اللهبي، قالا: أتينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بتبر من العقيق، فكتب لنا كتابا وقال فيه: «من وجد شيئا فهو له، والخمس من الرّكاز، والزّكاة من كلّ أربعين دينارا دينار» «1» .
قال سليمان: يعني من وجد شيئا من المعادن فليس فيه زكاة حتى يبلغ أربعين دينارا.
في رواته من لا يعرف، إلا أنه من رواية أبي حاتم الرازيّ، عن سليمان.
واللهبي رأيته مجودا عند الصريفيني بكسر اللام وسكون الهاء.
10647- أبو نضرة «2»
، أحد الذين شهدوا فتح خيبر.
جرى له ذكر هناك، ولا أعرفه إلا بذاك، قاله أبو عمر: قال ابن الأثير: قد ذكر ابن هشام فيمن قطعه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من خيبر أبا نضرة، بالضاد المعجمة وآخره هاء، فلا أعلم أهو ذا أم لا. وقال ابن فتحون في أوهام الاستيعاب: أراه هو.
10648- أبو نضرة،
بالضاد المعجمة: في الّذي قبله.
10649- أبو نضير،
قيل هي كنية عبد اللَّه بن عمرو بن العاص. حكاه الحاكم أبو أحمد، وأورد بسند صحيح إلى أبي عبد الرحمن الحبلي يقول: سألت عبد اللَّه بن عمرو، وقيل له يا أبا نضير.
10650- أبو نضير «3»
، بفتح أوله وكسر الضاد المعجمة، ابن التيهان الأنصاري الأوسي، أخو أبي الهيثم- ذكر أبو عمر عن الطبري أنه شهد أحدا.
10651- أبو النعمان:
بشير بن سعيد الأنصاري. تقدم في الأسماء.
10652- أبو النعمان الأزدي،
جد الطبراني، وهو جدّ أيوب بن النعمان، ويقال أيوب بن العلاء، تقدم في حرف العين فيمن كنيته أبو العلاء. ذكره أبو موسى عن الطبراني.
وقرأت بخط أبي إسحاق الصريفيني، قال: روى علي بن حرب، عن أبي معاوية:
حدثنا أبو عرفجة القابسي، عن أبي النعمان الأزدي- أن رجلا خطب امرأة، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم:
«أصدقها» . قال: ما عندي شيء. قال: «أما تحسن سورة من القرآن فأصدقها السّورة، ولا تكون لأحد بعدك مهرا» .
ثم رأيته في كتاب أبي علي بن السكن ساقه بسنده إلى يعقوب بن إبراهيم الدّورقي،
__________
(1) أورده ابن الجوزي في تلبيس إبليس 36.
(2) ميزان الاعتدال 4/ 742.
(3) المشتبه ص 643- مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 230.(7/340)
عن أبي معاوية، وقال: هذه الزيادة لا تحفظ إلا في هذه الرواية.
10653- أبو النعمان،
آخر غير منسوب.
ذكره مطيّن، ومحمّد بن عثمان بن أبي شيبة في الصحابة. وأخرجه أبو نعيم عنهما، وتبعه أبو موسى، وحديثه في مسند يحيى بن عبد الحميد، عن قيس بن الربيع، عن جابر- هو الجعفي، عن عمرو بن يحيى بن سعيد بن العاص، عن أبي النعمان أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم [صلّى] على امرأة نفساء وابنها من الزنا.
وقد نسبه ابن الكلبيّ أنصاريا، فقال: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أنه صلّى على امرأة ماتت في نفاسها وابنها معها، وقال: لم يروه غير جابر بن يزيد الجعفي، وليس يثبت.
10654- أبو النعمان بن أبي النعمان:
عبد الرحمن بن النعمان الأنصاري.
ذكره البغويّ في «الكنى» ، وذكر له الحديث الآتي في ترجمة معبد بن هوذة، ولم ينبه على أن اسمه معبد.
10655- أبو نعيم:
محمود بن الربيع الأنصاري. ذكره أبو أحمد الحاكم وتقدم.
10656- أبو نمر الكناني،
جدّ شريك بن عبد اللَّه بن أبي نمر. ذكره ابن سعد في مسلمة الفتح، واستدركه الذهبي.
قلت: وذكره أبو علي بن السّكن في الصحابة، وأغفله ابن عبد البر، وابن فتحون، مع استمدادهما كثيرا من كتاب ابن السكن.
وأورد ابن السكن، من طريق محمد بن طلحة التيمي: حدثني عبد الحكم بن سفيان بن أبي نمر، عن عمه، عن أبيه، قال: خرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في مغزاه ومعه عائشة، فمرّ بجانب العقيق، فقال: «يا عائشة، هذا المنزل لولا كثرة الهوامّ» «1» .
قال ابن السّكن: عبد الحكم هذا هو ابن أخي شريك بن أبي نمر.
وقرأت في أخبار المدينة لعمر بن شبّة: أن أبا نمر بن عويف، من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة، قدم المدينة، فنزل على بني ليث بن بكر، فاختطّ داره في بني أخرم بن ليث، فعرفت بدار أبي نمر.
10657- أبو نملة الأنصاري»
. اسمه عمار بن معاذ بن زرارة بن عمرو بن غنم بن
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 29934 وعزاه للبغوي عن سفيان بن أبي نمر عن أبيه.
(2) طبقات خليفة 81، مقدمة مسند بقي بن مخلد 120، المعرفة والتاريخ 1/ 380، تهذيب الكمال-- 3/ 1654، الكاشف 3/ 340، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 58، تهذيب التهذيب 12/ 259، تقريب التهذيب 2/ 482، تلقيح فهوم أهل الأثر 378، خلاصة تذهيب التهذيب 461، تاريخ الإسلام 2/ 562.(7/341)
عدي بن الحارث بن مرة بن ظفر الأنصاري الظّفري.
شهد بدرا مع أبيه، وشهد أحدا وما بعدها، وتوفي في خلافة عبد الملك بن مروان، وقتل له ابنان يوم الحرّة: عبد اللَّه، ومحمد.
حديثه عند ابن شهاب في أهل الكتاب من رواية نملة بن أبي نملة، عن أبيه، ذكره هكذا ابن عبد البرّ، وسبقه إلى أكثره أبو علي بن السكن، وأبو أحمد الحاكم، وزاد: وله أخ يكنى أبا ذرّ، أمهما أم زرارة بنت الحارث.
وقال أبو بشر الدّولابيّ: إنه عمارة بن معاذ. وقال ابن البرقي: هو معاذ بن زرارة.
قال ابن مندة: أبو نملة الأنصاري له صحبة،
ثم ساق حديثه عاليا من رواية معمر ويونس، كلاهما عن الزهري، عن ابن أبي نملة، عن أبيه- أنهم بينا هم جلوس مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إذ مرت جنازة، فقال له رجل من اليهود: هل تكلّم هذه الجنازة يا محمد؟ قال: «لا أدري» . قال:
فإنّها تتكلم، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما حدّثكم أهل الكتاب فلا تصدّقوهم ولا تكذّبوهم» «1» .
وأخرجه ابن السّكن، والحارث بن أبي أسامة، من طريق يونس، وزاد في آخره: وقولوا آمنا باللَّه وكتبه ورسله، فإن يك حقّا فلم تكذبوهم، وإن كان باطلا لم تصدقوهم.
وأخرج حديثه أبو داود.
وقال البغويّ: أبو نملة سكن المدينة، وساق حديثه، ووجدت لنملة بن أبي نملة عن أبيه حديثا أخرجه ابن سعد وأبو نعيم في «الدّلائل» ، من طريق محمد بن صالح، عن عاصم بن عمرو بن قتادة، عن نملة بن أبي نملة، عن أبيه، قال: كانت يهود بني قريظة يدرسون ذكر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في كتبهم ويعلمونه الولدان بصفته واسمه ومهاجرته إلينا، فلما ظهر حسدوا وبغوا وقالوا: ليس به.
10658- أبو نملة،
آخر. ذكره الدولابي، وقال: هو غير الأنصاري.
10659- أبو نهيك الأنصاري الأشهلي «2» .
__________
(1) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 10 عن ابن أبي نملة عن أبيه وقال البيهقي ابن أبي نملة هو نملة بن أبي نملة الأنصاري وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 10160، 19214، 20059 والبغوي في شرح السنة 5/ 196، وابن أبي عاصم في السنة 1/ 268.
(2) أسد الغابة: ت 6319، الاستيعاب: ت ((3248.(7/342)
ذكره أبو عمر، فقال: لا أعرف له خبرا ولا رواية إلا أنه بعثه أبو بكر الصديق إلى خالد بن الوليد مع سلمة بن سلامة بن وقش يأمره أن يقتل من بني حنيفة كلّ من أنبت، فوجداه قد صالح مجّاعة بن مرارة.
10660- أبو نيزر
بكسر أوله وسكون التحتانية المثناة وفتح الزاي المنقوطة بعدها مهملة.
ذكره الذّهبيّ مستدركا، وقال: يقال إنه ولد النجاشي، جاء وأسلم، وكان مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في مؤنته.
قلت: وقرأت قصته في كتاب الكامل لأبي العباس المبرد، وهي في ربعه الأخير، قال: حدثنا أبو محلم محمد بن هشام بإسناد ذكره أن أبا نيزر كان من أبناء بعض ملوك الأعاجم، فرغب في الإسلام صغيرا، فأسلم عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فكان معه في مؤنته، ثم كان مع فاطمة، ثم مع ولدها، وكان يقوم بضيعتي عليّ اللتين في البقيع تسمّى إحداهما البغيبغة «1» والأخرى عين أبي نيزر «2» ، فذكر أن عليّا أتاه فأطعمه طعاما فيه قرع صنعه له بإهالة، فأكل وشرب من الماء، فذكر قصة أنه كتب بتحبيس الضّيعتين، فذكر صفة شرطه، ومنه أنه وقفهما على فقراء المدينة وابن السبيل إلا أن يحتاج الحسن أو الحسين فهما طلق، وفي آخر الخبر: إن الحسين احتاج لأجل دين عليه، فبلغ ذلك معاوية، فدفع له في عين أبي نيزر مائة ألف، فأبى أن يبيعها وأمضى وقفها.
القسم الثاني
لم يذكر فيه أحد من الرجال.
القسم الثالث
10661- أبو نجيح المكيّ «3»
، والد عبد اللَّه بن أبي نجيح، اسمه يسار. تقدم.
__________
(1) بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وباء موحدة مكسورة وغين أخرى كأنه تصغير البغبغة وهو ضرب من الهدير والبغيبغة البئر القريبة الرشاء وهي اسم لبلد. انظر: معجم البلدان 1/ 555.
(2) بفتح النون وياء مثناة من تحت وزاي مفتوحة وراء وأبو نيزر عبد اشتراه علي رضي اللَّه عنه فأعتقه قيل: كان ابن النجاشي الّذي أسلم لصلبه فأعتقه مكافأة لأبيه وهي ضعيفة من وقف علي رضي اللَّه عنه. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 976.
(3) الطبقات الكبرى 5/ 473، تاريخ خليفة 339، التاريخ لابن معين 2/ 680، التاريخ الكبير 8/ 420، - تاريخ الثقات للعجلي 483، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 143، الجرح والتعديل 9/ 306، الثقات لابن حبان 5/ 557، تحفة الأشراف 422، تهذيب الكمال 3/ 1547، الكاشف 3/ 253، تاريخ الإسلام 3/ 540، جامع التحصيل 375، تهذيب التهذيب 11/ 2377، تقريب التهذيب 2/ 374.(7/343)
10662- أبو النعمان،
حجر بن عمرو ...
10663- أبو النعمان،
غير منسوب «1» .
له إدراك، قال ثور، عن خالد بن معدان: إن أبا النعمان حدثه، قال: حججت في ولاية عمر، فذكر قصة.
ذكره البخاريّ، وتبعه أبو أحمد الحاكم.
10664- أبو نخيلة:
بخاء معجمة مصغرا، العكلي.
له إدراك، ذكره الآمدي في الشعراء، وأنشد له هجاء في سجاح التي ادّعت أنها نبيّة، ثم خدعها مسيلمة الكذاب فتزوّجها وسلمت له الأمر.
10665- أبو نمر بن عويف.
ذكر في أبي نمر جدّ شريك بن عبد اللَّه بن أبي نمر.
القسم الرابع
10666- أبو نجيح العبسيّ «2»
. ذكره أبو عمر، فقال: له حديث واحد في النكاح من رواية يزيد بن أبي حبيب، عن حبيب بن لقيط، عنه، ذكره البخاري في الكنى المجردة، وهو عندهم عمرو بن عبسة.
قلت: اختصره من كلام الحاكم أبي أحمد دون قوله حديث واحد في النكاح، ولكن لفظه: أبو نجيح العبسيّ، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، روى ربيعة بن لقيط، عن رجل، عن أبي نجيح.
ثم أسند إلى محمد بن إسماعيل- يعني البخاري- أنه ذكره هكذا في الكنى المجرة. قال أبو أحمد: وهي كنية عمرو بن عبسة، كما أخرجه بالإسناد إلى يزيد بن أبي حبيب، وكان قد
أخرج في ترجمة عمرو بن عبسة من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب: حدثني ربيعة بن لقيط، عن رجل من قيس يقال له أبو نجيح- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال يوما: «ألا أخبركم بخير القبائل؟ قلنا: بلى يا رسول اللَّه. قال: «السّكون سكون كندة ... » الحديث.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6317.
(2) التاريخ الكبير 9/ 77، تعجيل المنفعة 553.(7/344)
قال ابن لهيعة: فحدثت به ثور بن يزيد، قال أبو نجيح: هو عمرو بن عبسة صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وهذا الّذي جزم به أبو أحمد محتمل.
ويحتمل أيضا أن يكون غيره، إذ لا يلزم من كونه من رواية يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط أن يكون أبو نجيح العبسيّ هو عمرو بن عبسة. وقد صرح في الحديث الّذي ساقه أنه رجل من قيس. وكذا ترجم له ابن مندة، فقال: أبو نجيح القيسي روى حديثه ربيعة بن لقيط، عن رجل عنه، ولا يثبت، وعلى أبي عمر اعتراض في قوله: له حديث واحد في النكاح من رواية يزيد عن ربيعة، فإن الحديث الّذي ورد عن أبي نجيح في النكاح ليس من رواية يزيد عن ربيعة كما قدمته في القسم الأول، وقدمت أن أبا أحمد الحاكم قال:
إنه العرباض بن سارية، وهو محتمل، كما أن هذا يحتمل أيضا أن يكون غير عمرو بن عبسة، ولكن شهادة ثور أنه هو تقتضي المصير إليه.
واستشكل ابن الأثير قوله العبسيّ، لأن عمرو بن عبسة سلمي، وصوّب قول ابن مندة أنه قيسي، لأن سليما من قيس، وهو كذلك، لكن يحتمل أن الراويّ نسبه إلى والده عبسة، ويكون.
10667- أبو نصر الهلالي «1»
. أرسل شيئا. روى عنه قتادة عند النسائي، وقد أرسل شيئا، ذكره بعضهم في الصحابة. وقال ابن مندة: لا يعرف اسمه.
قلت: وأظن أنه حميد بن هلال.
10668- أبو النضر السلمي «2»
. روى حديثه المعافي بن عمران الظّهري، عن مالك بن أنس، فقال في حديثه: عن أبي النضر، والصواب ابن النضر، هكذا في الموطأ.
أورده ابن مندة هكذا، وتبعه أبو نعيم، وقال ابن الأثير: قد رواه ابن أبي عاصم، عن يعقوب بن حميد، عن عبد اللَّه بن نافع، عن مالك، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، عن أبي النضر فيمن مات له ثلاثة من الولد- يعني، فلم يتفرد المعافي. انتهى.
وأبو النضر هذا هو ...
__________
(1) تقريب التهذيب 2/ 480.
(2) تبصير المنتبه 4/ 1418- الإكمال 7/ 350.(7/345)
حرف الهاء
القسم الأول
10669- أبو هارون:
كلاب بن أمية الليثي. تقدم في الأسماء.
10670- أبو هاشم بن عتبة «1»
بن ربيعة بن عبد شمس القرشي، يكنى أبا سفيان العبشمي، أخو أبي حذيفة بن عتبة لأبيه، وأخو مصعب بن عمير العبدري لأمه، أمّهما خناس بنت مالك العامري، من قريش.
اختلف في اسمه، فقيل مهشم، وقيل خالد. وبه جزم النسائي، وقيل اسمه كنيته، وبه جزم محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وقيل هشيم، وقيل هشام، وقيل شيبة.
قال ابن السّكن: أسلم يوم فتح مكة، ونزل الشام إلى أن مات في خلافة عثمان. قال ابن مندة: روى عنه أبو هريرة، وسمرة بن سهم، وأبو وائل. وقال ابن مندة: الصحيح أن أبا وائل روى عن سمرة عنه.
قلت:
وروى حديثه التّرمذيّ وغيره بسند صحيح، من طريق منصور الأعمش، عن أبي وائل، قال: جاء معاوية إلى أبي هاشم بن عتبة وهو مريض يعوده، فقال: يا خال، ما يبكيك؟ أوجع يشئزك «2» أو حرص على الدنيا؟ قال: لا، ولكن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عهد إليّ عهدا لم آخذ به. قال: «أما يكفيك من الدّنيا خادم ومركب في سبيل اللَّه» ، فأجدني قد جمعت.
وأخرجه البغويّ، وابن السّكن، من طريق مغيرة، عن أبي وائل، عن سمرة بن سهم- رجل من قومه، قال: نزلت على أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة فأتاه معاوية يعوده، فبكى أبو هاشم ... فذكره، وزاد- بعد قوله على الدنيا: فقد ذهب صفوها، وقال فيه عهدا وددت أني كنت تبعته، قال: إنك لعلك أن تدرك أموالا تقسّم بين أقوام، وإنما يكفيك ...
فذكره.
وقد روى أبو هريرة، عن أبي هاشم هذا حديثا أخرجه أبو داود، والتّرمذيّ، والنّسائيّ، والبغويّ، والحاكم أبو أحمد، من طريق كهيل بن حرملة، قال: قدم أبو هريرة دمشق، فنزل على أبي كلثوم الدّوسي، فأتيناه فتذاكرنا الصلاة الوسطى، فاختلفنا فيها، فقال أبو هريرة: اختلفنا فيها كما اختلفتم، ونحن بفناء بيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وفينا الرجل الصالح
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 209، تهذيب التهذيب 12/ 261.
(2) يشئزك: يقلقك يقال: أشأزه: أقلقه. اللسان: 4/ 2175.(7/346)
أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة، فقام، فدخل على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وكان جريئا عليه، ثم خرج إلينا فأخبرنا أنها العصر.
وذكر أبو الحصين الرّازيّ أنّ داره كانت من سوق النحاسين إلى سوق الحدادين. وقال ابن سعد: أسلم في الفتح، وخرج إلى الشام فلم يزل بها حتى مات.
وأخرج يعقوب بن سفيان، من طريق ابن إسحاق، قال: صالح أبو هاشم بن عتبة أهل أنطاكية في مقبرة مصرين وغيرهما في سنة إحدى وعشرين. وقال ابن البرقي: ذهبت عينه يوم اليرموك، ومات في زمن معاوية.
وذكر خليفة أن معاوية استعمله على الجزيرة. وقال أبو زرعة الدّمشقيّ، عن أبي مسهر: قديم الموت، وقد تقدم له ذكر في ترجمة أبي عبد اللَّه، صحابي، غير منسوب.
10671- أبو هالة التميمي:
هو النّبّاش بن زرارة. ذكره أبو أحمد في الكنى، عن يحيى بن معين.
10672- أبو هانئ «1»
، جد عبد الرحمن بن أبي مالك.
ذكره أبو عمر، فقال: قدم على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فمسح رأسه ودعا له بالبركة، وأنزله على يزيد بن أبي سفيان. روى حديثه عبد الرحمن بن أبي مالك، عن أبيه، عن جده أبي هانئ.
10673- أبو هبيرة،
عائذ بن عمرو المزني، ممن بايع تحت الشجرة.
تقدم في الأسماء، كناه علي بن المديني، وأسند ذلك أبو أحمد الحاكم عنه.
10674- أبو هبيرة بن الحارث «2»
بن علقمة بن عمرو بن كعب بن مالك بن مبدول الأنصاري الخزرجي النجاري.
ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد. وقد تقدّم ذكره في حرف الألف، لأن الواقدي وغيره قالوا فيه: أبو أسيرة، وقال أبو عمر: أبو هبيرة اسمه كنيته، وهو أخو أبي أسيرة، كذا قال.
10675- أبو هبيرة الأنصاري،
غير منسوب.
أورده أبو يعلى في مسندة، من طريق مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن سعيد بن نافع،
__________
(1) الجرح والتعديل 9/ 455، بقي بن مخلد 568.
(2) الاستيعاب 4/ 1768، أسد الغابة 6/ 317، تجريد أسماء الصحابة 2/ 209.(7/347)
قال: رآني أبو هبيرة الأنصاري صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأنا أصلّي الضحى حين طلعت الشمس، فعاب عليّ ذلك ونهاني، ثم قال: إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «لا تصلّوا حتّى ترتفع الشّمس، فإنّها تطلع بين قرني شيطان» .
خلطه ابن الأثير بالذي قبله، ثم قال: سعيد تابعي لم يدرك من يقتل بأحد، فإن كان غيره وإلا فهو منقطع. انتهى.
وكيف يحتمل أن يكون منقطعا وهو يصرّح بأنه رآه فتعيّن الاحتمال الأول.
10676- أبو هدم بن الحضرميّ «1»
، أخو العلاء. ذكره الدار الدّارقطنيّ، كذا في التجريد.
10677- أبو هدمة الأنصاري.
ذكره أبو موسى في الذّيل، فقال: ذكره المستغفري، وقال: روى عنه ابنه محمد من حديث ابن أخي الزهري، عن عمه. ووقع عندنا من حديث أبي حاتم الرازيّ، قال المستغفري: قاله لي البردعي.
10678- أبو هذيل «2»
، غير منسوب.
ذكره أبو موسى أيضا،
وقال: ذكره أبو بكر بن أبي علي، وساق من طريق أبي الأشعث، عن عبد اللَّه بن خداش، عن أوسط، عن أبي الهذيل، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «ليأكل الرّجل من أضحيته» «3» .
10679- أبو هراسة:
هو قيس بن عاصم. ذكره البغوي، عن ابن أبي خيثمة، عن ابن معين.
10680- أبو هريرة «4»
بن عامر بن عبد ذي الشّرى بن ظريف بن عتاب بن أبي صعب بن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد اللَّه بن زهران بن كعب الدوسيّ.
__________
(1) مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 2313.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 208، تهذيب التهذيب 12/ 262، تقريب التهذيب 2/ 483، تهذيب الكمال 3/ 1655.
(3) أخرجه الطبراني في الكبير 12/ 143، وأبو نعيم في الحلية 4/ 362 وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 28، عن أبي هريرة قال إذا ضحى أحدكم فليأكل من أضحيته ... قال الهيثمي رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ورواه الطبراني في الكبير عن ابن عباس قال قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ليأكل كل رجل من أضحيته وفيه عبد اللَّه بن خراش وثقه ابن حبان وقال ربما أخطأ وضعفه الجمهور والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 12197.
(4) تلقيح فهوم أهل الأثر 152، الكاشف 3/ 385، تهذيب التهذيب 12/ 262، المغني 298 الكنى والأسماء 1/ 60 خلاصة تهذيب الكمال 3/ 252، تهذيب الكمال 3/ 1655، تجريد أسماء الصحابة 2/ 209، الأنساب 5/ 402، تنقيح المقال 3/ 38.(7/348)
هكذا سماه ونسبه ابن الكلبيّ، ومن تبعه كأبي ... ، وقوّاه أبو أحمد الدمياطيّ.
وقال ابن إسحاق: كان وسيطا في دوس. وأخرج الدولابي، من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: اسم أبي هريرة عبد نهم بن عامر، وهو دوسي حليف لأبي بكر الصديق. وخالف ابن البرقي في نسبه، فقال: هو ابن عامر بن عبد شمس بن عبد الساطع بن قيس بن مالك بن ذي الأسلم بن الأحمس بن معاوية بن المسلم بن الحارث بن دهمان بن سليم بن فهم بن عامر بن دوس، قال: ويقال هو ابن عتبة بن عمرو بن عيسى بن حرب بن سعد بن ثعلبة بن عمرو بن فهم بن دوس.
وقال أبو عليّ بن السّكن: اختلف في اسمه، فقال أهل النسب: اسمه عمير بن عامر، وقال ابن إسحاق: قال لي بعض أصحابنا عن أبي هريرة: كان اسمي في الجاهلية عبد شمس بن صخر، فسماني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عبد الرحمن، وكنيت أبا هريرة، لأني وجدت هرّة فحملتها في كمّي، فقيل لي أبو هريرة.
وهكذا أخرجه أبو أحمد الحاكم في الكنى من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق.
وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه مطولا. وأخرج الترمذي بسند حسن، عن عبيد اللَّه بن أبي رافع، قال: قلت لأبي هريرة: لم كنيت بأبي هريرة؟ قال: كنت أرعى غنم أهلي، وكانت لي هرة صغيرة، فكنت أضعها بالليل في شجرة، وإذا كان النهار ذهبت بها معي، فلعبت بها فكنوني أبا هريرة. انتهى.
وفي صحيح البخاريّ أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال له: «يا أبا هرّ» . وأخرج البغوي، من طريق إبراهيم بن الفضل المخزومي،
وهو ضعيف، قال: كان اسم أبي هريرة في الجاهلية عبد شمس، وكنيته أبو الأسود، فسمّاه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عبد اللَّه، وكناه أبا هريرة.
وأخرج ابن خزيمة بسند قوي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عبد شمس من الأزد، ثم من دوس.
وأخرج الدّولابيّ بسند، حسن، عن أسامة بن زيد الليثي، عن عبيد اللَّه بن أبي رافع والمقبري، قالا: كان اسم أبي هريرة عبد شمس بن عامر بن عبد الشّرى- والشري: اسم صنم لدوس، فلما أسلم سمّي بعبد اللَّه بن عامر. وقال عبد اللَّه بن إدريس، عن شعبة: كان اسم أبي هريرة عبد شمس، وكذا قال يحيى بن معين، وأحمد بن صالح المصري، وهارون بن حاتم. وكذا قال أبو زرعة، عن أبي مسهر. وقال أبو نعيم الفضل بن دكين مثله، وزاد: ويقال عبد عمرو. وقال مرة أخرى، أبو هريرة سكين، ويقال عامر بن عبد غنم،(7/349)
وكذا قال إسماعيل بن أبي أويس: وجدت في كتاب أبي: كان اسم أبي هريرة عبد شمس، واسمه في الإسلام عبد اللَّه، وعن أبي نمير مثله.
وذكر التّرمذيّ عن البخاريّ مثله.
وقال صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: أبو هريرة عبد شمس. ويقال: عبد نهم.
ويقال: عبد غنم. ويقال سكين، ويقال عبد اللَّه بن عامر. أخرجه البغوي عن صالح. وكذا قال الأحوص بن المفضل العلائي، عن أبيه، وكذا حكاه يعقوب بن سفيان في تاريخه.
وذكر ابن أبي شيبة مثله، وزاد: ويقال عبد الرحمن بن صخر، وذكر البغوي، عن عبد اللَّه بن أحمد، قال: سمعت شيخا لنا كبيرا يقول: اسم أبي هريرة سكين بن دومة. وهذا حكاه الحسن بن سفيان بسنده عن أبي عمر الضرير، وزاد: ويقال عبد عمرو بن غنم.
وقال عمرو بن عليّ الفلّاس، عن سفيان بن حسين، [عن الزهري، عن المحرر بن أبي هريرة: كان اسم أبي عبد عمرو بن عبد غنم، أخرجه أسلم بن سهل في تاريخه، وأخرجه البغوي عن المقدمي، عن عمه، سفيان] ، ولفظه: كان اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن غنم، كذا في رواية عيسى بن علي، عن البغوي. وأخرجه ابن أبي الدنيا، من طريق المقدمي مثل ما قال عمرو بن علي، وكذا هو في الذهليات، عن عمر بن بكار، عن عمرو بن علي المقدسي. وقال ابن خزيمة: قال الذهلي: هذا أوضح الروايات عندنا على القلب، قال ابن خزيمة: وإسناد محمد بن عمرو عن أبي سلمة أحسن من سفيان بن حسين عن الزهري عن المحرر، إلا أن يكون كان له اسمان قبل إسلامه، وأما بعد إسلامه فلا أحسب اسمه استمرّ.
قلت: أنكر أن يكون النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم غيّر اسمه، فسماه عبد الرحمن، كما نقل أحمد بن حنبل، عن أبي عبيدة الحداد. وأخرج أبو محمد بن زيد، عن الأصمعي- أن اسمه عبد عمرو بن عبد غنم، ويقال عمرو بن عبد غنم، وجزم بالأول النسائي، وقال البغوي: حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا أبو إسماعيل المؤدب، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، واسمه عبد الرحمن بن صخر.
قلت: وأبو إسماعيل صاحب غرائب مع أن قوله: واسمه عبد الرحمن بن صخر- يحتمل أن يكون من كلام أبي صالح أو من كلام من بعده، وأخلق به أن يكون أبو إسماعيل الّذي تفرد به، والمحفوظ في هذا قول محمد بن إسحاق.
وأخرج أبو نعيم، من طريق إسحاق بن راهويه، قال: أبو هريرة مختلف في اسمه،(7/350)
فقيل سكين بن مل. وقيل ابن هانئ، وقال بعضهم: عمر بن عبد شمس. وقيل ابن عبد نهم. وقال عباس الدّوري، عن أبي بكر بن أبي الأسود: سكين بن جابر.
وأخرج أبو أحمد الحاكم بسند صحيح، عن صالح بن كيسان، قال: اسمه عامر.
ومثله حكاه الهيثم بن عدي، عن ابن عباس، وهو المسوق، وزاد أنه ابن عبد شمس بن عبد غنم بن عبد ذي الشّرى. وقال أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز: هو عامر بن عبد شمس. وقيل عبد غنم، وقيل سكين بن عامر.
وقال خليفة: اختلف في اسمه، فقيل عمير بن عامر، وقيل سكين بن دومة، ويقال عبد عمرو بن عبد غنم، وقيل عبد اللَّه بن عامر، وقيل برير أو يزيد بن عشرقة.
وقال الفلّاس: اختلفوا في اسمه، والّذي صحّ أنه عبد عمرو بن عبد غنم، ويقال سكين ... وقال البغويّ: حدثنا محمد بن حميد، حدثنا أبو نميلة، حدثنا محمد بن عبيد اللَّه، قال: اسمه سعد بن الحارث، قال البغوي: وبلغني أنّ اسمه عبد ياليل.
وقال ابن سعد، عن الواقديّ: كان اسمه عبد شمس، فسمّي في الإسلام عبد اللَّه، ونقل عن الهيثم مثله. وزاد البغوي، عن الواقدي: ويقال إنه عبد اللَّه بن عائذ. وقال ابن البرقي: اسمه عبد الرحمن، ويقال عبد شمس، ويقال عبد غنم، ويقال عبد اللَّه، ويقال: بل هو عبد نهم، وقيل عبد تيم.
وحكى ابن مندة في أسمائه عبد بغير إضالة، وفي اسم أبي عبد غنم. وحكى أبو نعيم فيه عبد العزي وسكن- بفتحتين، قال النووي في مواضع من كتبه: اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر على الأصح من ثلاثين قولا. وقال القطب الحلبي: اجتمع في اسمه واسم أبيه أربعة وأربعون قولا مذكورة في الكنى للحاكم، وفي الاستيعاب، وفي تاريخ ابن عساكر.
قلت: وجه تكثره أنه يجتمع في اسمه خاصة عشرة أقوال مثلا، وفي اسم أبيه نحوها، ثم تركبت، ولكن لا يوجد جميع ذلك منقولا، فمجموع ما قيل في اسمه وحده نحو من عشرين قولا: عبد شمس، وعبد نهم، وعبد تيم، وعبد غنم، وعبد العزى، وعبد ياليل، وهذه لا جائز أن تبقى بعد أن أسلم كما أشار إليه ابن خزيمة.
وقيل فيه أيضا: عبيد بغير إضافة، وعبيد اللَّه بالإضافة، وسكين بالتصغير، وسكن بفتحتين، وعمرو بفتح العين، وعمير بالتصغير، وعامر، وقيل برير، وقيل بر، وقيل يزيد، وقيل: سعد، وقيل سعيد، وقيل عبد اللَّه، وقيل عبد الرحمن، وجميعها محتمل في الجاهلية والإسلام إلا الأخير، فإنه إسلامي جزما.(7/351)
والّذي اجتمع في اسم أبيه خمسة عشر قولا: فقيل عائذ، وقيل عامر، وقيل عمرو، وقيل عمير، وقيل غنم، وقيل دومة، وقيل هانئ، وقيل مل، وقيل عبد نهم، وقيل عبد غنم، وقيل عبد شمس، وقيل عبد عمرو، وقيل الحارث، وقيل عشرقة، وقيل صخر، فهذا معنى قول من قال: اختلف في اسمه واسم أبيه على أكثر من ثلاثين قولا، فأما مع التركيب بطريق التجويز فيزيد على ذلك نحو مائتين وسبعة وأربعين من ضرب تسعة عشر في ثلاثة عشر، وأما مع التنصيص فلا يزيد على العشرين، فإن الاسم الواحد من أسمائه يركب مع ثلاثة أو أربعة من أسماء الأب إلى أن يأتي العدّ عليهما، فيخلص للمغايرة مع التركيب عدد أسمائه خاصة وهي تسعة عشر مع أنّ بعضها وقع فيه تصحيف أو تحريف، مثل بر، وبرير، ويزيد، فإنه لم يرد شيئا منها إلا مع عشرقة، والظاهر أنه تغيير من بعض الرواة، وكذا سكن وسكين، والظاهر أنه يرجع إلى واحد، وكذا سعد وسعيد مع أنهما أيضا لم يردا إلا مع الحارث، وبعضها انقلب اسمه مع اسم أبيه كما تقدم في قول من قال: عبد عمرو بن عبد غنم. وقيل عبد غنم بن عبد عمرو، فعند التأمل لا تبلغ الأقوال عشرة خالصة ومزجها من جهة صحة النقل إلى ثلاثة: عمير، وعبد اللَّه، وعبد الرحمن الأولان محتملان في الجاهلية والإسلام، وعبد الرحمن في الإسلام خاصة كما تقدم.
قال ابن أبي داود: كنت أجمع سند أبي هريرة، فرأيته في النوم، وأنا بأصبهان، فقال لي: أنا أول صاحب حدثت في الدنيا، وقد أجمع أهل الحديث على أنه أكثر الصحابة حديثا.
وذكر أبو محمّد بن حزم أنّ مسند بقيّ بن مخلد احتوى من حديث أبي هريرة على خمسة آلاف وثلاثمائة حديث وكسر. وحدث أبو هريرة أيضا عن أبي بكر، وعمر، والفضل بن العباس، وأبيّ بن كعب، وأسامة بن زيد، وعائشة، وبصرة الغفاريّ، وكعب الأحبار.
روى عنه ولده المحرر، بمهملات، ومن الصحابة ابن عمر، وابن عباس، وجابر، وأنس، وواثلة بن الأسقع. ومن كبار التابعين: مروان بن الحكم، وقبيصة بن ذؤيب، وعبد اللَّه بن ثعلبة، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وسلمان الأغر، والأغر أبو مسلم وشريح بن هانئ، وخباب صاحب المقصورة، وأبو سعيد المقبري، وسليمان بن يسار، وسنان بن أبي سنان، وعبد اللَّه بن شقيق، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، وعراك بن مالك، وأبو رزين الأسدي، وعبد اللَّه بن قارظ، وبسر بن سعيد، وبشير بن نهيك، وبعجة الجهنيّ، وحنظلة الأسلمي، وثابت بن عياض، وحفص بن عاصم بن عمرو، وسالم بن عبد اللَّه بن(7/352)
عمر، وأبو سلمة، وحميد: ابنا عبد الرحمن بن عوف، وحميد بن عبد الرحمن الحميري، وخلاس بن عمرو، وزرارة بن أبي أوفى، وسالم أبو الغيث، وسالم مولى شداد، وعامر بن سعد بن أبي وقاص، وسعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، وأبو الحباب سعيد بن يسار، وعبد اللَّه بن الحارث البصري، ومحمد بن سيرين، وسعيد بن مرجانة، والأعرج، وهو عبد الرحمن بن هرمز، والمقعد وهو عبد الرحمن بن سعيد، ويقال له الأعرج أيضا وعبد الرحمن بن أبي نعيم، وعبد الرحمن بن يعقوب والد العلاء، وأبو صالح السمان، وعبيدة بن سفيان، وعبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود، وعطاء بن مينا، وعطاء بن أبي رباح، وعطاء بن يزيد الليثي، وعطاء بن يسار، وعبيد بن حنين، وعجلان والد محمد، وعبيد اللَّه بن أبي رافع، وعنبسة بن سعيد بن العاص، وعمرو بن الحكم أبو السائب مولى ابن زهرة، وموسى بن يسار، ونافع بن جبير بن مطعم، وعبد اللَّه بن رباح، وعبد الرحمن بن مهران، وعمرو بن أبي سفيان، ومحمد بن زياد الجمحيّ، وعيسى بن طلحة، ومحمد بن قيس بن مخرمة، ومحمد بن عباد بن جعفر، ومحمد بن أبي عائشة، والهيثم بن أبي سنان، وأبو حازم الأشجعي، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وأبو الشعثاء المحاربي، ويزيد بن الأصم، ونعيم المجمر، ومحمد بن المنكدر، وهمام بن منبه، وأبو عثمان الطنبذي، وأبو قيس مولى أبي هريرة، وآخرون كثيرون.
قال البخاريّ: روى عنه نحو الثمانمائة من أهل العلم، وكان أحفظ من روى الحديث في عصره.
قال وكيع في نسخته: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، قال: كان أبو هريرة أحفظ أصحاب محمد صلى اللَّه عليه وسلّم. وأخرجه البغوي، من رواية أبي بكر بن عياش، عن الأعمش بلفظ: ما كان أفضلهم، ولكنه كان أحفظ.
وأخرج ابن أبي خيثمة، من طريق سعيد بن أبي الحسن، قال: لم يكن أحد من الصحابة أكثر حديثا من أبي هريرة. وقال الربيع: قال الشافعيّ: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره.
وقال أبو الزّعيزعة كاتب مروان: أرسل مروان إلى أبي هريرة، فجعل يحدّثه، وكان أجلسني خلف السرير أكتب ما يحدّث به حتى إذا كان في رأس الحول أرسل إليه فسأله وأمرني أن انظر، فما غيّر حرفا عن حرف.
وفي صحيح البخاريّ، من طريق وهب بن منبه، عن أخيه همام، عن أبي هريرة،(7/353)
قال لم يكن من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أكثر حديثا مني إلا عبد اللَّه بن عمر، فإنه كان يكتب ولا أكتب.
وقال للحاكم أبو أحمد- بعد أن حكى الاختلاف في اسمه ببعض ما تقدم: كان من أحفظ أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وألزمهم له صحبة على شبع بطنه، فكانت يده مع يده يدور معه حيث دار إلى أن مات، ولذلك كثر حديثه.
وقد أخرج البخاريّ في الصحيح، من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قلت: يا رسول اللَّه من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: «لقد ظننت ألّا يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك، لما رأيت من حرصك على الحديث» .
وأخرج أحمد، من حديث أبيّ بن كعب- أن أبا هريرة كان جريئا على أن يسأل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عن أشياء لا يسأله عنها غيره.
وقال أبو نعيم: كان أحفظ الصحابة لأخبار رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ودعا له بأن يحبّبه إلى المؤمنين، وكان إسلامه بين الحديبيّة وخيبر قدم المدينة مهاجرا، وسكن الصّفة.
وقال أبو معشر المدائنيّ، عن محمد بن قيس، قال: كان أبو هريرة يقول: لا تكنوني أبا هريرة، فإن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم كناني أبا هرّ والذّكر خير من الأنثى.
وأخرجه البغويّ بسند حسن، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة. وقال عبد الرّحمن بن أبي لبيبة: أتيت أبا هريرة وهو آدم بعيد ما بين المنكبين ذو ضفيرتين أفرق الثنيتين.
وأخرج ابن سعد، من طريق قرة بن خالد: قلت لمحمد بن سيرين: أكان أبو هريرة مخشوشنا؟ قال: لا، كان لينا. قلت: فما كان لونه؟ قال: أبيض. وكان يخضب، وكان يلبس ثوبين ممشّقين «1» ، وتمخّط يوما فقال: بخ! بخ! أبو هريرة يتمخّط في الكتان.
وقال أبو هلال، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: لقد رأيتني أصرع بين منبر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وحجرة عائشة، فيقال: مجنون، وما بي جنون، زاد يزيد بن إبراهيم، عن محمد، عنه: وما بي إلا الجوع.
ولهذا الحديث طرق في الصحيح وغيره، وفيها سؤال أبي بكر ثم عمر عن آية، وقال: لعل أن يسقني فيفتح عليّ الآية ولا يفعل.
__________
(1) المشق والمشق: المغرة وهو صبغ أحمر، وثوب ممشوق وممشّق: مصبوغ بالمشق قال الليث: المشق والمشق طين يصبغ به الثوب. اللسان 6/ 4211.(7/354)
وقال داود بن عبد اللَّه، عن حميد الحميري: صحبت رجلا صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أربع سنين كما صحبه أبو هريرة.
وقال ابن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم: نزل علينا أبو هريرة بالكوفة، واجتمعت أحمس، فجاءوا ليسلموا عليه، فقال: مرحبا، صحبت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ثلاث سنين، لم أكن أحرص على أن أعي الحديث مني فيهن.
وقال البخاريّ: حدثنا أبو نعيم، حدثنا عمر بن ذرّ، حدثنا مجاهد، عن أبي هريرة، قال: واللَّه الّذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد على الأرض بكبدي من الجوع، وأشدّ الحجر على بطني ... فذكر قصة القدح واللبن.
وقال أحمد: حدثنا عبد الرحمن- هو ابن مهدي- حدثنا عكرمة بن عمار، حدثني أبو كثير، حدثني أبو هريرة، قال: أما واللَّه ما خلق اللَّه مؤمنا يسمع بي ولا يراني إلا أجبني، قال: وما علمك بذلك يا أبا هريرة؟ قال: إنّ أمي كانت مشركة، وإني كنت أدعوها إلى الإسلام، وكانت تأبي عليّ، فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ما أكره، فأتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأنا أبكي، فذكرت له، فقال: «اللَّهمّ اهد أمّ أبي هريرة» «1» ، فخرجت عدوا، فإذا بالباب مجاف وسمعت حصحصة الماء «2» ، ثم فتحت الباب، فقالت: أشهد لا إله إلا اللَّه وأن محمدا رسول اللَّه، فرجعت وأنا أبكي من الفرح، فقلت: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه أن يحبّبني وأمي إلى المؤمنين، فدعا له.
وقال الجريريّ، عن أبي بصرة، عن رجل من الطفاوة، قال: نزلت على أبي هريرة قال: ولم أدرك من الصحابة رجلا أشدّ تشميرا ولا أقوم على ضيف منه.
وقال عمرو بن عليّ الفلّاس: كان مقدمه عام خيبر، وكانت في المحرم سنة سبع.
وفي الصحيح، عن الأعرج، قال: قال أبو هريرة: إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، واللَّه الموعد، إني كنت امرأ مسكينا أصحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم على ملء بطني، وكان المهاجرون يشغلهم الصّفق «3» بالأسواق، وكانت الأنصار يشغلهم القيام
__________
(1) أخرجه مسلم 4/ 1938 في كتاب فضائل الصحابة باب 35 في فضائل أبي هريرة الدوسيّ رضي اللَّه عنه حديث رقم 158- 2491 وأحمد في المسند 2/ 320.
(2) الحصحصة: الحركة في شيء حتى يستقرّ فيه ويستمكن منه ويثبت، وقيل: تحريك الشيء في الشيء حتى يستمكن ويستقر فيه. اللسان 2/ 899.
(3) يقال: تصافق القوم: تبايعوا، وصفق يده بالبيعة والبيع وعلى يده صفقا: ضرب بيده على يده وذلك عند وجوب البيع، والاسم منه الصّفق. اللسان/ 4/ 2463.(7/355)
على أموالهم فحضرت من النبي صلى اللَّه عليه وسلّم مجلسا، فقال: «من يبسط رداءه حتّى أقضي مقالتي، ثمّ يقبضه إليه، فلن ينسى شيئا سمعه منّي؟» «1» فبسطت بردة عليّ حتى قضى حديثه، ثم قبضتها إليّ، فو الّذي نفسي بيده ما نسيت شيئا سمعته منه بعد.
وأخرجه أحمد، والبخاريّ، ومسلم، والنّسائيّ، من طريق الزهري، عن الأعرج، ومن طريق الزهري أيضا عن سعيد بن المسيّب، وأبي سلمة، عن أبي هريرة، يزيد بعضهم على بعض.
وأخرجه البخاريّ وغيره، من طريق سعيد المقبري، عنه مختصرا. قلت: يا رسول اللَّه، إني لأسمع منك حديثا كثيرا أنساه.
فقال: «ابسط رداءك، فبسطته» ، ثم قال: «ضمّه إلى صدرك» ، فضممته فما أنسيت حديثا بعد.
وأخرج أبو يعلى، من طريق الوليد بن جميع، عن أبي الطفيل، عن أبي هريرة، قال: شكوت إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم سوء الحفظ، فقال: «افتح كساءك» . فذكر نحوه.
وأخرج أبو نعيم، من طريق عبد اللَّه بن أبي يحيى، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي هريرة- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «ألا تسألني عن هذه الغنائم؟» . قلت: أسألك أن تعلّمني مما علّمك اللَّه. قال: فنزع نمرة «2» على ظهري ووسّطها بيني وبينه، فحدثني حتى إذا استوعبت حديثه قال: «اجمعها فصرها «3» إليك» . فأصبحت لا أسقط حرفا مما حدثني.
وقد تقدمت طرق هذا الحديث الصحيحة، وله طرق أخرى، منها
عند أبي يعلى، من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أبي هريرة- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «من يأخذ منّي كلمة أو كلمتين أو ثلاثا، فيصرّهنّ في ثوبه، فيتعلّمهنّ ويعلّمهنّ؟ «4» قال: فنشرت ثوبي، وهو يحدّث، ثم ضممته، فأرجو ألا أكون نسيت حديثا مما قال.
وأخرج أحمد، من طريق المبارك بن فضالة، عن الحسن نحوه، وفيه: فقلت: أنا، فقال: «ابسط ثوبك» ، وفي أخره: فأرجو ألّا أكون نسيت حديثا سمعته منه بعد ذلك.
__________
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4: 2: 56 ولفظه من يبسط ثوبه حتى أفرغ ...
(2) النّمرة: كلّ شملة مخطّطة من مآزر الأعراب فهي نمرة وجمعها نمار كأنها أخذت من لون النّمر لما فيها من السواد والبياض. اللسان/ 6/ 4546.
(3) صرها إليك: اجمعها المعجم الوسيط 1/ 515.
(4) أخرجه أبو يعلى في مسندة 11/ 102 (389- 6229) وانظر الحميدي 2/ 483 (1142) وأحمد في المسند 2/ 240 والبخاري (7354) ومسلم (2492) والترمذي (3833) .(7/356)
وأخرج ابن عساكر، من طريق شعبة، عن سماك بن حرب، عن أبي الربيع، عن أبي هريرة: كنت عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فبسطت ثوبي، ثم جمعته، فما نسيت شيئا بعد. هذا مختصر مما قبله.
ووقع لي بيان ما كان حدّث به النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في هذه القصة إن ثبت الخبر،
فأخرج أبو يعلى، من طريق أبي سلمة: جاء أبو هريرة فسلّم على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في شكواه يعوده، فأذن له فدخل فسلم وهو قائم، والنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم متساند إلى صدر عليّ، ويده على صدره ضامّة إليه، والنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم باسط رجليه، فقال: «ادن يا أبا هريرة» . فدنا، ثم قال: «ادن يا أبا هريرة» ، ثم قال: «ادن يا أبا هريرة» فدنا، حتى مسّت أطراف أصابع أبي هريرة أصابع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم قال له: «اجلس» . فجلس، فقال له: «ادن منّي طرف ثوبك» . فمدّ أبو هريرة ثوبه فأمسك بيده ففتحه وأدناه من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «أوصيك يا أبا هريرة بخصال لا تدعهنّ ما بقيت» . قال: أوصني ما شئت. فقال له: «عليك بالغسل يوم الجمعة، والبكور إليها، ولا تلغ، ولا تله، وأوصيك بصيام ثلاثة أيّام من كلّ شهر، فإنّه صيام الدّهر، وأوصيك بركعتي الفجر لا تدعهما، وإن صلّيت اللّيل كلّه فإنّ فيهما الرّغائب» - قالها ثلاثا، ثم قال: «ضمّ إليك ثوبك» . فضمّ ثوبه إلى صدره، فقال: يا رسول اللَّه، بأبي وأمي! أسرّ هذا أو أعلنه؟
قال: «أعلنه يا أبا هريرة» «1» - قالها ثلاثا.
والحديث المذكور من علامات النبوة، فإن أبا هريرة كان أحفظ الناس للأحاديث النبويّة في عصره.
وقال طلحة بن عبيد اللَّه: لا أشك أن أبا هريرة سمع من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ما لم نسمع.
وقال ابن عمر: أبو هريرة خير مني وأعلم بما يحدث.
وأخرج النّسائيّ بسند جيد في العلم من كتاب السنن- أنّ رجلا جاء إلى زيد بن ثابت، فسأله، فقال له زيد: عليك بأبي هريرة، فإنّي بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ندعو للَّه ونذكره إذ خرج علينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حتى جلس إلينا، فقال: «عودوا للّذي كنتم فيه» «2» قال زيد: فدعوت أنا وصاحبي، فجعل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يؤمّن على دعائنا، ودعا أبو هريرة، فقال:
«إنّي أسألك ما سأل صاحباك، وأسألك علما لا ينسى» . فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «آمين» .
فقلنا: يا رسول اللَّه، ونحن نسألك علما لا ينسى، فقال: «سبقكم بها الغلام الدّوسي» .
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43412، 43486 وعزاه لأبي يعلى عن أبي هريرة.
(2) أخرجه الحاكم 3/ 508، وذكره الهيثمي في المجمع 9/ 361.(7/357)
وأخرج التّرمذيّ، من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إني أسمع منك أشياء لا أحفظها. قال: «ابسط رداءك» . فبسطته فحدّث حديثا كثيرا فما نسيت شيئا حدثني به.
وسنده صحيح، وأصله عند البخاري بلفظ: فما نسيت شيئا سمعته بعد.
وأخرج التّرمذيّ أيضا عن عمر- أنه قال لأبي هريرة: أنت كنت ألزمنا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وأحفظنا لحديثه.
وأخرج ابن سعد، من طريق سالم مولى بني نصر: سمعت أبا هريرة يقول: بعثني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مع العلاء بن الحضرميّ، فأوصاه بي خيرا، فقال لي: «ما تحبّ؟» قلت:
أؤذن لك، ولا تسبقني بآمين.
وأخرج البخاريّ، من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: حفظت من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وعاءين، فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم «1» .
وعند أحمد، من طريق يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة: وقيل له أكثرت، فقال: لو حدثتكم بما سمعت لرميتموني بالقشع، أي الجلود.
وفي الصحيح، عن نافع، قال: قيل لابن عمر: حديث أبي هريرة: «إنّ من اتّبع جنازة فصلّى عليها فله قيراط ... » الحديث؟ فقال: أكثر علينا أبو هريرة، فسأل عائشة فصدقته، فقال: لقد فرطنا في قراريط كثيرة.
وأخرج البغويّ بسند جيد عن الوليد بن عبد الرحمن، عن ابن عمر- أنه قال لأبي هريرة: أنت كنت ألزمنا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وأعلمنا بحديثه.
وأخرج ابن سعد بسند جيد، عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، قال: قالت عائشة لأبي هريرة: إنك لتحدث بشيء ما سمعته. قال: يا أمه، طلبتها وشغلك عنها المكحلة والمرآة، وما كان يشغله عنها شيء، والأخبار في ذلك كثيرة.
وأخرج البيهقيّ في المدخل، من طريق بكر بن عبد اللَّه بن أبي رافع، عن أبي هريرة، قال: لقي كعبا فجعل يحدثه ويسأله، فقال كعب: ما رأيت رجلا لم يقرأ التوراة أعلم بما في التوراة من أبي هريرة.
__________
(1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 576 كتاب صفة القيامة والرقائق والورع باب 60 حديث رقم 2518 وقال أبو عيسى الترمذي حديث حسن صحيح والنسائي في السنن 8/ 328 كتاب الأشربة باب 50 الحث على ترك الشبهات حديث رقم 5711، وأحمد في المسند 1/ 200، 3/ 112، 153 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 512، والحاكم في المستدرك 2/ 13، 4/ 909.(7/358)
وأخرج أحمد، من طريق عاصم بن كليب، عن أبيه: سمعت أبا هريرة يبتدئ حديثه بأن يقول: قال رسول اللَّه الصادق المصدوق أبو القاسم صلى اللَّه عليه وسلّم: «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوَّأ مقعده من النّار» .
وأخرج مسدّد في مسندة، من رواية معاذ بن المثنى، عنه، عن خالد، عن يحيى بن عبيد اللَّه، عن أبيه عن أبي هريرة، قال: بلغ عمر حديثي، فقال لي: كنت معنا يوم كنّا في بيت فلان؟ قلت: نعم، إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال يومئذ: «من كذب عليّ ... » الحديث.
قال: اذهب الآن فحدّث.
وأخرج مسدّد، من طريق عاصم بن محمد بن يزيد بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه، قال: ابن عمر إذا سمع أبا هريرة يتكلم قال: إنا نعرف ما نقول، ولكنا نجبن ويجترئ.
وروينا في فوائد المزكي تخريج الدّارقطنيّ، من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة- رفعه: «إذا صلّى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه» «1» ،
فقال له مروان: أما يكفي أحدنا ممشاه إلى المسجد حتى يضطجع؟ قال:
لا. فبلغ ذلك ابن عمر، فقال: أكثر أبو هريرة. فقيل لابن عمر: هل تنكر شيئا مما يقول؟
قال: لا، ولكنه أجرأ وجبنّا، فبلغ ذلك أبا هريرة، فقال: ما ذنبي إن كنت حفظت ونسوا.
وقد أخرج أبو داود الحديث المرفوع. وأخرج ابن سعد، من طريق الوليد بن رباح:
سمعت أبا هريرة يقول لمروان حين أرادوا أن يدفنوا الحسن عند جدّه: تدخل فيما لا يعنيك- وكان الأمير يومئذ غيره- ولكنك تريد رضا الغائب، فغضب مروان، وقال: إن الناس يقولون: أكثر أبو هريرة ... الحديث.
وإنما قدم قبل وفاة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بيسير، فقال أبو هريرة: قدمت ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بخيبر، وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين، فأقمت معه حتى مات أدور معه في بيوت نسائه وأخدمه وأغزو معه وأحجّ، فكنت أعلم الناس بحديثه، وقد واللَّه سبقني قوم بصحبته،
__________
(1) أخرجه الترمذي 2/ 281 في كتاب أبواب الصلاة باب 194، ما جاء في الاضطجاع بعد ركعتي الفجر حديث رقم 420، وقال أبو عيسى الترمذي حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه وقد روي عن عائشة أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم كان إذا صلى ركعتي الفجر في بيته اضطجع على يمينه وقد رأى أهل العلم أن يفعل هذا استحبابا أ. هـ وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه 2/ 167 كتاب الصلاة باب استحباب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر حديث رقم 1120 وأبو داود في السنن 1/ 404 كتاب الصلاة باب الاضطجاع بعدها حديث رقم 1261 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 19332 وابن حبان 2/ 347 كتاب الصلاة باب 118 الاضطجاع بعد ركعتي الفجر حديث رقم 612.(7/359)
فكانوا يعرفون لزومي له فيسألونني عن حديثه، منهم: عمر، وعثمان، وعليّ، وطلحة، والزبير، ولا واللَّه لا يخفى عليّ كلّ حديث كان بالمدينة وكلّ من كانت له من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم منزلة، ومن أخرجه من المدينة أن يساكنه، قال: فو اللَّه ما زال مروان بعد ذلك كافّا عنه.
وأخرج ابن أبي خيثمة، من طريق ابن إسحاق، عن عمر أو عثمان بن عروة، عن أبيه، قال أبي: أدنني من هذا اليماني- يعني أبا هريرة- فإنه يكثر، فأدنيته، فجعل يحدث والزبير يقول: صدق، كذب، فقلت: ما هذا؟ قال: صدق أنه سمع هذا من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ولكن منها ما وضعه في غير موضعه.
وتقدم قول طلحة: قد سمعنا كما سمع، ولكنه حفظ ونسينا.
وفي فوائد تمام، من طريق أشعث بن سليم، عن أبيه: سمعت أبي يحدث عن أبي هريرة، فسألته، فقال: إن أبا هريرة سمع.
وأخرج أحمد في «الزّهد» بسند صحيح، عن أبي عثمان النهدي، قال: تضيّفت أبا هريرة سبعا، فكان هو وامرأته وخادمه يقسّمون الليل أثلاثا، يصلّي هذا ثم يوقظ هذا.
وأخرج ابن سعد بسند صحيح عن عكرمة- أن أبا هريرة كان يسبّح كلّ يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة، يقول: أسبّح بقدر ذنبي.
وفي «الحلية» من تاريخ أبي العباس السّراج بسند صحيح، عن مضارب بن حزن:
كنت أسير من الليل، فإذا رجل يكبّر فلحقته فقلت: ما هذا؟ قال: أكثر شكر اللَّه عليّ إن كنت أجيرا لبسرة بنت غزوان لنفقة رحلي وطعام بطني، فإذا ركبوا سبقت بهم، وإذا نزلوا خدمتهم، فزوّجنيها اللَّه، فأنا أركب، وإذا نزلت خدمت.
وأخرجه ابن خزيمة من هذا الوجه وزاد: وكانت إذا أتت على مكان سهل نزلت، فقالت لا أريم حتى تجعلي لي فيّ عصيدة، فها أنا ذا أتيت على نحو من مكانها، قلت: لا أريم حتى تجعل لي عصيدة.
وقال عبد الرّزّاق: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين- أن عمر استعمل أبا هريرة على البحرين، فقدم بعشرة آلاف، فقال له عمر: استأثرت بهذه الأموال، فمن أين لك؟ قال: خيل نتجت، وأعطية تتابعت، وخراج رقيق لي، فنظر فوجدها كما قال، ثم دعاه ليستعمله فأبى، فقال: لقد طلب العمل من كان خيرا منك؟ قال: ومن؟ قال: يوسف. قال:
إنّ يوسف نبي اللَّه، ابن نبي اللَّه وأنا أبو هريرة بن أميمة، وأخشى ثلاثا أن أقول بغير علم، أو أقضي بغير حكم، ويضرب ظهري، ويشتم عرضي، وينزع مالي.(7/360)
وأخرج ابن أبي الدّنيا في كتاب «المزاح» والزّبير بن بكّار فيه، من طريق ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة- أن رجلا قال له: إني أصبحت صائما، فجئت أبي فوجدت عنده خبزا ولحما، فأكلت حتى شبعت، ونسيت أني صائم. فقال أبو هريرة: اللَّه أطعمك. قال:
فخرجت حتى أتيت فلانا فوجدت عنده لقحة تحلب فشربت من لبنها حتى رويت. قال: اللَّه سقاك. قال: ثم رجعت إلى أهلي وثقلت فلما استيقظت دعوت بماء فشربته. فقال: يا ابن أخي، أنت لم تعود الصيام.
وأخرج ابن أبي الدّنيا في «المحتضرين» بسند صحيح، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: دخلت على أبي هريرة وهو شديد الوجع فاحتضنته، فقلت: اللَّهمّ اشف أبا هريرة. فقال: اللَّهمّ لا ترجعها- قالها مرتين، ثم قال: إن استطعت أن تموت فمت، واللَّه الّذي نفس أبي هريرة بيده ليأتينّ على الناس زمان يمرّ الرجل على قبر أخيه فيتمنى أنه صاحبه.
قلت: وقد جاء هذا الحديث مرفوعا عن أبي هريرة، عن عمير بن هانئ، قال: كان أبو هريرة يقول: تشبّثوا بصدغي معاوية، اللَّهمّ لا تدركني سنة ستين.
وأخرج أحمد والنّسائيّ بسند صحيح، عن عبد الرحمن بن مهران، عن أبي هريرة- أنه قال حين حضره الموت: لا تضربوا عليّ فسطاطا، ولا تتبعوني بمجمرة، وأسرعوا بي.
وأخرج أبو القاسم بن الجرّاح في «أماليه» ، من طريق عثمان الغطفانيّ، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: إذا مت فلا تنوحوا عليّ، ولا تتبعوني بمجمرة، وأسرعوا بي.
وأخرج البغويّ، من وجه آخر، عن أبي هريرة- أنه لما حضرته الوفاة بكى، فسئل، فقال: من قلة الزاد وشدة المفازة.
وأخرج ابن أبي الدّنيا، من طريق مالك، عن سعيد المقبري، قال: دخل مروان على أبي هريرة في شكواه الّذي مات فيها، فقال: شفاك اللَّه. فقال أبو هريرة: اللَّهمّ إني أحب لقاءك، فأحبب لقائي، فما بلغ مران- يعني وسط السوق- حتى مات.
وقال ابن سعد، عن الواقديّ: حدثني ثابت بن قيس، عن ثابت بن مسحل، قال:
صلى الوليد بن عقبة بن أبي سفيان على أبي هريرة بعد أن صلّى بالناس العصر، وفي القوم ابن عمر، وأبو سعيد الخدريّ، قال: وكتب الوليد إلى معاوية يخبره بموته، فكتب إليه:
انظر من ترك فادفع إلى ورثته عشرة آلاف درهم، وأحسن جوارهم، فإنه كان ممن نصر(7/361)
عثمان يوم الدار. قال أبو سليمان بن زبر في تاريخه: عاش أبو هريرة ثمانيا وسبعين سنة.
قلت: وكأنه مأخوذ من الأثر المتقدم عنه- أنه كان في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ابن ثلاثين سنة، وأزيد من ذلك، وكانت وفاته بقصره بالعقيق، فحمل إلى المدينة، قال هشام بن عروة، وخليفة وجماعة: توفي أبو هريرة سنة سبع وخمسين. وقال الهيثم بن عدي، وأبو معشر، وضمرة بن ربيعة: مات سنة ثمان وخمسين. وقال الواقدي، وأبو عبيد وغيرهما: مات سنة تسع وخمسين، وزاد الواقدي: وصلّى على عائشة في رمضان سنة ثمان، وعلى أم سلمة في شوال سنة تسع، ثم توفي بعد ذلك.
قلت: وهذا الّذي قاله في أم سلمة وهل منه، وإن تابعه عليه جماعة، فقد ثبت في الصحيح ما يدلّ على أن أم سلمة عاشت إلى خلافة يزيد بن معاوية، كما سيأتي في ترجمتها.
والمعتمد في وفاة أبي هريرة قول هشام بن عروة. وقد تردد البخاري فيه، فقال: مات سنة سبع وخمسين.
10681- أبو هلال الكلبي «1»
. قدم على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى حديثه علقمة بن هلال، عن جده. وقيل عن أبيه عن جده، كذا أخرجه ابن مندة مختصرا.
وقال أبو نعيم: أبو هلال التيمي قدم على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، حديثه عند أولاده، ثم ساق حديثه عن الطبراني، من طريق الوليد بن مسلم: حدثني من سمع علقمة بن هلال من بني تيم اللَّه يحدّث عن أبيه عن جده- أنه قدم على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، في رجل من قومه وهو بالمدينة بعد مهاجرته إليها، قال: فوافيناه يضرب أعناق أسارى على ماء قليل فقتل عليه حتى سفح الدم الماء، قال صفوان الراويّ، عن الوليد: سفح معناه غطى.
وقال أبو موسى: استدركه يحيى بن مندة على جده، فقال: أبو هلال التيمي. وقد ذكره جده، لكن لم يسند عنه شيئا. قال ابن الأثير: التيمي والكلبي واحد، لأن تيم اللَّه بطن كبير من كلب، وهو تيم اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة.
10682- أبو هند،
والد نعيم «2» بن أبي هند الأشجعي. تقدم في النعمان بن أشيم.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6327.
(2) أسد الغابة: ت 6328، الاستيعاب: ت 3254.(7/362)
10683- أبو هند الحجام،
مولى بني بياضة» .
قال ابن السّكن: يقال اسمه عبد اللَّه. وقال ابن مندة: يقال اسمه يسار، ويقال سالم، قال: وقال ابن إسحاق: هو مولى فروة بن عمرو البياضي من الأنصار.
وروى عنه ابن عبّاس، وجابر، وأبو هريرة، ووقع في موطأ ابن وهب: حجم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أبو هند يسار. وقال ابن إسحاق في المغازي أيضا: لما انتهى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في رجوعه من بدر إلى عرق الظّبية «2» استقبله أبو هند مولى فروة بن عمرو البياضي بحيس أي بزقّ مملوء حيسا، وكان قد تخلف عن بدر، وشهد المشاهد بعدها.
وأخرج ابن مندة، من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، قال: كان جابر يحدث أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم احتجم على كاهله من أجل الشاة التي أكلها «3» ، حجمه أبو هند مولى بني بياضة بالقرن.
وأخرج أبو نعيم، من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن أبا هند حجم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في اليافوخ من وجع كان به، وقال: إن كان في شيء مما تداوون به خير فالحجامة، كذا قال حماد بن سلمة، وخالفه الدّراوردي،
فرواه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هند، قال: حجمت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في اليافوخ، فقال: «إن كان في شيء من الدّواء خير فهو في هذه الحجامة، يا بني بياضة، أنكحوا أبا هند، وأنكحوا إليه» «4» .
أخرجه ابن جريج، والحاكم أبو أحمد عنه، وذكر الحاكم في الإكليل أنه حلق رأس رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في عمرة الجعرانة.
وأخرج ابن السّكن، والطّبرانيّ، من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة- أن أبا هند مولى بني بياضة كان حجّاما يحجم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «من سرّه أن ينظر إلى من صوّر اللَّه الإيمان في قلبه فلينظر إلى أبي هند» . وقال: «أنكحوه وأنكحوا إليه» ،
وسنده إلى الزهري ضعيف.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6329، الاستيعاب: ت 3253.
(2) موضع بين مكة والمدينة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 932.
(3) أخرجه ابن عدي في الكامل 7/ 33 عن سعيد بن المسيب ولفظه احتجم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم على الأخدعين والكاهل.
(4) أخرجه أبو داود 2/ 397، كتاب الطب باب في الحجامة حديث رقم 3857 وابن ماجة في السنن 2/ 1151 كتاب الطب باب 20 الحجامة حديث رقم 3476 وأحمد في المسند 2/ 342، 423، والحاكم في المستدرك 4/ 410 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 28123، 28145.(7/363)
وأخرجه الحاكم أبو أحمد مختصرا، وزاد: ونزلت: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى [الحجرات 13] .
وذكر الواقديّ في كتاب «الرّدّة» عن زرعة بن عبد اللَّه بن زياد بن لبيد- أن أبا بكر الصديق أرسل أبا هند مولى بني بياضة إلى زياد بن لبيد عامل كندة وحضرموت يخبره باستخلافه بعد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
10684- أبو هند الداريّ «1»
، من بني الدار بن هانئ بن حبيب، مشهور بكنيته.
واختلف في اسمه، فقيل: برير، ويقال برّ بن عبد اللَّه بن ربيعة بن درّاع بن عدي بن الدار، ابن عم تميم الداريّ. وقال ابن حبان: الصحيح أن اسمه بر بن بر، وقيل برير، وقيل برين.
ورأيت في رجال الموطّأ لابن الحذاء الأندلسي في ترجمة تميم الداريّ، وقيل: إن أبا هند ليس أخا تميم، فإن أبا هند هو الليث بن عبد اللَّه بن رزين كذا في نسخة معتمدة، وما أدري هل هو هذا أو لا، وقال أبو عمر: كان يقال إنه أخوه، وليس شقيقه، وإنما هو أخوه لأمه وابن عمه.
قال أبو نعيم: هو أخو تميم، قدم مع تميم ومن معها على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وسألوه أن يقطعهم أرضا بالشام، فكتب لهما بها، فلما كان زمن أبي بكر أتوه بذلك الكتاب فكتب لهم إلى أبي عبيدة بإنفاذه.
قلت: والكتاب المذكور مشهور بيد ذرية تميم، وقد كتبت في شأنه جزءا سميته البناء الجليل بحكم بلد الخليل.
قال أبو عمر: يعد في أهل الشام، ومخرج حديثه عن ولده.
قلت:
أخرج أبو نعيم وغيره من رواية زيّاد بن فائد بن زيّاد، عن أبيه، عن جده زياد بن أبي هند الداريّ، عن أبيه هند: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول- يعني عن ربه: «من لم يرض بقضائي، ولم يصبر على بلائي، فليلتمس ربّا سوائي» .
وزيّاد بفتح الزاي المنقوطة وتشديد التحتانية المثناة. وكذا جده. وفائد، بالفاء، هو وولده ضعيفان، وقد جاء عنهما عدة أحاديث مناكير.
وأخرج الحارث بن أبي أسامة في مسندة، من طريق مكحول: سمعت أبا هند الداريّ
__________
(1) أسد الغابة: ت 6330، الاستيعاب: ت 32156.(7/364)
يقول: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من قام بأخيه مقام رياء وسمعة راءى اللَّه تعالى به يوم القيامة وسمّع به» «1» .
10685- أبو هند،
مولى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. ذكره محمد بن حبيب في كتاب المحبر.
10686- أبو هنيدة:
وائل بن حجر الحضرميّ.
تقدم في الأسماء، أخرج أبو أحمد في الكنى، من طريق محمد بن حجر: سمعت أبي أو عمّي. يقول: أهل بيتي يقولون وائل بن حجر- يعني أبا هنيدة، وأنشد محمد بن حجر قول الشاعر:
إنّ الأغرّ أبا هنيدة ودّني ... بوسائل وقضاء بيت واسع
[الكامل]
10687- أبو هود:
سعيد بن يربوع المخزومي. تقدم في الأسماء.
10688- أبو الهيثم:
العباس بن مرداس.
كناه البخاريّ في «الكنى المجرّدة» ، قاله أبو أحمد. وقد تقدم ذكره في الأسماء.
10689- أبو الهيثم بن التّيّهان «2»
، بفتح المثناة الفوقانية مع كسر الياء، ابن مالك بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء الأنصاري الأوسي.
وزعوراء أخو عبد الأشهل، ويقال التيهان لقب، واسمه مالك، وهو مشهور بكنيته، وقد وقع في مصنف عبد الرزاق أن اسمه عبد اللَّه.
قال ابن إسحاق- فيمن شهد بدرا: أبو الهيثم، واسمه مالك، وأخوه عتيك ابنا التيّهان. وقال في بيعة العقبة: وكان نقيب بني عبد الأشهل أسيد بن حضير، وأبو الهيثم بن التيهان.
وقال ابن السّكن: ذكر ابن إسحاق أنّ أبا الهيثم من بليّ من بني عمرو بن الحاف بن قضاعة، حالف بني عبد الأشهل، وآخى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين عثمان بن مظعون، وشهد المشاهد كلها، وكذا قال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا، والعقبة، وكان أول من بايع.
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 8/ 99 عن أبي هند الداريّ بلفظه وقال رواه البزار ورجاله رجال الصحيح وأورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 7/ 568.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 210، التاريخ لابن معين 2/ 148، تنقيح المقال 3/ 24.(7/365)
قال ابن السّكن: روى أبو هريرة قصة أبي الهيثم بن التيهان حين رآه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأبو بكر وعمر، وكذلك
روى عن عكرمة عن ابن عباس هذه القصة مطولة، وقد اختصر بعضهم منها حديث: «المستشار مؤتمن» «1» ،
فأسنده عن أبي الهيثم وجاء عنه حديث آخر، ثم
ساقه، من طريق أيوب بن خالد، عن أبي أمامة بن سهل، عن مالك بن التيهان، قال:
قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من قال السّلام عليكم كتب له عشر حسنات، ومن قال: «السّلام عليكم ورحمة اللَّه كتب له عشرون حسنة، ومن قال السّلام: عليكم ورحمة اللَّه وبركاته كتب له ثلاثون حسنة» «2» .
وقال: الروايات عن أبي الهيثم كلّها فيها نظر، وليست تأتي من وجه يثبت، وذلك لتقدم موته، فقيل: مات سنة عشرين، ويقال: قتل بصفّين سنة سبع وثلاثين. انتهى.
ونقل أبو عمر عن الأصمعيّ، قال: سألت قوم أبي الهيثم، فقالوا: مات في حياة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: وهذا لم يتابع عليه قائله، قال: وقيل إنه توفي سنة إحدى وعشرين، وقيل: شهد صفّين مع عليّ، وهو الأكثر. وقيل: إنه قتل بها، وهذا ساقه أبو بشر الدولابي، من طريق صالح بن الوجيه، وقال: ممن قتل بصفين أبو الهيثم بن التيهان، وعبد الرحمن بن بديل، وآخرون. ثم أسند أبو عمر من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، قال: أصيب أبو الهيثم مع علي بصفّين. وقال أبو أحمد الحاكم: قيل: مات على عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. وقيل مات سنة عشرين، وقيل سنة إحدى وعشرين. وقيل شهد صفين، وكأن الأصوب قول من قال سنة عشرين أو إحدى وعشرين. انتهى.
وقال الواقديّ: لم أر من يعرف ذلك ولا يثبته، يعني أنه قتل بصفّين، والقول بأنه مات سنة عشرين نقله ابن أبي خيثمة عن صالح بن كيسان، عن الزهري. وأنشد أبو الربيع بن سالم الكلاعي لأبي الهيثم في النبي صلى اللَّه عليه وسلّم بمرثية يقول فيها:
لقد جدعت آذاننا وأنوفنا ... غداة فجعنا بالنّبيّ محمّد
[الطويل]
10690- أبو الهيثم،
آخر «3» . أفرده أبو موسى في الذيل عن ابن التّيّهان فأصاب،
__________
(1) أخرجه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه أبو داود 5/ 345 (5128) والترمذي 4/ 583 (2369) وقال: حديث حسن صحيح غريب وابن ماجة 2/ 1233 (3745) .
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 6/ 92، وابن السني في عمل اليوم والليل 227 وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 34 عن مالك بن التيهان بلفظه- وقال الطبراني وفيه موسى بن عبيدة الرَّبَذيّ وهو ضعيف.
(3) أسد الغابة: ت 2332.(7/366)
وساق من طريق الطبراني بسنده إلى الوليد بن مسلم، عن ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، حدثني أبو الهيثم، قال: رآني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أتوضّأ، فقال: «بطن القدم يا أبا الهيثم»
وأورده بعض أصحاب المسانيد في مسند أبي الهيثم بن التيهان، وليس بجيد، لأنّ بكر بن سوادة لم يدركه، وأفرده أبو موسى عن ابن التيهان، لأنّ بكر بن سوادة لم يلق ابن التيهان، فتبيّن أنه غيره.
10691- أبو الهيثم
بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي.
وقع ذكره في حديث يدلّ على أن له صحبة،
فقرأت في كتاب السنّة لأبي الحسن بن السري خال ولد ابن السنيّ، حدثنا محمد بن صالح، حدثني مروان بن ضرار الفزاري، حدثني عبد الرحمن بن الحكم بن البراء بن قبيصة الثقفي، حدثنا أبي عن عامر بن الأسود، عن عبد اللَّه بن الغسيل، قال: كنت مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فمرّ العباس، فقال: «يا عمّ، أتبعني بنيك» ، فقال له أبو الهيثم بن عتبة بن أبي لهب: يا عم، أنظرني حتى أجيئك، فلم يأتهم، فانطلق بستة من بنيه ... فذكر قصة.
10692- أبو الهيثم،
من الجن.
ذكر الشّبلي في «آكام المرجان» ، قال: دخل رجل المدينة فأخبر عن أبي موسى الأشعري بخبر، فشاع ذلك، ولم يعرف الرجل، فبلغ ذلك عمر، فقال: هذا أبو الهيثم بريد المسلمين من الجن، وسيأتي بريد المسلمين من الإنس، فجاء بعدها بأيام.
10693- أبو هيصم المزني.
وقع ذكره في «أخبار المدينة» لابن زبالة، قال الزبير بن بكار: حدثنا محمد بن الحسن، عن عبد اللَّه بن عمر، عن محمد بن هيصم المزني، عن أبيه، قال: دعا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أبي، فقال: «إنّي مستعملك على هذا الوادي، فمن جاءك من ها هنا وها هنا فامنعه» .
فقال: إني رجل ليس لي إلا بنات، وليس معي أحد يعاونني، فقال: «إنّ اللَّه سيرزقك ولدا ويجعل لك أولياء» . قال: فعمل عليه، وكان له بعد ذلك ولد، فلم يزل الولاة يولّون عليه.
وبه إلى محمد بن هيصم، عن أبيه، عن جده- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أشرف على وسط البقيع فصلّى فيه.
القسم الثاني
10694- أبو هارون:
مسعود بن الحكم الزّرقيّ. تقدم في الأسماء.(7/367)
القسم الثالث
10695- أبو هاشم
بن مسعود بن سنان بن أبي حارثة المزي.
له إدراك، ومن ذريته إبراهيم بن محمد بن زياد بن سويد بن أبي هاشم، وهو القائل:
مهما فعلت فليس عندك من ... حاليك إلّا دون ما عندي
[الكامل]
القسم الرابع
10696- أبو هاشم،
مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «1» .
تابعي أرسل حديثا، فذكره أبو موسى في «الذّيل على المعرفة» ،
فأخرج من طريق أبي نعيم، أظنه في كتابه في فضائل الصحابة، من طريق يحيى بن يعلى، عن أبي عبد الرحمن حلو بن السري الأزدي، حدثنا أبو هاشم مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «كانت أمّي أمّة لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، هو أعتق أبي وأمي- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم جاء إلى المسجد، فوجد عليّا وفاطمة مضطجعين قد غشيتهما الشمس، فقام عند رءوسهما وعليه كساء خيبري فمدّه دونهم، ثم قال: قوما أحبّ باد وحاضر- ثلاث مرات.
ومن طريق عبد اللَّه بن موسى، حدثنا حلو الأزدي، عن أبي هاشم، عن أبيه، وكان مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم خرج غازيا ... فذكر الحديث مطولا.
قال أبو موسى: فعلى هذا فالحديث لوالد أبي هاشم، وقد جاء عن يحيى بن يعلى، فقال عن حلو، عن أبي هاشم، عن أبيه.
10697- أبو هاشم بن نافع،
اسمه عمر.
روى عنه ابنه عبد اللَّه، قاله مسلم. وقال البخاري: نافع مولى بني هاشم سمع عمر، قاله الحكم بن عيينة، عن ابن قانع، عن أبيه، ذكره هكذا أبو أحمد الحاكم ثم قال: والقلب إلى قول محمد بن إسماعيل أميل.
قلت: فكأنه رأى أنّ قول مسلم أبو هاشم تصحيف من قول بني هاشم، فلو كان كما عند مسلم لكان من أهل القسم الثالث. واللَّه أعلم.
10698- أبو هند الأنصاري «2» .
__________
(1) أسد الغابة: ت 6321.
(2) الجرح والتعديل 9/ 453.(7/368)
أفرده ابن مندة عن البياضيّ، وهما واحد، قال ابن مندة: روى حجاج، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، فوهم فيه ورواه أصحاب أبي الزبير، عن أبي الزبير، عن جابر- أن أبا حميد أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بقدح، وهو الصواب. فجنح ابن مندة إلى أنه تصحيف من أبي حميد.
وأما ابن السّكن فأورده في ترجمة أبي هند البياضي، فأصاب، ونبّه مع ذلك على أن المحفوظ أنّ الحديث عن أبي حميد، فعلى التقدير فعدّه زائدا غلط، وساقه ابن السكن من رواية زياد بن أيوب، عن حجاج، ثم قال: يقال هو خطأ، لأن زكريا بن إسحاق رواه عن أبي الزبير، عن جابر، عن أبي حميد، وكذا رواه الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أبي حميد.
10699- أبو هند البجلي «1»
: شامي تابعي أرسل شيئا، فذكره العسكري في الصحابة. وقال عبد الحق في الأحكام: ليس بمشهور. روى عنه عبد الرحمن بن أبي عوف، وحديثه عند أبي داود، والنسائي.
حرف الواو
القسم الأول
10700- أبو وائلة الهذلي «2»
. قال ابن عساكر: له صحبة، وشهد فتوح الشام، وأخرج له أحمد في مسندة من طريق ابن إسحاق: حدثني أبان بن صالح، عن شهر بن حوشب، عن رجل من قومه كان خلف على أمه بعد أبيه، وشهد طاعون عمواس، قال: لما اشتد الوجع قام أبو عبيدة فذكر الخبر في وفاته، ثم وفاة معاذ بن جبل، ووصله ابنه عبد الرحمن، ثم قام عمرو بن العاص، فقال:
تفرّقوا من هذا الوجع في الجبال، فقال له أبو واثلة الهذلي: كذبت، واللَّه لقد صحبت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأنت شرّ من حماري هذا، قال: واللَّه ما أرد عليك ما تقول. ثم خرج وخرج الناس، وتفرّقوا ورفعه اللَّه عنهم.
__________
(1) ميزان الاعتدال 4/ 742، ديوان الضعفاء رقم 5074، تقريب التهذيب 2/ 484، تهذيب التهذيب 12/ 268، الجرح والتعديل 9/ 453، تهذيب الكمال 3/ 1653، لسان الميزان 7/ 488، التاريخ الكبير 9/ 80، المغني 7798.
(2) أسد الغابة: ت 6333.(7/369)
قال ابن عساكر: لا أعرفه إلا من هذه الرواية، وقد رويت هذه القصة من وجه آخر عن شهر، عن عبد الرحمن بن غنم، ونسب الكلام المذكور فيها بمعناه لشرحبيل بن حسنة، فلعل من رد على عمرو في ذلك متعدد. واللَّه أعلم.
10701- أبو واقد الليثي «1»
. مختلف في اسمه، قيل الحارث بن مالك، وقيل [ابن عوف] «2» ، وقيل عوف بن الحارث بن أسيد بن جابر بن عبد مناة [بن شجع بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة] «3» بن علي بن كنانة، كان حليف بني أسد، قال البخاري، وابن حبان، والباوردي، وأبو أحمد الحاكم: شهد بدرا. وقال أبو عمر: قيل شهد بدرا، ولا يثبت.
وقال ابن سعد: أسلم قديما، وكان يحمل لواء بني ليث، وضمرة، وسعد بن بكر يوم الفتح، وحنين، وفي غزوة تبوك يستنقر بني ليث، وكان خرج إلى مكة، فجاور بها سنة فمات. وقال في موضع آخر: دفن في مقبرة المهاجرين.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وعن أبي بكر، وعن عمر، وأسماء بنت أبي بكر.
روى عنه ابناه: عبد الملك، وواقد، وأبو سعيد الخدريّ، وعطاء بن يسار، وعروة، وآخرون.
وقال أبو عمر: كان قديم الإسلام، وكان معه لواء بني ليث، وضمرة، وسعد بن بكر يوم الفتح. وقيل: إنه من مسلمة الفتح. والأول أصح. يعدّ في أهل المدينة.
وقد أنكر أبو نعيم على من قال: إنه شهد بدرا، وقال: بل أسلم عام الفتح، أو قبل الفتح، وقد شهد على نفسه أنه كان بحنين، قال: ونحن حديثو عهد بكفر. انتهى.
وقد نص الزّهريّ على أنه أسلم يوم الفتح، وأسند ذلك عن سنان بن أبي سنان
__________
(1) سيرة ابن هشام 4/ 89، التاريخ لابن معين 2/ 731، المعرفة والتاريخ 3/ 374، التاريخ الكبير 2/ 258، الجرح والتعديل 3/ 82، التاريخ الصغير 53، جمهرة أنساب العرب 182، مشاهير علماء الأمصار 25، تاريخ خليفة 265، طبقات خليفة 29، مقدمة مسند بقي بن مخلد 89، المغازي للواقدي 453، ثمار القلوب 296، المحبر 237، مسند أحمد 5/ 217، تحفة الأشراف 11/ 110، تهذيب الكمال 1657، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 271، المعين في طبقات المحدثين 28، الكاشف 3/ 343، الوفيات لابن قنفذ 78، تهذيب التهذيب 12/ 270، تقريب التهذيب 2/ 486، خلاصة تذهيب التهذيب 68، تاريخ الإسلام 2/ 299.
(2) في أ: عوف بن حارث.
(3) سقط في أ.(7/370)
الدئلي، أخرجه ابن مندة بسند صحيح إلى الزهري، ومستند من قال: إنه شهد بدرا ما أورده يونس بن بكير في مغازي ابن إسحاق عنه، عن أبيه، عن رجال من بني مازن، عن أبي واقد، قال: إني لأتبع رجلا من المشركين يوم بدر لأضربه بسيفي فوقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي، فعرفت أن غيري قد قتله.
ويعارض قول من قال إنه شهد بدرا ما ذكره الواقدي أنه مات سنة ثمان وستين، وله خمس وسبعون، فإنه يقتضي أنه ولد بعد وقعة بدر. وقيل: مات ابن خمس وسبعين سنة، فعلى هذا يكون في وقعة بدر ابن اثنتي عشرة سنة، وعلى هذا ينطبق قول أبي حسان الزيادي إنه ولد في السنة التي ولد فيها ابن عباس. ووافق أبو عمر على ما قال الواقدي، ثم قال:
وقيل مات سنة خمس وثمانين، وبهذا الأخير جزم البغوي وآخرون. ونقل البخاري أنه مات في خلافة معاوية، وأخرج البخاري بسند حسن عن إسحاق مولى محمد بن زياد أنه سمع أبا واقد يقول: رأيت الرجل من العدو يوم اليرموك يسقط فيموت. وأخرجه خليفة من هذا الوجه، فقال: إسحاق مولى زائدة، وزاد في آخره: حتى قلت في نفسي لو أن أضرب أحدهم بطرف ردائي مات.
قال ابن عساكر في مسند ابن إسحاق: من لا يعرف. والصحيح ما قال الزهري، عن سنان. والقصة التي ذكرها ابن إسحاق إنما كانت لأبي واقد يوم اليرموك. كما تقدم.
10702- أبو واقد «1»
، مولى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
ذكره ابن مندة، فقال: روى عنه زاذان بن عمر، ثم ساق من طريق الهيثم بن جماز، عن الحارث بن عتبان، عن زاذان، عنه رفعه، فقال: «من أطاع اللَّه فقد ذكر اللَّه [وإن قلّت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن ومن عصى اللَّه فلم يذكره] وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن ... » «2» الحديث.
10703- أبو واقد:
جوّز الذهبي أن يكون الّذي جزم البخاري وغيره بأنه شهد بدرا آخر غير الليثي.
10704- أبو واقد النميري «3» .
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 210.
(2) أورده السيوطي في الدر المنثور 1/ 149 وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 261 عن واقد مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكره قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وفيه الهيثم بن جماز وهو متروك والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 1826، 1924 وعزاه للطبراني عن واقد.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 210.(7/371)
ذكره ابن شاهين في الصحابة، وأخرج من طريق أبي خيثم عن نافع بن سرجس، عن أبي واقد النميري، قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أخفّ الناس صلاة على الناس وأدومها على نفسه «1» .
10705- أبو وحوح الأنصاري «2»
. ذكره البغويّ، وأخرج من طريق ابن لهيعة، عن الحارث بن يعقوب، عن أبي شعيب مولى أبي وحوح، قال: غسلنا ميتا، فدخل علينا أبو وحوح الأنصاري صاحب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وقد لفت إبطه فجعل يباينه، ويقول: واللَّه ما نحن بأنجاس أحياء ولا أمواتا، واللَّه إني خشيت أن تكون سنّة.
10706- أبو وداعة السهمي «3»
: اسمه الحارث بن صبرة.
أسلم هو وابنه المطلب في الفتح، قال ابن عبد البر: وأسند ابن مندة، من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبد اللَّه بن عطاء المكيّ، عن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن أبي وداعة السهمي، عن أبيه، عن جده، قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يصلّي في باب بني سهم، والناس يصلّون بصلاته، قال: كذا قال، وإنما هو عن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن المطلب بن أبي وداعة.
10707- أبو وديعة «4»
: ذكره البغوي، ولم يخرج له شيئا.
10708- أبو الورد المازني «5»
. ذكره أبو عمر، فقال: قيل اسمه حرب، له صحبة. سكن مصر، وله عندهم حديث واحد: إياكم والسريّة التي إن لقيت فرّت «6» وإن غنمت غلّت. ويروى عنه مرفوعا، وهو
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 218 عن ابن بكر البدري والطبراني في الكبير 3/ 83، وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 55، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 3719، والدارميّ في السنن 1/ 289، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث 22854.
(2) أسد الغابة: ت 6338.
(3) تنقيح المقال 3713، ريحانة الأدب 7/ 292.
(4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 211.
(5) الكاشف 3/ 387، بقي بن مخلد 458، تهذيب التهذيب 12/ 572، تقريب التهذيب 2/ 486، خلاصة تذهيب 3/ 253، تهذيب الكمال 3/ 1657، تجريد أسماء الصحابة 2/ 211، الجرح والتعديل 9/ 451.
(6) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 10900 وعزاه للبغوي عن أبي الورد.(7/372)
عند ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن لهيعة بن عقبة عنه.
قلت: أخرجه ابن ماجة، والبغويّ. وتقدم ذكره في عبيد بن قيس، وبيان الاختلاف في اسمه.
10709- أبو الورد بن قيس
بن فهد الأنصاري.
قال ابن الكلبيّ: شهد مع علي صفّين، خلطه أبو عمر بالذي قبله، والّذي يظهر لي أنه غيره.
10710- أبو الورد،
غير منسوب.
قال ابن مندة: روى حبيب بن الشهيد، عن محمد بن سيرين- أن أبا أيوب الأنصاري قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بابن عم لي [ورجل] أحمر يبايعه، فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «يا أبا الورد» .
وأخرج هو وعبدان من طريق جبارة بن المغلّس، عن ابن المبارك عن حميد الطويل، عن ابن أبي الدرداء، عن أبيه، قال: رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم رجلا أحمر فقال: «أنت أبو الورد» .
وأظنه الّذي ذكره أبو أيوب.
10711- أبو الوصل «1»
: استدركه أبو موسى، وقال: ذكره ابن مندة في تاريخه في ترجمة بعض أحفاده، وأغفله في الصحابة، وأخرج من طريق أحمد بن رشدين، عن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن واصل بن إسحاق بن عبد اللَّه بن يزيد بن قسيط بن أبي الوصل صاحب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عن آبائه- أن أبا الوصل غزا مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. ذكره في ترجمة إبراهيم بن إسماعيل.
10712- أبو الوقاص «2»
، غير منسوب.
ذكره المستغفريّ، واستدركه أبو موسى من طريقه، ثم من
رواية صالح بن سليمان، عن غياث بن عبد الحميد، عن مطر، عن الحسن، عن أبي وقاص صاحب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «سهام المؤذّنين عند اللَّه يوم القيامة كسهام المجاهدين، وهم فيما بين الأذان والإقامة كالمتشحّط بدمه في سبيل اللَّه عز وجل.
قال عمر: لو كنت مؤذنا لكمل أمري.
وذكر فيه عن عمر شيئا مرفوعا، وفيه: «إنّ اللَّه حرّم لحوم المؤذّنين على النّار» ،
وهو
__________
(1) أسد الغابة: ت 6342.
(2) أسد الغابة: ت 6343.(7/373)
يشعر أن عمر حضر القصة، فقال ذلك، فيكون الحديث عن هذا الصحابي مرفوعا، وهذا هو الظاهر، فإن مثل هذا لا يقال بالرأي، ويحتمل أن يكون حدّث به عمر، فحدث عمر بما سمع. ثم أورده من وجه آخر، عن صالح بن سليمان، قال بنحوه، وزاد: وقال عبد اللَّه بن مسعود: ما باليت ألّا أحجّ ولا أعتمر ولا أجاهد. وقالت عائشة: ولهم هذه الآية: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحاً ... [فصلت: 33] الآية.
قلت: وصالح بن سليمان هذا ضعيف، وشيخه غياث، بكسر المعجمة ثم تحتانية خفيفة ثم مثلثة، ذكره الذهبي في الميزان، وقال: له حديث منكر، ما أظنّ له غيره، فذكره.
قلت: وليس كما ظن، فهذا آخر. وقد أورد الخطيب في المؤتلف ترجمة غياث من رواية يعقوب بن سفيان، عن صالح، فذكر الحديث الأول موقوفا، ثم قال: فذكر حديثا طويلا ولم يصله في رواية بالصحبة.
10713- أبو الوليد «1»
: حسان بن ثابت الأنصاري الخزرجي.
وسهل بن حنيف الأنصاري.
وعبادة بن الصامت.
وعتبة بن عبد السلمي- تقدموا.
10714- أبو وهب الجشمي «2»
. أخرج له أبو داود، والنّسائيّ، من طريق محمد بن مهاجر، عن عقيل بن شبيب، عن أبي وهب الجشمي، وكانت له صحبة، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في الخيل، وفيه: «امسحوا بنواصيها» .
وبهذا الإسناد رفعه: «عليكم بكلّ كميت أغرّ محجّل ... » «3» الحديث.
قال البغويّ: سكن الشام، وله حديثان، فأخرج حديث الخيل
وحديث: «تسمّوا بأسماء الأنبياء «4» ، وأحبّ الأسماء إلى اللَّه: عبد اللَّه، وعبد الرّحمن ... » »
الحديث.
__________
(1) المصباح المضيء، ريحانة الأدب 7/ 294.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 211، تهذيب التهذيب 12/ 274 الكاشف 3/ 388، بقي بن مخلد 270.
(3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 36 عن أبي وهب الجشمي وكانت له صحبة كتاب الجهاد باب فيما يستحب من ألوان الخيل حديث رقم 2543، 2544 والنسائي في السنن 6/ 218 كتاب الخيل باب (3) ما يستحب من شية الخيل حديث رقم 3565 والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 330، وأورده السيوطي في الدر المنثور 3/ 198 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 35261.
(4) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 705 كتاب الأدب باب 69 في تغيير الأسماء حديث رقم 4950 وأخرجه النسائي في السنن 6/ 218 كتاب الخيل باب 3 ما يستحب من شية الخيل حديث رقم 3565 وأحمد في المسند 5/ 345، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45210، 45226.
(5) أخرجه أبو داود 2/ 705 في كتاب الأدب باب في تغيير الأسماء حديث رقم 4949 وأحمد في المسند-- 4/ 345، البيهقي في السنن الكبرى 9/ 306 والدارميّ في السنن 2/ 294 والنسائي 6/ 218 في كتاب الخيل باب 3 ما يستحب من شية الخيل حديث رقم 3565 والترمذي 5/ 121 في كتاب الأدب باب 64 ما جاء ما يستحب من الأسماء حديث رقم 2833 قال الهيثمي في الزوائد 8/ 52 رواه أحمد بأسانيد رجالها رجال الصحيح. ولكن ظاهر الروايتين الأوليين الإرسال وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45209، 45194 وابن عساكر في تاريخه 2/ 56.(7/374)
وذكره ابن السّكن، وغير واحد في الصحابة. وقال أبو أحمد في الكنى: له صحبة، وحديثه في أهل اليمامة. وأخرج من طريق أبي زرعة الرازيّ، عن محمد بن رافع، عن هشام بن سعيد، عن محمد بن مهاجر الحديثين، في الخيل، والحديث في الأسماء مساقا واحدا، وقال في أوله أيضا: وكانت له صحبة.
وادّعى أبو حاتم الرّازيّ فيما حكاه عنه ابنه في العلل- أنّ هذا الجشمي هو الكلاعي التابعي المعروف، وأنّ بعض الرواة وهم في قوله: الجشمي، وفي قوله: وكانت له صحبة.
وزعم ابن القطّان الفاسيّ أن ابن أبي حاتم وهم في خلطه ترجمة الجشمي بالكلاعي، وكنت أظن أنه كما قال حتى راجعت كتاب العلل، فوجدته ذكره في كتاب العين، ونقل عن أبيه أنه نقب عن هذا الحديث حتى ظهر له أنه عن أبي وهب الكلاعي، وأنه مرسل، وأن بعض الرواة وهم في نسبته جشميا، وفي قوله: إن له صحبة، وبيّن ذلك بيانا شافيا.
10715- أبو وهب: صفوان بن أمية الجمحيّ.
وشجاع بن وهب الأسدي.
والوليد بن عقبة الأسدي.
ومجزأة بن ثور- تقدموا في الأسماء.
10716- أبو وهب الجيشانيّ «1»
: هو ديلم بن هوشع. تقدم شرح حاله في الدال في الأسماء بما يغني عن الإعادة.
10717- أبو وهب الأنصاري:
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في القول إذا أخذ مضجعه، من رواية خالد بن معدان. قال الذهبي: أخرجه السلفي فيما انتخبه من الفوائد لابن الطيوري، قال: وسنده قويّ. ولعله مرسل.
10718- أبو وهب الكلبي «2» .
__________
(1) المغني 8/ 78، لسان الميزان 7/ 489، الطبقات الكبرى 1/ 359، ديوان الضعفاء رقم 5086، تقريب التهذيب 2/ 487، تهذيب التهذيب 12/ 275، تهذيب الكمال 1658، ميزان الاعتدال 4/ 743.
(2) أسد الغابة: ت 6346.(7/375)
ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق سعد بن الصلت، عن إبراهيم بن محمد الأسلمي، عن يحيى بن وهب الكلبي، عن أبيه، عن جده، قال: كتب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لآل أكيدر كتابا فيه أمان لهم من الظلم، ولم يكن يومئذ معه خاتم، فختمه لهم بظفره، قال: وذكره الواقدي عن إسحاق بن حبان، عن يحيى بن وهب، وادعى أبو نعيم أنه عبد الملك صاحب دومة الجندل، وفيه نظر. وقد رده ابن الأثير، وأظن قوله هو الصواب.
القسم الثاني
10719- أبو الوليد:
عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن الهاد. تقدم في الأسماء.
القسم الثالث
10720- أبو وائل:
شقيق بن سلمة الأسدي «1» . تقدم في الأسماء.
10721- أبو وجزة السعدي «2»
. له إدراك، قال ابن عساكر: أظنه جدّ أبي وجزة الشاعر الّذي روى عنه هشام بن عروة، وقدم الشام مع عمر، ثم ساق من طريق أبي رجاء التميمي، عن السائب بن يزيد المخزومي، قال: لما أتى عمر الشام نهى الناس أن يمدحوا خالد بن الوليد، فدخل أبو وجزة السعدي، وخالد عند عمر، فقال: أهاهنا خالد: فحسر خالد اللثام عنه، فقال له أبو وجزة: واللَّه إنك لأصبحهم خدّا، وأكرمهم جدّا، وأوسعهم مجدا، وأبسطهم رفدا، قال: ثم رآه عمر بالمدينة، فقال: ألم أنه عن مدح خالد عندي! فقال أبو وجزة: من أعطانا مدحناه، ومن حرمنا سبيناه، كما يسبّ العبد سيده. فقال عمر: يا أبا وجزة، وكيف يسبّ العبد سيده؟ قال: من حيث لا يعلم ولا يسمع يا أمير المؤمنين.
وجوّز ابن عساكر أن يكون هذا هو الحارث بن أبي وجزة الّذي تقدم ذكره في القسم الأول من حرف الحاء، وليس بجيد، لأنّ ذاك قرشي وهذا سعدي، وسياق القصتين مختلف جدا. واللَّه أعلم.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6337، الاستيعاب: ت 3259.
(2) تاريخ أسماء الثقات الفهرس، الكنى والأسماء 2/ 147، تقريب التهذيب 2/ 486، تهذيب التهذيب 12/ 271، تهذيب الكمال 1657، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 2290.(7/376)
القسم الرابع
10722- أبو وديعة،
غير منسوب.
استدركه أبو موسى، وقال:
أورده محمّد بن المسيّب، وجعفر المستغفريّ في الصحابة، وأخرج من طريقهما من رواية بشر بن الوليد، عن أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي وديعة صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من اغتسل يوم الجمعة كغسله من الجنابة ومسّ من طيب أو من دهن كان عنده، ولبس أحسن ما كان عنده من الثّياب، ثمّ لم يفرّق بين اثنين، وأنصت إلى الإمام إذا جاء- غفر له ما بين الجمعتين» «1» .
قلت: وقول الراويّ في السند صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وهم، فإن أبا وديعة هذا تابعيّ معروف، واسمه عبد اللَّه بن وديعة، أخرج حديثه البخاري من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن سلمان، وقد رواه يحيى بن القطان، عن محمد بن عجلان، عن سعيد، فقال: عن أبي ذر- بدل سلمان. أخرجه ابن ماجة، وقد أقره ابن الأثير، فلم يتنبه لعلته، وأعجب منه الذهبي فإنه قال في التجريد: أورده المستغفري في الصحابة بإسناد مقارب بيّن، يعني ما أخرجه موسى.
قلت: وأبو معشر هو نجيح المدني ضعيف، وسنده مقارب، كما قال لو لم يخالف، لكن مع المخالفة إنما يقال له إنه منكر، وقد غلط في إسقاط الصحابي وتبقية وصفه. واللَّه المستعان.
حرف الياء آخر الحروف
القسم الأول
10723- أبو يحيى:
صهيب بن سنان «2» الرومي.
وأبو يحيى: عبد اللَّه بن أنيس الجهنيّ.
وأبو يحيى: سنان جد يحيى بن عباد- تقدموا في الأسماء.
10724- أبو يحيى:
أسيد بن حضير الأنصاري، ويقال كنيته أبو عتيك. تقدم.
__________
(1) انظر مسند الربيع بن حبيب 1/ 58.
(2) في أ: سفيان.(7/377)
10725- أبو يحيى:
المقدام بن معديكرب الكندي. ويقال: كنيته أبو كريمة.
10726- أبو يحيى:
خريم بن فاتك الأسدي. ويقال كنيته أبو أيمن.
10727- أبو يحيى:
خبّاب «1» بن الأرتّ التميمي. ويقال كنيته أبو عبد اللَّه.
10728- أبو يحيى:
سهل بن أبي حثمة الأنصاري. ويقال كنيته أبو محمد.
10729- أبو يحيى:
عبد اللَّه بن كعب بن عمرو بن عوف الأنصاري البدري «2» .
قال الحاكم أبو أحمد: قال الواقديّ: سمعت بعض الأنصار يقول: كنيته أبو يحيى- كلهم تقدموا في الأسماء.
10730- أبو يحيى الأنصاري،
من بني حارثة.
ذكره ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر، عن أنس، قال: كان أبعد الناس من المسجد رجلان من الأنصار: أبو لبابة، وأبو يحيى من بني حارثة، فقال ... أخرجه الطّبرانيّ في ترجمة أبو لبابة.
10731- أبو يحيى الأنصاري «3»
. قال البغوي: لا أدري له صحبة أم لا، ثم
أورد من طريق الليث، عن عبد اللَّه بن يحيى الأنصاري، عن أبيه، عن جده- أنّ جدته أتت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بحلي لها ... الحديث. وفيه: «لا يجوز لامرأة في مالها أمر إلّا بإذن زوجها» «4» .
10732- أبو يربوع:
سعيد بن يربوع. تقدم في الأسماء، ذكره أبو أحمد.
10733- أبو يزيد:
عقيل بن أبي طالب الهاشمي «5» .
10734- أبو يزيد:
سهل بن عمرو العامري «6» .
10735- أبو يزيد:
السائب بن يزيد، ابن أخت النمر.
10736- أبو يزيد:
أنيس بن مرثد بن أبي مرثد الغنوي.
10737- أبو يزيد:
معن بن يزيد الأخنس الأسلمي- تقدموا في الأسماء.
__________
(1) في أ: عتاب.
(2) في أ: المنذري.
(3) الجرح والتعديل 9/ 458.
(4) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 315- 316- عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ... الحديث بلفظه كتاب البيوع باب في عطية المرأة بغير إذن زوجها حديث رقم 3546 والحاكم في المستدرك 2/ 47 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 60، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 44783.
(5) الطبقات الكبرى بيروت 1/ 121، 4/ 42.
(6) الطبقات الكبرى بيروت 7/ 404.(7/378)
10738- أبو يزيد:
معقل بن سنان الأشجعي. ويقال: كنيته أبو محمد. ويقال: أبو عبد الرحمن. تقدم.
10739- أبو يزيد:
حارثة بن قدامة بن مالك التميمي السعدي. ويقال كنيته أبو أيوب. تقدم.
10740- أبو يزيد بن عمرو الجذامي «1»
. ذكره الواقديّ فيمن أسلم من جذام، واستدركه أبو علي الجيّاني، وابن الدباغ، وقد تقدم في حرف الزاي من الكنى أبو زيد الجذامي، فلا أدري أهو هذا أو آخر!
10741- أبو يزيد:
والد حكيم «2» .
له حديث، اختلف فيه على عطاء بن السائب، قال الدّوري، عن ابن معين: روى عطاء بن السائب، عن حكيم بن أبي يزيد الكرخي، عن أبيه، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قيل: له: كانت لأبيه صحبة؟ قال: لا أدري.
قلت: أما بيان الاختلاف فيه،
فقال جرير، عن عطاء، عن حكيم بن أبي يزيد الكرخي، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «دعوا النّاس يصيب بعضهم من بعض، فإذا استنصح أحدكم أخاه فلينصح له» «3» .
وذكره البخاريّ تعليقا، ووصله أبو أحمد، وكذا قال عبد الوارث بن سعيد، عن عطاء، وكذا قال حماد بن زيد، وإسماعيل بن علية، عن عطاء، أخرجهما ابن السكن، وأخرج رواية ابن عليّة الحسن بن سفيان. وقال وهيب بن خالد، عن عطاء، عن حكيم بن أبي يزيد: اتبعته في حاجة، فحدثني عن أبيه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. أخرجه ابن أبي خيثمة، وقال البخاري في الكنى: أبو يزيد ممّن سمع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. قال أبو عوانة، عن عطاء بن السائب، عن حكيم بن أبي يزيد، عن أبيه، ووصله في التاريخ عن مسدد، عن أبي عوانة، وكذا أخرجه أحمد من رواية أبي عوانة، ووافقه همام بن يحيى عند الطيالسي.
قلت: ويحتمل إن كان محفوظا أن من قال ابن أبي يزيد نسبه لجده، فقد ذكر ابن مندة أنّ صدقه رواه عن عطاء بن يزيد، عن حكيم بن يزيد، عن أبيه، عن جده، وترجم له
__________
(1) الطبقات الكبرى بيروت 2/ 88، 7/ 435.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 212، الجرح والتعديل 9/ 459، بقي بن مخلد 788.
(3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 418، والطبراني في الكبير 19/ 303، وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 86، عن حكيم بن أبي يزيد عن أبيه وقال رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 9533.(7/379)
ابن مندة أبو يزيد جد حكيم، ويكون الجدّ أبهم في رواية أبي عوانة، والاضطراب فيه من عطاء بن السائب، فإنه كان اختلط. وقد قيل: إن حماد بن سلمة ممن سمع منه قبل الاختلاط. واللَّه أعلم.
وحمّاد يقول فيه: عن عطاء، عن حكيم بن يزيد، عن أبيه، وتابعه همام كما تقدم في حرف الياء آخر الأسماء، والأكثر قالوا: ابن أبي يزيد. واللَّه أعلم.
قال أبو عمر: الّذي أقول إن الصواب قول الثلاثة: وهيب، وجرير بن حازم، وإسماعيل بن علية، وإن أبا عوانة وهم فيه. انتهى.
وقد ذكرت من وصلها إلا أن قوله جرير بن حازم غلط، والصواب جرير بن عبد الحميد، فإنه ذكر أنه من رواية أبي خيثمة، وأبو خيثمة إنما أخرجه عن أبيه عن جرير، وكذا وصله الحاكم أبو أحمد، من رواية محمد بن قدامة، عن جرير، وابن قدامة وأبو خيثمة لم يدركا جرير بن حازم. وقد زدت عليه عبد الوارث، وحماد بن زيد، وقد خالفهم حماد بن سلمة، فقال: عن عطاء بن السائب، عن حكيم بن يزيد، عن أبيه.
10742- أبو يزيد اللقيطي «1»
. له ذكر في حديث حزابة بن نعيم. تقدم في الأسماء.
10743- أبو يزيد النميري «2»
: يأتي في القسم الأخير.
10744- أبو اليسر «3»
، بفتحتين، الأنصاري: اسمه كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة. وقيل كعب بن عمرو بن تميم بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي، بفتحتين. مشهور باسمه. وكنيته، شهد العقبة وبدرا، وله فيها آثار كثيرة، وهو الّذي أسر العباس.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6350.
(2) جامع التحصيل 1028.
(3) طبقات ابن سعد 3/ 581، سيرة ابن هشام 2/ 105، تاريخ أبي زرعة 1/ 476، المعرفة والتاريخ 1/ 319، مسند أحمد 3/ 427، المغازي للواقدي 140، أنساب الأشراف 1/ 44، مشاهير علماء الأمصار 18، المنتخب من ذيل الذيل 574، جمهرة أنساب العرب 360، طبقات خليفة 102، تاريخ خليفة 223، الكامل في التاريخ 2/ 128، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 62، مقدمة مسند بقي بن مخلد 96، تاريخ الطبري 2/ 463، المعارف 155، تحفة الأشراف 8/ 306، تهذيب الكمال 3/ 1147، البداية والنهاية 8/ 78، مرآة الجنان 1/ 128، تاريخ الإسلام 117، السيرة النبويّة 307، عهد الخلفاء الراشدين 545، 8/ 437، تقريب التهذيب 2/ 135، خلاصة تذهيب التهذيب 321- تاريخ الإسلام 1/ 358.(7/380)
قال ابن إسحاق: شهد بدرا، والمشاهد. وقال البخاريّ: له صحبة، وشهد بدرا.
وقال المدائنيّ: كان قصيرا دحداحا عظيم البطن، ومات بالمدينة سنة خمس وخمسين.
وقال ابن إسحاق: وكان آخر من مات من الصحابة، كأنه يعني أهل بدر. روى عنه عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، وحديثه مطول، وأخرجه مسلم.
10745- أبو اليسع «1»
: ذكره ابن مندة، فقال: سأل عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقيل هو بعرفات.
روى حديثه محمد بن خالد، عن عبيد اللَّه بن أبي حميد، عن أبي عثمان النهدي، بطوله. وقال أبو عمر: حديثه عند عبيد اللَّه بن أبي حميد، عن أبي المليح بن أبي أسامة، عنه، قال: أتيت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقلت: يا رسول اللَّه، ما الّذي يدخلني الجنة؟ الحديث.
10746- أبو يعقوب:
يوسف بن عبد اللَّه بن سلام. له ولأبيه صحبة. تقدم في الأسماء.
10747- أبو يعلى:
حمزة بن عبد المطلب، عم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
وأبو يعلى شداد بن أوس الأنصاري- تقدما في الأسماء.
10748- أبو اليقظان،
غير منسوب «2» .
قال الحاكم أبو أحمد: قال محمد بن إسماعيل: له صحبة.
وقال ابن مندة: ذكره البخاريّ فيمن صحب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، ولم يذكر له حديثا.
وقال ابن أبي حاتم: ذكر له أبو زرعة الرازيّ في المسند هذا الحديث الواحد في مسند المصريين، من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، وابن لهيعة، عن أبي حسانة أنه سمع أبا اليقظان صاحب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: أبشروا، فو اللَّه لأنتم أشدّ حبا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ولم يروه من عامة من رآه.
قال أبو عمر: مذكور في الصحابة فيمن سكن مصر.
قلت: ما ذكره محمّد بن الرّبيع الجيزيّ في الصحابة الذين دخلوا مصر.
10749- أبو اليقظان:
عمار بن ياسر العبسيّ. مشهور باسمه. تقدم.
10750- أبو اليمان:
بشر، أو بشير بن عقربة، أو ابن عقرب الجهنيّ. تقدم في الموحدة.
__________
(1) ريحانة الأدب 7/ 314، المغني 7831، الجرح والتعديل 9/ 458، اللآلي المصنوعة 1/ 409.
(2) أسد الغابة: ت 6354، الاستيعاب: ت 3267.(7/381)
10751- أبو يوسف:
عبد اللَّه بن سلام، مشهور باسمه. تقدم في الأسماء.
10752- أبو يونس الظفري «1»
. ذكره ابن أبي حاتم في الوحدان، وأخرج عن دحيم، عن ابن أبي فديك، عن إدريس بن محمد بن يونس الظفري، عن جده الظفري، عن جده يونس، عن أبيه- أنه حضر مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حجة الوداع وهو ابن عشرين سنة، وله رواية.
قلت: اسمه محمد بن أنس بن فضالة، له ولأبيه ولجده صحبة. وقد تقدموا.
القسم الثاني
10753- أبو يحيى:
عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة. تقدم في الأسماء.
القسم الثالث
10754- أبو يحيى،
غير مسمى ولا منسوب.
وقع ذكره في قصة أخرجها الخطيب في ترجمة يحيى بن أبي يحيى المذكور من طريق رقبة بن مصقلة، عن سماك بن حرب، حدثني يحيى بن أبي يحيى، عن أبيه، قال:
إني لأسير على فرس لي في الجاهلية إذا أنا بطرفة- يعني ابن العبد الشاعر المشهور، فذكر خبرا فيه أنه أخرج له لسانه، فإذا هو أسود، كأنه لسان ظبي.
10755- أبو يزيد السعدي،
هو المخبل، بمعجمة وموحدة. تقدم.
القسم الرابع
10756- أبو يحيى «2»
: رجل من قيس.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أنه قال: «ألا أخبركم بخير قبائل العرب؟ ... » «3» الحديث.
وفيه ذكر السكاسك والسّكون وغيرهما.
روى حديثه ابن لهيعة، عن مرثد بن أبي حبيب، عن ربيعة بن لقيط، عن رجل من بني أود، عن رجل من قيس يقال له أبو يحيى. أخرجه البغوي في معجمه، وأورده ابن عساكر في التبيين من طريقه، وقال: إنه مرسل.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6355.
(2) الكنى والأسماء 2/ 165.
(3) أورده الهيثمي في كنز العمال حديث رقم 34121 وعزاه للبغوي عن أبي نجيح القيسي.(7/382)
10757- أبو يزيد النميري «1»
، ذكره أبو عمر، فقال: له صحبة.
روى أيّوب السختياني عنه أنه قال: أممت قومي على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وأنا ابن سبع سنين. قال ابن الأثير: قوله: النميري ليس بشيء، وأنا أظن أنه الجرمي عمرو بن سلمة، وهو يكنى أبا بريد، بضم أوله وبالموحدة مصغرا، فهو الّذي أمّ قومه، وهو ابن ست أو سبع سنين، ويروي عنه أيوب، وأبو قلابة وغيرهما. انتهى ملخصا.
وأقره الذّهبيّ. وذكره ابن فتحون في «أوهام الاستيعاب» ، فقال: وهم فيه في موضعين: في قوله النميري، وإنما هو الجرمي، وفي تكنيته بالزاي، وإنما هو بالموحدة ثم الراء. وقد ذكره أبو عمر في بابه على الصواب.
قلت: ويحتمل على بعد أنه آخر.
10758- أبو يزيد بن أبي مريم،
استدركه الذهبي، وذكر أن له في مسند بقي بن مخلد حديثا، وقد وهم في استدراكه، فإنّ هذا هو أبو مريم السلولي، وهو والد يزيد، واسمه مالك بن ربيعة كما تقدم في الأسماء.
وأخرج حديثه أحمد، والبخاريّ في «التّاريخ» ، والنّسائيّ من طريق يزيد بن أبي مريم، عن أبيه.
ولو كان من له ولد وكني بغيره واشتهر بذلك يكنى بالولد الآخر لكان كل أحد كني بعدد أولاده، فإن فيهم من كان له من الولد العشرة إلى العشرين إلى الثلاثين، ولو ترجم أحد لأبي بكر الصديق مثلا في الكنى أبو محمد بن أبي بكر لاستسمج، لأن المتبادر من مثل هذا أن الترجمة لأبي محمد لا لوالده، وكذا القول في غيره، كعثمان، لو ترجم له أبو عمرو بن عثمان لكان في غاية الركاكة، وهذا بين لا خفاء به واللَّه المستعان.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6351، الاستيعاب: ت 3263.(7/383)
[المجلد الثامن]
بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم
كتاب النساء
على الترتيب السابق في الرجال
حرف الألف
القسم الأول
10759- آسية بنت الحارث السعدية،
أخت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من الرضاعة.
ذكرها أبو سعد النّيسابوريّ في «شرف المصطفى» .
10760- آسية بنت الفرج الجرهمية «1»
. ذكرها ابن مندة،
وأورد من طريق أيوب بن محمد الوزان، عن يعلى بن الأشدق، قال: جاءت آسية بنت الفرج، امرأة من جرهم، وكان مسكنها الحجون بمكة- النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: يا رسول اللَّه، إني قد أخطأت على نفسي، وزنيت فطهرني، فقال: «هل ولدت؟» قالت: لا. قال: «فما بقي عليك من ولادتك؟» فأخبرته بنحو شهر، فقال: «لست بمطهّرك حتّى تلدي» ، قال: فولدت، فأتته فأخبرته ... فذكر الحديث بطوله،
كذا في الأصل، ولم يخرجه ابن مندة.
10761- آمنة بنت الأرقم «2»
. روى أبو السّائب المخزوميّ عن جدته آمنة بنت الأرقم- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أقطعها بئرا ببطن العقيق، فكانت تسمى بئر آمنة، وبرك لها فيها، وكانت من المهاجرات، ذكرها ابن الدّبّاغ مستدركا على الاستيعاب.
10762- آمنة بنت حرملة،
والدة الوليد بن الوليد بن المغيرة، ويقال اسمها عاتكة.
ذكر في ترجمة ولدها ما يدلّ على أن لها صحبة.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6689.
(2) أسد الغابة: ت 6690.(8/3)
10763- آمنة بنت أبي الحكم،
أو بنت الحكم الغفارية. تأتي في القسم الأخير.
10764- آمنة بنت خلف الأسلمية «1»
. ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ، وأخرج من وجهين واهيين إلى المبارك بن فضالة، عن الحسن- أنّ آمنة بنت خلف الأسلمية جاءت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لما أصابت الفاحشة، فقالت: يا رسول اللَّه، إني امرأة محصنة، وزوجي غائب، وإني أصبت الفاحشة فطهرني ... وذكر قصة طويلة، ودعا كثيرا لها حين رجمت نحوا من ورقتين، كذا في الأصل.
10765- آمنة بنت أبي الخيار،
زوج مطيع بن الأسود، وهي والدة عبد اللَّه بن مطيع، وقيل هي أميمة، بميمين مصغرة.
10766- آمنة بنت قيس
بن عبد اللَّه بن رئاب بن يعمر، بنت عم أم المؤمنين زينب بنت جحش الأسدية، من بني غنم بن دودان.
ذكر ابن إسحاق أنها كانت هي وأبوها بالحبشة مع أم حبيبة بنت أبي سفيان، وكان مع أبيها امرأته بركة بنت يسار، وكانا ظئري عبد اللَّه بن جحش. وذكرها ابن إسحاق في السيرة النبويّة، وأخرجها المستغفري من طريقه. استدركها أبو موسى، وقال ابن سعد: أسلمت قديما بمكة وهاجرت مع أهل بيتها إلى المدينة.
10767- آمنة بنت سعد
بن وهب «2» امرأة أبي سفيان. ذكرها أبو عمر.
10768- آمنة بنت أبي سفيان
بن حرب بن أمية.
ذكرها ابن إسحاق في غزوة الطائف، وهي أميمة بالتصغير. وستأتي.
10769- آمنة بنت أبي الصلت الغفارية «3»
، أو بنت الصلت. تأتي في القسم الأخير.
10770- آمنة بنت عفان
بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموية «4» ، أخت أمير المؤمنين عثمان.
قال أبو موسى: أسلمت يوم الفتح، وكانت عند سعد حليف بني مخزوم، وكانت من النسوة اللاتي بايعن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم مع هند امرأة أبي سفيان على ألا يشركن باللَّه شيئا ولا يسرقن ولا يزنين. ذكر ذلك ابن إسحاق في المغازي.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6691.
(2) أسد الغابة: ت 6693.
(3) أسد الغابة: ت 6694.
(4) أسد الغابة: ت 6695.(8/4)
وذكر ابن الكلبيّ أنها كانت في الجاهلية ماشطة، وأنها تزوجت الحكم بن كيسان مولى بني مخزوم.
وتقدم لذلك طريق في ترجمة الحكم بن كيسان، وهو أقوى من قول أبي موسى:
كانت عند سعد.
10771- آمنة بنت عمرو
بن حرب بن أمية الأموية، بنت عم معاوية. وتزوجها أبو حذيفة بن عتبة، فولدت له عاصما. ذكره ابن سعد.
10772- آمنة بنت غفار.
قال الذهبيّ في «مبهمات النّوويّ» : إنها امرأة ابن عمر التي طلقها فأمر برجعتها.
قلت: سماها ابن لهيعة، عن عبد الرحمن الأعرج- آمنة بنت عفان، وقال: المرأة التي طلقها ابن عمر على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم آمنة بنت عفان.
ذكره ابن سعد، عن الحسن بن موسى، عن ابن لهيعة. ورويناه فيما جمع من حديث قتيبة، من رواية سعيد العيار بسنده، عن قتيبة، عن ابن لهيعة، وفي رواية قتيبة بنت غفار، بكسر المعجمة وتخفيف الفاء، ثم راء. وفي النسخة التي من الطبقات: بفتح المهملة وتشديد الفاء وبعد الألف نون.
10773- آمنة بنت قرط
بن خنساء بن سنان الأنصارية.
يأتي نسبها في ترجمة أختها أمامة.
قال ابن سعد: أمهما مارية بنت القين بن كعب بن سواد، وتزوج آمنة هذه أوس بن المعلى بن لوذان، فولدت له أبا سعيد، فأسلمت آمنة، وبايعت.
10774- آمنة بنت محصن.
ذكر السهيليّ أنه اسم أم قيس بنت محصن، أخت عكاشة بن محصن الأسدي.
10775- آمنة بنت نعيم النحام.
ستأتي في أمة.
10776- آمنة،
أو عاتكة، والدة الوليد بن المغيرة. تقدم في ترجمته ما يدلّ على إسلامها.
1077- أبرهة الحبشية:
من خدم النجاشي.
كانت عند أم حبيبة لما زوجها النجاشي للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.(8/5)
ذكرها الواقديّ، وأورد ابن سعد قصتها في ترجمة أم حبيبة، عن عبد اللَّه بن عمرو بن زهير، عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد، عن أم حبيبة.
10778- أثيلة بنت الحارث بن ثعلبة
بن حرام بن صخر بن أمية بن حرام بن ثابت بن النجار الأنصاري.
لها صحبة. ذكرها ابن سعد في «المبايعات» ، وقال: أمّها فاطمة بنت زيد مناة بن عمرو بن مازن الغسانية.
10779- أثيلة بنت راشد الهذلية «1»
، تقدم ذكرها في ترجمة عامر بن مرقش.
10780- أثيلة الخزاعية،
جدة أيوب بن عبد اللَّه بن زهير الأسدي.
ذكرها الفاكهيّ في كتاب «مكّة» خبرا من طريق ابن جريج عن ابن أبي حسين- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كتب إلى سهيل بن عمرو: إن جاءك كتابي ليلا فلا تصبحن أو نهارا فلا تمسين حتى تبعث إليّ مزادتين من ماء زمزم. قال: فاستعانت امرأته الخزاعية جدة أيوب، فأدلجتاهما فلم تصبحا حتى فرغتا من مزادتين فجعلتاهما في كرين، فبعث بهما على بعير من ليلتهما،
وأخرجه عمر بن شبة كذلك.
10781- أثيمة المخزومية،
جدة عطاف» .
ذكرها ابن عبد البرّ. وقيل: هي أروى التي ستأتي.
10782- إدام بنت الجموح الأنصارية،
أخت عمرو بن الجموح سيد الخزرج. ذكرها ابن سعد.
10783- إدام بنت قرط
بن خنساء الأنصارية. من المبايعات. ذكرها ابن سعد.
10784- أردة بنت الحارث بن كلدة الثقفي:
زوج عتبة بن غزوان.
ذكرها البلاذريّ وغيره، وقالوا: إنها كانت مع عتبة بالبصرة، وهو أمير عليها ومن أجلها قدم أبو بكرة وأخويه من أمه: نافع، وزياد.
10785- أرنب بنت عفيف بن أبي العاص
بن عبد شمس، أمها النابغة والدة عمرو بن العاص، فكأن عمرا أخوها لأمها. ذكرها الزبير بن بكار ثم الطبري.
10786- أرنب المدينة المغنية.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6698.
(2) الاستيعاب: ت 3268.(8/6)
روينا في الجزء الثالث من أمالي المحامليّ رواية الأصبهانيين، من طريق ابن جريج، أخبرني أبو الأصبع أن جميلة المغنية أخبرته أنها سألت جابر بن عبد اللَّه عن الغناء، فقال:
نكح بعض الأنصار بعض أهل عائشة فأهدتها إلى قباء، فقال لها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم «أهديت عروسك؟» قالت: نعم. قال: «فأرسلت معها بغناء، فإنّ الأنصار يحبّونه؟» قالت: لا.
قال: «فأدركيها بأرنب» ،
امرأة كانت تغنّي بالمدينة.
10787- أروى بنت أنيس «1»
. ذكرها ابن مندة، ولها ذكر في الوضوء من جامع التّرمذيّ، كذا في التّجريد ولم يذكر ابن مندة اسم أبيها، بل أروى حسب. وأما الترمذي فقال عقب حديث بردة- في الوضوء من مس الذكر- وقد ذكر جماعة منهم أروى هذه. وأخرج ابن السكن والدار الدّارقطنيّ في العلل من طريق عثمان بن اليمان: سمعت هشام بن زياد هو أبو المقدام، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أروى بنت أنيس ... فذكر الحديث- مرفوعا في الوضوء من مس الذكر.
قال ابن السّكن: لا يثبت، ولم يحدث به غير هشام بن عروة، هكذا عن أبي المقدام، وهو بصري ضعيف.
وقال ابن مندة: روى عن أبي المقدام بهذا السند، لكن قال: عن أبي أروى، وهو الصواب.
10788- أروى بنت الحارث بن عبد المطلب الهاشمية،
والدة المطلب بن أبي وداعة السهمي.
ذكرها ابن سعد في «الصّحابيّات» في باب بنات عم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقال أمها غزية بنت قيس بن طريف، من بني الحارث بن فهر بن مالك، قال: وولدت لأبي وداعة: المطلب، وأبا سفيان، وأم جميل، وأم حكيم، والربعة.
10789- أروى بنت ربيعة بن الحارث
بن عبد المطلب الهاشمي «2» .
ذكرها الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» ، وقال: تزوجها حبان بن منقذ الأنصاري، فولدت له ولدا، ويقال: بل اسمها هند. انتهى.
وقال ابن مندة: أروى حديثها عطاف بن خالد، عن أمه، عن أمها، وهي أروي.
__________
(1) أعلام النساء 1/ 18، تجريد أسماء الصحابة 2/ 243.
(2) أسد الغابة: ت 6697.(8/7)
وقال عبد القدّوس بن إبراهيم: عن عطاف، عن أمه، عن أمها أثيمة جدة عطاف أنها أتت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وهي صبية.
10790- أروى بنت أبي العاص «1»
بن أمية بن عبد شمس الأموية، أخت الحكم والد مروان وهي عمة عثمان بن عفان.
ذكرها المستغفريّ، وساق بسنده، من طريق سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق أنه ذكرها في النسوة اللاتي بايعن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يوم الفتح.
10791- أروى بنت عبد المطلب
بن هاشم الهاشمية «2» عمة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قال أبو عمر: كانت تحت عمير بن وهب بن عبد بن قصي، فولدت له طليبا، ثم خلف عليها كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، فولدت له أروى.
وحكى أبو عمر عن محمد بن إسحاق- أنه لم يسلم من عمات النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إلا صفية.
وتعقبه بقصة أروى، وذكرها العقيلي في الصحابة، وأسند عن الواقدي، عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبيه، قال: لما أسلم طليب بن عمير دخل على أمه أروى بنت عبد المطلب، فقال لها: قد أسلمت وتبعت محمدا، فذكر قصة فيها: وما يمنعك أن تسلمي، فقد أسلم أخوك حمزة؟.
فقالت: انظر ما يصنع أخواي. قال: قلت: فإنّي أسألك باللَّه إلا أتيته فسلمت عليه وصدقته.
قلت: فإنّي أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أن محمدا رسول اللَّه، ثم كانت بعد تعضد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بلسانها، وتحضّ ابنها على نصرته والقيام بأمره.
وقال ابن سعد: أسلمت، وهاجرت إلى المدينة. وأخرج عن الواقدي بسند له إلى برّة بنت أبي تجراة، قالت: عرض أبو جهل وعدة معه للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فآذوه، فعمد طليب بن عمير إلى أبي جهل فضربه فشجّه، فأخذوه، فقام أبو لهب في نصرته، وبلغ أروى، فقالت: إنّ خير أيامه يوم نصر ابن خاله، فقيل لأبي لهب: إن أروى صبت، فدخل عليها يعاتبها، فقالت: قم دون ابن أخيك، فإنه إن يظهر كنت بالخيار، وإلا كنت قد أعذرت في ابن أخيك فقال أبو لهب: ولنا طاقة بالعرب قاطبة؟ إنه جاء بدين محدث. قال ابن سعد: ويقال إن أروى قالت:
__________
(1) أسد الغابة: ت 6700.
(2) أسد الغابة: ت 6701، الاستيعاب: ت 3269.(8/8)
إنّ طليبا نصر ابن خاله ... واساه في ذي دمه وماله
[الرجز] وذكر محمّد بن سعد أن أروى هذه رثت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأنشد لها من أبيات:
ألا يا رسول اللَّه كنت رجاءنا ... وكنت بنا برّا ولم تك جافيا
كأنّ على قلبي لذكر محمّد ... وما جمعت بعد النّبيّ المجاويا
[الطويل]
10792- أروى بنت عميس.
ذكرها ابن الأثير في آخر ترجمة أروى بنت كريز.
10793- أروى بنت كريز
بن ربيعة «1» بن حبيب بن عبد شمس العبشمية، والدة عثمان بن عفان.
أمّها البيضاء بنت عبد المطلب عمة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
ذكرها ابن أبي عاصم في «الوحدان» ، وأخرج هو والحاكم من طريق فيها ضعف، عن الزهري، عن عبيد «2» اللَّه ابن عبد اللَّه بن عتبة، عن ابن عباس، قال: أسلمت أمّ عثمان، وأم طلحة، وأم عمار، وأم أبي بكر، وأم الزبير، وأم عبد الرحمن بن عوف. قال ابن مندة:
ماتت في خلافة عثمان بن عفان، ولا يعرف لها حديث.
قال ابن سعد: تزوجها عفان بن أبي العاص، فولدت له عثمان وآمنة، ثم تزوجها عقبة بن أبي معيط، فولدت له الوليد، وعمارة، وخالدا، وأم كلثوم، وأم حكيم وهندا.
وأسلمت أروى وهاجرت بعد ابنتها أمّ كلثوم، وبايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، ولم تزل بالمدينة حتى ماتت.
وقرأت بخط البجيري: توفيت أم عثمان ولها تسعون سنة، فحمل عثمان سريرها، وصلّى عليها.
وأخرج ابن سعد بسند فيه الواقدي إلى عبد اللَّه بن حنظلة بن الراهب: شهدت أم عثمان يوم ماتت فدفنها ابنها بالبقيع، ورجع وقد صلّى الناس فصلّى وحده، وصليت إلى جنبه، فسمعته وهو ساجد يقول: اللَّهمّ ارحم أمي، اللَّهمّ اغفر لأمي، وذلك في خلافته.
__________
(1) الثقات 253، تجريد أسماء الصحابة 2/ 244.
(2) في أ: عبد.(8/9)
ومن طريق عيسى بن طلحة: رأيت عثمان حمل سرير أمّه بين العمودين من دار غطيش، فلم يزل حتى وضعها بموضع الجنائز، قال: ورأيته بعد أن دفنها قائما على قبرها يدعو لها.
10794- أروى بنت المقوّم
بن عبد المطلب الهاشمية، ابنة عم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
كانت زوج ابن عمها أبي سفيان بن الحارث.
ذكرها الزّبير، وذكر أنها ولدت بنات.
وقال ابن سعد: تزوجها أبو مسروح «1» الحارث بن يعمر بن حبان بن عمير، من بني سعد بن بكر بن هوازن، وكان حليف العباس بن عبد المطلب، فولدت له عبد اللَّه بن أبي مسروح.
10795- أزده بنت الحارث
بن كلدة الثقفية، زوج عتبة بن غزوان أمير البصرة، وكانت صحبته لما قدم البصرة ومصرها، وبسببها قدم البصرة إخوتها من أمها: أبو بكرة، ونافع، وزياد بن عبيد الّذي صار بعد ذلك يقال له زياد بن أبي سفيان، وأمّ الجميع سميّة مولاة الحارث بن كلدة.
ذكر ذلك البلاذريّ، وقد قدمنا أنه لم يبق في حجة الوداع أحد من قريش وثقيف إلا أسلم وشهدها.
10796- إزمة،
بكسر أوله وسكون المعجمة.
ذكرها أبو موسى المدينيّ في ذيل العرنيين للهروي من جمعه: أن المراد بقولهم «2» في المثل: «اشتدّي إزمة تنفرجي: امرأة اسمها إزمة، أخذها الطّلق فقيل لها ذلك، أي تصبّري يا إزمة حتى تنفرجي عن قريب بالوضع.
نقلت ذلك من خط مغلطاي في حاشية أسد الغابة، وراجعت الذيل، فلم أر فيه التصريح بما يدلّ على صحبتها، فإنّه قال فيه عقب هذا: ذكره بعض الجهال، وهذا باطل، وزاد بعضهم أنّ الّذي قال لها ذلك هو النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
10797- أسماء بنت أنس
بن مدرك الخثعمية، زوج خالد بن الوليد، وأم أولاده:
المهاجر، وعبد اللَّه، وعبد الرحمن.
وقد تقدم ذكر ذلك في ترجمة والدها أنس بن مدرك.
__________
(1) في أ: شرح.
(2) في أ: من قولهم.(8/10)
10798- أسماء بنت أبي بكر الصديق «1»
. تأتي في أسماء بنت عبد اللَّه بن عثمان.
10799- أسماء بنت الحارث «2»
: امرأة خطاب بن الحارث الجمحيّ.
ذكرها ابن إسحاق فيمن أسلم من أهل مكة، فقال لما ذكرهم: وخطاب وامرأته أسماء بنت الحارث، ذكر ذلك أبو نعيم، من طريق إبراهيم بن يوسف، عن زياد البكائي، عنه.
10800- أسماء بنت سعيد
بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشية العدوية.
لها ولأبيها صحبة.
وأخرج حديثها الدار الدّارقطنيّ في العلل، من رواية حفص بن غياث، عن أبي حرملة، عن أبي، فقال: عن رباح بن عبد الرحمن، حدثتني جدتي أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا صلاة لمن لا وضوء له ... » الحديث.
وأخرجه البيهقيّ، وقال: جدته أسماء بنت سعيد بن زيد.
10801- أسماء بنت سلامة «3»
، ويقال سلمة بن مخربة، بمعجمة وموحدة، ابن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم التميمية الدارمية.
ذكرها ابن إسحاق فيمن أسلم بمكة، فقال: وعياش بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي، وامرأته أسماء بنت سلامة.
__________
(1) المحبر 22، نسب قريش 236، تاريخ خليفة 269، طبقات خليفة 333، الزهد لابن المبارك 359، مقدمة مسند بقي بن مخلد 85، المغازي للواقدي 224، المغازي للزهري 99، مسند أحمد 6/ 344، سيرة ابن هشام 34، المعارف 172، فتوح البلدان 558، العقد الفريد 4/ 16، تاريخ اليعقوبي 2/ 255، السير والمغازي 116، أنساب الأشراف 3/ 40، ثمار القلوب 294، ربيع الأبرار 4/ 38، مروج الذهب 1519، البداية والنهاية 8/ 346، مرآة الجنان 1/ 151، المرصع 43، طبقات ابن سعد 8/ 249، تاريخ دمشق 3/ 30 (تراجم النساء) جمهرة أنساب العرب 122، حلية الأولياء 2/ 55، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 328، تحفة الأشراف 11/ 242، الوافي بالوفيات 9/ 57، تاريخ أبي زرعة 1/ 496، المعرفة والتاريخ 1/ 224، الكاشف 3/ 420، المنتخب من ذيل المذيل 616، الزيادات 14، المعين في طبقات المحدثين 29، تهذيب التهذيب 12/ 397، تقريب التهذيب 2/ 589، النكت الظراف 11/ 243، العقد الثمين 8/ 177، خلاصة تذهيب التهذيب 488، الأخبار الطوال 264، مختصر التاريخ لابن الكازروني 64، فوات الوفيات 2/ 171، الوفيات لابن قنفذ 80، شذرات الذهب 1/ 44، تاريخ الإسلام 2/ 354.
(2) أسد الغابة: ت 6706.
(3) الثقات 3/ 23، 24، أعلام النساء 1/ 44، الدر المنثور 34، تجريد أسماء الصحابة 2/ 244، 245، تفسير الطبري 9/ 10089.(8/11)
وقال أبو عمر: أسماء بنت سلمة، ويقال سلامة بن مخرّبة، كانت من المهاجرات، هاجرت مع زوجها إلى الحبشة، وولدت بها عبد اللَّه بن عياش بن أبي ربيعة، ثم هاجرت إلى المدينة، وتكنى أم الجلاس. روت عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، روى عنها ابنها عبد اللَّه بن عياش بن أبي ربيعة.
قلت: وخلط ابن مندة ترجمتها بترجمة عمتها أسماء بنت مخربة، وسأبين ذلك في ترجمة عمتها إن شاء اللَّه تعالى.
10802- أسماء بنت سميّ.
ذكرها مسدّد في مسندة، وقال: حدثنا يحيى القطان، عن أبي مسكين: سمعت أبا محلم يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «خيّرت أسماء بنت سميّ أيّ أزواجك تختارين» ؟ قالت:
أختار فلانا المتوفى عنها، وكان أحسنهم خلقا، وقد كان قتل عنها اثنان.
هذا مرسل حسن الإسناد، فيضمّ هذا الخبر إلى ذكر من حدّث عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم من الصحابة. والمشهور أن ذلك من خصائص تميم الداريّ، وقد وقع مثله لجماعة غيره.
10803- أسماء بنت شكل «1»
، بمعجمة وفتحتين وآخره لام.
ثبت ذكرها في صحيح مسلم في كتاب «الحيض» ، من طريق عائشة، قالت: دخلت أسماء بنت شكل على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت له: يا رسول اللَّه، كيف تغتسل إحدانا إذا طهرت من الحيض؟ الحديث.
وذكرها أبو موسى في «الذّيل» من طريق المستغفري بسنده إلى أبي بكر بن أبي شيبة شيخ مسلم فيه. وقال أبو علي الجياني فيما ذيّل به على الاستيعاب: لا أدري أهي إحدى من ذكره أبو عمر أو بعض الرواة غلط في شكل، وإنما هي أسماء بنت يزيد بن السكن الآتي ذكرها سقط ذكر أبيها، وصحّف اسم جدها، ونسبت إليه، وسبقه إلى ذلك الخطيب أبو بكر الحافظ.
ويؤيده أنه ليس في الأنصار من اسمه شكل، فقد ثبت في صحيح البخاري في هذه القصة أنّ التي سألت امرأة من الأنصار، وتبعه أبو الفتح بن سيد الناس على ذلك، وفيه نظر.
10804- أسماء بنت عبد اللَّه «2»
بن عثمان التيمية، والدة عبد اللَّه بن الزبير بن العوم
__________
(1) أسد الغابة: ت 6709، الاستيعاب: ت 3272.
(2) سقط في أ.(8/12)
التيمية، وهي بنت أبي بكر الصديق، وأمّها قتلة أو قتيلة بنت عبد العزى، قرشية، من بني عامر بن لؤيّ.
أسلمت قديما بمكة. قال ابن إسحاق بعد سبعة عشر نفسا، وتزوجها الزبير بن العوام، وهاجرت وهي حامل منه بولده عبد اللَّه، فوضعته بقباء، وعاشت إلى أن ولي ابنها الخلافة ثم إلى أن قتل، وماتت بعده بقليل، وكانت تلقّب ذات النطاقين. قال أبو عمر:
سماها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، لأنها هيّأت له لما أراد الهجرة سفرة، فاحتاجت إلى ما تشدّها به، فشقّت خمارها نصفين فشدّت بنصفه السّفرة، واتخذت النصف الآخر منطقا. قال: كذا ذكر ابن إسحاق وغيره.
قلت: وأصل القصة في صحيح مسلم دون التصريح برفع ذلك إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
وقد أسند ذلك أبو عمر من طريق أبي نوفل بن أبي عقرب، وأنها قالت للحجاج: كان لي نطاق أغطّي به طعام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من النمل ونطاق لا بدّ للنساء منه.
وقال ابن سعد: أخبرنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، وفاطمة بنت المنذر، عن أسماء: قالت: صنعت سفرة للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في بيت أبي بكر حين أراد أن يهاجر إلى المدينة، فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما نربطهما به، فقلت لأبي بكر: ما أجد إلا نطاقي.
قال: شقيه باثنين، فاربطي بواحد منهما السقاء وبالآخر السّفرة. وسنده صحيح.
وبهذا السند عن عروة عن أسماء، قالت: تزوّجني: الزبير وما له في الأرض مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه. قالت: فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤنته وأسوسه، وأدقّ النوى لناضحه، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير ... الحديث، وفيه: حتى أرسل إلى أبو بكر بعد ذلك خادما فكفتني سياسة الفرس.
قال:
وقال الزّبير بن بكّار في هذه القصة: قال لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أبدلك اللَّه بنطاقك هذا نطاقين في، الجنّة» «1» ،
فقيل لها ذات النطاقين.
روت أسماء عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم عدة أحاديث، وهي في الصحيحين، والسنن.
روى عنه ابناها: عبد اللَّه، وعروة وأحفادها: عباد بن عبد اللَّه، وعبد اللَّه بن عروة، وفاطمة بنت المنذر بن الزبير، وعباد بن حمزة بن عبد اللَّه بن الزبير، ومولاها عبد اللَّه بن كيسان، وابن عباس، وصفية بنت شيبة، وابن أبي مليكة، ووهب بن كيسان، وغيرهم.
__________
(1) أخرج أحمد في المسند 6/ 346 عن أسماء قالت لذلك سميت ذات النطاقين والبخاري في صحيحه 7/ 193، 194 كتاب المناقب باب الهجرة.(8/13)
وأخرج ابن السّكن، من طريق أبي المحياة يحيى بن يعلى التيمي، عن أبيه، قال: دخلت مكة بعد أن قتل ابن الزبير، فرأيته مصلوبا، ورأيت أمه أسماء عجوزا طوالة مكفوفة، فدخلت حتى وقفت على الحجاج، فقالت: أما آن لهذا الراكب أن ينزل. قال: المنافق؟
قالت: لا واللَّه، ما كان منافقا، وقد كان صوّاما قوّاما. قال: اذهبي فإنك عجوز قد خرفت.
فقالت: لا، واللَّه ما خرفت، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يخرج في ثقيف كذّاب ومبير» .
فأما الكذّاب فقد رأيناه، وأما المبير «1» فأنت هو. فقال الحجاج: منه المنافقون.
وأخرج ابن سعد بسند حسن عن ابن أبي مليكة: كانت تصدّع فتضع يدها على رأسها، وتقول: بذنبي، وما يغفر اللَّه أكثر.
وقال هشام بن عروة عن أبيه: بلغت أسماء مائة سنة لم يسقط لها سنّ، ولم ينكر لها عقل.
وقال أبو نعيم الأصبهانيّ: ولدت قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة، وعاشت إلى أوائل سنة أربع وعشرين. قيل: عاشت بعد ابنها عشرين يوما، وقيل غير ذلك.
10805- أسماء بنت عبد اللَّه بن مسافع
بن ربيعة ... والدة قيس بن مخربة. ذكرت في شعر حسان بن ثابت.
10806- أسماء بنت عدي بن عمرو.
تأتي في التي بعدها.
10807- أسماء بنت عمرو
بن عدي بن نابي «2» بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصارية السلمية، أم معاذ بن جبل. وكنيتها أم منيع.
ذكر ابن إسحاق بسند صحيح عن كعب بن مالك- أنها كانت مع من شهد العقبة مع السبعين هي ونسيبة بنت كعب. وقال في التجريد: وقيل هي أسماء بنت عدي بن عمرو.
10808- أسماء بنت عمرو بن مخربة.
تأتي في أسماء بنت مخربة.
10809
- أسماء بنت عميس «3» بن معد،
بوزن سعد، أوله ميم. قيده ابن حبيب،
__________
(1) مبير: أي مهلك يسرف في إهلاك الناس. اللسان 1/ 385.
(2) أسد الغابة: ت 6712، الاستيعاب: ت 3274.
(3) الطبقات الكبرى 8/ 280 ونسب قريش 81- والمغازي للواقدي 739 و 766- وتاريخ أبي زرعة 1/ 588 و 655- وسيرة ابن هشام 1/ 290- ومسند الإمام أحمد 1/ 452- والمعارف 171 و 173- ومروج الذهب 1908 وفتوح البلدان 451 و 445- والمحبر 108 و 109- والبدء والتاريخ 4/ 137 والأغاني 11/ 76- وتاريخ اليعقوبي 2/ 114 و 128- والعقد الفريد 4/ 263- والمعجم الكبير 24/ 131- 157 وتاريخ الطبري 3/ 124 والزاهر للأنباري 1/ 429- وجمهرة أنساب العرب 38 و 68 والمعرفة والتاريخ 1/ 510- ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد 85- وربيع الأبرار 4/ 208- والمنتخب من ذيل المذيل 623- والكامل في التاريخ 2/ 238 و 291- وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 230 وتحفة الأشراف 11/ 259 و 263- وتهذيب الكمال 3/ 1678 وسير أعلام النبلاء 24/ 282- 287- والمعين في طبقات المحدثين 29 والكاشف 3/ 42- والمغازي 431 و 432- والنكت الظراف 11/ 26 وتهذيب التهذيب 12/ 398 و 399- وتقريب التهذيب 2/ 589 والوافي بالوفيات 9/ 53 و 54- ومجمع الزوائد 9/ 260- وخلاصة تذهيب التهذيب 488- وشذرات الذهب 1/ 15 و 48- وحلية الأولياء 2/ 74- 76- وتاريخ الإسلام 1/ 179.(8/14)
ووقع في الاستيعاب معد بفتح العين، وتعقّب- ابن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن غانم بن معاوية بن زيد الخثعمية، وقيل عميس هو ابن النعمان بن كعب، والباقي سواء.
كانت أخت ميمونة بنت الحارث، زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لأمها، وأخت جماعة من الصحابيات لأب أو أم أو لأب وأم «1» ، يقال: إن عدتهن تسع، وقيل عشر لأم وستّ لأم وأب. وأمها خولة بنت عوف بن زهير.
ووقع عند أبي عمر هند بدل خولة. قال أبو عمر: كانت من المهاجرات إلى أرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب، فولدت له هناك أولاده، فلما قتل جعفر تزوجها أبو بكر فولدت له محمدا، ثم تزوجها عليّ، فيقال ولدت له ابنه عونا.
قال أبو عمر: تفرد بذلك ابن الكلبي، كذا قال.
وقد ذكر ابن سعد عن الواقديّ أنها ولدت لعليّ عونا ويحيى. وقال ابن سعد، عن الواقديّ، عن محمد بن صالح، عن يزيد بن رومان: أسلمت أسماء قبل دخول دار الأرقم وبايعت، ثم هاجرت مع جعفر إلى الحبشة، فولدت له هناك عبد اللَّه، ومحمدا وعونا، ثم تزوجها أبو بكر بعد قتل جعفر.
وذكرها ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، وقال: إنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم زوّج أبا بكر أسماء بنت عميس يوم حنين. أخرجه عمر بن شبة في كتاب مكة، وهو مرسل جيّد الإسناد.
روت أسماء عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. روى عنها ابنها عبد اللَّه بن جعفر، وحفيدها القاسم بن محمد بن أبي بكر، وعبد اللَّه بن عباس، وهو ابن أختها لبابة بنت الحارث، وابن أختها
__________
(1) في أ: شقيقة.(8/15)
الأخرى عبد اللَّه بن شداد بن الهاد، وحفيدتها أم عون بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وآخرون.
وكان عمر يسألها عن تفسير المنام، ونقل عنها أشياء من ذلك ومن غيره، ووقع في البخاري في باب هجرة الحبشة من طريق أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، وأسماء، فذكر حديثا. وأسماء هي صاحبة هذه الترجمة، ويقال: إنها لما بلغها قتل ولدها محمد بمصر قامت إلى مسجد بيتها وكظمت غيظها حتى شخب ثدياها دما.
وفي الصّحيح، عن أبي بردة، عن أسماء- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لها: «لكم هجرتان، وللنّاس هجرة واحدة» .
وأخرجه ابن سعد من مرسل الشعبي: قالت أسماء: يا رسول اللَّه، إن رجالا يفخرون علينا ويزعمون أنّا لسنا من المهاجرين الأولين، فقال: «بل لكم هجرتان» .
ثم ذكر من عدّة أوجه أنّ أبا بكر الصديق أوصى أن تغسله امرأته أسماء بنت عميس.
وأخرج ابن السّكن بسند صحيح، عن الشعبي، قال: تزوّج عليّ أسماء بنت عميس، فتفاخر ابناها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر، فقال كل منهما: أنا أكرم منك، وأبي خير من أبيك، فقال لها عليّ: اقضي بينهما. فقالت: ما رأيت شابّا خيرا من جعفر ولا كهلا خيرا من أبي بكر، فقال لها عليّ: فما أبقيت لنا؟
10810- أسماء بنت قرط
بن خنساء بن سنان الأنصارية، زوج الفضل بن النعمان، ذكرها ابن سعد في المبايعات.
10811- أسماء بنت كعب.
في أسماء بنت النعمان.
10812- أسماء بنت محرز
بن عامر بن مالك بن عديّ بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار. ذكرها ابن سعد، وقال: أمها أم سهل بنت أبي خارجة، تزوّجها أبو بشير بن عبيد، فولدت له بشيرا والجعد. ذكرها ابن ماكولا من التجريد.
10813- أسماء بنت مخرّبة «1»
. تقدم نسبها في أسماء بنت سلامة بن مخربة.
ذكر البلاذريّ، عن أبي عبيدة معمر بن المثنى: قدم هشام بن المغيرة نجران، فرأى أسماء بنت مخرّبة، ويقال بنت عمرو بن مخرّبة بن جندل بن أبي أبير بن نهشل بن دارم، فأعجبته فتزوّجها وحملها إلى مكة، فولدت له أبا جهل، والحارث، ثم مات فتزوّجها عبد اللَّه بن أبي ربيعة بن المغيرة، فولدت له عياشا، فكان أخا أبي جهل والحارث لأمهما.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6714.(8/16)
وقال ابن سعد: ولدت له أيضا عبد اللَّه وأم حجير. قاله البلاذري، وقال محمد بن سعد: إنها ماتت كافرة قبل أن يهاجر ابنها عياش إلى المدينة، ويقال: إنها أسلمت، وأدركت خلافة عمر، وذلك أثبت، ثم ساق من طريق الواقدي، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار، عن الرّبيّع بنت معوّذ، قالت: دخلت في نسوة من الأنصار على أسماء بنت مخرّبة أم أبي جهل في خلافة عمر بن الخطاب، وكان ابنها عياش بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة يبعث إليها من اليمن بعطر، فكانت تبيعه إلى الأعطية، فقالت لي: أنت بنت قاتل سيده؟ قلت: لا، ولكنني بنت قاتل عبده. قالت: حرام علي أن أبيعك من عطري شيئا. قلت: وحرام عليّ أن أشتري منه شيئا، فما وجدت لعطرتنا غير عطرك.
وفي لفظ: فو اللَّه ما هو بطيّب عرف، وو اللَّه ما بي ما شممت عطرا كان أطيب منه، ولكني غضبت، فقلت: وهي القائلة لما طافت عريانة:
أليوم يبدو بعضه أو كلّه ... وما بدا منه فلا أحلّه
كم من لبيب عاقل يضلّه ... وناظر ينظر ما أعلّه
[الرجز] ويقال فيها نزلت: خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ [الأعراف: 31] . وفي صحيح مسلم ...
وقال أبو عمر في ترجمة بنت أخيها أسماء بنت سلامة: هي أم عبد اللَّه بن عيّاش بن أبي ربيعة، وأم عياش اسمها أيضا أسماء بنت مخرّبة، وهي أم [أبي جهل] ، والحارث بن هشام، وهي عمة أسماء بنت مخرّبة، وهي أم الجلاس والدة عياش، وعبد اللَّه ابني أبي ربيعة.
روى عنها عبد اللَّه بن عياش، والرّبيع بنت معوّذ، ثم
ساق من طريق إسحاق بن محمد القروي، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن أخيه عبد اللَّه بن الحارث عن عبد اللَّه بن عياش بن أبي ربيعة، قالت: دخل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بعض بيوت بني أبي ربيعة إمّا لعيادة مريض أو لغير ذلك، فقالت أسماء التميمية، وكانت تكنى أم الجلاس، وهي أم عياش بن أبي ربيعة: يا رسول اللَّه، ألا توصيني. فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «يا أمّ الجلاس، ائتي إلى أخيك ما تحبّين أن يأتي إليك، وأحبّي لأخيك [ما تحبّين] أن يحبّك» «1» . ثم أتى
__________
(1) أورده السيوطي في الجامع الكبير 2/ 531 والمتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 37458 وعزاه لابن مندة وابن عساكر.(8/17)
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بصبي من ولد عياش، وكانت أم الجلاس ذكرت لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم مرضا بالصبي أو علّة، فجعل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يرقي الصبي ويتفل عليه، وجعل الصبي يتفل على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كما يتفل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فجعل بعض أهل البيت ينهى الصبي، فنهاهم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
قلت: وبيان الخلط أنه جمع بين قصتي الربيع بنت معوّذ وعبد اللَّه بن عياش، وقصة الربيع إنما وقعت لها مع أسماء بنت مخرّبة هذه، وهي المختلف في صحبتها، وقصة عبد اللَّه بن عياش هي التي تضمّنها هذا الحديث، وهي والدته المتفق على صحبتها.
وقد فرّق الزّبير بن بكّار بين المرأتين، فقال لما ذكر الحارث بن هشام وأخوه لأبيه وأمّه عمرو وهو أبو جهل، وأمهما أسماء بنت مخرّبة، وأخواهما لأمهما عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة، وعياش بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة، وذكر قصة هجرته ويمين أمه وعوده إلى مكة، وقال لما ذكر عبد اللَّه بن عياش بن أبي ربيعة وأمه أسماء بنت سلامة بن مخرّبة.
قلت: والقصة التي أشار إليها ذكرها ابن إسحاق.
10814- أسماء بنت مرثد «1»
، من بني حارثة.
ذكرها أبو عمر، وقال: لا يصح حديثها. انفرد به حرام بن عثمان، وهو ضعيف عند جميعهم، ووصله إسماعيل بن إسحاق القاضي في أحكامه، من طريق الدّراوردي،
وابن مندة، من طريق إبراهيم بن طهمان كلاهما عن حرام بن عثمان، عن عبد الرحمن ومحمد ابني جابر، وأبي عتيق بن عبد اللَّه، عن جابر بن عبد اللَّه: جاءت أسماء بنت مرثد أخت بني حارثة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: يا رسول اللَّه، إنّي تحدث لي حيضة أمكث ثلاثا أو أربعا بعد أن أطهر، ثم ترجع، فتحرم عليّ الصلاة، فقال: «إذا رأيت ذلك فامكثي ثلاثا ثمّ تطهّري وصلّي» «2» .
قلت: وذكر ابن سعد في الطبقات أسماء بنت مرثدة، بزيادة هاء، ابن جبير بن مالك بن حويرثة بن خارجة، وقال أمها سلامة بنت مسعود، وقال: تزوجها الضحاك بن خليفة، فولدت له ثابتا، وأبا بكر، وأبا حسن، وعمر، وثبيتة، وبكرة، وحمادة وصفيّة، وتزوج محمد بن سلمة ثبيتة، قال: وأسلمت أسماء وبايعت.
قلت: يظهر إلي أنها التي ذكرت في حديث جابر، ويحتمل أن تكون غيرها.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6715، الاستيعاب: ت 3276.
(2) قال ابن معين الحديث عن حرام حرام، وقال الشافعيّ الرواية عن حرام حرام، وقال ابن حبان: كان غاليا في التشيع يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل الميزان 1/ 468.(8/18)
10815- أسماء بنت النعمان بن الحارث
بن شراحيل «1» ، وقيل بنت النعمان بن الأسود بن الحارث بن شراحيل الكندية. قال أبو عمر: أجمعوا أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تزوّجها، واختلفوا في قصة فراقها إلى أن قال:
قال قتادة: هي أسماء بنت النعمان، من بني الحارث لما أدخلت عليه دعاها، فقالت: تعال أنت، وأبت أن تجيء. قال قتادة: وقيل إنها قالت له: أعوذ باللَّه منك. فقال: «قد عذت بمعاذ» .
وهذا باطل، إنما قالت: هذه امرأة أخرى من بني سليم.
وقال أبو عبيدة: كلتاهما عاذتا باللَّه منه، وقال غيره: المستعيذة امرأة من بني العنبر من سبي ذات الشقوق، وكانت جميلة، فخاف نساؤه أن تغلبهن عليه.
وقال عبد اللَّه بن محمّد بن عقيل الكندية: هي الشقية التي سألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يفارقها ويردّها إلى قومها، ففعل فردّها مع أبي أسيد.
وقال آخرون: كانت أسماء بنت النعمان الكندية من أجمل النساء، فخاف نساؤه أن تغلبهنّ عليه، فقلن لها: إنّه يحبّ إذا دنا منك أن تقولي أعوذ باللَّه منك، ففعلت، وكانت تسمي نفسها شقية.
وزاد الجرجانيّ: فخلف عليها المهاجر بن أبي أمية المخزومي، ثم قيس بن مكشوح المرادي.
قال أبو عمر: سماها بعضهم أميمة بنت النعمان، وبعضهم أمامة، والاختلاف في الكندية كثير جدا، والاضطراب فيها وفي صواحبها اللاتي لم يدخل بهنّ كثير.
قلت: ونسبها محمد بن حبيب في فصل النساء اللاتي لم يدخل بهنّ صلّى اللَّه عليه وسلّم مثل القول الثاني المذكور أولا، وقال: كانت من أجمل النساء وأشبهن. وذكر قصة النساء معها وفراقها، وأن المهاجر تزوّجها ثم قيس بن مكشوح، ثم قال: والجونية امرأة من كندة أيضا أحضرها أبو أسيد الساعدي، فتولّت عائشة وحفصة أمرها، فقالت لها إحداهما: إنه يعجبه إذا دخلت عليه المرأة أن تقول: أعوذ باللَّه منك ... القصة.
قلت:
والّذي في صحيح البخاريّ في الجونية من طريق الأوزاعي، سألت الزهري: أي أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم استعاذت منه؟ قال: أخبرني عروة، عن عائشة- أن ابنة الجون لما دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ودنا منها، قالت: أعوذ باللَّه منك. قال: «لقد عذت بعظيم، الحقي بأهلك» .
__________
(1) أسد الغابة: ت 6716، الاستيعاب: ت 3277.(8/19)
وأخرج من طريق حمزة ابن أبي أسيد عن أبي سيد، قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حتى انطلقنا إلى حائط يقال لها الشوط، فقال: «اجلسوا ها هنا، فدخل وقد أتى بالجونيّة، فأنزلت في بيت علي ومعها دايتها. فلما دخل عليها قال: «هبي لي نفسك» . قال: قالت:
هل تهب الملكة نفسها للسّوقة! قال: فأهوى بيده ليضعها عليها لتسكن. قالت: أعوذ باللَّه منك. قال: «لقد عذت بمعاذ» .
ثم أخرج الحديث.
وأخرج ابن سعد، من طرق عدة كلّها عن الواقدي- أنّ الجونية استعاذت من النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. واختلف: هل هي بنت النعمان أو أخته؟ وسماها عن عبد اللَّه بن جعفر المخزومي أمية.
وأخرج ابن سعد، عن هشام بن محمد، وهو ابن الكلبي، عن ابن الغسيل الّذي أخرجه البخاري، وزاد فيه: فقالت حفصة لعائشة أو عائشة لحفصة: اخضبيها وأنا أمشطها، ففعلتها، ثم قالت لها إحداهما: إنه يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول: أعوذ باللَّه منك، فلما دخلت عليه وأغلق الباب وأرخى الستر مدّ يده إليها، فقالت: أعوذ باللَّه منك، فقال بكمه على وجهه، وقال: «عذت معاذا» - ثلاث مرات، ثم أخرج علي، فقال: «يا أبا أسيد، ألحقها، بأهلها ومتّعها برازقيّتين» «1» يعني كرباسين «2» ، فكانت تقول: ادعوني الشقية.
ومن طريق عمر بن الحكم عن أبي أسيد في هذه القصة، فقلت: يا رسول اللَّه، قد جئتك بأهلك، فخرج يمشي وأنا معه، فلما أتاها أقعى وأهوى ليقبلها، وكان يفعل ذلك إذا اختلى النساء، فقالت: أعوذ باللَّه منك ... الحديث.
وفيه موسى بن عبيدة، وهو ضعيف.
ومن طريق عباس بن سهل، عن أبي أسيد، قال: لما طلعت بها على قومها تصايحوا، وقالوا: إنك لغير مباركة، لقد جعلتنا في العرب شهرة، فما دهاك؟ قالت: خدعت. فقالت لأبي أسيد: ما أصنع. قال: أقيمي في بيتك واحتجبي إلا من ذي رحم محرم، ولا يطمع فيك أحد، فأقامت كذلك حتى توفيت في خلافة عثمان.
وعن ابن الكلبيّ، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس: تزوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أسماء بنت النعمان، وكانت من أجمل أهل زمانها، وأشبهنّ، فقالت عائشة: قد وضع يده في العراب يوشك أن يصرفن وجهه عنا، وكان خطبها حين وفد أبوها عليه في وفد كندة،
__________
(1) الرّزاقيّة: ثياب كتّان بيض. النهاية 2/ 219.
(2) الكرباس: القطن. النهاية 4/ 161.(8/20)
فلما رآها نساؤه حسدنها، فقلن لها: إن أردت أن تحظى عنده ... القصة.
وبه إلى ابن عباس، قال: خلف على أسماء بنت النعمان المهاجر بن أبي أمية، فأراد عمر أن يعاقبها، فقالت: واللَّه ما ضرب على حجاب ولا سمّيت بأم المؤمنين، فكفّ عنها.
وعن الواقديّ: قد بلغني أنّ عكرمة بن أبي جهل تزوّجها في زمن الردة، وليس ذلك بثبت.
وقد ساق ابن سعد قصة الجونية، ومن طريق سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى لم يستعذ منه غير الجونية عن الواقدي بسنده مطولة. وتقدم نقلها في ترجمة النعمان بن أبي الجون، وفي آخرها: إن ذلك كان في ربيع الأول سنة تسع من الهجرة.
10816- أسماء بنت يزيد
بن السكن «1» بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث الأنصارية الأوسية ثم الأشهلية.
قال أبو عليّ بن السّكن: هي بنت عم معاذ بن جبل، وكانت تكنى أم سلمة، وكان يقال لها خطيبة النساء.
روت عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عدة أحاديث.
وعن أبي داود بسند حسن عنها، قالت:
سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا تقتلن أولادكنّ سرّا، فإنّ الغيل «2» يدرك الفارس فيدعثره «3» عن فرسه» .
روى عنها ابن أخيها محمود بن عمرو الأنصاري، ومهاجر بن أبي مسلم مولاها، وشهر بن حوشب، قال ابن السكن: هو أروى الناس عنها،
وبعض أحاديثها عند أحمد،
__________
(1) طبقات ابن سعد 8/ 319، مسند أحمد 6/ 452، طبقات خليفة 340، مقدمة مسند بقي بن مخلد 83، المعرفة والتاريخ 2/ 447، العقد الفريد 3/ 223، الاستبصار 218، المعجم الكبير 24/ 157، حلية الأولياء 2/ 76، تحفة الأشراف 11/ 263، تهذيب الكمال 3/ 1677، سير أعلام النبلاء 2/ 296، المعين في طبقات المحدثين 29، الكاشف 3/ 420، تاريخ الإسلام (المغازي) 327، السيرة النبويّة 475، عهد الخلفاء الراشدين 409، الوافي بالوفيات 9/ 54، مجمع الزوائد 9/ 260، تهذيب التهذيب 12/ 399، تقريب التهذيب 2/ 589، النكت الظراف 11/ 265 خلاصة تذهيب التهذيب 488، تاريخ دمشق (تراجم النساء) 33، تاريخ الإسلام 2/ 73
(2) الغيلة: أن يجامع الرجل المرأة وهي مرضع فربما حملت واسم ذلك اللبن الغيل- بالفتح- فإذا حملت فسد لبنها يريد أن من سوء أثره في بدن الطفل وإفساد مزاجه وإرخاء قواه أن ذلك لا يزال ماثلا فيه إلى أن يشتد ويبلغ مبلغ الرجال، فإذا أراد منازلة قرن في الحرب وهن عنه وانكسر، وسبب وهنه وانكساره الغيل. اللسان 2/ 1378.
(3) يدعثره: أي يصرعه ويهلكه إذا صار رجلا. اللسان 2/ 1378.(8/21)
وابن سعد أنها بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في نسوة. وفيه: «إنّي لا أصافح النّساء» «1» .
وقال التّرمذيّ- بعد أن أخرج من طريق يزيد بن عبد اللَّه الشيبانيّ: سمعت شهر بن حوشب يقول: حدثتنا أم سلمة الأنصارية، قالت: قالت امرأة من النسوة- تعني اللاتي بايعن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: ما هذا العذر الّذي لا ينبغي لنا أن نعصيك فيه؟ قال: لا، بنحوه ... الحديث.
قال عبد بن حميد: أم سلمة الأنصارية هي أسماء بنت يزيد بن السكن، شهدت اليرموك، وقتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود فسطاطها، وعاشت بعد ذلك دهرا.
10817- أسماء الأنصارية،
والدة مسعود بن الحكم.
قال ابن السّكن: اسمها أسماء. وقال غيره: هي حبيبة بنت شريق، وستأتي في الكنى.
10818- أسيرة،
بالتصغير الأنصارية «2» ، ويقال يسيرة- بالياء آخر الحروف.
ذكرها أبو عمر مختصرا، وأعادها في الياء، ولم ينبّه ابن الأثير على أنهما واحد ولا الذهبي.
10819- أسيرة بنت عمرو الجمحية،
أم سعد.
ذكرها ابن السّكن، وستأتي في الكنى.
10820- أمامة بنت بشر
بن وقش «3» الأنصارية، أخت عباد بن بشر» .
أسلمت وبايعت، قاله ابن سعد عن الواقدي، قال: وأمها فاطمة بنت بشر بن عدي الخزرجية، وزوجها محمود بن مسلمة، ويقال: إنها والدة علي بن أسد بن عبيدة بن سعيد.
10821- أمامة بنت الحارث بن عوف.
قيل هي البرصاء، والدة شبيب بن البرصاء، وقيل اسمها قرصافة.
10822- أمامة بنت حمزة
بن عبد المطلب الهاشمية «5» .
__________
(1) أخرجه النسائي في السنن 7/ 149 كتاب البيعة باب (18) بيعة النساء حديث رقم 4181 وابن ماجة في السنن 2/ 959 كتاب الجهاد باب (43) بيعة النساء حديث رقم 2874 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 14، والدار الدّارقطنيّ في السنن 4/ 146، 147، وأحمد في المسند 6/ 357 وأورده المتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 476، 477، 478 والهيثمي في الزوائد 6/ 42.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 245.
(3) في أ: رقيش.
(4) أسد الغابة: ت 6720.
