اللَّه مسيلمة، وجرح البراء يومئذ بضعًا وثمانين جراحة ما بين رمية وضربة، فأقام عليه خَالِد بْن الْوَلِيد شهرًا حتى برأ من جراحه.
(133) أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ، وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، حدثنا سَيَّارٌ، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أخبرنا ثَابِتٌ وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ لا يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لأَبَرَّهُ، مِنْهُمُ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ.
فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ تُسْتَرَ، مِنْ بِلادِ فَارِسَ، انْكَشَفَ النَّاسُ، فَقَالَ لَهُ الْمُسْلِمُونَ: يَا بَرَاءُ: اقْسِمْ عَلَى رَبِّكَ، فَقَالَ: أُقْسِمُ عَلَيْكَ يَا رَبِّ لَمَا مَنَحْتَنَا أَكْتَافَهُمْ، وَأَلْحَقْتَنِي بِنَبِيِّكَ، فَحَمَلَ وَحَمَلَ النَّاسُ مَعَهُ، فَقَتَلَ مَرْزُبَانَ الزَّأَرَةِ، مِنْ عُظَمَاءِ الْفُرْسِ، وَأَخَذَ سَلْبَهُ، فَانْهَزَمَ الْفُرْسُ، وَقُتِلَ الْبَرَاءُ، وَذَلِكَ سَنَةَ عِشْرِينَ فِي قَوْلِ الْوَاقِدِيِّ، وَقِيلَ: سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ، قَتَلَهُ الْهُرْمُزَانُ.
وَكَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ يَحْدُو بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَسْفَارِهِ، فَكَانَ هُوَ حَادِي الرِّجَالِ، وَأَنْجَشَةُ حَادِي النِّسَاءِ، وَقَتَلَ الْبَرَاءُ عَلَى تُسْتَرَ مِائَةَ رَجُلٍ مُبَارَزَةً سِوَى مَنْ شَرَكَ فِي قَتْلِهِ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/363)
392- البراء بن معرور
ب د ع: البراء بْن معرور بْن صخر بْن خنساء بْن سنان بْن عبيد بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سلمة بْن سعد بْن عَلِيِّ بْنِ أسد بْن ساردة بْن تزيد بْن جشم بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي السلمي، كنيته: أَبُو بشر، وأمه: الرباب بنت النعمان بْن امرئ القيس بْن زيد بْن عبد الأشهل، عمه سعد بْن معاذ.
كان أحد النقباء، كان نقيب بني سلمة، وأول من بايع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة العقبة الأولى في قول، وأول من استقبل القبلة، وأوصى بثلث ماله، وتوفي أول الإسلام عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كعب بْن مالك، وكان فيمن بايع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة العقبة، قال: خرجنا في حجاج قومنا من المشركين، وقد صلينا وفقهنا، ومعنا البراء بْن معرور كبيرنا وسيدنا، فقال البراء لنا: يا هؤلاء، قد رأيت أن لا أدع هذا البنية، يعني: الكعبة، مني بظهر، وأن أصلي إليها، قال: فقلنا: والله ما بلغنا أن نبينا يصلي إلا إِلَى الشام، وما نريد أن نخالفه، فقال: إني لمصل إليها، قال: قلنا له: لكنا لا نفعل، قال: فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إِلَى الشام، وصلى إِلَى الكعبة حتى قدمنا مكة، فقال: يا ابن أخي، انطلق بنا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى أسأله عما صنعت في سفري هذا، فإنه والله قد وقع في نفسي منه شيء لما رأيت من خلافكم إياي فيه.
قال: فخرجنا نسأل عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكنا لا نعرفه، ولم نره قبل ذلك، قال: فدخلنا المسجد، ثم جلسنا إليه، قال: فقال البراء بْن معرور: يا نبي اللَّه، إني خرجت في سفري هذا وقد هداني اللَّه عَزَّ وَجَلَّ للإسلام، فرأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر، فصليت إليها، وقد خالفني أصحابي في ذلك، حتى وقع في نفسي من ذلك، فماذا ترى يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: لقد كنت عَلَى قبلة لو صبرت عليها، قال: فرجع البراء إِلَى قبلة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصلى معنا إِلَى الشام.
قال: وأهله يزعمون أَنَّهُ صلى إِلَى الكعبة حتى مات، وليس ذلك كما قَالُوا، نحن أعلم به منهم.
قال: فخرجنا إِلَى الحج، فواعدنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العقبة من أوسط أيام التشريق، فلما فرغنا من الحج اجتمعنا تلك الليلة بالشعب ننتظر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاء، وجاء معه العباس، يعني: عمه، قال: فتكلم العباس، فقلنا له: قد سمعنا ما قلت، فتكلم أنت يا رَسُول اللَّهِ، فخذ لنفسك، ولربك عَزَّ وَجَلَّ فتكلم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتلا القرآن، ودعا إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ورغب في الإسلام، وقال: أبايعكم عَلَى أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم، قال: فأخذ البراء بْن معرور بيده، وقال: والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا، فبايعنا رَسُول اللَّهِ، فنحن، والله أهل الحلقة ورثناها كابرًا عن كابر.
قال: فاعترض القول، والبراء يكلم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو الهيثم بْن التيهان حليف بني عبد الأشهل، فكان البراء أول من ضرب عَلَى يد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم تتابع القوم.
وتوفي في سفر قبل قدوم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة مهاجرًا بشهر، فلما قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى قبره في أصحابه، فكبر عليه، وصلى وكبر أربعًا، ولما حضره الموت أوصى أن يدفن، ونستقبل به الكعبة، ففعلوا ذلك.
أخرجه الثلاثة.
سلمة: بكسر اللام، فإذا نسبت إليه فتحتها.
وتزيد: بالتاء فوقها نقطتان، وبالزاي.
ومعرور: بالعين المهملة.
وساردة: بالسين المهملة، والراء والدال المهملة.(1/364)
393- برح بن عسكر
د ع: برح بْن عسكر بْن وتار قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقالا: إنه وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد فتح مصر، عن ابن يونس.
وقال ابن ماكولا: وأما برح بكسر الباء المعجمة بواحدة، وسكون الراء، وبالحاء المهملة، فهو: برح بْن عسكر بْن وتار بْن كرع بْن حضرمي بْن النعمان بْن مهري بْن حيدان بْن عمرو بْن الحاف بْن قضاعة، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد فتح مصر، واختط بها وسكنها، وهو معروف من أهل مصر.
وقال: قال ابن يونس: ورأيت في بعض الكتب القديمة في النسب القديم بخط ابن لهيعة: برح بْن عسكر، وذكر نسبه الذي ذكرناه.
كذا ضبطه ابن ماكولا بالعين، والكاف المضمومتين، والله أعلم.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/366)
394- برذع بن زيد الجذامي
برذع بْن زيد الجذامي أخو رفاعة بْن زيد.
نزل بيت جبرين بالشام.
روى حديثه مُحَمَّد بْن سلام بْن زيد بْن رفاعة بْن زيد الرفاعي من بني الضبيب، عن أبيه سلام، عن أبيه زيد، عن أبيه رفاعة بْن زيد، قال: قدمت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنا، وجماعة من قومي، وكنا عشرة، فذكر رجوعه إِلَى قومه، وَإِسلام برذع وسويد.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/366)
395- برذع بن زيد بن النعمان
برذع بْن زيد بْن النعمان بْن زيد بْن عامر بْن سواد بْن ظفر الأنصاري الأوسي شهد أحدًا، وما بعدها، وهو ابن أخي قتادة بْن النعمان، وهو شاعر، قاله ابن ماكولا، وهذا غير الذي قبله، لأن هذا أنصاري، والأول جذامي، وهذا قديم الإسلام، والأول متأخر الإسلام.(1/367)
396- برز بن قهطم
برز وقيل: بلز، وقيل: مالك، وقيل: رزن بْن قهطم أَبُو العشراء الدارمي.
يرد ذكره في الكنى، وغيرها.(1/367)
397- بريح بن عرفجة
د ع: بريح بْن عرفجة، أو عرفجة بْن بريح قال ابن منده: هكذا قاله عبد الرحمن بْن مُحَمَّد المحاربي، عن ليث بْن أَبِي سليم، عن زياد بْن علاقة، عن بريح بْن عرفجة، أو عرفجة بْن بريح، شك المحاربي، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ستكون بعدي هنات وهنات.
رواه غيره، عن ليث بِإِسْنَادِهِ، فقال: عن عرفجة بْن شريح، وهو الصواب، وقيل: عرفجة بْن ضريح، قاله ابن منده.
وقال أَبُو نعيم، وذكره: هكذا حكى، وهو وهم، وَإِنما هو عرفجة بْن ضريح، أو ضريح بْن عرفجة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/367)
398- بريدة بن الحصيب
ب د ع: بريدة بْن الحصيب بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن الأعرج بْن سعد بْن رزاح بْن عدي بْن سهم بْن مازن بْن الحارث بْن سلامان بْن أسلم بْن أفصى بْن حارثة بْن عمرو بْن عامر الأسلمي يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، وقيل: أبا سهل، وقيل: أبا الحصيب، وقيل: أبا ساسان، والمشهور أَبُو عَبْد اللَّهِ.
أسلم حين مر به النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مهاجرًا، هو ومن معه، وكانوا نحو ثمانين بيتًا، فصلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العشاء الآخرة، فصلوا خلفه، وأقام بأرض قوم، ثم قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أحد، فشهد معه مشاهده، وشهد الحديبية، وبيعة الرضوان تحت الشجرة، وكان من ساكني المدينة، ثم تحول إِلَى البصرة، وابتنى بها دارًا، ثم خرج منها غازيًا إِلَى خراسان، فأقام بمرو حتى مات، ودفن بها، وبقي ولده بها.
(134) أخبرنا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، أخبرنا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ الْقَيْسِيُّ، أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ الْمِصِّيصِيُّ، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، حدثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أخبرنا ابْنُ نَاجِيَةَ الْخُرَاسَانِيُّ، حدثنا أَبُو طَيْبَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عن أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي يَمُوتُ بِأَرْضٍ إِلا كَانَ قَائِدًا وَنُورًا لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عن أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ، وَلِلْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ: أَنْتُمَا عَيْنَانِ لأَهْلِ الْمَشْرِقِ، فَقَدِمَا مَرْوَ، وَمَاتَا بِهَا.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عن أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَفَاءَلُ وَلا يَتَطَيَّرُ، فَرَكِبَ بُرَيْدَةُ فِي سَبْعِينَ رَاكِبًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ مِنْ بَنِي سَهْمٍ، فَلَقِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: مِمَّنْ أَنْتَ؟، قَالَ: مِنْ أَسْلَمَ، فَقَالَ لأَبِي بَكْرٍ: سَلِمْنَا، ثُمَّ قَالَ: مِنْ بَنِي مَنْ؟، قَالَ: مِنْ بَنِي سَهْمٍ، قَالَ: خَرَجَ سَهْمُكَ.
(135) أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ وَأَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَحْمَدَ، وَغَيْرُهُمَا، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ عن أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أخبرنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ وَأَبُو تُمْيَلَةَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عن أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَقَالَ: مَا لِي أَرَى عَلَيْكَ حِلْيَةَ أَهْلِ النَّارِ؟، ثُمَّ جَاءَهُ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ صُفْرٍ، فَقَالَ: مَا لِي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ الأَصْنَامِ؟، ثُمَّ أَتَاهُ، وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: مَا لِي أَرَى عَلَيْكَ حِلْيَةَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟، قَالَ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ أَتَّخِذُهُ؟ قَالَ: مِنْ وَرَقٍ، وَلا تُتِمَّهُ مِثْقَالا
(136) وأخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، أخبرنا الرَّئِيسُ أَبُو الْقَاسِمِ الْكَاتِبُ، أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ الْمُذَكَّرُ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مَالِكٍ أَبُو بَكْرٍ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا رَوْحٌ، عن عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مَنْجُوفٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عن أَبِيهِ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ لِيُقَسِّمَ الْخُمُسَ، وَقَالَ رَوْحٌ مَرَّةً: لِيَقْبِضَ الْخُمُسَ، قَالَ: وَأَصْبَحَ عَلِيٌّ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ، قَالَ: فَقَالَ خَالِدٌ لِبُرَيْدَةَ: أَلا تَرَى إِلَى مَا يَصْنَعُ هَذَا؟ قَالَ: فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرْتُهُ بِمَا صَنَعَ عَلِيٌّ، قَالَ: وَكُنْتُ أَبْغَضُ عَلِيًّا، فَقَالَ: يَا بُرَيْدَةُ، أَتَبْغَضُ عَلِيًّا؟، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَلا تَبْغَضْهُ، وَقَالَ رَوْحٌ مَرَّةً: فَأَحِبَّهُ، فَإِنَّ لَهُ فِي الْخُمُسِ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ. الحُصيب: بضم الحاء المهملة، وفتح الصاد.
وبريدة: بضم الباء الموحدة، وفتح الراء، وبعد الدال المهملة هاء.
ورزاح: قد ضبطه ابن ماكولا في باب رزاح: بكسر الراء وبعدها زاي، ثم ألف وحاء مهملة وضبطه هو أيضًا في باب رياح: بكسر الراء وبالياء تحتها نقطتان وبعد الألف حاء مهملة، ولا شك قد اختلف العلماء فيه، فنقله عَلَى ما قالوه.
وأفصى: بالفاء الساكنة، وبالصاد المهملة المفتوحة.(1/367)
399- بريدة بن سفيان الأسلمي
س: بريدة بْن سفيان الأسلمي ذكره عبدان، وقال:
(137) حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، حدثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أخبرنا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهْرِيَّ أَخْبَرَهُ، عن بُرَيْدَةَ بْنِ سُفْيَانَ الأَسْلَمِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " بَعَثَ عَاصِمَ بْنَ عَدِيٍّ، وَزَيْدَ بْنَ الدَّثِنَةَ، وَخُبَيْبَ بْنَ عَدِيٍّ، وَمَرْثَدَ بْنَ أَبِي مَرْثَدٍ، يَعْنِي: إِلَى جَمَاعَةٍ مِنْ بَنِي لِحْيَانَ بِالرَّجِيعِ، فَقَاتَلُوهُمْ حَتَّى أَخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ عَهْدًا إِلا عَاصِمًا، فَإِنَّهُ أَبَى، وَقَالَ: لا أَقْبَلُ الْيَوْمَ عَهْدًا مِنْ مُشْرِكٍ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قَالَ أَبُو مُوسَى: هَكَذَا رَوَاهُ، وَأَوْرَدَهُ، وَالْمَحْفُوظُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: عن الزُّهْرِيِّ، عن عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَمَّا بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ، فَرَجُلٌ لَيْسَ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَلَيْسَ هُوَ أَيْضًا بِذَاكَ فِي الرِّوَايَةِ، إِلا أَنْ يَكُونَ هَذَا غَيْرُ ذَاكَ قُلْتُ: هَكَذَا ذَكَرَ عَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَهُوَ خَطَأٌ، وَإِنَّمَا هُوَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الأَقْلَحِ، وَأَمَّا عَاِصمُ بْنُ عَدِيٍّ فَمِنْ بَنِي الْعَجْلانِ، وَهُوَ أَيْضًا أَنْصَارِيٌّ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ، وَلَمْ يُقْتَلْ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو مُوسَى.(1/370)
400- برير بن جندب
برير بْن جندب وقيل: ابن عشرقة أَبُو ذر الغفاري.
قد اختلف في اسمه، وسيرد ذكره في جندب، وفي الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
برير: بضم الباء وفتح الراء، وبعد الياء تحتها نقطتان، راء ثانية.(1/370)
401- برير بن عبد الله
ب د ع: برير مثله، هو برير بْن عَبْد اللَّهِ.
ويقال: بر بْن عَبْد اللَّهِ بْن رزين بْن عميث بْن ربيعة بْن دراع بْن عدي بْن الدار بْن هانئ بْن حبيب بْن نمارة بْن لخم، وهو مالك بْن عدي بْن الحارث بْن مرة بْن أدد، أَبُو هند الداري، أخو تميم والطيب، سماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ، وسكن فلسطين بالبيت المقدس.
روى مكحول الشامي، عن أَبِي هند، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: من قام رياء وسمعة راءى اللَّه به يَوْم القيامة وسمع.
وروى زياد بْن أَبِي هند، عن أبيه، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: قال اللَّه تعالى من لم يرض بقضائي، ويصبر عَلَى بلائي، فليلتمس له ربا غيري.
قال أَبُو عمر: لا يوجد هذا الحديث إلا عند ولده، وليس إسناده بالقوي.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول أَبِي نعيم، وابن منده: أَنَّهُ أخو تميم، والطيب وهم، وهما حكما عَلَى أنفسهما بالغلط في كتابيهما، فإنهما ذكرا في تميم الداري أَنَّهُ تميم بْن أوس، ويجتمع هو، وَأَبُو هند في دراع بْن عدي، فكيف يكون أخاه، ويجتمعان في الأب الخامس؟ ولا شك أنهما لم يريدا أخًا في القبيلة، لأنه لا وجه لتخصيصه، وَإِنما يقال: أخو تميم، وأخو بني فلان، وأما الطيب ففيه اختلاف، قال هشام بْن الكلبي: إنه أخو أَبِي هند، وأما أَبُو عمر، فلم يقع في هذا الوهم، بل قال بعد ذكر نسبه: يقال: اسم أَبِي هند الطيب، وقيل: إن الطيب أخوه.
قال: وقال البخاري: برير بْن عَبْد اللَّهِ أَبُو هند أخو تميم الداري، كان بالشام، سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهذا مما غلط فيه البخاري غلطًا لا خفاء به عند أهل العلم بالنسب، وذلك أن تميمًا ليس بأخ لأبي هند، وَإِنما يجتمع هو، وَأَبُو هند في دراع بْن عدي، وساق نسبهما كما ذكره ابن منده، وَأَبُو نعيم، فظهر الوهم، وقال: هكذا نسبهما ابن الكلبي، وخليفة، وجماعتهم.(1/371)
402- برير أبو هريرة
د ع: برير أَبُو هريرة سماه مروان بْن مُحَمَّد، عن سَعِيدِ بْنِ عبد العزيز: بريرًا، ولم يتابع عليه، قال أَبُو نعيم: هذا وهم، أراد أن يقول: اسم أَبِي هند برير، وقد اختلف في اسم أَبِي هريرة اختلافًا كثيرًا، ويرد ذكره في الأبواب التي سمي بها، وَإِنما نستقصي ذكره عند كنيته، فإنها أشهر من جميع أسمائه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/371)
403- بريل الشهالي
د ع: بريل الشهالي قال ابن منده: ذكر في الصحابة، ولا يثبت.
وروى بِإِسْنَادِهِ عن بقية، عن أَبِي عمرو السلفي، عن بريل الشهالي، قال: مر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برجل يعالج طعامًا لأصحابه، فآذاه وهج النار، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لن يصيبك حر جهنم بعدها، قال ابن منده: هذا حديث غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه.
قال أَبُو نعيم: ذكر بعض الناس بريلًا الشمالي في الصحابة، وهو وهم.
قلت: وقد قال ابن منده: لا يثبت، يعني: أَنَّهُ من الصحابة.
وقد ذكره ابن منده، وَأَبُو نعيم في الباء كما ذكرناه.
وقال ابن ماكولا: وأما نزيل، أوله نون مضمومة، فهو نزيل الشهالي، ويقال: الشاهلي، شيخ له حكاية في الرباط، روى عنه شيخ يقال له: أَبُو عمرو في عداد المجهولين من شيوخ بقية، وقال أَبُو سعد السمعاني: السلفي بضم السين: بطن من الكلاع من حمير.(1/372)
باب الباء والزاي(1/372)
404- بزيع الأزدي
س: بزيع الأزدي والد عباس.
ذكره عبدان، وقال: لم يبلغنا نسبه، ولا ندري سمع من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو هو مرسل؟ روى عنه ابنه العباس، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قالت الجنة: يا رب زينتني فأحسنت زينتي، فأحسن أركاني، فأوحى اللَّه، تبارك وتعالى، إليها أني قد حشوت أركانك بالحسن والحسين، وجنبيك بالسعود من الأنصار، وعزتي وجلالي لا يدخلك مراء ولا بخيل.
أخرجه أَبُو موسى مستدركًا عَلَى ابن منده، وقال: هذا حديث غريب جدًا.(1/372)
باب الباء والسين(1/373)
405- بسبس الجهني
ب د ع: بسبس الجهني الأنصاري من بني ساعدة بْن كعب بْن الخزرج، حليف لهم.
قال عروة بْن الزبير: هو من بني طريف بْن الخزرج، شهد بدرًا، قاله الزُّهْرِيّ هذا جميع ما ذكره ابن منده.
وأما أَبُو نعيم، فقال: بسبس الأنصاري الجهني، وقيل: بسبسة بْن عمرو، ولم يزد في نسبه عَلَى هذا.
وقال أَبُو عمر: بسبس بْن عمرو بْن ثعلبة بْن خرشة بْن عمرو بْن سعد بْن ذبيان الذبياني، ثم الأنصاري، قال: ويقال: بسبس بْن بشر، شهد بدرًا.
ونسبه ابن الكلبي، مثله، وزاد بعد ذبيان: بْن رشدان بْن غطفان بْن قيس بْن جهينة بْن زيد بْن ليث بْن سواد بْن أسلم بْن الحاف بْن قضاعة، وعداده في الأنصار، وله يقول الراجز: أقم لها صدورها يا بسبس أهـ.
كلام الكلبي.
قالوا: وشهد بدرًا.
قال أَبُو عمر، وَأَبُو نعيم، عن أنس، قال: بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسبس، وقيل: بسبسة، مع عدي بْن أَبِي الزغباء إِلَى عير أَبِي سفيان، فعاد إليه، فأخبره فسار إِلَى بدر، أخرجه الثلاثة.
قلت: ليس بين قولهم: إنه من بني ساعدة، وبين قولهم: هو من بني طريف بْن الخزرج تناقض، فإن طريفًا هو ابن الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج الأكبر، وطريف بطن من بني ساعدة.(1/373)
406- بسر بن أرطاة
ب د ع: بسر بضم الباء وسكون السين.
هو بسر بْن أرطاة، وقيل: ابن أَبِي أرطاة، واسمه: عمرو بْن عويمر بْن عمران بْن الحليس بْن سيار بْن نزار بْن معيص بْن عامر بْن لؤي بْن غالب بْن فهر بْن مالك بْن النضر بْن كنانة، وقيل: أرطاة بْن أَبِي أرطاة، واسمه عمير، والله أعلم.
يكنى: أبا عبد الرحمن، وعداده في أهل الشام.
قال الواقدي: ولد قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسنتين.
وقال يحيى بْن معين، وأحمد بْن حنبل، وغيرهما: قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو صغير، وقال أهل الشام: سمع من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو أحد من بعثه عمر بْن الخطاب مددًا لعمرو بْن العاص لفتح مصر، عَلَى اختلاف فيه أيضًا، فمن ذكره فيهم قال: كانوا أربعة: الزبير، وعمير بْن وهب، وخارجة بْن حذافة، وبسر بْن أرطاة، والأكثر يقولون: الزبير، والمقداد، وعمير، وخارجة.
قال أَبُو عمر: وهو أولى بالصواب، قال: ولم يختلفوا أن المقداد شهد فتح مصر.
(138) أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ، أخبرنا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَاوَرْدِيُّ، مُنَاوَلَةً، بِإِسْنَادِهِ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، أخبرنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ، عن عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيِّ، عن شُيَيْمِ بْنِ بَيْتَانَ وَيَزِيدَ بْنِ صُبْحٍ الأَصْبَحِيِّ، عن جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ بُسْرِ بْنِ أَرْطَاةَ فِي الْبَحْرِ، فَأُتِيَ بِسَارِقٍ يُقَالُ لَهُ: مِصْدَرٌ، قَدْ سَرَقَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لا تُقْطَعُ الأَيْدِي فِي السَّفَرِ وَشَهِدَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ شَدِيدًا عَلَى عَلِيٍّ وَأَصْحَابِهِ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يَقُولُ: لا تَصِحُّ لَهُ صُحْبَةٌ، وَكَانَ يَقُولُ: هُوَ رَجُلُ سُوءٍ، وَذَلِكَ لَمَّا رَكِبَهُ فِي الإِسْلامِ مِنَ الأُمُورِ الْعِظَامِ، مِنْهَا مَا نَقَلَهُ أَهْلُ الأَخْبَارِ، وَأَهْلُ الْحَدِيثِ أَيْضًا، مِنْ ذَبْحِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَقُثَمَ ابْنَيْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهُمَا صَغِيرَانِ بَيْنَ يَدَيْ أُمِّهِمَا، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ سَيَّرَهُ إِلَى الْحِجَازِ وَالْيَمَنِ لِيَقْتِلَ شِيعَةَ عَلِيٍّ، وَيَأْخُذَ الْبَيْعَةَ لَهُ، فَسَارَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَفَعَلَ بِهَا أَفْعَالًا شَنِيعَةً، وَسَارَ إِلَى الْيَمَنِ، وَكَانَ الأَمِيرُ عَلَى الْيَمَنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ عَامِلًا لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَهَرَبَ عُبَيْدُ اللَّهِ، فَنَزَلَهَا بُسْرٌ فَفَعَلَ فِيهَا هَذَا، وَقِيلَ: إِنَّهُ قَتَلَهُمَا بِالْمَدِينَةِ، وَالأَوَّلُ أَكْثَرُ.
قَالَ: وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: بُسْرُ بْنُ أَرْطَاةَ لَهُ صُحْبَةٌ، وَلَمْ تَكُنْ لَهُ اسْتِقَامَةٌ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمَّا قَتَلَ ابْنَيْ عُبَيْدِ اللَّهِ أَصَابَ أُمَّهُمَا عَائِشَةَ بِنْتَ عَبْدٍ الْمَدَانِ مِنْ ذَلِكَ حَزَنٌ عَظِيمٌ، فَأَنْشَأَتْ تَقُولُ:
هَا مَنْ أَحَسَّ بَنِيَّ اللَّذَيْنَ هُمَا كَالدُّرَّتَيْنِ تَشَظَى عَنْهُمَا الصَّدَفُ
الْأَبْيَاتُ، وَهِيَ مَشْهُورَةٌ، ثُمَّ وَسْوَسَتْ، فَكَانَتْ تَقِفُ فِي الْمُوْسِمِ تُنْشِدُ هَذَا الشِّعْرَ، ثُمَّ تَهِيمُ عَلَى وَجْهِهَا.
ذَكَرَ هَذَا ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ، وَالْمُبَرِّدُ، وَالطَّبَرِيُّ، وَابْنُ الْكَلْبِيِّ، وَغَيْرُهُمْ، وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ، فَهَرَبَ مِنْهُ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِهَا مِنْهُمْ: جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ، وَغَيْرُهُمَا، وَقَتَلَ فِيهَا كَثِيرًا، وَأَغَارَ عَلَى هَمْدَانَ بِالْيَمَنِ، وَسَبَى نِسَاءَهُمْ، فَكُنَّ أَوَّلَ مُسْلِمَاتٍ سُبِينَ فِي الإِسْلامِ، وَهَدَمَ بِالْمَدِينَةِ دُورًا، وَقَدْ ذُكِرَتِ الْحَادِثَةُ فِي التَّوَارِيخِ، فَلا حَاجَةَ إِلَى الإِطَالَةِ بِذِكْرِهَا.
قِيلَ: تُوُفِّيَ بُسْرٌ بِالْمَدِينَةِ أَيَّامَ مُعَاوِيَةَ، وَقِيلَ: تُوُفِّيَ بِالشَّامِ أَيَّامَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَكَانَ قَدْ خَرِفَ آخِرَ عُمْرِهِ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/373)
407- بسر بن أبي بسر المازني
ب د ع: بسر مثله أيضًا، وهو بسر بْن أَبِي بسر المازني.
قال أَبُو سعد السمعاني: هو من مازن بْن مَنْصُور بْن عكرمة بْن خصفة بْن قيس عيلان، روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ، قال: جاء النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنزل عَلَى أَبِي، فأتاه بطعام، وسويق، وحيس فأكل، وأتاه بشراب فشرب، فناول من عن يمينه، وأتى بتمر فأكل، وكان إذا أكل التمر ألقى التمر عَلَى ظهر أصبعيه، يعني: السبابة والوسطى، فلما ركب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاء أَبِي، فأخذ بلجامه فقال: يا رَسُول اللَّهِ، ادع اللَّه لنا، فقال: اللهم بارك لهم فيما رزقتهم، واغفر لهم وارحمهم.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر، قال: السلمي، وقيل: المازني نزل عندهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعا لهم، وهو والد عَبْد اللَّهِ بْن بسر، روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ بْن بسر، وليس من الصماء في شيء، وقد جعله في ترجمة الصماء أخاها.
وقال الأمير أَبُو نصر بْن ماكولا: بسر، وعبد اللَّه بْن بسر أَبُو صفوان، وأخوه عطية، وأختهم الصماء لهم صحبة، وهم من بني سليم من بني مازن، وقد ذكره ابن أَبِي عاصم في بني سليم، والله أعلم.(1/375)
408- بسر بن جحاش
ع: بسر بْن جحاش القرشي عداده في الشاميين.
(139) أخبرنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الثَّقَفِيُّ، إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ، عن ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حدثنا دُحَيْمٌ، حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عن جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عن بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَزَقَ فِي كَفِّهِ يَوْمًا، فَوَضَعَ عَلَيْهَا إِصْبَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَنْ تُعْجِزْنِي، وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ، حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ وَعَدَلْتُكَ مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ، وَللأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ، فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ، قُلْتَ: أَتَصَدَّقُ وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ هَاهُنَا وأخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر في بشر بالباء، والشين المعجمة، ويرد الكلام عليه هناك إن شاء اللَّه تعالى.
لا يعرف له عقب.
الوئيد: هو صوت شدة المشي، حريز: بالحاء المهملة المفتوحة، وكسر الراء، وبعدها ياء تحتها نقطتان، وآخره زاي، ونفير: بالنون والفاء.(1/376)
409- بسر الأشجعي
د ع: بسر بالسين المهملة أيضًا هو ابن راعي العير الأشجعي.
روى إياس بْن سلمة بْن الأكوع، عن أبيه، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رجلًا يقال له: بسر بْن راعي العير يأكل بشماله، فقال له: كل بيمينك، قال: لا أستطيع، قال: لا استطعت، قال: فما وصلت يمينه بعد إِلَى فيه.
أخرجه أَبُو نعيم، وابن منده.
قال أَبُو نصر بْن ماكولا: بسر يعني: بالباء الموحدة، والسين المهملة: بسر بْن راعي العير الذي أمره النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يأكل بيمينه، فقال: لا أستطيع، ولم يذكر فيه اختلافا عَلَى عادته في الأسماء المختلف فيها.(1/377)
410- بسر السلمي
بسر مثله أَبُو رافع السلمي.
قاله ابن ماكولا، في بشير بضم الباء الموحدة، وفتح الشين المعجمة.
قال: بشير السلمي، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تخرج نار من حبس سيل.
روى عنه ابنه رافع، في حديثه اختلاف كثير، وفي اسمه أيضًا اختلاف، فقيل ما ذكرناه، وقيل: بشر، يعني: بفتح الباء، وقيل: بشر، يعني: بغير ياء، وقيل: بسر بضم الباء وبالسين المهملة، ويذكر في مواضعه.(1/377)
411- بسر بن سفيان
ب د ع: بسر مثله، هو ابن سفيان بْن عمرو بْن عويمر بْن صرمة بْن عَبْد اللَّهِ بْن قمير بْن حبشية بْن سلول بْن كعب بْن عمرو بْن ربيعة، وهو لحي، الخزاعي الكعبي.
كان شريفًا، كتب إليه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعوه إِلَى الإسلام، له ذكر في قصة الحديبية، وهو الذي لقي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما اعتمر عمرة الحديبية، وساق معه الهدي، فأخبره أن قريشًا خرجت بالعوذ المطافيل، قد لبسوا جلود النمور، الحديث، وأسلم سنة ست من الهجرة، وشهد الحديبية مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثلاثة.
قوله: العوذ المطافيل: يريد النساء، والصبيان، والعوذ: في الأصل جمع عائذ: وهي الناقة إذا وضعت، وبعد ما تضع أيامًا حتى يقوى ولدها، والمطافيل: جمع مطفل وهي الناقة التي معها ولدها.
قمير: بضم القاف وبعد الميم والياء راء، وحبشية: بضم الحاء المهملة، وسكون الباء الموحدة، وكسر الشين المعجمة.(1/377)
412- بسر بن سليمان
بسر مثله أيضًا، هو بسر بْن سليمان.
روت عنه ابنته سعية، أَنَّهُ قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصليت خلفه، هكذا قاله الأمير أَبُو نصر.
سعية: بفتح السين، وسكون العين المهملتين، وفتح الياء تحتها نقطتان.(1/378)
413- بسر بن عصمة
بسر مثله أيضًا، هو ابن عصمة المزني.
أحد بني ثور بْن هذمة بْن لاطم بْن عثمان بْن عمرو بْن أد بْن طابخة، أحد سادات بني مزينة، ويقال: له صحبة.
وروى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من آذى جهينة فقد آذاني، ذكر ذلك الآمدي، قاله ابن ماكولا.(1/378)
414- بسر بن محجن
د ع: بسر مثله أيضًا، وهو ابن محجن الدؤلي.
سكن المدينة، روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عنه حنظلة بْن علي الأسلمي، أَنَّهُ قال: صليت الظهر في منزلي، ثم مررت بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يصلي بالناس الظهر في مسجده، فلم أصل، فذكرت ذلك له، فقال: ما منعك أن تصلي معنا؟، قلت: صليت، قال: وَإِن كنت قد صليت.
رواه زيد بْن أسلم، عن بسر بْن محجن، عن أبيه، وهو الصواب، قاله ابن منده، قال: وقال البخاري: هو تابعي، وقال أَبُو نعيم: هو تابعي، وأخرجه بعض الناس، يعني: ابن منده في الصحابة، ولا تصح صحبته، وتصح صحبة أبيه محجن.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/378)
415- بسرة الغفاري
د ع: بسرة بزيادة هاء، وقيل: بصرة، وقيل: نضلة الغفاري.
روى عنه سَعِيد بْن المسيب أَنَّهُ تزوج امرأة، فدخل بها، فوجدها حبلى، ففرق رَسُول اللَّهِ بينهما، وقال: إذا وضعت فأقيموا عليها الحد، وأعطاها الصداق بما استحل من فرجها.
وروى عن سَعِيد، عن رجل من الأنصار يقال له: بصرة، وزاد: والولد عبد لك.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/379)
416- بسيسة بن عمرو
د: بسيسة بْن عمرو بعثه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عير أَبِي سفيان.
وروي عن أنس، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث بسيسة بْن عمرو عينًا إِلَى عير أَبِي سفيان، فجاء فأخبره، وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده وحده، ورأيته مضبوطًا في ثلاث نسخ صحيحة مسموعة، وقد ضبطها أصحابها، أما إحداها فيقال: إنها أصل أَبِي عَبْد اللَّهِ بْن منده، وعليها طبقات السماع من ذلك الوقت إِلَى الآن، وقد ضبطوها بسيسة، بضم الباء، وفتح السين وبعدها ياء تحتها نقطتان، وليس بشيء.
قلت: هكذا ذكر ابن منده هذه الترجمة، وظنها غير الأولى، لأنه لم يذكر في تلك أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه عينًا، وهما واحد، وقيل: بسيس بغير هاء، وقيل: بسبسة بباءين موحدتين، وقد تقدم القول في بسبس.
(140) أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ مَحْمُودٍ الأَصْبَهَانِيُّ، بِإِسْنَادِهِ، عن مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ، حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ النَّضْرِ بْنِ أَبِي النَّضْرِ وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَأَلْفَاظُهُمْ مُتَقَارِبَةٌ، قَالُوا: حدثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أخبرنا سُلَيْمَانُ هُوَ ابْنُ الْمُغِيرَةِ، عن ثَابِتٍ، عن أَنَسٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَسْبَسَةَ عَيْنًا، يَنْظُرُ مَا فَعَلَتْ عِيرُ أَبِي سُفْيَانَ، فَجَاءَ، وَمَا فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ غَيْرِي، وَغَيْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا أَدْرِي مَا اسْتَثْنَىْ بَعْضَ نِسَائِهِ، قَالَ: فَحَدَّثَهُ الْحَدِيثَ، قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَكَلَّمَ، وَقَالَ: إِنَّ لَنَا طِلْبَةً فَمَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا فَلْيَرْكَبْ مَعَنَا، فَجَعَلَ رِجَالٌ يَسْتَأْذِنُونَهُ فِي ظَهْرِهِمْ فِي عُلُوِّ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: لا، إِلا مَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ حَتَّى سَبَقُوا الْمُشْرِكِينَ إِلَى بَدْرٍ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.(1/379)
باب الباء والشين(1/380)
417- بشر بن البراء
ب د ع: بشر بْن البراء بْن معرور الأنصاري الخزرجي من بني سلمة، وقد تقدم نسبه عند ذكر أبيه، شهد بشر العقبة، وبدرًا، وأحدًا، ومات بخيبر حين افتتاحها سنة سبع من الهجرة، من الأكلة التي أكل مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الشاة المسمومة، قيل: إنه لم يبرح من مكانه الذي أكل فيه حتى مات، وقيل: بل لزمه وجعه ذلك سنة، ثم مات، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين واقد بْن عَبْد اللَّهِ التميمي حليف بني عدي.
وهو الذي قال فيه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من سيدكم يا بني سلمة؟، قَالُوا: الجد بْن قيس عَلَى بخل فيه، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وأي داء أدوى من البخل؟ بل سيدكم: الأبيض الجعد بشر بْن البراء.
كذا ذكره ابن إِسْحَاق، ووافقه صالح بْن كيسان، وَإِبْرَاهِيم بْن سعد، عن الزُّهْرِيّ، عن عبد الرحمن بْن كعب بْن مالك، عن أبيه.
وروى معمر، عن الزُّهْرِيّ، عن عبد الرحمن بْن كعب بْن مالك، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لبني ساعدة: من سيدكم؟، قَالُوا: الجد بْن قيس.
وهذا ليس بشيء، لأن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يسود عَلَى كل قبيلة رجلا منها، ويجعله عليهم، وكذلك فعل في النقباء ليلة العقبة، لامتناع طباعهم أن يسودهم غيرهم، والجد من بني سلمة، وليس من بني ساعدة، وَإِنما كان سيد بني ساعدة سعد بْن عبادة، وهو لم يمت في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما مات بعده، وقال الشعبي، وابن عائشة: إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لبني سلمة: بل سيدكم عمرو بْن الجموح.
وقول ابن إِسْحَاق، والزُّهْرِيّ أصح.
أخرجه الثلاثة.
سلمة: بكسر اللام.(1/380)
418- بشر الثقفي
ب: بشر الثقفي ويقال: بشير.
روت عنه حفصة بنت سيرين.
أخرجه أَبُو عمر ههنا، وقد أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم في بشير.(1/381)
419- بشر بن جحاش
ب د: بشر بْن جحاش ويقال: بسر بضم الباء وبالسين المهملة وقد تقدم، وهو الأكثر.
قال أَبُو عمر: هو القرشي، ولا أدري من أيهم؟ سكن الشام، ومات بحمص.
روى عنه جبير بْن نفير.
قال ابن منده: أهل الشام يقولون: هو بشر، وأهل العراق يقولون: بسر، قال الدارقطني: هو بسر، يعني: بالسين المهملة، ولا يصح بشر، ومثله قال الأمير أَبُو نصر بْن ماكولا.
أخرجه أَبُو عمر، وابن منده، وأما أَبُو نعيم، فذكره في بسر، بالباء الموحدة، والسين المهملة، وقال: وقيل: بشر، يعني: بالشين المعجمة.(1/381)
420- بشر بن الحارث الأنصاري
ب: بشر بْن الحارث وهو أبيرق بْن عمرو بْن حارثة بْن الهيثم بْن ظفر بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي الظفري.
شهد أحدًا، هو وأخوه مبشر، وبشير، وكان بشير شاعرًا منافقًا، يهجو أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكانوا أهل حاجة، فسرق بشير من رفاعة بْن زيد درعه، ثم ارتد في شهر ربيع الأول من سنة أربع من الهجرة، ولم يذكر لبشر نفاق، والله أعلم.
وقد ذكر فيمن شهد أحدًا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو عمر.
بشير: بضم الباء، وفتح الشين المعجمة.(1/381)
421- بشر بن الحارث بن قيس
ب س: بشر بْن الحارث ذكره أَبُو موسى، عن عبدان، أَنَّهُ قال: سمعت أحمد بْن يسار، يقول: بشر بْن الحارث من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قريش، من المهاجرين إِلَى الحبشة، وهو: بشر بْن الحارث بْن قيس بْن عدي بْن سعد بْن سهم.
وقال أَبُو موسى: بشر بْن الحارث بْن قيس بْن عدي بْن سَعِيد بْن سعد بْن عمرو بْن هصيص بْن كعب بْن لؤي، وكان ممن أقام بأرض الحبشة، ولم يقدم إلا بعد بدر، فضرب له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهم، لا يعرف له ذكر إلا في المهاجرين إِلَى الحبشة.
قلت: قد سها الحافظ أَبُو موسى، رحمه اللَّه تعالى، فجعل قيس بْن عدي بْن سَعِيد بْن سعد بْن عمرو، وليس كذلك، وَإِنما هو عدي بْن سعد بْن سهم، ذكر ذلك ابن منده وَأَبُو نعيم، ومن القدماء ابن حبيب، وهشام الكلبي، والزبير بْن بكار، وغيرهم، والوهم الثاني: أَنَّهُ جعل سعد: ابن عمرو، وَإِنما هو ابن سهم بْن عمرو، ورأيته في نسختين صحيحتين من أصل أَبِي موسى كذلك، فلا ينسب الغلط إِلَى الناسخ، وقد أخرجه أَبُو عمر كما ذكرناه.(1/382)
422- بشر بن حزن النضري
د ع: بشر بْن حزن النصري
(141) أخبرنا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ الطُّوسِيِّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حدثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عن بِشْرِ بْنِ حَزْنٍ النَّصْرِيِّ، قَالَ: أَفْتَخَرَ أَصْحَابُ الإِبِلِ، وَأَصْحَابُ الْغَنَمِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بُعِثَ دَاوُدُ، وَهُوَ رَاعِي غَنَمٍ، وَبُعِثَ مُوسَى، وَهُوَ رَاعِي غَنَمٍ، وَبُعِثْتُ أَنَا، وَأَنَا أَرْعَى غَنَمًا لأَهْلِي بِجِيَادٍ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، عن شُعْبَةَ، وَتَابَعَهُ غَيْرُهُ عَلَيْهِ، وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَغَيْرُهُ، عن شُعْبَةَ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عن عَبْدَةَ بْنِ حَزْنٍ، وَهُوَ الصَّوَابُ، وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، وَزَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَإِسْرَائِيلُ، وَغَيْرُهُمْ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، فَقَالُوا: عَبْدَةُ، وَهُنَاكَ أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ، وَأَخْرَجَهُ فِي بِشْرِ بْنِ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.(1/382)
423- بشر بن حنظلة الجعفي
بشر بْن حنظلة الجعفي ذكره ابن قانع.
وروى بِإِسْنَادِهِ، عن سويد بْن غفلة، أو غيره، عن بشر بْن حنظلة الجعفي، قال: خرجنا مع وائل بْن حجر الحضرمي نريد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمررنا بعدو لوائل وأهل بيته، وكانوا يطلبونهم، فقالوا: فيكم وائل؟ قلنا: لا، قَالُوا: فإن هذا وائل، فحلفت لهم أَنَّهُ أخي ابن أَبِي وأمي، فكفوا، فلما قدمنا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبرناه، فقال: صدقت، هو أخوك: أبوكما آدم، وأمكما حواء.
هذا الحديث لسويد بْن حنظلة، وذكره ههنا ابن الدباغ الأندلسي.(1/383)
424- بشر أبو خليفة
د ع: بشر أَبُو خليفة له صحبة عداده في أهل البصرة، تفرد بالرواية عنه ابنه خليفة أَنَّهُ أسلم، فرد عليه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ماله وولده، ثم لقيه، فرآه هو وابنه مقرونين، فقال له: ما هذا يا بشر؟، قال: حلفت لئن رد اللَّه علي مالي وولدي لأحجن بيت اللَّه مقرونًا، فأخذ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحبل، فقطعه وقال لهما: حجا فإن هذا من الشيطان.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقال ابن منده: هذا حديث غريب.(1/383)
425- بشر بن راعي العير
د ع: بشر بْن راعي العير قال ابن منده، وَأَبُو نعيم: له ذكر في حديث سلمة بْن الأكوع، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبصر رجلًا من أشجع يقال له: بشر بْن راعي العير، يأكل بشماله.
الحديث، وتقدم في بسر، قال أَبُو نعيم: صوابه بسر، يعني بالسين المهملة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/383)
426- بشر أبو رافع
ب د ع: بشر أَبُو رافع وقيل: بشير، وقيل: بشير، وقيل: يسر، وقد تقدم.
(142) أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حدثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أخبرنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَبِي جَعْفَرٍ، عن رَافِعِ بْنِ بِشْرٍ السُّلَمِيِّ، عن أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: تَخْرُجُ نَارٌ بِأَرْضِ حُبْسِ سَيَلٍ، تَسِيرُ سَيْرَ بَطِيءِ الإِبِلِ، تَكْمُنُ بِاللَّيْلِ، وَتَسِيرُ بِالنَّهَارِ تَغْدُو وَتَرُوحُ، يُقَالُ: غَدَتِ النَّارُ أَيُّهَا النَّاسُ فَاغْدُوا، وَقَالَتِ النَّارُ: أَيُّهَا النَّاسُ فَقِيلُوا، وَرَاحَتِ النَّارُ أَيُّهَا النَّاسُ فَرُوحُوا، مَنْ أَدْرَكْتُهُ أَكَلْتُهُ.
وَرَوَى: تَخْرُجُ نَارٌ بِبُصْرَى.
وَرَوَاهُ أَبُو عَاصِمٍ، عن عَبْدِ الْحَمِيدِ، عن عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ، عن رَافِعِ بْنِ بَشِيرٍ، عن أَبِيهِ، بِزِيَادَةِ يَاءٍ.
وَرَوَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عن عَبْدِ الْحَمِيدِ، عن عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ، عن رَافِعِ بْنِ بَشِيرٍ، يَعْنِي: بِضَمِّ الْبَاءِ، وَزِيَادَةِ الْيَاءِ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/384)
427- بشر بن سحيم
ب د ع: بشر بْن سحيم الغفاري من ولد حرام بْن مليل، وقيل: البهزي، عداده في أهل الحجاز، كان يسكن كراع الغميم وضجنان.
قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم، عن مُحَمَّدِ بْنِ سعد، وقال أَبُو عمر: بشر بْن سحيم بْن حرام بْن غفار بْن مليل بْن ضمرة بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة الغفاري.
روى عنه نافع بْن جبير بْن مطعم حديثًا واحدًا في أيام التشريق: أنها أيام أكل وشرب، قال: لا أحفظ له غيره.
ويقال: البهزي، قال: وقال الواقدي: بشر بْن سحيم الخزاعي، كان يسكن كراع الغميم وضجنان، والغفاري أكثر.
(143) أخبرنا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا وَكِيعٌ، أخبرنا سُفْيَانُ.
ح وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عن سُفْيَانَ، عن حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عن نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عن بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ يَوْمَ التَّشْرِيقِ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فِي أَيَّامِ الْحَجِّ، فَقَالَ: لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَإِنَّ هَذِهِ الأَيَّامَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ(1/384)
428- بشر بن صحار
س: بشر بْن صحار ذكره عبدان بْن مُحَمَّد في الصحابة.
وقال بِإِسْنَادِهِ، عن سلم بْن قتيبة، عن بشر بْن صحار، قال: رأيت ملحفة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مورسة، قال: وأدركت مربط حمار النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان اسمه عفيرًا، وكنت أدخل بيوت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأنال أسقفها.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: بشر هذا هو ابن صحار بْن عباد بْن عمرو، وقيل: ابن عبد عمرو الأزدي من أتباع التابعين، يروي عن الحسن البصري، ونحوه، ورؤيته للملحفة، والمربط لا تصيره صحابيًا، إذ لو كان كل من رَأَى من آثار النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئًا كان صحابيًا، لكان أكثر الناس صحابة، وسلم بْن قتيبة من المتأخرين لا يقضى له إدراك التابعين، فكيف بالصحابة؟(1/385)
429- بشر بن عاصم الثقفي
ب د ع: بشر بْن عاصم بْن سفيان الثقفي كذا نسبه أكثر العلماء، وقد جعله بعضهم مخزوميًا، فقال بشر بْن عاصم بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم، والأول أصح، وكان عامل عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه عَلَى صدقات هوازن.
روى أَبُو وائل، أن عمر بْن الخطاب استعمله عَلَى صدقات هوازن، فتخلف عنها، ولم يخرج، فلقيه، فقال: ما خلفك، أما ترى أن عليك سمعًا وطاعة؟ قال: بلى، ولكني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من ولي من أمور المسلمين شيئًا أتي به يَوْم القيامة حتى يقف عَلَى جسر جهنم، فإن كان محسنًا نجا، وَإِن كان مسيئًا انخرق به الجسر، فهوى فيها سبعين خريفًا، قال: فخرج عمر كئيبًا حزينًا، فلقيه أَبُو ذر، فقال: ما لي أراك كئيبًا حزينًا؟ قال: ما يمنعني أن أكون كئيبًا حزينًا، وقد سمعت بشر بْن عاصم، يذكر عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من ولي من أمور المسلمين شيئًا، وذكر الحديث، فقال أَبُو ذر: وأنا سمعته من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال عمر: من يأخذها مني بما فيها؟ فقال أَبُو ذر: من سلت اللَّه أنفه، وألصق خده بالأرض، شقت عليك يا عمر؟ قال: نعم.
وقد أخرج البخاري، فقال: بشر بْن عاصم بْن سفيان بْن عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة الثقفي، حجازي أخو عمرو، وقال: قال لي علي: مات بشر بعد الزُّهْرِيّ، ومات الزُّهْرِيّ سنة أربع وعشرين ومائة.
يروي عن أبيه، سمع منه: ابن عيينة، ونافع بْن عمر.
وقال: حدثني أَبُو ثابت، حدثنا الدراوردي، عن ثور بْن زيد بْن بشر بْن عاصم بْن عَبْد اللَّهِ بْن سفيان، عن أبيه، عن جده سفيان عامل عمر، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.(1/385)
430- بشر بن عاصم
بشر بْن عاصم قال البخاري: بشر بْن عاصم، صاحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا جميع ما ذكره، وجعله ترجمة منفردة، عن بشر بْن عاصم بْن سفيان المقدم ذكره، وجعل هذا صحابيًا، ولم يجعل الأول صحابيًا، وجعله غيره في الصحابة.
والله أعلم.(1/386)
431- بشر بن عبد الله
بشر بْن عَبْد اللَّهِ الأنصاري من بني الحارث بْن الخزرج قتل باليمامة شهيدًا، ولم يوجد له في الأنصار نسب، ويقال: بشير، قاله أَبُو عمر.
أخبرنا عمار، عن سلمة بْن الفضل، عن ابن إِسْحَاق في تسمية من قتل باليمامة من الأنصار من بني الحارث بْن الخزرج: وبشر بْن عَبْد اللَّهِ، ولم ينسبه، ويرد في بشير إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو عمر.(1/386)
432- بشر بن عبد
ب: بشر بْن عبد سكن البصرة، وروى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسمعه يقول: إن أخاكم النجاشي قد مات فاستغفروا له.
لم يرو عنه غير ابنه عفان فيما علمت.
أخرجه أَبُو عمر.(1/387)
433- بشر بن عرفطة
د ع: بشر بْن عرفطة بْن الخشخاش الجهني وقيل: بشير.
قال ابن منده: والأول أصح، شهد فتح مكة مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن حميد الجهني شعرًا قاله وهو:(1/387)
434- بشر بن عصمة
ب د ع: بشر بْن عصمة الليثي وقيل: ابن عطية.
روى عنه أَبُو الطفيل، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: الأزد مني وأنا منهم، أغضب لهم إذا غضبوا، ويغضبون إذا غضبت، وأرضى لهم إذا رضوا، ويرضون إذا رضيت.
قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو نعيم: بشر بْن عصمة المزني، قال: سمعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: خزاعة مني، وأنا منهم.
روى عنه كثير بْن أفلح مولى أَبِي أيوب في إسناده شيخ مجهول، ووافقه عَلَى هذا أَبُو أحمد العسكري.
وقد روى ابن منده، وَأَبُو نعيم، بإسنادهم عن مكحول، عن غضيف بْن الحارث، عن أَبِي ذر، قال: سأل بشر بْن عطية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن شيء، فأجابه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدل عَلَى أَنَّهُ له صحبة، ولعله هذا، فقد قيل في أبيه: عصمة، وقيل: عطية، والله أعلم.(1/387)
435- بشر بن عقربة الجهني
ب د: بشر بْن عقربة الجهني وقيل: بشير.
عداده في أهل فلسطين، يكنى: أبا اليمان.
روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن عوف، أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: من قام مقامًا يرائي فيه الناس أقامه اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يَوْم القيامة مقام رياء وسمعة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو عمر.
وأما أَبُو نعيم، فأخرجه في بشر بْن راعي العير، وقال: صوابه بشير، بزيادة ياء، ونذكره هناك إن شاء اللَّه تعالى.(1/388)
436- بشر بن عمرو
د ع: بشر بْن عمرو بْن محصن بْن عمرو من بني عمرو بْن مبذول، ثم من بني النجار أَبُو عمرة الأنصاري الخزرجي النجاري.
كذا نسبه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقال هشام الكلبي: عمرو بْن محصن بْن عتيك بْن عمرو بْن مبذول بْن مالك بْن النجار بْن ثعلبة بْن عمرو بْن الخزرج، وهو ممن شهد بدرًا، وكنيته: أَبُو عمرة، كذا ذكره ابن الكلبي.
كنية عمرو بْن محصن: أَبُو عمرة، ونقل أَبُو عمر في الكنى أن اسم أَبِي عمرة: عمرو، وقال الكلبي في موضع آخر: اسم أَبِي عمرة: بشير، ولا شك أن الاختلاف في اسمه قديم، واللَّه أعلم.
وقيل: اسمه بشير، وقيل: ثعلبة، وقيل: ثعلبة أخوه، عداده في أهل المدينة، وهو جد أَبِي المقوم يحيى بْن ثعلبة بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي عمرة، وكان تحت أَبِي عمرة بنت المقوم بْن عبد المطلب عم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فولدت له عَبْد اللَّهِ، وعبد الرحمن.
روى عنه ابنه عبد الرحمن، أَنَّهُ قال: قلت لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا رَسُول اللَّهِ، أرأيت من آمن بك ولم يرك؟ قال: أولئك منا، وأولئك معنا.
روى عَبْد اللَّهِ بْن عبد الرحمن بْن أَبِي عمرة، عن جده أَبِي عمرة: أَنَّهُ جاء إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه أخوه يَوْم بدر، أو يَوْم خيبر ومعهم فرس، وهم أربعة، فأعطى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرجال بأعيانهم سهمًا سهمًا، وأعطى الفرس سهمين.
وروى أَبُو عمر هذا الحديث عن ثعلبة بْن عمرو بْن محصن، وقد اختلف فيه كثيرًا، وسنذكره في بشير، وثعلبة، وفي أَبِي عمرة إن شاء اللَّه تعالى.
أخرج بشرًا ابن منده، وَأَبُو نعيم، وأما أَبُو عمر فأخرجه في بشير.
437
ونحن غداة الفتح عند مُحَمَّد طلعنا أمام الناس ألفًا مقدما
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/388)
437- بشر الغنوي
ب د ع: بشر الغنوي أَبُو عَبْد اللَّهِ وقيل: الخثعمي.
روى عنه ابنه عُبَيْد اللَّهِ.
(144) أخبرنا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، أخبرنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمُعَافِرِيُّ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيُّ، عن أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، وَلَنِعْمَ الأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ.
قَالَ: فَدَعَانِي مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَسَأَلَنِي فَحَدَّثْتُهُ فَغَزَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ.
وَرَوَاهُ أَبُو كُرَيْبٍ، عن زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، عن الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ الْغَنَوِيِّ، عن أَبِيهِ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/389)
438- بشر بن قحيف
د ع: بشر بْن قحيف ذكره أحمد بْن سيار المروزي في الصحابة، ممن سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووهم فيه، وليست له صحبة.
وذكره البخاري في التابعين، وروى أحمد بْن سيار، عن يحيى بْن يحيى، عن مُحَمَّدِ بْنِ جابر، عن سماك بْن حرب، عن بشر بْن قحيف، قال: كنت أشهد الصلاة مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكان ينصرف حيث كان وجهه، مرة عن يمينه، ومرة عن يساره.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو نعيم: ليست له صحبة ولا رؤية.(1/389)
439- بشر بن قدامة الضبابي
ب د: بشر بْن قدامة الضبابي عداده في أهل اليمن، روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن حكيم الكناني من أهل اليمن، قال: أبصرت عيناي حبي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واقفًا بعرفات مع الناس، عَلَى ناقة حمراء قصواء، وتحته قطيفة بولانية، وهو يقول: " اللهم اجعلها حجة غير رياء ولا سمعة "، والناس يقولون: هذا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ بْن حكيم: أحسب القصواء المبترة الآذان، فإن النوق تبتر آذانها لتسمع، وقد قيل: إنها لم تكن مقطوعة الآذان، وَإِنما كان ذلك لقبًا لها، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة، وقد أخرجه أَبُو نعيم في موضعين من كتابه بلفظ واحد بينهما ثلاثة أسماء.
حكيم: بضم الحاء، وفتح الكاف، من أهل اليمن من مواليهم.(1/390)
440- بشر بن معاذ الأسدي
س: بشر بْن معاذ الأسدي روى أَبُو نصر أحمد بْن أحيد بْن نوح البزاز، أَنَّهُ سمع أبا سَعِيد جابر بْن عَبْد اللَّهِ بْن جابر العقيلي، سنة ست وأربعين ومائتين، قال: حدثني بشر بْن معاذ الأسدي، من أهل توز وسميراء: أَنَّهُ صلى مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو وأبوه، وكان غلامًا ابن عشر سنين، فكان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إمامنا، وكان جبريل إمام النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينظر إِلَى خيال جبرائيل شبه ظل سحابة إذا تحرك الخيال ركع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكن عند بشر بْن معاذ غير هذا.
قال أَبُو نصر: أتى عَلَى جابر مائة وخمسون سنة، لا يعرف إلا من هذا الوجه.
أخرجه أَبُو موسى.(1/390)
441- بشر بن معاوية
ب د ع: بشر بْن معاوية بْن ثور البكائي من بني كلاب بْن عامر بْن صعصعة، يعد في أهل الحجاز.
روى عنه حفيده ماعز بْن العلاء بْن بشر، عن أبيه العلاء، عن أبيه بشر: " أَنَّهُ قدم هو، وأبوه معاوية بْن ثور وافدين عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان معاوية قال لابنه بشر يَوْم قدم، وله ذؤابة: إذا جئت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقل ثلاث كلمات لا تنقص منهن، ولا تزد عليهن، قل: السلام عليك يا رَسُول اللَّهِ، أتيتك يا رَسُول اللَّهِ لأسلم عليك، ونسلم إليك، وتدعو لي بالبركة، قال بشر: ففعلتهن، فمسح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رأسي، ودعا لي بالبركة، وأعطاني أعنزًا عفرًا، فقال ابنه مُحَمَّد بْن بشر في ذلك:
وأبي الذي مسح النَّبِيّ برأسه ودعا له بالخير والبركات
أعطاه أحمد إذا أتاه أعنزا عفرا ثواجل لسن باللجبات
يملأن رفد الحي كل عشية ويعود ذاك الملء بالغدوات
بوركن من منح وبورك مانح وعليه مني ما حييت صلاتي
قوله ثواجل: يعني: عظام البطون.
أخرجه هكذا مطولا ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وأما أَبُو عمر، فإنه قال: بشر بْن معاوية البكائي قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أبيه وافدين.
قلت: لم يرفع أحد منهم نسبه، وقد نسبه هشام، وابن البرقي، فقال: معاوية بْن ثور بْن معاوية بْن عبادة بْن البكاء، واسمه: ربيعة بْن عامر بْن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة.
وقال خليفة: البكاء ربيعة بْن عمرو بْن عامر بْن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو شيخ كبير، ومعه ابنه بشر، فدعا له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومسح رأسه.
ولم يذكر واحد منهم في نسبه كلابًا، عَلَى ما قالوه، وقد جعل ابن منده، وَأَبُو نعيم كلابا بْن عامر بْن صعصعة، وَإِنما هو ابن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة، وأما أَبُو عمر، فكثير الاعتماد عَلَى ما يذكره من النسب عَلَى ابن الكلبي، وقد خالفه ههنا، فجعل بشرًا من كلاب، والله أعلم.(1/390)
442- بشر بن المعلى
د ع: بشر بْن المعلى وقيل: بشر بْن عمرو بْن حنش بْن المعلى، وقيل: حنش بْن النعمان أَبُو المنذر العبدي.
ويلقب الجارود.
روى يزيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الشخير، عن أَبِي مسلم الجذمي، عن الجارود، قال: قلت: أو قال رجل: يا رَسُول اللَّهِ اللقطة نجدها؟ قال: انشدها ولا تكتم، ولا تغيب، فإن وجدت ربها فادفعها إليه، وَإِلا فهو مال اللَّه يؤتيه من يشاء.
ورواه بشر بْن المفضل، وابن علية، وعبد الوارث، فقالوا: يزيد، عن أخيه مطرف، عن أَبِي مسلم.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، ولم يرفعا نسبه، وهو بشر بْن حنش بْن المعلى، وهو الحارث بْن زيد بْن حارثة بْن معاوية بْن ثعلبة بْن جذيمة بْن عوف بْن بكر بْن عوف بْن أنمار بْن عمرو بْن وديعة بْن لكيز بْن أفصى بْن عبد القيس، فزادوا فيه حنشًا، والله أعلم.(1/391)
443- بشر بن الهجنع البكائي
ب د ع: بشر بْن الهجنع البكائي كان ينزل ناحية ضرية، ذكره مُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي، في الطبقة السادسة ممن أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: بشر بْن الهجنع البكائي، كان ينزل ناحية ضرية، وكان ممن قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم.
أخرجه الثلاثة.(1/392)
444- بشر بن هلال العبدي
س: بشر بْن هلال العبدي ذكره عبدان في الصحابة، وقال: ليس له إلا ذكره في الحديث الذي رواه بِإِسْنَادِهِ عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أربعة سادة في الإسلام: بشر بْن هلال العبدي، وعدي بْن حاتم، وسراقة بْن مالك المدلجي، وعروة بْن مسعود الثقفي.
أخرجه أَبُو موسى.(1/392)
445- بشير بن أكال
د ع: بشير بزيادة ياء بعد الشين، هو بشير بْن أكال المعاوي، وقيل: الحارثي.
عداده في المدنيين.
روى عنه ابنه أيوب، قال: كانت ثائرة في بني معاوية، فخرج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلح بينهم، فبينما هم كذلك التفت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قبر، فقال: لا دريت، فقال له رجل: بأبي أنت وأمي يا رَسُول اللَّهِ، ما نرى قربك أحدًا، فقال: إني مررت به وهو يسأل عني، فقال: لا أدري، فقلت: لا دريت.
قلت: هكذا أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، ولم ينسباه، ولا نسبا قبيلته، والذي أظنه أَنَّهُ: بشر بْن أكال بْن لوذان بْن الحارث بْن أمية بْن معاوية بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس، ويكون عَلَى هذا أخا زيد بْن أكال المعاوي، والد النعمان الذي خرج حاجًا بعد بدر، فأسره أَبُو سفيان بْن حرب، وكان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أسر عمرو بْن أَبِي سفيان ببدر، فقال أَبُو سفيان يحرض بني أكال عَلَى مفاداة النعمان بعمرو:
أرهط ابن أكال أجيبوا دعاءه تعاقدتم لا تسلموا السيد الكهلا
وترد القصة في النعمان، إن شاء اللَّه تعالى، ولا أعرف من اجتمع أَنَّهُ من بني أكال، وأنه معاوي غير هذا النسب، والله أعلم.(1/392)
446- بشير بن أنس
ب: بشير مثله أيضًا، وهو ابن أنس بْن أمية بْن عامر بْن جشم بْن حارثة بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي.
شهد أحدًا، قاله أَبُو عمر.(1/393)
447- بشير الأنصاري
س: بشير الأنصاري أخرجه أَبُو موسى، وقال: ذكره عبدان فيمن استشهد يَوْم بئر معونة، وهو ماء لبني عامر، أخرجه أَبُو موسى.
معونة: بفتح الميم، وضم العين وبالنون.(1/393)
448- بشير بن تيم
ع س: بشير بْن تيم ذكره مُحَمَّد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة في الوحدان.
(145) أخبرنا أَبُو مُوسَى، إِذْنًا، أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حدثنا مِنْجَابٌ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَجْلَحِ، عن أَبِيهِ، عن عِكْرِمَةَ، عن بَشِيرِ بْنِ تَيْمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَادَى أَهْلَ بَدْرٍ فِدَاءً مُخْتَلِفًا، وَقَالَ لِلْعَبَّاسِ: فُكَّ نَفْسَكَ وَرَوَى عَنْهُ مَعْرُوفُ بْنُ خَرَبُوذَ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ وُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى مُوبَذَانُ كِسْرَى خَيْلًا وَإِبلًا قَطَعَتْ دِجْلَةَ، وَغَاضَ بَحْرُ سَاوَةَ، وَطُفِئَتْ نَارُ فَارِسٍ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَالشِّعْرَ بِطُولِهِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وَأَبُو نُعَيْمٍ.(1/393)
449- بشير الثقفي
د ع: بشير الثقفي روت عنه حفصة بنت سيرين، أَنَّهُ قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، إني نذرت في الجاهلية أن لا آكل لحوم الجزر، ولا أشرب الخمر، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما لحوم الإبل فكلها، وأما الخمر فلا تشرب.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
قال ابن ماكولا: وقد اختلف في اسمه، فقيل: بشير، وقيل: بشير بالضم، وقيل: بجير بالباء الموحدة والجيم.(1/394)
450- بشير بن جابر
ب د ع: بشير هو ابن جابر بْن عراب بْن عوف بْن ذؤالة العبسي.
قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو عمر: العكي، وقيل: الغافقي، قَالُوا: ذكره ابن يونس فيمن شهد فتح مصر، وقال: له صحبة ولا رواية له.
قلت: ليس بين قولهم: عكي، وعبسي تناقض، فإنه يريد عبس بْن صحار بْن عك، لا عبس بْن بغيض بْن ريث بْن غطفان، وسياق نسبه يدل عليه، وهو: بشير بْن جابر بْن عراب بْن عوف بْن ذؤالة بْن شبوة بْن ثوبان بْن عبس بْن صحار، وكذلك ليس بين العكي، والغافقي تناقض، فإن غافقًا هو ابن الشاهد بْن عك بْن عدثان، وعبس، وغافق ابنا عم.
عراب: بضم العين المهملة.
وشبوة: بفتح الشين المعجمة، وتسكين الباء الموحدة، وذؤالة: بضم الذال المعجمة وبالواو.(1/394)
451- بشير أبو جميلة
د ع: بشير أَبُو جميلة من بني سليم، من أنفسهم، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن منده، عن ابن سعد كاتب الواقدي، وقال أَبُو نعيم: صحف فيه بعض الناس، يعني: ابن منده، فجعله ترجمة، ولم يخرج له شيئًا، وَإِنما هو سنين أَبُو جميلة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/394)
452- بشير بن الحارث
ب د ع: بشير بْن الحارث الأنصاري ذكره عبد بْن حميد فيمن أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو وهم، وعداده في التابعين.
روى داود الأودي، عن الشعبي، عن بشير بْن الحارث، فقال: بشر، أو بشير، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إذا اختلفتم في الياء والتاء فاكتبوها بالياء رواه جماعة، عن الشعبي، عن بشر بْن الحارث، عن ابن مسعود.
قوله هذا قول ابن منده، وأبي نعيم، وأما أَبُو عمر، فإنه ذكره عن ابن أَبِي حاتم في الصحابة، ولم يخطئ قائله.
أخرجه الثلاثة.(1/395)
453- بشير بن الحارث العبسي
بشير بْن الحارث العبسي أحد التسعة الذين قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من عبس فأسلموا.(1/395)
454- بشير الحارثي
ب د ع: بشير هو الحارثي، وقيل: الكعبي يكنى: أبا عصام.
قال أَبُو نعيم: هو بشير بْن فديك، وجعل ابن منده: بشير بْن فديك غير بشير الحارثي أَبِي عصام، ويرد الكلام عليه في بشير بْن فديك، إن شاء اللَّه تعالى، له رؤية، ولأبيه صحبة، روى عنه ابنه عصام بْن بشير أَنَّهُ قال: وفدني قومي بنو الحارث بْن كعب إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسلامهم فدخلت عليه، فقال: من أين أقبلت؟، قلت: أنا وافد قومي بني الحارث بْن كعب إليك بالإسلام، فقال: مرحبًا، ما اسمك؟ قلت: اسمي أكبر، قال: أنت بشير.
والحارث بْن كعب: هو ابن علة بْن جلد بْن مالك بْن أدد بْن زيد بْن يشجب بْن عريب بْن زيد بْن كهلان بْن سبأ، ذكر هذا النسب أَبُو عمر وحده.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو عمر، إلا أن ابن منده، قال: بشير الكعبي، أحد بني الحارث بْن كعب، وهذه نسبة غريبة، فإن أحدًا لا ينسب إليهم إلا الحارثي.
علة: بضم العين المهملة، وتخفيف اللام، وجلد: بالجيم واللام الساكنة، وعريب: بالعين المهملة.(1/395)
455- بشير ابن الخصاصية
ب د ع: بشير هو المعروف بابن الخصاصية.
وقد اختلفوا في نسبه، فقالوا: بشير بْن يَزِيدَ بْن معبد بْن ضباب بْن سبع، وقيل: بشير بْن معبد بْن شراحيل بْن سبع بْن ضباري بْن سدوس بْن شيبان بْن ذهل بْن ثعلبة بْن عكابة بْن صعب بْن عَلِيِّ بْنِ بكر بْن وائل، وكان اسمه زحمًا، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشيرًا.
(146) أخبرنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ، كِتَابَةً، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أخبرنا عَفَّانُ، أخبرنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عن دَيْسَمٍ السَّدُوسِيِّ، عن بَشِيرِ بْنِ الْخَصَاصِيَّةِ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشِيرًا، وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ: ابْنُ الْخَصَاصِيَّةِ نَسَبَهُ إِلَى أُمِّهِ، فِي قَوْلِهِمْ. وقال هشام الكلبي: ولد سدوس بْن شيبان: ثعلبة وضباريا، وأمهما، الخصاصية من الأزد، والوافد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشير بْن الخصاصية، نسب إِلَى جدته هذه، وهو ممن سكن البصرة، روى عنه: بشير بْن نهيك، وجري بْن كليب، وليلى امرأة بشير، وغيرهم.
روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث صالحة، وهو من المهاجرين من ربيعة، روى عنه أَبُو المثنى العبدي، أَنَّهُ قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبايعه، فقال: أتشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأن محمدًا عبده ورسوله، وتصوم رمضان، وتحج البيت، وتؤدي الزكاة، وتجاهد في سبيل اللَّه؟، قال: قلت: يا رَسُول اللَّهِ، أما إتيان الزكاة، فما لي إلا عشر ذود هن رسل أهلي وحمولتهن، وأما الجهاد فيزعمون أَنَّهُ من ولى فقد باء بغضب من اللَّه، عَزَّ وَجَلَّ فأخاف إن حضرني قتال جبنت نفسي، وكرهت الموت، فقبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده، ثم حركها، قال: لا صدقة، ولا جهاد فبم تدخل الجنة؟ فبايعه عليهن كلهن.
أبو المثنى العبدي: هو موثر بْن عفارة، والخصاصية منسوبة إِلَى خصاصة، واسمه إلاءة مثل خلافة ابن عمرو بْن كعب بْن الغطريف الأصغر، واسمه الحارث بْن عَبْد اللَّهِ بْن الغطريف الأكبر، واسمه: عامر بْن بكر بْن يشكر بْن مبشر بْن صعب بْن دهمان بْن نصر من الأزد.
أخرجه الثلاثة.(1/396)
456- بشير أبو خليفة
د: بشير وقيل: بشر أَبُو خليفة.
روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجهاد، تقدم ذكره في بشر.
أخرجه ابن منده.(1/397)
457- بشير أبو رافع
ب د ع س: بشير هو أَبُو رافع الأنصاري السلمي.
وقيل: بشر.
وقد تقدم.
أخرجه ابن منده ههنا مختصرًا، فقال: له صحبة.
روى عنه ابنه رافع، مختلف في اسمه.
وأخرجه أَبُو نعيم، وذكر رواية ابنه عنه، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: تخرج نار الحديث.
وقد أخرجه أَبُو موسى، فقال: ذكره أَبُو زكرياء مستدركًا عَلَى جده أَبِي عَبْد اللَّهِ بْن منده، قال أَبُو موسى: وهذا قد أخرجه أَبُو عَبْد اللَّهِ في بشر وبشير، والحق بيد أَبِي موسى، فإن ابن منده أخرجه فيهما.
قال أَبُو موسى: أخرجه أَبُو زكرياء في الزيادات حيث رَأَى بشيرًا السلمي بزيادة ياء، ورأى جده قد أخرجه في بشر، فظن أَنَّهُ غيره، وهو في المواضع كلها بفتح السين واللام نسبة إِلَى بني سلمة بكسر اللام من الأنصار، وأظن أن أبا زكرياء رَأَى في كتاب جده في بشر ما علم منه أَنَّهُ أنصاري، وفي بشير السلمي، فظن أَنَّهُ بضم السين من سليم بْن مَنْصُور، فاعتقد أَنَّهُ فات جده، والله أعلم.
وأخرجه أَبُو عمر، فقال: بشير السلمي قال: ويقال: بشير بضم الباء، قاله الدارقطني، روى عنه ابنه حديثًا واحدًا أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: يوشك أن تخرج نار تضيء لها أعناق الإبل ببصرى تسير بطئ الإبل، تسير النهار وتقوم الليل.(1/397)
458- بشير بن أبي زيد
ب د: بشير بْن أَبِي زيد واسمه: ثابت بْن زيد، وَأَبُو زيد أحد الستة الذين جمعوا القرآن عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الحرة، قاله ابن منده، عن مُحَمَّدِ بْنِ سعد، وقوله: قتل يَوْم الحرة وهم وتصحيف، وَإِنما قتل يَوْم الجسر، يَوْم قتل أَبُو عبيد الثقفي بالعراق في خلافة عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه، يَوْم قس الناطف، وتصحف الجسر بالحرة إذا أسقطت صورة السين، وكتبت معلقة، والله أعلم.
وذكره أَبُو عمر، والكلبي أيضًا، إلا أنهما سميا أبا زيد: قيس بْن السكن الذي جمع القرآن، وقد اختلف الناس في اسم أَبِي زيد اختلافًا كثيرًا يرد في أَبِي زيد، وقد أخرج أَبُو عمر بشير بْن أَبِي زيد الأنصاري، وقال: قال الكلبي: استشهد أبوه أَبُو زيد يَوْم أحد، وشهد بشر بْن أَبِي زيد، وأخوه وداعة بْن أَبِي زيد صفين مع علي بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنه، فلا أدري أهو المذكور في هذه أو غيره؟ أخرجه ابن منده، وَأَبُو عمر.(1/398)
459- بشير بن سعد بن ثعلبة
ب د ع: بشير بْن سعد بْن ثعلبة بْن خلاس بْن زيد بْن مالك بْن ثعلبة بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج يكنى أبا النعمان بابنه النعمان بْن بشير.
شهد العقبة الثانية، وبدرًا، وأحدًا، والمشاهد بعدها، يقال: إنه أول من بايع أبا بكر الصديق رضي اللَّه عنه، يَوْم السقيفة من الأنصار، وقتل يَوْم عين التمر مع خَالِد بْن الْوَلِيد بعد انصرافه من اليمامة سنة اثنتي عشرة.
روى عنه ابنه النعمان، وجابر بْن عَبْد اللَّهِ، وروى عنه مرسلًا، عروة والشعبي، لأنهما لم يدركاه.
وروى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عن الزُّهْرِيّ، عن حميد بْن عبد الرحمن بْن عوف، عن النعمان بْن بشير، عن أبيه، أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بابن له يحمله، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إني نحلت ابني هذا غلامًا، وأنا أحب أن تشهد، قال: لك ابن غيره؟، قال: نعم، قال: فكلهم نحلت مثل ما نحلته؟، قال: لا، قال: لا أشهد عَلَى هذا.
وقد روي عن الزُّهْرِيّ، نحوه، وقال: عن النعمان، أن أباه بشير بْن سعد جاء بالنعمان ابنه إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعله من مسند النعمان.
أخرجه الثلاثة.(1/398)
460- بشير بن سعد بن النعمان
بشير بْن سعد بْن النعمان بْن أكال شهد أحدًا، والخندق مع أبيه، والمشاهد كلها، قاله العدوي، عن ابن القداح، ذكره ابن الدباغ.(1/399)
461- بشير بن عبد الله
ب د ع: بشير بْن عَبْد اللَّهِ الأنصاري من بني الحارث بْن الخزرج، قاله الزُّهْرِيّ، وقيل: بشر، وقد تقدم، استشهد يَوْم اليمامة.
قال مُحَمَّد بْن سعد: لم يوجد له في الأنصار نسب.
أخرجه الثلاثة.(1/399)
462- بشير بن عبد المنذر
ب د ع: بشير بْن عبد المنذر أَبُو لبابة الأنصاري الأوسي ثم من بني عمرو بْن عوف، ثم من بني أمية بْن زيد.
لم يصل نسبه أحد منهم، وهو بشير بْن عبد المنذر بْن زنبر بْن زيد بْن أمية بْن زيد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس، وقيل: اسمه رفاعة.
وهو بكنيته أشهر، ويذكر في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
سار مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يريد بدراً، فرده من الروحاء، واستخلفه عَلَى المدينة، وضرب له بسهمه، وأجره، فكان كمن شهدها.
(147) أخبرنا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَسَاكِرَ، أخبرنا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ الْقَيْسِيُّ، حدثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ الْمِصَّيصِيِّ، حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الظَّهْرَانِيُّ، أخبرنا سَهْلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو الْهَيْثَمِ الرَّازِيُّ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُوَيْسٍ الْمَدِينِيِّ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن أَبِي لُبَابَةَ، قَالَ: اسْتَسْقَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ، فَقَالَ أَبُو لُبَابَةَ: إِنَّ التَّمْرَ فِي الْمِرْبَدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: اللَّهُمَّ اسْقِنَا، فَقَالَ أَبُو لُبَابَةَ: إِنَّ التَّمْرَ فِي الْمِرْبَدِ، وَمَا فِي السَّمَاءِ سَحَابٌ نَرَاهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ اسْقِنَا فِي الثَّالِثَةِ حَتَّى يَقُومَ أَبُو لُبَابَةَ عُرْيَانًا، فَيَسِدَّ ثَعْلَبَ مَرْبَدَهُ بِإِزَارِهِ، قَالَ: فَاسْتَهَلَّتِ السَّمَاءُ، فَمَطَرَتْ مَطَرًا شَدِيدًا، وَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَطَافَتِ الأَنْصَارُ بِأَبِي لُبَابَةَ يَقُولُونَ: يَا أَبَا لُبَابَةَ، إِنَّ السَّمَاءَ لَنْ تُقْلِعَ حَتَّى تَقُومَ عُرْيَانًا تَسُدُّ ثَعْلَبَ مِرْبَدِكَ بِإِزَارِكَ، كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ أَبُو لُبَابَةَ عُرْيَانًا، فَسَدَّ ثَعْلَبَ مِرْبَدِهِ بِإِزَارِهِ، قَالَ: فَأَقْلَعَتِ السَّمَاءُ.
وَتُوُفِّيَ أَبُو لُبَابَةَ قَبْلَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَيَرِدُ بَاقِي أَخْبَارِهِ فِي كُنْيَتِهِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/399)
463- بشير بن عرفطة
ع: بشير بْن عرفطة بْن الخشخاش الجهني شهد فتح مكة مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقيل: اسمه بشر، وقد تقدم في بشر، وقال شعرًا في الفتح منه:(1/400)
464- بشير بن عقبة
ب د ع: بشير بْن عقبة وكنية عقبة: أَبُو مسعود بْن عمرو بْن ثعلبة بْن أسيرة بْن عسيرة بْن عطية بْن خدارة بْن عوف بْن الحارث بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي الحارثي.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صغيرًا، وله ولأبيه صحبة.
روى أَبُو بكر بْن حزم أن عروة بْن الزبير كان يحدث عمر بْن عبد العزيز، وهو يومئذ أمير المؤمنين، قال: حدثني أَبُو مسعود، أو بشير بْن أَبِي مسعود، وكلاهما قد صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن جبريل جاء إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين دلكت الشمس، فقال: يا مُحَمَّد، صل الظهر، فقام فصلى، فذكر قصة المواقيت.
وقال أَبُو معاوية بْن مسعر، عن ثابت، عن عُبَيْد اللَّهِ، قال: رأيت بشير بْن أَبِي مسعود الأنصاري، وكانت له صحبة، وشهد بشير صفين مع علي رضي اللَّه عنه.
أخرجه الثلاثة.(1/401)
465- بشير بن عقربة الجهني
ب د ع: بشير بْن عقربة الجهني ويقال الكناني، وقيل: اسمه بشر، يكنى: أبا اليمان.
قال أَبُو عمر: وبشير، يعني: بالياء أكثر، نزل فلسطين، وقتل أبوه عقربة مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بعض غزواته.
روى عَبْد اللَّهِ بْن عوف الكناني، قال: شهدت يزيد بْن عَبْد الْمَلِكِ قال لبشير بْن عقربة يَوْم قتل عمرو بْن سَعِيد بْن العاص: أبا اليمان، قد احتجب إِلَى كلامك، فقم فتكلم، فقال: إني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من قام بخطبة لا يلتمس بها إلا رياء وسمعة وقفه اللَّه موقف رياء وسمعة.
قلت: روى أَبُو نعيم هذا الحديث، فقال: يزيد بْن عَبْد الْمَلِكِ، وَإِنما هو عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان، لأنه هو الذي قتل عمرو بْن سَعِيد بْن العاص، وقد عاد أورده هو، وَأَبُو عمر من طريق آخر عَلَى الصواب.
ونحن غداة الفتح عند مُحَمَّد طلعنا أمام الناس ألفًا مقدمًا
وهي أبيات.
أخرجه أَبُو نعيم.
464
(148) أخبرنا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: حدثنا بِهِ أَبِي عَنْهُ، وَهُوَ حَيٌّ، قَالَ: حدثنا حُجْرُ بْنُ الْحَارِثِ الْغَسَّانِيُّ مِنْ أَهْلِ الرَّمْلَةِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ الْكِنَانِيِّ، وَكَانَ عَامِلًا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الرَّمْلَةِ، أَنَّهُ شَهِدَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ قَالَ لِبَشِيرِ بْنِ عَقْرَبَةَ يَوْمَ قُتِلَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ: يَاَ َبَا الْيَمَانِ، قَدِ احْتَجْتُ الْيَوْمَ إِلَى كَلامِكَ، فَقُمْ فَتَكَلَّمْ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ قَامَ بِخُطْبَةٍ لا يَلْتَمِسُ بِهَا إِلا رِيَاءً وَسُمْعَةً وَقَفَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَوْقِفَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/401)
466- بشير بن عمرو بن محصن
ب س: بشير بْن عمرو بْن محصن أَبُو عمرة الأنصاري وقد اختلف في اسمه، فقيل: بشير، وقيل: بشر.
وقد تقدم أتم من هذا.
أخرجه أَبُو عمر، وقال: قتل بصفين، أخرجه أَبُو موسى، وَأَبُو عمرو.
قال: وقد اختلف في اسم أَبِي عمرة هذا والد عبد الرحمن بْن أَبِي عمرة، وسنذكره في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.(1/402)
467- بشير بن عمرو
ب: بشير بْن عمرو ولد عام الهجرة.
قال بشير: توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا ابن عشر سنين.
وروى عنه أَنَّهُ كان عريف قومه زمن الحجاج، وتوفي سنة خمس وثمانين.
أخرجه أَبُو عمر.(1/402)
468- بشير بن عنبس
ب: بشير بْن عنبس بْن زيد بْن عامر بْن سواد بْن ظفر واسمه: كعب بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الظفري.
شهد أحدًا، والخندق، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقتل يَوْم جسر أَبِي عبيد.
ذكره الطبري، ويعرف بشير بْن العنبس بفارس الحواء، اسم فرسه.
وهذا بشير هو ابن عم قتادة بْن النعمان بْن زيد الذي أصيبت عينه يَوْم أحد، فردها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن أخي رفاعة بْن زيد بْن عامر الذي سرق بنو أبيرق درعه، وقيل فيه: يسير بالباء المضمومة تحتها نقطتان، وفتح السين المهملة، ويرد ذكره إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو عمر.(1/402)
469- بشير الغفاري
ب د ع: بشير الغفاري له ذكر في حديث.
(149) أخبرنا بِهِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزَدَ، أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ الطلاية الزَّاهِدُ الْبَغْدَادِيُّ، أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الأَنْمَاطِيُّ، أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، حدثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، حدثنا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أخبرنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حدثنا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَجْلانَ الْعُجَيْفِيُّ، عن أَبِي يَزِيدَ الْمَدِينِيِّ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ بَشِيرًا الْغِفَارِيَّ كَانَ لَهُ مِقْعَدٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَكَادُ يُخْطِئُهُ، فَفَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثًا، ثُمَّ جَاءَ فَرَآهُ شَاحِبًا، فَقَالَ: مَا غَيَّرَ لَوْنَكَ؟، قَالَ: اشْتَرَيْتُ بَعِيرًا مِنْ فُلانٍ، فَشَرَدَ، فَكُنْتُ فِي طَلَبِهِ، وَلَمْ أَشْتَرِطْ فِيهِ شَرْطًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: أَمَا إِنَّ الشَّرُودَ يُرَدُّ، ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا غَيَّرَ لَوْنَكَ غَيْرُ هَذَا؟، قَالَ: لا، قَالَ: فَكَيْفَ بِيَوْمٍ مِقْدَارُهُ خَمْسُونَ أَلْفِ سَنَةٍ! {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/403)
470- بشير بن فديك
ب د ع: بشير هو ابن فديك قال ابن منده، وَأَبُو نعيم: يقال: له رؤية، ولأبيه صحبة، وجعل ابن منده بشير بْن فديك غير بشير الحارثي المقدم ذكره.
وروى هو، وَأَبُو نعيم في ترجمة بشير بْن فديك حديث الأوزاعي، عن الزُّهْرِيّ، عن صالح بْن بشير بْن فديك، أن جده فديكًا جاء إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: إنهم يقولون: من لم يهاجر هلك، قال: يا فديك أقم الصلاة، وآت الزكاة، واهجر السوء، واسكن من أرض قومك حيث شئت.
ورواه الأوزاعي من طريق أخرى، عن صالح بْن بشير، عن أبيه، قال: جاء فديك.
ورواه عَبْد اللَّهِ بْن حماد الآملي، عن الزبيدي، عن الزُّهْرِيّ، عن صالح بْن بشير بْن فديك، عن أبيه، قال: جاء فديك إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن منده، وَأَبُو نعيم عَلَى رواية هذه الأحاديث في هذه الترجمة، وزاد أَبُو نعيم فيها عَلَى هذه الأحاديث، فقال: ذكره عَبْد اللَّهِ بْن عبد الجبار الخبائري، عن الحارث بْن عبيدة، عن الزبيدي، عن الزُّهْرِيّ، عن صالح بْن بشير، عن أبيه بشير الكعبي، يكنى: أبا عصام أحد بني الحارث، كان اسمه: أكبر، فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشيرًا.
وروى أيضًا فيها الحديث الذي رواه عصام، عن أبيه، قال: وفدت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال لي: ما اسمك؟، قلت: أكبر، فقال: أنت بشير.
وقد تقدم الحديث في بشير الحارثي، فاستدل أَبُو نعيم بقول عَبْد اللَّهِ بْن عبد الجبار عَلَى أنهما واحد، ولا حجة في قوله، لأنه قد ذكر أولاً له رؤية ولأبيه صحبة، وذكر أخيرًا أَنَّهُ وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فغير اسمه، ومن يقال: له رؤية، يدل عَلَى أَنَّهُ صغير، والوافد لا يكون إلا كبيرًا، لا سيما وفي بعض طرق الحديث: وفدني قومي إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسلامهم.
وهذا فعل الرجل الكامل المقدم فيهم لا الصغير.
وأما ابن منده، فإنه جعلهما ترجمتين كما ذكرناه، وليس في ترجمة بشير بْن فديك ما يدل عَلَى صحبته، فإن مدار الجميع عَلَى صالح بْن بشير، فمن الرواة من يقول: إن جده فديكًا جاء إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومنهم من يقول، عن أبيه، قال: جاء فديك، فهو راوٍ لا غير، وقد وافق الأمير أَبُو نصر أبا عَبْد اللَّهِ بْن منده في أنهما اثنان، فقال: وبشير الحارثي كان اسمه أكبر، فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشيرًا.
