وأبو بكر وعمر ومعاذ وابن مسعود ونعيم بن سلام إذ قدم بريد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من بعث بعثه، فقال أبو بكر: يا رسول اللَّه، ما رأيت نعيما أسرع إيابا ولا أكثر مغنما من هؤلاء! قال: «يا أبا بكر، ألا أدلك على ما هو أسرع إيابا وأكثر مغنما؟ من صلّى صلاة الغداة في جماعة، ثمّ ذكر اللَّه حتّى تطلع الشّمس»
- وقع لنا بعلوّ في المعرفة لابن مندة.
ورواه أبو عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك، عن نعيم بن سلامة- رجل من بني سليم- وكان قد صحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
8799- نعيم بن عبد اللَّه بن أسيد:
بن «1» عبد بن عوف بن عويج بن عدي بن كعب القرشيّ العدويّ المعروف بالنحّام.
قيل له ذلك، لأن
النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال له: «دخلت الجنّة فسمعت نحمة من نعيم» .
وأخرج ابن قتيبة في «الغريب» ، من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، قال:
خرجنا في سرية زيد بن حارثة التي أصاب فيها بني فزارة، فأتينا القوم خلوفا، فقاتل نعيم بن النحام العدويّ يومئذ قتالا شديدا.
والنحمة: هي السعلة التي تكون في آخر النحنحة الممدود آخرها.
قال خليفة: أمه فاختة بنت حرب بن عبد شمس، وهي عدوية أيضا، من رهط عمرو.
قال البخاريّ: له صحبة. وقال مصعب الزبيري: كان إسلامه قبل عمر، ولكنه لم يهاجر إلا قبيل فتح مكة، وذلك لأنه كان ينفق على أرامل بني عدي وأيتامهم، فلما أراد أن يهاجر قال له قومه: أقم ودن بأي دين شئت، وكان بيت بني عدي بيته في الجاهلية حتى تحول في الإسلام لعمر في بني رزاح.
وقال الزّبير: ذكروا أنه لما قدم المدينة قال له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «يا نعيم، إنّ قومك كانوا خيرا لك من قومي» . قال: بل قومك خير يا رسول اللَّه. قال: «إنّ قومي أخرجوني، وإنّ قومك أقرّوك» . فقال نعيم: يا رسول اللَّه، إن قومك أخرجوك إلى الهجرة، وإن قومي حبسوني عنها.
__________
(1) الثقات 3/ 414، أسد الغابة ت (5276) ، تلقيح فهوم أهل الأثر 377، تبصير المنتبه 4/ 1412، الاستيعاب ت (2664) ، الطبقات 24، تجريد أسماء الصحابة 2/ 111، تاريخ جرجان 6/ 267، المصباح المضيء 1/ 50، 51- 2/ 114، بقي بن مخلد 535، الجرح والتعديل 8/ 459، التاريخ الكبير 8/ 92، العقد الثمين 7/ 343، الطبقات الكبرى 4/ 72.(6/361)
وقال الواقديّ: حدثني يعقوب بن عمرو، عن نافع العدويّ، عن أبي بكر بن أبي الجهم، قال: أسلم نعيم بعد عشرة، وكان يكتم إسلامه. وقال ابن أبي خيثمة: أسلم بعد ثمانية وثلاثين إنسانا.
وأخرج أحمد، من طريق محمد بن يحيى بن حبان، عن نعيم بن النحام، قال: نودي بالصبح وأنا في مرط امرأتي في يوم بارد، فقلت: ليت المنادي قال: من قعد فلا حرج، فإذا هو يقولها، أخرجه من طريق إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد، عنه، ورواية إسماعيل عن المدنيين ضعيفة، وقد خالفه إبراهيم بن طهمان، وسليمان بن بلال، فروياه عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم، عن نعيم. وكذا قال الأوزاعيّ: عن يحيى بن سعيد، أخرجه بن قانع، وأخرجه أحمد أيضا، من طريق معمر، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن شيخ سماه عن نعيم.
وأخرج ابن قانع من طريق عمر بن نافع، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال نعيم بن النحام، وكان من بني عدي بن كعب: سمعت منادي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في غداة باردة، وأنا مضطجع، فقلت: ليته قال: ومن قعد فلا حرج، قال: فقال: ومن قعد فلا حرج.
وقد مضى له ذكر في حرف الصاد المهملة في صالح، وهو اسم نعيم.
وذكر موسى بن عقبة في المغازي، عن الزهري- أن نعيما استشهد بأجنادين في خلافة عمر، وكذا قال ابن إسحاق، ومصعب الزبيريّ، وأبو الأسود، وعروة، وسيف في الفتوح، وأبو سليمان بن زبير.
قال الواقديّ: كانت أجنادين قبل اليرموك سنة خمس عشرة. وقال ابن البرقي: يقول بعض أهل النّسب إنه قتل يوم مؤتة في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكذا قال ابن الكلبيّ، وأما ما ذكره عمر بن شبة في أخبار المدينة عن أبي عبيد المدني قال: ابتاع مروان من النحام داره بثلاثمائة ألف درهم، فأدخلها في داره، فهو محمول على أنّ المراد به إبراهيم بن نعيم المذكور، فإنه كان يقال له أيضا النحام.
8800- نعيم بن عمرو بن مالك الجذامي «1»
: والد حزابة- ذكره العسكريّ في الصحابة، وقال: له وفادة.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 111، أسد الغابة ت (5280) .(6/362)
8801- نعيم بن قعنب «1»
: بن عتاب بن الحارث بن عمرو بن همام بن رياح بن يربوع.
ذكره ابن مندة، وقال: ذكره ابن خزيمة في الصحابة. وأخرج هو وابن قانع من طريق حمران بن نعيم بن قعنب، عن أبيه نعيم بن قعنب أنه وفد إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بصدقته وصدقة أهل بيته، فأعجب ذلك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ومسح وجهه.
وذكر ابن حبّان في «الثقات» نعيم بن قعنب الرياحي، روى عن أبي ذرّ، روى عنه أبو العلاء بن الشخير. انتهى.
وهذه الرواية عند النسائي، ولفظه لقيت أبا ذر، فقلت له: إني كنت وأدت في الجاهلية، فهل لي من توبة؟ فقال: «عفا اللَّه عمّا كان في الشّرك» .
فالظاهر أنه هو، وذكره ابن ماكولا في ترجمة الأسود الشاعر، وكان شريفا كريما، وذكر له قصة في زمن الحجاج، وهو ابن قرة بن نعيم المذكور.
8802- نعيم بن مسعود:
بن عامر «2» بن أنيف بن ثعلبة بن قنفذ بن خلاوة بن سبيع بن بكر بن أشجع، يكنى أبا سلمة الأشجعيّ.
صحابيّ مشهور، له ذكر في البخاري، أسلم ليالي الخندق، وهو الّذي أوقع الخلف بين الحيين قريظة وغطفان في وقعة الخندق، فخالف بعضهم بعضا ورحلوا عن المدينة.
وله رواية عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، روى عنه والداه: سلمة، وزينب، وله حديث عند أحمد وغيره.
ومن طريق ابن إسحاق حدثني سعد بن طارق، عن سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعيّ، عن أبيه، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول لرسولي مسيلمة: «لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما» .
قتل نعيم في أول خلافة عليّ قبل قدومه البصرة في وقعة الجمل. وقيل: مات في خلافة عثمان. واللَّه أعلم.
__________
(1) أسد الغابة ت (5278) .
(2) الثقات 3/ 415، الطبقات 47، 129، الكاشف 3/ 208، تجريد أسماء الصحابة 2/ 111، تقريب التهذيب/ 305، الأعلام 8/ 41، خلاصة تذهيب 3/ 98، تاريخ من دفن بالعراق 460، الاستيعاب ت (2665) ، المصباح المضيء 1/ 328، تهذيب التهذيب 10/ 466، الجرح والتعديل 8/ 459، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 910، التاريخ الكبير 8/ 92، أسد الغابة ت (5281) ، تاريخ الإسلام 3/ 205، الطبقات الكبرى 1/ 274- 2/ 59، 69، 73، تهذيب الكمال 1422، البداية والنهاية 4/ 5.(6/363)
8803- نعيم مسعود الدّهماني.
ذكره ابن دريد، وأن له وفادة، قال الرشاطيّ: ليس في نسب نعيم الأشجعيّ أحد اسمه دهمان، يعني فهو غيره.
8804- نعيم بن مسعود.
صحابي آخر، ولم يذكروه، وهو في المراسيل لأبي داود، فأخرج من طريق خلف بن خليفة، عن أبيه- أنه بلغه أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وضع نعيم بن مسعود في القير ونزع الأخلة بفيه.
وأخرجه البيهقي من وجه آخر عن خلف: سمعت أبي يقول: أظنه سمعه من مولاه، ومولاه معقل بن يسار.
قلت: وقع لي هذا عاليا في جزء طلحة بن الصقر، وهذا غير الأشجعيّ، فإن الأشجعيّ عاش بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
8805- نعيم بن مقرّن المزني»
: أخو النعمان.
قال أبو عمر: هو وإخوته من جلة الصحابة، وهو الّذي خلف أخاه لما استشهد بنهاوند، وأخذ الراية، فدفعها إلى حذيفة، ثم كانت فتوح فارس على يده.
8806- نعيم بن هزال الأسلميّ «2»
. مختلف في صحبته. قال ابن حبان: له صحبة، وأخرج أبو داود والحاكم حديثه، وذكره ابن السّكن في الصحابة، ثم قال: يقال ليست له صحبة. والصحبة لأبيه. وصوّب ذلك ابن عبد البرّ. وسيأتي بيان الاختلاف في سند حديثه في ترجمة هزال.
8807- نعيم بن همار «3»
: ويقال: ابن هبار. ويقال: ابن هدار. ويقال: ابن حمار.
ويقال: ابن خمار، وهمار أرجح.
__________
(1) أسد الغابة ت (5282) ، الاستيعاب ت (2666) .
(2) الثقات 3/ 414، تجريد أسماء الصحابة 2/ 111، الاستيعاب ت (2667) ، تقريب التهذيب/ 306، خلاصة تذهيب 3/ 98، الكاشف 3/ 208، تهذيب 10/ 467، الجرح والتعديل 4068، جامع التحصيل 360 الطبقات الكبرى 4/ 323، تهذيب الكمال 1422، أسد الغابة ت (5283) .
(3) التاريخ الكبير 8/ 93، ترتيب الثقات للعجلي 1701، الثقات لابن حبان 3/ 413، مشاهير علماء الأمصار 355، الجرح والتعديل 8/ 459، مقدمة مسند بقي بن مخلد 193، المعرفة والتاريخ 2/ 339، تحفة الأشراف 99/ 34، تلقيح فهوم أهل الأثر 369، الكاشف 3/ 183، تهذيب التهذيب 10/ 467، تقريب التهذيب 2/ 306، النكت الظراف 9/ 34، أسد الغابة ت (5284) ، الاستيعاب ت (2668) ، طبقات علماء افريقيا وتونس 63، تجريد أسماء الصحابة 2/ 111، تقريب التهذيب 2/ 305، 306، 406، خلاصة تذهيب 3/ 98.(6/364)
8808- نعيم البياضي.
ذكره ابن فتحون في الذيل، وأخرج من طريق أبي بكر محمد بن عبد اللَّه بن عتاب، عن أبي اليسر محمد بن نعيم بن محمد بن عبد اللَّه بن عمار بن نعيم البياضي صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فذكر حديثا. وقد ذكر الخطيب في تاريخه محمد بن نعيم المذكور وأن لنعيم والد عمران صحبة.
8809- نعيم الغفاريّ:
ابن عم أبي ذرّ.
له صحبة، ذكره يونس بن بكير في زيادات المغازي.
وأخرجه الحاكم، من طريق يونس، عن يوسف بن صهيب، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه، قال: انطلق أبو ذر ونعيم ابن عم أبي ذر، وأنا معهم يطلب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو مستتر بالجبل، فقال له أبو ذر: يا محمد، أتيناك لنسمع ما تقول، قال: أقول لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه، فآمن به أبو ذر وصاحبه.
8810- نعيمان:
بالتصغير، ابن رفاعة. يأتي في الّذي بعده.
8811- النعيمان بن عمرو
بن رفاعة «1» بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاريّ.
ووقع عند ابن أبي حاتم نعيمان بن رفاعة من بني تميم «2» بن مالك بن النجار، وله صحبة، مات في زمن معاوية.
قلت: فنسبه لجده، وصحف غنم بن مالك، فقال: تميم بن مالك «3» . وقال ابن الكلبيّ: أمه فطيمة الكاهنة. وفي مسند محمد بن هارون الرّوياني: حدثنا خالد بن يوسف، حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، قال: مات عبد الرحمن بن عوف عن أربع نسوة: أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وأخت نعيمان.
قلت: فما أدري هو ذا أم غيره. قال البخاري، وأبو حاتم وغيرهما: له صحبة.
__________
(1) الثقات 3/ 418، تجريد أسماء الصحابة 2/ 112، أسد الغابة ت (5286) ، الطبقات 87، الاستبصار 67، الأعلام 8/ 41.
(2) في أ: سهم.
(3) سقط في ج.(6/365)
وذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب الزهري، وأبو الأسود، عن عروة وغيرهما فيمن شهد بدرا.
وذكر ابن إسحاق أنه شهد العقبة الأخيرة، وقال ابن سعد: شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها.
وأخرج البخاريّ في تاريخه، من طريق وهيب، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عقبة بن الحارث- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أتي بالنعيمان أو ابن النعيمان- كذا بالشك- والراجح النعيمان بلا شك. وفي لفظ لأحمد: وكنت فيمن ضربه، وقال فيه أتى بالنعيمان، ولم يشك. ورواه بالشك أيضا محمد بن سعد، من طريق معمر، عن زيد بن أسلم مرسلا.
وقال ابن عبد البرّ: إن صاحب هذه القصة هو ابن النعيمان، وفيه نظر، وقد تقدم في ترجمة مروان بن قيس السلميّ أن صاحب القصة النعيمان، وكذا ذكره الزبير بن بكار في كتاب الفكاهة والمزاح من طريق أبي طوالة، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، قال: كان بالمدينة رجل يقال له النعيمان يصيب من الشراب، فذكر نحوه، وبه
أن رجلا من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال للنعيمان: لعنك اللَّه، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لا تفعل، فإنّه يحبّ اللَّه ورسوله» .
وقد بينت في فتح الباري أن قائل ذلك عمير، لكنه قاله لعبد اللَّه الّذي كان يلقب حمارا فهو يقوي قول من زعم أنه ابن النعيمان، فيكون ذلك وقع للنعيمان وابنه ومن يشابه أباه فما ظلم.
قال الزّبير: وكان لا يدخل المدينة طرفة إلا اشترى منها، ثم جاء بها إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فيقول: ها أهديته لك، فإذا جاء صاحبها يطلب نعيمان بثمنها أحضره إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقال: أعط هذا ثمن متاعه، فيقول: أو لم تهده لي؟ فيقول: إنه واللَّه لم يكن عندي ثمنه، ولقد أحببت أن تأكله، فيضحك، وبأمر لصاحبه بثمنه.
وأخرج الزّبير قصّة البعير بسياق آخر من طريق ربيعة بن عثمان، قال: دخل أعرابيّ على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وأناخ ناقته بفنائه، فقال بعض الصحابة للنعيمان الأنصاري: لو عقرتها فأكلناها، فإنا قد قرمنا إلى اللحم. فخرج الأعرابي وصاح: وا عقراه يا محمد. فخرج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: من فعل هذا؟ فقالوا: النعيمان، فاتبعه يسأل عنه حتى وجده قد دخل دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، واستخفى تحت(6/366)
سرب لها فوقه جريد، فأشار رجل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حيث هو، فقال: «ما حملك على ما صنعت؟» قال: الذين دلّوك علي يا رسول اللَّه، هم الذين أمروني بذلك.
قال: فجعل يمسح التراب عن وجهه ويضحك ثم غرمها للأعرابي.
وقال الزّبير أيضا: حدثني عمّي، عن جدّي، قال: كان مخرمة بن نوفل قد بلغ مائة وخمس عشرة سنة، فقام في المسجد يريد أن يبول فصاح به الناس: المسجد! المسجد! فأخذ نعيمان بن عمرو بيده وتنحى به ثم أجلسه في ناحية أخرى، فقال له: بل ها هنا. قال:
فصاح به الناس. فقال: ويحكم فمن أتى به إلى هذا الموضع؟ قالوا: نعيمان. قال: أما إن للَّه عليّ إن ظفرت به أن أضربه بعصاي هذه ضربة تبلغ منه ما بلغت. فبلغ ذلك نعيمان، فمكث ما شاء اللَّه، ثم أتاه يوما وعثمان قائم يصلي في ناحية المسجد، فقال لمخرمة: هل لك في نعيمان؟ قال: نعم. قال: فأخذ بيده حتى أوقفه على عثمان، وكان إذا صلّى لا يلتفت، فقال: دونك هذا نعيمان، فجمع يده بعصاه فضرب عثمان فشجه، فصاحوا به:
ضربت أمير المؤمنين ... فذكر بقية القصة.
وقال الزّبير: حدثني علي بن صالح، عن جدي عبدان بن مصعب، قال لقي نعيمان أبا سفيان بن الحارث، فقال له: يا عدو اللَّه، أنت الّذي تهجو سيد الأنصار نعيمان بن عمرو، فاعتذر إليه، فلما ولي قيل لأبي سفيان إن نعيمان هو الّذي قال لك ذلك، فعجب منه.
وقصته مع سويط بن حرملة تقدمت في ترجمة سويط.
وقال عبد الرّزّاق: أنبأنا معمر، عن أيوب، عن محمد بن سيرين- أن ناسا من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نزلوا بماء، وكان النعيمان بن عمرو يقول لأهل الماء: يكون كذا وكذا، فيأتونه باللبن والطعام، فيرسله إلى أصحابه، فبلغ أبا بكر خبره، فقال: أراني آكل من كهانة النعيمان منذ اليوم، فاستقاء ما في بطنه.
قلت: وقد استقاء أبو بكر ما أكل من جهة كهانة عبد كان يخدمه، أخرجها البخاري، وهي غير هذه القصة، فإن فيها أنه قال: كنت تكهنت لهم في الجاهلية.
قال محمّد بن سعد: بقي النعيمان حتى توفي في خلافة معاوية رضي اللَّه عنه.
8812- نعيمان بن عمرو:
آخر.
ذكره ابن دريد في الاشتقاق، وقال: شهد بدرا، واستشهد بأحد. وهذا غير الّذي قبله، لأنه سبق في أخباره قصته مع مخرمة في زمن عثمان. وجزم ابن سعد بأنه بقي إلى زمن معاوية، ولعله النعمان بن عمرو، بغير تصغير. وقد مضى له ذكر.(6/367)
النون بعدها الفاء
8813- نفادة:
يأتي في نقادة، بالقاف.
8814- نفير «1»
بن مالك بن عامر الحضرميّ، والد جبير، يكنى أبا جبير.
أخرج النّسائيّ في الكنى، عن طريق صفوان بن عمرو، حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن جده، وكان يكنى أبا جبير.
وقال أبو حاتم: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وقال أبو أحمد الحاكم، وعبد الغنيّ بن سعيد: له صحبة. وقال البخاريّ: يعدّ في الشاميين. وذكره عبد الصمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة، وكذا ذكره أبو بكر البغدادي في تاريخ حمص، وزاد عبد الصمد: وهو الّذي قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالكندية ليتزوجها.
وأخرج أبو أحمد الحاكم في الكنى، وابن حبّان في صحيحه، من طريق معاوية بن صالح، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه- أن أبا جبير قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بوضوئه، فقال: «توضّأ يا أبا جبير» فبدأ بفيه، فقال: «لا تبدأ بفيك ... »
فذكر الحديث في صفة الوضوء.
وأخرج أبو نعيم، من طريق عبد اللَّه بن عبد الجبار، عن جميع بن ثوب، حدّثني عبد الرّحمن بن جبير بن نفير عن أبيه، عن جدّه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «طوبى لمن رأى من رآني، ولمن رأى من رأى من رآني» «2» ،
وللطبراني من طريق حريز بن عثمان بن عبد الرحمن عن أبيه، عن جدّه في بني العباس.
وأخرج الطّبرانيّ، والحاكم من طريق معاوية بن صالح، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن جدّه في الدجال: «إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه ... » الحديث.
وهو عند مسلم من رواية جبير بن نفير عن النّوّاس بن سمعان، فإن كان محفوظا فيكون عند جبير بن نفير عن شيخين.
8815- نفير بن مجيب الثّمالي «3» .
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 112، أسد الغابة ت (5287) ، الثقات 3/ 415، الجرح والتعديل 8/ 504، الإكمال 7/ 359، الاستيعاب ت (2670) ، التاريخ الكبير 8/ 124، تبصير المنتبه 4/ 1425.
(2) أخرجه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2/ 258، 3/ 49، 6/ 200، 13/ 137 وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 23 عن وائل بن حجر وقال رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32473، 32502، 32503.
(3) أسد الغابة ت (5288) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 112- الثقات 3/ 416، الاستيعاب ت (2669) ، الجرح والتعديل 1/ 504، التاريخ الكبير 8/ 124، الإكمال 7/ 359.(6/368)
قال ابن حبّان: يقال: إن له صحبة، ويقال اسمه سفيان. تقدم في السّين.
8816- نفيع بن الحارث:
ويقال ابن مسروح «1» ، وبه جزم ابن سعد.
وأخرج أبو أحمد، من طريق أبي عثمان النّهدي، عن أبي بكر- أنه قال: أنا مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فإن أبي النّاس إلا أن ينسبوني فأنا نفيع بن مسروح، وقيل اسمه مسروح. وبه جزم ابن إسحاق. مشهور بكنيته، وكان من فضلاء الصّحابة، وسكن البصرة، وأنجب أولادا لهم شهرة. وكان تدلى إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من حصن الطّائف ببكرة فاشتهر بأبي بكرة.
وروى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه أولاده.
8817- نفيع بن المعلى:
بن لوذان الأنصاري الخزرجيّ «2» .
له ولأبيه صحبة، ويقال اسم أبيه الحارث، وبه جزم ابن الأمين في ذيل الاستيعاب.
وقال ابن الكلبيّ: هو أول قتيل في الإسلام من الأنصار، وذلك أن رجلا من مزينة كان من حلفاء الأوس مرّ به وهو يبيع، فقتله من أجل ما كان بين الأوس والخزرج من الحروب قبل الإسلام ...
النون بعدها القاف
8818- نقادة:
بالقاف «3» ، الأسديّ، ويقال الأسلميّ، ابن عبد اللَّه. وقيل ابن خلف، وقيل ابن سعر، وقيل ابن مالك.
قال البخاريّ: له صحبة، وهو معدود في أهل الحجاز. سكن البادية. وقال العسكريّ: يكنى أبا بهيشة، نزل البصرة، وله حديث في مسند أحمد والسّنن لابن ماجة من طريق ولده- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بعثه إلى رجل يستمنحه ناقة ... الحديث.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 112، أسد الغابة ت (5289) ، الثقات 3/ 411، تاريخ من دفن بالعراق 464، الأعلام 8/ 44، تهذيب التهذيب 3/ 469، الاستيعاب ت (2696) ، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 911، التاريخ الصغير 1/ 268، الجرح والتعديل 8/ 489، العقد الثمين 7/ 347، الكاشف 3/ 208، الطبقات الكبرى 7/ 15، تهذيب الكمال/ 1423، التعديل والتجريح 736.
(2) أسد الغابة ت (5290) ، الاستيعاب ت (2697) .
(3) أسد الغابة ت (5291) ، الاستيعاب ت (2698) ، الثقات 3/ 422، الطبقات 35، 175، بقي بن مخلد 828، تهذيب التهذيب 10/ 173، الطبقات الكبرى 1/ 292، 293.(6/369)
وله آخر في معجم ابن قانع، روى عنه والده سعر، وهو بالرّاء، ووقع في الاستيعاب بالدّال، وقال ابن الأثير: وليس بشيء. وأخوه ولم يسم، وزيد بن أسلم، والبراء السّليطي.
8819
- نقب «1» بن فروة.
ذكره أبو نعيم وغيره بالنّون، وضبطه ابن ماكولا بالمثلثة. وقد تقدّم هناك.
8820- نقيدة بن عمرو:
الخزاعيّ الكعبيّ «2» .
قال ابن مندة: ذكر في الصّحابة، ولا يثبت، وروايته عن عمر بن الخطّاب. روى عنه حزام بن هشام.
8821- نقير:
بالقاف مصغّرا، والد أبي السّليل «3» . تقدم ذكره في ترجمة أوس بن حوشب.
النون بعدها الكاف
8822- النكاس:
غير منسوب. قال الذهبيّ في التجريد: له في مسند بقي بن مخلد ثلاثة أحاديث، ولا أعرفه.
8823- نكرة:
غير منسوب، تقدم في معروف.
النون بعدها الميم
8824- نمر الخزاعيّ.
له في مسند بقي حديث، واستدركه ابن فتحون، وعزاه لأبي جعفر الطّبريّ.
قلت: ولا أستبعد أن يكون هو نمير الخزاعيّ بالتّصغير، وسيأتي في ترجمته.
8825- النمر بن تولب
بن زهير بن أقيش بن عبد «4» كعب بن الحارث بن عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناف بن أدّ العكليّ.
وعكل أولاد عوف، وحضنتهم أمة فنسبوا إليها، كذا نسبه أبو عمر. وقال الرشاطيّ:
__________
(1) تبصير المنتبه 3/ 974، أسد الغابة ت (5292) .
(2) أسد الغابة ت (5293) ، تبصير المنتبه 4/ 1426، المشتبه 648، تنقيح المقال 12569.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 112، أسد الغابة ت (5294) .
(4) تلقيح فهوم أهل الأثر 385، أسد الغابة ت (5295) ، الثقات 3/ 423، الطبقات 178، الكاشف 3/ 209، تجريد أسماء الصحابة 2/ 112، تقريب التهذيب 306، الاستيعاب ت (4699) ، خلاصة تذهيب 3/ 100، تهذيب التهذيب 10/ 474، والأعلام 8/ 48، الإكمال 7/ 364، تهذيب الكمال/ 1424.(6/370)
لم يذكر ابن الكلبيّ ولا أبو عبيدة في نسبه زهيرا، وهو كما قاله.
وحكى المرزبانيّ في نسبه بعد الحارث قولا آخر. قال: ابن عديّ بن عبد مناف حذف وائلا وقيسا، وأبدل عوفا بعديّ.
وقال محمّد بن سلام الجمحيّ: ذكر خلّاد بن فروة، عن أبيه، والجريريّ، عن أبي العلاء، قال: كنا بالمربد فأتى أعرابيّ ومعه قطعة أديم، فقال: انظروا ما فيها ... الحديث، وفيه: فسألناه عنه، فقيل هذا النمر بن تولب.
أخرجه ابن قانع والطّبرانيّ عن أبي خليفة، عنه. وهذا الحديث عند أحمد وأبي داود والنسائيّ من طريق الجريريّ، عن أبي العلاء، عن رجل، عن موسى. وفي الطّبرانيّ من طريق عوف عن يزيد بن الشّخّير: حدّثنا رجل من عكل.
وقال المرزبانيّ: كان شاعرا فصيحا، وفد على النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكتب له النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كتابا، ونزل البصرة بعد ذلك. وكان أبو عمرو بن العلاء يسميه الكيّس لجودة شعره، وكثرة أمثاله، وكان جوادا، وعمّر طويلا حتى أنكر عقله، فيقال: إنه عمر مائتي سنة. وهو القائل:
يحبّ الفتى طول السّلامة جاهدا ... فكيف يرى طول السّلامة يفعل
[الطويل] وفرّق ابن حزم في الجمهرة بين النمر بن تولب بن أقيش العكلي، فساق نسبه، وأثبت صحبته، وبين النمر بن تولد الشّاعر، فنسبه في النمر بن قاسط، وقال: إنه الّذي عاش حتى خوف، ويؤيده أن ابن قتيبة حكى أن النّمر بن تولب الشاعر لما خرف كان هجّيراه: أقروا الضيف، أصبحوا الراكب، انحروا، وإن عمر بن الخطّاب ذكره بذلك فترحّم عليه، فدلّ ذلك على أن الّذي تأخر إلى أن لقيه أبو العلاء ومن في طبقته غيره، وجرى المزي في الأطراف على ما عليه الأكثر، فترجم النمر بن تولب الشّاعر، ثم قال: يأتي في المبهمات في ترجمة يزيد بن عبد اللَّه بن الشخّير. وذكر ابن قتيبة أيضا أنّ النّمر بن تولب الشّاعر كان له ابن يسمّى ربيعة، هاجر إلى الكوفة، يعني في عهد عمر، ومن شعر النمر بن تولب الدال على صحبته:
يا قوم إنّي رجل عندي خبر ... للَّه من آياته هذا القمر
والشّمس والشّعرى وآيات أخر
«1» [الرجز]
__________
(1) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (5295) ، وفي الاستيعاب ترجمة رقم (2699) .(6/371)
ومنها يخاطب النّبي صلى اللَّه عليه وسلّم:
إنّا أتيناك وقد طال السّفر ... أقود خيلا رجّعا فيها ضرر
ومن محاسن شعره: [الرجز]
يودّ الفتى طول السّلامة جاهدا ... فكيف يرى طول السّلامة يفعل
يردّ الفتى بعد اعتدال وصحّة ... ينوء إذا رام القيام ويحمل
«1» [الطويل] ومنها:
لا تغضبنّ على امرئ في ماله ... وعلى كرائم صلب مالك فاغضب
وإذا تصبك خصاصة فارج الغنى ... وإلى الّذي يعطي الرّغائب فارغب
[الكامل]
8826- نمط بن قيس «2»
بن مالك بن سعد بن مالك بن لأي بن سلمان بن معاوية ابن سفيان بن أرحب الهمدانيّ الأرحبيّ. وقيل: هو قيس بن مالك بن نمط. وذكره الرشاطيّ، عن الهمدانيّ.
وقال الطّبرى: وفد قيس بن مالك، وقيل إن الوافد نمط بن قيس بن مالك، وبه جزم ابن الكلبيّ، وساق نسبه، وذكر أن النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أطعمه طعمة تجري على ولده باليمن إلى اليوم.
قلت: وتقدم ذكر مالك بن وقش، وكأن الجميع وفدوا، فقد حكى الهمدانيّ أن وفد أرحب كانوا مائة وعشرين نفسا.
8827- نمير بن الحارث الظفري «3»
: تقدم في نصر.
8828- نمير بن الحارث السهميّ:
تقدم في تميم.
8829- نمير بن خرشة
بن ربيعة «4» بن الحارث بن حبيب بن الحارث بن حطيط بن جشم بن ثقيف الثقفيّ. نسبه ابن حبّان.
__________
(1) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (2699) ، وأسد الغابة ترجمة رقم (5295) وسمط اللآلي: 1/ 532.
(2) أسد الغابة ت (5296) ، الاستيعاب ت (2700) .
(3) أسد الغابة ت (5298) .
(4) الثقات 3/ 418، أسد الغابة ت (5299) ، الاستيعاب ت (2672) ، تجريد أسماء الصحابة 5/ 113، المصباح المضيء 1/ 327، 328، العقد الثمين 7/ 350.(6/372)
وقال أبو عمر: هو حليف لهم من بني الحارث بن كعب. ذكره الطّبرانيّ في الصّحابة، ولم يخرج له حديثا.
وقال ابن مندة: ذكره البخاريّ في الصّحابة. وأخرج البغويّ، وابن السّكن، وأبو نعيم، من طريق عبد العزيز بن القاسم بن عامر بن نمير بن خرشة، عن جدّه، عن نمير بن خرشة، وكان أحد الوفد الأوّل من ثقيف، قال: أدركنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالجحفة، فاستبشر الناس بقدومنا ... الحديث، ولم يسمّ البغويّ جدّ عبد العزيز، وذكر في سياق الحديث اشتراطهم ما اشترطوه.
8830- نمير بن أبي نمير «1»
الخزاعي: ويقال الأزديّ، يكنى أبا مالك بولده مالك.
له حديث لم يروه غير
عصام بن قدامة، عن مالك، عن أبيه- أنه رأى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في الصّلاة واضعا يده اليمنى على فخذه اليسرى.
هكذا ذكره ابن عبد البرّ.
وأخرج الحديث أبو داود والنسائي وابن خزيمة في صحيحه. قال أبو عمر: سكن البصرة، وله حديث.
8831- نميلة بن عبد اللَّه
بن فقيم «2» بن حزن بن سيار بن عبد اللَّه بن كلب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث الليثيّ. ويقال له الكلبيّ، نسبة لجدّه الأعلى، وحيث يطلق الكلبيّ فإنما يراد به من كان من بني كلب بن وبرة.
قال ابن إسحاق: هو الّذي قتل مقيس بن صبابة يوم الفتح، وكان النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أهدر دمه في قصّة مشهورة.
وذكر ابن هشام في زياداته في «السّيرة» أنّ النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم استعمله على خيبر. وقال ابن إسحاق في السيرة: حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم، قال: قتل مقيس بن صبابة يوم الفتح، وكان النّبي- صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- أهدر دمه، لأن هشام بن صبابة كان رجلا من الأنصار قتله خطأ، فأمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لمقيس بدية أخيه فأخذها ثم رصد قاتل هشام حتى قتله وارتدّ، فلما كان يوم الفتح قتل مقيسا نميلة رجل من قومه: وفي ذلك تقول أخت مقيس:
__________
(1) تلقيح فهوم أهل الأثر 385، الاستيعاب ت (2673) ، الثقات 3/ 421، تجريد أسماء الصحابة 2/ 113، أسد الغابة ت (5302) ، خلاصة تذهيب 3/ 100، تهذيب التهذيب 10/ 477، الإكمال 7/ 362، العقد الثمين 7/ 350، الكاشف 3/ 210، بقي بن مخلد 802.
(2) أسد الغابة ت (5303) ، الاستيعاب ت (2702) .(6/373)
لعمري لقد أخزى نميلة قومه ... ففجّع أضياف الشّتاء بمقيس
[الطويل] في أبيات.
8832- نميلة بن عبد اللَّه الأنصاريّ.
ذكر الفاكهيّ في كتاب مكّة بسند له عن ابن عباس، كان يذكر أن عمر استعمل أبا عبيد الثقفيّ على الجيش في فتوح العراق ومعه، نميلة بن عبد اللَّه الأنصاريّ.
8833- نميلة، غير منسوب «1»
. ذكره البغويّ، وأورد له من طريق [بقية: حدّثنا العجلان الأنصاريّ، حدثني من سمع نميلة، وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: إن أم سلمة كتب إلى أهل العراق إن اللَّه عز وجل بريء وبريء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ممّن بايع وفارق، فلا تفارقوا. والسّلام.
وقد أورد ابن مندة هذا الحديث في ترجمة نميلة الكلبيّ، والّذي يظهر لي أنه غيره.
8834- نميلة، آخر «2»
. ذكره المستغفريّ،
وأخرج من طريق] «3» قزعة عن عبد الملك بن عبيد، عن مضر، عن نميلة، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فسمعته يقول: «الإيمان ها هنا والنّفاق ها هنا» - وأشار إلى صدره ... الحديث،
وفي سنده من لا يعرف. واللَّه أعلم.
النون بعدها الهاء
8835- نهار العبديّ «4»
. ذكره محمد بن الحسن النقاش في تفسير بغير إسناد،
قال: قال نهار العبديّ: جاء رجل إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: أيّ الناس أكرم حسبا؟ قال: «يوسف صدّيق اللَّه ابن يعقوب إسرائيل اللَّه ابن إسحاق ذبيح اللَّه ابن إبراهيم خليل اللَّه» .
قلت: وليس في هذا ما يدلّ على صحبته، لكن
أخرج ابن مردويه في تفسيره، من طريق يوسف بن أسباط، عن الثوري، عن ثور بن يزيد، عن نهار، وكانت له صحبة، عن
__________
(1) أسد الغابة ت (5304) .
(2) أسد الغابة ت (5305) .
(3) سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت (5306) .(6/374)
النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال إسحاق ذبيح اللَّه.
قال أبو موسى في الذّيل: هذا مختصر من الّذي ذكره النقاش.
قلت: وظنّ الحافظ عبد الغني في كتاب الكمال أن نهارا هذا هو العبديّ الّذي أخرج له في سنن ابن ماجة من روايته عن أبي سعيد. فذكر في الرّواة عنه ثور بن يزيد، وتعقّبه المزّي فأصاب، فقد فرق بينهما البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبّان، وغيرهم، فشيخه ثور شامي وهو راوي هذا الحديث، والرّاوي عن أبي سعيد بصري. والعمدة في ذكره في الصّحابة ما وقع في سياقه أنّ له صحبة.
8836- نهشل بن عمرو
بن عبد اللَّه بن وهب بن سعد بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر القرشيّ ثم المحاربيّ.
ذكره الطّبريّ في الصّحابة، واستدركه ابن فتحون، وذكره الزبير بن بكّار في كتاب النّسب، وقال: إنه كان من عظماء قريش، ولم يصرّح بأن له صحبة، وقال: إن أولاده الأربعة هم: عبد اللَّه، وعبد الرحمن، ونضلة، وصالح- قتلوا يوم الحرّة في خلافة يزيد بن معاوية.
8837- نهير بن الهيثم الأنصاريّ «1»
: تقدم في الموحدة، وأورده أبو عمر في الموضعين.
8838- نهيك بن أساف «2»
: تقدم في أساف بن نهيك. وقد تبدل همزته ياء تحتانية.
8839- نهيك بن أوس «3»
بن خزمة بن عديّ بن أبي غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجيّ.
من القوافل، يكنى أبا عمر، شهد أحدا وما بعدها. ذكر ذلك ابن الكلبيّ، والطّبري، وغيرهما، وكان هو البشير بفتح خيبر، ثم كان رسول أبي بكر إلى زياد بن لبيد باليمن، وبعث معه زياد بالسّبي وبالأشعث بن قيس أسيرا، ذكر ذلك الواقديّ عن ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين.
8840- نهيك بن التّيهان الأنصاريّ:
أخو أبي الهيثم.
__________
(1) أسد الغابة ت (5308) ، الاستيعاب ت (2703) .
(2) أسد الغابة ت (5309) .
(3) أسد الغابة ت (5310) ، الاستيعاب ت (2674) .(6/375)
يأتي ذكر نسبه في الكنى، ذكره الأموي، عن ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، واستدركه ابن فتحون.
8841- نهيك بن صريم السّكوني «1»
. قال ابن حبّان: له صحبة، وذكره أبو زرعة الدمشقيّ فيمن نزل الشّام من الصّحابة من أهل اليمن، وذكره عبد الصّمد فيمن نزل حمص من الصّحابة.
وأخرج الطّبرانيّ، وابن مندة، من طريق محمد بن أبان، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن بسر بن سعيد، عن أبي إدريس الخولانيّ، عن نهيك بن صريم، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لتقاتلنّ المشركين حتّى تقاتل بقيّتكم على نهر الأردن، الدّجّال، أنتم شرقية وهم غربية» «2» ،
قال: ولا أعلم أين الأردن يومئذ من الأرض.
وذكره البغويّ من هذا الوجه، فقال: عن ابن صريم، ولم يسمّه.
وصريم حكى فيه ابن أبي حاتم فتح أوله وبالتصغير، وقال في نسبه السّكوني أو اليشكريّ.
8842- نهيك بن عاصم
بن مالك»
بن المنتفق العامريّ، ثم العقيليّ.
وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مع لقيط بن عامر، وأخرج حديثه ابن أبي خيثمة، وعبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند، من طريق دلهم بن الأسود بن عبد اللَّه بن حاجب بن عامر بن المنتفق، عن جدّه، عن عمه لقيط بن عامر، قال دلهم: وحدثني أبو الأسود، عن «4» عبد اللَّه بن «5» عاصم بن لقيط- أن لقيط بن عامر خرج وافدا إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ومعه صاحب له يقال له نهيك بن عاصم بن مالك، قال: فقدمنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لانسلاخ رجب، فأتيناه حين انصرف من صلاة الغداة، فجلس الناس وقمت أنا وصاحبي ... فذكر الحديث بطوله.
8843- نهيك بن قصيّ «6»
بن عوف بن جابر بن عبد نهم بن عبد العزّى بن تميمة بن
__________
(1) أسد الغابة ت (5311) ، الاستيعاب ت (2675) .
(2) أورده الهيثمي في الزوائد 7/ 351، عن نهيك بن صريم السكونيّ وقال رواه الطبراني والبزار ورجال البزار ثقات.
(3) أسد الغابة ت (5312) ، الاستيعاب ت (2676) .
(4) في أ: ابن.
(5) في أ: عن.
(6) أسد الغابة ت (5313) .(6/376)
عمرو بن مرة بن عامر بن صعصعة العامريّ السلوليّ.
قال ابن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكذا ذكره الطّبريّ.
8844- نهيك بن مساحق:
يأتي في آخر القسم الرابع.
النون بعدها الواو
8845- النّوّاس بن سمعان
بن خالد بن «1» عمرو بن قرط بن عبد اللَّه بن أبي بكر بن كلاب العامريّ الكلابيّ.
به ولأبيه صحبة، وحديثه عند مسلم في صحيحه.
8846- نوبة الأسود:
مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
قال سيف في أول كتاب «الردّة والفتوح» حدّثنا سلمة بن نبيط، عن نعيم بن أبي هند، عن شقيق بن سلمة، عن عائشة، قالت: خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وقد دخل أبو بكر في الصّلاة فأجدّ عبد لنا أسود يقال له نوبة وبريرة يهاديانه بينهما انظر إلى قدميه يخطان المسجد حتى انتهيا فأجلساه في الصّفّ.
وقد أورد أبو موسى هذه القصّة في أسماء النساء نوبة، وأورد من طريق عبد الغني بن سعيد، فساق القصّة من طريق زائدة، عن عاصم، عن أبي وائد، وهو شقيق بن سلمة، عن مسروق، عن عائشة، قالت: خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بين نوبة وبريرة ...
الحديث، وليس في هذا السياق أن نوبة أمه. وأخرج من طريق يعقوب بن سفيان، ثم من رواية سليمان التيمي، عن نعيم بن أبي هند، عن أبي وائل، عن عائشة، قالت: أغمي على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فلما أفاق جاء نبوة وبريرة فاحتملتاه ... فذكر الحديث.
ووقع في حديث سالم بن عبيد الأشجعيّ في هذه القصّة: فدعا بريرة خادما كانت لهم وإنسانا آخر معها ... فذكر الحديث، وفيه: فانطلقا فذهبا به، فهذا يدل على أنه رجل، إذ
__________
(1) مسند أحمد 4/ 181، أسد الغابة ت (5314) ، الثقات 3/ 411، 422، طبقات خليفة 59، تلقيح فهوم أهل الأثر 368، الطبقات 59، 302، مقدمة مسند بقي بن مخلد 92، تهذيب التهذيب 10/ 480، الجرح والتعديل 8/ 507، التاريخ الكبير 8/ 126، مشاهير علماء الأمصار 53، المعرفة والتاريخ 2/ 339- 3/ 414، تبصير المنتبه 4/ 1427، دائرة معارف الأعلمي 29/ 175، الإكمال 7/ 302، جمهرة أنساب العرب 283، بقي بن مخلد 138، تحفة الأشراف 9/ 59، الكاشف 3/ 196، الاستيعاب ت (2704) .(6/377)
لو كان أمة لقال: فانطلقتا فذهبتا. والعلم عند اللَّه تعالى.
8847- نوح بن مخلد الضّبعي «1»
: جد أبي جمرة نصر بن عمران.
أخرج ابن قانع، والطّبرانيّ، وابن مندة من طريق سعيد بن نوح الضّبعي، عن أحمد بن الأشعث، وخالد بن مخلد الضّبعيين، عن حرب بن حصن الضّبعي، عن أبي جمرة نصر بن عمران الضّبعي- أنّ جدّه نوح بن مخلد الضّبعي أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو بمكّة فسأله: «ممّن أنت» ؟ فقال: أنا من بني ضبيعة بن ربيعة، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم:
«خير ربيعة عبد القيس، ثمّ الحيّ الّذي أنت منهم» .
قال ابن مندة: غريب تفرّد به سعيد بن نوح. واللَّه أعلم.
8848- نوفل بن ثعلبة «2»
بن عبد اللَّه بن ثعلبة بن نضلة بن مالك بن العلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاريّ.
هكذا نسبه ابن عبد البرّ، وأما ابن إسحاق فقال: نوفل بن ثعلبة، شهد بدرا، واستشهد بأحد.
8849- نوفل بن الحارث «3»
بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشميّ، ابن عم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
قال ابن حبّان: له صحبة. وقال الزّبير بن بكّار: كان أسنّ من أسلم من بني هاشم حتى من عميه: حمزة، والعبّاس. وقال ابن إسحاق: أسر نوفل يوم بدر،
فقال النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم للعبّاس: «فاد نفسك وابني أخيك نوفلا وعقيلا» ،
ولما أسلم آخى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بينه وبين العباس.
وأخرج ابن سعد من طريق إسحاق بن عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل، عن أبيه، قال: لما أسر نوفل يوم بدر قال له النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «أفد نفسك برماحك الّتي بجدّة» . فقال: واللَّه ما علم أحد أنّ لي بجدة رماحا بعد اللَّه غيري، أشهد أنك رسول اللَّه،
ففدى نفسه بها، وكانت ألف رمح.
وأخرج ابن مندة من طريق حبيش- وهو ضعيف، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال:
__________
(1) أسد الغابة ت (5315) ، الاستيعاب ت (2705) .
(2) الثقات 3/ 416، عنوان النجابة 164، تجريد أسماء الصحابة 2/ 115.
(3) طبقات خليفة 6، تاريخ خليفة 134، الجرح والتعديل 8/ 487، مشاهير علماء الأمصار 166، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 134، العقد الثمين 7/ 351.(6/378)
بعث نوفل بن الحارث ابنيه إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «انطلقا إلى عمكما لعلّه يستعملكما على الصّدقات ... » الحديث.
وأخرج الحاكم في المستدرك، من طريق إسحاق السبيعي، عن سعيد بن الحارث، عن جدّه نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب- أنه استعان برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأنكحه امرأة ... فذكر الحديث.
وأخرج ابن قانع، وابن السّكن، من طريق سعيد بن سليمان بن سعيد بن نوفل بن الحارث، عن أبيه، عن جدّه عن نوفل بن الحارث، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «صلّوا في مرابض الغنم، وامسحوا عنها الرغام ... »
«1» في هذا السند ضعف. وقد تقدم في ترجمة المغيرة بن نوفل.
وقد قال الدّار الدّارقطنيّ في كتاب الإخوة: مات نوفل بن الحارث في خلافة عمر لسنتين مضتا منها بالمدينة، ولم يسند شيئا، وقال ابن عبد البرّ: مات في أيام عمر، فمشى في جنازته.
8850- نوفل بن طلحة الأنصاريّ «2»
. ذكر في شهود عهد العلاء بن الحضرميّ، وقد مضى.
8851- نوفل بن عبد اللَّه بن نضلة الأنصاريّ «3»
ذكره ابن الأثير، وأظنه صحّف جدّه، وإنما هو ثعلبة، وقد مضى، فليحرّر.
8852- نوفل بن عديّ
بن نوفل بن أسد بن عبد العزى القرشيّ الأسديّ، ابن أخي ورقة بن نوفل.
ذكره البلاذريّ، وقال: قتل ابنه يوم الحرّة سنة أربع وستين، واسمه عبيد اللَّه- بالتصغير.
__________
(1) أخرجه الترمذي في السنن 2/ 181، كتاب أبواب الصلاة باب ما جاء في الصلاة في مرابض الغنم وأعطان الإبل (142) حديث رقم 348، وقال أبو عيسى الترمذي حديث حسن صحيح وابن ماجة في السنن 1/ 253، كتاب المساجد والجماعات باب الصلاة في أعطان الإبل ومراح الغنم (12) حديث رقم 768، 769، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 335، أحمد في المسند 2/ 509، 4/ 86، 150، 352، 5/ 55، 57، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 1599، والطبراني في الكبير 1/ 176، 7/ 340، وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 253، 2/ 29.
(2) أسد الغابة ت (5318) .
(3) أسد الغابة ت (5319) .(6/379)
8853- نوفل بن عديّ
بن أبي حبيش الأسديّ، أسد خزيمة.
ذكره عمر بن شبّة في الصّحابة، واستدركه ابن فتحون، وهو ابن أخي فاطمة بنت أبي حبيش.
8854- نوفل بن معاوية
بن عروة «1» بن صخر بن يعمر بن نفاثة بن عديّ بن الدّئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني ثم الدّيلي، نسبه ابن الكلبي.
قال ابن شاهين: أسلم في الفتح، وحجّ مع أبي بكر سنة تسع، ومع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سنة عشر، وكان قد بلغ المائة.
وقال أبو عمر: كان ممن عاش في الجاهلية ستين، وفي الإسلام ستين، وفي كتاب مكة للفاكهيّ، من طريق أبي بكر بن أبي سبرة، عن موسى بن سعد، عن نوفل بن معاوية الدئلي، قال: رأيت المقام في عهد عبد المطّلب ملصقا بالبيت مثل المهماة.
قال أبو أحمد العسكري: كان أبوه يوم الفجار رئيس الدّئل، وله في ذلك قصّة، وأسلم ولده نوفل، وشهد مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فتح مكّة، ثم نزل المدينة ومات بها.
روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه عراك بن مالك، وعبد الرّحمن بن مطيع، وأبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث، وحديثه في البخاريّ ومسلم والنّسائيّ.
وقال الواقديّ، وأبو حاتم الرّازي، وابن شاهين، وأبو عمر، وأبو حاتم، وابن حبّان:
مات في خلافة يزيد بن معاوية.
8855- نوفل بن فروة الأشجعي «2»
: والد فروة، وعبد الرّحمن، وسحيم.
روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه أولاده. وأخرج أصحاب السّنن، وأحمد بن حبّان، والحاكم، من طريق أبي إسحاق السّبيعي، عن فروة بن نوفل، عن أبيه- مرفوعا- في فضل: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ [الكافرون: 1] .
__________
(1) أسد الغابة ت (5322) ، الاستيعاب ت (2680) ، الثقات 3/ 416، عنوان النجابة 165، الطبقات 34، الأعلام 8/ 55، تجريد أسماء الصحابة 2/ 115، تقريب التهذيب 39، خلاصة تذهيب 3/ 103، تهذيب التهذيب 10/ 492، الرياض المستطابة 263، الجرح والتعديل 1/ 487، التاريخ الكبير 8/ 108، العقد الثمين 7/ 353، الكاشف 3/ 212، الطبقات الكبرى 1/ 87- 2/ 159- 3/ 495، 534، 582، البداية والنهاية 8/ 217، التعديل والتجريح 472.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 15، أسد الغابة ت (5320) ، الثقات 3/ 416، الجرح والتعديل 8/ 488، الاستيعاب ت (2679) ، التاريخ الكبير 8/ 108، الكاشف 3/ 212، تهذيب الكمال 1428.(6/380)
وزعم ابن عبد البرّ: بأنه حديث مضطرب، وليس كما قال، بل الرواية التي فيها عن أبيه أرجح، وهي الموصولة، رواته ثقات فلا يضره مخالفة من أرسله، وشرط الاضطراب أن تتساوى الوجوه في الاختلاف، وأما إذا تفاوتت فالحكم للراجح بلا خلاف، وقد أخرجه ابن أبي شيبة من طريق أبي مالك الأشجعيّ، عن عبد الرحمن بن نوفل الأشجعي، عن أبيه، فذكره.
8856- نومان:
خاطب به النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حذيفة بن اليمان في قصة
ذكرها مسلم من طريق يزيد بن شريك، عن حذيفة في قصّة الأحزاب، قال حذيفة: فلما رجعت نمت حتى أصبحت، فقال لي: «قم يا نومان» .
8857- نويرة:
غير منسوب «1» .
ذكر أبو موسى في «الذيل» ، عن المستغفريّ بسنده إلى عمر بن هارون البلخي، حدثنا مغلس بن عقدة، عن خاله مقاتل بن حيّان، عن قتادة، عن نويرة صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: «من حفظ على أمّتي أربعين حديثا في دينها حشر يوم القيامة مع العلماء» .
النون بعدها الياء
8858- نيار بن ظالم
بن «2» عبس بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النّجار الأنصاريّ.
ذكره الطّبريّ، وقال: شهد أحدا، ذكر ذلك أبو غسّان المدنيّ.
8859- نيار بن عياض الأسلميّ.
ذكره الطّبريّ، وقال: كان من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وهو ممن كلّم عثمان في حصره، وناشده اللَّه، وقتله بعض أتباع عثمان، قالوا: وهذا أول مقتول في ذلك الوقت.
قلت: وقد ذكر ذلك ابن الكلبيّ قصّة الشّورى، فذكر قصّة الحصار، قال: فقام نيار بن عياض بن أسلم، وكان شيخا كبيرا، فنادى عثمان فأشرف عليه، فبينما هو كذلك إذ رماه رجل بسهم، فنادى الناس: أقدنا بنيار ... فذكر القصّة.
__________
(1) أسد الغابة ت (5324) .
(2) أسد الغابة ت (5325) ، الاستيعاب ت (2681) .(6/381)
8860
- نيار بن مكرم «1» الأسلميّ.
قال البخاريّ: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وعن عثمان: وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة، وكذا قال ابن حبّان: له صحبة، ثم أعاده في التّابعين.
وقد أخرج التّرمذيّ في صحيحه، وابن خزيمة حديثه في مراهنة أبي بكر الصّديق مع قريش في غلبة الروم، ووقع في سياقه عند ابن قانع بسنده إلى عروة عن نيار بن مكرم:
وكانت له صحبة، ورجال السند ثقات. وله حديث آخر. وقال أبو عمر: هو أحد الأربعة الذين دفنوا عثمان، وذكره ابن سعد في الطّبقة الأولى من التّابعين، وأنكر أن يكون له صحبة، وقال: سمع من أبي بكر الصديق.
القسم الثاني
النون بعدها الزاء
8861- النزّال بن سبرة:
يأتي في الثالث.
النون بعدها الصاد
8862- نصر بن حجاج:
بن علاط السلميّ.
من أولاد الصّحابة. وقد تقدم ذكر والده، وله مع عمر قصّة، وكان في زمانه رجلا، فدلّ ذلك على أنه ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وقد ذكر ابن فتحون في ذيل الاستيعاب سبب ذلك، وقال: ذكر قصّته قتادة فساقها مختصرة، ولم يذكر من أخرجها من المصنفين.
وقد أخرج ابن سعد والخرائطيّ بسند صحيح، عن عبد اللَّه بن بريدة، قال: بينما عمر بن الخطاب يعسّ ذات ليلة في خلافته فإذا امرأة تقول:
هل من سبيل إلى خمر فأشربها ... أو من سبيل إلى نصر بن حجّاج
[البسيط]
__________
(1) الثقات 3/ 422، المحن 63، الطبقات 238، تجريد أسماء الصحابة 2/ 115، خلاصة تذهيب 3/ 103، تاريخ جرجان 255، تهذيب التهذيب 10/ 463، الكاشف 3/ 212، الجرح والتعديل 8/ 507، التاريخ الكبير 8/ 128، 139، الإكمال 7/ 437، الطبقات الكبرى 3/ 78، 79، ثقات 5/ 482، جامع التحصيل 361، تصحيفات المحدثين 828، دائرة معارف الأعلمي 29/ 202، أسد الغابة ت (5327) ، الاستيعاب ت (2683) .(6/382)
فلما أصبح سأل عنه، فأرسل إليه، فإذا هو من أحسن الناس شعرا وأصبحهم وجها، فأمره عمر أن يطمّ شعره، ففعل، فخرجت جبهته فازداد حسنا، فأمره أن يعتمّ فازداد حسنا، فقال عمر: لا والّذي نفسي بيده لا تجامعني ببلد، فأمر له بما يصلحه وصيّره، إلى البصرة، زاد الخرائطيّ بسند ليس من طريق محمد بن سرين- أنه لما دخل البصرة كان يدخل على مجاشع بن مسعود لكونه من قومه، ولمجاشع امرأة جميلة يقال لها الخضراء، فكان يتحدث مع مجاشع، فكتب نصر في الأرض: إني أحبك حبّا لو كان فوقك لأظلّك أو كان تحتك لأقلّك، وكانت المرأة تقرأ، ومجاشع لا يقرأ، فرأت المرأة الكتابة فقالت: وأنا، فعلم مجاشع أنّ هذا الكلام جواب، فدعا بإناء فكبّه على الكتابة، ودعا كاتبا فقرأه فعلم نصر بذلك فاستحيا وانقطع في منزله فضنى حتى صار كالفرخ، فبلغ ذلك مجاشعا فعلم سبب ذلك، فقال لامرأته: اذهبي فأسنديه إلى صدرك وأطعميه الطّعام، فعزم عليها ففعلت فتحامل نصر قليلا، وخرج من البصرة.
وذكر الهيثم بن عدي أنّ مجاشعا كان خليفة أبي موسى، وأن أبا موسى لما علم بقصته أمره أن يخرج إلى فارس، فخرج إليها وعليها عثمان بن أبي العاص، فجرت له قصّة مع دهقانه، فقال له: اخرج عنا. فقال: واللَّه لئن فعلتم هذا بي لألحقنّ بأرض الشّرك، فكتب بذلك إلى عمر، فكتب احلقوا شعره، وشمروا قميصه، وألزموه المسجد.
النون بعدها الضاد
8863- النضر بن أنس
بن النضر الأنصاريّ الخزرجيّ، ابن عم أنس بن مالك، خادم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
استشهد أبوه بأحد، وقد تقدم ذكره، وثبت ذكر هذا في أثر أخرجه ابن أبي شيبة عن زيد بن الحباب، عن أبي معشر، عن عمر مولى عفرة وغيره، قال: فذكر قصّة فيها أنّ عمر دوّن الدّيوان وفرض للمسلمين، وفضل المهاجرين السابقين، قال: فمرّ به النّضر، فقال:
افرضوا له في ألفين، فقال له طلحة: جئتك بمثله ففرضت له في ثمانمائة- يعني ولده عثمان، وفرضت له ألفين، قال: إن أبا هذا الفتى لقيني يوم أحد، فقال: ما فعل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ فقلت: ما أراه إلا قد قتل. فسلّ سيفه وكسر غمده، وقال: إن كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قتل فإن اللَّه حيّ لا يموت، فقاتل حتى قتل.
8864- نضلة بن نهشل الفهري:
ذكر في ترجمة أبيه نهشل.
8865- النضير
بن النّضر بن الحارث العبدريّ «1» .
__________
(1) أسد الغابة ت (5230) .(6/383)
ذكره المستغفريّ، ونقل عن أبي إسحاق أنه من أبناء مهاجرة الحبشة، وأورده أبو موسى في «الذّيل» ، وتعقّبه ابن الأثير بأن النّضر بن الحارث قتل بعد بدر كافرا، فكيف يكون من مهاجرة الحبشة؟ والّذي عندي أنّ النضير هذا هو ابن أخي النضر المقتول لا ولده، كما تقدّم في القسم الأول، وأنه هاجر إلى الحبشة.
النون بعدها العين
8866- النّعمان بن الأشعث
بن قيس الكنديّ.
ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فبشّر به أبوه وهو عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: واللَّه لجفنة من ثريد أطعمها قومي أسرّ إليّ منه.
القسم الثالث في المخضرمين
النون بعدها الألف
8867- نابل:
أبو نباتة الأعرجي.
له إدراك، وشهد الفتوح بالعراق وقتل شهربا من فرسان الفرس مبارزة، ونفل «1» سلبه وسواريه، فكان من أول من سور بالعراق، ذكروه في الفتوح.
8868- ناجذ بن هشام الأزديّ.
له إدراك، وشهد فتح مصر. روى عنه أبو قبيل المعافري، قاله أبو سعيد بن يونس.
8869- ناشرة بن سمّي اليزني.
قال ابن عساكر: أدرك زمن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وصلى خلف معاذ باليمن، وشهد خطبة عمر بالجابية.
وحكى ابن يونس عنه، قال: كنت أتبع معاذ بن جبل أتعلّم منه القرآن حين بعثه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى اليمن. انتهى.
وروى أيضا عن أبي بن كعب، وأبي ثعلبة الخشنيّ، وحديثه عنه وعن عمر في سنن النّسائي بسند قوي.
__________
(1) في ج: وتنفل.(6/384)
روى عنه عليّ بن رباح- وعبد الرّحمن بن عائذ، وسكن الشام. ثم نزل مصر، ومات بها. قال العجليّ: مصريّ تابعيّ ثقة. وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين، وقال: عداده في أهل الشام.
8870- ناشرة المزني «1»
. أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وله ذكر في قتال سجاح بنت الحارث التميمة التي ادّعت النبوة، ذكره سيف، والطّبري.
8871- نافع بن الأسود
بن قطنة بن مالك التميمي ثم الأسيديّ، بالتشديد، من بني أسيّد بن عمرو بن تميم.
قال المرزبانيّ: مخضرم، يكنى أبا نجيد، يقول: لما قتل عبد اللَّه بن المنذر بن الحلاحل التميميّ باليمامة مع خالد بن الوليد، فذكر المرثية، وقد ذكرت منها في ترجمة عبد اللَّه المذكور، وقال الدّارقطنيّ في المؤتلف: أبو محمد نافع بن الأسود شهد فتوح العراق وهو القائل:
قومي أسيد إن سألت ومعدني ... فلقد علمت معادن الأحساب
[الكامل] يقول فيها:
ما كان بعدك في النّاس من رجل ... ولا يوازيه في نعمى وإرصاد
[البسيط] وأنشد المرزبانيّ:
ألا ربّ نهب قد حويت وغارة ... شهدت على عبل «2» أسيل المقلّد
وقرن تركت الطّير تحجل حوله ... فقرّعته ضربا بعضب المهنّد
[الطويل] وأنشد سيف في الفتوح أشعارا كثيرة يفتخر فيها بقوله، ويذكر مشاهده في فتح الشّام والعراق فمنها قوله:
وقال العصاة من معدّ وغيرها ... تميمك أكفاء الملوك الأعاظم
__________
(1) في أ: المازني. (2) في أ: عبد.(6/385)
وهم أهل عزّ ثابت وأرومة ... وهم من معدّ في الدّرى والغلاصم
وهم يضمنون المال للجار ما ثوى ... وهم يطعمون الدّهر ضربة لازم
كذلك كان اللَّه شرّف فرسانها «1» ... في الزّمان الأوّل المتقادم
وحين أتى الإسلام كانوا أئمّة ... ونادوا معدّا كلّها بالجرائم
إلى هجرة كانت سناء ورفعة ... لباقيهم فيهم وخير مراغم
فجاءت بهم في الكتائب نصرة ... فكانوا حماة النّاس عند العظائم
فصفّوا لأهل الشّرك ثمّ تكبكبوا ... وطاروا عليهم بالسّيوف الصّوارم
لدى غدوة حتّى تولّوا تسوقهم ... سيوف تميم كاللّيوث الضّراغم
[الطويل]
8872- نافع بن لقيط
بن حبيب بن خالد بن نضلة بن الأشتر بن جحوان الأسديّ الفقعسيّ، ويقال له نويفع.
قال أبو الفضل بن أبي طاهر في كتاب الشّعراء: شاعر جاهلي. وقال المرزبانيّ: كان أحد رجالات العرب شعرا ونجدة، وله قصّة مع الحجاج يقول فيها:
لو كنت في العنقاء أو في عماية «2» ... ظننتك إلّا أن تصدّ تراني
تضيق بي الأرض الفضاء لخوفه ... وإن كنت قد طوّفت «3» كلّ مكان
[الطويل] ويؤخذ من قول ابن أبي طاهر أنه جاهلي، ومن كونه أدرك الحجاج أنه من أهل هذا القسم. وأنشد المرزبانيّ قوله بعد ما أسنّ:
يسعى الفتى لينال أقصى سعيه ... أيهات حالت دون ذاك خطوب
وإذا صدقت النّفس لم تزل لها ... أملا وتأمل ما اشتهى المكذوب
[الكامل]
8873- نباتة بن يزيد النخعي.
أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وغزا في خلافة عمر.
ذكر أبو بكر بن دريد في الأخبار المنثورة، من طريق ابن الكلبيّ، عن أبيه، عن
__________
(1) في ج: غيابة.
(2) في ج: غيابة.
(3) في أ: طوقت.(6/386)
مسلمة بن عبد اللَّه بن شريك النخعيّ، وكان قد أدرك معاوية، قال: كان فينا رجل يقال له نباتة بن يزيد النخعيّ خرج في زمن عمر بن الخطاب غازيا في نفر من الحيّ حتى إذا كانوا بموضع ذكره نفق حماره، فوثب رجل من الحيّ يقال له علان بن رهيل من النخع، فأخذ قلادته، فقالوا له: هل لك أن نحملك معنا؟ قال: لا، اذهبوا ودعوني، فلما أدبروا عنه قام فتوضّأ ثم ركع ركعتين ثم قال: اللَّهمّ إنك تعلم أني أسلمت طائعا، وقد خرجت مجاهدا أريد وجهك، فأحي لي حماري ولا تجعل لأحد علي منّة، ثم سجد ورفع رأسه، فإذا هو بحماره قائم، فقام فأوكفه، ثم لحق بأصحابه.
وقد ذكر هشام بن الكلبيّ هذه القصّة في نسب النخع، وقال في آخرها: حتى غزوا قزوين، ثم رجع فباعه بعد في الكوفة.
8874- نبيه بن صؤاب:
ينظر من [ ... ] .
8875- النّجاشيّ:
ملك الحبشة، اسمه أصحمة. تقدم في حرف الألف.
8876- النّجاشيّ:
الشاعر الحارثي، اسمه قيس بن عمرو بن مالك بن معاوية بن خديج بن حماس بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب، يكنى أبا الحارث، وأبا مخاشن.
له إدراك، وكان في عسكر عليّ- رضي اللَّه عنه- بصفين، ووفد على عمر بن الخطاب، ولازم عليّ بن أبي طالب، وكان يمدحه فجلده في الخمر، ففرّ إلى معاوية. ومما يدلّ على أنه عمّر طويلا أنّ معاوية سأله: من أعزّ العرب؟ قال: رجل مررت به يقسم الغنائم على باب بيته بين الحليفين أسد وغطفان. قال: من هو؟ قال: حصين بن حذيفة بن بدر. انتهى.
وحصين هو والد عيينة الّذي كان رئيس غطفان يوم الأحزاب. ومات أبوه قبل البعثة أبو بعدها بيسير. وقيل اسم النّجاشي سمعان، وترجمه ابن العديم في تاريخ حلب في حرف النّون، فقال: نجاشي بن الحارث بن كعب الحارثي. ذكر أبو أحمد العسكري في ربيع الآداب أنّ النّجاشي الشاعر مرّ بأبي سماك الأسدي في رمضان، فدعاه إلى الشّرب فأجابه، فبلغ عليّا فهرب أبو سماك وأخذ النّجاشي فجلده عليّ، فطرح عليه هند بن عاصم نفسه، ورمى عليه جماعة من وجوه الكوفة أربعين مطرفا، وجعل بعضهم يقول: هذا من قدر اللَّه.
فقال النّجاشيّ: ضربوني، ثم قالوا: قدر اللَّه، لهم شر القدر، ثم هرب إلى الشّام.
وقال المرزبانيّ: النّجاشي قدم على عهد عمر في جماعة من قومه، وكان مع علي في حروبه يناضل عنه أهل الشّام.
وذكر أن عليا جلده ثمانين، ثم زاده عشرين، فقال له: ما هذه العلاوة؟ فقال:(6/387)
لجرأتك على اللَّه في شهر رمضان وصبياننا صيّام، فهرب إلى معاوية وهجا عليا، وكان هاجي تميم بن مقبل في عهد عمر، فاستعدى عليه، وهو القائل في المغيرة يصفه بالقصر:
وأقسم لو خرّت من استك بيضة ... لما انكسرت من قرب بعضك من بعض
[الطويل] وذكر سيف له قصة في اليمامة، وأنشد له في ذلك شعرا.
وذكر أحمد بن مروان الدينَوَريّ في الجزء السّابع من المجالسة، من طريق سماك، قال: هجا النجاشيّ، واسمه قيس بن عمرو بن مالك- بني العجلان، فاستعدوا عليه عمر، فقال: ما قال فيكم؟ فأنشدوه:
إذا اللَّه جازى أهل لؤم بذمّة ... فجازى بني العجلان رهط ابن مقبل
[الطويل] فقال: إن كان مظلوما استجيب له، فقالوا:
قبيلته لا يغدرون بذمّة ... ولا يظلمون النّاس حبّة خردل
[الطويل] فقال: ليت آل الخطاب كانوا كذلك.
فذكر القصّة ورويناها في أمالي ثعلب، قال: قال أصحابنا: استعدى تميم بن مقبل عمر على النّجاشي ... فذكر نحوه.
وقد تقدم في ترجمة تميم بن مقبل، وذكر الحسن بن بشر الآمديّ أنّ النجاشيّ المذكور لما مات رثاه أخوه خديج:
من كان يبكي هالكا فعلى فتى ... ثوى بلوى لحج وآبت رواحله
[الطويل] قلت: ولحج- بفتح اللّام وسكون المهملة بعدها جيم: بلد معروف باليمن، ففيه دلالة على أنه كان توجّه إلى اليمن فمات بلحج.
[وقال ابن قتيبة في «المعارف» : كان النّجاشي رقيق الدين، فذكر القصّة في شرب الخمر في رمضان، وإنما قيل له النجاشي، لأنه كان يشبه لون الحبشة.
وحكى ابن الكلبيّ أنّ جماعة من بني الحارث وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «من هؤلاء الّذين كأنّهم من الهند»
] «1» .
__________
(1) سقط في أ.(6/388)
8877- نجد بن الصامت
بن عابدين أسماء بن قردوس بن الحارث بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس الدّوسي القردوسيّ، بضمّ القاف.
له إدراك، وكان لولده سعد ذكر بخراسان في خلافة بني مروان، وهو الّذي قتل قتيبة بن مسلم الباهليّ أمير خراسان في خلافة سليمان بن عبد الملك، وذكره ابن الكلبيّ في الجمهرة، كذا قال. والمشهور أن قاتل قتيبة هو وكيع بن أبي الأسود، ولكن جمع ابن دريد في الاشتقاق القولين، وذكر أن وكيعا كان الرأس في ذلك، وأن نجدا باشر قتله ومعه جهم بن زحر الجعفي.
8878- النّخار بن أوس
بن أبير بن عمرو بن عبد الحارث بن رباح بن لأي بن عبد مناف بن الحارث بن سعد بن هذيم.
له إدراك، وكان علّامة بالأنساب، حتى قال ابن الكلبيّ: كان أنسب العرب، وهو الّذي قال لمعاوية: إن العباءة لا تكلمك، إنما يكلمك من فيها. وذكره ابن ماكولا في ترجمة أبير- بالموحدة.
8879- النزّال بن سبرة «1»
: بفتح المهملة وسكون الموحدة، الهلاليّ الكوفيّ.
ذكره مسلم وابن سعد في الطبقة الأولى من التّابعين. وقال الدّار الدّارقطنيّ: تابعيّ كبير، وكذا ذكره في التّابعين البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبّان، وآخرون.
قال ابن عبد البرّ: ذكروا أنه رأى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولا أعلم له رواية إلا عن عليّ وابن مسعود، وهو معدود في كبار التابعين، وقال المزي في سند أبي مسعود:
النزال بن سبرة له صحبة، وتبع في ذلك أبا مسعود الدمشقيّ، وابن عساكر. وقال في التهذيب: مختلف في صحبته، روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وعن أبي بكر، فقال: مرسل، وعن عثمان وعلي وابن مسعود وسراقة بن مالك وغيرهم.
روى عنه الشّعبيّ، وعبد الملك بن ميسرة، والضحاك بن مزاحم، وآخرون.
وأخرج البخاري في التاريخ الأوسط من طريق مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، «كنّا نحن وأنتم من بني عبد مناف
__________
(1) الثقات 3/ 418، الطبقات 143، الكاشف 3/ 199، أسد الغابة ت (5209) ، تجريد أسماء الصحابة 298، خلاصة تذهيب 3/ 60، الاستيعاب ت (2691) ، تهذيب التهذيب 3/ 423، الجرح والتعديل 8/ 498، التاريخ الكبير 8/ 117، تهذيب الكمال 1408.(6/389)
فنحن وأنتم اليوم من بني عبد اللَّه» «1» .
قال مسعر: رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من بني عبد مناف بن قصيّ، ونحن من بني عبد مناف بن هلال بن عامر، وهذا هو الحديث الّذي أشار إليه أن النزال أرسله.
8880- نسطاس
مولى أبي بن خلف.
قال ابن أبي خيثمة في تاريخه: كان جاهليا، وروى عن جابر بن عبد اللَّه.
8881- نسير بن ثور العجليّ.
له إدراك، وشهد الفتوح في عهد عمر منها القادسية، وهو القائل منها:
لقد علمت بالقادسيّة أنّني ... صبور على اللأواء عفّ المكاسب
[الطويل]
8882- نسير بن يحيى الأنصاريّ:
مولى عثمان بن حنيف.
له إدراك، ذكره الخطيب في المؤتلف، وأسند من طريق يوسف بن محمد بن المنكدر، عن أبيه: أخبرني نسير بن يحيى، قال: قسم أبو بكر مالا فأعطاني كما أعطى مولاي عثمان بن حنيف، وقال: بذلك أمرني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم....
الحديث.
8883- نصاص:
ذكر وثيمة أنه كان صديق عمرو بن العاص في الفتوح، واستدركه أبو إسحاق بن الأمين.
8883 (م) - نصف الطريق الغسانيّ:
له ذكر.
8884- نصر بن نصر بن قدامة.
وقيل نصر بن عوف بن قدامة ابن أخي صفوان بن قدامة.
تقدم خبره وشعره في ترجمة عمه.
8885- نصير:
بالتصغير، ابن عبد الرحمن بن يزيد، والد موسى بن نصير الّذي فتح بلاد المغرب.
تقدم ذكره في ترجمة والده عبد الرحمن بن يزيد.
قال الرّشاطيّ: حكى أن عبد العزيز بن مروان كان يعوذ نصير بن عبد الرحمن إذا
__________
(1) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 8/ 117.(6/390)
مرض، وكان على شرطة معاوية في خلافة عمر ثم عثمان، ثم غضب عليه وولى غيره، ثم أعاده بعد صفين، وعمر حتى قدم مصر ومات بها.
قلت: وذكر أبو عمر الكنديّ في الموالي أن مولد موسى بن نصير كان في سنة تسع عشرة من الهجرة، ويقال: إن أهل نصير من أراشة، وسبي في خلافة أبي بكر من جبل الخليل، وكان اسمه نصرا فسمي نصيرا، وأعتقه بعض بني أمية.
النون بعدها الضاد
8886- النضر بن بشير
بن عمرو المزنيّ.
له إدراك، ذكره الكنديّ، وكان شهد فتح مصر واختط بها، ثم ولى ابنه قضاءها في سنة اثنتين وسبعين، ومات بها سنة تسع وثمانين.
8887- نضلة بن خالد بن نضلة بن مهزول.
ذكره وثيمة في كتاب الردة، وقال: إنه كان في أخواله من بني حنيفة، فلما ارتدّوا أنكر عليهم، ودعاهم إلى الثبات، وحذّرهم العاقبة فلم يقبلوا منه فارتحل عنهم، وأنشد له في ذلك شعرا.
8888- نضلة بن ماعز «1»
. أدرك الجاهلية روى حسين المعلم عن عبد اللَّه بن بريدة، عنه- أنه رأى أبا ذر يصلي الضّحى «2» . ذكره ابن مندة مختصرا، وتبعه ابن أبي حاتم وأبو نعيم.
8889- نضلة بن عبد اللَّه
بن عمرو بن عبد بن الحرمز ابن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعيّ.
له إدراك، وذكر ابن الكلبي أن ولده محمدا كان شريفا بالعراق، وولاه بنو مروان ولايات.
8890- النعمان:
بزرج اليماني، من أهل صنعاء «3» .
قال ابن حبّان: يقال له صحبة. وقال ابن عساكر: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ولم يلقه، وقدم الشام في عهد عمر. وأخرج ابن مندة من طريق محمد بن الحسن بن
__________
(1) أسد الغابة ت (5228) .
(2) في أ: الصبح.
(3) أسد الغابة ت (5236) .(6/391)
أنس، عن سليمان بن وهب، قال: حدثني النعمان بن بزرج، وكان قد أدرك الجاهلية، قال ... فذكر حديثا طويلا.
وتعقب أبو نعيم على ابن مندة ذكره إياه في الصحابة، وقال: لا يعرف له إسلام. ولم يصب في ذلك، فقد ذكره في التابعين البخاري، وابن أبي حاتم، وكأن أبا نعيم اغتر بما ذكره الواقدي في كتاب الردة من طريق همام بن منبه، قال: كان أول من قدم على الأبناء بصنعاء يعني من المدينة وبر بن يحنس، فنزل على بنات النعمان بن مزرج فأسلمن وصلين، وبعثتا إلى أخيهما عبد الرحمن بن النعمان بن بزرج فأسلم، وبعثتا إلى فيروز الديلميّ فأسلم، وإلى مركبود الديلميّ، فأسلم، قال: وكان أول من أخذ القرآن بصنعاء عطاء بن مركبود. انتهى.
فتوهم أبو نعيم من هذا أن النعمان كان قد مات، لكن يرده إدراك سليمان بن وهب له وتصريحه بتحديثه إياه، فلعله كان في الوقت الّذي أشار إليه همام بن منبه كان غائبا عن صنعاء، لأن الأسود الكذاب لما غاب على صنعاء فر غالب أهلها منه، وكذلك أخرج عبيد بن محمد الشكوري في تاريخه، من طريق هشام بن يوسف، عن عمر بن نعيم:
سمعت النعمان بن بزرج، وكان عاش ثلاثين في الجاهلية، ومائة سنة في الإسلام. وذكر أيضا أن النعمان وفد على معاوية، فسأله أن يولي الضحاك بن فيروز الإمارة.
وقال أبو بكر بن البرقيّ في تاريخه: مات النعمان بن بزرج في خلافة عبد الملك بن مروان.
8891- النعمان بن حميد «1»
. استدركه أبو موسى، وقال: يقال إنه أدرك الجاهلية، وذكره البخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبان في التابعين، وقال: روى عن عمر. روى عنه سماك بن حرب.
8892- النعمان بن صفوان
بن عمرو بن نعيمة، من أولاد سوادة بن عمرو بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل الحميريّ.
له إدراك، وكان ولده السعر كثير الغزو للروم مع البطال.
8893- النعمان بن محمية الخثعميّ:
يقال له ذو الأنف.
ذكره أبو إسماعيل الأزديّ فيمن شهد اليرموك، وقال: عقد أبو عبيدة له الرئاسة على
__________
(1) أسد الغابة ت (5244) .(6/392)
قومه من خثعم، قال: وكان ينازع هو وابن ذي السهم الرئاسة.
قلت: وقد تقدم أنهم كانوا في الفتوح لا يؤمرون إلا الصحابة.
8894- النعمان الرعينيّ.
قيل ذو رعين، كان من ملوك اليمن، وأسلم على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وذكر ابن إسحاق أن ملوك اليمن كاتبوا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بإسلامهم، فقدم عليه بكتابهم، وهم: الحارث بن عبد كلال، وأخوه نعيم، والنعمان قيل ذي رعين، وهمدان، ومعافر، وبعث إليه زرعة بن سيف بن ذي يزن مالك بن مرارة.
ووقع عند المستغفريّ أن النعمان كان الرسول بالكتاب، وخطأه أبو موسى في ذلك.
وقد استدركه ابن فتحون عن ابن إسحاق، وعن الطبري على الصواب.
8895- نعيم بن صخر
بن عدي العدوي.
ذكره أبو إسماعيل الأزديّ في فتوح الشام، وأنه استشهد بأجنادين.
8896- نعيم الحبر.
كان نصرانيا. أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في عهد عمر، فهو نظير كعب الأحبار، وقد ذكروه. وتقدم خبره في ترجمة مطرف بن مالك في القسم الثالث، وذكر ابن أبي خيثمة في تاريخه من طريق قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن مطرف بن مالك، قال:
شهدت فتح تستر، فذكر القصة إلى أن قال: قال مطرف: ثم بدا لي أن آتي بيت المقدس، فإذا أنا براكب، فقلت: أنعيما؟ قال: نعم. قلت: ما فعلت نصرانيتك؟ قال: تحنفت بعدك.
قال: وسمع اليهود بقدوم نعيم وكعب بيت المقدس، فاجتمعوا، فقال لهم كعب: هذا كتاب قديم، وهو بلغتكم، فاقرءوه، فقرأه قارئهم، فأتى على مكان منه فضرب به الأرض، فغضب نعيم وأخذه، وقال: لا أدعكم بعدها تقرءونه، فسألوه وطلبوا إليه حتى قال: إني أمسكه في حجري، فأمسكه في حجره، وقرأه قارئهم حتى أتى ذلك المكان، فإذا فيه:
وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ... [آل عمران: 85] الآية، قال: فأسلم منهم حينئذ اثنان وأربعون حبرا.
النون بعدها الفاء والميم
8897- نفيع الصائغ:
أبو رافع، مشهور بكنيته. يأتي في الكنى.
8898- نملة بن عامر:
المحاربي الجسري.(6/393)
له إدراك، وشهد الفتوح بالعراق، وهو الّذي ضمن لعليّ بن أبي طالب طاعة قومه بني جسر لما غضب عليهم، وأمر بهدم دورهم.
النون بعدها الهاء
8899- نهشل بن
حري بن ضمرة بن جابر بن قطن بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناه بن تميم.
قال المرزبانيّ: شامي شريف مشهور مخضرم بقي إلى أيام معاوية، وكان مع علي في حروبه، وقتل أخوه مالك بصفين وهو يومئذ رئيس بني حنظلة، وكانت رايتهم معه، ورثاه نهشل بمراثي كثيرة منها قوله في قصيدة:
وهوّن وجدي عن خليلي أنّني ... إذا شئت لاقيت امرأ مات صاحبه
ومن ير بالأقوام يوما يروا به ... معرّة يوم لا توارى كواكبه
[الطويل] قال: وأبوه شاعر شريف مذكور، وجد ضمرة سيد ضخم الشرف، وجد جده ضمرة شاعر شريف فارس، وكان من خير بيوت بني دارم.
النون بعدها الواو
8900- النواح بن سلمة
بن كهلة الأصغر ابن عصام بن كهلة الأكبر ابن وهب بن سبلان بن دينار بن موزع بن عبد اللَّه بن ناج بن تميم بن أراشة الإراشي.
له إدراك، وجدّه كهلة هو الّذي مطله أبو جهل حقّه، فاستعدى عليه قريشا فكلموه فلم يعطه، فأعاد عليهم فدلّوه على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فمضى معه إلى أبي جهل، فطرق عليه الباب، فخرج إليه، فقال: «أعط هذا حقّه» . قال: نعم، الساعة، ودخل فأخرج له حقّه، فلامته قريش، فقالوا: كلمناك فأبيت، وشفعت محمدا! فقال: رأيت معه بعيرا فاغرا فاه، واللَّه لو امتنعت لأكلني.
ذكر ذلك ابن الكلبيّ، وقد ذكر ابن إسحاق قصة الإراشي في السيرة. والنواح ولد سلمة كان له ذكر في عهد بني مروان، وولى هشام بن عبد الملك صفوان بن سلمة البلقاء، ووليها ولده علي بن صفوان بعده في زمن السفاح، وكان قد ساد قضاعة بالشام، وولى الصائفة أيضا، وولى البلقاء ابنه شراحيل بن علي بعده، وعقد له المهدي على بعث الأردن إلى إفريقية، ووليه ولده الرماحس بعده خمس سنين. ذكر كل ذلك ابن الكلبيّ.(6/394)
القسم الرابع
النون بعدها الألف
8901- ناجية بن خفاف:
العنزي «1» ، أبو خفاف.
قال ابن مندة: ذكر في الصحابة، ولا يصحّ. روى عنه أبو إسحاق السبيعي. انتهى.
وهو تابعي معروف، روى عن ابن مسعود، وعن عمار بن ياسر، وغيرهما. قال ابن المديني: لم يسمع من عمار، وليس هو بالقديم. وفرق البخاريّ، ومسلم، وابن أبي حاتم، وغيرهم بين ناجية هذا وناجية بن كعب الأسدي. ويعقوب بن شيبة، سبب الوهم، وهو أن أبا إسحاق روى عن ناجية، عن عمار قصة التميم، فقال زائدة: عن ابن ناجية ولم ينسبه، وقال أبو بكر بن عياش عنه عن ناجية العنزي. وقال أبو الأحوص: عنه، عن ناجية بن خفاف. وقال ابن عيينة: عنه، عن ناجية بن كعب الأسديّ، قال: فقال ابن المديني: هذا غلط، وإنما هو ناجية بن خفاف. انتهى.
وذكر الخطيب أن إسرائيل والمعلّى قالا: عن ابن إسحاق عن ناجية بن كعب، وكذا قال أبو نعيم: وقال ابن هشام: عن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب، قال الخطيب: أظن أبا إسحاق رواه لهم عن ناجية غير منسوب، فظنوه ابن كعب، لأنه روى عن ناجية بن كعب غير هذا من الحديث.
وناجية بن كعب قال فيه ابن أبي خيثمة عن ابن معين: طالح. وقال أبو حاتم: شيخ، ولم أر لأحد فيه مقالا إلا قول الجوزجاني مذموم، وأشار بذلك إلى مذهبه في التشيع. واللَّه أعلم.
8902- ناشرة بن سويد الجهنيّ «2»
. ذكره ابن مندة، وقال: روى عنه ابنه مريح، ثم أورد من طريق عبد اللَّه بن داود بن الدلهاب، وعن آبائه حديثا، وهو خطأ نشأ عن تصحيف في اسمه واسم ولده، وذلك أن الصواب ياسر، بتحتانية منقوطة باثنتين وسين مهملة بلا هاء آخره، واسم ولده مسرع- بسكون السين المهملة وآخره عين مهملة. ويدلّ عليه أن في الحديث اسمه مسرع، فقد أسرع إلى الإسلام، وممن صحفه أبو إسحاق بن الأمين، فقال في آخر ذيل الاستيعاب في
__________
(1) حزم العنبري.
(2) أسد الغابة ت (5172) .(6/395)
حرف النون: ناشر بن سويد الجهنيّ له صحبة، وحديثه عند ولده. انتهى.
وقد ذكره ابن عبد البرّ في موضعه، فقال: ناشرة- بزيادة الهاء.
8903- نافع بن سليمان العبديّ.
تقدم في نافع أبي سليمان، وجعلهما الذهبي ترجمتين، وهما واحد.
8904- نافع بن صبرة»
. مخرج حديثه عن أهل المدينة مثل حديث أبي هريرة في كفارة ما يكون في المجلس من اللغو كذا أورده ابن عبد البر، وهو خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو نافع بن جبير، بجيم وموحدة مصغرا، وهو ابن مطعم، التابعي المشهور من أهل المدينة، أرسل هذا الحديث، ورواه عنه من أهل المدينة داود بن قيس، كذلك رويناه في نسخة إسماعيل بن جعفر رواية علي بن حجر، عن إسماعيل، وهي في أربعة أجزاء، أحاديثه مرتبة على شيوخ إسماعيل، وهذا الحديث في ترجمة داود بن قيس، وكذا أورده ابن أبي عمر في مسندة، والحميدي في النوادر، وكلاهما عن سفيان بن عيينة، عن داود، وكذا قال محمد بن عجلان عن مسلم بن أبي حمزة، عن نافع بن جبير- مرسلا. وأخرجه الليث بن سعد، عن ابن عجلان، ووصله جماعة منهم أحمد بن الحسن اللهبي، وعبد العزيز بن عبد اللَّه الأويسي، وأبو عاصم النبيل عند ابن أبي الدنيا، وخالد بن يزيد العمري عند الطبراني، أربعتهم عند داود بن قيس، عن نافع بن جبير، عن أبيه، وكذا وصله جماعة عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان، منهم ابن أبي عمر في مسندة عنه، والنسائي في اليوم والليلة، وابن أبي عاصم في الدعاء، والحاكم والطبراني، كلّهم من طريق عبد الجبار بن العلاء عن سفيان، وصححه الحاكم.
8905- نافع بن عمرو المزني «2»
. ذكره أبو مسعود الأصبهانيّ في الصحابة، وأورد من طريق هلال بن عامر المزني عنه أنه كان مع أبيه في حجة الوداع، وهذا خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو رافع بالراء لا بالنون، كما تقدم.
8906- نافع بن يزيد الثقفي «3»
: صوابه رافع، كما تقدم في حرف الراء أيضا.
__________
(1) أسد الغابة ت (5182) ، الاستيعاب ت (2624) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 103، أسد الغابة ت (5188) .
(3) أسد الغابة ت (5193) .(6/396)
النون بعدها الباء
8907- نبّاش بن زرارة التميميّ «1»
: أبو هالة، زوج خديجة قبل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ووالد هند، وخال الحسن بن علي.
ذكره المستغفريّ، وتبعه أبو موسى في الذيل، وهو غلط.
8908- نبيشة الخير:
فرق البغوي بينه وبين نبيشة الهذلي، وهو واحد
«2» .
النون بعدها الجيم
8909- نجاب:
بنون ثم جيم، ابن ثعلبة بن خزمة الأنصاريّ «3» .
ذكر إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق- أنه شهد بدرا. قال الخطيب في المؤتلف:
هذا تصحيف، وإنما هو بموحدة وحاء مهملة ثقيلة وآخره مثلثة، كذا ذكره الأمويّ عن ابن إسحاق، وكذا عند موسى بن عقبة وهشام بن الكلبيّ.
8910- نجيب بن السريّ.
وهم من ذكره في الصحابة. وقال أبو حاتم الرازيّ: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وعن عليّ مرسلا.
8911- نجيد بن عمران
بن حصين الخزاعي. تقدم ذكره في الباء الموحدة.
النون بعدها السين
8912- نسطور الراهب.
ذكر ابن سعد عن الواقديّ أن خديجة لما فاوضت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قبل البعثة، وقبل أن يتزوجها- في تجارة إلى الشام أرسلت معه غلامها ميسرة، فذكر ميسرة أنهما قدما بصرى، فنزلا تحت ظل شجرة، فقال له نسطور الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي، ثم وقع بين النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وبين رجل آخر ملاحاة، فقال له: احلف باللات والعزى. فقال: ما حلفت بهما قط، وإني لأمر بهما معرضا عنهما، فقال الرجل لميسرة: هذا نبيّ هذه الأمة.
__________
(1) أسد الغابة ت (5195) .
(2) أسد الغابة ت (5198) ، الاستيعاب ت (2688) .
(3) أسد الغابة ت (5207) ، الاستيعاب ت (2689) .(6/397)
قلت: وقد تقدم في الباء الموحدة قصة بحيرا بنحو قصة نسطور، وهي لبحيرا أشهر، وقد ذكر بحيرا في الصحابة ابن مندة لذلك، فهذا على شرطه.
8913- نسطور الرومي:
أحد الكذابين.
زعم أنه عاش بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أكثر من ثلاثمائة سنة.
روى حديثه خطيب الموصل عبد اللَّه بن أحمد الطوسي، عن أبي المظفر ميمون بن محمود، عن إبراهيم بن إسحاق المرغيناني، حدثنا أبو القاسم الحكيم، حدثنا نسطور الرومي، فقال: سقط سوط رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في غزوة تبوك، فنزلت ومسحته ورفعته إليه، فقال لي: «مد اللَّه في عمرك» .
قال ميمون: فحدثني الشريف عبد الجليل، قال: سمعت عمرو بن حسين الكاشغري يقول: سألت ابن نسطور: كم عاش أبوك بعدها؟ فقال: ثلاثمائة سنة، وكان عمره إذ ذاك ثلاثين سنة.
وقال الحسن بن الحسين الحسينيّ في سنة ثمان وخمسمائة: حدثنا أبو جعفر عمر بن الحسن بن أبي بكر الساماني في سنة تسع وسبعين وأربعمائة، أخبرني جعفر بن نسطور بقرية تدعى رأس السري من ناحية اليمن، عن أبيه صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر الحديث، قال عمر: سألت جعفرا: كم عاش أبوك قبل دعاء النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ قال: ثلاثين سنة، وعاش بعد دعائه ثلاثمائة سنة. قال: وكان جعفر مهابا له حشمة، فلم أسأله عن عمره، وسألت شيوخ تلك القرية، فقالوا: كنا نذهب إلى الكتاب وهو بهذه الهيئة.
النون بعدها الصاد
8914- نصر بن الحارث الأنماري:
قال أبو عمر: هو أبو منفعة، ووهموه في ذلك، وإنما هو بكر «1» ، فكأن الكاف تحرفت، فصارت صورة صاد، فصحفه.
8915- نصير، مولى معاوية.
وهم من ذكره في الصحابة، وقال أبو حاتم الرازيّ: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرسلا، وعنه سليمان بن موسى.
قلت: وروايته في المراسيل لأبي داود. وذكره ابن حبان في الثقات، واختلف في ضبطه، فقيل بسكون الصاد المهملة، وقيل بصيغة التصغير، وقيل بالضاد المعجمة فيهما.
__________
(1) في أ: بكير.(6/398)
النون بعدها الضاد والعين
8916- نضلة:
أو ابن نضلة.
ذكره ابن قانع والمستغفري وقد ذكرت وجه الصواب فيه في طلحة بن نضلة.
8917- النعمان بن بازية اللهبي «1»
. هكذا أورده ابن عبد البرّ، وعزاه لابن أبي حاتم. وتعقبه ابن فتحون بأنه صحف أباه، وإنما ذكره البخاري وابن أبي حاتم والبغوي وابن حبان وابن السكن براء مهملة وبعد الألف زاي منقوطة ثم مثناة تحتانية ثقيلة. وقد تقدم في الأول على الصواب.
8918- النعمان بن الزارع «2»
: عريف الأزد.
ذكره ابن عبد البرّ، وقال: لا أعرفه بأكثر مما روى عنه أنه قال: يا رسول اللَّه، كنا نعتاف في الجاهلية.
قلت: صوابه ابن الرّازية، كذلك ذكره ابن السّكن، فقال النّعمان بن الرازية الأزديّ ثم اللهبي عريف الأزد، وكان صاحب رايتهم، ثم ساق حديثه المشار إليه بسنده إليه. وقد تقدم في الأول على الصّواب، وهو الّذي قبله واحد.
8919- النّعمان بن حصن
بن الحارث البلوي، حليف الأنصار.
ذكره أبو موسى في «الذيل» ، فصحّف أباه، وإنما هو عصر، بفتح المهملتين، كما مضى على الصّواب.
8920- النّعمان بن مرة:
الزّرقيّ المدنيّ «3» .
ذكره ابن مندة، وقال: أخرج في الصّحابة، وهو تابعيّ، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاريّ. وقال ابن حاتم، عن أبيه: حديثه مرسل، وله رواية عن عليّ. وقال العسكريّ:
لا صحبة له، وذكره البخاريّ ومسلم في التّابعين.
قلت: وحديثه في الموطأ: ما ترون في السّارق والزّاني والشّارب؟ الحديث. أخرجه في كتاب الصّلاة، وليس للنّعمان عنده غيره. واختلف فيه على مالك وغيره، وللمتن شاهد
__________
(1) أسد الغابة ت (5235) ، الاستيعاب ت (2649) .
(2) أسد الغابة ت (5248) ، الاستيعاب ت (2652) ، الثقات 3/ 410، تجريد أسماء الصحابة 2/ 107، التاريخ الكبير 8/ 75، الطبقات الكبرى 2/ 158.
(3) أسد الغابة ت (5267) .(6/399)
من حديث الحسن، عن عمران بن حصين، أخرجه البخاريّ في الأدب المفرد، وآخر من حديث أبي سعيد الخدريّ، أخرجه أبو داود الطّيالسي في مسندة، وآخر عن أبي هريرة بمعناه. وروى النّعمان هذا الحديث عن علي، وجرير، وأنس. وروى عنه أيضا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين المعروف بالباقر، فذكره ابن حبّان في أتباع التّابعين من الثّقات، فقال النّعمان بن مرّة الزرقيّ الأنصاريّ من أهل المدينة، وقال: روى عن سعيد بن المسيّب، يروي عنه محمد بن علي، فكأنه لم يقع له رواية عن أحد من الصّحابة.
8921- النّعمان بن ناقد الأنصاريّ.
قرأت بخط الخطيب أبي بكر الحافظ في المؤتلف، قال عمر بن أحمد: هو ابن شاهين، سمعت عبد اللَّه بن سليمان، يعني ابن أبي داود، يقول النّعمان بن ناقد من الأنصار، أخو أبي عبيد بن ناقد، وهو من أصحاب النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
8922- نعيم بن
ربيعة بن كعب «1» .
ذكره ابن مندة في الصّحابة، وقال: روى حديثه إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن نعيم بن ربيعة: كنت أخدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وتعقبه أبو نعيم بأن الصّواب عن نعيم، عن ربيعة. انتهى.
وهو كما قال، وإنما وقع فيه تصحيف عن فصارت ابن. وقد أخرج الحديث المذكور أحمد في المسند، من طريق محمد بن عمرو بن عطاء، عن نعيم، وهو المجمر، عن ربيعة بن كعب الأسلميّ. والحديث حديث ربيعة، وهو مشهور عنه.
ويتعجب من خفاء ذلك على ابن مندة مع شدّة حفظه، وأصله في صحيح مسلم من وجه آخر عن ربيعة.
8923- نعيم بن عبد الرحمن الأزديّ «2»
. ذكره ابن مندة، وقال: ذكر في الصّحابة، ولا يصحّ.
قلت: ذكره البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبّان، وغيرهم في التّابعين وقال أبو حاتم والعسكريّ: روى عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرسلا، ولم يلقه.
النون بعدها الفاء والقاف
8924- نفيع بن الحارث
بن لوذان.
__________
(1) أسد الغابة ت (5273) .
(2) أسد الغابة ت (5277) .(6/400)
ذكره أبو إسحاق، وابن الأمين، عن العدويّ، وهو خطأ. والصّواب نفيع بن المعلى.
8925- نقادة بن عبد اللَّه:
والد سعر بن عبد اللَّه.
فرّق البغويّ بينه وبين نقادة الأسديّ المذكور في القسم الأول. وهو واحد.
8926- نقيلة الأشجعيّ.
ذكره العتبيّ وغيره بالنّون، والصّواب بالموحدة. وقد تقدّم على الصّواب.
النون بعدها الميم
8927- نمير بن أوس الأشعريّ «1»
: ويقال الأشجعيّ، قاضي دمشق.
قال ابن عبد البرّ: ذكره في الصّحابة من لم يمعن النّظر، ولا يصحّ له عندي صحبة، وإنما روايته عن أبي الدّرداء وأم الدّرداء. روى عنه ابنه الوليد.
وأخرج أبو موسى من طريق نمير بن الوليد بن نمير بن أوس الأشعريّ: حدّثني أبي عن جدّي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «الدّعاء جند من أجناد اللَّه مجنّد يردّ القضاء بعد أن يبرم» «2» .
وهذا مرسل.
ونمير ذكره في التّابعين محمد بن سعد وغيره، وقالوا: إنه عاش إلى بعد العشرين ومائة. روى عنه الأوزاعيّ، ومحمد بن الوليد الزّبيري، وغيرهم. وروى نمير بن أوس أيضا عن مالك بن مسروح وأبي موسى، وأسنده عن معاذ، وعن حذيفة. وروى عنه أيضا عبد اللَّه بن العلاء بن زبر، وسعيد بن عبد العزيز، ويحيى بن الحارث وغيرهم.
قال ابن حبّان: ولّاه هشام القضاء فاستعفاه، فأعفاه. مات سنة خمس عشرة.
وقال خليفة: مات سنة إحدى وعشرين. وقال ابن سعد: مات سنة اثنتين وعشرين، وكان قليل الحديث. وذكره أبو زرعة الدمشقيّ في الطبقة الثالثة، ومقتضاه أنه ما أدرك أبا الدّرداء ولا معاذا، ووجدت له حديثا ثالثا أرسله،
أخرجه ابن عساكر في أوائل تبيين كذب المفتري من طريق هشام بن عمار، عن الوليد بن سلمة، حدّثنا عبد اللَّه بن العلاء بن زبر، سمعت نمير بن أوس، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «الأزد والأشعريّون منّي وأنا منهم ... » الحديث.
قال ابن عساكر: هذا مرسل، ونمير بن أوس كان قاضي دمشق. انتهى.
__________
(1) أسد الغابة ت (5297) ، الاستيعاب ت (2671) .
(2) أخرجه ابن عساكر في تاريخه 6/ 241، وأورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 5/ 30، والمتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 3119 وعزاه لابن عساكر عن نمير بن أوس مرسلا.(6/401)
وقد خالفه عبد اللَّه بن ملاذ، فقال: عن نمير بن أوس، عن مالك بن مسروح، عن أبي عامر الأشعريّ. وأخرجه أحمد والترمذيّ.
8928- نمير بن عامر النميريّ.
ذكره أبو موسى في «الذّيل» ،
وأخرج من طريق جرير بن حازم، قال: رأيت في مجلس أيوب أعرابيا عليه جبّة من صوف، فلما رأى القوم يتحدّثون قال: حدّثني مولاي قرّة بن دعموص، قال: أتيت المدينة فإذا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... الحديث.
وفيه: وبعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الضّحاك ساعيا، فجاءه بألف حلة، فقال له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «أتيت هلال بن عامر ونمير بن عامر فأخذت جلّة أموالهم» .
قلت: وهذا الحديث صحيح، إلا أن المراد بهلال بن عامر ونمير بن عامر القبيلتان المعروفتان، فظنّ أبو موسى أنه عنى رجلين ممن وجبت عليهما الزّكاة، وتبع أبو موسى في ذلك ابن مندة، فإنه ذكر هلال بن عامر بهذه القصّة، وعليه نبّه مثل ما ذكرت عن أبي موسى.
8929- نمير بن عريب:
بمهملتين، وزن عظيم.
ذكره أبو موسى في الذيل،
وقال: أورده أبو بكر بن أبي عليّ في الصحابة، وقال: له صحبة، وحديثه عند أبي إسحاق عن نمير بن عريب عن النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «الصّوم في الشّتاء الغنيمة الباردة» .
وصوّب أبو موسى أنّ روايته إنما هي عن عامر بن مسعود، وقد ذكره قبله البغويّ، فقال: يشك في صحبته، وأورد له الحديث المذكور من وجهين: أحدهما من روايته عن عامر بن مسعود، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، والآخر بإسقاط عامر، ثم قال:
وحدّثني محمد بن علي الجوزجاني، قال: سألت يحيى بن معين، عن نمير بن عريب، فقال: لا صحبة له، وسألت أحمد، فقال: لا أدري. وأخرج الترمذي الحديث المذكور من رواية نمير عن عامر بن مسعود، وقال: ذكره البخاريّ وابن أبي حاتم وغيرهما في التّابعين.
وقال أبو حاتم: لا أعرفه. وذكره ابن حبّان في ثقات أتباع التّابعين، لأنّ عامر بن مسعود مختلف في صحبته.
النون بعدها الهاء
8930- نهيك بن مرداس.(6/402)
استدركه ابن فتحون،
وذكره في مغازي الواقديّ عن أفلح بن سعيد، عن بشير بن محمد بن عبد اللَّه بن زيد- أن أسامة بن زيد قتل نهيك بن مرداس بعد أن أسلم، فلامه بشير بن سعد لوما شديدا، ثم لامه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: ما قالها إلّا متعوّذا. قال: «فهلّا شققت عن قلبه» .
انتهى.
وهو خطأ، فإنه مقلوب، قلبه بعض الرواة، وإنما هو مرداس بن نهيك. وقد تقدم في الميم على الصواب.
النون بعدها الواو
8931- نوفل بن مساحق «1»
بن عبد اللَّه بن مخرمة العامريّ، أبو سعد.
ذكره ابو موسى في الذيل، وذكر أن المستغفريّ ذكره في الصّحابة، وقال: مات في أول زمن عبد الملك بن مروان صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ثم ساق بسنده إلى البخاريّ، قال: حدّثنا عبد الجبار بن سعيد بن سليمان بن نوفل بهذا.
قلت: ظنّ المستغفريّ أن قوله: صاحب النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- صفة نوفل، وليست كذلك، وبيان ذلك بذكر بقية كلام البخاريّ، فإنه بعد أن ساق نسبه قال: روى عن سعيد بن زيد صاحب النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فسقطت على المستغفري هذه الجملة، فوقع الوهم، ونوفل المذكور تابعيّ معروف
أخرج له أبو داود، وحديثه عن سعيد بن زيد: «من أربى الرّبا الاستطالة في عرض المسلم بغير حقّ» .
وله ترجمة في تهذيب الكمال.
__________
(1) طبقات ابن سعد 5/ 242، نسب قريش 427، تاريخ خليفة 296، التاريخ الصغير 79، التاريخ الكبير 8/ 108، المعرفة والتاريخ 1/ 292، تاريخ أبي زرعة 1/ 57، تاريخ الطبري 2916، الجرح والتعديل 8/ 488، الثقات لابن حبان 5/ 478، أنساب الأشراف 1/ 619، مشاهير علماء الأمصار رقم 208، المعارف 298، تهذيب الكمال 3/ 1428، أسد الغابة ت (5321) .(6/403)
حرف الهاء
القسم الأول
الهاء بعدها الألف
8932- هاشم بن أبي حذيفة:
في هشام.
8933- هاشم بن صبابة:
بضم المهملة وموحدتين، الليثي، أخو مقيس- ويقال هشام. وسيأتي.
8934- هاشم بن عتبة
بن أبي وقاص «1» بن أهيب بن زهرة بن عبد مناف الزّهري الشّجاع المشهور المعروف بالمرقال ابن أخي سعد بن أبي وقاص.
قال الدّولابيّ: لقب بالمرقال، لأنه كان يرقل في الحرب، أي يسرع، من الإرقال، وهو ضرب من العدو.
وقال ابن الكلبيّ وابن حبّان: له صحبة، قال: وسمّاه بعضهم هشاما، وهو وهم.
وأخرج مطيّن، والبغويّ، وابن السّكن، والطّبريّ، والسّرّاج، والحاكم، من طريق بشير بن أبي إسحاق، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، عن هاشم بن عتبة:
سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «يظهر المسلمون على جزيرة العرب، وعلى فارس والرّوم، وعلى الأعور الدّجّال» ،
إلا أن البغوي لم يسمّه، بل قال: عن ابن أخي سعد، وقال: الصّواب عن نافع بن عتبة.
وقال ابن السّكن: الحديث لنافع بن عتبة إلا أن يكون نافع وهاشم سمعاه جميعا.
__________
(1) العبر 1/ 39، طبقات خليفة 831، المحبر الفهرس، تاريخ الطبري 425، مروج الذهب 3/ 130، المستدرك 3/ 395، تاريخ بغداد 1/ 196، مرآة الجنان 1/ 101، شذرات الذهب 1/ 46، أسد الغابة ت (5328) ، الاستيعاب ت (2738) .(6/404)
وقال أبو نعيم: رواه أصحاب عبد الملك بن عمير، عن جابر، عن نافع بن عتبة، وعدّ ابن عساكر من رواه عن عبد الملك، فقال: نافع سبعة أنفس، وهو عند مسلم من هذا الوجه، وتابعه سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، أورده ابن عساكر. وقال أبو أحمد الحاكم: يكنّى أبا عمر. وعدّه بعضهم في الصّحابة.
وقال الخطيب: أسلم يوم الفتح، وحضر مع عمه حرب الفرس بالقادسيّة، وله بها آثاره مذكورة.
وقال الهيثم بن عديّ: عقد له عمّه سعد على الجيش الّذي جهّزه إلى قتال يزد جرد ملك الفرس، فكانت وقعة جلولاء.
وأخرج يعقوب بن شيبة، من طريق حبيب بن أبي ثابت، قال: كانت راية عليّ يوم صفّين مع هاشم بن عتبة.
وأخرج يعقوب بن سفيان، من طريق الزهري، قال: قتل عمار بن يسار، وهاشم بن عتبة يوم صفّين.
وأخرج ابن السّكن، من طريق الأعمش، عن أبي عبد الرّحمن السّلمي، قال: شهدنا صفّين مع عليّ، وقد وكلنا بفرسه رجلين، فإذا كان من القوم غفلة حمل عليهم فلا يرجع حتى يخضب سيفه دما، قال: ورأيت هاشم بن عتبة وعمار بن ياسر يقول له يا هاشم:
أعور يبغي أهله محلّا ... قد عالج الحياة حتّى ملّا
لا بدّ أن يفلّ أو يفلا «1» [الرجز] قال: ثم أخذوا في واد من أودية صفّين، فما رجعا حتى قتلا.
وأخرج عبد الرّزّاق، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم- أن هاشما أنشده، فذكر نحوه.
وقال المرزبانيّ: لما جاء قتل عثمان إلى أهل الكوفة قال هاشم لأبي موسى الأشعريّ: تعال يا أبا موسى، بايع لخير هذه الأمة عليّ، فقال: لا تعجل، فوضع هاشم يده على الأخرى، فقال: هذه لعليّ وهذه لي، وقد بايعت عليّا، وأنشد:
[أبايع غير مكترث عليّا ... ولا أخشى أميرا أشعريّا
__________
(1) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (5328) ، والاستيعاب ترجمة رقم (2738) .(6/405)
أبايعه وأعلم أن سأرضي ... بذاك اللَّه حقّا والنّبيّا
[الوافر]
8935- هالة بن أبي هالة التميميّ «1»
. قال أبو عمر: له صحبة. وقال ابن حبّان: هالة بن خديجة زوج النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم له صحبة، واسم أبي هالة هند بن النبّاش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن غذيّ بن جردة بن أسيّد بالتّصغير مثقلا، ابن عمرو بن تميم.
وقال الزّبير بن بكّار: اسم أبي هالة مالك بن النبّاش، وباقي النسب سواء. وقيل اسمه: زرارة.
وغذي في نسبه ضبطه ابن ماكولا بالتّصغير، ونقل أن الزّبير ذكره كالجادة. والصّواب بالتصغير.
وأخرج الطّبرانيّ، عن علي بن محمد بن عمرو بن تميم، عن زيد بن هالة بن أبي هالة التميميّ بمصر، حدّثني أبي، عن أبيه تميم، عن أبيه زيد بن هالة، عن أبيه هالة بن أبي هالة- أنه دخل علي النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو راقد فاستيقظ، فضمّ هالة إلى صدره، وقال: «هالة، هالة، هالة» !
وأخرج جعفر المستغفريّ، من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، قال: قدم ابن لخديجة يقال له هالة، والنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قائل، فسمع في قائلته هالة فانتبه، فقال: «هالة! هالة!» .
قال جعفر: خالفه موسى بن إسماعيل، فقال: ع حمّاد بهذا السّند: قال هالة أخت خديجة. قال جعفر: وهو الصّواب. انتهى.
وقد ذكر هالة أخت خديجة من طريق علي بن مسهر، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة في الصّحيح.
8936- هامة، غير منسوب.
يكنى أبا زهير، ذكره يحيى بن يونس الشّيرازيّ، وجعفر المستغفريّ في الصّحابة،
وأوردا من طريق معتمر بن سليمان، قال: قال أبي: بلغني عن أبي عثمان- يعني النّهدي-
__________
(1) الثقات 3/ 437، تجريد أسماء الصحابة 2/ 116، أسد الغابة ت (5329) ، الطبقات الكبرى 8/ 19، العقد الثمين 7/ 362، الاستيعاب ت (2739) .(6/406)
أنّ رجلا جاء إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقال له الهامة، وكان يذكر من كثرة ماله، فقال له: «أما لك أحبّ إليك أم مال مواليك» ؟ فقال: مالي. قال: «كلّا أبا زهير، إنّما لك من مالك كذا، وكذا، وأمّا ما تركت فهو مال وارثك» .
8937- هامة بن الهيم
بن لا قيس بن إبليس «1» .
ذكره جعفر المستغفريّ في «الصّحابة» ، وقال: لا يثبت إسناد خبره. وأخرج عبد اللَّه بن أحمد في زيادات الزهد، والعقيلي في الضّعفاء، وابن مردويه في التفسير،
من طريق أبي سلمة محمد بن عبد اللَّه الأنصاريّ أحد الضّعفاء، عن مالك بن دينار، عن أنس بن مالك، قال: كنت مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم خارجا من جبال مكّة إذ أقبل شيخ متكئ على عكازة، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «مشية جنّي ونغمة جنّي» ، فقال: «أجنّي أنت» ؟ قال: نعم. قال: «من أيّ الجنّ أنت» ؟ قال: أنا هامة بن هيم بن لا قيس بن إبليس. قال: «كم أتى عليك» ؟ قال: «أكلت عمر الدّنيا، وجرت توبتي على يدي نوح، وكنت معه فيمن آمن، وكنت مع إبراهيم، ثمّ مع موسى، وكنت مع عيسى، فقال لي:
إن أتيت محمّدا فأقرئه منّي السّلام- يا رسول اللَّه، قد بلّغت وآمنت بك، قال: فعلّمه عشر سور من القرآن، وقبض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ولم ينعه إلينا.
وقد أخرج أبو موسى في- الذّيل- طرقا أخرى. وأخرجه أبو علي بن الأشعث- أحد المتروكين في كتاب السّنن له من هذا الوجه، وسياقه نحو سياق أنس، وزاد فيه: فقال هامة: هنيئا لك يا رسول اللَّه ما سمعت من الأمم السّالفة، يصلّون عليك ويثنون على أمّتك، فعلّمني. وفيه: قال عمر: مات رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ولم ينعه إلينا.
وأخرجه من طريق أبي معشر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر بنحوه. والرّاوي عن أبي معشر متروك، وهو إسحاق بن بشر الكاهليّ، وهو عند العقيلي في الضّعفاء، وفي الطيوريات انتخاب السلفي من روايات المبارك بن عبد الجبّار الصّيرفيّ من هذا الوجه.
قال العقيليّ: ليس له أصل، ولا يحتمل أبو معشر هذا، والحمل فيه على إسحاق.
قال ابن عساكر: قد تابع إسحاق بن بشير عن أبي معشر محمد بن أبي معشر، عن أبيه، أخرجه البيهقيّ في الشّعب، وأخرجه جعفر المستغفريّ، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقيّ من طريق أبي محصن الحكم بن عمار، عن الزّهري، عن سعيد بن المسيّب، قال: قال عمر ... فذكره مطولا، وزاد فيه: إنه قال: أتى علي ثمانية آلاف وأربعمائة
__________
(1) أسد الغابة ت (5331) .(6/407)
واثنتان وعشرون سنة، وإنه كان يوم قتل قابيل هابيل غلاما، وإنّ عدد الجنّ الذين استمعوا القرآن وصلّوا خلف النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ثلاثة وسبعون ألفا.
وله طريق أخرى، من رواية عبد الحميد بن عمر الجندي، عن شبل بن الحجاج، عن طاوس، عن ابن عبّاس، عن عمر- بطوله.
وأخرجه الفاكهيّ في «كتاب مكّة» ، من طريق عزيز الجريجيّ، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في دار الأرقم مختفيا في أربعين رجلا وبضع عشرة امرأة، فدقّ الباب، فقال: «افتحوا، إنّها لنعمة شيطان» . قال:
ففتح له، فدخل رجل قصير، فقال: السلام عليك يا نبي اللَّه ورحمة اللَّه وبركاته. فقال:
«وعليك السّلام ورحمة اللَّه، من أنت» ؟ قال: أنا هامة بن الهيم بن لاقيس بن إبليس، قال:
«فلا أرى بينك وبين إبليس إلّا اثنين» . قال: نعم. قال: «فمثل من أنت يوم قتل قابيل هابيل» ؟ قال: أنا يومئذ غلام يا رسول اللَّه، قد علوت الآكام، وأمرت بالآثام، وإفساد الطّعام، وقطيعة الأرحام. قال: بئس الشيخ المتوسّم، والشّاب الناشئ! قال: لا تقل ذاك يا رسول اللَّه، فإنّي كنت مع نوح وأسلمت معه، ثم لم أزل معه حتى دعا على قومه فهلكوا فبكى عليهم وأبكاني معه ... ثم لم أزل معه حتى هلك، ثم لم أزل مع الأنبياء نبيّا نبيا، كلهم هلك حتى كنت مع عيسى ابن مريم فرفعه اللَّه إليه، وقال لي: إن لقيت محمدا فأقرئه مني السلام، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «وعليه السّلام ورحمة اللَّه وبركاته، وعليك السّلام يا هامة» .
وفي كتاب السّنن لأبي علي بن الأشعث- أحد المتروكين- من حديث عائشة- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «إنّ هامة بن هيم بن لاقيس في الجنّة»
«1» .
8938- هانئ بن جزء
بن النّعمان «2» المرادي القطيعي.
تقدم في ترجمة أخيه النعمان أنّ له صحبة، وأنه شهد فتح مصر.
8939- هانئ بن الحارث
بن جبلة «3» بن حجر بن شرحبيل بن الحارث بن عدي بن ربيعة بن معاوية الكنديّ.
قال هشام بن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
__________
(1) أورده السيوطي في اللآلئ المصنوعة 1/ 92.
(2) أسد الغابة ت (5332) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 116.
(3) أسد الغابة ت (5333) .(6/408)
8940- هانئ بن حبيب الداريّ.
ذكره الواقدي فيمن وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من الداريين مع تميم الداريّ. وتقدم ذكره في ترجمة نعيم بن أوس. وقال الرشاطي: قدم في وفد الداريين مع تميم الداريّ وأهدى لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قباء مخوصا بالذهب، فأعطاه العباس، فباعه من رجل يهوديّ بثمانية آلاف.
8941- هانئ بن حجر
بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكنديّ.
قال ابن الكلبيّ، وابن سعد: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ومن ولد هانئ الوليد بن عدي بن هانئ. قال ابن الكلبي: شاعر إسلاميّ.
8942- هانئ بن عدي «1»
بن معاوية بن جبلة الكندي، أخو حجر بن عديّ.
ذكر ابن الكلبيّ أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
8943- هانئ بن عمرو «2»
: أبو شريح الخزاعي- سماه الطبري- والمشهور أن اسمه خويلد.
8944- هانئ بن فارس الأسلميّ «3»
. قال أبو عمر: كان ممن بايع تحت الشجرة. روى عنه مجزأة بن زاهر. وقال ابن مندة: هانئ بن فراس الأشجعي من أهل الكوفة، اشتكى فجعل تحت ركبته وسادة. رواه إسرائيل، عن مجزأة بن زاهر.
قلت: ذكر البخاريّ ذلك من طريق مجزأة عن أهبان بن أوس. فاللَّه أعلم.
8945- هانئ بن مالك الهدمانيّ:
نزيل الشام، أبو مالك، وجد خالد بن يزيد بن أبي مالك.
قال أبو حاتم: له صحبة، ونقل ابن مندة أن البخاري قال: في صحبته نظر. وقال ابن حبان: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من اليمن فأسلم، ومات بدمشق سنة ثمان وستين.
__________
(1) أسد الغابة ت (5334) .
(2) أسد الغابة ت (5335) .
(3) أسد الغابة ت (5336) ، الاستيعاب ت (2706) .(6/409)
وذكر البخاريّ في التّاريخ، والطّبرانيّ، والخطيب، من طريق سليمان بن عبد الرحمن، عن خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، عن جده- أنه قدم على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم من اليمن، فدعاه إلى الإسلام فأسلم فمسح على رأسه ودعا له بالبركة، وأنزله على يزيد بن أبي سفيان، فلما جهّز أبو بكر الجيش إلى جهة الشام خرج معهم فلم يرجع. قال الخطيب: تفرد به أبو سليمان.
8946- هانئ بن هانئ «1»
. ذكره الذّهبيّ في التجريد، وقال: إن له في مسندة بقي بن مخلد أربعة أحاديث.
انتهى.
وأنا أخشى أن يكون هو هانئ بن هانئ الراويّ عن علي وعمارة «2» . وسأذكره في القسم الثالث إن شاء اللَّه تعالى.
8947- هانئ بن هبيرة
بن أبي وهب القرشي المخزوميّ.
مات أبوه كافرا بعد فتح مكة، وهو زوج أم هانئ بنت أبي طالب أخت علي، وبه كانت تكنى، واختلف في اسمها كما سيأتي في النساء، فحكى الزبير أن أم هانئ ولدت من هبيرة هانئا ويوسف وجعدة. وأخرج ابن سعد أن الإسلام فرّق بينها وبين هبيرة وهرب هبيرة لما فتحت مكة فمات بعد ذلك كافرا، وكانت ولدت له هانئا وجعدة وعمرا ويوسف.
وأخرج من طريق إسماعيل السدي، عن أبي صالح مولى أم هانئ، قالت: خطب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم هانئ فقالت: إني مؤتمة وبني صغار، فلما أدرك بنوها عرضت نفسها عليه، فقال: «أمّا الآن فلا» ، فأن اللَّه تعالى أنزل عليه قوله: اللَّاتِي هاجَرْنَ مَعَكَ [الأحزاب 50] ، ولم تكن من المهاجرات.
8948- هانئ بن نيار
بن عمرو «3» بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم بن دينار بن هميم بن كاهل بن ذهب بن بليّ البلويّ، أبو بردة بن نيار حليف الأنصار، خال البراء بن عازب. مشهور بكنيته، وسيأتي في الكنى. وقيل اسمه الحارث، وقيل مالك. والأول أشهر.
__________
(1) بقي بن مخلد 316، التاريخ الكبير 8/ 247.
(2) في أ: عمار.
(3) أسد الغابة ت (5339) ، الاستيعاب ت (2708) ، مسند أحمد 3/ 466، 4/ 44، تاريخ ابن معين 94، طبقات ابن سعد 3/ 451، طبقات خليفة 80، تاريخ خليفة 205، التاريخ الكبير 8/ 227، المعارف 140، 326- الجرح والتعديل 9/ 99/ 100 تهذيب الكمال 1578، تهذيب التهذيب 12/ 19 خلاصة تذهيب الكمال 443.(6/410)
8949- هانئ بن يزيد
بن نهيك المذحجي «1» ويقال النخعيّ والد شريح.
أخرج حديثه أحمد، والبخاريّ في الأدب المفرد، وأبو داود، والنّسائيّ، من طريق يزيد بن المقدام بن شريح بن هانئ، عن أبيه، عن جده، عن أبيه هانئ، ومنه ما
أخرجه أبو داود عنه لما وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مع قومه سمعهم يكنونه بأبي الحكم، فدعاه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «إنّ اللَّه والحكم، فلم تكنّى أبا الحكم؟» قال: لأن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين.
فقال: «ما أحسن هذا! فما لك من الولد؟» قال: شريح، ومسلم، وعبد اللَّه. قال: «فمن أكبرهم؟» قال: شريح. قال «فأنت أبو شريح» .
وعند ابن أبي شيبة عن يزيد بن المقدام بهذا السند: قلت: يا رسول اللَّه، أخبرني بشيء يوجب لي الجنة. قال: «عليك بحسن الكلام وبذل الطّعام» .
8950- هانئ المخزوميّ:
أبو مخزوم «2» .
قال ابن السّكن: يقال: إنه أدرك الجاهلية، وأخرج من طريق يعلى بن عمران البجلي، أخبرني مخزوم بن هانئ المخزومي، عن أبيه، وكان أتت عليه خمسون ومائة سنة، قال: لما كانت ليلة مولد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ارتجّ إيوان كسرى، وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وغاضت بحيرة ساوة ... الحديث. قال ابن الأثير: وذكره في الصحابة أبو الوليد بن الدباغ مستدركا على ابن عبد البرّ، وليس في هذا الحديث ما يدل على صحبته.
قلت: إذا كان مخزوميّا لم يبق من قريش بعد الفتح من عاش بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلا شهد حجة الوداع.
الهاء بعدها الباء
8951- هبّار بن الأسود
بن المطلب «3» بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسديّ، أمه فاختة بنت عامر بن قرظة القشيرية، وأخواه لأمه: حزن وهبيرة- ابنا أبي وهب المخزوميان.
ذكر ابن إسحاق في «المغازي» ، عن يزيد بن أبي حبيب، عن بكير بن الأشج، عن
__________
(1) أسد الغابة ت (5340) ، الاستيعاب ت (2709) .
(2) أسد الغابة ت (5338) .
(3) أسد الغابة ت (5341) ، (1) الاستيعاب ت (2710) .(6/411)
سليمان بن يسار، عن أبي إسحاق الدّوسيّ، عن أبي هريرة، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعثا أنا فيهم، ثم قال لنا: «إن ظفرتم بهبار بن الأسود وبنافع بن قيس فحرقوهما بالنّار» ، حتى إذا كان الغد بعث إلينا، فقال لنا: «إنّي كنت أمرتكم بتحريق هذين الرّجلين إن أخذتموهما، ثمّ رأيت أنّه لا ينبغي لأحد أن يعذّب بالنّار إلّا اللَّه» .
وأخرجه ابن السّكن، من طريق ابن إسحاق، وقال: هكذا رواه ابن إسحاق، ورواه الليث عن يزيد، فلم يذكر أبا إسحاق الدوسيّ فيه، وهو مجهول.
قلت: وطريق الليث أخرجها البخاريّ وأبو داود والترمذيّ والنسائيّ، وليس فيها تسمية هبار، ولا رفيقه، وتابعه عمرو بن الحارث عن بكير، علقه البخاري، ووصله النسائي، وأخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه من طريق عبد اللَّه بن المبارك، عن ابن لهيعة، عن بكير، وسماهما، لكن قال: نافع بن عبد عمرو، وكان السبب في الأمر بتحريقه ما ذكره ابن إسحاق في السيرة أن هبار بن الأسود نخس زينب ابنة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما أرسلها زوجها أبو العاص بن الربيع إلى المدينة، فأسقطت. والقصة بذلك مشهورة في السيرة.
وأخرج عليّ بن حرب في فوائده، وثابت بن قيس في الدلائل، وأبو الدحداح الدمشقيّ في فوائده أيضا، كلهم من طريق ابن أبي نجيح- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعث سرية، فقال: «إن أصبتم هبّار بن الأسود فاجعلوه بين حزمتين وحرّقوه فلم تصبه السرية، وأصابه الإسلام، فهاجر إلى المدينة، وكان رجلا سبابا، فقيل للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: إن هبارا يسب ولا يسب، فأتاه فقام عليه، فقال له سب من سبك» ،
فكفوا عنه.
وهذا مرسل، وفيه وهم في قوله: هاجر إلي المدينة، فإنه إنما أسلم بالجعرانة، وذلك بعد فتح مكة، ولا هجرة بعد الفتح.
والصواب ما
قال الزّبير بن بكّار إن هبارا لما أسلم وقدم المدينة جعلوا يسبونه، فذكر ذلك لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «سبّ من سبّك» ، فانتهوا عنه.
وأخرج ابن شاهين من طريق عقيل، عن ابن شهاب نحوه مرسلا.
وأما صفة إسلامه
فأخرجها الواقدي من طريق سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جده، قال: كنت جالسا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم منصرفة من الجعرانة، فاطلع هبار بن الأسود من باب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقالوا: يا رسول اللَّه، هبار بن الأسود! قال: قد رأيته. فأراد رجل من القوم أن يقوم إليه، فأشار النبي(6/412)
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إليه أن اجلس، فوقف هبار، فقال: السلام عليك يا نبي اللَّه، أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أن محمدا رسول اللَّه، ولقد هربت منك في البلاد، وأردت اللحاق بالأعاجم، ثم ذكرت عائدتك وصلتك وصفحك عمن جهل عليك، وكنا يا نبي اللَّه أهل شرك، فهدانا اللَّه بك، وأنقذنا من الهلكة، فاصفح عن جهلي، وعما كان يبلغك عني، فإنّي مقر بسوء فعلي، معترف بذنبي. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: قد عفوت عنك، وقد أحسن اللَّه إليك حيث هداك إلى الإسلام، والإسلام يجبّ ما قبله.
وأخرج الطّبرانيّ من طريق أبي معشر، عن يحيى بن عبد الملك بن هبار بن الأسود، عن أبيه، عن جده- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرّ بدار هبار بن الأسود، فسمع صوت غناء، فقال: «ما هذا؟» فقيل: تزويج، فجعل يقول: «هذا النّكاح لا السفاح» .
وأخرج الحسن بن سفيان في مسندة من طريق عبد اللَّه بن أبي عبد اللَّه بن هبار بن الأسود، عن أبيه، عن جده نحوه، وفي كل من الإسنادين ضعيف، قال أبو نعيم اسم أبي عبد اللَّه بن هبار عبد الرحمن.
قلت: أخرجه البغويّ من طريق عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن هبار به، لكن في سنده علي بن قرين، وقد نسبوه لوضع الحديث، لكن أخرج الخطيب في المؤتلف من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت، ووقع لنا بعلو في فوائد ابن أبي ثابت هذا من روايته يسنده إلى أحمد بن سلمة الحراني [ ... ] عن عبد اللَّه بن هبار، عن أبيه، قال: زوج هبار ابنته، فضرب في عرسها بالدف ... الحديث.
وأخرج الإسماعيليّ في «معجم الصّحابة» والخطيب في المؤتلف، من طريقه، ونقلته من خطه، قال: أخبرني محمد بن طاهر بن أبي الدميك، حدثنا إبراهيم بن عبد اللَّه الهروي، حدثنا هشيم، أخبرني أبو جعفر، عن يحيى بن عبد الملك بن هبار، عن أبيه، قال: مرّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بدار علي بن هبار، فذكر الحديث كما تقدم في ترجمة علي بن هبار.
وهبار ذكر في قصة أخرى ذكرها ابن مندة، من طريق عبد الرحمن بن المغيرة، عن أبي الزناد، وابن قانع، من طريق داود بن إبراهيم، عن حماد بن سلمة، كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن هبار بن الأسود في قصة عتبة بن أبي لهب مع الأسد،
وقول النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «اللَّهمّ سلّط عليه كلبا من كلابك» .
وقول هبار: إنه رأى الأسد يشمّ النيام واحدا واحدا حتى انتهى إلى عتبة، فأخذه.(6/413)
وله قصة مع عمر، فأخرج البخاري في التاريخ، من طريق موسى بن عقبة، عن سليمان بن يسار، عن هبار بن الأسود- أنه حدثه أنه فاته الحج، فقال له عمر: طف بالبيت وبين الصفا والمروة. وهكذا أخرجه البيهقي من هذا الوجه، وهو في الموطأ عن نافع عن سليمان بن يسار- أن هبار بن الأسود حج من الشام.
وهكذا أخرجه سعيد بن أبي عروة في كتاب المناسك عن أيوب عن نافع، فذكره مطولا.
وقد تقدم ذكر ولده علي بن هبار في حرف العين المهملة. وأنشد له المرزباني في معجم الشعراء يخاطب تويت بن حبيب بن أسد بن عبد العزّى بن قصي في الجاهلية:
تويت ألم تعلم وعلمك ضائر ... بأنّك عبد للّئام خدين
وأنّك إذ ترجو صلاحي ورجعتي ... إليك لساهي العين جدّ غبين
أترجو مساماتي بأبياتك الّتي ... جعلت أراها دون كلّ قرين
[الطويل]
8952- هبار بن سفيان
بن عبد الأسد بن هلال «1» بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزومي، ابن أخي أبي سلمة بن عبد الأسد. ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب، وأبو الأسود عن عروة، ومحمد بن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة، واستشهد بأجنادين، وهكذا قال أبو حذيفة في المبتدإ وعبد اللَّه بن محمد القدامي في الفتوح، ومحمد بن سعد أنه استشهد بأجنادين. وقال سيف بن عمر: استشهد باليرموك. وقال الزبير بن بكار وابن سعد أيضا: استشهد بمؤتة.
8953- هبار بن صيفي»
: ذكر في الصحابة، وفيه نظر، قاله أبو عمر. قلت: ولم أره لغيره.
8954- هبار بن أبي العاص
بن نوفل بن عبد شمس بن عبد مناف القرشيّ العبشميّ.
قتل أبوه يوم بدر كافرا، فهو من مسلمة الفتح، وله ولد يقال له عمر كان بالشام، ومن ذريته خالد بن يزيد بن عمر، قتل في أول دولة بني العباس مع من قتل من بني أمية بالشام.
8955- هبار بن وهب بن حذافة.
ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة، حكى ذلك البلاذريّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (5342) ، الاستيعاب ت (2711) .
(2) أسد الغابة ت (5343) ، الاستيعاب ت (2712) .(6/414)
8956- هبيب:
بموحدتين «1» مصغرا، ابن مغفل، بضم أوله وسكون الغين المعجمة وكسر الفاء بعدها لام، ويقال إن مغفلا جد أبيه نسب إليه، قاله أبو نعيم. وقال: هو ابن عمر بن مغفل بن الواقعة بن حرام بن غفار الغفاريّ.
نسبه ابن يونس، وقال: شهد فتح مصر.
قلت: وله حديث صحيح السند في الإزار، تقدم في ترجمة محمد بن علبة، وهو عند أحمد وغيره. وذكر ابن يونس أنه اعتزل في الفتنة بعد قتل عثمان في واد بين مريوط والفيوم «2» ، فصار ذلك يعرف به، ويقال له وادي هبيب.
8957- هبيرة بن سبل «3»
: بفتح المهملة والموحدة بعدها لام. ضبطه الخطيب عن خط ابن الفرات. وأما الدار الدّارقطنيّ فذكره في الجادة بكسر المعجمة وسكون الموحدة، وكذا رأيته في كتاب مكة للفاكهي في نسخة معتمدة- ابن العجلان بن عتاب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي.
نسبه ابن الكلبيّ، وأخرج ابن سعد والبغويّ عنه من طريق ابن جريج، قال: لما خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى الطائف عام الفتح استخلف هبيرة بن سبل الثقفي، فلما رجع من الطائف استعمل عتاب بن أسيد على مكة وعلى الحج.
وكذا أخرجه الخطيب من طريق إسحاق بن إبراهيم بن حاتم، عن الكبيّ، وقال عبد الرزاق عن ابن جريج: حدثت أن أول من صلى بمكة جماعة بعد الفتح هبيرة بن سبل بن عجلان، أمره النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن يصلّي بالناس، وهو رجل من ثقيف جاء إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو بالحديبية. وكذا أخرجه الفاكهيّ، وأبو عروبة في الأوائل، من طريق ابن جريج.
__________
(1) أسد الغابة ت (5344) ، الاستيعاب ت (2740) .
(2) الفيّوم: بالفتح وتشديد ثانيه ثم واو ساكنة وميم: في موضعين أحدهما بمصر والآخر قريب بن هيت بالعراق فأما التي بمصر فولاية عربيّة، يقال إن يوسف الصديق عليه السلام استخرجها فحفر نهرها من النيل حتى ساقه إليها متسلّطا على جميع أرضها فيشرب قراه منه حتى مع نقصان النيل يتفرّق عليها جميعا حتى يسقيها لكل موضع شرب معلوم وكان ذلك الموضع يسمى الجوبة: لأنه كان لمصالة ماء الصعيد وفضوله يجتمع ذلك إليها ولا تخرج له فحفر لها خلجا فأخرج بها الماء المحتقن فيها حتى لم يبق بها ماء. ثم أدخل الفحلة فقطع ما كان بها من القصب والطرفاء فأخرجه منها حتى صارت الجوبة أرضا نقيّة برية وارتفع ماء النيل فدخل في رأس المنهي فجرى فيه حتى انتهى إلى اللاهون فقطعه إلى الفيوم فدخل في خليجها فسقاها وأقامت تزرع كما يزرع غوائط مصر. مراصد الاطلاع 3/ 1053.
(3) أسد الغابة ت (5345) ، الاستيعاب ت (2741) .(6/415)
8958- هبيرة «1»
بن المفاضة العامريّ.
ذكره وثيمة عن ابن إسحاق في «الردة» ، وقال: إنه أرسل إلى بني سليم يأمرهم بالثبات على الإسلام حين ارتدت العرب.
8959- هبيل:
بموحدة مصغرا، ابن كعب «2» أحد بني مازن.
تقدم ذكره في ترجمة مازن بن خيثمة. واللَّه أعلم.
8960- هبيل بن وبرة الأنصاريّ «3»
: تقدم ذكره في ترجمة أخيه عصمة.
الهاء بعدها الدال
8961- هدّاج الحنفي «4»
: يعدّ في المدنيين.
أخرج البغويّ، وابن السّكن، وابن مندة، من طريق أبي عمار هاشم بن غطفان، عن عبد اللَّه بن هداج، عن أبيه [هداج] ، وكان هداج أدرك الجاهلية، قال: جاء رجل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وقد صفر لحيته، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «خضاب الإسلام ... » الحديث.
8962- هدار الكنانيّ «5»
. قال أبو عمر: له صحبة. وقال ابن مندة: يعد في الحمصيين. وقال عبد الغني بن سعيد في «تاريخ حمص» : حدثنا محمد بن عوف، وكتبه عنه أحمد بن حنبل، حدثنا أبي، حدثنا سفيان مولى العباس، عن الهدار الكنانيّ- أنه رأى العباس وإسرافه في خبز السميذ، فقال: لقد توفّي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وما شبع من خبز بر حتى فارق الدنيا.
وأخرجه ابن مندة عن خيثمة، عن محمد بن عوف، وقال: غريب.
وأخرجه ابن السّكن من رواية محمد بن عوف، وعبدة عن سفيان عن هدار صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقال: لا يروى عن هدار شيء إلا من هذا الوجه.
وكذا رواه ابن قانع من رواية محمد بن عوف. وأخرجه أبو الفضل بن طاهر في فوائده من وجه آخر عن محمد بن عوف، ولفظه: سمعت الهدار، وكان من الصحابة.
__________
(1) أسد الغابة ت (5346) .
(2) أسد الغابة ت (5347) .
(3) أسد الغابة ت (5348) ، الاستيعاب ت (2742) .
(4) أسد الغابة ت (5350) ، الاستيعاب ت (2743) .
(5) أسد الغابة ت (5351) ، الاستيعاب ت (2744) .(6/416)
وأخرجه أبو نعيم من وجه آخر عن محمد بن عوف، وفيه: سمعت الهدار الكنانيّ يعاتب العباس في أكل خبز السميذ.
8963- هدم بن مسعود
بن بجاد «1» بن عبد بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسيّ، أحد الوفد التسعة.
تقدم ذكرهم في ترجمة بشر بن الحارث، ذكره الطبري، وابن الكلبيّ. وقال الرشاطيّ: لم يذكره ابن عبد البرّ ولا ابن فتحون، وضبطه ابن ماكولا بكسر أوله وسكون ثانيه. واللَّه أعلم.
8964- هدم المخنث:
يأتي ذكره مع هيت.
8965- هديم بن عبد اللَّه
بن علقمة بن المطلب الكلبي «2» .
قال ابن عبد البرّ وابن ماكولا: استشهد باليمامة لكن ذكره ابن عبد البر بالراء.
الهاء بعدها الراء
8966- هرماس بن زياد الباهليّ «3»
. روى حديثه أبو داود وغيره بإسناد صحيح، وهو أحد بني سهم بن عمرو، من رهط أبي أمامة الباهليّ، كان له ابن عم يقال له حبيب بن وائل، وقد وسع عليه في المال فقال فيه.
أبو شحمة الباهليّ:
إنّي وإن كان حبيب أوسعا ... ولم أزد على الكفاة قنّعا
آكل ما أكل حتّى أشبعا ... وأشرب البارد حتّى أنقعا
[الرجز] فقال الهرماس يجيبه عن حبيب:
كن كحبيب ثمّ دعه أو دعا ... وارق على ظلعك أن تكعكعا
[الرجز] في أبيات.
__________
(1) أسد الغابة ت (5352) .
(2) في أ: المطلبي.
(3) الثقات 3/ 437، تجريد أسماء الصحابة 2/ 119، الجرح والتعديل 9/ 118، الاستيعاب ت (2745) ، أسد الغابة ت (5362) ، تقريب التهذيب 2/ 316، تهذيب التهذيب 11/ 28، الكاشف 3/ 216، الطبقات الكبرى 5/ 553، خلاصة تذهيب 3/ 112 تهذيب الكمال 3/ 1436، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، العبر 1/ 232، الطبقات 47، 289، التاريخ الكبير 8/ 246.(6/417)
8967- هرماس بن زياد العنبريّ:
تقدم ذكره في ثعلبة
«1» .
8968- هرم بن حيان «2»
: العبديّ.
قال ابن عبد البرّ: هو من صغار الصحابة. وقال خليفة عن الوليد بن هشام عن أبيه عن جدّه: بعث عثمان بن أبي العاص هرم بن حيان العبديّ إلى قلعة بجرة «3» ، فافتتحها عنوة، وذلك سنة ست وعشرين، وقيل سنة ثمان عشرة، وكان أيام عمر على ما تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصحابة.
وفي الزهد لأحمد أنه كان يصحب حممة الدوسيّ، وحممة مات في خلافة عثمان.
وفي مسند الدارميّ، من طريق أبي عمران الجوني: إياكم والعالم الفاسق. فبلغ عمر، فكتب إليه: ما أردت؟ قال: ما أردت إلا الخير، يكون إمام عالم فيتكلم بالعلم ويعمل بالفسق فيشتبه على الناس. وفيه: عن الحسن أنه لما مات دفن في يوم صائف، فجاءت سحابة فرشت قبره وما حوله.
وقال ابن حبّان: أدرك عمر وولي الولايات في خلافته. وفي الحلية لأبي نعيم قصة له مع أويس القرني، وفيها من طريق [....] أخرج البخاريّ في تاريخه من طريق الأعمش، حدثنا عامر، حدثني أبو زيد بن خليفة أنه لقي رجلا من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم هرم بن حيان بن عبد القيس، فقال: أمن أهل الكوفة أنت؟ قال: نعم. قال: تسألني وفيكم عبد اللَّه بن مسعود! وعده ابن أبي حاتم في الزهاد الثمانية من كبار التابعين.
وقال العسكريّ: كان من خيار التابعين. وقال ابن سعد: ثقة له فضل، وكان على عبد القيس في الفتوح. وقال ابن أبي شيبة: حدثنا خلف عن أصبغ الوراق، عن أبي نضرة- أن
__________
(1) في أ: نضيلة.
(2) طبقات ابن سعد 7/ 131، طبقات خليفة 198، تاريخ خليفة 141، التاريخ الكبير 8/ 243، الزهد لأحمد 282، أنساب الأشراف 1/ 122، المعارف 411، الجرح والتعديل 9/ 110، فتوح البلدان 387، جمهرة أنساب العرب 295، تاريخ الطبري 4/ 74، الثقات لابن حبان 5/ 513، مشاهير علماء الأمصار رقم 1182، الخراج وصناعة الكتابة 388، العقد الفريد 2/ 472، ربيع الأبرار 4/ 198، حلية الأولياء 2/ 119، الكامل في التاريخ 3/ 101، سير أعلام النبلاء 4/ 48، النجوم الزاهرة 1/ 132، التذكرة الحمدونية 1/ 136، تاريخ الإسلام 2/ 533، أسد الغابة ت (5357) ، الاستيعاب ت (2713) .
(3) في أسد الغابة: وقال لها قلعة الشيوخ.(6/418)
عمر بعث هرم بن حيان على الخيل، فكتب إلى عمر أنه لا طاقة لي بالرعية.
8968- (م) - هرم بن خنبش «1»
. يأتي ذكره في ترجمة وهب بن خنبش في الواو.
8969- هرمز «2»
: مولى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. تقدم في كيسان.
8970- هرمز بن ماهان الفارسيّ «3»
. ذكره أبو موسى في الذّيل، من طريق أحمد بن محمد بن سعد عن أبيه عن جده، عن هرمز بن ماهان- رجل من الفرس، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأسلمت على يديه، فجعلني في جيش خالد بن الوليد، فقلت: يا رسول اللَّه، مر لي بصدقة. فقال: «إن الصّدقة لا تحلّ لي ولا لأحد من أهل بيتي» . ثم أمر لي بدينار.
وقال ابن الأثير: يشبه أن يكون هو الّذي قبله، وكأنه استند إلى ما
أخرجه البغوي، من طريق أبي يزيد بن أبي زياد عن معاوية بن قرة قال: بدرا عرون مملوكا، منهم مملوك للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقال له هرمز، فأعتقه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وقال: «إنّ اللَّه أعتقك، وإنّ مولى القوم منهم، وإنّا أهل بيت لا نأكل الصّدقة فلا تأكلها» ،
ولكن في خبر الفارسيّ أنه متأخر الإسلام، لأن إسلام خالد بن الوليد كان سنة سبع، وبدر قبلها بمدة طويلة، ويمكن الجمع بأن قوله:
فجعلني في جيش خالد- كان متراخيا عن إسلامه، وإن كان معطوفا بالفاء. واللَّه أعلم.
8971- هرم، أو هرمي بن عبد اللَّه الأنصاري «4»
، من بني عمرو بن عوف، وهو أحد البكّاءين الذين نزلت فيهم: تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ [التوبة 92]- قاله ابن عبد البرّ تبعا للدولابيّ، وتعقّبه الرشاطيّ وغيره، فقالوا: ليس هو من بني عمرو بن عوف، وإنما هو من بني مالك بن الأوس، واسمه هرمي، وهو هرمي بن عبد اللَّه بن رفاعة بن نجدة بن مجدعة بن عامر بن كعب بن واقف بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس، وهكذا نسبه ابن الكلبيّ وابن سعد وغيرهما. وقال ابن سعد: كان قديم الإسلام، وهو أحد البكّاءين، وزاد ابن ماكولا: شهد الخندق والمشاهد بعدها، وهو غير هرمي بن عبد اللَّه الرّاوي عن خزيمة بن ثابت. قال ابن الأثير: كأن ابن ماكولا جعلهما واحدا، وهو ذهول منه. واعتذر
__________
(1) أسد الغابة ت (5358) .
(2) أسد الغابة ت (5363) .
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 119، أسد الغابة ت (5364) .
(4) أسد الغابة ت (5359) ، الاستيعاب ت (2714) .(6/419)
ابن الأثير عن قول ابن عبد البرّ: إنه من بني عمرو بن أوس- بأنّ بني واقف كانوا حلفاء بني عمرو في الجاهليّة، وهو اعتذار حسن.
8972- هرم آخر:
ذكر في هبيب.
8973- هريم:
في هديم المطلبيّ
«1» .
الهاء بعدها الزاي
8974- هزّال بن يزيد
بن «2» ذئاب بن كليب بن عامر بن جذيمة بن مازن الأسلميّ.
قال ابن حبّان: له صحبة،
وحديثه عند النّسائي من رواية ابنه نعيم بن هزّال- أن هزالا كانت له جارية وأن ماعزا وقع عليها، فقال له هزال: انطلق، فأخبر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فعسى أن ينزل فيك قرآن. فانطلق فأخبره فأمر به فرجم، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم لهزال:
«يا هزّال، لو سترته بثوبك لكان خيرا لك» .
وأخرج الحاكم في المستدرك من طريق شبعة عن ابن المنكدر، عن ابن هزال، عن أبيه نحوه.
8975- هزّال «3»
: صاحب الشّجرة.
روى عنه معاوية بن قرّة أنه قال: إنكم تأتون ذنوبا هي أدقّ في أعينكم من الشّعر كنا نعدّها على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من الموبقات.
8976- هزان بن عمرو
بن قربوس بن عنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاريّ.
ذكره ابن فتحون فيمن شهد بدرا.
8977- هزان الرهاويّ.
ذكره ابن شاهين في الصّحابة. وقد تقدم في ترجمة عمرو بن سبيع.
8978- الهزهاز بن عمرو العجليّ.
ذكر الطّبريّ أن أبا عبيدة أمّره بأمر عمر على إحدى المجنّبتين لما أرسل الخيل إلى
__________
(1) أسد الغابة ت (5366) ، الاستيعاب ت (4747) .
(2) الثقات 3/ 438، أسد الغابة ت (5369) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 119، تقريب التهذيب 2/ 317، تهذيب التهذيب 11/ 31، خلاصة تذهيب 3/ 124، الكاشف 3/ 220، تلقيح فهوم أهل الأثر 373، تبصير المنتبه 4/ 1454، بقي بن مخلد 347.
(3) أسد الغابة ت (5367) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 119، الاستيعاب ت (2715) .(6/420)
العراق، فقدموا في اليوم الثاني من أيام القادسيّة على سعد بن أبي وقاص. واستدركه ابن فتحون. وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصّحابة.
الهاء بعدها الشين ذكر من اسمه هشام
8979- هشام بن البختري المخزومي:
مولاهم.
ذكره المرزبانيّ في معجم الشّعراء.
قلت: وله مرثية في خالد بن الوليد لما مات في خلافة عمر رواها المعافى النهروانيّ في كتاب الجليس من طريق أبي علي الحرمازيّ، قال: دخل هشام بن البختريّ في أناس من بني مخزوم على عمر، فقال له: يا هشام، أنشدني شعرك في خالد بن الوليد، فأنشده، فقال له: قصّرت في البكاء على أبي سليمان، إنه كان ليحبّ أن يذلّ الشرك وأهله، وإن الشّامت لمتعرض لمقت اللَّه، وما عند اللَّه خير له مما كان فيه.
8980- هشام بن حبيب الدّاريّ.
ذكره الطّبريّ فيمن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من الدّاريين، واستدركه ابن فتحون.
8981- هشام بن حبيش «1»
بن خالد المخزوميّ.
قال ابن حبّان: له صحبة. وقال البخاريّ: سمع عمر،
وأخرج يحيى بن يونس الشيرازيّ، من طريق حرام بن هشام بن حبيش، قال: سمعت أبي يذكر أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رأى سحابا بالبادية، فقال: هذا مما يستهل بنصر بني كعب.
وقد صحّ أن أباه قتل يوم الفتح. وقد تقدّم لهذا الحديث طريق في ترجمة أسيد بن أبي إياس.
8982- هشام بن حبيش السلميّ:
له في مسند بقيّ بن مخلد حديث واحد، ذكره في التّجريد.
8983- هشام بن أبي حذيفة
بن المغيرة «2» بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزوميّ.
__________
(1) الثقات 3/ 433، الجرح والتعديل 9/ 53، التاريخ الكبير 8/ 192، بقي بن مخلد 923، أسد الغابة ت (5372) .
(2) أسد الغابة ت (5373) ، الاستيعاب ت (2718) .(6/421)
ذكره ابن إسحاق، والزّبير بن بكّار فيمن هاجر إلى الحبشة، وسماه الواقديّ هاشما، ولم يذكره أبو معشر ولا موسى بن عقبة.
8984- هشام بن حكيم:
بن «1» حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي القرشيّ الأسديّ، وهم ابن مندة فنسبه مخزوميا.
ثبت ذكره في الصّحيح من
رواية الزّهري عن عروة عن المسور، وعبد الرّحمن بن عبد القاري، عن عمر، سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وفيه أنه أحضره لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فاستقرأهما فصوّبهما، وقال: «نزل القرآن على سبعة أحرف ... » الحديث بطوله.
قال ابن سعد: كان مهيبا. وقال الزّهريّ: كان يأمر بالمعروف في رجال معه. وقال مصعب الزبيريّ: كان له فضل. وقال ابن وهب، عن مالك: لم يكن يتخذ أخلّاء ولا له ولد. وقد روى عنه أيضا جبير بن نفير، وقتادة السّلميّ وغيرهما. ومات قبل أبيه بمدّة طويلة، قال أبو نعيم: استشهد بأجنادين.
8985
- هشام بن «2» صبابة:
بضمّ المهملة وموحدتين الأولى خفيفة، ابن حزن بن سيار بن عبد اللَّه بن كليب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة.
نسبه ابن الكلبيّ. وقال أبو سعيد السّكريّ: هو هشام بن حزن، وأمه صبابة بنت مقيس بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم، وهو بضم المهملة وموحدتين عند أكثر أهل اللّغة. وقال ابن دريد بالضّاد المعجمة.
قال ابن إسحاق في المغازي: حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر بن عمرو بن حزم- أن هشاما قاتل يوم المريسيع مع المسلمين حتى أمعن، وكان قد أسلم، فلقيه رجل من بني عوف بن الخزرج، فظنه مشركا فقتله.
وفي تفسير سعيد بن جبير الّذي رواه ابن لهيعة عن عطاء بن دينار عنه، وكذا في تفسير ابن الكلبيّ، عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً [النساء 93]- قال: نزلت في مقيس بن صبابة، وكان قد أسلم هو وأخوه هشام، فوجد مقيس أخاه قتيلا، فشكا ذلك لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأمر له بالدّية، فأخذها، ثم عدا على قاتل أخيه فقتله وارتد وأقام بمكّة، وقال في ذلك أبياتا، وسمّى الواقديّ بسند له
__________
(1) أسد الغابة ت (5374) ، الاستيعاب ت (2719) .
(2) أسد الغابة ت (5376) ، الاستيعاب ت (2720) .(6/422)
قاتله أوسا، وسماه هو هاشما، وكذا وقع عن ابن شاهين، من طريق محمّد بن يزيد عن رجاله، والأول أرجح.
8986- هشام بن العاصي «1»
: بن وائل السهمي.
تقدم نسبه في أخيه عمرو. قال ابن حبّان: كان يكنى أبا العاص، فكناه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أبا مطيع. وقال ابن سعد: أمه أم حرملة بنت هشام بن المغيرة، وكذا قال ابن السّكن، كان قديم الإسلام هاجر إلى الحبشة. وأخرج ابن السّكن بسند صحيح عن ابن إسحاق، عن نافع عن ابن عمر، عن عمر، قال: اتّعدت أنا وعيّاش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص حين أردنا أن نهاجر وأيّنا تخلّف عن الصّبح فقد حبس فلينطلق غيره، قال:
فأصبحت أنا وعياش، وحبس هشام وفتن فافتتن ... الحديث.
وأخرج النّسائيّ، والحاكم، من طريق محمد بن عمر، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة- مرفوعا: «ابنا العاص مؤمنان، هشام، وعمرو» .
ورويناه في أمالي المحامليّ، من طريق عمرو بن دينار، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمر نحوه.
وأخرج البغويّ من طريق أبي حازم، عن سلمة بن دينار، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، قال: جئنا فإذا أناس يتراجعون في القرآن، فاعتزلناهم ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم خلف الحجرة يسمع كلامهم، فخرج مغضبا حتى وقف عليهم، فقال: «بهذا ضلّت الأمم قبلكم، وإنَّ القرآن لم ينزل لتضربوا بعضه ببعض، إنّما أنزل يصدّق بعضه بعضا» ، ثم التفت إليّ وإلى أخي فغبطنا أنفسنا أن لا يكون رآنا معهم. رواه سويد بن سعيد، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه.
وقال الواقديّ: بعثه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في سرية في رمضان قبل الفتح.
وقال ابن المبارك في الزّهد، عن جرير بن حازم، عن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير، قال: مرّ عمرو بن العاص بنفر من قريش، فذكروا هشاما، فقالوا: أيهما أفضل؟ فقال عمرو: شهدت أنا وهشام اليرموك، فكلنا نسأل اللَّه الشهادة، فلما أصبحنا حرمتها ورزقها. وكذا قال ابن سعد، وابن أبي حاتم، وأبو زرعة الدّمشقيّ.
__________
(1) المستدرك 3/ 240، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 137، تاريخ الإسلام 1/ 382، العقد الثمين 7/ 374، طبقات ابن سعد 4/ 191، نسب قريش 409، طبقات خليفة ت 148 و 2821، المحبر 433، الجرح والتعديل 9/ 63، جمهرة أنساب العرب 163، أسد الغابة ت (5377) الاستيعاب ت (2721) .(6/423)
وذكره موسى بن عقبة، وأبو الأسود، عن عروة، وابن إسحاق، وأبو عبيد، ومصعب، والزّبير، وآخرون، فيمن استشهد بأجنادين.
وقال الواقديّ، عن مخرمة بن بكير، عن أم بكر بنت المسور، قالت: كان هشام رجلا صالحا، فرأى من بعض المسلمين بأجنادين بعض النكوص، فألقى المغفر عن وجهه، وجعل يتقدم في نحر العدوّ، ويصيح: يا معشر المسلمين، إليّ، إليّ، أنا هشام بن العاص، أمن الجنّة تفرّون ... حتى قتل.
ومن طريق خالد بن معدان: لما انهزمت الرّوم بأجنادين انتهوا إلى موضع لا يعبره إلا إنسان واحد، فجعلت الرّوم تقاتل عليه، فقاتل هشام حتى قتل، ووقع على تلك الثلمة فسدّها، فلما انتهى المسلمون إليها هابوا أن يدوسوه، فقال عمرو: أيها النّاس، إنَّ اللَّه قد استشهده، ورفع روحه: إنما هي جثة، ثم أوطأه وتبعه الناس حتى تقطيع ثم جمعه عمرو بعد ذلك وحمله في قطع فواراه.
8986 م- هشام بن العاص الأمويّ.
أخرج البيهقيّ في «الدّلائل» من طريق شرحبيل بن مسلم، عن أبي أمامة الباهليّ، عن هشام بن العاص الأمويّ، قال: بعثت أنا ورجل من قريش إلى هرقل ندعوه إلى الإسلام، فنزلنا على جبلة، فدعوناه إلى الإسلام، فإذا عليه ثياب سواد، فسأله عن ذلك قال: حلفت ألّا أنزعها حتى أخرجكم من الشّام، قال: فقلنا له: واللَّه لنأخذنّ مجلسك هذا، ولنأخذنّ منك الملك الأعظم، أخبرنا بهذا نبيّنا. قال: لستم بهم. ثم ذكر قصة دخولهم على هرقل واستخلائهم، فأخرج لهم ربعة فيها صفات الأنبياء إلى أن أخرج لهم صورة محمد صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فإذا هي بيضاء، فقال: أتعرفون هذا. قال: فبكينا، وقلنا: نعم، فقام قائما ثم جلس، فقال: واللَّه، إنه لهذا؟ قلنا: نعم. قال: فأمسك، ثم قال: أما إنه كان آخر البيوت، ولكني عجلته لأنظر ما عندكم، ثم قال: لو طابت نفسي بالخروج من ملكي لوددت أني كنت عبدا لأسدكم في ملكه حتى أموت، قال: فلما رجعنا حدّثنا أبا بكر فبكى، ثم قال: لو أراد اللَّه به خيرا لفعل، ثم قال: أخبرنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنهم واليهود يعرفون نعت النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وتقدم في ترجمة عديّ بن كعب نحو هذه القصّة، لكن فيها أنه هشام بن العاص السهميّ. واللَّه أعلم.(6/424)
8987- هشام بن العاص
بن «1» هشام بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، ابن أخي أبي جهل.
قتل أبوه ببدر، يقال: قتله عمر.
قال أبو عمر: هو الّذي جاء إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم الفتح، فكشف عن ظهره، ووضع يده على خاتم النبوّة، فأزال يده ثم ضرب صدره ثلاثا، فقال: «اللَّهمّ أذهب عنه الغلّ والحسد» - ثلاثا.
انتهى.
وهذا نقله من كتاب الزّبر بن بكّار، فإنه
أخرجه في كتابه عن محمد بن يحيى، عن ابن أبي رزين المخزومي مولاهم، عن الأوقص، عن حماد بن سلمة، قال: لما كان يوم الفتح جاء هشام بن العاص فذكره، وقال في آخره: وكان الأوقص يقول: نحن أقلّ أصحابنا حسدا،
ثم من طريق ابن شهاب قال عمر لسعيد بن العاص الأمويّ: ما قتلت أباك، إنما قتلت خالي العاص بن هشام.
8988- هشام بن عامر «2»
بن أمية الأنصاريّ.
تقدم ذكره ونسبه في ترجمة والده. روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وحديثه عند مسلم. روى عنه سعيد بن جبير، وحميد بن هلال، وآخرون.
وأخرج ابن المبارك في «الزّهد» ، من طريق جعفر بن زيد، قال: خرجنا في غزوة إلى كابل وفي الجيش صلة بن أشيم، فذكر قصّة فيها: فحمل هو وهشام بن عامر فصنعا بهم طعنا وضربا وقتلا، قال: فقال العدوّ: رجلان من العرب صنعا بنا هذا، فكيف لو قاتلونا- يعني فانهزموا، قال: فقيل لأبي هريرة: إن هشام بن عامر ألقى بيده إلى التهلكة. فقال أبو هريرة: لا، ولكنه التمس هذه الآية: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ [البقرة 207] ، ويقال: «كان اسمه شهابا، فسمّاه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم هشاما، وكان نزل البصرة وعاش إلى زمن زياد.
__________
(1) أسد الغابة ت (5378) ، الاستيعاب ت (2722) .
(2) طبقات ابن سعد 7/ 26، مقدمة مسند بقي بن مخلد 98، التاريخ الكبير 8/ 191، الجرح والتعديل 9/ 63، المعرفة والتاريخ 2/ 80، طبقات خليفة 187، أنساب الأشراف 1/ 336، تاريخ الطبري 4/ 71، تاريخ أبي زرعة 1/ 555، مسند أحمد 4/ 1، الكامل في التاريخ 2/ 541، تحفة الأشراف 9/ 71، تهذيب الكمال 3/ 1440، المغازي (من تاريخ الإسلام) 213، الكاشف 3/ 196، تهذيب التهذيب 11/ 42، تقريب التهذيب 2/ 319، خلاصة تذهيب التهذيب 410، أسد الغابة ت (5379) ، الاستيعاب ت (2723) .(6/425)
8989- هشام بن عتبة بن ربيعة «1»
. يقال هو اسم أبي حذيفة. وسيأتي في الكنى.
8990- هشام بن عقبة
بن أبي معيط الأمويّ.
قتل أبوه يوم بدر كافرا، وهو من مسلمة الفتح، وحفيده هشام بن معاوية بن هشام كان عامل عمر بن عبد العزيز على قنّسرين.
8991- هشام بن عمارة:
بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزوميّ.
ذكر أبو حذيفة البخاريّ في المبتدإ أنه استشهد بوقعة فحل باليرموك سنة ثلاث عشرة.
قلت: وأبوه هو الّذي كان مع عمرو بن العاص بالحبشة، فأغرى به النّجاشيّ حتى أمر أن ينفخ في إحليله، فهام مع الوحش إلى أن مات في خلافة عمر، وكان توجّه إلى الحبشة- وولده هذا، فهو من مسلمة الفتح، ولم يذكروه، وهو من شرطنا، وستأتي القصّة في ترجمة الوليد بن عمارة.
8992- هشام بن عمرو
بن ربيعة بن الحارث بن حبيب «2» ، بالتّصغير- ابن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ بن غالب القرشيّ العامريّ.
ذكره ابن إسحاق في «المؤلّفة» ممن أعطاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دون المائة من غنائم حنين، وهو الّذي كان قام في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم في الشعب، وكان كثير التردّد لهم في تلك الأيام. استدركه ابن فتحون، فقال: ذكره خليفة بن خياط، فقال: إنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أعطاه خمسين من الإبل، وقد ذكر ابن إسحاق قصته في نقض الصحيفة ومخاطرته في ذلك بنفسه رحمه اللَّه.
8993- هشام بن فديك «3»
. له في مسند بقي بن مخلد حديث ذكره في التجريد.
8994- هشام بن الوليد
بن المغيرة المخزوميّ»
، أخو خالد.
__________
(1) الثقات 3/ 434، تجريد أسماء الصحابة 2/ 120، الجرح والتعديل 9/ 114، العقد الثمين 7/ 376، أسد الغابة ت (5380) .
(2) أسد الغابة ت (5381) ، الاستيعاب ت (2724) .
(3) بقي بن مخلد 900.
(4) أسد الغابة ت (5384) ، الاستيعاب ت (2725) .(6/426)
قال أبو عمر: ذكر في المؤلفة قلوبهم.
وأخرج عبد الرّزّاق من طريق سعيد بن المسيب، قال: لما مات أبو بكر بكوا عليه، فقال عمر: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إنَّ الميّت يعذّب ببكاء الحيّ»
«1» . فأبوا إلا أن يبكوا، فقال لهشام بن الوليد: قم فأخرج النساء، فقالت عائشة: أخرج عليك، فقال عمر: ادخل، فقد أذنت لك، فقالت عائشة: أمخرجي أنت يا بني. قال: أمّا لك فقد أذنت، فجعل يخرجهنّ امرأة امرأة، حتى خرجت أمّ فروة بنت أبي قحافة! وأخرجه ابن سعد بن وجه آخر، وفيه: فنهاهنّ عمر عن النّوح فأبين، فقال لهشام بن الوليد: أخرج إليّ ابنة أبي قحافة، يعني عمة عائشة، فذكر القصّة، وهي عند البخاري معلقة باختصار. وأنشد له المرزباني في معجم الشعراء من أبيات يخاطب فيها عثمان بن عفان:
لساني طويل فاحترس من شذاته ... عليك وسيفي من لساني أطول
[الطويل]
8995- هشام، غير منسوب «2»
. أخرج البخاريّ في «الأدب المفرد» ، من طريق سعد بن هشام، عن عائشة، قالت: ذكر عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رجل يقال له شهاب، فقال: أنت هشام!
استدركه أبو موسى وقال: يمكن أن يكون هو هشام بن عامر- يعني والد سعد، ثم
ساق من طريق عيسى بن موسى غنجار، عن أبي أميّة، عن زينب بنت سعد، عن أبيها- أن جدّها- وهو هشام بن عامر- أتى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بمكتل من تمر، فقال: «ما اسمك» ؟ قال: اسمي شهاب. قال: «إن شهابا اسم من أسماء جهنّم، أنت هشام» .
قلت: أبو أميّة هو عبد الكريم بن أبي المخارق، ويحتمل أن يكون الّذي في رواية عائشة غير هذا، وقد تقدّم في مسلم بن عبد اللَّه أنه كان اسمه شهابا، فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
8996
- هشام، مولى «3» رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
__________
(1) أخرجه مسلم 2/ 643، كتاب الجنائز باب 9 الميت يعذب ببكاء أهله عليه حديث رقم 27، وأحمد في المسند 1/ 47، 2/ 134، 6/ 57، 209، والطبراني في الكبير 12/ 330، 344، وابن أبي شيبة في المصنف 3/ 392، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 42426، 42428.
(2) أسد الغابة ت (5385) .
(3) أسد الغابة ت (5375) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 120، الاستيعاب ت (2726) ، العقد الثمين 7/ 378.(6/427)
روى حديثه الطبرانيّ، ومطين، وابن قانع، وابن مندة، وغيرهم، من طريق الثوريّ، عن عبد الكريم الجزري، عن أبي الزّبير، عن هشام مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: جاء رجل إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: يا رسول اللَّه، إن امرأتي لا تردّ يد لامس.
قال: «طلّقها» . قال: إنها تعجبني ... قال: «فاستمتع بها» .
ورواه عبد اللَّه بن عمر الرّقي، عن عبد الكريم، عن أبي الزّبير، عن جابر، فكأنه سلك الجادة.
وذكر أبو عمر أن بعضهم ذكر أن هشاما المذكور هو السّائل.
8997- هشيم:
يقال هو اسم أبي العاص بن الربيع. ذكره أبو موسى.
الهاء بعدها اللام
8998- هلال بن أميّة «1»
بن عامر بن قيس بن عبد الأعلم بن عامر بن كعب بن واقف الأنصاريّ الواقفيّ.
شهد بدرا وما بعدها. وقد تقدم خبره في ترجمة مرارة بن الربيع، وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم. وتقدم له ذكر أيضا في ترجمة شريك بن سحماء، وله ذكر في الصّحيحين، من رواية سعيد بن جبير، عن ابن عمر.
وأخرج ابن شاهين، من طريق عطاء بن عجلان، عن مكحول، عن عكرمة بن هلال بن أميّة- أنه أتى عمر فذكر قصّة اللّعان مطوّلة. وهذا لو ثبت لدلّ على أنّ هلال بن أميّة عاش إلى خلافة معاوية حتى أدرك عكرمة الرواية عنه، ولكن عطاء بن عجلان متروك، ويحتمل أيضا أن يكون عكرمة أرسل الحديث عنه.
8999- هلال بن أميّة:
الخزاعيّ الكعبيّ «2» .
له ذكر في حديث عمران بن حصين،
أخرجه البيهقيّ في الخلافيات من طريق ابن وهب، عن يزيد بن عياض، عن عبد الملك بن عتيق، عن خرينق بنت حصين، عن أخيها عمران- أنّ النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «ألم تر إلى ما صنع صاحبكم هلال بن أميّة، لو قتلت مؤمنا بكافر لقتلته فدوه» .
قال: فوديناه وبنو مدلج، وكانوا حلفاء بني كعب في الجاهليّة.
ورويناه بعلوّ في الجزء الثالث من عوالي أبي علي بن خزيمة، وفيه: لما كان يوم
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 121، الجرح والتعديل 9/ 72، الطبقات الكبرى 8/ 380، الطبقات 83، التاريخ الكبير 8/ 207، الاستيعاب ت (2727) .
(2) أسد الغابة ت (5388) .(6/428)
الفتح قتل هلال بن أمية رجلا من هذيل ... الحديث. قال البيهقيّ: ورواه الواقديّ من وجه آخر عن عبد الملك، لكن قال: خراش بن أميّة.
قلت: وهو الّذي ذكره ابن إسحاق. واللَّه أعلم.
9000- هلال بن أبي خولي «1»
بن عمرو بن زهير بن خيثمة بن أبي حمران بن معاوية بن الحارث بن مالك بن عوف الجعفيّ.
قال ابن الكلبيّ: شهد هو وأخواه: خولي، وعبد اللَّه بدرا، وكذا ذكره موسى بن عقبة في البدريين، ولم يذكره ابن إسحاق.
9001- هلال بن الحارث «2»
: أبو الحمراء- مولى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، مشهور بكنيته. ويأتي في الكنى.
9002- هلال بن سعد «3»
. ذكره جعفر المستغفريّ وغيره في الصّحابة، وله ذكر في حديث أورده عبد الرّزّاق في مصنفه، عن ابن جريج، أخبرني صالح بن دينار أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عامله في العسل، فجمع أهل العسل فشهدوا أن هلال بن سعد جاء إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعسل، فقال: ما هذا؟ فقال: هدية. فأكل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ثم جاءه مرة أخرى فقال: صدقة، فأمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بأخذها ورفعها، ولم يذكر عند ذلك عشورا ولا نصف عشور إلا أنه أخذها. فكتب بذلك إلى عمر بن عبد العزيز، قال:
فكنا نأخذ ما أعطونا من شيء لا نسأل عشورا ولا شيئا، فما أعطونا أخذنا. ورواه ابن المبارك عن ابن جريج مختصرا.
9003- هلال بن سليم.
في ترجمة هلال بن أبي هلال.
9004- هلال بن عمرو:
بن عمير الثقفيّ. يأتي في آخر من اسمه هلال.
9005- هلال بن مرّة الأشجعيّ «4»
. له ذكر في حديث صحيح، أخرجه الحارث بن أبي أسامة، والطّبرانيّ، والطّحاويّ،
__________
(1) أسد الغابة ت (5392) ، الاستيعاب ت (2730) .
(2) أسد الغابة ت (5389) ، الاستيعاب ت (2728) .
(3) بقي بن مخلد 582، أسد الغابة ت (5394) ، الاستيعاب ت (2731) .
(4) أسد الغابة ت (5399) .(6/429)
وابن مندة، من رواية سعيد، عن قتادة، عن خداش بن عمرو، وأبي حسّان، كلاهما عن عبد اللَّه بن عتبة- أن ابن مسعود أتي في امرأة، فذكر قصّة بروع بنت واشق، وفيها: فقام رهط من أشجع فيهم الجراح بن سنان، وأبو سنان، فقالوا: نشهد أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قضى فينا في بروع بنت واشق، وكان زوجها هلال بن مرة، مثل ما قضيت.
ووقع عند الطّحاوي هلال بن مروان، ولم يسمّ الحارث أباه. قال ابن فتحون: ذكر الحديث جماعة منهم مسلم بن الحجّاج دون تسمية هلال.
قلت: وذهل «1» في نسبته لمسلم، فإن الحديث في السّنن كما تقدم في ترجمة الجراح.
9006- هلال بن مروان الأشجعيّ:
في ترجمة الّذي قبله.
9007- هلال بن المعلى «2»
: بن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عديّ بن مالك بن زيد مناة الأنصاريّ، أحد بني جشم بن الخزرج.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، واستشهد بها، وكذلك ذكر ابن حبّان وغيره.
9008- هلال الأسلميّ «3»
. له حديث في الأضاحي، أخرجه أحمد وابن ماجة بسند حسن، قال ابن حبّان: له صحبة، وترجم له ابن مندة هلال بن أبي هلال، وابن قانع هلال بن مسلم.
9009- هلال:
أحد بني متعان.
له حديث في العسل. فرق أبو موسى بينه وبين هلال بن سعد. وقال صاحب التجريد: قيل إنهما واحد. ذكر أبو داود من طريق عمرو بن الحارث، عن أبيه، عن جدّه، قال: جاء هلال أحد بني متعان إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعشور نحل له، وسأل أن يحمي له واديا يقال له سلبة، فحمى له ذلك الوادي، فلما ولي عمر كتب إليه سفيان بن وهب يسأله عن ذلك، فكتب إليه إن أدّى إليك ما كان يؤدّي إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فاحم له وأكرمه، وإلا فهو ذباب غيث يأكله من شاء.
__________
(1) في ط: هل.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 122، الثقات 3/ 435، الجرح والتعديل 9/ 78، الاستبصار 182، أصحاب بدر 232، أسد الغابة ت (5400) ، الاستيعاب ت (4733) .
(3) الاستيعاب 4/ 1534، الثقات 3/ 438، تجريد أسماء الصحابة 2/ 121، تنقيح فهوم أهل الأثر 385، أسد الغابة ت (5387) ، الاستيعاب ت (2735) .(6/430)
قلت: وهذه القصّة مغايرة لقصّة هلال بن سعد من عدة أوجه، فالظاهر المغايرة.
9010- هلال:
مولى المغيرة بن شعبة.
ذكره أبو عبد الرّحمن السّلمي في أهل الصّفة، وقال ابن بشكوال: له ذكر في كتاب «اليقين» لزهير بن عباد.
وأخرج أبو نعيم في «الحلية» من طريق عطاء الخراساني، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «ليدخلنّ من هذا الباب رجل ينظر اللَّه إليه» «1» . قال: فدخل هلال، فقال له: «صلّى عليّ يا هلال» ، وقال له: «ما أحبّك إلى اللَّه عزّ وجلّ وأكرمك عليه!»
وسنده ضعيف ومنقطع.
وقد أغفله أبو نعيم في «معرفة الصّحابة» ، واستدركه أبو موسى على ابن مندة، وأخرجه أحمد بن منصور بن يوسف المذكور، من حديث أبي هريرة مطوّلا جدّا. قاله أبو موسى.
وأخرج أبو نعيم في «الحلية» أيضا في ترجمة أويس القرني، من طريق الضّحاك، عن أبي هريرة نحوه، لكن لم يسم هلالا. وجاء ذكره في حديث لأبي الدّرداء، لكن لم ينسبه للمغيرة،
ذكره الحكيم الترمذيّ في نوادر الأصول في الأصل الخامس والعشرين بعد المائة، من طريق يحيى بن أبي طلحة، عن أبي الدّرداء، قال: كنت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في المسجد، فقال: يدخل من هذا الباب رجل من أهل الجنة. وقام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى الصّلاة، فخرجت من ذلك الباب. فلم أر أحدا، فعدت ودخلت وقعدت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «أما إنّك لست به يا أبا الدّرداء» ، ثم جاء رجل حبشي فدخل من ذلك الباب عليه جبّة من صوف فيها رقاع من أدم رامقا بطرفه إلى السّماء حتى قام على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فسلم عليه، فقال له: «كيف أنت يا هلال؟» قال: بخير يا رسول اللَّه. قال: «ادع لنا يا هلال، واستغفر لنا» :
قال: رضي اللَّه عنك وغفر لك يا رسول اللَّه. فذكر حديثا طويلا.
9011- هلال الثّقفي.
روى ابن جريج، من طريق عكرمة في قوله تعالى: اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا [البقرة 278]- نزلت في بني عمرو بن عمير، قال: فأسلم مسعود، وعبد ياليل، وحبيب بن ربيعة، وهلال، وهم الذين كان لهم الرّبا على بني المغيرة.
__________
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية 2/ 24، عن أبي هريرة قال قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ليدخلن من هذا الباب رجل ينظر اللَّه إليه قال فدخل يعني هلالا ... الحديث وأورده المتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 37546.(6/431)
قلت: وهذا أخرجه الطّبريّ من تفسير سنيد من روايته، عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن عكرمة، وساقه قبل ذلك عن ابن جريج، قال: كانت ثقيف قد صالحت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على أن لهم ربا على الناس فهو لهم، وما كان للنّاس عليهم فهو موضوع، فلما كان الفتح استعمل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على مكّة عتّاب بن أسيد، وكانت معاملة ثقيف مع بني المغيرة، فأتى بنو عمرو بن عمير يطلبون رباهم من بني المغيرة، فأبوا أن يعطوهم، فارتفعوا إلى عتّاب، فكتب عتّاب إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فنزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا ... [البقرة: 278] الآية، قال ابن جريج:
قال عكرمة: ويزعمون أنهم مسعود، وعبد ياليل، وحبيب، وربيعة، بنو عمرو بن عمير، فهم الذين كان لهم الرّبا فأسلم، فذكر الخمسة.
قلت: وزاد هذا الأخير، وهو هلال، فاحتمل أن يكون أخا للأربعة، واحتمل أن يكون ليس أخاهم، ولكنه من ثقيف، وفي ذكر مصالحة ثقيف قبل قوله: فلما كان الفتح- نظر، ذكرت توجيهه في أسباب النزول.
9012- الهلب الطائيّ «1»
. قال ابن دريد: أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رجل أقرع، فمسح رأسه فنبت شعره فسمى الهلب، قال ابن دريد: وكان أقرع فصار أفرع، يعني كان بالقاف فصار بالفاء، والأهلب الكثير الشّعر.
والهلب بضم أوله وسكون ثانيه، وضبطه ابن ناصر بفتح أوله وكسر ثانيه.
قلت: وهو يزيد بن قنافة، وقيل ابن يزيد بن عديّ بن قنافة، وكذا قال ابن الكلبيّ، لكنّ سماه سلامة. وقال ابن الكلبيّ: وفيه يقول الشاعر:
كان وما في رأسه شعرة ... فأصبح الأقرع وافي الشّكير
[السريع] روى الهلب عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه ابن قبيصة، وحديثه في أبي داود والترمذي وغيرهما. وذكره ابن سعد في طبقة مسلمة الفتح.
9013- هلواب «2»
: تقدّم ذكره في أسمر بن ساعدة.
__________
(1) أسد الغابة ت (5403) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 122، الاستيعاب ت (2748) ، الجرح والتعديل 9/ 120، تقريب التهذيب 2/ 321، تهذيب التهذيب 11/ 66، الطبقات الكبرى 6/ 295، خلاصة تذهيب 3/ 125، تهذيب الكمال 3/ 448، الكاشف 3/ 225، جامع التحصيل 364.
(2) أسد الغابة ت (5404) .(6/432)
الهاء بعدها الميم
9014- همام بن الحارث
بن ضمرة «1» .
قال أبو عمر: شهد بدرا، ولا أعلم له رواية.
9015- همام بن ربيعة العصريّ.
ذكره الرّشاطيّ فيمن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من عبد قيس، قال:
وكان من سادتهم وفرسانهم، ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى.
قلت: وقد تقدم ذكره في ترجمة صحار بن العباس.
9016- همام بن زيد بن وابصة:
الوابصيّ «2» .
ذكره الحاكم فيمن دخل نيسابور من الصّحابة، وقال: هو من الصّحابة الواردين مع عبد اللَّه بن عامر، واستوطن نيسابور، ومات بها، وله بها عقب، ثم نقل من طريق سهل بن عمار، قال: حضرت جدّي عبد اللَّه بن محمد ودخل عليه يحيى بن يحيى، وبشر بن القاسم، والحسين بن الوليد، عوّادا، فسألوه عن سنّه ومن أدرك من الناس، فأخبرهم أنه أدرك شيخا يقال له همان بن زيد الوابصي، قال: سمعته يقول: كساني النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بردة، وذكر قصّة، فقال يحيى بن يحيى: إنا نرجو أن نكون ممن
قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «طربى لمن رآني ولمن رأى من رآني» .
قال الحاكم: قال أبو الطّيب الكرابيسيّ: كان إبراهيم بن أبي طالب يذكر حال همام بن زيد، ويوثّق عبد اللَّه بن محمد.
ومن طريق أخرى عن سهل بن عمار: حدّثنا جدّي، رأيت همام بن زيد بن وابصة، وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان يسكن برجان «3» ، فكان إذا دخل البلد لا يمرّ بكبير ولا صغير إلا قصدوه وسلّموا عليه، فذكر القصّة.
وأورد الخطيب في ترجمة محمد بن محمد بن يحيى من وجه آخر، عن سهل بن عمار: حدّثنا جدّي عبد اللَّه بن محمد، كان همام بن وابصة إذا دخل الكوفة سلّم على كل
__________
(1) أسد الغابة ت (5405) ، الاستيعاب ت (2749) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 123، أسد الغابة ت (5407) .
(3) برجان: بلد من نواحي الخزر وكان المسلمون غزوة في أيام عثمان رضي اللَّه عنه. انظر: معجم البلدان 1/ 43.(6/433)
من مرّ به من رجل أو امرأة أو صبي، ويقول: أمرنا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنّ نفشي السلام.
قال سهل: فحدثت به يحيى بن يحيى، فجاء هو والحسين بن الوليد وبشر بن القاسم، فذاكروا جدّي هذا الحديث حتى سمعوه منه.
وقال يحيى بن يحيى أو بشر: دخلنا في حديث: «طوبى لمن رأى من رآني» .
كذا قال همام بن وابصة، كأنه نسبه إلى جدّه، وترجمه بغير هذا.
9017- همّام بن عروة
بن مسعود الثقفي. تقدم نسبه في ترجمة أبيه.
قال ابن السّكن: يقال: له صحبة. روى حديثه محمد بن إسحاق الثقفي، عن شداد بن قارع الثقفي، عن يعقوب بن زيد بن همام بن عروة، عن أبيه، عن جدّه، قال:
رأيت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو نازل بناحية الطّائف، وقد رششنا عليه النّبال وهو يقول بيده هكذا يمينا وشمالا.
قلت:، وعروة بن مسعود أسلم بعد وقعة الطّائف، وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالمدينة، فأسلم وحسن إسلامه، ثم رجع إلى الطّائف، فدعاهم إلى الإسلام فقتلوه، فأولاده على هذا صحبتهم ممكنة.
وقد تقدم غير مرة أنه لم يبق بمكّة والطّائف أحد من قريش وثقيف في حجّة الوداع إلّا كان أسلم وشهدها.
وحكى البلاذريّ أنّ الفارعة بنت همام هذا كانت زوج يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن عمرو بن مسعود الثقفيّ، فولدت له الحجاج بن يوسف الأمير المشهور.
9018- همام بن مالك
بن همام «1» بن معاوية العبديّ.
قال ابن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم هو وأخوه عبيدة.
9019- همام بن معاوية
بن شبابة، من وفد عبد القيس. ذكره ابن سعد.
9020- همام بن نفيل السعديّ.
ذكره أبو عليّ بن السكن،
وأورد له من طريق عاصمة بنت عاصم بن همام السعديّ، حدّثني أبي، عن أبيه همام بن نفيل، قال: قدمت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقلت: يا رسول اللَّه، حفرنا بئرا فخرجت مالحة، قال: فدفع إليّ إداوة فيها ماء، فقال:
«صبّه فيها» ، ففعلت فعذبت.
__________
(1) أسد الغابة ت (5408) .(6/434)
9021- همام بن وابصة:
في همام بن زيد.
9022- هميل بن الدّمون «1»
بن عبيد بن مالك الثقفيّ «2» .
بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم هو وأخوه قبيصة، ذكره ابن ماكولا، وذكره أبو الحسن المدائنيّ في كتاب أخبار ثقيف، وقال: إنه حضرمي حالف ثقيفا هو وأخوه، وسكن الطّائف، ثم وقع لأخيه قبيصة مع بني مالك حادث فأرادوا قتله فهرب منهم هو وأخوه، والشّريد بن سويد، فأسلموا، وذلك قبل إسلام ثقيف وقدوم وفدهم.
الهاء بعدها النون
9023- هناد:
[ ... ] .
9024- هند بن أسماء
بن حارثة الأسلميّ «3» .
تقدم نسبه في ترجمة أبيه أسماء، قال البخاريّ: له صحبة، وقال ابن السّكن: له صحبة، ومات في خلافة معاوية،
وأخرج أحمد من طريق ابن إسحاق: حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر، عن حبيب بن هند بن أسماء الأسلمي، عن أبيه: بعثني النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى قومي من أسلم، فقال: «مر قومك أن يصوموا هذا اليوم يوم عاشوراء، فمن وجدته منهم قد أكل في أول يومه فليصم آخره» .
وزعم ابن الكلبيّ أن المأمور بذلك هند بن حارثة عمّ هذا، وتبعه أبو عمر.
9025- هند بن حارثة الأسلمي «4»
: عمّ الّذي قبله.
قال ابن حبّان: له صحبة،
وأخرجه ابن قانع من طريق عبد الرحمن بن حرملة، عن يحيى بن هند بن حارثة، عن أبيه، وكان من أصحاب الحديبيّة، وأخوه أسماء بن حارثة- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم مرّ بنفر من أسلم يرمون، قال: «ارموا بني إسماعيل، فإنّ أباكم كان راميا» .
وزعم ابن أبي حاتم أنّ هند بن أسماء بن حارثة نسب لجده. وحكى البغويّ أنه شهد
__________
(1) في أ: الدموي.
(2) أسد الغابة ت (5409) .
(3) الثقات 3/ 436، 438، الاستيعاب ت (2736) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 123- الأعلام 8/ 97، تلقيح فهوم أهل الأثر 385- التاريخ الكبير 8/ 236.
(4) الاستيعاب ت (5410) ، الثقات 3/ 436، 438، تجريد أسماء الصحابة 2/ 123، الأعلام 8/ 97، الطبقات الكبرى 1/ 497، 504- 2/ 376- 4/ 322، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، التاريخ الكبير 8/ 258، ذيل الكاشف 1624.(6/435)
بيعة الرضوان مع إخوة له سبعة، وهم: هند، وأسماء، وخراش، وذؤيب، وسلمة وفضالة، ومالك، وحمران، قال: ولم يشهدها إخوة في عددهم، كذا قال. وقد أوردوا عليه أولاد مقرن. وعن أبي هريرة: ما كنت أرى هندا وأسماء إلا خادمين لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من طول لزومها إياه.
وقال أبو عمر: ما روى عن هند هذا الحديث إلا ابنه حبيب. وقال: هو والد يحيى الّذي يروي عنه عبد الرّحمن بن حرملة.
قلت: ووهم في ذلك، فليس حبيب أخا ليحيى، بل هند والد يحيى ابن عم حبيب.
9026- هند بن الصّامت
بن عبد اللَّه بن الصّامت بن سدوس الجشمي.
وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأمره أن يعتم تحت الحنك، قال: وهي عمّة جبرائيل، ذكره أبو علي الهجريّ في نوادره، وقال: هي العمة الجرولية. وكان هند ويكنى أبا جرول. وقال الرّشاطيّ: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون، واستدركه ابن بشكوال.
9027- هند بن أبي هالة التميمي «1»
: ربيب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، أمّه خديجة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه الحسن بن عليّ صفة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، أخرجه الترمذيّ، والبغويّ، والطّبراني، وغيرهم، من طرق عن الحسن بن علي. ووقع لنا بعلوّ في مشيخه أبي علي بن شاذان، من طريق أهل البيت.
وأخرجه البغويّ أيضا، وأخرجه ابن مندة من طريق يعقوب التيمي، عن ابن عبّاس- أنه قال لهند بن أبي هالة: صف لي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. قال البغويّ، عن عمه، عن أبي عبيد: اسم أبي هالة زوج خديجة قبل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم النباش بن زرارة، وابنه هند بن النباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن غدي بن جردة بن أسيد بن عمرو بن تميم حليف بني عبد الدّار. وقيل: هو زرارة بن النباش.
قال الزّبير: اسمه مالك بن النّباش بن زرارة. وقال أبو محمد بن حزم: اسم أبي هالة هند بن زرارة بن النّباش. ووجدت له سلفا، قال ابن أبي خيثمة: حدّثنا أحمد بن المقدام، حدّثنا زهير بن العلاء، حدّثنا سعيد، قال قتادة، قال: أبو هالة هند بن زرارة بن النّباش، ورأيت في معجم الشعراء للمرزبانيّ أن زرارة بن النباش رثى كفّار بدر، ولم يذكر له إسلام.
وأخرج ابن السّكن، وابن قانع، من طريق سيف بن عمر، عن عبد اللَّه بن محمد، عن
__________
(1) أسد الغابة ت (5411) ، الاستيعاب ت (2737) .(6/436)
هند بن هند بن أبي هالة، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول اللَّه، ما حملك على أن نزعت ابنتك عن عتيبة، يعني ابن أبي لهب- حتى حرشته عليك، قال: «إنّ اللَّه أبى لي أن أتزوّج أو أزوّج إلّا أهل الجنّة» .
قال الزّبير بن بكّار: قتل هند مع علي يوم الجمل. وكذا قال الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» ، وقال أبو عمر: كان فصيحا بليغا وصف النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأحسن وأتقن.
9028- هند بن هند
بن «1» أبي هالة، ولد الّذي قبله. وعلي قول قتادة ومن تبعه يكون هند بن أبي هند ثلاثة في نسق.
ذكره ابن مندة، وأورد من طريق حسان بن عبد اللَّه الواسطيّ، عن السّري بن يحيى، عن مالك بن دينار، حدثني هند بن خديجة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: مرّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالحكم أبي مروان، فجعل يغمز النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ويشير بإصبعه، حتى التفت إليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «اللَّهمّ اجعل له وزغا» ، يعني ارتعاشا، قال: فرجف مكانه.
وهكذا أخرجه ابن أبي حاتم الرّازيّ، وعبد اللَّه بن أحمد في زيادات الزهد من هذا الوجه، ومالك بن دينار لم يدرك هند بن أبي هالة، وإنما أدرك ابنه، فكأنه نسبه لجدّه.
وقد ذكر ابن أبي حاتم، عن أبيه- أنّ رواية هند بن هند عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرسلة. وجرى أبو عمر على ظاهره، فذكر هذا الحديث لهند بن أبي هالة.
وأخرج الزّبير بن بكّار والدّولابيّ، من طريق محمد بن الحجاج، عن رجل من بني تميم، قال: رأيت هند بن هند بن أبي هالة وعليه حلة خضراء، فمات في الطّاعون، فخرجوا به بين أربعة لشغل الناس بموتاهم، فصاحت امرأة: وا هند بن هنداه! وابن ربيب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم! قال: فازدحم الناس على جنازته وتركوا موتاهم.
__________
(1) أسد الغابة ت (5412) ، أنساب الأشراف 1/ 506، الثقات 3/ 436، الكامل 7/ 2594، جمهرة أنساب العرب 210، تجريد أسماء الصحابة 2/ 123، تقريب التهذيب 2/ 322، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 141، تهذيب التهذيب 11/ 72، الطبقات الكبرى 1/ 422، عهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 536، تاريخ الإسلام 2/ 265، خلاصة تذهيب 3/ 125، العقد الثمين 7/ 378، تاريخ من دفن بالعراق 472، تاريخ الإسلام 3/ 220، تهذيب الكمال 3/ 1450، التاريخ الكبير 8/ 240، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، الطبقات 43، 179، معجم الثقات 356، بقي بن مخلد 598، المعرفة والتاريخ 3/ 284، 288، جامع التحصيل 364.(6/437)
9029- هنيدة «1»
بن خالد الخزاعيّ.
قال ابن حبّان وأبو عمر: له صحبة. وقال ابن مندة: عداده في صحابة الكوفة.
قال: وقال أبو إسحاق: كانت أمة تحت عمر بن الخطاب. وقال أبو نعيم: مختلف في صحبته،
وساق من طريق شعبة عن أبي إسحاق: سمعت هنيدة يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من يأخذ هذا السّيف بحقه؟»
فأخذه رجل من القوم، فقال: أنا الّذي عاهدني خليلي ... الأبيات- قال: وقاتل به حتى قتل.
وأخرجه البيهقيّ في «السّنن الكبرى» من هذا الوجه دون قوله في آخره: فقاتل حتى قتل. وقد أخرجه ابن مندة من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن هنيدة بن خالد الخزاعي نحوه، وقال في آخره: فلم يزل يمضي قدما حتى تعادوا عليه فقتلوه.
وقصته تشبه قصّة أبي دجانة الصّحابي المشهور، لكن أبو دجانة لم يقتل في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وقال ابن حبّان في الثّقات في التابعين: هنيدة بن خالد الخزاعي روى عن علي وحفصة بنت عمر، كانت أمه تحت عمر. روى عنه عدي بن ثابت وغيره، واختلف في كلامه فيه وفي التهذيب.
الهاء بعدها الواو
9030- هود:
ويقال: هوذة بن أحمر «2» الحارثي.
ذكره أبو موسى في «الذّيل» ، فقال هود بن أحمر «3» ، وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في بني سدوس، استدركه أبو زكريّا بن مندة على جدّه.
قلت: وذكره الشّيرازيّ في «الألقاب» ، وأورد من طريق نمير بن حاجب بن نوبة بن شهاب بن زهير الذّهليّ، حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه شهاب بن زهير، قال: هاجر إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم خمسة من بكر بن وائل، وأربعة من بني سدوس، وواحد من عجل، فأما السّدوسيون فذكرهم إلى أن قال: وهوذة بن أحمر الحارثي، قال:
وأما العجليّ فهو فرات بن حيان.
__________
(1) أسد الغابة ت (5413) ، الاستيعاب ت (2750) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 123، الثقات 3/ 438، الجرح والتعديل 9/ 120، جامع التحصيل 364، تقريب التهذيب 11/ 73، خلاصة تذهيب 3/ 125، الكاشف 3/ 226، العقد الثمين 7/ 379، تهذيب الكمال 3/ 1450، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، التاريخ الكبير 8/ 248. بقي بن مخلد 907، تاريخ الإسلام 2/ 495.
(2) أسد الغابة ت (5413) ، الاستيعاب ت (2750) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 123، الثقات 3/ 438، الجرح والتعديل 9/ 120، جامع التحصيل 364، تقريب التهذيب 11/ 73، خلاصة تذهيب 3/ 125، الكاشف 3/ 226، العقد الثمين 7/ 379، تهذيب الكمال 3/ 1450، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، التاريخ الكبير 8/ 248. بقي بن مخلد 907، تاريخ الإسلام 2/ 495.
(3) في أ: أحمد.(6/438)
9031- هوذة بن الحارث
بن عجرة بن «1» عبد اللَّه بن يقظة بن عصيّة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلميّ.
ذكره الطّبريّ، وابن شاهين في الصّحابة، قالا: أسلم هوذة بن الحارث، وشهد فتح مكة، وهو القائل لعمر في مخاصمة له:
لقد دار هذا الأمر في غير أهله ... فأبصر وليّ الأمر أين تريد
«2» [الطويل] وقال المرزبانيّ: هوذة يعرف بابن الحمامة، حضر العطاء في أيام عمر، فدعي قبله أناس من قومه، فقال البيت المذكور لكن في آخره أمين اللَّه كيف يذود:
أيدعى جثيم والشريد إمامنا ... ويدعى رياح قبلنا وطرود
فإن كان هذا في الكتاب فهم إذا ... ملوك بني حرّ ونحن عبيد
[الطويل] قال: فدعاه عمر بن الخطاب فأعطاه، وهكذا ذكر في قصة البلاذريّ.
9032- هوذة بن خالد
بن ربيعة العامري.
ذكره ابن سعد في وفد بني عامر، وقال: أسلم هو وأبوه خالد وابن أخيه.
9033- هوذة بن خالد الكنانيّ «3»
. ذكره أبو موسى في «الذيل» ، وقال: روى حديثه أبو الزبير عن جابر في قصّة مع معاوية.
9034- هوذة بن عرفطة الحميريّ»
. وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وشهد فتح مصر، ولا أعرف له رواية، قاله سعيد بن يونس.
9035- هوذة بن عمرو
بن يزيد «5» بن عمرو بن رياح بن عوف بن عمرو بن الهون الجرمي.
__________
(1) أسد الغابة ت (5416) .
(2) ينظر البيت في أسد الغابة ت (5416) .
(3) أسد الغابة ت (5417) .
(4) أسد الغابة ت (5418) .
(5) أسد الغابة ت (5419) .(6/439)
قال ابن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكذا ذكره الطّبري، وأورده ابن ماكولا في ترجمة رياح- بكسر الراء بعدها مثناة تحتانية، وقال: ذكر ذلك ابن حبيب.
9036- هوذة الأنصاريّ.
ذكره الطّبرانيّ في الصّحابة، ولم يخرج له شيئا.
قلت: لعله والد عبد بن هوذة، فقد تقدم في ترجمته قول من قال: إن الحديث لهوذة والد معبد.
9037- هوذة:
غير منسوب «1» .
قال البغويّ: ذكره ابن سعد، وقال: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حديثا، ولم يذكره، وترجم له الطّبراني ولم يذكر الحديث.
قلت: ويحتمل أن يكون هو الّذي قبله.
الهاء بعدها الياء
9038- هيّاج بن محارب العامريّ.
ذكره ابن السّكن وابن قانع،
وساق ابن قانع من طريق خلدة بنت العرباض، عن الهيّاج بن الهياج بن محارب- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة» .
وقال ابن السّكن: روي عنه حديث بإسناد مجهول.
9039- هيبان «2»
: بفتح أوله وسكون ثانية ثم موحدة، الأسلميّ. ويقال هيفان، بالفاء بدل الباء.
أورد ابن مندة من طريق يزيد بن أبي منصور، عن عبد اللَّه بن الهيبان، عن أبيه، قال:
قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «صدقة المرء المسلّم من سعة كأطيب مسك يوجد ريحه من مسيرة جواز يوم، وصدقة من جهد وفاقة كأطيب مسك في برّ أو بحر يوجد ريحه من مسيرة سنة»
«3» .
9040- هيت المخنث «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت (5421) .
(2) الأعلام 8/ 103، أسد الغابة ت (5422) .
(3) ذكره المتقي الهندي في الكنز (16278) وعزاه لأبي نعيم عن هيبان.
(4) أسد الغابة ت (5443) .(6/440)
وقع ذكره في «صحيح البخاريّ» ، من طريق سفيان بن عتبة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة، قالت: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وعندي مخنّث، فسمعته يقول لعبد اللَّه بن أبي أمية: إن فتح اللَّه عليكم الطائف فعليك بابنة غيلان، فإنّها تقبل بأربع وتدبر بثمان، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لا يدخل عليكم هذا» .
قال سفيان: قال ابن جريج: اسم المخنّث هيت. والحديث عند مسلّم، وأبي داود، والنسائي، دون تسميته.
وقد أخرج عبد الملك بن حبيب في «الواضحة» ، عن حبيب كاتب مالك، قال: قلت لمالك: إن سفيان زاد في حديث بنت غيلان أنّ مخنّثا يقال له هيت، فقال مالك: صدق، وهو كذلك، وكان النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم غرّبه إلى الحمى.
قال أبو عمر في التمهيد: هذا غير معروف عن سفيان، وإنما ذكره سفيان عن ابن جريج، وأخرج الجوزجانيّ في تاريخه من طريق الأوزاعيّ، عن الزهريّ، عن علي بن حسين، كان مخنّث يدخل على أزواج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يقال له هيت.
وكذا أخرجه أبو يعلي، من طريق يونس، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة، فذكر أصل القصّة، وفيها: إن هيتا كان يدخل، وهو في الصّحيح من طريق معمر عن الزهري، دون تسميته.
وأخرج المستغفريّ من طريق داود بن بكر، عن ابن المنكدر- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نفى هيتا في كلمتين تكلم بهما تشبه كلام النساء: قال لعبد الرحمن بن أبي بكر:
إذا فتحتم الطائف غدا فعليك بابنة غيلان، فإنّها تقبل بأربع وتدبر بثمان. فبلغ ذلك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «لا تدخلوهم بيوتكم ... » الحديث.
وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد بن إبراهيم الدّورقي في مسنديهما، من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الكريم، عن مجاهد، عن عامر بن سعد بن مالك، عن أبيه- أنه خطب امرأة بمكة فقال: من يخبرني عنها؟ فقال رجل مخنّث يقال له هيت: أنا أنعتها لك، هي إذا أقبلت أقبلت تمشي على اثنتين، وإذا أدبرت ولّت تمشي على أربع، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «ما أرى إلّا منكرا، وما أراه إلّا يعرف النّساء» ،
وكان يدخل على سودة فنهاها أن يدخل عليها، فلما قدم المدينة نفاه، فكان كذلك إلى إمرة عمر فجهد فكان يرخص له أن يدخل المدينة فيتصدّق عليه يوم الجمعة.
وذكر ابن وهب في جامعه عمن سمع أبا معشر، قال: أمر به رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه(6/441)
وآله وسلّم فغرّب إلى عير جبل بالمدينة عند ذي الحليفة «1» ، فشفع له ناس من الصّحابة، فقالوا: إنه يموت جوعا، فأذن له يدخل كل جمعة فيستطعم ثم يلحق بمكانه، فلم يزل هناك حتى مات.
وقد تقدم في ترجمة مانع شيء من خبره.
وقال أبو عبيد البكري في شرح أمالي القالي: كان بالمدينة ثلاثة من المخنّثين يدخلون في النساء فلا يحجبون: هيت: وهدم، ومانع.
9041- الهيثم الأسديّ «2»
: ويقال الأنصاريّ، أبو معقل، معروف بكنيته، سماه محمد بن عبد اللَّه بن زكريّا الأنصاريّ. وقال أبو نعيم: قيل اسمه الهيثم، وسيأتي في الكنى.
9042- الهيثم بن دهر «3»
. روى ابن سعد عن الواقديّ بسنده عن المنذر بن جهم، عن الهيثم بن دهر، قال:
رأيت شيب النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في عنفقته وناصيته فحزرته ثلاثين شعرة عددا.
وعند الطّبري أنه الّذي بعده بواحد، وأنه نسب لجدّه.
9043- الهيثم بن ضرار.
قال ابن أبي خيثمة: يقال هو اسم الشماخ، والمعروف فيه أن اسمه معقل «4» ، قاله أبو الفرج الأصفهاني.
9044- الهيثم بن نصر
بن دهر الأسلميّ.
ذكره الواقديّ فيمن خدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وأخرج بسند له عنه، قال:
خدمت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولزمت بابه في قوم محاويج، فكنت آتيه بالماء من
__________
(1) ذو الحليفة: بضم الحاء وفتح اللام، موضع معروف مشهور بينه وبين المدينة ستة أميال وقيل سبعة نقله عياض وغيره. والشام: إقليم معروف يقال مسهلا ومهموزا وشآم بهمزة وبعدها مدة، نقل الثلاثة صاحب «المطالع» قال الجوهري الشام بلاد، تذكر وتؤنث ورجل شامي وشآم على فعال وشامي أيضا حكاه سيبويه وفي تسميتها بذلك ثلاثة أقوال: أحدها: إنها سمّيت بسام بن نوح لأنه أول من نزلها فجعلت السين تغير اللفظ الأعجمي والثاني: أنها سميت بذلك لكثرة قراها وتداني بعضها من بعض فشبهت بالشّامات والثالث أنها سميت بذلك لأنه باب الكعبة مستقبل المطلع فمن قابل طلوع الشمس كانت اليمن عن يمينه والشام عن يده الشؤمى. انظر: المطلع 164.
(2) أسد الغابة ت (5426) .
(3) أسد الغابة ت (5424) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 124.
(4) في أ: مغفل.(6/442)
بئر أبي الهيثم بن التيهان، وكان ماؤها طيبا، ولقد دخل يوما صائفا على أبي الهيثم، ومعه أبو بكر ... فذكر قصّة.
9045- الهيثم، والد قيس «1»
. ذكره محمّد بن سلّام الجمحيّ، وابن قانع مختصرا، من طريق عبد القاهر بن السّري بن قيس بن الهيثم، قال: استعمل- يعني النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم جدي الهيثم على صدقات قومه، فأدّاها إلى أبي بكر. فوفى، وكان الزّبرقان ممن وفي، فقال أبو بكر الصّديق: وفي بها الزربقان تكرّما، ووفى بها الهيثم تحرّجا، أو قال تبرعا. قال عبد القاهر:
فقلت له: من حدّثك؟ ففكر ساعة، وقال: حميد عن الحسن. قال ابن الأثير: هذا هو ابن قيس بن الصلت بن حبيب السلميّ، وهو عمّ عبد اللَّه بن حازم أمير خراسان.
9046- هيدان بن سيج العبسي.
ذكره الجاحظ في «البيان» ،
وذكر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال للنابغة: «لا يفضض الله فاك» .
وقال لهيدان بن سيج: رب خطيب من عبس.
وقال لحسان بن ثابت ...
فذكر كرسيجا، ولم يتحرر لي ضبط والده.
9047- الهيكل بن جابر «2» .
ذكره أبو موسى في «الذّيل» ،
وأخرج من طريق حماد بن عمرو النصيبي، عن العطاف بن الحسن، عن الهيكل بن جابر، قال: بينما النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يطوف بالبيت إذا رجل متعلق بأستار الكعبة وهو يقول: بحرمة هذا البيت إلّا غفرت لي، فانتهره النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فذكر قصّة طويلة وفيها: «إنّ البخل كفر، والكفر في النّار، ولو صمت وصلّيت خلف المقام والرّكن ألف عام ثمّ بكيت حتّى تجري من دموعك الأنهار، وتنبت الأشجار، ثمّ متّ وأنت لئيم إلّا كبك اللَّه على وجهك في النّار» .
وحماد مذكور بوضع الحديث.
__________
(1) أسد الغابة ت (5425) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 125، أسد الغابة ت (5427) .(6/443)
القسم الثاني
الهاء بعدها الراء
9048- هرمي بن عبد اللَّه «1»
: ويقال ابن عتبة، ويقال ابن عمرو الأنصاريّ الخطميّ، ويقال الواقفيّ.
ذكره أبو موسى في الذّيل،
وأخرج من طريق ابن إسحاق، حدّثني ثمامة بن قيس بن رفاعة، عن هرمي بن عبد اللَّه- رجل من قومه كان ولد في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ورأى أصحابه وهم متوافرون، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «من أدرك الجمعة ثمّ لم يأتها كان في الّتي بعدها أثقل ... » الحديث،
ولهرمي هذا رواية عن خزيمة بن ثابت عند النّسائي، وفي سنده اختلاف. وقيل فيه عبد اللَّه بن هرميّ، وهو مقلوب، أشار إلى ذلك البخاري في تاريخه.
الهاء بعدها اللام
9049- هلال بن عامر المنيريّ:
هو ابن سحيم.
لأبيه صحبة، وله رؤية، قاله ابن مندة، وأورد في ترجمته من طريق وهيب عن أيوب عن أبي قلابة عن قبيصة في كسوف الشمس، قاله ابن مندة، وقال غيره: عن هلال بن عامر، يعنى أنّ قلابة رواه عن هلال بن عامر عن قبيصة لا أنّ هلال بن عامر هو صحابية. وقد أخرجه أبو داود، من رواية عباد بن منصور، عن أيّوب، عن أبي قلابة، عن هلال- أن قبيصة حدثه، والطّبراني من طريق أنيس بن سوّار، عن أيوب نحوه.
القسم الثالث
الهاء بعدها الألف
9050- هاشم بن حرملة المريّ:
من فرسان الجاهليّة.
أدرك الإسلام، وعاش إلى خلافة عمر. وقرأت في التاريخ المظفريّ أنّ عمر قال لرجل من بني مرة: إن شئتم أن ترجعوا إلى نسبكم- يعني في قريش، وكان منهم الحارث بن عوف، وحصين بن الحمام، وهرم، وخارجة ولدا سنان، وهاشم بن حرملة، وهاشم هو الّذي مدحه عامر الجعفي بقوله:
__________
(1) أسد الغابة ت (5365) ، الاستيعاب ت (2746) .(6/444)
أحيا أباه هاشم بن حرملة ... يوم الهباءات ويوم اليعمله
[الرجز] فلم يعجبه، فزاد فيها:
ترى الملوك حوله مغربله «1» ... يقتل ذا الذّنب ومن لا ذنب له
[الرجز] فأعجبه وأثابه.
9051- هانئ بن عروة
بن الفضفاض بن نمران بن عمرو بن قعاس بن عبد يغوث المرادي ثم الغطيفي.
مخضرم، سكن الكوفة، وكان من خواص عليّ، ولما بايع أهل الكوفة مسلّم بن عقيل بن أبي طالب للحسين بن علي نزل على هانئ المذكور، فلما قدم عبيد اللَّه بن زياد قتل مسلّم بن عقيل، وقتل هانئ بن عروة.
وذكر ابن سعد بأسانيده إلى الشّعبي وغيره أن مسلما قدم الكوفة مستخفيا، والنّعمان بن بشير أمير الكوفة، فبلغ يزيد بن معاوية مسير الحسين بن علي قاصدا الكوفة، فخشي أنّ النّعمان لا يقاومه، فكتب إلى عبد اللَّه بن زياد- وهو أمير البصرة يضم إليه إمرة الكوفة، فقدمها وصحبته شريك بن الأعور الحارثيّ، فنزل شريك على هانئ بن عروة- وتمارض، فعاده عبيد اللَّه بن زياد، فأرادوا الفتك به، ففطن ورجع مسرعا، واستدعى بهانئ بن عروة، فأدخل عليه القصر وهو ابن بضع وتسعين سنة، فعاتبه ثم طعنه بالحربة وحزّ رأسه، ورمى به من أعلى القصر. والقصّة مشهورة في جزء مقتل الحسين، والغرض منها قوله: إنه جاوز التسعين، فيكون أدرك من الحياة النبويّة فوق الأربعين، فهو من أهل هذا القسم، وقد مضى ذكر أبيه عروة في القسم الثالث أيضا.
9052- هانئ بن معاوية الصدفي.
له إدراك، وشهد فتح مصر، وحجّ مع عثمان، وروى عن عثمان بن حنيف ذكره ابن يونس.
الهاء بعدها الباء
9053- هبيرة بن أسعد:
بن كهلان السّبائيّ.
له إدراك، وشهد فتح مصر، ذكره ابن يونس، وقال: إن في برقة بقية من ولده.
__________
(1) في ج: مغرملة.(6/445)
9054- هبيرة بن أخنس
بن كور بن مولة «1» بن همام بن ضبّ بن كعب بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسديّ.
ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وقال: إنه مخضرم يقول:
فزعت إليهم دعوة يال مالك ... وقد جعلت دودان قوم تسوّد
[الطويل]
9055- هبيرة بن خالد
بن مسلّم بن الحارث بن مخصف بن حاج، وهو مالك بن الحارث بن بكر بن ثعلبة بن عقبة بن السّكون السكونيّ.
له إدراك، وابنه مالك كان شريفا أميرا عند معاوية، وله معه قصّة في قتل حجر بن عديّ. ذكره ابن الكلبيّ. وقد مضى له ذكر في ترجمة محمد بن أبي حذيفة.
9056- هبيرة بن مفاضة العامريّ «2»
. ذكر وثيمة في كتاب «الرّدّة» أنه أرسل إلى بني سليم يأمرهم بالثبات على الإسلام حين ارتدّت العرب. ذكر المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» هبيرة بن عامر بن ربيعة بن عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، هو الّذي يقال له هبيرة بن المفاضة، والمفاضة أمه، وهي من بني أسد، وأورد له شيئا من شعره.
9057- هبيرة بن النعمان
بن قيس بن مالك بن معاوية بن سعنة بن بدّاء بن سعد بن عمرو بن ذهل بن مرّان بن جعفيّ بن سعد العشيرة الجعفيّ.
له إدراك، وكان من أمراء عليّ وشهد معه صفّين، واستعمله على المدائن، وكان شريفا، قاله ابن الكلبيّ.
الهاء بعدها الجيم
9058- هجاس الإياديّ.
قال أبو الفرج الأصبهانيّ: أدرك الجاهليّة، وأنشد عنه دواد الإيادي شعرا.
9059- هجالة بن أفلح
بن قيس بن عرعرة الغافقي.
أدرك الجاهليّة، وشهد فتح مصر هو وابناه: عبد اللَّه، وعبد الرحمن، ومات قديما بعد فتح مصر بقليل. ذكره ابن يونس.
__________
(1) في ج: موالة.
(2) أسد الغابة ت (5346) .(6/446)
الهاء بعدها الدال
9060- هديل بن هبيرة الثّعلبيّ «1»
. ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وقال: مخضرم.
9061- هديل الكاهليّ «2»
. ذكره سيف في «الفتوح» والطّبريّ في «التّاريخ» ، وأن خالد بن الوليد أوفده على أبي بكر الصّديق رضي اللَّه عنه بفتح الحيرة.
9062- هديم الثعلبي:
تقدم ذكره في أديم.
الهاء بعدها الراء
9063- هرم بن حيان العبديّ:
المشهور أنه من كبار التّابعين. وقد تقدّم ذكره في الأوّل.
9064- هرم بن سنان المرّي.
ذكر في ترجمة هاشم بن حرملة، وهرم هذا هو الّذي أصلح بين بني عبس وبني فزارة بعد أن كادوا يتفانون في الحرب التي كانت بينهم بسبب داحس والغبراء، وهو الّذي عناه زهير بن أبي سلمي الشّاعر المشهور والد كعب بن زهير بقوله فيه وفي رفيقه:
تداركتما عبسا وذبيان بعد ما ... تفانوا ودقّوا بينهم عطر منشم
«3» [الطويل] ولزهير فيه غرر المدائح. قال ابن الكلبي: حدثني أبي، قال: عاش هرم حتى أدرك عمر، فقال له: أي الرّجلين كنت مفضلا: عامر بن الطفيل، أو علقمة بن علاثة؟ فقال: لو قلت ذاك لعادت جذعة. قال عمر: نعم مستودع السر أنت يا هرم؟
9065- هرم بن قطبة
بن سنان الفزاريّ.
أدرك الجاهليّة وأسلّم في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وثبت في الرّدة، وذكر وثيمة أنه دعا عيينة بن حصن إلى الثبات على الإسلام، وقال له: اذكر عواقب البغي يوم
__________
(1) في أ: هذه الترجمة اسمها هدير الضبي.
(2) في أ: هديل الكامل.
(3) ديوانه: 15.(6/447)
الهباءة، ولجاج الرهان يوم قيس، وهزيمتك يوم الأحزاب في موعظة طويلة، فلم يقبل منه، ففارقه، وقال فيه شعرا. وكان هرم بن قطبة يقضي بين العرب في الجاهليّة، وقد تنافر إليه عامر بن الطّفيل وعلقمة بن علاثة، فاستخفى منهما. ذكر ذلك أبو عبيدة في كتاب الدّيباج، وقال: أسلم هرم بن قطبة، وقال عمر في خلافته: لمن كنت حاكما بينهما لو حكمت؟
فقال: أعفني، فو اللَّه لو أظهرت هذا لعادت الحكومة جذعة، فقال: صدقت واللَّه، وبهذا العقل أحكمت.
وروى هذه القصّة أبو الحسين الرازيّ والد تمام في فوائده، من طريق الشّافعي، قال:
حدّثني غير واحد ... فذكرها.
وقال الجاحظ في كتاب «البيان» : أوّل ما رآه عمر أراد أن يكشفه يستثير ما عنده، لأنه كان دميم الخلقة ملتفا في بتّ في ناحية البيت، فلما أجابه بهذا الحديث أعجب به، وأورد قصّة المنافرة مطولة ابن دريد في أماليه من طريق ابن الكلبيّ، عن أبيه، عن أبي مسكين، عن أشياخهم.
9066- الهرمزان الفارسيّ.
كان من ملوك فارس، وأسر في فتوح العراق، وأسلم على يد عمر، ثم كان مقيما عنده بالمدينة، واستشاره في قتال الفرس.
وقال القاضي إسماعيل بن إسحاق: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، حدّثنا عباد بن العوام، عن حصين، عن عبد اللَّه بن شدّاد: قال: كتب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى الهرمزان: « [من محمّد رسول اللَّه. إنّي أدعوك إلى الإسلام «1» ] «2» ، أسلم تسلم ... »
الحديث.
وقال الشّافعيّ: أنبأنا «3» الثّقفي، وابن أبي شيبة، حدّثنا مروان بن معاوية، كلاهما عن حميد، عن أنس: حاصرنا تستر، فنزل الهرمزان على حكم عمر، فقدم به عليه، فاستفخمه، فقال له: تكلّم، لا بأس، وكان ذلك تأمينا من عمر، هكذا جاء مختصرا.
ورواها عليّ بن حجر في فوائد إسماعيل بن جعفر مطوّلة، قال: عن حميد، عن أنس: بعثني أبو موسى بالهرمزان إلى عمر، وكان نزل على حكمه، فجعل عمر يكلمه، فجعل لا يرجع إليه الكلام، فقال له: تكلّم. فقال له: أكلام حيّ أم كلام ميّت؟ قال:
تكلّم، لا بأس عليك، قال: كنا وأنتم يا معشر العرب، ما خلّى اللَّه بيننا وبينكم، نستعبدكم،
__________
(1) سقط في أ.
(2) في أ: أن أسلم.
(3) في أ: أخبرنا.(6/448)
فلما كان اللَّه معكم لم يكن لنا بكم يدان ... فذكر قصّته معه في تأمينه. قال: فأسلم الهرمزان، وفرض له عمر.
وقال يحيى بن آدم في كتاب «الخراج» ، عن الحسن بن صالح، عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: فرض عمر للهرمزان في ألفين.
وقال عليّ بن عاصم، عن داود بن أبي هند، عن الشّعبي، عن أنس: قدم الهرمزان على عمر ... فذكر قصّة أمانه، فقال عمر: أخرجوه عني، سيّروه في البحر، ثم قال كلاما، فسألت عنه، فقيل لي: إنه قال: اللَّهمّ اكسر به، فأنزل في سفينة، فسارت غير بعيد، ففتحت ألواحها فوقعت في البحر، فذكرت قوله: اكسر به، ولم يقل غرقه، فطمعت في النّجاة، فسبحت، فنجوت فأسلمت.
وروى الحميديّ في النّوادر، عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن ابن شهاب، عن عبد اللَّه بن خليفة: رأيت الهرمزان مع عمر رافعا يديه يدعو ويهلّل.
وأخرج الكرابيسيّ في «أدب القضاء» بسند صحيح إلى سعيد بن المسيب- أن عبد الرّحمن بن أبي بكر قال لما قتل عمر: إني مررت بالهرمزان وجفينة وأبي لؤلؤة وهم نجيّ، فلما رأوني ثاروا، فسقط من بينهم خنجر له رأسان نصابه في وسطه، فانظروا إلى الخنجر الّذي قتل به عمر، فإذا هو الّذي وصفه، فانطلق عبيد اللَّه بن عمر، فأخذ سيفه حين سمع ذلك من عبد الرحمن، فأتى الهرمزان فقتله، وقتل جفينة، وقتل بنت أبي لؤلؤة صغيرة، وأراد قتل كلّ سبي بالمدينة، فمنعوه ... فلما استخلف عثمان قال له عمرو بن العاص: إن هذا الأمر كان، وليس لك على الناس سلطان، فذهب دم الهرمزان هدرا.
9067- هريم بن جوّاس التميميّ:
أحد بني عامر، من بني كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
له إدراك، وهو مخضرم، وكان يهاجي الأغلب العجليّ الراجز الماضي ذكره في حرف الألف في القسم الأول. ذكره المرزبانيّ في معجم الشّعراء، وذكر أنه وافقه بسوق عكاظ، فقال له:
قبحت من سالفة ومن قفا ... عبد إذا ما رسب القوم طفا
فما صفا عدوّكم ولا صفا ... كما شرار البقل أطراف السّفا
[الرجز] فقال له: من أنت؟ ويلك! قال:(6/449)
أنا غلام من بني مقاعس ... الضّاربين فلك الفوارس
[الرجز] الأبيات.
9068- هزّال التميميّ.
له إدراك، وله قصّة ذكرها المرزبانيّ، قال: خطب هزّال التميميّ والمخبل السعديّ الشّاعر إلى الزبرقان ابنته «1» ، فأجاب هزّالا، وترك المخبل، فغضب، وكان هزال قتل جارية للزبرقان، قال: فهجا المخبل الزبرقان وعيّره بذلك في أبيات.
9069- هزّال بن الحارث
بن الصعب بن مخرم الخولانيّ.
أدرك الجاهليّة، وشهد فتح مصر، وكان عريفا على قومه لما دخلوا مصر، ذكره ابن يونس.
9070- هزيل بن شرحبيل الأزديّ الكوفيّ «2»
. ذكره أبو موسى في الذّيل، وقال: يقال: إنه أدرك الجاهليّة، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التّابعين ووثّقه.
قلت: وله رواية عن أبي ذر، وابن مسعود، وعثمان، وعلي، وطلحة، وسعد بن أبي وقّاص، وقيس بن سعد بن عبادة، وغيرهم من كبار الصّحابة. روى عنه الشّعبي، وأبو إسحاق، وطلحة بن مصرّف، وعمرو بن مرة، وآخرون. ووثّقه الدّارقطنيّ. وقال العجليّ:
يعدّ من «3» أصحاب عبد اللَّه بن مسعود.
الهاء بعدها اللام
9071- هلال بن علّفة «4»
: بضم المهملة وتشديد اللام بعدها فاء.
9072- هلال بن وكيع «5»
: بن بشر بن عمرو بن عدس بن دارم.
ذكره أبو عمر في الصّحابة، ولم يذكر مستندا، وقال: إنه قتل يوم الجمل. وقد تقدم
__________
(1) في أ: ابنتيه.
(2) أسد الغابة ت (5371) .
(3) في أ: في.
(4) تصحيفات المحدثين 909، أسد الغابة ت (5398) ، الاستيعاب ت (2732) ، تبصير المنتبه 3/ 964.
(5) أسد الغابة ت (5402) ، الاستيعاب ت (2734) .(6/450)
في ترجمة زيد بن جبلة أنّ هلال بن وكيع وفد على عمر، فدلّ على أنه لم ير النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فهو من أهل هذا القسم.
الهاء بعدها الميم
9073- همدان الصّنعانيّ:
بريد أهل اليمن إلى عمر.
أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وروى عن عمر قوله: المصلّون أحقّ بالسّواري من المتحدثين إليها. أخرجه الحميدي في النّوادر، وابن أبي شيبة جميعا، عن وكيع، عن ربيعة بن عثمان، عن إدريس الصّنعاني، عن همدان.
9074- الهملع بن أعفر التميميّ:
من بني الهجيم.
قال المرزبانيّ في معجم الشّعراء: مخضرم، نزل البصرة، وخطب إليه الزّبير بن العوّام ابنته فرده، وقال أبياتا منها:
وإنّي لسمح البيع إن صفقت بها ... يميني وأهدت للحواريّ زينبا
[الطويل]
الهاء بعدها النون
9075- هند بن عمرو
الجمليّ، بفتح الجيم، المرادي.
أدرك الجاهلية، وولاه عمر على نصارى بني تغلب سنة سبع عشرة، وكان قاتل هند بن عبد اللَّه بن يثربي الضبي، وفي ذلك يقول:
إن تقتلوني فأنا ابن يثربي ... قاتل عليا وهند الجمليّ
[الرجز] وقتل يوم الجمل مع علي، واستدركه ابن فتحون.
9076- هنيّ:
بالتصغير، مولى عمر.
أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، واستعمله عمر على الحمى، والرواية بذلك في صحيح البخاريّ: وأخرج ابن سعد عن الواقديّ، عن عمرو بن عمير بن هني، عن أبيه، عن جده- قال: لم يحم أبو بكر شيئا من الأرض إلا البقيع، فلما كان عمر وكثر الناس استعملني على حمى الرّبذة.
وأخرج ابن سعد أيضا، عن خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمد: سمعت رجلا من الأنصار يحدّث أبي عن هني مولى عمر أنه كان بصفين، فذكر(6/451)
قصّة قتل عمار، وذكر له قصة في ذلك مع عمرو بن العاص.
الهاء بعدها الواو
9077- هوذة بن الحارث
بن عجرة بن عبد اللَّه بن يقظة السلمي، ويعرف بابن الحمامة، وهي أمه. له إدراك.
ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال: حضر العطاء في أيام عمر بن الخطاب، فدعا أناسا قبله من قومه، فقال:
لقد دار هذا الأمر في غير أهله ... فأبصر أمين اللَّه كيف يذود
أيدعى خثيم والشّريد أمامنا ... ويدعى رباح قبلنا وطرود
فإن كان هذا في الكتاب فهم إذا ... ملوك بني حرّ ونحن عبيد
«1» [الطويل] قال: فدعا به عمر فأعطاه.
قلت: والأربعة المذكورون من الصحابة فيما أحسب، والشريد هو ابن السلميّ صحابي مشهور، وكأنهم قدّموا على هوذة لصحبتهم، وكان هو عند نفسه مقدما عليهم قبل الإسلام كما وقع ذلك للحارث بن هشام ومن معه، لما رأوا صهيبا وأمثاله يؤذن لهم قبلهم على عمر.
9078- هوذة «2»
بن عبد اللَّه بن الطفيل، استشهد بأجنادين. ذكره في التاريخ المظفريّ.
9079- هوذة غير منسوب «3»
. ذكره ابن عساكر في تاريخه، فقال: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وشهد بدرا مع المشركين، ثم أسلم بعد، ووفد على معاوية في خلافته، وأورد له ابن مندة من طريق رحمة بن عصمة، عن مجالد، عن الشعبي، قال: وفد على معاوية رجل يقال له هوذة، فقال له معاوية: أشهدت بدرا، قال: نعم يا أمير المؤمنين، علي لا لي، وكأني أرى بريق سيوفهم كأنها شعاع الشمس خلل السحاب، قال: فابن كم كنت؟ قال: أنا يومئذ قمد ممدود
__________
(1) ينظر البيت الأول في أسد الغابة ترجمة رقم (5416) ، ومعجم الشعراء للمرزباني: 460.
(2) في أ: هوذ.
(3) أسد الغابة ت (5421) .(6/452)
مثل صفا الجلمود: القصة، قال أبو نعيم: لا تصحّ له صحبة، لأنه أسلم بعد وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
الهاء بعدها الياء
9080- الهيثم بن الأسود
بن قيس بن معاوية بن سفيان النخعي، يكنى أبا العريان.
جوز أبو عمر أنه الّذي روى عنه حديث السهو، وذكره ابن الكلبي عن عوانة، وذكر له قصة مع المغيرة بن شعبة لما كان أمير البصرة في خلافة عمر، فدل على أن له إدراكا. قال ابن الكلبيّ: كان من رجال مذحج، وقتل أبوه يوم القادسية.
وقال المرزبانيّ في «معجم الشعراء» : كان أبو العريان أحد من شهد على حجر بن عديّ، وبقي حتى علت سنّة. ذكره أبو أحمد الحاكم في الكنى، وساق من طريق عبد الملك بن عمير، قال: عاد عمرو بن حريث أبا العريان فقال: كيف تجدك؟ قال: أجدني قد ابيضّ مني ما كنت أحبّ أن يسودّ، واسودّ مني ما كنت أحب أن يبيض، وأنشده:
اسمع أنبّيك بآيات الكبر ... تقارب الخطو وسوء في البصر
وقلّة الطّعم إذا الزّاد حضر ... وكثره النّسيان لما يذّكر
[الرجز] وأما تجويز أبي عمر أنه الّذي روى عنه محمد بن سيرين حديث السهو فيأتي بيان ذلك في الكنى.
9081- الهيثم الحنفيّ.
ذكره وثيمة في كتاب «الرّدّة» ، وذكر له شعرا يدل على أنه استمر على الإسلام.
وذكر سيف في الفتوح أن أبا بكر كتب إلى خالد: وقد جعلت بينك وبين الناس شعارا وهو الأذان، فمن أعلنه فدعه، ومن لم يعلنه فاغزه، وفي ذلك يقول رجل من بني حنيفة، يقال له الهيثم، وكان جيش خالد بن الوليد أسروه:
أترى خالدا يقتّلنا اليوم ... بذنب الأصيغر «1» الكذّاب
لم ندع ملّة النّبيّ ولا نحن ... رجعنا منها على الأعقاب
[الخفيف] في أبيات، فبلغ ذلك خالدا، فأطلقه، فلما انحدر من الثنية صرعته دابته فقتلته.
__________
(1) في ب: الأصيفر.(6/453)
9082- الهيثم «1»
بن مالك التّنوخي، من بني ساعدة.
له إدراك، قال أبو سعيد بن يونس: شهد فتح مصر، وذكروه في كتبهم.
القسم الرابع
الهاء بعدها الألف
9083- الهاد»
: ذكر الذهبيّ في التجريد أنّ له في مسند بقي بن مخلد حديثا، وهذا خطأ، وإنما الحديث عن ابنه شداد بن الهاد الليثي.
الهاء بعدها الجيم
9084- الهجنع
بن عبد اللَّه بن جندع بن البكاء بن عامر بن صعصعة العامريّ. ذكره ابن قانع في الصحابة، فأخطأ في ذلك خطأ فاحشا، وأورد من طريق عقبة بن وهب بن عقبة، عن أبيه- أن الهجنّع قال: يا رسول اللَّه، ما يحل لنا من الميتة؟ الحديث.
وقوله الهجنع تصحيف، وإنما هو الفجيع، بفاء وبعد الجيم تحتانية ساكنة. وقد تقدم في حرف الفاء على الصواب. والحديث عند أبي داود، وقد أخرجه الخطيب في المؤتلف من الطريق التي أخرجها ابن قانع، فقال: عن الهجنع بن عبد اللَّه، فذكره، وقال: كذا وقع.
والصواب الفجيع بن عبد اللَّه.
9085- الهجنّع «3»
بن قيس الحارثي.
ذكره أبو موسى في «الذّيل» ، وقال: أورده أبو بكر بن أبي علي في الصحابة،
وساق من طريق هشيم عن يحيى بن عبد الرحمن، عن هجنع «4» ، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «من سرّه أن ينظر إلى عيسى ابن مريم فلينظر إلى أبي ذرّ» «5» .
انتهى.
وأورده ابن عساكر في ترجمة أبي ذر، من طريق هشيم، وقال: هذا مرسل.
قلت: وأخرج الطّبرانيّ الحديث المذكور من رواية إبراهيم الهجريّ، عن عبد اللَّه بن مسعود.
__________
(1) في أ: هيصم.
(2) بقي بن مخلد 597، أسد الغابة ت (5349) .
(3) في أ: الهجيع.
(4) في أ: هجيع.
(5) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33231 وعزاه للطبراني عن ابن مسعود- وضعّف.(6/454)
وقال أبو حاتم الرّازيّ: روى الهجنع عن عليّ مرسلا، وذكره ابن حبان في أتباع التابعين، وقال: روى عن إبراهيم النخعي. وذكره ابن يونس في تاريخ مصر، وقال: إنه يروي عن حذيفة، وأنه كان ينزل الأشمونين «1» ، قال: وأحسبه ناقلة من الكوفة، ثم
أخرج من طريق ابن وهب عن عبد الرحمن بن رزين أن الهجنع بن قيس حدّثه أن رجلا قال: يا رسول اللَّه، ما يكفيني من الدنيا؟ قال: «ما أشبع جوفك وستر عورتك» .
الهاء بعدها الدال
9086- هديل «2»
: ذكره أبو موسى في الذيل،
وأخرج من طريق ابن أبي الدنيا بسنده إلى أبي السوداء، عن أبي سابط، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «لو ترك شيء لشيء، لترك الهديل لأبويه» .
قلت: توهم أبو موسى أن الهديل هذا اسم رجل، وليس كذلك، وإنما هو اسم جنس، وهو بفتح الهاء بوزن عظيم: الفرخ الصغير الذكر من الحمام، والمراد بذكره هنا ضرب المثل، قال ذو الرمة الشاعر:
قلت أتبكي ذات طوق تذكّرت ... هديلا وقد أودى الهديل قديما
[الطويل]
الهاء بعدها الراء
9087- هرماس:
بن حبيب العنبريّ.
قال ابن حبّان: له صحبة، هكذا أورده عقب هرماس بن زياد، وهو خطأ، فإن البخاريّ ذكر عقب ترجمة هرماس بن زياد هرماس بن حبيب، لكن قال: روى عن أبيه عن جده، روى عنه النضر بن شميل، وهذا هو الصّواب. وهرماس بن حبيب من أتباع التابعين، اختلف في اسم جده.
9088- هرم بن مسعدة:
من بني عدي بن بجاد.
ذكره ابن شاهين، عن ابن الكلبيّ، وصحف اسمه واسم أبيه، وإنما هو هدم، بالدال،
__________
(1) أشمون: بالنون وأهل مصر يقولون الأشمونين وهي مدينة قديمة أزلية عامرة آهلة إلى هذه الغاية وهي قصبة كورة من كور الصعيد الأدنى غربي النيل ذات بساتين ونخل كثير سميت باسم عامرها وهو أشمن ابن مصر بن بيصر بن حام بن نوح. انظر: معجم البلدان 1/ 237، 238.
(2) أسد الغابة ت (5354) .(6/455)
ابن مسعدة، أحد الوفد التسعة من بني عبس، كذا ذكره ابن الكلبيّ على الصواب، وتبعه الرشاطيّ وغيره، وقد تقدم في الأول.
الهاء بعدها الزاي
9089- هزال بن مرة الأشجعيّ:
ذكره الأزرقي في الصحابة، قاله أبو عمر.
قلت: وهو خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو هلال بن مرة، كما مضى في الأول.
9090- هشام بن عتبة بن أبي وقاص:
تقدم أن الصواب هاشم، كما مضى في الأول.
9091- هشام بن قتادة الرهاوي «1»
. ذكره البغويّ، ويحيى بن يونس، وأبو نعيم تبعا لغلط وقع لبعض الرواة في إسقاط ذكر أبيه من السند.
قال البغويّ: حدثنا أبو بكر بن زنجويه، حدثنا علي بن بحر، حدثنا قتادة بن الفضيل بن عبد اللَّه بن قتادة، حدثنا أبي، حدثنا عمي هشام بن قتادة، قال: لما عقد لي النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم على قومي أخذت بيده فودعته. قال أبو موسى في الذيل:
رواه غيره عن علي بن بحر- يعني بهذا السند- إلى هشام بن قتادة، فقال: عن أبيه، قال:
لما عقد لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
قلت: وهذا هو الصواب، فقد أخرجه أحمد بن أبي خيثمة، عن علي بن بحر كذلك، وكذا أخرجه البخاريّ عن أحمد بن أبي طالب عن قتادة بن الفضل، وكذا هو في الطبراني من وجه آخر عن علي بن بحر. وذكر البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وغيرهم- هشام بن قتادة في التابعين.
9092- هشام بن المغيرة:
بن العاص «2» .
ذكره يحيى بن يونس، والمستغفري في الصحابة، وتبعهما أبو موسى في الذيل،
وأخرجوا من طريق أبي غسان، عن ابن أبي حازم، عن أبيه، عن عمرو بن هشام، عن جديه: عمرو، وهشام، قالا: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّما نزل القرآن يصدّق بعضه بعضا ... » الحديث.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 121، أسد الغابة ت (5382) ، الجرح والتعديل 21/ 68.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 121، الجرح والتعديل 9/ 68، الطبقات الكبرى 1/ 127- 8/ 153، أسد الغابة ت (5383) .(6/456)
وقوله في السند: عن عمرو بن هشام غلط، وإنما هو عمرو بن شعيب، وجداه عمرو وهشام هما ابنا العاص بن وائل. وذكر المغيرة بن هشام والعاصي في الترجمة زيادة لا حاجة إليها.
وقد مضى الحديث في ترجمة هشام بن العاص، من رواية سويد بن سعيد، عن ابن أبي حازم، عن أبيه، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: كنت أنا وأخي هشام بباب حجرة النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكر القصة.
الهاء بعدها اللام
9093- هلال بن الحارث:
أبو الحمل «1» ، مشهور بكنيته.
هكذا أورده ابن عبد البرّ، ثم أعاده في الكنى، ونسبه العباس بن محمد عن ابن معين وصحفه في الموضعين تصحيفا شنيعا، وإنما هو أبو الحمراء، بفتح المهملة وسكون الميم بعدها راء ثم ألف، وقد تعقبه عليه أصحابه وأتباعهم، والأمر فيه أشهر من ذلك، وباللَّه التوفيق.
9094- هلال بن الحكم «2»
. ذكره المستغفريّ، وأورد من طريق علي بن سلمة، عن عبد الملك بن عمرو، عن فليح، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن هلال بن الحكم، قال: لما قدمت على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم علمت أمورا من أمور الإسلام، فكان فيما علمت أن أشمّت من عطس إذا حمد اللَّه تعالى ... الحديث، وفيه قصة في تشميت العاطس وهو يصلّي.
قال أبو موسى في «الذيل» : هذا الحديث يعرف بمعاوية بن الحكم إلا أن هذا الرّاوي وهم فيه.
قلت: ولم يعيّنه وهو عليّ بن سلمة، فقد أخرجه أبو داود، عن محمد بن يونس النسائي، عن عبد الملك بن عمرو بهذا السند، فقال: عن معاوية بن الحكم، وهو عند مسلم والنسائي من طريق يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن علي كذلك.
9095- هلال بن ربيعة «3»
. ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق عبد الرحمن بن بشير، عن ابن إسحاق، عن عبد
__________
(1) الثقات 3/ 435، أسد الغابة ت (5390) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 121، الاستيعاب ت (2729) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 121، أسد الغابة ت (5391) .
(3) أسد الغابة ت (5393) .(6/457)
اللَّه بن أبي بكر، عن هلال بن ربيعة، قال: أصبت سيف ابن عائذ المخزومي فألقيته في النفل، فرآه الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي، فسأل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فيه، فأعطاه إياه.
قال أبو نعيم: صوابه مالك بن ربيعة، وهو أبو أسيد الساعديّ، ثم ساقه من طريق إبراهيم بن سعد، عن إسحاق كذلك.
قلت: ليت ابن مندة سكت على ذلك مع سعة اطلاعه.
9096- هلال بن عامر.
ذكره ابن مندة في الصحابة، ووهم فيه وهما فاحشا، فإنه ظنه صحابيا، وإنما هو اسم قبيلة معروفة نسبوا إلى جدهم هلال بن عامر.
وقد تقدم بيان ذلك في نمير بن عامر من حرف النون.
9097- هلال بن عامر المزني «1»
: آخر.
ذكره جعفر المستغفريّ ووهم فيه، فإنه تابعي، فأورد من طريق عبدة عن محمد بن عبيد الطنافسي: سمعت شيخا من بني فزارة يحدّث عن هلال بن عامر المزني، وغيره، قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم على بغلة شهباء أو على بعير ... الحديث.
قلت: تبعه أبو موسى في الذيل، وإنما رواه هلال بن عامر عن أبيه عن رافع بن عمر، وأخرجه أحمد عن محمد بن عبيد كذلك، عن أبي معاوية، عن هلال بن عامر، عن أبيه، وأبو داود، والنسائي، من طريق مروان بن معاوية، عن هلال، عن رافع، وتابع أبا معاوية يعلى بن عبيد ويحيى القطان وغيرهما، وهي الراجحة.
الهاء بعدها الميم
9098- همام «2»
: مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
أخرج أبو موسى من طريق جعفر المستغفري، عن البردعيّ- أن أبا الزبير روى عن همام مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أنّ رجلا قال: يا رسول اللَّه، إن امرأتي لا
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 122، الجرح والتعديل 9/ 74، تقريب التهذيب 2/ 324، تهذيب التهذيب 11/ 81، خلاصة تذهيب 3/ 119، الكاشف 3/ 227، تهذيب الكمال 3/ 1452، التاريخ الكبير 8/ 206، أسد الغابة ت (5397) .
(2) أسد الغابة ت (4506) .(6/458)
تردّ يد لامس ... الحديث ... وهو تصحيف، وإنما هو هشام كما تقدّم في الأول.
الهاء بعدها النون
9099- هنّاد:
وجدته في جزء أبي إسحاق بن أبي ثابت بسنده إلى العرزميّ، وهو محمد بن عبيد العرزميّ، عن عبيد اللَّه بن عبيد اللَّه بن هناد، عن أبيه، قال: زوج هناد ابنته فضرب عليها بالغربال ... الحديث.
وهو تصحيف، وإنما هو هبار، بموحدة وآخره. وقد تقدم على الصواب. في الأول.
9100- هنيدة
بن مغفل الغفاريّ «1» .
ذكره ابن حبّان في الصحابة، فقال: له صحبة، سكن مصر، وأحسبه هبيب بن مغفل.
قلت: هو كما ظن، وكأنه وجده في موضع على الصواب فذكره، ثم وجده في آخر على الخطأ فذكره احتياطيا، وهو واحد بلا ريب.
وأبو مغفل، بضم أوله وسكون المعجمة وكسر الفاء.
الهاء بعدها الواو
9101- هوذة «2»
: بن قيس بن عبادة بن دهيم الأنصاريّ.
ذكره ابن شاهين وابن مندة ووهما فيه، وإنما الصحبة لولده معبد، فأخرج ابن شاهين، من طريق صالح بن زريق، عن علي بن ثابت، عن عبد الرحمن بن معبد بن هوذة، عن أبيه، عن جده.
وأخرج ابن مندة، من طريق النّفيلي، عن علي بن ثابت، عن عبد الرحمن بن النعمان بن هوذة، عن أبيه، عن جده- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أمر بالإثمد المروّح، وقال: «ليتّقه الصّائم» .
والصواب ما أخرجه أحمد وأبو داود وابن قانع من طرق، عن علي بن ثابت، عن عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة، عن أبيه عن جده، فسقط من الرواية الأولى في نسب الراويّ النعمان، ومن الثانية معبد، نبه عليه العلائي، فالصحبة لمعبد بن هوذة.
وقد اغتر ابن الأثير بما ذكره ابن مندة، فأخرج الحديث في هذه الترجمة من مسند
__________
(1) الثقات 3/ 438.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 124، التاريخ الكبير 8/ 246، أسد الغابة ت (5420) .(6/459)
أحمد، وساقه على سياق ابن مندة، فوهم، وإنما هو في المسند بإثبات النعمان في السند.
9102- هوذة العصريّ.
ذكره ابن قانع فوهم فيه وهما ظاهرا، فإنه أورد في ترجمته حديثا من طريق هوذة العصري عن جده، فما أدري كيف غفل حتى جعل هوذة صحابيا، وإنما الصحبة لجده، وهو جدّه لأمه، واسمه مرثد بن جابر، كما تقدم في حرف الميم.
الهاء بعدها الياء
9103- الهيثم بن الربيع:
أبو حية النميري. يأتي في الكنى.
9104- الهيثم بن مالك الطائيّ.
تابعيّ من أهل الشام، أرسل حديثا فظنه بعضهم صحابيا،
فأورد إبراهيم الحربيّ من طريق صفوان بن عمرو، عن الهيثم بن مالك، قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم تشكو زوجها، فقال: «أتريدين أن تزوجي ذا جمة فينشأ على كل خصلة منها شيطان!» .
وهذا مرسل صحيح السند.
وأخرج البيهقيّ من طريق الهيثم بن مالك أيضا أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم خطب فبكى رجل، فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، «لو شهدكم اليوم كلّ مؤمن عليه من الذّنوب كأمثال الجبال الرّواسي لغفر لهم ببكاء هذا الرّجل، وذلك أنّ الملائكة لمّا يبكي تدعو وتقول: اللَّهمّ شفع البكّاءين فيمن لم يبك» .
وذكره البخاريّ وابن حاتم وغيرهما في التّابعين. واللَّه أعلم.(6/460)
حرف الواو
القسم الأول
لواو بعدها الألف
9105- وابصة بن معبد «1»
: بن عتبة بن الحارث بن مالك بن الحارث بن قيس بن كعب بن سعيد «2» بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسديّ.
وقال أبو حاتم: هو وابصة بن عبيدة، ومعبد لقب. أبو سالم، ويقال أبو الشعثاء، يقال أبو سعيد «3» .
وفد على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم سنة تسع، وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن ابن مسعود، وأم قيس بنت محصن، وغيرهم. روى عنه ولداه: سالم، وعمر، وزر بن حبيش، وشداد مولى عياض وراشد بن سعد، وزياد بن أبي الجعد، وغيرهم.
ونزل الجزيرة فروى أبو علي الحراني في تاريخ الرقة من طريق عبيد اللَّه بن عمرو الرقي، حدثني أبو عبد اللَّه الرقي، وكان من أعوان عمر بن عبد العزيز، قال: بعث معي عمر بمال، وكتب إلى وابصة يبعث معي بشرط يكفّون الناس عني، وقال: لا تفرقه إلا على نهر جار، فإنّي أخاف أن يعطشوا.
__________
(1) أسد الغابة ت (5428) ، الاستيعاب ت (2775) ، الثقات 3/ 431- الطبقات 35، 128، 318، تقريب التهذيب 2/ 328، تلقيح فهوم أهل الأثر 369، الكاشف 3/ 232- الجرح والتعديل 9/ 47، تجريد أسماء الصحابة 5/ 125، التاريخ الكبير 8/ 187، تاريخ أبي زرعة 2/ 686، حلية الأولياء 2/ 23، تهذيب التهذيب 11/ 100، الطبقات الكبرى 1/ 292، تهذيب الكمال 3/ 1457، تراجم الأحبار 4/ 203، البداية والنهاية 5/ 88، علوم الحديث لابن الصلاح 295، بقي بن مخلد 179، مشاهير علماء الأمصار 53.
(2) في أ: سعد.
(3) في أ: سعد.(6/461)
قال أبو عليّ: ولا أظن هذا إلا وهما، لأن وابصة ما عاش إلى خلافة عمر بن عبد العزيز. انتهى.
وهو كما ظنّ. وقال: لعله كان في الأصل: إن ابن وابصة.
9106- وابصة بن خالد:
بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم القرشيّ المخزوميّ.
ذكره هشام بن الكلبيّ في المؤلّفة قلوبهم، وهو في أواخر كتابه في المثالب.
9107- واثلة بن الأسقع «1»
: بن كعب بن عامر، من بني ليث بن عبد مناة- ويقال ابن الأسقع بن عبد اللَّه بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث. وصحح ابن أبي خيثمة أنه واثلة بن عبد اللَّه بن الأسقع، كان ينسب إلى جدّه، ويقال الأسقع لقب، واسمه عبد اللَّه.
قال الواقديّ: يكنى أبا قرصافة. وقال غيره: يكنى أبا الأسقع، ويقال أبو محمد، ويقال أبو الخطاب، ويقال أبو شداد، ووهم البخاري في ذلك.
أسلم قبل تبوك، وشهدها. وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وعن أبي مرثد، وأبي هريرة، وأم سلمة، وعنه ابنته فسيلة، ويقال خصيلة، وأبو إدريس الخولانيّ، وشداد أبو عمار، وبشر بن عبيد اللَّه، ومكحول، ومعروف أبو الخطاب، وآخرون.
قال ابن سعد: كان من أهل الصّفة، ثم نزل الشّام. قال أبو حاتم: شهد فتح دمشق وحمص وغيرهما. قال ابن سميع: مات في خلافة عبد الملك وأرخه إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن خالد، سنة ثلاث وثمانين، وزاد: أنه كان حينئذ ابن مائة وخمس وستّين سنة.
وقال أبو مسهر وغيره: مات سنة خمس وثمانين، وفيها أرّخه الواقديّ، وزاد: وهو ابن ثمان وسبعين سنة، وهو آخر من مات بدمشق من الصّحابة.
9108
- واثلة «2» بن الخطّاب:
القرشي.
قال أبو الحصين «3» الرّازيّ: والد تمام: صحابي من رهط عمر، ذكر ذلك ابن عساكر عنه عن شيوخه الدمشقيين بأسانيدهم- أنّ الدّار المعروفة بدار واثلة في رحبة حمام خالد دار
__________
(1) الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 544، تاريخ ابن عساكر 17/ 353، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 142، تهذيب الكمال 1456، تاريخ الإسلام 3/ 310، العبر 1/ 99، تذهيب التهذيب 4/ 127، غاية النهاية ت (3797) ، تهذيب التهذيب 11/ 101، خلاصة تذهيب الكمال 350، شذرات الذهب 1/ 95، خزانة الأدب 3/ 343، أسد الغابة ت (5429) ، الاستيعاب ت (2775) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 125، أسد الغابة ت (5430) .
(3) في أ: الحسين.(6/462)
واثلة بن الخطاب العدويّ، عدي قريش، فذكره وترجم له أبو القاسم البغويّ، ولم يذكر له شيئا.
وذكره يحيى بن يونس الشّيرازيّ، وجعفر المستغفريّ، وأوردا من طريق إسماعيل ابن عياش، عن مجاهد بن فرقد الصنعاني، عن واثلة بن الخطّاب القرشيّ، قال: دخل رجل المسجد، فلما رآه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم تزحزح له، فقال: يا رسول اللَّه، إن في المكان سعة، فقال:
«إنّ للمسلم على المسلم إذا رآه أن يتزحزح له» .
قال أبو موسى: سمّاه زفر بن هبيرة عن إسماعيل، عن مجاهد بن رومي- ابن فرقد، كذا أخرجه ابن قانع.
وأخرجه أبو بكر بن أبي عليّ في الصّحابة، وأورد حديثه من طريق قتيبة بن مهران، عن إسماعيل، فقال: عن مجاهد بن فرقد، عن واثلة بن الخطاب، قال أبو موسى: وأظنه صحّفه.
قلت: إنما صحّف والد الصّحابي المشهور، وأما والد مجاهد فأصاب فيه، فقد قال هنّاد بن السّري، عن إسماعيل، عن مجاهد بن فرقد. وأخرجه البيهقيّ في الأدب من طريق الفريابي، حدّثنا مجاهد أبو الأسود، عن واثلة بن الخطاب.
9109- واثلة بن عبد اللَّه:
بن عمرو الليثيّ، والد أبي الطّفيل عامر.
تقدم نسبه في ترجمة ولده عامر في حرف العين، وذكره البغويّ، وأورد له من طريق عمر بن يوسف الثقفيّ، عن أبي الطّفيل، عن أبيه أو جدّه، قال: رأيت الجحر الأسود أبيض، وكان أهل الجاهليّة إذا نحروا بدنهم لطخوه بالفرث والدّم.
قال أبو موسى بعد تخريجه: هذا حديث عجيب.
9110- وازع:
قال أبو نصر «1» بن ماكولا: قيل له صحبة ورواية عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه ابنه ذريح، كذا استدركه ابن الأثير مختصرا. وقد
ذكره الخطيب في المؤتلف من طريق أبي نجبة، بفتح النّون والجيم والموحدة، السكونيّ، عن عمر بن عبد العزيز، عن أبي الوازع ذريح بن الوازع، عن أبيه، وكانت له صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «النّظر إلى المصحف عبادة» «2» .
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 125، ذيل الكاشف 1625، الإكمال 7/ 387، أسد الغابة ت (5433) .
(2) أورده السيوطي في اللآلئ المصنوعة 1/ 179.(6/463)
قلت: ولهذا المتن طريق أخرى أوردها أبو نعيم من حديث عائشة بسند واه، ولفظه:
كتاب اللَّه بدل «المصحف» .
9111- وازع العبديّ:
والد أم أبان.
تقدم بيان الاختلاف في حديثه في ترجمة أبيه الوازع، وقد ذكره في الصّحابة أحمد، وابن قانع، وأبو بكر بن أبي عليّ، وآخرون.
9112- وازم بن زر الكلبي «1»
. ذكره يحيى بن يونس، والمستغفريّ، وأوردا من طريق محمد بن يزيد بن زبان بن واسع بن علي بن وازم بن زرّ الكلبيّ، وكان الوازم أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وسمّاه ابن مندة ودان كما سيأتي، وذكره ابن ماكولا.
9113- واسع بن حبّان «2»
: بن منقذ الأنصاريّ.
قال العدويّ: شهد بيعة الرّضوان والمشاهد بعدها، وقتل يوم الحرّة.
قلت: وهذا غير الرّاوي فيما أظن، لأنه مشهور في التابعين، وحديثه في صحيح مسلم، وقد فرّق بينهما ابن فتحون في ذيل الاستيعاب.
9114- واسع السّلمي:
أحد الوفود «3» من بني سليم.
ذكره العبّاس بن مرداس في الأبيات التي تقدّمت في ترجمة المقنّع.
9115- واقد بن الحارث:
أبو الحارث «4» .
قال البغويّ: قال محمد بن إسماعيل: له صحبة. وقال ابن مندة: أنصاري، عداده في أهل مصر. وقال ابن المبارك في الزّهد: حدثنا رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن عبد الكريم بن الحارث، عن قيس بن رافع، قال: اجتمع ناس من أصحاب رسول اللَّه
__________
(1) أسد الغابة ت (5434) .
(2) الاستبصار 87، 339، الطبقات 236، 252، تقريب التهذيب 2/ 328، شذرات الذهب 1/ 71، الكاشف 3/ 232، تجريد أسماء الصحابة 2/ 125، الجرح والتعديل 9/ 48، التاريخ الكبير 8/ 190، تهذيب الكمال 3/ 457، الصبر 68، تهذيب التهذيب 11/ 102، المعرفة والتاريخ 1/ 298، مشاهير علماء الأمصار 78، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 143، تحفة الأشراف 13/ 410، جامع التحصيل 364، 2/ 328، تاريخ الإسلام 3/ 496، أسد الغابة ت (5435) .
(3) في أ: الوفد.
(4) أسد الغابة ت (5437) ، الاستيعاب ت (2751) .(6/464)
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عند ابن عباس، فتذاكروا الخير فرقوا، وواقد بن الحارث ساكت، فقالوا: ألا تتكلم! فلعمري ما أنت بأصغرنا سنّا. فقال: أسمع القول، فالقول قول خائف، وانظر الفعل فالفعل فعل آمن.
9116- واقد بن سهل
الأنصاريّ الأشهليّ.
ذكره الأمويّ في المغازي عن أبي إسحاق فيمن استشهد باليمامة.
9117- واقد بن عبد اللَّه:
بن عبد مناف بن عرين «1» بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميميّ الحنظليّ اليربوعي «2» ، حليف بني عديّ بن كعب.
قال موسى بن عقبة في «المغازي» : واقد، ويقال وقدان، شهد بدرا، وكذا ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا.
وقال ابن إسحاق في «المغازي» : حدّثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزّبير، قال:
بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عبد اللَّه بن جحش إلى نخلة ... فذكر القصّة، وفيها: فلما رآهم القوم أشرف لهم واقد بن عبد اللَّه، وكان قد حلق رأسه، فلما رأوه قالوا:
عمار، ليس عليكم منه بأس، فأتمر بهم أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فاجتمع القوم على قتالهم، فرمى واقد بن عبد اللَّه عمرو بن الحضرميّ بسهم فقتله، فنزلت:
يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ ... [البقرة 217] الآية.
وأخرج أبو نعيم هذه القصّة من طريق أبي سعد البقال، عن عكرمة، عن ابن عباس مطوّلة.
وكذا أخرجها الطّبريّ من طريق أسباط بن نصر عن السّديّ. وقال أبو عبيدة: كانت بنو يربوع تفتخر بأنّ منهم أول من قتل قتيلا بالإسلام من المشركين، وفي ذلك يقول عمر بن الخطاب:
سقينا من ابن الحضرميّ رماحنا ... بنخلة لمّا أوقد الحرب واقد
«3» [الطويل] وقال عبد العزيز بن المختار، عن علي بن يزيد، عن سعيد بن المسيّب، قال: قال لي
__________
(1) في أ: عدي.
(2) أسد الغابة ت (5440) ، الاستيعاب ت (2754) .
(3) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (5439) ، والاستيعاب ترجمة رقم (2752) ، سيرة ابن هشام 1/ 605.(6/465)
ابن عمير: سميت ابني سالما بسالم مولى أبي حذيفة، وسميت ابني واقدا بواقد بن عبد اللَّه اليربوعيّ.
وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: مات واقد هذا في أول خلافة عمر.
9118- واقد «1»
: مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
ذكره الحسن بن سفيان في مسندة، والطّبرانيّ في معجمه، وأخرجا من طريق زاذان عن واقد مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من أطاع اللَّه فقد ذكر اللَّه، وإن قلّت صلاته وصيامه» - الحديث.
9119- واقد الليثيّ «2»
: يكنى أبا مراوح.
ذكر ابن مندة، عن أبي داود- أن له صحبة.
وأخرج من طريق ربيعة بن عثمان، عن زيد بن أسلم، عن أسلم، عن واقد أبي مراوح الليثي- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «قال اللَّه عزّ وجلّ: إِنَّا أَنْزَلْنَا المَالَ لإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكَاةِ» .
9120- وائل بن حجر»
: بضم المهملة وسكون الجيم، ابن ربيعة بن وائل بن يعمر. ويقال ابن «4» حجر بن سعد بن مسروق بن وائل بن النعمان بن ربيعة بن الحارث ابن سعد بن عوف بن عديّ بن مالك بن شرحبيل بن مالك بن مرة بن حمير بن زيد الحضرميّ.
كان أبوه من أقيال اليمن، ووفد هو على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، واستقطعه أرضا فأقطعه إياها، وبعث معه معاوية ليتسلمها في قصّة له معه معروفة.
قال ابن سعد: نزل الكوفة، وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، روى عنه ابناه: علقمة، وعبد الجبار، وزوجه أم يحيى، ومولى لهم، وكليب بن شهاب، وحجر بن عنبس وآخرون. ومات وائل في خلافة معاوية.
وقال أبو نعيم: أصعده النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على المنبر، وأقطعه، وكتب له
__________
(1) العقد الثمين 7/ 411، الاستيعاب ت (2753) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 126، أسد الغابة ت (5438) .
(2) أسد الغابة ت (5441) .
(3) مسند أحمد 4/ 315، طبقات خليفة 73 و 133، التاريخ الكبير 8/ 175- الجرح والتعديل 9/ 42، تاريخ ابن عساكر 17/ 363/ 1، تهذيب الكمال 1458، تهذيب التهذيب 11/ 108، خلاصة تذهيب الكمال 415، أسد الغابة ت (5443) ، الاستيعاب ت (2774) .
(4) في أ: يقال ابن زهر بن حجر.(6/466)
عهدا، وقال: هذا وائل سيّد الأقيال. ثم نزل وائل الكوفة وعقبه بها.
وقال ابن حبّان: كان بقية أولاد الملوك بحضرموت، وبشّر به النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قبل موته، وأقطعه أرضا، وبعث معه معاوية، فقال له: أردفني، فقال: لست من أرداف الملوك، فلما استخلف معاوية قصده فتلقّاه وأكرمه. قال وائل: فوددت لو كنت حملته بين يدي.
9121- وائل بن أفلح «1»
: يقال: إنها لقب أبي القعيس.
أخرج ابن خزيمة في صحيحه، وابن مندة من طريقه، ثم من رواية يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة- أن أبا قعيس وائل بن أفلح استأذن على عائشة ... الحديث.
وأخرج ابن مندة أيضا من رواية أبي حريز، عن الحكم بن عيينة «2» - أن عراك بن مالك حدّثه أن أفلح دخل على عائشة فاحتجبت منه، وكانت امرأة وائل أبي القعيس قد أرضعت عائشة. قال ابن مندة: رواه شعبة وغيره عن الحكم، عن عراك، عن عروة، عن عائشة- أنّ أفلح أبا القعيس جاء يستأذن على عائشة ... الحديث. قال: وهذا هو الصّواب.
قلت: الّذي يصحّ من رواية شعبة وغيره أن أفلح أخ لأبي القعيس، فأبو القعيس إن كان اسمه وائلا صحّت هذه الترجمة.
9122- وائل بن رئاب
بن حذيفة بن مهشم بن سعيد «3» بن سهم القرشيّ السهميّ.
له ولأخويه معمر وحبيب صحبة، وقد أغفلهم أكثر من صنّف في الصّحابة، وثبت ذكرهم في خبر قويّ أخرجه الفاكهيّ ويعقوب بن شيبة والدّارقطنيّ، وغيرهم من طريق حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، قال: تزوّج رئاب بن حذيفة السّهمي أمّ وائل بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذيفة بن جمح، فولدت له ثلاثة أولاد:
وائلا، ومعمرا، وحبيبا، وماتت أمّهم فورثها بنوها رباعها ومواليها، قال: فخرج بهم عمرو- أي ابن العاص- إلى الشام، فماتوا- أي الثلاثة- في طاعون عمواس، فورثهم عمرو بن العاص، وكان عصبتهم. قال: فلما رجع جاء بنو معمر وبنو حبيب يخاصمونه في ولاء مواليهما،
فقال عمر: لأقضينّ بينكم بما سمعت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، يقول: «ما أحرز الولد فهو العصبة من كان» .
قال: فقضى لنا به عمر، وكتب لنا به كتابا، وفيه شهادة
__________
(1) أسد الغابة ت (5444) .
(2) في أ: عتبة.
(3) في أ: سعد.(6/467)
عبد الرحمن بن عوف، وزيد بن ثابت، وآخر. قال: فكنا على ذلك حتى استخلف عبد الملك بن مروان، فتوفّي مولى لنا وترك ألف دينار، فخاصمونا إلى هشام بن إسماعيل، فرفعنا إلى عبد الملك، فأتيته بكتاب عمر، فقال: ما كنت أرى بلغ بأهل المدينة أن يشكّوا في هذا القضاء.
ولم تقع تسميتهم في رواية يعقوب بن شيبة. وكذا أخرجه أبو داود من طريق حسين المعلم، ولم يسمّهم، ووقع في آخره عنده: قال عبد الملك: هذا من القضاء الّذي ما كنت أراه، ولم يذكر ما بعده، والصواب إثباته، وتقديره ما كنت أراه ينسى.
الواو بعدها الباء
9123- وبر
بن «1» مشهّر الحنفيّ.
قال البخاريّ، وابن السّكن، وابن حبّان: له صحبة. وأخرج هو وابن أبي عاصم وابن السّكن والطّبرانيّ من طريق حاجب بن قدامة، عن عيسى بن خيثم، عن وبر بن مشهّر الحنفي- أنه أخبره أنّ مسيلمة بعثه هو وابن النواحة وابن الشعاف الحنفيّ، حتى قدموا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال وبر: وهما كانا أسنّ مني، فتشهدا ثم شهدا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنه رسول اللَّه، وأنّ مسيلمة من بعده، قال: فأقبل عليّ فقال: بهم نشهد يا غلام؟ فقال: أشهد بما شهدت به، وأكذّب بما كذبت به، قال: فإنّي أشهد عدد تراب الدهناء أنّ مسيلمة كذّاب.
قال وبر: شهدت بما شهدت به، فأمر بهما فأخرجا، وأقام وبر بن مشهّر عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يتعلم القرآن حتى قبض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ورجع صاحباه.
9124- وبر:
بن يحنّس الكلبيّ «2» .
قال ابن حبّان: يقال له صحبة. وقال الواقديّ: وفي سنة عشر قدم وبر بن يحنّس على الأبناء عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فنزل على بنات النعمان بن بزرج فأسلمن وبعث إلى فيروز الدّيلميّ فأسلم وإلى مركبود فأسلم، وكان ابنه عطاء أول من جمع القرآن- يعني باليمن.
وقال ابن فتحون: ذكره الواقديّ فيمن أسلم من أهل سبإ.
وأخرج ابن السّكن وابن
__________
(1) الثقات 3/ 429، أسد الغابة ت (5446) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 126، التاريخ الكبير 8/ 183، الاستيعاب ت (2755) ، الإكمال 7/ 245، 386، تبصير المنتبه 4/ 1286، 1467.
(2) أسد الغابة ت (5447) ، الاستيعاب ت (2754) ، الثقات 3/ 429، طبقات فقهاء اليمن 26، 49، العقد الثمين 7/ 385.(6/468)
مندة من طريق عبد الملك بن عبد الرحمن الذّماريّ، عن سليمان بن وهب، عن النّعمان بن بزرج أن وبر بن يحنّس، قال: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إذا قدمت صنعاء فأت مسجدها الّذي بحيال الضّبيل جبل بصنعاء فصلّ فيه» ،
زاد ابن السكن في روايته. فلما قتل الأسود الكذّاب قال وبر: هذا الموضع الّذي أمرني به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أن أصنع فيه المسجد. قال ابن مندة: تفرد به الذّماريّ.