(5) أعلام النساء 1/ 61.(8/22)
قال أبو جعفر بن حبيب في كتابه «المحبّر» : لما قدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من عمرة القضية أخذ معه أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب، فلما قدمت أمامة المذكورة طفقت تسأل عن قبر أبيها، فبلغ ذلك حسان بن ثابت فقال:
تسائل عن قرم هجان سميدع ... لدى البأس مغوار الصّباح جسور
فقلت لها: إنّ الشّهادة راحة ... ورضوان ربّ يا أمام غفور
دعاه إله الخلق ذو العرش دعوة ... إلى جنّة فيها رضا وسرور «1»
[الطويل] في أبيات.
وكذا سماها ابن الكلبيّ أمامة، وسماها الواقدي عمارة.
وثبت ذكرها في الصّحيحين من حديث البراء، فذكر في قصة عمرة القضاء: فلما خرجوا تبعتهم بنت حمزة تنادي يا ابن عم. فقال عليّ لفاطمة: دونك ابنة عم أبيك، فاختصم فيها عليّ وجعفر وزيد بن حارثة ... الحديث.
وفيه قول جعفر: عندي خالتها، وقول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «الخالة بمنزلة الأمّ» .
وكانت اسمها سلمى بنت عميس، وكانت أختها أسماء بنت جعفر بن أبي طالب.
وأخرج ابن السّكن هذه القصة، من طريق أبي إسحاق، عن هبيرة بن مريم، وهانئ ابن هانئ جميعا، عن عليّ ... فذكر قصة عمرة القضاء، قال: فتبعتهم بنت حمزة، فقال علي لفاطمة: دونك ابنة عمّ أبيك ... الحديث.
وذكر الخطيب في «المبهمات» أيضا أنّ اسمها أمامة، وزاد: ثمّ زوّجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من سلمة بن أم سلمة، وقال حين زوّجها منه: «هل جزيت سلمة» ،
وذلك أن سلمة هو الّذي كان زوّج أم سلمة من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. وأورد ذلك أبو موسى في الذّيل من جهة الخطيب فقط، وقد تقدم تزويجها من سلمة في ترجمة سلمة، ولكن لم يسم في ذلك الخبر.
وحكى ابن السّكن أنه قيل: إن اسمها فاطمة.
10823- أمامة بنت خديج الأنصارية،
أخت رافع بن خديج.
__________
(1) البيت لحسان وهو في ديوانه ص 219 وبعده:
أخي ثقة يهتزّ للعرف والنّدى ... بعيد المدى في النّائبات صبور
فقلت لها إن الشهادة راحة ... ورضوان ربّ يا أمام غفور(8/23)
أسلمت وبايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وتزوجت أسيد بن ظهير، فولدت له ثابتا، ومحمدا، وأم كلثوم، وأم الحسن. ذكرها ابن سعد، قال: وأمها حليمة بنت عروة بن مسعود بن عامر البياضية.
10824- أمامة بنت ربيعة
بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. تأتي في أميمة.
10825- أمامة بنت سفيان.
تأتي في أميمة.
10826- أمامة بنت سماك
بن عتيك الأوسية الأشهلية «1» ، والدة الحارث بن أوس بن معاذ.
استدركها ابن الأثير عن ابن حبيب. وقال ابن سعد: إنّ أم الحارث هي أختها هند بنت سماك، وأما أمامة فكانت زوج شريك بن أنس بن رافع بن امرئ القيس، فولدت له عبد اللَّه، وأم صخر، وأم سليمان، وحبيبة. قال: وأسلمت وبايعت.
10827- أمامة بنت الصامت الأنصارية،
أخت عبادة بن الصامت.
أسلمت وبايعت، قاله محمد بن سعد.
10828- أمامة بنت أبي العاص «2»
بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمية، وهي من زينب بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
قال الزّبير في كتاب «النّسب» : كانت زينب تحت أبي العاص، فولدت له أمامة، وعليا وثبت ذكرها في الصحيحين من حديث أبي قتادة- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يحمل أمامة بنت زينب على عاتقه فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها. أخرجاه من رواية مالك، عن عامر بن عبد اللَّه بن الزبير.
وأخرجه ابن سعد، من رواية الليث، عن سعيد المقبري، عن عمرو بن سليم أنه سمع أبا قتادة يقول: بينا نحن على باب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إذ خرج يحمل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع، وأمها زينب بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهي صبية، فصلّى وهي على عاتقه إذ قام حتى قضى صلاته يفعل ذلك بها.
وأخرج من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أم محمد، عن عائشة- أن
__________
(1) أسد الغابة: ت 6723.
(2) نسب قريش للزبيري 158، الطبقات الكبرى 8/ 232، 233، المحبر لابن حبيب 53 و 90، المعارف لابن قتيبة 127، المعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 270، أنساب الأشراف 1/ 400، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 231، والسيرة النبويّة للذهبي 74 و 75 الوافي بالوفيات 9/ 377، تاريخ الإسلام 1/ 24.(8/24)
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أهديت له هدية فيها قلادة من جزع. فقال: «لأدفعنّها إلى أحبّ أهلي إليّ» .
فقالت النساء: ذهبت بها ابنة أبي قحافة. فدعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أمامة بنت زينب فأعلقها في عنقها.
وأخرجه ابن سعد من رواية حماد بن زيد، عن علي بن زيد، مرسلا، وقال فيه:
لأعطينّها أرحمكن. وقال فيه: فدعا ابنة أبي العاص من زينب، فعقدها بيده، وزاد: وكان على عينها غمض فمسحه بيده.
وأخرج أحمد من طريق ابن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة- أنّ النجاشي أهدى إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم حلية فيها خاتم من ذهب فصّه حبشي، فأعطاه أمامة.
قال أبو عمر: تزوجها علي بن أبي طالب بعد فاطمة، زوجها منه الزبير بن العوام، وكان أبوها قد أوصى بها إلى الزبير، فلما قتل عليّ فآمت منه أمامة قالت أم الهيثم النخعية:
أشاب ذوائبي وأذلّ ركني ... أمامة حين فارقت القرينا
تطيف به لحاجتها إليه ... فلمّا استيأست رفعت رنينا «1»
[الوافر] قال: وكان عليّ قد أمر المغيرة بن نوفل بن الحارث أن يتزوّج أمامة بنت أبي العاص، فتزوجها المغيرة، فولدت له يحيى، وبه كان يكنى، وهلكت عند المغيرة. وقد قيل: إنها لم تلد لعليّ ولا للمغيرة كذلك.
وقال الزّبير: ليس لزينب عقب.
وقال عمر بن شبّة: حدثنا علي بن محمد النّوفلي، عن أبيه- أنه حدثه عن أهله أنّ عليّا لما حضرته الوفاة قال لأمامة بنت العاص: إني لا آمن أن يخطبك هذا الطاغية بعد موتي- يعني معاوية، فإن كان لك في الرجال حاجة فقد رضيت لك المغيرة بن نوفل عشيرا.
فلما انقضت عدّتها كتب معاوية إلى مروان يأمره أن يخطبها عليه، وبذل لها مائة ألف دينار، فأرسلت إلى المغيرة: إن هذا قد أرسل يخطبني، فإن كان لك بنا حاجة فأقبل، فخطبها إلى الحسن فزوجها منه.
قلت: النوفلي ضعيف جدا مع انقطاع الإسناد، والراويّ مجهول فيه، لكن قال أبو
__________
(1) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (3281) .(8/25)
عمر: روى هيثم عن داود بن أبي هند عن الشعبي، قال: كانت أمامة عند عليّ فذكر معنى ما تقدم سواء، كذا قال. وأخرجه ابن سعد عن الواقدي بمعناه.
وقال ابن سعد: أخبرنا ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب- أن أمامة بنت أبي العاص قالت للمغيرة بن نوفل: إن معاوية خطبني، فقال لها: أتتزوجين ابن آكلة الأكباد! فلو جعلت ذلك إليّ. قالت: نعم. قال: قد تزوجتك. قال: ابن أبي ذئب: فجاز نكاحه.
وقد قال الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» : تزوجها بعد عليّ المغيرة بن نوفل. وقيل: بل تزوجها بعده أبو الهياج بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب.
10829- أمامة بنت عبد المطلب.
لها ذكر في حديث ضعيف، كذا في «التّجريد» ، وهي أميمة الآتي ذكرها، نسبت إلى جد أبيها، وهي بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب.
وقال ابن فتحون: ذكر أبو عمر في ترجمة عباد بن شيبان إسلام أمامة بنت عبد المطلب.
قلت: لفظ ابن عبد البر: قال عباد بن شيبان: خطبت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أمامة بنت عبد المطلب فأنكحني، ولم يشهد. وسبقه إلى ذلك البغوي، فأخرج هذا الخبر من حديث عباد بن شيبان. قال ابن فتحون: لم يذكرها أبو عمر، فلو صح الخبر لكان إهماله إياها من العجب العجيب.
10830- أمامة بنت عثمان
بن خالدة الأنصارية الزرقية. ذكرها ابن سعد.
10831- أمامة بنت عصام
بن عامر الأنصارية البياضية. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت.
10832- أمامة بنت قرط
بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصارية السلمية.
قال ابن سعد: هي زوج يزيد بن قيظي، وكان من رهطها، وأسلمت وبايعت.
10833- أمامة بنت قريبة
بن عجلان بن غنم بن عامر بن بياضة الأنصارية البياضية.
[ذكرها ابن الأثير، وقال: استدرك علي أبي عمر.
10834- أمامة بنت محرّث
بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة] «1» .
__________
(1) سقط في أ.(8/26)
ذكرها ابن سعد، وقال: أمها سلمى بنت أبي الدحداحة بن تميم. تزوجها الربيع بن طفيل بن مالك بن خنساء، ثم خلف عليها الضحاك بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عبيد، من بني سلمة، قال: وأسلمت أمامة وبايعت.
10835- أمامة المريدية.
ذكر لها ابن هشام في زيادات السيرة النبويّة شعرا في قصة قتل أبي عفك، بفتح المهملة والفاء الخفيفة المنافق، وكان قد أظهر نفاقه،
فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ومن لي بهذا الخبيث» ؟
فخرج سالم بن عمير أحد بني عمرو بن عوف فقتله، فقالت أمامة المريدية في ذلك:
تكذّب دين اللَّه والمرء أحمدا ... لعمر الّذي أمناك أن بئس ما يمني
حباك حنيف آخر الدّهر طعنة ... أبا عفك خذها على كبر السّنّ
[الطويل] واستدركها ابن فتحون.
10836- أمامة،
غير منسوبة.
حديثها في أواخر سنن سعيد بن منصور، ولها ذكر في ترجمة أبي جندل من كتاب الكنى.
10837- أمامة،
أم فرقد العجليّ «1» .
ذهبت بابنها فرقد إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكانت له ذوائب، فمسحها وبرك عليها. ذكرها أبو عمر في ترجمة ولدها.
10838- أمة اللَّه بنت عبد شمس
بن عبد ياليل الليثية، والدة عبد اللَّه بن هشام بن زهرة القرشي التيمي.
ذكر خليفة بن خيّاط أنها ذهبت بابنها وهو صغير إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ليبايعه. وأصل القصة عند الحاكم في المستدرك، لكن في صحيح البخاري أنّ اسمها زينب بنت حميد.
10839- أمة بنت أبي الحكم،
أو بنت الحكم «2» ، تأتي في القسم الأخير.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6725.
(2) تقريب التهذيب 2/ 590، تجريد أسماء الصحابة 2/ 147، تهذيب التهذيب 12/ 401، الكاشف 3/ 465، تهذيب الكمال 3/ 1678.(8/27)
10840- أمة بنت خالد
بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس «1» ، تكنى أم خالد، وهي مشهورة بكنيتها.
قدمت مع والدها من الحبشة، وكان هاجر إليها، وكانت ولدت له فيها من أميمة، ويقال همينة بنت خلف الخزاعية. وقال ابن سعد: كان خالد بن سعيد قد هاجر إلى الحبشة، ومعه امرأته همينة بنت خلف، فولدت له هناك أمة بنت خالد، [وقدموا] في السفينتين، وقد بلغت أمة وعقلت.
ثم أخرج بسند فيه الواقديّ عنها، قالت: سمعت النجاشي يقول لأصحاب السفينتين:
أقرئوا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم مني السلام. قالت أمة: فكنت فيمن أقرأه السلام من النجاشي.
قلت: قوله: إنها بلغت بالحبشة يردّه قوله في الرواية التي في الصحيح: ائتوني بأم خالد «2» ، فأتى بي أحمل، فألبسنيها- يعني الخميصة، نعم، قد حفظت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
روى عنها سعيد بن عمر والأشدق بن سعيد بن العاص، وهي بنت عم جده، وموسى وإبراهيم ابنا عقبة المدنيان، وتزوّجها الزبير بن العوام، فهي أم ولديه: خالد، وعمرو.
حدثيها في صحيح البخاريّ في قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لما كساها الحلّة: سنه سنه «3» . أي حسنة، وقوله لها: «أبلي وأخلقي» «4» ،
حتى ذكر- أي ذكر دهرا طويلا.
وفي بعض طرقه عند البخاري في الجهاد، قال أبو عبد اللَّه: لم تعش امرأة ما عاشت هذه.
10841- أمة بنت خليد «5»
بن عدي بن عمرو بن مالك بن العجلان الأنصارية.
__________
(1) الثقات 3/ 25 أعلام النساء 1/ 65، الدر المنثور 67، تجريد أسماء الصحابة 2/ 2/ 247، تقريب التهذيب 2/ 590، تهذيب التهذيب 12/ 400، الكاشف 3/ 465، تهذيب الكمال 3/ 1678، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 405، تلقيح فهوم أهل الأثر 370.
(2) أخرجه البخاري في صحيحة 7/ 191، 197. وأحمد في المسند 6/ 364، وابن سعد في طبقاته 8/ 170، وأبو داود 2/ 440 كتاب اللباس باب فيما يدعى لمن لبس ثوبا جديدا حديث 4024.
(3) والغرض منه قوله «سنه سنه» وهو بفتح النون وسكون الهاء، وفي رواية الكشميهني «سناه» بزيادة ألف والهاء فيها للسكت وقد تحذف، قال ابن قرقول: هو بفتح النون الخفيفة عند أبي ذر، وشددها الباقون وهي بفتح أوله للجميع إلا القابسي فكسره. فتح الباري 6/ 213.
(4) أخرجه البخاري 4/ 90، 7/ 191، 197، في كتاب اللباس باب 32 ما يدعى لمن لبس ثوبا جديدا حديث رقم 5845. وأحمد في المسند 6/ 365، الحاكم في المستدرك 2/ 63، 4/ 188 وابن عساكر في تاريخه 5/ 50. وابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 186 عن أم خالد بنت خالد.
(5) أسد الغابة ت 6732.(8/28)
ذكرها ابن الأثير، هكذا، وتبعه الذهبي، وقال: مجهولة.
10842- أمة بنت سعد بن أبي سرح،
أخت عبد اللَّه أمير مصر.
لهذا ذكر في أخبار المدينة لعمر بن شبّة فيمن اتخذ بالمدينة دارا.
10843- أمة بنت أبي الصلت،
أو ابن أبي الصلت، تأتي في الأخير.
10844- أمة بنت نعيم النحام،
هي المرأة التي خطبها ابن عمر إلى نعيم، فزوجها من النعمان بن نضلة، وكان في حجره. سماها الزبير في كتاب النسب.
10845- أمة الفارسية «1» .
أخرج ابن مندة في «تاريخ أصبهان» ، من طريق المبارك بن سعيد الثوري، عن عبيد المكتب، قال: قال سلمان الفارسيّ: لما قدمت المدينة رأيت أصبهانيّة كانت أسلمت قبلي، فسألتها عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فهي التي دلّتني عليه. قال أبو موسى: رواه عبد اللَّه بن عبد العزيز، عن أبي الطفيل، عن سلمان نحوه. وقال: مكة- بدل المدينة، ولم يسمّ المرأة، والأولى أولى. وروى عن أبي الطفيل أيضا، فقال: المدينة.
10846- أميمة بنت بجاد
بن عبد اللَّه بن عمير بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة القرشية التيمية.
ويقال أميمة بنت عبد اللَّه بن نجاد ... إلخ. تأتي في أميمة بنت رقيقة.
10847- أميمة بنت بشر «2»
، من بني عمرو بن عوف، كانت تحت حسان بن الدحداحة، فنفرت منه، وهو كافر يومئذ، فزوّجها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم سهل بن حنيف، فولدت له ولده عبد اللَّه، وفيها نزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ [الممتحنة: 10] ... الآية.
ذكره ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب- أنه بلغه ذلك، أسنده ابن مندة، واستبعده ابن الأثير بأن بني عمرو بن عوف من أهل المدينة، والآية إنما نزلت في المهاجرات، فلعلّ زوجها كان من غير الأنصار، فنقلها إلى مكة مثلا، فكان حكمها حكم المهاجرات.
10848- أميمة بنت بشير
بن سعد الأنصارية، ثم الخزرجية «3» ، أخت النعمان بن بشير لأبويه.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6733.
(2) أسد الغابة: ت 6734.
(3) أسد الغابة: ت 6735.(8/29)
ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت وبايعت، ويقال لها أبية- بموحدة وتشديد.
10849- أميمة بنت الحارث «1»
: امرأة عبد الرحمن بن الزبير، طلقها ثلاثا، فتزوجها رفاعة ثم طلقها رفاعة، فقالت: يا رسول اللَّه، إن رفاعة طلقني أفأتزوّج عبد الرحمن؟ قال:
«هل جامعك» «2» ، قالت: ما معه إلا مثل هدبة الثوب، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا، حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك» .
أخرجه ابن مندة، من طريق محمد بن مروان السدي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس.
قلت: ومحمد بن مروان كذبوه، وشيخه اعترف بالكذب، وأصل القصة في الصحيحين بغير هذا السياق، ولم يسمّ المرأة فيهما. وسيأتي أن اسمها سهيمة. وقيل غير ذلك.
10850- أميمة بنت أبي حثمة،
واسمه عبد اللَّه بن ساعدة بن عامر بن عديّ بن جشم بن مجدعة بن حارثة الساعدية، أخت جميلة وعميرة.
ذكرها ابن سعد في الصحابيات، وقال: أمها حجة بنت عمير بن عقبة بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم. قال: وتزوجها هلال بن الحارث بن ربيعة بن منقذ، ثم خلف عليها أبو سندر بن الحصين بن بجاد، وأسلمت وبايعت.
10851- أميمة بنت خلف «3»
بن أسعد بن عامر بن سبيع الخزاعية، عمة طلحة الطلحات الجواد المشهور.
كانت زوج خالد بن سعيد بن العاص، فأسلمت قديما وهاجرت معه إلى الحبشة.
ويقال: اسمها أمينة «4» ، بالنون بدل الميم، ويقال همينة بالهاء بدل الألف، فولدت له أم خالد بنت خالد فسماها آمنة، واشتهرت بكنيتها.
10852- أميمة بنت الخطاب،
أخت عمر، يأتي ذكرها في فاطمة.
10853- أميمة بنت أبي الخيار،
زوج مطيع بن الأسود العدوي. ذكرها في التجريد.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6736.
(2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 551 عن يزيد بن نعيم بن هزال عن أبيه بزيادة في أوله وآخره ولفظه هل جامعتها كتاب الحدود باب رجم ماعز بن مالك حديث رقم 4419 وأحمد في المسند 5/ 217.
(3) أسد الغابة ت 6737، الاستيعاب ت 3285.
(4) في أآمنة.(8/30)
10854- أميمة بنت ربيعة
بن الحارث بن عبد المطلب، ويقال اسمها أمامة، فكأن من صغرها لقبها، وقال في التجريد: لها صحبة.
10855- أميمة بنت رقيقة «1»
، بقافين مصغرة، هي بنت بجاد- تقدمت.
وأمها رقيقة بنت خويلد بن أسد أخت خديجة.
روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، روى عنها محمد بن المنكدر، وبنتها حكيمة بالتصغير بنت رقيقة. قال أبو عمر: كانت من المبايعات. وقال: هي خالة فاطمة الزهراء أورده ابن الأثير بأنها بنت خالتها، فإن خويلدا والد خديجة هو والد رقيقة لا أميمة.
قلت: هذا يصح على قول من قال إنها رقيقة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى، قال ابن سعد. وقال مصعب الزبيري: إنها رقيقة بنت أسد بن عبد العزى، ومن ثم قال المستغفري: هي عمة خديجة بنت خويلد.
وحديثها في التّرمذيّ وغيره، من طريق ابن عيينة، عن محمد بن المنكدر- أنه سمع أميمة بنت رقيقة تقول: بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في نسوة، فقال لنا: «فيما استطعتن وأطقتن» .
قلنا: اللَّه ورسوله أرحم منا بأنفسنا.
وأخرجه مالك مطولا، عن ابن المنكدر. وصححه ابن حبّان من طريقه، ولفظه: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في نسوة يبايعنه، فقلنا: نبايعك يا رسول اللَّه على ألا نشرك باللَّه شيئا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيك في معروف. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «فيما استطعتن وأطقتنّ» . فقلنا: اللَّه ورسوله أرحم بنا من أنفسنا، هلم نبايعك يا رسول اللَّه. فقال: «إنّي لا أصافح النّساء، إنّما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة» .
وأخرجه الدّار الدّارقطنيّ من وجه آخر، عن ابن المنكدر. وقال ابن سعد: اغتربت أميمة بزوجها حبيب بن كعب بن عتير الثقفي، فولدت له. قال أبو أحمد العسال: لا أعلم روى عنها إلا ابن المنكدر. قال مصعب الزبيري: هي عمة محمد بن المنكدر، كأنه عنى أنها من رهطه. قال: ونقلها معاوية إلى الشام، وبنى لها دارا، وكذا قال الزبير بن بكار، وزاد: كان
__________
(1) طبقات ابن سعد 8/ 255، طبقات خليفة 334، مقدمة مسند بقي بن مخلد 100، مسند أحمد 6/ 356، تهذيب الكمال 3/ 1678، تاريخ دمشق (تراجم النساء) 52، الوافي بالوفيات 9/ 389، نسب قريش 229، الإكمال 1/ 205، الكاشف 3/ 421، تهذيب التهذيب 12/ 401، خلاصة تذهيب التهذيب 489، تاريخ الإسلام 2/ 383.(8/31)
لها بدمشق دار وموالي، ثم أسند من طريق ثابت بن عبد اللَّه بن الزبير أن ابنة رقيقة دخلت على معاوية في مرضه الّذي مات فيه.
10856- أميمة بنت رقيقة
بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف «1» ، وهي أخت مخرمة بن نوفل لأمه، وأمهما رقيقة صاحبة الرؤيا في استسقاء عبد المطلب.
فرّق أبو نعيم- تبعا للطبرانيّ- بينهما وبين التي قبلها، وأخرج في ترجمة هذه حديث ابن جريج عن حكيمة بنت أميمة عن أمها أميمة بنت رقيقة، قالت: كان للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قدح من عيدان يبول فيه، قال: واسم والد حكيمة حكيم، ولم يرو عن حكيمة إلا ابن جريج.
قلت: سيأتي قريبا أن والد هذه أنصاري، وهو مما يؤيد قول من فرق بينهما، وأما ابن السكن فجعلهما واحدة.
10857- أميمة بنت سفيان
بن وهب بن الأشيم «2» ، من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة الكنانية، زوج أبي سفيان بن حرب.
أسلمت بعد الفتح وبايعت. ذكر ذلك ابن سعد، وقال: إنها أم عبد اللَّه. قال: ويقال كان إسلامها بعد الفتح.
10858- أميمة بنت أبي سفيان
بن حرب بن أمية. زوج صفوان بن أمية. يأتي ذكرها في عاتكة بنت الوليد بن المغيرة.
10859- أميمة بنت شراحيل «3»
، هي ابنة النعمان بن شراحيل. تأتي.
10860- أميمة بنت صبيح،
أو صفيح، بموحدة أو فاء مصغرا، ابن الحارث، والدة أبي هريرة. اختلف في اسمها، فجاء عن أبي هريرة أنه ابن أميمة. وترجم الطبراني في النساء ميمونة بنت صبيح أم أبي هريرة، وساق قصة إسلامها، لكن لم تقع مسماة في روايته. وأما [أبوها، فقال أبو محمد بن قتيبة: كان سعيد بن صبيح خال أبي هريرة من أشد الناس. وأما] تسميتها أميمة فرويناه في جزء إسحاق بن إبراهيم بن شاذان. وأخرجه أبو موسى في الذيل، من طريقه، قال: أخبرنا سعد بن الصلت، حدثنا يحيى بن العلاء، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة- أن عمر بن الخطاب دعاه ليستعمله فأبى أن يعمل له، فقال: أتكره العمل وقد طلبه من كان خيرا منك! قال: من؟ قال: يوسف بن
__________
(1) أسد الغابة: ت 6740.
(2) الثقات 3/ 25، تجريد أسماء الصحابة 2/ 248.
(3) أسد الغابة: ت 6741.(8/32)
يعقوب عليهما السلام. فقال أبو هريرة: يوسف نبيّ ابن نبي، وأنا أبو هريرة بن أميمة، أخشى ثلاثا واثنين. فقال عمر: ألا قلت خمسا؟ قال: أخشى أن أقول بغير علم، أو أقضي بغير حق، وأن يضرب ظهري، ويشتم عرضي، وينزع مالي.
قلت: سنده ضعيف جدا، ولكن أخرجه عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، فقوي، وكان عمر استعمل أبا هريرة على البحرين.
وأما قصة إسلام أم أبي هريرة
فأخرجها أحمد في مسندة، عن عبد الرحمن هو ابن مهدي، عن عكرمة بن عمار، حدثني أبو كثير، حدثني أبو هريرة. قال: ما خلق اللَّه مؤمنا يسمع بي ولا يراني إلا أحبني، قال: وما علمك بذلك يا أبا هريرة؟ قال: إن أمي كانت مشركة، وإني كنت أدعوها إلى الإسلام، فتأبى عليّ فدعوتها يوما، ح، وأخرج مسلم، من طريق يونس بن محمد، عن عكرمة بن عمار، عن أبي كثير يزيد بن عبد الرحمن، حدثني أبو هريرة قال: كنت أدعو أمّي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوما، فأسمعتني في رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ما أكره، فأتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأنا أبكي، فقلت: يا رسول اللَّه، إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى عليّ، وإنّي دعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع اللَّه أن يهدي أمّ أبي هريرة. فقال: «اللَّهمّ اهد أمّ أبي هريرة» . فخرجت مستبشرا بدعوة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فلما جئت قصدت إلى الباب، فإذا هو مجاف، فسمعت أمّي حس قدمي، فقالت: مكانك يا أبا هريرة: وسمعت حصحصة الماء، قال: ولبست درعها وأعجلت عن خمارها، ففتحت الباب، وقالت: يا أبا هريرة، أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أن محمدا رسول اللَّه. قال:
فرجعت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فأخبرته، فحمد اللَّه، وقال خيرا.
وقد مضى شيء من هذا في ترجمة أبي هريرة.
10861- أميمة بنت عبد اللَّه بن بجاد
بن عمير بن الحارث بن خارجة بن سعد بن تميم بن مرة، هي بنت رقيقة- تقدمت. نسبها أبو علي بن السكن.
10862- أميمة بنت عبد اللَّه بن ساعدة.
تقدمت في أميمة بنت أبي حثمة «1» .
10863- أميمة بنت عبد المطلب،
هي بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، نسبت لجدها الأعلى. تقدمت.
10864- أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم «2»
بن عبد مناف الهاشمية، عمة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
__________
(1) في أأميمة خيثمة.
(2) المعارف 118، 119، 128، طبقات ابن سعد 8/ 45- 46.(8/33)
اختلف في إسلامها، فنفاه محمد بن إسحاق، ولم يذكرها غير محمد بن سعد، فقال في باب عمومة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، من طبقات النساء: أمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن محزوم، وتزوجها في الجاهلية حجير بن رئاب الأسدي حليف حرب بن أمية، فولدت له عبد اللَّه، وعبيد اللَّه، وأبا أحمد، وزينب، وحمنة، وأطعم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أميمة بنت عبد المطلب أربعين وسقا من تمر خيبر.
قلت: فعلى هذا كانت لما تزوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ابنتها زينب موجودة.
10865- أميمة بنت عدي بن قيس
بن حذافة السهمية، والدة أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.
قال الزّبير بن بكّار: تزوجها عبد الرحمن بن أبي بكر في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو قضية قول موسى بن عقبة- إن أبا عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر له رواية، وعدّهم أربعة في نسق ذكروا في الصحابة، ورأوا النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهم محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة، فقد تقدم بيان ذلك في ترجمة أبي عتيق في المحمدين من أسماء الرجال.
10866- أميمة بنت عقبة
بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم الأنصارية.
ذكرها ابن سعد في «المبايعات» . وقال: أمها أم عمير بنت عمرو الحنظلية، وتزوجت سهل بن عتيك.
10867- أميمة بنت عمرو
بن سهل بن معبد بن مخرمة الأنصارية الأشهلية «1» . قال ابن سعد: أسلمت وبايعت في رواية الواقدي.
10868- أميمة بنت قيس
بن أبي الصلت الغفارية «2» .
ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت وبايعت بعد الهجرة، وشهدت مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم خيبر، وذكرها حديثها في الحيض، وسأذكر ما وقع من الاختلاف فيها في القسم الرابع.
10869- أميمة بنت قيس بن عبد اللَّه الأسدية.
ذكرها حديثها في الحيض، وسأذكر ما وقع من الاختلاف فيها في القسم الرابع.
10869- أميمة بنت قيس بن عبد اللَّه الأسدية.
ذكرها في «التّجريد» ، وهي التي كانت مع أم حبيبة بأرض الحبشة، وكان أبواها ظئر بن لأم حبيبة، وبنو أسد كانوا حلفاء، بني أمية في الجاهلية.
10870- أميمة بنت النجار الأنصارية «3» .
__________
(1) أسد الغابة ت 6743.
(2) الدر المنثور 67، الثقات 3/ 25.
(3) الاستيعاب ت 3287.(8/34)
ذكرها العقيليّ في الصحابة، وأخرج لها من طريق ابن جريج، عن حكيمة بنت أبي حكيم، عن أمها أميمة- أن أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كنّ لهن عصائب فيها الورس والزعفران يغطين بها أسافل رءوسهن قبل أن يحرمن ثم يحر من كذلك.
قال أبو عمر: أظن هذا الحديث لأميمة بنت رقيقة راوية حديث القدح من عيدان.
قلت: وهو بعيد، وقد ذكرها ابن سعد في النسوة اللاتي روين عن أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، ولم يروين عنه، وساق هذا الحديث من طريق ابن جريج.
10871- أميمة بنت النعمان
بن الحارث الكندية «1» . تقدم ذكرها فيمن اسمها أسماء.
10872- أميمة بنت النعمان
بن شراحيل الجونية «2» .
ذكرها البخاريّ في كتاب «النّكاح» تعليقا من طريق حمزة بن أبي أسيد الساعدي، عن أبيه. ومن طريق عباس بن سهل بن سعد الساعدي، عن أبيه، قالا: تزوج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أميمة بنت النعمان بن شراحيل، فلما أدخلت عليه بسط يده إليها، فكأنها كرهت ذلك، فأمر أبا أسيد أن يجهزها ويكسوها ثوبين رازقيين.
وأخرجه موصولا من وجه آخر، فقال: حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل، عن حمزة بن أبي أسيد، عن أبي أسيد، قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حتى انطلقنا إلى حائط يقال له الشوط، وقد أتى بالجونية، فنزلت في بيت في نخل أميمة بنت النعمان بن شراحيل، ومعها دايتها حاضنة لها، فلما دخل عليها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لها: هبي لي نفسك. فقالت: وهل تهب الملكة نفسها للسوقة؟ قال: فأهوى ليضع يده عليها لتسكن، فقالت: أعوذ باللَّه منك.
فقال: لقد عذت بمعاذ. ثم خرج، فقال: يا أبا سيد، اكسها رازقيين وألحقها بأهلها.
ورجح البيهقيّ أنها المستعيذة بهذا الحديث الصحيح. وقد تقدم في أسماء بنت النعمان بن الجون شبيه بقصتها. فاللَّه أعلم.
10873- أميمة بنت أبي الهيثم
بن التيهان الأنصارية» .
تقدم ذكر والدها. وقد ذكرها أبو جعفر بن حبيب فيمن بايع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من نساء الأنصار. وقال ابن سعد: أمها مليكة بنت سهل، أسلمت وبايعت في رواية محمد بن عمر.
__________
(1) الاستيعاب: ت 3288.
(2) أسد الغابة ت 6741.
(3) أسد الغابة ت 6746.(8/35)
10874- أميمة «1»
، مولاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قال أبو عمر: خدمت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وحديثها عند أهل الشام.
قلت: أخرجه محمّد بن نصر في كتاب تعظيم قدر الصلاة، وأبو علي بن السكن، والحسن بن سفيان في مسندة، وغيرهم،
وأشار إليه الترمذي في كتاب السير، وهو من طريق أبي فروة يزيد بن يسار الرهاوي، حدثني أبو يحيى الكلاعي- هو سليم بن عامر- عن جبير بن نفير، عن أميمة مولاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم- أنها كانت توضئ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأفرغ على يديه الماء إذ دخل عليه رجل فقال: يا رسول اللَّه، إني أريد اللحوق بأهلي، فأوصني، فقال: «لا تشرك باللَّه وإن قطّعت أو حرّقت ... » «2» الحديث بتمامه.
قال ابن السّكن: رواه سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أم أيمن نحوه، ثم أسنده تاما في ترجمة أم أيمن، وقال ... هو مرسل، لأن مكحولا لم يدرك أم أيمن.
قلت: وهو عندنا بعلو في مسند عبد بن حميد.
10875- أميمة،
مولاة عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول.
ثبت ذكرها في صحيح مسلم من طريق أبي سفيان، عن جابر- أن جارية لعبد اللَّه بن أبي يقال لها مسيكة، وأخرى يقال لها أميمة، وكان يريدهما على الزنا، فشكتا ذلك لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فأنزل اللَّه: وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ ... إلى قوله: غَفُورٌ رَحِيمٌ [النور: 33] .
10876- أميمة،
والدة أبي هريرة، ويقال اسمها ميمونة.
ذكرها أبو موسى، من طريق يحيى بن العلاء، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة- أن عمر بن الخطاب دعاه ليستعمله فأبى أن يعمل له، فقال: أتكره العمل وقد طلبه من كان خيرا منك؟ قال: من ذاك؟ قال: يوسف بن يعقوب. قال: يوسف نبي ابن نبي، وأنا أبو هريرة بن أميمة: فذكر القصة.
وأخرج الحاكم في تفسير يوسف من مستدركه من طريق ... عن ... ورويناه في الجزء التاسع من فوائد أبي يعلى بن الصابوني من تجزئة عشرة من طريق ...
10877- أمينة،
بنون بدل الميم، ويقال همينة، بهاء بدل الهمزة، بنت خلف بن
__________
(1) الثقات 3/ 25، أعلام النساء 1/ 77، تجريد أسماء الصحابة 2/ 247 بقي بن مخلد 554.
(2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (20122) وأحمد 4/ 365 والبيهقي 7/ 304 وانظر المجمع 4/ 217 والتلخيص للمصنف 2/ 148 والترغيب للمنذري 1/ 381 والكنز (43846) .(8/36)
أسعد بن عامر بن بياضة بن سبيع الخزاعية، عمة طلحة بن عبد اللَّه بن خلف المعروف بطلحة الطلحات.
ذكرها ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة من المسلمين مع زوجها خالد بن سعيد بن العاص، فولدت له هناك سعيدا وأم خالد، واسمها أمة، بغير إضافة.
10878- أمية:
ويقال اسمها همية، بالهاء بدل الهمزة، بنت أبي سفيان بن حرب الأموية، زوج حويطب بن عبد العزى، وصفوان بن أمية.
ذكرها ابن سعد، وقال: أمها صفية بنت أبي العاص بن أمية. قال: وذكر السهيليّ أن أمية غير أمينة. وأن الأولى ولدت لعروة بن مسعود، ويقال اسمها ميمونة، وولدت لصفوان ابنه عبد الرحمن.
10879- أمية بنت قيس الخزرجية.
ذكرها أبو موسى، كذا في التّجريد ولم أرها في كتاب أبي موسى، وإنما ترجم آمنة بنت قيس بن أبي الصلت الغفارية، وسأذكرها في القسم الرابع إن شاء اللَّه تعالى.
10880- أمية بنت أبي الصلت الغفارية.
تأتي في القسم الأخير في ترجمة أمامة بنت أبي الحكم.
10881- أمية بنت أبي قيس الغفارية «1»
. لها ذكر في ترجمة صفية بنت حيي عند ابن سعد، قال: أخبرنا الواقدي، حدثنا محمد بن موسى، عن عمارة بن المهاجر، عن أمية بنت أبي قيس الغفارية، قالت: أنبأتنا إحدى النسوة اللاتي زففن صفية بنت حيي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فسمعتها تقول: ما بلغت سبع عشرة سنة ... فذكر القصة.
10882- أنيسة بنت ثعلبة
بن زيد بن قيس الأنصارية الخزرجية «2» من بني الحارث ابن الخزرج. قال ابن حبيب: لها صحبة، واستدركها ابن الأثير.
10883- أنيسة بنت أبي حارثة
بن صعصعة الأنصارية «3» ، والدة قتادة بن النعمان، وأبي سعيد سعد بن مالك الخدريّ- ذكرها ابن حبيب فيمن بايع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
__________
(1) أسد الغابة ت 6747.
(2) أسد الغابة ت 6748.
(3) أسد الغابة ت 6749.(8/37)
10884- أنيسة بنت خبيب «1» ،
بمعجمة وموحدتين مصغرا، ابن يساف بن عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج الأنصارية.
روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: روى عنها ابن أخيها خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب بن يساف.
قال ابن سعد: أسلمت وبايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وحجت معه. وقال ابن حبّان: لها صحبة. وقال ابن السكن وأبو عمر: تعد في أهل البصرة.
قلت:
حديثها عند أحمد، والنسائي، وابن خزيمة، ووقع لنا بعلو في مسند الطيالسي، وهو: كان بلال وابن أم مكتوم يؤذنان للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث.
وفي بعض طرقه: «إذا أذن ابن أمّ مكتوم فكلوا واشربوا، وإذا أذّن بلال فلا تأكلوا ولا تشربوا» ، فإن كانت المرأة منا ليبقى من سحورها عندها شيء فتقول لبلال: أمهل حتى أفرغ من سحوري.
وأخرج ابن سعد بسند صحيح، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن عمته أنيسة، قالت:
كن جواري الحي ينتهين بغنمهنّ إلى أبي بكر الصديق فيقول لهن: أتحبين أن أحلب لكم حلب ابن عفراء؟.
ووقع في «تهذيب الكمال» : يقال لها صحبة، وقد ذكرها في الصحابة عامة من صنف فيهم.
10885- أنيسة بنت رافع
بن المعلى بن لوذان الأنصارية «2» من بني بياضة.
بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب، واستدركها ابن الأثير.
10886- أنيسة بنت
رهم، ويقال رقيم الأنصارية «3» ، من بني خطمة.
بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب، واستدركها ابن الأثير.
10887- أنيسة بنت ساعدة،
من بني عمرو بن عوف «4» .
بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب، واستدركها ابن الأثير. وقال الذهبيّ: هي أخت
__________
(1) الثقات 3/ 24، أعلام النساء 1/ 81، تجريد أسماء الصحابة 2/ 249، تقريب التهذيب 2/ 590، الكاشف 3/ 65، تهذيب التهذيب 12/ 403، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 375، تهذيب الكمال 3/ 1679، الاستبصار 134، تلقيح فهوم أهل الأثر 374، بقي بن مخلد 432.
(2) أسد الغابة ت 6751.
(3) أسد الغابة ت 6752.
(4) أسد الغابة ت 6753.(8/38)
عويم بن ساعدة، وهؤلاء النسوة اللاتي استدركهن ابن الأثير عن ابن حبيب ذكرهن ابن سعد في الطّبقات، ومنها أخذ ابن حبيب، فكأن ابن الأثير ما اطلع على طبقات ابن سعد.
قلت: وهو كما قال: فقد أخل من الطبقات بالرجال ناس كثير، فمن اللَّه عليّ بإلحاقهم، وألحق الذهبي من النساء كثيرا كما قاله في آخر مختصره.
10888- أنيسة بنت أبي طلحة
بن عصمة بن زيد الأنصارية، من بني خطمة «1» .
بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب، واستدركها ابن الأثير.
10889- أنيسة بنت عبد اللَّه
بن عمرو الأنصارية البياضية. ذكرها ابن سعد، واستدركها الذّهبيّ.
10890- أنيسة بنت عدي الأنصارية «2» ،
امرأة من بلى، لها حلف في الأنصار.
قاله أبو عمر، قال: ولها صحبة.
روى عنها سعيد بن عثمان البلوي، وهي جدته، وهي والدة عبد اللَّه بن سلمة العجلاني، المقتول بأحد.
وقال ابن مندة: أنيسة بنت عدي الأنصارية استأذنت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في نقل ابنها عبد اللَّه بن سلمة البدري حين قتل بأحد. روى حديثها عيسى بن يونس، عن سعيد بن عثمان، عن جدته أنيسة.
قلت:
وأسند حديثها أبو بكر بن أبي عاصم، وأبو زرعة الرّازيّ، وأبو عليّ بن السّكن، وغيرهم، من رواية عيسى بن يونس، ولفظه: أنها جاءت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: يا رسول اللَّه، إن عبد اللَّه بن سلمة، وكان بدريا قتل يوم أحد، فأحببت أن أنقله إلي، فآنس بقربة، فأذن لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في نقله، فعدلته بالمجذر ابن زياد على ناضح لها في عباءة، فمرت بهما، فنظر النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: سوّى بينهما عملهما. وكان المجذر خفيف اللحم، وكان عبد اللَّه جسيما ثقيلا.
10891- أنيسة بنت عدي
بن نضلة القرشية العدوية «3» أخت النعمان بن عدي.
ذكرها الزّبير بن بكّار مع أخيها النعمان. وقد تقدم ذكر النعمان في مكانه.
__________
(1) أسد الغابة ت 6754.
(2) أعلام النساء 1/ 87، تجريد أسماء الصحابة 2/ 249.
(3) أسد الغابة ت 6755.(8/39)
10892- أنيسة بنت عروة بن مسعود
بن سنان بن عامر بن أمية الأنصارية «1» ، من بني بياضة.
بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب، واستدركها ابن الأثير.
10893- أنيسة بنت عمرو بن عنمة «2» ،
بفتح المهملة والنون، هي أخت ثعلبة بن عمرو شقيقته، أمهما جهير بنت القين بن كعب، من بني سلمة الأنصارية، من بني سواد.
لها صحبة، وبايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب. واستدركها ابن الأثير.
10894- أنيسة بنت عمرو
بن قيس بن مالك بن عدي بن النجار، أخت أبي سليط أسيرة بن عمر، وأمهما أمية بنت أوس بن عجرة.
تزوجها النعمان، فولدت له قتادة، وأم سهل، ثم خلف عليها مالك بن سنان فولدت له أبا سعيد.
10895- أنيسة بنت عنمة،
كالذي قبلها، ابن عدي بن سنان بن نابي بن عمرو بن سواد.
ذكرها ابن سعد، وقال: تزوجها عبد اللَّه بن عمرو بن حزام.
وأخرج من طريق شريك عن الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي، عن جابر بن عبد اللَّه، قال: أصيب أبي وخالي يوم أحد، فجاءت أمي بهما، وقد عرضتهما على ناقة فنادى منادي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: ادفنوا القتلى في مصارعهم، فردا.
وأخرجه التّرمذيّ، من طريق شعبة، عن الأسود عنه، فقال: جاءت عمتي. ويحتمل إن كان محفوظا أن تكون كل منهما شاركت في ذلك.
10896- أنيسة بنت قيس الخزرجية «3»
كذا في التجريد، ذكرها ابن حبيب.
10897- أنيسة بنت معاذ
بن ماعص بن قيس بن خلدة «4» بن مخلد الأنصارية الزرقية أخت أبي عبادة.
ذكرها ابن حبيب. واستدركها ابن الأثير.
10898- أنيسة بنت هلال
بن المعلى بن لوذان الأنصارية «5» ، من بني بياضة.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6756.
(2) أسد الغابة: ت 6757.
(3) أسد الغابة: ت 6748.
(4) أسد الغابة: ت 6759.
(5) أسد الغابة: ت 6761.(8/40)
بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب. واستدركها ابن الأثير.
القسم الثاني
10899- آمنة بنت العباس بن عبد المطلب
بن هاشم الهاشمية.
ذكرها الدّار الدّارقطنيّ في الإخوة، وقال: تزوجها العباس بن عتبة بن أبي لهب، فولدت له الفضل بن العباس الشاعر المشهور.
10900- أسماء بنت زيد
بن الخطاب «1» العدوية.
قال ابن مندة: لها رؤية، روى حديثها محمد بن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عبد اللَّه بن عمر عنها.
قلت: وليس فيه ما يدل على ما ادعاه من الرؤية، فإنّ
الحديث أن أسماء بنت زيد حدثت عبد اللَّه بن عمر، عن عبد اللَّه بن حنظلة- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أمر بالوضوء لكل صلاة، فشقّ عليه فأمر بالسواك ... الحديث.
أخرجه أبو داود. نعم يدلّ على أنها من أهل هذا القسم أنّ والدها استشهد باليمامة بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بقليل، وكانت دواعي الصحابة متوفرة على إحضار أولادهم إذا ولدوا ليبرك عليهم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
10901
- أمة اللَّه بنت أبي بكرة «2» الثقفي.
قال أبو عمر: مذكورة في الصحابة، روى عنها عطاء بن أبي ميمونة، تعد في أهل البصرة. وقال الذّهبيّ في «التّجريد» : هي بايعت.
قلت: لا يبعد أن تكون من أهل هذا القسم.
10902- أمة اللَّه بنت حمزة بن عبد المطلب،
تكنى أم الفضل.
قيل: هي أمامة الماضية. وقيل أختها، فإن كانت غيرها فلعلها ماتت صغيرة، فإنّي لم أجد لها ذكرا في كتاب النسب، فذكرتها في هذا القسم.
__________
(1) أعلام النساء 1/ 43، تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 244، تقريب التهذيب 2/ 589، تهذيب التهذيب 2/ 397، الكاشف 3/ 464، تهذيب الكمال 3/ 1678، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 374.
(2) أعلام النساء 1/ 65، تجريد أسماء الصحابة 2/ 246.(8/41)
القسم الثالث
10903- أمامة بنت الأشج العبديّ،
كانت زوج ابن أخيه عمرو بن عبد قيس، فلما جاء عمرو من عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم مسلما أسلمت امرأته، وقد تقدم بيان ذلك في ترجمة صحار بن العباس.
10904- أمامة بنت الحطيئة
الشاعر.
ذكر لها محمّد بن سلّام الجمحيّ، عن يونس بن عبيد، قصة تدل على أنها كانت مع أبويها في الجاهلية، وفي ذلك يقول، وقد سرق له بعيره:
ونحن ثلاثة وثلاث ذود ... فقد جار الزّمان على عيالي
[الوافر]
10905- أنيسة النخعية «1»
. ذكرت قدوم معاذ بن جبل عليهم اليمن رسولا لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، قالت: قال لنا معاذ:
أنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إليكم، صلّوا خمسا، وصوموا شهر رمضان، وحجّوا البيت لمن استطاع إليه سبيلا.
قالت: وهو يومئذ ابن ثمان عشرة سنة، كذا ذكرها أبو عمر.
قال ابن الأثير: في قدر عمره نظر، فإن إرساله كان سنة تسع، ويلزم أن يكون أسلم وهو ابن تسع، وليس كذلك، وإنما بايع وهو رجل.
قلت: الصواب ابن ثمان وعشرين سنة. وقد ورد في سنّ معاذ من وجه آخر.
القسم الرابع
10906- آمنة بنت قيس بن عبد اللَّه «2»
، امرأة من بني أسد بن خزيمة.
كانت هي وأبوها بالحبشة مع أم حبيبة، ذكرها المستغفريّ عن ابن إسحاق، واستدركها أبو موسى. قال ابن الأثير: أظنها آمنة بنت رقيش، براء غير منقوطة أوله وشين معجمة، وقد تقدمت. وقد ذكر أبو موسى الترجمتين، وعزاهما لابن إسحاق ظنّا منه أنهما اثنتان.
قلت: وهو كما ظن ابن الأثير.
__________
(1) أسد الغابة ت 6760، الاستيعاب ت 63291.
(2) أسد الغابة ت 6796.(8/42)
10907- أسماء بنت الصلت «1» .
انفرد قتادة بتسميتها، وإنما هي سنا بنت أسماء، كما ستأتي في السين المهملة.
10908- أسماء،
مغنية عائشة «2» . هي أسماء بنت يزيد بن السكن.
أفردها أبو موسى، وقد أخرج أحمد من وجه آخر عن أسماء بنت يزيد أنها هي.
10909- أسماء بنت يزيد الأنصارية «3» ،
من بني عبد الأشهل.
أفردها ابن مندة عن بنت يزيد بن السكن، وهما واحدة، فإن بنت يزيد بن السكن من بني عبد الأشهل كما أوضحته في ترجمتها.
10910- أمامة بنت الحارث
بن حزن الهلالية «4» ، أخت ميمونة بنت الحارث، زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
ذكرها أبو عمر، لكن قال: كذا قال بعض الرواة فأوهم وصحّف، ولا أعلم لميمونة أختا من أب ولا من أم اسمها أمامة، وإنما أخواتها من أبيها لبابة الكبرى زوج العباس، ولبابة الصغرى زوج الوليد بن المغيرة، وثلاث أخوات من أمها، تمام ست ذكرن في مواضعهن من الكتاب.
10911- أمامة بنت أبي الحكم الغفارية.
ويقال آمنة. روى عنها ابنها حكيم، كذا في التّجريد، ولم أر في أصوله إلا أمة بنت أبي الحكم، كذا في أسد الغابة، نقلا عن ابن عبد البر، وأبي موسى، فأما أبو عمر فإنه قال:
أمة بنت أبي الحكم الغفارية، ويقال أمية. روى عنها ابنها سليمان بن سحيم حديثها عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في القدر.
وأما أبو موسى فقال: عن المستغفري مثل ما في الترجمة، لكن لم يقل: ويقال أمية.
وزاد: قال الخطيب: أمية بنت أبي الصلت، يعني بضم الهمزة وبالياء مصغرا، قال: وقال أبو عبد اللَّه، يعني ابن مندة في التاريخ: آمنة بنت أبي الصلت، يعني بالمد والنون، وكذا قال
__________
(1) أسد الغابة: ت 6710، الاستيعاب ت 3273.
(2) أسد الغابة ت 6717، الاستيعاب ت 3278.
(3) الثقات 3/ 23، أعلام النساء 1/ 53، الدر المنثور 36، الكاشف 3/ 164 تجريد أسماء الصحابة 2/ 245، تقريب التهذيب 2/ 19، تهذيب التهذيب 2/ 399، أزمنة التاريخ الإسلامي 963، تهذيب الكمال 3/ 1678، حلية الأولياء 2/ 76، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 3/ 375، بقي بن مخلد 42.
(4) أسد الغابة ت 6721، الاستيعاب ت 3280.(8/43)
عبد الغني، يعني في المشتبه، قال: وخالفهم الطبراني وغيره، فجعلوها فيمن لم يسمّ، ثم
ساق الحديث من رواية الطبراني، عن حجاج بن عمران السدومي، عن يحيى بن خلف، عن عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، عن سليمان بن سحيم، عن أمه بنت أبي الحكم الغفارية: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ الرّجل ليدنو من الجنّة حتّى ما يكون بينه وبينها إلّا ذراع فيتباعد عنها أبعد من صنعاء» «1» .
قلت: وهذا الحديث هو الّذي أشار إليه أبو عمر أنه في القدر، ولكن تبين من كلام أبي موسى أن أبا عمر حرّف لفظ أمّه، فقرأه أمة، بفتحتين مخففا، يظنّه اسما، وإنما هو صفة، وهو بضم أوله وتشديد الميم، قال سليمان قال: حدثتني أمّي، ثم نسبها إلى أبيها ولم يسمّها، وسيأتي عن الواقدي- أنها أم علي.
واقتضى كلام أبي موسى أنّ بنت أبي الحكم وبنت أبي الصلت واحدة، وقد ظهر من رواية غير عبد الأعلى أنّ في قوله: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهما، وأنه سقطت من السند الصحابية بعد بنت أبي الحكم.
وقد تيقّظ أبو موسى لذلك، فذكر أنّ أبا داود أخرج من طريق ابن إسحاق، عن سليمان بن سحيم، عن أمة بنت أبي الصلت، عن امرأة من غفار- حديثا آخر. وهذه المرأة الغفارية ذكر السّهيليّ أنّ اسمها ليلى، وأنها امرأة أبي ذرّ الغفاريّ، وسيأتي في حرف اللام أنّ أبا عمر ترجم لليلى الغفارية.
وذكر السّهيليّ أيضا عن أبي الوليد أنّ اسم أبي الصلت الحكم، وكأنّ بعض الرواة قلب، فقال: بنت أبي الحكم، وهو الصلت.
قلت: فعلى هذا النسب للرواية عن ليلى الغفارية لها صحبة سواء كان اسمها أمة أو أمية أو أمامة أو آمنة، وسواء كان أبوها الحكم أو الصلت أو أبا الحكم أو أبا الصلت. فكأن بعض الرواة وهم في إسقاط الصحابية، فصار: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم منسوبا للتابعية غلطا، وإنما قلت ذلك، لأنّ مخرج الحديث واحدة.
وقد ذكرت أميمة بنت قيس بن أبي الصلت وحديثها في قصة أخرى، وإن كان في سنده سليمان بن سحيم، وذكرت أيضا أمية بنت أبي قيس وحديثها في قصة أخرى، وليس في السند مع ذلك سليمان بن سحيم، فاحتمال التعدّد في هاتين قريب، بخلاف من تقدم ذكرها. والعلم عند اللَّه تعالى.
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 64، 5/ 377. قال الهيثمي في الزوائد 10/ 300 رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.(8/44)
10912- أميمة بنت خلف الخزاعية،
عمة طلحة بن عبد اللَّه بن خلف المعروف بطلحة الطلحات.
ذكرها أبو عمر فيمن اسمها أميمة فصحّف، وكذا ذكرها ابن مندة، لكن قال: أميمة بنت خالد، فصحّف اسم أبيها أيضا. والصواب أمينة- بنون بدل الميم الثانية، وقيل فيها همينة بهاء بدل الهمزة. وقد مضت على الصواب: أميمة بنت خالد الخزاعية.
كذا سمى ابن مندة أباها. قال ابن الأثير: وهم فيه، والصواب خلف كما تقدم.
10913- أنيسة بنت كعب
أم عمارة، قالت: ما لنا لا نذكر بخير؟ فأنزل «1» اللَّه تعالى: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ ... الآية [الأحزاب: 25] ، هكذا أسماءها أبو الوفاء البغدادي في التفسير، عن مقاتل، وهو وهم، وإنما هي نسيبة، أولها نون وموحدة مصغرة، قاله أبو موسى:
قلت: والحديث مشهور لأم عمارة.
حرف الباء الموحدة
القسم الأول
10914- بادية بنت غيلان
بن سلمة الثقفي «2» .
هي التي قال هيت المخنّث: إنها تقبل بأربع وتدبر بثمان، والخبر في الصحيح. ولم تسمّ فيه.
ولما أسلم أبوها أسلمت وروت،
فأخرج ابن مندة، من طريق أحمد بن خالد الوهبي، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن القاسم بن محمد، قال: كانت بادية بنت غيلان الثقفية في حديث عن عائشة أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أمرها بالغسل عند كل صلاة في الاستحاضة «3» .
وأخرجه أبو نعيم، من طريق الطّبرانيّ، ثم من طريق عمرو بن هاشم، عن ابن إسحاق
__________
(1) أسد الغابة ت 6758.
(2) أسد الغابة ت 6762.
(3) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 129 كتاب الطهارة باب من روى أن المستحاضة تغتسل لكل صلاة حديث رقم 291، 292، 293. قال أبو داود ورواه عبد الصمد عن سليمان بن كثير قال تتوضأ لكل صلاة وهذا وهم من عبد الصمد والقول فيه قول أبي الوليد والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 349، 351، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 1175، وكنز العمال حديث رقم 27754.(8/45)
بهذا إلى عائشة- أنّ ابنة غيلان قالت: يا رسول اللَّه، إني لا أقدر على الطهر، أفأترك الصلاة؟ فقال: «ليست تلك بالحيضة ... » «1» الحديث.
قال أبو نعيم: لم تسم في هذه الرواية. وسمّاها ابن مندة من طريق أحمد بن خالد الوهبي. انتهى.
وحكى ابن مندة في ضبطها وجهين: بالموحدة، وبالنون بدلها، وقال: إنه وهم، وحكى غيره فيها بالموحدة أولها ثم بنون بعد الدال.
10915- بثينة بنت النعمان
بن خلف بن عمرو بن أمية بن بياضة الأنصارية، من بني بياضة.
ذكرها ابن سعد في «المبايعات» ، فقال: أسلمت وبايعت، وتزوجها محمد بن عمرو ابن حزم بعد ذلك، وأمّها حبيبة بنت قيس.
10916- بحينة،
بمهملة ونون مصغرا، بنت الحارث «2» .
ذكرها ابن إسحاق فيمن قسم له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من خيبر ثلاثين وسقا. وأخرجها المستغفريّ، وأبو موسى، وقال ابن الأثير: هي والدة عبد اللَّه بن بحينة، وقد ذكر ذلك ابن سعد وأفرد لها ترجمة، وقال اسمها عبدة بنت الحارث، وهو الأرت بن المطلب، تزوجها مالك الأزدي حليفا لهم، فولدت له عبد اللَّه بن بحينة، ولهما صحبة، وأسلمت أمّها وبايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأطعمها من خيبر ثلاثين وسقا.
10917- برزة بنت الحارث الهلالية،
والدة يزيد بن الأصم، وأمّها بنت عامر بن معتب الثقفي.
يأتي ذكرها في ترجمة شقيقتها عزة بنت الحارث.
10918- برزة بنت مسعود
بن عمرو بن عمير الثقفي»
، امرأة صفوان بن أمية.
أسلمت معه، وهي أمّ ابنه عبد اللَّه بن صفوان، وكان عند صفوان لما أسلم ست نسوة. وسيأتي بيان ذلك في عاتكة بنت الوليد.
10919- البرصاء:
جدة عبد الرحمن، هي كبشة «4» ، ستأتي في الكاف.
__________
(1) أخرجه عبد الرزاق (1164) وأحمد 6/ 434 وانظر الكنز (27751) .
(2) أسد الغابة ت 6765، الاستيعاب ت 3294.
(3) الثقات 3/ 38، أعلام النساء 1/ 106.
(4) أسد الغابة ت 7/ 26، تجريد أسماء الصحابة 2/ 250، تهذيب التهذيب 12/ 47، الإكمال 7/ 155.(8/46)
10920- البرصاء:
والدة شبيب بن البرصاء، هي التي خطبها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم من أبيها، فقال: إن بها بياضا ولم يكن بها، فرجع فوجدها برصت. اسمها أمامة. وقيل قرصافة.
10921- بركة:
أم أيمن «1» . تأتي في الكنى.
10922- بركة الحبشية «2» :
كانت مع أم حبيبة بنت أبي سفيان تخدمها هناك، ثم قدمت معها، وهي التي شربت بول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فيما جاء في حديث أميمة بنت رقيقة، وخلطها أبو عمر بأم أيمن،
فأخرج في ترجمتها من طريق بن جريج: أخبرتني حكيمة بنت أميمة، عن أمها أميمة بنت رقيقة- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يبول في قدح من عيدان ويوضع تحت السرير، فجاء ليلة فإذا القدح ليس فيه شيء، فقال لا مرأة يقال لها بركة كانت تخدم أمّ حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة: «البول الّذي كان في هذا القدح ما فعل» ؟ قالت: شربته يا رسول اللَّه.
وقال عبد الرّزّاق في مصنفة، عن ابن جريج: أخبرت أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يبول في قدح من عيدان يوضع تحت سريره، فجاء فأراده فإذا القدح ليس فيه شيء، فقال لامرأة كان يقال لها بركة كانت خادمة لأم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة: «أين البول» ؟
قال أبو عمر: أظن بركة هذه هي أم أيمن. انتهى.
وحمله على ذلك ما ذكر هو في صدر بركة أم أيمن، أنها هاجرت الهجرتين إلى أرض الحبشة والمدينة.
وفي كون أم أيمن هاجرت إلى أرض الحبشة نظر، فإنّها كانت تخدم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وزوّجها مولاه زيد بن حارثة، وزيد لم يهاجر إلى الحبشة، ولا أحد ممن كان يخدم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا ذاك، فظهر أنّ هذه الحبشية غير أم أيمن، وإن وافقتها في الاسم.
وسيأتي في ترجمة أم أيمن ما ذكره ابن السّكن- أنّ كلّا منهما كانت تكنى أم أيمن، وتسمّى بركة، ويتأيد ذلك بأن قصة البول وردت من طريق أخرى مرويّة لأم أيمن كما سأذكره في ترجمتها إن شاء اللَّه تعالى.
10923- بركة بنت يسار «3»
، مولاة أبي سفيان بن حرب.
هاجرت إلى الحبشة مع زوجها قيس بن عبد اللَّه الأسدي ذكر ذلك ابن هشام، عن ابن
__________
(1) الاستيعاب ت 3298.
(2) أسد الغابة: ت 6770.
(3) الثقات 3/ 38، تجريد أسماء الصحابة 2/ 251.(8/47)
إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة، وكذلك ابن سعد. وقد تقدم ذلك في ترجمة قيس بن عبد اللَّه.
وجوّز بعض المغاربة أنها بركة الحبشية المذكورة قبل هذه، وليس كما ظنّ، فإنّ بركة بنت يسار من حلفاء بني عبد الدار، وهي أخت أبي تجراة، وأصلهم من كندة وليست حبشية، وإن اشتركتا في كونهما في أرض الحبشة مع المهاجرين.
10924- برّة بنت أبي تجراة بن أبي فكيهة «1»
، واسمه يسار.
قال ابن سعد: يقولون إنهم من الأزد، ثم حالفوا بني عبد الدار. وقال ابن سعد: كان أبوها يسار يكنى أبا فكيهة. وسيأتي ذكر فكيهة، وقيل: كانوا فيما ذكر الزبير بن بكار من كندة حالفوا بني عبد الدار بمكة، وروت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. روت عنها صفية بنت شيبة في السعي.
روت عنها عميرة بنت عبد اللَّه بن كعب بن مالك في قصة إرضاع ثويبة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وفيه قصة طليب بن عمير في نصرة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وسبق في ترجمة أروى بنت عبد المطلب.
أخرجه الواقديّ، وأخرج أيضا من طريق صفية بنت شيبة عنها غيره. واختلف في صفية على حديث السعي، فرواه عن برّة، أخرجه ابن مندة وغيره، ورواه عطاء بن أبي رباح، عن صفية، عن حبيبة. وستأتي في حرف الحاء.
10925- برّة بنت الحارث الهلالية،
هي ميمونة أم المؤمنين- كان اسمها أولا برّة، فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لما تزوّجها. رواه ابن أبي خيثمة بأسانيد جياد.
10926- برة بنت الحارث المصطلقية،
هي جويرية أم المؤمنين. كان اسمها أوّلا برة فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لما تزوجها. جاء ذلك عن ابن عباس، وقتادة. وأخرجه مسلم من طريق أخرى.
10927- برة بنت سفيان السلمية،
أخت أبي الأعور السلمي.
تزوجها الحارث بن طلحة، فقتل يوم أحد كافرا، فتزوّجها عبد اللَّه بن عمر، فولدت له ولديه: عبد اللَّه، وصفية وغيرهما، وعاشت بعده. ذكر ذلك الزبير بن بكار.
10928- برة بنت أبي سلمة بن عبد الأسد،
هي زينب ربيبة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم- كان اسمها برّة فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لما تزوج أمّها، فسماها زينب. وستأتي ترجمتها في حرف الزاي إن شاء اللَّه تعالى.
__________
(1) الثقات 3/ 39، السمط الثمين 209، تجريد أسماء الصحابة 2/ 251، أعلام النساء 1/ 104.(8/48)
10929- برّة بنت عامر
بن الحارث بن السّباق بن عبد الدار بن قصيّ القرشية العبدرية.
قال أبو عمر: كانت تحت أبي إسرائيل، من بني الحارث، الّذي جاء في قصته الحديث في النذر، فولدت له إسرائيل، فقتل يوم الجمل، وكانت برّة بنت عامر من المهاجرات.
10930- برة،
غير منسوبة.
قال الطّبرانيّ في «الأوسط» : حدثنا محمد بن العباس المؤدب، حدثنا عبيد بن إسحاق العطار، حدثنا القاسم بن محمد بن عبد اللَّه بن عقيل، حدثني أبي عبد اللَّه، وكنت أدعو جدّي أبي، حدثنا جابر بن عبد اللَّه، قال: كان لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم خادمة تخدمه يقال لها برّة، فلقيها رجل، فقال لها: يا برة، غطّي سيقانك، فإنّ محمدا لن يغني عنك من اللَّه شيئا.
فأخبرت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فخرج يجرّ رداءه محمرة وجنتاه ... الحديث.
وعبيد وشيخه متروكان. واللَّه أعلم.
10931- بروع بنت واشق
الرؤاسية الكلابية «1» ، أو الأشجعية، زوج هلال بن مرة.
لها ذكر في حديث معقل الأشجعي وغيره، وأخرج حديثها ابن أبي عاصم من روايتها، فساق من طريق المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب، عن بروع بنت واشق- أنها نكحت رجلا، وفوّضت إليه، فتوفي قبل أن يجامعها، فقضى لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بصداق نسائها.
وحديث معقل مخرج في السنن، وأكثر النسائي من تخريج طرقه، وبيان الاختلاف من رواته في قصة عبد اللَّه بن مسعدة.
وعند أحمد، من طريق زائدة، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود ...
الحديث- وفيه: فقام رجل من أشجع- أراه سلمة بن يزيد- فقال: تزوّج رجل منا امرأة من بني رؤاس يقال لها بروع ... الحديث.
10932- بريدة بنت بشر بن الحارث
بن عمرو بن حارثة «2» : كانت عند عباد بن سهل بن إساف، فولدت له إبراهيم بن عباد. ذكرها محمد بن حبيب فيمن بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
__________
(1) الاستيعاب ت 3300.
(2) أسد الغابة: ت 6776.(8/49)
10933- بريرة، مولاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
قال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع، عن المنذر بن ثعلبة، عن عبد اللَّه بن بريرة، قال:
كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا استيقظ من الليل دعا جارية له يقال لها بريرة بالسواك «1» . ويحتمل أن تكون هي التي بعدها، ونسبت إلى ولاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم مجازا.
10934- بريرة، مولاة عائشة «2»
. قيل: كانت مولاة لقوم من الأنصار، وقيل لآل عتبة بن أبي إسرائيل، وقيل لبني هلال، وقيل: لآل أبي أحمد بن جحش، وفي هذا القول نظر، فقد تقدم في ترجمة زوجها معتّب أنه هو الّذي كان مولى أبي أحمد بن جحش، والثاني خطأ، فإنّ مولى عتبة سأل عائشة عن حكم هذه المسألة فذكرت له قصة بريرة.
أخرجه ابن سعد، وأصله عند البخاري، فاشترتها عائشة، فأعتقتها، وكانت تخدم عائشة قبل أن تشتريها، وقصّتها في ذلك في الصحيحين، وفيهما عن عائشة: كانت في بريرة ثلاث سنن ... الحديث. وفيه: الولاء لمن أعتق.
وقد جمع بعض الأئمة فوائد هذا الحديث فزادت على ثلاثمائة، ولخصتها في فتح الباري.
وأخرج النّسائيّ من طريق يزيد بن رومان، عن عروة، عن بريرة، قالت: كان في ثلاث سنن ... الحديث، ورجاله موثقون. لكن قال النسائي: إنه خطأ، يعني والصواب عروة عن عائشة.
وذكرها أبو عمر من طريق عبد الخالق بن زيد بن واقد، عن أبيه- أنّ عبد الملك بن مروان قال: كنت أجالس بريرة بالمدينة، فكانت تقول لي: يا عبد الملك، إني أرى فيك خصالا، وإنك لخليق أن تلي هذا الأمر، فإن وليته فاحذر الدماء، فأني سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ الرّجل ليدفع عن باب الجنّة بعد أن ينظر إليه بملء محجمة من دم يريقه من مسلم بغير حقّ» «3» .
__________
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 540 عن عائشة ولفظه كان إذا استيقظ من الليل قال لا إله إلا أنت سبحانك اللَّهمّ إني أستغفرك لذنبي وأسألك برحمتك.. قال الحاكم حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والبخاري في التاريخ الكبير 1/ 24.
(2) طبقات ابن سعد 8/ 256 المستدرك 4/ 71، تهذيب الكمال 1678، تهذيب التهذيب 12/ 403، خلاصة تذهيب الكمال 489.
(3) رواه الطبراني وفيه عبد الخالق بن زيد بن واقد وهو ضعيف. وأورده المتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 39921، وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14/ 29، وابن عدي في الكامل 3/ 1140.(8/50)
10935- بريعة بنت أبي حارثة
بن أوس بن الدخيش الأنصارية «1» . من بني عوف بن الخزرج.
ذكرها ابن حبيب فيمن بايعن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. استدركها ابن الأثير.
10936- بريعة بنت أبي خارجة بن أوس.
ذكرها ابن سعد، كذا في «التّجريد» ، وأنا أظن أنها والتي قبلها واحدة، وقع في اسمها واسم أبيها تصحيف، فليحرر.
10937- بسرة بنت صفوان
بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية «2» بنت أخي ورقة بن نوفل، وقيل بنت صفوان بن أمية بن محرث، من بني مالك بن كنانة.
قال ابن الأثير: الأول أصح، وأمها سالمة بنت أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية وكانت أخت عقبة بن أبي معيط لأمه، وكانت بسرة زوج المغيرة بن أبي العاص، فولدت له عائشة، فتزوجها مروان بن الحكم، فولدت له عبد الملك، كذا قال ... وهو غلط. فإن أم عبد الملك بنت معاوية أخي المغيرة، قاله الزبير بن بكار، وهو أعرف بنسب قومه.
روت بسرة عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. روى عنها مروان بن الحكم، وعروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وأم كلثوم بنت عقبة، ومحمد بن عبد الرحمن.
قال الشّافعيّ: لها سابقة قديمة وهجرة. وقال ابن حبان: كانت من المهاجرات. وقال مصعب: كانت من المبايعات. وأخرج إسحاق في مسندة، من طريق عمرو بن شعيب، قال: كنت عند سعيد بن المسيب، فقال: إن بسرة بنت صفوان، وهي إحدى خالاتي، فذكر الحديث في مس الذكر. وذكر ابن الكلبي أنها كانت ماشطة تقيّن النساء بمكة.
10938- بسرة بنت غزوان
التي كان أبو هريرة أجيرها ثم تزوجها. وما رأيت أحدا ذكرها، كذا في التجريد.
__________
(1) أسد الغابة ت 6778.
(2) الثقات 3/ 37، أعلام النساء 1/ 110، تجريد أسماء الصحابة 2/ 251، تقريب التهذيب 2/ 591، تهذيب التهذيب 12/ 404، الكاشف 3/ 466، تهذيب الكمال 3/ 1679، خلاصة تهذيب تهذيب الكمال 3/ 376، تلقيح فهوم أهل الأثر 320، 369، بقي بن مخلد تصحيفات المحدثين 583. تبصير المنتبه 4/ 1493، در السحابة 757، إسعاف المبطإ 224. تراجم الأحبار 1/ 157، الإكمال 7/ 426، المؤتلف والمختلف 134.(8/51)
قلت: هي أخت عتبة بن غزوان المازني الصحابي المشهور، أمير البصرة. وقصة أبي هريرة معها صحيحة، وكانت قد استأجرته في العهد النبوي، ثم تزوجها بعد ذلك لما كان مروان يستخلفه في إمرة المدينة.
10939- بشرة،
بكسر أوله وبمعجمة، بنت مليل، بلامين مصخرا، ابن وبرة الأنصارية أخت حبيبة الآتية.
ذكرها ابن سعد.
10940- بشيرة
بمعجمة بوزن عظيمة، بنت الحارث بن عبد رزاح «1» بن ظفر الأنصارية الظفرية.
ذكرها ابن حبيب فيمن بايعن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
10941- بشيرة بنت ثابت
بن النعمان بن الحارث الأنصارية. ذكرها ابن سعد في «المبايعات» .
10942- بشيرة بنت النعمان
بن الحارث الأنصارية. ذكرها ابن سعد في «المبايعات» أيضا.
10943- البغوم «2» ،
بفتح أوله وضم المعجمة، بنت المعذّل، واسمه خالد بن عمرو بن سفيان بن الحارث بن زبان بن عبد ياليل الكنانية، من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة، امرأة صفوان بن أمية بن خلف الجمحيّ، وهي أم أولاده: عبد اللَّه الأصغر، وصفوان، وعمرو. أسلمت يوم الفتح، قاله الواقدي، واستدركها ابن الأثير على أبي علي الجياني.
قلت: أسند الواقديّ ذلك من طريق موسى بن عقبة، عن أبي حبيب مولى الزبير عن ابن الزبير، قال: أسلمت البغوم بنت المعذّل الكنانية امرأة صفوان بن أمية، وهرب صفوان حتى أتى السفينة، فذكر قصة خوفه ثم إسلامه بعد وقعة حنين.
وقال ابن سعد: أسلمت وبايعت في حجة الوداع. وقيل أسلمت يوم الفتح، ثم أسند ذلك عن الواقدي.
10944- بقيرة،
امرأة القعقاع بن أبي حدرد «3» الأسلمي.
__________
(1) أسد الغابة ت 6780.
(2) أسد الغابة ت 6781، الاستيعاب ت 3303.
(3) الثقات 3/ 38، أعلام النساء 1/ 116، تجريد أسماء الصحابة 2/ 252 تلقيح فهوم أهل الأثر، 378، بقي بن مخلد 973، تعجيل المنفعة 554.(8/52)
ذكرها ابن أبي خيثمة، وقال: لا أدري أسلمية هي أم لا؟.
وأخرج أحمد في المسند، من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي: سمعت بقيرة امرأة القعقاع أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يا هؤلاء، إذا سمعتم بجيش قد خسف به قريبا فقد أظلّت السّاعة» «1» .
وأخرجه ابن السّكن من هذا الوجه، وقال: لم يرو عن بقيرة غير هذا الحديث بهذا الإسناد.
10945- بقيلة:
زوج سماك الخيبري: تقدم ذكرها في ترجمته.
10946- بهيسة بنت عامر
بن خالدة بن عامر بن مخلد الأنصارية الزرقية «2» ذكرها ابن سعد في المبايعات.
10947- بهيسة الفزارية «3» :
قال ابن حبان: لها صحبة، وقد تقدم بيان الاختلاف في الحديث الّذي روته في الكنى في ترجمة والدها، وهو أبو بهيسة، ولا قول ابن حبان بأن لها صحبة لما كان في الخبر ما يدلّ على صحبتها، لأنّ سياق ابن مندة أنّ أباها استأذن. وسياق أبي داود والنسائي عن أبيها أنه استأذن، وهو المعتمد.
10948- بهية «4» ،
بالتشديد مصغرة. ويقال بهيمة بالميم، بنت بشر المازنية.
قال أبو زرعة الدّمشقيّ: قال لي دحيم: أهل بيت أربعة صحبوا النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: بشر، وابناه عبد اللَّه، وعطية، وأختها الصماء. وقال الدار الدّارقطنيّ: الصماء اسمها بهيمة.
ذكرها أبو عمر، وقال: روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم حديث النهي عن صوم يوم السبت إلا في فريضة
رواه عنها أخوها عبد اللَّه، ثم أسند عن أبي زرعة الدمشقيّ من وجهين، عنه، عن يحيى بن صالح، عن محمد بن القاسم الطائي، قال: أخت عبد اللَّه بن بشر اسمها في إحدى الطريقين بهيمة، والأخرى بهية.
قلت: أخرج حديثها النّسائيّ، وأمعن في بيان اختلاف في الرواة مسندة، وفي جميعها
__________
(1) أخرجه الحميدي في المسند 351 وأورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 4566 عن بقيرة إمرة القعقاع ... الحديث. وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 12 عن بقيرة امرأة القعقاع ... الحديث وقال رواه أحمد والطبراني وفيه ابن إسحاق وهو مدلس وبقية رجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح.
(2) أسد الغابة ت 6783.
(3) الثقات 3/ 39.
(4) الاستيعاب 4/ 1797، أسد الغابة ت 7/ 42، أعلام النساء 1/ 133، تجريد أسماء الصحابة 2/ 252.(8/53)
تسميتها الصماء. وفي بعض طرقه عن عمته، وفي بعضها عن خالته، ولم يسمها. ووقع عند بعضهم أن اسمها جهيمة أو هجيمة. وهو خطأ.
10949- بهية بنت عبد اللَّه البكرية «1»
، من بكر بن وائل.
وفدت مع أبيها إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قالت: فبايع الرجال وصافحهم، وبايع النساء ولم يصافحهن، قالت: فنظر إليّ فدعاني ومسح برأسي، ودعا لي ولوالدي، فولد لها ستون ولدا: أربعون رجلا، وعشرون امرأة، هكذا ذكر أبو عمر بغير إسناد.
وقد أسنده الباورديّ من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة أحد المتروكين، عن حبة بنت شماخ: حدثتني بهية بنت عبد اللَّه البكرية، قالت: وفدت مع أبي ... فذكره وزاد في آخره: واستشهد منهم عشرون، وأخرجه ابن مندة عن الباوردي.
10950- البيضاء الفهرية «2» ،
والدة سهيل وصفوان ابني بيضاء، اسمها دعد. كما ستأتي في الدال المهملة.
القسم الثاني
10951- بركة بنت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم:
ذكرها بعض من جمع رجال العمدة للحافظ عبد الغني، فأورد في أول الكتاب شيئا من الترجمة النبويّة، ثم قال: فولدت له خديجة: القاسم، ثم بركة، ثم زينب، ثم رقية، ثم فاطمة، ثم أم كلثوم، ثم قال: وذكر مثله ابن سعد، لكنه لم يذكر بركة. وهذا الّذي ذكره لم ينسبه لأحد، ولا هو مذكور عند أحد من المشهورين في كتبهم المشهورة. وباللَّه التوفيق.
ويحتمل أن يذكر فيه بهية البكرية وبهية الفزارية.
القسم الثالث
خال. ويحتمل أن يذكر فيه.
10952- برزة بنت رافع «3»
. قال ابن سعد في ترجمة زينب بنت جحش: أخبرنا يزيد بن هارون، وعبد الوهاب بن عطاء، عن محمد بن عمرو، حدثني يزيد بن خصيفة، عن
__________
(1) أسد الغابة ت 6785، الاستيعاب ت 3307.
(2) الثقات 3/ 38 تجريد أسماء الصحابة 2/ 52.
(3) في أالربيع.(8/54)
عبد اللَّه بن رافع، عن برزة بنت رافع، عن عبد اللَّه بن رافع، قال: لما خرج العطاء أرسل عمر إلى زينب بنت جحش بالذي لها، فلما أدخل عليها قالت: غفر اللَّه لعمر! غيري من أخواتي كان أقوى على قسم هذا مني. قالوا: هذا كله لك. قالت: سبحان اللَّه! واستترت منه بثوب، وقالت: ضعوه واطرحوا عليه ثوبا، ثم قالت لي: أدخلي يدك فاقبضي منه قبضة فاذهبي بها إلى بني فلان وبني فلان من أهل رحمها وأيتامها حتى بقيت منه بقية تحت الثوب، فقالت لها برزة: غفر اللَّه لك يا أم المؤمنين! واللَّه لقد كان لنا في هذا حق. قالت:
فلكم ما تحت الثوب. قالت: فوجدنا ما تحته خمسة وثمانين درهما، ثم رفعت يدها إلى السماء، فقالت: اللَّهمّ لا يدركني [عطاء عمر] «1» بعد عامي هذا، فماتت.
القسم الرابع
10953- بثينة،
بمثلثة ونون مصغرا، بنت الضحاك «2» .
أوردها أبو نعيم في الموحدة، وتعقبه أبو موسى أن الأكثر ذكروها بمثلثة أولها كما سيأتي. وقال ابن الأثير- تبعا لأبي موسى: ليس في الحديث ذكر لصحبتها.
قلت: لكن جزم أبو عمر بأن لها رؤية كما سيأتي بيانه في المثلثة.
10954- بجيدة،
بجيم مصغرة «3» .
قال أبو عمر:
ذكر ابن أبي خيثمة بسنده عن ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن عبد الرحمن بن بجيدة، عن أمه بجيدة، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «اجعل في يد السّائل ولو ظلفا محرقا» .
كذا قال، وإنما هي أم بجيدة. انتهى.
والصواب عن عبد الرحمن بن أم بجيدة، عن أم بجيدة، كما سيأتي على الصواب في الكنى.
10955- بديلة بنت مسلم «4» ،
وقيل أسلم.
روى جعفر بن محمود بن محمد بن سلمة، عن بديلة جدته أم أبيه. قالت: جاءنا
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت 6763.
(3) أسد الغابة ت 6764، الاستيعاب ت 3293.
(4) أسد الغابة ت 6766، الاستيعاب ت 3295.(8/55)
عباد بن بشر، فقال: إن القبلة قد حولت. ذكره الواقدي. هكذا أوردها ابن مندة. وقد حرّف اسمها، وستأتي في تويلة، بمثناة وواو، وقيل أول اسمها نون.
10956- بركة بنت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم:
تقدمت في القسم الثاني، ثم ظهر لي أنه غلط، نشأ عن تحريف، وذلك أن بركة مولاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كانت تربّي من أولادها خديجة، فلما ولدت القاسم خدمته بركة، فكأنه كان في الّذي نقل منه هذا المصنف كذلك، فتحرّفت عليه الكلمة حتى ظنها شقيقته بركة. فاللَّه أعلم.
حرف التاء المثناة
القسم الأول
10957- تماضر بنت الأصبغ
بن عمرو بن ثعلبة الكلبية. تقدم نسبها في ترجمة والدها في حرف الألف من القسم الثالث، وقيل هي تماضر بنت زبان بن الأصبغ.
وذكر ابن سعد عن الواقديّ: حدثنا عبد اللَّه بن جعفر، عن أبي عون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بعث عبد الرحمن بن عوف إلى بني كلب، فقال: «إن استجابوا لك فتزوّج ابنة ملكهم- أو سيّدهم» . فلما قدم عبد الرحمن دعاهم إلى الإسلام، فاستجابوا وأقام من أقام منهم على إعطاء الجزية، فتزوج عبد الرحمن بن عوف تماضر بنت الأصبغ بن عمرو ملكهم، ثم قدم بها المدينة، وهي أم أبي سلمة [بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرج ابن سعد عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن سعد بن إبراهيم،
قال: أم أبي سلمة] «1» بن عبد الرحمن تماضر بنت الأصبغ. ومن طريق عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جدته تماضر بنت زبان الأصبغ أنها حين طلقها الزبير- يعني بعد موت عبد الرحمن بن عوف، وكان أقام عندها سبعا، ثم لم يلبث أن طلقها، فكانت تقول للنساء: إذا تزوجت إحداكن فلا يغرنك السبع بعد ما صنع بي «2» الزبير.
قال محمّد بن عمر: هي أول كلبية نكحها قرشي، ولم تلد لعبد الرحمن غير أبي سلمة.
__________
(1) سقط في أ.
(2) في أصنع بي ابن الزبير.(8/56)
وقال محمّد بن سعد: أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده، قال: كان في تماضر سوء خلق، وكانت على تطليقتين، فلما مرض عبد الرحمن جرى بينه وبينها شيء، فقال لها: واللَّه لئن سألتني «1» لأطلقنك. فقالت: واللَّه لأسألنك.
فقال: إما لا فأعلميني إذا حضت وطهرت. فلما حاضت وطهرت أرسلت إليه تعلمه، قال:
فمرّ رسولها ببعض أهله، فقال: أين تذهب؟ قال: أرسلتني تماضر إلى عبد الرحمن أعلمه أنها قد حاضت ثم طهرت. قال: ارجع إليها فقل لها: لا تفعلي، فو اللَّه ما كان ليرد قسمه.
فقالت: أنا واللَّه لا أردّ قسمي. قال: فأعلمه فطلقها.
وعن ابن نمير، عن محمد بن إسحاق، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن أم كلثوم جدته، قالت: لما طلق عبد الرحمن امرأته الكلبية تماضر متعها بجارية سوداء.
وعن محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن طلحة بن عبد اللَّه- أن عثمان ورث تماضر بنت الأصبغ من عبد الرحمن وكان طلقها في مرضه تطليقة، وكانت آخر طلاقها.
ومن طريق أيوب عن نافع، وسعد بن إبراهيم- أنه طلقها ثلاثا، فورثها عثمان منه بعد انقضاء العدة.
10958- تماضر بنت عمرو
بن الثريد السلمية «2» . هي الخنساء الشاعرة. تأتي في حرف الخاء المعجمة.
10959- تماضر «3»
العبدرية الشيبية»
: من بني شيبة بن عثمان. تعدّ في أهل مكة.
روت عنها صفية بنت شيبة حديث السعي، قاله أبو عمر.
وأخرج حديثها ابن أبي عاصم، والعقيليّ، وابن مندة، من طريق المثنى بن عمرو.
روت أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يسعى بين الصفاء والمروة، وهو يقول: «يا أيّها النّاس، إنّ اللَّه كتب عليكم السّعي فاسعوا» . قال ابن مندة: رواه عطاء عن صفية عن حبيبة.
قلت: وستأتي في حبيبة بنت أبي تجراة إن شاء اللَّه تعالى.
10960- تميمة بنت أبي سفيان
بن قيس الأشهلية «5» ذكرها ابن سعد، وابن حبيب
__________
(1) في أسألتني الطلاق لأطلقن.
(2) أسد الغابة ت 6787، الاستيعاب ت 3308.
(3) الثقات 3/ 42 أعلام النساء 1/ 149، تجريد أسماء الصحابة 2/ 253.
(4) في أ: تملك.
(5) أسد الغابة ت 6789.(8/57)
فيمن بايع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من النساء، وسيأتي لها ذكر في ترجمة ليلى بنت الخطيم.
10961- تميمة بنت وهب «1»
، لا أعلم لها غير قصتها مع رفاعة بن سموال حديث العسيلة من رواية مالك في الموطأ، كذا قال ابن عبد البر.
وقال ابن مندة: تميمة بنت أبي عبيد امرأة رفاعة القرظي، ثم ساق حديثها من طريق سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة- أن امرأة رفاعة القرظي، كانت تحت عبد الرحمن بن الزبير ولم يسمّها، وسماها قتادة، ثم ساق من طريق سعيد ابن أبي عروبة، عن قتادة- أن تميمة بنت أبي عبيد القرظية كانت تحت رفاعة أو رافع القرظي. فطلقها، فذكر القصة.
وأما رواية مالك التي أشار إليها أبو عمر، فقال: عن المسور بن رفاعة، عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير- أن رفاعة بن سموال طلق امرأته تميمة بنت وهب ... فذكر الحديث.
وقد تقدم الكلام عليه في ترجمة رفاعة. وخالف محمد بن إسحاق، فرواه عن هشام ابن عروة، عن أبيه، فقلبه، قال: كانت امرأة من بني قريظة يقال لها تميمة تحت عبد الرحمن بن الزبير فطلقها فتزوجها رفاعة، ثم طلقها، فأرادت أن ترجع إلى عبد الرحمن ...
الحديث.
أخرجه أبو نعيم: وقيل اسمها سهيمة، كما ستأتي، وقيل عائشة. وتقدم في رفاعة.
10962- تهنأة،
بهمزة مفتوحة بعد النون، بنت كليب الحضرمية. تقدم ذكرها في ترجمة ولدها كليب بن أسد.
10963- التوأمة،
بوزن التي قبلها، بنت أمية بن خلف الجمحية «2» ، هي مولاة صالح بن أبي صالح مولى التوأمة. قيل لها ذلك، لأنها ولدت مع أخت لها في بطن. قال الباوردي. حدثنا مطين، قال: سمعت عبد اللَّه بن الحكم بن أبي زياد يقول: صالح مولى التوأمة بنت أمية بن خلف الجمحية بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقال ابن سعد: أمها ليلى بنت حبيب التميمية، اغتربت التوأمة عند عاصم بن الجعد الفزاري.
ثم أخرج بسند جيد لكن فيه الواقديّ، ثم عن سليمان بن يسار أن التوأمة طلقت البتة، فسألت عمر فجعلهما واحدة.
__________
(1) أسد الغابة ت 6790، الاستيعاب ت 3310.
(2) الثقات 3/ 42 تجريد أسماء الصحابة 2/ 253.(8/58)
10964- تويلة،
بالتصغير، بنت أسلم «1» . روى حديثها الطبراني، من طريق إبراهيم ابن حمزة الزبيري، عن إبراهيم بن جعفر بن محمود بن محمد بن سلمة، عن أبيه، عن جدته أم أبيه: تويلة بنت أسلم، وهي من المبايعات، قالت: بينا أنا في بني حارثة فقال عباد بن بشر بن قيظي: إنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قد استقبل البيت الحرام، فتحوّل الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال فصلوا السجدتين الباقيتين نحو الكعبة «2» . وذكر أبو عمر فيه أن الصلاة كانت الظهر، وقيل فيها تولة بغير تصغير، وقيل أولها نون، وستأتي.
القسم الثاني
خال،
وكذا الثالث
والرابع.
حرف الثاء المثلثة
القسم الأول
10965- ثبيتة،
بمثلثة ثم موحدة ثم مثناة مصغرة، بنت الربيع بن عمرو بن عدي «3» ابن زيد بن جشم بن حارثة الأنصارية، والدة أبي قيس بن جبر.
بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب. وقال ابن سعد: أمها سهلة بنت امرئ القيس بن كعب، وتزوجها أوس بن قيظي، فولدت له عرابة، وعبد اللَّه، وكباثة.
10966- ثبيتة بنت سليط
بن قيس بن عمرو بن عبيد الأنصارية النجارية «4» .
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها سخيلة بنت الصمة، وهي والدة عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن أبي صعصعة، وأخت قتيلة وميمونة.
10967- ثبيتة بنت النعمان
بن عمرو بن خلدة بن عمرو بن أمية بن عامر بن بياضة الأنصارية البياضية. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت، ولها ولأبيها ولجدها صحبة.
10968- ثبيتة بنت النعمان الأنصارية «5»
، من بني جحجبى. قال ابن حبيب: أسلمت وبايعت، وخلطها بالتي قبلها، وبنو جحجبي ليسوا من بني بياضة.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 253.
(2) أخرجه النسائي 3/ 59 كتاب السهو.
(3) أسد الغابة ت 6793.
(4) أسد الغابة ت 6794.
(5) أسد الغابة ت 6796.(8/59)
10969- ثبيتة بنت يعار «1»
، بمثناة تحتانية بعدها مهملة خفيفة، ابن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصارية الأوسية، امرأة أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وهي التي أعتقت سالما مولى أبي حذيفة.
وقد تقدم ذكرها في ترجمته. سماها مصعب الزبيري وجماعة، وسماها موسى بن عقبة، عن ابن شهاب الزهري- سلمي، وكذا قال ابن إسحاق في رواية، وسماها أبو طوالة عمرة. وأما أبوها ففي قول موسى بن عقبة بالمثناة الفوقانية، وصوب إبراهيم بن المنذر الأول. حكى جميع ذلك أبو عمر، وقد تقدم في تسميتها قولان آخران: ليلى، وفاطمة. قال أبو عمر: كانت من المهاجرات الأول، ومن فضلاء نساء الصحابة.
قلت: في قوله: إنها من المهاجرات نظر، لأن نسبها في الأنصار، وفي قوله: إنها امرأة أبي حذيفة نظر آخر، فقد تقدم في ترجمة أبي حذيفة أن اسم امرأته التي أمرت بأن ترضعه وهي كبيرة سهلة بنت سهل الأنصارية، إلا أن يقال: كانت له امرأتان: التي أعتقت سالما، والتي أمرت أن ترضعه، فيحتمل على بعد. والعلم عند اللَّه تعالى.
10970- ثوبية:
التي أرضعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم «2» ، وهي مولاة أبي لهب.
ذكرها ابن مندة، وقال: اختلف في إسلامها. وقال أبو نعيم: لا أعلم أحدا أثبت إسلامها انتهى.
وفي باب من أرضع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من طبقات ابن سعد ما يدل على أنها لم تسلم، ولكن لا يدفع قول ابن مندة بهذا.
وأخرج ابن سعد من طريق برة بنت أبي تجراة أن أوّل من أرضع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ثويبة بلبن ابن لها يقال له مسروح أياما قبل أن تقدم حليمة، وأرضعت قبله حمزة، وبعده أبا سلمة بن عبد الأسد.
وقال ابن أسعد: أخبرنا الواقديّ عن غير واحد من أهل العلم، قالوا: كانت ثويبة [مرضعة] رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يصلها وهو بمكة، وكانت خديجة تكرمها، وهي على ملك أبي لهب، وسألته أن يبيعها لها فامتنع، فلما هاجر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أعتقها أبو لهب، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يبعث إليها بصلة وبكسوة حتى جاء الخبر أنها ماتت سنة سبع مرجعه من خيبر، ومات ابنها مسروح قبلها.
__________
(1) أسد الغابة ت 6797، الاستيعاب ت 3312.
(2) أسد الغابة ت 6798.(8/60)
قلت: ولم أقف في شيء من الطرف على إسلام ابنها مسروح، وهو محتمل.
القسم الثاني
10971- ثبيتة بنت الضحاك بن خليفة «1» .
قال أبو عمر: ولدت على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقال علي بن المديني فيما نقله عنه إسماعيل بن إسحاق القاضي: هي أخت أبي جبيرة، وثابت ابني الضحاك الأنصاريين. قال أبو عمر: ذكرها بالنون بدل الموحدة، وتفرد بذلك.
قلت: وذكرها أبو نعيم في الباء الموحدة، وقبل الهاء نون، وحكى أبو موسى أنه اتبع في ذلك ابن مندة في التاريخ، ولم يذكرها في الصحابة، والمشهور أنها بالمثلثة، قاله أبو موسى،
وروى محمد بن سليمان بن أبي حثمة عن عمه سهل بن أبي حثمة، قال: كنت جالسا عند محمد بن سلمة وهو على إجار له يطارد ثبيتة بنت الضحاك، فجعل ينظر إليها، فقلت: سبحان اللَّه! تفعل هذا وأنت صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إذا ألقى اللَّه في قلب امرئ خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها» «2» .
قلت: أخرجه التّرمذيّ، وأمعن أبو موسى في تخريج طرقه وبيان الاختلاف فيه، ورجّح ما ذكره هاهنا.
وقال أبو موسى في «الذّيل» : ذكرت في حديث لمحمد بن سلمة، وليس فيه ذكر لصحبتها.
قلت: ذكرتها هاهنا معتمدا على قول أبي عمر.
القسم الثالث
خال،
وكذا القسم الرابع.
__________
(1) أسد الغابة ت 6795، الاستيعاب ت 3311.
(2) أخرجه ابن ماجة في السنن 1/ 599 في كتاب النكاح باب 9 النظر إلى المرأة إذا أراد أن يتزوجها حديث رقم 1864 قال البوصيري في مصباح الزجاجة 1/ 599 في إسناده حجاج وهو بن أرطاة الكوفي ضعيف ومدلس ورواه بالعنعنة لكن لم ينفرد به حجاج فقد رواه ابن حبان في صحيحه بإسناد آخر وأحمد في المسند 4/ 225، 3/ 493 والطبراني في الكبير 19/ 225، 226- وابن أبي شيبة في المصنف 4/ 357 والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 85، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 10338 وابن حبان في صحيحة حديث رقم 1235.(8/61)
حرف الجيم
القسم الأول
10972- جثامة،
بمثلثة ثقيلة.
غيّر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، اسمها، وسمّاها حسانة، تأتي في الحاء المهملة إن شاء اللَّه تعالى.
10973- جدامة،
بنت جندل «1» .
ذكرها ابن إسحاق فيمن هاجر من نساء بني غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة من أهل مكة حلفاء بني عبد شمس. وذكر الطبري في الذيل أنها هي بنت وهب الآتي ذكرها، فإن المجدمين هم العرب، قالوا: هي بنت وهب. وقال ابن سعد: أسلمت قديما بمكة، وبايعت، وهاجرت إلى المدينة، وكانت تحت أنيس بن قتادة [الأنصاري الأوسي، وهو بدري، استشهد بأحد. وتبعه ابن عبد البر. وقيل: التي كانت تحت أنيس بن قتادة] خنساء بنت خدام، ولا مانع أن يكونا جميعا زوجتيه.
10974- جدامة بنت الحارث «2»
، أخت حليمة مرضعة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
لقبها الشيماء، لا تعرف لها رواية. ذكرها ابن مندة، وتعقبه ابن الأثير بأن الشيماء بنت حليمة لا أختها كما سيأتي عند ذكرها، فهي أخت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لا خالته.
قلت: إن كان ما ذكره ابن مندة محفوظا احتمل أن تكون بنت حليمة سمّيت باسم خالتها ولقّبت لقبها، على أنهم لم يتفقوا على أن اسم الشيماء جدامة- بالجيم والميم، بل جزم أبو عمر بأنها حذافة بالمهلمة والفاء، وجزم ابن سعد بالأول.
10975- جدامة بنت وهب الأسدية «3»
، ويقال بالخاء المعجمة.
روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في رضاع الحامل. روت عنها أمّ المؤمنين عائشة.
أخرج حديثها في الموطأ، ولفظه: عن جدامة الأسدية، أنها سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لقد هممت أن أنهى عن الغيلة ... » الحديث.
__________
(1) الثقات 3/ 67، تجريد أسماء الصحابة 2/ 254، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 377.
(2) أسد الغابة ت 6802.
(3) الثقات 3/ 67، أعلام النساء 1/ 157، تجريد أسماء الصحابة 2/ 254، تقريب التهذيب 2/ 93، بقي ابن مخلد 550، تهذيب التهذيب 12/ 405، الكاشف 3/ 466، تهذيب الكمال 3/ 1679 تلقيح فهوم أهل الأثر 376.(8/62)
وفي بعض طرقه عند مسلم، عن جدامة بنت وهب، أخت عكاشة بن وهب، قالت:
حضرت عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في أناس، وهو يقول ... فذكر الحديث. وفيه: «ذكر العزل، وأنّه الوأد الخفيّ» .
وأورده ابن مندة بلفظ الموطأ في جدامة بنت جندل.
10976- الجرباء بنت قسامة
بن قيس بن عبيد بن طريف بن مالك «1» ، أخت حنظلة.
قال الزّبير بن بكّار: قدمت على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فتزوّجت طلحة بن عبيد اللَّه، فهي والدة أم إسحاق بنت طلحة، وسيأتي لها ذكر في ترجمة أختها زينب.
10977- جعدة بنت عبيد
بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصارية «2» .
استدركها أبو عليّ الجيانيّ على أبي عمر، فنقل عن العدويّ في نسب الأنصار- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يأتي إلى منزلها ويأكل عندها، قال: وهي أم حارثة بن النعمان وأخيه الحارث بن الحباب بن الأرقم، وأخوها عمرو بن عبيد بن ثعلبة له صحبة.
10978- جعدة بنت عبيد
بن ثعلبة بن سواد بن غنم بن حارثة الأنصارية «3» .
بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب، واستدركها ابن الأثير.
قلت: وقد ذكرها ابن سعد، فقال أمها الرعاة بنت عدي بن سواد، ثم تزوجها النعمان بن نفيع فولدت له حارثة الصحابي المشهور، ثم خلف عليها الحباب بن الأرقم، [فولدت] له الحارث، وأسلمت جعدة وبايعت.
10979- جليلة بنت عبد الجليل.
ذكرها أبو سعيد النّيسابوريّ في كتاب شرف المصطفى، وأورد من حديث قالت: قلت لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: إنّا حفرنا ركيّة فإذا فيها دوابّ وهوامّ، فدفع إليها إداوة من ماء، وقال:
صبّوه فيها. قالت: فصببناه فيها فمتن وذهبن كلّهن،
وفي سنده مقال.
10980- جمانة،
بضم أوله وتخفيف الميم وبعد الألف نون، بنت أبي طالب «4» .
قال أبو أحمد العسكريّ: هي أم عبد اللَّه بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، كذا قال الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» ، تزوجها أبو سفيان بن الحارث، فولدت له عبد اللَّه ولم يسند شيئا.
__________
(1) أسد الغابة ت 6804، الاستيعاب ت 3316.
(2) أسد الغابة ت 6806، الاستيعاب ت 3317.
(3) أسد الغابة ت 6807.
(4) أسد الغابة ت 6808، الاستيعاب ت 3318.(8/63)
وقال الزّبير بن بكّار: هي أخت أم هانئ، وذكرها ابن إسحاق فيمن قسم له النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم من خيبر ثلاثين وسقا.
وأخرج الفاكهيّ في كتاب «مكّة» ، من طريق عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم، قال: أدركت عطاء ومجاهدا وابن كثير وأناسا إذا كان ليلة سبع وعشرين من رمضان خرجوا في التنعيم واعتمروا من خيمة جمانة وهي بنت أبي طالب.
وذكرها ابن سعد في ترجمة أمها فاطمة بنت أسد، وأفردها في باب بنات عم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقال: ولدت لأبي سفيان بن الحارث ابنه جعفر بن أبي سفيان، وأطعمها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من خيبر ثلاثين وسقا.
10981- جمرة بنت الحارث
بن غوف: هي البرصاء. تقدمت.
10982- جمرة بنت عبد اللَّه
التميمية اليربوعية «1» ، من بني يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.
قال ابن مندة: عدادها في الكوفيين، لها ولأبيها صحبة، وأخرج حديثها الحسن بن سفيان، وأبو يعلى في مسنديهما، من طريق عطوان بن مشكان، وهو بمهملتين مفتوحتين وقيل بضم أوله وسكون ثانيه، وأبوه بضم الميم وسكون المعجمة، عن جمرة بنت عبد اللَّه اليربوعية، قالت: ذهب بي أبي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: ادع اللَّه لبنتي هذه بالبركة. قالت:
فأجلسني في حجره، ثم وضع يده على رأسي، فدعا لي بالبركة.
وقد تقدم ذكرها في ترجمة أبيها في أواخر العبادلة. وقال أبو عمر: مختلف في حديثها، ولا يصح من جهة الإسناد، كذا قال: وليس فيه إلا عطوان. وقد قال فيه ابن معين: لا بأس به.
10983- جمرة بنت قحافة الكندية «2» .
قال ابن مندة: عدادها في الكوفيين. روى عنها شبيب بن غرقدة. وقال أبو عمر:
روت عنها ابنتها أم كلثوم إن صح حديثها ذاك، لأنه لا يعبأ بإسناد، فأما حديث شبيب عنها
فأخرجه الطّبرانيّ وغيره من طريق بشر بن الوليد، حدثنا الحسن بن قارب، عن شبيب بن غرقدة، حدثتني جمرة بنت قحافة، قالت: كنت مع أم سلمة في حجة الوداع، فسمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يا أمّتاه، هل بلّغتكم؟» فقال بنيّ لها: يا أمه، ما له يدعو أمه؟ فقالت: يا بني،
__________
(1) الثقات 3/ 67، بقي بن مخلد 974، تجريد أسماء الصحابة 2/ 255.
(2) أعلام النساء 1/ 170، تجريد أسماء الصحابة 2/ 255.(8/64)
إنما يدعو أمته، وهو يقول: «ألا إنّ أعراضكم وأموالكم ودماءكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا» .
وأما رواية بنتها أم كلثوم فإنّها لا تحضرني الآن، وقد اختصر ابن الأثير حديث أبي عمر في رواية أم كلثوم، فصار قوله إسناد حديثها لا يعبأ به يتناول حديث شبيب خاصة، وليس كذلك.
10984- جمرة بنت النعمان العدوية «1» .
حديثها عند الواقديّ، عن شعيب بن ميمون المخزومي، عن أبي مرابة البلوي، عن جمرة بنت النعمان، وكانت لها صحبة، قالت: أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يدفن الشعر والدم «2» .
أخرجه أبو نعيم بسند واه، واستدركه أبو موسى.
10985- جمل،
بضم أوله وسكون الميم، وقيل بصيغة التصغير، بنت يسار المزنية «3» ، أخت معقل بن يسار- يقال هي التي عضلها أخوها لما طلقها زوجها، ثم أراد أن يعيدها فمنعه.
أخرج حديثها البخاريّ، من طريق إبراهيم بن طهمان، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، قال في هذه الآية: حدثني معقل بن يسار أنها نزلت فيه، قال: كنت زوّجت أختا لي من رجل، فطلقها، حتى إذا انقضت عدّتها جاء يخطبها، فقلت له: زوّجتك وأكرمتك وأفرشتك، فطلقتها ثم جئت تخطبها؟ لا واللَّه لا تعود إليها أبدا، قال: وكان رجلا لا بأس به، وكانت المرأة لا تكره أن ترجع إليه، فأنزل اللَّه هذه الآية: فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ [البقرة 232] فقلت: الآن أفعل يا رسول اللَّه. فزوّجها إياه، ولم يقع تسميتها في الصحيح.
وأخرج الطّبريّ من طريق ابن جريج أن اسمها جميلة، وقال الكلبي: اسمها جميل، وضبطها ابن ماكولا بالتصغير. وقال الثعلبي: اسمها جميلة، ويقال اسمها ليلى.
10986- جميل «4»
، بالتصغير: في التي قبلها.
__________
(1) أسد الغابة ت 6811.
(2) أورده المتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 18320 ولفظه كان يأمر بدفن سبعة أشياء الشعر والظفر والدم ... وعزاه للحكيم الترمذي عن عائشة.
(3) أسد الغابة ت 6812.
(4) الاستيعاب ت 3321.(8/65)
10987- جميلة
بنت أبي الخزرجية «1» ، أخت عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول.
قال ابن مندة: وكانت تحت ثابت بن قيس بن شماس.
روى عنها ابن عبّاس، وعبد اللَّه بن رباح، ثم
ساق من طريق همام عن قتادة عن عكرمة مرسلا. ومن طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس موصولا- أنّ جميلة بنت أبيّ ابن سلول أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تريد الخلع. فقال لها: ما أصدقك؟
قالت: حديقة. قال: فردّي عليه حديقته.
ومن طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس- أن امرأة ثابت بن قيس وهي جميلة بنت أبيّ قالت: يا رسول اللَّه، لا أنا ولا ثابت ... فذكر الحديث في خلعها منه، قال: وروى عن أيوب عن عكرمة متصلا، والصواب عنه وعن قتادة مرسلا، وكذا رواه الحسين بن واقد، عن ثابت، عن عكرمة، ووصله محمد بن حميد، عن يحيى بن واضح، عن الحسين، فذكر ابن عباس فيه.
ووصل أبو نعيم طريق سعيد الموصولة. ولفظ المتن: أن جميلة بنت أبيّ قالت: يا رسول اللَّه، لا أعيب على ثابت في دين ولا خلق، ولكني أكره الكفر بعد الإسلام، وإني لا أطيقه بغضا. فقال: «أتردّين عليه حديقته؟» قال: قالت: نعم، فأمره أن يأخذها منها.
ورواية حفص بن عمر الضرير، عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، وأيوب كلاهما عن عكرمة، عن ابن عباس- أن جميلة بنت أبيّ بن سلول أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قالت ... فذكر نحوه.
وأسنده من طريق محمد بن خالد بن عبد اللَّه الطحان، عن أبيه، عن أبي الجليل، عن جميلة بنت أبيّ ابن سلول أنها كانت تحت ثابت بن قيس.
قلت:
ورواية ابن حميد التي أشار إليها ابن مندة أخرجها ابن أبي خيثمة، والطّبرانيّ عنه. ولفظ المتن أنها كانت تحت ثابت بن قيس بن شماس، فنشزت عليه، فأرسل إليها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «يا جميلة، ما كرهت من ثابت؟» فقالت: واللَّه ما كرهت منه شيئا إلا دمامته. فقال لها: «أتردّين عليه حديقته؟» قالت: نعم. ففرّق بينهما.
ورواية ابن عبّاس عنها أخرجها الطّبريّ من طريق ابن جرير، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: أوّل خلع كان في الإسلام أخت عبد اللَّه بن أبيّ، أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقالت ...
فذكر القصة.
__________
(1) بقي بن مخلد.(8/66)
قال أبو عمر: كناها سعيد بن المسيّب أم جميل، وكانت قبل ثابت عند حنظلة بن أبي عامر غسيل الملائكة، ثم تزوّجها بعد ثابت مالك بن الدّخشم، ثم تزوجها بعده خبيب بن إساف. قال أبو عمر: روى البصريون أنها جميلة، يعني التي اختلعت من ثابت، وروى أهل المدينة أنها حبيبة بنت سهل.
قلت: وسيأتي قول من قال إنها جميلة بنت عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول قريبا إن شاء اللَّه تعالى.
10988- جميلة بنت أوس المرية «1» .
لها حديث، ولأبيها صحبة- من التجريد.
قلت: ذكرها أبو عليّ الغسّانيّ في ذيله على «الاستيعاب» ، وقال: ذكر حديثها في ترجمة أوس والدها، وكان ذكره من عند ابن قانع، وابن قانع صحّف نسب أوس، فقاله بالزاي والنون، وإنما هو بالراء بلا إعجام ثم بالهمزة كما تقدم بيانه في أوس. وتقدم الحديث من روايتها، لكن فيه عن أم جميل، وكأنها كنيتها واسمها جميلة، وستأتي في الكنى.
10989- جميلة بنت ثابت
بن أبي «2» الأفلح، أخت عاصم، زوج عمر. تكنى أم عاصم، كان اسمها عاصية فسمّاها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جميلة.
قاله أبو عمر: قال تزوجها عمر سنة سبع، فولدت له عاصم بن عمر، ثم طلقها فتزوّجها يزيد بن حارثة، فولدت له عبد الرحمن بن يزيد، فهو أخو عاصم بن عمر لأمه، وهي التي أتى فيها الحديث في الموطأ وغيره- أنّ عمر ركب إلى قباء فوجد ابنه عاصما يلعب.
وقد تقدم ذلك في ترجمة عاصم في القسم الثاني من حرف العين،
وأسند ابن مندة من طريق هشام بن حسان، عن واصل بن أبي شيبة، قال: كان اسم امرأة عمر عاصية، فأسلمت فأتت عمر، فقالت: قد كرهت اسمي، فسمّني، فقال: أنت جميلة، فغضبت، وقالت: ما وجدت اسما تسميني به إلا اسم أمة، فأتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقالت: يا رسول اللَّه، إني كرهت اسمي، فقال: «أنت جميلة» . فغضبت- يعني وذكرت قول عمر، فقال: «أما علمت أنّ اللَّه عند لسان عمر وقلبه» .
__________
(1) الاستيعاب ت 3323.
(2) الثقات 3/ 67، الدر المنثور 126، تجريد أسماء الصحابة 2/ 2550، الاستبصار 287.(8/67)
ثم
ساق من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم غيّر اسم عاصية، فقال: «أنت جميلة» .
قلت: وأخرجه ابن أبي شيبة، عن بشر بن السري، عن حماد، ولفظه: أن أمة لعمر كان يقال لها عاصية، فسماها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جميلة.
وأخرجه ابن أبي عمر، عن بشر بن السري بسند آخر، فقال: عن حماد، عن ثابت، عن أنس- أراه أنّ أمة لعمر كان لها اسم من أسماء العجم، فسمّاها عمر جميلة، فأتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «أنت جميلة» «1» فقال لها عمر: خذيها على رغم أنفك.
وقال ابن سعد في باب ما بايع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من النساء أول كتاب طبقات النساء: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني ابن أبي حبيبة، عن عاصم بن عمر، عن قتادة، قال: أول من بايع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أمّ سعد بن معاذ، وهي كبشة بنت رافع بن عبيد، وأم عامر بنت يزيد بن السكن، ومن بني ظفر ليلى بنت الخطيم، ومن بني عمرو بن عوف ليلى ومريم وتميمة بنات أبي سفيان الّذي يقال له أبو البنات، وقتل بأحد، والشموس بنت أبي عامر الراهب، وابنتها جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح، وظبية بنت النعمان بن ثابت بن أبي الأقلح.
قلت: لعله سقط منه شيء قبل قوله: فأتت، وهو: ثم سألته امرأته أن يغيّر اسمها، فسماها جميلة، وغضبت، كما في رواية واصل المبدوء بها، فبذلك ينتظم الكلام، ويعرف سبب غضبها من تسميتها جميلة، ويستفاد منه صحابية أخرى وهي أمة عمر.
وأخرج ابن سعد بسند فيه الواقدي من حديث جابر عن عمر، قال: قلت: يا رسول اللَّه، قد صكت جميلة بنت ثابت صكة ألصقت خدّها بالأرض، لأنها سألتني ما لا أقدر عليه.
10990- جميلة
بنت أبي جهل بن هشام بن المغيرة المخزومية «2» .
روت عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. روى عنها زوجها،
أخرج حديثها ابن مندة من طريق سماك بن حرب، عن عبد اللَّه بن عميرة، عن زوج بنت أبي جهل، عن بنت أبي جهل، واسمها جميلة، قالت: مرّ بنا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فاستسقى فسقيته، وقال: «خير أمّتي قرني ثمّ الّذين يلونهم» .
وأخرجه ابن أبي عاصم من هذا الوجه، وزاد: فقمت إلى كوز فسقيته، وسأله رجل
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 18 والدارميّ في الاستئذان 2/ 295.
(2) أعلام النساء 1/ 174، تجريد أسماء الصحابة 2/ 255/ 256.(8/68)
عليه ثوبان أصفران، فقال: تبعد اللَّه لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم «1» .
وقيل: إنها التي خطبها عليّ، والمحفوظ أنها جويرية.
10991- جميلة بنت زيد،
أخت علبة بن زيد بن صيفي بن عمرو بن جشم بن حارثة الأنصارية» .
بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
10992- جميلة بنت سعد
بن الربيع الأنصاري الليثي «3» .
استشهد بأحد. تقدم نسبها، لها صحبة.
روت عن أبيها. روى عنها ثابت بن عبيد الأنصاري- أنّ أباها وعمها قتلا يوم أحد، فدفنا في قبر واحد، قاله أبو عمر، قال: وتزوج جميلة هذه زيد بن ثابت، قاله ابن سعد، وزاد: ولدت له خارجة، ويحيى، وإسماعيل، وسليمان، وكانت تكنى أم سعد.
وأخرج ابن مندة، من طريق مسعر، عن ثابت بن عبيد، قال: دخلت على بنت سعد بن الربيع- يعني جميلة، وهي امرأة زيد بن ثابت، فقرّبت إلي رطبا وتمرا، فقلت لها:
أرى هذا ورثته عن أبيك! فقالت: وما ورثت من أبي شيئا. قتل أبي قبل أن تنزل الفرائض.
وقال ابن سعد: لم يكن سعد ولدها، وقتل أبوها، وهي حمل، ثم أسند عن الواقدي عن أبي الزناد أن أباها استشهد وهي حمل.
10993- جميلة بنت سنان
بن ثعلبة بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة الأنصارية «4» .
ذكرها ابن حبيب فيمن بايعن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقال ابن سعد: أمها خولة بنت المنذر بن
__________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه 2/ 130، 8/ 6. ومسلم في الصحيح 1/ 44 كتاب الإيمان الإيمان باب (4) بيان الإيمان الّذي يدخل به الجنة ... حديث رقم 15/ 14، والترمذي في السنن 5/ 13 كتاب الإيمان باب (8) ما جاء في حرمه الصلاة حديث رقم 2616 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح والنسائي في السنن 1/ 234 كتاب الصلاة 10 ثواب من أقام الصلاة حديث رقم 468. وابن ماجة في السنن 2/ 1314 كتاب الفتن باب (12) كف اللسان في الفتنة حديث رقم 3973، وأحمد في المسند 3/ 472، 4/ 76، والطبراني في الكبير 4/ 166، 165 والحاكم في المستدرك 1/ 51، الهيثمي في الزوائد 1/ 43، 48، 10/ 20 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43629، 42631.
(2) أسد الغابة ت 6818.
(3) أعلام النساء 1/ 175.
(4) أسد الغابة ت 6820.(8/69)
عمرو بن حزام الأنصارية الخزرجية، أسلمت وبايعت، وهي أم ثابت بن عبيد السهام بن سليم الأنصاري، من بني خارجة.
10994- جميلة بنت صيفي
بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة.
أسلمت وبايعت، قاله ابن سعد، وأمها النوار بنت قيس بن لوذان بن ثعلبة، وهي أخت علبة بنت زيد بن عمرو بن زيد بن جشم. وتزوجت جميلة عتيك بن قيس بن هيشة الأوسي، من بني عمرو بن عوف.
10995- جميلة بنت أبي صعصعة «1» ،
واسمه عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: تزوجها عبادة بن الصامت، فولدت له الوليد، ثم تزوجت الربيع بن سراقة، وولدت له عبد اللَّه ومحمدا وبثينة، ثم تزوجها كلدة بن أبي خالد بن قيس بن خالد بن مخلد بن عامر بن زريق، قال: وأمها أنيسة بنت عاصم بن عمرو بن عوف بن مبذول.
10996- جميلة بنت عبد اللَّه
بن أبيّ ابن سلول «2» .
ذكر ابن سعد أن حنظلة بن أبي عامر تزوجها، فقتل عنها يوم أحد، ثم تزوجها ثابت بن قيس فمات عنها، ثم خلف عليها مالك بن الدخشم، ثم خلف عليها خبيب بن إساف، كذا ذكر ابن مندة، وقوله في ثابت بن قيس: مات عنها وهم لم يقله ابن سعد، فإنّ ثابت بن قيس استشهد باليمامة، وخبيب بن إساف الّذي قال: إنه خلف عليها بعده عاش إلى خلافة عمر كما تقدم في ترجمته، فهذا متدافع، وقد راجعت طبقات ابن سعد فقال ما ملخصه: تزوجها حنظلة بن الراهب فقتل عنها يوم أحد، وهو غسيل الملائكة، فولدت له عبد اللَّه بن حنظلة، ثم تزوجها ثابت بن قيس بن شماس فولدت له محمدا، ثم خلف عليها مالك بن الدخشم، ثم خلف عليها خبيب بن إساف، ثم قال: أسلمت جميلة وبايعت، وهي أخت عبد اللَّه بن عبد اللَّه لأبويه، وقتل ابناها عبد اللَّه ومحمد يوم الحرّة. انتهى.
وقد تشاغل ابن الأثير بالطعن فيما نقله ابن مندة، فقال: ذكر في ترجمة جميلة بنت أبيّ أنها اختلعت من ثابت بن قيس، وقال في هذه: إنها كانت زوجة حنظلة ولم يقله في التي قبلها، وقال: إن ثابتا مات عنها. فكأنه ظنهما اثنتين حيث رأى تلك جميلة بنت أبيّ،
__________
(1) أسد الغابة ت 6814.
(2) أسد الغابة ت 6821، الاستيعاب ت 3322.(8/70)
وهذه جميلة بنت عبد اللَّه بن أبيّ، والأول هو الصحيح، والثاني وهم، وليس بشيء، ولو نظر فيهما لعلم أنهما واحدة وسبقه إلى زعم أنهما واحدة أبو نعيم، فقال: خالف الجماعة فأفردها عن المختلعة واهما فيها. وقال ابن الأثير: الحقّ مع أبي نعيم. انتهى.
وقد أغفل ما وقع لابن مندة من الوهم الّذي نبهت عليه، وهو وارد، عليه، وادّعى أنه وهم في جعلهما اثنتين، وليس كما ظن هو وأبو نعيم، بل الصواب أنهما اثنتان، وأنّ ثابت بن قيس تزوج عمتها، فاختلعت منه، ثم تزوج هذه ففارقها، ولم يقل أحد في الكبرى إنها تزوجت حنظلة ولا مالكا ولا حبيبا، وقد أفرد ابن سعد هذه والتي جزمنا بأنها وهم والحق معه، ولو عكس ابن الأثير فاستدلّ على أنهما واحدة، وأنّ من قال جميلة بنت أبي نسبها إلى جدها لكان متّجها. واللَّه يهدي من يشاء.
10997- جميلة بنت عبد اللَّه
بن حنظلة الأنصارية «1» ، من بني الحبلي. ذكرها ابن حبيب فيمن بايعن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
10998- جميلة بنت عبد العزى «2»
بن قطن الخزاعية، من بني المصطلق.
كانت من المبايعات، وهي زوج عبد الرحمن بن العوام أخي الزبير، أم بنيه، لا يعرف لها رواية، قاله أبو عمر.
قلت: كذا سماها ابن الأثير بعد بنت عبد اللَّه ... وعمر، فاقتضى أنها عنده بوزن عظيمة، وليس كذلك، وإنما هي جمينة بالتصغير، وقبل الهاء نون، كذا هي في نسخة من الاستيعاب مجوّدة، وكذا في كتاب النسب للزبير بن بكار في نسخة معتمدة، وفي أخرى بالحاء المهملة.
10999- جميلة بنت عمر بن الخطاب «3» .
تقدم ذكرها في جميلة بنت ثابت.
11000- جميلة بنت عمرو
بن هشام بن المغيرة، هي بنت أبي جهل. تقدمت.
11001- جميلة،
أو خويلة، أو خولة، امرأة أوس بن الصامت التي ظاهر منها.
ذكرها ابن مندة، ونسبه أبو نعيم إلى التصحيف، وليس كما زعم، فقد وقع تسميتها كذلك في حديث عائشة من مسند أحمد، لكن المعروف أنها خولة، فلعل جميلة لقب.
وسيأتي بيان ذلك في حرف الخاء المعجمة إن شاء اللَّه تعالى.
__________
(1) أسد الغابة ت 6822.
(2) أسد الغابة: ت 6823.
(3) أسد الغابة ت 6824، الاستيعاب ت 3326.(8/71)
11002- جميلة بنت يسار،
تقدم في جمل.
11003- جميمة،
بالتصغير، بنت حمام بن الجموح الأنصارية «1» ، من بني الحبلي.
ذكرها ابن حبيب فيمن بايعن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
11004- جميمة بن صيفي
بن صخر بن خنساء الأنصارية «2» . ذكرها ابن حبيب فيمن بايعن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، واستدركها أبو علي الغساني على ابن عبد البر.
11005- جمينة،
بالنون، قيل إنها بنت عبد العزى «3» . تقدمت في جميلة.
11006- جهدمة:
امرأة بشير بن الخصاصية «4» السّدوسي الصحابي المشهور «5» كانت من بني شيبان. روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم حديثين أو ثلاثة، قاله أبو عمر.
قلت: أسند ابن مندة لها حديثين من طريق أبي عتاب الكلبي، عن إياد بن لقيط عنها.
قلت: كان اسم بشير رحما، فسماه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بشيرا، والآخر من هذا الوجه، قالت:
ورأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم خرج إلى الصلاة وهو ينفض رأسه وجبينه من ردع الحناء.
وأخرجه التّرمذيّ في «الشّمائل» ، ويقال: كان اسمها هذا فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ت فسماها ليلى. وذكرها ابن حبان في الصحابة، فقال: يقال لها صحبة، ثم ذكرها في ثقات التابعين.
11007- جويرية بنت أبي جهل «6»
التي
خطبها عليّ بن أبي طالب، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا تجتمع بنت رسول اللَّه وبنت عدوّ اللَّه عند رجل واحد أبدا» .
فترك عليّ الخطبة، فتزوجها عتاب بن أسيد أمير مكة في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فولدت له عبد الرحمن، فقتل يوم الجمل.
ذكرها ابن مندة، وقال غيره: اسمها جميلة كما تقدم، وقصتها في الصحيحين من حديث المسور بن مخرمة من غير أن تسمّى.
11008- جويرية بنت الحارث «7»
بن أبي ضرار بن حبيب بن جذيمة، وهو
__________
(1) أسد الغابة ت 6825.
(2) الثقات 3/ 67، أعلام النساء 1/ 185، تجريد أسماء الصحابة 2/ 256، تقريب التهذيب 2/ 593، تهذيب التهذيب 12/ 406، تهذيب الكمال 3/ 1680، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 377.
(3) أسد الغابة ت 3327.
(4) في أالصامت.
(5) أسد الغابة ت 6827، الاستيعاب ت 3328.
(6) تجريد أسماء الصحابة 2/ 255، 256، الثقات 3/ 66.
(7) الثقات 3/ 66، أعلام النساء 1/ 190، السمط الثمين 134، تقريب التهذيب 2/ 593، تجريد أسماء الصحابة 2/ 256، تهذيب التهذيب 12/ 407، أزمنة التاريخ الإسلامي 969، الكاشف 3/ 467، تهذيب الكمال 3/ 1680، الاستبصار 121، خلاصة تذهيب الكمال 3/ 17، تلقيح فهوم أهل الأثر 22/ 270، بقي بن مخلد 254.(8/72)
المصطلق، ابن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو الخزاعية المصطلقية.
لما غزا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بني المصطلق غزوة المريسيع في سنة خمس أو ست، وسباهم وقعت جويرية، وكانت تحت مسافع بن صفوان المصطلقي، في سهم ثابت بن قيس.
قال ابن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عمه عروة بن الزبير، عن خالته عائشة، قالت: لما قسم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سبايا بني المصطلق وقعت جويرية في السهم لثابت بن قيس بن شماس، أو لابن عم له، فكاتبته على نفسها، وكانت امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تستعينه في كتابتها، قالت عائشة: فو اللَّه ما هي إلا أن رأيتها فكرهتها، وقلت: يرى منها ما قد رأيت. فلما دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قالت: يا رسول اللَّه، أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه، وقد أصابني من البلايا ما لم يخف عليك، وقد كاتبت على نفسي، فأعنّي على كتابتي. فقال: «أو خير من ذلك؟ أؤدّي عنك كتابتك وأتزوّجك؟» فقالت: نعم. ففعل ذلك.
فبلغ الناس أنه قد تزوّجها، فقالوا: أصهار رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأرسلوا ما كان في أيديهم من بني المصطلق، فلقد أعتق اللَّه بها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة منها على قومها.
وأخرج ابن سعد عن الواقديّ بسند له عن عائشة نحوه، لكن سمى زوجها صفوان بن مالك.
ومن طريق شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن كريب، عن ابن عباس، قال: كان اسم جريرية برة، فسماها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جويرية «1» .
وأخرج التّرمذيّ، من طريق شعبة بهذا الإسناد إلى ابن عباس، عن جويرية بنت الحارث- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم مرّ عليها وهي في مسجدها. ثم مرّ عليها قريبا من نصف النهار، فقال: «ما زلت على ذلك!» قالت: نعم. قال: «ألا أعلّمك كلمات تقولينهنّ؟ سبحان اللَّه عدد خلقه ... » «2» الحديث.
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 326، 353.
(2) أخرجه أبو نعيم في الحلية 7/ 162. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3420، 3429 وعزاه لأبي داود وأحمد في المسند عن أسماء بنت عميس.(8/73)
ووقع لنا بعلو في المعرفة لابن مندة، وسنده صحيح.
ومن مرسل أبي قلابة قال: سبى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم جويرية- يعني وتزوّجها، فجاءها أبوها، فقال: إن بنتي لا يسبي مثلها، فخلّ سبيلها. فقال: «أرأيت إن خيّرتها أليس قد أحسنت؟» قال: بلى، فأتاها أبوها فذكر لها ذلك، فقالت: اخترت اللَّه ورسوله.
وسنده صحيح.
وروت جويرية عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أحاديث. روى عنها ابن عباس، وجابر، وابن عمر، وعبيد بن السباق، والطفيل ابن أخيها، وغيرهم.
وذكر ابن إسحاق أنّ زوجها الأول كان يقال له ابن ذي الشقر. وسماه الواقدي مسافع بن صفوان بن ذي الشّقر بن أبي السرح. وقتل يوم المريسيع.
وفي صحيح البخاريّ، عن جويرية أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم دخل عليها يوم جمعة وهي صائمة، فقال: «أصمت أمس؟ قالت: لا، قال: «فتصومين غدا؟» قالت: لا. قال: «فأفطري» .
وعند مسلم من طريق الزّهريّ، عن عبيد بن السباق، عن جويرية بنت الحارث، قالت: دخلت علي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «هل من طعام؟» الحديث.
وفي صحيح مسلم كان اسمها برة، فسماها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم جويرية، كره أن يقال خرج من عند برة.
قيل: ماتت سنة خمسين من الهجرة، وقيل: بقيت إلى ربيع الأول سنة ست وخمسين، قاله الواقدي، قال: وصلى عليها مروان. وقيل: عاشت خمسا وستين سنة.
11009- جويرية:
وقع عند ابن بطال في شرحه أنها المرأة التي استعار خبيب بن عدي منها الموسى.
والحديث في صحيح البخاريّ غير مسمّاة.
11010- جويرية بنت المجلل،
امرأة حاطب بن الحارث الجمحيّ «1» . تكنى أم جميل، وهي مشهورة بكنيتها. واختلف في اسمها، قاله أبو عمر.
القسم الثاني
11011- جمانة بنت الحسن بن حبة.
__________
(1) أسد الغابة ت 6830، الاستيعاب ت 3330.(8/74)
ولدت في العهد النبوي، وتزوجها حذيفة بن اليمان، ذكرها ابن سعد فيمن لم يرو عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
11012- جميلة بنت عمر بن الخطاب،
كان اسمها عاصية، فسماها جميلة.
أخرج ابن أبي شيبة، عن الحسن بن موسى، عن حماد، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر- أنّ ابنة لعمر كان يقال لها عاصية، فسمّاها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جميلة.
واستدركها أبو عليّ الغسّانيّ على «الاستيعاب» ، وتعقّبه ابن الأثير بأن هذه القصة إنما وردت لامرأة عمر لا لابنته كما تقدم، وكان قد ذكر في ترجمة جميلة بنت ثابت امرأة عمر ما نصّه: روى حماد بن سلمة بهذا الإسناد أنها- يعني جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح- كان اسمها عاصية، فلما أسلمت سماها جميلة، كذا أورده، وإنما نقله من كتاب ابن مندة، ولفظه:
من طريق حجاج بن منهال، عن حماد- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم غيّر اسم عاصية، فقال: «أنت جميلة» .
ولم يصفها بأنها امرأة عمر ولا ابنته، ولكن ذكر قبل ذلك من مرسل واصل بن أبي عيينة ما يتعلق بامرأة عمر، كما تقدم في ترجمتها، فتصرّف عند نقله بالمعنى، فما طبّق المفصل.
ولا مانع أن يغيّر اسم المرأة والبنت، ولكن ساق أبو علي الغساني الحديث، من طريق أبي مسلم الكجي، عن حجاج بن منهال، ولفظه: كانت أمّ عاصم تسمى عاصية فسماها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جميلة، فهذا يدلّ على أن المراد امرأة عمر.
11013- جويرية بنت أبي سفيان بن حرب،
شقيقة معاوية.
ذكرها ابن سعد، وقال: تزوجها السائب بن أبي حبيب الأسدي.
القسم الثالث
11014- جسرة بنت دجاجة «1» ،
تابعية معروفة.
روت عن أبي ذر، وعلي، وعائشة، وأم سلمة. وهي معدودة في أهل الكوفة.
روى عنها قدامة بن عبد اللَّه العامري، وأفلت بن خليفة، وممدوح الهذلي. قال العجليّ: ثقة ... وورد ما يدلّ على أن لها إدراكا، فأخرج ابن مندة من طريق عثام بن علي، عن قدامة، عن جسرة، قالت: أتانا آت يوم وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فأشرف على الجبل،
__________
(1) أسد الغابة ت 6805.(8/75)
فقال: يا أهل الوادي، انحرف الدين- ثلاث مرات، [مات] نبيكم الّذي تزعمون، فإذا هو شيطان، فحسبنا فوجدناه مات ذلك اليوم.
وذكرها ابن مندة في الصّحابة، ولم يذكر سوى هذا الأثر.
وأخرجه عن أبي عليّ بن السّكن بسنده إلى عثّام، وهو بمهملة ومثلثة ثقيلة، وليس صريحا في إدراكها، لاحتمال أن تكون أرادت بقولها: أتانا آت من قومها، وتكون نقلت عنهم، ولم تدرك هي ذلك، ولم يذكرها ابن السكن في الصحابة، وحديثها عن الصحابة في السن لأبي داود والنسائي وغيرهما.
11015- جمرة، امرأة عيينة بن حصن الفزاري.
مذكورة في خبر قيس بن أبي حازم المرسل في قصة عيينة في أواخر ... كذا من آخر سعيد بن منصور ...
القسم الرابع
11016- جارية بنت عمرو بن المؤمل.
كانت ممن يعذّب في اللَّه فاشتراها أبو بكر.
ذكرها ابن سعد بعد أميمة بنت رقيقة، وقيل بريرة، مولاة عائشة، فقال: وليست هي بنت عمرو، إنما كانت أمّة لآل عمرو، فلعله كان فيه جارية بيت، بفتح الموحدة وسكون التحتانية، وهذا اللفظ يطلق على آل الرجل وعلى زوجته، فالمراد هاهنا الأول. والمعروف فيها جارية بني عمرو بن المؤمل، أو جارية بن عمرو بن المؤمل. وقد ظنها بعضهم رجلا، وصحّف، فقال: حارثة- بالمهملة والمثلثة. وباللَّه التوفيق.
11017- جميلة بنت المصفح «1» .
أدركت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. روى عنها فضيل بن مرزوق، ذكرها أبو عمر.
قلت: حكى غيره في اسم أبيها المصبح- بالموحدة عوض الفاء، ولم أر لها رواية عن صحابي، وإنما أخرج النسائي في مسند علي حديثا، ولها حديث آخر عن حاطب عن أبي ذر، ولم أقف على ما يدل على إدراكها.
11018- جميلة بنت عبد العزى.
تقدم التنبيه عليها في القسم الأول.
11019- جويرية بنت الحارث
بن عبد المطلب بن هاشم.
__________
(1) أعلام النساء 1/ 178.(8/76)
قال الذّهبيّ في آخر حرف الجيم من النساء: جويرية التي قال لها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لقد قلت بعدك أربع كلمات ... » «1» الحديث
أخرجه مسلم. قال ابن حبان في الأنواع: هي ابنة عمة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، كذا قال، وإنما هي أم المؤمنين ... وقد رواه ابن عباس عنها.
قلت: قد ذكرته في ترجمة أم المؤمنين جويرية بنت الحارث من سياق الترمذي.
ولفظ مسلم، من طريق سفيان- هو ابن عيينة، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن كريب، عن ابن عباس، عن جويرية- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم خرج من عندها بكرة....
الحديث.
وفي رواية مسعر، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبي رشدين، وهو كريب- مثله، لكن قال: مرّ بها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حين صلى الغداة أو بعد ما صلّى، وكذا هو عند ابن ماجة، من طريق مسعر. وعند الترمذي، والنسائي، من طريق شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن بمثل سفيان. وفيه: عن ابن عباس، عن جويرية بنت الحارث- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم مرّ عليها وهي تسبّح.
وفي مسند الحسن بن سفيان، عن قتيبة، عن سفيان بن عيينة بسند مسلم، عن ابن عباس، قال: قالت جويرية بنت الحارث: خرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وأنا في مصلّاي، فرجع حين تعالى النهار ... الحديث.
قال أبو نعيم في مستخرجه بعد أن أخرجه: كان في أوله قصة فتركتها.
قلت: وقد ذكرها أبو عوانة في صحيحه، عن شعيب بن عمرو، عن سفيان، فساق بسنده إلى ابن عباس، قال: خرج علينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من عند جويرية، وكان اسمها برة، فحوّله جويرية، وكره أن يقال: خرج من عند برة، فخرج وهي في مصلّاها، فذكر الحديث، فيستفاد من هذه الزيادة أنها جويرية بنت الحارث الخزاعية، زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، لأنّ مسلما قد أخرج هذه القطعة من الحديث من رواية سفيان بن عيينة بهذا السند إلى ابن عباس. وكذلك أخرجه محمد بن سعد في ترجمة جويرية أم المؤمنين، عن سفيان بن عيينة.
وأخرجه أيضا من طريق سفيان الثوري، عن محمد بن عبد الرحمن مثل سياق ابن عيينة، فقال في أوله: كان اسم جويرية برة، فسماها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جويرية، قال: فصلّى الفجر،
__________
(1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2090 عن ابن عباس عن جويرية كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (48) باب التسبيح أول النهار وعند النوم (19) حديث رقم (79/ 2726) وأحمد في المسند 1/ 258، وابن سعد في الطبقات 8/ 85 والبغوي في شرح السنة 5/ 205، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3719.(8/77)
ثم خرج من عندها حتى ارتفع الضحى، ثم جاء وهي في مصلّاها ... الحديث.
فعرف من هذا أنها أم المؤمنين. وباللَّه التوفيق.
حرف الحاء المهملة
القسم الأول
11020- حبّانة،
بكسر أوله وتشديد الموحدة وبعد الألف نون، بنت سليم بن ضبع، أم عامر، هي مشهورة بكنيتها. سماها ابن سعد. وستأتي في الكنى.
11021- حبتة،
بفتح أولها وسكون الموحدة بعدها مثناة من فوق، بنت جبير، أخت خوّات بن جبير. تقدم نسبها في أخيها. ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت وبايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
11022- حبتة «1»
، أم سعد بن عمير. ذكرت في ترجمة ولدها.
11023- حبّة،
بفتح أولها وزن برة، بنت عمرو بن حصن الأنصارية. ذكرها ابن سعد في المبايعات.
11024- حبيبة بنت أبي أمامة
أسعد بن زرارة «2» .
تقدم نسبها في الألف. هي زوجة سهل بن حنيف، والدة أبي أمامة أسعد. قال إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، عن محمد بن عمارة: حدثتني أمي حبيبة وخالتي كبشة أختا فريعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة ... فذكر حديثا.
وروى عبد اللَّه بن إدريس الدّوري، عن محمد بن عمارة، عن زينب بنت نبيط امرأة أنس بن مالك، قال: أوصى أبو أمامة أسعد بن زرارة بأمي وخالتي إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقدم عليه حلي من ذهب ولؤلؤ يقال له الرّعاث، فحلاهنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من ذلك الرعاث، قالت زينب: فأدركت بعض ذلك الحلي عند أهلي.
وأخرجه ابن السّكن من رواية ابن إدريس. وقال ابن سعد: أسلمت حبيبة وبايعت، وتزوّجها سهل بن حنيف، فولدت له. أبا أمامة أسعد، فسماها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم باسم أبيها، وكناها بكنيته، وأمها عميرة بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث.
__________
(1) في أحبيبة.
(2) أسد الغابة ت 6832، الاستيعاب ت 3331.(8/78)
11025- حبيبة بنت أبي تجراة
العبدرية ثم الشيبية «1» .
روى حديثها الشّافعيّ عن عبد اللَّه بن المؤمل، وابن سعد، عن معاذ بن هانئ، ومحمد بن سنجر، عن أبي نعيم وابن أبي خيثمة، عن شريح بن النعمان، كلّهم عن ابن المؤمل، عن عمر بن عبد الرحمن بن محيصن، عن عطاء بن أبي رباح، حدثتني صفية بنت شيبة، عن امرأة يقال لها حبيبة بنت أبي تجراة، قالت: دخلنا دار أبي حسين في نسوة من قريش والنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يطوف بالبيت، حتى أن ثوبه ليدور وهو يقول لأصحابه: اسعوا فإن اللَّه كتب عليكم السعي. لفظ معاذ.
وأخرجه الطّحاويّ، من طريق معاذ، وقد وقع لنا بعلو في المعرفة لابن مندة من طريقه.
قال أبو عمر: قيل اسمها حبيبة بفتح أوله، وقيل بالتصغير. وقال غيره: تجراة ضبطها الدار الدّارقطنيّ بفتح المثناة من فوق، ثم قال أبو عمر: اختلف في صحابيتها بهذا الحديث على صفية بنت شيبة، وقد ذكرت ذلك في التمهيد.
قلت: وقد تقدم من وجه آخر عن صفية عن برة، وقيل عن تملك، وقيل عن أم ولد لشيبة، وقيل عن صفية بلا واسطة. وقد استوعب أبو نعيم بيان طرقه، ومنها من طريق جسرة بنت محمد بن سباع، عن حبيبة بنت أبي تجراة كذلك. وأخرجه النسائي، وابن ماجة، من طريق بدليل بن ميسرة، عن مغيرة بن حكيم، عن صفية بنت شيبة، عن امرأة. وفي رواية ابن ماجة عن أم ولد لشيبة. وقد تقدم سند حديث تملك في المثناة.
11026- حبيبة بنت جحش «2»
. ذكرها ابن سعد، وقال: هي أم حبيب. وهي شقيقة زينب أيضا، وهي المستحاضة، قال بعض المحدثين: يقلب اسمها فيقول أم حبيبة. ثم أخرج من طريق ابن أبي ذئب، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة- أن أم حبيبة بنت جحش استحيضت سبع سنين، وكانت تحت عبد الرحمن بن عوف. قال الواقدي كذا ... وذكرها ابن عبد البر، وقال: قاله قوم، وأن كنيتها أم حبيب، يعني بلا هاء، قال: والأشهر أنها أم حبيبة، كذا قال. واستدركها في الكنى.
__________
(1) الثقات 3/ 100، تجريد أسماء الصحابة 2/ 257، تلقيح فهوم أهل الأثر 379، بقي بن مخلد 1013، تعجيل المنفعة 555.
(2) أسد الغابة ت 6834، الاستيعاب ت 3333.(8/79)
11027- حبيبة بنت أم حبيبة،
بنت أبي سفيان، هي حبيبة بنت رملة بنت أبي سفيان ابن صخر. تأتي قريبا، واسم أبيها عبد اللَّه بن جحش، وأمها أم المؤمنين.
11028- حبيبة بنت الحصين
بن عبد اللَّه بن أنس بن أمية بن زيد بن دارم، زوج السائب بن أبي السائب.
ذكرها الزّبير بن بكّار، وهي والدة عبد اللَّه بن السائب بن أبي السائب، ولعبد اللَّه ولأبويه صحبة.
11029- حبيبة بنت خارجة
بن زيد «1» ، أو بنت زيد بن خارجة الخزرجية، زوج أبي بكر الصديق، ووالدة أم كلثوم ابنته التي مات أبو بكر وهي حامل بها، فقال ذو بطن بنت خارجة ما أظنها إلا أنثى، فكان كذلك.
وفي قصة الوفاة النبويّة، من رواية عروة، عن عائشة: استأذن أبو بكر لما رأى من النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يأتي بيت خارجة، فأذن له. وقال ابن سعد: حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر، أمهما هزيلة بنت عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم. أسلمت وبايعت، قال: وخلف على حبيبة بعد أبي بكر إساف بن عتبة بن عمرو.
11030- حبيبة بنت زيد بن أبي زهير «2»
. في ترجمة والدها.
11031- حبيبة بنت أبي سفيان «3»
. قال أبو عمر، قاله أبان بن صمعة، سمع محمد بن سيرين يقول: حدثتني حبيبة بنت أبي سفيان- أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول فيمن مات له ثلاثة من الولد. لم يرو عنها غير محمد بن سيرين، ولا تعرف لأبي سفيان ابنة يقال لها حبيبة. والّذي أظنّ أنها حبيبة بنت أم حبيبة بنت أبي سفيان التي روى حديثها الزهريّ، عن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، عنها عن ابنها، عن زينب بنت جحش في ردم يأجوج ومأجوج، وأبوها عبيد اللَّه بن جحش مات بأرض الحبشة.
وذكرها موسى بن عقبة فيمن هاجر إلى الحبشة، قال: وتنصر أبوها هناك. انتهى.
وليس كما ظن، بل هذه حبيبة بنت أبي سفيان أخرى كانت تخدم عائشة- وليس أبوها
__________
(1) الثقات 3/ 100، تجريد أسماء الصحابة 2/ 257.
(2) أسد الغابة ت 6835.
(3) أسد الغابة ت 6836، الاستيعاب ت 3335.(8/80)
أبا سفيان هو ابن حرب والد أم حبيبة أم المؤمنين، بل هو أبو سفيان آخر لا يعرف نسبه.
وقد أخرج حديثها ابن مندة بعلو، من طريق النضر بن شميل، عن أبان بن صمعة:
سمعت ابن سيرين يقول: حدثتني حبيبة أنها كانت في بيت عائشة قاعدة، فدخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة أطفال إلّا أدخلهما اللَّه الجنّة» «1» . وقال: رواه الأنصاري وغيره.
وأخرجه الحسن بن سفيان في مسندة: من طريق سهل بن يوسف، عن أبان مطولا.
وقال في آخره: «ألا قيل: ادخلوا الجنّة، فيقولون: حتّى يدخلها أبوانا، فيقال في الثّالثة أو الرّابعة: ادخلوا أنتم وآباؤكم» : قال: فقالت لي عائشة: أسمعت؟ قلت: نعم. قالت:
فاحفظي إذا.
11032- حبيبة بنت سهل
بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصارية، أخت رعينة شقيقتها، أمّهما عمرة بنت مسعود التي اختلعت من ثابت بن قيس فيما روى أهل المدينة. وروت عنها عمرة. وجائز أن تكون هي وجميلة بنت أبيّ ابن سلول اختلعتا من ثابت جميعا.
قلت:
ووقع لنا حديثها بعلو في مسند الدّارميّ، عن يزيد بن هارون. وفي المعرفة لابن مندة من طريقه، وهو عند ابن سعد. عن يزيد، عن يحيى بن سعيد أن عمرة بنت عبد الرحمن أخبرته أنّ حبيبة بنت سهل تزوّجها ثابت بن قيس، وذكرت أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قد كان همّ أن يتزوجها، وكانت جارية، وأن ثابتا ضربهما، وأنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم خرج فرأى إنسانا.
فقال: «من هذا؟» قالت: أنا حبيبة بنت سهل. قال: «ما شأنك؟» قالت: لا أنا ولا ثابت.
فأتى ثابت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال له النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «خذ منها وخلّ سبيلها» . فقالت: يا رسول اللَّه:
عندي واللَّه كلّ شيء أعطانيه، فأخذ منها وقعدت في أهلها.
وهو في «الموطّأ» : عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة. ومنهم من أرسله.
وعند ابن أبي عاصم من طريق حماد بن زيد كلاهما عن يحيى بن سعيد مطولا، وفيه: وهي إحدى عماتي. وفيه: ثم ذكر غيرة الأنصار، فكره أن يسوءهم في نسائهم. وفيه: إن ثابتا
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 12 عن معاذ قال قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ما من مسلمين ... الحديث. قال الهيثمي روى ابن ماجة أن السقط إلى آخره ورواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه يحيى بن عبد اللَّه التيمي ولم أجد من وثقه ولا جرحه وأورده في الزوائد 3/ 9 عن أم سليم بلفظه وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه عمرو بن عاصم الأنصاري ولم أجد من وثقه ولا ضعفه وبقية رجاله رجال الصحيح.(8/81)
خطبها فتزوّجها، وكان في خلقه شدة فضربها. وما ذكره أبو عمر من تعدد المختلعات من ثابت ليس ببعيد، لاختلاف السبب المذكور.
وقد أخرج ابن سعد من طريق حماد بن زيد، عن يحيى: كانت حبيبة بنت سهل تحت ثابت بن قيس بن شماس ... الحديث. وفيه: فردّت عليه حديقته، وفيه: وكان ذلك أول خلع في الإسلام، وفيه: فتزوجها أبي بن كعب بعد ثابت.
وقال ابن سعد: حدثنا الأنصاري، حدثنا أبان بن صمعة: سمعت محمد بن سيرين، ودخل علينا، فقال: حدثتني حبيبة بنت سهل أنها كانت في بيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة أطفال لم يبلغوا الحنث إلّا جيء بهم يوم القيامة حتّى يوقفوا على باب الجنّة، فيقال لهم: ادخلوا الجنّة، فيقولون: حتّى يدخل أبوانا» .
قال ابن سيرين: فلا أدري في الثانية أو الثالثة، فيقال: «ادخلوا أنتم وآباؤكم» ، فقالت عائشة للمرأة: أسمعت؟ فقالت: نعم. قال ابن سعد: هكذا رواه ابن سيرين فلم ينسبها، فلا أدري أهي بنت سهل بن ثعلبة أو أخرى؟.
11033- حبيبة بنت سهل «1» .
روى أبان بن صمعة، عن محمد بن سيرين- أن حبيبة بنت سهل حدثته، فذكر ما تقدم في الترجمة التي قبلها. وجوّز ابن سعد أن تكون أخرى.
11034- حبيبة بنت شريق،
بفتح المعجمة، وقيل بنت أبي شريق الأنصارية «2» ، وقيل الهذلية هي جدة عيسى بن مسعود بن الحكم، وروى هو عنها، قال ابن عبد البرّ.
وقال ابن مندة: روت عن بديل بن ورقاء، روى حديثها صالح بن كيسان، عن عيسى بن مسعود، عن جدته حبيبة. ثم ساقه من طريق سعيد بن سلمة، عن صالح، عن عيسى الزرقيّ، عن جدته- أنها كانت مع أمها بنت العجفاء في أيام الحج بمنى، فجاءهم بديل بن ورقاء على راحلة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فنادى: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «من كان صائما فليفطر، فإنّها أيّام أكل وشرب» .
وأخرج النّسائيّ حديثها من جهة مسعود بن الحكم عن أمه، ولم يسمّها، ولكن [عنده] عن علي بن أبي طالب لا عن بديل، فيحتمل التعدد.
وذكرها ابن حبّان في «ثقات التّابعين» ، وستأتي في الكنى، ويقال اسمها أسماء كما
__________
(1) أسد الغابة: ت 6837، الاستيعاب ت 3336.
(2) أسد الغابة: ت 6838، الاستيعاب ت 3337.(8/82)
تقدم، وقد وقع مثل ذلك لعمرو بن سليم، عن أمه- أنها رأت عليّا ينادي بذلك، فهذه قرينة تقوّي التعدد.
1135- حبيبة بنت شريك
بن أنس بن رافع الأشهلية. تقدم ذكرها في أمها أمامة بنت سماك.
11036- حبيبة بنت الضحاك بن سفيان.
كانت زوج العباس بن مرداس حين أسلم، ذكرها أبو عبيدة معمر بن المثنى.
11037- حبيبة بنت أبي عامر الراهب،
أخت حنظلة غسيل الملائكة. ذكرها ابن سعد في «المبايعات» .
11038- حبيبة بنت عبد اللَّه
بن حجير الأسدية بنت أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان.
تقدمت الإشارة إليها في حبيبة بنت أم حبيبة، قاله ابن إسحاق، وموسى بن عقبة.
هاجرت مع أمها إلى الحبشة، ورجعت معها إلى المدينة، وحكى ابن إسحاق قولا أنّها ولدت بأرض الحبشة.
11039- حبيبة بنت عمرو بن حصن «1»
، من بني عامر بن زريق. أسلمت وبايعت، لا تعرف لها رواية، قاله ابن مندة عن محمد بن سعد.
11040- حبيبة بنت قيس
بن زيد بن عامر بن سواد الأنصاري»
، من بني ظفر.
بايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، ذكرها ابن الأثير.
11041- حبيبة بنت مسعود بن خالد «3»
، من بني عامر بن زريق. بايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، لا تعرف لها رواية، قاله ابن مندة أيضا عن محمد بن سعد.
11042- حبيبة بنت معتّب
بن عبيد بن سواد بن الهيثم «4» . بايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكانت عند بشر بن الحارث، فولدت له بريرة.
11043- حبيبة بنت مليل «5»
، بلامين مصغرا، ابن وبرة بن خالد بن العجلان، من بني عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصارية.
__________
(1) أسد الغابة ت 6839.
(2) أسد الغابة ت 6840.
(3) أسد الغابة ت 6841.
(4) أسد الغابة ت 6842.
(5) أسد الغابة ت 6843.(8/83)
بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وتزوجها فروة بن عمرو بن ورقة بن عبيد بن عامر بن بياضة، فولدت له عبد الرحمن بن فروة. أسنده ابن مندة عن ابن سعد أيضا.
11044- حبيبة بنت نبيه
بن الحجاج السهمية، زوج المطلب بن أبي وداعة، والدة حبيبة بنت المطلب.
وتزوجت حبيبة عبد الرحمن بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وهو أخو عبد اللَّه الّذي يقال له ببة أمير البصرة، وقتل نبيه والد حبيبة كافرا في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، ذكر ذلك كله الزّبير بن بكّار.
11045- حذافة بنت الحارث السعدية «1»
، أخت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من الرضاع، هي التي يقال لها الشيماء. تأتي في الشين المعجمة، وقيل: اسمها جدامة، بالجيم والميم، كما تقدم.
11046- حريملة بنت عبد
بن الأسود «2» بن جذيمة بن قيس بن بياضة بن سبيع الخزاعية، ماتت بأرض الحبشة، كذا ذكرها الطبري، وأوردها ابن عبد البر. وقال ابن سعد:
حرملة بغير تصغير، أسلمت قديما، وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها جهم بن قيس، فولدت له عبد اللَّه وعمرا وحرملة، فكانت تكنى أم حرملة، فهلكت هناك.
11047- حرملة،
بغير تصغير، بنت عبيد بن ثعلبة بن سواد بن غنم الأنصارية «3» ، من بني مالك بن الخزرج.
ذكرها ابن حبيب فيمن بايع، وقال الطبراني، في المعجم الكبير نحو ذلك.
11048- حزمة،
بسكون الزاي المنقوطة، بنت قيس الفهرية، أخت فاطمة «4» .
تقدم نسبها في ترجمة أخيها الضحاك بن قيس، ووقع ذكرها في حديث أخيها الضحاك بن قيس، ووقع ذكرها في حديث أختها فاطمة بنت قيس من مسند أحمد، وكان سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل تزوّجها فولدت له.
11049- حسانة المزنية «5» ،
كان اسمها جثامة،
أسند قصتها أبو عمر من طريق صالح بن رستم، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: جاءت عجوز إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال
__________
(1) أسد الغابة ت 6845، الاستيعاب ت 3339.
(2) أسد الغابة ت 6846، الاستيعاب ت 3340.
(3) أسد الغابة ت 6847.
(4) أسد الغابة ت 6848، الاستيعاب ت 3341.
(5) أسد الغابة ت 6849، الاستيعاب ت 3342.(8/84)
لها: «من أنت» ؟ فقالت: أنا جثامة المزنية. قال: «كيف حالكم؟ كيف أنتم بعدنا» ؟ قالت:
بخير، بأبي أنت وأمي يا رسول اللَّه! فلما خرجت قلت: يا رسول اللَّه، تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال؟ فقال: «إنّها كانت تأتينا أيّام خديجة، وإنّ حسن العهد من الإيمان» «1» .
قال أبو عمر: هذا أصحّ من رواية من روى ذلك في ترجمة الحولاء بنت تويت.
قلت: سيأتي بيان ذلك في الحولاء غير منسوبة.
11050- حسنة، والدة شرحبيل بن حسنة «2» .
قال العجليّ: لها صحبة. وقال ابن سعد: هاجرت مع أبيها إلى أرض الحبشة. ذكر إبراهيم بن سعد فيمن هاجر إلى الحبشة من بني جمح معمر بن حبيب، ومعه ابناها خالد، وجنادة، وامرأته حسنة هي أمهما وأخوهما لأمهما شرحبيل بن حسنة.
11051- حسانة:
في جثّامة.
11052- حفصة بنت حاطب
بن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد الأنصارية «3» ، أخت الحارث بن حاطب.
بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب.
11053- حفصة بنت عمر بن الخطاب
أمير المؤمنين «4» ، هي أم المؤمنين.
تقدم نسبها في ذكر أبيها، وأمها زينب بنت مظعون، وكانت قبل أن يتزوجها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم عند خنيس بن حذافة، وكان ممن شهد بدرا، ومات بالمدينة، فانقضت عدّتها فعرضها عمر على أبي بكر فسكت، فعرضها على عثمان حين ماتت رقية بنت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: ما أريد أن أتزوج اليوم، فذكر ذلك عمر لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم،
فقال: «يتزوّج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوّج عثمان من هو خير من حفصة» .
فلقي أبو بكر عمر فقال: لا تجد عليّ، فإن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ذكر حفصة فلم أكن أفشي سرّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، ولو تركها لتزوّجتها.
__________
(1) أورده العجلوني في كشف الخفاء 1/ 263 وقال رواه الحاكم والديلميّ عن عائشة رضي اللَّه عنها.
(2) أسد الغابة ت 6850، الاستيعاب ت 3343.
(3) أسد الغابة ت 6851.
(4) مسند أحمد 6/ 283، طبقات ابن سعد 8/ 81، طبقات خليفة 334، تاريخ خليفة 66، المعارف 135، المستدرك 4/ 14، تهذيب الكمال 1680، تاريخ الإسلام 2/ 220، العبر 1/ 5، مجمع الزوائد 9/ 244، تهذيب التهذيب 12/ 411، خلاصة تذهيب الكمال 490، كنز العمال 13/ 697، شذرات الذهب 1/ 10.(8/85)
وتزوج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حفصة بعد عائشة.
أخرجه ابن سعد، وهذا لفظه في بعض طرقه، وأصله في الصحيح من طريق الزهري عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر عن أبيه عن ابن عمر، قال أبو عبيدة: سنة اثنتين من الهجرة، وقال غيره: سنة ثلاث، وهو الراجح، لأن زوجها قتل بأحد سنة ثلاث. وقيل إنها ولدت قبل المبعث بخمس سنين. أخرجه ابن سعد بسند فيه الواقدي.
روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وعن عمر، روى عنها أخوها عبد اللَّه، وابنه حمزة، وزوجته صفية بنت أبي عبيد، ومن الصحابة فمن بعدهم: حارثة بن وهب، والمطلب بن أبي وداعة، وأم مبشر الأنصارية، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعبد اللَّه بن صفوان بن أمية، وآخرون.
قال أبو عمر: طلقها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تطليقة ثم ارتجعها، وذلك أنّ جبريل قال له:
أرجع حفصة، فإنّها صوّامة قوامة، وإنها زوجتك في الجنة.
أخرجه ابن سعد من طريق أبي عمران الجوني، عن قيس بن زيد- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ... فذكره، وهو مرسل. وأخرج عن عثمان بن أبي شيبة ... عن حميد، عن أنس- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم طلق حفصة ثم أمر أن يراجعها «1» . روى موسى بن علي، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، قال: طلّق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حفصة بنت عمر، فبلغ ذلك عمر فحثى التراب على رأسه، وقال: ما يعبأ اللَّه بعمر وابنته بعدها، فنزل جبريل من الغد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: إن اللَّه يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر. أخرجه ... وفي رواية أبي صالح: دخل عمر على حفصة وهي تبكي، فقال: لعل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قد طلّقك، إنه كان قد طلّقك مرة، ثم راجعك من أجلي، فإن كان طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبدا. أخرجه أبو يعلى.
قال أبو عمر: أوصى عمر إلى حفصة، وأوصت حفصة إلى أخيها عبد اللَّه بما أوصى به إليها عمر بصدقة تصدقت بها بالغابة.
وأخرج ابن سعد من طريق عبد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أوصى عمر إلى حفصة. وأخرج بسند صحيح عن نافع، قال: ما ماتت حفصة حتى ما تفطر.
وبسند فيه الواقديّ إلى أبي سعيد المقبري: ورأيت مروان بين أبي هريرة وأبي سعيد أمام جنازة حفصة، ورأيت مروان حمل بين عمودي سريرها من عند دار آل حزم إلى دار المغيرة، وحمل أبو هريرة من دار المغيرة إلى قبرها.
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 4/ 336 عن أنس وقال رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.(8/86)
قيل: ماتت لما بايع الحسن معاوية، وذلك في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين، وقيل: بل بقيت إلى سنة خمس وأربعين. وقيل ماتت سنة سبع وعشرين، حكاه أبو بشر الدّولابي، وهو غلط، وكأن قائله أسنده إلى ما رواه ابن وهب عن مالك أنه قال: ماتت حفصة عام فتحت إفريقية، ومراده فتحها الثاني الّذي كان على يد معاوية بن خديج، وهو في سنة خمس وأربعين، وأما الأول الّذي كان في عهد عثمان فهو الّذي كان في سنة سبع وعشرين فلا. واللَّه أعلم.
11054- حفصة، «1»
أو حقة، بقاف، بنت عمرو. قال أبو عمر: كانت قد صلت، إلى القبلتين. روى عنها أبو مجلز أنها كانت تلبس المعصفر في الإحرام.
قلت: أسنده ابن مندة، من طريق شريك، عن عاصم، عن أبي مجلز، عن حقة بنت عمرو، وكانت قد أدركت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وصلّت معه إلى القبلتين، وكانت إذا أرادت أن تحرم قربت منها فلبست من ثيابها ما شاءت وفيها المعصفر.
11055- حكيمة،
بالتصغير، بنت غيلان الثقفية «2» ، امرأة يعلى بن مرة.
ما أدري أسمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أو لا، قاله أبو عمر، قال: ولها رواية عن زوجها.
قلت: ...
11056- حليمة السعدية:
مرضعة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم «3» ، هي بنت أبي ذؤيب، واسمه عبد اللَّه بن الحارث بن شجنة، بكسر المعجمة وسكون الجيم بعدها نون، ابن رزام بكسر المهملة ثم المنقوطة، ابن ناضرة بن سعد بن بكر بن هوازن.
قال أبو عمر: أرضعت النّبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، ورأت له برهانا تركنا ذكره لشهرته، وروى زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، قال: جاءت حليمة ابنة عبد اللَّه أمّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من الرضاعة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقام إليها وبسط لها رداءه، فجلست عليه. وروى عنها عبد اللَّه بن جعفر.
قلت: حديثه عنها بقصة إرضاعها أخرجه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه، وصرّح فيه بالتحديث بين عبد اللَّه وحليمة، ووقع في السيرة الكبرى لابن إسحاق بسنده إلى عبد اللَّه بن جعفر، قال: حدثت عن حليمة، والنسب الّذي ساقه ذكره ابن إسحاق في أول السيرة النبويّة، وفيه: ثم التمس له الرّضعاء واسترضع له من حليمة، فساق نسبها.
__________
(1) الثقات 3/ 100، تجريد أسماء الصحابة 2/ 259.
(2) أسد الغابة ت 6854، الاستيعاب ت 3346.
(3) أسد الغابة ت 6855، الاستيعاب ت 3347.(8/87)
وأخرج أبو داود، وأبو يعلى، وغيرهما، من طريق عمارة بن ثوبان عن أبي الطفيل- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم كان بالجعرانة يقسم لحما، فأقبلت امرأة بدوية، فلما دنت من النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بسط لها رداءه، فجلست عليه، فقلت: من هذه؟ قالوا: هذه أمّه التي أرضعته.
ونسبها ابن مندة إلى جدها، فقال: حليمة بنت الحارث السعدية، وساق الحديث من طريق نوح بن أبي مريم، [عن ابن إسحاق بسنده، فقال فيه: عن عبد اللَّه بن جعفر، عن حليمة بنت الحارث السعدية] .
11057- حليمة بنت عروة
بن مسعود الثقفي.
ذكرها في «التّجريد» ، وأبوها مات في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فإن كانت حينئذ صغيرة فلتحوّل إلى القسم الثاني.
11058- حمامة «1» :
ذكرها أبو عمر فيمن كان يعذّب في اللَّه، فاشتراها أبو بكر، فأعتقها ولم يفرد لها ترجمة في الاستيعاب، واستدركها ابن الدباغ.
قلت: واستدركها أيضا أبو عليّ الغسّانيّ، وقال: إنها أم بلال المؤذن، وإن أبا عمر ذكرها في كتاب الدرر في المغازي والسير.
11059- حمامة المغنية،
من جواري الأنصار.
ذكرت في حديث عائشة: لما دخل أبو بكر عليها في يوم عيد، وعندها جاريتان تغنيان سمى منهما حمامة. وفي رواية فليح لابن أبي الدنيا، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة.
وأصل الحديث في الصحيحين من هذا الوجه، لكن لم تسمّ فيه واحدة منهما، وأوضحتها في فتح الباري.
11060- حمنة بنت جحش الأسدية،
أخت أم المؤمنين زينب وإخوتها «2» .
تقدم نسبها في عبد اللَّه بن جحش، وكانت زوج مصعب بن عمير، فقتل عنها يوم أحد، فتزوجها طلحة بن عبيد اللَّه فولدت له محمدا وعمران. وأمهما وأم أختها زينب أميمة بنت عبد المطلب. قال أبو عمر: كانت من المبايعات، وشهدت أحدا، فكانت تسقي العطشى، وتحمل الجرحى، وتداويهم، وكانت تستحاض، كما أخرجه أبو داود والترمذي،
__________
(1) أسد الغابة ت 6856، الاستيعاب ت 3348.
(2) الثقات 3/ 99، أعلام النساء 1/ 251، تجريد أسماء الصحابة 2/ 257، تقريب التهذيب 2/ 595، تهذيب التهذيب 12/ 411، الكاشف 3/ 468، تهذيب الكمال 3/ 1681، الإكمال 2/ 514.(8/88)
من طريق عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن إبراهيم بن محمد طلحة، عن عمه عمران بن طلحة، عن أمه حمنة بنت جحش، فذكر حديث الاستحاضة.
وروى عاصم الأحول، عن عكرمة، عن حمنة أنها استحيضت، وخالفه أبو إسحاق الشيبانيّ، وأبو بشر، عن عكرمة، قال: كانت أم حبيبة تستحاض، فجمع بعضهم الاختلاف بأنّ كلّا منهما كانت تستحاض، وكانت حبيبة أم حبيبة أو أم حبيب تحت عبد الرحمن بن عوف. وقد قيل: إن زينب أيضا كانت من المستحيضات، حتى قيل: إنّ بنات جحش كلهن كنّ ابتلين بذلك. وأنكر الواقدي أن تكون حمنة استحيضت أصلا، والعلم عند اللَّه تعالى.
وقال ابن سعد: أطعمها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من خيبر ثلاثين وسقا، وهي والدة محمد بن طلحة المعروف بالسجّاد.
11061- حمنة بنت أبي سفيان
بن حرب بن أمية «1» .
سماها ابن عائشة فيما
أخرجه الطّبرانيّ من طريقه عن حماد، عن هشام، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم حبيبة- أنها قالت: يا رسول اللَّه، هل لك في حمنة بنت أبي سفيان؟ قال: «أصنع ماذا» ؟ «2» قالت: تنكحها. قال: «لا تحلّ لي ... » الحديث.
واستدركها أبو موسى، وقال: رواها غير واحد عن هشام فلم يسمّوها، ومنهم من سماها درة. واللَّه أعلم.
11062- حميدة،
بالتصغير، مولاة أسماء بنت أبي بكر «3» ، وهي والدة أشعب الطامع.
قيل: كانت تدخل بيوت أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم تحرّش بينهنّ، فأمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بتعزيرها، وقيل: دعا عليها، فماتت، وهذا لا يصح، لأن أشعب ولد بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بمدة، فلعلّها أصابها بدعائه مرض اتصل بها إلى أن ماتت بعده بمدة.
11063- حميمة،
بالتصغير أيضا وبدل الدال ميم، بنت صيفي بن صخر «4» ، من بني كعب بن سلمة، زوج البراء بن معرور.
ذكرها ابن سعد في المبايعات.
11064- حميمة بنت الحمام بن الجموح،
أخت عمرو «5» بن الحمام.
__________
(1) أسد الغابة ت 6858.
(2) أخرجه أحمد 6/ 291.
(3) الاستيعاب ت 3350.
(4) أسد الغابة ت 6859.
(5) في أ: عمر.(8/89)
ذكرها ابن سعد، واستدركها الذّهبيّ في الحاء المهملة، وقد ذكرها ابن الأثير في الجيم. فليحرر.
11065- حمينة،
بنون بدل الميم، بنت أبي طلحة بن عبد العزّى «1» بن عثمان بن عبد الدار. كانت زوج خلف بن أسد بن عاصم بن بياضة الخزاعي، فمات، فخلف عليها ولده الأسود بن خلف، ففرق الإسلام بينهما، كذا أخرجه المستغفري، من طريق محمد بن ثور، عن ابن جريج، عن عكرمة لما نزل قوله تعالى، وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ [النساء: 22] ، ففرق الإسلام بين أربع نسوة وبين أبناء بعولتهن، منهن حمينة هذه، واستدركها أبو موسى.