روى عنه عصام، ثم قال: وبشير بْن فديك، قيل: إن له صحبة، روى عنه ابنه صالح، والحديث يعطي أن أباه له صحبة، وذكره البغوي في الصحابة، انتهى كلامه.
وأما أَبُو عمر، فإنه لم يذكر ترجمة بشير بْن فديك، وَإِنما ذكر بشيرًا الحارثي، وذكر قدومه إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنه غير اسمه لا غير، فخلص بهذا من الاشتباه عليه، والله أعلم.(1/403)
471- بشير بن معبد
ب د ع: بشير بْن معبد أَبُو بشر الأسلمي من أصحاب بيعة الرضوان تحت الشجرة.
روى عنه ابنه بشر، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: من أكل من هذه البقلة، يعني: الثوم، فلا يناجينا.
قال أَبُو عمر: هو جد مُحَمَّد بْن بشر بْن بشير الأسلمي، وله حديث آخر رواه ابنه أيضًا عنه، أَنَّهُ أتى بأشنان يتوضأ به، فأخذه بيمينه، فأنكر عليه بعض الدهاقين، فقال: إنا لا نأخذ الخير إلا بأيماننا.
أخرجه الثلاثة.(1/404)
472- بشير بن النهاس العبدي
س: بشير بْن النهاس العبدي قال أَبُو موسى: ذكره عبدان، وقال: يقال: له صحبة.
روى حديثه أَبُو عتاب القرشي، عن يحيى بْن عَبْد اللَّهِ، عن بشير بْن النهاس العبدي، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما استرذل اللَّه عبدًا إلا حرم العلم.
أخرجه أَبُو موسى.(1/405)
473- بشير بن يزيد الضبعي
ب: بشير بْن يَزِيدَ الضبعي أدرك الجاهلية.
عداده في أهل البصرة، قال أَبُو عمر: وقال خليفة بْن خياط فيه مرة: يزيد بْن بشر، والأول أكثر، روى عنه الأشهب الضبعي، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم ذي قار: هذا أول يَوْم انتصفت فيه العرب من العجم.
أخرجه أَبُو عمر.(1/405)
474- بشير الثقفي
بشير بضم الباء وفتح الشين، هو بشير الثقفي.
قاله ابن ماكولا، له صحبة، ورواية.
روت عنه حفصة بنت سيرين، أَنَّهُ قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، إني نذرت في الجاهلية أن لا آكل لحوم الجزر، ولا أشرب الخمر، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما لحوم الجزر فكلها، وأما الخمر فلا تشرب.
وقد اختلف في اسمه، فقيل: بشير بفتح الباء، وقد تقدم، وقيل: بشير بضم الباء، وقيل: بجير بضم الباء وبالجيم، وقد تقدم أيضًا.(1/405)
475- بشير أبو رافع
ب: بشير بالضم أيضًا، هو بشير أَبُو رافع السلمي.
روى عنه ابنه رافع: تخرج نار من حبس سيل.
الحديث، وقيل: بشير بفتح الباء، وقيل: بشر بكسر الباء، وسكون الشين المعجمة، وقيل: بسر بضم الباء، وسكون السين المهملة، وقد تقدم الجميع.
أخرجه أَبُو عمر.(1/406)
476- بشير العدوي
س: بشير العدوي بالضم، وهو بشير بْن كعب أَبُو أيوب العدوي بصري.
قال أَبُو موسى: قال عبدان: وَإِنما ذكرناه، يعني: في الصحابة، لأن بعض مشايخنا وأستاذينا ذكره، ولا نعلم له صحبة، وهو رجل قد قرأ الكتب.
وروى طاوس، عن ابن عباس، أَنَّهُ قال لبشير بْن كعب العدوي: عد في حديث كذا وكذا، فعاد له، ثم قال: عد لحديث كذا وكذا فعاد له، وقال: والله ما أدري أنكرت حديثي كله، وعرفت هذا أو عرفت حديثي كله، وأنكرت هذا، قال: كنا نحدث عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ لم يكن يكذب عليه، فلما ركب الناس الصعب والذلول تركنا الحديث.
قال: وروى طلق بْن حبيب، عن بشير بْن كعب، قال: جاء غلامان شابان إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالا: يا رَسُول اللَّهِ، أنعمل فيما جفت به الأقلام، وجرت به المقادير، أو في أمر يستأنف؟ قال: لا بل في أمر جفت به الأقلام وجرت به المقادير، قالا: ففيم العمل إذًا يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: كل عامل ميسر لعمله، قالا: فالآن نجد ونعمل.
قال أَبُو موسى: هذان الحديثان يوهمان أن لبشير صحبة، ولا صحبة له.
قلت: لا شك أَنَّهُ لا صحبة له، وَإِنما روايته عن أَبِي ذر، وعن أَبِي الدرداء، وأبي هريرة، ويروي عنه طلق، وعبد الله بْن بريدة، والعلاء بْن زياد.
أخرجه أَبُو موسى.(1/406)
باب الباء والصاد والعين والغين(1/407)
477- بصرة بن أبي بصرة
ب د ع: بصرة بْن أَبِي بصرة الغفاري له ولأبيه صحبة، وقد اختلف في اسم أبيه، وهما معدودان فيمن نزل مصر من الصحابة.
(150) أخبرنا مَكِّيُّ بْنُ زَيَّانَ بْنِ شَبَّةَ النَّحْوِيُّ الْمُقْرِي، بِإِسْنَادِهِ عن يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عن مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عن يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عن أَبِي سَلَمَةَ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى الطُّورِ، فَلَقِيتُ بِهِ بَصْرَةَ بْنَ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ فَقُلْتُ: مِنَ الطُّورِ، فَقَالَ: لَوْ أَدْرَكْتُكَ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهَا مَا خَرَجْتَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لا تُعْمَلُ الْمَطِيُّ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَمَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: هَذَا الْحَدِيثُ لا يُوجَدُ هَكَذَا إِلا فِي الْمُوَطَّأِ لِبَصْرَةَ بْنِ أَبِي بَصْرَةَ، وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عن أَبِي بَصْرَةَ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَا: عن أَبِي بَصْرَةَ، قَالَ: وَأَظُنُّ الْوَهْمَ جَاءَ فِيهِ مِنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ.
وَاللَّهُ أَعْلَمُ قلت: قول أَبِي عمر: لا يوجد هكذا إلا في الموطأ وهم منه، فإنه قد رواه الواقدي، عن عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر، عن ابن الهاد مثل رواية مالك، عن بصرة بْن أَبِي بصرة، فبان بهذا أن الوهم من ابن الهاد، أو من مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، فإن أبا سلمة قد روى عنه غير مُحَمَّد، فقال: عن أَبِي بصرة، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.(1/407)
478- بصرة الأنصاري
د ع: بصرة وقيل: بسرة، وقيل: نضلة الأنصاري.
روى عنه سَعِيد بْن المسيب، أَنَّهُ تزوج امرأة بكرًا، فدخل بها، فوجدها حبلى، ففرق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينهما، وقال: إذا وضعت، فأقيموا عليها الحد، وأعطاها الصداق بما استحل من فرجها.
وقد ذكرناه في بسرة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/408)
479- بعجة بن زيد
د ع: بعجة بْن زيد الجذامي روت ظبية بنت عمرو بْن حزابة، عن بهيسة مولاة لهم، قالت: خرج رفاعة، وبعجة ابنا زيد، وحيان، وأنيف ابنا ملة في اثني عشر رجلا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما رجعوا قلنا: ما أمركم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا: أمرنا أن نضجع الشاة عَلَى شقها الأيسر، ثم نذبحها، ونتوجه القبلة، ونسمي اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ونذبح، هذا حديث لا يعرف إلا من هذا الوجه، أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/408)
480- بعجة بن عبد الله
س: بعجة بْن عَبْد اللَّهِ الجذامي وقيل: الجهني.
قال أَبُو موسى: ذكره عبدان في الصحابة.
وروى بِإِسْنَادِهِ، عن أَبِي إِسْحَاق، عن أَبِي إِسْمَاعِيل، عن أسامة بْن زيد، عن بعجة الجهني، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: يأتي عَلَى الناس زمان، خير الناس فيه رجل آخذ بعنان فرسه، إذا سمع هيعة تحول عَلَى متن فرسه، ثم التمس الموت في مظانه، أو رجل في غنيمة له في شعب من الشعاب يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة حتى يأتيه الموت.
قال عبدان: لا نعلم لبعجة هذا رؤية ولا سماعًا، وَإِنما عرفنا الصحبة لأبيه عَبْد اللَّهِ بْن بدر، وبعجة يروي عن: أبيه، وعثمان، وعلي، وأبي هريرة، وَإِنما كتابنا عَلَى رسم بعض أصحابنا.
قلت: الذي قاله عبدان من أن بعجة لا صحبة له صحيح، وأمثال هذا من المراسيل لا أعلم لأي معنى يثبتها؟ وأما هذا الحديث الذي ذكره فهو مرسل.
(151) أخبرنا بِهِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ رَمَضَانَ بْنِ عُثْمَانَ التِّبْرِيزِيُّ الشَّيْخُ الصَّالِحُ، قَدِمَ حَاجًّا، حَدَّثَنِي الْقَاضِي مَحْمُودُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحَدَّادُ التِّبْرِيزِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، أخبرنا الأُسْتَاذُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ هَوَازِنَ الْقُشَيْرِيُّ، أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْبَصْرِيُّ، أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ، أخبرنا الْقَعْنَبِيُّ، حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عن أَبِيهِ، عن بَعْجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَدْرٍ الْجُهَنِيِّ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ رَجُلا آخِذًا بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِنْ سَمِعَ فَزْعَةً، أَوْ هَيْعَةٌ، كَانَ عَلَى مَتْنِ فَرَسِهِ، الْحَدِيثَ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عن يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، فَبَانَ بِهَذَا أَنَّ الْحَدِيثَ الَّذِي ذَكَرَهُ عَبْدَانُ مُرْسَلٌ لا احْتِجَاجَ فِيهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى. حازم: بالحاء المهملة والزاي.(1/408)
481- بغيض بن حبيب
بغيض بْن حبيب بْن مروان بْن عامر بْن ضبارى بْن حجية بْن كابية بْن حرقوص بْن مازن بْن مالك بْن عمرو بْن تميم التميمي وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسأله عنه اسمه، فقال: بغيض، قال: أنت حبيب، فهو يدعى حبيبًا.
ذكره هشام الكلبي.(1/409)
باب الباء والكاف(1/409)
482- بكر بن أمية الضمري
ب د ع: بكر بْن أمية الضمري أخو عمرو بْن أمية بْن خويلد بْن عَبْد اللَّهِ بْن إياس بْن عبد بْن ناشرة بْن كعب بْن حدي بْن ضمرة الكناني الضمري.
عداده في أهل الحجاز، انفرد بحديثه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق.
(152) أخبرنا عَبْد اللَّهِ بْن أحمد بْن عبد القاهر، أخبرنا النقيب طراد بْن مُحَمَّد، إجازة، إن لم يكن سماعًا، أخبرنا أَبُو الحسين بْن بشران، أخبرنا أَبُو علي بْن صفوان البرذعي، أخبرنا أَبُو بكر بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عبيد، أخبرنا الفضل بْن غانم الخزاعي، حدثني مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عن الحسن بْن الفضل بْن الحسن بْن عمرو بْن أمية، عن أبيه، عن عمه بكر بْن أمية، قال: كان لنا في بلاد بني ضمرة جار من جهينة في أول الإسلام، ونحن إذ ذاك عَلَى شركنا، وكان منا رجل محارب خبيث قد جعلناه، يقال له: ريشة، وكان لا يزال يعدو عَلَى جارنا ذلك الجهني، فيصيب له البكر، والشارف، فيأتينا يشكوه إلينا، فنقول: والله ما ندري ما نصنع به، فاقتله، قتله اللَّه، حتى عدا عليه مرة، فأخذ له ناقة خيارًا، فأقبل بها إِلَى شعب في الوادي فنحرها، وأخذ سنامها، ومطايب لحمها، ثم تركها، وخرج الجهني في طلبها حين فقدها، فاتبع أثرها حتى وجدها عند منحرها، فجاء إِلَى نادي ضمرة وهو آسف وهو يقول:
أصادق ريشة بال ضمره أن ليس لله عليه قدره
ما إن يزال شارفًا وبكره يطعن منها في السواد الثغره
بصارم ذي رونق أو شفره لا هم إن كان معدا فجره
فاجعل أمام العين منه فجره تأكله حتى يوافي الحفره
قال: فأخرج اللَّه أمام عينيه في مآقيه حيث وصف بشيره مثل النبقة، وخرجنا إِلَى المواسم، فرجعنا من الحج، وقد صارت أكلة أكلت رأسه أجمع، فمات حين قدمنا.
أخرجه الثلاثة(1/409)
483- بكر بن جبلة الكلبي
د ع: بكر بْن جبلة الكلبي كان اسمه عبد عمرو بْن جبلة بْن وائل بْن قيس بْن بكر بْن عامر، وهو الجلاح بْن عوف بْن بكر بْن عوف بْن عذرة بْن زيد اللات بْن رفيدة بْن ثور بْن كلب بْن وبرة وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فغير اسمه.
روى عنه أَنَّهُ كان له صنم يقال له: عتر، يعظمونه، قال: فعبرنا عنده، فسمعنا صوتًا يقول لعبد عمرو: يا بكر بْن جبلة، تعرفون محمدًا.
ثم ذكر إسلام بكر بطوله من ولده الأبرش، واسمه سَعِيد بْن الْوَلِيد بْن عبد عمرو بْن جبلة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم مختصرًا.(1/410)
484- بكر بن الحارث
بكر بْن الحارث أَبُو ميفعة الأنصاري سكن حمص.
قال عَبْد اللَّهِ بْن عبد الرحمن الدارمي: اسم أَبِي ميفعة: بكر.
ذكره ابن الدباغ الأندلسي.(1/411)
485- بكر بن حارثة
د ع: بكر بْن حارثة الجهني روى حديثه الحسن بْن بشير بْن مالك بْن نافذ بْن مالك الجهني، قال: حدثني أَبِي، عن أبيه، أَنَّهُ سمع أباه يحدث، عن جده، قال: حدثني بكر بْن حارثة الجهني، قال: كنت في سرية بعثها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاقتتلنا نحن والمشركون، وحملت عَلَى رجل من المشركين، فتعوذ مني بالإسلام، فقتلته فبلغ ذلك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فغضب وأقصاني، فأوحى اللَّه إليه: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلا خَطَأً} الآية، قال: فرضي عني وأدناني.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/411)
486- بكر بن حبيب
ع س: بكر بْن حبيب الحنفي قال أَبُو نعيم: له ذكر في حديث بكر بْن حارثة الجهني، سماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بريرًا، هذا الذي ذكره أَبُو نعيم، وقد تقدم ذكر بكر بْن حارثة، وليس له فيه ذكر.
وقال أَبُو موسى: بكر بْن حبيب الحنفي، ذكره أَبُو نعيم في الصحابة، وأن له ذكرًا هذا القدر ذكره أَبُو موسى.(1/411)
487- بكر بن شداخ
ع د: بكر بْن شداخ الليثي وقيل: بكير.
كان يخدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه عَبْد الْمَلِكِ بْن يعلى الليثي، أَنَّهُ كان ممن يخدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو غلام، فلما احتلم جاء إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إني كنت أدخل عَلَى أهلك، وقد بلغت مبلغ الرجال، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللهم صدق قوله ولقه الظفر، فلما كان في خلافة عمر بْن الخطاب جاء وقد قتل يهوديًا، فأعظم ذلك عمر وخرج، وصعد المنبر، وقال: أفيما ولاني اللَّه واستخلفني تقتل الرجال؟ أذكر اللَّه رجلا كان عنده علم إلا أعلمني، فقام إليه ابن الشداخ، فقال: أنا به، فقال: اللَّه أكبر بؤت بدمه، فهات المخرج، فقال: بلى، خرج فلان غازيًا ووكلني بأهله، فجئت إِلَى بابه، فوجدت هذا اليهودي في منزله وهو يقول:
وأشعث غره الإسلام مني خلوت بعرسه ليل التمام
أبيت عَلَى ترائبها ويمسي عَلَى قود الأعنة والحزام
كأن مجامع الربلات منها فئام ينهضون إِلَى فئام
قال: فصدق عمر قوله: وأبطل دمه بدعاء النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، ولم يذكرا نسبه، وقد نسبه الكلبي، وسماه بكيرًا مصغرًا، وسمى أباه شدادًا بدالين، فقال: بكير بْن شداد بْن عامر بْن الملوح بْن يعمر الشداخ بْن عوف بْن كعب بْن عامر بْن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة بْن خزيمة الكناني الليثي وهو فارس أطلال، وله يقول الشماخ:
وغيب عن خيل بموقان أسلمت بكير بني الشداخ فارس أطلال
قال: وبكير الذي ذكر القصة، وأظن الحق قول الكلبي لعلمه بالنسب، ولأن في نسبه الشداخ، فظناه أبا قريبًا، وَإِنما هو في النسب فوق الأب الأدنى، ويكون أَبُو نعيم قد تبع ابن منده في ذلك، والله أعلم.(1/411)
488- بكر بن عبد الله
د س: بكر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الربيع الأنصاري روى عنه عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: علموا أبناءكم السباحة والرماية، ونعم لهو المؤمنة في بيتها المغزل، وَإِذا دعاك أبواك فأجب أمك.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو موسى.(1/412)
489- بكر بن مبشر
ب د ع: بكر بْن مبشر بْن خير الأنصاري من بني عبيد بْن زيد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس، وبنو عبيد بطن من الأوس، له صحبة، عداده في أهل المدينة.
روى عنه إِسْحَاق بْن سالم، روى سَعِيد بْن أَبِي مريم، عن إِبْرَاهِيم بْن سويد، عن أنيس بْن أَبِي يحيى، عن إِسْحَاق بْن سالم، مولى بني نوفل بْن عدي، عن بكر، قال: كنت أغدو إِلَى المصلى يَوْم الفطر، ويوم الأضحى مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنسلك بطن بطحان، حتى نأتي المصلى، فنصلي مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم نرجع من بطن بطحان مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخرجه الثلاثة.
قال ابن منده: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، تفرد به سَعِيد، عن إِبْرَاهِيم.
قلت: قال أَبُو عمر: روى عنه إِسْحَاق بْن سالم، وأنيس بْن أَبِي يحيى، وليس كذلك، إنما أنيس راو، عن إِسْحَاق والله أعلم.(1/413)
490- بكير بن شداد
بكير بضم الباء وزيادة ياء التصغير، هو بكير بْن شداد بْن عامر بْن الملوح بْن يعمر الشداخ الكناني الليثي، وقد تقدم الكلام عليه في بكر بْن الشداخ.
نسبه هكذا ابن الكلبي.(1/413)
باب الباء واللام(1/413)
491- بلال بن الحارث
ب د ع: بلال بْن الحارث بْن عصم بْن سَعِيد بْن قرة بْن خلاوة بْن ثعلبة بْن ثور بْن هدمة بْن لاطم بْن عثمان بْن عمرو بْن أد بْن طابخة، أَبُو عبد الرحمن المزني وولد عثمان يقال لهم: مزينة، نسبوا إِلَى أمه مزينة، وهو مدني قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد مزينة في رجب سنة خمس، وكان ينزل الأشعر، والأجرد وراء المدينة، وكان يأتي المدينة، وأقطعه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العقيق، وكان يحمل لواء مزينة يَوْم فتح مكة، ثم سكن البصرة.
روى عنه: ابنه الحارث، وعلقمة بْن وقاص.
(153) أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُذَكَّرُ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ وَأَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حدثنا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ السُّرِّيِّ، حدثنا عَبْدَةُ، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ عَلَيْهِ سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ.
رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، وَالثَّوْرِيُّ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ هَكَذَا مَوْصولًا.
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن عَلْقَمَةَ، عن بِلالٍ، وَرَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عن مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عن عَلْقَمَةَ، عن بِلالٍ. وتوفي بلال سنة ستين آخر أيام معاوية، وهو ابن ثمانين سنة.
أخرجه ثلاثتهم، إلا أن ابن منده قال: روى عنه ابناه: الحارث، وعلقمة، وَإِنما هو علقمة بْن العاص.
والله أعلم.
وقال هو، وَأَبُو نعيم في نسبه: مرة بالميم، وَإِنما هو قرة بالقاف، وقد وهم فيه بعض الرواة، فجعل الصحابي الحارث بْن بلال، ويرد الكلام عليه هناك إن شاء اللَّه تعالى.
خلاوة: بفتح الخاء المعجمة، وثور: بالثاء المثلثة، هدمة: بضم الهاء وسكون الدال، ولاطم: بعد اللام ألف، وطاء مهملة، وميم.(1/413)
492- بلال بن حمامة
س: بلال بْن حمامة روى كعب بْن نوفل المزني، عن بلال بْن حمامة، قال: طلع علينا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات يَوْم يضحك، فقام إليه عبد الرحمن بْن عوف، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، ما أضحك؟ قال: بشارة أتتني من اللَّه، عَزَّ وَجَلَّ في أخي وابن عمي وابنتي، أن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لما أراد أن يزوج عليًا من فاطمة رضي اللَّه عنهما أمر رضوان، فهز شجرة طوبى، فنثرت رقاقًا، يعني: صكاكًا، بعدد محبينا أهل البيت، ثم أنشأ من تحتها ملائكة من نور، فأخذ كل ملك رقاقًا، فإذا استوت القيامة غدًا بأهلها، ماجت الملائكة في الخلائق، فلا يلقون محبًا لنا أهل البيت إلا أعطوه رقًا فيه براءة من النار، فنثار أخي وابن عمي فكاك رجال ونساء من أمتي من النار.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: هذا حديث غريب، لا طريق له سواه، وبلال هذا قيل: هو بلال بْن رباح المؤذن، وحمامة: أمه نسب إليها.(1/414)
493- بلال بن رباح
ب د ع: بلال بْن رباح يكنى: أبا عبد الكريم، وقيل: أبا عَبْد اللَّهِ، وقيل: أبا عمرو، وأمه: حمامة من مولدي مكة لبني جمح، وقيل: من مولدي السراة، وهو مولى أَبِي بكر الصديق.
اشتراه بخمس أواقي، وقيل: بسبع أواقي، وقيل: بتسع أواقي، وأعتقه لله عَزَّ وَجَلَّ وكان مؤذنًا لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخازنًا.
شهد بدرًا، والمشاهد كلها، وكان من السابقين إِلَى الإسلام، وممن يعذب في اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فيصبر عَلَى العذاب، وكان أَبُو جهل يبطحه عَلَى وجهه في الشمس، ويضع الرحا عليه حتى تصهره الشمس، ويقول: اكفر برب مُحَمَّد، فيقول: أحد، فاجتاز به ورقة بْن نوفل، وهو يعذب، ويقول: أحد، أحد، فقال: يا بلال، أحد أحد، والله لئن مت عَلَى هذا لأتخذن قبرك حنانًا.
قيل: كان مولى لبني جمح، وكان أمية بْن خلف يعذبه، ويتابع عليه العذاب، فقدر اللَّه سبحانه وتعالى أن بلالا قتله ببدر.
قال سَعِيد بْن المسيب، وذكر بلالا: كان شحيحًا عَلَى دينه، وكان يعذب، فإذا أراد المشركون أن يقاربهم، قال: اللَّه اللَّه، قال: فلقي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا بكر رضي اللَّه عنه، فقال: لو كان عندنا شيء لاشترينا بلالا، قال: فلقي أَبُو بكر العباس بْن عبد المطلب، فقال: اشتر لي بلالا، فانطلق العباس، فقال لسيدته: هل لك أن تبيعيني عبدك هذا قبل أن يفوتك خيره؟ قالت: وما تصنع به، إنه خبيث، وَإِنه، وَإِنه..
ثم لقيها، فقال لها مثل مقالته، فاشتراه منها، وبعث به إِلَى أَبِي بكر رضي اللَّه عنه، وقيل: إن أبا بكر اشتراه، وهو مدفون بالحجارة يعذب تحتها.
وآخى رَسُول اللَّهِ بينه وبين أَبِي عبيدة بْن الجراح، وكان يؤذن لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حياته سفرًا وحضرًا، وهو أول من أذن له في الإسلام.
(154) أخبرنا يَعِيشُ بْنُ صَدَقَةَ بْنِ عَلِيٍّ الْفُرَاتِيُّ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدٌ، عن مَعْدَانَ بْنِ عِيسَى، أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ، حدثنا زُهَيْرٌ، حدثنا الأَعْمَشُ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن، قَالَ: آخِرُ الأَذَانِ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ.
فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: بَلْ تَكُونَ عِنْدِي، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي لِنَفْسِكَ فَاحْبِسْنِي، وَإِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي للَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَذَرْنِي أَذْهَبُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: اذْهَبْ، فَذَهَبَ إِلَى الشَّامِ، فَكَانَ بِهِ حَتَّى مَاتَ، وَقِيلَ: إِنَّهُ أَذَّنَ لأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(155) أخبرنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ، إِجَازَةً، أخبرنا عَمِّي، أخبرنا أَبُو طَالِبِ بْنُ يُوسُفَ، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ، أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَذِّنُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ وَعَمَّارُ بْنُ حَفْصِ بْنِ سَعْدٍ وَعُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عن آبَائِهِمْ، عن أَجْدَادِهِمْ، أَنَّهُمْ أَخْبَرُوهُمْ، قَالُوا: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ بِلالٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَفْضَلُ أَعْمَالِ الْمُؤْمِنِينَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أَمُوتُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا بِلالُ، وَحُرْمَتِي وَحَقِّي، فَقَدْ كَبُرْتُ، وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، فَأَقَامَ بِلالٌ مَعَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ جَاءَ بِلالٌ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ لأَبِي بَكْرٍ، فَرَدَّ عَلَيْهِ، كَمَا رَدَّ أَبُو بَكْرٍ، فَأَبَى.
وَقِيلَ: إِنَّهُ لَمَّا قَالَ لَهُ عُمَرُ، لِيُقِيمَ عِنْدَهُ، فَأَبَى عَلَيْهِ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُؤَذِّنَ؟ فَقَالَ: إِنِّي أَذَّنْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قُبِضَ، ثُمَّ أَذَّنْتُ لأَبِي بَكْرٍ حَتَّى قُبِضَ، لأَنَّهُ كَانَ وَلِيَّ نِعْمَتِي، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَا بِلالُ، لَيْسَ عَمَلٌ أَفْضَلَ مِنَ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ مُجَاهِدًا، وَإِنَّهُ أَذَّنَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ لَمَّا دَخَلَ الشَّامَ مَرَّةً وَاحِدَةً، فَلَمْ يَرَ بَاكِيًّا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ.
روى عنه: أَبُو بكر، وعمر، وعلي، وابن مسعود، وعبد اللَّه بْن عمر، وكعب بْن عجرة، وأسامة بْن زيد، وجابر، وَأَبُو سَعِيد الخدري، والبراء بْن عازب، وروى عنه جماعة من كبار التابعين بالمدينة والشام، وروى أَبُو الدرداء، أن عمر بْن الخطاب لما دخل من فتح بيت المقدس إِلَى الجابية سأله بلال أن يقره بالشام، ففعل ذلك، قال: وأخي أَبُو رويحة الذي آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيني وبينه؟ قال: وأخوك، فنزلا داريًا في خولان، فقال لهم: قد أتيناكم خاطبين، وقد كنا كافرين، فهدانا اللَّه، وكنا مملوكين فأعتقنا اللَّه، وكنا فقيرين فأغنانا اللَّه، فإن تزوجونا فالحمد لله، وَإِن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله، فزوجوهما.
ثم إن بلالا رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في منامه وهو يقول: ما هذه الجفوة يا بلال؟ ما آن لك أن تزورنا؟ فانتبه حزينًا، فركب إِلَى المدينة، فأتى قبر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجعل يبكي عنده ويتمرغ عليه، فأقبل الحسن والحسين، فجعل يقبلهما ويضمهما، فقالا له: نشتهي أن تؤذن في السحر، فعلا سطح المسجد، فلما قال: اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، ارتجت المدينة، فلما قال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، زادت رجتها، فلما قال: أشهد أن محمدًا رَسُول اللَّهِ، خرج النساء من خدورهن، فما رئي يَوْم أكثر باكيًا، وباكية من ذلك اليوم.
(156) أخبرنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِ عن أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، قَالَ: حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، أخبرنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عن أَبِيهِ، قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا بِلَالًا، فَقَالَ: يَا بِلالُ، بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الْجَنَّةِ؟ مَا دَخَلْتُ الْجَنَّةَ قَطُّ إِلا سَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ، أَمَامِي
(157) وَأخبرنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَمَّرِ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْكَاتِبُ، أخبرنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ غَيْلانَ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أخبرنا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ، أخبرنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، أخبرنا سُفْيَانُ، عن سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عن أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، أَنَّ بِلَالًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَسْبِقْنِي بِآمِينَ.
وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا، يَعْنِي: بِلالًا.
وقال مجاهد: أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة: رَسُول اللَّهِ، وَأَبُو بكر، وخباب، وصهيب، وعمار، وبلال، وسمية أم عمار، فأما بلال فهانت عليه نفسه في اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وهان عَلَى قومه، فأخذوه فكتفوه، ثم جعلوا في عنقه حبلًا من ليف، فدفعوه إِلَى صبيانهم، فجعلوا يلعبون به بين أخشبي مكة، فإذا ملوا تركوه، وأما الباقون فترد أخبارهم في أسمائهم.
وروى شبابة، عن أيوب بْن سيار، عن مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عن جابر بْن عَبْد اللَّهِ، عن أَبِي بكر الصديق، عن بلال، قال: أذنت في غداة باردة، فخرج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم ير في المسجد أحدًا، فقال: أين الناس؟، فقلت: حبسهم القر، فقال: اللهم أذهب عنهم البرد، قال: فلقد رأيتهم يتروحون في الصلاة.
ورواه الحماني، وغيره، عن أيوب، ولم يذكروا أبا بكر.
قال مُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي: توفي بلال بدمشق، ودفن بباب الصغير سنة عشرين، وهو ابن بضع وستين سنة، وقيل: مات سنة سبع، أو ثماني عشرة، وقال علي بْن عبد الرحمن: مات بلال بحلب، ودفن عَلَى باب الأربعين، وكان آدم شديد الأدمة، نحيفًا طوالًا، أجنى خفيف العارضين.
قال أَبُو عمر: وله أخ اسمه خَالِد، وأخت اسمها: غفيرة، وهي مولاة عمر بْن عَبْد اللَّهِ مولى غفرة المحدث، ولم يعقب بلال.
أخرجه الثلاثة.(1/415)
494- بلال بن مالك المازني
ب: بلال بْن مالك المزني بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بني كنانة في سرية، فأشعروا به، ففارقوا مكانهم، فلم يصب منهم إلا فرسًا واحدًا، وذلك في سنة خمس من الهجرة.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.(1/419)
495- بلال بن يحيى
ع س: بلال بْن يحيى ذكره الحسن بْن سفيان في الوحدان.
(158) أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي عِيسَى، كِتَابَةً، أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ أَبُو عَلِيٍّ، أخبرنا الْحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ، أخبرنا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، أخبرنا الْمُقَدَّمِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ، أخبرنا حَبِيبُ بْنُ سُلَيْمٍ، عن بِلَالِ بْنِ يَحْيَى، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ مُعَافَاةَ اللَّهِ الْعَبْدِ فِي الدُّنْيَا أَنْ يَسْتُرَ عَلَيْهِ سَيِّئَاتِهُ فِي الدُّنْيَا، وَإِنَّ أَوَّلَ خِزْيِ اللَّهِ تَعَالَى الْعَبْدِ أَنْ يُظْهِرَ عَلَيْهِ سَيِّئَاتِهُ قال أَبُو نعيم: أراه العبسي الكوفي وهو صاحب حذيفة، لا صحبة له.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.(1/419)
496- بلال
ب: بلال رجل من الأنصار.
ولاه عمر بْن الخطاب عمان، ثم عزله وضمها إِلَى عثمان بْن أَبِي العاص، أخرجه أَبُو عمر، وقال: لا أقف عَلَى نسبه، وخبره هذا مشهور.(1/419)
497- بلز
د ع: بلز وقيل: برز، وقيل: رزن، وقيل: مالك بْن قهطم أَبُو العشراء الدارمي.
يرد ذكره في الكنى، وغيرها من أسمائه إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/419)
498- بليل بن بلال
بليل بْن بلال بْن أحيحة بْن الجلاح أَبُو ليلى وهو أخو عمران.
صحبا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جميعًا، وشهدا معه أحدًا وما بعدها، قاله العدوي.
ذكره ابن الدباغ.(1/420)
باب الباء والنون والواو والهاء والياء(1/420)
499- بنة الجهني
ب د ع: بنة الجهني ويقال: نبيه، ويقال:.
روى معاذ بْن هانئ، ويحيى بْن بكير، عن ابن لهيعة، عن أَبِي الزبير، عن جابر، عن بنة الجهني، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر عَلَى قوم يسلون سيفًا يتعاطونه، فقال: ألم أنهكم عن هذا؟ لعن اللَّه من فعل هذا.
ورواه ابن وهب، عن ابن لهيعة، فقال: نبيه، وقال مثله ابن معين، وابن وهب أثبت الناس في ابن لهيعة.
وذكر ابن السكن في كتابه في الصحابة: ينه بالياء تحتها نقطتان، والنون المشددة.
ورواه عن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ المقري، عن أبيه، عن ابن لهيعة بِإِسْنَادِهِ، ذكر هذا الاختلاف أَبُو عمر، وأخرجه الثلاثة.(1/420)
500- بهز
ب د ع: بهز وقيل: البهزي.
روى اليمان بْن عدي، عن ثبيت، عن يحيى بْن سَعِيد، عن سَعِيدِ بْنِ المسيب، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يستاك عرضًا، ويشرب مصا، ويتنفس في الإناء ثلاثًا، ويقول: هو أهنأ وأمرأ وأبرأ.
ورواه عباد بْن يوسف، عن ثبيت، فقال: عن القشيري.
ورواه مخيس بْن تميم، عن بهز بْن حكيم، عن أبيه، عن جده، فذكر نحوه.
قال أَبُو عمر: إسناده ليس بالقائم.
أخرجه الثلاثة.(1/420)
501- بهزاد أبو مالك
س: بهزاد أَبُو مالك ذكره عبدان في الصحابة.
وروى عن جَعْفَر بْن عبد الواحد، عن مُحَمَّدِ بْنِ يحيى التوزي، عن أبيه، عن مسلم بْن عبد الرحمن، عن يوسف بْن ماهك بْن بهزاد، عن جده بهزاد، قال: خطبنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: احفظوني في أَبِي بكر، فإنه لم يسؤني منذ صحبني.
قال عبدان: لا يعرف إلا ممن كتبناه عنه.
أخرجه أَبُو موسى.(1/421)
502- بهلول بن ذؤيب
س: بهلول بْن ذؤيب قال أَبُو موسى بإسناد غير متصل، عن أَبِي هريرة، قال: دخل معاذ بْن جبل عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يبكي بكاءً شديدًا، فقال له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما يبكيك يا معاذ؟، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إن بالباب شابًا طري الجسد، ناصع اللون، نقي الثياب، حسن الصورة، يبكي عَلَى شبابه كبكاء الثكلى عَلَى ولدها، وهو يريد الدخول عليك، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا معاذ، أدخل الشاب علي ولا تحبسه بالباب، قال: فأدخل معاذ الشاب، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا شاب، ما يبكيك؟، قال: يا رَسُول اللَّهِ كيف لا أبكي، وقد ركبت ذنوبًا، إن أخذت ببعضها خلدني في جهنم؟ ولا أرى إلا أَنَّهُ سيأخذني، وذكر الحديث، قال: فمضى الشاب باكيًا حتى أتى بعض جبال المدينة، فتغيب، ولبس مسحًا، وغل يده إِلَى عنقه بالحديد، ونادى: إلهي وسيدي ومولاي، هذا بهلول بْن ذؤيب مغلولا مسلسلا معترفًا بذنوبه.
وقد روى عن عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه، أَنَّهُ دخل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يبكي، وذكر نحوًا منه، ولم يسم الرجل، قال: وقد جاء أن اسمه كان ثعلبة، ولم يثبت منها كبير شيء.
أخرجه أَبُو موسى.(1/421)
503- بهيز بن الهيثم
ب د ع: بهيز بْن الهيثم بْن عامر من بني بابي الأنصاري الأوسي الحارثي، من بني حارثة بْن الحارث.
شهد العقبة، وأحدًا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو الأسود، عن عروة، قاله الطبري، وذكره ابن إِسْحَاق فيمن شهد العقبة، وقيل اسمه: نهيز بالنون، ويرد هناك إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.(1/422)
504- بهيس بن سلمى
ب: بهيس بْن سلمى التميمي قال: سمعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لا يحل لمسلم من مال أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.(1/422)
505- بولى
س: بولى قال أَبُو موسى: ذكره عبدان في الصحابة.
وروى بِإِسْنَادِهِ عن خطاب بْن مُحَمَّدِ بْنِ بولى، عن أبيه، عن جده، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إياكم والطعام الحار، فإنه يذهب بالبركة، وعليكم بالبارد، فإنه أهنأ وأعظم بركة.
أخرجه أَبُو موسى.(1/422)
506- بودان
س: بودان قال أَبُو موسى: ذكره علي بْن سَعِيد العسكري في الأفراد، وذكره أَبُو بكر بْن أَبِي علي.
(159) أخبرنا أَبُو مُوسَى الأَصْفَهَانِيُّ، إِجَازَةً، أخبرنا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَمُّ أَبِي، أخبرنا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ، حدثنا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ الأَشْجَعِيُّ، أخبرنا وَكِيعٌ، أخبرنا سُفْيَانُ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن ابْنِ مِينَا، عن بَوْدَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنِ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ، فَلَمْ يَقْبَلْ عُذْرَهُ، كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ خَطِيئَةِ صَاحِبِ مَكْسٍ.
كَذَا أَوْرَدَهُ، وَالْمُشْهُورُ فِيهِ: جَوْدَانُ، وَيَرِدُ فِي بَابِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.(1/422)
507- بيجرة بن عامر
د ع: بيجرة بْن عامر روى حديثه الرجال بْن المنذر العمري، عن أبيه المنذر، أَنَّهُ سمع أباه بيجرة بْن عامر، قال: أتينا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلمنا، وسألناه أن يضع عنا العتمة، فإنا نشتغل بحلب الإبل، فقال: إنكم ستحلبون إبلكم، وتصلون إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وأما أَبُو عمر فأخرجه في بجراة، وذكر له هذا المتن.(1/423)
508- بيرح بن أسد
ب د ع: بيرح بْن أسد الطاحي أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره، قدم المدينة بعد وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأيام، قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وقاله أَبُو عمر: وقد كان رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعني: قبل قدومه عليه.
روى الزبير بْن الخريت، عن أَبِي لبيدة، قال: خرج رجل من أهل عمان يقال له: بيرح بْن أسد مهاجرًا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقدم المدينة، فوجده قد توفي، فبينا هو في بعض طرق المدينة إذ لقيه عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه، فقال له: كأنك لست من أهل البلد؟ فقال: أنا رجل من أهل عمان، فأتى به أبا بكر رضي اللَّه عنه، فقال: هذا من الأرض التي ذكرها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو ياسر بْن أَبِي حبة، بِإِسْنَادِهِ عن عَبْد اللَّهِ بْن أحمد بْن حنبل، عن أبيه، أخبرنا جرير، عن الزبير بْن الخريت نحو هذا، وفيه اختلاف ألفاظ.
أخرجه الثلاثة.(1/423)
حرف التاء
باب التاء واللام والميم(1/424)
509- التلب بن ثعلبة
ب د ع: التلب بْن ثعلبة بْن ربيعة بْن عطية بْن الأخيف وهو مجفر بْن كعب بْن العنبر بْن عمرو بْن تميم بْن مر التميمي العنبري.
نسبه كذلك خليفة بْن خياط.
وقال ابن قانع: أخيف بْن الحارث بْن مجفر سكن البصرة، وكان شعبة يقول: الثلب بالثاء المثلثة، وكان ألثغ لا يبين التاء، والأول أصح، يكنى أبا هلقام.
روى عنه ابنه هلقام.
(160) أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الأَمِينُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، قَالَ: حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أخبرنا غَالِبُ بْنُ حَجْرَةَ، حَدَّثَنِي هِلْقَامُ بْنُ تَلِبٍّ، عن أَبِيهِ، قَالَ: صَحَبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أَسْمَعْ لِحَشَرَاتِ الأَرْضِ تَحْرِيمًا وَرَوَى غَالِبُ بْنُ حَجْرَةَ بْنِ هِلْقَامِ بْنِ التَّلِبِّ، عن هِلْقَامِ بْنِ التَّلِبِّ، عن أَبِيهِ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَغْفِرْ لِي، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
أخيف: بضم الهمزة، وفتح الخاء المعجمة، وسكون الياء تحتها نقطتان، وآخره فاء، قاله شباب، وابن البرقي، وابن قانع، وقد ذكره الدارقطني، عن شباب بفتح الهمزة، قال الأمير: وليس بشيء، ومجفر: بضم الميم، وسكون الجيم، وكسر الفاء، وآخره راء.
وحجرة: بفتح الحاء المهملة، وسكون الجيم، وبعدها راء وهاء.(1/424)
510- تمام بن العباس
ب د ع: تمام بْن العباس بْن عبد المطلب بْن هاشم بْن عبد مناف بْن قصي القرشي الهاشمي ابن وعم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اختلف العلماء في صحبته، أمه أم ولد رومية، وشقيقه كثير بْن العباس.
(161) أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ أَبُو الْمُنْذِرِ، أخبرنا سُفْيَانُ، عن أَبِي عَلِيٍّ الصَّيْقَلِ، عن جَعْفَرِ بْنِ تَمَّامٍ، عن أَبِيهِ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: أَتَوْا النَّبِيَّ، أَوْ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكُمْ تَأْتُونِي قُلْحًا! اسْتَاكُوا، لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَفَرَضْتُ عَلَيْهِمُ السِّوَاكَ، كَمَا فَرَضْتُ عَلَيْهِمُ الْوُضُوءَ.
وَرَوَاهُ جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، مِثْلَهُ.
وَرَوَاهُ سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، عن أَبِي حَفْصٍ الأَبَّارٍ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي عَلِيٍّ، عن جَعْفَرِ بْنِ تَمَّامٍ، عن أَبِيهِ، عن الْعَبَّاسِ، نَحْوَهُ.
وكان تمام وَالِيًا لعلي بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنه عَلَى المدينة، فإن عليًا لما سار إِلَى العراق استعمل سهل بْن حنيف عَلَى المدينة، ثم عزله وأخذه إليه، واستعمل تمام بْن العباس عَلَى المدينة بعد سهل، ثم عزله، واستعمل عليها أبا أيوب الأنصاري، فسار أَبُو أيوب نحو علي، واستخلف عَلَى المدينة رجلا من الأنصار، فلم يزل عليها إِلَى أن قتل علي، قاله أَبُو عمر عن خليفة.
وقال الزبير بْن بكار: كان للعباس عشرة من الولد، وكان تمام أصغرهم، فكان العباس يحمله ويقول:
تموا بتمام فصاروا عشره يا رب فاجعلهم كراماً برره
واجعل لهم ذكرًا وأنم الثمره قال أَبُو عمر: وكل بني العباس لهم رؤية، وللفضل، وعبد اللَّه سماع، ورواية، ويرد ذكر كل واحد منهم في موضعه، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قال أَبُو نعيم أول الترجمة: تمام بْن العباس، وقيل: تمام بْن قثم بْن العباس، وهذا من أغرب القول، فإن تمام بْن العباس مشهور، وأما تمام بْن قثم بْن العباس، فإن أراد قثم بْن العباس بْن عبد المطلب، فقد قال الزبير بْن بكار: وقثم بْن العباس ليس له عقب، وَإِنما تمام بْن العباس له ولد اسمه قثم، فإن كان اشتبه عليه، وهو بعيد، فإنه لم يدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإن أباه في صحبته اختلاف، فكيف هو، ولعل أبا نعيم قد وقف عَلَى الحديث الذي في مسند أحمد بْن حنبل الذي:
(162) أخبرنا بِهِ أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، أخبرنا سُفْيَانُ، عن أَبِي عَلِيٍّ الصَّيْقَلِ، عن تَمَّامِ بْنِ قُثَمَ، أَوْ قُثَمَ بْنِ تَمَّامٍ، عن أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا بَالُكُمْ تَأْتُونِي قُلْحًا لَا تَسَوَّكُونَ! لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَفَرَضْتُ عَلَيْهِمْ اَلسِّوَاكَ، وَيَكُونُ قَدْ سَقَطَ مِنَ الأَصْلِ، عن أَبِيهِ، فَقَالَ: تَمَّامُ بْنُ قُثَمَ، أَوْ قُثَمُ بْنُ تَمَّامٍ، وَالصَّحِيحُ فِي هَذَا قُثَمُ بْنُ تَمَّامِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عن أَبِيهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. سريج: بالسين المهملة والجيم.
القلح: جمع أقلح، والقلح: صفرة تعلو الأسنان، ووسخ يركبها.(1/424)
511- تمام بن عبيدة
د ع: تمام بْن عبيدة أخو الزبير بْن عبيدة، من بني غنم بْن دودان بْن أسد بْن خزيمة.
ممن هاجر مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يونس بْن بكير، عن ابن إِسْحَاق: ثم قدم المهاجرون أرسالا، وكانت بنو غنم بْن دودان أهل إسلام، قد أوعبوا إِلَى المدينة مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فممن هاجر مع نسائهم: تمام بْن عبيدة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/426)
512- تمام
س: تمام وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع بحيرا، وأبرهة، ذكرناه في أبرهة.
أخرجه أَبُو موسى.(1/426)
513- تميم بن أسيد
ب د ع: تميم بْن أسيد وقيل: أسد بْن عبد العزى بْن جعونة بْن عمرو بْن القين بْن رزاح بْن عمرو بْن سعد بْن كعب بْن عمرو الخزاعي.
أسلم، وولاه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تجديد أنصاب الحرم وَإِعادتها، نزل مكة، قاله مُحَمَّد بْن سعد.
وروى عنه عَبْد اللَّهِ بْن عباس، أَنَّهُ قال: دخل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة يَوْم الفتح، فوجد حول البيت ثلثمائة ونيفًا أصنامًا قد شددت بالرصاص، فجعل يشير إليها بقضيب في يده، ويقول: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} ، فلا يشير إِلَى وجه الصنم إلا وقع لقفاه، ولا يشير إِلَى قفاه إلا وقع لوجهه، فقال تميم:
وفي الأنصاب معتبر وعلم لمن يرجو الثواب أو العقابا
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وأورده أَبُو موسى مستدركًا عَلَى ابن منده، فقال: تميم بْن أسد الخزاعي، ذكره عبدان في الصحابة، وقال: لم نجد له شيئا، هذا الذي ذكره أَبُو موسى، عن عبدان، ولا وجه له، فإن ابن منده قد ذكره.
وقول عبدان: لم نجد له شيئا، فلا شك أن الذي ذكرناه من تجديد أنصاب الحرم لم يصل إليه.(1/426)
514- تميم بن أسيد العدوي
ب د ع: تميم بْن أسيد العدوي من عدي بْن عبد مناة بْن أد بْن طابخة، وعدي من الرباب، يقال لهم: عدي الرباب، وكنيته: أَبُو رفاعة، وقد اختلف في اسمه، فقيل: تميم بْن أسيد، قاله أحمد بْن حنبل، وابن معين، وقيل: تميم بْن نذير، وقيل: تميم بْن إياس، قاله ابن منده.
روى عنه حميد بْن هلال، قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يخطب، فقلت: رجل غريب جاء يسأل عن دينه، لا يدري ما دينه؟ قال: فأقبل علي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وترك خطبته، وأتى بكرسي خلب قوائمه حديد، فقعد عليه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم جعل يعلمني مما علمه اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَبُو عمر: قطع الدارقطني في اسم أَبِي رفاعة، أَنَّهُ تميم بْن أسيد بفتح الهمزة، وكسر السين.
قال: ورواه أيضًا في موضع آخر عن يحيى بْن معين، وابن الصواف، وعبد اللَّه بْن أحمد بْن حنبل، عن أبيه: تميم بْن نذير.
هكذا روى أَبُو عمر، وقال ابن منده ما تقدم، وأما أَبُو نعيم فلم ينسب إِلَى أحد قولا، بل قال بعد الترجمة: تميم بْن أسيد، وقيل: ابن إياس، والله أعلم.
وقال الأمير أَبُو نصر في باب نذير: بضم النون، وفتح الذال المعجمة أَبُو قتادة العدوي تميم بْن نذير.
روى عنه مُحَمَّد بْن سيرين، وحميد بْن هلال، فخالف في الكنية، وقال في أسيد: بضم الهمزة أَبُو رفاعة تميم بْن أسيد، وقيل: ابن أسيد، والضم أكثر، ابن أسد، وهو عدوي سكن البصرة.
قال: وروى شباب، عن حوثرة بْن أشرس أن اسمه عَبْد اللَّهِ بْن الحارث، وتوفي بسجستان مع عبد الرحمن بْن سمرة.
أخرجه الثلاثة، وقد اختلفت الرواية في: خلت قوائمه من حديد، فرواه بعضهم خلت بالتاء فوقها نقطتان، ونصب قوائمه وحديدًا، ومنهم من رواه خلب بضم الخاء، وآخره باء موحدة، ورفع قوائمه وحديدًا، والخلب: الليف، والله أعلم.(1/427)
515- تميم بن أوس
ب د ع: تميم بْن أوس بْن خارجة بْن سود بْن خزيمة وقيل: سواد بْن خزيمة بْن ذراع بْن عدي بْن الدار بْن هانئ بْن حبيب بْن أنمار بْن لخم بْن عدي بْن عمرو بْن سبأ، كذا نسبه ابن منده، وَأَبُو نعيم، يكنى: أبا رقية بابنته رقية، لم يولد له غيرها، وقال أَبُو عمر: خارجة بْن سواد، ولم ينقل غيره.
وقال هشام بْن مُحَمَّد: تميم بْن أوس بْن جارية بْن سود بْن جذيمة بْن ذراع بْن عدي بْن الدار بْن هانئ بْن حبيب بْن نمارة بْن لخم بْن عدي بْن الحارث بْن مرة بْن أدد بْن زيد بْن يشجب بْن عريب بْن زيد بْن كهلان بْن سبأ بْن يشجب بْن يعرب بْن قحطان، فقد جعل بين سبأ وبين عمرو عدة آباء، وغير فيها أسماء تراها.
حدث عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث الجساسة، وهو حديث صحيح، وروى عنه أيضًا: عَبْد اللَّهِ بْن وهب، وسليمان بْن عامر، وشرحبيل بْن مسلم، وقبيصة بْن ذؤيب، وكان أول من قص، استأذن عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه في ذلك فأذن له، وهو أول من أسرج السراج في المسجد، قاله أَبُو نعيم، وأقام بفلسطين، وأقطعه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بها قرية عينون، وكتب له كتابًا، وهي إِلَى الآن قرية مشهورة عند البيت المقدس.
وقال أَبُو عمر: كان يسكن المدينة، ثم انتقل إِلَى الشام بعد قتل عثمان، وكان نصرانيًا، فأسلم سنة تسع من الهجرة.
وكان كثير التهجد، قام ليلة حتى أصبح بآية من القرآن، فيركع، ويسجد، ويبكي وهي: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ} الآية.
(163) أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، بِإِسْنَادِهِ عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حدثنا شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيُّ، أَنَّ رَوْحَ بْنِ زِنْبَاعٍ زَارَ تَمِيمًا الدَّارِيَّ، فَوَجَدَهُ يُنَقِّي شَعِيرًا لِفَرَسِهِ، وَحَوْلَهُ أَهْلُهُ، فَقَالَ لَهُ رَوْحٌ: أَمَا كَانَ فِي هَؤُلاءِ مَنْ يَكْفِيكَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا مِنَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يُنَقِّي لِفَرَسِهِ شَعِيرًا، ثُمَّ يَعْلِفُهُ عَلَيْهِ إِلا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ حَبَّةٍ حَسَنَةً.
وَرَوَاهُ طَاهِرُ بْنُ رَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ، قَالَ: مَرَرْتُ بِتَمِيمٍ، وَهُوَ يُنَقِّي شَعِيرًا لِفَرَسِهِ، فَقُلْتُ لَهُ.
الْحَدِيثَ.
وَلَهُ أَحَادِيثُ غَيْرُ هَذَا، وَكَانَ لَهُ هَيْئَةٌ وَلِبَاسٌ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/428)
516- تميم بن بشر
س: تميم بْن بشر بْن عمرو بْن الحارث بْن كعب بْن زيد مناة بْن الحارث بْن الخزرج شهد أحدًا.
أخرجه أَبُو موسى كذا مختصرًا.(1/429)
517- تميم بن جراشة
س: تميم بْن جراشة بضم الجيم، وهو ثقفي.
ذكر ابن ماكولا أَنَّهُ وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروى عنه، أَنَّهُ قال: قدمت عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد ثقيف، فأسلمنا وسألناه أن يكتب لنا كتابًا فيه شروط، فقال: اكتبوا ما بدا لكم، ثم ائتوني به، فسألناه في كتابه أن يحل لنا الربا، والزنا، فأبى علي رضي اللَّه عنه أن يكتب لنا، فسألناه خَالِد بْن سَعِيد بْن العاص، فقال له علي: تدري ما تكتب؟ قال: أكتب ما قَالُوا، ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أولى بأمره، فذهبنا بالكتاب إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال للقارئ: اقرأ، فلما انتهى إِلَى الربا، قال: ضع يدي عليها في الكتاب فوضع يده، فقال: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا} الآية.
ثم محاها، وألقيت علينا السكينة، فما راجعناه، فلما بلغ الزنا وضع يده عليها، وقال: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً} الآية، ثم محاه، وأمر بكتابنا أن ينسخ لنا.
أخرجه أَبُو موسى.(1/429)
518- تميم بن الحارث
ب د ع: تميم بْن الحارث بْن قيس بْن عدي بْن سعد بْن سهم القرشي السهمي كان من مهاجرة الحبشة، وقتل بأجنادين من أرض الشام، وهو أخو سَعِيد، وأبي قيس، وعبد اللَّه، والسائب، بني الحارث هؤلاء أسلموا، وله أخ سادس أسر يَوْم بدر، وكان أبوهم الحارث من المستهزئين، وهو الذي يقال له: ابن الغيطلة، وهو اسم أمه، وهي من كنانة.
قال أَبُو عمر: لم يذكر ابن إِسْحَاق تميمًا في مهاجرة الحبشة، وذكر عوضه بشر بْن الحارث.
أخرجه الثلاثة.(1/430)
519- تميم بن حجر
ب د ع: تميم بْن حجر أَبُو أوس الأسلمي كان ينزل بلاد أسلم من ناحية العرج، قاله مُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي، وهو جد بريدة بْن سفيان.
قال ابن منده، وَأَبُو نعيم: وهم ابن سعد.
والصواب ما روى إياس بْن مالك بْن أوس بْن عَبْد اللَّهِ بْن حجر، عن أبيه، عن جده أوس، قال: لما مر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به مهاجرًا، بعث معه مسعودًا مولاه، وقد تقدم في أوس.
أخرجه الثلاثة.(1/430)
520- تميم بن الحمام
د ع: تميم بْن الحمام الأنصاري استشهد يَوْم بدر، وفيه نزلت وفي أصحابه: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ} .
ذكره ابن منده، ورواه عن مُحَمَّدِ بْنِ مروان، عن مُحَمَّدِ بْنِ السائب، عن أَبِي صالح، عن ابن عباس.
قال أَبُو نعيم: ذكره بعض الواهمين، وصحف فيه، وَإِنما هو عمير بْن الحمام، اتفقت رواية الرواة، وأصحاب المغازي والسير أَنَّهُ: عمير بْن الحمام من بني حرام بْن كعب بْن غنم بْن كعب بْن سلمة، والذي صحف في اسمه مُحَمَّد بْن مروان السدي، وتبعه بعض الناس عَلَى هذا التصحيف، ويرد في عمير إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.
حرام: بفتح الحاء والراء، وسلمة: بكسر اللام.(1/430)
521- تميم مولى خراش
ب د ع: تميم مولى خراش بْن الصمة الأنصاري.
شهد بدرًا مع مولاه خراش، ذكره عروة بْن الزبير والزُّهْرِيّ فيمن شهد بدرًا، وشهد أحدًا، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين خباب مولى عتبة بْن غزوان.
أخرجه الثلاثة.(1/431)
522- تميم بن ربيعة
س: تميم بْن ربيعة بْن عوف بْن جراد بْن يربوع بْن طحيل بْن عدي بْن الربعة بْن رشدان بْن قيس بْن جهينة بْن زيد الجهني أسلم، وشهد الحديبية مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبايع بيعة الرضوان تحت الشجرة.
أخرجه أَبُو موسى، وذكره هشام في الجمهرة.(1/431)
523- تميم بن زيد
ب د ع: تميم بْن زيد أخو عَبْد اللَّهِ بْن زيد الأنصاري المازني أَبُو عباد.
يعد في أهل المدينة، روى عنه ابنه عباد.
(164) أخبرنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الثَّقَفِيُّ، إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، أخبرنا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، قَالا: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ، أخبرنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، أخبرنا أَبُو الأَسْوَدِ، أخبرنا عَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ، عن أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ الْمَاءَ عَلَى رِجْلَيْهِ وروي عنه أيضًا: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سئل عن الرجل يجد في الصلاة كأنه قد أحدث، فقال: لا، حتى يسمع صوتًا، أو يجد ريحًا، أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم هكذا.
وأما أَبُو عمر، فقال: تميم الأنصاري المازني والد عباد، قيل فيه: تميم بْن عبد عمرو، وقيل: تميم بْن زيد، وقيل: تميم بْن عاصم، يكنى: أبا الحسن.
روى عنه ابنه عباد، قال: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ، ومسح الماء عَلَى رجليه.
وهو حديث ضعيف الإسناد، قال: وأما ما روى عباد بْن تميم، عن عمه، فصحيح، إن شاء اللَّه تعالى، ولا أعرف تميمًا بغير هذا، وفيه وفي صحبته نظر.
ثم قال في أخيه: عَبْد اللَّهِ بْن زيد بْن عاصم بْن كعب بْن عمرو بْن عوف بْن مبذول بْن عمرو بْن غنم بْن مازن الأنصاري المازني، من بني مازن بْن النجار يعرف: بابن أم عمارة شهد أحدًا، ولم يشهد بدرًا، ثم قال: روى عنه ابن أخيه عباد بْن تميم، فإذا كان قد صحح حديث عباد عن عمه، فكيف لا يعرف تميما.
أخرجه الثلاثة.(1/431)
524- تميم بن سعد
س: تميم بْن سعد التميمي كان في وفد تميم الذين قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلموا.
أخرجه أَبُو موسى مختصرًا.(1/432)
525- تميم بن سلمة
س: تميم بْن سلمة روى حديثه خَالِد الحذاء، عن رجل، عنه، أَنَّهُ قال: بينما أنا عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ انصرف من عنده رجل، فنظرت إليه مواليا معتمًا بعمامة قد أرسل عمامته من ورائه، قلت: يا رَسُول اللَّهِ، من هذا؟ قال: هذا جبرائيل عليه السلام.
أخرجه أَبُو موسى.
قال: وفي الأتباع رجل يقال له: تميم بْن سلمة يروي عن أَبِي الزبير والتابعين، أظنه غير هذا، والله أعلم.
(165) وقال أَبُو موسى: أخبرنا أَبُو زكرياء، أخبرنا عمر بْن أَبِي بكر، أخبرنا مُحَمَّد بْن أحمد بْن عبد الرحمن، أخبرنا عم أَبِي أَبُو مُحَمَّد، حدثنا علي ابن سَعِيد، أخبرنا جَعْفَر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الوراق، أخبرنا عُبَيْد اللَّهِ بْن موسى، أخبرنا مسعر، عن زياد بْن فياض، عن تميم بْن سلمة، قال: قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول اللَّه تعالى رأسه إِلَى رأس حمار "(1/432)
526- تميم بن عبد عمرو
ع س: تميم بْن عبد عمرو أَبُو الحسن المازني كان عاملًا لعلي بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنه عَلَى المدينة، حين خرج إليه سهل بْن حنيف إِلَى العراق.
قاله أَبُو نعيم بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابن إِسْحَاق.
وقال أَبُو موسى، عن أَبِي حفص بْن شاهين، قال: تميم أَبُو الحسن بْن عبد عمرو بْن قيس بْن محرث بْن الحارث بْن ثعلبة بْن مازن بْن النجار، ذكره عن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم، عن مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، عن رجاله.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى، ويذكر في الكنى أتم من هذا إن شاء اللَّه تعالى.(1/433)
527- تميم الغنمي
ب د ع: تميم الغنمي مولى بني غنم بْن السلم بْن مالك بْن الأوس بْن حارثة الأنصاري الأوسي.
بدري، قاله ابن شهاب، وابن إِسْحَاق.
قال أَبُو عمر: شهد بدرًا، وأحدًا في قول جميعهم، قال: وقال ابن هشام: هو مولى سعد بْن خيثمة، وسعد هو المقدم من بني غنم، قال الطبري: السلم بكسر السين.
أخرجه الثلاثة.(1/433)
528- تميم بن غيلان
د ع: تميم بْن غيلان بْن سلمة الثقفي ويرد نسبه عند ذكر أبيه، يقال: إنه ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عنه ابنه الفضل، أَنَّهُ قال: بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا سفيان بْن حرب، والمغيرة بْن شعبة، ورجلًا آخر: إما أنصاريًا، وَإِما خَالِد بْن الْوَلِيد، وأمرهم أن يكسروا طاغية ثقيف، قَالُوا: يا رَسُول اللَّهِ، أين نجعل مسجدهم؟ قال: حيث طاغيتهم حتى يعبد اللَّه حيث كان لا يعبد.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/434)
529- تميم بن معبد
ب: تميم بْن معبد بْن عبد سعد بْن عامر بْن عدي بْن مجدعة بْن حارثة بْن الحارث الأنصاري الأوسي الحارثي شهد أحدًا مع أبيه معبد، ذكره أَبُو عمر في ترجمة أبيه.(1/434)
530- تميم بن نسر
تميم بْن نسر بْن عمرو الأنصاري الخزرجي من بني الخزرج.
شهد أحدًا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاله ابن ماكولا، وذكره في نسر، بالنون المفتوحة والسين المهملة الساكنة، وذكر أيضًا سفيان بْن نسر بالنون أيضًا جعلهما اثنين.
وقال ابن الكلبي: سفيان بْن نسر بْن عمرو بْن الحارث بْن كعب بْن زيد مناة بْن الحارث بْن الخزرج.
شهد بدرًا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد ذكره أَبُو عمر في سفيان، وأما ههنا فلم يخرجه أحد منهم.(1/434)
531- تميم بن يزيد
د ع: تميم بْن يَزِيدَ وقيل: ابن زيد.
مجهول، روى أَبُو المليح الرقي، عن أَبِي هاشم الجعفي، عن تميم بْن يَزِيدَ، قال: دخلنا مسجد قباء، وقد أسفروا، وكان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر معاذًا أن يصلي بهم.
وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/434)
532- تميم بن يعار
ب د ع: تميم بْن يعار بْن قيس بْن عدي بْن أمية بْن خدرة بْن عوف بْن الحارث بْن الخزرج بْن حارثة شهد بدرًا.
كذا قال ابن منده وَأَبُو نعيم: إنه خدري.
وقال ابن الكلبي: إنه من ولد خدارة بْن عوف أخي خدرة، وهذا كما يقال للحكم بْن عمرو الغفاري، وَإِنما هو من ولد نعيلة أخي غفار.
وقال ابن عبد البر: هو تميم بْن يعار بْن نسر بْن عمرو الأنصاري الخزرجي، شهد أحدًا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كذا ذكره علي بْن عمر الدارقطني بالنون والسين غير معجمة، قلت: ومثله قال ابن ماكولا.(1/435)
533- تميم
د ع: تميم غير منسوب.
روى عنه يزيد بْن حصين في قصة سبأ، قيل: إنه تميم الداري، ولا يصح.
روى أَبُو عمرو، عن اللَّيْث بْن سعد، عن موسى بْن عَلِيٍّ، عن يَزِيدَ بْنِ حصين، عن تميم، قال: سئل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن سبأ أرجل أم امرأة؟ وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/435)
باب التاء مع الواو ومع الياء(1/435)
534- توأم أبو دخان
د ع: توءم أَبُو دخان روى حديثه العباس الأزرق، عن هذيل بْن مسعود، عن شعبة بْن دخان بْن التوءم، عن أبيه، عن جده، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن هذا الشعر سجع من كلام العرب.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/435)
535- التيهان بن التيهان
د ع: التيهان أَبُو أَبِي الهيثم بْن التيهان
(166) رواه مُحَمَّد بْن جَعْفَر مطين، عن هناد بْن السري، عن يونس بْن بكير، عن ابن إِسْحَاق، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بْن الحارث التيمي، عن أَبِي الهيثم بْن التيهان، عن أبيه، أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في مسيرة لخيبر لعامر بْن الأكوع، واسم الأكوع سنان: خذ لنا من هنياتك فنزل يرتجز لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويقول:
والله لولا اللَّه ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا
الحديث، أخبرنا به أَبُو جَعْفَر عُبَيْد اللَّهِ بْن أحمد بْن عَلِيٍّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير مثله سواء، كذا قال يونس بْن بكير، وصوابه: إِبْرَاهِيم ابن أَبِي الهيثم، عن أبيه وروى له أَبُو نعيم حديث مُحَمَّد بْن سوقة، عن أسعد بْن التيهان الذي نذكره في الترجمة التي بعد هذه الترجمة، جعلهما واحدًا، وجعلهما ابن منده اثنين.(1/436)
536- التيهان
د: التيهان مجهول، قال ابن منده: في إسناد حديثه نظر.
رواه أَبُو عَبْد اللَّهِ الجعفي، عن مُحَمَّدِ بْنِ سوقة، عن أسعد بْن التيهان الأنصاري، عن أبيه، أَنَّهُ سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد سمع المؤذن، فقال مثل قوله.
قال ابن منده: هذا حديث غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه، أخرج ابن منده هذه الترجمة وحده.
وأما أَبُو نعيم، فأخرج هذا الحديث في التيهان والد أَبِي الهيثم، وقال: في هذا والذي قبله نظر.(1/436)
حرف الثاء
باب الثاء والألف(1/437)
537- ثابت بن أثلة
س: ثابت بْن أثلة الأنصاري الأوسي قتل بخيبر مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبدان، عن ابن إِسْحَاق.
أخرجه أَبُو موسى كذا مختصرًا.(1/437)
538- ثابت مولى الأخنس
س: ثابت مولى الأخنس بْن شريق بْن عمرو بْن وهب الثقفي، حليف بني زهرة بْن كلاب.
وكان ثابت من المهاجرين، ثم شهد مصر، لا يعرف له رواية، قاله عبدان.
أخرجه أَبُو موسى.(1/437)
539- ثابت بن أقرم
ب د ع: ثابت بْن أقرم بْن ثعلبة بْن عدي بْن العجلان بْن حارثة بْن ضبيعة بْن حرام بْن جعل بْن جشم بْن ودم بْن ذبيان بْن هميم بْن ذهل بْن هني بْن بلي وهو ابن عم مرة بْن الحباب بْن عدي البلوي، وحلفه في الأنصار.
قال عروة، وموسى بْن عقبة: إنه شهد بدرًا، وشهد المشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد مؤتة مع جَعْفَر بْن أَبِي طالب، رضي اللَّه عنه، فلما أصيب عَبْد اللَّهِ بْن رواحة دفعت الراية إليه، فسلمها إِلَى خَالِد بْن الْوَلِيد، وقال: أنت أعلم بالقتال مني، وقتل ثابت سنة إحدى عشرة في قتال أهل الردة، وقيل: سنة اثنتي عشرة، قتله طليحة الأسدي، وقتل معه عكاشة بْن محصن، اشترك طليحة، وأخوه في قتلهما، ثم أسلم طليحة.
وقال عروة: إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث سرية قبل نجد، أميرهم ثابت بْن أقرم، فأصيب ثابت فيها، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.(1/437)
540- ثابت بن الجذع
ب د ع: ثابت بْن الجذع واسم الجذع: ثعلبة بْن زيد بْن الحارث بْن حرام بْن كعب بْن غنم بْن كعب بْن سلمة بْن سعد بْن عَلِيِّ بْنِ أسد بْن ساردة بْن يَزِيدَ بْن جشم بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي ثم السلمي.
قال ابن إِسْحَاق: شهد العقبة، وبدرًا، وقتل بالطائف مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال موسى بْن عقبة، والزُّهْرِيّ: إنه بدري.
أخرجه الثلاثة.
حرام: بفتح الحاء المهملة، وبالراء، وسلمة: بكسر اللام.(1/438)
541- ثابت بن الحارث
ب د ع: ثابت بْن الحارث الأنصاري شهد بدرًا، يعد في المصريين.
روى عنه الحارث بْن يَزِيدَ، أَنَّهُ قال: كانت يهود تقول: إذا هلك لهم صغير قَالُوا: هو صديق، فبلغ ذلك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: كذبت يهود، ما من نسمة يخلقها اللَّه تعالى في بطن أمه إلا أَنَّهُ شقي أو سَعِيد، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} الآية.
أخرجه الثلاثة.(1/438)
542- ثابت بن حسان
د ع: ثابت بْن حسان بْن عمرو من بني عدي بْن النجار، لا عقب له، شهد بدرًا، قاله الزُّهْرِيّ.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم مختصرًا.(1/438)
543- ثابت بن خالد
ب د ع: ثابت بْن خَالِد بْن النعمان بْن خنساء بْن عسيرة بْن عبد بْن عوف بْن غنم بْن مالك من بني تيم اللَّه.
هكذا نسبه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو عمر: هو ثابت بْن خَالِد بْن عمرو بْن النعمان بْن خنساء من بني مالك بْن النجار.
قال موسى بْن عقبة، وعروة بْن الزبير، وابن إِسْحَاق: أَنَّهُ شهد بدرًا.
وقال ابن حبيب، عن ابن الكلبي: ثابت بْن خَالِد بْن النعمان بْن خنساء بْن عبد بْن عوف بْن غنم بْن مالك بْن النجار، شهد بدرًا، يجتمع هو، وَأَبُو أيوب في عبد بْن عوف.
أخرجه الثلاثة.
قال ابن منده، عن يونس بْن بكير، عن ابن إِسْحَاق في تسمية من شهد بدرًا من بني غنم: ثابت بْن خَالِد بْن النعمان.
وقال ابن منده: وقال موسى بْن عقبة: من بني تيم اللَّه.
وروى عن ابن شهاب فيمن شهد بدرًا نحو حديث ابن إِسْحَاق، وقال: من بني تيم اللَّه.
قلت: لا شك أن ابن منده قد ظن أن بني غنم غير بني تيم اللَّه، وليس كذلك، فإن غنمًا هو ابن مالك بْن النجار، والنجار هو تيم اللَّه، وكان اسمه: تيم اللات، فقيل: تيم اللَّه، والنجار لقب له، وقد تقدم ذكره، وقد شهد ثابت أحدًا أيضًا، وقتل يَوْم اليمامة، وقيل: بل قتل يَوْم بئر معونة، والله أعلم.(1/439)
544- ثابت بن خنساء
ب س: ثابت بْن خنساء بْن عمرو بْن مالك بْن عدي بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري، شهد بدرًا في قول الواقدي وحده.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
قال أَبُو موسى: وقد أورد الحافظ أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن منده: ثابت بْن خَالِد بْن النعمان بْن خنساء من بني تيم اللَّه، شهد بدرًا، وقتل باليمامة، لا أدري هو هذا أم غيره؟ قلت: لا شك أَنَّهُ غيره، فإن النسب مختلف في الأب والجد، ثم إن ثابت بْن خَالِد من بني مالك بْن النجار، وهذا من بني عدي بْن النجار، فلا أدري كيف اشتبه عليه.(1/439)
545- ثابت بن الدحداح
ب د ع: ثابت بْن الدحداح وقيل: الدحداحة بْن نعيم بْن غنم بْن إياس، يكنى: أبا الدحداح.
كان في بني أنيف، أو في بني العجلان من بلي حلفاء بني زيد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف.
قال مُحَمَّد بْن عمر الواقدي: قال عَبْد اللَّهِ بْن عمار الخطمي: أقبل ثابت بْن الدحداح يَوْم أحد والمسلمون أوزاع، قد سقط في أيديهم، فجعل يصيح: يا معشر الأنصار، إلي، أنا ثابت بْن الدحداحة، إن كان مُحَمَّد قد قتل، فإن اللَّه حي لا يموت، فقاتلوا عن دينكم، فإن اللَّه مظهركم وناصركم، فنهض إليه نفر من الأنصار، فجعل يحمل بمن معه من المسلمين، وقد وقفت له كتيبة خشناء فيها رؤساؤهم: خَالِد بْن الْوَلِيد، وعمرو بْن العاص، وعكرمة بْن أَبِي جهل، وضرار بْن الخطاب، فجعلوا يناوشونهم، وحمل عليه خَالِد بْن الْوَلِيد بالرمح، فأنفذه فوقع ميتًا، وقتل من كان معه من الأنصار، فيقال: إن هؤلاء آخر من قتل من المسلمين يومئذ.
قال الواقدي: وبعض أصحابنا الرواة يقولون: إنه برأ من جراحاته، ومات عَلَى فراشه من جرح أصابه، ثم انتفض به مرجع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الحديبية.
وروى سماك بْن حراب، عن جابر بْن سمرة، قال: صلينا عَلَى ابن الدحداح، رجل من الأنصار، فلما فرغنا منه أتى رجل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بفرس حصان، فركبه حتى رجع، وهذا يؤيد قول من يقول: إنه مات عَلَى فراشه، وقد ذكرناه في كنيته.
أخرجه الثلاثة.(1/440)
546- ثابت بن دينار
س: ثابت بْن دينار وقال إِبْرَاهِيم بْن الجنيد: هو ثابت بْن عازب أخو البراء بْن عازب، وهو والد عدي بْن ثابت.
ذكره أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن ماجة في سننه في الصلاة، عن مُحَمَّدِ بْنِ يحيى، عن الهيثم بْن جميل، عن ابن المبارك، عن أبان بْن ثعلب، عن عدي بْن ثابت، عن أبيه، قال: كان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا قام عَلَى المنبر استقبله أصحابه بوجوههم.
قال ابن ماجة: أرجو أن يكون متصلًا.
وقد ذكر أَبُو موسى: أن عدي بْن ثابت هو ابن هذا، وذكر أَبُو عمر أن عدي بْن ثابت هو: ثابت بْن قيس بْن الخطيم، والله أعلم.
أخرجه أَبُو موسى.(1/440)
547- ثابت بن الربيع
س: ثابت بْن الربيع ذكره عبدان، بِإِسْنَادِهِ عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل عَلَى ثابت بْن الربيع، وهو بالموت، فناداه فلم يجبه، فبكى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: لو سمعني لأجاب، ما فيه عرق إلا وهو يجد ألم الموت عَلَى حدته، وبكى النساء، فنهاهن أسامة بْن زيد، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دعهن يبكين ما دام بين أظهرهن، فإذا وجب فلا أسمعن صوت باكية.
كذا أورده عبدان، والحديث مشهور من رواية جابر، أو جبر بْن عتيك، وفيه أن المنزول به عَبْد اللَّهِ بْن ثابت.
أخرجه أَبُو موسى.(1/441)
548- ثابت بن ربيعة
ب د ع: ثابت بْن ربيعة من بني عوف بْن الخزرج، ثم من بني الحبلى، واسمه: سالم بْن غنم بْن عوف بْن الخزرج أنصاري.
قال موسى بْن عقبة: شهد بدرًا، وقال: يشك فيه.
أخرجه الثلاثة.(1/441)
549- ثابت بن رفاعة
د ع: ثابت بْن رفاعة الأنصاري له ذكر في حديث رواه قتادة مرسلا: أن عم ثابت بْن رفاعة، رجل من الأنصار، أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وثابت يومئذ يتيم في حجره، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إن ثابتا يتيم في حجري، فما يحل لي من ماله؟ فقال: أن تأكل بالمعروف من غير أن تفي مالك بماله.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/441)
550- ثابت بن رفيع
د ع: ثابت بْن رفيع ويقال: رويفع الأنصاري.
سكن البصرة، ثم انتقل إِلَى مصر، تفرد بالرواية عنه الحسن.
وقال أبو عمر: روى عنه الحسن وأهل الشام، روى الحسن، أَنَّهُ كان يؤمر عَلَى السرايا.
قال: وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إياكم والغلول تنكح المرأة قبل أن تقسم، ثم ترد إِلَى المقسم، أو يلبس الرجل الثوب حتى إذا أخلقه رده إِلَى المقسم.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا نعيم، قال: ثابت بْن رفيع، وقال ابن منده، وَأَبُو عمر: ثابت بْن رفيع، وقيل: ثابت بْن رويفع.
قلت: ذكر بعض العلماء ثابت بْن رفيع هذا، وذكر ما تقدم، وقال: هذا مصحف مقلوب، وكذلك قال أَبُو سَعِيد بْن يونس في تاريخ المصريين، فقال: ثابت بْن رويفع بْن ثابت بْن السكن الأنصاري، روى عن ابن أَبِي مليكة البلوي.
روى عنه يزيد بْن أَبِي حبيب، وقد روى الحسن البصري، عن ثابت بْن رفيع، من أهل مصر، كان يؤمر عَلَى السرايا: النهي عن الغلول، قال: وأحسبه ثابت بْن رويفع بْن ثابت هذا، وأباه: رويفع بْن ثابت، وهو عندي الذي روى عنه الحسن.
قال: وَأَبُو سَعِيد أعلم بأهل بلده وأضبط، ومرجع أكثر الأئمة في المصريين إليه، وهذا كلامه، فإن ثابت بْن رويفع هذا إن لم يكن كما ذكر، فلا يعلم من هو، والله أعلم.
ويؤيد هذا ما:
(167) أخبرنا بِهِ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ الأَصْفَهَانِيُّ، إِذْنًا، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حدثنا إِسْرَائِيلُ، عن زِيَادٍ الْمُصَفِّرِ، عن الْحَسَنِ، عن ثَابِتِ بْنِ رُوَيْفِعٍ، مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، كَانَ يُؤْمَرُ عَلَى السَّرَايَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِيَّاكَ وَالْغُلُولَ، الرَّجُلُ يَنْكِحُ الْمَرْأَةَ قَبْلَ أَنْ تُقْسَمَ، ثُمَّ يَرُدُّهَا إِلَى الْمَقْسِمِ، وَيَلْبَسُ الثَّوْبَ حَتَّى يَخْلُقَ، ثُمَّ يَرُّدُهُ إِلَى الْمَقْسِمِ(1/442)
551- ثابت بن زيد الحارثي
د ع: ثابت بْن زيد الحارثي أحد بني الحارث بْن الخزرج من الأنصار، يكنى: أبا زيد الذي جمع القرآن عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واختلف في اسمه، فقيل: قيس بْن زعوراء، وقيل: قيس بْن السكن من بني عدي بْن النجار، فيما ذكره أنس بْن مالك، وهو الصحيح، لقول أنس حين قيل له: من جمع القرآن؟ فقال: معاذ، وأبي بْن كعب، وزيد بْن ثابت، وأحد عمومتي أَبُو زيد، وَإِلى هذا ذهب هشام الكلبي.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/443)
552- ثابت بن زيد بن مالك
ب س: ثابت بْن زيد بْن مالك بْن عبيد بْن كعب بْن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي الأشهلي أخو سعد بْن زيد الذي شهد بدرًا، كنيته أَبُو زيد.
قال عباس بْن مُحَمَّد الدوري، عن يحيى ابن معين، قال: أَبُو زيد الذي جمع القرآن عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه: ثابت بْن زيد.
قال أَبُو عمر: وما أعرف أحدًا قال هذا غير يحيى بْن معين، وقيل غير ذلك.
وسيرد الاختلاف عليه في الكنى في أَبِي زيد إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
وفي قول ابن معين نظر، إن كان جعل أبا زيد الذي جمع القرآن من بني عبد الأشهل، فإن أنسًا قال: أحد عمومتي.
فلا يكون إلا من بني النجار من الخزرج، وبنو عبد الأشهل من الأوس، فلا يكون منهم.
والله أعلم.(1/443)
553- ثابت بن زيد بن وديعة
ثابت بْن زيد بْن وديعة وقيل: ابن يزيد بْن وديعة.
ويرد ذكره في ثابت بْن وديعة، وثابت بْن يَزِيدَ.
ذكره أَبُو عمر في ترجمة ثابت بْن وديعة.(1/444)
554- ثابت بن سفيان
س: ثابت بْن سفيان بْن عدي بْن عمرو بْن امرئ القيس بْن مالك الأغر بْن ثعلبة بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي شهد هو، وابناه، سماك والحارث أحدًا، وقتل الحارث يومئذ.
أخرجه أَبُو موسى.(1/444)
555- ثابت بن سماك
س: ثابت بْن سماك بْن ثابت بْن سفيان بْن عدي وهو حافد الذي قبله، شهد أحدًا، ذكرهما ابن شاهين، فكان هذا ثابت قد شهد هو، وأبوه، وجده أحدًا.
أخرجه أَبُو موسى.(1/444)
556- ثابت بن الصامت
ب د ع: ثابت بْن الصامت الأنصاري يقال: إنه أخو عبادة بْن الصامت.
روى حديثه إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أويس، عن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي حبيبة، عن عبد الرحمن بْن ثابت بْن الصامت، عن أبيه، عن جده، قال: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مسجد بني عبد الأشهل في كساء ملتفًا به يقيه برد الأرض وقد اختلف عَلَى ابن أَبِي حبيبة، فقيل ما ذكرناه، وقيل: عبد الرحمن بْن عبد الرحمن بْن ثابت، وقيل: عبد الرحمن بْن الصامت، عن أبيه، عن جده، قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو عمر: ثابت بْن الصامت الأنصاري أشهلي، روى حديثه ابنه عبد الرحمن، قال: وقد قيل: إن ثابت بْن الصامت توفي في الجاهلية، والصحبة لابنه عبد الرحمن.
أخرجه الثلاثة.
قلت: إن كان أشهليا، كما ذكره أَبُو عمر، فليس بأخ لعبادة بْن الصامت، لأن عبادة خزرجي، وعبد الأشهل من الأوس، وقال أَبُو حاتم بْن حبان: ثابت بْن الصامت الأشهلي يقال: إن له صحبة، ولكن في إسناده إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي حبيبة، يعني: أَنَّهُ ضعيف في الحديث، وهذا يقوي قول أَبِي عمر: إنه أشهلي، وقد ذكر ابن منده، وَأَبُو نعيم عبد الرحمن بْن ثابت في عبد الرحمن، فقالا: عبد الرحمن بْن ثابت بْن الصامت بْن عدي بْن كعب الأنصاري الأشهلي.
وقالا: ذكره البخاري في الصحابة، ومسلم بْن الحجاج في التابعين، وهذا أيضًا يقوي أَنَّهُ أشهلي.
وقال أَبُو أحمد العسكري: ثابت بْن الصامت بْن عدي بْن كعب بْن عبد الأشهل بْن جشم، وليس بأخي عبادة بْن الصامت، لأن عبادة، وأخاه أوسا من الخزرج.
وروى بِإِسْنَادِهِ، عن علي بْن المبارك الصنعاني، عن أَبِي أويس، عن ابن أَبِي حبيبة، عن عَبْد اللَّهِ بْن عبد الرحمن بْن ثابت بْن الصامت، عن أبيه، عن جده، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قام في مسجد بني عبد الأشهل، وذكره يقوي من لم يجعله أخا عبادة، والله أعلم.(1/444)
557- ثابت بن صهيب
ب س: ثابت بْن صهيب بْن كرز بْن عبد مناة بْن عمرو بْن غيان بْن ثعلبة بْن طريف بْن الخزرج بْن ساعدة الأنصاري الخزرجي الساعدي شهد أحدًا، ذكره الطبري.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى مختصرًا.
غيان: بالغين المعجمة والياء المشددة تحتها نقطتان، وآخره نون.(1/445)
558- ثابت بن الضحاك
ب د ع: ثابت بْن الضحاك بْن أمية بْن ثعلبة بْن جشم بْن مالك بْن سالم بْن غنم بْن عوف بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي، كذا نسبه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو عمر: سالم بْن عمرو بْن عوف بْن الخزرج.
وقال الكلبي: سالم بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن الخزرج، وكنيته: أَبُو يزيد، كان يسكن الشام، ثم انتقل إِلَى البصرة، وهو أخو أَبِي جبيرة بْن الضحاك.
كان ثابت بْن الضحاك رديف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الخندق، ودليله إِلَى حمراء الأسد يَوْم أحد، وكان ممن بايع بيعة الرضوان وهو صغير.
قال هذا جميعه أَبُو عمر، وفيه نظر، فإن من يكون دليل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حمراء الأسد وهي سنة ثلاث، وكانت بيعة الرضوان سنة ست، فكيف يكون فيه صغيرًا من كان قبلها دليلا، ولا يكون الدليل إلا كبيرًا، وقول أَبِي عمر، إنه أخو أَبِي جبيرة، فهذا أيضًا غير مستقيم، لأن أبا عمر ساق نسب أَبِي جبيرة بْن الضحاك بْن ثعلبة الأنصاري الأشهلي، وكذلك أيضًا نسبه الكلبي في بني عبد الأشهل، فكيف يكون أخاه، وَأَبُو جبيرة من الأوس، وهذا الذي في هذه الترجمة من الخزرج؟ والعجب منه أَنَّهُ يقول في هذا: إنه أخو أَبِي جبيرة، ولا يقول في الذي بعد هذه الترجمة: إنه أخوه، والنسب واحد، فلو قاله في الثانية لكان أولى.
وقال أَبُو نعيم: ذكر مُحَمَّد بْن سعد: ثابت بْن الضحاك بْن أمية بْن ثعلبة بْن جشم بْن مالك بْن سالم بْن غنم بْن عوف بْن الخزرج، ولم يتابع عليه، ولا يعرف له ذكر، ولا حديث.
أخرجه الثلاثة.(1/445)
559- ثابت بن الضحاك بن خليفة
ب د ع س: ثابت بْن الضحاك بْن خليفة بْن ثعلبة بْن عدي بْن كعب بْن عبد الأشهل كذا نسبه أَبُو عمر، وأما ابن منده، وَأَبُو نعيم فلم يجاوزا في نسبه خليفة، وقالا: إنه أخو أَبِي جبيرة بْن الضحاك، شهد الحديبية.
وقال ابن منده: قال البخاري: إنه شهد بدرًا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو نعيم: هذا وهم، وَإِنما ذكر البخاري في الجامع، أَنَّهُ من أهل الحديبية، واستشهد بحديث أَبِي قلابة عنه، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي:
(168) أخبرنا بِهِ أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: حدثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أخبرنا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامِ بْنِ أَبِي سَلامٍ الدِّمَشْقِيُّ، عن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ أَبَا قِلابَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ ثَابِتَ بْنِ الضَّحَّاكِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ
(169) أخبرنا أَبُو الرُّبَيِّعِ سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَمِيسٍ، أخبرنا أَبِي، أخبرنا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ طَوْقٍ، أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْمُرَجَّى، أخبرنا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، أخبرنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، أخبرنا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ أَبَا قِلابَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ ثَابِتَ بْنَ الضَّحَّاكِ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ بِمِلَّةٍ غَيْرِ الإِسْلامِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَلَيْسَ عَلَى رَجُلٍ نَذْرٌ فِيمَا لا يَمْلِكَ وَرَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عن الْمُزَارَعَةِ.
وَقاَل ابْنُ مَنْدَهْ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِي سِنِينَ، وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ، وَقِيلَ: تُوُفِّيَ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وَأَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مُسْتَدْرِكًا عَلَى ابْنِ مَنْدَهْ، فَقَالَ: ثَابِتُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيُّ أَبُو جُبَيْرَةَ، هَكَذَا أَوْرَدَهُ أَبُو عُثْمَانَ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ أَخُو ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ خَلِيفَةَ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: هُوَ الضَّحَّاكُ بْنُ أَبِي جُبَيْرَةَ، أَوْرَدَهُ فِي غَيْرِ بَابِ الثَّاءِ، انْتَهَى كَلامُ أَبِي مُوسَى.
فَأَمَّا قَوْلُهُ فِي نَسَبِهِ: الضَّحَّاكُ بْنُ ثَعْلَبَةَ فَهُوَ وَهْمٌ، أَسْقَطَ مِنْهُ خَلِيفَةَ، وَمَا لإِخْرَاجِهِ عَلَيْهِ وَجْهٌ، فَإِنَّ بَعْضَ الرُّوَاةِ قَدْ أَسْقَطَ الْجَدَّ الَّذِي هُوَ خَلِيفَةُ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ عَلَى الصَّوَابِ.(1/446)
560- ثابت بن طريف
د ع: ثابت بْن طريف المرادي ثم العرني شهد فتح مصر وغيرها من الأمصار، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عنه أَبُو سالم الجيشاني، ذكره ابن منده، عن ابن يونس بْن عبد الأعلى، قال: وثابت بْن طريف المرادي، ثم العرني شهد فتح مصر، وغيرها من الأمصار، من العرب، له صحبة، فإن العرب لما عاودت الإسلام بعد الردة، ندبهم أَبُو بكر، وعمر رضي اللَّه عنهما إِلَى الجهاد، فسارت العرب إِلَى الشام، والعراق، والذين ساروا إِلَى الشام توجهوا بعد فتحه إِلَى مصر، ففتحوها، فكان فيهم من له صحبة، وفيهم من لا صحبة له، وَإِن أدركوا الجاهلية، فإن كل من شهد الفتوح أيام أَبِي بكر وعمر أدركوا الجاهلية، فإن آخر أيام عمر بعد وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثلاث عشرة سنة تقريبًا، فكل من قاتل في أيامهما كان كبيرًا في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والله أعلم، فلهذا أحال أَبُو نعيم عَلَى ابن منده، فقال: ذكر الحاكي، عن أَبِي سَعِيد: أَنَّهُ صحابي، وأنه أدرك الجاهلية.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/447)
561- ثابت بن أبي عاصم
ع س: ثابت بْن أَبِي عاصم قال أَبُو نعيم: ذكره ابن أَبِي عاصم في الصحابة، وهو بالتابعين أشبه.