9125- وبرة بن سنان الجهنيّ.
ذكره أبو العبّاس الضّرير في مقامات التنزيل، ويقال: إنه الّذي نازع جعالا الغفاريّ أجير عمر بن الخطّاب في حوضه، ونزل فيهما: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى ... [الحجرات 13] الآية.
9126- وبرة بن قيس الخزرجي.
ذكر الرّشاطيّ في الأنساب في ترجمة الأشعثي- أنّ الأشعث بن قيس لما خرج من عند أبي بكر بعد أن زوّجه أخته سلّ سيفه، فلم يبق في السوق ذات أربع من بعير وفرس وبغل وشاة وثور إلا عقرها، فقيل لأبي بكر: إنه ارتد، فقال: انظروا أين هو فإذا هو في غرفة من غرف الأنصار، والناس مجتمعون إليه، وهو يقول: هذه وليمتي، ولو كنت ببلادي لأولمت مثل ما يولم مثلي، فيأخذ كلّ واحد مما وجد، واغدوا تجدوا الأثمان، فلم يبق دار من دور المدينة إلا ودخله من اللّحم، فكان ذلك اليوم قد شبّه بيوم الأضحى، وفي ذلك يقول وبرة بن قيس الخزرجيّ:
لقد أولم الكنديّ يوم ملاكه ... وليمة حمّال لثقل الجرائم
لقد سلّ سيفا كان مذ كان مغمدا ... لدى الحرب منها في الطّلا والجماجم
فأغمده في كلّ بكر وسابح ... وعير وبغل في الحشا والقوائم
فقل للفتى البكريّ إمّا لقيته ... ذهبت بأسنى مجد أولاد آدم
[الطويل] قلت: القصّة مشهورة إلا هذه الأبيات، وظاهرها يدلّ على أنّ قائلها شاهد القصّة، فعلى هذا يكون صحابيّا، لأنّه خزرجيّ من الأنصار، ولا يعرف في الأنصار من أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مسلما إلا وهو من الصّحابة.
9127- وبرة:
بن يحنّس الخزاعيّ.
ذكره أبو عمر، فقال: إنه كان رسول رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى الذين قتلوا(6/469)
الأسود العنسيّ، وهو غير يحنّس بن وبرة السّبائي الّذي تقدم في القسم الأول.
وقال سيف في الفتوح: حدّثنا الضّحاك بن يربوع، عن أبيه، عن ماهان، عن ابن عبّاس، قال: قاتل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الأسود ومسيلمة وطليحة وأشياعهم بالرسل، فبعث وبرة بن يحنّس إلى فيروز ويحنّس الديلميين.
9128
- وجز بن «1» غالب:
بن عمرو، أبو قيلة.
وفد إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قاله ابن الكلبيّ، واستدركه ابن فتحون.
9129- وحشي بن حرب الحبشي «2»
، مولى بني نوفل.
قيل: كان مولى طعيمة بن عديّ، وقيل مولى أخيه مطعم، وهو قاتل حمزة، قتله يوم أحد، وقصة قتله له ساقها البخاريّ في صحيحه مطوّلة، فيها قصّة إسلامه، وأمره النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن يغيب وجهه عنه، وكان قدومه عليه مع وفد أهل الطّائف. وذكر في آخرها أنه شارك في قتل مسيلمة. يكنى أبا سلمة، وقيل أبا حرب، وشهد وحشي اليرموك، ثم سكن حمص، ومات بها.
روى عنه ابنه حرب، وعبد اللَّه بن عدي بن الخيار، وجعفر بن عمرو الضّمريّ، وعاش وحشي إلى خلافة عثمان.
9130
- وحوح بن «3» الأسلت:
وهو عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عامر بن مرة بن مالك الأنصاريّ، أخو أبي قيس.
وقال عبد اللَّه بن محمّد بن عمارة: له صحبة، وشهد الخندق وما بعدها.
9131- وحوح بن ثابت الأنصاري:
أخو خزيمة ذي الشهادتين- ذكره الطّبري في الصّحابة.
__________
(1) أسد الغابة ت (5448) .
(2) الثقات 3/ 430- 7/ 564، الاستبصار 81، 103، 146، طبقات فقهاء اليمن 56، الرياض المستطابة 266، تقريب التهذيب 2/ 330، تلقيح فهوم أهل الأثر 373، أزمنة التاريخ الإسلامي 927، الكاشف 3/ 234، تجريد أسماء الصحابة 2/ 127، الإكمال 7/ 90، خلاصة تذهيب 3/ 128، الجرح والتعديل 9/ 145، 195، / الإعلام 8/ 111، التاريخ الكبير 8/ 180، تهذيب التهذيب 11/ 111، 112، العقد الثمين 7/ 385، الميزان 4/ 331، تهذيب الكمال 3/ 10، المغني 6830، الأنساب 13/ 289، لسان الميزان 7/ 424، الطبقات الكبرى 2/ 42، 68- 3/ 573، البداية والنهاية 4/ 20، تاريخ الثقات 464، بقي بن مخلد 320، ذيل الكاشف 1436، مشاهير علماء الأمصار 356، الإكمال 961، أسد الغابة (5449) ، الاستيعاب ت (2777) .
(3) أسد الغابة (5450) ، الاستيعاب ت (2778) .(6/470)
الواو بعدها الدال
9132- وداعة «1»
بن حرام الأنصاريّ.
ذكره المستغفريّ، وأخرج من طريق ابن الكلبيّ عن أبي صالح، عن ابن عبّاس فيمن تخلّف عن تبوك، فربط نفسه هو وأبو لبابة إلى سارية في المسجد.
9133- وداعة
بن أبي زيد الأنصاري «2» .
ذكره ابن الكلبيّ فيمن شهد صفّين مع عليّ من الأنصار، وقال: إن أباه قتل يوم أحد.
9134- وداعة:
بن أبي وداعه «3» السّهميّ.
ذكره ابن الكلبيّ أيضا، وأخرج ابن مندة من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن وداعة السّهمي، قال: قدم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مكة في يوم حارّ، فطاف بالبيت، ثم قال: هل من شراب ... الحديث.
9135- ودان بن زر
الكلبيّ «4» . تقدم في وازم.
9136- ودقة بن إياس
بن عمرو الأنصاريّ «5» ، من بني لوذان بن غنم.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. واختلف في ضبطه، فقيل بالفاء وقيل بالقاف، والأكثر على أنه بالدّال. وذكره ابن هشام بالرّاء، كذا هو في بعض النسخ من كتاب موسى بن عقبة.
9137- وديعة بن خذام «6»
. تقدم في خذام بن وديعة، قال البخاريّ في «تاريخه» : حدّثنا عبيد بن يعيش، حدّثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، عن عبد اللَّه بن وديعة بن خذام:
أتى إلى عمر بن الخطّاب بميراث سالم مولى أبي حذيفة، فدعا وديعة، فقال: أنتم أحقّ
__________
(1) أسد الغابة ت (5451) .
(2) أسد الغابة ت (5452) ، الاستيعاب ت (2779) .
(3) دائرة الأعلمي 29/ 244، جامع التحصيل 365، أسد الغابة ت (5453) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 1270، العقد الثمين 7/ 386.
(4) أسد الغابة ت (5454) .
(5) أسد الغابة ت (5455) ، الاستيعاب ت (2780) .
(6) أسد الغابة ت (5456) .(6/471)
بولاء سالم. قال: كانت صاحبتنا أعتقته سائبة لا نريده، فجعله عمر رضي اللَّه عنه. في بيت المال.
9138- وديعة بن عمرو «1»
بن جراد بن يربوع بن طحيل بن عديّ بن الربعة بن رشدان «2» بن قيس بن جهينة الجهنيّ، حليف بني سواد بن مالك بن غنم.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وقال ابن الكلبيّ: شهد بدرا، وهو حليف لبني النجار.
9139- وديعة بن عمرو.
قال ابن حبّان: يقال: له صحبة. ويحتمل أن يكون الّذي قبله، والّذي يظهر أنه غيره.
الواو بعدها الراء
9140- ورد بن خالد «3»
بن حذيفة بن عمرو بن خلف بن مازن بن مالك بن ثعلبة ابن بهثة بن سليم السلميّ البجلي، بسكون الجيم.
كان على ميمنة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم الفتح، ذكره أبو عمر.
9141- ورد بن عمرو:
بن مرداس، أحد بني سعد هديم.
ذكر الطّبريّ أنه قتل مع زيد بن حارثة في بعض سراياه إلى وادي القرى.
9142- ورد بن قتادة:
من بني مداس بن عبد اللَّه بن ذبيان بن الحارث بن سعد هديم.
قال ابن الكلبيّ: هو الّذي ربط أم قرفة الفزارية بين فرسين فشقّها نصفين، وكان ذلك بأمر زيد بن حارثة لما غزا بني فزارة. وأسر أم قرفة.
قال ابن الكلبيّ: وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كتب لقوم من بني فزارة كتابا في عسيب في قطيعة وادي القرى، فأخذ ورد العسيب، فبلغ ذلك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: دعوا أسد الهومات وواديه وعوض الفزاري سواه،
وقد تقدّمت هذه القصة في ترجمة سمعان في السين المهملة، وأنه أسلم بعد ذلك، وغزا مع زيد بن حارثة فاستشهد.
__________
(1) أسد الغابة ت (5457) ، الثقات 3/ 429، أصحاب بدر 219، تجريد أسماء الصحابة 2/ 127، الاستيعاب ت (2781) ، الطبقات الكبرى 8/ 384.
(2) في أ: شداد.
(3) أسد الغابة ت (5458) ، الاستيعاب ت (2782) .(6/472)
قلت: ويحتمل أن يكون هو الّذي بعده.
9143- ورد بن مداس العذريّ.
ذكره المدائنيّ كما مضى في ترجمة سمعان، ثم ظهر لي أنه الّذي قبله نسب لجده، فقد ذكر الأمويّ في المغازي عن ابن إسحاق أنه أصيب مع زيد بن حارثة.
9144- وردان «1»
بن مخرم العنبريّ.
تقدّم ذكره في ذكر أخيه حيدة، وفي ربيعة بن رفيع.
9145- وردان بن مخرّم
التميميّ العنبريّ.
ذكره ابن شاهين،
وأورد من طريق أبي الحسن المدائنيّ، عن رجاله بأسانيد متعددة «2» ، قالوا: لما أصاب عيينة بن حصن بني العنبر قدم وفدهم فصاحوا، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «ما هذا الصعق» ؟ قيل: وفد بني العنبر، فقال: «ليدخلوا وليسكنوا» . فقيل ذلك لهم، فقالوا: ننتظر سيدنا وردان بن مخرم وكان القوم تعجلوا، وأقام هو في رحالهم يجمعها، فقيل لرسول اللَّه صلى اللَّه تعالى عليه وعلى آله وسلم: إن وردان لم يكذب قط، وهو الّذي ينتظرون، فلما جاء قال له: «أنت سيد قومك، فأخبرني عنهم» .
قال: ما كانوا بالمسلمين المقبلين ولا بالمشركين المدبرين. فقال: «ميّزهم لي» . قال:
فجعل يميز الشباب جانبا، فتبسم رسول اللَّه صلى اللَّه تعالى عليه وآله وسلم، ثم قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ لكلّ حقا ورحما، يا بني تميم، أهب لكم ثلثا، وأعتق ثلثا، وآخذ ثلثا» ، فتنازع عيينة والأقرع، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «من أذّى أربعمائة فليذهب» .
9146- وردان:
مولى «3» رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
ذكره أبو نعيم في الصّحابة،
وأخرج من طريق الحسن بن عمارة، عن ابن الأصبهاني، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: وقع وردان مولى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم من عذق نخلة فمات، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «انظروا رجلا من أرضه، فأعطوه ميراثه» ، فوجدوا رجلا فأعطوه.
__________
(1) أسد الغابة ت (5463) ، الاستيعاب ت (2783) .
(2) في أ: منفردة.
(3) أسد الغابة ت (5461) .(6/473)
وأورده أبو موسى في الذّيل، وقال: إنه في كتاب أبي عيسى الترمذي عن ابن الأصبهاني، عن مجاهد بن وردان.
قلت: هو عنده وعند بقية أصحاب السنن من حديث سفيان الثوري عن ابن الأصبهاني، عن مجاهد بن وردان، عن عروة، عن عائشة، إلا أنهم لم يسمّوا المولى المذكور.
9147- وردان:
جد الفرات «1» بن يزيد بن وردان.
ذكره ابن إسحاق فيمن نزل إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم من الطائف، وكذا ذكره الواقدي، وأن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلّم أسلمه إلى أبان بن سعيد بن العاص ليمونه ويعلمه القرآن.
وقال أبو سعيد النّيسابوريّ: سباه النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم من الطائف فأعتقه.
9148- وردان الجني «2»
. ذكره ابن مردويه في تفسير سورة الجنّ، من طريق المستمر بن الريان، عن أبي الجوزاء، عن ابن مسعود، قال: انطلقت مع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم ليلة الجن، حتى أتى الحجون، فخط علي خطا، ثم تقدم إليهم فازدحموا عليه، فقال سيد لهم، يقال له وردان: ألا أرحلهم عنك يا رسول اللَّه؟ قال: «لن يجيرني من اللَّه أحد» .
9149- ورقة بن إياس:
تقدم في ودقة.
9150- ورقة بن حابس التميمي «3»
: أخو الأقرع.
ذكره الحاكم فيمن قدم نيسابور من الصحابة، فقال: ومنهم الأقرع بن حابس، وورقة بن حابس التميميان، ثم ساق من طريق العباس بن مصعب، قال: وممن قدم مرو من الصحابة الأقرع وورقة ووردان مع الأحنف. وقال أحمد بن سنان، عن المدائنيّ: كان الأقرع وأخوه من المؤلفة.
9151- ورقة بن نوفل بن أسد «4»
: بن عبد العزى بن قصي القرشيّ الأسديّ، ابن عم خديجة زوج النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
ذكره الطّبريّ، والبغويّ، وابن قانع، وابن السّكن، وغيرهم في الصحابة،
وأوردوا كلهم من طريق روح بن مسافر أحد الضعفاء، عن الأعمش، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه، عن
__________
(1) أسد الغابة ت (5462) .
(2) أسد الغابة ت (5460) .
(3) أسد الغابة ت (5464) .
(4) أسد الغابة ت (5465) .(6/474)
سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن ورقة بن نوفل، قال: قلت: يا محمد، كيف يأتيك الّذي يأتيك؟ قال: «يأتيني من السماء، جناحاه لؤلؤ، وباطن قدميه أخضر» «1»
قال ابن عساكر: لم يسمع ابن عباس من ورقة، ولا أعرف أحدا قال: إنه أسلم.
وقد غاير الطّبريّ بين صاحب هذا الحديث وبين ورقة بن نوفل الأسديّ، لكن القصة مغايرة لقصة ورقة التي في الصحيحين من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة: أول ما بدئ به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم الحديث في مجيء جبريل بحراء، وفيه:
فانطلقت به خديجة إلى ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة، وكان تنصر في الجاهلية ... الحديث.
وفيه: فقال ورقة هذا الناموس «2» الّذي أنزل على موسى، يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك، وفي آخره: ولم ينشب ورقة أن توفي. فهذا ظاهره أنه أقر بنبوته، ولكنه مات قبل أن يدعو بحيرا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم الناس إلى الإسلام، فيكون مثل بحيرا.
وفي إثبات الصحبة له نظر، لكن
في زيادات المغازي من رواية يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال يونس بن بكير، عن يونس بن عمرو، وهو ابن أبي إسحاق السّبيعي، عن أبيه، عن جده، عن أبي ميسرة، واسمه عمرو بن شرحبيل، وهو من كبار التابعين- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال لخديجة «إنّي إذا خلوت وحدي سمعت نداء، فقد واللَّه خشيت على نفسي» ، فقالت: معاذ اللَّه، ما كان اللَّه ليفعل بك، فو اللَّه إنّك لتؤدّي الأمانة ... الحديث.
فقال له ورقة: أبشر، ثم أبشر، فأنا أشهد أنك الّذي بشّر به ابن مريم، وإنك على مثل ناموس موسى، وإنك نبيّ مرسل، وإنك سوف تؤمر بالجهاد بعد يومك هذا، وإن يدركني ذلك لأجاهدنّ معك. فلما توفي
قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «لقد رأيت القسّ في الجنّة عليه ثياب الحرير، لأنّه آمن بي وصدّقني» «3» .
__________
(1) أبو نعيم في الدلائل 1/ 72 وفي تاريخ أصفهان 1/ 262.
(2) الناموس: صاحب سر الملك وهو خاصة الّذي يطلعه على ما يطويه عن غيره من سرائره، وقيل: الناموس: صاحب سر الخير.. وأراد به جبريل عليه السلام، لأن اللَّه تعالى خصه بالوحي والغيب اللذين لا يطلع عليهما غيره. النهاية 5/ 119.
(3) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 2/ 158، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل ... الحديث قال البيهقي هذا منقطع فإن كان محفوظا فيحتمل أن يكون خبرا عن نزولها بعد ما نزلت عليه اقرأ باسم ربك، ويا أيها المدثر واللَّه أعلم. هذا لفظ البيهقي وهو مرسل وفيه غرابة وهو كون الفاتحة أول ما نزل.(6/475)
وقد أخرجه البيهقيّ في الدّلائل من هذا الوجه، وقال: هذا منقطع.
قلت: يعضده ما أخرجه الزبير بن بكار: حدثنا عثمان، عن الضحاك بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عروة بن الزبير، قال: كان بلال لجارية من بني جمح، وكانوا يعذبونه برمضاء مكة يلصقون ظهره بالرمضاء لكي يشرك فيقول: أحد، أحد، فيمر به ورقة وهو على تلك الحال، فيقول: أحد أحد يا بلال، واللَّه لئن قتلتموه لأتخذنه حنانا «1» .
وهذا مرسل جيد يدلّ على أن ورقة عاش إلى أن دعا النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى الإسلام حتى أسلم بلال. والجمع بين هذا وبين حديث عائشة أن يحمل قوله: ولم ينشب ورقة أن توفي، أي قبل أن يشتهر الإسلام، ويؤمر النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بالجهاد، لكن يعكر على ذلك ما أخرجه محمد بن عائذ في المغازي، من طريق عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس في قصة ابتداء الوحي، وفيها قصة خديجة مع ورقة بنحو حديث عائشة، وفي آخرها: لئن كان هو ثم أظهر دعاءه وأنا حي لأبلين اللَّه من نفسي في طاعة رسوله وحسن موازرته، فمات ورقة على نصرانيته، كذا قال، لكن عثمان ضعيف.
قال الزّبير: كان ورقة قد كره عبادة الأوثان، وطلب الدين في الآفاق، وقرأ الكتب، وكانت خديجة تسأله عن أمر النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فيقول لها: ما أراه إلا نبيّ هذه الأمة الّذي بشر به موسى وعيسى.
وفي المغازي الكبير لابن إسحاق، وساقه الحاكم من طريقه، قال: حدثني عبد الملك بن عبد اللَّه بن أبي سفيان بن العلاء بن حارثة الثقفي، وكان راعيه، قال: قال ورقة بن نوفل فيما كانت خديجة ذكرت له من أمر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم:
يا للرّجال وصرف الدّهر والقدر
[البسيط] الأبيات، وفيها:
هذي خديجة تأتيني لأخبرها ... وما لنا بخفيّ الغيب من خبر
__________
(1) الحنان: الرحمة والعطف، والحنان الرزق والبركة أراد: لأجعلن قبره موضع حنان أي مظنة من رحمة اللَّه فأتمسح به متبركا كما يتمسح بقبور الصالحين الذين قتلوا في سبيل اللَّه من الأمم الماضية فيرجع ذلك عارا عليكم وسبّة عند الناس. وكان ورقة على دين عيسى عليه السلام، وهلك قبيل مبعث النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، لأنه قال للنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: إن يدركني يومك لأنصرنك نصرا مؤزّرا، وفي هذا نظر، فإن بلالا ما عذب إلا بعد أن أسلم. النهاية 1/ 452.(6/476)
بأنّ أحمد يأتيه فيخبره ... جبريل أنّك مبعوث إلى البشر
فقلت علّ الّذي ترجين ينجزه ... له الإله فرجّي الخير وانتظري
[البسيط]
وأخرج ابن عديّ في الكامل، من طريق إسماعيل بن مجالد، عن أبيه، عن الشعبي، عن جابر، عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «رأيت ورقة في بطنان الجنّة عليه السندس» .
قال ابن عديّ: تفرد به إسماعيل عن أبيه.
قلت: قد
أخرجه ابن السّكن، من طريق يحيى بن سعيد الأمويّ، عن مجالد، لكن لفظه: «رأيت ورقة على نهر من أنهار الجنة، لأنه كان يقول: ديني دين زيد وإلهي إله زيد» .
وأخرجه محمّد بن أبي شيبة في تاريخه من هذا الوجه، وأخرج البزار من طريق أبي معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: إنّ النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم نهى عن سبّ ورقة.
وهو
في زيادات المغازي ليونس بن بكير، أخرجه عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: سابّ أخ لورقة رجلا، فتناول الرجل ورقة، فسبّه، فبلغ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال:
«هل علمت أنّي رأيت لورقة جنّة أو جنّتين» . فنهى عن سبّه.
وأخرجه البزّار، من طريق أبي أسامة، عن هشام مرسلا.
وأخرج أحمد من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة- أن خديجة سألت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم عن ورقة بن نوفل، فقال: قد رأيته، فرأيت عليه ثيابا بيضا، فأحسبه لو كان من أهل النار لم يكن عليه ثياب بيض.
9152- ورقة بن نوفل الدّيليّ:
أو الأنصاري. تقدم ذكره في ترجمة الّذي قبله.
الواو بعدها الزاي
9153- وزر بن سدوس الطائي «1»
. ذكره ابن قانع في الصحابة، وأخرج من طريق هشام بن الكلبي، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه النبهاني، عن أبيه، عن جده، قال: وقد زيد الخيل الطائي على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم ومعه وزر بن سدوس، وقبيصة بن الأسود وغيرهم، فأناخوا ركائبهم فذكر القصة.
وقد تقدمت في ترجمة قبيصة. وقال الرشاطي: هو وزر بن جابر بن سدوس نسب لجده، وسدوس هو ابن أصمع بن أبي بن عبد اللَّه بن ربيعة بن سعد بن ثروان بن نبهان. قال
__________
(1) أسد الغابة ت (5466) .(6/477)
ابن الكلبي: كان يلقب الأسد الرهيص، وهو الّذي قتل عنترة العبسيّ، قال: ووفد على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مع زيد الخيل.
قلت: هو في كتاب أبي الفرج الأصبهانيّ في ترجمة زيد الخيل أن وزر بن سدوس لحق بالشام، وحلق رأسه وتنصر، ومات على ذلك. واللَّه أعلم.
الواو بعدها العين
9154- وعلة بن يزيد «1»
. عداده في أعراب البصرة،
روى ابن السكن، وابن شاهين، وابن مندة، من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، حدثتنا فاطمة بنت محمد بن الجلاس العقيلية، قالت: دخلت على امرأة من الحي يقال لها أم يزيد بنت وعلة بن يزيد، فحدثتنا عن أبيها أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقرأ في صلاة الفجر بقاف، وقل هو اللَّه أحد. زاد ابن مندة: وأنه سمع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يأمر بصوم عاشوراء.
الواو بعدها الفاء
9155- وفاء بن عدي:
بن الربيع بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمي، أمه وأم أخيه أبي العاص هالة بنت خويلد، أخت خديجة- ذكره البلاذريّ.
9156- وفرة بن نافر البعاثي»
. له ذكر في حديث تفرد به روح بن زنباع، قاله جعفر المستغفري.
الواو بعدها القاف
9157- وقاص بن حاجب:
بن غفار، جد أبي بصرة حميل بن بصرة بن وقاص الوقاصي، قال القصاعيّ في «الخطط» : دار الكلاب هي دار أبي بصرة، وهو وأبوه وجده صحابة.
9158- وقاص بن قمامة:
من بني حارثة «3» .
له ذكر في حديث عمرو بن حزم، قاله أبو موسى.
9159- وقاص بن مجزّز المدلجيّ «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت (5467) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 128.
(2) أسد الغابة ت (5468) .
(3) أسد الغابة ت (5469) .
(4) أسد الغابة ت (5470) ، الاستيعاب ت (2784) .(6/478)
قال ابن هشام: ذكر غير واحد من أهل العلم أنه قتل في غزوة ذي قرد، وأما ابن إسحاق فقال: لم يقتل يومئذ غير محرز بن نضلة.
الواو بعدها الكاف
9160- وكيع بن عدس:
بن زرارة التميميّ.
تقدم ذكره في ترجمة أكثم بن صيفي، وذكر أبو حاتم السّجستانيّ في المعمّرين أنه هو
وحاجب لما بلغهما خروج أكثم إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم خرجا في أثره، فلما مرا بقبره أقاما عليه ونحرا عليه جرورا، ثم قدما على أصحابهما، فقال لهما: «ما قال لكم أكثم» ؟ قالوا: أمرنا بالإسلام فأسلمنا معهم.
وتقدم في ترجمة صفوان بن أسيد أنه لما قتل جاء حاجب ووكيع ابنا زرارة بقاتله إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فتحاكموا فيه، فكأن وكيعا نسب لجده، أو هو غيره، وفي التابعين وكيع بن عدس، ويقال فيه بالحاء المهملة أوله. وهو عقيل ابن أخي لقيط بن عامر.
وقد مضى ذكره معه، والصحابي تميمي، والتابعي عقيلي، تشاركا في الاسم واسم الأب.
9161- وكيع بن مالك التميميّ.
ذكر سيف أنّ النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم استعمله هو ومالك بن نويرة على صدقات بني حنظلة وبني يربوع، وتوفي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهما كذلك، ثم كان موافقا لسجاح التي ادعت النبوة، فلما فض اللَّه جمعها استقبل خالد بن الوليد بصدقات قومه، واعتذر إليه وأسلم وحسن إسلامه. وكذا ذكره الطبريّ.
وذكر سيف أيضا أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعث وكيعا الدارميّ مع صلصل ابن شرحبيل إلى عمرو بن المحجوب ليتعاونوا على من ارتد، فيجوز أن يكون غيره. وقد تقدم ذكره في ترجمة صلصل.
الواو بعدها اللام
9162- الوليد بن أبي أمية المخزوميّ:
أخو أم سلمة بنت أبي أمية، أم المؤمنين.
تقدم ذكره في ترجمة المهاجر، وكان اسمه الوليد بن أبي أمية، فغيره النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم حين أسلم، قاله ابن عبد البر. وقد
ذكر ذلك الزبير بن بكار، قال: حدثنا محمد بن سلام الجمحيّ، حدثنا حماد بن سلمة، وابن جعدبة، وبين سياقيهما اختلاف،(6/479)
قالا جميعا: دخل النبي صلى اللَّه عليه وسلّم على أم سلمة وعندها رجل، فقال: من هذا؟ قالت: أخي الوليد، قدم مهاجرا، فقال: هذا المهاجر! فقالت: يا رسول اللَّه، هو الوليد، فأعاد فأعادت، فقال: «إنّكم تريدون أن تتّخذوا الوليد حنانا، إنّه يكون في أمتي فرعون يقال له الوليد» .
9163- الوليد بن جابر
بن ظالم بن حارثة بن عباس «1» بن أبي حارثة بن عتود بن بحتر الطائيّ البحتريّ. وفد على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وكتب له كتابا، فهو عندهم، قاله أبو عمر.
9164- الوليد بن الحارث:
بن عامر بن نوفل النوفلي، أخو عقبة بن الحارث الصحابي المشهور. قيل أخو «2» منذر، وميمونة بنت الوليد هذا هي زوج عبيد اللَّه بالتصغير ابن عبد اللَّه بن أبي مليكة، ووالده عبد اللَّه بن أبي مليكة التابعي المشهور.
وقد ذكرنا أباه عبد اللَّه في الصحابة، فإن كان الوليد جده لأمه عاش إلى فتح مكة فهو من هذا القسم، وإن كان مات قبل ذلك فلبنته ميمونة رؤية، وسأذكرها في حرف الميم من النّساء إن شاء اللَّه تعالى
«3» .
9165- الوليد بن زفر المزنيّ «4»
. ذكره ابن شاهين، وأخرج من طريق هشام بن الكلبي، عن رجل من جهينة، عن رجل من بني مرة بن عوف، قال: وفد على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم الوليد بن زفر فعقد له، فأتته امرأته فبكت، فنهض ابن عم له يقال له سارية بن أوفى، فأخذ نحو النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فدعا بصعدة فعقد له، ثم سار إلى بني مرة فعرض عليهم الإسلام فأبطئوا عنه، فوضع فيهم السيف، فلما أسرف في القتل أسلموا وأسلم من حولهم من قيس، ثم سار إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في ألف فارس.
9166- الوليد بن عبد شمس «5»
بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزوميّ، يكنّى أبا عبد الرحمن. كان من أشراف قريش. قال الزبير بن بكار: أمه قيلة بنت جحش بن ربيعة من بني عامر بن لؤيّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (5471) ، الاستيعاب ت (2756) .
(2) في أ: أبوه.
(3) سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت (5472) .
(5) أسد الغابة ت (5474) ، الاستيعاب ت (2758) .(6/480)
وقال ابن إسحاق في المغازي: استشهد باليمامة، وكان عثمان تزوج بنته فاطمة، فولدت له سعيدا.
9167- الوليد بن عقبة:
بن أبي معيط «1» أبان بن أبي عمرو ذكوان بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف الأمويّ، أخو عثمان بن عفان لأمه، أمهما أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وأمها البيضاء بنت عبد المطلب. يكنى أبا وهب.
قتل أبوه بعد الفراغ من غزوة بدر صبرا، وكان شديدا على المسلمين، كثير الأذى لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فكان ممن أسر ببدر،
فأمر النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم بقتله، فقال: يا محمد، من للصبية! قال: «النّار» .
وأسلم الوليد وأخوه عمارة يوم الفتح، ويقال: إنه نزل فيه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ...
[الحجرات 6] الآية. قال ابن عبد البر: لا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن أنها نزلت فيه، وذلك أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بعثه مصدقا إلى بني المصطلق، فعاد، فأخبر عنهم أنهم ارتدّوا ومنعوا الصدقة، وكانوا خرجوا يتلقونه وعليهم السلاح، فظن أنهم خرجوا يقاتلونه، فرجع، فبعث إليهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم خالد بن الوليد فأخبره بأنهم على الإسلام، فنزلت هذه الآية.
قلت: هذه القصة أخرجها عبد الرزاق في تفسيره، عن معمر، عن قتادة، قال: وبعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق، فتلقوه فعرفهم، فرجع، فقال: ارتدوا، فبعث رسول اللَّه إليهم خالد بن الوليد، فلما دنا منهم بعث عيونا ليلا فإذا هم ينادون بالصلاة ويصلون، فأتاهم خالد فلم ير منهم إلا طاعة وخيرا، فرجع إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فأخبره، فنزلت هذه الآية.
وأخرجه عبد بن حميد، عن يونس بن محمد، عن شيبان بن عبد الرحمن، عن قتادة نحوه.
ومن طريق الحكم بن أبان، عن عكرمة نحوه. ومن طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد كذلك. وأخرجها الطبراني موصولة عن الحارث بن أبي ضرار المصطلقي، مطولة.
__________
(1) طبقات ابن سعد 6/ 24، نسب قريش 138، طبقات خليفة ت 75، المعارف 318، الجرح والتعديل 9/ 8، مروج الذهب 3/ 79، الأغاني 5/ 122، جمهرة أنساب العرب 115، تاريخ ابن عساكر 17/ 434، تهذيب الأسماء و 1/ 2/ 145، تهذيب الكمال 1470، تذهيب التهذيب 4/ 138، البداية والنهاية 8/ 214، العقد الثمين 7/ 398، تهذيب التهذيب 11/ 142، خلاصة تذهيب الكمال 358، أسد الغابة ت (5475) ، الاستيعاب ت (2759) .(6/481)
وفي السند من لا يعرف، ويعارض ذلك ما أخرجه أبو داود في السنن من طريق ثابت بن الحجاج، عن أبي موسى عبد اللَّه الهمدانيّ، عن الوليد بن عقبة، قال: لما افتتح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مكة جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم فيمسح على رءوسهم، فأتى بي إليه، وأنا مخلق فلم يمسني من أجل الخلوق.
قال ابن عبد البر: أبو موسى مجهول، ومن يكون صبيا يوم الفتح لا يبعثه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم مصدقا بعد الفتح بقليل.
وقد ذكر الزّبير وغيره من أهل العلم بالسير أن أم كلثوم بنت عقبة لما خرجت إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم مهاجرة في الهدنة سنة سبع خرج أخواها الوليد وعمارة ليردّاها، فمن يكون صبيا يوم الفتح كيف يكون ممن خرج ليرد أخته قبل الفتح.
قلت: ومما يؤيد أنه كان في الفتح رجلا أنه كان قدم في فداء ابن عم أبيه الحارث بن أبي وجزة بن أبي عمرو بن أمية، وكان أسر يوم بدر، فافتداه بأربعة آلاف، حكاه أصحاب المغازي، ونشأ الوليد بعد ذلك في كنف عثمان إلى أن استخلف، فولاه الكوفة بعد عزل سعد بن أبي وقاص، واستعظم الناس ذلك.
وكان الوليد شجاعا شاعرا جوادا.
قال مصعب الزّبيريّ: وكان من رجال قريش وسراتهم، وقصة صلاته بالناس الصبح أربعا وهو سكران مشهورة مخرجة، وقصة عزله بعد أن ثبت عليه شرب الخمر مشهورة أيضا مخرجة في الصحيحين، وعزله عثمان بعد جلده عن الكوفة، وولاها سعيد بن العاص.
ويقال: إن بعض أهل الكوفة تعصّبوا عليه، فشهدوا عليه بغير الحق. حكاه الطبري.
واستنكره ابن عبد البرّ.
ولما قتل عثمان اعتزل الوليد الفتنة، فلم يشهد مع علي ولا مع غيره، ولكنه كان يحرّض على قتال علي بكتبه وبشعره.
ومن ذلك ما كتب به إلى معاوية لما أرسل إليه علي جريرا يأمره بأن يدخل في الطاعة، ويأخذ البيعة على أهل الشام، فبلغ ذلك الوليد، فكتب إليه من أبيات:
أتاك كتاب من عليّ بخطّه ... هي الفصل فاختر سلمه أو تحاربه
فإن كنت تنوي أن تجيب كتابه ... فقبّح ممليه وقبّح كاتبه
[الطويل] وكتب إليه أيضا من أبيات:(6/482)
وإنّك والكتاب إلى عليّ ... كدابغة وقد حلم الأديم
[الوافر] وهو القائل في مقتل عثمان:
ألا إنّ خير النّاس بعد ثلاثة ... قتيل التّجيبيّ الّذي جاء من مصر
وما لي لا أبكي وتبكي قرابتي ... وقد حجبت عنّا فضول أبي عمرو
[الطويل] وأقام بالرقة إلى أن مات.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم الحديث المقدم ذكره. وروى عن عثمان وغيره.
روى عنه حارثة بن مضرب، والشعبي، وأبو موسى الهمدانيّ، وغيرهم.
قال خليفة: كانت ولاية الوليد الكوفة سنة خمس وعشرين، وكان في سنة ثمان وعشرين غزا أذربيجان، وهو أمير القوم، وعزل سنة تسع وعشرين، وقال أبو عروبة الحراني: مات في خلافة معاوية.
9168- الوليد بن عمارة
بن الوليد بن المغيرة «1» بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزومي.
ولد قبل الهجرة. قال ابن عبد البرّ: استشهد مع خالد بن الوليد بالبطاح سنة إحدى عشرة. وقال غيره: أمه بنت بلعاء بن قيس الكناني، وكان أبوه عمارة سافر مع عمرو بن العاص من عند قريش إلى النجاشي لما هاجر المسلمون إليه ليردّهم إليهم، وترك عمارة أهله وولده بمكة، منهم الوليد، وأبو عبيدة، وعبد الرحمن، وهشام. وقد تقدم ذكرهم في مواضعهم.
وقد ذكر الزّبير قصّة عمارة ملخصها أنه استهوى جارية لعمرو بن العاص، فاطلع على ذلك، فغضب وحقد عليه، فلما استقر عند النجاشي استهوى عمارة زوجة النجاشي، وكان عمارة جميلا فهويته وواصلته فاطلع عمرو على ذلك، فأخبر به النجاشي، فلم يزل حتى علم حقيقة ذلك، فأمر السواحر فنفخن في إحليله، فذهب مع الوحش، فلم يزل مستوحشا حتى خرج إليه عبد اللَّه بن أبي ربيعة في خلافة عمر، فرصده على الماء، فأخذه، فجعل يصيح:
أرسلني، فإنّي أموت إن أمسكتني، فمات في يده.
__________
(1) أسد الغابة ت (5476) ، الاستيعاب ت (2760) .(6/483)
قال الزّبير: وحدثني عبد اللَّه بن يزيد الهذلي، أخبرني عبد اللَّه بن محمد بن عمران الطلحي، قال: لما رأى عمارة عبد اللَّه ومن معه جعل يصيح: يا مغيرة، يا مغيرة!.
9169- الوليد بن القاسم «1»
. ذكره الوليد بن الدباغ مستدركا على الاستيعاب.
وأخرج من طريق أبي أحمد العسكريّ، ثم من طريق المعلى بن زياد، عن الوليد بن القاسم، وكان له صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «بئس القوم قوم يستحلّون الحرمات بالشّبهات والشّهوات..» الحديث «2» .
9170- الوليد بن قيس «3»
. ذكره «4» ابن السّكن، وقال: لم يثبت حديثه، وأخرجه الحسن بن سفيان في مسندة، والطّبراني في الكبير، من طريق عبد الملك بن حسن «5» النخعيّ، عن وهيب «6» بن عقبة، عن الوليد بن قيس، قال: كان في برص، فدعا لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فبرأت منه.
عبد الملك هو أبو مالك ضعيف جدّا.
9172- الوليد بن الوليد:
بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر «7» بن مخزوم القرشي المخزوميّ، أخو خالد بن الوليد.
كان حضر بدرا مع المشركين، فأسر فافتداه أخواه: هشام، وخالد. وكان هشام شقيقه، أمّهما آمنة أو عاتكة بنت حرملة، فلما افتدى أسلم وعاتبوه في ذلك، فقال: أجبت.
فقال: كرهت أن يظنوا بي أني جزعت من الأسر، ذكر الواقديّ بأسانيده. ولما أسلم حبسه أخواله، فكان النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يدعو له في القنوت، كما
ثبت في الصّحيح،
__________
(1) التاريخ الكبير 8/ 152، الجرح والتعديل 9/ 13، الكامل لابن عدي: لوحة 817، تهذيب الكمال: لوحة 1471، تذهيب التهذيب 4/ 139/ 2، العبر 1/ 342، ميزان الاعتدال 4/ 344، الكاشف 3/ 241، خلاصة تذهيب الكمال 417، شذرات الذهب 2/ 8، أسد الغابة ت (5477) .
(2) ذكره المتقي الهندي في الكنز (5584) وعزاه لأبي الشيخ عن ابن مسعود.
(3) أسد الغابة ت (5478) ، الاستيعاب ت (2761) .
(4) سقط سهوا الرقم 9171.
(5) في أ: حسين.
(6) في أ: وهب.
(7) الثقات 3/ 430، عنوان النجابة 165، الاستيعاب ت (2762) ، أزمنة التاريخ الإسلامي 931، تجريد أسماء الصحابة 2/ 130، الإعلام 8/ 122، التاريخ الكبير 8/ 154، تهذيب التهذيب 11/ 156، العقد الثمين 7/ 411، ذيل الكاشف 1639، الطبقات الكبرى 2/ 18- 4/ 130، أسد الغابة ت (5479) .(6/484)
من حديث أبي هريرة- أنه صلى اللَّه عليه وآله وسلم كان يقول: «اللَّهمّ أنج الوليد بن الوليد، والمستضعفين من المؤمنين»
«1» . ثم أفلت من أسرهم، ولحق بالنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في عمرة القضية.
ويقال: إنه مشى على رجليه لما هرب وطلبوه فلم يدركوه، ويقال: إنه مات ببئر أبي عتبة قبل أن يدخل المدينة. ويقال: إن النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم لما اعتمر خرج خالد من مكّة حتى لا يرى المسلمين دخلوا مكة، فقال النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم للوليد بن الوليد: لو أتانا خالد لأكرمناه، وما مثله سقط عليه الإسلام في عقد.
فكتب الوليد بذلك إلى خالد، فكان ذلك سبب هجرته، حكاه الواقديّ أيضا، وذكر الزّبير بن بكّار عن محمد بن الضّحاك، عن أبيه: لما هاجر الوليد بن الوليد قالت أمه:
هاجر الوليد «2» ربع المسافة ... فاشتر منها جملا وناقة
واسم بنفس نحوهم توّاقه
«3» [الرجز] قال: وفي رواية عمي مصعب:
وارم بنفس عنهم ضيّاقه
[الرجز] وفي شعرها إشعار بأنها أسلمت. ولما مات الوليد قالت أم سلمة زوج النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهي ابنة عمه:
يا عين فابكي للوليد ... بن الوليد بن المغيرة
قد كان غيثا في السّنين ... ورحمة فينا منيرة
ضخم الدّسيعة ماجدا ... يسمو إلى طلب الوتيره
مثل الوليد بن الوليد ... أبي الوليد كفى العشيره
«4» [مجزوء الكامل]
__________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 203، 2/ 33، 53، 97، 182، وأبو داود 1/ 457، كتاب الصلاة باب القنوت في الصلاة حديث رقم 1442 والنسائي 2/ 201، كتاب التطبيق باب 27 القنوت في صلاة الصبح حديث رقم 1073 وابن ماجة 1/ 394 كتاب إقامة الصلاة والسنن فيها باب 145، ما جاء في القنوت في صلاة الفجر حديث رقم 1244 وأحمد في المسند 2/ 239، وكنز العمال حديث رقم 21996.
(2) في ج: وليد.
(3) في ج: براقة.
(4) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (2762) ، وأسد الغابة ترجمة رقم (5479) ، وكتاب نسب قريش: 329، طبقات ابن سعد 4/ 1/ 98- 99.(6/485)
وهكذا ذكر الزّبير بن بكّار عن محمّد بن الضّحاك الحرامي، عن أبيه مثله، وقال بدل قوله: ورحمة فينا منيرة- وجعفرا غدقا وميره، وفي رواية: وجعفرا خضلا.
وفي الكامل لابن عديّ، من طريق كامل بن العلاء، عن حبيب بن أبي ثابت- أن أم سلمة قالت للنبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: إن الوليد بن الوليد مات، فكيف أبكي عليه؟ قال: «قولي ... »
فذكر الشعر، وهذا باطل، وكأنه انقلب على الرّاوي.
وأخرج الطّبرانيّ من طريق عبد العزيز بن عمران، عن إسماعيل بن أيوب المخزوميّ- أن الوليد بن الوليد بن المغيرة كان محبوسا بمكّة، فلما أراد أن يهاجر باع مالا له بالطّائف، ثم وجد غفلة من القوم، فخرج هو وعياش بن أبي ربيعة، وسلمة بن هشام مشاة، يخافون الطلب، فسعوا حتى تعبوا وقصر الوليد، فقال:
يا قدميّ ألحقاني بالقوم ... ولا تعداني كسلا بعد اليوم
فلما كان عند الأحراس نكب، فقال:
هل أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل اللَّه ما لقيت
«1» [الرجز] فدخل على النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: يا رسول اللَّه، حسرت وأنا ميت فكفّني في فضل ثوبك، واجعله مما يلي جلدك، ومات فكفّنه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في قميصه، ودخل إلى أم سلمة وبين يديها صبي وهي تقول: ابك الوليد بن الوليد بن المغيرة فقال: «إن كدتم تتّخذون الوليد حنانا» ، فسمّاه عبد اللَّه.
وذكر قصّته هذه مصعب الزّبيريّ بغير إسناد، وسيأتي في ترجمة الوليد بن المغيرة شيء من ذلك.
وقد
أخرج له أحمد في مسندة حديثا من رواية محمد بن يحيى بن حبان عنه أنه قال: يا رسول اللَّه، إني أجد وحشة في منامي. فقال: «إذا اضطجعت للنّوم فقل: بسم اللَّه، أعوذ بكلمات اللَّه من غضبه وعقابه وشرّ عباده، ومن همزات الشّياطين، وأعوذ بك ربّ أن يحضرون، فإنّه لا يضرّك ... » الحديث.
وهو منقطع، لأن محمد بن يحيى لم يدركه. وقد أخرجه أبو داود من رواية ابن إسحاق عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، قال: كان الوليد بن الوليد يفزع في
__________
(1) ينظر البيت في الاستيعاب ترجمة رقم (2762) .(6/486)
منامه، فذكر ذلك للنّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكر الحديث.
9173- الوليد بن يزيد:
بن ربيعة بن عبد شمس القرشيّ العبشمي.
ذكره البلاذريّ وأنّ ولده عبد اللَّه بن الوليد شهد الجمل مع عائشة.
الواو بعدها الهاء
9174- وهبان بن صيفي
الغفاريّ «1» تقدم في أهبان.
9175- وهب بن الأسود «2»
: تقدم في الأسود بن وهب.
9176- وهب بن أمية
بن أبي الصلت الثقفيّ «3» .
ذكر ابن الكلبيّ ما يدلّ على إسلامه في العهد النبويّ، فنقل أنّ رجلا من ثقيف مات في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم عن غير ولد، فاختصموا في ميراثه، فأعطى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ميراثه لوهب بن أمية بن أبي الصّلت بن ربيعة بن عوف الثقفيّ، وتزوج عبد اللَّه بن صفوان الأكبر بن أمية بن خلف الجمحيّ حقّة بنت وهب بن أمية بن أبي الصّلت، فولدت له صفوان بن عبد اللَّه بن صفوان.
9177- وهب بن حذيفة «4»
بن عباد بن خلاد الغفاريّ، ويقال المزني. ويقال الثقفيّ.
حجازي، له حديث
أخرجه الترمذي وغيره من طريق واسع بن حبان عنه رفعه: «إذا قام الرّجل من مجلسه ثمّ رجع فهو أحقّ به»
وصحّحه التّرمذيّ، وذكره ابن سعد في طبقة أهل الخندق، ونقل عن الواقديّ أنه كان من أهل الصفّة وعاش إلى خلافة معاوية.
9178- وهب بن حمزة «5»
. قال ابن السّكن: يقال إن له صحبة، وفي إسناد حديثه نظر، ثم
أخرج من طريق يوسف بن صهيب، عن ركين، عن وهب بن حمزة، قال: سافرت مع عليّ فرأيت منه
__________
(1) أسد الغابة ت (5501) ، الاستيعاب ت (2785) .
(2) أسد الغابة ت (5480) ، الاستيعاب ت (2763) .
(3) أسد الغابة ت (5481) .
(4) الثقات 3/ 427، الطبقات 33، تقريب التهذيب 2/ 338، تلقيح فهوم أهل الأثر 377، الكاشف 3/ 344، تجريد أسماء الصحابة 2/ 630، خلاصة تذهيب 3/ 136، الجرح والتعديل 9/ 22، التاريخ الكبير 8/ 158، تهذيب التهذيب 11/ 162، تهذيب الكمال 3/ 1478، بقي بن مخلد 482.
(5) تجريد أسماء الصحابة 2/ 130، أسد الغابة ت (5484) .(6/487)
جفاء، فقلت: لئن رجعت لأشكونه، فرجعت فذكرت عليّا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فنلت منه، فقال:
«لا تقولنّ هذا لعليّ، فإنّه وليّكم بعدي» .
وتردد أبو نعيم في أبيه، هل هو بالمهملة ثم الزّاي أو الجيم والراء.
9179- وهب بن خنبش «1»
: بمعجمة ثم نون موحّدة، وزن جعفر.
حديثه عند الشّعبي «2» [فقال بيان وفراس وجابر وغيرهم عن الشعبي عنه هكذا. وقال داود الأودي، عن الشّعبي] «3» : هرم بدل وهب، والأول المشهور.
9180- وهب بن خويلد «4»
بن ظويلم بن عوف بن عبدة الثقفي ذكره [....] .
9181
- وهب بن «5» زمعة:
بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ الأسديّ.
من مسلمة الفتح، وكان من أجواد قريش، وله حديث
في سنن أبي داود، أخرجه من طريق محمد بن إسحاق، حدثني أبو عبيدة بن عبد اللَّه بن زمعة، عن أبيه، وأمه زينب بنت أبي سلمة، كلاهما عن أم سلمة، قالت: كانت ليلتي التي يصير إليّ فيها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مساء يوم النحر، فكان عندي، فدخل عليّ وهب بن زمعة ورجل من آل أبي أمية متقمّصين، فقال لهما رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «أما أفضتما ... »
الحديث.
وذكر الزّبير بن بكّار، من طريق يحيى بن مقداد بن يعقوب الزمعي، عن عمه موسى بن يعقوب، قال: لما اجتمع الناس على معاوية خرج إليه عبد اللَّه الأصغر بن وهب
__________
(1) الثقات 3/ 426، الاستيعاب ت (2765) ، الطبقات 69/ 133، تقريب التهذيب 2/ 338، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، الكاشف 3/ 244، أسد الغابة ت (5485) ، خلاصة تذهيب 3/ 136، الجرح والتعديل 9/ 21، التاريخ الكبير 8/ 158، تهذيب التهذيب 11/ 163، تهذيب الكمال 3/ 1479، الإكمال 2/ 342، بقي بن مخلد 875.
(2) في أ: عندي.
(3) سقط في ج.
(4) أسد الغابة ت (5486) .
(5) الثقات 3/ 426، الاستيعاب ت (2766) ، المنمق 496، الكاشف 3/ 244، الأعلام 8/ 125، أسد الغابة ت (5487) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 130، خلاصة تذهيب 3/ 137، الجرح والتعديل 9/ 28، التاريخ الكبير 8/ 163، تهذيب التهذيب 11/ 163، العقد الثمين 7/ 414، تهذيب الكمال 3/ 1479.(6/488)
ابن زمعة طالبا بدم أخيه عبد اللَّه الأكبر، وكان قتل يوم الدّار، فأعطاه معاوية الدية وقال:
قتل في فتنة واختلاط.
9182- وهب بن أبي سرح
بن الحارث»
بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر القرشيّ العامريّ، أخو عمرو، قاله أبو عمر.
وذكر موسى بن عقبة أنّه شهد هو وأخوه عمرو بدرا، وتعقّبه ابن فتحون بأنه لا ذكر له في مغازي موسى بن عقبة، وإنما ذكر وهب بن سعد بن أبي سرح.
قلت: هو غيره، وذكر الهيثم بن عديّ في مهاجرة الحبشة، قال البلاذريّ: ليس ذلك بثبت، ولكنه شهد بدرا، وكان أبو معشر يقول: الّذي هاجر إلى الحبشة أخوه معمر. وقال الواقديّ: لم يهاجر إلى الحبشة، وإنما شهد بدرا، الّذي ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق والكلبيّ عمرو بن أبي سرح.
9183- وهب بن سعد:
بن أبي سرح «2» بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبّة بن الحارث بن فهر الفهريّ، أخو عبد اللَّه بن سعد.
ذكره ابن مندة وابن حبّان، وقالا: لا نعرف له رواية. وذكره محمد بن سعد في «الطّبقات» ، وقال: شهد بدرا في قول موسى بن عقبة، وأبي معشر، والواقديّ، قال: وآخى رسول اللَّه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم بينه وبين سويد بن عمرو، وقتلا يوم مؤتة، قال:
وشهد وهب بن سعد أحدا والخندق والحديبيّة وخيبر، وكان لما قتل ابن أربعين سنة، ثم روى ابن مندة عن عاصم بن عمر، قال: نزل وهب بن سعد لما هاجر على كلثوم بن الهدم.
9184- وهب بن السّماع العوفيّ «3»
. ذكره ابن عبد البرّ، وقال: له خبر في أعلام النّبوّة من حديث ابن عباس.
قلت:
ذكر أبو سعد في «شرف المصطفى» بسند واه عن ابن عبّاس، قال: بينما رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم جالس في مسجده وحوله أصحابه إذ أقبل أعرابيّ «4» طويل القامة على ناقة عيطاء «5» فتخطى الناس حتى وقف بين يدي النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، واندفع يتكلم، فأرتج
__________
(1) أسد الغابة ت (5488) ، الاستيعاب ت (2767) .
(2) الثقات 3/ 426، أصحاب بدر 126، تجريد أسماء الصحابة 2/ 131، الأعلام 8/ 125، العقد الثمين 7/ 416، أسد الغابة ت (5489) ، الطبقات الكبرى 3/ 623، الاستيعاب ت (2768) .
(3) أسد الغابة ت (5490) ، الاستيعاب ت (2769) .
(4) في أ: أعرابي بدوي.
(5) الناقة العيطاء: الطويلة العنق في اعتدال. اللسان 4/ 3191.(6/489)
عليه مرارا إلى أن سكن روعه، فأنشد أبياتا، فقال له النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «أنت وهب بن السّماع» ؟ قال: أنا وهب بن السماع العوفيّ الدفاع الشديد المنّاع، قال: «أنت الّذي ذهب جلّ قومك في الغارات؟» فذكر له أشياء من أحواله، فقال: لا أثر بعد عين، أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأشهد أنك رسول اللَّه،
ثم ذكر قصته مع صنمه وقوله له:
يا وهب بن مالك لا تجزع ... قد جاء ما ليس يدفع
[الرجز] فذكر الأبيات، قال: وأسلم وحسن إسلامه.
9185- وهب بن عبد اللَّه:
بن سعد بن أبي سرح.
قال الزّبير بن بكّار: قتل يوم مؤتة، ذكر ذلك بعد أن ذكر عبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح وأولاده، ثم قال: ومن ولد أبي سرح وهب بن عبد اللَّه، فذكره.
وتعقبه ابن عساكر بأن الّذي قتل بمؤتة وهب بن سعد.
قلت: يحتمل أن يكونا قتلا معا، وأن يكون سمّي باسم عمه وهب.
9186- وهب بن عبد اللَّه:
بن قارب «1» .
قال ابن حبّان: له صحبة. قال أبو نعيم: الصّحبة والرؤية لقارب وولده عبد اللَّه. وأما وهب فإنما روى عن أبيه، قال: حججت مع أبي.
9187- وهب بن عبد اللَّه:
بن مسلم بن جنادة «2» بن حبيب بن سواءة السّوائي، بضم السّين المهملة وتخفيف الواو والمد، ابن عامر بن صعصعة، أبو جحيفة السّوائي.
قدم على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في أواخر عمره، وحفظ عنه ثم صحب عليّا بعده، وولّاه شرطة الكوفة لما ولي الخلافة.
وفي الصّحيح عنه: رأيت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان الحسن بن علي يشبهه، وأمر لنا بثلاثة عشر قلوصا، فمات قبل أن نقبضها، وكان عليّ يسمّيه وهب الخير.
روى عن النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن عليّ، والبراء بن عازب.
__________
(1) الثقات 3/ 427، الجرح والتعديل 9/ 22، التعديل والتجريح 1431، أسد الغابة ت (5492) .
(2) الكاشف 3/ 344، تقريب التهذيب 2/ 337، الجرح والتعديل 9/ 23، أسد الغابة ت (5493) ، الأعلام 9/ 23، التاريخ الكبير 8/ 63، الاستيعاب ت (2770) ، تهذيب التهذيب 11/ 160، تهذيب الكمال 3/ 1478، التاريخ لابن معين 2/ 52، بقي بن مخلد 72.(6/490)
روى عنه ابنه، وعون، والشّعبي، وأبو إسحاق السبيعي، وسلمة بن كهيل، وإسماعيل بن أبي خالد، وعلي بن الأرقم، والحكم بن عيينة، وغيرهم.
قال الواقديّ: مات في ولاية بشر على العراق. وقال ابن حبّان: سنة أربع وستين.
9188- وهب بن عبد اللَّه
بن محصن «1» الأسديّ، أبو سنان، مشهور بكنيته.
قال ابن حبّان: له صحبة، ويأتي في الكنى. ويقال اسمه عبد اللَّه بن وهب، ويقال:
هو وهب بن محصن، وبالأول جزم مسلم.
9189- وهب بن عثمان
بن أبي طلحة العبدري.
قتل أبوه يوم أحد مشركا، وتزوّج هو بنت عبد بن زمعة، وله منها عبد الرّحمن، وله أيضا شيبة، وعبد اللَّه، وذكره الزّبير بن بكّار، قال: وتزوج «2» أم جميل بنت شيبة بن ربيعة.
9190- وهب بن عمرو الأسدي «3»
. ذكره يونس «4» بن بكير في «المغازي» فيمن هاجر في أول الهجرة، وجوّز أبو نعيم أن يكون ثقف بن عمرو، ويحتمل أن يكون أخاه.
9191- وهب بن عمير:
بن وهب «5» بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشيّ الجمحيّ.
وقع ذكره في الموطأ، عن ابن شهاب- أنه بلغه أن نساءكنّ في عهد النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أسلمن بأرضهن، وهنّ غير مهاجرات، وأزواجهنّ كفار، منهن ابنة الوليد بن المغيرة، وكانت تحت صفوان بن أميّة، أسلمت يوم الفتح، وهرب زوجها صفوان بن أميّة، فبعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إليه ابن عمه وهب بن عمير، فدعاه إلى الإسلام ... فذكر الحديث.
والمعروف أن هذه القصّة كانت لأبيه عمير بن وهب، كذا ذكره موسى بن عقبة، وغيره من أهل المغازي.
وذكره أبو سعيد بن يونس، وقال: شهد فتح مصر، وكانت دار بني جمح بركة يجتمع
__________
(1) أسد الغابة ت (5491) ، الثقات 3/ 428.
(2) في أ: تزوج بنت أم جميل.
(3) أسد الغابة ت (5495) .
(4) في أ: يوسف.
(5) أسد الغابة ت (5496) ، الاستيعاب ت (2771) .(6/491)
فيها الماء فقال عمرو بن العاص: خطوا لابن عمتي إلى جنبي- يريد وهب بن عمير فردمت البركة وخطّت، فهي دار بني جمح. قال: وولي وهب بن عمير بحر مصر في غزوة عمّورية سنة ثلاث وعشرين.
وذكره البخاريّ في الصّحابة، ولم يورد له شيئا. وقال أبو بكر بن دريد في الأخبار المنثورة: كان وهب بن عمير من أحفظ الناس، فكانت قريش تقول: له قلبان، من شدة حفظه، فأنزل اللَّه: ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ [الأحزاب: 4] . فلما كان يوم بدر أقبل منهزما ونعلاه واحدة في يده والأخرى في رجله، فقالوا: ما فعل الناس: قال:
هزموا. قالوا: فأين نعلاك؟ قال: في رجلي. قالوا: فما في يدك؟ قال: ما شعرت، فعلموا أن ليس له قلبان.
وذكر الثّعلبيّ هذه القصّة لجميل بن معمر، وأنّ الّذي تلقاه فسأله أبو سفيان. وأسنده ابن الكلبيّ في تفسيره عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، لكن قال: جميل بن أسد.
9192- وهب بن قابس:
أو قابوس المزني «1» .
ذكره ابن السّكن في الصّحابة،
وأخرج من طريق محمد بن طلحة، عن محمد بن الحصين بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن أبيه، عن جدّه، قال: لقي رجل من مزينة يقال له وهب بن قابس بالعرج، فأسلم وبايعه، ثم أقام في أهله حتى إذا كان يوم أحد خرج بحبل فيه غنم حتى قدم المدينة، فوجدها خلوا، فسأل عن النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقيل:
إنه يقاتل قريبا بأحد، فرمى بحبله، وتوجّه إليه بأحد، فطلعت الخيل، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «من يوزع عنّا الخيل جعله اللَّه رفيقي في الجنّة» ، فتقدم وهب فضرب بسيفه حتى ردّها حتى صنع ذلك ثلاث مرات فقتل، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «دعوه حتّى نفرغ له» .
فلما فرغ التمس فلم يوجد،
فقال عمر: ما من الناس أحد أحبّ إليّ أن ألقى اللَّه بعمله من وهب بن قابس.
وذكره الواقديّ بمعناه. وقد تقدم في ترجمة الحارث بن عقبة بن قابس.
وقرأت في كتاب الفصوص لصاعد اللّغويّ، قال: كان عمر يقول: إن أحبّ هذه الأمة إليّ أن ألقى اللَّه بصحيفته للمزني وهب بن قابس، فذكر قصّته مختصرا.
9193- وهب بن قيس
بن أبان الثقفيّ «2» .
__________
(1) أسد الغابة ت (5497) ، الاستيعاب ت (2772) .
(2) الثقات 3/ 427، أسد الغابة ت (5498) ، الطبقات 54، 285، تجريد أسماء الصحابة 2/ 131، الجرح والتعديل 9/ 22، التاريخ الكبير 8/ 161، الاستيعاب ت (2773) ، العقد الثمين 7/ 417، الطبقات الكبرى 8/ 492.(6/492)
تقدّم ذكره في ترجمة أخيه سفيان بن قيس.
9194- وهب بن كلدة:
من بني عبد اللَّه بن غطفان «1» .
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا.
9195- وهب بن مالك
بن سواد بن جذيمة بن دارع بن عديّ بن تميم الدّار الدّاري، من رهط تميم.
ذكره ابن إسحاق فيمن قدم مع تميم الدّاري فأسلم.
9196- وهب بن محصن الأسديّ.
هو وهب بن عبد اللَّه بن محصن المتقدم، نسبه بعضهم لجدّه.
9197- وهب:
غير منسوب.
ذكره المستغفريّ، وقال: أحسب أن له صحبة.
9198- وهب:
آخر، غير منسوب.
ذكره البغويّ،
وأخرج من طريق مجالد، عن الشّعبي، عن وهب، قال: جاء أعرابيّ إلى النّبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهو واقف بعرفة، فسأله رداءه، فأعطاه إياه، فذهب به، ثم قال: «إنّ المسألة لا تحلّ إلّا من فقر مدقع، أو من غرم مفظع ... » الحديث.
9199- وهيب:
بالتصغير، ابن الأسود. تقدّم في وهب.
9200- وهيب بن السماع:
تقدّم في وهب الأنصاريّ.
القسم الثاني
الواو بعدها اللام
9201- الوليد بن عبادة
بن الصّامت الأنصاريّ «2» .
__________
(1) أسد الغابة ت (5499) .
(2) طبقات ابن سعد 5/ 80، طبقات خليفة 238، التاريخ الكبير 8/ 148، تاريخ الثقات 465، المعرفة والتاريخ 3/ 382، المعارف 255، تاريخ الطبري 1/ 32، الجرح والتعديل 9/ 8، رجال صحيح البخاري 2/ 757، الثقات لابن حبان 5/ 490، مشاهير علماء الأمصار رقم 523، رجال صحيح مسلم 2/ 299، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 536، تهذيب الكمال 3/ 1469، الكاشف 3/ 210، تحفة الأشراف 9/ 94، الكامل في التاريخ 4/ 525، تهذيب التهذيب 11/ 137، تقريب التهذيب 2/ 333، خلاصة تذهيب التهذيب 416، جامع التحصيل 365، تاريخ الإسلام 3/ 219، أسد الغابة ت (5473) ، الاستيعاب ت (2757) .(6/493)
قال ابن سعد: ولد في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وروى عن أبيه، وعن أبي اليسر الأنصاريّ، وغيرهما.
روى عنه ابنه عبادة، ومحمد بن يحيى بن حبان، وعطاء، وسليمان بن حبيب، وعمارة بن عمير، وغيرهم.
قال ابن سعد: مات في خلافة عبد الملك، وكان ثقة قليل الحديث.
قلت: وجاءت رواية توهم أنّ له صحبة، فعند أحمد من طريق سيار، عن يحيى بن سعيد الأنصاريّ، عن عبادة بن الوليد، عن أبيه، قال: بايعنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم على السّمع والطاعة، في العسر واليسر، والمنشط والمكره ... الحديث.
وهذا الحديث إنما هو لعبادة والده، فلعل مراده بقوله: عن أبيه عن جدّه. وقد أخرجه الموطأ والشّيخان وأحمد أيضا والنسائي من طرق، عن يحيى بن سعيد وغيره، عن عبادة بن الوليد، عن أبيه، عن عبادة. وأخرج الترمذيّ من طريق عبد الواحد بن سليم:
قدمت مكة فلقيت عطاء بن أبي رباح، فقال عطاء: لقيت الوليد بن عبادة بن الصّامت صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقلت: ما كانت وصية أبيك عند الموت، فذكر حديثا، فإن قرئ صاحب بالنّصب نعتا للوليد اقتضى أن يكون صحابيّا، وإن قرئ بالجر نعتا لعبادة فلا إشكال.
9202- الوليد بن عديّ
الأصغر ابن الخيار «1» بن عديّ بن نوفل القرشيّ النوفليّ.
مات أبوه كافرا، وللوليد هذا ولد يقال له عمارة، كان شاعر أهله، وذكره الزّبير بن بكّار في كتاب النّسب.
9203- الوليد بن الوليد
بن الوليد بن المغيرة. تقدم ذكره فيمن اسمه عبد اللَّه.
9204- الوليد بن يزيد
بن عديّ بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس.
ذكره ابن الكلبيّ، وقال: قتل ولده عبد اللَّه مع عائشة يوم الجمل، وكان عبد اللَّه يعرف بابن الدّارية.
__________
(1) في أ: عبد الجبار.(6/494)
القسم الثالث
الواو بعدها الراء
9205- ورد بن منظور
بن سيار بن ثعلبة بن نبهان بن لأم الطائيّ.
له إدراك، وولده جهم كان ممن خفر الرّواحي، وهي إبل كانت تعلف بالكوفة وتحمل للبحار في زمن الحجاج، فأغار عليها شبيب بن عمرو بن كريب في قصّة تقدّمت الإشارة إليها في عمرو بن كريب، ذكرها ابن الكلبيّ.
الواو بعدها العين
9206- وعوعة بن سعيد:
بن قرط بن عبد بن أبي بكر بن كلاب.
له إدراك، وولده مربع كان يساعد جريرا فتهدده الفرزدق، فقال:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا ... أبشر بطول سلامة يا مربع
«1» [الكامل] ذكره ابن الكلبيّ.
الواو بعدها الفاء، واللام
9207- وفاء بن الأشعر التميميّ.
يعرف بابن لسان الحمرة، كان مشهورا بالفصاحة، وكنيته أبو كلاب، مذكور في المعمّرين، وهو الّذي قال لمعاوية لما سأله عن علمه: أخذته بلسان سئول، وقلب عقول.
9208- الوليد بن محصن
الدّريكيّ، بالتصغير.
ذكر وثيمة في الرّدّة أنه كان له رأي وعقل، وأنه خطب خطبة بليغة نهى فيها ملوك كندة من الرّدة فلم يقبلوا منه واستخفّوا به وطردوه.
الواو بعدها الهاء
9209- وهب بن الأسود «2»
. لقي عمر رضي اللَّه عنه. روى عنه ابن أبي مليكة. ذكره البخاريّ.
__________
(1) ديوانه: 348.
(2) أسد الغابة ت (5480) ، الاستيعاب ت (2763) .(6/495)
9210- وهب بن أكيدر
دومة.
ذكر ابن عساكر في ترجمة عمرو بن يحيى بن وهب بن أكيدر، من طريق عمرو بن محمد بن الحسن، عن عمرو بن يحيى بن وهب، عن أبيه، عن جدّه، قال: كتب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى أبي، ولم يكن معه خاتمه فختمه بطينة.
9211- وهب بن خالد:
بن عامر بن غاضرة السّعديّ، مولى عبيد والد أبي وجزة الشّاعر.
مخضرم، قال محمّد بن سلّام الجمحيّ، عن يونس بن عبيد: كان عبيد والد أبي وجزة سبي فباعوه بسوق ذي المجاز في الجاهليّة، فاشتراه وهب بن خالد، فأقام عنده زمانا يرعى إبله، ثم إن عبيدا ضرب ضرع ناقة لمولاه فأدماها فلطم وهب وجهه، فغضب وسار إلى عمر مستعديا عليه، فقال: يا أمير المؤمنين، أنا رجل من ظفر، أصابني سبي في الجاهليّة، وأنا معروف النّسب، ولا رقّ على عربيّ في الإسلام. فحضر مولاه فقال: يا أمير المؤمنين، إن غلامي هذا كان يقوم على مالي، فأساء فضربته، فو اللَّه ما أعلم أنّي ضربته قطّ غيرها، وإن الرجل ليضرب ابنه أشدّ منها، فكيف بعبده؟ وأنا أشهدك أنه حرّ لوجه اللَّه، فقال عمر: قد امتنّ عليك، وقطع عنك مؤنة السب، فإن أحببت فأقم معه، فإن له عليك منّة.
وإن أحببت فالحق بقومك. فأقام معه ثم تزوّج بزينب بنت عرفطة المزنية، فولدت له أبا وجزة وأخاه. وقد روى أبو وجزة عن أبيه عن عمر قصّة استسقائه في عام الرمادة
«1» .
القسم الرابع
الواو بعدها الألف
9212- وادع:
ذكره في التجريد «2» ، وعزاه لابن قانع، وإنما هو الوازع، بالزّاي، وقد تقدم.
9213- واسع بن حبّان «3»
. ذكره البغويّ، وأخرج له من طريق حبّان بن واسع بن حبان، عن أبيه- أنه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مسح رأسه بماء غير فضل يديه، وهذا خطأ نشأ عن سقط، وذلك أن مسلما أخرجه من هذا الوجه، فقال عن حبّان بن واسع، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن زيد،
__________
(1) في ط: الردة.
(2) أسد الغابة ت (5432) .
(3) أسد الغابة ت (5435) .(6/496)
أخرجه مطوّلا. وأخرجه أبو داود والترمذيّ مختصرا. وقد تقدم في ترجمة واسع بن حبّان في الأوّل.
9214- واصلة بن حبّان:
تقدّم «1» في وائلة، وأن بعضهم صحفه.
9215- واقد بن عبد اللَّه اليربوعيّ.
قال ابن الأثير «2» : فرق ابن مندة بينه وبين واقد بن عبد اللَّه الحنظليّ، وهما واحد.
9216- واقد، غير منسوب «3»
. قال ابن مندة: ذكره أبو مسعود عن شبابة، عن اللّيث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن جعفر، عن عبد اللَّه بن واقد، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «لا تمنعوا النّساء المساجد» «4» .
قال أبو مسعود: هو عندي وهم، وإنما هو واقد بن عبد اللَّه بن عمر عن أبيه.
قلت: وهو كما قال.
9217- وائل القيل «5»
: أفرده ابن شاهين بالذكر، وأخرج من طريق ابن إسحاق، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل القيل، قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم واضعا يمينه على شماله في الصّلاة. قال أبو موسى في الذّيل: هو وائل بن حجر لا شك فيه.
قلت: وقد أخرجه أبو داود، من رواية عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر.
الواو بعدها الراء
9218- وردان بن إسماعيل التميميّ «6»
. ذكره ابن مندة، ولكن أورد الحديث الّذي تقدّم في وردان بن محرز، وقال فيه: يقال له وردان بن محرز. وقد عاب أبو نعيم ذلك.
__________
(1) أسد الغابة ت (5436) .
(2) في ط: الأمين.
(3) أسد الغابة ت (5442) .
(4) أخرجه الطبراني في الكبير 12/ 399 والبخاري في التاريخ الكبير 2/ 107، 8/ 357 والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 132.
(5) أسد الغابة ت (5445) .
(6) أسد الغابة ت (5459) .(6/497)
9219- وزر بن سدوس «1»
: بن جابر، ويقال وزر بن جابر بن سدوس.
تقدّم في الأول النقل أنه تنصّر ومات نصرانيا.
الواو بعدها السين واللام
9220- وسيم الهجريّ.
أورده ابن قانع، وإنما هو رسيم أوله راء. وقد تقدم على الصّواب.
9221- الوليد بن أبي مالك.
قال [البرقاني] «2» : روى عن النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فسألت عنه الدّار الدّارقطنيّ، فقال: هو شامي تابعيّ لا بأس به.
9222- الوليد بن مسافع:
من بني عامر بن لؤيّ.
أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصّحابة، وهو خطأ. روى عنه موسى بن هاشم.
9223- الوليد بن أبي الوليد.
ذكره ابن أبي خيثمة فيمن رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وساق من طريق ابن لهيعة، عن الوليد بن أبي الوليد، رأى شعرا من شعر رسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم مصبوغا بالحنّاء، وليس بشديد الحمرة، وكان يغسله بالماء ثم يشربه.
قلت: وهذا من أعجب ما وقع، وهبه خفي عليه أنه لا يلزم من رؤيته شعر النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أن يكون رآه وهو حي، أفما دري أنّ ابن لهيعة لم يدرك أحدا من الصّحابة. وقد تبعه ابن شاهين، وزاد الوهم وهما، فإنه ترجم للوليد بن الوليد بن المغيرة، ثم أخرج هذا بعينه من طريق ابن أبي خيثمة، فلم يذكر مستنده في تسمية أبيه وجدّه.
9224- الوليد الجرشيّ.
ذكره الذّهبيّ في «التجريد» ، وقال: نزل بأعمال حمص، وشهد مرج راهط، ولا صحبة له. هذا جميع ما قال، وإذا كان كذلك فلم ذكره.
الواو بعدها الهاء
9225- وهب بن الحارث.
__________
(1) أسد الغابة ت (5466) .
(2) في أ: المرزباني.(6/498)
تقدم وجه الصّواب فيه في حارثة بن وهب.
9226- وهب بن قطن.
ذكره ابن السّكن، وقال: روى حديثه يحيى بن أيوب، عن عبد الرّحمن بن زربي «1» ، عن محمد بن يزيد عنه، وإنما رواه محمد بن يزيد، عن أيوب بن قطن، عن أبي بن عمارة كما مضى في حرف الألف.
9227- وهب الجيشانيّ «2»
. قال المستغفريّ: ذكره يحيى بن يونس، وقال: روى عن النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم في النبيذ. وعنه عمرو بن شعيب، قال: وهو وهم، وإنما هو أبو وهب. انتهى.
وهو كما قال.
9228- وهيب بن الأسود.
تقدّم»
في وهب بن الأسود.
__________
(1) في أ: رزين.
(2) أسد الغابة ت (5482) .
(3) سقط سهوا الرقم 9229.(6/499)
حرف الياء آخر حرف
القسم الأول
لياء بعدها الألف
9230- ياسر العنسيّ:
بالنّون «1» ، حليف آل مخزوم.
قدم من اليمن، فحالف أبا حذيفة بن المغيرة فزوّجه أمة له يقال لها سمية، فولدت له عمارا فأعتقه أبو حذيفة، ثم كان عمار وأبوه ممن سبق إلى الإسلام،
فأخرج أبو أحمد الحاكم من طريق عقيل، عن الزّهري، عن إسماعيل بن عبد اللَّه بن جعفر، عن أبيه، قال: مرّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بياسر وعمّار وأم عمار وهم يؤذون في اللَّه تعالى، فقال لهم: «صبرا يا آل ياسر، صبرا يا آل ياسر، فإنّ موعدكم الجنّة» «2» .
وأخرج أحمد في «الزّهد» ، من طريق يوسف بن ماهك نحوه مرسلا. وأخرج الحارث في مسندة، والحاكم أبو أحمد، وابن مندة، من طريق الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن عثمان، وهو منقطع. وأخرجه الحاكم، والطّبراني في الأوسط، من رواية أبي الزّبير عن جابر- مرفوعا. ورواه ابن الكلبيّ في التّفسير، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس نحوه. وزاد عبد اللَّه بن ياسر، وزاد فطعن أبو جهل سميّة في قبلها فماتت، ومات ياسر في العذاب، ورمى عبد اللَّه فسقط.
9231- ياسر بن سويد الجهنيّ «3» .
__________
(1) أسد الغابة ت (5503) ، الاستيعاب ت (2862) .
(2) أخرجه الحاكم المستدرك 3/ 383، وأبو نعيم في الحلية 1/ 140 وأورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 4034 وعزاه للحارث وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 37366 وعزاه للحارث والبغوي في مسند عثمان وابن مندة وأبو نعيم وابن عساكر.
(3) الثقات 3/ 448، تجريد أسماء الصحابة 2/ 132، أسد الغابة ت (5502) .(6/500)
ذكره ابن حبّان، وابن السّكن، والطّبرانيّ في الصّحابة. حديثه عند أولاده، قال ابن أبي حاتم: عبد اللَّه بن داود بن دلهاث «1» بن مسرع بن ياسر، روى عن أبيه عن جدّه عن أبيه، ولم يذكر فيه جرحا.
وأخرج ابن السّكن، والطّبرانيّ، من طريق عبد اللَّه بن داود بهذا السّند إلى مسرع بن ياسر- أن أباه ياسر حدثه أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعثه في سرية، فجاءت به أمه إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فأمرّ يده عليه، وقال: «اللَّهمّ أكثر رجالهم، وأقل آثامهم، ولا تحوجهم» .
وقال: سميه مسرعا، فقد أسرع في الإسلام.
9232- ياسر:
أبو الرّبداء البلويّ، مولى الربداء بنت عمرو بن عمارة بن عطية البلويّة.
قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وله صحبة، وكان ولده بمصر، ثم أورد من طريق سعيد بن غفير، قال: كان أبو الرّبداء ياسر عبدا لامرأة من بليّ يقال لها الرّبداء، فزعم أن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرّ به وهو يرعى غنم مولاته، وله فيها شاتان، فاستسقاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فحلب له شاتيه، ثم أراح، وقد حفلتا، فأخبر مولاته فأعتقته، فاكتنى بأبي الرّبداء.
وأخرج أبو بشر الدّولابيّ، وابن مندة، من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن ابن هبيرة، عن أبي سليمان مولى أم سلمة- أن أبا الرّبداء حدثه أن رجلا منهم شرب فأتوا به النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فضربه، ثم عاد فشرب الثانية فأتى به فضربه، ثم عاد فشرب الثالثة فأتى به لا أدري في الثّالثة أو الرّابعة، فأمر به فحمل على العجل فوضع عليها فضرب عنقه.
وذكره الدّولابيّ بالميم والدّال المهملة. قال عبد الغنيّ بن سعيد: هو تصحيف، وإنّما هو بالموحدة والذّال المعجمة.
قلت: وأخرجه البغويّ في الكنى بالميم والمهملة. وقال: سكن مصر، وساق الحديث من طريق ابن لهيعة، وقال في سياقه: عن أبي سلمان في رواية، وفي أخرى عن أبي سليمان، وقال في المتن: فأتى به فيما أرى في الثّالثة أو في الرّابعة، فأمر به فحمل على العجل فضربت عنقه.
9233- يامين بن عمير:
بن كعب «2» ، أبو كعب النّضيريّ.
__________
(1) في أ: دلهاث بن إسماعيل بن مسرع.
(2) الاستيعاب ت (2863) .(6/501)
ذكره أبو عمر فقال: كان من كبار الصّحابة، أسلم فأحرز ماله. ولم يحرز ماله من بني النّضير غيره، وغير أبي سعيد بن عمرو بن وهب، فأحرزا أموالهما، قاله ابن إسحاق عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.
وقال ابن إسحاق أيضا: بلغني أن يامين بن كعب لقي أبا ليلى عبد الرّحمن بن كعب، وعبد اللَّه بن مغفّل، وهما يبكيان، فقالا: لم نجد عند النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ما يحملنا عليه، فأعطاهما ناضحا.
وقال ابن إسحاق: حدّثني بعض آل يامين أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال ليامين: ألم تر إلى ابن عمك عمرو بن جحاش، وما همّ به من قتلى؟ يعني في قصّة بني النّضير، وكان أراد أن يلقي على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم رحى فيقتله، فأنذره جبريل، فقام من مكانه ذلك، فجعل يامين لرجل جعلا على أن يقتل عمرو بن جحاش فقتله.
9234- يامين بن يامين الإسرائيليّ «1»
. ذكره ابن فتحون في ذيله على الاستيعاب، ونقل عن الماوردي أنّ عبد اللَّه بن سلام لما أسلم قال يامين بن يامين: أنا أشهد بمثل ما شهد، فنزلت هذه الآية: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ [الأحقاف: 10] . وله ذكر أيضا في سلمة بن سلام، وله سبب في نزول قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ [النساء: 136] من رواية ابن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عباس في سعد بن شعبة.
الياء بعدها الثاء
9235- يثربي البلويّ:
والد أبي رمثة: رفاعة بن يثربيّ.
ذكره الطّبرانيّ.
وأخرج أبو داود والطّبرانيّ، من طريق سفيان الثّوري، عن إياد بن لقيط السّدوسي: سمعت أبا رمثة يقول: جئت مع أبي إلى النّبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «ابنك هذا» ؟ قال: نعم. قال: «أتحبّه؟ أما إنّه لا يجني عليك ولا تجني عليه» .
الياء بعدها الحاء
9236- يحموم الكنديّ:
مولى الأشعث بن قيس.
كان مع الأشعث لما أسلم، فذكر الرّشاطي أنّ الهمدانيّ ذكر في نسب اليمن أنّ
__________
(1) أسد الغابة ت (5504) .(6/502)
الشّعبيّ ذكر عن رجل من قريش، قال: كنّا جلوسا عند باب مسجد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إذ أقبل وفد كندة، فاستشرف الناس، قال: فما رأيت أحسن هيئة منهم، فلما دخل رجل متوسط منهم يضرب شعره منكبه، فقلت: من هذا؟ قالوا: الأشعث بن قيس. قال:
فقلت: الحمد للَّه يا أشعث الّذي نصر دينه، وأعزّ نبيه، وأدخلك وقومك في هذا الدين كارهين. قال: فوثب إليّ عبد حبشي يقال له يحموم، فأقسم ليضربني، ووثب عليه جماعة دوني، وثار جماعة من الأنصار، فصاح الأشعث به: كف، فكفّ عني، ثم استزارني الأشعث، فوهب لي الغلام، وشيئا من فضّة، ومن غنم، فقبلت ذلك وو رددت عليه الغلام، قال: فمكثوا أيّاما بالمدينة ينحرون الجزر ويطعمون الناس.
9237- يحنّس النبّال «1»
. ذكره ابن إسحاق فيمن نزل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من الطّائف لما حاصرهم، فأسلّم ثم أسلّم سيّده، فردّ ولاءه إليه، وكان عبدا لآل يسار بن مالك من ثقيف.
وذكر الواقديّ أنه كان مولى يسار بن مالك نفسه.
9238- يحنّس بن وبرة الأزديّ «2»
. ذكره الأمويّ، عن ابن الكلبيّ، وأنه كان ممن احتال في قتل الأسود العنسيّ مع امرأة الأسود، وكانت من أقاربه.
وقد تقدّم ذكر وبرة بن يحنس، فلعله ولده أو انقلب. أورده ابن فتحون في الذّيل.
9239- يحيى بن أسعد بن زرارة الأنصاريّ «3»
. مات أبوه في السّنة الأولى من الهجرة. وقال ابن حبّان: له صحبة. وقال ابن مندة:
مختلف في صحبته. وذكره في الصّحابة ابن أبي عاصم، والبغويّ، وآخرون، وأخرجوا من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، قال: وما كان فينا رجل يشبهه، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- أنه كوى أسعد بن زرارة ... الحديث.
9240- يحيى بن أسيد:
بن حضير الأنصاريّ «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت (5506) .
(2) أسد الغابة ت (5507) .
(3) الثقات 3/ 447، تجريد أسماء الصحابة 2/ 132، أسد الغابة ت (5508) ، خلاصة تذهيب 3/ 142، الكاشف 3/ 249.
(4) أسد الغابة ت (5509) ، الاستيعاب ت (2786) .(6/503)
ذكر ابن القداح أنه شهد الحديبيّة مع أبيه. وقال أبو عمر: كان في سنّ من يحفظ، ولا أعلم له رواية، وبه كان يكنّى أبوه. وثبت ذكره في صحيح مسلّم من طريق عبد اللَّه بن حبّان، عن أبي سعيد الخدريّ- أن أسيد بن حضير بينما هو يقرأ إذ جالت فرسه، قال:
فخشيت أن تطأ يحيى- يعني ولده.
9241- يحيى بن حكيم
بن حزام القرشيّ الأسديّ «1» .
ذكره ابن عبد البرّ، فقال: أسلّم حكيم بن حزام وأولاده: هشام، وخالد، ويحيى، وعبيد اللَّه يوم الفتح، وصحبوا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
9242- يحيى بن الحنظلية «2»
. قال ابن مندة: له ذكر في المغازي. وذكره البغويّ في الصّحابة، وأورد له من طريق يزيد بن أبي مريم، عن أبيه، عن يحيى ابن الحنظلية، وكان ممن بايع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بيعة الرّضوان تحت الشجرة، وكان عقيما لا يولد له، فقال: والّذي نفسي بيده لأن يولد في الإسلام فأحتسبه أحبّ إلي من الدّنيا وما فيها. وسنده ضعيف.
9243- يحيى بن سعد
بن زرارة الأنصاريّ.
أورده ابن مندة في ترجمة عمه أسعد بن زرارة،
وأخرج من طريق بشر- ابن عمه «3» - عن شعبة «4» ، عن محمد بن عبد الرّحمن «5» بن أسعد بن زرارة، عن عمه يحيى بن سعد، قال: سمعت عمي أسعد بن زرارة، وهو جد محمد بن عبد الرّحمن من قبل أمه- أنه كان أخذه وجع في خلقه يقال له الذّبحة، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لأبلغنّ من أبي أمامة عذرا. فكواه بيده ... » الحديث.
قلت: كانت وفاة أسعد في السّنة الأولى من الهجرة، فإذا كان يحيى بحيث يصحّ له منه السّماع فهو صحابي لا محالة، لكن رواه مسدّد في مسندة عن يحيى القطان، عن شعبة عن محمد بن عبد الرحمن، عن يحيى عمه- أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كوى أسعد ... الحديث. ولم يقل: سمعت أسعد. فاللَّه أعلم.
__________
(1) أسد الغابة ت (5510) ، الاستيعاب ت (2787) .
(2) أسد الغابة ت (5511) .
(3) في أ: عمرو.
(4) في أ: سعد.
(5) في أ: سعد.(6/504)
9243 م- يحيى بن عبد الرّحمن الأنصاريّ «1»
. ذكره أبو موسى في الذّيل،
وأورد له من طريق هشام بن حسّان، عن محمد بن عبد الرّحمن، عن يحيى بن عبد الرحمن الأنصاريّ: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «من أحبّ عليّا محياه ومماته كتب له الأمن والأمان ... » الحديث.
وفي السّند أحمد بن محمد غلام خليل معروف بوضع الحديث.
9244- يحيى بن عمير «2»
: بن الحارث «3» بن زائدة بن كندة بن ثعلبة بن الحارث الأنصاريّ.
قال ابن حبّان: له صحبة. وقد تقدّم ذكر أبيه.
9245- يحيى بن نفير «4»
: بنون وفاء مصغّرا، وقيل بغين معجمة بدل الفاء.
قاله صاحب «تاريخ حمص» ، وحكى الأول ابن أبي حاتم، عن بعضهم، وأنه اسم أبي زهير النميري، قال: ولم يعرف ذلك أبي. ويقال اسمه فلان بن شرحبيل، وهو مشهور بكنيته. ويأتي في الكنى.
الياء بعدها الراء
9246- يربوع بن عمرو:
بن كعب بن عبس بن حرام بن حبيب بن عامر بن غنم بن عدي بن النّجار.
ذكر العدويّ والطّبرانيّ أنه شهد أحدا والمشاهد بعدها، ولا عقب له. واستدركه ابن فتحون.
9247- يربوع، والد الجعد «5»
. قال ابن مندة: روى عنه ابنه الجعد حديثا منكرا من رواية عبد اللَّه بن محمد، يعني البلويّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (5515) تجريد أسماء الصحابة 2/ 133.
(2) في أ: عمرو.
(3) الثقات 3/ 446، تجريد أسماء الصحابة 2/ 133، أسد الغابة ت (5516) .
(4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 133، أسد الغابة ت (5517) ، تبصير المنتبه 1/ 98- 4/ 1425، المشتبه 86، 647، الاستيعاب ت (2789) ، الإكمال 1/ 340، 7/ 359، الأعلمي 30/ 117.
(5) أسد الغابة ت (5520) .(6/505)
الياء بعدها الزاي
9248- يزيد بن الأخنس السّلميّ «1»
. تقدم ذكره في ترجمة والده، وله ذكر في ترجمة أبي الأعور السّلمي في الكنى.
وأخرج الطّبرانيّ من طريق بقية، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن يزيد بن الأخنس أنه لما أسلّم أسلّم معه جميع أهله إلا امرأة واحدة، فأنزل اللَّه تعالى على رسوله: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ [الممتحنة: 10] .
وله ذكر
في حديث أبي أمامة أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «إنّ اللَّه وعدني أن يدخل الجنّة من أمّتي سبعين ألفا بغير حساب» .
فقال يزيد بن الأخنس: واللَّه ما أولئك يا رسول اللَّه في أمتك إلا كالذباب الأصهب في الذباب وفي لفظ: كالذباب الأزرق، وأخرجه أحمد، وسنده صحيح.
9249- يزيد بن أسد:
بن كرز «2» ، بضم الكاف وسكون الراء بعدها زاي، البجليّ.
جدّ خالد بن عبد اللَّه القسريّ الأمير.
ذكره ابن سعد في الطّبقة الرابعة من الصّحابة، وقال: كان ممن وفد على النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وقال البخاريّ: سمع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وقال أبو حاتم الرّازيّ، وأبو عبد اللَّه المقدميّ، وابن حبّان: له صحبة. وقد تقدم ذكر أبيه أسد في حرف الألف، وروينا
في مسند عبد بن حميد، من طريق سيار بن أبي الحكم، عن خالد بن عبد اللَّه القسريّ، عن أبيه، عن جدّه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال له: «يا يزيد بن أسد، أحبّ للنّاس ما تحبّ لنفسك» .
صحّحه الحاكم.
وقال يحيى بن معين: أهل خالد ينكرون أن يكون لجد خالد صحبة. وقد كتب هشام بن عبد الملك إلى خالد يمتنّ عليه بما أسدى إليه من الولاية كتابا طويلا، وفيه: وهذا
__________
(1) الثقات 3/ 445، أسد الغابة ت (5522) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 134، الجرح والتعديل 4/ 251، الاستيعاب ت (2790) ، أصحاب بدر 131، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، الأنساب 3/ 268، ذيل الكاشف 1689.
(2) الثقات 3/ 443، أسد الغابة ت (5523) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 134، الطبقات 118، 306، الاستيعاب ت (2791) ، الجرح والتعديل 4/ 251، الأعلام 8/ 179، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 943، الإكمال 7/ 119، التاريخ الصغير 1/ 123، تبصير المنتبه 3/ 1169، ذيل الكاشف 1690.(6/506)
جدك يزيد بن أسد كان مع معاوية بصفين، وعرض دونه دمه وديته، فما اصطنع عنده، ولا أولاه ما اصطنع إليك أمير المؤمنين.
وقال أبو الفرج الأصبهانيّ: خرج يزيد بن أسد في أيام عمر في بعوث المسلمين إلى الشام، فكان بها، وكان مطاعا في أهل اليمن، عظيم الشأن، وجهه معاوية لنصرة عثمان في أربعة آلاف، فجاء إلى المدينة، فوجد عثمان قد قتل، فلم يحدث شيئا، وشهد صفين مع معاوية، ولم يكن لعبد اللَّه بن يزيد نباهة كأبيه.
وقال المبرّد: كان عبد اللَّه بن يزيد في الثقات من عقلاء الرجال، قال له عبد الملك ابن مروان: ما مالك؟ قال: شيئان لا عيلة علي معهما: الرضا عن اللَّه تعالى، والغنى عن الناس.
وذكر ابن حبّان عبد اللَّه بن يزيد في الثقات.
وقال ابن سعد: لم ينزل يزيد بن الأسود الكوفة، ولا اختطّ بها، وإنما اختطّ بها خالد.
وقال ابن المبارك في «الزّهد» : أنبأنا أبو بكر بن عياش، قال: دخل عبد اللَّه بن يزيد بن أسد على معاوية وهو في مرضه الّذي مات فيه، فرأى منه جزعا، فقال: يا أمير المؤمنين، ما يجزعك؟ إن مت فإلى الجنة، وإن عشت فقد علمت حاجة الناس إليك.
فقال: رحم اللَّه أباك، إنه كان لنا لناصحا، نهاني عن قتل ابن الأدبر يعني حجر بن عديّ.
9250- يزيد بن الأسود:
ويقال ابن أبي «1» الأسود العامريّ، ويقال الخزاعيّ، حليف قريش.
قال ابن سعد: مدنيّ. وقال خليفة: سكن الطائف.
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنه صلّى خلفه، فكان إذا انصرف انحرف.
روى عنه جابر بن يزيد ولده، وحديثه في السنن الثلاثة بهذا وغيره. وصححه الترمذيّ.
9251- يزيد بن الأسود:
بن سلمة بن حجر بن وهب الكنديّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (5524) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 134، الاستيعاب ت (2792) ، الثقات 3/ 442- 5/ 532، العقد الثمين 7/ 460، الطبقات 285، تهذيب التهذيب 11/ 313، الأعلمي 30/ 124، تقريب التهذيب 2/ 362، الجرح والتعديل 4/ 250- 9/ 1047، الكاشف 3/ 274، خلاصة تذهيب 3/ 166، الأنساب 3/ 246، تهذيب الكمال 3/ 6529، تلقيح فهوم أهل الأثر 372، التاريخ الكبير 8/ 318، بقي بن مخلد 290، علوم الحديث لابن الصلاح 334، البداية والنهاية 8/ 324، المعرفة والتاريخ 2/ 316، 380، مشاهير علماء الأمصار 915.(6/507)
قال ابن الكلبيّ: وفد به أبوه على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو غلام فدعا له.
استدركه ابن فتحون.
9252- يزيد بن أسيد:
بكسر المهملة بعدها تحتانية «1» ، ابن ساعدة الأنصاريّ.
قال ابن سعد: شهد مع أبيه وعمه أبي خيثمة أحدا، وكذا ذكره أبو عمر.
9253- يزيد بن أنيس «2»
بن عبد اللَّه بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر القرشي المحاربيّ، أبو عبد الرحمن، مشهور بكنيته.
قال ابن يونس: صحابي شهد فتح مصر، واختط بها، وله بها عقب، ولا رواية له بمصر.
وروى عنه من أهل الكوفة أبو همام، وأخرج أحمد من طريق أبي همام عبد اللَّه بن سيار، عن أبي عبد الرحمن الفهري، قال: كنت مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في غزوة حنين، فسرنا في يوم قائظ شديد الحر، فنزلنا تحت ظلال الشجر.. فذكر حديثا طويلا.
وقيل: اسمه عبد. وقيل كردوس. وقيل الحارث.
9254- يزيد بن أوس:
أخو شداد بن أوس «3» .
مات في خلافة معاوية، كذا ذكره صاحب التاريخ المظفريّ.
9255- يزيد بن بردع «4»
: بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الأنصاريّ الظفري.
شهد أحدا، قاله أبو عمر.
9256- يزيد بن بهرام «5»
: ذكره ابن حبّان في الصحابة، وقال: يقال: إنه اسم المقعد الّذي مرّ على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو يصلي بتبوك.
9257- يزيد بن تميم:
مولى أبي ربيعة «6» .
__________
(1) أسد الغابة ت (5526) ، الاستيعاب ت (2794) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 134، تهذيب الكمال 3/ 1530.
(3) أسد الغابة ت (5531) ، الاستيعاب ت (2797) .
(4) أسد الغابة ت (5532) ، الاستيعاب ت (2798) .
(5) أسد الغابة ت (5533) .
(6) أسد الغابة ت (5534) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 135.(6/508)
كذا ذكره يحيى بن يونس في الصحابة،
وأورد له من طريق زهير بن معاوية، عن عثمان بن حكيم، أخبرني يزيد بن تميم، مولى أبي ربيعة- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قام خطيبا، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: «أيّها النّاس، ثنتان من وقاه اللَّه شرهما دخل الجنّة» . فقام رجل من أصحابه، فقال: يا رسول اللَّه، ألا تخبرنا بهما؟ فعاد في القول، وفيه: «من وقاه اللَّه شرّ ما بين رجليه، وشرّ ما بين لحييه» .
وجوز أن يكون مرسلا. وقد أخرج نحوه الموطأ عن زيد بن أسلّم، عن عطاء بن يسار- مرسلا. وأصله موصول في البخاري من حديث سهل بن سعد.
9258- يزيد بن ثابت:
بن الضحاك «1» الأنصاري، أخو زيد بن ثابت الفرضيّ.
قال خليفة: شهد بدرا، وأنكره غيره، وقالوا: إنه استشهد باليمامة.
وذكره البخاريّ في صحيحه في رواية معلقة عن خارجة بن زيد بن ثابت في الجنائز، وأخرج النسائي من طريق خارجة بن زيد بن ثابت، عن عمه، في القيام للجنازة. وعند النسائي وابن ماجة من هذا الوجه حديث آخر. وإذا مات باليمامة فرواية خارجة عنه مرسلة.
واللَّه أعلم.
9259- يزيد بن ثابت الأنصاريّ «2»
: من بني دينار بن النجار، أخو خزيمة بن ثابت.
ذكره ابن حبّان في الصحابة.
9260- يزيد بن ثعلبة الأنصاريّ:
قال ابن حبّان: له صحبة.
9261- يزيد بن ثعلبة بن خزمة»
: بن أصرم بن عمرو بن عمارة بن مالك البلويّ، أبو عبد الرحمن، حليف بني سالم بن عوف بن الخزرج.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة الثانية.
__________
(1) الاستيعاب ت (2799) ، الثقات 3/ 441، أسد الغابة ت (5535) ، الطبقات 89، بقي بن مخلد 398، تهذيب التهذيب 11/ 317، تقريب التهذيب 2/ 363، التاريخ الصغير 1/ 34، 42، تلقيح فهوم أهل الأثر 375، الطبقات الكبرى 3/ 486، 8/ 453.
(2) الثقات 3/ 442، الكاشف 3/ 275، تجريد أسماء الصحابة 2/ 135، خلاصة تذهيب 3/ 167، الاستبصار 73، تهذيب الكمال 3/ 1530.
(3) أسد الغابة ت (5536) ، الثقات 3/ 445، الاستيعاب ت (2800) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 135، الطبقات الكبرى 1/ 220.(6/509)
وقال الطّبريّ: شهد العقبتين. وجدّه الأعلى عمارة- بفتح أوله والتشديد- وجده خزمة، بفتح المعجمتين، ضبطه الدار الدّارقطنيّ، وقاله ابن إسحاق وابن الكلبي: بسكون الزاي.
9261 م- يزيد بن جارية
بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد «1» بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاريّ، أبو عبد الرحمن.
ذكره ابن سعد وغيره في الصحابة. وقال ابن مندة: يزيد بن جارية، وقيل زيد، جعلهما واحدا، والصواب أنهما أخوان. وفرق الدار الدّارقطنيّ بين يزيد بن جارية بن مجمع وبين يزيد الّذي اختلف في اسمه، فقيل يزيد، وقيل زيد بن جارية، فقال في كل منهما: له صحبة. والثاني روى عن معاوية. روى عنه الحكم بن مينا.
وتعقبه الخطيب وصوب ابن ماكولا كلام الدار الدّارقطنيّ، وقال: لا أدري من أين حصل للخطيب القطع بذلك.
قلت: ورواية يزيد عن الحكم في كتاب فضائل الأنصار لأبي داود، وفي سنن النسائي. ومن حديث يزيد بن جارية بن مجمع ما
أخرجه البغويّ، وابن شاهين، وابن السّكن، وابن مندة، والأزرق، والأزديّ وغيرهم، من طريق الثوري، عن عاصم بن عبد اللَّه، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية، عن أبيه، قال: خطبنا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في حجة الوداع، فقال: «أرقّاءكم أرقّاءكم، أطعموهم مما تأكلون..» الحديث. وفي آخره: «فإن لم تغفروا فبيعوا عباد اللَّه ولا تعذّبوهم» .
ووقع عند ابن أبي خيثمة من روايته، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان ... فذكره بلفظ: عن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه.
ووقع عنده غير مذكور الجد، فظنه يزيد بن ركانة، فترجم له به، فوهم، أشار إلى ذلك ابن عبد البرّ.
وقال ابن السّكن: حدثنا هارون بن عيسى، حدثنا أبو داود، قلت لأحمد: يزيد له صحبة؟ قال: لا أدري، وهو أخو مجمع.
قلت: إنما توقّف فيه، لأنه وقع في روايته: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. وأما الرواية التي فيها: خطبنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، أو سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- فمقتضاها إثبات صحبته.
__________
(1) في أ: يزيد.(6/510)
ومن حديثه أيضا ما
أخرج ابن مندة، من طريق يزيد بن هارون، عن مجمع بن يحيى، حدثنا عمي خالد بن يزيد بن جارية، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «بريء من الشّحّ من أدّى الزّكاة ... » الحديث.
ومن هذا الوجه إلى
مجمع بن يحيى: حدثنا سويد بن عامر، عن يزيد بن جارية، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «بلوا أرحامكم، ولو بالسّلام» .
وأخرج يونس بن بكير في زيادات المغازي عن إبراهيم بن إسماعيل، عن مجمع، عن جده يزيد بن جارية، قال: بعنا سهامنا بخيبر بحلة حلة.
ورواه عبيد بن يعيش، عن يونس، فقال زيد، قال أبو عمر: الأول أصحّ.
9262- يزيد بن جارية:
ويقال زيد. تقدم في الّذي قبله.
9263- يزيد بن الجراح «1»
: هو ابن عبد اللَّه «2» الجراح. يأتي.
9264- يزيد بن جمرة بن عوف «3»
: تقدم ذكره مع والده في حرف الجيم.
9265- يزيد بن الحارث
بن قيس بن مالك بن «4» أحمر بن حارثة «5» بن ثعلبة بن كعب بن الحارث بن الخزرج. ويعرف بابن فسحم الأنصاريّ الخزرجي.
ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا، وكذا ابن إسحاق. وقال ابن حبّان: استشهد ببدر، ألقى تمرات في يده، وقاتل حتى قتل.
وذكر ابن هشام وابن الكلبيّ أن فسحم اسم أمه، وهي من بني القين.
وحكى ابن عبد البرّ أنه لقبه هو، وقيل: إن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أخى بينه وبين ذي الشمالين.
9266- يزيد بن حاطب «6» .
__________
(1) أسد الغابة ت (5538) .
(2) في أ: عبد اللَّه بن الجراح.
(3) أسد الغابة ت (5546) .
(4) في أ: أحمد.
(5) أسد الغابة ت (5539) ، الاستيعاب ت (2802) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 135، الثقات 3/ 442، الاستبصار 1240، تبصير المنتبه 3/ 170.
(6) تجريد أسماء الصحابة 2/ 136، الأعلام 8/ 181، الجرح والتعديل 4/ 257، الطبقات الكبرى 4/ 293، أسد الغابة ت (5544) .(6/511)
ذكره أبو موسى في الذيل، وقال: ذكره جعفر المستغفريّ، وأنه استشهد بأحد.
قلت: ولعله زيد بن حاطب الّذي تقدم في الزاي.
9267- يزيد بن حجر.
تقدم في عمرو بن سعد.
9268- يزيد بن حرام «1»
: يأتي في ابن خدام.
9269- يزيد بن حصين بن نمير «2»
، مصري.
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في سبإ. روى عنه علي بن رباح، كذا ذكره ابن أبي حاتم، وقوله: مصري وهم، وإنما كان يقال دخل مصر مع ابن مروان بن الحكم، فسمع منه علي بن رباح بها.
وأخرج البغويّ، وابن السّكن، والطّبرانيّ، وغيرهم من طريق ابن وهب، عن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن يزيد بن حصين بن نمير- أن رجلا قال: يا رسول اللَّه، أرأيت سبأ رجلا كان أو امرأة؟ قال: «رجل ولد عشرة ... » الحديث.
وقد قيل: إن يزيدا هذا هو ولد الأمير الّذي كان من قبل يزيد بن معاوية في وقعة الحرة وحصار مكة، وسيأتي في القسم الأخير، فيكون حديثه هذا مرسلا.
والّذي يظهر لي أنه غيره، فإن علي بن رباح من أقران حصين بن نمير والد يزيد الأمير المذكور. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
9270- يزيد بن حكيم:
ويقال يزيد «3» أبو حكيم.
روى حديثه أبو داود الطّيالسي، عن همام، عن عطاء بن السائب، عن حكيم بن يزيد، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. «دعوا النّاس يرزق اللَّه بعضهم من بعض، وإذا استشار أحدكم أخاه فلينصحه»
«4» . وكذا قال علي بن الجعد، وأبو سلمة التبوذكي، عن حماد بن سلمة، عن عطاء.
__________
(1) أسد الغابة ت (5543) ، الاستيعاب ت (2804) .
(2) أسد الغابة ت (5540) ، الاستيعاب ت (2803) .
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 136، الطبقات 289، الكاشف 3/ 276، الجرح والتعديل 4/ 258، خلاصة تذهيب 3/ 168.
(4) أخرجه مسلّم في الصحيح 3/ 1157، كتاب البيوع (21) باب تحريم بيع الحاضر للبادي (6) حديث رقم (20/ 1522) والترمذي في السنن 3/ 526 كتاب البيوع (12) باب ما جاء لا يبيع حاضر لباد (13) حديث رقم 1223 وقال أبو عيسى الترمذي حديث حسن صحيح وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 291 كتاب البيوع باب النهي أن يبيع حاضر لباد حديث رقم 3442 والنسائي 7/ 256، كتاب البيوع باب (17) بيع الحاضر للبادي حديث رقم 4495 وابن ماجة في السنن 2/ 734 كتاب التجارات (12) باب النهي أن يبيع حاضر لباد (15) حديث 2176، وأحمد في المسند 3/ 307، 386، والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 14.(6/512)
قلت: وقد ذكرت بيان الاختلاف فيه في الكنى.
9271- يزيد بن حويرث الأنصاريّ:
قال أبو عمر: ذكره ابن الكلبيّ فيمن شهد صفين مع عليّ من الصحابة.
9272- يزيد بن خارجة الأنصاريّ «1»
: قال ابن حبان: له صحبة.
9273- يزيد بن خالد الجرمي:
ذكره الطّبرانيّ في الصحابة، ولم يرو له شيئا.
9274- يزيد بن خالد العصري «2»
: ذكره أبو موسى في الذّيل، وعزاه لابن مردويه،
وابن مردويه أورده في طريق حديث:
«من كذب عليّ» - من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، عن سعيد بن عبد الرحمن بن يزيد بن خالد، حدثني أبي عن جده، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من كذب عليّ متعمدا فليتبوَّأ مقعده من النّار» .
وعبد الرحمن متروك الحديث.
9275- يزيد بن خدارة «3»
: في الّذي بعده.
9276- يزيد بن خدام
بن سبيع، بموحدة مصغرا، ابن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلميّ.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، واختلفت النسخ في مغازي موسى بن عقبة، ففي بعضها كذلك، وفي بعضها حرام، وفي بعضها خدارة.
9277- يزيد بن حوط:
في حوط بن يزيد.
__________
(1) الثقات 3/ 443.
(2) أسد الغابة ت (5548) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 136، خلاصة تذهيب 3/ 168.
(3) أسد الغابة ت (5549) .(6/513)
9278- يزيد بن رقيش
بن رئاب «1» بن يعمر الأسدي.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وقال ابن حبان: يقال إن له صحبة. وقال أبو عمر: من قال فيه إنه أربد بن رقيش فقد أخطأ.
9279- يزيد بن ركانة «2»
بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف المطلبيّ.
قال أبو عمر: له ولأبيه صحبة ورواية. روى عنه ابناه: علي، وعبد الرحمن، وأبو جعفر الباقر.
وأخرج ابن قانع، من طريق يزيد بن أبي صالح، عن علي بن يزيد بن ركانة- أنّ أباه أخبره أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دعا ركانة بأعلى مكة، فقال: «يا ركانة، أسلّم» فأبى، فقال: «أرأيت إن دعوت هذه الشّجرة- لشجرة قائمة- فأجابتني تجيبني إلى الإسلام؟» قال: نعم ... فذكر الحديث.
وقد تقدم في ترجمة ركانة أنه صارع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. [....] وقصة الصراع مشهورة لركانة، لكن جاء من وجه آخر أنه يزيد بن ركانة،
فأخرج الخطيب في «المؤتلف» من طريق أحمد بن عتاب العسكريّ، حدثنا حفص بن عمر، حدثنا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال، جاء يزيد بن ركانة إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ومعه ثلاثمائة من الغنم، فقال: يا محمد، هل لك أن تصارعني؟ قال: «وما تجعل لي إن صرعتك؟» قال: مائة من الغنم. فصارعه فصرعه، ثم قال: هل لك في العود؟ فقال: «ما تجعل لي؟» قال: مائة أخرى، فصارعه فصرعه. وذكر الثالثة، فقال: يا محمد، ما وضع جنبي في الأرض أحد قبلك، وما كان أحد أبغض إليّ منك، وأنا أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأنك رسول اللَّه. فقام عنه ورد عليه غنمه.
وأخرج ابن قانع أيضا، والطّبرانيّ من طريق حسين بن زيد بن علي، عن ابن عمه جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه، عن يزيد بن ركانة- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كان إذا صلّى على الميت كبر، ثم قال: «اللَّهمّ عبدك وابن عبدك احتاج إلى رحمتك، وأنت
__________
(1) أسد الغابة ت (5550) ، الاستيعاب ت (2807) ، الثقات 3/ 445، تجريد أسماء الصحابة 2/ 136، أصحاب بدر 129، الطبقات الكبرى 3/ 89- 4/ 103.
(2) أسد الغابة ت (5551) ، الاستيعاب ت (2808) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 136، العقد الثمين 7/ 461، تهذيب الكمال 3/ 1532، ذيل الكاشف 1697.(6/514)
غنيّ عن عذابه، إن كان محسنا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئا فتجاوز عنه»
«1» . ويدعو بما شاء أن يدعو.
وأخرج أبو يعلى، والبغويّ، وابن شاهين، وابن مندة في ترجمته، من طريق الزّبير ابن سعيد، عن عبد اللَّه بن علي بن يزيد بن ركانة، عن أبيه، عن جده، قال: طلقت امرأتي على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم البتة. وصاحب هذه القصة هو أبوه ركانة، فإن الضمير في قوله: «يعود» على عليّ لا على عبد اللَّه. ويدل على ذلك رواية الشافعيّ من طريق نافع بن عجير، عن ركانة بن عبد يزيد- أن ركانة طلق امرأته. وهكذا أخرجه أبو داود وغيره.
9280- يزيد بن زمعة «2»
بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى القرشيّ الأسديّ، أمّه قريبة بنت أبي أمية أخت أم سلمة.
وكان من السابقين، هاجر إلى أرض الحبشة، قاله ابن الكلبيّ. وقال ابن سعد: بل هو من مسلمة الفتح. وقال الزبير: كان من أشراف قريش، وكانت إليه المشورة في الجاهلية، وذكره معروف بن خرّبوذ فيمن انتهت إليه رياسة قريش في الجاهليّة، ووصلت في الإسلام.
وذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق، وغيرهما، فيمن استشهد يوم حنين. وقال الزبير بن بكّار: قتل بالطائف، وقد تقدم في زيد بن زمعة أنه قتل بحنين، وجوّزت أن يكونا أخوين. واللَّه أعلم.
9281- يزيد بن أبي زياد «3»
: ويقال يزيد بن زياد الأسلميّ.
رجل من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه يزيد بن أبي حبيب، قاله ابن يونس. وقال ابن مندة: لا نعرف له حديثا مسندا. وأخرج نعيم بن حمّاد في كتاب «الفتن» من طريق أبي قبيل، يزيد بن زياد الأسلميّ، وكان من الصحابة، فذكر أثرا موقوفا.
9282- يزيد بن زيد بن حصين «4»
الخطميّ.
قال الدّار الدّارقطنيّ: لعبد اللَّه ولأبيه صحبة. وقال الطبريّ، شهد أحدا، وذكره في الصحابة العسكريّ وغيره.
__________
(1) قال الهيثمي في الزوائد 3/ 36 رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح والطبراني في الكبير 8/ 277، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 6420.
(2) أسد الغابة ت (5552) ، الاستيعاب ت (2809) .
(3) أسد الغابة ت (5553) .
(4) أسد الغابة ت (5554) .(6/515)
9283- يزيد بن السائب:
والد السائب «1» بن يزيد.
له صحبة. وقال الترمذيّ وغيره: وهو الّذي بعده.
9284- يزيد بن سعيد «2»
بن ثمامة بن الأسود بن عبد اللَّه بن الحارث بن الولادة الكنديّ، والد السائب بن يزيد المعروف بابن أخت النمر، حليف بني أمية بن عبد شمس.
وقيل: هو يزيد بن عبد اللَّه بن سعيد ثمامة بن شيطان بن الحارث بن عمرو بن معاوية الكنديّ.
قال الزّهريّ، عن سعيد بن المسيب، قال: ما اتخذ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قاضيا ولا أبو بكر ولا عمر حتى كان في وسط خلافة عمر، فإنه قال ليزيد ابن أخت النمر:
اكفني بعض الأمر- يعني صغائرها. وقال ابن سعد: استعمله عمر على السوق. وأخرجه البخاريّ في الصحيح من حديث السائب بن يزيد، قال: حجّ أبي مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأنا ابن ستّ. وهو عند ابن شاهين بلفظ حجّ بي أبي. وأخرج أبو داود من طريق حفص بن هاشم بن عتبة، عن السّائب بن يزيد، عن أبيه- رفعه- في مسح الوجه في الدعاء، وفي المسند ابن لهيعة. واختلف عليه في مسندة.
وأخرج أبو داود أيضا والبخاريّ في «الأدب المفرد» ، والترمذيّ- وحسنه، من طريق عبد اللَّه بن السائب، عن أبيه، عن جده- حديثا آخر: «ولا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعبا ولا جادا ... » الحديث.
9285- يزيد بن أبي سفيان «3»
صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس القرشيّ الأمويّ.
أمير الشام، وأخو الخليفة معاوية، كان من فضلاء الصحابة، من مسلمة الفتح، واستعمله النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على صدقات بني فراس، وكانوا أخواله، قاله ابن بكار.
__________
(1) أسد الغابة ت (5555) .
(2) الاستيعاب ت (2811) ، تقريب التهذيب 4/ 365، تجريد أسماء الصحابة 2/ 137.
(3) الثقات 3/ 443، أسد الغابة ت (5557) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 137، العقد الثمين 7/ 462، الاستيعاب ت (2810) ، الطبقات 10، البداية والنهاية 7/ 95، تهذيب التهذيب 11/ 332، تهذيب الكمال 3/ 1034، الكاشف 3/ 278، المنمق 239، 240، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 942، الأعلام 8/ 184، المصباح المضيء 1/ 132، 212، 240، شذرات الذهب 1/ 24، 30، 37، العبر 1/ 15، 22، 23، التاريخ الصغير 1/ 41، 44، 45، 48، 52.(6/516)
وقال أبو عمر: كان أفضل أولاد أبي سفيان، وكان يقال له يزيد الخير. وأمّه أم الحكم زينب بنت نوفل بن خلف، من بني كنانة، يكنى أبا خالد. وأمّره أبو بكر الصديق لما قفل من الحج سنة اثنتي عشرة أحد أمراء الأجناد، وأمّره عمر على فلسطين، ثم على دمشق لما مات معاذ بن جبل، وكان استخلفه فأقرّه عمر.
قال ابن المبارك في «الزّهد» ، أنبأنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: رأى عمر يزيد بن أبي سفيان كاشفا عن بطنه، فرأى جلدة رقيقة، فرفع عليه الدرة، وقال: أجلدة كافر.
وقال أيضا: أنبأنا إسماعيل بن عياش، حدثني يحيى الطويل، عن نافع: سمعت ابن عمر قال: بلغ عمر بن الخطاب أن يزيد بن أبي سفيان يأكل ألوان الطعام، فذكر قصّة له معه، وفيها: يا يزيد، أطعام بعد طعام؟ والّذي نفسي بيده لئن خالفتم عن سننهم ليخالفن بكم عن طريقتهم.
قال ابن صاعد: تفرد به ابن المبارك.
قلت: وإسماعيل ضعيف في غير أهل الشام. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وعن أبي بكر الصديق. روى عنه أبو عبد اللَّه الأشعري، وعياض الأشعري، وعبادة بن أبي أمية، ولم يعقب من بيت أبي سفيان ولدا.
يقال إنه مات في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة. وقال الوليد بن مسلّم، بل تأخر موته إلى سنة تسع عشرة بعد أن افتتح قيسارية.
9286- يزيد بن السكن:
ذكره البخاريّ في الصحابة. وقال ابن حبان: له صحبة. وقال أبو عمر: هو أخو زياد بن السكن، روى قصة استشهاد أخيه.
9287- يزيد بن السكن «1»
والد أسماء. واسم جده رافع بن امرئ القيس بن زيد ابن الأشهل الأنصاريّ الأشهليّ.
ذكره ابن سعد، وقال: استشهد هو وابنه عامر يوم أحد، وكانت ابنته أسماء من المبايعات، وقتل ابنه عمرو يوم الحرة.
__________
(1) أسد الغابة ت (5558) ، الاستيعاب ت (2812) ، الثقات 3/ 443، تجريد أسماء الصحابة 2/ 137، الطبقات 78، الجرح والتعديل 4/ 266، أصحاب بدر 168، بقي بن مخلد 748، الاستبصار 218، تلقيح فهوم أهل الأثر 385.(6/517)
9288- يزيد بن سلمة «1»
بن يزيد بن مشجعة الجعفي.
له وفادة، ونزل الكوفة. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. وروى عنه علقمة بن وائل، ويزيد بن مرة، وسعيد بن أشوع.
أخرج الترمذي وغيره من طريق سعيد بن مسروق، عن سعيد بن عمرو بن أشوع، قال: قال يزيد بن سلمة الجعفي: يا رسول اللَّه، إني قد سمعت منك حديثا كثيرا أخاف أن ينسيني آخره أوله، فحدثني بكلمة تكون جماعا. قال: «اتّق اللَّه فيما تعلم» .
وقال بعده: ليس إسناده بمتصل، لم يدرك ابن أشوع عندي يزيد بن سلمة. انتهى.
وأفرد البغويّ يزيد بن سلمة هذا الجعفي الّذي روى عنه علقمة بن وائل، ولكن وقع وصفه بالجعفي في رواية الترمذي هذا، وهو منقطع كما قال.
9289- يزيد بن سلمة الضمريّ «2»
: ذكره البغويّ وغيره في الصحابة. وقال أبو عمر: نزل البصرة. روى عنه ابنه عبد الحميد، وفيه نظر.
وأخرج البغويّ، وابن قانع، والمستغفريّ وغيرهم، من طريق عثمان البتي، عن عبد الحميد بن يزيد الضّمري، عن أبيه يزيد بن سلمة- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «نهى عن نقرة «3» الغراب، وفرشة «4» السّبع، وأن يوطن «5» الرّجل مكانه في الصّلاة كما يوطن البعير» .
ووقع في رواية يزيد بن زريع عن عثمان في نسب الأنصار. قال ابن الأثير: قول الجماعة: الضّمري- أصحّ. وأورد ابن مندة هذا الحديث في ترجمة الّذي قبله، فوهم.
9290- يزيد بن سنان «6» .
__________
(1) الاستيعاب ت (2815) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 137، تهذيب التهذيب 11/ 335، تقريب التهذيب 2/ 365، 366، الجرح والتعديل 4/ 266، 267، خلاصة تذهيب 3/ 171، تهذيب الكمال 3/ 1534.
(2) أسد الغابة ت (5560) ، الاستيعاب ت (2814) ، أصحاب بدر 201، تجريد أسماء الصحابة 2/ 137.
(3) يريد تخفيف السجود، وأنه لا يمكث فيه إلا قدر وضع الغراب منقاره فيما يريد أكله. النهاية 5/ 104.
(4) وهو أن يبسط ذراعيه في السجود ولا يرفعهما عن الأرض كما يبسط الكلب والذئب ذراعيه، والافتراش: افتعال من الفرش والفراش. النهاية 3/ 430.
(5) قيل: معناه أن يألف الرجل مكانا معلوما من المسجد مخصوصا به يصلّى فيه كالبعير لا يأوي إلى عطن إلا إلى مبرك قد أوطنه واتخذه مناخا، وقيل: معناه أن يبرك على ركبتيه قبل يديه إذا أراد السجود مثل بروك البعير. اللسان 6/ 4868.
(6) الجرح والتعديل 9/ 267، تهذيب الكمال 1534، تذهيب التهذيب 4/ 176/ 2، ميزان الاعتدال 4/ 428، تهذيب التهذيب 11/ 335، خلاصة تذهيب الكمال 432، المنتظم 5/ 49، أسد الغابة ت (5562) ، الاستيعاب ت (2816) .(6/518)
ذكره ابن أبي حاتم في الصّحابة.
وقال أبو عمر: سمع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «لا تحلفوا بالكعبة» .
وأخرج البغويّ، من طريق يحيى بن معين أنه سئل عن حديث يزيد بن سنان: قلت:
يا رسول اللَّه. فقال يحيى: أهل بيته يقولون: لم يلق النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ولم يره.
وأخرج البغويّ من طريق عبد الرحمن بن يحيى بن جابر، عن أبيه: سمعت يزيد بن سنان يقول: كان النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «لا، وأبيك» . حتى نهى عن ذلك.
وقال: «لا تحلفوا بالكعبة» .
وروى أوله ابن مندة، من طريق محفوظ بن علقمة، عن أبيه، عن ابن عائذ، قال:
قال يزيد بن سنان ... فذكره.
قال ابن مندة: في إسناد حديثه نظر. وقال أبو نعيم: مختلف في صحبته.
9291- يزيد بن سويد الصّدفي.
له صحبة، وشهد فتح مصر، قاله ابن يونس، قال: وذكروه في كتبهم.
9292- يزيد بن سيف «1»
: بن حارثة التميميّ اليربوعيّ.
قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة، وكذا قال ابن حبّان. وقال أبو عمر: يزيد بن سيف، ويقال ابن سيف التميمي اليربوعيّ. روى في «العريف» ، حديثه عند ولده.
وأخرج البغويّ، وابن السّكن، والطّبرانيّ، وابن قانع، من طريق مودود بن الحارث بن ضريب بن يزيد بن سيف بن حارثة، حدّثنا أبي، عن جدّ أبيه يزيد بن سيف، قال: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقلت: يا رسول اللَّه، إني رجل من بني تميم، ذهب مالي كله. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «ليس عندي مال» . ثم قال لي: «ألا أعرّفك على قومك» ؟ قلت: لا. قال: «أمّا إنّ العريف يدفع في النّار دفعا» .
ووقع في رواية ابن قانع يزيد بن حارثة، نسبه لجده.
__________
(1) أسد الغابة ت (5563) ، الثقات 3/ 444، الاستيعاب ت (2817) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 138، الجرح والتعديل 4/ 266.(6/519)
9293- يزيد بن شجرة:
بن أبي شجرة الرّهاوي» .
مختلف في صحبته. قال عباس الدّوريّ، عن ابن معين: له صحبة، وكذا قال البخاريّ. وقال ابن حبّان: يقال له صحبة، وكذا قال ابن أبي حاتم، وقال ابن مندة: قال بعضهم: له صحبة، ولا يثبت. وقال أبو زرعة: ليست له صحبة صحيحة، ومن يقول له صحبة مخطئ. وقال يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة: وله صحبة، وهو خطأ، قاله أبو حاتم. وقال أبو زرعة، عن ابن فضيل، عن يزيد مثله، ثم قال: أخطأ ابن فضيل عن يزيد. وقال أبو عمر: روى عن مجاهد حديثا واحدا في الجهاد مضطرب الإسناد.
قلت:
وحديث ابن فضيل رويناه في مكارم الأخلاق للخرائطيّ، عن علي بن حرب عنه، ولفظه: قام يزيد بن شجرة في أصحابه، فقال: يا أيها الناس، إنها قد أصبحت عليكم، وأمست من بين أخضر وأصفر وأحمر، وفي البيوت ما فيها، فإذا لقيتم العدوّ غدا فقدما قدما، فإنّي سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «ما تقدّم رجل خطوة إلّا اطلع عليه الحور العين ... » الحديث.
وكذا أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن فضيل. قال البغويّ: رواه حصين، عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة موقوفا. وهو الصّواب.
قلت: ورويناه في الغيلانيات، قال: حدّثنا محمد يونس، حدّثنا يحيى بن كثير، حدّثنا شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر بعض الحديث.
ومحمد بن يونس الكديمي ضعيف، والمحفوظ عن الأعمش موقوفا.
وأخرجه البغويّ أيضا من طريق خالد الواسطي، عن يزيد- مرفوعا، وأبو نعيم من طريق مسعود بن سعد، عن يزيد، كذلك، وقال في رواية: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وقد رواه عبد اللَّه بن المبارك في «الزّهد» ، عن زائدة، عن منصور بن مجاهد موقوفا.
__________
(1) أسد الغابة ت (5564) ، الاستيعاب ت (2818) ، طبقات ابن سعد 7/ 446، تاريخ خليفة 198، طبقات خليفة 75، التاريخ لابن معين 2/ 672، التاريخ الكبير 8/ 316، تاريخ اليعقوبي 2/ 240، المعارف 448، العقد الفريد 1/ 297، المراسيل 235، الجرح والتعديل 9/ 270، أنساب الأشراف 3/ 65، مروج الذهب 2342، مقدمة مسند بقي بن مخلد 144، تاريخ الطبري 5/ 136، جمهرة أنساب العرب 413، الكامل في التاريخ 3/ 377، تجريد أسماء الصحابة 2/ 138، المعجم الكبير 22/ 246، جامع التحصيل 372، التذكرة الحمدونية 2/ 286.(6/520)
وكذا أخرجه ابن مندة من طريق الأعمش، عن مجاهد. وأخرجه البيهقيّ من طريق شعبة، قال: كتب إليّ منصور، وقرأته عليه، عن مجاهد، فذكره مطوّلا موقوفا. ولفظه:
عن يزيد بن شجرة، وكان من رها، وكان معاوية يستعمله على الجيوش، فخطبنا يوما، فحمد اللَّه وأثنى عليه ... وفيه اختلاف آخر على يزيد بن شجرة كما تقدم في ترجمة خدار من طريق الزهريّ، عن يزيد بن شجرة، عن خدار مرفوعا.
وجاء عن يزيد بن شجرة حديث آخر
أخرجه ابن مندة بسند ضعيف، من رواية خالد بن العلاء، عن مجاهد عنه، وقال: خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في جنازة، فقال الناس خيرا وأثنوا عليه خيرا، فجاء جبرائيل، فقال: «إنّ الرّجل ليس كما ذكروا، ولكن أنتم شهدا اللَّه في الأرض، وقد غفر له ما لا يعلمون» .
وقال: غريب، وفي مسندة ضعيفان.
وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الشام مع بعض الصّحابة، وقال: مات سنة ثمان وخمسين في أواخر خلافة معاوية، وفيها أرّخه الواقديّ، وأبو عبيد، وخليفة، وقال:
كان معاوية أمره على مكة سنة تسع وثلاثين، فنازع قثم بن العبّاس، وكان عليها من قبل عليّ فسفر بينهما أبو سعيد فاصطلحا على أن شيبة الحجبيّ يقيم للنّاس الحجّ تلك السّنة، وذكر المفضل الغلّابي نحوه.
9294- يزيد بن شراحيل «1»
: تقدم في حرف الزاي في زيد.
9295- يزيد بن شريح «2»
. له صحبة. روى في المسير، قاله أبو عمر. وقال البغويّ: يشك في صحبته.
وأخرج من طريق إسماعيل بن عياش، عن سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر، عن يزيد بن شريح، عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: «ثلاثة في الميسر: القمار، والضّرب بالكعاب، والتّصفير بالحمام» .
وهذا أخرجه أبو داود في المراسيل من رواية [ابن] عياش، فيزيد بن شريح ليس بصحابي عنده.
وفي التّابعين يزيد بن شريح الحمصي من صغار التّابعين يروي عن صغار الصّحابة، كأبي أمامة، وكبار التّابعين، مثل كعب الأحبار، وابن حيّ، فإن كان هو صاحب الحديث فليس بصحابي جزما، وإن كان غيره فهو على الاحتمال.
__________
(1) أسد الغابة ت (5565) .
(2) بقي بن مخلد 729، أسد الغابة ت (5566) ، الاستيعاب ت (2819) .(6/521)
9296- يزيد بن شيبان الأزديّ «1»
: ويقال الديليّ، خال عمرو بن عبد اللَّه بن صفوان الجمحيّ.
قال ابن أبي حاتم: له صحبة.
روى عمر عنه، قال: أتانا ابن مربع ونحن بعرفة، قال: أتى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إليكم يقول: «قفوا على مشاعركم ... » «2»
الحديث.
واللَّه أعلم.
9297- يزيد بن الصّلت.
وقع حديثه
في كامل ابن عدي في ترجمة محمد بن حمران من روايته عن عطية بن يزيد بن الصّلت، عن أبيه، قال: غزوت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأعطى الفارس سهمين، والراجل سهما. رواه ابن حمران عن سليمان الشاذكوني،
وهو واهي الحديث، وبه:
قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إذا رأيت سيفين للمسلمين سلّا فالزم بيتك» .
9298- يزيد بن ضرار:
أخو الشماخ. تقدم ذكره في مزرد.
9299- يزيد بن ضمرة
بن العيص «3» بن منقذ بن وهب الخزاعيّ.
ذكر الطبري، عن ابن الكلبيّ، أنه شهد حنينا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، واستدركه ابن فتحون.
قلت: وهو في الجمهرة، وساق نسبه، فقال: وهب بن بداء بن غاضرة بن حبشية بن كعب.
9300- يزيد بن طعمة
بن جارية «4» بن لوذان الأنصاريّ الخطميّ.
ذكره ابن الكلبيّ فيمن شهد صفّين من الصّحابة مع علي، قاله أبو عمر.
9301- يزيد بن طلحة:
مضى «5» في طلحة بن زيد.
__________
(1) أسد الغابة ت (5568) ، الثقات 3/ 443، الاستيعاب ت (2820) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 138، الكاشف 3/ 280، تهذيب التهذيب 11/ 337، تقريب التهذيب 2/ 366، الجرح والتعديل 4/ 270، خلاصة تذهيب 3/ 172، تهذيب الكمال 3/ 1536.
(2) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 593 كتاب المناسك باب موضع الوقوف بعرفة حديث رقم 1919 وأورده التبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 2595 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 12056.
(3) أسد الغابة ت (5571) .
(4) أسد الغابة ت (5572) ، الاستيعاب ت (2821) .
(5) أسد الغابة ت (5573) .(6/522)
9302- يزيد بن ظبيان السّدوسي «1»
: تقدم ذكر وفادته في ترجمة الخمخام.
9303- يزيد بن عامر
بن الأسود «2» بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة أبو حاجر السّوائي.
قال أبو حاتم: له صحبة، روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في الصّلاة، أخرجه أبو داود من طريق نوح بن صعصعة، عنه، ثم أخرجه الطّبراني من هذا الوجه، وكان شهد حنينا مع المشركين ثم أسلّم.
9304- يزيد بن عامر
بن حديدة بن «3» غنم بن سواد بن كعب «4» بن سلمة الأنصاريّ، أبو المنذر الخزرجيّ.
ذكره ابن إسحاق في أهل العقبة. قال أبو عمر: لم يختلف في ذلك. وذكره ابن إسحاق أيضا في البدريّين.
9305- يزيد بن عباية «5»
ابن بجير «6» بن خالد بن خلّاس «7» بن مرة بن زيد بن مالك بن جنادة بن معن الباهليّ.
ذكره أبو عمر مختصرا. وقال ابن مندة: روى حديثه إبراهيم بن المستمر، عن زياد ابن قريع بن يزيد بن عباية، عن أبيه، عن جدّه يزيد- أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فمسح على رأسه، وأتاه بصدقته، وقد تقدّم ذكر عباية في حرف العين.
9306- يزيد بن عبد اللَّه البجليّ «8»
. روى عنه ابنه حميد بن يزيد في فضل جرير. فخرج حديثه عن ولده، ذكره أبو عمر مختصرا.