11066- حمينة بنت عبد العزّى،
وقيل بالجيم، وقيل باللام- بدل النون مع الجيم- تقدمت.
11067- الحنفاء بنت أبي جهل،
بن هشام بن المغيرة.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وزعم ابن حزم أنها هي التي خطبها علي.
11068- حوّاء بنت رافع
بن امرئ القيس الأشهلية «2» .
ذكرها ابن مندة، ونقل عن محمد بن سعد أنه ذكرها في المبايعات.
قلت: وابن سعد ذكرها عن الواقديّ، وقال: لم نجد في نسب الأنصار لرافع إلا بنتا واحدة، وهي الصعبة، وأمها خزيمة بنت عدي النجارية، وهي أخت أبي الحيسر.
11069- حواء بنت يزيد
بن السكن «3» .
قال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، يعني الواقدي: حدثني أسامة بن زيد، عن داود بن الحصين، عن أبي سفيان مولى بن أبي أحمد: سمعت أم عامر الأشهلية تقول: جئت أنا وليلى بنت الخطيم، وحوّاء بنت يزيد بن السكن بن كرز بن زعوراء، فدخلنا عليه، أيّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، ونحن متلفّعات بمروطنا بين المغرب والعشاء، فقال: «ما حاجتكنّ» . فقلنا:
جئنا لنبايعك على الإسلام ... الحديث.
__________
(1) أسد الغابة ت 6860.
(2) أسد الغابة ت 6862.
(3) الثقات 3/ 99، أعلام النساء 1/ 257، تجريد أسماء الصحابة 2/ 260، تلقيح فهوم أهل الأثر 380، تقريب التهذيب 2/ 595، تهذيب التهذيب 12/ 413، الاستبصار 219.(8/90)
وسبق لها ذكر في ترجمة جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح. وذكر ابن سعد قصتها مطولة كما ذكرها مصعب وأتمّ منه.
11070- حوّاء بنت يزيد
بن سنان بن كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل «1» الأنصارية، ذكرها أبو عمر، فقال:
قال مصعب الزبيري: أسلمت، وكانت، تكتم زوجها قيس بن الخطيم الشاعر إسلامها، فلما قدم قيس مكة حين خرجوا يطلبون الحلف من قريش عرض عليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم الإسلام، فاستنظره قيس حتى يقدم المدينة، فسأله رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يجتنب زوجته حوّاء بنت يزيد، وأوصاه بها خيرا، وقال له: إنها قد أسلمت، فقبل قيس وصية رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فبلغ ذلك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: وفي الأديعج.
قال أبو عمر: أنكرت هذه القصة على مصعب، وقال منكرها: إن صاحبها قيس بن شماس. وأما قيس بن الخطيم فقتل قبل الهجرة. والقول عندنا قول مصعب، وقيس بن شماس أسنّ من قيس بن الخطيم، ولم يدرك الإسلام، إنما أدركه ولده ثابت بن قيس.
انتهى.
وقد وافق مصعب العدويّ، فقال: حوّاء بنت يزيد بن سنان بن كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل زوج قيس بن الخطيم، ولدت له ابنه ثابت بن قيس.
وقال محمّد بن سلّام الجمحيّ صاحب «طبقات الشّعراء» : أسلمت امرأة قيس بن الخطيم، وكان يقال لها حوّاء وكان يصدّها عن الإسلام، ويعبث بها، وهي ساجدة فيقلبها على رأسها، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو بمكة قبل الهجرة يخبر عن أمر الأنصار، فأخبر بإسلامها وبما تلقى من قيس، فلما كان الموسم أتاه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «إنّ امرأتك قد أسلمت وإنّك تؤذيها، فأحبّ أنّك لا تتعرّض لها» .
وسبق إلى ذلك محمّد بن إسحاق، فذكره في «السّيرة النّبويّة» قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة نحو هذا، وزاد: وكان سعد بن معاذ خال حوّاء لأنّ أمها عقرب بنت معاذ، فأسلمت حواء، فحسن إسلامها، وكان زوجها قيس على كفره، فكان يدخل عليها فيراها تصلّي فيأخذ ثيابها فيضعها على رأسها، ويقول: إنك لتدينين دينا لا يدري ما هو؟ وذكر أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أوصاه بها نحو ما تقدم، فهذا كله يقوّي كلام مصعب. ويحمل على أن قيسا قتل في تلك السنة، فإن الأنصار اجتمعوا بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ثلاث مرات بعقبة مني، ففي الأولى كانوا قليلا جدا، ورجعوا مسلمين يختفون بإسلامهم، فأسلم جماعة من أكرمهم خفية، ثم في
__________
(1) أسد الغابة ت 6864، الاستيعاب ت 3352.(8/91)
السنة الثانية بايعوا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بيعة العقبة، وهي الأولى، وكانوا اثني عشر رجلا ورجعوا، فانتشر الإسلام، وكثر بالمدينة ثم بايعوا البيعة الثانية وهم اثنان وسبعون رجلا وامرأتان، فكأنّ إسلام حوّاء هذه كان بين الأولى والثانية ووصية قيس في الثانية، فقتل بين الثانية والثالثة. واللَّه أعلم.
ووقع لابن مندة في هذه والتي قبلها وهم، فإنه قال: حوّاء بنت زيد بن السكن الأشهلية امرأة قيس بن الخطيم، يقال لها أم بجيد، ثم ساق حديث أم بجيد المذكورة في التي بعد هذه، وفيه تخليط، فإن أم بجيد اسم والدها زيد بغير ياء قبل الزاي، وجدها السكن، وأما امرأة قيس فاسم والدها يزيد بزيادة الياء، واسم جدها سنان.
11071- حواء،
أم بجيد «1» ، بموحدة وجيم مصغرا.
روى حديثها مالك عن زيد بن أسلم، عن أم بجيد الأنصارية، عن جدته، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم- أنها سمعته يقول: «ردّوا السّائل ولو بظلف محرق» «2» . هكذا أخرجه أحمد في مسندة عن روح بن عبادة بن مالك، وترجم لها حوّاء جدة عمرو بن معاذ. ورواه أصحاب الموطأ فيه عن مالك عن زيد بلفظ: «يا نساء المؤمنات، لا تحقرنّ إحداكنّ لجارتها ولو بكراع محرق» «3» .
ورواه مالك أيضا، عن زيد بن أسلم، عن عمرو بن معاذ، عن جدته حوّاء، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: «لا تحقرنّ جارة لجارتها ولو فرسن «4» شاة» .
وأخرجه من طريق سعيد المقبري، عن عبد الرحمن بن بجيد الأنصاري، عن جدته مثله.
__________
(1) أسد الغابة ت 6861، الاستيعاب ت 3353.
(2) أخرجه النسائي في السنن 5/ 81، كتاب الزكاة باب 70 رد السائل حديث رقم 2565 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 825، وأحمد في المسند 4/ 70، 5/ 381، 6/ 383، 435، والبخاري في التاريخ الكبير 5/ 263 وابن عساكر في تاريخه 4/ 455.
(3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 714 عن أبي هريرة ولفظه يا نساء المسلمات ... الحديث. كتاب الزكاة (12) باب الحث على الصدقة ولو بالقليل ... (29) حديث رقم (90/ 1030) . وأحمد في المسند. 4/ 64، 5/ 377، 6/ 434 والإمام مالك في الموطأ 931. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 24937.
(4) الفرسن: عظم قليل اللّحم، وهو خفّ البعير، كالحافر للدّابة، وقد يستعار للشاة فيقال: فرسن شاة، والّذي للشّاة هو الظّلف، والنون زائدة، وقيل: أصلية.(8/92)
ولها حديث آخر
أخرجه حديث آخر أخرجه البزّار، وأبو نعيم، من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسعد، عن ابن بجيد، عن جدته حواء، وكانت من المبايعات، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «أسفروا»
بالصّبح فإنّه أعظم للأجر» «2» .
قال البزّار: تفرد به إسحاق الحنفيّ، عن هشام بن سعد. وأخرجه سعيد بن منصور في السنن، وابن أبي خيثمة عنه، عن حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن عمرو بن معاذ الأنصاري، عن جدته حوّاء، فذكر مثل الأول.
وكذا أخرجه الحسن بن سفيان في مسندة، من طريق حفص، قال أبو عمر: قلبه حفص بن ميسرة، وهو عند ابن وهب عنه. وقال ابن مندة: رواه الليث وابن أبي ذئب، عن سعيد بن المقبري، عن أم بجيد. ورواه الأوزاعي عن المطلب بن عبد اللَّه، عن ابن بجيد، عن جدته، وكذا قال الثوري: عن منصور بن حبان، عن ابن بجيد.
قلت:
ووصل أبو نعيم رواية الليث، ولفظه: حدثني سعيد المقبري، عن عبد الرحمن ابن بجيد، أحد بني حارثة- أن جدته حدثته وهي أم بجيد، وكانت ممن بايع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أنها قالت لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: إن المسكين ليقوم على بابي فلا أجد له شيئا أعطيه. فقال لها:
«إن لم تجدي له شيئا تعطينه إيّاه إلّا ظلفا محرقا فادفعيه إليه في يده» «3» .
هكذا أخرجه ابن سعد، عن أبي الوليد، عن الليث.
قال أبو نعيم: ورواه حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن المقبري مثله.
قلت: أخرجه ابن سعد عن عقال عنه، قال: ورواه الثوري عن منصور بن حبان، فقال: عن ابن بجيد عن جدته. قال أبو عمر: يقال إن اسم أم بجيد حواء.
11072- الحولاء بنت تويت،
بثمانين مصغرا «4» ، ابن حبيب بن أسد بن عبد العزى بن قصيّ القرشية الأسدية.
__________
(1) الإسفار بالصبح: هو أن يصبح الفجر لا يشك فيه. اللسان 3/ 2025.
(2) قال الهيثمي في الزوائد 1/ 320 رواه الطبراني في الكبير وفيه معلى بن عبد الرحمن الواسطي قال الدار الدّارقطنيّ كذاب وضعفه الناس وقال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به، والطبراني في الكبير 19/ 12، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 19285.
(3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 383، والحاكم في المستدرك 1/ 417 والبخاري في التاريخ 5/ 282 وابن خزيمة (473) .
(4) الثقات 3/ 100، أعلام النساء 1/ 259، تجريد أسماء الصحابة 2/ 261، حلية الأولياء 2/ 65، تلقيح فهوم أهل الأثر 330، المشتبه 105، صيانة صحيح مسلم 125.(8/93)
ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت وبايعت.
وثبت في الصحيحين وغيرهما في حديث الزهري عن عروة، عن عائشة- أن الحولاء بنت تويت مرّت بها وعندها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: هذه الحولاء بنت تويت يزعمون أنها لا تنام الليل. فقام «1» النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «خذوا من العمل ما تطيقون ... » الحديث.
وللحديث طرق بألفاظ، ولم تسمّ في أكثرها. ووقع عند أحمد عن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري.
11073- الحولاء العطارة «2» .
استدركها أبو موسى،
وأخرج من طريق أبي الشيخ بسنده إلى زياد الثقفي، عن أنس ابن مالك، قال: كان بالمدينة امرأة عطارة تسمّى الحولاء بنت تويت، فجاءت حتى دخلت على عائشة، فقالت: يا أم المؤمنين، إنّي لأتطيّب كل ليلة وأتزيّن كأني عروس أزفّ، فأجيء حتى أدخل في لحاف زوجي أبتغي بذلك مرضاة ربي، فيحوّل وجهه عني، فأستقبله فيعرض عني، ولا أراه إلا قد أبغضني. فقالت لها عائشة: لا تبرحي حتى يجيء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فلما جاء قال: «إنّي لأجد ريح الحولاء، فهل أتتكم؟ وهل ابتعتم منها شيئا» ؟ قالت عائشة: لا، ولكن جاءت تشكو زوجها. فقال لها: «ما لك يا حولاء» ؟ فذكرت له ما ذكرت لعائشة. فقال: «اذهبي أيّتها المرأة فاسمعي وأطيعي لزوجك» . قالت: يا رسول اللَّه، فما لي من الأجر؟ فذكر الحديث في حق الزوج على المرأة والمرأة على الزوج وما لها في الحمل والولادة والفطام بطوله.
قلت: وسند هذا الحديث واه جدا. وقد ذكره البزار، وقال: زياد الثقفي راويه بصري متروك الحديث.
11074- الحولاء،
أخرى، لم تنسب.
أخرج أبو عمر من طريق الكديمي، عن أبي عاصم، عن صالح بن رستم، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: استأذنت الحولاء على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأذن لها، وأقبل عليها، فقال: «كيف أنت؟» فقلت: أتقبل على هذه هذا الإقبال؟ قال: «إنّها كانت تأتينا زمن خديجة، وإنّ حسن العهد من الإيمان» .
قال أبو عمر- بعد أن أورده في ترجمة الحولاء بنت تويت: هكذا رواه الكديمي.
والصواب أن هذه القصة لحسانة المدينة كما تقدم.
__________
(1) في أفقال.
(2) أسد الغابة ت 6867.(8/94)
قلت: لا يمتنع احتمال التعدد، كما لا يمتنع احتمال أن تكون حسانة اسمها والحولاء وصفها أو لقبها، وقد اعترف أبو عمر بأنّ الكديمي لم يقل بنت تويت، وإذا كان كذلك فلم يصب من أورد هذه القصة في ترجمة الحولاء بنت تويت، ثم اعترض، وإنما هي أخرى إن ثبت السند. والعلم عند اللَّه تعالى.
11075- الحولاء،
امرأة عثمان بن مظعون «1» .
ذكرها ابن مندة مختصرا، فقال: لها ذكر في حديث. ولا يعرف لها رواية.
قلت: ويحتمل أن تكون هي العطّارة إن كانت قصتها محفوظة، فإن عثمان بن مظعون كان مشهورا بالإعراض عن النساء كما هو مذكور في ترجمته.
11076- الحويصلة بنت قطبة «2» .
ذكر أبو عمر في ترجمة قطبة أنه قال للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أبايعك على نفسي وعلى الحويصلة» .
أوردها ابن الأثير، وقال الذّهبيّ: لها ذكر في حديث عجيب.
القسم الثاني
خال.
القسم الثالث
11077- حية،
بمهملة ومثناة تحتانية ثقيلة، بنت أبي حية «3» - ضبطها ابن ماكولا.
ذكرها ابن مندة، وقال: روى أزهر بن سعد وابن علية، عن عبد اللَّه بن عون، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة عن عمرو بن جرير، عن حية بنت أبي حية، قالت: دخل عليّ رجل فقلت: من أنت؟ قال: أبو بكر الصديق. قلت: صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: نعم. فذكر قصة شبيهة بقصة زينب بنت جابر الأحمسية مع أبي بكر. ويحتمل التعدد. واللَّه أعلم.
__________
(1) أسد الغابة ت 6866.
(2) أسد الغابة ت 6868، الاستيعاب ت 3355.
(3) أسد الغابة ت 6869.(8/95)
القسم الرابع
11078- حبشية،
بالضم وسكون الموحدة بعدها معجمة ثم تحتانية ثم مثناة ثقيلة، الخزاعية العدوية «1» ، عدي خزاعة. زوج سفيان بن يعمر بن حبيب البياضي، من مهاجرة الحبشة.
أخرجها ابن مندة هكذا، من رواية ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، قال أبو نعيم: كذا ذكر، وهو تصحيف، وإنما هي حسنة، بفتح المهملتين ثم نون، كما ذكر ابن إسحاق وغيره على الصواب. وكذا قوله البياضي غلط، وإنما هو الجمحيّ.
قلت: وهو كما قال أبو نعيم.
11079- حليسة الأنصارية
التي كانت اشترت سلمان- سماها ابن مندة في ترجمة سلمان، قرأت ذلك بخط مغلطاي في حاشية أسد الغابة في حرف الحاء المهملة، بعد ذكر حليمة السعدية، وهو وهم نشأ عن تصحيف، وإنما هي بالخاء المعجمة كما ذكرها أبو موسى في الذيل. وستأتي.
11080- حمنة بنت أبي سلمة.
قيل هي المذكورة
في حديث أم حبيبة حين عرضت على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يتزوج أختها، ففي الحديث: «إنّك تريد بنت أبي سلمة» ،
قرأته في شرح البخاري للشيخ برهان الدين الحلبي الّذي لخصه من شرح شيخنا ابن الملقن، وعزا ذلك لأبي موسى، والّذي في ذيل أبي موسى حمنة بنت أبي سفيان لا بنت أبي سلمة، والصحيح مع ذلك غيره كما أوضحته في فتح الباري.
11081- حمنة،
بفتح أوله وسكون الميم، بنت أوس المزنية.
مرت في جميلة. استدركها الذّهبيّ في «التّجريد» ولم يبين من الّذي سماها حمنة، وقد ذكرت في جميلة، بالجيم، من سماها كذلك، وأن ابن قانع قال: إنها أم جميل.
11082- حواء،
جدة عمرو بن معاذ الأنصارية.
فرق ابن سعد بينها وبين حواء أم بجيد، وهما واحدة،
فأخرج من طريق حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن عمرو بن معاذ، عن جدته حواء: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ردّوا السّائل ولو بظلف محرق» .
__________
(1) أسد الغابة ت 6831.(8/96)
وقد تقدم في حواء أم بجيد، من طريق مالك، عن زيد، لكن خالف في لفظ المتن.
فاللَّه أعلم.
حرف الخاء المعجمة
القسم الأول
11083- خالدة بنت الأسود
بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف «1» بن زهرة القرشية الزهرية. قال ابن حبيب: كانت امرأة صالحة من المهاجرات.
ووقع ذكرها في حديث عائشة- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم دخل عليها فرأى عندها امرأة، فقال: «من هذه؟» قالت:
إحدى خالاتك خالدة بنت الأسود ... الحديث. رويناه في جزء ابن نجيب، من طريق جبارة بن المغلس، عن ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عنها موصولا.
وجبارة ضعيف، وتابعه معاوية بن حفص عن ابن المبارك، لكن قال:
عن عبيد اللَّه، عن أم خالد بنت الأسود، أخرجه ابن أبي عاصم، فإن كان محفوظا فلعلها كانت كنيتها وخالدة اسمها.
أخرجه المستغفري، من طريق أبي عمير الجرمي، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد اللَّه مرسلا، قال: دخل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم منزله، فرأى عند عائشة امرأة، فقال: «من هذه المرأة يا عائشة؟» قالت: هذه إحدى خالاتك. فقال: «إنّ خالاتي بهذه البلدة لغرائب» . فقالت: هذه خالدة بنت الأسود بن عبد يغوث، فقال: «سبحان اللَّه الّذي يخرج الحيّ من الميّت» «2» . فرآها مثقلة.
قال أبو موسى: رواه عبد الرّازق، عن معمر، عن الزهري مرسلا، وقال: رأى امرأة حسنة الهيئة، وقال، كانت مؤمنة، وكان أبوها كافرا، ولم يذكر اسمها ولا كنيتها. وهذا أصح طرقه.
قلت: وأخرجه الواقديّ عن معمر بطوله مرسلا، وعن موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه، عن أبي سلمة، عن عائشة موصولا، قاله مثله.
11084- خالدة بنت أنس الأنصارية «3»
الساعدية، أم بني حزم، حديثها في الرقية، قاله أبو عمر.
__________
(1) الثقات 3/ 116، أعلام النساء 1/ 266، السمط الثمين 8. تجريد أسماء الصحابة 2/ 261.
(2) أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/ 181 وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 15.
(3) أعلام النساء 1/ 261، بقي بن مخلد 993.(8/97)
قلت: أخرج حديثها ابن أبي شيبة، عن ابن إدريس، عن محمد بن عمارة، عن أبي بكر بن محمد- يعني ابن عمرو بن حزم- أن خالدة بنت أنس أم بني حزم الساعدية جاءت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فعرضت عليه الرقي، فأمرها بها.
وأخرجه ابن ماجة عن أبي بكر، والطّبرانيّ وابن مندة من طريقه.
11085- خالدة،
أو خلدة بنت الحارث «1» ، عمة عبد اللَّه بن سلام.
ذكر محمّد بن إسحاق في قصة عن عبد اللَّه بن سلام [أنها أسلمت وحسن إسلامها] «2» ، أوردها الإمام إسماعيل بن محمد في تفسير قوله تعالى: وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ [البقرة: 145]- ذكر ذلك أبو موسى.
قلت: وهو قصور منه، فقد استدركها أبو علي الغسّاني، فقال: ذكر ابن هشام عن ابن إسحاق أنها أسلمت بإسلام عبد اللَّه بن سلام، ثم راجعت السيرة مختصر ابن هشام ففيها عن ابن إسحاق: حدثني بعض أهل عبد اللَّه بن سلام عن إسلامه حين أسلم، وذكره ابن إسحاق في الكبرى، عن عبد اللَّه بن أبي حزم، عن يحيى بن عبد اللَّه، عن رجل من آل عبد اللَّه بن سلام، قال: كان من حديث عبد اللَّه حين أسلم قال: لما سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وعرفت صفته واسمه وزمانه الّذي كنا نتوكفه، فلما قدم المدينة أخبر رجل بقدومه وأنا على رأس نخلة لي فكبّرت، فقالت لي عمتي خالدة بنت الحارث، وهي جالسة تحتي: واللَّه لو كنت سمعت بقدوم موسى بن عمران ما زدت. فقلت لها: أي عمة، هو واللَّه أخو موسى، بعث به. فقالت: أي ابن أخي، أهو النبي الّذي كنا نخبر أنه يبعث في نفس الساعة؟ قال: نعم.
قالت: فذاك إذا.
قال: فأسلمت، ورجعت إلى أهل بيتي فأسلموا.
وفي آخر الحديث: وأسلمت عمتي خالدة بنت الحارث.
11086- خالدة بنت عبد العزى،
عم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أبي لهب.
تزوجها عثمان بن أبي العاص الثقفي، فولدت له، قاله ابن سعد.
قلت: وذكرها الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» «3» وقال: لا رؤية لها.
__________
(1) أسد الغابة ت 6872، الاستيعاب ت 3358.
(2) سقط في أ.
(3) في أالآخرة.(8/98)
11087- خالدة بنت أبي لهب،
بن عبد المطلب. هي التي قبلها.
11088- خالدة بنت عمرو
بن ورقة، من بني بياضة. ذكرها ابن سعد في المبايعات.
11089- خدامة بنت جندل «1»
، تقدمت الإشارة إليها في حرف الجيم «2» .
11090- خدامة بنت وهب الأسدية،
تقدمت في جدامة في حرف الجيم «3» ، وقيل:
هما واحدة.
11091- خديجة بنت الحصين «4»
بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف المطلبية.
أسلمت وبايعت، وأطعمها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وأختها هندا مائة وسق بخيبر، ذكرهما ابن سعد.
11092- خديجة بنت خويلد «5»
بن أسد بن عبد العزى بن قصيّ القرشية الأسدية.
زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأول من صدقت ببعثته مطلقا.
قال الزّبير بن بكّار: كانت تدعى قبل البعثة الطاهرة، وأمها فاطمة بنت زائدة، قرشية من بني عامر بن لؤيّ، وكانت عند أبي هالة بن زرارة بن النباش بن عدي التميمي أولا، ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق بن عائذ بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، ثم خلف عليها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، هذا قول ابن عبد البر، ونسبه للأكثر.
وعن قتادة عكس هذا: إن أول أزواجها عتيق، ثم أبو هالة، ووافقه ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير عنه، وهكذا في كتاب النسب للزبير بن بكار، لكن حكى القول الأخير أيضا عن بعض الناس، وكان تزويج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم خديجة قبل البعثة بخمس عشرة سنة. وقيل:
أكثر من ذلك، وكانت موسرة، وكان سبب رغبتها فيه ما حكاه لها غلامها ميسرة مما شاهده من علامات النبوة قبل البعثة، ومما سمعته من بحيرا الراهب في حقه لما سافر معه ميسرة في تجارة خديجة، وولدت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أولاده كلهم إلا إبراهيم.
وقد ذكرت في ترجمة كل منهم ما يليق به.
وقد ذكرت عائشة في حديث بدء الوحي
__________
(1) أسد الغابة ت 6873.
(2) في أالحاء المهملة.
(3) في أالحاء المهملة.
(4) الثقات 3/ 114، تجريد أسماء الصحابة 2/ 262.
(5) طبقات ابن سعد 5218، المعارف 59، تاريخ الفسوي 3/ 253، والمستدرك 3/ 182، جامع الأصول 9/ 120، تاريخ الإسلام 1/ 41، مجمع الزوائد 9/ 218، كنز العمال 13/ 690 شذرات الذهب 1/ 14.(8/99)
ما صنعته خديجة من تقوية قلب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لتلقي ما أنزل اللَّه عليه، فقال لها: «لقد خشيت على نفسي» .
فقالت: كلا، واللَّه لا يخزيك اللَّه أبدا، وذكرت خصاله الحميدة، وتوجهت به إلى ورقة. وهو في الصحيح.
وقد ذكره ابن إسحاق، فقال: وكانت خديجة أول من آمن باللَّه، ورسوله وصدق بما جاء به، فخفف اللَّه بذلك عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فكان لا يسمع شيئا يكرهه من الرد عليه، فيرجع إليها إلا تثبته وتهوّن عليه أمر الناس.
وعند أبي نعيم في «الدّلائل» بسند ضعيف عن عائشة- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان جالسا معها إذ رأى شخصا بين السماء والأرض، فقالت له خديجة: ادن مني، فدنا منها، فقالت:
تراه: قال: «نعم» . قالت: أدخل رأسك تحت درعي، ففعل، فقالت: تراه؟ قال: «لا» .
قالت: أبشر، هذا ملك، إذا لو كان شيطانا لما استحيا، ثم رآه بأجياد، فنزل إليه وبسط له بساطا، وبحث في الأرض فنبع الماء، فعلمه جبرئيل كيف يتوضأ، فتوضأ وصلّى ركعتين نحو الكعبة وبشره بنبوته وعلمه: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ [العلق: 1] ، ثم انصرف، فلم يمر على شجر ولا حجر إلا قال: سلام عليك يا رسول اللَّه، فجاء إلى خديجة فأخبرها، فقالت:
أرني كيف أراك، فأراها فتوضأت كما توضأ ثم صلت معه، وقالت: أشهد أنك رسول اللَّه.
قلت: وهذا أصرح ما وقفت عليه في نسبتها إلى الإسلام.
قال ابن سعد: كانت ذكرت لورقة ابن عمها، فلم يقدر، فتزوجها أبو هالة، ثم عتيق بن عائذ، ثم أسند عن الواقدي بسند له عن عائشة، قال: كانت خديجة تكنى أم هند.
وعن حكيم بن حزام أنها كانت أسنّ من النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بخمس عشرة سنة.
وروى عن المدائنيّ بسند له عن ابن عباس- أن نساء أهل مكة اجتمعن في عيد لهن في الجاهلية، فتمثّل فهن رجل، فلما قرب نادى بأعلى صوته: يا نساء مكة، إنه سيكون في بلدكن نبي يقال له أحمد، فمن استطاع منكن أن تكون زوجا له فلتفعل، فحصبنه إلا خديجة، فإنّها عضت على قوله، ولم تعرض له.
وأسند أيضا عن الواقديّ، من حديث نفيسة أخت يعلى بن أمية، قالت: كانت خديجة ذات شرف وجمال. فذكر قصة إرسالها إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وخروجه في التجارة لها إلى سوق بصرى، بربح ضعف ما كان غيره يربح، قالت نفيسة: فأرسلتني خديجة إليه دسيسا أعرض عليه نكاحها، فقبل، وتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة، فولدت له القاسم، وعبد اللَّه، وهو الطيب، وهو الطاهر، سمي بذلك لأنها ولدته في الإسلام وبناته الأربع، وكان من(8/100)
ولدته ستة. وكانت قابلتها سلمى، مولاة صفية، وكانت تسترضع لولدها وتعدّ ذلك قبل أن تلد.
ثم أسند عن عائشة أن الّذي زوجها عمها عمرو، لأن أباها كان مات في الجاهلية.
قال الواقديّ: هذا المجمع عليه عندنا، وأسند من طرق أنها حين تزويجها به كانت بنت أربعين سنة.
وقد أسند الواقديّ قصة تزويج خديجة من طريق أم سعد بنت سعد بن الربيع، عن نفيسة بنت منية أخت يعلى، قال: كانت خديجة امرأة شريفة جلدة كثيرة المال، ولما تأيمت كان كلّ شريف من قريش يتمنى أن يتزوجها، فلما أن سافر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في تجارتها، ورجع بربح وافر رغبت فيه، فأرسلتني دسيسا إليه، فقلت له: ما يمنعك أن تزوج؟ فقال: «ما في يدي شيء» . فقلت: فإن كفيت ودعيت إلى المال والجمال والكفاءة، قال: «ومن» ؟ قلت:
خديجة، فأجاب.
وفي الصّحيحين، عن عائشة- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بشر خديجة ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب.
وعند مسلم، من رواية عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب، عن علي- أنه سمعه يقول:
سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «خير نسائها خديجة بنت خويلد، وخير نسائها مريم بنت عمران» «1» .
وعنده من حديث أبي زرعة: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أتاني جبريل، فقال: يا رسول اللَّه، هذه خديجة أتتك ومعها إناء فيه طعام وشراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها من ربّها السّلام ومنّي..» الحديث.
قال ابن سعد: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قالا: جاءت خولة بنت حكيم فقالت: يا رسول
__________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه 4/ 200، 5/ 47، ومسلم في الصحيح 4/ 1886 كتاب فضائل الصحابة 44 باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي اللَّه عنها (12) حديث رقم (69/ 2430) والترمذي في السنن. 5/ 659- 660 كتاب المناقب (50) باب فضل خديجة رضي اللَّه عنها (62) حديث رقم 3877 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح، وأحمد في المسند 1/ 84، 116، البيهقي في السنن الكبرى 9/ 367 والحاكم في المستدرك 2/ 497، 3/ 184، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث 34405.(8/101)
اللَّه، كأني أراك قد دخلتك خلة لفقد خديجة. قال: «أجل، كانت أمّ العيال وربّة البيت ... »
الحديث.
وسنده قوي مع إرساله.
وقال أيضا: أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة، عن حميد الطويل، عن عبد اللَّه بن عمير، قال: وجد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على خديجة حتى خشي عليه حتى تزوج عائشة.
ومن مزايا خديجة أنها ما زالت تعظّم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وتصدق حديثه قبل البعثة وبعدها، وقالت له لما أرادت أن يتوجّه في تجارتها: إنه دعاني إلى البعث إليك ما بلغني من صدق حديثك، وعظم أمانتك، وكرم أخلاقك، ذكره ابن إسحاق.
وذكر أيضا أنها قالت لما خطبها: إني قد رغبت فيك لحسن خلقك، وصدق حديثك.
ومن طواعيتها له قبل البعثة أنها رأت ميله إلى زيد بن حارثة بعد أن صار في ملكها، فوهبته له صلّى اللَّه عليه وسلّم، فكانت هي السبب فيما امتاز به زيد من السبق إلى الإسلام، حتى قيل: إنه أول من أسلم مطلقا.
وأخرج ابن السّنّيّ بسند له عن خديجة- أنها خرجت تلتمس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بأعلى مكة ومعها غذاؤه، فلقيها جبريل في صورة رجل، فسألها عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فهابته، وخشيت أن يكون بعض من يريد أن يغتاله، فلما ذكرت ذلك للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لها: «هو جبريل، وقد أمرني أن أقرأ عليك السّلام، وبشّرها ببيت في الجنّة من قصب لا صخب فيه ولا نصب» «1» .
وأخرجه النّسائيّ، والحاكم، من حديث أنس: جاء جبريل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «إن اللَّه يقرأ على خديجة السّلام» ، فقالت: إنّ اللَّه هو السّلام، وعلى جبريل السّلام، وعليك، السلام ورحمة اللَّه.
وفي «صحيح البخاريّ» عن علي- رفعه: خير نسائها مريم، وخير نسائها خديجة.
ويفسر المراد به
ما أخرجه ابن عبد البرّ في ترجمة فاطمة عن عمران بن حصين- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم عاد فاطمة، وهي وجعة، فقال: «كيف تجدينك يا بنيّة؟» قالت: إني لوجعة، وإنه ليزيد ما بي ما لي طعام آكله. فقال: «يا بنيّة، ألا ترضين أنّك سيّدة نساء العالمين؟» قالت:
يا أبت، فأين مريم بنت عمران؟ قال: «تلك سيّدة نساء عالمها» .
فعلى هذا مريم خير نساء الأمة الماضية، وخديجة خير نساء الأمة الكائنة.
__________
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 185 وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده الهيثمي في الزوائد. 9/ 227.(8/102)
ويحمل قصة فاطمة إن ثبتت على أحد أمرين: إما التفرقة بين السيادة والخيرية، وإما أن يكون ذلك بالنسبة إلى من وجد من النساء حين ذكر قصة فاطمة.
وقد أثنى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم على خديجة ما لم يثن على غيرها، وذلك
في حديث عائشة، قالت: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها، فذكرها يوما من الأيام، فأخذتني الغيرة، فقلت: هل كانت إلا عجوزا قد أبدلك اللَّه خيرا منها، فغضب. ثم قال: «لا، واللَّه ما أبدلني اللَّه خيرا منها، آمنت إذ كفر النّاس، وصدّقتني إذ كذّبني النّاس، وواستني بمالها إذ حرمني النّاس، ورزقني منها اللَّه الولد دون غيرها من النّساء.»
قالت عائشة: فقلت في نفسي: لا أذكرها بعدها بسبة أبدا.
أخرجه أبو عمر أيضا، رويناه في كتاب الذرية الطاهرة للدّولابي من طريق وائل بن أبي داود، عن عبد اللَّه البهي، عن عائشة.
وفي الصحيح عن عائشة: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا ذبح الشاة يقول: «أرسلوا إلى أصدقاء خديجة» «1» . فقال: فذكرت له يوما، فقال: «إنّي لأحبّ حبيبها» .
قال ابن إسحاق: كانت وفاة خديجة وأبي طالب في عام واحد، وكانت خديجة وزيد صدقا على الإسلام، وكان يسكن إليها. وقال غيره: ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين على الصحيح، وقيل بأربع، وقيل بخمس.
وقالت عائشة: ماتت قبل أن تفرض الصلاة، يعني قبل أن يعرج بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، ويقال:
كان موتها في رمضان.
وقال الواقديّ: توفيت لعشر خلون من رمضان، وهي بنت خمس وستين سنة، ثم أسند من حديث حكيم بن حزام أنها توفيت سنة عشر من البعثة بعد خروج بني هاشم من الشعب، ودفنت بالحجون، ونزل النبي اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في حفرتها، ولم تكن شرعت الصلاة على الجنائز.
11093- خديجة بنت الزبير بن العوام.
أمها أسماء بنت أبي بكر الصديق.
عدها الزّبير بن بكّار في أولاد الزبير بن العوام فقال: وخديجة الكبرى.
__________
(1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1888 عن عائشة كتاب فضائل الصحابة باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي اللَّه عنها حديث رقم (75/ 2435) ، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18339 وعزاه لمسلم في صحيحه عن عائشة رضي اللَّه عنها.(8/103)
قلت: وذكرها الطّبرانيّ في ترجمة أمها بما يدل على تقدم ولادتها قبل الأحزاب، فتكون أدركت من حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم خمس سنين أو أكثر، أخرجه من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن جابر بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أسماء بنت أبي بكر «1» رضي اللَّه عنهما، قالت:
كنت مرة في أرض أقطعها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لأبي سلمة والزبير في أرض بني النضير، فخرج الزبير مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ولنا جار من اليهود فذبح شاة فطبخت، فوجدت ريحها، فدخلني ما لم يدخلني من شيء قط، وأنا حامل بابنتي خديجة، فلم أصبر، فانطلقت فدخلت على امرأة اليهودي أقتبس منها نارا لعلها تطعمني وما بي من حاجة إلى النار، فلما شممت الريح، ورأيته ازددت شرها فأطفأته، ثم جئت ثانيا أقتبس، ثم ثالثة، ثم قعدت أبكي وأدعو اللَّه، فجاء زوج اليهودية فقال: أدخل عليكم أحد؟ قالت: العربية تقتبس نارا. قال: فلا آكل منها أبدا أو ترسلي إليها منها، فأرسل إلي بقدحة- يعني غرفة- فلم يكن شيء في الأرض أعجب إليّ من تلك الأكلة.
وقال ابن سعد: ولدت أسماء للزبير: عبد اللَّه، وعروة، والمنذر، وعاصما، والمهاجر، وخديجة الكبرى، وأم الحسن، وعائشة.
قلت: وأسنّ أولادها الذكور عبد اللَّه، والنساء خديجة.
11094- خديجة بنت عبيدة
بن الحارث بن عبد المطلب المطلبية.
ذكرها ابن سعد في ترجمة والدها، واستشهد أبوها قرب بدر، فعاش قليلا، ومات وهو راجع إلى المدينة بالصفراء.
11095- خرقاء «2»
: المرأة السوداء التي كانت تقمّ المسجد النبوي.
لها ذكر من رواية حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس. هكذا أوردها ابن مندة، وتبعه أبو نعيم.
11096- خرقاء «3»
: روى عنها أبو السفر سعيد بن يحمد.
ذكرها ابن السّكن، وليس في حديثها ما يدلّ على صحبتها ولا على رؤيتها، قاله أبو عمر.
قلت: لفظ ابن السّكن: الخرقاء، روى عنها أبو السفر، لم يثبت من رواية أهل
__________
(1) في أأبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه.
(2) أسد الغابة ت 6875.
(3) الثقات 3/ 117، تجريد أسماء الصحابة 2/ 62.(8/104)
الكوفة،
ثم ساقه من طريق علي بن مجاهد، عن حجاج بن أرطاة، عن أبي السفر، عن الخرقاء، قال: وكانت امرأة حبشية تلقط النوى، وتميط الأذى، عن مسجد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لها كفلان من الأجر» .
ثم قال: لا أعلم من رواه غير حجاج، وهذا مشعر بأنها التي قبلها.
11097- خرقاء:
امرأة من الجن.
ذكرت
في خبر العباس بن عبد اللَّه البرقعي في قصة وقعت لبعض السلف، وهو عمر ابن عبد العزيز: قرأت على أحمد بن عبد القادر بن الفخر أن أحمد بن علي الهكاري، أخبرهم عن المبارك الخواص، أخبرنا الحسين بن علي السري، أخبرنا عبد اللَّه بن يحيى السكري، أخبرنا إسماعيل الصفار، حدثنا عباس البرقعي «1» ، حدثنا محمد بن فضيل، وليس بابن غزوان، حدثنا العباس بن أبي راشد، عن أبيه قال: نزل بنا عمر بن عبد العزيز، فلما رحل قال لي مولاي: اركب معه فشيّعه. قال: فركبت فمررنا بواد، فإذا نحن بحية ميتة مطروحة على الطريق، فنزل عمر فنحّاها وواراها، ثم ركب، فبينا نحن نسير إذا هاتف يهتف، وهو يقول: يا خرقاء! يا خرقاء! فالتفتنا يمينا وشمالا فلم نر أحدا. فقال له عمر:
أنشدك اللَّه أيها الهاتف، إن كنت ممن يظهر إلّا ظهرت لنا، وإن كنت ممن لم يظهر أخبرنا عن الخرقاء. قال: هي الحية التي لقيتم بمكان كذا وكذا، فإنّي سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول لها يوما: يا خرقاء، «تموتين بفلاة من الأرض، يدفنك خير مؤمن من أهل الأرض» .
فقال له عمر: أنت سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول هذا؟ فتعجب عمر وانصرفنا.
وأوردها الخطيب في ترجمة عباد بن راشد من كتاب «المتّفق» ، من طريق محمد بن جعفر الظفري، حدثنا نصر بن داود، حدثنا محمد بن فضيل: قرأ شريح بن يونس بمكة:
حدثنا عباد بن راشد، من أهل ذي المروة، عن أبيه، قال: زار عمر بن عبد العزيز مولاي، فلما أراد الرجوع قال لي مولاي: شيعه ... فذكر نحوه.
وفي آخره:
فقال: أنا من اسبعة الذين بايعوا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بهذا الوادي، وفيه: فقال لي: «يا راشد لا تخبرنّ بهذا أحدا حتّى أموت» .
وأوردها أبو نعيم في «الحلية» في أخر ترجمة عمر بن عبد العزيز، وأنه وجد حيّته ميتة فلفّها في خرقة فدفنها، فسمع قائلا يقول: هذه خرقاء ... نحوه.
11098- خرنيق،
بكسر الخاء المعجمة وسكون الراء وكسر النون بعدها مثناة تحتانية
__________
(1) في أالرافعي.(8/105)
ثم قاف: بنت الحصين الخزاعية أخت عمران «1» .
أسلمت وبايعت، وروت، قاله ابن سعد. وأسند في ترجمة جويرية بنت الحارث عنها عن عمران بن حصين، قال: افتدى يوم المريسيع نساء بني المصطلق، وكانوا يتعاقلون «2» في الجاهلية.
11099- خرنق،
كالتي قبلها لكن بغير ياء قبل القاف: بنت خليفة الكلبية، أخت دحية.
ذكرها ابن سعد عن هشام بن الكلبي، عن شرقي بن قطامي، حدثه أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تزوّج خولة بنت الهذيل، وأمها بنت خليفة بن فروة أخت دحية، وكانت خالتها شراف بنت خليفة هي التي ربّتها، فماتت في الطريق قبل أن تصل.
وذكرها المفضّل بن غسّان العلائي في تاريخه كما سيأتي في خولة بنت الهذيل.
11100
- خزيمة «3» بنت جهم
بن قيس العبدرية «4» .
هاجرت مع أبيها وأمّها خولة بنت الأسود أم حرملة إلى أرض الحبشة، قاله أبو عمر.
11101- خضرة:
خادم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم» .
ذكرها ابن سعد، وأسند عن الواقديّ من حديث سلمى أم رافع بسنده إليها، قالت:
كان خدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أنا وخضرة، ورضوى، وميمونة بنت سعد، أعتقهن كلهنّ. وذكرها البلاذريّ أيضا. ولها ذكر في تفسير سورة التحريم من كتاب ابن مردويه.
11102- خلدة بنت الحارث.
تقدمت في خالدة.
11103- خليدة بنت ثابت
بن سنان الأنصارية. ذكرها ابن سعد.
11104- خليدة بنت الخباب
بن سعد بن معاذ الأنصارية «6» ، من بني ظفر.
بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب، ومن قبله ابن سعد.
11105- خليدة بنت قعنب
الضبّية «7» .
ذكرها ابن أبي عاصم، وأخرج من طريق حميد بن حماد بن أبي الحوراء، عن ثعلب
__________
(1) أعلام النساء 1/ 296.
(2) في أتعاقلوا.
(3) في أخرمة.
(4) أسد الغابة ت 6876، الاستيعاب ت 3360.
(5) أسد الغابة ت 6877.
(6) أسد الغابة ت 6878.
(7) تجريد أسماء الصحابة 2/ 62.(8/106)
بنت الرباب، عن خالتها خليدة بنت قعنب- أنها كانت في النسوة اللاتي أتين رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يبايعنه، فأتته امرأة في يدها سوار من ذهب، فأبى أن يبايعها، فخرجت من الزحام، فرمت بالسوار، ثم جاءت إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فبايعها، قالت: فخرجت فطلبت السوار فإذا هو قد ذهب به.
11106- خليسة بنت قيس «1»
بن ثابت بن خالد الأشجعية، من بني دهمان.
كانت زوج البراء بن معرور، بايعت، ولها رواية. وهي أمّ بشر بن البراء، قاله ابن سعد، وأخرج من رواية أم بشر بن البراء بن معرور أحاديث.
11107- خليسة:
جارية حفصة بنت عمر أم المؤمنين «2» .
روت حديثها عليكة بنت الكميت، عن جدتها، عن خليسة- أنّ عائشة وحفصة كانتا جالستين تتحدثان، فأقبلت سودة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت إحداهما للأخرى: أما ترين سودة! ما أحسن حالها! لنفسدن عليها، وكانت من أحسنهن حالا، كانت تعمل الأديم الطائفي، فلما دنت منهما قالتا لها: يا سودة، أما شعرت؟ قالت: وما ذاك؟ قالت: خرج الأعور.
ففزعت وذهبت حتى دخلت خيمة لهم يوقدون فيها، فأتتا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فلما رأتاه استضحكتا وجعلتا لا تستطيعان أن تكلماه حتى أومأتا، فذهب حتى قام على باب الخيمة، فقالت سودة: يا نبي اللَّه، خرج الأعور الدجال؟ فقال: «لا» . فخرجت تنفض عنها نسج العنكبوت.
11108- خليسة:
مولاة سلمان الفارسيّ «3» .
يقال: إنها هي التي كاتبت سلمان،
ذكر ذلك ابن مندة في قصة إسلام سلمان في بعض طرقه، من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن سلمان الفارسيّ، قال فيها: فمرّ بي أعرابيّ من كلب، فاحتملني حتى أتى يثرب، فاشترتني امرأة يقال لها خليسة بنت فلان حليف لبني النجار بثلاثمائة درهم، فمكثت معها ستة عشر شهرا، حتى قدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم المدينة، فأتيته، فذكر إسلامه، قال: فأرسل إليها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم علي بن أبي طالب يقول لها: إما أن تعتقي سلمان، وإما أن أعتقه، وكانت قد أسلمت، فقالت: قل للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ما شئت.
فقال: أعتقته. قال: فغرس لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ثلاثمائة سنبلة ... الحديث
أخرجه أبو موسى في الأحاديث الطوال.
__________
(1) الثقات 3/ 117، أعلام النساء 1/ 301، تجريد أسماء الصحابة 2/ 262.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 262.
(3) أسد الغابة ت 6881.(8/107)
11109- خناس «1»
: في اللتين بعدها بنت خذام الشاعرة.
11110- خنساء بنت خذام «2»
بن خالد الأنصارية، من بني عمرو بن عوف.
ثبت حديثها في «الموطأ» عن عبد الرحمن بن القاسم. عن أبيه، عن عبد الرحمن، ومجمّع ابني زيد بن حارثة، عن خنساء- أن أباها زوّجها وهي بنت، فكرهت ذلك، فأتت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فردّ نكاحها.
ورواه الثّوريّ، عن عبد الرحمن بن القاسم، فخالف في السند والمتن، قال: عن عبد اللَّه بن يزيد بن وديعة، عن خنساء بنت خذام- أنها كانت يومئذ بكرا، كذا قال ابن عبد البر.
وقال ابن مندة: رواه ابن عيينة عن عبد الرحمن بن القاسم، فوافق مالكا. ورواه يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن عبد الرحمن ومجمع مرسلا ومتصلا. انتهى.
وأخرج من طريق محمد بن إسحاق، عن حجاج بن السائب، عن أبيه، عن جدته خنساء بنت خذام بن خالد، وكانت قد تأيّمت من رجل فزوّجها أبوها من رجل من بني عمرو بن عوف، وأنها خطبت إلى أبي لبابة بن عبد المنذر، فارتفع شأنهما إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أباها يلحقها بهواها، فتزوجت أبا لبابة، فهي والدة ولده السائب.
ووقع لنا هذا بعلو في المعرفة لابن مندة، أخرجه أحمد، ووقع في رواية خناس، بضم أوله مخففا.
وأخرج ابن مندة، من طريق إسحاق بن يونس المستملي، عن هشيم، عن عمرو بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة- أنّ خنساء بنت خذام أنكحها أبوها رجلا، وكانت ملكت أمرها، وأنها كرهت ذلك، فأتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «أمرك بيدك» . فخطبها أبو لبابة، فولدت له السائب.
قال ابن مندة: رواه غيره عن هشيم، عن عمر بن أبي سلمة مرسلا، وكذا قال أبو عوانة عن عمر.
وأخرجه ابن سعد، عن وكيع، عن الثّوريّ، عن أبي الحويرث، عن نافع بن جبير، قال: تأيمت خنساء بنت خذام من زوجها، فزوّجها أبوها، فأتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: يا
__________
(1) في أ: خنساء.
(2) الثقات 3/ 116، أعلام النساء 1/ 304، تجريد أسماء الصحابة 2/ 262، تقريب التهذيب 2/ 596، تهذيب التهذيب 12/ 413، الكاشف 3/ 469، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 380، تهذيب الكمال 3/ 1682، تلقيح فهوم أهل الأثر 370، بقي بن مخلد 226.(8/108)
رسول اللَّه، إن أبي تفوّت عليّ فزوجني ولم يشعرني. قال: «لا نكاح له، انكحي من شئت» . فنكحت أبا لبابة.
ومن طريق معمر عن سعيد بن عبد الرحمن الحجبي، قال: كانت امرأة يقال لها خنساء بنت خذام تحت أنيس بن قتادة الأنصاري، فقتل عنها بأحد فزوجها أبوها رجلا، فقالت: يا رسول اللَّه، إن عم ولدي أحبّ إليّ، فجعل أمرها إليها.
11111- خنساء بنت رئاب
بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن كعب بن سلمة، عمة جابر بن عبد اللَّه بن رئاب، كانت من المبايعات.
ذكرها ابن سعد، وقال: أمها إدام بنت حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة، تزوّجها عامر بن عدي بن سنان بن نابي بن عمرو بن سواد، ثم النعمان بن خنساء بن سنان بن عبيد.
11112- خنساء بنت عمرو
بن الشّريد «1» بن ثعلبة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمية الشاعرة المشهورة، اسمها تماضر، بمثناة فوقانية أوله وضاد معجمة- وفي ذلك يقول دريد بن الصمة حين رآها تهنأ إبلا لها ثم تجردت واغتسلت فأعجبته فخطبها، فأبت فقال فيها:
حيّوا تماضر واربعوا صحبي ... وقفوا فإنّ وقوفكم حسبي
ما إن رأيت ولا سمعت به ... كاليوم طالي أينق جرب
مبتذّلا تبدو محاسنه ... يضع الهناء مواضع النّقب
أخناس قد هام الفؤاد بكم ... واعتاده داء من الحبّ «2»
[الكامل]
__________
(1) أسد الغابة ت 6883، الاستيعاب ت 3363.
(2) ينظر البيت الأول في ديوان دريد بن الصمة وهو في ديوانه ص 43. وبعده:
أخناس قد هام الفؤادكم ... وأصابه تبل من الحبّ
ومناسبة هذه الأبيات كما قال صاحب الأغاني 10/ 21، 22، مرّ دريد ابن الصمة بالخنساء بنت عمرو ابن الشريد وهي تهنأ بعيرا لها، وقد تبذلت حتى فرغت منه، ثمّ نضّت عنها ثيابها فاغتسلت ودريد بن الصمة يراها وهي لا تشعر به فأعجبته، فانصرف إلى رحلها وأنشأ يقول ... ويروى البيت الأول في الوحشيات: 25: «حيّوا أمامة وانظروا» والّذي عليه جميع المصادر (تماضر) وهو ما يتناسب. أربعوا: الإرباع الاطمئنان والإقامة في المكان. وينظر الأعلام 2/ 399.(8/109)
فبلغتها خطبته، فقالت: لا أدع بني عمي الطوال مثل عوالي الرماح، وأتزوّج شيخا، فلما بلغه ذلك قال من أبيات:
وقاك اللَّه يا ابنة آل عمرو ... من الفتيان أمثالي ونفسي
وقالت إنّه شيخ كبير ... وهل خبّرتها أنّي ابن أمس
[وقد علم المراضع في جمادى ... إذا استعجلن عن حزّ بنهس]
[الوافر] إلى أن قال:
وأنّي لا أبيت بغير نحر ... وأبدأ بالأرامل حين أمسى
وأنّي لا يهرّ الكلب ضيفي ... ولا جاري يبيت خبيث نفس
فأجابته بأبيات.
قال أبو عمر: قدمت على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم مع قومها من بني سليم، فأسلمت معهم، فذكروا أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يستنشدها ويعجبه شعرها، وكانت تنشده، وهو يقول: «هيه يا خناس» ، ويومئ بيده.
قالوا: وكانت الخنساء تقول في أول أمرها البيتين أو الثلاثة حتى قتل أخوها شقيقها معاوية بن عمرو، وقتل أخوها لأبيها صخر، وكان أحبهما إليها، لأنه كان حليما جوادا محبوبا في العشيرة، كان غزا بني أسد فطعنه أبو ثور الأسدي طعنة مرض منها حولا، ثم مات، فلما قتل أخواها أكثرت من الشعر، فمن قولها في صخر:
أعينيّ جودا ولا تجمدا ... ألا تبكيان لصخر النّدى
ألا تبكيان الجريء الجميل ... ألّا تبكيان الفتى السّيّدا
طويل النّجاد عظيم الرّماد ... ساد عشيرته أمردا «1»
[المتقارب] ومن قولها فيه:
وإنّ صخرا لمولانا وسيّدنا ... وإنّ صخرا إذا نشتو لنحّار
__________
(1) البيت للخنساء ترثي أخاها صخرا كما في ديوانها ص 35 وبعده:
ألا تبكيان الجريء الجميل ... ألا تبكيان الفتى السّيّدا
طويل النّجاد رفيع العماد ... ساد عشيرته أمردا
تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (6883) ، والاستيعاب ترجمة رقم (3363) .(8/110)
أشمّ أبلج يأتمّ الهداة به ... كأنّه علم في رأسه نار «1»
[البسيط] قال: وأجمع أهل العلم بالشعر أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها.
وذكر الزّبير بن بكّار، عن محمد بن الحسن المخزومي، وهو المعروف بابن زبالة، أحد المتروكين، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه، عن أبيه، عن أبي وجزة، عن أبيه، قال:
حضرت الخنساء بنت عمرو السلمية حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال، فذكر موعظتها لهم وتحريضهم على القتال، وعدم الفرار، وفيها: إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، وإنكم لبنو أب واحد وأم واحدة، ما هجنت آباءكم، ولا فضحت أخوالكم، فلما أصبحوا باشروا القتال واحدا بعد واحد حتى قتلوا، وكل منهم أنشد قبل أن يستشهد رجزا، فأنشد الأول:
يا إخوتي إنّ العجوز النّاصحه ... قد نصحتنا إذ دعتنا البارحه
بمقالة ذات بيان واضحه ... وإنّما تلقون عند الصّائحه
من آل ساسان كلابا نابحة
[الرجز] وأنشد الثاني:
إنّ العجوز ذات حزم وجلد ... قد أمرتنا بالسداد والرّشد
نصيحة منها وبرّا بالولد ... فباكروا الحرب حماة في العدد
[الرجز] وأنشد الثالث:
واللَّه لا نعصي العجوز حرفا ... نصحا وبرّا صادقا ولطفا
فبادروا الحرب الضّروس زحفا ... حتّى تلفّوا آل كسرى لفّا
[الرجز] وأنشد الرابع:
لست لخنساء ولا للأخرم ... ولا لعمرو ذي السّناء الأقدم
__________
(1) البيت للخنساء وهو في ديوانها ص 40 وبعده:
وإنّ صخرا لمقدام إذا ركبوا ... وإن صخرا إذا جاعوا لعقّار(8/111)
إن لم أرد في الجيش جيش الأعجم ... ماض على الهول خضمّ حضرمي «1» .
[الرجز] وكل من الأسانيد أطول من هذا، قال: فبلغها الخبر، فقالت: الحمد للَّه الّذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقرّ رحمته.
قالوا: وكان عمر بن الخطاب يعطي الخنساء أرزاق أولادها الأربعة حتى قبض.
قلت: ومن شعرها في أخيها:
ألا يا صخر لا أنساك حتّى ... أفارق مهجتي ويشقّ رمسي
يذكّرني طلوع الشّمس صخرا ... وأبكيه لكلّ غروب شمس
ولولا كثرة الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسي
[الوافر] ومن شعرها فيه:
ألا يا صخر إن أبكيت عيني ... فقد أضحكتني دهرا طويلا
ذكرتك في نساء معولات ... وكنت أحقّ من أبدى العويلا
دفعت بك الجليل وأنت حيّ ... ومن ذا يدفع الخطب الجليلا
إذا قبح البكاء على قتيل ... رأيت بكاءك الحسن الجميلا «2»
[الوافر] ويقال إنها دخلت على عائشة وعليها صدار من شعر، فقالت لها: يا خنساء، هذا نهي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عنه، فقالت: ما علمت، ولكن هذا له قصة، زوّجني أبي رجلا مبذّرا فأذهب ماله، فأتيت إلى صخر فقسم ماله شطرين، فأعطاني شطرا خيارا، ثم فعل زوجي ذلك مرة أخرى، فقسم أخي ماله شطرين فأعطاني خبرهما، فقالت له امرأته: أما ترضي أن تعطيها النصف حتى تعطيها الخيار، فقال:
واللَّه لا أمنحها شرارها ... وهي الّتي أرحض عني عارها
ولو هلكت خرّقت خمارها ... واتّخذت من شعر صدارها
[الرجز]
__________
(1) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (3363) .
(2) تنظر الأبيات في الديوان ص 82، وهذا الشعر قالته الخنساء تبكي أخاها معاوية لمّا قتله بنو مرّة، وزعم أبو عبيدة أنها قالت هذا الشعر في أخيها صخر لما دفن بأرض بني سليم عند جبل عسيب وهو من غرر مراثيها.(8/112)
11113- خولة بنت الأسود الخزاعية «1»
. تأتي في أم حرملة في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
11114- خولة بنت إياس
بن جعفر الحنفية، والدة محمد بن علي بن أبي طالب.
رآها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في منزله فضحك، ثم قال: «يا عليّ، أما إنّك تتزوّجها من بعدي، وستلد لك غلاما فسمّه باسمي وكنّه بكنيتي وانحله» .
رويناه في فوائد أبي الحسن أحمد بن عثمان الأدمي، من طريق إبراهيم بن عمر بن كيسان، عن أبي جبير عن أبيه قنبر حاجب علي، قال: رآني عليّ ... فذكره، وسنده ضعيف وثبوت صحبتها مع ذلك يتوقّف على أنها كانت حينئذ مسلمة.
11115- خولة بنت ثابت
بن المنذر بن عمرو بن حزام الأنصاري، أخت حسان بن ثابت.
روى إسحاق بن إبراهيم الموصليّ، عن الأصمعي لها شعرا، ذكره في كتاب الأغاني، ونقله عنه أبو الفرج الأصبهاني بسنده إليه.
11116- خولة بنت ثامر «2»
. قال عليّ بن المدينيّ: هي بنت قيس بن قهد، بالقاف، وثامر لقب. وحكى ذلك أبو عمر أيضا، ويقال هما ثنتان، نعم الحديث الّذي روى عن خولة بنت ثامر جاء عن خولة بنت قيس. قال أبو عمر: روى عنها النعمان بن أبي عياش ... فذكر الحديث، ولم يسلق «3» سنده.
وأسنده ابن مندة من وجهين: عن أبي الأسود يتيم عروة عن النعمان- أنه سمع خولة بنت ثامر الأنصارية تقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ الدّنيا خضرة حلوة. وإنّ رجالا يخوضون «4» في مال اللَّه ومال رسوله بغير حقّ لهم النّار يوم القيامة» «5» .
__________
(1) أسد الغابة ت 6884، الاستيعاب ت 3364.
(2) الثقات 3/ 116، أعلام النساء 1/ 325، تجريد أسماء الصحابة 2/ 263، 265، الكاشف 3/ 469.
(3) في أيسبق.
(4) أي يتصرفون في مال اللَّه تعالى بما لا يرضاه وأصل الخوض المشي في الماء وتحريكه، ثم استعمل في التلبس بالأمر والتصرّف فيه. اللسان 2/ 1289.
(5) أخرجه مسلم في صحيحه 4/ 2098 كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب 26 أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء حديث رقم 99- 2742 والترمذي 4/ 419 كتاب الفتن باب 26 ما جاء ما أخبر النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أصحابه بما هو كائن إلى يوم القيامة حديث رقم 2191 وقال حسن صحيح وابن ماجة في السنن 2/ 1325 كتاب الفتن باب 19 فتنة النساء حديث رقم 4000، وأحمد في المسند 3/ 19، 22، 46، 61، 84، 6/ 364 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 852، وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 1699، وأبو نعيم في الحلية 7/ 311، والهيثمي في الزوائد 3/ 99.(8/113)
وأخرجه التّرمذيّ، من طريق سعيد المقبري، عن أبي الوليد: سمعت خولة بنت قيس ... فذكر نحوه.
وأخرجه البخاريّ، عن المقبري، عن سعيد بن أبي أيوب، عن أبي الأسود، فقال:
عن خولة الأنصارية، ولفظه: «إنّ رجالا يتخوّضون في مال اللَّه بغير حقّ لهم النّار» «1» .
كذا أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد» ، عن يعقوب بن حميد، عن المقبري، لم يسمّ أباها أيضا، واللَّه أعلم.
11117- خولة بنت ثعلبة «2»
. هكذا يقول الأكثر، ونسبها ابن الكلبي في تفسيره، فقال: بنت ثعلبة بن مالك الدخشم.
11118- خولة بنت مالك:
بن ثعلبة بنت أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم [بن عوف] «3» بن عمرو بن عوف، ويقال خولة بنت حكيم «4» .
ذكرها أبو عمر- بن خليد بن دعلج، عن قتادة، ويقال بنت دليح- ذكره ابن مندة، ويقال خويلة، بالتصغير، بنت خويلد آخره دال. أخرجه ابن مندة، من طريق أبي حمزة الثمالي، عن عكرمة، عن ابن عباس: وقيل بنت الصامت، أخرجه يحيى الحمّاني في مسندة، من طريق أبي إسحاق السّبيعي، عن يزيد بن زيد، عنها، قال محمد بن إسحاق في رواية يونس بن بكير عنه: وأخرجه أحمد عن يعقوب وسعد ابني إبراهيم بن سعد، عن أمهما، واللفظ له عن ابن إسحاق، عن معمر بن عبد اللَّه بن حنظلة، عن يوسف بن عبد اللَّه بن سلام، عن خولة.
وفي رواية إبراهيم خويلة امرأة أوس بن الصامت، أخي عبادة، قالت: فيّ واللَّه وفي أوس بن الصامت أنزل اللَّه عز وجل صدر سورة المجادلة، قالت: كنت عنده، وكان شيخا
__________
(1) أخرجه البخاري في صحيحة 4/ 104. وأحمد في المسند 6/ 410، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 16757.
(2) أسد الغابة ت 6886، الاستيعاب ت 3366.
(3) سقط في أ.
(4) الثقات 3/ 116، أعلام النساء 1/ 326، 328، تجريد أسماء الصحابة 2/ 263، تقريب التهذيب 2/ 596، تهذيب الكمال 3/ 1682، تهذيب التهذيب 12/ 416، 414، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 380.(8/114)
كبيرا قد ساء خلقه وضجر، قالت: فدخل عليّ يوما فراجعته بشيء فغضب وقال: أنت عليّ كظهر أمي، ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة ثم دخل عليّ فإذا هو يريدني قالت:
فقلت: كلا والّذي نفسي بيده، لا تخلص إليّ وقد قلت ما قلت حتى يحكم اللَّه ورسوله فينا.
قالت: فواثبني فامتنعت منه فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف فألقيته عني، ثم خرجت حتى جئت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فجلست بين يديه، فذكرت له ما لقيت منه. فجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه، قالت: فجعل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يا خويلة، ابن عمّك شيخ كبير فاتّقي اللَّه فيه» .
قالت: فو اللَّه ما برحت حتى نزل فيّ القرآن، فتغشّى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ما كان يتغشاه ثم سرّي عنه، فقال: «يا خويلة، قد أنزل اللَّه فيك وفي صاحبك» . ثم قرأ عليّ: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ ... إلى قوله: وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ [المجادلة 1 و 4] .
قالت: فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «مريه فليعتق رقبة» . قالت: فقلت: واللَّه يا رسول اللَّه، ما عنده ما يعتق. قال: «فليصم شهرين متتابعين» . قالت: فقلت: واللَّه إنّه لشيخ كبير ما به من طاقة. قال: «فليطعم ستّين مسكينا وسقا بعذق من تمر» . قالت: فقلت: يا رسول اللَّه، ما ذاك عنده. قالت: فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «فإنّا سنعينك بعذق من تمر» . قالت: فقلت: يا رسول اللَّه، وأنا سأعينه بعذق آخر. فقال: «قد أصبت وأحسنت، فاذهبي فتصدّقي به عنه، ثمّ استوصي بابن عمّك خيرا» . قالت: ففعلت.
وفي رواية محمد بن سلمة عن إسحاق: خولة بنت مالك بن ثعلبة. أخرجه ابن مندة، وكذا أخرجه من طريق جعفر بن الحارث عن ابن إسحاق، وكذا رواه زكريا بن أبي زائدة، عن ابن إسحاق، أخرجه الحسن بن سفيان.
وقال أبو عمر: روينا من وجوه عن عمر بن الخطاب أنه خرج ومعه الناس، فمرّ بعجوز فاستوقفته فوقف، فجعل يحدّثها وتحدثه، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين، حبست الناس على هذه العجوز. فقال: ويلك! أتدري من هي؟ هذه امرأة سمع اللَّه شكواها من فوق سبع سماوات، هذه خولة بنت ثعلبة التي أنزل اللَّه فيها: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما ... [المجادلة 1] الآيات، [واللَّه لو أنها وقفت إلى الليل] ما فارقتها إلا للصلاة ثم أرجع إليها.
قال: وقد روى خليد بن دعلج عن قتادة، قال: خرج عمر من المسجد ومعه الجارود العبديّ فإذا بامرأة برزة على ظهر الطريق، فسلّم عليها عمر، فردت عليه السلام، فقالت:(8/115)
هيها يا عمر، عهدتك وأنت تسمي عميرا في سوق عكاظ تروع الصبيان بعصاك، فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر، ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين! فاتق اللَّه في الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن خاف الموت خشي الفوت.
فقال الجارود: قد أكثرت على أمير المؤمنين أيتها المرأة. فقال عمر: دعها، أما تعرفها؟ هذه خولة بنت حكيم امرأة عبادة بن الصامت التي سمع اللَّه قولها من فوق سبع سماوات، فعمر أحقّ واللَّه أن يسمع لها.
قال أبو عمر: هكذا في الخبر خولة بنت حكيم امرأة عبادة، وهو وهم- يعني في اسم أبيها وزوجها، وخليد ضعيف سيئ الحفظ.
11119- خولة بنت حكيم
بن أمية «1» بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال ابن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة «2» بن سليم السلمية، امرأة عثمان بن مظعون.
يقال: كنيتها أم شريك، ويقال لها خويلة بالتصغير، قاله أبو عمر. قال: وكانت صالحة فاضلة، روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. روى عنها سعد بن أبي وقاص، وسعيد بن المسيب، وبشر بن سعيد، وعروة، وأرسل عنها عمر بن عبد العزيز، فأخرج الحميدي في مسندة عن عمر بن عبد العزيز، زعمت المرأة الصالحة خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون ...
فذكر حديثا.
وأخرج السّراج في تاريخه من طريق حجاج بن أرطاة عن الربيع بن مالك عن خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون.
وقال هشام بن عروة عن أبيه: كنت خولة بنت حكيم من اللاتي وهبن أنفسهنّ للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، علّقه البخاري، ووصله أبو نعيم من طريق أبي سعيد مولى بني هشام، عن أبيه، عن عائشة.
وأخرجه الطّبرانيّ من طريق يعقوب، عن محمد، عن هشام، عن أبيه، عن خولة بنت حكيم- أنها كانت من اللاتي وهبن أنفسهن لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
قال أبو عمر: هي التي قالت لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: يا رسول اللَّه، إن فتح اللَّه عليك الطائف
__________
(1) الثقات 3/ 115، أعلام النساء 1/ 328، 326، 442، تجريد أسماء الصحابة 2/ 264 تقريب التهذيب 2/ 96 تهذيب التهذيب 12/ 415، تهذيب الكمال 3/ 1682، تلقيح فهوم أهل الأثر 27، 18، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 380، بقي بن مخلد 147.
(2) في أبهيثة.(8/116)
فأعطني حلي بادية بنت غيلان أبي سلامة أو حلي الفارعة بنت عقيل، وكانت من أحلى نساء ثقيف، فقال: «وإن كان لم يؤذن لي في ثقيف يا خويلة» . فذكرت ذلك لعمر، فقال: يا رسول اللَّه، أما أذن لك في ثقيف؟ قال: «لا» .
وأخرج ابن مندة، من طريق الزهري: كانت عائشة تحدث أن خولة بنت حكيم زوج عثمان بن مظعون دخلت عليها وهي بذة الهيئة، فقالت: إن عثمان لا يريد النساء ...
الحديث. هذه رواية أبي اليمان عن شعيب، ووصله غيره عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، ولا يثبت، ولكن
أخرجه أحمد من طريق ابن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: دخلت على خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ما أبذ هيئة خويلة!» «1»
فقلت: امرأة لا زوج [لها، تصوم النهار وتقوم الليل، فهي طمرور «2» لا زوج لها.] الحديث. في إنكاره على عثمان.
ولخولة امرأة عثمان بن مظعون ذكر في ترجمة قدامة بن مظعون وقال هشام بن الكلبي: كانت ممن وهبت نفسها للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكان عثمان بن مظعون مات عنها.
11120- خولة بنت حكيم الأنصارية «3»
. فرّق الطّبرانيّ بينها وبين التي قبلها،
فأخرج من طريق شعبة عن عطاء الخراساني، عن سعيد بن المسيّب، عن خولة بنت حكيم، قالت: سألت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقلت: يا رسول اللَّه، المرأة ترى في المنام ما يرى الرجل؟ قال: «إذا رأت ذلك فلتغتسل» .
قلت: قد وقع في بعض الأخبار أنّ أم عطية كانت تسمى خولة، وهو فيما
أخرجه أبو نعيم، من طريق عباد بن العوام، عن حجاج بن أرطاة، حدثني الربيع بن مالك، عن أم عطية، وكانت تسمى خولة، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من نزل منزلا فقال:
أعوذ بكلمات اللَّه التّامّة ... » «4» الحديث.
وأم عطية إن كانت الأنصارية، فالمشهور أنّ اسمها نسيبة، بنون ومهملة وموحدة مصغر. ويحتمل أن يكون لها اسمان، أو أحدهما لقب، لكن هذا المتن ثبت من هذا
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 268 عن عائشة.
(2) الطّمرور: الّذي لا يملك شيئا لغة في الطّملول اللسان 4/ 2703.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 264، خلاصة تذهب تهذيب الكمال 3/ 380.
(4) أخرجه العقيلي في الضعفاء 2/ 50 وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 136 عن عبد الرحمن بن عابس ... الحديث بلفظه قال الهيثمي رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.(8/117)
الوجه. أخرجه أحمد، وفيه: عن خولة امرأة عثمان، يعني ابن مظعون، فظهر بهذا أن خولة امرأة عثمان كانت تكنى أم عطية، وليست أنصارية، بل هي سلمية كما تقدم، فالأنصارية غيرها.
11121- خولة بنت خولي
بن عبد اللَّه الأنصارية، أخت أوس بن خولي، تقدم نسبها مع أخيها، ذكرها ابن سعد في المبايعات.
11122- خولة بنت دليج «1»
. تقدم بيان ذلك في خولة بنت ثعلبة كذلك.
11123- خولة بنت خويلة
قيل هي المجادلة. تقدم بيان ذلك في خولة بنت ثعلبة كذلك.
11124- خولة بنت الصامت «2»
. تقدمت في خولة بنت ثعلبة كذلك.
11125- خولة بنت عاصم
امرأة بلال بن أمية، هي التي قذفا «3» ، ففرّق بينهما النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، يعني باللعان، لها ذكر، ولا يعرف لها رواية، قاله ابن مندة.
11126- خولة بنت عبد اللَّه الأنصارية»
. قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «النّاس دثار والأنصار شعار» «5» .
وفي إسناد حديثها مقال، كذا قال أبو عمر مختصرا. قال ابن مندة: عدادها في البصريين، ثم
ساق من رواية عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة أحد المتروكين، عن سكينة بنت منيع، عن أمها رقية بنت سعد، عن جدتها خولة بنت عبد اللَّه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول ... فذكره.
وزاد: «اللَّهمّ اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار» .
قالت: سكينة:
فأرجو أن أكون أدركتني دعوة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
11127- خولة بنت عبيد
بن ثعلبة الأنصارية، ثم النجارية من المبايعات.
__________
(1) أسد الغابة ت 6889.
(2) الثقات 3/ 115، تجريد أسماء الصحابة 2/ 264، تلقيح فهوم أهل الأثر 380، بقي بن مخلد 975.
(3) في أ: قذفها.
(4) أعلام النساء 1/ 329، تجريد أسماء الصحابة 2/ 264، الاستبصار 354.
(5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 12/ 160، 14/ 48، 527 وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 219 عن ابن عباس بزيادة في أوله وآخره قال الهيثمي رواه البزار وفيه إسماعيل بن يحيى بن سلمة من كهيل وهو متروك. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30204، وعزاه لابن أبي شيبة عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب.(8/118)
ذكرها ابن سعد، وقال: أمها الرعاة بنت عدي بن سواد، تزوجها صامت بن زيد بن خلدة، فولدت له معاوية.
11128- خولة بنت عقبة
بن رافع الأشهلية، أخت أم الحكم وأم سعد، وهما عمتا محمود بن لبيد، أسلمت وبايعت، ذكرها ابن سعد، وقال: أمها سلمى بنت عمرو الساعدية، قال: وتزوجها الحارث بن الصمة الأنصاري النّجاري، فولدت له سعدا، ثم خلف عليها عبد اللَّه بن قتادة، فولدت له عمرا.
11129- خولة بنت عمرو «1»
. تأتي في القسم الرابع.
11130- خولة بنت القعقاع
بن معبد بن زرارة التميمية.
تقدم ذكر والدها، وكانت هي تحت أبي الجهم بن حذيفة، فولدت له محمدا، وتقدم أيضا، وعاشت خولة إلى خلافة معاوية، ولها قصة مع أمّ ولد أبي الجهم، ذكرها المدائني وغيره.
11131- خولة بنت قيس
بن السكن بن قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار.
قال ابن سعد: تزوجها هشام بن عامر بن أمية بن زيد، من بني مالك بن عدي بن النجار، وأسلمت وبايعت، وأمها أم خولة بنت سفيان بن قيس بن زعوراء.
11132- خولة بنت قيس
بن قهد، بالقاف «2» ، بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصارية الخزرجية ثم النجارية أم محمد. يقال: هي زوج حمزة بن عبد المطلب، ثم قيل غيرها.
قال محمود بن لبيد، عن خولة بنت قيس بن قهد، وكانت تحت حمزة بن عبد المطلب: أنها قالت: دخل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم على عمه- يعني حمزة، فصنعت شيئا فأكلوه، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ألا أخبركم بكفّارات الخطايا؟» قالوا: بلى يا رسول اللَّه، قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصّلاة بعد الصّلاة» «3» .
أخرجه ابن مندة بعلو.
__________
(1) أسد الغابة ت 6894.
(2) الثقات 3/ 115، أعلام النساء 1/ 329، تجريد أسماء الصحابة 2/ 265، الكاشف 3/ 469، تقريب التهذيب 2/ 596، تهذيب التهذيب 12/ 415، تهذيب الكمال 3/ 682، حلية الأولياء 2/ 64، تلقيح فهوم أهل الأثر 370، بقي بن مخلد 223، تبصير المنتبه 3/ 1086، الإكمال 7/ 77 د المؤتلف والمختلف 104، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 1844.
(3) أورده الهيثمي في الزوائد 1/ 241 وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناده محتمل.(8/119)
وأخرج أيضا من طريق قيس بن النعمان بن رفاعة: سمعت معاذ بن رفاعة بن رافع، يحدث عن خولة بنت قيس بن قهد، قالت: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فصنعت له حريرة، فلما قدمتها إليه وضع يده فيها فوجد حرّها فقبضها، ثم قال: «يا خولة لا نصبر على حرّ ولا نصبر على برد» «1» .
وقال ابن سعد: أمها الفريعة بنت زرارة أخت أسعد بن زرارة، قال: وخلف عليها بعد حمزة بن عبد المطلب حنظلة بن النعمان بن عمرو بن مالك بن عامر بن العجلان.
وأخرج أبو نعيم، من طريق أبي معشر، عن سعيد المقبري عن عبيد سنوطي، قال: دخلت على خولة بنت قيس التي كانت عند حمزة فتزوّجها النعمان بن عجلان بعد حمزة، فقلت: يا أم محمد، انظري ما تحدثينني، فإن الحديث عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بغير ثبت شديد، فقالت: بئس ما لي أن أحدثهم عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بما سمعته وأكذب عليه، سمعته يقول:
«الدّنيا حلوة خضرة من يأخذ منها ما يحلّ له يبارك له فيه وربّ متخوّض في مال اللَّه ... »
الحديث.
11133- خولة بنت قيس «2»
، أم صبيّة، بصاد مهملة ثم موحدة مصغرة، مع التثقيل.
أخرج الطّبرانيّ، من طريق خارجة بن الحارث بن رافع بن مكيث الجهنيّ، عن سالم بن سرح مولى أم صبيّة بنت قيس، وهي خولة بنت قيس، وهي جدة خارجة بن الحارث- أنه سمعها تقول: اختلفت يدي ويد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في إناء واحد. وأخرجه أبو نعيم من وجه آخر عن خارجة بن الحارث، وزعم ابن مندة أنّ أم صبيّة هي خولة بنت قيس بن قهد، وردّ عليه أبو نعيم فأصاب. وقد فرّق بينهما ابن سعد وغيره.
11134- خولة بنت مالك
بن بشر الأنصارية الزرقية. ذكرها ابن سعد في المبايعات.
11135- خولة بنت المنذر:
بن زيد بن لبيد بن خراش «3» بن عامر بن غنم بن عدي ابن النجار، مرضعة إبراهيم بن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. أم بردة مشهورة بكنيتها. ذكرها العدوي.
__________
(1) أورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 514، وقال في الكبير للطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن خولة بنت قيس أنها جعلت للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم حريرة فقد منها إليه فوضع يده فيها فوجد حرها فقبضها وقال يا خولة لا نصبر على حر ولا على برد وفي لفظ أحمد بسند جيد فأحرقت أصابعه. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 44139.
(2) أسد الغابة: ت 6896.
(3) الاستيعاب: ت 3371.(8/120)
11136- خولة بنت الهذيل
بن قبيصة بن هبيرة بن الحارث «1» بن حبيب بن حرفة، بضم المهملة وسكون الراء بعدها فاء، ابن ثعلبة بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب التغلبية.
يقال: تزوّجها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. فماتت في الطريق قبل أن تصل إليه. قاله أبو عمر عن الجرجانيّ النّسّابة.
قلت: وقد ذكرها المفضل بن غسان الغلّابي في تاريخه، عن علي بن صالح، عن علي بن مجاهد، قال: وتزوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم خولة بنت الهذيل، وأمّها خرنق بنت خليفة أخت دحية الكلبي، فحملت إليه من الشام، فماتت في الطريق، فنكح خالتها شراف أخت دحية بن خليفة، فحملت إليه فماتت في الطريق أيضا.
وقد مضى مثل ذلك في ترجمة خرنق قريبا عن ابن سعد.
11137- خولة بنت يسار «2» .
لها ذكر في حديث أبي هريرة.
أخرجه ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة- أن خولة بنت يسار قالت: يا رسول اللَّه، إن أثر الدم لا يخرج من ثوبي، فقال: «لا يضرّك» .
ذكره ابن مندة، ووصله أبو نعيم. وسيأتي لها ذكر في التي بعدها.
11138- خولة بنت اليمان،
أخت حذيفة «3» .
روى أبو سلمة بن عبد الرحمن، عنها، قالت: سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا خير في جماعة النّساء إلّا عند ميّت، فإنّهنّ إذا اجتمعن قلن وقلن ... » الحديث.
ذكرها أبو عمر مختصرة، وأسنده ابن مندة، من طريق الصلت بن مسعود، عن علي بن ثابت، عن الوازع بن نافع، عن أبي سلمة، فذكره سواء.
وأخرج ابن مندة أيضا، من طريق ابن حفص، عن علي بن ثابت، عن الوازع بن نافع، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن خولة بنت يسار، قالت: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقلت:
إني امرأة أحيض، وليس عندي غير ثوب واحد، فلا أدري كيف أصنع يا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم؟ قال:
__________
(1) أسد الغابة: ت 6897، الاستيعاب: ت 3375.
(2) أعلام النساء 1/ 329.
(3) الثقات 3/ 117، أعلام النساء 1/ 330، الاستبصار 235، تجريد أسماء الصحابة 2/ 265.(8/121)
«إذا تطهّرت فاغسلي ثوبك ثمّ صلّي عليه» . قلت: يا رسول اللَّه، إني أرى أثر الدم فيه.
فقال: «اغسليه ولا يضرّك أثره» «1» .
قال أبو عمر: أخشى أن تكون هي خولة بنت اليمان، لأن إسناد حديثهما واحد.
قلت: لا يلزم من كون الإسناد إليهما واحدا مع اختلاف المتن أن تكونا واحدة، فقد ذكر ابن مندة أنّ امرأة ربعي بن حراش روت عن خولة بنت اليمان، ووصله أبو مسلم الكجي، وأبو نعيم، من طريقه، من رواية أبي عوانة، عن منصور، عن ربعي، عن امرأته، عن أخت حذيفة، قالت: قام فينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: يا معشر النّساء، أما لكنّ في الفضّة ما تحلين به «2» ... الحديث- في الزجر عن التحلي بالذهب.
11139- خولة،
خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم «3» .
قال أبو عمر: روى حديثها حفص بن سعيد عن أبيه عنها في تفسير: وَالضُّحى وليس إسناد حديثها مما يحتجّ به.
قلت: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، والطّبرانيّ،
من طريق أبي نعيم، عن حفصة، ولفظه: عن أمها، وكانت خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم- أن جروا دخل البيت، فدخل تحت السرير، ومكث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ثلاثا لا ينزل عليه الوحي، فقال: «يا خولة، ما حدث في بيت رسول اللَّه؟
جبريل لا يأتيني؟» فقلت: واللَّه ما علمت، فأخذ برده فلبسه، وخرج، فقلت: لو هيأت البيت فكنسته؟ فإذا بجرو ميت، فأخذته فألقيته، فجاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ترعد لحيته، وكان إذا أتاه الوحي أخذته الرعدة، فقال: «يا خولة، دثّريني، فأنزل اللَّه تعالى: وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ... [الضحى 1، 2] السورة.
11140- خولة «4»
، غير منسوبة.
أفردها الطّبرانيّ. وقال أبو نعيم: أظنها امرأة حمزة.
أخرج ابن أبي عاصم، والحسن ابن سفيان، والطّبرانيّ، من طريق بقيّة، عن سليمان بن عبد الرحمن بن أبي الجون، عن أبي
__________
(1) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 102، 103.
(2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 494 عن أخت لحذيفة كتاب الخاتم باب ما جاء في الذهب للنساء حديث رقم 4237 والنسائي في السنن 8/ 156، 157 عن أخت لحذيفة كتاب الزينة باب الكراهية للنساء في إظهار الحلي والذهب (39) حديث رقم 5137، 5138 وأحمد في المسند 5/ 398، 6/ 357 والدارميّ في السنن 3/ 279، والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 141.
(3) أعلام النساء 1/ 329، تجريد أسماء الصحابة 2/ 264.
(4) أسد الغابة (6900) .(8/122)
سعيد بن العاص، عن معاوية بن إسحاق، عن خولة، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ما يقدّس اللَّه أمّة لا يأخذ ضعيفها من قويها حقّه غير متعتع «1» . ومن انصرف عن غريمه وهو راض عنه صلّت عليه دوابّ الأرض ونون البحار «2» ، ومن انصرف عن غريمه وهو ساخط كتب عليه كلّ يوم وليلة وجمعة وشهر وسنة ظلم» .
11141
- خولة «3» بنت الأسود،
وخويلة بنت ثعلبة. وخويلة بنت حكيم. وخويلة بنت خويلد، وخويلة بنت قيس- تقدمن.
11142- خيرة بنت أبي أمية
بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط الأنصارية، من بني غنم بن السلم، زوج مكنف بن محيصة بن مسعود الأنصاري. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت.
11143- خيرة بنت أبي حدرد،
أم الدرداء الكبرى «4» .
سماها أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين فيما رواه ابن أبي خيثمة عنهما وقالا: اسم أبي حدرد عبد. وقال أم الدرداء الصغرى اسمها هجيمة، وقال غيرها جهيمة. وقال أبو عمر: كانت أمّ الدرداء الكبرى من فضلى النساء وعقلائهن، وذات الرأي فيهن مع العبادة والنسك، توفيت قبل أبي الدرداء. وذلك بالشام في خلافة عثمان، وكانت حفظت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وعن زوجها.
روى عنها جماعة من التابعين، منهم ميمون بن مهران، وصفوان بن عبد اللَّه، وزيد بن أسلم، قال: وأم الدرداء الصغرى لا أعلم لها خبرا يدلّ على صحبة ولا رؤية، ومن خبرها أنّ معاوية خطبها بعد أبي الدرداء، فأبت أن تتزوّجه.
قلت: وروى ذلك أبو الزاهرية، عن جبير بن نفير، عن أم الدرداء أنها قالت لأبي الدرداء: إنك خطبتني إلى أبي في الدنيا فأنكحوني، وإني أخطبك إلى نفسك في الآخرة، قال: فلا تنكحي بعدي، فخطبها معاوية فأخبرته بالذي كان، فقال لها: عليك بالصيام، ولها ترجمة حافلة في تاريخ ابن عساكر. والّذي ذكر أبو عمر أنهم رووا عن أم الدرداء الكبرى وهم، إنما هم من الرواة عن الصغرى إلا ميمون بن مهران، فإنه أدركها، وروى عنها، وبذلك جزم المزي وغيره.
__________
(1) غير متعتع- بفتح التاء- أي من غير أن يصيبه أذى يقلقه ويزعجه- اللسان/ 1/ 434.
(2) النون: الحوت والجمع أنوان ونينان. اللسان 6/ 4586.
(3) في أ: خويلة.
(4) الثقات 3/ 116، أعلام النساء 1/ 337، تجريد أسماء الصحابة 2/ 266، أزمنة التاريخ الإسلامي 974.(8/123)
وقال ابن مندة: خيرة أم الدرداء، وقيل اسمها هجيمة. وتعقّبه ابن الأثير. وقال علي بن المديني: كان لأبي الدرداء امرأتان كلتاهما يقال لهما أم الدرداء: إحداهما رأت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهي خيرة بنت أبي حدرد، والثانية تزوّجها بعد وفاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهي هجيمة الوصابية.
قال أبو مسهر: هما واحدة، ووهم في ذلك. وقال ابن ماكولا: أم الدرداء الكبرى لها صحبة، وماتت قبل أبي الدرداء، والصغرى هي التي خطبها معاوية.
وأورد ابن مندة لأم الدّرداء حديثا مرفوعا، من طريق شريك، عن خلف بن حوشب، عن ميمون بن مهران، قال: قلت: لأم الدرداء: سمعت من النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم شيئا؟ قالت: نعم، دخلت عليه وهو جالس في المسجد فسمعته يقول: ما يوضع في الميزان أثقل من خلق حسن «1» .
وأخرج الطّبرانيّ من طريق زبّان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه- أنه سمع أم الدرداء تقول: خرجت من الحمام فلقيني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «من أين أقبلت يا أمّ الدّرداء؟» قلت: من الحمام. قال: «ما منكنّ امرأة تضع ثيابها في غير بيت إحدى أمهاتها أو زوج إلّا كانت هاتكة كلّ ستر بينها وبين اللَّه ... » «2»
وسنده ضعيف جدا.
11144- خيرة بنت قيس الفهرية،
أخت فاطمة، زوج سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، أحد العشرة.
لها حديث في مسند الشاميين للطبراني.
11145- خيرة:
امرأة «3» كعب بن مالك الأنصارية «4» ، شاعر النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، ويقال بالحاء غير معجمة
وحديثها عند الليث من رواية ابن وهب عنه بإسناد ضعيف لا تقوم به حجّة- أنّ
__________
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية 10/ 110 وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 278، 422، وقال رواه الطبراني عن أبي الدرداء وهو عند أبي داود والترمذي بلفظ ما من شيء من الميزان أثقل من حسن الخلق أخرجه الترمذي في السنن 4/ 319 عن أبي الدرداء ... الحديث كتاب البر والصلة باب ما جاء في حسن الخلق (62) حديث رقم 2003 وقال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه. وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 668 كتاب الأدب باب في حسن الخلق حديث رقم 4799.
(2) أخرجه البغدادي في موضع أوهام الجمع والتفريق 1/ 369.
(3) في أ: بنت.
(4) أعلام النساء 1/ 338، تجريد أسماء الصحابة 2/ 266، تقريب التهذيب 2/ 596، تهذيب التهذيب 12/ 416، الكاشف 3/ 469، تهذيب الكمال 3/ 1682، تلقيح فهوم أهل الأثر 380، بقي بن مخلد 986.(8/124)
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «لا يجوز لامرأة في مالها أمر إلّا بإذن زوجها» .
قاله أبو عمر هكذا.
وقد وصله ابن ماجة وابن مندة من هذا الوجه عن الليث، عن رجل من ولد كعب بن مالك يقال له عبد اللَّه بن يحيى عن أبيه، عن جدّه- أن جدّته خيرة امرأة كعب بن مالك أتت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: إني تصدقت بهذا الحلي ... فذكر الحديث. وفيه: «فهل استأذنت كعبا؟» فقالت: نعم. قال ابن مندة: ورواه يحيى بن عبد اللَّه بن كعب، عن أمه بنت عبد اللَّه بن أنس، عن أمها فاضلة الأنصارية.
وستأتي.
القسم الثاني
11146- خديجة بنت الزبير
بن العوّام.
تقدم ذكرها في القسم الأول، ويغلب علي الظنّ أنها من أهل هذا القسم، وأنها كانت في العهد النبوي صغيرة.
القسم الثالث
11147- خولة الحنفية،
والدة محمد بن علي [بن أبي طالب] «1» «2» .
تقدم ذكرها في القسم الأول، وإن لم يثبت أنها كانت حين قيل لعليّ ذلك مسلمة، وإلّا فهي من أهل هذا القسم.
11148- خولة بنت الهذيل.
تقدمت في الأول، وظاهر قصتها أنها لم تلق النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فتكون من أهل هذا القسم.
القسم الرابع
11149- خولة بنت عمرو..
ذكرها ابن مندة، وأورد من طريق عبد الملك بن يحيى عن هشام بن عروة [عن أبيه] «3» ، عن عائشة، قالت: ابتاع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم جزورا من أعرابي، فبعث إلى خولة بنت عمرو يستسلفها، ثم قال: رواه مرجّي بن رجاء وغيره عن هشام، فقالوا في حديثهم: بعث إلى خولة بنت حكيم. وهذا أصحّ.
__________
(1) سقط في أ.
(2) سقط في أ.
(3) قال الهيثمي في الزوائد 4/ 142 وعن عائشة قالت ابتاع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من رجل من الأعراب جزورا ... الحديث رواه أحمد والبزار وإسناد أحمد صحيح.(8/125)
قلت: الحديث مشهور لخولة بنت حكيم، وبنت عمرو وهم، ويحتمل أن تتعدّد القصة، وقد أشرت إلى ذلك في
القسم الأول.
حرف الدال المهملة
القسم الأول
11150- دبية،
بضم أولها وسكون الموحدة بعدها مثناة تحتانية: هي بنت خالد بن النعمان بن خنساء، من بني غنم بن مالك بن النجار. ورأيتها بخط معتمد بتشديد الموحدة والياء جميعا، تكنى أم سماك.
أسلمت وبايعت، ذكرها ابن سعد، وقال: أمها إدام بنت عمرو بن معاوية، تزوجها يزيد بن ثابت بن الضحاك، فولدت له عمارة.
11151- دجاجة بنت أسماء «1»
، والدة عبد اللَّه بن عامر بن كرز.
ذكر عمر بن شبّة أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وجد عند عمير خمس نسوة فطلّق منهن دجاجة بنت أسماء، فخلف عليها عامر بن كرز، فولدت له عبد اللَّه بن عامر.
11152- درّة بنت أبي سفيان
صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموية «2» ، أخت أم حبيبة التي قالت عنها للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: انكح أختي بنت أبي سفيان.
وردت تسميتها في بعض طريق الحديث المذكور عند أبي موسى. وأخرج من طريق عبد الجبار بن العلاء، عن سفيان، عن هشام بن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، قالت:
قالت أم حبيبة للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: هل لك في درّة بنت أبي سفيان؟ الحديث. وقيل اسمها عزة. قال أبو عمر: هو الأشهر. وقيل اسمها حمنة، كما تقدم.
11153- درّة بنت أبي سلمة
بن عبد الأسد بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم المخزومية «3» .
هي التي قالت لها أمّ حبيبة في القصة التي قبل هذه. إنا قد تحدثنا أنك ناكح درة بنت
__________
(1) الاستيعاب: ت 3378.
(2) أسد الغابة: ت 6903.
(3) أسد الغابة: ت 6904، الاستيعاب: ت 3379.(8/126)
أبي سلمة.
فقال: «إنّها لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلّت لي، لأنّها ابنة أخي من الرّضاعة» «1» .
وردت تسميتها في بعض طرق الحديث المذكور عند البخاري، من طريق الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك، عن زينب بنت أبي سلمة- أن أم حبيبة قالت: يا رسول اللَّه، إنّا قد تحدثنا أنك ناكح درّة بنت أبي سلمة ... الحديث.
وذكرها الزّبير بن بكّار في كتاب «النّسب» في أولاد أبي سلمة بن عبد الأسد.
11154- درّة بنت أبي لهب «2»
بن عبد المطلب بن هشام «3» بن عبد مناف الهاشمية ابنة عم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
أسلمت وهاجرت، وكانت عند الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، فولدت له عقبة، والوليد وغيرهما، كذا قال ابن عبد البر.
وقال ابن سعد، تزوجها الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي، فولدت له الوليد، وأبا الحسن، وأسلم ثم قتل يوم بدر كافرا فخلف عليها دحية بن خليفة الكلبي.
وروى ابن أبي عاصم، والطّبرانيّ، وابن مندة،
من طريق عبد الرحمن بن بشر، وهو ضعيف، عن محمد بن إسحاق، عن نافع وزيد بن أسلم، عن بن عمر، وعن سعيد المقبري وابن المنكدر عن أبي هريرة وعن عمار بن ياسر، قالوا: قدمت درّة بنت أبي لهب المدينة مهاجرة، فنزلت في دار رافع بن المعلى، فقال لها نسوة من بني زريق: أنت ابنة أبي لهب الّذي يقول اللَّه له: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ [المسد 1] ، فما تغني عنك هجرتك؟ فأتت درة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فذكرت ذلك له، فقال: «اجلسي» ثم صلّى بالناس الظهر. وجلس على المنبر ساعة، ثم قال: «أيّها النّاس، ما لي أوذى في أهلي؟ فو اللَّه إنّ شفاعتي لتنال قرابتي حتّى أنّ صداء، وحكما، وسلهبا لتنالها يوم القيامة» » .
وأخرج ابن مندة، من طريق يزيد بن عبد الملك النوفلي، وهو واه، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة- أن سبيعة بنت أبي لهب جاءت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقالت: إن
__________
(1) أخرجه ابن ماجة 1/ 624 كتاب النكاح باب (34) يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب حديث رقم 1939.
(2) مسند أحمد 6/ 431، طبقات ابن سعد/ 50، طبقات خليفة 330، مجمع الزوائد 9/ 257.
(3) في أ: هاشم.
(4) أورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 409.(8/127)
الناس يصيحون بي ويقولون: إني ابنة حطب النار. فقام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو مغضب شديد الغضب، فقال: «ما بال أقوام يؤذونني في نسبي وذوي رحمي؟ ألا ومن آذى نسبي وذوي رحمي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى اللَّه» «1» .
ثم قال: رواه محمد بن إسحاق وغيره عن المقبري، فقالوا: قدمت درّة بنت أبي لهب ... فذكره نحوه. قال أبو نعيم: الصواب درة.
قلت: يحتمل أن يكون لها اسمان، أو أحدهما لقب، أو تعدّدت القصة لامرأتين.
وأخرج الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» ، وابن عديّ في «الكامل» ، وابن مندة، من طريق علي بن أبي علي اللهبي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب، عن درّة بنت أبي لهب، قالت: قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا يؤذى حيّ بميّت» .
وفي رواية ابن مندة، من طريق سماك بن حرب، عن زوج درة بنت أبي لهب، قال: قام رجل، فقال: يا رسول اللَّه، أيّ الناس خير؟ قال: «خير الناس أقرأهم وأتقاهم، وآمرهم بالمعروف، وأنهاهم عن المنكر، وأوصلهم للرّحم ... » «2»
فذكره بطوله. أورده في أوائل مسند عائشة.
وذكر البلاذريّ أنّ زيد بن حارثة تزوّجها، ولعل ذلك قبل أن يتزوّجها الحارث بن نوفل. وقيل: تزوجها دحية الكلبي، فأخرج بن مندة من طريق محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن عمرو عن عطاء، عن علي بن الحسين، عن درة بنت أبي لهب، وكانت تحت دحية بن خليفة، وكانت تعظم الناس، فدخل عليه ليلة نفر من المنافقين فقال بعضهم: إنما مثل محمد كمثل عذق نبت في فناء، فسمعته درة بنت أبي لهب، فانطلقت إلى أم سلمة، فذكرت لها ذلك، وذلك قبل أن ينزل في الحجاب ... فذكر نحو حديث ابن إسحاق مطوّلا.
11155- دعد بنت عامر،
وقيل بنت عبيد بن دهمان، وهي أم رومان، والدة عائشة.
تأتي في «الكنى» .
القسم الثاني خال، وكذا القسم الثالث.
__________
(1) أخرجه ابن عدي في الكامل 7/ 2717 والذهبي في ميزان الاعتدال حديث رقم 9726.
(2) أخرجه أحمد 6/ 432، وانظر المجمع 7/ 263.(8/128)
القسم الرابع
11156- دقرة،
أم ولد لأذينة «1» .
ذكرها الطّبرانيّ، وقال: يقال لها صحبة. ولم يورد لها شيئا.
قلت: هي تابعية من الطبقة الأولى، ضبطت بالقاف، وهي بنت غالب الراسبية بصرية، والدة عبد الرحمن بن أذينة، أخرج لها النسائي من روايتها، عن عائشة في العدة.
وذكرها ابن حبّان في «ثقات التّابعين» . روى عنها محمد بن سيرين، وبديل بن ميسرة، ولها عن عائشة حديث في التصليب في الثوب، ووهم فيها ابن أبي حاتم فظنها رجلا، فقال دقرة روى عن عائشة، وعنه بديل بن ميسرة. قال المزي في التهذيب: وهم في ذلك.
حرف الذال المعجمة
وهذا الحرف في الاستيعاب خال من النساء
القسم الأول
11157- ذرة «2»
، غير منسوبة: لها
حديث عند أبي النضر هاشم بن القاسم، عن أبي جعفر الرازيّ، عن الليث، عن ابن المنكدر، عن ذرة، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أنا وكافل اليتيم له أو لغيره كهاتين في الجنّة» . وأشار بإصبعيه- «والسّاعي على الأرملة والمسكين كالغازي في سبيل اللَّه تعالى، وكالقائم الصّائم الّذي لا يفتر» .
أخرجه ابن مندة.
القسم الثاني خال، وكذا القسم الثالث، والقسم الرابع.
__________
(1) أسد الغابة ت 6906.
(2) أعلام النساء 1/ 363، تجريد أسماء الصحابة 2/ 266.(8/129)
حرف الراء
القسم الأول
11158- رابعة بنت ثابت
بن الفاكه بن ثعلبة الأنصارية «1» ، من بني خطمة.
ذكرها ابن حبيب فيمن بايع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
11159- رابطة بنت الحارث «2»
بن جبيلة بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشية التيمية، زوج الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة.
ذكرها ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة، وقيل اسمها ربطة بغير ألف، وبه جزم ابن سعد وأبو عمر وقال: أمها زينب بنت عبد اللَّه بن ساعدة الخزاعية، وهي أخت صبيحة بنت الحارث، وأسلمت قديما بمكة وبايعت وهاجرت إلى الحبشة، فولدت له هناك موسى وعائشة، فمات موسى بالحبشة، وهلكت ربطة في الطريق وهي راجعة.
11160- رابطة بنت حسان «3»
بن عنزة بن ثامرة «4» ، من سبي هوازن، وهبها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لعلي بن أبي طالب فعلمها شيئا من القرآن.
ذكرها ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره عنه.
11161- رابطة بنت سفيان «5»
بن الحارث الخزاعية، زوج قدامة بن مظعون.
يأتي ذكرها في ترجمة ابنتها عائشة بنت قدامة بن مظعون.
11162- رابطة بنت عبد اللَّه «6»
، امرأة عبد اللَّه بن مسعود. تأتي في ريطة.
11163- رابطة بنت كرامة
المذحجية.
أخرج الطّبرانيّ في «الكبير» ، من طريق عليّ بن أبي علي، عن الشعبي، عن رابطة بنت كرامة، قالت: كنا عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال لقوم سفر: «لا يصبحنّكم من هذا النّعم الضّوالّ، ولا يضمن أحد منكم ضالّة، ولا تردّنّ سائلا إن كنتم تريدون الرّبح والسّلامة ... » الحديث.
__________
(1) أسد الغابة ت 6912.
(2) الثقات 3/ 133، تجريد أسماء الصحابة 2/ 266، 270.
(3) في أ: حبان بن عسرة.
(4) أسد الغابة ت 6909.
(5) الثقات 3/ 133، أعلام 1/ 409، تجريد أسماء الصحابة 2/ 267، 270.
(6) الثقات 3/ 133، أعلام النساء 1/ 412، تجريد أسماء الصحابة 2/ 267، 270.(8/130)
11164- الرباب بنت البراء
بن معرور «1» .
ذكرها في «التّجريد» مجردة، وكأن مستند ذلك ما اشتهر أنه مات أبوها في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في أوائل الهجرة، فتكون من هذا القسم
11165- الرباب بنت حارثة
بن سنان الأنصارية «2» .
في «التّجريد» أيضا، وهي عند الواقديّ الرباب بنت كعب بن عدي بن عبد الأشهل الأنصارية، والدة حذيفة بن اليمان. ذكرها بن سعد وبن حبيب فيمن بايع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من النساء. وقال ابن سعد: ولدت لليمان حذيفة، وسعدا، وصفوان، ومدلجا، وليلى.
11166- الرباب بنت النعمان
بن امرئ القيس بن عبد الأشهل الأنصارية «3» الأشهلية، والدة معاذ بن زرارة الظفري.
ذكرها ابن حبيب أيضا، وقال ابن سعد: هي عمة سعد بن معاذ، وكان تزوجها زرارة بن عمرو بن عدي الأوسي، فولدت له معاذا، وخلف عليها المعرور بن صخر، فولدت له الرباب، وأسلمت الرباب وبايعت.
11167- الرباب،
غير منسوبة.
ذكرها محمود بن أحمد الفريابيّ «4» في كتاب «خالصة الحقائق» ، وأنها كانت زوجا لرجل يقال له عمرو، فتعاهدا أيّهما مات قبل الآخر لا يتزوّج الّذي يبقى حتى يموت، فمات، فأقامت مدة فزوّجها أبوها، فرأت في تلك الليلة عمرا أنشدها أبياتا فأصبحت مذعورة وقصّت على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم القصة، فأمرها أن تستأنس بالوحدة حتى تموت وأمر زوجها بفراقها ففعل ذلك.
قلت: وهي حكاية مشهورة لغير هذين حتى الشعر المذكور في هذه القصة، ولكن الزوج اسمه مالك بن نصر، وكان في إمارة قتيبة بن مسلم على خراسان، وذلك في أواخر المائة الأولى من الهجرة.
11168- الربذاء بنت عمرو
بن عمارة بن عطية البلوية «5» .
تقدم ذكرها في ترجمة مولاها ياسر في الياء آخر الحروف، وذكرت هناك ضبط اسمها.
__________
(1) أسد الغابة ت 6913.
(2) أسد الغابة ت 6914.
(3) أسد الغابة ت 6916.
(4) في أ: العارماني.
(5) أسد الغابة: ت 6917، الاستيعاب: ت 3381.(8/131)
11169- ربيحة
بالتصغير والمهملة، مولاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ذكرها ابن سعد.
11170- الربيّع،
بالتصغير المثقّل، بنت حارثة بن سنان، أخت الرباب الماضية قريبا. ذكرها الواقديّ أيضا.
11171- الربيّع بنت الطفيل
بن النعمان بن خنساء بن سنان. ذكرها ابن سعد في المبايعات.
11172- الرّبيّع بنت معوّذ
بن عفراء «1» بن حزام بن جندب الأنصارية «2» النجارية، من بني عدي بن النجار.
تزوجها إياس بن البكير الليثي، فولدت له محمدا. لها رؤية تقدم نسبها في ترجمة ولدها.
قال ابن أبي خيثمة، عن أبيه: كانت من المبايعات بيعة الشجرة. وقال أبو عمر:
كانت ربما غزت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
وقال ابن سعد: أمها أم يزيد بنت قيس بن زعوراء، روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، روت عنها ابنتها عائشة بنت أنس بن مالك، وسليمان بن يسار، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، ونافع مولى ابن عمر، وعبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، وخالد بن ذكوان، وعبد اللَّه بن محمد بن عقيل، وأبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر.
روى البخاريّ والتّرمذيّ وغيرهما من طريق خالد بن ذكوان، عن الربيّع بنت معوّذ، قالت: جاء النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فدخل عليّ غداة بني بي، فجلس على فراشي كمجلسك مني، فجعلت جويريات لنا يضربن بالدّف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر، إذ قالت إحداهن: وفينا نبي يعلم ما في عند.
فقال لها: دعي هذه، وقولي بالذي كنت تقولين.
وأخرج أبو داود، والتّرمذيّ، وابن ماجة عدة أحاديث من رواية بن عقيل عنها في صفة وضوء النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، منها: كان يأتينا فقال: «اسكبي لي وضوءا ... » الحديث.
__________
(1) في أ: عقبة.
(2) طبقات ابن سعد 8/ 447، المحبر 430، مسند أحمد 6/ 358، طبقات خليفة 339، مقدمة مسند بقي ابن مخلد 90، المعرفة والتاريخ 3/ 283، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 343، تهذيب الكمال 3/ 1683، المعين في طبقات المحدثين 29، الكاشف 3/ 425، الوافي بالوفيات 14/ 86، الأغاني 1/ 65، سير أعلام النبلاء 3/ 198، خلاصة تذهيب التهذيب 423، تاريخ الإسلام 2/ 402.(8/132)
وأخرج ابن مندة من طريق أسامة بن زيد الليثي عن أبي عبيدة بن محمد، قال: قلت للربيّع بنت معوذ: صفي لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: يا بني، لو رأيته لرأيت الشمس طالعة.
وأخرج البخاريّ، والنّسائيّ، وأبو مسلم الكجّيّ، من طريق بشر بن المفضل، عن خالد بن ذكوان، عن الربيع بنت معوذ، قالت: كنا نغزو مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ونسقي القوم ونخدمهم ونردّ القتلى والجرحى إلى المدينة. لفظ أبي مسلم.
وفي رواية البخاريّ: نسقي الماء ونداوي الجرحى ... الحديث.
وأخرج ابن سعد، من طريق عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن الربيع بنت معوذ، قالت: قلت لزوجي: أختلع منك بجميع ما أملك؟ قال: نعم، فدفعت إليه كل شيء غير درعي، فخاصمني إلى عثمان فقال: له شرطه، فدفعته إليه.
وأخرجه من وجه آخر أتمّ منه، وقال فيه: الشرط أملك، فخذ كل شيء حتى عقاص رأسها. قال: وكان ذلك في حصار عثمان- يعني سنة خمس وثلاثين.
11173- الرّبيّع بنت النضر «1»
بن ضمضم بن زيد بن حرام الأنصارية، أخت أنس بن النضر، وعمة أنس بن مالك خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
تقدم نسبها عند ذكره، وهي من بني عدّي بن النجار، وهي والدة حارثة بن سراقة الماضي ذكره أيضا.
وفيه قولها: أخبرني عن حارثة، فإن يكن في الجنة صبرت واحتسبت، وإن كان غير ذلك اجتهدت في البكاء. فقال لها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إنّه أصاب الفردوس ... » الحديث.
وفي صحيح البخاريّ، عن أنس- أنّ الربيّع بنت النضر عمته لطمت إنسانا فطلبوا العفو، فأبوا فطلبوا الأرش «2» فأبوا فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «كتاب اللَّه القصاص» . فقال أنس بن النضر: أيكسر سنّ الرّبيع؟ لا، والّذي بعثك بالحق لا يكسر سنها، فرضوا بالأرش، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ من عباد اللَّه من لو أقسم على اللَّه لأبرّه، منهم أنس بن النّضر» «3» .
__________
(1) الثقات 3/ 132، أعلام النساء 1/ 380، تجريد أسماء الصحابة 2/ 267، تقريب التهذيب 2/ 598، تهذيب التهذيب 12/ 418، تلقيح فهوم أهل الأثر 323.
(2) الأرش من الجراحات: ليس له قدر معلوم، وقيل: هو دية الجراحات. اللسان 1/ 60.
(3) أخرجه مسلم 3/ 1302 كتاب القسامة باب 5 إثبات القصاص في الأسنان وما في معناها حديث 24- 1675 وأحمد في المسند 3/ 128، 167، 584، والبيهقي في السنن الكبرى 8/ 25، 64، والبغوي في شرح السنة 1/ 147، والمتقي الهندي في كنز العمال 5932، 5952.(8/133)
وأما ما وقع في صحيح مسلم من وجه آخر عن أنس- أنّ أخت الربيّع جرحت إنسانا، فذكره، وفيه: فقالت أمّ الربيع: يا رسول اللَّه، أيقتص من فلانة؟ فتلك قصة أخرى إن كان الراويّ حفظ، وإلّا فهو وهم من بعض رواته، ويستفاد إن كان محفوظا أنّ لوالدة الربيع صحبة، ولأنس عنها رواية في صحيح مسلم في قصة قتل أخيها أنس بن النضر لما استشهد بأحد. قال أنس: فقالت أخته الربيّع عمتي بنت النضر: ما عرفت إلا أختي ببنانه، وهذا صريح من روايته عن عمته. وقد أخلّ صاحب الأطراف فلم يترجم للربيع بنت النضر، وهو عند البخاري من وجه آخر عن أنس بلفظ: ما عرفته إلا أخته.
11174- رجاء الغنوية «1»
. روى ابن سيرين عن امرأة يقال لها رجاء أنها قالت: كنت عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فجاءته امرأة بابن لها، فقالت: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه لي فيه بالبركة، فإنه توفي لي ثلاثة، فقال لها: «منذ أسلمت؟» قالت: نعم. فقال: «جنّة حصينة» . قالت: فقال لي رجل عنده: اسمعي ما يقول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
أخرجه أحمد، عن عبد الرزاق، عن هشام، عنه،
ورجاله ثقات. ووقع لنا بعلوّ في المعرفة لابن مندة، وذكرها أبو موسى في الراء وفي الزاي ومع الإهمال: هل هي بتخفيف.
الجيم أو بتثقيلها؟
11175- رحيل ة.
لها ذكر في كتاب الإكليل للحاكم.
11176- رزينة،
مولاة صفية زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم «2» ، وهي أيضا خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
قال أبو عمر: حديثها عند البصريين في يوم عاشوراء.
قلت: أخرجه ابن أبي عاصم، وابن مندة، من طريق عليلة، بمهملة مصغرة، بنت الكميت، حدثتني أمي أمينة، عن أمّة اللَّه بنت رزينة، قالت: سألت أم رزينة ما كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول في صوم عاشوراء؟ قالت: إنه كان ليصومه ويأمرنا بصيامه. لفظ ابن مندة.
وأخرجه أبو مسلم الكجّيّ، وأبو نعيم من طريقه، عن مسلم بن إبراهيم، عن عليلة مطولا، ولفظه: حدثتنا عليلة بنت الكميت العتكية، سمعت أمي أمينة أنها أتت واسط، فلقيت مولاة لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقال لها أمة اللَّه، وكانت أمها خادما لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقال لها
__________
(1) الثقات 3/ 134، أعلام النساء 1/ 380، تجريد أسماء الصحابة 2/ 267، تعجيل المنفعة 557.
(2) الثقات 3/ 133، أعلام النساء 1/ 382، تجريد أسماء الصحابة 2/ 268.(8/134)
رزينة، فقالت لها: أما سمعت أمك تذكر في صوم عاشوراء شيئا؟ قالت: نعم، حدثتني أمي رزينة أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.... حتى إن كان ليدعو صبيانه وصبيان فاطمة المراضع في ذلك اليوم فيتفل في أفواههم، ويقول لأمهاتهم: لا ترضعوهم إلى الليل.
ورزينة ضبطت بفتح أولها، وقيل بالتصغير. وحكى أبو موسى أنه قيل فيها بتقديم الزاي على الراء. وأخرج أبو يعلى ... أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لما تزوج صفية أمر ببرها خادما وهي رزينة.
11177- رضوى بنت كعب «1»
. ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ،
وأخرج من طريق روّاد بن الجراح، عن أبيه، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن رضوى بنت كعب، قالت: سألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عن الحائض تحيض، فقال: «لا بأس بذلك» .
ورواد وشيخه ضعيفان. وقال في «التّجريد» : كأنها تابعية أرسلت، كذا قال، وهو عجب مع قولها سألت.
11178- رضوى،
مولاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم «2» .
تقدم ذكرها في الخاء المعجمة في خضرة، وقال أبو موسى: ذكرها المستغفري ولم يورد لها شيئا.
11179- رغينة،
بمعجمة مصغرة، وقيل أولها زاي، بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها عمرة بنت مسعود بن قيس، تزوجها رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، وهي أخت حبيبة بنت سهل التي تقدم ذكرها.
11180- رفاعة بنت ثابت
بن الفاكه بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة «3» ، من بني خطمة الأنصارية. ذكرها ابن حبيب فيمن بايعن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكذا قال بن سعد.
11181- رفيدة الأنصارية،
أو الأسلمية «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت 6923، تجريد أسماء الصحابة 2/ 268.
(2) أسد الغابة ت 6922.
(3) أسد الغابة ت 6924.
(4) أسد الغابة ت 6925، الاستيعاب: ت 3386.(8/135)
ذكرها ابن إسحاق في قصة سعد بن معاذ لما أصابه بالخندق، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم:
اجعلوه في خيمة رفيدة التي في المسجد حتى أعوده من قريب «1» ،
وكانت امرأة تداوي الجرحى، وتحتسب بنفسها على خدمة من كانت به ضيعة من المسلمين.
وقال البخاريّ في «الأدب المفرد» : حدثنا أبو نعيم، حدثنا ابن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، قال: ولما أصيب أكحل سعد يوم الخندق فقيل: حوّلوه عند امرأة يقال لها رفيدة، وكانت تداوي الجرحى، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا مرّ به يقول:
«كيف أمسيت؟» وإذا أصبح قال: «كيف أصبحت؟» فيخبره.
وأورده في التاريخ بقصة وفاة سعد، وسنده صحيح، وأورده المستغفري من طريق البخاري وأبو موسى من طريق المستغفري.
11182- رقيقة «2»
، بقافين مصغرة، بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية، بنت عم العباس وإخوته من بني عبد المطلب، وهي والدة مخرمة بن نوفل، والد المسور.
ذكرها الطّبرانيّ والمستغفريّ في الصحابة. وقال أبو عمر: وما أراها أدركت. وعمدة من ذكرها ما أخرجوه من طريق حميد بن منهب، عن عروة بن مضرس، عن مخرمة بن نوفل، عن أمه رقيقة، قال: وكانت لدة عبد المطلب بن هاشم، قالت: تتابعت على قريش سنون أمحلت الضرع وأدقّت العظم ... الحديث بطوله في استسقاء عبد المطلب لقريش ومعه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو غلام قد أيفع، وفيه أنهم سقوا، وإن شيوخ قريش كعبد اللَّه بن جدعان وحرب بن أمية قالوا لعبد المطلب لما سقوا على يديه: هنيئا لك أبا البطحاء، وفيه شعر رقيقة المذكورة أوله:
بشيبة الحمد أسقى اللَّه بلدتنا ... وقد فقدنا الحيا واجلوّذ المطر
[البسيط]
__________
(1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1389 عن عائشة قالت أصيب سعد يوم الخندق رماه رجل من قريش يقال له ابن العرقة رماه في الأكحل فضرب عليه رسول اللَّه ت خيمة في المسجد يعوده من قريب. كتاب الجهاد والسير باب (21) . إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب حديث رقم (65/ 1769) وقد كانت خيمة رفيدة في المسجد والترمذي في السنن 3/ 122 كتاب السير باب (29) ما جاء في التنزيل على الحكم حديث رقم 1582، والنسائي 2/ 45، كتاب المساجد باب (18) ضرب الخباء في المساجد حديث رقم 710.
(2) الثقات 3/ 134، أعلام النساء 1/ 393، تجريد أسماء الصحابة 2/ 268، والمنمق 166، 169، 170.(8/136)
قال أبو موسى- بعد إيراده: هذا حديث حسن. قال: وقد ذكرها ابن سعد في المسلمات المهاجرات، وقال: أمّها هالة بنت كلدة بن عبد الدار، ثم أخرج عن الواقدي عن عبد اللَّه بن جعفر، عن أم بكر بنت المسور، عن أبيها، عن مخرمة بن نوفل عن أمه رقيقة، قالت: لكأنّي انظر إلى عمي شيبة- تعني عبد المطلب بن عبد مناف، فكنت أول من سبق إليه، فالتزمته وخبرت به أهلنا، وهي أسنّ يومئذ من عبد المطلب، وقد أدركت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأسلمت، وكانت أشدّ الناس على ولدها مخرمة- يعني لكونه لم يسلم. وبهذا السند.
عن أمها- أنّ رقيقة وهي أم مخرمة بن نوفل حدثت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: إن قريشا قد اجتمعت تريد بياتك الليلة. قال المسور: فتحوّل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عن فراشه وبات عليه عليّ.
11183- رقيقة الثقفية «1»
. قال أبو عمر: أسلمت حين خروج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من مكة إلى الطائف بعد موت أبي طالب وخديجة، حديثها عند عبد ربه بن الحكم عن أميمة بنت رقيقة.
قلت:
أخرجه ابن أبي عاصم، من طريق عبد اللَّه بن عبد الرحمن الطائفي، عن عبد ربه، ولفظه: عن أمها، قالت: لما جاء النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يبتغي النصر بالطائف دخل عليّ فأخرجت له شرابا من سويق، فقال: «يا رقيقة، لا تعبدي طاغيتهم ولا تصلّي إليها» . قالت: إذا يقتلوني. قال: «فإذا صلّيت فولّيها ظهرك» «2» ثم خرج من عندي.
11184- رقيّة «3»
، بقاف واحدة وبالتشديد، بنت ثابت بن خالد، من بني مالك بن النجار الأنصارية.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات. وقال ابن سعد: ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت.
11185- رقيّة بنت زيد
بن حارثة الكلبي، مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأخت أمة.
ذكرها البلاذريّ. وتقدم ذكرها في ترجمة زيد، وأن أمها أم كلثوم بنت عتبة. وذكر ابن سعد من مسند خالد بن نمير، قال: لما أصيب زيد بن حارثة أتاهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فخمشت بنت زيد في وجهه، فبكى حتى انتحب.
11186- رقيّة بنت كعب الأسلمية» .
__________
(1) بقي بن مخلد 1012.
(2) أورده الهيثمي في الزوائد 6/ 38 عن رقيقة قالت لما جاء النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يبتغي النصر بالطائف ... الحديث. قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
(3) أسد الغابة: ت 6928.
(4) أسد الغابة: ت 6930.(8/137)
روى سفيان بن حمزة عن أشياخه عنها. قيل: لها صحبة، ذكرها أبو نصر بن ماكولا.
11187- رقيّة بنت سيد البشر صلّى اللَّه عليه وسلّم:
محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب «1» الهاشمية «2» ، هي زوج عثمان بن عفان، وأم ابنه عبد اللَّه.
قال أبو عمر: لا أعرف خلافا أنّ زينب أكبر بنات النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. واختلف في رقية وفاطمة وأم كلثوم، والأكثر أنهنّ على هذا الترتيب. ونقل أبو عمر عن الجرجاني أنه صح أن رقية أصغرهن، وقيل: كانت فاطمة أصغرهن، وكانت رقية أولا عند عتبة بن أبي لهب، فلما بعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أمر أبو لهب ابنه بطلاقها، فتزوجها عثمان.
وقال ابن هشام: تزوج عثمان رقية، وهاجر بها إلى الحبشة، فولدت له عبد اللَّه هناك:
فكان يكنى به.
وقال أبو عمر: قال قتادة: لم تلد له، قال: وهو غلط لم يقله غيره، ولعله أراد أختها أم كلثوم، فإنّ عثمان تزوجها بعد رقية، فماتت أيضا عنده، ولم تلد له، قاله ابن شهاب والجمهور. وسيأتي لتزويج رقية ذكر في ترجمة سعدى أم عثمان حماتها.
وقال ابن سعد: بايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم هي وأخواتها، وتزوجها عتبة بن أبي لهب قبل النبوة، فلما بعث قال أبو لهب: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته، ففارقها ولم يكن دخل بها، فتزوجها عثمان، فأسقطت منه سقطا، ثم ولدت له بعد ذلك ولدا فسماه عبد اللَّه، وبه كان يكنى، ونقره ديك فمات فلم تلد له بعد ذلك.
وأخرج ابن سعد من طريق عليّ بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، قال: لما ماتت رقية قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ألحقي بسلفنا عثمان بن مظعون» . فبكت النساء على رقية، فجاء عمر بن الخطاب فجعل يضربهن، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «مهما يكون من العين ومن القلب فمن اللَّه والرّحمة، ومهما يكن من اليد واللّسان فمن الشّيطان» «3» . فقعدت فاطمة على شفير القبر تبكي، فجعل يمسح عن عينها بطرف ثوبه.
قال الواقديّ: هذا وهم، ولعلها غيرها من بناته، لأن الثبت أن رقية ماتت ببدر، أو يحمل على أنه أتى قبرها بعد أن جاء من بدر.
وأخرج ابن مندة بسند واه عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر،
__________
(1) في أ: عبد المطلب بن هاشم الهاشمية.
(2) أسد الغابة: ت 6929، الاستيعاب: ت 3389.
(3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 335 عن ابن عباس.(8/138)
قالت: كنت أحمل الطعام إلى أبي وهو مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بالغار، فاستأذنه عثمان في الهجرة، فأذن له في الهجرة إلى الحبشة، فحملت الطعام، فقال لي: «ما فعل عثمان ورقيّة» ؟ قلت. قد سارا. فالتفت إلى أبي بكر، فقال: «والّذي نفسي بيده، إنّه أوّل من هاجر بعد إبراهيم ولوط» .
قلت: وفي هذا السياق من النكارة أن هجرة عثمان إلى الحبشة كانت حين هجرة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهذا باطل، إلا إن كان المراد بالغار غير الّذي كانا فيه لما هاجرا إلى المدينة، والّذي عليه أهل السير أنّ عثمان رجع مكة من الحبشة مع إلى من رجع، ثم هاجر بأهله إلى المدينة، ومرضت بالمدينة لما خرج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى بدر، فتخلف عليها عثمان عن بدر، فماتت يوم وصول زيد بن حارثة مبشرا بوقعة بدر. وقيل: وصل لما دفنت.
وروى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: لما ماتت رقية قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا يدخل القبر رجل قارف» «1» . فلم يدخل عثمان.
قال أبو عمر: هذا خطأ من حماد، إنما كان ذلك في أم كلثوم.
وقد روى ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، قال: تخلف عثمان عن بدر على امرأته رقية، وكانت قد أصابها الحصبة، فماتت، وجاء زيد بشيرا بوقعة بدر، قال: وعثمان على قبر رقية.
ومن طريق قتادة عن النضر بن أنس، عن أبيه: خرج عثمان برقية إلى الحبشة مهاجرا، فاحتبس خبرهما، فأتت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم امرأة فأخبرته أنها رأتهما. فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «قبّحهما اللَّه، إنّ عثمان أوّل من هاجر بأهله» - يعني من هذه الأمة.
وذكر السّراج في تاريخه من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، قال: تخلف عثمان، وأسامة بن زيد، عن بدر، فبينا هم يدفنون رقية سمع عثمان تكبيرا، فقال: يا أسامة، ما هذا؟ فنظروا، فإذا زيد بن حارثة على ناقة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم الجدعاء بشيرا بقتل المشركين يوم بدر.
11188- رقية مولاة فاطمة
بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
عمرت حتى جعلها الحسين بن علي مقيمة عند قبر سيدتها فاطمة، لأنه لم يكن بقي
__________
(1) يقال: قرف الذنب واقترفه إذا عمله، وقارف الذنب وغيره إذا داناه ولاصقه، وقرفه بكذا: أي أضافه إليه واتهمه به، وقارف امرأته إذا جامعها. النهاية. 4/ 45.(8/139)
من يعرف القبر غيرها، قاله عمر بن شبة في أخبار المدينة.
11189- رملة بنت الحارث
بن ثعلبة بن الحارث بن زيد الأنصارية النجارية «1» .
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وذكر ابن إسحاق في السيرة النبويّة- أن بني قريظة لما حكم فيهم سعد بن معاذ حبسوا في دار رملة بنت الحارث امرأة من الأنصار من بني النجار.
قلت: وتكرر ذكرها في السيرة. وأما الواقدي فيقول: رملة بنت الحدث، بفتح الدال المهملة بغير ألف قبلها. وقال ابن سعد: رملة بنت الحارث، وهو الحارث بن ثعلبة بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، تكنى أم ثابت، وأمها كبشة بنت ثابت بن النعمان بن حرام، وزوجها معاذ بن الحارث بن رفاعة.
11190- رملة بنت الخطاب.
تأتي في فاطمة بنت الخطاب.
11191- رملة بنت أبي سفيان
بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموية «2» ، زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، تكنى أم حبيبة، وهي بها أشهر من اسمها، وقيل: بل اسمها هند، ورملة أصحّ، أمها صفية بنت أبي العاص بن أمية.
ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عاما، تزوّجها حليفهم عبيد اللَّه، بالتصغير، ابن جحش ابن رئاب بن يعمر الأسدي، من بني أسد بن خزيمة، فأسلما، ثم هاجرا إلى الحبشة، فولدت له حبيبة فبها كانت تكنى. وقيل: إنما ولدتها بمكة وهاجرت وهي حامل بها إلى الحبشة.
وقيل: ولدتها بالحبشة وتزوج حبيبة داود بن عروة بن مسعود، ولما تنصر زوجها عبيد اللَّه بن جحش، وارتد عن الإسلام فارقها.
فأخرج ابن سعد من طريق إسماعيل بن عمرو بن سعيد الأموي، قال: قالت أم حبيبة:
رأيت في المنام كأنّ زوجي عبيد اللَّه بن جحش بأسوإ صورة، ففزعت فأصبحت فإذا به قد تنصر، فأخبرته بالمنام فلم يحفل به وأكبّ على الخمر حتى مات. فأتاني آت في نومي، فقال: يا أمير المؤمنين، ففزعت فما هو إلا أن انقضت عدتي، فما شعرت إلا برسول النجاشي يستأذن، فإذا هي جارية له يقال لها أبرهة، فقالت: إن الملك يقول لك: وكلي من
__________
(1) أسد الغابة ت 6931.
(2) الثقات 3/ 131، أعلام النساء 1/ 397، الكاشف 3/ 71، تنوير قلوب المسلمين 68، 146، السمط الثمين 111.(8/140)
يزوجك. فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص بن أمية فوكلته، فأعطيت أبرهة سوارين من فضة، فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب فحمد اللَّه وأثنى عليه وتشهد، ثم قال: أما بعد فإن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كتب إليّ أن أزوجه أم حبيبة فأجبت، وقد أصدقتها عنه أربعمائة دينار، ثم سكب الدنانير، فخطب خالد، فقال: قد أجبت إلى ما دعا إليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وزوجته أم حبيبة، وقبض الدنانير، وعمل لهم النجاشي طعاما، فأكلوا.
قالت أم حبيبة: فلما وصل إليّ المال أعطيت أبرهة منه خمسين دينارا، قالت: فردّتها علي، وقالت: إن الملك عزم علي بذلك، وردّت على ما كنت أعطيتها أولا، ثم جاءتني من الغد بعود وورس وعنبر وزباد «1» كثير، فقدمت به معي على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
وروى ابن سعد أن ذلك كان سنة سبع، وقيل كان سنة ست، والأول أشهر.
ومن طريق الزهري أنّ الرسول إلى النجاشي بعث بها مع شرحبيل بن حسنة. ومن طريق أخرى أن الرسول إلى النجاشي بذلك كان عمرو بن أمية الضمريّ.
وحكى ابن عبد البرّ أن الّذي عقد لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عليها عثمان بن عفان. ومن طريق عبد الواحد بن أبي عون، قال: لما بلغ أبا سفيان أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم نكح ابنته قال: هو الفحل لا يقدع أنفه «2» .
وذكر الزّبير بن بكّار بسند له عن إسماعيل بن عمرو بن أمية، عن أم حبيبة نحو ما تقدم، وقيل نزلت في ذلك: عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً [الممتحنة: 7] ، وهذا بعيد، فإن ثبت فيكون العقد عليها كان قبل الهجرة إلى المدينة، أو يكون عثمان جدده بعد أن قدمت المدينة، وعلى ذلك يحمل قول من قال: إن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إنما تزوجها بعد أن قدمت المدينة، روى ذلك عن قتادة، قال: وعمل لهم عثمان وليمة لحم، وكذا حكى عن عقيل، عن الزهري، وفيما ذكر عن قتادة ردّ على دعوى ابن حزم الإجماع على أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إنما تزوّج أم حبيبة وهي بالحبشة، وقد تبعه على ذلك جماعة آخرهم أبو الحسن بن الأثير في أسد الغابة، فقال: لا اختلاف بين أهل السير في ذلك، إلا ما وقع عند مسلم أن أبا سفيان لما أسلم طلب منه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يزوّجه إياها، فأجابه إلى ذلك.
وهو وهم من بعض الرواة، وفي جزمه بكونه وهما نظر، فقد أجاب بعض الأئمة باحتمال أن
__________
(1) الزّباد: بنت معروف، قال ابن سيده: والزبّاد والزّبدى والزّباد كله نبات سهلي له ورق عراض وقد ينبت في الجلد، يأكله الناس، وهو طيّب. اللسان 3/ 1803.
(2) أصل القدع: الكف والمنع يقال: قدعت الفحل وهو أن يكون غير كريم، فإذا أراد ركوب الناقة الكريمة ضرب أنفه بالرمح أو غيره حتى يرتدع وينكف، ويروى بالراء. النهاية 4/ 24.(8/141)
يكون أبو سفيان أراد تجديد العقد، نعم، لا خلاف أنه صلّى اللَّه عليه وسلّم دخل على أم حبيبة قبل إسلام أبي سفيان.
وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا محمد بن عبد اللَّه، عن الزهري، قال:
قدم أبو سفيان المدينة، فأراد أن يزيد في الهدنة، فدخل على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم طوته دونه، فقال: يا بنية، أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه؟ قالت: بل هو فراش رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأنت امرؤ نجس مشرك، فقال: لقد أصابك بعدي شرّ.
أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا عبد اللَّه بن جعفر، عن عبد الواحد بن أبي عون، قال:
لما بلغ أبا سفيان بن حرب نكاح النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ابنته قال: ذلك الفحل لا يقدع أنفه.
روت أم حبيبة عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أحاديث. وعن زينب بنت جحش أم المؤمنين.
روت عنها بنتها حبيبة، وأخواها: معاوية، وعتبة، وابن أخيها عبد اللَّه بن عتبة بن أبي سفيان، وأبو سفيان بن سعيد بن المغيرة بن الأخنس الثقفي، وهو ابن أختها، ومولياها:
سالم بن سوال، وأبو الجراح، وصفية بنت شيبة، وزينب بنت أم سلمة، وعروة بن الزبير، وأبو صالح السمان، وآخرون.
وأخرج ابن سعد، من طريق عوف بن الحارث، عن عائشة، قالت: دعتني أم حبيبة عند موتها، فقالت: قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فتحللينني من ذلك فحللتها، واستغفرت لها، فقالت لي: سررتني سرّك اللَّه، وأرسلت إلى أم سلمة بمثل ذلك، وماتت بالمدينة سنة أربع وأربعين، جزم بذلك ابن سعد، وأبو عبيد. وقال ابن حبان، وابن قانع:
سنة اثنتين. وقال ابن أبي خيثمة: سنة تسع وخمسين، وهو بعيد. واللَّه أعلم.
11192- رملة بنت شيبة
بن ربيعة بن عبد شمس العبشمية «1» .
قتل أبوها يوم بدر كافرا، ذكرها أبو عمر، فقال: كانت من المهاجرات، هاجرت مع زوجها عثمان بن عفان، وفي ذلك تقول لها بنت عمها هند بنت عتبة:
لحي الرّحمن صابئة بوجّ ... ومكّة عند أطراف الحجون
تدين لمعشر قتلوا أباها ... أقتل أبيك جاءك باليقين «2» ؟
[الوافر]
__________
(1) الثقات 3/ 131، تجريد أسماء الصحابة 2/ 269.
(2) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (3391) ، وأسد الغابة ترجمة رقم (6933) ، والبيتان في كتاب نسب قريش لمصعب الزبيري: 105، 156.(8/142)
قال أبو عمر: في قول ابن الأثير: هاجرت مع زوجها عثمان إنما هاجر بزوجته رقية بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قال: ولو لم يقل هاجرت مع زوجها عثمان لأمكن أن يقال هاجرت فتزوجها عثمان بعد ذلك.
قلت: أظن قوله: هاجرت مع زوجها عثمان، أي إلى المدينة لا إلى الحبشة، فلعل عثمان تزوجها في عمرة القضية، وهاجرت معه حينئذ، فأما قبل ذلك إلى الحبشة ثم إلى المدينة في أول الهجرة فلم تكن له زوجة إلا رقية، فكأنه تزوجها بعد رقية أو بعد أم كلثوم.
ويحتمل أن يكون الصواب أن زوجها عثمان غير ابن عفان، ولعله عثمان بن أبي العاص الثقفي بقرينة قولها بوج، ووج هي الطائف، وعثمان بن أبي العاص من أهل الطائف، بخلاف ابن عفان.
ثم رأيت في طبقات ابن سعد: تزوّجها عثمان بن عفان، فولدت له عائشة، وأم أبان، وأم عمرو. وقال أبو الزناد مولاها: أسلمت وبايعت، وأنشد الزبير من قول هند يعيب عليها إسلامها ويعيرها بقتل أبيها يوم بدر ... فذكر البيتين، قال: وأمها أم شريك بنت وقدان بن عبد شمس بن عبد ود من بني عامر بن لؤيّ، وكذا قال ابن سعد: لكن قال أم شريك.
11193- رملة بنت عبد اللَّه
بن أبي ابن سلول «1» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11194- رملة بنت أبي عوف
بن صبرة بن سعيد بن سعد بن سهم «2» ، زوج المطلب بن أزهر بن عوف الزهري.
ذكرها ابن إسحاق في تسمية من أسلم من أهل مكة، وهاجر إلى الحبشة، قال:
وولدت للمطلب بن أزهر بن عوف الزهري هناك عبد اللَّه بن المطلب. قال: ويقال إنّه أول من ورث أباه في الإسلام. وذكرها أبو عمر في ترجمة زوجها. وقال ابن سعد: أسلمت بمكة قديما قبل دار الأرقم، وبايعت وهاجرت.
11195- رملة بنت الوقيعة «3»
بن حرام بن غفار بن مليل «4» - بلامين مصغر.
قال خليفة «5» بن خيّاط: هي أم أبي ذر الغفاريّ، سماها غير واحد، وثبت ذكرها في
__________
(1) أسد الغابة: ت 6934.
(2) أسد الغابة: ت 6935، الاستيعاب: ت 3392.
(3) في أ: الربيعة.
(4) أسد الغابة: ت 6936.
(5) في أ: خليفة.(8/143)
قصة إسلام أبي ذر، ولم تسمّ فيه. وقيل: إنها أم عمرو بن عبسة السلمي أيضا.
11196- رميثة «1»
، بمثلثة مصغرة، بنت عمرو بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف.
قال ابن سعد: أسلمت وبايعت. وقال البخاري: روى عنها القعقاع بن حكيم. وقال أبو عمر: هي جدة عاصم بن قتادة، روى عنها.
قلت: كذا قال، والّذي يظهر لي أنها غيرها، وجدة عاصم هي التي بعدها، وأما هي فلها حديث في ترجمة محمد بن محمد التمار من المعجم الأوسط.
11197- رميثة الأنصارية،
جدة عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري التابعي المشهور.
أخرج التّرمذيّ،
من طريق يوسف الماجشون، عن أبيه، عن عاصم بن عمر، عن جدته رميثة، قالت سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم- ولو أشاء أن أقبل الخاتم الّذي بين كتفيه من قربه لفعلت. يقول لسعد بن معاذ يوم مات: «اهتزّ له عرش الرّحمن» .
وروى ابن المنكدر عن ابن رميثة عنها، عن عائشة حديثا في صلاة الضحى.
11198- الرميصاء،
أو الغميصاء، لقب أم سليم والدة أنس «2» ، وزوج أبي طلحة.
تأتي في ترجمتها مبسوطة في الكنى.
قال عبد العزيز بن أبي سلمة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أريت أنّي دخلت الجنّة فإذا أنا بالرّميصاء امرأة أبي طلحة» «3» .
وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الأنصاري، حدثنا حميد، عن أنس، قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «دخلت الجنّة فسمعت مشية بين يديّ، فإذا أنا بالغميصاء بنت ملحان» «4» .
ومن طريق حماد عن ثابت عن أنس نحوه، لكن قال الرميضاء، أوردهما في ترجمة أم سليم.
__________
(1) الثقات 3/ 134، أعلام النساء 1/ 394، 403 تجريد أسماء الصحابة 2/ 269، تقريب التهذيب 2/ 598، تهذيب التهذيب 12/ 420، التمهيد 8/ 145.
(2) أسد الغابة: ت 6939، الاستيعاب: ت 3394.
(3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34427 وعزاه إلى أبي يعلى عن جابر وحديث ورقم 33168 وعزاه إلى أحمد ومناد والحكيم والطبراني في الكبير وابن عساكر عن أبي أمامة وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.
(4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1908 كتاب فضائل الصحابة باب 19 فضائل أم سليم، أم أنس بن مالك وبلال رضي اللَّه عنهما حديث رقم (105/ 2456) والحاكم في المستدرك 3/ 208، الهيثمي في الزوائد 9/ 316 وأحمد في المسند 3/ 99، 106، 125، 239، 368.(8/144)
11199- الرميصاء،
أخرى «1» .
قال أحمد في مسندة: حدثنا هشيم، حدثنا يحيى بن أبي إسحاق، عن سليمان بن يسار، عن عبيد اللَّه بن العباس، قال: جاءت الرميصاء أو الغميصاء إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تشكو زوجها، وتزعم أنه لا يصل إليها، فما كان إلا يسير حتى جاء زوجها، فزعم أنها كاذبة، ولكنها تريد أن ترجع إلى زوجها الأول، فقال لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ليس لك ذلك، حتّى تذوقي عسيلة رجل آخر غيره» .
11200- روضة،
وصيفة كانت لامرأة من أهل المدينة «2» .
أسلمت هي ومولاتها عند قدوم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، هكذا ذكرها أبو عمر مختصرا، وأخرج حديثهما ابن مندة، من طريق عبد الجليل بن الحارث، حدثتني ثبيتة بنت بنت عميا، قالت:
حدثتني روضة، قالت: كنت وصيفة لامرأة من أهل المدينة، فلما هاجر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم من مكة إلى المدينة قالت لي مولاتي: يا روضة، قومي على الباب، فإذا مر هذا الرجل فأعلميني، فقمت على باب الدار فإذا هو قد مر ومعه نفر من أصحابه، فأخذت بطرف ردائه، فبشّ في وجهي، فقلت لمولاتي: قد جاء هذا الرجل، فخرجت مولاتي وكان زوجها في الدار فعرض عليهم الإسلام فأسلموا.
وأخرج النّسائيّ في الكنى، عن أبي صالح عبد الجليل بن الحارث بن عبد اللَّه بن النضر، حدثتني ثبيتة بنت الأسود، حدثتني روضة به. وفي رواية: فتبسم في وجهي، فأخذت بطرف ثوبه.
11201- روضة،
أخرى: كانت مولاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. ذكرها محمد بن هارون الرّوياني في مسندة، من طريق سفيان الثوري، عن رجل، عن كريب، عن ابن عباس، قال:
كان للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم جارية اسمها روضة ... فذكر حديثا طويلا.
وذكرها ابن سعد والبلاذريّ في موالي النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
11202- روضة،
أخرى «3» .
ذكرها الطّبريّ في تفسير سورة النور عند قوله تعالى: لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ
__________
(1) الدر المنثور 208، الثقات 3/ 132، أعلام النساء 1/ 403، 2/ 256، تجريد أسماء الصحابة 2/ 270، تقريب التهذيب 2/ 599، تهذيب التهذيب 12/ 420، تهذيب الكمال 3/ 1684، حلية الأولياء 9/ 57.
(2) أسد الغابة: ت 6941، الاستيعاب: ت 3395.
(3) أسد الغابة: ت 6941.(8/145)
حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها [النور: 27] .
فأخرج من طريق هشيم، أخبرنا منصور، عن ابن سيرين ويونس بن عبيد، عن عمرو بن سعيد الثقفي- أن رجلا استأذن على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: أألج؟ فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لأمة له يقال له روضة: «قومي إلى هذا فعلّميه، فإنّه لا يحسن يستأذن، فقولي له: يقول السّلام عليكم أأدخل؟» فسمعها الرجل فقالها. فقال: «أدخل» .
11203- ريحانة بنت شمعون
بن زيد «1» ، وقيل زيد بن عمرو بن قنافة، بالقاف، أو خنافة بالخاء المعجمة، من بني النضير. وقال ابن إسحاق: من بني عمر بن قريظة: وقال ابن سعد: ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة بن شمعون بن زيد من بني النضير، وكانت متزوجة رجلا من بني قريظة يقال له الحكم، ثم روى ذلك عن الواقدي.
قال ابن إسحاق في «الكبرى» : كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سباها فأبت إلا اليهودية، فوجد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في نفسه، فبينما هو مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه، فقال: هذا ثعلبة بن سعية يبشرني بإسلام ريحانة، فبشره وعرض عليها أن يعتقها ويتزوجها ويضرب عليها الحجاب، فقالت: يا رسول اللَّه، بل تتركني في ملكك، فهو أخف عليّ وعليك، فتركها.
وماتت قبل وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بستة عشر. وقيل لما رجع من حجة الوداع.
وأخرج ابن سعد عن الواقديّ بسند له عن عمر بن الحكم، قال: كانت ريحانة عند زوج لها يحبها، وكانت ذات جمال، فلما سبيت بنو قريظة عرض السبي على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فعزلها، ثم أرسلها إلى بيت أم المنذر بنت قيس حتى قتل الأسرى، فرق السبي، فدخل إليها فاختبأت منه حياء. قالت: فدعاني فأجلسني بين يديه وخيرني فاخترت اللَّه ورسوله، فأعتقني وتزوّج بي. فلم تزل عنده حتى ماتت. وكان يستكثر منها ويعطيها ما تسأله، وماتت مرجعه من الحج، ودفنها بالبقيع.
وقال ابن سعد: أخبرنا محمّد بن عمر: قال: حدثني صالح بن جعفر، عن محمد بن كعب، قال: كانت ريحانة مما أفاء اللَّه على رسوله، وكانت جميلة وسيمة، فلما قتل زوجها وقعت في السبي، فخيرها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فاختارت الإسلام، فأعتقها وتزوجها وضرب عليها الحجاب، فغارت عليه غيرة شديدة فطلقها، فشق عليها وأكثرت البكاء، فراجعها، فكانت عنده حتى ماتت قبل وفاته.
وأخرج من طريق الزّهريّ أنّه لما طلقها كانت في أهلها، فقالت: لا يراني أحد بعده.
قال الواقدي: وهذا وهم، فإنّها توفيت عنده.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6942، الاستيعاب: ت 3396.(8/146)
وذكر محمّد بن الحسن في أخبار المدينة، عن الدراوَرْديّ، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم صلّى في منزل من دار قيس بن قهد، وكانت ريحانة القرظية زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم تسكنه.
وقال أبو موسى: ذكرها ابن مندة في ترجمة مارية، ولم يفردها بترجمة. وقيل:
اسمها ربيحة- بالتصغير.
قلت: بل أفردها، فإنه قال ما هذا نصه بعد ذكره الأزواج الحرائر: وسبي جويرية في غزوة المريسيع، وهي ابنة الحارث بن أبي ضرار، وسبي صفية بنت حيي بن أخطب من بني النضير، وكانت مما أفاء اللَّه عليه، فقسم لهما، واستسرى جاريته القبطية، فولدت له إبراهيم، واستسرى ريحانة من بني قريظة، ثم أعتقها فلحقت بأهلها، واحتجبت وهي عند أهلها. وهذه فائدة جليلة أغفلها ابن الأثير.
وأخرج ابن سعد عن الواقديّ من عدة طرق- أنه صلّى اللَّه عليه وسلّم تزوّجها وضرب عليها الحجاب، ثم قال: وهذا الأثر عند أهل العلم. وسمعت من يروي أنه كان يطؤها بملك اليمين. وأورد ابن سعد من طريق أيوب بن بشر المعافري- أنها خيرت، فقالت: يا رسول اللَّه، أكون في ملكك فهو أخفّ عليّ وعليك، فكانت في ملكه يطؤها إلى أن ماتت.
11204- ريطة بنت أبي أمية
بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزومية، أخت أم سلمة، كانت زوج صهيب بن سنان- ذكرها البلاذري.
11205- ريطة بنت الحارث التيمية «1»
. هاجرت مع زوجها الحارث بن خالد التيمي إلى الحبشة، فولدت له.
تقدمت في رائطة.
11206- ريطة بنت حبان.
تقدمت أيضا في رائطة، وأن ابن إسحاق ذكرها في «المغازي» في سبي هوازن، قال:
فأما عليّ فأعف صاحبته وعلمها شيئا من القرآن.
11207- ريطة بنت أبي رهم
القرشية التيمية. يقال هو اسم أم مسطح.
11208- ريطة بنت سفيان،
زوج قدامة بن مظعون. تقدمت في رائطة.
11209- ريطة بنت أبي طالب
بن عبد المطلب، أخت أم هانئ.
__________
(1) الاستيعاب: ت 3397.(8/147)
ذكرها ابن سعد في ترجمة أمها فاطمة بنت أسد، ويقال: كانت تكنى أم طالب. وتأتي في الكنى.
11210- ريطة بنت عبد اللَّه بن معاوية الثقفية «1»
، امرأة عبد اللَّه بن مسعود، ويقال اسمها رائطة، ويقال بل اسمها زينب، فرائطة لقب، وقيل هما اثنتان.
روى حديثها ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن عبد اللَّه الثقفي، عن أخته رائطة. وقيل: عن عروة، عن ريطة بغير واسطة، ولفظه عند ابن أبي عاصم: عن رائطة امرأة عبد اللَّه بن مسعود، وأم ولده، وكانت صناعا، وليس لعبد اللَّه بن مسعود مال، وكانت تنفق عليه وعلى ولده ... الحديث.
وقد ورد نحو هذه القصة لزينب امرأة عبد اللَّه، وهي في الصحيح. وستأتي.
11211- ريطة بنت عبد اللَّه
بن الحارث بن المطلب المطلبية.
ذكرها ابن سعد في ترجمة والدها، وكان موته سنة اثنتين من الهجرة.
11212- ريطة بنت منبه
بن الحجاج السهمية، والدة عبد اللَّه بن عمرو بن العاص «2» .
أسلمت وبايعت، لها ذكر، وليست لها رواية، قاله ابن مندة.
وذكر ابن سعد من طريق أبي حبيبة مولى الزبير بسند فيه الواقدي- أنها أسلمت يوم الفتح، وبايعت، ونسبه لعبد اللَّه بن الزبير.
القسم الثاني
11213- ريطة بنت أبي جندب.
يأتي ذكرها في ترجمة أمها هند بنت أمامة.
القسم الثالث
11214- ريحانة بنت معدي كرب الزبيدية،
أخت عمرو بن معديكرب الفارس المشهور.
لها إدراك، وكان أخوها يتغزل فيها، وهي المرادة بقوله في أول قصيدته المشهورة:
__________
(1) أسد الغابة: ت 6943، الاستيعاب: ت 3399.
(2) الثقات 3/ 132، أعلام النساء 1/ 413، أسد الغابة: ت 6944.(8/148)
أمن ريحانة الدّاعي السّميع ... يورّقني وأصحابي هجوع
[الوافر] وقيل: بل كان يتغزل بأم دريد بن الصمة، وهي ريحانة امرأة أخرى سباها الصمة الجشمي في الجاهلية، وكان لها ذكر، فولدت له دريد بن الصمة الفارس المشهور، وماتت في الجاهلية، وقتل ولدها دريد يوم حنين على المشهور. وأما ريحانة أخت عمرو فإنّها سبيت في الردة ففداها خالد بن سعيد بن العاصي، وردّها إلى أخيها عمرو، فأهدى له الصمصامة، فلهذا صارت في بني أمية. ذكر ذلك أبو الفرج الأصبهاني.
11215- ريحانة،
أخرى. لها إدراك.
روى عنها عامر بن عبد اللَّه بن الزبير، قال سعيد بن منصور: حدثنا عبد العزيز بن محمد- هو الدراوَرْديّ، عن محمد بن عجلان، عن عامر بن عبد اللَّه بن الزبير، عن ريحانة، قالت: جئت عمر، فقلت: أألج؟ فقال لي: إذا جئت فقولي السلام عليكم، فإن قالوا: وعليكم السلام فقولي: أأدخل؟.
القسم الرابع
11216- رميثة بنت حكيم «1»
. بايعت وأرسلت حديثا، فذكرها بعضهم في الصحابة، وذكرها أبو موسى في الذيل، وقال: روى الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب حديثا لها عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهو مرسل، إنما هي تابعية تروي عن عائشة.
حرف الزاي المنقوطة
القسم الأول
11217- زائدة،
مولاة عمر بن الخطاب «2» .
وقع ذكرها في كتاب «شرف المصطفى» لأبي سعد النّيسابوريّ، وأورد حديثها أبو
__________
(1) أسد الغابة ت 6937.
(2) أسد الغابة ت 6945.(8/149)
موسى في «الذّيل» ، فسماها زيدة، وكذا أوردها [المستغفري فأخرجا من طريق الفضل بن يزيد بن الفضل، عن بشر بن بكر، عن] الأوزاعي، عن واصل، زاد في رواية المستغفري مولى أبي عتبة، عن أبي نجيح، وأيضا في رواية المستغفري أمّ يحيى، قالت، قالت عائشة: كنت قاعدة عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا أقبلت زيدة جارية عمر بن الخطاب، وكانت من المجتهدات في العبادة، وكان النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم [جالسا] ، فقالت: كنت عجنت لأهلي، فخرجت لأحتطب فإذا برجل لقيّ الثياب، طيب الريح، كأن وجهه دارة القمر على فرس أغرّ محجل، فقال: هل أنت مبلغة عني ما أقول؟ قلت: نعم إن شاء اللَّه. قال: إذا لقيت محمدا فقولي له: إن الخضر يقرئك السلام، ويقول لك: ما فرحت بمبعث نبي ما فرحت بمبعثك، لأنّ اللَّه أعطاك الأمة المرحومة، والدعوة المقبولة، وأعطاك نهرا في الجنة ... الحديث.
ووقع في رواية أبي سعد أنّ اسمها زائدة، وأن الّذي لقيها رضوان خازن الجنة. قال أبو موسى: واصل مولى أبي عتبة لا سماع له عن أم يحيى. وقال الذهبي في الذيل: أظنه موضوعا.
قلت: وهو كما ظن.
11218- زجّاء «1»
. تقدمت في الراء المهملة.
11219- زرينة «2»
. تقدمت في الراء أيضا.
11220- زغيبة.
تقدمت أيضا في الراء.
11221- زغيبة بنت زرارة
الأنصارية، أخت أسعد بن زرارة، أمها سعاد بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر. وكانت من المبايعات.
11222- زنّيرة،
بكسر أولها وتشديد النون المكسورة بعدها تحتانية مثناة ساكنة الروميّة «3» .
ووقع في الاستيعاب: زنبرة، بنون وموحدة، وزن عنبرة. وتعقبه ابن فتحون. وحكى عن مغازي الأموي بزاي ونون مصغرة.
كانت من السابقات إلى الإسلام، وممن يعذّب في اللَّه، وكان أبو جهل يعذبها، وهي
__________
(1) أسد الغابة ت 6946.
(2) أسد الغابة ت 6947.
(3) أسد الغابة ت 6948، الاستيعاب ت 3400.(8/150)
مذكورة في السبعة الذين اشتراهم أبو بكر الصديق وأنقذهم من التعذيب، وقد ذكروا في ترجمة أم عيسى.
وأخرج الواقديّ من حديث حسان بن ثابت، قال: حججت والنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يدعو الناس إلى الإسلام، وأصحابه يعذّبون، فوقفت على عمرو يعذّب جارية بني عمرو بن المؤمل، ثم يثب على زنيرة فيفعل بها ذلك.
وأخرج الفاكهيّ، عن محمد بن عبد اللَّه بن يزيد المقري، وابن مندة من وجه آخر، عن ابن المقري، عن ابن عيينة، عن سعد بن إبراهيم، قال: كانت زنّيرة رومية فأسلمت فذهب بصرها، فقال المشركون: أعمتها اللات والعزى، فقالت: إني كفرت باللات والعزى، فردّ اللَّه إليها بصرها.
وأخرج محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، في تاريخه، من رواية زياد البكائي، عن حميد، عن أنس، قال: قالت لي أم هانئ بنت أبي طالب أعتق أبو بكر زنّيرة فأصيب بصرها حين أعتقها، فقالت قريش: ما أذهب بصرها إلا اللات والعزى، فقالت: كذبوا وبيت اللَّه ما يغني اللات والعزى، ولا ينفعان، فردّ اللَّه إليها بصرها.
ذكر من اسمها زينب
11223- زينب بنت سيد ولد آدم»
محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب القرشية الهاشمية.
هي أكبر بناته، وأول من تزوج منهنّ ولدت قيل البعثة بمدة. قيل إنها عشر سنين، واختلف: هل القاسم قبلها أو بعدها؟ وتزوّجها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع العبشمي، وأمّه هالة بنت خويلد.
أخرج ابن سعد بسند صحيح عن الشعبي، قال: هاجرت زينب مع أبيها، وأبي زوجها أبو العاص أن يسلم، فلم يفرق النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بينهما، وعن الواقدي بسند له عن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، عن عائشة- أن أبا العاص شهد مع المشركين بدرا فأسر، فقدم أخوه عمرو في فدائه، وأرسلت معه زينب قلادة من جزع كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص، فلما رآها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عرفها ورقّ لها، وذكر خديجة فترحّم عليها وكلّم الناس فأطلقوه وردّ
__________
(1) طبقات ابن سعد 8/ 30، نسب قريش 22، تاريخ خلفة 92، التاريخ الصغير 1/ 7، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 344، العبر 1/ 10، مجمع الزوائد 9/ 212، العقد الثمين 8/ 222، المعارف 72 و 127، تاريخ الفسوي 3/ 270، المستدرك 4/ 42.(8/151)
عليها القلادة، وأخذ على أبي العاص أن يخلي سبيلها، ففعل.
قال الواقديّ: هذا أثبت عندنا، ويتأيّد هذا بما ذكر
ابن إسحاق عن يزيد بن رومان، قال: صلّى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم الصبح، فنادت زينب: إني أجرت أبا العاص بن الربيع، فقال بعد أن انصرف: «هل سمعتم ما سمعت؟» قالوا: نعم. قال: «والّذي نفس محمّد بيده ما علمت شيئا ممّا كان حتّى سمعت، وإنّه يجير على المسلمين أدناهم» .
وذكر الواقديّ من طريق محمد بن إبراهيم التيمي، قال: خرج أبو العاص في عير لقريش، فبعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم زيد بن حارثة في سبعين ومائة راكب فلقوا العير بناحية العيص في جمادى الأولى سنة ست، فأخذوا ما فيها، وأسروا ناسا منهم أبو العاص، فدخل على زينب فأجارته، فذكر نحو هذه القصة، وزاد: وقد أجرنا من أجارت، فسألته زينب أن يردّ عليه ما أخذ عنه، ففعل، وأمرها ألّا يقربها.
ومضى أبو العاص إلى مكة فأدّى الحقوق لأهلها، ورجع فأسلم في المحرم سنة سبع، فرد عليه زينب بالنكاح الأول.
ومن طريق عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم- أنّ زينب توفيت في أول سنة ثمان من الهجرة.
وأخرج مسلم في الصحيح، من طريق أبي معاوية، عن عاصم الأحول، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية، قالت: لما ماتت زينب بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «اغسلنها وترا ثلاثا أو خمسا، واجعلن في الآخرة كافورا ... » «1» الحديث.
وهو في الصّحيحين، من طريق أخرى بدون تسمية زينب، وسيأتي في أم كلثوم- أنّ أم عطية حضرت غسلها أيضا، وكانت زينب ولدت من أبي العاص عليّا، مات وقد ناهز الاحتلام، ومات في حياته، وأمامة عاشت حتى تزوجها عليّ بعد فاطمة.
وقد تقدم ذكرها في الهمزة، وقد مضى لها ذكر في ترجمة زوجها أبي العاص بن الربيع، وكانت وفاته بعدها بقليل.
11224- زينب بنت أصرم
بن الحارث بن السباق بن عبد الدار القرشية العبدرية، كانت زوج زهير بن أبي أمية أخي أم سلمة أم المؤمنين فولدت له معبدا وعبد اللَّه. ذكر ذلك الزبير بن بكار.
__________
(1) أخرجه البخاري 3/ 13 (1254) ومسلم 2/ 246 (36/ 939) .(8/152)
11225- زينب بنت أبي أمامة
أسعد بن زرارة الأنصارية «1» .
تقدم نسبها في ترجمة ولدها، ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ، وسيأتي ذكرها في ترجمة زينب بنت جابر في القسم الثالث.
11226- زينب بنت ثابت
بن قيس بن شماس الأنصارية «2» .
تقدم نسبها في ترجمة والدها، ذكرها ابن حبيب فيمن بايعن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
11227- زينب بنت جحش
الأسدية أم المؤمنين «3» ، زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم تقدم نسبها في ترجمة أخيها عبد اللَّه وأمها أمية عمة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، تزوّجها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم سنة ثلاث، وقيل سنة خمس، ونزلت بسببها آية الحجاب، وكانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة، وفيها نزلت: فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها [الأحزاب: 37] .
وكان زيد يدعى ابن محمد، فلما نزلت: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ [الأحزاب: 5] وتزوّج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم امرأته بعده- انتفى ما كان أهل الجاهلية يعتقدونه من أنّ الّذي يتبنّي غيره يصير ابنه، بحيث يتوارثان إلى غير ذلك.
وقد وصفت عائشة زينب بالوصف الجميل في قصة الإفك، وأن اللَّه عصمها بالورع، قالت: وهي التي كانت تساميني من أزواج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكانت تفخر على نساء النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بأنها بنت عمته، وبأنّ اللَّه زوجها له، وهن زوّجهنّ أولياؤهن.
وفي خبر تزويجها عند ابن سعد من طريق الواقدي بسند مرسل: فبينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يتحدث عند عائشة إذ أخذته غشية فسرّي عنه وهو يتبسم، ويقول: من يذهب إلى زينب يبشرها؟ وتلا: وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ [الأحزاب: 37] الآية. قالت عائشة: فأخذني ما قرب وما بعد لما يبلغنا من جمالها، وأخرى هي أعظم وأشرق ما صنع لها: زوّجها اللَّه من السماء، وقلت: هي تفخر علينا بهذا.
وبسند ضعيف، عن ابن عباس: لما أخبرت زينب بتزويج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لها سجدت.
ومن طريق عبد الواحد بن أبي عون، قالت زينب: يا رسول اللَّه، إني واللَّه ما أنا
__________
(1) أسد الغابة ت 6950.
(2) أسد الغابة ت 6953.
(3) مسند أحمد 6/ 324، طبقات ابن سعد 8/ 101، طبقات خليفة 233، تاريخ خليفة 149، المعارف 215، تاريخ الفسوي 2/ 722، المستدرك 4/ 23، تهذيب الكمال.(8/153)
كإحدى نسائك، ليست امرأة من نسائك إلا زوّجها أبوها أو أخوها أو أهلها غيري، زوّجنيك اللَّه من السماء.
ومن حديث أم سلمة بسند موصول فيه الواقدي- أنها ذكرت زينب فترحّمت عليها، وذكرت ما كان يكون بينها وبين عائشة، فذكرت نحو هذا، قالت أم سلمة: وكانت لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم معجبة، وكان يستكثر منها، وكانت صالحة صوّامة قوامة صناعا تصدق بذلك كله على المساكين.
وذكر أبو عمر: كان اسمها برة، فلما دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سماها زينب. روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أحاديث، روى عنها ابن أخيها محمد بن عبد اللَّه بن جحش، وأم حبيبة بنت أبي سفيان، وزينب بنت أبي سلمة، ولهم صحبة، وكلثوم بنت المصطلق، ومذكور مولاها، وغيرهم.
قال الواقديّ: ماتت سنة عشرين. وأخرج الطبراني من طريق الشعبي أن عبد الرحمن بن أبزى أخبره أنه صلّى مع عمر على زينب بنت جحش، وكانت أول نساء النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ماتت بعده
. وفي الصحيحين، واللفظ لمسلم، من طريق عائشة بنت طلحة، عن عائشة، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أسرعكنّ لحاقا بي أطولكنّ يدا» . قال: فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا. قالت: وكانت أطولنا يدا زينب، لأنها كانت تعمل بيدها، وتتصدق.
ومن طريق يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة نحو المرفوع، قالت عائشة: فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم نمدّ أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش، وكانت امرأة قصيرة، ولم تكن بأطولنا، فعرفنا حينئذ أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إنما أراد طول اليد بالصدقة، وكانت زينب امرأة صناع اليدين، فكانت تدبغ وتخرز وتتصدق به في سبيل.
وروينا في «القطعيّات» ، من طريق شهر بن حوشب، عن عبد اللَّه بن شداد، عن ميمونة بنت الحارث، قالت، كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقسم ما أفاء اللَّه عليه في رهط من المهاجرين، فتكلّمت زينب بنت جحش، فانتهرها عمر، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «خلّ عنها يا عمر، فإنّها أوّاهة» «1» .
وأخرج ابن سعد بسند فيه الواقديّ، عن القاسم بن محمد، قال: قالت زينب حين حضرتها الوفاة: إني قد أعددت كفني، وإنّ عمر سيبعث إلي بكفن، فتصدقوا بأحدهما، إن استطعتم أن تتصدقوا بحقوي فافعلوا.
__________
(1) أورده السيوطي بنحوه في الدر المنثور 3/ 186.(8/154)
ومن وجه آخر، عن عمرة، قالت: بعث عمر بخمسة أثواب يتخيرها ثوبا ثوبا من الحراني، فكفنت منها، وتصدقت عنها أختها حمنة بكفنها الّذي كانت أعدته.
قالت عمرة: فسمعت عائشة تقول: لقد ذهبت حميدة متعبدة مفزع اليتامى والأرامل.
وأخرج بسند فيه الواقديّ عن محمد بن كعب: كان عطاء زينب بنت جحش اثني عشر ألفا لم تأخذه إلا عاما واحدا، فجعلت تقول: اللَّهمّ لا يدركني هذا المال من قابل فإنه فتنة، ثم قسمته في أهل رحمها وفي أهل الحاجة، فبلغ عمر، فقال: هذه امرأة يراد بها خير، فوقف عليها، وأرسل بالسلام، وقال: بلغني ما فرقت. فأرسل بألف درهم تستبقيها، فسلكت به ذلك المسلك.
وتقدم في ترجمة برة بنت رافع في القسم الرابع من حرف الباء الموحدة نحو هذه القصة مطولا.
قال الواقديّ: تزوّجها النبيّ- صلّى اللَّه عليه وسلّم وهي بنت خمس وثلاثين سنة، وماتت سنة عشرين، وهي بنت خمسين، ونقل عن عمر بن عثمان الحجبي أنها عاشت ثلاثا وخمسين.
11228- زينب بنت جحش «1»
. زعم يونس بن مغيث في شرحه على الموطأ أنه اسم حمنة بنت جحش، وأن حمنة لقب، وكذا زعم أنه اسم أم حبيبة، أو أم حبيب، قال: وكان اسم كل من بنات جحش زينب.
11229- زينب بنت الحارث
بن سلام الإسرائيلية.
ذكر معمّر في جامعه عن الزّهريّ- أنها اليهودية التي كانت دسّت الشاة المسمومة للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. فأسلمت، فتركها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. انتهى.
وقال غيره: إنه قتلها. وقيل: إنما قتلها قصاصا لبشر بن البراء، لأنه كان أكل معه من الشاة فمات بعد حول.
11230- زينب بنت الحارث
بن عامر بن نوفل القرشية، أخت عقبة بن الحارث الصحابي المشهور.
وقع في «الأطراف» أنها التي استعار منها خبيب بن عدي الموسى لما كان في أسر قريش. والقصة عند البخاري بلفظ: فاستعار من بنت الحارث.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6955.(8/155)
11231- زينب بنت أبي حازم
ذكرها ابن الفرضيّ كذا في التجريد.
11232- زينب بنت الحباب
بن الحارث بن عمرو بن عوف «1» بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصارية، من بني مازن.
ذكرها ابن حبيب فيمن بايعن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكذا قال ابن سعد، وزاد: تزوجها قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة فولدت له سعيدا.
11233- زينب بنت حميد
بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي «2» ، والدة عبد اللَّه بن هشام.
ثبت ذكرها في الصّحيح، وفي مسند أحمد وغيره، من طريق سعيد بن أيوب، عن أبي عقيل زهرة بن معبد، عن جده عبد اللَّه بن هشام، وكان قد أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وذهبت به أمه إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو صغير فمسح رأسه ودعا له.
ووقع عند ابن مندة أنها جدة عبد اللَّه بن هشام، وتعقبه ابن الأثير، وقال: هي أم عبد اللَّه بن هشام ...
11234- زينب بنت حنظلة
بن قسامة «3» بن قيس بن عبيد بن طريف بن مالك بن جدعان بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طي.
قال أبو عمر: كانت قدمت هي وأبوها وعمتها الجرباء بنت قسامة على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فتزوج زينب أسامة بن زيد، ثم طلقها، فلما حلّت قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «من يتزوّج زينب بنت حنظلة وأنا صهره» .
قلت: ذكر ذلك الزّبير بن بكّار في كتاب «النّسب» ، وفي طريف بن مالك يقول امرؤ القيس الشاعر المشهور وقد نزل به:
لعمري لنعم المرء يعشو لضوئه ... طريف بن مال ليلة الرّيح والخصر
[الطويل]
11235- زينب بنت خبّاب
بن الأرت التميمية «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت 6957.
(2) أسد الغابة ت 6958، الاستيعاب: ت 3403.
(3) أسد الغابة ت 6959، الاستيعاب: ت 3404.
(4) أسد الغابة ت 6960، تجريد أسماء الصحابة 2/ 272.(8/156)
تقدم نسبها في ترجمة والدها، في الخاء المعجمة، ذكرها المستغفري، فقال: سماها البخاري فيمن روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأسند من طريق الأعمش، عن أبي إسحاق وهو السبيعي، عن عبد الرحمن القابسي، عن [زينب بنت] «1» خباب، قالت: خرج خباب في سرية، فكان النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يتعاهدنا حتى يحلب عنزا لنا في جفنة لنا.
11236- زينب بنت خزيمة «2»
بن عبد اللَّه بن عمر بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، أم المؤمنين، زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. وكانت يقال لها أم المساكين، لأنها كانت تطعمهم وتتصدّق عليهم. وكانت تحت عبد اللَّه بن جحش، فاستشهد بأحد، فتزوجها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقيل: كانت تحت الطفيل بن الحارث بن المطلب، ثم خلف عليها أخوه عبيدة بن الحارث، وكانت أخت ميمونة بنت الحارث لأمها، وكان دخوله صلّى اللَّه عليه وسلّم بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر، ثم لم تلبث عنده إلا شهرين أو ثلاثة، وماتت.