(170) أخبرنا أَبُو مُوسَى، كِتَابَةً، أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، أخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ الْقَبَّابُ، أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ صُبَيْحٍ، أخبرنا بَقِيَّةُ، أخبرنا عَقِيلُ بْنُ مُدْرِكٍ، عن ثَعْلَبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عن ثَابِتِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ أَدْنَى رَوْعَاتِ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ صِيَامُ سَنَةٍ وَقِيَامُهَا، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَدْنَى رَوْعَاتِ الْمُجَاهِدِينَ؟ قَالَ: يَسْقُطُ سَوْطُهُ وَهُوَ نَاعِسٌ فَيَنْزِلُ فَيَأْخُذُهُ.
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو مُوسَى(1/448)
562- ثابت بن عامر
ب: ثابت بْن عامر بْن زيد الأنصاري شهد بدرًا.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.(1/448)
563- ثابت بن عبيد
ب: ثابت بْن عبيد الأنصاري شهد بدرًا، وشهد صفين مع علي بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنه.
أخرجه أَبُو عمر.(1/448)
564- ثابت بن عتيك
د ع: ثابت بْن عتيك الأنصاري من بني عمرو بْن مبذول قتل يَوْم الجسر مع أَبِي عبيد الثقفي سنة خمس عشرة، قاله ابن منده، عن عروة، والزُّهْرِيّ، وقال أَبُو نعيم مثله.
وقال عروة فيمن استشهد يَوْم جسر المدائن مع سعد بْن أَبِي وقاص من الأنصار من بني عمرو بْن مبذول: ثابت بْن عتيك.
قلت: وهذا ليس بصحيح، فإن سعدًا لم يكن له عَلَى المدائن قتال عند جسر، إنما عبروا دجلة عَلَى دوابهم، وَإِنما كان يَوْم الجسر يَوْم قس الناطف مع أَبِي عبيد الثقفي والد المختار، وفيه قتل أَبُو عبيد.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/448)
565- ثابت بن عدي
س: ثابت بْن عدي بْن مالك بْن حرام بْن خديج بْن معاوية بْن مالك بْن عوف بْن عمرو الأنصاري الأوسي المعاوي أخو عبد الرحمن، وسهل، والحارث، شهدوا جميعًا أحدًا.
أخرجه أَبُو موسى، ولم يتجاوز بنسبه معاوية.(1/449)
566- ثابت بن عمرو بن زيد
ب د ع: ثابت بْن عمرو بْن زيد بْن عدي بْن سواد بْن أشجع الأنصاري حليف لهم من بني النجار، قتل بأحد.
قاله ابن إِسْحَاق، والزُّهْرِيّ، وغيرهما.
نسبه ابن منده هكذا، وفيه خبط، فإنه جعل النسب إِلَى أشجع، وجعله أنصاريًا، وقال: حليف لهم من بني النجار، فبنو النجار من الأنصار، فكيف يكون النسب من أشجع من بني النجار، وبنو النجار ليسوا من أشجع، إنما هم من الأنصار؟ فلو وصل النسب إِلَى أشجع، وقال: حليف للأنصار، أو لبني النجار لكان مستقيمًا، عَلَى أن هذا النسب إِلَى سواد من نسب الأنصار، وليس من نسب أشجع.
وقال أَبُو عمر: ثابت بْن عمرو بْن عدي بْن سواد بْن مالك بْن غنم بْن مالك بْن النجار.
وهذا نسب صحيح إِلَى النجار.
وقال: شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد شهيدًا في قول الجميع، ولم يجعله ابن إِسْحَاق في البدريين.
وأما أَبُو نعيم، فإنه قال: ثابت بْن عمرو الأشجعي، حليف الأنصار، شهد بدرًا، وذكر عن عروة بْن الزبير في تسمية من شهد بدرًا: ثابت بْن عمرو بْن زيد بْن عدي بْن سواد بْن عصمة، حليف لهم من أشجع، وفيه أيضًا نظر، عَلَى أن كثيرًا من حلفاء الأنصار قد طال مقامهم، ومقام آبائهم فيهم، فصاروا ينتسبون إليهم بالبنوة، مثاله: كعب بْن عجرة كان ينتسبه إِلَى بلي، عَلَى ما نذكره في اسمه، ثم انتسب في بني عمرو بْن عوف من الأنصار، فقال بعض العلماء فيه: أنصاري، وقال بعضهم: بلوي حليف للأنصار، وربما قيل: أنصاري بالحلف، وهذا يمشي قول ابن منده وأبي نعيم في سياقة النسب إِلَى الأنصار، وفي قولهم: أشجعي، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.(1/449)
567- ثابت بن عمرو الأنصاري
ع: ثابت بْن عمرو الأنصاري شهد بدرًا، أخرجه أَبُو نعيم وحده.
وروى عن موسى بْن عقبة، عن ابن شهاب، في تسمية من شهد بدرًا من الأنصار، ثم من بني مالك بْن النجار: ثابت بْن عمرو بْن زيد بْن عدي.
قلت: وهذا الاسم هو الاسم الذي في الترجمة قبله، فلا أعلم لأي معنى أفرده بترجمة أخرى، مع وقوفه عَلَى النص، وليس له عذر، إلا أَنَّهُ حيث رَأَى في الأول أَنَّهُ أشجعي، ورأى في هذا أَنَّهُ من بني مالك بْن النجار، ظنهما اثنين وهذا كثير يفعله النسابون في الشخص الواحد، منهم من ينسبه إِلَى قبيلته ومنهم ينسبه إِلَى حلفه، وقد يوصل النسب إِلَى الحلف كما ذكرناه قبل، ولهذه العلة لم يستدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده مع وقوفه عَلَى كتاب أَبِي نعيم، والله أعلم.(1/450)
568- ثابت بن قيس
ب س: ثابت بْن قيس بْن الخطيم بْن عمرو بْن يَزِيدَ بْن سواد بْن ظفر قاله أَبُو عمر.
وقال ابن الكلبي، وَأَبُو موسى: هو قيس بْن الخطيم بْن عدي بْن عمرو بْن سواد بْن ظفر الأنصاري الظفري، وظفر: بطن من الأوس، مذكور في الصحابة، مات في خلافة معاوية.
وأبوه: قيس بْن الخطيم أحد الشعراء، مات عَلَى شركه قبل قدوم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المدينة مهاجرًا، وشهد ثابت مع علي بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنه الجمل، وصفين والنهروان.
ولثابت بْن قيس ثلاثة بنين: عمر، ومحمد، ويزيد، قتلوا يَوْم الحرة، وليس لثابت هذا رواية، وابنه عدي بْن ثابت بْن الرواة الثقات.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.(1/450)
569- ثابت بن قيس
ب د ع: ثابت بْن قيس بْن شماس بْن زهير بْن مالك بْن امرئ القيس بْن مالك وهو الأغر بْن ثعلبة بْن كعب بْن الخزرج، وأمه امرأة من طيء، يكنى: أبا مُحَمَّد بابنه مُحَمَّد، وقيل: أَبُو عبد الرحمن.
وكان ثابت خطيب الأنصار، وخطيب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما كان حسان شاعره، وقد ذكرنا ذلك قبل، وشهد أحدًا، وما بعدها، وقتل يَوْم اليمامة، في خلافة أَبِي بكر شهيدًا.
(171) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُقْرِئُ، أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ، أخبرنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ، أخبرنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ، أخبرنا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ، عن ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: أَنَبْأَنِي مُوسَى بْنُ أَنَسٍ، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افْتَقَدَ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ، فَقَالَ: مَنْ يَعْلَمْ لِي عِلْمَهُ؟، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَهَبَ فَوَجَدَهُ فِي مَنْزِلِهِ جَالِسًا مُنَكِّسًا رَأْسَهُ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: شَرٌّ، كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي فَوْقَ صَوْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلِي، وَأَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَأَعْلَمَهُ، قَالَ مُوسَى بْنُ أَنَسٍ: فَرَجَعَ إِلَيْهِ، وَاللَّهِ، فِي الْمَرَّةِ الأَخِيرَةِ بِبِشَارَةٍ عَظِيمَةٍ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَقُلْ لَهُ: لَسْتَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَلَكِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ
(172) أخبرنا عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ، بِإِسْنَادِهِمْ عن أَبِي عِيسَى، أخبرنا قُتَيْبَةُ، أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عن سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو بَكْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ عُمَرُ، نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو عُبَيْدَةَ، نِعْمَ الرَّجُلُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ قال أنس بْن مالك: لما انكشف الناس يَوْم اليمامة قلت لثابت بْن قيس بْن شماس: ألا ترى يا عم؟ ووجدته يتحنط، فقال: ما هكذا كنا نقاتل مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بئس ما عودتم أقرانكم، وبئس ما عودتكم أنفسكم، اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء، يعني: الكفار، وأبرأ إليك مما يصنع هؤلاء، يعني: المسلمين، ثم قاتل حتى قتل، بعد أن ثبت هو، وسالم مولى أَبِي حذيفة، فقاتلا حتى قتلا، وكان عَلَى ثابت درع له نفيسة، فمر به رجل من المسلمين فأخذها، فبينما رجل من المسلمين نائم أتاه ثابت في منامه، فقال له: إني أوصيك بوصية، فإياك أن تقول: هذا حلم، فتضيعه، إني لما قتلت أمس، مر بي رجل من المسلمين، فأخذ درعي، ومنزله في أقصى الناس، وعند خبائه فرس يستن في طوله، وقد كفأ عَلَى الدرع برمة، وفوق البرمة رحل، فَأْتِ خالدا، فمره فليبعث فليأخذها، فإذا قدمت المدينة عَلَى خليفة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعني: أبا بكر، فقل له: إن علي من الدين كذا وكذا، وفلان من رقيقي عتيق، وفلان، فاستيقظ الرجل، فأتى خالدًا فأخبره، فبعث إِلَى الدرع، فأتي بها عَلَى ما وصف، وحدث أبا بكر رضي اللَّه عنه برؤياه، فأجاز وصيته، ولا يعلم أحد أجيزت وصيته بعد موته سواء.
روى عنه: أنس بْن مالك، وأولاده: مُحَمَّد، ويحيى، وعبد اللَّه أولاد ثابت، وقتلوا يَوْم الحرة.
أخرجه الثلاثة.(1/451)
570- ثابت بن مخلد
د ع: ثابت بْن مخلد بْن زيد بْن مخلد بْن حارثة بْن عمرو وهو أحد ولد عامر بْن لوذان بْن خطمة.
قتل يَوْم الحرة.
لا عقب له.
روى حديثه مُحَمَّد بْن بكر، عن ابن جريج، عن مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عن أَبِي أيوب، عن ثابت بْن مخلد، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من ستر مسلمًا ستره اللَّه في الدنيا والآخرة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
قال أَبُو نعيم: هذا وهم ظاهر، لأن الأثبات رووه عن مُحَمَّدِ بْنِ بكر، فقالوا: عن ابن المنكدر، عن مسلمة بْن مخلد، ورواه يحيى بْن أَبِي بكر، عن ابن جريج، فقال: مسلمة بْن مخلد.
مخلد: بضم الميم، وفتح الخاء المعجمة، واللام المشددة.(1/452)
571- ثابت بن مري
ثابت بْن مري بْن سنان بْن ثعلبة بْن عبيد بْن ثعلبة بْن ثابت بْن عبيد بْن الأبجر كان صغيرًا عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخوه لأمه: سمرة بْن جندب، قاله العدوي.(1/453)
572- ثابت بن مسعود
ب س: ثابت بْن مسعود قال أَبُو عمر: قال صفوان بْن محرز: كان جاري رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحسبه ثابت بْن مسعود، فما رأيت أحسن جوارًا منه، وذكر الخير، هذا كلام أَبِي عمر.
وأخرجه أَبُو موسى مستدركًا عَلَى ابن منده، وقال: ثابت بْن مسعود.
قال: وقال عبدان: لا أعرف له حديثًا إلا ذكر صفوان له، قال: وأخرجه أَبُو عثمان سَعِيد بْن يعقوب السراج في الأفراد، وأورد له ما كتبه عَبْد اللَّهِ بْن مندويه عنه.
قال: حدثنا أحمد بْن يحيى، حدثنا الحجاج، أخبرنا حماد، عن ثابت البناني، عن صفوان بْن محرز البناني، قال: كنت أصلي خلف المقام، وَإِلى جنبي رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحسبه ثابت بْن مسعود، وكنت إذا جهرت بالقراءة خفض عني صوته، فلم أر جارًا أحسن جوارًا منه، وكنت إذا تتعتعت فتح علي، فلما انصرفت دخلت الطواف، فلحقني فأخذ بيدي، وقال: الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، إنك لا تزال بخير ما ساقك الروح وساق إليك.
قال أَبُو موسى: كذا أورداه، والعجب من رجلين حافظين، كيف وقع لهما هذا الوهم، قال: وأظن أن الصواب الصحيح فيه، يحسبه ثابت، وهو البناني الراوي له أن ذاك الرجل من الصحابة ابن مسعود، فابن مسعود: نصب مفعول ثان لقوله: يحسبه، ولولا ذلك لقال: وَإِلى جنبي رجل أحسبه ثابت بْن مسعود والله أعلم.
قلت: قد أورده أَبُو عمر، وقال: أحسبه، كما ذكرناه أولا.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.(1/453)
573- ثابت بن معبد
د ع: ثابت بْن معبد روى أن رجلا سأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن امرأة من قومه أعجبه حسنها، رواه عُبَيْد اللَّهِ بْن عمرو، عن رجل من كلب، عنه، وهو وهم، والصواب ما رواه علي بْن معبد، وغيره، عن عُبَيْد اللَّهِ بْن عمرو، عن عَبْد الْمَلِكِ بْن عمير، عن ثابت بْن معبد، عن رجل من كلب، وثابت بْن معبد تابعي كوفي.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/454)
574- ثابت بن المنذر
ثابت بْن المنذر بْن حرام بْن عمرو بْن زيد مناة بْن عدي بْن عمرو من بني مالك بْن النجار بْن أوس.
شهد بدرا.
كذا قال ابن منده: النجار بْن أوس.
وقال بِإِسْنَادِهِ عن ابن إِسْحَاق في تسمية من شهد بدرًا من بني مالك بْن النجار بْن أوس: ثابت بْن المنذر بْن حرام.
قال أَبُو نعيم: هذا وهم من ابن لهيعة لم ينبه الواهم عليه، فإن النجار هو ابن ثعلبة بْن عمرو بْن الخزرج.
قلت: والذي أظنه رَأَى في نسخه سقيمة من بني مالك بْن النجار: أوس بْن ثابت، فأضاف الناسخ بعد النجار ابن وظنه النجار بْن أوس، وليس كذلك، وَإِنما هو من بني مالك بْن النجار: أوس بْن ثابت بْن المنذر بْن حرام أخو حسان بْن ثابت، وقد تقدم في أوس، والله أعلم.(1/454)
575- ثابت بن النعمان
د ع: ثابت بْن النعمان بْن أمية بْن امرئ القيس يكنى: أبا حبة البدري.
شهد فتح مصر، قاله ابن منده، عن أَبِي سَعِيد بْن يونس.
قال أَبُو نعيم: ذكره بعض الرواة، أَنَّهُ المكنى بأبي حبة البدري، وحكي عن أَبِي سَعِيد بْن يونس، أَنَّهُ شهد فتح مصر.
وروى الزُّهْرِيّ، عن ابن حزم، أن ابن عباس، وأبا حبة الأنصاري، يقولان: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث المعراج، قال: ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام.
وأما أَبُو عمر فلم يذكر هذه الترجمة، وَإِنما ذكر في الكنى: أبا حبة الأنصاري البدري، وذكر الاختلاف في اسمه، وكنيته، وفي بعض ما ذكر اسمه ثابت بْن النعمان، وهو أخو سعد بْن خيثمة لأمه.
وقال ابن ماكولا، عن ابن البرقي، وابن يونس: ثابت بْن النعمان بْن أمية بْن امرئ القيس بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس، كنيته: أَبُو حبة، وذكره ابن إِسْحَاق فيمن استشهد يَوْم أحد، فقال فيه: أَبُو حبة، ونسبه إِلَى بني عمرو بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عوف، فإن كان قد قتل يَوْم أحد، فلا تصح الرواية عنه متصلة، والله أعلم.
وقد اختلف في حبة، فقيل: بالباء الموحدة، وقيل: بالنون، ويرد في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/454)
576- ثابت بن النعمان بن الحارث
ب: ثابت بْن النعمان بْن الحارث بْن عبد رزاح بْن ظفر الأنصاري الأوسي من بني ظفر، مذكور في الصحابة.
أخرجه أَبُو عمر.(1/455)
577- ثابت بن النعمان بن زيد
ب س: ثابت بْن النعمان بْن زيد بْن عامر بْن سواد بْن ظفر الأنصاري الظفري مذكور في الصحابة، قاله أَبُو عمر.
واستدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، فقال: ثابت بْن النعمان، ذكره عبدان، وابن شاهين، فقال ابن شاهين: ثابت بْن النعمان بْن زيد بْن عامر بْن سواد بْن ظفر، قال: ويقال أيضًا: ثابت بْن النعمان بْن الحارث بْن عبد رزاح بْن ظفر، قال: وقال عبدان: ثابت بْن النعمان بْن أمية بْن امرئ القيس بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس، كنيته: أَبُو الضياح.
وروى بِإِسْنَادِهِ عن موسى بْن عقبة، عن الزُّهْرِيّ، قال: وشهد بدرًا من الأنصار من بني عمرو بْن عوف، ثم من بني ثعلبة بْن عمرو بْن عوف: ثابت بْن النعمان أَبُو الضياح، قتل بخيبر، قال عبدان: قال ابن إِسْحَاق: وقتل بخيبر من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذكر القصة، ثم قال: أَبُو الضياح ثابت بْن النعمان بْن أمية بْن امرئ القيس بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عوف، وقد أورد الحافظ أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن منده: ثابت بْن النعمان بْن أمية بْن امرئ القيس، وقال: يكنى أبا حبة البدري، وكأن هؤلاء غير ذاك، انتهى كلام أَبِي موسى.
قلت: قد أخرج أَبُو موسى، عن ابن شاهين في هذه الترجمة نسب ثابت بْن النعمان، كما ذكرناه، فقال: ثابت بْن النعمان بْن زيد بْن عامر بْن سواد بْن ظفر، قال: ويقال: ثابت بْن النعمان بْن الحارث بْن عبد رزاح بْن ظفر، وقال: ويقال: ثابت بْن النعمان بْن أمية بْن امرئ القيس بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس، كنيته: أَبُو الضياح، فقد ظن أَبُو موسى، وابن شاهين أن هذه الأنساب الثلاثة لرجل واحد، فلهذا جمعاها في ترجمة واحدة، أما النسبان الأولان فلهما فيهما بعض العذر، إذ هما من بطن واحدة وهو ظفر، وعلى الحقيقة فلا عذر، فإن أحدهما من بني سواد بْن ظفر، والآخر من بني عبد رزاح بْن ظفر، وأما النسب الثالث الذي هو من بني ثعلبة بْن عمرو بْن عوف، فلا عذر لهما، فإن ظفرًا، وثعلبة لا يجتمعان إلا في مالك بْن الأوس، فكيف يشتبه أن يكون هو هو؟ هذا بعيد وقوعه، وأما النسبان اللذان إِلَى ظفر، فقد فرق أَبُو عمر بينهما كما ذكرناه عنه، وجعلهما اثنين، الأول: ثابت بْن النعمان بْن الحارث بْن عبد رزاح بْن ظفر، والثاني: ثابت بْن النعمان بْن زيد بْن عامر بْن سواد بْن ظفر، والحق معه، فإنه ليس بينهما ما يوجب أن يكونا واحدًا إلا اجتماعهما في ظفر، وكل البطون يكون منها جماعة من الصحابة، فعلى هذا يجعل الجميع واحدًا، لاجتماعهم في بطن واحد، والله أعلم.(1/455)
578- ثابت بن هزال
ب د ع: ثابت بْن هزال بْن عمرو الأنصاري من بني عمرو بْن عوف بْن الخزرج.
من بلحبلى شهد بدرًا، والله أعلم، قاله الزُّهْرِيّ، وقتل يَوْم اليمامة، قاله ابن منده.
وأما أَبُو عمر، فإنه قال: من بني عمرو بْن عوف، شهد بدرًا، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقتل يَوْم اليمامة.
وقال يونس بْن بكير، عن ابن إِسْحَاق فيمن استشهد يَوْم اليمامة، قال: ومن بني سالم بْن عوف: ثابت بْن هزال.
أخرجه الثلاثة.(1/456)
579- ثابت بن وائلة
ب: ثابت بْن وائلة قتل يَوْم خيبر شهيدًا.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.(1/457)
580- ثابت بن وديعة
ب د: ثابت بْن وديعة بْن جذام أحد بني أمية بْن زيد بْن مالك من بني عمرو بْن عوف.
من الأنصار، ثم من أوس، يكنى: أبا سَعِيد، وكان أبوه من المنافقين، عداده في أهل المدينة، قاله ابن منده، عن مُحَمَّدِ بْنِ سعد كاتب الواقدي.
وقال أَبُو نعيم: ثابت بْن يَزِيدَ بْن وديعة عَلَى ما نذكره بعد هذه الترجمة.
وقال أَبُو عمر: ثابت بْن وديعة، نسب إِلَى جده وهو: ثابت بْن يَزِيدَ بْن وديعة بْن عمرو بْن قيس بْن جزي بْن عدي بْن مالك بْن سالم، وهو الحبلي، ابن عوف بْن عمرو بْن الخزرج الأكبر الأنصاري، قال الواقدي: يكنى: أبا سعد، والبراء بْن عازب حديثه في الضب، يختلفون فيه اختلافًا كثيرًا، وأما حديثه في الحمر الأهلية يَوْم فتح خيبر فصحيح.
(173) أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الصُّوفِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، قَالَ: حدثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، أخبرنا خَالِدٌ، عن حُصَيْنٍ، عن زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عن ثَابِتِ بْنِ وَدِيعَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَيْشٍ فَأَصَبْنَا ضِبَابًا، فَشَوَيْتُ مِنْهَا ضَبًّا، فَأَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضْعُتُه بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: فَأَخَذَ عُودًا بِأَصَابِعِه، وَقَالَ: إِنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُسِخَتْ دَوَابَّ، وَإِنِّي لا أَدْرِي أَيُّ الدَّوَابِّ هِيَ؟ فَلَمْ يَأْكُلْ، وَلَمْ يَنْهَ.
وَرُوِيَ مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ، كُلُّهُا عن ثَابِتِ بْنِ وَدِيعَةَ.
وَرَوَاهُ وَرْقَاءُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ فِي جَمَاعَةٍ، عن حُصَيْنٍ، عن زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عن ثَابِتِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ.
وَرَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عن عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عن زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عن حُذَيْفَةَ.
وَرَوَاهُ شُعْبَةُ، عن حُصَيْنٍ، عن زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عن حُذَيْفَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو عُمَرَ وديعة: بفتح الواو، وكسر الدال.(1/457)
581- ثابت بن وقش
ب د ع س: ثابت بْن وقش بْن زعوراء الأنصاري كذا نسبه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
قال أَبُو عمر: ثابت بْن وقش بْن زغبة بْن زعوراء بْن عبد الأشهل، فزاد في النسب: زغبة، وهو الصحيح، ومثله قال الكلبي.
استشهد بأحد، جعله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الآطام هو، وحسيل بْن جابر أَبُو حذيفة بْن اليمان، لما سار إِلَى أحد، وهما شيخان كبيران، فقال أحدهما لصاحبه: ما ننتظر؟ والله ما نحن إلا هامة اليوم أو غدًا، فلو خرجنا، أفلا نأخذ أسيافنا، ثم نلحق برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعل اللَّه يرزقنا الشهادة؟ فأخذا أسيافهما حتى دخلا في الناس، ولم يعلم بهما، فأما ثابت فقتله المشركون، وأما حسيل فاختلف عليه أسياف المسلمين، وهم لا يعرفونه فقتلوه.
قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وأما أَبُو موسى، فإنه استدركه عَلَى ابن منده، فقال: ثابت، ورفاعة ابنا وقش بْن زغبة بْن زعوراء بْن عبد الأشهل، قتل يَوْم أحد، وقتل معهما سلمة، وعمرو ابنا ثابت، قال أَبُو موسى: فرق ابن شاهين بين ثابت بْن وقش هذا، وبين ثابت بْن وقش بْن زعوراء.
أخرجه الثلاثة، وَأَبُو موسى.
قلت: لا أشك أنهما واحد، وهذا فرق بعيد جدًا، وَإِنما أسقط بعض الرواة زغبة من النسب، فإنهم جرت عادتهم بمثله كثيرًا، فلو أراد هذا المفرق بينهما أن ينسبهما لم يجد لهما إلا نسبًا واحدًا إِلَى زعوراء بْن عبد الأشهل، وأنهما قتلا يَوْم أحد، وهذا جميعه يدل أنهما واحد، وقد نسب ابن الكلبي سلمة بْن ثابت، وعمرو بْن ثابت بْن وقش بْن زغبة بْن زعوراء بْن عبد الأشهل، وأنهما قتلا يَوْم أحد، فكيف يكون الاتحاد إلا هكذا؟ وقال أيضًا: إن عمرًا هو: أصيرم بني عبد الأشهل الذي دخل الجنة، ولم يصل صلاة قط، والله أعلم.(1/458)
582- ثابت بن يزيد بن وديعة
د ع: ثابت بْن يَزِيدَ بْن وديعة وقيل: ابن زيد بْن وديعة، يكنى: أبا سعد.
له صحبة، نزل الكوفة، روى عنه: البراء بْن عازب، وزيد بْن وهب، وعامر بْن ربيعة البجلي، قاله أَبُو نعيم، وذكر فيه حديث الضب الذي تقدم في ثابت بْن وديعة، وجعل هذا، وثابت بْن وديعة واحدًا، وكذلك أَبُو عمر، وأما ابن منده، فإنه جعلهما اثنين، وجعل لهما ترجمتين، ومع هذا فجعل الراوي عنهما في الترجمتين البراء، وزيدًا وسامرًا، والمتن واحد، وهو الضب، فلا أدري لم جعلهما اثنين؟ وقد تقدم الكلام عنهما في ثابت بْن وديعة، ولو نسب ابن منده هذا لظهر له الحق، والله أعلم.
أخرجه ههنا ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وأخرجه في ثابت بْن وديعة ابن منده، وَأَبُو عمر.(1/459)
583- ثابت بن يزيد
د ع: ثابت بْن يَزِيدَ روى عنه عبد الرحمن بْن عائذ الحمصي الأزدي، أَنَّهُ قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورجلي عرجاء لا تمس الأرض، فدعا لي، فبرأت حتى استوت مع الأخرى.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وقال ابن منده: هذا حديث غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه.(1/459)
584- ثابت بن يزيد الأنصاري
د ع: ثابت بْن يَزِيدَ الأنصاري قال أَبُو نعيم: أراه الأول، يعني: الذي قبل هذه الترجمة الذي دعا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لرجله فبرأت.
وقال: روى عنه: الشعبي، وعامر بْن سعد حديثه في الكوفيين.
وروى أَبُو نعيم، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي إِسْحَاق، عن عامر بْن سعد، قال: دخلت عَلَى قرظة بْن كعب، وثابت بْن يَزِيدَ، وأبي سَعِيد الأنصاري، وَإِذا عندهم جوار وأشياء، فقلت: إن كنت تسمع، وَإِلا فامض، فإن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رخص لنا في اللهو عند العرس، وفي البكاء عند الموت.
وقال ابن منده: ثابت بْن يَزِيدَ الأنصاري، وهو وهم، وقيل: عَبْد اللَّهِ بْن ثابت.
وروى عن ابن أَبِي زائدة، عن مجالد، وحريث بْن أَبِي مطر، عن الشعبي، يزيد بعضهم عَلَى بعض، فذكر بعضهم ثابت بْن يَزِيدَ، وبعضهم عن غيره، قال: جاء عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه بكتاب إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أقرأ عليك هذا الكتاب؟ فغضب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وأما أَبُو عمر فلم يخرجه عن ثابت، وَإِنما أخرجه في عَبْد اللَّهِ، فقال: عَبْد اللَّهِ بْن ثابت الأنصاري، هو أَبُو أسيد، يعني: بالضم، وقيل: أَبُو أسيد، يعني: بالفتح، قال: والصواب بالفتح.
روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كلوا الزيت.
وروى عنه أيضًا أَنَّهُ نهى عن قراءة كتب أهل الكتاب، ثم ذكره في الكنى، فقال: أَبُو أسيد ثابت الأنصاري، وقيل: عَبْد اللَّهِ بْن ثابت كان يخدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كلوا الزيت، وقيل: أَبُو أسيد بالضم، والصواب بالفتح، وَإِسناده مضطرب.
وكان يلزم أبا عمر أن يخرجه ههنا، لأنه ذكر أن اسم أَبِي أسيد ثابت.
وقد ذكره ابن ماكولا، فقال: أَبُو أسيد، يعني: بالفتح، ابن ثابت، روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كلوا الزيت روى عنه عطاء الشامي، وقيل: بالضم، ولا يصح.(1/459)
باب الثاء مع الراء ومع العين(1/461)
585- ثروان بن فزارة
س: ثروان بْن فزارة بْن عبد يغوث بْن زهير وهو الصتم، يعني: التام بْن ربيعة بْن عمرو بْن عامر بْن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو الذي يقول:(1/461)
586- ثعلبة بن أبي بلتعة
ثعلبة بْن أَبِي بلتعة أخو حاطب بْن أَبِي بلتعة.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعامة روايته عن الصحابة، قاله الترمذي.
ذكره ابن الدباغ الأندلسي.(1/461)
587- ثعلبة البهراني
س: ثعلبة البهراني ذكره عبدان بْن مُحَمَّد، عن علي بْن إشكاب، عن أَبِي ذر، عن موسى بْن أعين الجزري، عن عبد الكريم، عن فرات، عن ثعلبة البهراني، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يوشك العلم أن يختلس من العالم حتى لا يقدروا منه عَلَى شيء، قَالُوا: يا رَسُول اللَّهِ، كيف يختلس، وكتاب اللَّه بيننا نعلمه أبناءنا؟ فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فما يغني عنهم.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: هذا الحديث يعرف بأبي الدرداء.(1/461)
588- ثعلبة بن الجذع الأنصاري
د ع: ثعلبة بْن الجذع الأنصاري من بني الخزرج، ثم من بني سلمة، ثم من بني حرام بْن كعب بْن غنم بْن كعب بْن سلمة، شهد بدرًا، قاله عروة والزُّهْرِيّ.
قال ابن منده: قتل يَوْم الطائف، وقال أَبُو نعيم: وروى عن عروة والزُّهْرِيّ في البدريين: ثعلبة الذي يدعى الجذع، جعل الجذع لقبًا له لا اسمًا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
قلت: الحق مع أَبِي نعيم، فإن الجذع لقب ثعلبة لا اسمه، وَإِنما ثابت بْن الجذع الذي تقدم ذكره هو اسم أبيه، وأظن أن ابن منده قد اعتقد أن هذا مثله، ولو علم أن هذا ثعلبة الجذع هو أَبُو ثابت لم يقله، والله أعلم.(1/462)
589- ثعلبة بن الحارث
د ع: ثعلبة بْن الحارث بْن حرام بْن كعب بْن غنم بْن كعب بْن سلمة شهد بدرًا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقتل بالطائف شهيدًا، قاله ابن منده.
وقال أَبُو نعيم في ترجمة ثعلبة بْن الجذع ما تقدم ذكره، وقال فيها أيضًا بِإِسْنَادِهِ عن موسى بْن عقبة، عن ابن شهاب في تسمية من شهد بدرًا من الخزرج، ثم من بني سلمة، ثم من بني حرام: ثعلبة الذي يدعى الجذع.
وقال: ذكره بعض المتأخرين، يعني: ابن منده، فقال: ثعلبة بْن الحارث بْن حرام بْن كعب بْن غنم بْن كعب بْن سلمة، شهد بدرًا، وقتل يَوْم الطائف شهيدًا، أفرد لذكره ترجمة، وهما واحد.
قلت: قول أَبِي نعيم صحيح، وقد وهم ابن منده، والجذع لقب لثعلبة، وقد ذكره هو في ترجمة ثابت بْن الجذع، فقال: والجذع: اسمه ثعلبة بْن زيد بْن الحارث بْن حرام، فمع هذا كيف يقول ههنا ثعلبة بْن الحارث؟ فقد أسقط اسم أبيه زيد، فهو ثعلبة بْن زيد بْن الحارث بْن حرام عَلَى ما ذكره في ثابت أبيه، وكذا ساق هذا النسب غير واحد، منهم: هشام وابن حبيب، وقد ذكر ثعلبة قبل هذه الترجمة، فقال: ابن الجذع، وهو الجذع، وهو هذا، والله أعلم.
590
إليك رَسُول اللَّهِ خبت مطيتي مسافة أرباع تروح وتغتدي
ذكره ابن شاهين، عن ابن الكلبي.
أخرجه أَبُو موسى.
قلت: وقد أورده ابن الكلبي في الجمهرة، مثله.
وعمرو بْن عامر بْن ربيعة هو أخو البكاء اسمه ربيعة الذي ينسب إليه بكائي.(1/462)
590- ثعلبة بن حاطب
ب د ع: ثعلبة بْن حاطب بْن عمرو بْن عبيد بْن أمية بْن زيد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي شهد بدرًا، قاله مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، وموسى بْن عقبة.
وهو الذي سأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يدعو اللَّه أن يرزقه مالا.
(174) أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ الزَّرَزَارِيُّ، إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، قَالَ: أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّسْتُمِيُّ، وَالرَّئِيسُ مَسْعُودُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ الثَّقَفِيُّ الأَصْفَهَانِيُّ، قَالَا: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ خَلَفٍ الشِّيرَازِيُّ، حدثنا الأُسْتَاذُ أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثَّعْلَبِيُّ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَامِدٍ الْوَزَّانُ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الأَزْهَرِ أَحْمَدُ بْنُ الأَزْهَرِ، حدثنا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، أخبرنا مَعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ، عن عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عن الْقَاسِم أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: جَاءَ ثَعْلَبَةُ بْنُ حَاطِبٍ الأَنْصَارِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي مَالا، فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا ثَعْلَبَةُ، قَلِيلٌ تُؤَدِّي شُكْرَهُ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرِ لا تُطِيقُهُ، ثُمَّ أَتَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي مَالا، قَالَ: أَمَا لَكَ فِي أُسْوَةٍ حَسَنَةٍ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَرَدْتُ أَنْ تَسِيرَ الْجِبَالُ مَعِي ذَهَبًا وَفِضَّةً لَسَارَتْ، ثُمَّ أَتَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي مَالا، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَئِنْ رَزَقَنِي اللَّهُ مَالا لأَعْطِيَنَّ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْ ثَعْلَبَةَ مَالا، اللَّهُمَّ ارْزُقْ ثَعْلَبَةَ مالا، فَاتَّخَذَ غَنَمًا، فَنَمَتْ كَمَا يَنْمَى الدُّودُ، فَكَانَ يُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ، وَيُصَلِّي فِي غَنَمِهِ سَائِرَ الصَّلَوَاتِ، ثُمَّ كَثَرَتْ وَنَمَتْ، فَتَقَاعَدَ أَيْضًا حَتَّى صَارَ لا يَشْهَدُ إِلا الْجُمْعَةَ، ثُمَّ كَثَرَتْ وَنَمَتْ فَتَقَاعَدَ أَيْضًا حَتَّى كَانَ لا يَشْهَدُ جُمْعَةً وَلا جَمَاعَةً، وَكَانَ إِذَا كَانَ يَوْمُ جُمْعَةٍ خَرَجَ يَتْلَقَّى النَّاسَ يَسْأَلُهُمْ عن الأَخْبَارِ، فَذَكَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ ثَعْلَبَةُ؟ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اتَّخَذَ ثَعْلَبَةُ غَنَمًا لا يَسَعُهَا وَادٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا وَيْحَ ثَعْلَبَةَ، يَا وَيْحَ ثَعْلَبَةَ، يَا وَيْحَ ثَعْلَبَةَ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الصَّدَقَةِ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، وَرَجُلا مِنْ بَنِي جُهَيْنَةَ، وَكَتَبَ لَهُمَا أَسْنَانَ الصَّدَقَةِ كَيْفَ يَأْخُذَانِ، وَقَالَ لَهُمَا: مُرَّا بِثَعْلَبَةَ بْنِ حَاطِبٍ، وَبِرَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، فَخُذَا صَدَقَاتِهِمَا، فَخَرَجَا حَتَّى أَتَيَا ثَعْلَبَةَ، فَسَأَلاهُ الصَّدَقَةَ، وَأَقْرَآهُ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا هَذِهِ إِلا جِزْيَةٌ، مَا هَذِهِ إِلا أُخْتُ الْجِزْيَةِ! انْطَلِقَا حَتَّى تَفْرَغَا، ثُمَّ عُودَا إِلَيَّ، فَانْطَلَقَا، وَسَمِعَ بِهِمَا السُّلَمِيُّ، فَنَظَرَ إِلَى خِيَارِ أَسْنَانِ إِبِلِهِ، فَعَزَلَهَا لِلصَّدَقَةِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَهُمَا بِهَا، فَلَمَّا رَأَيَاهَا قَالا: مَا هَذَا عَلَيْكَ، قَالَ: خُذَاهُ فَإِنَّ نَفْسِي بِذَلِكَ طَيِّبَةٌ، فَمَرَّا عَلَى النَّاسِ، وَأَخَذَا الصَّدَقَةَ، ثُمَّ رَجَعَا إِلَى ثَعْلَبَةَ، فَقَالَ: أَرُونِي كِتَابَكُمَا، فَقَرَأَهُ فَقَالَ: مَا هَذِهِ إِلا جِزْيَةٌ، مَا هَذِهِ إِلا أُخْتُ الْجِزْيَةِ، اذْهَبَا حَتَّى أَرَى رَأْيِي، فَأَقْبَلا فَلَمَّا رَآهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يُكَلِّمَاهُ قَالَ: يَا وَيْحَ ثَعْلَبَةَ، ثُمَّ دَعَا لِلسُّلَمِيِّ بِخَيْرٍ، وَأَخْبَرَاهُ بِالَّذِي صَنَعَ ثَعْلَبَةُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ} إِلَى قَوْلِهِ {وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} وَعِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ أَقَارِبِ ثَعْلَبَةَ سَمِعَ ذَلِكَ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَاهُ، فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا ثَعْلَبَةَ، قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيكَ كَذَا وَكَذَا، فَخَرَجَ ثَعْلَبَةُ حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ صَدَقَتَهُ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَنَعَنِي أَنْ أَقْبَلَ مِنْكَ صَدَقَتَكَ، فَجَعَلَ يَحْثِي التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذَا عَمَلُكَ، قَدْ أَمَرْتُكَ فَلَمْ تُطِعْنِي، فَلَمَّا أَبَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْبِضَ صَدَقَتَهُ رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَقْبِضْ مِنْهُ شَيْئًا.
ثُمَّ أَتَى أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ اسْتُخْلِفَ، فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتَ مَنْزِلَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَوْضِعِي مِنَ الأَنْصَارِ، فَاقْبَلْ صَدَقَتِي، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَمْ يَقْبَلْهَا رَسُولُ اللَّهِ مِنْكَ، أَنَا أَقْبَلُهَا؟ فَقُبِضَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَمْ يَقْبَلْهَا.
فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ أَتَاهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْبَلْ صَدَقَتِي، فَقَالَ: لَمْ يَقْبَلْهَا مِنْكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا أَبُو بَكْرٍ، أَنَا أَقْبَلُهَا؟ فَقُبِضَ وَلَمْ يَقْبَلْهَا.
ثُمَّ وَلِيَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَتَاهُ فَسَأَلَهُ أَنْ يَقْبَلَ صَدَقَتَهُ، فَقَالَ: لَمْ يَقْبَلْهَا رَسُولُ اللَّهِ، وَلا أَبُو بَكْرٍ، وَلا عُمَرُ، أَنَا أَقْبَلُهَا؟ وَلَمْ يَقْبَلْهَا.
وَهَلَكَ ثَعْلَبَةُ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ ونسبوه كما ذكرناه، وكلهم قَالُوا: إنه شهد بدرًا، وقال ابن الكلبي: ثعلبة بْن حاطب بْن عمرو بْن عبيد بْن أمية، يعني ابن زيد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف الأنصاري من الأوس، شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد، فإن كان هذا الذي في هذه الترجمة، فإما أن يكون ابن الكلبي قد وهم في قتله، أو تكون القصة غير صحيحة، أو يكون غيره، وهو هو لا شك فيه.(1/462)
591- ثعلبة أبو حبيب
د: ثعلبة أَبُو حبيب العنبري جد هرماس بْن حبيب.
نسبه إِسْحَاق بْن راهويه، عن النضر بْن شميل، عن الهرماس بْن حبيب بْن ثعلبة، عن أبيه، عن جده.
أخرجه ابن منده.(1/464)
592- ثعلبة بن الحكم
ب د ع: ثعلبة بْن الحكم الليثي نزل البصرة، ثم انتقل إِلَى الكوفة، ولم ينسبه واحد منهم، وهو ثعلبة بْن الحكم بْن عرفطة بْن الحارث بْن لقيط بْن يعمر الشداخ بْن عوف بْن كعب بْن عامر بْن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة الكناني، ثم الليثي.
قال: كنت غلامًا عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه: سماك بْن حرب، ويزيد بْن أَبِي زياد، شهد خيبر.
(175) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، عن شُعْبَةَ، عن سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ثَعْلَبَةَ بْنَ الْحَكَمِ، يَقُولُ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْتَهَبَ النَّاسُ غَنَمًا، فَنَهَى عَنْهَا فَأُكْفِئَتِ الْقُدُورُ وروى إسرائيل، عن سماك، عن ثعلبة، قال: أصبنا غنمًا يَوْم خيبر.
ورواه أسباط، عن سماك، عن ثعلبة، عن ابن عباس، قال: انتهب الناس يَوْم خيبر الحمر، فذبحوها فجعلوا يطبخون منها، فأمر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالقدور فأكفئت.
ورواه جرير، عن جرير، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي زياد، عن ثعلبة، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يذكر ابن عباس.
أخرجه الثلاثة.(1/465)
593- ثعلبة بن أبي رقية
د ع: ثعلبة بْن أَبِي رقية اللخمي شهد فتح مصر، وله ذكر في كتبهم، قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس بْن عبد الأعلى.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم مختصرا.(1/465)
594- ثعلبة بن زبيب
د ع: ثعلبة بْن زبيب العنبري روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ، قال: كان عَلَى رقبة من ولد إِسْمَاعِيل، في إسناد حديثه إرسال وضعف.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم مختصرًا.
زبيب: بالزاي والباءين الموحدتين بينهما ياء، تحتها نقطتان.(1/465)
595- ثعلبة بن زهدم
ب د ع: ثعلبة بْن زهدم التميمي الحنظلي له صحبة، يعد في الكوفيين.
روى عنه الأسود بْن هلال، روى سفيان الثوري، عن الأشعث بْن أَبِي الشعثاء، عن الأسود بْن هلال، عن ثعلبة بْن زهدم الحنظلي، أَنَّهُ قال: قدمنا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في نفر من بني تميم، فانتهينا إليه وهو يقول: يد المعطي العليا، ابدأ بمن تعول: أمك، وأباك وأختك، وأخاك، ثم أدناك أدناك.
ورواه شعبة، وزيد بْن أَبِي أنيسة، عن الأشعث، عن الأسود، عن رجل من بني ثعلبة.
ورواه أَبُو الأحوص، عن الأشعث، عن رجل، عن أبيه، عن رجل من بني ثعلبة.
أخرجه الثلاثة.
قلت: ليس بين قوله: من ثعلبة، ومن حنظلة تناقض، فإن ثعلبة هو ابن يربوع بْن حنظلة، وهو البطن الذي منهم متمم، ومالك ابنا نويرة.(1/466)
596- ثعلبة بن زيد الأنصاري
د ع: ثعلبة بْن زيد الأنصاري قال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، يعني: ابن منده، فزعم أن له ذكرًا في المغازي، ولا يعرف له حديث، ولم يخرج له شيئًا، ولا نسب قوله إِلَى غيره من المتقدمين.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/466)
597- ثعلبة بن زيد
س: ثعلبة بْن زيد قال أَبُو موسى: ذكره عبدان، وقال: سمعت أحمد بْن يسار، يقول: ثعلبة بْن زيد من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحد بني حرام، وهو أحد البكائين الذين أنزل اللَّه تعالى فيهم: {وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ} الآية.
أخرجه أَبُو موسى.(1/466)
598- ثعلبة بن زيد
س: ثعلبة بْن زيد آخر.
قال أَبُو موسى: ذكره عبدان أيضًا، وقال: سمعت أحمد بْن يسار، يقول: ثعلبة بْن زيد الحارث بْن كعب بْن غنم بْن كعب بْن سلمة بْن سعد بْن عَلِيِّ بْنِ أسد بْن ساردة بْن تزيد بْن جشم بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي، شهد بدرًا، لا تحفظ له رواية.
وذكره أَبُو موسى، عن الزُّهْرِيّ، وقال: هو الذي يسمى الجذع أَبُو ثابت بْن ثعلبة.
وقد ذكر الحافظ أَبُو عَبْد اللَّهِ ثعلبة بْن زيد، ولم ينسبه، وقال: ذكر في المغازي، وقال أيضًا: ثعلبة بْن الجذع شهدا بدرًا، وقتل يَوْم الطائف.
أخرجه أَبُو موسى.
قلت: هذا ثعلبة بْن زيد هو الذي أخرجه ابن منده، إلا أَنَّهُ قال: ثعلبة بْن الجذع الأنصاري من بني الخزرج، ثم من بني سلمة، ثم من بني حرام، وقد ذكرنا هناك أن الجذع لقب له، فهو هو لا شك.
وقال ابن منده: إنه شهد بدرًا، وقتل يَوْم الطائف، وَإِنما غلط ابن منده في أبيه، فسماه الجذع، وَإِنما هو زيد، والله أعلم.(1/467)
599- ثعلبة بن ساعدة
د ع: ثعلبة بْن ساعدة بْن مالك بْن خَالِد بْن ثعلبة بْن حارثة بْن عمرو بْن الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج بْن ثعلبة الأنصاري استشهد يَوْم أحد، قاله عروة، والزُّهْرِيّ.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/467)
600- ثعلبة بن سعد
ب د ع: ثعلبة بْن سعد بْن مالك بْن خَالِد بْن ثعلبة بْن سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج حارثة بْن عمرو بْن الخزرج بْن ساعدة قاله أَبُو عمر، وقال: هو عم أَبِي حميد الساعدي، وعم سهل بْن سعد الساعدي.
وقال ابن منده، وَأَبُو نعيم: هو أخو سهل بْن سعد الساعدي، شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد، ولم يعقب.
وروى عباس بْن سعد، عن أبيه، قال: شهد ثعلبة بدرًا، وقتل يَوْم أحد، ولم يعقب.
أخرجه الثلاثة.
قلت: هذا ثعلبة بْن سعد هو ثعلبة بْن ساعدة الساعدي، الذي تقدم قبله، وليس عَلَى أَبِي عمر في إخراجه ههنا كلام، وَإِنما الكلام عَلَى ابن منده، وأبي نعيم.
وقول أَبِي عمر: إنه عم أَبِي حميد، وعم سهل، فيه نظر وبعد، إلا عَلَى قول العدوي، فإن جعل سهل بْن سعد بْن سعد بْن مالك فيكون عمه، وأما عَلَى قول غيره، فيكون أخاه مثل قول ابن منده وأبي نعيم، وأما أَبُو حميد، ففي نسبه اختلاف كثير، لا يصح معه هذا القول.(1/467)
601- ثعلبة بن سعية
ب د ع: ثعلبة بْن سعية وقيل: ابن يامين.
روى سَعِيد بْن جبير، وعكرمة، عن ابن عباس، قال: لما أسلم عَبْد اللَّهِ بْن سلام، وثعلبة بْن سعية، وأسيد بْن سعية، وأسد بْن عبيد، ومن أسلم من يهود معهم، فآمنوا وصدقوا، ورغبوا في الإسلام، قالت أحبار يهود، وأهل الكفر منهم: والله ما آمن بمحمد، ولا اتبعه إلا أشرارنا، ولو كانوا من أخيارنا ما تركوا دين آبائهم، وذهبوا إِلَى غيره، فأنزل اللَّه تعالى في ذلك من قولهم: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} إِلَى قوله تعالى: {مِنَ الصَّالِحِينَ} .
أخرجه الثلاثة.
وهذا لفظ أَبِي نعيم، ومن يسمعه يظن أنهما قد أسلما هما، وعبد اللَّه بْن سلام في وقت واحد، وليس كذلك، وقد ذكره أَبُو عمر أوضح من هذا، فقال في ثعلبة: قد تقدم ذكره في الثلاثة الذين أسلموا يَوْم قريظة، فمنعوا دماءهم وأموالهم، وهذا كان بعد إسلام عَبْد اللَّهِ بْن سلام.
قال: وقال البخاري: توفي ثعلبة بْن سعية، وأسيد بْن سعية في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وذكر الطبري أن ابن إِسْحَاق قال في ثعلبة بْن سعية، وأسيد بْن سعية، وأسد بْن عبيد: هم من بني هدل ليسوا من بني قريظة، ولا النضير، فنسبهم فوق ذلك، هم بنو عم القوم، أسلموا تلك الليلة التي نزلت فيها قريظة عَلَى حكم سعد بْن معاذ.
أسيد: بفتح الهمزة، وكسر السين، وسعية: بالسين المهملة المفتوحة، وسكون العين، وآخره ياء تحتها نقطتان.(1/468)
602- ثعلبة بن سلام
ب: ثعلبة بْن سلام أخو عَبْد اللَّهِ بْن سلام فيه، وفي أخيه عَبْد اللَّهِ بْن سلام، وأسد، ومبشر نزل قوله تعالى: {لَيْسُوا سَوَاءً} الآية.
أخرجه أَبُو عمر.(1/469)
603- ثعلبة بن سهيل
ب: ثعلبة بْن سهيل أَبُو أمامة الحارثي هو مشهور بكنيته، واختلف في اسمه، فقيل: إياس بْن ثعلبة، وقيل: ثعلبة بْن عَبْد اللَّهِ، وقيل: ثعلبة بْن إياس، والأول أشهر.
وقد تقدم ذكره في إياس، ويذكر في الكنى إن شاء اللَّه تعالى، وحديثه في اليمين.
أخرجه أَبُو عمر.(1/469)
604- ثعلبة بن صعير
ب د ع: ثعلبة بْن صعير ويقال: ابن أَبِي صعير بْن عمرو بْن زيد بْن سنان بْن المهتجن بْن سلامان بْن عدي بْن صعير بْن حزاز بْن كاهل بْن عذرة بْن سعد بْن هذيم القضاعي العذري، حليف بني زهرة.
روى عنه: عَبْد اللَّهِ، وعبد الرحمن بْن كعب بْن مالك.
قال ابن منده، وَأَبُو نعيم: هو مختلف فيه، فقيل: ابن صغير، وقيل: ابن أَبِي صعير، وقيل: ثعلبة بْن عَبْد اللَّهِ، وقيل: عَبْد اللَّهِ بْن ثعلبة.
(176) أخبرنا يَحْيَى بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ، إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، أخبرنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، أخبرنا هَمَّامٌ، عن بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ، عن أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ خَطِيبًا، فَأَمَرَ بِصَدَقَةِ الْفِطْرِ عن الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، وَالْحُرِّ وَالْعَبْدِ: صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لِثَعْلَبَةَ هَذَا، وَلابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ صُحْبَةٌ، فَعَلَى هَذَا لا يَكُونُ فِيهِ اخْتِلافٌ.
(177) أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، بِإِسْنَادِهِ عن أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، قَالَ: حدثنا مُسَدَّدٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِيُّ، قَالَا: أخبرنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ، عن الزُّهْرِيِّ، قَالَ مُسَدَّدٌ: عن ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي صُعَيْرٍ، عن أَبِيهِ، وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ، أَوْ ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صُعَيْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَاعٌ مِنْ بُرٍّ، أَوْ قَمْحٍ عَلَى كُلِّ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى.
وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، عن هَمَّامٍ، عن بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَوْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ.
وَرَوَاهُ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عن هَمَّامٍ، عن بَكْرٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ، عن أَبِيهِ، وَلَمْ يَشُكَّ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ. حزاز: بحاء وزاءين، وصعير: بضم الصاد وفتح العين المهملتين، وآخره راء.(1/469)
605- ثعلبة بن عبد الله
د ع: ثعلبة بْن عَبْد اللَّهِ الأنصاري وقيل: البلوي، حليف الأنصاري.
روى عنه: ابنه عَبْد اللَّهِ، وعبد الرحمن بْن كعب بْن مالك.
روى عبد الحميد بْن جَعْفَر، عن عَبْد اللَّهِ بْن ثعلبة، قال: سمعت عبد الرحمن بْن كعب بْن مالك، يقول: سمعت أباك ثعلبة، يقول: سمعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: أيما امرئ اقتطع مال امرئ بيمين كاذبة كانت نكتة سوداء من نفاق في قلبه لا يغيرها شيء إِلَى يَوْم القيامة.
وقد روى عن عبد الحميد أيضًا، عن عَبْد اللَّهِ بْن ثعلبة، عن عبد الرحمن، عن ثعلبة، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: البذاذة من الإيمان.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
قلت: وهذا ثعلبة هو الذي تقدم قبل، وهو ابن سهيل، وهو: إياس بْن ثعلبة أَبُو أمامة، ولولا أننا شرطنا أن نأتي بجميع تراجم كتبهم لتركنا هذا وأمثاله، وأضفنا ما فيه إِلَى ما تقدم من تراجمه، وهذا الحديثان مشهوران بأبي أمامة بْن ثعلبة المقدم ذكره.
وروى أَبُو داود السجستاني له في السنن حديث: البذاذة من الإيمان من رواية أَبِي أمامة، وقال: هذا أَبُو أمامة بْن ثعلبة، فبان بهذا أن الجميع واحد، والله أعلم.(1/470)
606- ثعلبة بن عبد الرحمن
د ع: ثعلبة بْن عبد الرحمن الأنصاري خدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقام في حوائجه.
روى حديثه مُحَمَّد بْن المنكدر، عن أبيه، عن جابر، أن فتى من الأنصار، يقال له: ثعلبة بْن عبد الرحمن أسلم، وكان يخدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه في حاجة، فمر بباب رجل من الأنصار، فرأى امرأة الأنصاري تغتسل، فكرر النظر إليها، وخاف أن ينزل الوحي عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فخرج هاربًا عَلَى وجهه، فأتى جبالا بين مكة والمدينة، فولجها، ففقده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعين يومًا، وهي الأيام التي قَالُوا: ودعه ربه وقلاه، ثم إن جبرائيل نزل عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا مُحَمَّد، إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إن الهارب من أمتك في هذه الجبال يتعوذ بي من ناري، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا عمر، ويا سليمان، انطلقا حتى تأتيا بثعلبة بْن عبد الرحمن، فخرجا، فلقيهما راع من رعاء المدينة اسمه ذفافة، فقال له عمر: يا ذفافة، هل لك علم من شاب بين هذه الجبال؟ فقال: لعلك تريد الهارب من جهنم؟ فقال له عمر: ما علمك به؟ قال: إذا كان جوف الليل خرج بين هذه الجبال واضعًا يده عَلَى رأسه وهو يقول: يا رب، ليت قبضت روحي في الأرواح، وجسدي في الأجساد، فانطلق بهم ذفافة، فلقياه، وأحضراه معهما إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمرض، فمات في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وفيه نظر غير إسناده، فإن قوله تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} نزلت في أول الإسلام والوحي، والنبي بمكة، والحديث في ذلك صحيح، وهذه القصة كانت بعد الهجرة، فلا يجتمعان.(1/471)
607- ثعلبة أبو عبد الرحمن
د ع: ثعلبة أَبُو عبد الرحمن الأنصاري روى عنه ابنه عبد الرحمن، عداده في أهل مصر.
روى يزيد بْن أَبِي حبيب، عن عبد الرحمن بْن ثعلبة الأنصاري، عن أبيه، أن عمرو بْن سمرة بْن حبيب بْن عبد شمس، وهو أخو عبد الرحمن بْن سمرة، جاء إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إني سرقت جملا لبني فلان، فأرسل إليهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا: إنا فقدنا جملا لنا، فأمر به النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقطعت يده.
قال ثعلبة: أنا أنظر إليه حين وقعت يده، وهو يقول: الحمد لله الذي طهرني منك، أردت أن تدخلي جسدي النار.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/471)
608- ثعلبة بن العلاء
س: ثعلبة بْن العلاء الكناني ذكره أَبُو بكر بْن أَبِي علي، وقال: ذكره أَبُو أحمد العسال.
(178) أخبرنا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عِيسَى الأَصْفَهَانِيُّ، فِيمَا أَذِنَ لِي، وأخبرنا وَالِدِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيُّ، حدثنا هَانِئُ بْنُ سَعِيدٍ، حدثنا حَجَّاجٌ، عن سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عن ثَعْلَبَةَ بْنِ الْعَلاءِ الْكِنَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم خَيْبَرَ يَنْهَى عن الْمُثْلَةِ وَرَوَاهُ زُهَيْرٌ، عن سِمَاكٍ، عن ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَكَمِ أَخِي بَنِي لَيْثٍ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِقُدُورٍ فِيهَا لَحْمٌ انْتَهَبُوهَا، فَأَمَرَ بِهَا فَأُكْفِئَتْ، وَقَالَ: إِنَّ النُّهْبَةَ لا تَحِلُّ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وَقَالَ: أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ فِي ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَكَمِ اللَّيْثِيِّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ نَسَبُهُ هُنَاكَ.(1/472)
609- ثعلبة بن عمرو بن محصن
ب د ع: ثعلبة بْن عمرو بْن محصن الأنصاري من بني مالك بْن النجار، ثم من بني عمرو بْن مبذول.
شهد بدرًا، وقتل يَوْم الجسر مع أَبِي عبيد الثقفي، قاله موسى بْن عقبة، كذا نسبه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو عمر: ثعلبة بْن عمرو بْن عبيد بْن محصن بْن عمرو بْن عتيك بْن عمرو بْن مبذول، وهو عامر الذي يقال له: سدن بْن مالك بْن النجار، فزاد في نسبه عبيدًا، وخالفه هشام بْن مُحَمَّد، فلم يذكر عبيدًا.
قال أَبُو عمر: شهد بدرًا، وأحدًا، والخندق، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقتل يَوْم جسر أَبِي عبيد، في خلافة عمر.
وقال الواقدي: توفي في خلافة عثمان بالمدينة.
روى حديثه يزيد بْن أَبِي حبيب، عن عبد الرحمن بْن ثعلبة بْن عمرو، عن أبيه، أن رجلا سرق جملا لبني فلان، فقطع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده.
قال: وثعلبة هذا هو الذي قال عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنه قطع عمرو بْن سمرة في السرقة.
ومن حديثه أيضًا: للفارس ثلاثة أسم، وللفرس سهمان، قاله أَبُو عمر.
وأما ابن منده، وَأَبُو نعيم، فلم يذكرا في هذه الترجمة إلا أَنَّهُ شهد بدرًا.
وأما حديث السرقة، فذكراه في ترجمة ثعلبة أَبِي عبد الرحمن المقدم ذكره.
أخرجه الثلاثة.
قلت: وهذا ثعلبة هو ثعلبة أَبُو عبد الرحمن المقدم ذكره، جعلهما أَبُو عمر ترجمة واحدة.
وأما ابن منده، وَأَبُو نعيم فلو رفعا نسب ثعلبة أَبِي عبد الرحمن لظهر لهما هل هو هذا، أو غيره والله أعلم.(1/472)
610- ثعلبة بن عمرو
ثعلبة بْن عمرو ذكره ابن إِسْحَاق في الوفد الذين قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيمن أسره زيد بْن حارثة بْن جذام بعد إسلامهم، فأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإطلاقهم، وأعطاهم ما أخذ منهم.
ذكره ابن الدباغ الأندلسي.(1/473)
611- ثعلبة بن عنمة
ب د ع: ثعلبة بْن عنمة بْن عدي بْن نابي بْن عمرو بْن سواد بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي شهد العقبة في البيعتين، وشهد بدرًا، وهو أحد الذين كسروا آلهة بني سلمة، قتل يَوْم الخندق شهيدًا، قاله ابن إِسْحَاق، قتله هبيرة بْن أَبِي وهب المخزومي.
وقال عروة بْن الزبير: إنه قتل يَوْم خيبر، والذين كسروا الأصنام: معاذ بْن جبل، وعبد اللَّه بْن أنيس، وثعلبة بْن عنمة.
وروى أَبُو صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عن الأَهِلَّةِ} قال: نزلت في ابن جبل، وثعلبة بْن عنمة، وهما من الأنصار، قالا: يا رَسُول اللَّهِ، ما بال الهلال يبدو فيطلع رقيقاً، ثم يزيد حتى يعظم، ويستوي ويستدير، ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما كان؟ فنزلت الآية.
أخرجه الثلاثة.(1/473)
612- ثعلبة بن قيظي
ع س: ثعلبة بْن قيظي أخبرنا أَبُو موسى، كتابة، أخبرنا أَبُو علي، قال: أخبرنا أَبُو نعيم، حدثنا سليمان بْن أحمد، أخبرنا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الحضرمي، قال في حديث ابن أَبِي رافع: ثعلبة بْن قيظي بْن صخر بْن سلمة، بدري.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى مختصرًا.(1/474)
613- ثعلبة بن أبي مالك
ب د ع: ثعلبة بْن أَبِي مالك القرظي يكنى: أبا يحيى.
وهو إمام بني قريظة، ولد عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّد بْن سعد: قدم أَبُو مالك من اليمن، وهو عَلَى دين اليهودية، فتزوج امرأة من بني قريظة، فنسب إليهم، وهو من كندة.
قال يحيى بْن معين: له رؤية، وقال مصعب الزبيري: ثعلبة بْن أَبِي مالك، سنه سن عطية القرظي وقصته كقصته، تركا جميعًا فلم يقتلا.
روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عن أَبِي مالك بْن ثعلبة بْن أَبِي مالك، عن أبيه، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتاه أهل مهزور، فقضى أن الماء إذا بلغ الكعبين لم يحبس الأعلى.
(179) أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ بْنِ سَعْدٍ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ، كِتَابَةً، قَالَ: حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عن صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عن ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا ضَرَرَ وَلا ضِرَارَ
(180) وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى فِي مَشَارِبِ النَّخْلِ بِالسَّيْلِ للأَعْلَى عَلَى الأَسْفَلِ، يَشْرَبُ الأَعْلَى، وَيَرْوِي الْمَاءَ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَيَسْرَحُ الْمَاءُ إِلَى الأَسْفَلِ، وَكَذَلِكَ حَتَّى تَنْقَضِي الْحَوَائِطَ، أَوْ يَفْنَى الْمَاءُ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ ومهزور: واد فيه ماء، اختصم أهل البساتين فيه، فقضى رَسُول اللَّهِ بذلك.(1/474)
614- ثعلبة بن وديعة
د ع: ثعلبة بْن وديعة الأنصاري أحد النفر الذين تخلفوا عن تبوك، فربطوا أنفسهم إِلَى السواري حتى تاب اللَّه عليهم.
وروى الأعمش، عن أَبِي سفيان، عن جابر قال: كان فيمن تخلف عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ستة: أَبُو لبابة، وأوس بْن خذام، وثعلبة بْن وديعة، وكعب بْن مالك، ومرارة، وهلال بْن أمية، فجاء أَبُو لبابة، وأوس بْن خذام، وثعلبة فربطوا أنفسهم، وجاءوا بأموالهم، فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، خذها، هذا الذي حبسنا عنك، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا أحلهم حتى يكون قتال.
فأنزل اللَّه تعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا} الآية.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وقد قيل في أمر أَبِي لبابة غير هذا، وهو مذكور عند اسمه.(1/475)
باب الثاء مع القاف ومع اللام ومع الميم(1/475)
615- ثقب بن فروة
ب س: ثقب بْن فروة بْن البدن الأنصاري الساعدي هكذا قال الواقدي.
وقال عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد، وَإِبْرَاهِيم بْن سعد، عن ابن إِسْحَاق: ثقيب بْن فروة، وهو الذي يقال له: الأخرس، وفي بعض كتب السير: ثقف بالفاء، والصحيح ثقب أَبُو ثقيب بالباء، كما قال ابن القداح، وهو عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عمارة الأنصاري النسابة، وهو أعلم الناس بأنساب الأنصار، وثقب هو ابن عم أَبِي أسيد الساعدي، قتل يَوْم أحد شهيدًا، وقد ذكرنا في ترجمة أَبِي أسيد الساعدي من قال: البدن والبدي.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى، إلا أن أبا موسى قال: ثقيف، وهو وهم، ثم قال: ثقب قتل يَوْم أحد، وشهد له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالشهادة، ويرد نسبه عند أَبِي أسيد.(1/475)
616- ثقف بن عمرو
ثقف بْن عمرو العدواني من بني عياذ بْن يشكر بْن عدوان.
شهد بدرًا هو وأخوته.
عياذ: بكسر العين وبالياء تحتها نقطتان، وآخره ذال معجمة.(1/476)
617- ثقف بن عمرو بن سميط
ب د ع: ثقف بْن عمرو بْن سميط من بني غنم بْن دودان بْن أسد.
استشهد يَوْم خيبر، قاله موسى بْن عقبة، عن ابن شهاب.
وقال: هو حليف الأنصار.
وقال ابن إِسْحَاق مثله، إلا أَنَّهُ قال: من بني غنم، حليف لهم.
وقال عروة: قتل يَوْم خيبر من قريش من بني عبد مناف: ثقف بْن عمرو، حليف لهم من بني أسد بْن خزيمة، نقل هذا ابن منده وَأَبُو نعيم، وقول عروة أصح، فإن بني غنم بْن دودان كانوا حلفاء قريش، وهاجروا إِلَى المدينة، وهم عَلَى حلفهم.
وقال أَبُو عمر: ثقف بْن عمرو الأسلمي، ويقال: الأسدي، حليف بني عبد شمس، يكنى: أبا مالك، شهد هو، وأخواه: مدلاج، ومالك بدرًا، وقتل ثقف يَوْم أحد شهيدًا.
قال: وقال موسى بْن عقبة: قتل يَوْم خيبر شهيدًا، قتله يهودي، اسمه أسير، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده، وأبا نعيم، قالا: من بني لوذان بْن أسد، وأخرجا أيضًا أخاه مالكًا، وجعلاه سلميًا.
ويذكر هناك إن شاء اللَّه تعالى.
قلت: قول ابن منده، وأبي نعيم في نسب ثقف: لوذان باللام، وهم، وَإِنما هو دودان بدالين مهملتين أجمع النسابون عليه، ومتى جعل هذا الاسم أوله لام، فيكون بالذال المعجمة، لا المهملة، والله أعلم.(1/476)
618- الثلب بن ثعلبة
الثلب بالثاء هو ابن ثعلبة بْن عطية بْن الأخيف بْن مجفر بْن كعب بْن العنبر التميمي العنبري يكنى: أبا هلقام، وقيل: التلب بالتاء فوقها نقطتان، وقد تقدم، وهناك أخرجوه.
ولم يخرجه واحد منهم ههنا.(1/477)
619- ثمامة بن أثال
ب د ع: ثمامة بْن أثال بْن النعمان بْن مسلمة بْن عبيد بْن ثعلبة بْن يربوع بْن ثعلبة بْن الدؤل بْن حنيفة بْن لجيم وحنيفة أخو عجل.
(181) أخبرنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عن ابْنِ إِسْحَاقَ، عن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ إِسْلامُ ثُمَامَةَ بْنِ أَثَالٍ الْحَنَفِيُّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا اللَّه حِينَ عَرَضَ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا عَرَضَ أَنْ يُمُكِّنَهُ مِنْهُ، وَكَانَ عَرَضَ لِرَسُولِ اللَّهِ وَهُوَ مُشْرِكٌ، فَأَرَادَ قَتْلَهُ، فَأَقْبَلَ ثُمَامَةُ مُعْتَمِرًا، وَهُوَ عَلَى شِرْكِهِ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ، فَتَحَيَّرَ فِيهَا حَتَّى أُخِذَ، فَأُتِيَ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ بِهِ فَرُبِطَ إِلَى عَمُودٍ مِنْ عَمَدِ الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا لَكَ يَا ثُمَامُ، هَلْ أَمْكَنَ اللَّهُ مِنْكَ؟، فَقَالَ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ يَا مُحَمَّدُ، إِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تَعْفُ تَعْفُ عن شَاكِرٍ، وَإِنْ تَسْأَلْ مَالًا تُعْطَهُ، فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرَكَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ مَرَّ بِهِ، فَقَالَ: مَا لَكَ يَا ثُمَامُ؟ قَالَ: خَيْرٌ يَا مُحَمَّدُ، إِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تَعْفُ تَعْفُ عن شَاكِرٍ، وَإِنْ تَسْأَلْ مَالًا تُعْطَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو هُرْيَرَةَ: فَجَعَلْنَا الْمَسَاكِينُ، نَقُولُ بَيْنَنَا: مَا نَصْنَعُ بِدَمِ ثُمَامَةَ؟ وَاللَّهِ لأَكْلَةٌ مِنْ جَزُورٍ سَمِينَةٍ مِنْ فِدَائِهِ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ دَمِ ثُمَامَةَ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ مَرَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا لَكَ يَا ثُمَامُ؟، قَالَ: خَيْرٌ يَا مُحَمَّدُ، إِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تَعْفُ تَعْفُ عن شَاكِرٍ، وَإِنْ تَسْأَلْ مَالًا تُعْطَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَطْلِقُوهُ قَدْ عَفَوْتُ عَنْكَ يَا ثُمَامُ.
فَخَرَجَ ثُمَامَةُ حَتَّى أَتَى حَائِطًا مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَاغْتَسَلَ فِيهِ وَتَطَهَّرَ، وَطَهَّرَ ثِيَابَهُ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، لَقَدْ كُنْتُ وَمَا وَجْهٌ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، وَلا دِينٌ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ، وَلا بَلَدٌ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ، ثُمَّ لَقَدْ أَصْبَحْتُ وَمَا وَجْهٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، وَلا دِينٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ، وَلا بَلَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ، وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ خَرَجْتُ مُعْتَمِرًا، وَأَنَا عَلَى دِينِ قَوْمِي، فَأَسَرَنِي أَصْحَابُكَ فِي عُمْرَتِي، فَسَيِّرْنِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ فِي عُمْرَتِي، فَسَيَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عُمْرَتِهِ، وَعَلَّمَهُ، فَخَرَجَ مُعْتَمِرًا، فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ، وَسَمِعَتْهُ قُرَيْشٌ يَتَكَلَّمُ بِأَمْرِ مُحَمَّدٍ، قَالُوا: صَبَأَ ثُمَامَةُ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا صَبَوْتُ، وَلَكِنَّنِي أَسْلَمْتُ، وَصَدَّقْتُ مُحَمَّدًا، وَآمَنْتُ بِهِ، وَالَّذِي نَفْسُ ثُمَامَةَ بِيَدِهِ لا تَأْتِيكُمْ حَبَّةٌ مِنَ الْيَمَامَةِ، وَكَانَتْ رِيفَ أَهْلِ مَكَّةَ، حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَانْصَرَفَ إِلَى بَلَدِهِ، وَمَنَعَ الْحَمْلَ إِلَى مَكَّةَ، فَجَهَدَتْ قُرَيْشٌ، فَكَتَبُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَهُ بِأَرْحَامِهِمْ، إِلا كَتَبَ إِلَى ثُمَامَةَ يُخَلِّي لَهُمْ حَمْلَ الطَّعَامِ، فَفَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ.
وَلَمَّا ظَهَرَ مُسَيْلَمَةُ، وَقَوِيَ أَمْرُهُ، أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فُرَاتَ بْنَ حَيَّانَ الْعِجْلِيَّ إِلَى ثُمَامَةَ فِي قِتَالِ مُسْيَلَمَةَ وَقَتْلِهِ قال مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: لما ارتد أهل اليمامة عن الإسلام لم يرتد ثمامة، وثبت عَلَى إسلامه، هو ومن اتبعه من قومه، وكان مقيمًا باليمامة ينهاهم عن اتباع مسيلمة وتصديقه، ويقول: إياكم وأمرًا مظلمًا لا نور فيه، وَإِنه لشقاء كتبه اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَلَى من أخذ به منكم، وبلاء عَلَى من لم يأخذ به منكم يا بني حنيفة، فلما عصوه، وأصفقوا عَلَى اتباع مسيلمة عزم عَلَى مفارقتهم، ومر العلاء بْن الحضرمي، ومن معه إِلَى جانب اليمامة يريدون البحرين، وبها الحطم، ومن معه من المرتدين من ربيعة، فلما بلغه ذلك قال لأصحابه من المسلمين: إني والله ما أرى أن أقيم مع هؤلاء، يعني: ابن الحضرمي وأصحابه، وهم مسلمون، وقد عرفنا الذي يريدون، وقد مروا بنا، ولا أرى إلا الخروج معهم، فمن أراد منكم فليخرج، فخرج ممدًا للعلاء، ومعه أصحابه من المسلمين، ففت ذلك في أعضاد عدوهم حين بلغهم مدد بني حنيفة، وشهد مع العلاء قتال الحطم، فانهزم المشركون وقتلوا، وقسم العلاء الغنائم، ونقل رجالا، فأعطى العلاء خميصة كانت للحطم يباهي بها، رجلا من المسلمين، فاشتراها منه ثمامة، فلما رجع ثمامة بعد هذا الفتح رَأَى بنو قيس بْن ثعلبة، قوم الحطم، خميصته عَلَى ثمامة، فقالوا: أنت قتلت الحطم، قال: لم أقتله، ولكني اشتريتها من المغنم، فقتلوه.
أخرجه الثلاثة.(1/477)
620- ثمامة بن بجاد العبدي
ب د ع: ثمامة بْن بجاد العبدي له صحبة، عداده في أهل الكوفة، ولم يسند شيئًا.
روى عنه أَبُو إِسْحَاقَ السبيعي، والعيزار بْن حريث.
روى شعبة، وزهير، عن أَبِي إِسْحَاق، عن ثمامة بْن بجاد، وله صحبة، قال: أنذركم سوف أقوم، سوف أصوم، سوف أصلي.
ورواه إسرائيل، عن أَبِي إِسْحَاق، عن العيزار بْن حريث، عن ثمامة بْن بجاد، نحوه.
أخرجه الثلاثة.(1/479)
621- ثمامة بن أبي ثمامة
د ع: ثمامة بْن أَبِي ثمامة الجذامي أَبُو سوادة روى ابن منده، عن أَبِي سَعِيد بْن يونس، قال: وجدت في كتاب عمرو بْن الحارث، عن بكر بْن سوادة، عن مولى لهم، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا لجده ثمامة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/479)
622- ثمامة بن حزن
د ع: ثمامة بْن حزن بْن عَبْد اللَّهِ بْن سلمة بْن قشير بْن كعب بْن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة القشيري أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه الْقَاسِم بْن الفضل، وقال: قدم عَلَى عمر في خلافته، وهو ابن خمس وثلاثين سنة، قاله ابن منده.
وقال أَبُو نعيم: أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره، ورأى عمر بْن الخطاب، وعثمان، وعائشة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/479)
623- ثمامة بن عدي
ب د ع س: ثمامة بْن عدي القرشي له صحبة.
قال أَبُو عمر: لا أدري من أي قريش هو؟ كان واليًا لعثمان رضي اللَّه عنه عَلَى صنعاء الشام.
(182) أخبرنا أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي الْقَاسِمِ، إجازة، أخبرنا أَبِي، أخبرنا أَبُو بكر الفرضي، أخبرنا أَبُو مُحَمَّد الجوهري، أخبرنا أَبُو عمر بْن حيويه، أخبرنا أحمد بْن معروف، أخبرنا الحسين بْن القهم، أخبرنا مُحَمَّد بْن سعد، أخبرنا عازم بْن الفضل، أخبرنا حماد بْن زيد، عن أيوب، عن أَبِي قلابة، عن أَبِي الأشعث الصنعاني، قال: لما بلغ، وكان أميرًا عَلَى صنعاء الشام، وكانت له صحبة، قتل عثمان بْن عفان بكى، فطال بكاؤه، فلما أفاق قال: هذا حين انتزعت خلافة النبوة، وصار ملكا وجبرية، من غلب عَلَى شيء أكله.
أخرجه الثلاثة هكذا وقد أخرجه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، وقال: كان من المهاجرين، وشهد بدرًا.
وقال: قاله ابن جرير الطبري، وقد أخرجه ابن منده، كما ذكرناه، فليس لاستدراكه عليه وجه.(1/479)
باب الثاء والواو(1/480)
624- ثوبان بن بجدد
ب د ع: ثوبان مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ثوبان بْن بجدد.
وقيل: ابن جحدر، يكنى: أبا عَبْد اللَّهِ، وقيل: أَبُو عبد الرحمن، والأول أصح.
وهو من حمير من اليمن، وقيل: هو من السراة موضع بين مكة واليمن، وقيل: هو من سعد العشيرة من مذحج.
أصابه سباء، فاشتراه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأعتقه، وقال له: إن شئت أن تلحق بمن أنت منهم، وَإِن شئت أن تكون منا أهل البيت، فثبت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يزل معه سفرًا وحضرًا إِلَى أن توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فخرج إِلَى الشام، فنزل إِلَى الرملة، وابتنى بها دارًا، وابتنى بمصر دارًا، وبحمص دارًا، وتوفي بها سنة أربع وخمسين، وشهد فتح مصر.
روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث ذوات عدد، روى عنه: شداد بْن أوس، وجبير بْن نفير، وَأَبُو إدريس الخولاني، وَأَبُو سلام ممطور الحبشي، ومعدان بْن أَبِي طلحة، وَأَبُو الأشعث الصنعاني، وَأَبُو أسماء الرحبي، وَأَبُو الخير اليزني وغيرهم.
(183) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ، أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، أخبرنا أَبُو عَمْرِو بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُور، أخبرنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، أخبرنا أَبِي، عن قَتَادَةَ، عن أَبِي قِلابَةَ، عن أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحْبِيِّ، عن ثَوْبَانَ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الأَرْضَ حَتَّى رَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَاَ، وَأَعْطَانِي الْكَنْزَيْنِ: الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ، وَإِنَّ مُلْكَ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا وروى هشام بْن عمار، عن صدقة، عن زيد بْن واقد، عن أَبِي سلام الأسود، عن ثوبان، عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: إن حوضي كما بين عدن إِلَى عمان، أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب رائحة من المسك، أكاويبه عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا، وأكثر الناس ورودًا عليه يَوْم القيامة فقراء المهاجرين، قلنا: من هم يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: الشعثة رءوسهم، الدنسة ثيابهم، الذين لا ينكحون المنعمات، ولا تفتح لهم السدد، الذين يعطون الذي عليهم، ولا يعطون الذي لهم.
رواه عباس بْن سالم، وزيد بْن سلام، وخالد بْن معدان، ويزيد بْن أَبِي مالك، ويحيى بْن الحارث، عن أَبِي سلام.
ورواه قتادة، عن سالم بْن أَبِي الجعد، عن معدان، عن ثوبان.
ورواه عمرو بْن مرة، عن سالم بْن أَبِي الجعد، عن ثوبان، ولم يذكر معدان.
أخرجه الثلاثة.(1/480)
625- ثوبان بن سعد
د ع: ثوبان بْن سعد أَبُو الحكم
(184) أخبرنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الثَّقَفِيُّ، كِتَابَةً بِإِسْنَادِهِ عن أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأُمَوِيِّ، عن عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عن عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، عن عَمِّهِ، عن أَبِيهِ ثَوْبَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عن نَقْرَةِ الْغُرَابِ، وَافْتِرَاشِ السَّبْعِ، وَخَالَفَهُ أَصْحَابُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، فَقَالُوا: عَنْهُ، عن عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُرْسَلا.
وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي الصَّحَابَةِ، وَهُوَ مِنَ التَّابِعِينَ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.(1/481)
626- ثوبان أبو عبد الرحمن
د ع: ثوبان أَبُو عبد الرحمن الأنصاري روى حديثه مُحَمَّد بْن حمير، عن عباد بْن كثير، عن يَزِيدَ بْنِ خصيفة، عن مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بْن ثوبان، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من رأيتموه ينشد شعرًا في المسجد فقولوا: فض اللَّه فاك، ثلاث مرات، ومن رأيتموه ينشد ضالة في المسجد فقولوا: لا وجدتها، ثلاث مرات، ومن رأيتموه يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح اللَّه تجارتك كذلك قال لنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تفرد به مُحَمَّد بْن حمير، عن عباد بْن كثير.
ورواه عبد العزيز الدراوردي، عن يَزِيدَ بْنِ خصيفة، عن مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بْن ثوبان، عن أَبِي هريرة، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحوه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/482)
627- ثور بن تليدة
س: ثور بْن تليدة الأسدي من أسد بْن خزيمة.
ذكره أَبُو عثمان السراج في الأفراد.
وروى بِإِسْنَادِهِ، عن عاصم بْن بهدلة، قال: كنا يعني: بني أسد، سبع المهاجرين يَوْم بدر، وكان فينا رجل يقال له: ثور بْن تليدة، بلغ مائة وعشرين سنة، أدرك معاوية، فأرسل إليه، فقال: من أدركت من آبائي؟ قال: أدركت أمية بْن عبد شمس في أوضاح له، ثم أدركته وقد عمي يقوده غلام له يقال له: ذكوان، وربما قاده أَبُو معيط.
أخرجه أَبُو موسى.(1/482)
628- ثور بن عزرة
س: ثور بْن عزرة أَبُو العكير القشيري روى علي بْن مُحَمَّد المدائني أَبُو الحسن، عن يَزِيدَ بْنِ رومان، ورجال المدائني، قَالُوا: وفد ثور بْن عزرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن سلمة القشيري عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأقطعه حمام والسد، وهما من العقيق، وكتب له كتابًا، وقد ذكر الشاعر حمامًا، فقال:(1/483)
629- ثور والد يزيد بن ثور
د ع: ثور والد يزيد بْن ثور السلمي، يكنى: أبا أمامة.
بايع هو، وابنه يزيد، وابن ابنه معن بْن يَزِيدَ، قاله مُحَمَّد بْن جَعْفَر مطين، وسماه ثورًا.
فإن يغلبك ميسرة بْن بشر فإن أبا العكير عَلَى حمام
أخرجه أَبُو موسى.
629
(185) أخبرنا يَحْيَى بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ مَحْمُودُ بْنُ سَعْدٍ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ، وَأخبرنا أَبُو عَوَانَةَ، عن أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ الْجَرْمِيِّ، عن مَعْنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا، وَأَبِي، وَجَدِّي، وَخَاصَمْتُ إِلَيْهِ فَأَفْلَجَ لِي، وَخَطَبَ عَلَيَّ فَأَنْكَحَنِي.
قَالَ مَعْنٌ: لا تَحِلُّ غَنِيمَةٌ حَتَّى تُقَسَّمَ عَلَى كَفَّةٍ وَاحِدَةٍ، فَإِذَا قُسِّمَ حَلَّ لَنَا أَنْ نُعْطِيَكَ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.(1/483)
حرف الجيم
باب الجيم والألف(1/484)
630- جابان أبو ميمون
د: جابان أَبُو ميمون روى عنه ابنه ميمون، أَنَّهُ قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير مرة، حتى بلغ عشرًا، يقول: أيما رجل تزوج امرأة وهو ينوي أن لا يعطيها صداقها، لقي اللَّه عَزَّ وَجَلَّ زانيًا.
كذا روى عن أبيه إن كان محفوظًا.
أخرجه ابن منده.(1/484)
631- جابر بن الأزرق
د ع: جابر بْن الأزرق الغاضري عداده في أهل حمص، روى عنه أَبُو راشد الحبراني، قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى راحلة ومتاع، فلم أزل أسايره إِلَى جانبه حتى بلغنا، فنزل إِلَى قبة من أدم فدخلها، فقام عَلَى بابه أكثر من ثلاثين رجلا معهم السياط فدنوت، فإذا رجل يدفعني، فقلت: لئن دفعتني لأدفعنك، ولئن ضربتني لأضربنك، فقال: يا شر الرجال، فقلت: أنت والله شر مني، قال: كيف؟ قلت: جئت من أقطار اليمن لكي أسمع من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأعي، ثم أرجع فأحدث من ورائي، ثم أنت تمنعني؟ قال: نعم، والله لأنا شر منك، ثم ركب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتعلقه الناس من عند العقبة من منى حتى كثروا عليه يسألونه، فلا يكاد أحد يصل إليه من كثرتهم، فجاء رجل مقصر شعره، فقال: صل علي يا رَسُول اللَّهِ، فقال: صلى اللَّه عَلَى المحلقين، ثم قال: صل علي، فقال: صلى اللَّه عَلَى المحلقين، فقالهن ثلاث مرات، ثم انطلق فحلق رأسه، فلا أرى إلا رجلا محلوقا.
قال ابن منده: هذا حديث غريب لا يعرف إلا بهذا الإسناد.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/484)
632- جابر بن أسامة
ب د ع: جابر بْن أسامة الجهني يعد في الحجازيين.
روى عنه معاذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن خبيب.
(186) أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ مَحْمُودٍ الأَصْبَهَانِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْقَاضِي أَبِي بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ، قَالَ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عن مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن جَابِرِ بْنِ أُسَامَةَ الْجُهَنِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسُّوقِ فِي أَصْحَابِهِ، فَسَأَلْتُهُمْ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نَخُطُّ لِقَوْمِكَ مَسْجِدًا، فَرَجَعْتُ فَإِذَا قَوْمِي قِيَامٌ، فَقُلْتُ: مَا لَكُمْ؟ فَقَالُوا: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَسْجِدًا، وَغَرَزَ لَنَا فِي الْقِبْلَةِ خَشَبَةً.
فَأَقَامَهَا فِيهَا.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ. قال ابن ماكولا: أَبُو سعاد هو جابر بْن أسامة، ونذكره في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
الحزامي: بالحاء المهملة المكسورة وبالزاي، وخبيب: بالخاء المعجمة المضمومة، وبالباءين الموحدتين، بينهما ياء مثناة من تحتها.(1/485)
633- جابر بن حابس
ب د: جابر بْن حابس اليمامي مجهول، وفي إسناد حديثه نظر.
روى حديثه حصين بْن حبيب، عن أبيه، قال: حدثنا جابر بْن حابس، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو عمر.(1/485)
634- جابر بن خالد
ب د ع س: جابر بْن خَالِد بْن مسعود بْن عبد الأشهل بْن حارثة بْن دينار بْن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري ونسبه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى هكذا، وقالا: الأشهلي، ولا يقال هذا مطلقًا في الأنصار إلا لبني عبد الأشهل، رهط سعد بْن معاذ، ومثل هذا يقال فيه: من بني دينار، ثم من بني عبد الأشهل ليزول اللبس.
قال عروة، ومحمد بْن إِسْحَاق، وموسى بْن عقبة: إنه شهد بدرًا، وأحدًا.
وقال ابن عقبة: لا عقب له.
وقد استدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، وقد أخرجه ابن منده، وقال عن ابن إِسْحَاق: فيمن شهد بدرًا: جابر بْن عبد الأشهل من بني دينار بْن النجار، ثم من بني مسعود بْن عبد الأشهل، وقد ذكروه جميعهم: مسعود بْن عبد الأشهل، وأما ابن الكلبي، فإنه جعل مسعود بْن كعب بْن عبد الأشهل، فيكون ابن عم الضحاك، والنعمان، وقطبة بني عبد عمرو بْن مسعود، وهم بدريون أيضًا.
أخرجه بالنسب الأول أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
وأخرجه ابن منده، إلا أَنَّهُ جعل أباه عبدًا عوض خَالِد، والله أعلم.(1/485)
635- جابر بن أبي سبرة
ب د ع: جابر بْن أَبِي سبرة الأسدي روى طارق بْن عبد العزيز، عن ابن عجلان، عن أَبِي جَعْفَر موسى بْن المسيب، عن سالم بْن أَبِي الجعد، عن جابر بْن أَبِي سبرة، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذكر الجهاد، فقال: إن الشيطان جلس لابن آدم بأطرقه، فجلس له عَلَى سبيل الإسلام، فقال: تسلم، وتدع دينك ودين آبائك! فعصاه فأسلم، ثم أتاه من قبل الهجرة، فقال: تهاجر، وتدع أرضك وسماءك ومولدك، وتضيع مالك! فعصاه فهاجر، ثم أتاه من قبل الجهاد، فقال: تجاهد فيهراق دمك، وتنكح زوجتك، ويقسم مالك، وتضيع عيالك! فعصاه فجاهد، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فحق عَلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ من فعل ذلك، فخر عن دابته فمات، فقد وقع أجره عَلَى اللَّه، وَإِن لسعته دابة، فمات فقد وقع أجره عَلَى اللَّه، وَإِن قتل قعصا، فحق عَلَى اللَّه أن يدخله الجنة.