__________
(1) أسد الغابة ت (5575) .
(2) الثقات 3/ 444، تجريد أسماء الصحابة 2/ 138، الطبقات 54، 285، تهذيب التهذيب 11/ 339، تقريب التهذيب 2/ 366، الجرح والتعديل 4/ 281، خلاصة تذهيب 3/ 172، تهذيب الكمال 3/ 1536، الكاشف 3/ 281، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، بقي بن مخلد 631.
(3) أسد الغابة ت (5577) ، الاستيعاب ت (2823) .
(4) في أ: كعب بن كعب بن سلمة.
(5) في أ: عدية.
(6) أسد الغابة ت (5578) ، الاستيعاب ت (2824) .
(7) في أ: خداش.
(8) تجريد أسماء الصحابة 2/ 139، أسد الغابة ت (5579) ، الاستيعاب ت (2845) .(6/523)
9307- يزيد بن عبد اللَّه
بن الجراح الفهري «1» ، أخو أبي عبيدة أحد العشرة. تقدم نسبه في عامر.
قال ابن حبّان: له صحبة، وتبعه المستغفريّ، وكذا قال ابن مندة: وزاد: ولا نعرف له حديثا مسندا. وقد روى قيس بن الربيع، عن عبد الملك بن المغيرة، عن فيروز بن بادي، عن أبيه، عن يزيد بن الجراح- أنه تزوج عندهم باليمن نصرانية، وكأنه هذا، نسب إلى جدّه.
9308- يزيد بن عبد اللَّه الكنديّ «2»
. ذكره ابن مندة، فقال: روى حديثه يحيى بن يزيد النوفلي، عن أبيه، عن يزيد بن خصيفة بن يزيد بن عبد اللَّه الكنديّ، عن أبيه، عن جدّه.
قلت: والنّوفلي ضعيف.
9309- يزيد:
بن عبد المدان «3» بن الدّيان بن قطن بن مالك «4» بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو الحارثي، يكنى أبا المنذر، واسم أبيه عمرو، واسم جدّه يزيد، وعبد المدان والديان لقبان.
قال ابن سعد: كان شاعرا. وقال ابن إسحاق في «المغازي» : ثم بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم خالد بن الوليد في شهر ربيع الآخر أو جمادى الأولى من سنة عشر إلى بني الحارث بن كعب، فذكر الحديث في إسلامهم. وكتاب خالد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بذلك، وجوابه أن يقبل ومعه وفدهم، فأقبل ومعه قيس بن الحصين ذو الغصّة، ومعه يزيد بن عبد المدان، ويزيد بن المحجّل، وعبد اللَّه بن قريط، وشدّاد بن عبد اللَّه، وعمرو بن عمرو السبائي، فلما قدموا قال: من هؤلاء؟ فذكر الحديث، وقد أسندها الواقديّ من طريق عكرمة بن عبد الرّحمن بن الحارث، وزاد فيهم عبد اللَّه بن المدان، وقال في عبد اللَّه بن قريط عبد اللَّه بن قراد، وفي عمرو بن عمرو عمرو بن عبد اللَّه، والباقي سواء. وتقدم لهم ذكر أيضا في ترجمة قيس بن الحصين.
9310- يزيد بن عتر «5»
: يأتي في يزيد بن عمرو.
__________
(1) الثقات 3/ 442، تجريد أسماء الصحابة 2/ 139، العقد الثمين 7/ 464، أسد الغابة ت (5580) .
(2) أسد الغابة ت (5582) .
(3) أسد الغابة ت (5586) ، الاستيعاب ت (2826) .
(4) في أ: مالك بن الحارث بن مالك.
(5) أسد الغابة ت (5588) .(6/524)
9311- يزيد بن عمرو النميري «1»
: ويقال يزيد بن المعتمر.
أخرج الدّولابيّ من طريق دلهم بن دهثم العجليّ، عن عائذ بن ربيعة، حدّثني قرّة بن دعموص، وقيس بن عاصم، وأبو زهير بن معاوية، ويزيد بن عمرو، والحارث بن شريح، قالوا: وفدنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقلنا: أعهد إلينا. قال: «تقيمون الصّلاة، وتعطون الزّكاة، وتحجّون البيت، وتصومون رمضان، وإنّ فيه ليلة خير من ألف شهر» .
وذكر الحديث.
وأخرجه أبو عمر من هذا الوجه، لكن قال في الترجمة يزيد بن عمرو التميمي، ويقال النميري. وفد مع قيس بن عاصم، وكأنه لما رأى معهم قيس بن عاصم ظنه التميمي، وليس كذلك، بل هو آخر نميري كما سبق في ترجمته.
وأخرج الباورديّ من هذا الوجه، عن عائذ بن ربيعة، عن عباد بن زيد، عن قرّة بن دعموص ويزيد بن المعتمر، فذكر نحوه. وبه جزم الرّشاطيّ، لكن حكى أنه قيل فيه يزيد ابن عمرو.
قلت: ويحتمل أن يكونا اثنين. وقال المستغفري: يزيد بن عتر النميري وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكذا استدركه ابن فتحون. وفي استدراكه نظر، فإن أبا عمر ذكره، لكن قال يزيد بن عمرو.
9312- يزيد بن عمرو
بن حديدة الأنصاريّ الخزرجيّ، أبو قطبة.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة.
9313- يزيد بن عميرة:
تقدم ذكره في ترجمة شبيب بن قرة. وقيل هو زيد بن عمير.
9314- يزيد بن قتادة «2»
. قال أبو عمر: روى عنه حسان بن بلال، في صحبته نظر. وذكره الطّبراني وأبو نعيم، واستدركه أبو موسى، وليس في سياق حديثه تصريح بصحبته، لكن يؤخذ ذلك بالتأمل.
وقد تقدم ذكره في ترجمة قتادة بن زيد.
9315- يزيد بن قنافة «3»
: بقاف ونون وفاء. هو اسم الهلب الّذي تقدم في الهاء.
__________
(1) أسد الغابة ت (5590) .
(2) أسد الغابة ت (5595) ، الاستيعاب ت (2828) ، الثقات 3/ 446، تجريد أسماء الصحابة 2/ 139، الجرح والتعديل 4/ 284، التاريخ الصغير 1/ 175.
(3) أسد الغابة ت (5596) ، الاستيعاب ت (2829) .(6/525)
9316- يزيد بن قيس
بن خارجة «1» بن جذيمة الداريّ، من رهط تميم.
ذكره ابن إسحاق فيمن أوصى له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بجادّ «2» مائة وسق من تمر خيبر. وقال الطّبري: وفد فأسلّم وأوصى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم له بسهم من خيبر. انتهى.
وقد تقدم ذكره عند الواقديّ في ترجمة نعيم بن أوس، وفي ترجمة الطيّب بن عبد اللَّه الدّاري.
9317- يزيد بن قيس
بن الخطيم «3» بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر الأنصاريّ الظفريّ، ولد الشّاعر المشهور، وبه كان يكنى.
قال العدويّ: شهد أحدا وجرح يومئذ اثنتي عشرة جراحة، وسمّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يومئذ حاسرا، وقال أبو عمر- تبعا لابن الكلبي: شهد المشاهد، واستشهد يوم جسر أبي عبيد.
9318- يزيد بن قيس:
بن هانئ «4» بن حجر بن شرحبيل بن عديّ بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكنديّ «5» .
قال ابن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وذكره في الصّحابة ابن سعد والطّبريّ، واستدركه ابن فتحون وابن الأثير، ولكن وقع عند ابن سعد والطّبريّ وابن فتحون كيّس بكاف بدل القاف وبالتّشديد، ورأيته في نسخة متقنة من الجمهرة بالكاف وسكون الياء.
9319- يزيد بن قيس «6»
: يأتي في ترجمة يزيد بن وقش.
9320- يزيد بن قيس:
أخو سعيد «7» .
ذكره جعفر المستغفريّ، وقاله: إنه من المهاجرين الأولين، واستدركه أبو موسى.
9321- يزيد بن كعابة.
__________
(1) أسد الغابة ت (5597) .
(2) الجادّ بمعنى المجدود: أي نخل يجد منه ما يبلغ مائة وسق. النهاية 1/ 244.
(3) أسد الغابة ت (5598) ، الاستيعاب ت (2830) .
(4) أسد الغابة ت (5601) .
(5) في أ: الطبري.
(6) أسد الغابة ت (5599) .
(7) أسد الغابة ت (5600) .(6/526)
وقع في التجريد في حرف الزاي زيد بن كعابة، والصّواب يزيد.
9322- يزيد بن كعب:
بن عمرو الأنصاري.
ذكره العدويّ، وقال: صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم هو وأبوه وأخوه حبيب، واستشهد يزيد وأخوه يوم الحرّة، واستدركه ابن فتحون.
9323- يزيد بن كعب البهزي «1»
: في زيد، في الزّاي.
9324- يزيد بن كعب:
هو ابن أبي اليسر. يأتي.
9325- يزيد بن كيس:
في يزيد بن قيس.
9326- يزيد بن مالك
بن عبد اللَّه الجعفيّ» .
قال ابن حبّان: له صحبة. وقال غيره: هو أبو سبرة الآتي في الكنى.
9327- يزيد بن المحجّل الحارثي.
تقدّم في يزيد بن عبد المدان، وفي قيس بن الحصين.
9328- يزيد بن مربع «3»
. ذكره ابن مندة، ووقع في الخبر ابن مربع، بغير تسمية، وقيل اسمه زيد، وقيل عبد اللَّه. وقد مدح الشمّاخ بن ضرار يزيد بن زيد بن مربع بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم الأوسي، فكأنه هذا.
9329- يزيد بن مسافع
بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد الدّار القرشيّ العبدريّ.
قتل أبوه يوم أحد كافرا، ذكره الزّبير بن بكّار، والبلاذريّ، وقالا: إنه قتل يوم الحرّة، وكأنه من مسلمة الفتح، وإلا فأقلّ ما أدرك من الحياة النبويّة ست سنين ونصفا، فهو من أهل هذا القسم. وأمّه خزرجية، قاله الزبير.
9330- يزيد بن معاوية
بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزّى القرشيّ الأسديّ، أبو حنظلة.
__________
(1) أسد الغابة ت (5602) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 140، الاستيعاب ت (2831) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 140، الثقات 3/ 442، الجرح والتعديل 4/ 290، أسد الغابة ت (5604) ، الاستيعاب ت (2832) .
(3) أسد الغابة ت (5606) ، الثقات 3/ 443، تجريد أسماء الصحابة 2/ 140، الطبقات 79، تهذيب التهذيب 11/ 358، تقريب التهذيب 2/ 370، تهذيب الكمال 3/ 1542.(6/527)
ذكره البلاذريّ فيمن هاجر إلى الحبشة في المرة الثّانية، واستشهد يوم خيبر، ويقال بالطّائف.
9331- يزيد بن معاوية البكائيّ «1»
. قال ابن حبّان والمستغفريّ: له صحبة. واستدركه أبو موسى، وغفل ابن حبّان، فأعاد في التّابعين.
9332- يزيد بن معبد اليماميّ.
قال ابن أبي حاتم: له وفادة. روى عنه ابنه معبد. وقال أبو عمر نحوه، وزاد أنه ربعي قيس. وقال ابن مندة: ليزيد وقيس ابني معبد صحبة.
وأخرج حديثه ابن قانع، والطّبراني، وابن شاهين، من طريق أيوب بن عتبة، عن معبد بن يزيد، عن أبيه يزيد بن معبد، قال: وفدت إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فسألني عن اليمامة فيمن العدد من أهلها؟ فأردت أن أقول: في بني عبد اللَّه بن الدؤل، فخفت أن أكذبه، فقلت: فيهم في بني عتبة. فقال:
صدقت،
ولا تنافي بين قولهم ربعيّ وحنفيّ ودؤليّ، فإن الدؤل بطن من بني حنيفة، وحنيفة قبيلة من ربيعة.
وأما قول أبي عمر: إنه قيسي فأنكره عليه أهل النّسب، وقالوا: الصّواب أنه حنفيّ.
وأخرج ابن أبي عاصم من طريق رباط بن عبد الحميد، عن هانئ بن يزيد، عن أبيه- أن أخاه قيس بن معبد، وجارية بن ظفر اقتتلا في مرعى كان بينهما، فضربه قيس ضربة أبان يده، وضربه جارية ضربة، فاختصما فيها إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال له:
«هب لي يدك» فأبى. فقال لي: هب لي ضربة أخيك. قلت: هي لك يا رسول اللَّه، فدعا لي بالرزق والولد، وقضى لجارية بن ظفر بدية يده في مال كان لقيس بن معبد.
9333- يزيد بن المعتمر:
تقدم في يزيد بن عمرو.
9334- يزيد بن المنذر «2»
بن سرح، بمهملات، ابن خناس، بضم الخاء المعجمة وتخفيف النّون، ابن سنان بن عبيد بن عديّ بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ الخزرجيّ السلميّ.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة، وكذا [ ... ] .
__________
(1) أسد الغابة ت (5608) ، الثقات 3/ 443، تجريد أسماء الصحابة 2/ 140، تهذيب التهذيب 11/ 360، تقريب التهذيب 2/ 371.
(2) أسد الغابة ت (5611) ، الاستيعاب ت (2835) .(6/528)
9335- يزيد بن أبي منصور «1»
. قال المستغفريّ: قال بعضهم: له صحبة، وفيه اختلاف، ثم
أخرج من طريق الليث عن دويد بن نافع، عن يزيد بن أبي منصور، وكان له صحبة- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «الحدة تعتري خيار أمّتي» «2» .
ثم قال: اختلف فيه على اللّيث.
قلت: رواه عبد الرّحمن بن أبان، عن الليث، لكن قال: عن دويد، عن أبي منصور، وكانت له صحبة. أخرجه الحسن بن سفيان في مسندة، عن أبي الربيع الزّهرانيّ، عنه.
وأخرجه عن قتيبة عن الليث، لكن لم يقل: وكانت له صحبة، وتابعه يونس بن محمد، وعلي بن غراب وغيرهما. وسيأتي مزيد لذلك في ترجمة أبي منصور في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
قلت: وفي التّابعين يزيد بن أبي منصور، ذكره ابن يونس، فقال: بصريّ سكن مصر ثم إفريقية ثم رجع إلى البصرة. وروى عن أنس، وزاد ابن أبي حاتم: يروي عن ذي اللّحية الكلابي. وذكره ابن حبّان في الثّقات، لكن في أتباع التّابعين.
9336- يزيد بن مهار «3»
خسرو اليماميّ.
فارسي الأصل، ذكره ابن السّكن وغيره في الصّحابة،
وأخرج من طريق الوليد بن يزيد بن معلى بن عبّاس بن يزيد بن شرحبيل بن يزيد بن مهار خسرو، عن أبيه معلى، عن أبيه عبّاس، عن أبيه يزيد، عن أبيه شرحبيل، عن أبيه يزيد- أن الأبناء وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في ثياب الدّيباج وحلق الذّهب، ودخل عليه يزيد في ثياب بياض، فقال: «ما لكم لا تشبّهون بهذا الزّاهد في الدّنيا الرّاغب في الآخرة» !
وعلقه ابن مندة، فقال: روى الوليد بن يزيد، فذكره بسنده، لكن اختصره قال: عن أبيه، عن يزيد- أنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في بياض فسمّاه زاهدا، وكذا صنع أبو نعيم.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 140، الطبقات 294، تهذيب التهذيب 11/ 363، تقريب التهذيب 2/ 371، الجرح والتعديل 4/ 291، خلاصة تذهيب 3/ 177، الكاشف 3/ 286، تهذيب الكمال 3/ 1543، معالم الإيمان 1/ 221، أسد الغابة ت (5612) .
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 11/ 194 وأورده ابن حجر في المطالب العالية 3/ 193، حديث رقم 3231 وعزاه لأبي يعلى وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 26 وقال رواه الطبراني وأبو يعلى وفيه سلام بن مسلّم الطويل وهو متروك.
(3) أسد الغابة ت (5613) .(6/529)
9337- يزيد بن نبيشة:
بنون وموحّدة ثم معجمة مصغرا، القرشيّ العامريّ.
ذكره ابن عساكر، فقال: قيل إن له صحبة، وشهد فتح دمشق، ثم أخرج من طريق هشام بن عمار، حدّثنا الهيثم بن عمران، حدّثني محدّث، قال: دخل يزيد بن نبيشة على معاوية وقد سوّد لحيته، فقال: من أنت؟ قال: عاملك يزيد بن نبيشة. قال: لا تدخل عليّ حتى تعود لحيتك كما كانت.
وذكر أبو الحسين الرّازي والد تمام فيما حكاه عن شيوخه الدمشقيين: دار نبيشة التي في سوق الرّيحان هي ليزيد بن نبيشة أمير معاوية على دمشق، وهو أحد الشهود في عهد دمشق حين فتحت، وهو صحابيّ قرشيّ، من بني عامر بن لؤيّ، له صحبة، وهو الّذي حجبه معاوية حين سوّد لحيته.
9338- يزيد بن نعامة «1»
: قال البخاريّ وابن حبّان: له صحبة. وقال أبو حاتم الرّازي: لا صحبة له. وحديثه مرسل. وقال البغويّ: لا نعرف له سماعا من النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ونقل الترمذيّ في العلل عن البخاريّ أنّ حديثه مرسل. وقال البغويّ: اختلف في صحبته، غير أن أبا بكر بن أبي شيبة أخرج حديثه في مسندة.
قلت: وفي الرواة يزيد بن نعامة الضّبيّ تابعي، يروي عن أنس.
9339- يزيد بن النعمان «2»
بن عمرو بن عرفجة بن العاتك بن امرئ القيس بن ذهل ابن معاوية الكنديّ.
قال ابن الكلبيّ: وفد هو وأخواه حجر وعلس على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
9340- يزيد بن نعيم «3»
: ذكره الطّبرانيّ، ولم يخرج حديثه، فإن كان هو الّذي جده هزال فهو تابعيّ.
9341- يزيد بن نويرة «4»
بن الحارث بن عديّ بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث الأنصاريّ.
__________
(1) الثقات 3/ 442، تجريد أسماء الصحابة 2/ 141، الكاشف 3/ 287، تهذيب التهذيب 11/ 364، تقريب التهذيب 2/ 372، أسد الغابة ت (5614) ، الجرح والتعديل 4/ 292، بقي بن مخلد 678، الاستيعاب ت (2836) ، خلاصة تذهيب 3/ 178، تهذيب الكمال 3/ 1543، تلقيح فهوم أهل الأثر 385.
(2) أسد الغابة ت (5615) .
(3) بقي بن مخلد 1565، التقريب 2/ 372، أسد الغابة ت (5616) .
(4) أسد الغابة ت (5617) ، الاستيعاب ت (2837) أخرجه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1/ 204.(6/530)
شهد أحدا، وقاتل يوم النهروان، قاله ابن عبد البرّ.
وأخرج الخطيب في تاريخه، من طريق إسحاق بن إبراهيم بن حاتم بن إسماعيل المدنيّ، قال: كان أول قتيل قتل من أصحاب علي يوم النّهروان رجل من الأنصار يقال له يزيد بن نويرة شهد له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالجنة مرتين، مرة بأحد، قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من جاز التلّ فله الجنّة» «1» ، فأخذ يزيد سيفه فضرب حتى جاز التل، فقال ابن عم له: يا رسول اللَّه، أتجعل لي ما جعلت لابن عمي؟ قال:
«نعم» ، فقاتل حتى جاز التلّ، ثم أقبلا يختلفان في قتيل قتلاه، فقال لهما رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «كلاكما قد وجبت له الجنّة، ولك يا يزيد على صاحبك درجة» .
وأخرج ابن عقدة بسند له ضعيف أنه قتل مع علي بن أبي طالب يوم النّهروان.
9342- يزيد بن وقش:
حليف بني عبد شمس «2» .
ذكر ابن إسحاق أنه استشهد باليمامة، هذه رواية الأمويّ عن ابن إسحاق. واستدركه ابن فتحون، وقال بعضهم فيه: يزيد بن قيس. وقال الواقديّ: أخذ الرّاية باليمامة بعد سالم مولى أبي حذيفة، فقتل.
9343- يزيد بن يحنّس الكوفي «3»
: أبو الحسن.
ذكره ابن عساكر، وقال: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولا أعلم له رؤية، وقال سيف في الفتوح: إنه شهد اليرموك، وكان أميرا على بعض الكراديس.
قلت: وقد تقدم غير مرّة أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصّحابة.
9344- يزيد بن أبي اليسر:
بفتح التحتانية والمهملة، واسم أبي اليسر كعب بن عمرو. ذكره ابن سعد، وقال: إنه تزوّج أم سعيد كبشة بنت ثابت بن عتيك، وكانت صحابية من المبايعات، فولدت له أولاده: سعيدا، وعروة. وسيأتي ذلك في النساء.
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 244، عن روح، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1595، وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 1495، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 167، والحاكم في المستدرك 1/ 212 عن معاذ بن جبل وعبد اللَّه بن عمر الحديث بزيادة في آخره قال الحاكم رواته مصريون ثقات ولم يخرجاه وأقره الذهبي، وأورده المنذري في الترغيب 2/ 292، 3/ 440 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43518.
(2) أسد الغابة ت (5619) .
(3) أسد الغابة ت (5620) .(6/531)
9345- يزيد:
والد معن.
فرّق البغويّ، وابن شاهين، بينه وبين يزيد بن الأخنس.
9346- يزيد:
مولى سليم بن عمرو.
ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد من بني سواد من الأنصار يوم أحد. واستدركه ابن فتحون. وقد ذكره ابن عبد البرّ في ترجمة عنترة تبعا لابن إسحاق.
9347- يزيد
أبو عمر «1» .
ذكره الطّبرانيّ، وأخرج من رواية خطاب بن القاسم، عن ابن إسحاق، عن عمر بن يزيد، عن أبيه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «ما من أحد يقتل عصفورا إلّا عجّ يوم القيامة، فقال: يا ربّ، هذا قتلني عبثا، فلا هو انتفع بقتلي، ولا هو تركني أعيش في أرضك» «2» .
9348- يزيد:
والد الغضبان، له حديث رواه عن أبيه، كذا في التجريد.
9349- يزيد:
غير منسوب «3» .
ذكره ابن مندة، وقال: له ذكر في حديث سراج بن مجاعة، وأشار بذلك إلى ما
أخرجه الطّبراني وغيره، من طريق هلال بن سراج بن مجاعة، عن أبيه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أعطاه أرضا باليمن، وكتب له كتابا: «من محمّد رسول اللَّه لمجاعة ابن مرارة من بني سليم، إنّي أعطيتك أرض كذا وكذا، فمن حاجّه فيها فليأتني» .
وكتب يزيد.
قلت: يحتمل أن يكون يزيد بن أبي سفيان، فإنه كان يكتب للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
9350- يزيد الكرخي:
تقدم في ابن حكيم.
الياء بعدها السين
9351- يسار بن أزيهر:
الجهنيّ «4» .
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 139، أسد الغابة ت (5593) .
(2) أورده الهيثمي في الزوائد 4/ 33، عن عمر بن يزيد عن أبيه ... الحديث وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه جماعة لم أعرفهم وأورده المتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 39985.
(3) أسد الغابة ت (5621) .
(4) أسد الغابة ت (5622) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 141.(6/532)
قال ابن السّكن: يعدّ في المدنيّين، وذكر أبو عمر أنه أحد ما قيل في أبي الغادية، وردّه ابن فتحون.
وأخرج ابن السّكن، وابن مندة، من طريق محمد بن الحسن وهو ابن زبالة، عن صيفي بن نافع، عن عمرة بنت يسار بن أزيهر الجهنيّ، عن أبيها، قال: مسح رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على رأسي وكساني بردين، وأعطاني سيفا، قالت: فما شاب رأس أبي حتى لقي اللَّه عزّ وجل.
9352- يسار بن الأطول «1»
: الجهنيّ، أبو سعيد «2» .
سمّاه الحاكم أبو أحمد في ترجمة أخيه أبي مطرف سعدا، وأخرج من طريق واصل ابن عبد اللَّه بن بدر بن واصل بن عبد اللَّه بن سعد بن الأطول الجهنيّ، قال سعد بن الأطول:
وكان أخوه يسار بن الأطول- يعني الّذي مات على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. انتهى.
وقال أبو عمر في ترجمة سعد بن الأطول: مات أخوه يسار بن الأطول على عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
والحديث عند ابن ماجة، والحاكم، من طريق حماد بن سلمة، أنبأنا أبو جعفر عبد الملك، عن أبي نضرة، عن سعد بن الأطول- أن أخاه مات وخلف ثلاثمائة درهم وعيالا، قال: فأردت أن أنفقها على عيال له، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ أخاك محبوس بدينه فاقض عنه» .
قال: فقضيت عنه ... الحديث.
أغفله ابن عبد البر مع ذكره له في ترجمة سعد، واستدركه ابن فتحون.
9353- يسار بن بلال «3»
: يقال: هو اسم اسم أبي ليلى الأنصاريّ.
9354- يسار بن سبع «4»
: أبو الغادية الجهنيّ- ويقال المزني. يأتي في الكنى.
9355- يسار «5»
بن سويد الجهنيّ، والد مسلم بن يسار البصريّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (5623) .
(2) في أ: أخو.
(3) الثقات 3/ 448، أسد الغابة ت (5625) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 141، الطبقات 85، 135، الاستيعاب ت (2841) ، الجرح والتعديل 4/ 306.
(4) أسد الغابة ت (5629) ، الاستيعاب ت (2843) .
(5) تجريد أسماء الصحابة 2/ 142، أسد الغابة ت (5630) ، الاستيعاب ت (2844) .(6/533)
ذكره ابن السّكن وغيره في الصّحابة، وأخرج سمويه في فوائده، وابن السّكن، والخطيب في المتفق، وابن مندة، من طريق أبي الهيثم بن قيس، عن عبد اللَّه بن مسلم بن يسار، عن أبيه، عن جدّه، عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في المسح على الخفين، وفي الصّرف، وغير ذلك عدة أحاديث.
وقال موسى بن هارون الحمال الحافظ: قال: سئل قرّة بن حبيب: هل رأى يسار النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ قال: اختلفوا. قال أبو موسى: وفي هذا السّند وهم، والصّواب ما رواه قتادة، عن مسلم بن يسار، عن أبي الأشعث، عن قتادة في الصّرف.
قلت: وكذا رواه سلمة بن علقمة، ومحمد بن سيرين، عن مسلم بن يسار.
9356- يسار بن عبد عامر «1»
بن نعيم بن ملاحق بن جذيمة بن دهمان بن سعد بن مالك بن «2» ثور بن طابخة بن لحيان بن هذيل، أبو عزة الهذلي، مشهور بكنيته.
نسبه أبو عليّ بن السّكن، وغيره، وقال: سكن البصرة، وله بها دار، قال: وجاء عنه حديث، وسمي فيه يسار بن عمرو، وأنه من أصحاب الشجرة، ثم ساق الحديث كذلك.
وسيأتي ذلك في الكنى.
9357- يسار بن مالك الثقفي:
تقدم في ترجمة مولاه يحنّس.
9358- يسار:
غلام بريدة.
له ذكر في المدنيّين، كذا ذكره ابن مندة مختصرا. وأخرج عمر بن شبّة من طريق عبد العزيز بن عمران، عن يحيى بن أفلح مولى بني ضمرة: سمعت بريدة بن الحصيب الأسلمي يخبر أنه بعث غلامه يسارا مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأبي بكر حين مرّا عليه في هجرتهما، قال: فلما حضرت الصّلاة استقبل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم القبلة، وقام أبو بكر عن يمينه، فقمت عن يساره، فدفع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في صدر أبي بكر فأخّره:
وأخّرني، فصففنا وراءه، وصلينا، قال عمر بن شبّة: عبد العزيز كثير الغلط.
9359- يسار الحبشي
الرّاعي «3» .
سماه أبو نعيم،
وذكر الواقديّ من طريق يعقوب بن عتبة أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله
__________
(1) أسد الغابة ت (5631) ، الاستيعاب ت (2845) .
(2) في أ: أبو ثور.
(3) أسد الغابة ت (5626) ، الاستيعاب ت (2849) .(6/534)
وسلّم لما بلغه أنّ جمعا من غطفان من بني ثعلبة بن سعد بالكدر، فلما بلغ الوادي وجد الرّعاء وفيهم غلام يقال له يسار: فسأله، فقال: لا علم لي، إلا أن الناس ارتفعوا إلى المياه، فانصرف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وقد ظفر بالنّعم، فلما صلّى الصّبح إذا هو بيسار يصلّي، فأمر بقسمة الغنائم، فقالوا: إن أقوى لنا أن نسوقها جميعا، فإن فينا من يضعف عن سوق حظه الّذي له، وقالوا: يا رسول اللَّه، إن كان أعجبك العبد الّذي رأيته يصلّي فنحن نعطيكه من سهمك. قال: «طبتم به نفسا؟» قالوا: نعم. قال: فقبله فأعتقه.
وذكر أبو عمر عن ابن إسحاق أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سمّاه أسلم، ورد ذلك ابن الأثير، فإن أسلم استشهد بخيبر كما مضى في ترجمته.
9360- يسار الخفّاف «1»
: ذكره أبو موسى في «الذيل» ،
وقال: ذكر يوسف بن فورك المستملي في كتاب الجنائز له، من طريق حفص بن عبد الرحمن الهلاليّ، حدّثني أبي، قال: خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ليلة فانتهى إلى دار قد حفّتها الملائكة فدخلها، فإذا النور ساطع، فنظر فإذا رجل قائم يصلّي:
فإذا النور من فيه إلى السماء، فخفف الرجل الصّلاة، فقال: «من أنت» ؟ قال: مملوك بني فلان. قال: «ما اسمك؟» قال: يسار. قال: «ما عملك؟» قال: خفاف، فلما أصبح سأل عنه، فقالوا: ما تصنع به؟ قال: «أعتقه» . قالوا: أفلا تولينا أجره. قال: «بلى» : فأعتقوه،
قال: فخرج ليلة فانتهى إلى الدّار فلم ير الملائكة ففتح فدخل فإذا هو ساجد قد قضي عليه، فنزل عليه جبريل فقال: يا محمد، قد كفيناك غسله فكفّنوه وأحسنوا كفنه.
9361- يسار الرّاعي:
آخر، هو الّذي قتله العرنيون.
ثبت ذكره في الصّحيحين غير مسمى من حديث أنس، وسمي في حديث سلمة بن الأكوع.
أخرجه الطّبرانيّ: من طريق موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن سلمة، قال: كان للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم غلام يقال له يسار، فنظر إليه يحسن الصّلاة، فأعتقه، وبعثه في لقاح له بالحرة، فأظهر قوم من عرينة الإسلام، وجاءوا وهم مرضى وقد عظمت بطونهم، فبعث بهم إلى يسار فكانوا يشربون ألبان الإبل، ثم عدوا على يسار فقتلوه وجعلوا الشّوك في عينيه ... الحديث.
ويحتمل أن يكون هو الّذي ذكر قبل بترجمة، ولكن قالوا في ذلك: حبشي، وفي هذا نوبي. فاللَّه أعلم.
__________
(1) أسد الغابة ت (5627) .(6/535)
9362- يسار، أبو هند الحجام «1»
: مولى بني بياضة، يأتي في الكنى.
9363- يسار:
مولى بني سليم بن عمرو.
ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد يوم أحد، واستدركه ابن فتحون.
9364- يسار، أبو فكيهة «2» :
مولى صفوان.
ذكره ابن إسحاق فيمن نزل فيه قوله تعالى: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ [الأنعام 82] . وهو مشهور بكنيته. وسيأتي في الكنى. ويقال اسمه أفلح.
9365- يسار:
غير منسوب.
قال أبو داود الطّيالسيّ في مسندة: حدّثنا جسر بن فرقد. حدّثنا سليط بن عبد اللَّه بن يسار، قال: بايع جدّي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
9366- يسار، أبو بزة:
مولى عبد اللَّه بن السّائب المخزوميّ.
قال ابن قانع: سماه البخاريّ، وهو جدّ البزّي القارئ، وسيأتي في الكنى.
9367- يسار:
مولى عثمان الثقفيّ.
ذكره ابن فتحون، وقال: كان ممن هبط إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من حصن الطّائف، فأسلم فأعتقه. ذكره الواقديّ.
9368- يسار:
مولى آل عمر بن عمير الثقفيّ.
ذكره المستغفريّ فيمن خرج من عبيد الطّائف فأعتقه، قال: وتزوّج بعد ذلك في بني عقيل، وعمل للحجاج، ورزق أكثر من تسعين ولدا.
قلت: ويحتمل أن يكون الّذي قبله.
9369- يسار
مولى فضالة بن هلال «3» .
خلطه ابن مندة بوالد مسلم، وفرّق بينهما أبو عمر، فقال: بايع هو ومولاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكأن هذا هو الصّواب، لأن هذا نسبوه مزنيّا، فأخرج أبو بكر بن أبي شيبة، عن عبد اللَّه بن موسى، عن عبد اللَّه بن مسلم بن يسار المزني، عن أبيه، عن جدّه،
__________
(1) أسد الغابة ت (5637) .
(2) أسد الغابة ت (5633) ، الاستيعاب ت (2848) .
(3) أسد الغابة ت (5632) ، الاستيعاب ت (2847) .(6/536)
قال: خرجت مع مولاي فضالة بن هلال في حجة الوداع.
9370- يسير
بن جابر العتكيّ.
ذكره ابن شاهين هنا، وقد تقدم في الموحّدة.
9371- يسير بن الحارث العبسيّ:
تقدم في الباء الموحّدة.
9372- يسير:
بالتصغير، هو ابن عروة. تقدم في أسير بالألف.
9373- يسير بن عمرو
بن سيار «1» بن درمكة، وهي أمّ سيار، وهي ابنة عبد اللَّه بن سعيد بن مرة بن ذهل بن شيبان، وأما أبو يسار فهو من بني مزيد بن الأعجم بن سعد بن مرة.
ذكره ابن الكلبيّ، وقال: إنه صحب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ويقال فيه أسير بالهمزة، وخلطه بعضهم بأسير بن عمرو.
الياء بعدها العين
9374- يعفر:
ويقال يعفور، بن عريب بن عبد كلال الرّعيني القتباني.
ذكره ابن يونس، وقال: زعموا أنه شهد فتح مصر، وقال في ترجمة بحر، بموحدة ومهملة مضمومتين: يعفر له وفادة.
9375- يعقوب بن الحصين «2»
: قال ابن السكن: روي عنه حديث ليس بمشهور، وساق ابن أبي خيثمة، والبغوي، وابن قانع، وابن شاهين، وابن السّكن، وغيرهم، من رواية عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن يعقوب بن الحصين- قال: كأني انظر إلى خدّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو يسلّم عن يمينه وعن شماله ويجهر بالتّسليم. وذكر أبو عمر أنه تفرد به ابن مجاهد، وهو ضعيف. وأخرجه بقيّ بن مخلد.
9376- يعقوب بن زمعة الأسديّ»
: ذكر في حديث عبد اللَّه بن عمرو، بسند منقطع، قال: بينما نحن مع رسول اللَّه صلّى
__________
(1) أسد الغابة ت (5640) .
(2) تلقيح فهوم أهل الأثر 385، أسد الغابة ت (5644) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 143، الاستيعاب ت (2853) .
(3) أسد الغابة ت (5645) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 143.(6/537)
اللَّه عليه وآله وسلّم ببعض هذا الوادي نريد أن نصلّي قد قام وقمنا إذ خرج حمار من شعب أبي دب، فأمسك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فلم يكبّر، وأحاز إليه يعقوب بن زمعة أخو بني أسد حتى ردّه.
أخرجه أحمد، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، أخبرني عمرو بن شعيب، عن عبد اللَّه بن عمرو بهذا. وأخرجه ابن أبي عمر عن هشام بن سليمان، عن ابن جريج به.
9377- يعقوب القبطيّ:
مولى بني فهر «1» .
ذكره ابن يونس، وقال: كان ممن بعثه المقوقس مع مارية، فيقال: إن له صحبة، وقيل: إنه لما أسلم تولى بني فهر. رأيت في كتاب سعيد بن عفير: حدّثني رشدين بن سعد، عن حيوة، عن بكر بن عمرو، عن إبراهيم بن مسلم بن يعقوب الفهري، عن أبيه، عن جده- أنه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وصلّى معه الصّبح، فما سمعت شيئا قط أحسن من قراءته. قال ابن يونس: لم أجد هذا الحديث في غير كتاب ابن عفير. أخرجه لي حسين بن زيد عن أسد بن سعيد عن كثير بن عفير.
9378- يعقوب
القبطيّ. آخر.
أعتقه مولاه عن دبر، فباعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ليوفي به دينه.
وقعت تسميته
في رواية لمسلم، من طريق أبي الزّبير، عن جابر- أن أبا مذكور الأنصاري اشترى يعقوب القبطي، ثم أعتقه عن دبر منه، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: أله مال غيره؟ قالوا: لا، فباعه من نعيم بن عبد اللَّه ... الحديث.
وهو في الصّحيحين، ورواية الليث عن أبي الزّبير، عن أشيم [ ... ] .
9379- يعلى بن أمية
بن أبي عبيدة بن «2» همام بن الحارث التميميّ الحنظليّ، حليف قريش.
__________
(1) أسد الغابة ت (5646) ، الاستيعاب ت (2854) .
(2) تاريخ خليفة 123، طبقات خليفة 45، طبقات ابن سعد 5/ 456، مقدمة مسند بقي بن مخلد 88، التاريخ لابن معين 2/ 682، تاريخ أبي زرعة 1/ 501، المنتخب من ذيل المذيل 554، البرصان والعرجان 137، المعرفة والتاريخ 1/ 308، تاريخ الطبري 2/ 390، العقد الفريد 1/ 258، المعارف 208، تاريخ اليعقوبي 2/ 122، التاريخ الكبير 8/ 414، جمهرة أنساب العرب 229، مروج الذهب 1582، البدء والتاريخ 5/ 114، الجرح والتعديل 9/ 301، المحبر 67، المغازي للواقدي 1012، أسد الغابة ت (5647) ، الاستيعاب ت (2855) ، الأخبار الموفقيات 500، فتوح البلدان 119، مشاهير علماء الأمصار 32، أنساب الأشراف 1/ 98، مسند أحمد 4/ 222، المعجم الكبير 22/ 249، الكامل في التاريخ 2/ 421، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 165، تحفة الأشراف 9/ 110، تهذيب الكمال 3/ 1554، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 586، المعين في طبقات المحدثين 28، عهد الخلفاء الراشدين 145، الكاشف 3/ 257، سير أعلام النبلاء 3/ 100، العقد الثمين 7/ 478، النكت الظراف 9/ 111، تهذيب التهذيب 11/ 399، تقريب التهذيب 2/ 377، خلاصة تذهيب التهذيب 376، أمالي اليزيدي 96، أسماء الصحابة الرواة 281، الوسائل إلى مسامرة الأوائل 340، التاريخ الكبير 8/ 414، المعرفة والتاريخ 1/ 308، الجرح والتعديل 9/ 301، جمهرة أنساب العرب 229، المستدرك 3/ 423، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 586، تهذيب الكمال 1554، تاريخ الإسلام 2/ 326، تذهيب التهذيب 4/ 187، العقد الثمين 7/ 478، تهذيب التهذيب 11/ 399، خلاصة تذهيب الكمال 376، أمالي اليزيدي 96، أسماء الصحابة الرواة 281، الوسائل إلى مسامرة الأوائل 34 و 129، ذيل المذيل 40.(6/538)
وهو الّذي يقال له يعلى بن منية، بضم الميم وسكون النون، وهي أمّه. وقيل هي أمّ أبيه. جزم بذلك الدّارقطنيّ، وقال: هي منية بنت الحارث بن جابر، والدة أميّة، والد يعلى، ووالدة العوّام والد الزّبير، فهي جدة الزبير ويعلى. وله رواية وذكر، وكنيته أبو خلف، ويقال أبو خالد، ويقال أبو صفوان.
قال المدائنيّ، عن سلمة بن محارب، عن عوف الأعرابيّ، قال: استعمل أبو بكر يعلى على حلوان في الردّة، ثم عمل لعمر على بعض اليمن، فحمى لنفسه حمى فعزله، ثم عمل لعثمان على صنعاء اليمن، وحجّ سنة قتل عثمان، فخرج مع عائشة في وقعة الجمل، ثم شهد صفّين مع علي. ويقال: إنه قتل بها. نقله ابن عساكر، عن أبي حسان الزيادي، واستبعده، ويدلّ على تأخّر موته أنّ النسائي أخرج من طريق عطاء، عن يعلى بن أميّة، قال: دخلت على عتبة بن أبي سفيان وهو في الموت، فحدّثني عن أم حبيبة.
وقد ذكر خليفة وغيره أن عتبة مات سنة سبع وأربعين. روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وعن عمر. وعتبة بن أبي سفيان روى عنه أولاده: صفوان، وعثمان، ومحمّد، وعبد الرحمن، وابن ابنه صفوان بن عبد اللَّه بن يعلى، وعطاء، ومجاهد، وغيرهم.
قال ابن سعد: شهد حنينا، والطّائف، وتبوك. وقال أبو أحمد الحاكم: كان عامل عمر على نجران.
9380- يعلى بن جارية «1»
الثّقفي، حليف بني زهرة بن كلاب.
ذكره أبو عمر، عن أبي معشر، وأنه استشهد باليمامة، قال: وسمّاه محمد بن إسحاق حييّ بن جارية، فاللَّه أعلم.
__________
(1) أسد الغابة ت (5648) ، الاستيعاب ت (2856) .(6/539)
9381- يعلى بن سيابة «1»
: وهو ابن مرة.
وفرّق بينهما أبو حاتم، وابن قانع، والطّبراني، وقال ابن حبّان: من قال في يعلى بن مرة يعلى بن سيابة فقد وهم، ثم قال: يعلى بن سيابة يقال: إن له صحبة.
9382- يعلى بن مرّة
بن وهب «2» بن جابر بن عتاب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثّقفي، أبو المرازم، بفتح الميم والراء وكسر الزّاي المنقوطة بعد الألف، وهو يعلى بن سيابة، وسيابة أمه.
قال يحيى بن معين: شهد خيبر، وبيعة الشّجرة، والفتح، وهوازن، والطائف.
قال أبو عمر: كان من أفاضل الصّحابة، روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أحاديث، وعن علي. روى عنه ابناه: عبد اللَّه، وعثمان. وروى عنه أيضا راشد بن سعد جدّ سعيد بن راشد، وعبد اللَّه بن حفص بن نهيك، وآخرون.
قال ابن سعد: أمره النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بأن يقطع أعناب ثقيف فقطعها.
9383- يعلى العامريّ «3»
: فرّق الطّبرانيّ، وابن شاهين، والعسكريّ، وأبو عمر- بينه وبين يعلى بن مرّة الثقفيّ.
وقيل: هما واحد، اختلف في نسبه، ويؤيده أنّ الحديث واحد، وقد وقع في رواية ابن قانع والطّبراني فيه يعلى بن مرّة، وذكر أبو عمر أنه اختلف في يعلى بن مرة، فقيل الثّقفيّ، وقيل العامريّ. فاللَّه أعلم.
9384- يعمر:
أحد بني سعد «4» بن هذيم، والد أبي خزامة «5» .
__________
(1) الثقات 3/ 441، تجريد أسماء الصحابة 2/ 144، العقد الثمين 7/ 480، 481، الطبقات الكبرى 6/ 40، الطبقات 54، 131، تهذيب التهذيب 11/ 401، 404، تقريب التهذيب 2/ 378، الجرح والتعديل 4/ 301، خلاصة تذهيب 3/ 185، تهذيب الكمال 3/ 1556، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، بقي بن مخلد 891.
(2) أسد الغابة ت (5651) ، الاستيعاب ت (2858) ، طبقات ابن سعد 6/ 40، الثقات 3/ 440، طبقات خليفة 53، تجريد أسماء الصحابة 2/ 144، الطبقات 53، 131، 182، خلاصة تذهيب 3/ 185، تهذيب الكمال 3/ 1557، الكاشف 3/ 296، تلقيح فهوم أهل الأثر 367، 377، تاريخ ابن معين 2/ 46، مسند أحمد 4/ 170، الجرح والتعديل 4/ 301، بقي بن مخلد 484، 104، الكنى والأسماء 1/ 54.
(3) أسد الغابة ت (5650) ، الاستيعاب ت (2859) .
(4) في أ: أحد بني الحارث بن سعد.
(5) أسد الغابة ت (5653) ، الاستيعاب ت (2866) .(6/540)
سماه بعضهم في رواية، وأكثر ما يجيء مبهما.
قال البغويّ: حدّثنا إبراهيم بن هانئ، حدّثنا عثمان بن صالح، وأصبغ، قالا: حدّثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث أن ابن شهاب أخبرهم أنّ خزامة بن يعمر حدّثه، عن أبيه- أنه قال: يا رسول اللَّه، أرأيت رقى نسترقي بها؟ الحديث.
9385- يعيش
ذو الغرّة الجهنيّ. «1»
له حديث في الوضوء من لحوم الإبل،
ذكره الترمذيّ، ولم يسمّه، وسمّاه ابن السّكن من طريق عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن يعيش الجهنيّ، ويعرف بذي الغرّة- أنّ أعرابيا قال: أتوضأ من لحوم الإبل؟ فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «نعم» .
وكذا سمّاه ابن شاهين من هذا الوجه، وسياقه أتم.
9386- يعيش بن طخفة الغفاريّ «2»
. قال ابن سعد: شامي، مخرج حديثه عن المصريين، ثم
ساق من طريق ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير، عن يعيش الغفاريّ- أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أتي بناقة فقال: من يحلبها؟ فقام رجل، فقال له: «ما اسمك؟» قال: مرة. قال: «اقعد» . ثم قام آخر، فقال: «ما اسمك؟» قال: جمرة. قال: «اقعد» . فقام آخر فقال: «ما اسمك؟» قال يعيش. قال: «احلب» .
وأخرجه ابن قانع من وجه آخر، عن ابن لهيعة، فقال في السّند:
عن يعيش الأنصاري.
وله طرق في ترجمة حرب في حرف الحاء المهملة مخرجة من الموطّأ، وأخرجه البزّار من حديث بريدة مطوّلا.
ويعيش هذا غير يعيش بن طخفة الّذي روى عن أبيه، وروى عنه يحيى بن أبي كثير.
9387- يعيش، مولى بني عامر
بن لؤيّ.
ذكره أبو إسحاق بن الأمين في ذيله على الاستيعاب، وقال: ذكره العثماني في الصّحابة.
9388- يعيش، غلام بني المغيرة «3» .
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 144، أسد الغابة ت (5654) ، الاستيعاب ت (2861) .
(2) أسد الغابة ت (5655) ، الاستيعاب ت (2860) ، الثقات 3/ 449، تجريد أسماء الصحابة 2/ 144، الطبقات 33، تقريب التهذيب 2/ 379، الجرح والتعديل 4/ 309، تهذيب الكمال 3/ 1557.
(3) أسد الغابة ت (5656) .(6/541)
ذكره المستغفريّ، وساق من طريق وكيع: حدّثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عكرمة، قال: كان النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقرئ غلاما لبني المغيرة أعجميا، قال وكيع: قال سفيان: أراه يقال له يعيش، فنزلت: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ.. [النحل: 103] الآية، وينظر في يحنّس، فلعله هو.
الياء بعدها الغين
9389- يغوث:
بفتح أوله وضم الغين المعجمة وآخره مثلثة.
جاء ذكره في خبر أظنه مصنوعا، قرأت في كتاب طبقات الإماميّة لابن أبي طيّ [....] .
9390- يفودان بن يفديدويه «1»
. ذكره المستغفريّ في الصّحابة. وقد مضى ذكره فيمن اسمه محمّد.
الياء بعدها الميم والنون
9391- اليمان بن جابر «2»
: والد حذيفة.
تقدم في الحاء المهملة أن اسمه حسل، ولقبه اليمان، وقيل: إن اليمان لقب جدّ حذيفة.
9392- ينّاق «3»
: بفتح أوله وتشديد النّون.
ذكره ابن مندة، وقال: روى حديثه علي بن حجر، عن عمر بن هارون، عن عبد العزيز بن عمر، عن الحسن بن مسلم، عن جده يناق، قال: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في حجّة الوداع، فقام حين زاغت الشمس فوعظ الناس.
9393- ينّاق العماني.
ذكره ابن شاهين في الصّحابة،
وأخرج الدّار الدّارقطنيّ في غرائب مالك في آخر ترجمة نافع مولى ابن عمر، من طريق عبد الرحمن بن خالد بن نجيح، عن حبيب كاتب مالك، قال: قدم على مالك قوم من أهل عمان، وكان فيهم رجل يقال له صدقة بن عطيّة بن حماس بن نجبة بن حمار بن ينّاق، وكان يكرمه، فقيل لمالك: إن عنده عدة أحاديث يحدّث بها،
__________
(1) أسد الغابة ت (5657) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 145.
(2) أسد الغابة ت (5658) .
(3) أسد الغابة ت (5659) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 45.(6/542)
فأمرني مالك أن أكتب عنه هذا الحديث، وأعرضه عليه، فأملى عليّ، قال: حدّثني أبي عطية، سمعت جدّي نجبة بن حمار يحدّث عن جده يناق، قال: كنت أرعى إبلا لأهلي ببادية لنا في الطّائف، فجاءنا كتاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إن لم تسلموا فأدّوا الجزية» ، فذكر حديثا طويلا، وفي آخره: أنه وفد على عمر، فوجده قد طعن فشهد موتة ودفنه.
وقد تقدّم أنه لم يبق بمكّة والطّائف في زمن حجة الوداع إلا من شهدها مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
9394- ينة الجهنيّ.
ذكره ابن السّكن هنا. وقد تقدّم في الموحّدة.
9395- ينّة الحمراويّ.
ذكره ابن يونس، وقال: شهد فتح مصر، وكان عريف الحمراء، وكان في شرف العطاء بمصر، وهو والد عبد الرحمن بن ينة، قاله سعيد بن عفير.
قلت: وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصّحابة.
الياء بعدها الواو
9396- يوسف بن عبد اللَّه
بن سلام بن الحارث الإسرائيلي «1» .
رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو صغير، وحفظ عنه، وحديثه عنه
في سنن أبي داود وجامع الترمذي، من طريق يزيد بن الأعور، قال: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وضع تمرة على كسرة، وقال: «هذه إدام هذه» .
وعند التّرمذيّ من وجه آخر عنه، قال: سمّاني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوسف. روى يوسف أيضا عن أبيه وعثمان وعمر وعليّ وغيرهم. ونقل ابن أبي حاتم أنه قال لأبيه: ذكر البخاري أنّ ليوسف صحبة، فقال أبي: لا، له رؤية. انتهى.
وكلام البخاريّ أصحّ. وقد قال البغويّ: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وذكره ابن سعد في الطّبقة الخامسة من الصّحابة. وذكره جماعة ممن ألف في الصّحابة،
__________
(1) طبقات خليفة ت 30، التاريخ الكبير 8/ 371، الجرح والتعديل 9/ 225، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 165، تهذيب الكمال 1559، تاريخ الإسلام 4/ 70، تهذيب التهذيب 11/ 416، خلاصة تذهيب الكمال 377، أسد الغابة ت (5660) ، الاستيعاب ت (2897) .(6/543)
وقال خليفة بن خياط: توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز. قال أبو أحمد الحاكم: كناه الواقديّ أبا يعقوب.
9397- يوسف بن هبيرة
بن أبي وهب المخزوميّ.
مات أبوه كافرا بعد فتح مكّة، وأمّه أم هانئ. وقد تقدم في ترجمة أخيه هانئ أنه وأخويه أدركوا عهد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
9398- يونس بن شداد الأزديّ «1»
. ذكره ابن أبي حاتم، وقال: روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من رواية سعيد بن بشير بسنده، وأخرجه عبد اللَّه بن أحمد في زوائد المسند من رواية سعيد، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي الشّعثاء، عن يونس بن شدّاد- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم نهى عن صوم أيام التشريق.
9399- يونس بن عبيد
بن أسد بن علاج الثقفيّ، أخو صفيّة بنت عبيد مولاة سمية أم زياد.
روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أنه قضى أن الولد للفراش، لما حضر استلحاق زياد، فأنكر ذلك، وقال له معاوية: لتنتهين أو لأطيرنّ بك طيرة بطيئا وقوعها. فقال له يونس: هل إلا إلى اللَّه، ثم أقع؟ قال: نعم. واستغفر اللَّه، وسكت، حكاه الرشاطيّ.
القسم الثاني
الياء بعدها الحاء
9400- يحيى بن ثابت
بن قيس بن شماس الأنصاريّ الخزرجيّ.
له رؤية كإخوته، واستشهد ثابت باليمامة.
9401- يحيى بن خلّاد
بن رافع «2» بن مالك بن العجلان الزّرقيّ.
قال أبو عمر: أحاديثه عند إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن علي بن يحيى بن خلاد، عن أبيه، عن جدّه- أنه كان أتى به النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم ولد فحنّكه
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 145، الجرح والتعديل 4/ 540، بقي بن مخلد 723، أسد الغابة ت (5662) ، الاستيعاب ت (2868) .
(2) أسد الغابة ت (5512) ، الاستيعاب ت (2788) .(6/544)
بتمرة، وقال: لأسمينّه باسم لم يسمّ به أحد بعد يحيى بن زكريا. فسمّاه يحيى.
قال شيخ شيوخنا الحافظ صلاح الدين العلائي: لم أجد لهذا سندا.
قلت: قد ذكره ابن مندة، لكنه أرسله، فساق من طريق حبّان بن هلال، عن همام، عن إسحاق، حدثني يحيى بن خلاد أنه قال: لما ولدت أتى بي أبي ... فذكره. ونسبه أبو عمر كنديا، فوهم، ورده ابن فتحون، فأصاب.
الياء بعدها الزاي
9402- يزيد بن الأصمّ «1»
: وهو عمرو بن عبيد بن معاوية بن عبادة بن البكّاء بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. والأصمّ لقب. وأم يزيد برزة بنت الحارث الهلاليّة أخت ميمونة أم المؤمنين.
قيل: إنه ولد في زمن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكذلك ذكره ابن مندة. وقال أبو نعيم: لا يصحّ له صحبة. وروى عن خالته ميمونة، وعن عائشة، وأبي هريرة، وسعد بن أبي وقّاص، ومعاوية، وابن عبّاس، وغيرهم.
روى عنه ابنا أخيه: عبد اللَّه، وعبيد اللَّه ابنا عبد اللَّه بن الأصم، والزّهريّ، وأبو فزارة العبسيّ، والسّبيعي، والقتباني، وميمون بن مهران، وجعفر بن برقان، وآخرون.
قال ابن سعد: قال ابن الكلبيّ: سمّى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الأصم عبد الرّحمن. قال ابن سعد: وكان يزيد كثير الحديث.
مات سنة ثلاث أو أربع ومائة «2» . ويقال مات سنة إحدى ومائة. وذكر الواقديّ أنه عاش ثلاثا وسبعين سنة.
قلت: فإن صحّ هذا فلا رؤية له، لأنه يكون قد ولد بعد الوفاة النبويّة بنحو عشرين سنة.
9403- يزيد بن أمية «3»
: الدؤليّ، أبو سنان الدؤليّ.
__________
(1) طبقات ابن سعد 7/ 479، طبقات خليفة ت 3067، تاريخ البخاري 8/ 318، الحلية 4/ 97، تاريخ ابن عساكر 18/ 124، تهذيب الأسماء واللغات/ قسم 1/ جزء 2/ 161، تهذيب الكمال 1532، تاريخ الإسلام 4/ 210، العبر 1/ 126، تذهيب التهذيب 4/ 172 ب، العقد الثمين 7/ 460، تهذيب التهذيب 11/ 313، خلاصة تذهيب التهذيب 430، أسد الغابة ت (5528) .
(2) في ب، ج: وأربعمائة.
(3) أسد الغابة ت (5529) ، الاستيعاب ت (2796) .(6/545)
روى عن علي، وأبي واقد الليثيّ، وابن عباس. روى عنه نافع، والزّهري، وزيد بن أسلم، ذكره أبو عمر في الصّحابة مختصرا، وقال: ولد عام أحد في حين الوقعة. قال أبو حاتم: ولد في زمن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وهذا أخذه عن الواقديّ، ولا يثبت.
الياء بعدها العين
9404- يعلى بن حمزة
بن عبد «1» المطّلب بن هاشم الهاشميّ، ابن عمّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
قال الزّبير: لم يعقب حمزة إلّا من يعلى، فإنه ولد له خمسة رجال لصلبه، لكنهم ماتوا ولم يعقبوا، وانقطع نسل حمزة بن عبد المطّلب.
وقال ابن سعد: ولد لحمزة يعلى، وبه كان يكنّى، وعمارة ويكنى به أيضا، وعامر تزوّج، وأمه أم يعلى أوسية من الأنصار، وأم عمارة خولة بنت قيس، وسمى أولاد يعلى، وهم: عمارة، والفضل، والزّبير، وعقيل، ومحمد- درجوا.
القسم الثالث
الياء بعدها الحاء
9405- يحمد الخولانيّ.
يأتي ذكره في ترجمة يزيد بن يحمد.
9406- يحنّس،
مولى صهيب بن سنان.
له إدراك. تقدم في ترجمة صهيب في قصة صهيب مع عمر.
9407- يحيى بن يعمر الرّعينيّ.
قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وكان رأسا في الطّلب بدم عثمان.
الياء بعدها الراء
9408- يرفأ، حاجب عمر.
أدرك الجاهليّة، وحجّ مع عمر في خلافة أبي بكر، وروى ابن المبارك في الزهد بسند له شامي، عن ابن عمر: بلغ عمر عن يزيد بن أبي سفيان أنه كان يأكل ألوان الطعام، فقال لمولى له يقال له يرفأ: إذا علمت أنه قد حضر طعامه فأعلمني ... فذكر قصة.
__________
(1) أسد الغابة ت (5649) ، الاستيعاب ت (2857) .(6/546)
قال ابن صاعد: غريب، لم يروه إلا ابن المبارك. وقال سعيد بن منصور: حدّثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: قال لي عمر: إني أنزلت نفسي من مال اللَّه بمنزلة وليّ اليتيم، إن احتجت أخذت منه، وإن أيسرت رددته، وإن استغنيت استعففت.
وذكر أبو مخنف الأزديّ أنّ عمر لما استخلف كتب إلى أبي عبيدة مع يرفأ، فخرج حتى أتى أبا عبيدة ... فذكر قصّة.
وليرفأ ذكر في الصّحيحين في قصّة منازعة العباس وعليّ في صدقة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وله ذكر في حديث أخرجه ابن أبي شيبة من طريق الزّهريّ، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه «1» بن عتبة، عن أبيه، قال: جئت إلى عمر وهو يصليّ، فجعلني عن يمينه، فجاء يرفأ فجعلنا خلفه.
9409- يريم بن عامر
بن سعد بن ذهل بن الأحدس «2» بن سهل الرّعيني.
له إدراك. قال ابن يونس: شهد فتح مصر هو وأخوه عقبة.
9410- يريم بن معديكرب
بن أبرهة بن الصّباح الأصبحيّ.
له إدراك، وله ولد اسمه النضر. قال ابن الكلبيّ: كان سيد حمير بالشام في زمانه، وأمّه بنت معبد بن العبّاس بن عبد المطّلب.
الياء بعدها الزاي
9411- يزداد الفارسيّ «3»
: تقدم في أزداد في الألف.
9412- يزيد بن أحمد المراديّ،
ثم الزرقيّ.
قال ابن الكلبيّ: شهد فتح مصر.
9413- يزيد بن الأسود الغسّاني:
من بني ثعلبة بن كعب بن عمرو.
ذكره ابن الكلبيّ في أول نسب قحطان، وكان يكنى أبا النحس، وهو الّذي دخل الرّوم مع جبلة بن الأيهم أيام اليرموك، ثم رجع مسلما بمن معه من غسّان، ولهم شرف بالشام.
9414- يزيد بن الأسود الجرشي «4»
: أبو الأسود.
__________
(1) في ج: عبيد اللَّه بن عبد بن عقبة.
(2) في أ: الأحرس.
(3) أسد الغابة ت (5521) .
(4) أسد الغابة ت (5524) ، الاستيعاب ت (2792) .(6/547)
قال ابن أبي حاتم: جاهليّ. وقال مسلم: كان قديما قال أبو عمر: أدرك الجاهليّة، وعداده في الشّاميين، وقال ابن مندة: ذكر في الصّحابة، ولا يثبت، ثم أخرج من طريق يونس بن ميسرة، قال: قلت ليزيد بن الأسود: يا أبا الأسود، كم أتى عليك؟ قال: أدركت العزّى تعبد في قومي.
وأخرجه البخاريّ، عن أبي مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، عن يونس. وذكره ابن سعد في الطّبقة الأولى. وقال ابن حبّان في الثقات: كان من العباد الخشن وأخرج أبو زرعة الدمشقيّ، ويعقوب بن سفيان في تاريخيهما بسند صحيح عن سليم بن عامر- أنّ الناس قحطوا بدمشق فخرج معاوية يستسقي بيزيد بن الأسود، فسقوا.
قال أبو زرعة: حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز- أنّ الضّحاك بن قيس خرج يستسقي بالناس، فقال ليزيد بن الأسود: قم يا بكّاء.
وبه أن عبد الملك لما خرج إلى مصعب بن الزبير رحل معه يزيد بن الأسود. وأخرج ابن أبي الدّنيا من طريق هشام بن الغار، قال: قال لي حبان بن النضر، قال لي واثلة بن الأسقع: قدمني إلى يزيد بن الأسود، فدخل عليه وهو مقبل، فنادوه إن هذا واثلة أخوك، فمدّ يده، فجعل يمس بها، فجعلت كفّه في كفّي، فجعل يمرها على صدره مرة وعلى وجهه لموضع كفّ واثلة من يد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر قصّة. ويغلب على ظني أنه غير الّذي قبله.
9415- يزيد بن أنيس الهذلي «1»
. له إدراك، قال: كنا نقوم في المسجد في عهد عمر، رواه عنه مسلم بن جندب، أخرجه البخاريّ، في كتاب خلق أفعال العباد.
9416- يزيد بن بشر الضّبعيّ.
تقدم في بشير بن يزيد.
9417- يزيد بن الحارث الشيبانيّ.
له إدراك، وشهد اليمامة. وقال في ذلك:.
تدور رحانا حول راية عامر ... يرانا بالأبطح المتلاحق
يلوذ بنا ركنا معدّ ويتّقي ... بنا غمرات الموت أهل المشارق
__________
(1) أسد الغابة ت (5530) .(6/548)
ونزل البصرة بعد ذلك. ذكره المرزبانيّ.
9418- يزيد بن حذيفة الأسديّ «1»
. ذكره وثيمة في كتاب الردة فيمن ثبت على إسلامه هو وابنه زفر، وكان من أشراف بني أسد، فالتحق بخالد بن الوليد، قال: وأرسل إلى بني أسد يحذّرهم بأبيات منها:
بني أسد ما في طليحة خصلة ... يطاع بها يا قوم في حيّ فقعس
[الطويل]
9419- يزيد
بن حمزة المازني «2» تقدم في الحارث بن عوف.
9420- يزيد بن ذي الآخرة اليمانيّ.
ذكر وثيمة في كتاب الرّدة أنه كان ممن قال في قتل الأسود العنسيّ بأمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وفي ذلك يقول بعد قتل الأسود:
لعمرك إنّا يوم عبدان عصبة ... يمانية الأحساب غير لئام
غداة جدعنا في عنيس بضربة ... أبان بها المكشوح رأس همام
[الطويل]
9421- يزيد بن رئاب الأسلميّ.
قال ابن يونس: شهد هو وأخوه فتح مصر.
9422- يزيد بن السّجوح:
التّجيبيّ العامريّ.
ذكر ابن يونس أنه شهد فتح مصر، وولي غزو البحر، وهو صاحب المسجد الّذي في زقاق الطّحاوي بالمصوصة.
9423- يزيد بن شريك «3»
بن طارق التيميّ الكوفيّ الفقيه، والد إبراهيم.
سكن الكوفة. روى عن عمر، وعليّ، وأبي ذر، وابن مسعود، وحذيفة، وغيرهم.
__________
(1) أسد الغابة ت (5542) .
(2) الاستيعاب ت (2805) .
(3) طبقات ابن سعد 6/ 104، طبقات خليفة 144، التاريخ لابن معين 2/ 672، التاريخ الكبير 8/ 340، تاريخ الثقات 479، الثقات لابن حبان 5/ 532، المعرفة والتاريخ 2/ 645، الجرح والتعديل 9/ 271، تهذيب الكمال 3/ 1535، الكاشف 3/ 245، المعين في طبقات المحدثين 36، تهذيب التهذيب 11/ 337، تقريب التهذيب 2/ 366، خلاصة تذهيب التهذيب 433، رجال مسلم 2/ 359، تاريخ الإسلام 2/ 540، أسد الغابة ت (5567) .(6/549)
روى عنه ابنه إبراهيم، وإبراهيم النخعيّ، وجوّاب التيمي، والحكم بن عيينة، وآخرون.
قال ابن سعد: كان عريف قومه، وقال أبو موسى: يقال أدرك الجاهليّة.
9424- يزيد بن ضرار الأسديّ.
تقدم في الشماخ، وأنه المعروف بمزرّد أبو ضرار، ويقال أبو الحسن أخو الشّماخ، وكان الأسن.
قال المرزبانيّ: أدرك الإسلام، فأسلم، وقال في قصيدته التي أولها:
صحا القلب عن سلمى وقلّ العواذل
[الطويل] ويقول فيها:
وقد علموا في سالف الدّهر أنّني ... معنّ إذا جدّ الجراء وهازل
زعيم لمن قاذفته بأوابد ... يغنّي بها السّاري وتحدى الرّواحل
فمن ترمه منها ببيت يلح به ... كشامة وجه ليس للشّام غاسل
[الطويل]
9425- يزيد بن عبد اللَّه «1»
: الأصرم بن شعبة بن هزم بن رويبة بن عبد اللَّه بن هلال العامريّ ثم الهلاليّ. يلتقي مع ميمونة أم المؤمنين في الهزم، وهو بضم الهاء بعدها زاي.
له إدراك، ولابنه عبد اللَّه بن يزيد ذكر في زمن بني مروان، ووفد حفيده عاصم بن عبد اللَّه بن يزيد على أسد بن عبد اللَّه القسري بخراسان فحبسه، فقال:
حباك خليلك القسريّ قبرا ... لبئس على الصّداقة ما حباكا
[الوافر] في أبيات.
ذكره ابن الكلبيّ، سكن حمص.
9426- يزيد بن عمرو الرّياحيّ:
بتحتانية، الشاعر، يعرف بالأخوص بالخاء المعجمة.
ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وقال: إنه مخضرم، وله مع عيينة بن مرداس المعروف بابن فسوة الشّاعر قصة، وسمّاه أبو بشر الآمدي زيدا.
__________
(1) في أ: عبد اللَّه بن الأصرم.(6/550)
9427- يزيد بن عميرة الزبيديّ «1»
: ويقال الكنديّ، ويقال الكلبي.
سكن حمص. قال ابن سميع: أدرك الجاهليّة. وقال ابن سعد: لقي أبا بكر وعمر، وصحب معاذ بن جبل، وروى عن معاذ، وابن مسعود، وغيرهما، روى عنه أبو إدريس الخولانيّ، وعطية بن قيس، وأبو قلابة، ومعبد الجهنيّ.
ذكره ابن سميع فيمن أدرك الجاهليّة من أصحاب معاذ. وقال العجليّ: من كبار التّابعين. وقال أبو مسهر: كان رأس أصحاب معاذ مالك بن هبيرة، وكان يزيد بن عميرة من رءوسهم.
9428- يزيد بن قيس
بن تمام»
بن مسعود بن كعب بن علوي بن عليان بن أرحب بن عامر بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان الهمدانيّ ثم الأرحبي.
له إدراك، وكان رئيسا كبيرا فيهم.
قال مجالد بن سعيد: لما سار سعيد بن العاص حين كان أمير الكوفة لعثمان، فثار عليه أهل الكوفة فتوجّه إلى عثمان، فاجتمع قراء الكوفة، فأمّروا عليهم يزيد بن قيس هذا، ثم كان مع عليّ في حروبه، وولّاه شرطته، ثم ولاه بعد ذلك أصبهان والرّيّ وهمدان، وإياه عنى القائل بعد ذلك يخاطب معاوية من أبيات:
معاوي إن لا تسرع السّير نحونا ... فبايع عليّا أو يزيد اليمانيا
[الطويل] قال ابن الكلبيّ: اسم هذا الّذي قال الشعر ثمامة.
9429- يزيد بن قيس
بن عبد اللَّه بن قيس بن عبد اللَّه بن معاوية بن الشّيطان بن بكر بن عوف بن النخع النخعيّ.
له إدراك، وكان ولده عبد اللَّه بن يزيد من أصحاب عليّ، ومات بالكوفة فصلّى عليه عليّ، ذكره هشام بن الكلبيّ.
__________
(1) طبقات ابن سعد 7/ 440، طبقات خليفة 308، التاريخ الكبير 8/ 350- تاريخ الثقات 480- المعرفة والتاريخ 1/ 468- تاريخ أبي زرعة 1/ 649- الجرح والتعديل 9/ 282- الثقات لابن حبان 5/ 544- تهذيب الكمال 3/ 1540- تهذيب التهذيب 11/ 351- تقريب التهذيب 2/ 369، خلاصة تذهيب التهذيب 433- تاريخ الإسلام 2/ 541.
(2) في ج: عامر.(6/551)
9430- يزيد بن قيصم البهزي.
له إدراك. قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وذكروه في كتبهم.
9431- يزيد بن قنان:
من بني مالك بن سعد.
ذكر سيف في الفتوح أن عكرمة بعثه في كندة لما فرق أصحابه فيهم أيام الردّة.
وذكره الطّبريّ، واستدركه ابن فتحون، واللَّه أعلم.
9432- يزيد بن قيس
بن يزيد بن الصّعق، وهو لقب، واسمه عمرو بن الحارث بن خويلد بن نوفل بن عمرو بن كلاب بن ربيعة الكلابي. وقيل: إن الصّعق لقب خويلد، ذكر المرزباني جده يزيد بن الصّعق، وأنشد له هجوا في بني تميم، وأنه كان في زمن النعمان بن المنذر.
وأما يزيد بن قيس فكنيته أبو المختار، ذكره أيضا المرزباني في معجم الشعراء وذكر أنه نظم قصيدة يشكو العمال بالبصرة، قالوا إلى عمر، فأجابه عنها خالد بن غلاب، وذكرها المدائني، عن علي بن حماد، وسحيم بن حفص وغيرهما، قالوا:
قال أبو المختار يزيد بن قيس بن الصّعق كلمة رفع فيها على عمال الأهواز وغيرهم إلى عمر بن الخطاب وهي:
أبلغ أمير المؤمنين رسالة ... فأنت أمين اللَّه في النّهي والأمر
وأنت أمين اللَّه فينا ومن يكن ... أمينا لربّ العرش يسلم له صدري
فلا تدعن أهل الرّساتيق والقرى ... يسيغون مال اللَّه في الأدم الوفر
فأرسل إلى الحجّاج فاعرف حسابه ... وأرسل إلى جزء وأرسل إلى بشر
ولا تنسينّ النّافعين كلاهما ... ولا ابن غلاب «1» من سراة بني نصر
وما عاصم منها بصغر عناية ... وذاك الّذي في السّوق مولى بني بدر
وأرسل إلى النّعمان فاعرف حسابه ... وصهر بني غزوان إنّي لذو خبر
وشبلا فسله المال وابن محرّش ... فقد كان في أهل الرساتيق ذا ذكر
فقاسمهم، نفسي فداؤك، إنّهم ... سيرضون إن قاسمتهم منك بالشّطر
ولا تدعونّي للشّهادة إنّني ... أغيب، ولكنّي أرى عجب الدّهر
نئوب إذا آبوا ونغزو إذا غزوا ... فإنّ لهم وفرا ولسنا ذوي وفر
[الطويل]
__________
(1) في ج: علات(6/552)
اقتصر المرزباني على بعضها، وزاد في آخرها البيت الثالث:
إذا التّاجر الهنديّ جاء بفأرة ... من المسك راحت في مفارقهم تجري
[الطويل] قال: فقاسم عمر هؤلاء القوم، فأخذ شطر أموالهم حتى أخذ نعلا وترك نعلا، وكان فيهم أبو بكرة، فقال: إني لم آل لك شيئا، فقال: أخوك على بيت المال وعشور الأبلة، فهو يعطيك المال تتجر به، فأخذ منه عشرة آلاف، ويقال قاسمه، فأخذ شطر ماله.
قال: والحجاج الّذي ذكره هو ابن عتيك الثقفي، وكان على الفرات، وجزء بن معاوية عمّ الأحنف، وكان على سرف، وبشر بن المحبوب كان على جنديسابور، والنافعان: أبو بكر نفيع، ونافع بن الحارث بن خلدة أخوه، وابن غلاب خالد بن الحارث من بني دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن كان على بيت المال بأصبهان، وعاصم بن قيس بن الصلت كان على مناذر، والّذي على السوق سمرة بن جندب، كان على سوق الأهواز، والنعمان بن عدي بن نضلة، ويقال نضيلة بن عبد العزّى بن حرثان أحد بني عدي بن كعب، كان على كور دجلة، وهو الّذي قال:
من مبلغ الحسناء أنّ حليلها
الأبيات.
وصهر بني غزوان مجاشع بن سعد السلمي، كانت عنده ابنة عتبة بن غزوان وكان على صدقات البصرة، وشبل بن معبد البجلي الأحمسي كان على قبض المغانم، وابن محرش أبو مريم الحنفي كان على رامهرمز، وكان على جسر الفرات.
قال المرزباني: فأجابه خالد بن غلاب:
أبلغ أبا المختار عنّي رسالة ... ولم أك ذا قربى إليك ولا صهر
وما كان مالي من ولاية خربة ... فتجعلني ممّن يؤلّب في الشّعر
[الطويل] ومن هذه القصيدة:
مقاديم في دار الحفاظ مطاعم ... مطاعين يوم البؤس بالأسل السّمر
وسابغة تنسي السّنان فضولها ... أكفكفها عنّي بأبيض ذي أثر
[الطويل]
9433- يزيد بن محمد:
في زيد بن محمد.(6/553)
9434- يزيد بن مر
علي بن عبد ودّ بن أمد بن كعب الصائد بن شرحبيل بن عمرو ابن جشم بن صائد الهمدانيّ ثم الصائدي.
وكان ولده محمد من أصحاب ابن الحنفية، وشهد مع المختار بن أبي عبيد مشاهده.
ذكر ذلك ابن الكلبيّ.
9435- يزيد بن معاوية
بن عبيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الرؤاسي، أبو داود الشاعر. ذكره المرزباني وقال مخضرم، وأنشد له من أبيات:
تواصل أحيانا وتصرم تارة ... وشرّ الأخلّاء الخليل الممزّج
[الطويل] وذكره ابن الكلبي فلم يزد على وصفه بالشاعر.
9436- يزيد بن مغفل
بن عوف بن عمير بن كلب العامري.
تقدم نسبه في ترجمة أخيه زهير، ولهما إدراك، واستشهدا جميعا بالقادسية. ذكر ذلك ابن الكلبيّ، وذكر المرزباني في معجم الشعراء يزيد بن مغفل الكوفي، وأنشد له قوله، وهو يقاتل مع الحسين بن علي، وقتل حينئذ:
إن تنكروني فأنا ابن المغفل ... شاك لدى الهيجاء غير أعزل
وفي يميني نصف سيف معصّل ... أعلو به الفارس وسط القسطل
[الرجز] فإما أن يكونا اثنين أو أحد القولين في مكان قتله خطأ.
9437- يزيد بن ملجم
المرادي، أخو عبد الرحمن.
له إدراك. قال ابن يونس: شهد فتح مصر.
9438- يزيد بن ناجية اللخميّ:
من بني بحر بن سوادة.
كان شريفا فيهم، وله إدراك. قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وله رواية عن أبي ذر.
وروى عنه يزيد بن عمرو المعافريّ.
9439- يزيد بن نعيم
بن شجرة بن يزيد التجيبي، ثم الأيدعاني.
له إدراك. قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وكان من الفرسان المعدودين.(6/554)
9440- يزيد بن يحمد الهمدانيّ
والد عبد خير.
ذكره أبو عمر في ترجمة ولده. وأورد من رواية عبد الملك بن سلع، قال: قلت لعبد خير: يا أبا عمارة، لقد كبرت، فكم أتى عليك؟ قال: عشرون ومائة سنة. قلت: فهل تذكر من أمر الجاهلية شيئا؟ قال: نعم، أذكر أن أمي طبخت قدرا، فقلت: أطعمينا. فقالت:
حتى يجيء أبوك، فجاء أبي، فقال: أتانا كتاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ينهانا عن لحوم الميتة، فكفأناها.
وهكذا أورده البخاري في تاريخه، وأبو يعلى من رواية عبد الملك. قال ابن فتحون:
وأورده أبو عمر في ترجمة ولده عبد خير، وهو على شرطه ولم يفرده.
قلت: لكن قال يزيد بن محمد فحرفه، وإنما هو يحمد، بضم أوله وسكون الحاء المهملة وكسر الميم. وقد قيل: إنه عبد خير بن يحمد. ويحتمل أن يكون من قال ذلك نسبه إلى جده.
الياء بعدها السين
9441- يسار
والد الحسن بن أبي الحسن البصريّ.
له إدراك. قال الخطيب من طريق أبي العيناء، عن ابن عائشة: كان يسار من أهل ميسان، فسبي فصار إلى بعض الأنصار، فهو مولى الأنصار. وولد له الحسن في أواخر خلافة عمر.
9442- يسار المطلبي:
مولى قيس بن مخرمة، وهو جدّ محمد بن يسار صاحب المغازي.
أخرج أبو بكر بن المقرئ في فوائده، من طريق محمد بن إسحاق، حدثني صالح بن كيسان- أن خالد بن الوليد سار حتى نزل على عين التمر، فقتل وسبى، وكان فيمن سبى سيرين أبا عمرة وعبد مولى بلقين، وحمران بن أبان، وأفلح مولى أبي أيوب، ويسار مولى لقيس بن مخرمة، وكان ذلك سنة إحدى عشرة من الهجرة في أول خلافة أبي بكر.
9443- يسار بن نمير:
خازن عمر.
له إدراك ورواية عن عمر. روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة وغيره، وأخرج ابن سعد في ترجمة عمر من الطبقات من رواية أبي عاصم الغطفانيّ، عن يسار بن نمير، قال: ما نخلت لعمر الدقيق قط إلا وأنا له عاص، وروينا في جزء عباس الترقفي من طريق غيلان بن(6/555)
جرير، عن أبي إسحاق، عن يسار بن نمير مولى عمر، قال: كان عمر إذا بال قال: ناولني شيئا فأنا وله العود أو الحجر أو يأتي إلى الحائط.
وأخرج البلاذريّ من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي بردة: حدثني يسار بن نمير، قال: قال لي عمر: كم أنفقنا في حجتنا ... فذكر قصة.
9443 م- يسير بن عمرو «1»
: تقدم في أسير في الألف.
الياء بعدها العين
944- يعقوب بن عمرو:
له إدراك، استشهد بأجنادين في خلافة أبي بكر، رأيت ذلك في تاريخ المظفري، ثم وجدته في فتوح الشام للأزديّ. ومضى له ذكر في ترجمة والده عمرو بن ضريس.
قال أبو إسماعيل الأزديّ: شهد وقعة أجنادين، وقتل يومئذ سبعة من المشركين، وأصابته طعنة فمكث أربعة أيام أو خمسة ثم انتقضت، فاستأذن أبا عبيدة في الرجوع إلى أهله، فأذن له، فمات عندهم.
9445- يعفور بن حسان الذهليّ:
له إدراك، وشهد فتح القادسية، ووصفه سعد لعمر، فقال: لم أر رجلا مثل يعفور، إنه قد جاء في يوم بخمسة فوارس يختل الرجل منهم حتى يرميه ثم يغلبه على غاية حتى يأتي به مسلما.
9446- يعلى بن عميرة
بن يعمر بن حارثة بن العبيد بن العمير بن سلامة بن زوي ابن مالك بن نهد النهدي.
له إدراك، وشهد فتوح العراق مع سعد بالقادسية، ثم شهد صفين مع عليّ، وكان معه لواء بني نهد. ذكره ابن الكلبي.
الياء بعدها النون
944- ينّاق:
بفتح أوله وتشديد النون وبعد الألف قاف، العماني، بضم وتخفيف.
له إدراك، أورد حديثه الدار الدّارقطنيّ في غرائب مالك، من طريق عبد الرحمن بن خالد بن نجيح، عن حبيب كاتب مالك، قال: قدم على مالك قوم من أهل عمان حجاجا، وكان فيهم رجل يقال له صدقة بن عطية بن حماس بن نجبة بن حمار بن يناق، وكان مالك
__________
(1) أسد الغابة ت (5640) .(6/556)
يكرمه ويرفع مجلسه، فأمرني مالك أن أكتب منه حديثا يحدث به، وأن أعرضه عليه، فأملى عليّ، قال: حدثني أبي عطية بن حماس، قال: سمعت جدي نجبة بن حمار يحدث عن جده يناق، قال: كنت أرعى إبلا لأهلي في بادية لنا، فجاءنا كتاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن أسلموا، فأبى قومي، فأرسل إليهم من صالحيهم، ثم جاءتنا وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فحمل قومي إلى أبي بكر ما كانوا يحملونه، فسألت قومي أن يحملوني معهم إلى عمر، فأبوا حتى غلبني بعضهم على إبل لي، فخرجت على راحلة لي نحو المدينة ... فذكر قصة طويلة، فيها قتل عمر، قال: فدخلت المدينة، فذكر اجتماعه بهم في داره وهو في الموت ... الحديث بطوله.
قال حبيب: فجئت إلى مالك فقرأه، وقال: حدثني نحو هذا نافع، عن ابن عمر.
قال: ثم جاء الشيخ إلى مالك فأكرمه فحدث في مجلسه بالحديث، ثم حدثهم بقصة اختلاف علي مع ابن عمر في أم كلثوم بنت علي بن نعيم، حتى اتفقوا على أنها تقيم عند حفصة بنت عمر إلى آخره.
قال الدّار الدّارقطنيّ: تفرد به حبيب عن صدقة، وعن مالك، وقال بعد ذلك: حبيب ضعيف عند أهل الحديث.
القسم الرابع فيمن ذكر في كتب الصحابة غلطا
الياء بعدها الحاء
9448- يحيى بن سعيد
بن العاص «1» .
تابعي وسط. وقال أبو موسى في الذيل: ذكر أبو داود في السنن عن الشعبي، عن مالك، عن يحيى بن سعيد- يعني الأنصاري، عن القاسم بن محمد، وسليمان بن يسار- أنهما سمعاهما يقولان: إن يحيى بن سعيد بن العاص طلق بنت عبد الرحمن البتة فانتقلها عبد الرحمن، فأرسلت عائشة إلى مروان وهو أمير المدينة، فقالت: اتقوا اللَّه وردّوا المرأة إلى بيتها ... الحديث.
قال ابن الأثير: يحيى هذا هو أخو عمرو بن سعيد الأشدق، وليست لهما صحبة ولا
__________
(1) ميزان الاعتدال 4/ 380، تهذيب التهذيب 11/ 215، تقريب التهذيب 2/ 348، الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 238، التاريخ لابن معين 2/ 644، الطبقات لخليفة 241، التاريخ الكبير 8/ 275، الجرح والتعديل 9/ 149، الكاشف 3/ 225، تاريخ الإسلام 3/ 501، أسد الغابة ت (5513) .(6/557)
إدراك، فإن أباهما سعيد بن العاص ولد سنة الهجرة، وليس يحيى أكبر ولده، فمن كل وجه لا صحبة له، فكيف اشتبه هذا على أبي موسى؟ انتهى.
والحديث عند البخاري أيضا، عن إسماعيل، عن مالك، وفيه طلق بنت عبد الرحمن بن الحكم، وأخرجه من طريق عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، قال: قال عروة لعائشة: ألم تري إلى فلانة بنت الحكم طلقها زوجها البتة، فخرجت، فقالت: بئسما صنعت! فكأنها نسبت في هذه الرواية إلى جدها، ولم يسم زوجها، وهو يحيى بن سعيد المذكور، وكان يحيى ...
«1»
9449- يحيى بن صيفيّ «2»
: تابعيّ صغير أرسل شيئا، فذكره يحيى بن يونس في الصحابة،
وأخرج من طريق إبراهيم بن يزيد هو الخوزي، عن يحيى بن صيفي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من سعادة المرء أن يشبهه ولده» .
قال المستغفري بعد ذكره في الصحابة: هذا مرسل، ولا يعرف ليحيى صحبة.
قلت: وله خبر آخر مرسل،
أخرجه أبو سعيد بن الأعرابي في معجمه، من رواية السائب بن عمر المخزومي، عن يحيى بن صيفي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. «من أزلفت إليه يد كان عليه من الحقّ أن يجزي بها، فإن لم يفعل فليظهر الثناء، فإن لم يفعل فقد كفر النّعمة» «3» .
وجوز بعضهم أن يكون هو يحيى بن عبد اللَّه بن صيفي المخرج له في الصحيح من روايته، عن أبي سعيد مولى ابن عباس عنه، وكأنه نسبه في هذين الحديثين الصحيحين لجده.
قال ابن سعد: كان ثقة، وله أحاديث. وذكره ابن حبان في ثقات أتباع التابعين.
9450- يحيى بن عبد الرحمن:
ذكره ابن قانع في الصحابة، وأورد له من طريق شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن عمه يحيى بن عبد الرحمن- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كوى أسعد بن زرارة، وقد أخطأ، وإنما هو عن عمه يحيى بن أسعد بن زرارة كما تقدم.
__________
(1) بياض في الأصل.
(2) أسد الغابة ت (5514) .
(3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 6474، 16572 وغراه لابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن يحيى بن صيفي مرسلا وابن عساكر عن يحيى بن صفي مرسلا أيضا.(6/558)
9451- يحيى بن أبي كريم:
تابعي أرسل شيئا، فذكره بعضهم في الصحابة. وقال أبو أحمد العسكريّ: روايته مرسلة.
9452- يحيى بن هانئ
بن عروة المرادي «1» .
تابعي صغير أرسل شيئا، فذكره ابن شاهين في الصحابة، وأورده من طريق ابن الكلبي، حدثنا أبو كبران المرادي، عن يحيى بن هانئ بن عروة المرادي، قال: وفد فروة بن مسيك على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مفارقا ملوك كندة ... فذكر الحديث.
قلت: وأبوه هانئ بن عروة معدود في المخضرمين، وقد مضى في حرف الهاء، وليحيى رواية عن أنس، ونعيم بن دجاجة، وأبي حذيفة، وغيرهم.
روى عنه شعبة، والثوري، وشريك، وأبو بكر بن عياش، وغيرهم.
قال أبو حاتم الرازيّ: ثقة صالح من سادات أهل الكوفة. وذكره ابن حبان في ثقات أتباع التابعين، وقال يحيى بن بكير، عن شعبة: كان سيد أهل الكوفة في زمانه، ووثّقه النسائي وغيره، وحديثه في السنن الثلاثة.
الياء بعدها الزاي
9453- يزيد بن أبي أوفى:
صوابه زيد- أوله زاي، كما تقدم في حرف الزاي.
9454- يزيد بن جارية:
ذكره ابن قانع، واستدركه ابن الدباغ على ابن عبد البر، فوهم، فإن ابن عبد البر ذكره على الصواب، فقال: يزيد بن سيف أو يوسف ولم يسمّ جده، فظن ابن الدباغ أنه لم يذكره، وأن ابن قانع نسبه لجده. وقد نسبه على الصواب البغويّ، وابن السكن، والطبراني، وساقوا حديثه كما تقدم.
9455- يزيد بن جارية
بن «2» عامر بن العطاف.
ذكره ابن شاهين، وذكر قبله يزيد بن جارية بن مجمع بن العطاف، وهما واحد، وهو ابن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف، كما تقدم في الأول.
__________
(1) أسد الغابة ت (5518) .
(2) أسد الغابة ت (5537) .(6/559)
9456- يزيد بن جارية،
آخر.
يأتي قريبا في يزيد بن خارجة بن عامر.
9457- يزيد بن حصين «1»
بن نمير السكونيّ الحمصي.
من صغار التّابعين، مات في خلافة يزيد بن عبد الملك سنة ثلاث ومائة. وكان سليمان بن عبد الملك ولاه حمص، ثم ولاه عمر بن عبد العزيز، وكان شهد مع مروان بن الحكم دخوله مصر، وأبوه حصين بن نمير، وهو الّذي استخلفه مسلم بن عقبة المري بعد وقعة الحرة على العسكر الّذي غزا به المدينة النبويّة في خلافة يزيد بن معاوية، فغزا حصين مكة، وحاصر ابن الزبير حتى بلغهم وفاة يزيد بن معاوية.
وليست لحصين صحبة فضلا عن ولده، وإنما التبس على من ذكره في الصحابة بآخر وافقه في اسمه واسم أبيه كما تقدم في الأول.
9458- يزيد بن حنظلة:
جاء ذكره في حديث إبراهيم بن عبد الأعلى، عن جدته، عن أبيها يزيد بن حنظلة، قال: خرجنا ومعنا وائل بن حجر فأخذه عدوّ له، فتحرج القوم أن يحلفوا، فحلف باللَّه أنه أخي ... الحديث.
أخرجه البغويّ عن هارون الحمال، عن يزيد بن هارون، عنه، قال هارون: يزيد، وقال مرة أخرى: سويد بن حنظلة، وكان يشكّ فيه.
قلت: رواه أحمد في مسندة عن يزيد، فقال: عن سويد لم يشكّ فيه، وكذا قال البغويّ: رواه غير يزيد عن إسرائيل.
قلت: هو عند أبي داود وابن ماجة وغيرهما من طرق عن إسرائيل كذلك، وذكر يزيد فيه وهم.
9459- يزيد بن خارجة الأنصاريّ.
استدركه ابن فتحون، وعزاه للبغويّ، وهو وهم نشأ عن تصحيف، قال البغويّ:
حدّثنا سويد بن معاوية، عن عثمان بن حكيم، عن خالد بن سلمة، عن موسى بن طلحة، عن يزيد بن خارجة الخزرجيّ: سألت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كيف نصلي عليك ...
الحديث.
__________
(1) أسد الغابة ت (5544) .(6/560)
والصّواب زيد، أوله زاي.
وقد أخرجه البغويّ هناك من وجهين عن عثمان. وكذا هو عن أحمد، والنسائيّ، من طرق عيسى بن يونس، عن عثمان، وأخرجه ابن أبي عاصم من طريق عيسى، لكن قال:
خارجة بن زيد، وهو مقلوب، وقد وهم فيه سويد وهما آخر، فأخرجه أبو نعيم من طريق مطيّن عنه، قال يزيد بن حارثة، حرّف اسم أبيه، والصّواب خارجة، واللَّه أعلم.
9460- يزيد بن خمير العرني «1»
. نزل حمص في إمارة معاوية، كذا ذكره ابن شاهين فوهم، فإنه تابعيّ معروف أكبر شيخ له أبو الدّرداء. وقد ذكره البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبّان وغيرهم في التّابعين.
9461- يزيد بن سلمة.
ذكره البغويّ، وأورد من طريق سعيد بن مسروق، عن ابن أشوع «2» ، عن يزيد بن سلمة، قال:
قلت: يا رسول اللَّه، إني سمعت منك حديثا كثيرا، وأخاف أن أنساه ... الحديث قال البغويّ: أظنّه غير الجعفيّ.
قلت: فقد أخرجه ابن مندة من طريق ابن أشوع، فقال: عن يزيد بن سلمة الجعفي، وأخرجه الترمذي كذلك، وتقدم على الصّواب في القسم الأول.
9462- يزيد بن صحار «3»
. ذكره أبو بكر ابن أبي علي،
وأخرج من طريق إسماعيل بن عياش، عن ابن خثيم، عن جعفر بن يزيد بن صحار العبديّ، عن أبيه- رفعه: «لا يشرب في الخزف والجرّ والنّقير» .
قلت: صحّفه بعض الرواة عن إسماعيل، وإنما هو زيد- أوله زاي، وقد أورده ابن مندة من وجه آخر عن إسماعيل، فقال: عن جعفر بن زيد عن أبيه على الصّواب.
9463- يزيد بن طلحة
بن ركانة «4» .
قال المستغفريّ: ذكره يحيى بن يونس الشّيرازي في الصّحابة،
وأورد له من طريق
__________
(1) في أ: اليربي.
(2) في ج: الأشوع.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 138، أسد الغابة ت (5570) .
(4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 138، الجرح والتعديل 4/ 273، طبقات فقهاء اليمن 136.(6/561)
مالك، عن سلمة بن صفوان، عنه- رفعه: «لكلّ دين خلق، وخلق الإسلام الحياء» .
قال المستغفريّ: هذا مرسل، ويزيد هذا هو أخو محمد بن طلحة بن ركانة تابعيّ معروف.
وقال ابن أبي حاتم: روى عن أبيه، ومحمد بن الحنفية، وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين، وقال: روى عن أبي هريرة، ومات في أول خلافة هشام بن عبد الملك، وذكر ابن عبد البرّ أن جمهور الرّواة عن مالك قالوا هكذا، وقال وكيع وحده: عن يزيد بن طلحة عن أبيه، زاد فيه: عن أبيه، وقال: ورواه يحيى بن يحيى الليثي كالجمهور، فقال زيد بدل يزيد. وقال ابن عبد البرّ: يكون على قول وكيع الحديث مسندا، كذا قال، ولم يذكر طلحة في الاستيعاب. وعليه فيه تعقيب آخر، فإن الّذي أخرجه الدّار الدّارقطنيّ في غرائب مالك من طريق وكيع، قال: عن مالك، عن سلمة، عن يزيد بن ركانة عن أبيه، فعلى هذا الصّحبة لركانة. قال الدّار الدّارقطنيّ: ورواه علي بن زيد الصّدائيّ، عن مالك كذلك، لكن قال يزيد بن طلحة بن ركانة.
9464- يزيد بن عبد اللَّه
بن ركانة بن المطّلب المطّلبي.
ذكره بعضهم في الصّحابة لحديث أرسله
أخرجه البيهقيّ في الدّعوات، من طريق إبراهيم بن المنذر عن الحسن بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن يزيد بن عبد اللَّه بن ركانة بن المطّلب، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إذا قدم إليه الجنازة ليصلّي عليها قال: «اللَّهمّ عبدك وابن عبدك احتاج إلى رحمتك ... » الحديث.
9465- يزيد بن عبد اللَّه
بن الشخير «1» ، أبو العلاء، أحد كبار التّابعين.
ذكر أبو موسى في الذّيل أنّ يحيى بن عبد الوهاب بن مندة استدركه على جدّه،
وأورد من طريق هشيم، عن يونس بن عبيد، عن يزيد بن عبد اللَّه بن الشّخّير، وأظنّه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: «إنّ اللَّه يبتلي العبد فيما أعطاه، فإن رضي بارك له، وإن لم يرض لم يبارك له» .
انتهى «2» .
__________
(1) طبقات ابن سعد 7/ 155، طبقات خليفة 1700، تاريخ البخاري 8/ 345، المعارف 436، الحلية 2/ 212، تهذيب الكمال ص 1540، تاريخ الإسلام 4/ 212، العبر 1/ 133، تذهيب التهذيب 4/ 177، تهذيب التهذيب 11/ 341، النجوم الزاهرة 1/ 270، شذرات الذهب 1/ 135، أسد الغابة ت (5581) .
(2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 24، والطبراني في الكبير 2/ 131، قال الهيثمي في الزوائد 10/ 260 رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.(6/562)
وقول من قال: أظنه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم غلط، فإن البخاريّ روى في تاريخه من طريقه أنه ولد قبل الحسن بعشر سنين، وكان مولد الحسن في أواخر خلافة عمر، فيكون مولد يزيد في خلافة أبي بكر.
9466- يزيد بن عبد الرحمن.
ذكره أبو نعيم،
وأخرجه من طريق عاصم بن عبد اللَّه، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه- رفعه، قال: «أرقّاءكم أرقّاءكم ... » الحديث.
قال أبو نعيم: يقال إنه يزيد بن جارية. قال ابن الأثير: هو هو بلا شبهة. وقد تقدم الحديث المذكور في ترجمته.
9467- يزيد بن عبد المزني «1»
: حجازيّ.
استدركه أبو موسى، وأخرج ابن ماجة، من طريق أيوب بن موسى، عنه- رفعه: «يعقّ عن الغلام» .
ويزيد هذا تابعي.
قال البخاريّ: إنما روى هذا الحديث عن أبيه عن النّبي صلى اللَّه عليه وسلّم، ولم تثبت صحبة أبيه أيضا.
9468- يزيد بن عبيد السلمي
أبو وجزة.
ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وأخرجه من طريق ابن أبي ذئب، عن عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن حاطب، عن أبي وجزة يزيد بن عبيد، قال: لما قفل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من غزوة تبوك أتاه وفد بني فزارة فيهم خارجة بن حصين، والحارث بن قيس، وهو أصغرهم، فنزلوا في دار رملة بنت الحارث، وهذا مرسل.
وأبو وجزة تابعي مشهور بالسّعدي.
وقد أخرج هذا الحديث الواقديّ في المغازي من هذا الوجه، فقال في سياقه: عن أبي وجزة السعدي.
وقد حكى المرزبانيّ عن المبرد أنّ أبا وجزة سلمي الأصل، وإنما قيل له السعديّ، لأنه نزل في بني سعد.
قلت: والحديث المذكور من مراسيله، وحديث أبي وجزة هذا في السّنن عن عمر بن أبي سلمة المخزومي ربيب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان شاعرا مشهورا، سكن المدينة، ومات بها ثلاثين ومائة.
__________
(1) أسد الغابة ت (5587) .(6/563)
9469- يزيد بن عمر.
عدّة المستغفريّ في الصّحابة، استدركه ابن فتحون. وقد ذكره أبو عمر، لكن قال:
يزيد بن عمرو، وقد بينت الخلاف فيه في القسم الأول.
9470- يزيد بن عمرو «1»
. ذكره المستغفريّ في الصّحابة، وأخرج من طريق أيوب، عن ميمون بن مهران، قال:
كتب إليّ ابن عمر: سل يزيد بن عمرو عن نكاح رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ميمونة، فسألته، فقال: «نكحها حلال» .
قلت: ويزيد هذا هو يزيد بن الأصم، وقد ذكره ابن مندة، وقد تقدم ذكره في القسم الثاني.
9471- يزيد بن كعب.
قيل هو اسم البهزي المذكور في حديث عمير بن سلمة الضمريّ الماضي في ترجمته.
ذكره ابن عبد البرّ، والصّواب زيد كما تقدم، ذكره الدّار الدّارقطنيّ وغيره.
9472- يزيد بن محمد:
والد عبد خير. كذا ذكره ابن فتحون، وابن الأمين، والذّهبي، والصّواب يزيد بن يحمد، بضم الياء التحتانية أوله وسكون الحاء وكسر الميم.
9473- يزيد بن المزين
بن قيس «2» بن عدي بن أمية الأنصاريّ الخزرجيّ.
قال أبو عمر: سماه الواقديّ، وسمّاه الجمهور زيدا، وهو الصّواب.
9474- يزيد بن معبد
القيسي الربعي اليمامي «3» .
وهم من جعله غير يزيد بن معبد الحنفي الدولي، بل هو واحد.
9475- يزيد بن المعتمر النميريّ.
استدركه ابن فتحون، فوهم، فإنه يزيد بن نمير الّذي ذكره أبو عمر.
9476- يزيد بن نعيم
بن هزّال الأسلميّ.
تابعيّ مشهور، أرسل حديثا فاستدركه الأشيري، وتبعه ابن الأثير، فوهم، والحديث
__________
(1) أسد الغابة ت (5592) ، الاستيعاب ت (2827) .
(2) أسد الغابة ت (5607) ، الاستيعاب ت (2833) .
(3) الاستيعاب ت (2834) .(6/564)
أورده له من مسند بقي بن مخلد معروف من روايته، عن أبيه، ويزيد قد ذكره البخاريّ، ومسلم، وابن أبي حاتم، وابن حبّان، وغيرهم من التّابعين.
9477- يزيد بن نمران الشامي.
ذكره ابن شاهين في الصّحابة فوهم، وإنما روايته عن المقعد عن الّذي مرّ بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو يصلّي بتبوك.
وقال ابن أبي حاتم: يزيد بن نمران قال: رأيت رجلا بتبوك مقعدا له صحبة، فكأن ابن شاهين ظن أن الضّمير في قوله: له صحبة- ليزيد، وإنما هو للرجل المقعد.
9478- يزيد، أبو عبد اللَّه:
تقدم أنه تصحيف.
9479- يزيد، والد عبد اللَّه الخطميّ «1»
. روى حديث: «إنّما الرّقوب» «2» ، وفيه نظر، كذا أورده ابن مندة وابن الأثير فوهم، لأنهم قد ذكروه، وهو يزيد بن حصين.
9480- يزيد، أبو هانئ الحنفي.
استدركه أبو موسى، وأخرج من طريق هانئ بن يزيد، عن أبيه- أن أخاه بشر بن معبد وحارثة بن ظفر اقتتلا، فوهم في استدراكه، فإنه يزيد بن معبد الّذي ذكره ابن مندة.
9481- يزيد العقيليّ «3»
. أرسل حديثا، فذكره المستغفريّ في الصّحابة، وقال: لا أعرف له صحبة.
قلت: جزم ابن أبي حاتم بأنّ حديثه مرسل،
رواه بقية عن نافع بن يزيد، عن نافع بن سليمان، عن يزيد العقيلي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «سيكون في أمّتي قوم يسدّ اللَّه بهم الثّغور» «4» الحديث.
__________
(1) أسد الغابة ت (5583) ، الاستيعاب ت (5541) .
(2) الرّقوب في اللغة: الرجل والمرأة إذا لم يعش لهما ولد، لأنه يرقب موته ويرصده خوفا عليه، فنقله النبي- صلى اللَّه عليه وسلّم- إلى الّذي لم يقدم من الولد شيئا أي يموت قبله تعريفا أن الأجر والثواب لمن قدم شيئا من الولد، وأن الاعتداد به أكثر والنفع فيه أعظم، وأن فقدهم وإن كان في الدنيا عظيما فإن الأجر والثواب على الصبر والتسليم للقضاء في الآخرة أعظم وأن المسلم ولده في الحقيقة من قدمه واحتسبه، ومن لم يرزق ذلك فهو كالذي لا ولد له، ولم يقله إبطالا لتفسيره اللغوي. النهاية 2/ 249.
(3) أسد الغابة ت (5589) .
(4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 90 عن ابن عمر ولفظه سيكون من أمتي أقوام يكذبون بالقدر والبيهقي في السنن الكبرى 10/ 205 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 557 وعزاه لأحمد في المسند والحاكم في المستدرك عن ابن عمر.(6/565)
9482- يزيد، والد حكيم «1»
. روى حديثه حماد بن سلمة، عن عطاء بن السّائب، عن حكيم بن يزيد، عن أبيه.
والصّواب عن حكيم بن أبي يزيد كما سيأتي في الكنى.
الياء بعدها السين
9483- يسار بن نمير
أبو ليلى، مولى بني عمرو بن عوف.
ذكره ابن الفرضيّ في «المؤتلف» . واستدركه ابن الأثير، وتبعه في التجريد، وهو أبو ليلى والد عبد الرحمن، ووهم من فرق بينهما، فقد ذكر أبو عمر الاختلاف في اسمه، ومن جملة ما قيل فيه يسر بن نمير، وهو قول البخاريّ، والعقيليّ كما تقدّم.
9484- يسر:
بضم أوله ثم سكون المهملة، ابن عبد اللَّه، أحد الكذّابين الذين ادّعوا الصّحبة.
زعم حسين بن خارجة أنه لقيه بمصر، وذكر له أن عمره ثلاثمائة سنة، وأخرج ابن عساكر في السّباعيات، من طريق حسين بن خارجة عنه عدة أحاديث. وقال الذّهبي في الميزان: الإسناد إليه ظلمات. وهو المذكور في بيتي السلفي المشهورين في أولهما حديث ابن نسطور ويسر ونعيم- هو يسر هذا- وسيأتي ذكر نعيم بعد هذا بقليل.
9485- اليسع
بن المغيرة المخزوميّ.
تابعيّ صغير معروف، أخرج الحاكم حديثه في مستدركه، رواه من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن محمد بن طلحة التيميّ، عن عبد الرحمن بن أبي بكر بن المغيرة، قال: مرّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالسّوق برجل يبيع طعاما بسعر هو أرخص من سعر السوق ... الحديث، فظنّ الحاكم أنه صحابيّ، وإنما هو تابعيّ، وقد
أخرج أبو داود حديثه في المراسيل من طريق الزبير بن سعيد، عن اليسع، بن المغيرة، قال: شكا خالد بن الوليد إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ضيق منزله، فقال: «اتّسع في البكاء» . وقد وصله الطّبراني في رواية اليسع المذكور عن أبيه، عن خالد بن الوليد،
ولليسع أيضا رواية عن عطاء بن أبي رباح، ومحمد بن سيرين، وغيرهما، وقال فيه أبو حاتم الرّازي: ليس بالقوي. وذكره ابن أبي حاتم وابن حبّان في ثقات التّابعين.
__________
(1) أسد الغابة ت (5545) ، الاستيعاب ت (2839) .(6/566)
9486- يسير:
بالتصغير، ابن العنبس الأنصاري «1» .
استدركه ابن الأثير فوهم، وإنما هو بالنّون، وقد تقدّم على الصّواب.
9487- يسير
بن يزيد الأنصاري.
أخرج البيهقيّ في «الشعب» ، من طريق محمد بن إسحاق البلخي، عن عمرو بن قيس، عن أبيه، عن جده، عن خالد، أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «أحرم الأحمق» .
ثم نقل البيهقي عن شيخه الحاكم أنّ اسم جد قيس يسير بن يزيد الأنصاريّ، وأن أسانيده عزيزة. وأنكر البيهقيّ على شيخه ذلك، وقال: ليس في الصّحابة أحد اسمه يسير ابن يزيد، وإنما هو يسير بن عمرو، تابعيّ مخضرم، ثم أخرج الحديث المذكور من طريق يعقوب بن سفيان، عن أبي سعيد الأشجع، عن عمرو بن قيس به، ولم يرفعه، وقال:
الموقوف أصحّ. انتهى.
وقد تقدّم يسير بن عمرو بن القسم الثالث، وقد تبدل أوله همزة، ومضت الإشارة إلى ذلك في حرف الألف.
الياء بعدها العين
9488- يعقوب بن أوس الثقفي «2»
: تابعيّ معروف، قيل اسمه عقبة، ذكره ابن أبي خيثمة في الصّحابة وهو وهم. قال البغويّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا ابن علية، عن خالد الحذاء، عن القاسم بن ربيعة، عن يعقوب بن أوس- رجل من الصّحابة، أو عن رجل من الصّحابة رفعه في دية شبه العمد.
قال البغويّ: هكذا عندنا عن أبي خيثمة بالشك.
وحدّثناه أحمد بن أبي خيثمة، عن أبيه- لم يقل: أو عن رجل من الصّحابة.
قلت: قال ابن أبي خيثمة بعد تخريجه: ليست ليعقوب صحبة، وإنما رواه عن عبد اللَّه بن عمرو،
والحديث عند أبي داود من رواية حماد بن يزيد، ووهيب بن خالد، كلاهما عن خالد الحذّاء، عن القاسم بن ربيعة، عن عقبة بن أوس، عن عبد اللَّه بن عمرو، قال: خطب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم الفتح ... فذكر حديثا، وفيه: فقال: «ألا إنّ دية
__________
(1) أسد الغابة ت (5642) .
(2) أسد الغابة ت (5643) ، الاستيعاب ت (2854) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 143، تقريب التهذيب 2/ 375، الجرح والتعديل 4/ 204، تهذيب الكمال 3/ 1549.(6/567)
الخطإ شبه العمد ما كان بالسّوط والعصا مائة من الإبل منها أربعون في بطونها أولادها» .
وأخرجه النّسائيّ من طريق حماد بن زيد، فقال: عن عقبة بن أوس، عن رجل من الصحابة،
ومن طريق ابن أبي عدي عن خالد، عن القاسم، عن عقبة بن أوس- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال ... فذكره مرسلا من طريق بشر بن المفضل، ويزيد بن زريع، كلاهما عن خالد مثل رواية وهيب، لكن لم يسمّ الصّحابيّ، وسمى شيخ القاسم يعقوب.
وذكر أبو داود فيه اختلافا آخر على القاسم بن ربيعة، هل هو عبد اللَّه بن عمرو أو ابن عمر، إذ ليس بين القاسم وبينه أحد.
9489- يعلى
بن حازم «1» الثقفيّ، حليف بني زهرة.
استشهد باليمامة، كذا وقع في التجريد، وهو وهم، صحّف اسم أبيه، وإنما هو ابن جارية بالجيم. وقد تقدم.
9490- يعلى
بن صفوان بن أميّة.
استدركه ابن فتحون، وعزاه ليحيى بن سعيد الأموي في المغازي، قال: أنبأنا يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، قال: جاء يعلى بن صفوان بن أمية بابنه إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بعد فتح مكّة ليبايعه على الهجرة.
وهكذا أخرجه ابن قانع، من طريق يزيد بن أبي زياد، وهو مقلوب، وهم فيه بعض رواته. والصّواب عن مجاهد عن صفوان بن يعلى بن أمية- أن يعلى جاء بابنه- نبّه عليه ابن فتحون. وصفوان بن يعلى بن أمية تابعيّ معروف.
9491- يعلى بن طلق:
ذكره ابن قانع، وهو وهم، وإنما هو علي بن طلق،
فإن ابن قانع أخرج بسند له عن جعفر بن عوف، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن المنكدر، عن يعلى بن طلق- رفعه- «إنّ الرّجل ليصلّي وما فاته من وقتها أفضل من أهله وماله» .
9492- يعلى:
غير منسوب «2» .
ذكره ابن قانع،
وأخرجه من طريق الوليد بن مسلم، عن سفيان، عن عمرو بن يعلى، عن أبيه، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وفي يدي خاتم من ذهب، فقال:
__________
(1) في أ: حارثة.
(2) أسد الغابة ت (5652) .(6/568)
«أتؤدّي زكاة هذا؟» قلت: أفيه زكاة يا رسول اللَّه؟ قال: «جمرة غليظة» .
قلت: يعلى هذا هو ابن مرّة كما جزم به الطّبراني لما أخرج هذا الحديث، والصّواب أن الرّاوي عنه عمر، بضم العين، وهو منسوب لجدّه، فإنه عمر بن عبد اللَّه ابن يعلى بن مرة، مشهور له أحاديث عن أبيه عن جده. وقد تقدّم بعض الكلام على هذا المتن في رباح الثقفيّ في حرف الرّاء.
9493- يعلى:
غير منسوب، آخر.
رواه ابن فتحون في «الذّيل» ، وعزاه لتخريج يحيى بن يحيى التميميّ، عن عمرو بن عثمان، عن أبيه، عن يعلى- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم انتهى إلى مضيق هو وأصحابه فتقدم فصلّى بهم على راحلته يومي إيماء السّجود أخفض من الركوع.
قلت: ويعلى هذا أيضا ابن مرة، وقد أخرجه التّرمذيّ من طريق شبابة بن سوار عن عمر بن الرّماح، عن كعب بن زياد، عن عمر بن عثمان بن يعلى بن مرة، عن أبيه، عن جدّه، فذكر الحديث، وقال: غريب تفرد به عمر بن الرّماح، وأخرجه الدّار الدّارقطنيّ من طريق محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، عن ابن الرّماح بهذا السّند، فقال: يعلى بن أميّة، ورجّح شيخنا في شرح التّرمذي رواية شبابة، وعلى كل تقدير فيعلى هذا ليس آخر.
الياء بعدها الواو
9494- يوسف الأنصاري:
ذكره ابن قانع،
وأخرج من طريق محمد بن معاوية الهلالي، عن خالد بن عمرو الأموي، عن يوسف بن سهل الأنصاري، عن أبيه، عن جده، قال: صعد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم المنبر، فقال: «يا أيّها النّاس، إنّ أبا بكر لم يسؤني قط، فاعرفوا له ذلك ... » الحديث.
قال شيخ شيوخنا العلائي: هذا وهم، والصّواب عن سهل بن يوسف بن سهل، عن أبيه، عن جدّه، واسم جدّه سهل بن حنيف. وقد رواه ابن قانع في وضع آخر من طريق محمد بن يونس، عن خالد بن عمرو على الصّواب، قال العلائي: وهذا أشبه.
قلت: وأخرجه ابن عساكر من طريق محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤيّ، عن علي بن عبد الحميد، عن محمد بن معاوية النيسابورىّ، وهو الهلالي كما تقدم. ورواه زكريا بن يحيى، عن سليمان بن داود، عن خالد بن عمر، عن سهل بن يوسف بن سهل بن مالك،(6/569)
عن أبيه، عن جدّه. كذلك رواه الزّعفراني عن زكريّا، ووقع لنا في الخلعيات من طريق أبي سعيد بن الأعرابي عن الزّعفرانيّ.
9495- يونس الأنصاريّ
الظّفريّ، أبو محمد «1» .
يعدّ من أهل المدينة- قاله ابن مندة.
وذكره ابن شاهين، وأخرج هو وابن مندة وأبو نعيم من طريق ابن أبي فديك، عن إدريس بن محمد بن يونس الظّفري، عن أبيه، عن جدّه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «جزّوا الشّوارب» .
قال شيخ شيوخنا العلائي: هذا وهم، والصّواب إدريس بن محمد بن يونس بن أنس بن فضالة عن أبيه عن جدّه يونس، عن أبيه محمد بن أنس بن فضالة، قال: وقد أخرجه ابن مندة على الصّواب في ترجمة محمد بن أنس كما مضى في القسم الأول.
قلت: وسيأتي في أواخر الكنى أنّ ابن أبي عاصم عقد لأبي يونس هذا ترجمة، وأخرجه من هذا الطّريق عن إدريس بن محمد بن يونس، عن جدّه يونس، عن أبيه- أنه حضر حجة الوداع، وهو ابن عشرين سنة. وهذا مما يقوّي اعتراض العلائيّ. واللَّه أعلم
«2» .
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 145، الجرح والتعديل 4/ 246، الاستبصار 259.
(2) ثبت في أ، ج. قال مؤلفه رضي اللَّه عنه: انتهت كتابتي مع ما في الهوامش في ثالث ذي الحجة عام سبعة وأربعين وكان الابتداء في جمعه في سنة تسع وثمانمائة فقارب الأربعين لكن كانت الكتابة فيه بالتراخي، وكتبته في المسودات ثلاث مرات من أجل الترتيب الّذي اخترعته، وهذه المرة الثالثة، وقد خرجت النسخة مسودة أيضا لكثرة الإلحاق، ولم يحصل اليأس من إلحاق أسماء أخرى، واللَّه المستعان. وقد ميزت بالحمرة أولا ثم بالصفرة، ثم بصورة خالصة، ثم بصورة ما يخالطها، وكل ذلك قبل كتابة فصل المبهم من الرجال والنساء وثبت في (م) . قال مؤلفه- رضي اللَّه تعالى عنه-: انتهت كتابتي مع باب الهوامش في ثالث ذي الحجة عام سبعة وأربعين، وكان الابتداء في جمعة سنة تسع وثمانمائة فقارب الأربعين، لكن كانت الكتابة فيه بالتراخي، وكتبته في المسودات ثلاث مرات من أجل الترتيب الّذي اخترعته، وهذه المرة الثالثة، وقد خرجت النسخة مسودة أيضا لكثرة الإلحاق، ولم يحصل اليأس من إلحاق أسماء أخرى، واللَّه المستعان، وقد ميّزت بالحمرة أولا، ثمّ بالصفرة، ثمّ بصورة خالصة، ثمّ بصورة ما يخالطها، وكل ذلك قبل الكتابة يصل إليهم من الرجال والنساء، هذا لفظ المصنّف، ومن خط نقل والحمد للَّه رب العالمين، حمدا لا نهاية له، وصلّى اللَّه على سيدنا ومولانا محمد وآله، صلاة وسلاما دائمين بدوام ربّ العالمين ... من هذا الجزء الخامس لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة الحرام سنة 1191 على يد الفقير لرحمة ربّه الرحيم مصطفى بن إبراهيم، غفر اللَّه له ولوالديه ولكافة المسلمين برسم الاسم النبيه. المصطفى خوجة ابن المرحوم سيد قاسم المصري ... بجامه الّذي في مسكنه داخل محروسته طرابلس المحمية، كان إليه لنا وله في الدارين تحية آمين. ويليه الجزء السادس الّذي بتمامه يصاغ الكتاب.(6/570)
[المجلد السابع]
بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم
باب الكنى
حرف الهمزة
القسم الأول
9496- أبو أمية الفزاري:
لم يسمّ ولم ينسب «1» .
قال أبو نعيم، ويحيى بن معين: له صحبة. وأخرج أحمد، والبغويّ، من طريق أبي جعفر الفراء، سمعت أبا أمية قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يحتجم. وسنده قوي، وأخرجه سمويه في فوائده، وأبو علي بن السكن وآخرون، في الصحابة من هذا الوجه.
قال البغويّ: لم ينسب، ولم يرو إلا هذا الحديث، تفرد أبو جعفر بالرواية عنه، وأبو جعفر ثقة، والأكثر على أنه بالمد وكسر الميم بعدها نون. وذكر ابن عبد البر أنّ أبا أحمد الحاكم ذكره في الكنى بالضم وفتح الميم وتشديد الياء الأخيرة؛ قال: ولم يصنع شيئا.
قلت: ذكره أبو أحمد في موضعين: الأول كالثاني ولم يقل الفزاري؛ بل قال: رأى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم يحتجم، ثم ساق حديثه المذكور. والثاني في الأفراد من حرف الألف، وقال الفزاري، وزعم ابن الأثير أن أبا عمرو ذكره في موضعين، ولم أره فيه إلا كما ذكرت؛ وتردد فيه ابن شاهين؛ وحكى ابن مندة فيه الاختلاف، وصوب أنه بالمد والنون. وقال ابن فتحون: رأيته في أصل ابن مؤرج من كتاب ابن السكن أمنة بفتح الألف والميم، بغير مد.
قلت: وقوله بغير مد إن أراد زيادة الألف فهو كذلك، لكنه ليس نصا في ترك المد.
9497- أبو أمية، آخر:
يأتي فيمن كنيته أبو آمنة.
9498- أبو إبراهيم:
مولى أم سلمة» .
__________
(1) ذيل الكاشف 1748.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 146 بقي بن مخلد 454.(7/3)
ذكره الحسن بن سفيان في مسندة، وأخرج من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي إبراهيم؛ قال: كنت عبدا لأمّ سلمة، فكنت أبيت على فراش النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وأتوضأ من محضنته.
وأخرجه أبو نعيم من طريقه، وأبو موسى كذلك، وسنده قوي. وأخرجه الباورديّ أتم منه؛ وبعده: فلما بلغت مبالغ الرجال أعتقتني، ثم قالت: كنت حيث لا أراك، ولو كان في شيء من طرقه التصريح أنه كان في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، لكنه على الاحتمال.
9499- أبو إبراهيم،.
غير منسوب:
ذكره الطّبرانيّ والعثمانيّ في الصحابة، وأخرجا
من طريق جرير بن حازم، عن أبي إبراهيم؛ قال: لقيته بمكة سنة أربع ومائة، وكانت له صحبة؛ فقال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم:
«لقد هممت ألا أتّهب هبة إلّا من أربعة: قرشيّ، أو أنصاريّ، أو ثقفيّ، أو دوسيّ» .
وفي سنده محمد بن يونس الكديمي، وهو ضعيف؛ وقد تفرد به، ولعله الّذي بعده.
9500- أبو إبراهيم الحجبي «1»
: من بني شيبة.
ذكره ابن مندة،
وأورد من طريق سعيد بن ميسرة، عن إبراهيم بن أبي إبراهيم الحجبي؛ عن أبيه؛ قال: أوحى اللَّه إلى إبراهيم عليه السلام أن ابن لي بيتا.
قال الذّهبيّ: في صحبته نظر؛ وهو كما قال؛ فليس في الخبر ما يدل على ذلك، وسعيد ضعيف مع ذلك.
9501- أبو أبيّ ابن امرأة عبادة بن الصامت «2»
: هو عبد اللَّه بن عمرو بن قيس بن زيد الأنصاري، وقيل عبد اللَّه بن أبيّ، وقيل ابن كعب، وأمّه أم حرام، وهو ابن أخت عبادة، وقيل ابن أخيه.
وذكر ابن حبّان أن اسمه شمعون، وخطّأ أبو عمر قول من قال إنه عبد اللَّه بن أبي؛ قال: إنما هو عبد اللَّه أبو أبي.
قال يحيى بن مندة: هو آخر من مات من الصحابة بفلسطين،. تقدم في العبادلة، واختلف في اسم أبيه. وأخرج حديثه البغويّ وغيره من طريق إبراهيم بن أبي عبلة.
9502- أبو أبي:
ذكر الذّهبيّ عن مسند بقي بن مخلد أن له فيه حديثين عنه أنه كان
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 1406.
(2) تجريد أسماء الصحابة ح 2/ 146، بقي بن مخلد 720.(7/4)
ممن صلّى إلى القبلتين،
وحدث عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنه قال: «عليكم بالسّنا والسّنّوت؛ فإنّ فيهما شفاء من كلّ داء إلّا السّام»
«1» ، وما أظنه إلا الّذي قبله.
9503- أبو أثيلة:
بمثلثة مصغرا، وهو راشد الأسلمي «2» .
تقدم في الأسماء؛ وحكى أبو عمر أنه أبو واثلة بغير تصغير، ووقع عند ابن الأثير أبو أثيلة بن راشد، وهو وهم، إنما راشد اسم ولده.
9504- أبو أثيلة، آخر «3»
: ذكره ابن الجوزيّ في «التّنقيح» ، ووصفه بأنه مولى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
9505- أبو أحمد بن جحش الأسدي «4»
: أخو أم المؤمنين زينب، اسمه عبد بغير إضافة، وقيل عبد اللَّه.
حكى عن ابن كثير؛ وقالوا: إنه وهم، اتفقوا على أنه كان من السابقين الأولين، وقيل: إنه هاجر إلى الحبشة، ثم قدم مهاجرا إلى المدينة، وأنكر البلاذري هجرته إلى الحبشة، وقال: لم يهاجر إلى الحبشة؛ قال: وإنما هو أخو عبيد اللَّه الّذي تنصّر بها.
وقال ابن إسحاق: وكان أول من قدم المدينة من المهاجرين بعد أبي سلمة عامر بن ربيعة، وعبد اللَّه بن جحش احتمل بأهله وأخيه عبد اللَّه؛ وكان أبو أحمد ضريرا يطوف بمكة أعلاها وأسفلها بغير قائد، وكانت عنده الفارعة بنت أبي سفيان بن حرب، وشهد بدرا والمشاهد، وكان يدور مكة بغير قائد، وفي ذلك يقول:
حبّذا مكّة من وادي ... بها أهلي وعوّادي
بها ترسخ أوتادي ... بها أمشي بلا هادي
[الهزج] وأنشد البلاذريّ بزيادة أبي في أول كل قسم بعد الأول فتصير الأربعة مخزومة،
وذكره المرزباني في «معجم الشّعراء» ، وقال: أنشد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم:
لقد حلفت على الصّفا أمّ أحمد ... ومروة باللَّه «5» برّت يمينها
__________
(1) أخرجه ابن ماجة (3457) والحاكم 4/ 201 وذكره المتقي الهندي في كنز العمال (28271- 28267) . (2) أسد الغابة ت 5668. (3) بقي بن مخلد 560. (4) الطبقات الكبرى: 8/ 46. (5) في ت: ومن رب باللَّه.(7/5)
لنحن الألى كنّا بها ثمّ لم نزل ... بمكّة حتّى كاد عنّا سمينها
إلى اللَّه نغدو بين مثنى وموحد ... ودين رسول اللَّه والحقّ دينها
[الطويل] وجزم ابن الأثير بأنه مات بعد أخته زينب بنت جحش. وفيه نظر؛ فقد قيل: إنه الّذي مات فبلغ أخته موته فدعت بطيب فمسته.
ووقع في الصحيحين من طريق زينب بنت أم سلمة، قال: دخلت على زينب بنت جحش حين توفي أخوها، فدعت بطيب فمسته ثم قالت: ما لي بالطيب من حاجة، ولكني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا يحلّ لامرأة تؤمن باللَّه واليوم الآخر أن تحدّ على ميّت فوق ثلاث إلّا على زوج ... » الحديث.
ويقوي أنّ المراد بهذا أبو أحمد أن كلّا من أخويها عبد اللَّه وعبيد اللَّه مات في حياة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، أما عبد اللَّه المكبّر فاستشهد بأحد، وأما أخوها عبيد اللَّه المصغّر فمات نصرانيا بأرض الحبشة، وتزوّج النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان بعده.
9506- أبو أحمد بن قيس
بن لوذان الأنصاري، أخو سليم.
قال العدويّ: لهما صحبة، وهو أحد العشرة الذين بعثهم عمر مع عمار بن ياسر إلى الكوفة.
9507- أبو أحيحة:
بمهملتين مصغرا، القرشيّ «1» .
وقع ذكره في فتوح الشام لابن إسحاق رواية يونس بن بكير، عنه؛ قال: وقال أبو أحيحة القرشيّ في مسير خالد بن الوليد إلى دمشق من السماوة بدلالة رافع الطائي:
للَّه درّ خالد أنّى اهتدى ... والعين منه قد تغشّاها القذى
معصوبة كأنها ملئت ثرى ... فهو يرى «2» بقلبه ما لا نرى
قلب حفيظ وفؤادي قد وعى
[الرجز] إلى آخر الأبيات.
قال ابن عساكر: وشهد أبو أحيحة هذا فتح دمشق مع خالد، وقد رويت هذه الأبيات للقعقاع بن عمرو التميمي.
__________
(1) الطبقات الكبرى 1/ 127 و 206، 4/ 100 و 101.
(2) في ت: فهو ترى مقلته.(7/6)
قلت: تقدم أنه لم يبق في حجة الوداع قرشيّ إلا من شهدها مسلما فيكون هذا صحابيا.
9508- أبو أحزم بن عتيك
بن النعمان بن عمرو بن عتيك الأنصاري «1» ، أخو سهل، اسمه الحارث. تقدم في الأسماء.
9509- أبو الأخرم:
استدركه ابن فتحون، وقال:
ذكره الطبري من طريق شعبة، عن أبي المهاجر، عن رجل من أهل الكوفة، يقال له الأخرم عن أبيه؛ قال: نهانا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عن التّبقّر في الأهل والمال. قيل له: وما التبقّر؟ قال: الكثرة.
قلت: في نسبه اختلاف، ذكرت بعضه في سعد بن الأخرم.
9510- أبو الأخنس بن حذافة «2»
بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي، أبو عبد اللَّه وخنيس.
قال أبو عمر: لا يوقف له على الاسم، وفي صحبته نظر. قال الزبير بن بكار: العقب في حذافة لأبي الأخنس، ولم يبق منهم- يعني في وقته- إلا ولد عبد اللَّه بن محمد بن ذؤيب بن عمامة بن أبي الأخنس بن حذافة.
9511- أبو أذينة:
بمعجمة ونون مصغرا «3» .
قال البغويّ: من أهل مصر، روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم حديثا، ولا أدري له صحبة أم لا.
وقال ابن السكن: أبو أذينة الصدفي له صحبة، وحديثه في أهل مصر.
وأخرج من طريق محمد بن بكار بن بلال، عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه، عن أبي أذينة الصدفي- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «خير نسائكم الودود الولود، المواتية المواسية، إذا اتّقين اللَّه، وشرّ نسائكم المترجّلات المختلعات من المنافقات، لا يدخل منهنّ الجنّة إلّا مثل الغراب الأعصم»
«4» . وحكى أبو عمر أنه يقال فيه العبديّ، وهو غلط، وقال: [....] .
__________
(1) أسد الغابة ت 5670، الاستيعاب ت 2872.
(2) الكنى والأسماء 1/ 117.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 146.
(4) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 82 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 44569 وعزاه للبيهقي عن أبي أذينة الصدفي مرسلان وسليمان بن يسار مرسلا، وأورده الحسين في اتحاف السادة المتقين 5/ 297.(7/7)
9512- أبو أرطاة الأحمسي «1»
: رسول جرير، هو حصين بن ربيعة. تقدم في الأسماء.
9513- أبو الأرقم القرشي:
والد الأرقم.
ذكره ابن أبي خيثمة والطبريّ في الصّحابة. وقال أبو عليّ الجيّانيّ: ذكره مسلم في كتاب «الإخوة والأخوات» في باب من سمع من النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وكانت له ولوالده صحبة- أبو الأرقم والأرقم بن أبي الأرقم. انتهى.
وهذا الأرقم غير الأرقم المخزوميّ الّذي تقدم في الأسماء، وهو الّذي يأتي ذكره في السيرة قبل دخول رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم دار الأرقم؛ فإن اسم والده عبد مناف، وليست له صحبة جزما، كما قال ابن عبد البر في ترجمة الدوسيّ «2» .
9514- أبو أروى الدّوسي «3»
: لا يعرف اسمه ولا نسبه.
قال ابن السّكن: له صحبة، وكان ينزل ذا الحليفة،
وأخرج هو والحاكم من طريق عاصم بن عمر العمري، عن سهيل بن أبي صالح، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي أروى الدّوسي؛ قال: كنت جالسا عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فاطلع أبو بكر وعمر، فقال: الحمد للَّه الّذي أيّدني بكما «4» .
وسنده ضعيف.
وله حديث آخر
أخرجه أحمد والبغويّ، من طريق أبي واقد الليثي؛ واسمه صالح بن محمد بن زائدة، عن أبي أروى الدوسيّ؛ قال: كنت أصلي مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم العصر ثم آتي الصخرة قبل غروب الشمس.
وأخرجه ابن مندة وأبو نعيم بلفظ: ثم أتى ذا الحليفة ماشيا ولم تغب الشمس.
وأخرجه ابن أبي خيثمة من هذا الوجه؛ وعنده عن أبي واقد: حدثني أبو أروى، وقال:
__________
(1) أسد الغابة ت 5674، الاستيعاب ت 2876.
(2) في أالقرشي.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 147، طبقات ابن سعد 4/ 341، مسند أحمد 4/ 344، التاريخ الكبير 619، المعجم الكبير 22/ 369، طبقات خليفة 115، الجرح والتعديل 9/ 335، المغازي للواقدي 183، فتوح البلدان 128، عهد الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 256، تعجيل المنفعة 462، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 16، تاريخ الإسلام 1/ 328.
(4) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 74 وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي وقال عاصم واه وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 54، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32681، 36110.(7/8)
سألت يحيى بن معين عنه، فكتب بخطه على أبي واقد ضعيف. وذكر الواقدي أنه شهد مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم غزوة قرقرة الكدر.
قال ابن السّكن، وأبو عمر: مات في آخر خلافة معاوية، وكان عثمانيا.
9515- أبو الأزور ضرار بن الخطاب «1»
تقدم.
9516- أبو الأزور ضرار بن الأزور «2» .
تقدم.
9517- أبو الأزور الأحمري: «3»
ذكره ابن مندة،
وأخرج من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن عمر بن أبي سفيان عن أبيه، عن أبي الأزور الأحمري- أنه أتى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «عمرة في رمضان تعدل حجّة» .
9518- أبو الأزور، آخر:
خلطه أبو عمر بالذي قبله. والصواب التفرقة؛ قال عبد الرزاق في مصنفه، عن ابن جريج: أخبرت أن أبا عبيدة بالشام- يعني لما كان أميرا عليها- وجد أبا جندل بن سهيل وضرار بن الخطاب وأبا الأزور، وهم من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قد شربوا الخمر، فقال أبو جندل: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ... [المائدة: 93] الآية.
فكتب أبو عبيدة إلى عمر يخبره بأن أبا جندل خصمني بهذه الآيات. فكتب عمر إليه:
الّذي زيّن لأبي جهل الخطيئة زيّن له الخصومة فاحددهم، فقال أبو الأزور: إن كنتم تحدوننا فدعونا نلقى العدو غدا، فإن قتلنا فذاك، وإن رجعنا إليكم فحدونا؛ فلقوا العدو فاستشهد أبو الأزور، وحدّ الآخران. انتهى.