قال ابن الأثير: ذكر ذلك ابن مندة في ترجمتها حديث: أوّلكنّ لحاقا بي أطولكنّ يدا ... الحديث.
وقد تقدم في ترجمة زينب بنت جحش، وهو بها أليق، لأن المراد بلحوقهنّ به موتهنّ بعده، وهذه ماتت في حياته، وهو تعقّب قوي.
وقال ابن الكلبيّ: كانت عند الطفيل بن الحارث فطلقها، فخلف عليها أخوه، فقتل عنها ببدر، فخطبها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى نفسها، فجعلت أمرها إليه فتزوّجها في شهر رمضان سنة ثلاث، فأقامت عنده ثمانية أشهر، وماتت في ربيع الآخر سنة أربع.
قلت: ذكر ابن سعد في ترجمة أم سلمة بسند منقطع عنها في خطبة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لها، قال: قالت: فتزوّجني فنقلني إلى بيت زينب بنت خزيمة أم المساكين بعد أن ماتت. وذكر الواقدي أنّ عمرها كان ثلاثين سنة.
وأخرج ابن سعد في ترجمتها عن إسماعيل بن أبي أويس، عن عبد العزيز بن محمد، عن شريك بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن الهلالية التي كانت عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أنها كانت لها خادم سوداء، فقالت: يا رسول اللَّه، أردت أن أعتق هذه، فقال لها: «ألا تفدين بها بني أخيك أو بني أختك من رعاية الغنم» .
__________
(1) في أ: عن أبيه خباب.
(2) الثقات 3/ 145، أعلام النساء 2/ 65، 5/ 52، تنوير قلوب المسلمين 99، السمط الثمين 130، الدر المنثور 232، الاستيعاب 4/ 1853، تجريد أسماء الصحابة 2/ 272، أزمنة التاريخ الإسلامي 982، تلقيح فهوم أهل الأثر 22.(8/157)
قلت: وهذا خطأ، فإنّ صاحب هذه القصة هي ميمونة بنت الحارث، وهي هلالية.
وفي الصحيح نحو هذا من حديثها. وقد ذكر ابن سعد نحوه في ترجمة ميمونة من وجه آخر.
11237- زينب بنت خناس «1»
، بضم المعجمة وتخفيف النون ثم مهملة.
ذكره ابن إسحاق فيمن أعطى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لأصحابه من سبي هوازن، وأنه أعطاها لعثمان، فلما أمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بردّ السبي ردّها عثمان إلى أهلها، فرجعت إلى زوجها.
قال ابن إسحاق: فحدثني أبو وجزة أن ابن عمها وهو زوجها قدم بها المدينة في أيام عمر، فلقيها عثمان، فلما رأى زوجها قال لها: ويحك! هذا كان أحب إليك مني! قالت:
نعم، زوجي وابن عمي.
11238- زينب بنت أبي رافع «2»
، مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
قالت: رأيت فاطمة بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أتت بابنيها إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في شكواه التي توفي فيها. فقلت: يا رسول اللَّه، هذان ابناك فورّثهما. فقال: «أمّا حسن فإنّ له هيبتي وسؤددي، وأمّا حسين فإنّ له جودي وجرأتي» «3» .
أخرجه ابن مندة، من رواية إبراهيم بن حمزة الزبيري، عن إبراهيم بن حسن بن علي الرافعي، عن أبيه، عن جدته زينب.
وإبراهيم ضعيف.
وأخرجه أبو نعيم، من طريق يعقوب بن حميد، عن إبراهيم الرافعي، وقال في رواية:
حدثتني بنت أبي رافع عن فاطمة بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أنها أتت، قال: وهذا هو الصواب.
قلت: الزّبيريّ أحفظ من ابن حميد، وإن كانت زينب أدركت فاطمة حتى سمعت منها فقد أدركت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، لأن فاطمة لم تبق بعده إلا قليلا.
11239- زينب بنت زيد
بن حارثة، مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، أخت أسامة.
أخرج «البلاذريّ» من طريق حماد بن زيد، عن خالد بن سلمة، قال: لما أصيب زيد ابن حارثة أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم داره فجهشت زينب بنت زيد في وجهه بالبكاء فبكى.
__________
(1) أسد الغابة ت 6962.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 272.
(3) أخرجه ابن عساكر في تاريخه 4/ 214، 414، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34272 وعزاه للطبراني في الكبير وابن مندة وابن عساكر عن فاطمة بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.(8/158)
11240- زينب بنت أبي سفيان
صخر بن حرب بن أمية الأموية «1» ، أخت أم المؤمنين أم حبيبة، كانت زوج عروة بن مسعود الثقفي.
قال ابن مندة: روى عنها علقمة بن عبد اللَّه، ثم ساق من طريق النضر بن محمد المروزي، عن أبي إسحاق سليمان الشيبانيّ، عن محمد بن عبيد اللَّه الثّقفي، عن عروة بن مسعود الثقفي- أنه أسلم وعنده نسوة منهن أربع من قريش، فأمره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يختار منهن أربعا، وكان من الأربع اللاتي اختار زينب بنت أبي سفيان القرشية.
وأخرجه أبو نعيم، من طريق ورقاء، عن سليمان، ولفظه: قال: أسلمت وتحتي عشر نسوة أربع من قريش إحداهن بنت أبي سفيان ... الحديث.
قال: رواه يحيى بن العلاء، عن الشيبانيّ مثله، ولم يسمها أيضا.
11241- زينب بنت أبي سلمة «2»
عبد اللَّه بن عبد الأسد بن عمرو بن مخزوم المخزومية، ربيبة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
أمها أم سلمة بنت أبي أمية. يقال: ولدت بأرض الحبشة، وتزوّج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أمها، وهي ترضعها.
وفي مسند البزّار ما يدلّ على أن أم سلمة وضعتها بعد قتل أبي سلمة، فخلت، فخطبها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فتزوّجها، وكان ترضع زينب. وقصّتها في ذلك مطولة، وكان اسمها برة، فغيره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. أسنده ابن أبي خيثمة، من طريق محمد بن عمرو بن عطاء، عنها، وذكر مثله في زينب بنت جحش، وأصله في مسلم في حق زينب هذه وفي حق جويرية بنت الحارث.
وقد حفظت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وروت عنه، وعن أزواجه: أمها، وعائشة وأم حبيبة، وغيرهن.
__________
(1) أعلام النساء 1/ 67.
(2) أعلام النساء 2/ 67، تجريد أسماء الصحابة 2/ 272، تقريب التهذيب 2/ 600، الكاشف 3/ 471، تهذيب التهذيب 12/ 421، تهذيب الكمال 3/ 1684، التاريخ الصغير 1/ 12، بقي بن مخلد 253، تاريخ جرجان 367، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 382، تلقيح فهوم أهل الأثر 371 الأخبار الموفقيات 131، طبقات ابن سعد 8/ 461، المحبر 84، المعارف 136، أنساب الأشراف 1/ 207، تاريخ الثقات 520، الثقات لابن حبان 3/ 145، تاريخ الطبري 3/ 164، سيرة ابن هشام 3/ 314، تحفة الأشراف 11/ 324، سير أعلام النبلاء 3/ 200، المعين في طبقات المحدثين 29، البداية والنهاية 8/ 347، الوافي بالوفيات 5/ 67، العقد الثمين 8/ 229، تهذيب التهذيب 12/ 421، خلاصة تذهيب التهذيب 423، المعرفة والتاريخ 1/ 226، تاريخ الإسلام 2/ 405.(8/159)
روى عنها ابنها أبو عبيدة بن عبد اللَّه بن زمعة، ومحمد بن عطاء، وعراك بن مالك، وحميد بن نافع، وعروة بن الزبير، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وزين العابدين علي بن الحسين، وآخرون.
قال ابن سعد: كانت أسماء بنت أبي بكر أرضعتها، فكانت أخت أولاد الزبير، وقال بكر بن عبد اللَّه المزني: أخبرني أبو رافع، يعني الصائغ، قال: كنت إذا ذكرت امرأة فقيهة بالمدينة ذكرت زينب بنت أبي سلمة.
وقال سليمان التّيميّ، عن أبي رافع: غضبت على امرأتي، فقالت زينب بنت أبي سلمة وهي يومئذ أفقه امرأة بالمدينة ... فذكر قصة.
وذكرها العجليّ في «ثقات التّابعين» كأنه كان يشترط للصحبة البلوغ، وأظن أنها لم تحفظ.
وروينا في «القطعيّات» ، من طريق عطاف بن خالد، عن أمه، عن زينب بنت أبي سلمة، قالت: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا دخل يغتسل تقول أمي: ادخلي عليه، فإذا دخلت نضح في وجهي من الماء، ويقول: «ارجعي» . قالت: فرأيت زينب وهي عجوز كبيرة ما نقص من وجهها شيء.
وفي رواية ذكرها أبو عمر: فلم يزل ماء الشباب في وجهها حتى كبرت وعمرت.
وذكرها ابن سعد فيمن لم يرو عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم شيئا وروى عن أزواجه.
11242- زينب بنت سويد
بن الصامت الأنصارية.
تقدم نسبها في ترجمة والدها، كانت زوج سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أحد العشرة، فولدت له عاتكة، ذكرها الزّبير بن بكّار في نسب قريش.
11244- زينب بنت سهل
بن مصعب «1» بن قيس الأنصارية الخزرجية «2» ، ثم من بني الحبلي.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11244- زينب بنت صيفي
بن صخر بن خنساء الأنصارية «3» .
__________
(1) في أ: الصعب.
(2) أسد الغابة ت 6967.
(3) أسد الغابة ت 6968.(8/160)
بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب.
11245- زينب بنت عامر،
وقيل بنت عبد، الكنانية، هي أم رومان- تأتي في الكنى.
11246- زينب بنت عبد اللَّه «1»
بن أبي ابن سلول، كانت زوج ثابت بن قيس بن شماس، فاختلعت منه.
كذا وقع في «السّنن» للدّارقطنيّ. وقد تقدم في حرف الجيم أن اسمها جميلة.
11247- زينب بنت عبد اللَّه،
وقيل بنت معاوية «2» ، امرأة عبد اللَّه بن مسعود.
تأتي. ويقال بنت أبي معاوية، وبه جزم ابن السّكن. قال ابن فتحون: لعل اسمه عبد اللَّه، وكنيته أبو معاوية.
وحكى أبو عمر أيضا في اسمها ريطة كما تقدم.
11248- زينب بنت عثمان «3»
بن مظعون الجمحية.
قال: ... خطبها ابن عمر في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وخطبها المغيرة، فمال عمها قدامة لابن عمر، لأنه ابن أخته زينب بنت مظعون، ومالت أم زينب بنت عثمان للمغيرة في قصة مذكورة.
قلت: ذكر ذلك ابن سعد عن إسماعيل بن أبي أويس، عن عبد العزيز بن المطلب، عن عمر بن حسين، عن نافع، قال: تزوج ابن عمر زينب بنت عثمان بن مظعون بعد وفاة أبيها زوّجه إياها عمّها قدامة، فأرغبهم المغيرة بن شعبة في الصّداق، فقالت أم الجارية للجارية: لا تجيزي. وأعلمت ذلك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم هي وأمها فردّ نكاحها، فنكحها المغيرة بن شعبة.
11249- زينب بنت العوام
بن خويلد بن أسد القرشية الأسدية «4» ، أخت الزبير بن العوام.
قال الزّبير بن بكّار: هي أم خالد ويحيى وشيبة وعبد اللَّه وفاختة بني حكيم بن حرام.
أسلمت وبقيت إلى أن قتل ابنها عبد اللَّه بن حكيم بن حرام يوم الجمل فرثته، وذكرت أخاها بأبيات منها:
__________
(1) أعلام النساء 2/ 75.
(2) الاستيعاب: ت 3408.
(3) الثقات 3/ 145،: أعلام النساء 2/ 67، تجريد أسماء الصحابة 2/ 273.
(4) أسد الغابة: ت 6970.(8/161)
قتلتم حواريّ النّبيّ وصهره ... وصاحبه فاستبشروا بجحيم
وقد هدّني قتل ابن عفان قبله ... وجادت عليه عبرتي بسجوم
أعينيّ جودا بالدّموع وأفرغا ... على رجل طلق اليدين كريم
وقد كان عبد اللَّه يدعى بحارث ... وذي خلّة منّا وحمل يتيم
فكيف بنا أم كيف بالدّين بعد ما ... أصيب ابن أروى وابن أمّ حكيم
[الطويل]
11250- زينب بنت قيس
بن شماس الأنصارية «1» .
مضى نسبها في ترجمة أخيها ثابت بن قيس بن الخطيم.
قال ابن سعد: أسلمت وبايعت، وأمها خولة بنت عمرو بن قيس الخزرجية، وتزوجت خبيب بن يساف، فولدت له أنيسة.
11251- زينب بنت قيس «2»
بن مخرمة «3» بن عبد مناف القرشية المطلبية.
أخرج الطّبرانيّ، وابن مندة، من طريق إسماعيل بن عبد الرحمن السّديّ، عن أبيه، قال: كاتبتني زينب بنت قيس بن مخرمة بعشرة آلاف، فتركت لي ألفا، وكانت زينب قد صلت القبلتين مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
11252- زينب بنت كعب بن عجرة «4»
، صحابية، تزوجها أبو سعيد الخدريّ.
كذا في التّجريد من زياداته، وكان سلفه فيه أبو إسحاق بن الأمين، فإنه ذكرها في ذيله على الاستيعاب، وكذا ذكرها ابن فتحون وذكرها غيرهما في التابعين، وروايتها عن زوجها أبي سعيد، وأخته الفريعة في السنن الأربعة، ومسند أحمد.
روى عنها ابنا أخويها سعد بن إسحاق، وسليمان بن محمد ابنا كعب بن عجرة، وذكرها ابن حبّان في الثقات.
11253- زينب بنت كلثوم الحميرية.
ذكرت في ترجمة عكاف، وقيل: كريمة. وستأتي.
11254- زينب بنت مالك
بن سنان الخدرية «5» ، أخت أبي سعيد.
__________
(1) أسد الغابة ت 6971.
(2) الثقات 3/ 146، تجريد أسماء الصحابة 2/ 273.
(3) في أ: مخرمة بن المطلب بن عبد مناف.
(4) الاستيعاب: ت 3410.
(5) أسد الغابة: ت 6972.(8/162)
تقدم نسبها في والدها، ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ، وقال: روى أبو ضمرة عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن عمته زينب بنت كعب، عن أبي سعيد، وأخته زينب، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في كفارة المرض، قال: ورواه يحيى بن سعيد القطان، عن سعد بن إسحاق، فلم يذكر مع أبي سعد أحدا.
11255- زينب بنت مصعب بن عمير العبدرية «1»
. تقدم نسبها عند والدها. ذكرها ابن الأثير، فقال: استشهد أبوها بأحد، فيكون لها صحبة، وهو استنباط صحيح، فإنّها عاشت بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم دهرا.
وذكر الزّبير بن بكّار أن أباها لم يعقب إلا منها، وأمها حمنة بنت جحش، تزوجها طلحة بعد مصعب، وتزوج زينب عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي أمية المخزومي ابن أخي أم سلمة، فولدت له.
11256- زينب بنت مظعون
بن حبيب الجمحية «2» .
تقدم نسبها عند ذكر أخويها عثمان وقدامة.
قال أبو عمر: هي زوجة عمر بن الخطاب، ووالدة ولديه: عبد اللَّه، وحفصة.
ذكر الزّبير أنها كانت من المهاجرات، وأخشى أن يكون وهما، لأنه قد قيل: إنها ماتت بمكة قبل الهجرة.
قلت: بل الوهم ممن قال ذلك، فقد ثبت عن عمر أنه قال في حق ولده عبد اللَّه:
هاجر به أبواه.
أخرجه البخاريّ من طريق نافع، عن ابن عمر، عن عمر، لما فضّل أسامة على عبد اللَّه بن عمر في القسم.
وقد تعقب ابن فتحون كلام أبي عمر بهذا، وذكرها أبو موسى في الذيل بهذا الخير.
11257- زينب بنت معاوية»
، وقيل بنت أبي «4» معاوية، وبهذا الأخير جزم أبو عمر
__________
(1) أسد الغابة ت 6973.
(2) أسد الغابة ت 6974، الاستيعاب: ت 3411.
(3) الثقات 3/ 145، أعلام النساء 2/ 115، تجريد أسماء الصحابة 2/ 274، تقريب التهذيب 2/ 600، تهذيب التهذيب 12/ 422، الكاشف 3/ 472، تهذيب الكمال 3/ 1684، تراجم الأحبار 1/ 469، 470، بقي بن مخلد 224.
(4) في أ: وقيل بنت عبد اللَّه بن معاوية.(8/163)
ثم نسبها ابن معاوية بن عتاب بالأسعد بن عامرة بن حطيط بن جشم بن ثقيف، وهي ابنة أبي معاوية الثقفية.
روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وعن زوجها ابن مسعود، وعن عمر.
روى عنها ابنها أبو عبيدة بن عبد اللَّه بن مسعود، وابن أخيها، ولم يسمّ عمرو بن الحارث بن أبي ضرار وبشر بن سعيد، وعبيد بن السباق، وغيرهم. فرق غير واحد بينها وبين رائطة المقدم ذكرها، أخرج حديثها في الصحيحين،
واللفظ لمسلم من طريق الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن عمرو بن الحارث، عن زينب امرأة عبد اللَّه، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «تصدّقن يا معشر النّساء ولو من حليّكنّ» «1» . قالت: فانطلقت، فإذا امرأة من الأنصار حاجتها كحاجتي، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قد ألقيت عليه المهابة، فخرج علينا بلال، فقلنا: أين رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم؟ فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك: أتجزي الصدقة عنهما على أزواجهما وأيتام في حجورهما؟ ولا تخبره من نحن؟ فدخل بلال فسأله، فقال: «من هما؟» قال: امرأة من الأنصار وزينب. قال: أي الزيانب؟ قال: امرأة عبد اللَّه. فقال: «لهما أجران، أجر القرابة وأجر الصّدقة» .
وقال أبو عمر: روى علقمة عن عبد اللَّه- أن زينب الأنصارية امرأة أبي مسعود وزينب الثقفية امرأة ابن مسعود أتتا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تسألانه النفقة على أزواجهما ... الحديث.
وقال بشر بن سعيد: أخبرتني زينب الثقفية امرأة عبد اللَّه بن مسعود أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لها: «إذا خرجت إلى العشاء الآخرة فلا تمسّي طيبا» «2» . أخرجه ابن سعد.
11258- زينب بنت الأنصارية «3»
، امرأة أبي مسعود، عقبة بن عمرو البدري. تقدم ذكرها
11259- زينب بنت الأسدية «4» .
مكية،
حديثها عند مجاهد عنها أنها أتت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: إن أبي مات وترك جارية، فولدت له غلاما، وإنا كنا نتهمها. فقال: ائتوني به، فأتوه به، فنظر إليه، فقال: أما الميراث فله، وأما أنت فاحتجبي منه «5» .
هكذا ذكرها أبو
__________
(1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 694 كتاب الزكاة باب (14) فضل النفقة والصدقة على الأقربين ... حديث رقم 45/ 1000 وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 2463 وأحمد في المسند 1/ 376، 423، 3/ 502 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45081.
(2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 20876 وعزاه إلى ابن حبان عن زينب بنت الثقفية.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 271، تلقيح فهوم أهل الأثر 370.
(4) أعلام النساء 2/ 54، تجريد أسماء الصحابة 1/ 271.
(5) أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 96، 97 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي بقوله صحيح، وأحمد في المسند 4/ 5، والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 87، والدار الدّارقطنيّ في السنن 4/ 240 وكنز العمال 3394، 30713.(8/164)
عمر بغير مستند، وقد أسنده الطبراني من طريق عنبسة بن سعيد، عن زكريا بن خالد، عن أبي الزبير، عن مجاهد، عن زينب الأسدية- أنها قالت: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقلت: يا رسول اللَّه، إن أبي مات ... الحديث.
11260- زينب الأنصارية،
غير منسوبة. جاء أنها كانت تغني بالمدينة،
فأخرج ابن طاهر في كتاب «الصّفوة» من طريق المحاملي، حدثنا الزبير بن خالد، حدثنا صفوان بن هبيرة، عن ابن جريج، أخبرني أبو الأصبع أن جميلة أخبرته أنها سألت جابر بن عبد اللَّه عن الغناء، فقال: نكح بعض الأنصار بعض أهل عائشة، فأهدتها إلى قباء، فقال لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أهديت عروسك» ؟ قالت: نعم. قال: «فأرسلت معها بغناء، فإنّ الأنصار يحبّونه» ؟
قالت: لا، قال: «فأدركيها بزينب» :
امرأة كانت تغني بالمدينة.
11261- زينب التميمية «1»
. حديثها عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أنه كره أن يفضل الذكور على البنات في العطية، ذكرها أبو عمر مختصرا.
11262- زينب الطائية.
ذكرها ابن فتحون في «ذيل الاستيعاب» مختصرا.
11263- زينب،
غير منسوبة «2» .
كانت تخدم أم سليم امرأة أبي طلحة، جاء عنها حديث في المعجزات،
أخرجه الطّبرانيّ، من طريق محمد بن زياد البرجمي، حدثنا أبو طلال، عن أنس، عن أمه، قالت: كانت لي شاة فجعلت من سمنها في عكة، فبعثت بها مع زينب، فقلت: يا زينب، أبلغي هذه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأبلغته، فقال: «أفرغوا لها عكّتها» ، ففرغت فجاءت، فعلقت العكة.
فجاءت أمّ سليم فرأت العكة ممتلئة تقطر سمنا، فقالت: يا زينب، ألست أمرتك أن تبلّغي هذه العكة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يأتدم بها؟ قالت: قد فعلت، فإن لم تصدقيني فتعالي معي، فذهبت معها إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأخبرته، فقال: «قد جاءت بها» . فقلت: والّذي بعثك بالهدى ودين الحق، إنها ممتلئة سمنا يقطر! فقال: «أتعجبين يا أمّ سليم؟ إنّ اللَّه أطعمك» .
__________
(1) أعلام النساء 2/ 57، تجريد أسماء الصحابة 2/ 271، تلقيح فهوم أهل الأثر 376.
(2) أسد الغابة ت 6977.(8/165)
قلت: وسيأتي شيبة بهذه القصة في ترجمة أم مالك الأنصارية، وفي حفظي أن قوله زينب تصحيف، وإنما هي ربيبة، بمهملة وموحدتين الأولى مكسورة بينهما تحتانية وآخره هاء تأنيث، فليحرر هذا إن شاء اللَّه تعالى.
القسم الثاني
11264- زينب بنت الحارث
بن خالد التميمية «1» .
هاجرت هي وأختاها: عائشة، وفاطمة، وأمهم رائطة بنت الحارث بن جبيلة، فلما رجعوا من الحبشة هلكت زينب وأخواها: موسى، وعائشة، من ماء شربوه في الطريق، ولم يبق من ولد رائطة إلا فاطمة: ذكر ذلك ابن إسحاق، وقيل: إن رائطة هاجرت بزينب.
11265- زينب بنت أبي رافع «2»
. تقدمت في القسم الأول.
11266- زينب بنت الزبير
بن العوام بن خويلد الأسدية، أمها أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط.
وكان تزويج الزبير لأمها بعد الهجرة، وتفارقا في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بعد أن ولدت.
قال ابن سعد: أخبرنا يزيد بن هارون، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه: قال: كانت أمّ كلثوم بنت عقبة تحت الزبير، وكان فيه شدة على النساء، وكانت له كارهة، فكانت تسأله الطلاق فيأبى عليها حتى ضربها الطلق وهو لا يعلم، فألحّت عليه وهو يتوضأ للصلاة، فطلقها تطليقة، ثم خرجت فوضعت فأدركه إنسان من أهلها، فأخبره أنها قد وضعت، فقال: خدعتني خدعها اللَّه! فأتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فذكر ذلك له، فقال: «قد سبق فيها كتاب اللَّه، فاخطبها» ، فقال: لا ترجع أبدا.
وقد تقدم في ترجمة أم كلثوم أن ابن إسحاق سمى بنتها من الزبير زينب.
11267- زينب بنت علي
بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمية «3» ، سبطة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. أمها فاطمة الزهراء.
قال ابن الأثير: إنها ولدت في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكانت عاقلة لبيبة جزلة، زوّجها أبوها ابن أخيه عبد اللَّه بن جعفر، فولدت له أولادا، وكانت مع أخيها لما قتل، فحملت إلى
__________
(1) أسد الغابة ت 6956، الاستيعاب: ت 3402.
(2) أسد الغابة ت 6963.
(3) أسد الغابة ت 6969.(8/166)
دمشق، وحضرت عند يزيد بن معاوية، وكلامها ليزيد بن معاوية حين طلب الشامي أختها فاطمة مشهور يدلّ على عقل وقوة جنان.
11268- زينب بنت عمر
بن الخطاب القرشية.
قال الزّبير بن بكّار في كتاب «النّسب» : أمها فكيهة، أم ولد، وهي أخت عبد الرحمن ابن عمر الأصغر والد المختار.
القسم الثالث
11269- زرعة بنت محرش
بكسر الميم وسكون المهملة وفتح الراء بعدها معجمة، وأبوها أحد ملوك حمير الأربعة الذين كانوا أسلموا ثم ارتدّوا فقتلوا على الكفر لما قاتل الصحابة أهل الردة. فتزوج عبد اللَّه بن عباس بعد ذلك زرعة هذه، فولدت له عليا والد الخلفاء وإخوته: العباس، والفضل، ومحمدا، وعبد الرحمن، ولبابة.
11270- زينب بنت جابر
الأحمسية؟ «1» .
ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ، وقال: كانت في زمان النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وحديثها عن أبي بكر الصديق.
روى عنها عبد اللَّه بن جابر الأحمسي، وهي عمته، كذا قال أبو عبد اللَّه- يعني ابن مندة في التاريخ، وقيل هي بنت المهاجر بن جابر، ويشبه أن تكون بنت نبيط بن جابر امرأة أنس بن مالك، لأنها من أحمس فيما قيل. انتهى كلامه.
وتعقبه ابن الأثير بأن ابن مندة ذكرها في «المعرفة» ، فقال: زينب بنت جابر الأحمسية. وروى لها حديث محمد بن عمارة، عن زينب بنت نبيط بن جابر، فليس لاستدراكه وجه.
قلت: بل له وجه وجيه، وذلك أن الجزم بأن زينب بنت جابر الأحمسية هي زينب بنت نبيط بن جابر ليس بجيد، والّذي يظهر أنهما اثنتان، أما زينب بنت جابر الأحمسية التي روت عن أبي بكر الصديق فهي من المخضرمات، وليست لها رواية مرفوعة. وأما زينب بنت نبيط بن جابر فهي من المبايعات، وليست أحمسية، بل أنصارية خزرجية، تقدم ذكر أبيها في حرف النون.
__________
(1) أسد الغابة ت 6954.(8/167)
وتزوج أنس بن مالك زينب بنت أسعد بن زرارة، فولدت له زينب هذه، فما أتى الوهم إلا من وصف ابن مندة لها بأنها أحمسية.
وقد نسبها ابن سعد، فقال في طبقات التّابعيّات اللاتي روين عن أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ونحوهن: زينب بنت نبيط بن جابر بن مالك بن عدي بن زيد بن مناة بن ثعلبة بن عمرو بن مالك بن النجار، زوج أنس بن مالك، ثم ساق الخبر عن عبد اللَّه بن إدريس بسنده الآتي.
وقد ذكرها بعضهم في الصحابة، فقال أبو عليّ بن السّكن. زينب بنت نبيط بن جابر الأنصارية امرأة أنس بن مالك روى عنها حديث مرسل، ويقال: إنها أدركت زمان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، ولم تحفظ عنه شيئا. انتهى.
وحديثها الّذي رواه عنها محمد بن عمارة يدل على أنها ولدت بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فإن أمها كانت تحت حجر النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أوصى بها وبإخوتها، أبوهم أبو أمامة أسعد بن زرارة.
وقد ساق ذلك ابن السّكن من طريق أبي كريب، عن عبد اللَّه بن إدريس، عن محمد بن عمارة، عن زينب بنت نبيط بن جابر امرأة أنس بن مالك، قالت: أوصى أبو أمامة أسعد بن زرارة بأمي وخالتي إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقدم عليه حلي من ذهب ولؤلؤ يقال له الرّعاث، فحلاهن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ذلك الرعاث، قالت زينب: فأدركت بعض ذلك الحلي عند أهلي.
قلت: وقد ذكرها أبو عمر فاختصر كلام ابن السّكن فأجحف جدا، فقال: زينب بنت نبيط بن جابر الأنصارية مدنية. روى عنها حديث واحد، وقيل: إنه مرسل، وفيه نظر.
انتهى.
وأخرج ابن مندة الحديث من وجه آخر، عن ابن إدريس مختصرا، ولفظه: أوصى أبو أمامة بأمي وخالتي إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأتاه حلي من ذهب ولؤلؤ يقال له الرعاث، قالت:
فخلاني من الرعاث، كذا أورده، وهو وهم: والصواب ما تقدم، وهو فحلاهنّ.
وأورده ابن مندة أيضا من طريق عبد اللَّه بن جعفر، عن محمد بن عمارة، فقال: عن زينب بنت نبيط، عن أمها، قالت: كنت أنا وأختان لي في حجر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فكان يحلّينا من الذهب والفضة. انتهى.
وهذا يبين قول ابن السّكن: إن الرواية التي ذكرها مرسلة. وإنّ الحديث عنها إنما هو عن أمها، وبه يصحّ اللفظ الّذي أورده ابن مندة، وينتفي عنه الوهم، وهو قولها: فحلّاني، فكأنه سقط من روايتها قولها: قالت أمي: فخلاني.(8/168)
وقال أبو نعيم، بعد أن أخرجه من طريق يحيى الحماني، عن عبد اللَّه بن إدريس، نحو رواية أبي كريب: رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن أبي إدريس مثله. ورواه محمد بن عمرو بن علقمة، عن محمد بن عمارة، عن زينب بنت نبيط، قالت: حدثتني أمي وخالتي أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم حلاهن رعاثا من ذهب، وأمها حبيبة وخالتها كبشة وأبوهما أبوهما أبو أمامة أسعد بن زرارة، وأمهما الفريعة، فقد تحرر من هذا كله أن قول ابن مندة: إن زينب بنت نبيط أحمسية وهم، بل هي أنصارية، وإنها لا صحبة لها، ولا رؤية، وإنما تروي عن أمها، وأن قول أبي موسى في الأحمسية: ويشبه أن تكون هي بنت نبيط بن جابر خطأ، وسببه جزم ابن مندة بأنها أحمسية.
وسأذكر بقية ترجمة زينب بنت نبيط في القسم الرابع إن شاء اللَّه تعالى.
وأما الأحمسية فحديثها عند البخاريّ، من طريق قيس بن أبي حازم، قال: دخل أبو بكر على امرأة من أحمس يقال لها زينب، فرآها لا تتكلم ... فذكرها مختصرة، ولم يسم أباها.
وأورد الخطيب من طريق كريم بن الحارث، عن سلمى بنت جابر الأحمسية، قالت: استشهد زوجي، فأتيت ابن مسعود، فذكرت لها معه قصة؟ فقالوا له: ما رأيناك فعلت بامرأة ما فعلت بهذه؟ فقال: إني سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ أوّل أمتي لحوقا بي امرأة من أحمس» .
انتهى.
فما أدري هل هي هذه اختلف في اسمها أو أخرى؟
وترجم لها ابن سعد زينب بنت المهاجر الأحمسية، وأورد لها عن أبي أسامة، عن مجالد، عن عبد اللَّه بن جابر الأحمسي، عن عمته زينب بنت المهاجر، قالت: خرجت حاجة ومعي امرأة فضربت علي فسطاطا، ونذرت ألا أتكلم، فجاء رجل فوقف على باب الخيمة، فقال: السلام عليكم، فردّت عليه صاحبتي، فقال: ما شأن صاحبتك لم ترد علي؟
قالت: إنها مصمتة، إنها نذرت ألا تتكلم. فقال: تكلّمي، إنما هذا من فعل الجاهلية.
فقالت: فقلت: من أنت يرحمك اللَّه؟ قال: امرؤ من المهاجرين. فقلت: من أي المهاجرين؟ قال: من قريش. قلت: من أي قريش؟ قال: إنك لسئول، أنا أبو بكر. قلت:
يا خليفة رسول اللَّه، إنا كنا حديثي عهد بجاهلية لا يأمن بعضنا بعضا، وقد جاء اللَّه من الأمر بما ترى، فحتى متى يدوم؟ قال: ما صلحت أئمتكم. قلت: ومن الأئمة؟ قال: أليس في قومك أشراف يطاعون؟ قلت: بلى. قال: أولئك الأئمة.(8/169)
11271- زينب بنت أبي حازم،
أخت قيس بن أبي حازم. ذكرها ابن الفرضيّ.
القسم الرابع
11272- زينب الأحمسية.
ذكرها أبو سعيد بن الأعرابيّ، وأبو محمّد بن حزم
في كتابي حجّة الوداع، من طريقه بسند له عن زينب الأحمسية- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لها في امرأة حجّت معها مصمتة «قولي لها تتكلّم، فإنّه لا حجّ لمن لا يتكلّم» ،
وقد طعن فيه ابن القطان أن في سنده مجهولين، وفي سياقه غلط.
والصواب ما تقدم في القسم قبله أن القصة جرت لزينب مع أبي بكر الصديق، والمخاطبة بينهما باللفظ الّذي تقدم لا ذكر للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فيه ولا لامرأة أخرى.
11273- زينب بنت نبيط
بن جابر الأنصارية «1» .
تقدم ذكر من خلطها بزينب بنت جابر الأحمسية، وأنه وهم، وأنّ ابن سعد ذكرها في المبايعات، وأن ابن حبّان ذكرها في ثقات التابعين، وهو الصواب، ولها رواية عن أمها بنت أسعد بن زرارة، وعن زوجها أنس بن مالك، وعن جابر بن عبد اللَّه، وضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب وغيرهم. روى عنها حميد الطويل وكثير بن زيد الأسلمي، ومحمد بن عمارة بن عمرو بن حزم، وعبد اللَّه بن تمام، وغيرهم.
حرف السين المهملة
القسم الأول
11274- سارة
مولاة عمرو بن هاشم بن المطلب «2» التي كان معها كتاب حاطب، أمنها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يوم الفتح. كذا في «التجريد» .
11275- سارية الجمحية.
ذكرها الدّيلميّ في «الفردوس» : ثلاثة لقيتهم: المهيمص، والجعدر، والكاهن.
قلت: ولم يخرجه ولده، ولا وقفت له على إسناد.
__________
(1) أسد الغابة ت 6976، الاستيعاب: ت 3412.
(2) الاستيعاب: ت (3416) .(8/170)
11276- سائبة «1»
، مولاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في اللقطة. روى عنها طارق بن عبد الرحمن في تاريخ النساء، كذا في الذيل لأبي موسى.
11277- سبا بنت سفيان،
ويقال بنت الصّلت الكلابية. تأتي في سنا بالنون.
11278- سبيعة بنت الحارث الأسلمية «2»
. ثبت ذكرها في «الصّحيحين» ، وفي «الموطّأ» أنها ولدت بعد وفاة زوجها فانقضت عدّتها. قال ابن عبد البرّ روى عنها فقهاء المدينة وفقهاء الكوفة، والقصة مطولة بألفاظ مختلفة، منها في الموطأ من طريق عبد ربه بن سعيد، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال:
سئل عبد اللَّه بن عباس وأبو هريرة عن المرأة الحامل يتوفى عنها زوجها؟ فقال ابن عباس:
آخر الأجلين وقال أبو هريرة: إذا ولدت فقد حلت، فدخل أبو سلمة بن عبد الرحمن على أم سلمة زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فسألها عن ذلك، فقالت أم سلمة: ولدت سبيعة الأسلمية بعد وفاة زوجها بنصف شهر، فخطبها رجلان أحدهما شاب، والآخر كهل، فخطبت إلى الشاب، فقال الشّيخ: لم تحلى بعد، وكان أهلها غيبا ورجا إذا جاء أهلها أن يؤثروه بها،
فجاءت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «قد حللت فانكحي من شئت» .
وأخرجه ابن مندة، من طريق يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار، عن أبي سلمة، قال: كنت مع ابن عباس وأبي هريرة فاختلفا في المتوفى عنها زوجها ... فذكر الحديث.
وأخرجه ابن مندة من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن سبيعة بنت الحارث، قالت: توفي زوجي سعد بن خولة، وهو مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في حجة الوداع، فقال لي أبو السنابل بن بعكك: لعلك تريدين أن تتزوّجي. فأتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «قد حللت فانكحي» .
وأخرجه ابن مندة من طريق الليث، عن جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، عن أبي سلمة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة، وزيادة زينب بنت أبي سلمة فيه شاذّة.
وأخرجها البخاريّ من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن كتاب ابن شهاب، وأخرجه
__________
(1) أعلام النساء 2/ 135، 145 بقي بن مخلد 557، أسد الغابة: ت (6978) .
(2) الثقات 3/ 185، أعلام النساء 2/ 148، تجريد أسماء الصحابة 2/ 274، تقريب التهذيب 2/ 601، تهذيب التهذيب 12/ 424، الكاشف 3/ 472، تلقيح فهوم أهل الأثر 369، تهذيب الكمال 3/ 1685، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 384، بقي بن مخلد 174، أسد الغابة: ت (6979) ، الاستيعاب: ت (3417) .(8/171)
تعليقا، ووصله مسلم وأبو داود، والنّسائيّ، من طريق يونس، عن الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه- أن أباه كتب إلى عمر بن عبد اللَّه بن الأرقم يأمره أن يدخل على سبيعة، فكتب يخبر أنّ سبيعة أخبرته أنها كانت تحت سعد بن خولة ... فذكر الحديث.
وقد تقدم لها ذكر في ترجمة سعد بن خولة، وفي ترجمة أبي السّنابل. ويروي عن سبيعة أيضا عبد اللَّه بن عمر على خلف فيه، وزفر بن أوس بن الحدثان، وعمر بن عبد اللَّه ابن الأرقم، ومسروق بن الأجدع، وعمرو بن عتبة بن فرقد، وآخرون.
11279- سبيعة بنت حبيب «1»
الضبعية.
قالت: إن رجلا مرّ بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال رجل: إني أحبه في اللَّه لها ذكر في حديث حماد بن سلمة، عن ثابت، قاله ابن مندة. وقال أبو عمر: بصرية، روى عنها ثابت البناني حديثها في المتحابين، فكأنه أشار إلى هذا.
11280- سبيعة بنت أبي لهب «2»
. تقدم ذكرها في درة في حرف الدال.
11281- سبيعة الأسلمية،
التي روى عنها ابن عمر، ذكرها العقيلي، وقال: هي غير بنت الحارث زوج سعد بن خولة. وردّه ابن عبد البر، فقال: لا يصح ذلك عندي.
قلت:
وأخرج حديث ابن عمر المذكور ابن مندة في ترجمة سبيعة بنت الحارث، وهو في مسند يحيى الحماني، عن الدّراوردي، عن أسامة بن زيد، عن عبد اللَّه بن عكرمة، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه، عن سبيعة الأسلمية- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، فإنّه لن يموت بها أحد إلّا كنت له شفيعا يوم القيامة» «3» .
__________
(1) أسد الغابة ت (6980) ، الاستيعاب ت (3418) ، أعلام النساء 2/ 148، تجريد أسماء الصحابة 2/ 274.
(2) أسد الغابة ت (6982) .
(3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 676 عن ابن عمر بلفظ متقارب كتاب المناقب (55) باب فضل المدينة (68) حديث رقم 3917 قال أبو عيسى هذا حديث غريب من حديث أيوب السختياني وأخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1039 عن ابن عمر بلفظه كتاب المناسك (25) باب فضل المدينة (104) حديث رقم 3112 وأحمد في المسند 2/ 74، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 361 عن مكحول عن معاذ ابن جبل قال البيهقي هو حديث ضعيف ومكحول عن معاذ منقطع وأورده المنذري في الترغيب 2/ 223، والهيثمي في الزوائد 3/ 309 عن سبيعة الأسلمية ... الحديث وقال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح خلا عبد اللَّه بن عكرمة وقد ذكره ابن أبي حاتم وروى عنه جماعة ولم يتكلم فيه أحد بسوء.(8/172)
وانتصر ابن فتحون للعقيليّ، فقال: ذكر الفاكهي أنّ سبيعة بنت الحارث أوّل امرأة أسلمت بعد صلح الحديبيّة إثر العقد وطى الكتاب ولم تخف، فنزلت آية الامتحان، فامتحنها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وردّ على زوجها مهر مثلها وتزوّجها عمر.
قال ابن فتحون: فابن عمر إنما يروي عن سبيعة- يعني امرأة أبيه- قال: ويؤيد ذلك أن هبة اللَّه في الناسخ والمنسوخ ذكر أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لما انصرف من الحديبيّة لحقت به سبيعة بنت الحارث امرأة من قريش، فبان أنها غير الأسلمية.
11282- سبيعة القرشية «1»
. ذكرها ابن مندة،
وأخرج من طريق عمر بن قيس المكيّ، عن عطاء، عن عبيد بن عمر: قال: حدثتني عائشة قالت: سمعت سبيعة القرشية قالت: يا رسول اللَّه، إني زنيت فأقم عليّ حدّ اللَّه. قال: «اذهبي حتّى تضعي ما في بطنك» ، فلما وضعت أتته، ولو تركت ما سأل عنها، فقال: «اذهبي فأرضعيه حتّى تفطميه» ، فلما فطمته أتته فقالت: من لهذا الصبي؟
فقال رجل من الأنصار: أنا، فقال: «اذهبوا بها فارجموها» .
قلت: سنده ضعيف، وأخلق بها إن ثبت خبرها أن تكون هي التي قبلها.
11283- سخبرة،
بوزن عنبرة «2» ، بنت تميم الأسدية.
ذكرها ابن إسحاق في «المغازي» فيمن هاجر من بني تميم بن دودان بن أسد بن خزيمة واستدركها أبو عليّ الغسّانيّ.
11284- سخطى بنت أسود
بن عباد بن عمرو بن سواد بن غنم. ذكرها ابن سعد في المبايعات وقال: أمها حميمة بنت عبيد بن أبي بكر بن القين بن كعب، تزوجها ما عص بن قيس بن خلدة، ثم خلف عليها عبيد بن المعلى بن لوذان.
11285- سخطى بنت قيس
بن أبي كعب بن القين الأنصارية السلمية، أخت سهل بن قيس شقيقته، أمّها نائلة بنت سلامة بن وقش.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: تزوجها الحارث بن سراقة بن خنساء بن سنان.
11286- سخيلة،
بخاء معجمة مصغر، بنت عبيدة بن الحارث، زوج عمرو بن أمية الضّمري.
__________
(1) أسد الغابة ت (6981) .
(2) أسد الغابة ت (6983) ، الاستيعاب ت (3419) .(8/173)
استدركها ابن الدّبّاغ على أبي عمر، فأخرج من مسند علي بن عبد العزيز، عن القعنبي، عن حاتم بن إسماعيل، عن يعقوب بن عمرو، عن الزّبرقان بن عبد اللَّه، عن أبيه، عن عمرو بن أمية، قال: مرّ على عثمان أبو عبد الرحمن بن عوف بمرط فاستغلاه، فاشتراه عمرو بن أمية، فقال له عثمان أبو عبد الرحمن: ما فعل المرط؟ قال: تصدّقت به على سخيلة بنت عبيدة. فقال: أو كل ما فعلت إلى أهلك صدقة؟ فقال عمرو: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول ذلك. فذكر ما قال عمرو لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. فقال: صدق وذكرها ابن سعد في ترجمة والدها، وكانت وفاته في سنة اثنتين من الهجرة.
11287- سدرة، مولاة صباعة بنت الزبير.
روى أبو الرّبيع بن سالم في «المعجزات» ، من طريق كريمة بنت المقداد، عن أمها ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب- أنها أرسلت مولاتها سدرة إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بقعبة صغيرة فيها طعام فوجدته سدرة في بيت أمّ سلمة ... الحديث.
ولها ذكر في مغازي الواقديّ في وفد نجران.
11288- سدوس بنت بطنة
بن عبد عمرو بن مسعود، من بني دينار بن النجار «1» .
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11289- سدوس بنت خالد.
تأتي في سندوس.
11290- سديسة الأنصارية «2»
، ويقال مولاة حفصة بنت عمر. ضبطت عند الأكثر بفتح السين. وذكر ابن فتحون أنه رآها بخط ابن مفرج بالتصغير.
روى ابن مندة، من طريق إسحاق بن يسار، عن الفضل بن موفق، عن إسرائيل، عن الأوزاعي، عن سالم، عن سديسة مولاة حفصة، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ الشّيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلّا خرّ لوجهه» «3»
قال ابن مندة: روى عن سالم عن سديسة عن حفصة، وكذا أخرج الطّبرانيّ في «الأوسط» من طريق عبد الرحمن بن الفضل بن موفق، حدثني أبي،
__________
(1) أسد الغابة ت (6985) .
(2) أسد الغابة ت (6986) ، الاستيعاب: ت (3421) .
(3) قال الهيثمي في الزوائد 9/ 73 رواه الطبراني في الكبير في ترجمة سديس من طريق الأوزاعي عنها ولا نعلم الأوزاعي سمع أحدا من الصحابة ورواه في الأوسط عن الأوزاعي عن سالم عن سديسة وهو الصواب وإسناده حسن إلا أن عبد الرحمن بن الفضل بن موفق لم أعرفه وبقية رجاله وثقوا وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32719.(8/174)
حدثنا إسرائيل، عن النعمان، عن الأوزاعي به، فقال فيه: عن سديسة، عن حفصة، وسياقه أتم منه، وقال بعده: لم يروه عن الأوزاعي إلا النعمان وهو أبو حنيفة، ولا رواه عن أبي حنيفة إلا إسرائيل. تفرّد به الفضل.
وأخرجه ابن السّكن، من طريق عبد الرحمن بن الفضل بن موفق، عن أبيه، عن إسرائيل بهذا السند، فقال في سياقه: إنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال. ورواه أحمد بن يونس السلمي عن الفضل بن موفق، فقال في سياقه: عن سديسة عن حفصة، وهذا الّذي أشار إليه ابن مندة.
11291- سرّا «1» ،
بتشديد الراء مقصورة، ضبطها الأمير قال: وتقال بالمد، بنت نبهان بن عمرو الغنوية.
قال ابن حبّان: لها صحبة،
وأخرج حديثها أبو داود وغيره من طريق أبي عاصم، عن ربيعة بن عبد الرحمن الغنوي، عن سرّا بنت نبهان، وكانت ربّة بيت في الجاهلية، قالت:
خطبنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في حجة الوداع يوم الرءوس، فقال: «أيّ يوم هذا» ؟ قلنا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: «أليس [أوسط] أيّام التّشريق ... » الحديث. وفي آخره: فلما قدم المدينة لم يلبث إلا قليلا حتى مات.
وقال أبو عمر: روت عنها أيضا ساكنة بنت الجعد. وأخرج ابن سعد، عن أحمد بن الحارث الغساني عن ساكنة بنت الجعد عنها حديثا، وقال: روت أحاديث بهذا الإسناد.
11292- سعاد «2»
بنت رافع بن أبي عمر بن عائذ بن ثعلبة الأنصارية «3» ، من بني مالك بن النجار، تكنى أم سلمة.
ذكرها ابن سعد هي وأختها كبشة في المبايعات، وقال: تزوجها أسلم بن حريش بن عدي بن سهل بن ثعلبة، فولدت له سلمة.
11293
- سعاد «4» بنت سلمة
بن زهير بن ثعلبة بن عبيد بن عديّ بن غنم بن «5» كعب ابن سلمة الأنصارية.
__________
(1) أسد الغابة ت (6987) ، الاستيعاب ت (3422) ، الثقات 3/ 185، أعلام النساء 2/ 181، تجريد أسماء الصحابة 2/ 275، تقريب التهذيب 2/ 601، تهذيب التهذيب 12/ 424، الكاشف 3/ 472 تهذيب الكمال 3/ 685، خلاصة تذهيب الكمال 3/ 384، بقي بن مخلد 980.
(2) في أ: سعدى.
(3) أسد الغابة: ت (6988) .
(4) في أ: سعدى.
(5) أسد الغابة ت (6989) .(8/175)
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: هي التي سألت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يبايعها لما في بطنها، وكانت حاملا،
فقال لها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أنت حرّة من الحرائر» .
قال: وأمها أم قيس بنت حرام بن لوذان، وتزوجها حسنة بن صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد.
11294- سعدى بنت أوس
الخطمية.
بايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم هي وأختاها: كبشة، وليلى. ذكره ابن سعد.
11295- سعدى بنت عمرو
المرية «1» ، زوج طلحة بنت عبيد اللَّه. كذا قال أبو عمر، لكن قال ابن مندة: سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة، وهذا أولى.
روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وعن زوجها، وعمر روى عنها ابنها يحيى، وابن ابنها طلحة بن يحيى، ومحمد بن عمران الطّلحي.
أخرج حديثها أبو يعلى، من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن الشّعبيّ، عن يحيى ابن طلحة، عن أمه سعدى المرية، قال: مرّ عمر بطلحة بعد وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو مكتئب، فقال: ما لك؟ أأساءتك امرأة ابنِ عمك؟ قال: لا، ولكني سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّي لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلّا كانت نورا في صحيفته، وإنّ جسده وروحه ليجدان لها روحا عند الموت» «2» .
قال عمر: أنا أعلمها، هي التي أراد تعليمها عمه، ولو علم شيئا أنجى له منها لأمره.
وقد خالف ابن حبّان فذكرها في «ثقات التّابعين» ، ومن يسمع من عمر بعد وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بأيام، وهي زوج طلحة، فهي صحابية لا محالة.
11296- سعدى بنت كرز
بن ربيعة بن عبد شمس العبشمية، خالة عثمان بن عفان أمير المؤمنين.
ذكر أبو سعد النّيسابوريّ في كتاب «شرف المصطفى» ، من طريق محمد بن عبد اللَّه ابن عمرو بن عثمان، وهو الملقب بالديباج، عن أبيه، عن جده، قال: كان إسلام عثمان أنه قال: كنت بفناء الكعبة إذ أتينا فقيل لنا: إن محمدا قد أنكح عتبة بن أبي لهب رقية ابنته،
__________
(1) أسد الغابة ت (6991) ، الاستيعاب ت (3424) .
(2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 28، 63، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2 وابن ماجة في السنن 2/ 1247 كتاب الأدب باب 54 فضل لا إله إلا اللَّه حديث رقم 3795، وأبو يعلى في المعجم برقم 316، 642 ح 2/ 14- 15، والحاكم في المستدرك 1/ 72، 351 والهيثمي في الزوائد 1/ 18، وكنز العمال حديث رقم 1417.(8/176)
وكانت ذات جمال بارع، وكان عثمان مشتهرا بالنساء، وكان وضيئا حسنا جميلا أبيض مشربا صفرة جعد الشعر له جمّة أسفل من أذنيه، جذل الساقين، طويل الذراعين، أقنى بيّن القنا، قال عثمان: فلما سمعت ذلك دخلتني حسرة ألّا أكون سبقت إليها، فلم ألبث أن انصرفت إلى منزلي، فأصبت خالتي قاعدة مع أهلي، قال: وأمّه أروى بنت كريز، وأمها البيضاء بنت عبد المطلب، وخالته التي أصابها عند أهله سعدى بنت كرز، وكانت قد طرقت وتكهنت لقومها، قال: فلما رأتني قالت:
أبشر وحيّيت ثلاثا وترا ... ثمّ ثلاثا وثلاثا أخرى
ثمّ بأخرى كي تتمّ عشرا ... لقيت خيرا ووقيت شرّا
نكحت واللَّه حصانا زهرا ... وأنت بكر ولقيت بكرا
[الرجز] قال: فعجبت من قولها، وقلت: يا خالة ما تقولين؟ فقالت:
عثمان يا عثمان يا عثمان ... لك الجمال ولك الشّأن
هذا نبيّ معه البرهان ... أرسله بحقّه الدّيّان
وجاءه التّنزيل والفرقان ... فاتبعه لا تغيا بك الأوثان
[الرجز]
فقالت: إن محمد بن عبد اللَّه رسول اللَّه جاء إليه جبرئيل يدعوه إلى اللَّه، مصباحه مصباح، وقوله صلاح، ودينه فلاح، وأمره نجاح، لقرنه نطاح، ذلّت له البطاح، ما ينفع الصياح، لو وقع الرماح، وسلت الصفاح، ومدّت الرماح.
ثم انصرفت، ووقع كلامها في قلبي، وبقيت مفكّرا فيه، وكان لي مجلس من أبي بكر الصديق، فأتيته بعد يوم الاثنين، فأصبته في مجلسه، ولا أحد عنده، فجلست إليه، فرآني متفكرا، فسألني عن أمري- وكان رجلا رقيقا، فأخبرته بما سمعت من خالتي، فقال لي:
ويحك يا عثمان! واللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحقّ من الباطل، هذه الأوثان التي يعبدها قومك أليست حجارة صمّا لا تسمع ولا تبصر، ولا تضر ولا تنفع؟ قلت: بلى، واللَّه، إنها لكذلك. قال: واللَّه لقد صدقتك خالتك، هذا محمد بن عبد اللَّه قد بعثه اللَّه برسالته إلى جميع خلقه، فهل لك أن تأتيه وتسمع معه؟ فقلت: نعم، فو اللَّه ما كان بأسرع من أن مرّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، ومعه علي بن أبي طالب يحمل ثوبا لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فلما رآه أبو بكر قام إليه فسارّه في أذنه، فجاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقعد ثم أقبل عليّ فقال: «يا عثمان، أجب اللَّه إلى جنّته، فإنّي رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه» ،
قال: فو اللَّه ما تمالكت حين سمعت(8/177)
قوله أن أسلمت وشهدت أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، ثم لم ألبث أن تزوّجت رقية، وكان يقال: أحسن زوجين رآهما إنسان: رقية وزوجها عثمان.
وفي إسلام عثمان تقول خالته سعدى:
هدى اللَّه عثمان الصّفيّ بقوله ... فأرشده واللَّه يهدي إلى الحقّ
فتابع بالرّأي السديد محمّدا ... وكان ابن أروى لا يصدّ عن الحقّ
وأنكحه المبعوث إحدى بناته ... فكان كبدر مازج الشّمس في الأفق
فداؤك يا ابن الهاشميين مهجتي ... فأنت أمين اللَّه أرسلت في الخلق
[الطويل]
11297- سعدى»
، غير منسوبة.
ذكرها ابن مندة، فقال:
روى حديثها عبد الواحد بن زياد، عن أبي بكر بن عبد اللَّه، عن جدته سعدى، أو أسماء- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم دخل على ضباعة فقال: «حجّي واشترطي أن تحلّي حيث حبست» «2» .
ووصله الطّبرانيّ من طريق عبد الواحد به.
11298- سعيدة بنت بشر
بن عبيد الأنصارية، ذكرها ابن سعد في المبايعات.
11299- سعيدة بنت رفاعة
بن عمرو بن عبيد بن أمية الأنصارية الأشهلية «3» . ذكرها ابن حبّان في المبايعات.
11300- سعيدة بنت عبد عمرو
بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصارية الخزرجية، زوج أبي اليسر كعب بن عمرو بن عبادة «4» بن عمرو بن سواد ابن غنم.
قال ابن سعد: تزوجها كعب بن عمرو، ثم خلف عليها كعب بن زيد بن قيس بن
__________
(1) أسد الغابة: ت (6992) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 276.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه 7/ 9 ومسلم في الصحيح 2/ 868 كتاب الحج باب (15) جواز اشتراط المحرم التحلل بعذر المرض ونحوه حديث رقم 105/ 1207، 108/ 1208 والنسائي 5/ 168 كتاب مناسك الحج باب 60 كيف يقول إذا اشترط حديث رقم 2768 وابن ماجة في السنن 2/ 980 كتاب حديث رقم 973، الطبراني في الكبير 11/ 363، والهيثمي في الزوائد 3/ 218.
(3) أسد الغابة ت (6993) .
(4) في أ: علقمة.(8/178)
مالك فولدت له عبد اللَّه وجميلة، وهي أخت النعمان والضحاك ابني عبد عمرو شقيقتهما، وكنيتهما أم الرياع، براء ومثناة تحتانية ثقيلة وآخره عين مهملة، وأمها سميراء بنت قيس بن كعب بن عبد الأشهل، ووجدتها مضبوطة بالتصغير.
11301- سعيدة «1» ،
غير منسوبة، زوج أبي صيفي الراهب.
كانت من الأنصار، كان أبو صيفي خرج من المدينة مغاضبا لأهلها لما دخلوا في الإسلام، فأقام بمكة حينا، فخرجت امرأته سعيدة مهاجرة إلى المدينة في أيام الهدنة، فسألوا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يردّها إليهم لما كانوا شرطوه أن يرد إليهم من أتاه منهم، فقال: كان الشرط في الرجال دون النساء: فأنزل اللَّه تعالى آية الامتحان. ذكر ذلك مقاتل بن حيان في تفسيره. أخرجها أبو موسى.
11302- سعيرة «2»
، بالتصغير، ضبطها المستغفري،
وأخرج من طريق عطاء الخراساني، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس أنه قال له: ألا أريك امرأة من أهل الجنة، فأراني حبشية صفراء عظيمة قال: هذه سعيرة الأسدية أتت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: يا رسول اللَّه، إنّ بي هذه تعني الريح، فادع اللَّه أن يشفيني مما بي، فقال: «إن شئت دعوت اللَّه أن يعافيك ممّا بك ويثبت لك حسناتك وسيّئاتك، وإن شئت فاصبري ولك الجنّة» «3» ،
فاختارت الصبر والجنة.
وأخرج قصتها أبو موسى، من طريق المستغفريّ، ثم من رواية محمد بن إسحاق بن خزيمة، عن المقدام بن داود، عن علي بن معبد، عن بشر بن ميمون، عن عطاء الخراساني به، قال بشر: وفي سعيرة هذه نزلت: وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً [النحل: 92] : كانت تجمع الصوف والشعر والليف فتغزل كبّة عظيمة، فإذا ثقلت عليها نقضتها، فقال: يا معشر قريش، لا تكونوا مثل سعيرة فتنقضوا أيمانكم بعد توكيدها، ثم قال ابن خزيمة: أنا أبرأ إلى اللَّه تعالى عن عهدة هذا الإسناد.
قال المستغفريّ في كتابه: سعيرة بالشين المعجمة. والصحيح بالمهملة.
قلت: ذكرها ابن مندة بالشين المعجمة والقاف، وأورد حديثها من هذا الطريق زيد ابن أبي زيد عن بشر بن ميمون، وتبعه أبو نعيم.
__________
(1) أسد الغابة ت (6994) .
(2) أسد الغابة ت (6995) .
(3) أخرجه أحمد 1/ 347.(8/179)
11303- سفّانة بنت حاتم الطائي «1»
. تقدم نسبها في ترجمة أخيها عدي بن حاتم،
ذكرها محمّد بن إسحاق في «المغازي» ، قال: أصابت خيل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ابنة حاتم في سبايا طي، فقدمت بها على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فجعلت في حظيرة بباب المسجد، فمرّ بها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقامت إليه- وكانت امرأة جزلة، فقالت: يا رسول اللَّه، هلك الوالد، وغاب الوافد. فقال: «ومن وافدك» ؟ قالت: عدي بن حاتم. قال: «الفارّ من اللَّه ورسوله» ! ومضى حتى مرّ ثلاثا، قالت: فأشار إليّ رجل من خلفه أن قومي فكلميه. قالت: يا رسول اللَّه، هلك الوالد، وغاب الوافد، فامنن عليّ منّ اللَّه عليك. قال: «قد فعلت» ، فلا تعجلي حتى تجدي ثقة يبلّغك بلادك، تم آذنيني. فسألت عن الرجل الّذي أشار إلي فقيل علي بن أبي طالب.
وقدم ركب من بليّ، فأتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقلت: قدم رهط من قومي. قالت:
وكساني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وحملني وأعطاني نفقة، فخرجت حتى قدمت على أخي، فقال: «ما ترين في هذا الرّجل» ؟ فقلت: أرى أن نلحق به.
قال ابن الأثير: كذا رواه يونس، ولم يسم سفّانة، وسماها غيره. ورواه عبد العزيز بن أبي روّاد بنحوه، وزاد: وكانت أسلمت وحسن إسلامها.
أخرجه أبو نعيم من طريقه، وأخرج قصّتها الطبراني، وسماها، وأوردها الخرائطي في مكارم الأخلاق من حديث علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، وسياقه أتم، وفي سنده من لا يعرف.
11304- سكينة بنت أبي وقاص
الزهري، أخت سعد «2» .
ذكرها أبو عروبة في الصّحابة،
وأخرج هو والفاكهيّ من كتاب مكة، من طريق هاشم بن هاشم، عن أم الحكم سكينة بنت أبي وقاص- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ذكر الجهاد، فقلت: يا رسول اللَّه، ما جهادنا؟ قال: «جهاد كنّ الحجّ» «3» .
11305- سكينة «4»
، غير منسوبة.
روى عنها مولاها أبو صالح، قال ابن مندة: روى حديثها سليمان بن عبد الرحمن عن
__________
(1) أسد الغابة ت (6996) .
(2) أسد الغابة ت (6997) أعلام النساء 2/ 225، تجريد أسماء الصحابة 2/ 276.
(3) أسد الغابة: ت (6998) .
(4) أخرجه البخاري 4/ 39، وأحمد 6/ 67، 71، 166 والبيهقي 4/ 326.(8/180)
الحكم بن يعلى، عن كامل أبيّ العلاء، عن أبي صالح. ووصل أبو نعيم هذا السند ولم يسق المتن أيضا.
11306- سلاف الأنصارية،
والدة البراء بن معرور.
لها ذكر في أخبار المدينة للزبير بن بكار، من روايته، عن محمد بن الحسن المخزومي، عن عبد العزيز بن محمد، عن يحيى بن عبد اللَّه بن أبي قتادة، عن مشيخته- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يأتي السلاف أمّ البراء بن معرور في المسجد الّذي يقال له مسجد الحرمة دبر الفريضة وصلّى فيه مرارا.
11307- سلافة بنت البراء
بن معرور الأنصارية، زوج أبي قتادة بن ربعي، قيل هي أم بشر بن البراء.
11308- سلافة بنت سعد
الأنصارية، والدة عثمان بن طلحة.
لها ذكرى في مغازي الواقديّ في فتح مكة، قال الواقديّ: حدثنا معاذ بن محمد، عن عاصم بن عمر، عن علقمة بن وقاص الليثي قصة دخول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في الفتح، وفيه: فصلّى ثم جلس في المسجد، ثم أرسل بلالا إلى عثمان بن طلحة يطلب منه مفتاح الكعبة، فطلبه عثمان من أمه سلافة بنت سعد الأنصارية الأوسية، فنازعته طويلا ثم أعطته له، فجاء به إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وأسلمت سلافة بعد.
11309- سلامة بنت الحر
الفزارية «1» ، وقيل الأزدية، وقيل الجعفية.
أخرج حديثها ابن سعد وابن أبي عاصم، من طريق أم غراب مولاة لبني فزارة عن مولاة لهم يقال لها عقيلة، عن سلامة بنت الحر، أخت خرشة بن الحر، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يأتي على النّاس زمان يقومون ساعة لا يجدون إماما يصلّي بهم» .
وذكرها أبو عمر، فقال: وحديثها عند نساء أهل الكوفة منه هذا، ومنه «يكون في ثقيف كذّاب ومبير.» «2»
ومنه حديث أم داود الراسبية، قالت: سمعت سلامة بنت الحر أخت خرشة بن الحر تقول ... فذكر الحديث الآتي في سلامة الضبية، وإذا كانت أخت خرشة تبين أنها فزارية.
__________
(1) الثقات 3/ 184، تجريد أسماء الصحابة 2/ 276، تقريب التهذيب 2/ 601، تهذيب التهذيب 12/ 427، الكاشف 2/ 473، تهذيب الكمال 3/ 1686، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 383، أسد الغابة: ت (7000) ، الاستيعاب: ت (3425) .
(2) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 3/ 191 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 38389 وعزاه لنعيم بن حماد عن أسماء بنت أبي بكر.(8/181)
11310- سلامة بنت سعيد
بن الشهيد «1» ، من بني عمرو بن عوف. ذكرها ابن حبان في المبايعات.
11311- سلامة بنت مسعود
بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة، أخت حويصة ومحيصة.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها أدام بنت الجموح، تزوجها مرثدة بن غنم بن مالك بن جويرية بن حارثة.
11312- سلامة بنت معقل «2»
الخزاعية بالولاء، وقيل القيسية «3» ، وقيل إنها أنصارية.
روى حديثها محمّد بن إسحاق، عن خطاب بن صالح، عن أمه، حدثتني «4» سلامة بنت معقل امرأة من خارجة قيس بن غيلان، قالت: قدم بي عمي في الجاهلية، فباعني من الحباب بن عمر ... الحديث المتقدم في ترجمة الحباب بن عمرو- في الحاء المهملة.
قلت: وفي تاريخ البخاري نقل الخلاف في ضبط والدها، هو بالعين المهملة والقاف، أو بالمعجمة والفاء الثقيلة؟ ذكره يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن إسحاق بالغين المعجمة، وعن محمد بن سلمة ويونس بن بكير بالعين المهملة.
واسم خارجة الّذي نسبت إليه هذه المرأة عوف بن بكر بن يشكر بن عدنان بن الحارث ابن عمرو بن قيس بن غيلان، وأم خارجة هي التي يضرب بها المثل، فيقال: أسرع من نكاح أمّ خارجة، تزوجت نيّفا وأربعين رجلا، وولدت في عامّة قبائل العرب، وكانت تكثر الاختلاع من الرجال، ثم لا تلبث أن تتزوج، حتى كان يقال إنّ الرجل إذا أتاها قال لها:
خطب فتقول نكح، فيدخل بها.
11313- سلامة بنت وهب.
هي أم أسيد.
__________
(1) في أ: المهند.
(2) أسد الغابة ت (7003) ، الاستيعاب: ت (3426) ، الثقات 3/ 184، تجريد أسماء الصحابة 2/ 277، تقريب التهذيب 2/ 601، تهذيب التهذيب 12/ 428، الكاشف 3/ 473، تهذيب الكمال 3/ 1686، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 383، الاستبصار 355، بقي بن مخلد 379 تبصير المنتبه 4/ 1303، أعلام النساء 2/ 234.
(3) في أ: العبسية.
(4) في أ: حدثتني أمي سلامة.(8/182)
11314- سلامة الضبية «1»
. روت عنها أم داود الراسبية، «2» حديثها عند عبد اللَّه بن داود المزني، هكذا عند أبي عمر.
قلت:
وأخرج ابن مندة سلامة الضبية، وساق من طريق عبد اللَّه بن داود، ولفظه: مرّ بي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في بدء الإسلام، وأنا أرعى غنما لأهلي، فقال لي: «يا سلامة: بم تشهدين» «3» ؟ قلت: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، ثم أشهد أنّ محمدا رسول اللَّه، فتبسم واللَّه ضاحكا.
وجزم أبو نعيم بأنها «4» بنت الحرّ، وأن بني ضبة من بني فزارة.
11315- سلمى بنت أسلم
بن الحريش بن عدي بن مجدعة الأنصارية، أخت سلمة ابن أسلم بن الحريش. تكنى أم عبد اللَّه.
تزوجها نهيك بن إساف. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت وتزوّجت نهيك بن إساف بن عدي الأنصاري الأوسي.
11316- سلمى بنت حمزة
بن عبد المطلب «5» .
روى حديثها تمام عن قتادة عنها- أن مولاها مات وترك ابنته، فورث النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ابنته النصف، وورث يعلى النصف وهو ابن سلمى، كذا أخرجه أحمد في المسند، وكذا رواه جرير بن حازم، عن عبد اللَّه بن شداد، قال: كانت بنت حمزة أعتقت غلاما على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فمات وترك ما لا فورث النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بنت الميت النصف، وبنت حمزة النصف. وسيأتي لذلك ذكر في ترجمة سلمى بنت عميس قريبا.
11317- سلمى بنت حفصة،
زوج المثنى بن حارثة الشيبانيّ الفارس المشهور في فتوح العراق.
تزوجها سعد بن أبي وقّاص بعد موت المثنى، وشهدت معه القتال في القادسية
__________
(1) أسد الغابة ت (7002) ، الاستيعاب: ت (3427) ، أعلام النساء 2/ 228، تجريد أسماء الصحابة 2/ 277.
(2) في أ: الواسية.
(3) انظر المجمع 9/ 264.
(4) في أ: بأنها سلامة بنت الحر.
(5) أسد الغابة: ت (7006) .(8/183)
وغيرها، فاتفق أنه طلع بجسده طلوع منعه من الركوب، فاشتدّ القتال يوما فأشرفت سلمى من القصر، فقالت: وا مثناه! ولا مثنى اليوم للخيل! فلطمها سعد، وقال: أين المثنى؟
فقالت: أغيرة وجبنا! فقال سعد: ما يعذرني أحد إذا لم تعذريني وأنت ترين ما بي.
وقد تقدم لها ذكر في ترجمة أبي محجن الثقفي لما أطلقته، ثم عاد بعد أن هزم الفرس، ووفى لها بما عاهدها عليه من رجوعه إلى قيده. وزوجها صحابي كما تقدم في ترجمته، ويحتمل ألا تكون هاجرت معه. فذكر احتمالا، وسأعيدها في القسم الثالث.
11318- سلمى بنت أبي ذؤيب
السعدية «1» ، أخت حليمة مرضعة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
يقال: إنها أتت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فبسط لها رداءه، وقال لها: مرحبا بأمي.
ذكرها أبو موسى في الذّيل عن المستغفري بغير سند.
11319- سلمى بنت أبي رهم
القرشية التيمية، يقال هو اسم أم مسطح. تأتي في الكنى.
11320- سلمى بنت زيد
بن تيم بن أمية بن بياضة «2» بن خفاف بن سعد بن مرة بن مالك بن الأوس الأنصارية، وهي من الجعادرة، وعدادهم في بني عبد الأشهل.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال ابن سعد: تزوجها عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد الخزرجي. أسلمت سلمى وبايعت.
11321- سلمى بنت صخر التميمية «3»
، والدة أبي بكر الصديق. تكنى أم الخير.
تأتي في الكنى، فهي بكنيتها أشهر.
11322- سلمى بنت عمرو
بن حبيش بن لوذان بن عبد ود «4» ، أخت المنذر بن عبد الأنصاري الساعدي. استدركها ابن الأثير ولم ينسبها لأحد من المخرجين.
11323- سلمى بنت عميس
الخثعمية، أخت أسماء «5» .
تقدم نسبها في ترجمة أختها، وهي إحدى الأخوات اللاتي قال فيهن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم:
__________
(1) أسد الغابة ت (7007) .
(2) أسد الغابة ت (7009) .
(3) أسد الغابة ت (7010) .
(4) أسد الغابة ت (7011) .
(5) مقاتل الطالبيين 209، تجريد أسماء الصحابة 2/ 278، أسد الغابة ت (7012) ، الاستيعاب: ت (3428) .(8/184)
الأخوات مؤمنات، قاله ابن عبد البر. وقال: كانت تحت حمزة، فولدت له أمة اللَّه بنت حمزة، ثم خلف عليها بعد قتل حمزة قتل شداد بن الهاد الليثي فولدت له عبد اللَّه وعبد الرحمن، قال: وقد قيل إن التي كانت تحت حمزة أسماء بنت عميس، فخلف عليها شداد. والأصح الأول.
قلت: وأخرج ابن مندة، من طريق عبد اللَّه بن المبارك، عن جرير بن حازم، عن محمد بن عبد اللَّه بن أبي يعقوب وأبي فزارة جميعا، عن عبد اللَّه بن شداد، قال: كانت بنت حمزة أختي من أمي، وكانت أمنا سلمى بنت عميس.
وفي الصّحيحين من حديث البراء في قصة بنت حمزة: لما اختصم فيها عليّ وجعفر وزيد بن حارثة، فقال جعفر: أنا أحقّ بها وخالتي تحتي.
وقال ابن سعد: زوجها حمزة، وكانت أسلمت قديما مع أختها أسماء، فولدت لحمزة ابنته عمارة، وهي التي اختصم فيها عليّ وجعفر وزيد بن حارثة، ثم بانت سلمى من حمزة، فتزوجها شداد، فولدت له عبد اللَّه، فقضى بها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لجعفر، وقال: «الخالة بمنزلة الأمّ» «1» .
وكانت أسماء تحت جعفر، فتعيّن أن أمها سلمى، وقد بالغ ابن الأثير في الرد على من زعم أن أسماء كانت تحت حمزة.
11324- سلمى بنت قيس «2»
بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم ابن عدي بن النجار الأنصارية النجارية، تكنى أم المنذر، وهي بكنيتها أشهر.
وهي أخت سليط بن قيس.
وأخرج ابن إسحاق في المغازي: حدثني سليط بن أيوب بن الحكم، عن أبيه، عن جدته سلمى بنت قيس أم المنذر، إحدى خالات النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقد صلّت معه إلى القبلتين، قالت: بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فيمن بايعه من النساء عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً [الممتحنة:
12] الحديث، وفيه: ولا نغش أزواجنا، فبايعناه، فلما انصرفنا قلت لامرأة ممن معي:
ارجعي فاسأليه ما غش أزواجنا؟ فسألته فقال: «تأخذ ماله فتحابي به غيره» .
__________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه 3/ 242، 5/ 180 وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 694 كتاب الطلاق باب من أحق بالولد حديث رقم 2280 والترمذي في السنن 4/ 277 كتاب البر والصلة باب 6 ما جاء في بر الخالة حديث رقم 1904 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث صحيح والطبراني في الكبير 17/ 243، والهيثمي في الزوائد 4/ 326 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 4/ 140.
(2) الثقات 3/ 184- أعلام النساء 2/ 251، تجريد أسماء الصحابة 2/ 278، الاستبصار 44، تعجيل المنفعة 557، أسد الغابة: ت (7013) ، الاستيعاب: ت (3429) .(8/185)
وأخرج ابن سعد عن يعلى ومحمد ابني عبيد، عن ابن إسحاق، عن رجل من الأنصار، عن أمه سلمى بنت قيس ... وفي آخره: فقال: أي تحابين- أو تهادين- بما له غيره.
وأخرجه ابن مندة بعلوّ، من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، وأبو نعيم من وجه آخر، عن ابن إسحاق.
وأخرج ابن مندة في ترجمتها من طريق أيوب بن الحكم عن جدته سلمى حديثا هو وهم، فإن سلمى جدة أيوب هي أمّ رافع امرأة أبي رافع. وستأتي.
11325- سلمى بنت مالك بن حذيفة
بن بدر الفزارية، أم قرفة الصغرى، هي بنت عم عيينة بن حصن.
كانت تشبّه في العز بجدتها أم قرفة الكبرى التي قتلها زيد بن حارثة لما سبى بني فزارة، وكانت سلمى سبيت فأعتقتها عائشة، ودخل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وهي عندها
، فقال: إنّ إحداكن تستنبح كلاب الحوأب» .
قالوا: وكان يعلق في بيت أم قرفة خمسون سيفا لخمسين رجلا كلّهم لها محرم، فما أدري هذه أو أم قرفة الكبرى؟.
11326- سلمى بنت محرز
بن عامر الأنصارية «1» ، من بني عدي بن النجار.
ذكرها ابن حبيب فيمن بايع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
11327- سلمى بنت نصر المحاربية «2»
. قال الطّبرانيّ: يقال لها صحبة، ثم ساق من طريق محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر، عن سلمى بنت نصر المحاربية، قالت: سألت عائشة عن عتاقة ولد الزنا، فقالت:
أعتقيه.
11328- سلمى بنت يعار «3»
، بالمثناة التحتانية، ويقال بالفوقانية، والعين المهملة، أخت ثبيتة الماضية في الثاء المثلثة، ذكرها ابن الأثير وبيض، فقال في التجريد: مجهولة، ولم يصب، بل هي معروفة. وقد تقدم ذكرها في سالم مولى أبي حذيفة، وإنما هي التي أعتقته أو أختها ثبيتة.
__________
(1) أسد الغابة ت (7014) .
(2) أسد الغابة ت (7016) .
(3) أسد الغابة ت (7017) ، الثقات 3/ 184، أعلام النساء 2/ 254، تقريب التهذيب 2/ 601، تهذيب التهذيب 12/ 425، تهذيب الكمال 3/ 1685.(8/186)
11329- سلمى الأنصارية»
، غير منسوبة.
روى حديثها محمد بن إسحاق عن رجل من الأنصار، عن أمه سلمى، قالت: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أبايعه في نسوة من الأنصار، فكان فيما أخذ علينا ألا نغش أزواجنا، ذكرها ابن مندة من طريق ابن إسحاق، وجوز أن تكون هي بنت قيس التي مضت قريبا، فإنّ الحديث واحد، لكن في بنت قيس إن الراويّ عنها سليط بن أيوب عن أبيه عن جدته، وهاهنا رجل من الأنصار عن أمه.
11330- سلمى الأودية «2»
. حديثها عند أهل الكوفة، أخرجه أبو عمر مختصرا.
11331- سلمى،
أم رافع «3» امرأة أبي رافع مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، يقال إنها مولاة صفية بنت عبد المطلب، ويقال لها أيضا مولاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وخادم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
وقرأت بخط أبي يعقوب البختري في المجموعة الأدبية له: إن المرأة التي قالت لحمزة لما رجع من الصيد: لو رأيت ما فعل أبو جهل بابن أخيك حتى غضب حمزة، ومضى إلى أبي جهل فضرب رأسه بالقوس، وانجر ذلك إلى إسلام حمزة- هي سلمى مولاة صفية بنت عبد المطلب.
وفي التّرمذيّ، من طريق فائد مولى أبي رافع، عن علي بن عبيد اللَّه بن أبي رافع، عن جدته، وكانت تخدم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قالت: ما كان يكون برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قرحة إلا أمرني أن أضع عليها الحناء.
وفي المسند من طريق ابن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: جاءت سلمى امرأة أبي رافع مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم تستأذيه على أبي رافع، وقالت: إنه يضربني.
فقال: «ما لك ولها» ؟ قال: إنها تؤذيني يا رسول اللَّه. قال: «بم آذيته يا سلمى» ؟ قالت: ما آذيته بشيء، ولكنه أحدث وهو يصلي، فقلت: يا أبا رافع، إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قد أمر المسلمين إذا خرج من أحدهم ريح أن يتوضأ، فقام يضربني، فجعل يضحك ويقول: «يا أبا رافع، لم تأمرك إلا بخير» .
وأخرج ابن مندة، من طريق الليث، عن زيد بن أسلم، عن عبيد اللَّه بن وهب، عن أم
__________
(1) أسد الغابة ت (7004) .
(2) الاستيعاب: ت (3431) .
(3) أسد الغابة: ت (7005) .(8/187)
رافع- أنها قالت: يا رسول اللَّه، أخبرني بشيء أفتتح به صلاتي. قال: «إذا قمت إلى الصّلاة فكبّري سرّا ... » الحديث.
رواه عطاف بن خالد، عن زيد، عن أم رافع، ولم يذكر بينهما واحدا.
11332- سلمى، أم مسطح «1»
. مذكورة، في حديث الإفك المشهور، وهي معروفة بكنيتها أكثر من اسمها، وستأتي، في الكنى.
11333- سلمى «2»
، غير منسوبة، مولاة حكيم بن أمية بن الأوقص السلمي.
ذكر هشام بن الكلبيّ في كتاب «المثالب» أن سلمة بن أمية بن خلف استمتع منها، فولدت له، ثم جحده، فبلغ ذلك عمر فنهى عن المتعة.
11334- سلمى «3»
، غير منسوبة.
وقع ذكرها فيما
رواه محمد بن عقبة، عن وهب بن عبد اللَّه بن كعب، عن سلمى، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «بعث اللَّه عزّ وجلّ أربعة آلاف نبيّ ... »
في حديث طويل ذكره ابن مندة.
11335- سلمى «4» ،
خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
وقع ذكرها في ترجمة زينب بنت جحش من طبقات ابن سعد
في خبر رواه عن الواقدي عن عبد اللَّه بن عامر الأسلمي، عن محمد بن يحيى بن حبان، فذكر قصة تزويج زينب بطولها، وفي آخرها: فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «من يذهب إلى زينب يبشّرها أنّ اللَّه زوّجنيها» «5» ؟
قالت: فخرجت سلمى خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تشتد، فحدثتها بذلك فأعطتها أرضا، وأظنها أم رافع امرأة أبي رافع المتقدمة.
11336- سلمى «6»
مولاة صفية.
__________
(1) أسد الغابة ت (7015) .
(2) أسد الغابة ت (7006) .
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 278، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 383، بقي بن مخلد 984.
(4) أسد الغابة ت (7008) ، الاستيعاب: ت (3430) .
(5) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 72 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34389 وعزاه للحاكم في المستدرك عن محمد بن يحيى بن حبان مرسلا.
(6) الثقات 3/ 184، أعلام النساء 2/ 254، تقريب التهذيب 2/ 601، تهذيب التهذيب 12/ 425، تهذيب الكمال 3/ 1685.(8/188)
ذكر الواقديّ أنها كانت قابلة خديجة عند ولادتها أولادها من النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
11337- سمراء
بنت قيس الأنصارية «1» .
قال ابن مندة: لها ذكر في حديث أبي أمامة بن سهل بن حنيف في حديث الواقدي.
وقال أبو عمر: سميراء، بالتصغير، بنت قيس الأنصارية مدنية، روى عنها أبو أمامة بن سهل. وكذا ذكرها ابن سعد بالتصغير، ونسبها، فقال: بنت قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار، تزوجها عبد عمرو بن عبد الأشهل، فولدت له النعمان، والضحاك، وقطبة، وأم الرياع، وهم صحابة، ثم خلف عليها عمرو بن غزية بن عمرو بن ثعلبة بن مبذول، فولدت له، ثم خلف عليها الحارث بن ثعلبة بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار، فولدت له سلمى ... وهم صحابة أيضا.
11338- سمراء بنت نهيك «2»
. تأتي في القسم الثالث.
11339- سميراء بنت قيس «3»
. تقدمت قريبا.
11340- سميرة القرشية «4»
. جرى لها ذكر في الفتوح لما فتحت همدان سنة إحدى وعشرين، ازدحموا على ثنية فمروا على جبل مشرف، فقال رجل من قريش كأنه من سميرة، وهي امرأة من المهاجرين كان لها سن مشرفة على أسنانها فشبه الجبل بسن سميرة.
11341- سميكة بنت جابر
بن صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد بن عدي بن غنم الأنصارية، من المبايعات.
قاله ابن سعد عن الواقديّ: قال: وأمها أم الحارث بنت مالك بن خنساء بن سنان، تزوجها النعمان بن جبير بن أمية.
11342- سميّة بنت خباط «5»
، بمعجمة مضمومة وموحدة ثقيلة، ويقال بمثناة تحتانية، وعند الفاكهي سمية بنت خبط، بفتح أوله بغير ألف، مولاة أبي حذيفة بن المغيرة
__________
(1) أسد الغابة ت (7020) ، الاستيعاب ت (3432) .
(2) الاستيعاب: ت (3433) الثقات 3/ 185، أعلام النساء 2/ 260، تجريد أسماء الصحابة 2/ 278.
(3) أسد الغابة: ت (7020) .
(4) في أ: سميراء.
(5) أسد الغابة: ت (7021) ، الثقات 3/ 184، أعلام النساء 2/ 261، الدر المنثور 252، تجريد أسماء الصحابة 2/ 278، المنمق 312، تلقيح فهوم أهل الأثر 330.(8/189)
ابن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم، والدة عمار بن ياسر، كانت سابعة سبعة في الإسلام، عذّبها أبو جهل وطعنها، في قبلها، فماتت، فكانت أول شهيدة في الإسلام. وكان ياسر حليفا لأبي حذيفة فزوجها سمية فولدت له عمارا فأعتقه، وكان ياسر وزوجته وولده منها ممّن سبق إلى الإسلام.
قال ابن إسحاق في «المغازي» : حدثني رجال من آل عمار بن ياسر أنّ سمية أم عمار عذّبها آل بني المغيرة على الإسلام، وهي تأبى غيره حتى قتلوها، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يمرّ بعمار وأمه وأبيه وهم يعذّبون بالأبطح في رمضاء مكة فيقول: «صبرا يا آل ياسر، موعدكم الجنّة» .
وقال مجاهد: أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة: رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأبو بكر، وبلال، وخباب، وصهيب، وعمار، وسمية. فأما رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأبو بكر فمنعهما قومهما. وأما الآخرون فألبسوا أدراع الحديد ثم صهروا في الشمس، وجاء أبو جهل إلى سمية فطعنها بحربة فقتلها.
أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، عن جرير، عن منصور، عن مجاهد، وهو مرسل، صحيح السند.
وقال أبو عمر: قال ابن قتيبة خلف على سمية بعد ياسر الأزرق غلام الحارث بن كلدة وكان روميا، فولدت له سلمة، فهو أخو عمار لأمه، كذا قال: وهو وهم فاحش، فإن الأزرق إنما خلف على سمية والدة زياد، فسلمة بن الأزرق أخو سمية لأمه، فاشتبه على ابن قتيبة.
وأخرج ابن سعد بسند صحيح عن مجاهد قال: أول شهيد في الإسلام سمية والدة عمار بن ياسر، وكانت عجوزا كبيرة ضعيفة، ولما قتل أبو جهل يوم بدر قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لعمار: «قتل اللَّه قاتل أمّك» «1» .
11343- سمية،
والدة زياد.
ذكرت في التي قبلها، وكانت مولاة الحارث بن كلدة. وسيأتي ذكرها في القسم الثالث.
11344- سنا «2» ،
بفتح أوله وتخفيف النون، بنت أسماء بن الصلت السلمية.
__________
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 193.
(2) أسد الغابة: ت (7022) ، الاستيعاب: ت (3435) .(8/190)
ذكر أبو عبيدة معمر بن المثنّى أنها ممن تزوجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فماتت قبل أن يدخل بها. وروى ذلك عن حفص بن النضر، وعبد القاهر بن السري السلميين، وقال: هي عمة عبد اللَّه بن حازم، بمعجمتين، ابن أسماء بن الصلت أمير خراسان.
قلت: ذكر ابن أبي خيثمة، عن أبي عبيدة بن عبد القاهر: سماها سنا كالذي هاهنا، وأن غيره سماها وسنا بزيادة واو في أولها، وتقدم في الألف أنّ قتادة سماها أسماء بنت الصلت، وكذا قال أحمد بن صالح المصري.
وقال ابن إسحاق: سنا بنت أسماء. وقال غيره: وسنا حكى ذلك أبو عمر، قال: ولا يثبت من ذلك شيء من حيث الإسناد إلا أن قول ابن إسحاق أرجح.
وقال ابن سعد: سنا، ويقال سبا- بالموحدة وبالنون، ونسبها ابن حبيب إلى جدها، فساق نسبها إلى بني سليم، فقال: سنا بنت الصلت بن حبيب بن حازم بن هلال بن حرام بن سماك بن عفيف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم. وذكر أن أسماء أخوها لا أبوها، وذكر أنها ماتت قبل أن يدخل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بها.
وحكى الرّشاطيّ عن بعضهم أن سبب موتها أنه لما بلغها بأنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم تزوّجها سرّت بذلك حتى ماتت من الفرح.
11345- سنا بنت سفيان
الكلابية.
يقال: إنها من اللاتي تزوجهن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ولم يدخل بهن. ذكرها ابن سعد، وساق الاختلاف في اسم الكلابية، وسأذكر كلامه في ذلك في أول حرف العين.
11346- سنا بنت مخنف.
تأتي في سنينة- بالتصغير.
11347- سنبلة بنت ماعز،
أو ما عص «1» ، بن قيس بن خلدة الأنصارية ثم من بني زريق.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11348- سندوس،
ويقال سدوس، بنت خالد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة ابن امرئ القيس بن مالك الأغر.
قال ابن سعد: ذكرها الواقديّ، وأنها أسلمت وبايعت، ولم يذكرها غيره.
11349- سنية بنت الحارث.
__________
(1) أسد الغابة ت (7023) .(8/191)
روى عن ابن عباس «1» أنها كانت ممّن هاجر في الهدنة، فامتحنت، فقالت: ما جئت إلا رغبة في الإسلام.
11350- سنينة «2»
، بنونين مصغرة، بنت مخنف بن زيد النّكرية، بالنون المضمومة وقيل بفتح الموحدة. قال ابن ماكولا: لها صحبة وحديث. روت عنها حبة بنت الشماخ.
وقد تقدم ما رواه ابن شاهين وابن السّكن في ترجمة مخنف، وأن اسمها سنا، وسماها ابن شاهين في سياق آخر سنينة كالذي هاهنا، فأخرج من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، قال: حدثتنا حبة بنت شماخ النكرية، قالت: حدثتني امرأة منا يقال لها سنينة بنت مخنف بن زيد النكرية، قالت: لما تسارع إلى الإسلام ... إلخ.
11351- سهلة بنت سعد الساعدية «3»
، أخت سهل الصحابي المشهور.
ذكرها ابن مندة،
وأخرج من طريق ابن لهيعة، عن عبد اللَّه بن هبيرة، عن سهلة بنت سعد الساعدية، أنها قالت: يا رسول اللَّه، المرأة تصنع لزوجها الشيء يعطفه عليها، فقال:
«متاع في الدّنيا ولا خلاق لها في الآخرة» .
تفرد منصور بن عمار به، وأيضا عن ابن لهيعة سهلة بنت سهل ذكرها الطّبرانيّ،
وأخرج من طريق ابن لهيعة عن عبد اللَّه بن هبيرة، عن سهلة بنت سهل أنها قالت: يا رسول اللَّه، أتغتسل إحدانا إذا احتلمت؟ قال: «نعم، إذا أرأت الماء» .
ورواه من طريق عبد الملك بن يحيى بن بكير، عن أبيه، عن ابن لهيعة. وأخرجه المستغفري من طريق محمد بن معاوية النيسابورىّ، عن ابن لهيعة، فذكره، وزاد فيه: قلت: يا رسول اللَّه، برح الخفاء،
ولكنه قال سهلة بن «4» سهيل- بالتصغير. وجوّز أبو موسى أنها سهلة بنت سهيل بن عمرو الآتي ذكرها. وهو بعيد، لأنها لا رواية لها. قال ابن الأثير: الأقرب أنها سهلة بنت سعد، ويكون الراويّ أخطأ في قوله بنت سهل، والصواب أخت سهل، لأن السند في الحديثين واحد.
قلت: وهو محتمل، واحتمال التعدد ليس ببعيد من جهة قوله: تفرد به عمار، فيكون تفرد بالتسمية.
__________
(1) في أ: إسحاق.
(2) أسد الغابة: ت (7024) .
(3) أسد الغابة: ت (7025) .
(4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 279.(8/192)
11352- سهلة بنت سهيل
بن عمرو القرشية العامرية «1» .
تقدم نسبها في ترجمة والدها، أسلمت قديما، وهاجرت مع زوجها. بي حذيفة بن عتبة إلى الحبشة، فولدت له هناك محمد بن أبي حذيفة. ذكر ذلك ابن إسحاق، وقال ابن سعد: أمّها فاطمة بنت عبد العزى بن أبي قيس من رهط زوجها سهيل بن عمرو، أسلمت قديما بمكة وبايعت، ثم تزوجت شماخ بن سعيد بن قائف بن الأوقص السلمي، فولدت له عامرا، ثم تزوجت عبد اللَّه بن الأسود بن عمرو، من بني مالك بن حسل، فولدت له سليطا، ثم تزوجت عبد الرحمن بن عوف فولدت له سالما، فهم إخوة محمد بن أبي حذيفة لأمه.
ولها ذكر في حديث عائشة،
أخرج أبو داود من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر، عن أبيه، عن عائشة- أن سهلة بنت سهيل استحيضت فأتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فأمرها أن تغتسل لكل صلاة، فلما جهدها ذلك أمرها أن تجمع بين الظهر والعصر بغسل ... الحديث.
وتقدم لها ذكر في ترجمة سالم مولى أبي حذيفة.
قال ابن سعد: كانت أرضعت سالما مولى أبي حذيفة، فذكر القصة في رضاع الكبير، ثم أخرج عن خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، حدثتني عمرة بنت عبد الرحمن أن امرأة أبي حذيفة ذكرت دخول سالم عليها، فأمرها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن ترضعه فأرضعته، وهو رجل كبير بعد ما شهد بدرا. ثم أخرج عن الواقدي، عن محمد بن عبد اللَّه ابن أخي الزهري، عن أبيه، قال: كانت تحلب في مسعط أو إناء قدر رضعة فيشربه سالم في كل يوم حتى مضت خمسة أيام، فكان بعد يدخل عليها وهي حاسر، رخصة من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لسهلة.
11353- سهلة بنت عاصم بن عدي الأنصارية «2»
. تقدم نسبها عند ذكر والدها.
قال أبو عمر: تزوجها عبد الرحمن بن عوف، ويروى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أنه أسهم لها يوم خيبر.
__________
(1) الثقات 3/ 184، أعلام النساء 2/ 265، بقي بن مخلد 40، تجريد أسماء الصحابة 2/ 279، الاستبصار 295، تلقيح فهوم أهل الأثر 376، أسد الغابة: ت (7027) ، الاستيعاب: ت (3436) .
(2) الثقات 3/ 184، أعلام النساء 2/ 266، تجريد أسماء الصحابة 2/ 279، الاستبصار 299، أسد الغابة: ت (7028) ، الاستيعاب: ت (3437) .(8/193)
قلت:
وصله ابن مندة، من طريق عبد العزيز بن عمران، عن سعيد بن زياد، عن حفص بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، عن جدته سهلة بنت عاصم، قالت: ولدت يوم خبير فسماني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سهلة. وقال: «سهّل اللَّه أمركم» . فضرب لي بسهم، وتزوّجني عبد الرحمن بن عوف يوم ولدت،
وهو عند الواقدي أيضا.
11354- سهيمة بنت أسلم
بن الحريش «1» ، أخت سلمة بن أسلم شقيقته، أمّهما سعاد بنت رافع النجارية، وزوجها محيصة بن مسعود. وأسلمت سهيمة وبايعت، قاله ابن سعد، وذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11355- سهيمة بنت عمير
المزنية «2» ، امرأة ركانة بن عبد يزيد المطلبي.
وقع ذكرها
في مسند الشّافعي، حدثنا عمي محمد بن علي، عن عبد اللَّه بن السائب، عن نافع بن عجير بن عبد يزيد- أن ركانة بن عبد يزيد طلق امرأته سهيمة البتة، ثم أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: إني طلّقت امرأتي سهيمة البتة، واللَّه ما أردت إلا واحدة، فقال: «واللَّه ما أردت إلّا واحدة» ؟ فقال ركانة: واللَّه ما أردت إلا واحدة. فردّها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وطلقها الثانية في زمن عمر والثالثة في زمن عثمان،
وأخرجه ابن مندة بعلو عن الشافعيّ.
11356- سهيمة بنت عمير
الأنصارية، عمة عبد اللَّه بن الحارث بن عمير، أو عمرو أو عويمر.
ذكر ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن الحارث: لقد كان من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في عمتي سهيمة بنت عمير قضاء ما قضى به في امرأة من المسلمين قبلها. وتقدم مزيد لذلك في عبد اللَّه بن الحارث.
11357- سهيمة بنت مسعود
بن أوس بن مالك بن سواد الأنصارية الظفرية «3» ، زوج جابر بن عبد اللَّه، والدة ولده عبد الرحمن.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11358- سهيمة،
امرأة رفاعة القرظي تقدم ذكرها في تميمة «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7029) .
(2) أسد الغابة ت (7031) ، الاستيعاب: ت (3438) .
(3) أسد الغابة ت (7032) .
(4) أسد الغابة ت (7030) .(8/194)
11359- سوادة،
ويقال سودة بنت عاصم بن خالد «1» بن شداد بن عبد اللَّه بن قرط ابن رزاح بن عدي بن كعب القرشية العدوية. ويقال سوداء، قال أبو عمر: سوداء الأسدية.
وقال بعضهم: بنت عاصم، حديثها في الخضاب.
قلت:
أخرجه ابن أبي عاصم وابن مندة، من طريق عن أبي إسحاق الأزدي، عن نائلة مولاة أبي العيزار الكوفية، عن أم عاصم، عن السوداء، قالت: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لأبايعه، فقال: «انطلقي فاختضبي ثمّ تعالي حتّى أبايعك» .
11360- سوادة،
ويقال سودة بنت مسرح «2» ، بكسر الميم وسكون السين المهملة وفتح الراء، وقيل بالشين المعجمة والتشديد، الكندية. وحديثها في وقت وضع فاطمة الزهراء الحسن بن علي.
قلت:
وصله ابن مندة من طريق عروة بن فيروز عنها، قالت: كنت فيمن شهد فاطمة حين ضربها المخاض، فجاء النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «كيف هي» ؟ قلت: إنها لتجهد. قال: إذا وضعت فلا تحدّثي شيئا» . قالت: فوضعت ابنا فسررته ووضعته في خرقة صفراء، فقال:
«ائتيني به» . فلفقته في خرقة بيضاء فتفل في فيه، وسقاه من ريقه، ودعا عليّا فقال: «ما سمّيته» ؟ فقال: جعفر. فقال: «لا، ولكنّه الحسن» .
وأعادها أبو عمر في سودة، فقال:
روى عنها حديث واحد بإسناد مجهول أنها كانت قابلة لفاطمة حين وضعت الحسن.
11361- سوداء،
غير منسوبة.
ذكرها ابن سعد فيمن بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
وأخرج عن عبد العزيز بن الخطاب، وإسماعيل بن أبان الورّاق، عن نائلة الكوفية، عن أم عاصم، عن السوداء، قالت: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أبايعه، فقال: «اختضبي» . قالت: فاختضبت، ثم جئت فبايعته.
11362- سودة بنت حارثة
بن النعمان الأنصارية.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
قلت: هي امرأة عمرو بن حزم. وقال ابن سعد: أسلمت وبايعت. وتزوجها عبد اللَّه بن أبي حرام بن قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار.
وأمّها أم خالد بنت خالد بن يعيش.
__________
(1) أسد الغابة: ت (7034) ، الثقات 3/ 185، أعلام النساء 2/ 267، تجريد أسماء الصحابة 2/ 279، تلقيح فهوم أهل الأثر 376.
(2) أعلام النساء 2/ 266، 272، تجريد أسماء الصحابة 2/ 279، أسد الغابة ت (7033) ، الاستيعاب (3439) .(8/195)
11363- سودة بنت زمعة
بن قيس «1» بن عبد شمس القرشية العامرية. أمّها الشموس بنت قيس بن زيد الأنصارية، من بني عدي بن النجار.
كان تزوّجها السكران بن عمرو أخو سهيل بن عمرو، فتوفي عنها فتزوجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكانت أول امرأة تزوّجها بعد خديجة، رواه ابن إسحاق، وأخرج ابن سعد بسند مرسل رجاله ثقات- وقد تقدم في ترجمة خديجة- أن خولة بنت حكيم قالت: أفلا أخطب عليك؟
قال: بلى. قال: فإنكنّ معشر النساء أرفق بذلك، فخطبت عليه سودة بنت زمعة وعائشة، فتزوّجها فبنى بسودة بمكة وعائشة يومئذ بنت ستّ سنين حتى بنى بها بعد ذلك حين قدم المدينة.
وأخرجه ابن أبي عاصم موصولا. وسيأتي في ترجمة عائشة.
وأخرج التّرمذيّ عن ابن عباس بسند حسن أن سودة خشيت أن يطلقها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقالت: لا تطلقني وأمسكني واجعل يومي لعائشة، ففعل، فنزلت: فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ [النساء: 128] .
وأخرجه ابن سعد من حديث عائشة من طرق، في بعضها أنه بعث إليها بطلاقها، وفي بعضها أنه قال لها: اعتدّي، والطريقان مرسلان، وفيهما: أنها قعدت له على طريقة فناشدته أن يراجعها، وجعلت يومها وليلتها لعائشة ففعل.
ومن طريق معمر، قال: بلغني أنها كلّمته، فقالت: ما بي على الأزواج من حرص، ولكني أحبّ أن يبعثني اللَّه يوم القيامة زوجا لك.
وفي الصّحيح عن عائشة: استأذنت سودة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ليلة المزدلفة أن تدفع قبل حطمة الناس، وكانت امرأة ثبطة، يعني ثقيلة، فأذن لها، ولأن أكون استأذنته أحبّ إليّ من معروج به.
وصحح عن عائشة قالت: ما من الناس أحد أحبّ إليّ أن أكون في مسلاخه من سودة، إن بها إلا حدّة فيها كانت تسرع منها الفيئة.
وقال ابن سعد: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: قالت سودة
__________
(1) أسد الغابة ت (7035) ، الاستيعاب: ت (3441) ، طبقات ابن سعد 8/ 52، طبقات خليفة 335، المعارف 133، جامع الأصول 9/ 145، تهذيب الكمال 1685، تاريخ الإسلام 2/ 66، مجمع الزوائد 9/ 246، تهذيب التهذيب 12/ 426، خلاصة تذهيب الكمال 492، شذرات الذهب 1/ 34.(8/196)
لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: صليت خلفك الليلة، فركعت بي حتى أمسكت بأنفي مخافة أن يقطر الدم، فضحك وكانت تضحكه بالشيء أحيانا. وهذا مرسل، رجاله رجال الصحيح.
وأخرج ابن سعد بسند صحيح، عن محمد بن سيرين- أن عمر بعث إلى سودة بغرارة من دراهم، فقالت: ما هذه؟ قالوا: دراهم. قالت: في غرارة مثل التمر! ففرّقتها.
وروى ابن المبارك في «الزّهد» من مرسل أبي الأسود يتيم عروة- أنّ سودة قالت: يا رسول اللَّه، إذا متنا صلّى لنا عثمان بن مظعون حتى تأتينا أنت. فقال لها: «يا بنت زمعة، لو تعلمين علم الموت لعلمت أنّه أشدّ ممّا تظنّين» .
وقال ابن أبي خيثمة: توفيت سودة بنت زمعة في آخر زمان عمر بن الخطاب، ويقال:
ماتت سنة أربع وخمسين ورجّحه الواقدي.
روى عنها ابن عباس، ويحيى بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة.
11364- سودة بنت أبي حبيش الجهنية «1»
. قال ابن سعد: لها ولأبيها صحبة وهجرة، وأسلمت هي وبايعت بعد الهجرة، ثم أسند عنها عن أم صبية الجهنية قصة لها مع عمر.
11365- سودة القرشية «2»
. أخرج ابن مندة وغيره من طريق عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، قال: أراد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يتزوّج سودة القرشية، وكان لها أولاد، فقالت: إنك أحبّ البرية إليّ، وإن لي صبية، وأكره أن يتضاغوا عند رأسك. فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «خير نساء ركبن الإبل نساء قريش» .
وأصله في البخاري من وجه آخر لكن لم يسمها.
11366- سيرين، أم ولد حسان بن ثابت»
. ذكر إسماعيل بن أبي أويس بأسانيد في طرق حديث الإفك من طريق عروة، ومن طريق عمرة وغيرهما، عن عائشة في قصة الإفك: وقعد صفوان بن المعطل لحسان بن ثابت بالسيف فضربه ضربة، فقال صفوان لحسان حين ضربه:
__________
(1) أسد الغابة ت (7036) .
(2) أسد الغابة ت (7038) .
(3) الثقات 3/ 185، أعلام النساء 2/ 278، تجريد أسماء الصحابة 2/ 280، أسد الغابة: ت (7040) ، الاستيعاب: ت (3443) .(8/197)
تلقّ ذباب السّيف منّي فإنّني ... غلام إذا هو جيت لست بشاعر
[الطويل] فصاح حسّان، واستغاث الناس، ففرّ صفوان، وجاء حسان فاستعدى على صفوان، فسأله النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يهب له ضربة صفوان، فوهبها له، فعاضه منها حائطا من نخل وجارية قبطية تدعى سيرين، فولدت لحسان ابنه عبد الرحمن.
وفي حديث بشر بن مهاجر، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه: أهدى أمير القبط لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جاريتين أختين، فأما إحداهما فتسرّاها فولدت له إبراهيم، وأما الأخرى فأعطاها حسان بن ثابت.
وروى عبد الرّحمن بن حسّان عن أمه سيرين، قالت: لما احتضر إبراهيم ابن النبيّ صلّى اللَّه عليه كنت كلما صحت أنا وأختي نهانا عن الصياح ... الحديث.
وأخرج أبو نعيم من طريق بسر بن محمد المؤدب، عن أبي أويس، عن حسين بن عبد اللَّه، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: مرّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بحسان ومعه أصحابه سماطين «1» وجارية له يقال لها سيرين، فجعل بين السّماطين وهي تغنّيهم، فلم يأمرهم ولم ينههم. رواه ابن وهب، عن أبي أويس مثله، لكن قال: وجارية طرية تغنّي لهم.
القسم الثاني
خال.
القسم الثالث
11367- سجاح بنت الحارث
التميمية التي ادّعت النبوة في الردّة، وتبعها قوم ثم صالحت مسيلمة وتزوجته ثم بعد قتله عادت إلى الإسلام فأسلمت، وعاشت إلى خلافة معاوية.
ذكر ذلك صاحب التّاريخ المظفري.
11368- سعدة بنت قمامة «2» .
__________
(1) أي صفّين، وكل صف من الرّجال سماط. اللسان/ 3/ 2094.
(2) الاستيعاب: ت (3423) .(8/198)
قال أبو عمر: روت عنها قدامة أنها كانت تؤمّ النساء وتقوم وسطهن «1» ، يقال: إنها أدركت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
11369- سلمى بنت جابر
الأحمسية. تقدمت في زينب.
11370- سلمى بنت مالك
بن حذيفة بن بدر الفزارية. تقدمت في الأول.
11371- سميّة، مولاة الحارث بن كلدة،
وكان يطؤها بملك اليمين، فولدت له نافعا ثم نفيعا، فانتفى منه، لكونه رآه أسود، ثم وهبها لزوجته صفية بنت أبي عبيد بن أسيد بن أبي علاج الثقفية، فزوجتها عبدا لها روميّا يقال له عبيد، فولدت له زيادا فأعتقته صفية. ذكر ذلك البلاذري عن عوانة أنّ الكواء اليشكري سبى سمية من الروم، ثم وهبها للحارث بن كلدة، فذكره، فلها إدراك، ولم يرد ما يدل على أنها رأت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في حالة إسلامها، لكن يمكن أن تدخل في عموم قولهم: إنه لم يبق في حجة الوداع أحد من قريش وثقيف إلا أسلم وشهدها.
القسم الرابع
11372- سلامة بنت سعد
بن شهيد «2» ، أم بني طلحة.
أوردها ابن الأثير، عن ابن حبيب، وإنما هي سلافة، بفاء بدل الميم.
11373- سلمى،
غير منسوبة.
روى عنها ابن ابنها عبيد اللَّه بن علي. قال ابن مندة: روى إسحاق عن فائد بن عبد الرحمن مولى عبيد الله بن علي مولاه، عن جدته سلمى، قالت: أتانا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فصنعنا له حريرة ... الحديث.
وتعقبه أبو نعيم بأنها هي امرأة أبي رافع، وقد تقدمت، وساق الحديث موصولا عن عبيد اللَّه بن علي بن أبي رافع عن جدته أنها أخبرته، فذكره، وهو كما قال.
11374- سودة، امرأة أبي الطّفيل «3»
. تابعية أرسلت حديثا، فذكره أبو نعيم في الصحابة،
فأورد من طريق عبد اللَّه بن عثمان
__________
(1) في أ: وتتطهر.
(2) أسد الغابة: ت (7001) .
(3) أسد الغابة: ت (7037) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 280.(8/199)
ابن خيثم قال: دخلت على أبي الطّفيل فوجدته طيّب النفس، فقلت: لأغتنمنّ ذلك منه، فقلت: يا أبا الطفيل، النفر الّذي لعنهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من هم؟ فهمّ أن يخبرني بهم، فقالت امرأته سودة: أما بلغك أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «إنّما أنا بشر فمن دعوت عليه بدعوة فاجعلها له زكاة ورحمة» «1» .
حرف الشين المعجمة
القسم الأول
11375- شراف أخت دحية بن خليفة
الكلبي «2» .
أخرج الطّبرانيّ، وأبو نعيم عنه، من طريق جابر الجعفي، عن ابن أبي مليكة، قال: خطب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم امرأة من بني كلب، فبعث عائشة تنظر إليها فذهبت ثم رجعت، فقالت: ما رأيت طائلا. فقال لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أقد رأيت خالا عندها اقشعرّت كلّ شعرة منك» ؟ فقالت: ما دونك سر «3» .
أورده أبو موسى في «الذّيل» في ترجمة شراف، وقال: قيل إنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تزوّجها ولم يدخل بها، وبذلك جزم ابن عبد البر.
قلت: وقد ورد التصريح بذكرها عند ابن سعد، عن هشام بن الكلبي، عن شرقي بن القطامي، قال: لما هلكت خولة بنت الهذيل تزوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم شراف بنت خليفة أخت دحية، ولم يدخل بها، ثم أخرج أثر عائشة المذكور عن محمد بن عمر، عن الثوري، عن جابر الجعفي، به.
11376- شرفة الدار بنت الحارث
بن قيس بن هيشة الأنصارية من بني معاوية «4» .
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
__________
(1) أخرجه مسلم 4/ 1835 كتاب الفضائل باب (37) توفيره صلّى اللَّه عليه وسلّم وترك إكثار سؤاله عما لا ضرورة إليه ... حديث رقم 140/ 2362، وأخرجه مسلم أيضا 4/ 2010 كتاب البر والصلة والآداب باب (25) من لعن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أو سبه أو دعا عليه ... حديث رقم 95/ 2603، أحمد في المسند 1/ 420، 6/ 107 وأبو نعيم في الحلية 7/ 208، وكنز العمال حديث رقم 32176.
(2) أسد الغابة: ت (7042) ، الاستيعاب: ت (3444) .
(3) في أ: سعة.
(4) أسد الغابة: ت (7043) .(8/200)
11377- شريرة «1»
، بالتصغير: بنت الحارث بن عوف بن مرة.
ذكر سعيد بن عفير أنها زوج حارثة بن سلامة بن حارثة النخعي، والدة الحكم بن حارثة، وأنها بايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
11378- الشّعثاء «2»
، امرأة حسان بن ثابت التي كان يشبّب بها في غزل قصائده، قيل هي بنت سالم الأسلمية، حكى السهيليّ أنها كانت زوجة له وولدت له بنتا يقال لها فراس، وقيل هي بنت سلام بن مشكم أحد رؤساء اليهود بالمدينة الّذي قال أبو سفيان بن حرب، وقد نزل عليه في قدمة قدمها:
سقاني فروّاني كميتا مدامة ... على ظمأ منّي غلام ابن مشكم
[الطويل] وقال الرّشاطيّ في أنساب الخزرج: أم فراس بنت حسان بن ثابت أمّها شعثاء بنت هلال الخزاعية، وكذا قال ابن الأعرابي في نوادره إنّ شعثاء خزاعية.
11379- الشفاء بنت عبد اللَّه
بن عبد شمس بن خلف بن شداد «3» بن عبد اللَّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشية العدوية. وقيل خالد بدل خلف، وقيل صدّاد بدل شداد، وقيل ضرار، والدة سليمان بن أبي حثمة. قيل: اسمها ليلى، قاله أحمد بن صالح المصري. وقال أبو عمر: قال ابن سعد: أمّها فاطمة بنت وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران المخزومية، وأسلمت الشفاء قبل الهجرة، وهي من المهاجرات الأول. وبايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكانت من عقلاء النساء وفضلائهن، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يزورها ويقيل عندها في بيتها، وكانت قد اتخذت له فراشا وإزارا ينام فيه، فلم يزل ذلك عند ولدها حتى أخذه منه مروان بن الحكم،
وقال لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «علّمي حفصة رقية النّملة كما علّمتها الكتابة» «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7044) .
(2) في أ: الشعيثاء.
(3) أسد الغابة: ت (7045) ، الاستيعاب: ت (3445) ، أعلام النساء 2/ 300، تجريد أسماء الصحابة 2/ 281، تقريب التهذيب 2/ 602، تهذيب التهذيب 12/ 428، الكاشف 3/ 474، تهذيب الكمال 3/ 1686، المنمق 372، أزمنة التاريخ الإسلامي 987- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 384، تلقيح فهوم أهل الأثر 369، بقي بن مخلد 173.
(4) أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 414. وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 28368، 34381.(8/201)
وأقطعها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم دارها عند الحكاكين بالمدينة، فنزلتها مع ابنها سليمان، وكان عمر يقدمها في الرأي ويرعاها ويفضلها، وربما ولّاها شيئا من أمر السوق.
روى عنها حفيداها: أبو بكر، وعثمان، ابنا سليمان بن أبي حثمة. انتهى كلامه.
روى عنها أيضا ابنها سليمان، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وحفصة أم المؤمنين، ومولاها أبو إسحاق.
وفي المسند، من طريق المسعوديّ، عن عبد الملك بن عمير، عن رجل من آل أبي حثمة، عن الشفاء بنت عبد اللَّه، وكانت من المهاجرات- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سئل عن أفضل الأعمال فقال: «إيمان باللَّه، وجهاد في سبيله، وحجّ مبرور» .
وأخرج ابن مندة حديث رقية النملة من طريق الثوري، عن ابن المنكدر، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، عن حفصة- أن امرأة من قريش يقال لها الشفاء كانت ترقى من النملة، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «علّميها حفصة» .
وذكر الاختلاف في وصله وإرساله على الثوري.
وأخرجه ابن مندة وأبو نعيم مطولا من طريق عثمان بن عمر بن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة، عن أبيه عثمان، عن الشفاء- أنها كانت ترقي في الجاهلية، وأنها لما هاجرت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وكانت قد بايعته بمكة قبل أن يخرج فقدمت عليه، فقالت: يا رسول اللَّه، إني قد كنت أرقى برقي في الجاهلية، فقد أردت أن أعرضها عليك. قال: «فاعرضيها» . قالت:
فعرضتها عليه، وكانت ترقى من النملة، فقال: ارقي بها وعلّميها حفصة. إلى هنا رواية ابن مندة، وزاد أبو نعيم: باسم اللَّه صلو صلب خير يعود من أفواهها ولا يضرّ أحدا، اكشف الباس ربّ النّاس. قال: ترقي بها على عود كركم «1» سبع مرّات وتضعه مكانا نظيفا، ثم تدلكه على حجر بخلّ خمر مصفّى، ثمّ تطليه على النّملة» .
وأخرجه أبو نعيم عن الطّبرانيّ من طريق صالح بن كيسان، عن أبي بكر بن سليمان ابن أبي حثمة- أن الشّفاء بنت عبد اللَّه قالت: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأنا قاعدة عند حفصة، فقال: «ما عليك أن تعلّمي هذه رقية النّملة كما علّمتها الكتابة» .
وأخرج ابن أبي عاصم، وأبو نعيم، من طريقه بسنده عن الزهري، عن أبي سلمة، عن الشفاء بنت عبد اللَّه: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أسأله، فجعل يعتذر إليّ وأنا ألومه، فحضرت الصلاة، فخرجت فدخلت على ابنتي وهي تحت شرحبيل بن حسنة، فوجدت شرحبيل في البيت،
__________
(1) الكركم. نبت وهو شبيه بالورس، والكركم تسميه العرب الزعفران. اللسان 5/ 3860.(8/202)
فجعلت أقول: قد حضرت الصلاة وأنت في البيت؟ وجعلت ألومه، فقال: يا خالتي، لا تلوميني، فإنه كان لنا ثوب فاستعاره رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. فقلت: بأبي وأمي! إني كنت ألومه، وهذه حاله ولا أشعر. قال شرحبيل: وما كان إلا درعا رقعناه. وفي سنده عبد الوهاب بن الضحاك، وهو واه، ولها ذكر في ترجمة عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص.
11380- الشفاء بنت عوف
بن عبد بن الحارث بن زهرة «1» .
قال الزّبير: هي أم عبد الرحمن بن عوف، وقد هاجرت مع أختها لأمها الضيزية بنت أبي قيس بن مناف. قال أبو عمر: فعلى هذا عبد عوف جدّ عبد الرحمن لأبيه، وعوف جده لأمه أخوان، وهما ابنا عبد الرحمن بن الحارث بن زهرة، فكأن أباه عوفا سمي باسم عمه.
فانظره.
قال ابن الأثير: قد ذكر ابن أبي عاصم في ترجمة عبد الرحمن بن عوف أن أمّه العنقاء، ويقال لها الشفاء بنت عوف بن عبد الحارث بن زهرة، فعلى هذا هي بنت عم أبيه.
وقد تقدم في أروى بنت كريز النقل عن ابن عباس- أنّ أم عبد الرحمن بن عوف أسلمت.
وقال ابن سعد: أم الشفاء بنت عوف سلمى بنت عامر بن بياضة بن سبيع الخزاعي، وكانت الشفاء من المهاجرات، قال: وجاءت فيها سنّة العتاقة عن الميت، فإنّها ماتت في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم،
فقال عبد الرحمن: يا رسول اللَّه، أعتق عن أمي؟ قال: «نعم. فأعتق عنها» .
11381- الشفاء بنت عوف «2»
أخت عبد الرحمن بن عوف.
قال الزّبير: هاجرت مع أختها عاتكة، وعاتكة هي أم المسور، وقيل بل أم المسور هي الشفاء. حكى ذلك أبو أحمد العسكريّ.
11382- شقيقة بنت مالك
بن قيس بن محرث «3» بن الحارث بن ثعلبة، من بني مازن بن النجار، أخت الشموس. ذكرها ابن حبيب في المبايعات كذلك، ولم يصب صاحب التّجريد حيث قال إنها مجهولة، فقد ذكرها أيضا ابن سعد فقال: أمها سهيمة بنت عويمر المازني، وتزوجها الحارث بن سراقة بن الحارث بن عدي، فولدت له عبد اللَّه وأم عبيد، قال: وأسلمت شقيقة وبايعت.
11383- الشمّاء «4»
، بالتشديد. تأتي في الشيماء.
__________
(1) أسد الغابة ت (7047) ، الاستيعاب ت (3448) .
(2) الاستيعاب: ت (3447) .
(3) أسد الغابة ت (7049) .
(4) أسد الغابة ت (7050) .(8/203)
11384- الشموس بنت أبي عامر
بن صيفي بن زيد بن أمية الأنصارية «1» . من بني عمرو بن عوف، والدة عاصم وجميلة ابني ثابت بن أبي الأفلح.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وهي أخت حنظلة بن «2» عامر الراهب. وقد تقدم لها ذكر في ترجمة جميلة بنت ثابت بن أبي الأفلح.
11385- الشموس بنت عمرو
بن حزام بن زيد الأنصارية «3» ، زوج مسعود بن أوس الظفري، ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11386- الشموس بنت مالك «4»
. تقدمت مع أختها شقيقة قريبا. ذكرها ابن حبيب وابن سعد في المبايعات. وقال ابن سعد: هي شقيقة.
11387- الشموس بنت النعمان
بن عامر بن مجمّع الأنصارية «5» .
مدينة، روى عنها عبيد بن وديعة أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حين بنى مسجده كان جبرائيل يؤمّ الكعبة له ويقيم له قبلة المسجد، ذكرها أبو عمر مختصرا. ووصله ابن أبي عاصم، والحديث المذكور من طريق يعقوب بن محمد [الزهري، عن عاصم بن سويد، عن عتبة، وأخرجه الزبير بن بكار في أخبار المدينة، عن محمد بن الحسن] المخزومي، عن عاصم مطوّلا.
وكذلك أخرجه الحسن بن سفيان وابن مندة، من طريق سلمة، عن عاصم بن سويد، لكن خالف في شيخ عاصم، فقال: عن أبيه، عن الشموس بنت النعمان، قالت: كأني انظر إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حين قدم وأسّس هذا المسجد مسجد قباء، فرأيته يأخذ الصخرة أو الحجر حتى يهصره الحجر، وأنا انظر إلى بياض التراب على بطنه، فيأتي الرجل فيقول:
يا رسول اللَّه، أعطني أكفك، فيقول: «لا، خذ حجرا مثله» . حتى أسّسه، ويقول: «إنّ جبرئيل يؤمّ الكعبة» . فكان يقال: إنه أقوم مسجد قبلة.
وفي رواية محمد بن الحسن بالسند المذكور إلى عتبة- أنّ الشموس بنت النعمان
__________
(1) أسد الغابة ت (7051) .
(2) في أ: بن أبي عامر.
(3) أسد الغابة ت (7052) .
(4) أسد الغابة ت (7053) .
(5) أسد الغابة ت (7054) ، الاستيعاب: ت (3449) ، الثقات 3/ 190، أعلام النساء 2/ 307، تجريد أسماء الصحابة 2/ 281، الاستبصار 355، تلقيح فهوم أهل الأثر 381، بقي بن مخلد 978.(8/204)
أخبرته، وكانت من المبايعات، فذكره، وفيه: فيأتي الرجل من قريش أو الأنصار. وفيه:
فيقولون تراءى له جبرئيل حتى أمّ له القبلة، قال عتبة: فنحن نقول: ليس قبلة أعدل منها.
وقد استشكل ابن الأثير قوله في رواية شبابة يؤمّ الكعبة بأن القبلة حينئذ كانت إلى بيت المقدس، ثم حولت إلى الكعبة بعد ذلك، وخطر في في جوابه أنه أطلق الكعبة وأراد القبلة أو الكعبة على الحقيقة، وإذا بيّن له جهتها كان إذا استدبرها استقبل بيت المقدس، وتكون النكتة فيه أنّه سيحول إلى الكعبة، فلا يحتاج إلى تقويم آخر، فلما وقع لي سياق محمد بن الحسن رجّح الاحتمال الأوّل.
11388- الشّموس الأنصارية.
لها قصة مع أبي محجن في خلافة عمر مقتضاها أن تكون من الشرط، لأنّ من تكون متزوّجة بحيث يحتاج من رآها إلى الحيلة في التوصل إلى التملي برؤيتها بحيث يستعدي زوجها عليها أن تكون أدركت العصر النبوي، وكانت القصة قبل فتح القادسية، ذكرت القصة في ترجمة أبي محجن في كنى الرجال.
11389- شميلة بنت الحارث
بن عمرو بن حارثة بن الهيثم الأنصارية الظفرية «1» .
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11390- الشيماء بنت الحارث
بن عبد العزى بن رفاعة «2» .
قال أبو نعيم: لها ذكر، وأوردها أبو سليمان- يعني الطّبرانيّ، ولم يورد لها حديثا، وهي أخت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من الرضاعة.
وقال أبو عمر: الشيماء أو الشماء اسمها حذافة.
ذكر ابن إسحاق من رواية يونس بن بكير وغيره عنه إنّ إخوة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من الرضاعة:
عبد اللَّه، وأنيسة، وحذيفة بنو الحارث، وحذافة هي الشيماء غلب عليها ذلك، قال: وذكروا أنّ الشيماء كانت تحضن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم مع أمها.
وقال ابن إسحاق، عن أبي وجزة السعدي: إن الشيماء لما انتهت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قالت: يا رسول اللَّه، إني لأختك من الرضاعة. قال: «وما علامة ذلك؟» قالت: عضة عضضتها في ظهري، وأنا متورّكتك. فعرف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم العلامة، فبسط لها رداءه، ثم قال
__________
(1) أسد الغابة ت (7055) .
(2) أسد الغابة ت (7057) .(8/205)
لها: «هاهنا» . فأجلسها عليه وخيّرها، فقال: «إن أحببت فأقيمي عندي محبّبة مكرمة، وإن أحببت أن أمتّعك فارجعي إلى قومك» . فقالت: بل تمتّعني وتردّني إلى قومي. فمتعها وردّها إلى قومها،
فزعم بنو سعد بن بكر أنه أعطاها غلاما يقال له مكحول وجارية، فزوّجت إحداهما الآخر، فلم يزل فيهم من نسلهم بقية.
أخرجه المستغفريّ من طريق سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق هكذا. وقال ابن سعد: كانت الشيماء تحضن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم مع أمها وتوركه،
وقال أبو عمر: أغارت خيل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على هوازن، فأخذوها فيما أخذوا من السبي، فقالت لهم: أنا أخت صاحبكم، فلما قدموا بها قالت: يا محمد. أنا أختك، وعرفته بعلامة عرفها، فرحّب بها وبسط رداءه، فأجلسها عليه ودمعت عيناه، فقال لها: «إن أحببت أن ترجعي إلى قومك أوصلتك، وإن أحببت فأقيمي مكرّمة محبّبة» ، فقالت: بل أرجع، فأسلمت وأعطاها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم نعما وشاء وثلاثة أعبد وجارية.
وذكر محمّد بن المعلّى الأزديّ في كتاب «التّرقيص» ، قال: وقالت الشيماء ترقص النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو صغير:
يا ربّنا أبق لنا محمّدا ... حتّى أراه يافعا وأمردا
ثمّ أراه سيّدا مسوّدا ... وأكبت أعاديه معا والحسّدا
وأعطه عزّا يدوم أبدا
[الرجز] قال: فكان أبو عروة الأزدي إذا أنشد هذا يقول: ما أحسن ما أجاب اللَّه دعاءها!.
القسم الثاني
خال، وكذا.
القسم الثالث
لم يذكر فيهما شيء.(8/206)
القسم الرابع
11391- شخبرة «1»
من بني تميم بن أسد.
ذكرها المستغفريّ، واستدركها أبو موسى، وهو تصحيف. وقد تقدمت في سخبرة في السين «2» على الصواب.
11392- الشفاء بنت عبد الرحمن
الأنصارية «3» ، مدنية.
روى عنها أبو سلمة بن عبد الرّحمن، ذكرها أبو عمر مختصرا، وذكرها ابن مندة كذلك، لكن لم يقل أنصارية ولا مدنية، وزاد: أراها الأولى، يعني الشفاء بنت عبد اللَّه بن سليمان بن أبي حثمة، وهو كما ظنّ. والحديث المشار إليه هو الّذي ذكره في ترجمة الشفاء بنت عبد اللَّه، من طريق الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عنها في قصة شرحبيل بن حسنة، كأن بعض الرواة غلط في اسم أبيها، فقال عبد الرحمن، ووهم من نسبها أنصارية.
11393- شقيرة الأسدية «4»
حبشية.
ذكرها ابن مندة، فقال حبشية، وساق الخبر الماضي في سعيرة بالمهملتين، وهو الصواب، أشار إلى ذلك أبو نعيم، وقد سماها المستغفري فيما حكاه أبو موسى عنه في ترجمة أم زفر شكيرة، بالكاف بدل القاف، وصوب أنها بالقاف.
11394- شمية،
جاء عنها خبر مرسل. روى حماد، عن ثابت عنها، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم حديثا. ورواه مرة أخرى، فأدخل بينها وبين النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم عائشة. أخرجه أحمد في مسندة، وحكى الوجهين عن عفان، عن حماد في مسند عائشة.
11395- شهيدة،
أم ورقة الأنصارية «5» .
ذكرها ابن مندة في «الأسماء الأعلام» ، وهو وهم، وإنما هو وصف، وحديثها صريح في ذلك، وسيأتي في الكنى فيه
قول عمر لما قتلها غلامها الّذي دبّرته: صدق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يقول: «انطلقوا بنا نزور الشّهيدة» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7041) .
(2) في أ: السين المهملة.
(3) أسد الغابة: ت (7046) ، الاستيعاب: ت (3446) .
(4) أسد الغابة ت (7048) .
(5) أسد الغابة ت (7056) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 281.(8/207)
حرف الصاد المهملة
القسم الأول
11396- صخرة بنت أبي جهل،
واسمه عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي، تزوّجها أبو سعيد بن الحارث بن هشام، فولدت له، وتزوجها خالد بن العاص بن هشام فولدت له أمّ الحارث بنت خالد.
ذكرها الزّبير بن بكّار، وذكر لها الفاكهيّ في كتاب مكة قصة، وهي من أهل هذا القسم، لأنّ أباها قتل يوم بدر، فكانت هي ممن حضر يوم الفتح وهي مميزة، ثم حجّة الوداع، وعاشت بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى أن تزوجت وولدت.
11397- الصّعبة بنت جبل
بن عمرو بن أوس، أخت معاذ.
تقدم نسبها مع أخيها معاذ. وذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: تزوجها ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة، فولدت له عبيدا.
11398- الصّعبة بنت الحضرميّ «1»
، أخت العلاء بن الحضرميّ.
تقدم نسبها في العلاء، وهي والدة طلحة بن عبيد اللَّه أحد العشرة.
قال الواقديّ: توفيت على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأخبرني بعض آل طلحة أنها أسلمت.
وأخرجه البخاريّ في «التّاريخ الصّغير» من طريق محمد بن يعقوب، عن عبد اللَّه بن رافع، عن أمه، قالت: خرجت الصعبة بنت الحضرميّ، فسمعتها تقول لابنها طلحة: إن عثمان قد اشتدّ حصره، فلو كلمته حتى تردعه.
قلت: وهذا أولى من قول الواقدي. وعكس ابن الأثير كعادته في تقديم أقوال أهل السير أو النسب على أصحاب الأسانيد الجياد.
11399- الصعبة بنت رافع
بن امرئ القيس الأنصارية الأشهلية. تقدم ذكرها في حواء.
11400- الصعبة بنت سهل
بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم الأنصارية» .
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال ابن سعد: أسلمت وبايعت في رواية محمد بن عمر.
__________
(1) أسد الغابة ت (7058) .
(2) أسد الغابة ت (7059) .(8/208)
11401- صفية بنت بجير «1»
الهذلية.
روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في الشرب من ماء زمزم، ذكرها أبو عمر مختصرة.
11402- صفية بنت صفيح «2»
بن الحارث بن أبي صعب بن هنية بن سعد «3» بن ثعلبة الدوسية، أم أبي هريرة.
ذكرها ابن فتحون، وقال: سماها ونسبها الطّبريّ والبغويّ.
قلت: وقد تقدم خبر إسلامها في أميمة في حرف الألف.
11403- صفية بنت بشامة «4»
، أخت الأعور «5» ، من بني العنبر بن تميم.
ذكرها ابن حبيب في المحبر ممن خطبهنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ولم يدخل بهنّ.
قلت:
وأسند ابن سعد عن ابن عباس بسند فيه الكلبي أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم خطبها وكان أصابها سباء فخيرها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «إن شئت أنا وإن شئت زوجك» . فقالت: بل زوجي، فأرسلها فلعنها بنو تميم.
11404- صفية بنت ثابت
بن الفاكه بن ثعلبة الأنصارية «6» ، من بني خطمة.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11405- صفية بنت الحارث
بن طلحة بن أبي طلحة العبدرية.
قتل أبوها يوم بدر «7» كافرا، وتزوجت هي بعد ذلك عبد اللَّه بن خلف الخزاعي، فولدت له طلحة بن عبد اللَّه المعروف بطلحة الطّلحات وأخته رملة.
ذكرها الزّبير، ومقتضى ذلك أن يكون لها صحبة، لأنّ أهل مكة شهدوا حجة الوداع، ولم يبق بمكة حينئذ أحد إلا من كان مسلما، ولصفية هذه رواية عن عائشة في السنن، وكانت نزلت عليها [في] قصر بني خلف في وقعة الجمل. روى عنها محمد بن سيرين وغيره.
__________
(1) أسد الغابة ت (7060) ، الاستيعاب: ت (3451) ، أعلام النساء 2/ 331، تجريد أسماء الصحابة 2/ 282.
(2) في أ: صبيح.
(3) أسد الغابة ت (7061) .
(4) في أ: قسامة.
(5) أسد الغابة ت (7061) .
(6) أسد الغابة ت (7062) .
(7) في أ: أحد.(8/209)
11406- صفية بنت الحارث
بن كلدة الثقفية، زوج الصحابي الشهير أمير البصرة عتبة بن غزوان.
ذكرها عمر بن شبّة في أخبار البصرة، عن أبي الحسن المدائني. وقد مضى ذكرها في أختها أردة بنت الحارث بن كلدة.
11407- صفية بنت حيّي
بن أخطب بن سعنة بن ثعلبة بن عبيد بن كعب «1» بن أبي حبيب، من بني النضير، وهو من سبط لاوى بن يعقوب، ثم من ذرية هارون بن عمران أخي موسى عليهما السلام.
كانت تحت سلام بن مشكم، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق، فقتل كنانة يوم خيبر، فصارت صفية مع السبي، فأخذها دحية ثم استعادها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فأعتقها وتزوجها. ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أنس مطولا ومختصرا.
وقال ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير، عنه: حدثني والدي إسحاق بن يسار، قال: لما فتح رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم الغموص حصن بني أبي الحقيق أتى بصفية بنت حيي ومعها ابنة عم لها جاء بهما بلال، فمرّ بهما على قتلى يهود، فلما رأتهم المرأة التي مع صفية صكّت وجهها، وصاحت وحثت التراب على وجهها فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أغربوا هذه الشّيطانة عنّي» «2» . وأمر بصفية فجعلت خلفه وغطّى عليها ثوبه، فعرف الناس أنه اصطفاها لنفسه، وقال لبلال: «أنزعت الرّحمة من قبلك حين تمرّ بالمرأتين على قتلاهما» . وكانت صفية رأت قبل ذلك أنّ القمر وقع في حجرها، فذكرت ذلك لأمّها، فلطمت وجهها، وقالت: إنك لتمدّين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب، فلم يزل الأثر في وجهها حتى أتى بها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فسألها عنه، فأخبرته.
وأخرج ابن سعد عن الواقديّ بأسانيد له في قصة خيبر، قال: ولم يخرج من خيبر حتى طهرت صفية من حيضها فحملها وراءه، فلما صار إلى منزل على ستة أميال من خيبر مال يريد أن يعرّس بها فأبت عليه فوجد في نفسه، فلما كان بالصهباء وهي على بريد من خيبر نزل بها هناك فمشطتها أمّ سليم وعطرتها، قالت أم سنان الأسلمية: وكانت من أضوأ ما يكون من النساء، فدخل على أهله، فلما أصبح سألتها عما قال لها. فقالت: قال لي «ما حملك على الامتناع من النّزول أوّلا؟» فقلت. خشيت عليك من قرب اليهود، فزادها ذلك عنده.
__________
(1) أسد الغابة ت (7063) ، الاستيعاب: ت (3452) .
(2) ذكره البغوي في التفسير 6/ 200.(8/210)
وقال ابن سعد أيضا: أخبرنا عفان، حدثنا حماد، عن ثابت، عن سمية، عن عائشة- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان في سفر فاعتلّ بعير لصفية، وفي إبل زينب بنت جحش فضل، فقال لها: «إنّ بعيرا لصفيّة اعتلّ، فلو أعطيتها بعيرا» . فقالت: أنا أعطي تلك اليهودية! فتركها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ذا الحجة والمحرم شهرين أو ثلاثة لا يأتيها. قالت زينب: حتى يئست منه.
وأخرج ابن أبي عاصم، من طريق القاسم بن عوف، عن أبي برزة، قال: لما نزل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم خيبر كانت صفية عروسا في مجاسدها «1» ، فرأت في المنام أنّ الشمس نزلت حتى وقعت على صدرها، فقصّت ذلك على زوجها، فقال: ما تمنّين إلا هذا الملك الّذي نزل بنا. قال: فافتتحها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فضرب عنق زوجها صبرا ... الحديث. وفيه: فألقى تمرا على سقيفة، فقال: «كلوا من وليمة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على صفيّة» .
وذكر ابن سعد من طريق عطاء بن يسار، قال: لما قدمت صفية من خيبر أنزلت في بيت لحارثة بن النعمان فسمع نساء الأنصار فجئن ينظرن إلى جمالها، وجاءت عائشة متنقّبة، فلما خرجت خرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم على أثرها، فقال: «كيف رأيت يا عائشة؟» قالت:
رأيت يهودية. فقال: «لا تقولي ذلك، فإنّها أسلمت وحسن إسلامها» ..
ولها ذكر في ترجمة أم سنان الأسلمية، وفي ترجمة أمية بنت أبي قيس.
وأخرج من طريق عبد اللَّه بن عمر العمري، قال: لما اجتلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم صفية رأى عائشة منتقبة بين النساء، فعرفها، فأدركها فأخذ بثوبها، فقال: «كيف رأيت يا شقيراء؟» .
وأخرج بسند صحيح من مرسل سعيد بن المسيّب، فقال: قدمت صفية وفي أذنها خوصة من ذهب، فوهبت منه لفاطمة ولنساء معها.
وأخرج التّرمذيّ من طريق كنانة مولى صفية أنها حدّثته، قالت: دخل عليّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وقد بلغني عن عائشة وحفصة كلام فذكرت له ذلك. فقال: «ألا قلت: وكيف تكونان خيرا منّي وزوجي محمّد وأبي هارون وعمّي موسى» . وكان بلغها أنهما قالتا: نحن أكرم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم منها، نحن أزواجه وبنات عمه.
وقال أبو عمر: كانت صفية عاقلة حليمة فاضلة، روينا أن جارية لها أتت عمر فقالت:
إن صفية تحبّ السبت وتصل اليهود، فبعث إليها فسألها عن ذلك، فقالت: أما السبت فإنّي
__________
(1) قال ابن الأثير: هو جمع مجسد- بضم الميم- وهو المصبوغ المشبع بالجسد وهو الزّعفران والعصفر، والجسد والجساد: الزعفران أو نحوه من الصّبغ، وثوب مجسد ومجسّد: مصبوغ بالزعفران وقيل: هو الأحمر والمجسّد: ما أشبع صبغه من الثياب والجمع مجاسد. اللسان 1/ 622.(8/211)
لم أحبه منذ أبدلني اللَّه به الجمعة، وأما اليهود فإن لي فيهم رحما، فأنا أصلها، ثم قالت للجارية: ما حملك على هذا؟ قالت: الشيطان. قالت: اذهبي، فأنت حرة.
وأخرج ابن سعد بسند حسن، عن زيد بن أسلم، قال: اجتمع نساء النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في مرضه الّذي توفي فيه، واجتمع إليه نساؤه، فقالت صفية بنت حيّي: إني واللَّه يا نبيّ اللَّه لوددت أن الّذي بك بي، فغمزن أزواجه ببصرهن. فقال: مضمضن. فقلن: من أي شيء؟
فقال: من تغامزكنّ بها، واللَّه إنها لصادقة.
روت صفية عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وروى عنها ابن أخيها ومولاها كنانة ومولاها الآخر يزيد بن معتب، وزين العابدين علي بن الحسين، وإسحاق بن عبد اللَّه بن الحارث بن مسلم بن صفوان.
قيل: ماتت سنة ست وثلاثين، حكاه ابن حبان، وجزم به ابن مندة، وهو غلط، فإنه علي بن الحسين لم يكن ولد، وقد ثبت سماعه منها في الصحيحين.
وقال الواقدي: ماتت سنة خمسين، وهذا أقرب.
وقد أخرج ابن سعد من حديث أمية بنت أبي قيس الغفارية بسند فيه الواقدي قالت:
أنا إحدى النسوة اللاتي زففن صفية إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فسمعتها تقول: ما بلغت سبع عشرة سنة يوم دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قال: وتوفيت صفية سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية.
وأخرج ابن سعد أيضا بسند حسن عن كنانة مولى صفية، قال: قدمت بصفية بغلة لتردّ عن عثمان، فلقينا الأشتر فضرب وجه البغلة، فقالت: ردّوني لا يفضحني. قال: ثم وضعت حسنا بين منزلها ومنزل عثمان، فكانت تنقل إليه الطعام والماء.
11408- صفية بنت الخطاب
أخت «1» عمر.
تقدم نسبها في ترجمة عمر، ذكرها الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» «2» وقال: تزوّجها سفيان بن عبد الأسد، فولدت له الأسود.
وقد تقدم في قدامة بن مظعون أنه تزوّجها، واستدركها أبو علي الغساني، وقال:
ذكرها أبو عمر في قدامة ولم يفردها.
11409- صفية بنت الزبير
بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية.
__________
(1) أسد الغابة ت (7064) ، الاستيعاب: ت (3453) .
(2) في أ: الآخرة.(8/212)
ذكرها ابن سعد فيمن أطعم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من تمر خيبر من بني هاشم، فكان لها أربعون وسقا، وقال: أمّها عاتكة بنت أبي وهب المخزومية، فهي شقيقة ضباعة.
11410- صفية بنت شيبة «1»
بن عثمان العبدرية.
تقدم نسبها في ترجمة والدها، مختلف في صحبتها، وأبعد من قال لا رؤية لها، فقد ثبت حديثها في صحيح البخاري تعليقا، قال: قال أبان بن صالح بن الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة، قالت: سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وأخرج ابن مندة من طريق محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي ثور، عن صفية بنت شيبة، قالت: واللَّه لكأنّي انظر إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حين دخل الكعبة «2» ... الحديث.
وروت أيضا عن عائشة، وأم حبيبة، وأم سلمة- أزواج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وعن أسماء بنت أبي بكر، وأم عثمان بنت سفيان، وعن أم ولد لشيبة وغيرهم. روى عنها ابنها منصور بن صفية، وهو ابن عبد الرحمن الحجبي، وابن أخيها عبد الحميد بن جبير بن شيبة، والحسن بن مسلم، وقتادة، والمغيرة بن حكيم، وعبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي ثور، وميمون بن مهران، وآخرون.
وقال ابن معين: أدركها ابن جريج ولم يسمع منها. وذكرها ابن حبّان في ثقات التابعين.
11411- صفية بنت عبد المطلب «3»
بن هاشم القرشية الهاشمية، عمة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، ووالدة الزبير بن العوام، أحد العشرة، وهي شقيقة حمزة، أمّها هالة بنت وهب خالة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
وكان أول من تزوجها الحارث بن حرب بن أمية، ثم هلك، فخلف عليها العوام بن
__________
(1) أسد الغابة ت (7066) ، الاستيعاب: ت (3454) ، طبقات ابن سعد 8/ 469، المغازي للواقدي 835، سيرة ابن هشام 4/ 54، تاريخ الثقات للعجلي 520، الثقات لابن حبان 3/ 197، مقدمة مسند بقي بن مخلد 106، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 349، تهذيب الكمال المصور 3/ 1687، الكاشف 3/ 429، أخبار مكة 1/ 169، تهذيب التهذيب 12/ 320، تقريب التهذيب 2/ 603، رجال البخاري 2/ 854، رجال مسلم 2/ 423، العلل لأحمد رقم 528، تاريخ الإسلام 2/ 90.
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 69 عن صفية بنت شيبة.
(3) طبقات ابن سعد 8/ 41، طبقات خليفة 331، تاريخ خليفة 147، المعارف 128، المستدرك 4/ 50، مجمع الزوائد 9/ 255، تاريخ الإسلام 2/ 38، كنز العمال 13/ 631، أسد الغابة: ت (7067) ، الاستيعاب: ت (3455) .(8/213)
خويلد بن أسد بن عبد العزى، فولدت له الزبير، والسائب، وأسلمت وروت وعاشت إلى خلافة عمر، قاله أبو عمر.
قلت: وهاجرت مع ولدها الزبير. وأخرج ابن أبي خيثمة وابن مندة، من رواية أم عروة بنت جعفر بن الزبير، عن أبيها، عن جدتها صفية- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لما خرج إلى الخندق جعل نساءه في أطم يقال له فارع، وجعل معهن حسان بن ثابت، قال: فجاء إنسان من اليهود فرقى في الحصن، حتى أطلّ علينا، فقلت لحسان: قم فأقتله، فقال: لو كان ذلك في كنت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قالت صفية: فقمت إليه فضربته حتى قطعت رأسه، وقلت لحسان: قم فاطرح رأسه على اليهود، وهم أسفل الحصن، فقال: واللَّه ما ذاك. قالت:
فأخذت رأسه فرميت به عليهم، فقالوا: قد علمنا أنّ هذا لم يكن ليترك أهله خلوفا ليس معهم أحد، فتفرقوا.
وذكره ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير، عن أبيه، عن يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أبيه، قال: كانت صفية في فارع ... القصة. وفيها: اعتجرت وأخذت عمودا، ونزلت من الحصن إله فضربته بالعمود حتى قتلته.
وزاد يونس عن هشام عن عروة عن أبيه عن صفية، قال نحوه، وزاد: وهي أول امرأة قتلت رجلا من المشركين.
أخرجه ابن سعد، عن أبي أسامة، عن هشام، عن أبيه: كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا خرج لقتال عدوّه رفع نساءه في أطم حسان «1» ، لأنه كان من أحصن الآطام، فتخلّف حسان في الخندق، فجاء يهوديّ فلصق بالأطم ليسمع، فقالت صفية لحسان: انزل إليه فأقتله، فكأنه هاب ذلك، فأخذت عمودا فنزلت إليه حتى فتحت الباب قليلا، فحملت عليه فضربته بالعمود فقتلته.
ومن طريق حماد، عن هشام، عن أبيه- أن صفية جاءت يوم أحد وقد انهزم الناس وبيدها رمح تضرب في وجوههم، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «يا زبير، المرأة» .
قال ابن سعد: توفيت في خلافة عمر. روت صفية عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. روى عنها ...
وأخرج الطبراني من طريق حفص بن غياث، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: لما قبض النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم خرجت صفية تلمع بردائها، وهي تقول:
__________
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 27.(8/214)
قد كان بعدك أنباء وهنبثة ... لو كنت شاهدها لم يكثر الخطب
[البسيط] وذكر لها ابن إسحاق من رواية إبراهيم بن سعد وغيره في السيرة أبياتا مرثية في النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم منها:
لفقد رسول اللَّه إذ حان يومه ... فيا عين جودي بالدّموع السّواجم
[الطويل] وفي السيرة، من رواية يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: حدثني الزهري، وعاصم بن عمر بن قتادة، ومحمد بن يحيى وغيرهم، عن قتل حمزة، وقال: فأقبلت صفية بنت عبد المطلب لتنظر إلى أخيها. فلقيها الزبير، فقال: أي أمة، إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يأمرك أن ترجعي. قالت: ولم، وقد بلغني أنه مثّل بأخي، وذلك في اللَّه، فما أرضانا بما كان من ذلك لأصبرنّ وأحتسبن إن شاء اللَّه، فجاء الزبير فأخبره، فقال: خلّ سبيلها. فأتت إليه واستغفرت له ثم أمر به ودفن.
ومما رثت به صفية النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم:
إنّ يوما أتى عليك ليوم ... كوّرت شمسه وكان مضيئا
[الخفيف]
11412- صفية بنت عبيدة
بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف المطلبية.
ذكرها ابن سعد في ترجمة والدها، وكانت وفاتها في سنة اثنتين من الهجرة.
11413- صفية بنت عبيد
بن أسد بن أبي علاج الثقفية، زوج الحارث بن كلدة.
تقدم في ترجمته أنه أسلم وصحب. وتقدم في ترجمة سمية والدة زياد- أنّ الحارث وهبها لصفية فزوّجتها عبدها عبيدا.
11414- صفية بنت عبيد
بن ربيعة بن عبد شمس العبشمية. كانت زوج شماس بن عثمان بن الشريد، ذكر ذلك البلاذري.
11415- صفية بنت عطية
روى عنها غياث بن عبد العزيز، وهي جدّته، حديثها عند أبي داود، من رواية أبي بحر البكراوي، عنه، عنها: دخلت مع نسوة من عبد القيس على عائشة، فسألناها عن التمر والزبيب ... الحديث.(8/215)
قال البخاريّ: رواه عبد الواحد بن واصل، عن غياث، عن جدته، قالت: ربما ألقينا في نبيذ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كفا من زبيب، وقال: الأول أصح.
11416- صفية بنت عمر «1»
بن الخطاب القرشية العدوية.
ذكرها الطّبرانيّ، وتبعه أبو نعيم، ثم أبو موسى، وأخرج من طريق محمد بن سهل الأسدي، عن شريك، عن عبد الكريم، عن عكرمة، عن ابن عباس- أن صفية بنت عمر بن الخطاب كانت مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يوم خيبر.
11417- صفية بنت عمرو
بن عبد ودّ العامرية.
قتل أبوها يوم الخندق، وقصة قتاله مع علي مشهورة، وكانت هي زوج سهل بن عمر، فولدت له ولده عمرو بن سهل، فقالوا: أنجبت، ثم ولدت له أنس بن سهل، فقالوا:
أجمعت. ذكر ذلك هشام بن الكلبي عن أبي عوانة.
11418- صفية بنت محمية «2»
، بفتح أوله وسكون المهملة وكسر الميم بعدها مثناة تحتانية خفيفة، هي أخت الحارث بن محمية، وعمة عبد اللَّه بن الحارث. وقد تقدما، وتزوّجها الفضل بن العباس بن عبد المطلب. قال ابن الأثير: لها ذكر في الحديث، يعني الّذي أخرجه مسلم من حديث ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب لما سأل هو والعباس النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم العمالة، فقال لمحمية: وزوج ابنتك من الفضل، لكن لم يسمها.
11419- صفية،
خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم «3» .
روت عنها أمة اللَّه بنت رزينة خبرا مرفوعا في الكسوف، قاله أبو عمر.
11420- صفية «4»
، غير منسوبة، امرأة من الصحابة.
روى عنها إسحاق بن عبد اللَّه بن الحارث أنها قالت: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقربت إليه كتفا فأكل وصلّى ولم يتوضأ. هكذا ذكره أبو عمر مختصرا، وصنيع المزي في التهذيب يقتضي أنها صفية بنت حيي.
11421- صفية «5»
، أخرى، غير منسوبة.
__________
(1) أسد الغابة ت (7069) .
(2) أسد الغابة: ت (7070) ، الاستيعاب: ت (3457) .
(3) تجريد أسماء الصحابة (2/ 282) ، أسد الغابة: ت (7065) ، الاستيعاب: ت (3458) .
(4) أسد الغابة: ت (7071) ، الاستيعاب ت (3459) .
(5) أسد الغابة ت (7072) ، الاستيعاب: ت (3460) .(8/216)
امرأة من الصحابة حديثها عند أهل الكوفة. روى عنها مسلم بن صفوان، كذا ذكرها ابن عبد البرّ. وصفية المذكورة جزم ابن مندة، وتبعه أبو نعيم، بأنها بنت حيي زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم،
وساق الحديث من طريق إدريس المرهبي، عن سلم بن صفوان بن صفية، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا ينتهي النّاس عن غزو هذا البيت حتّى إذا كانوا بالبيداء خسف بأوّلهم وآخرهم ... » «1» الحديث.
11422- صفية،
غير منسوبة.
أخرج أبو منصور الدّيلميّ
في مسند «الفردوس» ، من طريق الحسن بن أبي جعفر، عن محمد بن عبد الرحمن، عن صفية، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: «ماء زمزم شفاء من كلّ داء» .
الحسن فيه ضعف، وشيخه ما عرفته، ولا أدري أسمع من صفية أم لا؟
11423- الصماء بنت بسر «2»
المازنية.
لها ولأبويها وأخيها عبد اللَّه بن بسر صحبة.
روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في النهي عن صوم يوم السبت، وقيل هي عمّة عبد اللَّه، وقيل خالته، فأخرج ابن مندة من طريق الوليد بن مسلم وغيره، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد اللَّه بن بسر، عن أخته الصماء.
وأخرجه بعلو عن أبي عاصم عن ثور، من طريق معاوية بن صالح، عن أبي عبد اللَّه ابن بسر، عن أبيه عن عمته الصماء، ومن طريق فضيل بن فضالة، عن عبد اللَّه بن بسر، عن خالته الصماء. وأخرج حديثها أصحاب السنن من طريق ثور. وأكثر النسائي من تخريج طرقه، وبيان اختلاف رواته، ورجّح دحيم الأول، قال أبو زرعة الدمشقيّ: قال لي دحيم:
أهل بيت أربعة صحبوا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: بسر، وابناه: عبد اللَّه وعطية، وأختهما الصماء.
11424- الصّميتة «3»
، بالتصغير، الليثية، ويقال الدارية.
__________
(1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 415 عن صفية الحديث بلفظه كتاب الفتن (34) باب ما جاء في الخسف (21) حديث رقم 2184 قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وابن ماجة في السنن 2/ 1351 كتاب الفتن (36) باب جيش البيداء (30) حديث رقم 4064، وأحمد في المسند 6/ 336، 337، وأورده السيوطي في الدر المنثور 5/ 241، والمتقي الهندي، في كنز العمال حديث رقم 34687.
(2) أسد الغابة ت (7073) ، الاستيعاب: ت (3461) ، الثقات 3/ 197، أعلام النساء 2/ 352، تجريد أسماء الصحابة 2/ 283، تقريب التهذيب 2/ 603، تهذيب التهذيب 12/ 431، الكاشف 3/ 475، تهذيب الكمال 3/ 1688، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 386، تلقيح فهوم أهل الأثر 374، بقي بن مخلد 429.
(3) أسد الغابة ت (7074) ، الاستيعاب: ت (3462) .(8/217)
روى حديثها النّسائيّ، وابن أبي عاصم، من طريق عقيل، عن الزهري، عن عبيد اللَّه، عن عبد اللَّه بن عتبة، عن صميتة وكانت في حجر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، فإنّه من يموت بها أشفع له يوم القيامة وأشهد له» . قال ابن مندة: رواه صالح عن أبي الأخضر، عن الزهري، فقال: كانت يتيمة في حجر عائشة.
قلت: ولا منافاة بين الروايتين، فمن تكون في حجر عائشة في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم تكون في حجر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، على أنّ صالح بن أبي الأخضر ضعيف. وقد رواه يونس، عن الزهري، عن عبيد اللَّه، عن صميتة- امرأة من بني ليث يحدّث أنها سمعت ... فذكره.
وزاد فيه: قال الزّهريّ: ثم لقيت عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر، فسألته عن حديثها فحدثنيه عن الصّميتة. هذه رواية ابن وهب عن يونس، وهي موافقة لرواية عقيل، ورواه عتبة عن يونس، فأدخل صفية بنت أبي عبيد بن عبيد اللَّه والصّميتة. ورواه ابن أبي ذئب عن الزهري: فقال: عن عبيد اللَّه عن امرأة يتيمة عن صفية بنت أبي عبيد، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
القسم الثاني
11425- صفية بنت أبي عبيد
الثقفية «1» ، زوج عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب.
تقدم نسبها في ترجمة والدها.
ذكرها أبو عمر، فقال: لها رواية، روى عنها مولى ابن عمر، كذا قال، وظاهر قوله:
لها رواية- أنها عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهذا بخلاف ما ذكر ابن سعد، فإنه أوردها فيمن لم يرو عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. وروت عن أزواجه، وكذا قال ابن سعد. أمّها عليلة بنت أسيد بن أبي العاص أخت عتّاب أمير مكة. وقال ابن مندة: أدركت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وروت عن عائشة وحفصة، ولا يصح لها سماع عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقال الدار الدّارقطنيّ: لم تدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله عقب حديث أورده في كتاب الوتر من السنن، من طريق عبد اللَّه بن نافع مولى ابن عمر، عن أمه، عن أم سلمة
__________
(1) أسد الغابة ت (7068) ، الاستيعاب: ت (3456) ، تهذيب الكمال 3/ 1687، الكاشف 3/ 429، الوافي بالوفيات 16/ 327، تهذيب التهذيب 12/ 430، تقريب التهذيب 2/ 603، أعلام النساء لكحالة 2/ 347، رجال مسلم 2/ 423، طبقات ابن سعد 8/ 472، تاريخ الثقات للعجلي 520، المغازي للواقدي 271، أنساب الأشراف 1/ 325، المعارف 401، الثقات لابن حبان 4/ 386، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 609، تاريخ الإسلام 3/ 91.(8/218)
- مرفوعا في قضاء الوتر. وفي رواية: عن عبد اللَّه بن نافع، عن أبيه، عن صفية بنت أبي عبيد فذكره، وزاد: ولا يصح لنافع سماع من أم سلمة، وفي السند ثلاثة من الضعفاء على الولاء.
وذكر الواقديّ عن موسى بن ضمرة بن سعيد عن أبيه- أنها تزوجت عبد اللَّه بن عمر في خلافة عمر، فهذا يقرب قول من قال: إنها ولدت في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فيحمل قول من نفي الإدراك على إدراك السماع، فكأنها لم تميز إلا بعد الوفاة النبويّة.
وقد حدّثت عن عمر، وحفصة، وعائشة، وأم سلمة.
روى عنها سالم ابن زوجها، ونافع مولاه، وعبد اللَّه بن دينار، وموسى بن عقبة.
وذكرها العجليّ وابن حبّان في الثقات.
وأخرج ابن سعد عن خالد بن مخلد، عن عبد اللَّه العمري، عن نافع، عن ابن عمر، أصدق عني عمر صفيّة أربعمائة، وزدت أنا سرّا منه مائتي درهم.
وبسند صحيح عنها أنها سمعت عمر يقرأ في صلاة الفجر سورة الكهف.
قال ابن سعد: ولدت لابن عمر واقدا وأبا بكر وأبا عبيدة وعبد اللَّه، وعمر، وحفصة، وسودة. ثم أخرج بسند جيد عن نافع قال: كانت صفية قد أسنّت فكانت تطوف على راحلة.
وفي الصحيحين أن ابن عمر رجع من حجة الوداع، فقيل له: إن صفية في السياق، فأسرع السير وجمع جمع التأخير ... الحديث. وهذا معناه وكان ذلك في إمارة ابن الزبير.
القسم الثالث
11426- الصهباء بنت ربيعة
بن بحير بن عبد بن علقمة بن الحارث بن عتبة الثعلبية، تكنى أم حبيب.
لها إدراك، وكانت ممن سبى بعين التمر، فأرسل بها خالد بن الوليد إلى أبي بكر الصديق مع بقية السبي، فصارت إلى علي، فأولدها عمر الأكبر ورقية.
القسم الرابع
11427- صفيّة،
غير منسوبة. روى عنها إسحاق بن عبد اللَّه.
11428- صفية،
غير منسوبة.(8/219)
روى عنها مسلم بن صفوان، تقدمتا في
القسم الأول، وذكرنا قول من قال في كل منهما إنها صفية بنت حيي، فأما التي روى عنها مسلم بن صفوان فيغلب على الظنّ أنها صفية بنت حيي، وأما الأخرى فعلى الاحتمال، واللَّه أعلم.
حرف الضاد المعجمة
القسم الأول
11429- ضباعة بنت الزبير
بن عبد المطلب الهاشمية «1» ، بنت عم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، زوج المقداد بن الأسود، فولدت له عبد اللَّه وكريمة.
قال الزّبير: لم يكن للزبير بن عبد المطلب عقب إلا من ضباعة وأختها أم الحكم، وكذا قاله ابن سعد، قال: وأمّها عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم. قتل ابنها عبد اللَّه يوم الجمل مع عائشة، وروت ضباعة عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وعن زوجها المقداد.
روى عنها ابن عبّاس، وعائشة، وبنتها كريمة بنت المقداد، وابن المسيّب، وعروة، والأعرج، وغيرهم.
وحديثها في الاشتراط في الحج عند أبي داود والنسائيّ.
وأخرجه الترمذيّ من حديث ابن عبّاس أنّ ضباعة بنت الزّبير أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقالت: إني أريد الحج أفأشترط؟ قال: «نعم» . قالت: كيف أقول؟ قال: «قولي: لبّيك اللَّهمّ لبيك وتحلّلي من الأرض حيث حسبت» «2» .
قال ابن مندة: مشهور عن عكرمة، ورواه عبد الكريم: حدّثني من سمع ابن عباس يقول: حدثتني ضباعة أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: أمرها أن تشترط في إحرامها «3» ،
قال: ورواه عروة
__________
(1) طبقات ابن سعد 4618، طبقات خليفة 331، المعارف 120، المستدرك 4/ 65، تهذيب الكمال 1687، تاريخ الإسلام 2/ 229، تهذيب التهذيب 12/ 432، خلاصة تذهيب الكمال 493، أسد الغابة ت (7076) ، الاستيعاب ت (3464) .
(2) أخرجه أبو داود في المناسك باب (21) والترمذي (941) والنسائي 5/ 168، والدارميّ 2/ 35 وأبو نعيم في الحلية 9/ 224 والبيهقي 5/ 222 وانظر التلخيص للمصنف 2/ 288.
(3) أخرجه النسائي في السنن 5/ 167 كتاب مناسك الحج باب 59 الاشتراط في الحج حديث رقم 2765.(8/220)
عن عائشة- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أمر ضباعة بالاشتراط «1» ،
رواه الزهريّ وهشام عنه، ثم ساقه من طريق حجاج بن نصر، عن هشام، عن أبي الزبير، عن جابر- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال لضباعة: «حجّي واشترطي» «2» .
ثم ساق من طريق موسى بن خلف، عن قتادة، عن إسحاق بن عبد اللَّه الهاشمي، عن أم عطية، عن أختها ضباعة- أنها رأت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أكل كتفا ثم قام إلى الصّلاة ولم يتوضأ. قال: ورواه همام، عن قتادة، عن إسحاق بن عبد اللَّه، عن جدته أم حكيم، عن أختها ضباعة، وهو أرجح من رواية موسى بن خلف.
وقد اغترّ أبو عمر برواية موسى بن خلف، فترجم لضباعة بنت الحارث الأنصاريّة أخت أم عطية بناء على أن أم عطية هي الأنصاريّة، وقد أشار ابن الأثير إلى أنه وهم في ذلك.
11430- ضباعة بنت عامر
بن قرط بن سلمة بن قشير «3» بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
ذكرها أبو نعيم،
وأخرج من طريق عبد اللَّه بن الأجلح، عن الكلبيّ، أخبرني عبد الرحمن العامريّ، عن أشياخ من قومه، قالوا: أتانا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ونحن بعكاظ، فدعانا إلى نصرته ومنعته، فأجبناه إذ جاء بيحرة»
بن فهراس القشيريّ، فغمز شاكلة ناقة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقمصت به، فألقته، وعندنا يومئذ ضباعة بنت عامر بن قرط، وكانت من النسوة اللاتي أسلمن مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بمكّة- جاءت زائرة بني عمها، فقالت: يا آل عامر، ولا عامر لي، يصنع هذا برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بين أظهركم ولا يمنعه أحد منكم! فقام ثلاثة من بني عمها إلى بيحرة، فأخذ كلّ رجل منهم رجلا فجلد به الأرض، ثم جلس على صدره، ثم علا وجهه لطما، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم:
«اللَّهمّ بارك على هؤلاء» . فأسلموا وقتلوا شهداء.
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 330، والدار الدّارقطنيّ 2/ 235، والنسائي في السنن 5/ 167 كتاب مناسك الحج باب 59 الاشتراط في الحج حديث رقم 2765- امرؤ القيس حامل لواء الشعر إلى النار 2/ 164 أخرجه أحمد في المسند 2/ 228، وابن عساكر 1/ 113، 3/ 111.
(2) أخرجه البخاري 7/ 9 ومسلم في كتاب الحج (104) .
(3) أسد الغابة ت (7077) ، الاستيعاب ت (3465) .
(4) في أبيجر.(8/221)
وهذا مع انقطاعه ضعيف، وقد وجدت لضباعة هذه خبرا آخر، ذكره هشام بن الكلبي في الأنساب عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، قال: كانت ضباعة القشيرية تحت هوذة بن علي الحنفي فمات فورثته من ماله، فخطبها ابن عم لها وخطبها عبد اللَّه بن جدعان، فرغب أبوها في المال فزوّجها من ابن جدعان، ولما حملت إليه تبعها ابن عمها فقال: يا ضباعة، الرجال البخر أحبّ إليك أم الرّجال الذين يطعنون السّور؟ قالت: لا. بل الرّجال الذين يطعنون السّور.
فقدمت على عبد اللَّه بن جدعان، فأقامت عنده، ورغب فيها هشام بن المغيرة، وكان من رجال قريش، فقال لضباعة: أرضيت لجمالك وهيئتك بهذا الشّيخ اللئيم، سليه الطّلاق حتى أتزوّجك، فسألت ابن جدعان الطلاق- فقال: بلغني أنّ هشاما قد رغب فيك، ولست مطلقا حتى تحلفي لي أنك إن تزوجت أن تنحري مائة ناقة سود الحدق بين إساف ونائلة، وأن تغزلي خيطا يمدّ بين أخشبي مكّة، وأن تطوفي بالبيت عريانة.
فقالت: دعني انظر في أمري، فتركها، فأتاها هشام فأخبرته، فقال: أمّا نحر مائة ناقة فهو أهون علي من ناقة أنحرها عنك. وأما الغزل فأنا آمر نساء بني المغيرة يغزلن لك، وأما طوافك بالبيت عريانة فأنا أسأل قريشا أن يخلو لك البيت ساعة، فسليه الطّلاق، فسألته فطلّقها وحلفت له.
فتزوّجها هشام، فولدت له سلمة، فكان من خيار المسلمين، ووفى لها هشام بما قال. قال ابن عبّاس: فأخبرني المطّلب بن أبي وداعة السهمي، وكان لدة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: لما أخلت قريش لضباعة البيت خرجت أنا ومحمد ونحن غلامان، فاستصغرونا فلم نمنع، فنظرنا إليها لما جاءت، فجعلت تخلع ثوبا ثوبا، وهي تقول:
اليوم يبدو بعضه أو كلّه ... فما بدا منه فلا أحلّه
[الرجز] حتى نزعت ثيابها، ثم نشرت شعرها فغطّى بطنها، وظهرها حتى صار في خلخالها، فما استبان من جسدها شيء، وأقبلت تطوف، وهي تقول هذا الشعر.
فلما مات هشام بن المغيرة، وأسلمت هي وهاجرت خطبها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى ابنها سلمة، فقال: يا رسول اللَّه، ما عنك مدفع، فأستأمرها؟ قال: «نعم» .
فأتاها، فقالت: إنا للَّه! أفي رسول اللَّه تستأمرني؟ أنا أسعى لأن أحشر في أزواجه، ارجع إليه فقل له: نعم قبل أن يبدو له، فرجع سلمة فقال له، فسكت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم(8/222)
ولم يقل شيئا، وكان قد قيل له بعد أن ولّى سلمة: إنّ ضباعة ليست كما عهدت، قد كثرت غضون وجهها، وسقطت أسنانها من فمها.
وذكر ابن سعد بعض هذا في ترجمتها عن هشام بن الكلبيّ، وعنه بهذا السّند: كانت ضباعة من أجمل نساء العرب، وأعظمهنّ خلقة، وكانت إذا جلست أخذت من الأرض شيئا كثيرا، وكانت تغطّي جسدها بشعرها.
11431- ضباعة بنت عمرو
بن محصن بن عمرو بن عتيك الأنصاريّة، من بني النّجّار.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمّها عمرة بنت هزّال بن عمرو بن قربوس، وكان زوجها عبيد بن عمير بن وهب.
11432
- ضبيعة «1» بنت حذيم السّهمية:
والدة عبد اللَّه بن حذافة.
في الصّحيح ما يدلّ على صحبتها، ففي كتاب الفضائل من صحيح مسلم أنها قالت لولدها منكرة عليه حيث قال: من أبي؟ قالت: أبوك حذافة لو أن أمّك تدنّست بشيء من أمر الجاهليّة ... الحديث.
11433- ضمرة:
زوج أبي قيس بن الأسلت.
ذكرها الطّبريّ فيمن نزلت فيه: وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ [النساء:
22] .
11434- الضيزنة «2»
بنت أبي قيس «3» : أسلمت وهاجرت، وقد تقدّم ذكرها في الشّفاء بنت عوف.
القسم الثاني والقسم الثالث
لم يذكر فيهما أحد.
القسم الرابع
11435- ضباعة بنت الحارث الأنصارية «4»
: أخت أم عطيّة.
__________
(1) في أضعيفة.
(2) في أالضرية.
(3) الاستيعاب ت (3466) .
(4) أسد الغابة ت (7075) ، الاستيعاب ت (3463) ، أعلام النساء ج 2/ 353، الدر المنثور 275، تجريد أسماء الصحابة 2/ 283.(8/223)
ذكرها أبو عمر بالحديث الّذي قدمت ذكره في الأول في ترجمة ضباعة بنت الزبير.
11436- الضّحاك بنت مسعود:
أخت حويصة «1» .
ذكرها ابن مندة فوهم، وتعقبه أبو نعيم بأنها أم الضّحاك كما ستأتي على الصّواب في الكنى.
حرف الطاء المهملة
القسم الأول
11437- الطّاهرة بنت خويلد:
أخت خديجة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
ذكرها الزّبير بن بكّار.