هذا الحديث تفرد فيه طارق بذكر جابر، ورواه ابن فضيل، وغيره، عن أَبِي جَعْفَر، عن سالم، عن سبرة بْن أَبِي فاكه.
هذا قول ابن منده، وأبي نعيم.
وقال أَبُو عمر: جابر بْن أَبِي سبرة، أسدي كوفي، روى عنه سالم بْن أَبِي الجعد أحاديث، منها حديث في الجهاد.(1/486)
636- جابر بن سفيان
ب: جابر بْن سفيان الأنصاري الزرقي من بني زريق بْن عامر بْن زريق عبد حارثة بْن مالك بْن غضب بْن جشم بْن الخزرج.
ينسب أبوه سفيان إِلَى معمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح، لأنه حالفه وتبناه بمكة.
قاله ابن إِسْحَاق، وقدم جابر، وجنادة مع أبيهما من أرض الحبشة في السفينتين، وهلكا في خلافة عمر، وأخوهما لأمهما شرحبيل بْن حسنة، تزوج سفيان أمهم مكة.
أخرجه أَبُو عمر.(1/487)
637- جابر بن سليم
ب د ع: جابر بْن سليم، ويقال: سليم بْن جابر والأول أصح، أَبُو جري التميمي الهجيمي، من بلهجيم بْن عمرو بْن تميم.
قال البخاري: أصح شيء عندنا في اسم أَبِي جري: جابر بْن سليم.
وقال أَبُو أحمد العسكري: سليم بْن جابر أصح، والله أعلم، سكن البصرة.
روى عنه ابن سيرين، وَأَبُو تميمة الهجيمي.
(187) أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الدَّقَّاقُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا يَزِيدُ، حدثنا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عن عَقِيلِ بْنِ طَلْحَةَ، حدثنا أَبُو جُرَيٍّ الْهُجَيْمِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَعَلِّمْنَا شَيْئًا يَنْفَعُنَا اللَّهُ بِهِ، قَالَ: لا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَقِي، وَلَوْ أَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَوَجْهُكَ إِلَيْهِ مُنْبَسِطٌ، وَلا تُسْبِلِ الْإِزَارَ، فَإِنَّهُ مِنَ الْخُيْلاءِ، وَالْخُيْلاءُ لا يُحِبُّهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَإِنِ امْرُؤٌ سَبَّكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ، فَلا تَسُبَّهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ، فَإِنَّ أَجْرَهُ لَكَ، وَوَبَالَهُ عَلَى مَنْ قَالَهُ.
رَوَاهُ حَمَّادٌ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ، عن الْجَرِيرِيِّ، عن أَبِي السَّلِيلِ، عن أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ.
وَرَوَاهُ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عن عُبَيْدَةَ بْنِ جَابِرٍ، عن أَبِي تَمِيمَةَ، عن جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/487)
638- جابر بن سمرة
ب د ع: جابر بْن سمرة بْن جنادة بْن جندب بْن حجير بْن رئاب بْن حبيب بْن سواءة بْن عامر بْن صعصعة العامري ثم السوائي، وقيل: جابر بْن سمرة بْن عمرو بْن جندب، وقد اختلف في كنيته، فقيل: أَبُو خَالِد، وقيل: أَبُو عَبْد اللَّهِ، وهو حليف بني زهرة، وهو ابن أخت سعد بْن أَبِي وقاص، أمه خالدة بنت أَبِي وقاص، سكن الكوفة، وابتنى بها دارًا، وتوفي في أيام بشر بْن مروان عَلَى الكوفة، وصلى عليه عمرو بْن حريث المخزومي، وقيل: توفي سنة ست وستين أيام المختار.
روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث كثيرة.
روى عنه: الشعبي، وعامر بْن سعد بْن أَبِي وقاص، وتميم بْن طرفة الطائي، وَأَبُو إِسْحَاق السبيعي، وَأَبُو خَالِد الوالبي، وسماك بْن حرب، وحصين بْن عبد الرحمن، وَأَبُو بكر بْن أَبِي موسى، وغيرهم.
(188) أخبرنا الْخَطِيبُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ مُعَاذٍ الضَّبِّيُّ، عن سِمَاكٍ، عن جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ بِمَكَّةَ حَجَرًا كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ لَيَالِي بُعِثْتُ وروى عنه عَبْد الْمَلِكِ بْن عمير، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، وَإِذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل اللَّه.
ولما توفي جابر خلف من الذكور أربعة بنين: خَالِد، وَأَبُو ثور مسلم، وَأَبُو جَعْفَر، وجبير، فالعقب منهم لمسلم، وخالد.
أخرجه الثلاثة.(1/488)
639- جابر بن شيبان
جابر بْن شيبان بْن عجلان بْن عتاب بْن مالك الثقفي شهد بيعة الرضوان، قاله المدائني في كتاب: أخبار ثقيف.
ذكره ابن الدباغ.(1/489)
640- جابر بن صخر بن أمية
د ع: جابر بْن صخر بْن أمية بْن خنساء بْن عبيد بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سلمة شهد العقبة، ولم يشهد بدرًا، وشهد أحدًا.
أخرجه أَبُو موسى.
سلمة: بكسر اللام، ولم يعرفه موسى بْن عقبة، ولا الواقدي فيمن شهد العقبة، وأحدًا.
والذي ذكره ابن إِسْحَاق من رواية يونس بْن بكير، ورواية سلمة، ورواية عَبْد الْمَلِكِ بْن هشام، عن زياد بْن عَبْد اللَّهِ البكائي، كلهم عن ابن إِسْحَاق، أن جبار بْن صخر بْن أمية بْن خنساء شهد العقبة، وبدرًا، ولم يذكر أيضًا جابرًا، والله أعلم.(1/489)
641- جابر بن صخر
د ع: جابر بْن صخر روى مسدد، عن عمر بْن علي المقدمي، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عن أَبِي سعد مولى بني خطمة، قال: سمعت جابر بْن عَبْد اللَّهِ يحدث، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صلى به، وبجابر بْن صخر وأقامهما خلفه.
ذكره ابن منده، وقال: وقد رواه مُحَمَّد بْن أَبِي بكر المقدمي، وعاصم بْن عمر جميعًا، عن عمر بْن عَلِيٍّ، عن ابن إِسْحَاق، عن أَبِي سعد، عن جابر، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى به، وبجبار بْن صخر فأقامهما.
وقال: جابر وهم.
وقال أَبُو نعيم: جابر بْن صخر له ذكر، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى به، وهو وهم، ذكره بعض الواهمين، عن عمر بْن عَلِيٍّ، عن ابن إِسْحَاق، عن أَبِي سعد، عن جابر: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى به وبجابر.
ورواه مُحَمَّد بْن أَبِي بكر المقدمي، عن عاصم بْن عمر، عن عمر بْن عَلِيٍّ، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عن أَبِي سعد الخطمي، وهو شرحبيل بْن سعد، فقال: جبار.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
قلت: ليس عَلَى ابن منده في هذا مأخذ، لأن الذي ذكره أَبُو نعيم قد ذكره ابن منده جميعه، والعجب أَنَّهُ يرد عليه بكلامه لا غير.(1/489)
642- جابر بن أبي صعصعة
ب س: جابر بْن أَبِي صعصعة أخو قيس بْن أَبِي صعصعة، من بني مازن بْن النجار.
وهم أربعة إخوة: قيس، والحارث، وجابر، وَأَبُو كلاب.
قتل جابر يَوْم مؤتة، أخرجه أَبُو عمر هكذا.
وقال أَبُو موسى: جابر بْن أَبِي صعصعة، واسمه: عمرو بْن زيد بْن عوف بْن مبذول بْن عمرو بْن غنم بْن مازن بْن النجار، قتل يَوْم مؤتة شهيدًا، ذكره ابن شاهين.(1/490)
643- جابر بن طارق
ب د ع: جابر بْن طارق بْن عوف وقيل: جابر بْن عوف بْن طارق الأحمسي، أَبُو حكيم.
وهو من بني أحمس بْن الغوث بْن أنمار، بطن من بجيلة.
نزل الكوفة، وله صحبة.
قال ابن سعد: وممن نزل الكوفة: جابر بْن طارق أَبُو حكيم.
(189) أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عن إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ، عن أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهِ وَعِنْدَهُ مِنْ هَذَا الدُّبَّاءِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: الْقَرْعُ نُكْثِرُ بِهِ طَعَامَنَا.
وَرَوَاهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وَشَرِيكٌ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَغَيْرُهُمْ، عن إِسْمَاعِيلَ، عن حَكِيمٍ، نَحْوَهُ. وروى أيضًا، أن أعرابيًا مدح النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى أزبد شدقه، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عليكم بقلة الكلام، ولا يستهوينكم الشيطان، فإن تشقيق الكلام من شقائق الشيطان.
أخرجه الثلاثة.(1/490)
644- جابر بن ظالم
ب: جابر بْن ظالم بْن حارثة بْن عتاب بْن أَبِي حارثة بْن جدي بْن تدول بْن بحتر بْن عتود بْن عنين بْن سلامان بْن ثعل بْن عمرو بْن الغوث بْن طيء الطائي ثم البحتري ذكره الطبري فيمن وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من طَيِّءَ، قال: فكتب به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابًا فهو عندهم، وبحتر هذا الذي نسب إليه هو البطن الذي منه أَبُو عبادة البحتري الشاعر.
أخرجه أَبُو عمر.
عنين: بضم العين المهملة، وبالنون المفتوحة، وبعدها ياء تحتها نقطتان، ثم نون ثانية.
وجدي: بضم الجيم وبالدال، وتدول: بفتح التاء فوقها نقطتان، وضم الدال المهملة، وبعد الواو لام.
وثعل: بضم الثاء المثلثة، وفتح العين المهملة، وآخره لام.(1/491)
645- جابر بن عبد الله الراسبي
ب د ع: جابر بْن عَبْد اللَّهِ الراسبي له صحبة، روى عنه أَبُو شداد، قال صالح بْن مُحَمَّد جزرة: إنه الراسبي نزل البصرة، قال أَبُو نعيم: ولا أراه إلا جابر بْن عَبْد اللَّهِ الأنصاري السلمي.
روى أَبُو شداد، عن جابر بْن عَبْد اللَّهِ الراسبي، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: من عفا عن قاتله، وأدى حقنا، وقرأ دبر كل صلاة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} عشر مرات دخل من أي أبواب الجنة شاء، وزوج من الحور العين ما شاء، فقال أَبُو بكر الصديق رضي اللَّه عنه: أو واحدة من هؤلاء؟ قال: أو واحدة من هؤلاء.
وقال ابن منده: هذا حديث غريب إن كان محفوظًا.
قلت: أخرجه الثلاثة، وقول أَبِي نعيم، لا أراه إلا جابر بْن عَبْد اللَّهِ الأنصاري السلمي، فجابر بْن عَبْد اللَّهِ بْن رئاب، وجابر بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر، وكلاهما أنصاريان سلميان، فأيهما أراد؟ ومع هذا، فكلاهما سكن المدينة، ليس فيهما من سكن البصرة، والله أعلم.(1/491)
646- جابر بن عبد الله بن رئاب
ب د ع: جابر بْن عَبْد اللَّهِ بْن رئاب بْن النعمان بْن سنان بْن عبيد بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري السلمي شهد بدرًا، وأحدًا، والخندق، وسائر المشاهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو من أول من أسلم من الأنصار قبل العقبة الأولى.
قال مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، فيما أخبرنا عُبَيْد اللَّهِ بْن أحمد بْن علي الْبَغْدَادِيّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق: حدثني عاصم بْن عمر بْن قتادة، عن أشياخ من قومه، قَالُوا: لما لقيهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعني: النفر من الأنصار، قال: ممن أنتم؟، وذكر الحديث وكانوا ستة نفر منهم من بني النجار: أسعد بْن زرارة، وعوف بْن الحارث بْن رفاعة وهو ابن عفراء، ورافع بْن مالك بْن العجلان، وقطبة بْن عامر بْن حديدة، وعقبة بْن عامر بْن نابي بْن زيد، وجابر بْن عَبْد اللَّهِ بْن رئاب، فأسلموا، فلما قدموا المدينة ذكروا لهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحديث.
روى الوازع بْن نافع، عن أَبِي سلمة، عن جابر بْن عَبْد اللَّهِ بْن رئاب، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: مر بي جبرائيل وأنا أصلي، فضحك إلي، وتبسمت إليه.
أسند عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير حديث، روى عنه ابن عباس.
أخرجه الثلاثة.(1/492)
647- جابر بن عبد الله بن حرام
ب د ع: جابر بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بْن حرام بْن كعب بْن غنم بْن كعب بْن سلمة يجتمع هو والذي قبله في غنم بْن كعب، وكلاهما أنصاريان سلميان.
وقيل في نسبه غير هذا، وهذا أشهرها.
وأمه: نسيبة بنت عقبة بْن عدي بْن سنان بْن نابي بْن زيد بْن حرام بْن كعب بْن غنم، تجتمع هي وأبوه في حرام، يكنى أبا عبد اللَّه، وقيل: أَبُو عبد الرحمن، والأول أصح، شهد العقبة الثانية مع أبيه وهو صبي، وقال بعضهم: شهد بدرًا، وقيل: لم يشهدها، وكذلك غزوة أحد.
(190) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، أخبرنا رَوْحٌ، أخبرنا زَكَرِيَّا، حدثنا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةٍ، قَالَ جَابِرٌ: لَمْ أَشْهَدْ بَدْرًا، وَلا أُحُدًا، مَنَعَنِي أَبِي، فَلَمَّا قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، لَمْ أَتَخَلَّفْ عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ قَطُّ وقال الكلبي: شهد جابرًا أحدا، وقيل: شهد مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمان عشرة غزوة، وشهد صفين مع علي بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنه، وعمي في آخر عمره، وكان يحفي شاربه، وكان يخضب بالصفرة، وهو آخر من مات بالمدينة ممن شهد العقبة.
وقد أورد ابن منده في اسمه أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حضر الموسم، وخرج نفر من الأنصار، منهم: أسعد بْن زرارة، وجابر بْن عَبْد اللَّهِ السلمي، وقطبة بْن عامر، وذكرهم.
قال: فأتاهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعاهم إِلَى الإسلام، وذكر الحديث.
فظن أن جابر بْن عَبْد اللَّهِ السلمي هو ابن عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بْن حرم، وليس كذلك، وَإِنما هو جابر بْن عَبْد اللَّهِ بْن رئاب، وقد تقدم ذكره قبل هذه الترجمة، وقد كان جابر هذا أصغر من شهد العقبة الثانية مع أبيه، فيكون في أول الأمر رأسًا فيهم.
هذا بعيد، عَلَى أن النقل الصحيح من الأئمة أَنَّهُ جابر بْن عَبْد اللَّهِ بْن رئاب، والله أعلم.
وكان من المكثرين في الحديث، الحافظين للسنن، روى عنه مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْنِ الحسين، وعمرو بْن دينار، وَأَبُو الزبير المكي، وعطاء، ومجاهد، وغيرهم.
(191) أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، أخبرنا أَبُو الْخَطَّابِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَارِئُ، إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ أَبُو عَلِيٍّ، أخبرنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، أخبرنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ، أخبرنا أَبُو رَبِيعَةَ، أخبرنا أَبُو عَوَانَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي سُفْيَانَ، عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، فَقِيلَ لِجَابِرٍ: إِنَّ الْبَرَاءَ، يَقُولُ: اهْتَزَّ السَّرِيرُ، فَقَالَ جَابِرٌ: كَانَ بَيْنَ هَذَيْنِ الْحَيَّيْنِ: الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ ضَغَائِنُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ.
قُلْتُ: وَجَابِرُ أَيْضًا مِنَ الْخَزْرَجِ، حَمَلَهُ دِينُهُ عَلَى قَوْلِ الْحَقِّ وَالإِنْكَارِ عَلَى مَنْ كَتَمَهُ
(192) أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ وَأَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حدثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، أخبرنا بِشْرُ بْنُ السُّرِّيِّ، أخبرنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عن أَبِي الزُّبَيْرِ، عن جَابِرٍ، قَالَ: اسْتَغْفَرَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْبَعِيرِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً، يَعْنِي بِقَوْلِهِ: لَيْلَةَ الْبَعِيرِ: أَنَّهُ بَاعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعِيرًا، وَاشْتَرَطَ ظَهْرَهُ إِلَى الْمَدِينَةَ، وَكَانَ فِي غَزْوَةٍ لَهُمْ وتوفي جابر سنة أربع وسبعين، وقيل: سنة سبع وسبعين، وصلى عليه أبان بْن عثمان، وكان أمير المدينة، وكان عمر جابر أربعًا وتسعين سنة.
أخرجه الثلاثة.(1/492)
648- جابر أبو عبد الرحمن
ب د ع: جابر أَبُو عبد الرحمن وهو جابر بْن عبيد العبدي.
روى عنه ابنه عبد الرحمن، وقيل: اسم ابنه عَبْد اللَّهِ.
قال مُحَمَّد بْن سعد: كان في وفد عبد القيس، سكن البصرة، وقيل: سكن البحرين.
روى علي بْن المديني، عن الحارث بْن مرة الحنفي، عن نفيس، عن عبد الرحمن بْن جابر العبدي، قال: كنت في الوفد الذين أتوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من عبد القيس ولست منهم، إنما كنت مع أَبِي، فنهاهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الشرب في الأوعية: الدباء، والحنتم، والنقير، والمزفت.
كذا رواه ابن منده من طريق علي بْن المديني، ورواه عَبْد اللَّهِ بْن أحمد بْن حنبل، عن أبيه، عن الحارث بْن مرة، عن نفيس، فقال: عَبْد اللَّهِ بْن جابر، مثله.
أخبرنا به أَبُو ياسر عبد الوهاب بْن هبة اللَّه، بِإِسْنَادِهِ عن عَبْد اللَّهِ بْن أحمد.
أخرجه الثلاثة.(1/494)
649- جابر بن عتيك
ب د ع: جابر بْن عتيك وقيل: جبر بْن عتيك بْن قيس بْن الحارث بْن هيشة بْن الحارث بْن أمية بْن زيد بْن معاوية بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي.
من بني معاوية، قاله ابن إِسْحَاق، ونسبه الكلبي مثله، إلا أَنَّهُ أسقط الحارث الأول، وزيدًا.
شهد بدرًا، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا عَبْد اللَّهِ.
وقال ابن منده: كنيته أَبُو الربيع.
قال أَبُو نعيم: وهو وهم، فإنها كنية عَبْد اللَّهِ بْن ثابت الظفري، وكانت معه راية بني معاوية عام الفتح، وهو أخو الحارث بْن عتيك.
روى عنه ابناه: عَبْد اللَّهِ وَأَبُو سفيان، وعتيك بْن الحارث بْن عتيك.
(193) أخبرنا فِتْيَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ سَمْنِيَّةَ الْجَوْهَرِيُّ، بِإِسْنَادِهِ عن الْقَعْنَبِيِّ، عن مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جبر بْنِ عَتِيكٍ، عن عَتِيكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَتِيكٍ، وَهُوَ جَدُّ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو أُمِّهِ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَتِيكٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ يَعُودُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَابِتٍ، فَوَجَدَهُ قَدْ غُلِبَ، فَصَاحَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُجِبْهُ، فَاسْتَرْجَعَ وَقَالَ: غُلِبْنَا عَلَيْكَ يَا أَبَا الرُّبَيِّعِ، فَصَاحَ النِّسْوَةُ وَبَكَيْنَ، فَجَعَلَ ابْنُ عَتِيكٍ يُسْكِتُهُنَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعْهُنَّ فَإِذَا وَجَبَ فَلا تَبْكِينَ بَاكِيَةٌ، قَالُوا: وَمَا الْجَوَابُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِذَا مَاتَ، فَقَالَتْ ابْنَتُهُ: وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لأَرْجُو أَنْ يَكُونَ شَهِيدًا، فَإِنَّكَ كُنْتَ قَدْ قَضَيْتَ جِهَازَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدْ أَوْقَعَ أَجْرَهُ عَلَى قَدْرِ نِيَّتِهِ، وَمَا تُعُدُّونَ الشَّهَادَةَ؟ قَالُوا: الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الشُّهَدَاءُ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ: الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِيبُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ الْحَرِيقِ شَهِيدٌ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ.
وَتُوُفِّيَ جَابِرٌ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ، وَعُمْرُهُ إِحْدَى وَتِسْعُونَ سَنَةً.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ بجمع مضمونة الجيم: هي المرأة تموت وفي بطنها ولد، وقيل: هي البكر، والأول أصح، وقاله الكسائي بجيم مكسورة.(1/494)
650- جابر بن عمير
ب د ع: جابر بْن عمير الأنصاري له صحبة، عداده في أهل المدينة.
روى عنه عطاء بْن أَبِي رباح.
(194) أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمَدِينِيُّ، كِتَابَةِ، أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أخبرنا الْقَاضِي أَبُو أَحْمَدَ وَحَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ حُبَيْشٍ، قَالُوا: حدثنا خَلَفُ بْنُ عَمْرٍو الْعَكْبَرِيُّ، أخبرنا الْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ، أخبرنا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عن أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عن عَبْدِ الرَّحِيمِ الزُّهْرِيِّ، عن عَطَاءٍ، أَنَّهُ رَأَى جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَجَابِرَ بْنَ عُمَيْرٍ الأَنْصَارِيَّيْنِ يَرْتَمِيَانِ، فَمَلَّ أَحَدُهُمَا فَجَلَسَ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: كَسِلْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ أَحَدُهُمَا للآخَرِ: أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَهُوَ لَعِبٌ، إِلا أَنْ يَكُونَ أَرْبَعَةً: مُلاعَبَةَ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ، وَتَأْدِيبَ الرَّجُلِ فَرَسَهُ، وَمَشْيَ الرَّجُلِ بَيْنَ الْغَرَضَيْنِ، وَتَعَلُّمَ الرَّجُلِ السِّبَاحَةِ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ(1/495)
651- جابر بن عوف
س: جابر بْن عوف أَبُو أوس الثقفي ذكره أَبُو عثمان سَعِيد بْن يعقوب السراج القرشي في الأفراد، كتبه عنه ابن مندويه.
روى حماد بْن سلمة، عن يعلى بْن عطاء، عن أبيه، عن أوس بْن أَبِي أوس، عن أبيه واسمه جابر، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صلى ومسح عَلَى قدميه "، ورواه هشيم وشعبة، عن يعلى مثله.
ورواه شريك، عن يعلى، ولم يذكر بين يعلى وأوس أحدًا.
أخرجه أَبُو موسى.(1/496)
652- جابر بن عياش
ع: جابر بْن عياش وقال أَبُو نعيم: لا يعرف له حديث.
أخرجه أَبُو نعيم كذا مختصرًا.(1/496)
653- جابر بن ماجد الصدفي
ب د ع: جابر بْن ماجد الصدفي وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد فتح مصر، قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
وفي حديثه اختلاف.
روى الأوزاعي، عن قيس بْن جابر الصدفي، عن أبيه، عن جده، عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: سيكون بعدي خلفاء، ومن بعد الخلفاء أمراء، ومن بعد الأمراء ملوك جبابرة، ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلًا، كما ملئت جورًا، ويؤمر بعده القحطاني، فوالذي نفسي بيده ما هو بدونه.
كذا قال الأوزاعي، عن قيس بْن جابر، ورواه ابن لهيعة، عن عبد الرحمن بْن قيس، عن جابر، عن أبيه، عن جده، فعلى رواية الأوزاعي، يكون الصحابي ماجدا.
أخرجه الثلاثة.(1/497)
654- جابر بن النعمان
ب: جابر بْن النعمان بْن عمير بْن مالك بْن قمير بْن مالك بْن سواد بْن مري بْن أراشة بْن عامر بْن عبيلة بْن قسميل بْن فران بْن بلي البلوي السوادي من بني سواد، له صحبة، وهو حليف الأنصار، وهو من رهط كعب بْن عجرة وهو الذي عمر كثيرًا، فقال:(1/497)
655- جابر بن ياسر
د: جابر بْن ياسر بْن عويص بْن فدك بْن ذي إيوان بْن عمرو بْن قيس بْن سلمة بْن شراحيل بْن الحارث بْن معاوية بْن مرتع بْن قتبان بْن مصبح بْن وائل بْن رعين الرعيني القتباني شهد فتح مصر، له ذكر في الصحابة.
قال أَبُو سَعِيد بْن يونس: وممن فتح مصر ممن له إدراك: جابر بْن ياسر بْن عويص القتباني، جد عياش، وجابر ابني عباس بْن جابر، لا يعرف له حديث، قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم، إلا أنهما لم يذكرا نسبه بعد عويص.
وساق نسبه كما ذكرناه ابن ماكولا.
وقال: وأما العويص بعين مهملة بعدها واو، وآخره صاد مهملة، فهو جد جابر، وذكره، وقال: كذلك هو بخط الصوري مقيد، وفي غيره مثله سواء، إلا أَنَّهُ قال: شرحبيل عوض شراحيل.
عياش بْن عباس: فالأول بالياء تحتها نقطتان، والشين المعجمة، وقتبان: بالقاف والتاء فوقها نقطتان والباء الموحدة.(1/497)
656- جاحل أبو مسلم الصدفي
د ع: جاحل أَبُو مسلم الصدفي روى عنه ابنه مسلم، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن أحصاهم لهذا القرآن من أمتي منافقوهم أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض الناس، يعني: ابن منده في جملة الصحابة.
قال: وعندي ليست له صحبة، ولم يذكره أحد من المتقدمين، ولا المتأخرين.(1/498)
657- جاورد بن المعلى
ب د ع: جارود بْن المعلى وقيل: ابن العلاء، وقيل: جارود بْن عمرو بْن المعلى العبدي، من عبد القيس، يكنى: أبا المنذر، وقيل: أبا غياث، وقيل: أبا عتاب، وأخشى أن يكون أحدهما تصحيفًا، وقيل: اسمه بشر.
وقد تقدم ذكره، وقيل: هو الجارود بْن المعلى بْن العلاء، وقيل: الجارود بْن عمرو بْن العلاء، وقيل: الجارود بْن المعلى بْن عمرو بْن حنش بْن يعلى، قاله ابن إِسْحَاق.
وقال الكلبي: الجارود، واسمه بشر بْن حنش بْن المعلى، وهو الحارث بْن يَزِيدَ بْن حارثة بْن معاوية بْن ثعلبة بْن جذيمة بْن عوف بْن بكر بْن عوف بْن أنمار بْن عمرو بْن وديعة بْن لكيز بْن أفصى بْن عبد القيس العبدي، وأمه دريمكة بنت رويم من بني شيبان، وَإِنما لقب الجارود، لأنه أغار في الجاهلية عَلَى بكر بْن وائل، فأصابهم وجردهم.
وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة عشر في وفد عبد القيس، فأسلم، وكان نصرانيًا، ففرح النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسلامه، فأكرمه وقربه، وتروى عنه من الصحابة عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بْن العاص، ومن التابعين: أَبُو مسلم الجذمي، ومطرف بْن عَبْد اللَّهِ بْن الشخير، وزيد بْن علي أَبُو القموص، وابن سيرين.
تهدلت العينان بعد طلالة وبعد رضا فأحسب الشخص راكبًا
وأبعد ما أنكرت كي أستبينه فأعرفه وأنكر المتقاربا
أخرجه أَبُو عمر.
655
(195) أخبرنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ الْفَقِيهُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حدثنا هُدْبَةُ، عن قَتَادَةَ، عن يَزِيدَ بْنِ الشِّخِّيرِ، عن أَخِيهِ مُطَرِّفٍ، عن أَبِي مُسْلِمٍ الْجَذَمِيِّ، عن الْجَارُودِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ حَرَقُ النَّارِ ولم أسلم الجارود، قال:
شهدت بأن اللَّه حق وسامحت بنات فؤادي بالشهادة والنهض
فأبلغ رَسُول اللَّهِ عني رسالة بأني حنيف حيث كنت من الأرض
وسكن البصرة، وقتل بأرض فارس، وقيل: إنه قتل بنهاوند مع النعمان بْن مقرن، وقيل: إن عثمان بْن أَبِي العاص بعث الجارود في بعث إِلَى ساحل فارس، فقتل بموضع يعرف بعقبة الجارود، وكان سيد عبد القيس، أخرجه الثلاثة.
غياث: بالغين المعجمة، والياء تحتها نقطتان، والثاء المثلثة.(1/498)
658- الجارود بن المنذر
د: الجارود بْن المنذر روى عنه: الحسن، وابن سيرين، قاله ابن منده، جعله ترجمة ثانية، هذا والذي قبله، وقال: قال مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري في كتاب الوحدان: هما اثنان، وفرق بينهما.
روى حديثه ابن مسهر، عن أشعث، عن ابن سيرين، عن الجارود، قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: إني عَلَى دين، فإن تركت ديني، ودخلت في دينك لا يعذبني اللَّه يَوْم القيامة؟ قال: نعم.
أخرجه ابن منده وحده.
قلت: جعله ابن منده غير الذي قبله، وهما واحد، ولا شك أن بعض الرواة رَأَى كنيته أَبُو المنذر، فظنها ابن، والله أعلم.(1/499)
659- جارية بن أصرم
د ع: جارية بْن أصرم الكلبي الأجداري حي من كلب وهو عامر بْن عوف بْن كنانة بْن عوف بْن عذرة بْن زيد اللات بْن رفيدة بْن ثور بْن كلب بْن وبرة.
قال الكلبي: وَإِنما قيل له: الأجدار، لأنه كان جالسًا إِلَى جنب جدار، فأقبل رجل يريد عامر بْن عوف بْن بكر، فسأل عنه، فقال له المسئول: أي العامرين تريد، أعامر بْن عوف بْن بكر، أم عامر الأجدار؟ فبقي عليه، وقيل: كان في عنقه جدرة، فسمي بها وهو بطن كبير، منه جماعة من الفرسان.
روى الشرقي بْن القطامي الكلبي، عن زهير بْن مَنْصُور الكلبي، عن جارية بْن أصرم الأجداري، قال: رأيت ودا في الجاهلية بدومة الجندل في صورة رجل.
وذكر الحديث.
قال أَبُو نعيم: لا نعرف له صحبة ولا رؤية، وذكره بعض الرواة في الصحابة، وذكر أَنَّهُ رَأَى ودا بدومة الجندل.
هذا كلام أَبِي نعيم، وقد ذكره الأمير أَبُو نصر بْن ماكولا في جارية بالجيم، فقال: جارية بْن أصرم صحابي، يعد في البصريين، أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/500)
660- جارية بن حميل
ب س: جارية بْن حميل بْن نشبة بْن قرط بْن مرة بْن نصر بْن دهمان بْن بصار بْن سبيع بْن بكر بْن أشجع الأشجعي أسلم وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكره الطبري، قاله أَبُو عمر.
وقال أَبُو موسى: ذكره الدارقطني، وابن ماكولا، عن ابن جرير.
وقال هشام بْن الكلبي: إنه شهد بدرًا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بضم الحاء المهملة، وفتح الميم، وبصار: بكسر الباء الموحدة، وبالصاد المهملة، وآخره راء.(1/500)
661- جارية بن زيد
ب: جارية بْن زيد قال أَبُو عمر: ذكره ابن الكلبي فيمن شهد صفين مع علي بْن أَبِي طالب من الصحابة.
أخرجه أَبُو عمر.(1/500)
662- جارية بن ظفر
ب د ع: جارية بْن ظفر اليمامي الحنفي أَبُو نمران يعد في الكوفيين، حديثه عند ابنه نمران، ومولاه عقيل بْن دينار.
وروى عنه من الصحابة يزيد بْن معبد.
روى مروان بْن معاوية، عن دهثم بْن قران، عن عقيل بْن دينار مولى جارية بْن ظفر، عن جارية، أن دارا كانت بين أخوين، فحظرا في وسطها حظارًا ثم هلكا، وترك كل واحد منهما عقبًا، فادعى عقب كل واحد منهما أن الحظار له، فاختصما إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأرسل حذيفة بْن اليمان ليقضي بينهما، فقضى أن الحظار لمن وجد معاقد القمط تليه، ثم رجع فأخبر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أصبت أو أحسنت.
ورواه أَبُو بكر بْن عَيَّاشٍ، عن دهثم، عن نمران بْن جارية، عن أبيه، وقد روى نمران، عن أبيه أحاديث، أخرجه الثلاثة.(1/501)
663- جارية بن عبد المنذر
د ع: جارية بْن عبد المنذر بْن زنبر قاله ابن منده.
وقال: قال ابن أَبِي داود: خارجة بْن عبد المنذر.
روى مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الأسباطي، عن ابن فضيل، عن عمرو بْن ثابت، عن ابن عقيل، عن عبد الرحمن بْن يَزِيدَ، عن جارية بْن عبد المنذر، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: يَوْم الجمعة سيد الأيام.
وروى ابن أَبِي داود، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيل الأحمسي، عن ابن فضيل، فقال: خارجة بْن عبد المنذر.
ورواه بكر بْن بكار، عن عمرو بْن ثابت، بِإِسْنَادِهِ عن عبد الرحمن بْن يَزِيدَ، فقال: عن أَبِي لبابة بْن عبد المنذر، وذكر الحديث.
قال أَبُو نعيم: وهو وهم، يعني: ذكر جارية، وصوابه: رفاعة بْن عبد المنذر، والحديث مشهور بأبي لبابة بْن عبد المنذر، واسم أَبِي لبابة: رفاعة، وقيل: بشير، ولم يقل أحد إن اسمه جارية، أو خارجة إلا ما رواه هذا الواهم عن ابن أَبِي داود.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/501)
664- جارية بن قدامة
ب د ع: جارية بْن قدامة التميمي السعدي عم الأحنف بْن قيس، وقيل: ابن عم الأحنف، قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم، إلا أن أبا نعيم، قال: وقيل: ليس بعمه، ولا ابن عمه أخي أبيه، وَإِنما سماه عمه توقيرًا، وهذا أصح، فإنهما لا يجتمعان إلا إِلَى كعب بْن سعد بْن زيد مناة، عَلَى ما نذكره.
فإن أراد بقوله: ابن عمه أنهما من قبيلة واحدة، فربما يصح له ذلك، وهو: جارية بْن قدامة بْن مالك بْن زهير بْن حصن، ويقال: حصين بْن رزاح، وقيل: رياح بْن أسعد بْن بجير بْن ربيعة بْن كعب بْن سعد بْن زيد مناة بْن تميم التميمي السعدي، يكنى: أبا أيوب وأبا يزيد، يعد في البصريين.
روى عنه أهل المدينة، وأهل البصرة.
فمن حديثه ما:
(196) أخبرنا بِهِ أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عن هِشَامٍ يعَنْيِ ابْنَ عُرْوَةَ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عن الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عن عَمٍّ لَهُ يُقَالُ لَهُ: جَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ، أَنَّ رَجُلا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُلْ لِي قَوْلا وَأَقْلِلْ لِعَلِيٍّ أَعْقِلُهُ، قَالَ: لاَ تَغْضَبْ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ ذَلِكَ مِرَارًا كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ: لا تَغْضَبْ، قَالَ يَحْيَى: قَالَ هِشَامٌ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهُمْ يَقُولُونَ: لَمْ يُدْرِكِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَشَهِدَ مَعَهُ حُرُوبَهُ وهو الذي حصر عَبْد اللَّهِ بْن الحضرمي بالبصرة في دار ابن سنبيل، وحرقها عليه، وكان معاوية أرسله إِلَى البصرة ليأخذها له، فنزل ابن الحضرمي في بني تميم، وكان زياد بالبصرة أميرًا، فكتب إِلَى علي، فأرسل علي إليه أعين بْن ضبيعة المجاشي، فقتل غيلة، فبعث علي بعده جارية بْن قدامة، فأحرق عَلَى ابن الحضرمي الدار التي سكنها.
أخرجه الثلاثة.(1/502)
665- جارية بن مجمع
س: جارية بْن مجمع بْن جارية روى الطبراني، عن مطين، عن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْنِ عثمان الحضرمي، عن مُحَمَّدِ بْنِ فضيل، عن زكريا بْن أَبِي زائدة، عن الشعبي، قال: جمع القرآن عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ستة من الأنصار: زيد بْن ثابت، وَأَبُو زيد، ومعاذ بْن جبل، وَأَبُو الدرداء، وسعد بْن عبادة، وأبي بْن كعب، وكان جارية بْن مجمع بْن جارية قد قرأه إلا سورة أو سورتين.
كذا قاله الطبراني.
ورواه إِسْحَاق بْن يوسف، عن زكريا به، وقال: المجمع بْن جارية.
وكذلك قاله إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، عن الشعبي، وهو الصحيح.
وكان جارية بْن عامر والد المجمع فيمن اتخذ مسجد الضرار، وكان المجمع يصلي لهم فيه، وهذا يقوي قول من يقول: إن المجمع كان الحافظ للقرآن.
أخرجه أَبُو موسى.(1/503)
666- جاهمة بن العباس
ب د ع: جاهمة بْن العباس بْن مرداس السلمي أَبُو معاوية
(197) أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ الْخَطِيبُ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَدْرَانَ، أخبرنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرْبِيُّ، أخبرنا عُمَر بْنُ شَاهِينَ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، أخبرنا عَلِيُّ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ، أخبرنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ رُكَانَةَ، عن مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ، عن أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْتُهُ عن الْغَزْوِ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: الْزَمْهَا، فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: جَاهِمَةُ السُّلَمِيُّ، وَالِدُ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيِّ، حِجَازِيٌّ، وَرَوَى عَنْهُ حَدِيثَ الْجِهَادِ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ، وَقَدْ رَوَى عن مُعَاوِيَةَ، أَنَّهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُذْكَرُ عِنْدَ اسْمِهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَاكُولا: جَاهِمَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ، يُقَالُ: لَهُ صُحْبَةٌ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/503)
باب الجيم مع الباء(1/504)
667- جبار بن الحارث
د ع: جبار بْن الحارث كان اسمه جبارًا فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الجبار.
ذكره ابن منده، وَأَبُو نعيم، بإسناديهما عن عَبْد اللَّهِ بْن طلاسة، عن أبيه طلاسة، عن عبد الجبار بْن الحارث، أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له: ما اسمك؟، فقال: جبار بْن الحارث، فقال: بل أنت عبد الجبار.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/504)
668- جبار بن الحكم السلمي
جبار بْن الحكم السلمي يقال له: الفرار.
ذكره المدائني فيمن وفد من بني سليم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلموا، وسألوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يدفع لواءهم إِلَى الفرار، فكره ذلك الاسم، فقال له الفرار: إنما سميت الفرار بأبيات قلتها وأولها:(1/504)
669- جبار بن سلمى
ب د ع: جبار بْن سلمى بْن مالك بْن جَعْفَر بْن كلاب بْن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم، ثم رجع إِلَى بلاد قومه بضرية، قاله مُحَمَّد بْن سعد، وكان ممن حضر مع عامر بْن الطفيل بالمدينة لما أراد أن يغتال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم أسلم بعد ذلك، وهو الذي قتل عامر بْن فهيرة يَوْم بئر معونة، وكان يقول: مما دعاني إِلَى الإسلام أني طعنت رجلا منهم فسمعته يقول: فزت والله، قال: فقلت في نفسي: ما فاز؟ أليس قد قتلته؟ حتى سألت بعد ذلك عن قوله، فقالوا: الشهادة، فقلت: فاز لعمر اللَّه.
لم يخرج البخاري جبار بْن سلمى، ولا جبار بْن صخر.
أخرجه الثلاثة.
سلمى: بضم السين والإمالة.(1/504)
670- جبار بن صخر
ب د ع: جبار بْن صخر بْن أمية بْن خنساء بْن سنان ويقال: خنيس بْن سنان بْن عبيد بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري الخزرجي.
ثم السلمي، يكنى: أبا عَبْد اللَّهِ، أمه سعاد بنت سلمة من ولد جشم بْن الخزرج.
شهد العقبة، وبدرًا، وأحدًا، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وكتيبة لبستها بكتيبة حتى إذا التبست نفضت لها يدي
(198) أخبرنا أَبُو يَاسِرِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، بِإِسْنَادِهِ عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أخبرنا أَبُو أُوَيْسٍ، عن شُرَحْبِيلَ، عن جَبَّارِ بْنِ صَخْرٍ الأَنْصَارِيِّ، أَحَدِ بَنِي سَلَمَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِطَرِيقٍ: مَنْ يَسْبِقُنَا إِلَى الأَثَايَةِ فَيُمْدِرُ حَوْضَهَا، وَيْفُرِطُ فِيهِ فَيَمْلَؤُهُ حَتَّى نَأْتِيَهُ؟، قَالَ جَبَّارٌ: فَقُمْتُ، فَقُلْتُ: أَنَا، قَالَ: اذْهَبْ، فَذَهَبْتُ، وَأَتَيْتُ الأَثَايَةَ، فَمَدَرْتُ حَوْضَهَا، وَفَرَطْتُ فِيهِ فَمَلأْتُهُ، ثُمَّ غَلَبَتْنِي عَيْنَانِيَ فَنِمْتُ، فَمَا انْتَبَهْتُ إِلا بِرَجُلٍ تُنَازِعُهُ رَاحِلَتُهُ إِلَى الْمَاءِ فَكَفَّهَا عَنْهُ، وَقَالَ: يَا صَاحِبَ الْحَوْضِ، أَوْرِدْ حَوْضَكَ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: نَعَمْ فَأَوْرَدَ رَاحِلَتَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَأَنَاخَ، ثُمّ قَالَ: اتَّبِعْنِي بِالإِدَاوَةِ فَأَتْبَعْتُهُ بِمَاءٍ، فَتَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، وَتَوَضَّأْتُ مَعَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ عن يَسَارِهِ، فَحَوَّلْنِي عن يَمِينِهِ، فَصَلَّيْنَا ثُمَّ جَاءَ النَّاسُ وقد تقدم ذكره في جابر بْن صخر، وجبار أصح، أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده، وأبا نعيم، قالا: بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عينًا له عَلَى المشركين مع جابر، وليس كذلك، إنما بعثها ليستقيا الماء، كما ذكرناه في الحديث، وهما أيضًا ذكرا ذلك في متن الحديث، فنقضا عَلَى أنفسهما ما قالا، والله أعلم.(1/505)
671- جبارة بن زرارة
ب د ع: جبارة بزيادة هاء، هو ابن زرارة البلوي.
له صحبة، وليست له رواية.
شهد فتح مصر.
قال الدارقطني، وابن ماكولا: هو جبارة بكسر الجيم، أخرجه الثلاثة.(1/506)
672- جبر الأعرابي
ب س: جبر الأعرابي المحاربي ذكره ابن منده.
حديثه في ترجمة جبر بْن عتيك.
وروى بِإِسْنَادِهِ عن الأسود بْن هلال، قال: كان أعرابي يؤذن بالحيرة يقال له: جبر، فقال: إن عثمان لا يموت حتى يلي هذه الأمة، فقيل له: من أين تعلم؟ قال: لأن صليت مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاة الفجر، فلما سلم استقبلنا بوجهه، وقال: إن ناسًا من أصحابي وزنوا الليلة، فوزن أَبُو بكر فوزن، ثم وزن عمر فوزن، ثم وزن عثمان فوزن.
وهذا الحديث غريب بهذا الإسناد.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى، وجعل له أَبُو موسى ترجمة منفردة عن ترجمة جبر بْن عتيك، فقال: جبر آخر غير منسوب.
وروى له هذا الحديث، وقال في آخره: أورد هذا الحديث الحافظ أَبُو عبد اللَّه في آخر ترجمة جبر بْن عتيك، ولم يترجم له، وهو آخر بلا شك.
قلت: والحق فيه مع أَبِي موسى إن كان ابن منده ظن أن جبر بْن عتيك هو الراوي لهذا الحديث، وَإِن كان نسي هو، أو الناسخ أن يترجم له فلا، والله أعلم.(1/506)
673- جبر بن أنس
ع س: جبر بْن أنس بدري.
قال أَبُو نعيم: حدثنا سليمان بْن أحمد، حدثنا الحضرمي، قال في كتاب عُبَيْد اللَّهِ بْن أَبِي رافع في تسمية من شهد مع علي، يعني صفين: وجبر بْن أنس، بدري، من بني زريق، قال أَبُو موسى: ويقال: جزء بْن أنس.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.(1/506)
674- جبر أبو عبد الله
جبر أَبُو عَبْد اللَّهِ روى الزُّهْرِيّ، عن عَبْد اللَّهِ بْن جبر، عن أبيه، قال: قرأت خلف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما انصرف قال: يا جبر، أسمع ربك ولا تسمعني.
وذكره أَبُو أحمد العسكري.(1/507)
675- جبر بن عبد الله
ب د ع: جبر بْن عَبْد اللَّهِ القبطي مولى أَبِي بصرة الغفاري.
وهو الذي أتى من عند المقوقس رسولا ومعه مارية القبطية، قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
وقال الأمير أَبُو نصر: وجبر بْن عَبْد اللَّهِ القبطي مولى بني غفار، رسول المقوقس بمارية إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هو مولى أَبِي بصرة، وقال ابن يونس: وقوم من غفار يزعمون أَنَّهُ منهم، ونسبوه منهم، فقالوا: جبر بْن أنس بْن سعد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عبد ياليل بْن حرام بْن غفار.
وذكر هانئ بْن المنذر أَنَّهُ توفي سنة ثلاث وستين.
أخرجه الثلاثة.(1/507)
676- جبر بن عتيك
ب د ع: جبر بْن عتيك وقيل: جابر.
وقد تقدم في جابر بْن عتيك بْن قيس بْن الحارث بْن مالك بْن زيد بْن معاوية بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس.
وقيل: جبر بْن عتيك بْن قيس بْن الحارث بْن هيشة بْن الحارث بْن أمية بْن زيد بْن معاوية الأنصاري الأوسي العمري المعاوي، وأمه: جميلة بنت زيد بْن صيفي بْن عمرو بْن حبيب بْن حارثة بْن الحارث الأنصارية.
شهد بدرًا، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسكن المدينة إِلَى حين وفاته.
وقال ابن منده: هو أخو جابر بْن عتيك، وليس بشيء، وَإِنما هو قيل فيه: جابر، وجبر.
وروى ابن منده في آخر ترجمته الحديث الذي يرويه الأسود بْن هلال: أَنَّهُ كان بالحيرة رجل يؤذن اسمه جبر، تقدم في جبر الأعرابي.
وقال أَبُو عمر: روى وكيع، وغيره، عن أَبِي عميس، عن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن جبر بْن عتيك، عن أبيه، عن جده، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاده في مرضه، فقال قائل من أهله: إنا كنا لنرجو أن تكون وفاته شهادة في سبيل اللَّه.
الحديث.
وقد روى عن جبر، أن المريض الذي عاده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو عَبْد اللَّهِ بْن ثابت، والله أعلم.
وتوفي سنة إحدى وستين، وعمره تسعون سنة.
أخرجه الثلاثة.(1/507)
677- جبر الكندي
س: جبر الكندي ذكره أَبُو موسى مستدركًا عَلَى ابن منده، فقال: عن عَبْد الْمَلِكِ بْن عمير، عن رجل من كندة، يقال له: ابن جبر الكندي، عن أبيه، أَنَّهُ كان في الوفد، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى عَلَى السكون والسكاسك، وقال: أتاكم أهل اليمن، هم ألين قلوبًا، وأرق أفئدة، الإيمان يمان، والحكمة يمانية.(1/508)
678- جبل بن جوال
ب: جبل بْن جوال بْن صفوان بْن بلال بْن أصرم بْن إياس بْن عبد غنم بْن جحاش بْن بجالة بْن مازن بْن ثعلبة بْن سعد بْن ذبيان الشاعر الذبياني ثم الثعلبي ذكره ابن إِسْحَاق.
أخبرنا أَبُو جَعْفَر عُبَيْد اللَّهِ بْن عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ، بِإِسْنَادِهِ عن يونس بْن بكير، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، قال: ثم استنزلوا، يعني: بني قريظة، فحبسهم، وذكر الحديث في قتلهم، وقال: فقال جبل بْن جوال الثعلبي، كذا قال يونس:
لعمرك ما لام ابن أخطب نفسه ولكنه من يخذل اللَّه يخذل
قال: وبعض الناس يقول: حيي بْن أخطب قالها، ونسبه هشام بْن الكلبي مثل النسب الذي ذكرناه، وقال: كان يهوديًا فأسلم، ورثى حيي بْن أخطب.
وقال الدارقطني، وَأَبُو نصر، وذكراه فقالا: له صحبة.
وهو جبل، آخره لام، أخرجه أَبُو عمر.(1/508)
679- جبلة بن الأزرق الكندي
ب د ع: جبلة بزيادة هاء، هو جبلة بْن الأزرق الكندي.
من أهل حمص.
روى عنه راشد بْن سعد، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى إِلَى جدار كثير الأحجرة، فصلى إما الظهر، وَإِما العصر، فلما جلس في الركعتين، لدغته عقرب، فغشي عليه، فرقاه الناس، فلما أفاق قال: إن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ شفاني وليس برقيتكم، أخرجه الثلاثة.(1/509)
680- جبلة بن الأشعر الخزاعي
ب: جبلة بْن الأشعر الخزاعي الكعبي اختلف في اسم أبيه، قال الواقدي، قتل مع كرز بْن جابر بطريق مكة عام الفتح، قاله أَبُو عمر.
وقيل: إن الذي قتل خنيس بْن خَالِد الأشعر، وهو الصحيح.
الأشعر: بالشين المعجمة.(1/509)
681- جبلة بن ثعلبة الأنصاري
ع س: جبلة بْن ثعلبة الأنصاري الخزرجي البياضي شهد بدرًا، ذكره عُبَيْد اللَّهِ بْن أَبِي رافع في تسمية من شهد مع علي بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنه صفين: جبلة بْن ثعلبة من بني بياضة.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى، وقد أخرجه أَبُو نعيم في الراء: رخيلة بْن خَالِد بْن ثعلبة بْن خَالِد، وهو هذا أسقط أباه.(1/509)
682- جبلة بن جنادة
س: جبلة بْن جنادة بْن سويد بْن عمرو بْن عرفطة بْن الناقد بْن تيم بْن سعد بْن كعب بْن عمرو بْن ربيعة وهو لحي الخزاعي.
بايع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو موسى.(1/509)
683- جبلة بن حارثة
ب د ع: جبلة بْن حارثة أخو زيد بْن حارثة بْن شراحيل الكلبي تقدم نسبه عند أسامة بْن زيد، ويأتي في زيد، إن شاء اللَّه تعالى، قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أبيه حارثة، والنبي بمكة، وكان أكبر سنًا من زيد، فأقام حارثة عند ابنه زيد، ورجع جبلة، ثم عاد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم.
(199) أخبرنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَمَّرِ بْنِ طَبْرَزَدَ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ، أخبرنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّيُّ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدُونِ بْنِ رُسْتُمَ، أخبرنا الْوَلِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّكِينِ، أخبرنا عَمْرُو بْنُ النَّضْرِ، أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عن أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عن ابْنِ حَارِثَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: أَرْسِلْ مَعِي أَخِي، فَقَالَ: هَا هُوَ ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ، إِنْ ذَهَبَ فَلَيْسَ أَمْنَعُهُ، فَقَالَ زَيْدٌ: لا أَخْتَارُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحَدًا، قَالَ: فَوَجَدْتُ قَوْلَ أَخِي خَيْرًا مِنْ قَوْلِي قال الدارقطني: ابن حارثة هو: جبلة بْن حارثة، وروى عنه أَبُو إِسْحَاقَ السبيعي، وبعضهم يدخل بين أَبِي إِسْحَاق، وبين جبلة فروة بْن نوفل.
قال أَبُو إِسْحَاقَ: قيل لجبلة بْن حارثة: أأنت أكبر أم زيد؟ قال: زيد خير مني، وأنا ولدت قبله، وسأخبركم أن أمنا كانت من طَيِّءَ، فماتت، فبقينا في حجر جدنا لأمنا، وأتى عماي فقالا لجدنا: نحن أحق بابني أخينا، فقال: خذا جبلة، ودعا زيدًا، فأخذاني فانطلقا بي، وجاءت خيل من تهامة فأصابت زيدًا، فترامت به الأمول حتى وقع إِلَى خديجة، فوهبته للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى بعضهم، فقال: جبلة نسيب لأسامة بْن زيد.
وروى عن جبلة بْن ثابت أخي زيد، والصحيح: جبلة بْن حارثة أخو زيد، وما سوى هذا فليس بصحيح.
أخرجه الثلاثة.(1/510)
684- جبلة بن سعيد
س: جبلة بْن سَعِيد بْن الأسود بْن سلمة بْن حجر بْن وهب بْن ربيعة بْن معاوية الأكرمين وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو موسى.(1/511)
685- جبلة بن شراحيل
د: جبلة بْن شراحيل أخو حارثة بْن شراحيل بْن عبد العزى.
ذكره ابن منده بترجمة مفردة، ورفع نسبه إِلَى عذرة بْن زيد اللات بْن رفيدة بْن ثور بْن كلب، فعلى هذا يكون عم زيد بْن حارثة، وذكر أن حارثة تزوج بامرأة من نبهان من طيء، فأولدها جبلة، وأسماء، وزيدًا، وتوفيت أمهم، وبقوا في حجر جدهم.
وذكر الحديث الذي تقدم في ترجمة جبلة بْن حارثة.
قال أَبُو نعيم: وهم بعض الرواة، فقدر أن جبلة عم لزيد، فجعل الترجمة لجبلة عم زيد، ومن نظر في القصة وتأملها علم وهمه، لأن في القصة أن حارثة تزوج إِلَى طيء امرأة من بني نبهان، فأولدها جبلة، وأسماء، وزيدًا، فإذا ولد حارثة جبلة يكون أخا زيد، لا عمه.
قلت: والذي قاله أَبُو نعيم حق، والوهم فيه ظاهر.
أخرجه ابن منده.(1/511)
686- جبلة بن عمرو الأنصاري
ب د ع: جبلة بْن عمرو الأنصاري أخو أَبِي مسعود عقبة بْن عمرو الأنصاري.
قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو عمر: هو ساعدي، وقال: فيه نظر، يعد في أهل المدينة.
روى عنه ثابت بْن عبيد، وسليمان بْن يسار.
وكان فيمن غزا إفريقية مع معاوية بْن خديج سنة خمسين، وشهد صفين مع علي، وسكن مصر، وكان فاضلا من فقهاء الصحابة.
وروى خَالِد أَبُو عمران، عن سليمان بْن يسار: أَنَّهُ سئل عن النفل في الغزو، فقال: لم أر أحدًا يعطيه غير ابن خديج، نفلنا في إفريقية الثلث بعد الخمس، ومعنا من أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمهاجرين غير واحد، منهم: جبلة بْن عمرو الأنصاري.
قلت: قول أَبِي عمر إنه ساعدي، وَإِنه أخو أَبِي مسعود لا يصح، فإن أبا مسعود هو عقبة بْن عمرو بْن ثعلبة بْن أسيرة بْن عسيرة بْن عطية بْن خدارة بْن عوف بْن الحارث بْن الخزرج، وخدارة، وخدرة أخوان، ونسب ساعدة هو: ساعدة بْن كعب بْن الخزرج، فلا يجتمعان إلا في الخزرج، فكيف يكون أخاه، فقوله: ساعدي، وهم، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.(1/511)
687- جبلة بن أبي كرب
س: جبلة بْن أَبِي كرب بْن قيس بْن حجر بْن وهب بْن ربيعة بْن معاوية الأكرمين الكندي وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان في ألفين وخمسمائة من العطاء.
أخرجه أَبُو موسى.(1/512)
688- جبلة بن مالك
ب س: جبلة بْن مالك بْن جبلة بْن صفارة بْن دراع بْن عدي بْن الدار بْن هانئ بْن حبيب بْن نمارة بْن لخم اللخمي الداري من رهط تميم الداري.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع الداريين منصرفة من تبوك.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.(1/512)
689- جبلة
ب د ع: جبلة غير منسوب.
له صحبة.
روى مُحَمَّد بْن سيرين، قال: كان بمصر من الأمصار رجل من الصحابة يقال له: جبلة، جمع بين امرأة رجل، وابنته من غيرها.
قال أيوب: وكان الحسن يكره أن يجمع بين امرأة رجل وابنته.
أخرجه الثلاثة.(1/512)
690- جبلة
س: جبلة آخر.
غير منسوب.
(200) أخبرنا أَبُو مُوسَى، إِذْنًا، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، فِي كِتَابِهِ، أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْعَطَّارُ، أخبرنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ، أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، أخبرنا ابْنُ الأَصْبَهَانِيُّ، أخبرنا شَرِيكٌ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عن رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ، عن عَمِّهِ جَبَلَةَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا أَقُولُ إِذَا أَوَيْتُ إِلَى فِرَاشِي؟ قَالَ: اقْرَأْ: {قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ.
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الطُّفَيْلِ، عن شَرِيكٍ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عن جَبَلَةَ بْنِ حَارِثَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْ بَيْنَهُمَا أَحَدًا، هَكَذَا أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، فَإِنْ صَحَتِ الرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ، فَيَكُونَ جَبَلَةُ أَخَا زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ.(1/512)
691- جبيب بن الحارث
ب د ع: جبيب بْن الحارث له ذكر في حديث هشام بْن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي اللَّه عنها، قالت: جاء جبيب بْن الحارث إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إني رجل مقراف للذنوب، قال: فتب إِلَى اللَّه يا جبيب قال: يا رَسُول اللَّهِ، إني أتوب ثم أعود، قال: فكلما أذنبت فتب، قال: يا رَسُول اللَّهِ، إذن تكثر ذنوبي، قال: عفو اللَّه أكثر من ذنوبك يا جبيب بْن الحارث.
أخرجه الثلاثة جبيب: تصغير جب.(1/513)
692- جبير بن إياس
ب د ع: جبير بْن إياس بْن خلدة بْن مخلد بْن عامر بْن زريق بْن عامر بْن زريق الأنصاري الخزرجي الزرقي شهد بدرًا، وأحدًا.
قال ابن إِسْحَاق، وموسى بْن عقبة، والواقدي، وَأَبُو معشر، وقال عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عمارة: هو جبر بْن إياس، وهذا جبير هو ابن عم ذكوان بْن عبد قيس بْن خلدة.
خلدة: بسكون اللام، وآخره هاء، ومخلد: بضم الميم، وفتح الخاء، وباللام المشددة.
أخرجه الثلاثة.(1/513)
693- جبير ابن بحينة
ب د ع: جبير بْن بحينة وهي أمه، واسم أبيه: مالك القرشي من بني نوفل بْن عبد مناف.
له صحبة، قتل يَوْم اليمامة، هكذا قاله ابن منده وَأَبُو نعيم، من بني نوفل بْن عبد مناف، فمن يراه يظنه منهم نسبًا، وَإِنما هو منهم بالحلف، وهو أزدي.
وقال أَبُو عمر: هو حليف بني المطلب بْن عبد مناف، وقد ذكر ابن منده، وَأَبُو نعيم في أخيه عَبْد اللَّهِ ابن بحينة: أَنَّهُ حليف بني المطلب بْن عبد مناف، وهذا يصحح قول أَبِي عمر.
أخرجه الثلاثة، وَإِنما نسبناه إِلَى أمه، لأنه أشهر بالنسبة إليها منه إِلَى أبيه.
بحينة: بضم الباء الموحدة، وفتح الحاء المهملة، وبعدها ياء تحتها نقطتان، وآخره نون.(1/514)
694- جبير بن الحباب
د ع: جبير بْن الحباب بْن المنذر ذكره مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الحضرمي مطين في الصحابة، وقال: إنه في سير عبيد اللَّه بْن أَبِي رافع.
وفي تسمية من شهد صفين مع علي بْن أَبِي طالب من الصحابة: جبير بْن الحباب بْن المنذر، لا يعرف له ذكر، ولا رواية إلا هذا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/514)
695- جبير بن الحويرث
ب س: جبير بْن الحويرث بْن نقيد بْن عبد بْن قصي بْن كلاب ذكره ابن شاهين، وغيره.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورآه، ولم يرو عنه شيئا.
وروى عن أَبِي بكر الصديق رضي اللَّه عنه، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة.
وروى عنه سَعِيد بْن عبد الرحمن بْن يربوع، وذكره عروة بْن الزير فسماه: جبيبا، وقتل أبوه الحويرث يَوْم فتح مكة، قتله علي، وهذا يدل عَلَى أن لابنه جبير صحبة أو رؤية.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى، وقال أَبُو عمر: في صحبته نظر.(1/514)
696- جبير بن حية
س: جبير بْن حية الثقفي قال أَبُو موسى: أورده علي بْن سَعِيد العسكري في الأبواب، وتبعه أَبُو بكر بْن أَبِي علي، ويحيى.
وهو تابعي يروي عن الصحابة.
وروى جرير بْن حازم، عن حميد الطويل، عن جبير بْن حية الثقفي، قال: كان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أراد أن يزوج بعض بناته، جاء فجلس إِلَى خدرها فقال: إن فلانًا يذكر فلانة، فإن تكلمت وعرضت لم يزوجها، وَإِن هي صمتت زوجها.
قال: هذا الحديث يرويه أَبُو قتادة، وابن عباس، وعائشة رضي اللَّه عنهم.
أخرجه أَبُو موسى.(1/515)
697- جبير مولى كبيرة
د ع: جبير مولى كبيرة بنت سفيان.
له ذكر فيمن أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحيى بْن أَبِي ورقة بْن سَعِيد، عن أبيه، قال: أخبرتني مولاتي كبيرة بنت سفيان، وكانت من المبايعات، قالت: قلت: يا رَسُول اللَّهِ، إني وأدت أربع بنات في الجاهلية، قال: أعتقي رقابًا، قالت: فأعتقت أباك سعيدًا، وابنه ميسرة، وجبيرًا، وأم ميسرة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/515)
698- جبير بن مطعم
ب د ع: جبير بْن مطعم بْن عدي بْن نوفل بْن عبد مناف بْن قصي القرشي النوفلي يكنى: أبا مُحَمَّد، وقيل: أبا عدي، أمه أم حبيب، وقيل: أم جميل بنت سَعِيد، من بني عامر بْن لؤي، وقيل: أم جميل بنت شعبة بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي قيس من بني عامر بْن لؤي، وأمها: أم حبيب بنت العاص بْن أمية بْن عبد شمس، قاله الزبير.
وكان من حلماء قريش وساداتهم، وكان يؤخذ عنه النسب لقريش، وللعرب قاطبة، وكان يقول: أخذت النسب عن أَبِي بكر الصديق رضي اللَّه عنه، وجاء إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكلمه في أسارى بدر، فقال: لو كان الشيخ أبوك حيا فأتانا فيهم لشفعناه.
وكان له عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يد، وهو أَنَّهُ كان أجار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما قدم من الطائف، حين دعا ثقيفًا إِلَى الإسلام، وكان أحد الذين قاموا في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش عَلَى بني هاشم، وبني المطلب، وَإِياه عنى أَبُو طالب بقوله:
أمطعم إن القوم ساموك خطة وَإِني متى أوكل فلست بوائل
وكانت وفاة المطعم قبل بدر بنحو سبعة أشهر، وكان إسلام ابنه جبير بعد الحديبية وقبل الفتح، وقيل: أسلم في الفتح.
وروى عن ابن عباس، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ليلة قربه من مكة في غزوة الفتح: إن بمكة أربعة نفر من قريش أربأ بهم عن الشرك، وأرغب لهم في الإسلام: عتاب بْن أسيد، وجبير بْن مطعم، وحكيم بْن حزام، وسهيل بْن عمرو.
وروى عنه سليمان بْن صرد، وعبد الرحمن بْن أزهر، وابناه: نافع، ومحمد ابنا جبير.
(201) أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ أَرْسِلانُ بْنُ بَغَانَ الصُّوفِيُّ، أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمِيهَنِيُّ الصُّوفِيُّ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ الشِّيرَازِيُّ، أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ، حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ، أخبرنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن أَبِيهِ، عن مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عن أَبِيهِ، قَالَ: أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ، فَكَلَّمَتْهُ فِي شَيْءٍ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ رَجَعْتُ فَلَمْ أَجِدْكَ؟ كَأَنَّهَا تَعْنِي: الْمَوْتَ، قَالَ: إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ.
وَتُوُفِّيَ جُبَيْرٌ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثَمَانٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/515)
699- جبير بن النعمان
س: جبير بْن النعمان بْن أمية من بني ثعلبة بْن عمرو بْن عوف الأنصاري الأوسي، أَبُو خوات بْن جبير.
قال أَبُو موسى: ذكره أَبُو عثمان السراج.
وروى بِإِسْنَادِهِ، عن أَبِي بكر مُحَمَّد بْن يَزِيدَ، عن وهب بْن جرير، عن أبيه، عن زيد بْن أسلم، عن خوات بْن جبير، عن أبيه، قال: خرجت مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة، فخرجت من خبائي، فإذا أنا بنسوة حوالي، فرجعت إِلَى خبائي، فلبست حلة لي، ثم أتيتهن فجلست إليهن أتحدث معهن، فجاء النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا جبير، ما يجلسك هنا؟، قلت: يا رَسُول اللَّهِ، بعير لي شرد، وذكر الحديث.
قال أَبُو موسى: ورواه أحمد بْن عصام، والجراح بْن مخلد، عن وهب بْن جرير، فقال: عن خوات، قال: خرجت مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يقل: عن أبيه، وهو الصحيح.
أخرجه أَبُو موسى.(1/517)
700- جبير بن نفير
ب د ع: جبير بْن نفير أَبُو عبد الرحمن الحضرمي أسلم في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو باليمن، ولم يره، وقدم بالمدينة، فأدرك أبا بكر، ثم انتقل إِلَى الشام فسكن حمص.
وروى عن: أَبِي بكر، وعمر، وأبي ذر، والمقداد، وأبي الدرداء، وغيرهم، روى عنه: ابنه، وخالد بْن معدان، وغيرهما.
قال أَبُو عمر: جبير بْن نفير، من كبار تابعي الشام، ولأبيه نفير صحبة، وقد ذكرناه في بابه.
روى عنه ابنه عبد الرحمن، أَنَّهُ قال: أتانا رسول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باليمن فأسلمنا.
روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: مثل الذين يغزون، ويأخذون الجعل يتقوون به عَلَى عدوهم، مثل أم موسى تأخذ أجرها، وترضع ولدها.
أخرجه الثلاثة.(1/517)
701- جبير بن نوفل
د ع: جبير بْن نوفل غير منسوب، ذكره مطين في الصحابة، وفيه نظر.
روى أَبُو بكر بْن عَيَّاشٍ، عن ليث بْن عِيسَى، عن زيد بْن أرطاة، عن جبير بْن نوفل، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما تقرب عبد إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بأفضل مما خرج منه، يعني: القرآن.
ورواه بكر بْن خنيس، عن ليث، عن زيد بْن أرطاة، عن أَبِي أمامة.
ورواه الحارث، عن زيد، عن جبير بْن نفير، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلًا، وهو الصواب.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/518)
باب الجيم والثاء والحاء المهملة(1/518)
702- جثامة بن قيس
د: جثامة بْن قيس له ذكر في حديث تقدم ذكره.
روى حبيب بْن عبيد الرحبي، عن أَبِي بشر، عن جثامة بْن قيس، وكان من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن عَبْد اللَّهِ بْن سفيان، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من صام يومًا في سبيل اللَّه باعده اللَّه من النار مقدار مائة عام.
أخرجه ابن منده.(1/518)
703- جثامة بن مساحق
د ع: جثامة بْن مساحق بْن الربيع بْن قيس الكناني له صحبة، وكان رسول عمر إِلَى هرقل، قال: جلست عَلَى شيء ما أدري ما تحتي، فإذا تحتي كرسي من ذهب، فلما رأيته نزلت عنه، فضحك، وقال لي: لم نزلت عن هذا الذي أكرمناك به؟ فقلت: إني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينهى عن مثل هذا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/519)
704- الجحاف بن حكيم
الجحاف بْن حكيم بْن عاصم بْن سباع بْن خزاعي بْن محارب بْن مرة بْن هلال بْن فالج بْن ذكوان بْن ثعلبة بْن بهثة بْن سليم السلمي الفاتك قيل: هو القائل يصف خيله، ويذكر شهوده حنينا وغيرها:(1/519)
705- جحدم والد حكيم
د ع: جحدم والد حكيم له صحبة، روى عنه ابنه حكيم، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من حلب شاته، ورقع قميصه، وخصف نعله، وآكل خادمه، وحمل من سوقه فقد برئ من الكبر.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/519)
706- جحدم بن فضالة
د ع: جحدم بْن فضالة أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكتب له كتابًا.
روى حديثه مُحَمَّد بْن عمرو بْن عَبْد اللَّهِ بْن جحدم الجهني، عن أبيه عمرو، عن أبيه عَبْد اللَّهِ، عن أبيه جحدم، أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمسح رأسه، وقال: بارك اللَّه في جحدم.
وكتب له كتابًا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/519)
707- جحش الجهني
ع س: جحش الجهني روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ.
ذكره الحضرمي في المفاريد.
حدث مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن الحارث، عن عَبْد اللَّهِ بْن جحش الجهني، عن أبيه، قال: قلت: يا رَسُول اللَّهِ، إن لي بادية أنزلها أصلي فيها، فمرني بليل في هذا المسجد أصلي فيه، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انزل ليلة ثلاث وعشرين، فإن شئت فصل، وَإِن شئت فدع.
يروى هذا الحديث من غير وجه، عن عَبْد اللَّهِ بْن أنيس الجهني، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثه أخرجه مسلم في صحيحه، وَأَبُو داود في سننه.
ورواه الزُّهْرِيّ، عن ضمرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن أنيس، عن أبيه، وهو الصحيح.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
شهدن مع النَّبِيّ مسومات حنينًا وهي دامية الحوامي
وهي أكثر من هذا، وقيل: إنها للحريش، وقد ذكرناها هناك.
وهذا الجحاف هو الذي أوقع ببني تغلب، فأكثر فيهم القتل، في حروب قيس وتغلب، فقال الأخطل:
لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعة إِلَى اللَّه منها المشتكى والمعول
وقد أتينا عَلَى القصيدة في الكامل في التاريخ.
البشر: موضع معروف كانت به وقعة.(1/520)
باب الجيم والدال(1/520)
708- جدار الأسلمي
د ع: جدار الأسلمي
(202) أخبرنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ، إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حدثنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، أخبرنا أَبُو مُعَاذٍ الْحَكَمِيُّ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ عَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ حَنْظَلَةَ، عن الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن الزُّهْرِيِّ، عن يَزِيدَ بْنِ شَجَرَةَ، عن جِدَارٍ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَقِينَا عَدُوَّنَا، فَقَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ قَدْ أَصْبَحْتُمْ بَيْنَ أَخْضَرَ، وَأَحْمَرَ، وَأَصْفَرَ، وَفِي الرِّحَالِ مَا فِيهَا، فَإِذَا لَقِيتُمْ عَدُوَّكُمْ فَقُدْمًا قُدْمًا، لَيْسَ أَحَدٌ يَحْمِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا ابْتَدَرَتْ إِلَيْهِ ثِنْتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، فَإِذَا حَمَلَ اسْتَتَرْنَا مِنْهُ، فَإِذَا اسْتُشْهِدَ، فَإِنَّ أَوَّلَ قَطْرَةٍ تَقَعُ مِنْ دَمِهِ يُكَفِّرُ اللَّهُ عَنْهُ كُلَّ ذَنْبٍ، ثُمَّ تَجِيئَانِ، فَتَجْلِسَانِ عِنْدَ رَأْسِهِ وَتَمْسَحَانِ الْغُبَارَ عن وَجْهِهِ، وَتَقُولانِ لَهُ: مَرْحَبًا قَدْ آنَ لَكَ، وَيَقُولُ: قَدْ آنَ لَكُمَا.
وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ شَجَرَةَ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَاهُ مَنْصُورٌ، عن مُجَاهِدٍ، عن يَزِيدَ مِنْ قَوْلِهِ وَلَمْ يَرْفَعْهُ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ جدار: بكسر الجيم.(1/520)
709- جد بن قيس
ب د ع: جد بْن قيس بْن صخر بْن خنساء بْن سنان بْن عبيد بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري السلمي يكنى: أبا عَبْد اللَّهِ هو ابن عم البراء بْن معرور.
روى عنه: جابر، وَأَبُو هريرة، وكان ممن يظن فيه النفاق، وفيه نزل قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} ، وذلك أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لهم في غزوة تبوك: اغزوا الروم تنالوا بنات الأصفر، فقال جد بْن قيس: قد علمت الأنصار أني إذا رأيت النساء لم أصبر حتى أفتتن، ولكن أعينك بمالي، فنزلت: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي} الآية، وكان قد ساد في الجاهلية جميع بني سلمة، فانتزع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سؤدده، وجعل مكانه في النقابة عمرو بْن الجموح، وحضر يَوْم الحديبية، فبايع الناس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا الجد بْن قيس، فإنه استتر تحت بطن ناقته.
(203) أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عن ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَلَمْ يَتَخَلَّفُ عن بَيَّعَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ، يَعْنِي: فِي الْحُدَيْبِيَةِ، مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَضَرَهَا إِلا الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ أَخُو بَنِي سَلَمَةَ، قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ لاصِقًا بِإِبِطِ نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ صَبَا إِلَيْهَا، يَسْتَتِرُ بِهَا مِنَ النَّاسِ، وَقِيلَ: إِنَّهُ تَابَ، وَحَسُنَتْ تَوْبَتُهُ، وَتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/521)
710- جديع بن نذير
د ع: جديع بْن نذير المرادي الكعبي من كعب بْن عوف بْن أنعم بْن مراد صحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخدمه.
قال ابن منده: سمعت أبا سَعِيد عبد الرحمن بْن أحمد بْن يونس بْن عبد الأعلى يذكره في كتاب التاريخ عَلَى ما ذكرت.
قال أَبُو نعيم بعد ذكر اسمه: ذكره الحاكي، عن أَبِي سَعِيد بْن يونس.
نذير: بضم النون: وفتح الذال المعجمة.(1/522)
باب الجيم والذال المعجمة(1/522)
711- جذرة بن سبرة
د ع: جذرة بْن سبرة العتقي له صحبة، وشهد فتح مصر.
ذكره أَبُو سَعِيد بْن يونس، حكاه عنه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
جذرة: بضم الجيم، وسكون الذال، وآخره راء.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/522)
712- الجذع الأنصاري
س: الجذع الأنصاري ذكره ابن شاهين، وَأَبُو الْفَتْحِ الأزدي، إلا أن الأزدي ذكره بالخاء المعجمة.
روى شريك بْن أَبِي نمر، قال: حدثني رجل من الأنصار يسمى ابن الجذع، عن أبيه، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أكثر أمتي الذين لم يعطوا فيبطروا، ولم يقتر عليهم فيسألوا.
أخرجه أَبُو موسى.
وقال في الصحابة: ثعلبة بْن زيد، يقال له: الجذع، وابنه: ثابت بْن الجذع الأنصاريان، فلا أدري هو هذا أم غيره؟ وهو في مواضع بالدال المهملة، وفي آخر بالذال المعجمة، قال: ولا أتحققه، أخرجه أَبُو موسى.(1/522)
713- جذية
س: جذية أورده ابن شاهين، وقال: هو رجل من الصحابة.
روى مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن زياد النيسابوري، عن المقدمي، عن سلم بْن قتيبة، عن ذيال بْن عبيد بْن حنظلة بْن حنيفة، عن جذية، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يتم بعد احتلام، ولا يتم عَلَى جارية إذا هي حاضت.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: هذا وهم وتصحيف، ولعله أراد، عن جده، فصحفه بجذية، واسمه: حنظلة.
رواه مطين، عن المقدمي، عن سلم بْن ذيال، عن جده حنظلة، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثله.
أخرجه أَبُو موسى.(1/522)
باب الجيم والراء(1/523)
714- الجراح بن أبي الجراح
ب د ع: الجراح بْن أَبِي الجراح الأشجعي له صحبة، روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن عتبة بْن مسعود.
(204) أخبرنا أَبُو يَاسِرِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا أَبُو دَاوُدَ، أخبرنا هِشَامٌ، عن قَتَادَةَ، عن خِلاسٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: أَتَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِي رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، فَمَاتَ عَنْهَا، وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا، وَلَمْ يَفْرِضَ لَهَا، فَسُئِلَ عَنْهَا شَهْرًا، فَلَمْ يَقُلْ فِيهَا شَيْئًا، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَقَالَ: أَقُولُ فِيهَا بِرَأْيِي، فَإِنْ يَكُنْ خَطَأً فَمِنِّي، وَمِنَ الشَّيْطَانِ، وَإِنْ يَكُنْ صَوَابًا فَمِنَ اللَّهِ، لَهَا صَدَقَةُ إِحْدَى نِسَائِهَا، وَلَهَا الْمِيرَاثُ، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَشْجَعَ، فَقَالَ: قَضَى فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فِي بَرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ، قَالَ: هَلُمَّ شَاهِدَيْكَ عَلَى هَذَا، قَالَ: فَشَهِدَ لَهُ أَبُو سِنَانٍ، وَالْجَرَّاحُ، رَجُلانِ مِنْ أَشْجَعَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ(1/523)
715- جراد أبو عبد الله
د ع: جراد أَبُو عَبْد اللَّهِ العقيلي روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ إن كان محفوظًا.
روى يعلى بْن الأشدق، عن عَبْد اللَّهِ بْن جراد، عن أبيه، قال: بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سرية فيها الأزد والأشعريون، فغنموا وسلموا، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أتتك الأزد، والأشعريون حسنة وجوههم، طيبة أفواههم، لا يغلون ولا يجبنون.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/523)
716- جراد بن عبس
د ع: جراد بْن عبس ويقال: ابن عِيسَى، من أعراب البصرة.
روى عبد الرحمن بْن جبلة، عن قرة بنت مزاحم، قالت: سمعنا من أم عِيسَى، عن أبيها الجراد بْن عِيسَى، أَبُو عبس، قال: قلنا: يا رَسُول اللَّهِ، إن لنا ركايا تنبع، فكيف لنا أن تعذب ركايانا.
وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم كذا مختصرًا.(1/524)
717- جرثوم بن ناشب
ب د ع: جرثوم وقيل: جرهم بْن ناشب، وقيل: ابن ناشم، وقيل: ابن لاشر، وقيل: ابن عمرو أَبُو ثعلبة الخشني.
وقد اختلف في اسمه واسم أبيه كثيرًا، وهو منسوب إِلَى خشين، بطن من قضاعة، شهد الحديبية، وبايع تحت الشجرة بيعة الرضوان، وضرب له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمه يَوْم خيبر، وأرسله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قومه، فأسلموا، ونزل الشام، ومات أول إمرة معاوية، وقيل: مات أيام يزيد، وقيل: توفي سنة خمس وسبعين، أيام عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان، وهو مشهور بكنيته، ويذكر في الكنى أكثر من هذا، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.(1/524)
718- جرموز الهجيمي
د ع: جرموز الهجيمي من بلهجيم بْن عمرو بْن تميم.
وقيل: القريعي، وهو بطن من تميم أيضًا.
روى عنه أَبُو تميمة الهجيمي.
(205) أخبرنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ الأَصْفَهَانِيُّ، فِيمَا أَذِنَ لِي، بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْقَاضِي أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، أخبرنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ هَوْذَةَ الْقَرِيعِيُّ، عن جَرْمُوزَ الْهُجَيْمِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي، قَالَ: لا تَكُنْ لَعَّانًا.
وَرَوَى عَنْهُ أَيْضًا ابْنُهُ الْحَارِثُ بْنُ جُرْمُوزٍ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.(1/525)
719- جرموز الهجيمي
د ع: جرو السدوسي روى حديثه حفص بْن المبارك، فقال: عن رجل من بني سدوس، يقال له: جرو، قال: أتينا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتمر من تمر اليمامة، فقال: أي تمر هذا؟ قلنا له: الجرام، فقال: اللهم بارك في الجرام.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وأخرجه أَبُو عمر بالجيم والزاي، ويرد ذكره، إن شاء اللَّه تعالى.(1/525)
720- جرو السدوسي
د ع: جرو بْن عمرو العذري وقيل: جري.
حديثه قال: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكتب لي كتابًا: ليس عليهم أن يخشروا ولا يعشروا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم بالراء، وأخرجه أَبُو عمر في ترجمة جزء بالزاي، ويرد ذكره، إن شاء اللَّه تعالى.(1/525)
721- جرو بن عمرو العذري
ع س: جرو بْن مالك بْن عامر من بني جحجبي أنصاري.
قاله أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
وقال الطبراني: بالزاي.
وقال ابن ماكولا: جزء بالزاي والهمزة.
قال عروة بْن الزبير، في تسمية من استشهد يَوْم اليمامة، من الأنصار، من بني جحجبي: جرو بْن مالك بْن عامر بْن حدير.
وقال موسى بْن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن استشهد يَوْم اليمامة، من الأنصار من الأوس، ثم من بني عمرو بْن عوف: جرو بْن مالك.
وقال ابن ماكولا: حر، بالحاء المهملة والراء من بني جحجبي، شهد أحدًا.
قال: قاله الطبري، وقال: وأنا أحسبه الأول وأنه جزء: بالجيم والزاي والهمزة.
أخرجه ههنا أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
قلت: جحجبي هو ابن عوف بْن كلفة بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس، وقد أخرجه أَبُو عمر في: جزء، بالجيم والزاي.(1/526)
722- جرول بن الأحنف
س: جرول بْن الأحنف الكندي شامي، جد رجاء بْن حيوة.
روى رجاء بْن حيوة، عن أبيه، عن جده، واسمه جرول بْن الأحنف الكندي، من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن جارية من سبي حنين مرت بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي مجح، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لمن هذه؟، فقالوا: لفلان، فقال: أيطؤها؟، فقيل: نعم، فقال: كيف يصنع بولدها، يدعيه وليس له بولد، أم يستعبده وهو يغذو سمعه وبصره؟ لقد هممت أن ألعنه لعنة تدخل معه في قبره.
أخرجه أَبُو موسى.
المجح: الحامل التي قد دنا ولادها.(1/526)
723- جرول بن العباس
ب: جرول بْن العباس بْن عامر بْن ثابت، أو نابت الأنصاري الأوسي اختلف في ذلك ابن إِسْحَاق، وَأَبُو معشر، فيما ذكر خليفة بْن خياط، واتفقا عَلَى أَنَّهُ قتل يَوْم اليمامة.
أخرجه أَبُو عمر كذا مختصرًا.(1/526)
724- جرول بن مالك
جرول بْن مالك بْن عمرو بْن عزيز بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي هدم بسر بْن أرطاة داره بالمدينة، قاله هشام الكلبي.(1/527)
725- جرهد بن خويلد
ب د ع: جرهد بْن خويلد وقيل: ابن رزاح بْن عدي بْن سهم بْن مازن بْن الحارث بْن سلامان بْن أسلم بْن أفصى الأسلمي.
وقيل: جرهد بْن خويلد بْن بجرة بْن عبد ياليل بْن زرعة بْن رواح بْن عدي بْن سهم، قاله أَبُو عمر، قال: وجعل ابن أَبِي حاتم جرهد بْن خويلد غير جرهد بْن دراج، كذا قال دراج، وذكر ذلك عن أبيه.
وهو من أهل الصفة، وشهد الحديبية، يكنى أبا عبد الرحمن، سكن المدينة، وله بها دار.
وقد ذكر أَبُو أحمد العسكري جرهدًا بترجمتين، فقال في الأولى: جرهد الأسلمي، ونقل عن بعضهم أن جرهدًا آخر في أسلم يقال له: جرهد بْن خويلد، وأنه هو الذي قال له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: غط فخذك، وكلاهما من أسلم، وذكر في الترجمة الثانية ترجمة ابن خويلد، وأظنهما واحدًا.
والله أعلم.
قال أَبُو عمر: قول ابن أَبِي حاتم وهم، وهو رجل واحد من أسلم، لا يكاد تثبت له صحبة.
(206) أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، قَالَ: حدثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حدثنا سُفْيَانُ، عن أَبِي النَّضْرِ، عن زُرْعَةَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ جَرْهَدَ الأَسْلَمِيِّ، عن جَدِّهِ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجَرْهَدَ فِي الْمَسْجِدِ، وَقَدِ انْكَشَفَتْ فَخِذُهُ، فَقَالَ: إِنَّ الْفَخِذَ عَوْرَةٌ.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ: مَا أَرَاهُ مُتَّصِلا، وَقَدْ رَوَاهُ مَعْمَرٌ، عن أَبِي الزِّنَادِ، عن ابْنِ جَرْهَدَ، عن أَبِيهِ.
وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرْهَدَ، عن أَبِيهِ، نَحْوَهُ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ بجرة: بفتح الباء والجيم.(1/527)
726- جريج أبو شاة
س: جريج أَبُو شاة بْن سلامة بْن أوس بْن عمرو بْن كعب بْن القراقر بْن الصبحان من بلي.
كذا ذكره ابن شاهين.
وقال ابن ماكولا: أَبُو شباث، بالباء الموحدة، وبعد الألف ثاء مثلثة.
وقال: خديج، بالخاء المعجمة والدال، حليف بني حرام، شهد العقبة، وبايع فيها.
أخرجه أَبُو موسى.(1/528)
727- جرير بن الأرقط
د ع: جرير بْن الأرقط روى يعلى بْن الأشدق، عن جرير بْن الأرقط، قال: رأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع، فسمعته يقول: أعطيت الشفاعة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/528)
728- جرير بن أوس
ب: جرير بْن أوس بْن حارثة بْن لام الطائي وقيل: خريم بْن أوس وفيه أخرجه الثلاثة، وأخرجه ههنا أَبُو عمر، وقال: أظنه أخاه، هاجر إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فورد عليه منصرفه من تبوك، فأسلم، وروى شعر عباس بْن عبد المطلب، الذي مدح به النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو عم عروة بْن مضرس الطائي، وهو الذي قال له معاوية: من سيدكم اليوم؟، قال: من أعطى سائلنا، وأغضى عن جاهلنا، واغتفر زلتنا، فقال له معاوية: أحسنت يا جرير.
قال أَبُو عمر: قدم خريم، وجرير عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معًا، ورويا شعر العباس.
أخرجه أَبُو عمر.
خريم: بضم الخاء المعجمة، والله أعلم.(1/528)
729- جرير بن عبد الله الحميري
جرير بْن عَبْد اللَّهِ الحميري وقيل: ابن عبد الحميد، وهو رسول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى اليمن وكان مع خَالِد بْن الْوَلِيد بالعراق، فسار معه إِلَى الشام مجاهدًا، وهو كان الرسول إِلَى عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه بالبشارة بالظفر يَوْم اليرموك، قاله سيف بْن عمر.
ذكر ذلك الحافظ أَبُو الْقَاسِم بْن عساكر.(1/529)
730- جرير بن عبد الله بن جابر
ب د ع: جرير بْن عَبْد اللَّهِ بْن جابر وهو الشليل بْن مالك بْن نصر بْن ثعلبة بْن جشم بْن عوف بْن خزيمة بْن حرب بْن عَلِيِّ بْنِ مالك بْن سعد بْن نذير بْن قسر بْن عبقر بْن أنمار بْن إراش، أَبُو عمرو، وقيل: أَبُو عَبْد اللَّهِ البجلي.
وقد اختلف النسابون في بجيلة، فمنهم من جعلهم من اليمن، وقال: إراش بْن عمرو بْن الغوث بْن نبت، وعمرو هذا هو أخو الأزد، وهو قول الكلبي، وأكثر أهل النسب، ومنهم من قال: هم من نزار، وقال: هو أنمار بْن نزار بْن معد بْن عدنان، وهو قول ابن إِسْحَاق، ومصعب، والله أعلم.
نسبوا إِلَى أمهم: بجيلة بنت صعب بْن عَلِيِّ بْنِ سعد العشيرة.
أسلم جرير قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأربعين يوما، وكان حسن الصورة، قال عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه: جرير يوسف هذه الأمة، وهو سيد قومه، وقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما دخل عليه جرير فأكرمه: " إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه ".
وكان له في الحروب بالعراق: القادسية، وغيرها، أثر عظيم، وكانت بجيلة متفرقة، فجمعهم عمر بْن الخطاب، وجعل عليهم جريرًا.