ودليل التفرقة أنّ الأحمري تأخر حتى روى عنه أبو سفيان الثقفي، وأبو سفيان لم يدرك خلافة عمر رضي اللَّه عنه.
9519- أبو الأزهر الأنماري «4»
: ويقال أبو زهير.
أخرج حديثه أبو داود في «السّنن» بسند جيد شامي، وحكى الاختلاف في اسمه، ثم
__________
(1) أسد الغابة ت 5677.
(2) الاستيعاب ت 2879.
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 147.
(4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 147، تقريب التهذيب 2/ 389.(7/9)
أخرج من طريق ربيعة بن يزيد الدمشقيّ: حدثني أبو الأزهر الأنماري، وواثلة بن الأسقع، صاحبا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «من طلب علما فأدركه كتب له كفلان من الأجر ... »
«1» الحديث.
وأخرج أبو داود من طريق يحيى بن حمزة، عن ثور بن يزيد، عن خالد: كان إذا أخذ مضجعه قال: «بسم اللَّه وضعت جنبي» «2» ... الحديث.
وقال بعده: رواه أبو همام الأهوازي، عن ثور، فقال أبو زهير. انتهى.
قلت: وقد تابع أبا همّام على قوله صدقة بن عبد اللَّه؛ فقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة، وذكر له أبو زهير الأنماريّ، فقال: لا يسمى وهو صحابي. روى ثلاثة أحاديث، وقلت لأبي: إن رجلا سماه يحيى بن نفير، فلم يعرف ذلك.
قلت: له حديث في التأمين. رواه عند أبو المصبح القرشي. وممن روى عنه أيضا كثير بن مرة، وشريح بن عبيد.
وقال البغويّ: أبو الأزهر الأنماري لم ينسب، ولا أدري له صحبة أم لا.
9520- أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص.
تقدم.
9521- أبو إسرائيل الأنصاري:
أو القرشي العامري «3» .
ذكره البغويّ وغيره في «الصّحابة» . وقال أبو عمر: قيل: اسمه يسير، بتحتانية ومهملة مصغرا. وأورده ابن السّكن والباورديّ في حرف القاف في قشير، بقاف ومعجمة.
وقال أحمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا ابن جريج، أخبرني ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي
__________
(1) أورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 3066 عن واثلة بن الأسقع مرفوعا. قال البوصيري في الإتحاف 1/ 23 في سنده يزيد بن ربيعة الدمشقيّ وهو ضعيف ورواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات وفيهم كلام وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 28838.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه 8/ 85، 9/ 146. ومسلم في الصحيح 4/ 2083 عن البراء كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع 17) حديث رقم (59/ 2711) . وأبو داود في السنن 2/ 733 عن أبي الأزهر الأنماري أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال بسم اللَّه وضعت جنبي ... الحديث. كتاب الأدب باب ما يقول عند النوم حديث رقم 5054 وأحمد في المسند 5/ 154، والحاكم في المستدرك 1/ 540 وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 124 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18235، 18236.
(3) أسد الغابة 6/ 11، تجريد أسماء الصحابة 2/ 147، الاستيعاب 6/ 1596 تعجيل المنفعة 463.(7/10)
إسرائيل، قال: دخل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم المسجد وأبو إسرائيل يصلي، فقيل للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: هو ذا يا رسول اللَّه لا يقعد، ولا يكلم الناس، ولا يستظل، يريد الصيام، فقال: «ليقعد وليتكلّم وليستظلّ وليصم» «1» .
وذكره البغويّ وأبو نعيم، من طريق ليث بن أبي سليم، عن طاوس، عن أبي إسرائيل، قال: رآه النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وهو قائم في الشمس، فقال: «ما له؟» قالوا: نذر ...
فذكر نحوه.
وأصله في «الصّحيحين» من حديث ابن عباس، قال: رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم رجلا في الشمس ... الحديث.
وذكره البغويّ أيضا، من طريق محمد بن كريب، عن كريب، عن ابن عباس؛ قال:
نذر أبو إسرائيل قشير أن يقوم، قال ... فذكر الحديث.
وفي البخاريّ من طريق عكرمة، عن ابن عباس، أنه أبو إسرائيل، ولم يسمّ في رواية الأكثر. وكذا أخرجه مالك عن حميد بن قيس. وثور، مرسلا، غير مسمى. وأخرجه الخطيب في المبهمات من طريق جرير بن حازم، عن أيوب، عن مجاهد، عن ابن عباس:
كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يخطب الناس يوم الجمعة، فنظر إلى رجل من قريش من بني عامر بن لؤيّ يقال له أبو إسرائيل ... فذكره.
قال عبد الغنيّ في «المبهمات» ليس في الصحابة من يكنى أبا إسرائيل غيره. وقد تقدم في الأسماء أنّ اسمه قشير، بمعجمة مصغرا، أخرجه ابن السكن، وصحّفه أبو عمر فقال قيسر قدم الياء وسكنها وأهمل السين وفتحها.
وذكر الزّبير بن بكّار في نسب قريش أنّ برة بنت عامر بن الحارث بن السباق بن عبد الدار كانت من المهاجرات، وكان تزوّجها أبو إسرائيل الفهريّ، فولدت له إسرائيل قبل يوم الجمل، فلعل أبا إسرائيل هو هذا. ويتأيد بقول عبد الغني: ليس في الصحابة من يكنى أبا إسرائيل غيره.
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 168. وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 191 عن أبي إسرائيل ... الحديث وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه قال عن أبي إسرائيل قال رآه النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وهو قائم في الشمس فقال ما له؟ قالوا نذر أن يقوم في الشمس- فذكره ورجال أحمد رجال الصحيح وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 46591 عن طاوس وعزاه لعبد الرزاق في المصنف.(7/11)
9522- أبو أسماء السكونيّ:
غضيف بن الحارث- تقدم في الأسماء.
9523- أبو أسماء الشامي «1»
: أخرج أبو أحمد الحاكم من طريق أحمد بن يوسف بن أبي أسماء: سمعت جدي أبا أسماء بن علي بن أبي أسماء، عن أبيه، عن جده أبي أسماء، قال: وفدت على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فبايعته، وصافحني، فآليت على نفسي ألا أصافح أحدا بعد، فكان لا يصافح أحدا.
وفرق بينه وبين غضيف.
وأخرجه ابن مندة من طريق أحمد بن يوسف المذكور، وفي سنده من لا يعرف.
9524- أبو أسماء المزني:
أحد من أسلم من مزينة على يدي خزاعيّ بن عبد نهم، وشهد فتح مكة. وقد تقدم ذلك في ترجمة خزاعيّ بن عمرو، وأغفله في التجريد تبعا لأصله.
9525- أبو أسماء بن عمرو الجذامي «2»
: ذكره الواقديّ في وفد جذام الذين قدموا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، يذكرون إيقاع زيد بن حارثة بهم بعد إسلامهم، فأطلق لهم سبيهم وردّ لهم ما أخذ منهم.
9526- أبو الأسود الجذامي:
آخر، هو عبد اللَّه بن سندر. تقدم.
9527- أبو الأسود
عبد الرحمن بن يعمر- تقدم.
9528- أبو الأسود الكندي:
هو المقداد بن الأسود الصحابي المشهور. تقدم.
9529- أبو الأسود بن يزيد
بن معديكرب «3» بن سلمة بن مالك بن الحارث بن معاوية الأكرمين الكندي.
ذكر الطّبريّ، عن ابن الكلبيّ، أنه كان شريفا، وقدم على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فأسلم. واستدركه أبو عليّ الجيّانيّ في ذيله على الاستيعاب.
9530- أبو الأسود السلمي «4»
: يأتي في القسم الأخير.
9531- أبو الأسود القرشي:
ويقال المالكي.
__________
(1) الطبقات الكبرى 7/ 435.
(2) أسد الغابة 5681.
(3) أسد الغابة 5684.
(4) تقريب التهذيب 2/ 391، تهذيب التهذيب 12/ 1.(7/12)
ذكر «ابن أبي حاتم في الجرح والتّعديل» في ترجمة عبد اللَّه بن الأسود القرشي- أنه روى عن أبيه عن جده، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «ما عدل وال تجر أبدا» .
روى ابن وهب، عن خالد بن عمير، عنه. واستدركه ابن فتحون على الاستيعاب،
وأخرج أبو أحمد الحاكم من طريق بقية عن خالد بن حميد- أنه حدثه أبو الأسود المالكي عن أبيه عن جده؛ قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما عدل وال تجر في رعيّته» «1» .
9532- أبو الأسود النهدي «2»
: ذكره الباورديّ في الصحابة، وأخرج من طريق يونس بن بكير، عن عنبسة بن الأزهر، عن أبي الأسود النهدي، وقد أدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: بكيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وهو متوجّه إلى الغار، وقد دميت إصبعه. فقال:
هل أنت إلّا إصبع دميت ... وفي سبيل اللَّه ما لقيت» «4»
[الرجز] قلت: في سنده نظر، قيل اسمه عبد اللَّه.
9533- أبو أسيد بن ثابت الأنصاري:
الزّرقيّ المدني «5» .
روى حديثه في فضل الزيت الدارميّ، والترمذي، والنسائي، والحاكم، من طريق عبد اللَّه بن عيسى، عن رجل من أهل الشام يقال له عطاء. وفي رواية النسائي حدثني عطاء- رجل كان يكون بالساحل عن أبي أسيد بن ثابت به. وقال أبو حاتم: يحتمل أن يكون هو
__________
(1) أورده ابن حجر في المطالب العالية 2/ 234 حديث رقم 2107 عن أبي الأسود المالكي عن أبيه عن جده ... الحديث وعزاه وحمد بن منيع. قال البوصيري في مصباح الزجاجة 2/ 80 رواه ابن منيع عن الهيثم بن خارجة عن يحيى بن سعيد الحمصي وهو ضعيف. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 14676.
(2) الاستيعاب 2883.
(3) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 22، 8/ 43. ومسلم في الصحيح 3/ 1421 عن جندب بن سفيان بزيادة في أوله كتاب الجهاد والسير (32) باب ما لقي النبي صلى اللَّه عليه وسلّم من أذى المشركين (39) حديث رقم (112/ 1796) ، والترمذي في السنن 5/ 411- 412 عن جندب البجلي ... الحديث كتاب تفسير القرآن (48) باب ومن سورة الضحى (81) حديث رقم 3345 وقال أبو عيسى حديث حسن صحيح، وأحمد في المسند 4/ 312، 313 والطبراني في الكبير 2/ 185، وكنز العمال حديث رقم 18679.
(4) وينظر البيت في الروض الأنف مع السيرة 4/ 57.
(5) تجريد أسماء الصحابة 2/ 148 بقي بن مخلد 658.(7/13)
عبد اللَّه بن ثابت خادم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم الّذي روى الشعبي عنه- أن عمر جاء بصحيفة، وضبطه الدارقطنيّ بفتح أوله، وحكى الضم وزيّفه، وفيه ردّ على من خلطه بالساعدي؛ فقد أدخل حديثه المذكور أحمد وغيره في سند أبي أسيد الساعدي، ووقع عند أبي عمر أبو أسيد ثابت الأنصاري حديثه: كلوا الزيت «1» . فأسقط اسمه فقرأت بخط الدمياطيّ قال ابن أبي حاتم:
روى عطاء الشامي عن أبي أسيد عبد اللَّه بن ثابت، وسماه أبو عمر ثابتا ولم ينبه عليه ابن فتحون.
9534- أبو أسيد بن ثابت الأنصاري «2»
: آخر؛ لكنه بصيغة التصغير، اسمه عبد اللَّه.
تقدم في الأسماء، وفي سند حديثه جابر الجعفي.
9535- أبو أسيد بن جعونة:
له وفادة، ذكره ابن بشكوال، وكذا في «التّجريد» ، ولم أره في ذيل ابن بشكوال. وفي «الاستيعاب» أبو زهير بن أسيد بن جعونة، فليحرر.
9536- أبو أسيد بن علي بن مالك الأنصاري «3»
: ذكره أبو العبّاس السّرّاج في الصحابة، حكاه ابن مندة،
وأخرج من طريق بسطام عن الحسن البصري، عن أبي أسيد بن علي؛ قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إذا رأيت البناء قد بلغ سلعا فأتمر بالشّام، فإن لم تستطع فاسمع وأطع» .
والحديث الّذي ذكره السّرّاج أخرجه عنه أبو أحمد في الكنى من طريق زهير بن عباد عن سعيد، عن قتادة؛ قال: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أبا أسيد بن علي إلى امرأة من بني عامر بن صعصعة يخطبها عليه، ولم يكن رآها فأنكحه إياها أبو أسيد قبل أن يراها النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم
وقد تعقبه
__________
(1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 251 عن عمر بن الخطاب وعن أبي أسيد كتاب الأطعمة باب (43) ما جاء في أكل الزيت حديث رقم 1851، 1852 قال أبو عيسى الترمذي هذا حديث غريب من هذا الوجه. وابن ماجة في السنن 2/ 1103 عن أبي هريرة ... الحديث كتاب الأطعمة (29) باب الزيت (34) حديث رقم 3320 قال البوصيري في زوائد ابن ماجة 2/ 1103 في إسناده عبد اللَّه بن سعيد المقبري قال في تقريب التهذيب متروك، وأحمد في المسند 3/ 497. والحاكم في المستدرك 2/ 398 عن أبي أسيد ... وصححه الحاكم وأقره الذهبي والطبراني في الكبير 19/ 270، والبغوي في شرح السنة 5/ 78 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 28297، 28298، 28299.
(2) أسد الغابة ت 5685.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 148.(7/14)
أبو عمر في التمهيد، فقال: وهم الحاكم فيه، وإنما هذه القصة لأبي أسيد الساعدي، كذا قال، وفيه نظر لاختلاف سياق القصتين.
9537- أبو أسيد الساعدي «1»
: اسمه مالك بن ربيعة. تقدم في الأسماء.
9538- أبو أسيرة بن الحارث بن علقمة «2»
: ذكره الواقديّ فيمن استشهد بأحد، وأسند من طريق الحارث بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، قال: حدثني من نظر إلى أبي أسيرة بن الحارث بن علقمة، ولقي أحد بني أبي عزيز فاختلفا ضربات كلّ ذلك يروغ أحدهما من صاحبه، فنظرت إليهما كأنهما سبعان ضاريان، ثم تعانقا فعلاه أبو أسيرة فذبحه كما تذبح الشاة، فطعن خالد بن الوليد أبا أسيرة من خلفه فوقع أبو أسيرة ميتا. قال ابن ماكولا: كذا كناه الواقدي، وكناه غيره أبا هبيرة.
قلت: الغير المذكور هو ابن إسحاق. وقال أبو عمر: ذكره الواقدي فيمن قتل يوم أحد، وقال فيه: أبو هبيرة مرة وأبو أسيرة أخرى. وقال أيضا: قيل: إن أبا أسيرة غلط فيه الواقدي، وإنما هو أبو هبيرة، ووقع عند موسى بن عقبة أيضا أبو أسيرة، ووافق ابن القداح أنه ابن الحارث بن علقمة، وقال خالد بن إلياس: اسم أبي هبيرة الحارث بن علقمة، وكناه ابن عائذ أبا سبرة.
9539- أبو الأشعث:
أورده ابن الأثير عن ابن الدباغ، وكذا استدركه ابن فتحون، وعزاه للبزّار، وكذا ذكره الذّهبيّ في «التّجريد» عن البزّار، ولم يقع في البزار بلفظ الكنية؛ وإنما الّذي فيه
من طريق سليمان بن عبد اللَّه، عن محمد بن الأشعث بن قيس، عن أبيه، عن جده؛ قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «الذّهب يذهب البؤس، والكسوة تظهر الغنى، والإحسان إلى الخادم يكبت العدوّ» .
وفي سنده من لا يعرف.
9540- أبو الأعور:
سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي، أحد العشرة تقدم.
9541- أبو الأعور بن ظالم بن عبس بن حرام «3»
: بن جندب بن عامر بن تميم بن عدي بن النجار الأنصاري الخزرجي.
شهد بدرا وأحدا، وسماه ابن إسحاق كعب بن الحارث. وقال العدوي: اسمه الحارث بن ظالم، وقال موسى بن عقبة: أبو الأعور بن الحارث.
__________
(1) أسد الغابة ت 148.
(2) أسد الغابة ت 5688، الاستيعاب ت 2886.
(3) أسد الغابة ت 5690، الاستيعاب ت 2887.(7/15)
9542- أبو الأعور السلمي «1»
: هو عمرو بن سفيان. تقدم. وقد قال أبو حاتم: لا صحبة له.
9543- أبو الأعور الجرمي «2»
: ذكره ابن أبي خيثمة،
وأخرج من طريق سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن جبير- أن رجلا من جرم يقال له أبو الأعور أتى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: السلام عليك يا رسول اللَّه. فقال:
«وعليك السّلام ورحمة اللَّه، كيف أنت يا أبا الأعور؟»
أخرجه ابن مندة من هذا الوجه، وأخرجه البغوي عن أبي خيثمة.
9544- أبو أمامة:
أسعد بن زرارة الأنصاري الخزرجي «3» : أحد النقباء. تقدم.
9545- أبو أمامة بن ثعلبة الأنصاري:
ثم الحارثي «4» . اسمه عند الأكثر إياس. وقيل اسمه عبد اللَّه. وبه جزم أحمد بن حنبل. وقيل ثعلبة بن سهيل. وقيل ابن عبد الرحمن؛ قال أبو عمر اسمه إياس، وقيل ثعلبة، وقيل سهل، ولا يصح غير إياس، وهو ابن أخت أبي بردة بن نيار.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أحاديث، منها عند مسلم، وأصحاب السنن. روى عنه ابنه عبد اللَّه، وعبد اللَّه بن عطية بن عبد اللَّه بن أنيس الجهنيّ. وقال أبو أحمد الحاكم: خرج مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فرده من أجل أمّه، فلما رجع وجدها ماتت فصلّى عليها. ثم أخرجه من طريق عبد اللَّه بن المسيب، عن جده عبد اللَّه بن أبي أمامة بن ثعلبة.
9546- أبو أمامة الباهلي «5»
: اسمه صدي بن عجلان- تقدم.
9547- أبو أمامة بن سهل الأنصاري
ثم البياضي «6» :
__________
(1) طبقات خليفة 51، تاريخ خليفة 193، نسب قريش 252، المغازي للواقدي 266، تاريخ اليعقوبي 2/ 187، التاريخ لابن معين 2/ 444، المراسيل 143، التاريخ الكبير 6/ 336، تاريخ الطبري 3/ 396، المعرفة والتاريخ 3/ 135، الجرح والتعديل 6/ 234، جمهرة أنساب العرب 264، العقد الفريد 4/ 140، الكامل في التاريخ 2/ 498، جامع التحصيل 298، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 16، تاريخ أبي زرعة 1/ 184، تاريخ الإسلام 1/ 130.
(2) أسد الغابة ت 5691، الاستيعاب ت 2888.
(3) التاريخ لابن معين 2/ 147.
(4) التبصرة والتذكرة 3/ 197، ريحانة الأدب 7/ 18 الثقات 3/ 451، تجريد أسماء الصحابة 2/ 148، تلقيح فهوم أهل الأثر 378 الاستبصار 251، تهذيب التهذيب 12/ 13، التاريخ الكبير 9/ 3، خلاصة تذهيب 3/ 199، الكنى والأسماء 12، تقريب التهذيب 2/ 392، بقي بن مخلد 507.
(5) أسد الغابة ت 5695، الاستيعاب ت 2893.
(6) الاستيعاب ت 2892.(7/16)
قال الواقديّ: له صحبة. وذكره خليفة والبغوي في الصحابة.
وأورد من طريق محمد بن إسحاق، عن معبد بن مالك، عن أخيه عبد اللَّه بن كعب، عن أبي أمامة بن سهل أحد بني بياضة: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا يقطع رجل حقّ مسلم بيمينه إلّا حرّم اللَّه عليه الجنّة وأوجب له النّار» .
سنده قوي، إلا أن مسلما والبغوي أيضا أخرجاه من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن معبد، عن أخيه، فقال: عن أبي أمامة بن ثعلبة، وهو المحفوظ.
9548- أبو أمامة الأنصاري:
غير منسوب «1» مسمى.
فرق ابن مندة بينه وبين الباهلي؛ فقال: روى غسان بن عوف عن الجريريّ، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: دخل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة ... فذكر الحديث، كذا ذكره.
وقد أخرجه أبو داود من هذا الوجه، فقال فيه: فرأى رجلا من الأنصار جالسا في غير وقت الصلاة، فقال: يا رسول اللَّه، هموم لزمتني، وديون؛ فقال: «ألا أعلّمك حديثا إذا قلته قضى اللَّه دينك؟» قال: قلت: بلى يا رسول اللَّه ... فذكر الحديث.
وقال في آخره:
فقلتها فقضى اللَّه ديني.
وظاهر سياقه في أوله أنه من حديث أبي سعيد؛ وآخره أنه من رواية أبي أمامة هذا.
وقد أخلّ المزنيّ بترجمته في «التّهذيب» ، وفي «الأطراف» ، واستدركته عليه فيهما، وأغفله أبو أحمد الحاكم في «الكنى» ، ويجوز أنه أبو أمامة بن ثعلبة الحارثي؛ لكن أفرده ابن مندة، وتبعه أبو نعيم.
9549- أبو أميمة:
بالتصغير «2» الجشمي، بضم الجيم وفتح المعجمة- قال أبو عمر:
ذكره بعض من ألف في الصحابة،
وذكر له من طريق الليث، عن معاوية بن صالح، عن عصام بن يحيى، عنه- حديثا في الصيام مثل حديث أنس بن مالك القشيري الكعبي: «إنّ اللَّه وضع عن المسافر الصوم وشطر الصّلاة» «3» .
قال: والحديث مضطرب، وقد قيل فيه أبو
__________
(1) أسد الغابة ت 5694.
(2) الجرح والتعديل 2/ 331، الكنى والأسماء 1/ 115، تنقيح المقال 3/ 3.
(3) النسائي 4/ 181 باب 51 ذكر اختلاف معاوية بن سلام وعلي بن المبارك حديث رقم 2280، 2281، 2282.(7/17)
أمية، وقيل فيه أبو تميمة، ولا يصح شيء من ذلك.
قلت: أخرجه ابن أبي خيثمة، عن قتيبة عن الليث بهذا السند، لكن سقط بين عصام والصحابي رجلان. وقد ترجم له ابن مندة أبو أمية الضمريّ، وساقه من طريق الليث، فذكرهما وهما أبو قلابة الجرمي، عن عبيد اللَّه بن زياد؛ لكن قال: عن أبي أمية، أخي بني جعدة، ثم أخرجه من طريق أخرى كرواية قتيبة لكن قال: عن أبي أمية. وكذا أخرجه الطّبرانيّ في مسند الشاميين في ترجمة معاوية بن صالح، وكذا الدّولابي في الكنى، من طريق عبد اللَّه بن صالح، عن معاوية، لكن قال عن أبي أمية الجعديّ. وكذا أفرده البغويّ في ترجمة أنس بن مالك القشيري، عن إبراهيم بن هانئ، عن عبد اللَّه بن صالح؛ فكأنه عنده هو؛ وليس ذلك ببعيد.
وقد أورده بعضهم في ترجمة عمرو بن أمية الضمريّ، وهو يكنى أبا أمية أيضا؛ فمن قال الضمريّ أراده، ومن قال القشيري أراد أنس بن مالك وهو الكعبي؛ فإن قشيرا الّذي ينسب إليه القشيريون هو قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. ومن قال الجعديّ نسبه إلى عمه؛ فإن جعدة هو ابن كعب أخو قشير بن كعب. وأما الضّمري فلا يجتمع معهم إلا في مضر بن نزار بن صعصعة جد القشيريين والجعديين: هو ابن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن غيلان بن مضر، وضمرة هو ابن بكر بن عبد مناف بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر.
9550- أبو أمية الدّوسي:
ثم الزهراني. وقيل الأزدي ثم الصّقبي، بفتح المهملة وسكون القاف بعدها موحدة، نسبة إلى صقب بن دهمان بن نصر بن الحارث.
كان زوج أم قحافة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر الصديق قبل الأشعث بن قيس، وله منها بنت تسمى أميمة تزوجها عبد اللَّه بن الزبير.
ذكر ذلك ابن الكلبيّ، وابن دريد؛ وعلى هذا فهو من شرط القسم؛ لأن في السيرة الشامية أن أمّ قحافة كانت في فتح مكة صغيرة، فعلى هذا لا يزوجها أبوها بعد الفتح إلا بمسلم، ومن صاهر من المسلمين الصديق لقي النبي صلى اللَّه عليه وسلّم لا محالة.
9551- أبو أمية
: إنه قدم على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فلما أراد أن يرجع قال له: «ألا تنتظر الغداء» .
قال ابن أبي حاتم: قال قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ اللَّه وضع عن المسافر الصّيام ونصف(7/18)
الصّلاة» «1» ،
وأخرجه البغويّ، وقال: يقال إنه عمرو بن أمية الضمريّ، قال: ويقال أبو أمية.
9552- أبو أمية الأزدي «2»
: والد جنادة.
قال البخاريّ وأبو حاتم الرّازيّ: له صحبة، وقد بينت في ترجمة جنادة أنّ اسم والد هذا مالك، وأن من قال اسمه كثير خلطه بغيره، وممن جزم بأن اسمه مالك خليفة بن خياط.
9553- أبو أمية بن عمرو
بن وهب بن معتب الثقفي. تقدم تحقيقه في عمرو بن أمية بن وهب.
9554- أبو أمية الجمحيّ «3»
: هو صفوان بن أمية بن خلف. تقدم.
9555- أبو أمية هو عمير بن وهب «4»
: تقدم.
9556- أبو أمية الجمحيّ، آخر:
قال أبو عمر: ذكره بعضهم في الصحابة وفيه نظر-
روى أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم سئل عن الساعة فقال: «إنّ من أشراطها أن يلتمس العلم عند الأصاغر» .
وقال أبو موسى: ذكره أبو مسعود في الصّحابة وقال: روى عنه بكر بن سوادة، فذكر هذا الحديث، ولم يسق إسناده؛ وهو عند الطّبرانيّ، من طريق ابن لهيعة، عن بكر بمعناه.
9557- أبو أمية الجمحيّ:
آخر، يأتي بيانه في أبي غليظ، في الغين المعجمة.
9558- أبو أمية الجعديّ:
تقدم في أبي أميمة، وكذلك الجشمي.
9559- أبو أمية الضمريّ «5»
: عمرو بن أمية. تقدم.
9560- أبو أمية الفزاري «6»
: هو أبو أمية المذكور في أول حرف الألف.
__________
(1) أخرجه الترمذي 3/ 94 كتاب الصوم باب 21 ما جاء في الرخصة في الإفطار للحبلى والمرضع حديث رقم 715. وابن ماجة 1/ 532 كتاب الصيام باب 11 ما جاء في الإفطار حديث 1667.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 149.
(3) ريحانة الأدب 7/ 19.
(4) الطبقات الكبرى بيروت 4/ 199، ريحانة الأدب 7/ 19.
(5) أسد الغابة ت 5703، الاستيعاب ت 2897.
(6) الاستيعاب ت 2894.(7/19)
9561- أبو أمية القشيري:
والكعبي، تقدم.
9562- أبو أمية المخزومي «1»
: قال ابن السّكن: معدود في أهل المدينة. ثم
أخرج حديثه من طريق إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن أبي المنذر مولى أبي ذرّ الغفاريّ، عن أبي أمية المخزومي- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أتى بسارق اعترف اعترافا، لم يوجد معه متاع؛ فقال: «ما إخالك سرقت» .
قال: بلى، فأعادها.. الحديث «2» .
وأخرجه أبو داود، والنّسائيّ، وابن ماجة، والدّارميّ وغيرهم، من هذا الوجه.
وحكى أبو داود أنه وقع في رواية همام عن إسحاق عن أبي المنذر، عن أبي أمية- رجل من الأنصار. والأول أكثر. قال ابن السّكن: تفرد به حماد عن إسحاق.
قلت: ورواية همام التي أشار إليها أبو داود تردّ عليه، وقد وصلها الدولابي من طريقه.
9563
- أبو «3» أناس «4»
: بن زنيم الليثي، أبو الدؤلي، ابن أخي سارية بن زنيم.
ذكره أبو عمر فقال: كان شاعرا وهو من أشرافهم، وهو القائل من قصيدة:
فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبرّ وأوفى ذمّة من محمّد
[الطويل] قال: وله ولد اسمه أنس أبي أناس استخلفه الحكم بن عمرو على خراسان حين حضرته الوفاة.
قلت: وأناس بضم الهمزة وتخفيف النون، والقصيدة المذكورة اختلف في قائلها؛ فقيل: هذا، وقيل أنس بن زنيم، وقيل سارية، وقيل أسيد بن أبي أناس. والقصيدة المذكورة أنشدها محمد بن إسحاق لأيمن بن زنيم.
9564- أبو إهاب بن عزيز بن قيس «5»
: بن سويد بن ربيعة بن زيد بن عبد اللَّه بن دارم
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 149.
(2) أخرجه أبو داود 2/ 539 (4380) والنسائي 8/ 67 وابن ماجة (2597) وأحمد في المسند 5/ 293 والدارميّ في السنن 2/ 173.
(3) تنقيح المقال 3/ 3.
(4) في ت أبو إياس.
(5) تنقيح المقال 3/ 3.(7/20)
التميمي الدارميّ، حليف بني نوفل بن عبد مناف.
قدم أبوه، وهو بفتح المهملة وزاءين منقوطتين، مكة فحالفهم وتزوّج منهم فاختة بنت عمرو بن نوفل فأولدها أبا إهاب فتزوج عقبة بن عامر بنته أم يحيى بنت أبي إهاب، فجاءت أمة سوداء، فقالت: أرضعتكما ... الحديث في الصحيح، ذكره جعفر المستغفري في الصحابة؛ وقال: إنه روى عنه حديث: نهاني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أن يأكل أحدنا وهو متّكئ.
وأخرج الفاكهيّ في كتاب «مكّة» ، من طريق سفيان، أنه سمع بعض أهل مكة يذكر أن أبا إهاب المذكور أول من صلى عليه في المسجد الحرام لما مات.
9565- أبو أوس الثقفي «1»
: هو حذيفة بن أوس، تقدم.
9566- أبو أوس:
جابر بن طارق بن أبي طارق الأحمسي «2» . والد طارق. ويقال جابر بن عوف، ينسب إلى جده؛ لأن اسم أبي طارق عوف. تقدم في الأسماء.
9567- أبو الأوفى الأسلمي «3»
: والد عبد اللَّه، اسمه علقمة. تقدم في الأسماء.
9568- أبو إياس الساعدي»
: ذكره الطّبريّ، ولم يخرج له شيئا،
وذكره المستغفري وساق بسنده إلى عبد العزيز بن أبان، عن صالح بن حسان، عن سعيد بن المسيب، عن أبي إياس الساعدي؛ قال: كنت رديف النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «قل» . قلت: ما أقول؟ قال: «قل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» . ثم قال:
«قل: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ» . ثمّ قال: «يا أبا إياس، ما قرأ النّاس بمثلهنّ» «5» .
وكذا أخرجه الحارث بن أبي أسامة، عن عبد العزيز بن أبان، وعبد العزيز متروك.
وذكره ابن أبي عاصم في الوحدان؛ فقال: أبو إياس بن سهل من بني ساعدة. ثم
أخرج عن أبي شيبة عن مصعب بن المقدام، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي حازم- أنه جلس إلى ابن أبي إياس بن سهل الأنصاري، فقال: أقبل علي، فأقبلت عليه، فقال: ألا
__________
(1) أسد الغابة ت 5709.
(2) أسد الغابة ت 5710.
(3) أسد الغابة ت 5711، الاستيعاب ت 2902.
(4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 149.
(5) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة ص 79. والنووي في الأذكار النووية ص 72، وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 416.(7/21)
أحدّثك عن أبي عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: «لأن أصلّي حتّى تطلع الشّمس أحبّ إليّ من شدّ علي جياد الخيل في سبيل اللَّه ... » الحديث.
كذا قال: وأظنه غير الأول، واسم هذا سهل جزما؛ وإنما قيل فيه أبو إياس، لأن اسم ابنه إياس.
9569- أبو إياس الليثي:
ذكره ابن عساكر في حرف الألف والياء الأخيرة من تاريخه؛ فقال: قيل له صحبة، وشهد خطبة عمر بالجابية، ثم ساق من طريق عبيد اللَّه بن أبي زياد، عن الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن أبي إياس الليثي، ثم الأشجعي، صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنه بينما هو عند عمر بالجابية زمان قدمها عمر جاء رجل فقال: إن امرأتي زنت ... فذكر قصة.
قال ابن عساكر: قال غيره عن أبي زائدة الليثي. وهو الصواب.
قلت: وهو محتمل، ويحتمل أن يكون هو أبا أناس الّذي تقدم بالنون.
9570- أبو أيمن الأنصاري «1»
: مولى عمرو بن الجموح.
ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد.
9571- أبو أيوب الأنصاري:
خالد بن زيد بن كليب «2» . مشهور بكنيته واسمه.
تقدم.
9572- أبو أيوب جارية بن قدامة التميمي:
تقدم في الأسماء، وهو باسمه أشهر.
9573- أبو أيوب اليمامي «3»
: ذكره المستغفريّ، وحكى خليفة أنه روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
9574- أبو أيوب، آخر:
ذكره العثمانيّ في الصحابة، وأخرج من طريق عاصم بن علي، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم، عن جده أبي أيوب- أنّ رجلا قال للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: عظني وأوجز. أخرجه ابن فتحون.
__________
(1) تنقيح المقال 3/ 3.
(2) أسد الغابة ت 5714، الاستيعاب ت 2905.
(3) تنقيح المقال 3/ 3، أسد الغابة 6/ 26، تجريد أسماء الصحابة 2/ 150.(7/22)
9575- أبو أيوب الأزدي «1»
: سيأتي ذكره في القسم الرابع إن شاء اللَّه تعالى.
9576- أبو أيوب المالكي:
ذكر سيف في «الفتوح» أن عمرو بن العاص أمّره على حبيش في قتال الروم، وذكره الطبري من طريقه، واستدركه ابن فتحون.
القسم الثاني من حرف الألف
9577- أبو إدريس الخولانيّ «2»
: عائذ اللَّه بن عبيد اللَّه. تقدم.
9578- أبو إسحاق:
قبيصة بن ذؤيب الخزاعي. تقدم أيضا.
9579- أبو إسحاق إبراهيم «3»
: بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. تقدم.
9580- أبو أمامة بن سهل:
بن حنيف الأنصاري «4» ، اسمه أسعد. تقدم.
9581- أبو أمية بن الأخنس
بن شهاب بن شريق الثقفي.
مختلف في صحبة أبيه. وروى هو عن عمر؛ قال الثوري: عن عمرو بن عبد الرحمن السهمي، عن أبي سلمة بن سفيان المخزومي، عن أبي أمية بن الأخنس الثقفي؛ قال: كنت عند عمر فأتاه رجل فقال: إن ابني شجّ شجة موضحة.
القسم الثالث
9582- أبو إسحاق:
كعب بن ماتع المعروف بكعب الأحبار. تقدم في الأسماء.
__________
(1) طبقات ابن سعد 7/ 226، طبقات خليفة 205، تاريخ خليفة 303- التاريخ لابن معين 2/ 693- التاريخ الكبير 8/ 303- التاريخ الصغير 113- تاريخ الثقات للعجلي 490- المعرفة والتاريخ 3/ 211- الجرح والتعديل 9/ 190- الثقات لابن حبان 5/ 529- رجال صحيح مسلم 2/ 350- الأسامي والكنى للحاكم ورقة 27 د- الجمع من رجال الصحيحين 2/ 564- تهذيب الكمال 3/ 1578- الكاشف 3/ 272- تهذيب التهذيب 12/ 16- تقريب التهذيب 2/ 393- خلاصة تذهيب التهذيب- تاريخ الإسلام 3/ 226.
(2) أسد الغابة ت 5672، الاستيعاب ت 2874.
(3) أسد الغابة ت 5679.
(4) أسد الغابة ت 5697.(7/23)
9583- أبو الأسود:
يزيد بن الأسود الجرشي. تقدم.
9584- أبو الأسود الدئلي:
ظالم بن عمرو. تقدم.
9585- أبو الأسود الهزّاني:
من عنزة.
ذكره وثيمة في الرّدّة، وقال: إنه كان نازلا في بني حنيفة، فلما قتل مسيلمة حبيب بن عبد اللَّه رسول أبي بكر الصديق أنكر أبو الأسود ذلك، وقال:
إنّ قتل الرّسول من حادث الدّهر ... عظيم في سالف الأيّام
بئس من كان من حنيفة إن كان ... مضى أو بقي على الإسلام
[الخفيف] وأظهر أبو الأسود إسلامه حينئذ. استدركه ابن فتحون.
9586- أبو أمية الأزدي «1»
: والد قتادة؛ اسمه كبير، بموحدة، بوزن عظيم. تقدم في الأسماء.
9587- أبو أمية الشعبانيّ:
اسمه يحمد «2» بضم الياء الأخيرة، وسكون المهملة، وكسر الميم، وقيل عبد اللَّه بن أخامر.
استدركه يحيى بن عبد الوهّاب على جده أبي عبد اللَّه بن مندة، وساق من طريق عبد الملك بن يسار الثقفي، حدثني أبو أمية الشعبانيّ، وكان جاهليا ... فذكر حديثا.
قلت: وهذا أخرجه يعقوب بن سفيان، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن مطر بن العلاء، عن عبد الملك بن يسار؛ وقال بعد قوله جاهليا: حدثني معاذ بن جبل- رفعه:
ثلاثون خلافة ونبوة، وثلاثون خلافة وملك، وثلاثون ملك وتجبر، وما وراء ذلك لا خير فيه.
قلت: قال أبو حاتم الرّازيّ: أدرك الجاهلية، وقال أبو موسى في الذيل: أبو أمية الشعبانيّ يروي عن أبي ثعلبة الخشنيّ.
قلت: وله رواية عن معاذ بن جبل، وحديثه فخرج في السنن، وفي كتاب خلق أفعال
__________
(1) أسد الغابة ت 5699.
(2) التاريخ الصغير 89، المعرفة والتاريخ 2/ 361، التاريخ الكبير 8/ 426، تاريخ أبي زرعة 1/ 387، الجرح والتعديل 9/ 314، الثقات لابن حبان 5/ 558، تهذيب الكمال 3/ 1578، الكاشف 3/ 272، تهذيب التهذيب 12/ 15، تقريب التهذيب 2/ 392، خلاصة تذهيب التهذيب 443، الأسامي والكنى للحاكم- ورقة 36 أ، تاريخ الإسلام 3/ 230.(7/24)
العباد للبخاريّ، من طريق عمرو بن حارثة عنه، عن أبي ثعلبة. وروى عنه أيضا عبد الملك بن سفيان الثقفي، وعبد السلام بن مكلبة، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين.
9588- أبو أمية:
سويد بن غفلة الجعفي. تقدم في الأسماء.
9589- أبو أمية العدوي:
مولى عمر.
له إدراك، أخرج ابن أبي شيبة من طريق ابن عباس؛ قال: كاتب عمر عبدا له يكنى أبا أمية، فجاء بنجمه حين حلّ، وكان أول نجم في الإسلام. ولم أقف على اسم أبي أمية هذا.
9590- أبو أمية الكندي:
شريح بن الحارث الكندي، قاضي الكوفة. تقدم.
القسم الرابع
9591- آبي اللحم الغفاريّ «1»
: ذكره ابن عبد البرّ في «الكنى» في حرف الهمزة قبل ترجمة أبي الأعور وبعد ترجمة أبي أحمد بن جحش، وقال ما نصه: تقدم ذكره في العبادلة، وليست هذه بكنية له، ولكنها صارت له كالكنية. وقيل: إنما قيل له ذلك؛ لأنه كان لا يأكل اللحم.
ورأيت حاشية على الاستيعاب بخط ابن دحية فيما أظن ما نصه: يا ليت شعري؛ إذا علم أنها ليست كنية، فلم أدخله في الكنى، ولم قال: إنها صارت له كالكنية، ولم يقل إنها صارت له كاللقب؟ اللَّهمّ إلا أن يظن أن من رأى الألف والياء والباء يظن أنها كنية، فيشتبه عنده بالكنية في حالة الخفض، فناهيك جهلا ترتفع عنه رتبة البادي في العلم فضلا عن هذا الشيخ. انتهى.
وقد سبق أبا عمر إلى جعلها كنية التّرمذيّ في الجزء الصغير الّذي له في الصحابة؛ فقال في الكنى منه: أبو اللحم له صحبة، وكذا صنع الحافظ أبو أحمد الحاكم في الكنى في الأفراد من حرف الهمزة؛ ووقع لابن مندة فيه وهم آخر؛ وكلّ ذلك خطأ. وجعله في حرف الهمزة على تقدير أن يكون كنية خطأ آخر؛ وإنما حقّه أن يكون في اللام؛ لأن الألف والباء إن كانت أداة الكنية فالاعتبار في ترتيب الحروف بما بعدها، وقد مشى على ذلك الدّولابيّ، وابن السّكن، وابن مندة. فذكروه في حرف اللام من الكنى. وأنكر ذلك أبو نعيم على ابن مندة، فأصاب.
9592- أبو الأسود التميمي «2»
:
__________
(1) الاستيعاب ت 2869.
(2) أسد الغابة ت 5682.(7/25)
استدركه أبو موسى، وعزاه الجعفر المستغفري؛
فأخرج من طريق عبد الرزاق عن معمر، حدثني شيخ من تميم، عن شيخ منهم يقال له أبو الأسود- أنه سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «اليمين الفاجرة تعقر الرّحم» «1» .
ولا أعلمه إلا قال: تدع الديار بلاقع.
وهذا وقع فيه تصحيف. والصواب أبو سود، بضم المهملة وسكون الواو، وليس في أوله ألف؛ كذا أخرجه أحمد من طريق ابن المبارك عن معمر. وسيأتي [171] .
9593- أبو الأسود الدّوسي:
قال: كنا مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، كذا قال يزيد بن هارون. ووهم فيه يحيى بن معين، وقال:
الصواب عن أبي إسحاق، عن أبي هريرة، ذكره ابن فتحون.
قلت: والحديث المذكور من طريق يزيد بن أبي حبيب عن بكير بن الأشجّ، عن سليمان بن يسار، عن أبي إسحاق، عن أبي هريرة؛ كذا رواه يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب. وكذا قال غيره: عن ابن إسحاق.
9594- أبو الأسود الدّيلي:
ذكره ابن شاهين في الصحابة، وأورد من طريق عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم، عن محمد بن خلف بن الأسود- أن أبا الأسود أخبره أنه أتى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم مع الناس يوم الفتح ...
الحديث.
وهو وهم نشأ عن سقط؛ والصواب أن أباه الأسود حدثه، وهو الأسود بن خلف. وقد تقدم الحديث في ترجمته في الهمزة من الأسماء.
9595- أبو الأسود:
عبد الرحمن بن يعمر الدئلي.
تقدم في الأسماء،
وحديثه: «الحجّ عرفة» «2» .
أورده ابن شاهين في ترجمة ظالم أبي
__________
(1) أخرجه ابن عساكر في التاريخ 5/ 311. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 46380 ولفظه اليمين الفاجرة تعقم الرحم وعزاه للخطيب وابن عساكر عن ابن عباس، وعبد الرزاق والبغوي وابن قانع عن شيخ يقال له أبو أسود واسمه حسان بن قيس.
(2) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 600 كتاب المناسك باب من لم يدرك عرفة حديث رقم 1949. والترمذي في السنن 3/ 237 كتاب الحج باب 57 ما جاء فيمن أدرك الإمام بجمع فقد أدرك الحج حديث رقم 889. وأخرجه النسائي في السنن 5/ 256 كتاب مناسك الحج باب 203 فرض الوقوف بعرفة حديث رقم 3016. - وابن ماجة في السنن 2/ 1003 كتاب المناسك باب 57 من أتى عرفة قبل الفجر ليلة جمع حديث رقم 3015. وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 2822، والحاكم في المستدرك 1/ 264، 2/ 278، والدارقطنيّ في السنن 2/ 241، والعجلوني في كشف الخفاء 1/ 440، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 12061، 12065.(7/26)
الأسود؛ وهو خطأ نشأ عن سوء فهم؛ وهذه الكنية والنسبة مشتركة بين عبد الرحمن وظالم، والصحبة والحديث لعبد الرحمن لا لظالم. وقد تقدم ذكر ظالم في القسم الثالث.
9596- أبو الأسود السلمي «1»
: [روى حديثا] «2» عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في التعوّذ من الهدم والتردي؛ قال المزّيّ في التّهذيب:
كذا وقع في رواية ابن السكن عن النسائي، وهو وهم؛ والصواب عن أبي اليسر، بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحت والسين المهملة بعدها، كذا أخرجه الحاكم من الوجه الّذي أخرجه النسائي، وهو الصواب.
9597- أبو أمامة:
له ذكر في ترجمة عبد اللَّه بن أسعد بن زرارة، ولم يصب من زعم أنه غير أسعد بن زرارة.
9598- أبو أمية التغلبي «3»
: ترجم له أحمد في مسندة، واستدركه أبو موسى،
ووقع لي حديثه بعلو في جزء هلال الحفار؛ قال: حدثنا محمد بن السدي، حدثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن جندب بن هلال، عن أبي أمية- رجل من بني تغلب- أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ليس على المسلمين عشور، إنّما العشور على اليهود والنّصارى» .
قال أبو موسى: كذا وقع في هذه الرواية جند بن هلال، ورواه شريح بن يونس، عن جرير؛ فقال عن حرب بن عبيد اللَّه، عن أبيه، عن جده أبي أمية، ولم يسمه.
وأخرجه أبو داود؛ فقال: عن حرب عن جده أبي أمه عن أبيه نحوه؛ وجرير وأبو الأحوص حملا عن عطاء بعد اختلاطه. ورواه الثوري، وهو قديم السماع من عطاء؛ عن رجل من بكر بن وائل، عن خاله؛ قال: قلت: يا رسول اللَّه. وقال وكيع عن سفيان بهذا السند مرسلا: إن أباه أخبره أنه وفد على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. أخرجه أبو داود، وأخرج أيضا من
__________
(1) أسد الغابة ت 5692، الاستيعاب ت 2889.
(2) سقط في ت.
(3) أسد الغابة ت 5700.(7/27)
طريق وكيع، عن الثوري، عن عطاء، عن حرب مرسلا. ومن طريق أبي حمزة اليشكري عن عطاء بن السائب، عن حرب بن عبيد اللَّه الثقفي- أن أباه أخبره أنه وفد على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
وهذا اختلاف شديد، ويتحصل منه أن رواية جرير غلط، وأنه من قوله عن جده أبي أمه إلى أبي أمية. والصواب الأول.
9599- أبو أنس الأنصاري «1»
: ذكره الدّولابيّ في «الكنى» في فضل الصحابة رضي اللَّه تعالى عنهم، ولم يذكر له حديثا. وأخرج له ابن مندة من طريق إبراهيم بن أبي يحيى، عن مالك بن حمزة بن أبي أنس، عن أبيه، عن جده؛ قال: وهو خطأ. والصواب عن إبراهيم، عن مالك بن حمزة بن أبي أسيد، عن أبيه عن جده.
وقد أخرجه البخاريّ بمعناه من رواية حمزة بن أبي أسيد، وكذا أخرج أبو داود من طريق حمزة بن أبي أسيد، عن أبيه، عن جده حديثا غير هذا.
9600- أبو أوس تميم بن حجر «2»
: كذا قاله البغويّ، وقال غيره: أبو تميم أوس بن حجر. وهو الصواب.
9601- أبو أيوب غير منسوب «3»
: استدركه أبو موسى، وعزاه لأبي بكر بن أبي علي،
وأخرج من طريق عبد الرحمن بن أبي زياد الإفريقي، عن أبيه، عن أبي أيوب: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ للمسلم على المسلم ستّ خصال من المعروف» . فذكر الحديث.
قلت: أورده إسحاق بن راهويه في مسند أبي أيوب الأنصاري، وكذا أخرجه البخاري في الأدب المفرد من طريق الإفريقي، عن أبيه، عن أبي أيوب الأنصاري. وفي الحديث قصة للراوي كانت سببا لرواية أبي أيوب الحديث المذكور.
9602- أبو أيوب الأزدي:
قال الحاكم في «المستدرك» : صحابي من الزهاد. ثم
ساق من طريق أبي إسحاق
__________
(1) تنقيح المقال 3/ 3، تجريد أسماء الصحابة 2/ 150 تقريب التهذيب 2/ 392، تهذيب التهذيب 12/ 15، الكنى والأسماء 16.
(2) أسد الغابة ت 5708، الاستيعاب ت 2901.
(3) أسد الغابة ت 5716.(7/28)
الفزاري، عن إبراهيم بن كثير، عن عمارة بن غزية؛ قال: دخل أبو أيوب الأزدي على معاوية، فرأى منه جفوة، فقال: إن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أخبرنا بأنا سنرى أثرة بعده «1» ؛ قال: فما أمركم؟ قال: «اصبروا» . قال: فاصبروا.
قال الحاكم: هذا مرسل؛ لأن عمارة لم يدرك أبا أيوب، وقد جاء هذا الحديث من وجه آخر عن أبي أيوب الأنصاري.
قلت: لعل بعض الرواة نسب أبا أيوب الأنصاري أزديّا؛ لأن الأنصار من الأزد، وفي التابعين أبو أيوب الأزدي آخر يقال له المراغي، يروي عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص وغيره، وقد جاءت عنه رواية مرسلة. واللَّه أعلم.
حرف الباء الموحدة
القسم الأول
9603- أبو بجير، غير منسوب «2»
: ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق عثمان بن عبد الرحمن، عن عبد اللَّه بن بجير، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «القرآن كلام ربّي ... » الحديث.
وسنده ضعيف
9604- أبو البجير «3»
: استدركه ابن الأمين، وعزاه لابن الفرضيّ في المؤتلف، ولعله ابن البجير الآتي في المبهمات.
9605- أبو بجيلة:
ذكره الذهبي في التجريد، وعزاه لبقي بن مخلد؛ وأنا أخشى أن يكون بالنون والمعجمة. وسيأتي.
9606- أبو بحر:
ذكره الدّولابيّ في «الكنى» ، وأخرج من طريق عبد اللَّه بن عمرو بن علقمة، عن أبي بحر البكراوي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من حسّن اللَّه وجهه وحسن موضعه ولم يشنه والداه كان من خالصة اللَّه يوم القيامة» «4» .
قلت: وأخشى أن يكون هذا الحديث مرسلا.
__________
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 463.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 150، تهذيب الكمال 1579.
(3) أسد الغابة ت 5717.
(4) أورده الدولابي في الكنى والأسماء 1/ 19.(7/29)
9607- أبو بحينة:
ذكره الذهبي في التجريد، وعزاه لبقي بن مخلد، وأنا أظن أنه ابن بحينة، وهو عبد اللَّه المتقدم.
9608- أبو البداح
بن عاصم الأنصاري «1» .
ذكر إسماعيل بن إسحاق القاضي في «أحكام القرآن» أنه زوج أخت معقل بن يسار التي نزل بسببها: فَلا تَعْضُلُوهُنَّ [البقرة: 232] وساق من طريق ابن جريج: أخبرني عبد اللَّه بن معقل أن جمل بنت يسار أخت معقل بن يسار كانت تحت أبي البدّاح بن عاصم فطلقها فانقضت عدّتها، فخطبها.
وهذا سند صحيح وإن كان ظاهره الإرسال؛ فإن ثبت فهو غير أبي البداح بن عاصم ابن عدي الآتي في القسم الرابع.
9609- أبو البراد:
غلام تميم الداريّ «2» :
ذكره المستغفريّ في الصحابة،
وأخرج من طريق محمد بن الحسن بن قتيبة، عن سعيد بن زياد، بفتح الزاي وتشديد التحتانية، ابن فائد، بالفاء، عن أبيه، عن جده، عن أبي هند؛ قال حمل تميم الداريّ معه من الشام إلى المدينة قناديل وزيتا ومقطا، فلما انتهى إلى المدينة وافق ذلك يوم الجمعة، فأمر غلاما له يقال له أبو البراد فقام فشد المقط- وهو بضم الميم وسكون القاف- وهو الحبل، وعلق القناديل وصب فيها الماء والزيت، وجعل فيها الفتل، فلما غربت الشمس أسرجها، فخرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إلى المسجد، فإذا هو يزهر؛ فقال: «من فعل هذا» ؟ قالوا: تميم يا رسول اللَّه. قال: «نوّرت الإسلام، نوّر اللَّه عليك في الدّنيا والآخرة، أما إنّه لو كانت لي ابنة لزوّجتكها» .
فقال نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب: لي ابنة يا رسول اللَّه تسمى أم المغيرة بنت نوفل. فافعل فيها ما أردت، فأنكحه إياها على المكان. وسنده ضعيف.
9610- أبو بردة بن سعد بن حزابة
بن جعيد بن وهيب بن عمرو بن عائذ بن عمر بن مخزوم.
ذكره الزّبير بن بكّار، وذكر أنّ ابنه عبد الرحمن قتل يوم الجمل، وكان مع عائشة رضي اللَّه تعالى عنها.
__________
(1) الثقات 5/ 592 التقريب 2/ 394.
(2) تنقيح المقال 3/ 4.(7/30)
9611- أبو بردة بن قيس الأشعري «1»
: أخو أبي موسى. مشهور بكنيته كأخيه.
قال البغويّ: سكن الكوفة،
وروى حديثه أحمد، والحاكم، من طريق عاصم الأحول، عن كريب بن الحارث بن أبي موسى، عن عمه أبي بردة؛ قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «اللَّهمّ اجعل فناء أمّتي قتلا في سبيلك بالطّعن والطّاعون» «2» .
وله ذكر في حديث آخر من طريق يزيد بن عبد اللَّه بن أبي بردة بن أبي موسى، عن جده، عن أبي موسى؛ قال: خرجنا من اليمن في بضع وخمسين رجلا من قومنا ونحن ثلاثة إخوة: أبو موسى، وأبو بردة، وأبو رهم، فأخرجتنا سفينتنا إلى النجاشي.
وأخرجه البغويّ من هذا الوجه، ثم أخرجه من وجه آخر عن كريب بن الحارث، عن أبي بردة بن قيس، قال: قلت لأبي موسى في طاعون وقع: اخرج بنا إلى دابق «3» مال.
فقال: إلى اللَّه تبارك وتعالى آبق لا إلى دابق.
9612- أبو بردة بن نيار:
الأنصاري «4» ، خال البراء بن عازب، اسمه هانئ.
تقدم في حرف الهاء. وقيل اسمه مالك بن هبيرة، وقيل الحارث بن عمرو. كذا ذكر المزّيّ عن ابن معين، وخطأه ابن عبد الهادي؛ فقال: إنما قاله ابن معين في ابن أبي موسى.
قلت: قد وقع في حديث البراء: لقيت خالي الحارث بن عمرو، وقد وصف أبو بردة بن نيار بأنه خال البراء؛ فهذا شبهة من قال اسمه الحارث، ولعله خال آخر للبراء. واللَّه
__________
(1) التاريخ الكبير 9/ 14، تنقيح المقال 3/ 4.
(2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 238، والحاكم في المستدرك 2/ 93، قال الهيثمي في الزوائد 2/ 315 رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات، والمنذري في الترغيب 2/ 337 وكنز العمال حديث رقم 28439، 28449.
(3) دابق: بكسر الباء وقد روي بفتحها وآخره قاف: قرية قرب حلب من أعمال عزاز. انظر معجم البلدان 2/ 475.
(4) مسند أحمد 3/ 466، التاريخ لابن معين 2/ 694، الطبقات الكبرى 3/ 451، طبقات خليفة 80، تاريخ خليفة 205، التاريخ الكبير 8/ 227، المعارف 149، الجرح والتعديل 9/ 99، المغازي للواقدي 18، أنساب العرب 443، مقدمة مسند بقي بن مخلد 71، مشاهير علماء الأمصار 26، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 17، الأسامي والكنى للحاكم 68، المستدرك 3/ 631، تاريخ الطبري 2/ 505، تحفة الأشراف 9/ 65، تهذيب الكمال 3/ 1578، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 178، الكامل في التاريخ 1/ 151، تلقيح فهوم أهل الأثر 366، تلخيص المستدرك 3/ 631، سير أعلام النبلاء 2/ 35، الكاشف 3/ 273، المعين في طبقات المحدثين 28، تاريخ الإسلام (المغازي) 165، الوفيات لابن قنفذ 71، تهذيب التهذيب 12/ 19، تقريب التهذيب 2/ 294، النكت الظراف 9/ 67، خلاصة تذهيب التهذيب 443، تاريخ الإسلام 1/ 131.(7/31)
أعلم. والأول أصح. وقيل إنه عمّ البراء، والأول أشهر.
وشهد أبو بردة بدرا وما بعدها، وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه البراء بن عازب، وجابر بن عبد اللَّه، وابنه عبد الرحمن بن جابر، وكعب بن عمير بن عقبة بن نيار، ونصر بن يسار؛ وكان سبب من سماه الحارث بن عمرو قول البراء: لقيت خالي الحارث بن عمرو، ولكن يحتمل أن يكون له خال آخر، وهو الأشبه. ونقل المزي عن عباس الدوري، عن ابن معين- أنه حكى أن اسم أبي بردة بن نيار الحارث؛ وتعقب بأن ابن معين إنما قال ذلك في أبي بردة بن أبي موسى. قال أبو عمر: مات في أول خلافة معاوية بعد أن شهد مع علي رضي اللَّه تعالى عنه حروبه كلها، ثم قيل: إنه مات سنة إحدى، وقيل اثنتين، وقيل خمس وأربعين.
9613- أبو بردة:
خال جميع بن عمير «1» .
روى شريك، عن وائل بن داود، عن جميع، عن خاله أبي بردة؛ قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «أفضل كسب الرّجل ولده، وكلّ بيع مبرور» » .
أخرجه البغوي عن يحيى الحماني، عن شريك، وتابعه غير واحد عن شريك. وقال الثوري عن وائل، عن سعيد بن عمير، عن عمه: أخرجه ابن مندة.
قلت: سعيد بن عمير هو ابن عتبة بن نيار، فعمّه هو أبو بردة بن نيار بخلاف جميع؛ فما أدري أهو واحد اختلف في اسمه أو هما اثنان؟.
9614- أبو بردة الأسلمي:
ذكره الثّعلبيّ في «التّفسير» ؛ قال: دعاه النبي صلى اللَّه عليه وسلّم إلى الإسلام فأبى. ثم كلمه ابناه في ذلك فأجاب إليه وأسلم، وعند الطبراني بسند جيد عن ابن عباس قال: كان أبو بردة الأسلمي كاهنا يقضي بين اليهود، فذكر القصة في نزول قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ ... [النساء: 60] الآية.
9615- أبو بردة
الظّفري الأنصاري الأوسي «3» .
__________
(1) أسد الغابة ت 5721.
(2) الحديث أخرجه من رواية عائشة رضي اللَّه عنها بنحوه أحمد في المسند 6/ 162 والترمذي 3/ 639 (1358) والنسائي 7/ 241 وابن ماجة 2/ 768 (2290) .
(3) تنقيح المقال 3/ 4- كتاب الجرح والتعديل 9/ 346- در السحابة 756- تاريخ الثقات للعجلي 1952- مدني تابعي- معرفة الثقات للعجلي 2088.(7/32)
ذكره ابن سعد فيمن نزل مصر. وقال أبو نعيم: يعدّ في الكوفيين.
وعند أحمد والبغوي من طريق عبد اللَّه بن معتّب بن أبي بردة الظفري، عن أبيه، عن جده: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يخرج من الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد بعده» «1» .
أخرجه أحمد، وابن أبي خيثمة، وغيرهما، من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي صخر، وأخرجه ابن مندة من طريق نافع بن يزيد، عن أبي صخر.
تنبيه: عبد اللَّه بن معتب، بضم الميم وفتح المهملة وتشديد المثناة المكسورة ثم موحدة للأكثر. وذكره أبو عمر بكسر المعجمة وسكون التحتية ثم مثلثة. وقال ابن فتحون:
رأيته في أصل ابن مفرح من كتاب البزار ومعتب مثله، لكن بمهملة وموحدة، واتفق البزار وابن السكن والباوردي وغيرهم أنه عبد اللَّه مكبرا، ووقع عند أبي عمر عبيد اللَّه مصغرا.
9616- أبو برزة الأسلمي «2»
: مشهور. واسمه نضلة بن عبيد على الصحيح. وقيل:
ابن عبد اللَّه. وقيل ابن عائذ. وقيل عبد اللَّه بن نضلة؛ نقله الواقدي، عن أصله. وقيل بالتصغير: وقال الهيثم بن عدي: خالد بن نضلة. تقدم في النون.
9617- أبو برقان السعدي «3»
: عمّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم من الرضاعة.
قال أبو موسى:
ذكره المستغفريّ، ونقل عن محمد بن معن، عن عيسى بن يزيد قال: دخل أبو برقان عمّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم من بني سعد بن بكر؛ قال: يا محمد، لقد جئت وما فتى من
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 11 عن عبد اللَّه بن معقب بن أبي بردة الظفري عن أبيه عن جده وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 170 عن أبي بردة الظفري الحديث بلفظه وقال رواه أحمد والبزار والطبراني من طريق عبد اللَّه بن مغيث عن أبيه عن جده وعبد اللَّه ذكره ابن أبي حاتم وبقية رجاله ثقات.
(2) المغازي للواقدي 859، التاريخ الصغير 67. التاريخ الكبير 8/ 118، مقدمة مسند بقي بن مخلد 91، تاريخ الطبري 3/ 60، تاريخ أبي زرعة 1/ 477، طبقات ابن سعد 4/ 298، طبقات خليفة 109، المعارف 336، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 17، الجرح والتعديل 3/ 355، سيرة ابن هشام 4/ 52، حلية الأولياء 2/ 32، المعرفة والتاريخ 1/ 218، مسند أحمد 4/ 419، أنساب الأشراف 1/ 360، مشاهير علماء الأمصار 38، فتوح البلدان 49، التاريخ لابن معين 2/ 606، الزيارات 79، تاريخ بغداد 1/ 182، الكامل في التاريخ 2/ 249، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 534، وفيات الأعيان 6/ 366، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 285، الكاشف 3/ 181 المعين في طبقات المحدثين 27، تحفة الأشراف 9/ 9، تهذيب الكمال 3/ 1414، الأسامي والكنى للحاكم 91، سير التهذيب 2/ 303، النكت الظراف 9/ 11، خلاصة تذهيب التهذيب 348، تاريخ الإسلام 1/ 331.
(3) الطبقات الكبرى بيروت 2/ 153.(7/33)
قومك أحبّ إليهم ولا أحسن ثناء منك، وإنهم يتقممون. فقال: «يا أبا برقان، هل تعرف الحيرة؟» قلت: نعم. قال: «فإن طالت بك حياة لتسمعنّها يرد الوارد من غير خفير» . قال:
لا أدري ما تقول، غير أني ما أتيتك من ثنية كذا إلا بخفير. فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «لآخذنّ بيدك يوم القيامة ولأذكرنّك ذاك» .
قال: فكان عثمان بن عفان يقول: يا أبا برقان، ما كان ليأخذك إلا وأنت رجل صالح. قال أبو برقان: قدمت الحيرة فوجدتها على ما وصفت لي.
قلت: عيسى بن يزيد هو المعروف بابن دأب الأخباري، وقد كذبوه، وقد صحفت هذه الكنية كما سيأتي في الثاء المثلثة.
9618- أبو بريدة:
عمرو بن سلمة الجرمي- تقدم في الأسماء.
9619- أبو بزّة المكيّ المخزومي «1»
: مولاهم.
ذكره ابن قانع، ونقل عن البخاري أن اسمه يسار. وقال ابن قانع وأبو الشيخ جميعا:
حدثنا أبو خبيب، بمعجمة وموحدتين مصغرا، البرتي، بكسر الموحدة وسكون الراء بعدها مثناة، حدثنا أحمد بن أبي بزّة، وهو ابن محمد بن القاسم بن أبي بزّة، حدثني أبي، عن جدي، عن أبي بزة، قال: دخلت مع مولاي عبد اللَّه بن السائب على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فقبّلت يده ورأسه ورجله. وأخرجه أبو بكر بن المقري في جزء الرخصة في تقبيل اليد، عن أبي الشيخ. واستدركه أبو موسى.
9620- أبو بشار:
أو يسار، بالمهملة. يأتي في حرف الياء الأخيرة من الكنى.
9621- أبو البشر «2»
: بفتحتين، ابن الحارث العبدري، من بني عبد الدار.
قال محمّد بن وضّاح: هو الشاب الّذي خطب سبيعة الأسلمية لما وضعت حملها فخطبت إليه فدخل عليها أبو السنابل؛ فقال: لست بناكح حتى تمضي أربعة أشهر وعشرا.
واستدركه ابن الدباغ وابن فتحون.
9622- أبو بشر الأنصاري:
ذكره ابن أبي خيثمة، وأخرج من طريق مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن سعيد بن نافع، قال: رآني أبو البشر الأنصاري صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأنا أصلي حين طلعت الشمس، فعاب عليّ ذلك، وقال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا تصلّوا حتّى ترتفع، فإنّها إنّما تطلع بين قرني شيطان» «3» .
__________
(1) الكنى والأسماء 1/ 127.
(2) أسد الغابة ت 5729.
(3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 216، عن أبي بشير الأنصاري لا تصلي جارية إذا هي حاضت 2/ 43.(7/34)
وغاير ابن أبي خيثمة بينه وبين أبي بشر الأنصاري الآتي المخرج حديثه في الصحيحين؛ فهذا أوله كسرة ثم سكون، والآتي فتحة ثم كسرة، ووحّد بينهما ابن عبد البر،
وقال: هو الّذي روى عمارة بن غزية عنه حديث: إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حرّم ما بين لابتيها؛
قال: ومن حديثه: «الحمّى من فيح جهنّم» .
والراجح التفرقة.
9623- أبو بشر الخثعميّ «1»
: له في مسند بقي بن مخلد حديث.
9624- أبو بشر:
البراء بن معرور، سيد الأنصار. تقدم في الأسماء.
9625- أبو بشر السلمي «2»
: استدركه أبو موسى في «الذّيل» . وقال: ذكره أبو بكر بن عليّ وغيره في الصحابة،
وأخرجوا من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي بشر السلمي، وكان من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم؛ قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من أحبّ أن يفرّج اللَّه كربته ويعطيه سؤله فلينظر معسرا أو ليذر له» .
قال أبو موسى: لعله أبو اليسر، بفتح التحتانية والمهملة، واسمه كعب بن عمرو؛ لأن هذا المتن مشهور عنه.
قلت: لكن مخرج الحديثين مختلف، وإذا تعددت المخارج كان قرينة على تعدّد الراويّ، بخلاف ما إذا اتحدت. ولا مانع أن يروى الحكم عن صحابين، وقرينة اختلاف السياقين أيضا ترشد إلى التعدد. واللَّه أعلم.
9625 (م) - أبو بشير الأنصاري الساعدي «3»
: ويقال المازني، ويقال الحارثي.
مخرج حديثه في الصحيحين من طريق عباد بن تميم عنه، ومتن الحديث: لا تبقين في رقبة بغير قلادة «4» .
وروى عنه أيضا ضمرة بن سعيد، وسعيد بن نافع ذكره أبو أحمد الحاكم فيمن لا يعرف اسمه. وقيل اسمه قيس بن عبيد بن الحرير، بمهملتين مصغر. ضبطه الطبري وغيره.
__________
(1) بقي بن مخلد 685.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 151، الكاشف 3/ 313.
(3) أسد الغابة ت 5731، الاستيعاب: ت 2913.
(4) أخرجه البخاري 4/ 72 ومسلم في كتاب اللباس باب (28) (105) وأبو داود (2552) وأحمد (5/ 216) والبيهقي 5/ 254.(7/35)
ووقع عند أبي عمر الحارث، وهو عبيد بن الحارث بن عمرو بن الجعد؛ قاله محمد بن سعد.
ونقل عن الواقديّ أنه شهد أحدا، وهو غلام. وأورده ابن سعد في طبقة من شهد الخندق. وقد ذكره البغوي؛ فقال: أبو بشير الأنصاري سكن المدينة وساق حديثه من هذا الوجه.
قال خليفة: مات أبو بشير بعد الحرة، وكان عمّر طويلا. وقيل: مات سنة أربعين، وهو ساعدي، ويقال مازني، ويقال حارثي، وروى عنه أيضا ضمرة بن سعيد، وسعيد بن نافع. ويقال: إن شيخ هذا الأخير آخر يكنى أبا بشر، بكسر الموحدة وسكون المعجمة؛ قاله ابن أبي خيثمة.
9626- أبو بشير الأنصاري:
آخر: هو الحارث بن خزمة. تقدم في الأسماء.
9627- أبو بشير، غير منسوب:
آخر.
استدركه ابن فتحون، وعزاه للطبريّ، وساق روايته
من طريق شعبة عن حبيب مولى الأنصار. سمعت ابن أبي بشر وابن أبي بشير يحدثان عن أبيهما أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «الحمّى من فيح جهنّم فأبردوها بالماء» «1»
قلت: وقد تقدم أن أبا عمر جزم بأن هذا هو الّذي قبله، فلا يستدرك عليه مع احتمال الغيرية. وذكره البغويّ في ترجمة أبي جندل بن سهيل.
9628- أبو البشير الأنصاري:
يقال: إنه كنية كعب بن مالك. ذكره ابن ماكولا.
9629- أبو البشير:
كالذي قبله بزيادة الألف واللام أوله، من موالي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
أخرجه أبو موسى، وعزاه لجعفر المستغفري.
9630- أبو البشير المعاوي «2»
: ذكره البزّار، واستدركه ابن الأمين.
__________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه 4/ 146، 7/ 167. ومسلم في الصحيح 4/ 1731 كتاب السلام باب (26) لكل داء دواء واستحباب التداوي حديث رقم 78/ 2209، 79/ 2209، 80/ 2209، 81/ 2210. وابن ماجة في السنن 2/ 1149 كتاب الطب باب (19) الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء حديث رقم 3471، 3472، وأحمد في المسند 1/ 291، 2/ 21، والدارميّ في السنن 2/ 316 والطبراني في الكبير 4/ 326، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 28230- 28237.
(2) أسد الغابة ت 5732.(7/36)
9631- أبو بصرة الغفاريّ «1»
بن بصرة بن أبي بصرة بن وقاص بن حبيب بن غفار.
وقيل ابن حاجب بن غفار.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه أبو هريرة وأبو تميم الجيشانيّ، وعبد اللَّه بن هبيرة، وعبيد بن جبر، وأبو الخير اليزني وغيرهم.
وأخرج حديثه مسلم والنّسائي، من طريق ابن إسحاق، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن جبر بن نعيم، عن عبد اللَّه بن هبيرة، عن أبي تميم الجيشانيّ، عن أبي بصرة الغفاريّ؛ قال: صلّى بنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم صلاة العصر ... الحديث. وفيه: ولا صلاة بعد حتى يرى الشاهد «2» . والشاهد النجم.
وأخرج النّسائيّ من طريق كليب بن ذهل، عن عبيد بن جبر؛ قال: كنت مع أبي بصرة صاحب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في سفر رمضان، فذكر الفطر في السفر.
قال ابن يونس: شهد فتح مصر واختط بها، ومات بها، ودفن في مقبرتها. وقال أبو عمر: كان يسكن الحجاز، ثم تحوّل إلى مصر. ويقال: إن عزة صاحبة كثير من ذريته، وإلى ذلك أشار كثير بقوله في شعره الحاجبية. وأنكر ذلك ابن الأثير، فقال: ليس في نسب عزة لأبي بصرة ذكر.
9632- أبو بصرة الغفاريّ «3»
: جدّ الّذي قبله.
تقدم في ترجمة حفيده أنّ له ولأبيه وجده صحبة.
9633- أبو بصير بن أسيد
بن جارية الثقفي «4» . اسمه عتبة. تقدم. وقيل إن اسمه عبيد. حكاه ابن عبد البر، والأول هو المشهور.
9634- أبو بصير، آخر:
__________
(1) طبقات ابن سعد 7/ 500، مقدمة مسند بقي بن مخلد 95، التاريخ الصغير 63، المغازي للواقدي 695، مشاهير علماء الأمصار 57، الجرح والتعديل 2/ 517، المعجم الكبير 2/ 276، تحفة الأشراف 3/ 84، تهذيب الكمال 7/ 423، طبقات خليفة 32، مسند أحمد 6/ 7، التاريخ الكبير 3/ 123، الثقات لابن حبان 3/ 93، المعرفة والتاريخ 2/ 294، الإكمال لابن ماكولا 2/ 126، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 117، الكاشف 1/ 11/ 182، تهذيب التهذيب 3/ 56، تقريب التهذيب 1/ 205، النجوم الزاهرة 1/ 21، خلاصة تذهيب التهذيب 98، تاريخ الإسلام 1/ 335.
(2) أخرجه أبو عوانة في المسند 1/ 359، 360.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 152.
(4) أسد الغابة: ت 5734، الاستيعاب: ت 2915.(7/37)
يأتي في الغين المعجمة في ترجمة أبي غسل.
9635- أبو بصيرة:
قال أبو عمر: ذكره سيف بن عمر فيمن شهد اليمامة من الأنصار.
9636- أبو بكر الصديق بن أبي قحافة:
اسمه عبد اللَّه «1» . وقيل عتيق بن عثمان.
تقدم.
9637- أبو بكر بن شعوب الليثي:
اسمه شداد، وقيل الأسود، وقيل هو شداد بن الأسود. وأما شعوب فهي أمه باتفاق، وهو الّذي يقول فيه أبو سفيان بن حرب لما دافع عنه يوم أحد:
ولو شئت نجّتني كميت طمرّة ... ولم أحمل النّعماء لابن شعوب
[الطويل] وله أخ اسمه جعونة، تقدم في الجيم.
وحكى الجرميّ في «النّوادر المجموعة» ومن خطه نقلت بسند صحيح عن أبي عبيدة، فيمن كان ينسب إلى أمه: أبو بكر بن شعوب نسب إلى أمه، وأبوه هو من بني ليث بن بكر بن كنانة، وهو الّذي يقول ... فذكر الأبيات في رثاء قتلى بدر من المشركين؛ قال: ثم أسلم ابن شعوب بعد.
وقال المرزبانيّ: أمه شعوب خزاعية، وقال غيره: كنانية، ووقع في البخاري أنها كلبية؛ فأخرج من طريق يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها أنّ أبا بكر تزوج امرأة من كلب يقال لها أم بكر، فلما هاجر أبو بكر طلّقها فتزوجها ابن عمها هذا الشاعر الّذي قال هذه القصيدة يرثي كفار قريش:
وماذا بالقليب قليب بدر
[الوافر] الأبيات.
وقد أخرجه الإسماعيليّ، من طريق أحمد بن صالح، عن وهب، عن ابن يونس، فلم يقل من كلب؛ بل زاد فيه- أن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها كانت تقول ما قال أبو بكر شعرا في جاهلية ولا إسلام. وأخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول من طريق الزبيدي، عن
__________
(1) أسد الغابة: ت 5737، الاستيعاب: ت 2917.(7/38)
الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها أنها كانت تدعو على من يقول: إن أبا بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه قال هذه القصيدة، ثم تقول: واللَّه ما قال أبو بكر بيت شعر في الجاهلية ولا في الإسلام، ولكن تزوّج امرأة من بني كنانة ثم بني عوف، فلما هاجر طلقها فتزوّجها ابن عمها هذا الشاعر، فقال هذه القصيدة يرثي كفار قريش الذين قتلوا ببدر، فتحامى الناس أبا بكر من أجل المرأة التي طلقها؛ وإنما هو أبو بكر بن شعوب.
قلت: وكانت عائشة أشارت إلى الحديث الّذي أخرجه الفاكهي في كتاب مكة عن يحيى بن جعفر، عن علي بن عاصم، عن عوف بن أبي جميلة، عن أبي القموص؛ قال:
شرب أبو بكر الخمر في الجاهلية، فأنشأ يقول ... فذكر الأبيات، فبلغ ذلك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقام يجرّ إزاره حتى دخل فتلقّاه عمر، وكان مع أبي بكر، فلما نظر إلى وجهه محمرا قال:
نعوذ باللَّه من غضب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، واللَّه لا يلج لنا رأسا أبدا، فكان أول من حرمها على نفسه.
واعتمد نفطويه على هذه الرواية؛ فقال: شرب أبو بكر الخمر قبل أن تحرّم، ورثى قتلى بدر من المشركين. وأما ما أخرج البزار عن أبي كريب وجنادة عن يونس بن بكير، عن مطر بن ميمون، حدثنا أنس بن مالك؛ قال: كنت ساقي القوم وفيهم رجل يقال له أبو بكر من بني كنانة، فلما شرب قال:
تحيّى أمّ بكر بالسّلام ... وهل لي بعد قومك من سلام
يحدّثنا الرّسول بأن سنحيا ... وكيف حياة أصداء وهام
[الوافر] قال: فنزل تحريم الخمر، فذكر الحديث. وفيه كسر الآنية وإهراق ما فيها.
قال ابن فتحون: وهذا البيت لأبي بكر شداد بن الأسود بن شعوب، من جملة قصيدة رثى بها أهل بدر، فلعل أبا بكر الكناني تمثل بها في حال شربه.
قلت: خفي على ابن فتحون أن أبا بكر بن شعوب هو أبو بكر الكناني، وظنّ أن الكناني مسلم، وأن ابن شعوب لم يسلم، فلذلك استدركه. وقد ذكر ابن هشام في زيادات السيرة أن ابن شعوب المذكور كان أسلم ثم ارتدّ. واللَّه أعلم.
9638- أبو بكرة الثقفي «1»
: نفيع بن الحارث. تقدم.
__________
(1) طبقات ابن سعد 7/ 15، المغازي للواقدي 931، التاريخ الكبير 8/ 112، التاريخ الصغير 54، مقدمة مسند بقي بن مخلد 82، المعارف 288، المحبر 129، تاريخ اليعقوبي 2/ 146، المعرفة والتاريخ- 1/ 214، تاريخ أبي زرعة 1/ 477، طبقات خليفة 54، تاريخ خليفة 116، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 18، الجرح والتعديل 8/ 489، مسند أحمد 5/ 35، الأسامي والكنى للحاكم 88، ترتيب الثقات للعجلي 452، الثقات لابن حبان 3/ 411، فتوح البلدان 65، مشاهير علماء الأمصار 38، مروج الذهب 1783، التاريخ لابن معين 2/ 698، العقد الفريد 5/ 856، أنساب الأشراف 1/ 490، الخراج وصناعة الكتابة 269، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 532، الكامل في التاريخ 3/ 443، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 198، تحفة الأشراف 9/ 35، تهذيب الكمال 3/ 1422، العبر 1/ 58، الكاشف 3/ 184، المعين في طبقات المحدثين 27، وفيات الأعيان 2/ 300، البداية والنهاية 8/ 57، مرآة الجنان 1/ 125، تاريخ الإسلام (السيرة النبويّة) 28، المغازي 509، عهد الخلفاء الراشدين 166، دول الإسلام 1/ 39، الزيادات 81، العقد الثمين 7/ 347، تهذيب التهذيب 10/ 469 تقريب التهذيب 2/ 306، النكت الظراف 9/ 36، خلاصة تذهيب التهذيب 346، شذرات الذهب 1/ 58، الزهد لابن المبارك 252، تاريخ الإسلام 1/ 333.(7/39)
9639- أبو البنات:
بموحدة ثم نون خفيفة. يأتي في أبي سفيان.
9640- أبو بهيسة «1»
: بالتصغير، الفزاري.
ذكره أبو بشر الدّولابيّ في «الكنى» ، وأورد له من طريق كهمس، عن يسار بن منظور، عن أبي بهيسة أنه استأذن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فأدخل يده في قميصه. فمسّ الخاتم.
هكذا أورده وهو عند أبي داود والنّسائيّ من هذا الوجه، لكن قال: عن بهيسة عن أبيها أنه استأذن، وأخرجه ابن مندة، لكن قال عن يسار عن أبيه عن بهيسة، قالت: استأذن أبي النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يدخل يده بينه وبين ثيابه.. الحديث.
وذكر ابن عبد البرّ أن اسم والد بهيسة عمير. وقد تقدم في العين.
9641- أبو بهية «2»
: بفتح أوله، البكري؛ اسمه عبد اللَّه بن حرب. تقدم.
القسم الثاني
لم يذكر فيه أحد من الرجال.
القسم الثالث
9642- أبو بحرية «3»
: بفتح أوله وسكون المهملة وكسر الراء وتشديد التحتانية
__________
(1) الثقات 3/ 457، تجريد أسماء الصحابة 2/ 152، تقريب التهذيب 2/ 402 تهذيب التهذيب 12/ 48، الكنى والأسماء 19.
(2) أسد الغابة: ت 5740.
(3) الطبقات الكبرى 7/ 442- التاريخ لابن معين 2/ 327- الكنى والأسماء 1/ 125- التاريخ الكبير-- 5/ 171- المعرفة والتاريخ 2/ 313- الجرح والتعديل 5/ 138- مشاهير علماء الأمصار 119- تاريخ أبي زرعة 1/ 391- تاريخ خليفة 225- تاريخ اليعقوبي 2/ 240- فتوح البلدان 1/ 278- تاريخ الملوك والرسل للطبري 6414- الكامل في التاريخ 3/ 457- الكاشف 2/ 107 غاية النهاية رقم 1850- تهذيب التهذيب 5/ 364- تقريب التهذيب 1/ 441- خلاصة تذهيب التهذيب 210- تاريخ الإسلام 3/ 511 و 512.(7/40)
التراغمي. مشهور بكنيته، واسمه عبد اللَّه بن قيس- تقدم في الأسماء، ومما يؤيد إدراكه الجاهلية ما أخرجه ابن المبارك في كتاب الجهاد، من طريق أبي بكر بن عبد اللَّه بن حويطب، عن أبي بحرية؛ قال: أما إني في أول جيش أو سرية دخلت أرض الروم، وغلبنا ابن عمك عبد اللَّه بن السعدي، وفي زمن عمر قال ... قدامنا ثقالنا ...
ويؤخذ منه أن ذلك كان سنة ثلاث عشرة من الهجرة.
9643- أبو بسرة الجهنيّ «1»
: قال: شهدت عمر بالجابية أتى برجل شرب الطلاء فسكر فجلده الحدّ. ذكره ابن عساكر.
9644- أبو بصيرة اليشكري:
له إدراك، ذكر أبو الفرج الأصبهانيّ أن مسيلمة الكذاب أتى بأبي بصيرة اليشكري، فمسح وجهه فعمي، وعاش أبو بصيرة المذكور إلى إمارة خالد القشيري على العراق.
9645- أبو بكر العنسيّ «2»
: قال: دخلت خير الصدقة مع عمر. روى عنه عمر بن نافع النعيمي.
القسم الرابع
9646- أبو بجيلة:
وأبو البجير. وأبو بحينة: تقدموا في الأول، وحقهم أن يذكروا في «المبهمات» .
9647- أبو البدّاح
بن عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان البلوي، حليف الأنصار.
قال أبو عمر: اختلف فيه؛ فقيل الصحبة لأبيه، وهو من التابعين، وقيل له صحبة،
__________
(1) الإكمال 7/ 426.
(2) الميزان 4/ 734.(7/41)
وهو الّذي توفي عن سبيعة الأسلمية وخطبها أبو السنابل بن بعكك. ذكره ابن جريج وغيره، وهو الصحيح في أن له صحبة. والأكثر يذكرونه في الصحابة. انتهى.
وعليه مؤاخذات: الأولى أن مالكا أخرج في الموطأ عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن جزم عن أبيه، عن أبي البداح حديثا. وهذا يدل على تأخّر أبي البداح عن عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، لأن أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم لم يدرك العصر النبوي؛ وقد روى أيضا عن أبي البداح أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وابنه عبد الملك، وغير واحد، وأرّخ جماعة وفاته سنة سبع عشرة ومائة.
وقال الواقديّ: مات سنة عشر ومائة وله أربع وثمانون سنة؛ فعلى هذا يكون مولده سنة ست وعشرين بعد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم بخمس عشرة سنة، وهذا كله يدفع أن يكون له صحبة، ويدفع قول ابن مندة: أدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
وقد روى ابن عاصم هذا عن أبيه، وحديثه عنه في السنن. روى عنه ابنه عاصم وغيره.
وقال ابن سعد عن الواقديّ: أبو البداح لقب، وكنيته أبو عمرو؛ قال: وكان ثقة قليل الحديث.
قال ابن فتحون: قول أبي عمر توفي عن سبيعة وهم؛ إنما كان أبو البداح زوجا لجمل بنت يسار أخت معقل بن يسار.
قلت: فذكر القصة المتقدمة لأبي البداح في القسم الأول، وهو غير هذا قطعا، فالتبس عليه كما التبس على غيره، والّذي يظهر من قول من ذكر أن له صحبة ينطبق على أبي البداح الّذي قيل له إنه كان زوج أخت معقل بن يسار، فلعله الّذي قيل له: إنه مات في العصر النبوي، وخلف زوجته حاملا، لكن المعروف أن اسم زوج سبيعة إنما هو سعد بن [175] خولة، وهو الّذي ثبت في الصحيح أنه كان زوج سبيعة، فتوفي عنها، وهي حامل. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
9648- أبو بردة الأنصاري «1»
: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في التعزير. روى عنه جابر بن عبد اللَّه. أخرج حديثه النسائي؛ قاله أبو عمر مغايرا بينه وبين أبي بردة بن نيار خال البراء بن عازب، وجزم بأنه خال البراء.
__________
(1) الاستيعاب: ت 2909.(7/42)
وقال ابن أبي خيثمة في الّذي روى عنه جابر: لا أدري هو الظفري أو غيره، وسبب ذلك أنه وقع في روايته عن أبي بردة الظفري؛ قال أبو عمر: هو غير الّذي روى عنه جابر هو أبو بردة بن نيار.
9649- أبو بردة، آخر «1»
: غاير من جمع مسند الطيالسي بينه وبين أبي بردة بن نيار،
قال أبو داود الطيالسي:
حدثنا سلام بن سليم هو أبو الأحوص، عن سماك بن حرب، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي بردة، وليس بابن أبي موسى- أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «اشربوا في الظّروف ولا تشربوا مسكرا» «2» .
وأخرجه النّسائيّ، عن هنّاد بن السري، عن أبي الأحوص، فقال في روايته: عن أبي بردة بن نيار. وقال النسائي بعده: غلط فيه أبو الأحوص، لا نعلم أحدا من أصحاب سماك تابعه عليه.
وقد أخرجه الدّارقطنيّ من رواية يحيى بن يحيى، عن محمد بن جابر، عن سماك؛ لكن قال: عن القاسم، عن أبي بردة، عن أبيه: قال الدار الدّارقطنيّ: وهم أبو الأحوص في إسناده ومتنه، ورواية محمد بن جابر هذه هي الصواب.
قلت: فعلى هذا وقع لأبي الأحوص فيه تصحيف.
9650- أبو بكر بن حفص «3»
: ذكره أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الأصبهانيّ في الصحابة، وأورد له من طريق حماد بن سلمة، عن علي، كأنه ابن زيد بن جدعان، عن أبي العالية، عن أبي بكر بن حفص- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم دخل على عبد اللَّه بن رواحة يعوده ... الحديث. في ذكر الشهداء. قال أبو موسى: ورواه شعبة عن أبي بكر بن حفص، عن أبي مصبح، عن عبادة ابن الصامت.
قلت: وأبو بكر بن حفص المذكور هو ابن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص،
__________
(1) أسد الغابة: ت 5725.
(2) أخرجه النسائي 8/ 319 كتاب الأشربة باب 48 ذكر الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر حديث رقم 5677. والزيلعي في نصب الراية 4/ 308، وكنز العمال حديث رقم 13297.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 152.(7/43)
قتل المختار حفصا، وأباه، وأبو بكر بن حفص من وسط التابعين.
9651- أبو بلال بن سعد «1»
: استدركه ابن فتحون، وعزاه للطّبرانيّ، وليست هذه كنيته؛ وإنما المراد والد بلال بن سعد، فالمترجم له سعد، وهو والد بلال، وسعد هو ابن تميم السكونيّ كما تقدم في الأسماء، وبلال تابعي مشهور. واللَّه أعلم.
حرف التاء المثناة
القسم الأول
9652- أبو تجراة «2»
: بكسر المثناة وسكون الجيم- مولى شيبة بن عثمان الحجبي بالحلف.
لابنته برة صحبة، وكذا لبنته حبيبة، ذكر الزبير ما يدل على أنه من أهل هذا القسم، فأخرج من طريق عبد الرحمن بن عبد العزيز؛ قال: خرج شيبة بن عثمان إلى معاوية ومعه حليفه أبو تجراة في إمرة سعد بن طلحة بن أبي طلحة، فقال شيبة:
يروح أبا تجراة من بل أهله ... بمكّة يظعن وهو للظّلّ آلف
ويصب عن حرّ هواجر والسّرى ... ويبدي القناع وهو أشعث صائف
[الطويل] وقال شيبة أيضا:
وهاجرة قنّعت رأسي نحوها ... أخاف على سعد هوان المضاجع
[الطويل] قلت: وفي بقاء أبي تجراة إلى خلافة معاوية دلالة على أنه من أهل هذا القسم؛ لأنه لم يبق بمكة في حجة الوداع من أهلها إلا من شهدها. وهذا كان من أهلها.
وذكره عمر بن شبّة في حلفاء بني نوفل؛ قال: وهو أخو أبي فكيهة بن يسار.
9653- أبو تحيى «3»
: بكسر المثناة وسكون المهملة وفتح التحتانية الأولى، شيخ من الأنصار.
__________
(1) علل 1/ 388 و 2/ 208، تنقيح المقال 3/ 7.
(2) الطبقات الكبرى 8/ 246، تنقيح المقال 3/ 7.
(3) الثقات 3/ 452.(7/44)
ثبت ذكره في حديث صحيح أخرجه أبو يعلى وابن خزيمة وغيرهما من طريق الأسود بن قيس، عن ثعلبة بن عباد، عن سمرة بن جندب، قال: بينا أنا غلام من الأنصار نرمي غرضا لنا على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إذ طلعت الشمس، فكانت في عين الناظر قدر رمح أو رمحين من الأفق اسودّت حتى آضت كأنها تنّومة ... الحديث.
وفيه خطبة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في الكسوف، وفيها ذكر الدجال، وأنه ممسوح العين اليسرى، كأنها عين أبي تحيى»
، شيخ بينه وبين حجرة عائشة. والحديث في السنن الأربعة مختصر.
9654- أبو تميم «2»
: روى حديثه حفيده عمرو بن تميم بن أبي تميم، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «كل ما أصميت، ودع ما أنميت» .
9655- أبو تميمة:
غير منسوب «3» .
ذكره ابن مندة، فقال: سمع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه الحسن وأبو السليل.
وأخرج أبو نعيم من طريق إسحاق بن نجيح، عن عطاء الخراساني، عن الحسن: سمعت أبا تميمة، وكان ممن أدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: سألت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عن أبواب القسط؛ فقال: «إنصاف النّاس من نفسك، وبذل السّلام للعالم، وذكر اللَّه..» «4» الحديث.
وإسحاق واه،
وأورده أبو نعيم في ترجمته من رواية أبي إسحاق، عن أبي تميمة- أنه قال للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أو قال له قائل: إلام تدعو؟ قال: «أدعو إلى اللَّه الّذي إذا أصابك ضرّ فدعوته كشف عنك» «5» .
وهذا الحديث معروف لأبي تميمة الهجيمي الآتي ذكره في القسم الرابع.
وقال ابن عبد البرّ: أبو تميمة ذكره العقيليّ في الصحابة،
وأخرج له من طريق أبي
__________
(1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2248 عن أنس كتاب الفتن وأشراط الساعة باب (20) ذكر الدجال وصفته وما معه حديث رقم (103/ 2933) وأحمد في المسند 3/ 211- والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 38747.
(2) الميزان 4/ 735، تنقيح المقال 3/ 7، الطبقات الكبرى بيروت 4/ 312.
(3) الاستيعاب: ت 2921.
(4) أخرجه أبو نعيم في الحلية 5/ 207.
(5) أخرجه أحمد في المسند 5/ 64 بنحوه. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 75 رواه أحمد وفيه الحكم بن فضيل وثقه أبو داود وغيره وضعفه أبو زرعة وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح. والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 424، 20/ 173 بنحوه وابن عساكر في تاريخه 5/ 49 بنحوه. وابن سعد في الطبقات الكبرى 4/ 71 عن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان.(7/45)
عبيد اللَّه: سمعت أبا تميمة يقول: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا تزال أمّتي على الفطرة ما لم يتّخذوا الأمانة مغنما، والزّكاة مغرما، والخلافة ملكا ... » الحديث.
وقال: هذا إسناد لا يصح.
القسم الثاني
خال.
القسم الثالث
9656- أبو تميم الجيشانيّ «1»
: اسمه عبد اللَّه بن مالك. تقدم، وذكره أبو بشر الدولابي في باب الصحابة ومن له إدراك من كتاب الكنى.
القسم الرابع
9657- أبو تمام الثقفي «2»
: ذكره أبو موسى، وهو خطأ نشأ عن تغيير؛ وإنما هو أبو عامر الثقفي. كما سيأتي في العين.
9658- أبو تميمة الهجيمي «3»
: تابعي معروف، اسمه طريف بن مجالد. وقد تقدم له ذكر في القسم الأول.
__________
(1) طبقات ابن سعد 7/ 510، طبقات خليفة 293، التاريخ الكبير 5/ 203، التاريخ الصغير 1/ 176، المعرفة والتاريخ 1/ 199، تاريخ أبي زرعة 1/ 393، الجرح والتعديل 5/ 171، الثقات لابن حبان 5/ 14، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 19، تهذيب الكمال 15/ 503، سير أعلام النبلاء 4/ 73، تهذيب التهذيب 5/ 379، تقريب التهذيب 1/ 444، شذرات الذهب 1/ 84، مرآة الجنان 1/ 158، دول الإسلام 1/ 55، رجال مسلم 2/ 393، تاريخ الإسلام 2/ 546.
(2) الطبقات الكبرى بيروت 5/ 424 و 6/ 399، تنقيح المقال 3/ 7.
(3) الطبقات الكبرى 7/ 152- التاريخ لابن معين 2/ 277- الطبقات لخليفة 203- التاريخ الكبير 4/ 355- المعرفة والتاريخ 2/ 151- مشاهير علماء الأمصار 92- الكنى والأسماء 1/ 20- الجرح والتعديل 40/ 492- تحفة الأشراف 13/ 239- الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 236- الكاشف 2/ 38- جامع التحصيل 244- تهذيب التهذيب 5/ 12- تقريب التهذيب 1/ 378- الوافي بالوفيات 16/ 434- تاريخ الإسلام 3/ 514.(7/46)
حرف الثاء المثلثة
القسم الأول
9659- أبو ثابت، سعد بن عبادة:
الأنصاري الخزرجي، سيد الخزرج. تقدم.
9660- أبو ثابت: سهل بن حنيف الأنصاري:
تقدم.
9661- أبو ثابت:
أسيد بن ظهير الأنصاري: تقدم.
9662- أبو ثابت بن عبد
بن عمرو بن قيظي بن عمرو بن يزيد بن جشم الأنصاري الحارثي «1» .
قال أبو عمر: شهد أحدا، ويقال إنه جدّ عدي بن ثابت، وليس بشيء.
قلت: قائل ذلك هو الدولابي. وقال الطبراني: أبو ثابت الأنصاري جدّ عدي بن ثابت، ولم يذكره أباه ولا من فوقه.
9663- أبو ثابت بن يعلى الثقفي:
ذكره الطّبريّ في الصحابة، واستدركه ابن فتحون.
9664- أبو ثابت القرشي:
جار الوحي «2» .
ذكره ابن مندة،
وأخرج حديثه البزّار وغيره، من طريق عبد اللَّه بن رجاء الحمصي، عن شرحبيل بن الحكم، عن حكيم بن عمير، أبي راشد الحبراني، حدثني أبو ثابت- شيخ من قريش، كان يدعى جار الوحي، بيته عند بيت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم الّذي كان يوحي إليه فيه؛ قال:
صليت مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم صلاة العتمة، فناداه جبريل كما حدثناه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: هلمّ. فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «إن شئت أتيتك وإن شئت جئتني» . فقال جبريل: أنا آتيك، فجاءه جبريل فانصدع له الجدار حتى دخل فأخذ بيده فانطلق به حتى حمله على دابة كالبغلة ...
الحديث.
في الإسراء إلى بيت المقدس ورؤية الأنبياء وغير ذلك.
قال البزّار بعد تخريجه ... وقال ابن مندة. غريب تفرد به عبد اللَّه بن رجاء الحمصي. وقال أبو نعيم: رواه أبو حاتم الرّازيّ، عن إسحاق- يعني ابن زريق عن عبد اللَّه بن رجاء.
__________
(1) تنقيح المقال 3/ 7.
(2) أسد الغابة: ت 5746.(7/47)
9665- أبو ثروان السعدي:
تقدم في الموحدة أبو برقان، فكأن أحدهما تصحيف من الآخر.
9666- أبو ثروان بن عبد العزى السعدي:
عمّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم من الرضاعة.
ذكره ابن سعد في الطبقات في ترجمة حليمة مرضعة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. فقال: حدثنا محمد بن عمر- هو الواقدي، عن معمر، عن الزهري، وعن عبد اللَّه بن جعفر، وابن أبي سبرة، وغيرهم؛ قالوا: قدم وفد هوازن على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم الجعرانة بعد ما قسم الغنائم، وفي الوفد عمّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أبو ثروان، فقال: يا رسول اللَّه، إنما في هذه الحظائر من كان يكفيك من عماتك وخالاتك وأخواتك، وقد حضنّاك في حجورنا، وأرضعناك بثدينا، وقد رأيتك مرضعا، فما رأيت مرضعا خيرا منك، ورأيتك فطيما فيما رأيت فطيما خيرا منك، ثم رأيتك شابا فما رأيت شابا خيرا منك، ولقد تكاملت فيك خصال الخير، ونحن مع ذلك أهلك وعشيرتك، فامنن علينا منّ اللَّه عليك. قال: وقدم عليهم وفد هوازن بإسلامهم، فكان رأس القوم والمتكلم أبا صرد زهير بن صرد، فذكر قصته.
قلت: تقدم ذكر هذا العم في حرف الباء الموحدة، وأن أبا موسى تبع المستغفري في أنه أبو برقان بموحدة وقاف؛ والّذي ذكره الواقدي أولى، وأنه بمثلثة وراء. وقد ذكره في موضع آخر؛ فقال: إن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم سأل الشيماء أخته من الرضاعة عمّن بقي منهم، فأخبرت ببقاء عمها وأختها وأخيها.
وقد مضى أن أخاها عبد اللَّه بن الحارث، وأما أختها فاسمها أنيسة. وسيأتي ذكرها في كتاب النساء إن شاء اللَّه تعالى.
9667- أبو ثروان الراعي التميمي «1»
: ذكره الدّولابيّ في «الكنى» ،
وأخرج عن أحمد بن داود المكيّ، عن إبراهيم بن زكريا، عن عبد الملك بن هارون بن عنترة؛ حدثني أبي، سمعت أبا ثروان يقول: كنت أرعى لبني عمرو بن تميم في إبلهم، فهرب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم من قريش، فجاء حتى دخل في إبلي، فنفرت الإبل، فإذا هو جالس؛ فقلت: من أنت؟ فقد نفرت إبلي. قال: «أردت أن أستأنس إليك وإلى إبلك» . فقلت: من أنت؟ قال: «ما يضرّك ألا تسألني» ؟ قلت: إني أراك الّذي خرجت نبيا، قال: «أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلّا اللَّه وأنّ محمّدا رسول اللَّه» «2» . قلت: اخرج من
__________
(1) الطبقات الكبرى 1/ 114، تنقيح المقال 3/ 7.
(2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 4587.(7/48)
إبلي، فلا يبارك اللَّه في إبل أنت فيها. فقال: «اللَّهمّ أطل شقاءه وبقاءه» .
قال هارون: فأدركته شيخا كبيرا يتمنى الموت، فقال له القوم: ما نراك يا أبا ثروان إلا هالكا، دعا عليك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. فقال: كلا إني أتيته بعد ما ظهر الإسلام فأسلمت واستغفر لي. ولكن دعوته الأولى سبقت، وتابعه محمد بن سليمان الساعدي عن عبد الملك، وعبد الملك متروك.
9668- أبو ثريّة:
بوزن عطية، وقيل مصغر: سبرة بن معبد الجهنيّ. تقدم.
9669- أبو ثعلبة الأشجعي «1»
: قال البخاري: له صحبة، ذكره عنه الحاكم أبو أحمد وغيره، وقال في ترجمة الراويّ عنه: لا أعرفه، ولا أعرف أبا ثعلبة. وقال البغوي: سكن المدينة،
وأخرج حديثه أحمد، والبغوي، وابن مندة، من طريق ابن جريج، عن ابن الزبير، عن عمر بن نبهان، عن أبي ثعلبة الأشجعي؛ قال: قلت: يا رسول اللَّه، مات لي ولدان في الإسلام. فقال: «من مات له ولدان في الإسلام دخل الجنّة بفضل رحمته إيّاهما» «2» .
وزاد في رواية البغوي: قال: فلقيني أبو هريرة فقال: أنت الّذي قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في الولدين ما قال؟ قلت: نعم قال: لئن كان قاله لي أحبّ إلي من كذا.
قال ابن مندة: مشهور عن ابن جريج. وقال أبو حاتم: لا أعرفهما وقوله ...
وذكر الدّارقطنيّ أن بعضهم رواه عن ابن جريج، فقال: الخشنيّ، وأن بعضهم قال:
عن أبي هريرة بدل أبي ثعلبة. والصواب الأول.
قلت: وقع الأول عند الخطيب في «المتّفق» من رواية الأنصاري، عن ابن جريج.
والثاني عند أحمد في مسندة عن حماد بن مسعدة، عن ابن جريج، لكن أخرجه ابن مندة، عن عبد الرحمن بن يحيى، عن أبي مسعود الرازيّ، عن حماد بن مسعدة، فقال: عن أبي ثعلبة. وقد بيّن البغوي سبب ذكر أبي هريرة فيه.
9670- أبو ثعلبة الثقفي:
ابن عم كردم بن سفيان «3» .
تقدم في كردم بن سفيان، ولحديثه طريق آخر
أخرجه الدّارقطنيّ من طريق خالد بن
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 153، الجرح والتعديل 9/ 352، الكنى والأسماء 21، بقي بن مخلد 754، ذيل الكاشف 1772، تعجيل المنفعة 470، التاريخ الكبير 9/ 18.
(2) أخرجه ابن سعد في الطبقات 4: 2: 24.
(3) أسد الغابة: ت 5750، الاستيعاب: ت 2926.(7/49)
معدان، عن أبي ثعلبة؛ قال: قال لي عمّ لي: اعمل عملا حتى أزوّجك ابنتي. فقلت: إن تزوجتها فهي طالق ثلاثا؛ وفيه. أنه سأل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «لا طلاق إلّا بعد نكاح» «1» .
قال: فتزوجتها فولدت لي سعدا وسعيدا. وفي سنده علي بن قرين، وهو واه، وفي سياق قصته مغايرة.
9671- أبو ثعلبة الحنفي:
ذكره قاسم بن ثابت في «الدّلائل» من طريق الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز- أن أبا ثعلبة الحنفي كان يقول: إني لأرجو ألا يخنقني اللَّه بالموت كما يخنقكم.
قال: فبينما هو في صرحة داره إذ قال: هذا رسول اللَّه يا عبد الرحمن لأخ له توفي في زمن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم أتى مسجد بيته، فخرّ ساجدا فقبض. وقد أخرجه أبو نعيم في الحلية في ترجمة أبي ثعلبة الخشنيّ، ولعلّ أحد الموضعين تصحيف.
9672- أبو ثعلبة الخشنيّ «2»
: صحابي مشهور، معروف بكنيته واختلف في اسمه اختلافا كثيرا؛ وكذا في اسم أبيه؛ فقيل: جرهم، بضم الجيم والهاء بينهما راء ساكنة، قاله أحمد ومسلم وابن زنجويه وهارون الحمال وابن سعد، عن أصحابه. وقيل جرثم مثله لكن بدل الهاء مثلثة. وقيل جرهوم كالأول لكن بزيادة واو، وقيل جرثوم كالثاني بزيادة واو أيضا. وقيل جرثومة مثله؛ لكن بزيادة هاء في آخره، وقيل زيد، وقيل عمر، وقيل سق، وقيل لاسق بزيادة لام أوله، وقيل لاسر براء بدل القاف، وقيل لاس بغير راء، وقيل لا شوم، بضم المعجمة بعدها واو ثم ميم، وقيل مثله لكن بزيادة هاء في آخره. وقيل: الأشق، بفتح الهمزة وتخفيف اللام، وقيل الأشر مثله؛ لكن بدل القاف راء، ومنهم من أشبع الشين بوزن ألاحين، وقيل ناشر، بنون وشين معجمة ثم راء، وقيل ناشب، بموحدة بدل الراء؛ وقيل غرنوق.
واختلف في اسم أبيه؛ فقيل عمرو، وقيل قيس، وقيل ناسم، وقيل لاسم، وقيل لاسر، وقيل ناشب، وقيل ناشر، وقيل جرهم، وقيل جرهوم، وقيل حمير، وقيل جرثوم، وقيل بزيادة هاء، وقيل جلهم، وقيل عبد الكريم؛ كذا في كتاب ابن سعد.
واسم جده لم أقف عليه. واللَّه أعلم.
__________
(1) أخرجه الحاكم 2/ 419، والدار الدّارقطنيّ 4/ 17، والطبراني في الصغير 1/ 180 والبيهقي 7/ 318 وابن أبي شيبة 5/ 16، 14/ 224 وانظر نصب الراية 3/ 231 والتلخيص للمصنف 3/ 210.
(2) أسد الغابة: ت 5751، الاستيعاب: ت 2927.(7/50)
وهو منسوب إلى بني خشين، واسمه وائل بن النمر بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.
وقال ابن الكلبيّ: هو من ولد ليوان بن مرّ بن خشين.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عدة أحاديث، منها في الصحيحين من طريق ربيعة بن يزيد: قلت:
يا رسول اللَّه، إنا بأرض قوم من أهل الكتاب نأكل في آنيتهم، وأرض صيد أصيد بقوسي وأصيد بكلبي المعلم وبكلبي الّذي ليس بمعلم، فأخبرني بالذي يحلّ لنا من ذلك ...
الحديث.
وسكن أبو ثعلبة الشام. وقيل حمص. روى عنه أبو إدريس الخولانيّ، وأبو أمية الشعبانيّ، وأبو أسماء الرحبيّ، وسعيد بن المسيب، وجبير بن نفير، وأبو قلابة، ومكحول، وآخرون، ومنهم من لم يدركه.
قال ابن البرقيّ تبعا لابن الكلبيّ: كان ممن بايع تحت الشجرة، وضرب له بسهمه في خيبر، وأرسله النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إلى قومه فأسلموا.
وأخرج ابن سعد بسند له إلى محجن بن وهب؛ قال: قدم أبو ثعلبة على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وهو يتجهز إلى خيبر، فأسلم، وخرج معه فشهدها، ثم قدم بعد ذلك سبعة نفر من قومه فأسلموا ونزلوا عليه.
قال أبو الحسن بن سميع: بلغني أنه كان أقدم إسلاما من أبي هريرة، وعاش بعد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، ولم يقاتل بصفين مع أحد الفريقين، ومات في أول خلافة معاوية، كذا قال؛ والمعروف خلافه.
وقال أبو عليّ الخولانيّ: كان ينزل داريا، وأخرج ابن عساكر في ترجمته، من طريق محفوظ بن علقمة، عن ابن عائذ قال: قال ناشرة بن سمي: ما رأينا أصدق حديثا من أبي ثعلبة! لقد صدقنا حديثه في أفنية الأودية؛ قال علي: وكان لا يأتي عليه ليلة إلا خرج ينظر إلى السماء فينظر كيف هي، ثم يرجع فيسجد.
وعن أبي الزّاهريّة قال: قال أبو ثعلبة: إني لأرجو اللَّه ألا يخنقني كما أراكم تخنقون عند الموت. قال: فبينما هو يصلي في جوف الليل قبض وهو ساجد، فرأت ابنته في النوم أن أباها قد مات، فاستيقظت فزعة فنادت: أين أبي، فقيل لها في مصلاه، فنادته فلم يجبها، فأتته فوجدته ساجدا فأنبهته فحركته فسقط ميتا.
قال أبو عبيد وابن سعد، وخليفة بن خيّاط، وهارون الحمّال وأبو حسّان الزّياديّ:
مات سنة خمس وسبعين.(7/51)
9673- أبو ثمامة الكناني:
آخر من كان ينسأ بالحرم في الجاهلية، اسمه جنادة. تقدم في حرف الجيم، وقيل اسمه أمية.
9674- أبو ثور الفهميّ «1»
: قال أبو زرعة الرّازيّ: له صحبة، ولا أعرف اسمه.
وقال البغويّ؛ سكن مصر. وقال أبو أحمد الحاكم: لا أعرف اسمه ولا سياق نسبه.
قلت:
أخرج حديثه أحمد، والبغوي، وابن السكن، وغيرهم، من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو عنه؛ قال: كنا عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فأتى بثوب من معافر، فقال أبو سفيان: لعن اللَّه هذا الثوب؛ ولعن من يعمله. فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا تلعنهم، فإنّهم منّي وأنا منهم» «2» .
ولأبي ثور رواية أيضا عن عثمان ذكرها ...
9675- أبو ثور:
محمد بن معديكرب الزبيدي. تقدم في الأسماء.
القسم الثاني
خال.
القسم الثالث
9676- أبو ثعلبة القرظي:
له إدراك، وسمع من عمر، روى عنه الزهري،
ذكره أبو أحمد في «الكنى» من طريق عبد الرحمن بن يحيى العدوي، عن يونس الديليّ، عن الزهري، عن أبي ثعلبة القرظي؛ سمعت عمر يقول: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «يحترقون، فإذا صلّوا الصّبح غسلت ما كان قبلها ... » الحديث.
قال أبو أحمد: هذا حديث منكر، وذكر أبي ثعلبة فيه غير محفوظ، وعبد الرحمن بن يحيى ليس ممن يعتمد على روايته، والمعروف ثعلبة بن أبي مالك القرظي.
قلت: لا يبعد احتمال أن يكون غيره.
__________
(1) الكنى والأسماء 1/ 21.
(2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 305 عن أبي ثور الفهميّ وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 59 عن أبي ثور ... الحديث وقال رواه أحمد والطبراني وإسنادهما حسن وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34029.(7/52)
القسم الرابع
9677- أبو ثعلبة الأنصاري «1»
: ذكره ابن مندة،
وأخرج من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن مالك بن ثعلبة، عن أبيه- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قضى في وادي مهزور أنّ الماء يحبس إلى الكعبين ... الحديث.
هذا خطأ، وهو مقلوب الأسماء، والصواب ثعلبة بن أبي مالك كما مضى في الأسماء في القسم الرابع، وهو قرظي من حلفاء الأنصار، ولم يسمعه من النبي صلى اللَّه عليه وسلّم؛ بينهما رجل لم يسمّ، وهو عند أبي داود على الصواب.
حرف الجيم
القسم الأول
9678- أبو جابر الأنصاري:
عبد اللَّه بن عمرو بن حرام- تقدم في الأسماء.
9679- أبو جابر الصدفي «2»
: ذكره الطّبرانيّ فيمن أبهم اسمه،
واستدركه أبو موسى في «الكنى» ، من طريقه، عن الأعمش، عن قيس بن جابر الصدفي، عن أبيه، عن جده- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «سيكون من بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء أمراء، ومن بعد الأمراء ملوك، ومن بعد الملوك جبابرة، ثمّ يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا ... » «3» الحديث.
والراويّ له عن الأعمش حسين بن علي الكندي، لا أعرفه، ولا أعرف حال جابر والد قيس.
9680- أبو جابر اليمامي:
سيار بن طلق. تقدم في الأسماء.
9681- أبو جارية الأنصاري «4»
:
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 153 الاستبصار 339.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 154.
(3) أورده الهيثمي في الزوائد 5/ 193 عن قيس بن جابر عن أبيه عن جده وقال رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.
(4) الإكمال 312- المؤتلف والمختلف 25- تبصير المنتبه 1/ 232- الإكمال 2/ 3.(7/53)
حدث عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أنه قال: «القرآن كلّه صواب» .
وروى حديثه حرب بن ثابت، عن إسحاق بن جارية، عن أبيه، عن جده. ذكره ابن مندة هكذا. وذكر الدّارقطنيّ في «المؤتلف» رواية جارية بن إسحاق، عن أبيه، عن جده أبي الجارية في الصلاة على النجاشي. وتبعه ابن ماكولا.
9682- أبو جبير:
نفير بن مالك الكندي. ويقال الحضرميّ- تقدم في الأسماء.
9683- أبو جبيرة «1»
: بفتح أوله، ابن الضحاك بن خليفة الأنصاري الأشهلي، لا يعرف اسمه.
قال أبو أحمد الحاكم، وابن مندة: هو أخو ثابت بن الضحاك. قال أبو أحمد، وتبعه ابن عبد البرّ: قال بعضهم: له صحبة. وقال بعضهم: لا صحبة له. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عدة أحاديث. روى عنه ابنه محمود، وقيس بن أبي حازم، وشبل بن عوف، وعامر الشعبي. قال ابن أبي حاتم عن أبيه: لا أعلم له صحبة.
قلت: أخرج حديثه البخاريّ في «الأدب المفرد» وأصحاب السنن، وصححه الحاكم، وحسّنه التّرمذيّ، ولفظه فينا نزلت هذه الآية: وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ.
9684- أبو جبيرة بن الحصين «2»
: بن النعمان بن سنان بن عبد بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي.
مذكور في الصحابة؛ قاله أبو عمر.
قلت: تقدم ذكره في أسلم، وسماه أبو عبيد القاسم بن سلام كذلك.
9685- أبو جحش الليثي «3»
: أخرج حديثه أبو الشّيخ في كتاب «العظمة» ،
والحاكم في «المستدرك» من طريق عبد الملك بن قدامة، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن دينار، عن أبيه، عن ابن عمر؛ قال: جاء عمر والصلاة قائمة وثلاثة نفر جلوس أحدهم أبو جحش الليثي، فقال: قوموا فصلوا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقام اثنان. وأما أبو جحش فقال: لا أقوم حتى يأتيني أقوى مني ذراعين فيصرعني حتى يدمي وجهي في التراب. ففعل به عمر، فذكر الحديث في صفة عبادة
__________
(1) تصحيفات المحدثين 693، تقريب التقريب 2/ 405، تهذيب التهذيب 12/ 53 بقي بن مخلد 353، تنقيح المقال 3/ 8، تاريخ الثقات 1921، الطبقات 6/ 248.
(2) تصحيفات المحدثين 694.
(3) تنقيح المقال 3/ 8.(7/54)
الملائكة؛ ولفظه: فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «اجلس يغنى الرّب عن صلاة أبي جحش، إنّ للَّه في سماء الدّنيا ملائكة خشوعا لا يرفعون رءوسهم حتّى تقوم السّاعة» .
وفي الحديث أيضا: إن رضا عمر رحمة. وأخرجه أبو نعيم من طريقه؛ وقال الحاكم على شرط البخاري، ورده الذهبي بأنه غريب منكر، وليس على شرطه.
قلت: وليس في سنده إلا عبد الملك بن قدامة الجمحيّ، وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين والعجليّ، وضعّفه أبو حاتم، والنسائي، وقال البخاري: يعرف وينكر.
9686- أبو جحيفة:
وهب بن عبد اللَّه السوائي «1» - تقدم في الأسماء.
9687- أبو الجراح الأشجعي:
ويقال الجراح.
قال أبو موسى في «الذّيل» : ذكره خليفة بن خياط بلفظ الكنية.
قلت: تقدم في الأسماء.
9688- أبو جرول:
زهير بن صرد الجشمي «2» . تقدم في الأسماء.
9689- أبو جرول:
آخر، هو هند بن الصامت. تقدم.
9690- أبو جري:
بالتصغير، هو جابر بن سليم، أو سليم بن جابر الهجيمي «3» .
تقدم ورجّح البخاريّ الأول.
9691- أبو الجعال الجذامي «4»
: ذكره الأموي في المغازي، عن ابن إسحاق فيمن وفد على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم من ضمام يطلبون سبيهم الذين سباهم زيد بن حارثة، وأنشد له في ذلك شعرا.
9692- أبو الجعد:
أفلح، أخو أبي القعيس «5» ، والد عائشة، رضي اللَّه تعالى عنها من الرضاعة. تقدم. كناه أباه الجعد بن جريج في روايته عن عطاء عن عروة، عن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها.
9693- أبو الجعد الضمريّ «6»
:
__________
(1) أسد الغابة: ت 5759، الاستيعاب: ت 2932.
(2) أسد الغابة: ت 5762.
(3) أسد الغابة: ت 5763، الاستيعاب: ت 2933.
(4) تنقيح المقال 3/ 8.
(5) أسد الغابة: ت 5766، الاستيعاب: ت 2934.
(6) تجريد أسماء الصحابة 2/ 155، بقي بن مخلد 299، تقريب التهذيب 2/ 405، تهذيب التهذيب- 12/ 54، الكاشف 3/ 321، تنقيح المقال 3/ 8، خلاصة تذهيب 3/ 208، الجرح والتعديل 9/ 355، تهذيب الكمال 3/ 1592، الكنى والأسماء 21، التاريخ الكبير 9/ 20.(7/55)
قال البخاري: لا أعرف اسمه، ولا أعرف له إلا هذا الحديث، يعني الّذي أخرجه له أصحاب السّنن والبغويّ، وصحّحه ابن خزيمة، وابن حبّان وغيرهما، وهو من «التّرهيب» :
من ترك صلاة الجمعة ... الحديث.
ووقع في بعض طرقه: وكانت له صحبة، وسماه غيره أدرع، وقيل جنادة، وقيل عمرو بن بكر، يروي عن سلمان الفارسيّ أيضا. روى عنه عبيدة بن سفيان الحضرميّ، وكان على قومه في غزوة الفتح؛ قاله ابن سعد. وقال ابن البرقيّ: قتل مع عائشة رضي اللَّه تعالى عنها في وقعة الجمل. وقال البغويّ: سكن المدينة، وكانت له دار في بني ضمرة، وعزاه لابن سعد، وزاد أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم بعثه يحشر قومه لغزو الفتح، وبعثه أيضا إلى قومه حين أراد الخروج إلى تبوك يستنفر قومه، فخرج إليهم إلى الساحل فنفروا معه إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
9694- أبو الجعيجعة:
صاحب الرقيق» .
ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق أبي مقاتل حفص بن مسلم، عن عبد اللَّه بن عوف، عن الحسن- أنّ رجلا كان على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يبيع الرقيق، يقال له أبو الجعيجعة:
قال: فذكر الحديث.
9695- أبو جمعة الأنصاري «2»
: ويقال الكنانيّ، ويقال القاري، بتشديد الياء، مشهور بكنيته مختلف في اسمه؛ قيل:
اسمه جندب بن سبع. وقيل ابن سباع، وقيل ابن وهب، اسمه جنبد- بتقديم النون على الموحدة. وقيل حبيب، بمهملة مفتوحة وموحدة؛ وهو أرجح الأقوال.
ذكره محمّد بن الرّبيع الجيزيّ في الصحابة الذين شهدوا فتح مصر. وقال ابن سعد:
وكان بالشام، ثم تحوّل إلى مصر.
وأخرج الطّبرانيّ ما يدلّ على أنه أسلم أيام الحديبيّة؛ فأخرج من طريق حجر أبي خلف، عن عبد اللَّه بن عوف، عن أبي جمعة جنبد بن سبع الأنصاري؛ قال: قاتلت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أول النهار كافرا، وقاتلت معه آخر النهار مسلما، وكنّا ثلاثة رجال وتسع نسوة، وفينا نزلت:
__________
(1) أسد الغابة: ت 5769.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 155، تقريب التهذيب 2/ 407، خلاصة تذهيب 3/ 209، تهذيب الكمال 3/ 1594، الكنى والأسماء 22، بقي بن مخلد 233، ذيل الكاشف 1777، التاريخ الكبير 9/ 84.(7/56)
وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ [الفتح: 25] .
قلت: وقوله الأنصاري لا يصح؛ لأن الأنصار حينئذ لم يبق منهم من يقاتل المسلمين مع قريش.
وقد أخرج الطّبرانيّ أيضا، من طريق صالح بن جبير، عن أبي جمعة الكناني حديثا؛ فهذا أشبه ويحتمل أن يكون أنصاريا بالحلف،
فقد روينا في الأربعين للنسفي التي وقعت لنا من حديث السلفي متصلة بالسماع من رواية معاوية بن صالح، عن صالح بن جبير؛ قال: قدم علينا أبو جمعة الأنصاري صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ببيت المقدس ليصلي فيه، ومعنا رجاء بن حيوة يومئذ؛ فلما انصرف خرجنا معه لنشيّعه، فلما أردنا الانصراف قال: إن لكم جائزة وحقا أحدّثكم بحديث سمعته من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. قال: قلنا: هات يرحمك اللَّه. قال:
كنا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ومعنا معاذ عاشر عشرة، فقلنا: يا رسول اللَّه، هل من قوم أعظم أجرا منا، آمنا بك، واتبعناك؟ قال: «ما يمنعكم ورسول اللَّه بين أظهركم، ويأتيكم الوحي من السّماء» ؟ الحديث.
وله شاهد من طريق أسيد بن عبد الرحمن عن صالح بن جبير بغير إسناده، أخرجه أحمد والدارميّ، وصححه الحاكم.
وأخرج حديثه البخاريّ في كتاب «خلق أفعال العباد» ، واختلف فيه على الأوزاعي؛ فقال الأكثر: عنه عن أسيد عن خالد بن دريك، عن ابن محيريز؛ قال: قلت لأبي جمعة، قال: تغدينا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ومعنا أبو عبيدة بن الجراح ... الحديث.
وقال ابن شماسة عن الأوزاعيّ عن أسيد، عن صالح بن محمد: حدثني أبو جمعة، وروى عنه أيضا مولاه ولم يسم، وصالح بن جبير، وعبد اللَّه بن محيريز، وعبد اللَّه بن عوف الرمليّ.
وذكره البخاريّ في فضل من مات بين السبعين إلى الثمانين. وأغرب ابن حبّان فقال في ثقات التابعين: أبو جمعة حبيب بن سباع روى عن جماعة من الصحابة.
9696- أبو جميلة السلمي «1»
: اسمه سنين بمهملة ونونين مصغرا.
ذكر البخاريّ في تصحيحه تعليقا أنه شهد فتح مكة، وذكر قصته مع عمر في المنبوذ، وأن عريفه شهد عند عمر أنه رجل صالح، ووصله مالك.
__________
(1) تقريب التهذيب 2/ 407، تهذيب التهذيب 12/ 60، الطبقات الكبرى بيروت 5/ 63، الكنى والأسماء 1/ 66.(7/57)
وقد تقدمت ترجمته في حرف السين المهملة في الأسماء. وقال بعضهم: إنه ضمري، وسمي ابن حبان أباه واقدا، وقيل اسم أبيه فرقد.
وله رواية أيضا عن أبي بكر، وعمر. روى عنه الزهري أنه أدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وحج معه، وخرج معه عام الفتح.
وقال ابن سعد: له أحاديث، وذكره في الطبقة الأولى من التابعين، وكذا قال العجليّ إنه تابعي ثقة. وفرق البغويّ بينه وبين سنين بن واقد كما تقدم في الأسماء.
9697- أبو جندب العتقيّ «1»
: بضم المهملة وفتح المثناة ثم قاف.
قال أبو سعيد بن يونس: شهد فتح مصر، وله صحبة، وليس له حديث.
9698- أبو جندب الفزاري «2»
: ذكره مطيّن، والباورديّ في الصحابة، وأخرجا من طريق النضر بن منصور، عن سهل الفزاري، عن جندب الفزاري، عن أبيه: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إذا لقي أصحابه لم يصافحهم «3» ، وزاد الباوردي في بعض مغازيه: فلقينا قوم قد فاتتهم الصلاة.
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه رواته مجهولون. وذكره أبو نعيم وأبو موسى من طريق مطيّن، واستدركه ابن فتحون.
9699- أبو جندل بن سهيل
بن عمرو القرشي العامري «4» .
تقدم نسبه في ترجمة والده؛ قيل اسمه عبد اللَّه، وكان من السابقين إلى الإسلام، وممن عذّب بسبب إسلامه.
ثبت ذكره
في صحيح البخاريّ في قصة الحديبيّة، من طريق معمر عن الزهري، عن عروة، عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، فذكر القصة؛ قال: وجاء أبو جندل بن سهيل يرسف في قيوده، فقال: يا معشر المسلمين، أردّ إلى المشركين وقد جئت مسلما! ألا ترون إلى ما لقيت، وكان قد عذب عذابا شديدا، وكان مجيئه قبل فراغ الكتاب؛ فقال النبي
__________
(1) أسد الغابة: ت 5773.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 156.
(3) أورده ابن حجر في فتح الباري 11/ 59. والحسيني في اتحاف السادة المتقين 7/ 110 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18499 وعزاه للطبراني في الكبير عن جندب.
(4) الثقات لابن حبان 5/ 568، الطبقات الكبرى بيروت 2/ 97 و 99 و 101- 4/ 154.(7/58)
صلى اللَّه عليه وسلّم: «أجزه لي» «1» . فامتنع، وقال: هذا ما أقاضيك عليه. فقال: «إنّا لم نقض الكتاب بعد» . قال: فو اللَّه لا أصالحك على شيء أبدا. فأخذ سهيل بن عمر وأبوه فرجع به، فذكر قصة إسلامه ولحاقه بأبي بصير بساحل البحر، وانضمّ إليهما جماعة لا يدعون لقريش شيئا إلا أخذوه حتى بعثوا إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يسألونه أن يضمهم إليه.
وأورده البغويّ من طريق عبد الرزاق مطولا، وقد ساقها ابن إسحاق عن الزهري مطولة.
وثبت ذكره في الصحيح في حديث سهل بن سعد أيضا أنه قال يوم صفّين: أيها الناس، اتهموا رأيكم، لقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أردّ أمر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لرددته، يعني في أمر أبي جندل.
وذكره أهل المغازي فيمن شهد بدرا، وكان أقبل مع المشركين، فانحاز إلى المسلمين، ثم أسر بعد ذلك، وعذّب ليرجع عن دينه، ثم لما كان في فتح مكة؛ كان هو الّذي استأمن لأبيه، ذكر ذلك الواقدي من حديث سهيل؛ قال: لما دخل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مكة أغلقت بابي، وأرسلت ابني عبد اللَّه أن اطلب لي جوارا من محمد ... فذكر الحديث في تأمينه إياه.
واستشهد أبو جندل باليمامة وهو ابن ثمان وثلاثين سنة؛ قاله خليفة وابن إسحاق وأبو معشر وغيرهم.
9700- أبو جنيد:
مصغرا، ابن جندع «2» ، من عمرو بن مازن.
ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق البلويّ عن عمارة بن زيد، عن عبد اللَّه بن العلاء، عن الزهري: سمعت سعيد بن حبان يذكر عن أبي عنفوانة البارقي: سمعت أبا جنيد بن جندع المازني يقول: قدمت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يوم حنين غداة هوازن.. فذكر الحديث.
والبلويّ متروك.
9701- أبو جنيدة الفهري «3»
: ذكره مطيّن في الصحابة، والطبراني عنه، وأبو نعيم عنه، وأخرج
من طريق إسحاق
__________
(1) أخرجه البخاري 3/ 256. أخرجه أحمد في المسند 4/ 330. والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 220، والطبري في تفسيره 26/ 63.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 156.
(3) أسد الغابة: ت 5777.(7/59)
ابن عبد اللَّه بن أبي فروة، عن أبي جنيدة الفهري، عن أبيه، عن جده؛ قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من سقى عطشان فأرواه فتحت له أبواب الجنّة ... » «1» الحديث.
وأخرجه أبو نعيم، وأبو موسى، هذه رواية مطيّن عن محمد بن علي الملطي. وقال جابر بن كردي، عن يزيد بن هارون، عن إسحاق بن خليدة، بخاء معجمة ولام ودال؛ ووافقه داود بن الجراح، عن أبي غسان، عن إسحاق؛ لكن قال ابن خليد بلا هاء.
قال أبو موسى: ورواه أبو الشّيخ من طريق أخرى، فقال ابن خليدة عن أبيه عن حذيفة.
9702- أبو جهاد الأنصاري السلمي «2»
: قال أبو نعيم: يعدّ في المصريين، وأخرج من طريق ابن وهب، عن سعيد بن عبد الرحمن، حدثني رجل من الأنصار من بني سلمة، عن أبيه، عن جده أبي جهاد، وكان أبو جهاد من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم؛ فقال له ابنه: يا أبتاه، رأيتم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وصحبتموه، واللَّه لو رأيته لفعلت وفعلت. فقال له أبوه: اتّق اللَّه وسدّد؛ فو الّذي نفسي بيده لقد رأيتنا معه ليلة الخندق وهو يقول: من يذهب فيأتينا بخبرهم جعله اللَّه رفيقي يوم القيامة، فما قام من الناس أحد من صميم ما بهم من الجوع والقر، حتى نادى في الثالثة: يا حذيفة. وأخرجه الدولابي من هذا الوجه.
9703- أبو الجهم بن حذيفة «3»
بن غانم بن عامر بن عبد اللَّه بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي.
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 134 عن أبي حيدة الفهري عن أبيه عن جده بلفظه قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وفيه إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فروة وهو ضعيف، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 16382 وعزاه للطبراني عن أبي جنيدة الفهري عن أبيه عن جده.
(2) أسد الغابة: ت 5779.
(3) طبقات ابن سعد 5/ 451، التاريخ لابن معين 2/ 700، تاريخ خليفة 227، المحبر 298، سيرة ابن هشام 1/ 172، تاريخ الإسلام (السيرة النبويّة) 501، المغازي 512، عهد الخلفاء الراشدين 460، سير أعلام النبلاء 2/ 556، التذكرة الحمدونية 2/ 268، وفيات الأعيان 2/ 535، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 206، جمهرة أنساب العرب، مروج الذهب 1607، نسب قريش 369، العقد الفريد 4/ 286، عيون الأخبار 1/ 283، أنساب الأشراف 1/ 57، البرصان والعرجان 98، المغازي للواقدي 513، الزهد لابن المبارك 185، تاريخ الطبري 4/ 198، الأسامي والكنى للحاكم 108، الأخبار الطوال 198، تاريخ الإسلام 1/ 335.(7/60)
قال البخاريّ وجماعة: اسمه عامر، وقيل اسمه عبيد، بالضم؛ قاله الزبير بن بكار، وابن سعد؛ وقالا: إنه من مسلمة الفتح.
وقال البغويّ، عن مصعب: كان من معمري قريش ومن مشيختهم.
وحكى ابن مندة أن أبا عاصم فرق بين أبي جهم بن حذيفة وعبيد بن حذيفة، قال الزبير: كان من مشيخة قريش، وهو أحد الأربعة الذين كانت قريش تأخذ عنهم النسب؛ قال: وقال عمي: كان من المعمّرين، حضر بناء الكعبة مرتين: حتى بنتها قريش، وحين بناها ابن الزبير، وهو أحد الأربعة الذين تولوا دفن عثمان.
وأخرج البغويّ، من طريق حفص بن غياث، عن هشام بن عروة، عن أبيه؛ قال: لما أصيب عثمان أرادوا الصلاة عليه فمنعوا، فقال أبو الجهم: دعوه، فقد صلّى اللَّه عليه ورسوله.
وأخرج ابن أبي عاصم في كتاب «الحكماء» ، من طريق عبد اللَّه بن الوليد، عن أبي بكر بن عبيد اللَّه بن أبي الجهم؛ قال: سمعت أبا الجهم يقول: لقد تركت الخمر في الجاهلية وما تركتها إلا خشية على عقلي وما فيها من الفساد.