11438- طرية:
مولاة حسان بن ثابت «2» .
تقدم ذكرها في سيرين في السّين المهملة.
11439- طعيمة:
لها ذكر، وليس لها حديث، ذكرها ابن مندة هكذا.
11440- طيبة أم أبي موسى الأشعري:
تأتي في الظاء المعجمة.
11441- طيبة بنت النعمان:
تأتي في الظاء المعجمة.
القسم الثاني
خال.
القسم الثالث
11442- طليحة بنت عبد اللَّه «3»
. ذكر أبو عمر، عن الليث، عن الزّهري- أنها كانت عند رشيد الثقفيّ فطلّقها فنكحت في عدتها.
قلت: وهذه لها إدراك.
11443- طفية:
بمهملة وفاء ساكنة، بنت وهب أم أبي موسى الأشعريّ «4» . ذكرها
__________
(1) أسد الغابة ت (7078) .
(2) أسد الغابة ت (7079) .
(3) أسد الغابة ت (7082) ، الاستيعاب ت (3467) .
(4) أسد الغابة ت (7081) .(8/224)
الطّبرانيّ، وقال: أسلمت وماتت بالمدينة. وذكر المستغفريّ عن ابن قتيبة أنه قال: أسلمت وهاجرت، والّذي ذكره هشام بن الكلبيّ، وأبو أحمد العسكريّ- أنها ظبية، بمعجمة ثم موحدة، كما ستأتي قريبا.
11444- طعيمة بنت جر «1»
. استدركها في «التّجريد» ، وهي التي تقدمت في طعيمة بالتصغير بنت جريج، فسقط بعض اسم والدها.
حرف الظاء المشالة
القسم الأول
11445- ظبية بنت البراء
بن معرور «2» ، امرأة أبي قتادة الأنصاريّ.
روى حديثها مصعب بن ثابت بن عبد اللَّه بن أبي قتادة عن جدّه، عن أبي قتادة- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال لظبية بنت البراء بن معرور امرأة أبي قتادة: ليس عليكنّ جمعة ولا جهاد. فقالت: علّمني يا رسول اللَّه تسبيح الجهاد. فقال: «قولي سبحان اللَّه، ولا إله إلّا اللَّه، واللَّه أكبر، وللَّه الحمد» «3» .
11446- ظبية بنت النعمان
بن ثابت بن أبي الأفلح.
تقدم ذكرها في عمتها جميلة بنت ثابت.
11447- ظبية بنت وهب:
من بني عكّ «4» .
أسلمت وماتت بالمدينة، قاله هشام بن الكلبيّ. وقال أبو أحمد العسكريّ: هي أم أبي موسى الأشعريّ.
قلت: الّذي قاله العسكري صرّح به ابن الكلبيّ أيضا في أول نسب الأشعريّين في الجمهرة لما ذكر أبو موسى الأشعريّ، وبذلك جزم الواقديّ.
__________
(1) بقي بن مخلد 995، أسد الغابة ت (7080) .
(2) أسد الغابة ت (7083) ، الاستيعاب ت (3468) .
(3) أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 547- 548 عن صفية بنت حيي وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافق الذهبي وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 95 عن ابن أمامه قال سألت أم هانئ ... قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه فضال بن جبير وهو ضعيف وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 2054، 3717.
(4) أسد الغابة ت (7084) .(8/225)
11448- ظمياء بنت أشرس التميمية:
من بني بهدلة بن عوف بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
صحابية وقع ذكرها في حديث طويل أخرجه الفاكهيّ في كتاب مكّة، قال: حدّثني محمد بن إسماعيل بن أبي رزين، حدّثنا حجاج بن محمد، عن حفص بن عبد الرحمن الأموي، قال: زعموا أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما نزل المدينة وأسلموا جعلوا يأتونه من مياههم ومنازلهم، فبعث بنو سعد بن زيد مناة بن تميم امرأة من بني بهدلة بن عوف يقال لها ظمياء بنت أشرس في ماء بالدّور، وكانت عبد القيس قد ادّعته في الجاهليّة حتى كان بينهم قتال، وبعثت عبد القيس وافدا لهم أحد بني الحارث، فسار حتى نزل ماء بالجرف، فوجد عليه امرأة قد قطع بها وهي وافدة بني سعد، فسألها العبديّ: ما بالها؟ فقالت: أردت هذا النبيّ النازل يثرب، فقطع بي دونه، فتذمّم الرّجل منها وقال: إن معنا فضلا، فحمل حملها ولم يسألها عما جاءت به حتى دفعا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فتقدمت المرأة فقالت: يا رسول اللَّه، بعثني إليك بنو بهدلة بن عوف، فذكر مثل القصّة التي وقعت لأبي الحارث بن حسّان مع المرأة، وقالت: إن تمكّن عبد القيس من الدّور تهلك مضر، فقال العبديّ: أعوذ باللَّه أن أكون كوافد عاد، فذكر القصّة بطولها.
القسم الثاني والقسم الثالث والقسم الرابع
لم يذكر فيها أحد.
حرف العين المهملة
القسم الأول
11449- عاتكة بنت أبي أزيهر بن أنيس
بن الحمق بن مالك الدّوسيّ.
قتل أبوها ببدر كافرا، ثم تزوّجها أبو سفيان بن حرب، فهي والدة ولديه: محمّد، وعنبسة.
11450- عاتكة بنت أسيد
بن أبي العيص «1» بن أمية الأمويّة، أخت عتاب بن أسيد أمير مكّة.
قال ابن إسحاق: أسلمت يوم الفتح، وقال أبو عمر: لها صحبة، ولا أعلمها روت شيئا. وذكر الزّبير بن بكّار في كتاب «النّسب» عن محمد بن سلام، قال: أرسل عمر بن
__________
(1) أسد الغابة ت (7085) ، الاستيعاب ت (3469) .(8/226)
الخطّاب إلى الشفاء بنت عبد اللَّه العدويّة أن اغدي عليّ، قالت: فغدوت عليه، فوجدت عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص ببابه، فدخلنا فتحدّثنا ساعة، فدعا بنمط فأعطاها إياه، ودعا بنمط دونه فأعطانيه، قالت: فقالت: يا عمر، أنا قبلها إسلاما، وأنا بنت عمّك دونها، وأرسلت إليّ وأتت من قبل نفسها! قال: ما كنت رفعت ذلك إلا لك، فلما اجتمعتما تذكّرت أنها أقرب إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم منك.
11451- عاتكة بنت خالد الخزاعيّة:
أم معبد، هي بكنيتها أشهر «1» ، وستأتي في الكنى.
11452- عاتكة بنت زيد
بن عمرو بن نفيل العدويّة «2» ، أخت سعيد بن زيد، أحد العشرة.
تقدم نسبها في ترجمة والدها. وأمها أم كريز بنت عبد اللَّه بن عمار بن مالك الحضرميّة.
أخرج أبو نعيم من حديث عائشة أنّ عاتكة كانت زوج عبد اللَّه بن أبي بكر الصّديق.
وقال أبو عمر: كانت من المهاجرات، تزوجها عبد اللَّه بن أبي بكر الصّديق، وكانت حسناء جميلة فأولع بها، وشغلته عن مغازيه، فأمره أبوه بطلاقها فقال:
يقولون طلّقها وخيّم مكانها ... مقيما تمنّي النّفس أحلام نائم
وإنّ فراقي أهل بيت جمعتهم ... على كثرة منّي لإحدى العظائم «3»
[الطويل] ثم عزم عليه أبوه حتى طلقها، فتبعتها نفسه، فسمعه أبوه يوما يقول:
ولم أر مثلي طلّق اليوم مثلها ... ولا مثلها من غير جرم تطلّق «4»
[الطويل] فرقّ له أبوه، وأذن له فارتجعها ثم لما كان حصار الطّائف أصابه سهم، فكان فيه هلاكه، فمات بالمدينة، فرثته بأبيات منها:
__________
(1) أسد الغابة ت (7086) ، الاستيعاب ت (3470) .
(2) أسد الغابة ت (7087) ، الاستيعاب ت (3471) ، الثقات 2/ 324، أعلام النساء 3/ 201، الدر المنثور. 320، تجريد أسماء الصحابة 2/ 285، التاريخ الصغير 1/ 37.
(3) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (7087) ، الاستيعاب ترجمة رقم (3471) .
(4) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (7087) ، الاستيعاب ترجمة رقم (3471) .(8/227)
فآليت لا تنفكّ عيني حزينة ... عليك ولا ينفكّ جلدي أغبرا «1»
[الطويل] ثم تزوّجها زيد بن الخطّاب على ما قيل، فاستشهد باليمامة، ثم تزوجها عمر فجرت لها قصة مع عليّ في تذكيرها بقولها: فآليت لا تنفكّ عيني حزينة ثم استشهد عمر فرثته بالأبيات المشهورة.
وأخرج ابن سعد بسند حسن، عن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب: كانت عاتكة تحبّ عبد اللَّه بن أبي بكر، فجعل لها طائفة من ماله على ألا تتزوج بعده، ومات، فأرسل عمر إلى عاتكة أن قد حرّمت ما أحلّ اللَّه لك، فردّي إلى أهله المال الّذي أخذته، ففعلت، فخطبها عمر فنكحها. ويقال: إن ما أحلّ اللَّه لك، فردّي إلى أهله المال الّذي أخذته، ففعلت، فخطبها عمر فنكحها. ويقال: إن عليّا خطبها، فقالت: إني لأضنّ بك من القتل. ويقال:
إن عبد اللَّه بن الزّبير صالحها على ميراثها من الزبير بثمانين ألفا.
وذكر أبو عمر في «التّمهيد» أنّ عمر لما خطبها شرطت عليه ألّا يضربها ولا يمنعها من الحقّ ولا من الصّلاة في المسجد النبويّ، ثم شرطت ذلك على الزّبير فتحيّل عليها أن كمن لها لما خرجت إلى صلاة العشاء، فلما مرّت به ضرب على عجيزتها، فلما رجعت قالت:
إنا للَّه! فسد النّاس! فلم تخرج بعد.
قلت: أخرج ابن مندة، من طريق أبي الزّناد، عن موسى بن عقبة، عن سالم- أن عاتكة بنت زيد كانت تحت عمر، فكانت تكثر الاختلاف إلى المسجد النبويّ، وكان عمر يكره ذلك، فقيل لها في ذلك، فقالت: ما كنت بتاركته إلا أن يمنعني، فكأنه كره أن يمنعها. فتزوّجها رجل بعد عمر فكان يمنعها. قلت لسالم: من هو؟ قال: الزّبير بن العوّام.
11453- عاتكة بنت أبي سفيان
بن الحارث بن عبد المطلب الهاشميّة.
كانت زوج معتّب بن أبي لهب، فولدت له خالدة، فتزوّجها عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب الملقب بببّة- ذكرها الزّبير بن بكّار.
وذكر ابن سعد في ترجمة أم عمرو بنت المقوّم بن عبد المطّلب- أنّ أبا سفيان بن الحارث تزوّجها، فولدت له عاتكة.
11454- عاتكة بنت أبي الصّلت الثقفية:
أخت أميّة.
ذكرها السّهيلي في مبهمات القرآن في أواخر تفسير سورة الأعراف.
__________
(1) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (7087) ، الاستيعاب ترجمة رقم (3471) .(8/228)
11455- عاتكة بنت عبد المطلب
بن هاشم «1» ، عمّة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. كانت زوج أبي أميّة بن المغيرة والد أم سلمة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ورزقت منه عبد اللَّه وقريبة وغيرهما.
قال أبو عمر: اختلف في إسلامها، والأكثر يأبون ذلك. وفي ترجمة أروي: ذكرها العقيليّ في الصّحابة، وكذلك ذكر عاتكة.
وأما ابن إسحاق فذكر أنه لم يسلم من عمّاته صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلا صفيّة.
وذكرها ابن فتحون في ذيل الاستيعاب، واستدلّ على إسلامها بشعر لها تمدح فيه النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وتصفه بالنّبوّة.
وقال الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» : لها شعر تذكر فيه تصديقها، ولا رواية لها. وقال ابن مندة- بعد ذكرها في الصّحابة. روت عنها أم كلثوم بنت عقبة، ثم ساق من طريق محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، عن الزّهري، عن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف، عن أم كلثوم بنت عقبة، عن عاتكة بنت عبد المطّلب- قصّة المنام الّذي رأته في وقعة بدر مختصرا، وقد أورده ابن إسحاق في السّيرة النّبوية من رواية يونس بن بكير عنه، قال: حدّثني حسين بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن عبّاس، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، ويزيد بن رومان بن عروة، قالا: رأت عاتكة بنت عبد المطّلب فيما يرى النائم قبل مقدم ضمضم بن عمرو بخبر أبي سفيان بثلاث ليال، قالت: رأيت رجلا أقبل على بعير له فوقف بالأبطح، فقال: انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث، فذكرت المنام، وفيه: ثم أخذ صخرة فأرسلها من رأس الجبل فأقبلت تهوي حتى ارفضّت، فما بقيت دار ولا بنية إلا دخل فيها بعضها.
وفي هذه القصّة إنكار أبي جهل على العباس قوله: متى حدثت فيكم هذه النّبيّة وإرادة العبّاس أن يشاتمه، واشتغال أبي جهل عنه لمجيء ضمضم بن عمرو يستنفر قريشا لصدّ المسلمين عن غيرهم التي كانت صحبة أبي سفيان، فتجهزوا وخرجوا إلى بدر، فصدّق اللَّه رؤيا عاتكة.
وذكر الزّبير بن بكّار أنها شقيقة أبي طالب وعبد اللَّه. وقال ابن سعد: أسلمت عاتكة بمكّة، وهاجرت إلى المدينة، وهي صاحبة الرؤيا المشهورة في قصة بدر.
__________
(1) طبقات ابن سعد 8/ 43، طبقات خليفة 331، المعارف 118، أسد الغابة ت (7088) ، الاستيعاب ت (3472) .(8/229)
11456- عاتكة بنت عوف:
أخت عبد الرّحمن «1» ، أحد العشرة.
تقدم نسبها في ترجمة أخيها «2» . قال ابن سعد: أختها الشّفاء بنت عوف بن عبد الحارث بن زهرة. تزوجها مخرمة بن نوفل، فولدت له المسور وصفوان الأكبر، والصّلت الأكبر، وأم صفوان.
وأسلمت عاتكة بنت عوف وأختها الشفاء بنت عوف، وبايعتا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. قال أبو عمر: كانت هي وأختها الشفاء من المهاجرات: كذا قال. وتقدم بيانها في حرف الشّين المعجمة.
11457- عاتكة بنت نعيم الأنصارية «3»
. قال أبو عمر: حديثها عن أبي لهيعة، عن أبي الأسود، عن حميد بن نافع، عن زينب بنت أبي سلمة، عن عاتكة بنت نعيم أخت عبد اللَّه بن نعيم- أنها جاءت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقالت: إنّ ابنتها توفّي زوجها فحدّت عليه، فرمدت رمدا شديدا، وخشيت على بصرها أفتكتحل؟ قال: «لا، إنّما هي أربعة أشهر وعشر. فقد كانت المرأة منكنّ تحدّ سنة ثمّ تخرج فترمي بالبعرة على رأس الحول» .
قلت: وصله [ ... ] ابن مندة، من طريق عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة مثله، لكن أدخل بين زينب بنت أبي سلمة وعاتكة أم سلمة، ولم ينسب عاتكة أنصارية.
ونسبها أبو نعيم عدويّة، وهو الصّواب، وأخرجه الطّبراني من وجه آخر عن ابن لهيعة، فذكر بدل حميد بن نافع القاسم بن محمّد، وأشار أبو نعيم إلى تصويبه، ووقع في سياقه عن أم سلمة أنّ بنت نعيم بن عبد اللَّه العدويّ أتت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ...
فذكر الحديث.
11458- عاتكة بنت الوليد بن المغيرة المخزوميّة:
أخت خالد بن الوليد «4» .
كانت زوج صفوان بن أمية، ذكرها المستغفريّ في الصّحابة، وأسند عن محمد بن ثور، عن ابن جريج، قال: جاء الإسلام وعند أبي سفيان بن حرب ستّ نسوة، وعند صفوان بن أمية ست: أم وهب بنت أبي أمية بن القيس بن العياطلة، وفاختة «5» بنت الأسود بن
__________
(1) أسد الغابة ت (7089) ، الثقات ص 3/ 325، تجريد أسماء الصحابة ص 2/ 285، الاستيعاب ت (3473) .
(2) في أأختها.
(3) أسد الغابة ت (7090) ، الاستيعاب ت (3474) .
(4) أسد الغابة ت (7091) .
(5) في أ: وناجية.(8/230)
المطّلب، وأميمة بنت أبي سفيان بن حرب، وعاتكة بنت المغيرة، وبرزة بنت مسعود بن عمرو، وبنت ملاعب الأسنّة عامر بن مالك، فطلّق أم وهب وكانت قد أسنّت، وفرّق الإسلام بينه وبين فاختة بنت الأسود، وكان أبوه تزوّجها فخلف هو عليها، ثم طلق عاتكة في خلافة عمر بن الخطاب.
11459- عاصية:
مرت في جميلة، في الجيم.
11460- العالية بنت ظبيان
بن عمرو بن عوف بن عبد بن أبي بكر «1» بن كلاب الكلابيّة.
تزوّجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكانت عنده ما شاء اللَّه، ثم طلّقها، كذا قاله أبو عمر، فمقتضاه أن تكون ممّن دخل بهن.
وقال ابن مندة لما ذكر الأزواج: وطلق العالية بنت ظبيان، وبلغنا أنها تزوّجت قبل أن يحرّم اللَّه النّساء، فنكحت ابن عم لها من قومها، وولدت فيهم.
قلت: وهذا أخرجه عبد الرّزّاق في تفسيره، عن معمر، عن الزهري- أن العالية بنت ظبيان التي طلقها وتزوّجت وكان يقال لها أم المساكين، فتزوّجت قبل أن يحرم على الناس نكاح أزواج النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وأخرجه أبو نعيم، من طريق الليث، عن عقيل، عن الزّهري نحوه دون قوله: وكان يقال لها أم المساكين.
ومن طريق معمر، عن يحيى بن أبي كثير قال: نكح رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم امرأة من بني ربيعة يقال لها العالية بنت ظبيان وطلّقها حين أدخلت عليه.
11461- عائشة بنت أبي بكر الصّديق «2»
. تقدم نسبها في ترجمة والدها عبد اللَّه بن عثمان رضي اللَّه تعالى عنهم. وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية، ولدت بعد المبعث بأربع سنين أو خمس، فقد ثبت في
__________
(1) أسد الغابة ت (7092) ، الاستيعاب ت (3475) .
(2) أسد الغابة ت (7093) ، الاستيعاب ت (3476) ، مسند أحمد 6/ 29، طبقات ابن سعد 8/ 58، التاريخ لابن معين 73، طبقات خليفة 333، تاريخ خليفة 225، المعارف 134، تاريخ الفسوي 3/ 268، المستدرك 4/ 4- 14، حلية الأولياء 2/ 43، جامع الأصول 9/ 132، تهذيب الكمال 1688، تاريخ الإسلام 2/ 294، البداية والنهاية 8/ 91، مجمع الزوائد 9/ 225، تهذيب التهذيب 12/ 433، خلاصة تذهيب الكمال 493، كنز العمال 13/ 693، شذرات الذهب 1/ 9.(8/231)
الصّحيح أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تزوجها وهي بنت ست، وقيل سبع، ويجمع بأنها كانت أكملت السّادسة ودخلت في السّابعة، ودخل بها وهي بنت تسع، وكان دخوله بها في شوال في السنة الأولى كما أخرجه ابن سعد عن الواقديّ، عن أبي الرّجال، عن أبيه، عن أمه «1» عمرة عنها، قالت: أعرس بي على رأس ثمانية أشهر. وقيل في السّنة الثّانية من الهجرة. وقال الزّبير بن بكّار: تزوجها بعد موت خديجة، قبل الهجرة «2» بثلاث سنين. قال أبو عمر: كانت تذكر لجبير بن مطعم وتسمّى له.
قلت: أخرجه ابن سعد من حديث ابن عباس بسند فيه الكلبيّ، وأخرجه أيضا عن ابن نمير عن الأجلح عن ابن أبي مليكة، قال: قال أبو بكر: كنت أعطيتها مطعما لابنه جبير، فدعني حتى أسألها منهم فاستلبثها. وفي الصحيح، من رواية أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، قالت: تزوّجني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأنا بنت ست سنين، وبني بي وأنا بنت تسع، وقبض وأنا بنت ثمان عشرة سنة.
وأخرج ابن أبي عاصم، من طريق يحيى القطان، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة، قالت: لما توفيت خديجة قالت خولة بنت حكيم بن الأوقص امرأة عثمان بن مظعون، وذلك بمكة: أي رسول اللَّه، ألا تزوج؟ قال:
«من» ؟ قالت: «إن شئت بكرا وإن شئت ثيّبا» . قال: «فمن البكر» ؟ قالت: بنت أحب خلق اللَّه إليك: عائشة بنت أبي بكر. قال: «ومن الثيّب» ؟ قالت: سودة بنت زمعة، آمنت بك واتبعتك. قال: «فاذهبي فاذكريهما عليّ» ، فجاءت فدخلت بيت أبي بكر، فوجدت أم رومان، فقالت: ما أدخل اللَّه عليكم من الخير والبركة! قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أخطب عليه عائشة: قالت: وددت، انتظري أبا بكر.
فجاء أبو بكر فذكرت له، فقال: وهل تصلح له وهي بنت أخيه؟ فرجعت، فذكرت ذلك للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. قال: قولي له: «أنت أخي في الإسلام وابنتك تحلّ لي» .
فجاء فأنكحه، وهي يومئذ بنت ست سنين، ثم ذكر قصّة سودة.
وفي «الصّحيح» أيضا لم ينكح بكرا غيرها، وهو متفق عليه بين أهل النقل، وكانت تكنى أم عبد اللَّه، فقيل: إنها ولدت من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ولدا فمات طفلا، ولم يثبت هذا. وقيل كناها بابن أختها عبد اللَّه بن الزبير، وهذا الثاني ورد عنها من طرق منها عند ابن سعد، عن يزيد بن هارون، عن حماد، عن هشام بن عروة، عن عباد بن حمزة، عن
__________
(1) في أ: وعن.
(2) سقط في ط.(8/232)
عائشة. قال الشعبي: كان مسروق إذا حدّث عن عائشة قال: حدثتني الصادقة ابنة الصّديق حبيبة حبيب اللَّه.
وقال أبو الضّحى، عن مسروق: رأيت مشيخة أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الأكابر يسألونها عن الفرائض. وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأيا في العامة.
وقال هشام بن عروة، عن أبيه: ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة. وقال أبو بردة بن أبي موسى، عن أبيه: ما أشكل علينا أمر فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها فيه علما. وقال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل. وأسند الزبير بن بكار عن أبي الزناد، قال: ما رأيت أحدا أروى لشعر من عروة، فقيل له: ما أرواك! فقال: ما روايتي في رواية عائشة؟ ما كان ينزل بها شيء إلا أنشدت فيه شعرا.
وفي الصّحيح عن أبي موسى الأشعريّ- مرفوعا: «فضل عائشة على النّساء كفضل الثّريد على سائر الطّعام» «1» .
وفي الصّحيح، من طريق حماد، عن هشام بن عروة، عن أبيه: كان النّاس يتحرّون بهداياهم يوم عائشة. قالت: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة ... فذكر الحديث، وفيه: فقال في الثالثة: «لا تؤذوني في عائشة، فإنّه واللَّه ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكنّ غيرها» «2» .
وأخرج التّرمذيّ من طريق الثّوريّ، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن غالب- أن رجلا نال من عائشة عند عمار بن ياسر، فقال: اعزب مقبوحا، أتؤذي محبوبة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وأخرجه ابن سعد من وجه آخر عن، أبي إسحاق، عن حميد بن عريب نحوه، وقال:
__________
(1) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 200، 5/ 36، 7/ 97، 98 ومسلم في الصحيح 4/ 1895 عن أنس كتاب فضائل الصحابة باب (13) فضل عائشة رضي اللَّه عنها حديث رقم (89/ 2446) والترمذي في السنن 5/ 664 كتاب المناقب باب 63 فضل عائشة رضي اللَّه عنها حديث رقم 3887 قال أبو عيسى الترمذي حديث حسن والنسائي في السنن 7/ 68 كتاب عشرة النساء باب (3) حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض حديث رقم 3948، وأحمد في المسند 3/ 264، 6/ 159، والدارميّ في السنن 2/ 106، الحاكم في المستدرك 3/ 587 والطبراني في الكبير 19/ 28 وأبو نعيم في الحلية 9/ 25، والهيثمي من الزوائد 9/ 246، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34386.
(2) أورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 5/ 354.(8/233)
مقبوحا منبوحا، وزاد أنها لزوجته في الجنة.
وعن مرسل مسلم البطين قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «عائشة زوجتي في الجنّة» «1» .
ومن طريق أبي محمد مولى الغفاريين أن عائشة قالت: يا رسول اللَّه، من أزواجك في الجنة؟ قال: «أنت منهنّ» .
ومن طريق أبي إسحاق عن سفيان بن سعد، قال: زاد عمر عائشة على أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ألفين وقال: «إنّها حبيبة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم» .
وفي صحيح البخاري من طريق ابن عون، عن القاسم بن محمد- أن عائشة اشتكت فجاء ابن عباس فقال: يا أم المؤمنين، تقدميني على فرط صدق ... الحديث.
وقال ابن سعد: أخبرنا هشام- هو ابن عبد الملك الطيالسي، حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن عائشة، قالت: أعطيت خلالا ما أعطيتها امرأة: ملكني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأنا بنت سبع، وأتاه الملك بصورتي في كفه لينظر إليها، وبني بي لتسع، ورأيت جبرائيل، وكنت أحبّ نسائه إليه، ومرضته فقبض ولم يشهده غيري- والملائكة.
وأورد من وجه آخر فيه عيسى بن ميمون وهو واه، قالت عائشة: فضلت بعشر ...
فذكرت مجيء جبريل بصورتها، قالت: ولم ينكح بكرا غيري ولا امرأة أبواها مهاجران غيري، وأنزل اللَّه براءتي من السماء، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي، وكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد، وكان يصلّى وأنا معترضة بين يديه، وقبض بين سحري وبحري في بيتي وفي ليلتي، ودفن في بيتي.
وأخرج ابن سعد من طريق أم درة، قالت: أتيت عائشة بمائة ألف ففرقتها وهي يومئذ صائمة، فقلت لها: أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه؟ فقالت:
لو كنت أذكرتني لفعلت.
روت عائشة عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الكثير الطيب، وروت أيضا عن أبيها، وعن عمر، وفاطمة، وسعد بن أبي وقاص، وأسيد بن حضير، وجذامة بنت وهب، وحمزة بنت عمرو.
__________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه 5/ 6، 209 ومسلم في الصحيح 4/ 1894 كتاب فضائل الصحابة باب فضل عائشة رضي اللَّه عنها (13) حديث رقم (91/ 2447) وابن أبي شيبة في المصنف 12/ 128، الدارميّ في السنن 1/ 167 والطبراني في الكبير 6/ 370، وأحمد في المسند 4/ 203 وابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 45، والسيوطي في الدر المنثور 5/ 37.(8/234)
وروى عنها من الصحابة: عمر، وابنه عبد اللَّه، وأبو هريرة، وأبو موسى، وزيد بن خالد، وابن عباس، وربيعة بن عمرو الجرشي، والسائب بن يزيد، وصفية بنت شيبة، وعبد اللَّه بن عامر بن ربيعة، وعبد اللَّه بن الحارث بن نوفل، وغيرهم.
ومن آل بيتها: أختها أم كلثوم، وأخوها من الرضاعة عوف بن الحارث، وابن أخيها القاسم، وعبد اللَّه بن محمد بن أبي بكر، وبنت أخيها الآخر حفصة، وأسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، وحفيده عبد اللَّه بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن، وابنا أختها: عبد اللَّه، وعروة ابنا الزبير بن العوام من أسماء بنت أبي بكر، وحفيدا أسماء عباد، وحبيب، ولدا عبد اللَّه بن الزبير، وحفيد عبد اللَّه عباد بن حمزة بن عبد اللَّه بن الزبير، وبنت أختها عائشة بنت طلحة من أم كلثوم بنت أبي بكر، ومواليها: أبو عمر، وذكوان، وأبو يونس، وابن فروخ.
ومن كبار التابعين: سعيد بن المسيب، وعمرو بن ميمون، وعلقمة بن قيس، ومسروق، وعبد اللَّه بن حكيم، والأسود بن يزيد، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وأبو وائل، وآخرون كثيرون.
ماتت سنة ثمان وخمسين في ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من رمضان عند الأكثر وقيل سنة سبع، ذكره علي بن المدينيّ، عن ابن عيينة، عن هشام بن عروة، ودفنت بالبقيع.
11462- عائشة بنت جرير
بن عمرو»
بن رزاح الأنصارية، من بني سلمة.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال: كانت زوج «2» أبي المنذر يزيد بن عامر بن حديدة.
11463- عائشة بنت سعد
بن أبي وقاص الزهرية.
تقدم نسبها في ترجمة والدها، ثبت
في الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص أنه قال للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما عاده وهو مريض بمكة في عام الفتح أو في حجة الوداع:
«ولا يرثني إلّا ابنة لي» .
فقال النووي في المبهمات: اسمها عائشة، وتعقبه في التجريد بأن عائشة بنت سعد تابعية تأخّرت حتى لقيها مالك. وهو تعقب غير مرض، فإن عائشة التي ذكرها سعد هي الكبرى، وأما التي أدركها مالك فهي الصغرى، ولا يدرك مالك ولا أحد من أهل العلم طبقة عائشة بنت سعد الكبرى، والصغرى إنما ولدت بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بدهر، ولا ترجموها بأنها أدركت شيئا من أمهات المؤمنين.
__________
(1) أسد الغابة ت (7094) .
(2) في أ: وقيل: وكانت زوج.(8/235)
11464- عائشة بنت أبي سفيان
بن الحارث بن زيد الأنصارية «1» ، من بني عبد الأشهل.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11465- عائشة بنت شيبة
بن ربيعة بن عبد شمس.
قتل أبوها ببدر، ولها ذكر، وهي مولاة أبي الزناد الفقيه المدنيّ.
11466- عائشة بنت عبد الرحمن
بن عتيك النضرية «2» .
تقدم ذكرها في ترجمة زوجها رفاعة، قاله أبو موسى.
11467- عائشة بنت عمير
بن الحارث بن ثعلبة الأنصارية «3» ، من بني حزام.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11468- عائشة بنت قدامة
بن مظعون القرشية الجمحية «4» .
تقدم نسبها في ترجمة عمها عثمان بن مظعون، قال أبو عمر: من المبايعات، تعد من أهل المدينة.
قلت: إنما هي مكية، والبيعة المذكورة كانت بمكة.
وقد روى حديثها أحمد، من طريق عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب، حدثني أبي عن أمه عائشة بنت قدامة، قالت: كنت مع أمي رائطة بنت سفيان والنبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يبايع النساء يقول: «أبايعكنّ على ألّا تشركن باللَّه شيئا ... » «5» الحديث. وفيه: «ولا تعصينني في معروف» . فأطرقن، فقال: «قلن نعم فيما استطعتنّ» ، فكنّ يقلن وأقول معهن وأمي تلقّنني، فكنت أقول كما يقلن.
__________
(1) أسد الغابة ت (7096) .
(2) أسد الغابة ت (7097) .
(3) أسد الغابة ت (7099) .
(4) أسد الغابة ت (7100) ، الاستيعاب ت (3478) ، الثقات 3/ 323، أعلام النساء ج 3/ 185، تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 286، التاريخ الصغير ج 1/ 175، تلقيح فهوم أهل الأثر 376 بقي بن مخلد 544، تعجيل النفقة ص 558.
(5) أخرجه أحمد في المسند 6/ 365 عن رائطة بنت سفيان الخزاعية قال الهيثمي في الزوائد 6/ 41 رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال أبايعكن على أن لا تشركن وقال: قلن نعم فيما استطعنا قلن نعم فيما استطعنا، وفيه عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم وهو ضعيف وأورده المتقي الهندي في كنز العمال من حديث رقم 473.(8/236)
ورويناه بعلو في المعرفة لابن مندة من وجه آخر، عن عبد الرحمن بن عثمان، وقال:
فيه: مع أبي رائطة بنت سفيان امرأة من خزاعة.
وأخرج أبو نعيم من وجه آخر بهذا السند حديثين عن عائشة بنت قدامة تقول في كل منهما: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول، وهو يردّ على ابن سعد في ذكره لها فيمن لم يرو عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ووقع عنده أمها فاطمة بنت سفيان، ولعله من النسخة. والصواب رائطة بنت سفيان بن الحارث بن أمية بن الفضل بن منقذ خزاعية، قال: وتزوج عائشة إبراهيم بن محمد بن حاطب فولدت له.
11469- عائشة بنت معاوية
بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية والدة عبد الملك بن مروان.
قتل أبوها يوم أحد كافرا، وأمها فاطمة بنت عامر الجمحيّ.
قال ابن إسحاق: لما توجه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بمن معه بعد وقعة أحد إلى حمراء الأسد خشية من رجوع أبي سفيان ومن معه إليهم وجد هناك أبا عزة الجمحيّ ومعاوية بن المغيرة المذكور، فأمر عاصم بن ثابت بقتل أبي عزة، واستأمن عثمان بن عفان لمعاوية، فشرط ألا يوجد بعد ثلاث، فبعث النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعد ذلك زيد بن حارثة، وعمار بن ياسر، فقال: لهما ستجدانه بمكان كذا قتيلا.
قلت: فأدركت عائشة هذه من حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نحو سبع سنين.
وقد تقدم أنه لم يبق بمكة في حجة الوداع أحد من قريش إلا أسلم وشهدها.
11470- عبادة بنت أبي نائلة
بن سلامة بن وقش الأنصارية «1» .
تقدم نسبها في ترجمة والدها، وذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11471- عتبة بنت زرارة
بن عدس الأنصارية «2» .
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11472- عجلة بنت عجلان الليثية:
من بني ليث بن سعد بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، والدة ركانة بن عبد يزيد وإخوته، وهي التي طلقها أبو ركانة وردّها النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إليه. تقدم ذكر ذلك في عبد يزيد.
__________
(1) أسد الغابة ت (7101) .
(2) أسد الغابة ت (7102) .(8/237)
11473- العجماء الأنصارية:
خالة أبي أمامة بن سهل بن حنيف «1» .
روى أبو أمامة عن خالته العجماء، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «الشّيخ والشّيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة بما قضيا من اللّذّة» «2» .
أخرجه الطبراني وابن مندة.
11474- عدية بنت سعد
بن خليفة بن أشرف الأنصارية «3» ، من بني الحارث بن الخزرج بن ساعدة.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11475- عزة بنت الحارث الهلالية «4» :
أخت ميمونة.
ذكرها أبو عمر مختصرا، وقال: لم أر من ذكرها في الصحابة.
قلت: بل ذكرها ابن سعد في الغرائب من النساء الصحابيات مع أخواتها لأمها، وزعم أنها أخت ميمونة أم المؤمنين، وأنها تزوّجت عبد اللَّه بن مالك بن الهزم، فولدت له زيادا، وعبد الرحمن، وبرزة، فولدت برزة الأصم والد يزيد، وقيل: هي والدة يزيد بن الأصم. قال: وقيل إنّ برزة أخت عزة لأمها، قال: ويقال إن عزة كانت عند رجل من بني كلاب فولدت فيهم.
11476- عزّة بنت خابل «5» :
بالخاء المعجمة والباء الموحدة، الخزاعيّة.
ذكرها أبو عمر بالكاف بدل الخاء المعجمة وبالميم بدل الموحدة، والصواب الأول.
وأخرج ابن أبي عاصم، والطّبرانيّ في الأوسط، من طريق موسى بن يعقوب، عن عطاء بن مسعود الكعبي، عن عمته عزة بنت خابل- أنها خرجت حتى قدمت على رسول اللَّه
__________
(1) أسد الغابة ت (7103) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 287.
(2) أخرجه الدارميّ في السنن 2/ 179 عن زيد بن ثابت كتاب الحدود باب من حد المحصنين بالزنا وأحمد في المسند 5/ 183، والبيهقي في السنن الكبرى 8/ 211 والحاكم في المستدرك 4/ 360 وصححه الذهبي وأورده الهيثمي من الزوائد 6/ 268 وقال رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، والسيوطي في الدر المنثورة/ 180 والعجلوني في كشف الخفاء 2/ 23، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 13482.
(3) أسد الغابة ت (7105) .
(4) أسد الغابة ت (7107) ، الاستيعاب ت (3479) .
(5) الثقات ج 3/ 324، أسد الغابة ت (7108) ، الاستيعاب ت (3481) ، تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 287، بقي بن مخلد 992.(8/238)
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فبايعها على ألا تشرك باللَّه شيئا ولا تسرق ولا تزني ولا تؤذي فتئد أو تخفي، قالت عزة: وقد عرفت الوأد وهو قتل الولد، وأما الخفي فلم أعرفه ولم أسأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عنه، وقد وقع في نفسي أنه إفساد الولد، فو اللَّه لا أفسد لي ولدا أبدا.
قال أبو عمر: روى عنها حديث واحد، ليس إسناده بالقائم.
11477- عزة بنت أبي سفيان
بن حرب الأموية «1» ، أخت أم حبيبة زوج النبي صلّى اللَّه تعالى عليه وسلّم.
ثبت أنها هي التي عرضتها على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يتزوّجها، فقال: «إنّها لا تحلّ لي» .
قالت: فإنا نتحدث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة. قال: «إنّها لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلّت لي، إنّها ابنة أخي من الرّضاعة فلا تعرضن عليّ بناتكنّ ولا أخواتكنّ» .
وقعت تسميتها عزة في رواية الليث عن يزيد بن أبي حبيب، عن الزهري، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم حبيبة عند مسلم والنسائي.
وقد تقدم ذكر من سماها درة في حرف الدال، ولعل أحد الاسمين كان لقبا لها.
والمحفوظ درة اسم بنت أبي سلمة وقعت تسميتها في الصحيح أيضا.
11478- عزة بنت أبي لهب
بن عبد المطلب الهاشمية.
ذكرها الدار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» ، وقال: لا رواية لها. قال ابن سعد: تزوّجها أوفى بن حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمي، فولدت عبيدة وسعيدا وإبراهيم بني أوفى.
11479- عزة الأشجعية «2»
: مولاة أبي حازم التي أعتقته.
قال أبو عمر: حديثها عند أشعث بن سوار، عن منصور، عن أبي حازم الأشجعي، عن مولاته عزة، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «ويلكنّ من الأحمرين: الذّهب، والزّعفران» .
11480- عزيزة بنت أبي تجراة
العبدرية، أخت برة.
ذكرها البلاذريّ، وأخرج عن ابن سعد والوليد بن صالح جميعا عن الواقديّ، عن «3»
__________
(1) أسد الغابة ت (7109) ، الاستيعاب ت (3480) .
(2) أسد الغابة ت (7106) ، الاستيعاب ت (3482) ، أعلام النساء ج 2/ 269، تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 287.
(3) في أ: عن سلمة بن بخت عن عميرة.(8/239)
عميرة بنت عبد اللَّه بن كعب، عن «1» عزيزة بنت أبي تجراة، قالت: كانت قريش لا تنكر صلاة الضحى، وكان المسلمون قبل أن تفرض الصلوات الخمس يصلّون الضحى والعصر، وكان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأصحابه إذا صلوا آخر النهار تفرّقوا في الشعاب فصلوها فرادى.
11481- عصماء بنت الحارث الهلالية:
هي أم خالد بن الوليد، ويقال لها لبابة الصغرى.
ذكر ذلك ابن الكلبيّ، وستأتي في اللام إن شاء اللَّه تعالى.
11482- عصمة بنت حبان
بن صخر بن خنساء الأنصارية، من بني حزام «2» .
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11483- عصيمة:
بالتصغير، بنت أبي الأفلح، ذكرها ابن سعد في المبايعات.
11484- عفراء بنت السكن
بن رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر، من بني الخزرج، هي أم سعد بن زرارة. ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11485- عفراء بنت عبيد
بن ثعلبة بن سواد بن غنم «3» ، ويقال ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وهي والدة معاذ، ومعوذ، وعوف بني الحارث، يقال لكل منهم ابن عفراء.
وقال ابن سعد: أمها الرعاة بنت عدي بن معاذ، تزوّجها الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد، فولدت له.
قال ابن الكلبيّ: قتل معاذ ومعوذ، فجاءت أمّهما إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقالت: يا رسول اللَّه، هذا سرّ بني عوف بن الحارث. فقال: «لا» .
قال ابن الأثير: لم يوافق ابن الكلبي على قوله: إن معاذا قتل ببدر.
قلت: وعفراء هذه لها خصيصة لا توجد لغيرها، وهي أنها تزوّجت بعد الحارث البكير بن يا ليل الليثي، فولدت له أربعة: إياسا، وعاقلا، وخالدا، وعامرا، وكلّهم شهدوا بدرا، وكذلك إخوتهم لأمهم بنو الحارث، فانتظم من هذا أنها امرأة صحابية لها سبعة أولاد شهدوا كلهم بدرا مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
__________
(1) في أ: ابن عزيزة.
(2) أسد الغابة ت (7110) .
(3) أسد الغابة ت (7112) .(8/240)
11486- عقرب بنت السكن
بن رافع.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، فما أدري هل هي عفراء تصحفت أو هي أختها.
11487- عقرب بنت سلامة
بن وقش «1» ، ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال:
أمها سهيمة بنت عبد اللَّه الواقفية، وتزوجت رافع بن يزيد الأشهليّ، فولدت له أسيدا.
11488- عقرب بنت معاذ
بن النعمان «2» بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال: كانت زوج قيس بن الخطيم، وهي والدة يزيد بن قيس وأخيه ثابت بن قيس. وقال ابن سعد: هي شقيقة سعد بن معاذ، أسلمت وبايعت، وكانت تزوّجت يزيد بن كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل، فولدت له رافعا وحواء، ثم خلف عليها قيس بن الخطيم فولدت له ثابتا ويزيد، وبه كان يكنّى، واستشهد يوم الجسر.
11489- عقيلة بنت عتيك
[بن الحارث] «3» العتوارية «4» ، قال أبو عمر: كانت من المهاجرات المبايعات، مدنية، حديثها عند موسى بن عقبة.
قلت:
أخرجه الطّبرانيّ، من طريق بكار بن عبد اللَّه بن عبيدة الريدي، عن عمه موسى بن عبيدة، حدثني زيد بن عبد الرحمن بن أبي سلامة، عن أمه حجة بنت قريط، عن أمها عقيلة بنت عتيك بن الحارث، قالت: جئت أنا وأميّ بريرة بنت الحارث العتوارية في نساء من المهاجرات، فبايعنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فإذا هو ضارب عليه قبة بالأبطح، فأخذ علينا ألا نشرك باللَّه شيئا، ولا نسرق ... الحديث، وفيه: فبسطنا أيدينا، فقال: «إنّي لا أمسّ أيدي النّساء» . فاستغفر لنا فكانت تلك بيعتنا.
وأخرجه الطّبرانيّ أيضا من طريق زيد بن الحباب، عن موسى بن عبيدة،
وقال في رواية: عنه زيد بن عبد اللَّه، وفي قوله في الحديث ضارب عليه قبة بالأبطح ما يدلّ على أن ذلك كان بمكة.
قال أبو موسى في الذّيل: ذكرها البخاريّ والطّبرانيّ بالعين المهملة والقاف، وذكرها ابن مندة بالغين والفاء.
قلت: وصوّب أبو نعيم أنها بالمهملة، وكذا الخطيب في «المؤتلف» ، وأخرج حديثها
__________
(1) أسد الغابة ت (7113) .
(2) أسد الغابة ت (7114) .
(3) سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت (7115) ، أعلام النساء ج 3/ 322، الإكمال 7/ 30، المشتبه ص 466، تبصير المنتبه 3/ 961.(8/241)
من طريق زيد بن الحباب كذلك. وقال في روايته: اجتمعت أنا وأمي فروة- بالفاء والراء.
الساكنة بعدها واو، وهذا وهم.
11490- عكناء:
بنون أو مثلثة، بنت أبي صفرة الأسدية «1» ، أخت المهلب.
قال ابن مندة: أخبرنا محمد بن محمد بن يعقوب، حدثنا ابن صاعد، حدثنا محمد بن يحيى الأزديّ، حدثنا هشام بن سفيان، حدثنا عبيد اللَّه، بن عبد اللَّه «2» ، عن أبي الشعثاء، قال، قالت عكناء أو عكثاء بنت أبي صفرة أخت المهلب: إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أمر بصوم عاشوراء «3» يوم العاشر.
سألته عن أبي الشعثاء، فقال: هو شيخ مجهول، وليس هو جابر بن زيد.
قلت: وأبو الشعثاء هذا أغفله أبو أحمد الحاكم في الكنى، وذكر ابن حبان في الثقات هشام بن سفيان، فقال في الطبقة الرابعة: هشام بن سفيان المروزي يروي عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه العتكيّ، عن أبي بريدة، ولم يذكر روايته عن أبي الشعثاء، ولا عرج على ذكر أبي الشعثاء في كنى التابعين.
11491- علية:
بالتصغير، بنت شريح الحضرميّ «4» . أخت السائب بن يزيد لأمه، وهي أخت
مخرمة بن شريح الّذي ذكر عند النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: «ذلك رجل لا يتوسّد القرآن» «5» .
11492- عمارة بنت حباشة
بن جبير. ذكرها ابن سعد في المبايعات.
11493- عمارة بنت حمزة
بن عبد المطلب «6» [مرت في ترجمة سلمى بنت عميس] «7» .
11494- عمارة بنت أبي أيوب:
خالد بن زيد الأنصارية.
ذكرها ابن حبيب فيمن بايع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من النساء، وكذا ابن
__________
(1) أسد الغابة ت (7116) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 288.
(2) في أ: حدثنا عبد اللَّه بن عبيد اللَّه.
(3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 291، 310، 4/ 6 والطبراني في الكبير 12/ 50، وابن عدي في الكامل. 4/ 171 عن أبي موسى.
(4) أسد الغابة ت (7118) ، الاستيعاب ت (3485) .
(5) أخرجه أحمد في المسند 3/ 449 عن السائب بن يزيد، والطبراني في الكبير 7/ 176.
(6) أسد الغابة ت (7119) .
(7) في أ: هي بنت الحارث. تأتي.(8/242)
سعد، وقال: تزوجها صفوان بن أوس بن جابر بن قرط، من بني معاوية بن مالك بن النجار، فولدت له خالد بن صفوان.
11495- عمرة بنت البرصاء:
هي بنت الحارث. تأتي.
11496- عمرة بنت الحارث
بن أبي «1» ضرار الخزاعية المصطلقية»
، أخت أم المؤمنين جويرية.
روى عن محمد بن عمرو بن أبي ضرار، عن عمته عمرة، عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «الدّنيا خضرة حلوة، فمن أصاب منها من شيء من حلّه بورك له فيه، وربّ متخوّض في مال اللَّه ومال رسوله له النّار يوم القيامة» «3» .
أخرجه ابن أبي عاصم، وعبد اللَّه بن أحمد، في زيادات الزهد، وابن مندة من رواية خالد بن سلمة، عن محمد بن عمرو بن الحارث.
11497- عمرة بنت الحارث
بن أبي عوف، أخت قرصافة.
ذكرها المرزباني مع أختها، وأمها البرصاء اسمها أمامة فيما قيل.
11498- عمرة بنت حارثة
بن النعمان الأنصارية، من بني مالك بن النجار.
قال ابن سعد: تزوجها قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة، من بني عمرو بن عوف، وأسلمت وبايعت.
11499- عمرة بنت حرام:
بفتحتين، وقيل بنت حزم، بسكون الزاي، الأنصارية، زوج سعد بن الربيع.
ذكرت في حديث جابر،
أخرجه ابن أبي عاصم والطّبرانيّ وغيره من طريق يحيى بن أيوب، عن محمد بن ثابت البناني عن محمد بن المنكدر، عن جابر، عن عمرة بنت حزم- أنها جعلت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في صور «4» نخل كنسته ورشته، وذبحت له شاة فأكل منها، وتوضأ، وصلى الظهر، ثم قدمت له من لحمها فأكل وصلى العصر ولم يتوضأ،
فوقع عند الطبراني بنت حرام، وعند غيره: بنت حزم، وبه جزم أبو عمر، فذكره مختصرا.
__________
(1) سقط من ط.
(2) أسد الغابة ت (7123) ، الاستيعاب ت (3486) ، الثقات 3/ 324، أسد الغابة 7/ 200، أعلام النساء 3/ 348، الاستيعاب 4/ 1887، تجريد أسماء الصحابة 2/ 289.
(3) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 1/ 190، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 6962 وابن عساكر في التاريخ 4/ 419، وأورده ابن حجر في الفتح 11/ 246 والحسين من إتحاف السادة المتقين 6/ 12.
(4) الصّور: الجماعة من النخل، ولا واحد له من لفظه، ويجمع على صيران. النهاية 3/ 59.(8/243)
11500- عمرة بنت حزم الأنصاريّة «1» :
روى عنها جابر في ترك الوضوء مما مسّت النار. وقال ابن مندة: رواه عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن جابر، فلم يسمّها.
وذكرها ابن سعد في المبايعات، فقال: عمرة بنت حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النّجّار، قال: وهي أخت عمرو بن حزم وأخويه عمارة ومعمر شقيقتهم، وأمهم خالدة بنت أبي أنس.
11501- عمرة بنت الربيع
بن النّعمان بن يساف الأنصاريّة «2» .
من بني مالك بن النّجار، ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال: [اسمها] «3» عميرة.
11502- عمرة بنت رواحة الأنصاريّة «4»
: تقدم نسبها في ترجمة أخيها عبد اللَّه بن رواحة، هي امرأة بشير بن سعد والد النعمان، وهي التي سألت بشيرا أن يخص ابنها منه بعطيّة دون إخوته، فردّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ذلك، والحديث في الصّحيحين، وهي التي شبّب بها قيس بن الخطيم في قصيدته التي يقول فيها:
وعمرة من سروات النّساء ... تنفخ بالمسك أردانها «5» .
[المتقارب] ويقال: إنّ قيس بن الخطيم تزوّجها، فلما تغزل حسّان في عمرة أخت قيس تغزّل قيس في هذه، ويقال: بل اسم أخت قيس ليلى وهو أصوب، ويقال: التي تغزّل فيها حسّان عمرة بنت الصّامت بن خالد بن عطيّة، وكان طلّقها ثم أتبعها نفسه، ذكره الزّبير بن بكّار، عن عمه مصعب. وفي مسند الطيالسي عن شعبة، عن محمد بن النعمان، عن طلحة اليامي، عن
__________
(1) أسد الغابة ت (7124) ، الاستيعاب ت (3487) ، الثقات 3/ 324، أعلام النساء 3/ 349، تجريد أسماء الصحابة 2/ 2/ 289.
(2) أسد الغابة ت (7125) .
(3) سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت (7126) ، الثقات ج 3/ 324، أعلام النساء ج 3/ 352، الاستيعاب ت (3488) ، تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 289، الاستبصار 112، 1132، تراجم الأحبار 3/ 215.
(5) البيت لقيس بن الخطيم كما في ديوان ص 69 سروات: جمع سراة، وسراة جمع سريّ، وهو الشريف. ومنه حديث الأنصار: «افترق ملؤهم وقتلت سرواتهم» : أي أشرافهم أردان: قال أبو الفرج «والأردان: ما يلي الذراعين جميعا والإبطين من الكمين.(8/244)
امرأة من عبد القيس، عن أخت عبد اللَّه بن رواحة، قالت: وجب الخروج على كل ذات نطاق.
11503- عمرة بنت سعد بن عمرو
بن زيد مناة بن عديّ بن عمرو بن مالك بن النّجّار. وقيل بنت سعد بن قيس.
قال أبو موسى: هي والدة سعد بن عبادة، وقال غيره: هي بنت مسعود، وستأتي.
11504- عمرة بنت سعد
بن مالك بن خالد السّاعديّ «1» ، أخت سهل بن سعد.
تأتي في عميرة، بالتّصغير.
11505- عمرة بنت السعدي
بن وقدان بن عبد شمس العامريّة «2» .
تقدم نسبها في ترجمة أخيها عبد اللَّه بن السعديّ، ذكرها ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة، فقال: ومالك بن قيس بن ربيعة ومعه امرأته عمرة بنت السّعديّ، وقيل اسمها عميرة.
11506- عمرة بنت عويم «3»
: ذكرها المستغفريّ عن البخاريّ، واستدركها أبو موسى.
11507- عمرة بنت قيس
بن عمرو الأنصاريّة «4» .
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وهي والدة أبي شيخ بن ثابت أخي حسان، كذا قال ابن حبيب، وخالفه ابن سعد، فقال: اسم والدها مسعود كما سيأتي.
11508- عمرة بنت مرثد «5»
: أخت أسماء. ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11509- عمرة بنت مسعود
بن أوس بن مالك بن سواد «6» بن ظفر الأنصاريّة «7» .
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال: هي والدة عبد اللَّه بن محمد بن سلمة.
11510- عمرة بنت مسعود
بن الحارث «8» بن رفاعة الأنصاريّة، من بني النّجّار، ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11511- عمرة بنت مسعود
بن زرارة بن عدي «9» الأنصاريّة، من بني مالك بن
__________
(1) أسد الغابة ت (7127) .
(2) أسد الغابة ت (7128) .
(3) أسد الغابة ت (7129) .
(4) أسد الغابة ت (7130) .
(5) أسد الغابة ت (7131) .
(6) في أ: مالك بن شداد.
(7) أسد الغابة ت (7132) ، الاستيعاب ت (3489) .
(8) أسد الغابة ت (7133) .
(9) في أ: عدس.(8/245)
النّجّار. ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال ابن سعد: هي ابنة أخي سعد بن زرارة، وأمها مخزومية، تزوّجها علقمة بن عمرو بن يغوث بن مالك بن مبذول، وأسلمت عمرة وبايعت.
11512- عمرة بنت مسعود بن قيس
بن عمرو بن زيد مناة بن عديّ «1» بن عمرو بن مالك بن النّجّار، والدة سعد بن عبادة.
ماتت في حياة النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم سنة خمس. قال ابن سعد: ماتت والنبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم في غزوة دومة الجندل في شهر ربيع الأول، فلما جاء النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم المدينة أتى قبرها فصلّى عليها.
قلت: وثبت أنها لما ماتت سأل ولدها النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن الصّدقة عنها.
11513- عمرة بنت مسعود الصّغرى:
خالة سعد بن عبادة.
كانت زوج أوس بن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم، فولدت له أبا محمد، واسمه مسعود بن أوس، ثم تزوّجها سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد، فولدت له عمرا، ورغيبة، أسلمت وبايعت.
11514- عمرة بنت مسعود بن قيس الأنصاريّة:
أخت اللتين قبلها.
قال ابن سعد: كن خمس أخوات اسم كل منهن عمرة، أسلمن وبايعن، وهذه هي الثّالثة، أمّها عميرة بنت عمرو بن حرام بن زيد مناة، تزوّجها ثابت بن المنذر بن حرام، والد حسّان وإخوته، فولدت له أبا شيخ بن ثابت، واسمه أبي، وقد شهد بدرا، أسلمت وبايعت.
11515- عمرة بنت مسعود بن قيس بن الرّابعة:
شقيقة التي قبلها.
تزوجها زيد بن مالك بن عبد ودّ بن كعب بن عبد الأشهل، فولدت له سعدا وثابتا.
11516- عمرة بنت مسعود
بن قيس الخامسة- شقيقة اللتين قبلها [332] ، وهي والدة قيس بن عمرو، من بني النّجّار.
11517- عمرة بنت معاوية الكنديّة «2»
: ذكرها أبو نعيم فيمن تزوّج النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولم يدخل بها. وأخرج
__________
(1) أسد الغابة ت (7134) .
(2) أسد الغابة ت (7135) .(8/246)
من طريق محمد بن إسحاق، عن حكيم بن حكيم، عن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، قال: وتزوج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عمرة بنت معاوية من كندة.
وأخرج من طريق مجالد عن الشّعبيّ- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم تزوّج امرأة من كندة، فجيء بها بعد ما مات النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
11518- عمرة بنت هزّال بن عمرو
بن أوس «1» الأنصاريّة «2» ، من بني عمرو بن عوف بن الخزرج.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11519- عمرة بنت يزيد الكلابيّة «3»
. ذكرها ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير فيمن تزوّج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وتزوّج عمرة بنت يزيد إحدى نساء بني أبي بكر بن كلاب ثم من بني الوحيد، وكانت تزوّجت الفضل بن العباس بن عبد المطّلب فطلّقها، ثم طلّقها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم [قبل أن يدخل بها] «4» وقيل في نسبها عمرة بنت يزيد بن عبيد بن أوس بن كلاب.
11520- عمرة بنت يزيد
بن الجون «5» .
يقال: تزوّجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فبلغه أنّ بها برصا فطلّقها ولم يدخل بها.
وقيل: إنها استعاذت منه، فقال: «لقد عذت بمعاذ» ، فطلّقها، ثم أمر أسامة بن زيد فمتّعها بثلاثة أثواب. رواه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.
11521- عمرة بنت يزيد بن السّكن
بن رافع بن امرئ القيس الأشهليّة «6» .
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11522- عمرة بنت يسار بن أزيهر «7» .
ذكرها أبو موسى في الذّيل عن المستغفريّ وأنه قال: لها صحبة.
11523- عمرة بنت يعار «8» .
__________
(1) في أ: عمرو بن فراس.
(2) أسد الغابة ت (7136) .
(3) أسد الغابة ت (7137) .
(4) سقط في أ.
(5) أسد الغابة ت (7122) ، الاستيعاب ت (3490) .
(6) أسد الغابة ت (7138) .
(7) أسد الغابة ت (7140) ، الاستيعاب ت (3491) ، الثقات ج 3/ 324، أعلام النساء ج 3/ 362، تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 290.
(8) أسد الغابة ت (7140) ، الاستيعاب ت (3491) .(8/247)
يقال هي التي أعتقت سالما مولى أبي حذيفة، والمشهور أنّ اسمها ثبيتة، بمثلثة ثم بموحدة ثم مثناة مصغّرا.
11524- عمرة الأشهليّة «1»
: ذكرها ابن مندة، وأخرج من طريق يوسف بن نافع عن عبيدة الرّاعي، عن عمرة الأشهلية، قالت: أتانا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فصلّى في مسجدنا الظّهر والعصر، وكان صائما، فلما غربت الشمس وأذّن المؤذّن أتوه بفطرة شواء كتف وذراع، فجعل ينهشهما بأسنانه، ثم أقام المؤذّن فمسح يده بخرقة ثم قام فصلّى ولم يمس ماء.
وقد تقدّم في ترك الوضوء مما مسّت النار حديث لعمرة بنت حزم، فلعلها هي، والّذي يظهر من سياق الحديثين التعدّد.
11525- عميرة:
بالتّصغير، بنت ثابت بن النعمان الظّفرية. ذكرها ابن سعد في المبايعات.
11526- عميرة بنت جبير
بن صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد بن عديّ بن غنم بن كعب بن سلمة السلميّة «2» .
ذكرها ابن سعد، وقال: تزوّجها كعب بن مالك، فولدت له عبد اللَّه، وفضالة، ووهبا، ومعبدا، وخولة، وسعاد، وبايعت عميرة وصلّت القبلتين، وجاء عنها أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
11527- عميرة بنت الحارث
بن عبد رزاح الظّفرية «3» .
11528- عميرة بنت أبي الحكم «4»
: رافع بن سنان «5» .
روى حديثها بكر بن بكّار، عن عبد الحميد بن جعفر، حدّثني أبي وغير واحد من قومنا أنّ أبا الحكم أسلم ولم تسلم امرأته، فأتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقالت:
إن أبا الحكم أخذ ابنتي ومنعنيها، فأمر أبا الحكم فجلس ناحية وأمر المرأة فجلست ناحية،
__________
(1) أسد الغابة ت (7120) .
(2) أعلام النساء 3/ 360.
(3) في أجاءت هذه الترجمة بعد ترجمة عميرة بنت سهيل.
(4) أسد الغابة ت (7141) .
(5) في أ: جاءت هذه الترجمة بعد ترجمة عميرة بنت أبي خيثمة.(8/248)
ووضع الجارية بينهما، ثم قال: ادعواها، فدعواها، فمالت إلى أمها، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلّم: «اللَّهمّ اهدها» » فمالت إلى أبيها، فأخذها. واسمها عميرة.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى من طريقه، وأخرجه الدّار الدّارقطنيّ من طريق أخرى عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه.
وأخرجه النّسائيّ وابن ماجة من طريق أخرى، عن عثمان البتّي، فقال: عن عبد الحميد بن سلمة، عن أبيه، عن جدّه، ومنهم من أرسله.
وقال أبو موسى: روى من غير طريق نحو هذا، ولم يسمّ البنت.
11529- عميرة بنت خماشة:
أو حباشة، الأنصاريّة من بني خطمة «2» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11530- عميرة بنت أبي خيثمة:
تأتي في عبد اللَّه بن سماعة، وهي أخت أميمة بنت أبي خيثمة الماضية في حرف الهمزة.
قال ابن سعد: أسلمت وبايعت، وتزوجها يزيد بن أسيد بن ساعدة وهو ابن عمها، ثم خلف عليها يزيد بن يربوع بن زيد الظفريّ.
11531- عميرة بنت الربيع
بن إساف. تقدمت في عمرة «3» .
11532- عميرة بنت سعد
بن مالك الساعدية، أخت سهل بن سعد، وهي والدة رفاعة بن مبشر بن أبيرق الظّفريّ. ذكرها في التجريد.
11533- عميرة بنت سعد
بن عامر بن عديّ بن جشم الأنصاريّة «4» .
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: تزوّجها كباثة بن أوس بن قيظيّ بن عمرو بن زيد بن جشم.
11534- عميرة بنت السّعديّ:
تقدمت في عمرة.
__________
(1) أخرجه: أبو داود (2244) وأحمد في المسند 5/ 446 والبيهقي 8/ 7 والحاكم في المستدرك 2/ 206، والدار الدّارقطنيّ 4/ 43، وانظر نصب الراية 3/ 270.
(2) أسد الغابة ت (7142) .
(3) في أ: جاءت هذه الترجمة بعد ترجمة عميرة بنت خماشة.
(4) أسد الغابة ت (7143) .(8/249)
11535- عميرة بنت سهل بن رافع «1»
: صاحب الصاعين الّذي لمزه المنافقون. قال ابن مندة: أدركت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
قال أبو عمر: كان سهل قد خرج بابنته عميرة وبصاع من تمر، فقال: يا رسول اللَّه، إن لي إليك حاجة. قال: «وما هي؟» قال:
تدعو اللَّه لي ولا بنتي. وتمسح رأسها، فإنه ليس لي ولد غيرها، قالت: عميرة: فوضع كفه عليّ، فأقسم باللَّه لكان برد كفّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم على كبدي بعد.
قلت: أخرجه ابن مندة، من طريق عيسى بن يونس، عن سعيد بن عثمان البلويّ، عن جدّته عميرة بنت سهل حدّثتها أنّ أباها خرج بزكاته صاعين من تمر، وبابنته عميرة حتى أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم فصبّ الصّاعين، فذكر بقية الحديث مثله.
11536- عميرة بنت سهيل
بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجّار الأنصاريّة.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها أميمة بنت عمرو بن الحارث بن وقش السّاعدية، وتزوجها أبو أمامة أسعد بن زرارة، فولدت له بناته: الفريعة، وكبشة، وحبيبة، وكلّهن مبايعات.
11537- عميرة بنت ظهير
بن رافع بن عديّ الأنصاريّة، من بني جشم «2» .
تقدّم نسبها في ترجمة أبيها، ذكرها ابن سعد وابن حبيب في المبايعات، وقال ابن سعد: أمّها فاطمة بنت بشر بن عديّ زوج مربع بن قيظيّ.
11538- عميرة بنت عبد
سعد بن عامر بن عديّ «3» . ذكرها ابن سعد وابن حبيب في المبايعات.
11539- عميرة بنت عبيد بن معروف:
أو مطروف، بن الحارث «4» بن زيد بن عبيد الأنصاريّة، من بني عمرو بن عوف. ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11540- عميرة بنت عقبة
بن أحيحة الأنصاريّة، من بني حجبى «5» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات ...
11541- عميرة بنت عمير
بن ساعدة بن عائش الأنصاريّة- ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
__________
(1) أسد الغابة ت (7144) ، الاستيعاب ت (3492) .
(2) أسد الغابة ت (7145) .
(3) أسد الغابة ت (7146) .
(4) أسد الغابة ت (7147) .
(5) أسد الغابة ت (7148) .(8/250)
11542- عميرة بنت قرط بن خنساء
بن سنان، من بني حرام «1» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11543- عميرة بنت قيس بن عمرو
بن عبيد بن مالك بن عديّ بن الحارث «2» بن سليط بن قيس الأنصاريّة. ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال ابن سعد: ذكر محمّد بن عمر أنها أسلمت وبايعت، ورأيتها في النّسخة المعتمدة بفتح أوله.
11544- عميرة بنت قيس
بن أبي كعب الأنصاريّة، من بني سواد «3» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وهي أخت سهل بن قيس المقتول بأحد شهيدا.
11545- عميرة بنت كلثوم
بن الهدم الأنصاريّة «4» . تقدم نسبها في ترجمة والدها، ذكرها ابن سعد وابن حبيب في المبايعات.
11546- عميرة بنت محمد بن سلمة الأنصاريّة:
تقدّم ذكرها في ترجمة والدها، حكى القرطبيّ في التفسير أنه نزل فيها: الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ [سورة النساء آية 34] إلى قوله: عَلِيًّا كَبِيراً [سورة النساء آية 34] ، ثم وجدته
في تفسير الثّعلبي، من طريق ابن الكلبيّ، قال: لطم سعد بن الربيع زوجته عميرة فشكته إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال «القصاص»
فنزلت.
وقد ذكرت في سبب النزول قولين آخرين فيما نزلت الآية فيهما والكلبي واه.
11547- عميرة بنت مرثد
بن جبير بن مالك الأنصاريّة، [أخت أسماء. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت، وأمّها سلامة بنت مسعود بن كعب تزوّجها سويد بن النّعمان.
11548
- عميرة بنت مسعود «5» الأنصاريّة
] «6» : ذكرها أبو نعيم وأبو موسى من طريقه، ثم من طريق أبي عروبة الحراني، حدّثنا هلال بن بشر، حدّثنا إسحاق بن إدريس، حدّثنا إبراهيم بن جعفر بن محمود بن محمد بن مسلمة- أنّ جدته عميرة بنت مسعود حدثته أنها دخلت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم هي وإخوتها وهن خمس، فبايعنه فوجدنه وهو يأكل قديدا فمضغ لهنّ قديدة ثم ناولهنّ فقسمنها بينهن فمضغت كلّ واحدة منهن قطعة، فلقين اللَّه عزّ وجلّ ما وجدن في أفواههنّ خلوفا ولا اشتكين من أفواههنّ شيئا.
__________
(1) أسد الغابة ت (7149) .
(2) أسد الغابة ت (7150) .
(3) أسد الغابة ت (7151) .
(4) أسد الغابة ت (7154) .
(5) أسد الغابة ت (7153) ، تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 291، حلية الأولياء 2/ 70.
(6) سقط في أ.(8/251)
11549- عميرة بنت معاذ الأنصاريّة:
زوج روح بن ثابت كاتب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. ذكرها [ ... ] .
11550- عميرة بنت معوّذ
بن عفراء أخت الربيع.
ذكرها ابن سعد في المبايعات. تقدم نسبها وتسمية أبيها في ترجمة الرّبيع. قال ابن سعد: تزوجها أبو حسن بن عبد عمرو المازنيّ، فولدت له عمارة وعمرا وسرية.
11551- عميرة بنت يزيد بن السّكن
بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأشهليّة.
ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت وبايعت، وأمّها أم سعد بنت حرام بن مسعود، وتزوّجت منظور بن لبيد بن عقبة، فولدت له الحارث وعثيرة.
11552- عنبة:
غير منسوبة.
ذكرها أبو نعيم، وأخرج عن أبي بكر المقرئ، عن محمد بن قارن، عن أبي زرعة، عن غسان بن الفضل، حدّثنا صبيح بن سعيد النّجاشي سنة ثمانين ومائة، وزعم أنه بلغ ستّا وخمسين ومائة، سمعت أمي تقول: إنها كان اسمها عنبة فسمّاها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عنقودة.
وأخرجه الخطيب في المؤتلف من وجه آخر عن محمد بن قارن. وصبيح المذكور كذّبه يحيى بن معين.
11553- عنقودة:
في التي قبلها «1» .
11554- عنقودة أخرى:
جارية عائشة.
أوردها أبو موسى في الذّيل عن المستغفري، وقال: في إسناد حديثها نظر، وساق من طريق يزيد بن قيس بن الجراح، عن فليح عن علي بن حميد، عن أبيه حميد بن حوشب، عن الحسن، عن علي، قال: لما أراد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أن يبعث معاذا إلى اليمن قال: «من ينتدب إلى اليمن؟» قال أبو بكر: أنا. فسكت، ثم قال: «من ينتدب إلى اليمن؟» فقال معاذ: أنا. قال: «أنت لها، وهي لك» ، فتجهّز وشيّعه، وقال: «أوصيك يا معاذ بتقوى اللَّه عزّ وجلّ، وحسن العمل، ولين الكلام، وصدق الحديث، وأداء الأمانة. يا معاذ، يسّر ولا تعسّر ... »
فذكر حديثا طويلا في وفاة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، وعود معاذ من
__________
(1) أسد الغابة ت (7154) .(8/252)
اليمن، ودخوله المدينة، وإتيانه منزل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم ليلا، وأنه طرق الباب، فقالت عائشة: من هذا الّذي يطرق بابنا ليلا؟ فقال: أنا معاذ، فقالت: يا عنقودة، افتحي الباب ... فذكر الحديث بطوله في الوفاة النبويّة.
قال أبو موسى: قد أمليته في الطّوالات من حديث ابن عمر، لكن سميت جارية عائشة فيه غفيرة، بمعجمة وفاء مصغّرة. قال في التجريد: ذكرت في حديث منكر، ولعلها الأولى.
قلت: لا أشك أنه موضوع، ففيه ألفاظ ركيكة منسوبة لمعاذ وعمار وعائشة وفاطمة والحسين، وفيه: أن معاذا سأل عائشة كيف وجدت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم عند وجعه ووفاته، فقالت: يا معاذ، ما شهدته عند وفاته، ولكن دونك هذه فاطمة ابنته فاسألها، وفيه أن معاذا كان سمع هاتفا في الليل يقول: يا معاذ، كيف يهنؤك المنام، ومحمد الحبيب بين أطباق التراب، فوضع معاذ يده على رأسه، وتردّد في سكك صنعاء ويقول: يا أهل اليمن، ذروني، لا حاجة لي في جواركم، فشرّ الأيام نزلت في جواركم، وفارقت محمدا حبيبي، ثم أصبح فشدّ على راحلته وأقسم ألّا ينزل عنها حتى يقدم المدينة إلا لميقات صلاة.
11555- العوراء بنت أبي جهل:
هي التي خطبها [عليّ] «1» قال الحكيم التّرمذي: ووقع لنا في الجزء الثاني من حديث أبي روق الهمدانيّ. وقد تقدّم أن اسمها جويرية، فلعل العوراء لقبها.
11556- عويش:
خاطب بها النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عائشة أم المؤمنين.
أورده الطّبرانيّ في العشرة من طريق مسلم بن يسار، قال: بلغني أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دخل على عائشة فقال: «يا عويش، ما لي أراك أشرق وجهك ... »
الحديث.
11557- عويمرة بنت عويم
بن ساعد الأنصاريّة «2» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11558- عيساء بنت الحارث الأنصاريّة:
زوج أنس بن فضالة.
ذكرها ابن سعد، كذا ذكرها في «التّجريد» بعد عويمرة، فكأنّها بالمثناة التحتانية بعد العين، وهي بالمد. واللَّه أعلم.
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت (7156) .(8/253)
القسم الثاني
خال لكن يمكن أن يذكر فيه:
عائشة بنت سعد. وعائشة بنت شيبة. وعائشة بنت معاوية. وعبيدة بنت صعصعة بن ناجية التميمية عمة الفرزدق، وهي أم حزرة زوج الزّبرقان بن بدر، لها ذكر في ترجمة الحطيئة في كتاب أبي الفرج، وأنها هي التي أمر الزبرقان الحطيئة أن ينزل عندها إلى أن يرجع من سفره، فقصرت به، فكان ذلك سبب هجاء الحطيئة الزبرقان بن بدر.
القسم الثالث
11559- عمرة بنت دريد بن الصّمّة:
قالت ترثي أباها، وكان ربيعة بن رفيع المعروف بابن الدغنّة قتله:
جزى عنّا الإله بني سليم ... بما فعلوا وأعقبهم عقاق
وأسقانا إذا قدنا إليهم ... دماء خيارهم عند التّلاقي
[الوافر]
القسم الرابع
11560- عائشة بنت عجرة «1»
:
حرف الغين المعجمة
القسم الأول
11561- غاثنة «2» :
بمثلثة بعد الألف وقبل النون، وقيل إنها مثناة تحتانية.
قال ابن مندة: روى ابن وهب، عن عثمان، عن عطاء الخراساني، عن أبيه- أنها أنت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: إنّ أمّي ماتت وعليها نذر أن تمشي إلى الكعبة، فقال:
«اقضي عنها» .
11562- عزيلة:
بالتّصغير، ويقال غزيّة، بالتّشديد بدل اللّام «3» ، ويقال بفتح أوله مع
__________
(1) أسد الغابة ت (7098) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 286.
(2) أسد الغابة ت (7157) .
(3) أسد الغابة ت (7158) ، الاستيعاب ت (3493) . أعلام النساء 914، تجريد أسماء الصحابة 2/ 292، تقريب التهذيب 2/ 608، تهذيب التهذيب 12/ 440.(8/254)
التّشديد بلا لام: هي أم شريك، مشهورة بكنيتها، وستأتي في الكنى.
وأخرج ابن سعد عن الواقديّ من مرسل سليمان بن يسار، قال: لما تزوّج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم الكنديّة، وخطب في العامريات، ووهبت له أمّ شريك غزية بنت جابر نفسها قالت أزواجه: لئن تزوّج الغرائب لا تبقى له فينا حاجة ... الحديث.
11563- غفيرة:
بفاء مصغّرة، بنت رباح «1» ، بفتح الرّاء والموحدة، أخت بلال المؤذّن وأخيه خالد.
ذكرها المستغفريّ، وقال: هم أخوان وأخت، قاله البخاريّ. ووقع في الطّحاويّ في أثناء إسناد عن عمير مولى غفيرة بنت رباح أخت بلال.
11564- غفيرة «2» :
تقدم في عنقودة.
11565- غفيلة:
مثلها، لكن بلام بدل الرّاء «3» . تقدّمت في العين المهملة.
11566- الغميصاء بنت ملحان الأنصارية «4» .
قيل هي أم والدة أنس، وهي مشهورة بكنيتها.
قال أحمد في مسندة: حدّثنا يحيى- هو القطان، حدّثنا حميد، عن أنس، عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: «دخلت الجنّة فسمعت خشفة «5» ، فقلت: ما هذا، فقال: الغميصاء بنت ملحان «6» » .
قلت: وقد تقدّم من وجه آخر عن أنس في حرف الرّاء.
11567- الغميصاء:
أو الرّميصاء «7» ، زوج عمرو بن حزم.
أخرج أبو نعيم من طريق حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة- أن عمرو بن حزم طلّق الغميصاء. فنكحها رجل فطلّقها قبل أن يمسّها، فأتت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
تسأله أن ترجع إلى زوجها الأول، فقال: «حتّى يذوق الآخر من عسيلتها» ... الحديث.
__________
(1) أسد الغابة ت (7159) .
(2) أسد الغابة ت (7160) .
(3) أسد الغابة ت (7161) .
(4) أسد الغابة ت (7163) .
(5) الخشفة بالسكون: الحس والحركة، وقيل: هو الصوت والخشفة بالتحريك: الحركة، وقيل: هما بمعنى وكذلك الخشف النهاية 2/ 34.
(6) أخرجه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14/ 78 والهيثمي في الزوائد 9/ 62 وقال رواه أحمد والطبراني بنحوه باختصار وفيهما مطرح بن زياد وعلي بن يزيد الألهاني وكلاهما مجمع على ضعفه وابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 316 عن أنس بن مالك.
(7) أسد الغابة ت (7162) .(8/255)
قال أبو موسى: هي غير أم سليم. وقد روى ابن عبّاس الحديث، فقال: الغميصاء أو الرميصاء ولم يسمّ زوجها.
وأورد ابن مندة الحديث في ترجمة أم سليم. قال ابن الأثير: والصّواب مع أبي موسى، قلت: تقدّم حديث ابن عبّاس في حرف الرّاء.
11568- غنيّة بنت أبي إهاب:
هي أم يحيى التي تزوجها عقبة بن الحارث النوفلي فقالت له جارية سوداء: قد أرضعتكما. تأتي في الكنى.
القسم الثاني، والثالث، والرابع
لم يذكر فيها أحد.
حرف الفاء
القسم الأول
11569- فاختة بنت الأسود
بن المطّلب بن أسد «1» بن عبد العزّى القرشيّة الأسديّة «2» . كانت تحت صفوان بن أميّة بن خلف الجمحيّ، خلف عليها بعد أبيه، ففرّق الإسلام بينهما.
أخرجه المستغفريّ، من طريق محمد بن ثور، عن ابن جريح، قال: فرّق الإسلام بين أربع وبين أبناء بعولتهنّ، فذكرها.
11570- فاختة بنت خارجة
بن زيد بن أبي زهير الأنصارية، زوج أبي بكر الصّديق، سمّاها الدّار الدّارقطنيّ في كتاب الإخوة «3» ، وأنها المراد بقول أبي بكر لعائشة عند موته: ذو بطن ابنة خارجة، وقيل اسمها حبيبة.
11571- فاختة بنت أبي أحيحة:
سعد بن العاص بن أميّة امرأة أبي العاص بن الرّبيع. تزوّجها بعد زينب بنت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وولد [ت له] «4» منها بنته مريم- ذكرها الزّبير.
11572- فاختة بنت أبي طالب
بن عبد المطّلب بن هاشم الهاشميّة»
، أم هانئ،
__________
(1) في أ: راشد.
(2) أسد الغابة ت (7162) .
(3) في أ: الآخرة.
(4) سقط في أ.
(5) أسد الغابة ت (7165) ، الاستيعاب ت (3494) ، الاستبصار 359، تهذيب الكمال 1690، تاريخ الإسلام 2/ 332 تهذيب التهذيب 12/ 481، خلاصة تذهيب الكمال 500، طبقات ابن سعد 8/ 47، طبقات خليفة 330 المعارف 36 و 120، الجرح والتعديل 9/ 467.(8/256)
أخت علي، وهي بكنيتها أشهر. وقيل اسمها هند. والأول أشهر.
11573- فاختة بنت قرظة
بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف القرشيّة النوفليّة، زوج معاوية بن أبي سفيان، لم يذكروا والدها في الصّحابة، فإن كان مات في الجاهليّة فكمن وقع له ذكر في العصر النّبويّ، فما قرب منه من أولاده له صحبة.
وقد ذكر الزّبير بن بكّار في النّسب أنّ معاوية تزوّج كنود بنت قرظة المذكورة، ثم تزوّج أختها فاختة، ووقع في ترجمة معاوية: لأبيها قرظة أخبار منها: غزت معه غزوة قبرس، وذكر ذلك في الصّحيح في خبر أم حرام خالة أنس، فما أدري أيّ الأختين هي؟
11574- فاختة بنت عمرو الزهرية «1»
: خالة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
أخرج الطّبرانيّ، من طريق عبد الرّحمن بن عثمان الوقّاصي، عن ابن المنكدر، عن جابر: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «وهبت خالتي فاختة بنت عمرو غلاما، وأمرتها ألّا تجعله جازرا ولا صائغا، ولا حجّاما» «2» .
والوقاصيّ ضعيف.
11575- فاختة بنت غزوان:
أخت عتبة.
تقدم نسبها في ترجمته، وكانت «3» من المهاجرات.
11576- فاختة بنت الوليد
بن المغيرة المخزوميّة «4» ، أخت خالد بن الوليد.
تقدم نسبها في ترجمته، وكانت زوج صفوان بن أمية. أسلمت يوم الفتح، وبايعت.
[قال أبو عمر: أسلمت] «5» قبل إسلام زوجها بشهر، قاله داود بن الحصين. وقال ابن مندة:
لها ذكر، وليس لها حديث.
وأخرج أبو نعيم، من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن عبد العزيز بن عبد الرّحمن الإمامي، عن الزّهري، قال: كانت فاختة بنت الوليد عند صفوان بن أمية، وأم حكيم بنت الحارث عند عكرمة، فأسلمتا يوم الفتح.
11577- فارعة بنت أبي أمامة:
أسعد بن زرارة الأنصاريّة «6» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7166) .
(2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 9417 وعزاه للطبراني عن جابر.
(3) في أ: الوليد بن الوليد بن المغيرة.
(4) أسد الغابة ت (7167) ، الاستيعاب ت (3495) .
(5) سقط في أ.
(6) أسد الغابة ت (7168) ، الاستيعاب ت (3496) .(8/257)
تقدّم نسبها في ترجمة أبيها، وقيل اسمها فريعة، وقد تقدّم ذكرها في ترجمة ابنتها زينب بنت نبيط امرأة أنس بن مالك. قال أبو عمر: كان أبو أمامة أوصى ببناته: فارعة، وحبيبة، وكبشة- إلى النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فزوّج النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم.
الفارعة- نبيط بن جابر من بني مالك بن النجار.
وأخرج ابن مندة، من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، عن محمد بن عمارة بن عمرو بن حزم- أنه سمع زينب بنت نبيط امرأة أنس تحدّث عن أمها فريعة بنت أبي أمامة، قالت: جاءت إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم رعاث «1» من ذهب فحلي أختي حبيبة وكبشة منها، فلم يؤخذ منها صدقة.
وقال ابن سعد: أمّها عميرة بنت سهل، وكانت الفريعة أكبر بنات أسعد بن زرارة، فلما بلغت خطبها نبيط بن جابر، فلما كانت الليلة التي زفت فيها قال لهم النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «قولوا: أتيناكم أتيناكم فحيّونا نحييكم» «2» .
فولدت لنبيط عبد الملك، فسماه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وبرك فيه.
وكانت الفريعة من المبايعات.
وأخرج ابن الأثير من طريق المعافى بن عمران- أنه روى في تاريخه عن أبي عقيل صاحب نهية، عن نهية، عن عائشة، قالت: أهدينا يتيمة من الأنصار، فلما رجعنا قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «ما قلتم؟» قلنا: سلمنا وانصرفنا، قال: «إنّ الأنصار قوم يعجبهم الغزل، ألا قلت يا عائشة: أتيناكم أتيناكم فحيّونا نحييكم؟» «3» .
قلت: وهذه اليتيمة هي الفارعة بنت أسعد بن زرارة.
11578- فارعة بنت ثابت
بن المنذر بن حزام الأنصارية، من بني النّجّار، أخت حسان بن ثابت شاعر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
__________
(1) الرّعاث: القرط، وهي من حلي الأذن، واحدتها رعثة ورعثة، وجنسها الرّعث. النهاية 2/ 234.
(2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 391 عن جابر بن عبد اللَّه وأخرجه ابن ماجة في السنن 1/ 612- 613، كتاب النكاح (9) باب الغناء والدف (21) الحديث (1900) ولفظه عن ابن عباس وأخرجه البزار ذكره الهيثمي في كشف الأستار 2/ 164 كتاب النكاح باب اللهو عند العرس الحديث (1432) ولفظه عن جابر وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 289.
(3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 20 عن عبيد بن خالد السلمي قال آخر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.... الحديث كتاب الجهاد باب في النور يرى عند قبر الشهيد حديث رقم 2524 والنسائي في السنن 4/ 74 كتاب الجنائز باب الدعاء (77) حديث رقم 1985، وأحمد في المسند 4/ 219، والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 371، 7/ 479، وابن أبي شيبة في المصنف 13/ 256 والطبراني في الكبير 5/ 90، والتبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 286.(8/258)
ذكر أبو الحسن المدائنيّ أن طويا غنّى عبد اللَّه بن جعفر بشعر، فقال: لمن هذا الشّعر؟ قال: لفارعة أخت حسّان في عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام.
قلت: مات والدها في الجاهليّة، وعبد الرّحمن بن الحارث كان في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم صغيرا كما تقدّم في ترجمته، فلا يتأتى أن يقال فيه الشّعر إلا بعد أن يبلغ، فتكون الفارعة من هذا القسم.
11579- فارعة بنت زرارة
بن عدس «1» بن حرام الأنصاريّة «2» ، من بني مالك بن النّجّار، قاله أبو موسى في «الذّيل» ، كذا قال ابن الأثير. ولم أرها في الذّيل الّذي بخط الصّريفيني، ولعلها التي قبلها بواحدة نسبت إلى جدّها، ثم ظهر لي أنها عمتها.
قال ابن سعد: الفارعة، وهي الفريعة بنت زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجّار، أخت أبي أمامة أسعد بن زرارة شقيقته، تزوّجها قيس بن فهد بن قيس بن ثعلبة، وأسلمت وبايعت.
11580- فارعة بنت أبي سفيان
بن حرب بن أميّة الأمويّة «3» .
ذكرها المستغفريّ، وأخرج من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: كان أوّل من خرج إلى الحبشة مهاجرا عبد اللَّه بن جحش حليف بني عبد شمس، احتمل بأهله وأخيه، وهو أبو أحمد، وكانت عنده الفارعة بنت أبي سفيان بن حرب.
11581- الفارعة بنت أبي الصّلت:
أخت أميّة بن أبي الصّلت «4» الشّاعر المشهور.
قال أبو عمر: قدمت على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بعد فتح الطائف، وكانت ذات لبّ وعفاف وجمال، وكان يعجب بها، وقال لها يوما: هل تحفظين من شعر أخيك شيئا؟ فأخبرته خبره وما رأت منه، وقصّت قصّته في شقّ جوفه وإخراج قلبه وردّه مكانه وهو نائم.
وأنشدته شعره الّذي أوله:
باتت همومي تسري طوارقها ... أكفّ عيني والدّمع سابقها
__________
(1) في أ: عدي. (2) أسد الغابة ت (7169) . (3) أسد الغابة ت (7170) . (4) أسد الغابة ت (7171) ، الاستيعاب ت (3497) ، أعلام النساء 4/ 19، تجريد أسماء الصحابة 2/ 293.(8/259)
ما رغّب النّفس في الحياة وإن ... تحيا قليلا فالموت لا حقها «1»
[المنسرح] نحو ثلاثة عشر بيتا، يقول فيها:
يوشك من فرّ من منيّته ... يوما على غرّة يوافقها
من لم يمت عبطة يمت هرما ... للموت كأس والمرء ذائقها «2»
[المنسرح] وأنه قال عنده المعاينة:
كلّ عيش وإن تطاول يوما ... صائر مرّة إلى أن يزولا
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي ... في قلال الجبال أرعى الوعولا «3» .
[الخفيف] فقال لها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «كان مثل أخيك كمثل الّذي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها ... » [الأعراف: 175] الآية.
قال أبو عمر: اختصرته واقتصرت منه على النكت، ثم ساق سنده إلى وثيمة بن موسى، عن سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب، قال: قدمت الفارِعة، قال ... فذكره بتمامه.
قلت: وأخرج القصّة أبو نعيم من طريق ثعلب، عن ابن الأعرابيّ، قال: قال ابن إسحاق بهذا السّند نحوه، وأخرجها ابن أبي عاصم، وابن مندة، من طريق إبراهيم بن محمد بن يحيى السّجزيّ، عن أبيه، عن ابن إسحاق، عن الزّهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن ابن عبّاس- أنّ فارعة بنت أبي الصّلت الثّقفي جاءت إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فسألها عن قصّة أبيها وأخيها، فقالت: قدم أخي من سفر، فأتانا فنام على سريري، فأقبل طائران فسقط أحدهما على صدره فشقّ ما بين صدره إلى ستهه، قال: فذكر قصّة موته بطولها.
قلت: وفي السّند إلى ابن إسحاق ضعف. وأخرج القصّة الفاكهيّ في كتاب مكّة، من طريق الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس مطوّلة. وقد نقلها الثّعلبيّ في تفسيره، وفيها
__________
(1) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (3497) ، أسد الغابة ترجمة رقم (7171) .
(2) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة (7171) ، والاستيعاب ترجمة رقم (3497) .
(3) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (7171) ، الاستيعاب ترجمة رقم (3497) ، خزانة الأدب 1/ 121.(8/260)
أنها أنشدت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عدة قصائد من شعره يصرّح فيها بالإيمان والبعث، منها قوله من قصيدة:
يوقف النّاس للحساب جميعا ... فشقيّ معذّب وسعيد
[الخفيف] ومنها من قصيدة:
لك الحمد والنّعماء والفضل ربّنا ... ولا شيء أعلى منك جدّا وأمجد
مليك على عرش السّماء مهيمن ... لعزّته تعنو الوجوه وتسجد
[الطويل] ومنها من قصيدة:
يوم نأتي الرّحمن وهو رحيم ... إنّه كان وعده مأتيّا
إن أؤاخذ بما اجترمت فإنّي ... سوف ألقى من العذاب قويّا
ربّ إن تعف فالمعافاة ظنّي ... أو تعاقب فلم تعاقب بريّا
[الخفيف]
فقال لها النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «آمن شعره وكفر قلبه» ، فنزلت: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها ... [الأعراف: 175] الآية.
11582- فارعة بنت عبد الرحمن الخثعمية «1»
. لها ذكر في الصّحابة، روى عنها السّري بن عبد الرّحمن، كذا في الاستيعاب.
11583- فارعة بنت عتبة
بن عبد شمس العبشمية، أخت هند وخالة معاوية، كانت زوج حبيب بن عمرو بن حممة الدّوسيّ. ذكرها البلاذريّ.
11584- فارعة بنت مالك
بن سنان الخدرية «2» تأتي في الفريعة.
11585- فارعة الجنّية.
ذكرها حمزة بن يوسف الجرجانيّ في «تاريخ جرجان» ، قال: أخبرنا أبو أحمد بن عديّ، حدّثنا عبد المؤمن بن أحمد، حدّثنا جعفر بن الحكم، حدثنا لهيعة بن عبد اللَّه بن لهيعة، [عن أبيه] «3»
عن أبي الزّبير عن جابر- أن امرأة من الجنّ كانت تأتي النبيّ صلّى اللَّه
__________
(1) أسد الغابة ت (7172) ، الاستيعاب ت (3498) .
(2) أسد الغابة ت (7174) .
(3) سقط في أ.(8/261)
عليه وآله وسلّم في نساء من قومها، فأبطأت عليه مرّة ثم جاءت فقال: «ما أبطأك؟» قالت:
موت ميّت لنا بأرض الهند، فذهبت في تعزيته، فرأيت إبليس في طريقي قائما يصلّي على صخرة، فقلت: «ما حملك على أن أضللت آدم؟ قال: دعي عنك هذا. قلت: تصلي وأنت أنت! قال: نعم يا فارعة بنت العبد الصّالح، إني لأرجو من ربي إذا أبر قسمه أن يغفر لي.
وفي سنده من لا يعرف. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.
11586- فاضلة، امرأة عبد اللَّه بن أنيس «1»
: مختلف في اسمها.
تقدّم ذكرها، كذا عند ابن مندة. وقال أبو عمر: فاضلة الأنصاريّة زوج عبد اللَّه بن أنيس الجهنيّ، حديثها عند أهل المدينة، قالت: خطبنا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فحثنا على الصّدقة.
قلت: أخرجه الحسن بن سفيان في مسندة، من طريق موسى بن عبيدة الرّبذي أحد الضّعفاء، عن أخيه محمد بن عبيدة، عن أخيه عبد اللَّه بن عبيدة، عن يحيى بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن أمّه، وهي بنت عبد اللَّه بن أنيس الجهنيّ، عن أمها فاضلة الأنصارية، قالت: خطبنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فحثّ على الصّدقة، فبعثت إليه بحلي لي، وقلت: هو صدقة للَّه عزّ وجلّ، فردّه، وقال: إني لا أقبل صدقة من امرأة إلا بإذن زوجها، فبعثت إليه به مع زوجي، فقال: هو لها يا رسول اللَّه ورثته من أبيها، فقبله.
11587- فاطمة الزّهراء:
بنت إمام المتقين رسول اللَّه: محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب بن هاشم، الهاشميّة «2» ، صلّى اللَّه على أبيها وآله وسلّم ورضي عنها.
كانت تكنى أم أبيها، بكسر الموحدة بعدها تحتانية ساكنة. ونقل ابن فتحون عن بعضهم بسكون الموحّدة بعدها نون، وهو تصحيف، وتلقّب الزهراء.
روت عن أبيها. روى عنها ابناها، وأبوهما، وعائشة، وأم سلمة، وسلمى أم رافع، وأنس. وأرسلت عنها فاطمة بنت الحسين وغيرها.
__________
(1) أسد الغابة ت (7175) ، الاستيعاب ت (3499) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 293.
(2) أسد الغابة ت (7183) ، الاستيعاب ت (3505) ، مسند أحمد 6/ 282، طبقات ابن سعد 8/ 19، طبقات خليفة 330، تاريخ خليفة 65، المعارف 141، حلية الأولياء 2/ 39، المستدرك 3/ 151، جامع الأصول 9/ 125، تهذيب الكمال 690، تاريخ الإسلام 1/ 360، العبر 1/ 13، مجمع الزوائد 9/ 201، تهذيب التهذيب 12/ 440، كنز العمال 13/ 674، شذرات الذهب 1/ 9، خلاصة تذهيب الكمال 494.(8/262)
قال عبد الرّازق، عن ابن جريج: قال لي غير واحد: كانت فاطمة أصغر بنات النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأحبهنّ إليه.
وقال أبو عمر: اختلفوا أيتهن أصغر؟ والّذي يسكن إليه اليقين أنّ أكبرهنّ زينب، ثم رقيّة، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة. وقد تقدّم شيء من هذا في ترجمة رقية.
واختلف في سنة مولدها، فروى الواقديّ، عن طريق أبي جعفر الباقر، قال: قال العبّاس: ولدت فاطمة والكعبة تبنى، والنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ابن خمس وثلاثين سنة، وبهذا جزم المدائنيّ.
ونقل أبو عمر عن عبيد اللَّه بن محمد بن سليمان بن جعفر الهاشمي- أنها ولدت سنة إحدى وأربعين من مولد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وكان مولدها قبل البعثة بقليل نحو سنة أو أكثر، وهي أسنّ من عائشة بنحو خمس سنين، وتزوّجها عليّ أوائل المحرم سنة اثنتين بعد عائشة بأربعة أشهر، وقيل غير ذلك. وانقطع نسل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلا من فاطمة.
ذكر ابن إسحاق في «المغازي الكبرى» : حدّثني ابن أبي نجيح، عن علي- أنه خطب فاطمة، فقال له النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «هل عندك من شيء؟» قلت: لا. قال:
«فما فعلت الدّرع التي أصبتها» - يعني من مغانم بدر.
وقال ابن سعد: أخبرنا خالد بن مخلد، حدّثنا سليمان- هو ابن بلال، حدّثني جعفر بن محمد، عن أبيه: أصدق عليّ فاطمة درعا من حديد.
وعن حازم، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة- أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال لعليّ حين زوّجه فاطمة: «أعطها درعك «1» الحطميّة» «2» .
هذا مرسل صحيح الإسناد.
وعن يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم، عن أيّوب أتمّ منه.
وأخرج أحمد في مسندة، من طريق ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن رجل سمع عليّا يقول: أردت أن أخطب إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ابنته، فقلت: واللَّه ما لي من
__________
(1) هي التي تحطم السيوف أي تكسرها، وقيل: هي العريضة الثقيلة، وقيل: هي منسوبة إلى بطن من عبد القيس يقال لهم حطمة بن محارب كانوا يعملون الدروع وهذا أشبه الأقوال. النهاية 1/ 402.
(2) أخرجه أبو داود (2126) ، والطبراني في الكبير 11/ 355 والبيهقي في السنن 7/ 252 وابن أبي شيبة في المصنف 4/ 199.(8/263)
شيء، ثمّ ذكرت صلته وعائدته، فخطبتها إليه، فقال: «وهل عندك شيء؟ فقلت: لا. قال:
«فأين درعك الحطميّة الّتي أعطيتك يوم كذا وكذا؟» قلت: هو عندي. قال: «فأعطها إيّاها» .
وله شاهد عند أبي داود من حديث ابن عبّاس.
وأخرج ابن سعد، عن الواقديّ، من طريق أبي جعفر، قال: نزل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على أبي أيّوب، فلمّا تزوّج عليّ فاطمة قال له: «التمس منزلا» ، فأصابه مستأخرا، فبنى بها فيه، فجاء إليها، فقالت له: كلّم حارثة بن النّعمان. فقال: قد تحوّل حارثة حتى استحييت منه، فبلغ حارثة فجاء فقال: يا رسول اللَّه، واللَّه الّذي تأخذ أحبّ إلي من الّذي تدع. فقال: صدقت، بارك اللَّه فيك، فتحوّل حارثة من بيت له فسكنه عليّ بفاطمة.
ومن طريق عمر بن عليّ، قال: تزوّج عليّ فاطمة في رجب سنة مقدمهم المدينة، وبنى بها مرجعه من بدر، ولها يومئذ ثمان عشرة سنة.
وفي «الصّحيح» عن عليّ قصّة الشّارفين لما ذبحهما حمزة، وكان عليّ أراد أن يبني بفاطمة، فهذا يدفع قول من زعم أنّ تزويجه بها كان بعد أحد، فإن حمزة قتل بأحد.
قال يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن عمرو بن دينار، قالت عائشة: ما رأيت قط أحدا أفضل من فاطمة غير أبيها. أخرجه الطّبراني في ترجمة إبراهيم بن هاشم من المعجم الأوسط، وسنده صحيح على شرط الشّيخين إلى عمر.
وقال عكرمة، عن ابن عبّاس: خطّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أربعة خطوط، فقال: «أفضل نساء أهل الجنّة خديجة، وفاطمة، ومريم، وآسية» «1» .
وقال أبو يزيد المدائني، عن أبي هريرة- مرفوعا: «خير نساء العالمين أربع: مريم، وآسية، وخديجة، وفاطمة» «2» .
وقال الشّعبي، عن جابر: «حسبك من نساء العالمين أربع ... » «3» فذكرهن.
__________
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 185 وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 226 وقال رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجالهم رجال الصحيح.
(2) أخرج ابن حبان في صحيحه 4/ 549 عن أنس بن مالك حديث رقم 2222 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 7/ 185، 9/ 404، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34404.
(3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 135 وابن أبي شيبة في المصنف 12/ 134 وأبو نعيم في الحل 2/ 344 وقال هذا حديث غريب من حديث قتادة تفرد به عنه معمر حدث به الأئمة عن عبد الرزاق أحمد وإسحاق وأبو مسعود وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 157 وقال هذا الحديث في المسند لأبي عبد اللَّه أحمد بن حنبل هكذا. وقال الذهبي معمر عن أنس مرفوعا حسبك من النساء العالمين أربع مريم وآسية امرأة فرعون وخديجة وفاطمة البخاري ومسلم ويروى عن معمر عن الزهري.(8/264)
وقال عبد الرّحمن بن أبي نعيم، عن أبي سعيد الخدريّ مرفوعا: «سيّدة نساء أهل الجنّة فاطمة إلّا ما كان من مريم» «1» .
وفي الصّحيحين- عن المسور بن مخرمة: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على المنبر يقول: «فاطمة بضعة منّي، يؤذيني ما آذاها، ويريبني ما رابها» «2» .
وعن علي بن الحسين بن علي، عن أبيه، عن عليّ، قال: قال النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم لفاطمة: «إنّ اللَّه يرضى لرضاك، ويغضب لغضبك» .
وأخرج الدولابيّ في الذّرية الطّاهرة بسند جيد عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه، قال:
قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ليلة بني عليّ بفاطمة: «لا تحدث شيئا حتّى تلقاني» ، فدعا بماء فتوضأ منه، ثم أفرغه عليهما، وقال: «اللَّهمّ بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في نسلهما» «3» .
وقالت أم سلمة: في بيتي نزلت: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ... [الأحزاب: 33] الآية.
قالت: فأرسل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين، فقال: «هؤلاء أهل بيتي» الحديث.
وأخرج التّرمذيّ والحاكم في «المستدرك» ، وقال: صحيح على شرط مسلم.
وقال مسروق، عن عائشة: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «مرحبا بابنتي» «4» ، ثم أجلسها عن يمينه، ثم أسرّ إليها حديثا فبكت، ثم أسرّ إليها حديثا فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم أقرب فرحا من حزن!
__________
(1) أخرجه البخاري في صحيح 5/ 25، 36، وأحمد في المسند 3/ 80، 5/ 391، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34224.
(2) أخرج البخاري في الصحيح 5/ 26، 36 والحاكم في المستدرك 3/ 158 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي بقوله صحيح والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 64، 10/ 201 وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 130، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34222، 34223.
(3) أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 4 وابن سعد في الطبقات 8/ 13.
(4) أصله في البخاري 4/ 248 ومسلم 4/ 1905 (99- 2450) .(8/265)
فسألتها عمّا قال. فقالت: ما كنت لأفشي على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سرّه، فلما قبض سألتها فأخبرتني أنه قال: «إن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كلّ سنة مرة، وإنّه عارضني العام مرّتين، وما أراه إلّا قد حضر أجلي، وإنّك أوّل أهل بيتي لحوقا بي، ونعم السّلف أنا لك» . فبكيت: فقال: «ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء العالمين؟» فضحكت «1» .
أخرجاه.
وقالت أم سلمة: جاءت فاطمة إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فسألتها عنه، فقالت: أخبرني أنه مقبوض في هذه السنة، فبكيت، فقال: «أما يسرّك أن تكوني سيّدة نساء أهل الجنّة إلّا مريم» ، فضحكت.
أخرجه أبو يعلى.
وأخرج ابن أبي عاصم، عن عبد اللَّه بن عمرو بن سالم المفلوج بسند من أهل البيت عن علي أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال لفاطمة: «إنّ اللَّه يغضب لغضبك ويرضى لرضاك» » .
وأخرج التّرمذيّ من حديث زيد بن أرقم أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «عليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين- أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم» «3» .
ونقل أبو عمر في قصّة وفاتها أنّ فاطمة أوصت عليّا أن يغسلها هو وأسماء بنت عميس. واستبعده ابن فتحون، فإن أسماء كانت حينئذ زوج أبي بكر الصّديق، قال: فكيف تنكشف بحضرة عليّ في غسل فاطمة، وهو محلّ الاستبعاد.
وقد وقع عند أحمد أنها اغتسلت قيل موتها بقليل، وأوصت ألّا تكشف، ويكتفى بذلك في غسلها، واستبعد هذا أيضا.
وقد ثبت في الصّحيح عن عائشة أنّ فاطمة عاشت بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ستة أشهر. وقال الواقديّ، وهو ثبت: وروى الحميديّ، عن سفيان، عن عمرو بن دينار-
__________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه 4/ 248، 6/ 229 وأحمد في المسند 6/ 282، وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 26 رواه الطبراني بإسناد ضعيف وروى البزار بعضه أيضا وفي رجاله ضعف، وأورده البيهقي في دلائل النبوة 7/ 155 وعزاه البخاري في الصحيح.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 1/ 66 والحاكم في المستدرك 3/ 154، وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وعقب الذهبي بل حسين منكر الحديث ولا يحل أن يحتج به قال الهيثمي في الزوائد 9/ 206 رواه الطبراني وإسناده حسن.
(3) أخرجه الطبراني في الكبير 3/ 39، 11/ 444.(8/266)
أنها بقيت بعده ثلاثة أشهر وقال غيره: بعده أربعة أشهر، وقيل شهرين، وعند الدّولابي في الذّرية الطّاهرة: بقيت بعده خمسة وتسعين يوما. وعن عبد اللَّه بن الحارث بقيت بعده ثمانية أشهر.
وأخرج ابن سعد، وأحمد بن حنبل، من حديث أمّ رافع، قال: مرضت فاطمة فلما كان اليوم الّذي توفيت قالت لي: يا أمة، اسكبي لي غسلا، فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل. ثم لبست ثيابا لها جددا ثم قالت: اجعلي فراشي وسط البيت، فاضطجعت عليه، واستقبلت القبلة، وقالت يا أمة، إني مقبوضة الساعة، وقد اغتسلت، فلا يكشفنّ لي أحد كنفا «1» ، فماتت، فجاء عليّ فأخبرته فاحتملها ودفنها بغسلها ذلك.
وأخرج ابن سعد من طريق محمد بن موسى- أنّ عليا غسّل فاطمة. ومن طريق عبيد اللَّه بن أبي بكر، عن عمرة، قالت: صلّى العباس على فاطمة، ونزل هو وعلي والفضل بن عبّاس في حفرتها.
وروى الواقديّ، عن طريق الشّعبي، قال: صلّى أبو بكر على فاطمة، وهذا فيه ضعف وانقطاع.
وقد روى بعض المتروكين عن مالك، عن جعفر بن محمد، عن أبيه نحوه، ووهّاه الدّارقطنيّ، وابن عديّ.
قال ابن سعد: أخبرنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السّائب، عن أبيه، عن علي أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما زوجه فاطمة بعث معها بخميلة ووسادة أدم حشوها ليف ورحاءين وسقاءين، قال: فقال عليّ لفاطمة يوما: سنوت «2» حتى اشتكيت صدري، وقد جاء اللَّه بسبي فاذهبي فاستخدمي. فقالت: وأنا واللَّه قد طحنت حتى مجلت «3» يداي، فأتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «ما جاء بك أي بنيّة؟» فقالت: جئت لأسلّم عليك، واستحيت أن تسأله ورجعت، فأتياه جميعا، فذكر له عليّ حالهما، قال: «لا واللَّه لا أعطيكما، وأدع أهل الصّفة تتلوّى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم، ولكن أبيع وأنفق عليهم أثمانهم» ، فرجعا، فأتاهما وقد دخلا قطيفتهما، إذ غطيا رءوسهما بدت أقدامهما، وإذا غطّيا أقدامهما انكشفت رءوسهما، فثارا، فقال: «مكانكما، ألا أخبركما بخير ممّا
__________
(1) الكنف: الجانب. النهاية 4/ 204.
(2) يقال: سنوت الدّلو سناوة إذا جررتها من البئر. اللسان 3/ 2129.
(3) ثخن جلدها وتعجّر وظهر فيها ما يشبه البثر من العمل بالأشياء الصّلبة الخشنة. النهاية 4/ 300.(8/267)
سألتماني؟» فقالا: بلى. فقال: «كلمات علّمنيهنّ جبريل، تسبّحان، في دبر كلّ صلاة عشرا، وتحمدان عشرا، وتكبّران عشرا، وإذا أويتما إلى فراشكما فسبّحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبّرا أربعا وثلاثين» . قال علي: فو اللَّه ما تركتهنّ منذ علمنيهن.
وقال له ابن الكواء: ولا ليلة صفين؟ فقال: قاتلكم اللَّه يا أهل الطروق! ولا ليلة صفين.
وقال: أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا جرير بن حازم، حدثنا عمرو بن سعيد، قال: كان في علي شدة على فاطمة، فقالت: واللَّه لأشكونك إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فانطلقت وانطلق عليّ في أثرها، فكلمته، فقال: «أي بنيّة، اسمعي واستمعي واعقلي، إنّه لا إمرة لامرأة لا تأتي هوى زوجها وهو ساكت» . قال علي: فكففت عما كنت أصنع، وقلت: واللَّه لا أتي شيئا تكرهينه أبدا.
أخبرنا عبيد اللَّه بن موسى، حدثنا عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: كان بين عليّ وفاطمة كلام، فدخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فلم يزل حتى أصلح بينهما، ثم خرج، قال: فقيل له: دخلت وأنت على حال وخرجت ونحن نرى البشر في وجهك! فقال: وما يمنعني وقد أصلحت بين أحبّ اثنين إلي.
وأخرج الواقديّ بسند له، عن أبي جعفر، قال: دخل العباس على عليّ وفاطمة وهي تقول: أنا أسن منك. فقال العباس: ولدت فاطمة وقريش تبني الكعبة، وولد علي قبلها بسنوات.
وقال الواقديّ: توفيت فاطمة ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة.
ومن طريق عمرة: صلّى العباس على فاطمة، ونزل في حفرتها هو وعليّ والفضل.
ومن طريق علي بن الحسين أنّ عليّا صلّى عليها ودفنها بليل بعد هدأة.
وذكر عن ابن عباس أنه سأله فأخبره بذلك. وقال الواقديّ: قلت لعبد الرحمن بن أبي الموالي: إن الناس يقولون: إن قبر فاطمة بالبقيع. فقال: ما دفنت إلا في زاوية في دار عقيل، وبين قبرها وبين الطريق سبعة أذرع.
11588- فاطمة بنت أسد بن هاشم «1»
بن عبد مناف الهاشمية، والد علي وإخوته.
__________
(1) أسد الغابة ت (7176) ، الاستيعاب ت (3500) ، أعلام النساء ج 3/ 33، الثقات ج 3/ 336، تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 293، تلقيح فهوم أهل الأثر 317، مقاتل الطالبيين 7، 8، 9، 10، 24.(8/268)
قيل: إنها توفّيت قبل الهجرة. والصحيح أنها هاجرت وماتت بالمدينة، وبه جزم الشعبي، قال: أسلمت وهاجرت وتوفيت بالمدينة.
وأخرج ابن أبي عاصم، من طريق عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كفّن فاطمة بنت أسد في قميصه، وقال: لم نلق بعد أبي طالب أبرّ بي منها.
وقال الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري عن علي: قلت لأمي: اكفي فاطمة سقاية الماء والذهاب في الحاجة، وتكفيك الطحن والعجن.
وقال الزّبير بن بكّار: هي أوّل هاشمية ولدت خليفة، ثم بعدها فاطمة الزهراء، وسيأتي لها ذكر في فاطمة بنت حمزة يدلّ على أنها ماتت بالمدينة.
قال ابن سعد: كانت امرأة صالحة، وكان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يزورها ويقيل في بيتها.
11589- فاطمة بنت أبي الأسد «1»
: وقيل بنت الأسود بن عبد الأسد.
قال أبو عمر: هي التي قطعها النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في السرقة، وقال لأسامة بن زيد لما شفع فيها: «أتشفع في حدّ من حدود اللَّه؟» «2» .
روى حديثها حبيب بن أبي ثابت، وسماها.
قلت: وأخرج عبد الغنيّ بن سعيد في «المبهمات» ، من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل عن عمار الدهني، عن أبي وائل، قال: سرقت فاطمة بنت أبي الأسد بنت أخي أبي سلمة فأشفقت قريش بأن تقطع فكلموا أسامة ... الحديث.
وقال ابن سعد: فاطمة بنت الأسود بن عبد الأسد أسلمت وبايعت، وهي التي سرقت فقطع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يدها.
أخبرنا ابن نمير، عن الأجلح، عن حبيب بن أبي ثابت- يرفع الحديث- أن فاطمة
__________
(1) أسد الغابة ت (7177) ، الاستيعاب ت (3501) .
(2) أخرجه البخاري 4/ 213، 8/ 199 عن عائشة من كتاب الحدود باب 12 كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان حديث رقم 6788 ومسلم 3/ 1315 من كتاب الحدود باب 2 قطع السارق الشريف وغيره والنهي عن الشفاعة في الحدود حديث رقم 1688. والنسائي 8/ 73 في كتاب قطع السارق باب 6 ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين حديث رقم 4899. وأبو داود 2/ 537 من كتاب الحدود باب في الحد يشفع حديث رقم 4373 والترمذي 4/ 29 كتاب الحدود باب 6 ما جاء من كراهية أن يشفع في الحدود حديث رقم 1430. وابن ماجة 2/ 851 كتاب الحدود باب 6 الشفاعة في الحدود حديث رقم 2547 والدارميّ 2/ 173، البيهقي 8/ 253.(8/269)
بنت الأسود بن عبد الأسد سرقت على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حليا، فاستشفعوا على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بغير واحد، وكلّموا أسامة بن زيد ليكلم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان يشفعه، فلما أقبل أسامة ورآه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «لا تكلّمني يا أسامة، فإنّ الحدود إذا انتهت إليّ فليس لها مترك، ولو كانت بنت محمّد فاطمة لقطعتها» .
قال ابن سعد: وفي رواية أهل المدينة وغيرهم من أهل مكة- أن التي سرقت فقطع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يدها أم عمرو بنت سفيان بن عبد الأسد.
11590- فاطمة بنت جنيد
بن عمرو بن عبد شمس بن عمرو، زوج العباس بن عبد المطلب، ووالدة الحارث ولده. ذكرها الزبير بن بكار.
11591- فاطمة بنت الحارث
بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب «1» بن سعد بن تيم بن مرة القرشية التيمية. تقدم ذكرها في ترجمة أمها رائطة.
11592- فاطمة بنت أبي
حبيش بن المطلب بن أسد بن عبد العزى «2» بن قصيّ القرشية الأسدية.
ثبت ذكرها في الصّحيحين من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقالت: يا رسول اللَّه، «إنّي امرأة أستحاض فلا أطهر أفأدع الصّلاة» ؟ قال: «لا» ، «إنّما ذلك عرق، وليست الحيضة ... » الحديث.
ورواه المنذر بن المغيرة، عن عروة- أن فاطمة بنت أبي حبيش، وفي لفظ عن فاطمة، وفي لفظ: حدثتني فاطمة، حديثه أخرجه أبو داود والنسائي. والأول هو المشهور.
11593- فاطمة بنت حمزة
بن عبد المطلب «3» بن هاشم الهاشمية، أمّها سلمى بنت عميس.
قال ابن السّكن: تكنى أم الفضل. وقال الدار الدّارقطنيّ في كتاب الإخوة: يقال لها أم أبيها. زوجها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سلمة بن أبي سلمة بن عبد الأسد.
وأخرج ابن أبي عاصم، من طريق أبي فاختة، عن جعدة بن هبيرة، عن علي، قال: أهدي إلى رسول اللَّه
__________
(1) أسد الغابة ت (7178) ، الاستيعاب ت (3502) .
(2) أسد الغابة ت (7179) ، الاستيعاب ت (3503) ، بقي بن مخلد 430.
(3) أسد الغابة ت (7180) .(8/270)
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حلة إستبرق، فقال: «اجعلها خمرا بين الفواطم» «1» ، فشققتها أربعة أخمرة: خمارا لفاطمة بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وخمارا لفاطمة بنت أسد، وخمارا لفاطمة بنت حمزة، ولم يذكر الرابعة.
قلت: ولعلها امرأة عقيل الآتية قريبا.
11594- فاطمة بنت الخطاب بن نفيل القرشية
العدوية، أخت عمر «2» .
تقدم نسبها في ترجمة أخيها، أسلمت قديما مع زوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وحكى الدار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» أن اسمها أميمة، قال: وولدت لسعد بن زيد ابنه عبد الرحمن. وقال أبو عمر: خبرها في إسلام عمر خبر عجيب.
قلت: أخرجه محمّد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه، وأبو نعيم في «3» طريقه، ومن طريق إسحاق بن عبد اللَّه، عن أبان بن صالح، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: سألت عمر عن إسلامه، قال: خرجت بعد إسلام حمزة بثلاثة أيام فإذا فلان بن فلان المخزوميّ، فقلت له: أرغبت عن دين آبائك إلى دين محمد؟ قال: قد فعل ذلك من هو أعظم عليك حقا مني؟ قال: قلت: ومن هو؟ قال: أختك وختنك «4» . قال: فانطلقت فوجدت الباب مغلقا، وسمعت همهمة، قال: ففتح لي الباب، فدخلت، فقلت: ما هذا الّذي أسمع؟
قالت: ما سمعت شيئا، فما زال الكلام بيننا حتى أخذت برأسها، فقالت: قد كان ذلك رغم أنفك. قال: فاستحييت حين رأيت الدم، وقلت: أروني الكتاب ... فذكر القصة بطولها.
وروى الواقديّ عن فاطمة بنت مسلم الأشجعيّة، عن فاطمة الخزاعية، عن فاطمة بنت الخطاب- أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «لا تزال أمّتي بخير ما لم يظهر فيهم حبّ الدّنيا في علماء فسّاق، وقرّاء جهّال، وجبابرة، فإذا ظهرت خشيت أن يعمّهم اللَّه بعقاب» .
وسيأتي في الكنى أن الزبير قال: إن والدة عبد الرحمن الأكبر بن سعيد بن زيد هي أم جميل بنت الخطاب، فكأن اسمها فاطمة، ولقبها أميمة، وكنيتها أم جميل.
__________
(1) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1189 في كتاب اللباس باب 19 لبس الحرير والذهب للنساء حديث رقم 3596.
(2) أسد الغابة ت (8182) ، الاستيعاب ت (3504) .
(3) في أ: من طريقه.
(4) الأختان من قبل المرأة والأحماء من قبل الرجل والصهر يجمعهما، وخاتن الرّجل الرّجل إذا تزوج إليه. النهاية 2/ 10.(8/271)
وقال ابن سعد: وقع في كتاب النسب أنّ التي تزوّج بها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رملة، وهي أم جميل بنت الخطاب.
11595- فاطمة بنت سودة
بن أبي ضبيس «1» - بضاد معجمة وموحدة ثم مهملة مصغر، الجهنية.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11596- فاطمة بنت شريح الكلابية:
نقل ابن بشكوال، عن أبي عبيدة- أنه ذكرها في زوجات النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
11597- فاطمة بنت شريك بن سحماء:
لها ذكر في ترجمة والدها.
11598- فاطمة بنت شيبة بن ربيعة
بن عبد شمس العبشمية «2» .
تزوجها عقيل بن أبي طالب، ذكر ابن هشام أنّ عقيلا دخل عليها يوم حنين بعد الوقعة، فقالت له: ماذا غنمت؟ فناولها إبرة، فإذا منادي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: أن أدوا «3» الخياط والمخيط، فأخذ الإبرة منها فألقاها في المغانم.
وذكر الواقديّ هذا لفاطمة بنت الوليد بن عتبة، وقيل اسم امرأة عقيل فاطمة بنت عتبة أخت هند، جاء ذلك عن ابن أبي مليكة.
11599- فاطمة بنت صفوان
بن أمية بن محرث بن حمل بن شق «4» بن رقبة بن مخدج «5» الكنانية، امرأة عمرو بن أبي أحيحة سعيد بن العاص.
ذكرها ابن إسحاق في تسمية من هاجر من بني أمية إلى الحبشة، فقال: وعمرو بن سعيد ومعه امرأته فاطمة بنت صفوان الكنانية، وماتت بها، ونسبها ابن سعد وقال: أسلمت بمكة قديما.
11600- فاطمة بنت الضحاك
بن سفيان الكلابية «6» .
ذكرها أبو عمر، فقال: قال ابن إسحاق: تزوّجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعد وفاة ابنته زينب، وخيّرها حين أنزلت آية التخيير، فاختارت فاختارت الدنيا، ففارقها،
__________
(1) أسد الغابة ت (7184) .
(2) أسد الغابة ت (7185) .
(3) في أ: ينادي أن أدوا.
(4) أسد الغابة ت (7186) ، الاستيعاب ت (3506) .
(5) في أ: رقبة بن محرم.
(6) أسد الغابة ت (7187) ، الاستيعاب ت (3507) .(8/272)
فكانت بعد ذلك تلتقط البعر وتقول: أنا الشّقيّة، اخترت الدنيا.
قال أبو عمر: هذا عندنا غير صحيح، لأن ابن شهاب يروي عن أبي سلمة وعروة عن عائشة- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حين خيّر أزواجه بدأ بها، فاختارت اللَّه ورسوله، قال: وتتابع أزواج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كلهن على ذلك.
وقال قتادة، وعكرمة: كان عنده حين خيرهن تسع نسوة، وهن اللاتي توفّي عنهن، وكذا قال جماعة: إن التي كانت تقول أنا الشقية هي التي استعاذت، واختلف في المستعيذة اختلافا كثيرا، ولا يصحّ فيها شيء،
وقد قيل: إن الضحاك بن سفيان عرض عليه ابنته فاطمة، وقال: إنها لم تصدع قط، فقال: «لا حاجة لي بها» ،
وقد قيل: إنه تزوّجها سنة ثمان. انتهى كلام ابن عبد البرّ.
ويحتاج كلامه إلى شرح، وعليه في بعضه مؤاخذات: أما حديث ابن شهاب بما ذكر فهو في الصحيح.
[لكن آخره: وأبي سائر ... وأما قول قتادة فأخرجه ... وأما قول عكرمة فأخرجه ... وأما قوله: وهن اللاتي توفّي عنهن، ففيه نظر، لأن آية التخيير كانت ...
وتزوج بعد ذلك ... ] «1» .
وأما الّذي قال: إن التي كانت تقول أنا الشقية هي المستعيذة فهو قول حكاه الواقديّ، عن ابن مناح، قال: استعاذت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وهذا لا يبطل قول ابن إسحاق إن الكلابية اختارت، وكانت تقول: أنا الشقية، لأنّ الجمع ممكن.
وأما قوله: اختلف في المستعيذة اختلافا كثيرا فهو حقّ، فقال ابن سعد: اختلف علينا في الكلابية، اختلف علينا في اسمها، فقيل فاطمة بنت الضحاك بن سفيان، وقيل عمرة بنت يزيد بن عبيد، وقيل سنا بنت سفيان بن عوف، ثم قيل هي واحدة اختلف في اسمها، وقيل ثلاث، ثم أسند عن الواقديّ عن ابن أخي الزهري، عن الزهري، قال: هي فاطمة بنت الضحاك دخل عليها فاستعاذت منه، فطلّقها فكانت تلقط البعر، وتقول: أنا الشقية.
وأسنده بالسند المذكور، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: تزوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وعلى وآله وسلّم الكلابية، فلما دخلت عليه فدنا منها قالت: أعوذ باللَّه منك.
فقال: «لقد عذت بعظيم، الحقي بأهلك» .
ومن طريق عبد الواحد بن أبي عون، عن أم منّاح- بتشديد النون وبالمهملة- قالت:
__________
(1) ما بين المعقوفين هكذا في الأصل، وكذا في هامش هـ.(8/273)
كانت التي استعاذت قد ولهت وذهب عقلها، وكانت تقول: إذا استأذنت على أمهات المؤمنين: أنا الشقية، وتقول: إنّما خدعت.
ومن طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: كان دخل بها، ولكنه لما خير نساءه اختارت قومها، ففارقها، فكانت تلقط البعر، وتقول: أنا الشقية.
وقيل: إن المستعيذة سنا بنت النعمان بن أبي الجون، أسنده ابن سعد عن الواقديّ، عن محمد بن يعقوب بن عتبة، عن عبد الواحد بن أبي عون. وقيل أسماء بنت النعمان بن أبي الجون، أسنده عن الواقدي، عن عمرو بن صالح، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن هشام بن الكلبي، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس. ومن طريق أبي أسيد الساعدي كالقصة التي في الصحيح، وفي آخرها: فكانت تقول: أدعوني الشقية.
ومن وجه آخر، عن أبي أسيد- أن المستعيذة توفيت في خلافة عثمان.
وأما قوله: ولا يصح منها شيء فعجيب، فقد ثبتت قصتها في الصحيح من حديث أبي أسيد الساعدي، إلا أن كان مراده بنفي الصحة الجزم بالكلابية دون غيرها، فهو ممكن على بعده.
وأما قوله: إن الضحاك بن سفيان، عرض عليه ابنته، وقال: إنها لم تصدع- فأخرجه في الصحيح.
وأما قوله: وقد قيل إنه تزوجها سنة ثمان، فالظاهر أن الضمير لصاحبة الترجمة، ومقتضاه أنه تقدم قول يخالفه، ولم يتقدم إلا قوله في أول الترجمة إنه تزوجها بعد وفاة ابنته زينب.
وقد أسند ابن سعد، عن الواقديّ، عن إبراهيم بن وثيمة، عن أبي وجزة، قال: تزوّج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الكلابية في ذي العقدة سنة ثمان منصرفة من الجعرانة، وعن إسماعيل بن مصعب، عن شيخ من رهطها- أنها توفيت سنة ستين.
11601- فاطمة بنت أبي طالب «1» :
قيل: هي أم هانئ. وستأتي في الكنى- ذكرها أبو نعيم.
11602- فاطمة بنت عامر
بن حذيم القرشية الجمحية، أخت سعيد بن عامر الصحابي المشهور.
__________
(1) أسد الغابة ت (7188) ، الثقات 3/ 337، الدر المنثور 356، تجريد أسماء الصحابة 2/ 294، تقريب التهذيب 2/ 609، 625، تهذيب التهذيب 12/ 440، 481.(8/274)
كانت زوج المغيرة بن أبي العاص عم عثمان بن عفان، فولدت له عائشة التي تزوّجها مروان، فولدت له عبد الملك. ذكر ذلك الزبير بن بكار.
11603- فاطمة بنت عبد اللَّه:
والدة عثمان بن أبي العاص الثقفي «1» .
ذكرها أبو عمر، فقال: شهدت ولادة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حين وضعته أمه آمنة، وكان ذلك ليلا، قالت: فما شيء انظر إليه من البيت إلا نور، وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى أني لأقول ليقعن عليّ.
قلت: أسند ذلك [أبو عمر] «2» .
11604- فاطمة بنت عتبة
بن ربيعة بن عبد شمس العبشمية «3» ، أخت هند أم معاوية.
روت عنها أم محمد بن عجلان، وهي مولاتها، قاله أبو عمر.
قلت: أسنده ابن مندة، من طريق أبي بكر بن عياش، عن محمد بن عجلان، عن أمه، عن فاطمة، قالت: قلت: يا رسول اللَّه، ما كان على ظهر الأرض خباء أحب إلى أن يذلهم اللَّه من أهل خبائك ... الحديث. قال:
ورواه ابن أبي أويس، عن أبيه، عن ابن عجلان، وزاد شيئا فيه، والطبراني من طريق يعقوب بن محمد، عن أبي بكر بن أويس، عن أبي أيوب مولى القاسم، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن فاطمة بنت عتبة- أن أبا حذيفة بن عتبة ذهب بها وبأختها فبايعتا النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فلما اشترط قالت له هند: هل تعلم في نساء قومك من هذه المنهيات شيئا؟ فقال: بايعيه، فهكذا الشرط.
قال ابن سعد: تزوجها قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف، فولدت له الوليد، وهشاما، ومسلما، وعتبة، وأبي بن قرظة، وآمنة بنت قرظة، وفاختة التي تزوجها معاوية.
ثم أسلمت وبايعت، فتزوجها أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة.
وأخرج ابن سعد بسند صحيح، عن ابن أبي مليكة، قال: تزوّج عقيل بن أبي طالب فاطمة بنت عتبة بن ربيعة، فكانت تقول له إذا دخل: أين عتبة بن ربيعة؟ فقال لها يوما، وقد أضجرته: عن يسارك إذا دخلت النار، فقالت: لا يجمع رأسي ورأسك بيت، وأتت عثمان فبعث معها ابن عباس ومعاوية فوعداها، فلما حضر وجداهما مصطلحين.
__________
(1) أسد الغابة ت (7189) ، الاستيعاب ت (3508) .
(2) سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت (7190) ، الاستيعاب ت (3509) .(8/275)
وأخرجه موصولا عن ابن عباس باختصار، وفي سنده والواقدي.
11605- فاطمة بنت علقمة
بن عبد اللَّه بن أبي قيس، أم قهطم العامرية، هاجرت مع زوجها سليط بن عمرو إلى الحبشة، فولدت له سليط بن سليط، كذا سماها، وكناها ابن سعد، قال: وأمها عاتكة بنت أسعد بن عامر بن بياضة الخزاعية، وقال: [كانت قديما بمكة] «1» ، وبايعت. وتقدم في ترجمة والدها أنها أم معظم، فذلك كنيتها.
11606- فاطمة بنت عمرو
بن حزام الأنصارية، عمة جابر «2» .
تقدم نسبها مع أخيها عمرو بن حزام، ثبت ذكرها في الحديث الصحيح من رواية شعبة، عن ابن المنكدر، عن جابر، قال: لما قتل أبي جعلت أكشف التراب عن وجهه والقوم ينهونني، فجعلت عمتي فاطمة بنت عمرو تبكيه ... الحديث، وهذا لفظ رواية الطيالسي عن شعبة.
11607- فاطمة بنت عمرو بن حزم «3» :
ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ، ونقل عن المستغفريّ أنه قال: لها صحبة. وجوز أبو موسى أنها التي قبلها.
11608- فاطمة بنت قيس
بن خالد القرشية الفهرية «4» أخت الضحاك بن قيس.
تقدم نسبها في ترجمته، وكانت أسنّ منه. قال أبو عمر: كانت من المهاجرات الأول، وكانت ذات جمال وعقل، وكانت عند أبي بكر بن حفص المخزوميّ فطلقها فتزوجت بعده أسامة بن زيد.
قلت:
وخبرها بذلك في الصحيح لما طلبت النفقة من وكيل زوجها، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «اعتدي عند أم شريك» ،
ثم قال: عند ابن أم مكتوم، فلما خطبت أشار عليها بأسامة بن زيد، وهي قصة مشهورة، وهي التي روت قصة الجسّاسة بطولها فانفردت بها مطولة. رواها عنها الشعبي لما قدمت الكوفة على أخيها، وهو أميرها، وقد وقفت على
__________
(1) في أ: أسلمت وبايعت.
(2) أسد الغابة ت (7191) ، الاستيعاب ت (3510) .
(3) أسد الغابة ت (7192) ، الثقات 3/ 336، تجريد أسماء الصحابة 2/ 295، الاستبصار 152.
(4) مسند أحمد 6/ 373، التاريخ لابن معين 739، طبقات خليفة 335، المستدرك 4/ 55، تهذيب الكمال 1692، تاريخ الإسلام 2/ 310، تهذيب التهذيب 12/ 443، خلاصة تذهيب الكمال 494، أسد الغابة ت (7193) ، الاستيعاب ت (3511) .(8/276)
بعضها من حديث جابر وغيره. وقيل إنها أكبر من الضحاك بعشر سنين، قاله أبو عمر. قال:
وفي بيتها اجتمع أهل الشورى لما قتل عمر. قال ابن سعد: أمها أميمة بنت ربيعة، من بني كنانة.
11609- فاطمة بنت قيس «1»
: قيل هي بنت أبي جبيش، وإن اسم أبي حبيش قيس.
11610- فاطمة بنت المجلل
بن عبد اللَّه بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشية العامرية، تكنى أم جميل «2» ، وهي بها أشهر.
قال ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره في مهاجرة الحبشة: هاجر حاطب بن الحارث ومعه امرأته فاطمة بنت المجلل، فتوفي زوجها هناك، وقدمت المدينة هي وابناها مع أهل السفينتين، فروى عبد اللَّه بن الحارث بن محمد بن حاطب، عن أبيه، عن جده، قال: لما قدمنا من أرض الحبشة خرجت بي أمي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ...
فذكر الحديث المتقدم في محمد بن حاطب.
11611- فاطمة بنت منقذ
بن عمرو بن خنساء بن مبذول الأنصارية»
، من بني مازن بن النجار.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وكذا ذكرها ابن سعد، وقال: إنها أم ولد، وتزوجها داود بن أبي داود بن عامر بن مالك بن خنساء، فولدت له.
11612- فاطمة بنت الوليد
بن عبد شمس بن الوليد بن المغيرة المخزومية.
قتل أبوها باليمامة، وأمّها أم حكيم بنت أبي جهل، وتزوّج فاطمة المذكورة عثمان بن عفان، فولدت له سعيدا والوليد، ويقال إن اسمها أسماء.
11613- فاطمة بنت الوليد
بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس العبشمية «4» .
__________
(1) الثقات 3/ 335، الكاشف 3/ 477، تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 294، تقريب التهذيب 2/ 609، تهذيب التهذيب 12/ 442، أزمنة التاريخ الإسلامي 997، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 389 تلقيح أهل الأثر 3200، تفسير الطبري 3/ 2527.
(2) أسد الغابة ت (7194) ، الاستيعاب ت (3512) ، الكاشف 3/ 485 أعلام النساء 1/ 174- الثقات 3/ 336- تهذيب التهذيب 12/ 444، 461- تهذيب الكمال 3/ 1693، 1700 تجريد أسماء الصحابة 2/ 295.
(3) أسد الغابة ت (7195) تقريب التهذيب 2/ 609، 619.
(4) أسد الغابة ت (7196) ، الاستيعاب ت (3513) ، أعلام النساء 3/ 141، الدر المنثور 365، تجريد أسماء الصحابة 4/ 296.(8/277)
قتل أبوها ببدر كافرا، وتقدم ذكر عمتها فاطمة بنت عتبة، وكانت هذه من المهاجرات الفاضلات، زوّجها عمّها أبو حذيفة بن عقبة سالما الّذي يقال له مولى أبو حذيفة، فاستشهد باليمامة.
قال أبو عمر: فخلف عليها الحارث بن هشام، كذا قال، وفيه نظر بينه، ابن الأثير وصوب أن زوج الحارث بن هشام هي المذكورة بعد هذه، وهو كما قال.
11614- فاطمة بنت الوليد
بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم «1» القرشية [المخزوميّة] «2» أخت خالد بن الوليد.
قال ابن سعد: أمها حنتمة، بمهملة مفتوحة ونون ساكنة ثم مثناة من فوق مفتوحة، بنت عبد اللَّه بن عمرو بن كعب الكنانيّة. أسلمت يوم الفتح، وبايعت «3» ، وهي زوج الحارث بن هشام، وهي والدة عبد الرحمن وأم حكيم ابني الحارث. قال أبو عمر: ويقال:
إن عمر تزوجها بعد الحارث، وفيه نظر.
قلت: وترجم لها ابن مندة: فاطمة بنت الوليد القرشية، وأورد لها حديث الإزار، وقد أ
خرجه العقيليّ من طريق عبد السلام بن حرب، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فروة، عن إبراهيم بن العباس بن الحارث، عن أبي بكر بن الحارث، عن فاطمة بنت الوليد أم أبي بكر- أنها كانت بالشام تلبس الجباب من ثياب الخز، ثم تأتزر، فقيل لها: ما يغنيك عن هذا الإزار، فقالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يأمر بالإزار.
قال ابن الأثير:
قوله أم أبي بكر، يعني ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فهي أمّ أبيه، وهي جدة أبي بكر. وهو كما قال، فقد قال ابن عساكر: فاطمة بنت الوليد بن المغيرة أخت خالد لها صحبة، وخرجت مع زوجها الحارث إلى الشام، واستشارها خالد أخوها في بعض أمره.
روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حديثا واحدا رواه عنها ابن ابنها أبو بكر بن عبد الرحمن، فذكر حديث الإزار.
11615- فاطمة بنت يعار:
قيل هو اسم مولاة سالم مولى أبي حذيفة.
11616- فاطمة بنت اليمان العبسية:
أخت حذيفة «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7197) ، الاستيعاب ت (3514) .
(2) سقط في أ.
(3) في أ: وبايعت قال: وهي ...
(4) أسد الغابة ت (7198) ، الاستيعاب ت (3515) ، الثقات 3/ 336، أعلام النساء 4/ 151، تقريب التهذيب 2/ 610، تهذيب التهذيب 12/ 445.(8/278)
تقدم نسبها في ترجمة حذيفة.
روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنها دخلت عليه تعوده في نسوة، فإذا سقاء معلق يقطر ماؤه عليه من شدة ما يجد من حر الحمى، وفيه: «إنّ أشدّ النّاس بلاء الأنبياء ثمّ الّذين يلونهم» .
روى عنها ابن أخيها أبو عبيدة بن حذيفة، أخرج حديثها النسائيّ، وابن سعد بسند قوي، ورويناه بعلو في المعرفة لابن مندة، وفي جزء ابن مسعود بن الفرات، وقال ابن سعد: أسلمت وبايعت، وقال منصور عن ربعي بن خراش: قلت لمجاهد: حدثني ربعي عن امرأة، عن أخت حذيفة، وكانت له أخوات أدركن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: فقال مجاهد: قد أدركتهن ... الحديث في دم التحلي بالذهب.
11617- فرتنى:
بفتح الفاء وسكون الراء وفتح المثناة الفوقانية بعدها نون: إحدى القينتين اللتين كان ابن خطل يعلمهما الغناء بهجاء النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأصحابه، فكانتا ممّن أهدر دمهما يوم الفتح، فأسلمت هذه، فتركت، وقتلت الأخرى، قاله السهيليّ.
11618- الفرعة بنت مالك الخدرية:
تأتي في الفريعة.
11619- فروة بنت الحارث العتوارية:
والدة عقيلة.
تقدمت في عقيلة، قرأتها بالفاء والراء الساكنة بخط الخطيب.
11620- فريعة بنت أبي أمامة:
أسعد بن زرارة الأنصارية. تقدمت في رفاعة «1» .
11621- فريعة بنت الحباب «2»
بن رافع بن معاوية بن عبيد بن الجراح الأنصاريّة، من بني الأبجر. ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11622- فريعة بنت خالد
بن خنيس بن لوذان الأنصاريّة، والدة حسّان بن ثابت، وإليها كان ينسب فيقال: قال ابن الفريعة، ونسب هو نفسه إليها في قوله:
أمسى الجلابيب قد عزّوا وقد كبروا ... وابن الفريعة أضحى بيضة البلد
[البسيط] وذكرها ابن سعد في المبايعات، وقيل اسم والدها عمرو.
11623- فريعة بنت زرارة «3»
: تقدمت في رفاعة.
__________
(1) أسد الغابة ت (7201) .
(2) أسد الغابة ت (7201) .
(3) أسد الغابة ت (7202) .(8/279)
11624- فريعة بنت عمرو بن خنيس:
بن لوذان «1» ، أخت المنذر بن عمرو. تقدّم نسبها مع أختها، وأخوها من مشاهير الصّحابة.
11625- فريعة بنت عمرو بن لوذان:
والدة حسان، وقيل بنت خالد. تقدّمت.
11626- فريعة بنت قيس الأنصاريّة:
من بني جحجبى «2» ، ذكرها ابن إسحاق فيمن بايع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
11627- فريعة بنت مالك بن الدخشم:
من بني عوف بن الخزرج «3» . تقدم نسبها في ترجمة والدها. ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11628- فريعة بنت مالك
بن سنان الخدرية، أخت أبي سعيد «4» .
تقدّم نسبها في ترجمة أخيها، كذا عند الأكثر، ووقع في سنن النّسائيّ في سياق حديثها الفارعة، وعند الطّحاويّ الفرعة، وأمّها حبيبة بنت عبد اللَّه بن أبي، ومدار
حديثها على سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن عمته زينب بنت كعب بن عجرة- أن الفريعة بنت مالك بن سنان، وهي أخت أبي سعيد الخدريّ- أخبرتها أنها جاءت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تسأله أن ترجع إلى أهلها في بني خدرة، فإن زوجها خرج في طلب أعبد له أبقوا فقتل ... فذكر الحديث، وفيه: «امكثي في بيتك حتّى يبلغ الكتاب أجله» ،
وفيه: فلما كان عثمان بن عفان أرسل إليّ يسألني، فأخبرته فاتّبعه وقضى به.
رواه مالك في الموطّأ عن سعد بن إسحاق، ورواه النّاس بن مالك، عن شيخه الزّهريّ، قال ابن مندة: أخبرنا محمد بن يعقوب النّيسابوري، حدّثنا محمد بن سليمان بن الحارث، حدّثنا أحمد بن عبد اللَّه النّساج، حدّثنا أحمد بن سيف بن سعيد، حدّثني أبي، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، حدّثني من يقال له مالك بن أنس ... فذكره.
11629- فريعة بنت معوّذ بن عفراء الأنصاريّة:
أخت الربيع «5» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7203) .
(2) أسد الغابة ت (7203) .
(3) أسد الغابة ت (7205) .
(4) أسد الغابة ت (7206) ، الاستيعاب ت (3517) ، الثقات 3/ 337، أعلام النساء 4/ 169- تجريد أسماء الصحابة 2/ 296، 293. الكاشف 3/ 478 تقريب التهذيب ج 2/ 610، تهذيب التهذيب 12/ 445، تهذيب الكمال 3/ 1693، الاستبصار 128، 133، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 390، تلقيح فهوم أهل الأثر 370 بقي بن مخلد 225، الفوائد العوالي 71، 81، التبصرة والتذكرة 2/ 503، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 1934.
(5) أسد الغابة ت (7207) ، الاستيعاب ت (3518) .(8/280)
تقدم نسبها في أبيها. قال أبو عمر: لها صحبة، حديثها في الرّخصة في الغناء وضرب الدّفّ في العرس من حديث أهل البصرة. وقال ابن مندة: روى حديثها خالد بن دينار عن أمه عنها- أنها دخلت على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
11630- فريعة بنت وهب الزهريّة «1»
: رفعها النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بيده، وقال: من أراد أن ينظر إلى خالة رسول اللَّه فلينظر إلى هذه.
ذكره أبو موسى في الذيل عن المستغفري، وقال: لم يزد على هذا.
قلت: وقد تقدّم شيء من هذا في «2» فاختة بنت عمرو.
11631- فسحم:
بفاء ومهملة مضمومتين بينهما سين مهملة ساكنة، بنت أوس «3» ابن خولى بن عبد اللَّه بن الحارث الأنصاريّة. تقدّم ذكر نسبها في والدها. قال ابن حبيب:
بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وهي من بني الحبلى.
11632- فضة النّوبيّة:
جارية فاطمة الزهراء «4» .
أخرج أبو موسى في الذّيل والثّعلبيّ في تفسير سورة هَلْ أَتى [سورة الإنسان آية 1] ، من طريق عبد اللَّه بن عبد الوهاب الخوارزميّ ابن عم الأحنف، عن أحمد بن حماد المروزي، عن محبوب بن حميد،
وسأله روح بن عبادة، عن القاسم بن بهرام، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عبّاس في قوله تعالى: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ... [سورة الإنسان آية 7] الآية، قال: مرض الحسن والحسين فعادهما جدّهما صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وعادهما عامة العرب، فقالوا لأبيهما: لو نذرت. فقال: عليّ إن عوفيا صيام ثلاثة أيام شكرا. وقالت فاطمة كذلك. وقالت جارية يقال لها فضة النوبية ... فذكر حديثا طويلا.
قال الذّهبيّ: كأنه موضوع، وليس ما قاله بعيد.
وذكر ابن صخر في «فوائده» ، وابن بشكوال في كتاب المستغيثين من طريقه بسند له، من طريق الحسين بن العلاء، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي عن أبيه، عن علي- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أخدم فاطمة ابنته جارية اسمها [فضّة النوبيّة] «5» ، وكانت تشاطرها الخدمة، فعلّمها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم دعاء تدعو به، فقالت لها
__________
(1) أسد الغابة ت (7208) ، الثقات 3/ 337، تجريد أسماء الصحابة 2/ 297.
(2) في أ: من ترجمة فاختة.
(3) أسد الغابة ت (7209) .
(4) أسد الغابة ت (7210) .
(5) سقط في أ.(8/281)
فاطمة: أتعجنين أو تخبزين؟ فقالت: بل أعجن يا سيّدتي، وأحتطب، فذهبت واحتطبت وبيدها حزمة، وأرادت حملها فعجزت فدعت بالدّعاء الّذي علّمها وهو: يا واحد، ليس كمثله أحد، تميت كلّ أحد، وتفني كل أحد، وأنت على عرشك واحد، ولا تأخذه سنة ولا نوم، فجاء أعرابيّ كأنّه من أزد شنوءة فحمل الحزمة إلى باب فاطمة.
11633- فكيهة:
بنت [السّكن] «1» الأنصاريّة، من بني سواد «2» .
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال ابن سعد: ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت. وقال ابن السّكن: أسماء بنت يزيد بن السّكن تكنى أم عامر، ويقال إن اسم أم عامر فكيهة.
11634- فكيهة بنت عبيد
بن دليم الأنصاريّة «3» ، من بني دليم، وهي والدة قيس بن سعد بن عبادة ربيب عم والدها.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11635- فكيهة بنت المطّلب
بن خلدة بن مخلد الأنصاريّة «4» ، من بني زريق.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11636- فكيهة بنت يزيد بن السكن:
أم عامر. تأتي في الكنى.
11637- فكيهة بنت يسار «5»
: امرأة خطّاب بن الحارث الجمحيّ.
ذكرها ابن إسحاق فيمن أسلم قديما من المهاجرات. وأخرج ذلك محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه، وأبو نعيم من طريقه، من رواية زياد الكبائيّ، عن ابن إسحاق، وقال ابن سعد: أسلمت قديما بمكة وبايعت وهاجرت الهجرتين.
القسم الثاني
11638- فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس
بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم.
مات أبوها شهيدا باليمامة، وأمّها أم حكيم بنت أبي جهل، وتزوّجها عثمان بن عفّان فولدت له سعيدا والوليد.
__________
(1) في أ: يزيد.
(2) أسد الغابة ت (7211) .
(3) أسد الغابة ت (7212) .
(4) أسد الغابة ت (7213) .
(5) أسد الغابة ت (7214) ، الثقات 3/ 317، تجريد أسماء الصحابة 2/ 297.(8/282)
ذكرها الزّبير بن بكّار.
القسم الثالث
خال.
القسم الرابع
11639- فروة «1»
: ظئر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قالت: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إذا أويت إلى فراشك فاقرئي: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ، فإنّها براءة من الشّرك» «2» .
ذكرها أبو أحمد العسكريّ هكذا. استدركها ابن الأثير، وأقره الذّهبيّ، وهو خطأ نشأ عن تحريف، وإنما هو قال بغير تاء تأنيث، فإن هذا معروف لفروة بن نوفل، وهو رجل من التّابعين غلط بعض الرواة عن ابن إسحاق فقال: عن فروة بن نوفل أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقلت. والصّواب ما رواه غيره، فقال عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل الدّيلميّ، عن أبيه، فذكره. وقد بينته في القسم الرّابع، من حرف الفاء.
11640- فريعة أم إبراهيم بن نبيط:
لها صحبة، ذكرها ابن الأمين في ذيله على الاستيعاب، كذا في التّجريد، واستدراكها وهم، فإن أبا عمر ذكر في الفارعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم زوّجها نبيط بن جابر، وقد ذكرت في الفارعة رواية من سمّاها الفريعة، والإيراد في هذا على الذّهبي أشدّ منه على ابن الأمين. وباللَّه التوفيق.
حرف القاف
القسم الأول
11641- قبيسة بنت صيفي
بن صخر بن خنساء، زوج بشر بن البراء بن معرور.
ذكرها هكذا في التّجريد، وقد تقدم في الزّاي زينب بنت صيفي، ولعلها أختها.
11642- قتلة:
بفتح أوله وسكون المثناة الفوقانية، وقيل بالتّصغير، بنت عبد
__________
(1) أسد الغابة ت (7199) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 296.
(2) أخرجه الترمذي 5/ 442 في كتاب الدعوات باب 22 ما جاء فيمن يقرأ القرآن عند المنام حديث رقم 3403 وقال صحيح وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 41298 وعزاه إلى الترمذي وابن حبان والحاكم في المستدرك والبيهقي في شعب الإيمان، وأورده الحسيني في كتاب اتحاف السادة المتقين 5/ 133.(8/283)
العزّى بن سعد بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشيّة العامريّة، والدة أسماء بنت أبي بكر، وشقيقها عبد اللَّه.
كذا نسبها الزّبير وغيره.
وقال أبو موسى في الذّيل: قتيلة بنت سعد بن عامر بن لؤيّ: كذا اختصر النسب وحذف منه جماعة، ثم قال: أوردها المستغفريّ في الصّحابيات، وقال، تأخر إسلامها، وسماها الحاكم أبو أحمد في الكنى. وحديثها عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر الصديق، قالت: قدمت على أمي وهي مشركة في عهد قريش ومدتهم، فاستأذنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنّ أصلها ... الحديث.
وهو في الصّحيح، وفي بعض طرقه، «وهي راغبة» ، قال أبو موسى: ليس في شيء من الروايات ذكر إسلامها، وقولها «راغبة» ليست تريد في الإسلام، بل في الصّلة، ولو كانت مسلمة لما احتاجت أسماء أن تستأذن في صلتها إلا أن تكون أسلمت بعد ذلك.
قلت: إن كانت عاشت إلى الفتح فالظّاهر أنها أسلمت.
11643- قتيلة بنت صيفي:
ويقال الأنصاريّة «1» .
قال أبو عمر كانت من المهاجرات الأول. روى عنها عبد اللَّه بن يسار، ولم أر من نسبها أنصاريّة، وقوله: من المهاجرات يأبى ذلك، وقد أخرج حديثها ابن سعد، وأشار إلى أنها ليس لها غيره،
والطّبراني من طريق مسعر، عن سعيد بن خالد الجدلي، عن عبد اللَّه بن يسار، عن قتيلة امرأة من جهينة، قالت: جاء يهوديّ وفي رواية ابن سعد: حبر من الأحبار- إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «إنّكم تشركون، تقولون: ما شاء اللَّه، وشئت:
وتقولون: والكعبة» «2» فأمرهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أن يقولوا «3» ما شاء اللَّه: ثم شئت.
وأخرجه النّسائيّ، وسنده صحيح، وأخرجه ابن مندة من طريق المسعوديّ، عن سعيد، عن ابن يسار، عن قتيلة بنت صيفي الجهنيّة.
11644- قتيلة بنت العرباض:
من بني مالك بن حسل «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7216) ، الاستيعاب ت (3519) ، الثقات 3/ 349، أعلام النساء 4/ 190، تجريد أسماء الصحابة 2/ 297، تقريب التهذيب 2/ 611، تهذيب التهذيب 2/ 445، الكاشف 3/ 479، تهذيب الكمال 3/ 1694، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 390، بقي بن مخلد 996.
(2) أخرجه ابن عدي في الكمال 5/ 1987.
(3) في أ: أن يقولوا: ورب الكعبة ما شاء اللَّه.
(4) أسد الغابة ت (7217) .(8/284)
لها ذكر أخرجها ابن مندة مختصرا، وتبعه أبو نعيم.
11645- قتيلة بنت عمرو
بن هلال الكنانية «1» .
بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في حجّة الوداع. قاله ابن حبيب وابن سعد.
11646- قتيلة بنت النّضر بن الحارث
بن علقمة بن كلدة «2» بن عبد مناف بن عبد الدّار بن قصيّ القرشيّة.
كانت زوج عبد اللَّه بن الحارث بن أمية الأصغر، فهي أم علي بن عبد اللَّه وإخوته:
الوليد، ومحمد، وأم الحكم. قال أبو عمر: قال الواقديّ: هي التي قالت الأبيات القافية في رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما قتل أباها النضر بن الحارث يوم بدر:
يا راكبا إنّ الأثيل مظنّة ... من صبح خامسة وأنت موفّق
أبلغ به ميتا فإنّ تحيّة ... ما إن تزال بها النّجائب تخفق
منّي إليه. وعبرة مسفوحة ... جادت لمائحها وأخرى تخنق
هل يسمعنّ النّضر إن ناديته ... بل كيف يسمع ميّت لا ينطق
ظلّت سيوف بني أبيه تنوشه ... للَّه أرحام هناك تشقّق
قسرا يقاد إلى المنيّة متعبا ... رسف المقيّد وهو عان موثق
أمحمّد ولدتك خير نجيبة ... في قومها والفحل فحل معرق
ما كان ضرّك لو مننت وربّما ... منّ الفتى وهو المغيظ المحنق
فالنّضر أقرب إن تركت قرابة ... وأحقّهم إن كان عتق يعتق» .
[الكامل]
فلما بلغ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ذلك بكى حتى اخضلت لحيته، وقال:
لو بلغني شعرها قبل أن أقتله ما قتلته.
قال أبو عمر: هذا لفظ عبد اللَّه بن إدريس، وفي رواية الزّبير بن بكّار: فرقّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حتى دمعت عيناه، وقال لأبي بكر: «يا أبا بكر، لو سمعت شعرها لم أقتل أباها» .
وقال الزّبير: سمعت بعض أهل العلم يغمز هذه الأبيات، ويقول:
إنها مصنوعة.
__________
(1) أسد الغابة ت (7215) ، الثقات 3/ 350.
(2) أسد الغابة ت (7220) ، الاستيعاب ت (3521) .
(3) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (3521) ، أسد الغابة ترجمة (7220) ، الأبيات في كتاب نسب قريش لمصعب الزبيري: 255، والبيان والتبيين للجاحظ: 4/ 43- 44.(8/285)
قلت: ولم أر التّصريح بإسلامها، لكن إن كانت عاشت إلى الفتح فهي من جملة الصّحابيات، ورأيت في آخر كتاب البيان للجاحظ أن اسمها ليلى، وذكر أنها جذبت رداء النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو يطوف، وأنشدته الأبيات المذكورة.
11647- قرصافة بنت الحارث بن عوف:
يقال هو اسم البرصاء، وخبرها في ترجمة والدها المذكور.
11648- قرة العين بنت عبادة
بن نضلة «1» بن مالك بن العجلان الأنصاريّة، من بني المخزوميّة «2» ، أخت أم سلمة.
تقدم نسبها في ترجمة أخيها عبد اللَّه.
قالت أم سلمة: لما وضعت زينب جاءني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فخطبني، فذكرت قصّة تزويجها ودخوله عليها واشتغالها برضاع زينب، حتى جاء يوما فلم يرها، فقال: أين زينب؟ فقالت قريبة ووافقها عبدها:
أخذها عمار بن ياسر، فقال النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «أنا آتيكم اللّيلة» . فدخل على أم سلمة.
وقال البلاذريّ. تزوّجها معاوية بن أبي سفيان لما أسلم. وقال ابن سعد: هي قريبة الصّغرى، أمّها عاتكة بنت عتبة بن ربيعة، قال: وتزوّجها عبد الرّحمن بن أبي بكر فولدت له عبد اللَّه، وأم حكيم، وحفصة، ثم ساق بسند صحيح إلى ابن أبي مليكة، قال: تزوّج عبد الرحمن قريبة أخت أم سلمة، وكان في خلفه شدة، فقالت له يوما: أما واللَّه لقد حذّرتك.
قال: فأمرك بيدك. قالت: لا أختار على ابن الصّديق أحدا، فأقام عليها.
قلت: وكانت موصوفة بالجمال، فقد وقع عند عمر بن شبة في كتاب مكّة، عن يعقوب بن القاسم الطّلحيّ، عن يحيى بن عبد اللَّه بن أبي الحارث الزّمعيّ، قال: لما فتحت مكة قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لسعد بن عبادة لما قال: ما رأينا من نساء قريش ما كان يذكر من جمالهن: هل رأيت بنات أبي أميّة بن المغيرة؟ هل رأيت قريبة؟ الحديث.
11650- قريبة بن زيد:
بنت عبد ربه الأنصاريّة «3» ، من بني جشم.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات. وقال ابن سعد: هي أخت عبد اللَّه بن زيد الّذي أري النّداء.
__________
(1) أسد الغابة ت (7221) .
(2) أسد الغابة ت (7222) .
(3) أسد الغابة ت (7224) .(8/286)
11651- قريبة بنت أبي سفيان
بن حرب الأمويّة، أخت معاوية، ذكرها صاحب التاريخ المظفريّ، قال: خطبها أربعة عشر رجلا من أهل بدر، فأبت وتزوّجت عقيل بن أبي طالب، وقالت: كان مع الأحبة يوم بدر- تعني أباه وأخاه «1» حنظلة وجدّها عتبة، وأخاه شيبة، ومن كان معه من المشركين يوم بدر.
11652- قريبة بنت أبي قحافة:
أخت الصّديق «2» .
ذكرها ابن سعد، وذكر أنّ قيس بن سعد بن عبادة تزوّجها فلم تلد له شيئا، وهي شقيقة أم فروة.
11653- قريرة بنت الحارث:
العتوارية «3» . تقدم ذكرها في ترجمة بنتها عقيلة العتوارية في حرف العين المهملة.
11654- قسرة بنت رؤاس الكنديّة «4»
: ذكرها أبو نعيم، وأخرج لها من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، أحد المتروكين، قال: حدّثتنا ميسرة بنت حبشي الطائية، عن قتيلة بنت عبد اللَّه، عن قسرة الكندية، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «أيا قسرة، اذكري اللَّه عند الخطيئة يذكرك عند المغفرة، وأطيعي زوجك يكفك شرّ الدّنيا والآخرة، وبرّي والديك يكثر خير بيتك» .
قال أبو عمر: بكسر القاف وسكون المهملة، وقال غيره بالشين المعجمة، وقيل بفتح القاف مع إهمال السين.
11655- القصواء:
جدة القاسم بن غنام.
لها حديث في مسند ابن سنجر، كذا في التجريد.
11656- قفيرة:
بقاف ثم فاء مصغرة، الهلاليّة «5» ، ويقال لها مليكة.
قال أبو عليّ الغسّانيّ في ذيله على «الاستيعاب» : ذكرها مسلم في «الوحدان» ، وقال:
زوج عبد اللَّه بن أبي حدرد، ولم يرو عنها إلا الأعرج.
__________
(1) في أ: أباها وأخاها.
(2) الثقات 3/ 350، تجريد أسماء الصحابة 2/ 298.
(3) أسد الغابة ت (7225) .
(4) أسد الغابة ت (7226) ، الاستيعاب ت (3522) ، المستدرك 4/ 35، أعلام النساء 4/ 7، تجريد أسماء الصحابة 2/ 298.
(5) أسد الغابة ت (7227) ، الاستيعاب ت (3523) .(8/287)
11657- قهطم بنت علقمة
بن عبد اللَّه بن أبي قيس «1» ، امرأة سليط بن عمرو. ذكر ابن إسحاق أنها هاجرت هي وزوجها إلى الحبشة، ثم رجعا إلى المدينة مع أهل السفينتين.
11658- قيلة بنت مخرمة التميمية «2»
: ثم من بني العنبر، ومنهم من نسبها غنوية، فصحّف.
هاجرت إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مع حريث «3» بن حسّان وافد بني بكر بن وائل. روى حديثها عبد اللَّه بن حسّان العنبري عن جدّتيه: صفيّة ودحيبة ابنتي عليبة، وكانتا ربيبتي قيلة، وكانت قيلة جدّة أبيها- أنها قالت: قدمت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... الحديث بطوله، أخرجه الطّبراني مطوّلا.
وأخرج البخاريّ في «الأدب المفرد» طرفا منه، وأبو داود طرفا منه أيضا، والتّرمذيّ من أول المرفوع إلى قوله: يتعاونان، قال: فذكر الحديث بطوله، وقال: لا نعرفه إلا من حديث عبد اللَّه بن حسان.
قال أبو عمر: هو حديث طويل فصيح حسن، وقد شرحه أهل العلم بالغريب.
وقال أبو عليّ بن السّكن. روي عنها حديث طويل فيه كلام فصيح، وساقه من طريق عن عبد اللَّه بن حسان مختصرا، وقال: لم يروه غير عبد اللَّه بن حسان، وقال فيه: أنّ أم قيلة صفية بنت صيفي أخت أكثم بن صيفي.
قلت:
ساقة الطّبرانيّ وابن مندة بطوله، وهذا لفظ ابن مندة من طرق ثلاثة، عن عبد الله بن حسّان بهذا السند- أنها أخبرتهما أنها كانت تحت حبيب بن أزهر، أحد بني جناب، فولدت النّساء ثم توفي فانتزع بناتها منها ثوب بن أزهر، وهو عمّهنّ، فخرجت تبتغي الصّحبة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في أول الإسلام، أي إسلام قومها، فبكت جويرية منهن هي أصغرهنّ حديباء كانت قد أخذتها الفرصة «4» ، عليها مسح من صوف، فاحتملتها معها، فبينما هما ترتكان الجمل إذ انتفجت الأرنب، فقالت الحديباء: الفصية «5» ،
__________
(1) أسد الغابة ت (7228) .
(2) أسد الغابة ت (7231) ، الاستيعاب ت (3524) ، الثقات 3/ 349، أعلام النساء 4/ 226- تجريد أسماء الصحابة 2/ 229- تقريب التهذيب 2/ 611- الكاشف 3/ 479- تقريب التهذيب 12/ 446- تهذيب الكمال 3/ 1694- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 390.
(3) في أ: حرب.
(4) الفرصة داء يصيب فقار الظهر يؤدي إلى الحدب. النهاية 3/ 432.
(5) أرادت بالفصية الخروج من الضيق إلى السّعة، والفصية: الاسم من التفصّي أرادت أنها كانت في ضيق وشدة من قبل بناتها فخرجت منه إلى السعة والرخاء. النهاية 3/ 452.(8/288)
لا، واللَّه لا يزال كعبك أعلى من كعب أثوب في هذا الحديث أبدا، ثم لما سنح الثعلب سمّته اسما غير الثّعلب، فقالت فيه ما قالت في الأرنب، فبينما هما ترتكان الجمل إذ برك وأخذته رعدة، فقالت الحديباء: أدركتك والأمانة أخذة أثوب. قال: فقلت، واضطررت إليها: ويحك! فما أصنع؟ قالت: قلّبي ثيابك ظهورها لبطونها، وتدحرجي ظهرك لبطنك، وقلبي أحلاس جملك، ثم جعلت سبيّجها فقلبتها، ثم تدحرجت ظهرها لبطنها، ففعلت ما أمرتني به، فانتقض الجمل، فقام فناخ وبال، فقالت: أعيدي عليه أذانك، ففعلت ثم خبا يرتد، فإذا أثوب يسعى على آثارنا بالسيف صلتا، فوألنا إلى حواء «1» ضخم فداراه حيث ألقي الجمل إلى رواق البيت الأوسط، وكان جملا ذلولا، ثم اقتحم داخله، فأدركني أثوب بالسّيف، فأصابت ظبته طائفة من فروتيه، فقال: ألقي إليّ ابنة أخي يادفار «2» ، فرمت بها إليه فجعلها على منكبه، فذهب بها، فكنت أعلم به من أهل البيت.
فمضيت إلى أخت لي ناكح «3» في بني شيبان أبتغي الصّحابة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فبينا أنا عندها ذات ليلة من الليالي تحسب أني نائمة إذ جاء زوجها من السامر، فقال: وأبيك لقد وجدت لقيلة صاحب صدق. فقالت أختي: من هو؟ فقال: هو حريث بن حسان الشّيبانيّ وافد بكر بن وائل. فقالت أختي: الويل لي، لا تخبر بهذا أختي، فتذهب مع أخي بكر بن وائل بين سمع الأرض وبصرها ليس معها من قومها رجل. قال: لا ذكرته لها. قالت: وأنا غير ذاكرة لهذا.
فغدوت وشددت على جمل وسمعت قائلا يقول، فنشدت عنه، فوجدته غير بعيد، وسألته الصحبة، فقال: نعم وكرامة، وركابه مناخة عنده.
فخرجنا معه صاحب صدق حتى قدمنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو يصلّي بالنّاس صلاة الغداة قد أقيمت حين شقّ الفجر والنّجوم شابكة في السّماء، والرجل لا تكاد تعارف مع ظلمة الليل، فصففت مع الرجال وأنا امرأة حديثة عهد بالجاهليّة، فقال لي الرّجل الّذي يليني من الصّف: امرأة أنت أم رجل؟ فقلت: لا، بل امرأة، فقال: إنك كدت تفتنيني فصلّي وراءك في النّساء، فإذا صفّ من النساء قد حدث عند الحجرات لم أكن رأيته حيث دخلت، فكنت معهن.
__________
(1) الحواء: بيوت مجتمعة من النّاس على ماء، ووألنا أي لجأنا. اللسان 2/ 1063.
(2) أي يا منتنة. اللسان 2/ 1393.
(3) أي ذات نكاح يعني متزوّجة. اللسان 6/ 4537.(8/289)
فلما طلعت الشّمس دنوت، فكنت إذا رأيت رجلا ذا رواء وذا قشر «1» طمح إليه بصري لأرى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فوق النّاس، فلما ارتفعت الشّمس جاء رجل، فقال: السلام عليك يا رسول اللَّه، فقال: «وعليك السّلام ورحمة اللَّه» ، وعليه أسمال مليّتين «2» قد كانتا مزعفرتين، وقد نقضتا، وبيده عسيب نخلة قفر غير خوصتين من أعلاه وهو قاعد القرفصاء، فلما رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق، فقال لي جليسه: يا رسول اللَّه، أرعدت المسكينة، فقال بيده ولم ينظر إليّ وأنا عند ظهره: «يا مسكينة، عليك السّكينة» ، فلما قالها أذهب اللَّه ما كان في قلبي من الرّعب، وتقدم صاحبي فبايعه على الإسلام وعلى قومه، ثم قال: يا رسول اللَّه، اكتب بيننا وبين بني تميم بالدّهناء لا يجاوزها إلينا إلا مسافر أو مجاوز.
فقال: «أكتب له يا غلام بالدّهناء» ، فلما رأيته قد أمر له بها شخص «3» بي، وهي وطني وداري، فقلت: يا رسول اللَّه، إنه لم يسألك السّويّة من الأرض إذ سألك، إنما هي الدّهناء مقيد الجمل «4» ، ومرعى الغنم، ونساء بني تميم وأبناؤها وراء ذلك.
فقال: «أمسك يا غلام، صدقت المسكينة، المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشّجر، ويتعاونان على الفتّان «5» » «6» ، فلما رأى حريث أنه قد حيل دون كتابه ضرب بيديه إحداهما على الأخرى، ثم قال: كنت أنا وأنت كما قال: حفتها ضائن تحمل بأظلافها «7» .
فقلت: أنا واللَّه ما علمت إن كنت لدليلا في الظلماء، جوادا أبدى الرجل عفيفا عن
__________
(1) القشر: اللباس. النهاية 4/ 64.
(2) مليّتين: تصغير ملاءة مثناة مخففة الهمز والملاءة هي الإزار والرّيطة. النهاية 4/ 352.
(3) يقال للرّجل إذا أتاه ما يقلقه: قد شخص به كأنه رفع من الأرض لقلقه وانزعاجه. النهاية 2/ 450.
(4) أرادت أنها مخصبة ممرعة، فالجمل لا يتعدى مرتعه، والمقيد هاهنا: الموضع الذي يقيد فيه: أي أنه مكان يكون الجمل فيه ذا قيد. النهاية 4/ 130.
(5) الفتّان: يروى بضم الفاء وفتحها، فالضم جمع فاتن أي يعاون أحدهما الآخر على الذين يضلّون الناس عن الحق ويفتنونهم، وبالفتح هو الشيطان، لأنه يفتن الناس عن الدّين، وفتّان: من أبنية المبالغة في الفتنة. النهاية 3/ 410.
(6) أخرجه أبو داود في السنن. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 746 وعزاه لأبي داود عن صفية ودحيبة.
(7) هذا مثل، وأصله أن رجلا كان جائعا بالبلد القفر فوجد شاة ولم يكن معه ما يذبحها به، فبحثت الشاة على الأرض فظهر فيها مدية فذبحها بها فصار مثلا لكل من أعان على نفسه بسوء تدبيره. النهاية 1/ 338، وانظر جمهرة الأمثال 1/ 293.(8/290)
الرفيقة، حتى قدمنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولكن لا تلمني أن أسأل حظي إذا سألت حظّك. فقال: وما حظّك في الدّهناء؟ لا أبا لك! فقلت: مقيد جملي تسأله لجمل امرأتك. فقال: لا جرم، إني أشهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أني لك لا أزال أخا ما حييت إذ أثنيت على هذا عنده.
فقلت: أما إذ بدأتها فلن أضيعها. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «أيلام أهل ودّ أن يفصل الخطة أو ينتظر من وراء الحجزة» ؟ قالت: فبكيت، فقلت: واللَّه يا رسول اللَّه، لقد كنت ولد حرام فقاتل معك يوم الرَّبَذَة، ثم ذهب يمتري من خيبر فأصابته حماها فمات. فقال: «والّذي نفس محمّد بيده، لو لم تكوني مسكينة لجررناك على وجهك، أتغلب إحداهنّ أن تصاحب صويحبة في الدّنيا معروفا، فإذا حال بينه وبينه من هو أولى به استرجع، ثمّ قال: ربّ أنسني ما أمضيت، وأعنّي على ما أبقيت، فو الّذي نفس محمّد بيده إنّ إحداكنّ لتبكي فتستعيذ إليه صويحبة، فيا عباد اللَّه، لا تعذّبوا إخوانكم» ، ثم كتب لها في قطعة أديم أحمر لقيلة والنسوة بنات قيلة بأن «لا يظلمن حقا، ولا يكرهن على منكر، وكلّ مؤمن مسلم لهنّ نصير حسن ولا يسأن» .