(207) أخبرنا الأُسْتَاذُ أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُكَارِمِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُكَارِمٍ الْمُؤَدِّبُ، أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ، أخبرنا أَبُو الْبَرَكَاتِ سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ وَالْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، قَالَ: أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ، أخبرنا أَبُو الْمَنْصُورِ الْمُظَفَّرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ، أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ الْقَاسِمِ الأَزْدِيُّ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: أُخْبِرْتُ عن مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، عن سَلَمَةَ، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: لَمَّا انْتَهَتْ إِلَى عُمَرَ مُصِيبَةُ أَهْلِ الْجِسْرِ، وَقَدِمَ عَلَيْهِ فَلُّهُمْ، قَدِمَ عَلَيْهِ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنَ الْيَمَنِ فِي رَكْبٍ مِنْ بَجِيلَةَ، وَعَرْفَجَةُ بْنُ هَرْثَمَةَ، وَكَانَ عَرْفَجَةُ يَوْمَئِذٍ سَيُّدَ بَجِيلَةَ، وَكَانَ حَلِيفًا لَهُمْ مِنَ الأَزْدِ، فَكَلَّمَهُمْ وَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُمْ مَا كَانَ مِنَ الْمُصِيبَةِ فِي إِخْوَانِكُمْ بِالْعِرَاقِ، فَسِيرُوا إِلَيْهِمْ، وَأَنَا أُخْرِجُ إِلَيْكُمْ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ فِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ، وَأَجْمَعُهُمْ إِلَيْكُمْ، قَالُوا: نَفْعَلُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَخْرَجَ إِلَيْهِمْ قَيْسَ كُبَّةَ، وَسَحْمَةَ، وَعُرَيْنَةَ، مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَهَذِهِ بُطُونٌ مِنْ بَجِيلَةَ، وَأَمَرَ عَلَيْهِمْ عَرْفَجَةَ بْنَ هَرْثَمَةَ، فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ لِبَجِيلَةَ: كَلِّمُوا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالُوا: اسْتَعْمَلْتَ عَلَيْنَا رَجُلا لَيْسَ مِنَّا، فَأَرْسَلَ إِلَى عَرْفَجَةَ فَقَالَ: مَا يَقُولُ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: صَدَقُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَسْتَ مِنْهُمْ، لَكِنِّي مِنَ الأَزْدِ، كُنَّا أَصَبْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ دَمًا فِي قَوْمِنَا، فَلَحِقْنَا بِبَجِيلَةَ، فَبَلَغْنَا فِيهِمْ مِنَ السُّؤْدَدِ مَا بَلَغَكَ، فَقَالَ عُمَرُ: فَاثْبَتْ عَلَى مَنْزِلَتِكَ، فَدَافِعْهُمْ كَمَا يُدَافِعُونَكَ، فَقَالَ: لَسْتُ فَاعِلًا، وَلا سَائِرًا مَعَهُمْ، فَسَارَ عَرْفَجَةُ إِلَى الْبَصْرَةِ بَعْدَ أَنْ نَزَلْتُ، وَأَمَرَ عُمَرُ جَرِيرًا عَلَى بَجِيلَةَ، فَسَارَ بِهِمْ مَكَانَهُ إِلَى الْعِرَاقِ، وَأَقَامَ جَرِيرٌ بِالْكُوفَةِ، وَلَمَّا أَتَى عَلِيٌّ الْكُوفَةَ وَسَكَنَهَا، وَسَارَ جَرِيرٌ عَنْهَا إِلَى قَرْقِيسْيَاءَ فَمَاتَ بِهَا، وَقِيلَ: مَاتَ بِالسَّرَاةِ.
وَرَوَى عَنْهُ بَنُوهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ، وَالْمُنْذِرُ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَرَوَى عَنْهُ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَالشَّعْبِيُّ، وَهَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ، وَأَبُو وَائِلٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، وَغَيْرُهُمْ.
(208) أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ السُّلَمِيِّ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، أخبرنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الأَزْدِيُّ، عن زَائِدَةَ، عن بَيَانٍ، عن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عن جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: مَا حَجَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلا رَآنِي إِلا ضَحِكَ.
وَرَوَاهُ زَائِدَةُ أَيْضًا، عن إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عن جَرِيرٍ، مِثْلَهُ.
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَأَرْسَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى ذِي الْخَلَصَةِ، وَهِيَ بَيْتٌ فِيهِ صَنَمٌ لِخَثْعَمَ لِيَهْدِمَهَاَ، فَقَالَ: إِنِّي لا أَثْبِتُ عَلَى الْخَيْلِ، فَصَكَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدْرِهِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًّا مَهْدِيًّا، فَخَرَجَهُ فِي مِائَةٍ وَخَمْسِينَ رَاكِبًا مِنْ قَوْمِهِ، فَأَحْرَقَهَا، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِخَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا.
(209) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ الْخَطِيبُ، أخبرنا أَبُو الْخَطَّابِ بْنُ الْبَطِرِ، إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُعَلِّمُ، أخبرنا الْحُسَيْنُ الْمَحَامِلِيُّ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعْدٍ، أخبرنا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عن زَائِدَةَ، عن بَيَانٍ الْبَجَلِيِّ، عن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، أخبرنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ تَرَوْنَ رَبَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا، لا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ.
وَتُوُفِّيَ جَرِيرٌ سَنَة إِحْدَى وَخَمْسِينَ، وَقِيلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ، وَكَانَ يُخَضِّبُ بِالصُّفْرَةِ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ. الشليل: بفتح الشين المعجمة، وبلامين بينهما ياء تحتها نقطتان، وحزيمة: بفتح الحاء المهملة، وكسر الزاي، ونذير: بفتح النون، وكسر الذال المعجمة.(1/529)
731- جرير
د ع: جرير، أو أَبُو جرير وقيل: حريز.
روى عنه أَبُو ليلى الكندي، أَنَّهُ قال: " انتهيت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يخطب بمنى، فوضعت يدي عَلَى رحله، فإذا ميثرته جلد ضائنة ".
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/531)
732- جري الحنفي
د ع: جري الحنفي روى حديثه حكيم بْن سلمة، فقال عن رجل من بني حنيفة، يقال له: جري، أن رجلا أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إني ربما أكون في الصلاة، فتقع يدي عَلَى فرجي، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وأنا ربما كان ذلك، امض في صلاتك.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
جري: بضم الجيم وبالراء، ذكره الأمير ابن ماكولا، وقال: هو والد نحاز بْن جري الحنفي.
نحاز: بالنون والحاء المهملة والزاي.(1/531)
733- جري بن عمرو العذري
د ع: جري بْن عمرو العذري وقيل: جرير، وقيل: جرو.
وحديثه أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكتب له كتابًا: ليس عليهم أن يحشروا أو يعشروا، أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم في جرو، وأخرجه أَبُو عمر في جزء.(1/532)
734- جري
ب: جري ويقال: جزي بالزاي.
غير منسوب.
حديثه عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الضب، والسبع، والثعلب، وخشاش الأرض.
وليس إسناده بقائم، يدور عَلَى عبد الكريم بْن أَبِي أمية.
أخرجه أَبُو عمر.(1/532)
باب الجيم والزاي والسين(1/532)
735- جزء بن أنس السلمي
س: جزء بْن أنس السلمي أخرجه ابن أَبِي عاصم في الصحابة.
(210) أخبرنا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عِيسَى الْمَدِينِيُّ، كِتَابَةً، أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْقَبَّابُ، أخبرنا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ، أخبرنا نايل بْنُ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُزْءِ بْنِ أَنَسٍ السَّلَمِيُّ، قَالَ: أَدْرَكْتُ أَبِي، وَجَدِّي، وَفِي أَيْدِيهِمْ كِتَابٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَعَمَ نَائِلٌ أَنَّ الْكِتَابَ عِنْدَهُمُ الْيَوْمَ، وَكَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَزِينِ بْنِ أَنَسٍ، وَهُوَ عَمُّ جَدِّهِ، وَفِيهِ: هَذَا الْكِتَابُ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَرِينِ بْنِ أَنَسٍ وَقَالَ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: هَذَا الْكِتَابُ لِرَزِينٍ، وَلا مَدْخَلَ لِجُزْءٍ فِيهِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.(1/532)
736- جزء بن الحدرجان
د ع: جزء بْن الحدرجان بْن مالك له، ولأبيه، ولأخيه قداد صحبة.
قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طالبًا لدية أخيه وثأره.
روى هشام بْن مُحَمَّدِ بْنِ هاشم بْن جزء بْن عبد الرحمن بْن جزء بْن الحدرجان، قال: حدثني أَبِي، عن أبيه هاشم، عن أبيه جزء، عن جده عبد الرحمن، عن أبيه جزء بْن الحدرجان، وكان من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: وفد أخي قداد بْن الحدرجان عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من اليمن، من موضع يقال له: القنوني، بسروات الأزد، بإيمانه وَإِيمان من أعطى الطاعة من أهل بيته، وهم إذ ذاك ستمائة بيت ممن أطاع الحدرجان، وآمن بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلقيه سرية النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال لهم قداد: أنا مؤمن، فلم يقبلوا منه، وقتلوه في الليل، قال: فبلغنا ذلك، فخرجت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته، وطلبت ثأري، فنزلت عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} الآية، فأعطاني النَّبِيّ ألف دينار دية أخي، وأمر لي بمائة ناقة حمراء، وعقد له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سرية من سرايا المسلمين، فخرجت إِلَى حي حاتم طيء، وغنمت كثيرًا، وأسرت أربعين امرأة من حي حاتم، فأتيت بالنسوة، فهداهن اللَّه سبحانه إِلَى الإسلام، وزوجهن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/533)
737- جزء السدوسي
ب: جزء السدوسي ثم اليمامي قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتمر من تمر اليمامة، وقيل: جرو، بالجيم والراء، وآخره واو، وقد تقدم.
أخرجه هناك ابن منده وَأَبُو نعيم، وأخرجه ههنا أَبُو عمر.(1/533)
738- جزء بن عمرو العذري
ب: جزء بْن عمرو العذري ويقال: جرو، ويقال: جزأ.
قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكتب له كتابًا.
أخرجه أَبُو عمر ههنا مختصرًا، وأخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم في جرو بالراء والواو، وقد تقدم.(1/533)
739- جزء بن مالك
ب د: جزء بْن مالك بْن عامر من بني جحجبي أنصاري استشهد يَوْم اليمامة، ذكره موسى بْن عقبة هكذا.
وقال الطبري: الحر بْن مالك، بضم الحاء المهملة وبالراء، وقال: هو ممن شهد أحدًا، وقد تقدم الكلام عليه مستوفى في جرو، أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر.(1/534)
740- جزء
د ع: جزء غير منسوب.
عداده في أهل الشام.
روى معاوية بْن صالح، عن أسد بْن وداعة، عن رجل يقال له: جزء، قال: يا رَسُول اللَّهِ، إن أهلي يعصوني، فبم أعاقبهم؟ قال: تغفر، ثم عاد الثانية، فقال: تغفر، قال: فإن عاقبت فعاقب بقدر الذنب، واتق الوجه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/534)
741- جزي
ب: جزي بالجيم والزاي المكسورة وآخره ياء، وقيل: جري بضم الجيم وبالراء، وقد تقدم حديثه في الضب.
أخرجه ههنا أَبُو عمر.(1/534)
742- جزي أبو خزيمة السلمي
ب د ع: جزي أَبُو خزيمة السلمي وقيل: الأسلمي.
قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكساه بردين.
روى حديثه ابنه عَبْد اللَّهِ بْن جزي، عن أخيه حيان بْن جزي، عنه، أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأسير كان عنده من صحابة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانوا أسروه، وهم مشركون، ثم أسلموا، فأتوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك الأسير، فكسا جزيًا بردين وأسلم جزي.
أخرجه الثلاثة.
جزي: قال الدارقطني: أصحاب الحديث يقولون: بكسر الجيم، وأصحاب العربية يقولون: بعد الجيم المفتوحة زاي وهمزة، وقال عبد الغني: جزي بفتح الجيم، وكسر الزاي، وقيل: بكسر الجيم، وسكون الزاي، وبالجملة فهذه الأسماء كلها قد اختلف العلماء فيها اختلافا كثيرًا عَلَى ما ذكرناه.(1/534)
743- جزي بن معاوية
ب: جزي بْن معاوية بْن حصين بْن عبادة بْن النزال بْن مرة بْن عبيد بْن مقاعس وهو الحارث بْن عمرو بْن كعب بْن سعد بْن زيد مناة بْن تميم التميمي السعدي عم الأحنف بْن قيس.
قيل: له صحبة، وقيل: لا تصح له صحبة.
وكان عاملًا لعمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه عَلَى الأهواز.
أخرجه أَبُو عمر هكذا، وقيل فيه: جزء، آخره همزة، والله أعلم.(1/535)
744- جسر بن وهب
جسر قال ابن ماكولا: أما جسر، بكسر الجيم، وبالسين المهملة، فهو جسر بْن وهب بْن سلمة الأزدي.
روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثًا تفرد بروايته أولاده عنه.(1/535)
باب الجيم والشين المعجمة(1/535)
745- جشيب
د ع: جشيب مجهول.
روى جهضم بْن عثمان، عن ابن جشيب، عن أبيه، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من سمى باسمي يرجو بركتي ويمني، غدت عليه البركة وراحت إِلَى يَوْم القيامة.
وهو تابعي قديم، يروي عن أَبِي الدرداء، وهو حمصي.
قال ابن أَبِي عاصم: لا أدري جشيب صحابي أو أدرك أم لا؟ أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/535)
746- جشيش الديلمي
جشيش الديلمي هو ممن كاتبه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قتل الأسود العنسي باليمن، فاتفق مع فيروز، وداذويه عَلَى قتله، فقتلوه.
ذكره الطبري.
قال الأمير أَبُو نصر: أما خشيش، بضم الخاء المعجمة، وشين معجمة مكررة مصغر، وذكر جماعة، ثم قال: وأما جشيش مثل الذي قبله سواء، إلا أن أوله جيم، فهو جشيش الديلمي، كان في زمن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باليمن، وأعان عَلَى قتل الأسود العنسي.(1/535)
747- الجشيش الكندي
د ع: الجشيش الكندي يرد نسبه في الجفشيش بالجيم، إن شاء اللَّه تعالى.
قال أَبُو موسى: كذا أورده ابن شاهين، روى سَعِيد بْن المسيب قال: قام الجشيش الكندي إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رَسُول اللَّهِ، ألست منا؟ قالها ثلاثا، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا نقفو أمنا، ولا ننتفي من أبينا، أنا من ولد النضر بْن كنانة، قال: وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جمجمة هذا الحي من مضر كنانة، وكاهله الذي ينهض به تميم، وأسد، وفرسانها ونجومها قيس.
كذا أورده في هذا الحديث، وهو غلط، وَإِنما هو جفشيش، أو حفشيش، أو خفشيش، وكل هذه تصحيفات، والصحيح منها واحد.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/536)
باب الجيم والعين المهملة(1/536)
748- جعال
ب د ع س: جعال وقيل: جعيل بْن سراقة.
الغفاري، وقيل: الضمري، ويقال: الثعلبي، وقيل: إنه في عديد بني سواد من بني سلمة، وهو أخو عوف، من أهل الصفة وفقراء المسلمين.
أسلم قديمًا، وشهد مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدًا، وأصيبت عينه يَوْم قريظة، وكان دميمًا قبيح الوجه، أثنى عليه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووكله إِلَى إيمانه.
(211) أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، أَنَّ قَائِلا قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ: أَعْطَيْتَ الأَقْرَعَ بْنِ حَابِسٍ، وَعُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ، وَتَرَكْتَ جُعَيْلًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَجُعَيْلٌ خَيْرٌ مِنْ طِلاعِ الأَرْضِ مِثْلُ عُيَيْنَةَ، وَالأَقْرَعِ، وَلَكِنِّي تَأَلَّفْتُهُمَا لِيَسْلَمَا، وَوَكَلْتُ جُعَيْلا إِلَى إِسْلامِهِ قال أَبُو عمر: غير ابن إِسْحَاق يقول فيه: جعال، وابن إِسْحَاق يقول: جعيل.
أخرجه الثلاثة، وأخرجه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، فقال: جعال الضمري، وروى بِإِسْنَادِهِ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزا بني المصطلق من خزاعة، في شعبان من سنة ست، واستخلف عَلَى المدينة جعالا الضمري، وروى عنه أخوه عوف أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أو ليس الدهر كله غدًا؟، وقد أوردوا جعيل بْن سراقة الضمري، ولعله هذا، صغر اسمه، إلا أن الأزدي ذكره بالفاء وتشديدها، والأشهر بالعين.
قلت: قول أَبِي موسى: ولعله جعال، عجب منه، فإنه هو هو، وقد أخرجه ابن منده، فقال: وقيل: جعال، فلا وجه لاستدراكه عليه، وأما جفال فهو تصحيف.(1/536)
749- جعال آخر
س: جعال آخر أخرجه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، وقال: لا أدري هو ذاك المتقدم أم لا؟ وروى بِإِسْنَادِهِ، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: جاء رجل إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رَسُول اللَّهِ، أرأيت إن قاتلت بين يديك حتى أقتل، يدخلني ربي عَزَّ وَجَلَّ الجنة ولا يحقرني؟ قال: نعم، قال: فكيف وأنا منتن الريح، أسود اللون، خسيس في العشيرة، ومضى، فقاتل، فاستشهد، فمر به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: الآن طيب اللَّه ريحك، يا جعال، وبيض وجهك.
قلت: هذا غير الأول، لأن الأول قد روي عنه، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهذا قتل في عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو غيره.(1/537)
750- جعدة بن خالد بن الصمة الجشمي
ب د ع: جعدة بْن خَالِد بْن الصمة الجشمي من بني جشم بْن معاوية بْن بكر بْن هوازن.
حديثه في البصريين.
(212) أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أخبرنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْرَائِيلَ، عن جَعْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأَى رَجُلا سَمِينًا، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُومِئُ بِيَدِهِ إِلَى بَطْنِهِ، وَيَقُولُ: لَوْ كَانَ هَذَا فِي غَيْرِ هَذَا لَكَانَ خَيْرًا لَكَ
(213) وَبِهَذَا الإِسْنَادِ قَالَ جَعْدَةُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُتِيَ بِرَجُلٍ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَكَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَنْ تُرَاعَ، لَنْ تُرَاعَ، لَوْ أَرَدْتَ ذَلِكَ لَمْ يُسَلِّطْكَ اللَّهُ عَلَيْهِ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/537)
751- جعدة بن هانئ الحضرمي
د ع: جعدة بْن هانئ الحضرمي جاهلي، عداده في أهل حمص.
روى ابن عائذ، عن المقدام الكندي، وجعدة بْن هانئ، وأبي عتبة، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث عمر إِلَى رجل نصراني بالمدينة يدعوه إِلَى الإسلام، فإن أبى عليه يقسم ماله نصفين، فأتاه، فقسمه.
كذلك أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/538)
752- جعدة بن هبيرة الأشجعي
ب: جعدة بْن هبيرة الأشجعي كوفي.
روى حديثه عَبْد اللَّهِ بْن إدريس بْن يَزِيدَ بْن عبد الرحمن الأودي، وداود بْن يَزِيدَ الأودي، عن أبيه، عنه، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: خير الناس قرني.
أخرجه أَبُو عمر، وأخرج أيضًا جعدة بْن هبيرة المخزومي، وجعل هذا غيره، وغالب الظن أَنَّهُ هو، لأن هذا الحديث قد رواه عَبْد اللَّهِ بْن إدريس بْن يَزِيدَ، وداود بْن يَزِيدَ، عن أبيهما، عن جدهما، عن جعدة بْن هبيرة المخزومي، عَلَى ما يأتي ذكره إن شاء اللَّه تعالى.(1/538)
753- جعدة بن هبيرة بن أبي وهب
ب د ع: جعدة بْن هبيرة بْن أَبِي وهب بْن عمرو بْن عائذ بْن عمران بْن مخزوم القرشي المخزومي وأمه أم هانئ بنت أَبِي طالب، قاله أَبُو عمر.
وقال أَبُو عبيدة: ولدت أم هانئ بنت أَبِي طالب من هبيرة ثلاثة بنين: جعدة، وهانئ، ويوسف.
وقال الزبير: ولدت أم هانئ لهبيرة أربعة بنين، أحدهم جعدة.
وقال هشام الكلبي: جعدة بْن هبيرة، ولي خراسان لعلي رضي اللَّه عنه، وهو ابن أخته، أمه أم هانئ بنت أَبِي طالب.
وقال ابن منده، وَأَبُو نعيم: جعدة بْن هبيرة بْن أَبِي وهب ابْن بنت أم هانئ، وقيل: إن جعدة هو القائل:
أَبِي من بني مخزوم إن كنت سائلا ومن هاشم أمي لخير قبيل
فمن ذا الذي يبأى علي بخاله كخالي علي ذي الندى وعقيل؟
روى عنه: مجاهد، ويزيد، عن عبد الرحمن الأودي، وسعيد بْن علاقة، وسكن الكوفة، وقد اختلف في صحبته.
(214) أخبرنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ، إِجَازَةً، أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الثَّقَفِيُّ، أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الذَّكْوَانِيُّ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْقَبَّابُ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ، عن جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الْآخِرُ أَرْدَأُ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ. قلت: قول ابن منده، وأبي نعيم: إن جعدة هو ابن بنت أم هانئ، هذا وهم منهما، وليس بابن ابنتها، إنما هو ابنها لا غير، عَلَى أن أبا نعيم يتبع ابن منده كثيرًا في أوهامه، والله أعلم.(1/539)
754- جعشم الخير بن خليبة
ب: جعشم الخير بْن خليبة بْن شاجي بْن موهب بْن أسد بْن جعشم بْن حريم بْن الصدف الصدفي الحريمي بايع تحت الشجرة، وكساه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قميصه ونعليه، وأعطاه من شعره، وتزوج جعشم آمنة بنت طليق بْن سفيان بْن أمية بْن عبد شمس، قتله الشريد بْن مالك في الردة، بعد قتل عكاشة، وذكره أَبُو سَعِيد بْن يونس كما ذكرناه، وقال: إنه شهد فتح مصر، فعلى هذا لا يكون قد قتل في قتال أهل الردة، ويؤيد قول ابن يونس أن ابن ماكولا قال في اسمه: فتزوج آمنة بنت طليق قبل الشريد بْن مالك، فجعل الشريد زوجًا لها، ولم يجعله قاتلا له، والله أعلم.
أخرجه أَبُو عمر.
حريم: بضم الحاء المهملة، وفتح الراء.(1/540)
755- جعفر بن أبي الحكم
ع س: جَعْفَر بْن أَبِي الحكم ذكره الحماني، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة في الوحدان.
روى الحماني، عن عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر المخرمي، عن عبد الحكم بْن صهيب، قال: رآني جَعْفَر بْن أَبِي الحكم، وأنا آكل من ههنا وههنا، فقال: مه يا ابن أخي، هكذا يأكل الشيطان، إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا أكل لم تعد يده ما بين يديه.
ورواه النعمان بْن شبل، عن المخرمي، عن عبد الحكم، عن جَعْفَر، قال: رآني الحكم، يعني: ابن رافع، فذكر نحوه.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.(1/540)
756- جعفر بن الزبير بن العوام
د ع: جَعْفَر بْن الزبير بْن العوام أخو عَبْد اللَّهِ.
روى إِبْرَاهِيم بْن العلاء، عن إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاشٍ، عن هشام بْن عروة، عن أبيه: أن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير، وجعفر بْن الزبير بايعا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو وهم.
والصواب ما روى أَبُو اليمان، وسليمان بْن عبد الرحمن، وغيرهما، عن ابن عياش، عن هشام، عن عروة، أن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير، وعبد اللَّه بْن جَعْفَر بايعا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهما ابنا ست.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/540)
757- جعفر أبو زمعة البلوي
جَعْفَر أَبُو زمعة البلوي ممن بايع تحت الشجرة بيعة الرضوان، سكن مصر، اختلف في اسمه، فقيل: جَعْفَر، وقيل: عبد.
ذكره أَبُو موسى في عبد، ولم يذكره في جَعْفَر.(1/541)
758- جعفر بن أبي سفيان
ب د ع: جَعْفَر بْن أَبِي سفيان بْن الحارث بْن عبد المطلب بْن هاشم واسم أَبِي سفيان المغيرة، وهو بكنيته أشهر، وأمه جمانة بنت أَبِي طالب بْن عبد المطلب.
ذكر الواقدي، أَنَّهُ أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد معه حنينًا، وبقي إِلَى أيام معاوية، وتوفي أوسط أيامه.
وقال أَبُو نعيم: وهذا وهم، لأن الذي شهد حنينًا هو أَبُو سفيان، ولم يشهدها جَعْفَر.(1/541)
759- جعفر بن أبي طالب
ب د ع: جَعْفَر بْن أَبِي طالب واسم أَبِي طالب عبد مناف بْن عبد المطلب بْن هاشم بْن عبد مناف بْن قصي القرشي الهاشمي، ابن عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخو علي بْن أَبِي طالب لأبويه، وهو جَعْفَر الطيار، وكان أشبه الناس برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلقًا وخلْقا، أسلم بعد إسلام أخيه علي بقليل.
روي أن أبا طالب رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليًا رضي اللَّه عنه يصليان، وعلي عن يمينه، فقال لجعفر رضي اللَّه عنه: صل جناح ابن عمك، وصل عن يساره، قيل: أسلم بعد واحد وثلاثين إنسانًا، وكان هو الثاني والثلاثين، قاله ابن إِسْحَاق، وله هجرتان: هجرة إِلَى الحبشة، وهجرة إِلَى المدينة.
روى عنه: ابنه عَبْد اللَّهِ، وَأَبُو موسى الأشعري، وعمرو بْن العاص، وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسميه: أبا المساكين، وكان أسن من علي بعشر سنين، وأخوه عقيل أسن منه بعشر سنين، وأخوهم طالب أسن من عقيل بعشر سنين، ولما هاجر إِلَى الحبشة أقام بها عند النجاشي إِلَى أن قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين فتح خيبر، فتلقاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واعتنقه، وقبل بين عينيه، وقال: ما أدري بأيهما أنا أشد فرحًا، بقدوم جَعْفَر أم بفتح خيبر؟، وأنزله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جنب المسجد.
(215) أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، أخبرنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عن عِكْرِمَة، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَا احْتَذَى النِّعَالَ، وَلا رَكِبَ الْمَطَايَا، وَلا رَكِبَ الْكُورَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ مِنْ جَعْفَرٍ
(216) قَالَ: وَأخبرنا أَبُو عِيسَى، أخبرنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عن الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَيْتُ جَعْفَرًا يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ مَعَ الْمَلائِكَةِ
(217) أخبرنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ، إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: حدثنا مُحْرِزُ بْنُ سَلَمَةَ، أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عن يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ وَمُحَمَّدِ بْنِ نَافِعِ بْنِ عُجَيْرٍ، عن أَبِيهِ، عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَأَمَّا أَنْتَ يَا جَعْفَرُ فَأَشْبَهْتُ خَلْقِي وَخُلُقِي، وَأَنْتَ مِنْ عِتْرَتِي الَّتِي أَنَا مِنْهَا، وَفِي الْحَدِيثِ قِصَّةٌ.
(218) أخبرنا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ هُوَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أخبرنا فِطْرٌ، عن كَثِيرِ بْنِ نَافِعٍ النَّوَّاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُلَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمْ يَكُنْ قَبْلِي نَبِيٌّ إِلا قَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ وُزَرَاءَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ: حَمْزَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَعَلِيٌّ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَالْمِقْدَادُ، وَحُذَيْفَةُ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَبِلالٌ
(219) أخبرنا غَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دِينَارٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيُّ، عن ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنْ كُنْتُ لأَلْصِقُ بَطْنِي بِالْحَصْبَاءِ مِنَ الْجُوعِ، وَإِنْ كُنْتُ لأَسْتَقْرِئُ الرَّجُلَ الآيَةَ، وَهِيَ مَعِي، كَيْ يَنْقَلِبَ بِي، فَيَطْعِمُنِي، وَكَانَ أَخْيَرَ النَّاسِ لِلْمِسْكِينِ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، كَانَ يَنْقَلِبُ بِنَا، فَيُطْعِمُنَا مَا كَانَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى إِنْ كَانَ لَيُخْرِجُ إِلَيْنَا الْعُكَّةَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ، فَنَشُقُّهَا، فَنَلْعَقُ مَا فِيهَا.
(220) أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عن ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عُمْرَةِ الْقَضَاءِ الْمَدِينَةَ، فِي ذِي الْحَجَّةِ فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى بُعِثَ إِلَى مُؤْتَةَ، فِي جُمَادَى سَنَةَ ثَمَانٍ
(221) قَالَ: وَأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن عُرْوَةَ، قَالَ فَاقْتَتَلَ النَّاسُ قِتَالا شَدِيدًا حَتَّى قُتِلَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ جَعْفَرٌ، فَقَاتَلَ بِهَا حَتَّى قُتِلَ
(222) قال: وأخبرنا ابن إِسْحَاق، قال: حدثني يحيى بْن عباد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير، عن أبيه، قال: حدثني أَبِي الذي أرضعني، وكان أحد بني مرة بْن عوف، قال: والله لكأني أنظر إِلَى جَعْفَر بْن أَبِي طالب يَوْم مؤتة، حين اقتحم عن فرس له شقراء، فعقرها، ثم تقدم، فقاتل حتى قتل قال ابن إِسْحَاق: فهو أول من عقر في الإسلام.
ولما قاتل جَعْفَر قطعت يداه، والراية معه، لم يلقها، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أبدله اللَّه جناحين يطير بهما في الجنة، ولما قتل وجد به بضع وسبعون جراحة ما بين ضربة بسيف، وطعنة برمح، كلها فيما أقبل من بدنه، وقيل: بضع وخمسون، والأول أصح.
قال ابن إِسْحَاق: فلما أصيب القوم قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما بلغني: أخذ الراية زيد بْن حارثة، فقاتل بها حتى قتل شهيدًا، ثم أخذها جَعْفَر، فقاتل بها حتى قتل شهيدًا، ثم صمت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى تغيرت وجوه الأنصار، وظنوا أَنَّهُ قد كان في عَبْد اللَّهِ بْن رواحة ما يكرهون، ثم قال: أخذها عَبْد اللَّهِ بْن رواحة، فقاتل بها حتى قتل شهيدًا، ثم قال: لقد رفعوا في الجنة عَلَى سرر من ذهب، فرأيت في سرير عَبْد اللَّهِ ازورارًا عن سريري صاحبيه، فقلت: عم هذا؟ فقيل لي: مضيا وتردد عَبْد اللَّهِ بعض التردد، ثم مضى.
(223) قال ابن إِسْحَاق: وحدثني عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بكر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بْن حزم، عن أم عِيسَى، عن أم جَعْفَر بنت جَعْفَر بْن أَبِي طالب، عن جدتها أسماء بنت عميس، أنها قالت: لما أصيب جَعْفَر وأصحابه دخل علي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد عجنت عجيني، وغسلت بني ودهنتهم ونظفتهم، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ائتيني ببني جَعْفَر، فأتيته بهم، فشمهم ودمعت عيناه، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، بأبي أنت وأمي ما يبكيك؟ أبلغك عن جَعْفَر وأصحابه شيء؟ قال: نعم، أصيبوا هذا اليوم، فقمت أصيح، وأجمع النساء، ورجع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أهله، فقال: لا تغفلوا آل جَعْفَر، فإنهم قد شغلوا
(224) قال ابن إِسْحَاق: حدثني عبد الرحمن بْن الْقَاسِم، عن أبيه، عن عائشة، قالت: لما أتى وفاة جَعْفَر عرفنا في وجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحزن وروى أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أتاه نعي جَعْفَر، دخل عَلَى امرأته أسماء بنت عميس، فعزاها فيه، ودخلت فاطمة وهي تبكي وتقول: واعماه، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَى مثل جَعْفَر فلتبك البواكي.
ودخله من ذلك هم شديد حتى أتاه جبريل، فأخبره أن اللَّه قد جعل لجعفر جناحين مضرجين بالدم يطير بهما مع الملائكة.
وقال عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر: كنت إذا سألت عليًا شيئًا فمنعني، وقلت له: بحق جَعْفَر، إلا أعطاني، وقال: كان عمر بْن الخطاب إذا رَأَى عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر، قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين.
وكان عُمْر جَعْفَر لما قتل إحدى وأربعين سنة، وقيل غير ذلك.
أخرجه الثلاثة.(1/541)
760- جعفر العبدي
س: جَعْفَر العبدي ذكره العسكري علي بْن سَعِيد في الصحابة.
روى حديثه ليث بْن أَبِي سليم، عن زيد، عن جَعْفَر العبدي، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ويل للمتألين من أمتي الذين يقولون: فلان في الجنة، وفلان في النار.
أخرجه أَبُو موسى.(1/544)
761- جعفر بن محمد بن مسلمة
س: جَعْفَر بْن مُحَمَّدِ بْنِ مسلمة قال ابن شاهين: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن سليمان بْن الأشعث، يقول: جَعْفَر بْن مُحَمَّدِ بْنِ مسلمة صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد فتح مكة والمشاهد بعد.
أخرجه أَبُو موسى.(1/545)
762- جعفي
ب: جعفي بضم الجيم وآخره ياء، ذكره ابن أَبِي حاتم، فقال: جعفي بْن سعد العشيرة، وهو من مذحج، كان وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد جعف في الأيام التي توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها، كذا قال عن أبيه.
أخرجه أَبُو عمر.
قلت: وهذا من أغرب ما يقوله عالم، فإن جعفي بْن سعد العشيرة مات قبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدهر طويل، فإن بعض من صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من جعفي بينه وبين جعفي ما يزيد عَلَى عشرة آباء، والذي أظنه أَنَّهُ رَأَى وفد جعفي، فظنه اسم رجل منسوب إِلَى جعف، فظن أن جعفًا هو الاسم، وأن جعفيًا زيدت الياء فيه للنسبة، ولو علم أن جعفيًا هو الاسم، وأنه قبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يجعله صحابيًا.(1/545)
763- جعونة بن زياد الشني
د ع: جعونة بْن زياد الشني روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: لا بد من العريف، والعريف في النار.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/545)
764- جعيل بن زياد الأشجعي
ب د ع: جعيل بْن زياد الأشجعي كوفي له صحبة، وقيل فيه: جعال، وقد تقدم.
هكذا نسبه ابن منده، وأما أَبُو عمر، وَأَبُو نعيم فلم ينسباه، بل قالا: جعيل الأشجعي.
روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي الجعد أخو سالم.
(225) أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، أخبرنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أخبرنا رَافِعُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، عن جُعَيْلٍ الأَشْجَعِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ، وَأَنَا عَلَى فَرَسٍ عَجْفَاءَ ضَعِيفَةٍ، فَكُنْتُ فِي آخِرِ النَّاسِ، فَلَحِقَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: سِرْ يَا صَاحِبَ الْفَرَسِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَجْفَاءُ ضَعِيفَةٌ، قَالَ: فَرَفَعَ مِخْفَقَةً كَانَتْ مَعَهُ، فَضَرَبَهَا بِهَا، وَقَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُ فِيهَا، فَلَقَدْ رَأَيْتَنِي مَا أَمْلِكُ رَأْسَهَا قُدَّامَ الْقَوْمِ، وَلَقَدْ بِعْتُ مِنْ بَطْنِهَا بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ. قال ابن ماكولا: أما جعيل، بضم الجيم، وفتح العين، وسكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها، فهو جعيل الأشجعي، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: وقيل: جميل، وهو تصحيف.(1/546)
765- جعيل بن سراقة الضمري
ب د ع: جعيل بْن سراقة الضمري وقيل: الغفاري أخو عوف، وقيل: جعال، وهو من أهل الصفة.
وقد تقدم ذكره في جعال.
أخرجه الثلاثة.(1/546)
766- جعيل
س: جعيل سماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرًا.
روى عروة بْن الزبير، عن عَبْد اللَّهِ بْن كعب بْن مالك، قال: لما حفر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخندق قسم الناس، وكان هو يعمل معهم، وكان فيهم رجل كان اسمه جعيلًا، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرًا، وارتجز بعضهم، فقال:(1/546)
باب الجيم والفاء(1/547)
767- جفشيش بن النعمان الكندي
ب د ع: جفشيش بْن النعمان الكندي يقال فيه بالجيم والحاء والخاء، وقيل: هو حضرمي، يكنى: أبا الخير.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع الأشعث بْن قيس الكندي، في وفد كندة، وهو الذي قال للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنت منا، فقال: لا نقفو أمنا، ولا ننتفي من أبينا، نحن من ولد النضر بْن كنانة، ولم ينسبه أحد من الثلاثة.
وقال هشام الكلبي: هو معدان، وهو الجفشيش بْن الأسود بْن معدي كرب بْن ثمامة بْن الأسود بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحارث الولادة بْن عمرو بْن معاوية بْن الحارث الأكبر بْن معاوية بْن ثور بْن مرتع بْن معاوية، وهو كندة، الكندي وقيل: إن الجفشيش لقب له، وهو الذي خاصمه رجل في أرض إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجعل اليمين عَلَى أحدهما، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إن حلف دفعت إليه أرضي، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دعه، فإنه إن حلف كاذبًا لم يغفر اللَّه له.
ورواه الشعبي، عن الأشعث بْن قيس، قال: كان بين رجل منا، ورجل من الحضرميين، يقال له: الجفشيش، خصومة في أرض، فقال له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: شهودك وَإِلا حلف لك، هكذا رواه أَبُو عمر، فقال: الشعبي، عن الأشعث، والشعبي لم يرو، عن الجفشيش، والصحيح ما:
سماه من بعد جعيل عمرًا وكان للبائس يومًا ظهرًا
ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا قَالُوا: عمرًا، قال: عمرًا، وَإِذا قَالُوا: ظهرًا، قال معهم: ظهرًا.
أخرجه أَبُو موسى.
(226) أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ السُّلَمِيِّ، قَالَ: حدثنا قُتَيْبَةُ، أخبرنا الأَحْوَصُ، عن سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عن عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عن أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ، وَرَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الْحَضْرَمِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا غَلَبَنِي عَلَى أَرْضٍ لِي كَانَتْ فِي يَدِي، فَقَالَ الْكِنْدِيُّ: هِيَ أَرْضِي، وَفِي يَدِي، لَيْسَ لَهُ فِيهَا حَقٌّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْحَضْرَمِيِّ: أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟، قَالَ: لا، قَالَ: فَلَكَ يَمِينُهُ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الرَّجُلَ فَاجِرٌ، لا يُبَالِي عَلَى مَا حَلَفَ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ يَتَوَرَّعُ مِنْ شَيْءٍ، قَالَ: لَيْسَ لَكَ مِنْهُ إِلا ذَلِكَ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ لِيَحْلِفَ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَدْبَرَ: لَئِنْ حَلَفَ عَلَى مَالِهِ لِيَأْكُلَهُ ظُلْمًا لَيَلْقِيَنَّ اللَّهَ وَهُوَ عَنْهُ مُعْرِضٌ، وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِنَّهُ الْحَفْشِيشُ بِالْحَاءِ، وَهُوَ وَهْمٌ، وَقَدْ قَالَهُ أَبُو عُمَرَ مِثْلَ قَوْلِ ابْنِ مَنْدَهْ.(1/547)
768- جفينة الجهني
ب د ع: جفينة الجهني وقيل: النهدي.
روى أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إليه كتابًا، فرقع به دلوه: فقالت له ابنته: عمدت إِلَى كتاب سيد العرب، فرقعت به دلوك، فهرب، فأخذ كل قليل، وكثير هو له، ثم جاء بعد مسلمًا، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انظر ما وجدت من متاعك قبل قسمة السهام، فخذه.
أخرجه الثلاثة.(1/548)
باب الجيم واللام(1/548)
769- الجلاس بن سويد
ب د ع: الجلاس بْن سويد بْن الصامت بْن خَالِد بْن عطية بْن خوط بْن حبيب بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي ثم من بني عمرو بْن عوف، له صحبة، وله ذكر في المغازي.
روى أَبُو صالح، عن ابن عباس، أن الحارث بْن سويد بْن الصامت رجع عن الإسلام في عشرة رهط، فلحقوا بمكة، فندم الحارث بْن سويد، فرجع، حتى إذا كان قريبًا من المدينة، أرسل إِلَى أخيه جلاس بْن سويد أني قد ندمت عَلَى ما صنعت، فسل لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإني أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأن محمدًا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهل لي من توبة إن رجعت وَإِلا ذهبت في الأرض؟ فأتى الجلاس النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره بخبر الحارث وندامته وشهادته، فأنزل اللَّه تعالى: {إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا} ، فأرسل الجلاس إِلَى أخيه، فأقبل إِلَى المدينة، واعتذر إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتاب إِلَى اللَّه تعالى من صنيعه، فقبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عذره.
وكان الجلاس منافقًا، فتاب، وحسنت توبته، وقصته مع عمير بْن سعد مشهورة في التفاسير، وهي أَنَّهُ تخلف عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في تبوك، وكان يثبط الناس عن الخروج، فقال: والله إن كان مُحَمَّد صادقا لنحن شر من الحمير، وكانت أم عمير بْن سعد تحته، كان عمير يتيمًا في حجره لا مال له، وكان يكفله، ويحسن إليه، فسمعه يقول هذه الكلمة، فقال: يا جلاس، لقد كنت أحب الناس إلي، وأحسنهم عندي يَدًا، وأعزهم علي، ولقد قلت مقالة لئن ذكرتها لأفضحنك، ولئن كتمتها لأهلكن، فذكر للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقالة الجلاس، فبعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الجلاس، فسأله عما قاله عمير، فحلف بالله ما تكلم به، وَإِن عميرًا لكاذب، وعمير حاضر، فقام عمير من عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقول: اللهم أنزل عَلَى رسولك بيان ما تكلمت به، فأنزل اللَّه تعالى: {وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ} الآية، فتاب بعد ذلك الجلاس، واعترف بذنبه، وحسنت توبته، ولم ينزع عن خير كان يصنعه إِلَى عمير، فكان ذلك مما عرفت به توبته.
أخرجه الثلاثة.
وقال ابن منده، عن أَبِي صالح، عن ابن عباس: إن الحارث بْن الجلاس بْن الصامت، وليس بصحيح، وَإِنما هو أخو الجلاس بْن سويد، ذكر ذلك ابن منده، وَأَبُو نعيم في الحارث، فقالا: الحارث بْن سويد، وذكره غيرهما كذلك، والله أعلم.(1/548)
770- الجلاس بن صليت
د ع: الجلاس بْن صليت اليربوعي أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسأله عن الوضوء.
روت عنه ابنته أم منقذ، أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسأله عن الوضوء، فقال: واحدة تجزئ، وثنتان، ورأيته يتوضأ ثلاثا ثلاثا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/549)
771- الجلاس بن عمرو
س: الجلاس بْن عمرو الكندي روى حديثه زيد بْن هلال بْن قطبة الكندي، عن أبيه، عن جلاس بْن عمرو الكندي، قال: وفدت في نفر من قومي بني كندة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما أردنا الرجوع إِلَى بلاد قومنا، قلنا: يا نبي اللَّه، أوصنا، قال: إن لكل ساع غاية، وغاية ابن آدم الموت، فعليكم بذكر اللَّه، فإنه يسهلكم ويرغبكم في الآخرة.
أخرجه أَبُو موسى بِإِسْنَادِهِ، وقال: علي بْن قرين، وهو راوي الحديث، ضعيف.(1/549)
772- جليبيب
ب د ع: جليبيب بضم الجيم، عَلَى وزن قنيديل، وهو أنصاري.
له ذكر في حديث أَبِي برزة الأسلمي في إنكاح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنة رجل من الأنصار، وكان قصيرًا دميمًا، فكأن الأنصاري أبا الجارية وامرأته كرها ذلك، فسمعت الجارية بما أراد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتلت قول اللَّه: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} وقالت: رضيت، وسلمت لما يرضى لي به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعا لها رَسُول اللَّهِ، وقال: اللهم اصبب عليها الخير صبا، ولا تجعل عيشها كدا، فكانت من أكثر الأنصار نفقة ومالا.
(227) أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، أخبرنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عن ثَابِتٍ، عن كِنَانَةَ بْنِ نُعَيْمٍ الْعَدَوِيِّ، عن أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي مَغْزًى لَهُ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْقِتَالِ، قَالَ: هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟، قَالُوا: نَفْقِدُ وَاللَّهِ فُلانًا وَفُلانًا، فَقَالَ: لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا، فَوَجَدُوهُ عِنْدَ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَتَلُوهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَ، فَقَالَ: قَتَلَ سَبْعَةً ثُمَّ قَتَلُوهُ، هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، حَتَّى قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ بِذِرَاعَيْهِ فَبَسَطَهُمَا، فَوُضِعَ عَلَى ذِرَاعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى حُفِرَ لَهُ، فَمَا كَانَ لَهُ سَرِيرٌ إِلا ذِرَاعَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دُفِنَ، وَمَا ذَكَرَ غُسْلًا، وَرَوَاهُ دَيْلَمُ بْنُ غَزْوَانَ، عن ثَابِتٍ، عن أَنَسٍ، وَهُوَ وَهْمٌ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/550)
773- جليحة بن عبد الله
د ع: جليحة بْن عَبْد اللَّهِ بْن محارب بْن ناشب بْن غيرة بْن سعد بْن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة بْن خزيمة قاله الواقدي، وقال ابن إِسْحَاق: عَبْد اللَّهِ بْن الحارث الليثي، استشهد يَوْم الطائف مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجعل الحارث عوض محارب، وساق باقي النسب مثله.
رواه يونس بْن بكير عنه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
غيرة: بكسر الغين المعجمة، وفتح الياء تحتها نقطتان، ثم راء وهاء.(1/550)
باب الجيم والميم(1/551)
774- جمانة الباهلي
س: جمانة الباهلي قال أَبُو موسى، ذكره الأزدي.
وقال: له صحبة.
روى بِإِسْنَادِهِ، عن بكر بْن خنيس، عن عاصم بْن عاصم، عن جمانة الباهلي، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لما أذن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لموسى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالدعاء عَلَى فرعون أمنت الملائكة، فقال: قد استجبت لك ودعاء من جاهد في سبيل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ثم قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اتقوا أذى المجاهدين، فإن اللَّه يغضب لهم كما يغضب للرسل، ويستجيب دعاءهم، كما يستجيب دعاء الرسل.
أخرجه أَبُو موسى.(1/551)
775- جمد الكندي
جمد الكندي روى حماد بْن سلمة، عن عاصم بْن بهدلة، أن جمد الكندي قال: لأن أوتى بقصعة فأصيب منها، أحب إلي من أن أبشر بغلام، فأخبر بذلك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا جمد، قلت: كذا وكذا؟، قال: نعم، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنهم ثمرة الفؤاد، وقرة العين، وَإِنهم لمحزنة، مبخلة، مجبنة.
ورواه سفيان، عن سليمان، عن خيثمة، أن الأشعث بْن قيس الكندي بشر بغلام، وهو عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكر مثله.
ورواه مجالد، عن الشعبي، أن الأشعث بْن قيس، قال أَبُو نعيم: وهو المشهور المستفيض.
وشبه حماد بْن سلمة قلة رحمة الأشعث بالجماد، فلقبه بجمد.
جمد: بفتح الجيم وسكون الميم، ولا أعرف جمدًا من كندة إلا جمدًا أحد الملوك الأربعة الذين دعا عليهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقتلوا في الردة كفارًا، والله أعلم.(1/551)
776- جمرة بن عوف
د ع: جمرة بْن عوف يكنى: أبا يزيد، يعد في أهل فلسطين، حديثه عند أولاده.
روى وهاس بْن علاق بْن هاشم بْن يَزِيدَ بْن جمرة، عن أبيه، عن جده يزيد بْن جمرة، قال: أتى أَبِي جمرة بْن عوف إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو، وأخوه حريث، فبايعا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأن رَسُول اللَّهِ أتاه فمسح صدره، ودعا فيه بالبركة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/552)
777- جمرة بن النعمان
ب س ع: جمرة بْن النعمان بْن هوذة بْن مالك بْن سنان بْن البياع بْن دليم بْن عدي بْن حزاز بْن كاهل بْن عذرة سيد بني عذرة.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد عذرة، وأتاه بصدقتهم قاله الطبري.
روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أمره بدفن الشعر والدم، وأقطعه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رمية سوطه وحضر فرسه من وادي القرى، وهو أول من قدم بصدقة عذرة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى، إلا أن أبا موسى أسقط من نسبه ثلاثًا، فقال: البياع بْن كاهل بْن عذرة، والذي ذكرناه أصح، وكذلك ذكره ابن ماكولا، وابن الكلبي، وغيرهما.
حزاز: بفتح الحاء المهملة، والزاي المشددة، وآخره زاي أخرى.
والبياع: بالباء الموحدة، والياء المشددة تحتها نقطتان، وآخره عين مهملة.(1/552)
778- جمهان الأعمى
جمهان الأعمى
(228) أخبرنا أَبُو غَانِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَرَادَةَ، قَالَ: أخبرنا أَبُو الْمُظَفَّرِ سَعِيدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَلَكِيُّ، أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الأَخْرَمُ، حدثنا أَبُو نَصْرِ بْنُ عَلِيٍّ الْفَامِيُّ، أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ، أخبرنا الرُّبَيِّعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حدثنا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، أخبرنا نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ، عن أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عن الْمَقْبُرِيِّ، عن ذَكْوَانَ، عن أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ جُمْهَانُ الأَعْمَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْتَتِرِي مِنْهُ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جُمْهَانُ الأَعْمَى؟ قَالَ: إِنَّهُ يُكْرَهُ لِلنِّسَاءِ أَنْ يَنْظُرْنَ إِلَى الرِّجَالِ، كَمَا يُكْرَهُ لِلرِّجَالِ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى النِّسَاءِ(1/552)
779- جميع بن مسعود
جميع بْن مسعود بْن عمرو بْن أصرم بْن سالم بْن مالك بْن سالم بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي السالمي وهو الذي تصدق بجميع جهازه في سبيل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قاله ابن الكلبي.(1/553)
780- جميل بن بصرة
د ع: جميل بْن بصرة الغفاري وقيل: حميل بضم الحاء وفتح الميم، وهو أكثر، وقيل: بصرة بْن أَبِي بصرة.
سكن مصر، وله بها دار.
روى المقبري، عن أَبِي هريرة، عن حميل الغفاري، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تشد الرحال إلا إِلَى ثلاثة مساجد: مسجد مكة، ومسجدي هذا، ومسجد بيت المقدس.
قال ابن ماكولا: وأما حميل بضم الحاء المهملة، وفتح الميم، فهو أَبُو بصرة الغفاري حميل بْن بصرة.
قال علي بْن المديني: وقال مالك في حديث زيد بْن أسلم، عن المقبري، عن أَبِي هريرة، أَنَّهُ لقي جميلًا، يعني: بالجيم، وتابعه الدراوردي، وأبي، وقال روح بْن الْقَاسِم، عن زيد بْن أسلم: حميل بحاء مهملة، وتابعه سَعِيد بْن أَبِي مريم، عن مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر، عن زيد، وقال ابن الهاد: بصرة بْن أَبِي بصرة.
قال ابن ماكولا: والصحيح، حميل، يعني: بضم الحاء، وقال: عَلَى ذلك اتفقوا، وهو حميل بْن بصرة بْن وقاص بْن حاجب بْن غفار، حدث عنه عمرو بْن العاص، وَأَبُو هريرة، وَأَبُو تميم الجيشاني، وتميم بْن فرع المهري، ومرثد بْن عَبْد اللَّهِ اليزني، وغيرهم، انتهى كلام بْن ماكولا.
أخرجه ههنا ابن منده، وَأَبُو نعيم، وأخرجه أَبُو عمرو في حميل بالحاء المهملة.(1/553)
781- جميل بن ردام
د ع: جميل بْن ردام العذري أقطعه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرمداء.
روى عمرو بْن حزم، قال: كتب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لجميل بْن ردام: هذا ما أعطى مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ جميل بْن ردام العذري، أعطاه الرمداء لا يحاقه فيه أحد.
وكتب علي بْن أَبِي طالب.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/554)
782- جميل بن عامر
ب: جميل بْن عامر بْن حذيم بْن سلامان بْن ربيعة بْن عريج بْن سعد بْن جمح القرشي الجمحي أخو سَعِيد بْن عامر، وهو جد نافع بْن عمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن جميل الجمحي المكي المحدث.
أخرجه أَبُو عمر، وقال: لا أعلم له رواية.(1/554)
783- جميل بن معمر
ب س: جميل بْن معمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح القرشي الجمحي وهو أخو سفيان بْن معمر، وعم حاطب وحطاب ابني الحارث بْن معمر.
قال الزبير: ليس لجميل، وسفيان عقب، والعقب لأخيهما الحارث.
وكان لا يكتم ما استودعه من سر، وخبره في ذلك مع عمر بْن الخطاب مشهور، وكان يسمى: ذا القلبين، وفيه نزلت: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} في قول.
أسلم جميل عام الفتح، وكان مسنًا، وشهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حنينًا، فقتل زهير بْن الأبحر مأسورًا، فلذلك قال أَبُو خراش الهذلي يخاطب جميل بْن معمر:
فأقسم لو لاقيته غير موثق لآبك بالجزع الضباع النواهل
وكنت جميل أسوأ الناس صرعة ولكن أقران الظهور مقاتل
وليس كعهد الدار يا أم مالك ولكن أحاطت بالرقاب السلاسل
وشهد مع أبيه الفجار.
قال الزبير بْن بكار: جاء عمر بْن الخطاب إِلَى عبد الرحمن بْن عوف رضي اللَّه عنهما، فسمعه قبل أن يدخل يتغنى بالنصب:
وكيف ثوائي بالمدينة بعدما قضى وطرًا منها جميل بْن معمر
فدخل إليه، وقال: ما هذا يا أبا مُحَمَّد؟ قال: إذا خلونا في منازلنا قلنا ما يقول الناس.
وروى مُحَمَّد بْن يَزِيدَ هذا الخبر، فقلبه، فجعل المتغني: عمر، والداخل عبد الرحمن، والزبير أعلم بهذا الشأن.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى، وزاد أَبُو موسى في نسبه، فقال: جميل بْن معمر بْن الحارث بْن معمر بْن حبيب، والأول أصح.(1/554)
784- جميل النجراني
جميل النجراني روى محكم بْن صالح الضبي، عن إِسْمَاعِيل بْن رجاء الزبيدي، قال: حدثني جميل النجراني، قال: شهدت مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل موته بعام وهو يقول: إني لأبرأ إِلَى كل ذي خلة من خلته، ولو كنت متخذًا خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن أخي في اللَّه، وصاحبي في الغار.
ذكره ابن الدباغ الأندلسي.(1/555)
باب الجيم والنون(1/555)
785- جناب أبو خابط
د ع: جناب أَبُو خابط الكناني روى حديثه سَعِيد بْن المسيب، عن خابط بْن جناب، عن أبيه جناب، قال: كنت بالفلاة إذ مر علينا جيش عرمرم، فقيل: هذا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن منده، وَأَبُو نعيم.
خابط: بالخاء المعجمة، والباء الموحدة.(1/555)
786- جناب بن قيظي
جناب بْن قيظي الأنصاري قتل يَوْم أحد، قاله ابن إِسْحَاق من رواية المروزي، عن أَبِي أيوب، عن ابن سعد، عنه، وقال غيره: حباب بْن قيظي، بضم الحاء والباءين الموحدتين، وقيل: خباب بالخاء المعجمة، وبالحاء المهملة هو الصواب.(1/556)
787- جناب الكلبي
جناب الكلبي أسلم يَوْم الفتح.
روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سمعه يقول لرجل ربعة: إن جبريل عن يميني، وميكائيل عن يساري، والملائكة قد أظلت عسكري، فخذ في بعض هناتك، فأطرق الرجل شيئا، ثم قال:(1/556)
788- جنادح بن ميمون
د ع: جنادح بْن ميمون يعد في الصحابة.
شهد فتح مصر، لا يعرف له حديث، قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
جنادح: بالحاء في آخره.(1/556)
789- جنادة بن أبي أمية
ب د ع: جنادة بالهاء هو جناد بْن أَبِي أمية الأزدي ثم الزهراني.
واسم أَبِي أمية مالك، قاله أَبُو عمر، عن خليفة، وغيره.
وقال البخاري: اسم أَبِي أمية كثير، وقال ابن أَبِي حاتم، عن أبيه، عن جنادة بْن أَبِي أمية الدوسي، واسم أَبِي أمية كبير، ولأبيه صحبة، وهو شامي، وشهد فتح مصر، وعقبة بالكوفة.
وقال مُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي: جنادة بْن أَبِي أمية غير جنادة بْن مالك الذي يأتي ذكره.
قال أَبُو عمر: هو كما قال مُحَمَّد بْن سعد، هما اثنان عند أهل العلم بهذا الشأن، قال: وكان جنادة بْن أَبِي أمية عَلَى غزو الروم في البحر لمعاوية، من زمن عثمان رضي اللَّه عنه إِلَى أيام يزيد، إلا ما كان من أيام الفتنة، وشتا في البحر سنة تسع وخمسين.
قال أَبُو عمر: وكان من صغار الصحابة وقد سمع من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروى عن: معاذ بْن جبل، وعبادة بْن الصامت، وابن عمر.
روى عنه: أَبُو قبيل المعافري، ومرثد بْن عَبْد اللَّهِ، وبسر بْن سَعِيد، وشييم بْن بيتان، والحارث بْن يَزِيدَ الحضرمي.
يا ركن معتمد وعصمة لائذ وملاذ منتجع وجار مجاور
يا من تخيره الإله لخلقه فحباه بالخلق الزكي الطاهر
أنت النَّبِيّ وخير عصبة آدم يا من يجود كفيض بحر زاخر
ميكال معك وجبريل كلاهما مدد من عزيز قاهر
قال: فقلت: من هذا الشاعر؟ فقيل: حسان، فرأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو له ويقول خيرا.
787
(229) أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا حَجَّاجٌ، عن لَيْثٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عن أَبِي الْخَيْرِ، أَنَّ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ رِجَالا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخْتَلَفُوا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْهِجْرَةَ قَدِ انْقَطَعَتْ، قَالَ جُنَادَةَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: إِنَّ الْهِجْرَةَ قَدِ انْقَطَعَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا كَانَ الْجِهَادُ وله حديث في صوم يَوْم الجمعة وحده.
وتوفي بالشام سنة ثمانين، وهو من صغار الصحابة، أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده لم يسم أباه كبيرًا، وَإِنما جعل كبيرًا أبا جنادة الذي نذكره بعد هذه الترجمة إن شاء اللَّه تعالى.(1/557)
790- جنادة بن أبي أمية
د ع: جنادة بْن أَبِي أمية قال ابن منده: واسم أَبِي أمية كبير، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا تصح له صحبة.
قال: وقال مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل: اسم أَبِي أمية كثير، توفي سنة سبع وستين.
روى أَبُو عَبْد اللَّهِ الصنابحي، أن جنادة بْن أَبِي أمية أم قوما، فلما قام إِلَى الصلاة التفت عن يمينه، فقال: أترضون؟ قَالُوا: نعم، ثم فعل عن يساره، ثم قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من أم قومًا وهم له كارهون، فإن صلاته لا تجاوز ترقوته.
هذا قول ابن منده.
وقال أَبُو نعيم لما ذكره: هو عندي جنادة بْن أَبِي أمية الأزدي الذي تقدم ذكره، فرق بينهما بعض المتأخرين من الرواة، وهما عندي واحد، وذكر الحديث: من أم قومًا وهم له كارهون ...
وأما أَبُو عمر، فإن قوله: إن اسم أبيه كبير، قاله في الترجمة الأولى، ولم يذكر هذه الترجمة، يدل عَلَى أَنَّهُ رآهما واحدًا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/558)
791- جنادة بن أبي أمية الأزدي
ع: جنادة بْن أَبِي أمية الأزدي، أَبُو عَبْد اللَّهِ له صحبة، نزل مصر، وعقبه بالكوفة، واسم أَبِي أمية كثير، وقاله البخاري، توفي سنة سبع وستين.
روى اللَّيْث بْن سعد، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، عن أَبِي الخير: أن حذيفة البارقي حدثه، أن جنادة بْن أَبِي أمية حدثه، أنهم دخلوا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمانية نفر هو ثامنهم، فقرب إليهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طعامًا في يَوْم جمعة، فقال: كلوا، فقالوا: إنا صيام، فقال: أصمتم أمس؟ وذكر الحديث.
أخرج هذه الترجمة أَبُو نعيم وحده، فإذن يكون قد أخرج جنادة بْن أَبِي أمية ثلاث تراجم، هذه إحداها، والثانية: جنادة بْن أَبِي أمية، وقال: واسم أَبِي أمية كبير، وذكر له حديث الإمامة، وقال: هو عندي جنادة بْن أَبِي أمية الأزدي، يعني: هذا الذي في هذه الترجمة وهما واحد، والثالثة: جنادة بْن أَبِي أمية الزهراني الذي ولي غزو البحر، وروى له حديث الهجرة، وجعل الثلاثة واحدًا، فلا أدري من أين ذكر هذه الترجمة؟ وابن منده إنما ذكر جنادة بْن أَبِي أمية ترجمتين لا غير.
والله أعلم.
وَأَبُو عمر صرح بأنهما اثنان، أحدهما: جنادة بْن أَبِي أمية الأزدي الزهراني، واسم أبيه كبير، والثاني: جنادة بْن مالك، والله أعلم.(1/558)
792- جنادة بن جراد
ب د ع: جنادة بْن جراد العيلاني الأسدي أحد بني عيلان، سكن البصرة.
روى عنه زياد بْن قريع أحد بني عيلان بْن جآوة، أَنَّهُ قال: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإبل قد وسمتها في أنفها، فقال: يا جنادة، أما وجدت عظما تسمها فيه إلا الوجه؟ أو ما علمت أن أمامك القصاص؟ قلت: أمرها إليك، قال: ائتني بشيء ليس عليه وسم، فأتيته بابن لبون، وحقة، وجعلت الميسم حيال العنق، فقال: أخر، ولم يزل يقل: أخر، حتى بلغ الفخذ، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَى بركة اللَّه فوسمتها في أفخاذها، وكانت صدقتها حقتين.
أخرجه الثلاثة.
قلت: كذا نسبه أَبُو عمر، فقال: العيلاني الأسدي، ولا أعرف هذا النسب، إنما عيلان بْن جآوة بْن معن، وولد معن من باهلة، فهو عيلاني باهلي، وأما أسدي، فلعله له فيهم حلف، وَإِلا فليس منهم، وقد ذكره أَبُو أحمد العسكري في باهلة، والله أعلم.
قريع: بضم القاف، وفتح الراء وبالياء تحتها نقطتان.(1/559)
793- جنادة بن زيد الحارثي
د ع: جنادة بْن زيد الحارثي من أهل البصرة من أعرابها، لا تصح صحبته، في إسناده نظر.
روت عنه ابنته أم المتلمس، عن أبيها جنادة بْن زيد، قال: وفدت، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، إني وافد قومي من بلحارث من أهل البحرين، فادع اللَّه أن يعيننا عَلَى عدونا من ربيعة ومضر حتى يسلموا، فدعا اللَّه، وكتب بذلك كتابًا، وهو عندنا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/560)
794- جنادة بن سفيان
ب: جنادة بْن سفيان الأنصاري وقيل: الجمحي، لأن أباه سفيان ينسب إِلَى معمر بْن حبيب بْن حذافة بْن جمح، لأن معمرًا تبناه بمكة.
وقد ذكرنا خبره في باب سفيان، وهو من الأنصار أحد بني زريق بْن عامر من بني جشم بْن الخزرج، إلا أَنَّهُ غلب عليه معمر بْن حبيب الجمحي، وهو وبنوه ينسبون إليه.
قدم جنادة، وأخوه جابر بْن سفيان، وأبوهما سفيان من أرض الحبشة، وهلكوا ثلاثتهم في خلافة عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه، قاله ابن إِسْحَاق.
وجنادة، وجابر ابنا سفيان هما أخوا شرحبيل بْن حسنة، لأن سفيان أباهما تزوج حسنة أم شرحبيل بمكة، فولدت له.
أخرجه أَبُو عمر.(1/560)
795- جنادة بن عبد الله
ب: جنادة بْن عَبْد اللَّهِ بْن علقمة بْن المطلب بْن عبد مناف وأبوه عَبْد اللَّهِ هو أَبُو نبقة، قتل جنادة يَوْم اليمامة شهيدًا.
أخرجه أَبُو عمر.(1/560)
796- جنادة بن مالك
ب د ع: جنادة بْن مالك الأزدي سكن مصر، وعقبه بالكوفة.
روى حديثه مرثد بْن عَبْد اللَّهِ اليزني أَبُو الخير، عن حذيفة الأزدي، عن جنادة الأزدي، أَنَّهُ قال: دخلت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الجمعة مع نفر من الأزد، سبعة أنا ثامنهم، ونحن صيام، فدعانا لطعام بين يديه، فقلنا: يا رَسُول اللَّهِ، إنا صيام، قال: فهل صمتم أمس؟ قلنا: لا، قال: فتصومون غدًا، قلنا: ما نريد ذلك، قال: فأفطروا.
هذا كلام ابن منده.
وأما أَبُو نعيم، فذكر له ترجمة: جنادة بْن مالك، ويكنى أبا عُبَيْد اللَّهِ، وعقبه بالكوفة، وأخرج حديثه عن مصعب بْن عُبَيْدِ اللَّهِ بْن جنادة، عن أبيه، عن جده جنادة بْن مالك، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثلاث من فعل الجاهلية لا يدعهن أهل الإسلام: استسقاء بالكواكب، وطعن في النسب، والنياحة عَلَى الميت.
وأخرج أَبُو عمر نحوه.
أما حديث صوم يَوْم الجمعة، فأخرجه أَبُو نعيم في ترجمة جنادة بْن أَبِي أمية الأزدي الذي يكنى أبا عُبَيْد اللَّهِ في ترجمة منفردة، وقد ذكرناه، وأخرج أَبُو عمر هذا الحديث في ترجمة جنادة بْن أَبِي أمية الأزدي الزهراني، وجعله هو: ابن مالك، وابن كثير.
وبالجملة فقد اختلفوا في ذلك، فأما أَبُو عمر، فقد صرح بأنهما اثنان، أحدهما جنادة بْن أَبِي أمية، وجنادة بْن مالك، وروى عنه حديث النياحة، وأما أَبُو نعيم، فإنه جعل جنادة بْن أَبِي أمية الأزدي، وكنيته أَبُو عُبَيْد اللَّهِ، الذي سكن مصر وعقبه بالكوفة، ترجمة، وروى عنه صوم يَوْم الجمعة، وجنادة بْن أَبِي أمية، واسمه كبير، الذي روى حديث الإمامة ترجمة ثانية، وجنادة بْن أَبِي أمية الأزدي الزهراني الذي شهد فتح مصر ترجمة ثالثة، وروى عنه حديث الهجرة، ثم قال: وبعض المتأخرين، يعني: ابن منده، أفرد حديث جنادة في الإمامة، وحديث الهجرة فجعلهما ترجمتين تكثيرًا لتراجمهم، وثلاثتهم عندي واحد: جنادة الأزدي، وجنادة الزهراني، وجنادة الذي روى حديثه حذيفة في الصوم، وأما ابن منده، فجعل جنادة بْن أَبِي أمية ترجمتين، وجنادة بْن مالك ترجمة أخرى، فجعلهم ثلاثة، ولم يتكلم عليهم بشيء، فدل عَلَى أَنَّهُ ظنهم ثلاثة، وما أشبه كلام أَبِي نعيم، وأبي عمر بالصحة والصواب، والله أعلم.(1/560)
797- جنادة الأزدي
ب: جنادة الأزدي قال أَبُو عمر: ذكره ابن أَبِي حاتم بعد ذكر جنادة بْن مالك، جعله آخر، فقال: جنادة الأزدي، له صحبة، مصري.
روى اللَّيْث، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، عن أَبِي الخير، عن حذيفة الأزدي، عن جنادة الأزدي، وقد وهم فيه ابن أَبِي حاتم، وفي جنادة بْن أَبِي أمية.
قلت: وهذا جنادة هو المذكور في الترجمة التي قبل هذه، وحديثه في الصوم يَوْم الجمعة، وقد أخرجه أَبُو عمر، فلا أدري لم أخرج هذا منفردًا وهما واحد؟(1/561)
798- جنادة
د ع: جنادة غير منسوب.
كتب له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابًا.
له ذكر في حديث عمرو بْن حزم، عن أبيه، عن جده، قال: كتب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابًا لجنادة: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ لجنادة وقومه، ومن اتبعه بإقام الصلاة، وَإِيتاء الزكاة، أطاع اللَّه ورسوله، وأعطى الخمس من المغانم، خمس اللَّه، وفارق المشركين، فإن له ذمة اللَّه، وذمة مُحَمَّد.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/562)
799- جنبذ
جنبذ بتقديم النون عَلَى الباء الموحدة، وآخره ذال معجمة.
قال الأمير أَبُو نصر: هو جنبذ بْن سبع، قال: قاتلت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أول النهار كافرًا، وقاتلت معه آخر النهار مسلمًا.
رواه أَبُو سَعِيد مولى بني هاشم، عن حجر أَبِي خلف، عن عَبْد اللَّهِ بْن عوف، قال: سمعت جنبذًا، قال الخطيب أَبُو بكر: رأيته في كتاب ابن الفرات بخطه، عن أَبِي الفتح الأزدي، عن أَبِي يعلى، عن مُحَمَّدِ بْنِ عباد، عنه مضبوطًا كذلك، وهو غاية في ضبطه، حجة في نقله.(1/562)
800- جندب بن جنادة
ب د ع: جندب بْن جنادة بْن سفيان بْن عبيد بْن حرام بْن غفار بْن مليل بْن ضمرة بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة بْن خزيمة بْن مدركة بْن إلياس بْن مضر وقيل غير ذلك، أَبُو ذر الغفاري، ويرد في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
أسلم والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة أول الإسلام، فكان رابع أربعة، وقيل: خامس خمسة، وقد اختلف في اسمه ونسبه اختلافا كثيرا، وهو أول من حيا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتحية الإسلام، ولما أسلم رجع إِلَى بلاد قومه، فأقام بها حتى هاجر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأتاه بالمدينة بعد ما ذهبت بدر، وأحد، والخندق، وصحبه إِلَى أن مات، وكان يعبد اللَّه تعالى قبل مبعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثلاث سنين، وبايع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أن لا تأخذه في اللَّه لومة لائم، وعلى أن يقول الحق، وَإِن كان مرًا.
(230) أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرِمْذِيِّ، قَالَ: حدثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عن الأَعْمَشِ، عن عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ هُوَ أَبُو الْيَقْظَانِ، عن أَبِي حَرْبٍ، عن أَبِي الأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ
وَرُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَبُو ذَرٍّ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ فِي زُهْدِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ.
وَرَوَى عَنْهُ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَغَيْرُهُمْ مِنَ الصَّحَابَةِ، ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الشَّامِ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى وَلِيَ عُثْمَانُ، فَاسْتَقْدَمَهُ لِشَكْوَى مُعَاوِيَةُ مِنْهُ، فَأَسْكَنَهُ الرَّبَذَةَ حَتَّى مَاتَ بِهَا.
(231) أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ، يُعْرَفُ بِابْنِ الشِّيرَجِيِّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا: أخبرنا الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّافِعِيُّ، أخبرنا الشَّرِيفُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَهُوَ أَبُو الْحَسَنِ، أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَلْوَانَ الْمَازِنِيُّ، أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيمِيُّ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَرَجِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، أخبرنا أَبُو مُسْهِرٍ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عن رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عن أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، عن أَبِي ذَرٍّ، عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ، عن اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: يَا عِبَادِي، إِنِّي قَدْ حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلا تَظَالَمُوا، يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا الَّذِي أَغْفِرُ الذُّنُوبَ وَلا أُبَالِي، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلا مَنْ أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ عَارٍ إِلا مَنْ كَسَوْتُهُ، فَاسَتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ لَمْ يَنْقُصْ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ لَمْ يَزِدْ فِي مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلُونِي، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَا سَأَلَ، لَمْ يَنْقِصْ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا إِلا كَمَا يُنْقِصُ الْبَحْرَ أَنْ يُغْمَسَ فِيهِ الْمَخِيطُ غَمْسَةً وَاحِدَةً، يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أَحْفَظُهَا عَلَيْكُمْ، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ
(232) أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، إِجَازَةً، أخبرنا أَبِي، أخبرنا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ الرَّازِيُّ، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أخبرنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أخبرنا وُهَيْبٌ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثَمْاَن بْنِ خُثَيْمٍ، عن مُجَاهِدٍ، عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ الأَشْتَرِ، عن أَبِيهِ، عن زَوْجَةِ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَضَرَهُ الْمَوْتُ، وَهُوَ بِالرَّبَذَةِ، فَبَكَتِ امْرَأَتُهُ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ؟ فَقَالَتْ: أَبْكِي أَنَّهُ لا بُدَّ لِي مِنْ تَكْفِينِكَ، وَلَيْسِ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُ لَكَ كَفَنًا، فَقَالَ: لا تَبْكِي، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَأَنَا عِنْدَهُ فِي نَفَرٍ يَقُولُ: لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ، تَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَكُلُّ مَنْ كَانَ مَعِي فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ مَاتَ فِي جَمَاعَةٍ وَقَرْيَةٍ، وَلَمْ يَبْقَ غَيْرِي، وَقَدْ أَصْبَحْتُ بِالْفَلاةِ أَمُوتُ، فَرَاقِبِي الطَّرِيقَ، فَإِنَّكِ سَوْفَ تَرِيَنَّ مَا أَقُولُ لَكِ، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلا كَذَبْتُ، قَالَتْ: وَأَنِّي ذَلِكَ، وَقَدِ انْقَطَعَ الْحَاجُّ، قَالَ: رَاقِبِي الطَّرِيقَ، فَبَيْنَمَا هِيَ كَذَلِكَ إِذْ هِيَ بِقَوْمٍ تَخِبُّ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ كَأَنَّهُمُ الرَّخْمُ، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ حَتَّى وَقَفُوا عَلَيْهَا، فَقَالُوا: مَا لَكِ؟ فَقَالَتْ: امْرُؤٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ تُكَفِّنُونَهُ، وَتُؤْجَرُونَ فِيهِ، قَالُوا: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَتْ: أَبُو ذَرٍّ، قَالَ: فَفَدُوهُ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، ثُمَّ وَضَعُوا سِيَاطَهُمْ فِي نُحُورِهَا، يَبْتَدِرُونَهُ، فَقَالَ: أَبْشِرُوا، فَأَنْتُمُ النَّفَرُ الَّذِينَ قَالَ فِيكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: أَصْبَحَتُ الْيَوْمَ حَيْثُ تَرَوْنَ، وَلَوْ أَنَّ ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِي يَسَعُنِي لَمْ أُكَفَّنْ إِلا فِيهِ، فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ لا يُكَفِّنَنِي رَجُلٌ كَانَ أَمِيرًا، أَوْ عَرِيفًا، أَوْ بَرِيدًا، فَكُلُّ الْقَوْمِ كَانَ نَالَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلا فَتًى مِنَ الأَنْصَارِ كَانَ مَعَ الْقَوْمِ، قَالَ: أَنَا صَاحِبُهُ، الثَّوْبَانِ فِي عَيْبَتِي مِنْ غَزْلِ أُمِّي، وَأَحَدُ ثَوْبَيْ هَذْيَنْ اللَّذَيْنَ عَلَيَّ، قَالَ: أَنْتَ صَاحِبِي فَكَفِّنِّي.
وَتُوُفِّيَ أَبُو ذَرٍّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ بِالرَّبَذَةِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فَإِنَّهُ كَانَ مَعَ أُولَئِكَ النَّفَرِ الَّذِينَ شَهِدُوا مَوْتَهُ، وَحَمَلُوا عِيَالَهُ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ بِالْمَدِينَةِ، فَضَمَّ ابْنَتَهُ إِلَى عِيَالِهِ، وَقَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا ذَرٍّ.
وَكَانَ آدَمَ، طَوِيلًا، أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، وَسَنَذْكُرُ بَاقِي أَخْبَارِهِ فِي الْكُنَى، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/562)
801- جندب بن حيان
س: جندب بْن حيان أَبُو رمثة التميمي من بني امرئ القيس بْن زيد مناة بْن تميم، اختلف في اسمه، فسماه البرقي كذلك، وأورده أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن منده في رفاعة.
أخرجه أَبُو موسى كذا مختصرًا.(1/565)
802- جنب بن زهير
ب د ع: جندب بْن زهير بْن الحارث بْن كثير بْن جشم بْن سبيع بْن مالك بْن ذهل بْن مازن بْن ذبيان بْن ثعلبة بْن الدؤل بْن سعد مناة بْن غامد الأزدي الغامدي كان عَلَى رجالة صفين مع علي، وقتل في تلك الحرب بصفين.
قال أَبُو عمر: قيل: إن الذي قتل الساحر بين يدي الْوَلِيد بْن عقبة بْن أَبِي معيط هو: جندب بْن زهير، قاله الزبير بْن بكار، وقيل: جندب بْن كعب، وهو الصحيح، قال: وقد اختلف في صحبة جندب بْن زهير، فقيل: له صحبة، وقيل: لا صحبة له، وَإِن حديثه مرسل، وتكلموا في حديثه من أجل السري بْن إِسْمَاعِيل.
قال أَبُو نعيم: ذكره البغوي، وقال: هو أزدي.
وروى الكلبي، عن أَبِي صالح، عن ابن عباس، قال: كان جندب بْن زهير إذا صلى، أو صام، أو تصدق، فذكر بخير ارتاح له، فزاد في ذلك لمقالة الناس، فأنزل اللَّه تعالى في ذلك: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} .
وكان فيمن سيره عثمان رضي اللَّه عنه من الكوفة إِلَى الشام، وهو أحد جنادب الأزد، وهم أربعة: جندب الخير بْن عَبْد اللَّهِ، وجندب بْن كعب قاتل الساحر، وجندب بْن عفيف، وجندب بْن زهير، وقتل مع علي بصفين.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وأما أَبُو عمر، فأخرج من أخباره شيئًا في ترجمة جندب بْن كعب.(1/565)
803- جندب بن ضمرة
ب د ع: جندب بْن ضمرة الليثي هو الذي نزل فيه قوله تعالى: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ} الآية.
وقد اختلف العلماء في اسمه.
فروى طاوس، عن ابْن عباس، أن رجلا من بني ليث، اسمه جندب بْن ضمرة، كان ذا مال، وكان له أربعة بنين، فقال: اللهم إني أنصر رسولك بنفسي، غير أني أعود عن سواد المشركين إِلَى دار الهجرة، فأكون عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأكثر سواد المهاجرين والأنصار، فقال لبنيه: احملوني إِلَى دار الهجرة، فأكون مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحملوه، فلما بلغ التنعيم مات، فأنزل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ} الآية.
وروى حماد بْن سلمة، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عن يَزِيدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن قسيط، مثله.
وروى حجاج بْن منهال، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عن يَزِيدَ بْنِ قسيط، مثله.
وروى أيضًا اسمه جندع بْن ضمرة، ووافقه عليه عامة أصحاب ابن إِسْحَاق.
وروى عكرمة، عن ابن عباس: ضمرة بْن أَبِي العيص، وقال عبد الغني بْن سَعِيد: اسمه ضمرة.
وروى أَبُو صالح، عن ابن عباس اسمه: جندع بْن ضمرة، وقيل: ضمضم بْن عمرو الخزاعي، وهذا اختلاف ذكره ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وأما أَبُو عمر، فقال: جندب بْن ضمرة الجندعي، لما نزلت: {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} ، فقال: اللهم قد أبلغت في المعذرة والحجة، ولا معذرة ولا حجة، ثم خرج وهو شيخ كبير، فمات في بعض الطريق، فقال بعض أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مات قبل أن يهاجر، فلا ندري أعلى ولاية هو أم لا؟ فنزلت: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} ، ولم ينقل من الاختلاف شيئًا.
أخرجه الثلاثة.(1/566)
804- جندب بن عبد الله
ب د ع: جندب بْن عَبْد اللَّهِ بْن سفيان البجلي العلقي وعلقة بفتح العين واللام: بطن من بجيلة، وهو علقة بْن عبقر بْن أنمار بْن إراش بْن عمرو بْن الغوث، أخي الأزد بْن الغوث.
له صحبة ليست بالقديمة، يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، سكن الكوفة، ثم انتقل إِلَى البصرة، قدمها مع مصعب بْن الزبير.
روى عنه من أهل البصرة: الحسن، ومحمد، وأنس ابنا سيرين، وَأَبُو السوار العدوي، وبكر بْن عَبْد اللَّهِ، ويونس بْن جبير الباهلي، وصفوان بْن محرز، وَأَبُو عمران الجوني، وروى عنه من أهل الكوفة عَبْد الْمَلِكِ بْن عمير، والأسود بْن قيس، وسلمة بْن كهيل.
وله رواية عن أَبِي بْن كعب، وحذيفة، روى عنه الحسن، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من صلى صلاة الصبح كان في ذمة اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فانظر لا يطلبنك اللَّه بشيء من ذمته.
قال ابن منده، وَأَبُو نعيم: ويقال له: جندب الخير، والذي ذكره ابن الكلبي أن جندب الخير هو جندب بْن عَبْد اللَّهِ بْن الأخرم الأزدي الغامدي.
(233) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُقْرِي، أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ، أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ بَيَانٍ الزَّبِيبِيُّ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خِرَاشٍ، حدثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، حدثنا مَعْمَرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، أَنَّ خَالِدًا الأَثْبَجَ بْنَ أَخِي صَفْوَانَ بْنِ مُحَرْزٍ حَدَّثَ، عن صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ أَنَّهُ حَدَّثَ، أَنَّ جُنْدَبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيَّ بَعَثَ إِلَى عَسْعَسَ بْنِ سَلامَةَ، زَمَنَ فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: اجْمَعْ لِي نَفَرًا مِنْ إِخْوَانِكَ حَتَّى أُحَدِّثَهُمْ، فَبَعَثَ رَسُولًا إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَاءَ جُنْدَبٌ، وَعَلَيْهِ بُرْنُسٌ أَصْفَرُ، فَحَسَرَ الْبُرْنُسَ عن رَأْسِهِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ بَعْثًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى قَوْمٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَأَنَّهُمُ الْتَقَوْا، فَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْصُدَ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَصَدَ لَهُ فَقَتَلَهُ، وَإِنَّ رَجُلا مِنَ الْمُسْلِمِينَ الْتَمَسَ غَفْلَتَهُ، قَالَ: وَكُنَّا نُحَدِّثُ أَنَّهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَلَمَّا رَفَعَ عَلَيْهِ السَّيْفَ، قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَقَتَلَهُ، وَجَاءَ الْبَشِيرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ، وَأَخْبَرَهُ، حَتَّى أَخْبَرَهُ خَبَرَ الرَّجُلِ كَيْفَ صَنَعَ، فَدَعَاهُ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: لِمَ قَتَلْتَهُ؟، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْجَعَ فِي الْمُسْلِمِينَ، وَقَتَلَ فُلانًا وَفُلانًا، وَسَمَّى لَهُ نَفَرًا، وَإِنِّي حَمَلْتُ عَلَيْهِ السَّيْفَ، فَلَمَّا رَأَى السَّيْفَ، قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَقَتَلْتَهُ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟، قَالَ: فَجَعَلَ لا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ: كَيْفَ تَصْنَعُ بِلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟.
فَقَالَ لَنَا جُنْدَبٌ عِنْدَ ذَلِكَ: قَدْ أَظَلَّتْكُمْ فِتْنَةٌ مَنْ قَامَ لَهَا أَرْدَتْهُ، قَالَ: فَقُلْنَا: فَمَا تَأْمُرُنَا، أَصْلَحَكَ اللَّهُ، إِنْ دَخَلَ عَلَيْنَا مِصْرَنَا؟ قَالَ: ادْخُلُوا دُورَكُمْ، قُلْنَا: فَإِنْ دَخَلَ عَلَيْنَا دُورَنَا؟ قَالَ: ادْخُلُوا بُيُوتَكُمْ، قَالَ: فَقُلْنَا: إِنْ دَخَلَ عَلَيْنَا بُيُوتَنَا؟ قَالَ: ادْخُلُوا مَخَادِعَكُمْ، قُلْنَا: فَإِنْ دَخَلَ عَلَيْنَا مَخَادِعَنَا؟ قَالَ: كُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْمَقْتُولَ، وَلا تَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْقَاتِلَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/566)
805- جندب بن عمرو
د ع: جندب بْن عمرو بْن حممة الدوسي حليف بني عبد شمس.
قال عروة بْن الزبير، وابن شهاب: إنه قتل بأجنادين.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/568)
806- جندب بن كعب
ب د ع: جندب بْن كعب بْن عَبْد اللَّهِ بْن غنم بْن جزء بْن عامر بْن مالك بْن ذهل بْن ثعلبة بْن ظبيان بْن غامد الأزدي ثم الغامدي وقيل في نسبه غير ذلك، وهو أحد جنادب الأزد، وهو قاتل الساحر عند الأكثر، وممن قاله الكلبي والبخاري.
روى عنه الحسن.
(234) أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْفَقِيهُ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ عن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، أخبرنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عن إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عن الْحَسَنِ، عن جُنْدَبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَدُّ السَّاحِرِ ضَرْبَةٌ بِالسَّيْفِ.
قَدِ اخْتُلِفَ فِي رَفْعِ هَذَا الْحَدِيثِ، فَمِنْهُمْ مَنْ رَفَعَهُ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَمِنْهُمْ مَنْ وَقَفَهُ عَلَى جُنْدَبٍ.
وَكَانَ سَبَبُ قَتْلِهِ السَّاحِرَ أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ لَمَّا كَانَ أَمِيرًا عَلَى الْكُوفَةِ حَضَرَ عِنْدَهُ سَاحِرٌ، فَكَانَ يَلْعَبُ بَيْنَ يَدَيِ الْوَلِيدِ يُرِيَهُ أَنَّهُ يَقْتُلُ رَجُلا، ثُمَّ يُحْيِيهِ، وَيَدْخُلُ فِي فَمِ نَاقَةٍ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ حَيَائِهَا، فَأَخَذَ سَيْفًا مِنْ صَيْقَلٍ وَاشْتَمَلَ عَلَيْهِ، وَجَاءَ السَّاحِرَ، فَضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَحْيِ نَفْسَكَ ثُمَّ قَرَأَ: {أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ} ، فَرُفِعَ إِلَى الْوَلِيدِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: حَدُّ السَّاحِرِ ضَرْبَةٌ بِالسَّيْفِ، فَحَبَسَهُ الْوَلِيدُ، فَلَمَّا رَأَى السَّجَّانُ صَلاتَهُ وَصَوْمَهُ خَلَى سَبِيلَهُ، فَأَخَذَ الْوَلِيدُ السَّجَّانَ فَقَتَلَهُ، وَقِيلَ: بَلْ سَجَنَهُ، فَأَتَاهُ كِتَابُ عُثْمَانَ بِإِطْلاقِهِ، وَقِيلَ: بَلْ حَبَسَ الْوَلِيدُ جُنْدَبًا، فَأَتَى ابْنَ أَخِيهِ إِلَى السَّجَّانِ فَقَتَلَهُ، وَأَخْرَجَ جُنْدَبًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ:
أَفِي مَضْرِبِ السَّحَّارِ يُحْبَسُ جُنْدَبٌ وَيُقْتَلُ أَصْحَابُ النَّبِيِّ الْأَوَائِلُ
فَإِنْ يَكُ ظَنِّي بِابْنِ سَلَمَى وَرَهْطِهِ هُوَ الْحَقَّ يُطْلَقُ جُنْدَبًا وَيُقَاتِلُ
وَانْطَلَقَ إِلَى أَرْضِ الرُّومِ، فَلَمْ يَزَلْ يُقَاتِلُ بِهَا الْمُشْرِكِينَ، حَتَّى مَاتَ لِعَشْرٍ سَنَوَاتٍ مَضَيْنَ مِنْ خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ.
وَقِيلَ لابْنِ عُمَرَ: إِنَّ الْمُخْتَارَ قَدِ اتَّخَذَ كُرْسِيًّا يَطِيفُ لَهُ أَصْحَابُهُ يَسْتَسْقُونَ بِهِ وَيَسْتَنْصِرُونَ، فَقَالَ: أَيْنَ بَعْضُ جَنَادِبَةِ الأَزْدِ عَنْهُ؟ وَهُمْ: جُنْدَبُ بْنُ زُهَيْرٍ مِنْ بَنِي ذُبْيَانَ، وَجُنْدَبُ الْخَيْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَجُنْدَبُ بْنُ كَعْبٍ، وَجُنْدَبُ بْنُ عَفِيفٍ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/568)
807- جندب بن مكيث
ب د ع: جندب بْن مكيث بْن عمرو بْن جراد بْن يربوع بْن طحيل بْن عدي بْن الربعة بْن رشدان بْن قيس بْن جهينة بْن زيد الجهني أخو رافع بْن مكيث، لهما صحبة.
روى عنه: مسلم بْن عَبْد اللَّهِ الليثي، وَأَبُو سبرة الجهني، واستعمله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صدقات جهينة.
قاله مُحَمَّد بْن سعد، وسكن المدينة.
(235) أخبرنا أَبُو ياسر بْن أَبِي حبة، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن أحمد، حدثني أَبِي، أخبرنا يعقوب، قال: قال أَبِي: حدثني مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عن يعقوب بْن عتبة، عن مسلم بْن عَبْد اللَّهِ الليثي، عن جندب بْن مكيث، قال: بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غالب بْن عَبْد اللَّهِ الكلبي، كلب ليث، إِلَى بلملوح، قال: فخرجنا فلما أجلبوا، وسكنوا وناموا، شننا عليهم الغارة، فقتلنا من قتلنا، واستقنا النعم وقال أَبُو أحمد العسكري: هو جندب بْن عَبْد اللَّهِ بْن مكيث، ثم نقض هو عَلَى نفسه، فإنه قال في ترجمة رافع بْن مكيث: إنه أخو جندب، ولم يذكر نسب رافع: عَبْد اللَّهِ، فكيف يكون أخا جندب! إنما هو عَلَى ما ذكره في جندب: عم جندب بْن عَبْد اللَّهِ بْن مكيث.