وثبت ذكره
في الصحيحين من طريق عروة، عن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها؛ قالت: صلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في خميصة لها أعلام؛ فقال: «اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وائتوني بأنبجانيّة أبي جهم فإنّها ألهتني آنفا عن صلاتي» «1» .
وذكر الزبير من وجه آخر مرسلا- أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أتى بخميصتين سوداوين، فلبس إحداهما وبعث الأخرى إلى أبي جهم، ثم إنه أرسل إلى أبي جهم في تلك الخميصة، وبعث إليه التي لبسها هو، ولبس هو التي كانت عند أبي جهم بعد أن لبسها أبو جهم لبسات.
وثبت ذكره في حديث فاطمة بنت قيس لما قالت إن معاوية وأبا جهم خطباني؛ «أمّا أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه» ، وقالوا: إنه كان ضرّابا للنّساء.
وقال ابن سعد: كان شديد العارضة، وكان عمر يمنعه حتى كفّ من لسانه. وتقدمت له قصة أخرى في ترجمة خالد بن البرصاء.
__________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 104، 7/ 190. ومسلم 1/ 391 كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب 15 كراهة الصلاة في ثوب له أعلام حديث رقم 62- 556. وأبو داود 2/ 447 كتاب اللباس باب من كرهه حديث 4052 والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 423.(7/61)
وأخرج ابن المبارك في «الزّهد» من طريق عمر بن سعيد بن أبي حسين، حدثني ابن سابط وغيره أن أبا جهم بن حذيفة قال: انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عمي، ومعي شنة من ماء ... فذكر القصة.
قال ابن سعد: مات في آخر خلافة معاوية.
قلت: وما تقدم عن الزبير أنه حضر بناء الكعبة إن ثبت يدلّ على أنه تأخر إلى أول خلافة ابن الزبير، ويؤيّده ما رواه ابن أخي الأصمعي في النوادر عن عمه، عن عيسى بن عمر؛ قال: وفد أبو جهم على معاوية ثم على يزيد، ثم ذكر قصة له مع ابن الزبير.
9704- أبو الجهيم
بن الحارث بن الصمّة «1» بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول بن عامر بن مالك بن النجار الأنصاري.
وقيل في نسبه غير ذلك، فقيل اسمه عبد اللَّه، وقيل اسمه الحارث بن الصمة، ورجّحه ابن أبي حاتم، ثم ترجمه ابن أبي حاتم أيضا عبد اللَّه بن جهيم أبو جهيم جعله اثنين.
وقال ابن مندة: أبو جهيم بن الحارث، ويقال عبد اللَّه بن جهيم بن الحارث بن الصمة، فجعل الحارث بن الصمة جده؛ وما أظنه إلا وهما، وتبعه ابن الأثير، ونسبه إلى الاستيعاب أيضا.
وحديث أبي جهيم بن الحارث في الصحيحين وغيرهما من رواية عن مالك، عن أبي النضر، عن بشر بن سعيد- أن زيد بن خالد أرسله إلى أبي جهيم يسأله: ما سمع من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في المارّ بين يدي المصلي ماذا عليه؟ الحديث.
وقد رواه ابن عيينة، عن أبي النضر، عن بشر؛ قال: أرسلنى أبو جهيم عبد اللَّه بن جهيم إلى زيد بن خالد، وهو مقلوب؛ أخرجه ابن ماجة، وأخرجه مسلم معلقا، ووصله البخاريّ وأبو داود والنّسائيّ من طريق الأعرج، عن عمير مولى ابن عباس؛ قال: أقبلت أنا وعبد اللَّه بن يسار حتى دخلنا على أبي جهيم؛ فقال: أقبل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من نحو بئر جمل «2» فلقيه رجل فسلم عليه ... الحديث في التيمم قبل قبل ردّ السلام.
ورواه ابن لهيعة، عن عبد اللَّه بن يسار، عن أبي جهيم. أخرجه أحمد.
ولأبي جهيم حديث آخر أخرجه أحمد والبغويّ من طريق يزيد بن خصيفة، عن
__________
(1) المغني للهندي 287- تهذيب الكمال 1594.
(2) بئر جمل: موضع بالمدينة فيه مال من أموالها. انظر: معجم البلدان 1/ 355.(7/62)
مسلم بن سعيد مولى ابن الحضرميّ، عن أبي جهيم الأنصاري أن رجلين اختلفا في آية ...
الحديث ... وفيه: إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف «1» .
وروى عنه أيضا بشر بن سعيد، وأخوه مسلم بن سعيد، ويقال ابن أخت أبيّ بن كعب.
9705- أبو جهيمة: عبد اللَّه بن جهيم: «2»
مرّ ذكره في الّذي قبله، وتقدم في العبادلة.
9706- أبو جهينة:
بالنون بدل الميم، الأنصاري.
ذكره الثّعلبيّ في تفسير قوله تعالى: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ [المطففين: 1] ، فأخرج من طريق السدي أنه كان له مكيالان يكيل بأحدهما ويكتال بالآخر فنزلت: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ [المطففين: 1] . واستدركه ابن فتحون.
9707- أبو الجون:
هو قتادة بن الأعور. تقدم في القاف، ذكره البغوي.
9708- أبو جييش بن ذي اللحية:
العامري الكلابي.
ذكره سيف في «الفتوح» ، وقال: استعمله خالد بن الوليد على هوازن فيمن استعمله من كماة الصحابة عند دخول العراق. واستدركه ابن فتحون.
القسم الثاني
9709- أبو جعفر الأنصاري «3»
: غير منسوب.
جاء عنه ما يدل على أنه ولد في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فأقلّ أحواله أن يكون من أهل هذا القسم؛ فأخرج ابن أبي شيبة من طريق ثابت بن عبيد، عن أبي جعفر الأنصاري؛ قال: رأيت
__________
(1) أخرجه أبو داود 1/ 466 كتاب الصلاة باب أنزل القرآن على سبعة أحرف حديث رقم 1477، 1478، أحمد في المسند 4/ 205 والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 145، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 20369، وأورده السيوطي في الدر المنثور 5/ 62، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3070، 3104.
(2) أسد الغابة: ت 5783، الاستيعاب: ت 2942.
(3) الجرح والتعديل 9/ 352، 353، حاشية الإكمال 5/ 36، در السحابة 1/ 86، الكنى والأسماء 1/ 136، تقريب التهذيب 2/ 406، تهذيب التهذيب 12/ 58، تهذيب الكمال 1593، 7/ 79 أبو الجمل- أيوب بن واقد (العجليّ) يراجع المغني 7381، الكنى والأسماء 1/ 138، الميزان 4/ 735.(7/63)
أبا بكر الصديق ورأسه ولحيته كأنهما جمر الغضا، وبه أنه شهد قتل عثمان. فذكر قصته.
وقد فرق أبو أحمد الحاكم بين هذا وبين أبي جعفر الأنصاري الّذي روى عن أبي هريرة، وهو الظاهر.
القسم الثالث
9710- أبو جامع بن مخارق
بن عبد اللَّه بن شداد الهلالي.
تقدم نسبه في ترجمة أخيه قبيصة في الأسماء؛ ولهذا أدرك. ولما مات رثاه ابن همام السلولي؛ قاله ابن الكلبيّ.
9711- أبو جبر:
أحد من استشهد يوم جسر أبو عبيد الثقفي في فتوح العراق.
وقع ذكره في قصيدة لأبي محجن الثقفي رثى فيها من استشهد يومئذ يقول فيها:
وأضحى أبو جبر خليّا بيوته ... وقد كان يغشاها الضّعاف الأرامل
[الطويل]
9712- أبو الجعد الغطفانيّ:
والد سالم «1» .
قال البخاريّ وغيره: اسمه رافع. وقال البغويّ؛ أدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
قلت: حديثه عن عبد اللَّه بن مسعود عند مسلم في كتاب التوبة في أواخر الصحيح، وله أيضا رواية عن علي بن أبي طالب.
روى عنه ابنه سالم بن أبي الجعد، والشعبي.
وذكر الحسن بن سفيان في مسندة عنه حديثا مرسلا؛ قال: حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا الحارث بن النعمان، عن أبي هريرة الحمصي، حدثني علي بن أبي طلحة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبيه؛ قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «البرّ لا يبلى، والإثم لا ينسى، والذّنب لا يفنى» «2» .
قلت: والحارث بن النعمان ضعيف، وشيخه ما عرفته. وقد أخرج المتن أبو نعيم من
__________
(1) تقريب التهذيب 2/ 406، تهذيب التهذيب 12/ 55، الكنى والأسماء 1/ 138، تهذيب الكمال 1593، الكاشف 1/ 30، رجال صحيح مسلم 1/ 207.
(2) أورده العجلوني في كشف الخفاء 1/ 336 ولفظه البر لا يبلى والذنب لا ينسى ... قال العجلوني رواه أبو نعيم وابن عدي والديلميّ عن ابن عمر ورواه عبد الرزاق في الزهد عن أبي قلابة مرسلا، وأحمد عن أبي الدرداء موقوفا. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43672، 43724.(7/64)
طريق مكرم بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الملك، عن نافع، عن ابن عمر به، وأتم منه، ومحمد بن عبد الملك كذبوه.
9713- أبو الجعيد:
له إدراك، وله ذكر في وقعة اليرموك؛ فذكر محمد بن عائذ، عن الوليد؛ قال: أخبرني شيخ من بني أبي الجعيد، عن أبيه أبي الجعيد- أنه أشار على المسلمين ببيات الروم، فقبلوا منه، فبيتوهم، فذكر القصة؛ وفيها: أنه وقع في الوادي ثمانون ألفا لا يعرف الآخر ما لقي الأول.
9714- أبو الجلندي الأزدي:
له إدراك، وقدم على عمر، فقال له أعرابيّ: ممّن أنت؟ قال: أنا ممن أنعم اللَّه عليه بالإسلام، وكان معه أبو صفرة والد المهلب. ذكره ابن الكلبيّ.
9715- أبو جمعة بن خالد
بن عبيد بن ميسر بن رباح بن سالم بن غاضرة بن حبيشة بن كعب الخزاعي.
له إدراك، وهو جدّ كثير بن عبد الرحمن الخزاعي الشاعر المشهور من قبل أمه. ذكره ابن الكلبيّ.
9716- أبو جندل بن سهيل:
شامي.
له إدراك، وسمع من بلال، ذكره الحاكم أبو أحمد، وفرق بينه وبين أبي جندل بن سهيل بن عمرو الماضي ذكره في الأول.
وأخرج من طريق عبد اللَّه بن عبيد الكلاعي، عن مكحول، عن الحارث بن معاوية الكندي، وأبي جندل بن سهيل؛ قالا: سألنا بلالا مؤذن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر حديثه. قال الحاكم: قال فيه بعض الرواة عن أبي جندل بن سهيل بن عمرو من بني عامر بن لؤيّ، وهو وهم، لأن أبا جندل العامري استشهد باليمامة، ولم يدركه مكحول، ولا روى هو عن بلال.
وذكر ابن عساكر نحو ما ذكر الحاكم أبو أحمد- أنّ الزبير بن بكار فرّق بينهما أيضا، والرواية التي في هذه القصة فيها أبو جندل بن سهيل بن عمرو؛ وأخرجها تمام في فوائده.
9717- أبو جندلة:
زوج أمامة.
له إدراك، وقع ذكره في حديث عبد اللَّه بن قرط الثّمالي أمير حمص لعمر. أخرج أبو الشيخ في كتاب النكاح من طريق مسكين بن ميمون المؤذن، عن عروة بن رويم- أن عبد اللَّه بن قرط الثّمالي كان يعس بحمص ذات ليلة وكان عاملا لعمر، فمرت به عروس وهم(7/65)
يوقدون النيران بين يديها، فضربهم بدرّته حتى تفرقوا عن عروسهم، فلما أصبح قعد على منبره فحمد اللَّه وأثنى عليه فقال: إن أبا جندلة نكح أمامة فصنع لها حثيات من طعام، فرحم اللَّه أبا جندلة وصلى على أمامة، ولعن اللَّه عروسكم البارحة، أوقدوا النيران وتشبّهوا بالكفرة، واللَّه مطفئ نورهم؛ قال: وعبد اللَّه بن قرط من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
9718- أبو جهراء:
مخضرم.
يأتي ذكره في المبهمات. والمشهور أنه ابن جهراء، وقيل اسمه عبد اللَّه.
9719- أبو جهراء:
آخر، له إدراك، وكان عمر- رضي اللَّه عنه- يأتمنه. يأتي ذكره في ترجمة أبي محجن الثقفي في القسم الأول.
القسم الرابع
9720- أبو جبير الكندي «1»
: فرّق ابن الأثير بينه وبين والد جبير بن نفير، وتبعه الذّهبيّ، فقال: أبو جبير الكندي له حديث في الوضوء رواه عنه جبير بن نفير، وقال أيضا:
أبو جبير الحضرميّ له حديث وفيه وفادته، وهما واحد؛ فإن الحديث المذكور أخرجه الحاكم أبو أحمد في الكنى وابن حبان
في صحيحه من طريق معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير- أن أبا جبير قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فذكر حديثه؛ وفيه ذكر الوضوء وأنه بدأ بفيه، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا تبدأ بفيك» .
وقد مضى في نفير في حرف النون من الأسماء.
9721- أبو الجدعاء «2»
: ذكره الطبري والدّولابي في الصحابة،
وأخرجا من طريق خالد الحذّاء، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن أبي الجدعاء- مرفوعا: «يدخل الجنّة بشفاعة رجل من أمّتي أكثر من بني تميم» .
استدركه ابن فتحون، وهو خطأ نشأ عن حذف؛ وإنما هو عن ابن أبي الجدعاء، فسقط لفظ ابن، وحديثه على الصواب في جامع الترمذي وغيره.
9722- أبو جرير «3»
: يأتي في الحاء المهملة على الصواب.
9723- أبو جسرة «4»
: ذكره أبو بكر بن أبي علي، واستدركه أبو موسى،
وأخرج من طريق أبي بكر بن أبي عاصم، ثم من رواية داود بن مساور، عن معقل بن همام: سمعت أبا
__________
(1) أسد الغابة: ت 5755، الاستيعاب: ت 2931.
(2) أسد الغابة: ت 5760.
(3) أسد الغابة: ت 5764.
(4) أسد الغابة: ت 5765.(7/66)
جسرة يقول: وفدنا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فنهانا عن الدّبّاء والحنتم والمزفت «1» ،
وهو خطأ نشأ عن تصحيف؛ وإنما هو أبو خير- بخاء معجمة ثم تحتانية، وهو الصّباحي من عبد القيس.
وسيأتي على الصواب.
9724- أبو جمعة «2»
: روى عنه عبد اللَّه بن عوف الرمليّ حديثا، وغاير الدّولابيّ في «الكنى» بينه وبين أبي جمعة بن سبع؛ وهما واحد، والحديث الّذي ذكره معروف بالأول.
9725- أبو الجمل «3»
: بفتحتين. ذكره ابن عبد البر في آخر حرف الجيم من الكنى، وحكاه عن عباس الدوري، عن يحيى بن معين، قال: أبو الجمل صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم اسمه هلال بن الحارث، كاد يكون بحمص، وقد رأيت بها غلاما من ولده؛ قاله يحيى.
وقد تعقب ابن فتحون وغيره ذلك، وقالوا: لا خلاف بين أهل العلم أن هلال بن الحارث يكنى أبا الحمراء، بالمهملة والراء والمد، وليس في الصحابة من يكنى أبا الجمل؛ والوهم فيه من أبي عمر لا من عباس، والموجود في «تاريخ ابن معين» رواية عباس بالمهملة والراء؛ وهكذا رواه أبو بشر الدولابي، ومحمد بن مخلد، وأحمد بن شاهين والد أبي حفص، وأبو سعيد بن الأعرابي، وغيرهم، كلّهم عن عباس الدوري.
وقد ذكره أبو عمر على الصواب في الحاء المهملة؛ فقال أبو الحمراء: اسمه هلال.
وله فيه وهم آخر؛ فإنه قال في الأسماء هلال بن الحمراء، فجعل كنيته اسم أبيه.
9726- أبو جهينة «4»
: ذكره الذهبي في «التجريد» ، وعزاه لأبي موسى؛ فإنه أخرج
من طريق محمد بن الحسن بن النقاش المقري؛ قال: حدثنا الحسين بن إدريس، حدثنا خالد بن هياج، حدثنا أبي، حدثنا سفيان- هو الثوري، عن منصور، عن فضيل بن عمرو، عن أبي العالية، عن أبي جهيمة- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يقول في مجلسه بأخرة: «سبحانك اللَّهمّ وبحمدك..» «5» الحديث.
__________
(1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 357، كتاب الأشربة باب في الأدعية حديث رقم 3697، وأخرجه النسائي في السنن 8/ 166، 8/ 167 عن صعصعة بن صوحان كتاب الزينة باب خاتم الذهب (43) حديث رقم 5170، 5171، وأخرجه أحمد في المسند 6/ 97 وابن عساكر في التاريخ 5/ 347.
(2) أسد الغابة: ت 5770.
(3) أسد الغابة: ت 5771، الاستيعاب: ت 2937.
(4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 156، تقريب التهذيب 2/ 407، الجرح والتعديل 9/ 355.
(5) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 461 كتاب الدعوات (49) باب ما يقول إذا قام من المجلس (39) حديث رقم 3433 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن غريب صحيح. والنسائي في السنن 3/ 71 كتاب السهو باب (87) نوع اخر من الذكر بعد التسليم حديث رقم 1344. وابن حبان في صحيحه 4/ 588 كتاب الأذكار (37) باب كفارة المجلس (11) حديث رقم 2366. وأحمد في المسند 3/ 450 عن أبي هريرة.(7/67)
قال أبو موسى: رواه الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعب. ورواه جرير، عن فضيل بن عمرو، عن زياد بن الحصين عن معاوية.
قلت: كذا فيه؛ وإنما هو عن أبي العالية لا عن معاوية؛ فقد ذكر ابن أبي حاتم في «العلل» عن أبيه أن زياد بن الحصين رواه عن أبي العالية مرسلا، وزياد بن الحصين يكنى أبا جهيمة؛ وهو الّذي روى هذا الحديث عن أبي العالية. وقوله في الأول عن أبي العالية عن أبي بن كعب خطأ؛ وإنما هو عن أبي العالية عن رافع بن خديج، كما أخرجه الحاكم في «المستدرك» . وذكر رافع بن خديج فيه مع ذلك خطأ؛ والصواب مرسل؛ كما قال ابن أبي حاتم عن أبيه. وقد رواه أبو نعيم الفضل بن دكين عن الثوري بالسند الأول، لكن لم يجاوز به أبا العالية. وأبو نعيم من المتقنين بخلاف غيره. وباللَّه التوفيق.
حرف الحاء المهملة
القسم الأول
9727- أبو حابس الجهنيّ:
ذكره الطّبريّ في الصحابة، واستدركه ابن فتحون.
9728- أبو حاتم المزني «1»
: حجازي- قال الترمذيّ وابن حبّان وابن السّكن: له صحبة؛ وزاد التّرمذيّ- بعد أن أخرج حديثه؛ وهو في تزويج الأكفاء: «إذا جاءكم من ترضون دينه ... » «2» الحديث: لا أعرف له غيره.
وأورد أبو داود حديثه في «المراسيل» ، فهو عنده تابعي.
ونقل ابن أبي حاتم عن أبي زرعة، قال: لا أعرف له صحبة، ولا أعرف له إلا هذا
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 156.
(2) أخرجه الترمذي 3/ 395 في كتاب النكاح باب 3 ما جاء إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه حديث رقم 1085. والحديث لم يخرجه من الكتب الستة إلا الترمذي وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 82، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 10325، والبخاري في التاريخ الكبير 9/ 26.(7/68)
الحديث. وزعم ابن قانع أن اسمه عقيل بن مقرن، وقد بينت وهمه في ترجمة عقيل المذكور. روى عنه محمد وسعيد ابنا عبيد.
9729- أبو حاجب الأنصاري:
ذكره الدّولابيّ في الصحابة من كتاب «الكنى» ، ولم يذكر له حديثا.
9730- أبو الحارث بن الحارث
بن عبد المطلب الهاشمي- هو نوفل.
9731- أبو الحارث بن الحارث الكندي:
هو غرفة. نزل مصر.
9732- أبو الحارث بن الحنظلية:
أخو سهيل: هو سعد الأنصاري.
9733- أبو الحارث:
هو عبد اللَّه بن السائب المخزومي.
9734- أبو الحارث:
هو عياش بن أبي ربيعة المخزومي- تقدموا كلهم في الأسماء.
9735- أبو الحارث بن قيس
بن خالد بن مخلد الأنصاري الزرقيّ» .
ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا.
9736- أبو الحارث الأزدي «2»
: ذكره ابن أبي عاصم، وتبعه أبو بكر بن أبي علي.
وروى من طريق سليمان بن عبيد عن القاسم بن يحيى عنه في هذه الآية: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى [النجم: 13] ، فقالوا: يا رسول اللَّه، ما رأيت؟ قالت: «رأيت فراشا من ذهب كهيئة الضباب» .
9737- أبو حازم الأحمسي «3»
: هو صخر بن عيلة. تقدم في الأسماء.
9738- أبو حازم البجلي «4»
: والد قيس. وقيل اسمه عوف. وقيل عبد عوف.
أخرج حديثه البخاريّ في «الأدب المفرد» ، وأبو داود، وصحّحه؛ وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، كلهم من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبيه- أنه جاء والنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يخطب، فقام في الشمس فأمر به فتحوّل إلى الظن؛ قال محمد بن سعد:
قتل أبو حازم بصفين.
9739- أبو حازم البجلي:
آخر.
ذكره أبو نعيم في «الصّحابة» ، وأخرج
من طريق قيس بن الربيع، عن أبان بن عبد اللَّه
__________
(1) الاستيعاب ت (2944)
(2) أسد الغابة: ت 5776.
(3) الاستيعاب: ت 2945.
(4) أسد الغابة: ت 5790.(7/69)
البجلي، عن كريمة بنت أبي حازم، عن أبيه؛ قال: اختصم إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم رجلان في ولد فقضى به لأحدهما.
9740- أبو حازم الأنصاري «1»
: من بني بياضة.
ذكره البغوي وغيره في الصحابة، وأخرج هو وإسحاق بن راهويه في مسندة، والحسن بن سفيان، وغيرهم، عنه، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في الاعتكاف.
روى عنه محمد بن إبراهيم التيمي؛ وأخرج البغوي وأبو داود في المراسيل
من طريق شمر بن عطية، عن أبي حازم؛ قال: كان للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم نطع يستظل به من الغنيمة ... فذكر الحديث.
وأخرج النسائيّ حديثه الأول من طرق، قال في بعضها: عن أبي حازم مولى الأنصار، وفي بعضها مولى الغفاريين، وفي بعضها عن أبي حازم التمار، عن البياضي؛ والرجل الّذي من بني بياضة اسمه عبد اللَّه بن جابر، وقيل فروة بن عمرو. وأما التمار فهو تابعي مولى أبي رهم الغفاريّ. وقال الآجري: قلت لأبي داود: أبو حازم حدث عنه محمد بن إبراهيم؟
قال: هو الرجل الّذي من بني بياضة؛ وقيل إنهما اثنان: التمار هو مولى أبي رهم الغفاريّ، وإن البياضي هو مولى الأنصاري. واللَّه أعلم.
9741- أبو حاضر «2»
: غير منسوب.
ذكره البغويّ، وابن الجارود، والباورديّ، وابن حبّان في الصحابة. وقال الذهلي: لا أدري له صحبة أم لا. وقال البغويّ: لم ينسب، وقال ابن مندة: له ذكر في الصحابة،
وأخرج هو والبغوي، من طريق شعبة، عن خالد الحذاء، عن أبي هنيدة، عن أبي حاضر؛ قال: ألا أعلمك كيف كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يصلي على الجنازة: «اللَّهمّ نحن عبادك، وأنت خلقتنا، وأنت ربّنا، وإليك معادنا» .
وفي رواية البغويّ أنه صلّى اللَّه عليه وسلّم صلّى على جنازة ثم قال: «ألا أخبركم» ؟ فذكره، وقال فيه:
«أنت خلقتنا، ونحن عبادك» .
والباقي مثله.
9742- أبو حاطب «3»
بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 156، بقي بن مخلد 313، 944، ذيل الكاشف 1783، أسد الغابة ت (5788) .
(2) أسد الغابة: ت 5792.
(3) أسد الغابة: ت 5793، الاستيعاب: ت 2946.(7/70)
حسل بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري، أخو سهيل بن عمرو- من السابقين إلى الإسلام.
ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة.
9743- أبو حامد «1»
: يأتي في أبي حماد.
9744- أبو حبة البدري «2»
: وقع ذكره في الصحيح من رواية الزهري، عن أنس، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبي حبة البدري، عقب حديث الزهري، عن أنس، عن أبي ذرّ في الإسراء.
وروى عنه أيضا عمار بن بن أبي عمار. وحديثه عنه في مسند ابن أبي شيبة، وأحمد؛ وصححه الحاكم. وصرّح بسماعه عنه؛ وعلى هذا فهو غير الّذي ذكر ابن إسحاق أنه استشهد بأحد. وله في الطبراني حديث آخر من رواية عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان عنه؛ وسنده قوي، إلا أن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان لم يدركه.
وقال أبو حاتم: اسمه عامر بن عبد عمرو بن عمير بن ثابت. وقال أبو عمر: يقال بالموحدة، وبالنون، وبالياء؛ والصواب بالموحدة. وقيل اسمه عامر. وقيل مالك.
وبالنون ذكره موسى بن عقبة، وابن أبي خيثمة، وأنكر الواقديّ أن يكون في البدريين من يكنى أبا حبة بالموحدة. وقد ذكر ابن إسحاق في البدريين أبا حبة من بني ثعلبة بن عمرو بن عوف، وكان أخا سعد بن خيثمة لأمه، ووافقه أبو معشر.
وقال ابن سعد: لم نجد في نسب الأنصار في ولد عمرو بن عمير بن ثابت بن كلفة بن ثعلبة أحدا يقال له أبو حبة. وقال الواقديّ: في الأنصار من يكنى أبا حبة اثنان: أحدهما أبو حبة بن غزية بن عمرو المازني، من بني مازن بن النجار لم يشهد بدرا. والآخر أبو حبة بن عبد عمرو، شهد صفين مع علي، وليس هو من أهل بدر.
وجزم عبد اللَّه بن محمّد بن عمارة أنّ الّذي شهد بدرا يكنى أبا حنة، بالنون بدل الموحدة؛ قال: واسمه ثابت بن النعمان بن أمية أخو أبي الصباح لأمه.
ونقل العسكريّ عن الجهمي قال: أبو حبّة الأنصاريّ اثنان: أحدهما عمرو بن غزية، وهو الأكبر؛ والآخر يزيد بن غزية وهو الأصغر. وقال: وابن الكبي يقوله بالنون.
__________
(1) أسد الغابة: ت 5794.
(2) الكنى والأسماء 10/ 24، تنقيح المقال 3/ 10، ريحانة الأدب 7/ 54.(7/71)
9745- أبو حبّة بن غزية
بن عمرو «1» بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري المازني.
قال موسى بن عقبة، وابن إسحاق وغيرهما: شهد أحدا واستشهد باليمامة. وادّعى الطبري أن اسمه زيد، وقد خلطه غير واحد بالذي قبله؛ وفرّق بينهما غير واحد. قال أبو عمر: هذا خزرجي وذاك أوسي، وهذا لم يشهد بدرا، وذاك شهدها. واللَّه أعلم.
9746- أبو حبيب العنبري «2»
: جد الهرماس بن حبيب.
ذكره الدّولابيّ في «الكنى» ، وسماه إسحاق بن راهويه ثعلبة، وقد تقدم في الأسماء.
9747- أبو حبيب بن زيد
بن الحباب بن أنس بن زيد بن عبيد الأنصاري «3» الخزرجي، يجتمع مع أبي بن كعب في عبيد.
قال ابن الكلبيّ: شهد بدرا. وقال أبو عمر: ذكر في الصحابة، ولا أعرفه.
9748- أبو حبيب الفهري: «4»
تقدم ذكره في ولده حبيب في الأسماء.
9749- أبو حبيب:
روى عنه ابن الشاعر، وهو مجهول، كذا في التجريد.
9750- أبو حبيبة بن الأزعر
بن زيد بن العطاف بن ضبيعة الأنصاري «5» .
استدركه يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة على جده، وقال: إنه ممن شهد أحدا.
9751- أبو حثمة الأنصاري «6»
: والد سهل؛ اسمه عبد اللَّه، ويقال عامر بن ساعدة بن عامر بن عدي الحارثي.
تقدم نسبه في ترجمة ولده. قال البخاريّ في «التّاريخ» : قال لي إبراهيم بن المنذر:
__________
(1) المشتبه 212- تقريب التهذيب 2/ 410- تهذيب التهذيب 12/ 67- تهذيب الكمال 1596- مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 1785- الطبقات الكبرى بيروت 3/ 479.
(2) أسد الغابة: ت 5798.
(3) أسد الغابة: ت 5797، الاستيعاب ت (2949) .
(4) ريحانة الأدب 5417- الجرح والتعديل 9/ 359، التاريخ الكبير 9/ 24.
(5) أسد الغابة: ت 5799.
(6) المغازي للواقدي 218، تاريخ الطبري 2/ 506، جمهرة أنساب العرب 342، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 24، الأسامي والكنى للحاكم ورقة 165، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 211، الكامل في التاريخ 4/ 45، تاريخ الإسلام 1/ 134.(7/72)
حدثنا محمد بن صدقة، حدثني محمد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة، عن أبيه، عن جده- أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم بعث أبا حثمة خارصا.
وأخرجه الدّارقطنيّ من طريق أخرى عن محمد بن صدقة؛ فزاد في آخره: فجاء رجل فقال: يا رسول اللَّه؛ إن أبا حثمة زاد عليّ، فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إن ابن عمّك يشكوك» فقال: يا رسول اللَّه، لقد تركت له خرفة أهله.
وذكر الواقديّ عن محمد بن يحيى بن سهل، عن أبيه، عن جده- أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال يوم أحد: «من رجل يدلنا على الطّريق يخرجنا على القوم من قرب؟» ، فقال أبو حثمة: أنا، فكان دليله حتى أخرجه على القوم.
وقال الواقديّ: كان أبو بكر وعمر وعثمان يبعثونه على الخرص. ومات في أول ولاية معاوية. وقد ذكر ابن إسحاق في السيرة هذه القصة؛ لكن قال في صاحبها: إنه أبو خيثمة، بمعجمة ثم مثناة تحتانية ثم فوقانية. وذكر اليعمري أنه وهم، وأن الصواب أنه أبو حثمة، والد سهل، ولم يأت على الجزم بذلك دليل إلا قول ابن عبد البر: ليس في الصحابة أبو حثمة سوى الجعفي والسالمي، وفي هذا الحصر نظر.
9752- أبو حثمة بن حذيفة بن غانم «1»
: بن عامر القرشي العدوي، أخو أبي جهم.
قال ابن السّكن: له صحبة، وهو من مسلمة الفتح.
9753- أبو الحجاج الثمالي «2»
: اسمه عبد اللَّه بن عبد بن عامر، وقيل: جعد بن عبد- تقدم في الأسماء.
9754- أبو الحجاج الأسلمي:
والد الحجاج بن الحجاج.
تقدم في الأسماء، ذكره البغويّ، وقال: سكن المدينة.
9755- أبو حدرد الأسلمي:
والد عبد اللَّه.
تقدم حديثه في ترجمة ولده. وقد تقدم في حرف النون من الأسماء في ترجمة ناجية.
وله حديث آخر عند البخاريّ في «الأدب المفرد» ، وقيل: اسمه سلامة بن عمير، بن أبي سلامة بن سعد بن مسآب، بكسر الميم وسكون المهملة بعدها همزة ممدودة، وآخره موحدة، ضبطه أبو عليّ الجيّانيّ، وقيل اسمه عبد، مكبر، بغير إضافة؛ قاله أحمد، وقيل عبيد، مصغر.
__________
(1) الثقات 3/ 453، تجريد أسماء الصحابة 2/ 158، الاستبصار 246، العقد الثمين 8/ 37.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 158، بقي بن مخلد 694، أسد الغابة ت (5803) ، الاستيعاب ت (2952) .(7/73)
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، روى عنه ابنه عم حمل بن بشر بن حدرد، ومحمد بن إبراهيم التيمي. ذكره العسكريّ.
وقع في تهذيب المزّيّ أن ابن سعد أرّخ وفاته سنة إحدى وسبعين، وتعقبه مغلطاي بأن ابن سعد إنما ترجم عبد اللَّه بن أبي حدرد، وساق نسبه، ثم أرخه وزاد: وهو ابن إحدى وثمانين، وكذا أرخه خليفة ويحيى بن بكير وغيرهما.
9756- أبو حدرد:
آخر: هو الحكم بن حزن الكلفي. تقدم في الأسماء..
9757- أبو حدرد:
آخر: اسمه [183] البراء. ذكره ابن عبد البر، وقال: لا أعرفه.
9758- أبو حدرد:
يأتي في أبي حديرة.
9759- أبو حذافة السهمي:
هو عبد اللَّه بن حذافة بن قيس. تقدم..
9760- أبو حذيفة بن عتبة
بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي «1» .
قال معاوية: اسمه مهشم، وقيل هشيم، وقيل هاشم، وقيل قيس.
كان من السابقين إلى الإسلام، وهاجر الهجرتين وصلّى إلى القبلتين. قال ابن إسحاق: أسلم بعد ثلاثة وأربعين إنسانا. وتقدم له ذكر في ترجمة سالم مولى أبي حذيفة، وثبت ذكره في الصحيحين في قصة سالم من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي اللَّه عنها أنّ أبا حذيفة بن عتبة كان ممّن شهد بدرا يكنى سالما؛ قالوا: كان طوالا حسن الوجه.
استشهد يوم اليمامة، وهو ابن ستّ وخمسين سنة.
9761- أبو حذيفة الثقفي «2»
: من ولد غياث بن مالك.
شهد بيعة الرضوان؛ قاله المدائنيّ. استدركه ابن فتحون.
9762- أبو حرب بن خويلد بن عامر
بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري العقيلي.
قال ابن الكلبيّ: كان فارسا في الجاهلية. ثم أسلم، ووفد على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وسأل أنّ قومه لا يعشروا ولا يحشروا، فأجابه إلى ذلك. وفي شرح السيرة للقطب أنه عرض عليه الإسلام فأبى، ثم أسلم بعد ذلك.
__________
(1) أسد الغابة: ت 5807، الاستيعاب: ت 2955.
(2) أسد الغابة: ت 5808.(7/74)
9763- أبو حريز:
روى عنه أبو ليلى «1» . تقدم بيانه في حريز في الأسماء.
9764- أبو حريزة «2»
: بزيادة هاء في آخره؛ قاله المستغفري. له صحبة، وذكره البخاريّ في الكنى المفردة، وأورد له من طريق هشيم، عن أبي إسحاق الكوفي، وهو الشيبانيّ، عن أبي حريزة، قال: قال عبد اللَّه بن سلام: يا رسول اللَّه، نجدك في الكتب قائما عند العرش محمرة وجنتاك خجلا مما أحدثت أمتك من بعدك. وأورد أبو أحمد الحاكم هذا الحديث في ترجمة أبي حريز، الّذي قيل هذا، والراجح أنه غيره.
9765- أبو حريش:
شهد ماعز بن مالك. تقدم ذكره في ترجمة حريش ولده..
9766- أبو حسان:
جدّ صالح بن حسان «3» .
قال ابن مندة: له صحبة، روى حديثه مجالد، عن صالح بن حسان، عن أبيه، عن جده أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم خرج عليهم.
9767- أبو حسان:
ويقال أبو حسن، ويقال أبو حسين، مولى بني نوفل.
قال عبد بن حميد: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان، عن ابن المنكدر، حدثني أبو حسان مولى بني نوفل أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «أنا سيّد النّاس يوم القيامة ولا فخر» «4» .
وأخرج ابن مندة من طريق عباس الدوري عن يعقوب بهذا السند؛ فقال: حدثني أبو حسين مولى بني نوفل.
وأخرجه أبو نعيم من وجه آخر، عن ابن عباس؛ فقال: حدثنا أبو حسن. وقد روى الزهري عن أبي حسن مولى بني نوفل، عن ابن عباس حديثا، ونوفل المنسوب إلى ولائه هو ابن الحارث بن عبد المطلب؛ فإنه مولى بني عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل؛ فإن يكن كذلك
__________
(1) أسد الغابة: ت 5810.
(2) أسد الغابة: ت 5809.
(3) أسد الغابة: ت 5812.
(4) أخرجه البخاري في صحيحه 4/ 163، 6/ 105، ومسلم 1/ 184 كتاب الإيمان باب 84 أدنى أهل الجنة منزلة فيها حديث رقم 327- 194 والترمذي 4/ 538 كتاب صفة القيامة والرقائق والورع باب 10 ما جاء في الشفاعة حديث رقم 2434 وقال هذا حديث حسن صحيح وأحمد في المسند 2/ 435، 436، 3/ 144 والحاكم في المستدرك 4/ 573، 6/ 30 وابن عساكر 3/ 511، والبيهقي في الزوائد 10/ 377. وكنز العمال حديث رقم 32042، 39051.(7/75)
فهو تابعي. ويحتمل أن يكون منسوبا لنوفل بن عبد مناف، ففيهم جدّ عثمان بن سعيد بن أبي حسين.
9768- أبو الحسن علي بن أبي طالب
بن عبد المطلب الهاشمي. تقدم في الأسماء.
9769- أبو حسن الأنصاري «1»
: ثم المازني، جدّ يحيى بن عمارة بن أبي حسن.
مشهور بكنيته، واسمه تميم بن عمرو. وقيل ابن عبد عمرو. وقيل ابن عبد قيس بن مخرمة بن الحارث بن ثعلبة بن مازن.
قال ابن السّكن: بدري، له صحبة. وساق
من طريق حسين بن عبد اللَّه الهاشمي حدثنا عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن، عن أبيه، عن جده أبي حسن، وكان عقبيا بدريا أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم كان جالسا ومعه نفر من أصحابه «2» ، فقام رجل ونسي نعليه، فأخذهما آخر فوضعهما تحته، فجاء الرجل فقال: نعلي. فقال القوم: ما رأيناهما. فقال الرجل: أنا أخذتهما، وكنت ألعب. فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «فكيف بروعة المؤمن» «3» قالها ثلاثا.
وأخرج عبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند من طريق الدّراوردي، حدثني عمرو بن يحيى، عن يحيى بن عمارة، عن أبيه، قال: دخلت الأسواق فأخذت دبسيّين وأمهما ترشرش عليهما، فدخل عليّ أبو حسن، فضربني وقال: ألم تعلم أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حرّم ما بين لابتي المدينة «4» .
وأخرجه الطّبرانيّ من طريق محمد بن فليح، عن عمرو بن يحيى أخصر من هذا، وقال فيه: إذ دخل أبو حسن صاحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر الحديث. قال الذّهبيّ: بقي إلى زمن علي بن أبي طالب.
9770- أبو الحسن رافع بن عمرو الطائي:
تقدم في الأسماء.
9771- أبو حسن، مولى بني نوفل «5»
: تقدم في أبي حسان.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 159.
(2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 218. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 10453.
(3) أورده المنذري في الترغيب والترهيب 3/ 484.
(4) أخرجه البخاري في صحيحه 3/ 26 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34817، 34870 وعزاه للبخاريّ عن أبي هريرة والنسائي عن أبي سعيد وأحمد عن ابن مسعود.
(5) أسد الغابة: ت 5814.(7/76)
9772- أبو حسين:
بالتصغير. تقدم فيه أيضا.
9773- أبو الحشر:
بفتح أوله وسكون المعجمة بعدها راء. ذكر قصة لأبي بكر الصديق مع صهيب، أخرجها ابن أبي شيبة من طريق أبي الضّحى، عن مسروق، قال: مرّ صهيب بأبي بكر، فأعرض عنه، فقال ما لك- أعرضت عني؟ أبلغك شيء تكرهه؟ قال: لا واللَّه إلا رؤيا رأيتها لك كرهتها. قال: وما رأيت؟ قال: رأيت يدك مغلولة إلى عنقك على باب رجل من الأنصار، يقال له أبو الحشر، فقال: أبو بكر: نعم ما رأيت! جمع لي ديني إلى يوم الحشر.
9774- أبو حصيرة «1»
: ذكر ابن إسحاق أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أعطاه من تمر خيبر. واختلف في ضبطه، فقيل بكر الصاد المهملة، وقيل بالظاء المعجمة.
9775- أبو حصين العبسيّ:
اسمه لقمان. تقدم في الأسماء.
9776- أبو حصين السدوسي «2»
: ذكره ابن مندة. وقال: روى حديثه نعيم عن عمه عن أبيه
9777- أبو حصين السلمي «3»
: ذكره البغوي، وذكر أنّ الواقدي أخرج عن عبد اللَّه بن أبي يحيى، عن عمر بن الحكم، عن جابر، قال: قدم أبو حصين السلمي بذهب من معدن، فأتى به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: فذكر حديثا طويلا
9778- أبو حصين الأنصاري:
السالمي.
وقع ذكره
في كتاب «أحكام القرآن» لإسماعيل القاضي، من طريق أسباط بن نصر، عن السّدي، أسنده إلى رجل من قومه- أنّ أبا الحصين كان له ابنان، فقدم تجار من الشام إلى المدينة فتنصّرا ولحقا معهم بالشام، فأتى أبو الحصين النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فذكر ذلك له، لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ، ولم يؤمر يومئذ بقتال، فوجد أبو الحصين في نفسه فنزلت: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ ... [النساء: 65] الآية.
وهكذا أخرجه الطّبريّ من طريق أسباط، عن السدي، وذكر المزي في ترجمة جعفر بن محمد أن أبا داود أخرجه في كتاب الناسخ والمنسوخ، عن جعفر بن محمد، عن عمرو بن حماد، عن أسباط بن نصر، فذكر نحوه، لكن قال: نزلت في رجل من الأنصار يقال له الحصين.
__________
(1) أسد الغابة: ت 5815.
(2) أسد الغابة: ت 5817.
(3) أسد الغابة: ت 5818.(7/77)
وأخرج الطّبريّ أيضا من طريق محمد بن إسحاق صاحب المغازي، عن محمد بن أبي محمد، عن عكرمة أو سعيد بن جبير، عن أبي عباس، قال: نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار يقال له الحصين من بني سالم بن عوف ... الحديث.
قلت: وفي الرواة الحصين بن محمد السالمي سمع منه الزهري، ووصفه بأنه من سراة الأنصار، وحديثه عنه في الصحيح، ولم يذكر من حدّث به.
وذكر ابن أبي حاتم أنّ روايته له إنما هي عن عتبان بن مالك، وكذا ذكره ابن حبان في ثقات التابعين، فلا يفسّر به هذا الصحابي، وإن اشتركا في أنهما من الأنصار من بني سالم.
وقد تقدم الكلام فيه فيمن اسمه حصين من الأسماء بأبسط من هذا.
9779- أبو حفص: عمر بن الخطاب أمير المؤمنين:
رضي اللَّه تعالى عنه. تقدم.
9780- أبو حفص بن عمرو
بن المغيرة المخزومي «1» ، زوج فاطمة بنت قيس، وقيل أبو عمرو بن حفص بن المغيرة. وسيأتي في العين.
9781- أبو الحكم:
رافع بن سنان: تقدم.
9782- أبو الحكم بن سفيان الثقفي:
تقدم في الحكم بن سفيان [184] .
9783- أبو الحكم بن حبيب
بن ربيعة»
بن عمرو بن عمير الثقفي.
ذكره المدائنيّ فيمن استشهد مع أبي عبيد يوم الجسر، ويقال لذلك اليوم يوم جسر الناطف. قال المدائني: أصيب يومئذ من ثقيف ثلاثمائة رجل مع أمير الجيش أبي عبيد، كان منهم ثمانون رجلا قد خضبوا الشيب، فذكره. واستدركه ابن فتحون.
9784- أبو حكيم القشيري:
جد بهز بن حكيم. هو معاوية بن حيدة. تقدم.
9784 (م) - أبو حكيم بن مقرن المزني:
أحد الإخوة. اسمه عقيل. تقدم.
9785- أبو حكيم الكناني:
جد القعقاع بن حكيم.
ذكره البغويّ في الصحابة، وساق
من طريق ابن سمعان عن المقبري، عن القعقاع بن حكيم، عن جده، وكان في حجر عائشة رضي اللَّه تعالى عنها، قال: فقلت لها: سلي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عن الصلاة في النّعلين، وهو يطأ بهما على الآثار، فقال: «إنّ التّراب لهما طهور» .
قال البغوي: لم أجده إلا عند ابن سمعان، وهو واهي الحديث.
__________
(1) أسد الغابة: ت 5820.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 159 الكاشف 3/ 327.(7/78)
9786- أبو حكيم يزيد:
ويقال حكيم أبو يزيد- حديثه في النصيحة. تقدم في الأسماء.
9787- أبو حكيم المزني.
قال الباورديّ: له صحبة، وحديثه عند الحمصيين، وأخرج هو وابن السكن والطبراني
من طريق ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، قال: زعم أبو حكيم أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «لو لم ينزل على أمّتي إلّا سورة الكهف لكفاهم» «1» .
وله ذكر في أثر موقوف أخرجه عبد الرزاق، من طريق عبد اللَّه بن مرداس، قال: جاءني رجل يسألني، فقلت: عليك بعبد اللَّه بن مسعود، أو بأبي حكيم المزني، فذكر قصة في صيام الجنب.
وأخرجه الطّبرانيّ أيضا، وهذا يدلّ على أنه مشهورا بالفتيا.
9788- أبو حكيم:
ويقال أبو حكيمة: عمرو بن ثعلبة. تقدم في الأسماء.
9789- أبو حلوة:
مولى العباس بن عبد المطلب.
ذكره الفاكهيّ في كتاب «مكّة» من طريق ابن جريج، قال: جاء مولى العباس إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: أنا أبو مرّة مولى العباس، قال: «بل أنت أبو حلوة» .
9790- أبو حليمة «2»
: باللام، اسمه معاذ بن الحارث الأنصاري القاري.
تقدم ذكره.
9791- أبو حماد الأنصاري «3»
. ذكره البغويّ، ولم يخرج له شيئا،
وذكره أبو موسى، وساق من طريق أبي الشيخ حديثا من رواية ابن لهيعة، عن واهب بن عبد اللَّه، عن عقبة بن عامر، وأبي حماد أو أبي حامد الأنصاري، صاحبي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «من وجد مؤمنا على خطيئة فسترها كانت له كموءودة أحياها» «4» .
قلت: أبو حماد كنيته عقبة بن عامر، فلولا قوله صاحبي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالتثنية لجاز أنّ الواو سقطت.
__________
(1) انظر كنز العمال: 6/ 26.
(2) التاريخ الكبير 9/ 88، الكنى والأسماء 1/ 156.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 160، التاريخ الصغير 2/ 380، الكاشف 3/ 327.
(4) أخرجه الطبراني في الكبير 17/ 313. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 6395 عن عقبة بن عامر ولفظه من وجد مسلما على عورة فسترها ... الحديث وعزاه للطبراني في الكبير.(7/79)
9792- أبو حماد:
عقبة بن عامر الجهنيّ مشهور. تقدم.
9793- أبو حمامة:
ذكره البغويّ في الصحابة، وقال: رأيت بعض من ألّف في الصحابة ذكره، ولا أعرف له اسما ولا سمعت له خبرا. انتهى.
وقد ذكره ابن الجارود في الصحابة أيضا، وأخرج له من طريق ابن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن الحارث بن أبي بكر، عن أبيه، عن حمامة عن أبيه حديثا.
9794- أبو الحمراء «1»
: مولى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، اسمه هلال بن الحارث، ويقال ابن ظفر، نقله ابن عيسى في تاريخ حمص. تقدم في الأسماء. قال البخاري: يقال له صحبة، ولا يصحّ حديثه.
9795- أبو الحمراء:
آخر «2» . شهد بدرا وأحدا، ويقال له مولى عفراء، ويقال مولى الحارث بن رفاعة.
9796- أبو حمزة، أنس بن مالك:
خادم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، مشهور. تقدم في الأسماء.
9797- أبو حمزة الأنصاري:
الّذي قال له النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «ابنك حمزة» .
تقدم في حمزة من القسم الثاني من الحاء المهملة.
9798- أبو حميد الساعدي:
الصحابي المشهور «3» ، اسمه عبد الرحمن بن سعد، ويقال عبد الرحمن بن عمرو بن سعد، وقيل المنذر بن سعد بن المنذر، وقيل اسم جده مالك، وقيل هو عمرو بن سعد بن المنذر بن سعد بن خالد بن ثعلبة بن عمرو، ويقال: إنه عم سهل بن سعد.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 160، تقريب التهذيب 2/ 413، الاستبصار 69، الكاشف 3/ 328، التاريخ الكبير 9/ 25، خلاصة تذهيب 3/ 212، الجرح والتعديل 9/ 363، تنقيح المقال 3/ 13، الجرح والتعديل 9/ 363، الكنى والأسماء 1/ 25، بقي بن مخلد 282.
(2) الاستيعاب: ت 2960.
(3) مسند أحمد 5/ 423، طبقات خليفة 98، تاريخ خليفة 227، المغازي للواقدي 1005، التاريخ لابن معين 2/ 702، الجرح والتعديل 5/ 237، الاستبصار 105، تاريخ الطبري 4/ 359، أنساب الأشراف 1/ 594، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 215، تحفة الأشراف 9/ 144 تهذيب الكمال 3/ 1599، مقدمة مسند بقي بن مخلد 89، المعرفة والتاريخ 3/ 169، الكامل في التاريخ 3/ 162، مشاهير علماء الأمصار 20، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 24، الأسامي والكنى للحاكم ورقة 158، مرآة الجنان 1/ 131، العبر 1/ 65، الكاشف 3/ 289، تاريخ الإسلام (المغازي) 637، السيرة النبويّة 519، عهد الخلفاء الراشدين 480، سير أعلام النبلاء 2/ 481، تقريب التهذيب 2/ 86، النكت الظراف 9/ 145 خلاصة تذهيب التهذيب 448، شذرات الذهب 1/ 65، تاريخ الإسلام 1/ 337.(7/80)
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عدة أحاديث، وله ذكر معه في الصحيحين. روى عنه ولد ولده سعيد بن المنذر بن أبي حميد، وجابر الصحابي، وعباس بن سهل بن سعد، وعبد الملك بن سعيد بن سويد، وعمرو بن سليم، وعروة، ومحمد بن عمرو بن عطاء وغيرهم.
قال خليفة وابن سعد وغيرهما: شهد أحدا وما بعده. وقال الواقدي: توفي في آخر خلافة معاوية أو أول خلافة يزيد بن معاوية.
9799- أبو حميد «1»
: أو أبو حميدة- على الشك.
ذكره البلاذريّ في الصحابة، وأخرج حديثه الإمام أحمد في مسندة في تضاعيف حديث أبي حميد الساعدي.
قال أحمد: حدثنا حسن بن موسى، وأبو كامل، قالا: حدثنا زهير عن عبد اللَّه بن عيسى عن موسى بن عبد بن يزيد، عن أبي حميد أو أبي حميدة- شكّ زهير- عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها ... » «2»
الحديث.
واستدركه ابن فتحون، والظاهر أنه غير الساعدي، إذ لو كان هو لم يشكّ زهير بن معاوية فيه.
9800- أبو حميضة الأنصاري:
السالمي «3» . اسمه معبد بن عباد. تقدم.
9801- أبو حميضة المزني «4»
. ذكره ابن السّكن والعثمانيّ وغيرهما في الصحابة. وقال ابن حبان: له صحبة. وأخرج ابن السّكن والطّبرانيّ
في مسند الشاميين من طريق نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ، عن ابن عائذ، عن غضيف بن الحارث، حدثني أبو حميضة المزني، قال: حضرنا طعاما مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وهو يشتغل بحديث رجل أو امرأة، فجعلنا نأكل ونقصّر في الأكل، فأقبل علينا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فأكل معنا، ثم قال: «كلوا كما يأكل المؤمنون» ، فأخذ لقمة عظيمة، ثم قال:
__________
(1) تفسير الطبري 1/ 129، الطبقات الكبرى بيروت 1/ 505، التاريخ الكبير 9/ 25، الجرح والتعديل 9/ 360، تهذيب الكمال 1600.
(2) قال الهيثمي في الزوائد 4/ 279 رواه أحمد إلا أن زهيرا شك فقال عن أبي حميد أو أبي حميدة والبزار من غير شك والطبراني في الأوسط والكبير ورجال أحمد رجال الصحيح والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 290.
(3) أسد الغابة: ت 5831، الاستيعاب: ت 2963.
(4) الإكمال 2/ 537، مؤتلف الدارقطنيّ 640.(7/81)
«هكذا لقما خمسا أو ستّا إن كان مع ذلك شيء، وإلّا شرب وقام» .
قال ابن السكن: لم أجد له من الرواية إلا هذا.
9802- أبو حنش:
ذكره ابن سعد في الصحابة. وقال: قيل له لا تسأل الإمارة، كذا في «التّجريد» .
9803- أبو حنّة:
بالنون. كذا يقوله الواقدي، وقد مضى قبل.
9804- أبو حنّة الأنصاري «1»
: أخو أبي حبة بن غزية، بالموحدة.
ذكره ابن أبي خيثمة، ونقلته من خط مغلطاي.
9805- أبو حنة:
آخر، يقال اسمه مالك بن عامر أو ابن عمير. تقدم.
9806- أبو حوالة الأزدي:
اسمه عبد اللَّه بن حوالة. تقدم.
9807- أبو حيان:
تقدم في ترجمة حيان غير منسوب من حرف الحاء المهملة من الأسماء.
9808- أبو حيوة الكندي «2»
: أو الحضرميّ، جدّ رجاء بن حيوة.
ذكره أبو نعيم،
وأسند عن الطّبرانيّ بسند له عن خارجة بن مصعب، عن رجاء بن حيوة، عن أبيه، عن جده- أن جارية مرت على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وهي تحجّ، فقال: «لمن هذه؟» قالوا: لفلان. قال: أيطؤها؟ قالوا: نعم. قال: «وكيف يصنع بولده أيدّعيه وليس له بولد، أو يستعبده وهو يعدو في سمعه وبصره، ولقد هممت أن ألعنه لعنة تدخل معه في قبره» .
9809- أبو حية التميمي:
اسمه حابس- تقدم في الأسماء.
القسم الثاني
خال.
القسم الثالث
9810- أبو حديرة الأجذمي:
ويقال الجذامي.
أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وشهد خطبة عمر بالجابية. ذكره ابن عساكر، وأخرج قصته من طريق
__________
(1) الطبقات الكبرى 476، مؤتلف الدارقطنيّ 58 و 583 و 1784.
(2) تهذيب التهذيب 12/ 82، تجريد أسماء الصحابة 2/ 161.(7/82)
يعقوب بن سفيان، عن سعيد بن عقبة، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن حبيب- أن أبا الخير حدثه أنّ عبد العزيز بن نبهان سأل كريب بن أبرهة أحضرت خطبة عمر؟ قال: لا. قال:
فبعث إلى سفيان بن وهب فقال: قام عمر فحمد اللَّه وأثنى عليه وقال: إني أقسم هذا المال على من أفاء اللَّه عليه بالعدل إلا هذين الحيين من لخم وجذام، فقام إليه أبو حديرة، فقال:
أنشدك اللَّه في العدل يا عمر. فقال ... القصة. وأخرجها مسدد في مسندة الكبير وأبو عبيد في الأطول من رواية عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد، عن سفيان بن وهب نحوه.
9811- أبو الحصين الحنفي.
كان ممن ثبت على الإسلام، وفيه يقول ابن المطرح الحنفي يخاطب أبا بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه:
لسنا نغرّك من حنيفة إنّهم ... والرّاقصات إلى منى كفّار
غيري وغير أبي الحصين وعامر ... وابن السّفين قد نشا أبرار
[الكامل] ذكره وثيمة في كتاب الردة، واستدركه ابن فتحون.
9812- أبو حناءة:
بفتح أوله والنون والمد وهمزة قبل الهاء، ابن أبي أزيهر الدوسيّ.
له إدراك، وكان قتل أبي أزيهر بعد وقعة بدر في حياة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، ولأبي حناءة هذا بنت تسمى سمية، تزوجها مجاشع بن مسعود، وهي صاحبة القصة مع نصر بن حجاج.
القسم الرابع
9813- أبو حبيب العنبري.
ذكره الذّهبيّ في «التّجريد» ، وغاير بينه وبين جد الهرماس، وهما واحد. وقد عزاه في كل من الترجمتين لتخريج أبي موسى، ولم أره في الذيل إلا موضع واحد.
9814- أبو حبيش الغفاريّ «1»
. استدركه أبو موسى، وإنما هو بالخاء المعجمة والنون، كما سيأتي بيانه، وقد ذكره ابن مندة على الصواب.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 158.(7/83)
9815- أبو حزامة السعدي «1»
ذكره ابن مندة في الحاء المهملة، والصواب بالمعجمة. وسيأتي.
9816- أبو الحسن الراعي.
ذكره الذّهبيّ في «التّجريد» ، فقال: كذاب، ادّعى الصحبة ولا وجود له، تفرد منه علي بن عون شيخ روى عنه صدر الدين بن حمّويه الجويني، والمؤيد محمد بن علي الحلبي، فهو كذاب. وقال في الميزان: أبو الحسن بن نوفل الراعي قال: حملت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ليلة انشقّ القمر، قال علي بن عون: لقيته بتركسان «2» بعد الستمائة.
9817- أبو حسنة الخزاعي.
ذكره بعضهم في الصحابة، وهو خطأ نشأ عن تصحيف. وأسند من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض، عن هشام بن عروة، عن أبيه- أن أبا حسنة الخزاعي صاحب البدن أخبره أنه سأل النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عما يعطب من البدن. قال الحافظ صالح [جزرة] : صحّفه أبو ضمرة تصحيفا عجيبا، وذلك أنه كان فيه أن ناجية الخزاعي، فزيدت ألف قبل ناجية ومدّت الجيم فصارت أبا حسنة. وقد تقدم الحديث على الصواب في الأسماء في حرف النون.
9818- أبو حفصة: «3»
ذكره المستغفري في «الصحابة» ، وهو خطأ نشأ عن تصحيف وانقلاب، فإنه أورد من طريق شعبة عن المغيرة بن عبد اللَّه، قال: جلست إلى أبي حفصة ... فذكر حديث الرّقوب.
والصواب أبو خصفة، بفتح المعجمة وتقديم الصاد على الفاء وفتحها. وسيأتي في الخاء المعجمة إن شاء اللَّه تعالى.
9819- أبو حكيم بن أبي يزيد الكرخي.
ذكره البغويّ وقال: لا أعلم روى حديثه إلا عطاء بن السائب، ثم أورد من طريق حماد بن يزيد عن أبيه.
قلت: وكنية هذا الصحابي أبو يزيد، وسيأتي واضحا في حرف الياء الأخيرة، ولا يلزم
__________
(1) أسد الغابة: ت 5811.
(2) تركستان: وهو اسم جامع لجميع بلاد الترك. انظر معجم البلدان 2/ 27.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 159، الكاشف 3/ 327، تقريب التهذيب 2/ 413، تهذيب التهذيب 12/ 77، خلاصة تذهيب 3/ 212، تهذيب الكمال 3/ 1599، الجرح والتعديل 9/ 363.(7/84)
من أنّ ابنه يسمى حكيما أن يكنى هو أبا حكيم، ولم يقع في رواية البغوي ولا غيره إلا مكنى أبا يزيد، فذكره في حرف الحاء من الكنى وهم.
9820- أبو الحيسر:
بفتح أوله وسكون التحتانية بعدها مهملة مفتوحة ثم راء: اسمه أنس بن رافع- تقدم في الأسماء.
9821- أبو حيوة الصّنابحي «1»
. قال أبو موسى: أورده أبو بكر بن أبي عليّ، وأورد له حديثا فصحّف الاسم والنسبة معا، وقال: وإنما هو أبو خيرة، بخاء معجمة ثم راء، والصّباحي بموحدة بعد الصاد وبلا موحدة بعد الألف. وسيأتي في الخاء المعجمة على الصواب.
9822- أبو حيّة النميري «2»
ذكره الذهبي في التجريد، وقال: اسمه الهيثم بن الربيع، قال ابن ناصر: له صحبة. انتهى.
ولا أعرف له في ذلك سلفا. بل لا صحبة لأبي حية ولا رؤية ولا إدراك. قال المرزباني في معجم الشعراء: وكانت بأبي حية لوثة واختلاط، وكان ينزل البصرة، وهو شاعر راجز مقصد، كان أبو عمرو بن العلاء يقدمه، وأدرك أيام هشام بن عبد الملك، وبقي إلى أيام المنصور ثم المهدي، ورثى المنصور لما مات، وهو القائل:
فألا حيّ من أهل الحبيب المغانيا ... لبسن البلى لمّا لبسن اللّياليا
إذا ما تقاضى المرء يوم وليلة ... تقاضاه شيء لا يملّ التّقاضيا
[الطويل] وعدّه محمّد بن سلّام الجمحيّ في «طبقات الشّعراء» في طبقة بشار بن برد ودونه.
وقال أبو الفرج الأصبهانيّ: أبو حية الهيثم بن ربيع بن زرارة بن كثير بن جناب بن كعب بن مالك بن عامر بن نمير بن عامر بن صعصعة النميري، شاعر مجيد متقدم من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية وكان فصيحا راجزا مقصّدا من ساكني البصرة، وكان أهوج جبانا بخيلا كذّابا معروفا بجميع ذلك.
قلت: لعل مستند من عدّه في الصحابة قول من وصفه بأنه مخضرم وهو مستند باطل، فإن المخضرم الّذي يذكره بعضهم في الصحابة هو الّذي أدرك الجاهلية والإسلام، والمخضرم أيضا من أدرك الدولتين الأموية والعباسية، فأبو حية من القسم الثاني لا من القسم الأول.
__________
(1) أسد الغابة: ت 5832.
(2) ريحانة الأدب 7/ 86.(7/85)
وقال أبو بكر بن أبي خيثمة: حدثنا محمد بن سلام الجمحيّ، قال: كان لأبي حية سيف يسميه لعاب المنية لا فرق بينه وبين الخشبة، وكان أجبن الناس، فحدثني جار له قال:
دخل بيته ليلة كلب فسمع حسّه فظنه لصّا فأشرفت عليه وقد انتضى سيفه لعاب المنية وهو يقول: أيها المغتر بنا والمجترئ، علينا، بئس، واللَّه، ما اخترت لنفسك، خير قليل وسيف صقيل، أخرج بالعفو عنك قبل أن أدخل بالعقوبة عليك، يقول هذا كله وهو واقف في وسط الدار، فبينما هو كذلك إذ خرج الكلب، فقال: الحمد للَّه الّذي مسخك كلبا وكفانا حربا.
وقال أبو محمّد بن قتيبة: كان أبو حية النميري من أكذب الناس، فحدّث يوما أنه يخرج إلى الصحراء فيدعو الغربان فتقع حوله فيأخذ منها ما شاء، فقيل له يا أبا حية، أرأيت إن أخرجناك إلى الصحراء يوما فدعوت الغربان فلم تأت ماذا نصنع بك؟ قال: أبعدها اللَّه إذا.
قال: وحدث يوما قال: عنّ لي ظبي فرميته فراغ عن سهمي، فعارضه السهم فراغ فعارضه، فما زال واللَّه يروغ ويعارضه حتى صرعة.
وأسندها المبرّد عن ابن أبي جبيرة، قال: كان أبو حية النميري أكذب الناس، وكان يروي عن الفرزدق فسمعته يوما يقول: عنّ لي ظبي فرميته فراغ، فذكر نحوه.
وقال الرّقاشيّ، عن الأصمعيّ: وفد أبو حية النميري على أبي جعفر المنصور وقد امتدحه وهجا بني حسن، فوصله بشيء دون ما أمّل، فصار إلى الحيرة فشرب عند خمارة، واشترى منها شنّة، فذكر له معها قصة قبيحة.
وقال ابن قتيبة: لقي ابن مناذر أبا حية النميري فقال له: أنشدني بعض شعرك، فأنشده، فقال: ما هذا؟ أهذا شعر؟ فقال أبو حية: وأي عيب فيه؟ ما فيه عيب إلا أنك سمعته.
وقال أبو عبيد البكريّ في «شرح أمالي القالي» : أبو حية النميري شاعر إسلامي أدرك أواخر دولة بني أمية وأول دولة بني العباس، ومات في آخر خلافة المنصور.
قلت: وما تقدم عن المرزباني أنه رثى المنصور يقتضي أنه عاش إلى خلافة المهدي كما قال. وحكى المرزباني أن سلمة بن عياش العامري الشاعر قال لأبي حية النميري:
أتدري ما يقول الناس؟ قال: وما يقولون؟ قال: يزعمون أني أشعر منك. فقال: إنا للَّه! هلك الناس.
وذكرها المرزباني أيضا، فقال: حدث من غير وجه عن سلمة بن عياش العامري من(7/86)
شعراء البصرة محمد بن سليمان بن علي، قال: قلت لأبي حية ... فذكر مثله.
قلت: وكانت إمارة محمد بن سليمان من قبل المهدي فمن بعده، وذلك في عشر السنين ومائة، وبعد ذلك، فهذه أقوال الأخباريين تظافرت على أنّ أبا حية لا صحبة له ولا إدراك، فهو المعتمد. واللَّه أعلم.
حرف الخاء المعجمة
القسم الأول
9823- أبو خارجة:
عمرو بن قيس الخزرجي البدري «1» . تقدم في الأسماء.
9824- أبو خالد:
حكيم بن حزام الأسدي «2» .
9825- أبو خالد:
يزيد بن أبي سفيان الأموي- تقدّما.
9826- أبو خالد:
غير منسوب «3» .
ذكره أبو أحمد الحاكم عن البخاريّ، وكذا المستغفريّ، وقال: صحابي. وحديثه عند الأعمش عن مالك بن الحارث، عن أبي خالد، وكانت له صحبة، قال: وفدنا على عمر بن الخطاب ففضّل أهل الشام في الجائزة علينا.
أخرجه ابن أبي شيبة، واستدركه أبو موسى.
9827- أبو خالد الحارث «4»
بن قيس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم الأنصاري الزرقيّ.
ذكره ابن إسحاق وغيره فيمن شهد بدرا والعقبة وغير ذلك من المشاهد، وذكر الواقدي من طريق ضمرة بن سعيد أنّ أبا خالد الزّرقيّ جرح باليمامة جراحات فانتقضت عليه في خلافة عمر فمات.
9828- أبو خالد الحارثي:
من بني الحارث بن سعد.
ذكره ابن شاهين في الصحابة، وساق
من طريق إبراهيم بن بكير البلوي، عن بشير،
__________
(1) أسد الغابة: ت 5834.
(2) الطبقات الكبرى بيروت 8/ 18.
(3) الاستيعاب: ت 2966.
(4) تنقيح المقال 1513- الطبقات الكبرى بيروت 3/ 591.(7/87)
بموحدة ثم مثلثة مصغرا، ابن أبي قسيمة السلامي، بتشديد اللام، أخبرني أبو خالد الحارثي، من بني الحارث بن سعد، قال: قدمت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مهاجرا، فوجدته يتجهّز إلى تبوك، فخرجنا معه حتى جئنا الحجر من أرض ثمود، فنهانا أن ندخل بيوتهم وأن ننتفع بشيء من مياههم ... فذكر الحديث بطوله.
وفيه: أنه أتى إلى الحي بعد أن صلّى الظهر مهجرا، فوجد أصحابه عنده، فقال: ما زلتم تبكونه بعد. وكان ماؤه نزرا، لا يملأ الإداوة، قال: فسمي ذلك المكان تبوكا، ثم استخرج مشقصا من كنانته، فقال: انزل فاغرسه وسمّ اللَّه. فنزل فغرسه فجاش عليه الماء، وفي هذه القصة
قال إبراهيم بن بكير- جاءنا أبو عقال- رجل من جذام- كان يقال إنه من الأبدال، فقال: دلّوني على هذه البركة التي جاء إليها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وهي حسي لا يملأ الإداوة، فدعا اللَّه فبجسها، فخرجنا به حتى وقف عليها فقال: «نعم، هي هي، واللَّه إنّ ماء أنبطه جبرائيل، وبرّك فيه محمّد صلى اللَّه عليه وسلّم لعظيم البركة» . قال: فلم تزل على ذلك حتى بعث عمر بن الخطاب بن عريض اليهودي فطواها.
قلت: وفي سند هذا الحديث من لا نعرفه.
9829- أبو خالد السلمي «1»
: جد محمد بن خالد.
أورده البغويّ في «الكنى» ، وأورد من طريق أبي المليح، عن محمد بن خالد السلمي، عن جده، وكانت له صحبة، فذكر حديثا. وقيل اسمه زيد. وقد تقدم بيان ذلك في الأسماء. وسماه ابن مندة اللجلاج كما تقدم، ولم أره في شيء من الروايات سمّي في غير ما ذكرت.
9830- أبو خالد الكندي «2»
: جد خالد بن معدان.
كذا أورده الحسن السّمرقنديّ في الصحابة، ولم يخرج له شيئا، قاله أبو موسى.
9831- أبو خالد القرشي المخزومي «3»
: والد خالد.
روى ابنه خالد بن أبي خالد، عن أبيه، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في الطاعون: ذكره في «التّجريد» وقال: له شيء.
9832- أبو خداش اللخمي «4»
:
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 161.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 361.
(3) الاستيعاب ت 2965.
(4) تقريب التهذيب 2/ 416، الكنى والأسماء 167، تجريد أسماء الصحابة 2/ 161.(7/88)
له صحبة، عداده في أهل الشام. روى عنه عبد اللَّه بن محيريز قوله، هكذا ذكره ابن مندة مختصرا، وأورده ابن السكن
من طريق ثور بن يزيد، عن عبد اللَّه بن محيريز، عن أبي خداش- رجل من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: غزوت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فسمعته يقول:
«المسلمون شركاء في ثلاث: الماء والكلإ والنّار» .
وسيأتي في القسم الأخير ما قد يقدح في ثبوت هذه اللفظة، وهي قوله: رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
9833- أبو خراش:
بالراء، هو حدرد بن أبي حدرد الأسلمي- تقدم في الأسماء.
9834- أبو خراش السلمي «1»
: ذكره البغويّ في الصحابة،
وأخرج ابن المقري عن حيوة، عن الوليد بن أبي الوليد- أن عمران بن أبي أنس حدثه عن أبي خراش السلمي أنه سمع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه «2» .
كذا وقع عنده السلمي، وإنما هو الأسلمي، كذا رواه ابن وهب عن حيوة. ويقال: إنه حدرد بن أبي حدرد المذكور قبله.
9835- أبو الخريف بن ساعدة:
تقدم في صيفي «3» في الصاد المهملة.
9836- أبو خزاعة:
نزل حمص. حديثه عند كثير بن مرة. ذكره في «التجريد» .
9837- أبو خزامة «4»
: أحد بني الحارث بن سعد هذيم العذري.
حديثه عند الزهري عن ابن أبي خزامة، عن أبيه، واسم أبي خزامة يعمر، سماه مسلم وغيره، قال: سألت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أرأيت رقى نرقي بها وأودية نتداوى بها ... الحديث؟
ووقع في «الكنى» لمسلم أبو خزامة بن يعمر، وكذا قال يعقوب بن سفيان، وقوّاه
__________
(1) تقريب التهذيب 2/ 416، الثقات 3/ 455، بقي بن مخلد 611، خلاصة تذهيب 3/ 514، تهذيب التهذيب 12/ 84، تهذيب الكمال 3/ 1601 تجريد أسماء الصحابة 2/ 161، التاريخ الكبير 9/ 27.
(2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 697 عن أبي خراس السّلمي كتاب الأدب باب فيمن يهجر أخاه المسلم حديث رقم 4915 وأحمد في المسند 4/ 32، وابن سعد في الطبقات 7/ 193 والبخاري في الأدب المفرد 404. والحاكم في المستدرك 4/ 163 عن أبي خراش بلفظه قال الحاكم حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 24788 من هجر أخاه سنة لقي اللَّه. أورده الفتني في تذكرة الموضوعات 205.
(3) أسد الغابة ت 5847.
(4) تقريب التهذيب 2/ 417، الكاشف 3/ 231، خلاصة تذهيب 3/ 214، تهذيب التهذيب 12/ 84، تبصير المنتبه 3/ 998 بقي بن مخلد 319.(7/89)
البيهقيّ وسماه من طريق أخرى زيد بن الحارث. وقال أبو عمر: ذكره بعضهم في الصحابة لحديث أخطأ فيه راويه عن الزهري، وهو تابعي كأنه جنح إلى تقوية قول من قال عن أبي خزامة عن أبيه. قال ابن فتحون: أخرج حديثه الباوردي والطبري، من طريق ابن قتيبة كما قال مسلم. وكذا أخرجه الطبراني أيضا من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري. وقيل عن الزهري، عن أبي خزامة عن أبيه. ورجّحها ابن عبد البر، وستأتي الإشارة إليه في المبهمات. وقد تقدم في الأسماء في خزامة، وفي الحارث بن سعد، وفي سعد هذيم بيان خطأ جميع من سماه كذلك.
9838- أبو خزامة رفاعة بن عرابة الجهنيّ»
: كناه خليفة بن خياط. وقد تقدم في الأسماء.
9839- أبو خزامة
بن أوس بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم الأنصاري «2» .
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وذكره ابن حبّان في الصحابة، لكن وجدته في النسخة التي بخط الحافظ أبي علي العسكري بياء بدل الألف، قال: أبو خزيمة. وما أظنه إلا من فساد النسخة التي نقل منها.
9840- أبو خزيمة
بن يربوع بن عمرو الأنصاري «3» .
ذكر العدويّ أنه شهد أحدا، وقيل يربوع اسمه. وقد تقدم في الأسماء.
9841- أبو خصفة:
بفتحات «4» .
روى علي بن عبد اللَّه المديني، وعبدة بن عبد اللَّه الصفار وغيرهما، عن وهب بن جرير، عن شعبة، عن ميسرة بن عبد اللَّه الجعفي، قال: جلست إلى أبي خصفة فقال: قال لنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «أتدرون ما الصّعلوك؟» قلنا: الّذي لا مال له. قال: «الصّعلوك الّذي له المال لم يقدّم منه شيئا» «5» - قالها ثلاثا.
وفي رواية عنده السؤال عن الرّقوب وغير ذلك.
9842- أبو خصيفة «6»
: بالتصغير.
__________
(1) أسد الغابة ت 5848، الاستيعاب ت 2970.
(2) أسد الغابة ت 5850.
(3) أسد الغابة ت 5851.
(4) أسد الغابة ت 5852.
(5) أخرجه أحمد 5/ 367 وانظر المجمع 3/ 11، 8/ 69.
(6) أسد الغابة ت 5853.(7/90)
ذكره الطّبرانيّ في الصحابة،
وأخرج من طريق يزيد بن عبد الملك النوفلي، عن يزيد بن خصيفة، عن أبيه، عن جده- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «التمسوا الخير عند حسان الوجوه» «1» . وبه أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم كان يقول: «إذا خرج أحدكم من بيته فليقل لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه» «2» .
قلت: ويزيد ضعيف. وقال العلائي شيخ شيوخنا في كتاب الوشي: إن كان يزيد بن خصيفة هذا هو يزيد بن عبد اللَّه بن خصيفة الثقة المشهورة الراويّ عن السائب بن يزيد فلا أعرف لأبيه ذكرا في أسماء الرواة ولا لجده خصيفة ذكرا في الصحابة، وإن كان غيره فلا أعرفه ولا أباه ولا جدّه.
قلت: هو المشهور، فقد ذكر المزّيّ في «التّهذيب» يزيد بن عبد الملك في الرواة عنه، وذكر أن اسم والد خصيفة عبد اللَّه بن يزيد، وقيل هو خصيفة بن يزيد، وعلى هذا فصحابيّ هذا الحديث هو خصيفة، وقد ذكر المزي في ترجمة يزيد بن عبد اللَّه بن خصيفة أن اسم والد خصيفة يزيد، وقيل عبد اللَّه بن سعيد بن ثمامة الكندي.
9843- أبو الخطاب «3»
: قال أبو عمر: له صحبة، ولا يوقف له على اسم، روي عنه حديث واحد في الوتر من رواية أبي ثوير بن أبي فاختة.
وتعقّبه ابن فتحون بأن الصواب روى عنه ثوير. وقال البغوي: سكن الكوفة. وقال أبو أحمد الحاكم: ذكره إبراهيم بن عبد اللَّه الخزاعي فيمن غلبت عليهم الكنى من الصحابة.
وأخرج ابن السكن، وابن أبي خيثمة، والبغوي، وعبد اللَّه بن أحمد في كتاب السنة له، والطّبرانيّ من طريق إسرائيل، عن ثوير بن أبي فاختة: سمعت رجلا من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقال له أبو الخطاب، وسئل عن الوتر، فقال: أحبّ إليّ أن أوتر إذ أصلي إلى نصف الليل، «إنّ اللَّه يهبط إلى السّماء الدّنيا في السّاعة السّابعة فيقول: هل من داع» - الحديث.
__________
(1) قال العجلوني في كشف الخفاء 1/ 152 رواه الطبراني من حديث يزيد بن خصيفة مرفوعا ورواه الدارقطنيّ في الافراد عن أبي هريرة قال الهيثمي في الزوائد 8/ 198 رواه الطبراني من طريق يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي عن أبيه وكلاهما ضعيف، وابن حجر من لسان الميزان 5/ 1184، كنز العمال 16796.
(2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 41539 وعزاه إلى الطبراني في الكبير عن أبي حفصة.
(3) تقريب التهذيب 2/ 417 الأباطيل والمناكير 1/ 149، تهذيب الكمال 1602، الطبقات الكبرى بيروت 7/ 229، ديوان الضعفاء رقم 4910، الكنى والأسماء 1/ 126، الجرح والتعديل 9/ 364، المدخل إلى الصحيح 150، تنقيح المقال 3/ 15، التاريخ الكبير 2719، لسان الميزان 7/ 462، معجم رجال الحديث 21/ 145 المغني 7432، الميزان 4/ 736.(7/91)
وفي آخره: «فإذا طلع الفجر ارتفع» .
وفي رواية أبي أحمد الزبيري عن الطبراني: أنه سأل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عن الوتر، ولم يرفعه غيره.
9844- أبو خلاد:
هو السائب بن خلاد. تقدم في الأسماء.
9845- أبو خلاد الرّعيني «1»
: هو عبد الرحمن بن زهير- تقدم.
9846- أبو خلاد:
غير منسوب.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «إذا رأيتم الرّجل قد أعطي زهدا في الدّنيا» «2» ... الحديث.
وعنه أبو فروة الجزري. وقيل بينهما أبو مريم، ثم قال البخاري: هذا أولى.
وأخرجه البزّار من طريق أبي فروة، عن أبي خلاد- وكانت له صحبة، قال: إنما أدخلناه في المسند لقوله: وكانت له صحبة مع أنه لم يقل: رأيت ولا سمعت. انتهى.
وقد أخرجه ابن أبي عاصم من هذا الوجه، فقال في سياقه: سمعت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، لكن وقع عنده عن أبي خالد. والصواب عن أبي خلاد بتقديم اللام الثقيلة، وزعم ابن مندة أنه الّذي قبله، فأخرجه ابن ماجة، وقال: يقال اسمه عبد الرحمن بن زهير.
9847- أبو خلف:
خادم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
ذكر له الزمخشريّ في «ربيع الأبرار» حديثا مرفوعا: إذا مدح المنافق اهتزّ العرش وغضب الرّبّ.
ذكره بغير إسناد، وأظنه سقط منه ذكر أنس.
9848- أبو خليد الفهري «3»
: ويقال أبو خليدة، ويقال أبو جنيدة، تقدم في الجيم.
9849- أبو خميصة:
هو معبد بن عباد بن قشير الأنصاري «4» . تقدم في الأسماء.
9850- أبو خناس:
خالد بن عبد العزيز الخزاعي «5» . تقدم في الأسماء.
9851- أبو خنيس الغفاريّ «6»
: لا يعرف اسمه.
__________
(1) أسد الغابة ت 5855.
(2) أخرجه ابن ماجة 2/ 1373 في كتاب الزهد باب الزهد في الدنيا حديث رقم 4101 والحسيني في اتحاف السادة المتقين 1/ 399، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 6069 وعزاه إلى ابن ماجة وأبي نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الايمان عن أبي خلاد وأبي هريرة.
(3) أسد الغابة ت 5856.
(4) أسد الغابة ت 5857، الاستيعاب ت 2974.
(5) الجرح والتعديل 9/ 367، تجريد أسماء الصحابة 2/ 162، الكنى والأسماء 1/ 26، مؤتلف الدارقطنيّ 693.
(6) أسد الغابة ت 5858، الاستيعاب ت 2975.(7/92)
قال ابن السّكن: مخرج حديثه عن أهل بيته، حديثه عند أبي بكر بن عمرو بن عبد الرحمن، كذا ذكره عمرو- بفتح العين، والصواب عمر بضمها، وهو ابن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عمر من شيوخ مالك، وبين أبي بكر وبين أبي خنيس راو آخر.
وقال الحاكم أبو أحمد: له صحبة. وأخرج من طريق الذهلي، عن عبد اللَّه بن رجاء، عن سعيد بن سلمة، عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة- أنه سمع أبو خنيس الغفاريّ يقول: خرجت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في غزاة تهامة حتى إذا كنّا بعسفان جاءه أصحابه، فقال: «يا رسول اللَّه، جهدنا الجوع فائذن لنا في الظّهر نأكله ... الحديث- في إشارة عمر بجمع الأزواد ووقوع البركة، ثم ارتحلوا فأمطروا ونزلوا فشربوا من ماء السماء وهم بالكراع، فخطبهم، فأقبل ثلاثة نفر، فجلس اثنان وذهب الثالث معرضا، فقال: «ألا أخبركم عن النّفر الثّلاثة؟» الحديث.
قال الذّهليّ أبو بكر: هذا هو ابن عمر بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عمر من شيوخ مالك.
قلت: كذا نسبه ابن أبي عاصم والدّولابي في روايتيهما عن شيخين آخرين عن عبد اللَّه بن رجاء، وسند الحديث حسن، وقد سمعناه بعلوّ في الثاني من أمالي المحاملي رواية الأصبهانيين، وشاهده في الصحيحين، وله شاهد آخر عنه عند الحاكم عن أنس.
9852- أبو خيثمة الجعفي:
هو عبد الرحمن بن أبي سبرة. تقدم.
9853- أبو خيثمة:
الأنصاري السالمي «1» .
وقع ذكره
في حديث كعب بن مالك الطويل في قصة توبته، وفيه: فلما كان بتبوك إذا شخص يزول به السراب، فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «كن أبا خيثمة» ،
فإذا هو أبو خيثمة.
وقد قال الواقديّ: إن اسم أبي خيثمة هذا عبد اللَّه بن خيثمة، وإنه شهد أحدا، وبقي إلى خلافة يزيد بن معاوية.
9854- أبو خيثمة الأنصاري:
آخر. اسمه مالك بن قيس. قيل: هو أحد من تصدّق بصاع، فلمزه المنافقون.
وذكر ابن الكلبيّ أنه السالمي الّذي قبله، وأنّ اسمه مالك بن قيس لا عبد اللَّه بن خيثمة. فاللَّه أعلم.
__________
(1) الطبقات الكبرى بيروت 2/ 166.(7/93)
9855- أبو خيثمة الحارثي:
تقدم التنبيه عليه في الحاء المهملة. ومن قال: إن الصواب إنه أبو حتمة، بمهملة ثم مثناة فوقية- إن الأمر فيه على الاحتمال. واللَّه أعلم.
9856- أبو الخير الكندي:
هو الجفشيش. تقدم في الأسماء.
9856 م- أبو خيرة العبديّ ثم الصّباحي «1»
: نسبة إلى صباح، بضم المهملة وتخفيف الموحدة وآخره حاء مهملة- ابن لكيز بن [188] أفصى- بطن من عبد القيس.
أخرج البخاريّ في «التّاريخ» مختصرا، وخليفة، والدّولابيّ، والطّبرانيّ، وأبو أحمد الحاكم،
من طريق داود بن المساور، عن مقاتل بن همام، عن أبي خيرة الصباحي، قال: كنت في الوفد الذين أتوا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من عبد القيس فزوّدنا الأراك نستاك به، فقلنا: يا رسول اللَّه، عندنا الجريد، ولكن نقبل كرامتك وعطيّتك. فقال: «اللَّهمّ اغفر لعبد القيس، أسلموا طائعين غير مكرهين، إذ قعد قوم لم يسلموا إلّا حرابا موتورين» .
لفظ الطّبرانيّ، وفي رواية الدّولابيّ: كنا أربعين رجلا. وأخرجه الخطيب في المؤتلف، وقال: لا أعلم أحدا سماه.
9857- أبو خيرة:
آخر، غير منسوب «2» .
أفرده الأشيريّ عن الصّباحيّ. وذكر له حديثا. وقد أخرجه الطّبرانيّ، لكن أورده في ترجمة الصّباحي، وعندي أنه غيره. قال عبد اللَّه بن هشام بن حسان بن يزيد بن أبي خيرة:
حدثنا أبي، عن أبيه، عن أبي خيرة، قال: كانت لي إبل أحمل عليها، فأتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وشهدت خيبر- أو قال حنينا، فكنا نحمل لهم الماء على إبلنا ... الحديث. وفيه: فدعا لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالبركة ودعا لولدي.
القسم الثاني
خال.
__________
(1) التاريخ الكبير 9/ 8، تجريد أسماء الصحابة 2/ 163، الأنساب 8/ 573، الإكمال 5/ 161 تبصير المنتبه 3/ 858، المؤتلف والمختلف 25، تصحيفات المحدثين 743، الجرح والتعديل 9/ 367، الكنى والأسماء 1/ 27.
(2) أسد الغابة ت 5861.(7/94)
القسم الثالث
9858- أبو خراش الهذلي «1»
: هو خويلد بن مرة. تقدم في الأسماء.
9859- أبو خرقاء العامري:
له إدراك، فذكر أبو الفرج الأصبهانيّ في ترجمة ذي الرمة الشاعر، من طريق محمد بن الحجاج التميمي، قال: حججت فلما صرت بمرّان جئت إلى خرقاء صاحبة ذي الرمة فسلمت عليها فانتسبت لها، فقالت: أنت ابن الحجاج بن عمرو بن زيد؟ قلت: نعم.
قالت: رحم اللَّه أباك، عاجلته المنية، من أين أقبلت؟ فقلت: حجبت. قالت: إن حجّك ناقص، أما سمعت قول عمك ذي الرمة:
تمام الحجّ أن تقف المطايا ... على خرقاء واضعة اللّثام
[الوافر] قال: وكانت قاعدة بفناء البيت كأنها قائمة من طولها بيضاء شهلاء ضخمة، فسألتها عن سنّها. فقالت: لا أدري، إلا أني أدركت شمر بن ذي الجوشن حين قتل الحسين، وأنا جارية صغيرة، وكان أبي قد أدرك الجاهلية وحمل فيها حملات.
9859 م- أبو الخيبري:
أدرك الجاهلية، وروى عنه محرز مولى أبي هريرة قصة جرت له مع رفقة له عند قبر حاتم الطائي رويناها في مكارم الأخلاق للخرائطي، من طريق هشام بن الكلبي، عن أبي مسكين، عن جعفر بن محمد بن الوليد مولى أبي عذرة، عن محرز بن أبي هريرة، قال: مرّ نفر عبد القيس بقبر حاتم، فنزلوا قريبا منه، فقام إليه بعضهم، فضرب قبره برجله، وهو يقول: أقر، فلما ناموا قام الرجل المذكور فزعا، فقال:
رأيت حاتما الطائي فأنشدني:
أبا الخيبريّ وأنت امرؤ ... ظلوم العشيرة شتّامها «2»
أتيت بصحبك تبغي القرى ... لدى حفرة صخب هامها
وتبغي لي الذّنب عند المبيت ... وعندك طيّ وأنعامها
فإنّا سنشبع أضيافنا ... وتأتي المطيّ فنعتامها
[المتقارب] فإذا ناقته قد عقرت فنحروها، وقالوا: لقد قرانا حاتم حيّا وميتا، فلما أصبحوا أردفوا
__________
(1) أسد الغابة ت 5846، الاستيعاب ت 2969.
(2) البيت لحاتم الطائي كما في ديوانه ص 168 ويروى: ظلوم العشيرة لوّامها.(7/95)
صاحبهم، فإذا برجل ينوّه بهم وهو راكب على جمل يقود آخر، فقال: أيكم أبو الخيبري؟
فقال: أنا. قال: إن حاتما أتاني في النوم فأخبرني أنه قرى أصحابك ناقتك، وأمرني أن أحملك، فهذا جمل فاركبه.
وذكرها أبو الفرج الأصبهانيّ في ترجمة حاتم الطائي من الوجه المذكور وساقه من طريق هشام بن الكلبي: حدثنا أبو مسكين، عن جعفر بن محمد بن الوليد، عن أبيه، والوليد جده مولى أبي هريرة سمعت محرز بن أبي هريرة يقول: كان رجل يقال له أبو الخيبري مرّ في نفر من قومه بقبر حاتم فبات أبو الخيبري ليلته ينادي به أقر أضيافك، فذكره، وفيه فساروا ما شاء اللَّه، ثم نظروا إلى راكب فإذا هو عديّ بن حاتم، فقال: إن حاتما جاءني في النوم وأنه قرى راحلتك، وقال في ذلك أبياتا ردّدها عليّ حتى حفظنها منه، فذكرها، وفيه: وقد أمرني أن أحملك على بعير فركبه وذهبوا.
القسم الرابع
9860- أبو خالد الكندي «1»
: استدركه أبو موسى، وقال: ذكره أبو بكر بن أبي عليّ، وأورده
من طريق أبي فروة:
سمعت أبا مريم، سمعت أبا خالد الكندي، يقول: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إذا رأيتم الرّجل قد أعطي الزّهادة في الدّنيا» «2» ... الحديث.
وهذا حديث أبي خلاد الرّعيني، فوقع الوهم في كنيته ونسبه.
9861- أبو خداش «3»
: له صحبة.
روى عنه أبو عثمان، قال: كنا في غزوة فنزل الناس منزلا فقطعوا الطريق ونصبوا الحبال على العلاء، فلما رأى ما صنعوا قال: سبحان اللَّه، لقد غزوت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم غزوات فسمعته يقول: «المسلمون شركاء في ثلاث:
الماء والنّار والكلإ» «4» .
هكذا ذكر ابن مندة.
__________
(1) أسد الغابة ت 5838.
(2) أخرجه ابن ماجة 2/ 1373 في كتاب الزهد باب الزهد في الدنيا حديث رقم 4101 قال البوصيري في مصباح الزجاجة 2/ 1373 لم يخرج ابن ماجة لأبي خلاد سوى هذا الحديث ولم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الخمسة شيئا أ. هـ والبخاري في التاريخ الكبير 9/ 98، وأبو نعيم في الحلية 10/ 405 وابن عساكر في تاريخه 4/ 451.
(3) أسد الغابة ت 5842.
(4) روي هذا الحديث من طريقين الأول عن أبي خداش عن رجل من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عند أحمد في المسند 5/ 364 وأبو داود 3/ 750 (3477) والثاني من حديث ابن عباس رضي اللَّه عنهما عند ابن ماجة 2/ 826 (2472) .(7/96)
وأما أبو عمر فقال: أبو خداش الشّرعبي هو حبّان بن زيد شامي لا يصح له صحبة.
وذكره بعضهم في الصحابة، وأشار إلى الحديث، وساق ... قال: ورواه يزيد بن هارون وغيره عن حريز بن عثمان، عن أبي خداش. وسماه بعضهم حبان بن زيد الشّرعبي. وزاد:
عن رجل من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: وهذا هو الصحيح لا قول من قال عن أبي خداش عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. وقد روى أبو خداش هذا عن عمرو بن العاص.
قلت: وقد رواه أبو اليمان عن حريز بن عثمان عن حبان، يكنى أبا خداش- أن شيخا من شرعب نزل بأرض الروم، فذكر الحديث. وهذا موافق لقول ابن عبد البر. وقد عاب ابن الأثير على ابن مندة جعله هذا رجلين، أحدهما السلمي، وهو الّذي مضى في القسم الأول، والثاني الشّرعبي، قال: وحّد أبو عمر بين الّذي روى عنه أبو عثمان والّذي روى عنه ابن محيريز، وهو الصواب. وفرّق بينهما ابن مندة ومن تبعه، فقال: جعل الأول شيخا من شرعب، والآخر لخميا، ولو عرف أن شرعب بطن من لخم لفعل كما فعل أبو عمر.
قلت: لم يغاير بينهما من أجل شرعب ولخم، وإنما غاير بينهما، لأن الشرعبي ظهر من الروايات الأخرى أنه حبّان بن زيد، وهو بكسر أوله وتشديد الموحدة، شامي تابعي معروف لا صحبة له، وإنما روى عن بعض الصحابة، وأرسل شيئا. فهو غير الصحابي الّذي يقال له أبو خالد السلمي، وإنما اتحد الحديث الّذي روياه، وقد رواه عمرو بن علي الفلاس عن يحيى القطان، عن ثور بن زيد، عن حريز، عن أبي خداش، عن رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: غزوت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم سبع غزوات أو قال ثلاث غزوات. قال عمرو بن علي: فسألت عنه معاذ بن معاذ، فحدثني به عن حريز بن عثمان، عن حبّان بن زيد الشّرعبي، عن رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. قال عمرو: ثم قدم علينا يزيد بن هارون، فحدثنا به عن حريز.
أخرجه أبو أحمد الحاكم في «الكنى» من طريق الفلاس، ثم أخرجه من طريق إسماعيل بن رجاء الزبيدي، عن حريز، عن أبي خداش، عن رجل من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
وأخرجه أبو داود في السنن عاليا عن علي بن الجعد، عن حريز، عن حبّان، عن رجل من قرن، وعن مسدّد، عن عيسى بن يونس، عن حريز، عن رجل من المهاجرين، فوضح بهذا أن أبا خداش اسمه حبّان بن زيد الشرعبي، وهو تابعي لا صحابي، وأنه حدث به عن صحابي غير مسمّى، واختلف في نسبته، فقيل شرعبي، وقيل قرني، وقيل غير ذلك
.(7/97)
9862- أبو خداش الشّرعبي «1»
: حبّان بن زيد، ذكره بعضهم في الصحابة، وهو شامي، ولا يصح له صحبة، قاله ابن عبد البر، وهو كما قال.
9863- أبو خراش الرّعيني «2»
: قال الذهبي: أورد له بقي بن مخلد حديثا.
قلت: وذكره ابن مندة في الصحابة، وهو خطأ، فإنه أخرج
من طريق أبي نعيم، عن عبد السلام بن حرب، عن إسحاق بن أبي فروة، عن أبي الخير، عن أبي خراش الرّعيني، قال: أسلمت وعندي أختان، فأتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. فذكرت ذلك له، فقال: «طلّق أيّتهما شئت» «3» .
قلت: وقع في السند نقص وتحريف، فقد أخرجه ابن أبي شيبة، عن عبد السلام بن حرب على الصواب، فقال: عن إسحاق، عن أبي وهب الجيشانيّ، عن أبي خراش، عن الديلميّ، وهو فيروز. والحديث معروف به، والقصة مشهورة له.
وقد أخرجه ابن ماجة في «السّنن» عن أبي بكر بن أبي شيبة بهذا. وأخرجه أبو أحمد الحاكم في الكنى من طريق الحسين بن سنان الحراني، عن عبد السلام بن حرب، فسقط من سند ابن مندة أبو وهب، وأثبت أبا الخير عوض الجيشانيّ، وسقط منه أيضا الصحابي.
وأورد ابن مندة في ترجمة الرّعينيّ رواية عمران بن عبد اللَّه عن أبي خراش، عن فضالة بن عبيد، وهو وهم أيضا، فقد فرّق البخاري وأبو أحمد الحاكم بين الراويّ عن فضالة فلم يقولا إنه رعيني، وبين الرعينيّ، ويؤيده قول ابن يونس في تاريخ مصر، لا يعرف لأبي خراش ولا لعمران الراويّ عنه غير هذا الحديث.
9864- أبو خلف:
خادم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
ذكر الزمخشريّ في «ربيع الأبرار» عن أبي خلف خادم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «إذا مدح الفاسق اهتزّ العرش وغضب الرّبّ» «4» .
__________
(1) الاستيعاب ت 2967.
(2) أسد الغابة ت 5845.
(3) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 681 كتاب الطلاق باب من أسلم وعنده نساء أكثر من أربع أو أختان حديث رقم 2243 وابن ماجة في السنن 1/ 627 كتاب النكاح (9) باب الرجل يسلم وعنده أختان (39) حديث رقم 1951 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1276، وأحمد في المسند 4/ 232 والطبراني في الكبير 18/ 328، 329، والدارقطنيّ في السنن 3/ 273 والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 184 وابن عساكر في التاريخ 4/ 427، 7/ 7 وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 136.
(4) قال العجلوني في كشف الخفاء 1/ 105 رواه أبو يعلى والبيهقي عن أنس ورواه ابن عدي عن ابن بريدة-- وابن عساكر 6/ 40 وابن حجر في لسان الميزان حديث رقم 3041 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 7/ 298، 8/ 428.(7/98)
وهكذا وقع عنده بغير إسناد، وقد سقط منه أنس. والحديث المذكور عند أبي يعلى من طريق واهية عن أبي خلف الأعمى، عن أنس خادم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. وأخرج ابن ماجة لأبي خلف عن أنس حديثا آخر.
حرف الدال المهملة
القسم الأول
9865- أبو داود الأنصاري المازني «1»
: قيل اسمه عمرو. وقيل عمير.
قال الدّولابيّ: سمعت ابن البرقي يقول اسمه عمير بن عامر بن مالك بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار. وحكى العسكري في التصحيف أنّ الجهنيّ كان يقول إنه أبو دؤاد بتقديم الهمزة على الألف، وصححه ابن الدباغ، وكذا أبو علي الغساني في أوهام ابن عبد البر، وردّه ابن فتحون، فإن مسلما والنسائي والطبري وابن الجارود وابن السكن وأبا أحمد كنوه كلهم أبا داود بتقديم الألف على الواو.
قلت: هو المشهور، وبه جزم ابن إسحاق وخليفة، وبه جاءت الرواية في الحديث المرويّ عنه. وذكر ابن إسحاق وغيره أنه شهد بدرا وما بعدها.
وأخرج أحمد من طريق ابن إسحاق، عن أبيه، عن رجل من بني مازن عن أبي داود قصة شهوده بدرا.
وأخرج الدّولابيّ من طريق جعفر بن حمزة بن أبي داود المازني، عن أبيه، عن جده، وكان من أصحاب بدر، قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حتى أتى مسجد ذي الحليفة، فصلّى أربع ركعات ثم أهلّ بالحج ... الحديث.
وذكر ابن سعد عن الواقديّ بسند له عن أم عمارة- أن أبا داود المازني وسليط بن عمرو ذهبا يريدان أن يحضرا بيعة العقبة فوجدوهم قد بايعوا، فبايعا بعد ذلك أسعد بن زرارة، وكان رأس النقباء ليلة العقبة.
9866- أبو دجانة الأنصاري «2»
: اسمه سماك بن خرشة. وقيل ابن أوس بن خرشة.
__________
(1) الطبقات الكبرى بيروت 8/ 11.
(2) الكنى للقمي 1/ 65 تنقيح المقال 3/ 15 ريحانة الأدب 7/ 95.(7/99)
متفق على شهوده بدرا. وقال علي: إنه استشهد باليمامة، وأسند ابن إسحاق من طريق يزيد بن السكن- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لما التحم القتال ذبّ عنه مصعب بن عمير- يعني يوم أحد، حتى قتل وأبو دجانة سماك بن خرشة حتى كثرت فيه الجراحة. وقيل: إنه ممن شارك في قتل مسيلمة.
وثبت ذكره في الصحيح لمسلم، من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس- أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أخذ سيفا يوم أحد فقال: «من يأخذ هذا السّيف بحقّه» ؟ «1» .
فأخذه أبو دجانة فغلق به هام المشركين.
وأخرج الدّولابيّ في «الكنى» ، من طريق عبيد اللَّه بن الوازع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قال الزبير بن العوام: عرض النبي صلى اللَّه عليه وسلّم يوم أحد سيفا فقال: من يأخذ هذا السّيف بحقّه» ؟ فقام أبو دجانة سماك بن خرشة، فقال: أنا. فما حقه؟ قال: «لا تقتل به مسلما ولا تفرّ به من كافر» «2» .
9867- أبو الدّحداح الأنصاري» :
حليف لهم.
قال أبو عمر: لم أقف على اسمه ولا نسبه، أكثر من أنه من الأنصار حليف لهم.
وقال البغويّ: أبو الدحداح الأنصاري ولم يزد. وروى أحمد والبغوي والحاكم
من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس- أنّ رجلا قال: يا رسول اللَّه، إن لفلان نخلة، وأنا أقيم حائطي بها، فأمره أن يعطيني حتى أقيم حائطي بها. فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «أعطه إيّاها بنخلة في الجنّة» «4» . فأبى، قال: فأتاه أبو الدحداح فقال: بعني نخلتك بحائطي. قال:
ففعل، فأتى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: يا رسول اللَّه ابتعت النخلة بحائطي، فاجعلها له فقد أعطيتكها. فقال: «كم من عذق ردّاح «5» لأبي الدّحداح في الجنّة» - قالها مرارا. قال: فأتى
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 123، وابن أبي شيبة في المصنف 12/ 206، 14/ 401 والحاكم في المستدرك 3/ 230 عن الزبير بن العوام بزيادة من أوله وآخره ... الحديث قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده الهيثمي في الزوائد 6/ 112، 9/ 127 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 10972، 10973 والبيهقي في دلائل النبوة 3/ 232.
(2) أورده الدولابي في الأسماء الكنى 1/ 69.
(3) الثقات 3/ 454، تجريد أسماء الصحابة 2/ 163، بقي بن مخلد 674.
(4) أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 2271 قال الهيثمي في الزوائد 9/ 327 رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح.
(5) الرداح: الثقيل انظر اللسان 3/ 1620.(7/100)
امرأته فقال: يا أم الدحداح، اخرجي من الحائط، فإنّي قد بعته بنخلة في الجنة. فقالت:
ربح البيع! أو كلمة تشبهها.
وقد وقع لنا بعلو في مسند عبد بن حميد، من حديث جابر بن سمرة ... صلّى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على أبي الدحداح، ثم أتى بغرس ... الحديث. وفي آخره: «كم من عذق لأبي الدّحداح «1» . أخرجه هكذا عن حجاج بن محمد، عن شعبة، عن سماك، عنه.
وأخرجه أيضا عن محمد بن جعفر، عن شعبة، فقال: عن أبي الدحداح.
وأخرجه مسلم عن بندار، عن محمد بن جعفر، فقال: عن أبي الدحداح.
وأخرج ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن الحارث، عن ابن مسعود لما نزلت: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ [سورة البقرة آية 245] فقال أبو الدحداح: يا رسول اللَّه، واللَّه يريد منا القرض؟ قال: نعم «2» . الحديث،
وفيه ذكر ما تصدق به.
وروى من طريق عقيل عن ابن شهاب مرسلا بمعناه.
وقد تقدم في ترجمة ثابت بن الدّحداح أنه يكنى أبا الدحداح، وأنه مات في حياة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فبنى أبو عمر على أنه هذا، والحقّ أنه غيره.
وذكر ابن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، قال: هلك أبو الدحداح، وكان أتيّا فيهم، يعني الأنصار، فدعا النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عاصم بن عدي، فقال:
«هل كان له فيكم نسب» ؟ فقال: لا.
فأعطى ميراثه ابن أخيه أبا لبابة بن عبد المنذر، وهذا ينبغي أن يكون لثابت، فقد تقدم في ترجمته أنه جرح بأحد، فقيل: مات بها، وقيل: عاش ثم انتقضت فمات بعد ذلك بمدة وهو الراجح.
وأما صاحب الترجمة فعاش إلى زمن معاوية،
فأخرج أبو نعيم من طريق فضيل بن عياض، عن سفيان عن عوف بن أبي جحيفة، عن أبيه- أنّ أبا الدحداح قال لمعاوية:
__________
(1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 222 عن جابر بن سمرة كتاب الجنائز باب الركوب في الجنازة حديث رقم 3178 وأخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 2271 وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 9746، والحاكم في المستدرك 2/ 20 والطبراني في الكبير 2/ 242، 243 وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 327 عن أنس وقال رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح والمتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 33181.
(2) ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/ 555 وعزاه لسعيد بن منصور وابن سعد والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحكيم الترمذي في نوادر الأصول والطبراني والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود.(7/101)
سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من كانت الدّنيا همّته حرّم اللَّه عليه جواري، فإنّي بعثت بخراب الدّنيا ولم أبعث بعمارتها» .
قلت: ولا يصح سنده إلى فضيل، فقد أخرجه الطبراني أتمّ من هذا عن جبرون بن عيسى، عن يحيى بن سليمان، عن فضيل.
وجبرون واهي الحديث.
9868- أبو الدّحداح «1»
: ويقال أبو الدحداحة، اسمه ثابت- تقدم في الأسماء، وزعم مقاتل بن سليمان أنّ اسمه عمر.
9869- أبو الدّرداء الأنصاري «2»
: واسمه عويمر- تقدم. وقيل اسمه عامر، وعويمر لقب.
9870- أبو درّة البلوي «3»
: ذكره ابن يونس، وقال: له صحبة، وشهد فتح مصر، ولا تعرف له رواية. وقال علي بن قديد: رأيت على باب داره هذه دار أبي درة البلوي صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
9871- أبو الدنيا «4»
: غير منسوب.
ذكره مطيّن في الصحابة، وأخرج
عن محمد بن إسماعيل، عن هشام بن عمار، عن صدقة بن خالد، عن عمر بن قيس، عن عطاء، عن أبي الدنيا، قال: قال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «من أتى الجمعة فليغتسل» «5» .
قال هشام بن عمّار: أبو الدنيا هذا معروف من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. وكذا أخرجه البغويّ عن هشام.
وأخرج ابن مندة من طريق الوليد بن مسلم، عن عمر بن قيس، لكن قال في المتن: «غسل الجمعة واجب على كلّ محتلم» .
__________
(1) أسد الغابة ت 5864، الاستيعاب ت 2980.
(2) أسد الغابة ت 5865.
(3) الإكمال 3/ 321 مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 977.
(4) أسد الغابة ت 5867.
(5) أخرجه الترمذي في السنن 2/ 364 عن سالم عن أبيه ... الحديث بلفظه كتاب أبواب الصلاة باب ما جاء في الاغتسال يوم الجمعة حديث رقم 492 قال أبو عيسى الترمذي حديث حسن صحيح وابن ماجة في السنن 1/ 346 عن ابن عمر ... كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (5) باب ما جاء في الغسل يوم الجمعة (80) حديث رقم 1088، وأحمد في المسند 2/ 41، 42، 53، 75، 101، 115 وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 93، والطبراني في الكبير 12/ 376، 383، 429، وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 173.(7/102)
وقال أبو نعيم: هذا هو الصواب، واللفظ الأول خطأ. وقال الدار الدّارقطنيّ في العلل:
رواه محمد بن بكر البرساني، عن عمر بن عطاء، عن أبي الدرداء. وقال صدقة بن خالد:
عن عمر، عن عطاء، عن أبي الدنيا، وهو تصحيف. كذا قال.
وقال أبو بشر الدّولابيّ في «الكنى» : غلط فيه هشام بن عمار. وأخرج الخطيب في الكفاية من طريق أحمد بن علي الأبار، قال: قلت لهشام بن عمار: حدّثك صدقة بن خالد ... فساق الحديث؟ فقال: نعم. قال الأبار: رأيته في حديث أهل حمص عن عمر بن قيس، عن عطاء، عن أبي الدرداء. وأظنه التزق في كتابه، فصار عن أبي الدنيا، أي التزقت الراء في الدال. انتهى. وطريق الوليد بن مسلم المذكورة تردّ على هؤلاء، ويبقى الجزم بكونه تصحيفا.
القسم الثاني
لم يذكر فيه أحد من الرجال.
القسم الثالث
9872- أبو الدّهماء البناني
أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ووفد على عمر، فسأله أن يردّ بني بنانة في قريش وكانوا نأوا عنهم إلى بني شيبان، وكان أبو الدهماء سيدهم، فقال له عمر: ما أعرف هذا، فأخبره عثمان بصحة قولهم، فقال لهم: ارجعوا إليّ من قابل، فقتل سيدهم أبو الدهماء. فلما كان في خلافة عثمان أتوه فأثبتهم في قريش، فلما قتل عثمان ردّوا إلى بني شيبان، وفي ذلك يقول عبد الرحمن بن حسان:
ضرب التّجيبيّ المضلّل ضربة ... ردّت بنانة في بني شيبان
[الكامل] يعني حيث قتل عثمان. ذكر ذلك كله البلاذري.
وذكر الزّبير بن بكّار بعضه. وقال في روايته: إنّ عثمان قال: رأيت أبي يسلّم عليهم، فسألته عنهم، فقال: هؤلاء قومنا شدّوا عنا من بني لؤيّ بن غالب.
القسم الرابع
9873- أبو الدّرداء:
غير منسوب.(7/103)
قد أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصحابة، فوهم،
فأخرج ابن أبي الدنيا، والبيهقي في الشّعب من طريقه بسنده إلى أبي الدرداء الرهاوي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «احذروا الدّنيا، فإنّها أسحر من هاروت وماروت» «1» ... الحديث.
قال البيهقي: قال بعضهم عن أبي الدرداء الرهاوي، عن رجل من الصحابة.
وقال الذهبي: لا ندري من أبو الدرداء؟ والخبر منكر لا أصل له.
9874- أبو الدّيلميّ «2»
: ذكره البغوي. وأظن أنّ الصواب ابن الديلميّ، وهو فيروز الماضي في الفاء.
قال البغويّ: شامي لم ينسب، ثم ساق
من طريق عروة بن رويم، عن أبي إدريس الخولانيّ، عن أبي الديلميّ، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ أفضل العبادة حسن الظنّ باللَّه «3» . قال: يقول اللَّه عزّ وجلّ: أنا عند ظنّ عبدي بي» «4» .
حرف الذال المعجمة
القسم الأول
9875- أبو ذباب المذحجي:
من سعد العشيرة- قال أبو عمر: له في إسلامه خبر ظريف حسن، وكان شاعرا.
وهو والد عبد اللَّه بن أبي ذباب. وذكره أبو موسى في «الذّيل» ، فقال: ذكره الحسن بن أحمد السمرقندي في الصحابة، وقال: أبو ذباب السعدي لم يزد.
وأورد أبو موسى من طريق عمارة بن زيد حدثني بكر بن خارجة، حدثني أبي، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد اللَّه بن أبي ذباب، عن أبيه، قال: كنت امرأ مولعا بالصيد ... فذكر قصة إلى أن قال: وفدت على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فأتيته يوم جمعة، فكنت أستقبل منبره فصعد يخطب، فقال:
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 6065 ولفظه احذروا الدنيا فإنّها أسحر من هاروت وماروت. وعزاه إلى ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان 7/ 339 حديث رقم 10504.
(2) معرفة الثقات للعجلي 2140.
(3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 5843.
(4) أخرجه البخاري في التوحيد (15) ومسلم في التوبة (1) وفي الذكر باب (2، 19) والترمذي في الزهد باب (51) وفي الدعوات باب (131) وابن ماجة في الأدب باب (58) وأحمد 2/ 251، 315، 391، 413، 445، 480، 482، 516.(7/104)
- بعد أن حمد اللَّه وأثنى عليه: «إنّي لرسول اللَّه إليكم بالآيات البيّنات، وإنّ أسفل منبري هذا لرجل من سعد العشيرة قدم يريد الإسلام، ولم أره قط، ولم يرني إلّا في ساعتي هذه، وسيحدّثكم بعد أن أصلّي عجبا» . قال: فصلى وقد مليت منه عجبا، فلما صلى قال لي:
«ادن يا أخا سعد العشيرة، حدّثنا خبرك وخبر صافي وقرّاط» ، يعني كلبه وصنمه. قال:
فقمت على قدمي فحدثته حديثي حتى أتيت على آخره، فرأيت وجه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم كأنه للسرور مذهب، فدعاني إلى الإسلام وقرأ عليّ القرآن فأسلمت «1» ... الحديث.
وكذا أخرجه أبو سعد النّيسابوريّ في «شرف المصطفى» مطوّلا، وفي آخره: ثم استأذنته في القدوم على قومي، فأتيتهم ورغّبتهم في الإسلام [191] فأسلموا، فأتيت بهم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم،
وفي ذلك أقول:
تبعت رسول اللَّه إذ جاء بالهدى ... وخلّفت قرّاطا بدار هوان
فمن مبلغ سعد العشيرة أنّني ... شريت الّذي يبقى بما هو فان
[الطويل]
9876- أبو ذباب:
آخر.
ذكره الفاكهي من طريق محمد بن يعقوب بن عتبة عن أبيه، عن الحارث بن أبي ذباب، عن أبيه العباس: أنشد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قول قصي بن كلاب:
أنا ابن العاصمين بني لؤيّ ... بمكّة مولدي وبها ربيت
لي البطحاء قد علمت معدّ ... وبرزتها رضيت بها رضيت
فلست بغالب إن لم تأمّل ... بها أولاد قيذر والنّبيت
[الوافر]
9877- أبو ذرّ الغفاريّ
الزاهد المشهور الصادق اللهجة «2» .
مختلف في اسمه واسم أبيه. والمشهور أنه جندب بن جنادة بن سكن. وقيل: عبد اللَّه. وقيل اسمه بربر، وقيل بالتصغير، والاختلاف في أبيه كذلك إلا في السكن: قيل يزيد وعرفة، وقيل اسمه هو السكن بن جنادة بن قيس بن [ ... ] بن عمرو بن مليل، بلامين مصغرا، ابن صغير، بمهملتين مصغرا، ابن حرام، بمهملتين، ابن غفار، وقيل: اسم جده
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 20 وقال رواه أحمد وفيه علي بن زيد وفيه كلام وهو موثق، والسيوطي في الدر المنثور 6/ 38.
(2) أسد الغابة ت 5869، الاستيعاب ت 2985.(7/105)
سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار، واسم أمه رملة بنت الوقيعة غفارية أيضا، ويقال: إنه أخو عمرو بن عبسة لأمه.
وقع في رواية لابن ماجة أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال لأبي ذر: «يا جنيدب» .
بالتصغير.
وهذا الاختلاف في اسمه واسم أبيه أسنده كلّه ابن عساكر إلى قائليه، وقال هو: إن بريرا «1» تصحيف [بريق] «2» . وكذا زيد ويزيد وعرفة.
وكان من السابقين إلى الإسلام، وقصة إسلامه في الصحيحين على صفتين بينهما اختلاف ظاهر،
فعند البخاري من طريق أبي حمزة عن ابن عباس، قال: لما بلغ أبا ذر مبعث النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال لأخيه: «اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرّجل الّذي يزعم أنّه نبيّ يأتيه الخبر من السّماء، واسمع من قوله ثمّ ائتني» .
فانطلق الأخ حتى قدم وسمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر، فقال له: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، ويقول كلاما ما هو بالشعر، فقال: ما شفيتني مما أردت، فتزوّد وحمل شنّة فيها ماء حتى قدم مكة، فأتى المسجد، فالتمس النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وهو لا يعرفه، وكره أن يسأل عنه حتى أدركه بعض الليل فاضطجع فرآه عليّ فعرف أنه غريب، فلما رآه تبعه فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح، ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد، وظلّ ذلك اليوم ولا يرى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم حتى أمسى، فعاد إلى مضجعه، فمرّ به عليّ، فقال: أما آن للرجل أن يعرف منزله، فأقامه فذهب به معه لا يسأل أحدهما صاحبه عن شيء حتى كان اليوم الثالث، فعل مثل ذلك، فأقامه، فقال: ألا تحدّثني ما الّذي أقدمك؟ قال: إن أعطيتني عهدا وميثاقا أن ترشدني فعلت. ففعل فأخبره، فقال: إنه حقّ، وإنه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فإذا أصبحت فاتبعني، فإنّي إن رأيت شيئا أخافه عليك قمت كأني أريق الماء، فإن مضيت فاتّبعني حتى تدخل مدخلي، ففعل، فانطلق يقفوه حتى دخل على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ودخل معه، وسمع من قوله، فأسلم مكانه، فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «ارجع إلى قومك فأخبرهم حتّى يأتيك أمري» «3» . فقال:
والّذي نفسي بيده لأصرخنّ بها بين ظهرانيهم، فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته:
أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدا عبده ورسوله، فقام القوم إليه فضربوه حتى أضجعوه، وأتى العباس فأكبّ عليه، وقال: ويلكم، ألستم تعلمون أنه من غفار! وأنه من طريق
__________
(1) في (أ) : بريق.
(2) سقط في (أ) .
(3) أخرجه البخاري في صحيحه 5/ 60 ومسلم 4/ 1923 في كتاب فضائل الصحابة باب 28 فضائل أبي ذر حديث رقم 133- 2474 وأحمد في المسند 4/ 114، والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 79.(7/106)
تجارتكم «1» إلى الشام؟ فأنقذه منهم ثم عاد من الغد لمثلها فضربوه وثاروا إليه، فأكبّ العباس عليه.
وعند مسلم من طريق عبد اللَّه بن الصامت عن أبي ذرّ في قصة إسلامه: وفي أوله: صليت قبل أن يبعث النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حيث وجّهني اللَّه، وكنا نزلا مع أمّنا على خال لنا، فأتاه رجل، فقال له: إن أنيسا يخلفك في أهلك، فبلغ أخي، فقال: واللَّه لا أساكنك، فارتحلنا، فانطلق أخي، فأتى مكة، ثم قال لي: أتيت مكة فرأيت رجلا يسمّيه الناس الصابئ هو أشبه الناس بك. قال: فأتيت مكة فرأيت رجلا، فقلت: أين الصابئ؟ فرفع صوته عليّ فقال:
صابئ صابئ! فرماني الناس حتى كأني نصب «2» أحمر، فاختبأت بين الكعبة وبين أستارها، ولبثت فيها بين خمس عشرة من يوم وليلة ما لي طعام ولا شراب إلا ماء زمزم، قال: ولقينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأبو بكر وقد دخلا المسجد، فو اللَّه إنّي لأوّل الناس حيّاه بتحية الإسلام، فقلت: السلام عليك يا رسول اللَّه. فقال: «وعليك السّلام ورحمة اللَّه. من أنت؟» فقلت: رجل من بني غفار، فقال صاحبه: ائذن لي يا رسول اللَّه في ضيافته الليلة، فانطلق بي إلى دار في أسفل مكة، فقبض لي قبضات من زبيب، قال: فقدمت على أخي فأخبرته أني أسلمت، قال: فإنّي على دينك، فانطلقنا إلى أمنا فقالت: فإنّي على دينكما. قال:
وأتيت قومي فدعوتهم. فتبعني بعضهم.
وروينا في قصة إسلامه خبرا ثالثا تقدمت الإشارة إليه في ترجمة أخيه أنيس، ويقال:
إن إسلامه كان بعد أربعة، وانصرف إلى بلاد قومه، فأقام بها حتى قدم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم المدينة، ومضت بدر وأحد، ولم تتهيأ له الهجرة إلا بعد ذلك، وكان طويلا أسمر اللون نحيفا.
وقال أبو قلابة، عن رجل من بني عامر: دخلت مسجد مني فإذا شيخ معروق آدم، عليه حلّة قطري «3» ، فعرفت أنه أبو ذر بالنعت.
وفي مسند يعقوب بن شيبة، من رواية سلمة بن الأكوع- أنّ أبا ذر كان طويلا.
وأخرج الطّبرانيّ من حديث أبي الدرداء قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يبتدئ أبا ذر إذا حضر، ويتفقده إذا غاب.
__________
(1) في أتجاركم.
(2) النصب: هي الآلهة التي كانت تعبد من الأحجار اللسان 6/ 4435.
(3) هو ضرب من البرود فيه حمرة، ولها أعلام فيها بعض الخشونة، وقيل: هي حلل جياد تحمل من قبل البحرين، وقال الأزهريّ: في أعراض البحرين قرية يقال لها: مطر، وأحسب الثياب القطرية نسبت إليها فكسروا القاف للنسبة وخففوا. النهاية 4/ 80.(7/107)
وأخرج أحمد من طريق عراك بن مالك، قال: قال أبو ذر: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ أقربكم منّي مجلسا يوم القيامة من خرج من الدّنيا كهيئته يوم تركته فيها، وإنّه واللَّه ما منكم من أحد إلّا وقد نشب «1» فيها بشيء غيري» «2»
رجاله ثقات، إلا أن عراك بن مالك عن أبي ذر منقطع.
وقد أخرج أبو يعلى معناه من وجه آخر عن أبي ذر متصلا، لكن سنده ضعيف،
قال الإمام أحمد في كتاب الزهد: حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا محمد بن عمرو، سمعت عراك بن مالك يقول: قال أبو ذر: إني لأقربكم مجلسا من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يوم القيامة، وذلك أني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «أقربكم منّي مجلسا يوم القيامة من خرج من الدّنيا كهيئته يوم تركته فيها، وإنّه واللَّه ما منكم من أحد إلّا وقد نشب فيها بشيء غيري» .
وهكذا أورده في المسند، وأظنه منقطعا، لأن عراكا لم يسمع من أبي ذر.
روى أبو ذرّ عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه أنس، وابن عباس، وأبو إدريس الخولانيّ، وزيد بن وهب الجهنيّ، والأحنف بن قيس، وجبير بن نفير، وعبد الرحمن بن تميم، وسعيد بن المسيب، وخالد بن وهبان ابن خالة أبي ذر، ويقال ابن أهبان، وقيل ابن أخيه، وامرأة أبي ذر «3» ، وعبد اللَّه بن الصامت، وخرشة بن الحر، وزيد بن ظبيان، وأبو أسماء الرّحبي، وأبو عثمان النهدي، وأبو الأسود الدؤلي، والمعرور بن سويد، ويزيد بن شريك، وأبو مراوح الغفاريّ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الرحمن بن حجيرة، وعبد الرحمن بن شماسة، وعطاء بن يسار، وآخرون.
قال أبو إسحاق السّبيعيّ، عن هانئ بن هانئ، عن علي: أبو ذر وعاء مليء علما ثم أوكئ عليه.
أخرجه أبو داود بسند جيد،
وأخرجه أبو داود أيضا، وأحمد عن عبد اللَّه بن عمرو:
سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ما أقلت الغبراء ولا أظلّت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذرّ» .
__________
(1) يقال: نشب بعضهم في بعض أي دخل وتعلق، ونشب في الشيء إذا وقع فيما لا مخلص له منه. النهاية 5/ 52.
(2) أخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 162 قال الهيثمي في الزوائد 9/ 330 رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن عراك بن مالك لم يسمع من أبي ذر فيما أحسب واللَّه أعلم. وكنز العمال حديث رقم 1068، 36891.
(3) في أأبي ذر وقيل: ابن أخته وعبد اللَّه بن الصامت.(7/108)
وفي الباب عن علي، وأبي الدرداء، وأبي هريرة، وجابر، وأبي ذرّ طرقها ابن عساكر في ترجمته.
وقال الآجري، عن أبي داود: لم يشهد بدرا، ولكن عمر ألحقه بهم، وكان يوازي ابن مسعود في العلم.
[وفي «السيرة النبويّة» لابن إسحاق بسند ضعيف، عن ابن مسعود] «1» قال: كان لا يزال يتخلّف الرجل في تبوك فيقولون: يا رسول اللَّه، تخلف فلان. فيقول: «دعوه فإن يكن فيه خير فسيلحقه اللَّه بكم، وإن يكن غير ذلك فقد أراحكم اللَّه منه» «2» . فتلوّم «3» أبو ذر على بعيره فأبطأ عليه، فأخذ متاعه على ظهره، ثم خرج ماشيا فنظر ناظر من المسلمين، فقال:
إن هذا الرجل يمشي على الطريق، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «كن أبا ذرّ» «4» . فلما تأملت القوم قالوا: يا رسول اللَّه، هو واللَّه أبو ذر، فقال: «يرحم اللَّه أبا ذرّ، يعيش «5» وحده، ويموت وحده، ويحشر وحده» «6» ،
فذكر قصة موته، وفي ...
وكانت وفاته بالربذة سنة إحدى وثلاثين، وقيل في التي بعدها، وعليه الأكثر، ويقال:
إنه صلّى عليه عبد اللَّه بن مسعود في قصة رويت بسند لا بأس به. وقال المدائني: إنه صلى عليه ابن مسعود بالرّبذة، ثم قدم المدينة فمات بعده بقليل.
9878- أبو ذر: آخر.
ذكره الذّهبيّ في «التّجريد» أنّ له عند بقيّ بن مخلد حديثا، ويحتمل أن يكون الّذي بعده.
9879- أبو ذرة بن معاذ
بن زرارة الأنصاري الظّفري «7» .
يقال: اسمه الحارث، قال الطبري: شهد هو وأبوه وأخوه أبو نملة أحدا.
__________
(1) سقط في أ.
(2) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 221 عن عبد اللَّه بن مسعود.
(3) يقال: تلوّم في الأمر: تمكّث وانتظر. اللسان 5/ 4101.
(4) أخرجه الحاكم 3/ 50 والبيهقي في الدلائل 5/ 222.
(5) في أ: يمشي.
(6) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 222 والحاكم في المستدرك 3/ 51 عن ابن مسعود بزيادة في أوله وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الذهبي صحيح فيه إرسال وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33232.
(7) أسد الغابة ت 5870 من الاستيعاب 2986.(7/109)
قلت: وهو أخو أبي نملة شقيقه، ذكره أبو أحمد الحاكم. وسيأتي نسبه في ترجمة أبي نملة.
9880- أبو ذرّة»
: الحرمازي.
ذكره الدّولابيّ، واسمه نضلة بن طريف بن نهصل. وقد تقدم في الأسماء.
القسم الثاني
خال.
القسم الثالث
9881- أبو ذؤيب الهذلي «2»
: الشاعر المشهور، اسمه خويلد بن خالد بن محرّث، بمهملة، [وراء ثقيلة مسكورة] «3» ومثلثة «4» ، ابن ربيد، براء مهملة وموحدة مصغرا، ابن مخزوم بن صاهلة. ويقال اسمه خالد بن خويلد وباقي النسب سواء، يجتمع مع ابن مسعود في مخزوم، وبقية نسبه في ترجمة ابن مسعود.
وذكر محمّد بن سلّام الجمحيّ في «طبقات الشّعراء» عن يونس بن عبيد، عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: قلت لعمر بن معاذ: من أشعر الناس؟ فذكر قصة فيها.
وأبو ذؤيب خويلد بن خالد مات في مغزى له نحو المغرب فدلّاه عبد اللَّه بن الزبير في حفرته.
قال أبو عمر: وسئل حسان بن ثابت من أشعر الناس؟ قال: رجلا أو قبيلة؟ قالوا:
قبيلة، قال: هذيل. قال ابن سلام: فأقول: إنّ أشعر هذيل أبو ذؤيب.
وقال عمر بن شبّة: كان مقدّما على جميع شعراء هذيل بقصيدته التي يقول فيها:
والنّفس راغبة إذا رغّبتها ... وإذا تردّ إلى قليل تقنع
[الكامل] وقال المرزبانيّ: كان فصيحا كثير الغريب متمكنا في الشعر، وعاش في الجاهلية
__________
(1) في أذروة.
(2) الكنى للقمي 1/ 75، ريحانة الأدب 7/ 109.
(3) سقط في أ.
(4) في أومثلثة والراء الثقيلة مكسورة، ابن ربيد.(7/110)
دهرا، وأدرك الإسلام فأسلم. وعامّة ما قال من الشعر في إسلامه، وكان أصاب الطاعون خمسة من أولاده فماتوا في عام واحد وكانوا رجالا ولهم بأس ونجدة، فقال في قصيدته التي أولها:
أمن المنون وريبها تتوجّع ... والدّهر ليس بمعتب من يجزع
[الكامل] ويقول فيها:
وتجلّدي للشّامتين أريهم ... أنّي لريب الدّهر لا أتضعضع
وإذا المنيّة أنشبت أظفارها ... ألفيت كلّ تميمة لا تنفع
والنّفس راغبة إذا رغّبتها ... وإذا تردّ إلى قليل تقنع
[الكامل] وأخرج ابن مندة من طريق البلوي، عن عمارة بن زيد، عن إبراهيم بن سعد: حدثنا أبو الآكام الهذلي عن الهرماس بن صعصعة الهذلي، عن أبي، حدثني أبو ذؤيب الشاعر، قال: قدمت المدينة ولأهلها ضجيج بالبكاء كضجيج الحجيج إذا أهلّوا جميعا بالإحرام.
فقلت: مه؟ فقالوا: قبض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
وذكر ابن عبد البرّ أنّ ابن إسحاق روى هذا الخبر عن أبي الآكام، وأوّله: بلغنا أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عليل، فاستشعرت حربا وبتّ بأطول ليلة لا ينجاب ديجورها «1» ، ولا يطلع نورها، حتى إذا كان قرب السحر أغفيت فهتف بي هاتف يقول:
خطب أجلّ أناخ بالإسلام ... بين النّخيل ومعقل الآطام
قضي النّبي محمّد فعيوننا ... تذري الدّموع عليه بالتّسجام
[الكامل] قال: فوثبت من نومي فزعا، فنظرت إلى السماء فلم أر إلا سعد الذابح، فتفاءلت به ذبحا يقع في العرب، وعلمت أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قد مات، فركبت ناقتي فسرت ... فذكر قصته، وفيه أنه وجد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ميتا ولم يغسل بعد، وقد خلا به أهله، وذكر شهوده سقيفة بني ساعدة وسماعه خطبة أبي بكر، وساق قصيدة له رثى بها النبي صلى اللَّه عليه وسلّم منها:
كسفت لمصرعه النّجوم وبدرها ... وتزعزعت آطام بطن الأبطح
[الكامل]
__________
(1) الدّيجور: الظلمة اللسان 2/ 1329.(7/111)
قال: ثم انصرف أبو ذؤيب إلى باديته، فأقام حتى توفي في خلافة عثمان بطريق مكة.
وقال غيره: مات في طريق إفريقية في زمن عثمان، وكان غزاها ورافق ابن الزبير.
وقيل: مات غازيا بأرض الروم وقال المرزباني: هلك بإفريقية في زمن عثمان، ويقال: إنه هلك في طريق مصر، فتولّاه ابن الزبير.
وقال ابن البرقيّ: حدّث معروف بن خرّبوذ، أخبرني أبو الطفيل أنّ عمرو بن الحمق صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم زعم أن في بعض الكتب أنّ شرّ الأرضين أم صبّار «1» حرّة بني سليم، وأن ألأم القبائل محارب خصفة «2» ، وأن أشعر الناس أبو ذؤيب، وقال: حدث أبو الحارث عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن سفيان الهذلي، عن أبيه- أن أبا ذؤيب جاء إلى عمر في خلافته، فقال: يا أمير المؤمنين، أيّ العمل أفضل؟ قال: الإيمان باللَّه. قال: قد فعلت، فأيّ العمل بعده أفضل؟ قال: الجهاد في سبيل اللَّه، قال: ذاك كان عليّ ولا أرجو جنّة ولا أخشى نارا، فتوجّه من فوره غازيا هو وابنه وابن أخيه أبو عبيد حتى أدركه الموت في بلاد الروم، والجيش يساقون في أرض عافة «3» ، فقال لابنه وابن أخيه: إنكما لا تتركان عليّ جميعا فاقترعا، فصارت القرعة لأبي عبيد، فأقام عليه حتى واراه.
القسم الرابع
خال.
حرف الراء
القسم الأول
9882- أبو راشد الأزدي «4»
: هو عبد الرحمن بن عبيد- مضى في الأسماء.
9883- أبو راشد:
آخر. يأتي في أبي مليكة.