11659- قيلة الأنمارية «1»
: يقال لها أم بني أنمار، وأخت بني أنمار.
وقال الطّبريّ العقيلية، وقال ابن أبي خيثمة الأنصاريّة: أخت بني أنمار، لها صحبة،
وأخرج حديثها هو وابن ماجة، من طريق عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم، عنها، قالت: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عند المروة يحل من عمرة له، فقلت: إني امرأة اشتري وأبيع فأستام أكثر مما أريد ثم أنقص ... الحديث. وفيه: «لا تفعلي» .
وأخرجه ابن سعد من طريق ابن خثيم مطولا، وأخرجه ابن السكن، ووقع في روايته أن عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم قال: إنه سمع قيلة.
وقال الفاكهيّ: دار أم أنمار بمكة، وكانت برزة من النساء بأخرة.
11660- قيلة الخزاعية:
أم سباع بن عبد العزى بن عمرو بن نضلة، من حلفاء بني زهرة.
ذكرها ابن عبد البرّ، وقال: فيها نظر.
__________
(1) أسد الغابة ت (7229) ، الاستيعاب ت (3525) ، أعلام النساء 4/ 222- تجريد أسماء الصحابة 2/ 299- تقريب التهذيب 2/ 611- الكاشف 3/ 179- تهذيب الكمال 3/ 1696- تلقيح فهوم أهل الأثر 384- بقي بن مخلد 1007.(8/291)
القسم الثاني
خال.
القسم الثالث
11661- قيلة بنت قيس بن معديكرب «1»
الكندية، أخت الأشعث بن قيس.
قاله أبو عمر. ويقال قيلة: تزوّجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سنة عشر، ومات ولم تك قدمت عليه ولا رآها ولا دخل بها. وقيل: كان تزويجه إياها قبل وفاته بشهرين، وقيل تزوجها في مرض موته، وقيل: أوصى أن تخيّر، فإن شاءت ضرب عليها الحجاب وتحرم على المؤمنين، وإن شاءت فلتنكح من شاءت، فاختارت النكاح، فتزوجها عكرمة بحضرموت، فبلغ أبا بكر، فقال: لقد هممت أن أحرق عليهما بيتهما، فقال له عمر: ما هي من أمهات المؤمنين، ولا دخل بها، ولا ضرب عليها الحجاب.
وقال بعضهم: مات قبل خروجها من اليمن فحلف عليها عكرمة، وقيل: إنها ارتدّت فاحتج عمر على أبي بكر بأنها ليست من أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بارتدادها، فقال: ولم تلد لعكرمة. والاختلاف فيها كثير جدا. انتهى كلام ابن عبد البرّ.
وأخرج أبو نعيم من طريق إسحاق بن حبيب الشهيدي، عن عبد الأعلى، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس- أن النبي صلى اللَّه تعالى عليه وسلم تزوّج قيلة أخت الأشعث، ومات قبل أن بخيرها، وهذا موصول قويّ الإسناد أيضا.
وأخرجه أيضا من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن داود، عن الشعبي مرسلا، ولفظه [ ... ] قتيلة بنت الأشعث، ومات فتزوّجها عكرمة فشقّ على أبي بكر، فذكر كلام عمر المتقدم، وفي آخره: فاطمأنّ أبو بكر وسكن.
القسم الرابع
11662- قريبة بنت الحارث العتوارية «2»
: أخرج حديثها ابن مندة من طريق حفص بن عمر، عن بكار بن عبد العزيز، عن موسى بن عبيدة، حدثنا يزيد بن عبد الرحمن، عن أمه حجة بنت قرط «3» ، عن أمها عقيلة بنت عبيد بن الحارث، قال: جئت أنا وأمي قريبة بنت الحارث العتوارية، كذا عنده،
__________
(1) في أ: معدي الكندية.
(2) أسد الغابة ت (7223) .
(3) في أ: بنت قريط.(8/292)
والصواب قريرة براء بدل الموحدة، كما تقدم في عقيلة في حرف العين.
قال أبو نعيم: ترجم ابن مندة قريبة وساق الحديث، فقال في روايته: قريرة، وكذا ساقه الطّبرانيّ وغيره.
قلت: هو الصواب.
حرف الكاف
القسم الأول
11663- كبشة بنت أبي أمامة،
أسعد بن زرارة «1» .
تقدم نسبها في ترجمة أبيها، وأوصى بها أبوها إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فتزوّجها عبد اللَّه بن أبي حبيبة، من بني الأغر بن زيد بن العطاف، وكانت أصغر بنات أسعد، وكانت من المبايعات، وقد تقدم ذكرها في ترجمة أختها حبيبة.
11664- كبشة بنت أوس
بن شريق الأنصارية، من بني خطمة «2» ، وهي أم خزيمة بن ثابت. ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11665- كبشة بنت ثابت
بن حارثة بن الجلاس، بضم الجيم مخففة، الأنصارية «3» . من بني خدارة، ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال ابن سعد: اسم أمها سلامة.
11666- كبشة بنت ثابت
بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول، تكني أم سعيد.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها معاذة بنت أنس بن قيس بن عبيد، وتزوجها يزيد بن أبي اليسر كعب بن عمرو، فولدت له سعيدا وعبد الرحمن وأم كثير.
11667- كبشة بنت ثابت
بن المنذر بن حرام، أخت حسان لأبيه «4» ، من بني مالك بن النّجّار.
__________
(1) أسد الغابة ت (7232) .
(2) أسد الغابة ت (7226) .
(3) أسد الغابة ت (7227) .
(4) الثقات 3/ 357، أعلام النساء 4/ 232، تجريد أسماء الصحابة 2/ 299، تقريب التهذيب 2/ 612- تهذيب التهذيب 12/ 447، الكاشف 3/ 480، تهذيب الكمال 3/ 1696، الاستبصار 356، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 391.(8/293)
وأخرج حديثها التّرمذيّ، وأبو يعلى، من طريق يزيد بن يزيد بن جابر، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن جدته كبشة، قالت: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فشرب من في قربة معلقة قائما، فقمت إلى فمها فقطعته،
كذا في خبرها ليس فيه ذكر أبيها ولا نسب، ونسبها أبو عروبة كما ذكرت،
ورواه عبد العزيز بن الحصين، عن يزيد، عن عبد الرحمن، فقال: عن جدته البرصاء، أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم شرب وهو قائم.
أخرجه ابن مندة وكأنه لقيها. ورواه ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن يزيد، فقال عن جدته كلثم. وستأتي. وقال ابن سعد: أمها سخطى بنت حارثة بن لوذان، تزوّجها عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك، فولدت له ثعلبة، وأبا عمرو، وأبا حبيبة، ثم تزوجها الحارث بن ثعلبة فولدت له أم ثابت رملة، ثم تزوجها حارثة بن النعمان.
11668- كبشة بنت حاطب بن قيس بن هيشة:
من بني معاوية»
. ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11669- كبشة بنت رافع
بن عبيد بن ثعلبة بن الأبجر «2» ، وهو خدرة، الأنصارية الخدرية، والدة سعد بن معاذ- عاشت حتى مات وندبته بقولها:
ويل أمّ سعد سعدا ... صرامة وجدّا
[الرجز]
ذكر ذلك ابن إسحاق في قصة موت سعد، قال: فذكروا أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «كلّ نادبة تكذب إلّا نادبة سعد» .
11670- كبشة بنت عبد عمرو
بن عبيد بن قميئة بن عامر «3» بن الخزرج الأنصارية، من بني ساعدة.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11671- كبشة بنت الفاكه
بن قيس الأنصارية الزرقية- ذكرها ابن سعد في المبايعات.
__________
(1) أسد الغابة ت (7236) .
(2) أسد الغابة ت (7238) ، الاستيعاب ت (3528) .
(3) أسد الغابة ت (7239) ، الثقات 3/ 357، تجريد أسماء الصحابة 2/ 300.(8/294)
11672- كبشة بنت فروة
بن عمرو بن فروة الأنصارية «1» ، من بني بياضة ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11673- كبشة بنت كعب
بن مالك الأنصارية «2» ، زوج عبد اللَّه بن أبي قتادة.
قال ابن حبّان: لها صحبة، وتبعه المستغفريّ، وحديثها عن أبي قتادة في سؤر الهر في الموطأ والسنن الأربعة.
وقال ابن سعد تزوّجها ثابت بن أبي قتادة، فولدت له، أمها صفية من أهل اليمن.
11674- كبشة بنت مالك
بن سنان، أخت أبي سعد «3» ، هي الفريعة. تقدمت.
11675- كبشة بنت مالك
بن قيس. في كبيشة. تأتي.
11676- كبشة بنت معديكرب:
عمة الأشعث بن قيس «4» ، وهي والدة معاوية بن حديج الصحابي المعروف.
روى قصتها الدّارقطنيّ، من طريق ولدها معاوية- أنه قال: قدمت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ومعي أمي كبشة بنت معديكرب عمة الأشعث، فقالت: يا رسول اللَّه، إني آليت أن أطوف بالبيت حبوا، فقال: طوفي على رجليك سبعين: سبعا عن يديك، وسبعا عن رجليك.
وسنده ضعيف، استدركها ابن الدباغ وغيره على الاستيعاب.
11677- كبشة بنت معن
بن عاصم الأنصارية، كانت زوج أبي قيس بن الأسلت، ويقال لها كبيشة.
قال ابن جريج- عن عكرمة: نزلت فيها: لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً [النساء: 19] ، أخرجه أبو موسى، عن المستغفري، ثم من طريق أبي ثور، عن ابن جريج، وذكرته في الأنساب من عدّة طرق.
11678- كبشة بنت واقد بن عمرو
بن عامر بن زيد مناة «5» ، وعمرو هو ابن الإطنابة، من بني الحارث بن الخزرج، ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وهي أم عبد اللَّه بن رواحة، وكذا ذكرها ابن سعد، ويقال فيها كبيشة بالتصغير، وزاد: ولما مات رواحة خلف عليها قيس بن شماس فولدت له ثابتا.
__________
(1) أسد الغابة ت (7240) .
(2) أسد الغابة ت (7241) ، الثقات 3/ 357- أعلام النساء 4/ 233، تهذيب الكمال 3/ 1696- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 391.
(3) في أ: سعيد.
(4) أسد الغابة ت (7242) .
(5) أسد الغابة ت (7243) .(8/295)
11679- كبيرة «1»
: وقيل بالمثلثة بدل الموحدة.
ذكرها ابن مندة بالمثلثة، وتبعه أبو نعيم، وذكرها أبو موسى في الذّيل بالموحدة تبعا لابن ماكولا.
قلت: وسبق ابن ماكولا الخطيب، فقال: كبيرة- بالباء المعجمة بواحدة- هو اسم كبيرة بنت أبي سفيان لها صحبة ورواية، ثم
ساق من طريق محمد بن سليمان بن مسمول، عن يحيى بن أبي روقة بن سعيد، عن أبيه، قال: حدثتني مولاتي كبيرة بنت أبي سفيان، وكانت قد أدركت الجاهلية، وكانت من المبايعات، قالت: قلت: يا رسول اللَّه، إني وأدت أربع بنين لي في الجاهلية، قال: «أعتقي أربع رقاب» . فأعتقت أبا سعيد، وابنه ميسرة، وأم ميسرة.
قال الخطيب: لم يذكر الرابع، ولعله راوي هذا الحديث، يعني أبا روقة. انتهى.
وقال ابن الأثير تبعا لسلفه: إنها خزاعية، وقيل ثقفية، ومنهم من قال كبيرة بنت أبي سفيان، وأورد لها بالإسناد المذكور حديثا آخر: دم عفراء أزكى عند اللَّه من دم سوداوين.
11680- كبيشة بنت مالك
بن قيس الأنصارية «2» ، من بني مازن.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وهي الشموس، وذكرها ابن سعد بغير تصغير وقال:
أمها سهمية بنت عويمر بن أسعر، تزوجها ثعلبة بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول، ثم خلف عليها الحباب بن عمرو بن مبذل، فولدت له زينب.
11681- كبيشة بنت معن بن عاصم «3»
: تقدمت في كبشة- بغير تصغير.
11682- كثيرة:
بالمثلثة بنت أبي سفيان «4» تقدمت في كبيرة بالموحدة.
11683- كحيلة:
لها ذكر في حديث لأبي أمامة في المعجم الكبير للطبرانيّ.
11684- كريمة بنت أبي حدرد الأسلمية «5»
: يقال لها صحبة، ذكرها ابن حبّان ثم المستغفري، وقيل هي أم الدرداء الكبرى وليست هي انتهى.
والمعروف في أم الدرداء الكبرى أن اسمها خيرة كما تقدم في حرف الخاء المعجمة.
__________
(1) أعلام النساء 4/ 235- تجريد أسماء الصحابة 2/ 300.
(2) أسد الغابة ت (7245) .
(3) أسد الغابة ت (7246) .
(4) أسد الغابة ت (7244) ، الاستيعاب ت (3530) .
(5) أسد الغابة ت (7247) ، الثقات 3/ 358، أعلام النساء 1/ 337، 351، ج 4/ 241، تجريد أسماء الصحابة 2/ 300.(8/296)
11685- كريمة بنت كلثوم الحميرية «1»
: تقدم ذكرها في ترجمة عكاف بن وداعة.
وقيل هي زينب بنت كلثوم.
11686- كعيبة «2»
: بالتصغير، بنت سعيد الأسلمية.
ذكر أبو عمر عن الواقديّ أنها شهدت حيبر مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأسهم لها سهم رجل. وقال ابن سعد: هي التي كانت تكون في المسجد لها خيمة تداوي المرضى والجرحى، وكان سعد بن معاذ حين رمي عندها تداوي جرحه حتى مات.
11687- كلبة بنت يثربي:
لها صحبة، كذا في التجريد بلا زيادة، وأنا أظنها التي بعدها، ثم وجدت ذلك صريحا في كلام «3» إبراهيم الحربي، وسمى أباها كما سماها غيره.
11688- كلثم:
ويقال كليبة بالتصغير «4» بنت برثن، بضم الموحدة ثم المثلثة بينهما راء وآخرها نون، من بني العنبر بن تميم، هي والدة زينب بن ثعلبة-
أخرج الطبرانيّ في «الكبير» ، من طريق زينب «5» بن ثعلبة، قال: دعتني أم «6» كليبة بنت برثن العنبرية، فقالت:
يا ابني، إن هذا أخذ زربيتي «7» التي كنت ألبس، فلقيت الرجل فأتيت به النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقلت: يا رسول اللَّه، إن هذا زربية أمي فقال: ردها عليه.
ذكرها أبو نعيم، وهذا مختصر من حديث طويل، قال أبو نعيم: ويقال اسمها كليم.
11689- كلثم:
بنت محرز النجارية، أخت أسماء التي تقدمت.
ذكرها ابن سعد في المبايعات.
11690- كلثم:
جدة عبد الرحمن بن أبي عمرة «8» . تقدمت في كبشة.
11691- كنود بنت قرظة:
في فاختة بنت قرظة.
11692- كنود:
أم سارة. تقدمت في سارة.
__________
(1) أسد الغابة ت (7248) ، الثقات 3/ 358- تجريد أسماء الصحابة 2/ 300.
(2) أسد الغابة ت (7249) ، الاستيعاب ت (3531) ، الثقات 3/ 358، أعلام النساء 4/ 245- تجريد أسماء الصحابة 2/ 300.
(3) في أ: كليم.
(4) أسد الغابة ت (7250) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 301.
(5) في أ: زينب بنت ثعلبة.
(6) في أ: دعتني أخي كليبة.
(7) الزّربيّة: الطنفسة، وقيل: البساط ذو الخمل وتكسر زايها وتفتح وتضم، وجمعها زرابيّ. النهاية 2/ 300.
(8) أسد الغابة ت (7251) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 301.(8/297)
11693- كويسة «1»
: [يتيمة] «2» كانت في حجر النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قاله كليب بن عيسى عن زجلة عنها، كذا في التّجريد، وقد أجحف في الاختصار، وزجلة، بضم الزاي المنقوطة وسكون الجيم بعدها لام: امرأة من أهل الشام روت عن أم الدرداء وغيرها، وأخرج الخطيب في المؤتلف، من طريق الهيثم بن خارجة، عن كليب بن عيسى بن أبي حجر الثقفي، سمعت زجلة مولاة معاوية تقول: أدركت يتامى [كنّ] «3» في حجر النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم إحداهن تسمى كويسة، فذكرت قصة إن النساء لا يتبعن الجنازة إلا إن كانت امرأة نفساء أو مبطونة فتخرج امرأة [مما بها] إلى المصلى، فإذا وضعت الجنازة وضعت يدها تنظر هل خرج منها شيء، وهم ينظرونها حتى إذا تورات قالوا للإمام: كبر.
11694- كيّسة:
بتشديد المثناة التحتانية بعدها مهملة، بنت الحارث بن كريز بن عبد شمس. كانت زوج مسيلمة الكذاب، ثم خلف عليها عبد اللَّه بن عامر الأكبر. ذكرها الزّبير ابن بكّار وضبطها.
القسم الثاني
11695- كبيشة بنت حكيم الثقفية «4»
: جدة أم الحكم بنت يحيى بن عقبة.
روت أم الحكم عنها أنها رأت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، ذكرها هكذا ابن مندة، ونقله أبو نعيم، فقال: لم يزد عليه- يعني لم يسق حديثها.
القسم الثالث
11696- كبشة بنت مكشوح المرادية:
أخت قيس الفارس المشهور.
ذكرها ابن شاهين في ترجمة أبان بن سعيد بن العاص، وأنها كانت موصوفة بالجمال، فزوّجها أخوها قيس بن أبان لما ولي إمرة اليمن في خلافة أبي بكر الصديق. أورد ذلك من طريق سليمان الأنباري، عن النعمان بن بزرج في خبر طويل.
القسم الرابع
11697- كبشة بنت برثن:
وقيل يثربي العنبرية- ذكرها أبو عمر في حديث زينب بنت ثعلبة، كذا في التّجريد، وهو تصحيف، وإنما هي كليبة، بالتصغير، كما تقدم قريبا في كلثم.
__________
(1) أعلام النساء 4/ 269.
(2) سقط في أ.
(3) سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت (7237) ، الاستيعاب ت (3527) .(8/298)
حرف اللام
القسم الأول
11698- لبابة بنت أسلم
بن حريش بن عدي بن مجدعة بن حارثة.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: هي أخت سلمة «1» شقيقته، وتزوّجها زيد بن سعد بن زيد الأشهلي.
11699- لبابة بنت الحارث
بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة «2» بن عبد اللَّه بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، أم الفضل زوج العباس بن عبد المطلب، ووالدة أولاده: الفضل، وعبد اللَّه، وغيرهما، وهي لبابة الكبرى، مشهورة بكنيتها، ومعروفة باسمها. وستأتي في الكنى. وأمها خولة بنت عوف القرشية.
11700- لبابة بنت الحارث
بن حزن الهلالية «3» ، أخت التي قبلها، وهي لبابة الصغرى، وأنها تلقب العصماء، وأمها فاختة بنت عامر الثقفية، وهي والدة خالد بن الوليد الصحابي المشهور.
قال أبو عمر: في إسلامها وصحبتها نظر، وأقره ابن الأثير. وهو عجيب، وكأنه استبعده من جهة تقدّم وفاة زوجها الوليد أن تكون ماتت معه أو بعده بقليل، وليس ذلك بلازم، فقد ثبت أنها عاشت بعد وفاة ولدها خالد، ولها في ذلك قصة، فذكر أبو حذيفة في المبتدإ والفتوح عن محمد بن إسحاق قال: لما مات خالد بن الوليد خرج عمر في جنازته فإذا أمّه تندبه وتقول:
أنت خير من ألف ألف من القوم ... إذا ما كنت في وجوه الرّجال
[الخفيف] قال: فقال عمر: صدقت وإن كان لكذلك.
وقال سيف بن عمر في الرّدّة والفتوح بسند له ذكر فيه قصة عزل خالد وإقامته
__________
(1) في أ: سلمة بن أسلم شقيقته.
(2) أسد الغابة ت (5252) ، الاستيعاب ت (3532) .
(3) أسد الغابة ت (7253) ، الاستيعاب ت (3533) ، الثقات 3/ 361، أعلام النساء 4/ 170، 272، الكاشف 3/ 480، تجريد أسماء الصحابة 2/ 301، تقريب التهذيب 2/ 613، تهذيب التهذيب 12/ 449، تهذيب الكمال 3/ 1697، أزمنة التاريخ الإسلامي 1000، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 392، 405.(8/299)
بالمدينة، قال: فلما رأى عمر أنه قد زال ما كان يخشاه من افتتان الناس به عزم على أن يوليه بعد أن يرجع من الحجّ، فخرج معه خالد بن الوليد، فاستسقى خارجا من المدينة، فقال: احدروني إلى مهاجري، فقدمت به أمه المدينة ومرضته حتى ثقل، فلقي عمر لاق وهو راجع من الحجّ، فقال له: ما الخبر؟ فقال: خالد لما به، فطوى عمر ثلاثا في ليلة فأدركه حين قضى، فرّق عليه واسترجع، فلما جهز بكته البواكي. قيل له: ألا تنهاهن! فقال: وما على نساء قريش أن تبكين أبا سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة «1» . فلما أخرج بجنازته إذا امرأة محرمة تبكيه وتقول: أنت خير من ألف ألف ... البيت المتقدم، وبعده:
أشجاع فأنت أشجع من ليث ... صهر ابن جهم أبي أشبال
أجواد فأنت أجود من سيل ... أتى يستقلّ بين الجبال
[الخفيف] فقال عمر: من هذه؟ فقيل: أمه. فقال: أمه، والإله- ثلاثا، وهل قامت النساء عن مثل خالد!.
وهذا وإن كان من رواية أبي حذيفة وهو ضعيف، وكذلك سيف، لكن قد ذكر ابن سعد وهو ثقة عن كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، قال: لما توفي خالد بن الوليد بكت عليه أمّه، فقال عمر: يا أم خالد، أخالدا أو أجره ترزئين! عزمت عليك إلا تثبت، حتى تسود يداك من الخضاب.
وهذا مسند صحيح، وعلق البخاري قول عمر في النّقع واللقلقة في البكاء على خالد، لكن لم يسمّ أمّه.
ومجموع ذلك يفيد أنها عاشت بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، أفيظن بها أنها استمرت على الكفر من بعد الفتح إلى أن مات النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم؟ هذا بعيد عادة، بل يبطله ما تقدم أنه لم يبق بالحرمين ولا الطائف أحد في حجة الوداع إلا أسلم وشهدها.
11701- لبابة بنت أبي لبابة الأنصارية «2» .
__________
(1) النّقع: رفع الصّوت، ونقع الصّوت واستنقع إذا ارتفع، وقيل: أراد بالنقع شق الجيوب، وقيل: أراد به وضع التراب على الرءوس من النقع: الغبار وهو أولى لأنه قرن به اللّقلقة وهي الصوت، فحمل اللفظين على معنيين أولى من حملهما على معنّى واحد. النهاية 5/ 109.
(2) أسد الغابة ت (7254) .(8/300)
أدركت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولها ذكر، كذا ذكرها ابن مندة مختصرا.
وساق أبو نعيم قصتها من طريق موسى بن عبيدة الرَّبَذيّ- أحد الضعفاء- عن سعيد بن جبير مولى أبي لبابة، ويعقوب بن زيد، عن لبابة، قالت: كنت أنا صاحبته، فكان يقول: شدي وثاق عدو اللَّه الّذي خان اللَّه ورسوله، ومر به أخوه فقال: يا أخي، هلم إليّ! فقال: لا واللَّه لا أكلمك حتى يرضى اللَّه عنك ورسوله، فسأل عنه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «هو في المسجد» ، وأخبره بخبره، فقال: لو جاءني لكان فيه أمر، فنزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ ... [الأنفال: 27] الآية، والآية الأخرى: وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ [التوبة: 106] .
11702- لبني بنت ثابت
بن المنذر بن حرام الأنصارية الخزرجية، أخت حسان الشاعر المشهور.
ذكر ابن سعد أنها بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم هي وأختها كبشة، وكانت لبني شقيقة أوس بن ثابت.
11703- لبني بنت الخطيم الأنصارية:
الأوسية، أخت قيس بن الخطيم الشاعر «1» .
كانت عند [عبد] قيس بن زيد بن عامر الظفري، وذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال ابن سعد: أمها أمّ قيس قريبة بنت قيس بن قريم بن أمية بن سنان السلمية، تزوجها عبد اللَّه بن نهيك بن إساف، فولدت له، وأسلمت لبني وبايعت، وسيأتي ذكر أختها ليلى.
11704- لبني بنت قيظي
بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة الأنصارية، ذكرها ابن سعد في المبايعات.
11705- لبيبة:
جارية بني المؤمل بن حبيب بن تميم بن عبد اللَّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب.
كانت أحد من يعذب من المستضعفين فاشتراها أبو بكر الصديق في سبعة سيأتي ذكرهم في أم عبيس، ووردت في غالب الروايات غير مسماة، وسماها البلاذريّ عن أبي البختري.
11706- لبيسة بنت عمرو
بن حرام الأنصارية «2» ، ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال: أمها أم قراد بنت موهبة بن عدي بن مجدعة بن حازم، تزوجها أبو ثابت بن عبد بن
__________
(1) أسد الغابة ت (7255) .
(2) أسد الغابة ت (7257) .(8/301)
عبد عمرو»
بن قيظي، ثم تزوجها قيس بن قيس بن لوذان.
11707- لبيسة بنت عمرو الأنصارية «2»
: أم عمارة، ذكرها الطبراني في حرف اللام، وبه جزم ابن نقطة، والمشهور أنها بالنون بدل اللام، وهي مشهورة بكنيتها، وستأتي.
ويقال، إنها لبيسة غير نسيبة، وأنها بنت حرب. واللَّه أعلم.
11708- لهيّة:
بمثناة تحتانية مثقلة: جارية عمر بن الخطاب «3» وأم ولده، وكانت تخدم ابنته حفصة.
وقال ابن ماكولا: هي أم عبد الرّحمن بن عمر الّذي يكنى أبا شحمة، وقيل إنها نهية بالنّون بدل اللّام، وذكرها المستغفريّ وقال: لها صحبة، وأورد من طريق إبراهيم بن موسى بن تيم، قال: حدّثني عمي زكريّا بن يحيى، قال: حدّثني ابن أخي ابن شهاب عن عمه، قال: حدّثني رجال من أهل العلم أن حفصة زوج النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أرسلت لهيّة أم ولد عمر في يومها الّذي يدور إليها فيه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقالت: إنه خرج من عندي فاحتبس عني، فانظري عند أيّ نسائه؟ فانطلقت لهية فوجدته عند صفيّة، فرجعت إلى حفصة فأخبرتها، فطفقت حفصة تقول: خلا بيهودية، ثم أمرت لهيّة أن ترجع إلى صفيّة حتى يخرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من عندها فتخبرها بالذي قالت حفصة، فقالت صفية: واللَّه إني لابنة هارون، وإنّ عمي لموسى، وإن زوجي لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ما أعرف لأحد أن يكون أفضل مني، فدخل وصفيّة تبكي، فقال لها في ذلك، فأخبرته بالذي بلغتها لهية عن حفصة وبالذي قالت لها، فصدّقها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فلما رأت حفصة ذلك قالت: واللَّه لا أوذي صفيّة أبدا.
11709- ليلى بنت الإطنابة بن منصور
بن معيص- بمهملتين- الأنصاريّة «4» ، من بني الحبلي، ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11710- ليلى بنت بلال:
أو بليل، الأنصاريّة، أخت أبي ليلى، وهي عمّة عبد الرّحمن بن أبي ليلى، قال أبو عمر: بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وروت عنه.
11711- ليلى بنت ثابت بن المنذر بن عمرو
بن حرام «5» ، أخت حسان. ذكرها ابن حبيب أيضا.
__________
(1) في أ: ثابت بن عدي بن عمرو.
(2) أسد الغابة ت (7256) .
(3) أسد الغابة ت (7258) .
(4) أسد الغابة ت (7259) .
(5) أسد الغابة ت (7260) .(8/302)
11712- ليلى بنت أبي حثمة «1»
بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد اللَّه بن عبيد بن ابن عويج بن كعب بن لؤيّ القرشيّة العدويّة، أخت سليمان، وكانت زوج عامر بن ربيعة العنبريّ فولدت له عبد اللَّه. وقال ابن سعد: أسلمت قديما، وبايعت وكانت من المهاجرات الأوّل، هاجرت الهجرتين إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، يقال: إنها أول ظعينة دخلت المدينة في الهجرة، ويقال أم سلمة.
وذكر ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره، عنه، عن عبد الرّحمن بن الحارث، عن عبد العزيز بن عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة، عن أمه ليلى، قالت: كان عمر بن الخطّاب من أشدّ النّاس علينا في إسلامنا، فلما تهيّأنا للخروج إلى أرض الحبشة جاءني عمر وأنا على بعيري، فقال: إلى أين أمّ عبد اللَّه؟ فقلت: آذيتمونا في ديننا، فنذهب في أرض اللَّه. قال:
صحبكم اللَّه، ثم ذهب فجاءني زوجي عامر بن ربيعة فقال لما أخبرته خبرهم: ترجين أن يسلم. فذكر القصّة.
وروى اللّيث بن سعد، عن محمد بن عجلان- أن رجلا من موالي عبد اللَّه بن عامر حدّثه عن عبد اللَّه بن عامر، قال: دعتني أمي يوما ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قاعد في بيتنا، فقالت: هاك، تعال أعطيك شيئا. فقال لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم:
«ماذا أردت أن تعطيه؟» فقالت: أعطيه: تمرا. فقال: «أما إنّك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة» .
رواه السّراج، عن قتيبة عنه، وتابع اللّيث حيوة بن شريح، ويحيى بن أيّوب، وحاتم بن إسماعيل، وعن يحيى بن أيوب مولى زياد، وهو عند ابن مندة من طريقه.
11713- ليلى بنت حكيم:
الأنصاريّة الأوسيّة «2» .
قال أبو عمر: ذكرها أبو أحمد بن صالح المصريّ في أزواج النبيّ صلّى اللَّه عليه وعلى آله وسلّم، ولم يذكرها غيره. وجوّز ابن الأثير أن تكون هي التي بعدها، لأنّ الحكيم يشبه بالخطيم.
11714- ليلى بنت الخطيم
بن عديّ «3» بن عمرو بن سواد بن ظفر الأنصاريّة الأوسيّة ثم الظفريّة.
__________
(1) أسد الغابة ت (7261) ، الاستيعاب ت (3534) ، الثقات 3/ 362، أعلام النساء 4/ 302- تجريد أسماء الصحابة 2/ 302 خلاصة تهذيب الكمال 3/ 407.
(2) الاستيعاب ت (3535) .
(3) أسد الغابة ت (7263) - أعلام النساء 2/ 101- تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 301- تلقيح فهوم أهل الأثر 27226.(8/303)
استدركها أبو عليّ الجيّانيّ على الاستيعاب، وقال:
ذكرها ابن أبي خيثمة، وقال: أقبلت على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقالت: أنا ليلى بنت الخطيم، جئتك أعرض نفسي عليك، فتزوّجني. قال: «قد فعلت» ، ورجعت إلى قومها، فقالوا: بئس ما صنعت؟
أنت امرأة غيري، وهو صاحب نساء، ارجعي، فاستقيليه، فرجعت فقالت: أقلني، فقال:
«قد فعلت» .
قلت: ذكر ذلك ابن سعد عن ابن عبّاس بسند فيه الكلبيّ، فذكروا أتمّ منه، وأوله:
أقبلت ليلى بنت الخطيم إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو مولّ ظهره الشّمس فضربت على منكبه، فقال: من هذا أكلة الأسد، وكان كثيرا ما يقولها، وفي آخره: فقال: «قد أقلتك» ، قال: وتزوجها مسعود بن أوس بن سواد بن ظفر، فولدت له، فبينا هي في حائط من حيطان المدينة تغتسل إذ وثب عليها ذئب فأكل بعضها فأدركت فماتت.
ثم أسند عن الواقديّ، عن محمد بن صالح بن دينار، عن عاصم بن عمر بن قتادة، قال: كانت ليلى بنت الخطيم وهبت نفسها للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقبلها، وكانت تركب بعولتها ركوبا منكرا، وكانت سيّئة الخلق ... فذكر نحو القصّة دون ما في آخرها، وقال في روايته: فقالت: إنك نبيّ اللَّه، وقد أحلّ اللَّه لك النساء، وأنا امرأة طويلة اللّسان لا صبر لي على الضّرائر واستقالته.
ومن طريق ابن أبي عون أنّ ليلى وهبت نفسها للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ووهبن نساء أنفسهن، فلم يسمع أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قبل منهن أحدا، قال: وأمّها مشرفة الدّار بنت هيشة بنت الحارث.
وأخرج ابن سعد عن الواقديّ، حسبته عن عاصم بن عمر بن قتادة، قال: أوّل من بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم سعد بن معاذ، وهي كبشة بنت أبي رافع بن عبيد، ومن بني ظفر ليلى بنت الخطيم، ومن بني عمرو بن عوف ليلى ومريم وسهيمة بنات أبي سفيان اللّيثي، يقال له أبو البنات ... الحديث.
وذكر ابن سعد أيضا أنّ مسعود بن أوس تزوّجها في الجاهليّة، فولدت له عمرة وعميرة، وكان يقال لها أكلة الأسد، وكانت أول امرأة بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ومعها ابنتاها وابنتان لابنتها، ووهبت نفسها له ثم استقالة بنو ظفر فأقالها.
11715- ليلى بنت رافع بن عمرو:
الأنصاريّة، والدة أبي عبس بن حرب.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمّها أمّ البراء بنت سلمة بن عرفطة.(8/304)
11716- ليلى بنت ربعي بن عامر
بن خالدة الأنصاريّة «1» ، من بني بياضة. ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11717- ليلى بنت رئاب
بن حنيف الأنصاريّة «2» ، من بني عوف بن الخزرج.
ذكرها ابن حبيب أيضا، وكانت زوج عتبان بن مالك.
11718- ليلى بنت أبي سفيان
بن الحارث بن قيس بن زيد بن أمية الأنصاريّة «3» الأشهليّة.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات. وقد تقدّم لها ذكر في ترجمة ليلى بنت الخطيم قريبا.
11719- ليلى بنت سماك بن ثابت
بن سفيان بن عديّ بن عمرو بن امرئ القيس ابن مالك الأغر.
ذكر ابن سعد عن الواقديّ أنه قال: أسلمت وبايعت، قال: ولم يذكرها غيره.
قلت: ستأتي في ترجمة أم ثابت بنت قيس بن شماس أخت قيس- أنها ولدت من ثابت بن سفيان ولده سماكا، فعلى هذا تكون ليلى وأبوها سماك وأمّه وأم ثابت ثلاثة من الصّحابة في نسق.
11720- ليلى بنت سماك:
بن ثابت بن سنان بن جشم بن عمرو «4» بن امرئ القيس الأنصاريّة، من بني الحارث بن الخزرج. ذكرها ابن حبيب أيضا.
11721- ليلى بنت طناة
بن معيص الأنصاريّة.
ذكرها ابن سعد، كذا في التّجريد، وقال: أخشى أن تكون ليلى بنت الإطنابة المذكورة أول من اسمها ليلى.
11722- ليلى بنت عبادة:
الأنصاريّة السّاعديّة «5» ، أخت عبادة بن عبادة. ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11723- ليلى بنت عبد اللَّه العدويّة «6»
: هي الشّفاء. تقدّمت، سماها المستغفريّ عن ابن حبّان.
__________
(1) أسد الغابة ت (7264) .
(2) أسد الغابة ت (7265) .
(3) أسد الغابة ت (7267) .
(4) أسد الغابة ت (7268) .
(5) أسد الغابة ت (7270) .
(6) أسد الغابة ت (7271) ، الثقات 3/ 361- أعلام النساء 2/ 300- الكاشف 3/ 474- تجريد أسماء الصحابة 2/ 281، 303- تهذيب الكمال 3/ 1686- تقريب التهذيب 2/ 602- تهذيب التهذيب 12/ 428.(8/305)
11724- ليلى بنت عطارد
بن حاجب التميميّة، زوج عبد اللَّه بن أبي ربيعة الصّحابي، ووالدة عبد الرّحمن. ذكرها الزّبير بن بكّار.
11725- ليلى بنت قانف الثقفيّة «1»
: أخرج حديثها أحمد، وأبو داود، من طريق محمد بن إسحاق، عن نوح بن حكيم الثقفيّ، عن رجل من ولد عروة بن مسعود يقال له داود ولدته أم حبيب بنت أبي سفيان، عن ليلى بنت قانف، بقاف ثم فاء، ذكر أنها قالت: كنت ممّن شهد غسل أم كلثوم بنت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأول ما أعطاني من كفنها الحقو «2» ثم الدّرع ثم الخمار ثم الملحفة، ثم أدرجت في الآخر إدراجا ... الحديث.
قلت: وداود المذكور هو ابن عاصم بن عروة بن مسعود.
11726- ليلى بنت النّضر العبدريّة:
تقدّمت في قتيلة في حرف القاف.
11727- ليلى بنت نهيك
بن إساف بن عديّ بن زيد بن جشم الأنصاريّة «3» .
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وهي أخت البراء. وقال ابن سعد: تزوّجها سهل بن الربيع بن عمرو بن عديّ، وأمها أم عبد اللَّه بن أسلم بن حريش بن مجدعة.
11728- ليلى بنت يسار:
أحد ما قيل في اسم أخت معقل بن يسار التي نزلت فيها: فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ [سورة البقرة آية 232] . سماها السهيليّ في مبهمات القرآن، وتبعه المنذري، والراجح أن اسمها جميل كما تقدم في حرف الجيم.
__________
(1) أسد الغابة ت (7274) ، الاستيعاب ت (3538) ، الثقات 3/ 361- تجريد أسماء الصحابة 2/ 303- تقريب التهذيب 2/ 613- تلقيح فهوم أهل الأثر 384- تهذيب التهذيب 12/ 450- الكاشف 3/ 481- تهذيب الكمال 3/ 1697- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 392- التاريخ الصغير 1/ 19- بقي بن مخلد 11/ 9. تعجيل المنفعة 559- مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 1932- تبصير المنتبه 3/ 1119- الطبري 1/ 1755.
(2) أي الإزار، والأصل في الحقو معقد الإزار، وجمعه أحق وأحقاء ثم سمي به الإزار للمجاورة. النهاية 1/ 417.
(3) أسد الغابة ت (7275) .(8/306)
11729- ليلى السّدوسيّة «1»
: امرأة بشير بن الخصاصيّة، يقال لها الجهدمة، ويقال هي غيرها. وقد تقدّم بيان ذلك في الجهدمة.
11730- ليلى بنت يعار «2» :
أحد ما قيل في التي أعتقت سالما مولى أبي حذيفة.
11731- ليلى الغفاريّة «3»
: قال أبو عمر: كانت تخرج مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في مغازية تداوي الجرحى، وتقوم على المرضى، حديثها
أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال لعائشة: «هذا عليّ أوّل النّاس إيمانا» .
روى عنها محمد بن القاسم الطّائيّ.
قلت: أما الخبر الأوّل فتقدّم التنبيه عليه في القسم الأخير من حرف الألف في أمامة بنت أبي الحكم، وقد أخرجه العقيليّ في ترجمة موسى بن القاسم، من الضّعفاء،
وابن مندة من رواية علي بن هاشم بن البريد، حدّثني أبي حدّثنا موسى بن القاسم، حدّثتني ليلى الغفاريّة، قالت: كنت أغزو مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى، فلما خرج عليّ إلى البصرة خرجت معه، فلما رأيت عائشة أتيتها، فقلت: هل سمعت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فضيلة في عليّ؟ قالت: نعم، دخل على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو معي، وعليه جرد قطيفة، فجلس بيننا، فقلت:
أما وجدت مكانا هو أوسع لك من هذا! فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «يا عائشة، دعي لي أخي، فإنّه أوّل النّاس إسلاما وآخر النّاس بي عهدا، وأوّل النّاس لي لقيا يوم القيامة» .
قال العقيليّ: لا يعرف إلا لموسى بن القاسم. قال النّجاريّ: لا يتابع عليه. انتهى.
وفي سنده عبد السّلام بن صالح أبو الصّلت، وقد كذّبوه.
وأما الخبر الأخير فقال في التّجريد: هو باطل.
__________
(1) أسد الغابة ت (7266) ، الاستيعاب ت (3539) .
(2) سقط من أ.
(3) أسد الغابة ت (7273) ، الإستيعاب ت (3540) ، الثقات 3/ 361- أعلام النساء 4/ 336- تجريد أسماء الصحابة 2/ 303.(8/307)
قلت: ومحمد القاسم هو الطّايسكاني لا الطّائيّ، وهو متروك، وهو غير موسى بن القاسم، وقد جاء نحوه لمعاذة.
ففي تفسير ابن مردويه: وأخرجه أبو موسى من طريقه، ثم من رواية يعلى بن عبيد، عن حارثة بن أبي الرّجال، عن عمرة، قالت: قالت معاذة الغفارية: كنت أنيسا لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أخرج معه في الأسفار، أقوم على المرضى، وأداوي الجرحى، فدخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بيت عائشة، وعليّ خارج من عندها، فسمعته يقول لعائشة: «إنّ هذا أحبّ الرّجال إليّ، وأكرمهم عليّ، فأعرفي لي حقّه، وأكرمي مثواه ... » الحديث.
وفيه: النّظر إلى عليّ عبادة.
قلت: وحارثة ضعيف، وهذا هو الحديث الّذي أشار إليه أبو عمر.
11732- ليلى:
عمة عبد الرحمن بن أبي ليلى «1» : في ليلى بنت بلال.
وقد تقدّم في ترجمة أبي ليلى أنه اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافا كثيرا، والأقرب أنّ اسم أبيه بلال أو بليل.
11733- ليلى:
مولاة عائشة «2» .
قال أبو عمر: حديثها ليس بالقائم الإسناد. روى عنها أبو عبد اللَّه المدنيّ، وهو مجهول.
قلت:
أسنده المستغفريّ، من طريق عبد الكريم الجرار، عن أبي عبد اللَّه المدنيّ، عن حاجبة عائشة ومولاتها، قالت: يا رسول اللَّه، إنك تخرج من الخلاء فأدخل في أثرك فلا أرى شيئا إلا أني أجد رائحة المسك! فقال: «إنّا معاشر الأنبياء تنبت أجسادنا على أرواح أهل الجنّة، فما خرج منّا من نتن ابتلعته الأرض» .
11734- ليلى:
روى عنها حبيب بن زيد، خرج حديثها أبو يعلى- من التّجريد.
11735- لينة:
حديثها في جزء بن ديزيل الصغير.
11736- لينة:
صاحبة مكان «3» قباء.
أخرج عمر بن شبّة في أخبار المدينة بسند صحيح إلى عروة، قال: كان موضع مسجد قباء لامرأة يقال لها لينة، كانت تربط حمارا لها، فابتنى فيه سعد بن خيثمة مسجدا، فقال
__________
(1) الاستيعاب ت (3537) .
(2) أسد الغابة ت (7269) ، الاستيعاب ت (3539) .
(3) في أ: صاحبة مكان مسجد قباء.(8/308)
أهل مسجد الضرار: أنحن نصلّي في مربط حمار لينة، لا، لعمر اللَّه، لكنا نبني مسجدا فنصلي فيه إلى أن يجيء أبو عامر فيؤمنا فيه، فأنزل اللَّه تعالى: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً ... [التوبة: 107] الآية.
القسم الثاني
خال.
القسم الثالث
11737- ليلى بنت الجوديّ
بن عديّ بن عمرو بن أبي عمرو الغساني. زوج عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.
لها إدراك، وكان رآها الجاهلية فأحبّها، فلما افتتحت دمشق صارت إليه فشغف بها في قصة طويلة ذكرها الزّبير بن بكّار في ترجمته، فقال: كان قدم دمشق في تجارة فرآها، على طنفسة حولها ولائد، فلما غزوا الشام كتب عمر لهم: إني غنّمت عبد الرحمن بن أبي بكر ليلى بنت الجودي، فلما سبوها أعطوها له، فقدم بها المدينة، فقالت عائشة: فشغف بها، فكنت ألومه، فيقول: يا أختيه، دعيني، فكأني أرشف من ثناياها حب الرمان، ثم تمادي الزمان، فكنت أكلمه فيها، فكان إحسانه إليها أن ردّها إلى أهلها، فكنت أقول له:
لقد أحببتها فأفرطت، وأبغضتها فأفرطت.
وفيها يقول عبد الرحمن الأبيات المشهورة:
تذكّرت ليلى والسّمارة بيننا ... فما لابنة الجوديّ ليلى وما ليا
[الطويل] كذا في خبر الزّبير.
وفي رواية عمر بن شبّة، عن الصّلت بن مسعود، عن أحمد بن شنويه، عن سليمان بن صالح، عن ابن المبارك، عن مصعب بن ثابت، عن عروة بن الزّبير- أن أبا بكر هو الّذي نفله إياها.
ورويناه في آخر الجزء التّاسع من أمالي المحامليّ رواية أهل بغداد عنه بسند له إلى ابن أبي الزّناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه- أنّ عبد الرحمن بن أبي بكر قدم دمشق في أول الإسلام في أواخر أيام أبيه، فنظر إلى ليلى بنت الجوديّ، فلم ير أجمل منها، فقال فيها:
تذكرت ليلى ...
الأبيات.(8/309)
فكتب عمر إلى عامله: إن فتح اللَّه عليكم دمشق فأسلموا ابنة الجوديّ لعبد الرّحمن.
فأسلموها له، فقدم بها، فأنزلها على نسائه ... فذكر الخبر، وفيه قوله: فكأني أرشف من ثناياها حب الرّمان. قالت: فعمل لها شيء حتى سقطت أسنانها، فهجرها، ثم ردها إلى أهلها.
وهذا أخر شيء في الجزء المذكور، وهو آخر مجلس أملاه المحامليّ.
11738- ليلى بنت حابس التميميّة:
أخت الأقرع بن حابس الصّحابيّ المشهور، هي:
أم غالب بن صعصعة بن معاوية، والد الفرزدق الشاعر المشهور.
لها إدراك، وقد ذكرها الفرزدق في مرثية أبيه حيث يقول:
أبى الصّبر أن لا أرى البدر طالعا ... ولا الشّمس إلّا أذكرتني بغالب
شبيهين كانا لابن ليلى ومن يكن ... شبيه ابن ليلى يلج ضوء الكواكب
[الطويل]
القسم الرابع
11739- ليلى بنت حكيم:
تقدم كلام ابن الأثير أنه جوّز أنها بنت الخطيم فصحفت، والّذي يظهر أنها هي. واللَّه أعلم.
حرف الميم
القسم الأول
11740- الماردة:
لها ذكر في حديث حكيم بن حزام من مسند أبي يعلى، وقيل المراديّة.
11741- مارية القبطيّة:
أمّ ولد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «1» .
ذكر ابن سعد من طريق عبد اللَّه بن عبد الرّحمن بن أبي صعصعة، قال: بعث المقوقس صاحب الإسكندريّة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في سنة سبع من الهجرة بمارية وأختها سيرين، وألف مثقال ذهبا، وعشرين ثوبا لينا، وبغلته الدّلدل، وحماره عفيرا، ويقال
__________
(1) أسد الغابة ت (7276) ، الاستيعاب ت (3543) .(8/310)
يعفور، ومع ذلك خصيّ يقال له مأبور، شيخ كبير، كان أخا مارية، وبعث بذلك كلّه مع حاطب بن أبي بلتعة، فعرض حاطب بن أبي بلتعة على مارية الإسلام ورغبها فيه فأسلمت، وأسلمت أختها، وأقام الخصيّ على دينه حتى أسلم بالمدينة بعد في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه على أبيها وآله وسلّم، وكانت مارية بيضاء جميلة، فأنزلها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في العالية في المال الّذي صار يقال له سريّة أمّ إبراهيم، وكان يختلف إليها هناك، وكان يطؤها بملك اليمين، وضرب عليها مع ذلك الحجاب، فحملت منه، ووضعت هناك في ذي الحجة سنة ثمان.
ومن طريق عمرة عن عائشة، قالت: ما عزّت عليّ امرأة إلا دون ما عزّت عليّ مارية، وذلك أنها كانت جميلة جعدة، فأعجب بها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيت لحارثة بن النّعمان، فكانت جارتنا، فكان عامة الليل والنهار عندها حتى فزعنا لها، فجزعت فحوّلها إلى العالية، وكان يختلف إليها، هناك فكان ذلك أشدّ علينا.
وفي السّند عن الواقديّ، قال: وقال الواقديّ: كانت مارية ممن حفر كورة الصّفا.
وقال البلاذريّ: كانت أم مارية روميّة، وكانت مارية بيضاء جعدة جميلة.
وأخرج البزّار بسند حسن، عن عبد اللَّه: بن بريدة، عن أبيه، قال أهدى أمير القبط إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم جاريتين وبغلة، فكان يركب البغلة بالمدينة، واتخذ إحدى الجاريتين لنفسه. وقد تقدم لها ذكر في ترجمة إبراهيم ولدها. وفي ترجمة مأبور الخصيّ وفي ترجمة صالح.
وقال الواقديّ: حدّثني موسى بن محمّد بن إبراهيم، عن أبيه، قال: كان أبو بكر ينفق على مارية حتى مات، ثم عمر حتى توفيت في خلافته.
قال الواقديّ: ماتت في المحرم سنة ست عشرة، فكان عمر يحشر الناس لشهودها، وصلّى عليها بالبقيع. وقال ابن مندة: ماتت مارية بعد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بخمس سنين.
11742- مارية «1»
: خادم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
قال أبو عمر: تكنى أم الرباب، حديثها عند أهل البصرة أنها تطأطأت للنبيّ صلّى اللَّه
__________
(1) أسد الغابة: ت (7278) ، الاستيعاب ت (3542) ، أعلام النساء 5/ 11، السمط الثمين 162، تجريد أسماء الصحابة 2/ 303، حلية الأولياء 2/ 70، تلقيح فهوم أهل الأثر 377.(8/311)
عليه وآله وسلّم حين صعد حائطا ليلة فرّ من المشركين.
قلت: أخرجه ابن مندة من طريق يعلى بن أسد، عن عبد اللَّه بن حبيب، عن أم سليمان، عن أمها، عن جدّتها مارية، قالت: تطأطأت للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ...
فذكره.
وترجم لها مارية جارية النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
قلت: وسيأتي قريبا أنّ اسم أمّها مرضية، وأنها صحابية، وأما أمّ سليمان فما عرفت اسمها.
11743- مارية:
خادم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «1» .
قال أبو عمر: لها حديث واحد من حديث أهل الكوفة رواه أبو بكر بن عياش، عن المثنى بن صالح، عن جدّته مارية، قالت: صافحت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فلم أر كفّا ألين من كفّه. قال أبو عمر في التي قبلها: لا أدري أهي هذه أم لا؟
قلت: وأخذ ذلك من كلام ابن السّكن برمّته. وقال ابن السّكن: مارية مولاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم روي عنها حديث مخرج عن أهل الكوفة لا أعلم رواه غير ابن عباس، ثم ساقه من طريقين عنه، ثم قال: روى عن مارية حديث آخر مخرجه عن البصريّين، ولست أدري أهي التي روى حديثها أبو بكر أو غيرها؟ ثم ساق من طريق يعلى بن أسد، عن محمد بن حمران، عن عبد اللَّه بن حبيب، عن أم سليمان، عن أمها، عن جدّتها مارية، قالت: تطأطأت للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حتى صعد حائطا ليلة فر من المشركين.
وقال أبو نعيم: أفردها ابن مندة وهما عندي واحدة.
قلت: وصله ابن مندة من وجهين، عن أبي بكر بن عياش: أحدهما كما قال أبو عمر عن المثنى بن صالح، عن جدّته، والآخر عن أبي بكر، قال: حدّثنا واللَّه محمد بن المثنى بن صالح عن جدّته. واللَّه أعلم. قال أبو عمر: المثنى بن صالح هو ابن مهران مولى عمرو بن حريث، كذا قال.
11744- مارية، أو ماوية «2»
: بواو بدل الراء مع تشديد المثناة التحتانية.
__________
(1) أسد الغابة ت (7277) .
(2) أسد الغابة ت (7279) ، الاستيعاب ت (3541) .(8/312)
اختلف فيه الرّواة عن ابن إسحاق، فقال يونس بن بكير وغيره عنه ماوية بالواو، فذكر قصّة خبيب بن عدي لما أسره المشركون من بئر معونة وصفدوه ليقتلوه.
قال ابن إسحاق: فحدثني عبد اللَّه بن أبي نجيح، عن مارية مولاة حجير بن أبي إهاب، قالت: حبس خبيب بمكّة في بيتي، فلقد اطلعت عليه يوما وإن في يده لقطفا من عنب أعظم من رأسه يأكل منه وما في الأرض يومئذ حبّة عنب.
قلت: وهذا ذكره البخاريّ في الصّحيح في قصّة قتل خبيب، لكن ليس في روايته:
أعظم من رأسه، وقال في روايته: وما بمكّة يومئذ، وهو المراد، فكأنه أطلق الأرض وأراد أرض مكّة.
وذكر أبو عمر، عن العقيليّ بسنده إلى عبد اللَّه بن إدريس الأودي، عن محمد بن إسحاق: حدّثني ابن أبي نجيح، أنه حدّث عن مارية مولاة حجير، كذا ذكرها بالرّاء والتخفيف، وكان خبيب بن عدي حين حبس في بيتها، فكانت تحدّث بعد أن أسلمت قالت: واللَّه إنه لمحبوس في بيتي مغلق دونه إذ اطلعت من خلل الباب وفي يده قطف من عنب مثل رأس الرجل يأكل منه، وما أعلم في الأرض حبّة عنب، فلما حضره القتل قال: يا مارية، التمسي لي حديدة أتطهر بها. قالت: فأعطيت الموسى غلاما منّا، وأمرته أن يدخل بها عليه، فما هو إلا أن ولّى داخلا عليه، فقلت: فأعطيت الموسى غلاما منّا، وأمرته أن يدخل بها عليه، فما هو إلا أن ولّى داخلا عليه، فقلت: أصاب الرجل ثأره، يقتل هذا الغلام بهذه الحديدة ليكون رجل برجل، فلما انتهى إليه الغلام أخذ الحديدة، وقال: لعمري! ما خافت أمّك غدري حين أرسلت إليّ بهذه الحديدة- يعني معك، ثم خلّي سبيله.
وهذه القصّة عند البخاريّ أيضا، وفيها بعض مغايرة. وذكره ابن سعد عن الواقديّ عن رجاله من أهل العلم، وفيها أنهم حبسوه عندها حتى يخرج الشّهر الحرام فيقتلوه، وكانت تحدّث بقصّته بعد، وأسلمت وحسن إسلامها، وفيها: وكان يتهجد بالقرآن، فإذا سمعه النّساء بكين ورققن عليه، فقلت له: هل لك من حاجة؟ قال: لا، إلا أن تسقيني العذيب، ولا تطعميني ما ذبح على النّصب، وتخبريني إذا أرادوا قتلي، فلما أرادوا قتله أخبرته، فو اللَّه ما اكترث بذلك، وقال: ابعثي لي حديدة أستصلح بها، فبعثت إليه بموسى مع ابني أبي حسين، وكانت أرضعته، ولم يكن ابنها ولادة، فذكرت نحو ما تقدّم، وفيه: ما كنت لأقتله ولا يستحلّ في ديننا الغدر.
11745- محبة بنت الربيع
بن عمرو بن أبي زهير الأنصاريّة «1» ، من بني الحارث بن الخزرج.
__________
(1) أسد الغابة (7280) .(8/313)
ذكرها ابن سعد وابن حبيب فيمن بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وهي أخت سعد بن الربيع، تزوّجها أبو الدّرداء عامر بن زيد بن قيس الأنصاريّ الخزرجيّ، فولدت له بلالا، وأمها هزيلة بنت عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم.
11746- محجنة:
وقيل أم محجن «1» ، امرأة سوداء كانت تقمّ المسجد.
وقع ذكرها في الصّحيح بغير تسمية.
وسمّاها يحيى بن أبي أنيسة، وهو متروك، عن علقمة بن مرثد، عن رجل من أهل المدينة، قال: كانت امرأة من أهل المدينة يقال لها محجنة تقمّ المسجد، فتفقّدها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأخبر أنها قد ماتت، فقال: «ألا آذنتموني بها؟» فخرج فصلّى عليها، وكبّر أربعا.
قال يحيى: وحدّثنا الزّهريّ، عن أبي أمامة بن سهل، عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نحوه.
ومن طريق عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرّ على قبر حديث عهد بدفن، فقال: «متى دفن هذا؟» فقيل: هذه أم محجن التي كانت مولعة بلقط القذى من المسجد، فقال: «أفلا آذنتموني؟» «2» قالوا: كنت نائما فكرهنا أن نوقظك ...
الحديث.
11747- محيّاة بنت خالد
بن سنان العبسيّ «3» .
ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ،
وساق من طريق محمد بن عمر الرّازي الحافظ، عن عمرو بن إسحاق بن العلاء، عن إبراهيم بن العلاء، حدّثنا أبو محمد القرشيّ الهاشميّ، عن هشام بن عروة، عن ابن عمارة، عن أبيه عمارة بن حزن بن شيطان بقصّة خالد بن سنان، قال: فلما بعث اللَّه محمدا أتته محياة بنت خالد فانتسبت له، فبسط لها رداءه وأجلسها عليه. وقال: «ابنة أخي نبيّ ضيّعه قومه» .
ووردت تسميتها أيضا فيما ذكره ابن الكلبيّ، قال: قال أبي: وأخبرني ابن أبي عمارة قال: أتانا خالد بن سنان فقال: يا معشر بني عبس، إنّ اللَّه أمرني بإطفاء هذه النار. قال أبي: فكان أبي هو الّذي ذهب معه، فذكر القصّة مطوّلة.
وفي آخر الحديث قال هشام بن محمّد: فقدمت المحياة بنت خالد بن سنان على النبيّ
__________
(1) أسد الغابة ت (7281) .
(2) أخرجه البخاري 3/ 117، 1247، ومسلم 2/ 658 (69/ 954) .
(3) أسد الغابة ت (7282) .(8/314)
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. فقال: «مرحبا بابنة أخي، نبيّ ضيّعه قومه» .
وقد ذكرت في ترجمة خالد بن سنان لقصّته في طفئ النار طرقا كثيرة.
11748- محيّاة بنت أبي نائلة:
سلكان بن سلامة بن وقش الأشهليّة.
ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت وبايعت في رواية ابن عمارة، وقال الواقديّ: هي عبادة التي تقدّمت في حرف العين وتشديد [الباء] .
11749- مرضية «1»
: ذكرها ابن أبي عاصم في كتاب «الوحدان» ، وأسند عن أبي حفص الصّيرفي، عن محمد بن راشد عن محمد بن حمران، عن عبد اللَّه بن خبيب، عن أم سليمان، عن أمّها مرضية، قالت: أراكم تنكرون شيئا رأيته يصنع على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، رأيت الميت يتبع بالمجمر.
11750- مريم بنت إياس الأنصاريّة:
مدنيّة» .
روى عنها عمرو بن يحيى المازني، كذا قال أبو عمر: إنها أنصارية، وليس كذلك، بل هي ليثية، وهي بنت إياس بن الكبير، تقدّم نسبها في ترجمة والدها، وهم أهل بيت صحابة، شهد أبوها وأعمامها بدرا، وهم من حلفاء بني عديّ، ورواية عمرو بن يحيى المازني عنها عند أحمد والنّسائيّ بسند صحيح عنها عن بعض أزواج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وصرّح في المسند بأنها بنت إياس بن البكير.
11751- مريم بنت أبي سفيان الأنصاريّة:
الدّوسية، من بني عمرو بن عوف.
تقدّم ذكرها في ترجمة ليلى بنت الخطيم، وأبو سفيان والدها كان يقال له أبو البنات، واستشهد بأحد.
11752- مريم بنت عثمان الأنصاريّة:
لعلها المغالية، لها ذكر في كتاب المدينة لمحمد بن الحسن بن زبالة، قال: عن محمد بن فضالة، عن عبد الحميد بن جعفر، قال: ضرب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قبّته حين حاصر بني قريظة على بئر أبي، وصلّى في المسجد، وربط دابّته بالسّدرة التي في دار مريم بنت عثمان.
__________
(1) أسد الغابة ت (7283) ، تهذيب الكمال 3/ 1698- تجريد أسماء الصحابة 2/ 305- تهذيب التهذيب 12/ 452- تقريب التهذيب 2/ 614- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 393.
(2) أسد الغابة ت (7284) .(8/315)
11753- مريم المغالية «1» :
من بني مغالة، بفتح الميم والمعجمة الخفيفة: بطن من الأنصار.
كانت زوج ثابت بن قيس بن شمّاس، روى حديثها يونس بن بكير في المغازي، والحسن بن سفيان، من طريقه، عن ابن إسحاق، عن قتادة بن الوليد، عن عبادة بن الصّامت، عن الرّبيع بنت معوّذ- أنها اختلعت من زوجها، فأمرها عثمان أن تستبرئ رحمها بحيضة واحدة، قالت الرّبيع: وإنما أخذ عثمان ذلك عن قول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لمريم المغالية حين افتدت من زوجها.
11754- مسرّة «2»
: كان اسمها غيرة، فسمّاها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مسرة، لها ذكر في حديث رواه زيد بن أبي أنيسة، عن الزّهري مرسلا، قاله ابن مندة.
11755- مسكة:
ويقال مسيكة «3» - بالتّصغير، جارية عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول، تأتي في معاذة رقيقتها.
11756- مطيعة بنت النعمان
بن مالك الأنصاريّة «4» .
من بني عمرو بن عوف. كان اسمها عاصية، فسمّاها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مطيعة، قاله ابن حبيب.
11757- معاذة بنت عبد اللَّه
بنت عمرو بن مرة بن قيس بن عديّ بن أمية بن خلاوة الأنصاريّة.
قال ابن سعد، ذكر الواقديّ أنها أسلمت وبايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
11758- معاذة: زوج الأعشى المازنيّة «5» .
تقدّم ذكرها في ترجمة الأعشى المازني.
11759- معاذة: زوج شجاع بن الحارث السّدوسي.
تقدم ذكرها في شجاع.
11760- معاذة: جارية عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول «6» ،
رقيقة مسيكة، جارية عبد اللَّه بن أبيّ.
ثبت ذكر مسيكة في صحيح مسلم وغيره، من طريق الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: كانت جارية لعبد اللَّه بن أبيّ يقال لها مسيكة فأكرهها على البغاء، فأتت النبيّ
__________
(1) أسد الغابة ت (7285) .
(2) أسد الغابة ت (7287) .
(3) أسد الغابة ت (7288) .
(4) أسد الغابة ت (7289) .
(5) أسد الغابة ت (7290) .
(6) أسد الغابة ت (7291) ، الاستيعاب ت (3546) .(8/316)
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فشكت له، فأنزل اللَّه تعالى: وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً [سورة النور آية 33] الآية، ووقع لنا بعلو في المعرفة، من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، ولفظه: أما أميمة ومسيكة جاريتا عبد اللَّه بن أبيّ جاءتا إلى النبيّ ... صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فشكتا عبد اللَّه بن أبي، فنزلت فيهما: وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ ... [سورة النور آية 33] .
وثبت ذكر معاذة في مرسل الشّعبيّ، قال: التي اختلعت من زوجها وتزوّجها خولة أمّها معاذة التي نزلت فيها: وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً [سورة النور آية 33] . أخرجه عمر بن شبة بسند صحيح إلى الشّعبي.
وأخرج أبو موسى، من طريق آدم بن أبي إياس، عن اللّيث، عن عقيل، عن ابن شهاب: حدّثني محمد بن ثابت أخو بني الحارث بن الخزرج في قوله تعالى: وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ [سورة النور آية 33]- نزلت في معاذة جارية عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول، وذلك أنه كان عندهم أسيرا، فكان عبد اللَّه بن أبي يضربها لتمكنه من نفسها رجاء أن تحبل منه فيأخذ في ذلك فداء، وهو العرض الّذي قال اللَّه تعالى: لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا [سورة النور آية 33] ، وكانت الجارية تأبى عليه، وكانت مسلمة، فأنزل اللَّه فيها الآية، فنهاهم عن ذلك فيها.
وذكره أبو عمر، من طريق إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن الزّهري، قال: كانت معاذة مولاة عبد اللَّه بن أبيّ امرأة مسلمة فاضلة، وكانت تأبى عليه ما يدعوها إليه. انتهى.
وعند أبي عمر أنّهما واحدة، واختلف في اسمها، فقال: قال الزّهري: معاذة، وقال الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر: مسيكة، قال: والصّحيح ما قاله ابن شهاب إن شاء اللَّه، قال: وقد روى أبو صالح عن ابن عباس القصّة وسمى الجارية مسيكة، فوافق الأعمش.
قلت: لا ترجيح مع إمكان الجمع، وقد دلّ أثر الشّعبي على التعدّد، وظاهر الآية من قوله تعالى: فَتَياتِكُمْ [سورة النور آية 33] يشعر بأنه أزيد من واحدة ثم قال ابن إسحاق متصلا بأثر الزهري. وبلغني ممّن بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بيعة النساء، فتزوّجها سهل بن قرظة، أخو بني عمرو بن الحارث، فولدت له عبد اللَّه بن سهل، وأمّ سعيد بنت سهل، ثم هلك عنها أو فارقها، فتزوجها الحميّر بن عديّ القاري أخو بني حنظلة، فولدت له توأما: الحارث، وعديا، وأم سعد، ثم فارقها فتزوّجها عامر بن عديّ، من بني خطمة،(8/317)
فولدت له أم حبيب بنت عامر، وهي معاذة بنت عبد اللَّه بن جرير الضّرير، بضاد معجمة مصغّرا، ابن أميّة بن خدارة بن الحارث بن الخزرج.
تنبيه: ظن ابن الأثير أنّ القائل: «وبلغني» هو الزّهري، ثم قال: قول الزّهري في نسبها ما ذكر يدلّ على أنّ الأنصار كان يسبي بعضهم بعضا في الجاهليّة، فكانت معاذة وهي من الخزرج أمة لعبد اللَّه بن أبيّ.
قلت: وفيما قاله نظر، لأنه لم يتعين ذلك في السّبي مع احتمال أن يكون والد معاذة تزوّج أمّة رقيقة لعبد اللَّه أو بغى بها فجاءت بمعاذة، فكانت رقيقة لعبد اللَّه. وقد دلّ الأثر على أن عبد اللَّه إذ أمر معاذة أن تمكّن الأسير من نفسها أنه أراد أن تحمل من الأسير فيصير الولد رقيقا فيفديه أبوه، ولا يلزم من ذلك ما ذكر من أنهم كان يسبي بعضهم بعضا.
11761- معاذة الغفاريّة:
تقدّمت في ليلى «1» .
11762- مليكة بنت أبي أمية:
لها ذكر في طبقات النّساء من طبقات ابن سعد، وأن عمر طلّقها لما نزلت: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ [سورة الممتحنة آية 10] ، فتزوّجها معاوية، وهي والدة عبيد اللَّه، بالتّصغير، ابن عمر بن الخطّاب.
11763- مليكة بنت ثابت بن الفاكه:
ذكرها ابن سعد في المبايعات.
11764- مليكة بنت خارجة بن زيد
بن أبي زهير الأنصاريّة «2» . تقدّمت في حبيبة.
11765- مليكة بنت خارجة
بن سنان. تأتي في القسم الثّالث «3» .
11766- مليكة بنت داود:
ذكرها ابن بشكوال في المزدوجات، ولم يصحّ. وستأتي مليكة بنت كعب، فليحرر ذلك.
11767- مليكة بنت سهل بن زيد
بن عمرو بن عامر بن جشم الأنصاريّة، امرأة أبي الهيثم بن التيّهان.
ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت وبايعت في رواية: محمد «4» بن عمر.
__________
(1) أسد الغابة ت (7292) ، أعلام النساء 5/ 61، تجريد أسماء الصحابة 2/ 305.
(2) أسد الغابة ت (7294) .
(3) أسد الغابة ت (7295) .
(4) في أ: محمد بن عمرو.(8/318)
11768- مليكة بنت عبد اللَّه
بن أبيّ ابن سلول الأنصاريّة الخزرجيّة. ذكرها ابن سعد أيضا.
[11769- مليكة بنت عبد اللَّه
بن صخر بن خنساء الأنصاريّة.
ذكرها ابن سعد في المبايعات] «1» .
11770- مليكة
بنت عمرو الأنصاريّة «2» ، من بني زيد اللّات بن سعد.
ذكرها أبو عمر فقال: حديثها عند زهير بن معاوية، عن امرأة من أهله، عنها، أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال في البقرة: «ألبانها شفاء، وسمنها دواء، ولحمها داء» «3» .
قلت: أخرجه أبو داود في المراسيل، ووصله ابن مندة، ووقع لنا عنه بعلوّ.
وأخرج في ترجمتها أيضا ما أخرجه ابن أبي عاصم في الوحدان، من طريق ابن وهب، قال: كتب إليّ حمزة بن عبد الواحد بن محمد بن عمرو بن حلحل: عن محمد بن عمر- أنّ مليكة أخبرته أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «إذا سمعتم بقوم قد خسف بهم فقد أظلّت السّاعة» .
وهو بعلو عند ابن مندة أيضا، ولم ينسب مليكة في هذا الخبر الثّاني، فيحتمل أن تكون أخرى.
11771- مليكة بنت عمرو بن سهل الأنصاريّة «4»
: من بني عبد الأشهل.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وكانت زوج أبي الهيثم بن التيهان.
11772- مليكة بنت عويمر الهذلية:
وقيل بنت عويم بغير راء، وتكنى أم عفيف «5» ، وقيل أم قطيف، والأول المعتمد، والثّاني وقع في كلام أبي عمر، فهو تصحيف.
وقد تقدم ذكر حديثها في حرف العين من الرّجال، وذكر الاختلاف هل هو عويمر أو
__________
(1) سقط من أ.
(2) أسد الغابة ت (7298) ، تهذيب الكمال 3/ 1698- تجريد أسماء الصحابة 2/ 305- تهذيب التهذيب 12/ 452- تقريب التهذيب 2/ 614- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 393.
(3) قال الهيثمي في الزوائد 5/ 93 رواه الطبراني والمرأة لم تسم وبقية رجاله ثقات. قال العجلوني في كشف الخفاء 2/ 200 رواه أبو داود في المراسيل وأخرجه الطبراني في الكبير وابن مندة في المعرفة وأبو نعيم في الطب بنحوه.
(4) أسد الغابة ت (7299) .
(5) أسد الغابة ت (7300) ، الاستيعاب ت (3550) .(8/319)
عويم بغير راء، وسند الحديث ضعيف، وهو في قصّة المرأتين اللتين كانتا تحت حمل بن النابغة الهذلي، فضربت إحداهما الأخرى فأسقطت جنينا ... الحديث.
11773- مليكة بنت كعب الكنانيّة:
ذكر الواقديّ، عن أبي معشر- أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تزوّج بها وكانت تذكر بجمال بارع، فدخلت عليها عائشة، فقالت لها: أما تستحين أن تنكحي قاتل أبيك، وكان أبوها قتل يوم فتح مكّة قتله خالد بن الوليد، قال: فاستعاذت من النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فطلّقها، فجاء قومها يسألونه أن يراجعها، واعتذروا عنها بالصغر وضعف الرأي، وأنها خدعت، فأبى، فاستأذنوه أن يزوّجوها قريبا لها من بني عذرة فأذن لهم.
ومن طريق عطاء بن يزيد الجندعيّ: تزوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مليكة بنت كعب في شهر رمضان، ودخل عليها، وماتت عنده، قال الواقديّ: أصحابنا ينكرون هذا، وأنه لم يتزوّج كنانية قطّ.
11774- مليكة:
امرأة خبّاب بن الأرتّ «1» .
قال ابن مندة: أدركت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى حديثها أبو خالد الوالبيّ، عن المنهال بن عمرو موقوفا.
11775- مليكة الأنصاريّة «2»
: جرى ذكرها في الصّحيحين من رواية مالك عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن أنس- أنّ جدته مليكة دعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى طعام صنعته ... الحديث.
وفيه صلاة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في بيتهم، قال أنس: فقمت أنا واليتيم من ورائه والعجوز من ورائنا. واختلف في الضّمير في قوله: جدّته، فقيل لأنس، وقيل لإسحاق. وجزم أبو عمر بالثّاني، وقوّاه ابن الأثير، فإن أنسا لم يكن في خالاته من قبل أبيه ولا أمه من تسمّى مليكة.
قلت: والنّفي الّذي ذكره مردود، فقد ذكر العدويّ في نسب الأنصار أنّ اسم والدة أم سليم مليكة. ولفظه سليم بن ملحان وإخوته: زيد، وحرام، وعباد، وأم سليم، وأم حرام، بنو ملحان، وأمّهم مليكة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النّجّار، وظهر بذلك أنّ الضّمير في قوله: «جدّته» لأنس، وهي جدّته أم أمّه،
__________
(1) أسد الغابة ت (7297) .
(2) الاستيعاب ت (3548) .(8/320)
وبطل قول من جعل الضّمير لإسحاق، وبنى عليه أنّ اسم أم سليم مليكة. واللَّه الموفق.
11776- مليكة:
والدة السّائب بن الأقرع «1» .
تقدم خبرها في حرف السّين من الرجال في القسم الأول
أنها كانت تبيع العطر فقال لها النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «ألك حاجة؟» قالت: تدعو لابني ... الحديث.
11777- مليكة الهلاليّة:
امرأة عبد اللَّه بن أبي حدرد. ذكرها مسلم في الأفراد، وكذا في التجريد.
11778- مندوس بنت خلاد
بن سويد بن ثعلبة الأنصاريّة الخزرجيّة «2» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11779- مندوس بنت عبادة
بن دليم بن حارثة «3» بن أبي خزيمة الأنصاريّة الخزرجيّة. أخت سيد الخزرج سعد بن عبادة. ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11780- مندوس بنت عمرو بن خنيس «4»
بن لوذان بن عبد ودّ الأنصاريّة، أخت المنذر بن عمرو، وأم سلمة بن مخلد- ذكرت في المبايعات،
وذكر ابن الأثير أنّ بنتها «5» قريبة روت عنها أنها أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقالت: يا رسول اللَّه، النار، فقال: «ما فحواك» ، فأخبرته بأمرها وهي منتقبة، فقال: «يا أمة اللَّه، اسفري، فإنّ الإسفار من الإسلام، وإنّ النّقاب من الفجور» «6» .
ونسبه إلى ابن مندة، وأبي نعيم، ولم أره في واحد منهما.
11781- مندوس بنت قطبة
بن عمرو بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار.
قال ابن سعد في المبايعات: اسم أمها عميرة بنت قرط بن خنساء بن سنان، تزوّجها عمارة بن الحباب بن سعد بن قيس بن عمرو بن زيد مناة، ثم ولدت له أبا عمرو، ثم خلف عليها عبد اللَّه بن كعب بن زيد بن قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل، فولدت له أم عتبة، وأم سعد، ثم خلف عليها عبد اللَّه بن أبي سليط بن عمرو بن قيس، فولدت له مروان.
__________
(1) أسد الغابة ت (7297) .
(2) أسد الغابة ت (7301) .
(3) أسد الغابة ت (7302) .
(4) أسد الغابة ت (7303) .
(5) في أ: فقالت: يا رسول اللَّه، النار النار.
(6) وهو على فرض ثبوته شاذ إذ لا يصح من النبيّ- صلّى اللَّه عليه وسلم- أن يمدح الإسفار ويذم الواجب أو المندوب وأيضا يمكن حمله على ما يجب على المرأة في الحج.(8/321)
11782- موهبة:
مولاة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وقع ذكرها في حديث أبي نضرة الغفاريّ في قصّة إسلامه، ووقع الحديث في الجزء الرابع من حديث إسماعيل الصّفار،
من طريق ابن لهيعة، عن موسى بن وردان، عن أبي نضرة الغفاريّ ... فذكر الحديث، وفيه: فدعا موهبة بعيرا منها فحلبها فسقاني، فكأني لم أشرب شيئا، ثم دعا بأخرى إلى أن قال: فغضبت موهبة، وأبغضتني، وفيه: «الكافر يأكل في سبعة أمعاء» .
11783- ميمونة بنت الحارث
بن حزن الهلاليّة «1» ، أخت أم الفضل لبابة.
تقدم نسبها مع أختها في حرف اللّام وميمونة في أمّ المؤمنين، كان اسمها برّة، فسماها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ميمونة، وكانت قبل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عند أبي رهم بن عبد العزى بن عبد ودّ بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشيّ العامريّ، وقيل عند سخبرة بن أبي رهم المذكور، وقيل عند حويطب بن عبد العزّى، وقيل عند فروة أخيه، وتزوّجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في ذي القعدة سنة سبع لما اعتمر عمرة القضيّة، فيقال: أرسل جعفر بن أبي طالب يخطبها، فأذنت للعبّاس فزوّجها منه، ويقال: إنّ العبّاس وصفها له، وقال: قد تأيّمت من أبي رهم فتزوّجها.
وقال ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره عنه: ثم تزوج بعد صفية ميمونة، وكانت عند أبي رهم.
قال يونس بن بكير: وحدّثني جعفر بن برقان، عن ميمونة بن مهران، عن يزيد بن الأصمّ، قال: تزوّجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو حلال، وبنى بها في قبة لها، وماتت بعد ذلك فيها. انتهى.
وهذا مرسل، عن ميمونة بنت خالد بن يزيد بن الأصمّ، وقد خالفه ابن خالتها الأخرى عبد اللَّه بن عبّاس، فجزم بأنه تزوّجها وهو محرم.
وهو في صحيح البخاريّ، وقد انتشر الاختلاف في هذا الحكم بين الفقهاء، ومنهم من جمع بأنه عقد عليها. وهو محرم، وبنى بها بعد أن أحلّ من عمرته بالتنعيم وهو حلال
__________
(1) أعلام النساء 5/ 138- تنوير قلوب المسلمين 93- السمط الثمين 131- الكاشف 1/ 482- التمهيد 1/ 206- تجريد أسماء الصحابة 2/ 306- تقريب التهذيب 2/ 614- تهذيب التهذيب 12/ 453- تهذيب الكمال ج 3/ 1698- التاريخ الصغير 1/ 112، 114، 126. أزمنة التاريخ الإسلامي 4/، علوم الحديث لابن الصلاح 240، أسد الغابة ت (7305) ، الاستيعاب ت (3552) .(8/322)
في الحلّ، وذلك بيّن من سياق القصّة عند ابن إسحاق. وقيل: عقد له عليها قبل أنّ يحرم، وانتشر أمر تزويجها بعد أن أحرم، فاشتبه الأمر.
وقد ذكر الزّهريّ وقتادة أنها التي وهبت نفسها للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فنزلت فيها الآية. وقيل الواهبة غيرها. وقيل إنهن تعدّدن، وهو الأقرب.
قال ابن سعد: كانت آخر امرأة تزوّجها- يعني ممن دخل بها، وذكر بسند له أنه تزوّجها في شوال سنة سبع، فإن ثبت صحّ أنه تزوّجها وهو حلال، لأنه إنما أحرم في ذي القعدة منها، وذكر بسند له فيه الواقديّ إلى علي بن عبد اللَّه بن عباس، قال: لما أراد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الخروج إلى مكّة للعمرة بعث أوس بن خولي، وأبا رافع إلى العبّاس ليزوّجه ميمونة، فأضلّا بعيريهما، فأقاما أياما ببطن رابغ إلى أن قدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فوجدا بعيريهما، فسارا معه حتى قدما مكّة، فأرسل إلى العبّاس يذكر ذلك له فجعلت أمرها إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فجاء إلى منزل العباس فخطبها إلى العبّاس فزوّجها إيّاه.
ومن طريق سليمان بن يسار أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعث أبا رافع، وآخر يزوّجانه ميمونة قبل أن يخرج من المدينة.
وأخرج ابن سعد أيضا من طريق عبد الكريم، عن ميمون بن مهران، قال: دخلت على صفية بنت شيبة وهي كبيرة، فسألتها أتزوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ميمونة وهو محرّم؟ فقالت: لا، واللَّه، لقد تزوّجها وإنهما لحلالان.
وقال ابن سعد: حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا هشام بن سعد، عن عطاء الخراسانيّ، قلت لابن المسيّب: إن عكرمة يزعم أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تزوّج ميمونة وهو محرم، فقال: سأحدّثك، قدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو محرم، فلما حلّ تزوّجها.
وقال ابن سعد: حدّثنا محمد بن عمر، وأنبأنا ابن جريج، عن أبي الزّبير، عن عكرمة- أنّ ميمونة بنت الحارث وهبت نفسها لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وعن محمد بن عمر، عن موسى بن محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عمرة، قال: قيل لها إنّ ميمونة وهبت نفسها: فقالت: تزوّجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على مهر خمسمائة درهم، وولي نكاحه إياها العبّاس.
وأخرج ابن سعد بسند صحيح إلى ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. «الأخوات مؤمنات: ميمونة، وأمّ الفضل، وأسماء» .
وقال ابن سعد: أخبرنا كثير بن هشام، حدّثنا(8/323)
جعفر بن برقان، حدّثنا يزيد بن الأصمّ، قال: تلقيت عائشة من مكّة أنا وابن طلحة من أختها، وقد كنّا وقفنا على حائط من حيطان المدينة، فأصبنا منه، فبلغها ذلك، فأقبلت على ابن أختها تلومه، ثم أقبلت عليّ فوعظتني موعظة بليغة، ثم قالت: أما علمت أنّ اللَّه ساقك حتى جعلك في بيت من بيوت نبيّه، ذهبت واللَّه ميمونة ورمى بحبلك على غاربك، أما إنها كانت من أتقانا للَّه وأوصلنا للرّحم. وهذا سند صحيح.
وقال أيضا: حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا جعفر بن برقان، أخبرني ميمون بن مهران: سألت صفية بنت شيبة، فقالت: تزوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ميمونة بسرف «1» وبنى بها في قبّة لها، وماتت بسرف، ودفنت في موضع قبّتنا، وكانت وفاة ميمونة سنة إحدى وخمسين.
ونقل ابن سعد عن الواقديّ أنها ماتت سنة إحدى وستين، قال: وهي آخر من مات من أزواج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. انتهى.
ولولا هذا الكلام الأخير لاحتمل أن يكون قوله وستين وهما من بعض الرّواة، ولكن دل أثر عائشة الّذي حكاه عنها يزيد بن الأصمّ أنّ عائشة ماتت قبل الستين بلا خلاف، والأثر المذكور صحيح، فهو أولى من قول الواقديّ.
وقد جزم يعقوب بن سفيان بأنها ماتت سنة تسع وأربعين، وقال غيره: ماتت سنة ثلاث وستين. وقيل: سنة ست وستين، وكلاهما غير ثابت. والأول أثبت.
11784- ميمونة بنت سعد «2» :
ويقال سعيد: كانت تخدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وروت عنه، روى عنها زياد وعثمان ابنا أبي سودة، وهلال بن أبي هلال، وأبو يزيد الضّبي، وآمنة بنت عمر بن عبد العزيز، وأيّوب بن خالد بن صفوان، وطارق بن عبد الرّحمن، وغيرهم.
روى لها أصحاب السّنن الأربعة، مما أخرج لها بعضهم ما رواه معاوية بن صالح، عن زياد بن أبي سودة، عن ميمونة، وليست زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- أنها قالت: يا رسول اللَّه، أفتنا عن بيت المقدس. قال: «أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلّوا فيه ... » «3»
الحديث.
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 9/ 252 وقال رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
(2) أعلام النساء 5/ 140- الثقات 3/ 408- تجريد أسماء الصحابة 2/ 306- تقريب التهذيب 2/ 614- الكاشف 3/ 482- تهذيب التهذيب 12/ 545- تهذيب الكمال 3/ 1698- تلقيح فهوم أهل الأثر 377، 375- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 393- بقي بن مخلد 552، 435، 549.
(3) أخرجه ابن ماجة 1/ 451 كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب 196 ما جاء في الصلاة في مسجد بيت المسجد حديث رقم 1407 قال البوصيري في مصباح الزجاجة روى أبو داود بعضه وإسناد طريق بن ماجة صحيح ورجاله ثقات وهو أصح من طريق أبي داود وأحمد في المسند 6/ 463.(8/324)
قال أبو عمر: ميمونة بنت سعد مولاة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنها أبو يزيد الضّبيّ بن خالد حديثا مرفوعا في قبلة الصائم، وعتق ولد الزنا، وليس سنده بالقويّ، ثم قال: ميمونة أخرى حديثها عند أهل الشّام في فضل بيت المقدس، وإن أشد عذاب القبر في الغيبة والبول.
روى عنها زياد بن أبي سودة، والقاسم بن عبد الرّحمن.
قلت: قد صرّح زياد بن أبي سودة بأن التي روى عنها ميمونة بنت سعد، فالظّاهر أنهما واحدة، وسبق ابن عبد البرّ إلى التفرقة بينهما أبو علي بن السّكن، فقال: ميمونة بنت سعد، مولاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رويت عنها أحاديث، ثم
ساق من طريق عكرمة بن عمار، عن طارق بن القاسم، عن ميمونة مولاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «يا ميمونة، تعوّذي باللَّه من عذاب القبر» . قالت:
وإنه لحق؟ قال: «نعم، والغيبة والبول» «1» ،
من طريق أبي يزيد الضبي، عن ميمونة مولاة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قالت: سئل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن ولد الزنا، فقال: «لا خير فيه» ... الحديث.
قلت: وهذا أخرجه الزّهريّ من هذا الوجه.
ومن طريق أيّوب بن خالد، عن ميمونة بنت سعد خادم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «مثل الرافلة «2» في الزّينة كمثل الظّلمة لا نور فيها» «3» ،
ثم قال: ميمونة مولاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
قلت: بنت سعد روي عنها حديث واحد في فضل بيت المقدس فيه نظر، ثم ساقه من
__________
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/ 223. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 42935 وعزاه للبيهقي في عذاب القبر عن ميمونة مولاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
(2) الرّافلة: هي التي ترفل في ثوبها: أي تتبختر. النهاية 2/ 247.
(3) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 470 عن ميمونة بنت سعد ... الحديث بلفظه في كتاب الرضاع (10) باب ما جاء في كراهية خروج النساء في الزينة (13) حديث رقم 1167 قال أبو عيسى هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث من قبل حفظه وهو صدوق. وقد رواه بعضهم عن موسى بن عبيدة ولم يرفعه. وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 424، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45041.(8/325)
طريق عيسى بن يونس، عن ثور بن يزيد، عن زياد بن أبي سودة، عن أخيه عثمان بن أبي سودة، عن ميمونة مولاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ثمّ قال: رواه سعيد بن عبد العزيز، عن ثور، عن زياد، عن ميمونة ليس بينهما عثمان بن سعد.
قلت: وقد أخرجه ابن مندة من الوجهين، وترجم لهما كما ترم ابن السّكن ميمونة مولاة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولكن زاد عليه أنها روى عنها علي بن أبي طالب، ولم يسق روايته عنها، ثم ساق حديث عتق ولد الزنا لكون الرّاوي قال: عن ميمونة مولاة النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، كما في حديث التعوّذ من عذاب القبر من طريق طارق بن القاسم بن عبد الرّحمن، وفيه: عن ميمونة بنت حبيب، ثم ترجم لميمونة بنت سعد خادم النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم،
وأورد حديث محمد بن هلال، عن أبيه أنه سمع ميمونة بنت سعد قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «من أجمع الصّوم من اللّيل فليصم ... » الحديث.
ومن طريق أيّوب بن خالد، عن ميمونة بنت سعد- وكانت تخدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- حديث الرافلة في الزينة، فاتّفق ابن السّكن وابن مندة وأبو عمر على أنهما اثنتان، وخالفهم أبو نعيم، فقال: عندي أنهما واحدة. وصوّبه ابن الأثير، وبذلك صدر المزّي في التهذيب كلامه، ثم قال: وقيل: إنهما اثنتان.
قلت: قول ابن السّكن في الثانية وليست بنت سعد، مع أنه أورد لها حديث الصّلاة في بيت المقدس- يشعر بأنه لم يقع في رواية ... أخرجه ... فهذا يقوّي قول أبي نعيم إنهما واحدة.
ثم ذكر ابن مندة ميمونة ثالثة، فقالت: ميمونة، غير منسوبة،
روت عنها أميّة بنت عمر- أنها قالت: يا رسول اللَّه، أفتنا عن الصّدقة. قال: «إنّها حجاب من النّار» «1» . قالت:
«أفتنا عن ثمن الكلب. قال: «طعمة جاهليّة» . قالت: أفتنا عن عذاب القبر. قال: «من أمر البول» .
وأورده أبو نعيم، من طريق إسحاق بن زريق، عن عثمان بهذا السّند، فقال: عن ميمونة بنت سعد، وساق حديثا آخر لفظه: أفتنا عن السّرقة. فقال: «من أكلها ولم يعلم فقد شرك في إثمها وعارها» .
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 114 وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه.(8/326)
ومن طريق عمرو بن هشام، عن عثمان به: أفتنا عن الغسل من الجنابة: كم يكفي الرأس؟ قال: «ثلاث حثيات» » .
قال أبو نعيم: أفردها ابن مندة، وأورد الطّبرانيّ حديثهما في مسند ميمونة بنت سعد.
قلت: والّذي يغلب على الظّن أن الثلاثة واحدة.
11785- ميمونة:
خادم النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «2» ، تقدمت في التي قبلها.
11786- ميمونة:
غير منسوبة، تقدمت كذلك «3» .
11787- ميمونة بنت صبيح:
أو صفيح «4» ، بموحدة، أو فاء، مصغرة.
قال الطّبرانيّ: هي أم أبي هريرة، وساق قصّتها، وقد مضت في أميمة.
11788- ميمونة بنت عبد اللَّه:
من بني مريد «5» ، براء مصغّرة: بطن من بليّ، يقال لهم الجعادرة، وكانوا حلفاء بني أمية بن زيد من الأنصار.
ذكرها [ابن إسحاق] «6» وابن سعد، وذكر إسلامها. وقال ابن هشام: هي التي أجابت كعب بن الأشرف بمراثيه التي رثى فيها قتلى بدر من المشركين من قولها:
تحنّن هذا العبد كلّ تحنّن ... يبكّي على القتلى وليس بناصب
بكت عين من يبكي لبدر وأهله ... وعلّت بمثليه لؤيّ بن غالب
فليت الّذين ضرّجوا بدمائهم ... يرى ما بهم من كان بين الأخاشب
[الطويل] قال ابن هشام: وأكثر أهل العلم بالشّعر ينكرها لها.
11789- ميمونة بنت أبي عسيب:
ويقال بنت عنبسة «7» .
جزم بالأول أبو نعيم. وبالثاني أبو عمر، فقال: ميمونة بنت أبي عنبسة مولاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، روت عنه في الدّعاء.
وقال ابن مندة: ميمونة بنت عنبسة، ويقال بنت أبي عنبسة مولاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
روى حديثها مشجع بن مصعب، عن ربيعة بن يزيد، عن منبه، عن ميمونة بنت
__________
(1) أي ثلاث غرف بيديه، واحدها حثية. النهاية 1/ 339.
(2) أسد الغابة ت (7307) ، الاستيعاب ت (3553) .
(3) أسد الغابة ت (7312) .
(4) أسد الغابة ت (7308) .
(5) أسد الغابة ت (7309) .
(6) سقط في أ.
(7) أسد الغابة ت (7310) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 307.(8/327)
أبي عنبسة- أنّ امرأة من حريش أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقالت: يا عائشة، أغيثيني بدعوة من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم تطمنني، فقال: «ضعي يدك اليمين على فؤادك فامسحيه، وقولي: «اللَّهمّ داوني بدوائك واشفني بشفائك، وأغثني بفضلك عمّن سواك» «1» .
قال ربيعة: فدعوت به فوجدته جيّدا، ووصله أبو نعيم من هذا الوجه، وقال: ميمونة بنت أبي عسيب.
11790- ميمونة بنت كردم الثقفيّة «2»
: روى عنها يزيد بن مقسم، حديثها عند أهل البصرة، وليس يزيد هذا بمعروف، كذا في بعض نسخ «الاستيعاب» ، ولم يقع في نسخة ابن الأثير، فأهملها.
وفي كلام أبي عمر نظر، لأنه قال: حديثها عند أهل البصرة، وإنما هو عند أهل الطّائف.
أخرجه أبو داود في كتاب «الإيمان والنّذور» من السّنن، من طريق عبد اللَّه بن يزيد ابن مقسم، عن أبيه، عن عمته [سارة] «3» عنها. ومنهم من أسقط سارة من السّند، ومنهم من أسقط عبد اللَّه.
وأخرج حديثها ابن ماجة أيضا، ووقع لنا بعلو في المعرفة لابن مندة،
وأخرجه من طريق أبي نعيم، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الطّائفي، عن يزيد بن مقسم، عن ميمونة- أنها كانت رديفة أبيها، فسمعت أباها يسأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: إني نذرت أن أنحر ببوانة. قال: هل بها وثن أو طاغية؟ قال: «لا» . قال: «فأوف بنذرك حيث نذرت» «4» . كذا رواه مختصرا.
وأخرجه أحمد بن حنبل، عن يزيد بن هارون، عن عبيد اللَّه بن يزيد بن مقسم، عن عمته سارة بنت مقسم، عن ميمونة بنت كردم- مطوّلا.
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال رقم 28377 وعزاه للطبراني عن ميمونة بنت أبي عيسى.
(2) أسد الغابة ت (7311) ، الاستيعاب ت (3556) ، الثقات 3/ 408- أعلام النساء 2/ 141- تجريد أسماء الصحابة 2/ 307- تقريب التهذيب 2/ 615- الكاشف 482- تهذيب التهذيب 12/ 454- تهذيب الكمال 3/ 1698- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 393- بقي بن مخلد 361.
(3) سقط من أ.
(4) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 258 عن ميمونة بنت كردم بن سفيان عن أبيها ... الحديث. كتاب الأيمان والنذور باب ما يؤمر به من الوفاء بالنذر حديث رقم 3315. وابن ماجة في السنن 1/ 688 كتاب الكفارات (11) باب الوفاء بالنذر (18) حديث رقم 2131.(8/328)
وقد ذكرت بعضه في ترجمة طارق بن المرقع، وفيه: عن ميمونة، قالت: وبيد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم درّة كدرة الكتّاب، فسمعت الأعراب يقولون: الطّبطبيّة «1» ، فدنا منه أبي، فأخذ بقدمه، فأقرّ له، قالت: فما نسيت طول إصبع قدمه السّبابة على سائر أصابعه، فقال له أبي: إني شهدت جيش عثران ... الحديث. في قصّة طارق.
القسم الثاني
11791- ميمونة بنت الوليد بن الحارث
بن عامر بن نوفل، والدة عبد اللَّه بن أبي مليكة التّابعي المشهور. خبرها في ترجمة والدها في حرف الواو من الرجال.
11792- مريم بنت إياس
بن البكير الليثية.
لها رؤية. تقدمت في القسم الأوّل.
القسم الثالث
11793- مرجانة:
مولاة عمر، في المعرفة.
11794- مليكة بنت خارجة بن سنان
بن أبي حارثة بن مرة بن عوف.
ذكرها المستغفريّ من طريق محمد بن ثور، عن ابن جريج، عن عكرمة، قال: فرّق الإسلام بين مليكة بنت خارجة بن سنان، كانت تحت زبّان فخلف عليها ولده منظور، وذكرها أبو موسى في الذيل.
قلت: وذكر عمر بن شبّة في «كتاب المدينة» : عن أبي غسان المدني، قال: دخلت في المسجد النّبوي- يعني لمّا زاد فيه عثمان دار عبد الرحمن بن عوف، وهي التي يقال لها دار مليكة، لأن عبد الرّحمن بن عوف أنزلها مليكة بنت خارجة بن سنان بن أبي حارثة حين قدمت المدينة في خلافة أبي بكر الصّديق، وكانت تحت زبان بن سيار. فهلك عنها، فخلف عليها ابنه منظور، فأقدمها أبو بكر المدينة ففرق بينهما، وقال: من ينزل هذه المرأة؟ فقال عبد الرّحمن بن عوف: أنا، فأنزلها في هذه الدّار، فنسبت إليها.
وقد حكيت في ترجمة منظور في القسم الأول من حرف الميم من الرّجال عن عمر بن شبّة أن هذه القصّة إنما وقعت في خلافة عمر، لكن يحتمل أنها قدمت مرّتين، وإنما لم أر من ذكر قدومها في العهد النبويّ، بخلاف منظور، فقد ذكرت في ترجمته ما يشعر بذلك.
__________
(1) قال الأزهري: هي حكاية وقع السّياط، وقيل: حكاية وقع الأقدام عند السعي يريد أقبل الناس إليه يسعون ولأقدامهم طبطبة أي صوت، ويحتمل أن يكون أراد بها الدرّة نفسها فسماها طبطبية، لأنها إذا ضرب بها حكت صوت طب طب، وهي منصوبة على التحذير. النهاية 3/ 112.(8/329)
11795- مليكة:
والدة الحطيئة الشاعر، لها ذكر في ترجمته يدلّ على أنها عاشت إلى العهد النبويّ.
11796- مهدد بنت حمران
بن بشر بن عمرو بن مرثد، والدة سنان بن علقمة بن حاجب، من رواية التميميّ.
تقدم ذكر سنان وولده وجدّه في أماكنهم، ولهذه إدراك لا محالة، قرأت في مقدّمة كتاب الأنساب لأبي سعيد بن السّمعاني بسند له إلى يزيد بن سنان بن علقمة- أنه حج فلقي رجلا من بني مهرة، فانتسب له، فدار بينهما كلام إلى أن قال له المهريّ: فإن لعلقمة «1» ولدا واحدا يقال له سنان، وكنت أظنّه مات، فقلت: أنا يزيد ولده. قال: ممّن؟ قلت: من مهدد بنت حمران ... فذكر القصّة.
11797- ميّة بنت محرز:
من بني الحارث بن كعب، من أهل البصرة.
ذكرها ابن سعد فيمن لم يرو عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وأورد لها بسند جيد إليها، قالت: سمعت عمر بن الخطاب يقول: أحجّوا هذه الذريّة، ولا تأكلوا أرزاقها، وتدعوا أرباقها «2» .
القسم الرابع
11798- مزيدة العصريّة «3»
: ذكرها أبو نعيم وأخرج من طريق قيس بن حفص، عن طالب بن حجير، عن هود بن عبد اللَّه بن سعد، عن جدّته مزيدة العصرية- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عقد رايات الأنصار، وجعلها صفراء «4» ، قال أبو موسى: كذا أورده، ومزيدة رجل لا امرأة. وقد ذكره أبو نعيم في الرّجال على الصّواب، وذكر ابن الأثير نحو كلام أبي موسى، ثم قال: هو رجل، وذكره في النساء وهم. وقد قال البخاريّ: مزيدة العصري له صحبة، روى عنه هود.
يعدّ في البصريين، وكذا ذكره غير واحد.
قلت: وقد مضى في الرّجال في حرف الميم.
__________
(1) في أ: فإن علقمة.
(2) شبه ما قلّد أعناقها من الأوزار والآثام أو من وجوب الحج بالأرباق اللازمة لأعناق البهم. النهاية 2/ 190.
(3) أسد الغابة ت (7286) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 304.
(4) أورده الهيثمي في الزوائد 5/ 324 عن مزيدة العبديّ وقال: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.(8/330)
11799- ميمونة بنت سعد «1»
: التي روت عنها أمية بنت عمر بن عبد العزيز.
أفردها بعضهم عن ميمونة بنت سعد خادم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقد أوضحت حالها في ذلك في
القسم الأول، وأن الّذي أفردها وهم في ذلك لكونها لم تنسب في روايته.
حرف النون
القسم الأول
11800- نائلة بنت الربيع بن قيس
بن عامر بن عبادة بن الأبجر، وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاريّة، أخت عبد اللَّه بنت الربيع البدريّ.
ذكرها ابن سعد، وقال: أمها فاطمة بنت عمرو بن عطيّة، من بني مازن بن النّجّار، وتزوجها أوس بن خالد بن قرط بن قيس بن وهب، من بني مالك بن النّجّار، فأسلمت وبايعت.
11801- نائلة بنت سعد
بن مالك الأنصاريّة «2» ، من بني ساعدة.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11802- نائلة بنت سلامة
بن وقش، أخت سلمة بن سلامة الماضي ذكره، وأخت أم عمرو بنت سلامة.
ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت وبايعت، قال: وأمها أم عمرو بنت عتيك بن عمرو الجشمية، قال: وكانت تزوجت عبد اللَّه بن سمّال- بفتح أوله وتشديد الميم ثم لام، ابن عمرو بن غزيّة ثم تزوّجت قيس بن كعب بن القين السّلمي- بفتح السين، فولدت له سهل بن قيس الّذي استشهد بأحد.
11803- نائلة بنت عبيد بن الحرّ
بن عمرو بن الجعد بن مبذول، من بني مازن بن النّجّار الأنصاريّة، من بني ساعدة.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال: أمها رغيبة بنت أوس بن خالد بن الجعد، وتزوّجها معمر بن حزم بن زيد بن لوذان، فولدت له عبد الرّحمن.
11804- نبعة الحبشية:
جارية أم هانئ «3» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7306) ، الاستيعاب ت (3554) .
(2) أسد الغابة ت (7313) .
(3) أسد الغابة ت (7315) .(8/331)
ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ، وذكر من طريق الكلبيّ، عن أبي صالح مولى أم هانئ بنت أبي طالب في مسرى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- أنها كانت تقول: ما أسري به إلا وهو في بيتي نائم عندي تلك الليلة، فصلّى العشاء الآخرة، ثم نام ونمنا، فلما كان الصّبح انتبهنا لنصلي الصّبح فصلّينا معه، قال: «يا أمّ هانئ، لقد صلّيت العشاء الآخرة كما رأيت ثمّ جئت بيت المقدس فصلّيت فيه، ثمّ صلّيت صلاة الغداة معكم» «1» ثم قام ليخرج، فأخذت بطرف ردائه فتكشفت عن بطنه، وكأنه قبطية مطويّة، فقلت له: يا نبي اللَّه، لا تحدّث الناس بهذا فيكذّبوك، ويؤذوك، قال: «واللَّه لأحدّثنّهم» . قال: فقلت لجارية حبشية يقال لها نبعة: ويحك! اتّبعي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فاسمعي ما يقول للناس، وما يقولون له. فلما خرج إلى الناس فأخبرهم تعجّبوا، وقالوا: ما آية ذلك يا محمد؟ فذكر الحديث.
قلت:
وأخرجه أبو يعلى، من طريق يحيى بن أبي عمرو الشّيبانيّ، عن أبي صالح مولى أم هانئ، عن أم هانئ، قالت: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بغلس وأنا على فراشي، فقال: «شعرت أنّي نمت اللّيلة في المسجد الحرام، فأتاني جبرئيل ... »
فذكر حديث الإسراء إلى بيت المقدس، قال: فقلت لجاريتي نبعة: اتّبعيه فانظري ماذا يقول؟ وماذا يقال له؟ قالت: فلما رجعت نبعة أخبرتني أنه انتهى إلى نفر من قريش ...
الحديث.
وفيه وصفه لبيت المقدس، وقول أبي بكر الصّديق: صدقت. قالت: فسمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول يومئذ: «يا أبا بكر، إنّ اللَّه قد سمّاك الصّدّيق «2» » .
قلت: وهذا أصحّ من رواية الكلبيّ، فإنّ في روايته من المنكر أنه صلّى العشاء الآخرة والصبح معهم، وإنما فرضت الصّلاة ليلة المعراج، وكذا نومه الليلة في بيت أم هانئ، وإنما نام في المسجد.
11805- نبيتة:
بموحدة بعد النون ومثناة، بالتّصغير. تقدمت في ثبيتة بالمثلثة.
11806- نتيلة:
بمثناة مصغّر «3» ، بنت قيس بن جرير بن عمرو بن عوف بن مبذول الأنصاريّة، من بني مازن.
__________
(1) أخرجه ابن سعد 1/ 1/ 144 والطبري في التفسير 3/ 15 والسيوطي في الدر 4/ 149.
(2) أورده السيوطي في الدر المنثور 4/ 149 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 35664، 32615 وعزاه للديلمي عن أم هانئ.
(3) أسد الغابة ت (7316) .(8/332)
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11807- ندبة:
مولاة ميمونة «1» . لها ذكر في حديث لعائشة، ذكرها ابن مندة مختصرا.
11808- نسيبة:
بنت ثابت بن عمير «2» . ذكرها ابن الجوزي في التنقيح.
11809- نسيبة:
بالتّصغير، بنت الحارث الأنصاريّة «3» ، هي أم عطيّة، تأتي في الكنى.
11810- نسيبة بنت رافع
بن المعلّى بن لوذان بن حارثة بن عديّ بن زيد بن ثعلبة الأنصاريّة الأوسية، زوج أبي سعد بن أوس بن المعلّى ابن عمها، وأمّها من بني عبد اللَّه بن غطفان. وأسلمت وبايعت «4» ، قاله ابن سعد.
11811- نسبية:
بالتصغير، وقيل بفتح النّون، بنت سمّاك بن النعمان بن قيس بن عمرو بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن أوس الأنصاريّة الأوسيّة، أمها قسامة بنت عبد اللَّه بن أمية بن عبيد بن عمرو بن زيد.
تزوجها عثمان بن طلحة العبدريّ في الجاهليّة، فولدت له، ثم خلف عليها بجاد بن عثمان بن عامر بن مجمع قريبها، وأسلمت نسيبة وبايعت، قاله ابن سعد.
11812- نسيبة بنت أبي طلحة:
واسمه ثابت بن عصيمة بن زيد بن مخلد، من بني خطمة من الأوس، الأنصاريّة، من بني خطمة «5» .
ذكرها محمّد بن سعد فيمن بايع النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقال: أمّها أم طلحة بنت مخلد بن زيد بن مخلد، وهي مضبوطة في نسخة معتمدة بفتح النون.
11813- نسيبة «6»
: بفتح النّون أيضا، بنت كعب بن عمرو بن عوف بن عمرو بن
__________
(1) أسد الغابة ت (7317) ، بقي بن مخلد 990، تفسير الطبري 4/ 4240.
(2) في أ: ثابت بن عصير.
(3) مسند أحمد 6/ 407، التاريخ لابن معين 742، الجرح والتعديل 9/ 465، الاستبصار 355، تهذيب الكمال 1698، تاريخ الإسلام 3/ 101، تهذيب التهذيب 12/ 455، خلاصة تذهيب الكمال 496، أسد الغابة ت (7318) ، الاستيعاب ت (3557) .
(4) في أ: وأسلمت نسيبة وبايعت.
(5) هذه العبارة مكررة في أ، هـ.
(6) أسد الغابة ت (7319) ، الاستيعاب ت (3558) ، 7/ 280 مسند أحمد 6/ 439، طبقات ابن سعد 8/ 412، طبقات خليفة 339، الاستبصار 82، تهذيب الكمال 1703، تهذيب التهذيب 12/ 74، خلاصة تذهيب الكمال 499.(8/333)
مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النّجّار الأنصاريّة، أم عمارة، مشهورة بكنيتها واسمها معا.
قال ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره عنه في بيعة العقبة الثانية: وكان من بني الخزرج اثنان وستون رجلا وامرأتان، فيزعمون أن امرأتين بايعتا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان لا يصافح النّساء «1» ، إنما كان يأخذ عليهنّ، فإذا أقررن قال: «اذهبن» ،
والمرأتان هما من بني مازن بن النجار: نسيبة وأختها ابنتا كعب، فساق النسب، قال: وكان معها زوجها زيد بن عاصم، وابناها منه: حبيب الّذي قتله مسيلمة بعد، وعبد اللَّه، وهو راوي حديث الوضوء.
وذكر الواقديّ أنه لما بلغها قتل ابنها حبيب عاهدت اللَّه أن تموت دون مسيلمة أو تقتل، فشهدت اليمامة مع خالد بن الوليد ومعها ابنها عبد اللَّه، فقتل مسيلمة وقطعت يدها في الحرب.
وقال أبو عمر: شهدت أحدا مع زوجها زيد بن عاصم.
قلت: ذكر ابن هشام في زياداته من طريق أم سعد بنت سعد بن الرّبيع، قال: دخلت على أم عمارة فقلت: يا خالة، أخبريني، فقالت: خرجت- يعني يوم أحد- ومعي سقاء وفيه ماء، فانتهينا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو في أصحابه، والدولة والريح للمسلمين، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فكنت أباشر القتال وأذبّ عنهم بالسّيف، وأرمي عن القوس حتى خلصت الجراح إليّ، فرأيت على عاتقها جرحا أجوف له غور، فقلت: من أصابك بهذا؟ قالت: ابن قميئة.
قال أبو عمر: وشهدت بيعة الرّضوان، ثم شهدت اليمامة، فقاتلت حتى قطعت يدها وجرحت اثنا عشر جرحا،
وروت عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «الصّائم إذا أكل عنده صلّت عليه الملائكة» «2» .
قلت: روى عنها ابنها عباد بن تميم، ومولاتها ليلى، وعكرمة، والحارث بن كعب،
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 213، وابن سعد في الطبقات 1/ 8 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 5/ 216 وأورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 1525 وعزاه لأبي يعلى، وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 269 عن عبد اللَّه بن عمرو وقال رواه أحمد وإسناده حسن وعن أسماء بنت يزيد وقال رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18500 وعزاه لأحمد في المسند عبد اللَّه بن عمرو.
(2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 365.(8/334)
وأم سعد بن الربيع، وحديثها في السنن الأربعة.
11814- نسيبة بنت نيار
بن الحارث الأنصاريّة «1» من بني جحجبي. ذكرها ابن حبيب في المبايعات، كذا وأوردها ابن الأثير بعد أم عمارة، ومقتضاه أن نونها مفتوحة، وقد تقدّمت فيمن اسمها مصغّر آنفا.
11815- نسيبة بنت نيار
بن الحارث بن بلال بن أحيحة بن الجلاح الأنصاريّة.
تزوجها عقبة بن عبد ودّ بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح قريبها، وأسلمت وبايعت، قاله ابن سعد. ورأيتها مضبوطة في نسخة من الطّبقات معتمده بالتصغير، وقيل فيها بالفتح كما سيأتي.
11816- نسيكة:
والدة عمرو بن الجلاس «2» .
روت عنها حبيبة بنت سمعان، أخرج حديثها الطّبرانيّ، من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن حبيبة بنت سمعان، عن نسيكة بنت عمرو بن الجلاس، قالت: إني لعند عائشة وقد ذبحت شاة لها، فدخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وفي يده عصية فألقاها ثم هوى إلى المسجد فصلّى فيه ركعتين، ثم هوى إلى فراشه فانبطح عليها، ثم قال: «هل من غذاء؟» فأتيناه بصحفة فيها خبز شعير وفيها كسرة وقطعة من الكرش، وفيها الذّراع، فأخذت عائشة قطعة من الكرش فإنّها تنهشها إذ قلت: لقد ذبحنا شاة اليوم فما أمسكنا منها إلا هذا، فقال: «لا، بل أمسكت كلّها إلّا هذا» .
11817- نعامة:
من سبي بني العنبر» .
كانت جميلة، فعرض عليها النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن يتزوّجها فلم تلبث أن جاء زوجها الحريش.
وقد تقدّم ذلك في حرف الحاء المهملة في ترجمة الحريش المذكور مسند الرواية.
11818- نعم:
بضم النون، بنت حسّان، امرأة شماس بن عثمان المخزوميّ «4» .
أنشد لها ابن إسحاق أبياتا ترثي زوجها لما استشهد بأحد:
__________
(1) أسد الغابة ت (7320) .
(2) أسد الغابة ت (7321) ، الثقات 3/ 424، أعلام النساء 5/ 175، تجريد أسماء الصحابة 2/ 308.
(3) أسد الغابة ت (7322) .
(4) أسد الغابة ت (7323) .(8/335)
يا عين جودي بدمع غير إبساس ... على كريم من الفتيان لبّاس
صعب البديهة ميمون نقيبته ... حمّال ألوية ركّاب أفراس
أقول لمّا خلت منه مجالسه ... لا يبعد اللَّه منّا قرب شمّاس «1» .
[البسيط] استدركها ابن الدّباغ عن أبي علي الغسّاني.
11819- نعمى بنت جعفر
بن أبي طالب «2» . قال ابن مندة: لها ذكر، وليست لها رواية.
قلت:
أسنده الطّبرانيّ من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أسماء بنت عميس- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال لنعمى بنت جعفر بن أبي طالب: «ما لي أرى أجساد بني جعفر أنضاء؟ أبهم حاجة؟» «3» قالت: لا، ولكنهم تسرع إليهم العين أفأرقيهم؟ قالت: فعرضت عليه كلاما لا بأس به، فقال: «ارقيهم» .
قال ابن الأثير: هذا الخبر معروف لأسماء، ولا أعرف هذه في أولاد جعفر.
قلت: أخشى أن يكون في الخبر تصحيف، والصّواب قال لها في بيت جعفر [ ... ] .
إلخ. ويريد هذا [ ... ] أخرج من طريق [ ... ] عن إسماعيل بن عميس [ ... ] . قالت.
11820- نفيسة بنت أمية:
أخت يعلى «4» ..
تقدّم نسبها في ترجمة أخيها. قال أبو عمر: لها صحبة ورواية. وقال ابن سعد: أمها منية بنت جابر بن وهب، أسلمت نفيسة بنت منية، وهي التي مشت بين خديجة والنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حتى تزوجها.
11821- نفيسة بنت ثعلبة «5»
: تقدمت في أنيسة.
11822- نفيسة بنت عمرو
بن خلدة بن مخلد الأنصاري «6» ، من بني زريق، ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
__________
(1) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (7323) .
(2) الثقات 3/ 423، تجريد أسماء الصحابة 2/ 308، أسد الغابة ت (7324) .
(3) بنحوه أخرجه مسلم 60 والبيهقي 9/ 348.
(4) أسد الغابة ت (7325) ، الاستيعاب ت (3559) ، الثقات 3/ 424- أعلام النساء 5/ 186- تجريد أسماء الصحابة 2/ 308- الإكمال 6/ 46.
(5) في أ: تقدمت في نفيسة.
(6) أسد الغابة ت (7326) .(8/336)
11823- نفيسة:
جارية زينب بنت جحش، وهبتها للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما رضي عليها بعد أن كان غضب عليها وهجرها شهرا، سمّاها علي بن أحمد بن يوسف في كتاب أخبار النّساء، وأصل القصّة عند أحمد ولم يسمّها.
11824- نهية:
أم ولد عمر. تقدمت في لهية في حرف اللّام.
11825- النّوار بنت الحارث
بن قيس الأنصاريّة «1» ، زوج قيظيّ بن عمرو. ذكرها ابن سعد في المبايعات.
11826- النّوار بنت قيس
بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة الأنصاريّة.
ذكرها العدويّ «2» في الأنصار، واستدركها أبو عليّ الجيانيّ. وقال ابن سعد: كان أبوها يكنى بها، تزوّجها زيد بن نويرة بن الحارث بن عدي بن جشم، فولدت له، وأسلمت النّوار، وبايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
11827- النوار بنت قيس
بن لوذان بن مجدعة الأنصاريّة.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11828- النّوار بنت مالك
بن صرمة بن مالك بن عديّ بن النّجار الأنصاريّة «3» . من بني عدي بن غنم بن النّجّار. قال ابن سعد: أمها سلمى بنت عامر بن مالك بن عديّ، وهي والدة زيد بن ثابت الصّحابي المشهور وأخيه يزيد.
روت عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روت عنها أم سعد بنت أسعد بن زرارة، وتزوّجها بعد ثابت عمارة بن حزم فولدت له مالكا، وذكر من طريق ثابت بن عبيد قال: كبّر سعد زيد بن ثابت على أمّه أربعا.
11829- نوبة:
خادم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «4» ، أوردها أبو موسى في النّساء، ونسب ذلك لعبد الغني بن سعيد في المبهمات.
ذكرت في حديث زائدة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة، قالت:
__________
(1) أسد الغابة ت (7327) .
(2) في أ: في نسب الأنصار.
(3) أسد الغابة ت (7329) ، الاستيعاب ت (3560) ، أعلام النساء 5/ 195، تجريد أسماء الصحابة 2/ 308 الاستبصار 46.
(4) أسد الغابة ت (7330) .(8/337)
مرض النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فاشتدّ مرضه فوجد من نفسه خفّة فخرج بين بريرة ونوبة «1» .
قلت: وهذا ليس بصريح في أنها امرأة، وقد وقعت في كتاب الرّدة لسيف بن عمر على ما يدلّ أنه رجل، فأخرج عن مسلمة بن نبيط، عن نعيم بن أبي هند، عن شقيق بن سلمة، عن عائشة، قالت: خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقد دخل أبو بكر في الصّلاة، فأخذ عبدا يقال له نوبة وبريرة يهاديانه بينهما، فذكر الحديث.
ولكن أخرجه يعقوب بن سفيان في تاريخه، من طريق معتمر بن سليمان، عن نعيم ابن أبي هند بهذا السّند، فقال: فجاءت نوبة وبريرة فاحتملتاه ... الحديث ...
أخرجه أبو موسى أيضا من طريقه، وهو ظاهر في أنها امرأة، إذ لو كان رجلا لقال فاحتملاه.
11830- نويلة بنت أسلم «2»
: أو مسلم، الأنصاريّة الحارثيّة.
ويقال أولها مثناة فوقانية، تقدمت في المثناة، وهذه التي بالنون رواية إسحاق بن إدريس، عن جعفر بن محمود والتي تقدّمت رواية إبراهيم بن حمزة، وهو أوثق.
القسم الثاني والقسم والثالث
خاليان.
القسم الرابع
11831- نبيشة بنت كعب:
صحّفه بعضهم بموحدة ومعجمة مصغّرا. والصّواب بمهملة ثم موحدة مصغّرا، وهي أم عمارة الآتي ذكرها في الكنى.
حرف الهاء
القسم الأول
11832- هالة بنت خويلد
بن أسد بن عبد العزى القرشيّة «3» الأسديّة، أخت خديجة
__________
(1) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 78 عن أبي موسى قال مرض رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال مروا أبا بكر يصلي بالناس ... الحديث وعزاه للبخاريّ في الصحيح عن إسحاق بن نصر عن حسين الجعفري ومسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 309، الاستبصار 253، الاستيعاب ت (3561) ، أسد الغابة ت (7331) .
(3) أعلام النساء 5/ 202، أسد الغابة ت (7332) .(8/338)
زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ووالدة أبي العاص بن الربيع.
قال ابن مندة:
روت عنها عائشة حرفا في حديث، كذا اختصر، وكأنه أشار إلى ما أخرجه البخاريّ في الصّحيح من طريق علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك، وقال: اللَّهمّ هالة فغرت! فقلت: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش ... الحديث «1» ...
وأخرجه أبو نعيم من هذا الوجه، وأصل الحديث في الصّحيحين من غير ذلك هالة.
11833- هالة بنت عوف الزّهريّة:
تقدم نسبها مع أخيها عبد الرحمن بن عوف، أحد العشرة.
روى الدّار الدّارقطنيّ من طريق حنظلة بن أبي سفيان الجمحيّ، عن أمه، قالت: رأيت أخت عبد الرحمن بن عوف تحت بلال، وسمّاها الإمام الرّافعي في شرح الوجيز في كتاب الكفاءة منه: هالة.
11834- هجيمة:
قيل هو اسم الصّماء أخت عبد اللَّه بن بسر.
11835- هريرة بنت زمعة:
القرشيّة الأسديّة، أخت أم المؤمنين سودة «2» .
تقدم نسبها في ترجمة أختها. ذكرها الطّبري في الصّحابة.
وقال المستغفريّ: لها صحبة، وقد تقدّم في ترجمة معبد بن وهب العبديّ أنه تزوّجها.
11836- هزيلة بنت ثابت
بن ثعلبة بن الجلاس «3» بن مالك الأغر الأنصاريّة.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات. وقال ابن سعد: تزوجها ثابت بن الحارث بن ثعلبة بن جلاس، ثم خلف عليها عبد الرّحمن بن ساعدة. وقال ابن سعد: أسلمت هزيلة وبايعت.
11837- هزيلة بنت الحارث
بن حزن الهلالية «4» ، أخت ميمونة أم المؤمنين، قيل
__________
(1) أصله أخرجه البخاري 5/ 48 وسلم في فضائل الصحابة (78) .
(2) أسد الغابة ت (7334) .
(3) أسد الغابة ت (7335) .
(4) أسد الغابة ت (7336) ، الاستيعاب ت (3562) .(8/339)
هي أم حفيد الآتية في الكنى، قاله أبو عمر، قال: وكانت نكحت في الأعراب، وهي التي أهدت الضّباب، وروى حديثها سليمان بن يسار وغيره عن ميمونة.
قلت:
قد أخرجه مالك في «الموطّأ» ، عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن سليمان بن يسار، قال: دخل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بيت ميمونة بنت الحارث، فإذا بضباب، ومعه عبد اللَّه بن عبّاس، وخالد بن الوليد، فقال: «من أين لكم هذا؟» قالت:
أهدته إليّ أختي هزيلة بنت الحارث. فقال لعبد اللَّه وخالد: «كلا» ، فقالا: ألا تأكل! قال:
«إنّي يحضرني من اللَّه حاضر» .
وأصل الحديث في الصّحيحين، من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قالت:
أهدت خالتي أم حفيد بنت الحارث إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سمنا وأقطا وضبابا، فدعا بهنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأكلن على مائدته ... الحديث.
وأخرجه أبو داود وغيره، من رواية عمر بن حرملة، عن ابن عبّاس، فوقع في مسند ابن أبي عمر العدني من هذا الوجه بلفظ أم عتيق، بعين مهملة بدل الحاء المهملة وقاف في آخره بدل الدّال، والمعروف أم حفيد. واللَّه أعلم.
11838- هزيلة بنت سعيد
بن سهيل بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل «1» بن حارثة بن دينار بن النّجّار الأنصاريّة. ذكرها ابن سعد، وابن حبيب في المبايعات، وقال ابن سعد: أمها شباث بنت خديج بن أوس بن القراقر بن الضحيان، حليف بني حرام.
11839- هزيلة بنت عتبة
بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث «2» بن الخزرج الأنصاريّة. هي والدة زيد بن خارجة الّذي تكلم بعد الموت في زمن عثمان. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت.
11840- هزيلة بنت مسعود
بن زيد الأنصاريّة «3» ، من بني حرام. ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11841- همينة بنت خلف «4»
بن أسعد بن عامر بن بياضة بن ربيع الخزاعيّة.
قال ابن سعد: أسلمت قديما وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها خالد بن سعيد،
__________
(1) أسد الغابة ت (7337) .
(2) أسد الغابة ت (7338) .
(3) أسد الغابة ت (7339) .
(4) أسد الغابة ت (7340) ، الثقات 3/ 440- تجريد أسماء الصحابة 2/ 309.(8/340)
فولدت له هناك سعيدا وأمة، فتزوج الزّبير بعد ذلك أمة. انتهى. وقد تقدّمت في أمية بالهمزة بدل الهاء.
11842- هند بنت أبي خلف الجمحيّة:
زوج مسعود بن أمية بن خلف، ووالدة ابنه عامر. ذكرها الزّبير بن بكّار.
11843- هند بنت أثاثة
بن عباد بن المطّلب بن عبد مناف القرشيّة المطلبيّة «1» ، أخت مسطح.
ذكرها ابن إسحاق فيمن أسلم بمكّة، وقال في وقعة أحد: لما قالت هند بنت عتبة تفتخر بقتل حمزة وغيره ممن أصيب من المسلمين: إنها علت على صخرة مشرفة فنادت بأعلى صوتها:
نحن جزيناكم بيوم بدر ... والحرب بعد الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي من صبر ... أبي وعمّي وشقيق بكري
شفيت وحشيّ غليل صدري ... شفيت نفسي وقضيت نذري «2»
[الرجز] قال: فأجابتها هند بنت أثاثة بن المطلب:
خزيت في بدر وغير بدر ... يا بنت وقّاع عظيم الكفر
صبّحك اللَّه غداة الفجر ... بالهاشميّين الطّوال الزّهر
بكلّ قطّاع حسام يفري ... حمزة ليثي وعليّ صقري «3»
[الرجز] وأنشد لها ابن إسحاق مرثية في النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وقال ابن سعد: أطعمها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بخيبر مع أخيها مسطح ثلاثين وسقا، واغتربت عند أبي جندب، فولدت له ابنته ريطة.
11844- هند بنت أسيد
بالتصغير، ابن حضير الأنصاريّة «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7341) ، الثقات 3/ 439- أعلام النساء 5/ 221- الاستبصار 216- تجريد أسماء الصحابة 2/ 309.
(2) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (7341) .
(3) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (7341) .
(4) أعلام النساء 5/ 221، الاستبصار 216، تجريد أسماء الصحابة 2/ 309، حاشية الإكمال 2/ 482، أسد الغابة ت (7342) ، الاستيعاب ت (5664) .(8/341)
تقدّم نسبها مع والدها. قال ابن مندة: لها ذكر في حديث محمد بن عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة. وقال أبو عمر: روى أبو الرجال عنها عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنه كان يخطب بالقرآن، قالت: وما تعلّمت سورة «ق» إلا من كثرة ما كنت أسمعه يخطب بها على المنبر.
11845- هند بنت أوس
بن شريق «1» ، والدة سعد بن خيثمة الأنصاريّة، من بني خطمة، ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11846- هند بنت أوس
بن عدي بن أمية الأنصاريّة، من خطمة. ذكرها ابن حبيب أيضا.
11847- هند بنت البراء
بن معرور الأنصاريّة.
كانت عند جابر بن عتيك، ذكرها ابن سعد في المبايعات.
11848- هند بنت الحارث
بن عبد المطّلب بن هاشم، بنت عم النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وأنشد لها محمد بن سعد في الوفاة النبويّة مرثية.
11849- هند بنت أبي أمية «2»
: واسمه حذيفة، وقيل سهل بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم القرشيّة المخزوميّة، أم المؤمنين أم سلمة، مشهورة بكنيتها، معروفة باسمها.
وشذّ من قال: إن اسمها رملة. وكان أبوها يلقّب زاد الركب، لأنه كان أحد الأجواد فكان إذا سافر لم يحمل أحد معه من رفقته زادا، بل هو كان يكفيهم.
وأمّها عاتكة بنت عامر، كنانية من بني فراس، وكانت تحت أبي سلمة بن عبد الأسد، وهو ابن عمها.
وهاجرت معه إلى الحبشة، ثم هاجرت إلى المدينة، فيقال: إنها أول ظعينة دخلت إلى المدينة مهاجرة. ولما مات زوجها من الجراحة التي أصابته خطبها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
__________
(1) أسد الغابة ت (7344) .
(2) مسند أحمد 6/ 288، التاريخ لابن معين 742، طبقات ابن سعد 8/ 86، طبقات خليفة 334، المعارف 128، الجرح والتعديل 9/ 464، المستدرك 4/ 16، تهذيب الكمال 1698، العبر 1/ 65، مجمع الزوائد 9/ 245، تهذيب التهذيب 12/ 455، خلاصة تذهيب الكمال 496، شذرات الذهب 1/ 69- اعلام النساء 5/ 221، تجريد أسماء الصحابة 2/ 310، أزمنة التاريخ الإسلامي 985، أسد الغابة ت (7343) الاستيعاب ت (3565) .(8/342)
وأخرج ابن أبي عاصم، من طريق عبد الواحد بن أيمن، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أم سلمة، قالت: لما خطبني النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قلت له: فيّ خلال ثلاث: أما أنا فكبيرة السنّ، وأنا امرأة معيل، وأنا امرأة شديدة الغيرة. فقال: «أنا أكبر منك. وأمّا العيال فإلى اللَّه. وأمّا الغيرة فأدعو اللَّه فيذهبها عنك» ، فتزوّجها: فلما دخل عليها قال: «إن شئت سبّعت لك وإن سبّعت لك سبّعت لنسائي» ، فرضيت بالثّلاث «1» .
والحديث في الصحيح من طرق.
وأخرج ابن سعد، من طريق عاصم الأحول، عن زياد بن أبي مريم، قال: قالت أم سلمة لأبي سلمة: بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها وهو من أهل الجنّة ثم لم تتزوّج بعده إلا جمع اللَّه بينهما في الجنّة، وكذا إذا ماتت امرأة وبقي الرجل بعدها، فتعال أعاهدك أن لا أتزوّج بعدك ولا تتزوّج بعدي، قال: أتطيعيني؟ قالت: ما استأمرتك إلا وأنا أريد أن أطيعك. قال: فإذا متّ فتزوّجي. ثم قال: اللَّهمّ ارزق أمّ سلمة بعدي رجلا خيرا مني، لا يخزيها ولا يؤذيها. قالت: فلما مات قلت: من هذا الّذي هو خير لي من أبي سلمة، فلبثت ما لبثت، ثم تزوّجني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وفي «الصّحيح» ، عن أم سلمة- أن أبا سلمة قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل: إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون، اللَّهمّ عندك أحتسب مصيبتي وآجرني فيها» ، وأردت أن أقول: «وأبدلني بها خيرا منها» ،
فقلت: من هو خير من أبي سلمة؟ فما زلت حتى قلتها، فذكرت القصّة.
وقال ابن سعد: أخبرنا معمر، عن الزّهري، عن هند بنت الحارث الفراسيّة، قالت:
قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إنّ لعائشة منّي شعبة ما نزلها منّي أحد» ، فلما تزوّج أم سلمة سئل: ما فعلت الشّعبة؟ فعرف أن أمّ سلمة قد نزلت عنده.
وقال: أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: لما تزوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم سلمة حزنت حزنا شديدا لما ذكر لنا في جمالها، قالت: فتلطّفت لها حتى رأيتها، فرأيتها أضعاف ما وصف لي في الحسن والجمال، فقالت حفصة [ ... ] واللَّه إن هذا إلا الغيرة، فتلطّفت لها حفصة
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 307، والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 301 والبيهقي في دلائل النبوة 3/ 464، وعبد الرزاق في مصنفه حديث رقم 16044 وابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 4150.(8/343)
حتى رأتها، فقالت لي: لا، واللَّه ما هي كما تقولين، وإنها لجميلة، قالت: فرأيتها بعد فكانت كما قالت حفصة.
روت أمّ سلمة عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كثيرا، وعن أبي سلمة، وروى عنها أولادها: عمر، وزينب، ومكاتبها نبهان، وأخوها عامر بن أبي أميّة، ومواليها: عبد اللَّه بن رافع، ونافع، وسفينة، وأبو كثير، وسليمان بن يسار.
وروى عنها أيضا ابن عبّاس، وعائشة، وأبو سعيد الخدريّ، وقبيصة بن ذؤيب، ونافع مولى ابن عمر، وعبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، وآخرون.
قال الواقديّ: ماتت في شوال سنة تسع وخمسين، وصلّى عليها أبو هريرة، ولها أربع وثمانون سنة، كذا قال.
وتلقّاه عنه جماعة، وليس بجيد، فقد ثبت في صحيح مسلم أن الحارث بن عبد اللَّه ابن أبي ربيعة، وعبد اللَّه بن صفوان- دخلا على أم سلمة في ولاية يزيد بن معاوية فسألاها عن الجيش الّذي يخسف به ... الحديث. وكانت ولاية يزيد بعد موت أبيه في سنة ستين.
وقال ابن حبان: ماتت في آخر سنة إحدى وستين بعد ما جاءها الخبر بقتل الحسين بن علي.
قلت: وهذا أقرب. قال محارب بن دثار: أوصت أمّ سلمة أن يصلّي عليها سعيد بن زيد، وكان أمير المدينة يومئذ مروان بن الحكم، وقيل: الوليد بن عتبة بن أبي سفيان.
قلت والثّاني أقرب، فإن سعيد بن زيد مات قبل تاريخ موت أم سلمة على الأقوال كلها، فكأنها كانت أوصت بأن يصلّي سعيد عليها في مرضة مرضتها ثم عوفيت. ومات سعيد قبلها.
11850- هند بنت الحصين بن المطّلب:
ذكرها ابن سعد، وتقدم ذكرها في ترجمة أختها خديجة.
11851- هند بنت الحكم بن أبي العاص
بن أميّة. تأتي في القسم الثالث.
11852- هند بنت ربيعة بن الحارث
بن عبد المطّلب «1» ، زوج حبان بن واسع.
قاله أبو عمر: قال: ولما مات في خلافة عثمان كانت له امرأة أخرى أنصاريّة طلّقها وهي ترضع، فمات فمرت بها سنة ولم تحض فاختصمتا إلى عثمان، فقضى بأنها ترثه مع هند، فلامته هند، فقال: عمل ابن عمك، يعني عليّا، هو أشار بهذا.
__________
(1) أسد الغابة ت (7347) ، الاستيعاب ت (3566) .(8/344)
قلت: وهذه القصّة ذكرها الزّبير بن بكّار في الموفقيات.
11853- هند بنت زياد:
زوج سهل بن سعد السّاعديّ.
ذكر الزّبير بن بكّار في «أخبار المدينة» بسنده عنها- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دخل على سهل بن سعد فجلس في وسط البيت، فاتخذه سهل مسجدا، قالت: فلما دخلت على سهل رأيت المسجد في وسط البيت.
11854- هند بنت أبي سفيان
بن حرب بن أمية الأمويّة «1» ، أخت معاوية.
كانت زوج الحارث بن نوفل بن عبد المطّلب، فولدت له ابنه محمّدا. ذكر ذلك ابن سعد، وزاد: وعبد اللَّه، وربيعة، وعبد الرّحمن، ورملة، وأم الزّبير، قال: وأمّها صفية بنت أبي عمرو بن أمية.
11855- هند بنت أبي سفيان:
يقال: إنه اسم أم حبيبة زوج النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، والمعروف أن اسمها رملة، كما تقدم.
11856- هند بنت سماك
بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل»
الأنصاريّة، عمة أسيد بن حضير.
قال ابن حبيب: هي زوج سعد بن معاذ، والدة عمر، وعبد اللَّه. وقال العدويّ: هي والدة الحارث بن أوس بن معاذ، وكانت من المبايعات. وقال ابن سعد: أمها أم جندب بنت رفاعة أم زنبر بن زيد بن مالك الأوسيّة، وهند عمة أسيد بن حضير بن سماك، وكانت أولا عند أوس بن معاذ، فولدت له الحارث بن أسلم. وشهد بدرا، ثم خلف عليها أخوه سعد بن معاذ، فولد له عبد اللَّه، وعمر، وأسلمت وبايعت.
11857- هند بنت سهل الجهنية:
يقال: إنها أمّ معاذ بن جبل.
ذكر ذلك ابن سعد، وفي حديث أم عطيّة الصّحيح في النهي عن النّياحة: فما وفت منهن غير خمس نسوة، فذكرت منهن أم معاذ.
11858- هند بنت سهل
بن عمرو بن جشم الأنصاريّة الجشميّة، أسلمت وبايعت.
__________
(1) الثقات 3/ 439.
(2) أسد الغابة ت (7348) .(8/345)
قاله الواقديّ فيما حكاه ابن سعد.
11859- هند بنت أبي طالب «1»
بن عبد المطّلب، يقال: إنه اسم أم هانئ، وهي مشهورة بكنيتها. وقيل: اسمها عاتكة، والمشهور فاختة، قاله ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره عنه في قصة فتح مكّة. وأما هبيرة بن أبي هبيرة بن أبي وهب المخزومي- وكان زوج أم هانئ فإنه تزوج بنجران مشركا، وقال، لما بلغه إسلام أم هانئ:
أشاقتك هند أم أتاك سؤالها ... كذاك النّوى أسبابها وانفتالها
وقد أرّقت في رأس حصن ممرّد ... بنجران يسري بعد يوم خيالها
[الطويل]
11860- هند بنت عتبة
بن ربيعة «2» بن عبد شمس بن عبد مناف القرشيّة «3» ، والدة معاوية بن أبي سفيان.
أخبارها قبل الإسلام مشهورة. وشهدت أحدا، وفعلت ما فعلت بحمزة، ثم كانت تؤلّب على المسلمين إلى أن جاء اللَّه بالفتح فأسلم زوجها ثم أسلمت هي يوم الفتح، وقصّتهما- في قولها عند بيعة النساء: وأن لا يسرقن ولا يزنين، فقالت: وهل تزني الحرّة؟
وعند قوله: وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ: وقد ربيناهم صغارا وقتلتهم كبارا مشهورة.
ومن طرقه ما أخرجه ابن سعد بسند صحيح مرسل عن الشّعبي، وعن ميمون بن مهران، ففي رواية الشّعبي: وَلا يَزْنِينَ- قالت هند: وهل تزني الحرّة؟ وَلَا تَقْتُلْنَ أَوْلَادَكُنَّ- قالت: أنت قتلتهم.
وفي رواية نحوه، لكن قالت: وهل تركت لنا ولدا يوم بدر، وسؤالها عن أخذها من مال زوجها بغير إذنه ما يكفيها، وهل عليها فيه من حرج- مخرج
في الصّحيحين، وفيه:
«خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك وولدك» . وهو من رواية هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
__________
(1) أسد الغابة ت (7349) ، الاستيعاب ت (3567) ، الثقات 3/ 440، أعلام النساء 5/ 203، تجريد أسماء الصحابة 2/ 310، الكاشف 3/ 492.
(2) أسد الغابة ت (7350) ، الثقات 3/ 439- أعلام النساء 5/ 239- تجريد أسماء الصحابة 2/ 310- أعلام النساء 5/ 239- تجريد أسماء الصحابة 2/ 310- أزمنة التاريخ الإسلامي 1008- تلقيح فهوم أهل الأثر 319- وله در السحابة 824- الاستيعاب ت (3568) .
(3) في أ: القرشية العبشمية.(8/346)
وشذّ عبد اللَّه بن محمّد بن عروة، فقال: عن هشام، عن أبيه، عن هند، أخرجه ابن مندة، وأوله: قالت هند: إني أريد أن أبايع محمدا، قال: قد رأيتك تكفرين. قالت: أي واللَّه، واللَّه ما رأيت اللَّه تعالى عبد حقّ عبادته في هذا المسجد قبل الليلة، واللَّه إن باتوا إلا مصلّين قياما وركوعا وسجودا. قال: فإنك قد فعلت ما فعلت، فاذهبي برجل من قومك معك، فذهبت إلى عمر، فذهب معها فاستأذن لها، فدخلت وهي متنقبة، فذكر قصّة البيعة، وفيه ما قدمته، وفيه: فقالت: إن أبا سفيان رجل بخيل، ولا يعطيني، ما يكفيني إلا ما أخذت منه من غير علمه.. الحديث.
وفيه، عن مرسل الشّعبي المذكور: قالت هند: قد كنت أفنيت من مال أبي سفيان.
فقال أبو سفيان: ما أخذت من مالي فهو حلال.
وقال ابن سعد: قال الواقديّ: لما أسلمت هند جعلت تضرب صنما لها في بيتها بالقدوم حتى فلذته فلذة فلذة، وتقول: كنّا معك في غرور.
قال أبو عمر: ماتت في خلافة عمر بعد أبي بكر بقليل في اليوم الّذي مات فيه أبو قحافة، كذا قال.
وقد ذكر صاحب «الأمثال» ما يدلّ على أنها بقيت إلى خلافة عثمان، بل بعد ذلك، لأنّ أبا سفيان مات في خلافة عثمان بلا خلاف، وقال هذا: قال رجل لمعاوية زوجني هندا، قال: إنها قعدت عن الولد، ولا حاجة إلى الزّواج. قال: فولّني ناحية كذا، فأنشد معاوية:
طلب الأبيض العقوق فلمّا ... أعجزته أراد بيض الأنوق
[الخفيف] يعني أنه طلب ما لا يصل إليه، فلما عجز عنه طلب أبعد منه. ثم رأيت في طبقات ابن سعد الجزم بأنها ماتت في خلافة عثمان.
11861- هند بنت عتيق بن عائذ
بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، أمّها خديجة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
ذكرها الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» ، وقال: أسلمت وتزوّجت ولم ترو عنه شيئا.
وقال ابن سعد في ترجمة خديجة: خلف على خديجة بعد أبي هالة عتيق بن عائذ بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، فولدت له جارية يقال لها هند، فتزوجها صيفي بن أميّة بن عائذ بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، وهو ابن عمها، فولدت له محمد بن صيفي، فولد محمد يقال لهم بنو الطّاهرة لمكان خديجة.(8/347)
11862- هند بنت عقبة
بن أبي معيط الأمويّة، أخت الوليد.
تقدم أن أباها قتل ببدر، وأسلمت أمّها أروى بنت كريز، وأخواها: الوليد، وخالد يوم الفتح.
11863- هند بنت عمرو
بن الجموح الأنصاريّة.
تقدم نسبها في ترجمة والدها. وذكرها ابن سعد في المبايعات.
11864- هند بنت عمرو
بن حزام الأنصاريّة «1» .
عمة جابر بن عبد اللَّه الصّحابي المشهور.
تقدم نسبها في ترجمة والدها. قال ابن مندة: روى حديثها الواقديّ، عن أيّوب بن النعمان، عن أبيه، عنها.
قلت: ورويناه في أمالي المحاملي من طريقه.
11865- هند بنت محمود بن سلمة
بن خالد بن عدي الأنصاريّة «2» .
ذكرها ابن سعد وابن حبيب في المبايعات، [وقال ابن سعد] «3» : وأمها الشموس بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة السلمية، وتزوّجها عمرو بن سعد بن معاذ الأشهليّ.
11866- هند بنت المقوّم بن عبد المطلب
بن هاشم.
ذكرها ابن سعد، وأنّ أبا عمرة الأنصاريّ تزوّجها، فولدت له عبد الرّحمن، وعبد اللَّه، وقال: أمها قلابة بنت عمرو بن جعونة السّهميّة.
11867- هند بنت منبه بن الحجاج السّهميّة:
والدة عبد اللَّه بن عمرو «4» ، هي من مسلمة الفتح، ذكرها الواقديّ، واستدركها ابن الدّبّاغ عن أبي علي الجياني.
11868- هند بنت المنذر
بن الجموح بن زيد بن المنذر الأنصاريّة. من بني ساعدة «5» .
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11869- هند بنت هبيرة «6» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7351) ، الاستيعاب ت (3569) .
(2) أسد الغابة ت (7352) .
(3) سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت (7353) .
(5) أسد الغابة ت (7354) .
(6) أسد الغابة ت (7355) .(8/348)
ذكرت في حديث ثوبان الّذي أخرجه النّسائيّ، من طريق أبي سلام الحبشيّ، عن أبي أسماء الرّحبي- أن ثوبان مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حدث قال: جاءت هند بنت هبيرة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم [وفي يدها فتخ، أي خواتم، فجعل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم] يضرب يدها، فدخلت على فاطمة تشكو إليها الّذي صنع بها.. الحديث، وفيه قوله صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «الحمد للَّه الّذي نجّى فاطمة من النّار» .
قال ابن الأثير: ذكرها أبو موسى.
قلت: ولم يقع في النسخة التي وقفت عليها بخط الصّريفيني.
11870- هند بنت الوليد بن عتبة
بن ربيعة بن عبد شمس «1» .
يقال: تزوّجها سالم مولى عمّها أبي حذيفة، ووقع ذلك في سنن أبي داود، ومن طريق يونس، عن الزّهري: حدّثني عروة، عن عائشة وأم سلمة- أن أبا حذيفة تبنّى سالما، وأنكحه ابنة أخيه هند بنت الوليد بن عتبة. الحديث لقدامة بن مظعون، وللمهاجر بن أبي أميّة.
11871- هند بنت يزيد الكلابيّة «2»
: المعروفة بابنة البرصاء.
سمّاها أبو عبيدة، وذكرها فيمن تزوّجها النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
11872- هند:
امرأة بلال. تأتي في القسم الثالث.
11873- هند الجهنيّة.
ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ، عن المستغفريّ، عن الحسن بن محمد بن أبي عبد اللَّه بن محفوظ السّمرقنديّ، عن أبي بكر الشّافعيّ، عن أبي العبّاس مسروق، عن عمر بن الحكم، وحفص الوراق، والقاسم بن الحسن، عن ابن سعد، عن أبيه، قال: كان في بدء الإسلام رجل شاب يقال له بشر، وكان من بني أسد بن عبد العزّى، وكان إذا توّجه إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أخذ على جهينة، فنظرت إليه فتاة جميلة ولها زوج يقال له سعد بن سعيد، فعلقته، فكانت تعقد له كل غداة لينظر إليها ... فذكر القصّة مطوّلة.
وقد تقدّمت الإشارة إليها في ترجمة بشر الأسديّ من حرف الباء الموحدة من الرّجال.
__________
(1) أسد الغابة ت (7356) .
(2) أسد الغابة ت (7357) ، الاستيعاب ت (3570) ، طبقات ابن سعد 8/ 220، تاريخ خليفة 92، المعارف 140، المستدرك 4/ 35.(8/349)
11874- هند:
غير منسوبة.
وقع ذكرها في حديث أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام عند مسلم- أنه سمع حديث عائشة في قصّة أم حبيبة بنت جحش في الاستحاضة، فقال: رحم اللَّه هندا لو سمعت هذه الفتيا، واللَّه إن كانت لتبكي، لأنها كانت لا تصلّي.
القسم الثاني
11875- هند بنت الحكم بن العاص
بن أميّة الأموية، ابنة عم عثمان بن عفّان، وأخت مروان.
ذكر الزّبير بن بكّار أنّ عبد الرحمن بن سمرة العبشمي الصّحابي المشهور تزوّجها فولدت له أولادا، وهي ممّن ولد قبل موت النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
11876- هند بنت زياد:
زوج سهل بن سعد. تقدّمت في الأول.
القسم الثالث
11877- هند الخولانيّة.
لها إدراك. قال ابن مندة: سماها سعيد بن عبد الملك، عن الأوزاعيّ، عن عمير بن هانئ، عن هند الخولانية- امرأة بلال، قالت: كان بلال إذا أوى إلى فراشه قال: اللَّهمّ اغفر زلاتي، وتقبل حسناتي، واعذرني في علّاتي. ثم ساقه بسند إلى سعيد بن عبد الملك، قال: ولها حديث مسند رواه الجريريّ، عن أبي الورد، عن امرأة من بني عامر، عنها.
قلت: ووصله أبو نعيم، ولكنها لم تسمّ فيه، وهو
في مسند يعقوب بن شيبة بسند حسن إلى أبي سعيد الجريريّ، ولفظه: عن أبي الورد، حدّثتني امرأة من بني عامر، عن امرأة بلال أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أتاها فسلم، فقال: أثمّ بلال؟ فقالت: لا.
فقال: لعلك غضبى على بلال؟ فقالت: إنّه يجيئني كثيرا فيقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. فقال:
«ما حدّثك بلال عني فقد صدقك، بلال لا يكذب، لا تغضبي بلالا، فلا يقبل منك عمل ما غضب عليك بلال» «1» .
قال ابن الأثير: هذا عندي فيه نظر، فإن بلالا إنما تزوّج في خولان بعد ما أقام في الشّام، وليس في الحديث أنها من خولان، ولعلها غير الخولانية.
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33173 وعزاه لابن عساكر عن امرأة بلال.(8/350)
قلت: هذا محتمل، وعلى هذا فتذكر امرأة بلال صاحبة الحديث المرفوع في المبهمات.
11878- هنيدة بنت صعصعة
بن ناجية التميميّة المجاشعيّة، أخت غالب والد الفرزدق، وهي زوج الزبرقان بن بدر.
لها إدراك، ولها ذكر في قصّة الحطيئة مع الزّبرقان بن بدر في خلافة أبي بكر، وكانت تدعى ذات الخمار «1» .
وذكر أبو عبيدة أنها كانت تقول: من جاء بأربعة يحلّ لها أن تضع عندهم خمارها بمثل أربعتي: أبي صعصعة، وأخي غالب، وزوجي الزّبرقان، وخالي الأقرع بن حابس.
القسم الرابع
11879- هجيمة:
وقيل: خيرة، أم الدرداء «2» .
قال ابن الأثير: ذكرها أبو نعيم، وكلامه يدلّ على أنها واحدة، واختلف في اسمها.
والصّحيح أنهما اثنتان: الكبرى، واسمها خيرة، والصّغرى واسمها هجيمة، ولا صحبة لها.
11880- هند بنت الحارث الفراسيّة.
وقع في كتاب «الصّلاة» من صحيح البخاري عند ذكر اختلاف أصحاب الزّهري عليه في حديثه عنها عن أم سلمة- أن في بعض طرقه: رواه يحيى بن سعيد الأنصاريّ، عن ابن شهاب، عن امرأة من قريش، عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بدون ذكر أم سلمة، وهذه الرواية في هند بنت الحارث، ولعل من نسبها قرشية تصحّفت عليه من الفراسية، أو أنها نسبت لقريش، لكونها من بني كنانة، لأن بني فراس بطن من كنانة.
حرف الواو
القسم الأول
11881- ودّة بنت عقبة
بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأشهليّة، أم الحكم، زوج قيس بن مخرمة بن المطّلب بن عبد مناف.
قال ابن سعد: أسلمت وبايعت، وهي عمة محمود بن لبيد، وأمّها أم البنين بنت حذيفة بن ربيعة القضاعيّة، من بني سلامان.
__________
(1) في أ: خمارتنا.
(2) أسد الغابة ت (7333) .(8/351)
11882- وسناء بنت الصّلت السلمية.
ذكر ابن ماكولا أن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تزوج بها فماتت قبل الدخول، كذا في «التّجريد» ، وقد ذكرها ابن أبي خيثمة (وابن أبي عبدة) «1» ، وسمّي جدّها الصّلت.
وقال عبد القاهر بن السّريّ: اسمها سنا- يعني بغير واو. وقال قتادة: اسمها أسماء، وقد تقدم جميع ذلك.
11883- م- وقصاء بنت مسعود
بن عامر بن عديّ بن جشم الأنصاريّة.
قال ابن سعد: أسلمت وبايعت، قال: وأمها كبشة بنت أوس بن أمية بن عامر بن خطمة. وتزوّج الوقصاء النعمان بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة الحارثي.
11884- م- وهبة بنت أبي بن خلف الجمحيّة:
زوج عبد اللَّه بن حميد. ذكرها الزّبير ابن بكّار.
القسم الثاني والقسم الثالث
خاليان.
القسم الرابع
11885- وصلة بنت وائل.
ذكرها ابن بشكوال.
قلت: وهو تصحيف، وإنما هي فاضلة. وقد تقدم ذكرها في حرف الفاء.
حرف الياء آخر الحروف
11886- يسيرة:
بمهملة مصغّرة «2» ، بنت مليكة، بالتّصغير، ابن زيد بن خالد بن العجلان الأنصاريّة من بني عوف بن الخزرج، ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11887- يسيرة:
أمّ ياسر «3» ، ويقال بنت ياسر الأنصاريّة، وتكنى أم حميضة.
__________
(1) سقط من أ.
(2) أسد الغابة ت (7358) .
(3) الثقات 3/ 450- أعلام النساء 5/ 229- تجريد أسماء الصحابة 2/ 312- تقريب التهذيب 2/ 618- تهذيب التهذيب 12/ 458- الكاشف 3/ 482- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 395- تهذيب الكمال 3/ 1699- حلية الأولياء 2/ 68- تبصير المنتبه 4/ 1493- الإكمال 7/ 431، أسد الغابة ت (7359) ، الاستيعاب ت (3572) .(8/352)
قال ابن سعد: أسلمت وبايعت وروت حديثا. وقال أبو عمر: كانت من المهاجرات.
وأخرج التّرمذيّ وابن سعد، من طريق هانئ بن عثمان، عن أم حميضة بنت ياسر، عن جدتها يسيرة، وكانت من المهاجرات، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «عليكنّ بالتّسبيح والتّقديس والتّهليل، واعقدن بالأنامل فإنّهنّ مسئولات ومستنطقات» «1» .
__________
(1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 533 عن يسيرة كتاب الدعوات (49) باب في فضل التسبيح والتهليل والتقديس (121) حديث رقم 3583 قال أبو عيسى هذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث هانئ بن عثمان، وأحمد في المسند 6/ 371، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 333، وابن أبي شيبة في المصنف 10/ 89، 13/ 453، والحاكم في المستدرك 1/ 547، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 2006.(8/353)
فصل فيمن عرف بالكنية من النساء
حرف الألف
القسم الأول
11888- أم أبان بنت عتبة
بن ربيعة «1» بنت عبد شمس العبشميّة «2» ، خالة معاوية.
قال أبو عمر: لما قدمت من الشّام خطبها عمر، وعلي، والزّبير، وطلحة، فأبت إلا من طلحة، فتزوجها. لا أعلم لها رواية.
قلت: هي والدة إسحاق بن طلحة، وكانت زوج أبان بن سعيد بن العاص، فاستشهد في حرب الروم.
11889- أم أزهر العائشية «3» .
قال أبو عمر: روي عنها حديث مخرجه عن النّساء فيه نظر، ثم ساقه من طريق أبي زرعة الرّازي، حدّثنا محمد بن مرزوق، حدّثتني أنيسة بنت منقذ العائشية، قالت: حدّثتني زينب بنت الزّبرقان العائشية، عن أم الأزهر، امرأة منهم- أنّ أباها ذهب بها إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فمسح يده عليها وبرك عليها، فكانت امرأة صالحة.
وأخرجه مطيّن، عن محمد بن مرزوق، والباوردي، عن مطين، وابن مندة، عن الباوردي.
11890- أم إسحاق الغنويّة «4» .
__________
(1) في هـ- زمعة.
(2) أسد الغابة ت (7360) ، الاستيعاب ت (3573) .
(3) أسد الغابة ت (7361) ، الاستيعاب ت (3574) .
(4) أسد الغابة ت (7362) ، الاستيعاب ت (3575) ، الثقات 3/ 459، أعلام النساء 1/ 33، بقي بن مخلد 988، تعجيل المنفعة ص 561.(8/354)
تقدم ذكر أول حديثها في ترجمة ولدها إسحاق في حرف الألف من الرّجال، وبقيته:
فدخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو يتوضّأ، قلت: يا رسول اللَّه وأنا أبكي: قتل إسحاق- تعني أخاها- فأخذ كفّا من ماء فنضحه في وجهي، قالت أم حكيم بنت دينار الرواية عنها: فلقد كانت تصيبها المصيبة العظيمة فترى الدّموع في عينها ولا تسيل على خدّها.
وأخرج أحمد، من طريق أم حكيم بنت دينار أيضا، عن مولاتها أم إسحاق- أنها كانت عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأتى بقصعة من ثريد فأكلت معه، ومعه ذو اليدين، فناولها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عرقا، فقال: «يا أمّ إسحاق، أصيبي من هذا» «1» ، فذكرت أني صائمة فنسيت، فقال ذو اليدين: الآن بعد ما شبعت. فقال النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم:
«إنّما هو رزق ساقه اللَّه إليك» «2» .
ووقع لي عاليا: قرأته على الشّيخ أبي إسحاق التّنوخي- أنّ أحمد بن أبي طالب أخبرهم، أخبرنا ابن اللّيثي، أخبرنا أبو الوقت، أخبرنا أبو داود، أخبرنا ابن أعين، أخبرنا أبو إسحاق الشّامي، حدّثنا عبد بن حميد أبو عاصم، عن يسار بن عبد الملك، حدّثتني أم حكيم بنت دينار، عن مولاتها أم إسحاق، قالت: دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأتى بخبز ولحم، فقال: «كلي» ، فأكلت، ثم ناولني عرقا فرفعت إلى فيّ، فذكرت أني صائمة فبقيت يدي لا أستطيع أن أرفعها إلى فمي، ولا أستطيع أن أضعها، فقال النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «ما لك يا أمّ إسحاق؟» قلت: يا رسول اللَّه، إني كنت صائمة. فقال:
أتمّي صومك. فقال ذو اليدين: الآن حيث شبعت! فقال النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم:
«إنّما هو رزق ساقه اللَّه إليها» .
11891- أم الأسود:
أخرج ابن أبي شيبة، عن ابن عباس، قال: ماتت شاة لأم الأسود زوج النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.. الحديث، وفيه: «ألا انتفعتم بمسكها» «3» !
وهو في البخاري في كتاب الأيمان والنّذور، عن ابن عبّاس، عن سودة زوج النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نحوه باختصار.
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 367 عن أم إسحاق بلفظه وأورده الزيلعي في نصب الراية 2/ 446 والهيثمي في الزوائد 3/ 160 عن أم إسحاق بلفظه وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه أم حكيم ولم أجد لها ترجمة.
(2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 292، 323، 6/ 367.
(3) المسك- بسكون السين: الجلد النهاية 4/ 331.(8/355)
وسودة بنت زمعة تقدّمت، ولا يعرف في أزواج النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم الأسود، فيحمل على أنها كنية سودة.
11892- أم أسيد «1»
: بضم الهمزة: امرأة أبي أسيد السّاعديّ.
ثبت ذكرها في صحيح البخاريّ، من طريق غسان، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: لما أعرس «2» أبو أسيد السّاعديّ دعا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأصحابه، فما صنع لهم طعاما ولا قرّب إليهم إلا امرأته أم أسيد، بلّت تمرات في تور «3» من حجارة من الليل، فلما فرغ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من الطّعام أتته فسقته تتحفه بذلك.
وأخرج أبو موسى، من طريق الجرّاح بن موسى، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد:
قال: لما أراد أبو أسيد السّاعدي أن يتزوج أم أسيد حضر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في نفر من أصحابه، وكان هو الّذي زوّجها إياه، فصنعوا طعاما، فكانت هي التي تقرّبه إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ومن معه.
11893- أم إياس بنت ثابت بن الأجدع:
تأتي في أم الحارث.
11894- أم أنس الأنصاريّة «4» :
وليس أنس بن مالك.
أخرج الطّبرانيّ من طريق عنبسة «5» بن عبد الرّحمن أحد الضّعفاء، عن محمد بن زاذان، عن أم سعد- امرأة زيد بن ثابت، عن أم أنس، قالت: قلت يا رسول اللَّه إن عيني تغلبني عن عشاء الآخرة. قال: «أعجليها يا أمّ أنس إذا اللّيل [ ... ] كلّ واد فقد [ ... ]
إذا حلّ وقت الصّلاة فصلّي ولا إثم عليك» .
11895- أم أنس بنت البراء «6»
ابن معرور.
روى حديثها عبد اللَّه بن أبي نجيح، عن مجاهد، عنها، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «ألا أنبّئكم بخير النّاس؟» قلنا: بلى. قال: «رجل- وأشار
__________
(1) أسد الغابة ت (7363) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 312. الثقات 3/ 459، الاستيعاب ت (3576) .
(2) أعرس الرجل فهو معرس إذا دخل بامرأته عند بنائها النهاية 3/ 206.
(3) هو إناء من صفر أو حجارة كالإجّانة وقد يتوضأ منه. النهاية 1/ 199.
(4) أسد الغابة ت (7366) ، الاستيعاب ت (3577) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 312، تلقيح فهوم أهل الأثر 387، بقي بن مخلد 999.
(5) في هـ- عتبة.
(6) أعلام النساء 1/ 112، تجريد أسماء الصحابة 2/ 312، أسد الغابة ت (7367) .(8/356)
بيده إلى المغرب- أخذ بعنان فرسه في سبيل اللَّه» ، ثمّ ذكر الّذي يليه في غنيمة يقيم الصّلاة، ويؤتي الزّكاة، قد اعتزل شرور النّاس» » .
أخرجه ابن مندة، من طريق جرير بن حازم، عن ابن إسحاق، عن ابن أبي نجيح،
وخالفه محمد بن سلمة عن ابن إسحاق، فقال: عن أم بشر، ذكره أبو نعيم.
11896- أم أنس زوج أبي أنس «2»
: ووالدة عمران بن أبي أنس.
أخرج الطّبرانيّ من طريق محمد بن إسماعيل الأنصاريّ، عن موسى بن عمران بن أبي أنس، عن جدّته أم أنس- أنها قالت: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقلت:
جعلك اللَّه في الرفيق الأعلى من الجنّة وأنا معك. قال: «أقيمي الصّلاة، فإنّها أفضل الجهاد، واهجري المعاصي فإنّها أفضل الهجرة، واذكري اللَّه كثيرا، فإنّه أحبّ الأعمال إلى اللَّه» «3» .
وأخرجه الطّبرانيّ أيضا من طريق إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس، حدّثني مربع، عن أم أنس- أنها قالت: يا رسول اللَّه، أوصني، فقال: «اهجريّ المعاصي، فإنّها أفضل الهجرة ... » الحديث.
وفيه: «اذكري اللَّه كثيرا، فإنّك لا تأتين اللَّه بشيء أحبّ إليه من كثرة ذكر اللَّه» «4» .
قال أبو موسى: أورد الطّبرانيّ الأول ترجمة مستقلة، وأورد الثّاني في ترجمة أم سليم والدة أنس بن مالك، وكأن هذه ثالثة، كذا قال.
وليس بظاهر، بل الظّاهر أنهما واحدة غير أم سليم. وقد أفردها أبو عمر عن أم سليم، ولكنه قال: جدّة يونس بن عثمان، وكذا قال البخاريّ في التّاريخ يونس بن عمران بن أبي أنس، عن جدّته، فذكر الحديث باللفظ الأول.
11897- أم أنس بنت عمرو
بن مرضخة الأنصارية «5» . من بني عوف بن الخزرج.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
__________
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8: 229 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43196 وعزاه لابن سعد عن أم بشر بن البراء بن معرور.
(2) أسد الغابة ت (7368) .
(3) ذكره الهيثمي في المجمع 10/ 78 وعزاه للطبراني في الكبير والأوسط وقال: فيه إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس وهو ضعيف.
(4) أحمد في المسند 3/ 438.
(5) أسد الغابة ت (7369) .(8/357)
11898- أم أنس بنت واقد
بن عمرو بن زيد بن مرضخة بن غنم بن عوف.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: تزوّجها عمرو بن ثعلبة.
11899- أم أوس البهزيّة «1»
. قال أبو عمر: روى أوس بن خالد حديثها من أعلام النبوّة. وأخرج الطّبراني، وابن مندة، من طريق عصمة بن سليمان عن خلف بن خليفة، عن أبي هاشم الرّماني، عن أوس بن خالد البهزي، عن أم أوس بن خالد البهزيّة- أنها أسلت سمنا لها، فجعلته في عكّة، ثم أهدته للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقبله وأخذ ما فيه ودعا لها بالبركة، وردّها إليها، فرأتها ممتلئة سمنا، فظنّت أنه لم يقبلها، فجاءت ولها صراخ، فقال: أخبروها بالقصّة، فأكلت منه بقية عمر النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وولاية أبي بكر وولاية عمر وولاية عثمان، حتى كان بين عليّ ومعاوية ما كان.
وأخرجه ابن السّكن، من طريق الحسن بن عرفة، عن خليفة، فلم يذكر أوس بن خالد في السّند.
11900- أم إياس بنت أنس
بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاريّة الأشهليّة، أمّها أم شريك بنت خالد بن خنيس، بمعجمة ونون مصغّرا، ابن لوذان بن عبد ودّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة.
قال ابن سعد: أسلمت وبايعت، وكانت زوج أبي سعد بن طلحة، من بني عبد الدّار.
11901- أم إياس بنت أبي الحيسر الأنصارية:
زوج عبد الرّحمن بن عوف التي تزوجها، فقيل له: «أو لم ولو بشاة» . سماها ابن القداح في أنساب الأوس، واسم أبي الحيسر، وهو بفتح المهملة وسكون التحتانية وفتح السّين المهملة بعدها راء- أنس بن رافع الأوسيّ.
11902- أم أيمن «2» :
مولاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وحاضنته.
قال أبو عمر: اسمها بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن بن مالك بن سلمة بن عمرو بن النّعمان، وكان يقال لها أم الظّباء.
__________
(1) أسد الغابة ت (7370) ، الاستيعاب ت (3578) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 312.
(2) أسد الغابة ت (7371) ، الاستيعاب ت (3579) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 313 تقريب التهذيب 2/ 619 تهذيب التهذيب 12/ 459، الكاشف 3/ 485، تهذيب الكمال 3/ 1700، خلاصة تذهيب 3/ 396، حلية الأولياء 2/ 67، تلقيح فهوم أهل الأثر 318، 372 بقي بن مخلد 310، الجرح والتعديل 9/ 461، شذرات الذهب 1/ 15، العبر 1/ 13، المعارف 144.(8/358)
وقال ابن أبي خيثمة: حدّثنا سليمان بن أبي شيخ، قال: أم أيمن اسمها بركة، وكانت لأمّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «أمّ أيمن أمّي بعد أمّي» .
وقال أبو نعيم: قيل: وكانت لأخت خديجة، فوهبتها للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وقال ابن سعد: قالوا: كان ورثها عن أمّه، فأعتق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم أيمن حين تزوّج خديجة، وتزوّج عبيد بن زيد، من بني الحارث بن الخزرج، أمّ أيمن، فولدت له أيمن فصحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فاستشهد يوم خيبر، وكان زيد بن حارثة لخديجة فوهبته لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأعتقه وزوّجه أم أيمن بعد النبوّة فولدت له أسامة.
ثم أسند عن الواقديّ، عن طريق شيخ من بني سعد بن بكر، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول لأم أيمن: «يا أمّه» . وكان إذا نظر إليها يقول «هذه بقيّة أهل بيتي» .
وقال ابن سعد: خبرنا أبو أمامة عن جرير بن حازم: سمعت عثمان بن القاسم يقول:
لما هاجرت أم أيمن أمست «1» بالمنصرف ودون الرّوحاء فعطشت وليس معها ماء وهي صائمة، فأجهدها العطش، فدلّي عليها من السّماء دلو من ماء برشاء أبيض، فأخذته فشربته حتى رويت، فكانت تقول: ما أصابني بعد ذلك عطش، ولقد تعرضت للعطش بالصّوم في الهواجر، فما عطشت.
وأخرجه ابن السّكن، من طريق هشام بن حسان، عن عثمان بنحوه، وقال في روايته:
خرجت مهاجرة من مكّة إلى المدينة وهي ماشية ليس معها زاد، وقال فيه: فلما غابت الشمس إذ أنا بإناء معلّق عند رأسي، وقالت فيه: ولقد كنت بعد ذلك أصوم في اليوم الحار، ثم أطوف في الشمس كي أعطش فما عطشت بعد.
أخبرنا عبد اللَّه «2» بن موسى، أخبرنا فضيل بن مرزوق، عن سفيان بن عيينة، قال: كانت أم أيمن تلطف النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وتقدّم عليه، فقال: «من سرّه أن يتزوّج امرأة من أهل الجنّة فليتزوّج أمّ أيمن» «3» .
فتزوّجها زيد بن حارثة.
__________
(1) في هـ- أمسية.
(2) في هـ- عبيد اللَّه.
(3) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 162 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34416 وعزاه لابن سعد عن سفيان بن عقبة مرسلا.(8/359)
وأخرج البغويّ، وابن السّكن، من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أم أيمن- وكانت حاضنة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال لبعض أهله: «إيّاك والخمر ... » الحديث.
قال ابن السكن: هذا مرسل.
وأخرج البخاريّ في «تاريخه» ومسلم، وابن السّكن، من طريق الزّهري، قال: كان من شأن أم أيمن أنها كانت وصيفة لعبد اللَّه بن عبد المطّلب والد النّبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وكانت من الحبشة، فلما ولدت آمنة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعد ما توفي أبوه كانت أمّ أيمن تحضنه حتى كبر، ثم أنكحها زيد بن حارثة- لفظ ابن السّكن.
وأخرج أحمد، والبخاريّ أيضا، وابن سعد، من طريق سليمان التيميّ عن أنس- أن الرجل كان يجعل للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم النخلات حتى فتحت عليه قريظة والنّضير، فجعل يردّ بعد ذلك، فكلمني أهلي أن أسأله الّذي كانوا أعطوه أو بعضه، وكان أعطاه لأم أيمن، فسألته فأعطانيه، فجاءت أم أيمن فجعلت تلوّح بالثّوب وتقول: كلا واللَّه لا يعطيكهن، وقد أعطانيهن، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «لك كذا وكذا» . وتقول:
كلّا حتى أعطاها، حسبته قال: عشرة أمثاله أو قريبا من عشرة أمثاله.