أخرجه الثلاثة.(1/569)
808- جندب بن ناجية
د ع: جندب بْن ناجية، أو ناجية بْن جندب روى مُحَمَّد بْن معمر، عن عُبَيْد اللَّهِ بْن موسى، عن موسى بْن عبيدة، عن عَبْد اللَّهِ بْن عمرو الأسلمي، عن ناجية بْن جندب، أو جندب بْن ناجية، قال: لما كنا بالغميم أتى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خبر أن قريشًا بعثت خَالِد بْن الْوَلِيد في خيل يتلقى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يلقاه، وكان بهم رحيما، قال: من رجل يعدل بنا عن الطريق؟، فقلت: أنا بأبي أنت، فأخذتهم في طريق، فاستوت بنا الأرض حتى أنزلته الحديبية، وهي نزح، فألقى فيها سهمًا أو سهمين من كنانته، ثم بصق فيها، ودعا، ففارت عيونها حتى إني أقول: لو شئنا لاغترفنا بأيدينا.
ورواه أَبُو بكر بْن أَبِي شيبة، عن عُبَيْد اللَّهِ، وقال: عن ناجية، ولم يشك.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
قوله: لما كنا بالغميم، هذا في عمرة الحديبية، فإن خالدًا كان حينئذ كافرًا، ثم أسلم بعدها.(1/570)
809- جندب أبو ناجية
د ع: جندب أَبُو ناجية في إسناده نظر، يقال: إنه الأول.
روى مجزأة بْن زاهر الأسلمي، عن ناجية بْن جندب، عن أبيه، قال: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين صد الهدي، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، تبعث معي بالهدي فلينحر بالحرم؟ قال: وكيف تصنع؟ قلت: آخذ به في أودية لا يقدرون علي، قال: وبعث به فنحرته بالحرم.
كذا ذكره ابن منده.
وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض الرواة، وزعم أَنَّهُ الأول، وهو وهم، وصوابه: ناجية بْن جندب.
وروى عن مجزأة بْن زاهر، عن أبيه، عن ناجية بْن جندب الأسلمي، قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين صد الهدي.
وذكره قال: رواه بعض الرواة، فوهم فيه، فجعل رواية مجزأة، عن أبيه، إِلَى ناجية، عن أبيه، فجعل وهمه ترجمة، ولا خلاف أن صاحب بدن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ناجية بْن جندب، واتفقت رواية الأثبات، عن إسرائيل، عن مجزأة، عن أبيه، عن ناجية.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/571)
810- جندب
د ع: جندب مجهول، في إسناده مقال ونظر.
روى حديثه إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم شاذان، عن سعد بْن الصلت، عن قيس، عن زهير بْن أَبِي ثابت، عن ابن جندب، عن أبيه، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: اللهم استر عورتي، وآمن روعتي، واقض ديني.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/571)
811- جندرة بن خيشنة
ب د ع: جندرة بْن خيشنة بْن نقير بْن مرة بْن عرنة بْن وايلة بْن الفاكه بْن عمرو بْن الحارث بْن مالك بْن النضر بْن كنانة بْن خزيمة بْن مدركة بْن إلياس بْن مضر، أَبُو قرصافة من بني مالك بْن النضر، وجعله ابن ماكولا ليثيًا، وليس بشيء.
ونسبه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وأسقطا من نسبه الحارث، والنضر، وكنانة، وقالا: هو من ولد مالك بْن النضر بْن كنانة.
ولم يذكراهما في نسبه.
نزل فلسطين من الشام، وله أحاديث مخرجها من الشاميين.
أخرجه الثلاثة، ويرد في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
وايلة: بالياء تحتها نقطتان.
وخيشنة: بالخاء المعجمة المفتوحة، وبعدها ياء تحتها نقطتان، ثم شين معجمة ونون.
وجندرة: بالجيم والنون والدال المهملة، وآخره راء وهاء.
وعرنة: بضم العين المهملة، وفتح الراء والنون.(1/571)
812- جندع الأنصاري الأوسي
ب د ع: جندع الأنصاري الأوسي روى حماد بْن سلمة، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عن يَزِيدَ بْنِ قسيط، أن جندع بْن ضمرة الجندعي أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاله ابن منده.
ورواه أَبُو نعيم، عن آدم، عن حماد، عن ثابت، عن ابن لعبد اللَّه بْن الحارث بْن نوفل، عن أبيه، عن جندع الأنصاري، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار.
وروى عطاء بْن السائب، عن عَبْد اللَّهِ بْن الحارث، أن جندعًا الجندعي كان يأتي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيقوله ويلطفه.
وروى أَبُو أحمد العسكري، بِإِسْنَادِهِ عن عمارة بْن يَزِيدَ، عن عَبْد اللَّهِ بْن العلاء، عن الزُّهْرِيّ، قال: سمعت سَعِيد بْن جناب يحدث، عن أَبِي عنفوانة المازني، قال: سمعت أبا جنيدة جندع بْن عمرو بْن مازن، قال: سمعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار وسمعته وَإِلا صمتا يقول، وقد انصرف من حجة الوداع، فلما نزل غدير خم قام في الناس خطيبًا، وأخذ بيد علي، وقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.
قال عُبَيْد اللَّهِ: فقلت للزهري: لا تحدث بهذا بالشام، وأنت تسمع ملء أذنيك سب علي، فقال: والله إن عندي من فضائل علي ما لو تحدثت بها لقتلت.
أخرجه الثلاثة.
قلت: كذا روى ابن منده في أول الترجمة، جعل الترجمة لجندع الأنصاري، والحديث لجندع بْن ضمرة الجندعي، ولا شك قد اشتبه عليه، فإن جندع بْن ضمرة يأتي في الترجمة بعد هذه.(1/572)
813- جندع بن ضمرة
جندع بْن ضمرة روى حماد بْن سلمة، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عن يَزِيدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن قسيط، أن جندب بْن ضمرة الليثي هو الذي نزل فيه: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ} الآية.
وروى حجاج بْن منهال، عن ابن إِسْحَاق، عن يزيد، فقال: إن جندع بْن ضمرة.
ووافقه عليه عامة أصحاب ابن إِسْحَاق، وقد تقدم في جندب بْن ضمرة أتم من هذا.(1/573)
814- جندلة بن نضلة
ب: جندلة بْن نضلة بْن عمرو بْن بهدلة حديثه في أعلام النبوة حديث حسن.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.(1/573)
815- جنيد بن سباع الجهني
ب د ع: جنيد بْن سباع الجهني وقيل: حبيب، وكنيته: أَبُو جمعة، يعد في الشاميين.
ذكروه ههنا بالياء المثناة من تحتها بعد النون، وقد تقدم حديثه في جنبذ بالباء الموحدة بعد النون.
أخرجه الثلاثة.(1/573)
816- جنيد بن عبد الرحمن
جنيد بْن عبد الرحمن بْن عوف بْن خَالِد بْن عفيف بْن بجيد بْن رؤاس بْن كلاب بْن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة وفد هو، وأخوه حميد، وعمرو بْن مالك عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاله هشام بْن الكلبي.(1/574)
باب الجيم والهاء(1/574)
817- جهبل بن سيف
س: جهبل بْن سيف من بني الجلاح، وهو الذي ذهب ينعي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حضر موت، وله يقول امرؤ القيس بْن عابس:(1/574)
818- جهجاه بن قيس
ب د ع: جهجاه بْن قيس وقيل: ابن سَعِيد بْن سعد بْن حرام بْن غفار الغفاري.
وهو من أهل المدينة.
روى عنه: عطاء، وسليمان ابنا يسار، وشهد مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيعة الرضوان، وشهد غزوة المريسيع إِلَى بني المصطلق من خزاعة، وكان يومئذ أجيرًا لعمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه، ووقع بينه وبين سنان بْن وبر الجهني في تلك الغزوة شر، فنادى جهجاه: يا للمهاجرين، ونادى سنان: يا للأنصار، وكان حليفًا لبني عوف بْن الخزرج، وكان ذلك سبب قول عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي رأس المنافقين: {لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ} .
روى عنه عطاء بْن يسار، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معي واحد، وهو المراد بهذا الحديث في كفره وَإِسلامه، لأنه شرب حلاب سبع شياه قبل أن يسلم، ثم أسلم فلم يستتم حلاب شاة واحدة.
قال أَبُو عمر: وهو الذي تناول العصا من يد عثمان، رضي اللَّه عنه وهو يخطب، فكسرها يومئذ، فأخذته الأكلة في ركبته، وكانت عصا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد قتل عثمان بسنة.
شمت البغايا يَوْم أعلن جهبل بنعي أحمد النَّبِيّ المهتدي
وجهبل وأهل بيته من كلب، يسكنون حضر موت، وكذلك ذكره ابن الكلبي: أَنَّهُ من كلب بْن وبرة.
أخرجه أَبُو موسى.
816
(236) أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حدثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، أخبرنا سُفْيَانُ، عن عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: كُنَّا فِي غَزْوَةٍ، يَرَوْنَ أَنَّهَا غَزْوَةُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لِلْمُهَاجِرِينَ، وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: يَا لِلْأَنْصَارِ، فَسَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالُوا: رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ كَسَعَ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ، فَسَمِعَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ ابْنِ سَلُولٍ، فَقَالَ: وَقَدْ فَعَلُوهَا لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي أَضْرِبُ عُنَقَ هَذَا الْمُنَافِقِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعْهُ، لا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ.
وَقَالَ غَيْرُ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: وَاللَّهِ لا تَنْقَلِبُ حَتَّى تُقِرَّ أَنَّكَ الذَّلِيلُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَزِيزُ، فَفَعَلَ.
(237) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ الطَّبَرِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: أخبرنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عن مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عن عُبَيْدِ بْنِ سَلْمَانَ الْقُرَشِيِّ، عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عن جَهْجَاهٌ الْغِفَارِيُّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مَعِيٍّ وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/574)
819- جهدمة
س: جهدمة قال أَبُو موسى: ذكره ابن شاهين، وغيره.
(238) أخبرنا أَبُو مُوسَى، كِتَابَةً، أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، إِذْنًا، أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْعَطَّارُ، أخبرنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ أَبُو حَفْصٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ.
ح قَالَ أَبُو حَفْصٍ: وَحدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَمَّارٍ الرَّازِيُّ، قَالَا: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، أخبرنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ، عن أَبِي جَنَابٍ، عن إِيَادِ بْنِ لُقَيْطٍ، عن الْجَهْدَمَةِ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى الصَّلاةِ، وَبِرَأْسِهِ رَدْعُ الْحِنَّاءِ.
وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ عن إِيَادٍ، عن أَبِي رَمْثَةَ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَانُ أَنَّ الْجَهْدَمَةَ اسْمُ أَبِي رَمْثَةَ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى. قلت: وقد اختلف في اسم أَبِي رمثة التيمي، ولم أظفر فيها بأن اسمه جهدمة، إلا أن الراوي عنه إياد بْن لقيط.(1/576)
820- جهر أبو عبد الله
د ع: جهر أَبُو عَبْد اللَّهِ روى حديثه الزُّهْرِيّ، عن عَبْد اللَّهِ بْن جهر، عن أبيه، قال: قرأت خلف النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما انصرف، قال: يا جهر، أسمع ربك ولا تسمعني.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/576)
821- جهم الأسلمي
د ع: جهم الأسلمي وقيل: السلمي، وهو وهم، والصواب: جاهمة، عداده في أهل المدينة.
روى حسان بْن غالب، عن ابن لهيعة، عن يونس بْن يَزِيدَ، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عن مُحَمَّدِ بْنِ طلحة، عن أَبِي حنظلة بْن عَبْد اللَّهِ، عن معاوية بْن جهم الأسلمي، عن أبيه جهم، أَنَّهُ قال: جئت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، إني قد أردت الجهاد في سبيل اللَّه، فقال: هل من أبويك من حي؟، قلت: نعم أمي.
قال: فالزم رجلها، قال: فأعدت عليه ثلاثًا، قال: ويحك الزم رجلها فثم الجنة.
خالفه ابن جريج، فرواه عن مُحَمَّدِ بْنِ طلحة، عن أبيه، عن معاوية بْن جاهمة، وهو أصح.
قال أَبُو نعيم: اختلف علي بْن إِسْحَاق فيه، فمنهم من قال: عن معاوية بْن جاهمة، عن أبيه جاهمة، ومنهم من قال: عن ابن معاوية بْن جاهمة، قال: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقل أحد منهم جهم، إلا حسان بْن غالب، عن ابن لهيعة، عن يونس بْن يَزِيدَ، عن ابن إِسْحَاق، وأدخل بين مُحَمَّد، ومعاوية: أبا حنظلة بْن عَبْد اللَّهِ، فخالف فيه أصحاب ابن جريج، لأن أصحاب ابن جريج اتفقوا في روايتهم عنه، عن مُحَمَّدِ بْنِ طلحة، عن أبيه، وهو طلحة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عبد الرحمن بْن أَبِي بكر الصديق.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقد أخرجه الثلاثة في جاهمة، وجعلوه سلميًا لا أسلميًا.(1/576)
822- جهم البلوي
ب د ع: جهم البلوي روى عنه ابنه علي، أَنَّهُ قال: وافينا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الجمعة فسألنا: من نحن؟، فقلنا: نحن بنو عبد مناف، فقال: أنتم بنو عَبْد اللَّهِ.
أخرجه الثلاثة.(1/577)
823- جهم بن قثم
ع: جهم بْن قثم وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع وفد عبد القيس مع الزارع، إن صح.
روى مطر بْن عبد الرحمن، عن امرأة من عبد القيس يقال لها: أم أبان بنت الزارع، عن جدها الزارع أَنَّهُ وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع ابن عم له.
ورواه بكار بْن قتيبة، عن موسى بْن إِسْمَاعِيل، بِإِسْنَادِهِ، فسمى ابن عمه: جهم بْن قثم.
وجهم هذا هو الذي ذكر في حديث عبد القيس لما سألوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الأشربة، فنهاهم عنها، وقال: حتى إن أحدكم ليضرب ابن عمه بالسيف، وفي القوم رجل قد أصابته جراحة، كذلك قال ابن أَبِي خيثمة: هو جهم بْن قثم.
أخرجه أَبُو نعيم.(1/577)
824- جهم بن قيس
ع: جهم بْن قيس وله ذكر في حديث أَبِي هند الداري.
أخرجه أَبُو نعيم كذا مختصرًا.(1/578)
825- جهم بن شرحبيل
ب: جهم بْن قيس بْن عبد بْن شرحبيل بْن هاشم بْن عبد مناف بْن عبد الدار القرشي العبدري، أَبُو خزيمة هاجر إِلَى أرض الحبشة مع امرأته أم حرملة بنت عبد بْن الأسود الخزاعية، ويقال: حريملة بنت عبد بْن الأسود، وتوفيت بأرض الحبشة، وهاجر معه ابناه: عمرو، وخزيمة ابنا جهم بْن قيس، ويقال فيه: جهيم بْن قيس، وهو غير الذي قبله، قاله أَبُو عمر، وقد ذكره هشام الكلبي، والزبير فقالا: جهم بغير ياء، وقالا: هاجر إِلَى أرض الحبشة.(1/578)
826- جهم
د ع: جهم غير منسوب.
روى عنه ذو الكلاع، أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن حسنًا وحسينًا سيدا شباب أهل الجنة.
في قصة طويلة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو نعيم: أراه البلوي، والله أعلم.(1/578)
827- جهيش بن أويس
د ع: جهيش بْن أويس النخعي قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في إسناد حديثه نظر.
روى عَبْد اللَّهِ بْن المبارك، عن الأوزاعي، عن يحيى بْن أَبِي كثير، عن أَبِي سلمة، عن أَبِي هريرة، قال: قدم جهيش بْن أويس النخعي عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في نفر من أصحابه من مذحج، فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، إنا حي من مذحج، فذكر حديثًا طويلًا فيه شعر.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/579)
828- جهيم بن الصلت
ب س: جهيم بْن الصلت بْن مخرمة بْن المطلب بْن عبد مناف القرشي المطلبي أسلم عام خيبر، وأعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر ثلاثين وسقًا، وجهيم هذا هو الذي رَأَى الرؤيا بالجحفة حين نفرت قريش، لتمنع عيرها يَوْم بدر، ونزلوا بالجحفة، ليتزودوا من الماء، فغلبت جهيمًا عينه، فرأى في منامه راكبًا عَلَى فرس له، ومعه بعير له، حتى وقف عَلَى العسكر، فقال: قتل فلان وفلان، فعدد رجالا من أشراف قريش، ثم طعن في لبة بعيره، ثم أرسله في العسكر، فلم يبق خباء من أخبية قريش إلا أصابه بعض دمه، قاله يونس بْن بكير، عن ابن إِسْحَاق.
وروى ابن شاهين، عن موسى بْن الهيثم، عن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد، عن مُحَمَّدِ بْنِ سعد، قال: جهيم بْن الصلت بْن المطلب بْن عبد مناف، أسلم بعد الفتح، لا أعلم له رواية، ووافقه عَلَى هذا النسب، ووقت إسلامه أَبُو أحمد العسكري، وأسقط من نسبه مخرمة، وَإِثباته صحيح، ذكره ابن الكلبي، وابن حبيب، والزبير، وَأَبُو عمر، وغيرهم.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.(1/579)
829- جهيم بن قيس
ب: جهيم بْن قيس بْن عبد بْن شرحبيل وقيل: جهم.
وقد تقدم ذكره في جهم، وهاجر إِلَى الحبشة مع امرأته خولة.
أخرجه أَبُو عمر.(1/579)
باب الجيم والواو والياء(1/580)
830- جودان
ب د ع: جودان غير منسوب.
وقيل: ابن جودان، سكن الكوفة.
روى عنه الأشعث بْن عمير، والعباس بْن عبد الرحمن.
روى ابن جريج، عن العباس بْن عبد الرحمن بْن مينا، عن جودان، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من اعتذر إليه أخوه فلم يقبلها كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس.
وروى عنه الأشعث بْن عمير، قال: أتى وفد عبد القيس نبي اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلموا، وسألوه عن النبيذ، فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، إن أرضنا أرض وخمة لا يصلحنا إلا النبيذ، قال: فلا تشربوا في النقير، فكأني بكم إذا شربتم في النقير قام بعضكم إِلَى بعض بالسيوف، فضرب رجل منكم ضربة لا يزال أعرج منها إِلَى يَوْم القيامة، فضحكوا، فقال: ما يضحككم؟ فقالوا: والله فقد شربنا في النقير، فقام بعضنا إِلَى بعض بالسيوف، فضرب هذا ضربة بالسيف، فهو أعرج كما ترى.
أخرجه الثلاثة.(1/580)
831- جون بن قتادة
د ع: جون بْن قتادة بْن الأعور بْن ساعدة بْن عوف بْن كعب بْن عبد شمس بْن زيد مناة بْن تميم التميمي يعد في البصريين، قيل: له صحبة، وقيل: لا صحبة له ولا رؤية، وهم فيه هشيم.
فروى يحيى بْن أيوب، عن هشيم، عن مَنْصُور بْن وردان، عن الحسن، عن الجون بْن قتادة، قال: كنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بعض أسفاره، فمر بعض أصحابه بسقاء معلق فيه ماء، فأراد أن يشرب، فقال صاحب السقاء: إنه ميتة، فأمسك حتى لحقه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكر ذلك له، فقال: اشربوا، فإن دباغ الميتة طهورها.
كذا قال هشيم، ورواه جماعة عنه، منهم: شجاع بْن مخلد، وأحمد بْن منيع، ورواه عمرو بْن زرارة، والحسن بْن عرفة، عن هشيم، عن مَنْصُور، ويونس، وغيرهما، عن الحسن، عن سلمة بْن المحبق، ولم يذكر في الإسناد جونًا.
ورواه قتادة، عن الحسن، عن جون بْن قتادة، عن سلمة بْن المحبق.
وهو الصحيح، قاله ابن منده.
وقال أَبُو نعيم بعد أن أخرجه: وروى الحديث عن هشيم، عن مَنْصُور، عن الجون، فقال: أخرجه بعض الواهمين في الصحابة، ونسب وهمه إِلَى هشيم، وحكم أيضًا أن جماعة رووه عن هشيم، عن مَنْصُور، ويونس، عن الحسن، عن سلمة بْن المحبق، ولم يذكر في الإسناد جونًا، وهو وهم ثان، لأن زكريا بْن يحيى بْن حمويه رواه عن هشيم نحو ذا، والراوي عنه أسلم بْن سهل الواسطي، وهو من كبار الحفاظ والعلماء من أهل واسط، فتبين أن الواهم غير هشيم إذا وافقت روايته رواية قتادة، عن الحسن، عن جون، عن سلمة، والله أعلم.
وشهد الجون وقعة الجمل مع طلحة، والزبير.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/580)
832- جويرية العصري
ب د ع: جويرية العصري أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد عبد القيس.
روت سهلة بنت سهل الغنوية، جدتها جمادة بنت عَبْد اللَّهِ، عن جويرية العصري، قال: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد عبد القيس، ومعنا المنذر، فقال له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فيك خلتان يحبها اللَّه: الحلم والأناة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/581)
833- جيفر بن الجلندي
ب س: جيفر بْن الجلندي بْن المستكبر بْن الحراز بْن عبد العزى بْن معولة بْن عثمان بْن عمرو بْن غنم بْن غالب بْن عثمان بْن نصر بْن زهران الأزدي العماني كان رئيس أهل عمان هو وأخوه عبد بْن الجلندي، أسلما عَلَى يد عمرو بْن العاص لما بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ناحية عمان، ولم يقدما عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يرياه، وكان إسلامهما بعد خيبر.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.(1/581)
حرف الحاء
باب الحاء والألف(1/583)
834- حابس بن دغنة الكلبي
ب: حابس بْن دغنة الكلبي له خبر في أعلام النبوة، له رؤية وصحبة.
أخرجه أَبُو عمر كذا مختصرًا.(1/583)
835- حابس بن ربيعة التميمي
ب د ع: حابس بْن ربيعة التميمي، أَبُو حية وليس بوالد الأقرع
(239) أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، وَغَيْرُهُ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى السُّلَمِيُّ، أخبرنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، أخبرنا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ أَبُو غَسَّانَ الْعَنْبَرِيُّ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن حَيَّةَ بْنِ حَابِسٍ، عن أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لا شَيْءَ فِي الْهَامِ، وَالْعَيْنُ حَقٌّ.
وَرَوَاهُ الأَوْزَاعِيُّ، عن يَحْيَى، عن حَيْوَةَ بْنِ حَابِسٍ، أَوْ عَائِشٍ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ.
وَرَوَاهُ شَيْبَانُ، عن يَحْيَى، عن أَبِي حَيَّةَ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ مِثْلَ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا هُرَيْرَةَ وَلا أَبَاهُ
(240) أخبرنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ، بِإِسْنَادِهِ، عن ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، أخبرنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، أخبرنا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، أخبرنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عن حَيَّةَ بْنِ حَابِسٍ التَّمِيمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لا شَيْءَ فِي الْهَامِ، وَالْعَيْنُ حَقٌّ، وَأَصْدَقُ الطِّيَرَةِ الْفَأْلُ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ. حية: بالياء تحتها نقطتان(1/583)
836- حابس بن سعد
ب د ع: حابس بْن سعد ويقال: ابن ربيعة بْن المنذر بْن سعد بْن يثربي بْن عبد بْن قصي بْن قمران بْن ثعلبة بْن عمرو بْن ثعلبة بْن حيان بْن جرم، وهو ثعلبة بْن عمرو بْن الغوث بْن طيء الطائي.
يعد في أهل حمص.
(241) أخبرنا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا أَبُو الْمُغِيرَةِ، أخبرنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ الرَّحْبِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ غَابِرٍ الْأَلْهَانِيَّ، قَالَ: دَخَلَ حَابِسُ بْنُ سَعْدٍ الطَّائِيُّ الْمَسْجِدَ مِنَ السَّحَرِ، وَقَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَى النَّاسَ يُصَلُّونَ فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: الْمُرَاءُونَ، فَقَالَ: أَرْعِبُوهُمْ فَمَنْ أَرْعَبَهُمْ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَأَتَاهُمُ النَّاسُ فَأَخْرَجُوهُمْ، قَالَ: وَقَالَ: إِنَّ الْمَلائِكَةَ تُصَلِّي مِنَ السَّحَرِ فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: يُعْرَفِ فِي أَهْلِ الشَّامِ بِالْيَمَانِيِّ، وَقَالَ: إِنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ بِالْخَبَرِ، قَالُوا: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ دَعَا حَابِسَ بْنَ سَعْدٍ الطَّائِيَّ، فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُوَلِّيَكَ قَضَاءَ حِمْصَ، فَكَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ؟ قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي، وَأُشَاوِرُ جُلَسَائِي، فَقَالَ: انْطَلِقْ فَلَمْ يَمْضِ إِلا يَسِيرًا حَتَّى رَجَعَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي رَأَيْتُ رُؤْيَا، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَقُصَّهَا عَلَيْكَ، قَالَ: هَاتِهَا، وَقَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ الشَّمْسَ أَقْبَلَتْ مِنَ الْمَشْرِقِ، وَمَعَهَا جَمْعٌ عَظِيمٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ، وَكَأَنَّ الْقَمَرَ قَدْ أَقْبَلَ مِنَ الْمَغْرِبِ وَمَعَهُ جَمْعٌ عَظِيمٌ مِنَ الْكَوَاكِبِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَعَ أَيُّهُمَا كُنْتَ؟ قَالَ: مَعَ الْقَمَرِ، قَالَ عُمَرُ: كُنْتَ مَعَ الآيَةِ الْمَمْحُوَّةِ، لا وَاللَّهِ لا تَعْمَلَ لِي عَمَلا أَبَدًا، وَرَدَّهُ، فَشَهِدَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَمَعَهُ رَايَةُ طَيِّءَ، فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ، وَهُوَ خَتْنُ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، وَخَالُ ابْنِهِ زَيْدٍ، وَقُتِلَ زَيْدٌ قَاتَلَهُ غَدْرًا، فَأَقْسَمَ أَبُوهُ عَدِيٌّ لِيَدْفَعَنَّهُ إِلَى أَوْلِيَاءِ الْمَقْتُولِ، فَهَرَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ، قَالَ: وَخَبَرُهُ مَشْهُورٌ عِنْدَ أَهْلِ الأَخْبَارِ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، رُوِيَ مِنْ وُجُوهٍ.
غابر: بالغين المعجمة، والباء الموحدة، وجرم: بالجيم والراء، وحريز: بالحاء المهملة، وآخره زاي، والرحبي: بفتح الراء والحاء.(1/584)
837- حاتم خادم النبي صلى الله عليه وسلم
س: حاتم خادم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حاتم: اشتراني النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثمانية عشر دينارًا فأعتقني، فقلت: لا أفارقك وَإِن أعتقتني، فكنت معه أربعين سنة.
أخرجه أَبُو موسى، وَإِسناده من أغرب الأسانيد.(1/585)
838- حاتم بن عدي
س: حاتم بْن عدي روى حديثه ابن لهيعة، عن سالم بْن غيلان، عن سليمان بْن أَبِي عثمان، عن حاتم بْن عدي، أو عدي بْن حاتم الحمصي، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار، وأخروا السحور.
أخرجه أَبُو موسى.(1/585)
839- حاجب بن زيد
ب س: حاجب بْن زيد بْن تيم بْن أمية بْن خفاف بْن بياضة الأنصاري الخزرجي البياضي أخو الحباب، ذكر ابن شاهين، والطبري أنهما شهدا أحدًا.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.(1/585)
840- حاجب بن يزيد
ب: حاجب بْن يَزِيدَ الأنصاري الأشهلي من بني عبد الأشهل، وقيل: إنه من بني زعوراء بْن جشم بْن الأوس، وزعوراء أخو عبد الأشهل، وقيل: هو حليف لهم من أزد شنوءة.
قتل يَوْم اليمامة شهيدًا.
أخرجه أَبُو عمر.(1/585)
841- الحارث بن الأزمع
ب س: الحارث بْن الأزمع الهمداني مذكور في الصحابة، توفي آخر أيام معاوية، قاله أَبُو عمر.
وقال أَبُو موسى: ذكره عبدان، وابن شاهين في الصحابة.
وقال ابن شاهين: أدرك الجاهلية وهو تابعي.
روى عن عمر، وغيره.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.(1/586)
842- الحارث بن أسد
الحارث بْن أسد بْن عبد العزى بْن جعونة بْن عمرو بْن القين بْن رزاح بْن عمرو بْن سعد بْن كعب بْن عمرو بْن ربيعة الخزاعي له صحبة، قاله ابن الكلبي.(1/586)
843- الحارث بن أشيم
د ع: الحارث بْن أشيم بْن رافع بْن امرئ القيس بْن زيد بْن عبد الأشهل كذا نسبه ابن لهيعة، عن الأسود، عن عروة في تسمية من شهد بدرًا من الأنصار، ثم من الأوس من بني عبد الأشهل.
قال أَبُو نعيم: وقال أَبُو معشر نجيح المدني: الحارث بْن أوس، وسنذكره إن شاء اللَّه تعالى.
وقال ابن إِسْحَاق: الحارث بْن أنس بْن رافع، ومثله قال ابن الكلبي.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/586)
844- الحارث بن أقيش
ب د ع: الحارث بْن أقيش وقيل: وقيش.
وهو واحد، وهو علكي، وقيل: عوفي، وهما واحد، فإن ولد عوف بْن وائل بْن قيس بْن عوف بْن عبد مناة بْن أد بْن طابخة يقال لكل منهم: عكلي باسم أمة جيرانهم فنسبوا إليها، يقال: كان حليفًا للأنصار.
(242) أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: حدثنا حَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ، أخبرنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، أخبرنا أَبِي، عن دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، عن الْحَارِثِ بْنِ أَقْيَشٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمِينَ يَمُوتُ لَهُمَا أَرْبَعَةٌ مِنَ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلا أَدْخَلَهُمَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ.
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَثَلاثَةٌ؟ قَالَ: وَثَلاثَةٌ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاثْنَانِ؟ قَالَ: وَاثْنَانِ.
وَرَوَاهُ شُعْبَةُ، وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَغَيْرُهُمْ، عن دَاوُدَ. ومن حديثه: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب لبني زهير بْن أقيش حي من عكل.
الحديث.
أخرجه الثلاثة.(1/586)
845- الحارث بن أنس
ب د ع: الحارث بْن أنس بْن رافع بْن امرئ القيس بْن زيد بْن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي، ثم الأشهلي قال أَبُو عمر: وأنس هو أَبُو الحيسر، شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد شهيدًا، ووافقه ابن إِسْحَاق والكلبي.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا نعيم جعل هذا الحارث مختلفا فيه، فذكره ابن أنس، وقال: خالف ابن إِسْحَاق أَبُو معشر، فقال: الحارث بْن أوس.
وقال عروة: الحارث بْن أشيم، هذا كلام أَبِي نعيم، فقد جعل الثلاثة واحدًا.
وخالفه ابن منده، فجعلهما اثنين: أحدهما الحارث بْن أنس، وقيل: ابن أوس بْن رافع، والثاني: الحارث بْن أشيم، وجعل أَبُو عمر الحارث بْن أوس غير الحارث بْن أنس بْن رافع، إلا أَنَّهُ قال في الحارث بْن أنس بْن مالك: أخاف أن يكون ابن رافع الأشهلي، عَلَى ما ذكره آنفًا، وخالفه ابن منده في نسبه، فقال: الحارث بْن أنس بْن رافع بْن أوس بْن حارثة، من بني عبد الأشهل، وفيه نظر، فإنه خالف الجميع، ولا عقب عليه.
أخرجه الثلاثة.(1/587)
846- الحارث بن أنس بن مالك
ب ع: الحارث بْن أنس بْن مالك بْن عبيد بْن كعب الأنصاري ذكره موسى بْن عقبة في البدريين، وقال عن ابن شهاب: شهد بدرًا من بني النبيت، ثم من بني عبد الأشهل: الحارث بْن أنس بْن مالك بْن عبيد بْن كعب، قاله أَبُو نعيم، وقال: قال ابن إِسْحَاق: الحارث بْن أنس بْن رافع، وقال أَبُو عمر: الحارث بْن أنس بْن مالك بْن عبيد بْن كعب، ذكره موسى بْن عقبة في البدريين، فيه نظر، أخاف أن يكون الأشهلي ابن رافع، يعني: الذي قبل هذه الترجمة.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر: وقد تقدم الكلام عليه في الترجمة التي قبله، والله أعلم.
قلت: بنو النبيت ينسبون إِلَى النبيت، واسمه: عمرو بْن مالك بْن الأوس، وهو جد عبد الأشهل، فإن عبد الأشهل هو ابن جشم بْن الخزرج بْن النبيت.(1/588)
847- الحارث بن أوس الثقفي
ب د ع: الحارث بْن أوس الثقفي وقيل: الحارث بْن عَبْد اللَّهِ بْن أوس الثقفي.
قال مُحَمَّد بْن سعد: الحارث بْن أوس الثقفي له صحبة، روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث.
والحارث بْن عَبْد اللَّهِ بْن أوس الثقفي نزل الطائف.
روى عباد بْن العوام، عن الحجاج بْن أرطاة، عن عَبْد الْمَلِكِ بْن المغيرة الطائفي، عن عبد الرحمن البيلماني، عن عمرو بْن أوس، عن الحارث بْن أوس، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: من حج أو اعتمر فليكن آخر عهده الطواف بالبيت.
روى هذا الحديث عمر بْن علي المقدمي، وعبد اللَّه بْن المبارك، وعبد الرحيم بْن سليمان، وغيرهم، عن الحجاج، فقالوا: الحارث بْن عَبْد اللَّهِ بْن أوس.
أخرجه الثلاثة.(1/588)
848- الحارث بن أوس بن عتيك
ب: الحارث بْن أوس بْن عتيك بْن عمرو بْن عبد الأعلم بْن عامر بْن زعوراء بْن جشم بْن الحارث بْن الخزرج الأنصاري الأوسي وزعوراء أخو عبد الأشهل.
شهد أحدًا، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقتل يَوْم أجنادين، وذلك لليلتين بقيتا من جمادى الأولى من سنة ثلاث عشرة بالشام.
أخرجه أَبُو عمر.(1/589)
849- الحارث بن أوس بن معاذ
ب د ع: الحارث بْن أوس بْن معاذ بْن النعمان بْن امرئ القيس بْن زيد بْن عبد الأشهل بْن جشم بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو وهو النبيت بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي ثم الأشهلي.
يكنى: أبا أوس، وهو ابن أخي سعد بْن معاذ.
شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد شهيدًا، وكان يَوْم قتل ابن ثمان وعشرين سنة، قاله أَبُو عمر.
وقد روى علقمة بْن وقاص، عن عائشة رضي اللَّه عنها، قالت: خرجت يَوْم الخندق أقفو آثار الناس، فوالله إني لأمشي إذ سمعت وئيد الأرض من خلفي، يعني: حس الأرض، فالتفت، فإذا أنا بسعد بْن معاذ، فجلست إِلَى الأرض، ومعه ابن أخيه الحارث بْن أوس، فهذا يدل عَلَى أَنَّهُ عاش بعد أحد.
وهو ممن حضر قتل ابن الأشرف.
قال ابن إِسْحَاق: لم يعقب.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده، وأبا نعيم لم يذكرا أَنَّهُ قتل يَوْم أحد، وَإِنما ذكرا له حديث عائشة المذكور، والله أعلم.(1/589)
850- الحارث بن أوس بن النعمان
د ع: الحارث بْن أوس بْن النعمان النجاري حضر قتل كعب بْن الأشرف مع مُحَمَّد بْن مسلمة حين بعثهما النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقتله.
قال عروة بْن الزبير: إن سعد بْن معاذ بعث الحارث بْن أوس بْن النعمان، أخا بني حارثة، مع مُحَمَّد بْن مسلمة إِلَى كعب بْن الأشرف، فلما ضرب بْن الأشرف أصاب رجل الحارث ذباب السيف، فحمله أصحابه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
قلت: قول ابن منده، وأبي نعيم في نسبه: النجاري، وأظنه تصحيفًا، فإن بني النجار من الخزرج، ولم يشهد قتل كعب بْن الأشرف خزرجي، إنما قتله نفر من الأوس، وقد رواه بعضهم الحارثي، فظنه النجاري، أو قد نقلاه من نسخة غلط الناسخ فيها، ويؤيد ما قلناه أنهما نقلا، عن عروة، أن سعد بْن معاذ بعث الحارث بْن أوس بْن النعمان أخا بني حارثة، ولا أشك أن أبا نعيم تبع ابن منده، والله أعلم.
ويرد الكلام عليه آخر ترجمة الحارث بْن أوس الأنصاري، إن شاء اللَّه تعالى، ولو لم يقولا: إنه حارثي لكنت أقول: إنه الحارث بْن أوس بْن معاذ بْن النعمان بْن أخي سعد بْن معاذ، وَإِن كان الذي روى أَنَّهُ حارثي، عن عروة هو ابن لهيعة، عن أَبِي الأسود، عن عروة، وهو إسناد لا اعتبار به.(1/589)
851- الحارث بن أوس الأنصاري
د ع: الحارث بْن أوس الأنصاري هو ابن رافع، وقيل: ابن أنس بْن رافع.
قتل يَوْم أحد شهيدًا، قال ذلك عروة، وموسى بْن عقبة.
وقالوا: استشهد من الأنصار بأحد من بني النبيت، ثم من بني عبد الأشهل: الحارث بْن أوس.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقد تقدم.(1/590)
852- الحارث بن أوس الأنصاري
د ع: الحارث بْن أوس الأنصاري شهد بدرًا، لا تعرف له رواية.
قال موسى بْن عقبة، عن الزُّهْرِيّ: شهد بدرًا من النبيت، ثم من بني عبد الأشهل: الحارث بْن أوس.
أخرجه أيضًا ابن منده، وَأَبُو نعيم.
قلت: قد أخرج ابن منده، وَأَبُو نعيم الحارث بْن أوس أربع تراجم، إحداها: الحارث بْن أوس بْن معاذ أخو سعد بْن معاذ، والثانية: الحارث بْن أوس بْن النعمان النجاري الذي حضر قتل كعب، والثالثة: الحارث بْن أوس بْن رافع الأنصاري، وقتل يَوْم أحد، والرابعة: الحارث بْن أوس من بني النبيت، ثم من بني عبد الأشهل، فهذه أربع تراجم.
قال بعض العلماء: كلها واحد، فإن الحارث بْن أوس بْن معاذ هو ابن أخي سعد بْن معاذ، هو من بني عبد الأشهل، وعبد الأشهل من بني النبيت، كما ذكرناه في نسبه، وشهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد، وقيل: بقي إِلَى يَوْم الخندق، وهو الذي أرسله سعد بْن معاذ عمه لقتل كعب بْن الأشرف، وهو الحارث بْن أوس بْن النعمان نسب إِلَى جده، فإن أوس بْن معاذ بْن النعمان هو أخو سعد بْن معاذ، وجعلاه نجاريًا، وليس كذلك، فإن بني النجار من الخزرج الأكبر، وهذا من الأوس، ثم جعلاه حارثيًا في الترجمة التي جعلاه فيها نجاريًا، وهما متناقضان، فإن حارثة من الأوس، وهو حارثة بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو، وهو النبيت بْن مالك بْن الأوس، ولا يقال: خزرجي إلا لمن ينسب إِلَى الخزرج الأكبر أخي الأوس، والله أعلم.
وهذا قول صحيح لا شبهة فيه.(1/590)
853- الحارث بن أوس
س: الحارث بْن أوس له صحبة.
روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث.
أخرجه أَبُو موسى، عن ابن شاهين، وقال: أظنه الحارث بْن أوس الذي ذكر في الكتب، فإن الواقدي ذكره هكذا بهذا اللفظ.(1/591)
854- الحارث بن بدل
ب د ع: الحارث بْن بدل السعدي وقيل: الحارث بْن سليمان بْن بدل، يعد في أهل الشام، وهو تابعي.
روى حديثه عُبَيْد اللَّهِ بْن معاذ، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ الشعيثي، عنه، أَنَّهُ قال: شهدت مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم حنين، وانهزم أصحابه أجمعون إلا العباس بْن عبد المطلب، وَأَبُو سفيان بْن الحارث بْن عبد المطلب، فرمى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجوهنا بقبضة من الأرض، فانهزمنا، فما خيل إلي أن شجرة ولا حجرا إلا وهو في آثارنا.
وقد روى بكر بْن بكار، عن الشعيثي، عن الحارث بْن سليم بْن بدل، قال: كنت مع المشركين يَوْم حنين، فأخذ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كفا من حصى، فضرب به وجوههم، وقال: شاهت الوجوه، فهزمهم اللَّه تعالى.
ومدار حديثه عَلَى الشعيثي، وهو ضعيف، ومع ضعفه فالاختلاف عليه فيه كثير.
أخرجه الثلاثة.(1/591)
855- الحارث بن بلال
د ع: الحارث بْن بلال المزني وقد تقدم نسبه في بلال بْن الحارث، وهذا وهم، والصواب بلال بْن الحارث.
رواه هكذا نعيم بْن حماد، عن الدراوردي، عن ربيعة بْن أَبِي عبد الرحمن، عن بلال بْن الحارث بْن بلال، عن أبيه، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فسخ الحج، وهم فيه نعيم، ورواه غيره، عن الدراوردي، عن ربيعة، عن الحارث بْن بلال بْن الحارث، عن أبيه، وهو الصواب.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/592)
856- الحارث بن تبيع
ب: الحارث بْن تبيع الرعيني وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد فتح مصر، ذكره ابن يونس.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
تبيع، قال ابن ماكولا: بفتح التاء، يعني: فوقها نقطتان، وكسر الباء الموحدة، قال: وقاله عبد الغني، بضم التاء، وفتح الباء الموحدة، وذكره أَبُو عمر: بضم التاء، وفتح الباء مثل عبد الغني، والله أعلم.(1/592)
857- الحارث بن ثابت بن سفيان
ب س: الحارث بْن ثابت بْن سفيان بْن عدي بْن عمرو بْن امرئ القيس بْن مالك الأغر بْن ثعلبة بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي قتل يَوْم أحد شهيدًا، أخرجه هكذا أَبُو عمر.
واستدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، فقال: الحارث بْن ثابت بْن سَعِيد بْن عدي بْن عمرو بْن امرئ القيس بْن عمرو بْن امرئ القيس، فزاد في النسب: عمرو بْن امرئ القيس، وليس بصحيح، والأول أصح، وجعل بدل سفيان سعيدًا، والأول أصح.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.(1/592)
858- الحارث بن ثابت بن عبد الله
س: الحارث بْن ثابت بْن عَبْد اللَّهِ بْن سعد بْن عمرو بْن قيس بْن عمرو بْن امرئ القيس بْن مالك الأغر بْن ثعلبة بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج قتل يَوْم أحد شهيدًا.
أخرجه أَبُو موسى، عن ابن شاهين، وما أقرب أن يكون هذا هو الذي قبله، وقد وقع الغلط في أول نسبه.
فإنه قال في الأول سعيدًا، وفي هذا سعدًا، وزاد في هذا: عَبْد اللَّهِ، والباقي مثله.(1/593)
859- الحارث بن جماز
س: الحارث بْن جماز بْن مالك بْن ثعلبة أخو كعب بْن جماز.
أخرجه أَبُو موسى كذا مختصرًا.
وقال الأمير أَبُو نصر: قال الطبري: الحارث بْن جماز بْن مالك بْن ثعلبة بْن غسان، حليف بني ساعدة، شهد أحدًا، وشهد أخوه كعب بْن جماز بدرًا، ويرد نسبه مستقصى عند ذكر أخيه سعد، وأخيه كعب إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو موسى.(1/593)
860- الحارث بن الحارث الأزدي
ب: الحارث بْن الحارث الأزدي روى حديثه مُحَمَّد بْن أَبِي قيس، عن عبد الأعلى بْن هلال، عنه، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كان إذا طعم أو شرب قال: اللهم لك الحمد، أطعمت وسقيت، وأشبعت وأرويت، فلك الحمد غير مكفور، ولا مودع، ولا مستغنى عنك.
أخرجه أَبُو عمر كذا مختصرًا.(1/593)
861- الحارث بن الحارث الأشعري
ب د ع: الحارث بْن الحارث الأشعري أبو مالك، كناه أَبُو نعيم وحده، له صحبة، عداده في أهل الشام.
روى عنه: ربيعة الجرشي، وعبد الرحمن بْن غنم الأشعري، وَأَبُو سلام ممطور الحبشي، وشريح بْن عبيد الحضرمي، وشهر بْن حوشب، وغيرهم.
(243) أخبرنا أَبُو الْمَكَارِمِ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ مُكَارِمِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَدِّبُ، أخبرنا أَبُو الْقَاسِم نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ، أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ، أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَنَسٍ، أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ طَوْقٍ، أخبرنا أَبُو جَابِرٍ زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ حِبَّانَ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، حدثنا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عن مُوسَى بْنِ خَلَفٍ، عن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن زَيْدِ بْنِ سَلامٍ، أَنَّ جَدَّهُ مَمْطُورًا حَدَّثَهُ، حَدَّثَنِي الْحَارِثُ الأَشْعَرِيُّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلامُ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، يَعْمَلُ بِهِنَّ، وَيَأْمُرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ، وَأَنَّهُ كَادَ يُبْطِئُ بِهِنَّ، أَوْ كَأَنَّهُ أَبْطَأَ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَكَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ تَعْمَلُ بِهِنَّ وَتَأْمُرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ، فَإِمَّا أَنْ تَأْمُرَهُمْ، وَإِمَّا أَنْ آمُرَهُمْ، قَالَ يَحْيَى عَلَيْهِ السَّلامُ: إِنْ سَبَقْتَنِي بِهِنَّ خَشِيتُ أَنْ يُخْسَفَ بِي، قَالَ: فَجَمَعَهُمْ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ حَتَّى امْتَلَأَ، وَقَعَدُوا عَلَى الشُّرَفِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَعْمَلُ بِهِنَّ، وَآمُرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ، أَوَّلاهُنَّ: أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، فَإِنَّ مَثَلُ مَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِذَهَبٍ أَوْ وَرَقٍ، فَقَالَ: هَذِهِ دَارِي، وَهَذَا عَمَلِي، فَاعْمَلْ وَأَدِّ إِلَيَّ، فَكَانَ يَعْمَلُ وَيُؤَدِّي إِلَى غَيْرِ سَيِّدِهِ، فَأَيُّكُمْ يَسُرُّهُ أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ كَذَلِكَ؟ وَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ فَاعْبُدُوهُ، وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَمَرَكُمْ بِالصَّلاةِ، فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلا تَلْتَفِتُوا، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْصُبُ وَجْهَهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِوَجْهِ عَبْدِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ فِي صَلاتِهِ، وَأَمَرَكُمْ بِالصِّيَامِ، وَإِنِّمَا مَثَلُ ذَلِكَ مَثَلُ رَجُلٍ مَعَهُ صُرَّةٌ فِيهَا مِسْكٌ فِي عِصَابَةٍ كُلُّهُمْ يُعْجِبُهُ أَنْ يَجِدَ رِيحَهُ، وَإِنَّ خُلُوفَ فَمِ الصَّائِمِ عِنْدَ رَبِّهِ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَإِنَّمَا مَثَلُ ذَلِكَ مَثَلُ رَجُلٍ أَسَرَهُ الْعَدُوُّ، فَأَوْثَقُوا يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ، فَقَالَ: دَعُونِي أَفْدِ نَفْسِي مِنْكُمْ، فَجَعَلَ يُعْطِيهُمُ الْقَلِيلَ وَالْكَثِيرَ حَتَّى يُفْدِيَ نَفْسَهُ، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ كَثِيرًا، وَإِنَّمَا مَثَلُ ذَلِكَ مَثَلُ رَجُلٍ خَرَجَ الْعَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا، فَأَتَى حِصْنًا حَصِينًا، فَتَحَصَّنَ فِيهِ مِنْهُمْ، وَإِنَّ الْعَبْدَ أَحْصَنُ مَا يَكُونُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِذَا ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِخَمْسٍ أَعْمَلُ بِهِنَّ، وَآمْرُكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ: الْجَمَاعَةُ، وَالسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ، وَالْهِجْرَةُ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلامِ مِنْ عُنُقِهِ إِلا أَنْ يُرَاجِعَ، وَمَنْ دَعَا دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ مِنْ جِثْيِ جَهَنَّمَ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى، وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ؟ قَالَ: وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى، وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ، ادْعُوا بَدَعْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ، الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللَّهِ.
رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، عن مُعَاوِيَةَ بْنِ سَلامٍ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ مُطَوَّلا، وَاخْتَصَرَهُ أَبُو عُمَرَ. قلت: ذكر بعض العلماء أن هذا الحارث بْن الحارث الأشعري ليس هو أبا مالك، وأكثر ما يرد هذا غير مكنى، وقال: قاله كثير بْن العلماء، منهم: أَبُو حاتم الرازي، وابن معين، وغيرهما.
وأما أَبُو مالك الأشعري، فهو كعب بْن عاصم عَلَى اختلاف فيه، وقال: روى أحمد بْن حنبل في مسند الشاميين: الحارث الأشعري، وروى له هذا الحديث الواحد الذي ذكرناه، ولم يكنه، وذكر كعب بْن عاصم، وأورد له أحاديث لم يذكرها الحارث الأشعري، وقد ذكره ابن منده، وَأَبُو نعيم وَأَبُو عمر في كعب بْن عاصم.(1/594)
862- الحارث بن الحارث الغامدي
ب د ع: الحارث بْن الحارث الغامدي له ولأبيه صحبة.
روى عنه: شريح بْن عبيد، والْوَلِيد بْن عبد الرحمن، وسليم بْن عامر، وعدي بْن هلال.
روى الْوَلِيد بْن عبد الرحمن الجرشي، عنه، قال: قلت لأبي: ما هذه الجماعة؟ قال: هؤلاء قوم اجتمعوا عَلَى صابئ لهم، قال: فأشرفنا فإذا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو الناس إِلَى عبادة اللَّه، والإيمان به وهم يؤذونه، حتى ارتفع النهار، وانتبذ عنه الناس، فأقبلت امرأة تحمل قدحًا ومنديلًا، قد بدا نحرها تبكي، فتناول القدح، فشرب، ثم توضأ، ثم رفع رأسه إليها، فقال: يا بنية، خمري عليك نحرك، ولا تخافي عَلَى أبيك غلبة ولا ذلا، فقلت: من هذه؟ فقالوا: هذه ابنته زينب.
وروى أَبُو نعيم بعد هذا الحديث، الحديث الذي في الحارث بْن الحارث الأزدي، الذي رواه عنه عبد الأعلى بْن هلال، ما كان يقوله إذا فرغ من طعامه وشرابه، فهما عنده واحد، وكذلك قال ابن منده، فإنه قال في هذا: وقيل: هو الأول، وأراد به الأشعري الذي قبل هذه، وأما أَبُو عمر، فإنه رآهما اثنين: الأول الغامدي، والثاني هذا، ولم يرو في هذا لا طرفًا من حديث قوله لابنته: خمري نحرك وحديث: الفردوس سرة الجنة.
وما يبعد أن يكون هذا الأزدي، والغامدي واحدًا، فإن غامدًا بطن من الأزد، وأما عَلَى قول ابن منده أن هذا قيل: إنه الأشعري، فإن الأشعري ليس بينه وبين الأزدي إلا أنهما من اليمن، والله أعلم.(1/595)
863- الحارث بن الحارث بن قيس
ب د ع: الحارث بْن الحارث بْن قيس بْن عدي بْن سعد بْن سهم القرشي السهمي كان من مهاجرة الحبشة، مع أخويه: بشر، ومعمر ابني الحارث، قاله أَبُو عمر.
وقال ابن منده، وَأَبُو نعيم: إنه قتل يَوْم أجنادين، ولا تعرف له رواية.
أخرجه الثلاثة.(1/596)
864- الحارث بن الحارث بن كلدة
ب: الحارث بْن الحارث بْن كلدة بْن عمرو بْن علاج بْن أَبِي سلمة بْن عبد العزى بْن غيرة بْن عوف بْن ثقيف كان أبوه طبيب العرب وحكيمها، وهو من المؤلفة قلوبهم، وكان من أشراف قومه، وأما أبوه الحارث بْن كلدة، فمات أول الإسلام، ولم يصح إسلامه، وقد روى أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر سعد بْن أَبِي وقاص أن يأتيه، ويستوصفه في مرض نزل به.
فدل ذلك عَلَى أَنَّهُ جائز أن يشاور أهل الكفر في الطب، إذا كانوا من أهله، وقد ذكرنا القصة في الحارث بْن كلدة.
أخرجه الثلاثة.(1/596)
865- الحارث بن حاطب بن الحارث
ب د ع: الحارث بْن حاطب بْن الحارث بْن معمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح القرشي الجمحي وأمه: فاطمة بنت المجلل.
ولد بأرض الحبشة، وهو أخو مُحَمَّد بْن حاطب، والحارث أسن، واستعمل عَبْد اللَّهِ بْن الزبير الحارث عَلَى مكة سنة ست وستين، وقيل: إنه كان يلي المساعي أيام مروان، لما كان أميرًا عَلَى المدينة لمعاوية، قاله أَبُو عمر، والزبير بْن بكار، وابن الكلبي.
وقال ابن إِسْحَاق في تسمية من هاجر إِلَى الحبشة من بني جمح: الحارث بْن حاطب بْن معمر، قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم، عن ابن إِسْحَاق، والأول أصح.
وروى ابن منده، عن ابن إِسْحَاق في هذه الترجمة، قال: زعموا أن أبا لبابة بْن عبد المنذر، والحارث بْن حاطب خرجا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بدر، فردهما، أمر أبا لبابة عَلَى المدينة، وضرب لهما بسهم مع أصحاب بدر.
ومن حديثه ما:
(244) أخبرنا بِهِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حدثنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، أخبرنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عن يُوسُفَ بن يَعْقُوبَ، عن مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، أَوِ الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبٍ، أَنَّهُ ذَكَرَ ابْنَ الزُّبَيْرَ، فَقَالَ: طَالَمَا حَرَصَ عَلَى الإِمَارَةِ، قُلْنَا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: أَتَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلِصٍّ فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ سَرَقَ، فَقَالَ: اقْطَعُوهُ، ثُمَّ أَتَى بِهِ بَعْدَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، وَقَدْ سَرَقَ، وَقَدْ قُطِعَتْ قَوَائِمُهُ، فَقَالَ: مَا أَجِدُ لَكَ شَيْئًا إِلا مَا قَضَى فِيكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أَمَرَ بِقَتْلِكَ، فَإِنَّهُ كَانَ أَعْلَمُ بِكَ، ثُمَّ أَمَرَ بِقَتْلِهِ أُغَيْلِمَةَ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ، أَنَا فِيهِمْ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: أَمَرُونِي عَلَيْكُمْ، فَأَمَرْنَاهُ عَلَيْنَا، ثُمَّ انْطَلَقْنَا بِهِ، فَقَتَلْنَاهُ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ. قلت: قول ابن منده، وأبي نعيم في نسبه: الحارث بْن حاطب بْن معمر، ورويا ذلك عن ابن إِسْحَاق، فليس بشيء، فإن ابن إِسْحَاق ذكره فيمن هاجر إِلَى أرض الحبشة، فقال: حاطب بْن الحارث بْن معمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح، كذا عندنا فيما رويناه، عن يونس، عن ابن إِسْحَاق، وكذلك ذكره عَبْد الْمَلِكِ بْن هشام، عن ابن إِسْحَاق، وسلمة عنه أيضًا.
وأما قول ابن منده: إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رده مع أَبِي لبابة في غزوة بدر، فإن هذا الحارث ولد بأرض الحبشة، ولم يقدم إِلَى المدينة إلا بعد بدر، وهو صبي، وَإِنما الذي رده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الطريق إِلَى المدينة هو: الحارث بْن حاطب الأنصاري الذي نذكره بعد هذه الترجمة، وظن ابن منده أن الذي أعاده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الطريق هو هذا، فلم يذكر الأنصاري.
وقد ذكره أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر عَلَى ما نذكره إن شاء اللَّه تعالى.(1/597)
866- الحارث بن حاطب بن عمرو
ب س ع: الحارث بْن حاطب بْن عمرو بْن عبيد بْن أمية بْن زيد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي وقيل: إنه من بني عبد الأشهل، والأول أصح، يكنى: أبا عَبْد اللَّهِ، وهو أخو ثعلبة بْن حاطب.
ذكره موسى بْن عقبة فيمن شهد بدرًا من الأنصار، ثم من الأوس، ثم من بني عمرو بْن عوف، ثم من بني أمية بْن زيد.
خرج مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بدر، هو وأخوه أَبُو لبابة بْن عبد المنذر، فردهما من الروحاء، جعل أبا لبابة أميرًا عَلَى المدينة، وأمر الحارث بإمرة إِلَى بني عمرو بْن عوف، وضرب لهما بسهمهما وأجرهما، فكانا كمن شهدها، وشهد صفين مع علي بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنه.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى.(1/598)
867- الحارث بن الحباب
س: الحارث بْن الحباب بْن الأرقم بْن عوف بْن وهب، أَبُو معاذ القاري ذكره ابن شاهين، أخرجه أَبُو موسى.(1/598)
868- الحارث بن حبال
س: الحارث بْن حبال بْن ربيعة بْن دعبل بْن أنس بْن خزيمة بْن مالك بْن سلامان بْن أسلم الأسلمي صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد معه الحديبية.
ذكره ابن شاهين، والطبري، والكلبي، ونسبه الكلبي كما ذكرناه، وساق نسب أَبِي برزة، فقال: أَبُو برزة بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن حبال، فعلى هذا يكون الحارث جد أَبِي برزة، وهو بعيد، ويرد ذكر نسب أَبِي برزة مستوفى، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو موسى.(1/599)
869- الحارث بن حسان
ب ع: الحارث بْن حسان الربعي البكري الذهلي وقيل: حويرث، سكن الكوفة.
روى عنه أَبُو وائل، وسماك بْن حرب.
(245) أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا عَفَّانُ، أخبرنا سَلامُ هُوَ أَبُو الْمُنْذِرِ الْقَارِيُّ، عن عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عن أَبِي وَائِلٍ، عن الْحَارِثِ بْنِ حَسَّانٍ، قَالَ: مَرَرْتُ بِعَجُوزٍ بِالرَّبَذَةِ مُنْقَطِعٌ بِهَا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَتْ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ فَقُلْنَا: نُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: احْمِلُونِي مَعَكُمْ فَإِنَّ لِي إِلَيْهِ حَاجَةً، قَالَ: فَحَمَلْتُهَا، فَلَمَّا وَصَلَتْ دَخَلَتِ الْمَسْجِدَ، وَهُوَ غَاصًّ بِالنَّاسِ، فَإِذَا رَايَةٌ سَوْدَاءُ تَخْفِقُ، قُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ؟ قَالُوا: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ أَنْ يَبْعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَجْهًا، وَبِلالٌ مُتَقَلِّدُ السَّيْفَ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَعَدْتُ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذِنَ لِي، فَدَخَلْتُ، فَقَالَ: هَلْ كَانَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي تَمِيمٍ شَيْءٌ؟، فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَانَتْ لَنَا الدَّائِرَةُ عَلَيْهِمْ، وَمَرَرْتُ عَلَى عَجُوزٍ مِنْهُمْ، وَهَا هِيَ بِالْبَابِ، فَأَذِنَ لَهَا، فَدَخَلَتْ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَجْعَلَ الدَّهْنَاءَ، حَاجِزًا بَيْنَنَا وَبْيَن بَنِي تَمِيمٍ فَافْعَلْ، فَإِنَّهَا قَدْ كَانَتْ لَنَا مَرَّةً، قَالَ: فَاسْتَوْفَزَتِ الْعَجُوزُ، وَأَخَذَتْهَا الْحِمْيَةُ، وَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيْنَ تَضْطَرُّ مُضَرَكَ؟ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا حَمَلْنَا هَذِهِ وَلا نَشْعُرُ أَنَّهَا كَانَتْ لِي خِصْمًا، أَعُوذُ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِ اللَّهِ أَنْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الأَوَّلُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا قَالَ الأَوَّلُ؟، قَالَ: قُلْتُ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ، قَالَ سَلامٌ: هَذَا أَحْمَقُ يَقُولُ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ، قَالَ: فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هِيهْ، يَسْتَطْعِمُنِي الْحَدِيثَ، فَقَالَ: إِنَّ عَادًا قَحَطُوا، فَأَرْسَلُوا وَافِدَهُمْ يَسْتَسْقِي لَهُمْ، فَنَزَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ شَهْرًا، يَسْقِيهِ الْخَمْرَ وَتُغَنِّيهِ الْجَرَادَتَانِ، يَعْنِي: قَيْنَتَيْنِ كَانَتَا لِمُعَاوِيَةَ، ثُمَّ أَتَى جِبَالَ مَهْرَةَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَمْ آتِ لِأَسِيرٍ فَأُفَادِيهِ، وَلا لِمَرِيضٍ فَأُدَاوِيهِ، فَاسْقِ عَبْدَكَ مَا أَنْتَ مُسْقِيهِ، وَاسْقِ مَعَهُ مُعَاوِيَةَ شَهْرًا، يَشْكُرُ لَهُ الْخَمْرَ الَّتِي شَرِبَهَا عِنْدَهُمْ، قَالَ: فَمَرَّتْ بِهِ سَحَابَاتٌ سُودٌ، فَنُودِيَ مِنْهَا أَنْ تَخَيَّرَ السَّحَابَ.
فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ لَسَحَابَةٌ سَوْدَاءُ، فَنُودِيَ مِنْهَا أَنْ خُذْهَا رَمَادًا رَمْدَدًا، لا تَدَعُ مَنْ عَادَ أَحَدًا، قَالَ أَبُو وَائِلٍ: فَبَلَغَنِي أَنَّهُ لَمْ يُرْسَلْ عَلَيْهِمْ مِنَ الرِّيحِ إِلا قَدْرَ مَا يَجْرِي فِي الْخَاتَمِ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عن عَفَّانَ، عن أَبِي الْمُنْذِرِ، عن عَاصِمٍ، عن أَبِي وَائِلٍ، مِثْلَهُ.
وَرَوَاهُ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عن أَبِي الْمُنْذِرِ.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أَيْضًا، وَسَعِيدٌ الأُمَوِيُّ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صَالِحٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، كُلُّهُمْ عن أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عن عَاصِمٍ، عن الْحَارِثِ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا وَائِلٍ.
وَرَوَاهُ عَنْبَسَةُ بْنُ الأَزْهَرِ الذُّهْلِيُّ، عن سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عن الْحَارِثِ بْنِ حَسَّانٍ الْبَكْرِيِّ، قَالَ: لَمَّا كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مَا كَانَ، وَفَدْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَافَيْتُهُ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَهُوَ يَقُولُ: جَهِّزُوا جَيْشًا إِلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ كَوَافِدِ عَادٍ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
إلا أن أبا عمر، قال: الحارث بْن حسان بْن كلدة البكري، ويقال: الربعي، ويقال: الذهلي، من بني ذهل بْن شيبان، ويقال: الحارث بْن يَزِيدَ بْن حسان، ويقال: حريث بْن حسان، والأول أكثر، وهو الصحيح.
قلت: من يرى قوله: بكري، وربعي، وذهلي، يظن أن هذا اختلاف، وليس كذلك، فإن ذهل بْن شيبان بْن بكر، وبكر بْن ربيعة، فإذا قيل: ذهلي فهو بكري، وربعي، وَإِذا قيل: ربعي فهو بكري، وَإِذا قيل: ربعي فقد يكون من بكر ومن ذهل، وقد يكون من غيرهما كتغلب، وحنيفة، وعجل، وعبد القيس، وغيرهم، والله أعلم، ولولا أن أبا عمر نسبه إِلَى كلدة لغلب عَلَى ظني أَنَّهُ الحارث بْن حسان بْن خوط، فإنه شهد الجمل مع علي، وأخوه بشر القائل:
أنا ابن حسان بْن خوط وأبي رسول بكر كلها إِلَى النَّبِيّ
والله أعلم.(1/599)
870- الحارث بن الحكم
د ع: الحارث بْن الحكم السلمي غزا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاث غزوات.
روى عنه عطية الدعاء، وهو وهم، والصواب: الحكم بْن الحارث، قاله ابن منده، وقال أَبُو نعيم في ترجمته: ذكره بعض المتأخرين، وذكر أَنَّهُ وهم، وصوابه الحكم بْن الحارث، وقد ذكر في الحكم، وأما أَبُو عمر، فإنه ذكره في الحكم، وذكراه أيضًا.(1/601)
871- الحارث بن حكيم
س: الحارث بْن حكيم الضبي
(246) أخبرنا أَبُو مُوسَى، كِتَابَةً، أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، إِذْنًا، أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ، أخبرنا أَبُو عُمَرَ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنِي الْمُنْذِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَابُوسِيُّ، أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عن سَيْفِ بْنِ عُمَرَ، عن الصَّعْبِ بْنِ هِلالٍ الضَّبِّيِّ، عن أَبِيهِ، عن الْحَارِثِ بْنِ حَكِيمٍ الضَّبِّيِّ، أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟، فَقَالَ: عَبْدُ الْحَارِثِ، فَقَالَ: أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ، فَسُمِّيَ عَبْدَ اللَّهِ، وَوَلَّاهُ صَدَقَاتِ قَوْمِهِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مُسْتَدْرِكًا عَلَى ابْنِ مَنْدَهْ، وَلَيْسَ لَهُ فِيهِ حُجَّةٌ، فَإِنَّهُ إِنْ سَمَّاهُ بِاسْمِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَهُوَ عَبْدُ الْحَارِثِ، وَإِنْ سَمَّاهُ بِاسْمِهِ فِي الإِسْلامِ فَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ، فَذِكْرُهُ هَاهُنَا لا وَجْهَ لَهُ. وقد ذكره هشام الكلبي ونسبه، فقال: عبد الحارث بْن زيد بْن صفوان بْن صباح بْن طريف بْن زيد بْن عامر بْن ربيعة بْن كعب بْن ربيعة بْن ثعلبة بْن سعد بْن ضبة، قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسماه عَبْد اللَّهِ.(1/601)
872- الحارث بن خالد بن صخر
ب ع س: الحارث بْن خَالِد بْن صخر بْن عامر بْن كعب بْن سعد بْن تيم بْن مرة، جد مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن الحارث التيمي.
من المهاجرين الأولين إِلَى أرض الحبشة، هاجر هو وامرأته ريطة بنت الحارث بْن جبيلة بْن عامر بْن كعب بْن سعد بْن تيم، يجتمع هو وامرأته في عامر.
وقيل: إنه هاجر مع جَعْفَر بْن أَبِي طالب إِلَى الحبشة في الهجرة الثانية، فولدت له بأرض الحبشة: موسى، وعائشة، وزينب، وفاطمة أولاد الحارث، فهلكوا بأرض الحبشة، وقيل: بل خرج بهم أبوهم من أرض الحبشة، يريد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما كانوا ببعض الطريق شربوا ماء فماتوا أجمعون، ونجا هو وحده، فقدم المدينة، فزوجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنت عبد يزيد بْن هاشم بْن المطلب بْن عبد مناف.
وقد ذكر أَبُو عمر في ترجمته من أولاده الذين هلكوا: إِبْرَاهِيم، ورواه عن الزبير، ولم يذكره الزبير، وَإِنما ابنه إِبْرَاهِيم عاش بعده، ومن ولده مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن الحارث الفقيه، ولعله قد كان له ولد آخر اسمه إِبْرَاهِيم.
أخرجه الثلاثة، واستدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، وهو في كتاب ابن منده ترجمة طويلة.(1/602)
873- الحارث بن خالد القرشي
د ع: الحارث بْن خَالِد القرشي روى حديثه هشيم بْن عبد الرحمن العذري، عن موسى بْن الأشعث، أن رجلا من قريش يقال له: الحارث بْن خَالِد، كان مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفر، قال: فأتي بوضوء فتوضأ.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
قلت: ما أقرب أن يكون هذا هو الحارث بْن خَالِد بْن صخر التيمي، ولم ينسبه ههنا، والله أعلم، وقد تقدم ذكره مستوفى.(1/602)
874- الحارث بن خزمة
ب د ع: الحارث بْن خزمة بْن عدي بْن أَبِي بْن غنم وهو قوقل بْن سالم بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي، وهو حليف لبني عبد الأشهل، وقيل: الحارث بْن خزيمة، وقيل: خزمة بفتحتين.
قال الطبري: وساق نسبه كما ذكرناه، ونسبه ابن الكلبي مثله.
وقالوا: شهد بدرًا، وأحدًا، والخندق، وما بعدها من المشاهد كلها، وهو الذي جاء بناقة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين ضلت في غزوة تبوك، وقال المنافقون: إن محمدًا لا يعلم خبر ناقته، فكيف يعلم خبر السماء، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما علم مقالتهم: إني لا أعلم إلا ما علمني اللَّه، وقد أعلمني مكانها، وَإِنها في الوادي في شعب كذا، فانطلقوا فجاءوا بها، وكان الذي جاء بها الحارث بْن خزمة.
وذكره موسى بْن عقبة، فيمن شهد بدرًا، فقال: شهد بدرًا من الأنصار، ثم من بني النبيت، ثم من بني عبد الأشهل: الحارث بْن خزمة بْن عدي، حليف لهم.
(247) أخبرنا أَبُو الحَرَمِ مَكِّيُّ بْنُ زَيَّانٍ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عن مَالِكٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، أَنَّ أَبَا بَشِيرٍ الأَنْصَارِيَّ، وَهِيَ كُنْيَةُ الْحَارِثِ بْنِ خَزَمَةَ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَأَرْسَلَ رَسُولا: لا تُبْقِيَنَّ فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلادَةً مِنْ وَتَرٍ إِلا قُطِعَتْ، قَالَ مَالِكٌ: أَرَى ذَلِكَ مِنَ الْعَيْنِ. وقد ذكر ابن منده أن الحارث بْن خزمة هو الذي جاء إِلَى عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه بالآيتين خاتمة سورة التوبة: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} إِلَى آخر السورة، وهذا عندي فيه نظر.
(248) أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَسَارٍ، أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ حَدَّثَهُ، قَالَ: بَعَثَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، وَذَكَرَ حَدِيثَ جَمْعِ الْقُرْآنِ، وَقَالَ: فَوَجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ بَرَاءَةٍ مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} سُورَةُ التَّوْبَةِ آيَةُ 128 إِلَى {الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} .
وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ. وتوفي سنة أربعين في خلافة علي رضي اللَّه عنه.
أخرجه الثلاثة.(1/602)
875- الحارث بن خزيمة
ب: الحارث بْن خزيمة، أَبُو خزيمة الأنصاري قال ابن شهاب، عن عبيد بْن السباق، عن زيد، قال: وجدت آخر التوبة، مع أَبِي خزيمة الأنصاري، وهذا لا يوقف له عَلَى اسم، وقد تقدم أنها وجدت مع خزيمة بْن ثابت، وهو الصحيح.
أخرجه أَبُو عمر.(1/604)
876- الحارث بن خضرامة الضبي
س: الحارث بْن خضرامة الضبي الهلالي بالإسناد المذكور في الحارث بْن حكيم، عن سيف بْن عمر، عن الصعب بْن هلال الضبي، عن أبيه، قال: قدم الحر بْن خضرامة، كذا ذكره: الهلالي الضبي، وكان حليفًا لبني عبس، فقدم المدينة بغنم وأعبد، فلم يلبث أن مات، فأعطاه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كفنًا، وحناطًا، فقدم ورثته، فأعطاهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الغنم، وأمر ببيع الرقيق بالمدينة، وأعطاهم أثمانها، ذكر بعضهم عن الدارقطني، عن المنذر، وقال: الحارث، بدل الحر، والله عَزَّ وَجَلَّ أعلم.
أخرجه أَبُو موسى.(1/604)
877- الحارث بن رافع بن مكيث
س: الحارث بْن رافع بْن مكيث روى بقية، عن عثمان بْن زفر، عن مُحَمَّدِ بْنِ خَالِد بْن رافع بْن مكيث، عن عمه الحارث بْن رافع، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: حسن الملكة نماء، وسوء الخلق شؤم، والبر زيادة في العمر.
رواه معمر، عن عثمان، فقال: عن بعض بني رافع بْن مكيث، عن رافع بْن مكيث، وهو أصح ويرد هناك.
أخرجه ههنا أَبُو موسى.(1/604)
878- الحارث بن رافع
س: الحارث بْن رافع أخرجه أَبُو موسى، عن عبدان، أَنَّهُ قال: سمعت أحمد بْن سيار يقول: الحارث بْن رافع من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ممن قتل بأحد سنة ثلاث، لم يحفظ له حديث.(1/605)
879- الحارث بن ربعي
ب د ع: الحارث بْن ربعي بْن بلدمة بْن خناس بْن سنان بْن عبيد بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سلمة بْن سعد بْن عَلِيِّ بْنِ راشد بْن ساردة بْن تزيد بْن جشم بْن الخزرج، أَبُو قتادة الأنصاري الخزرجي ثم من بني سلمة، فارس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقيل: اسمه النعمان، قاله ابن إِسْحَاق، وهشام بْن الكلبي.
قال أَبُو عمر: يقولون: بلدمة بالفتح، وبلذمة، بالذال المعجمة والضم.
ويرد ذكره في الكنى، وهو مشهور بكنيته.
أخرجه الثلاثة.(1/605)
880- الحارث بن الربيع
س: الحارث بْن الربيع بْن زياد بْن سفيان بْن عَبْد اللَّهِ بْن ناشب بْن هدم بْن عوذ بْن غالب بْن قطيعة بْن عبس الغطفاني العبسي.
روى هشام الكلبي، عن أَبِي الشغب العبسي، قال: " وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسعة رهط من بني عبس، وكانوا من المهاجرين الأولين، منهم: الحارث بْن الربيع بْن زياد، فأسلموا فدعا لهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
قال ابن ماكولا: الربيع الكامل، وعمارة الوهاب، وأنس الفوارس، وقيس الحفاظ بنو زياد.
أخرجه أَبُو موسى.(1/605)
881- الحارث بن أبي ربيعة
د ع: الحارث بْن أَبِي ربيعة المخزومي استسلف منه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن منده، وقال: هو وهم.
رواه عَبْد اللَّهِ بْن عبد الصمد بْن أَبِي خداش الموصلي، عن الْقَاسِم الجرمي، عن سفيان، عن إِسْمَاعِيل ابن إِبْرَاهِيم، عن أبيه، عن الحارث بْن أَبِي ربيعة.
ورواه أصحاب الثوري عنه، عن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة، عن أبيه، عن جده، والصواب ما رواه ابن المبارك، وقبيصة، وأصحاب الثوري، عن الثوري، عن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم، عن أبيه، عن جده، قال: وكذلك رواه وكيع، وبشر بْن عمرو، وابن أَبِي فديك في آخرين، عن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم، عن أبيه، عن جده، قال: وذكر الحارث في هذا الحديث وهم.
(249) أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ بِإِسْنَادِهِ، عن أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، أخبرنا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، أخبرنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، أخبرنا مُوسَى وَإِسْمَاعِيلُ ابْنَا إِبْرَاهِيمَ الرَّبْعِيَّانِ، عن أَبِيهِمَا، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ اسْتَسْلَفَ مِنْهُ سَلَفًا، وَقَالَ مُوسَى: ثَلاثِينَ أَلْفًا مَالا، قَالَ: وَاسْتَعَارَ مِنْهُ سِلاحًا، فَلَمَّا رَجَعَ رَدَّ ذَلِكَ إِلَيْهِ، وَقَالَ: إِنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الْوَفَاءُ وَالْحَمْدُ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ. قلت: الحارث بْن أَبِي ربيعة هو ابن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة المخزومي، وهو عامل ابن الزبير عَلَى البصرة، ويلقب: القباع، وليس له صحبة، ويرد ذكر عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة في بابه.(1/606)
882- الحارث بن زهير
س: الحارث بْن زهير بْن أقيش العكلي قال ابن شاهين: لا أدري هو الأول، يعني: الحارث بْن أقيش، أو غيره، وقد تقدم.
روى حديثه الحارث بْن يَزِيدَ العكلي، عن مشيخة من الحي، عن الحارث بْن زهير بْن أقيش العكلي، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب له ولقومه كتابًا هذه نسخته: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، من مُحَمَّد النَّبِيّ لبني قيس بْن أقيش، أما بعد فإنكم إن أقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأعطيتم سهم اللَّه عَزَّ وَجَلَّ والصفي، فأنتم آمنون بأمان اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَبُو موسى.
قلت: أما أنا فلا أشك أنهما واحد، أعني هذا، والحارث بْن أقيش الذي تقدم ذكره، ولعله اشتبه عليه حيث رَأَى لأحدهما حديث: كتاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وللثاني حديث: من مات له أربعة من الولد، فظنهما اثنين، وَإِنما الحديثان لواحد، وهو الحارث بْن أقيش، وهو ابن زهير بْن أقيش، نسب مرة إِلَى أبيه، ومرة إِلَى جده، والله أعلم.(1/606)
883- الحارث بن زياد الأنصاري
ب د ع: الحارث بْن زياد الأنصاري الساعدي بدري، يعد في أهل المدينة، شهد بدرًا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(250) أخبرنا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ الْغَسِيلِ، أخبرنا حَمْزَةُ بْنُ أَبِي أُسَيْدٍ، وَكَانَ أَبُوهُ بَدْرِيًّا، عن الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ السَّاعِدِيِّ الأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، وَهُوَ يُبَايِعُ النَّاسَ عَلَى الْهِجْرَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَايِعْ هَذَا، قَالَ: وَمَنْ هَذَا؟ قَالَ: ابْنُ عَمِّي حَوْطُ بْنُ يَزِيدَ، أَوْ يَزِيدُ بْنُ حَوْطٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا أُبَايِعُكَ، إِنَّ النَّاسَ يُهَاجِرُونَ إِلَيْكُمْ، وَلا تُهَاجِرُونَ إِلَيْهِمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يُحِبُّ رَجُلٌ الأَنْصَارَ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ، إِلا لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ يُحِبُّهُ، وَلا يُبْغِضُ رَجُلٌ الأَنْصَارَ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ، إِلا لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ يُبْغِضُهُ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ إِلا أَنَّ ابْنَ مَنْدَهْ، قَالَ: السَّعْدِيُّ، وَالصَّوَابُ السَّاعِدِيُّ، وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْعَسْكَرِيُّ: إِنَّهُ نَزَلَ الْكُوفَةَ حَوْطَ: بِفَتْحِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ.(1/607)
884- الحارث بن زياد
د ع: الحارث بْن زياد وليس بالأنصاري، يعد في الشاميين، مختلف في صحبته.
روى الحسن بْن سفيان، عن قتيبة، عن اللَّيْث، عن معاوية بْن صالح، عن يونس بْن سيف، عن الحارث بْن زياد، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: اللهم علم معاوية الكتاب والحساب، وقه العذاب.
رواه الحسن بْن عرفة، عن قتيبة، وقال فيه: الحارث بْن زياد، صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهذه الزيادة وهم.
ورواه أسد بْن موسى، وآدم، وَأَبُو صالح، عن اللَّيْث، عن معاوية بْن صالح، فقالوا: عن الحارث، عن أَبِي رهم، عن العرباض، وهو الصواب.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/608)
885- الحارث بن زيد
س: الحارث بْن زيد بْن حارثة بْن معاوية بْن ثعلبة بْن جذيمة بْن عوف بْن بكر بْن عوف بْن أنمار بْن عمرو بْن ودعية بْن لكيز بْن أفصى بْن عبد القيس الربعي العبدي وأمه: ذوملة بنت رويم، من بني هند بْن شيبان، وكنيته: أَبُو عتاب.
قتل سنة إحدى وعشرين.
أخرجه أَبُو موسى.(1/608)
886- الحارث بن زيد بن حارثة
د ع: الحارث بْن زيد بْن العطاف بْن ضبيعة بْن زيد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي قاله مُحَمَّد بْن إِسْحَاق.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/609)
887- الحارث بن زيد العطاف
د ع: الحارث بْن زيد أخو بني معيص.
أخبرنا عُبَيْد اللَّهِ بْن أحمد بْن السمين، بِإِسْنَادِهِ عن يونس بْن بكير، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عن عبد الرحمن بْن الحارث بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَيَّاشٍ، قال: قال لي الْقَاسِم بْن مُحَمَّد: نزلت هذه الآية: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلا خَطَأً} في جدك عياش بْن أَبِي ربيعة، والحارث بْن زيد أخي معيص، كان يؤذيهم بمكة، وهو عَلَى شركه، فلما هاجر أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسلم الحارث، ولم يعلموا بإسلامه، وأقبل مهاجرًا حتى إذا كان بظاهرة بني عمرو بْن عوف لقيه عياش بْن أَبِي ربيعة، ولا يظن إلا أَنَّهُ عَلَى شركه، فعلاه بالسيف حتى قتله، فأنزل اللَّه تعالى فيه: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلا خَطَأً} إِلَى قوله {فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} يقول: تحرير رقبة مؤمنة، ولا يؤدي الدية إِلَى أهل الشرك.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/609)
888- الحارث بن زيد
س: الحارث بْن زيد آخر.
قال عبدان المروزي: سمعت أحمد بْن سيار، يقول: كان الحارث بْن زيد من أشد الناس عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاء مسلمًا يريد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يكن عرف بالإسلام، فلقيه عياش بْن أَبِي ربيعة فقتله، وفيه نزلت: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلا خَطَأً} .
قلت: أخرجه أَبُو موسى مستدركًا عَلَى ابن منده، وقد أخرجه ابن منده في الترجمة التي قبل هذه، وهو ابن معيص بْن عامر بْن لؤي، فلا وجه لاستدراكه.(1/609)
889- الحارث بن أبي سبرة
ب: الحارث بْن أَبِي سبرة وهو والد سبرة.
بن الحارث بْن أَبِي سبرة، وربما قيل: سبرة بْن أَبِي سبرة، ينسب إِلَى جده، وقد قيل: إن والد سبرة يزيد بْن أَبِي سبرة، والله أعلم.
أخرجه أَبُو عمر.(1/610)
890- الحارث بن سراقة
د ع: الحارث بْن سراقة وقيل: حارثة بْن سراقة.
أنصاري من بني عدي بْن النجار، استشهد ببدر، وهو ينظر، ذكره عروة بْن الزبير فيمن شهد بدرًا، ويرد في حارثة أتم من هذا، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/610)
891- الحارث بن سعد
س: الحارث بْن سعد قال أَبُو موسى: ذكره ابن شاهين، وهو وهم.
ورواه عن عثمان بْن عمر، عن يونس، عن الزُّهْرِيّ، عن الحارث بْن سعد، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث الرقي.
وقال يحيى بْن معين: حدث عثمان بْن عمر، عن يونس، عن الزُّهْرِيّ، عن أَبِي خزامة، عن الحارث بْن سعد، أخطأ فيه، إنما هو عن أَبِي خزامة، أحد بني الحارث بْن سعد.
وقال يحيى بْن معين: الصواب فيه: عن أَبِي خزامة، عن أبيه.
(251) أخبرنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ، إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ، عن أَبِي بَكْرِ بْنِ عَاصِمٍ، أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، أخبرنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، أخبرنا أَبِي، عن صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عن الزُّهْرِيِّ، أَنَّ أَبَا خُزَيْمَةَ أَحَدَ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ سَعْدِ هُذَيْمٍ، أَخْبَرَهُ أَبِيهِ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ دَوَاءً يُتَدَاوَى بِهِ وَتُقَاةً نَتَّقِيهَا، هَلْ يَرِدُ ذَلِكَ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ؟ ، قَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: قَدِ اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَقَالُوا: خُرَيْمَةُ، وَخُرَيْنَةُ، وَأَبُو خَزَانَةَ، وَأَبُو خُزَامَةَ، وَابْنُ أَبِي خُزَامَةَ، وَاخْتَلَفُوا فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالْخَفْضِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.(1/610)
892- الحارث بن سعيد
س: الحارث بْن سَعِيد بْن قيس بْن الحارث بْن شيبان بْن الفاتك بْن معاوية الأكرمين الكندي.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكره ابن شاهين.
أخرجه أَبُو موسى، وذكره هشام بْن الكلبي في الجمهرة أيضًا أَنَّهُ وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(1/611)
893- الحارث بن سفيان
الحارث بْن سفيان بْن معمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح القرشي الجمحي قدم به أبوه سفيان من أرض الحبشة.
ذكره أَبُو عمر في أبيه سفيان، ولم يفرده بترجمة.(1/611)
894- الحارث بن سلمة
د ع: الحارث بْن سلمة العجلاني شهد أحدًا، لا تعرف له رواية، قاله مُحَمَّد بْن إِسْحَاق.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/611)
895- الحارث بن سليم
الحارث بْن سليم بْن ثعلبة بْن كعب بْن حارثة شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد شهيدًا، قاله العدوي، ذكره أَبُو علي الغساني.(1/611)
896- الحارث بن سهل
ب د ع: الحارث بْن سهل بْن أَبِي صعصعة الأنصاري، من بني مازن بْن النجار، استشهد يَوْم الطائف، لا تعرف له رواية.
(252) أخبرنا أَبُو جَعْفَر عُبَيْد اللَّهِ بْن أحمد بْن عَلِيٍّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عن ابن إِسْحَاق في تسمية من قتل من الأنصار يَوْم الطائف، ومن بني مازن بْن النجار: الحارث بْن سهل بْن أَبِي صعصعة.
قاله ابن منده، وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، فوهم فيه وصحف، وَإِنما هو الحباب بْن سهل بْن صعصعة.
وروى بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي جَعْفَر النفيلي، عن ابن إِسْحَاق في تسمية من استشهد يَوْم الطائف من الأنصار من بني مازن بْن النجار: الحباب بْن سهل بْن أَبِي صعصعة.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قد ظلم أَبُو نعيم أبا عَبْد اللَّهِ بْن منده، فإنه لمن يصحف، وقد أورده ابن بكير، عن ابن إِسْحَاق كما ذكرناه، وأورده ابن هشام، عن البكائي، عن ابن إِسْحَاق، وكذلك سلمة عنه أيضًا، وأخرجه أَبُو عمر مثل ابن منده، إلا أَنَّهُ لم ينسب قوله إِلَى أحد، وما هذا أول اسم اختلفوا فيه، والوهم إِلَى النفيلي أولى، لأنه قد رواه ثلاثة إِلَى ابن إِسْحَاق مثل ابن منده، فلا يرد قولهم بقول واحد، والله أعلم.(1/611)
897- الحارث بن سواد
د ع: الحارث بْن سواد الأنصاري شهد بدرًا، قاله عروة بْن الزبير.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم كذا مختصرًا.(1/612)
898- الحارث بن سويد التيمي
ب د ع: الحارث بْن سويد التيمي عداده في أهل الكوفة.
روى عنه مجاهد، حديثه عند قطن بْن نسير، عن جَعْفَر بْن سليمان، عن حميد الأعرج، عن مجاهد، عن الحارث بْن سويد، وكان مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلما، ولحق بقومه مرتدًا، ثم أسلم، قاله ابن منده وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو عمر: الحارث بْن سويد، وقيل: ابن مسلم المخزومي، ارتد عن الإسلام، ولحق بالكفار، فنزلت هذه الآية: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ} إِلَى قوله: {إِلا الَّذِينَ تَابُوا} ، فحمل رجل هذه الآيات، فقرأهن عليه، فقال الحارث: والله ما علمتك إلا صدوقًا، وَإِن اللَّه أصدق الصادقين، فرجع فأسلم، فحسن إسلامه.
روى عنه مجاهد.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قد ذكر بعض العلماء أن الحارث بْن سويد التيمي تابعي، من أصحاب ابن مسعود، لا تصح له صحبة ولا رؤية، قاله البخاري ومسلم، وقال: إن الذي ارتد ثم أسلم: الحارث بْن سويد بْن الصامت، ولعمري لم يزل المفسرون يذكر أحدهم أن زيدًا سبب نزول آية كذا، ويذكر مفسر آخر أن عمرًا سبب نزولها، والذي يجمع أسماء الصحابة يجب عليه أن يذكر كل ما قاله العلماء، وَإِن اختلفوا، لئلا يظن ظان أَنَّهُ أهمله، أو لم يقف عليه، وَإِنما الأحسن أن يذكر الجميع، ويبين الصواب فيه، فقد ذكر في هذه الحادثة أَبُو صالح، عن ابن عباس: أن الذي أسلم، ثم ارتد، ثم أسلم: الحارث بْن سويد بْن الصامت، وذكر مجاهد هذا، ومجاهد أعلم وأوثق، فلا ينبغي أن يترك قوله لقول غيره، والله أعلم.(1/612)
899- الحارث بن سويد بن الصامت
د ع: الحارث بْن سويد بْن الصامت أخو الجلاس، أحد بني عمرو بْن عوف.
وقد تقدم نسبه.
قال ابن منده: الحارث بْن سويد بْن الصامت، وذكر أَنَّهُ ارتد عن الإسلام، ثم ندم، وقال: أراه الأول، يعني: التيمي الذي تقدم ذكره، وذكر هو في التيمي، أَنَّهُ كوفي، ولا خلاف بين أهل الأثر أن هذا قتله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمجذر بْن ذياد، لأنه قتل المجذر يَوْم أحد غيلة.