9883 (م) - أبو رافع القبطي «5»
: مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقال اسمه إبراهيم، ويقال أسلم،
__________
(1) أمّ صبّار: بفتح الصاد المهملة وباء موحدة مشدودة وألفا وراء: اسم حرّة بني سليم، قال الصيرفي: الأرض التي فيها حصباء ليست بغليظة ومنه قيل للحرة أمّ صبّار، انظر: معجم البلدان 1/ 301.
(2) في أحفصة.
(3) يقال: أرض عافية: لم يرع نبتها فوفر وكثر وعفوة المرعى: ما لم يرع فكان كثيرا، وعفت الأرض: إذا غطاها النبات. اللسان 4/ 3020.
(4) أسد الغابة ت 5873، الاستيعاب ت 2987.
(5) الكنى للقمي 1/ 77.(7/112)
وقيل سنان، وقيل يسار، وقيل صالح، وقيل عبد الرحمن، وقيل قزمان، وقيل يزيد، وقيل ثابت، وقيل هرمز.
قال ابن عبد البرّ: أشهر ما قيل في اسمه أسلم. وقال يحيى بن معين: اسمه إبراهيم.
وقال مصعب الزبيري: اسمه إبراهيم، ولقبه بريه، وهو تصغير إبراهيم. ونقل ابن شاهين عن أبي داود أنه كان اسمه قزمان فسمى بعده إبراهيم. وقيل أسلم، وزاد ابن حبان: وقيل يسار، وقيل هرمز، وقيل كان مولى العباس بن عبد المطلب، فوهبه للنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فأعتقه لما بشّره بإسلام العباس بن عبد المطلب، والمحفوظ أنه أسلم لما بشّر العباس بأنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم انتصر على أهل خيبر، وذلك في قصة جرت. وكان إسلامه قبل بدر ولم يشهدها، وشهد أحدا وما بعدها.
وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وعن عبد اللَّه بن مسعود. روى عنه أولاده: رافع، والحسن، وعبيد اللَّه والمغيرة، وأحفاده: الحسن، وصالح، وعبيد اللَّه أولاد علي بن أبي رافع، والفضل بن عبيد اللَّه بن أبي رافع، وأبو سعيد المقبري، وسليمان بن يسار، وعطاء بن يسار، وعمرو بن الشريد، وأبو غطفان بن ظريف، وسعيد بن أبي سعيد. مولى أبي حزم، وحصين والد داود وشرحبيل بن سعد، وآخرون.
قال الواقديّ: مات أبو رافع بالمدينة قبل عثمان بيسير أو بعده. وقال ابن حبان: مات في خلافة علي بن أبي طالب.
9884- أبو رافع الأنصاري:
وقع ذكره في حديث المخابرة عند أبي داود من طريق مجاهد عن ابن رافع بن خديج، عن أبيه، قال: جاءنا أبو رافع ... فذكر الحديث. ويحتمل أن يكون الّذي بعده.
9885- أبو رافع:
ظهير بن رافع بن خديج- تقدم في الأسماء.
9886- أبو رافع:
الحكم بن عمرو الغفاريّ- تقدم في الأسماء.
9887- أبو رافع الغفاريّ «1»
: أخرج له بقيّ بن مخلّد حديثا، ويحتمل أن يكون الّذي قبله.
9888- أبو رافع:
مولى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم «2» ، آخر، غير القبطي.
__________
(1) بقي بن مخلد 447.
(2) تجريد أسماء الصحابة ج 1642.(7/113)
ذكره مصعب الزّبيريّ، فقال: كان أبو رافع عبدا لأبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية، فأعتق كلّ من بنيه نصيبه منه إلا خالد بن سعيد، فإنه وهب نصيبه للنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فأعتقه، فكان يقول: أنا مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فلما ولي عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية «1» المدينة أيام معاوية دعا ابنا لأبي رافع فقال: مولى من أنت؟ فقال: مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فضربه مائة سوط ثم تركه، ثم دعاه فقال: مولى من أنت؟ فقال: مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فضربه مائة سوط حتى ضربه خمسمائة سوط.
ذكر ذلك المبرّد في «الكامل» ، واقتضى سياقه أنه أبو رافع الماضي، وجرى على ذلك ابن عبد البر، وأورد القصة في ترجمة أبي رافع القبطي، والد عبد اللَّه بن أبي رافع كاتب عليّ، وهو غلط بيّن، لأن أبا رافع والد عبيد اللَّه كان للعباس بن عبد المطلب فأعتقه.
قال أبو عمر: هذه القصة لا تثبت من جهة النّقل، وفيها اضطراب كثير.
وقد روى عن عمرو بن دينار، وجرير بن أبي حازم، وأيوب- أن الّذي تمسك بنصيبه من أبي رافع هو خالد وحده. وفي رواية أخرى أنه كان لأبي أحيحة إلا سهما واحدا فأعتق بنوه أنصباءهم، فاشترى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ذلك السهم فأعتقه.
قلت: قد ذكر أبو سعيد بن الأعرابيّ هذه القصة في معجمه من طريق جرير بن حازم، عن حماد بن موسى- رجل من أهل المدينة- أن عثمان بن البهي بن أبي رافع حدثه، قال كان أبو أحيحة جدّي ترك ميراثا، فخرج يوم بدر مع بنيه فأعتق ثلاثة منهم أنصباءهم، وهم:
سعيد، وعبيد اللَّه، والعاصي، فقتلوا ثلاثتهم يوم بدر كفارا، فأعتق ذلك بنو سعيد أنصباءهم غير خالد بن سعيد، لأنه كان غضب على أبي رافع بسبب أمّ ولد لأبي أحيحة أراد أن يتزوّجها فنهاه خالد فعصاه فاحتمل عليه، فلما أسلم أبو رافع وهاجر كلّم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم خالدا في أمره، فأبى أن يعتق أو يهب أو يبيع، ثم ندم بعد ذلك، فوهبه للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فأعتق صلى اللَّه عليه وسلّم نصيبه، فكان أبو رافع يقول: أنا مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فلما ولى عمرو بن سعيد بن العاص المدينة أرسل إلى البهي بن أبي رافع، فقال له: من مولاك؟ قال: رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فضربه مائة سوط، ثم قال له: من مولاك؟ فقال مثلها حتى ضربه خمسمائة سوط، فلما خاف أن يموت قال: أنا مولاكم. فلما قتل عبد الملك بن مروان عمرو بن سعيد بن العاص مدحه البهي بن أبي رافع وهجا عمرو بن سعيد، فهذا يبيّن أنّ صاحب هذه القصة غير أبي رافع والد عبد اللَّه بن أبي رافع، إذ ليس في ولده أحد يسمى البهي.
__________
(1) في أأحيحة.(7/114)
9889- أبو رائطة:
يأتي في أبي ريطة «1» .
9890- أبو الرباب «2»
: يأتي في الرباب من كتاب النساء.
9891- أبو الرّبذاء:
بموحدة ثم معجمة- ويقال بالميم ثم بالمهملة- يأتي.
9892- أبو ربعي:
عمرو بن الأهتم التميمي- تقدم.
9893- أبو الربيع «3»
: عبد اللَّه بن ثابت الأنصاري.
تقدم ذكره في حديث جابر بن عتيك.
9894- أبو ربيعة «4»
: غير منسوب.
ذكره أبو زكريّا بن مندة مستدركا على جدّه، ولم يخرج له شيئا، قاله أبو موسى.
9895- أبو رحيمة «5»
: غير منسوب بالحاء المهملة أو المعجمة.
ذكره أبو نعيم، وأخرج من طريق روح بن جناح، عن عطاء بن نافع، عن الحسن، عن أبي رحيمة، قال: حجمت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فأعطاني درهما. وفي سنده ضعف.
9896- أبو ردّاد الليثي «6»
: قال أبو أحمد الحاكم وابن حبّان: له صحبة. روى حديثه الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عنه، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
[وفي رواية عن الزهري عن أبي سلمة عن ردّاد الليثي أخرجها أبو ردّاد، ولفظه إنّ ردّادا أخبره عن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم] «7» يقول: «قال اللَّه أنا الرّحمن خلقت الرّحم» «8» .
وكذا قال ابن حبّان في «ثقات التّابعين» وردّاد الليثي، ثم ساق من طريق معمر عن
__________
(1) أسد الغابة ت 5876.
(2) طبقات خليفة 197، التاريخ الكبير 7/ 396، الجرح والتعديل 8/ 312، تاريخ الإسلام 2/ 286.
(3) الكنى والأسماء 1/ 70.
(4) أسد الغابة ت 5878.
(5) أخرجه ابن عدي في الكامل 3/ 1005، 1223 أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 173 وقال رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه الأحوص بن حكيم وفيه كلام وقد وثقه.
(6) تبصير المنتبه 2/ 657، تقريب التهذيب 2/ 422، تهذيب التهذيب 12/ 95، تهذيب الكمال 1605.
(7) سقط في أ.
(8) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 530 عن عبد الرحمن بن عوف كتاب الزكاة باب في صلة الرحم حديث رقم 1694 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2033 والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 26 والحاكم في المستدرك 4/ 158 وصححه ووافقه الذهبي وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 64.(7/115)
الزهري، عن أبي سلمة، عن ردّاد، عن عبد الرحمن بن عوف [194] قال: وما أحسب معمرا حفظه. انتهى.
قلت: تابعه ابن عيينة عن الزهري عن الترمذي، وقال: قال البخاري: في حديث معمر خطأ.
وأخرجه البخاريّ في «الأدب المفرد» ، من طريق ابن أبي عتيق، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبي الردّاد «1» الليثي، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وتابعه شعيب عن الزهري.
وقال أبو حاتم الرّازيّ: المعروف في هذا رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن، ولأبي الردّاد فيه قصة، وهي: اشتكى أبو الردّاد الليثي فعاده عبد الرحمن بن عوف، فقال: خيرهم وأوصلهم أبو محمد، فقال عبد الرحمن ... فذكر الحديث.
9897- أبو الردين:
غير منسوب «2» .
ذكره البغويّ ولم يخرج له شيئا. وقال ابن مندة: له ذكر في الصحابة ولم يثبت.
وأخرج حديثه الحارث بن أبي أسامة، والطبراني في مسند الشاميين، من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن أبي الردين، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما من قوم يجتمعون يتلون كتاب اللَّه ويتعاطونه بينهم إلّا كانوا أضياف اللَّه، وإلّا حفّت بهم الملائكة حتّى يفرغوا» «3» .
9898- أبو رزين:
غير منسوب.
لم يرو عنه إلا ابنه عبد اللَّه، وهما مجهولان، حديثه في الصيد يتوارى، قاله أبو عمر.
9898 (م) - أبو رزين:
آخر، يقال إنه [كان] «4» من أهل الصّفة،
روينا حديثه في الخلعيات، من طريق عمرو بن بكر السّكسكي، عن محمد بن زيد، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه- أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال لرجل من أهل الصّفّة يكنى أبا رزين: «يا أبا رزين، إذا
__________
(1) في أالدرداء.
(2) أسد الغابة ت 5882.
(3) أورده الهيثمي في الزوائد 7/ 127 عن أبي الردين قال قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ما من قوم يجتمعون على كتاب اللَّه يتعاطونه بينهم ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وفيه إسماعيل بن عياش وهو مختلف في الاحتجاج به.
(4) سقط في أ.(7/116)
خلوت فحرّك لسانك بذكر اللَّه، لأنّك لا تزال في صلاة ما ذكرت ربّك. يا أبا رزين، إذا أقبل النّاس على الجهاد فأحببت أن يكون لك مثل أجورهم فالزم المسجد تؤذّن فيه، ولا تأخذ على أذانك أجرا» «1» .
وسنده ضعيف.
ووقع ذكره في حديث آخر ذكره العقيليّ في «الضّعفاء» في ترجمة محمد بن الأشعث:
أحد المجهولين،
فذكر من طريقه عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال: قال أبو رزين: يا رسول اللَّه، إن طريقي على الموتى، فهل من كلام أتكلم به إذا مررت عليهم؟ قال: «قل:
السلام عليكم يا أهل القبور من المسلمين، أنتم لنا سلف، ونحن لكم تبع، وإنّا إن شاء اللَّه بكم لاحقون. فقال أبو رزين: يا رسول اللَّه، يسمعون؟ قال: يسمعون، ولكن لا يستطيعون أن يجيبوا» «2» . قال: «يا أبا رزين، ألا ترضى أن يردّ عليك بعددهم من الملائكة؟
قال العقيليّ: لا يعرف إلا بهذا الإسناد، وهو غير محفوظ، وأصل السلام المذكور على القبور يروى بإسناد صالح غير هذا.
9899- أبو رزين العقيلي «3»
: لقيط بن عامر- تقدم في الأسماء.
9900- أبو رعلة القشيري
- يأتي في أم رعلة في النساء.
9901- أبو رفاعة العدوي «4»
: تميم بن أسد، بفتحتين، كذا سماه البخاري. وقيل ابن أسيد، بالفتح وكسر السين، وقيل بالضم مصغر. قيل: اسمه عبد اللَّه الحارث، قاله خليفة وغيره.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه حميد بن هلال، وصلة بن أشيم العدويّان البصريان، وحديثه في صحيح مسلم من حديث حميد، قال: أتيت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر قصة في نزوله عن المنبر لأجله وتحديثه، قال: لما قال له رجل غريب يسأل عن دينه فأقبل عليه ونزل
__________
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 366.
(2) أخرجه العقيلي في الضعفاء 4/ 19.
(3) أسد الغابة ت 5885، الاستيعاب ت 2993.
(4) مسند أحمد 5/ 80، التاريخ لابن معين 2/ 705، طبقات خليفة 258، تاريخ خليفة 206، التاريخ الكبير 2/ 151، الطبقات الكبرى 7/ 67، مقدمة مسند بقي بن مخلد 121، تاريخ أبي زرعة 1/ 482، المعرفة والتاريخ 3/ 69، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 29، مشاهير علماء الأمصار 5/ 39، الجرح والتعديل 2/ 440، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 64، الكاشف 3/ 295، سير أعلام النبلاء 3/ 14، الوافي بالوفيات 10/ 407، تهذيب التهذيب 2/ 422، خلاصة تذهيب التهذيب 379، تحفة الأشراف 9/ 207، تاريخ الإسلام 1/ 134..(7/117)
فقعد على كرسي قوائمه من حديد، قال: وجعل يعلّمني مما علّمه اللَّه ... الحديث.
وروى الحاكم من طريق مصعب الزبيري- أنّ أبا رفاعة العدوي له صحبة، واسمه عبد اللَّه بن الحارث بن أسيد بن عدي بن مالك بن تميم بن الدؤل بن حسل بن عدي بن عبد مناة. غزا سجستان مع عبد الرحمن بن سمرة، فقام في آخر الليل فسقط فمات.
قال ابن عبد البرّ: كان من فضلاء الصحابة بالبصرة. قتل بكابل سنة أربع وأربعين، وقال خليفة: فتح ابن عامر كابل سنة أربع وأربعين، فقتل فيها أبو قتادة العدوي، ويقال: بل الّذي قيل فيها أبو رفاعة العدوي، وقال عدي بن غنام: قبر أبي رفاعة صاحب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم والأسود بن كلثوم ببيهق، وكذا قال مسلم: إن قبر أبي رفاعة ببيهق.
9902- أبو رقاد:
بتخفيف القاف: خاطب بها النبي صلى اللَّه عليه وسلّم زيد بن ثابت.
وقد تقدم في ذلك في ترجمة زيد من طريق الواقدي.
9903- أبو رقيّة:
بضم أوله وبقاف مصغرا، تميم بن أوس الداريّ «1» - تقدم في الأسماء.
9904- أبو رمثة «2»
: بكسر أوله وسكون الميم ثم مثلثة، البلوي.
قال التّرمذيّ: له صحبة، سكن مصر، ومات بإفريقية، وأمرهم أن يسوّوا قبره. حديثه عند أهل مصر، كذا أورده أبو عمر، وفرّق بينه وبين أبي رمثة التميمي الّذي بعده وخالفه المزي، فقال في ترجمة الّذي بعده التيمي، ويقال البلوي.
9905- أبو رمثة التيمي «3»
: من تيم الرباب. وقال: التيمي اسمه رفاعة بن يثربي، وقيل يثربي بن عوف، وقيل يثربي بن رفاعة، وبه جزم الطبراني. وقيل اسمه حيان، بتحتانية مثناة، وبه جزم غير واحد، وقيل حبيب بن حيان، وقيل حسحاس. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
روى عنه إياد بن لقيط، وثابت بن منقذ. روى له أصحاب السنن الثلاثة، وصحح حديثه ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم.
__________
(1) في أالرازيّ.
(2) تقريب التهذيب 2/ 423، الكاشف 3/ 336، تنقيح المقال 3/ 16، خلاصة تذهيب 3/ 217، تهذيب التهذيب 12/ 97، تهذيب الكمال 3/ 1605، تجريد أسماء الصحابة 2/ 166، در السحابة 769، الكنى والأسماء 1/ 29 بقي بن مخلد 213، التاريخ الكبير 9/ 29.
(3) أسد الغابة ت 5889، الاستيعاب ت 2996.(7/118)
9906- أبو الرّمداء البلوي»
: ويقال بالموحدة بدل الميم ثم معجمة- تقدم في الأسماء، وأنّ اسمه ياسر.
9907- أبو رهم الغفاريّ «2»
: اسمه كلثوم بن حصين بن خالد بن المعيسر بن زيد بن العميس بن أحمس بن غفار. وقيل ابن حصين بن عبيد بن خلف بن حماس بن غفار الغفاريّ، مشهور باسمه وكنيته.
كان ممن بايع تحت الشجرة، واستخلفه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على المدينة في غزوة الفتح.
قال ابن إسحاق في «المغازي» : حدثني الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن ابن عباس بذلك.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم حديثا طويلا في غزوة تبوك، ومنهم من اختصره. روى عنه ابن أخيه ومولاه أبو حازم التمار.
وأخرج أحمد والبغويّ وغيرهما من طريق معمر عن الزهري، أخبرني ابن أخي أبي رهم أنه سمع أبا رهم يقول: غزوت مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم غزوة تبوك ... فذكر الحديث.
وقال ابن سعد: بعثه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يستنفر قومه إلى تبوك، وحدّث في كتاب الأدب المفرد للبخاريّ، وفي صحيح ابن حبان ومعجم الطبراني، وذكر أبو عروبة أنه رمي بسهم في نحره يوم أحد فبصق فيه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فبرأ.
9908- أبو رهم «3»
: بن قيس الأشعري، أخو أبي موسى.
تقدم ذكر حديثه في ترجمة أخيه أبي بردة بن قيس، وهو في الطاعون. وإسناده صحيح، ورأيت في التاريخ للمظفري نقلا عن ابن قتيبة، قال: كان أبو رهم يتسرع في الفتن، وكان أخوه أبو موسى ينهي عنها فذكر قصة قال: وقيل إن أبا رهم هذا لا يعرف.
قلت: ولعله هذا، ثم وجدت في مسند أحمد في أثناء سند أبي موسى من طريق قتادة: حدثنا الحسن أنّ أبا موسى كان له أخ يقال له أبو رهم يتسرّع في الفتن، فذكر له أبو موسى حديث: ما من مسلمين التقيا بسيفهما فقتل [ ... ] أحدهما الآخر إلّا دخلا النار «4» .
__________
(1) . أسد الغابة ت 5890، الاستيعاب ت 2997.
(2) أسد الغابة ت 5899، الاستيعاب ت 3001.
(3) أسد الغابة ت 5900، الاستيعاب ت 2998.
(4) أخرجه أحمد في المسند 4/ 403 عن أبي موسى الأشعري وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 39 عن أنس ... الحديث قال الهيثمي رواه أحمد والبزار وأبو يعلى ورجال أحمد رجال الصحيح.(7/119)
9909- أبو رهم:
آخر، اسمه مجدي بن قيس- تقدم.
9910- أبو رهم «1»
: الأرحبي.
تقدم في مطعم في الأسماء، وذكره البغويّ، ونقل عن أبي عبيد، قال: أبو رهم الشاعر هاجر إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وهو ابن مائة وخمس سنين، وهو من بني أرحب من همدان.
9911- أبو رهم:
يقال هو السمعي، وعندي أنه غير أحزاب- قال ابن سعد: كوفي نزل الشام، وهو من الصحابة ولم ينسبه ولم يسمّه.
وأخرج ابن أبي خيثمة من طريق بقية، عن خالد بن حميد، حدثني عمر بن سعيد اللخمي، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي رهم صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «من عصى إمامه ذهب أجره» «2» أخرجه إسحاق بن راهويه في مسندة، عن بقية، والحسن بن سفيان، عن إسحاق.
وأخرج الدولابي من طريق ثور بن يزيد، عن يزيد بن مرثد، عن أبي رهم: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إذا رجع أحدكم من سفره فليرجع بهديّة إلى أهله، وإن لم يجد إلّا أن يكون في مخلاته حجر أو حزمة حطب فإنّ ذلك يعجبهم» «3»
فهذه الأحاديث الثلاثة تصرّح بصحبة أبي رهم.
وقد أخرج ابن ماجة الأول من وجه آخر، عن يزيد بن أبي حبيب، فقال: عن أبي الخير عن أبي رهم السمعي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ أفضل الشّفاعات أن تشفع بين اثنين في نكاح حتّى تجمع بينهما» .
وأخرجه الطّبرانيّ كذلك، وزاد في المتن: «وإنّ أعظم الخطايا من اقتطع مال امرئ مسلم بغير حقّ ... الحديث.
فإن لم يكن بعض الرواة أخطأ في قوله السمعي، وإلا فهذا صحابي يقال له السمعي، وليس هو أحزاب بن أسيد لأنّ أحزابا لا صحبة له فلا يمنع أن يتفق اثنان في الكنية والنسبة.
9912- أبو رهيمة:
بالتّصغير، السمعي «4» - ذكره المستغفري والبردعي، واستدركه أبو موسى، وقد ذكره ابن مندة في ترجمة أبي نخيلة اللهبي. ويأتي ذلك في حرف النون،
__________
(1) أسد الغابة ت 5901.
(2) أخرجه البيهقي 9/ 87 بلفظ « ... فقد عصاني ... » .
(3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 17508 وعزاه إلى ابن شاهين والدارقطنيّ في الأفراد وابن النجار عن أبي رهم وعزاه أيضا إلى ابن عساكر عن أبي الدرداء وقال المنادي في فيض القدير 1/ 415 إسناده ضعيف وهكذا رمز السيوطي لضعفه.
(4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 166.(7/120)
فإن أبا موسى أورده من طريق ابن مندة، وجوّز أن يكون هو الّذي قبل هذا، وهو محتمل.
9913- أبو الرّوم بن عمير] بن هاشم «1»
بن عبد الدار بن عبد مناف بن قصي العبدري، أخو مصعب.
قال البلاذريّ: كان اسمه عبد مناف، فتركه لما أسلم، وهو من السابقين الأولين، هاجر إلى الحبشة، ثم قدم فشهد أحدا.
وقال ابن الكلبيّ: قدم قبل خيبر فشهدها. وقال الواقديّ: ليس متّفقا على هجرته إلى الحبشة، وقد نفاها الهيثم بن عدي وغيره.
9914- أبو رومي «2»
: ذكره يعقوب بن سفيان،
وأخرج من طريق عمرو بن مالك النكري، عن أبي الحوراء، عن ابن عباس، قال: كان أبو رومي من شرّ أهل زمانه، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «لئن رأيت أبا روميّ لأضربنّ عنقه» «3» . فلما أصبح غدا نحو النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فإذا هو مع أصحابه يحدّثهم، فلما رآه من بعيد قال: «مرحبا بأبي روميّ، وأخذ يوسّع، فقال له: «يا أبا رومي، ما عملت البارحة؟ قال: ما عسى أن أعمل يا رسول اللَّه! أنا شرّ أهل الأرض؟
قال: «أبشر، فإنّ اللَّه جعل مكسبك إلى الجنّة، فإنّ اللَّه يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء» «4» .
9915- أبو رويحة الثّمالي الفزعيّ «5»
: بفتح الفاء والزاي المنقوطة، اسمه ربيعة بن السكن.
تقدم في الأسماء. وقال أبو موسى: أبو رويحة الفزعيّ من خثعم، قال: أتيت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وهو يواخي بين الناس، قاله المستغفري.
9916- أبو رويحة الخثعميّ «6»
: آخى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين بلال المؤذّن، ويقال اسمه عبد اللَّه بن عبد الرحمن الخثعميّ.
وأبو رويحة لم يسند عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم حديثا ثم ساق من طريق محمد بن إسحاق، قال:
__________
(1) الطبقات الكبرى بيروت 3/ 120، 122.
(2) أسد الغابة ت 5893.
(3) أورده السيوطي في الدر المنثور 4/ 66.
(4) ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/ 67 وعزاه لابن مردويه والديلميّ من حديث ابن عباس.
(5) تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 166.
(6) الطبقات الكبرى بيروت 3/ 234.(7/121)
آخى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بين أصحابه «1» ، فكان بلال مولى أبي بكر مؤذّن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأبو رويحة عبد اللَّه بن عبد الرحمن الخثعميّ أخوين، فلما دوّن عمر الديوان بالشام قال لبلال:
إلى من تجعل ديوانك؟ قال: مع أبي رويحة، لا أفارقه أبدا للأخوة المذكورة، فضمّه إليه، وضمّ ديوان الحبشة إلى خثعم لمكان بلال، فهم مع خثعم بالشام إلى اليوم.
وقال أبو أحمد الحاكم: له صحبة، ولست أقف على اسمه. قال أبو موسى: وقد ذكره أبو عبد اللَّه بن مندة في «الكنى» ، وليس فيما عندنا من كتابه في الصحابة، ثم
ساق من طريق أبي أحمد الحاكم، قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن العيص الغساني، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سليمان، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: لما رجع عمر من فتح بيت المقدس وسار إلى الجابية سأله بلال أن يقره بالشام، ففعل، فقال: وأخي أبو رويحة، آخى بيننا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فنزل داريا في بني خولان، فأقبل هو وأخوه إلى حيّ من خولان، فقال: أتيناكم خاطبين، قد كنّا كافرين فهدانا اللَّه عزّ وجل، ومملوكين فأعتقنا اللَّه عز وجل، وفقيرين فأغنانا اللَّه عز وجل، فإن تزوّجونا فالحمد للَّه وإن تردّونا فلا حول ولا قوة إلا باللَّه، فزوّجوهما.
وقال أبو عمر: روى عن أبي رويحة قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فعقد لي لواء، وقال:
«اخرج فناد: من دخل تحت لواء أبي رويحة فهو آمن» .
قلت: وهذا تقدم في ترجمة ربيعة بن السكن، وفرّق أبو موسى بين الفزعيّ.
والخثعميّ، وتعقبه ابن الأثير بأن الفزع بطن من خثعم، وهو الفزع بن شهران بن عفرس بن حلف بن أفتل، وهو خثعم، وفاته أن الأول اسمه ربيعة بن السكن، وأخو بلال اسمه عبد اللَّه بن عبد الرحمن. وقد ذكرت في ترجمته ما يدل على أنه غير من آخى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين بلال.
وقد أورد ابن عساكر حديث الفزعيّ في ترجمة الخثعميّ، فكأنهما عنده واحد. واللَّه أعلم.
9917- أبو رئاب:
تقدم في الذال المعجمة أنه قيل في أبي ذئاب أبو رئاب.
9918- أبو ريحانة الأزدي:
ويقال الأنصاري «2» ، اسمه شمعون- تقدم في الشين المعجمة من الأسماء.
__________
(1) أخرجه ابن عدي في الكامل 2/ 588، 6/ 130، 7/ 2495.
(2) الاستيعاب ت 3004.(7/122)
9919- أبو ريحانة القرشي «1»
: تقدم حديثه في ترجمة عقبة بن مالك الجهنيّ في الأسماء.
9920- أبو ريطة المذحجي «2»
: ذكره الدّولابيّ والطّبرانيّ وابن مندة، وأخرجوا
من طريق عبد اللَّه بن أحمد اليحصبي، عن علي بن أبي علي، عن الشعبي، عن أبي ريطة بن كرامة المذحجي، قال: كنا عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال لقوم سفر: «لا يصحبنكم خلال من هذه النّعم ولا يردّنّ سائلا، ولا يصحبنّ أحد منكم ضالّة إن كنتم تريدون الرّبح والسّلام» «3» ... الحديث.
ووقع في رواية الطّبرانيّ عن أبي ريطة عبد اللَّه بن كرامة، وأخرج المستغفري من طريق عمر بن صبيح، عن أبي حريز قاضي سجستان، عن الشعبي، عن أبي ريطة المذحجي، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم- أنه بينما هو جالس ذات ليلة بين المغرب والعشاء إذ مرّت به رفقة تسير سيرا حثيثا ... فذكر الحديث. وذكره البغويّ فقال: أبو ريطة، ولم يخرج له شيئا.
9921- أبو ريطة:
آخر، غير منسوب «4» .
ذكره أبو نعيم، وأخرج
من طريق الحسن بن سفيان، قال: حدثنا نصر بن علي، حدثتني أم يونس بنت يقظان المجاشعية، حدثتني ريطة، وكان أبوها من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عن أبيها، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «لأن ألطع «5» قصعة أحبّ إليّ من أن أتصدّق بملئها طعاما» .
واستدركه أبو موسى.
9922- أبو ريمة «6»
: بكسر أوله وسكون التحتانية المثناة بعدها ميم.
ذكره ابن حبّان في الصحابة ولم يسمّه ولم يعرف من حاله بشيء، وأخرج ابن مندة، وأبو نعيم، من طريق المنهال بن خليفة، عن الأزرق بن قيس، قال: صلى بنا إمام يكنى أبا
__________
(1) أسد الغابة ت 5905.
(2) الكنى والأسماء 1/ 28 و 31.
(3) ذكره المتقي الهندي في كنز العمال (17617) وعزاه للدولابي في الكنى وابن مندة والطبراني وابن عساكر وقال: وهو ضعيف.
(4) أسد الغابة ت 5906.
(5) اللّطع: لطعك الشّيء بلسانك وهو اللحس، حكى الأزهري عن الفراء لطعت الشيء ألطعه لطعا إذا لعقته. اللسان 5/ 4036.
(6) الكاشف 3/ 336، خلاصة تذهيب 3/ 217، الثقات 3/ 454، تهذيب التهذيب 12/ 98، تجريد أسماء الصحابة 2/ 167، تقريب التهذيب 2/ 423 تهذيب الكمال 1605.(7/123)
ريمة فسلّم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خدّيه ثم قال: صليت بكم كما رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يصلي.
وذكر ابن مندة أنّ شعبة رواه عن الأزرق بن قيس بن عبد اللَّه بن رياح، عن رجل من الصحابة ولم يسمه. وذكر المزّي في الأطراف أن أبا داود أخرجه من هذا الوجه، ولم أقف على ذلك في شيء من نسخ السنن، منها نسخة بخط أبي الفضل بن طاهر، والنسخة المنقولة من خط الخطيب، وقد قابلها عليها جماعة من الحفاظ، وهي في غاية الإتقان.
واتفقت على أن الصحابي أبو رمثة بتقديم الميم وسكونها على المثلثة، وكذا أورد الطّبرانيّ هذا الحديث في مسند أبي رمثة من معجمه، وكذا رأيته في مستدرك الحاكم. واللَّه أعلم.
القسم الثاني
خال.
القسم الثالث
9923- أبو رافع الصائغ «1»
: اسمه نفيع، وهو مدني نزل البصرة، وهو مولى بنت النجار، وقيل بنت عمه- ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل البصرة، وقال: خرج قديما من المدينة، وهو ثقة. وأخرج الحاكم أبو أحمد في الكنى من طريق مرحوم العطار، عن ثابت البناني، عن أبي رافع- أنه أكل لحم سبع في الجاهلية.
قلت: أكثر عن أبي هريرة، وروى أيضا عن الخلفاء الأربعة، وابن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبيّ بن كعب، وأبي موسى وغيرهم. روى عنه ابنه عبد الرحمن، وثابت البناني، وبكر المزني، وقتادة وسليمان التيمي، وآخرون.
قال العجليّ: ثقة من كبار التابعين، ورجّح الطبراني أن اسمه كنيته ووثّقه، وقال أبو عمر: مشهور من علماء التابعين، أدرك الجاهلية. وأخرج إبراهيم الحربي في غريب الحديث بسند جيّد عن أبي رافع، قال: كان عمر يمازحني يقول: أكذب الناس الصائغ، يقول: اليوم، غدا.
__________
(1) الطبقات الكبرى 7/ 122، التاريخ لابن معين 61012، الطبقات لخليفة 235، المعرفة والتاريخ 1/ 230، الكنى والأسماء 1/ 175، الجرح والتعديل 8/ 489، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 230، سير أعلام النبلاء، تذكرة الحفاظ 1/ 69، الكاشف 3/ 184، تهذيب التهذيب 10/ 472، تقريب التهذيب 30612، تاريخ الإسلام 3/ 516، أسد الغابة ت (5875) ، الاستيعاب ت (2988) .(7/124)
9924- أبو رجاء العطاردي «1»
: قيل اسمه عمران بن ملحان، وقيل ابن تيم، وقيل ابن عبد اللَّه، ويقال اسمه عطارد.
قال ابن قتيبة: ولد قبل الهجرة بإحدى عشرة سنة، وعاش إلى خلافة هشام بن عبد الملك، كذا رأيته في التاريخ المظفري.
وقال أشعث بن سوّار: بلغ سبعا وعشرين ومائة سنة. وفي صحيح البخاري من طريق ... لما بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فررنا إلى النار إلى مسيلمة.
وقال أبو حاتم: جاهلي، أسلم بعد فتح مكة، وعاش مائة وعشرين سنة. وقال البخاري: يقال مات قبل الحسن، وكانت وفاة الحسن سنة عشرة، وأرسل عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
وروى عن عمر، وعلي، وعمران بن حصين، وسمرة بن جندب، وابن عباس، وعائشة وغيرهم. روى عنه أيوب، وجرير بن حازم، وعوف الأعرابي، ومهدي بن ميمون، وعمران القصير، وأبو الأشهب، والجعد أبو عثمان، وآخرون.
قال ابن سعد: كان له علم وقرآن ورواية، وهو ثقة، وأمّ قومه أربعين سنة، وتوفي في خلافة عمر بن عبد العزيز، قال: وقال الواقدي: مات سنة سبع عشرة، وهو وهم. وقال الذهلي: مات قبل الحسن، أظنه سنة سبع ومائة، ووثّقه أيضا يحيى بن معين، وأبو زرعة، وابن عبد البر، وزاد: كانت فيه غفلة.
9925- أبو رزين الأسدي «2»
: مسعود بن مالك- تابعي مختلف في إدراكه، وسيأتي في القسم الّذي بعده.
9926- أبو الرّقاد «3»
: اسمه شويس، بمعجمة ثم مهملة مصغرا.
9927- أبو رمح الخزاعي:
ذكره دعبل بن عليّ في «طبقات الشّعراء» في أهل الحجاز، وقال: مخضرم، وهو الّذي رثى الحسين بن علي بتلك الأبيات السائرة:
__________
(1) تنقيح المقال 3/ 16، وفيات ابن قنفد 114.
(2) التاريخ لابن معين 2/ 561، الطبقات لخليفة 155، التاريخ الكبير 7/ 423، المعرفة والتاريخ 93912، الكنى والأسماء 1/ 176، المراسيل 202، الجرح والتعديل 8/ 284، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 231، تحفة الأشراف 13/ 388، الكاشف 3/ 121، جامع التحصيل 343، تهذيب التهذيب 10/ 118، تقريب التهذيب 2/ 243، تاريخ الإسلام 3/ 516.
(3) الكنى والأسماء 1/ 177.(7/125)
مررت على أبيات آل محمّد ... فلم أرها كعهدها يوم حلّت
فلا يبعد اللَّه البيوت وأهلها ... وإن أصبحت من أهلها قد تخلّت
[الطويل]
9928- أبو رهم السمعي:
ويقال له الظّهري «1» . اسمه أحزاب بن أسيد- تقدم في الأسماء.
القسم الرابع
9929- أبو رزين:
مسعود بن مالك الأسدي «2» ، مولاهم، [وقيل] «3» مولى علي «4» ، اسمه عبيد.
نزل الكوفة، وروى عن ابن أم مكتوم، وعلي بن أبي طالب، وأبو موسى الأشعري، وأبي هريرة، وغيرهم. وعنه ابنه عبد اللَّه، وإسماعيل بن أبي خالد، وعطاء بن السائب، والأعمش، ومنصور، وموسى بن أبي عائشة، ومغيرة بن مقسم، وآخرون.
قال أبو حاتم: يقال إنه شهد صفّين مع علي، وذكره البخاري في الطهارة من صحيحه تعليقا من فعله، وأسند له في الأدب المفرد. وأخرج له مسلم والأربعة من روايته عن الصحابة «5» .
وذكره ابن شاهين في الصحابة، وتعقّبه أبو موسى، وقال: لا صحبة له ولا إدراك، ثم ساق من طريق عاصم بن أبي وائل، قال: ألا يعجب من أبي رزين قد هرم، وإنما كان غلاما على عهد عمر، وأنا رجل. وقال غيره: كان أكبر من أبي وائل، وكان عالما فهما، كذا وقع بخط المزّيّ في «التّهذيب» ، وتعقبه مغلطاي بأنّ قوله فهما، بالفاء، غلط، وإنما هو بالباء المكسورة. كذا ذكره البخاري في التاريخ عن يحيى القطان عن أبي بكر، قال: كان أبو رزين أكبر من أبي، قال يحيى وكان عالما بهما. ووثّقه أبو زرعة والعجليّ وغيرهما.
قلت: وله رواية عن معاذ بن جبل، وهي مرسلة. وأنكر أبو الحسن بن القطان أن يكون أدرك ابن أم مكتوم، وقال شعبة فيما حكاه ابن أبي حاتم عنه في المراسيل: لم يسمع من ابن مسعود. قيل قتله عبيد اللَّه بن زياد بعد سنة ستين، وقيل عاش إلى الجماجم بعد سنة ثمانين، وأرّخه ابن قانع سنة خمس وتسعين.
__________
(1) أسد الغابة ت 5897، الاستيعاب ت 3000.
(2) أسد الغابة ت 5883.
(3) سقط في أ.
(4) في أمولى علي وقيل اسمه عبيد.
(5) في أمن الصحابة.(7/126)
9930- أبو رهم الأنماري «1»
: ذكره أبو بكر بن أبي عليّ في الصحابة،
وأخرج عن أبي بكر بن أبي عاصم بسنده إلى ثور بن زيد، عن خالد بن معدان، عن أبي رهم الأنماري، قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إذا أخذ مضجعه قال: «بسم اللَّه، اللَّهمّ اغفر لي ذنبي، وأخسئ شيطاني، وفكّ رهاني» ...
الحديث.
استدركه أبو موسى، وهو خطأ نشأ عن تحريف وتصحيف، وإنما هو أبو زهير الأنماري، كذا أخرجه ابن أبي عاصم، وهو على الصواب في كتاب الدعاء له، وكذا أخرجه الطبراني.
9931- أبو رهم الظهري»
: أورده أبو بكر بن أبي عليّ، واستدركه أبو موسى فأخطأ، فإنه السمعي، واسمه أحزاب، وليست له صحبة.
وقد ذكره ابن أبي عاصم عن محمد بن مصفى، عن يحيى بن سعيد العطار- أن أبا رهم الظّهري كان في مائتين من العطاء بحمص، وكان شيخا كبيرا يخضب بالصّفرة، وكان له ابن اسمه عمارة أصيب مع يزيد بن المهلب.
9932- أبو رهيمة الشجاعي «3»
: استدركه أبو موسى [ ... ] ، وعزاه لجعفر المستغفري، [وهو خطأ، فإن الشجاعي تصحيف من السماعي، والحديث الّذي ذكره المستغفري من طريق سليمان بن داود بإسناد له، كذا قال، هو الحديث الّذي تقدم في الأول] «4» من طريق سليمان بن داود المكيّ تبعا له.
9933- أبو ريحانة «5»
: عبد اللَّه بن مطر.
ذكره أبو نعيم وهو خطأ، فإن أبا ريحانة الصحابي اسمه شمعون، وأما عبد اللَّه بن مطر فهو تابعي يروي عن سفينة خادم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
9934- أبو ريطة المذحجي:
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 166.
(2) أسد الغابة ت 5898.
(3) أسد الغابة ت 5902.
(4) سقط في أ.
(5) أسد الغابة ت 5904.(7/127)
فرّق أبو موسى بينه وبين أبي رائطة، وهو واحد، والحديث واحد، قال بعضهم فيه عن أبي رائطة، وقال بعضهم عن أبي ريطة، كما أوضحت ذلك في
القسم الأول.
9935- أبو ريمة «1»
: تقدم القول فيه في القسم الأول.
حرف الزاي المنقوطة
القسم الأول
9936- أبو زرارة الأنصاري «2»
: ذكره ابن أبي خيثمة في الصحابة، وقال أبو عمر: فيه نظر. وقال البغويّ: لم يسم، ولا أدري له صحبة أم لا، وأخرج هو وابن أبي خيثمة
من طريق أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي زرارة الأنصاري- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «من سمع النّداء ثلاثا فلم يجب كتب من المنافقين» . وأخرجه عن شيخ آخر عن آبان مرسلا.
وجوز بعضهم أن يكون أبو زرارة هو عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، وقد تقدم ذكره في القسم الثاني من حرف العين.
9937- أبو زرارة النخعي «3»
: له وفادة. قال ابن الكلبيّ: حكاه ابن الأثير عن ابن الدباغ، قال: والّذي في «الجمهرة» زرارة اسم لا كنية.
قلت: وهو كما قال، وقد تقدم في الأسماء، وإنما ذكرته للاحتمال.
9938- أبو الزّعراء «4»
: ذكره ابن مندة، وقال: عداده في أهل مصر، وذكر
من طريق عبد اللَّه بن جنادة المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن أبي الزعراء، قال: خرجت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في سفر له، فغشيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ونحن على ظهر، فسمعته يقول: «غير
__________
(1) أسد الغابة ت 5908.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 167، الكنى والأسماء 1/ 183.
(3) أسد الغابة ت 5910.
(4) التاريخ الكبير 9/ 90، تاريخ الثقات للعجلي 1953، معرفة الثقات للعجلي 2152- الجرح والتعديل 9/ 374.(7/128)
الدّجال أخوف على أمّتي» «1» ... الحديث.
وبه: الأئمّة المضلّون.
وذكره محمّد بن الرّبيع الجيزيّ في الصحابة الذين دخلوا مصر، وقال: لهم عنه حديث واحد، ثم ساقه من الوجه المذكور.
9939- أبو زعنة الشاعر «2»
: مختلف في اسمه، فقيل: عامر بن كعب بن عمرو بن خديج. وقيل عبد اللَّه بن عمرو. وقيل كعب بن عمرو. قال الطبري: شهد بدرا، ذكر ذلك أبو عمر.
قلت: ذكر ابن إسحاق أنه شهد أحدا فقال: قال أبو زعنة بن عبد اللَّه بن عمرو بن عتبة أحد بنى جشم بن الخزرج يوم أحد:
أنا أبو زعنة يعدوني الهرم ... لم يمنع المخزاة إلّا بالألم
يحمي الدّيار خزرجيّ من جشم
[الرجز] قلت: وهو بفتح أوله والنون بينهما عين مهملة.
9940- أبو زمعة البلوي «3»
: سماه العسكري عبيدا بالتصغير ابن أرقم، وعند أبي موسى بغير تصغير ولا اسم أب.
ذكره البغويّ، وابن السّكن، وغيرهما في الصحابة، وأخرجوا
من طريق ابن لهيعة عن عبيد اللَّه بن المغيرة، عن أبي قيس مولى بني جمح: سمعت أبا زمعة البلوي، وكان من أصحاب الشجرة ممّن بايع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أتى يوما إلى الفسطاط، فقام في الرحبة وقد بلغه عن عبد اللَّه بن عمرو بعض التشديد، فقال: لا تشدّدوا على الناس، فإنّي سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «قتل رجل من بني إسرائيل تسعا وتسعين نفسا» «4» ... الحديث
بطوله، وروايته في معجم البغوي في آخر حرف القاف، وما عرفت ما سبب ذلك، ثم رأيت في نسخة أخرى يقال اسمه عبيد بن آدم.
__________
(1) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 390 عن البراء قال خرجنا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في سفر فصلى بنا العشاء الآخرة فقرأ في إحدى الركعتين بالتين والزيتون، أبو داود 1/ 390 كتاب الصلاة باب قصر قراءة الصلاة في السفر حديث رقم 1221.
(2) أسد الغابة ت 5914، الاستيعاب ت 3008.
(3) أسد الغابة ت 5915، الاستيعاب ت 3009.
(4) أورده الهيثمي في الزوائد 10/ 215 عن عبد اللَّه بن عمرو وقال رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف.(7/129)
9941- أبو الزّهراء البلوي «1»
: صحابي، شهد فتح مصر، ذكره ابن مندة عن ابن يونس، وأظنه تصحيفا، وإنما هو أبو الزعراء، فليس في تاريخ مصر لابن يونس غير أبي الزّعراء، وكذا وقع في الصحابة الذين دخلوا مصر لابن الربيع الجيزي.
9942- أبو الزهراء القشيري:
يأتي في القسم الثالث، ويمكن أن يكون من أهل هذا القسم، لأن في ترجمته أنه ممن أمّره يزيد بن أبي سفيان في بعض فتوح الشام. وقد تقدم غير مرة أنهم لم يكونوا يؤمرون في الفتوح إلا الصحابة، وقد قرن في هذه القصة بدحية بن خليفة.
9943- أبو زهير بن أسيد بن جعونة:
تقدم في ترجمة قرة بن دعموص.
9944- أبو زهير الأنماري:
تقدم فيمن اسمه أبو الأزهر.
9945- أبو زهير الثقفي «2»
: قال ابن حبّان في الصحابة: كان في الوفد. قال البغويّ: سكن الطائف. وقال ابن ماكولا: وفد على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وفرّق أبو أحمد في الكنى بين أبي زهير بن معاذ وبين أبي زهير الثقفي، فقال في الثقفي: اسمه عمار بن حميد، وهو والد أبي بكر بن أبي زهير،
وحديث أبي زهير عند أحمد وابن ماجة والدارقطنيّ في الأفراد بسند حسن غريب، من طريق نافع بن عمر الجمحيّ، عن أمية بن صفوان، عن أبي بكر بن أبي زهير، عن أبيه، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: خطبنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالنّباوة «3» من أرض الطائف، فقال: «يوشك أن تعرفوا أهل الجنّة من أهل النّار» «4» . قالوا: بم يا رسول اللَّه؟ قال: «بالثّناء الحسن، والثّناء السّيّء، أنتم شهداء بعضكم على بعض» «5» .
__________
(1) أسد الغابة ت 5917.
(2) الثقات 3/ 457 تقريب التهذيب 2/ 425، بقي بن مخلد 805، تهذيب التهذيب 12/ 101، تهذيب الكمال 3/ 1606، تجريد أسماء الصحابة التاريخ الكبير 9/ 33.
(3) النّباوة: بالفتح وبعد الألف واو مفتوحة: موضع بالطائف. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1353.
(4) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1411 عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي عن أبيه بلفظه ... كتاب الزهد (37) باب الثناء الحسن (25) حديث رقم 4221، قال البوصيري في الزوائد إسناده صحيح رجاله ثقات وليس لأبي زهير هذا عند ابن ماجة سوى هذا الحديث وليس له شيء في بقية الكتب الستة وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 123 والحاكم في المستدرك 1/ 120 عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي عن أبيه بلفظه ... قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد وقال البخاري أبو زهير من كبار التابعين وإسناد الحديث صحيح ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
(5) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1411 كتاب الزهد باب 25 الثناء والحسن حديث رقم 4221 قال-- البوصيري في مصباح الزجاجة إسناده صحيح ورجاله ثقات وليس لأبي زهير هذا عند ابن ماجة سوى هذا الحديث وليس له شيء في بقية الكتب الستة وأخرجه أحمد في المسند 3/ 416، 6/ 416، البيهقي في السنن الكبرى 10/ 123.(7/130)
قال الدّارقطنيّ: تفرد به أمية بن صفوان عن أبي بكر، وتفرد به نافع بن عمر عن أمية.
وأورد الحاكم أبو أحمد من طريق سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي بكر بن عمار بن حميد عن أبيه حديثا، وهذا سند صحيح. وتقدم حديث معاذ في الأسماء، وحكى المزي أنه قيل إنه عمارة بن رويبة.
9946- أبو زهير بن معاذ
بن رياح الثقفي «1» .
قال الحسين بن محمّد القبّانيّ: له صحبة، وقيل معاذ اسمه. قال الحاكم أبو أحمد:
ذكر إبراهيم الحربي أنّ أبا زهير بن معاذ ممن غلبت عليه كنيته من الصحابة، وأورد له حديث: إذا سميتم فعبدوا.
وهذا الحديث أخرجه الطّبرانيّ في ترجمة معاذ الثقفي، وقد ذكرت ما فيه هناك، وأورده المزي في ترجمة أبي زهير الثقفي، فقال: وقيل أبو زهير بن معاذ.
9947- أبو زهير النميري «2»
: قيل هو أبو زهير الأنماريّ الّذي يقال له أبو زهر «3» . والراجح أنه غيره، أخرج ابن مندة من طريق صبح بن مخرمة، حدثني أبو مصبح المقري، قال: كنا نجلس إلى أبي زهير النميري، وكان من الصحابة، فيتحدث بأحسن الحديث، وإذا دعا الرجل منا قال: اختمها بآمين، فإن آمين في الدعاء مثل الطابع على الصحيفة.
قال أبو زهير: وأخبركم عن ذلك، خرجنا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم نمشي ذات ليلة، فأقمنا على رجل في خيمة قد ألحف في المسألة، ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يسمع منه، فقال: «أوجب إن ختم» «4» ، فقال له رجل من القوم: بأي شيء يختم؟ قال: «بآمين، فإنّه إن ختم بآمين فقد أوجب» .
فانصرف الرجل الّذي سمعه، فأتى الرجل، فقال اختم بآمين يا فلان في كل شيء وأبشر،
ثم قال: وهذا حديث غريب تفرد به الفريابي عن صبح،
وأخرج البغويّ، والطبراني
__________
(1) كتاب الجرح والتعديل 9/ 374.
(2) التاريخ الكبير 9/ 32، تهذيب الكمال 1606.
(3) في أالأزهر.
(4) أورده ابن حجر في فتح الباري 11/ 200، ومشكاة المصابيح حديث رقم 8465.(7/131)
في مسند الشاميين من طريق ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد الحضرميّ، عن أبي زهير النميري، وكانت له صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا تقاتلوا الجراد فإنّه جند من جند اللَّه الأعظم» «1» .
قال البغويّ: سكن الشام. وقد تقدم في يحيى بن نفير شيء من هذا، ويحتمل أن يكون هو أبا زهير بن جعونة المتقدم ذكره، فإنه نميري.
9948- أبو الزوائد اليماني «2»
: ذكره مطيّن والدّولابيّ في «الكنى» من الصحابة، وأورد الفاكهيّ وجعفر الفريابيّ في كتاب «النّكاح» بسند صحيح من إبراهيم بن ميسرة، قال: قال لي طاوس ونحن نطوف:
لتنكحنّ أو لأقولنّ لك ما قال عمر لأبي الزوائد: ما يمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور.
وأخرج الطّبرانيّ من طريق زياد بن نصر، عن سليم بن مطين، عن أبيه، عن أبي الزوائد، قال: كنت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في حجة الوداع ... فذكر حديثا طويلا، أخرج أبو داود بعضه من هذا الوجه، وتقدمت الإشارة إليه في حرف الذال المعجمة، فإن منهم من قال إن أبا الزوائد هو ذو الزوائد ممن ذكره في الكنى البخاري، وذكر بهذا الإسناد طرفا من هذا الحديث.
9949- أبو زياد:
مولى بني جمح.
روى عن أبي بكر الصديق وعنه خالد بن معدان. كذا في «التّجريد» ، وكأنه عنده مخضرم،
وقد وجدت له حديثا مرفوعا أخرجه الطبراني في مسند الشاميين من طريق سفيان بن حبيب، عن ثور بن زيد، عن خالد بن معدان، عن أبي زياد، قال: فما نسيت أني رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إذا صلى وضع يده اليمنى على اليسرى في الصلاة.
9950- أبو زياد الأنصاري «3»
: تقدم في زرارة- في الأسماء.
9951- أبو زيد:
الّذي جمع القرآن.
وقع في حديث أنس في «صحيح البخاري» غير مسمّى. وقال أنس: هو أحد عمومتي، واختلفوا في اسمه، فقيل أوس، وقيل ثابت بن زيد، وقيل معاذ، وقيل سعد بن عبيد، وقيل قيس بن السكن، وهذا هو الراجح كما بينته في حرف القاف.
__________
(1) أورده السيوطي في الدر المنثور 3/ 109.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 169.
(3) الكنى والأسماء 1/ 32، الطبقات الكبرى 7/ 27، تنقيح المقال 3/ 17.(7/132)
9952- أبو زيد بن أخطب «1»
: اسمه عمرو بن أخطب بن رفاعة بن محمود بن بشر بن عبد اللَّه بن الضيف بن أحمر «2» بن عدي بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن عامر الأنصاري الخزرجي، أبو زيد، مشهور بكنيته، وهو جدّ عزرة بن ثابت لأمه. أخرج التّرمذيّ من طريق أبي عاصم، عن عزرة، عن علباء بن أحمر، عن أبي زيد بن أخطب، قال: مسح النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يده على وجهي ودعا لي «3» . وفي رواية أحمد في هذا الحديث وحده زادني جمالا، قال: فأخبرني غير واحد إنه بلغ بضعا ومائة سنة، أسود الرأس واللحية.
وفي رواية لأحمد من وجه آخر، عن أبي نهيك: حدثني أبو زيد، قال: استسقى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ماء، فأتيته بقدح فيه ماء، فكانت فيه شعرة، فأخذتها.
فقال: «اللَّهمّ جمّله» «4» ، قال: فرأيته ابن أربع وتسعين ليس في لحيته شعرة بيضاء،
وصححه ابن حبّان والحاكم، وعند مسلم من هذا الوجه عن أبي بكر: صلّى بنا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم الفجر، وصعد المنبر، فخطبنا حتى حضر الظهر «5» ... الحديث.
وفي الشّمائل للترمذيّ من الطريق المذكورة عن أبي زيد: قال لي النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: يا أبا زيد، ادن منّي امسح ظهري، فمسحت ظهره، فوضعت أصابعي على الخاتم ... » الحديث.
وصححه ابن حبان والحاكم.
9953- أبو زيد الضحاك:
اسمه ثابت.
9954- أبو زيد بن عبيد:
اسمه سعد «6» .
9955- أبو زيد بن عمرو
بن حديدة، اسمه قطبة.
9956- أبو زيد بن غرزة:
اسمه عمرو- تقدموا في الأسماء، وكلهم من الأنصار.
9957- أبو زيد الأنصاري الخزرجي:
جد أبي زيد النحويّ البصري «7» .
__________
(1) أسد الغابة ت 5929، الاستيعاب ت 3016.
(2) في أيعمر.
(3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 554 عن أبي زيد بن أخطب قال مسح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يده على وجهي ودعا لي ... الحديث كتاب المناقب (50) باب (6) حديث رقم 3629 قال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن غريب وأبو زيد اسمه عمرو بن أخطب.
(4) قال الهيثمي في الزوائد 2/ 218، رواه الطبراني في الصغير وفيه من لا يعرف.
(5) أورده الهيثمي في الزوائد 9/ 62.
(6) أسد الغابة ت 5928.
(7) أسد الغابة ت 5924، الاستيعاب ت 3015.(7/133)
قال الحاكم أبو أحمد: له صحبة، والنحويّ اسمه سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير بن أبي زيد. وقال الواقديّ: هو غير الّذي جمع القرآن، فقد تقدم أنه لا عقب له.
9958- أبو زيد بن عمرو الجذامي:
ذكره ابن إسحاق في وفد جذام.
9959- أبو زيد الأرحبي:
اسمه عمرو بن مالك- تقدم في الأسماء.
9960- أبو زيد الأنصاري «1»
: آخر.
ذكره البغويّ،
وأخرج من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن أبي زيد الأنصاري- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال- يعني في الخوارج: «يدعون إلى اللَّه، وليسوا من اللَّه في شيء، من قاتلهم كان أوفى باللَّه منهم» .
9961- أبو زيد الأنصاري:
آخر.
ذكر ابن الكلبيّ أنه استشهد بأحد، واستدركه ابن فتحون.
9962- أبو زيد:
غير منسوب» .
ذكره البغويّ، وأخرج من طريق شعبة، عن عنم بن حويص: سمعت أبا زيد يقول:
غزوت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ثلاث عشرة غزوة «3» ، وأخرجه أحمد بن حنبل في مسند أبي زيد [ابن أخطب الأنصاري لكنه وقع في روايته عن شعبة عن تميم، سمعت أبا زيد] «4» يقول ...
فذكره ولم ينسبه.
9963- أبو زيد:
قالت فاطمة بنت قيس في حديثها الطويل في نفقة البائن وسكناها:
فشرفني اللَّه بأبي زيد، يعني أسامة بن زيد، وهي كنيته.
أخرجه مسلم من طريق أبي بكر بن أبي الجهم عن فاطمة.
9964- أبو زيد الجرمي «5»
: قال «6» أبو أحمد: له صحبة، وفي إسناده مقال. قال البغوي: لا أدري له صحبة أم لا.
قلت:
وأخرج حديثه البغويّ والطبراني من طريق عبيد بن إسحاق العطار أحد الضعفاء
__________
(1) الاستيعاب ت 3019.
(2) الاستيعاب ت 3020.
(3) في أوهذا أخرجه.
(4) سقط في أ.
(5) تجريد أسماء الصحابة 2/ 169، التاريخ لابن معين 2/ 149.
(6) في أقال الحاكم أبو أحمد.(7/134)
عن مسكين بن دينار، عن مجاهد، سمعت أبا زيد الجرمي يقول: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا يدخل الجنّة عاق ولا منّان ولا مدمن خمر» «1» .
وعبيد ضعيف جدا، وقد خولف، قال الدار الدّارقطنيّ في العلل: رواه يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، فقال: عن أبي سعيد الخدريّ. وقال عبد الكريم: عن مجاهد عن عبد اللَّه بن عمرو.
9965- أبو زيد الغافقي «2»
: ذكره ابن مندة، وقال: عداده في أهل مصر، ثم
أورد من طريق عمرو بن شراحيل المعافري، عن أبي زيد الغافقي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «الأسوكة ثلاثة: أراك، فإن لم يكن فعنم «3» فإن لم يكن عنم فبطم «4» » .
قال أبو وهب الغافقي راويه عن عمر بن شراحيل:
العنم الزيتون. وقال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
9966- أبو زيد:
سمع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وعنه الحسن البصري، وجوّز ابن مندة أنه عمرو بن أخطب.
9967- أبو زيد:
غير منسوب.
أخرج الطّبرانيّ في الأوسط من طريق الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك، قال:
سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة، قال: كنت مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام فاستمعها حتى ختمها، فقال: «ما في القرآن مثلها» «5» .
قيل: يجوز أنه عمرو بن أخطب أيضا.
9968- أبو زيد:
غير منسوب أيضا.
__________
(1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف حديث رقم 29/ 20 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12/ 239 وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 325 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43996، 44036.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 169.
(3) العنم: شجر ليّن الأغصان لطيفها يشبه به البنان، كأنه بنان العذارى واحدها عنمة وهو مما يستاك به. اللسان 4/ 3139.
(4) البطم: شجر الحبة الخضراء واحدته بطمة. اللسان 1/ 303.
(5) أورده الهيثمي في الزوائد 6/ 313 عن أبي زيد وكانت له صحبة قال كنت مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في بضع فجاج المدينة فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن فقام النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فاستمع حتى ختمها قال ما في القرآن مثلها. قال الهيثمي رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن بن دينار وهو ضعيف.(7/135)
أخرج حديثه أبو مسلم الكجّيّ في كتاب «السّنن» له، من طريق حماد عن سعيد بن قطن، عن أبي زيد- رجل من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم- قال: «يمسح المسافر على الخفين ثلاثة أيّام ولياليهنّ، والمقيم يوما وليلة» «1» .
9969- أبو زينب بن عوف الأنصاري «2»
: قال أبو موسى: ذكره أبو العبّاس بن عقدة في كتاب «الموالاة» من طريق علي بن الحسن العبديّ، عن سعد، هو الإسكاف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: نشد على الناس في الرحبة من سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول يوم غدير [ما قال إلا قام، فقام بضعة عشر رجلا منهم أبو أيوب، وأبو زينب بن عوف، فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول، وأخذ بيدك يوم غدير] «3» فرفعها، فقال: «ألستم تشهدون أنّي قد بلّغت؟» قالوا: نشهد، قال: «فمن كنت مولاه فعليّ مولاه» «4» ،
وفي سنده غير واحد من المنسوبين إلى الرفض.
القسم الثاني
9970- أبو زرعة بن زنباع
: هو روح الجذامي- تقدم في الأسماء.
القسم الثالث
9971- أبو زبيد الطائي:
الشاعر المشهور.
له إدراك، واختلف في إسلامه، واسمه حرملة بن منذر، ويقال المنذر بن حرملة بن معديكرب بن حنظلة بن النعمان بن حية، بتحتانية مثناة، ابن سعد بن الغوث بن الحارث بن ربيعة بن مالك بن هني بن عمرو بن الغوث بن طي الطائي.
قال الطّبريّ: كان أبو زبيد في الجاهلية مقيما عند أخواله بني تغلب بالجزيرة، وكان
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 213 عن خزيمة بن ثابت ولفظه أن رسول اللَّه كان يقول يمسح المسافر على الخفين ثلاث ليال والمقيم يوما وليلة. وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 798 والطبراني في الكبير 8/ 69، والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 278.
(2) تقريب التهذيب 2/ 425، الكاشف 3/ 338، تهذيب الكمال 3/ 1607، تجريد أسماء الصحابة 2/ 170.
(3) سقط في أ.
(4) أخرجه الطبراني في الكبير 5/ 221، 241 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 36418، 36417 وعزاه لأبي بكر الخطيب في الأفراد وابن أبي عاصم في السنة.(7/136)
في الإسلام منقطعا إلى الوليد بن عقبة بن أبي معيط في ولايته الجزيرة، وفي ولايته الكوفة، ولم يزل به الوليد حتى أسلم وحسن إسلامه، وكان أبو مورّع وأصحابه يضعون على الوليد العيون، فقيل لهم: هذا الوليد الآن يشرب الخمر مع أبي زبيد، فاقتحموا عليه في نفر، فأدخل شيئا كان بين يديه تحت سريره، فهجموا على السرير، فاستخرجوا من تحته طبقا فيه بعار من عنب فخجلوا.
وقال ابن قتيبة: لم يسلم أبو زبيد، ومات على نصرانيته. وقال المرزباني: كان نصرانيا وهو أحد المعمرين، يقال عاش مائة وخمسين سنة، وأدرك الإسلام فلم يسلم، واستعمله عمر بن الخطاب على صدقات قومه ولم يستعمل نصرانيا غيره، وبقي إلى أيام معاوية، وكان ينادم الوليد بن عقبة بن أبي معيط بالكوفة، فلما شهد على الوليد بأنه شرب الخمر وصرف عن إمرة الكوفة قال أبو زبيد:
فلعمر الإله لو كان للسّيف ... نصال وللّسان مقال
ما نفى بيتك الصّفا ولا أتوه ... ولا حال دونك الإسعال
[الخفيف] قال: ورثى علي بن أبي طالب لما مات، ولم يذكر منها المرزباني شيئا، وذكر أبو الفرج الأصبهاني منها، ونقله عن المبرد:
إنّ الكرام على ما كان من خلق ... رهط امرئ جامع للدين مختار
طبّ بصير بأصناف الرّجال ولم ... يعدل بخير رسول اللَّه أخيار
[البسيط] إلى آخر الأبيات.
وقال الأصبهانيّ: كان طول أبي زبيد ثلاثة عشر شبرا، وكان أعور، أخوه من خاصة ملوك العجم، ولما مات دفن إلى قبر الوليد بن عقبة، فمر بهما أشجع السلمي، فقال:
مررت على عظام أبي زبيد ... وقد لاحت ببلقعة صلود
وكان له الوليد نديم صدق ... فنادم قبره قبر الوليد
[الوافر] قال: وكان أبو زبيد مغري بوصف الأسد في شعره، وله في ذلك خبر مع عثمان، وقد قيل: إن قومه قالوا: إنا نخاف أن تسبنا العرب بوصفك الأسد، فترك وصفه.
وقال المرزباني: بقي إلى أيام معاوية، ومات الوليد قبله، فمرّ بقبره فقال:(7/137)
يا صاحب القبر السّلام على ... من حال دون لقائه القبر
يا هاجري إذ جئت زائره ... ما كان من عاداتك الهجر
[الكامل]
9972- أبو الزبير:
مؤذن بيت المقدس.
له إدراك، وكان يؤذّن في زمن عمر، فأخرج أبو أحمد الحاكم في الكنى من طريق مرحوم بن عبد العزيز العطار، عن أبيه، عن أبي الزبير مؤذن بيت المقدس، قال: جاءنا عمر بن الخطاب، فقال: إذا أذنت فترسل، وإذا أقمت فاحذم.
9973- أبو الزهراء القشيري:
ذكره ابن عساكر في الكنى، فقال: هو ممن أدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وشهد فتح دمشق، وولي صلح أهل الثنية وحوران من قبل يزيد بن أبي سفيان في خلافة عمر، ثم ساق من طريق سيف بن عمر في الفتوح، قال: وبعث يزيد بن أبي سفيان دحية بن خليفة الكلبي في خيل بعد فتح دمشق إلى تدمر «1» ، وأبا الزهراء إلى الثنية وحوران يصالحونها على دمشق، ووليا القيام على فتح ما بعثا إليه، وكان أخو أبي الزهراء قد أصيبت رجله بدمشق يوم فتح دمشق، فلما هاجى بنو قشير بني جعدة فخروا بذلك، فأجابهم نابغة بني جعدة فذكر الشعر، ثم قال سيف في قصة من شرب الخمر بدمشق وحدّهم عمر: وقال أبو الزهراء القشيري في ذلك:
صبري ولم أجزع وقد مات إخوتي ... ولست على الصّهباء يوما بصابر
رماها أمير المؤمنين بحتفها ... فخلّانها يبكون حول المعاصر
[الطويل]
9974- أبو زياد:
مولى آل دراج «2» الجمحيين.
له إدراك، أخرج مسدد في مسندة الكبير بسند صحيح عن خالد بن معدان، عن أبي زياد مولى آل دراج «3» ، قال: لم أنس أنّ أبا بكر الصديق كان إذا قام إلى الصلاة أخذ بكفه اليمنى على الذراع اليسرى لازقا بالكوع. وجوّز ابن عساكر أن يكون مولى ربيعة بن دراج «4» ولم يسق نسب ربيعة هذا.
قلت: وقد ذكرت ربيعة بن دراج، وسقت نسبه في القسم الأول من حرف الراء.
__________
(1) تدمر: بالفتح ثم السكون وضم الميم: مدينة مشهورة في برية الشام، انظر معجم البلدان 2/ 20.
(2) في أذراح.
(3) في أذراح.
(4) في أذراح.(7/138)
9975- أبو زيد:
قيس بن عمرو الهمدانيّ «1» تقدم في الأسماء.
القسم الرابع
9976- أبو زرعة الفزعيّ «2»
: ذكره أبو موسى في الذيل، وقال: أخرجه ابن طرخان في الصحابة، وأورد له من طريق يحيى بن الأصبع بن مهران، عن حرام بن عبد الرحمن، عن أبي زرعة الفزعيّ- أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عقد لواء ... الحديث.
وهذا خطأ نشأ عن تصحيف، والصواب أبو رويحة، براء مهملة «3» مصغرا. وقد تقدم في الزاء بيان ضبط نسبه، وأنها بفتح الفاء والزاي، وأن اسمه عبد اللَّه بن عبد الرحمن.
9977- أبو زرعة:
مولى المقداد بن الأسود «4» .
قال أبو عمر: اسمه عبد الرحمن، وهو تابعي، وحديثه مرسل. قال البخاري: حديثه منقطع.
قلت: ما عرفت سلف أبي عمر في ذكره في الصحابة، وقد روى عنه أبو هلال الراسبي الّذي يروي عن قتادة وطبقته.
9978- أبو زيد عامر بن حديدة:
ذكره أبو عمر فيمن يكنى أبا زيد من الأنصار، وإنما هو أبو زيد قطبة بن عامر بن حديدة [200] .
9979- أبو زيد الأنصاري:
غاير البغويّ بينه وبين أبي زيد عمرو بن أخطب «5» جد عروة بن ثابت، فأخرج في ترجمة هذا حديث تميم بن حويص، سمعت أبا زيد يقول: غزوت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ثلاث عشرة غزوة، وفي ترجمة جد عزرة حديث: صلّى بنا النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فصعد المنبر فخطب حتى الظهر ... الحديث. وقد أخرج أحمد الحديثين في مسند أبي زيد عمرو بن أخطب «6» .
9980- أبو زبيد بن الصلت:
__________
(1) أسد الغابة ت 5932.
(2) الكاشف 3/ 337، الجرح والتعديل 9/ 374، خلاصة تذهيب 3/ 218، تهذيب التهذيب 12/ 99 الكنى والأسماء 1/ 183، تجريد أسماء الصحابة 2/ 168.
(3) في أبراء مهملة وحاء مهملة مصغرا.
(4) أسد الغابة ت 5912، الاستيعاب ت 3006.
(5) في أأحطب.
(6) في أأحطب.(7/139)
ذكره ابن مندة، وأراد والد زبيد، فالترجمة حينئذ للصلت بن معديكرب الكندي، فكان ينبغي إذ عبر عنه بأداة الكنية أن يقول أبو زبيد الصلت، ولكن كثر استعمال ابن مندة هذا كما بينته مرارا.
حرف السين المهملة
القسم الأول
9981- أبو سالم الحنفي «1»
: ثم السّحيمي.
ذكره ابن السّكن في الصحابة،
وأخرج من طريق محمد بن جابر اليمامي، عن عبد اللَّه بن بدر السحيمي، عن أم سالم، عن زوجها أبي سالم، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ويل لبني فلان» «2» ... ثلاث مرات.
9982- أبو السائب:
عثمان بن مظعون الجمحيّ، مشهور باسمه- من السابقين الأولين. تقدم في الأسماء.
9983- أبو السائب الأنصاري «3»
: يزيد ابن أخت النمر «4» تقدم في الأسماء.
9984- أبو السائب الأنصاري:
ويقال الثقفي، والد كردم- تقدم في ترجمة ولده.
9985- أبو السائب الثقفي:
اسمه مالك، وقيل زيد: تقدم في الميم.
9986- أبو السائب:
مذكور في الصحابة «5» ، ولا أعرفه- قاله أبو عمر. وفي سند بقي بن مخلد حديثان لأبي السائب غير منسوب، فكأنه أحد هؤلاء.
9987- أبو السائب:
مولى غيلان بن سلمة الثقفي «6» .
استدركه أبو عليّ الجيانيّ من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن عروة بن سلمة- أن أبا السائب مولى غيلان أخبره.
__________
(1) الكنى والأسماء 1/ 331.
(2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 31059، 31750 ولفظة ويل لبني أمية ثلاث مرات وعزاه لابن مندة وأبو نعيم عن حمران بن جابر اليماني وابن قانع عن سالم الحضرميّ.
(3) في أأبو السائب الأنصاري يزيد.
(4) الاستيعاب ت 3024.
(5) الاستيعاب ت 3024.
(6) أسد الغابة ت 5937.(7/140)
9988- أبو السائب:
رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
ذكره ابن مندة، وقال: عداده في أهل المدينة، ثم
أسند من طريق عياش بن عباس، عن بكير بن الأشج، عن علي بن يحيى، عن أبي السائب- رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: صلى رجل ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ينظر إليه فلما قضى صلاته قال له: «ارجع فصلّ» «1» ثلاث مرات ... الحديث.
وتعقبه أبو نعيم بأن المحفوظ رواية إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، وداود بن قيس، ومحمد بن غيلان، وغيرهم، كلّهم عن علي بن يحيى، عن أبيه، عن عمه رفاعة بن رافع. انتهى.
ولا يمتنع أن يكون لعلي بن يحيى فيه شيخان.
9989- أبو سبرة الجعفي «2»
: هو يزيد بن مالك- سماه محمد بن عبد اللَّه بن نمير.
وتقدم حديثه في ترجمة ولده عبد الرحمن بن أبي سبرة.
9990- أبو سبرة بن الحارث:
وقيل أبو هبيرة، بالهاء بدل السين- وتقدم في حرف الألف ذكره وقول من قال إنه أبو أسيرة.
9991- أبو سبرة بن أبي رهم»
بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري.
أحد السابقين إلى الإسلام، وهاجر إلى الحبشة في الثانية، ومعه أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو، شهد بدرا في قول جميعهم، وأمّه برّة بنت عبد المطلب عمة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وهو أخو أبي سلمة بن عبد الأسد لأمه.
وذكر الزّبير بن بكّار أنه أقام بمكة بعد وفاة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إلى أن مات في خلافة
__________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 192، 193، 8/ 69، 169 ومسلم 1/ 298 كتاب الصلاة باب 11 وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة وإنه إذا لم يحسن الفاتحة ولا أمكنه تعلمها ... حديث رقم 45- 397، والترمذي 2/ 103 كتاب أبواب الصلاة باب 110 ما جاء في وصف الصلاة حديث رقم 303، وأبو داود كتاب الصلاة باب 33 والنسائي 3/ 59 كتاب السهو باب 67 أقل ما يجزي من عمل الصلاة حديث رقم 1313، وابن ماجة 1/ 336 كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها حديث رقم 1060، وأحمد في المسند 2/ 345، 372، والحاكم في المستدرك 1/ 241 والدارقطنيّ في السنن 1/ 96، ابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 461، 590، والطبراني في الكبير 5/ 30، 36.
(2) الكنى والأسماء 1/ 35، الطبقات الكبرى بيروت 1/ 325.
(3) الاستيعاب ت 3025.(7/141)
عثمان. قال الزبير: لا نعلم أحدا من أهل بدر رجع إلى مكة فسكنها غيره.
9992- أبو سبرة:
غير منسوب «1» .
ذكره ابن مندة،
وأخرج من طريق يوسف بن السفر، قال: قال الأوزاعي: حدثني قزعة، قال: قدم علينا أبو سبرة صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقلت له: حدثني رحمك اللَّه بحديث سمعته من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: سمعته يقول: «من صلّى الصبح فهو في ذمّة اللَّه، فاتّقوا اللَّه أن يطلبكم بشيء من ذمّته» «2» .
9993- أبو سبرة الجهنيّ:
هو معبد بن عوسجة- تقدم «3» .
9994- أبو سبرة:
جد عيسى بن سبرة- تقدم في حبان: في الحاء المهملة، قال البغويّ: أظنه سكن المدينة، ثم ساق حديثه من طريق ابن أنيس عن عيسى بن سبرة عن أبيه، عن جده.
9995- أبو السبع بن عبد قيس الأنصاري «4»
: شهد بدرا، واسمه ذكوان- تقدم.
9996- أبو سروعة النوفلي «5»
: هو عقبة بن عامر عند الأكثر- وقد تقدم في الأسماء، وقيل هو أخوه، واسمه الحارث، قاله العدوي، وذكر أنه أسلم يوم الفتح، وكذا قال الزبير وغيره.
واختلف في سينه فبالفتح عند الأكثر، وقيل بالكسر والراء الساكنة، وزعم الحميدي أنه رآه بخط الدارقطنيّ مضموم العين، ولعلها كانت علامة الإهمال فظنها ضمة.
9997- أبو سريحة:
بمهملتين بوزن عظيمة. هو حذيفة بن أسيد «6» ، بفتح الهمزة- تقدم.
9998- أبو سعاد الجهنيّ «7»
: قيل اسمه جابر بن أسامة، وقد تقدم في الأسماء، وأنّ ابن ماكولا سماه، وقيل هو الّذي بعده.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 171، التاريخ الكبير 9/ 40.
(2) أخرجه مسلم في المساجد (261) .
(3) أسد الغابة ت 5941.
(4) أسد الغابة ت 5945.
(5) أسد الغابة ت 5946، الاستيعاب ت 3028.
(6) أسد الغابة ت 5947، الاستيعاب ت 3029.
(7) أسد الغابة ت 5948، الاستيعاب ت 3030.(7/142)
9999- أبو سعاد الحمصي «1»
: أخرج أبو زرعة في كتاب الزّهد من طريق حريز بن عثمان، عن ابن أبي عوف، قال:
مر أبو الدرداء بأبي سعاد، وهو من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وأبو سعاد يقول: سبحان اللَّه لا يبيع شيئا ولا يشتري، فقال أبو الدرداء: أخزن في دنياه، ضيع في آخرته. فرق أبو عمر بينه وبين الجهنيّ، وقال: هذا نزل حمص، وذكر له هذا الحديث.
10000- أبو سعاد:
رجل من جهينة، آخر.
روى حديثه ابن جريج، عن إسماعيل بن أمية، عن معاذ بن عبد اللَّه بن حبيب، عن أبي سعاد- رجل من جهينة من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
وقال روح بن القاسم، عن إسماعيل بن أمية بهذا السند، عن أبي سعاد عقبة بن عامر.
قلت: وعقبة بن عامر الجهنيّ الصحابي المشهور قد تقدم في الأسماء، واختلف في كنيته، فقيل أبو حماد، وهذا هو المشهور، وقيل أبو عمر، وقيل أبو عامر، وقيل أبو سعاد.
واللَّه أعلم.
10001- أبو سعدان:
شامي غير مسمى ولا منسوب «2» .
ذكره أبو عمر، فقال: روى عنه مكحول حديثا مرفوعا في الهجرة، وقال الذهبي:
سنده لين.
10002- أبو سعد الأنصاري:
ثم الحارثي: محيصة بن مسعود.
10003- أبو سعد:
عياض بن زهير الفهري.
10004- أبو سعد:
سلمة بن أسلم بن حريش- تقدموا في الأسماء.
10005- أبو سعد الخير:
ويقال أبو سعيد الخير.
قال ابن السّكن: له صحبة، ويقال اسمه عمرو، وقال أبو أحمد الحاكم: لا أعرف اسمه. ولا نسبه. وذكر أنه أبو سعيد الأنماري، وليس كذلك، فإن لهذا حديثين غير الحديث الّذي اختلف فيه في الأنماري، بل هو أبو سعد أو أبو سعيد،
فأخرج الترمذي في العلل المفردة، وابن أبي داود في الصحابة، وأبو أحمد الحاكم عنه من طريق أخرى، كلّهم من
__________
(1) أسد الغابة ت 5949، الاستيعاب ت 3031.
(2) أسد الغابة ت 5956، الاستيعاب ت 3035.(7/143)
طريق أبي فروة الرهاوي، عن معقل الكندي، عن عبادة بن نسي، عن أبي سعيد «1» ، قال:
قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إن اللَّه لم يكتب الصّيام في اللّيل، فمن صام فقد تعنّى «2» ولا أجر له» «3» .
وأخرجه الدّولابيّ في «الكنى» من وجه آخر، عن أبي فروة، فقال: عن أبي سعد الخير الأنصاري. وفي رواية الحاكم أبي أحمد، عن أبي سعد الخير. وأخرجه ابن مندة، وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقال الترمذي [201] : سألت محمدا، يعني البخاري، عنه، فقال: لا أرى عبادة بن نسي سمع من أبي سعد الخير.
وأخرج الدّولابيّ في «الكنى» من طريق «4» فراس الشّعباني أنهم كانوا في غزاة القسطنطينية زمن معاوية، قال: وعلينا يزيد بن شجرة، فبينا نحن عنده إذ مر أبو سعد الخير صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فذكر قصة، فقال أبو سعد الخير: وأنا سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول:
«توضّئوا ممّا مسّت النّار ... » «5» الحديث.
وأخرجه الحاكم أبو أحمد من هذا الوجه، فقال: أبو سعيد «6» بزيادة ياء، وأخرجه ابن مندة من وجه آخر على الوجهين وقال في سياقه: شهدت أبا سعد الخير قال، وقال مرة: أبو سعيد الخير، قال: والأكثر قالوا أبو سعد، يعني بسكون العين ولم يشكوا.
10006- أبو سعد الأنصاري الزّرقيّ «7»
: قال سعيد بن عبد العزيز وأبو أحمد الحاكم: له صحبة. وأخرج ابن ماجة من طريق يونس بن ميسرة، قال: خرجنا مع أبي سعد الزرقيّ صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إلى شراء الضحايا، فذكر الحديث.
وتردّد ابن أبي حاتم عن أبيه في صحبته، ووقع في رواية الطبراني من طريق يونس المذكور خرجت مع أبي سعد الخير، فإن كان محفوظا فهو الّذي قبله. وسيأتي له ذكر في ترجمة أبي سعيد زوج أسماء بنت يزيد.
__________
(1) في أسعد.
(2) يقال: عنيت وتعنّيت، كلّ يقال، ابن الأعرابي: عنا عليه الأمر أي شق عليه. اللسان 4/ 3146.
(3) أخرجه ابن عدي في الكامل 7/ 2725 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 23925 وابن حجر في فتح الباري 4/ 202.
(4) في أمن طريق أبي فراس الشعبانيّ.
(5) أخرجه من حديث أبي هريرة مسلم 1/ 273 (90/ 352) .
(6) في أأبو سعيد الخير بزيادة ياء.
(7) جامع التحصيل 966، مراسيل الرازيّ 250 الجرح والتعديل 9/ 377، الكنى والأسماء 1/ 35.(7/144)
10007- أبو سعد الأنماري «1»
: ويقال أبو سعيد- يأتي.
10008- أبو سعد الساعدي «2»
: ذكره ابن أبي داود، وتبعه ابن شاهين في الصحابة،
وأخرج عنه من طريق أبي عمرو الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني قرة بن أبي قرة، قال: رأى أبو سعد الساعدي رجلا يصلّي بعد العصر، فقال له: لا تصل، فإنّي سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا تصلّوا بعد صلاة العصر» «3» .
وصوّب الدّارقطنيّ في «العلل» أنه أبو أسيد الساعدي، وأن ابن أبي داود وهم فيه.
10009- أبو سعد بن فضالة الأنصاري «4»
: ويقال ابن أبي فضالة، ويقال أبو سعيد ابن فضالة بن أبي فضالة.
ذكره ابن سعد في طبقة أهل الخندق. وقال ابن السكن: لا يعرف.
وأخرج التّرمذيّ وابن ماجة، وابن خزيمة، وابن حبّان، والحاكم، من طرق عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن زياد بن مينا، عن أبي فضالة، وكان من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال علي بن المديني: سنده صالح، وقع عند الأكثر بسكون العين، وبه جزم أبو أحمد الحاكم، وقال: له صحبة، لا أحفظ له اسما ولا نسبا. وفي ابن ماجة بالوجهين، وفي الترمذي بزيادة الياء. وقال الذهبي في التجريد: أبو سعد بن أبي فضالة له حديث متصل في الكنى لأبي أحمد، ثم قال: أبو سعيد بن فضالة، ويقال أبو سعد- أخرج له الترمذي في الرياء، كذا وجعله اثنين مع أن الحديث الّذي أخرجه الحاكم أبو أحمد هو الّذي أخرجه الترمذي بعينه، ورأيته في الترمذي كما في الكنى للحاكم أبو سعد- بسكون العين، وكذا ذكره البغوي في الكنى، فقال أبو سعد بن أبي فضالة الأنصاري سكن المدينة، ثم
ساق حديثه بسنده إلى زياد بن نيار، عن أبي سعيد بن أبي فضالة، وكان من الصحابة، قال:
سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إذا جمع اللَّه الأوّلين والآخرين يوم القيامة ليوم لا ريب فيه
__________
(1) أسد الغابة ت 5951.
(2) تهذيب الكمال 1608، الكشف الحثيث 472، تقريب التهذيب 2/ 427، تهذيب التهذيب 12/ 106، الجرح والتعديل 9/ 378، المغني 7482، الكشف الحثيث 868، المجروحين 3/ 157، الضعفاء والمتروكين 13 فهرس 231.
(3) ابن خزيمة (1285) وابن حبان ذكره الهيثمي في الموارد (1699) والبيهقي 2/ 459.
(4) أسد الغابة ت 5954.(7/145)
نادى مناد: من كان أشرك في عمله أحدا فليطلب ثوابه من عنده، فإنّ اللَّه أغنى الشّركاء عن الشّرك» «1» .
وكذا أخرجه ابن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين، عن محمد بن أبي بكر، عن عبد الحميد.
ووقع في الفوائد للصولي عن يحيى بن معين بهذا السند عن أبي سعيد بن فضالة بن أبي فضالة، قال ابن عساكر: وهو وهم، والصواب الأول، وكذا أخرجه أحمد عن محمد أبي بكر، وله رواية عن سهيل بن عمرو أيضا أخرجها ابن سعد.
10010- أبو سعد بن وهب النضري «2»
: بفتح الضاد المعجمة، من بني النضير إخوة قريظة.
قال ابن إسحاق في «المغازي» : لم يسلم من بني النضير سوى الرجلين: يامين بن عمرو بن كعب وأبي سعد بن وهب، فأحرز أموالهما. وأخرج له ابن سعد حديثا عن الواقدي بسند له إلى أسامة بن أبي سعد بن وهب النضري، عن أبيه، قال: شهدت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقضي في سيل مهرور أن يحبس الأعلى عن الأسفل حتى يبلغ الكعبين ثم يرسل. ووقع في كلام أبي عمر أنه نزل إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم يوم قريظة، وهو خطأ تعقّبه الرشاطي، فإن قصة بني النّضير متقدمة على قصة بني قريظة بمدة طويلة.
10011- أبو سعد الأنصاري «3»
. روى حديثه ابن أبي فديك عن يحيى بن أبي خالد، عن أبي سعد، كذا قال أبو عمر مختصرا.
وقال ابن مندة: رواه محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن يحيى بن أبي خالد، عن ابن أبي سعد الأنصاري، عن أبيه، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم إنه قال: «النّدم توبة» «4» .
__________
(1) أورده ابن حجر في المطالب العالية 4/ 373 حديث رقم 4627 وعزاه لإسحاق ولأبي يعلى وأخرجه السيوطي في الدر المنثور ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة وابن أبي حاتم وابن مردويه، والبيهقي في شعب الإيمان الدر المنثور 5/ 52، والمنذري في الترغيب والترهيب 1/ 69.
(2) الإكمال 1/ 3960.
(3) ذيل الكاشف 1825.
(4) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1420 عن ابن معقل بلفظه كتاب الزهد (37) باب ذكر التوبة (30) حديث رقم 4252 قال البوصيري في الزوائد 2/ 1420 وقع عند ابن ماجة عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب قاله المنذري وقال بعد ذلك أي كما رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم في المستدرك 4/ 243 عن عبد اللَّه بن مغفل بزيادة في أوله ... ورواه أيضا عن أنس بن مالك بلفظه قال الحاكم هذا حديث على شرط الشيخين ولم يخرجاه قال الذهبي خ م قلت هذا من مناكير يحيى. والطبراني في الصغير 1/ 33، -- والبيهقي في السنن الكبرى 10/ 154 وأبو نعيم في الحلية 8/ 251، 312، وابن عساكر في التاريخ 3/ 341 وابن عدي في الكامل 1/ 203، 4/ 1329.(7/146)
قلت: وأخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول من طريق ابن أبي فديك بهذا السند بلفظ: التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والندم توبة «1» .
وجزم أبو نعيم بأنه النضري المذكور قبله، وليس بجيد. وجزم أبو بكر بأنه الّذي روى حديث: خير الأضحية الكبش الأدغم. وليس بجيد أيضا.
10012- أبو سعد بن أوس
بن المعلّى بن لوذان بن حارثة بن عدي الأنصاري الأوسي.
ذكره الطّبريّ في «الذّيل» ، وقال: توفي سنة أربع وتسعين. ويقال اسمه الحارث.
ذكر من يكنى أبا سعيد بزيادة ياء
10013- أبو سعيد الخدريّ «2»
: سعد بن مالك بن سنان.
__________
(1) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1420 بلفظه في كتاب الزهد باب (30) ذكر التوبة حديث رقم 4250 قال السندي الحديث ذكره صاحب الزوائد في زوائده وقال إسناده صحيح ورجاله ثقات وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 154، وأبو نعيم في الحلية 4/ 210 وأورده العجلوني في كشف الخفاء 1/ 351 وقال رواه ابن ماجة والطبراني في الكبير والبيهقي أ. هـ. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 10149، 10174، 10428.
(2) طبقات خليفة 96، تاريخ خليفة 71، التاريخ لابن معين 2/ 193، المصنف لابن أبي شيبة 13، مسند أحمد 3/ 2، المحبر 291، التاريخ الكبير 4/ 44، التاريخ الصغير 1/ 103، المعارف 268، الجامع الصحيح للترمذي 1/ 262، المعرفة والتاريخ (انظر) فهرس الأعلام 31/ 548، مقدمة مسند بقي بن مخلد 80، تاريخ أبي زرعة 1/ 166، تاريخ الطبري 2/ 505، سيرة ابن هشام 2/ 47، المغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1176، السير والمغازي 92، الجرح والتعديل 4/ 93، المنتخب من ذيل المذيل 526، مشاهير علماء الأمصار رقم 26، الثقات 3/ 150، الكنى والأسماء للدولابي 526، الثقات 3/ 150، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 34، جمهرة أنساب العرب 362، حلية الأولياء 1/ 369، المعجم الكبير للطبراني 6/ 40، الأسامي والكنى للحاكم 6/ 2، المستدرك على الصحيحين 3/ 563، ربيع الأبرار 4/ 321، طبقات الفقهاء 51، الأنساب 5/ 58، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 110، تلقيح فهوم أهل الأثر 154، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 237، الكامل في التاريخ 2/ 151، تهذيب الكمال 10/ 294، تحفة الأشراف 3/ 326، العبر 1/ 84، سير أعلام النبلاء 3/ 168، تذكرة الحفاظ 1/ 41، الكاشف 1/ 279، دول الإسلام 1/ 54، الوافي بالوفيات 15/ 148، البداية والنهاية 9/ 3، مرآة الجنان 1/ 155، النكت الظراف 3/ 327، تهذيب التهذيب 3/ 479، تقريب التهذيب 1/ 289، النجوم الزاهرة 1/ 192، خلاصة تذهيب التهذيب 115، شذرات الذهب 1/ 81، رجال مسلم 1/ 232، تاريخ الإسلام 2/ 552.(7/147)
10014- أبو سعيد العبشمي:
عبد الرحمن بن سمرة.
10015- أبو سعيد السعيدي:
خالد بن أبي أحيحة سعد بن العاص.
10016- أبو سعيد الأنصاري «1»
: يزيد بن ثابت بن وديعة.
10017- أبو سعيد المخزومي:
المسيب بن حزن بن أبي وهب.
10018- أبو سعيد المخزومي:
عمر بن حريث.
10019- أبو سعيد:
كاتب الوحي، زيد بن ثابت الأنصاري الخزرجي.
10020- أبو سعيد:
رافع بن المعلى، بدري استشهد بها- تقدموا في الأسماء، ويقال اسم أبي سعيد بن المعلى الحارس بن أوس بن المعلى، ويقال الحارس بن نفيع، وقيل: بل هذا اسم الّذي بعده.
10020 (م) - أبو سعيد بن المعلّى الأنصاري «2»
: آخر.
أخرج له البخاريّ من رواية حفص بن عاصم عنه، وروى عنه عبيد بن حنين أيضا، قال أبو عمر: من قال فيه رافع بن المعلى فقد وهم، لأنه قتل ببدر، وهذا أصح ما قيل فيه الحارث بن نفيع بن المعلى، وأرخوا وفاته سنة أربع وسبعين، وقيل سنة ثلاث، قالوا:
وعاش أربعا وستين سنة.
قلت: وهو خطأ، فإنه يستلزم أن تكون قصته مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وهو صغير، وسياق الحديث يأبى ذلك، فإن في حديثه الّذي في الصحيح: كنت أصلي فمرّ بي النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فدعاني فلم آته حتى [202] فرغت من صلاتي ... الحديث. وله حديث آخر أوله: كنا نغدو إلى السوق. قال أبو عمر: أمه أميمة بنت قرط بن خنساء، من بني سلمة.
10021- أبو سعيد الأنصاري «3»
: زوج أسماء بنت يزيد بن السكن- يقال اسمه سعيد بن عمارة، ويقال عمارة بن سعيد، ويقال عامر بن مسعود، وهي الحاكم أبو أحمد
__________
(1) الاستيعاب ت 3042.
(2) طبقات ابن سعد 3/ 600، طبقات خليفة 101، تاريخ خليفة 60، مسند أحمد 3/ 450، مقدمة مسند بقي بن مخلد 127، المعرفة والتاريخ 3/ 55، الجرح والتعديل 3/ 480، تهذيب الكمال 3/ 1608، تحفة الأشراف 9/ 217، تجريد أسماء الصحابة 2/ 173، الكاشف 3/ 300، تهذيب التهذيب 12/ 107، تقريب التهذيب 2/ 427، خلاصة تذهيب التهذيب 450، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 34، رجال البخاري 2/ 830، تاريخ الإسلام 2/ 554.
(3) أسد الغابة ت 5959 من الاستيعاب 3040.(7/148)
القول الأخير، وقال عامر بن مسعود: تابعي آخر يكنى أبا سعيد، وأخرج ابن مندة
من طريق محمد بن المهاجر بن زياد، عن أبيه- أن أبا سعيد الأنصاري مرّ بمروان بن الحكم يوم الدار وهو صريع، فقال: لو أعلم يا ابن الزرقاء أنه أنت لأجهزت عليك، فحقدها عليه عبد الملك بن مروان، فلما استخلف أتى به، فقال: احفظ فيها وصية رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال:
وماذا قال؟ قال: «أقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم» «1» .
فتركه. قال: وكان أبو سعيد زوج أسماء بنت يزيد بن السكن، ويقال إنه أبو سعيد الزّرقيّ الآتي، وبه جزم المزي، وجزم ابن مندة بالمغايرة بينهما، ولعله أصوب.
10022- أبو سعيد:
سعد بن عامر بن مسعود الزّرقيّ.
ذكره ابن السّكن، وأخرج من طريق عبد اللَّه بن يوسف التنيسي، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، قال: أرسل عبد الملك بن مروان إلى أبي سعيد سعد بن عامر بن مسعود الزرقيّ، ويقال: إنه لقي النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فسأله عن الهدي. وحدّث عن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها.
وأخرج النّسائيّ من طريق شعبة عن أبي العيص عن عبد اللَّه بن مرة، عن أبي سعيد الزّرقيّ الحديث في العزل.
روى عنه عبد اللَّه بن مرّة، ويونس بن ميسرة، ومكحول الشامي. قال سعيد بن عبد العزيز: له صحبة. وقيل إنه الّذي يقال له أبو سعد الخير.
10023- أبو سعيد الأنماري «2»
: ويقال أبو سعد.
قال خليفة: هو من أنمار مذحج. قال أبو أحمد: لست أحفظ له اسما ولا نسبا، وحديثه في أهل الشام، ثم
أورد من طريق مروان بن محمد، عن معاوية بن سلام ... أخي زيد بن سلام- أنه سمع جده أبا سلام الخشنيّ قال: حدثني عبد اللَّه بن عامر اليحصبي، سمعت قيس بن حجر يحدّث عن عبد الملك بن مران، قال: حدثني أبو سعيد الأنماري أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ اللَّه وعدني أن يدخل الجنّة من أمّتي سبعين ألفا بغير حساب،
__________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه 7/ 151 في كتاب مناقب الأنصار باب 11 قول النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أقبلوا من محسنهم حديث رقم 3799، 3800، 3801، والطبراني في الكبير 1/ 17، وأحمد في المسند 3/ 241 والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 371، وابن أبي شيبة في المصنف 12/ 159 والهيثمي في الزوائد 10/ 36، وكنز العمال حديث رقم 33723، 37938.
(2) الكنى والأسماء 1/ 35.(7/149)
ثمّ يشفع كلّ ألف لسبعين ألفا، ويحثي لي بكفّيه ثلاث حثيات» » .
قال قيس: فأخذت بتلابيب أبي سعيد فقلت: أنت سمعت هذا من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم؟
قال: سمعته من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ووعاه قلبي، ففعل ذلك ثلاثا، قال أبو سعيد: فحسبت ذلك عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فإذا هو أربعمائة ألف ألف وتسعون ألف ألف، فقال: اللَّه أكبر، إن هذا لمستوعب مهاجرينا ونستعين بشيء من أعرابنا.
قلت: سنده صحيح، وكلهم من رجال الصحيح إلا قيس بن حجر وهو شامي ثقة، ولكن أخرجه الحاكم أبو أحمد أيضا من طريق أبي توبة عن معاوية بن سلام، فقال: إن قيس بن حجر الكندي حدّث الوليد بن عبد الملك أنّ أبا سعيد الخير حدثه.
وأخرجه الطّبرانيّ من طريق أبي توبة عن معاوية، فقال: إن أبا سعيد الأنماري، وقيل قيس بن الحارث.
وأخرجه أيضا من وجه آخر عن الزبيدي، عن عبد اللَّه بن عامر، فقال: عن قيس بن الحارث: إنّ أبا سعيد الخير الأنصاري حدثه، فذكر طرفا منه. فمن هذا الاختلاف يتوقّف في الجزم بصحة هذا السند، وجزم الخطيب في المؤتلف، وتبعه ابن ماكولا بأنه أبو سعد الخير، واسمه بجير- بموحدة ثم مهملة بوزن عظيم، وسلف الخطيب في ذلك أبو الحسن بن سميع في طبقات الحمصيين، فإنه ذكره كذلك فيمن سكن الشام من الصحابة وساق حديثه ابن جوصا كذلك.
10024- أبو سعيد:
غير منسوب «2» .
أفرده الحاكم عن الّذي قبله، فأخرج
من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا ابن جابر، حدثنا الحارث بن محمد الأشعري، عن رجل يكنى أبا سعيد، قال: قدمت من العالية إلى المدينة فما بلغتها حتى أصابني جهد، فبينا أنا أمشي في سوق من أسواق المدينة إذ سمعت رجلا يقول لصاحبها: أشعرت أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قري الليلة، فلما سمعت بالقرى وبي ما بي من الجهد أتيته، فقلت: يا رسول اللَّه، أقريت الليلة؟ قال: «أجل» . قلت: وما ذاك؟ قال:
«طعام في صحنه» . قلت: فما صنع فضله؟ قال: رفع. قلت: يا رسول اللَّه، في أول أمتك تكون أم في آخرها؟ قال: «في أوّلها، ويلحقوني أفنادا» «3» .
يعني يلحق بعضهم بعضا.
__________
(1) أخرجه ابن حبان في صحيح حديث رقم 2642 والطبراني في الكبير 8/ 187 وأحمد من المسند 3/ 165 قال الهيثمي في الزوائد 10/ 407 رواه أحمد والطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
(2) الاستيعاب ت 3037.
(3) أفنادا: أي جماعات متفرّقين قوما بعد قوم واحدهم فند النهاية/ 3/ 475.(7/150)
وأخرجه ابن مندة من وجه آخر عن ابن جابر، ولم يسق لفظه، ورجاله ثقات.
10025- أبو سعيد بن زيد «1»
. كذا وقع في المسند رواية القطيعيّ، عن عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، من طريق جابر الجعفي، عن الشّعبي، قال: أشهد على أبي سعيد بن زيد أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مرت به جنازة، فقام، ورواه الطبراني عن عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل بهذا السند، فقال: أشهد على أبي سعيد الخدريّ. قال ابن الأثير: وكأنه أصح.
قلت: وليس كذلك، بل ما ظنه وهما، فقد رواه البغوي عن عبد اللَّه بن أحمد كما وقع عند القطيعي، ثم وجدت في مسند سعيد بن زيد أحد العشرة في مسند البزار ما نصه:
حدثنا ...
10026- أبو سعيد:
وقيل أبو سعد «2» - روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «البرّ والصّلة وحسن الجوار عمارة الدّيار، وزيادة في الأعمار» «3» .
روى عنه أبو مليكة، قاله أبو عمر. قال: وفيه نظر.
10027- أبو سعيد العبسيّ.
ذكر الواقديّ عن النضر بن سعيد العبسيّ عن أبيه عن جده، قال: جعل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم شعار بني عبس عشرة «4» .
10028- أبو سفيان بن الحارث
بن عبد المطلب «5» بن هاشم الهاشمي ابن عمّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأخوه من الرضاعة، أرضعتهما حليمة السعدية.
قال ابن المبارك، وإبراهيم بن المنذر، وغيرهما: اسمه المغيرة، وقيل اسمه كنيته، والمغيرة أخوه «6» ، وكان ممن يشبه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ومضى له ذكر مع عبد اللَّه بن أبي أمية.
وأخرجه الحاكم أبو أحمد
من طريق حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه،
__________
(1) علل الدارقطنيّ 14/ 670 ذيل الكاشف 1827 تعجيل المنفعة 489.
(2) أسد الغابة ت 5965.
(3) انظر تحقيقنا على كتاب ابن الجوزي البر والصلة.
(4) في أعسرة.
(5) تجريد أسماء الصحابة 2/ 173 الكنى للقمي 1/ 86 ديوان النسائي 605 الطبقات الكبرى بيروت الفهرس.
(6) في أأبوه.(7/151)
قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: أبو سفيان بن الحارث سيد فتيان أهل الجنة «1» ،
قال حلقه الحلّاق بمنى وفي رأسه ثؤلول فقطعه فمات، قال: فيرون أنه مات شهيدا، هذا مرسل، رجاله ثقات، وكان أبو سفيان ممن يؤذي النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ويهجوه ويؤذي المسلمين، وإلى ذلك أشار حسان بن ثابت في قصيدته المشهورة:
هجوت محمّدا فأجبت عنه ... وعند اللَّه في ذاك الجزاء «2»
[الوافر] ويقال: إنّ عليا علّمه لما جاء ليسلم أن يأتي النبي صلى اللَّه عليه وسلّم من قبل وجهه فيقول: تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا [يوسف: 91] الآية، ففعل فأجابه: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ [يوسف: 92] الآية. فأنشده أبو سفيان:
لعمرك إنّي يوم أحمل راية ... لتغلب خيل اللّات خيل محمّد «3»
فكالمدلج الحيران أظلم ليله ... فهذا أواني حين أهدى فأهتدي
[الطويل] الأبيات.
وأسلم أبو سفيان في الفتح، لقي النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وهو متوجّه إلى مكة فأسلم، شهد حنينا، فكان ممن ثبت مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
وأخرج مسلم من طريق كثير بن العباس بن عبد المطلب، عن أبيه قصة حنين، قال:
فطفق النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يركض بغلته نحو الكفار، وأنا آخذ بلجامها أكفّها، وأبو سفيان بن الحارث
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33350 وعزاه لابن سعد عن عروة مرسلا أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 255 عن هشام بن عروة عن أبيه قال قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم سيد فتيان الجنة أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ... الحديث وصححه وأقره الذهبي وابن عساكر في تاريخه 4/ 133، وابن سعد في الطبقات الكبرى 4/ 39، عن هشام بن عروة عن أبيه.
(2) البيت في ديوان حسان 76، وفي الاستيعاب ص 126:
هجوت مطهرا برا حنيفا ... أمين اللَّه شيمته الوفاء
وفي صحيح مسلم:
هجوت محمدا برّا نقيا ... رسول اللَّه شيمته الوفاء
وزاد ابن عساكر ج 4/ 127
هجوت محمدا برّا حنيفا ... رسول اللَّه شيمته الوفاء
وانظر أسد الغابة ترجمة رقم (5966) .
(3) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (3042) ، وأسد الغابة ترجمة رقم (5966) .(7/152)
آخذ بركابه، فقال: يا عباس، ناد: يا أصحاب الشجرة ... الحديث.
وأخرجه الدّولابيّ من حديث أبي سفيان بن الحارث بسند منقطع، ويقال إنه لم يرفع رأسه إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حياء منه.
وذكر محمد بن إسحاق له قصيدة رثى بها النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لما مات يقول فيها:
لقد عظمت مصيبتنا وجلّت ... عشيّة قيل قد مات الرّسول
[الوافر]
وقد أسند عنه حديث أخرجه الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» ، وابن قانع من طريق سماك بن حرب: سمعت شيخا في عسكر مدرك بن المهلب بسجستان يحدّث عن أبي سفيان بن الحارث، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا يقدّس اللَّه أمّة لا يأخذ الضّعيف فيها حقّه من القويّ» .
وسنده صحيح، لولا هذا الشيخ الّذي لم يسم.
وأنشد له أبو الحسن، مما قاله يوم حنين:
إنّ ابن عمّ المرء من أعمامه ... بني أبيه قوّة من قدّامه
فإنّ هذا اليوم من أيّامه ... يقاتل الحرميّ عن إحرامه
يقاتل المسلم عن إسلامه
[الرجز] الأبيات.
وذكر عمر بن شبّة في أخبار المدينة عن عبد العزيز بن عمران، قال: بلغني أنّ عقيل بن أبي طالب رأى أبا سفيان يجول بين المقابر، فقال: يا ابن عمي، ما لي أراك هنا؟
قال: أطلب موضع قبري، فأدخله داره، وأمر بأن يحفر في قاعها قبرا، ففعل فقعد عليه أبو سفيان ساعة ثم انصرف، فلم يلبث إلا يومين حتى مات، فدفن فيه. ويقال: إنه مات سنة خمس عشرة في خلافة عمر فصلى عليه، ويقال سنة عشرين، ذكره الدارقطنيّ في كتاب الإخوة.
ووقع عند البغويّ في ترجمته أنه أخرج من طريق أبي بكر بن عياش عن عاصم الأعور، قال: أول من بايع تحت الشجرة أبو سفيان بن الحارث، ولم يصب في ذلك، فقد أخرجه غيره من هذا الوجه، فقال: أبو سنان بن وهب، وهو الصواب، وهو المستفيض عند أهل المغازي كلّهم. واسم أبي سنان عبد اللَّه. وقد تقدم في العبادلة، وتأتي قصته قريبا في أبي سنان.(7/153)
10029- أبو سفيان صخر
بن حرب بن أمية بن عبد شمس «1» ، مشهور باسمه وكنيته، ويكنى أبا حنظلة. تقدم في الأسماء.
10030- أبو سفيان:
سراقة بن مالك «2» - مشهور باسمه.
10031- أبو سفيان:
مدلوك- تقدما «3» في الأسماء.
10032- أبو سفيان بن الحارث:
لم يسمّ ولم ينسب رفيق بريدة.
ذكر ابن إسحاق أنه استشهد بأحد، أورده المستغفري من طريقه، واستدركه أبو موسى، ولعله الّذي بعده.
10033- أبو سفيان بن الحارث
بن قيس «4» بن زيد بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف [الأنصاري الأوسي] «5» .
ذكر العدويّ أنه استشهد بأحد، وذكر ابن الكلبي أنه شهد بدرا، وقال البلاذري: كان يقال له أبو البنات فلما كان بأحد قال: أقاتل ثم أرجع إلى بناتي، فلما انهزم المسلمون قال:
اللَّهمّ إني لا أريد أن أرجع إلى بناتي، ولكن أريد أن أقتل في سبيلك، فقتل، فأثنى عليه النبي صلى اللَّه عليه وسلّم بذلك.
10034- أبو سفيان:
غير منسوب.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «عمرة في رمضان تعدل حجّة» .
روعي عنه ابنه عبد اللَّه، ذكره أبو عمر، فقال: إسناده مدني.
10035- أبو سفيان بن حويطب
بن عبد العزى القرشي العامري «6» .
قال أبو عمر: أسلم مع أبيه يوم الفتح، وقتل هو يوم الجمل.
10036- أبو سفيان بن أبي وداعة السهمي:
اسمه عبد اللَّه- تقدم.
10037- أبو سفيان السدوسي.
__________
(1) أسد الغابة ت 5968، الاستيعاب ت 3046.
(2) الكنى والأسماء 1/ 71 و 73 المصباح المضيء الفهرس.
(3) أسد الغابة ت 5971، الاستيعاب ت 3048.
(4) أسد الغابة ت 5967، الاستيعاب ت 3044.
(5) سقط من أ. وجاء بعدها: بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي.
(6) الاستيعاب ت 3045.(7/154)
قال ابن مندة: روى أبو موسى محمد بن المثنى عن عمرو بن سفيان عن أبيه عن جده، قال: أصبحت مشركا وأمسيت مسلما.
10038- أبو سفيان بن محصن الأسدي «1»
. وقع في نسخة أحمد بن خازم، بالمعجمتين، رواية عبد اللَّه بن لهيعة عنه عن صالح مولى التّوأمة، عن عدي مولى أم قيس بنت محصن، عن أبي سفيان بن محصن، قال: رمينا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم الجمرة يوم النّحر، ثم لبست القميص، فقال لنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا تلبس قميصا بعد هذا اليوم حتّى تفيض» .
أخرجه ابن مندة ورواه إبراهيم بن أبي علي، عن صالح، عن عدي، عن أبي سفيان.
أخرجه أبو نعيم ورجّحه بناء منه على أنه أبو سنان بن وهب بن محصن، وفيه نظر، لأنّ أبا سنان قيل إنه مات في حصار قريظة، وذلك قبل حجة الوداع بمدة طويلة، فالظاهر أنّ الأول أولى، فكأنه عمه، ولا مانع أن يرويا جميعا قصة واحدة.
10039- أبو سفيان القرشي:
أحد عمال عمر.
تقدم ذكره في أوس بن خالد بن يزيد الطائي، وأنه قتل في عهد عمر رضي اللَّه عنه.
وقد تقدم أنه لم يبق في حجة الوداع قرشي إلا أسلم وشهدها.
10040- أبو سفيان:
[بن وهب] «2» بن ربيعة «3» بن أسد بن صهيب بن مالك بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي.
ذكره ابن حبّان في الصحابة، وأنه شهد بدرا، وتبعه المستغفري، ويحتمل أن يكون هو أبا سنان بن وهب بن محصن وقع في اسمه تصحيف وفي نسبه تغيير، وإلا فهو آخر من أقاربهم.
10041- أبو سكينة «4»
: مصغرا، وقيل بفتح أوله.
ذكره عبد الصّمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة، وقال: اسمه محلم بن سوار، وقال البغويّ: سكن الشام. وقال ابن مندة: لا يثبت، ثم ساق حديثه من طريق
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 174.
(2) سقط في أ.
(3) الثقات 3/ 451، خلاصة تذهيب 3/ 221، تجريد أسماء الصحابة 2/ 174.
(4) الجرح والتعديل 9/ 387، مجمع 3/ 104، ريحانة الأدب 7/ 139، جامع التحصيل 968، مراسيل الرازيّ 251، محجم رجال الحديث 21/ 175.(7/155)
يزيد بن ربيعة عن بلال بن سعد، سمعت أبا سكينة، وكان من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر حديثا في فضل العتق.
ومن هذا الوجه أخرجه ابن الجارود، والباوردي، وابن السكن، ويزيد ضعيف. وقد جاء عنه من طرق عن أبي توبة عن يزيد ليس فيها أنه من الصحابة، منها عند البغوي عن زهير بن محمد، عن أبي توبة. وذكره أبو عمر بوزن طريقة، وزاد أوله الألف واللام، فقال أبو السّكينة، قال ابن فتحون: تبع في ذلك أبا أحمد الحاكم.
10042- أبو سلافة:
في هو الّذي بعده.
10043- أبو سلالة «1»
: بضم أوله ولامين الأولى خفيفة، الأسلمي، ويقال أبو سلافة بالفاء بدل اللام، وقيل بالميم بدلها.
قال أبو عمر- تبعا لأبي حاتم: حديثة عند حكّام بن سلم، عن عنبسة بن سعيد، عن عاصم بن عبيد اللَّه، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه، [عنه. وهذا مأخوذ من كلام البخاري في الكنى المفردة، فقال: قال حكام، عن عنبسة بن سعيد، عن عاصم بن عبيد اللَّه، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه] «2» ، عن أبي سلالة الأسلمي، قال: قال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «سيكون عليكم أئمة يحدّثونكم فيكذبونكم» .
وأورده أبو أحمد الحاكم، من طريق البخاري، ووصله ابن مندة من طريق أبي حاتم الرازيّ، عن يوسف بن موسى، عن حكام.
وكذا أخرجه ابن الجارود، عن أبي حاتم الرازيّ، لكن نسبه سلميّا.
قال أبو موسى:
قال ابن مندة مرة أخرى: أبو سلامة، وقال الطبراني أبو سلام. وتعلق به أبو موسى فاستدركه.
قلت: جزم البغويّ وأبو عليّ بن السّكن بأنه أبو سلامة. وقال ابن السكن: له صحبة، ثم
ساق ابن السّكن من طريق عبد الرحمن بن شريك، عن أبيه، عن عاصم بن عبيد اللَّه، عن أبيه، قال: نزل بنا أبو سلامة السلمي فأضفناه شهرين، فحدثنا أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول:
«سيكون عليكم أمراء أرزاقكم بأيديهم فيمنعونكم منها حتّى تصدّقوهم بكذبهم، وتعينوهم على ظلمهم، فأعطوهم الحقّ ما قبلوه منكم، فإن غادروه فقاتلوهم، فمن قتل على ذلك فهو شهيد» «3» .
__________
(1) الجرح والتعديل 9/ 387، تجريد أسماء الصحابة 2/ 174، التاريخ الكبير 9/ 41.
(2) سقط في أ.
(3) أورده الهيثمي في الزوائد 5/ 231 عن أبي سلالة ولفظه سيكون عليكم أئمة يملكون أرزاقكم يحدثونكم-- فيكذبون ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه عاصم بن عبيد اللَّه وهو ضعيف وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 14876 وعزاه للطبراني في الكبير عن أبي سلالة.(7/156)
وأورده البغويّ عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن شريك، عن منصور، عن عبيد اللَّه بن علي، عن أبي سلامة السلامي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «أوصي امرأ بأمّه ... » «1»
الحديث.
ورأيته في نسخة معتمدة من كتاب ابن السكن بالفاء بدل الميم، والسلمي بدل الأسلمي، وفي نسخة من البغوي السلامي، وممن ذكر أنه أبو سلالة بلامين أبو عبيد اللَّه المرزباني في كتاب السيرة العادلة، وممن نسبه سلميّا الباوردي. فاللَّه أعلم.
10044- أبو سلامة السلامي:
ذكر في الّذي قبله.
10045- أبو سلّام «2»
: بفتح أوله وتشديد اللام، خادم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
قال أبو أحمد الحاكم: عداده في موالي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وله صحبة. وذكره خليفة بن خياط في تسمية الصحابة من موالي بني هاشم.
وساق الحاكم من طريق مسعر: حدثني أبو عقيل، عن سابق بن ناجية، عن أبي سلام خادم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «ما من مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي: رضيت باللَّه ربّا ... » «3» الحديث. وفيه: «إلّا كان حقّا على اللَّه أن يرضيه» .
وأخرجه ابن أبي شيبة، عن محمد بن بشر، عن مسعر هكذا. وأخرجه البغوي عن أبي بكر.
وقد أخرجه أبو داود والنسائي، من طريق شعبة، عن أبي عقيل، عن سابق، عن أبي سلام- أنه كان في مسجد حمص فمرّ به رجل، فقالوا: هذا خدم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقام إليه، فقال: حدثني، فذكر هذا الحديث نحوه.
وأخرجه النّسائيّ والبغويّ أيضا، من طريق هشيم، عن أبي عقيل هاشم بن بلال،
__________
(1) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1206 كتاب الأدب باب (1) بر الوالدين حديث رقم 3657 قال البوصيري في زوائد ابن ماجة 2/ 1206 قد نبه في الزوائد على أن الحديث مما انفرد به المصنف لكن لم يتعرض لإسناده وقال ليس لأبي سلامة هذا عند المصنف سوى هذا الحديث وليس له شيء من بقية الكتب وأحمد في المسند 4/ 311، والحاكم في المستدرك 4/ 150 والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 179، والطبراني في الكبير 4/ 260 وابن أبي شيبة في المصنف 8/ 353، والسيوطي في الدر المنثور 4/ 173 أوصى أبو أمامة بأمي وخالتي إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
(2) تقريب التهذيب 2/ 433، خلاصة التذهيب 3/ 223، تهذيب التهذيب 12/ 125، تهذيب الكمال 3/ 1613، تلقيح فهوم أهل الأثر 386، بقي بن مخلد 861 الكاشف 3/ 344، العقد الثمين 8/ 51، تجريد أسماء الصحابة 2/ 175.
(3) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة حديث رقم 56 مكرر.(7/157)
قال: حدثنا سابق بن ناجية، عن أبي سلام، قال: مرّ بنا رجل أشعث، فقيل: هذا قد خدم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقلت له: خدمت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم؟ فقال: نعم. فقلت له: حدثني عنه بحديث لم يتداوله بينك وبينه أحد. قال: سمعته يقول: «من قال حين يصبح ... » الحديث.
وعلى هذا فأبو سلام رواه عن الخادم والخادم مبهم.
وقد أخرجه أبو داود في العلم من طريق شعبة حديثا آخر، قال فيه: عن شعبة بهذا السند، عن أبي سلام، عن رجل خدم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
وقد وقع في هذا السند خطأ آخر بيّنته في ترجمة سابق من حرف السين من القسم الأخير. وحديث شعبة في هذا هو المحفوظ، وأبو سلام المذكور هو ممطور الحبشي، وهو تابعي، وإنما لم أذكر هذه الترجمة في القسم الأخير لعدّ خليفة في موالي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أبا سلام، فلعله آخر لم يرو شيئا بخلاف صاحب الترجمة.
10046- أبو سلامة الثقفي «1»
: ذكر في الصحابة، قيل اسمه عروة- هكذا أورده ابن عبد البر.
10047- أبو سلامة السلمي:
ويقال الحبيبي، اسمه خداش.
ولا يعرف إلا بحديث واحد: أوصى امرأ بأمّة ... الحديث، قاله أبو عمر.
قلت: روى الحديث أحمد وابن ماجة وغيرهما، من طريق منصور، عن عبيد بن علي، عن أبي سلامة. وقد أشرت إلى ذلك في حرف الخاء المعجمة. وأخرجه الدولابي من طريق شيبان عن منصور، فزاد بين عبيد وأبي سلامة عرفطة السلمي.
10048- أبو سلمة بن سفيان بن عبد الأسد
ابن أخي الّذي بعده.
مات أبوه كافرا قبل بدر كما تقدم في ترجمة أخيه الأسود، وأم هذا أم جميل بنت المغيرة بن أبي العاص بن أمية، وله عقب منهم محمد بن عبد الرحمن بن أبي سلمة بن سفيان المعروف بالأوقص قاضي المدينة في زمن موسى الهادي، ثم ولي قضاء بغداد بعد الرشيد، ذكره الزبير بن بكار.
10049- أبو سلمة بن عبد الأسد «2»
بن هلال بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزومي.
__________
(1) أسد الغابة ت 5976، الاستيعاب ت 3052.
(2) تهذيب الكمال 161، الطبقات الكبرى بيروت الفهرس، تقريب التهذيب 2/ 430، تهذيب التهذيب 12/ 115.(7/158)
أحد السابقين إلى الإسلام، اسمه عبد اللَّه. وتقدم في الأسماء.
10050- أبو سلمة:
غير منسوب «1» .
قال أبو أحمد الحاكم: له صحبة، وأثنى عليه في خلافته لما شكته إليه امرأته، فأخرج أبو بكر بن أبي عاصم، وأبو أحمد الحاكم من وجهين، عن حماد بن زيد، عن معاوية بن قرّة المزني، قال: أتيت المدينة في زمن الأقط والسمن، والأعراب يأتون بالبر، فإذا رجل طامح بصره ينظر إلى الناس، فظننت أنه غريب، فدنوت فسلمت عليه فرد عليّ السلام، وقال لي: من أهل هذه البلدة أنت؟ قلت: نعم، وجلست معه، فقلت: من أنت؟ قال: من بني هلال، واسمي كهمس، ثم قال لي: ألا أحدثك حديثا شهدته من عمر بن الخطاب؟
فقلت: بلى. فقال: بينما نحن جلوس عنده إذ جاءته امرأة فجلست إليه، فقالت: يا أمير المؤمنين، إن زوجي كثر شرّه، قلّ خيره. فقال لها: ومن زوجك؟ قالت: أبو سلمة.
قال: إن ذلك لرجل له صحبة، وإنه لرجل صدق. ثم قال عمر لرجل عنده جالس: أليس كذلك؟ قال: لا نعرفه يا أمير المؤمنين إلا بما قلت. فذكر الحديث. وقد تقدم بعضه في ترجمة كهمس.
10051- أبو سلمة:
غير منسوب، آخر.
ذكره الحاكم أبو أحمد مغايرا للذي قبله،
وساق من طريق أحمد بن عبد اللَّه بن حكيم، قال: قال إبراهيم الخزاعي: أبو سلمة روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «قال الشّيطان لا ينجو منّي صاحب المال ... » الحديث.
10052- أبو سلمة:
جدّ عبد الحميد بن سلمة «2» .
ذكره البغويّ في الكنى، وأخرج هو وابن ماجة من طريق عثمان البتّي، عن عبد الحميد بن سلمة، عن أبيه، عن جده- أنّ أبويه اختصما إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أحدهما مسلم والآخر كافر، فخيّره فتوجّه إلى المسلم ... الحديث.
وقد تقدم موضحا في سلمة من حرف السين المهملة، ووقع عند البغوي من وجه آخر عن عثمان البتّي عن عبد الحميد بن أبي سلمة عن أبيه، عن جده، فترجم لوالد أبي سلمة، وليس بجيد، فإن المحفوظ فيها عبد الحميد بن سلمة، وفي قول [205] من قال عبد الحميد بن أبي سلمة- بزيادة أبي- غلط محض.
__________
(1) أسد الغابة ت 5980، الاستيعاب ت 3055.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 75.(7/159)
10053- أبو سلمى الراعي»
: خادم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. يقال اسمه حريث.
وقع مسمّى عند ابن مندة وغيره. تقدم في الأسماء. ووقع حديثه عند البغوي بعلوّ غير مسمّى ولا مكنّى، ثم أخرجه من طريق أبي سلام الأسود قال: حدثنا أبو سلمى.
10054- أبو سلمى:
غير منسوب «2» .
ذكره ابن أبي حاتم قال: قلت لأبي: روى السري بن يحيى؟ قال: قال أبو سلمى:
سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقرأ في صلاة الغداة: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ [التكوير: 1] .
فقال:
قلت لحسن بن عبد اللَّه: لقي السري هذا الشيخ؟ فقال: نعم، وهكذا ذكره أبو عمر نقلا من كتاب ابن أبي حاتم، وقد ذكره أبو أحمد الحاكم فقال: أبو سليمان، أو أبو سلمى، ثم قال: أبو سليمان أو أبو سلمى في هذا الحديث وهم، ولست أدري ممّن جاء، ولا أعرف للسري بن يحيى سماعا ولا رواية عن أحد الصحابة.
وقد روى هذا الحديث أبو الوليد الطّيالسيّ: حدثنا السّري بن يحيى، حدثنا أبو سليم العنزي، حدثني رجل من عنزة أنه سمع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، بهذا أخبرنيه إبراهيم بن محمد الفرائضي، حدثنا سليم بن سيف، حدثنا أبو الوليد، فذكره.
وهو الصواب، ويقال: إن أول هذا مضموم بخلاف الّذي قبله.
10055- أبو سليط الأنصاري البدري «3»
: يقال اسمه أسير، وقيل بزيادة هاء في آخره، ويقال أسيد، وقيل أنيس، وقيل أنيس- مصغرا، وقيل سبرة.
مشهور بكنيته، مذكور في البدريّين بها،
وله رواية أخرجها أحمد والبغوي، من طريق ابن إسحاق: حدثني عبد اللَّه بن عمرو بن ضمرة الفزاري، عن عبد اللَّه بن أبي سليط، عن أبيه، قال: أتانا نهي النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عن أكل لحوم الحمر الإنسية والقدور تفور، فكفأناها على وجوهها.
10056- أبو سليمان:
خالد بن الوليد المخزومي سيف اللَّه.
10057- أبو سليمان:
مالك بن الحويرث الليثي- تقدما في الأسماء.
__________
(1) تقريب التهذيب 2/ 430، الثقات 3/ 458، خلاصة تذهيب 3/ 221، تهذيب الكمال 3/ 1610، الجرح والتعديل 9/ 386، بقي بن مخلد 469، تلقيح فهوم أهل الأثر 378، تجريد أسماء الصحابة 2/ 175.
(2) الجرح والتعديل 9/ 386، تجريد أسماء الصحابة 2/ 175.
(3) أسد الغابة ت 5984، الاستيعاب ت 3059.(7/160)
10058- أبو السّمح:
مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «1» ، يقال إن اسمه أبو ذر. وقال البغويّ:
خادم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وروى عنه محلّ بن خليفة. قال أبو زرعة: لا أعرف اسمه، ولا أعرف له غير حديث واحد.
وأخرج حديثه ابن خزيمة، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن ماجة، والبغويّ، من طريق يحيى بن الوليد، حدثنا محلّ بن خليفة، حدثني أبو السّمح، قال: كنت أخدم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فكان إذا أراد أن يغتسل قال: «ولّني قفاك» .
قال البزّار: لا نعلم حديث أبي السمح بغير هذا الطريق. قال أبو عمر: يقال إنه قتل، فلا يدري أين مات.
10059- أبو السمح:
شرحبيل بن السّمط الكندي- تقدم في الأسماء.
10060- أبو السنابل بن بعكك «2»
: بموحدة ثم مهملة ثم كافين، بوزن جعفر، بن الحارث بن عميلة، بفتح أوله، ابن السباق، ابن عبد الدار القرشي العبدري، واسمه صبّة «3» ، بموحدة، وقيل بنون، وقيل عمرو، وقيل عامر، وقيل أصرم، وقيل لبيد ربه بالإضافة.
قال البغويّ: سكن الكوفة، وقال البخاري: لا أعلم أنه عاش بعد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه الأسود بن يزيد النخعي، وزفر بن أوس بن الحدثان النصري.
وقال ابن سعد وغيره: أقام بمكة حتى مات، وهو من مسلمة الفتح، وأخرج حديثه التّرمذيّ، والنّسائيّ، وابن ماجة، كلّهم من رواية منصور، عن إبراهيم، عن الأسود عنه في قصة سبيعة.
قال التّرمذيّ: لا نعرف للأسود سماعا من أبي السنابل. وثبت ذكره في الصحيحين أيضا في قصة سبيعة الأسلمية لما مات زوجها، فوضعت حملها وتهيأت للخطّاب، فأنكر عليها، وقال: حتى تعتدّى أربعة أشهر وعشرا، فسألت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فأعلمها أن قد حللت.
__________
(1) أسد الغابة ت 5985، الاستيعاب ت 3060.
(2) الكنى والأسماء 3211، تفسير الطبري 9/ 10601، تهذيب التهذيب 12/ 121، تقريب التهذيب 2/ 431، الجرح والتعديل 9/ 387.
(3) في أحبة.(7/161)
وهذا يدلّ على أنّ أبا السنابل كان فقيها، وإلا لكان يقع عليه الإنكار في الإفتاء بغير علم، ولكن عذره أنه تمسّك بالعموم، وقد خصت الحامل إذا وضعت من ذلك العموم.
ووقع عند البغويّ، من طريق مغيرة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن أبي السنابل- أنّ سبيعة وضعت بعد وفاة زوجها ببضع وعشرين ليلة فتزيّنت وتعرّضت للتزويج، فقال لها أبو السنابل: لا سبيل لك إلى ذلك، فأتت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «بلى، ولو رغم أنف أبي السّنابل» .
وذكر ابن سعد أنه كان ممن خطب سبيعة. وذكر ابن البرقي أنه تزوّجها بعد ذلك، وأولدها سنابل بن أبي السنابل.
10061- أبو سنان بن وهب «1»
: اسمه عبد اللَّه، ويقال وهب بن عبيد اللَّه «2» الأسدي.
قال موسى بن عقبة: فيمن شهد بدرا أبو سنان بن وهب الأسدي ولم يسمه. وقال الشعبي: كان أول من بايع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم تحت الشجرة أبو سنان بن وهب، ولم يسمه.
أخرجه عمر بن شبة، قالوا: وهو غير أبي سنان بن محصن أخي عكاشة، وأم قيس، لأنّ ابن محصن مات والنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم محاصر بني قريظة، وكان ذلك قبل بيعة الرضوان تحت الشجرة.
وأخرج الحاكم أبو أحمد من طريق عاصم الأحول عن الشعبي، قال: أتاني عامري وأسدي- يعني كانا متفاخرين، فقلت: كان لبني أسد ستّ خصال ما كانت لحيّ من العرب، كان أول من بايع بيعة الرضوان أبو سنان عبد اللَّه بن وهب الأسدي، قال: يا رسول اللَّه، ابسط يدك أبايعك. قال: «على ماذا» . قال: على ما في نفسك وما في نفسي. قال: «فتح وشهادة» ؟ قال: نعم، فبايعه،
قال: فخرج الناس يبايعون على بيعة أبي سنان.
وأخرجه الحسن بن عليّ الحلوانيّ، ومحمّد بن إسحاق السّراج، من طرق، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قال: أول من بايع تحت الشجرة أبو سنان بن وهب ... فذكر القصة.
وأخرجه ابن مندة من طريق عاصم عن زرّ بن حبيش، قال: أول من بايع تحت الشجرة أبو سنان بن وهب.
ووقع للبغويّ فيه تصحيف مضى في ترجمة أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وأخرج من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، قال: أبو سنان الأسدي اسمه وهب بن عبد اللَّه. وزعم الواقدي أنّ الّذي وقع له ذلك سنان بن أبي سنان بن محصن ابن أخي عكاشة،
__________
(1) في أعبد اللَّه.
(2) في أعبد.(7/162)
قال: وأما أبو سنان فمات في حصار بني قريظة. فاللَّه أعلم.
10062
- أبو سنان [بن] «1» محصن «2»
: أخو عكاشة.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وهو عندي غير أبي سفيان بن محصن كما بينته قبل، وأن أبا سنان مات في حصار بني قريظة، وأبو سفيان حضر حجة الوداع، وقد بيّنت أنه غير الّذي قبله أيضا، وأن كلام الواقدي يخالف ذلك.
10063- أبو سنان الأنصاري:
زوج أم سنان.
ثبت ذكره في الصحيحين من طريق عطاء، عن ابن عباس- أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال لامرأة من الأنصار يقال لها أم سنان: «ما منعك أن تكوني حججت معنا» «3» ؟ قالت: ناضحان كانا لأبي فلان- تعني زوجها، حجّ هو وابنه على أحدهما وكان الآخر يسقي أرضا. قال: «فعمرة في رمضان تعدل حجّة» .
وفي لفظ: «فإذا جاء رمضان فاعتمري» «4» . ولمسلم [206] «فعمرة في رمضان تقضي حجّة أو حجّة معي» .
10064- أبو سنان الأشجعي «5»
: في ترجمة الجرّاح الأشجعي، ويقال إنه معقل بن سنان، والراجح أنه غيره.
10065- أبو سنان بن صيفي
بن صخر بن خنساء «6» بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، واستشهد في الخندق.
10066- أبو سنان العبديّ:
ثم الصّباحي- بضم المهملة وتخفيف الموحدة.
__________
(1) سقط في أ.
(2) الطبقات الكبرى بيروت 3/ 89، مؤتلف الدارقطنيّ 1214.
(3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 917 عن امرأة من الأنصار بلفظه كتاب الحج (15) باب فضل العمرة في رمضان (36) حديث رقم (221/ 1256) .
(4) أخرجه مسلم في صحيحه 2/ 917 كتاب الحج باب 36 فضل العمرة من رمضان حديث رقم 221- 1256 وأورده ابن حجر في تلخيص الحبير ج 2/ 227 حديث رقم 963 وقال متفق عليه واللفظ لمسلم ورواه ابن حبان والطبراني من وجه آخر عن ابن عباس وأورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 4/ 278.
(5) تعجيل المنفعة 492.