وأخرج ابن السّكن، من طريق عبد الملك بن حصين، عن نافع بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن أم أيمن، قالت: كان للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فخّارة يبول فيها باللّيل، فكنت إذا أصبحت صببتها، فنمت ليلة وأنا عطشانة، فغلطت فشربتها، فذكرت ذلك للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «إنّك لا تشتكين بطنك بعد هذا» .
قلت: وهذا يحتمل أن تكون قصّة أخرى غير القصّة التي اتفقت لبركة خادم أم حبيبة كما تقدّم في ترجمتها، لكن ادّعى ابن السّكن أنّ بركة خادم أم حبيبة كانت تكنى أيضا أم أيمن أخذا من هذا الحديث، والعلم عند اللَّه تعالى.
وأسند ابن السّكن، من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، قال: كان النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يدخل على أم أيمن فقرّبت إليه لبنا فإمّا كان صائما وإما قال:
«لا أريد» ، فأقبلت تضاحكه، فلما كان بعد وفاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال أبو بكر لعمر: انطلق بنا نزر أم أيمن كما كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يزورها، فلما دخلا عليها بكت، فقالا: ما يبكيك؟ فما عند اللَّه خير لرسوله.
قالت: أبكي أنّ وحي السماء انقطع، فهيّجتهما على البكاء، فجعلت تبكي، ويبكيان معها.(8/360)
وأخرجه مسلم، وأحمد، وأبو يعلى، من هذا الوجه، وفيه: ولكني أبكي على الوحي الّذي رفع عنا.
وقال الواقديّ: حضرت أم أيمن أحدا، وكانت تسقي الماء، وتداوي الجرحى، وشهدت خيبر.
وفي مسند يحيى الحمّانيّ، وأخرجه أبو نعيم، من طريقه، عن شريك، عن منصور، عن عطاء، عن ابن أم أيمن، عن أيمن، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم «لا يقطع السّارق إلّا في حجفة» «1» ،
وقوّمت في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دينارا أو عشرة دراهم، وهذا في سنده مقال.
وفي الطّبرانيّ، من طريق أبي عامر الخراز، عن أبي زيد المدني، قالت أم أيمن: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «ناولني الخمرة من المسجد» . قلت: إني حائض، قال: «إنّ حيضتك ليست في يدك» «2» ،
وهذا فيه انقطاع.
وأخرج ابن سعد بسند صحيح، عن طارق بن شهاب، قال: لمّا قبض النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بكت أم أيمن، فقيل لها: «ما يبكيك؟ قالت: أبكي على خبر السّماء ...
وفيه: لما قتل عمر بكت أم أيمن فقيل لها. فقالت: اليوم وهي الإسلام. وقال:
حدّثنا عفّان، وقال أحمد: حدّثنا عبد الصّمد، قالا: حدّثنا حمّاد، عن ثابت، عن أنس- أن أم أيمن بكت حين مات النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقيل لها. فقالت: إني واللَّه لقد علمت أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يموت، ولكني إنما أبكي على الوحي إذا انقطع عنا من السّماء.
وفي رواية عبد الصّمد الّذي رفع عنا: قال الواقديّ: ماتت أم أيمن في خلافة عثمان، وأخرج ابن السّكن بسند صحيح عن الزّهري أنها توفيت بعد رسول اللَّه صلى اللَّه
__________
(1) الحجفة والمجن والترس بمعنى. مجمع الزوائد 6/ 277.
(2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 245 عن عائشة بلفظة كتاب الحيض (3) باب جواز غسل الحائض رأس زوجها ... (3) حديث رقم (11/ 298) وأبو داود في السنن 1/ 118 كتاب الطهارة باب الحائض تناول من المسجد حديث رقم 261 والترمذي في السنن 1/ 241 كتاب أبواب الطهارة باب ما جاء في الحائض تناول الشيء من المسجد حديث رقم 134 قال أبو عيسى حديث عائشة حديث حسن صحيح وابن ماجة في السنن 1/ 207 كتاب الطهارة وسننها (1) باب الحائض تناول الشيء من المسجد (120) حديث رقم 632 وأحمد في المسند 2/ 45، 70، 86، 112، 245 الدارميّ في السنن 1/ 197، وابن أبي شيبة 2/ 365 وكنز العمال حديث رقم 27447.(8/361)
عليه وآله وسلم بخمسة أشهر، وهذا مرسل، ويعارضه حديث طارق أنها قالت بعد قتل عمر ما قالت، وهو موصول، فهو أقوى، وأعتمده ابن مندة وغيره، وزاد ابن مندة بأنها ماتت بعد عمر بعشرين يوما، وجمع ابن السّكن بين القولين بأن التي ذكرها الزّهري هي مولاة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وأن التي ذكرها طارق بن شهاب هي مولاة أم حبيبة بركة، وأن كلّا منهما كان اسمها بركة، وتكنى أم أيمن، وهو محتمل على بعد.
11903- أم أيمن:
أخرى: كانت مولاة مارية أم إبراهيم ولد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
ذكرها إسحاق بن راهويه في مسندة بسند مرسل، فقال: أخبرنا قبيصة بن عقبة، حدّثنا سفيان- هو الثّوري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: كانت أم أيمن جارية لأم إبراهيم ولد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فكانت إذا دخلت قالت: سلام إلا عليكم، فرخص لها النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أن تقول: السّلام عليكم.
11904- أم أيّوب بنت قيس
بن عمرو بن امرئ القيس الخزرجيّة الأنصاريّة «1» .
امرأة أبي أيّوب الصّحابيّ المشهور.
أ
خرج التّرمذيّ، من طريق ابن عيينة، عن عبد اللَّه بن أبي يزيد، عن أبيه- أن أم أيوب أخبرته قالت: نزل علينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فتكلفنا له طعاما فيه بعض هذه البقول، فكره أكله وقال لأصحابه: «كلوه، إنّي لست كأحدكم، إنّي أخاف أن أوذي صاحبي» .
وقال الحميدي: قال أبو سفيان: رأيت النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في النوم:
فقلت: يا رسول اللَّه، أهذا الحديث الّذي تحدّث به أم أيوب عنك إن الملائكة تتأذى مما يتأذى به بنو آدم، قال: «حقّ» .
11905- أم أيوب بنت قيس بن سعد
بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك الأغرّ.
ذكرها الواقديّ، وقال: أسلمت وبايعت، قال ابن سعد: ولم يذكرها غيره.
11906- أم أيوب بنت مسعود «2» :
__________
(1) الثقات 3/ 459 أعلام النساء 1/ 88، الاستبصار 69، 70، 119، 120، الكاشف 3/ 485 تجريد أسماء الصحابة 2/ 313، تقريب التهذيب 2/ 619، تهذيب التهذيب 12/ 460، تهذيب الكمال 3/ 1700، خلاصة تذهيب 3/ 396. تلقيح فهوم أهل الأثر 387، الجرح والتعديل 9/ 461، أسد الغابة ت (7372) ، الاستيعاب ت (3580) .
(2) أسد الغابة ت (7383) .(8/362)
ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ونقل عن المستغفريّ أنّ البخاريّ ذكرها ولم يورد لها شيئا.
القسم الثاني
11907- أم أبان بنت جندب
بن عمرو بن حممة الدوسيّة.
ذكر لها الزّبير قصّة في تزويج عمر إياها عثمان بن عفان.
حرف الباء الموحدة
القسم الأول
11908- أم بجيد الأنصاريّة الحارثيّة «1»
: اسمها خولة، تقدّمت في الأسماء، وهي مشهورة بكنيتها.
11909- أم بردة بنت المنذر «2»
بن زيد بن لبيد «3» بن عامر بن عدي بن النّجّار الأنصاريّة النّجاريّة.
مشهورة بكنيتها. وتقدم في الخاء المعجمة من الأسماء أن اسمها خولة، قال ابن سعد: إنها زينب بنت سفيان بن قيس بن زعوراء، من عدي بن النّجّار، تزوّجها البراء بن أوس بن الجعد بن عوف بن مبذول، وهي التي أرضعت إبراهيم ابن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، دفعه إليها لما وضعته مارية، فلم تزل ترضعه حتى مات عنها. وقال أبو موسى:
المشهور أن التي أرضعته أم سيف، ولعلهما جميعا أرضعتاه.
11910- أم بردة الأنصاريّة المازنيّة.
ذكرها «4» الزّبير في «أخبار المدينة» ، عن محمد بن الحسن، عن علي «5» بن موسى بن عروبة، عن يعقوب بن محمد بن أبي «6» صعصعة أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم صلّى في بني مازن في بيت أم بردة.
__________
(1) أسد الغابة ت (7374) ، الاستيعاب ت (3581) ، الثقات 3/ 462 أعلام النساء 1/ 101، تجريد أسماء الصحابة 2/ 313 تلقيح فهوم أهل الأثر 373 بقي بن مخلد 307، تقريب التهذيب 2/ 619، الكاشف 3/ 485 تهذيب التهذيب 12/ 460، تهذيب الكمال 3/ 1700، بقي بن مخلد 307، خلاصة تهذيب الكمال 1/ 126، الاستبصار 252، حلية الأولياء 2/ 72.
(2) أسد الغابة ت (7375) .
(3) في أ: لبيد بن حراس بن عامر.
(4) في أ: ذكر الزبير.
(5) في أ: عن محمد بن موسى.
(6) سقط في ط.(8/363)
11911- أم بشر:
بنت البراء بن معرور «1» .
تقدم نسبها في ترجمة والدها، وفي ترجمة أخيها بشر.
قيل: اسمها خليدة، وقيل السّلاف. والّذي ظهر لي بعد البحث أن خليدة والدة بشر بن البراء [
روى الزّهري، عن عبد الرّحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن أبيه، قال: لما حضرت كعبا الوفاة أتته أم بشر بنت البراء] «2» بن معرور، قالت: يا أبا عبد الرحمن إن لقيت أبي فاقرأه مني السّلام، فقال: لعمر اللَّه، يا أم بشر، لنحن أشغل من ذلك.
فقالت: أما سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «إنّ أرواح المؤمنين نسمة تسرح في الجنّة حيث تشاء «3» ، وإنّ نسمة الفاجر في سجّين؟ قال: بلى. قالت: هو ذاك.
أخرجه ابن مندة من رواية الحارث بن فضيل، عن الزّهري، عنه، قال: رواه يونس والزّبيدي، عن الزّهري، فقال أبو مبشر.
وقال أبو نعيم: اختلف أصحاب ابن إسحاق عن الزّهريّ عنه، فمنهم من قال أم بشر، ومنهم من قال أم مبشر،
ثم أخرج مسند الحسن بن سفيان بسنده إلى عليّ بن أبي الوليد، عن عبد اللَّه بن يزيد، عن أم بشر بنت البراء بن معرور، قالت: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في بيتي في نفر من أصحابه يأكل من طعام صنعته لهم، فسأله عن الأرواح، فذكرها بذكر منع القوم من الطّعام، ثم قال بعده: «أرواح المؤمنين في طيور خضر يأكلون من الجنّة ويشربون ويتعارفون ... » الحديث.
11912- أم بشر بنت عمرو
بنت عنمة بن عدي بن سنان بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمّها أم زيد بنت خديج بن سنان بن نابي، تزوّجها عبد الرحمن بن خراش بن الصمّة بن حرام، ثم خلف عليها عبد اللَّه بن بشير بن بشر بن أميّة «4» .
11913- أم بشر:
زوج البراء بن معرور. مضت في خليدة.
11914- أم بشر بنت البراء.
__________
(1) الثقات 3/ 459 أعلام النساء 1/ 112، تجريد أسماء الصحابة 2/ 313، الجرح والتعديل 9/ 461 بقي ابن مخلد 543، تلقيح فهوم أهل الأثر 378، أسد الغابة ت (7376) ، الاستيعاب ت (8583) .
(2) سقط في أ.
(3) في أ: حديث شاءوا.
(4) في أبشر بن آمنة.(8/364)
قال ابن سعد في بعض أحاديث أم بشر: أم بشير، وهي واحدة.
11915- أم بلال:
امرأة بلال «1» .
ذكرها أبو موسى في «الذّليل» ونقل عن المستغفريّ أن البخاريّ ذكرها فيمن روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من خزاعة.
11915- أم بلال:
بنت هلال السلمية «2» .
وقال أبو عمر: المزنية، ووهم،
قال: روت حديث: «ضحّوا بالجذع» .
قلت: أخرجه مسدّد، وأحمد، قال: حدّثنا يحيى القطّان، عن محمد بن أبي يحيى الأسلميّ، عن أمّه «3» أم بلال، وكان أبوها مع النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يوم الحديبيّة.
قلت:
قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «ضحّوا بالجذع من الضأن فإنّه جائز» .
وأخرجه ابن السّكن من رواية يحيى القطان، وقال في سياقه: عن أم بلال امرأة من أسلم.
وقال ابن مندة: تابعه حاتم بن إسماعيل، والقاسم بن الحكم، عن محمد بن أبي يحيى، ثم قال هو وابن السّكن: ورواه أبو ضمرة عن محمد بن [أبي] يحيى، فقال: عن أمه، عن أم بلال، عن أبيها.
قلت: أخرجه ابن ماجة من رواية عن محمد بن أبي نجيح كذلك، وذكرها كذلك العجليّ في «ثقات التّابعين» .
القسم الثاني
خال.
القسم الثالث
11917- أم بيان بنت زيد
بن مالك الأنصاريّة، أخت سعد بن زيد «4» .
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
11918- أم البنين بنت عيينة
بن حصن الفزاريّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (7377) .
(2) في أ: الأسلمية.
(3) أسد الغابة ت (7378) ، الثقات 3/ 460 أعلام النساء 1/ 118، تجريد أسماء الصحابة 2/ 313، تقريب التهذيب 2/ 119 تهذيب التهذيب 12/ 460، الكاشف 3/ 485، تهذيب الكمال 3/ 1700، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 96، بقي بن مخلد 1000.
(4) أسد الغابة ت (7379) .(8/365)
لوالدها صحبة، ولها إدراك، وتزوجها عثمان، وله معها قصّة في طبقات ابن سعد.
حرف التاء المثناة
خال.
حرف الثاء المثلثة
11919- أم ثابت بنت ثابت بن سنان.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: ذكرها محمد بن عمر.
11920- أم ثابت بنت ثعلبة «1»
: (بن عمرو بن محصن) «2» .
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال ابن سعد، بعد أن ساق نسبها إلى بني عامر بن مالك بن النّجّار [أمّها كبشة بنت مالك بن قيس من بني مازن بن النّجّار] «3» ، تزوّجها العلاء بن عمرو بن الربيع، من بني غنم بن النجار، وأسلمت أم بايع ثابت وبايعت.
11921- أم ثابت بنت جبر «4»
بن عتيك الأنصاريّة»
. ذكرها ابن حبيب في المبايعات أيضا، وكذا قال ابن سعد: وأمها هضبة بنت عمرو.
11922- أم ثابت بنت حارثة
بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عديّ بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّة.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها هند بنت مالك بن عامر، من بني بياضة، تزوّجها عبد اللَّه بن الحمير الأشجعيّ، وأسلمت أم ثابت وبايعت.
11923- أم ثابت بنت سنان
بن عبيد الأنصاريّة «6» .
ذكرها ابن حبيب] «7» .
11924- أم ثابت بنت سهل
بن عتيك. تأتي في أم سهل «8» .
11925- أم ثابت بنت قيس
بن شماس الأنصاريّة «9» ، أخت ثابت. ذكرها ابن حبيب
__________
(1) أسد الغابة: ت (7380) .
(2) في أ: أم ثابت بنت جابر بن عتيك.
(3) سقط من أ.
(4) في أ: جابر.
(5) أسد الغابة ت (7381) .
(6) أسد الغابة ت (7382) .
(7) سقط من أ.
(8) في أ: تأتي في أم سهل بنت سهل.
(9) أسد الغابة ت (7383) .(8/366)
في المبايعات. وقال ابن سعد: تزوجها ثابت بن سفيان بن عدي بن عمرو، فولدت له سماكا، ولها ذكر في ترجمة ليلى بنت سماك.
11926- أم ثابت بنت مسعود
بن سعد بن قيس بن خلدة الأنصاريّة الزرقيّة «1» .
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وذكرها ابن سعد، وقال: هي أخت أم سعد لأبيها وأمها.
11927- أم ثعلبة بنت ثابت «2»
بن الجذع الأنصاريّة، من بني حرام. ذكرها ابن حبيب أيضا.
11928- أم ثعلبة بنت زيد
بن الحارث بن حرام.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: هي أخت ثعلبة بن زيد بن الجذع، تزوّجها عمرو بن أوس بن عائذ بن الصّامت بن خالد بن عطية بن عديّ بن كعب، وأمها لبابة بنت خالد بن مخلد.
حرف الجيم
القسم الأول
11929- أم جعدة:
تأتي بعد واحدة.
11930- أم الجلاس التميميّة «3»
: هي أسماء والدة عبد اللَّه بن عباس بن أبي ربيعة.
تقدّمت في الأسماء.
11931- أم الجلندج:
والدة أشعب الطماع.
روى أبو الفرج، الأصبهانيّ، من طريق المطّلب بن عبد اللَّه بن يزيد بن عبد الملك، قال، كان عندي أشعب وجماعة فسبقت بينهم على دينار فسبقهم أشعب، وقال: أنا ابن أم الخلندج التي كانت تحرّش بين أزواج النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقلت له: ويحك! أو يفخر أحد بهذا! قال: لو لم يكن موثوقا بها عندهنّ ما قبلن منها.
قلت: ويقال لها أيضا أم حميدة، وأم جعدة.
__________
(1) أسد الغابة ت (7384) .
(2) أسد الغابة ت (7385) .
(3) أسد الغابة ت (7386) ، الاستيعاب ت (3585) .(8/367)
11932- أم جميل بنت أوس المرئية «1»
: بفتح الميم والراء ثم همزة ثم تشديد، من بني امرئ القيس.
كذا ذكرها أبو موسى [والمستغفريّ] «2» ، قال: تقدم ذكرها في ترجمة والدها.
قلت: وتقدم أن أبا علي الغسّاني ذكر في ذيل الاستيعاب أنّ اسمها جميلة.
11933- أم جميل بنت الجلاس
بن سويد بن الصّامت «3» بن خالد بن عطيّة الأنصاريّة، من بني عبد الأشهل.
قال ابن سعد: أسلمت وبايعت، وتزوّجها سالم بن عتبة بن سالم بن سلمة بن أميّة بن زيد.
11934- أم جميل بنت الحباب «4»
بن المنذر بن الجموح «5» بن زيد بن حرام الخزرجيّة.
ذكرها ابن سعد فيمن بايع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقال: تزوّجها المنذر ابن عمرو الخزرجيّ نقيب بني ساعدة، قال: وأمها زينب بنت صيفي بن صخر بن خنساء الأسلميّة.
11935
- أم جميل «6» بنت أبي أخزم «7»
بن عتيك بن النّعمان الأنصاريّة، من بني مالك.
111936- أم جميل بنت الخطاب:
القرشيّة العدويّة «8» ، زوج سعد بن زيد أحد العشرة، وهي أم ولده عبد الرحمن الأكبر، ذكرها الزّبير، وقيل هي فاطمة التي تقدّمت في حرف الفاء.
11937- أم جميل بنت عبد اللَّه «9» .
ذكر البغويّ من طريق موسى بن عبيدة الرّبذي عن أخيه عبد اللَّه، عن أم جميل بنت عبد اللَّه- أن زوجها ضربها، فذكرت ذلك للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «هل لك أن تفارقها؟» ففارقها.
__________
(1) أسد الغابة ت (7387) .
(2) سقط من أ.
(3) أسد الغابة ت (7388) .
(4) أسد الغابة ت (7389) .
(5) في أ: المنذر بن الخزرج.
(6) أسد الغابة ت (7390) .
(7) في أ: أم جميل بنت أبي حزم.
(8) أسد الغابة ت (7391) .
(9) أسد الغابة ت (7392) .(8/368)
11938- أم جميل بنت قطبة
بن عامر الأنصاريّة «1» ، من بني سواد.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال ابن سعد: تزوجها عثمان بن خلدة بن مخلد ابن عامر بن زريق، فولدت له أمامة، ثم تزوجها زيد بن ثابت، ثم تزوجها أنس بن مالك.
11939- أم جميل بنت المجلل «2»
: بجيم ولامين، بن عبد، أو عبيد، بن أبي قيس القرشيّة العامريّة، من بني عامر بن لؤيّ، كانت من السّابقات.
قال ابن سعد: أمها أم حبيب بنت العاص، أخت أبي أحيحة. أسلمت أم جميل بمكّة وبايعت وهاجرت إلى الحبشة الهجرة الثانية هي وزوجها حاطب بن الحارث، قال: وكان معها ابناهما: محمد، والحارث، وتقدم ذكرها في ترجمة ولدها محمد بن حاطب.
وأخرجه أحمد من طريق عبد الرّحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب، عن أمه أم جميل بنت المجلل، قالت: أقبلت بك من أرض الحبشة حتى إذا كنت من المدينة على ليلة أو ليلتين طبخت لك طبيخا ففني الحطب فذهبت أطلب فتثاقلت القدر فانكفأت على ذراعك ... الحديث.
11940- أم جندب:
والدة أبي ذرّ «3» .
وقع في قصّة إسلام أبي ذرّ الغفاريّ، عن مسلم، من طريق حميد بن هلال، عن عبد اللَّه بن الصّامت، عن أبي ذرّ، قال: فلما أسلمت أتيت أخي وأمي، فقالا: لا رغبة لنا عن دينك، فأسلمت أمي وأخي ... الحديث.
11941- أم جندب الأزدية:
والدة سليمان بن عمرو بن الأحوص «4» .
أخرج حديثها أحمد وابن سعد، كلاهما عن يزيد بن هارون، عن حجاج بن أرطاة، عن يزيد مولى عبد اللَّه بن الحارث، عن أم جندب الأزديّة، قالت: قال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «ارموا الجمرة بمثل حصى الخذف» «5» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7393) .
(2) أسد الغابة ت (7394) ، الاستيعاب ت (3586) .
(3) أسد الغابة ت (7395) ، الثقات 3/ 460، تجريد أسماء الصحابة 2/ 315.
(4) أسد الغابة ت (7397) ، الاستيعاب ت (3587) ، الكاشف 1/ 481، تجريد أسماء الصحابة 2/ 315، تقريب التهذيب 2/ 619، تهذيب التهذيب 12/ 461 تهذيب الكمال 1/ 1700، بقي بن مخلد 279.
(5) أخرجه أحمد في المسند 4/ 343، 5/ 270، 374 قال الهيثمي في الزوائد 3/ 261 رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجاله ثقات، وابن سعد في الطبقات الكبرى 4/ 237 عن حرملة بن عمرو.(8/369)
وأخرجه ابن سعد عن عبد اللَّه بن إدريس، عن يزيد بن زياد، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أمه به،
وأنتم منه، وفيه: وخلفه رجل يقيه حجارة النّاس، فسألت عنه، فقيل العبّاس بن عبد المطّلب.
وأخرجه أيضا من طريق مندل بن علي، عن يزيد، عن سليمان، عن أمه أم جندب به، لكن قال: فقيل الفضل بن العبّاس، وهو الصّواب.
وأخرجه ابن مندة من الوجه الأول، ثم قال: خالفه حماد بن سلمة، فقال: عن حجاج، عن يزيد بن الحارث، عن جندب، عن أمّه.
وفرق أبو نعيم بينهما، فجعل أم جندب والدة سليمان غير أم جندب الأزديّة، وجعل ترجمة أم جندب والدة أبي ذرّ بينهما، وهو وهم. والعجب أنه قال في الأزديّة، وهي والدة سليمان.
11942- أمّ جندب بنت مسعود
بن أوس الأنصاريّة «1» ، من بني ظفر.
ذكرها ابن حبيب، وابن سعد في المبايعات. وقال ابن سعد: أمها وأم أختها أم سلمة الشموس بنت عمرو، تزوّجها نضر بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر، فولدت له الحارث.
11943- أم جندرة:
والدة أبي قرصافة جندرة بن حبشيّة، وقع ذكرها عند الطّبرانيّ في مسند والدها.
القسم الثاني
خال.
القسم الثالث
11944- أم جميل الدوسيّة:
التي أجارت ضرار بن الخطّاب وغيره لما أرادت دوس أن تقتلهم بأبي أزيهر.
ذكرها أبو عبيدة، وقال غيره: هي أم غيلان الدّوسيّة، وهو المشهور، وستأتي في حرف الغين المعجمة.
القسم الرابع
11945- أم جندب الأزديّة «2» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7398) .
(2) أسد الغابة ت (7397) ، الاستيعاب ت (3587) .(8/370)
تقدّمت في والدة سليمان، وأن أبا نعيم غاير بينهما، والصّواب أنهما واحدة، وبه جزم أبو عمر.
حرف الحاء المهملة
القسم الأول
11946- أم الحارث بنت ثابت
بن الجذع الأنصاريّة «1» .
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وكذا قال ابن سعد، وزاد: ويقال إنها أم إياس، قال: تزوّجها مرداس بن مروان بن الجذع، وأمها أمامة بنت عثمان بن خلدة الزرقيّة.
11947- أم الحارث بنت الحارث
بن ثعلبة الأنصاريّة، من بني النّجّار.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها السميراء بنت قيس بن مالك، تقدّمت وتزوّجها عمرو بن غزية بن عمرو بن ثعلبة، فولدت له الحارث، وعبد الرحمن، ثم خلف عليها الحارث بن خزمة، فولدت له سهيمة.
11948- أم الحارث بنت الحارث بن عروة
بن عبد رزاح بن ظفر الأنصاريّة.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها سهلة بنت امرئ القيس بن ذؤيب بن عامر.
11949- أم الحارث بنت عياش
بن أبي ربيعة المخزوميّة «2» .
ذكرها ابن أبي عاصم في الوحدان،
وأخرج من طريق ابن جريج، عن محمد بن يحيى بن حبّان، عن أم الحارث- أنها رأت بديل بن ورقاء يطوف على جمل أورق على أهل المنازل بمنى يقول: إنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ينهاكم أن تصوموا هذه الأيّام، فإنّها أيّام أكل وشرب.
وذكرها أبو عمر بهذا الحديث، ولم يسنده.
وأسنده وأخرجه أبو نعيم من طريق ابن أبي عاصم والمعمري كلاهما عن هشام بن عمار، عن شعيب بن إسحاق، عن ابن جريج، ومن طريق مصعب بن سلام، عن ابن جريج، ومنها ما أخرجه ابن مندة من طريق مروان بن شجاع، عن ابن جريج.
__________
(1) أسد الغابة ت (7400) .
(2) أسد الغابة ت (7401) ، الاستيعاب ت (3588) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 315.(8/371)
11950- أم الحارث بنت مالك
بن خنساء بن سنان الأنصاريّة «1» .
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وكذلك ابن سعد، وزاد: تزوّجها ثابت بن صخر بن أمية، وهي أخت الطفيل بن مالك، شقيقته، أمها أسماء بنت القين بن كعب بن سواد.
11951- أم الحارث بنت النّعمان
بن خنساء، ذكرها ابن سعد في المبايعات.
11952- أم الحارث:
جدّة عمارة «2» بن غزية الأنصاريّة، من بني الخزرج.
قال أبو عمر: شهدت حنينا مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
11953- أم حارثة:
تأتي في أم ربيع بنت البراء، عمّة أنس.
11954- أم حارثة:
هي الرّبيع بنت النّضر «3» ، تقدمت في الأسماء.
11955- أم الحباب بنت الحباب:
أم رافع، اسمها الفريعة، تقدمت في حرف الفاء.
11956- أم حبّان:
بالكسر، بنت عامر بن نابي، أخت عقبة «4» .
تقدّم نسبها مع أخيها ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها فكيهة بنت السّكن بن زيد السلميّة، تزوجها حرام بن محيّصة، وقال: إنها التي استفتى لها أخوها عقبة بن عامر عن المنذر، وليس كذلك، لأن عقبة الّذي استفتى هو ابن عامر الجهنيّ، وهذا الأنصاريّ لا رواية له، وإنما اشتبه على من زعم ذلك باتفاق الاسم واسم الأب.
11957- أم حبيب بنت ثمامة:
من بني تميم بن دودان «5» بن أسد بن خزيمة. ذكرها ابن إسحاق فيمن هاجر من نساء بني أسد حلفاء قريش، واستدركها ابن الدباغ.
11958- أم حبيب بنت سعيد بن يربوع:
ذكر البلاذريّ أنها هاجرت إلى الحبشة.
11959- أم حبيب بنت العاص
بن أميّة بن عبد شمس القرشيّة الأمويّة «6» ، عمة خالد بن سعيد بن العاص وإخوته.
ذكرها المستغفريّ وأبو موسى في «الذّيل» عنه، ولم يذكر ما يدلّ على إسلامها، بل قال: كانت زوج عمرو بن عبد ودّ، يعني القرشيّ العامريّ الّذي قتله عليّ بن أبي طالب في الخندق، فلعلها عاشت إلى الفتح، وأسلمت، وهي بنت عم الحكم بن أبي العاص بن أمية والد مروان.
__________
(1) أسد الغابة ت (7402) .
(2) أسد الغابة ت (7399) .
(3) أسد الغابة ت (7403) .
(4) أسد الغابة ت (7404) .
(5) الاستيعاب ت (3590) .
(6) أسد الغابة ت (7405) .(8/372)
11960- أم حبيب:
أو أم حبيبة، بنت العباس بن عبد المطلب»
، والأول أشهر.
قال أبو عمر: أمها أم الفضل، فهي شقيقة الفضل، وعبد اللَّه، مذكورة
في حديث أم الفضل أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «لو بلغت أمّ حبيبة بنت العبّاس وأنا حيّ لتزوّجتها» ،
وتزوّجها الأسود بن سنان بن عبد الأسد المخزوميّ.
قال ابن الأثير: ذكرها ابن إسحاق،
في رواية يونس بن بكير عنه، عن الحسين بن عبد اللَّه بن عبيد بن العباس، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال: نظر رسول اللَّه صلى اللَّه تعالى عليه وآله وسلم إلى أم حبيب بنت العبّاس تدبّ بين يديه، فقال: «لئن بلغت هذه وأنا حيّ لتزوّجتها» .
فقبض قبل أن تبلغ، فتزوّجها الأسود، فولدت له لبابة سمّتها باسم أمّها.
قلت: وهذا يقتضي أن يكون لها رؤية، فتكون من أهل القسم الثاني، لكن ذكرها ابن سعد في الصحابيات، وذكر أنها ولدت للأسود ابنة أخرى اسمها زرقاء، قال: وولدها يسكنون مكّة.
11961- أم حبيب بنت غانم:
تقدم ذكرها في معاذة.
11962- أم حبيب بنت العوام
بن خويلد القرشية الأسدية، أخت الزبير.
ذكرها الزّبير بن بكّار، وقال. كانت زوج خالد بن حزام أخي حكيم بن حزام، فولدت له أم الحسن، ومات خالد بن حزام راجعا من هجرة الحبشة الأولى إلى مكة كما تقدم في ترجمته.
11963- أم حبيب بنت معتب:
اسمها حبيبة. تقدمت.
11964- أم حبيب بنت نباتة:
الأسدية. أسلمت بمكة وهاجرت. ذكرها ابن سعد.
11965- أم حبيب:
مولاة أم عطية «2» . تأتي في أم حبيبة، وكذا [ ... ] بنت جحش.
11966- أم حبيبة:
بزيادة هاء في آخرها، بنت جحش «3» ، أخت زينب زوج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
__________
(1) أسد الغابة ت (7406) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 316.
(2) أسد الغابة ت (7407) ، الثقات 3/ 462 تجريد أسماء الصحابة 2/ 316، تهذيب الكمال 3/ 1700، تلقيح فهوم أهل الأثر 372.
(3) أسد الغابة ت (7408) ، الاستيعاب ت (3591) .(8/373)
كانت تحت عبد الرحمن بن عوف فاستحيضت، فأخرج مسلم من طريق عمرو بن الحارث، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة- أن أم حبيبة بنت جحش ختنة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وتحت عبد الرحمن بن عوف- أنها استحيضت سبع سنين، فاستفتت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال ... الحديث.
ورواه معمر، عن الزّهريّ، فقال: أم حبيب بغير هاء. وقال يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أم حبيبة. وقال ابن قتيبة، عن الزهري: إن أم حبيب أو أم حبيبة- على الشك.
وقال محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن أم حبيبة بنت جحش- أنها استحيضت، فسألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأمرها بالغسل عند كل صلاة، فإن كانت لتخرج من المركن «1» وقد غلبت حمرة الدم على الماء «2» فتصلي.
وقد تقدمت رواية ابن أبي ذؤيب في الأسماء في حبيبة.
11967- أم حبيبة بنت أبي سفيان «3» :
صخر بن حرب بن أمية القرشية الأموية، زوج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، واسمها رملة. تقدمت في الأسماء.
11968- أم حبيبة بنت نباتة الأسدية:
ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت بمكة وبايعت وهاجرت مع من هاجر من قومها.
__________
(1) المركن- بكسر الميم: الإجّانة التي يغسل فيها الثياب والميم زائدة، وهي التي تخص الآلات. النهاية 2/ 260.
(2) أخرجه مسلم 1/ 263، في كتاب الحيض باب المستحاضة وغسلها وصلاتها (63/ 334) (64/ 334) .
(3) أسد الغابة ت (7409) ، الاستيعاب ت (3592) ، المغازي للواقدي 742، و 792، وتاريخ اليعقوبي 2/ 84 و 153 ومسند الإمام أحمد 6/ 325 و 425، والطبقات الكبرى 8/ 96، 100 والتاريخ لابن معين 2/ 736، وطبقات خليفة 332، وتاريخ خليفة 79 و 86، والمعارف 136 و 344، والمعرفة والتاريخ 3/ 318، وربيع الأبرار 4/ 305، والمعجم الكبير 23/ 218، 246، والعقد الفريد 5/ 12، والأخبار الطوال 199، والمحبر 76 و 88، وتسمية أزواج النبي 64- 66، والسير والمغازي 259 و 260- وتاريخ الطبري 2/ 653 و 654 وتاريخ أبي زرعة 1/ 45 و 76 والجرح والتعديل 9/ 461، والمنتخب من ذيل المذيل 604- 607 وجمهرة أنساب العرب 111 و 191، وأنساب الأشراف 1/ 96 وسيرة ابن هشام 3/ 310، والمعارف 136، وفتوح البلدان 160 والمستدرك 3/ 20- 23، وتاريخ دمشق 70 و 99، ونسب قريش 123 وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 358 و 359، والزيادات 14 والكامل في التاريخ 2/ 213 و 241، وتحفة الأشراف 11/ 306، 320 وتهذيب الكمال 3/ 1682، وتاريخ الإسلام 304 و 470 والسيرة النبويّة 45 و 593، وسير أعلام النبلاء 2/ 218 والمعين في طبقات المحدثين، والكاشف 4273 ومرآة الجنان 1/ 121 والوفيات لابن قنفذ 34، والجمع بين رجال الصحيحين 605 والوافي بالوفيات 14/ 145، ومجمع الزوائد 9/ 249.(8/374)
11969- أم حبيبة:
مولاة أم عطية «1» .
قالت: كنت في النسوة اللاتي أهدين بعض بنات النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «اصببن إذا صببتنّ على رأسها ثلاثا في الغسل من الجنابة» .
أخرجه أحمد والطّبرانيّ، من طريق شريك. عن عبد الملك بن أبي سليمان عنها، فوقع عند أحمد أم حبيبة، وعند الطبراني أم حبيب.
11970- أم الحجاج:
سرية أمامة «2» . ذكر الذهبي أن لها في مسند بقي حديثا.
11971- أم حرام بنت ملحان «3» :
خالة أنس بن مالك.
تقدم نسبها مع أخيها حرام بن ملحان في الحاء المهملة من الرجال، ويقال إنها الرميصاء، بالراء أو بالغين المعجمة، كذا أخرجه أبو نعيم، ولا يصح، بل الصحيح أن ذلك وصف أم سليم. ثبت ذلك في حديثين لأنس «4» وجابر عند النسائي.
وقال أبو عمر في أم حرام: لا أقف لها على اسم صحيح، وثبت ذلك في صحيح البخاري وغيره من طريق الموطأ لمالك عن إسحاق بن أبي طلحة، عن أنس- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كان إذا ذهب إلى قباء دخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، فدخل عليها فأطعمته وجلست تفلي رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك «5» ... الحديث في شهداء البحر، وفي آخره: قال: فركبت أمّ حرام البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فماتت.
وفي بعض طرقه في البخاريّ، عن أنس، عن أم حرام بنت ملحان، وكانت خالته- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال في بيتها فاستيقظ وهو يضحك، وقال: «عرض عليّ
__________
(1) الثقات 3/ 462، تجريد أسماء الصحابة 2/ 316.
(2) بقي بن مخلد 1002.
(3) أسد الغابة ت (7411) ، الاستيعاب ت (9593) ، الثقات 3/ 462 تجريد أسماء الصحابة 2/ 316، تقريب التهذيب 2/ 620، تهذيب التهذيب 12/ 462 الكاشف 3/ 486، تهذيب الكمال 3/ 1701، الاستبصار 40، 41، 42. خلاصة تهذيب الكمال 3/ 397، الجرح والتعديل 9/ 46، حلية الأولياء 2/ 61 أعلام النساء 1/ 214.
(4) في أ: لأنس عن جابر.
(5) أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 78 وأبو داود في السنن 2/ 9 عن أنس بن مالك ولفظه كان إذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان وكانت تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها يوما فأطعمته وجلست تفلّي رأسه قال أبو داود وماتت بنت ملحان بقبرص أبو داود كتاب الجهاد باب فضل الغزو في البحر حديث رقم 2491 وابن عبد البر في التمهيد 1/ 225 وأورده ابن حجر في فتح الباري 11/ 70.(8/375)
أناس من أمتي يركبون ظهر البحر الأخضر كالملوك على الأسرّة» . قالت: فقلت: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه أن يجعلني منهم، ثم نام فاستيقظ وهو يضحك، فقلت: يا رسول اللَّه، ما يضحكك؟ فقال: «عرض عليّ أناس من أمتي يركبون ظهر البحر الأخضر كالملوك على الأسرّة» . قلت: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه أن يجعلني منهم. قال: «أنت من الأوّلين» .
قال:
فتزوجها عبادة بن الصامت، فأخرجها معه، فلما جاز البحر ركبت دابة فصرعتها فقتلتها.
قال ابن الأثير: وكانت تلك الغزوة غزوة قبرس، فدفنت فيها، وكان أمير ذلك الجيش معاوية بن أبي سفيان في خلافة عثمان ومعه أبو ذر وأبو الدرداء وغيرهما من الصحابة، وذلك في سنة سبع وعشرين. قال أبو عمر: كان معاوية غزا تلك الغزوة بنفسه ومعه امرأته فاختة بنت قرظة، من بني نوفل بن عبد مناف.
قلت: وفي موطأ ابن وهب، عن ابن لهيعة- أن امرأة معاوية التي غزت معه تلك الغزوة هي كنود بنت قرظة، فلعل فاختة كانت تلقب كنود وهي أختها. تزوّج معاوية واحدة بعد أخرى، وجزم بذلك بعض أهل الأخبار، قال: وصالحهم معاوية تلك السنة ورجع.
وروى عن أم حرام أيضا زوجها عبادة بن الصامت، وعمير بن الأسود، وعطاء بن يسار، ويعلى بن شداد بن أوس.
11972- أم حرملة بنت عبد الأسود
بن خزيمة «1» بن أقيش بن عامر بن بياضة الخزاعية. تقدمت في خالد.
11973- أم الحسن بنت خالد
بن حرام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصيّ.
تقدم ذكرها مع أمها أم حبيب بنت العوام بن خويلد بن أسد، ومقتضى موت والدها قبل أن تدخل الحبشة أن تكون هي التي ولدت بمكة أو بالطريق، فيكون لها عند الوفاة النبويّة أكثر من عشر سنين.
11974- أم الحصين الأحمسية «2»
: ثبت حديثها في صحيح مسلم، من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن يحيى بن الحصين، عن جدته أم الحصين، قالت: حججت مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حجة الوداع.
__________
(1) أسد الغابة ت (7412) ، الاستيعاب ت (3594) .
(2) أسد الغابة ت (7414) ، الاستيعاب ت (3595) ، أعلام النساء 1/ 223، تجريد أسماء الصحابة 2/ 317، تقريب التهذيب 2/ 620 تهذيب التهذيب 12/ 463، الكاشف 3/ 487، تهذيب الكمال 3/ 1701، بقي بن مخلد 222 خلاصة تهذيب الكمال 3/ 398، تلقيح فهوم أهل الأثر 370.(8/376)
فرأيت أسامة وبلالا أحدهما آخذ بخطام ناقة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، والآخر رافع ثوبه يستره من الحر حتى رمى جمرة العقبة «1» . قال أبو عمر: روى عنها يحيى بن الحصين، والعيزار بن حريث، وسمى أباها إسحاق، ولم أرها لغيره،
ورواية العيزار بن حريث عنها عند ابن مندة، من طريق أبي نعيم، عن يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، قال: سمعت الأحمسية- يعني أم الحصين- تقول: رأيت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بردا قد التحف به من تحت إبطه يقول: «يا أيّها النّاس، اتقوا اللَّه وإن أمّر عليكم عبد حبشيّ فاسمعوا له وأطيعوا ما أقام فيكم كتاب اللَّه تعالى» «2» .
وأخرجه من طرق عن أبي إسحاق، عن يحيى بن الحصين، عن جدته مطولا ومختصرا، ورواه إسرائيل عن جده أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، عن أم الحصين، وعن أبي إسحاق عن يحيى بن الحصين، عن جدته. ورواه أبو نعيم في المعرفة، ووقع لنا بعلو في فوائد أبي بكر بن أبي الهيثم.
11975- أم حفيظ:
بفاء مصغرة، بنت الحارث الهلالية «3» ، أخت أم الفضل والدة ابن عباس. اسمها هزيلة، بزاي مصغرة. تقدم ذكرها وحديثها في حرف الهاء من الأسماء، وهي التي أهدت الضّباب لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
11976- أم الحكم بنت الزّبير
بن عبد المطلب بن هاشم القرشيّة الهاشمية «4» ، ابنة عم النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
قال الزّبير بن بكّار: ويقال: إنها كانت أخته من الرضاعة، وكان يزورها بالمدينة، ويقال لها أم حكيم، وهي أخت ضباعة التي تقدمت في الأسماء.
__________
(1) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 569 كتاب المناسك باب في المحرم يظلل حديث رقم 1834.
(2) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 725 كتاب التجارة باب (2) الاقتصاد في طلب المعيشة حديث رقم 2144 قال البوصيري في الزوائد علي ابن ماجة 2/ 725 اسناده ضعيف لأن فيه الوليد بن مسلم وابن جريج وكل منهما كان يدلس وكذلك أبو الزبير وقد عنعنوه لكن لم ينفرد به المصنف من حديث أبي الزبير عن جابر فقد رواه ابن حبان في صحيحه بإسنادين عن جابر أ. هـ-. وأحمد في المسند 5/ 381، والحاكم في المستدرك 4/ 325 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والطبراني في الكبير 4/ 75 والبغوي في شرح السنن 6/ 149، وكنز العمال حديث رقم 9289.
(3) أسد الغابة ت (7415) ، الاستيعاب ت (3596) ، الثقات 3/ 460، تجريد أسماء الصحابة 2/ 317.
(4) أعلام النساء 1/ 235 تجريد أسماء الصحابة 2/ 317، تقريب التهذيب 2/ 620، تهذيب التهذيب 12/ 463 الكاشف 3/ 487، تهذيب الكمال 3/ 1702، المنمق 289، 436، 437. خلاصة تهذيب الكمال 3/ 398، بقي بن مخلد 542، أسد الغابة ت (7416) .(8/377)
قال الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» «1» : كانت زوج ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وكذا ابن سعد «2» ، وزاد: إنها شقيقتها، وأنها ولدت له عبد شمس، وعبد المطلب، وأروى الكبرى، ومحمدا، وعبد اللَّه، والعباس، والحارث، وأمية، قال: وأطعم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أم الحكم من خيبر ثلاثين وسقا، قال: روت أم الحكم عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم،
وأخرج أبو داود، من طريق عباس بن عقبة، عن الفضل بن الحسن بن عمرو بن أمية الضمريّ- أن ابن أم الحكم أو ضباعة ابنتي الزبير حدثته إحداهما أنها قالت: أصاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سبيا، فذهبت أنا وأختي فاطمة بنت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نشكو إليه، وسألناه أن يأمر لنا بشيء من السبي، فقال: «سبقكنّ نساء بني بدر، ولكن أدلّكما على ما هو خير لكما من ذلك ... » الحديث في الذّكر في أثر كل صلاة.
وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه، فقال: أخبرني ابن أمّ الحكم، قال: أخبرتني أمي بنت الزبير ... فذكره، ثم قال: رواه ابن لهيعة عن الفضل كذلك.
11977- أم الحكم بنت أبي سفيان بن حرب الأموية «3»
: أخت معاوية شقيقته، وأخت أم حبيبة أم المؤمنين لأبيها- قال أبو عمر: أسلمت يوم، الفتح، وكانت ممن نزل فيه: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ [الممتحنة: 10] ، ففارقها عياض بن غنم، وتزوّجها عبد اللَّه بن عثمان الثقفي، فهي والدة عبد الرحمن بن أم الحكم اشتهر بالنسبة إليها.
11978- أم الحكم بنت عبد الرحمن
بن مسعود بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة الأنصاريّة، ويقال أم حكيم.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات. وقال ابن سعد: تزوجها أبو مسعود عقبة «4» بن عمرو البدريّ، وهي ممن أسلم وبايع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
11979- أم الحكم بنت عقبة:
تقدمت في ودة، في حرف الواو.
11980- أم الحكم الضمرية «5» .
__________
(1) في أ: الآخرة.
(2) في أ: كذا قال ابن سعد.
(3) أعلام النساء 1/ 236، أسد الغابة ت (7317) ، الاستيعاب ت (3597) .
(4) في أ: تزوجها أبو مسعر.
(5) أسد الغابة ت (7418) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 317.(8/378)
ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ، ونقل عن المستغفري أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قسم لها من خيبر ثلاثين وسقا.
11981- أم الحكم الغفارية «1»
: ذكرها الحسن بن سفيان في مسندة،
وأورد من طريق أم جعفر بنت النعمان عن أم الحكم الغفارية أنها سئلت هل سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يذكر الساعة؟ قالت:
نعم. يقول: «إذا قلّت العرب» .
وأورده أبو موسى في الذيل من طريقه، وسنده ضعيف.
11982- أم حكيم بنت أبي أمية
بن حارثة السلمية، زوج عثمان بن مظعون.
نسبها ابن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ [المائدة: 87] .
ووقع عند ابن مندة أم حكيم امرأة عثمان بن مظعون كانت تعتكف مع عمر. رواه من طريق عمر بن ذر، عن مجاهد مرسلا، وتعقبه أبو نعيم بأن الصواب بنت حكيم، وهي خولة، وهي كما قال، لكن أم حكيم هذه خولة بنت حكيم كما ذكرته من تفسير ابن الكلبي.
11983- أم حكيم بنت أبي جهل
بن هشام بن المغيرة، والدة الوليد بن عبد شمس المخزومي. ذكرت في ابنها الوليد.
11984- أم حكيم بنت الحارث
بن هشام بن المغيرة المخزومية «2» زوج عكرمة بن أبي جهل.
قال أبو عمر: حضرت يوم أحد وهي كافرة ثم أسلمت في الفتح، وكان زوجها فرّ إلى اليمن فتوجهت إليه بإذن من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فحضر معها، وأسلم ثم خرجت معه إلى غزو الروم، فاستشهد فتزوّجها خالد بن سعيد بن العاص، فلما كانت وقعة مرج الصفر أراد خالد أن يدخل بها، فقالت: لو تأخرت حتى يهزم اللَّه هذه الجموع! فقال:
إن نفسي تحدثني أني أقتل، قالت: فدونك، فأعرس بها عند القنطرة فعرفت بها بعد ذلك، فقيل لها قنطرة أم حكيم، ثم أصبح فأولم عليها، فما فرغوا من الطعام حتى وافتهم الروم، ووقع القتال، فاستشهد خالد، وشدت أم حكيم عليها ثيابها، وتبدّت وإن عليها أثر الخلوق. فاقتتلوا على النهر، فقالت «3» أم حكيم يومئذ [فقتلت] «4» بعمود الفسطاط الّذي أعرس بها خالد فيه سبعة من الروم.
__________
(1) أسد الغابة ت (7420) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 317.
(2) أسد الغابة ت (7421) ، الاستيعاب ت (3598) .
(3) في أ: فقتلت أم حكيم يومئذ.
(4) سقط في أ.(8/379)
وأخرج ابن مندة من طريق السجزيّ، عن ابن إسحاق، عن ابن شهاب، عن عروة، قال: كانت أم حكيم بنت الحارث عند عكرمة، وكانت فاختة بنت الوليد بن المغيرة عند صفوان بن أمية، فأسلمتا جميعا، واستأمنت أم حكيم بنت الحارث لعكرمة، فأمنه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
وذكر موسى بن عقبة في مغازيه، عن الزهري- أم حكيم بنت الحارث بن هشام أسلمت يوم الفتح، واستأذنت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بطلب زوجها عكرمة، فأذن لها وأمنه.
11985- أم حكيم بنت حرام «1»
: ذكر ابن حبيب أنها أسرت يوم بدر، ثم أسلمت وبايعت.
قلت: كذا ذكر ابن الأثير. وقد تصحفت لفظة بنت من ابن، وهي والدة حكيم بن حرام الصحابي المشهور، [وسيأتي ذكر] «2» قصتها في المبهمات إن شاء اللَّه تعالى.
11986- أم حكيم بنت الزبير
بن عبد المطلب بن هاشم «3» . قيل اسمها صفية، ويقال هي أم الحكم التي تقدمت قريبا. وقيل ضباعة التي تقدمت في الأسماء.
قال خليفة: حدثني غير واحد من بني هاشم أنهم لا يعرفون للزبير بن عبد المطلب بنتا غير ضباعة، ذكرها أبو عمر، لكنه لم يذكر أم الحكم، بل قال أم حكيم بنت ضباعة، وكانت تحت ربيعة بن الحارث، أسلمت وهاجرت.
روى عنها ابنها عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم دخل على ضباعة فنهش عندها من كتف، ثم صلى وما توضأ من ذلك.
قلت: وهذا الحديث أورده الحارث بن أبي أسامة في مسندة، وابن مندة، من طريق حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن أم حكيم، قالت: أكل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في بيتي كتفا فصلى ولم يتوضأ،
وذكر الاختلاف فيه على قتادة، فقال سعيد بن أبي عروبة عنه عن صالح أبي الخليل، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن الحارث، عن أم الحكم، عن أختها ضباعة. وقيل
__________
(1) أسد الغابة ت (7422) .
(2) في أ: وسأذكرها.
(3) أسد الغابة ت (7423) ، الاستيعاب ت (3599) ، الثقات 3/ 492، أعلام النساء 1/ 235، تجريد أسماء الصحابة 2/ 317، تقريب التهذيب 2/ 620 تهذيب التهذيب 12/ 463، الكاشف 3/ 487، تهذيب الكمال 3/ 1702، المنمق 42، 334، 416، 417، 439، الجرح والتعديل 9/ 462.(8/380)
عن سعيد، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل- أن أم حكيم بنت الزبير حدثته، ولم يذكر ضباعة.
أخرجه أحمد، وقال همام: عن قتادة، عن إسحاق لم يذكر أبا الخليل أخرجه ابن مندة.
وقال ابن مندة: رواه داود بن أبي هند، عن إسحاق، عن أم حكيم صفية، ولم يذكر ضباعة، وذكر إبراهيم الحربيّ أن سعيد بن بشر روى عن قتادة عن إسحاق بن عبد اللَّه بن الحارث، عن جدته أم حكيم هذا الحديث، قال: فوهم، وإنما هي جدته من قبل أمّه، وهي هند بنت أبي سفيان، أمها صفية بنت أبي عمرو بن أمية.
قلت: وأخرج إسحاق بن راهويه في مسندة هذا الحديث، من رواية داود بن أبي هند- أن أمّ حكيم بنت الزبير، وهي ضباعة، كانت تصنع للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الطعام ... الحديث في أكله من كتف الشاة، ويصلي ولم يتوضأ، فهذا يوضح بأن أم حكيم كنية ضباعة. واللَّه أعلم.
11987- أم حكيم بنت طارق الكنانية:
قال ابن سعد: أسلمت وبايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في حجة الوداع.
11988- أم حكيم بنت عبد الرحمن
بن مسعود. مضت في أم الحكم.
11989- أم حكيم بنت عقبة
بن أبي وقاص: أخت هاشم ونافع «1» .
قال أبو عمر: كانت من المهاجرات.
11990- أم حكيم بنت عقبة
بن أبي معيط.
قتل أبوها يوم بدر، وأسلمت أمها أروى يوم الفتح، وتزوجت من المطلب «2» بن أبي البحتري بن هاشم «3» بن المطلب الأسدي، فولدت له أمة اللَّه بنت المطلب، ذكر كل ذلك الزبير، ومقتضى ذلك أن تكون من الصحابة.
11991- أم حكيم بنت النضر:
أخت الربيع [بنت] النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام الأنصارية، أمها هند بنت زيد بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار.
__________
(1) أسد الغابة ت (7425) ، الاستيعاب ت (3600) .
(2) في أ: وتزوجت هي المطلب.
(3) في أ: هشام.(8/381)
قال ابن سعد: تزوجها ثعلبة بن وهب بن عديّ بن مالك، فولدت له أبا حكيم، وعبد الرحمن، وأم حكيم سهلة.
11992- أم حكيم بنت وداع:
ويقال بنت وادع الخزاعية» .
قال أبو نعيم: كانت من المهاجرات.
وقال أبو عمر: سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «عجّلوا الإفطار وأخّروا السّحور» «2» .
روت عنها صفية بنت جرير.
قلت: وصله أبو يعلى،
وأخرجه ابن مندة، من طرق عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل، عن حبابة بنت عجلان، عن أمها أم حفص، عن صفية، وساق بهذا الإسناد أحاديث أربعة أخر، منها: قالت قلت: للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: رد اللطف؟
فقال: «ما أقبحه! لو أهدي إليّ كراع لقبلته، ولو دعيت إليه لأجبته» «3» .
ومنها ما أخرجه ابن ماجة بهذا الإسناد، دعاء الوالد يفضي إلى الحجاب «4» .
وأخرج ابن سعد عن موسى بهذا الإسناد حديث: ما جزاء الغني من الفقير؟ قال: النصيحة والدعاء.
وقال: روت أم حكيم أحاديث بهذا الإسناد.
11993- أم حميد:
امرأة أبي حميد الساعدي «5» .
روى حديثها ابن عاصم، وبقي بن مخلد،
من طريق عبد الحميد بن المنذر بن أبي حميد، عن أبيه عن جدته أمّ حميد- أنها قالت: قلت: يا رسول اللَّه، يمنعنا أزواجنا أن
__________
(1) أسد الغابة ت (7426) ، الاستيعاب ت (3601) أعلام النساء 1/ 241 تجريد أسماء الصحابة 2/ 318، تقريب التهذيب 2/ 621، تهذيب التهذيب 12/ 465 الكاشف 3/ 487، تهذيب الكمال 3/ 1702، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 399. الإكمال 7/ 388.
(2) أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 158 عن أم حكيم بنت وداع وقال رواه الطبراني في الكبير من طريق حبابة وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 23879 عجليها يا أم أنس أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 19476 وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان عن أم أنس.
(3) انظر مجمع الزوائد (4/ 149) والمطالب (1606) والكنز (15095) .
(4) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1271 كتاب الدعاء (34) ، باب دعوة الوالد ودعوة المظلوم (11) حديث رقم 3863 قال البوصيري في زوائد ابن ماجة 2/ 1271 في إسناده مقال لأن جميع من ذكر في إسناده من النساء لم أر من جرحهن ولا من وثقهن وأبو سلمة هو التبوذكي واسمه موسى بن إسماعيل ثقة وكذا الراويّ عنه أ. هـ.
(5) أسد الغابة ت (7427) ، الاستيعاب ت (3602) ، الثقات 3/ 461 تجريد أسماء الصحابة 2/ 318، الكاشف 3/ 488، تهذيب الكمال 3/ 1702 الاستيعاب 32، 356، خلاصة تهذيب 3/ 399، تلقيح فهوم أهل الأثر 387. بقي بن مخلد 1006، تعجيل المنفعة ص 562.(8/382)
نصلي معك. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «صلاتكنّ في بيوتكنّ أفضل من صلاتكنّ في حجركنّ، وصلاتكنّ في حجركنّ أفضل من صلاتكنّ في دوركنّ، وصلاتكنّ، في دوركنّ أفضل من صلاتكنّ في الجماعة» «1» .
وأخرجه ابن أبي خيثمة، من رواية ابن وهب، عن داود بن قيس، عن عبد اللَّه بن سويد الأنصاري، عن عمته أم حميد- امرأة أبي حميد الساعدي- أنها جاءت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقالت: يا رسول اللَّه، إني أحب الصلاة معك. قال: «قد علمت أنك تحبين الصّلاة معي، وصلاتك في بيتك خير» ، فذكر نحوه، لكن بالإفراد، وزاد: «وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي» ، قال: فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه، فكانت تصلي فيه حتى لقيت اللَّه تعالى.
11994- أم حميد، والدة أشعب:
الطامع، تقدمت في أم الجلندج.
11995- أم حنظلة بنت رومي
بن وقش الأنصارية الأشهلية.
ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت وبايعت في رواية محمد بن عمر، أمها سهيمة بنت عبد اللَّه بن رفاعة الأوسية، وزوجها ثعلبة بن عدي الأشهليّ.
القسم الثاني
11996- أم حبيب بنت العباس
بن عبد المطلب. تقدم التنبيه عليها في الأول.
11997- أم حكيم بنت قارظ
بن خالد بن عبيد بن سويد بن قارظ، من بني ليث حلفاء بني زهرة «2» ، زوج عبد الرحمن بن عوف.
ذكرها البخاريّ في الصحيح تعليقا، فقال في باب: إذا كان الوليّ هو الخاطب من كتاب النّكاح: وقال عبد الرحمن بن عوف لأم حكيم بنت قارظ تجعلين أمرك إليّ؟ فقالت:
نعم. فقال: تزوجتك. وهذا الأثر وصله ابن سعد من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد بن خالد، وقارظ بن شيبة- أن أم حكيم بنت قارظ قالت لعبد الرحمن بن عوف: إنه قد خطبني غير واحد فزوجني أيهم رأيت. قال: وتجعلين ذلك إليّ؟ فقالت: نعم. قال: قد تزوجتك.
__________
(1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 2/ 384 والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 133 وأورده السيوطي في الدر المنثور 5/ 25، 52 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45189 وعزاه لأحمد في المسند والطبراني والبيهقي عن أم حميد.
(2) في أ: بني زهرة كانت زوج عبد الرحمن.(8/383)
قلت: وسعيد هو ابن خالد بن عبد اللَّه بن قارظ تابعي، ضعفه النسائي، ومشاه الدارقطنيّ، وقارظ بن شيبة قال (س) : لا بأس به، هو ابن قارظ، وأبوها قارظ كان [ ... ] .
القسم الثالث
11998- أم حبيب بنت عامر
بن خالد بن عمر بن قريط. لها إدراك. ذكر الواقديّ أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كتب إلى بني حارثة بن عمرو سنة تسع يدعوهم إلى الإسلام، فأخذوا الصحيفة فغسلوها ورقعوا بها دلوهم، فقالت أم حبيب بنت عامر منكرة عليهم:
إذا ما أتتهم آية من محمّد ... محوها بماء البئر فهو عصير
[الطويل]
11999- أم حزرة:
اسمها عبيدة. تقدمت.
القسم الرابع
12000- أم الحكم الضمرية «1» .
استدركها أبو موسى، وأورد في ترجمتها حديث أم الحكم بنت الزبير أنها ذهبت هي وفاطمة عليها السلام يسألان من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم السبي، وهذه هاشمية ليست ضمرية. وقال ابن الأثير: إن كان ظنها غيرها فقد وهم.
حرف الخاء المعجمة
القسم الأول
12001- أم خارجة بنت النضر
بن ضمضم الأنصارية «2» ، من بني عدي بن النجار.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
12002- أم خارجة «3»
: امرأة زيد بن ثابت
أورد ابن أبي عاصم، من طريق عبيد اللَّه بن أبي زياد، حدثنا أبو بكر بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة، حدثتني أم خارجة امرأة زيد بن
__________
(1) أسد الغابة ت (7418) .
(2) أسد الغابة ت (7429) .
(3) أسد الغابة ت (7428) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 318.(8/384)
ثابت، قال: أتينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في حائط ومعه أصحابه إذ قال: «أوّل رجل يطلع عليكم فهو من أهل الجنّة» ، فليس أحد منا إلا وهو يتمنى أن يكون من وراء الحائط، قالت: فبينما نحن كذلك إذا سمعنا حسا فرفعنا أبصارنا إليه ننظر من يدخل، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «عسى أن يكون علي بن أبي طالب» .
وذكر أبو نعيم أن مكي بن إبراهيم تابعه عن أبي بكر، أخرجه ابن مندة من وجهين:
عن أبي عبد الرحيم الحراني، عن محمد بن عبد اللَّه بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أم خارجة بنت سعد بن ربيع، عن أبي مرثد. وستأتي.
12003- أم خالد بنت الأسود
بن عبد يغوث القرشية الزهرية «1» . تقدمت في الأسماء في خالدة.
12004- أم خالد بنت خالد
بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس القرشية الأموية «2» . وهي مشهورة بكنيتها، واسمها أمة. لها ولأبويها صحبة، وكانا ممن هاجر إلى الحبشة، وقدما بها وهي صغيرة، وقصتها عند البخاري، من طريق خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أمه أم خالد، قال: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مع أبي وعليّ قميص أصفر، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم [ ... ] .
وقد تقدم ذكرها في أمة في حرف الألف.
12005- أم خالد بنت خالد
بن يعيش بن قيس بن عمرو بن زيد مناة «3» ، من بني عدي بن النجار.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: تزوجها حارثة بن النعمان، فولدت له عبد اللَّه، وسودة، وعمرة، وأم هشام.
12006- أم خالد بنت يعيش
بن قيس بن عمرو الأنصارية.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وأظنها الأولى، نسبت لجدها.
12007- أم خزيمة:
زوج جهم بن قيس.
__________
(1) أسد الغابة ت (3430) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 318، بقي بن مخلد 1001.
(2) طبقات ابن سعد 8/ 234، طبقات خليفة ت 3244، المحبر 410، الجرح والتعديل 9/ 462، تهذيب الكمال 1677، تاريخ الإسلام 3/ 219، تذهيب التهذيب 25614، العقد الثمين 8/ 184، تهذيب التهذيب 12/ 400، أسد الغابة ت (7431) ، الاستيعاب ت (3603) .
(3) أسد الغابة ت (7432) .(8/385)
الإصابة في تمييز الصحابة، ج 8، ص: 386
هاجرت معه إلى الحبشة، فماتت بها. ذكرها البلاذريّ.
12008- أم خلاد الأنصارية «1» :
سألت عن أبيها لما قتل، استدركها ابن الأثير.
12009- أم خناس:
بضم أوله وتخفيف النون «2» . قال ابن ماكولا: هي امرأة مسعود، لها صحبة.
12010- أم الخير بنت صخر «3»
بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة. وقيل:
بنت صخر بن عمرو بن عامر القرشية التميمية، والدة أبي بكر الصديق.
أسلمت قديما.
أخرج ابن عاصم، والطّبرانيّ بسند بين، عن ابن عبّاس، قال: أسلمت أمّ أبي بكر، وأم عثمان «4» ، وأم الزّبير، وأم عبد الرّحمن بن عوف، وأم عمار بن ياسر.
وأخرج بسند مسلسل بالطّلحيين إلى محمد بن عمران بن طلحة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: لما أسلم أبو بكر قام خطيبا فدعا إلى رسول اللَّه ورسوله، فثار المشركون فضربوه ... الحديث. وفيه قوله للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: يا رسول اللَّه، هذه أمي، فادع لها، وادعها إلى الإسلام، فدعا لها ودعاها، فأسلمت في قصّة طويلة، فيها: أنه سأل عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعد أن فاق من غشيته، فقالت له أمّه: لا تدري. فقال:
سلي أم جميل بنت الخطاب، فذهبت إليها فسألتها فحضرت معها، فقال: لا عين عليك من أمي، فأخبرته أنه في دار الأرقم. وأخرج الطّبرانيّ من طريق الهيثم بن عديّ، قال: أم أبي بكر الصّديق أم الخير بنت صخر، ولما هلك أبو بكر ورثه أبواه، وماتت أمّ الخير قبل أبي قحافة، وكانا قد أسلما.
حرف الدال المهملة
القسم الأول
12011- أم الدّحداح:
امرأة أبي الدّحداح «5» . تقدم في ترجمته قوله لها: اخرجي يا أم الدّحداح. وحديث آخر أخرجه أحمد من طريق شعبة، عن سماك، عن جابر بن سمرة- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى على أم الدّحداح.
__________
(1) أسد الغابة ت (7433) .
(2) أسد الغابة ت (7434) ، الاستيعاب ت (3605) .
(3) أسد الغابة ت (7436) ، الاستيعاب ت (3606) .
(4) في أ: وأم عثمان وأم طلحة وأم الزبير.
(5) أسد الغابة ت (7437) .(8/386)
هذه رواية أحمد عن محمد بن جعفر، عن شعبة، ورواه عن حجاج بن محمد عن شعبة، فقال: صلّى على أبي الدّحداح أو ابن الدّحداح، وهكذا هو عند مسلم، وأبي داود، والترمذيّ، من طرق عن شعبة. ووقع عند مسلم عن محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر بالشّك، عن أبي الدّحداح أو ابن الدّحداح.
12012- أم الدّرداء الكبرى «1» :
اسمها خيرة، بفتح المعجمة وسكون المثناة من تحت. تقدمت في الأسماء.
حرف الذال المعجمة
القسم الأول
12013- أم ذرّ:
امرأة أبي ذر الغفاريّ «2» . قال ابن مندة: لها ذكر في وفاة أبي ذرّ، ووصل ذلك أبو نعيم من طريق مجاهد، عن إبراهيم بن الأسير «3» ، وليس فيه ما يدل على أن له صحبة، بل فيه احتمال أن يكون تزوّجها بعد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، لكن وقفت على حديث فيه التصريح بأنها أسلمت مع أبي ذر في أول الإسلام،
أخرجه الفاكهيّ في كتاب مكّة: حدّثنا ميمون بن أبي محمد الكوفي، قال: حدّثني أبو الصّباح الكوفي بإسناد له يصل به إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: كان إذا أراد أن يبتسم قال لأبي ذر: يا أبا ذر:
حدّثني ببدء إسلامك. قال: كان لنا صنم يقال له: نهم فأتيته فصببت له لبنا ووليت، فحانت مني التفاتة، فإذا كلب يشرب ذلك اللبن، فلما فرغ رفع رجله فبال على الصّنم، فأنشأت أقول:
ألا يا نهم إنّي قد بدا لي ... مدى شرف يبعد منك قربا
رأيت الكلب سامك خطّ خسف ... فلم يمنع قفاك اليوم كلبا
[الوافر] فسمعتني أم ذرّ، فقالت:
لقد أتيت جرما ... وأصبت عظما ... حين هجوت نهما
[الرجز]
__________
(1) أسد الغابة ت (7438) ، الاستيعاب ت (3607) ، الأنساب 1/ 391 تجريد أسماء الصحابة 2/ 319، الجرح والتعديل 9/ 462، بقي بن مخلد 308. تلقيح فهوم أهل الأثر 373، 323، التاريخ لابن معين 2/ 124، 147.
(2) أسد الغابة ت (7439) .
(3) في أ: إبراهيم بن الأثير.(8/387)
فخبرتها الخبر، فقالت:
ألا فابقنا ربّا كريما ... جوادا في الفضائل يا ابن وهب
فما من سامه كلب حقير ... فلم تمنع يداه لنا بربّ
فما عبد الحجارة غير غاو ... ركيك العقل ليس بذيّ لبّ
[الوافر] قال: فقال صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «صدقت أمّ ذرّ، فما عبد الحجارة غير غاو» .
12014- أم ذرّة «1»
: مذكورة في الصّحابيات، حديثها
عند محمد بن المنكدر- أنها سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «أنا وكافل اليتيم [يوم القيامة] «2» كهاتين» «3» .
كذا في نسخ الاستيعاب.
حرف الراء
القسم الأول
12015- أم رافع بنت أسلم:
ذكرها ابن سعد، وابن حبيب في المبايعات.
12016- أم رافع بنت عامر
بن كريز «4» ، زوج عبد اللَّه بن أسود بن عوف. ذكرها الزّبير.
12017- أم رافع بنت عبد اللَّه
بن النعمان «5» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
12018- أم رافع بنت عثمان:
الزرقية. ذكرها ابن حبيب في المبايعات «6» .
12019- أم رافع:
زوج أبي رافع مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «7» ،
__________
(1) أسد الغابة ت (7441) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 319، تقريب التهذيب 2/ 621، تهذيب التهذيب 1/ 417، الكاشف 3/ 488، تهذيب الكمال 3/ 1703، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 399.
(2) سقط من أ.
(3) أخرجه البخاري في صحيحه 7/ 68، 8/ 10 وأبو داود في السنن 2/ 760 كتاب الأدب باب في ضم اليتيم حديث رقم 5150، والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 283، والبغوي في شرح السنة 1/ 123، والطبراني في الكبير 6/ 213، 8/ 351 وابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 2530، 2531، 3529 وكنز العمال حديث رقم 5993، 5996، 6024، 6025.
(4) في أ: كرز.
(5) أسد الغابة ت (7444) .
(6) أسد الغابة ت (7442) .
(7) أسد الغابة ت (7443) ، الجرح والتعديل 9/ 463 تجريد أسماء الصحابة 2/ 319.
ا(8/388)
اسمها سلمى، مشهورة باسمها وكنيتها. تقدّمت في الأسماء.
12020- أم ربعة:
بنت خدام.
روى حديثها ابن الأعرابيّ، عن عباس الدّوري عن أحمد، عن «1» يونس، عن أبي بكر بن عياش، عن يعقوب بن عطاء، قال: زوّج خدام ابنته أم ربعة وهي كارهة، فذكرت ذلك للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فنزعها من زوجها أبي لبابة. قال أبو موسى: الّذي في سائر الروايات أنها خنساء بنت خدام، ولعل هذه كنيتها.
12021- أم الربيع بنت أسلم
بن الحريش الأنصارية، امرأة بردع الظّفري «2» ، والدة يزيد بن يربوع. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. وقال ابن سعد: أمها سعاد بنت رافع بن أبي عمرو بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجّار، وهي أخت سلمة بن أسلم البدريّ شقيقته، تزوّجها أبو خيثمة بن ساعدة، فولدت له سهلا، وعميرة، وأم ضمرة. وأسلمت أم الربيع وبايعت.
12022- أم الرّبيع بنت البراء «3»
: أخرج البخاريّ، من طريق سفيان «4» ، عن قتادة، عن أنس، قال: قالت أم الرّبيع بنت البراء: يا رسول اللَّه، علمت منزلة حارثة مني ... الحديث وحارثة هو ابن سراقة، كان استشهد فحزنت أمّه كما تقدم في ترجمته، ويقال: إن هذه هي الرّبيّع بنت النضر عمّة أنس، وهو بالتشديد.
ووقع في صحيح مسلم والنّسائيّ، من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس- أن أم الرّبيّع أم حارثة جرحت إنسانا، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم:
«القصاص، القصاص ... » الحديث. وفي آخره: إنّ من عباد اللَّه من لو أقسم على اللَّه لأبرّه» .
ويقال: إنها الربيع بنت النضر كما ثبت في حديث أنس أيضا في صحيح البخاري، من رواية حميد، عن أنس، لكن فيه أنها كسرت ثنية امرأة، ولا يبعد تعدّد القصّة.
12023- أم الربيع بنت عبيد
بن النّعمان بن وهب بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجّار الأنصاريّة.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: تزوّجها كريم، بالتّصغير، ابن عديّ بن حارثة بن عمرو بن زيد مناة بن عديّ.
__________
(1) في أ: ابن يونس.
(2) أسد الغابة ت (7446) .
(3) أسد الغابة ت (7447) .
(4) في أ: من طريق شيبان.(8/389)
12024- أم رزن بنت سواد:
بن رزن بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّة. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها أم الحارث بنت النّعمان بن خنساء بن سنان، تزوجها يزيد بن الضّحاك بن حارثة بن زيد بن ثعلبة.
12025- أم رعلة»
: بكسر أوله وسكون المهملة، القشيريّة. لها حديث
أورده المستغفريّ، من طريق، وأبو موسى من طريق آخر، كلاهما من حديث ابن عبّاس- أن امرأة يقال لها رعلة القشيريّة وفدت على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكانت امرأة ذات لسان وفصاحة، فقالت:
السلام عليك يا رسول اللَّه ورحمة اللَّه وبركاته، إنا ذوات الخدور، ومحل أزر البعول، ومربيات الأولاد، ولا حظّ لنا في الجيش، فعلّمنا شيئا يقربنا إلى اللَّه عز وجل. فقال:
«عليكنّ بذكر اللَّه آناء اللّيل وأطراف النّهار، وغضّ البصر، وخفض الصّوت ... » الحديث، وفيه: قالت: يا رسول اللَّه، إني امرأة مقيّنة أقيّن النساء وأزينهنّ لأزواجهن، فهل هو حوب فأثبّط عنه؟ فقال لها: يا أم رعلة: «قيّنيهنّ وزيّنيهنّ إذا كسدن» .
ثم غابت حياة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأقبلت في أيام الردة، فذكر لها قصّة في الحزن على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وتطوافها بالحسن والحسين أزقّة المدينة تبكي عليه، وأنشد لها مرثية منها:
يا دار فاطمة المعمور ساحتها ... هيّجت لي حزنا حيّيت من دار
[البسيط] قال أبو موسى- بعد سياقه هذا الإسناد: لا يحتمل هذا، والحمل فيه على أبي القاسم جعفر بن محمد بن إبراهيم السرندسي «2» ، فإنه غير مشهور، ولا هو مذكور في رجال أصبهان، ثم ساق من طريق عبد اللَّه بن محمد البلويّ، عن عمارة بن زيد، عن إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن يحيى بن عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل، عن أبيه، عن ابن عبّاس، قال: قدمت القشيريّة مع زوجها أبي رعلة وكانت امرأة بدويّة ذات لسان فكان النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بها معجبا.
فذكر نحوه، وقال في آخر الحديث: فهاجت المدينة مأتما، فلم يبق دار من دور الأنصار إلا وأهلها يبكون. قال أبو موسى: هذا الإسناد أليق بهذا الحديث، يعني لشهرة البلويّ بالكذب. واللَّه أعلم.
__________
(1) أسد الغابة ت (7448) .
(2) في أالسر بديني.(8/390)
12026- أم رمثة «1»
: قال أبو عمر: شهدت خيبر، ولا أعرف لها غير هذا الخبر. وقد ذكرها ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير، فقال في تسمية من أعطاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من خيبر: ولأمّ رمثة أربعين وسقا.
قلت: قد ذكرها ابن سعد، وزاد مع التمر خمسة أوسق من الشّعير، ونسبها، فقال:
أم رمثة بنت عمرو بن هاشم بن المطّلب «2» بن عبد مناف، ويقال أم رميثة، بالتّصغير، أسلمت وبايعت. قال: وهي والدة حكيم والد القعقاع، وذكرها فيمن بايع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من المهاجرات.
12027- أم رومان «3» :
بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتّاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة، امرأة أبي بكر الصّديق، ووالدة عبد الرّحمن وعائشة. قال أبو عمر: هكذا نسبها مصعب، وخالفه، غيره، والخلاف في نسبها من عامر إلى كنانة، لكن اتفقوا على أنها من بني غنم بن مالك بن كنانة. وقال ابن إسحاق:
أم رومان اسمها زينب بنت عبد بن دهمان، أحد بني فراس بن غنم.
قلت: وثبت في صحيح البخاريّ أن أبا بكر قال لها في قصة الجفنة التي حلف عليها أنه لا يأكل منها من أضيافه: يا أخت بني فراس. واختلف في اسمها، فقيل زينب، وقيل دعد. قال الواقديّ: كانت أم رومان الكنانية تحت عبد اللَّه بن الحارث بن سخبرة بن جرثومة الأزديّ، وكان قد قدم مكة فحالف أبا بكر. قبل الإسلام، وتوفي عن أم رومان بعد أن ولدت له الطّفيل، ثم خلف عليها أبو بكر.
وقال ابن سعد: كانت امرأة الحارث بن سخبرة بن جرثومة. وساق نسبه إلى الأزد، فولدت له الطّفيل، وقدم من السّراة ومعه امرأته وولده، فحالف أبا بكر ومات بمكّة فتزوّجها أبو بكر، وقديما أسلمت هي وبايعت وهاجرت.
وأخرج الزّبير، عن محمد بن الحسن بن زبالة بسند له عن عائشة، قالت: لما هاجر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم خلّفنا وخلف بناته، فلما استقر بعث زيد بن حارثة،
__________
(1) الأعلام النساء 3/ 394، أسد الغابة: ت (7449) ، الاستيعاب ت (3608) .
(2) في أ: هاشم بن عبد المطلب.
(3) الثقات 3/ 459 أعلام النساء 1/ 405، تجريد أسماء الصحابة 2/ 320، تقريب التهذيب 2/ 621 تهذيب التهذيب 12/ 467، الكاشف 3/ 488، تهذيب الكمال 3/ 1703، بقي بن مخلد 1004، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 399، تلقيح فهوم أهل الأثر 321، 387، أسد الغابة ت (7450) ، الاستيعاب ت (3609) .(8/391)
وبعث معه أبا رافع، وبعث أبو بكر عبد اللَّه بن أريقط، وكتب إلى عبد اللَّه بن أبي بكر أن يحمل أمّ رومان وأسماء، فصادفوا طلحة يريد الهجرة، فخرجوا جميعا ... فذكر الحديث بطوله في تزويج عائشة.
وقال ابن سعد: توفّيت في عهد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في ذي الحجّة سنة ست،
ثم أخرج عن عفان، وزيد بن هارون، كلاهما عن حماد، عن عليّ بن زيد، عن القاسم بن محمد، قال: لما دلّيت أمّ رومان في قبرها قال النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم:
«من سرّه أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أمّ رومان» .
وقال أبو عمر: توفّيت أم رومان في حياة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وذلك في سنة ست من الهجرة، فنزل النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قبرها، واستغفر لها، وقال:
«اللَّهمّ لم يخف عليك ما لقيت أم رومان فيك وفي رسولك»
قال أبو عمر: كانت وفاتها فيما زعموا في ذي الحجّة سنة أربع أو خمس عام الخندق. وقال ابن الأثير: سنة ست. وكذلك قال الواقديّ في ذي الحجة سنة ست. وتعقب ابن الأثير من زعم أنها ماتت سنة أربع أو خمس، لأنه قد صح أنها كانت في الإفك حية، وكان الإفك في شعبان سنة ست.
قلت: لم يتفقوا على تاريخ الإفك، فلا معنى للتوهم بذلك، والخبر الّذي ذكر ابن سعد،
وأخرجه البخاريّ في تاريخه، عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة وابن مندة وأبو نعيم، كلّهم من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن القاسم بن محمد، قال: لما دليت أم رومان في قبرها قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من سرّه أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى هذه» .
ومنهم من زاد فيه: عن القاسم، عن أم سلمة. وقال البخاري بعد تخريجه: فيه نظر. وحديث مسروق أسند، يعني الّذي أخرجه هو من طريق حصين بن مسروق، عن أم رومان.
قال أبو نعيم الأصبهانيّ: قيل إنها ماتت في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وهو وهم. وقال في موضع آخر: بقيت بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دهرا. وقال إبراهيم الحربي: سمع مسروق عن أم رومان، وله خمس عشرة سنة.
قلت: ومقتضاه أن يكون سمع منها في خلافة عمر، لأن مولده سنة إحدى من الهجرة، وردّ ذلك الخطيب في «المراسيل» ، فقال: - بعد أن ذكر الحديث الّذي أخرجه البخاريّ فوقع فيه عن مسروق: حدّثتني أم رومان، فذكر طرفا من قصّة الإفك: هذا حديث غريب، لا نعلم أحدا رواه غير حصين، ومسروق لم يدرك أم رومان- يعني أنه إنما قدم من اليمن بعد وفاة النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فوهم حصين في قوله: حدّثتني إلا أن يكون(8/392)
بعض النقلة كتب سئلت بألف فصارت سألت، وتحرّفت الكلمة، فذكرها بعض الرواة بالمعنى، فعبّر عنها بلفظ حدّثتني، على أن بعض الرواة رواه عن حصين بالعنعنة، قال الخطيب: وأخرج البخاريّ في التّاريخ لما وقع فيه عن مسروق: سألت أم رومان، ولم يظهر له علّته.
قلت: بل عرف البخاريّ العلّة المذكورة وردّها كما تقدم، ورجح الرواية التي فيها:
إنها ماتت في حياة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، لأنها مرسلة. وراويها علي بن زيد، وهو ابن جدعان، ضعيف.
قلت: وأما دعوى من قال: إنها ماتت سنة أربع أو خمس أو ست فيردّها ما أخرجه الزّبير بن بكّار، عن إبراهيم بن حمزة الزّبيري، عن ابن عيينة، عن علي بن زيد: أن عبد الرّحمن بن أبي بكر خرج في فتية من قريش قبل الفتح إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكذا قال محمد بن سعد: إن إسلامه كان في صلح الحديبيّة، وكان أول الصّلح في ذي القعدة سنة ست بلا خلاف، والفتح كان في رمضان سنة ثمان.
وقد ثبت في الصّحيحين، عن أبي عثمان النّهدي، عن عبد الرّحمن بن أبي بكر- أن أصحاب الصّفّة كانوا ناسا فقراء- فذكر الحديث في قصّة أضياف أبي بكر، قال عبد الرّحمن: وإنما هو أنا وأمي وامرأتي وخادم بيتنا، وفي بعض طرقه عند البخاري في كتاب الأدب: فلما جاء أبو بكر قالت له أمّي: احتبست عن أضيافك. وأم عبد الرّحمن هي أمّ رومان بلا خلاف، وإسلام عبد الرّحمن كان بين الحديبيّة والفتح كما نبهت عليه آنفا، وهذه القصّة كانت بعد إسلامه قطعا، فلا يصح أن تكون ماتت في آخر سنة ست إلا إن كان عبد الرّحمن أسلم قبل ذلك، وأقرب ما قيل في وفاتها من الوفاة النبويّة أنها كانت في ذي الحجّة سنة ست، والحديبيّة كانت في ذي القعدة سنة ست، وقدوم عبد الرّحمن بعد ذي الحجّة سنة ست، فإن ادّعي أنّ الرّجوع من الحديبيّة وقصّة الجفنة المذكورة، وقدوم عبد الرّحمن بن أبي بكر، ووفاة أم رومان كان الجميع في ذي الحجّة سنة ست كان ذلك في غاية البعد.
ووقفت على قصّة أخرى تدل على تأخّر وفاة أم رومان عن سنة ست، بل عن سنة سبع، بل عن سنة ثمان،
ففي مسند الإمام أحمد، من طريق أبي سلمة عن عائشة، قالت: لما نزلت آية التخيير بدأ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعائشة، فقال: يا عائشة: «إنّي عارض عليك أمرا فلا تفتأتي فيه بشيء حتّى تعرضيه على أبويك: أبي بكر، وأمّ رومان، قالت: يا رسول اللَّه وما هو؟ قال: قال اللَّه عزّ وجلّ: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَ(8/393)
تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها ... الآية إلى: أَجْراً عَظِيماً [سورة الأحزاب آية 28] .
قالت: قلت: فإنّي أريد اللَّه ورسوله والدّار الآخرة ولا أؤامر في ذلك أبا بكر ولا أم رومان.
فضحك «1» .
وسنده جيد، وأصل القصّة في الصّحيحين، من طريق أخرى عن أم سلمة، والتخيير كان في سنة تسع، والحديث مصرّح بأن أم رومان كانت موجودة حينئذ، وقد أمعنت في هذا الموضوع في مقدمة فتح الباري في الفصل المشتمل على الردّ على من ادّعى في بعض ما في الصّحيح علة قادحة، وللَّه الحمد. فلقد تلقى هذا التعليل لحديث أم رومان بالانقطاع جماعة عن الخطيب من العلماء وقلّدوه في ذلك، وعذرهم واضح، ولكن فتح اللَّه ببيان صحة ما في الصّحيح وبيان خطأ من قال: إنها ماتت سنة ست. وقيل غير ذلك، وأول من فتح هذا الباب صاحب الصّحيح كما ذكره أولا، فإنه رجّح رواية مسروق على رواية علي بن زيد، وهو كما قال، لأن مسروقا متفق على ثقته، وعلي بن زيد متفق على سوء حفظه، ثم وجدت للخطيب سلفا، فذكر أبو علي بن السّكن في كتاب الصّحابة في ترجمة أم رومان أنها ماتت في حياة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: وروى حصين، عن أبي وائل، عن مسروق، قال: سألت أم رومان. قال ابن السكن: هذا خطأ. ثم ساق بسنده إلى حصين، عن أبي وائل، عن مسروق- أن أم رومان حدّثتهم ... فذكر قصّة الإفك التي أوردها البخاريّ، ثم قال: تفرّد به حصين، ويقال: إن مسروقا لم يسمع من أمّ رومان، لأنها ماتت في حياة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وباللَّه التوفيق.
حرف الزاي المنقوطة
القسم الأول
12028- أم زينب بنت ثعلبة:
12029- أم الزّبير
بن عبد المطّلب بن هاشم الهاشميّة.
ذكر ابن سعد أنها شقيقة ضباعة، وأن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أطعمها من خيبر أربعين وسقا.
12030- أم زفر الحبشية:
السّوداء الطّويلة «2» .
ثبت ذكرها في صحيح البخاريّ في حديث ابن جريج، أخبرني عطاء، أنه رأى أم زفر
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 212 عن عائشة وأورده ابن حجر في فتح الباري 7/ 438.
(2) أسد الغابة ت (7452) ، الاستيعاب ت (3610) .(8/394)
امرأة سوداء طويلة على سلّم الكعبة.
ومن طريق عمران بن بكر، حدّثني عطاء، قال: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنّة؟ قلت: بلى. قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقالت: إني أصرع، وإني أنكشف، فادع اللَّه لي «1» ، قال:
«إن شئت صبرت ولك الجنّة، وإن شئت دعوت اللَّه أن يعافيك» . فقالت: أصبر، وإني انكشف فادفع اللَّه ألّا أنكشف، فدعا لها «2» .
وأخرجه عبد الرّزّاق، عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم، عن طاوس- أنه سمعه يقول: إن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كان يؤتي بالمجانين فيضرب صدر أحدهم فيبرأ، فأتى بمجنونة يقال لها أم زفر، فضرب صدرها فلم تبرأ، ولم يخرج شيطانها، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «هو يعيبها في الدّنيا ولها في الآخرة خير» «3» .
قال ابن جريج: وأخبرني عطاء أنه رأى أم زفر تلك المرأة سوداء طويلة على سلم الكعبة. وأخبرني عبد الكريم، عن حسن- أنه سمعه يقول: كانت المرأة تخنق في المسجد، فجاء إخوتها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فشكوا ذلك إليه. فقال: إن شئتم دعوت اللَّه فبرأت، وإن شئتم كانت كما هي، ولا حساب عليها في الآخرة. فخيّرها إخوتها، فقالت:
دعوني كما أنا، فتركوها. فهذه رواية الثّقات عن عطاء.
وقد رواه عمر بن قيس، عن عطاء فصحّفها، فقال: عن أم قرثع، قالت: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقلت: إني امرأة أغلب على عقلي، فقال: «ما شئت: إن شئت دعوت اللَّه لك وإن شئت تصبرين وقد وجبت لك الجنّة» . فقالت له: أصبر.
أخرجه الطّبراني والخطيب من طريقه.
قلت: وسنده إلى عمر بن قيس ضعيف أيضا، وقد شدّ مع التصحيف في جعله الحديث من رواية عطاء عنها، وإنما رواه عطاء عن ابن عبّاس. وقد تقدم في حرف السّين المهملة أن اسمها سعيرة، وتقدّمت قصتها في الصّرع من وجه آخر، وذكرت في حرف
__________
(1) أخرجه البخاري 8/ 150 ومسلم في كتاب البر والصلة (54) وأحمد في المسند 1/ 347 وأبو نعيم في الحلية 2/ 71 والبيهقي في الدلائل 6/ 156 والطبراني في الكبير 11/ 157 وانظر الدر المنثور 4/ 287 والبداية والنهاية 6/ 182.
(2) أخرجه ابن حبان في صحيحة حديث رقم 708 وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 218 وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وذكره الهيثمي في الزوائد 2/ 307 وقال رواه البزار وإسناده حسن والبغوي في شرح السنة 5/ 235.
(3) أورده الحافظ في فتح الباري: 10/ 115.(8/395)
الشّين المعجمة أنّ بعضهم سمّاها شقيرة، بمعجمة ثم قاف، واللَّه أعلم.
12031- أم زفر:
ماشطة خديجة «1» .
ذكر عبد الغنيّ بن سعيد في «المبهمات» أنها المرأة التي قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فيها: «إنّها كانت تغشانا في زمن خديجة»
[فروى من طريق الزّبير بن بكار، عن سليمان بن عبد اللَّه بن سليم، أخبرني شيخ من أهل مكّة، قال: هي أم زفر ماشطة خديجة- يعني العجوز التي قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «إنّها كانت تغشانا في زمن خديجة] «2» .
قلت: ومضى في جثّامة من أسماء النّساء،
من طريق أبي عاصم، عن أبي عامر الخزر عن ابن أبي مليكة، عن عائشة- ما يقتضي أنه كان اسمها جثامة المزنية، فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «بل أنت حضانة» وفي رواية «حسانة» ،
فكونها مزنية واسمها حضانة يقوي أنها غير الحبشيّة، وإن اتفقا في الكنية، وكلام أبي عمر ثم أبي موسى يقتضي أنها واحدة، لكن أبو موسى في ترجمة أم زفر قال: إنه محتمل. وما أبو عمر فأورد ما يتعلّق بها مع خديجة وما يتعلق بالصّرع في ترجمة واحدة. والعلم عند اللَّه تعالى.
12032- أم زياد الأشجعيّة «3» :
روى حديثها رافع بن سلمة بن زياد الأشجعي، عن حشرج بن زياد الأشجعيّ، عن جدته أم أبيها- أنها خرجت مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في غزوة خيبر سادسة نسوة، قال: فبلغ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فبعث إلينا، فقال: «بإذن من خرجتنّ؟» ورأينا في وجهه الغضب، فقلنا: خرجنا ومعنا دواء نداوي به الجرحى، ونناول السهام ونسقي السويق ... الحديث. وفيه: أنه قسم لهنّ من التمر. أخرجه أبو داود، والنّسائيّ، وابن أبي عاصم.
12033- أم زيد بنت حرام
بن عمرو الأنصاريّة «4» ، من بني مالك، ويقال لها صاحبة الجمل. ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
12034- أم زيد بنت السّكن «5»
بن عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم الأنصاريّة ثم الجشميّة، ذكرها ابن سعد، وابن حبيب في المبايعات. وقال ابن سعد:
__________
(1) أسد الغابة ت (7452) .
(2) سقط من أ.
(3) بقي بن مخلد 545، أسد الغابة ت (7453) .
(4) أسد الغابة ت (7454) .
(5) أسد الغابة ت (7455) .(8/396)
تزوجها سراقة بن كعب بن عبد العزى بن غزيّة، فولدت له زيدا، وأسلمت وبايعت.
12035- أم زيد بنت عمرو
بن حرام بن زيد مناة، من بني عمرو بن مالك بن النّجّار.
ذكرها ابن سعد عن محمد بن عمر- أنها أسلمت وبايعت، قال: وهي صاحبة الجمل.
12036- أم زيد
بنت قيس بن النعمان بن سنان الأنصاريّة. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها أدام بنت القين بن كعب بن سواد، تزوّجها خالد بن عديّ بن عمرو بن عدي بن سنان بن نابي.
12037- أم زيد «1»
: غير منسوبة. ذكرت في سبب نزول قوله تعالى: وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما [سورة الحجرات، آية 9] . وقع ذلك في رواية أسباط بن نصر عن السدي، وقال: كانت امرأة من الأنصار يقال لها أم زيد اختصمت مع زوجها، فأقبل أهلها مع زوجها، فنزل قوله تعالى ... إلخ. قال ابن الأثير: لعلها واحدة من المتقدّمات.
12038- أم زينب بنت نبيط
بن جابر، وأمّها الفريعة بنت أبي أمامة أسعد «2» بن زرارة. تقدّم ذكرها في حبيبة.
12039- أم زينب التميمية:
ثم العنبريّة، ذكرها ابن مندة مع من تكنى بأم زينب، بنون مفتوحة قبلها مثناة تحتانية ساكنة، وكذا ضبطها العسكري كما تقدّم في ترجمة ولدها زينب بن ثعلبة. وقال: إن المحدثين يقولونها بموحدتين مصغّرة.
قلت: وهو المعتمد. وقد تقدم في ترجمة ذؤيب في الذّال المعجمة من أسماء الرّجال، وفيه
أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لولدها زينب بن ثعلبة: «بارك اللَّه فيك يا غلام، وبارك لأمّك فيك» .
وقال الذّهبيّ في «التّجريد» : دعاها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في حديث منكر، ذكره ابن مندة، وليس كما قال، بل سنده حسن.
__________
(1) أسد الغابة ت (7456) .
(2) أسد الغابة ت (7457) .(8/397)
حرف السين المهملة
القسم الأول
12040- أم سارة «1» :
كنود، التي أعطاها حاطب بن أبي بلتعة الكتاب إلى قريش فنزلت فيه: لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ [سورة الممتحنة: آية 1] . سمّاها قتادة عن أنس في حديث مختصر أخرجه ابن مندة، من طريق [....] عن قتادة، عن أنس- أن أمّ سارة أمة لقريش أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فشكت إليه الحاجة، ثم إن رجلا بعث معها كتابا إلى أهل مكّة ليحفظوا عياله، فنزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ ... [سورة الممتحنة آية 1] الآية.
قال أبو نعيم: لا أعلم أحدا ذكرها في الصّحابة ونسبها إلى الإسلام.
قلت: قد ذكروا أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كان أهدر دمها ثم أمّها يوم الفتح.
وقد تقدّم بيان ذلك في سارة. فإنه اختلف في اسمها وكنيتها، فقيل سارة أم كنود، وقيل كنود أم سارة.
12041- أم سالم الأشجعيّة «2»
: روى حديثها ابن أبي عاصم من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن رجل عنها- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم [....] «3» إلى أن قال: «ما أحسنها إن لم تكن ميتة ...
الحديث «4» .
12042- أم سالم:
مولى أبي حذيفة.
تقدم لها ذكر في ترجمة ولدها في حرف السين المهملة من أسماء الرّجال، وأخرج ابن سعد بسند صحيح عن عبد اللَّه بن شداد، قال: أعطى عمر أم سالم ميراث ولدها لما استشهد باليمامة.
12043- أم السّائب الأنصاريّة «5» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7460) .
(2) أسد الغابة ت (7459) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 321.
(3) بياض في أ، وفي ج بياض وبعده وهي في قبة فقال ما أحسنها.
(4) أخرجه أحمد في المسند 6/ 437 وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 223 عن أم مسلم الأشجعية وقال رواه أحمد والطبراني وقال في قبة من أدم وفيه رجل لم يسم.
(5) أسد الغابة ت (7461) ، الاستيعاب ت (3611) .(8/398)
قال أبو عمر: روى عنها أبو قلابة عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في الحمى، وقال بعضهم فيها: أم المسيّب، كذا قال. والّذي
في صحيح مسلم وعند ابن سعد وأبي يعلى، وغيرهما، من طريق حجاج الصّواف، عن أبي الزبير، عن جابر- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دخل على أم السّائب أم المسيّب وهي تزفزف، قال: «ما لك يا أمّ السّائب- أو أم المسيب- تزفزفين «1» ؟ قالت: من الحمّى، لا بارك اللَّه فيها.
فقال: «لا تسبى الحمّى، فإنّها تذهب خطايا ابن آدم كما يذهب الكير خبث الحديد» «2» ،
لفظ أبي يعلى.
نعم، أخرج أبو نعيم من طريق الحسن بن أبي جعفر، وأبي الزّبير عن جابر، قال: أتى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على امرأة من الأنصار يقال لها أم المسيّب، فذكر نحوه، وقال: رواه داود بن الزّبرقان، عن أيّوب، عن أبي الزّبير، فقال: أم السّائب.
قلت: وصله ابن مندة من طريق داود، فقال: أم السّائب جزما، وأسنده من طريق الثقفيّ عن أيّوب، عن أبي الزّبير، عن جابر، قال: ثبت أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مر على أم السّائب، فذكر الحديث نحوه. ولم أر في شيء من طرقه أنها أنصارية، بل ذكرها ابن كعب في قبائل العرب بين المهاجرين والأنصار.
12044- أم السّائب الغفاريّة:
تقدّم في السّائب الغفاريّ في حرف السّين من الرّجال- أنّ أمّه أتت به النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فسمّاه عبد اللَّه ... الحديث.
12045- أم السّائب النخعية «3»
: لها صحبة. ذكرها أبو عمر هكذا مختصرا.
12046- أم سباع «4»
: أخرج حديثها في العقيقة محمد بن سعد، عن عبد اللَّه بن إدريس: حدّثنا أسلم المنقري عن عطاء- أن أم السباع سألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنعقّ عن أولادنا؟ قال: نعم.
12047- أم سبرة «5»
: ذكرها أبو موسى في «الذّيل» عن المستغفريّ،
وساق من طرق
__________
(1) أي ترتعدين من البرد النهاية 2/ 305.
(2) أخرجه مسلم في البر والصلة (53) والبيهقي 3/ 377.
(3) أسد الغابة ت (7462) ، الاستيعاب ت (3612) .
(4) الثقات 2623، تجريد أسماء الصحابة 2/ 321.
(5) تجريد أسماء الصحابة 2/ 321، أسد الغابة ت (7463) .(8/399)
رشدين بن سعد، عن أبي بكر الأنصاريّ، عن سيرة عن أمّه- أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اللَّه ... »
الحديث.
وقال: في إسناد حديثها نظر.
12048- أم سعد الأنصاريّة «1»
: هي والدة سعد بن معاذ.
ذكرها أبو عمر. تقدم في حرف الكاف أن اسمها كبشة، وتقدّم لها ذكر في ترجمة ليلى بنت الخطيم الأوسيّة.
12049- أم سعد «2»
بنت زيد بن ثابت الأنصاريّة.
قال أبو عمر: لها أحاديث، منها الأمر بدم الحجامة من رواية محمد بن زادان عنها، وقيل: لم يسمع منها.
قلت: وصله ابن ماجة، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى، وابن مندة، وغيرهم.
وأخرج ابن مندة نسخة تشتمل على عدّة أحاديث، قال:
أخبرنا علي بن محمد بن نصر، حدّثنا محمد بن أيّوب، حدّثنا عتبان بن مالك، حدّثني عنبسة بن عبد الرّحمن، عن محمد بن زادان، عن أم سعد، قالت: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يأمر بدفن الدّم إذا احتجم «3» ،
وبه: دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو في بيت عائشة وهو يتأوه يشتكي بطنه، ويقول: وا بطناه.
وبه:
قلت: يا رسول اللَّه، هل من شيء لا يحلّ بيعه؟ قال: «لا يحلّ بيع الماء» .
وبه: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إذا سافر لا تفارقه مرآة ولا مكحلة يكونان معه.
وبه: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «الوضوء مدّ والغسل صاع، وسيأتي أقوام من بعدي يستقلّون ذلك، أولئك خلاف أهل سنّتي، والآخذ بسنّتي معي في خطيرة القدس، وهي سيرة أهل الجنّة» «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7464) ، الاستيعاب ت (3614) .
(2) الاستبصار 73 أعلام النساء 2/ 183، تجريد أسماء الصحابة 2/ 321، تقريب التهذيب 2/ 621 تهذيب التهذيب 12/ 470، تهذيب الكمال 3/ 1704، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 400 تلقيح فهوم أهل الأثر 375، أسد الغابة ت (7466) ، الاستيعاب ت (6413) .
(3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18320 ولفظة كان يأمر بدفن سبعة أشياء من الإنسان الشعر والظفر والدم والحيضة والسن والعلقة والمشيمة. وعزاه للحكيم الترمذي عن عائشة رضي اللَّه عنها والقرطبي في تفسيره 2/ 103.
(4) أورده ابن حجر في تلخيص الحبير 1/ 144 وقال أخرجه مسلم من حديث سفينة، واتفقا عليه من حديث أنس بزيادة خمسة أمداد وله ألفاظ ولأبي داود والنسائي وابن ماجة من حديث عائشة ولأبي داود وابن ماجة وابن خزيمة من حديث جابر مثله وصححه ابن القطان حديث رقم 194.(8/400)
وعنبسة بن عبد الرحمن من المتروكين.
12050- أم سعد بنت سعد بن الرّبيع الأنصاريّة «1» .
تقدّم نسبها في ترجمة والدها، أخرج حديثها أبو داود عن أبي نعيم، من طريق ابن إسحاق، عن داود بن الحصين، قال: كنت أقرأ على أم سعد بنت سعد بن الرّبيع مع ابن ابنها موسى بن سعد، وكانت يتيمة في حجر أبي بكر الصّديق، فقرأت عليها: وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ [سورة النساء آية 33] قال: لا، ولكن: وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ إنها نزلت في أبي بكر وعبد الرحمن بن أبي بكر حين أبى أن يسلم، فحلف أبو بكر ألّا يورثه، فلما أسلم أمره اللَّه عزّ وجل أن يورثه.
وأخرج ابن سعد عن الواقديّ، عن ابن أبي الزناد، عن إبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت، عن أم سعيد بن الرّبيع، قالت: دخل عليّ زيد بن ثابت، فقال: إن كنت تريدين أن تكلّمي في ميراثك من أبيك فتكلّمي، فإنّ عمر قد ورث اليوم الحمل، وكان أبوها قتل يوم أحد وهي حمل.
قال ابن سعد: أمها خلّادة بنت أنس بن سنان، من بني ساعدة، ولدتها بعد قتل سعد بأشهر، وتزوّجها زيد بن ثابت فولدت له خارجة، وسعدا، وعثمان، وسليمان، وأم زيد.
وروى خارجة بن زيد بن ثابت عن أم سعد بنت سعد بن الرّبيع عن أبي بكر الصديق شيئا من مناقب سعد بن الربيع. وقال ابن سعد في ترجمة خارجة بن زيد: هذا أمّه أم سعد جميلة بنت سعد بن الرّبيع، كذا قال. وسيأتي في أم العلاء ما يخالف هذا.
12051- أم سعد: ويقال أم سعيد، بنت عبد اللَّه بن أبي مالك الخزرجيّة،
أخت عبد اللَّه وجميلة، وأبوها هو عبد اللَّه بن أبي ابن سلول.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها لبني بنت عبادة بن نضلة الخزرجيّة، تزوّجها جبير بن ثابت بن الضّحاك بن ثعلبة الخزرجيّ.
12052- أم سعد بنت عقبة
بن رافع بن امرئ القيس بن يزيد بن عبد الأشهل الأشهليّة.
__________
(1) أسد الغابة ت (7467) ، الثقات 3/ 461، تجريد أسماء الصحابة 2/ 351 تقريب التهذيب 2/ 621، تهذيب التهذيب 12/ 470، الكاشف 3/ 489. تهذيب الكمال 3/ 1704، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 400 در السحابة 772.(8/401)
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها سلمى بنت عمرو بن خنيس»
السّاعدية، وهي عمة محمود بن لبيد، خلف عليها قيس بن مخرمة بن المطّلب القرشيّ بعد أختها ودّة، فولدت له.
12053- أم سعد بنت قيس بن حصن
بن خالدة «2» بن مخلّد بن عامر «3» بن زريق الأنصاريّة الزرقية.
ذكرها ابن سعد، وقال: أمها خولة بنت الفاكه بن قيس بن مخلّد، تزوّجها قيس بن عمرو بن حصن بن خالدة بن مخلد، ثم خلف عليها مسعود الأكبر بن عبادة بن سعد بن عثمان بن خالدة بن مخلد، وأسلمت أم سعد وبايعت.
12054- أم سعد «4»
: ويقال أم سعيد، بنت مرة بن عمرو الفهريّة، ويقال الجمحيّة.
ذكرها أبو عمر فقال: بنت عمر، ويقال عمير، الجمحيّة. روى عنها في كافل اليتيم.
واختلف على صفوان في إسناده.
قلت: وقد تقدّم بيان الاختلاف في الحديث في حرف الميم من الرّجال في مرة بن عمرو، وللَّه الحمد.
ومن جملة الاختلاف فيه
ما أخرجه ابن مندة من طريق محمد بن عمر، عن صفوان، عن أم سعد بنت عمرو الجمحيّة، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «من تكفّل يتيما له أو لغيره من النّاس كنت أنا وهو في الجنّة كهاتين» .
ولولا اتحاد المخرج، وأنّ مدار الحديث على صفوان بن سليم، لجوّزت أن تكون أم سعيد بنت مرة النهرية غير أم سعيد بنت عمرو أو عمير الجمحيّة، وقد أشرت إلى هذا في ترجمة مرة بن عمرو في أسماء الرّجال.
وقد سمّى ابن السّكن أم سعيد بنت عمرو الجمحيّة أسيرة، وأورد حديثها من طريق أبي أسامة، عن محمد بن عمر، وعن صفوان بن سليم، عن أم سعيد أسيرة بنت عمرو الجمحية، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكره. ثم قال: ويقال عن أم سعد بنت مرة عن أبيها، وفيه اختلاف كثير. انتهى.
__________
(1) في أ: جيش.
(2) في أ: حصن بن خالد.
(3) أسد الغابة ت (7470) .
(4) الثقات 3/ 464، تجريد أسماء الصحابة 2/ 322، تقريب التهذيب 2/ 622، تهذيب التهذيب 12/ 431، تهذيب الكمال 3/ 1704، ذيل الكاشف 2168.(8/402)
وأخشى أن تكون أسيرة تحرفت من أنيسة المذكورة في مرة بنت عمرو. وباللَّه التوفيق.
12055- أم سعد
بنت مسعود بن سعد بن قيس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق الأنصاريّة الزرقيّة. ذكرها ابن سعد فيمن بايع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال: أمها كبشة بنت الفاكه بن قيس بن المجلل.
12056- أم سعد بنت ثابت
بن عتيك، اسمها كبشة. تقدمت.
12057- أم سعيد
بنت أبي جهل بن هشام المخزوميّة. وقع ذكرها في قصّته في مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، من مسند أحمد. ومن المعجم الكبير للطّبراني، وهي من طريق رجل من هذيل، قال: رأيت عبد اللَّه بن عمرو ... فذكر قصّة، فرأى أم سعيد بنت أبي جهل متقلّدة قوسا وهي تمشي مشية الرجال، فذكر الحديث في ذم من تشبّه بالرّجال من النّساء، ورجاله ثقات إلا الهذلي، فإنه لم يسم.
12059- أم سعيد بنت سهل:
في معاذة.
12059- أم سعيد
بنت صخر بن حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلميّة.
زوج المسيب بن حزن المخزومي، وأم أولاده: سعيد، والسّائب، وعبد الرّحمن. قتل أبوها كافرا، وأسلم زوجها في الفتح، وولدت له أولاده بعد ذلك، فهي من أهل هذا القسم، ذكرها الزّبير.
12060- أم سعيد
بنت عبد اللَّه بن أبيّ. في أم سعد تقدّمت.
12061- أم سعيد بنت مرة:
تقدمت في أم سعد.
12062- أم سعيد:
والدة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل- يكتب من [....] .
باب الكافور في كتاب الجنائز للبيهقيّ في السّنن الكبير.
12063- أم سفيان بنت الضّحاك «1»
: قال ابن مندة: ذكرت في الصّحابة، ولا يثبت.
روى حديثها حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن موسى بن عبد الرّحمن. وذكرت عن عائشة أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم صلّى بهم صلاة الكسوف، فاستعاذ من عذاب القبر «2» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7471) .
(2) الثقات 3/ 464، تجريد أسماء الصحابة 2/ 322. أورده ابن عبد البر في التمهيد 3/ 310.(8/403)
قلت:
قد أورده عبد اللَّه بن أحمد من زيادات المسند عن هدبة بن خالد، عن حماد.
ولفظه: عن موسى بن عبد الرحمن، عن أم سفيان: أنّ يهودية كانت تدخل على عائشة فتتحدث فإذا قامت قالت: أعاذك اللَّه من عذاب القبر، فلما جاء رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بذلك فقال: كذبت، إنّما ذلك لأهل الكتاب، فكسفت الشمس، فقال: أعوذ باللَّه من عذاب القبر ... » الحديث «1» .
وهكذا أخرجه الطّبرانيّ، عن عبد اللَّه بن أحمد، وابن أبي عاصم، عن هدبة.
12064- أم سفيان بنت الضّحاك:
السّلميّة، جدّة منصور بن صفية، يعني لأمه.
قال أبو موسى في «الذّيل» : ذكرها جعفر المستغفريّ، ولم يورد لها شيئا، وجزم ابن الأثير بأنها التي قبلها، وفيه نظر، فإنه يحتمل التغاير.
12065- أم سلمة بنت أبي أميّة
بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم القرشيّة المخزوميّة أم المؤمنين «2» ، اسمها هند. وقال أبو عمر: يقال اسمها رملة، وليس بشيء، واسم أبيها حذيفة، وقيل سهيل «3» ، ويلقب زاد الراكب، لأنه كان أحد الأجواد، فكان إذا سافر لا يترك أحدا يرافقه ومعه زاد، بل يكفي رفقته من الزّاد، وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك الكنانيّة، من بني فراس، وكانت زوج ابن عمها أبي سلمة بن عبد الأسد بن المغيرة، فمات عنها كما تقدّم في ترجمته، فتزوجها النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في جمادى الآخرة سنة أربع، وقيل سنة ثلاث، وكانت ممن أسلم قديما هي وزوجها وهاجرا إلى الحبشة، فولدت له سلمة، ثم قدما مكّة وهاجرا إلى المدينة، فولدت له عمر، ودرة، وزينب، قاله ابن إسحاق.
وفي رواية يونس بن بكير وغيره عنه: حدّثني أبي، عن سلمة بن عبد اللَّه بن عمر بن أبي سلمة، قال: لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحل بعيرا له وحملني وحمل معي ابني سلمة، ثم خرج يقول بعيره، فلما رآه رجال بني المغيرة قاموا إليه فقالوا: هذه نفسك غلبتنا عليها، أرأيت صاحبتنا هذه علام نتركك تسير بها في البلاد؟ ونزعوا خطام البعير من يده، وأخذوني، فغضب عند ذلك بنو عبد الأسد وأهووا إلى سلمة، وقالوا: واللَّه لا نترك
__________
(1) ذكره الهيثمي في المجمع 2/ 211.
(2) أسد الغابة ت (7472) ، الاستيعاب ت (3617) ، ومعجم الثقات 20 تهذيب التهذيب 12/ 471، بقي ابن مخلد 12 تقريب التهذيب 2/ 622، تهذيب الكمال 3/ 1704، تاريخ جرجان 104، الجرح والتعديل 9/ 464 تلقيح فهوم أهل الأثر 21، 364.
(3) في أ: سهل.(8/404)
ابننا عندها إذا نزعتموها من صاحبنا، فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو عبد الأسد ورهط أبي سلمة.
وحبسني بنو المغيرة عندهم، وانطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة ففرّق بيني وبين زوجي وابني، فكنت أخرج كلّ غداة وأجلس بالأبطح، فما أزال أبكي حتى أمسى سبعا أو قريبها حتى مرّ بي رجل من بني عمي، فرأى ما في وجهي، فقال لبني المغيرة: ألا تخرجون من هذه المسكينة؟ فرّقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها! فقالوا: الحقي بزوجك إن شئت. وردّ عليّ بنو عبد الأسد عند ذلك ابني، فرحلت بعيري ووضعت ابني في حجري، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة، وما معي أحد من خلق اللَّه، فكنت أبلّغ من لقيت، حتى إذا كنت بالتّنعيم لقيت عثمان بن طلحة أخا بني عبد الدّار، فقال: أين يا بنت أبي أميّة؟ قلت:
أريد زوجي بالمدينة. فقال: هل معك أحد؟ فقلت: لا، واللَّه إلا اللَّه وابني هذا. فقال: واللَّه ما لك من مترك! فأخذ بخطام البعير، فانطلق معي يقودني، فو اللَّه ما صحبت رجلا من العرب أراه كان أكرم منه إذا نزل المنزل أناخ بي ثم تنحّى إلى شجرة فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرّواح قام إلى بعيري قدّمه ورحله، ثم استأخر عني، وقال: اركبي، فإذ ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه فقادني حتى نزلت، فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بين المدينة، فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال: إن زوجك في هذه القرية، وكان أبو سلمة نازلا بها.
وقيل: إنها أوّل امرأة خرجت مهاجرة إلى الحبشة، وأول ظعينة دخلت المدينة.
ويقال: إن ليلى امرأة عامر بن ربيعة شركتها في هذه الأوليّة.
وأخرج النّسائيّ أيضا بسند صحيح عن أم سلمة، قالت: لما انقضت عدة أم سلمة خطبها أبو بكر فلم تتزوّجه، فبعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يخطبها عليه، فقالت:
أخبر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أني امرأة غيري، وأني امرأة مصبية، وليس أحد من أوليائي شاهدا.
فقال: «قل لها: أما قولك غيري فسأدعو اللَّه فتذهب غيرتك. وأمّا قولك: إنّي امرأة مصبية فستكفين صبيانك. وأمّا قولك: ليس أحد من أوليائي شاهدا- فليس أحد من أوليائك شاهد أو غائب يكره ذلك» «1» .
فقالت لابنها عمر: قم فزوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فزوّجه.
وعنده أيضا بسند صحيح، من طريق أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام-
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 313.(8/405)
أنّ أم سلمة أخبرته أنها لما قدمت المدينة- أخبرتهم أنها بنت أبي أميّة بن المغيرة، فقالوا:
ما أكذب الغرائب، حتى أنشأ أناس منهم الحجّ، فقالوا: أتكتبين إلى أهلك؟ فكتبت معهم، فرجعوا يصدقونها، وازدادت عليهم كرامة.
فلما وضعت زينب جاءني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فخطبني، فقالت: ما مثلي ينكح. أما أنا فلا يولد لي وأنا غيور ذات عيال، فقال: «أنا أكبر منك، وأمّا الغيرة فيذهبها اللَّه، وأمّا العيال فإلى اللَّه ورسوله» ، فتزوّجها فجعل يأتيها فيقول: «أين زناب» ، حتى جاء عمار بن ياسر فأصلحها، وكانت ترضعها، فقال: هذه تمنع رسول اللَّه حاجته، فجاء النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «أين زناب» ، وقالت قريبة بنت أبي أميّة- فوافقتها عندها: أخذها عمار بن ياسر، فقال: إني آتيكم اللّيلة ... الحديث.
ويجمع بين الرّوايتين بأنها خاطبت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بذلك على لسان عمر. ويقال إنّ الّذي زوّجها من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ابنها سلمة. ذكره ابن إسحاق.
وقد تقدّم ذكر ذلك في ترجمة سلمة.
وأخرج ابن سعد من طريق عروة عن عائشة بسند فيه الواقديّ، قالت: لما تزوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم سلمة حزنت حزنا شديدا لما ذكر لنا من جمالها، فتلطفت حتى رأيتها، فرأيت واللَّه أضعاف ما وصفت، فذكرت ذلك لحفصة، فقالت: ما هي كما يقال، فتلطفت لها حفصة حتى رأتها فقالت: قد رأيتها، ولا واللَّه ما هي كما تقولين ولا قريب، وإنها لجميلة قالت: فرأيتها بعد ذلك فكانت كما قالت حفصة، ولكني كنت غيري.
وكانت أم سلمة موصوفة بالجمال البارع، والعقل البالغ، والرأي الصّائب، وإشارتها على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم الحديبيّة تدلّ على وفور عقلها وصواب رأيها.
روت عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وعن أبي سلمة، وفاطمة الزّهراء.
روى عنها ابناها: عمر، وزينب، وأخوها عامر، وابن أخيها مصعب بن عبد اللَّه، ومكاتبها نبهان، ومواليها: عبد اللَّه بن رافع، ونافع، وسفينة، وابنه، وأبو كثير، وخيرة والدة الحسن. وممن يعد في الصّحابة: صفيّة بنت شيبة، وهند بنت الحارث الفراسية، وقبيصة بنت ذؤيب، وعبد الرّحمن بن الحارث بن هشام. ومن كبار التّابعين: أبو عثمان النّهدي، وأبو وائل، وسعيد بن المسيّب، وأبو سلمة، وحميد: ولدا عبد الرّحمن بن عوف، وعروة، وأبو بكر بن عبد الرّحمن، وسليمان بن يسار، وآخرون. قال الواقديّ: ماتت في(8/406)
شوال سنة تسع وخمسين، وصلّى عليها أبو هريرة. وقال ابن حبّان: ماتت في آخر سنة إحدى وستين بعد ما جاءها نعي الحسين بن علي. وقال ابن أبي خيثمة: توفيت في خلافة يزيد بن معاوية.
قلت: وكانت خلافته في أواخر سنة ستين. وقال أبو نعيم: ماتت سنة اثنتين وستين، وهي من آخر أمهات المؤمنين موتا.
قلت: بل هي آخرهنّ موتا، فقد ثبت في صحيح مسلم أن الحارث بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة وعبد اللَّه بن صفوان دخلا على أم سلمة في خلافة يزيد بن معاوية، فسألا عن الجيش الّذي يخسف به، وكان ذلك حين جهّز يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة بعسكر الشّام إلى المدينة، فكانت وقعة الحرّة سنة ثلاث وستين، وهذا كله يدفع قول الواقديّ.
وكذلك ما حكى ابن عبد البرّ أنّ أم سلمة أوصت أن يصلّي عليها سعيد بن زيد، فإن سعيدا مات سنة خمسين أو سنة إحدى أو اثنتين، فيلزم منه أن تكون ماتت قبل ذلك، وليس كذلك اتفاقا، ويمكن تأويله بأنها مرضت فأوصت بذلك، ثم عوفيت، فمات سعيد قبلها.
واللَّه أعلم.
12066- أم سلمة بنت أبي حكيم «1»
: تأتي في أم سليمان.
12067- أم سلمة بنت رافع:
اسمها سعاد. تقدّمت.
12068- أم سلمة بنت محمية
بن جزء الزّبيديّ.
ذكر العدويّ أنها هي التي تزوّجها أبو عامر الفضل بن العبّاس.
12069- أم سلمة بنت مسعود
بن أوس بن مالك بن سواد بن ظفر.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها الشّموس بنت عمرو بن حرام النّجاريّة.
تزوّجها أوس بن مالك بن قيس بن محرّث، فولدت له الحارث.
12070- أم سلمة بنت يزيد «2»
بن السّكن، هي أسماء. تقدّمت.
روى حديثها التّرمذيّ عن عبد بن حميد بسنده، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة الأنصاريّة، قال: قالت امرأة: يا رسول اللَّه، ما هذا المعروف الّذي لا ينبغي لنا أن نعصيك فيه؟ قال: «لا تنحن ... » الحديث.
قال عبد: أم سلمة هي أسماء بنت يزيد.
__________
(1) أسد الغابة ت (7473) ، الاستيعاب ت (3616) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 322.
(2) أسد الغابة ت (7474) ، أعلام النساء 1/ 53 تفسير الطبري 1/ 348 تجريد أسماء الصحابة 2/ 322.(8/407)
12071- أم سليط «1»
: قال أبو عمر: من المبايعات، حضرت مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم أحد، قال عمر بن الخطاب: كانت ممن يزفر لنا القرب «2» يوم أحد.
قلت: ثبت ذكرها في صحيح البخاريّ، عن عمر، كناها عمر بابنها سليط بن أبي سليط بن أبي حارثة، وهي أم قيس بنت عبيد. ذكر ذلك ابن سعد كما سيأتي في حرف القاف، ثم ذكر غيره أنها تزوّجت بعد أبي سليط مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدريّ، فولدت أبا سعيد، فهو أخو سليط بن أبي سليط لأمّه.
12072- أم سليم بنت حكيم «3» :
تأتي في أم سليمان.
12073- أم سليم بنت خالد
بن يعيش بن عمرو، من بني غنم بن مالك بن النّجّار.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، قال: تزوجها قيس بن فهد، فولدت له سليما.
12074- أم سليم:
بنت سحيم «4» [الغفاريّة] «5» .
هي أمه أو أمته.
12075- أم سليم بنت عمرو
بن عباد، أخت أبي اليسر كعب بن عمرو السلميّ.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: تزوّجها نابي بن زيد بن حرام، وأمها نسيبة بنت قيس بن الأسود.
12076- أم سليم بنت قيس
بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عديّ بن عامر بن غنم بن عدي بن النّجار.
قال ابن سعد: ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت.
12077- أم سليم بنت ملحان «6»
بنت خالد بن زيد بن حرام بن جندب الأنصاريّة.
__________
(1) أسد الغابة ت (7477) ، الاستيعاب ت (3618) .
(2) يزفر القرب أي يحملها مملوءة ماء النهاية 2/ 304.
(3) الثقات 3/ 464، تجريد أسماء الصحابة 2/ 322، بقي بن مخلد 9940.
(4) أسد الغابة ت (7478) ، الاستيعاب ت (3619) .
(5) سقط في أ.
(6) أسد الغابة ت (7479) ، الاستيعاب ت (3620) ، الثقات 3/ 461 أعلام النساء 2/ 256، الدر المنثور 208، تجريد أسماء الصحابة 2/ 323. تقريب التهذيب 2/ 622، تهذيب التهذيب 12/ 471، الكاشف 3/ 489، تهذيب الكمال 3/ 400، 400، 407، 408، الجرح والتعديل 9/ 464، حلية الأولياء 2/ 57، تلقيح فهوم أهل الأثر 369، 322، تفسير الطبري ح 1/ 12527.(8/408)
تقدم نسبها في ترجمة أخيها حرام بن ملحان، وهي أم أنس خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، اشتهرت بكنيتها.
واختلف في اسمها، فقيل سهلة، وقيل رميلة، وقيل رميثة، وقيل مليكة، وقيل الغميصاء أو الرّميصاء تزوّجت مالك بن النضر في الجاهليّة، فولدت أنسا في الجاهليّة، وأسلمت مع السّابقين إلى الإسلام من الأنصار، فغضب مالك وخرج إلى الشّام فمات بها، فتزوّجت بعده أبا طلحة، فروينا في مسند أحمد بعلوّ في الغيلانيات، من طريق حمّاد بن سلمة، عن ثابت، وإسماعيل بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك- أن أبا طلحة خطب أم سليم- يعني قبل أن يسلم، فقالت: يا أبا طلحة، ألست تعلم أن إلهك الّذي تعبد نبت من الأرض؟ قال: بلى. قلت: أفلا تستحي تعبد شجرة! إن أسلمت فإنّي لا أريد منك صداقا غيره.
قال: حتى انظر في أمري، فذهب ثم جاء، فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأنّ محمدا رسول اللَّه، فقالت: يا أنس، زوّج أبا طلحة، فزوّجها.
ولهذا الحديث طرق متعددة. وقال ابن سعد: أخبرنا خالد بن مخلد، حدّثني محمد بن موسى، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال: خطب أبو طلحة أم سليم، فقالت: إني قد آمنت بهذا الرّجل، وشهدت بأنه رسول اللَّه، فإن تابعتني تزوّجتك. قال: فأنا على ما أنت عليه، فتزوّجته أم سليم، وكان صداقها الإسلام.
وبه: خطب أبو طلحة أم سليم- وكانت أم سليم تقول: لا أتزوج حتى يبلغ أنس ويجلس في المجالس، فيقول: جزى اللَّه أمي عنّي خيرا، لقد أحسنت ولايتي. فقال لها أبو طلحة: فقد جلس أنس وتكلم، فتزوّجها.
أخبرنا مسلم بن إبراهيم، أخبرنا ربعي بن عبد اللَّه بن الجارود، حدّثني أنس بن مالك- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كان يزور أمّ سليم فتتحفه بالشّيء تصنعه له «1» .
أخبرنا عمرو بن عاصم، حدّثنا همام، حدّثنا إسحاق، عن أنس، أنه حدّثهم: لم يكن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يدخل بيتا غير بيت أم سليم إلا على أزواجه، فقيل له. فقال: إني أرحمها، قتل أخوها وأبوها معي.
قلت: والجواب عن دخوله بيت أم حرام وأختها أنهما كانتا في دار واحدة، وكانت
__________
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 313 بلفظه.(8/409)
تغزو مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولها قصص مشهورة، منها ما أخرجه ابن سعد بسند صحيح أن أم سليم اتخذت خنجرا يوم حنين، فقال أبو طلحة: يا رسول اللَّه، هذه أم سليم معها خنجر، فقالت: اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت بطنه.
ومنها قصّتها المخرجة في الصّحيح لما مات ولدها ابن أبي طلحة، فقالت لما دخل:
لا يذكر أحد ذلك لأبي طلحة قبلي، فلما جاء وسأل عن ولده قالت: هو أسكن ما كان، فظنّ أنه عوفي، وقام فأكل ثم تزيّنت له وتطيّبت فنام معها، وأصاب منها، فلما أصبح قالت له: احتسب ولدك، فذكر ذلك للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «بارك اللَّه لكما في ليلتكما» ، فجاءت بولد وهو عبد اللَّه بن أبي طلحة، فأنجب ورزق أولادا، قرأ القرآن منهم عشرة كملا.
وقال الصّحيح أيضا عن أنس- أن أمّ سليم لما قدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قالت: يا رسول اللَّه، هذا أنس يخدمك، وكان حينئذ ابن عشر سنين، فخدم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم منذ قدم المدينة حتى مات، فاشتهر بخادم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وروت عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عدة أحاديث، روى عنها ابنها أنس، وابن عباس، وزيد بن ثابت، وأبو سلمة بن عبد الرّحمن، وآخرون.
وذكر أبو عمر نسبها من كتاب ابن السّكن بحروفه، لكن قال: اسم أمها مليكة، والّذي في كتاب ابن السّكن اسم أمها أنيقة- نبّه عليه ابن فتحون، وكأن أبا عمر أخذه عن ابن سعد، فإنه جزم بأن أمها مليكة بنت مالك بن عديّ بن زيد مناة.
12078- أم سليمان بنت أبي حكيم:
يقال: هي والدة سليمان بن أبي حثمة «1» .
وتقدم أن اسمها الشّفاء، وقال: هي غيرها. قال أبو عمر: أم سليمان، وقيل أم سليم العدويّة، وقال بعضهم: أم سلمة. روى عنها عبد اللَّه بن الطّيب أو الطبيب- أنها قالت:
أدركت من النّساء وهن يصلّين مع النّبي صلّى اللَّه عليه وسلّم الفرائض.
قلت: وصله ابن مندة من طريق أحمد بن يونس، عن ابن شهاب، عن ابن أبي ليلى، عن عبد الكريم، عن عبد اللَّه بن فلان، عن أم سليم بنت أبي حكيم- فذكره، ولم يقل في آخره الفرائض. قال: ورواه محمد بن عبد الوهاب، عن ابن شهاب، فقال: عن أم سلمة بنت حكيم.
قلت: رواية بنت عبد الوهاب وصلها الطّبرانيّ في الأوسط، عن موسى بن هارون،
__________
(1) أسد الغابة ت (7480) .(8/410)
عنه. واعتمد الذّهبي على رواية ابن يونس، ففسر القواعد بقواعد إبراهيم، وليس كما ظنّ، بل المراد القواعد من النّساء.
هكذا أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، عن أحمد بن يونس بلفظ: «لا تصلّين الفرائض» .
والسند ضعيف من أجل ابن أبي ليلى، وهو محمد، وشيخه عبد الكريم، وهو ابن أبي المخارق.
وقد أخرجه ابن مندة أيضا في ترجمة أم سليمان بن أبي خثمة، من طريق أبي محصن [ابن حصين] «1» بن نمير، عن ابن أبي ليلى كذلك، فقال: عبد اللَّه بن الطّيب، فذكره.
وأخرجه أبو نعيم من مسند الحسن بن سفيان، عن محمد بن جامع، عن أبي محصن، عن ابن أبي ليلى كذلك.
12079- أم سماك بنت ثابت:
اسمها أذينة. تقدّمت.
12080- أم سماك بنت سهل:
في ترجمة أمها أمامة بنت سماك.
12081- أم سماك
بنت فضالة بن عديّ الأنصاريّة، أخت أنس بن فضالة.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها سودة بن سويد بن حرام بن الهيثم بن وهب.
12082- أم سمرة «2»
: لها ذكر في ترجمة سميحة في أسماء الرّجال.
12083- أم سنان الأسلمية «3» .
ذكرها مطيّن في الصّحابة،
وأخرج من طريق محمد بن عمر بن صالح، عن أبي سنان يزيد بن حريث، عن ثبيتة، بمثلثة وموحدة ثم مثناة مصغّرة، بنت حنظلة، عن أمها أم سنان الأسلميّة من المبايعات، قالت: جئت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقلت: يا رسول اللَّه، إني جئتك وما جئت حتى ألجأت من الحاجة. فقال: «لو استعففت لكان خيرا لك» «4» .
وقال أبو عمر: أم سنان الأسلمية قالت: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فبايعته على الإسلام، فنظر إلى يدي، فقال: «ما على إحداكنّ أن تغيّر أظفارها» .
قالت:
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت (7482) .
(3) أسد الغابة ت (7483) ، الاستيعاب ت (3623) ، الثقات 3/ 464 أعلام النساء 2/ 262، تجريد أسماء الصحابة 2/ 323، تلقيح فهوم أهل الأثر 387 الإكمال 4/ 443.
(4) انظر المجمع 3/ 93.(8/411)
وكنا نخرج مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، إلى الجمعة والعيدين. روت عنها ثبيتة بنت حنظلة.
قلت: والحديث الّذي أخرجه الخطيب في المؤتلف من طريق يحيى بن العلاء القاضي عن صالح بن حريث بن يزيد عن [ ... ] سمعت ثبيتة به أخرجه ابن سعد عن الواقديّ، عن عمر بن صالح الحوطي، عن حريث بن يزيد الأسلميّ، عن ثبيتة بنت حنظلة، عن أمها أم سنان. وأخرج أيضا في ترجمة صفية بنت حيي، من طريق ثبيتة بنت حنظلة، عن أمها، عن أم سنان الأسلمية، قالت: كنت فيمن حضر عرس صفية فمشطناها وعطرناها، وكانت من أضوإ ما يكون من النساء، فأعرس بها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فسألناها، فذكرت أنه سر بها، ولم ينم تلك الليلة، لم يزل يتحدث معها وأصبح فأولم عليها.
وعن الواقديّ عن عبد اللَّه بن أبي يحيى، عن ثبيتة، عن أمها، قالت: لما أراد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الخروج إلى خيبر قلت: يا رسول اللَّه أخرج معك، أخرز السقاء، وأداوي الجرحى ... الحديث، وفيه: فإن لك صواحب قد أذنت لهنّ من قومك ومن غيرهم. قال: فكوني مع أم سلمة.
12084- أم سنان الأنصارية «1» .
خلطها ابن مندة بالأسلمية، فاستدركها أبو موسى،
وأخرج من طريق حبيب المعلم عن عطاء عن ابن عباس- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما رجع من حجة الوداع لقي امرأة من الأنصار يقال لها أم سنان، فقال: عمرة في رمضان تعدل حجة أو حجة معي.
وأخرجه ابن مندة، من طريق صدقة بن عبد اللَّه، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال لامرأة من الأنصار: ما منعك أن تحجّي معنا؟
الحديث.
قال ابن جريج: وسمعت داود بن أبي عاصم يحدث عن عطاء، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بهذا، وسمى المرأة أم سنان.
12085- أم سنبلة الأسلمية «2»
. قال ابن مندة: روت عنها عائشة. وقال ابن السكن: حديثها في أهل المدينة، ثم
__________
(1) أسد الغابة ت (7484) .
(2) أسد الغابة ت (7485) ، الاستيعاب ت (3624) ، الثقات 3/ 464. أعلام النساء 2/ 265. تجريد أسماء الصحابة 2/ 323، تلقيح فهوم أهل الأثر 387 بقي بن مخلد 983.(8/412)
أخرج من رواية أبي أويس، عن عبد الرّحمن بن حرملة، عن عبد اللَّه بن نيار الأسلميّ، عن عروة- سمعت عائشة تقول: أهدت أم سنبلة الأسلميّة لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لبنا، فدخلت عليه فلم تجده، فقلت لها: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قد نهى أن نأكل ما تهديه الأعراب، فدخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأبو بكر، فقال: «يا أمّ سنبلة، ما هذا معك؟» قالت: لبن أهديته إليك. قال: «اسكبي يا أمّ سنبلة» ، فناولته رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فشرب، فقالت عائشة: يا رسول اللَّه، قد كنت حدثتنا أنك نهيت عن طعام الأعراب. فقال: «يا عائشة، ليسوا بأعراب، هم أهل باديتنا، ونحن أهل حاضرتهم، إذا دعوناهم أجابوا فليسوا بأعراب» «1» .
وأخرجه ابن مندة، من رواية سليمان بن بلال، عن عبد الرّحمن، وقال في روايته:
قال: «اسكبي وناولي أبا بكر» . ثم قال: «اسكبي وناولي عائشة» . ثم قال: «اسكبي وناولينيه» . فشرب،
وقال: رواه محمد بن إسحاق، عن صالح بن كيسان، عن عروة، عن عائشة بمعناه.
قلت: ووصل أبو نعيم رواية ابن إسحاق، من طريق محمد بن سلمة الحرّاني، عنه.
وأخرجه ابن سعد عن عبد اللَّه بن جعفر، عن عبد الرّحمن بن حرملة مطوّلا. وأخرجه أحمد، من طريق الفضل بن فضالة، عن يحيى بن أيّوب المصري، عن عبد الرحمن بن حرملة بطوله.
وأخرج النّسائيّ في كتاب «الكنى» ، والطّبرانيّ، وأبو عروبة، من طريق عمرو بن قيظي، عن سليمان بن محمد، وزرعة بن حصين بن سياه، عن أم سنبلة، حدّثتهم أنها أتت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بهدية، فأبى أزواجه أن يأخذنها، فجاء رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «خذوها، فإن أمّ سنبلة من أهل باديتنا، ونحن أهل حاضرتها» . زاد الطّبرانيّ: وأعطاها وادي كذا وكذا [ ... ] فاشتراه عبد اللَّه منهم فأعطاهم ذودا.
قال عمرو بن قيظي: فرأيت بعضها. وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه مختصرا، قالت: أتيت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بهدية لبن فقبلها «2» .
12086- أم سهل بنت أبي حثمة:
عبد اللَّه بن ساعدة.
__________
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 128 عن عائشة ... الحديث قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
(2) والحديث عند البخاري في التاريخ 3/ 400.(8/413)
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقد تقدّم ذكرها في ترجمة أميمة بنت أبي حثمة أختها وهي شقيقتها. قال ابن سعد: تزوّجها يزيد بن البراء بن عازب بن الحارث بن عديّ بن جشم، فولدت له مخلدا.
12087- أم سهل بنت رومي
بن وقش.
ذكر الواقديّ أنها أسلمت وبايعت، قاله ابن سعد، قال: هي شقيقة أم حنظلة الماضي ذكرها، وكانت أم سهل زوج سلمان بن سلامة، فولدت له.
12088- أم سهل بنت سهل
بن عتيك، ويقال أم ثابت بنت سهل بن عتيك بن النّعمان بن عمرو بن مبذول بن مالك بن النّجار.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها أميمة بنت عقبة بن عمرو، تزوّجها سنان بن الحارث بن علقمة، ثم عبد اللَّه بن زيد بن عاصم.
12089- أم سهل بنت عمرو
بن قيس بن مالك بن عدّي بن عامر بن غنم بن عديّ بن النّجار الأنصاريّة النّجّارية. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت، وأمها آمنة بنت أوس بن عجرة، تزوّجها محرز بن عامر بن عديّ بن عامر بن غنم بن عديّ بن النّجّار.
12090- أم سهل
بنت مسعود بن سعد الزرقيّة.
ذكرها ابن سعد أيضا، وقال: هي أخت أم ثابت وأم سعد لأبيهما وأمهما.
12091- أم سهل
بنت النّعمان الأنصاريّة، من بني ظفر، أخت قتادة بن النّعمان.
ذكرها ابن سعد أيضا، وقال: أمها أنيسة بنت قيس بن عمرو النّجّارية، أسلمت أم سهل وبايعت.
12092- أم سهلة الأنصاريّة:
امرأة عاصم بن عديّ الأنصاريّة «1» . ولدت منه سهلة بخيبر. قاله الواقديّ، واستدركها ابن الدّباغ.
12093- أم سيف «2»
: مرضعة ابن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، امرأة أبي سيف القين.
تقدم ذكرها في ترجمة أبي سيف في كنى الرّجال.
__________
(1) أسد الغابة ت (7487) .
(2) أسد الغابة ت (7488) .(8/414)
حرف الشين المعجمة
القسم الأول
12094- أم شباث «1»
: بمعجمة وموّحدة ثم مثلثة. تقدّم ذكرها في شباث. وتأتي في أم منيع.
12095- أم شبيب «2»
: امرأة الضّحاك بن سفيان الكلابيّ.
عرض الضّحاك أختها على النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم فيما ذكره الزّهريّ من طريق حجاج بن أبي منيع، عن جدّته عنه- أن الضّحّاك بن سفيان قال: يا رسول اللَّه، هل لك في أخت أم شبيب، وأم شبيب امرأة الضّحاك. ذكرها ابن مندة، وكان عامل النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
12096- أم شرحبيل بنت فروة
بن عمرو الأنصاريّة»
، من بني بياضة. ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
12097- أم الشّريد «4»
: أخرج حديثها أبو داود، من طريق محمد بن عمر، عن أبي سلمة، عن الشّريد- أن أمه أوصته أن يعتق عنها رقبة مؤمنة، قال: وعندي جارية نوبية ...
الحديث في
قول النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «أعتقها فإنّها مؤمنة» .
12098- أم شريك بنت أنس
بن رافع بن امرئ القيس بن زيد الأنصاريّة «5» ، من بني عبد الأشهل. ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
12099- أم شريك بنت جابر «6»
: الغفارية. قال أبو عمر: ذكرها أحمد بن صالح في أزواج النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم اللاتي لم يدخل بهن. وقال ابن الأثير: ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
12100- أم شريك
بنت خالد بن خنيس «7» بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة الأنصاريّة الخزرجيّة. قال ابن سعد وابن حبيب: بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. قال ابن سعد: أمها هند بنت وهب بن عمرو بن وقش. تزوّج أم شريك أنس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، فولدت له الحارث بن أنس.
__________
(1) أسد الغابة ت (7489) .
(2) أسد الغابة ت (7490) .
(3) أسد الغابة ت (7491) .
(4) أسد الغابة ت (7492) .
(5) أسد الغابة ت (7493) ، بقي بن مخلد 969.
(6) أسد الغابة ت (7494) ، الاستيعاب ت (3625) .
(7) أسد الغابة ت (7495) .(8/415)
12101- أم شريك الأنصاريّة:
قيل: هي بنت أنس الماضية، وقيل هي بنت خالد المذكورة قبلها، وقيل هي غيرهما، وقيل هي أم شريك بنت أبي العكر بن سمي، وذكرها ابن أبي خيثمة من طريق قتادة، قال: وتزوّج النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أم شريك الأنصاريّة النّجّارية، وقال:
إني أحبّ أن أتزوّج في الأنصار، ثم قال: إني أكره غيرة الأنصار، فلم يدخل بها.
قلت: ولها ذكر في حديث صحيح عند مسلم، من رواية فاطمة بنت قيس في قصّة، الجساسة في حديث تميم الدّاري، قال فيه: وأم شريك امرأة غنيّة من الأنصار عظمية النفقة في سبيل اللَّه عزّ وجلّ ينزل عليها الضّيفان.
ولها حديث آخر
أخرجه ابن ماجة، من طريق شهر بن حوشب، حدّثتني أم شريك الأنصاريّة، قالت: أمرنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن نقرأ على الجنازة بفاتحة الكتاب،
ويقال: إنها التي أمرت فاطمة بنت قيس أن تعتدّ عندها، ثم قيل لها اعتدّي عند ابن أم مكتوم.
12102- أم شريك:
الدّوسيّة «1» . ذكرها يونس بن بكير في رواية السّيرة عن أبي إسحاق، فقال يونس عن عبد الأعلى بن أبي المساور، عن محمد بن عمر بن عطاء، عن أبي هريرة، قال: كانت امرأة من دوس يقال لها أم شريك أسلمت في رمضان فأقبلت تطلب من يصحبها إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فلقيت رجلا من اليهود، فقال: ما لك يا أم شريك؟ قالت: أطلب من يصحبني إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. قال: تعالى، فأنا أصحبك ... وذكر الحديث بطوله.
وأخرجه ابن سعد، من طريق يحيى بن سعيد الأنصاريّ مرسلا، قال: هاجرت أم شريك الدّوسيّة فصحبت يهوديّا في الطريق، فأمست صائمة، فقال اليهودي لامرأته: لئن سقيتها لأفعلنّ، فباتت كذلك حتى إذا كان في آخر اللّيل إذا على صدرها دلو موضوع وصفن، فشربت منه، ثم بعثتهم للدلجة، فقال اليهوديّ، إني لأسمع صوت امرأة، لقد شربت، فقالت: لا، واللَّه إن سقيتني. قال: والصّفن، بفتح المهملة والفاء، مثل الجراب أو المزود.
وسيأتي لها قصّة أخرى في التي بعدها.
قال الواقديّ: الثّبت عندنا أنّ الواهبة امرأة من دوس بن الأزد عرضت نفسها على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكانت جميلة وقد أسنّت، فقالت: إني أهب نفسي لك
__________
(1) أسد الغابة ت (7496) .(8/416)
وأتصدّق بها عليك فقبلها. فقالت عائشة: ما في المرأة تهب نفسها لرجل خير. فقالت أم شريك: هي أنا، فنزلت: وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ [الأحزاب: 50] . قال الواقديّ: رأيت من عندنا يقول: إن هذه الآية نزلت في أمّ شريك.
12103- أم شريك:
القرشيّة العامريّة «1» . من بني عامر بن لؤيّ.
نسبها ابن الكلبيّ، فقال: بنت دودان بن عوف بن عمرو بن خالد بن ضباب بن حجير بن معيص بن عامر. وقال غيره: عمرو بن عامر بن رواحة بن حجير. وقال ابن سعد:
اسمها غزية بنت جابر بن حكيم، كان محمد بن عمر يقول: هي من بني معيص بن عامر بن لؤيّ. وكان غيره يقول: هي دوسيّة من الأزد، ثم أسند عن الواقديّ، عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيميّ، عن أبيه، قال: كانت أم شريك من بني عامر بن لؤيّ معيصيّة وهبت نفسها للنّبيّ فلم يقبلها فلم تتزوّج حتى ماتت.
وقال أبو عمر: كانت عند أبي العكر بن سمي بن الحارث الأزديّ ثم الدّوسي، فولدت له شريكا، وقيل: إن اسمها غزيلة، بالتّصغير، ويقال غزيّة بتشديد الياء بدل اللّام، وقيل بفتح أولها. وقال ابن مندة: فاختلف في اسمها فقيل غزيلة. وقال أبو عمر: من زعم أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نكحها قال: كان ذلك بمكّة. انتهى.
وهو عجيب، فإنّ قصّة الواهبة نفسها إنما كانت بالمدينة، وقد جاء من طرق كثيرة أنها كانت وهبت نفسها للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وأخرج أبو نعيم، من طريق محمد بن مروان السّديّ- أحد المتروكين، وأبو موسى من طريق إبراهيم بن يونس، عن زياد، عن بعض أصحابه، عن ابن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، قال: ووقع في قلب أم شريك الإسلام وهي بمكّة، وهي إحدى نساء قريش ثم إحدى بني عامر بن لؤيّ، وكانت تحت أبي العكر الدّوسي، فأسلمت، ثم جعلت تدخل على نساء قريش سرّا فتدعوهن وترغّبهن في الإسلام حتى ظهر أمرها لأهل مكّة، فأخذوها وقالوا لها: لولا قومك لفعلنا بك وفعلنا. ولكنا سنردك إليهم.
قالت: فحملوني على بعير ليس تحتي شيء موطأ ولا غيره، ثم تركوني ثلاثا لا يطعموني ولا يسقوني. قالت: فما أتت عليّ ثلاث حتى ما في الأرض شيء أسمعه، فنزلوا
__________
(1) أسد الغابة ت (7497) ، الاستيعاب ت (3626) ، الثقات 3/ 463، السمط الثمين 143، تقريب التهذيب 2/ 622، تجريد أسماء الصحابة 2/ 325. تهذيب التهذيب 12/ 472، الكاشف 3/ 489، تهذيب الكمال ح 3/ 1704. التاريخ لابن معين 2/ 26، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 400، الجرح والتعديل 9/ 464. حلية الأولياء 2/ 66، تلقيح فهوم أهل الأثر 26، 27، 387.(8/417)
منزلا، وكانوا إذا نزلوا أوثقوني في الشّمس واستظلوا وحبسوا عني الطّعام والشّراب حتى يرتحلوا، فبينما أنا كذلك إذا أنا بأثر شيء عليّ برد منه، ثم رفع، ثم عاد فتناولته، فإذا هو دلو ماء، فشربت منه قليلا ثم نزع مني، ثم عاد فتناولته فشربت منه قليلا، ثم رفع ثم عاد أيضا، ثم رفع فصنع ذلك مرارا حتى رويت، ثم أفضت سائره على جسدي وثيابي. فلما استيقظوا فإذا هم بأثر الماء، ورأوني حسنة الهيئة، فقالوا لي: انحللت فأخذت سقاءنا فشربت منه. فقلت: لا، واللَّه ما فعلت ذلك، كان من الأمر كذا وكذا، فقالوا: لئن كنت صادقة فدينك خير من ديننا، فنظروا إلى الأسقية فوجدوها كما تركوها، وأسلموا بعد ذلك.
وأقبلت إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ووهبت نفسها له بغير مهر، فقبلها ودخل عليها، فلما رأى عليها كبرة طلقها «1» .
وقد تقدّمت هذه القصة عن أم شريك بلفظ آخر من وجه آخر في ترجمة بنت أبي العكر في كنى النّساء، وسنده مرسل، وفيه الواقديّ. وأخرج أبو موسى في الذّيل لها قصّة أخرى مع يهوديّ رافقته إلى المدينة شبيهة بهذه في شربها من الدّلو.
وأخرج أبو موسى أيضا من وجه خر عن الكلبيّ عن أبي صالح، عن ابن عبّاس- شبيهة بالقصّة التي في الخبر المرسل، وحاصله أنه اختلف على الكلبيّ في سياق القصّة، ويتحصل منها- إن كان ذلك محفوظا- أنّ قصّة الدّلو وقعت لأم شريك ثلاث مرات. قال ابن الأثير: استدلّ أبو نعيم بهذه القصّة على أن العامريّة هي الدّوسيّة.
قلت: فعلى هذا يلزم منه أن تكون نسبتها إلى بني عامر، من طريق المجاز، مع أنه يحتمل العكس بأن تكون قرشيّة عامريّة، فتزوّجت في دوس فنسبت إليهم.
وأخرج الحميديّ في مسندة، من رواية مجالد، عن الشّعبيّ، عن فاطمة بنت قيس- أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال لها: «اعتدّي عند أمّ شريك بنت أبي العكر،
وهذا يخالف ما تقدم أنها زوج أبي العكر، ويمكن الجمع بأن تكون كنية والدها وزوجها اتفقتا أو تصحّفت بنت بالموحدة والنّون من بيت بالموحدة والتّحتانية، وبيت الرجل يطلق على زوجته، فتتفق الرّوايتان.
وقد ذكرت في ترجمة أبي العكر وهم قول أبي عمر في قوله: إن أبا العكر ابنها، وجاء
__________
(1) أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 17 كتاب النكاح باب عرض المرأة نفسها ومسلم في الصحيح 2/ 1040- 1041 عن سهل بن سعد الساعدي كتاب النكاح (16) باب الصداق وجواز كونه تعليم قرآن وخاتم.. (13) حديث رقم (76/ 1425) وأحمد في المسند 3/ 268.(8/418)
عن أم شريك ثلاثة أحاديث مسندة، ولم تنسب في بعضها، ونسبت في بعضها مع اختلاف من الرّواية في النسبة الأولى،
أخرجه مسلم في الفتن، والترمذيّ في المناقب، من رواية الزّبير، عن جابر، عن أم شريك، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «يتفرّق النّاس من الدّجّال» . قالت أم شريك: يا رسول اللَّه، فأين العرب يومئذ؟ قال: «هم قليل» .
وأخرج ابن ماجة من حديث أبي أمامة عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في ذكر الدّجال، قال: «ترجف المدينة ثلاث رجفات، فلا يبقى منافق ولا منافقة إلّا خرج إليه، ويدعى ذلك اليوم يوم الحلام» «1» .
قالت أم شريك بنت أبي العكر: يا رسول اللَّه، فأين العرب يومئذ؟ قال: هم يومئذ قليل، ذكره في حديث طويل.
وهذا يوافق ما
أخرجه الحميديّ، وغيره، من طريق مجالد، عن الشّعبي، عن فاطمة بنت قيس أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال لها: «اعتدّي عند أمّ شريك بنت أبي العكر» «2» ،
وعلى هذا- إن كان محفوظا- فهي الأنصاريّة المتقدّمة، فكأن نسبتها كذلك مجازية أيضا.
الثاني أخرجه الشّيخان من رواية سعيد بن المسيب، عن أم شريك أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أمرها بقتل الأوزاغ «3» ، ولم تنسب في هذه الرّواية إلا في رواية لأبي عوانة عن سماك.
الثالث أخرجه النّسائيّ، من رواية هشام بن عروة، عن أم شريك- أنها كانت ممن وهبت نفسها للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ورجاله ثقات ولم ينسبها. وقد أخرجه ابن سعيد، عن عبيد اللَّه بن موسى، عن سنان عن فراس عن الشّعبيّ، قال: المرأة التي عدل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم شريك الأنصاريّة. وهذا مرسل. رجاله ثقات. ومن طريق شريك القاضي وشعبة، قال شريك عن جابر الجعفي، عن الحكم، عن علي بن الحسين أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تزوّج أم شريك الدّوسيّة، لفظ شريك. وقال شعبة في روايته: إن المرأة التي وهبت نفسها للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم شريك امرأة من الأزد.
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 38537 وعزاه للطبراني عن أنس.
(2) أخرجه مسلم 2/ 1114 في كتاب الطلاق باب المطلقة ثلاثا لا نفقة لها حديث رقم 36- 1480.
(3) أخرجه ابن ماجه في سننه 2/ 1076 في كتاب الصيد باب 12 قتل الوزغ حديث رقم 3228، وأحمد في المسند 6/ 421، 462.(8/419)
وأخرج ابن سعد من طريق عكرمة، ومن طريق عبد الواحد بن أبي عون في هذه الآية:
وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ [الأحزاب: 50] . قال: هي أم شريك، وفي مسندهما الواقدي ولم ينسبها.
والّذي يظهر في الجمع أن أم شريك واحدة، اختلف في نسبتها أنصارية، أو عامرية من قريش، أو أزدية من دوس، واجتماع هذه النّسب الثلاث ممكن، كأن يقول قرشيّة تزوّجت في دوس فنسبت إليهم، ثم تزوّجت في الأنصار فنسبت إليهم، أو لم تتزوّج بل هي نسبت أنصاريّة بالمعنى الأعم.
12104- أم شهاب الغنويّة.
ذكرها ابن سعيد في «المؤتلف والمختلف» في ترجمة الأعرابي، واسمه عبد اللَّه بن أحمد، وساق بسنده إليه، قال: حدّثتنا ماوية بنت ماجد، حدّثتني مولاتي أم شهاب الغنويّة:
أتيت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأمر لي بوسق من شعير وكساني كساء. وذكرها الرّشاطي وقال: لم يذكرها أبو عمر، ولا ابن فتحون.
12105- أم شيبة الأزديّة «1»
. قال أبو عمر: مكيّة، روى عنها عبد الملك بن عمير حديثا في أدب المجالسة، وهو حديث حسن. وقال ابن مندة: لها ذكر في حديث حماد بن سلمة عن عبد الملك بن عمير.
القسم الثاني
خال.
القسم الثالث
12106- أم شذرة بنت صعصعة
بن ناجية بن محمد بن سفيان بن مجاشع، أخت غالب بن صعصعة الشّاعر المشهور، وهي أمّ الزّبرقان بن بدر التميميّ الصحابيّ.
لها إدراك، ولها قصّة مع الحطيئة الشّاعر، وذلك في آخر خلافة أبي بكر وأول خلافة عمر أشير إليها في ترجمة الحطيئة.
12107- أم شرحبيل:
زوج ذي الكلاع.
لها ذكر في ترجمة زوجها من تاريخ دمشق يدل على أن لها إدراكا.
__________
(1) أسد الغابة ت (7498) ، الاستيعاب ت (3627) .(8/420)
القسم الرابع
12108- أم شباث «1» :
وهي أم منيع.
ذكرت في ترجمة ابنها شباث.
أوردها أبو موسى، ومثلها لا يستدرك، لأنها وإن كانت والدة شباث لكن لها كنية معروفة غيره.
ولو كان كل من يكون له ولد يكنى به لكانت أم المؤمنين أم سلمة مثلا تكنى أم عمر، وأم زينب، وأم «2» ذرّة، وكان يلزمه أن يستدركها في المواضع كلها، وليس كذلك، وإنما يذكر في الكنى ما يكنى به صاحب الترجمة رجلا كان أو امرأة.
حرف الصاد المهملة
القسم الأول
12109- أم صبيح «3» :
هي عنبة. وقد تقدّمت في عنقودة.
12110- أم صبيّة الجهنيّة «4»
: قال أبو عمر: حديثها عند أهل المدينة، وهي جدّة خارجة بن الحارث بن رافع بن مكيث، روى حديثها أبو النعمان سالم بن سرج، وهو ابن خربوذ، وأخوه نافع عنها، وهو في «الأدب المفرد» للبخاريّ، و «السّنن» لأبي داود، وابن ماجة.
وأخرج حديثهما أحمد، وابن أبي شيبة، وغيرهما، وهو أنها قالت: اختلفت يدي ويد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في إناء واحد في الوضوء «5» ، ووقع لنا بعلو في المعرفة لابن مندة، ووقع عند ابن سعد وغيره: عن خولة بنت قيس أم صبيّة.
__________
(1) أسد الغابة ت (7489) .
(2) في أ: أم درة.
(3) أسد الغابة ت (7500) .
(4) أسد الغابة ت (7501) ، الاستيعاب ت (3628) ، أعلام النساء 2/ 322 تجريد أسماء الصحابة 2/ 325، تقريب التهذيب 2/ 622، تهذيب التهذيب 12/ 472 الكاشف 3/ 489، تهذيب الكمال 3/ 1704، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 401، بقي بن مخلد 358، الجرح والتعديل 9/ 465، تلقيح فهوم أهل الأثر 373، المشتبه 412 التاريخ لابن معين 2/ 151، حاشية الإكمال 5/ 190 تبصير المنتبه 3/ 838.
(5) أخرجه أبو داود 1/ 68 في كتاب الطهارة باب الوضوء بفضل وضوء المرأة حديث 78.(8/421)
وسبق ذكرها في خولة بنت قيس التي تقدّمت.
12111- أم صخر بنت شريك
بن أنس بن رافع بن امرئ القيس.
وتقدّم ذكرها مع أمها أمامة بنت سماك.
12112- أم أصهباء «1»
: ذكر الذّهبيّ في التجريد أن لها في مسند بقيّ بن مخلد حديثا «2» .
12113- أم صهيب:
وقع ذكرها في مسند ابن أبي عمر. تنظر من عمر أو عائشة.
القسم الثاني
12114- أم صابر «3»
بنت نعيم بن مسعود الأشجعيّ.
قال ابن مندة: أدركت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وروت عن أبيها. وروى حديثها إبراهيم بن صابر، عن أبيه، عنها.
حرف الضاد المعجمة
12115- أم الضّحاك
بنت مسعود الأنصاريّة الحارثيّة «4» .
قال أبو عمر: ذكر الواقديّ عن محمد بن عبد الرّحمن المدني، عن عبد اللَّه بن سهل الأنصاري، ثم النّجاري، عن سهل بن أبي حثمة، عن أم الضّحاك- أنا شهدت خيبر مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأسهم لها سهم رجل.
قلت: ذكر ابن سعد في «الطّبقات» عن الواقديّ أنها أسلمت وبايعت، وشهدت خيبر.
قال ابن سعد: لم أجد لها ذكرا في نسب الأنصار.
قلت: قد ذكر عمر بن شبّة أنها أخت محيّصة وحويصة، فقرأت في كتاب أخبار المدينة له بسند له عن يزيد بن عياض بن جعدة- أحد الضعفاء- أنه بلغه من شأن خيبر، فذكر القصّة، وفيها: أنه قسم لامرأتين حضرتا القتال، وهما أم الضّحاك بنت مسعود أخت حويّصة ومحيّصة، وأخت حذيفة بن اليمان، أعطى كلّا منهما مثل سهم رجل.
وأورد ابن أبي عاصم في الوحدان، من طريق عبد الرحمن الإمامي، عن الزهري، عن
__________
(1) في أ: الصهباء.
(2) أسد الغابة ت (7499) .
(3) بقي بن مخلد 1005.
(4) أسد الغابة ت (7502) ، الاستيعاب ت (3629) .(8/422)
حزام بن محيصة، عن أم الضّحاك بنت مسعود الحارثية، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لا تحقّرنّ جارة لجارتها ولو فرسن «1» شاة» .
12116- أم ضميرة «2»
: تقدم ذكرها في ضميرة في حرف الضّاد من الرّجال.
حرف الطاء المهملة
القسم الأول
12117- أم طارق:
مولاة سعد بن عبادة الأنصاريّ، سيّد الخزرج «3» .
لها حديث
أورده أحمد، وابن سعد، وأبو بكر بن أبي شيبة، والحسن بن سفيان، وابن أبي عاصم، والحسن المروزيّ، في زيادات البرّ والصّلة، من طريق الأعمش، عن جعفر بن عبد الرّحمن، عن أم طارق مولاة سعد: أتانا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فاستأذن مرارا فلم نردّ، فرجع «4» . وفي رواية: فسكت سعد ثلاثا، فانصرف النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فأرسلني سعد إليه: إنا لم يمنعنا أن نأذن لك إلا أنا أردنا أن تزيدنا.
وفي لفظ- فقال سعد: ائتي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فاقرئي عليه السّلام، وأخبريه أنا سكتنا عنه رجاء أن يزيدنا-[يعني] من السّلام. قالت: فأنا عنده إذ استأذن عليه شيء، فقال: «من هذا؟» قالت: أنا أم ملدم ... الحديث-
يزيد بعض على بعض.
وأخرجه ابن أبي الدّنيا في المرض والكفارات من هذا الوجه.
12118- أم طارق «5» :
ذكرها أبو موسى عن المستغفريّ، وساق بسنده إلى ابن إسحاق- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قسم لها من خيبر أربعين وسقا.
12119- أم طالب بنت أبي طالب
بن عبد المطّلب بن هاشم الهاشميّة، أخت عليّ وإخوته، ويقال اسمها ريطة.
__________
(1) الفرسن: عظم قليل اللحم، وهو خف البعير كالحافر للدابة وقد يستعار للشاة فيقال: فرسن شاة، والّذي للشاة هو الظلف، والنون زائدة، وقيل: أصلية. النهاية 3/ 429.
(2) أسد الغابة ت (7503) .
(3) أسد الغابة ت (7504) ، الاستيعاب ت (3630) ، الثقات 3/ 464. تجريد أسماء الصحابة 2/ 325، الاستبصار 99، تلقيح فهوم أهل الأثر 378. بقي بن مخلد 537. ذيل الكاشف 2170. تعجيل المنفعة ص 562.
(4) أخرجه أحمد في المسند 6/ 378 والبيهقي في الدلائل 6/ 158 وابن سعد في الطبقات 8/ 222 وانظر المجمع 2/ 306.
(5) أسد الغابة ت (7505) .(8/423)
قال ابن سعد: ذكرها الواقديّ فيمن أطعم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من تمر خيبر أربعين وسقا، قال: ولم يذكر هشام بن الكلبيّ في كتاب النّسب أمّ طالب في أولاد طالب بن أبي طالب، بل ذكر ريطة، فلعلها كانت أم طالب.
12120- أم الطّفيل:
امرأة أبيّ بن كعب سيد القراء «1» .
أخرج لها أحمد، والطّبرانيّ، والحسن بن سفيان، من طريق بسر بن سعيد، عن أبيّ بن كعب، قال: نازعني عمر في المتوفّى عنها وهي حامل، فقلت: تزوّج إذا وضعت فقالت أم الطّفيل أم ابني: قد أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سبيعة الأسلميّة أن تنكح إذا وضعت. وفي سنده ابن لهيعة. وأخرج [ ... ] «2» .
قال أبو عمر: روى عنها محمد بن أبي بن كعب، وعمارة بن عمرو بن حزم.
قلت:
رواية عمارة أخرجها الدّار الدّارقطنيّ، من طريق مروان بن عثمان عنه، عن أم الطّفيل امرأة، عنه، عن أم الطّفيل امرأة أبيّ بن كعب، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «رأيت أمّي في المنام ... » الحديث.
ومروان متروك. قال ابن معين: من مروان حتى يصدق!
12121- أم طليق:
امرأة أبي طليق «3» . تقدّم ذكرها في أبي طليق في كنى الرجال [من القسم الثّالث] «4» .
القسم الثاني
12122- أم طلق:
لها إدراك، أخرج ابن سعد عنها، قالت: كتب عمر إلى عماله ألّا تطيلوا بناءكم فإنّ شرّ أيامكم يوم تطيلون «5» بناءكم.
__________
(1) أسد الغابة ت (7506) ، الاستيعاب ت (3631) ، أعلام النساء 2/ 369 تجريد أسماء الصحابة 2/ 326، تلقيح فهوم أهل الأثر 387، بقي بن مخلد 1008، تعجيل المنفعة 5/ 562.
(2) أخرجه مسلم 2/ 1122 كتاب الطلاق باب 8 انقضاء عدة المتوفى عنها زوجها وغيرها بوضع الحمل حديث 56، 57 والنسائي في السنن 6/ 190 باب 56 عدة الحامل المتوفى عنها زوجها حديث رقم 3506، 3507، 3508 وابن ماجة 1/ 654 كتاب الطلاق باب 7 باب الحامل المتوفى عنها زوجها حديث رقم 2029، وأحمد في المسند 6/ 375.
(3) أسد الغابة ت (7507) ، الاستيعاب ت (3632) .
(4) سقط في أ.
(5) في أ: تطيلوا.(8/424)
حرف العين المهملة
القسم الأول
12123- أم عاصم السّوداء:
أنت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لتبايعه، كذا في «التّجريد» .
12124- أم عامر بنت سعيد
بن السّكن «1» ، بنت عم أسماء بنت يزيد بن السّكن الأشهليّة. ذكرها ابن مندة، وذكر لها حديث العرق الآتي قريبا، ولكن ليس فيه نسبها، إنما فيه عن أم عامر حسب.
12125- أم عامر بنت سليم
بن ضبع بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة الأنصاريّة، هي حبّانة، بكسر المهملة وموحدة ثقيلة ثم نون. تقدّمت في الأسماء.
قال ابن سعد: تزوّجت أسيد بن ساعدة، فولدت له يزيد، وبايعت في قول ابن عمارة.
12126- أم عامر بنت سويد»
: ذكرها أبو موسى في الذّيل عن المستغفري، ولم يورد لها شيئا.
12127- أم عامر بنت أبي قحافة:
أخت أبي بكر الصّديق، وهي شقيقة أم فروة الآتية قريبا. ذكرها ابن سعد، فقال: تزوّجها عامر بن أبي وقاص، فولدت له بنتها ضعيفة.
12128- أم عامر
بنت كعب الأنصاريّة «3» .
روت عنها ليلى مولاة حبيب بن عبد الرّحمن- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال لها: هلمي فكلي. فقالت: إنّي صائمة، فقال: «إنّ الصّائم إذا أكل عنده تصلّي عليه الملائكة» «4» .
12129- أم عامر
بنت يزيد بن السّكن الأنصاريّة الأشهليّة.
__________
(1) الاستيعاب ت (3633) .
(2) أسد الغابة ت (7510) ، الثقات 3/ 465، تجريد أسماء الصحابة 2/ 326.
(3) أسد الغابة ت (7511) ، الاستيعاب ت (3634) ، أعلام النساء 3/ 224.
(4) أورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 997 وعزاه لعبد بن حميد عن أم إسحاق والهيثمي في الزوائد 3/ 160 وقال أخرجه أحمد والطبراني وفيه أم حكيم ولم أجد لها ترجمة ولم يحكم عليه البوصيري بشيء قال وله شاهد من حديث أبي هريرة.(8/425)
ذكرها أبو عمر، فقال: إن صحّ فهي أسماء بنت يزيد أو أختها.
قلت: هي أختها، سماها ابن السّكن فكيهة، وقد تقدّمت في الأسماء، وكانت من المبايعات. وقد تقدّم لها ذكر في جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح. وتقدّم ذكر حواء بنت يزيد بن السّكن أيضا، ووردت تكنيتها
في حديث أخرجه أحمد، وعمر بن شبّة من رواية عبد الرّحمن بن عبد اللَّه الأشهليّ، عنها- أنها أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعرق فتعرقه وهو في مسجد بني فلان، ثم قام إلى الصّلاة فصلّى ولم يتوضّأ.
أخرجه ابن سعد من هذا الوجه، فقال: عن عبد الرّحمن بن ثابت بن الصّامت الأنصاريّ، عن أمّ عامر بنت يزيد بن السّكن، وكانت من المبايعات، فذكره. وقال في رواية: وهو في مسجد بني عبد الأشهل.
وأخرج عن خالد بن مخلد، عن ابن أبي حبيبة، عن عبد الرّحمن بن ثابت، قال: أتت أمّ عامر بنت يزيد بن السّكن، وكانت من المبايعات للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بعرق فتعرقه ثم صلّى ولم يتوضأ.
12130- أم عامر بنت يزيد
بن السّكن «1» المذكورة قبلها.
وقد ذكرها ابن سعد، فقال: اسمها فكيهة، ويقال أسماء.
وأخرج عن الواقديّ، عن ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن أبي سفيان، عن أم عامر أسماء بنت يزيد بن السّكن، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في مسجدنا المغرب، فجئت منزلي فجئته بلحم وأرغفة، فقلت: تعشّ، فقال لأصحابه: «كلوا» ، فأكل هو وأصحابه الذين جاءوا ومن كان حاضرا من أهل الدّار، وإن القوم لأربعون رجلا، والّذي نفسي بيده لرأيت بعض «2» العرق لم يتعرقه، وعامّة الخبز. قالت: وشرب عندي في شجب «3» ، فأخذته فدهنته وطويته، فكنا نسقي فيه المرضى، ونشرب منه في الحين رجاء البركة.
12131- أم عامر الأشهليّة «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7513) ، الثقات 3/ 461 تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 326، تلقيح فهوم أهل الأثر. 387، تعجيل المنفعة ص 562.
(2) في أ: بهن العرف.
(3) الشّجب بالسكون: السّقاء الّذي قد أخلق وبلي وصار شنّا، وسقاء شاجب: أي يابس. وهو من الشّجب: الهلاك، ويجمع على شجب وأشجاب. النهاية 2/ 444.
(4) أسد الغابة ت (7508) .(8/426)
قال أبو عمر: دخلت على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، روى عنها أبو سفيان مولى ابن أبي أحمد من حديث الواقديّ.
قلت: حديثه عنها
أخرجه ابن سعد عن الواقديّ، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن عبد اللَّه بن أبي سفيان، عن أبيه: سمعت أم عامر الأشهليّة، وكانت قد بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تقول: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا أشرف على بيوتنا يقول: ما في هذه الدور من الخير؟ هذه خير دور الأنصار «1» .