وذكر ابن منده في المجذر أن الحارث بْن سويد بْن الصامت قتله، ثم ارتد، ثم أسلم، فقتله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمجذر، وَإِنما قتل الحارث المجذر، لأن المجذر قتل أباه سويد بْن الصامت في الجاهلية في حروب الأنصار، فهاج بسبب قتله وقعة بعاث، فلما رآه الحارث يَوْم أحد قتله بأبيه، والله أعلم، وقد تقدمت القصة في الجلاس، فلا نعيدها.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/613)
900- الحارث بن شريح
ب د ع: الحارث بْن شريح النميري وقيل: ابن ذؤيب.
قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو عمر: الحارث بْن شريح بْن ذؤيب بْن ربيعة بْن عامر بْن ربيعة المنقري التميمي، قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد بني منقر مع قيس بْن عاصم، فأسلموا.
حديثه عند دلهم بْن دهثم العجلي، عن عائذ بْن ربيعة، عنه، وقد قيل: إنه نميري، وقدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد بني نمير.
وروى ابن منده، وَأَبُو نعيم حديث دلهم، عن عائذ بْن ربيعة النميري، عن مالك، عن قرة بْن دعموص، أنهم وفدوا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قرة، وقيس بْن عاصم، وَأَبُو مالك، والحارث بْن شريح، وغيرهم.
أخرجه الثلاثة.
قلت: الذي أظنه أن الحق مع ابن منده وأبي نعيم في أن الحارث نميري، وليس بتميمي، وأن أبا عمر وهم فيه، لأنه قد جاء ذكر من وفد مع الحارث، ومنهم قيس بْن عاصم، وليس في كتاب أَبِي عمر قيس بْن عاصم إلا المنقري، فظن الحارث منقريا، حيث رآه مع قيس في الوفادة، وهو لم يذكر قيسًا النميري وليس كذلك، وَإِنما هذا قيس بْن عاصم هو ابن أسيد بْن جعونة النميري، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمسح رأسه، ذكره ابن الكلبي، وغيره فيمن وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمسح رأسه، فبان بهذا أن الحارث أيضًا نميري، وقد ذكر أَبُو موسى قيس بْن عاصم النميري مستدركًا عَلَى ابن منده، وهذا يؤيد ما قلناه، فلو أَنَّهُ منقري لما كان مستدركًا، فإن ابن منده قد ذكر المنقري، والله أعلم.
شريح: بالشين المعجمة.(1/613)
901- الحارث بن صبيرة
س: الحارث بْن صبيرة بْن سَعِيد بْن سعد بْن سهم بْن عمرو بْن هصيص بْن كعب، أَبُو وداعة السهمي.
كان فيمن شهد بدرًا مع المشركين فأسر، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن له ابنا كيسًا بمكة، له مال، وهو مغل فداءه، فخرج ابنه المطلب من مكة إِلَى المدينة في أربع ليال، فافتدى أباه، فكان أول من افتدى أسرى قريش، وأسلم أَبُو وداعة يَوْم الفتح، وبقي إِلَى خلافة عمر، وكان أبوه صبيرة قد عمر كثيرًا، ولم يشب، وفيه يقول الشاعر: حجاج بيت اللَّه إن صبيرة القرشي ماتا سبقت منيته المشيب وكان ميتته افتلاتا أخرجه أَبُو موسى.
سعيد: بضم السين، وفتح العين.(1/614)
902- الحارث بن أبي صعصعة
ب: الحارث بْن أَبِي صعصعة أخو قيس بْن أَبِي صعصعة، واسم أَبِي صعصعة: عمرو بْن زيد بْن عوف بْن مبذول بْن عمرو بْن غنم بْن مازن بْن النجار.
قتل يَوْم اليمامة شهيدًا، وله ثلاثة إخوة: قيس، وَأَبُو كلاب، وجابر، وقتل أَبُو كلاب، وجابر يَوْم مؤتة شهيدين.
أخرجه أَبُو عمر.(1/614)
903- الحارث بن الصمة
ب د ع: الحارث بْن الصمة بْن عمرو بْن عتيك بْن عمرو بْن عامر ولقبه: مبذول بْن مالك بْن النجار الأنصاري الخزرجي، ثم النجاري، يكنى: أبا سعد بابنه سعد.
وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد آخى بينه وبين صهيب بْن سنان، وكان فيمن سار مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بدر، فكسر بالروحاء، فرده، وضرب له بسهمه وأجره، وشهد معه أحدًا، فثبت معه يومئذ، وقتل عثمان بْن عَبْد اللَّهِ بْن المغيرة، وأخذ سلبه، فأعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السلب، ولم يعط السلب يومئذ غيره، وبايع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الموت، ثم شهد بئر معونة، وكان هو وعمرو بْن أمية في السرح، فرأيا الطير تعكف عَلَى منزلهم فأتوا، فإذا أصحابهم مقتولون، فقال لعمرو: ما ترى؟ قال: أرى أن ألحق برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال الحارث: ما كنت لأتأخر عن موطن قتل فيه المنذر، وأقبل حتى لحق القوم، فقاتل حتى قتل.
قال عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بكر: ما قتلوه حتى أشرعوا إليه الرماح فنظموه بها، حتى مات، وأسر عمرو بْن أمية، ثم أطلق، وفي الحارث يقول الشاعر يَوْم بدر:
يا رب إن الحارث بْن الصمه أهل وفاء صادق وذمه
أقبل في مهامه ملمه في ليلة ظلماء مدلهمه
يسوق بالنبي هادي الأمه يلتمس الجنة فيما ثمه
وقيل: إنما قال هذه الأبيات علي بْن أَبِي طالب يَوْم أحد.
ذكر الزُّهْرِيّ، وموسى بْن عقبة، وابن إِسْحَاق أَنَّهُ شهد بدرًا، وكسر بالروحاء، وعاد وذكر عروة، والزُّهْرِيّ أَنَّهُ قتل يَوْم بئر معونة.
وروى محمود بْن لبيد، قال: قال الحارث بْن الصمة: سألني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم أحد، وهو في الشعب، فقال: هل رأيت عبد الرحمن بْن عوف؟، فقلت: نعم، رأيته إِلَى جنب الجبيل، وعليه عسكر من المشركين، فهويت إليه لأمنعه، فرأيتك، فعدلت إليك، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الملائكة تمنعه، قال الحارث: فرجعت إِلَى عبد الرحمن، فأجد بين يديه سبعة صرعى، فقلت: ظفرت يمينك، أكل هؤلاء قتلت؟ فقال: أما هذا، لأرطاة بْن شرحبيل، وهذان، فأنا قتلتهم، وأما هؤلاء فقتلهم من لم أره.
قلت: صدق اللَّه ورسوله.
أخرجه الثلاثة.(1/615)
904- الحارث بن ضرار
ب د ع: الحارث بْن ضرار وقيل: ابن أَبِي ضرار الخزاعي المصطلقي.
يكنى: أبا مالك، يعد في أهل الحجاز.
(253) أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، عن عِيسَى بْنِ دِينَارٍ، عن أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي ضِرَارٍ، يَقُولُ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَانِي إِلَى الإِسْلامِ، فَدَخَلْتُ فِيهِ، وَأَقْرَرْتُ بِهِ، وَدَعَانِي إِلَى الزَّكَاةِ، فَأَقْرَرْتُ بِهَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرْجِعُ إِلَى قَوْمِي، فَأَدْعُوهُمْ إِلَى الإِسْلامِ، وَأَدَاءِ الزَّكَاةِ، فَمَنِ اسْتَجَابَ لِي مِنْهُمْ جَمَعْتُ زَكَاتَهُ، فَتُرْسِلُ إِلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ لإِبَّانِ كَذَا وَكَذَا، لِيَأْتِيكَ بِمَا جَمَعْتُ مِنَ الزَّكَاةِ، فَلَمَّا جَمَعَ الْحَارِثُ الزَّكَاةَ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لَهُ، وَبَلَغَ الإِبَّانَ الَّذِي أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ، احْتَبَسَ عَلَيْهِ الرَّسُولُ، فَلَمْ يَأْتِهِ، فَظَنَّ الْحَارِثُ أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ فِيهِ سَخْطَةٌ مِنَ اللَّهِ وَمِنْ رَسُولِهِ، فَدَعَا سَرَوَاتَ قَوْمِهِ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَدْ كَانَ وَقَّتَ لِي وَقْتًا لِيُرْسِلُ إِلَيَّ بِرَسُولِهِ، لِيَقْبِضَ مَا كَانَ عِنْدِي مِنَ الزَّكَاةِ، وَلَيْسَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخُلْفُ، وَلا أَرَى رَسُولَهُ احْتَبَسَ إِلا مِنْ سَخْطَةٍ كَانَتْ، فَانْطَلِقُوا فَنَأْتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ إِلَى الْحَارِثِ، لِيَقْبِضَ مَا كَانَ عِنْدَهُ، مِمَّا جَمَعَ مِنَ الزَّكَاةِ، فَلَمَّا أَنْ سَارَ الْوَلِيدُ حَتَّى بَلَغَ بَعْضَ الطَّرِيقِ فَرَقَ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْحَارِثَ قَدْ مَنَعَنِي الزَّكَاةَ، وَأَرَادَ قَتْلِي، فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَعْثَ إِلَى الْحَارِثِ، وَأَقْبَلَ الْحَارِثُ بِأِصْحَابِهِ إِذِ اسْتَقْبَلَ الْبَعْثَ قَدْ فَصَلَ مِنَ الْمَدِينَةِ، إِذْ لَقِيَهُمُ الْحَارِثُ، فَلَمَّا غَشِيَهُمْ قَالَ: إِلَى مَنْ بُعُثْتِمْ؟ قَالُوا: إِلَيْكَ، قَالَ: وَلِمَ؟ قَالُوا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بَعَثَ إِلَيْكَ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَزَعَمَ أَنَّكَ مَنَعْتَهُ الزَّكَاةَ، وَأَرَدْتَ قَتْلَهُ، فَقَالَ: لا، وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُهُ، وَلا أَتَانِي، فَلَمَّا دَخَلَ الْحَارِثُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: مَنَعْتَ الزَّكَاةَ، وَأَرَدْتَ قَتْلَ رَسُولِي؟، قَالَ: لا، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُهُ، وَلا أَتَانِي، وَلا أَقْبَلْتُ إِلا حِينَ احْتَبَسَ عَلَيَّ رَسُولُكَ، خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ كَانَتْ سَخْطَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَمِنْ رَسُولِهِ، فَنَزَلَتْ الْحُجْرَاتُ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ إِلا أَنَّ أَبَا عُمَرَ قَالَ: الْحَارِثُ بْنُ ضِرَارٍ، وَقِيلَ: ابْنُ أَبِي ضِرَارٍ، وَقَالَ: أَخْشَى أَنْ يَكُونَا اثْنَيْنِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ(1/616)
905- الحارث بن أبي ضرار
الحارث بْن أَبِي ضرار وهو حبيب بْن الحارث.
بْن عائد بْن مالك بْن جذيمة، وهو المصطلق بْن سعد بْن كعب بْن عمرو بْن ربيعة الخزاعي المصطلقي، أَبُو جويرية زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنت الحارث.
قال ابن إِسْحَاق: تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جويرية بنت الحارث بْن أَبِي ضرار، وكانت في سبايا بني المصطلق من خزاعة، فوقعت لثابت بْن قيس بْن شماس، فذكر الخبر، ثم قال: فأقبل أبوها الحارث بْن أَبِي ضرار لفداء ابنته، فلما كان بالعقيق نظر إِلَى الإبل التي جاء بها للفداء، فرغب في بعيرين منها، فغيبهما في شعب من شعاب العقيق، ثم أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا مُحَمَّد، أخذتم ابنتي، وهذا فداؤها، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فأين البعيران اللذان غيبت بالعقيق في شعب كذا وكذا؟ فقال الحارث: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأنك رَسُول اللَّهِ، ما اطلع فعلي ذلك إلا اللَّه، وأسلم الحارث، وابنان له، وناس من قومه.
هذا الحارث أخرجه أَبُو علي الغساني، مستدركًا عَلَى أَبِي عمر.(1/617)
906- الحارث بن الطفيل بن صخر
ع: الحارث بْن الطفيل بْن صخر بْن خزيمة أخو عوف بْن الطفيل.
ذكره مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري في الصحابة، لا تعرف له رؤية.
أخرجه أَبُو نعيم.(1/617)
907- الحارث بن الطفيل بن عبد الله
ب: الحارث بْن الطفيل بْن عَبْد اللَّهِ بْن سخبرة القرشي.
قال أحمد بْن زهير: لا أدري من أي قريش هو؟ وقال الواقدي: هو أزدي، ونسبه في الأزد، وسنذكر ذلك في باب الطفيل أبيه، إن شاء اللَّه تعالى.
والحارث هذا هو ابن أخي عائشة، وعبد الرحمن، ولدي أَبِي بكر الصديق رضي اللَّه عنه لأمهما، لأن الطفيل أباه هو أخو عائشة لأمها، ولأبيه صحبة.
أخرجه أَبُو عمر.(1/617)
908- الحارث بن ظالم
د ع: الحارث بْن ظالم بْن عبس السلمي قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقالا: إنه يكنى أبا الأعور، وقد ذكرناه في الكنى أكثر من هذا.
شهد بدرًا، قاله ابن إِسْحَاق.
مختلف في اسمه، روى عنه قيس بْن أَبِي حازم.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
قلت: قد رد بعض العلماء هذا القول عَلَى أَبِي نعيم، وابن منده، فقال: هذا وهم كبير، جعلا رجلين واحدًا، فإن الحارث بْن ظالم كنيته أَبُو الأعور، وَأَبُو الأعور السلمي اسمه عمرو بْن سفيان، وكلاهما يكنى أبا الأعور، إلا أن الأول أنصاري خزرجي، من بني عدي بْن النجار، لا يختلف في صحبته، بدري، والثاني عمرو بْن سفيان السلمي، مختلف في صحبته، فقد جعل ابن منده، وَأَبُو نعيم الرجلين واحدًا، مع اختلاف في اسمهما ونسبهما.(1/618)
909- الحارث بن العباس
الحارث بْن العباس بْن عبد المطلب أمه امرأة من هذيل.
ذكره أَبُو عمر مدرجًا في ترجمة أخيه تمام بْن العباس، وقال: لكل بني العباس رؤية، ذكرناه كما ذكره كذلك.(1/618)
910- الحارث بن عبد الله الثقفي
ب: الحارث بْن عَبْد اللَّهِ بْن أوس الثقفي وربما قيل: الحارث بْن أوس، وقد تقدم، وهو حجازي، سكن الطائف، روى في الحائض: يكون آخر عهدها الطواف بالبيت.
(254) أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: أخبرنا الْكَرُوخِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، قَالَ: حدثنا نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ، أخبرنا الْمُحَارِبِيُّ، عن الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عن عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عن عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عن الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلْيَكُنْ آخِرُ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ.(1/618)
911- الحارث بن عبد الله البجلي
د ع س: الحارث بْن عَبْد اللَّهِ البجلي وقيل: الجهني، يعد في أهل الكوفة.
روى حديثه حماد بْن عمرو النصيبي، عن زيد بْن رفيع، عن معبد الجهني، قال: بعثني الضحاك بْن قيس إِلَى الحارث بْن عَبْد اللَّهِ الجهني بعشرين ألف درهم، وقال: قل له: إن أمير المؤمنين أمرنا أن ننفق عليك، فاستعن بهذه، قال: ومن أنت؟ قلت: أنا معبد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عويمر، قلت: وأمرني أن أسألك عن الكلمة التي قال لك الحبر باليمن، فقال: نعم، بعثني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى اليمن، ولو أوقن أَنَّهُ يموت لم أفارقه، قال: فأتاني الحبر، فقال: إن محمدًا قد مات، قلت: متى؟ قال: اليوم، فلو أن عندي سلاحًا لقاتلته، قال: فلم ألبث إلا يسيرًا حتى أتاني آت من عند أَبِي بكر أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد توفي، وبايع لي الناس خليفة من بعده، فبايع من قبلك، فقلت: إن رجلا أخبرني بهذا من يومه لخليق أن يكون عنده علم، فأرسلت إليه، فقلت: إن الذي أخبرتني كان حقًا، قال: ما كنت لأكذبك، فقلت: من أين علمت ذلك؟ قال: إنه في الكتاب الأول أَنَّهُ يموت نبي هذا اليوم، قلت: كيف يكون بعده؟ قال: تدور رحاهم إِلَى خمس وثلاثين سنة.
رواه مُحَمَّد بْن سعد، عن حماد بْن عمرو، أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، واستدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده.
وقد أخرجه ابن منده، فقد سها في استدراكه عليه، وقال: ذكره عبدان، وقال أَبُو موسى: وهذه القصة مشهورة بجرير بْن عَبْد اللَّهِ البجلي، وأظنه صحف جريرًا بالحارث.(1/619)
912- الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة
د ع: الحارث بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم القرشي المخزومي ابن أخي عياش بْن أَبِي ربيعة.
روى عبد الكريم بْن أَبِي أمية، عن الحارث بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتي بسارق.
الحديث.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وهو أخو عمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة الشاعر، وهو القباع، وقد تقدم القول فيه الحارث بْن أَبِي ربيعة، وولي البصرة لابن الزبير.(1/619)
913- الحارث بن عبد الله بن السائب
س: الحارث بْن عَبْد اللَّهِ بْن السائب بْن المطلب بْن أسد بْن عبد العزى بْن قصي.
روى حديثه سَعِيد المقبري، عنه، أَنَّهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تتقدموا قريشا، ولا تعلموا قريشًا، ولولا أن تبطر قريش لأخبرتها بماذا لخيارها عند اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَبُو موسى.(1/620)
914- الحارث بن عبد الله بن سعد
ب: الحارث بْن عَبْد اللَّهِ بْن سعد بْن عمرو بْن قيس بْن عمرو بْن امرئ القيس بْن مالك الأغر بْن ثعلبة بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج.
قتل يَوْم أحد شهيدًا.
أخرجه أَبُو عمر.(1/620)
915- الحارث بن عبد الله أبو علكثة
الحارث بْن عَبْد اللَّهِ أَبُو علكثة عداده في الشاميين، من أهل الرملة.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو أزدي، ومخرج حديثه من أهل بيته.
أخرجه أَبُو موسى مختصرًا.(1/620)
916- الحارث بن عبد الله بن كعب
س: الحارث بْن عَبْد اللَّهِ بْن كعب بْن مالك بْن عمرو بْن عوف بْن مبذول الأنصاري.
شهد الحديبية وما بعدها، وقتل يَوْم الحرة، وقد ذكر أَبُو عمر أباه.(1/620)
917- الحارث بن عبد الله بن وهب
د ع: الحارث بْن عَبْد اللَّهِ بْن وهب الدوسي ذكره البخاري في الصحابة.
حديثه عند مُحَمَّد بْن حميد الرازي، قال: حدثنا أَبُو زهير عبد الرحمن بْن مغراء، أخبرنا أخي خَالِد بْن مغراء بْن عياض بْن الحارث بْن عَبْد اللَّهِ بْن وهب، وكان الحارث قدم مع أبيه عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في السبعين الذين قدموا من دوس، فأقام الحارث مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورجع أبوه إِلَى السراة، وكان كثير الثمار، فقبض النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والحارث بالمدينة، وشهد اليرموك، ونزل فلسطين، وكان مع معاوية بصفين.
ومات أيام معاوية.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/621)
918- الحارث أبو عبد الله
الحارث أَبُو عَبْد اللَّهِ روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصلاة عَلَى الميت، حديثه عن علقمة بْن مرثد، عن عَبْد اللَّهِ بْن الحارث، عن أبيه، أخرجه أَبُو عمر.
قلت: هو الحارث بْن نوفل، وقد ذكره أَبُو عمر في الحارث بْن نوفل.
وذكر الحديث، فما كان يجوز له أن يعيد ذكره، والله أعلم.(1/621)
919- الحارث بن عبد شمس
د ع: الحارث بْن عبد شمس الخثعمي وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عداده في أهل الشام.
روى عنه ابنه الحميري بْن الحارث، أَنَّهُ خرج إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخذ لجميع أصحابه الأمان عَلَى دمائهم وأموالهم، فكتب لهم كتابًا، وأباحهم في بلادهم كذا وكذا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/621)
920- الحارث بن عبد العزى
د ع: الحارث بْن عبد العزى بْن رفاعة بْن ملان بْن ناصرة بْن فصة بْن نصر بْن سعد بْن بكر بْن هوازن أَبُو رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرضاعة.
روى يونس بْن بكير، عن ابن إِسْحَاق، عن أبيه إِسْحَاق بْن يسار، عن رجال من بني سعد بْن بكر، قَالُوا: قدم الحارث بْن عبد العزى، أَبُو رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرضاعة عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة، فقالت له قريش: ألا تسمع ما يقول ابنك هذا؟ قال: ما يقول؟ قَالُوا: يزعم أن اللَّه يبعث بعد الموت، وأن للناس دارين يعذب فيهما من عصاه، ويكرم من أطاعه، وقد شتت أمرنا، وفرق جماعتنا، فأتاه فقال: أي بني، ما لك ولقومك يشكونك ويزعمون أنك تقول: إن الناس يبعثون بعد الموت، ثم يصيرون إِلَى جنة ونار؟ فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نعم أنا أزعم ذلك، ولو قد كان ذلك اليوم يا أبت قد أخذت بيدك حتى أعرفك حديثك اليوم، فأسلم الحارث بعد ذلك، فحسن إسلامه، وكان يقول حين أسلم: لو قد أخذ ابني بيدي، فعرفني ما قال، لم يرسلني حتى يدخلني الجنة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/621)
921- الحارث بن عبد قيس
ب د: الحارث بْن عبد قيس بْن لقيط بْن عامر بْن أمية بْن ظرب بْن الحارث بْن فهر.
كان من مهاجرة الحبشة، هو وأخوه سَعِيد بْن عبد قيس.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو عمر ههنا.
وعاد ابن منده أخرجه هو، وَأَبُو نعيم في: الحارث بْن قيس، ويرد هناك، وهما واحد، والله أعلم.(1/622)
922- الحارث بن عبد كلال
د ع: الحارث بْن عبد كلال كتب إليه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابًا، يعد في أهل اليمن.
له ذكر في حديث عمرو بْن حزم.
روى الزُّهْرِيّ، عن أَبِي بكر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بْن حزم، عن أبيه، عن جده، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إِلَى شرحبيل بْن عبد كلال، والحارث بْن عبد كلال، ونعيم بْن عبد كلال: أما بعد ...
وذكر فرائض الصدقات والديات، وبعثه مع عمرو بْن حزم.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وهذا ليست له صحبة، وَإِنما كان موجودًا، فلا أدري لأي معنى يذكرون هذا وأمثاله، مثل الأحنف، ومروان، وغيرهما، وليست لهما صحبة ولا رؤية.(1/622)
923- الحارث بن عبد مناف
س: الحارث بْن عبد مناف بْن كنانة ذكره عبدان بْن مُحَمَّد في الصحبة.
وروى حديثه شريك بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي نمر، عنه، قال: سئل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ميراث العمة والخالة، فقال: لا ميراث لهما.
أخرجه أَبُو موسى.(1/622)
924- الحارث بن عبيد
الحارث بْن عبيد بْن رزاح بْن كعب الأنصاري الظفري صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو عمر في ترجمة ابنه: النضر بْن الحارث.(1/623)
925- الحارث بن عتيق
س: الحارث بْن عتيق بْن قيس بْن هيشة بْن الحارث بْن أمية بْن معاوية بْن مالك بْن عمرو بْن عوف شهد أحدًا مع أبيه، وعميه.
أخرجه أَبُو موسى.(1/623)
926- الحارث بن عتيك بن الحارث
الحارث بْن عتيك بْن الحارث بْن قيس بْن هيشة أخو جبر بْن عتيك.
شهد أحدًا، وما بعدها، ومعه ابنه عتيك بْن الحارث بْن عتيك، قاله العدوي.
وذكره أَبُو عمر في: جابر بْن عتيك، وهو أخوه، وقال: له صحبة.(1/623)
927- الحارث بن عتيك بن النعمان
ب س: الحارث بْن عتيك بْن النعمان بْن عمرو بْن عتيك بْن عمرو بْن مبذول وهو عامر بْن مالك بْن النجار، وهو أخو سهل بْن عتيك الذي شهد العقبة وبدرًا، وشهد الحارث أحدًا، والمشاهد كلها.
وكان الحارث يكنى أبا أخزم، وقتل يَوْم جسر أَبِي عبيد شهيدًا، ذكره الواقدي، والزبير.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.(1/623)
928- الحارث بن عدي بن خرشة
ب: الحارث بْن عدي بْن خرشة بْن أمية بْن عامر بْن خطمة الأنصاري الخطمي.
قتل يَوْم أحد شهيدًا.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.(1/624)
929- الحارث بن عدي بن مالك
ب د ع س: الحارث بْن عدي بْن مالك بْن حرام بْن حديج بْن معاوية الأنصاري المعاوي.
شهد أحدًا، وقتل يَوْم جسر أَبِي عبيد.
أخرجه الثلاثة مختصرًا، وأخرجه أَبُو موسى كذلك أيضًا، وقد أخرجه ابن منده، فلا معنى لاستدراكه.(1/624)
930- الحارث بن عرفجة
ب س: الحارث بْن عرفجة بْن الحارث بْن مالك بْن كعب بْن النحاط بْن كعب بْن حارثة بْن غنم بْن السلم بْن امرئ القيس بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي.
شهد بدرًا، قاله موسى بْن عقبة، والواقدي.
ونسبه الكلبي، وقال: شهد بدرًا.
ونسبه أَبُو عمر، وأسقط مالكًا، وكعبًا الثاني.
ولم يذكره ابن إِسْحَاق في البدريين، وقد انقرض بنو السلم كلهم.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى مختصرًا.
السلم: بفتح السين، وتسكين اللام.(1/624)
931- الحارث بن عفيف
د ع: الحارث بْن عفيف الكندي ذكره البخاري في الصحابة، ولم يذكر له حديثًا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم مختصرًا.(1/624)
932- الحارث بن عقبة
ب: الحارث بْن عقبة بْن قابوس وفد مع عمه وهب بْن قابوس، من جبل مزينة، بغنم لهما بالمدينة، فوجداها خلوًا فسألا: أين الناس؟ فقيل: بأحد يقاتلون المشركين، فأسلما، ثم أتيا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقاتلا المشركين قتالا شديدًا، حتى قتلا رضي اللَّه عنهما.
أخرجه أَبُو عمر.(1/624)
933- الحارث بن عمر الهذلي
ب: الحارث بْن عمر الهذلي ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن عمر وابن مسعود أحاديث، وتوفي سنة سبعين، ذكره الواقدي.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
عمر: بضم العين.(1/625)
934- الحارث بن عمرو الأنصاري
ب د ع: الحارث بْن عمرو بفتح العين وبالواو، وهو الأنصاري، عم البراء بْن عازب، وقيل: خال البراء.
(255) أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا هُشَيْمٌ، عن أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، عن عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عن الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: مَرَّ بِي الْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو، وَقَدْ عَقَدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِوَاءً، فَقُلْتُ: أَيْ عَمٍّ، إِلَى أَيْنَ بَعَثَكَ رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ: بَعَثَنِي إِلَى رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ أَبِيهِ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ.
وَرَوَاهُ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عن عَدِيٍّ، عن الْبَرَاءِ، وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ، وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَلاءِ، وَزَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عن أَشْعَثَ، عن عَدِيٍّ، عن زَيْدِ بْنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عن أَبِيهِ، قَالَ: لَقِيَنِي عَمِّي.
وَرَوَاهُ السُّدِّيُّ، وَالرُّبَيِّعُ بْنُ الرُّكَيْنِ، فِي آخَرِينَ، عن عَدِيٍّ، عن الْبَرَاءِ، قَالَ: مَرَّ بِي خَالِي وَمَعَهُ رَايَةٌ.
الْحَدِيثَ، وَخَالُهُ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ، قَالَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ. وقال أَبُو عمر، بعد ذكر الاختلاف فيه: وفيه اضطراب يطول ذكره، فإن كان الحارث بْن عمرو هذا هو الحارث بْن عمرو بْن غزية، كما زعم بعضهم، فعمرو بْن غزية ممن شهد العقبة، وكان له فيما يقول أهل النسب أربعة بنين كلهم صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم: الحارث، وعبد الرحمن، وزيد، وسعيد، بنو عمرو، وليس لواحد منهم رواية إلا الحارث، هكذا زعم بعض من ألف في الصحابة، وفي قوله نظر، وقد روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحجاج بْن عمرو بْن غزية، لا يختلفون في ذلك، وما أظن الحارث هذا هو ابن عمرو بْن غزية، والله أعلم.
وقد روى الشعبي، عن البراء بْن عازب: كان اسم خالي قليلا، فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيرًا، وقد يمكن أن يكون له أخوال وأعمام، انتهى كلام أَبِي عمر.(1/625)
935- الحارث بن عمرو
ب د ع: الحارث بْن عمرو بْن ثعلبة بْن غنم بْن قتيبة بْن معن بْن مالك بْن أعصر الباهلي.
نسبه هكذا أَبُو أحمد العسكري، وقال ابن منده، وَأَبُو نعيم، وَأَبُو عمر: الحارث بْن عمرو الباهلي السهمي، ولم يذكر أَبُو أحمد في النسب الذي ساقه سهمًا، ومع هذا فقد ذكر في ترجمته أَنَّهُ سهمي، فدل ذلك عَلَى أَنَّهُ ترك شيئا، وكذلك جعله ابن أَبِي عاصم باهليا سهميا، ومما يقوي أَنَّهُ أسقط من النسب شيئا أن من صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من باهلة، ثم من سهم يعدون إِلَى معن، الذي ولده من باهلة، ثمانية آباء، وأقلهم سبعة آباء، منهم: سلمان بْن ربيعة بْن يَزِيدَ بْن عمرو بْن سهم بْن نضلة بْن غنم بْن قتيبة بْن معن، فقد أسقط أَبُو أحمد عدة آباء، والله أعلم.
(256) أخبرنا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا عَفَّانُ، حدثنا يَحْيَى هُوَ ابْنُ زُرَارَةَ هُوَ ابْنُ كَرِيمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّهُ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي، فَقَالَ: " غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ، ثُمَّ اسْتَدَرْتُ إِلَى الشِّقِّ الآخَرِ رَجَاءَ أَنْ يَخُصَّنِي، فَقُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْفَرَائِعُ وَالْعَتَائِرُ؟ فَقَالَ: مَنْ شَاءَ فَرَّعَ، وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَفْرِّعْ، وَمَنْ شَاءَ عَتَرَ، وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَعْتِرْ، وَفِي الْغَنَمِ أُضْحِيَّتُهَا، ثُمَّ قَالَ: أَلا إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا.
رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَالْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَأَبُو سَلَمَةَ الْمُنَقِّرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ، عن يَحْيَى بْنِ زُرَارَةَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/626)
936- الحارث بن عمرو الأسدي
الحارث بْن عمرو، أَبُو مكعت الأسدي ذكر في الكنى أتم من هذا.
قال الأمير أَبُو نصر: أَبُو مكعت الأسدي الحارث بْن عمرو، وذكر سيف بْن عمر أَنَّهُ قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنشده شعرًا.(1/627)
937- الحارث بن عمرو المزني
ب: الحارث بْن عمرو بْن غزية المزني توفي سنة سبعين، وهو معدود في الأنصار.
أخرجه أَبُو عمر، وقال: أظنه الحارث بْن غزية الذي روى عنه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: متعة النساء حرام.
وأما أَبُو نعيم، وابن منده، فأخرجاه في الحارث بْن غزية، ويرد هناك إن شاء اللَّه تعالى.(1/627)
938- الحارث بن عمرو بن مؤمل
ب: الحارث بْن عمرو بْن مؤمل بْن حبيب بْن تميم بْن عَبْد اللَّهِ بْن قرط بْن رزاح بْن عدي بْن كعب بْن لؤي القرشي العدوي.
هاجر في الركب الذين هاجروا من بني عدي عام خيبر، وهم سبعون رجلا، وذلك حين أوعبت بنو عدي بالهجرة، ولم يبق بمكة منهم رجل.
أخرجه أَبُو عمر.(1/627)
939- الحارث بن عمير
ب س: الحارث بْن عمير الأزدي، أحد بني لهب.
بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكتابه إِلَى الشام، إِلَى ملك الروم، وقيل: إِلَى ملك بصري، فعرض له شرحبيل بْن عمرو الغساني.
فأوثقه رباطًا، ثم قدم فضربت عنقه صبرًا، ولم يقتل لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رسول غيره، فلما اتصل خبره برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث البعث الذي سيره إِلَى مؤتة، وأمر عليهم زيد بْن حارثة، في نحو ثلاثة آلاف، فلقيتهم الروم في نحو مائة ألف.
أخرجه أَبُو عمر كذا، وأخرج أَبُو موسى اسمه حسب، وقال: ذكره ابن شاهين في الصحابة.
لهب: بكسر اللام، وسكون الهاء.(1/628)
940- الحارث بن عوف بن أسيد
ب د ع: الحارث بْن عوف بْن أسيد بْن جابر بْن عويرة بْن عبد مناة بْن شجع بْن عامر بْن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة أَبُو واقد الليثي، وليث بطن من كنانة.
واختلف في اسمه، فقيل ما ذكرناه، وقيل: عوف بْن مالك، وقيل: الحارث بْن مالك، والأول أصح، وهو مشهور بكنيته، ويذكر في الكنى، إن شاء اللَّه تعالى.
أسلم قبل الفتح، وقيل: هو من مسلمة الفتح.
وقال القاضي أَبُو أحمد في تاريخه: إنه شهد بدرًا ولا يصح، لأنه أخبر عن نفسه أَنَّهُ كان مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحنين، قال: ونحن حديثو عهد بكفر.
روى عنه: سَعِيد بْن المسيب، وعبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عتبة بْن مسعود، وعروة بْن الزبير، وعطاء بْن ياسر، وبسر بْن سَعِيد، وغيرهم.
(257) أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، وَغَيْرُهُ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيُّ، حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، أخبرنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أخبرنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عن ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ الْمَازِنِيِّ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سَأَلَ أَبَا وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ: مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهِ فِي الْفِطْرِ وَالأَضْحَى؟ قَالَ: كَانَ يَقْرَأُ بِ {ق وَالْقُرْءَانِ الْمَجِيدِ} ، و {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} وتوفي سنة ثمان وستين، وعمره سبعون سنة، قاله يحيى بْن بكير، وقال الواقدي: توفي سنة خمس وستين، وقال إِبْرَاهِيم بْن المنذر الحزامي: توفي أَبُو واقد الليثي سنة ثمان وستين، وعمره خمس وسبعون سنة، وكأن هذا أصح، لأنه إذا كان عمره سبعين سنة عَلَى قول من يجعله توفي سنة ثمان وستين يكون له في الهجرة سنتان، وفي حنين عشر سنين، فكيف يشهدها، وَإِذا كان له خمس وسبعون سنة يكون له في حنين خمس عشرة سنة، وهو أقرب، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.(1/628)
941- الحارث بن عوف بن أبي حارثة
ب س: الحارث بْن عوف بْن أَبِي حارثة بْن مرة بْن نشبة بْن غيظ بْن مرة بْن عوف بْن سعد بْن ذبيان بْن بغيض بْن ريث بْن غطفان الغطفاني، ثم الذبياني، ثم المري.
قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم، وبعث معه رجلا من الأنصار إِلَى قومه ليسلموا، فقتلوا الأنصاري، ولم يستطع الحارث أن يمنع عنه، وفيه يقول حسان:(1/629)
942- الحارث بن غزية
ب د ع: الحارث بْن غزية، وقيل: غزية بْن الحارث.
يعد في المدنيين، روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن رافع.
روى يحيى بْن حمزة، عن إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّهِ، عن عَبْد اللَّهِ بْن رافع، عن الحارث بْن غزية، أَنَّهُ قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول يَوْم فتح مكة: لا هجرة بعد الفتح، إنما هو الإيمان، والنية، والجهاد، ومتعة النساء حرام.
ورواه سويد بْن عبد العزيز، عن إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي فروة، عن عُبَيْد اللَّهِ بْن أَبِي رافع.
أخرجه الثلاثة.(1/629)
943- الحارث بن غطيف
ب د ع: الحارث بْن غطيف السكوني الكندي وقيل: غضيف بْن الحارث، والأول أصح، يعد في الشاميين.
نزل حمص، روى عنه يونس بْن سيف العبسي، أَنَّهُ قال: ما نسيت من الأشياء، فإني لم أنس أني رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واضعًا يده اليمنى عَلَى اليسرى في الصلاة.
أخرجه الثلاثة.(1/630)
944- الحارث بن فروة
س: الحارث بْن فروة بْن الشيطان بْن خديج بْن امرئ القيس بْن الحارث بْن معاوية بْن الحارث بْن معاوية بْن ثور وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن شاهين: قال ابن الكلبي: إنما سمته العرب: الشيطان، لجماله.
ذكر أَبُو موسى في نسبه: قرة، والذي رأيته في الجمهرة للكلبي: فروة، بالفاء، وزيادة واو، وكذلك قاله الطبري.
أخرجه أَبُو موسى.
943
يا حار من يغدر بذمة جاره منكم فإن محمدًا لا يغدر
وأمانة المري ما استودعته مثل الزجاجة صدعها لا يجبر
فجعل الحارث يعتذر، ويقول: أنا بالله، وبك يا رَسُول اللَّهِ من شر ابن الفريعة، فوالله لو مزج البحر بشره لمزجه، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دعه يا حسان، قال: قد تركته.
وهو صاحب الحمالة في حرب داحس والغبراء، وأحد رءوس الأحزاب يَوْم الخندق، ولما قتل الأنصاري الذي أجاره بعث بديته سبعين بعيرًا، فأعطاها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورثته، واستعمله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بني مرة، وله عقب.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.(1/630)
945- الحارث بن قيس بن الحارث
الحارث بْن قيس بْن الحارث بْن أسماء بْن مر بْن شهاب بْن أَبِي شمر وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان فارسًا شاعرًا.
ذكره ابن الدباغ الأندلسي، عن ابن الكلبي.(1/630)
946- الحارث بن قيس بن حصن
الحارث بْن قيس بْن حصن بْن حذيفة بْن بدر الفزاري وهو ابن أخي عيينة بْن حصن، تقدم نسبه عند عمه، وكان في وفد فزارة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرجعه من تبوك، قاله أَبُو أحمد العسكري.
وروى عن ابن عباس: أَنَّهُ نزل عليه عمه عيينة بْن حصن، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر، وذكر القصة.
قلت: وهذا وهم من العسكري، إنما هو الحر بْن قيس، وقد تقدم مستوفى، وَإِنما ذكرنا هذا لئلا يراه أحد فيظنه صحابيًا، وأننا أهملناه، والله أعلم.(1/631)
947- الحارث بن قيس بن خلدة
ب د ع: الحارث بْن قيس بْن خلدة بْن مخلد بْن عامر بْن زريق بْن عامر بْن زريق بْن عبد حارثة بْن مالك بْن غضب بْن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، ثم الزرقي.
عقبي، بدري، قاله عروة وابن إِسْحَاق، يكنى: أبا خَالِد، غلبت عليه كنيته، وهو مذكور في الكنى.
أخرجه الثلاثة.(1/631)
948- الحارث بن قيس بن عدي
ب: الحارث بْن قيس بْن عدي بْن سعد بْن سهم القرشي السهمي كان أحد أشراف قريش في الجاهلية، وَإِليه كانت الحكومة والأموال التي يسمونها لآلهتهم، ثم أسلم، وهاجر إِلَى أرض الحبشة.
أخرجه أَبُو عمر.
وقال هشام بْن الكلبي: قيس بْن عدي بْن سعد بْن سهم، وكانت عنده الغيطلة بنت مالك بْن الحارث بْن عمرو بْن الصعق بْن شنوق بْن مرة بْن عبد مناة بْن كنانة، وكانوا ينسبون إليها.
والحارث بْن قيس بْن عدي كان من المستهزئين، وفيه نزلت: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} ، وجعله الزبير أيضًا من المستهزئين.
قلت: لم أر أحدًا ذكره من الصحابة إلا أبا عمر، والصحيح أَنَّهُ كان من المستهزئين.(1/631)
949- الحارث بن قيس
د ع: الحارث بْن قيس وقيل: ابن عبد قيس بْن لقيط بْن عامر بْن أمية بْن الظرب بْن الحارث بْن فهر القرشي الفهري.
من مهاجرة الحبشة، قاله مُحَمَّد بْن إِسْحَاق.
أخرجه ههنا ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وأما أَبُو عمر، فأخرجه في: الحارث بْن عبد قيس، ومعه ابن منده أيضًا.
قلت: قد أخرجه ابن منده ههنا، وفي الحارث بْن عبد قيس، ظنا منه أنهما اثنان، فإنه لم يقل في أحدهما: وقيل فيه كذا، وهما واحد، قيل فيه: قيس، وقيل: عبد القيس، وليس عَلَى أَبِي نعيم، ولا عَلَى أَبِي عمر كلام، لأن أبا نعيم ذكره هنا حسب.
وقال: وقيل: ابن عبد قيس، وأخرجه أَبُو عمر هناك حسب، والله أعلم.(1/631)
950- الحارث بن قيس بن عميرة الأسدي
ب د ع: الحارث بْن قيس بْن عميرة الأسدي أسلم وعنده ثمان نسوة، وقيل: قيس بْن الحارث.
له حديث واحد لم يأت من وجه يصح.
روى عنه حميضة بْن الشمرذل.
(258) أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَكِينَةَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، حدثنا مُسَدَّدٌ، أخبرنا هُشَيْمٌ.
ح قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَحدثنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، أخبرنا هُشَيْمٌ، عن ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عن حُمَيْضَةَ بْنِ الشَّمَرْذَلِ، عن الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ مُسَدَّدٌ: ابْنُ عُمَيْرَةَ، وَقاَل وَهْبٌ: الأَسَدِيُّ، قَالَ: أَسْلَمْتُ وَعِنْدِي ثَمَانُ نِسْوَةٍ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ: اخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا.
وَرَوَاهُ حُمَيْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عن هُشَيْمٍ، فَقَالَ: قَيْسُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ، هَذَا الصَّوَابُ، يَعْنِي: قَيْسُ بْنُ الْحَارِثِ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي قَيْسٍ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.(1/632)
951- الحارث بن كعب بن عمرو
الحارث بْن كعب بْن عمرو بْن عوف بْن مبذول بْن عمرو بْن غنم بْن مازن بْن النجار الأنصاري النجاري، ثم المازني.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقتل يَوْم اليمامة شهيدًا، ذكره الكلبي.(1/632)
952- الحارث بن كعب
د ع: الحارث بْن كعب يعرف بالأسلع.
سماه علي بْن سَعِيد العسكري في الصحابة، إن كان محفوظًا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم كذا مختصرًا.(1/633)
953- الحارث بن كعب
س: الحارث بْن كعب جاهلي.
قال عبدان: سمعت أحمد بْن سيار، يقول: الحارث جاهلي، حكى عن نفسه أَنَّهُ أتى عليه مائة وستون سنة، وذكر أَنَّهُ أوصى بنيه خصالا حسنة، تدل عَلَى أَنَّهُ كان مسلمًا.
أخرجه أَبُو موسى.(1/633)
954- الحارث بن كلدة
د ع: الحارث بْن كلدة بْن عمرو بْن علاج بْن أَبِي سلمة بْن عبد العزى بْن غيرة بْن عوف بْن ثقيف الثقفي طبيب العرب، وهو مولى أَبِي بكرة، من فوق مختلف في صحبته.
روى ابن إِسْحَاق، عمن لا يتهمه، عن عَبْد اللَّهِ بْن مكدم، عن رجل من ثقيف، قال: لما أسلم أهل الطائف تكلم نفر منهم في أولئك العبيد، يعني: الذين نزلوا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما حصر الطائف، فأسلموا منهم أَبُو بكرة، قال: فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أولئك عتقاء اللَّه، وكان ممن تكلم فيهم الحارث بْن كلدة.
وروى ابن إِسْحَاق، عن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّدِ بْنِ سعد بْن أَبِي وقاص، عن أبيه، قال: مرض سعد، وهو مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع، فعاده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رَسُول اللَّهِ، ما أراني إلا لما بي، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني لأرجو أن يشفيك اللَّه حتى يضر بك قوم، وينتفع بك آخرون، ثم قال للحارث بْن كلدة: عالج سعدًا مما به، فقال: والله إني لأرجو شفاءه فيما ينفعه في رحله، هل معك من هذه التمرة العجوة شيء؟ قال: نعم، فصنع له الفريقة، خلط له التمر بالحلبة، ثم أوسعها سمنًا، ثم أحساها إياه، فكأنما نشط من عقال.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/633)
955- الحارث بن مالك الطائي
الحارث بْن مالك الطائي وفد مع عدي بْن حاتم عَلَى أَبِي بكر إثر موت النَّبِيّ، بصدقة طيء، وله في ذلك شعر.
قاله ابن الدباغ، عن وثيمة.(1/634)
956- الحارث بن مالك بن قيس
ب د ع: الحارث بْن مالك بْن قيس بْن عوذ بْن جابر بْن عبد مناة بْن شجع بْن عامر بْن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة الكناني الليثي المعروف بابن البرصاء وهي أمه، وقيل: أم أبيه مالك، واسمها: ريطة بنت ربيعة بْن رياح بْن ذي البردين، من بني هلال بْن عامر، وهو من أهل الحجاز.
أقام بمكة، وقيل: بل نزل الكوفة.
روى عنه: عبيد بْن جريج، والشعبي، وقيل: اسمه مالك بْن الحارث، والأول أصح.
(259) أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَغَيْرُهُ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، أخبرنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عن زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عن الشَّعْبِيِّ، عن الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْبَرْصَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، يَقُولُ: لا تُغْزَى قُرَيْشٌ بَعْدَ الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
هَكَذَا رَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عن زَكَرِيَّاءَ. وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، عن الشَّعْبِيِّ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، عن أَبِيهِ.
وَرَوَاهُ عَنْهُ عُبَيْدُ بْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْجَمْرَتَيْنِ، يَقُولُ: مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ عِنْدَ هَذَا الْمِنْبَرِ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
السفر: بفتح الفاء.(1/634)
957- الحارث بن مالك الأنصاري
د ع: الحارث بْن مالك وقيل: حارثة الأنصاري.
روى عنه: زيد السلمي، وغيره.
حدث يوسف بْن عطية، عن قتادة، وثابت، عن أنس: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقي الحارث يومًا، فقال: كيف أصبحت يا حارث؟، قال: أصبحت مؤمنًا بالله حقا، قال: انظر ما تقول فإن لكل شيء حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟ قال: عزفت نفسي عن الدنيا، فأسهرت لذلك ليلي، وأظمأت نهاري، وكأني أنظر إِلَى عرش ربي بارزًا، وكأني أنظر إِلَى أهل الجنة يتزاورون فيها، وكأني أنظر إِلَى أهل النار يتضاغون فيها، فقال: يا حارث، عرفت فالزم.
ورواه مالك بْن مغول، عن زبيد: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال للحارث.
فذكر نحوه.
ورواه ابن المبارك، عن صالح بْن مسمار، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: يا حارث، ما لك؟، فذكر نحوه.
وروى عن مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بْن علقمة، عن أَبِي سلمة، عن أَبِي هريرة، نحوه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/635)
958- الحارث بن مالك
د ع: الحارث بْن مالك مولى أَبِي هند الحجام.
قال ابن منده: سماه لنا بعض أهل العلم، ويقال: إن اسم أَبِي هند الحارث بْن مالك.
روى أَبُو عوانة، عن جابر، عن الشعبي، عن ابن عباس، قال: احتجم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأعطى الحجام أجره، حجمه أَبُو هند، غلام لبني بياضة، وكان أجره كل يَوْم مدا ونصفا، فشفع له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مولاه، فوضع عنه نصف مد.
ورواه شعبة، والثوري، وشريك، وَأَبُو إسرائيل، عن جابر، فمنهم من قال: أَبُو طيبة، ومنهم من قال: مولى لبني بياضة.
ورواه إِسْحَاق بْن بهلول، عن أبيه، عن ورقاء، عن جابر، عن الشعبي، عن ابن عباس، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حجمه أَبُو هند، واسمه الحارث بْن مالك.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وليس فيه ذكر لمولى أَبِي هند، وَإِنما الاسم لأبي هند لا غير، والله أعلم.(1/635)
959- الحارث بن مخاشن
ب: الحارث بْن مخاشن ذكر إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق، عن علي بْن المديني، قال: الحارث بْن مخاشن من المهاجرين، قبره بالبصرة.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.(1/636)
960- الحارث بن مخلد
س: الحارث بْن مخلد ذكره عبدان، وابن شاهين في الصحابة وهو تابعي.
روى أحمد بْن يحيى الصوفي، عن مُحَمَّدِ بْنِ بشر، عن سفيان بْن سَعِيد، عن سهيل، عن أبيه، عن الحارث بْن مخلد، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أتى النساء في أدبارهن لم ينظر اللَّه عَزَّ وَجَلَّ إليه يَوْم القيامة.
كذا رواه مرسلا.
ورواه معاوية بْن عمرو، عن مُحَمَّدِ بْنِ بشر، ورواه موسى بْن أعين، كلاهما عن الثوري، عن سهيل، عن الحارث بْن مخلد الزرقي، عن أَبِي هريرة: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال نحوه.
أخرجه أَبُو موسى.
مخلد: بضم الميم، وتشديد اللام المفتوحة.(1/636)
961- الحارث بن مسعود
ب د ع: الحارث بْن مسعود بْن عبدة بْن مظهر بْن قيس بْن أمية بْن معاوية بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف الأنصاري الأوسي.
له صحبة.
قتل يَوْم الجسر مع أَبِي عبيد شهيدًا، قاله الطبري، عن شهاب وابن إِسْحَاق.
ومظهر: بضم الميم، وفتح الظاء المعجمة، وتشديد الهاء المكسورة.
أخرجه الثلاثة مختصرًا.(1/637)
962- الحارث بن مسلم
ب د ع: الحارث بْن مسلم بْن الحارث التميمي ويقال: مسلم بْن الحارث، والأول أصح، يكنى: أبا مسلم.
روى حديثه هشام بْن عمار، عن الْوَلِيد بْن مسلم، عن عبد الرحمن بْن حسان الكناني، عن مسلم بْن الحارث بْن مسلم التميمي، أن أباه حدثه، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرسلهم في سرية، فلما بلغنا المغار استحثثت فرسي، فسبقت أصحابي، واستقبلنا الحي بالرنين، فقلت لهم: قولوا: لا إله إلا اللَّه تحرزوا، فقالوها، وجاء أصحابي فلاموني، وقالوا: حرمتنا الغنيمة بعد أن بردت في أيدينا، فلما قفلنا ذكروا ذلك لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعاني فحسن ما صنعت، وقال: أما إن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قد كتب لك من كل إنسان منهم كذا وكذا، قال عبد الرحمن: فأنا نسيت ذلك، قال: ثم قال لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما إني سأكتب لك كتابًا، وأوصي بك من يكون بعدي من أئمة المسلمين، ففعل، وختم عليه، ودفعه إلي.
(260) أخبرنا أَبُو يَاسِرٍ هِبَةُ اللَّهِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، أخبرنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانٍ الْكِنَانِيِّ: أَنَّ مُسْلِمَ بْنَ الْحَارِثِ التَّمِيمِيَّ حَدَّثَهُ، عن أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا صَلَّيْتَ الْغَدَاةَ فَقُلْ قَبْلَ أَنْ تُكَلِّمَ أَحَدًا: اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّكَ إِنْ مُتَّ مِنْ يَوْمِكَ ذَلِكَ كَتَبَ اللَّهُ لَكَ جِوَارًا مِنَ النَّارِ، وَإِذَا صَلَّيْتَ الْمَغْرِبَ فَقُلْ قَبْلَ أَنْ تُكَلِّمَ أَحَدًا: اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّكَ إِنْ مُتَّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ كَتَبَ اللَّهُ لَكَ جِوَارًا مِنَ النَّارِ.
فَلَمَّا قَبَضَ اللَّهُ تَعَالَى رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ بِالْكِتَابِ، فَفَضَّهُ، وَقَرَأَهُ، وَأَمَرَ لِي، وَخَتَمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ عُمَرَ، فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ عُثْمَانَ، فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ مُسْلِمٌ: فَتُوُفِّيَ أَبِي فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ، فَكَانَ الْكِتَابُ عِنْدَنَا، حَتَّى وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَكَتَبَ إِلَى عَامِلٍ قَبْلَنَا أَنْ أَشْخِصْ إِلَيَّ مُسْلِمَ بْنَ الْحَارِثِ التَّمِيمِيَّ بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي كَتَبَهُ لأَبِيهِ، قَالَ: فَشَخَصْتُ بِهِ إِلَيْهِ، فَقَرَأَهُ، وَأَمَرَ لِي، وَخَتَمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لِي: أَمَا إِنِّي لَمْ أَبْعَثُ إِلَيْكَ إِلا لِتُحَدِّثَنِي بِمَا حَدَّثَكَ أَبُوكَ بِهِ، قَالَ: فَحَدَّثْتُهُ بِالْحَدِيثِ عَلَى وَجْهِهِ.
وَرَوَاهُ الْحَوْطِيُّ، عن الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانٍ، عن الْحَارُثِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ الْحَارِثِ، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ لَهُ كِتَابًا.
وَسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ: مُسْلِمُ بْنُ الْحَارِثِ، أَوِ الْحَارِثُ بْنُ مُسْلِمٍ؟ قَالَ: الصَّحِيحُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَارِثِ، عن أَبِيهِ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/637)
963- الحارث بن مسلم
الحارث بْن مسلم بْن المغيرة القرشي الحجازي له صحبة.
قال ابن أَبِي حاتم: بقول ذلك، وذكره البخاري أيضًا في الصحابة، فقال: الحارث بْن مسلم، أَبُو المغيرة المخزومي القرشي الحجازي، له صحبة.
ذكره ابن الدباغ الأندلسي.(1/638)
964- الحارث بن مضرس
الحارث بْن مضرس بْن عبد رزاح بايع تحت الشجرة، وشهد ما بعدها، واستشهد بالقادسية، وله عقب، قاله العدوي.(1/638)
965- الحارث بن معاذ
د ع: الحارث بْن معاذ بْن النعمان بْن امرئ القيس بْن زيد بْن عبد الأشهل الأوسي الأشهلي أخو سعد بْن معاذ.
له صحبة، وشهد بدرًا، وهم ثلاثة إخوة: سعد، والحارث، وأوس.
قال عروة في تسمية من شهد بدرًا من الأنصار، ثم من الأوس، ثم من بني عبد الأشهل: الحارث بْن معاذ بْن النعمان.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/639)
966- الحارث بن معاوية
د ع: الحارث بْن معاوية له ذكر في الصحابة في حديث عبادة بْن الصامت.
روى الحسن، عن المقدام الرهاوي، قال: جلس عبادة، وَأَبُو الدرداء، والحارث بْن معاوية، فقال أَبُو الدرداء: أيكم يذكر يَوْم صلى بنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بعير من المغنم؟ قال عبادة: أنا، قال: فحدث، قال: صلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بعير من المغنم، فلما انصرف تناول وبرة من وبر البعير، ثم قال: ما يحل لي من غنائمكم ما يزن هذه إلا الخمس، وهو مردود فيكم.
ورواه أَبُو سلام الأسود، عن المقدام بْن معديكرب الكندي، فقال: الحارث بْن معاوية الكندي.
وقد روى عن المقدام، عن الحارث بْن معاوية، حدثنا عبادة بْن الصامت.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/639)
967- الحارث بن المعلى
د ع: الحارث بْن المعلى الأنصاري، أَبُو سَعِيد سماه فليح.
عن سَعِيدِ بْنِ الحارث بْن المعلى.
روى حفص بْن عاصم، عن أَبِي سَعِيد بْن المعلى، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: الحمد لله السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، ويرد في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.(1/639)
968- الحارث بن معمر
د: الحارث بْن معمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح، الجمحي من مهاجرة الحبشة.
ذكره ابن منده، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: وممن هاجر إِلَى أرض الحبشة من بني جمح بْن عمرو: الحارث بْن معمر بْن حبيب، ومعه امرأته بنت مظعون، ولدت له بأرض الحبشة حاطبًا، ورواه ابن لهيعة، عن أَبِي الأسود، عن عروة.
أخرجه ابن منده.(1/640)
969- الحارث المليكي
ب: الحارث المليكي روى حديثه يزيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحارث هذا، عن أبيه، عن جده الحارث المليكي، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: الخيل في نواصيها الخير والنيل إِلَى يَوْم القيامة، وأهلها معانون عليها.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.(1/640)
970- الحارث بن نبيه
س: الحارث بْن نبيه ذكره أَبُو عبد الرحمن السلمي في أهل الصفة.
روى أنس بْن الحارث بْن نبيه، عن أبيه الحارث بْن نبيه، وكان من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أهل الصفة، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والحسين في حجره، يقول: إن ابني هذا يقتل في أرض يقال لها: العراق، فمن أدركه فلينصره، فقتل أنس بْن الحارث مع الحسين.
وقد روي عن أنس بْن الحارث، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقل: عن أبيه.
أخرجه أَبُو موسى.(1/640)
971- الحارث بن النعمان
الحارث بْن النعمان بْن إساف بْن نضلة بْن عبد بْن عوف بْن غنم بْن مالك بْن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري ذكره ابن إِسْحَاق فيمن استشهد يَوْم مؤتة.
وقال العدوي: شهد بدرًا، وأحدًا، وما بعدهما، وقتل يَوْم مؤتة.
ذكره أَبُو علي، عَلَى أَبِي عمر.(1/641)
972- الحارث بن النعمان بن أمية
ب: الحارث بْن النعمان بْن أمية بْن امرئ القيس وهو البرك بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي.
شهد بدرًا، وأحدًا، وهو عم عَبْد اللَّهِ، وخوات ابني جبير.
أخرجه أَبُو عمر.(1/641)
973- الحارث بن النعمان بن خزمة
س: الحارث بْن النعمان بْن خزمة بْن أَبِي خزمة وقيل: خزيمة بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس بْن حارثة بْن ثعلبة الأنصاري الأوسي.
شهد بدرًا، ذكره عبدان، وأورد له من حديث عبد الكريم الجزري، عن ابن الحارث، عن أبيه، أَنَّهُ رَأَى جبريل عليه السلام مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو الذي يقال له: حارثة بْن النعمان، إلا أن عبدان فرق بينهما في الاسم، والكنية، والنسب، وذكر حارثة، فقال: هو ابن النعمان بْن رافع بْن زيد بْن عبيد بْن ثعلبة بْن غنم بْن مالك بْن النجار بْن مالك بْن عمرو بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي، وأورد له من حديث الزُّهْرِيّ، عن عَبْد اللَّهِ بْن عامر: أَنَّهُ رَأَى جبريل عليه السلام.
أخرجه أَبُو موسى، وهذا كلامه.
وقد أخرجه ابن منده، إلا أن أبا موسى رَأَى في نسبه: ابن أَبِي خزمة، ولم يذكره ابن منده، وغير النسب عَلَى ما تراه بعد هذه الترجمة عقيبها، فظنه غيره، وهو هو، ولو نبه أَبُو موسى عَلَى الغلط في النسب الذي ذكره ابن منده أول الترجمة الآتية، لكان أحسن من أن يستدرك عليه اسمًا أخرجه، والذي رَأَى جبريل إنما هو حارثة بْن النعمان الخزرجي، وقد ذكره ابن منده أيضًا، والله أعلم.(1/641)
974- الحارث بن النعمان بن رافع
د ع: الحارث بْن النعمان بْن رافع بْن ثعلبة بْن جشم بْن مالك هكذا نسبه ابن منده، وَأَبُو نعيم، ثم نقضا قولهما، فروى ابن منده، عن عبد الكريم الجزري، عن ابن الحارث بْن النعمان، عن أبيه الحارث بْن النعمان الأنصاري، من بني عمرو بْن عوف، شهد بدرًا، وقال أَبُو نعيم، عن عروة، في تسمية من شهد بدرًا من الأنصار، من بني ثعلبة بْن عمرو بْن عوف: الحارث بْن النعمان، فهذا النسب غير الأول، وهذا أصح.
أخبرنا أَبُو جَعْفَر، بِإِسْنَادِهِ عن يونس، عن ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرًا من بني ثعلبة بْن عمرو بْن عوف: الحارث بْن النعمان بْن أَبِي حرام، فهذا يقوي قولهما: إنه من بني عمرو بْن عوف، وأن النسب الذي أول الترجمة غير صحيح، وأنه هو الذي استدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، وَإِنما ابن منده غلط في نسبه، والله أعلم.(1/642)
975- الحارث بن نفيع
ب: الحارث بْن نفيع بْن المعلى بْن لوذان بْن حارثة بْن زيد بْن ثعلبة الزرقي الأنصاري، أَبُو سَعِيد بْن المعلى وقيل: الحارث بن المعلى، وهو مشهور بكنيته.
أخرجه أَبُو عمر.(1/642)
976- الحارث بن نوفل
ب د ع: الحارث بْن نوفل بْن الحارث بْن عبد المطلب القرشي الهاشمي وأبوه ابن عم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وولد له عَلَى عهده ابنه عَبْد اللَّهِ الذي يلقب: ببة، الذي ولي البصرة عند موت يزيد بْن معاوية، وسيذكر عند اسمه إن شاء اللَّه تعالى.
وأما أبوه الحارث، فإنه أسلم عند إسلام أبيه نوفل، قاله أَبُو عمر.
واستعمل أَبُو بكر الصديق رضي اللَّه عنه الحارث بْن نوفل عَلَى مكة، ثم انتقل إِلَى البصرة من المدينة، واختط بالبصرة دارًا في إمارة عَبْد اللَّهِ بْن عامر.
قيل: مات آخر خلافة عمر، وقيل: توفي في خلافة عثمان، وهو ابن سبعين سنة.
وكان سلف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانت أم حبيبة بنت أَبِي سفيان عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكانت هند بنت أَبِي سفيان عند الحارث، وهي أم ابنه عَبْد اللَّهِ.
روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علمهم الصلاة عَلَى الميت: اللهم، اغفر لأحيائنا وأمواتنا، وأصلح ذات بيننا، وألف بين قلوبنا، اللهم، هذا عبدك ولا نعلم إلا خيرًا، وأنت أعلم به فاغفر لنا وله، فقلت: وأنا أصغر القوم: فإن لم أعلم خيرًا؟ قال: فلا تقل ما لا تعلم.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول أَبِي عمر إن أبا بكر ولى الحارث مكة وهم منه، إنما كان الأمير بمكة في خلافة أَبِي بكر عتاب بْن أسيد، عَلَى القول الصحيح، وَإِنما النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استعمل الحارث عَلَى جدة، فلهذا لم يشهد حنينًا، فعزله أَبُو بكر، فلما ولي عثمان ولاه، ثم انتقل إِلَى البصرة.(1/642)
977- الحارث بن هانئ
س: الحارث بْن هانئ بْن أَبِي شمر بْن جبلة بْن عدي بْن ربيعة بْن معاوية الأكرمين الكندي.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد يَوْم ساباط، وهو يَوْم بالعراق، لما سار سعد من القادسية إِلَى المدائن، فوصلوا ساباط قاتلوا، فاستلحم يومئذ وأحاط به العدو، فنادى: يا حكر يا حكر، بلغة أهل اليمن، يريد: حجر بْن عدي، فعطف عليه حجر فاستنقذه، وكان في ألفين وخمسمائة من العطاء، قاله الكلبي وابن شاهين.
وأخرجه أَبُو موسى، عن ابن شاهين.(1/643)
978- الحارث بن هشام الجهني
ب: الحارث بْن هشام الجهني، أَبُو عبد الرحمن حدث عنه أهل مصر.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.(1/643)
979- الحارث بن هشام بن المغيرة
ب د ع: الحارث بْن هشام بْن المغيرة بْن عبد اللَّه بْن عمر بْن مخزوم، أَبُو عبد الرحمن القرشي المخزومي وأمه: أم الجلاس أسماء بنت مخربة بْن جندل بْن أبير بْن نهشل بْن دارم التميمية، وهو أخو أَبِي جهل لأبويه، وابن عم خَالِد بْن الْوَلِيد، وابن عمر حنتمة أم عمر بْن الخطاب عَلَى الصحيح، وقيل: أخوها.
وشهد بدرًا كافرًا، فانهزم، وعير بفراره ذلك، فمما قيل فيه ما قاله حسان:
إن كنت كاذبة بما حدثتني فنجوت منجى الحارث بْن هشام
ترك الأحبة أن يقاتل دونهم ونجا برأس طمرة ولجام
فاعتذر الحارث عن فراره بما قال الأصمعي: إنه لم يسمع أحسن من اعتذاره في الفرار، وهو قوله:
اللَّه يعلم ما تركت قتالهم حتى رموا فرسي بأشقر مزبد
والأبيات مشهورة.
وأسلم يَوْم الفتح، وكان استجار يومئذ بأم هانئ بنت أَبِي طالب، فأراد أخوها علي قتله، فذكرت ذلك للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: قد أجرنا من أجرت، هذا قول الزبير، وغيره.
وقال مالك، وغيره: إن الذي أجارته هبيرة بْن أَبِي هبيرة.
ولما أسلم الحارث حسن إسلامه، ولم ير منه في إسلامه شيء يكره، وأعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مائة من الإبل من غنائم حنين، كما أعطى المؤلفة قلوبهم، وشهد معه حنينًا.
(261) أخبرنا أَبُو الحَرَمِ مَكِّيُّ بْنُ رَيَّانَ بْنِ شَبَّةَ النَّحْوِيُّ الْمُقْرِي، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عن مَالِكٍ، عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ، عن عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَهُ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ: كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحْيَانًا يَأْتِينِي فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ، فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ مَا قَالَ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلا، فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيُفْصَمُ عَنْهُ، وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا وخرج إِلَى الشام مجاهدًا أيام عمر بْن الخطاب بأهله وماله، فلم يزل يجاهد حتى استشهد يَوْم اليرموك في رجب من سنة خمس عشرة، وقيل: بل مات في طاعون عمواس سنة سبع عشرة، وقيل: سنة خمس عشرة.
ولما توفي تزوج عمر بْن الخطاب امرأته فاطمة بنت الْوَلِيد بْن المغيرة، أخت خَالِد بْن الْوَلِيد، وهي أم عبد الرحمن بْن الحارث بْن هشام.
وقال أهل النسب: لم يبق من ولد الحارث ابن هشام بعده إلا عبد الرحمن، وأخته أم حكيم.
روى عَبْد اللَّهِ بْن المبارك، عن الأسود بْن شيبان، عن أَبِي نوفل بْن أَبِي عقرب، قال: خرج الحارث بْن هشام من مكة للجهاد، فجزع أهل مكة جزعًا شديدًا، فلم يبق أحد يطعم إلا خرج يشيعه، فلما كان بأعلى البطحاء وقف ووقف الناس حوله يبكون، فلما رَأَى جزعهم رق فبكى، وقال: يا أيها الناس، إني والله ما خرجت رغبة بنفسي عن أنفسكم، ولا اختيار بلد عن بلدكم، ولكن كان هذا الأمر، فخرجت رجال، والله ما كانوا من ذوي أسنانها، ولا في بيوتاتها، فأصبحنا، والله ما أدركنا يومًا من أيامهم، والله لئن فاتونا به في الدنيا لنلتمس أن نشاركهم به في الآخرة، ولكنها النقلة إِلَى اللَّه تعالى.
وتوجه إِلَى الشام فأصيب شهيدًا روى عنه ابن عبد الرحمن، أَنَّهُ قال: يا رَسُول اللَّهِ، أخبرني بأمر أعتصم به، قال: املك عليك هذا، وأشار إِلَى لسانه، قال: فرأيت ذلك يسيرًا، وكنت رجلا قليل الكلام، ولم أفطن له، فلما رمته، فإذا هو لا شيء أشد منه.
وروى حبيب بْن أَبِي ثابت، أن الحارث بْن هشام، وعكرمة بْن أَبِي جهل، وعياش بْن أَبِي ربيعة جرحوا يَوْم اليرموك، فلما أثبتوا دعا الحارث بْن هشام بماء ليشربه، فنظر إليه عكرمة، فقال: ادفعه إِلَى عكرمة، فلما أخذه عكرمة نظر إليه عياش، فقال: ادفعه إِلَى عياش، فما وصل إِلَى عياش حتى مات، ولا وصل إِلَى واحد منهم، حتى ماتوا.
أخرجه الثلاثة.
مخربة: بضم الميم، وفتح الخاء، وكسر الراء المشددة.
وأبير: بضم الهمزة، وفتح الباء الموحدة، وعياش: بالياء تحتها نقطتان، وآخره شين معجمة.(1/643)
980- الحارث بن وهبان
س: الحارث بْن وهبان قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد بني عبد بْن عدي بْن الديل، فيهم الحارث بْن وهبان، فقالوا: يا مُحَمَّد، نحن أهل الحرم، وساكنه، وأعز من به.
وقد ذكر في: أسيد بْن أَبِي أناس.
أخرجه أَبُو موسى.(1/646)
981- الحارث بن يزيد الأسدي
د ع: الحارث بْن يَزِيدَ الأسدي روى مُحَمَّد بْن السائب الكلبي، عن أَبِي صالح، عن ابن عباس، عن الحارث بْن يَزِيدَ، أَنَّهُ قال: يا رَسُول اللَّهِ، الحج في كل عام؟ فنزلت: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} .
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم مختصرًا(1/646)
982- الحارث بن يزيد بن أنسة
ب: الحارث بْن يَزِيدَ بْن أنسة وقيل أنيسة وهو الذي لقبه عياش بْن أَبِي ربيعة بالبقيع عند قدومه الميدنة هكذا ذكره ابن أَبِي حاتم، عن أبيه.
أخرجه أَبُو عمر.
وقد أخرجه في ترجمة أخرى، فقال: الحارث بْن يَزِيدَ القرشي، ترد بعد هذه إن شاء اللَّه تعالى.(1/646)
983- الحارث بن يزيد الجهني
س: الحارث بْن يَزِيدَ الجهني.
ذكره عبدان، وقال: سمعت أحمد بْن سيار، يقول: هو رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من جهينة لا يعرف له حديث، إلا أن ذكره قائم في حديث أَبِي اليسر.
روى جابر بْن عَبْد اللَّهِ، قال: قال أَبُو اليسر: كان لي عَلَى الحارث بْن يَزِيدَ الجهني مال، فطال حبسه، الحديث مشهور.
روى الحسن بْن زياد، عن الحارث بْن يَزِيدَ الجهني، قال: كان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينهي أن يبال في الماء المستنقع.
أخرجه أَبُو موسى(1/646)
984- الحارث بن يزيد بن سعد البكري
س: الحارث بْن يَزِيدَ بْن سعد البكري ذكره ابن شاهين، والسراج، والعسكري المروزي في الصحابة.
(262) أخبرنا أَبُو يَاسِرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي أَبُو الْمُنْذِرِ، عن عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عن أَبِي وَائِلٍ، عن الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْبَكْرِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ أَشْكُو الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، فَمَرَرْتُ بِالرَّبَذَةِ، فَإِذَا عَجُوزٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مُنْقَطَعٌ بِهَا، فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، إِنَّ لِي حَاجَةً إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَلْ أَنْتَ مُبْلِغِي إِيَّاهُ؟ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ كذا نسبه زيد بْن الحباب، وَإِنما هو الحارث بْن حسان المذكور في كتبهم، وقد يقال: حريث بْن حسان.
أخرجه أَبُو موسى.(1/647)
985- الحارث بن يزيد القرشي
ب: الحارث بْن يَزِيدَ القرشي العامري من بني عامر بْن لؤي.
فيه نزلت: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلا خَطَأً} ، وذلك أَنَّهُ خرج مهاجرا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلقيه عياش بْن أَبِي ربيعة، وكان ممن يعذبه بمكة مع أَبِي جهل، فعلاه بالسيف، وهو يحسبه كافرًا، ثم جاء إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره، فنزلت: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلا خَطَأً} ، فقرأها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم قال لعياش: قم فحرر.
عياش: بالياء تحتها نقطتان، وآخره شين معجمة.
أخرجه أَبُو عمر، وقد أخرجه أيضًا قبل، فقال: الحارث بْن يَزِيدَ بْن أنسة، وذكر القصة، ولا فرق بين الترجمتين، إلا أَنَّهُ في الأولى ذكر القصة، ونسبه إِلَى جده، وهنا لم يذكره، وهذا لا يوجب أن يكونا اثنين، والله أعلم.(1/647)
986- الحارث
د ع: الحارث روى حديثه الحسن ابن موسى الأشيب، عن حماد بْن سلمة، عن ثابت، عن حبيب بْن سبيعة، عن الحارث: أن رجلا كان جالسا عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمر رجل، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إني أحبه في اللَّه، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أعلمته ذلك؟، فقال: لا، قال: فاذهب فأعلمه، فقال: إني أحبك في اللَّه، فقال: أحبك الذي أحببتني له.
ورواه ابن عائشة.
وعفان، عن حماد، عن ثابت، عن حبيب بْن سبيعة الضبعي، عن الحارث: أن رجلا حدثه أَنَّهُ كان عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحوه.
ورواه مبارك بْن فضالة، وحسين بْن واقد، وعبد اللَّه بْن الزبير، وعمارة بْن زاذان، عن ثابت، عن أنس، وهو وهم، وحديث حماد أشهر.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم(1/647)
987- حارثة
د ع: حارثة بزيادة هاء هو ابن الأضبط الذكواني في أهل الجزيرة.
روى حديثه عَبْد اللَّهِ بْن يحيى بْن حارثة بْن الأضبط، عن أبيه، عن جده: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم(1/648)
988- حارثة بن جبلة
س: حارثة بْن جبلة بْن حارثة الكلبي وهو ابن أخي زيد بْن حارثة، مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد تقدم نسبه في أسامة بْن زيد، ذكره عبدان.
أخرجه أَبُو موسى.(1/648)
989- حارثة بن خذام
حارثة بْن خذام ذكره عبدان.
وقال: لقي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأهدى إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هدية من صيد اصطاده، فقبلها، وأكل منه، وكساه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمامة عدنية.
وعداده في الشاميين.
أخرجه أَبُو موسى مختصرًا.(1/648)
990- حارثة بن خمير
ب د ع: حارثة بْن خمير الأشجعي حليف لبني سلمة من الأنصار وقيل حليف لبني الخزرج ذكره موسى بْن عقبة فيمن شهد بدرًا.
وذكره يونس بْن بكير، عن ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا: حارثة بْن خمير، وعبد اللَّه بْن خمير، من أشجع، حليفان.
وخمير: بالخاء المنقوطة.
وروى إِبْرَاهِيم بْن سعد، وسلمة، عن ابن إِسْحَاق فيمن شهد بدرًا: خارجة بْن الحمير، وعبد اللَّه بْن الحمير، من أشجع، حليفان لبني سلمة، كذا قال: خارجة.
وقال: الحمير بالحاء المهملة المضمومة، والياء المشددة.
وقال الواقدي: حمزة بْن الحمير، ونذكره إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قال أَبُو عمر: حليف لبني سلمة بْن الأنصار، وقيل: حليف لبني الخزرج، فهذا يدل عَلَى اختلاف، ولا اختلاف، فإن بني سلمة من الخزرج، فإذا كان حليفا لهم، فهو حليف للخزرج، والله أعلم.(1/649)
991- حارثة ابن الربيع
ع س: حارثة بْن الربيع كذا ذكره عبدان، وابن أَبِي علي، يعني: بالفتح والتخفيف، وَإِنما هو الربيع، بضم الراء، وتشديد الياء، وهو اسم أمه.
روى حماد، عن ثابت، عن أنس، أن حارثة بْن الربيع جاء نظارًا يَوْم بدر، وكان غلاما، فجاءه سهم غرب، فوقع في ثغرة نحره، فقتله فجاءت أمه الربيع، فقالت: يا رَسُول اللَّهِ، قد علمت مكان حارثة مني، فإن يكن في الجنة فسأصبر، وَإِلا فسيرى اللَّه تعالى ما أصنع، فقال: يا أم حارثة، إنها ليست بجنة، ولكنها جنات كثيرة، وهو في الفردوس الأعلى، قالت: سأصبر.
وقد روي أَنَّهُ قتل يَوْم أحد، والأول أصح.
أخرجه أَبُو موسى، وَأَبُو نعيم، وقال: وهذا هو حارثة بْن سراقة الذي يأتي ذكره، والربيع أمه، نسب إليها، لأنها التي خاطبت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي التي بقيت من أبويه عند هذه الحادثة، وليس عَلَى ابن منده فيه استدراك، لأن نسبه إِلَى أمه ليس مشهورا بالنسبة إليها، ولأن ابن منده قد ذكر حارثة بْن سراقة، وقال: ويقال: حارثة بْن الربيع، وهو ابن عمة أنس بْن مالك(1/649)
992- حارثة بن زيد
ع: حارثة بْن زيد الأنصاري بدري قال: مُحَمَّد بْن إِسْحَاق المسيني، عن مُحَمَّدِ بْنِ فليح، عن موسى بْن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن شهد بدرًا من الأنصار من بني الحارث بْن الخزرج: حارثة بْن زيد بْن أَبِي زهير بْن امرئ القيس، كذا في رواية المسيني: حارثة، وفي رواية إِبْرَاهِيم بْن المنذر: خارجة.
ومثله قال ابن إِسْحَاق.
أخرجه ههنا أَبُو نعيم، وأخرجه ابن منده، وَأَبُو عمر في: خارجة، وهو أصح، والأول وهم.(1/650)
993- حارثة بن سراقة
ب د ع: حارثة بْن سراقة بْن الحارث بْن عدي بْن مالك بْن عدي بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري أصيب ببدر، وأمه الربيع بنت النضر، عمة أنس بْن مالك، قتله حبان بْن العرقة ببدر شهيدًا، رماه بسهم وهو يشرب من الحوض، فأصاب حنجرته فقتله، وكان خرج نظارا وهو غلام، ولم يعقب، فجاءت أمه الربيع إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: يا رَسُول اللَّهِ، قد علمت مكان حارثة مني، فإن يكن من أهل الجنة فسأصبر، وَإِلا فسيرى اللَّه ما أصنع، قال: يا أم حارثة، إنها ليست بجنة، ولكنها جنات كثيرة، وهو في الفردوس الأعلى، قالت: سأصبر.
قال أَبُو نعيم: وكان عظيم البر بأمه، حتى قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دخلت الجنة فرأيت حارثة، كذلكم البر.
(263) أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ يَعِيشُ بْنُ صَدَقَةَ بْنِ عَلِيٍّ الْفُرَاتِيُّ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّرَّاحِ، أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ دُوسَتَ الْعَلافُ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، أخبرنا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، عن ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عن أَنَسٍ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي إِذِ اسْتَقْبَلَهُ شَابٌّ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا حَارِثُ؟، قَالَ: أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا بِاللَّهِ حَقًّا، قَالَ: انْظُرْ مَاذَا تَقُولُ؟ فَإِنَّ لِكُلِّ قَوْلٍ حَقِيقَةً قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَزَفَتْ نَفْسِي عن الدُّنْيَا، فَأَسْهَرْتُ لَيْلِي، وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي، وَكَأَنِّي بِعَرْشِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ بَارِزًا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيهِ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ النَّارِ يَتَعَاوَنَ فِيهَا، قَالَ: الْزَمْ، عَبْدٌ نَوَّرَ اللَّهُ الإِيمَانَ فِي قَلْبِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّه لِي بِالشَّهَادَةِ، فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُودِيَ يَوْمًا فِي الْخَيْلِ، فَكَانَ أَوَّلَ فَارِسٍ رَكِبَ، وَأَوَّلَ فَارِسٍ اسْتُشْهِدَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أُمَّهُ، فَجَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ يَكُنْ فِي الْجَنَّةِ لَمْ أَبْكِ وَلَمْ أَحْزَنْ، وَإِنْ يَكُنْ فِي النَّارِ بَكَيْتُ مَا عِشْتُ فِي دَارِ الدُّنْيَا، قَالَ: يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا لَيْسَتْ بِجَنَّةٍ وَاحِدَةٍ، وَلَكِنَّهَا جِنَانٌ، وَإِنَّ حَارِثَةَ فِي الْفِرْدَوْسِ الأَعْلَى، فَرَجَعَتْ أُمُّهُ، وَهِيَ تَضْحَكُ، وَتَقُولُ: بَخٍ بَخٍ لَكَ يَا حَارِثَةُ.
قَيلِ: إِنَّهُ أَوَّلَ مَنْ قُتِلَ مِنَ الأَنْصَارِ بِبَدْرٍ، وَقَالَ ابْنُ مَنْدَهْ: إِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا، وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَأَنْكَرَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَتْبَعَ ابْنُ مَنْدَهْ قَوْلَهُ ذَلِكَ بِرِوَايَتِهِ عن ابْنِ إِسْحَاقَ، وَأَنَسٍ، أَنَّهُ أُصِيبَ يَوْمَ بَدْرٍ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ قلت: قد ذكر أَبُو نعيم أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رآه في الجنة، فقال: كذلكم البر، وكان بارًا بأمه، وهو وهم، وَإِنما الذي رآه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو حارثة بْن النعمان، ذكره غير واحد من الأئمة، منهم: أحمد بْن حنبل، ذكره في مسنده، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: نمت فرأيتني في الجنة، فسمعت صوت قارئ يقرأ، فقلت: من هذا؟ فقالوا: حارثة بْن النعمان، فقلت: كذلك البر.
وقد تقدم ذكر حارثة بْن سراقة في حارثة بْن الربيع، وهو هذا، ولولا أننا شرطنا أن لا نخل بترجمة، لتركنا تلك، واقتصرنا عَلَى هذه.
الربيع: بضم الراء، وتشديد الياء، تحتها نقطتان، تصغير ربيع، وحبان: بكسر الحاء، وآخره نون، وقيل غير ذلك، وهذا أصح، والله أعلم.(1/650)
994- حارثة بن سهل
س: حارثة بْن سهل بْن حارثة بْن قيس بْن عامر بْن مالك بْن لوذان بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس شهد أحدًا.
أخرجه أَبُو موسى.
وقال العدوي: أجمع أهل المغازي أَنَّهُ شهد أحدًا.(1/652)
995- حارثة بن شراحيل
د ع: حارثة بْن شراحيل بْن كعب بْن عبد العزى بْن امرئ القيس بْن عامر بْن النعمان الكلبي أَبُو زيد بْن حارثة مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد تقدم نسبه عند أسامة بْن زيد.
قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طالبًا لابنه زيد، فأسلم.
روى أسامة بْن زيد، عن أبيه زيد بْن حارثة: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا أباه حارثة إِلَى الإسلام، فشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأن محمدًا رَسُول اللَّهِ.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم(1/652)
996- حارثة بن ظفر
س: حارثة بْن ظفر ذكره ابن شاهين في الصحابة.
أخرجه أَبُو موسى مختصرًا.(1/652)
997- حارثة بن عدي
ب د ع: حارثة بْن عدي بْن أمية بْن الضبيب ذكره بعضهم في الصحابة.
قال أَبُو عمر: وهو مجهول لا يعرف، وقد ذكره البخاري.
روى عصمة بْن كميل بْن وهب بْن حارثة بْن عدي بْن أمية بْن الضبيب، عن آبائه، عن حارثة بْن عدي، قال: كنت أنا وأخي في الوفد الذين وفدوا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: اللهم بارك لحارثة في طعامه.
وقد ذكره ابن ماكولا، فقال: حارثة بْن عدي، عداده في أهل الشام، له صحبة.
أخرجه الثلاثة(1/652)
998- حارثة بن عمرو الأنصاري
ب: حارثة بْن عمرو الأنصاري من بني ساعدة.
قتل يَوْم أحد شهيدًا.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.(1/653)
999- حارثة بن قطن
ب س: حارثة بْن قطن بْن زابر بْن كعب بْن حصن بْن عليم بْن جناب بْن هبل بْن عَبْد اللَّهِ بْن كنانة بْن بكر بْن عوف بْن عذرة بْن زيد اللات بْن رفيدة بْن ثور بْن كلب بْن وبرة الكلبي وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو، وأخوه حصن، فكتب لهما كتابًا: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، من مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ لحارثة، وحصن ابني قطن، لأهل الموات من بني جناب من الماء الجاري العشر، ومن العثري نصف العشر في السنة، في عمائر كلب.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
زابر: بالزاي، وبعد الألف باء موحدة، وراء.(1/653)
1000- حارثة بن مالك الأنصاري
ب د ع: حارثة بْن مالك الأنصاري من بني حبيب بْن عبد، شهد بدرًا، قاله مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، من رواية يونس بْن بكير، عنه، فيمن شهد بدرًا من بني حبيب بْن عبد: حارثة بْن مالك، قاله ابن منده.
وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض الواهمين، يعني: ابن منده، ونسب وهمه إِلَى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، ووهم هو، وصوابه: حبيب بْن عبد حارثة بْن مالك، ففصل بين عبد، وحارثة، فقدر أن حارثة، اسم الصحابي.
والذي قاله ابن إِسْحَاق بخلاف ما حكاه عنه.
وروى عن إِبْرَاهِيم بْن سعد، عن أبيه، عن ابن إِسْحَاق، في تسمية من قتل من المسلمين من بني حبيب بْن عبد حارثة بْن مالك بْن غضب بْن جشم بْن الخزرج: رافع بْن المعلى، فالمقتول رافع، وهو من بني حبيب بْن عبد حارثة، فقدر الواهم أن المقتول حارثة.
قال أَبُو نعيم: وسبقه إِلَى هذا الوهم ما رواه هو بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابن لهيعة، عن أَبِي الأسود، عن عروة، في تسمية أصحاب العقبة من الأنصار من بني بياضة: حارثة بْن مالك بْن غضب بْن جشم بْن الخزرج.
أخرجه الثلاثة.
قلت: الحق في هذا مع أَبِي نعيم، وَإِن كان لا يلزم ابن منده نقل أَبِي نعيم، عن إِبْرَاهِيم ابن سعد، عن أبيه، عن ابن إِسْحَاق، فإن الرواة عن ابن إِسْحَاق يختلفون كثيرًا، إنما يلزم ابن منده ما رواه يونس، عن ابن إِسْحَاق.
وقد روى يونس، عن ابن إِسْحَاق، ما أخبرنا أَبُو جَعْفَر عُبَيْد اللَّهِ بْن أحمد بْن علي الْبَغْدَادِيّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عن ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرًا، قال: ومن بني حبيب بْن عبد: رافع بْن المعلى بْن لوذان، وقد نسبه الكلبي، فقال: رافع بْن المعلى ابن لوذان بْن حارثة بْن زيد بْن ثعلبة بْن عدي بْن مالك بْن غضب بْن جشم بْن الخزرج، وذكر أن رافعًا شهد بدرًا، وهذا يقوي قول أَبِي نعيم، والله أعلم.
وقد رواه سلمة بْن الفضل، عن ابن إِسْحَاق، فقال في تسمية من شهد بدرًا، فقال: ومن بني حبيب بْن عبد حارثة بْن مالك بْن غضب ابن جشم بْن الخزرج: رافع بْن المعلى بْن لوذان بْن حارثة بْن زيد بْن عدي بْن ثعلبة بْن زيد مناة ابن حبيب، وهذا أيضًا يؤيد قول أَبِي نعيم في أن ابن منده وهم وظن حارثة بْن مالك من بني حبيب ابن عبد صحابيًا، وَإِنما هو جد صحابي، والله أعلم.(1/653)
1001- حارثة بن مالك بن غضب
ب د: حارثة بْن مالك بْن غضب بْن جشم بْن الخزرج ثم من بني مخلد بْن عامر ابن زريق الأنصاري الزرقي، ذكره الواقدي فيمن شهد بدرًا، قاله أَبُو عمر.
وقال ابن منده: حارثة بْن مالك بْن غضب بْن جشم الأنصاري، من بني بياضة، شهد العقبة.
وروى ذلك عن أَبِي الأسود، عن عروة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو عمر.
قلت: هذا غلط منهما، فإن قولهما حارثة ابن مالك بْن غضب، فهذا بعيد جدًا، فإن من مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني مالك بْن غضب، بينهم وبينه نحو عشرة آباء، فيكون مقدار ثلثمائة سنة عَلَى أقل التقدير، فكيف يكون مالك أبا حارثة، ثم إن أبا عمر يقول: حارثة بْن مالك، وينسبه ثم يقول: من بني مخلد بْن زريق، فإن أراد بقوله: ثم من بني مخلد الخزرج، لا يصح، لأن زريقًا من بني الخزرج، وَإِن أراد حارثة، فكيف يكون مالك بْن غضب بْن جشم بْن الخزرج، ثم يكون من بني مخلد؟ ومخلد هو ابن عامر بْن زريق بْن عامر بْن زريق بْن عبد حارثة بْن مالك بْن غضب، هذا متناقض لا يصح، عَلَى أن الواقدي لم يذكره من الصحابة، إنما ذكره في الأنساب لا في الصحابة، والله أعلم.(1/654)
1002- حارثة بن مضرب
س: حارثة بْن مضرب أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما قيل: وهو كوفي، يروي عن: عمر، وغيره.
أخرجه أَبُو موسى مختصرًا.(1/655)
1003- حارثة بن النعمان
ب د ع: حارثة بْن النعمان بْن نقع بْن زيد بْن عبيد بْن ثعلبة بْن غنم بْن مالك بْن النجار الأنصاري الخزرجي ثم من بني النجار يكنى أبا عَبْد اللَّهِ شهد بدرًا، وأحدًا، والخندق، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان من فضلاء الصحابة.
روى عَبْد اللَّهِ بْن عامر بْن ربيعة، عن حارثة ابن النعمان، قال: مررت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه جبريل عليه السلام، جالسًا بالمقاعد، فسلمت عليه وجزت، فلما رجعت وانصرف النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: هل رأيت الذي كان معي؟، قلت: نعم، قال: فإنه جبريل، وقد رد عليك السلام.
وروى ابن عباس أن حارثة بْن النعمان مر عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه جبريل، يناجيه، فلم يسلم، فقال جبريل: ما منعه أن يسلم؟ فقال له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما منعك أن تسلم حين مررت؟، قال: رأيت معك إنسانًا تناجيه، فكرهت أن أقطع حديثك، قال: أو قد رأيته؟ قال: نعم، قال: أما إن ذاك جبريل، وقال: أما إنه لو سلم لرددت عليه، ثم قال: أما إنه من الثمانين؟ فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وما الثمانون؟ قال: يفر الناس عنك غير ثمانين، فيصبرون معك، رزقهم ورزق أولادهم عَلَى اللَّه في الجنة، فأخبر حارثة بذلك.
(264) أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ، إِذْنًا، أخبرنا عَمُّ جَدِّي أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، حدثنا سُفْيَانُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عَمْرَةَ، عن عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَسَمِعْتُ قِرَاءَةً، فَقُلْتُ مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَذَلِكُمُ الْبِرُّ، وَكَانَ بَرًّا بِأُمِّهِ.
وَذَكَرَ أَبُو نُعَيْمٍ أَنَّ الَّذِي كَانَ بَرًّا بِأُمِّهِ: حَارِثَةُ بْنُ الرُّبَيِّعِ، وَهَذَا أَصَحُّ وهو ممن ثبت مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم حنين في ثمانين رجلا لما انهزم الناس وبقي حارثة، وذهب بصره، فاتخذ خيطًا من مصلاه إِلَى باب حجرته، ووضع عنده مكتلا فيه تمر، فكان إذا جاء المسكين فسلم، أخذ من ذلك المكتل، ثم أخذ بطرف الخيط حتى يناوله، فكان أهله يقولون: نحن نكفيك، فقال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: مناولة المسكين تقي ميتة السوء.
قال ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرًا من الأنصار من الخزرج من بني ثعلبة: حارثة بْن النعمان بْن رافع بْن زيد بْن عبيد بْن ثعلبة بْن غنم بْن مالك.
وقال موسى بْن عقبة، عن ابن شهاب: شهد بدرًا من الأنصار، من بني النجار: حارثة بْن النعمان، وهو الذي مر برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو مع جبريل عند المقاعد.
أخرجه الثلاثة، وقد خالف ابن إِسْحَاق في نسبه، فقال: النعمان بْن رافع، ووافقه بْن ماكولا، وساق النسب الأول أَبُو عمر، فقال: النعمان بْن نقع، ووافقه الكلبي.(1/655)
1004- حارثة بن النعمان الخزاعي
س: حارثة بْن النعمان الخزاعي أَبُو شريح كذا ذكره العسكري عَلَى بْن سَعِيد في الأفراد: وقد خولف في اسمه، فأورده في موضع آخر.
أخرج أَبُو موسى.(1/656)
1005- حارثة بن وهب الخزاعي
ب د ع: حارثة بْن وهب الخزاعي أخو عُبَيْد اللَّهِ بْن عمر بْن الخطاب لأمه روى عنه: أَبُو إِسْحَاقَ السبيعي، ومعبد بْن خَالِد الجهني.
(265) أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَغَيْرُهُ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، حدثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، أخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ، أخبرنا سُفْيَانُ، عن مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ الْخُزَاعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ كَيْفَ ضَعِيفٌ مُتَضَعِّفٌ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ، أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُتَكَبُّرٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
الْعُتُلُّ: هُوَ الشَّدِيدِ الْجَافِي، وَالْجَوَّاظُ قِيلَ: هُوَ الْجَمُوعُ الْمَنُوعُ، وَقِيلَ: الْكَثِيرُ اللَّحْمِ الْمُخْتَالُ، وَقِيلَ: الْقَصِيرُ الْبَطِينُ(1/657)
1006- حازم الأنصاري
س: حازم الأنصاري روى جابر بْن عَبْد اللَّهِ: أن معاذ بْن جبل صلى بالأنصار المغرب، وأن حازمًا الأنصاري لم يصبر لذلك، فغضب عليه معاذ، فأتى حازم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: إن معاذا طول علينا، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمعاذ: أفتان أنت يا معاذ، خفف عَلَى الناس، فإن فيهم المريض، والضعيف، والكبير.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: هكذا في هذه الرواية: حازم، وفي رواية أَنَّهُ حزام بْن ملحان، وقيل: حزم بْن أَبِي كعب، وقيل: سليم، والله أعلم.(1/657)
1007- حازم بن أبي حازم الأحمسي
ب: حازم بْن أَبِي حازم الأحمسي أخو قيس بْن أَبِي حازم، واسم أَبِي حازم عبد عوف بْن الحارث كان حازم، وقيس أخوه مسلمين، عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يرياه، قتل حازم بصفين مع علي تحت راية أحمس، وبجيلة.
أخرجه أَبُو عمر.(1/658)
1008- حازم بن حرملة
ب د ع: حازم بْن حرملة بْن مسعود الغفاري وقيل الأسلمي له حديث واحد.
(266) أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ الأَصْبَهَانِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الضَّحَّاكِ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو زَيْنَبَ مَوْلَى حَازِمِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عن حَازِمِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
حَازِمٌ: بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالزَّايِ، وَزَيْنَبُ: بِالزَّايِ، وَبَعْدَ الْبَاءِ تَحْتَهَا نُقْطَتَانِ نُونٌ، وَبَاءٌ مُوَحَّدَةٌ(1/658)
1009- حازم بن حرام
ب د ع: حازم بْن حرام وقيل حزام الخزاعي، ذكره العقيلي في الصحابة.
روى حديثه مدرك بْن سليمان بْن عقبة بْن شبيب بْن حازم، عن أبيه، عن جده شبيب، عن أبيه حازم: أَنَّهُ قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: ما اسمك؟، قال: حازم، قال: أنت مطعم وجعله أَبُو عمر خزاعيًا، وجعله ابن منده جذاميًا، قال ابن منده، وغيره: مدرك بْن سليمان.
وقال الدارقطني، وعبد الغني: مُحَمَّد بْن سليمان، عوض مدرك بْن سليمان، قاله ابن ماكولا.
أخرجه الثلاثة.(1/658)
1010- حازم
س: حازم آخر.
ذكره عبدان.
حديثه قال: فرض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زكاة الفطر طهورًا للصائم من اللغو والرفث، من أداها قبل الصلاة كانت له زكاة، ومن أداها بعد الصلاة كانت له صدقة.
أخرجه أَبُو موسى.(1/659)
1011- حاطب بن أبي بلتعة
ب د ع: حاطب بْن أَبِي بلتعة واسم أَبِي بلتعة عمرو بْن عمير بْن سلمة من بني خالفة بطن من لخم وقال ابن ماكولا: حاطب بْن أَبِي بلتعة بْن عمرو عمير بْن سلمة بْن صعب بْن سهل بْن العتيك بْن سعاد بْن راشدة بْن جزيلة بْن لخم بْن عدي، حليف بني أسد، وكنيته أَبُو عَبْد اللَّهِ، وقيل: أَبُو مُحَمَّد، وقيل: إنه من مذحج، وهو حليف لبني أسد بْن عبد العزى، ثم للزبير بْن العوام بْن خويلد بْن أسد، وقيل: بل كان مولى لعبيد اللَّه بْن حميد بْن زهير بْن الحارث بْن أسد، فكاتبه، فأدى كتابته يَوْم الفتح، وشهد بدرًا، قاله موسى بْن عقبة، وابن إِسْحَاق.
وشهد الحديبية، وشهد اللَّه تعالى له بالإيمان في قوله تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} .
وسبب نزول هذه السورة:
(267) ما أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، بإسنادهم عن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، أخبرنا ابْن أَبِي عُمَرَ، أخبرنا سُفْيَانُ، عن عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَالْمِقْدَادُ، فَقَالَ: انْطَلِقُوا حَتَّى تَأَتْوُا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً مَعَهَا كِتَابٌ، فَخُذُوهُ مِنْهَا، فَائْتُونِي بِهِ، فَخَرَجْنَا تَتَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا حَتَّى أَتَيْنَا الرَّوْضَةَ، فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ، فَقُلْنَا: أَخْرِجِي الْكِتَابَ، فَقَالَتْ: مَا مَعِي مِنْ كِتَابٍ، فَقُلْنَا: لِتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ، أَوْ لَنُجَرِدَنَّ الثِّيَابَ، قَالَ: فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا، قَالَ: فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا فِيهِ: مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى نَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِمَكَّةَ، يُخْبُرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا هَذَا يَا حَاطِبُ؟، قَالَ: لا تَعْجَلْ عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ، وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِمَكَّةَ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنْ نَسَبٍ فِيهِمْ أَنْ أَتَّخِذَ فِيهِمْ يَدًا يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي، وَمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ كُفْرًا وَارْتِدَادًا عن دِينِي، وَلا رِضَاءً بِالْكُفْرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقَ، فَقَالَ عُمَرُ: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَضْرِبُ عُنَقَ هَذَا الْمُنَافِقِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا، فَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ.
قَالَ: وَفِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} .
وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن عَلِيٍّ.
وَكَانَ سَبَبُ هَذَا الْكِتَابِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَغْزُوَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ، دَعَا اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَعْمِي الأَخْبَارَ عن قُرَيْشٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ حَاطِبٌ يُعْلِمُهُمْ بِمَا يُرِيدُهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوِهِمْ، فَأَعْلَمَ اللَّهُ رَسُولَهُ بِذَلِكَ، فَأَرْسَلَ عَلِيًّا، وَالزُّبَيْرَ، فَكَانَ مَا ذَكَرْنَاهُ وأرسله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المقوقس، صاحب الإسكندرية، سنة ست، فأحضره، وقال: أخبرني عن صاحبك، أليس هو نبيًا؟ قال: قلت: بلى، هو رَسُول اللَّهِ، قال: فما له لم يدع عَلَى قومه حيث أخرجوه من بلدته؟ قال: فقلت له: فعيسى ابن مريم، أتشهد أَنَّهُ رَسُول اللَّهِ؟ فما له حيث أراد قومه صلبه لم يدع عليهم حتى رفعه اللَّه؟ فقال: أحسنت، أنت حكيم جاء من عند حكيم، وبعث معه هدية لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها: مارية القبطية، وسيرين أختها، وجارية أخرى، فاتخذ مارية لنفسه، فهي أم إِبْرَاهِيم ابن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووهب سيرين لحسان بْن ثابت، فهي أم ابنه عبد الرحمن، ووهب الأخرى لأبي جهم بْن حذيفة العدوي، وأرسل معه من يوصله إِلَى مأمنه.
وتوفي حاطب سنة ثلاثين، وصلى عليه عثمان، وكان عمره خمسًا وستين سنة.
روى يحيى بْن عبد الرحمن بْن حاطب الحاطبي، عن أبيه، عن جده حاطب، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من اغتسل يَوْم الجمعة، ولبس أحسن ثيابه، وبكر ودنا، كانت كفارة إِلَى الجمعة الأخرى.
أخرجه الثلاثة سعاد: بفتح السين، وتشديد العين، وجزيلة: بفتح الجيم، وكسر الزاي، وتسكين الياء تحتها نقطتان، ثم لام وهاء.(1/659)
1012- حاطب بن الحارث
ب د ع: حاطب بْن الحارث بْن معمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح الجمحي مات بأرض الحبشة مهاجرًا، كان خرج إليها ومعه امرأته فاطمة بنت المجلل العامرية، ولدت هناك ابنيه: محمدًا، والحارث، قاله أَبُو عمر.
وقال ابن منده: حاطب بْن الحارث بْن معمر بْن حبيب، هاجر إِلَى أرض الحبشة معه امرأته فاطمة، وابناه: مُحَمَّد، والحارث.
روى عن ابن إِسْحَاق في تسمية من هاجر إِلَى أرض الحبشة: حاطب بْن الحارث بْن المغيرة بْن حبيب بْن حذافة الجمحي، وهذا وهم من ابن إِسْحَاق في رواية يونس بْن بكير.
وقد رواه ابن هشام، عن البكائي، عن ابن إِسْحَاق، عَلَى الصواب، فقال: وحاطب بْن الحارث بْن معمر بْن حبيب بْن وهب ابن حذافة.
وكذا رواه سلمة، عن ابن إِسْحَاق، فلعل الوهم فيه من يونس، أو من في إسناده، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.(1/661)
1013- حاطب بن عبد العزى
س: حاطب بْن عبد العزى بْن أَبِي قيس بْن عبد ود بْن نصر بْن مالك بْن حسل بْن عامر بْن لؤي ذكره عَبْد اللَّهِ بْن الأجلح، عن أبيه، عن بشير بْن تيم، وغيره، قَالُوا: من المؤلفة قلوبهم من بني عامر بْن لؤي: حاطب بْن عبد العزى.
أخرجه أَبُو موسى مختصرًا.(1/661)
1014- حاطب بن عمرو بن عبد شمس
ب د ع: حاطب بْن عمرو بْن عبد شمس بْن عبد ود بْن نصر بْن مالك بْن حسل بْن عامر بْن لؤي أخو سهيل وسليط والسكران بني عمرو أسلم قبل دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم بْن أَبِي الأرقم، وهاجر إِلَى أرض الحبشة الهجرتين معًا، وهو أول من هاجر إليها في قول، وشهد بدرًا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ موسى بْن عقبة، وابن إِسْحَاق، والواقدي فيمن هاجر إِلَى أرض الحبشة، وفيمن شهد بدرًا: حاطب بْن عمرو، من بني عامر بْن لؤي، وقيل فيه: أَبُو حاطب، ويرد في الكنى، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.(1/662)
1015- حاطب بن عمرو بن عتيك
ب: حاطب بْن عمرو بْن عتيك بْن أمية بْن زيد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي شهد بدرًا، ولم يذكره ابن إِسْحَاق فيمن شهدها.
أخرجه أَبُو عمر.(1/662)
1016- حامد الصائدي الكوفي
س: حامد الصائدي الكوفي ذكره أَبُو الْفَتْحِ الأزدي، وقال: إنه صحابي.
ولم يورد له شيئًا، أخرجه أَبُو موسى، وقال: أظنه ذكره غيره، فنسبه إِلَى الأزد.
أخرجه أَبُو موسى.(1/662)
باب الحاء والباء(1/662)
1017- الحباب بن جبير
ب: الحباب بْن جبير حليف لبني أمية وابنه عرفطة بْن الحباب استشهد يَوْم الطائف مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو عمر مختصرًا.(1/662)
1018- الحباب بن جزء
ب س: الحباب بْن جزء بْن عمرو بْن عامر بْن عبد رزاح بْن ظفر الأنصاري الظفري ذكره الطبري فيمن شهد بدرًا، وذكره ابن شاهين في الصحابة.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
قال ابن ماكولا: جزء، بفتح الجيم، وسكون الزاي، وبعدها همزة، فمنهم: حباب بْن جزء بْن عمرو بْن عامر الأنصاري، له صحبة، وشهد أحدًا، وما بعدها، وقتل بالقادسية.
وقال مصعب، عن ابن القداح: هو الحباب بْن جزي، بضم الجيم، وكان الأول أكثر.(1/663)
1019- الحباب بن زيد
ب س: الحباب بْن زيد بْن تيم بْن أمية بْن خفاف بْن بياضة بْن خفاف بْن سَعِيد بْن مرة بْن مالك بْن الأوس الأنصاري البياضي شهد أحدًا مع أخيه حاجب بْن زيد، وقتل باليمامة.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى مختصرًا.(1/663)
1020- الحباب بن عبد الله
د ع: الحباب بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ابن سلول كان اسمه الحباب، وبه كان أبوه يكنى، فلما أسلم سماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ ويرد في عَبْد اللَّهِ مستقصى إن شاء اللَّه تعالى، وهو الذي استأذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قتل أبيه، لما كان يظهر منه من النفاق، فلم يأذن له.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/663)
1021- الحباب بن عمرو
د ع: الحباب بْن عمرو أخو أَبِي اليسر الأنصاري، عداده في أهل المدينة روى يونس بْن بكير، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عن الخطاب بْن صالح، عن أمه، عن سلامة بنت معقل، قالت: قدم عمي في الجاهلية، فباعني من الحباب بْن عمرو، فاستسرني، فولدت له عبد الرحمن بْن الحباب، فتوفي وترك دينًا، فقالت لي امرأته: الآن، والله، تباعين يا سلامة في الدين، فقلت: إن كان اللَّه قضى ذلك علي احتسبت، فجئت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته خبري، فقال: من صاحب تركة الحباب؟ قَالُوا: أخوه أَبُو اليسر بْن عمرو، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اعتقوها، فإذا سمعتم برقيق قدم علي، فائتوني أعوضكم منها، فأعتقوها، فقدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رقيق، فدعا أبا اليسر، فقال: خذ من هذا الرقيق غلاما لابن أخيك.
رواه أحمد بْن حنبل، عن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، عن سلمة بْن الفضل، عن ابْن إِسْحَاق، فذكر نحوه.
وقال: سلامة، قال أَبُو نعيم: رواه بعض المتأخرين من حديث سلمة، عن ابن إِسْحَاق، فقال: عن الخطاب، عن أمه، عن سلمة بنت معقل، وهي سلامة لا يختلف فيها، وقيل: الحتات، ويرد في موضعها، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/663)
1022- الحباب بن قيظي
ب د ع: الحباب بْن قيظي وأمه الصعب بنت التيهان أخت أَبِي الهيثم بْن التيهان قتل يَوْم أحد من المسلمين من الأنصار، ثم من بني النبيت: حباب بْن قيظي.
وقال ابن إِسْحَاق: من بني عبد الأشهل.
أخرجه الثلاثة.
قلت: وعبد الأشهل من النبيت أيضًا، فإن النبيت هو لقب عمرو بْن مالك بْن الأوس، وعبد الأشهل هو ابن جشم بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو النبيت.
وأخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى في الخاء المعجمة، والباءين الموحدتين.
وقال الأمير أَبُو نصر في حباب يعني: بالحاء المهملة المضمومة: حباب بْن قيظي الأنصاري، قتل يَوْم أحد، وأمه الصعبة بنت التيهان.
وقال ابن إِسْحَاق في رواية المروزي، عن ابن أيوب، عن ابن سعد، عنه: جناب بْن قيظي، بالجيم.(1/664)
1023- حباب بن المنذر
ب د ع: حباب بْن المنذر بْن الجموح بْن زيد بْن حرام بْن كعب بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي يكنى أبا عمر وقيل أبا عمرو وشهد بدرًا، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، هكذا قال الواقدي، وغيره.
وقالوا كلهم: إنه شهد بدرًا، إلا ابن إِسْحَاق، من رواية سلمة عنه، والصحيح أَنَّهُ شهدها.
وكان يقال له: ذو الرأي.
(268) لما أخبرنا عُبَيْد اللَّهِ بْن أحمد بْن علي الْبَغْدَادِيّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابن إِسْحَاق، قال: حدثني يزيد بْن رومان، عن عروة بْن الزبير.
ح قال ابن إِسْحَاق: وحدثني الزُّهْرِيّ ومحمد بْن يحيى بْن حبان وعاصم بْن عمر بْن قتادة وعبد اللَّه بْن أَبِي بكر، وغيرهم من علمائنا، فيما ذكرت من يَوْم بدر، قَالُوا: وسار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبادرهم، يعني: قريشًا، إليه، يعني: إِلَى الماء، فلما جاء أدنى ماء من بدر نزل عليه، فقال الحباب بْن المنذر بْن الجموح: يا رَسُول اللَّهِ، منزل أنزلكه اللَّه ليس لنا أن نتعداه، ولا نقصر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بل هو الرأي والحرب والمكيدة، قال الحباب: يا رَسُول اللَّهِ، ليس بمنزل، ولكن انهض حتى تجعل القلب كلها من وراء ظهرك، ثم غور كل قليب بها إلا قليبا واحدا، ثم احفر عليه حوضا، فنقاتل القوم، ونشرب ولا يشربون، حتى يحكم اللَّه بيننا وبينهم، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قد أشرت بالرأي ففعل ذلك وشهد الحباب المشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو القائل يَوْم سقيفة بني ساعدة عن بيعة أَبِي بكر: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير.
وتوفي الحباب في خلافة عمر بْن الخطاب.
روى عنه أَبُو الطفيل عامر بْن واثلة.
أخرجه الثلاثة.
قوله: جذيلها، هو تصغير جذل، أراد العود الذي ينصب للإبل الجربى لتحتك به، أي: أنا ممن يستشفى برأيه، كما تستشفى الإبل الجربى بالاحتكاك، وعذيقها: تصغير عذق، بالفتح، وهو النخلة، والمرجب: الرجبة هو أن تدعم النخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشب إذا خيف عليها لطولها، وكثرة حملها أن تقع، يقال: رجبتها فهي مرجبة.
يحيى بْن حبان: بفتح الحاء المهملة، والباء الموحدة، وآخره نون.(1/665)
1024- الحباب الأنصاري
د: الحباب الأنصاري روى سَعِيد ابن المسيب، قال: بلغني أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير اسم الحباب رجل من الأنصار، وقال: الحباب شيطان.
أخرجه ابن منده، وهذا أظنه عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سلول، وقد تقدم.(1/666)
1025- حبان
ب د ع: حبان بفتح الحاء والباء الموحدة المشددة وآخره نون، وهو حبان بْن منقذ بْن عمرو بْن عطية بْن خنساء بْن مبذول بْن عمرو بْن غنم بْن مازن بْن النجار الأنصاري الخزرجي المازني له صحبة، وشهد أحدًا وما بعدها، وتزوج زينب الصغرى بنت ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب، فولدت يحيى بْن حبان، وواسع بْن حبان، وهو جد مُحَمَّد بْن يحيى بْن حبان شيخ مالك.
وهو الذي قال له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذا بعت فقل: لا خلابة، وكان في لسانه ثقل، فإذا اشترى يقول: لا خيابة، لأنه كان يخدع في البيع، لضعف في عقله، وتوفي في خلافة عثمان.
أخرجه الثلاثة.(1/666)
1026- حبان بن بح
ب د ع: حبان بكسر الحاء وقيل بفتحها والكسر أكثر وأصح وبالباء الموحدة والنون وقيل حيان بالياء تحتها نقطتان وآخره نون ويرد ذكره، وهو حبان بْن بح الصدائي، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد فتح مصر.
روى ابن لهيعة، عن بكر بْن سوادة، عن زياد بْن نعيم الحضرمي، عن حبان بْن بح الصدائي، قال: كنت مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفر، فحضرت صلاة الصبح، فقال لي: يا أخا صداء، أذن، فأذنت، فجاء بلال ليقيم، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يقيم إلا من أذن.
هكذا في هذه الرواية، ورواه هناد، عن عبدة، ويعلى، عن عبد الرحمن بْن أنعم، عن زياد بْن نعيم، عن زياد بْن الحارث الصدائي، وذكر نحوه، وهذا هو المشهور.
عَلَى أن الحديث لا يعرف إلا عن الإفريقي وهو ضعيف عند أهل الحديث.
ومن حديث حبان بْن بح، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا خير في الإمارة لمسلم في حديث طويل.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قد روي حديث الأذان، وحديث: لا خير في الإمارة، عن زياد بْن الحارث الصدائي، ويبعد أن يكون هذان الحديثان لرجلين من صداء، مع قلة الوافدين من صداء عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وزياد هو المشهور الأكثر.(1/666)
1027- حبان بن الحكم السلمي
حبان بْن الحكم السلمي بكسر الحاء أيضًا ويقال له الفرار شهد الفتح، ومعه راية بني سليم، ولما عقد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ راية بني سليم يَوْم الفتح، قال: لمن أعطي الراية؟، قَالُوا: أعطها حبان بْن الحكم الفرار، فكره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قولهم: الفرار، فأعاد القول عليهم، ثم دفعها إليه، فشهد معه الفتح، وحنينًا، ثم نزع الراية منه، ودفعها إِلَى يزيد بْن الأخنس من بني زغب، بطن من سليم.
ذكره أَبُو علي الغساني.(1/667)
1028- حبحاب أبو عقيل الأنصاري
د ع: حبحاب أَبُو عقيل الأنصاري هو الذي لمزه المنافقون لما جاء بصاع من تمر صدقة، فأنزل اللَّه تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ} الآية.
روى سَعِيد، عن قتادة في قوله عَزَّ وَجَلَّ: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلا جُهْدَهُمْ} ، قال: جاء عبد الرحمن بْن عوف بنصف ماله إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رَسُول اللَّهِ، هذا نصف مالي أتيتك به، وتركت نصفه لعيالي، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بارك اللَّه لك فيما أعطيت، وما أبقيت، فلمزه المنافقون، وقالوا: ما أعطى إلا رياء وسمعة، وأقبل رجل من فقراء المسلمين من الأنصار، يقال له: الحبحاب أَبُو عقيل، فقال: يا نبي اللَّه، بت أجر بالجرير عَلَى صاعين من تمر، فأما صاع فأمسكته لأهلي، وأما صاع فها هو ذا، فقال له المنافقون: إن كان اللَّه ورسوله لغنيين عن صاع أَبِي عقيل، فأنزل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} الآية.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/667)
1029- حبشي بن جنادة
ب د ع: حبشي بْن جنادة بْن نصر بن أسامة بْن الحارث بْن معيط بْن عمرو بْن جندل بْن مرة بْن صعصة ومرة أخو عامر بْن صعصعة ويقال لكل من ولده سلولي نسبوا إِلَى أمهم سلول بنت ذهل بْن شيبان يكنى أبا الجنوب يعد في الكوفيين رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع.
روى عنه الشعبي، وَأَبُو إِسْحَاق السبيعي.
روى إسرائيل، عن أَبِي إِسْحَاق، عن حبشي بْن جنادة، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من سأل من غير فقر، فإنما يأكل الجمر
(269) أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْفَقِيهُ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ، حدثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عن مُجَالِدٍ، عن الشَّعْبِيِّ، عن حَبَشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ، أَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ، فَأَخَذَ بِطَرْفِ رِدَائِهِ، فَسَأَلَهُ إِيَّاهُ فَأَعْطَاهُ وَذَهَبَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ حُرِّمَتِ الْمَسْأَلَةُ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الصَّدَقَةُ لا تَحِلُّ لِغَنِيٍّ، وَلا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ، إِلا لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ، وَمَنْ سَأَلَ النَّاسَ لِيُثْرِي بِهِ مَالَهُ كَانَ خُمُوشًا فِي وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَرَضْفًا مِنْ جَهَنَّمَ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيُقِلَّ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيُكْثِرْ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ(1/668)
1030- حبة بن بعكك
ب س: حبة بْن بعكك أَبُو السنابل بْن بعكك القرشي العامري كذا قاله أَبُو عمر.
وقال أَبُو موسى: حبة أَبُو السنابل بْن بعكك ابن الحارث بْن السباق بْن عبد الدار بْن قصي، وقيل: اسمه عمرو، وقول أَبِي موسى، أَنَّهُ من عبد الدار، أصح.
وقد ذكره أَبُو عمر في الكنى، كما ذكره أَبُو موسى.
وكذلك ذكره الكلبي، وهو من مسلمة الفتح، وهو الذي تزوج سبيعة الأسلمية بعد وفاة زوجها، ونذكره في الكنى، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
قال ابن ماكولا: حبة، يعني: بالحاء المهملة، والباء الموحدة، ابن بعكك هو: أَبُو السنابل، قال: وقال بعضهم: حنة، بالنون.(1/669)
1031- حبة بن جوين
س: حبة بْن جوين البجلي ثم العرني، أَبُو قدامة كوفي من أصحاب علي رضي اللَّه عنه ذكره أَبُو العباس بْن عقدة في الصحابة.
وروى عن يعقوب بْن يوسف بْن زياد، وأحمد بْن الحسين بْن عَبْد الْمَلِكِ، قالا: أخبرنا نصر بْن مزاحم، أخبرنا عَبْد الْمَلِكِ بْن مسلم الملائي، عن أبيه، عن حبة بْن جوين العرني البجلي، قال: لما كان يَوْم غدير خم دعا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الصلاة جامعة نصف النهار، قال: فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، أتعلمون أني أولى بكم من أنفسكم؟ قَالُوا: نعم، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأخذ بيد علي حتى رفعها، حتى نظرت إِلَى آباطهما، وأنا يومئذ مشرك.
أخرجه أَبُو موسى.
قلت: لم يكن لحبة بْن جوين صحبة، وَإِنما كان من أصحاب علي، وابن مسعود، وقوله: إنه شهدها وهو مشرك، إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال هذا في حجة وداع، ولم يحج تلك السنة مشرك، لأن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سير عليًا سنة تسع إِلَى مكة في الموسم، وأمره أن ينادي: أن لا يحج بعد العام مشرك، وحج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة عشر حجة الوداع، والإسلام قد عم جزيرة العرب، وأما نسب حبة فهو: حبة بْن جوين بْن عَلِيِّ بْنِ عبد نهم بْن مالك بْن غانم بْن مالك بْن هوازن بْن عرينة بْن نذير بْن قسر بْن عبقر بْن أنمار بْن إراش البجلي، ثم العرني.(1/669)
1032- حبة بن حابس
س: حبة بْن حابس ذكره ابن أَبِي عاصم، وقيل: حية، معجمة باثنتين من تحتها، ونذكره في موضعه، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو موسى مختصرًا.(1/670)
1033- حبة بن خالد
ب د ع: حبة بْن خَالِد أخو سواء بْن خَالِد الخزاعي.
يعد في الكوفيين روى حديثه سلام أَبُو شرحبيل: أَنَّهُ سمع حبة وسواء ابني خَالِد، قالا: دخلنا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يعالج بناء، فقال لهما: هلما فعالجا، فلما أن فرغا أمر لهما بشيء، ثم قال لهما: لا تأيسا من الرزق تهزهزت رءوسكما، فإنه ليس من مولود يولد من أمه إلا أحمر ليس عليه قشر، ثم يرزقه اللَّه عَزَّ وَجَلَّ الثلاثة.(1/670)
1034- حبة بن مسلم
حبة بْن مسلم أورده عبدان، عن أحمد بْن سيار.
(270) أخبرنا يوسف بْن يعقوب العصفري، أخبرنا عبد المجيد بْن أَبِي رواد، أخبرني ابن جريج، قال: حدثت عن حبة بْن مسلم، أَنَّهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ملعون من لعب بالشطرنج، الناظر إليها كالآكل لحم الخنزير.
أخرجه أَبُو موسى(1/670)
1035- حبيب بن إساف
حبيب بْن إساف وقيل يساف الأنصاري.
أخو بلحارث بْن الخزرج ويقال خبيب بالخاء المعجمة ويرد نسبه في الخاء هناك، فإنه أصح، وهذا تصحيف من بعض رواته.
روى وهب بْن جرير، عن أبيه، عن ابن إِسْحَاق، قال: نزل أَبُو بكر عَلَى حبيب بْن إساف، أخي بلحارث بْن الخزرج، ويقال: بل نزل عَلَى خارجة بْن زيد بْن أَبِي زهير، أخي بلحارث بْن الخزرج.
أخرجه أَبُو نعيم.(1/671)
1036- حبيب بن الأسود
س: حبيب بْن الأسود من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو موسى في خبيب، بالخاء المعجمة، قال: ويقال: حبيب، ونذكره هناك، إن شاء اللَّه تعالى.(1/671)
1037- حبيب بن أسيد
ب: حبيب بْن أسيد بْن جارية الثقفي حليف لبني زهرة قتل يَوْم اليمامة شهيدًا، وهو أخو أَبِي بصير، أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
أسيد: بفتح الهمزة، وجارية: بالجيم.(1/671)
1038- حبيب بن بديل
س: حبيب بْن بديل بْن ورقاء أورده أَبُو العباس بْن عقدة، وغيره من الصحابة.
روى حديثه زر بْن حبيش، قال: خرج علي من القصر، فاستقبله ركبان متقلدو السيوف، فقالوا: السلام عليكم يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا مولانا ورحمة اللَّه وبركاته، فقال علي: من ههنا من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقام اثنا عشر، منهم: قيس بْن ثابت بْن شماس، وهاشم بْن عتبة، وحبيب بْن بديل بْن ورقاء، فشهدوا أنهم سمعوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه.
أخرجه أَبُو موسى.(1/671)
1039- حبيب بن الحارث
ب د ع: حبيب بْن الحارث صحب أبا الغادية مهاجرين إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العاص بْن عمرو الطفاوي، قال: خرج أَبُو الغادية، وأمه، وحبيب بْن الحارث مهاجرين إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلموا، فقالت المرأة: أوصني يا رَسُول اللَّهِ، فقال: إياك وما يسوء الأذن.
أخرجه الثلاثة.(1/672)
1040- حبيب بن حباشة
س: حبيب بْن حباشة ذكره عبدان أَنَّهُ من الأنصار، له صحبة.
توفي في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من جراحة أصابته، قال: ذكر لنا أَنَّهُ دفن ليلا، فخرج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصلى عَلَى قبره.
قال: ولم يحفظ له إلا ذكر وفاته، أخرجه أَبُو موسى كذا.
وقد نسبه الكلبي، فقال: حبيب بْن حباشة بْن جويرية بْن عبيد بْن عنان بْن عامر بْن خطمة، صلى عليه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(1/672)
1041- حبيب بن حماز
س: حبيب بْن حماز قال عبدان: هو من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد معه الأسفار، لا يعرف له إلا حديث واحد.
رواه زائدة، عن الأعمش، عن عمرو بْن مرة، عن عَبْد اللَّهِ بْن حارث، عن حبيب بْن حماز، قال: كنا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفر، فنزل منزلا، فتعجل ناس إِلَى المدينة، فقال: لنتركنها أحسن ما كانت.
وروى جرير عن الأعمش، فقال: عن حبيب، عن أَبِي ذر، أخرجه أَبُو موسى، وقال: الأول مرسل.
حماز: بحاء مكسورة، وميم خفيفة، وآخره زاي.(1/672)
1042- حبيب بن حمامة السلمي
س: حبيب بْن حمامة السلمي ذكره ابن منده، وغيره في المجهولين، وقالوا: ابن حمامة.
وحكى عبدان، عن أحمد بْن سيار، قال: قال بعضهم: اسم ابن حمامة: حبيب، وأورده أَبُو زكرياء بْن منده: حمامة، وَإِنما هو ابن حمامة، له حديث مشهور، وقد أخرجوه.
أخرجه أَبُو موسى مختصرًا.(1/673)
1043- حبيب بن حيان
ب د ع: حبيب بْن حيان أَبُو رمثة التيمي وقال أَبُو عمر: التميمي، يختلف في اسمه، فقيل: رفاعة، وقيل: عمارة، وقيل: خشخاش، وقيل: حيان، قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو وابنه، فقال له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من هذا معك؟، فقال: ابني، قال: أما إنك لا تجني عليه ولا يجني عليك.
أخرجه الثلاثة، ويرد في الكنى، إن شاء اللَّه تعالى.(1/673)
1044- حبيب بن خراش
س: حبيب بْن خراش بْن حريث بْن الصامت بْن الكباس بْن جَعْفَر بْن ثعلبة بْن يربوع بْن حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة بْن تميم التميمي الحنظلي شهد بدرًا ومعه مولاه الصامت، قاله الكلبي.
وقال: كان حليف بني سلمة من الأنصار.
وذكره ابن شاهين، أخرجه أَبُو موسى.
كباس: بضم الكاف، وآخره سين مهملة.
قاله الأمير أَبُو نصر.(1/673)
1045- حبيب بن خراش العصري
د ع: حبيب بْن خراش العصري من عبد القيس.
عداده في البصريين روى حديثه مُحَمَّد بْن حبيب بْن خراش العصري، عن أبيه: أَنَّهُ سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: المسلمون إخوة، لا فضل لأحد عَلَى أحد إلا بالتقوى.
أخرجه أَبُو نعيم، وابن منده(1/674)
1046- حبيب بن خماشة الأنصاري
ب د ع: حبيب بْن خماشة الأنصاري الأوسي الخطمي وخطمة هو ابن جشم بْن مالك بْن الأوس يعد في المدنيين حديثه أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول بعرفة: عرفة كلها موقف إلا بطن عرنة، والمزدلفة كلها موقف إلا بطن محسر.
قال أَبُو عمر: حبيب بْن خماشة هو جد أَبِي جَعْفَر عمير بْن يَزِيدَ بْن حبيب بْن خماشة الخطمي.
أخرجه الثلاثة.(1/674)
1047- حبيب بن ربيعة
حبيب بْن ربيعة بْن عمرو بْن عمير الثقفي استشهد يَوْم الجسر مع أَبِي عبيد.
ذكره الغساني.(1/674)
1048- حبيب بن زيد بن تميم
ب س: حبيب بْن زيد بْن تميم ابن أسيد بْن خفاف بْن بياضة الأنصاري البياضي من بني بياضة.
قتل يَوْم أحد شهيدًا.
قال أَبُو موسى: ذكره ابن شاهين في الصحابة، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم، عن مُحَمَّدِ بْنِ زيد، عن رجاله.
أخرجه أَبُو عمرو، وَأَبُو موسى مختصرًا.(1/674)
1049- حبيب بن زيد بن عاصم
ب ع س: حبيب بْن زيد بْن عاصم بْن كعب بْن عمرو بْن عوف بْن مبذول بْن عمرو بْن غنم بْن مازن بْن النجار الأنصاري الخزرجي ثم من بني مازن بْن النجار عقبي.
ذكره ابن إِسْحَاق، وقال: شهدت نسيبة بنت كعب، أم عمارة، وزوجها زيد بْن عاصم بْن كعب، وابناها: حبيب، وعبد اللَّه، ابنا زيد العقبة، وشهدت هي، وزوجها، وابناها أحدًا.
وحبيب هو الذي أرسله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مسيلمة الكذاب الحنفي، صاحب اليمامة، فكان مسيلمة إذا قال له: أتشهد أن محمدًا رَسُول اللَّهِ؟ قال: نعم، وَإِذا قال: أتشهد أني رَسُول اللَّهِ؟ قال: أنا أصم لا أسمع، ففعل ذلك مرارًا، فقطعه مسيلمة عضوا عضوا، فمات شهيدا رضي اللَّه عنه.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.(1/675)
1050- حبيب بن زيد الكندي
س: حبيب بْن زيد الكندي له صحبة.
ذكره أَبُو الحسن العسكري، وغيره في الصحابة.
روى حديثه ابنه عَبْد اللَّهِ بْن حبيب، عن أبيه حبيب بْن زيد، قال: سألت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما للمرأة من زوجها إذا مات؟ قال: لها الربع إذا لم يكن له ولد، فإن كان له ولد فلها الثمن، وسأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الوضوء.
أخرجه أَبُو موسى(1/675)
1051- حبيب بن سباع
ب د ع: حبيب بْن سباع وقيل حبيب بْن وهب وقيل حبيب بْن سبع الأنصاري، وقيل: الكناني والأول أصح وكنيته أَبُو جمعة ويرد في الكنى إن شاء اللَّه تعالى أكثر من هذا يعد في الشاميين
(271) أخبرنا أَبُو يَاسِرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا أَبُو الْمُغِيرَةِ، أخبرنا الأَوْزَاعِيُّ، أخبرنا أُسَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي صَالِحُ أبومُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو جُمْعَةَ، قَالَ: تَغَدَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَأَحَدٌ خَيْرٌ مِنَّا؟ أَسْلَمْنَا وَجَاهَدْنَا مَعَكَ، وَآمَنَّا بِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَوْمٌ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ، يُؤْمِنُونَ بِي وَلَمْ يَرَوْنِي.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ أسيد: بفتح الهمزة، وكسر السين، قاله ابن ماكولا.(1/675)
1052- حبيب بن سعد
ب: حبيب بْن سعد مولى الأنصار.
قال موسى بْن عقبة: إنه شهد بدرًا، وقيل: حبيب بْن أسود بْن سعد، وقيل: حبيب بْن أسلم مولى جشم بْن الخزرج، وكلهم قَالُوا: إنه شهد بدرًا.
أخرجه أَبُو عمر، وقال: لا أدري أفي واحد هذا القول كله، أو في اثنين؟(1/676)
1053- حبيب السلمي
ب د ع: حبيب السلمي والد أَبِي عبد الرحمن السلمي وكنيته أَبُو عَبْد اللَّهِ، باسم ولده أَبِي عبد الرحمن روى زهير، عن أَبِي إِسْحَاق، عن أَبِي عبد الرحمن السلمي، قال: كان أَبِي شهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مشاهده كلها وكان ولده أَبُو عبد الرحمن من فضلاء التابعين، روى عن: عثمان، وعلي، وحذيفة.
أخرجه الثلاثة.(1/676)
1054- حبيب بن سندر
س: حبيب بْن سندر ذكره عبدان في الصحابة، وكنيته أَبُو عبد الرحمن، وهو الذي خصى عبده، عداده في أهل مصر، كذا سماه عبدان، وهو مشهور بابن سندر، أوردوه فيه، وله حديث مشهور به.
أخرجه أَبُو موسى مختصرًا.(1/676)
1055- حبيب بن الضحاك الجمحي
س: حبيب بْن الضحاك الجمحي
(272) أخبرنا أَبُو الفضل عَبْد اللَّهِ بْن أحمد، أخبرنا أَبُو بكر أحمد بْن عَلِيِّ بْنِ بدر الحلواني، أخبرنا الحسن بْن أحمد بْن عَبْد اللَّهِ بْن البناء، أخبرنا أَبُو الْفَتْحِ بْن أَبِي الفوارس، أخبرنا أَبُو علي بْن الصواف، أخبرنا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة، أخبرنا ابن وهب بْن بقية، عن عبد العزيز بْن عبد الصمد، عن سلمة بْن حامد، عن حبيب بْن الضحاك الجمحي: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أتاني جبريل عليه السلام، وهو يبتسم، فقلت: مم تضحك؟ قال: ضحكت من رحم رأيتها معلقة بالعرش تدعو لله عَلَى من قطعها، قال: قلت: يا جبريل، كم بينهما؟ قال: خمسة عشر أبًا.
أخرجه أَبُو موسى، وجعله جهنيًا(1/676)
1056- حبيب أبو ضمرة
حبيب أَبُو ضمرة روى عنه ابنه ضمرة، وهو جد عبد العزيز بْن ضمرة بْن حبيب.
روى عبد العزيز، عن أبيه، عن جده، قال: وكانت له صحبة، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تفضل صلاة الجماعة عَلَى صلاة الرجل وحده خمسًا وعشرين درجة، وتفضل صلاة التطوع في البيت كفضل صلاة الجماعة عَلَى صلاة الرجل وحده.
ذكره الغساني(1/677)
1057- حبيب بن عمرو السلاماني
ب س: حبيب بْن عمرو السلاماني من قضاعة وقيل حبيب بْن فديك بْن عمرو السلاماني وكان يسكن الجناب ذكره ابن شاهين في الصحابة.
وقال أَبُو عمر: حبيب السلاماني.
قال الواقدي: وفي سنة عشر قدم وفد سلامان، وهم سبعة نفر، رأسهم حبيب السلامان.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.(1/677)
1058- حبيب بن عمرو بن عمير
د ع: حبيب بْن عمرو بْن عمير بْن عوف بْن عقدة بْن غيرة بْن عوف بْن ثقيف الثقفي أخو مسعود بْن عمرو وأخو ربيعة جد أمية بْن أَبِي الصلت بْن ربيعة وفيه، وفي إخوته نزلت: {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ} .
روى أَبُو صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} في ثقيف، منهم: مسعود، وربيعة، وحبيب، وعبد ياليل بنو عمرو ابن عمير بْن عوف.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وعندي في صحبته نظر.(1/677)
1059- حبيب بن عمرو
ب س: حبيب بْن عمرو بْن محصن بْن عمرو بْن عتيك بْن عمرو بْن مبذول بْن غنم بْن مازن بْن النجار: قتل وهو ذاهب عَلَى اليمامة، فهو معدود من جملة الشهداء باليمامة.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى مختصرًا.(1/678)
1060- حبيب بن عمرو
س: حبيب بْن عمرو ذكره عبدان، قال: حدثنا أحمد بْن سيار، أخبرنا أحمد بْن المغيرة، أخبرنا جمعة بْن عَبْد اللَّهِ، أخبرنا العلاء بْن عبد الجبار، أخبرنا حماد، عن أَبِي جَعْفَر الخطمي، عن حبيب بْن عمرو، وكان قد بايع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كان إذا سلم عَلَى قوم قال: السلام عليكم أخرجه أَبُو موسى مختصرا.(1/678)
1061- حبيب بن عمير
س: حبيب بْن عمير الخطمي ذكره عبدان أيضًا، وقال:
(273) أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ السَّعْدِيُّ، أخبرنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، أخبرنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ، عن جَدِّهِ حَبِيبِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّهُ جَمَعَ بَنِيهِ وَقَالَ: اتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُجَالِسُوا السُّفَهَاءَ، فَإِنَّ مُجَالَسَتَهُمْ دَاءٌ، مَنْ تَحَلَّمَ عَلَى السَّفِيهِ يُسَرُّ بِحِلْمِهِ، وَمَنْ يُحِبُّ السَّفِيهَ يَنْدَمُ، وَمَنْ لا يَصْبِرُ عَلَى قَلِيلِ أَذَى السَّفِيهِ لا يَصْبِرُ عَلَى كَثِيرِهِ، وَمَنْ يَصْبِرُ عَلَى مَا يَكْرَهُ يُدْرِكُ مَا يُحِبُّ، فَإِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَى عن الْمُنْكَرِ، فَلا يَفْعَلْ حَتَّى يُوَطِّنَ نَفْسَهُ عَلَى الصَّبْرِ عَلَى الأَذَى، وَيَثِقُ بِالثَّوَابِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّ مَنْ يَثِقُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لا يَجِدُ مَسَّ الأَذَى.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى قلت: الصحيح أن حبيب بْن خماشة، وحبيب بْن عمرو الذي يروي حديث السلام، وهذا حبيب بْن عمير واحد، لأن النسب واحد، وهو خطمي، والراوي واحد، وهو أَبُو جَعْفَر حافد حبيب، ولهذا السبب لم يذكر أَبُو عمر إلا حبيب بْن خماشة، ولا حجة لأبي موسى في إخراج حبيب بْن عمرو، وحبيب بْن عمير عَلَى ابن منده، فإنه هو حبيب بْن خماشة، وقد نبه عليه، والله أعلم.(1/678)
1062- حبيب العنزي
س: حبيب العنزي والد طلق بْن حبيب ذكره عبدان، وزعم أن حديثه مختلف في إسناده.
قال: والصحيح ما رواه غندر، عن شعبة، عن يونس بْن خباب، عن طلق، عن رجل من أهل الشام، عن أبيه: أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبه الأسر، فأمره أن يقول: ربنا اللَّه الذي في السماء تقدس اسمك الحديث.
أخرجه أَبُو موسى(1/679)
1063- حبيب بن فديك
ب د ع: حبيب بْن فديك ويقال حبيب.
بْن فويك بالواو وقيل حبيب بْن عمرو بْن فديك السلاماني قد اختلف في حديثه.
(274) أخبرنا يحيى بْن محمود بْن سعد، إجازة، بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابن أَبِي عاصم، أخبرنا أَبُو بكر بْن أَبِي شيبة، أخبرنا مُحَمَّد بْن بشر، عن عبد العزيز بْن عمر، عن رجل من بني سلامان بْن سعد، عن أمه، أن خالها حبيب بْن فديك حدثها، أن أباه خرج به إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعيناه مبيضتان لا يبصر بهما، فسأله: ما أصابه؟، قال: كنت أرم حملا إلي، فوقعت عَلَى بيض حية فأصيب بصري، فنفث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عينيه، فأبصر، قال: فرأيته يدخل الخيط في الإبرة، وَإِنه لابن ثمانين، وَإِن عينيه لمبيضتان وروى مُحَمَّد بْن سهل، عن أبيه، عن حبيب بْن عمرو السلاماني، أَنَّهُ قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد سلامان، وقد تقدم حبيب بْن عمرو السلاماني.
أخرجه الثلاثة.(1/679)
1064- حبيب الفهري
د ع: حبيب الفهري أخرج ابن منده حبيبًا الفهري، وجعله له ترجمة مفردة غير حبيب بْن مسلمة الفهري.
وروى، بِإِسْنَادِهِ عن أَبِي عاصم وداود العطار، عن ابن جرير، عن ابن أَبِي مليكة، عن حبيب الفهري: أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بالمدينة، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، ابني يدي ورجلي، فقال: ارجع معه، فإنه يوشك أن تهلك.
فهلك في تلك السنة.
قال أَبُو نعيم، وقد ذكر هذا الحديث، فقال: عن ابن أَبِي مليكة، عن حبيب بْن مسلمة: قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا نبي اللَّه، ليس لي ولد غيره يقوم في مالي وضيعتي وعلى أهل بيتي، وأن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رده معه، وقال: لعلك يخلو وجهك في عامك، فمات مسلمة في ذلك العام، وعزى حبيبا فيه.
قال: أخرجه بعض المتأخرين من حديث داود العطار، عن ابن جريج مختصرًا، فأفرد لذكر حبيب ترجمة، وهو حبيب بْن مسملة، لا شك فيه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/679)
1065- حبيب بن مخنف
ب د ع: حبيب بْن مخنف الغامدي قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو عمر: العمري، عداده في أهل الحجاز، أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا نعيم، قال: ذكره بعض المتأخرين، يعني: ابن منده في الصحابة، وهو وهم، وصوابه: ما رواه عبد الرزاق، عن ابن جرير، عن عبد الكريم، عن حبيب بْن مخنف، عن أبيه، قال: انتهيت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم عرفة، وهو يقول: هل تعرفونها؟ فلا أدري ما رجعوا عليه، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَى كل أهل بيت أن يذبحوا شاة في كل رجب، وفي كل أضحى شاة، قال: وكان عبد الرزاق يرويه في بعض الأوقات، ولا يذكر أباه.
أخبرنا عبد الوهاب بْن هبة اللَّه بْن عبد الوهاب، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن أحمد، حدثني أَبِي، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، أخبرني عبد الكريم، عن حبيب بْن مخنف، قال: انتهيت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم عرفة.
مثله سواء.
وقد رواه ابن عون، عن أَبِي رملة، عن مخنف بْن سليم، قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعرفة.
أخرجه الثلاثة(1/680)
1066- حبيب بن أبي مرضية
س: حبيب بْن أَبِي مرضية ذكره عبدان، وقال: لا أعرف له صحبة، إلا أن هذا الحديث روي عنه هكذا، وحديثه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل منزلا بخيبر وبيئا، فقال له أهل خيبر: نزلت منزلا وبيئًا، فإن رأيت أن تنتقل إِلَى منزل، أشاروا إليه، فإنه صحيح.
أخرجه أَبُو موسى.(1/681)
1067- حبيب بن مروان
حبيب بْن مروان بْن عامر بْن ضبارى بْن حجية بْن كابية بْن حرقوص بْن مازن بْن مالك بْن عمرو بْن تميم المازني وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: ما اسمك؟، فقال: بغيض، فقال: أنت حبيب، فسماه حبيبا.
ذكره ابن الكلبي، ولم يخرجه أحد منهم.(1/681)
1068- حبيب بن سلمة
ب د ع: حبيب بْن سلمة بْن مالك الأكبر بْن وهب بْن ثعلبة بْن وائلة بْن عمرو بْن شيبان بْن محارب بْن فهر بْن مالك بْن النضر القرشي الفهري يكنى أبا عبد الرحمن ويقال له حبيب الدروب وحبيب الروم لكثرة دخوله إليهم ونيله منهم قال الزبير بْن بكار: وحبيب بْن مسلمة كان شريفا، وكان قد سمع من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: وقد أنكر الواقدي أن يكون حبيب سمع من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمر بْن الخطاب أعمال الجزيرة إذ عزل عنها عياض بْن غنم، ثم ضم إليه أرمينية، وأذربيجان، ثم عزله، وقيل: لم يستعمله عمر، وَإِنما سيره عثمان إِلَى أذربيجان من الشام، وبعث سلمان بْن ربيعة الباهلي من الكوفة، أمد به حبيب بْن مسلمة، فاختلفا في الفيء، وتوعد بعضهم بعضا، وتهددوا سلمان بالقتل، وتوعد بعضهم بعضا، وتهددوا سلمان بالقتل، فقال رجل من أصحاب سلمان: فإن تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم وَإِن ترحلوا نحو ابن عفان نرحل وهذا أول اختلاف كان بين أهل العراق، وأهل الشام.
وكان أهل الشام يثنون عليه ثناء كثيرًا ويقولون: هو مجاب الدعوة، ولما حصر عثمان أمده معاوية بجيش، واستعمل عليهم حبيب بْن مسلمة لينصروه، فلما بلغ وادي القرى لقيه الخبر بقتل عثمان، فرجع ولم يزل مع معاوية في حروبه كلها بصفين وغيرها.
وسيره معاوية إِلَى أرمينية واليا عليها، فمات بها سنة اثنتين وأربعين، ولم يبلغ خمسين سنة.
وقيل: توفي بدمشق.
روى ابن وهب عن مكحول، قال: سألت الفقهاء: هل كان لحبيب صحبة؟ فلم يعرفوا ذلك، فسألت قومه، فأخبروني أَنَّهُ كان له صحبة.
قال الواقدي: مات النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولحبيب بْن مسلمة اثنتا عشرة سنة، ولم يغز مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئا، وزعم أهل الشام أَنَّهُ غزا معه.
(275) أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ الثَّقَفِيُّ، فِيمَا أَذِنَ لِي، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: حدثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عن سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عن سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عن مَكْحُولٍ، عن زِيَادِ بْنِ جَارِيَةَ، عن حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَلَ فِي بَدْأَتِهِ الرُّبُعَ، وَفِي الرَّجْعَةِ الْخُمُسَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ(1/681)
1069- حبيب بن ملة
س: حبيب بْن ملة أخو ربيعة بْن ملة قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورد ذكره في حديث أسيد بْن أَبِي أناس.
أخرجه أَبُو موسى مختصرًا.(1/682)
1070- حبيب بن وهب
د: حبيب بْن وهب أَبُو جمعة القاري وقيل حبيب بْن سباع، وقيل: حبيب بْن جنبذ عداده في أهل الشام أخرجه ابن منده ههنا.
وأما أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، فأخرجاه في حبيب بْن سباع مع ابن منده.
وأما ههنا فانفرد به ابن منده.(1/682)
1071- حبيب بن يساف
س: حبيب بْن يساف ذكره ابن شاهين.
وقال عبدان: هو رجل من أهل بدر، لا يذكر له رواية، إلا أن عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه، قال: لولا أنك من أهل بدر، وذلك في قصة رجمه له، كذا أورده في باب الحاء، يعني: المهملة، وهذا إنما هو بالخاء المعجمة، وضمها مشهور.
أخرجه أَبُو موسى.
وقد أخرجه أَبُو نعيم أول من اسمه: خبيب، في خبيب بْن إساف، قال: وقيل: يساف.(1/683)
1072- حبيب بن أبي اليسر
حبيب بْن أَبِي اليسر بْن عمرو الأنصاري له صحبة، وقتل يَوْم الحرة، وكان له أخوان: يزيد، وعمير، فأما يزيد، فقتل أيضًا يَوْم الحرة، وأما عمير فقتل يَوْم الجسر، ذكره الغساني.(1/683)
1073- حبي بن حارثة الثقفي
ب: حبي بْن جارية الثقفي حليف بْن زهرة بْن كلاب.
أسلم يَوْم فتح مكة، وقتل يَوْم اليمامة شهيدًا، أخرجه أَبُو عمر، وقال: هذا قول الطبري.
وفي رواية إِبْرَاهِيم بْن سعد، عن ابن إِسْحَاق، قال: وممن قتل يَوْم اليمامة: حبي بْن حارثة، من ثقيف.
قال: وقال الدارقطني: كذا ضبطه بالكسر ممالا.
وقال: ابن حارثة، بالحاء، والثاء المثلثة.
وقال الواقدي: حبي بْن جارية، وكذلك ذكره الطبري.
وقال أَبُو معشر: يعلى بْن جارية الثقفي.
قال أَبُو عمر: والصواب ما قاله ابن إِسْحَاق.
قلت: لم يضبطه أَبُو عمر بالحروف حتى لا يتغير الضبط، وقد ذكره الأمير ابن ماكولا، وضبطه ضبطًا جيدًا بالحروف، فنذكره ليزول اللبس، فقال: وأما حبي بباء مشددة معجمة بواحدة ممالة، فذكر نفر، ثم قال: حبي بْن حارثة، حليف لبني زهرة من ثقيف، قاله ابن إِسْحَاق في رواية إِبْرَاهِيم بْن سعد.
وقال يحيى بْن سَعِيد الأموي، عن ابن إِسْحَاق: بباءين.
وقال: ابن حارثة، وقال الواقدي: هو حيي، إلا أَنَّهُ قال: ابن جارية، بالجيم.
وقال الطبري: هو حي، بحاء مهملة مفتوحة، وياء واحدة مشددة، ابن جارية بالجيم الثقفي، أسلم يَوْم الفتح، واتفق الجماعة عَلَى أَنَّهُ قتل يَوْم اليمامة، هذا كلام ابن ماكولا.(1/683)
1074- حبيش الأسدي
حبيش الأسدي أسد بْن خزيمة كان ممن خطب في بني أسد لما توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحرضهم عَلَى لزوم الإسلام حين ظهر طليحة وادعى النبوة، قاله ابن إِسْحَاق.(1/684)
1075- حبيش بن خالد
ب د ع: حبيش بْن خَالِد بْن منقذ بْن ربيعة بْن أصرم بْن ضبيس بْن حزام بْن حبشية بْن كعب بْن عمرو وقيل حبيش بْن خَالِد بْن حليف بْن منقذ بْن ربيعة وقيل حبيش بْن خَالِد بْن ربيعة لا يذكرون منقذًا الخزاعي الكعبي أَبُو صخر وأبوه خَالِد يقال له الأشعر وقال ابن الكلبي: حبيش هو الأشعر، وزاد في نسبه، فقال: حبيش بْن خَالِد بْن حليف بْن منقذ بْن أصرم، ووافقه ابن ماكولا، إلا أَنَّهُ جعل الأشعر خالدًا.
وقال إِبْرَاهِيم بْن سعد، عن ابن إِسْحَاق: خنيس، بالخاء المعجمة والنون، والأول أصح، يكنى أبا صخر، وهو أخو أم معبد، وصاحب حديثها.
(276) أخبرنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَمَّرِ الْبَغْدَادِيُّ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ، أخبرنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ أَنَسٍ أَبُو الْخَيْرِ، أخبرنا أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ يَسَارٍ الْكَعْبِيُّ الرَّبَعِيُّ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي أَيُّوبُ بْنُ الْحَكَمِ.
ح قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَحدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ تَمِيمٍ الْبَصْرِيُّ، أخبرنا أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَلْمَانَ بِقُدَيْدَ، حَدَّثَنِي عَمِّي أَيُّوبُ بْنُ الْحَكَمِ، عن حِزَامِ بْنِ هِشَامٍ الْقُدَيْدِيِّ، عن أَبِيهِ هِشَامِ بْنِ حُبَيْشٍ، عن جَدِّهِ حُبَيْشِ بْنِ خَالِدٍ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ مُهَاجِرًا، هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَمَوْلَى أَبِي بَكْرٍ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ، وَدَلِيلُهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُرَيْقِط، فَمَرُّوا عَلَى خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ، وَكَانَتْ بَرْزَةً جَلْدَةً، تَحْتَبِي وَتَجْلِسُ بِفِنَاءِ الْقُبَّةِ، ثُمَّ تَسْقِي وَتُطْعِمُ، فَسَأَلُوا لَحْمًا وَتَمْرًا لِيَشْتَرُوهُ مِنْهَا، فَلَمْ يُصِيبُوا عِنْدَهَا شَيْئًا، وَكَانَ الْقَوْمُ مُرْمِلِينَ مُسْنِتِينَ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى شَاةٍ فِي كسر الخيمة، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الشَّاةُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ؟ قَالَتْ: شَاةٌ خَلَّفَهَا الْجَهْدُ عن الْغَنَمِ، قَالَ: هَلْ بِهَا مِنْ لَبَنٍ؟ قَالَتْ: هِيَ أَجْهَدُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: أَتَأْذَنِينَ أَنْ أَحْلِبَهَا؟ قَالَتْ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي نَعَمْ إِنْ رَأَيْتَ بِهَا حَلْبًا، فَدَعَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ ضِرْعَهَا، وَسَمَّى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَدَعَا لَهَا فِي شَاتِهَا، فَتَفَاجَتْ وَدَرَّتْ، وَاجْتَرَّتْ، وَدَعَا بِإِنَاءٍ يُرْبِضُ الرَّهْطَ، فَحَلَبَ فِيهِ ثَجَا حَتَّى عَلاهُ الْبَهَاءُ، ثُمَّ سَقَاهَا حَتَّى رُوِيَتْ، ثُمَّ سَقَى أَصْحَابَهُ حَتَّى رَوَوْا، ثُمَّ شَرِبَ آخِرَهُمْ، ثُمَّ حَلَبَ فِيهِ ثَانِيَةً بَعْدَ بَدْءٍ حَتَّى مَلأَ الإِنَاءَ، ثُمَّ غَادَرَ عِنْدَهَا، فَبَايَعَهَا، وَارْتَحَلُوا عَنْهَا.
فَقَلَّمَا لَبِثَتْ أَنْ جَاءَ زَوْجُهَا يَسُوقُ أَعْنُزًا عِجَافًا، يَتَسَاوَكْنَ هُزَالا، مُخُّهُنَّ قَلِيلٌ، فَلَمَّا رَأَى أَبُو مَعْبَدٍ اللَّبَنَ عَجِبَ، وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكِ هَذَا يَا أُمَّ مَعْبَدٍ، وَالشَّاءُ عَازِبٌ، وَلا حَلُوبَ فِي الْبَيْتِ؟ قَالَتْ: لا وَاللَّهِ إِلا أَنَّهُ مَرَّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ، مِنْ حَالَةِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: صِفِيهِ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَجُلا ظَاهِرَ الْوَضَاءَةِ، أَبْلَجَ الْوَجْهِ، حَسَنَ الْخَلْقِ، لَمْ تُعِبْهُ ثُجْلَةٌ، وَلَمْ تَزَرْ بِهِ صَعْلَةً، وَسِيمٌ، قَسِيمٌ، فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ، وَفِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ، وَفِي صَوْتِهِ صَحَلٌ، وَفِي عُنُقِهِ سَطَعٌ، وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَافَةٌ، أَزَجَّ أَقْرَنَ، إِنْ صَمَتَ فَعَلَيْهِ الْوَقَارُ، وَإِنْ تَكَلَّمَ سَمَا وَعَلاهُ الْبَهَاءُ، أَجْمَلُ النَّاسِ وَأَبْهَاهُ مِنْ بَعِيدٍ، وَأَحْسَنُهُ وَأَحْلاهُ مِنْ قَرِيبٍ، حُلْوُ الْمَنْطِقِ فَصْلٌ، لا نَزَرَ وَلا هَذَرَ، كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خُرَزَاتُ نَظْمٍ يَتَحَدَّرْنَ، رَبْعَةٌ لا بَائِنٌ مِنْ طُولٍ، وَلا تَزْدَرِيهِ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ، غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ، وَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلاثَةِ مَنْظَرًا، وَأَحْسَنُهُمْ قَدْرًا، لَهُ رُفَقَاءُ يَحِفُّونَ بِهِ، إِنْ قَالَ أَنْصَتُوا لِقَوْلِهِ، وَإِنْ أَمَرَ تَبَادَرُوا إِلَى أَمْرِهِ، مَحْفُودٌ مَحْشُودُ، لا عَابِسَ وَلا مُفَنِّدَ.
قَالَ أَبُو مَعْبَدٍ: هَذَا وَاللَّهِ صَاحِبُ قُرَيْشٍ الَّذِي ذُكِرَ لَنَا مِنْ أَمْرِهِ مَا ذُكِرَ بِمَكَّةَ، وَلَقْد هَمَمْتُ أَنْ أَصْحَبَهُ، وَلأَفَعَلَنَّ إِنْ وَجَدْتُ سَبِيلا، فَأَصْبَحَ صَوْتٌ بِمَكَّةَ عَالٍ، يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ وَلا يَدْرُونَ مَنْ صَاحِبُهُ، وَهُوَ يَقُولُ:
جَزَى اللَّهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ رَفِيقَيْنِ قَالا خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ
هُمَا نَزَلاهَا بِالْهُدَى وَاهْتَدَتْ بِهِ فَقَدْ فَازَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدٍ
فَيَالَ قُصَيِّ مَا زَوَى اللَّهُ عَنْكُمُ بِهِ مِنْ فِعَالٍ لا يُجَارَى وَسُؤْدَدٍ
لِيهُنِ بَنِي كَعْبٍ مَقَامُ فَتَاتِهِمْ وَمَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ
سَلُوا أُخْتَكُمْ عن شَاتِهَا وَإِنِائِهَا فَإِنَّكُمُ إِنْ تَسْأَلُوا الشَّاةَ تَشْهَدِ
دَعَاهَا بِشَاةٍ حَائِلٍ فَتَحَلَّبَتْ عَلَيْهِ صَرِيحًا ضَرَّةَ الشَّاةِ مُزْبِدِ
فَغَادَرْهَا رَهْنًا لَدَيْهَا لِحَالِبٍ يُرَدِّدُهَا فِي مَصْدَرٍ ثُمَّ مَوْرِدِ
فَلَمَّا سَمِعَ بِذَلِكَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ شَبَّبَ يُجَاوِبُ الْهَاتِفَ، فَقَالَ:
لَقَدْ خَابَ قَوْمٌ زَالَ عَنْهُمْ نَبِيُّهُمْ وَقُدِّسَ مَنْ يَسْرِي إِلَيْهِمْ وَيَغْتَدِي
تَرَحَّلَ عن قَوْمٍ فَضَلَّتْ عُقُولُهُمْ وَحَلَّ عَلَى قَوْمٍ بِنُورٍ مُجَدَّدٍ
هَدَاهُمْ بِهِ بَعْدَ الضَّلالَةِ رَبُّهُمْ وَأَرْشَدَهُمْ مَنْ يَتْبَعِ الْحَقَّ يَرْشَدِ
وَهَلْ يَسْتَوِي ضُلالُّ قَوْمٍ تَسَفَّهُوا عمي وَهُدَاةٌ يَهْتَدُونَ بِمَهْتَدٍ
وَقَدْ نَزَلَتْ مِنْهُ عَلَى أَهْلِ يَثْرِبَ رِكَابُ هُدًى حَلَّتْ عَلَيْهِمْ بِأَسْعَدِ
نَبِيُّ يَرَى مَا لا يَرَى النَّاسُ حَوْلَهُ وَيَتْلُو كِتَابَ اللَّهِ فِي كُلِّ مَسْجِدِ
وَإِنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مَقَالَةَ غَائِبٍ فَتَصْدِيقُهَا فِي الْيَوْمِ أَوْ فِي ضُحَى الْغَدِ
وَأَسْلَمَ حُبَيْشٌ، وَشَهِدَ الْفَتْحَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُتِلَ يَوْمَ الْفَتْحِ، هُوَ وَكُرْزُ بْنُ جَابِرٍ، كَانَا فِي خَيْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَسَلَكَا غَيْرَ طَرِيقِهِ، فَلَقِيَهُمَا الْمُشْرِكُونَ فَقَتَلُوهُمَا.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ غريبه.
مسنتين: أي مجدبين أصابتهم السنة، وهي القحط، إناء يربض الرهط، بالباء الموحدة، وبالضاد المعجمة، أي: يرويهم ويثقلهم حتى يناموا، ويربضوا عَلَى الأرض، ومن رواه: يربض، بالياء تحتها نقطتان، فهو من أراض الوادي: إذا استنقع فيه الماء.
ومنه قولهم: شربوا حتى أراضوا.
فحلب فيه ثجًا: أي سائلا كثيرا، والبهاء: أراد بهاء اللين، وهو وبيص رغوته.
والأعنز العجاف: جمع عجفاء وهي المهزولة.
يتساوكن يقال: تساوكت الإبل إذا اضطربت أعناقها من الهزال، أراد بها تتمايل من ضعفها.
والوضاءة: الحسن والبهجة.
أبلج: البلج: إشراق الوجه وَإِسفاره، والثجلة: ضخم البطن، ورجل أثجل بالثاء المثلثة، والصعلة: صغر الرأس، وسيم قسيم: القسامة الحسن، ورجل قسيم الوجه أي: جميل كله، والدعج: السواد في العين وغيرها، تريد أن سواد عينيه كان شديدًا، والدعج أيضًا: شدة سواد العين في شدة بياضها.
والوطف: طول شعر الأجفان، والصحل: بحة في الصوت، وروي بالهاء، وهو حدة وصلابة من صهيل الخيل.
والسطع: ارتفاع العنق وطوله، والزجج في الحواجب تقوس وامتداد مع طول أطرافها.
والنزر: القليل الذي يدل عَلَى العي.
والهذر: الكثير، يعني: ليس بقليل ولا كثير.
والمفند: هو الذي لا فائدة في كلامه.
حبيش: بالحاء المهملة، والباء الموحدة، وآخره شين معجمة، وقيل: بالخاء المعجمة، والنون، والسين المهملة، والأشعر: بالشين المعجمة، وحزام: بالزاي(1/684)
1076- حبيش بن شريح
د ع: حبيش بْن شريح أَبُو حفص الحبشي أخرجه إِسْحَاق بْن سويد الرملي في الصحابة، من أهل فلسطين، سكن بيت جبرين، وأخرجه موسى بْن سهل في التابعين، وهو أصح.
يروي عن عبادة بْن الصامت، روى عنه علي بْن أَبِي جملة.
روى عنه حسان بْن أَبِي معن، أَنَّهُ قال: اجتمعت أنا وثلاثون رجلا من الصحابة، فأذنوا وأقاموا وصليت بهم.
وذكر الحديث، وحسان سماه حبيشًا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.(1/687)
باب الحاء والتاء(1/687)
1077- الحنات بن عمرو الأنصاري
الحتات بْن عمرو الأنصاري أخو أَبُو اليسر وهو بالتاءين المثناتين من فوقهما وقيل الحباب بالباءين الموحدتين وقد تقدم ذكره في الحباب.(1/687)
1078- الحتات بن يزيد
ب: الحتات بْن يَزِيدَ بْن علقمة بْن حوي بْن سفيان بْن مجاشع بْن دارم بْن مالك بْن حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة بْن تميم التميمي الدارمي قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد بني تميم، مع عطارد بْن حاجب، والأقرع بْن حابس، وغيرهما، فأسلموا.
ذكرهم بْن إِسْحَاق، والكلبي.
وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه، وبين معاوية بْن أَبِي سفيان، ولما اجتمعت الخلافة لمعاوية، قدم عليه الحتات، وجارية بْن قدامة، والأحنف بْن قيس، وكلاهما من تميم، وكان الحتات عثمانيًا، وكان جارية، والأحنف من أصحاب علي، فأعطاهما معاوية أكثر مما أعطى الحتات، فرجع إليه، وقال: فضلت علي محرقًا، ومخذلًا، قال: اشتريت منهما دينهما، ووكلتك إِلَى هواك في عثمان، قال: وأنا أيضًا فاشتر مني ديني.
قوله: محرقا، يعني: جارية بْن قدامة، لأنه أحرق بْن الحضرمي، وقد تقدم في جارية، وقوله: مخذلا، يعني: الأحنف، خذل الناس عن عائشة، وطلحة، والزبير، رضي اللَّه عنهم، قيل: إن الحتات وفد عَلَى معاوية، فمات عنده، فورثه معاوية بتلك الأخوة، وكان معاوية خليفة، فقال الفرزدق في ذلك لمعاوية:
أبوك وعمي يا معاوي أورثا تراثا فيحتاز التراث أقاربه
فما بال ميراث الحتات أكلته وميراث صخر جامد لك ذائبه
فلو كان هذا الأمر في جاهلية علمت من المرء القليل حلائبه
ولو كان في دين سوى ذا سننتم لنا حقنا أو غص بالماء شاربه
ألست أعز الناس قوما وأسرة وأمنعهم جارا إذا ضيم جانبه
وما ولدت بعد النَّبِيّ وآله كمثلي حصان في الرجال يقاربه
وبيتي إِلَى جنب الثريا فناؤه ومن دونه البدر المضيء كواكبه
أنا ابن الجبال في عدد الحصى وعرق الثرى عرقي فمن ذا يحاسبه؟
وهي أكثر من هذا، وهي من أحسن ما قيل في الافتخار.
أخرجه أَبُو عمر.(1/687)
باب الحاء والجيم(1/688)
1079- حجاج الباهلي
د ع: حجاج الباهلي له صحبة.
روى القواريري، عن غندر، عن شعبة، قال: سمعت الحجاج بْن الحجاج الباهلي، يحدث عن أبيه، وكان له صحبة، عن رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أراه ابن مسعود، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن شدة الحر من فيح جهنم، فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم(1/688)
1080- حجاج بن الحارث
ب د ع: حجاج بْن الحارث بْن قيس بْن عدي بْن سعد بْن سهم القرشي السهمي هاجر إِلَى أرض الحبشة، وانصرف إِلَى المدينة بعد أحد، لا عقب له، وهو أخو السائب، وعبد اللَّه، وأبي قيس، بني الحارث لأبيهم وأمهم، وهو ابن عم عَبْد اللَّهِ بْن حذافة بْن قيس السهمي.
قال عروة بْن الزبير، والزُّهْرِيّ، وابن إِسْحَاق: قتل الحجاج بْن الحارث السهمي يَوْم أجنادين.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده قال: حجاج بْن قيس بْن عدي.(1/689)
1081- حجاج بن عامر الثمالي
ع ب س: حجاج بْن عامر الثمالي عداده في الحمصيين روى عنه: خَالِد بْن معدان، وشرحبيل بْن مسلم.
روى ثور، عن خَالِد بْن معدان، عن الحجاج بْن عامر الثمالي، وكان من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن عَبْد اللَّهِ بْن عامر الثمالي، وكان أيضًا من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنهما صليا مع عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه، فقرأ: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} ، فسجد فيها.
وروى شرحبيل بْن مسلم عنه، وكان من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورفعه، قال: إياكم وكثرة السؤال، وَإِضاعة المال وقيل وقال، وأن يعطى العطاء خيرًا له من أن يمسك، وأن يمسك شر له، ولا يلوم اللَّه عَلَى الكفاف، وابدأ بمن تعول قال أَبُو عمر: الحجاج بْن عامر الثمالي، ويقال: الحجاج بْن عَبْد اللَّهِ الثمالي، وقيل: النصري، سكن الشام.
روى عنه حديثه واحد من حديث أهل حمص.
رواه عنه شرحبيل بْن مسلم مرفوعًا: إياكم وكثرة السؤال.
فقد جعل أَبُو عمر الحجاج بْن عامر الثمالي، والحجاج بْن عَبْد اللَّهِ النصري، الذي يأتي في الترجمة بعدها واحدًا، وفرق بينهما أَبُو نعيم، وجعل لهما ترجمتين، ووافقه عَلَى ذلك أحمد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى في تاريخه فقال: الحجاج بْن عامر الثمالي، صحابي، أخبرني من رَأَى بعض ولده بحمص، ثم قال: الحجاج بْن عَبْد اللَّهِ الثمالي، حدث عنه أَبُو سلام الأسود، وكان رَأَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحج معه حجة الوداع، ووافقهما أَبُو أحمد العسكري، فقال: الحجاج بْن عَبْد اللَّهِ النصري الثمالي، وقيل: الحجاج بْن عامر الثمالي.
روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: العين حق.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى.(1/689)
1082- حجاج بن عبد الله النصري
ع س: حجاج بْن عَبْد اللَّهِ النصري
(277) أخبرنا أَبُو مُوسَى، كِتَابَةً، أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، أخبرنا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ، أخبرنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَحدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ أَيْضًا: وَحدثنا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَمْدَانَ، أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالا: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أخبرنا أَبُو أُسَامَةَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، أخبرنا مَكْحُولٌ، أخبرنا الْحَجَّاجُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّصْرِيُّ، قَالَ: النَّفَلُ حَقٌّ، نَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: سُئِلَ عَنْهُ أَبُو زُرْعَةَ: هَلْ لَهُ صُحْبَةٌ؟ قَالَ: لا أَعْرِفُهُ.
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو مُوسَى(1/690)
1083- حجاج بن علاط
ب د ع: حجاج بْن علاط بْن خَالِد بْن ثويرة بْن حنثر بْن هلال بْن عبيد بْن ظفر بْن سعد بْن عمرو بْن تيم بْن بهز بْن امرئ القيس بْن بهثة بْن سليم بْن مَنْصُور السلمي ثم البهزي يكنى أبا كلاب وقيل أبا مُحَمَّد وقيل أبا عَبْد اللَّهِ سكن المدينة، وهو معدود من أهلها، وبنى بها مسجدًا ودارا تعرف به، وهو والد نضر بْن حجاج الذي نفاه عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه، حين سمع المرأة تنشد:
هل من سبيل إِلَى خمر فأشربها أم هل سبيل إِلَى نصر بْن حجاج
وكان جميلا.
وأسلم الحجاج، وحسن إسلامه، وشهد مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيبر، وكان سبب إسلامه أَنَّهُ خرج في ركب من قومه إِلَى مكة، فلما جن عليه الليل، وهو في واد وحش مخوف قعد، فقال له أصحابه: قم يا أبا كلاب، فخذ لنفسك ولأصحابك أمانا، فقام الحجاج بْن علاط يطوف حولهم يكلؤهم، ويقول:
أعيذ نفسي وأعيذ صحبي من كل جني بهذا النقب
حتى أَأوبَ سالما وركبي
فسمع قائلا يقول: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ} ، فلما قدم مكة خبر بذلك في نادي قريش، فقالوا له: صبأت والله يا أبا كلاب، إن هذا فيما يزعم مُحَمَّد أَنَّهُ نزل عليه، فقال: والله لقد سمعته، وسمعه هؤلاء معي، ثم أسلم.
ولما افتتح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيبر، قال الحجاج بْن علاط: يا رَسُول اللَّهِ، إن لي بمكة مالا، وَإِن لي بها أهلا، وَإِني أريد أن آتيهم، فأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئا؟
(278) أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ الْحَجَّاجُ بْنُ عِلاطٍ السُّلَمِيُّ شَهِدَ خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي بِمَكَّةَ مَالا عَلَى التُّجَّارِ، وَمَالا عِنْدَ صَاحِبَتِي أُمِّ شَيْبَةَ بِنْتِ أَبِي طَلْحَةَ، أُخْتِ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، وَأَنَا أَتَخَوَّفُ إِنْ عَلِمُوا بِإِسْلامِي أَنْ يَذْهَبُوا بِمَالِي، فَائْذَنْ لِي بِاللُّحُوقِ بِهِ، لَعَلِّي أَتَخَلَّصُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ فَعَلْتَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ لا بُدَّ لِي مِنْ أَنْ أَقُولَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْ وَأَنْتَ فِي حِلٍّ، فَخَرَجَ الْحَجَّاجُ، قَالَ: فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى ثَنِيَّةِ الْبَيْضَاءِ إِذَا بِهَا نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَتَجَسَّسُونَ الأَخْبَارَ، فَلَمَّا رَأَوْنِي قَالُوا: هَذَا الْحَجَّاجُ وَعِنْدَهُ الْخَبَرُ، قُلْتُ: هُزِمَ الرَّجُلُ أَقْبَحَ هَزِيمَةٍ سَمِعْتُمْ بِهَا، وَقُتِلَ أَصْحَابُهُ، وَأُخِذَ مُحَمَّدٌ أَسِيرًا، فَقَالُوا: لا نَقْتُلُهُ حَتَّى نَبْعَثَ بِهِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَيُقْتَلُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ.
ثُمَّ جِئْنَا مَكَّةَ، فَصَاحُوا بِمَكَّةَ، وَقَالُوا: هَذَا الْحَجَّاجُ قَدْ جَاءَكُمْ بِالْخَبَرِ أَنَّ مُحَمَّدًا قَدْ أُسِرَ، وَإِنَّمَا تَنْتَظِرُونَ أَنْ تَؤْتُوا بِهِ، فَيُقْتَلْ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، فَقُلْتُ: أَعِينُونِي عَلَى جَمْعِ مَالِي، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَلْحَقَ بِخَيْبَرَ، فَأَشْتَرِي مِمَّا أُصِيبَ مِنْ مُحَمَّدٍ قَبْلَ أَنْ يَأْتَيِهُمُ التُّجَّارُ، فَجَمَعُوا مَالِي أَحَثَّ جَمْعٍ، وَقُلْتُ لِصَاحِبَتِي: مَالِي مَالِي، لَعَلِّي أَلْحَقُ، فَأُصِيبُ مِنْ فُرَصِ الْبَيْعِ، فَدَفَعَتْ إِلَيَّ مَالِي.
فَلَمَّا اسْتَفَاضَ ذَكَرَ ذَلِكَ بِمَكَّةَ أَتَانِي الْعَبَّاسُ، وَأَنَا قَائِمٌ فِي خَيْمَةِ تَاجِرٍ، فَقَامَ إِلَى جَانِبِي مُنْكَسِرًا مَهْمُومًا، فَقَالَ: يَا حَجَّاجُ، مَا هَذَا الْخَبَرُ؟ فَقُلْتُ: اسْتَأْخِرْ عَنِّي حَتَّى تَلْقَانِي خَالِيْاً ففَعَلَ، ثُمَّ قَصَدَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا حَجَّاجُ، مَا عِنْدَكَ مِنَ الْخَبَرِ؟ فَقُلْتُ: الَّذِي وَاللَّهِ يَسُرُّكَ، تَرَكْتُ وَاللَّهِ ابْنَ أَخِيكَ قَدْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَيْبَرَ، وَقَتَلَ مَنْ قَتَلَ مِنْ أَهْلِهَا، وَصَارَتْ أَمْوَالُهَا لَهُ وَلأَصْحَابِهِ، وَتَرَكْتُهُ عَرُوسًا عَلَى ابْنَةِ مَلِكِهِمْ، وَلَقَدْ أَسْلَمَتْ، وَمَا جِئْتُ إِلا لِآَخُذَ مَالِي، ثُمَّ أَلْحَقَ بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاكْتِمْ عَلَى الْخَبَرِ ثَلاثًا، فَإِنِّي أَخْشَى الطَّلَبَ، وَانْطَلَقْتُ.
فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ لَبِسَ الْعَبَّاسُ حِلَّةً، وَتَخَلَّقَ، ثُمَّ أَخَذَ عَصَاهُ، وَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْفَضْلِ، هَذَا وَاللَّهِ التَّجَلُّدُ عَلَى حَرِّ الْمُصِيبَةِ، فَقَالَ: كَلا، وَالَّذِي حَلَفْتُمْ بِهِ، وَلَكِنَّهُ قَدْ فَتَحَ خَيْبَرَ، وَصَارَتْ لَهُ وَلأَصْحَابِهِ، وَتُرِكَ عَرُوسًا عَلَى ابْنَةِ مَلِكِهَا، قَالُوا: مَنْ أَنْبَأَكَ بِهَذَا الْخَبَرِ؟ قَالَ: الْحَجَّاجُ بْنُ عِلاطٍ، وَلَقَدْ أَسْلَمَ، وَتَابَعَ مُحَمَّدًا عَلَى دِينِهِ، وَمَا جَاءَ إِلا لِيَأْخُذَ مَالَهُ، ثُمَّ يَلْحَقَ بِهِ، فَقَالُوا: أَيْ عِبَادَ اللَّهِ، خَدَعَنَا عَدُوُّ اللَّهِ، فَلَمْ يَلْبَثُوا أَنْ جَاءَهُمُ الْخَبَرُ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ(1/690)
1084- حجاج بن عمرو
ب د ع: حجاج بْن عمرو بْن غزية بْن ثعلبة بْن خنساء بْن مبذول بْن عمرو بْن غنم بْن مازن بْن النجار الأنصاري الخزرجي ثم من بني مازن بْن النجار قال البخاري: له صحبة.
روى عنه: عكرمة مولى ابن العباس، وكثير بْن العباس، وغيرهما.
(279) أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَإٍبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ، قَالَ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أخبرنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أخبرنا حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، أخبرنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عن عِكْرِمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كُسِرَ أَوْ عَرِجَ فَقَدْ حَلَّ، وَعَلَيْهِ حَجَّةٌ أُخْرَى، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالا: صَدَقَ.
وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ، عن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن عِكْرِمَةَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عن الْحَجَّاجِ بْنِ عَمْرٍو، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: وَهَذَا أَصَحُّ وَرَوَى عَنْهُ كَثِيرُ بْنُ الْعَبَّاسِ حَدِيثَ التَّهَجُّدِ، وَهُوَ الَّذِي ضَرَبَ مَرْوَانَ يَوْمَ الدَّارِ، حَتَّى سَقَطَ، وَحَمَلَهُ أَبُو حَفْصَةَ مَوْلاهُ، وَهُوَ لا يَعْقِلُ.
وَشَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ صِفِّينَ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْقِتَالِ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، أَتُرِيدُونَ أَنْ نَقُولَ لِرَبِّنَا إِذَا لَقِينَاهُ: {إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا} .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.(1/692)
1085- حجاج أبو قابوس
حجاج أَبُو قابوس روى سماك بْن حرب، عن قابوس بْن الحجاج، عن أبيه، أن رجلا قال: يا رَسُول اللَّهِ، أرأيت رجلا يأخذ مالي، ما تأمر؟ قال: تعظه وتدفعه.
كذا قال ابن قانع، وهو وهم، وصوابه: مخارق أَبُو قابوس، ويذكر في مخارق، إن شاء اللَّه تعالى(1/693)
1086- حجاج بن قيس
د: حجاج بْن قبيس بْن عدي السهمي عم عَبْد اللَّهِ بْن حذافة السهمي.
هاجر إِلَى الحبشة مع عَبْد اللَّهِ بْن حذافة، وأخيه قيس بْن حذافة، ولا تعرف له رواية، أخرجه ابن منده كذا مختصرا.
وأخرجه أَبُو نعيم، فقال: حجاج بْن الحارث بْن قيس القرشي، وقال: أظنه المتقدم، يعني: الذي ذكرناه، وهو السهمي.
قلت: ظنه ابن منده غير حجاج الحارث بْن قيس السهمي الذي ذكرناه، وهو هو ولا شك، حيث رآه قد أسقط ذكر أبيه الحارث ظنه غيره، وَأَبُو نعيم لم يسقط ذكر أبيه في الترجمتين، وروى فيهما إِلَى ابن الزبير، والزُّهْرِيّ، وابن إِسْحَاق شيئا واحدًا من الهجرة والقتل بأجنادين، والله أعلم.
ولا شك قد سقط من نسبه اسم أبيه الحارث، وقد تقدم الكلام عليه في الحجاج بْن الحارث.
أخرجه ابن منده.(1/693)
1087- حجاج بن مالك
ب د ع: حجاج بْن مالك بْن عويمر بْن أَبِي أسيد بْن رفاعة بْن ثعلبة بْن هوازن بْن أسلم بْن أفصى الأسلمي ويقال الحجاج بْن عمرو الأسلمي والأول أصح.
وهو مدني، كان ينزل العرج، له حديث واحد مختلف فيه.
رواه سفيان بْن عيينة، عن هشام بْن عروة، عن أبيه، عن الحجاج، قال:
(280) سألت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما يذهب عني مذمة الرضاع؟ قال: غرة عبد، أو أمة.
وقد خالف سفيان غيره.
أخبرنا عُبَيْد اللَّهِ بْن أحمد بْن عَلِيٍّ، وغير واحد، قَالُوا: بإسنادهم إِلَى أَبِي عِيسَى الترمذي: حدثنا قتيبة، أخبرنا حاتم بْن إِسْمَاعِيل، عن هشام بْن عروة، عن أبيه، عن حجاج بْن حجاج الأسلمي، عن أبيه: أَنَّهُ سأل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكره، فأدخل بين عروة، وبين الحجاج الأسلمي: الحجاج بْن الحجاج
(281) أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سُكَيْنَةَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ، أخبرنا أَبُو مُعَاوِيَةَ.
ح قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَحدثنا ابْنُ الْعَلاءِ، أخبرنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ، عن حَجَّاجِ بْنِ حَجَّاجٍ، عن أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يُذْهِبُ عَنِّي مَذَمَّةَ الرَّضَاعِ؟ قَالَ: الْغُرَّةُ، الْعَبْدُ أَوِ الأَمَةُ.
قَالَ النُّفَيْلِيُّ حَجَّاجُ بْنُ حَجَّاجٍ الأَسْلَمِيُّ، وَهَذَا لَفْظُهُ، وَقَدْ وَافَقَ حَاتِمَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ مَعْمَرٌ، وَالثَّوْرِيُّ، وَابْنُ جَرِيرٍ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَغَيْرُهُمْ، فَذَكَرُوا فِي الإِسْنَادِ: حَجَّاجَ بْنَ حَجَّاجٍ، وَحَدِيثُ ابْنِ عُيَيْنَةَ خَطَأٌ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ أسيد: بفتح الهمزة، وكسر السين.
مذمة الرضاع: مفعلة من الذم، قيل: كانوا يستحبون أن يهبوا المرضعة عند فصال الصبي شيئا سوى أجرتها، فكأنه سأل ما يسقط عني حق المرضعة، وذمامها الحاصل برضاعها.(1/694)