قال الواقديّ: شهدت أم عمارة الأشهلية خيبر.
12132- أم عامر الفهرية:
والدة أبي عبيدة بن الجراح.
ذكرها خليفة بن خيّاط، واستدركها أبو موسى.
12133- أم عامر:
والدة أبي الطّفيل بن واثلة «2» .
ذكرها ابن أبي عاصم، وأورد من طريق جابر الجعفي، عن أبي الطّفيل، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم فتح مكّة فما أنسى بياض وجهه مع سواد شعره، فقلت لأمي: من هذا؟ فقالت: هذا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «3» . وأخرجه أبو نعيم من طريقه ثم أبو موسى. وجابر ضعيف.
12134- أم عبد اللَّه بنت أسلم:
اسمها سلمى. تقدّمت.
12135- أم عبد اللَّه
بنت أوس الأنصاريّة «4» ، أخت شداد بن أوس الأنصاريّة.
تقدم نسبها في ترجمته. قال أبو عمر: شامية، روى عنها ضمرة بن حبيب.
قلت: لها حديث
أخرجه أحمد في «الزّهد» ، والطّبرانيّ، وابن مندة، والمعافى بن عمران في تاريخ الموصل، اللفظ له، من طرق عن ضمرة بنت حبيب عن أم عبد اللَّه أخت
__________
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 234.
(2) أسد الغابة ت (7512) .
(3) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 463 كتاب الصلاة باب استحباب الترتيل في القراءة حديث رقم 1467 وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 70 عن عبد اللَّه بن مغفل وعزاه أبي البخاري في كتاب التوحيد باب ذكر النبي وروايته عن ربه وفي كتاب التفسير، وأخرجه مسلم في كتاب الصلاة باب ذكر قراءة النبي سورة، الفتح يوم فتح مكة.
(4) الثقات 3/ 463، أعلام النساء 3/ 534، تجريد أسماء الصحابة 2/ 326، الاستبصار 54، تلقيح فهوم أهل الأثر 378.(8/427)
شدّاد بن أوس- أنها بعثت للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بقدح لبن عند فطره وهو صائم، وذلك في طول النهار وشدّة الحر، فردّ إليها رسولها أنّي لك هذا اللّبن؟ فقالت: من شاة لي، فردّ إليها رسولها: أنّى كانت لك هذه الشّاة؟ فقالت: اشتريتها من مال، فأخذه منها.
فلما كان الغد أتته أمّ عبد اللَّه، فقالت: يا رسول اللَّه، بعثت إليك باللّبن مرثية لك من شدّة الحرّ وطول النّهار، فرددت الرسول فيه! فقال: «بذلك أمرت الرّسل ألّا تأكل إلّا طيّبا ولا تعمل إلّا صالحا» .
12136- أم عبد اللَّه
بنت أبي خيثمة. اسمها ليلى. تقدّمت.
12137- أم عبد اللَّه
بنت حنظلة بن قسامة، هي امرأة نعيم بن النّحام، تأتي بعد هذه.
12138- أم عبد اللَّه بنت أبي دومى:
امرأة أبي موسى. بعد هذه.
12139- أم عبد اللَّه
بنت سلمة بن مخرمة التميميّة. اسمها أسماء. تقدّمت.
12140- أم عبد اللَّه بنت سواد
بن رزن، بفتح الرّاء وسكون الزّاي ثم نون، ابن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّة.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها أمّ الحارث بنت النّعمان بن خنساء، تزوجها أبو محمد بن معاذ بن أنس.
12141- أم عبد اللَّه
بنت عازب الأنصاريّة.
تقدّم نسبها في ترجمة أخيها البراء ووالدها. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال:
هي شقيقة البراء، أمهما أم حبيبة بنت أم حبيبة بن الحباب النّجاريّة. ويقال: إنها أم خالد بنت ثابت بن سنان بن عبيد بن الأبجر، أسلمت وبايعت.
12142- أم عبد اللَّه
بنت عدي بن خويلد الأسديّة، بنت أخي خديجة، وزوج الحسين بن الحارث بن المطّلب.
ذكرها ابن سعد في ترجمة الحصين، وهي والدة عبد اللَّه بن الحصين المذكور.
12143- أم عبد اللَّه
بنت معاذ بن جبل.
تقدّم نسبها مع أبيها. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت، وأمها أم عمرو بنت خلاد.
وتزوّجها عبد اللَّه بن عامر بن مروان.
12144- أم عبد اللَّه
بنت ملحان، أخت أم سليم.(8/428)
ذكرها الواقديّ في المبايعات. حكاه ابن سعد.
12145- أم عبد اللَّه
بنت نبيه بن الحجاج بن حذيفة السهميّة، والدة عبد اللَّه بن عمرو بن العاص السّهمي.
أخرج الحارث بن أبي أسامة في مسندة، من طريق عبد الملك بن قدامة، عن عمرو بن شعيب، هو أخو عمرو، عن أبيه، عن جدّه، قال: كانت أمّ عبد اللَّه بن عمرو بنت نبيه بن الحجاج، وكانت تلطف برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فأتاها ذات يوم فقال: «كيف أنت يا أمّ عبد اللَّه؟» قالت: بخير. وعبد اللَّه رجل قد ترك الدّنيا «1» ... الحديث.
12146- أم عبد اللَّه
بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم المخزوميّة.
استشهد أبوها باليمامة كما تقدّم في ترجمته، وتزوجها عثمان بن عفان أمير المؤمنين، فولدت له الوليد، وسعيدا ابني عثمان. ذكرها الزّبير بن بكّار.
12147- أم عبد اللَّه:
الدوسيّة «2» .
ذكرها ابن أبي عاصم في الوحدان،
وأخرج من طريق معاوية بن يحيى- أحد الضّعفاء، عن معاوية بن سعيد التّجيبي، عن الزّهري، عن أم عبد اللَّه الدّوسية، وقد أدركت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: «الجمعة واجبة في كلّ قرية وإن لم يكن فيها إلّا أربعة» «3» .
12148- أم عبد اللَّه:
امرأة بسر المازني «4» .
قال يزيد بن حمير: سمعت عبد اللَّه بن بسر يقول: أتانا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فألقت أمّي له قطيفة فجلس عليها، فأتته بتمر فجعل يأكل ... الحديث.
وفيه أنه دعا لهم، فقال: «اللَّهمّ بارك لهم وارزقهم واغفر لهم وارحمهم» . قال عبد
__________
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 527، 4/ 60 وأورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 4493 والهيثمي في الزوائد 7/ 242- 243 عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص وقال في الصحيح بعض أوله ورواه الطبراني من رواية عبد الملك بن قدامة الجمحيّ عن عمرو بن شعيب وعبد الملك وثقه ابن معين وضعفه أبو حاتم وغيره والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 31696.
(2) أسد الغابة ت (7517) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 327.
(3) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 84 وأورده الزيلعي في نصب الراية 2/ 197 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 20117.
(4) الاستيعاب ت (3637) .(8/429)
اللَّه: فما زلت أتعرّف بركة تلك الدعوة.
أخرجه مسلم، وأصحاب السّنن، ووقع لنا بعلو في مسند أبي داود الطّيالسيّ.
12149- أم عبد اللَّه:
امرأة من بني زهرة «1» . قال أبو موسى: ذكرها المستغفريّ، ولم يذكر لها شيئا.
12150- أم عبد اللَّه:
امرأة أبي موسى الأشعريّ «2» .
أخرج حديثها في المسند، من طريق إبراهيم، عن سهم بن منحاب، عن قرثع- أنه سمع أبا موسى الأشعريّ وصاحت امرأته، فقال لها: أما علمت ما قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟
قالت: بلى، ثم سكتت فقيل لها: أي شيء قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ قالت:
إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لعن من حلق أو خرق أو سلق «3» .
ورواه عنها أيضا عياض الأشعريّ، عند مسلم، ورواه عنها أيضا يزيد بن أوس، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وآخرون. وقال موسى بن هارون فيما أخرجه دعلج في فوائده عنه، عن عبد اللَّه بن برّاد الأشعريّ، قال: اسم أبي بردة عامر، وأمّه أم عبد اللَّه بنت دومى، هاجرت مع أبي موسى، وقال غيره: بنت أبي دومى.
12151- أم عبد اللَّه:
والدة عبد اللَّه بن أنيس الجهنيّة «4» ، زوج كعب بن مالك الأنصاريّ.
روى ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن يحيى بن سعيد، عن عبد اللَّه عن أمه، وكانت تحت كعب بن مالك- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم خرج على كعب بن مالك وهو ينشد في مسجد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فلما رآه كأنه انقبض، فقال: أنشدنا، فأنشد ... الحديث، أخرجه ابن مندة.
12152- أم عبد اللَّه:
امرأة نعيم بن النحّام «5» .
__________
(1) الثقات 3/ 459، تجريد أسماء الصحابة 2/ 327، أسد الغابة ت (7518) .
(2) أسد الغابة ت (7521) ، الاستيعاب ت (3636) ، الثقات 3/ 465 أعلام النساء 3/ 234، تجريد أسماء الصحابة 2/ 327، تقريب التهذيب 2/ 622 تهذيب التهذيب 12/ 473، الكاشف 3/ 489، تهذيب الكمال 3/ 1704، خلاصة تذهيب 3/ 401.
(3) حلق: من حلق شعره عند المصيبة إذا حلت به، وقيل: أراد به التي تحلق وجهها للزينة، النهاية 1/ 427 وسلق: أي رفع صوته عند المصيبة وقيل: هو أن تصك المرأة وجهها وتمرشه، والأول أصح. النهاية 2/ 391.
(4) أسد الغابة ت (7514) الثقات 3/ 462، تجريد أسماء الصحابة 2/ 326.
(5) أسد الغابة ت (7523) .(8/430)
ذكرها ابن مندة، وأخرج من طريق الضّحاك بن عثمان، عن يحيى بن عروة بن الزّبير، عن أمّه، عن عبد اللَّه بن عمر- أنه أتى عمر بن الخطاب فقال: إني قد خطبت بنت نعيم بن النّحّام، وأريد أن تمشي معي فتكلمه لي. فقال عمر: إني أعلم بنعيم منك، إن عنده ابن أخ له يتيما ولم يكن ليتركه، فقال: إن أمّها قد خطبت إليّ. قال عمر: فإن كنت فاعلا فاذهب معك بعمك زيد بن الخطّاب. قال: فذهبا إليه فكلمه، قال: فكأنّما كان نعيم يسمع كلام عمر، فقال: مرحبا بك وأهلا، وذكر من منزلته وشرفه، ثم قال: إن عندي ابن أخ لي يتيما، ولم أكن لأصل لحوم الناس وأترك لحمي. قال: فقالت أمّها من ناحية البيت: واللَّه لا يكون هذا حتى يقضي به علينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، أتحبس أيّم «1» بني عدي على ابن أخيك سفيه، أو قالت: ضعيف.
ثم خرجت حتى أتت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأخبرته الخبر، فدعا نعيما، فقصّ عليه كما قال لعبد اللَّه بن عمر، فقال لنعيم: «صل رحمك، وأرض أيّمك وأمّها، فإنّ لهما من أمرهما نصيبا» .
قلت: وقد ذكر الزّبير بن بكّار هذه القصّة مختصرة، ولم يذكر قصّة أم عبد اللَّه ولا كلامها ولا الحديث المرفوع، وقال فيه: فقال عمر لنعيم: خطب إليك ابن أخيك فرددته، فقال: إن لي ابن أخ مضعوفا لا يزوّجه الرّجال، فإذا تركت لحمي منها فمن يذبّ عنه؟
12153- أم عبد الحميد:
امرأة رافع بن خديج «2» .
ذكرها الباورديّ في الصّحابة،
وأخرج من طريق عمرو بن مرزوق، عن يحيى بن عبد الحميد بن رافع بن خديج، عن جدته امرأة رافع بن خديج، قالت: أصيب رافع يوم أحد بسهم في سرّته، فأتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «انزع السّهم» ، فقال: «إن شئت نزعت السّهم والقطيفة، وإن شئت نزعت السّهم وتركت القطيفة وشهدت لك يوم القيامة أنّك شهيد» . فقال: «انزع السّهم، واترك القطيفة، واشهد لي يوم القيامة أنّي شهيد» .
قال: ففعل ذلك به، فعاش حياة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأبي بكر وعمر وعثمان، فلما كان زمن معاوية أو بعده انتقض جرحه فهلك «3» .
وأخرجه ابن مندة، عن الباورديّ هكذا. وأخرج الطّبرانيّ من طريق أبي الوليد
__________
(1) الأيم في الأصل التي لا زوج لها، بكرا كانت أو ثيبا، مطلقة كانت أو متوفى عنها. النهاية 1/ 85.
(2) أسد الغابة ت (7524) .
(3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 6 والحاكم في المستدرك 3/ 56 وذكره ابن حجر في المطالب (1867) 2/ 136.(8/431)
الطّيالسي في آخرين، عن عبد الحميد بنحوه، وقال في آخره: فعاش حتى كان في خلافة معاوية انتقض به الجرح، فمات بعد العصر.
12154- أم عبد الرّحمن «1»
: قال أبو عمر: روي عنها حديث مخرجه من أهل الكوفة
أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «ارموا الجمار بمثل حصى الخذف» «2»
وهي والدة عبد الرّحمن بن أذينة.
12155- أم عبد الرّحمن:
زوج طارق بن علقمة «3» .
أخرج حديثها ابن أبي عاصم، من رواية عبد اللَّه بن أبي يزيد، عن عبد الرّحمن بن طارق، عن أمه- أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كان يأتي مكانا في دار يعلى فيستقبل البيت فيدعو ويخرج معه ونحن مسلمات.
12156- أم عبد الرّحمن «4»
: زوج كعب بن مالك، ووالدة أولاده: عبد الرّحمن، وغيره.
ذكره أبو موسى عن جعفر، ولم يخرج لها شيئا.
12157- أم عبيد بنت سراقة
بن الحارث بن عديّ بن مالك بن عديّ بن عامر بن غنم بن النّجّار.
ذكرها ابن سعد وقال: وهي أخت حارثة بن سراقة، وأمها الرّبيّع بنت النضر عمة أنس، تزوّجها بعد سراقة تميم بن غزيّة.
12158- أم عبيد بنت صخر
بن مالك بن عمرو بن غزيّة.
كانت تحت الأسلت، فمات فخلف عليها أبو قيس بن الأسلت، ففرّق الإسلام بينه وبينها لكونها امرأة أبيه. ذكره أبو موسى من طريق محمد بن ثور، عن ابن جريج.
12159- أم عبيد بنت الحارث «5»
بن يزيد الهذليّة. ذكرها جعفر المستغفري مختصرا.
__________
(1) أسد الغابة ت (7525) .
(2) قال الهيثمي في الزوائد 3/ 261 رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات، قال لم يروه بهذا الإسناد إلا أيوب يعني الغافقي. والطبراني في الكبير 4/ 5، وكنز العمال حديث رقم 2661، 12132، 12138، ابن عدي في الكامل 7/ 2648.
(3) أسد الغابة ت (7527) .
(4) أسد الغابة ت (7528) .
(5) أسد الغابة ت (7530) ، الثقات 3/ 465، تجريد أسماء الصحابة 2/ 328.(8/432)
12160- أم عبيد بنت سود
بن قريم بن صاهلة الهذليّة «1» .
هي والدة عبد اللَّه بن مسعود، كذا نسبها ابن عبد البرّ، وفيه نظر.
وقال ابن الكلبيّ: هي أم عبد بنت عبد ود بن سود بن قريم، وهذا هو المعتمد، فإن بين صاهلة وبين عبد اللَّه بن مسعود خمسة آباء.
قال ابن سعد: أسلمت وبايعت.
وروى حديثها حفص بن سليمان، عن أبان عن أبي عياش، عن إبراهيم النّخعي، عن علقمة، عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: أرسلت أمي ليلة لتبيت عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لتنظر كيف يوتر، فباتت عنده، فصلّى ما شاء أن يصلّي حتى إذا كان آخر الليل وأراد الوتر قرأ: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى في الركعة الأولى، وقرأ في الثّانية: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ، ثم قعد ثم قام ولم يفصل بينهما بسلام، ثم قرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، حتى إذا فرغ كبّر ثم قنت، فدعا ما شاء اللَّه أن يدعو ثم كبّر وركع.
وهذا سند ضعيف جدا من أجل أبان، والرّاوي عنه.
وقد روى سفيان الثّوري، عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم بهذا السّند- أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قنت في الوتر.
وروى وكيع عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن يزيد، قال: فرض عمر للنساء المهاجرات في ألفين ألفين منهن أم عبيد. وأخرج ابن سعد، عن أحمد بن يونس، عن زهير، عن أبي إسحاق نحوه. لكن قال: ألف درهم، والأول أثبت.
وقال أبو موسى: ما كنت أظن ابن مسعود وأمه إلا من آل النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لكثرة ما كان يدخل على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وأخرج ابن مندة من طريق المسعوديّ، عن أخيه عيينة، عن أبي إسحاق السّبيعي- أن عمر انتظر أم عبيد حتى جاءت فصلّت على ابنها عتبة بن مسعود.
12161- أم عبيس «2»
بنت مسلمة الأنصاريّة، أخت محمد بن مسلمة.
تقدم نسبها في ترجمة محمّد، وكانت امرأة أبي عبس بن جبر فولدت له، وأسلمت وبايعت.
__________
(1) أعلام النساء 3/ 235 تجريد أسماء الصحابة 2/ 328، أسد الغابة ت (7529) .
(2) في أ: أم عبس.(8/433)
قال محمّد بن سعد: أمها خليدة بنت أبي عبيد بن وهب بن لوذان.
12162- أم عبيس بنت سراقة
بن الحارث بن عديّ الأنصاريّة «1» .
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، فإن كان محفوظا فهي أخت أم عبيد الماضي ذكرها آنفا.
12163- أم عبيس «2»
: وزن التي قبلها: هي أحد من كان يعذّبه المشركون ممن سبق إلى الإسلام.
قال أبو بشر الدّولابيّ عن الشّعبي: أسلمت وهي زوج كريز بن ربيعة بن حبيب ابن عبد شمس، ولدت له عبيسا فكنيت به.
وروى يونس بن بكير في «زيادات المغازي» لابن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه- أن أبا بكر الصّدّيق رضي اللَّه عنه أعتق ممن كان يعذّب في اللَّه سبعة، وهم: بلال، وعامر بن فهيرة، وزنبرة، وجارية ابنا المؤمّل، والنهديّة، وابنتها، وأمّ عنيس.
وأخرج محمّد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه، عن منجاب بن الحارث، عن إبراهيم بن يوسف بن زياد البكائيّ، عن ابن إسحاق، عن حميد، عن أنس: قال: قالت أم هانئ بنت أبي طالب: أعتق أبو بكر بلالا، وأعتق معه ستة، منهم أم عبيس.
وأخرجه أبو نعيم، وأبو موسى، من طريقه. وقال الزّبير بن بكّار: كانت فتاة لبني تيم بن مرة، فأسلمت أول الإسلام، وكانت ممن استضعفه المشركون يعذبونها، فاشتراها أبو بكر فأعتقها، وكنيت بابنها عبيس بن كريز.
قلت: قال البلاذريّ: كانت أمة لبني زهرة، وكان الأسود بن عبد يغوث يعذبها.
12164- أم عثمان بنت خثيم:
الخزاعيّة» .
ذكرها المستغفريّ،
وأخرج من طريق الحسين بن الحسن المروزي، عن وهب بن جرير، عن أبيه: سمعت قيس بن سعد يحدث عن عطاء، عن أم عثمان بنت خيثم الخزاعية- أنها سألت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن العقيقة، فقال: «عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة» «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7532) .
(2) أسد الغابة ت (7534) .
(3) أسد الغابة ت (7535) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 328.
(4) أخرجه النسائي في السنن 7/ 165 عن أم كرز كتاب العقيقة باب العقيقة عن الغلام (2) حديث رقم 4215 والطبراني في الكبير 11/ 150، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45287، 45299.(8/434)
قال أبو موسى- بعد تخريجه: هذا الحديث يعرف بأم كرز.
قلت: وهي خزاعيّة أيضا. وسيأتي ذكرها ومن أخرج حديثها.
12165- أم عثمان بنت خلدة:
روى عنها ولدها في مسند أبي يعلى، كذا في «التّجريد» .
12166- أم عثمان بنت سفيان «1»
: والدة بني شيبة الأكابر.
وكانت من المبايعات، قاله أبو عمر، قال: وروى عبد اللَّه بن مسافع عن أمها عنها.
انتهى.
وقال ابن مندة: أم بني شيبة، بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ثم أخرج هو، والطّبراني، وأحمد،
من طريق هشام بن أبي عبد اللَّه، عن بديل بن ميسرة، عن صفيّة بنت شيبة، عن أم ولد شيبة، قالت: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يسعى بين الصّفا والمروة ويقول: «لا يقطع الأبطح إلّا شدّا» «2» .
وذكره أبو نعيم، ثم قال: رواه حماد بن زيد عن بديل، عن مغيرة بن حكيم، عن صفيّة، عن امرأة منهم، ولم يسمها.
وأخرج أبو نعيم من مسند الحسن بن سفيان، ثم من رواية ابن المبارك، عن عمر بن عبد الرحمن، عن منصور بن صفية، عن أمّه، عن أم عثمان بنت سفيان، وهي أمّ بني شيبة الأكبر، وقد بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: دعا شيبة ففتح البيت، فدخل، فلما خرج قال له: غطّ سقفه، فإنه لا يكون في البيت شيء يلهي المصلّي.
12167- أم عثمان الثقفيّة:
والدة عثمان بن أبي العاص الصّحابي المشهور «3» .
روى حديثها عبد اللَّه بن عثمان بن أبي سليمان، عن عثمان بن أبي العاص، أنها
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 328، بقي بن مخلد 976، أعلام النساء 3/ 251، تقريب التهذيب 2/ 622. الكاشف 3/ 490 تهذيب الكمال 3/ 1704، خلاصة تذهيب 3/ 401، تلقيح فهوم أهل الأثر 387، أسد الغابة ت (7536) ، الاستيعاب ت (3642) .
(2) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 995 عن أم ولد شيبة بلفظة كتاب المناسك (25) باب السعي بين الصفا والمروة (43) حديث رقم 2987، وأحمد في المسند 6/ 404، 405 وابن أبي شيبة في المصنف 4/ 69 وأورده الهيثمي في الزوائد 3/ 251 عن أم ولد شيبة بلفظه وقال رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 12044.
(3) أسد الغابة ت (3537) ، الاستيعاب ت (3643) .(8/435)
شهدت آمنة لما ولدت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في قصّة طويلة أوردها ابن مندة.
12168- أم عجرد الخزاعيّة «1»
. قال أبو عمر: حديثها عند المثنى بن الصّباح، وهو ضعيف جدّا،
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه: سمعت أم عجرد الخزاعية تسأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقالت: يا رسول اللَّه، أمر كنّا نفعله في الجاهليّة، ألا نفعله في الإسلام؟ قال: «وما هو؟» قالت: العقيقة. قال: «فافعلوا، عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة» .
مثل حديث أم كرز.
12169- أم عصمة العوصية «2»
: ذكرها الطّبرانيّ،
وأخرج من طريق أبي مهدي سعيد بن سنان، عن أم الشّعثاء، عن أم عصمة العوصية- امرأة ابن قيس، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ما من مسلم يعمل ذنبا إلّا وقف الملك الموكّل بإحصاء ذنوبه ثلاث ساعات، فإن استغفر من ذنبه ذلك في شيء من تلك الثّلاث ساعات لم يرفعه عليه يوم القيامة» «3» .
وأخرجه الحاكم في «المستدرك» من هذا الوجه، وقال: صحيح الإسناد.
وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه، وقال: هكذا قال- يعني سعيد بن سنان، قال:
وقال غيره: عن أم عصمة.
قلت: وهو خطأ، والعوصيّة- بمهملتين- نسبة إلى بني عوص، بفتح أوله وسكون ثانيه، ابن عوف بن عذرة.
12170- أم عطاء:
مولاة الزّبير بن العوّام «4» . قال أبو عمر: لها صحبة ورواية.
قلت: أما الصّحبة فصحيحة، وأما الرواية فقد روت عن مولاها الزّبير.
روى حديثها أحمد، من طريق ابن إسحاق، عن عبد اللَّه بن عطاء مولى الزّبير بن العوّام، عن أمّه وجدّته أم عطاء، قالت: لكأنا ننظر إلى الزّبير بن العوّام حين أتانا على بغلة بيضاء، فقال: يا أم
__________
(1) أسد الغابة ت (7538) ، الاستيعاب ت (3644) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 359.
(2) أسد الغابة ت (7539) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 329.
(3) أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 262 عن أم عصمة العوصية ... الحديث وقال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي وأورده المنذري في الترغيب 2/ 469 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 235.
(4) أسد الغابة ت (7540) ، الاستيعاب ت (3645) .(8/436)
عطاء، إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قد نهى المسلمين أن يأكلوا من لحوم نسكهم فوق ثلاث، فقالت: كيف نصنع بما أهدي لنا؟ فقال: «أمّا ما أهدي لكم فشأنكم» .
12171- أم عطية الأنصاريّة «1»
: اسمها نسيبة، بنون وسين مهملة وباء موحدة مصغّر، وقيل بفتح النون وكسر السّين، معروفة باسمها وكنيتها، وهي بنت الحارث، وقيل بنت كعب. وأنكره أبو عمر، لأن نسيبة بنت كعب أم عمارة الآتي ذكرها.
روت أم عطية عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وعن عمر. روى عنها أنس، ومحمد، وحفصة ولدا سيرين، وإسماعيل بن عبد الرّحمن بن عطيّة، وعبد الملك بن عمير، وآخرون.
وحديثها في غسل آنية النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مشهور في الصّحيح، وكان جماعة من علماء التّابعين يأخذون ذلك الحكم. وعند أبي داود، من طريق قتادة عن محمد بن سيرين أنه كان يأخذ الغسل عن أم عطيّة حتى غسل الميت.
ومن أحاديثها في الصّحيحين: أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن تخرج في العيدين العواتق وذوات الخدور ... الحديث.
وحديث: أخذ علينا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عند البيعة ألّا ننوح ... الحديث.
وفي بعض طرقه ذكر الإسناد. وحديث: كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطّهر شيئا.
وحديث: نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا «2» . وحديث:
دخل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على عائشة رضي اللَّه عنها فقال: «هل عندكم من شيء؟» قالت: لا إلا شيء بعثت به إلينا نسيبة من الشّاة التي بعثت إليها من الصّدقة. قال: «إنّها قد بلغت محلّها» «3» .
وفي صحيح مسلم عنها: غزوت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سبع غزوات كنت أخلفهم في رحالهم.
__________
(1) أسد الغابة ت (7542) ، الاستيعاب ت (3646) ، المغازي للواقدي 685، الجرح والتعديل 9/ 465، طبقات ابن سعد 8/ 455، مسند أحمد 6/ 407، طبقات خليفة 340، مقدمة مسند بقي بن مخلد 87، الكامل في التاريخ 2/ 291، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 364، تاريخ الطبري 3/ 124، التاريخ لابن معين 2/ 742، المغازي من تاريخ الإسلام 520، المعين في طبقات المحدثين 30، الكاشف 3/ 436، تاريخ الإسلام 2/ 289.
(2) أخرجه ابن ماجة في السنن 1/ 502 عن أم عطية بلفظه كتاب الجنائز (6) باب ما جاء في اتباع النساء الجنائز (50) حديث رقم 1577 والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 77.
(3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 408.(8/437)
وفي الصّحيح أيضا، عن حفصة بنت سيرين- أن أم عطيّة قدمت البصرة فنزلت قصر بني خلف. وقال ابن سعد: أخبرنا أو عاصم النبيل، عن أبي الجراح، وجابر بن صبح، عن أم شراحيل مولاة أبي عطيّة، قالت: كان عليّ بن أبي طالب يقيل عند أم عطيّة، وكنت أنتف إبطه بورسه.
12172- أم عطيّة:
الأنصاريّة الخافضة «1» .
أفردها ابن مندة، والمستغفريّ، عن الأولى. وجوّز أبو موسى أنها هي التي قبلها.
وأخرج من طريق الوليد بن صالح، عن عبد اللَّه بن عمرو الرقي، عن عبد الملك بن عمير، عن عطية القيظي، قالت: كانت بالمدينة امرأة خافضة تخفض النّساء، فقال لها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «أشمّي ولا تحفي «2» ، فإنّه أسرى للوجه، وأحظى عند الزّوج» .
قال أبو موسى: يروى هذا المتن بغير هذا الإسناد.
12173- أم عفيف:
ويقال أم غطيف، بنت مسروح الهذليّة «3» ، زوج حمل بن مالك الهذلي. تقدم ذكرها في مليكة.
12174- أم عفيف النهديّة «4»
: قال أبو عمر: روى حديثها أبو عثمان النّهدي في البيعة.
قلت:
وأخرجه الطّبرانيّ من طريق الصّلت بن دينار، عن أبي عثمان النّهدي، عن امرأة منهم يقال لها أم عفيف، قالت: بايعنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حين بايع النّساء، فأخذ علينا ألّا تحدثن الرّجل إلا محرما، وأمرنا أن نقرأ على جنائزنا بفاتحة الكتاب.
12175
- أم عفيف «5» بنت ميمونة:
أم المؤمنين. تقدّمت في أم حفيد.
12176- أم عقيل «6» :
روى حديثها إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فروة- أحد الضّعفاء، عن عقيل، عن أمه أم عقيل، قالت: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقلت: إن أبا
__________
(1) أسد الغابة ت (7541) .
(2) شبه القطع اليسير بإشمام الرائحة، أي اقطعي بعض النواة ولا تستأصليها. النهاية 2/ 503.
(3) أسد الغابة ت (7544) .
(4) أسد الغابة ت (7545) ، الاستيعاب ت (3647) .
(5) في أ: أم عفة.
(6) تجريد أسماء الصحابة 2/ 329، أسد الغابة ت (7546) .(8/438)
عقيل مات، وأوصى بهذا الجمل في سبيل اللَّه، وإنه أعجف، فقال: «يا أمّ عقيل، اعتمري، فإن عمرة في رمضان تعدل حجّة» .
أخرجه ابن مندة من طريق الفضل بن دكين، عن عبد السّلام بن حرب، عن إسحاق.
وقال أبو نعيم: الصّواب أم معقل، كذا قال. وأقره ابن الأثير، وفيه نظر، لاختلاف مخرج الحديثين والقصّتين، وأن الفتيا في ذكر البعير والعمرة.
12177- أم عكاشة بنت محصن:
بها ذكر في آخر ترجمة زينب بنت جحش من طبقات ابن سعد.
12178- أم العلاء الأنصاريّة «1»
: قال أبو عمر: هي من المبايعات، حديثها عند أهل المدينة.
قلت: ونسبها غيره، فقال: بنت الحارث بن ثابت بن حارثة بن ثعلبة بن الجلاس بن أمية بن خدرة «2» بن عوف بن الحارث بن الخزرج. يقال إنها والدة خارجة بن زيد بن ثابت الرّاوي حديثها الشّيخان،
من رواية الزّهري، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أم العلاء الأنصاريّة، قالت: طاولنا عثمان بن مظعون السكنى لما افترقت الأنصار، فذكر الحديث في قتل عثمان بن مظعون، وفيه أنها رأت لعثمان عينا جارية، فذكرت ذلك للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال:
ذلك عمله.
وفي الحديث قولها: شهادتي عليك أبا السّائب، لقد أكرمك اللَّه.
وفي رواية إبراهيم بن سعد عن الزّهري- أن أمّ العلاء، وهي امرأة من نسائهم، قد كانت بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكذا في نسخة إسحاق بن يحيى الكلبي، عن الزّهري، عند ابن السّكن.
قلت: وقد جاء الحديث من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن سالم أبي النّضر، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أمه- أن عثمان بن مظعون لما قبض قالت أم حارثة: طبت أبا السّائب ... الحديث.
أخرجه أحمد والطّبرانيّ، وهذا ظاهر في أن أم العلاء هي والدة خارجة المذكور، فلا
__________
(1) أسد الغابة ت (7547) ، الاستيعاب ت (3648) ، الثقات 3/ 461 بقي بن مخلد 280، أعلام النساء ج 3/ 327 تجريد أسماء الصحابة ح 2/ 329، تقريب التهذيب 2/ 623، تهذيب التهذيب 12/ 474، 474، 475، الكاشف 3/ 490 تهذيب الكمال 3/ 1705.
(2) في أ: أمية بن حدارة.(8/439)
يلزم من كونه أبهمها في رواية الزّهري أن تكون أخرى، فقد يبهم الإنسان نفسه فضلا عن أمه.
12179- أم العلاء «1» :
عمة حكيم بن حزام الأنصاريّ.
قال ابن السّكن: عادها النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وخرج حديثها عن أهل الشّام، ثم
ساق هو وابن مندة من طريق الزبيديّ، عن يونس بن سيف «2» - أن حزام بن حكيم أخبره عن عمته أم العلاء- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عادها من حمّى، فرآها تضوّر من شدة الوجع، فقال لها: «اصبري، فإنّه يذهب خبث المؤمن كما تذهب النّار خبث «3» الحديد» «4» .
قال ابن السّكن: لم أجد لها غير هذا الحديث.
12180- أم العلاء:
قال ابن السّكن: روى عنها عبد الملك بن عمير، وليست التي قبلها. ثم
أخرج من طريق أبي عوانة عن عبد الملك- أنّ امرأة يقال لها أم العلاء حدّثته، قالت: عادني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا مرضية، فقال لها: «أبشري يا أمّ العلاء، فإنّ مرض المسلم يذهب اللَّه به خطاياه كما تذهب النّار خبث الحديد والفضّة» .
قلت: وهكذا أخرجه أبو داود من رواية أبي عوانة، وذهب غيره إلى أنهما واحدة، لاتفاق الحديثين، وإن اختلف مخرجهما. لكن يقوي ما قاله ابن السّكن أنّ عمة حزام بن حكيم قيل فيها: إنها أنصاريّة، وهذه جاء في سياق حديثها عن عبد الملك بن عمير، عن أم التعدّد.
12181- أم علي بنت خالد
بن تيم بن بياضة بن خفاف «5» بن سعيد بن مرة بن مالك بن الأوس الأنصاريّة الأوسيّة.
ذكرها ابن الأثير عن ابن الدّبّاغ مستدركا على من تقدّمه، وقال: نزل الأذان في بيتها،
__________
(1) أسد الغابة ت (7548) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 329، الكاشف 3/ 490 تهذيب الكمال 3/ 1705، خلاصة تذهيب 3/ 401.
(2) في أيونس بن يوسف.
(3) هو ما يلقيه النار من وسخ الحديد إذا أذيب. النهاية 2/ 5.
(4) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث قم 6758 ولفظه عن فاطمة الخزاعية اصبري فإنّها تذهب خبث ابن آدم كما يذهب الكير خبث الحديد يعني الحمى وعزاه للطبراني في الكبير.
(5) أسد الغابة ت (7549) .(8/440)
قاله ابن الكلبيّ. وقال العدويّ: لم أر أهل الحجاز يعرفون هذا.
قلت: وهو في آخر نسب الأنصار من تذكرة ابن الكلبيّ، لكن لم يصرح بأنّ لها صحبة.
12182- أم عمارة «1» :
نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم، من بني مازن بن النّجار الأنصاريّة النّجارية، والدة عبد اللَّه وحبيب «2» ، من بني زيد بن عاصم.
قال أبو عمر: شهدت بيعة العقبة، وشهدت أحدا مع زوجها وولدها منه في قول ابن إسحاق، وشهدت بيعة الرّضوان، ثم شهدت قتال مسيلمة باليمامة، وجرحت يومئذ اثنتي عشرة جراحة، وقطعت يدها وقتل ولدها حبيب.
روت عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أحاديث، روى عنها ابنها عباد بن تميم بن زيد، والحارث بن عبد اللَّه بن كعب، وعكرمة، وليلى مولاة لهم.
روى حديثها التّرمذيّ، والنّسائي، وابن ماجة، من طريق شعبة عن حبيب بن زيد، عن مولاة لهم يقال لها ليلى، عن جدّته أم عمارة بنت كعب- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دخل عليها فقدّمت إليه طعاما، فقال: كلي، فقالت: إني صائمة، فقال: «إنّ الصّائم إذا أكل عنده صلّت عليه الملائكة» .
وأخرج أبو داود، من طريق شعبة، عن حبيب الأنصاري: سمعت عبادة بن تميم يحدّث فيقول عن عمتي، وهي أم عمارة- أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم توضأ فأتي بإناء فيه قدر ثلثي المدّ ... الحديث.
وأخرج ابن مندة بسند فيه الواقديّ، إلى الحارث بن عبد اللَّه بن كعب، عن أم عمارة بنت كعب، قالت: أنا انظر إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو ينحر بدنه قياما بالحربة ... الحديث.
قال ابن سعد: هي أخت عبد اللَّه بن كعب. وقد شهد بدرا، وأخت أبي ليلى بن كعب، واسمه عبد الرّحمن، وكان أحد البكّاءين. قال: وخلف عليها بعد زيد بن عاصم- غزيّة بن عمرو، فولدت له تميما وخولة، وشهدت العقبة، وبايعت ليلتئذ، ثم شهدت أحدا،
__________
(1) أعلام النساء 5/ 171- تجريد أسماء الصحابة 2/ 330- تقريب التهذيب 2/ 623- تهذيب التهذيب 12/ 474- الكاشف 3/ 490، تهذيب الكمال 3/ 1704- بقي بن مخلد 539.
(2) في أ: وخبيب.(8/441)
والحديبيّة، وخيبر، والقضيّة، والفتح، وحنينا، واليمامة.
وأسند الواقديّ، من طريق ابن أبي صعصعة، قالت أم عمارة: كانت الرّجال تصفّق على يدي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ليلة العقبة، والعبّاس أخذ بيد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فلما بقيت أنا وأم سبيع نادى زوجي غزية بن عمرو: يا رسول اللَّه، هاتان امرأتان حضرتا معنا يبايعنك. فقال: «قد بايعتهما على ما بايعتكم عليه، إنّي لا أصافح النّساء» .
وبه: قال: كانت أم سعيد بنت سعد بن الربيع تقول: دخلت عليها فقلت: حدّثيني خبرك يوم أحد. فقالت: خرجت أول النّهار ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو في أصحابه والرّيح والدّولة للمسلمين، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فجعلت أباشر القتال، وأذبّ عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالسّيف، وأرمي بالقوس حتى خلصت إليّ الجراحة. قالت:
فرأيت على عاتقها جرحا له غور أجوف، فذكر قصّة ابن قميئة.
وأخرج بسند آخر إلى عمارة بن غزية أنها قتلت يومئذ فارسا من المشركين.
ومن وجه آخر عن عمر، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «ما التفتّ يوم أحد يمينا ولا شمالا إلّا وأراها تقاتل دوني» .
12183- أم عمارة الأنصاريّة «1» :
أفردها ابن مندة عن التي قبلها، وأورد من طريق سليمان بن كثير، عن حصين بن عبد الرّحمن، عن عكرمة، عن أم عمارة الأنصاريّة- أنها أتت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقالت: ما أرى كل شيء إلا للرّجال! ما أرى النّساء يذكرن في شيء، فنزلت: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ [سورة الأحزاب آية 35] .
قلت: وهذا الحديث ذكره أبو عمر في ترجمة التي قبلها. فقال: روى عكرمة ...
فذكره، ثم قال: زعم بعضهم أن أمّ عمارة التي روى عنها عكرمة هي غير الأولى، وهي الأولى عندي. انتهى.
وتبعه «صاحب الأطراف» ، فأورد في ترجمة الأولى ما أخرجه التّرمذيّ من هذا الوجه بهذا الإسناد، وقال: حسن غريب. وإنما نعرف هذا الحديث من هذا الوجه كذا قال.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 330، تقريب التهذيب 2/ 623، تهذيب التهذيب 12/ 474، الكاشف 3/ 490، تهذيب الكمال 3/ 1704، أزمنة التاريخ الإسلامي 993، خلاصة تذهيب 3/ 108، تلقيح فهوم أهل الأثر 378، تبصير المنتبه 4/ 1415. أسد الغابة ت (7550) ، الاستيعاب ت (3649) .(8/442)
وقد ورد نحوه من حديث أم سلمة، أخرجه النّسائيّ من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أم سلمة. وله طرق أخرى عن أم سلمة، عند ابن مردويه.
وقد خالف سليمان بن كثير في مسندة رواية أبي عوانة عن حصين، فقال فيه: عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال: أتت امرأة من الأنصار النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، نعم، تابع سليمان بن جرير «1» عن حصين، أخرجه ابن مردويه، وهشيم، عن حصين.
ذكره ابن مندة، فكأن رواية أبي عوانة شاذة، كأنه جرى على العادة لكثرة رواية عكرمة عن ابن عبّاس. وقد رواه قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عبّاس، قال: قلت لنساء النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر نحوه.
12184- أم عمر الأنصاريّة «2»
: والدة عمر بن خلدة.
أخرج حديثها ابن أبي عاصم، من طريق موسى بن عبيدة، عن سندر بن جهم، عن عمر بن خلدة، عن أمه- أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعث عليّا ينادي بمنى: «إنّها أيّام أكل وشرب وبعال «3» » .
12185- أم عمرو
بنت سفيان بن عبد الأسد المخزوميّة.
ذكرها ابن سعد، فقال: أمها بنت عبد العزّى بن أبي قيس، من بني عامر بن لؤيّ، وكان حويطب بن عبد العزّى خالها. وذكرها هشام بن الكلبي في كتاب المثالب، فقال:
خرجت من الليل في حجة الوداع، فوقفت بركب نزول، فأخذت عيبة لهم فأخذها القوم فأوثقوها فأتوا بها النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فذكر قصّة قطع يدها، وقال في آخره:
وهي أخت عبد اللَّه بن سفيان، وأنشد:
يا ربّ بنت لابن سلمى جعدة ... سرّاقة لحقائب الرّكبان
باتت تحوش ثيابهم بيمينها ... حتّى أقرّت غير ذات بنان
[الكامل]
12186- أم عمرو
بنت سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل «4» الأنصاريّة الأشهليّة.
__________
(1) في أ: تابع سليمان جرير.
(2) أسد الغابة ت (7552) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 330.
(3) البعال: النكاح وملاعبة الرجل أهله. النهاية 1/ 141.
(4) أسد الغابة ت (7555) .(8/443)
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها سلمى بنت سلمة بن خالد، وهي أخت سلمة بن سلامة بن وقش، شهدت العقبة وبدرا، تزوّجت محمد بن سلمة، فولدت له.
12187- أم عمرو
بنت عمرو بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: تزوّجها قطبة بن عامر بن حديدة، وهي أخت سلمان بن عمرو بن حديدة شقيقته.
12188- أم عمرو بنت عمرو
بن حرام الأنصاريّة الخزرجيّة، ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: تزوّجها أبو اليسر بن كعب.
12189- أم عمرو بنت محمود
بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عديّ بن مجدعة بن حارثة الأنصاريّة» .
تقدّم نسبها في ترجمة والدها، وفي ترجمة عمها محمد بن مسلمة، ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وكذا ابن سعد، وقال: أمها أمامة بنت بشر بن وقش، قال: وتزوّجها عبد اللَّه بن محمد بن مسلمة، فولدت له حميدا، وعمر، ثم خلف عليها زيد بن سعد بن زيد بن مالك.
12190- أم عمرو بنت المقوّم
بن عبد المطّلب الهاشميّة، أمها فلانة بنت عمرو بن جعونة، وكانت قد تزوّجها مسعود بن معتب الثقفيّ، فولدت له عبد اللَّه بن مسعود، ثم تزوّجها أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب فولدت له عاتكة. ذكر ذلك ابن سعد.
12191- أم عمرو:
زوج حريث بن عمرو بن عثمان المخزوميّ «2» .
أخرج حديثها من طريق يحيى بن يمان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عمرو بن حريث، قال: ذهبت بي أمّي إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فمسح على رأسي، ودعا لي بالرّزق.
12192- أم عمرو:
زوج سليم الزرقيّ «3» .
روى حديثها [يزيد بن الهاد، عن عبد اللَّه بن أبي سلمة، عن عمرو بن سليم الزّرقيّ] «4» عن أمه- أنها سمعت عليّا ينادي وهم بمنى مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: إنّها أيّام أكل وشرب وبعال» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7557) .
(2) أسد الغابة ت (7553) .
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 330، أسد الغابة ت (7556) ، الاستبصار 183.
(4) سقط من أ.(8/444)
12193- أم عميس:
بنت مسلمة الأنصاريّة «1» ، أخت محمد بن سلمة، وعمّة أم عمرو المذكور قبلها.
كانت امرأة رافع بن خديج، ويقال: إنها نزلت فيها: وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً [سورة النساء آية 128] . وذكرها ابن حبيب في المبايعات. وقد تقدّمت أم عبيس فلا أدري أهي واحدة تصحّفت أم اثنتان؟
12194- أم عياش «2»
: خادم النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقيل: كانت أمة لرقية بنت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
روى حديثها ابن ماجة، من طريق عبد الكريم بن روح، عن عنبس بن سعيد «3» بن أبي عياش، عن أبيه عنبسة، عن جدته أم أبيه أم عياش، وكانت أمة لرقية بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قالت: كنت أوضئ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأنا قائمة وهو قاعد.
وقع لنا بعلوّ في المعركة لابن مندة، قال: وبإسناده: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يحفي شاربه. وبه: ما رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يخضب حتى مات.
وأخرج أبو نعيم بهذا الإسناد، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «ما تزوّج عثمان أمّ كلثوم إلّا بوحي من السّماء» .
قال أبو عمر: هذا سند منقطع، وعبد الكريم بن روح ضعيف.
قلت: وأخرج لها ابن أبي عاصم حديثا آخر، وأبو نعيم من طريقه، قال: حدثنا هدبة، حدثنا عبد الواحد بن صفوان، حدثنا أبي عن أمه عن جدته أم عياش، وكانت خادمة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، بعثها مع ابنته إلى عثمان، قالت: كنت أمغث «4» لعثمان غدوة فيشربه عشية، وأنبذه عشية فيشربه عدوة، فسألني ذات يوم، فقال: تخلطين فيه شيئا؟
قلت: أجل. قال: فلا تعودي.
__________
(1) أسد الغابة ت (7558) .
(2) أعلام النساء 3/ 623، تهذيب التهذيب 12/ 475- الكاشف 3/ 391- تهذيب الكمال 3/ 1705- خلاصة تذهيب 3/ 475، تبصير المنتبه 3/ 899- أعيان النساء ص 339، أسد الغابة ت (7559) الاستيعاب ت (3651) .
(3) في أ: عنبسة بن سعد.
(4) يقال: مغث الشيء يمغثه مغثا. دلكه ومرسه. اللسان 6/ 4239.(8/445)
12195- أم عيسى بنت الجزار «1» :
بجيم وزاي منقوطة ثم راء، العصرية.
لها صحبة ورواية من طريق عبد الرحمن بن جبلة، عن أم فروة بنت مزاحم العصرية، عن أمّها أم عيسى بنت الجزار، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قاله ابن ماكولا.
فصل
ذكر بعض من صنف في الصحابة جماعة نسوة في الكنى من غير أن يراد أن تلك الكنية موضوعة على تلك المرأة، بل إذا ورد في خبر عنها أو عن غيرها أن لها ابنا اسمه فلان، فيذكرونها بلفظ أم فلان، ومن حق ما هذا سبيله أن يقال والده فلان، ولا يقال أم فلان، إلا إذا ورد أنها كنيت به، وقد كنيت أسماءهن تبعا لهم، لكن مع التنبيه على ذلك في كل ترجمة منه، فمن وضح أن لها اسما نبهت عليه، ومن ورد أن لها كنية تختص بها أعدتها في قسم الغلط. واللَّه المستعان.
القسم الثاني والقسم الثالث
خاليان.
القسم الرابع
12196- أم عبد اللَّه بنت عامر بن ربيعة «2»
: كذا استدركها أبو موسى، وهي أم عبد اللَّه بنت أبي خيثمة، وقد ذكرها ابن مندة فلا وجه لاستدراكها.
12197- أم عبد اللَّه بنت عمر
بن الخطاب «3» .
استدركها أبو موسى، وليست تكنى أم عبد اللَّه، وإن كان ولدها اسمه عبد اللَّه، بل هي معروفة باسمها ونسبها. وهي زينب بنت مظعون الجمحية، أخت عثمان وقدامة ابني مظعون، وقد تقدمت في الأسماء على الصواب.
__________
(1) أسد الغابة ت (7560) ، تقريب التهذيب 2/ 623- الإكمال 2/ 181. تهذيب التهذيب 12/ 475- تهذيب الكمال 3/ 1705- أعلام النساء 3/ 381.
(2) أسد الغابة ت (7519) .
(3) أسد الغابة ت (7520) .(8/446)
حرف الغين المعجمة
القسم الأول
12198- أم الغادية «1» :
تقدم ذكرها في ترجمة أبي الغادية،
وأخرج ابن مندة والخطيب في المؤتلف من طريق تمام بن بزيع، عن عياض بن عمرو الطفاويّ، عن عمته أم غادية، قالت: خرجت مع رهط من قومي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فلما أردت الانصراف قلت: يا رسول اللَّه، أوصني، قال: «إيّاك وما يسوء الأذن» .
12199- أم غطيف الهذلية «2» :
في أم عفيف في العين المهملة.
القسم الثاني
خال.
القسم الثالث
12200- أم غيلان الدوسيّة:
لها ذكر في الجاهلية، وأدركت الإسلام، ولقيت عمر بن الخطاب. ذكر قصتها ابن الكلبيّ، والواقديّ، والزّبير بن بكّار. وكانت دوس من حلفاء المطير، فقتل هشام بن المغيرة، وهو من الأحلاف، أبا أزيهر الدوسيّ، وكان حليف أبي سفيان بن حرب، فثار الشرّ بين الفريقين، وأرادوا الطلب بدم أبي أزيهر الدوسيّ، فمنعهم أبو سفيان، وذلك بعد الهجرة خشية أن يشمت بهم المسلمون، فلما جاء الإسلام طل دم أزيهر، فاتفق أن ناسا من قريش خرجوا إلى أرض دوس فأحس بهم قوم دوس، فأرادوا قتلهم بأبي أزيهر، فأجارتهم امرأة من دوس كانت تمشط النساء يقال لها أم غيلان، فأمضوا إجارتها.
فلما قدم «3» عمر جاءته، فقالت له: إن لي عندك: أجرت أخاك- يعني ضرار بن الخطاب الفهري- وكان فيمن أجارت، فقال لها عمر: ليس هو أخي، نعم هو أخي في الإسلام، فأكرمها.
وذكر أبو عبيدة هذه القصة، لكنه قال أم جميل.
__________
(1) أسد الغابة ت (7561) ، الاستيعاب ت (3652) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 331.
(2) أسد الغابة ت (7562) .
(3) في أ: قام.(8/447)
القسم الرابع
خال.
حرف الفاء
القسم الأول
12201- أم فروة
بنت أبي قحافة التيمية «1» ، أخت أبي بكر الصديق.
ذكرها الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» وقال: زوجها أخوها. الأشعث بن قيس، وكذا، ذكر ابن السّكن، وقال: ولدت للأشعث محمدا وإسحاق وغيرهما.
قلت: وقصة تزويجها مشهورة في كتب الأخباريين، قال ابن سعد: أمها هند بنت نفيل بن بجير بن عبد بن قصيّ، ولها ذكر في فتح مكة حين فقدت طوقها، فقال لها أخوها:
إن الأمانة في الناس اليوم قليلة.
ذكر ذلك ابن إسحاق، لكنه لم يسمها، وأظنها غير أم فروة، فإن في هذه القصة أنها كانت الصغيرة، وتزويج أبي بكر للأشعث بعد الفتح بثلاث سنين أو أربع.
وقد مضى ذكر قريبة بنت أبي قحافة.
وقيل: هي التي روت الحديث في فضل الصلاة أول الوقت، وهو ظاهر صنيع بن السكن، ورجحه ابن عبد البرّ. وفيه نظر، والراجح أنها غيرها، فقد جزم ابن مندة بأن بنت أبي قحافة لها ذكر، وليس لها حديث، وراوية حديث الصلاة أنصارية فإن مدار حديثها على القاسم بن غنام، وهي جدته أو عمته أو إحدى أمهاته أو من أهله على اختلاف الرواة عنه في ذلك، فهي على كل حال ليست أخت أبي بكر الصديق، قاله ابن الأثير.
قلت: وفي البخاريّ: وأخرج عمر أخت أبي بكر حين ناحت، ذكره هكذا تعليقا في كتاب «الحدود» ، ووصله إسحاق بن راهويه في مسندة، من طريق سعيد بن المسيب، قال:
لما مات أبو بكر بكى عليه، فقال عمر لهشام بن الوليد: قم فأخرج النساء ... الحديث، وفيه: «فجعل يخرجهنّ امرأة امرأة حتّى خرجت أم فروة» . وقد تقدمت بقية طرقه في ترجمة هشام بن الوليد.
__________
(1) أسد الغابة ت (7565) ، الاستيعاب ت (3653) ، الثقات 3/ 460، أعلام النساء 4/ 160- تجريد أسماء الصحابة 2/ 331، تقريب التهذيب 2/ 623، تهذيب التهذيب 12/ 476.(8/448)
12202- أم فروة الأنصارية «1»
: عمة قاسم بن غنام، بالمعجمة والنون الثقيلة. وقال ابن سعد: أخرج حديثها أبو داود، والترمذي «2» ، من طريق عبد اللَّه العمري المكبر الضعيف، عن القاسم عن بعض أمهاته، عن أم فروة، هذه رواية لأبي داود، وله في رواية أخرى عن عمة له يقال لها أم فروة. وفي رواية الترمذي: عن عمته أم فروة، وكانت بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال الترمذي: لا يروي إلا من حديث العمري، واضطربوا في هذا الحديث.
انتهى.
وقد وقع في مسند أحمد، عن القاسم، عن عماته، عن أم فروة، قالت: سئل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أيّ العمل أفضل؟ قال: «الصّلاة لأوّل وقتها» .
وأخرجه ابن السّكن، من طريق عبيد اللَّه بن عمر بالتصغير، الثقة، عن القاسم، فقال:
عن بعض أهله، عن أم فروة، وكانت ممن بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم تحت الشجرة، قالت: سألت ... فذكره.
قال ابن السّكن: اختلف عنهما في الإسناد. انتهى.
وهذا يرد على إطلاق الترمذي، وقد أخرجه الدار الدّارقطنيّ، والحاكم من طريق عبيد اللَّه المصغر أيضا، وقال في القاسم: عن جدته الدنيا عن جدته أم فروة. وكلام ابن السكن يوهم تفرد العمريين به، عن القاسم. ويرد عليه رواية ابن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان، عن القاسم، لكن قال: عن امرأة من المبايعات، ولم يسمّها. أخرجه الطبرانيّ.
12203- أم فزر:
بعد الفاء زاي منقوطة ساكنة ثم راء بلا نقطة.
ذكرها الذهبي في تجريده، وقال: أسرها زيد بن حارثة فيمن أسر من جذام.
12204- أم الفضل «3»
: امرأة العباس بن عبد المطلب، اسمها لبابة بنت الحارث الهلالية، وهي لبابة الكبرى.
__________
(1) الثقات 3/ 463، أعلام النساء 4/ 160، تجريد أسماء الصحابة 2/ 331 تقريب التهذيب 2/ 623، تهذيب التهذيب 12/ 476، الكاشف 3/ 491، تهذيب الكلام 3/ 175، خلاصة تذهيب 3/ 402، حلية الأولياء 2/ 73، تلقيح فهوم أهل الأثر 387، أسد الغابة ت (7564) .
(2) كذا بالأصول، ط. ولعل في هذا المقام تحرير فقد توفى ابن سعد سنة 230 هـ، وتوفي أبو داود سنة 275 هـ والترمذي 279 هـ. انظر ترجمة ابن سعد في وفيات الأعيان 4/ 351، تهذيب التهذيب 9/ 182، تهذيب الكمال 6/ 600، الوافي بالوفيات 3/ 88. وانظر ترجمة أبي داود في تاريخ بغداد 9/ 55- 59، وفيات الأعيان 2/ 404- 405، تذكرة الحفاظ 2/ 591- 593، تهذيب التهذيب 4/ 169- 173.
(3) أسد الغابة ت (7566) ، الاستيعاب ت (3654) ، أعلام النساء 4/ 170، 272، تجريد أسماء الصحابة 2/ 331- تقريب التهذيب 2/ 623- تهذيب التهذيب 12/ 476، تهذيب الكمال 3/ 1705- الجرح والتعديل 9/ 465- تلقيح فهوم أهل الأثر 321- بقي بن مخلد 96.(8/449)
تقدم نسبها في لبابة الصغرى أختها، أسلمت قبل الهجرة فيما قيل، وقيل بعدها.
وقال ابن سعد: أم الفضل أول امرأة آمنت بعد خديجة، وروت عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. روى عنها ابناها: عبد اللَّه، وتمام، وعمير بن الحارث مولاها، وكريب مولى ابنها، وعبد اللَّه بن عباس، وعبد اللَّه بن الحارث بن نوفل، وآخرون.
وأخرج الزّبير بن بكّار وغيره من طريق إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «الأخوات الأربع مؤمنات: أمّ الفضل، وميمونة، وأسماء وسلمى انتهى.
فأما ميمونة فهي أم المؤمنين، وهي شقيقة أم الفضل، وأما أسماء وسلمى فأختاهما من أبيهما، وهما بنتا عميس الخثعمية.
وذكره الواقديّ بسند عن كريب: ذكرت ميمونة وأم الفضل وإخوتها لبابة، وهي بكر، وعزة، وأسماء، وسلمى، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ الأخوات المؤمنات» «1» .
وأخرج ابن سعد بسند جيد، عن سماك بن حرب، أن أم الفضل قالت: يا رسول اللَّه، رأيت أن عضوا من أعضائك في بيتي. قال: «تلد فاطمة غلاما وترضعينه بلبن قثم» ، فولدت حسينا، فأخذته، فبينا هو يقبّله إذ بال عليه فقصرته فبكى. فقال: «آذيتني في ابني» ، ثم دعا بماء فحدره، حدرا.
ومن طريق قابوس بن المخارق نحوه، وفيه: فأرضعته حتى تحرك، فجاءت به النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأجلسه في حجره فبال فضربته بين كتفيه، فقال: «أوجعت ابني رحمك اللَّه ... » الحديث.
وكان يقال لوالدة أم الفضل العجوز الحرشية أكرم الناس أصهارا: ميمونة زوج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، والعباس تزوج أختها شقيقتها لبابة، وحمزة تزوج أختها سلمى، وجعفر بن أبي طالب تزوج شقيقتها أسماء، ثم تزوجها بعده أبو بكر الصديق، ثم تزوجها بعده علي. قال أبو عمر: كانت من المنجبات، وكان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يزورها.
وفي «الصحيح» أن الناس شكوا في صيام النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يوم عرفة،
__________
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 203.(8/450)
فأرسلت إليه أم الفضل بقدح لبن فشرب وهو بالموقف، فعرفوا أنه لم يكن صائما.
وقال ابن حبّان: ماتت في خلافة عثمان قبل زوجها العباس.
12205- أم الفضل بنت حمزة
بن عبد المطلب بن هاشم «1» . قال أبو عمر: روى عنها عبد اللَّه بن شداد أنها قالت: توفي مولى لنا وترك ابنة وأختا، فأتيا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأعطى الابنة النصف، وأعطى الأخت النصف، كذا قال.
وقد أورد الحديث ابن مندة من طريقين: عن حارثة بن يزيد الجعفي- أحد الضعفاء، عن الحكم بن عيينة، عن عبد اللَّه بن شداد، عن أم الفضل بنت حمزة: قالت: مات مولى لها أعتقته وترك ابنته، وأن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قسم ميراثه بين أم الفضل وابنته نصفين.
12206- أم الفضل
بنت العباس بن عبد المطلب الهاشمية «2» .
ذكر المستغفريّ عن البخاريّ- أنه ذكرها فيمن روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من نساء بني هاشم. وجوّز أبو موسى أن تكون هي أم الفضل زوج العباس الماضية.
القسم الثاني والثالث
خاليان.
القسم الرابع
12207- أم فروة:
ظئر النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم «3» .
ذكرها المستغفريّ،
وأخرج من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل، عن مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان- هو الثوري، عن أبي إسحاق، عن أم فروة، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قالت: قال لي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إذا أويت إلى فراشك فاقرئي:
قل يا أيّها الكافرون، فإنّها براءة من الشّرك» .
قال أبو موسى: اختلف في راوي هذا الحديث، فقيل: فروة وقيل: أبو فروة، وقيل: نوفل. وهذا- يعني أم فروة- أغرب الأقوال.
__________
(1) أسد الغابة ت (7567) ، الاستيعاب ت (3655) ، أعلام النساء 4/ 170، تجريد أسماء الصحابة 2/ 331- تلقيح فهوم أهل الأثر 367- الجرح والتعديل 9/ 465.
(2) أسد الغابة ت (7568) .
(3) أسد الغابة ت (7563) .(8/451)
قلت: بل عن غلط محض، وإنما هو أبو فروة، وكأن بعض رواته لما رأى عن أبي فروة ظئر النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ظنه خطأ، والصواب أم فروة، فرواه على ما ظن، فأخطأ هو، واسم الظئر لا يختص بالمرأة المرضعة، بل يطلق على زوجها أيضا.
وقد أخرجه أصحاب السّنن الثلاثة من طرق، عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل، عن أبيه، ومنهم من لم يقل عن أبيه، ومنهم من قال: عن أبي إسحاق، عن أبي فروة.
والصواب عن فروة عن أبيه، وهكذا أخرجه أبو داود، والنسائي، من رواية زهير بن معاوية، والترمذي، والنسائي أيضا من رواية إسرائيل، كلاهما عن أبي إسحاق مجودا، وفيه على أبي إسحاق اختلاف. وهذا هو المعتمد.
حرف القاف
القسم الأول
12208- أم القاسم
بنت ذي الجناحين: جعفر بن أبي طالب الهاشمية.
ذكرها البغويّ بسنده إلى أم النعمان بنت مجمّع بن يزيد الأنصارية، قالت: أخبرني مجمع بن يزيد، قال: لما تأيّمت أم القاسم بنت ذي الجناحين من حمزة دعت أبا بكر بن عبد الرحمن، والقاسم بن محمد، وعبد الرحمن ومجمع ابني يزيد- رجلين من قريش، ورجلين من الأنصار، فقالت لهم: إني قد تأيمت كما ترون، وإني مشفقة من الأولياء أن ينكحوني من لا أريد نكاحه، إني أشهدكم أني من أنكحت من الناس بغير إذني فإنّي عليه حرام، ولست له بامرأة.
فقال لها عبد الرّحمن ومجمع: لو فعلوا ذلك لم يجر عليك، قد كانت الخنساء بنت خدام أنكحها أبوها ولم تأذن، فجاءت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فردّ نكاح أبيها، وكانت ثيبا فيما بلغنا.
قلت: هكذا وجدته في ترجمة مجمع بن يزيد من معجم البغويّ، ولم ينسب حمزة، وأنا أخشى أن فاطمة بنت القاسم بن محمد بن جعفر كانت تكنى أم القاسم، وإنما نسبت في هذا الخبر إلى جدها الأعلى جعفر بن أبي طالب، ومستند هذا الظن أن الزبير بن بكار- وهو المقدم في معرفة أنساب قريش- لم يذكر في أولاد جعفر بن أبي طالب بنتا يقال لها أم القاسم، وذكر في أولاد عبد اللَّه بن جعفر فاطمة بنت القاسم بن محمد بن جعفر، وأنها كانت تحت حمزة بن عبد اللَّه بن جعفر، وكان معاوية خطب أم كلثوم هذه لابنه يزيد، فجعلت أمرها للحسين بن علي، فزوجها من ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر، فولدت(8/452)
له فاطمة، فزوجها حمزة بن عبد اللَّه بن الزبير في خلافة أبيه.
قال الزّبير: ولفاطمة هذه عقب في ولد حمزة بن عبد اللَّه، وفيمن ولدوا. انتهى. وقد كتبتها على الاحتمال، والعلم عند اللَّه تعالى.
12209- أم قرة:
امرأة دعموص «1» .
قال ابن مندة: لها ذكر، وتقدم حديثها.
12210- أم قهطم:
هي فاطمة بنت علقمة. تقدمت في الأسماء.
12211- أم قيس بنت عبيد
بن زياد بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول، من بني مازن بن النجار.
ذكرها ابن سعد، فقال: أمها أم عبد اللَّه بنت شبيل بن الحارث بن عوف، تزوجها أبو سليط بن أبي حارثة، فولدت له سليطا وفاطمة، قال: وأسلمت أم قيس، وشهدت خيبر وغيرها.
12212- أم قيس بنت قيس الأنصارية:
وقيل العدوية، وقيل: اسمها سلمى. صلّت القبلتين- من التجريد.
12213- أم قيس:
بنت محصن الأسدية «2» ، أخت عكاشة بن محصن- تقدم نسبها في عكاشة في أسماء الرجال.
وكانت ممن أسلم قديما بمكة، وبايعت وهاجرت، يقال: إن اسمها أمية، حكاه أبو القاسم الجوهري في مسند الموطأ.
روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم روى عنها عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة- أنها أتت بابن صغير لم يأكل الطعام ... الحديث.
أخرجاه في الصحيحين. وعنها أنها أتت بابن لها قد أعلقت عليه من العذرة، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «علام تذعرن أولادكنّ ... » الحديث.
وروى عنها وابصة بن معبد، ومولاها عدي بن دينار، ومولاها أبو الحسن، وأبو
__________
(1) أسد الغابة ت (7570) .
(2) أسد الغابة ت (7571) ، الاستيعاب ت (3656) ، الثقات 3/ 459، أعلام النساء 4/ 224، تجريد أسماء الصحابة 2/ 332- تقريب التهذيب 2/ 623، تهذيب التهذيب 12/ 476- الكاشف 3/ 491- تهذيب الكمال 3/ 1705. خلاصة التذهيب 3/ 402- تلقيح فهوم أهل الأثر 467.(8/453)
عبيدة بن عبد اللَّه بن زمعة، وعمرة أخت نافع مولى حمنة وغيرهم.
وأخرج النّسائي، من طريق الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الحسن- مولى أم قيس، عن أم قيس، قالت: توفّي ابن لي فجزعت، فقلت للذي يغسله: لا تغسل ابني بالماء البارد فتقتله. فذكر ذلك عكاشة للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: «ما لها طال عمرها» ! قال: فلا نعلم امرأة عمرت ما عمرت.
12214- أم قيس:
ويقال أم هانئ الأنصارية.
ذكرها العقيليّ،
وأخرج من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن درة بنت معاذ- أنها أخبرته عن أم قيس الأنصارية- أنها أتت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقالت:
أنتزاور إذا متنا؟ قال: «يكون النّسم طائرا يعلق بالجنّة، حتّى إذا كان يوم القيامة دخلت كلّ نفس في جثتها» .
وأخرجه ابن أبي خيثمة، من طريق ابن لهيعة، فقال: أم هانئ. وستأتي.
12215- أم قيس:
غير منسوبة «1» .
أخرج ابن مندة، وأبو نعيم، من طريق إسماعيل بن عصام بن يزيد، قال: وجدت في كتاب جدي يزيد الّذي يقال له حبر: حدثنا سفيان عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، قال: كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها أم قيس، فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر، فهاجر فتزوجها، فكنا نسميه مهاجر أم قيس.
قال ابن مسعود: من هاجر لشيء فهو له.
قال أبو نعيم: تابعه عبد الملك الذّماريّ، عن سفيان. انتهى.
وهو يدفع إشارة أبي موسى أنه من أفراد حبر.
12216- أم قيس الهذلية «2» :
قال أبو موسى: أوردها جعفر، ولم يخرج لها شيئا.
قلت: أخشى أن تكون هي التي قبلها، فإن ابن مسعود يقول في مهاجر أم قيس رجل منا، وابن مسعود هذلي، فالرجل هذلي، فكأن أم قيس المخطوبة أيضا هذلية.
__________
(1) أسد الغابة ت (7572) .
(2) أسد الغابة ت (7573) ، الثقات 3/ 464- تجريد أسماء الصحابة 2/ 332.(8/454)
القسم الثاني
خال.
القسم الثالث
12217- أم قرفة:
تقدمت في أم سلمى.
القسم الرابع
12218- أم قرثع «1» :
تقدمت في أم زفر.
حرف الكاف
القسم الأول
12219- أم كبشة القضاعية «2» :
ذكرها ابن أبي عاصم في «الوحدان» ،
وأخرج حديثها أبو بكر بن أبي شيبة، ومطين والطبراني وغيرهم، من طريق الأسود بن قيس، عن سعيد بن عمرو القرشي- أن أم كبشة امرأة من قضاعة- قالت: يا رسول اللَّه، ائذن لي أن أخرج في حبيش كذا وكذا. قال: لا.
قالت: يا رسول اللَّه، إني لست أريد أن أقاتل، إنما أريد أن أداوي الجرحى والمرضى وأسقي الماء. قال: «لولا أن تكون سنة، ويقال: فلانة خرجت لأذنت لك، ولكن اجلسي» .
وأخرجه ابن سعد، عن ابن أبي شيبة، وفي آخره: «اجلسي لا يتحدّث النّاس أنّ محمّدا يغزو بامرأة» .
ويمكن الجمع بين هذا وبين ما تقدم في ترجمة أم سنان الأسلمي- أن هذا ناسخ لذاك، لأن ذلك كان بخيبر، وقد وقع قبله بأحد كما في الصحيح من حديث البراء بن عازب، وكان هذا بعد الفتح.
12220
- أم كثير بنت يزيد «3» الأنصارية «4» :
ذكرها أبو نعيم،
وأخرج من طريق أحمد بن سهيل الوراق، عن إسحاق بن قيس عن
__________
(1) أسد الغابة ت (7569) .
(2) أسد الغابة ت (7574) ، أعلام النساء 4/ 233، بقي بن مخلد 970- تجريد أسماء الصحابة 2/ 332- تلقيح فهوم أهل الأثر 387، تبصير المنتبه 3/ 1183- الإكمال 7/ 157، الاستيعاب ت (3657) .
(3) في أ: أم كثير بنت زيد.
(4) أسد الغابة ت (7575) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 332.(8/455)
أبي الصباح، عن أم كثير بنت يزيد الأنصارية، قالت: دخلت أنا وأختي على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقلت له: إن أختي تريد أن تسألك عن شيء، وهي تستحي، قال:
«فلتسأل، فإنّ طلب العلم فريضة» . قال: فقلت له، أو قالت له أختي: إن لي ابنا يلعب بالحمام. قال: «أما إنّه لعبة المنافقين» .
12221- أم كجّة الأنصاريّة «1» :
ذكر الواقديّ عن الكلبيّ في تفسيره، عن أبي صالح، عن ابن عباس- أن أوس بن ثابت الأنصاري توفّي وترك ثلاث بنات وامرأة يقال لها أم كجّة، فقام رجلان من بني عمه يقال لهما: سويد، وعرفجة، فأخذا ماله ولم يعطيا امرأته ولا بناته شيئا، فجاءت أم كجّة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فذكرت ذلك له، فنزلت آية المواريث، فساقه مطولا، وهذا ملخصه.
وتقدم بيان الاختلاف في اسمي ابني عمه في ترجمة أوس بن ثابت.
وأخرج أبو نعيم، وأبو موسى، من طريقه ثم من رواية سفيان، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن جابر، قال: جاءت أم كجة إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقالت: يا رسول اللَّه، إن لي ابنتين قد مات أبوهما وليس لهما شيء، فأنزل اللَّه عز وجل:
لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ [النساء: 7] . ثم أنزل اللَّه عز وجل: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ [النساء: 11] .
قال أبو موسى: كذا قال: ليس لهما شيء، وأراد ليس يعطيان شيئا من ميراث أبيهما.
قلت: راوية عن سفيان هو إبراهيم بن هراسة ضعيف، وقد خالفه بشر بن المفضل، عن عبد اللَّه بن محمد، عن جابر،
أخرجه أبو داود من طريقه، قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حتى جئنا امرأة من الأنصار في الأسواق، فجاءت المرأة بابنتين، فقالت: يا رسول اللَّه، هاتان بنتا ثابت بن قيس قتل معك يوم أحد، وقد أخذ عمهما مالهما كله، فلم يدع لهما مالا إلا أخذه، فما ترى يا رسول اللَّه؟ فو اللَّه لا ينكحان أبدا إلا ولهما مال، فقال: «يقضي اللَّه في ذلك» . قال: ونزلت: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ ...
[النساء: 11] ، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «ادع لي المرأة وصاحبها» . فقال لعمهما: «أعطهما الثّلثين، وأعط أمهما الثّمن، وما بقي فهو لك» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7576) .(8/456)
قال أبو داود: هذا خطأ، وإنما هما ابنتا سعد بن الرّبيع، وأما ثابت بن قيس فقتل باليمامة.
ثم
ساقه عن طريق ابن وهب: أخبرني داود بن قيس وغير من أهل العلم، عند عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن جابر- أن امرأة سعد بن الربيع قالت: يا رسول اللَّه، إن سعدا هلك وترك ابنتين ... فساق نحوه. انتهى.
وأخرجه التّرمذيّ، والحاكم، من طريق عبيد اللَّه بن عمرو الرّقي، عن ابن عقيل، عن جابر، قال: جاءت امرأة سعد بن الرّبيع بابنتيها من سعد ... فذكر نحوه.
وهذا الّذي جزم به أبو داود من التخطئة هو الّذي تقتضيه قواعد أهل الحديث مع قيام الاحتمال، فقد اختلف في اسم الميت، فقيل ثابت بن قيس، وقيل أوس بن ثابت كما تقدّم، وقيل أوس بن مالك، واختلف في اسم هذا الّذي حاز المال على أقوال تقدّم بيانها في ترجمة أوس بن ثابت.
ومما لم يتقدّم من الاختلاف هناك أن الطّبري أخرج من طريق ابن جريج، عن عكرمة، قال: نزلت في أم كجّة، وبنت أم كجّة، وثعلبة، وأوس بن ثابت، وهم من الأنصار، أحدهما زوجها، والآخر عم ولدها، قالت: يا رسول اللَّه، مات زوجي وتركني، فلم نورث، فقال عمّ ولدها: لا تركب فرسا ولا تحمل كلّا، ولا تنكأ عدوا.
وأخرجه ابن أبي حاتم- من طريق محمد بن ثور، عن ابن جريج، قال: قال ابن عبّاس: نزلت في أم كلثوم، وبنت كجّة، وثعلبة بن أوس، وسويد، فذكر نحوه.
ومن طريق أسباط، عن السّديّ: كان أهل الجاهليّة لا يورثون الجواري ولا الضّعفاء من الذّكور، فمات عبد الرّحمن أخو حسّان الشّاعر، وترك امرأة يقال لها كجّة، وترك خمس حوار، فجاء العصبة فأخذوا ماله، فشكت أمّ كجّة ذلك للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. فأنزل اللَّه هذه الآية: فَإِنْ كُنَّ نِساءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثا ما تَرَكَ ... [النساء: 11] الآية.
وأما المرأة فلم يختلف في أنها أم كجّة بضم الكاف وتشديد الجيم، إلا ما حكى أبو موسى عن المستغفريّ أنه قال فيها: أمّ كحلة، بسكون المهملة بعدها لام، وإلا ما تقدّم أنها بنت كجة في روايتي ابن جريج، فيحتمل أن تكون كنيتها وافقت اسم أبيها، وأما ابنتها فيستفاد من رواية ابن جريج أنها أم كلثوم.
12222- أم الكرام السلمية «1» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7577) ، الاستيعاب ت (3658) ، أعلام النساء 4/ 238، تجريد أسماء الصحابة 2/ 332.(8/457)
قال أبو عمر: روت عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في كراهية التّحلّي بالذّهب للنّساء.
روى عنها الحكم بن حجل، ليس إسناد حديثها بالقويّ.
12223- أم كرز الخزاعيّة:
ثم الكعبيّة» .
قال ابن سعد: المكية أسلمت يوم الحديبيّة والنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقسم لحوم بدنه، فأسلمت «2» ، ولها حديث في العقيقة أخرجه أصحاب السّنن الأربعة.
روى عنها ابن عبّاس، وعطاء، وطاوس، ومجاهد، وسباع بن ثابت، وعروة، وغيرهم.
واختلف في حديثها على عطاء، فقيل عن قتادة عنه، عن ابن عباس، وقيل: عن ابن جريج، ومحمد بن إسحاق، وعمرو بن دينار- ثلاثتهم عن عطاء عن حبيبة بنت ميسرة [بن أبي حبيب] ، عنها. وقيل: عن حجاج بن أرطاة، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عنها.
وقيل: عن حجّاج، عن عطاء، عن ميسرة بن أبي حبيب عنها. وقيل: عن أبي الزّبير، ومنصور بن زادان، وقيس بن سعد، ومطر الوراق- أربعتهم عن عطاء بلا واسطة. وزاد حماد بن سلمة: عن قيس، عن عطاء- طاوسا ومجاهدا، ثلاثتهم عن أم كرز. ولم يذكر الواسطة. وقيل: عن قيس بن سعد، عن عطاء، عن أم عثمان بن خثيم، عن أم كرز. وقيل:
عن يزيد بن أبي زياد، عن عطاء، عن سبيعة بنت الحارث كما تقدم في حرف السين المهملة. وقيل: عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن عطاء، عن جابر. وقيل: عن محمد بن أبي حميد، عن عطاء، عن جابر. وأقواها رواية ابن جريج ومن تابعه. وصححها ابن حبّان، ورواية حماد بن سلمة عند النّسائيّ، ورواية عبيد اللَّه بن أبي يزيد عن سباع بن ثابت عنها نحوه.
وأخرجه أبو داود والنّسائيّ وابن ماجة.
قلت: ووقع عند إسحاق بن راهويه، عن عبد الرّزاق، عن ابن جريج بسنده، فقال:
عن أم بني كرز الكعبيين. وكذا أخرجه ابن حبّان من طريقه. ويمكن الجمع بأنها كانت تكنى
__________
(1) أسد الغابة ت (7578) ، الاستيعاب ت (3659) ، بقي بن مخلد 188، أعلام النساء 4/ 239- الثقات 3/ 459، 464- تجريد أسماء الصحابة 2/ 332، تقريب التهذيب 2/ 623- تهذيب التهذيب 12/ 477- الكاشف 3/ 491- تهذيب الكمال 3/ 1705- خلاصة تذهيب 3/ 402- تلقيح فهوم أهل الأثر 330.
(2) في أ: فماتت.(8/458)
أم كرز، وكان زوجها يسمى كرزا، والمراد ببني كرز بنو ولدها كرز، وكانوا ينسبون إلى جدّتهما هذه. فاللَّه أعلم.
ولها حديث آخر
من رواية عبيد اللَّه بن أبي يزيد، عن سباع بن ثابت، عن أم كرز، قالت: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو بالحديبية أسأله عن لحوم الهدي، فسمعته يقول: «أقرّوا الطّير على مصافها» .
أخرجه النّسائيّ بتمامه، وأبو داود مختصرا، وكذا الطّحاويّ. وصحّحه ابن حبّان، وزاد بعضهم في السّند: عن عبد اللَّه بن أبي يزيد، عن أبيه.
وأخرج ابن ماجة بهذا السند عنها حديث: ذهبت النّبوّات، وبقيت المبشّرات» «1» .
وصححه ابن حبّان أيضا.
12224- أم كعب الأنصاريّة «2» .
نسبها أبو نعيم. ثبت ذكرها في صحيح مسلم من رواية عبد اللَّه بن بريدة، عن سمرة بن جندب، قال: صلّيت خلف النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على أم كعب، ماتت وهي نفساء، فقام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم للصّلاة عليها. وأصل الحديث عند البخاري.
12225- أم كعب:
زوج عجرة السّالمي، حليف الأنصار، من بني سالم، وهي والدة كعب بن عجرة [الصحابي المشهور.
ثبت ذكرها في مسند كعب بن عجرة] «3» عند الطّبراني،
فأخرج من طريق فيها ضعف عن كعب بن عجرة، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكر قصة فيها أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «ما فعل كعب؟» «4» قالوا: مريض، فخرج النبيّ صلّى اللَّه
__________
(1) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1283 في كتاب تعبير الرؤيا باب (1) الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له حديث رقم 3896 قال البوصيري في زوائد سنن ابن ماجة 2/ 1283 إسناده صحيح رجال ثقات والدارميّ في السنن 2/ 123، أحمد في المسند 6/ 381، والطبراني في الكبير 3/ 200، والسيوطي في الدر المنثور 3/ 312 والعجلوني في كشف الخفاء 1/ 503، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 41453 وعزاه لابن ماجة عن أم كرز الكعبية.
(2) أسد الغابة ت (7579) ، الاستيعاب ت (3660) .
(3) سقط من أ.
(4) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 5 ومسلم في الصحيح 4/ 2120 عن كعب بن مالك الحديث بطوله كتاب التوبة (49) باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبه (9) حديث رقم (53/ 2769) ، وأحمد في المسند 3/ 4510، 6/ 387 وابن أبي شيبة في المصنف 4/ 541- وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 9744- والبغوي في شرح السنة 3/ 160.(8/459)
عليه وآله وسلم يمشي حتى دخل عليه، فقال له: «أبشر يا كعب» «1» . فقالت أمه: هنيئا لك الجنة يا كعب! فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من هذه المتألية «2» على اللَّه؟ قلت:
هي أمي يا رسول اللَّه. فقال: «ما يدريك يا أمّ كعب! لعلّ كعبا قال ما لا ينفعه ومنع ما لا يغنيه» .
12226- أم كلثوم
بنت سيد البشر «3» رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
اختلف هل هي أصغر أو فاطمة؟ وتزوّجها عثمان بعد موت أختها رقيّة عنده.
قال أبو عمر: كان عتبة بن أبي لهب تزوّج أم كلثوم قبل البعثة، فلم يدخل عليها حتى بعث النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. فأمره أبوه بفراقها، ثم تزوّجها عثمان بعد موت أختها سنة ثلاث من الهجرة، وتوفيت عنده أيضا سنة تسع، ولم تلد له. قال وهي التي شهدت أم عطية غسلها وتكفينها وحدّثت بذلك.
قلت: وحديثها بذلك سقته في فتح الباري. والمحفوظ أن قصّة أم عطية إنما هي في زينب كما ثبت في صحيح مسلم، ويحتمل أن تشهدهما جميعا.
قال ابن سعد: خرجت أم كلثوم إلى المدينة لما هاجر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مع فاطمة وغيرها من عيال النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فتزوّجها عثمان بعد موت أختها رقيّة في ربيع الأول سنة ثلاث، وماتت عنده في شعبان سنة تسع، ولم تلد له.
وساق بسند له عن أسماء بنت عميس، قالت: أنا غسلت أم كلثوم وصفيّة بنت عبد المطّلب.
ومن طريق عمرة غسلتها نسوة منهن أم عطيّة.
وفي صحيح البخاري وطبقات ابن سعد، عن أنس: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على قبرها، فرأيت عينيه تدمعان، فقال: «فيكم أحد لم يقارف اللّيلة» . فقال أبو طلحة: أنا. فقال: «انزل في قبرها» .
وقال الواقديّ بسند له: نزل في حفرتها علي، والفضل، وأسامة بن زيد. وقال غيره: كان عتبة
__________
(1) أخرجه الترمذي (3102) وأحمد في المسند 3/ 459 وعبد الرزاق في المصنف (9744) والطبراني في الكبير 19/ 46 والخطيب في التاريخ 4/ 273.
(2) يتألى على اللَّه: أي من حكم عليه وحلف كقولك: واللَّه ليدخلن اللَّه فلانا النار، ولينجحنّ اللَّه سعي فلان. والمتألّين: الذين يحكمون على اللَّه ويقولون: فلان في الجنة وفلان في النّار النهاية 1/ 62.
(3) طبقات ابن سعد 8/ 37، تاريخ خليفة 66، المعارف 126، تاريخ الفسوي 3/ 159، المستدرك 4/ 48، العبر 1/ 5، مجمع الزوائد 9/ 216، شذرات الذهب 1/ 10، أسد الغابة ت (7581) ، الاستيعاب ت (3661) .(8/460)
وعتيبة ابنا أبي لهب تزوّجا رقية وأم كلثوم ابنتي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فلما نزلت: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ قال أبو لهب لابنيه: رأسي بين رءوسكما حرام إن لم تطلقا ابنتي محمد. وقالت لهما أمهما حمّالة الحطب: إن رقية وأم كلثوم صبّتا فطلقاهما، فطلقاهما قبل الدّخول.
قلت: وهذا أولى مما ذكر أبو عمر تبعا لابن سعد: إن ولدي أبي لهب تزوّجا رقيّة وأم كلثوم قبل البعثة، فإنه فيه نظر، لأن أبا عمر نقل الاتفاق على أن زينب أكبر البنات، وتقدّم في ترجمته أنها ولدت قبل البعثة بعشر سنين، فإذا كانت أكبرهنّ بهذه السنّ، فكيف تزوّج من هو أصغر منها؟ نعم، إن ثبت ذلك يكون عقد نكاح إلى حين يحصل التأهل. فكأنه الفراق وقع قبل ذلك.
وقال ابن مندة: مات عتبة قبل أن يدخل بأم كلثوم. وروى سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن ابن شهاب، عن أنس- أنه رأى على أم كلثوم بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ثوب حرير سيراء. أخرجه ابن مندة. وأصله في الصّحيح.
وقد تقدّم في ترجمة أم عياش مولاة
رقية أنها قالت: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «ما زوّجت عثمان أم كلثوم إلّا بوحي من السّماء» «1» .
قال ابن مندة:
غريب لا يعرف إلا بهذا الإسناد.
وأخرج ابن مندة أيضا من حديث أبي هريرة رفعه «أتاني جبرائيل فقال: إنّ اللَّه يأمرك أن تزوّج عثمان أمّ كلثوم على مثل صداق رقيّة وعلى مثل صحبتها» .
وقال: غريب، تفرد به محمد بن عثمان بن خالد العثماني.
12227- أم كلثوم بنت زمعة:
القرشية ثم العامريّة، أخت سودة أم المؤمنين، كانت زوج حويطب بن عبد العزّى، فولدت له أبا الحكم بن حويطب. ذكرها الزبير بن بكّار.
12228- أم كلثوم
بنت أبي سلمة «2» بن عبد الأسد [بن عبد العزّى] «3» المخزوميّة، ربيبة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
__________
(1) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 2/ 308 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12/ 308 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12/ 364 وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 86 عن ابن عباس عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال إن اللَّه عز وجل أوحى إليّ أن أزوج كريمتي من عثمان ... وقال رواه الطبراني في الصغير والأوسط إن اللَّه عز وجل أوحى إليّ أن أزوج كريمتي من عثمان ... وقال رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عمير بن عمران الحنفي وهو ضعيف. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32800، 32812 وعزاه للطبراني في الكبير عن أم عياش وابن مندة والخطيب وابن عساكر عن عنبسة عن أم عياش وكانت أمة لرقية بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
(2) أعلام النساء 4/ 251، الاستيعاب ت (3662) .
(3) سقط من أ.(8/461)
روت عن أم سلمة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. روت عنها أم موسى بن عقبة. قال أبو عمر: حديثها عند موسى بن عقبة، عن أمّه، عن أم كلثوم بنت أبي سلمة.
قلت:
أخرجه ابن أبي عاصم في الوحدان. حدثنا الصّلت بن مسعود، حدّثنا مسلم ابن خالد، عن موسى بن عقبة، عن أمه، عن أم كلثوم بنت أبي سلمة، قالت: لما تزوّج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم سلمة قال لها: «إنّي قد أهديت إلى النّجاشي هدية ولا أراها إلّا سترجع إلينا، إنّ النّجاشيّ قد مات فيما أرى، فإن رجعت فهي لك» . وكان أهدى إليه حلة وأواقي من مسك. قالت: فكان كما قال، فرجعت الهديّة، فبعث إلى كل امرأة من نسائه أوقية من مسك، وأعطى أم سلمة الحلة.
ورواه مسدّد عن مسلم بن خالد، لكن لم ينسبها.
أخرجه ابن مندة من طريقه، فقال:
أم كلثوم، غير منسوبة، ورواه هشام بن عمار، عن مسلم بن خالد، فقال في روايته: عن أمّه، عن أم كلثوم، عن أم سلمة. وأخرجه ابن حبّان في صحيحه، من طريقه، وهو المحفوظ، وفي سياقه ما يدل على المراد بقوله: هي لك هي الحلّة لا الهديّة، وبذلك يجاب من استشكل قوله: فهي لك، ثم قسم المسك بين النّساء.
12229- أم كلثوم بنت سهيل
بن عمرو القرشيّة العامريّة «1» ، أخت أبي جندل.
ذكرها ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة مع زوجها أبي سبرة بن أبي رهم. وقال ابن سعد: أمها فاختة بنت عامر بن نوفل بن عبد مناف. أسلمت بمكّة قديما، وبايعت وهاجرت إلى الحبشة الثّانية، وولدت لأبي سبرة محمدا، وعبد اللَّه.
12230- أم كلثوم بنت عتبة
بن ربيعة «2» بن عبد شمس العبشميّة، خالة معاوية بن أبي سفيان: كانت عند عبد الرّحمن بن عوف، فولدت له سالما الأكبر، مات قبل الإسلام.
ذكرها ابن سعد.
12231- أم كلثوم بنت عقبة
بن أبي معيط الأمويّة «3» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7583) ، الثقات 3/ 458- تجريد أسماء الصحابة 2/ 333.
(2) الثقات 3/ 458- تجريد أسماء الصحابة 2/ 333.
(3) أسد الغابة ت (7585) ، الاستيعاب ت (3663) ، الثقات 3/ 458- مسند أحمد 6/ 230- طبقات خليفة 332- تاريخ خليفة 86- الطبقات الكبرى 8/ 230- المحبر 407- المغازي 629- سيرة ابن هشام 3/ 271- المستدرك 4/ 66- تاريخ الإسلام 1/ 136، أعلام النساء 4/ 255- تجريد أسماء الصحابة 2/ 333- تقريب التهذيب 2/ 624- الإكمال 1/ 271- تهذيب التهذيب 12/ 477- الكاشف 3/ 491- تهذيب الكمال 3/ 1705- بقي بن مخلد 187- التاريخ الصغير 1/ 90، 205، أزمنة التاريخ الإسلامي 999- تلقيح فهوم أهل الأثر 318- تفسير الطبري 5/ 5204- در السحابة 581- الإكمال. بالمشكاة رقم 780. جمهرة أنساب العرب 131- الكامل في التاريخ 2/ 206 و 3/ 72.(8/462)
تقدّم نسبها في ترجمة أخيها الوليد بن عقبة، وأمهما أروى بنت كريز بن ربيعة «1» بن حبيب بن عبد شمس، وهي والدة عثمان. وكانت أم كلثوم ممن أسلم قديما وبايعت وخرجت إلى المدينة مهاجرة تمشي، فتبعها أخواها: عمارة والوليد، ليردّاها فلم ترجع.
قال ابن إسحاق في «المغازي» حدّثني الزّهريّ، وعبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم، قال:
هاجرت أم كلثوم بنت عقبة عام الحديبيّة، فجاء أخواها عمارة وفلان ابنا عقبة يطلبانها، فأبى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أن يردّها إليهما، وكانت قبل أن تهاجر بلا زوج، فلما قدمت المدينة تزوّجها زيد بن حارثة، ثم تزوّجها الزّبير بن العوّام بعد قتل زيد، فولدت له زينب، ثم فارقها فتزوّجها عبد الرّحمن بن عوف، فولدت له إبراهيم وحميدا، ثم مات عنها فتزوّجها عمرو بن العاص فمكثت عنده شهرا وماتت.
روى عنها ولداها: حميد بن عبد الرّحمن، وإبراهيم، وحديثها في الصّحيحين والسّنن الثلاثة، قالت: لم أسمعه- يعني النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يرخّص في شيء مما يقول النّاس إنه كذب إلا في ثلاث ... الحديث.
ومنهم من اختصره. وأخرج لها النّسائيّ في الكبرى حديثا آخر في فضل «قل هو اللَّه أحد» .
وأخرج ابن مندة من طريق مجمّع بن جارية أنّ عمر قال لأم كلثوم بنت عقبة امرأة عبد الرّحمن بن عوف: أقال لك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «انكحي سيّد المسلمين عبد الرّحمن بن عوف: أقال لك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «انكحي سيّد المسلمين عبد الرّحمن بن عوف؟» فقالت: نعم. قال ابن سعد: هي أول من هاجر إلى المدينة بعد هجرة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولا نعلم قرشية خرجت من بين أبويها مسلمة مهاجرة إلى اللَّه ورسوله إلا أم كلثوم، خرجت من مكّة وحدها، وصاحبت رجلا من خزاعة حتى قدمت في الهدنة، فخرج في أثرها أخواها فقدما ثاني يوم قدومها، فقالا: يا محمد، شرطنا أوف به. فقالت أم كلثوم: يا رسول اللَّه أنا امرأة وحال النّساء إلى الضّعف، فأخشى أن يفتنوني في ديني ولا صبر لي، فنقض اللَّه العهد في النّساء، وأنزل آية الامتحان، وحكم في ذلك بحكم رضوا به كلهم، فامتحنها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم والنّساء بعدها: «ما أخرجكنّ إلّا حبّ اللَّه ورسوله والإسلام، لا حبّ زوج ولا مال» ، فإذا قلن ذلك لم يرددن.
__________
(1) في أ: كريز بن زمعة.(8/463)
قال: ولم يكن لها بمكّة زوج، فتزوجها زيد، ثم الزّبير، ثم عبد الرّحمن بن عوف، ثم عمرو بن العاص، فماتت عنده.
12232- أم كلثوم:
غير منسوبة. تقدمت في بنت أبي سلمة.
12233- أم كلثوم:
غير منسوبة- لعلها بعض من تقدّم ممن يكنى أمّ كلثوم.
وتقدّم ذكرها في حديث شهاب بن مالك في حرف الشّين المعجمة من أسماء الرّجال.
12234- أم كلثوم بنت عمرو
بن جرول الخزاعية، كانت زوج عمر بن الخطاب، وهي والدة عبيد اللَّه بن عمر- بالتّصغير- وقع ذكرها في البخاريّ غير مسمّاة وأن عمر طلقها لما نزلت: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ [الممتحنة: 10] ، وسماها الطبراني، وقال:
تزوجها بعد عمر أبو جهم بن حذافة.
12235- أم كلثوم:
أخرى، غير منسوبة.
وقع ذكرها في حديث أم عطيّة في البيعة على ترك النّياحة، قالت: فما وفت منهن غيري، فذكر فيهن أم كلثوم.
12236- أم كلثوم:
غير منسوبة.
وقع في النّسائيّ في قصّة فاطمة بنت قيس: اعتدّي عند أم كلثوم بدل أم شريك فليحرر «1» .
القسم الثاني والثالث
خاليان.
القسم الرابع
12237- أم كلثوم بنت عليّ
بن أبي طالب «2» الهاشميّة، أمّها فاطمة بنت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. ولدت في عهد النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قال أبو عمر: ولدت قبل وفاة النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
وقال ابن أبي عمر المقدسي: حدّثني سفيان، عن
__________
(1) في أ: فيحرر.
(2) نسب قريش 349- والمحبر 53 و 101- والتاريخ الصغير 55- والطبقات الكبرى 8/ 463- والسير والمغازي 247- 250- والمعارف 143 و 185- تاريخ اليعقوبي 2/ 149- وربيع الأبرار 4/ 303- العقد الفريد 4/ 365- المعرفة والتاريخ 1/ 214/ 361- تهذيب الأسماء واللغات 2/ 365- الكامل في التاريخ 2/ 537 وسير أعلام النبلاء 3/ 500- 502- تاريخ الإسلام 1/ 137، أسد الغابة ت (7586) ، الاستيعاب ت (3664) .(8/464)
عمرو «1» ، عن محمّد بن عليّ- أن عمر خطب إلى عليّ ابنته أم كلثوم، فذكر له صغرها، فقيل له: إنه ردك فعاوده، فقال له عليّ: أبعث بها إليك، فإن رضيت فهي امرأتك، فأرسل بها إليه، فكشف عن ساقها، فقالت: مه! لولا أنك أمير المؤمنين للطمت عينيك.
وقال ابن وهب، عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جدّه: تزوّج عمر أم كلثوم على مهر أربعين ألفا. وقال الزّبير: ولدت لعمر ابنيه: زيدا، ورقية، وماتت أم كلثوم وولدها في يوم واحد، أصيب زيد في حرب كانت بين بني عديّ، فخرج ليصلح بينهم فشجّه رجل وهو لا يعرفه في الظلمة، فعاش أياما، وكانت أمه مريضة فماتا في يوم واحد.
وذكر أبو بشر الدّولابيّ في الذّرية الطّاهرة، من طريق أبي إسحاق، عن الحسن بن الحسن بن عليّ، قال: لما تأيّمت أم كلثوم بنت عليّ عن عمر، فدخل عليها أخواها الحسن والحسين، فقالا لها: إن أردت أن تصيبي بنفسك مالا عظيما لتصيبنّ، فدخل علي فحمد اللَّه وأثنى عليه وقال: أي بنية، إن اللَّه قد جعل أمرك بيدك، فإن أحببت أن تجعليه بيدي.
فقالت: يا أبت، إني امرأة أرغب فيما ترغب فيه النساء، وأحبّ أن أصيب من الدّنيا. فقال:
هذا من عمل هذين، ثم قام يقول: واللَّه لا أكلّم واحدا منهما أو تفعلين! فأخذا شأنها وسألاها ففعلت، فتزوّجها عوف بن جعفر بن أبي طالب.
وذكرها الدّار الدّارقطنيّ في كتاب الإخوة أنّ عوفا مات عنها فتزوّجها أخوه محمد، ثم مات عنها فتزوّجها أخوه عبد اللَّه بن جعفر، فماتت عنده.
وذكر ابن سعد نحوه، وقال في آخره: فكانت تقول: إني لأستحيي من أسماء بنت عميس، مات ولداها عندي، فأتخوّف على الثّالث. قال: فهلكت عنده، ولم تلد لأحد منهم.
وذكر ابن سعد عن أنس بن عياض، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه- أن عمر خطب أم كلثوم إلى عليّ، فقال: إنما حبست بناتي على بني جعفر، فقال: زوّجنيها، فو اللَّه ما على ظهر الأرض رجل يرصد من كرامتها ما أرصد. قال: قد فعلت، فجاء عمر إلى المهاجرين فقال: رفئوني فرفئوه «2» ، فقالوا: بمن تزوّجت؟ قال: بنت عليّ. إن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «كلّ نسب وسبب سيقطع يوم القيامة إلّا نسبي وسببي «3» ، وكنت قد صاهرت فأحببت هذا أيضا» .
__________
(1) في أ: عمير.
(2) الرّفاء: الالتئام والاتفاق والبركة والنماء. النهاية 2/ 240.
(3) أخرجه الحاكم 3/ 142 وابن سعد 8/ 340 وانظر المجمع 10/ 17 والكنز (31915) (37587) .(8/465)
ومن طريق عطاء الخراساني- أنّ عمر أمهرها أربعين ألفا. وأخرج بسند صحيح أن ابن عمر صلّى على أم كلثوم وابنها زيد، فجعله مما يليه، وكبّر أربعا. وساق بسند آخر أن سعيد بن العاص هو الّذي صلّى عليهما.
12238- أم كلثوم
بنت العباس بن عبد المطلب الهاشميّة «1» .
قال ابن مندة: أدركت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم،
ثم أخرج من طريق الدّراوردي، عن محمد بن إبراهيم التّيمي، عن أم كلثوم بنت العبّاس، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إذا اقشعرّ جلد العبد من خشية اللَّه تحاتّت عنه خطاياه ... » «2» الحديث.
هذه رواية سمويه، عن ضرار بن صرد عنه. وأخرجه الطّبراني، عن الحسين بن جعفر، عن ضرار بهذا السند، عن أم كلثوم بنت العبّاس، عن العبّاس، وهو الصّواب.
قال أبو نعيم: سقط العبّاس من مسند ابن مندة.
قلت: وكذلك أخرجه ثابت في «الدّلائل» ، من طريق اللّيث بن سعد، عن عبيد اللَّه بن أبي جعفر، عن أم كلثوم بنت العبّاس عن أبيها.
تنبيه: ذكر ابن الأثير في ترجمة التي قبل هذه أنّ أمها بنت محمية بن جزء الزّبيدي، وأنها كانت زوج الحسن بن علي، فولدت له محمدا وجعفرا، ثم فارقها، فتزوّجها أبو موسى الأشعريّ، فولدت له موسى، ثم مات عنها فتزوّجها عمران بن طلحة، ثم فارقها فرجعت إلى دار أبي موسى فماتت بها، ودفنت بظاهر الكوفة.
قلت: وهذا كله إنما هو لأم كلثوم بنت الفضل بن العبّاس بن عبد المطّلب، وقصّة تزويج الفضل بنت محمية ثابتة في صحيح مسلم، وقصّة تزويج أبي موسى أمّ كلثوم بنت الفضل بن العباس ثابتة في طبقات ابن سعد.
12239- أم كلثوم
بنت أبي بكر الصّديق التيميّة «3» .
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 333، مجمع 10/ 310، أسد الغابة ت (7584) .
(2) قال الهيثمي في الزوائد 10/ 313 رواه البزار وفيه أم كلثوم بنت العباس ولم أعرفها وبقية رجاله ثقات وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 5879 وعزاه إلى الطبراني في الكبير عن العباس وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 4/ 56، والحسيني في إتحاف السادة المتقين 6/ 214.
(3) المحبر 54 و 101 والسير والمغازي 230- وسيرة ابن هاشم 1/ 325- والمعارف 174- وأنساب الأشراف 1/ 244- والعقد الفريد 6/ 365 و 6/ 90 والمعرفة والتاريخ 1/ 214 و 361- وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 365- والكامل في التاريخ 2/ 537- وسير أعلام النبلاء 3/ 500- 502- والتذكرة الحمدونية 1/ 144 و 2/ 42. تاريخ الإسلام 1/ 136، أسد الغابة ت (7580) .(8/466)
تابعية، مات أبوها وهي حمل، فوضعت بعد وفاة أبيها، وقصّتها بذلك صحيحة في الموطأ وغيره، أرسلت حديثها، فذكرها بسببه ابن السكن وابن مندة في الصّحابة.
وأخرج من طريق إبراهيم بن طهمان، عن يحيى بن سعيد، عن حميد بن نافع، عن أم كلثوم بنت أبي بكر- أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نهى عن ضرب النّساء ...
الحديث.
ثم قال: رواه الليث عن يحيى نحوه. ورواه الثّوري عن يحيى بن حميد، فقال: عن زينب بنت أبي سلمة.
قلت: أخرج الحسن بن سفيان حدث الليث بلفظ آخر بدون القصّة.
قلت: ولأم كلثوم بنت أبي بكر رواية أخرى عن عائشة في صحيح مسلم، روى عنها جابر بن عبد اللَّه الأنصاريّ الصّحابي، وأمّها حبيبة بنت خارجة وضعتها بعد موت أبي بكر.
وروى عنها أيضا جبر بن حبيب، وطلحة بن يحيى، والمغيرة بن حكيم، وغيرهم.
حرف اللام
[القسم الأول]
12240- أم ليلى:
بنت رواحة الأنصاريّة «1» .
امرأة أبي ليلى، ووالدة عبد الرّحمن بن أبي ليلى. قال أبو عمر: كانت من المبايعات، وحديثها عند أهل بيتها من الكوفيين.
قلت:
أخرجه ابن مندة، من طريق محمد بن عمران بن محمد بن أبي ليلى، عن عمّته حمادة بنت محمد بن أبي ليلى، عن جدّتها أم ليلى، قالت: بايعنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فكان فيما أخذ علينا أن نختضب الغمس «2» ونمتشط بالعسل، ولا نقحل أيدينا من خضاب «3» .
وبإسناده: «لا تتشبّهن بالرّجال» .
ومن طريق حازم بن محمد الغفاريّ، عن أمه حمادة بنت محمد بن عبد الرّحمن بن
__________
(1) أسد الغابة ت (7587) ، الاستيعاب ت (3665) ، الثقات 3/ 465. أعلام النساء 4/ 300- تجريد أسماء الصحابة 2/ 333- الاستبصار 357- تلقيح فهوم أهل الأثر 379- بقي بن مخلد 359.
(2) اختضبت المرأة غمسا: غمست يديها خضابا مستويا من غير تصوير. اللسان 5/ 3297.
(3) أورده الهيثمي في الزوائد 5/ 174 وقال رواه الطبراني في الأوسط والكبير بإسناد واحد على مرتين وفي إسناده من لم أعرفه بايعنا رسول اللَّه وأن رسول اللَّه دعا له ومسح صدره.(8/467)
أبي ليلى، وكانت أكبر ولد محمد: سمعت عمتي تقول: أدركت أم ليلى وهي تخضب يديها ورجليها بحمية وتقول: على هذا بايعنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... الحديث.
وأخرج الطّبرانيّ الحديث الأول في الأوسط، وقال: لا يروى عن أم ليلى إلا بهذا الإسناد. تفرد به محمد بن عمران.
قلت: ويرد عليه الحديث الّذي خرجه ابن مندة كما ترى.
القسم الثاني والثالث وكذا الرابع
خالية.
حرف الميم
القسم الأول
12241- أم مالك بنت أبيّ
بن مالك الأنصاريّة الخزرجيّة، أخت عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول.
ذكرها ابن سعد، قال: أسلمت وبايعت، وأمها سلمى بنت مطروف بن الحارث بن زيد الأوسيّة، وتزوج أم مالك رافع بن مالك بن عجلان.
12242- أم مالك الأنصاريّة «1»
. أورد ابن أبي عاصم في الوحدان، وابن أبي خيثمة، من طريق عطاء بن السّائب، عن يحيى بن جعدة، عن رجل حدّثه- أن أمّ مالك الأنصاريّة قالت: جاءت بعكّة سمن إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأمر بلالا فعصرها ثم دفعها إليها، فإذا هي مملوءة فجاءت فقالت: أنزل فيّ شيء؟ قال: وما ذلك؟ قالت: رددت عليّ هديتي! فدعا بلالا فسأله، فقال: والّذي بعثك بالحق لقد عصرتها حتى استحييت. فقال: هنيئا لك، هذه بركة يا أم مالك، هذه بركة عجل اللَّه لك ثوابها. ثم علمها أن تقول في دبر كل صلاة: سبحان اللَّه عشرا، والحمد للَّه عشرا، واللَّه أكبر عشرا.
لفظ ابن أبي عاصم، واقتصر ابن أبي خثيمة على آخره، وتقدّم في آخر حرف الزّاي قصة لأم سليم شبيهة بهذه.
__________
(1) الثقات 3/ 465، أعلام النساء 5/ 12، تجريد أسماء الصحابة 2/ 334، تقريب التهذيب 624، تهذيب التهذيب 12/ 478، الكاشف 3/ 492، تهذيب الكمال 3/ 1706، الاستبصار 358، خلاصة تذهيب 3/ 403. أسد الغابة ت (7588) ، الاستيعاب ت (3667) .(8/468)
12243- أم مالك الأنصاريّة.
أخرج مسلم في صحيحه، من طريق معقل، عن أبي الزّبير، عن جابر- أن أم مالك الأنصاريّة كانت تهدي النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في عكة لها سمنا، فيأتيها بنوها فيسألون السّمن وليس عندهم شيء، فتعمد إلى الّذي كانت تهدي فيه إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فتجد فيه سمنا، فما زال يقيم لها أدم بنيها حتى عصرتها، فذكرت ذلك للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «لو تركتيها ما زال قائما» .
قال في «الذّيل على الاستيعاب» : لا أدري أهي التي ذكرها أبو عمر أو غيرها؟
قلت: وكلام ابن مندة ظاهر في أنها واحدة، فإنه قال: روى عنها جابر، وعبد الرّحمن بن سابط، وعياض بن عبد اللَّه بن أبي سرح،
ثم أخرج من طريق عمرو بن مرّة، عن عبد الرّحمن بن سابط، عن أم مالك الأنصاريّة، قالت: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ولحياي يرعدان من الحمّى، فقال: «ما لك يا أمّ مالك» ؟ قالت: أم ملدم «1» ! فعل اللَّه بها وفعل! فقال: «لا تسبّيها، فإنّ اللَّه يحطّ بها عن العبد الذّنوب كما يتحات ورق الشّجر» .
12244- أم مالك البهزية «2» :
قال أبو عمر: روى عنها طاوس نحو حديث مجاهد عن أم مبشر.
قلت:
وساقه التّرمذيّ، من طريق محمد بن جحادة، عن رجل، عن طاوس، عن أم مالك البهزية، قالت: ذكر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فتنة فقربها، فقلت: يا رسول اللَّه، من خير الناس فيها؟ قال: «رجل في ماشية يؤدّي حقّها، ويعبد ربّه، ورجل آخذ برأس فرسه يخيف العدوّ ويخيفونه» «3» .
قال الترمذيّ: غريب «4» من هذا الوجه، ورواه ليث بن أبي سليم، عن طاوس، عن مالك.
__________
(1) أم ملدم: كنية الحمّى. النهاية 4/ 246.
(2) أسد الغابة ت (7589) الاستيعاب ت (3668) ، أعلام النساء 5/ 12، تجريد أسماء الصحابة 2/ 334- تقريب التهذيب 2/ 624- تهذيب التهذيب 12/ 479- الكاشف 3/ 492- تهذيب الكمال 3/ 1706- خلاصة تذهيب 3/ 403- بقي بن مخلد 971- تلقيح فهوم أهل الأثر 387.
(3) أورده الهيثمي في الزوائد 5/ 282 عن أبي هريرة وقال رواه أحمد وأبو معشر نجيح ضعيف وأبو معشر مولى أبي هريرة لم أعرفه.
(4) في أ: من هذا الوجه.(8/469)
قلت: ورواية ليث أخرجه الطّبرانيّ، من طريق عبد الواحد بن زياد عنه، وأخرج ابن مندة نحوه، وقال: رواه جرير في آخرين عن ليث، قال: ورواه محمد بن جحادة عن رجل يقال: إنه ليث، قال: وروى النعمان بن المنذر، عن مكحول، عن أم مالك.
قلت:
ورواية النّعمان هذه في مسند الشاميين للطبراني، وقال فيها: عن أم مالك البهزية، قالت: سألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: من أعظم الناس أجرا؟ قال:
«رجل آخذ برأس فرسه يأتي العدوّ يخيفهم ويخيفونه» .
12245- أم مالك:
امرأة شجاع بن الحارث السدوسيّ. تقدم ذكرها في ترجمة شجاع.
12246- أم مبشر بنت البراء
بن معرور الأنصاريّة» .
تقدم نسبها في ترجمة والدها، وتقدم لها ذكر في أم مبشر بنت البراء.
روى حديثها ابن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أم مبشر بنت البراء بن معرور، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «ألا أخبركم بخير النّاس» ؟ قالوا: بلى يا رسول اللَّه. قال: «رجل في غنيمة له يقيم الصّلاة ويؤتي الزّكاة قد اعتزل شرور النّاس» «2» .
ولها ذكر في حديث آخر أخرجه أبو داود، من طريق الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، عن أم مبشر: دخلت على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في مرضه الّذي مات فيه، قالت: من يتهم يا رسول اللَّه، فإنّي لا أتهم بأبي إلا الشاة المسمومة التي أكل معك ... الحديث.
وأخرجه من وجه آخر عن الزّهريّ، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك عن أبيه.
روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، روى عنها جابر بن عبد اللَّه الأنصاري.
__________
(1) أسد الغابة ت (7590) ، الاستيعاب ت (3669) ، أعلام النساء 5/ 20- الثقات 3/ 459- تجريد أسماء، الصحابة 2/ 334- الكاشف 3/ 492- الاستبصار 78/ 3- تهذيب الكمال 3/ 1706- خلاصة تذهيب 3/ 403- تلقيح فهوم أهل الأثر 370- بقي بن مخلد 186.
(2) أخرجه النسائي في السنن 6/ 12 كتاب الجهاد باب 8 فضل من عمل في سبيل اللَّه على قدميه حديث رقم 3106 والدارمي في سننه/ 201، وأحمد في المسند 3/ 37، 58، والحاكم في المستدرك 3/ 67، وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وكنز العمال رقم 10530، 43026.(8/470)
أخرج حديثها مسلم والنّسائيّ من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، عن أم مبشر- أنها سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول عند حفصة: «لا يدخل النّار إن شاء اللَّه من أصحاب الشّجرة أحد» . الحديث.
وأخرجه ابن ماجة، عن طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان عن جابر، عن أم مبشر، عن حفصة، وخالفه عبد اللَّه بن إدريس، فقال: عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أم مبشر- أنها سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: في بيت حفصة.
أخرجه أحمد عنه، وترجم لها: أم مبشر الأنصارية امرأة زيد بن حارثة.
ولها حديث آخر أخرجه مسلم أيضا، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن فضيل، وعن عمرو بن محمد الباقر، عن عمار بن محمد، عن أبي كريب، وإسحاق بن إبراهيم، عن أبي معاوية- ثلاثتهم عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أم مبشر، هذه رواية عمار بن محمد. وكذا في رواية أبي معاوية في رواية أبي كريب عنه. وقال إسحاق عنه: ربما قال عن أم مبشر، وربما لم يقل.
وقال ابن فضيل في روايته عن امرأة زيد بن حارثة، ولم يسمها.
وأخرجه أيضا عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن حفص بن غياث، عن الأعمش، فلم يذكر أم مبشر.
وكذا أخرجه من رواية ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
ومن طريق الليث: عن أبي الزبير، عن جابر- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم دخل على أم مبشر الأنصارية في نخل لها، فقال: «من غرس هذا النّخل؟ مسلم أو كافر؟» قالت:
بل مسلم. فقال: «فلا يغرس مسلم غرسا» «1» الحديث.
ولها حديث ثالث أخرجه أحمد عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أم مبشر، قالت: دخل عليّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأنا في حائط من حائط الأنصار ... الحديث في عذاب القبر.
12247- أمّ مبشّر:
الأنصارية أخرى «2» ، وهي زوج البراء بن معرور، والد التي قبلها، وهي والدة مبشر بن البراء المذكور.
__________
(1) أخرجه البيهقي في السنن 6/ 138.
(2) أسد الغابة ت (7591) .(8/471)
قال الحميديّ في مسندة: حدثنا سفيان، حدثنا عمرو بن دينار، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه- أنه حضرته الوفاة فقالت له أم مبشر: أقرئ مني السلام، فقال:
هكذا قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «نسمة المؤمن في طير خضر تأكل من ثمر الجنّة» «1» .
وكانت قبله أو بعده عند زيد بن حارثة، وقد روت أيضا.
12248- أم محجن «2» :
التي كانت تقم المسجد. تقدمت في محجنة.
12249- أم محمد الأنصارية «3»
: جاء عنها حديث
أخرجه أبو موسى، من طريق حفص بن أبي داود، وهو حفص بن سليمان القارئ أحد الضعفاء في الحديث عن عمر بن ذر، عن عبيد اللَّه بن أبي الحبحاب، عن أم محمد الأنصارية، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «من قال عند مطعمه ومشربه: بسم اللَّه خير الأسماء، بسم اللَّه ربّ الأرض والسّماء، بسم اللَّه الّذي لا يضر مع اسمه شيء لم يضره ما أكل وشرب» «4» .
12250- أم محمد:
زوج حاطب بن الحارث، هي أم جميل. تقدمت في الجيم.
12251- أم محمد:
هي خولة بنت قيس «5» ، تقدمت في الخاء المعجمة.
12252- أم مرثد الأسلمية «6»
: ويقال الغنوية.
قال أبو عمر: أسلمت يوم الفتح، وبايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، روت عنها أمّ خارجة امرأة زيد بن ثابت.
قلت: وقد تقدم حديثها في ترجمة أم حارثة.
12253- أم مسطح:
القرشية التيمية، ويقال المطلبية، وهي بنت أبي رهم أنيس «7» ،
__________
(1) أخرجه أحمد 3/ 455، 456، 460.
(2) أسد الغابة ت (7592) .
(3) أسد الغابة ت (7593) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 334،.
(4) وهو حفص بن سليمان أبو عمر الأسدي مولاهم الكوفي الغاضري صاحب القراءة كان ثبتا في القراءة واهيا في الحديث قاله الذهبي، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: تركوه، قال ابن خرشة: كذاب يضع الحديث أيضا ميزان الاعتدال 1/ 558.
(5) تجريد أسماء الصحابة 2/ 334، أسد الغابة ت (7595) .
(6) أسد الغابة ت (7596) ، الاستيعاب ت (3670) ، أعلام النساء 5/ 33، تجريد أسماء الصحابة 2/ 335.
(7) أسد الغابة ت (7597) .(8/472)
بفتح الهمزة بعدها نون مكسورة، ابن عبد المطلب بن عبد مناف. ويقال بنت صخر بن عامر بن كعب بن تيم بن مرة.
قلت: هكذا حكى أبو موسى، وهو غلط، فإن هذا نسب سلمى أم الخير والدة أبي بكر هي بنت صخر إلى آخره، والّذي قال غيره أنها بنت خالة أبي بكر الصديق، اسمها رائطة بنت صخر ... إلخ، هكذا قال ابن سعد يقال اسمها سلمى، ويقال ريطة، حكاه ابن الأمين، عن ابن بشكوال، وبه حزم ابن جزم في الجمهرة، وهي مشهورة بكنيتها.
ثبت ذكرها في «الصّحيحين» في قصة الإفك حين خرجت عائشة لقضاء الحاجة، فعثرت فقالت: تعس مسطح! فقال لها عائشة: تسبين رجلا شهد بدرا! فقالت: أو لم تعلمي ما قال؟ فذكرت لها قصة الإفك، وكان مسطح ممن تكلّم في ذلك.
وقد تقدم ذلك في ترجمته.
وقال ابن سعد: أسلمت أم مسطح، فحسن إسلامها، وكانت من أشد الناس على مسطح حين تكلّم مع أهل الإفك.
12254- أم مسعود الأنصارية «1» :
زوج الحكم بن الربيع بن عامر الزّرقيّ، يقال اسمها أسماء، ويقال هي حبيبة بنت شريق.
روى عنها ابنها مسعود بن الحكم، أخرج حديثها النسائي، من طريق ابن إسحاق، عن حكيم بن حكيم بن عباد «2» بن حنيف، عن مسعود بن الحكم، عن أمه- أنها حدثت قالت:
كأني انظر إلى عليّ بن أبي طالب على بغلة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم البيضاء في شعب الأنصار، وهو يقول: «يا أيّها النّاس، إنّها أيّام أكل وشرب» - يعني أيام منى.
12255- أم مسلم الأشجعية «3» :
لها صحبة، حديثها عند أهل الكوفة، رواه الثوري، قاله أبو عمر.
قلت:
أخرجه ابن السّكن، عن طريق الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن رجل،
__________
(1) أعلام النساء 5/ 33، تجريد أسماء الصحابة 2/ 335، أسد الغابة ت (7598) ، الاستيعاب ت (3672) .
(2) في أ: حكيم بن عبادة.
(3) أسد الغابة ت (7599) ، الاستيعاب ت (3673) ، أعلام النساء 5/ 55، تجريد أسماء الصحابة 2/ 335- تعجيل المنفعة ص 564.(8/473)
عن أم مسلم الأشجعية، قالت: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأنا في قبّة من أدم، فقال: «ما أحسنها إنّ «1» لم يكن فيها ميتة» «2» !.
وأخرجه ابن مندة من وجهين: أحدهما بعلو إلى الثوري، وقال: رواه قيس بن الربيع، عن حبيب، عن رجل من بني المصطلق، عن أم مسلم الأشجعية نحوه.
وأخرجه [ابن سعد] «3» عن قبيصة عن الثوري.
12256- أم مسلم:
خادم صفية «4» ذكرت في الصحابة، ولا يعرف لها صحبة، قاله ابن مندة.
12257- أم المسيّب الأنصارية «5»
: روى حديثها جابر في الحمى والنهي عن سبها. تقدم ذكرها في أم السائب.
12258- أم مطاع الأسلمية «6»
: قال أبو عمر: مدنية، حديثها عند عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عنها، قال: وروى عنها أنها شهدت خيبر مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأسهم لها كسهم رجل، وفي ذلك نظر، وشهودها خيبر صحيح. انتهى.
ولم يزد ابن مندة على قوله أم مطاع. روى حديثها عطاء بن أبي مروان، عن أبيه.
12259- أم معاذ:
غير منسوبة «7» .
روى حديثها أبو بشر الدّولابيّ
في «الكنى» ، من طريق يحيى بن معقل، عن أنس:
قال: أرسلتني أم معاذ إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقلت: يا رسول اللَّه، أرسلتني أمّ معاذ أن تدعو اللَّه لها. فقال: «اللَّهمّ اغفر لأمّ معاذ ولمعاذ» - ثلاث مرات.
ووقع لي هذا الحديث بعلو في السادس من حديث ابن صاعد، من طريق أبي الوقت.
__________
(1) في أ: لو لم يكن.
(2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 437 وذكره الهيثمي في المجمع 1/ 218.
(3) سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت (7600) .
(5) أسد الغابة ت (7601) .
(6) أسد الغابة ت (7602) ، الاستيعاب ت (3674) ، أعلام النساء 5/ 58. الثقات 3/ 464، تجريد أسماء الصحابة 2/ 335.
(7) أسد الغابة ت (7603) ، الثقات 3/ 465، أعلام النساء 5/ 59، تجريد أسماء الصحابة 2/ 335.(8/474)
12260- أم معاذ الأنصارية «1» :
وقع ذكرها في حديث أم عطية بالبيعة على ألا ينحن. قالت: فما وفت منا امرأة إلا أم سليم، وأم العلاء، وأم معاذ، كذا أورده المستغفري، وهو عند ابن سعد من رواية أيوب عن حفصة، عن أم عطية.
والحديث في الصحيح من طريق أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أم عطية، بلفظ أم سليم، وأم العلاء، وابنة أبي سبرة امرأة معاذ ... الحديث.
12261- أم معاذ الأنصارية:
قال ابن مندة روى حديثها محمد بن إسحاق، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن الحارث، عن سالم أبي النضر، قال: دخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على بعض أصحابه وهو يموت، فقالت امرأة من الأنصار يقال لها أم معاذ: هنيئا لك الجنة أبا السائب ... الحديث.
وفيه إرسال. انتهى.
وهذه القصة معروفة لأم العلاء، كما تقدم، وهي موصولة في الصحيح من حديثها، وأبو السائب هو عثمان بن مظعون، ولعل القائلة تعددت أو كانت لها كنيتان.
12262- أم معاذ بنت عبد اللَّه
بن عمرو بن حزام الأنصاري، أخت جابر بن عبد اللَّه.
ذكرها ابن سعد عن الواقديّ أنها أسلمت وبايعت.
12263- أم معبد الخزاعية «2»
: التي نزل عليها النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لما هاجر، مشهورة بكنيتها، واسمها عاتكة بنت خالد.
تقدم نسبها في ترجمة أخيها خنيس بن خالد في حرف الخاء المعجمة، وهو أحد من روى قصة نزول النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عليها لما هاجر إلى المدينة، وتقدمت الإشارة إلى ذلك في ترجمته.
وأخرجه أبو عمر عن عبد الوارث بن سفيان أنه أملاه عليه، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن عيسى بن حكيم بن أيوب بن إسماعيل بن محمد بن سليمان بن ثابت بن يسار الخزاعي بقديد، على باب حانوته، حدثني أبو هشام محمد بن
__________
(1) أسد الغابة ت (7603) .
(2) أسد الغابة ت (7605) ، الاستيعاب ت (3677) .(8/475)
سليمان بن الحكم، عن جدي أيوب بن الحكم، عن حزام بن هشام، عن أبيه خنيس بن خالد، صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حين خرج من مكة مهاجرا إلى المدينة هو وأبو بكر ومولى أبي بكر [وهو] ، عامر بن عامر بن فهيرة، ودليلهما عبد اللَّه بن أريقط مروا على خيمة أم معبد الخزاعية، وكانت امرأة برزة جلدة تسقي وتطعم بفناء الكعبة، فسألوها لحما، وتمرا ليشتروه، فلم يصيبوا عندها شيئا، وكان القوم مرملين «1» ، وفي كسر «2» الخيمة شاة، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «يا أم معبد، هل بها من لبن» ؟ قالت: هي أجهد من ذلك. فقال: «أتأذنين لي أن أحلبها» «3» ؟ قالت: نعم، إن رأيت بها حلبا، فمسح بيده ضرعها، وسمى اللَّه، ودعا لها في شاتها، فدرت واجترت، فدعا بإناء فحلب فيه حتى علاه البهاء «4» ، ثم سقاها حتى رويت، ثم سقى أصحابه حتى رووا، وشرب آخرهم، ثم حلب فيه ثانيا، ثم غادره عندها وبايعها، وارتحلوا عنها ... فذكر الحديث بطوله.
وأخرجه ابن السّكن، من حديث أم معبد نفسها، أورده من طريق ابن الأشعث حفص بن يحيى التيمي، حدثنا حزام بن هشام عن خنيس، قال: سمعت أبي يحدث عن أم معبد بنت خالد- وهي عمته- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نزل عندها هو وأبو بكر ردفان مخرجه إلى المدينة حين خرج، فأرسلت إليه شاة فرأى فيها بصرة من لبن، فقربها فنظر إلى ضرعها، فقال: واللَّه إن بهذه الشاة للبنا، قال: وهي جالسة تسدّ سقيفتها، فقالت:
اردد الشاة. فقال: لا، ولكن ابعثي شاة ليس فيها لبن. قال: فبعثت إليه بعناق جذعة فقبلها، فقال: إني أنا رأيت الشاة وإنها لتأدمنا، وتأدم صرمنا.
ثم أخرجه من طريق أبي النّضر- هو هاشم بن القاسم، عن حزام بن هشام، سمعت أبي يحدث عن أم معبد- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نزل عليها، فأرسلت إليه شاة تهديها له، فأبى أن يقبلها، فثقل ذلك عليها، فقالوا: إنما ردها لأنه رأى بها لبنا، فأرسلت إليه بجذعة، فأخذها.
وذكر الواقديّ في قصة أم معبد قصة الشاة التي مسح النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم
__________
(1) أي نفد زادهم، وأصله من الرّمل كأنّهم لصقوا بالرّمل كما قيل للفقير: التّرب. النهاية 2/ 265.
(2) أي جانبها. النهاية 4/ 172.
(3) أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 124، وابن عساكر في التاريخ 1/ 326 وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 281 عن محمد بن سليط عن أبيه عن جده بزيادة في أوله قال الهيثمي، رواه الطبراني وفيه عبد العزيز ابن يحيى ونسبه البخاري وغيره إلى الكذب وقال الحاكم صدوق فالعجب منه وفيه مجاهيل أيضا.
(4) أراد بهاء اللّبن وهو بيص رغوته. اللسان 1/ 380.(8/476)
ضرعها، وذكر أنها عاشت إلى عام الرمادة، قالت: فكنا نحلبها صبوحا وغبوقا وما في الأرض لبن قليل ولا كثير.
وأخرجه ابن سعد، عن الواقديّ عن حزام بن هشام بنحوه، وزاد: وكانت أم معبد يومئذ مسلمة.
وقال الواقديّ: قال غيره: قدمت بعد ذلك وأسلمت وبايعت.
وأخرج أيضا عن الواقديّ، عن إبراهيم بن نافع، عن ابن أبي نجيح، عن عبد اللَّه مولى أسماء بنت أبي بكر، ثم ذكر طريقين آخرين، قالوا: ما شعرت قريش أين توجّه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حتى سمعوا صوتا بأعلى مكة تتبعه العبيد والصبيان، ولا يرون شخصه يقول:
جزى اللَّه ربّ النّاس خير جزائه ... رفيقين قالا خيمتي أمّ معبد
ليهن بني كعب مكان فتاتهم ... ومقعدها للمسلمين بمرصد «1»
[الطويل] الأبيات.
وذكر عمر بن شبّة في كتاب مكة، من طريق عبد العزيز بن عمران- أنها أتت أم معبد بنت الأشعر، وذكر لها قصة مع سراقة بن جعشم.
12264- أم معبد بنت عبد اللَّه
بن عمر بن حرام الأنصارية.
أخت جابر بن عبد اللَّه. ذكرها الواقدي.
12265- أم معبد:
مولاة قرظة بن كعب الأنصارية «2» .
قال ابن مندة: في صحبتها خلاف،
وأورد من طريق موسى بن محمد الأنصاري، عن يحيى بن الحارث التيمي، عن أم معبد، مولى قرظة، قالت: كنت أسقي ناسا من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، منهم معاذ بن جبل نبيذ الذرة، فقيل لها: فأين ما يذكر من المزفت؟ فقالت: إن المحرّم لما أحل اللَّه كالمستحل لما حرم اللَّه. أما الدباء فهو القرع، وأما الحنتم فحناتم «3» بأرض العجم، وأما النّقير فأصول النخل، فهذا الّذي نهى عنه رسول
__________
(1) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (3677) والشعر في ديوان حسان بن ثابت ص 86، سيرة ابن هشام 2/ 101.
(2) أسد الغابة ت (7606) .
(3) الحنتم: جرار مدهونة خضر كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة ثم اتسع فيها فقيل للخزف كلّه حنتم. النهاية 1/ 448.(8/477)
اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم،
وتردد ابن السكن: هل هي أم معبد التي روت في الدعاء- وستأتي قريبا؟ أو غيرها.
12266- أم معبد:
زوج كعب بن مالك «1» .
روى حديثها
محمد بن إسحاق، عن معبد بن كعب بن مالك، عن أمه، وكانت صلت القبلتين، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «لا تنتبذوا التّمر والزّبيب جميعا، وانتبذوا كلّ واحد على حدة» «2» .
أخرجه أحمد والطبراني وابن مندة.
12267- أم معبد:
غير منسوبة، وقيل إنها أنصارية» .
روى حديثها
عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن مولى لأم معبد، عن أم معبد- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كان يدعو ويقول: «اللَّهمّ طهر قلبي من النّفاق، وعملي من الرّياء، ولساني من الكذب، وعيني من الخيانة، فإنّك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصّدور» .
أخرجه أبو نعيم، وأفردها عن الخزاعية «4» ، وتبعه أبو موسى.
وأما ابن السّكن فذكر الحديث في ترجمة الخزاعية في الأسماء في عاتكة، فقال:
روي عن مولى لأم معبد [عن أم معبد] «5» حديث في الدعاء فذكره، ثم قال في الكنى: أم معبد الأنصارية، وليست صاحبة الخيمتين- يعني الخزاعية، ثم ساق الحديث عن شيخ آخر بالسند والمتن بعينه، ثم قال: لم أجد لأم معبد هذه حديثا غير هذا.
وفي إسناده نظر، وهو كما قال، فإنه من رواية فرج بن فضالة عن ابن أنعم، وهما ضعيفان، ثم قال: وقد روى عن ابن الحارث عن أم معبد مولاة قرظة حديثا في الظروف، ولست أدري هي هذه أم غيرها؟ فتناقض في ذلك مع جلالته في الحفظ وإتقانه.
12268- أم معبد «6»
: تأتي في أم مغيث.
12269- أم معقل الأسدية «7»
:
__________
(1) الثقات 3/ 461، أعلام النساء 5/ 63، وتجريد أسماء الصحابة 2/ 335، أسد الغابة ت (7607) ، الاستيعاب ت (3675) .
(2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 526 عن أبي هريرة.
(3) أسد الغابة ت (7608) .
(4) في أ: وفردها عن الخزاعية.
(5) سقط من أ.
(6) أم معتب.
(7) أعلام النساء 5/ 64، تجريد أسماء الصحابة 2/ 336- تقريب التهذيب 2/ 625- تهذيب التهذيب 12/ 480 الكاشف 3/ 392- تهذيب الكمال 3/ 1706- الاستبصار 358- خلاصة تذهيب 3/ 403 تلقيح فهوم أهل الأثر 370، أسد الغابة ت (7609) ، الاستيعاب ت (3678) .(8/478)
زوج أبي معقل، ويقال: إنها أشجعية. ويقال أنصارية.
روى حديثها أصحاب السنن الثلاثة.
وقد تقدم بيان ذلك مفصلا في ترجمة زوجها في كنى الرجال، وذكر الاختلاف في سند حديثها:
«عمرة في رمضان تعدل حجّة» .
ويقال: إنها المرادة بما وقع
في حديث ابن عباس في الصحيح- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال لامرأة من الأنصار: «ما منعك أن تحجّي معنا» ؟ قالت: كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنة لزوجها وابنها. قال: «فإذا كان من رمضان اعتمري، فإن عمرة في رمضان تعدل حجّة» «1» .
ولكن ثبت في مسلم أنها أم سنان، فإما أن يكون اختلف في كنيتها، وإما أن تكون القصة تعددت، وهو الأشبه.
12270- أم مغيث «2»
: قال ابن مندة: لها صحبة، ثم
ساق من طريق سعيد بن أبي مريم، عن عبد الجبار بن عمر، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فروة، عن محمد بن يوسف، عن أبيه، عن أم مغيث- أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ينهى عن الخليطين.
قلت: وقال: هما التمر والزبيب. زاد الطبراني: وكانت أم مغيث جدة ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وقد صلت القبلتين على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قال أبو عمر: تعدّ في أهل المدينة، حديثها عند عبد اللَّه «3» بن يوسف، عن أبيه، عنها- في الخليطين وتحريم المسكر. ويقال: إنها أم أم ابن أبي عبد الرحمن، وكانت قد صلّت القبلتين مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
وذكر ابن الفرضيّ أن ابن وهب روى الحديث المذكور، وأن محمد بن وضاح تعقبه، فحكاه عن حرملة أن ابن وهب أخطأ فيه، فقال: أم مغيث، وإنما هي أم معبد- بفتح الميم وسكون المهملة ثم دال.
قلت: وكان الحامل له على هذه الدّعوى اتحاد المتن، ووصفها بكونها صلّت
__________
(1) أخرجه البخاري 3/ 4 ومسلم في كتاب الحج (221) .
(2) أعلام النساء 5/ 66، تجريد، أسماء الصحابة 2/ 336، أسد الغابة ت (7610) .
(3) في أ: حديثها عن محمد بن يوسف.(8/479)
القبلتين، وفيه نظر، لأن مخرج الحدثين مختلف، واتفاق صحابيين على رواية حديث واحد واجتماعهما في صفة واحدة ليس ببعيد، فالحكم على ابن وهب مع حفظه وسعة روايته مردود، وهذا لو تفرد بقوله أبي مغيث وهو لم يتفرد، بل وافقه سعيد بن أبي مريم كما ترى.
وقد أخرج ابن عبد البرّ ترجمة أم معبد تلو أم مغيث، وقال: روت في الخليطين.
روى عنها معبد بن كعب. ثم وجدت في المؤتلف للخطيب أم مغيث، بالغين المعجمة والمثلثة، وساق الحديث من طريق ابن عبد الحكم عن ابن وهب بتمامه، ثم قال الخطيب:
ثم وجدت الحديث من وجه آخر، قال فيه أم معتّب، بمهملة ومثناة ثقيلة وآخره موحدة، ثم ساقه من طريق بكر بن يونس بن بكير، عن عبد الجبّار به.
قلت: فهذا اختلاف ثالث في ضبطها، وإسحاق بن أبي فروة ضعيف جدّا.
12271- أم المغيرة بنت نوفل
بن الحارث بن عبد المطّلب الهاشميّة «1» .
تقدّم ذكرها في ترجمة أبي البراد مولى تميم الدّاري في الكنى، وأنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم زوجها لتميم بإذن والدها، ووقع في التجريد تبعا لأصله: أم المغيرة بن نوفل، وعزاه لأبي موسى، وهو تصحيف، والصّواب بنت نوفل كما ذكرت، وكذا هو في ذيل أبي موسى.
12272- أم مكتوم:
لها ذكر في أواخر المجلد الثاني من أخبار مكة للفاكهيّ، وفي رواية عطاء، عن عبد الرّحمن عن فاطمة بنت قيس.
12273- أم المنذر بنت قيس «2»
بن عمرو [بن عبيد] بن عامر بن غنم بن عدي بن النّجّار الأنصاريّة النّجّارية «3» .
قال الطّبرانيّ: اسمها سلمى بنت قيس، أخت سليط بن قيس، من بني مازن بن النّجّار.
__________
(1) أسد الغابة ت (7611) .
(2) سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت (7612) ، الاستيعاب ت (3680) ، الثقات 3/ 461، 465، أعلام النساء 5/ 111- تجريد أسماء الصحابة 2/ 336- تقريب التهذيب 2/ 625- تهذيب التهذيب 12/ 481- الكاشف 3/ 492- تهذيب الكمال 3/ 1706- الاستبصار 61- خلاصة تذهيب 3/ 404- تلقيح فهوم أهل الأثر 370.(8/480)
وعندي أنها غيرها، فحديث سلمى بنت قيس تقدم في المبايعة،
وحديث أم المنذر أخرجه أبو داود والتّرمذي وابن سعد وابن ماجة، من طريق فليح بن سليمان، عن أيّوب بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن أبي صعصعة، عن يعقوب بن أبي يعقوب عن أم المنذر بنت الأنصاريّة، قالت: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ومعه عليّ وعليّ ناقة ولها ذوال معلقة، فطفق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم [يأكل فقال] «1» : «مه يا عليّ، إنّك ناقة» ، حتى كفّ عليّ، قالت: وصنعت له شعيرا وسلفا فجئت به، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «يا عليّ، من هذا فأصب، فإنّه أوفق لك» .
لفظ أبي داود. قال التّرمذيّ: حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث فليح. وتعقّب بأنه جاء من طريق ابن أبي فديك عن محمد بن أبي يحيى الأسلميّ، عن أبيه عن يعقوب نحوه.
قلت: وفليح بن سليمان الأسلمي، وكنيته أبو يحيى وابن محمد: من رجال البخاري، وابن أبي فديك من أقرانه، فلعله حمله عنه، ولم يفصح باسم ابنه لصغره.
قال محمّد بن إسحاق: فالتبس بمحمد بن أبي يحيى والد إبراهيم شيخ الشّافعي، وليس هو به، بل رجع الخبر إلى فليح، كما قال الترمذي. قال ابن سعد: أمها رغبة بنت زرارة بن عبيد بن عدس النّجاريّة. تزوّجها قيس بن صعصعة بن وهب.
12274- أم منظور
بنت محمد بن سلمة الأنصاريّة «2» .
تقدّم نسبها في ترجمة والدها. ذكرها ابن الأثير، وقال: بايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قاله ابن حبيب.
12275- أم منظور:
بنت محمود بن سلمة الأنصارية.
تقدّم نسبها في والدها، وهي شقيقة هند الماضي ذكرها. وذكرها ابن سعد فيمن بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولم يذكر التي قبلها، وقال: تزوجها لبيد بن عقبة بن رافع، فولدت له محمود بن لبيدة الفقيه، فسمّته باسم أبيها، وولدت له أيضا منظور بن لبيد التي كانت تكنى به، وكان أكبر من محمود.
12276- أم منبع «3»
: والدة شباث، بمعجمة وموحدة وآخره مثلثة. قيل: هي أسماء بنت عمرو التي تقدّمت في حرف الألف.
__________
(1) في أ: منها فقام علي ليأكل فقال:
(2) أسد الغابة ت (7613) .
(3) أسد الغابة ت (7614) .(8/481)
وقد أخرج ابن سعد عن الواقديّ بسند له إلى أم عمارة، قالت: كان الرّجال تصفق على يدي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ليلة بيعة العقبة، والعبّاس آخذ بيده، فلما بقيت أنا وأم منيع نادى زوجي غزية بن عمرو: يا رسول اللَّه، هاتان امرأتان حضرتا معنا يبايعانك. فقال: «قد بايعتكما، إنّي لا أصافح النّساء» .
وقال ابن سعد أيضا: أمها شهدت العقبة مع زوجها خديج بن سلامة، وشهدت خيبر أيضا.
القسم الثاني
خال.
القسم الثالث
12277- أم المنهال:
زوج مالك بن نويرة التميمي. لها ذكر في ترجمة زوجها.
12278- أم المهاجر الروميّة:
أسلمت في زمان عثمان. قال البخاريّ في «الأدب المفرد» : حدّثنا موسى، حدّثنا عبد الواحد، قال: حدثتنا عجوز نوبية جدة علي بن غراب، حدّثتني أم المهاجر، قالت: سبيت وجواري من الروم، فعرض علينا عثمان الإسلام فلم يسلم غيري وغير أخرى، فقال:
اخفضوهما وطهروهما، فكنت أخدم عثمان.
12279- أم موسى اللّخمية:
زوج نصير اللّخمي، والد موسى بن نصير الأمير المشهور الّذي افتتح الأندلس. لها إدراك.
ذكر الرّشاطيّ أنها شهدت مع زوجها اليرموك، فقتلت حينئذ علجا، وأخذت سلبه، وكان عبد العزيز بن مروان يستحكيها ذلك فتصفه له، وتقول: بينما نحن في جماعة من النّساء إذ جال الرجال جولة، فأبصرت علجا يجر رجلا من المسلمين، فأخذت «1» عمود الفسطاط ثم دنوت منه فشدخت به رأسه، وأقبلت أسلبه، فأعانني الرجل على أخذه.
القسم الرابع
12280- أم محمد بن حاطب «2»
: هي أم جميل.
وهم من استدركها في أم محمد، لكونها لها ابن اسمه محمد، وقد بينت فساد ذلك في آخر حرف العين المهملة.
__________
(1) في أ: فحملت.
(2) أسد الغابة ت (7594) .(8/482)
12281- أم معبد:
تقدّم القول فيها في
القسم الأول.
12282- أم معتب «1»
: تقدّم في الأوّل دعوى ابن وضلح «2» أن ابن وهب صحّفها.
حرف النون
القسم الأول
12283- أم نبيط «3»
: قال ابن الأثير: اختلف في اسمها.
قلت:
قرأت على فاطمة بنت المنجي، عن سليمان بن حمزة، وأبي نصر بن الشّيرازي، وإسماعيل بن يوسف بن مكتوم، ح، وأنبأنا أبو هريرة بن الذّهبي، أخبر أبو نصر سماعا في الخامسة، قال: أخبرنا جدّي وقال سليمان: أخبرتنا كريمة بنت عبد الوهاب.
وقال إسماعيل: أخبرنا مكرم بن أبي الصّقر، قال الثلاثة: أخبرنا أبو يعلى حمزة بن علي بن الحسن، أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي نصر، أخبرنا إبراهيم بن أبي ثابت، حدّثنا يزيد بن محمد بن عبد الصّمد، حدّثنا عتبة بن الزبير، من ولد كعب بن مالك، أخبرنا محمد بن عبد الخالق، من ولد النعمان بن بشير، حدّثنا عبد الرّحمن] «4» بن نبيط، عن أبيه- هو نبيط بن جابر، عن جدّته أم نبيط، قالت: أهدينا جارية لنا من بني النّجّار إلى زوجها، فكنت مع نسوة من بني النّجار ومعي دفّ أضرب به وأنا أقول:
أتيناكم أتيناكم ... فحيّونا نحيّيكم
ولولا الذّهب الأحمر ... ما حلّت بواديكم «5»
[الهزج] قالت: فوقف علينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: ما هذا يا أم نبيط؟
فقلت: بأبي أنت وأمّي يا بني اللَّه! جارية منا من بني النجار نهديها إلى زوجها. قالت:
فتقولين ماذا؟ قالت: فأعدت عليه قولي، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قولي:
ولولا الحنطة السّم ... راء ما سمن عذاريكم
[الهزج]
__________
(1) الاستيعاب ت (3679) .
(2) في أ: ابن وضاح.
(3) أسد الغابة ت (7616) ، الثقات 7/ 402- أعلام النساء 5/ 163- تجريد أسماء الصحابة 2/ 336.
(4) في أ: حدثنا عبد الملك بن نيبط.
(5) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (7616) .(8/483)
قلت: هذا حديث غريب، أخرجه ابن مندة عن [ ... ] وأخرجه ابن الأثير عن أبي البركات بن عساكر، عن محمد بن الجليل بن فارس، عن أبي القاسم بن أبي العلاء، فكأن شيخنا سمعه منه. وقال أبو نعيم: تقدّم ذكره [يعني] «1» في ترجمته.
قلت: وذكر أبو نعيم أنّ اسمها نائلة بنت الحساس. وقد ذكرتها في حرف النّون، وأهملها هو، وهي على شرطه.
12284- أم نصر المحاربيّة «2»
: روى حديثها
ابن إسحاق «3» ، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أم نصر المحاربيّة، قالت: سأل رجل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن لحوم الحمر الأهلية، فقال:
«أليس ترعى الكلأ وتأكل الشّجر؟» قال: بلى. قال: «فأصب من لحومها» .
أخرجه الطّبرانيّ، وابن مندة. قال أبو عمر: تفرد بن إبراهيم بن المختار الرّازي، عن محمد بن إسحاق، وليس ممن يحتج بحديثه.
12285- أم النعمان بنت رواحة:
هي عمرة.
وردت بكنيتها في صحيح أبو عوانة في الحديث الّذي أخرجه مسلم باسمها.
12286- أم نهشل بنت عبيدة:
بضم العين، ابن سعيد بن العاص بن أمية.
قتل أبوها ببدر، وكانت هي بمكّة إلى أن غرفت في السبيل في خلافة عمر، فهي على شرط هذا الكتاب، إذ لم يبق بمكة عند حجة الوداع إلا من شهدها مسلما.
قال الفاكهيّ في كتاب «مكّة» : فمن السيول التي وقعت بمكة في الإسلام سيل أمّ نهشل، كان في خلافة عمر، أقبل من أعلى مكّة حتى دخل المسجد الحرام، وكانت طريقه بين الدّارين، فذهب بأم نهشل بنت عبيدة بن سعيد بن العاص بن أمية حتى استخرجت من أسفل مكّة، فسمي ذلك السيل سيل أم نهشل.
12287- أم نيار بنت زيد
بن مالك بن عديّ بن كعب بن عبد الأشهل الأنصارية ثم الأشهلية، أخت سعد بن زيد.
ذكرها الواقديّ في المبايعات. وقال ابن سعد: ولم نجد لها في نسب الأنصار ذكرا.
__________
(1) سقط من أ.
(2) أسد الغابة ت (7617) ، الثقات 3/ 465، أعلام النساء 5/ 201، 211- تجريد أسماء الصحابة 2/ 337- تهذيب التهذيب 12/ 481 الكاشف 3/ 492- تهذيب الكمال 3/ 1706- الاستبصار 61- خلاصة تذهيب 3/ 404 تلقيح فهوم أهل الأثر 370، الاستيعاب ت (3682) .
(3) في أ: روى حديثها محمد بن إسحاق.(8/484)
القسم الثاني والثالث وكذا الرابع
خالية.
حرف الهاء
القسم الأول
12288- أم هاشم «1»
: تأتي في أم هشام. قال ابن عبد البر: روى عنها خبيب بن عبد الرّحمن بن يساف. وتعقبه ابن فتحون بأن خيبا إنما روى عنها بواسطة، وهو كما قال.
12289- أم هانئ بنت أبي طالب «2»
بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية، ابنة عم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
قيل: اسمها فاختة، وقيل اسمها فاطمة، وقيل هند، والأول أشهر.
وكانت زوج هبيرة بن عمرو بن عائذ بن عمر بن عمران بن مخزوم المخزوميّ.
فذكر ابن الكلبيّ، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، قال: خطب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى أبي طالب أم هانئ وخطبها منه هبيرة، فزوّج هبيرة، فعاتبه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال أبو طالب: يا ابن أخي، إنا قد صاهرنا إليهم والكريم يكافئ الكريم، ثم فرق الإسلام بين أم هانئ وبين هبيرة، فخطبها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقالت: واللَّه إني كنت لأحبّك في الجاهلية، فكيف في الإسلام! ولكني امرأة مصيبة، فأكره أن يؤذوك. فقال: «خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناه على ولد ... »
الحديث.
وأخرج ابن سعد بسند صحيح عن الشّعبي، قال: خطب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم هانئ، فقالت: يا رسول اللَّه، لأنت أحبّ إليّ من سمعي وبصري وحقّ الزوج عظيم، وأنا أخشى أن أضيع حق الزوج، فقال ... فذكر الحديث.
ومن طريق أبي نوفل بن أبي عقرب، قال: خطبها، فقال لولدين بين يديها: كفى بهذا
__________
(1) أسد الغابة ت (7618) ، الاستيعاب ت (3683) .
(2) أسد الغابة ت (7620) ، الاستيعاب ت (3684) ، تهذيب الكمال 1690، الاستبصار 359، تاريخ الإسلام 2/ 332، تهذيب التهذيب 12/ 481، خلاصة تذهيب الكمال 500، مسند أحمد 6/ 340، طبقات ابن سعد 8/ 47، طبقات خليفة 330، المعارف 36 و 120، الجرح والتعديل 9/ 467، المستدرك 4/ 52.(8/485)
رضيعا، وبهذا ضجيعا، فذكر الحديث. وهذان مرسلان.
ومن طريق السدي، عن أبي صالح مولى أم هانئ، قال: خطب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم هانئ، فقالت: إني مؤيمة، فلما أدرك بنوها عرضت نفسها عليه، فقال:
«أمّا الآن فلا» ، لأن اللَّه أنزل عليه في قوله: وَبَناتِ عَمَّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ اللَّاتِي هاجَرْنَ مَعَكَ [سورة الأحزاب آية 50] ، ولم تكن من المهاجرات.
وقال أبو عمر: هرب هبيرة لما فتحت مكة إلى نجران، وقال في ذلك شعرا يعتذر فيه عن فراره، ولما بلغه أن أم هانئ أسلمت قال فيها شعرا وكان له منها عمرو، وبه كان يكنى، وهبيرة وغيرهما.
روت أم هانئ عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أحاديث في الكتب الستّة وغيرها، روى عنها ابنها جعدة، وابنه يحيى، وحفيدها هارون وموالياها أبو مرة، وأبو صالح، وابن عمها عبد اللَّه بن عبّاس، وعبد اللَّه بن الحارث بن نوفل الهاشميّ، وولده عبد اللَّه، وعبد الرّحمن بن أبي ليلى، ومجاهد، وعروة، وآخرون.
وقال التّرمذيّ وغيره: عاشت بعد عليّ.
12290- أم هانئ الأنصاريّة «1»
: قال أبو عمر: حدثها عند ابن لهيعة من روايته، عن أبي الأسود- أنه سمع درة بنت معاذ تحدّث عن أم هانئ الأنصارية أنها سألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقالت:
أنتزاور إذا متنا ويرى بعضنا بعضا؟ فقال: «تكون النّسم طيرا تعلّق بالشّجر، حتّى إذا كان يوم القيامة دخلت كلّ نفس في جسدها» «2» .
أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وابن سعد، وابن أبي خيثمة معا، عن الحسن بن موسى [عن] «3» الأشعث عنه، وكذا أخرجه الحسن بن سفيان، عن أبي بكر، والطّبراني، وابن مندة من طريق الشعبي عن الحسن.
__________
(1) أسد الغابة ت (7619) ، الاستيعاب ت (3685) ، الثقات 3/ 466- أعلام النساء 5/ 203- تجريد أسماء الصحابة 2/ 337- تهذيب التهذيب 12/ 481- الكاشف 3/ 492- تهذيب الكمال 3/ 1706- الاستبصار 61- خلاصة تذهيب 3/ 404- تلقيح فهوم أهل الأثر 370.
(2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 425 وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 332 وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام والمتقي الهندي في كنز العمال حديث 32754.
(3) ليس في أ.(8/486)
قال أبو عمر: اختلف عليه، فقيل عن أم هانئ، وقيل أم قيس.
قلت: وتقدّم في أم قيس أنّ العقيلي أخرج الحديث بعينه من طريق ابن لهيعة، فقال:
عن أم قيس.
12291- أم الهذيل «1»
: غير منسوبة.
ذكرها أبو نعيم، وتبعه أبو موسى بحديث ضعيف
من رواية الحسن بن أبي جعفر، عن ليث بن أبي سليم، عن سليم الفقيمي، عن أبي، عن أم الهذيل- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دخل أرضا فرأى راعيا متجرّدا، فقال: «يا فلان، انظر ما كان من ضيعة فأفرغ منه واستوف أجرك، وألحق بأهلك» ، فقال: يا رسول اللَّه، أم أحسن الولاية والقيام على الضيعة! فقال: «بلى، ولكن لا حاجة لنا فيمن إذا خلا لم يستح من اللَّه عزّ وجلّ» .
قال الذّهبيّ: حديث مرسل ضعيف الإسناد.
قلت: أما ضعف سنده فواضح، لأن ليثا ضعيف، والحسن متروك، ومسلم وأبوه مجهولان، ومع أن في شيخ أبي نعيم وشيخ شيخه مقالا. وأما الإرسال فإن كانت أم الهذيل هي حفصة بنت سيرين فيحتمل، لكن كلامه ليس واضحا في إرادة ذلك، وإن كانت غيرها فكان ينبغي له التنبيه عليه.
12292- أم أبي هريرة:
واسمها أمينة «2» . تقدّمت.
12293- أم هشام
بنت حارثة بن النعمان الأنصاريّة «3» .
تقدّم نسبها في والدها. وقال أبو عمر: أم هاشم، وقيل أم هشام.
قال أحمد بن زهير: سمعت أبي يقول عن أم هشام بنت حارثة: بايعت بيعة الرضوان، وأخرج مسلم من طريق حبيب بن عبد الرحمن، عن عبد اللَّه بن محمد بن معن، عن أبيه حارثة، قالت: كان تنّورنا وتنّور رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم واحدا»
، وما حفظت
__________
(1) تقريب التهذيب 2/ 625، تجريد أسماء الصحابة 2/ 337، تهذيب التهذيب 12/ 481، الكاشف 3/ 467، تهذيب الكمال 3/ 1706، أسد الغابة ت (7621) .
(2) أسد الغابة ت (7622) .
(3) أسد الغابة ت (7623) ، 403- الثقات 3/ 465- أعلام النساء 5/ 201، 211- تجريد أسماء الصحابة 2/ 337- الكاشف 3/ 492- تهذيب التهذيب 12/ 481- تهذيب الكمال 3/ 1706- الاستبصار 61- خلاصة تذهيب 3/ 404- تلقيح فهوم أهل الأثر 370.
(4) أخرجه أحمد في المسند 6/ 435.(8/487)
ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ إلا من في رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... الحديث «1» .
وأخرجه أيضا أصحاب السّنن من أوجه أخرى، عن ابن هشام «2» بنت حارثة بن النّعمان، ومنهم من اقتصر على القصّة الثانية.
وقد تقدّم في أم هاشم ما وقع لابن عبد البرّ فيها، وقال ابن سعد: أم هشام بنت حارثة من بني مالك بن النّجّار، وأمها أم خالد بن يعيش بن قيس بن زيد مناة، تزوّجها عمارة بن الحبحاب بن سعد بن قيس، أسلمت وبايعت، وساق حديث التّنور عن الواقدي بسند له إليها، وساقه مطوّلا من طريق ابن إسحاق بسنده إلى يحيى بن عبد اللَّه عنها بطوله.
12294- أم أبي الهيثم
بن التيهان الأنصاري. جاء ذكرها في مسند البزار.
القسم الثاني والثالث
خاليان.
القسم الرابع
12295- أم هلال «3»
بنت بلال «4» .
ذكرها ابن مندة، وعزاها لمسلم، وعابه أبو نعيم، ثم قال: الصّواب أم بلال بنت هلال.
حرف الواو
القسم الأول
12296- أم وائل
بنت معمر الجمحية، أخت جميل بن معمر: يقال لها صحبة.
12297- أم ورقة بنت حمزة
بن عبد المطّلب «5» .
__________
(1) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 356 من بنت الحارث بن النعمان في كتاب الصلاة باب الرجل يخطب على قوس حديث رقم 1100 والحاكم في المستدرك 1/ 284 عن أم هشام بنت الحارث بن النعمان ... الحديث وقال الحاكم في هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
(2) في أ: أم هشام.
(3) في ط: أم هلام.
(4) أسد الغابة ت (7624) .
(5) الثقات 3/ 466- أعلام النساء 1/ 61، 61، ص 4، 170- تجريد أسماء الصحابة 2/ 337، أسد الغابة ت (7625) .(8/488)
ذكرها أبو موسى، عن المستغفري: ونقل عن ابن حبّان أنه اختلف في اسمها، فقيل أمامة، وقيل غير ذلك. ولم يذكر من كناها أم ورقة.
12298- أم ورقة بنت عبد اللَّه
بن الحارث بن عويمر بن نوفل الأنصاريّة «1» .
ويقال لها أم ورقة بنت نوفل، فنسبت إلى جدّها الأعلى.
أخرج حديثها أبو داود، من طريق وكيع، عن الوليد بن عبد اللَّه بن جميع، حدّثتني جدتي، وعبد اللَّه بن خلاد الأنصاريّ، عن أم ورقة بنت نوفل- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما غزا بدرا قالت له: ائذن لي فأخرج معك فأمرّض مرضاكم، ثم لعل اللَّه أن يرزقني الشهادة، قال: «قرّي في بيتك، فإنّ اللَّه يرزقك الشّهادة» . فكانت تسمّى الشهيدة، وكانت قد قرأت القرآن، فاستأذنت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم في أن تتخذ في دارها مؤذنا، فأذن لها، وكانت قد دبّرت غلاما لها وجارية، فقاما إليها بالليل فغمياها بقطيفة لها، حتى ماتت، وذهبا! وأصبح عمر فقام في النّاس فقال: من عنده من هذين علم؟ أو من رآهما فليجئ بهما؟ فأمر بهما فصلبا، فكانا أول مصلوب بالمدينة.
ومن طريق محمّد بن فضيل، عن الوليد، عن الرّحمن بن خلاد، عن أم ورقة بنت عبيد اللَّه بن الحارث بهذا، والأول أتم.
وأخرجه ابن السّكن، عن طريق محمد بن فضيل، ولفظه: أنها قالت: يا رسول اللَّه، لو أذنت لي فغزوت معكم فمرّضت مريضكم وداويت جريحكم، فلعل اللَّه أن يرزقني الشّهادة.
قال: «يا أمّ ورقة، اقعدي في بيتك فإنّ اللَّه سيهدي إليك شهادة في بيتك» . وكان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم يزورها في بيتها، وجعل لها مؤذنا يؤذن لها، قال: وكان لها غلام وجارية فدبّر تهما فقاما إليها فغمّياها فقتلاها، فلما أصبح عمر قال: واللَّه ما سمعت قراءة خالتي أم ورقة البارحة، فدخل الدار فلم ير شيئا، فدخل البيت فإذا هي ملفوفة في قطيفة في جانب البيت، فقال: صدق اللَّه ورسوله، ثم صعد المنبر، فذكر الخبر، فقال:
عليّ بهما. فأتى بهما فسألهما فأقرا أنهما قتلاها، فأمر بهما فصلبا.
وجدّة الوليد يقال: إنّ اسمها ليلى، وإن بينها وبين أم ورقة واسطة.
__________
(1) أسد الغابة ت (7626) ، الاستيعاب ت (3686) ، أعلام النساء 5/ 284، الثقات 3/ 463- تجريد أسماء الصحابة 2/ 337- تقريب التهذيب 2/ 626.(8/489)
أخرجه ابن السّكن من طريق عبد اللَّه بن داود، عن الوليد، عن ليلى بنت مالك، عن أمها، عن أم ورقة، وهو عند ابن مندة بعلوّ عن عبد اللَّه بن داود، وكذا قيل بين عبد الرّحمن بن خلاد وأم ورقة واسطة.
وأخرجه أبو نعيم من رواية أبي [نعيم] «1» ، عن الوليد: حدّثتني جدتي عن أمها أم ورقة، وساق الحديث كرواية وكيع.
12299- أم الوليد
بنت عمر بن الخطّاب «2» .
ذكرها الدّار الدّارقطنيّ في «الإخوة» ، وقال: روى حديثها الطّرائفيّ، وفيها نظر.
قلت: حديثها أنها قالت:
اطلع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم ذات عشية، فقال: «أيّها النّاس، ألا تستحون» ! قالوا: ممّ ذاك يا رسول اللَّه؟ قال: «تجمعون ما لا تأكلون، وتبنون ما لا تعمرون، وتؤمّلون ما لا تدركون» «3» .
أخرجه الطّبرانيّ من رواية عثمان بن عبد الرّحمن الطّرائفي، عن الوازع بن نافع، عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر عنها.
وقال ابن مندة: رواه سعيد بن عبد الحميد بن جعفر بن علي بن ثابت عن الوازع ابن نافع نحوه.
قلت: والطّريقان ضعيفان.
12300- أم وهب
بنت أبي أمية بن قيس «4» ، من العياطلة.
تقدّم ذكرها في ترجمة عاتكة بنت الوليد المخزوميّة في الأسماء.
حرف الياء
القسم الأول
12301- أم يحيى:
امرأة أسيد بن حضير «5» .
قال ابن مندة: لها ذكر في حديث قراءة أسيد بن حضير «6» . وليس لها رواية.
__________
(1) بياض في أ.
(2) الاستبصار 359، أعلام النساء 5/ 290- تجريد أسماء الصحابة 2/ 338، أسد الغابة ت (7627) .
(3) أورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 9/ 328.
(4) أسد الغابة ت (7628) .
(5) أسد الغابة ت (7629) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 338.
(6) أسد الغابة ت (7629) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 338.(8/490)
قلت: يعني قراءة سورة الكهف باللّيل، فنزلت كالقناديل من النور، وأصل القصّة في البخاري بغير ذكر والدة يحيى، وذكرت في بعض طرق الحديث.
وقد أخرج ابن أبي شيبة من طريق محمد بن عمر، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت:
قدمنا من حج أو عمرة فتلقونا فنعوا بها أسيد بن حضير امرأته فتقنّع وجعل يبكي.
12302- أم يحيى بنت أبي إهاب «1»
: ثبت ذكرها
في صحيح البخاريّ في حديث عقبة بن الحارث النوفلي- أنه تزوّج أم يحيى بنت أبي إهاب، فجاءت أمة سوداء، فقالت: قد أرضعتكما، فأتى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فذكر ذلك له، فقال: «كيف وقد قيل» .
12303- أم يحيى
بنت يعلى بن أمية التميميّة «2» .
ذكرها القاضي أبو أحمد العسّال في «تاريخه» ، فقال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم فتح مكّة، قال سعد بن الصّلت، وخالفه غيره. ذكر ذلك أبو نعيم، وقال أبو موسى: قد ذكرها ابن مندة في تاريخه، وقال: أدركت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم.
12304- أم يحيى:
في المبهمات، حديثها عند
يحيى بن الحصين عن أمه، ويقال عن جدته، قالت: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «اسمعوا وأطيعوا وإن أمّر عليكم عبد ... » الحديث.
12305- أم يزيد «3»
: تأتي في المبهمات أيضا، حديثها عند
الحجاج بن أرطاة، عن يزيد بن الحارث، عن أمه- أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «يا أيّها النّاس، عليكم بالسّكينة والوقار» .
وقيل: عن حجاج، عن أبي يزيد مولى عبد اللَّه بن الحارث، عن أم جندب الأزديّة، وقد مضى في حرف الجيم.
12306- أم يقظة
بنت علقمة، زوج سليط بن عمرو «4» ، ذكروها فيمن هاجر إلى أرض الحبشة مع زوجها، فولدت له سليطا، وقد تقدّم في حرف السّين من الرّجال.
__________
(1) أسد الغابة ت (7630) ، الاستيعاب ت (3688) .
(2) أسد الغابة ت (7632) .
(3) أسد الغابة ت (7634) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 338.
(4) أسد الغابة ت (7635) .(8/491)
12307- أم يوسف:
التي شربت بول النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، تقدّم ذكرها في بركة في الباء الموحدة من أسماء النساء.
القسم الثاني والثالث
خاليان.
القسم الرابع
12308- أم يحيى:
استدركها أبو موسى.
وقد «1» ذكرناها في ترجمة زيدة «2» أو زائدة جارية عمر ... يعني في الزّاء المنقوطة من أسماء النساء.
ولم يذكر هناك ما يدل على أنّ لها صحبة، وإنما أورد لها رواية عن عائشة، فقيل:
عن أم يحيى، عن عائشة. وقيل عن أم نجيح، عن عائشة. وباللَّه التوفيق «3» .
__________
(1) في هـ-: وقال.
(2) في أ، هـ-: بريدة.
(3) ثبت في (أ) . آخر النساء من الإصابة، وبالنسخة المنقولة منها في أخرى ما نصه: وهو آخر ما وجدته بخط شيخ الإسلام، حافظ العصر أبي الفضل ابن حجر العسقلاني أمير المؤمنين في الحديث مصنف الكتاب، تغمّده اللَّه بالرحمة والرضوان، وأسكنه فسيح الجنان. وقد بقي عليه المبهمات، وقيد منها كثيرا، ولكني لم أظفر به الآن، وعسى أن أظفر به إن شاء اللَّه تعالى، وقد مشقت الكتاب جمعية في مدّة يسيرة جدّا من خط مؤلفه. وصلى اللَّه على أشرف خلقه سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا آمين. وكان الفراغ من تكملة هذا الكتاب نهار الجمعة المبارك حادي عشر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين وألف من الهجرة النبويّة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية على يد الحقير الراجي عفو ربه القدير السيد عطا اللَّه ابن المرحوم الحاج أحمد العقاد غفر اللَّه لهما آمين. وثبت في (ع) وباللَّه التوفيق، آخر كتاب النساء من الإصابة، وهو آخر ما وجد بخط العلّامة شيخ الإسلام حافظ العصر ابن حجر، مصنّف الكتاب، تغمّده اللَّه بالرحمة والرضوان، وأسكنه فسيح الجنان، وكان الفراغ من كتابة هذه النسخة المباركة في يوم السبت المبارك خامس عشر شعبان المعظم قدره من شهور سنة ثلاث وتسعين وألف من الهجرة النبويّة، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام على يد كاتبه العبد الفقير راجي عفو ربّه. عبد الرحمن بن موسى بن علي الشيخوني الشوبري، غفر اللَّه له ولوالديه، ولجميع المسلمين آمين.(8/492)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
والحمد للَّه ربّ العالمين، وصلّى اللَّه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا آمين. وثبت في (ل) وباللَّه التوفيق آخر كتاب النساء من الإصابة، وفي النسخة المنقول منها ما نصّه. هذا آخر ما وجدته بخط شيخ الإسلام، حافظ العصر أبي الفضل بن حجر العسقلاني، أمير المؤمنين في الحديث، مصنّف الكتاب، تغمّده اللَّه بالرحمة والرضوان، وأسكنه فسيح الجنان نحن وإياه ولمن نظر فيه ... آمين- آمين- آمين. وثبت في (د) تمّ الفراغ في إتمام هذا الكتاب بعون اللَّه الملك الوهّاب على أضعف الكتاب السيد الحاج محمد طالب ابن السيد محمد أسد الوندي في أربعة وعشرين يوما خلت من شهر جمادى الثاني من شهور سنة ألف ومائة وأربعة وثلاثين في هجرة من له الشرف والعزّ والتمكين، وصلى اللَّه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الكرام الطاهرين، والحمد للَّه ربّ العالمين. وثبت في (ت) وباللَّه التوفيق، آخر كتاب النساء من الإصابة، وبالتحقيق المنقول منها ما نصه، وهو آخر ما وجدته بخط شيخ الإسلام، حافظ العصر أبي الفضل بن حجر العسقلاني، أمير المؤمنين في الحديث، مصنّف الكتاب، تغمّده اللَّه بالرحمة والرضوان، وأسكنه فسيح الجنان، وقد بقي عليه المبهمات، وقيد كثيرا منهما، والكنى لم أظفر به إلى الآن، وعسى أن نخرجه إن شاء اللَّه تعالى. وقد مشقت الكتاب جميعه في مدّه يسيرة جدا من خط مؤلفه، وصلّى اللَّه على أشرف خلقه سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا آمين. وكان الفراغ من كتابتها يوم السبت المبارك ثالث عشرة من شهر ذي الحجة من شهور سنة تسع وعشرين ومائة وألف بعد الهجرة النبويّة على مشرفها أفضل الصلاة والسلام. وكتبه بنفسه العبد الفقير إلى عفو ربّه الفقير محمد بن الشيخ الفاضل الشيخ حاضر ابن المرحوم الشيخ عبد اللَّه بن المرحوم الشيخ أحمد الدمهوحي الشافعيّ، غفر اللَّه له ولوالده.(8/493)