(6) أسد الغابة ت 5989.(7/163)
قال أبو عبيدة معمر بن المثنّى: كان في الوفد، ومسح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وجهه بيده، فعمّر حتى بلغ تسعين سنة، وهو مؤذّن مسجد بني صباح، وكان وجهه يتلألأ لمسح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم له، وكان شريفا وجيها.
10067- أبو سنان بن حريث المخزومي.
ذكره الزّبير بن بكّار في ترجمة شماس بن عثمان المخزومي، فقال: لما مات [عثمان ابن] «1» شماس قالت بنت حريث [المخزومية] «2» المخزومية وكأنها كانت زوجته:
يا عين جودي بدمع غير إبساس ... وابكى رزيّة عثمان بن شمّاس
صعب البديهة ميمون نقيبته ... حمّال ألوية ركّاب أفراس
غريب مريع إذا ما أزمة أزمت ... يبري السّهام ويبري قبّة الرّاس
قد قلت لمّا أتوا ينعونه جزعا ... أودى الجواد فأردى المطعم الكاسي
[البسيط] قال: وكان استشهد يوم أحد، قال: فأجابها أخوها [أبو سنان بن حريث] «3» :
اقني حياءك في ستر وفي خفر ... فإنّما كان عثمان من النّاس
لا تقتلي النّفس إن حانت منيّته ... في طاعة اللَّه يوم الرّوع والباس
قد مات حمزة ليث اللَّه فاصطبري ... قد ذاق ما ذاق عثمان بن شمّاس
[البسيط]
10068- أبو سهل:
بريدة بن الحصيب الأسلمي. تقدم في الأسماء.
10069- أبو سهل:
غير منسوب «4» .
قال أبو عمر: ذكر في الصحابة ولا أعرفه.
قلت: ذكر في «التّجريد» أن له في مسند بقي بن مخلد حديثا.
10070- أبو سهلة:
السائب بن خلاد- تقدم في الأسماء.
10071- أبو سود:
بضم أوله وسكون الواو، التميمي: يقال إنه جدّ وكيع بن أبي سود الّذي ثار بخراسان، وقيل اسمه حسان بن قيس، قاله ابن قانع، وفيه نظر، فقد قال ابن الكلبيّ في نسب بني تميم: فمن بنى غدانة بن يربوع بن حنظلة وكيع بن أبي سود، وهو
__________
(1) سقط من أ.
(2) سقط من أ.
(3) في أسفيان بن حرب.
(4) أسد الغابة ت 5992، الاستيعاب ت 3064.(7/164)
وكيع بن حسان بن قيس بن أبي سود بن كلب «1» بن عوف بن نابل بن عوف بن غدانة، وهو الّذي قتل قتيبة بن مسلم أمير خراسان، وذلك في خلافة سليمان بن عبد الملك. انتهى.
فظهر أن حسان والد وكيع، وأن أبا سود جدّ حسان، وهذا هو المعتمد.
وأخرجه أحمد من طريق ابن المبارك، عن معمر: عن شيخ من بني تميم، عن أبي سود، قال: سمعت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «اليمين الفاجرة الّتي يقتطع بها الرّجل مال المسلم تعقم الرّحم» «2» .
وأخرجه الحسن بن سفيان، والبغويّ، وابن مندة، من طريق ابن المبارك به.
وأخرج أبو عليّ بن السّكن، من طريق عبد الرزاق، عن معمر به.
وقال ابن دريد:
كان أبو سود جدّ وكيع مجوسيّا، وكذا قال ابن الكلبي في كتاب المثالب. قال أبو عمر: هذا غير بعيد، لأن ديار بني تميم كانت مجاورة لديار الفرس.
قلت: ويؤيده ما في قصّة حاجب والد عطارد، بل في نسب أبي سود هذا ما يدل على ذلك، فإن بابك من أسماء العجم، فلعله الّذي تمجس فتبعه أبناؤه، وتصريح أبي سود بسماعه من النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وروايته عنه بعد ذلك، وحمل التابعين لحديثه، يدلّ على إسلامه وصحبته.
وقد حكى أبو أحمد الحاكم عن البخاريّ أنه قال: هذا الحديث مرسل، فيحتمل أن يريد بإرساله الّذي لم يسم في السند، وهو عند كثير من المحدثين مرسل، لأنه في حكمه.
ويحتمل أن يكون وقع له بالعنعنة، فلم يثبت عنده صحبته.
قال البغويّ: لا أعلم لأبي سود إلا هذا الحديث، ولا أعلم رواه غير معمر.
10072
- أبو سويد «3» الأنصاري:
ويقال الجهنيّ- تقدم في ترجمة سويد الجهنيّ في الأسماء.
10073- أبو سويد:
ذكره البغويّ، وأبو عليّ بن السّكن في الصحابة، وأبو بشر الدّولابيّ في الكنى، وغيرهم من طريق هشام بن سعد، عن حاتم بن أبي نصر، عن عبادة بن نسيّ، عن رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يدعى أبا سويد- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم صلّى على
__________
(1) في أكليب.
(2) أخرجه أحمد 5/ 79 وانظر كنز العمال (46382) .
(3) في أسود.(7/165)
المتسحّرين «1» ، هكذا وقع عند من صنّف في الصحابة سويد آخره دال مصغّر، وضبطه أصحاب المؤتلف والمختلف- الدّارقطنيّ ومن تبعه- بفتح أوله وكسر الواو وتشديد المثناة التحتانية بعدها هاء. فاللَّه أعلم.
10074- أبو سيّارة المتعي «2»
: بضم الميم وفتح المثناة الفوقانية.
قال البغويّ: سكن الشام، قيل اسمه عمرو، وقيل عمير بن الأعلم، وقيل اسمه الحارث بن مسلم، وقيل عامر بن هلال.
ذكره ابن السّكن وغيره في الصحابة، وأخرج حديثه أحمد، والبغوي، وابن ماجة وغيرهم، من طريق سليمان بن موسى، عن أبي سيارة المتعي، قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بعشور نحل لي ... الحديث.
وسليمان لم يدرك أحدا من الصحابة، فهذا لسند منقطع، وقد ظنّ بعض الناس أنه أبو سيّارة الّذي كان يفيض بالناس من عرفات في الجاهلية، وليس كذلك، فقد ذكر الفاكهي أنّ أبا سيارة كان قبل أن يغلب قصي على مكة، فهذا يدلّ على تقدم عصره على زمن البعثة، ويؤيّد التفرقة بينهما أنّ هذا متعي وذاك عدواني، ويقال عامري من بني عامر بن لؤيّ، واسم هذا عمرو أو عمير أو عامر، واسم ذاك عميلة مصغرا ابن الأعزل بن خالد بن سعد بن الحارث بن قابس بن زيد بن عدوان العدوانيّ. ويقال: كان من بني عبد بن بغيض بن عامر بن لؤيّ، وكان يجيز بقيس من عرفة، لأنهم كانوا أخواله، حكاه الزبير بن بكار، وذكر أيضا عن محمد بن الحسن المخزومي- أن أبا سيّارة كان يفيض على حمار، وأنّ حماره عمّر أربعين سنة من غير مرض حتى ضربوا به المثل، فقالوا: أصح من عير أبي سيّارة.
ويقال: إنّ الّذي كان يفيض مات قبل البعثة، وأنه غير المتعي الّذي سأل عن عشور النحل.
واللَّه أعلم.
10075- أبو سيف القين «3»
: بفتح القاف وسكون المثناة التحتانية بعدها نون، وهو الحدّاد. كان من الأنصار، وهو زوج أم سيف مرضعة إبراهيم ولد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
ثبت ذكره في الصحيحين من طريق ثابت عن أنس، قال: قال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «ولد لي اللّيلة غلام فسمّيته باسم أبي إبراهيم، ودفعته إلى أمّ سيف امرأة قين بالمدينة، يقال له أبو سيف»
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 154 وقال رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه عبد اللَّه بن صالح وثقه عبد الملك بن شعيب بن الليث وضعفه الأئمة.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 376، بقي بن مخلد 34.
(3) الكنى والأسماء 1/ 201.(7/166)
قال: فانطلق إليه فانتهينا إلى أبي سيف وهو ينفخ في كيره، وقد امتلأ البيت دخانا، فأسرعت إلى أبي سيف، فقلت: أمسك يا أبا سيف، جاء رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فأمسك، فذكر الحديث.
هذا لفظ مسلم. وفي رواية البخاريّ: ودخلنا مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم على أبي سيف القين، وكان ظئرا لإبراهيم «1» ابن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فأخذه فقبّله ... الحديث.
وقد تقدم في ترجمة البراء بن أوس أنّ النبي [207] صلى اللَّه عليه وسلّم دفع إبراهيم ولده إلى أم بردة بنت المنذر زوج البراء بن أوس ترضعه، وكان النبي صلى اللَّه عليه وسلّم يأتي إليه فيزوره ويقيل عندها.
أخرجه الواقديّ، فإن كان ثابتا احتمل أن تكون أم بردة أرضعته، ثم تحوّل إلى أم سيف، وإلا فالذي في الصحيح هو المعتمد.
10076- أبو سيلان «2»
: بكسر المهملة بعدها مثناة تحتانية.
ذكره ابن حبّان في الصحابة في الكنى من حرف السين، وقال: يقال إنّ له صحبة.
وقد تقدم في العبادلة عبد اللَّه بن سيلان، فيحتمل أن تكون هذه كنيته.
القسم الثاني
10077- أبو سعد:
مالك بن أوس بن الحدثان النصري، بالنون- تقدم في الأسماء.
10078- أبو سعد:
أو أبو سعيد، بن الحارث بن هشام المخزومي «3» .
ذكر أبو الفرج الأصبهانيّ أنّ خالد بن العاص بن هشام تزوّج بنته فاطمة، وأولدها الحارث بن خالد الّذي ولي إمرة مكة، والعاص بن هشام قتل ببدر، فلولده صحبة، والحارث بن هشام صحابيّ مشهور، استشهد في خلافة عمر، فكأن أبا سعد كان في العهد النبوي صغيرا.
وقد ذكر الزبير بن بكار أنّ صخرة بنت أبي جهل بن هشام كانت تحت أبي سعيد هذا، وولدت له.
__________
(1) الظّئر- مهموز- العاطفة على غير ولدها المرضعة له من الناس والإبل الذكر والأنثى في ذلك سواء. اللسان 4/ 2741.
(2) الثقات 3/ 455.
(3) الطبقات الكبرى 3/ 508.(7/167)
القسم الثالث
10079- أبو ساسان «1»
: حضين، بالضاد المعجمة مصغّرا، ابن المنذر الرقاشيّ.
تقدم في الأسماء. عدّه الحاكم فيمن سمع من العشرة.
10080- أبو سجيف:
بالجيم، ابن قيس بن الحارث بن عباس.
له إدراك، وشهد اليرموك في خلافة أبي بكر، ثم شهد فتح مصر، وسكنها. ولما قدم مروان بن الحكم مصر بعد أن ولي الخلافة وقاتله أهلها، وكانوا قد بايعوا لابن الزبير، كان هذا من المعدودين في منعه، وكان من الفرسان، فلما غلب مروان هرب أبو سجيف هذا إلى طرابلس، فسكنها إلى أن مات.
10081- أبو سعيد المقبري:
اسمه كيسان «2» - تقدم في الأسماء.
10082- أبو سعيد:
مولى أبو أسيد «3» ، بالتصغير، الساعدي.
ذكره ابن مندة في الصحابة، ولم يذكر ما يدل على صحبته، لكن ثبت أنه أدرك أبا بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه، فيكون من أهل هذا القسم.
قال ابن مندة: روى عنه أبو نضرة العبديّ قصة مقتل عثمان بطولها، وهو كما قال، وقد رويناها من هذا الوجه، وليس فيها ما يدل على صحبته.
10083- أبو سلمة:
تميم بن حذلم- تقدم في الأسماء.
10084- أبو السمّال الأسدي:
تقدم في سمعان [بن هبيرة] «4» .
__________
(1) الطبقات الكبرى 7/ 155، الطبقات لخليفة 200، تاريخ خليفة 194، التاريخ الكبير 3/ 128، المعرفة والتاريخ 3/ 213، الكنى والأسماء 1/ 185، الأخبار الطوال 171، تاريخ الرسل والملوك 5/ 34، وقعة صفين لابن مزاحم 336، الاشتقاق لابن دريد 349، الكامل في الأدب للمبرد 3/ 13، العقد الفريد لابن عبد ربه 1/ 177، ذيل المذيل 662، الجرح والتعديل 3/ 316، مشاهير علماء الأمصار 98، المحاسن والمساوئ للبيهقي 1/ 162، جمهرة أنساب العرب لابن حزم 317، الحيوان للجاحظ 1/ 19، أمالي المرتضى 1/ 287، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 117، الكامل في التاريخ لابن الأثير 3/ 127، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 377، سمط اللآلئ 816، الآمدي 120، اللباب 1/ 472، المشتبه 1/ 240، الكاشف 1/ 177، خزانة الأدب للبغدادي 9012، تهذيب التهذيب 2/ 395، تقريب التهذيب 1/ 185، الوافي بالوفيات 13/ 94، أعيان الشيعة 27/ 377، تاريخ الإسلام 3/ 519.
(2) أسد الغابة ت 5963، الاستيعاب ت 3041.
(3) أسد الغابة ت 5958.
(4) سقط في أ.(7/168)
10085- أبو سويد العبديّ «1»
. له إدراك، ذكره البخاري في الكنى، وتبعه الحاكم أبو أحمد، وذكر من طريق وكيع عن بركة بن يعلى التيمي، عن أبي سويد العبديّ، قال: كنا بباب عمر ... فذكر قصة.
ورواه أبو عقيل، عن بركة، عن أبي سويد العبديّ، أتينا ابن عمر، فجلسنا ببابه ...
فذكر قصة وحديثا أخرجه أحمد، ووكيع أحفظ من أبي عقيل. واللَّه أعلم.
القسم الرابع
10086- أبو سبرة النخعي»
: صوابه الجعفي الماضي في القسم الأول، صحّفه ابن مندة.
10087- أبو سعد الأعمى «3»
. تابعي، أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصحابة.
قال الحميدي: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن أبي سعد الأعمى، قال سفيان: وحدثنا ابن عطاء، عن أبيه، عن أبي سعد الأعمى- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم باع حرّا في دين.
وذكره أبو أحمد الحاكم في «الكنى» فيمن لا يعرف اسمه، وقال: إنه يروي عن أبي هريرة.
10088- أبو سعيد بن وهب القرظي.
[كذا] ذكره ابن الأثير فوهم في الكنية، وإنما هو أبو سعد، بسكون العين، كما تقدم.
وهو النّضري، بفتح الضاد المعجمة، من بني النّضير لا من بني قريظة.
10089- أبو سعيد:
غير منسوب.
روى عنه مكحول، أخرجه ابن عبد البرّ مختصرا، كذا ذكره ابن الأثير والّذي في الاستيعاب أبو سعدان كما تقدم.
__________
(1) الضعفاء والمتروكين 136، ذيل الكاشف 1840.
(2) تهذيب الكمال 1607، تهذيب التهذيب 12/ 105، الجرح والتعديل 9/ 385، التاريخ الكبير 9/ 40، لسان الميزان 7/ 465، الميزان 4/ 737.
(3) ذيل الكاشف 1824، الجرح والتعديل 9/ 379، الكنى الأسماء 1/ 186، تقريب التهذيب 2/ 427، التاريخ الكبير 9/ 36، تهذيب الكمال 1608، الميزان 4/ 737.(7/169)
10090- أبو سفينة الحارث بن عمرو السّهمي.
كذا وقع في الكمال لعبد الغنيّ، وأقره المزّيّ، والصواب أبو مسقبة، وسيأتي في الميم.
10091- أبو سلام الأسلمي:
أفرده أبو موسى، فوهم كما نبهت عليه.
10092- أبو سلمة الأنصاري:
جدّ عبد الحميد بن سلمة «1» .
خيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بين أبويه، اسمه رافع، كذا قال أبو موسى. والصواب أنّ جد عبد الحميد اسمه سلمة، وأنه في الرواية لجده، وهو عبد الحميد بن زيد بن سلمة، وأما رافع جد عبد الحميد فإنه غير هذا، وهو عبد الحميد بن جعفر.
10093- أبو سلمة الخدريّ.
ذكره بعضهم في الصحابة، وهو خطأ نشأ عن سقط، والصواب عن أبي سلمة، وهو ابن عبد الرحمن عن الخدريّ، وهو أبو سعيد، فسقطت «عن» من السند. فاللَّه أعلم.
10094- أبو سليمان «2»
: من آل جبير بن مطعم.
ذكره البغويّ في الصحابة، وقال: سكن المدينة. وهو غلط في ظنّه أنّ له صحبة، فإنه أخرج من رواية زهير بن محمد، عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم، عن عثمان بن أبي سليمان، عن أبيه- أنه سمع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وهو يقرأ في المغرب بالطور..
وقال ابن السّكن: الصواب ما رواه سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، عن عثمان بن أبي سلمان، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه.
وقال: ورواه ابن جريج، عن عثمان بن أبي سليمان عن جبير. قال الدارقطنيّ: إن كان زهير أراد بقوله عن أبيه أباه الأدنى فهو وهم، لأن أبا سليمان هو ابن جبير بن مطعم، ولا صحبة له، وإن كان أراد أباه الأعلى فهو نظير رواية ابن جريج. والصواب رواية سعيد بن سلمة. واللَّه أعلم.
10095- أبو سهلة:
مولى عثمان، ويقال أبو شهلة، بالمعجمة.
يقال: إن له صحبة. روى عنه قيس بن أبي حازم، كذا في «التّجريد» ، ولم ينبه على كونه تابعيا، وإنما روى عن عثمان مولاه وعن عائشة حديثا في فضائل عثمان فأرسله
__________
(1) أسد الغابة ت 5979.
(2) الجرح والتعديل 9/ 380.(7/170)
بعضهم، كما أورده أبو أحمد الحاكم في ترجمته، فقد أخرج الترمذي وابن ماجة حديثه المذكور من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عنه، عن عائشة.
وذكره في التابعين البخاريّ، وابن حبّان، والعجليّ وغيرهم. وذكر الدّارقطنيّ أنّ محمد بن بشر قاله في روايته عن إسماعيل بن أبي خالد بالشين المعجمة، والصواب بالمهملة.
حرف الشين المعجمة
القسم الأول
10096- أبو شاه اليماني «1»
. يقال: إنه كلبي، ويقال إنه فارسي من الأبناء الذين قدموا اليمن في نصرة سيف بن ذي يزن، كذا رأيت بخط السلفي، وقيل إن هاءه أصلية، وهو بالفارسي معناه الملك، قال:
ومن ظنّ أنه باسم أحد الشياه فقد وهم. انتهى.
وقد ثبت ذكره في الصحيحين في حديث أبي هريرة في خطبة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يوم الفتح، فقام رجل يقال له أبو شاه، فقال: اكتبوا لي يا رسول اللَّه. فقال: «اكتبوا لأبي شاه» «2» ،
يعني الخطبة المذكورة.
10097- أبو شباث:
بتخفيف الموحدة وآخره مثلثة، اسمه خديج «3» بن سلامة- تقدم.
10098- أبو شبيب «4»
: غير منسوب ولا مسمّى. ذكر في التجريد وأنّ له في مسند بقي بن مخلد حديثا واحدا.
10099- أبو شجرة السلمي.
__________
(1) أسد الغابة ت 5996، الاستيعاب ت 3069.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 39، 3/ 165 ومسلم 2/ 988 كتاب الحج باب 82 تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها حديث رقم 447، 448- 1355 وأبو داود 1/ 616 كتاب المناسك باب تحريم مكة حديث رقم 2017، 3649، 4505 والترمذي 5/ 38 كتاب العلم باب 12 ما جاء من الرخصة فيه حديث رقم 2667، وأحمد في المسند 2/ 238، والبيهقي في السنن الكبرى 8/ 52.
(3) في أجريج.
(4) بقي بن مخلد 593.(7/171)
تقدم في عمرو بن عبد العزّى، ويقال اسمه سليم بن عبد العزى، وأمه الخنساء الشاعرة، وكان يسكن البادية.
ذكر الزّبير بن بكّار في ترجمة خالد بن الوليد، قال: وقال أبو شجرة بن عبد العزّى السلمي في قتال خالد أهل الردة:
ولو سألت سلمى غداة مرامر ... كما كنت عنها سائلا لو نأيتها
وكان الطّعان في لؤيّ بن غالب ... غداة الجواء حاجة فقضيتها
[الطويل] قال: وقال أيضا.
وروّيت رمحي من كتيبة خالد ... وإنّي لأرجو بعدها أن أعمّرا
[الطويل] في أبيات.
قلت: وإلى هذا البيت قصته مع عمر ذكرها المبرد في الكامل، قال: أتى أبو شجرة عمر يستحمله، فقال له: من أنت؟ قال: أنا أبو شجرة السلمي. فقال: يا عدوّ نفسه، ألست القائل؟ فذكر البيت، ثم انحنى عليه بالدّرّة فهرب وركب ناقته، وهو يقول:
قد ضنّ عنّا أبو حفص بنائله ... وكلّ مختبط يوما له ورق
[البسيط] وإنما ذكرته في هذا القسم، لأن الخنساء أسلمت هي وأولادها كما سأبينه في ترجمتها.
وقال المرزبانيّ: يقال اسمه عمرو، ويقال عبد اللَّه بن عبد العزّى بن قطن بن رياح بن عصر بن معيص بن خفاف بن امرئ القيس بن بهز بن سليم. ويقال عو عمرو بن الحارث بن عبد العزى، مخضرم كثير الشعر، وله مع عمر خبر مشهور، يعني خبره معه الماضي، وله من أبيات في العباس بن مرداس يقول فيها:
وعبّاس يدبّ لي المنايا ... وما أذنبت إلّا ذنب صخر
[الوافر] وبقية خبره في عمرو بن عبد العزى من كتاب الردة للواقدي.
10100- أبو شجرة الكندي «1»
: اسمه معاوية بن محصن- تقدم.
__________
(1) أسد الغابة ت 5999.(7/172)
10101- أبو شجرة الرهاوي:
يزيد بن شجرة- تقدم.
10102- أبو شراك الفهري «1»
: من بني ضبّة بن الحارث بن فهر.
ذكره الواقديّ، وأبو معشر في أهل بدر، وأن اسمه عمرو بن أبي عمرو، وجوّز محمد بن سعد أنه عمرو بن الحارث الّذي تقدم أنّ موسى بن عقبة ذكره. وقال الواقدي:
مات أبو شراك سنة ست وثلاثين.
10103- أبو شريح الخزاعي «2»
: ثم الكعبي، خويلد بن عمرو- وقيل: عمرو بن خويلد. وقيل هانئ، وقيل كعب بن عمرو. وقيل عبد الرحمن، والأول أشهر، وبكعب جزم ابن نمير وأبو خيثمة، وتردّد هارون الحمال في خويلد وكعب، وقال الطبري: هو خويلد بن عمرو بن صخر بن عبد العزى بن معاوية، من بني عدي بن عمرو بن ربيعة. أسلم قبل الفتح، وكان معه لواء خزاعة يوم الفتح.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أحاديث. وروى أيضا عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه. روى عنه نافع بن جبير بن مطعم، وأبو سعيد المقبري، وابنه سعيد بن أبي سعيد، وفضيل والد الحارث، وسفيان بن أبي العوجاء.
قال ابن سعد: مات بالمدينة سنة ثمان وستين، ذكره في طبقات الخندقيين، وقال:
أسلم قبل الفتح، وكذا قال غير واحد في تاريخ موته.
وله قصة مع عمرو بن سعيد الأشدق لما كان أمير المدينة ليزيد بن معاوية، ففي الصحيحين أن أبا شريح قال لعمرو وهو يجهّز البعث إلى مكة. ائذن لي أيها الأمير أن أحدثك ... فذكر حديث: «لا يحلّ لأحد أن يسفك بها دما» - يعني بمكة ... الحديث.
وفيه قول عمرو بن سعيد: إنّ الحرم لا يعيذ عاصيا. قال الطبري: مات بالمدينة سنة ثمان وستين.
__________
(1) أسد الغابة ت 6002.
(2) التاريخ الصغير 82، التاريخ الكبير 3/ 224، الجرح والتعديل 3/ 398، طبقات خليفة 108، المعرفة والتاريخ 1/ 398، طبقات ابن سعد 4/ 295، مشاهير علماء الأمصار 27، المغازي للواقدي 616، مسند أحمد 4/ 31، سيرة ابن هشام 4/ 57، تاريخ خليفة 265، مقدمة مسند بقي بن مخلد 91، تاريخ الطبري 4/ 272، الأخبار الموفقيات 512، الأسامي والكنى للحاكم 274، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 243، الكامل في التاريخ 3/ 105، تحفة الأشراف 9/ 223، المعين في طبقات المحدثين 28، الكاشف 3/ 305، المغازي (من تاريخ الإسلام) 556، شفاء الغرام 2/ 190، النكت الظراف 9/ 223، تهذيب التهذيب 12/ 125، تقريب التهذيب 2/ 434، تاريخ الإسلام 2/ 288.(7/173)
10104- أبو شريح الحارثي «1»
: اسمه هانئ بن يزيد.
تقدم في الأسماء، وأنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم كناه بأكبر أولاده.
10105- أبو شريح الأنصاري «2»
: قال أبو عمر: لست أعرفه بغير كنيته، وذكره هكذا. ذكروه في الصحابة.
قلت: وفي كتاب المستغفريّ أبو شريح غير منسوب، ولم ينسبه أنصاريا، فما أدري أهما واحد أو اثنان، ثم بان لي أنّ الّذي ذكره المستغفري هو أبو شريح الخزاعي، فإنه ذكر له أنهم قالوا هو الخزاعي،
وذكر أنه روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أنه قال: «إنّ أعتى النّاس على اللَّه رجل قتل غير قاتله» .
انتهى.
وهذا من حديث أبي شريح الخزاعي، وأورده عبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند، من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي شريح في مسند أبي شريح الخزاعي.
10106- أبو شعيب اللحّام «3»
: من الأنصار.
وقع ذكره في الصحيح من حديث أبي مسعود البدري، قال: جاء رجل من الأنصار، يكنى أبا شعيب، فقال لغلام له لحّام: اصنع لي طعاما يكفي خمسة، فدعا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
وقد وقع لنا في الجزء التاسع من أمالي المحاملي، وفي كتاب البغويّ، وابن السّكن، وابن مندة، من طريق عبد اللَّه بن نمير، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي مسعود، عن رجل من الأنصار، يكنى أبا شعيب، قال: أتيت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فرأيت في وجهه الجوع ... فذكر الحديث.
قال ابن مندة: رواه الثوري، وشعبة، والعباس، فلم يقولوا عن أبي شعيب، قالوا: إنّ رجلا يقال له أبو شعيب ثم ساقه من طريق زهير بن معاوية، وعمار بن زريق، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر- أنّ رجلا يقال له أبو شعيب ... فذكر الحديث.
10107- أبو شقرة التميمي «4»
. روى عنه مخلد بن عقبة، ذكره أبو عمر مختصرا، قال أبو موسى: استدركه يحيى بن مندة على جده، وساق حديثه، وقد ذكره جده إلا أنه لم يذكر حديثه.
__________
(1) أسد الغابة ت 6005، الاستيعاب ت 3072.
(2) أسد الغابة ت 6003، الاستيعاب ت 3073.
(3) أسد الغابة ت 6008.
(4) جامع التحصيل 973.(7/174)
وأخرجه أبو نعيم، من طريق الحسن [بن سفيان، ثم من رواية حماد بن يزيد المنقري، حدثني مخلد بن عقبة] «1» ، عن أبي شقرة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إذا رأيتم الفيء على رءوسهنّ مثل أسنمة «2» البعير، فأعلموهنّ أنّهنّ لا يقبل لهنّ صلاة» «3» .
قال بعض رواته: والفيء: الفرع.
10108- أبو شمّاس بن عمرو الجذامي.
ذكره ابن إسحاق في وفد جذام الذين قدموا على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم بإسلام قومهم وطلب ردّ سبيهم الذين سباهم زيد بن حارثة.
10109- أبو شمر الضّبابي
هو ذو الجوشن- تقدم.
10110- أبو شمر بن أبرهة
بن شرحبيل بن أبرهة بن الصباح الحميري ثم الأبرهي.
ذكر الرّشاطيّ عن الهمدانيّ في أنساب حمير أنه وفد على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وقتل مع علي بصفّين.
قال الرّشاطيّ: لم يذكره ابن عبد البر ولا ابن فتحون. وقال ابن مندة: أبو شمر بن أبرهة بن الصباح الأصبحي يقال له صحبة، ويوجد ذكره في الأخبار.
قلت: وذكر غيرهما أنه وفد في عهد عمر فتزوّج بنت أبي موسى الأشعري. ويحتمل أن يكون وفد أولا، ثم رجع إلى بلاده، ثم وفد لما استنفرهم عمر إلى الجهاد، ثم وجدته في تاريخ دمشق، فقال: أبو شمر بن أبرهة بن الصباح بن لهيعة بن شيبة بن مرة، ثم قال:
أخو كريب بن أبرهة، ثم قال: هو مصري، ثم قال: وقيل إنه وفد على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم ساق من [209] طرق: عن ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد- أنّ عبد اللَّه بن سعد غزا الأساود سنة إحدى وثلاثين، فأصيبت عين معاوية بن خديج، وأبي شمر بن أبرهة، وجندل بن شريح، فسمّوا رماة الخندق.
ومن طريق يحيى بن بكير، عن الليث- أنه كان من جملة الذين خرجوا مع ابن أبي
__________
(1) سقط في أ.
(2) سنام البعير والناقة أعلى ظهرها، والجمع أسنمة والمراد به هنا النساء اللواتي يتعممن بالمقانع على رءوسهن يكبرنها بها، وهو من شعار المغنيات انظر اللسان 3/ 2119 والنهاية 2/ 409.
(3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45065 وعزاه إلى الطبراني في الكبير عن أبي شقرة قال الهيثمي في الزوائد 5/ 140 رواه الطبراني والبزار وفيه حماد بن يزيد عن مخلد بن عقبة ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات.(7/175)
حذيفة إلى معاوية في الرهن، ثم كسروا السجن، وخرجوا، وامتنع أبو شمر، فقال: لا أدخله أسيرا، وأخرج منه آبقا فأقام.
ثم وجدت له ذكرا
في مقدمة كتاب الأنساب للسمعاني، من طريق ابن لهيعة، عن عبد اللَّه بن راشد، عن ربيعة بن قيس: سمع عليّا يقول: ثلاث قبائل يقولون إنهم من العرب، وهم أقدم من العرب: جرهم، وهم بقية عاد، وثقيف وهم بقية ثمود، وأقبل أبو شمر بن أبرهة، فقال: وقوم هذا، وهم [بقية تبّع] «1» .
10111- أبو الشموس البلوي «2»
. قال ابن السّكن: له صحبة ورواية، ولا يوقف على اسمه. وقال البغوي: سكن الشام. وقال ابن حبّان: يقال له صحبة.
قلت: قد علّق له البخاري حديثا، ووصله في كتاب الكنى المفردة، ووقع لنا بعلو في المعجم الكبير للطبراني بسند فيه ضعف، وهو
من طريق سليمان بن مطير، عن أبيه، عن أبي الشموس البلوي- أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم نهى أصحابه عن بئر الحجر ... الحديث.
قال البغويّ: وليس لأبي الشموس غير هذا الحديث، وفي إسناده ضعف.
10112- أبو شميلة
الشنئي «3» : بفتح المعجمة والنون بعدها همزة بغير مدّ.
ذكره أبو سعيد بن الأعرابيّ، والمستغفريّ، وغيرهما من الصحابة،
وأوردوا من طريق محمد بن إسحاق، عن حسين بن عبد اللَّه، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان أبو شميلة رجل من شنوءة غلب عليه الخمر. وفي لفظ أتي بأبي شميلة سكران، وكان قد تتايع فيها، فقبض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قبضة من تراب فضرب بها وجهه، وقال: اضربوه «4» ، فضربوه بالثياب والنّعال والأيدي والمتيخ:
أي العصي الخفيفة، أو الجريدة الرطبة، وهي بكسر الميم وسكون المثناة التحتانية ثم مثناة فوقانية مفتوحة ثم معجمة. واستدركه ابن فتحون.
__________
(1) سقط من أ.
(2) تقريب التهذيب 2/ 435، الثقات 3/ 453، خلاصة تذهيب 3/ 223، تهذيب التهذيب 12/ 128، تهذيب الكمال 3/ 1614، الجرح والتعديل 9/ 390، الكاشف 3/ 346، تجريد أسماء الصحابة 2/ 177، التاريخ الكبير 9/ 42.
(3) أسد الغابة ت 6011، الاستيعاب ت 3078.
(4) أخرجه البخاري من صحيح 8/ 196 أبو داود 2/ 568 كتاب الحدود باب 36 في الحد في الخمر حديث رقم 4477، والمتقي الهندي من كنز العمال حديث رقم 3715، 13410، وابن عساكر في تاريخه 4/ 13 وأحمد في المسند 5/ 222، الطبراني في الكبير 3/ 8.(7/176)
10113- أبو شهم «1»
: يأتي في القسم الثالث.
10114- أبو شهم:
صاحب الجبيذة- تصغير جبذة، بجيم وموحدة ساكنة ثم ذال معجمة. لا يعرف اسمه ولا نسبه.
وقال البغويّ: سكن الكوفة، وذكر ابن السّكن أنّ اسمه زيد أو يزيد بن أبي شيبة،
وأخرج حديثه النّسائي، والبغوي، من طريق يزيد بن عطاء، عن بيان، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي شهم، وكان رجلا بطّالا، فمرت به جارية فأهوى بيده إلى خاصرتها، قال:
فأتيت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم الغد وهو يبايع الناس فقبض يده، وقال: أصاحب الجبيذة أمس؟ فقلت: لا أعود يا رسول اللَّه. قال: فنعم إذا، فبايعه.
إسناده قوي.
ويقال اسم أبي شهم عبيد بن كعب. وفي التابعين أبو شهم يروي عن عمر. روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، ذكره أبو أحمد في الكنى بعد الصحابة.
10115- أبو شيبة الأنصاري الخدريّ «2»
. قال أبو زرعة: له صحبة، ولا يعرف اسمه. وقال ابن السكن: له حديث واحد ولا يعرف اسمه. وقال البغوي: كان بالروم.
وقال ابن سعد في الطبقة الثالثة من الأنصار: أبو شيبة الخدريّ لم يسمّ لنا، ولم تجد اسمه ولا نسبه في كتاب الأنصار. وقال ابن مندة: عداده في أهل الحجاز. وقال الطبراني هو أخو أبي سعيد، وأخرج حديثه ابن السكن، والطبراني، والبغوي، والدّولابي، وابن مندة.
من طريق يونس بن الحارث، قال: حدثني شرس، بمعجمة ثم مهملة بينهما راء ساكنة، عن أبيه، قال: خرجت مع معاوية في غزوة القسطنطينية، فلما وصلنا ونحن نزول إذا رجل يهتف، فأقبلنا عليه، فقال: أنا أبو شيبة الخدريّ، سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من شهد أن لا إله إلّا اللَّه مخلصا بها قلبه دخل الجنّة» .
كذا قال، والصواب يزيد بن معاوية، ولم يذكر الطبراني القصة، ولا قال في السند عن أبيه، وحكى أبو أحمد الحاكم فيه الوجهين، وتبعه أبو عمر.
وأخرج ابن عائذ، والدّولابيّ، وابن مندة، من طريق سليمان بن موسى الكوفي، عن يونس بن الحارث: سمعت شرسا يحدّث عن أبيه، قال: توفي أبو شيبة الخدريّ ونحن على حصار القسطنطينية إذ هتف أبو شيبة فقال: يا أيها الناس. فأقبلت إليه في ناس كثير، فإذا
__________
(1) من أشنيم.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 178، التاريخ الكبير 9/ 42.(7/177)
هو مقنّع على رأسه، فقال: من عرفني فأنا أبو شيبة الخدريّ صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من شهد أن لا إله إلّا اللَّه مخلصا دخل الجنّة. فاعملوا ولا تتّكلوا» ،
ومات فدفنّاه مكانه.
قال أبو حاتم الرّازيّ: شرس وأبوه مجهولان.
10116- أبو شيبة:
آخر، غير منسوب.
ذكر الدّارقطنيّ في «العلل» أنّ حماد بن سلمة روى عن عبد اللَّه بن عمير، عن أبي شيبة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إذا أتى أحدكم إلى القوم يوسع له أخوه فليقعد ... الحديث. وفيه: «ثلاث تصفين لك ودّ أخيك» ، قال: ورواه أبو المطرف بن أبي الوزير، عن موسى بن عبد الملك بن عمير، عن أبيه، عن شيبة بن عثمان، عن عمه،
فإن كان حفظه فقد جوّده.
10117- أبو شيخ بن أبي ثابت:
الأنصاري الخزرجي «1» ابن أخي حسان بن ثابت.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا وأحدا، واستشهد ببئر معونة، ومات أبوه أبيّ في الجاهلية.
وقال الواقديّ، وابن الكلبيّ: هو أبيّ بن ثابت أخو حسان، كنيته أبو شيخ، ووافق ابن إسحاق موسى بن عقبة، فقال في البدريين: وأبو شيخ بن أبي بن ثابت، ووافق ابن الكلبيّ في أنه أخو أبي حسان يحيى بن سعيد الأموي عن ابن إسحاق.
القسم الثاني
10118- أبو شحمة بن عمر بن الخطاب «2»
. جاء في خبر واه أن أباه جلده في الزنا فمات، ذكره الجوذقاني، فإن ثبت فهو من أهل هذا القسم.
القسم الثالث
10119- أبو شجرة:
كثير بن مرة- تقدم في الأسماء.
__________
(1) أسد الغابة ت 6014، الاستيعاب ت 3081.
(2) المشتبه 392، مؤتلف الدارقطنيّ.(7/178)
10120- أبو شدّاد العماني «1»
. أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وقرأ كتابه عليه، وعاش مائة وعشرين سنة. ذكر البخاريّ، وابن أبي خيثمة، وسمّويه في فوائده، وابن السّكن وغيرهم،
من طريق أبي حمزة عبد العزيز بن زياد الحنظليّ، حدثني أبو شداد- رجل من أهل ذمار «2» : قرية من قرى عمان، قال: جاءنا كتاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في قطعة من أدم: «من محمد رسول اللَّه إلى أهل عمان، سلام، أمّا بعد فأقرّوا بشهادة أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّي رسول اللَّه، وأدّوا الزّكاة، وخطّوا المساجد، وكذا وكذا، وإلّا غزوتكم» .
قال أبو شداد: فلم نجد أحدا يقرأ علينا ذلك الكتاب حتى وجدنا غلاما فقرأه علينا.
قلت: فمن كان يومئذ على عمان؟ قال: أسوار من أساورة كسرى. وأخرج مطيّن، من طريق أبي حمزة الحنظليّ هذا، قال: رأيت رجلا بعمان يكنى أبا شداد بلغ عشرين ومائة سنة، وقال أبو عمر: أبو شداد العماني الذّماريّ، وتعقّب بأن ذمار من صنعاء لا من عمان، وعمان بضم أوله والتخفيف: من عمل البحرين. وذمار: قرية منها يقال بالميم والموحدة، قاله الرشاطي. ويحتمل إن كان أبو عمر حفظه أن يكون أصله من ذمار وسكن عمان، وكذا تعقب ابن فتحون في أوهام الاستيعاب قول أبي عمر الذّماريّ، وقوله في الراويّ عنه عبد العزيز بن شداد، وإنما هو ابن زياد.
10121- أبو شدّاد:
آخر، شامي.
قال الدّولابيّ: اسمه سالم. وقال ابن مندة: هو سالم بن سالم العبسيّ الحمصي.
وأخرج أبو أحمد الحاكم في «الكنى» من طريق معن بن عيسى، عن معاوية بن صالح، عن أبي شداد، وكان قد عقل متوفى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ولم يره، ولم يسمع منه شيئا، قال: دخلت على أبي أمامة وهو يشرب طلاء «3» قد ذهب ثلثاه وبقي ثلثه.
وأخرجه الدّولابيّ، وابن مندة: من هذا الوجه، عن رجل يقال له أبو شداد. روى عن أبي أمامة. روى عنه معاوية بن صالح.
10122- أبو شراحيل:
أو أبو شرحبيل، هو ذو الكلاع الحميري- تقدم في الأسماء.
__________
(1) أسد الغابة ت 6000، الاستيعاب ت 3070.
(2) (ذمار) بكسر أوله ويفتح، مبني على الكسر: قرية باليمن، على مرحلتين من صنعاء وقيل: ذمار اسم لصنعاء. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 587.
(3) الطلاء بالكسر والمد: الشراب المطبوخ من عصير العنب وهو الرّبّ، وأصله القطران الخاثر الّذي تطلى به الإبل. النهاية 3/ 137.(7/179)
10123- أبو شريك «1»
: ذكره المستغفري في الصحابة، وأخرج من طريق ابن إسحاق أن عمر أعطاه أرضا.
10124- أبو شعيب:
غير منسوب.
له إدراك، وشهد مع عمر فتح بيت المقدس. أخرج أحمد من طريق حماد بن سلمة، عن أبي سنان، عن عبيد بن آدم، وأبي مريم، وأبي شعيب- أنّ عمر بن الخطاب كان بالجابية، فذكر فتح بيت المقدس.
قال أبو سنان، عن عبيد: سمعت عمر يقول لكعب: أين ترى أن أصلّي ...
الحديث. وقول عمر: أصلي حيث صلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أخرجه يعقوب بن شيبة من هذا الوجه أتمّ منه، قال: كان عمر بالجابية، فقدم خالد بن الوليد إلى بيت المقدس، فذكر القصة في قولهم: إنما يفتحها عمر بعد فتح قيسارية إلى أن قال: فشاور عمر الناس، فقال:
إنهم أصحاب كتاب، وعندهم علم، فذهبوا إلى قيسارية ففتحوها وجاءوا إلى بيت المقدس، فصالحهم، فصلّى عند كنيسة مريم، ثم بزق في أحد قميصيه، فقيل له ابزق فيها، فإنّها يشرك فيها باللَّه، فقال: إن كان يشرك فيها باللَّه فإنه يذكر اللَّه فيها كثيرا، ثم قال: لقد كان عمر غنيّا أن يصلّي عند وادي جهنم.
وقال في قصة الصلاة: أصلّي حيث صلّى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ليلة أسري به، فتقدم إلى القبلة فصلّى.
وخلط ابن عساكر ترجمة هذا بترجمة أبي شعيب الحضرميّ الّذي روى عن أبي أيوب في الاستنجاء. وروى عنه عثمان بن أبي شوكة، والّذي يظهر لي أنه غيره، فإن الحاكم أبا أحمد حكى في الحضرميّ أنه يقال له أبو الأشعث.
10125- أبو شمر بن قيس
بن فهر بن عمرو بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي.
قال ابن الكلبيّ: كان شاعرا شريفا في الجاهلية والإسلام.
10126- أبو شهاب الهذلي «2»
: والد أبي ذؤيب.
__________
(1) ريحانة الأدب 7/ 152.
(2) المشتبه 587، مشتبه النسبة 17، ديوان الضعفاء رقم 4959، اللآلئ المصنوعة 1/ 474، الموضوعات 2/ 69، تقريب التهذيب 2/ 435، تهذيب التهذيب 12/ 128، الكنى والأسماء 2/ 6، لسان الميزان 7/ 468.(7/180)
غزا مع أبيه في خلافة عمر. ذكره ابن مرزق في أشعار الهذليين.
10127- أبو شهم التيمي «1»
: من تيم الرباب، جاهلي أدرك الإسلام.
ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنّى في خبر الكلاب الأول، فقال: كان أبو شهم هو ربّب الرباب قبل الإسلام، وعاش إلى خلافة عثمان بن عفان.
10128- أبو شيبان»
: له إدراك. ذكر ابن أبي شيبة من طريق معن بن عبد الرحمن، قال: غزا رجل نحو الشام يقال له شيبان، وله أب شيخ كبير، فقال أبوه في ذلك:
أشيبان ما يدريك أن ربّ ليلة ... غبقتك فيها والغبوق حبيب
أأمهلتني حتّى إذا ما تركتني ... ارى الشّخص كالشّخصين وهو قريب
أشيبان إن تأت الجيوش تجدهم ... يقاسون أيّاما بهنّ خطوب
[الطويل] قال: فبلغ ذلك عمر فردّه.
10129- أبو شييم المرّي.
ذكره الواقديّ عن شيوخه، قالوا: كان أبو شيم المزني قد أسلم فحسن إسلامه يحدّث ويقول: لما نفرنا مع عيينة بن حصن- يعني في الأحزاب- رجع بنا، فلما كان دون خيبر رأى مناما فقدم فوجد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قد فتح خيبر، فقال: يا محمد، أعطي مما غنمت من حلفائي، فإنّي انصرفت عنك وعن قتالك، فلم يعطه شيئا، فانصرف، فلقيه الحارث بن عوف، فقال له: ألم أقل لك! واللَّه ليظهرنّ محمد على ما بين المشرق والمغرب.
القسم الرابع
10130- أبو شبل:
غير منسوب.
ذكره الدّولابيّ في الصحابة، وهو وهم، وإنما الحديث عند واصل بن مرزوق، عن رجل من بني مخزوم يكنى أبا شبل، عن جده، وكان من الصحابة. وسيأتي بيانه في المبهمات.
__________
(1) الإكمال 4/ 400، المؤتلف والمختلف 69، تقريب التهذيب 2/ 435، بقي بن مخلد 417.
(2) معجم رجال الحديث 21/ 186، الميزان 4/ 738.(7/181)
10131- أبو شجرة:
شيخ لأبي الزّاهرية «1» .
ذكره الدّولابيّ والمستغفريّ في الصحابة، واستدركه أبو موسى «2» ، ونبه على أنه وهم، وجوّز بعضهم أنه يزيد بن شجرة، فإنه يكنى أبا شجرة، وهو مختلف في صحبته، لكن فرّق أبو أحمد الحاكم بين أبي شجرة يزيد بن شجرة وبين أبي شجرة شيخ أبي الزاهرية، وهو الصواب فيما أرى.
وقد تقدم في كثير بن مرة
أنّ البغوي أورد في ترجمته من طريق أبي الزاهرية عن أبي شجرة حديثا، وهو أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «أقيموا الصّفوف ... » «3» الحديث، وفيه: «ومن وصل صفّا وصله اللَّه» «4» .
والّذي يظهر أنه آخر غير كثير بن مرة، والعلم عند اللَّه.
10132- أبو شريح:
غير منسوب «5» .
له حديث في مسند بقيّ بن مخلد، قال في التجريد: لعله هانئ بن يزيد.
قلت: بل هو أبو شريح الخزاعي، فالحديث حديثه.
10133- أبو شريح المصري:
أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصحابة،
فأخرج السّاعديّ من طريق الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد الأنصاري، عن أبي شريح المصري، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «إنّ سلاح المؤمن إذا كان عدّة في سبيل اللَّه يوزن كلّ يوم مع صالح عمله» .
10134- أبو شمير:
ذكره البغوي، وقال: إنه وهم،
قال: حدثنا محمد بن علي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا عبد اللَّه بن جابر بن ربيعة، عن مجمّع بن عتاب، عن أبيه، عن شمير، قال: قلت للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: إن لي أبا شيخا كبيرا وإخوة أذهب إليهم لعلهم أن يسلموا
__________
(1) أسد الغابة ت 5998.
(2) في أموسى.
(3) أخرجه أبو داود 1/ 235 كتاب الصلاة باب تفريع أبواب الصفوف حديث رقم 666 وأحمد في المسند 2/ 98، الدارقطنيّ في السنن 1/ 330 وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 2441، والطبراني في الكبير 17/ 218 وكنز العمال حديث رقم 20569، 20570، 20614 والمنذري في الترغيب 1/ 319.
(4) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 235، عن ابن عمر بزيادة في أوله كتاب الصلاة باب تسوية الصفوف حديث رقم 666 والنسائي في السنن 2/ 93 عن ابن عمر بلفظه كتاب القبلة باب من وصل صفا (31) حديث رقم 819، وأحمد في المسند 2/ 98 3/ 101، والحاكم في المستدرك 1/ 213 عن ابن عمر بلفظه وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
(5) أسد الغابة ت 6006.(7/182)
فآتيك بهم، فقال: «إن هم أسلموا فهو خير لهم، وإن أبوا فالإسلام واسع- أو عريض» .
قال البغويّ: أحسب محمد بن علي وهم فيه، وقد حدثناه أبو خيثمة عن أبي نعيم، عن مجمع بن عتاب، بن شمير، عن أبيه- يعني فتكون الصحبة لعتاب بن شمير.
10135- أبو شهلة:
تقدم في حرف السين المهملة.
حرف الصاد المهملة
القسم الأول
10136- أبو صالح:
حمزة بن عمر الأسلمي «1» : تقدم.
10137- أبو صبرة «2»
[211] : ذكر في التجريد أن له في مسند بقي بن مخلد حديثا.
10138- أبو صخر العقيلي «3»
: ذكره البخاريّ، ومسلم، وابن حبّان، وغيرهم في الصحابة.
قيل: اسمه عبد اللَّه بن قدامة،
حكاه ابن عبد البرّ، وأخرج ابن خزيمة في صحيحه، والحسن بن سفيان في مسندة، من طريق سالم بن نوح، عن الجريريّ، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن أبي صخر- رجل من بني عقيل، وربما قال عبد اللَّه بن قدامة، قال: قدمت المدينة على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بتجارة لي فبعتها، فقلت: لو ألممت برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فأقبلت نحوه، فتلقّاني في بعض طرق المدينة وهو بين أبي بكر وعمر، فجئت حتى كنت من خلفهم، فمرّ يهودي ناشر التوراة يقرؤها يعزي نفسه على ابن له ثقيل في الموت، قال:
فمال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وملت معه. فقال: «يا يهوديّ، أنشدك بالّذي أنزل التّوراة على موسى، وأنشدك بالّذي فلق البحر لبني إسرائيل، فعظّم عليه. هل تجدني وصفتي ومخرجي في كتابك؟ فقال برأسه، أي لا. فقال ابنه- وهو في الموت: والّذي أنزل التوراة على موسى إنه ليجد صفتك وبعثك ومخرجك في كتابه، وأنا أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأنك رسول اللَّه. فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «أقيموا اليهوديّ عن أخيكم» «4» . فوليه رسول اللَّه وغسله وكفّنه وصلى عليه.
__________
(1) أسد الغابة ت 6016.
(2) بقي بن مخلد 906.
(3) تعجيل المنفعة 495، التاريخ الكبير 9/ 45، ذيل الكاشف 185.
(4) أخرجه ابن سعد 1/ 1/ 123، وأحمد 5/ 411، والسيوطي في الدر 3/ 131.(7/183)
وقال ابن سعد: حدثنا علي بن محمد المدائني، عن الصّلت بن دينار، عن عبد اللَّه بن شقيق نحوه. ورواه عبد الوهاب بن عطاء عن الجريريّ فقال: عن عبد اللَّه بن قدامة، عن رجل أعرابي.
وقال إسماعيل بن عليّة: عن الجريريّ، عن أبي صخر، عن رجل من الأعراب، أخرجه أحمد عن ابن عليّة.
10139- أبو صرمة بن أبي قيس «1»
: الأنصاري المازني.
قيل: اسمه قيس بن مالك، وقيل مالك بن قيس، وقيل ابن أبي قيس، وقيل ابن أسعد. وقال ابن البرقي: هو قيس بن صرمة بن أبي صرمة بن مالك بن عدي بن النجار، وكذا نسبه ابن قانع، والدمياطيّ.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في العزل، وعن أبي أيوب وغيره.
روى عنه عبد اللَّه بن محيريز، ولؤلؤة مولاة الأنصار، ومحمد بن قيس، وزياد بن نعيم.
وذكر العسكريّ في الرواة عنه محمد بن يحيى بن حبان، والمحفوظ أن بينهما واسطة.
وقد ذكر البغويّ حديثه من طريق يحيى بن سعيد عنه، فأثبت الواسطة لؤلؤة، ومن وجه آخر عنه بحذفها. وقال أبو عمر: لم يختلف في شهوده بدرا، وتعقب بأن ابن إسحاق وموسى بن عقبة والواقدي لم يذكروه فيهم، وحديثه عند الترمذي، والنسائي. وذكره محمد بن الربيع الجيزي في الصحابة الذين نزلوا مصر، فقال: ذكر يحيى بن عثمان أنه شهد فتح مصر. وذكر أحمد بن يحيى بن الوزير أنه قدم على عقبة بن عامر.
وأخرج من طريق زياد بن أيوب، قال: كنا مع أبي أيوب في البحر، ومعنا أبو صرمة الأنصاري صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث. ويقال هو أبو صرمة الّذي نزلت فيه: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ... [البقرة: 187] الآية.
10140- أبو صعير العذري «2»
: تقدم الاختلاف فيه في ثعلبة بن صغير. قال البغويّ:
سكن المدينة.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 179، بقي بن مخلد 209، التاريخ الكبير 9/ 91.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 179.(7/184)
10141- أبو صفرة:
عسعس بن سلامة- تقدم في الأسماء.
10142- أبو صفرة الأزدي:
والد المهلب الأمير المشهور «1» .
مختلف في صحبته وفي اسمه، قيل اسمه ظالم بن سارق، وقيل ابن سراف، وقيل قاطع بن سارق بن ظالم، وقيل غالب بن سراق.
ونسبه ابن الكلبيّ، فقال: ظالم بن سارق بن صبح بن كندي بن عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث بن العتيك بن الأزد، وزعم بعضهم أن أصلهم من العجم وأنهم انتسبوا في الأزد.
وذكره ابن السّكن في الصحابة،
وأخرج من طريق محمد بن عبد بن حميد، قال:
حدثنا محمد بن غالب بن عبد الرحمن بن يزيد بن المهلب بن أبي صفرة، حدثني أبي، عن آبائه- أن أبا صفرة قدم على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم على أن يبايعه وعليه حلة صفراء يسحبها خلفه دراعة «2» ، وله طول وجثة وجمال وفصاحة لسان، فلما رآه أعجبه ما رأى من جماله، فقال له: «من أنت؟» قال: أنا قاطع بن سارق بن ظالم بن عمر بن شهاب بن الهلقام بن الجلند بن السلم الّذي كان يأخذ كلّ سفينة غصبا، أنا الملك بن الملك. فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «أنت أبو صفرة، دع عنك سارقا وظالما» . فقال: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأنك عبده ورسوله حقا.
حقا يا رسول اللَّه، إن لي ثمانية عشر ذكرا، ورزقت بنتا سميتها صفرة، فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلّم:
«فأنت أبو صفرة» .
وقال الواقديّ في كتاب الرّدّة: قالوا: وفد الأزد من دبا مقرين بالإسلام على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فبعث عليهم حذيفة بن اليمان الأزدي مصدقا، وكتب له فرائض صدقاتهم، فذكر الحديث في الردة وقتال عكرمة إياهم، وغلبته عليهم، وإرسال سبيهم إلى أبي بكر مع حذيفة المذكور، قال: فحدثنا عبد اللَّه بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده، قال: لما قدم سبي أهل دبا، وفيهم أبو صفرة غلام لم يبلغ الحلم، فأنزلهم أبو بكر في دار رملة بنت الحارث، وهو يريد أن يقتل المقاتلة، فقال له عمر: يا خليفة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قوم مؤمنون، إنما شحوا على أموالهم، فقال: انطلقوا إلى أي البلاد شئتم، فأنتم قوم أحرار، فخرجوا فنزلوا البصرة، فكان أبو صفرة والد المهلب فيمن نزل البصرة.
وقال أبو عمر: كان أبو صفرة مسلما على عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، ولم يفد عليه، ووفد على عمر في عشرة من ولده.
__________
(1) أسد الغابة ت 6021، الاستيعاب ت 3087.
(2) في أذراعين.(7/185)
وذكر عبد الرّزّاق، عن جعفر بن سليمان، قال: وفد أبو صفرة على عمر بن الخطاب ومعه عشرة من ولده، المهلّب أصغرهم، فجعل عمر ينظر إليهم ويتوسّم، ثم قال لأبي صفرة: هذا سيّد ولدك، وهو يومئذ أصغرهم.
وقال عمر بن شبّة في أخبار البصرة: أوفد عثمان بن أبي العاص وهو أمير البصرة أبا صفرة في رجال من الأزد على عمر، فسألهم عن أسمائهم، وسأل أبا صفرة، فقال: أنا ظالم بن سارق، وكان أبيض الرأس واللحية، فأتاه وقد اختضب، فقال: أنت أبو صفرة، فغلبت عليه الكنية.
قلت: فهذا معارض لرواية الواقدي أنه كان لما وفد غلاما لم يبلغ الحلم.
وقال الأصمعيّ في ديوان زياد الأعجم: إن أبا صفرة سأل عثمان بن أبي العاص أن يقطعه فأقطعه خططا بالمهالبة، فقيل له: إن هذا الرجل أقلف، فدعا به، فقال: ويحك، أما تطهرت؟ قال: واللَّه يا أمير المؤمنين، إني لأفعل ذلك خمس مرات في اليوم، قال: إنما سألتك عن الختان. فقال: واللَّه، أعزّ اللَّه الأمير، ما عرفت ذلك، فأمره فاختتن، قال: وفي ذلك يقول زياد بن الأعجم:
اختتن القوم بعد ما شمطوا ... واستعربوا بعد إذ هم عجم
[المنسرح] وقال أبو الفرج في «الأغاني» في ترجمة أبي عيينة المهلبي: اسم أبي صفرة سارق، وقيل غالب.
وقال ابن قتيبة: المهلب من أزد عمان من قرية يقال لها دبا، أسلم في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم [212] ثم ارتدّ، ونزل على حكم حذيفة، فبعثه إلى أبي بكر فأعتقه.
وقد وقع لنا عن أبي صفرة حديث مسند، أخرجه الطبراني في الأوسط، من طريق زياد بن عبد اللَّه القرشي: دخلت على هند بنت المهلب بن أبي صفرة، وهي امرأة الحجاج وبيدها مغزل تغزل به، فقلت لها: تغزلين وأنت امرأة أمير؟ فقالت: إن أبي يحدّث عن جدي، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «أطولكنّ طاقا أعظمكنّ أجرا» «1» .
قال الطّبرانيّ: لم يسند أبو صفرة غير هذا. واسمه سارق بن ظالم، ولا يروى عنه إلا بهذا الإسناد، تفرد به يزيد بن مروان بن زياد.
__________
(1) قال الهيثمي في الزوائد 4/ 96 رواه الطبراني في الأوسط وفيه يزيد بن مروان الحلال قال ابن معين كذاب.(7/186)
قلت: ويزيد متروك، والحديث الّذي أورده ابن السكن يعكر عليه.
10143- أبو صفوان:
عبد اللَّه بن بشر المازني.
10144- وأبو صفوان:
مالك بن عميرة «1» .
10145- وأبو صفوان:
مخرمة بن نوفل، والد المسور- تقدموا في الأسماء.
10146- أبو صفوان:
أو ابن صفوان «2» - في المبهمات.
10147- أبو صفية:
مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «3» .
قال البخاريّ: عداده في المهاجرين، وأخرجه من طريق المعلى بن عبد الرحمن:
سمعت يونس بن عبيد يقول لأمّه: ماذا رأيت أبا صفية يصنع؟ قالت: رأيت أبا صفية- وكان من المهاجرين من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم- يسبح بالنوى. تابعه عبد الواحد بن زيد، عن يونس بن عبيد، عن أمه، قالت: رأيت أبا صفية رجلا من المهاجرين يسبّح بالنوى. أخرجه البغوي، وأخرج من وجه آخر، عن أبيّ بن كعب، عن أبي صفية مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنه كان يوضع له نطع، ويؤتي بحصى فيسبّح به إلى نصف النهار، فإذا صلى الأولى ورجع أتى به فيسبح حتى يمسي.
10148- أبو صميمة:
ويقال بالمعجمة «4» .
ذكره المستغفري هاهنا بالمهملة، [وسيجيء في الضاد المعجمة] «5» .
10149- أبو صهيب:
ذكره الحاكم أبو أحمد، فقال: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، روى عنه هلال، أظنه ابن يساف. قال عبد الرزاق: عن معمر، عن هلال.
القسم الثاني
خال.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 179.
(2) الجرح والتعديل 9/ 395، المغني 7547، و 7548، ديوان الضعفاء رقم 4966، الطبقات الكبرى 5/ 158، كتاب الضعفاء والمتروكين 3/ فهرست 233، الضعفاء والمتروكين 627، الميزان 4/ 738.
(3) أسد الغابة ت 9023، الاستيعاب ت 3089.
(4) الاستيعاب ت 6024.
(5) سقط في أ.(7/187)
القسم الثالث
10150- أبو صحار السعدي:
كان رجلا في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وشهد حنينا مع المشركين، ثم أسلم.
ذكره أبو عبد اللَّه بن الأعرابيّ في كتاب «النّوادر» ، وقال: قال السروجي: قال أبو صحار السعدي، سعد أبي بكر بن هوازن، وقالت له زوجته: ابتع لنا عهنا «1» . فقال لها:
كما أنت حتى تكون الجبال عهنا، كما قال أخو قريش فتأخذي عهنا رخيصا. قال: ودعاه قومه إلى الإسلام بعد أن ظهر الإسلام فأبى، وقال في يوم حنين:
ألا هل أتاك إن غلبت قريش ... هوازن والخطوب لها شروط
[الوافر] وقد تقدمت هذه الأبيات وجوابها في ترجمة عبد اللَّه بن وهب الأسدي، قال: ثم أسلم أبو صحار بعد ذلك، وحسن إسلامه، وجاور عبيد اللَّه بن العباس بالبقيع، وذكر له معه خبرا، وأنشد له فيه مدحا، وذكر قصته أيضا أبو عبد اللَّه بن خالويه في كتابه.
القسم الرابع
10151- أبو صالح، مولى أم هانئ «2»
: تابعي شهير، وهم بعض الرواة في حديث من طريقه، فأخرجه الحسن بن سفيان في مسندة، وذكره من طريقه أبو نعيم في الصحابة وهو وهم، فأخرج الحسن من طريق رزين عن ثابت، عن أبي ثابت، عن أبي صالح مولى أم هانئ أنها أعتقته، قال: وكنت ادخل عليها في كل [شهر، وكل] «3» شهرين دخلة، فدخلت عليها يوما [إذ دخل عليها النبي صلى اللَّه عليه وسلّم] «4» فقالت: يا ابن عم، كبرت وثقلت، وضعف عملي، فهل من مخرج؟ فقال: أبشري يا بوان خير كثير، احمدي اللَّه مائة مرة تكون عدل مائة رقبة، وكبّري مائة تكون عدل مائة فرس مسرجة ملجمة في سبيل اللَّه، وسبحي مائة تكون عدل مائة بدنة مقلدة مثقلة، وهللي
__________
(1) العهن: الصوف المصبوغ ألوانا، وقالوا: العهن: الصوف الملون، وقيل: كل صوف عهن والقطعة منه عرضة والجمع عهونة انظر اللسان 4/ 3153.
(2) تقريب التهذيب 2/ 437، تهذيب التهذيب 12/ 132، تهذيب الكمال 3/ 1615، الكنى والأسماء 2/ 9، تجريد أسماء الصحابة 2/ 178.
(3) ما بين القوسين ساقط من أ.
(4) ما بين القوسين ساقط من أ.(7/188)
مائة لا يلحقك ذنب إلّا الشرك. هكذا قال، رزين، وهو ضعيف، والصواب إذ دخل عليها علي، فقالت: يا ابن أم، وأبو صالح مولى أم هانئ مشهور في التابعين لا يخفى ذلك على من له أدنى معرفة.
10152- أبو الصباح بن النعمان «1»
: صحفه بعضهم، والصواب بالضاد المعجمة كما سيأتي بعد هذا.
حرف الضاد المعجمة
القسم الأول
10153- أبو الضبيب البلوي:
ويقال أبو الضبيس. يأتي.
10154- أبو الضّبيس الجهنيّ «2»
: قال ابن مندة: سمعت ابن يونس يذكر عن الواقدي أنه صحابي، ذكر فيمن نزل الإسكندرية، وعن الواقديّ أنه من أصحاب الشجرة، وتوفي في آخر خلافة معاوية. وذكره الواقديّ في جملة من خرج وراء العرنيين.
10155- أبو الضّبيس البلوي:
ذكره محمّد بن الرّبيع الجيزيّ فيمن دخل مصر من الصحابة.
وذكر الواقديّ من طريق محمد بن سعد مولى بني مخزوم، عن رويفع بن ثابت البلوي، قال: قدم وفد قومي في شهر ربيع الأول سنة تسع، فبلغني قدومهم، فأنزلتهم عليّ، فدخلوا إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال شيخ منهم يقال أبو الضّبيس: يا رسول اللَّه، إني رجل أرغب في الضيافة، فهل لي من أجر في ذلك؟ قال: «نعم، وكلّ معروف إلى غنيّ أو فقير صدقة» .
10156- أبو الضحاك «3»
: عمر بن حزم بن زيد الأنصاري.
10157- أبو الضحاك:
فيروز الديلميّ- تقدما.
10158- أبو الضحاك الأنصاري:
ذكره الحسن بن سفيان في مسندة،
وأخرج من طريق إبراهيم بن قيس بن أوس
__________
(1) أسد الغابة ت 6017، الاستيعاب ت 3083.
(2) طبقات ابن سعد 4/ 348، تاريخ الإسلام 1/ 339.
(3) المصباح المضيء انظر الفهرس.(7/189)
الأنصاري، عن أبي الضحاك الأنصاري، قال: لما سار رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إلى خيبر جعل عليّا مقدمته، فقال له: «إنّ جبريل يحبك» . قال: وقد بلغت إلى أن يحبني جبريل؟ قال: نعم، ومن هو خير من جبريل، اللَّه يحبّك.
10159- أبو ضمرة بن العيص «1»
: ذكر الاختلاف في اسمه في جندع بن ضمرة من الأسماء، وكلام.
10160- أبو ضميرة الحميري والد ضميرة «2»
. ذكره ابن مندة في «الكنى» ، وسبقه البغويّ ومن قبله محمد بن سعد، ووصفوه بأنه مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. وقد قيل: إن اسمه سعد. وقيل روح. وقد تقدم خبره في الكتاب الّذي كتبه النبي صلى اللَّه عليه وسلّم لآل ضميرة في ترجمة ضميرة.
وقال مصعب الزّبيريّ: كانت لأبي ضميرة دار بالعقيق. وقال ابن الكلبيّ: هو غير أبي ضميرة مولى علي. وقال ابن سعد، والبلاذريّ: وفد حسين بن عبد اللَّه بن ضميرة على المهدي بالكتاب، فوضعه على عينيه، وأعطاه ثلاثمائة دينار، وكان خرج في سفر ومعه قومه، ومعهم هذا الكتاب، فعرض لهم اللصوص، فأخذوا ما معهم، فأخرجوا الكتاب وأعلموهم بما فيه، فردّوا عليهم ما أخذوا منهم ولم يعترضوا لهم.
ذكره البغويّ عن محمد بن سعد، عن إسماعيل بن أبي أويس.
10161- أبو ضميمة «3»
: مصغرا.
ذكره ابن مندة،
وأخرج من طريق عطاء الخراساني، عن الحسن- هو البصري:
سمعت أبا ضميمة، وكان ممن أدرك [213] النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: سألت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عن أبواب القسط، فقال: «إنصاف النّاس من نفسك، وبذل السّلام للعالم» .
قلت: قال عطاء: فيه ضعف، والراويّ عنه لهذا الحديث اتهموه بالكذب، وهو إسحاق بن نجيح. وقد رواه أبو نعيم من وجه آخر عن علي بن حجر رواية عن إسحاق، فقال: عن أبي تميمة- بالمثناة المفتوحة. فاللَّه أعلم.
__________
(1) الجرح والتعديل 9/ 396.
(2) في أضمرة.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 180.(7/190)
القسم الثاني
خال. وكذا.
القسم الثالث
القسم الرابع
10162- أبو ضمضم:
غير مسمى ولا منسوب.
ذكره أبو عمر في حاشية كتاب ابن السكن، فقرأت بخطه: أبو ضمضم غير منسوب،
روى ثابت عن أنس أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «ألا تحبّون أن تكونوا كأبي ضمضم» ؟ قالوا: يا رسول اللَّه، ومن أبو ضمضم؟ قال: «إنّ أبا ضمضم كان إذا أصبح» قال: اللَّهمّ إنّي قد تصدّقت بعرضي على من ظلمني» . قال: فأوجب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أنه قد غفر له.
وذكره في الصحابة، فقال: روى عنه الحسن، وقتادة أنه قال: «اللَّهمّ إنّي قد تصدّقت بعرضي على عبادك» . قال: وروى ابن عيينة عن عمرو بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال:
إن رجلا من المسلمين قال ... فذكر مثله. قال أبو عمر: أظنه أبا ضمضم المذكور.
قلت: تبع في ذلك كله الحاكم أبا أحمد، فإنه أخرج الحديث من طريق حماد بن زيد عن هشام، عن الحسن، وعن أبي العوام، عن قتادة، قالا: قال أبو ضمرة: اللَّهمّ ...
فذكره- ثم ساق حديث أبي هريرة من طريق سعيد بن عبد الرحمن، عن سفيان، وهو كذلك في جامع سفيان.
وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، من طريق شعيب بن بيان عن عمران القطان، عن قتادة، عن أنس- مرفوعا.
وقد تعقب ابن فتحون قول ابن عبد البر: روى عنه الحسن وقتادة، فقال: هذا وهم لا خفاء فيه، لأن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم يخبر أصحابه عن أبي ضمضم، فلا يعرفونه حتى يقولوا من أبو ضمضم؟ وأبو عمر يقول: روى عنه الحسن وقتادة.
وقد أخرجه البزّار والسّاجيّ، من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، عن محمد بن عبد اللَّه العمي، عن ثابت، عن أنس الحديث، وفيه: قالوا: وما أبو ضمضم؟ قال: «إنّ أبا ضمضم كان إذا أصبح قال: اللَّهمّ ... » الحديث.
وفي رواية البزّار من الزيادة: كان رجلا صلبا. قال ابن فتحون: فالرجل لم يكن من هذه الأمة، وإنما كان قبلها، فأخبرهم بحاله تحريضا على أن يعملوا بعمله، وما توهماه من(7/191)
أنّ الصحابي في حديث أبي هريرة هو أبو ضمضم خطأ، بل هو علبة بن زيد الأنصاري كما تقدم في حرف العين المهملة، ولولا ما جاء من التصريح بأن ضمضم كان فيمن كان قبلها لجوزت أن يكون علبة، يكنى أبا ضمضم، لكن منع من ذلك ما أخرجه
أبو داود عن موسى بن إسماعيل، وأبو بكر الخطيب في كتاب الموضح من طريق روح بن عبادة، كلاهما عن حماد بن سلمة عن ثابت، عن عبد الرحمن بن عجلان- أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «أيعجز أحدكم أن يكون مثل أبي ضمضم؟» قالوا: ومن أبو ضمضم يا رسول اللَّه؟ قال: «رجل ممّن كان قبلكم ... » الحديث «1» .
قال أبو داود: رواه أبو النضر عن محمد بن عبد اللَّه العمي، عن ثابت، عن أنس.
ورواية حماد أصحّ، وأخرجه من طريق محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة موقوفا.
انتهى.
وأسنده البخاريّ في «تاريخه» ، والبزار، والساجي، من طريق أبي النضر، وأشار البزار إلى أن محمد بن عبد اللَّه تفرد به.
وأخرجه البخاريّ في «تاريخه» والعقيليّ في «الضّعفاء» .
حرف الطاء المهملة
القسم الأول
10163- أبو طخفة «2»
: تقدم في طخفة.
10164- أبو طريف الهذلي»
: ذكره البغويّ، ومطيّن، وابن حبّان، وابن السّكن وغيرهم في الصحابة، وشهد حصار الطائف. قال ابن قانع: اسمه كيسان. وقال أبو عمر: اسمه سنان.
روى حديثه أحمد، والحسن بن سفيان، وغيرهما من طريق زكريا بن إسحاق، عن الوليد بن عبد اللَّه بن أبي شميلة.
وفي رواية البغوي أبو شميرة، براء بدل اللام: حدثني أبو
__________
(1) ضعيف أخرجه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» 62 وعلته شعيب بن سنان يحدث عن الثقات بالمناكير وهو عند أبي داود (4886) موقوفا.
(2) أسد الغابة: ت 6032.
(3) مؤتلف الدارقطنيّ 1256، 1480.(7/192)
طريف أنه كان شاهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وهو يحاصر أهل الطائف، قال: وكان يصلي بنا صلاة المغرب، حتى لو أن إنسانا رمى بنبله أبصر مواقع نبله «1» ،
وصححه ابن خزيمة.
10165- أبو طريف:
عدي بن حاتم الطائي- تقدم.
10166- أبو الطّفيل
عامر بن واثلة بن عبد اللَّه بن عمرو بن جحش «2» . ويقال جهيش بن جدي بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة الكناني، ثم الليثي.
رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وهو شابّ، وحفظ عنه أحاديث.
قال ابن عديّ: له صحبة. وروى أيضا عن أبي بكر، وعمر، وعلي، ومعاذ، وحذيفة، وابن مسعود، وابن عباس، ونافع بن عبد الحارث، وزيد بن أرقم، وغيرهم.
روى عنه الزّهريّ، وأبو الزّبير، وقتادة، وعبد العزيز بن رفيع، وعكرمة بن خالد.
وعمرو بن دينار، ويزيد بن أبي حبيب، ومعروف بن خرّبوذ، وآخرون.
قال مسلم: مات سنة مائة، وهو آخر من مات من الصحابة. وقال ابن البرقي: مات سنة اثنتين ومائة. وهو مشهور باسمه وكنيته جميعا. وعن مبارك بن فضلة مات سنة سبع ومائة. وقال وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه: كنت بمكة سنة عشر ومائة. فرأيت جنازة، فسألت عنها، فقيل لي أبو الطفيل.
وقال ابن السّكن: جاءت عنه روايات ثابتة أنه رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وأما سماعه منه صلى اللَّه عليه وسلّم فلم يثبت.
وذكر ابن سعد عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي الطفيل، قال: كنت أطلب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فيمن يطلبه، وهو في الغار ... الحديث. وهو ضعيف، لأنهم لا يختلفون أن أبا الطفيل لم يكن ولد في تلك الليلة.
قلت: وأظن أنّ هذا من رواية أبي الطفيل عن أبيه.
وقال صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: أبو الطفيل مكي ثقة. وذكر البخاري في التاريخ الصغير، عن أبي الطفيل، قال: أدركت ثمان سنين من حياة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. قال أبو عمر: كان يعترف بفضل أبي بكر وعمر، لكنه يقدم عليّا.
__________
(1) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 1/ 447، 2/ 66.
(2) أسد الغابة: ت 6035، الاستيعاب: ت 3095.(7/193)
10167- أبو طلحة الأنصاري «1»
: زيد بن سهل بن الأسود بن حرام الأنصاري النجاري. مشهور باسمه وكنيته، وهو القائل:
أنا أبو طلحة واسمي زيد ... وكلّ يوم في جرابي صيد
[الرجز] تقدم في الأسماء.
10168- أبو طلحة الأنصاري:
آخر.
ذكره الخطيب في المبهمات، وأنه الّذي ضيف الرجل فآثره بطعامه، ونزلت فيه:
وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ ... [الحشر: 9] الآية، وذكر أنه غير أبي طلحة زوج أم سليم، ونسبه أنه وقع في الرواية التي أخرجها مسلم، فقال: رجل من الأنصار يقال له أبو طلحة، فكأنه استبعد أن يكون أبو هريرة لا يعرف أبو طلحة زوج أم سليم حتى يعبر عنه بهذه العبارة. وقد جزم غيره بأنه هو، ولا مانع أن تكون هذه القصة في أوائل ما قدم أبو هريرة المدينة قبل أن يعرف غالب أهلها.
10169- أبو طلحة:
درع الخولانيّ.
قال الطّبرانيّ: مختلف في صحبته،
وأورد له من طريق حماد بن سلمة، عن أبي سنان، عن أبي طلحة الخولانيّ، واسمه درع، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «يكون جنود أربعة، فعليكم بالشّام ... » «2» الحديث.
وقال ابن يونس: شهد فتح مصر.
10170- أبو طليق «3»
: بوزن عظيم، وقيل: طلق- بسكون اللام.
ذكره البغويّ، وابن السّكن، وغيرهما في الصحابة،
وأخرجوا من طريق المختار بن فلفل، قال: حدثني طلق بن حبيب البصري أن أبا طليق حدثه أن امرأته أم طليق أتته، فقالت له: حضر الحج يا أبا طليق، وكان له جمل وناقة يحجّ على الناقة ويغزو على الجمل، فسألته أن يعطيها الجمل فتحجّ عليه، فقال: ألم تعلمي أني حبسته في سبيل اللَّه، فقالت: إن الحج من سبيل اللَّه، فأعطنيه يرحمك اللَّه، فامتنع، قالت: فأعطني الناقة وحجّ أنت على
__________
(1) أسد الغابة: ت 6036، الاستيعاب: ت 3096.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 4/ 275. وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 61 عن عبد اللَّه بن يزيد ولفظه يكون جند بالشام ... وقال رواه الطبراني وفيه إسحاق بن إدريس الأسواري وهو متروك.
(3) تلقيح فهوم أهل الأثر 386، التاريخ الكبير 9/ 46، تجريد أسماء الصحابة 2/ 180.(7/194)
الجمل. قال: لا أوثرك على نفسي. قالت: فأعطني من نفقتك. قال: ما عندي فضل عني وعن عيالي ما أخرج به، وما أتركه لكم. قالت: إنك لو أعطيتني أخلفها اللَّه عليك. قال:
فلما أبيت عليها قالت: فإذا لقيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فأقرئه مني السلام، وأخبره بالذي قلت لك. قال: فأتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقرأته منها السلام، وأخبرته بالذي قالت. فقال: صدقت أم طليق لو أعطيتها الجمل لكان في سبيل اللَّه، ولو أعطيتها الناقة لكانت وكنت في سبيل اللَّه، ولو أعطيتها من نفقتك لأخلفها اللَّه عليك. قال: فإنّها تسألك ما يعدل الحج؟ قال: عمرة في رمضان «1» .
لفظ حفص بن غياث «2» عند أبي بشر الدّولابي، وأخرجه ابن أبي شيبة، وابن السكن، وابن مندة، من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن المختار، وسنده جيد.
10171- أبو طويل الكندي:
شطب الممدود «3» تقدم في الأسماء.
10172- أبو طيبة الحجاج «4»
: مولى الأنصار، من بني حارثة. وقيل من بني بياضة، يقال: اسمه دينار.
حكاه ابن عبد البرّ، ولا يصح، فقد ذكر الحاكم أبو أحمد أن دينار الحجام آخر تابعي، وأخرج ابن مندة حديثا لدينار الحجام عن أبي طيبة، ويقال اسمه ميسرة.
ذكره البغويّ في معجم الصحابة عن أحمد بن عبيد أبي طيبة- أنه سأله عن اسم جده أبي طيبة؟ فقال: ميسرة، ويقال اسمه نافع. قال العسكري: قيل اسمه نافع، ولا يصح، ولا يعرف اسمه.
قلت: كذا قال، ووقع مسمى كذلك في مسند محيّصة بن مسعود، من مسند أحمد،
ثم من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عفير الأنصاري، عن محمد بن سهل بن أبي خيثمة، عن محيّصة- أنه كان له غلام حجام يقال له نافع أبو طيبة، فسأل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عن خراجه، فقال: «اعلفه النّاضح ... » الحديث.
وقد أخرجه أحمد وغيره من حديث الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عفير
__________
(1) أورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 1074 وعزاه لأبي يعلى، وأورده الهيثمي في الزوائد 3/ 283 وقال رواه الطبراني في الكبير والبزار باختصار عنه ورجال البزار رجال الصحيح.
(2) في أغباب.
(3) أسد الغابة: ت 6038، الاستيعاب: ت 3098.
(4) تبصير المنتبه 3/ 866، الجرح والتعديل 9/ 398.(7/195)
الأنصاري، عن محمد بن سهل بن أبي خيثمة، عن محيصة بن مسعود- أنه كان له غلام حجام يقال له نافع أبو طيبة.
وقد ثبت ذكره في الصحيحين أنه حجم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم من حديث أنس وجابر وغيرهما.
وأخرج ابن أبي خيثمة بسند ضعيف عن جابر، قال: خرج علينا أبو طيبة لثمان عشرة خلون من رمضان، فقال له: أين كنت؟ قال: حجمت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
وأخرج ابن السّكن بسند آخر ضعيف من حديث ابن عباس: كنا جلوسا بباب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فخرج علينا أبو طيبة بشيء يحمله في ثوبه، فقلنا: ما هذا معك يا أبا طيبة؟ قال:
حجمت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فأعطاني أجري.
القسم الثاني
لم يذكر فيه أحد من الرجال.
القسم الثالث
10173- أبو الطّفيل سهيل «1»
بن عوف.
10174- أبو الطّمحان القيني:
اسمه حنظلة- تقدم في الأسماء.
القسم الرابع
10175- أبو طالب بن عبد المطلب «2»
بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي، عمّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم شقيق أبيه، أمّهما فاطمة بنت عمرو بن عائذ المخزومية، اشتهر بكنيته، واسمه عبد مناف على المشهور. وقيل عمران. وقال الحاكم: أكثر المتقدمين على أن اسمه كنيته.
ولد قبل النبي بخمس وثلاثين سنة. ولما مات عبد المطلب أوصى بمحمد صلى اللَّه عليه وسلّم إلى أبي طالب، فكفله وأحسن تربيته، وسافر به صحبته إلى الشام، وهو شابّ، ولما بعث قام في نصرته وذبّ عنه من عاداه ومدحه عدة مدائح منها قوله لما استسقى أهل مكة فسقوا:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل
[الطويل]
__________
(1) في أسبيل.
(2) تنقيح المقال 3/ 321- الطبقات الكبرى 1/ 93، 8/ 51، 151.(7/196)
ومنها قوله من قصيدة:
وشقّ له من اسمه ليجلّه ... فذو العرش محمود وهذا محمّد
[الطويل] قال ابن عيينة، عن علي بن زيد: ما سمعت أحسن من هذا البيت.
وأخرج أحمد من طريق حبة العرني، قال: رأيت عليا ضحك على المنبر حتى بدت نواجذه، ثم تذكر قول أبي طالب وقد ظهر علينا وأنا أصلّي مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ببطن نخلة، فقال له: ماذا يصنعان؟ فدعاه إلى الإسلام، فقال: ما بالذي تقول من بأس، ولكن واللَّه لا يعلوني استي أبدا.
وأخرج البخاريّ في التّاريخ، من طريق طلحة بن يحيى، عن موسى بن طلحة، عن عقيل بن أبي طالب، قال: قالت قريش لأبي طالب: إن ابن أخيك هذا قد آذانا ... فذكر القصة، فقال: يا عقيل، ائتني بمحمد. قال: فجئت به في الظهيرة، فقال: إن بني عمك هؤلاء زعموا أنك تؤذيهم فانته عن أذاهم، فقال: أترون هذه الشمس «1» ؟ فما أنا بأقدر على أن أدع ذلك. فقال أبو طالب: واللَّه ما كذب ابن أخي قط.
وقال عبد الرّزّاق: حدثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عمن سمع ابن عباس في قوله تعالى: وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ [الأنعام: 26] ، قال: نزلت في أبي طالب، كان ينهي عن أذى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وينأى عما جاء به.
وأخرج ابن عديّ من طريق الهيثم البكاء، عن ثابت، عن أنس، قال: مرض أبو طالب فعاده النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: يا ابن أخي، ادع ربّك الّذي بعثك يعافيني. فقال: «اللَّهمّ اشف عمّي» . فقام كأنما نشط من عقال، فقال: يا ابن أخي، إن ربك ليطيعك! فقال: «وأنت يا عمّاه لو أطعته ليطيعنك» «2» .
وفي زيادات يونس بن بكير في المغازي، عن يونس بن عمرو، عن أبي السفر، قال:
بعث أبو طالب إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: أطعمني من عنب جنّتك. فقال أبو بكر: إن اللَّه حرّمها على الكافرين.
__________
(1) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 2/ 187 عن عقيل بن أبي طالب والبخاري في التاريخ الكبير 4: 51. وابن حجر في المطالب العالية 4/ 192 حديث رقم 4278 وقال هذا إسناد صحيح.
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 432 عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما ولفظه مرض أبو طالب فجاءت قريش فجاء النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث قال الحاكم حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي.(7/197)
وذكر جمع من الرافضة أنه مات مسلما، وتمسكوا بما نسب إليه من قوله:
ودعوتني وعلمت أنّك صادق ... ولقد صدقت فكنت قبل أمينا
ولقد علمت بأنّ دين محمّد ... من خير أديان البريّة دينا
[الكامل] قال ابن عساكر في صدر ترجمته: قيل إنه أسلم، ولا يصحّ إسلامه.
ولقد وقفت على تصنيف لبعض الشيعة أثبت فيه إسلام أبي طالب، منها
ما أخرجه من طريق يونس بن بكير، [215] عن محمد بن إسحاق، عن العباس بن عبد اللَّه بن سعيد بن عباس، عن بعض أهله، عن ابن عباس، قال: لما أتى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أبا طالب في مرضه قال له: «يا عمّ، قل لا إله إلّا اللَّه- كلمة أستحلّ بها لك الشّفاعة يوم القيامة» «1» . قال: يا ابن أخي، واللَّه لولا أن تكون سبة علي وعلى أهلي من بعدي يرون أني قلتها جزعا عند الموت لقلتها، لا أقولها إلا لأسرك بها. فلما ثقل أبو طالب رئي يحرّك شفتيه، فأصغى إليه العباس فسمع قوله، فرفع رأسه عنه، فقال: قد قال واللَّه الكلمة التي سأله عنها.
ومن طريق إسحاق بن عيسى الهاشميّ، عن أبيه: سمعت المهاجر مولى بني نفيل يقول: سمعت أبا رافع يقول: سمعت أبا طالب يقول: سمعت ابن أخي محمد بن عبد اللَّه يقول: «إنّ ربّه بعثه بصلة الأرحام، وأن يعبد اللَّه وحده، لا يعبد معه غيره» ، ومحمد الصدوق الأمين.
ومن طريق ابن المبارك، عن صفوان بن عمرو، عن أبي عامر الهوزني- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم خرج معارضا جنازة أبي طالب، وهو يقول: «وصلتك رحم» .
ومن طريق عبد اللَّه بن ضميرة، عن أبيه، عن علي- أنه لما أسلم قال له أبو طالب:
الزم ابن عمك.
ومن طريق أبي عبيدة معمر بن المثنى، عن رؤية بن العجاج، عن أبيه، عن عمران بن حصين- أن أبا طالب قال لجعفر بن أبي طالب لما أسلم قبل جناح ابن عمك، فصلى جعفر مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
__________
(1) أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 119 بنحوه. ومسلم في الصحيح 1/ 54 عن المسيب بلفظه كتاب الإيمان (1) باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت ... (9) حديث رقم (29/ 24) ، وابن سعد في الطبقات 1: 1: 77. والبيهقي في دلائل النبوة 2/ 343، وأبو عوانة في المسند 1/ 14، 15، وأورده السيوطي في الدر المنثور 5/ 134.(7/198)
ومن طريق محمّد بن زكريّا الغلابيّ، عن العباس بن بكار، عن أبي بكر الهذلي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: جاء أبو بكر بأبي قحافة، وهو شيخ قد عمي، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: ألا تركت الشيخ حتى آتيه «1» . قال: أردت أن يأجره اللَّه، والّذي بعثك بالحق لأنا كنت أشد فرحا بإسلام أبي طالب مني بإسلام أبي، ألتمس بذلك قرة عينك.
وأسانيد هذه الأحاديث واهية، وليس المراد بقوله في الحديث الأخير إثبات إسلام أبي طالب،
فقد أخرج عمر بن شبة في كتاب مكة، وأبو يعلى، وأبو بشر سمويه في فوائده، كلهم من طريق محمّد بن سلمة، عن هشام بن حسان، عن محمّد بن سيرين، عن أنس في قصة إسلام أبي قحافة، قال: فلما مدّ يده يبايعه بكى أبو بكر، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما يبكيك؟» قال: لأن تكون يد عمك مكان يده ويسلم ويقرّ اللَّه عينك أحبّ إليّ من أن يكون.
وسنده صحيح. وأخرجه الحاكم من هذا الوجه، وقال: صحيح على شرط الشيخين، وعلى تقدير ثبوتها فقد عارضها ما هو أصحّ منها.
أما الأول
ففي الصحيحين من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب، عن أبيه- أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وعنده أبو جهل، وعبد اللَّه بن أبي أمية، فقال: «يا عمّ، قل لا إله إلا اللَّه كلمة أحاج لك بها عند اللَّه» . فقال له أبو جهل، وعبد اللَّه بن أبي أمية: يا أبا طالب، أترغب عن ملّة عبد المطلب، فلم يزالا به حتى قال آخر ما قال: هو على ملّة عبد المطلب، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «لأستغفرنّ لك ما لم أنه عنك» «2» .
فنزلت: ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ [التوبة: 113] الآية. ونزلت:
إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ، وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ [القصص: 56] .
فهذا هو الصحيح برد الرواية التي ذكرها ابن إسحاق، إذ لو كان قال كلمة التوحيد ما نهى اللَّه تعالى نبيّه عن الاستغفار له.
وهذا الجواب أولى من قول من أجاب بأن العباس ما أدّى هذه الشهادة وهو مسلم، وإنما ذكرها قبل أن يسلم، فلا يعتد بها، وقد أجاب الرافضيّ المذكور عن قوله: وهو على
__________
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5/ 334 والطبراني في الكبير 9/ 29. وأورده الهيثمي في الزوائد 6/ 177 وقال رواه الطبراني والبزار وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف.
(2) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 66، 6/ 141، وأحمد في المسند 5/ 433 والحاكم في المستدرك 2/ 336 وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه فإن يونس وعقيلا أرسلاه ووافقه الذهبي والبيهقي في دلائل النبوة 2/ 343.(7/199)
ملة عبد المطلب بأن عبد المطلب مات على الإسلام، واستدل بأثر مقطوع عن جعفر الصادق. وسأذكره بعد، ولا حجة فيه، لانقطاعه وضعف رجاله.
وأما الثاني وفيه شهادة أبي طالب بتصديق النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فالجواب عنه وعما ورد من شعر أبي طالب في ذلك أنه نظير ما حكى اللَّه تعالى عن كفار قريش: وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا [النمل: 14] ، فكان كفرهم عنادا، ومنشؤه من الأنفة والكبر، وإلى ذلك أشار أبو طالب بقوله: لولا أن تعيّرني قريش.
وأما الثالث وهو أثر الهوزنيّ فهو مرسل، ومع ذلك فليس في قوله: «وصلتك رحم» ما يدلّ على إسلامه، بل فيه ما يدلّ على عدمه، وهو معارضته لجنازته، ولو كان أسلم لمشى معه وصلّى عليه.
وقد ورد ما هو أصحّ منه، وهو
ما أخرجه أبو داود والنّسائيّ، وصححه ابن خزيمة من طريق ناجية بن كعب، عن علي، قال: لما مات أبو طالب أتيت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فقلت: إن عمك الضال قد مات. فقال لي: «اذهب فواره» ، ولا تحدّثني شيئا حتّى تأتيني» «1» . ففعلت ثم جئت فدعا لي بدعوات.
وقد أخرجه الرّافضيّ المذكور من وجه آخر عن ناجية بن كعب، عن علي بدون قوله:
الضال.
وأما الرابع والخامس، وهو أمر أبي طالب ولديه باتباعه فتركه ذلك هو من جملة العناد، وهو أيضا من حسن نصرته له وذبه عنه ومعاداته قومه بسببه.
وأما قول أبي بكر فمراده لأنا كنت أشدّ فرحا بإسلام أبي طالب مني بإسلام أبي، أي لو أسلم.
ويبين ذلك
ما أخرجه أبو قرّة موسى بن طارق، عن موسى بن عبيدة، عن عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر، قال: جاء أبو بكر بأبي قحافة يقوده يوم فتح مكة، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «ألا تركت الشّيخ حتّى تأتيه؟» قال أبو بكر: أردت أن يأجره اللَّه، والّذي بعثك بالحق لأنا كنت أشد فرحا بإسلام أبي طالب لو كان أسلم مني بأبي.
وذكر ابن إسحاق أنّ عمر لما عارض العباس في أبي سفيان لما أقبل به ليلة الفتح، فقال له العباس: لو كان من بني عدي ما أحببت أن يقتل. فقال عمر: إنا بإسلامك إذا
__________
(1) أخرجه النسائي في السنن 1/ 110 كتاب الطهارة باب 128 الغسل من مواراة المشرك حديث رقم 190. وأحمد في المسند 1/ 131، وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي في دلائل النبوة 2/ 348.(7/200)
أسلمت أفرح مني بإسلام الخطاب، يعني لو كان أسلم.
ثم ذكر الرّافضيّ من طريق راشد الحماني، قال: سئل أبو عبد اللَّه- يعني جعفر بن محمّد الصادق من أهل الجنة؟ فقال: الأنبياء في الجنة، والصالحون في الجنة، والأسباط في الجنة، وأجل العالمين مجدا محمّد صلى اللَّه عليه وسلّم، يقدم آدم فمن بعده من آبائه، وهذه الأصناف يحدثون به ويحشر عبد المطلب به نور الأنبياء، وجمال الملوك، ويحشر أبو طالب في زمرته، فإذا ساروا بحضرة الحساب وتبوّأ أهل الجنة منازلهم، ودحر أهل النار ارتفع شهاب عظيم لا يشكّ من رآه أنه غيم من النار، فيحضر كلّ من عرف ربّه من جميع الملل، ولم يعرف نبيه، ومن حشر أمة وحده، والشيخ الفاني، والطفل، فيقال لهم: إن الجبّار تبارك وتعالى يأمركم أن تدخلوا هذه النار، فكلّ من اقتحمها خلص إلى أعلى الجنان، ومن كع «1» عنها غشيته.
أخرجه عن أبي بشر أحمد بن إبراهيم بن يعلى بن أسد، عن أبي صالح الحمادي، عن أبيه، عن جده: سمعت راشدا الحماني ... فذكره.
وهذه سلسلة شيعية غلاة في رفضهم، والحديث الأخير ورد من عدة طرق في حق الشيخ الهرم ومن مات في الفترة، ومن ولد أكمه أعمى أصم، ومن ولد مجنونا أو طرأ عليه الجنون قبل أن يبلغ ونحو ذلك، وأن كلّا منهم يدلي بحجة ويقول: لو عقلت أو ذكرت لآمنت، فترفع [216] لهم نار، ويقال لهم: ادخلوها، فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما، ومن امتنع أدخلها كرها.
هذا معنى ما ورد من ذلك. وقد جمعت طرقه في جزء مفرد، ونحن نرجو أن يدخل عبد المطلب وآل بيته في جملة من يدخلها طائعا فينجو، لكن ورد في أبي طالب ما يدفع ذلك، وهو ما تقدم من آية براءة،
وما ورد في الصحيح عن العباس بن عبد المطلب أنه قال للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: ما أغنيت عن عمّك أبي طالب! فإنه كان يحوطك ويغضب لك، فقال: «هو في ضحضاح «2» من النّار، ولولا أنا لكان في الدّرك الأسفل» «3» .
__________
(1) الكع والكاعّ: الضعيف العاجز، قال ابن المظفّر: رجل كعّ كاعّ وهو الّذي لا يمضي في عزم ولا خرم وهو الناكص على عقبيه. اللسان 5/ 3891.
(2) الضحضاح في الأصل: ما رق من الماء على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين، فاستعاره للنار. النهاية 3/ 75.
(3) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 65، 8/ 57. ومسلم في الصحيح 1/ 194 عن العباس بن عبد المطلب بن عبد المطلب بزيادة في أوله كتاب الإيمان- باب شفاعة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم لأبي طالب ... (90) حديث رقم (357/ 209) ، وأحمد في المسند 1/ 206، 207، 210 وعبد الرزاق في المصنف 9939، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3409، وابن عساكر في التاريخ 3/ 107.(7/201)
فهذا شأن من مات على الكفر، فلو كان مات على التوحيد لنجا من النار أصلا.
والأحاديث الصحيحة، والأخبار المتكاثرة طافحة بذلك، وقد فخر المنصور على محمّد بن عبد اللَّه بن الحسن لما خرج بالمدينة وكاتبه المكاتبات المشهورة، ومنها في كتاب المنصور: وقد بعث النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وله أربعة أعمام، فآمن به اثنان أحدهما أبي، وكفر به اثنان أحدهما أبوك.
ومن شعر عبد اللَّه بن المعتز يخاطب الفاطميين:
وأنتم بنو بنته دوننا ... ونحن بنو عمّه المسلم
[المتقارب]
وأخرج الرّافضيّ أيضا في تصنيفه قصة وفاة أبي طالب من طريق علي بن محمّد بن متيم: سمعت أبي يقول: سمعت جدي يقول: سمعت علي بن أبي طالب يقول: تبع أبو طالب عبد المطلب في كل أحواله حتى خرج من الدنيا وهو على ملّته، وأوصاني أن أدفنه في قبره، فأخبرت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: اذهب فواره. وأتيته لما أنزل به فغسلته وكفنته، وحملته إلى الحجون فنبشت عن قبر عبد المطلب، فوجدته متوجها إلى القبلة فدفنته معه.
قال متيم: ما عبد علي ولا أحد من آبائه إلا اللَّه إلى أن ماتوا. أخرجه عن أبي بشر المتقدم ذكره عن أبي بردة السلمي، عن الحسن بن ما شاء اللَّه، عن أبيه، عن علي بن محمّد بن متيم.
وهذه سلسلة شيعية من الغلاة في الرّفض، فلا يفرح به، وقد عارضه ما هو أصح منه مما تقدم فهو المعتمد، ثم استدل الرافضيّ بقول اللَّه تعالى: فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ، أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف: 157] قال: وقد عزّره أبو طالب بما اشتهر وعلم، ونابذ قريشا وعاداهم بسببه مما لا يدفعه أحد من نقلة الأخبار، فيكون من المفلحين. انتهى.
وهذا مبلغهم من العلم، وإنا نسلم أنه نصره وبالغ في ذلك، لكنه لم يتبع النّور الّذي أنزل معه، وهو الكتاب العزيز الداعي إلى التوحيد، ولا يحصل الفلاح إلا بحصول ما رتب عليه من الصفات كلها.(7/202)
وقال المرزباني: مات أبو طالب في السنة العاشرة من المبعث، وكان له يوم مات بضع وثمانون سنة.
وذكر ابن سعد، عن الواقدي- أنه مات في نصف شوال منها.
وقد وقعت لنا رواية أبي طالب عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فيما أخرجه الخطيب في كتاب رواية الآباء عن الأبناء، من طريق أحمد بن الحسن المعروف بدبيس: حدثنا محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم العلويّ، حدثني عم أبي الحسين بن محمّد، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، قال: سمعت أبا طالب يقول: حدثني محمّد ابن أخي، وكان واللَّه صدوقا، قال: قلت له: بم بعثت يا محمّد؟ قال: «بصلة الأرحام، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة» .
قال الخطيب: لم أكتبه بهذا الإسناد إلا عن هذا الشيخ، ودبيس المقرئ صاحب غرائب، وكثير الرواية للمناكير. ز
وقال الخطيب أيضا: أخبرنا أبو نعيم، حدثنا محمّد بن فارس بن حمدان، حدثنا علي بن السراج البرقعيدي، حدثنا جعفر بن عبد الواحد القاص، قال: قال لنا محمّد بن عباد، عن إسحاق عن عيسى، عن مهاجر مولى بني نوفل، سمعت أبا رافع أنه سمع أبا طالب يقول: حدثني محمّد أن اللَّه أمره بصلة الأرحام، وأن يعبد اللَّه وحده لا يعبد معه أحد، ومحمّد عندي الصدوق الأمين.
قال الخطيب: لا يثبت هذا الحديث أهل العلم بالنقل، وفي إسناده غير واحد من المجهولين، وجعفر ذاهب الحديث.
وقال ابن سعد في الطبقات: أخبرنا إسحاق الأزرق، حدثنا عبد اللَّه بن عون، عن عمرو بن سعيد- أنّ أبا طالب قال: كنت بذي المجاز مع ابن أخي، فأدركني العطش، فشكوت إليه ولا أرى عنده شيئا، قال: فثنى وركه، ثم نزل فأهوى بعصاه إلى الأرض، فإذا بالماء، فقال: اشرب يا عم، فشربت.
ومما لم يذكره الرّافضيّ من الأحاديث الواردة في هذا الباب ما
أخرجه تمام الرازيّ في فوائده، من طريق الوليد بن مسلم، عن عبد اللَّه بن عمر- رفعه- أنه إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي، وأمّي، وعمّي أبي طالب، وأخ لي كان في الجاهلية.
وقال تمّام: الوليد منكر الحديث. قال ابن عساكر: والصحيح ما
أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد الخدريّ- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ذكر عنده أبو طالب فقال: «ينفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النّار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه» .(7/203)
10176- أبو طرفة الكندي «1»
. تابعي أرسل حديثا فذكره بعضهم بسببه في الصحابة،
فأورده المستغفري من طريق بقية، حدثني الوليد بن كامل، عن أبي طرفة الكندي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من غلبت صحّته مرضه فلا يتداوى» .
10177- أبو طريف:
مولى عبد الرحمن بن طريف.
تابعي أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصحابة بسببه،
أخرج أبو داود في كتاب القدر، من طريق عمر بن عبد اللَّه مولى عفرة عن أبي طريف، قال: بلغنا أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «إنّي سألت ربّي للّاهين من ذريّة البشر» .
حرف الظاء المشالة
القسم الأول
10178- أبو ظبيان:
اسمه عبد اللَّه بن الحارث بن كبير «2» ، بالموحدة، الغامدي.
تقدم في الأسماء.
10179- أبو ظبية «3»
: بتقديم الموحدة الساكنة على الياء الأخيرة، صاحب منحة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
قال ابن مندة: روى حديثه أبو أسامة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبي سلام، عنه ورواه غيره- يعني عن عبد الرحمن، فقال: عن أبي سلمي ووصله أبو أحمد الحاكم من طريق أبي أسامة، ولفظه عن أبي سلام مولى قريش، قال: أتيت الكوفة فجلست يوم الجمعة في مجلس عظيم، فأقبل رجل فسلّم على القوم، فقال: أنا أبو ظبية صاحب منحة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، كان يخبرني أني سأفتقر بعده، وكنت في العطاء، فخاف على المغيرة بن شعبة فأنا أسأل فيكم من الجمعة إلى الجمعة، فقال له القوم: حدثنا يا أبا ظبية بشيء سمعته من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. فقال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «بخ بخ لخمس ما أثقلهنّ في الميزان: سبحان اللَّه، والحمد للَّه، ولا إله إلّا اللَّه، واللَّه أكبر، والمؤمن يموت له الولد الصّالح فيحتسبه» .
قال: رواه الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعبد اللَّه بن العلاء
__________
(1) أسد الغابة: ت 6033.
(2) أسد الغابة: ت 6040.
(3) أسد الغابة: ت 6041، الاستيعاب: ت 3100.(7/204)
ابن زبر، قال: حدثنا أبو سلام، حدثني أبو سلمي راعي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: ولقيته بالكوفة في مسجدها، فذكر أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال له: «أما إنّك ستبقى بعدي حتّى تسأل» «1» .
فذكر الحديث نحوه. ورواية الوليد أرجح، لأن عبد الرحمن بن يزيد الّذي يروي عنه أبو أسامة ضعيف، وهو شاميّ قدم الكوفة فحدثهم فسألوه عن اسمه، فقال: عبد الرحمن بن يزيد، فظنوه ابن جابر، وهو ثقة فحدّثوا عنه، ونسبوه إلى جابر.
وقع هذا لجماعة من الكوفيين، منهم أبو أسامة، وليس هو ابن جابر، وإنما هو ابن تميم، وافق اسمه واسم ابنه اسم ابن جابر، واسم ولده، وتوافقا في النسبة أيضا، ولم يدخل عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الكوفة، وإذا تقرّر ذلك فقول عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الثقة عن أبي سلمي الراعي أصحّ من قول عبد الرحمن بن يزيد بن تميم الضعيف، عن أبي ظبية، وقد وافق عبد اللَّه بن العلاء بن زبر، وهو من الثقات عبد الرحمن بن يزيد بن جابر على قوله، وإنما ذكرته في هذا القسم للاحتمال.
القسم الثاني
خال.
القسم الثالث
10180- أبو ظبية الكلاعي «2»
. ذكره أبو بشر الدّولابيّ في الصحابة، لأن له إدراكا. وأخرج من طريق أبي المغيرة، عن صفوان بن عمرو، عن غيلان بن معشر، عن أبي ظبية السّلفي- بضم المهملة وفتح اللام بعدها فاء- وهو الكلاعي، قال: خطبنا عمر بالجابية يوم جمعة فقرأ: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ [الانشقاق، 1] ، فنزل عن المنبر فسجد وسجد الناس معه.
وهكذا أخرجه أحمد عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، ورجاله ثقات، لكن وقع عند أحمد بالمهملة وتأخير الموحدة. وأشار إلى أنه تصحيف، والصواب بالمعجمة
__________
(1) أخرجه الدولابي في الكنى والأسماء 1/ 36.
(2) معرفة الرجال 1/ ت/ 655- تبصير المنتبه 3/ 867- الإكمال 5/ 250- المشتبه 422- تصحيفات المحدثين 1108- تقريب التهذيب 2/ 442- الجرح والتعديل 9/ 399- تهذيب التهذيب 12/ 140- الكنى والأسماء 1/ 41- التاريخ الكبير 9/ 47- تهذيب الكمال 8/ 16- الثقات لابن حبان 5/ 573- مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 1480.(7/205)
وتقديم الموحدة. وحكى غيره فيه الوجهين، وبالمعجمة ذكره مسلم، والأكثر.
وقال عبّاس بن محمّد الدّوريّ: سمعت ابن معين يقول: أبو ظبية الكلاعي صاحب معاذ بن جبل. وقال ابن خراش: أرجو أن يكون سمع من معاذ.
وأخرج أبو يعلى، من طريق الأعمش، عن شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، قال: دخلت المسجد فإذا أبو أمامة جالس، فجلست إليه، فجاء شيخ يقال له أبو ظبية، وكانوا لا يعدلون به رجلا إلا رجلا صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
وروى أبو ظبية أيضا عن عمر بن الخطاب، وشهد خطبته بالجابية، وعن معاذ، والمقداد، وعمرو بن العاص، وولده عبد اللَّه بن عمرو، وعمرو بن عبسة، وغيرهم.
روى عنه من التابعين ثابت البناني، وشهر بن حوشب، وشريح بن عبيد، وغيرهم.
وحديثه عن الصحابة عند أبي داود والنسائي، وابن ماجة، وفي الأدب المفرد للبخاريّ.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عن اسم أبي ظبية، فقال: لا أعرف أحدا يسمّيه.
وذكره أبو زرعة الدمشقيّ في الطبقة العليا من تابعي أهل دمشق.
القسم الرابع
[خال] .
حرف العين المهملة
القسم الأول
10181- أبو عازب:
قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «جدّ الملائكة في طاعة اللَّه بالعقل، وجدّ المؤمنون من بني آدم في طاعة اللَّه على قدر عقولهم، فأعملهم بطاعة اللَّه أوفرهم عقلا» . أخرجه البغوي من طريق ميسرة بن عبد ربه، أحد المتروكين، عن حنظلة بن وداعة، عن أبيه، عن أبي عازب.
10182- أبو العاص بن الربيع
بن عبد العزّى «1» بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمي. أمه هالة بنت خويلد، وكان يلقب جرو البطحاء.
__________
(1) در السحابة 782- الطبقات الكبرى 2/ 18، 8/ 30.(7/206)
وقال الزّبير بن بكّار: كان يقال له الأمين. واختلف في اسمه، فقيل لقيط- قاله مصعب الزبيري، وعمرو بن علي الفلّاس، والعلائي، والحاكم أبو أحمد، وآخرون، ورجّحه البلاذري. ويقال الزبير- حكاه الزبير، عن عثمان بن الضحاك. ويقال: هشيم، حكاه ابن عبد البر، ويقال مهشم- بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الشين المعجمة، وقيل بضم أوله وفتح ثانيه وكسر الشين الثقيلة، حكاه الزبير والبغوي.
وحكى ابن مندة، وتبعه أبو نعيم- أنه قيل اسمه ياسر، وأظنه محرّفا من ياسم.
وكان قبل البعثة فيما قاله الزبير عن عمه مصعب، وزعمه بعض أهل العلم، مواخيا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وكان يكثر غشاءه في منزله، وزوّجه ابنته زينب أكبر بناته، وهي من خالته خديجة، ثم لم يتّفق أنه أسلم إلا بعد الهجرة.
وقال ابن إسحاق: كان من رجال مكة المعدودين مالا وأمانة وتجارة.
وأخرج الحاكم أبو أحمد بسند صحيح، عن الشعبي، قال: كانت زينب بنت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم تحت أبي العاص بن الربيع، فهاجرت وأبو العاص على دينه، فاتفق أن خرج إلى الشام في تجارة، فلما كان بقرب المدينة أراد بعض المسلمين أن يخرجوا إليه فيأخذوا ما معه ويقتلوه، فبلغ ذلك زينب، فقالت: يا رسول اللَّه، أليس عقد المسلمين وعهدهم واحدا؟
قال: نعم. قالت: فاشهد أني أجرت أبا العاص. فلما رأى ذلك أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم خرجوا إليه عزلا بغير سلاح، فقالوا له: يا أبا العاص، إنك في شرف من قريش، وأنت ابن عم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وصهره، فهل لك أن تسلم فتغتنم ما معك من أموال أهل مكة، قال: بئسما أمرتموني به أن أنسخ ديني بغدرة، فمضى حتى قدم مكة، فدفع إلى كل ذي حقّ حقّه، ثم قال فقال: يا أهل مكة، أوفت ذمّتي؟ قالوا: اللَّهمّ نعم. فقال: فإنّي أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدا رسول اللَّه، ثم قدم المدينة مهاجرا، فدفع إليه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم زوجته بالنكاح الأول.
هذا مع صحة سنده إلى الشعبي مرسل، وهو شاذّ خالفه ما هو أثبت منه
، ففي المغازي لابن إسحاق: حدثني يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة، قالت: لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص، فلما رآها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم رق لها رقة شديدة، وقال للمسلمين: «إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردّوا عليها قلادتها» «1» ففعلوا.
__________
(1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 69 كتاب الجهاد باب في فداء الأسير حديث رقم 2692، وأحمد في المسند 6/ 276 والحاكم في المستدرك 3/ 236، 324 وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.(7/207)
وساق ابن إسحاق قصته أطول من هذا، وأنه شهد بدرا مع المشركين، وأسر فيمن أسر ففادته زينب، فاشترط عليه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أن يرسلها إلى المدينة، ففعل ذلك، ثم قدم في عير لقريش، فأسره المسلمون، وأخذوا ما معه، فأجارته زينب، فرجع إلى مكة، فأدّى الودائع إلى أهلها، ثم هاجر إلى المدينة مسلما، فردّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم إليه ابنته. ويمكن الجمع بين الروايتين.
وذكر ابن إسحاق أنّ الّذي أسره يوم بدر عبد اللَّه بن جبير بن النعمان. وحكى الواقديّ أنّ الّذي أسره خراش بن الصمة، قال: فقدم في فدائه أخوه عمرو بن الربيع، وذكر موسى ابن عقبة أنّ الّذي أسره- يعني في المرة الثانية- هو أبو بصير الثقفي، ومن معه من المسلمين لما أقاموا [218] بالساحل يقطعون الطريق على تجّار قريش في مدة الهدنة بين الحديبيّة والفتح.
وذكر ابن المقري في فوائده، من طريق إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان- أحسبه عن الزّهريّ، قال: أبو العاص بن الربيع الّذي بدا فيه الجوار في ركب قريش الذين كانوا مع أبي جندل بن سهيل وأبي بصير بن عتبة بن أسيد، فأتى به أسيرا، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: إنّ زينب أجارت أبا العاص في ماله ومتاعه. فخرج فأدّى إليهم كلّ شيء كان لهم، وكانت استأذنت أبا العاص أن تخرج إلى المدينة، فأذن لها، ثم خرج هو إلى الشام، فلما خرجت تبعها هشام بن الأسود ومن تبعه حتى ردّوها إلى بيتها، فبعث إليها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من حملها إلى المدينة، ثم لحق بها أبو العاص في المدينة قبل الفتح بيسير، قال: وسار مع عليّ إلى اليمن فاستخلفه عليّ على اليمن لما رجع، ثم كان أبو العاص مع عليّ يوم بويع أبو بكر.
وحكى أبو أحمد الحاكم أنه أسلم قبل الحديبيّة بخمسة أشهر، ثم رجع إلى مكة.
وزاد ابن سعد أنه لم يشهد مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم مشهدا.
وأسند البيهقيّ بسند قوي عن عبد اللَّه البهي، عن زينب، قالت: قلت للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: إنّ أبا العاص إن قرب فابن عم، وإن بعد فأبو ولد، وإني قد أجرته. قال: وقيل عن البهي: إن زينب قالت- وهو مرسل.
وقد أخرج أبو داود، والتّرمذيّ، وابن ماجة، من طريق داود بن الحصين، عن(7/208)
عكرمة، عن ابن عباس- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ردّ على أبي العاص بنته زينب بالنكاح الأول «1» ، وكأنه منتزع من القصة المذكورة. قال الترمذي في حديث ابن عباس: ليس بإسناده بأس، ولكن لا يعرف وجهه، قال: وسمعت عبد بن حميد يقول: سمعت يزيد بن هارون يقول ... وذكر هذين الحديثين، فقال: حديث ابن عباس أجود إسنادا، والعمل على حديث عمرو بن شعيب.
وأخرج التّرمذيّ وابن ماجة، من طريق حجاج بن أرطاة: عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ردّ زينب على أبي العاص بمهر جديد.
وثبت في الصحيحين من حديث المسور بن مخرمة- أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم خطب فذكر أبا العاص بن الربيع، فأثنى عليه في مصاهرته خيرا. وقال: «حدّثني فصدقني، ووعدني فوفى لي» .
وقال الواقديّ: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ما ذممنا صهر أبي العاص» «2» .
وفي الصحيحين إن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم كان يصلّي وهو حامل أمامة بنت زينب ابنته من أبي العاص بن الربيع.
وأخرج الحاكم أبو أحمد بسند صحيح عن قتادة- أنّ عليا تزوّج أمامة هذه بعد موت خالتها فاطمة.
وقال ابن مندة: روى عنه ابن عباس، وعبد اللَّه بن عمرو.
قال إبراهيم بن المنذر: مات أبو العاص بن الربيع في خلافة أبي بكر في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة من الهجرة، وفيها أرّخه ابن سعد، وابن إسحاق، وأنه أوصى إلى الزبير بن العوام، وكذا أرّخه غير واحد، وشذّ أبو عبيد فقال: مات سنة ثلاث عشرة، وأغرب منه قول ابن مندة إنه قتل يوم اليمامة.
10183- أبو العاكية بن عبيد الأزدي:
ويقال عليكة، بلام بدل الألف. يأتي.
10184- أبو العالية المزني:
لا يعرف اسمه ولا سياق نسبه، ولا ذكره «3» أبو أحمد الحاكم في الكنى.
وأخرج حديثه الطّبرانيّ في مسند الشاميين، من طريق أبي معيد، بالتصغير، واسمه
__________
(1) أخرجه أبو داود 1/ 680 كتاب الطلاق باب إلى متى ترد عليه امرأته إذا أسلم بعدها حديث رقم 2240.
(2) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 21.
(3) في أولا ذكره الحاكم أبو أحمد.(7/209)
حفص بن غيلان، عن حبان بن حجر، عن أبي العالية المزني- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «ستكون بعدي فتن شداد خير النّاس فيها المسلمون من أهل البوادي لا ينتدون من دماء النّاس ولا أموالهم» «1» .
10185- أبو عامر الأشعري:
عم أبي موسى»
، اسمه عبيد بن سليم بن حضار، وباقي نسبه مضى في عبد اللَّه بن قيس.
ذكره ابن قتيبة فيمن هاجر إلى الحبشة، فكأنه قدم قديما فأسلم، وذكر أنه كان عمي ثم أبصر.
وثبت ذكره في «الصّحيحين» في قصة حنين، وأنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بعثه على سرية،
ففي البخاريّ ومسلم من طريق أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، قال: لما فرغ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس، فلقي دريد بن الصمة فقتل دريدا، فذكر الحديث، وفيه: فرمى أبو عامر في ركبته فرماه رجل من بني جشم بسهم فأشار فقال: إن ذاك قاتلي، قال: فقصدت له فلحقته، فلما رآني ولّى، فقلت: ألا تستحي! ألا تثبت! فالتقيت أنا وهو فقتلته، ثم رجعت إلى أبي عامر، فقلت: قد قتل اللَّه صاحبك، قال: فانزع هذا السهم فنزعته، فنزي منه الماء، فقال: يا ابن أخي، انطلق إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك استغفر لي ... الحديث. وفيه: فدعا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بماء فتوضّأ منه، ثم رفع يديه، فقال: «اللَّهمّ اغفر لعبيد أبي عامر» .
10186- أبو عامر الأشعري:
آخر «3» .
روى البخاريّ وغيره، من طريق عبد الرحمن بن غنم عنه حديث المعازف،
فوقع في رواية البخاريّ: حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري، واللَّه ما كذبني: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «سيكون في أمّتي قوم يستحلّون الخزّ أو الحرير والمعازف ... » الحديث. كذا
فيه بالشك.
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30974 وعزاه للطبراني وابن مندة وابن عساكر عن أبي الغادية المزني وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 307 وقال رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه حيان بن حجر ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
(2) أسد الغابة: ت 6043، الاستيعاب: ت 3103.
(3) أسد الغابة: ت 6045، الاستيعاب: ت 3105.(7/210)
وأخرج ابن حبّان في صحيحه، من الوجه الّذي أخرجه منه البخاري، فقال: حدثني أبو عامر وأبو مالك الأشعريّ، قالا: سمعنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكراه، فإن كان محفوظا فأبو عامر هذا غير عمّ أبي موسى، وكأنه والد عامر الّذي روى عنه ابنه عامر حديث: «نعم الحيّ الأشعريّون ... » الحديث.
وأخرجه التّرمذيّ، وروى أحمد من طريق ابن أبي حسين عن شهر بن حوشب، عن عامر أو أبي عامر أو أبي مالك الأشعري- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بينا هو جالس في مجلس معه أصحابه جاءه جبريل في غير صورته، فحبسه رجل من المسلمين ... الحديث. وفيه السؤال عن الإسلام.
وأخرجه ابن مندة، وأبو نعيم من هذا الوجه، لكن وقع عندهما عن أبي عامر أو أبي مالك حسب.
وأخرج ابن ماجة من وجه آخر عن شهر بن حوشب، عن أبي مالك الأشعري حديثا آخر ليس فيه ذكر أبي عامر.
10187- أبو عامر الأشعري:
والد عامر «1» .
ذكر في الّذي قبله. واختلف في اسمه، فقيل عبد اللَّه بن هانئ. وجزم البخاري بأنه عبيد بن وهب، وقيل عبد اللَّه بن عمار، وقيل عبيد اللَّه بالتصغير، وقيل بالتصغير بغير إضافة، وقيل اسم أبيه وهب.
أخرج حديثه التّرمذيّ، من طريق عبد اللَّه بن معاذ، عن نمير بن أوس، عن مالك بن مسروح، عن عامر بن أبي عامر الأشعري، عن أبيه، وقال: غريب.
وأخرجه البغويّ من هذا الوجه. وذكره خليفة بن خياط فيمن نزل الشام من الصحابة من قبائل اليمن، وتوفي في خلافة عبد الملك بن مروان.
10188- أبو عامر:
آخر، غير منسوب، راوي حديث مجيء جبريل وسؤاله عن الإسلام، وذكر في ترجمة أبي عامر وأبي مالك قريبا.
10189- أبو عامر الأشعري «2»
: أخو أبي موسى، قيل اسمه «3» هانئ بن قيس، وقيل عبد الرحمن، وقيل عباد، وقيل عبيد.
حكاه أبو عمر.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6053.
(2) أسد الغابة: ت 6044.
(3) في أقيل هو اسمه.(7/211)
10190- أبو عامر الثقفي «1»
. ذكر محمّد بن الحسن الشّيبانيّ في كتاب «الآثار» عن أبي جحيفة، عن «2» محمد بن قيس- أن رجلا يكنى أبا عامر كان يهدي لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم كلّ عام راوية خمر ... الحديث.
أخرجه المستغفري من طريق أبي جحيفة «3» ،
ووقع من وجه آخر عند ابن السكن، من طريق زيد بن أبي أنيسة، وعن أبي بكر بن حفص، عن عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة، عن رجل من ثقيف يقال له أبو عامر- أنه أهدى لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم راوية خمر، فقال: يا أبا عامر، إنها قد حرمت بعدك. قال: يا رسول اللَّه، بعها. قال: «إنّ الّذي حرّم شربها حرّم بيعها» «4»
وهذا أخرجه الطّبرانيّ في «الأوسط» من هذا الوجه، لكن قال: إن رجلا من ثقيف يكنى أبا تمام، بمثناة وميم ثقيلة وآخره ميم. وقد صحفه أبو موسى كما سيأتي في آخر الحروف.
10191- أبو عامر السكونيّ «5»
ذكره البغوي ولم يخرج له شيئا، وذكره ابن مندة
وأخرج من رواية ابن لهيعة عن ابن أنعم، عن عتبة بن تميم، عن عبادة بن نسيّ، عن عبد الرحمن بن غنم: سمعت أبا عامر السكونيّ «6» يقول: قلت للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: ما تمام البر؟ قال: «تعمل في العلانية عمل السّرّ» .
قال ابن مندة: وروى إسماعيل بن عياش عن حبيب بن صالح، عن ابن غنم، عن أبي عامر حديثا ولم ينسبه، وأراه هذا.
10192- أبو عامر:
آخر، غير منسوب.
ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي اليسر، عن أبي عامر، قال: بعثني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إلى الشام ... فذكر الحديث. كذا فيه، ولعله والد عامر.
10193- أبو عامر:
آخر، غير منسوب.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 182.
(2) في أحنيفة.
(3) في أحنيفة.
(4) أخرجه النسائي في السنن 7/ 308 كتاب البيوع باب 90 بيع الخمر حديث رقم 4664، والدارميّ في السنن 2/ 115 ومالك في الموطأ في 846 والطبراني في الكبير 10/ 412 وأحمد في المسند 1/ 230، 324، والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 11 والهيثمي في الزوائد 4/ 89.
(5) تجريد أسماء الصحابة 2/ 182.
(6) في أالأشعري.(7/212)
ذكره مطيّن في الصحابة، وقال: روى عنه أهل الكوفة.
وأخرج الطبراني من طريق مالك بن مغول، عن علي بن مدرك، عن أبي عامر- أنه كان فيهم شيء فاحتبس عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «ما حبسك» ؟ قال: ذكرت هذه الآية: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ. فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا يضرّكم من ضلّ من الكفّار إذا اهتديتم» «1» .
10194- أبو عائشة «2»
: والد محمد التابعي المشهور.
ذكره الدّولابيّ في الصحابة ولم يخرج له شيئا.
10195- أبو عبادة الأنصاري «3»
: اسمه سعيد بن عثمان. تقدم في الأسماء.
قال البغويّ: لم ينسب، أي لم يذكر نسبه إلى قبيلة معيّنة من الأنصار.
10196- أبو العباس:
عبد اللَّه بن العباس الهاشمي، وأخوه معبد بن العباس، وسهل بن سعد الساعدي- تقدموا في الأسماء.
ذكر من كنيته أبو عبد اللَّه أيضا ممن عرف اسمه واشتهر به:
10197- أبو عبد اللَّه الأرقم:
بن أبي الأرقم، [والأسود] «4» بن سريع التميمي، وثوبان مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وجابر بن سمرة السّوائي. وجبار بن صخر، والجدّ بن قيس الأنصاريان، وجعفر بن أبي طالب الهاشمي، وحذيفة بن اليمان العبسيّ، وحرملة بن عمرو المدلجي، والحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي، والزّبير بن العوام الأسدي، وزياد بن لبيد الأنصاري، وسلمان الفارسيّ، وشرحبيل بن حسنة، وطارق بن شهاب، وعامر بن ربيعة، وعبيد بن خالد، وعبيد بن مروان، وعتبة بن فرقد «5» ، وعتبة بن مسعود الهذلي، وعمرو بن العاص السهمي، وعمرو بن عوف المزني، وعباس بن أبي ربيعة المخزومي، ومحمد بن عبد اللَّه بن جحش، ونافع بن الحارث الثقفي أخو أبي بكرة، والنعمان بن بشير الأنصاري- تقدموا كلهم في الأسماء.
__________
(1) أورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 339 والهيثمي في الزوائد 7/ 22 عن أبي عامر الأشعري ... الحديث وقال رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(2) الكاشف 3/ 353، تقريب التهذيب 2/ 444، تجريد أسماء الصحابة 2/ 182، الجرح والتعديل 9/ 417، خلاصة تذهيب 3/ 228، تهذيب الكمال 3/ 1619، تهذيب التهذيب 12/ 146.
(3) أسد الغابة: ت 6055، الاستيعاب: ت 3106.
(4) سقط في أ.
(5) في أعقبة بن فرقد.(7/213)
10198- أبو عبد اللَّه الأشعري «1»
. وقع ذكره في حديث أنس من مسند عبد بن حميد، عن يزيد بن هارون، عن حميد، عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «يقدم عليكم قوم هم أرقّ أفئدة: الأشعريّون، فيهم أبو عبد اللَّه، وهم يرتجزون يقولون «2» :
غدا نلقى الأحبه ... محمدا وحزبه
أخرجه أحمد بن منيع، عن يزيد بن هارون. وقال غيره- عن حميد: فيهم أبو موسى.
واللَّه أعلم.
10199- أبو عبد اللَّه الخطميّ «3»
: جدّ مليح بن عبد اللَّه، يقال اسمه حصين- كما تقدم حكايته في الأسماء.
روى مليح عن أبيه عن جده. وسيأتي ذكر حديثه في المبهمات.
10200- أبو عبد اللَّه الأسلميّ «4»
: هو أبو حدرد، والد عبد اللَّه بن أبي حدرد. تقدم في الحاء المهملة.
10201- أبو عبد اللَّه القيني «5»
: بفتح القاف وسكون التحتانية المثناة بعدها نون.
ذكر ابن مندة، عن أبي سعيد بن يونس- أنّ له صحبة. وروى عنه أبو عبد الرحمن الحبلي. وقيل: إن شيخ الحبلي يكنى أبا عبد الرحمن.
وأخرج الطّبراني من طريق ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن الحبلي، عن أبي عبد الرحمن القيني- أن سرقا اشترى من رجل قد قرأ سورة البقرة بزّا قدم به، فتقاضاه فتغيّب منه، ثم ظفر به، فأتى به النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال له: بع سرقا.
قال: فانطلقت به فساومني به أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ثلاثة أيام، ثم بدا لي فأعتقته، ويحتمل أن يكونا واحدا.
10202- أبو عبد اللَّه المخزومي «6»
. ذكره ابن مندة،
وأخرج من طريق خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، عن أبي عبد
__________
(1) التاريخ الكبير 9/ 48، الكاشف 3/ 312، تهذيب التهذيب 12/ 147، تقريب التهذيب 2/ 444، الجرح والتعديل 9/ 400، تهذيب الكمال 3/ 1620، تاريخ الإسلام 3/ 533.
(2) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 351 عن أنس بن مالك.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 182.
(4) أسد الغابة: ت 6056.
(5) أسد الغابة: ت 6059، الاستيعاب: ت 3108.
(6) تجريد أسماء الصحابة 2/ 183، العقد الثمين 8/ 65.(7/214)
اللَّه المخزومي: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا تغبرّ قدما عبد في سبيل اللَّه إلّا حرّم اللَّه عليه النّار» .
وخالد ضعيف.
10203- أبو عبد اللَّه:
رجل من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم «1» ، ذكره البخاري، وقال: روى عنه يحيى البكاء، قال: وكان ابن عمر يقول: خذوا عنه.
وأخرج ابن مندة، من طريق حماد بن سلمة، عن يحيى البكاء مثله، ويحيى البكاء ضعيف.
قال ابن حزم: زعم الطحاوي [أنه نافع أخو أبي بكرة، قال: ووهم في ذلك، بل لعله الأسود بن سريع] «2» ، أو عتبة بن غزوان، أو عتبة فرقد.
قلت: ولا أظنه أيضا أصاب، أمّا عتبة بن غزوان فإنه قديم الموت لم يدركه يحيى البكاء أصلا، وكذا الأسود بن سريع لم يدركه، وأما عتبة بن فرقد فعبسي، والّذي يمكن أن يكون أدركه ممن تقدم ذكره جابر بن سمرة، والنعمان بن بشير، ثم وجدت في معجم البغوي أبو عبد اللَّه غير منسوب، ثم ساق من طريق عطاء بن السائب عن عرفجة، قال: كنا عند عتبة بن فرقد وهو يحدّثنا عن رمضان إذ جاء رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فسكت، فقال: يا أبا عبد اللَّه، حدثنا عن رمضان. فقال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول ...
فذكر الحديث، ثم ساقه من وجه آخر عن عطاء، عن عرفجة- أن رجلا من الصحابة حدّث عن عتبة نحوه.
10204- أبو عبد اللَّه:
غير منسوب.
ذكره البلاذريّ، وأورد هو وأحمد في مسندة من طريق حماد، عن الجريريّ، عن أبي نضرة، قال: مرض رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فدخل عليه أصحابه يعودونه، فبكى، فقالوا له: يا أبا عبد اللَّه، ما يبكيك؟ ألم يقل رسول اللَّه: «خذ من شأنك ثمّ اصبر حتّى تلقاني؟» قال: بلى، ولكن سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «قبض اللَّه قبضة بيمينه، فقال:
هؤلاء للجنّة ولا أبالي، وقبض قبضة بيده الأخرى فقال: هؤلاء للنّار ولا أبالي» . لفظ الباوردي. زاد أحمد في آخره: «فلا أدري في أيّ القبضتين أنا» ،
سنده صحيح «3» .
__________
(1) أسد الغابة: ت 6061.
(2) سقط في أ.
(3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 176 عن أبي نضرة أن رجلا من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقال له أبو عبد اللَّه دخل عليه أصحابه يعودونه وهو يبكي فقالوا ما يبكيك ألم يقل لك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم خذ من شاربك ثم أقره حتى تلقاني ... الحديث وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 189 وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.(7/215)
10205- أبو عبد اللَّه «1»
: غير منسوب، آخر.
روى حديثه الحسن بن سفيان في مسندة، من طريق الوليد بن مسلم: حدثنا الأوزاعي، حدثنا يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو قلابة، حدثني أبو عبد اللَّه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «بئس مطيّة الرّجل زعموا» «2» .
وسنده صحيح متّصل أمن فيه من تدليس الوليد وتسويته.
وقد أخرجه أبو داود في «السّنن» ، من طريق وكيع، عن الأوزاعي، فقال فيه: عن أبي قلابة، قال: قال أبو مسعود لأبي عبد اللَّه- أو قال أبو عبد اللَّه لأبي مسعود: ما سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول في زعموا الحديث، قال أبو داود أبو عبد اللَّه: هذا هو حذيفة بن اليمان، كذا قال، وفيه نظر، لأن أبا قلابة لم يدرك حذيفة، وقد صرح في رواية الوليد بأن أبا عبد اللَّه حدّثه، والوليد أعرف بحديث الأوزاعي من وكيع.
وقال ابن مندة: أبو عبد اللَّه هذا هو الّذي روى عنه أبو نضرة.
قلت: وهو محتمل.
10206- أبو عبد اللَّه:
غير منسوب.
أظنه أحد الذين قبله، ويجوز أن يكون هو عتبة بن فرقد. وأخرج النسائي من طريق شعبة، عن عطاء بن السائب، عن عرفجة- يعني ابن عبد اللَّه الثقفي، قال: كنت في بيت عتبة بن فرقد، فأردت أن أحدّث بحديث، وكان رجل من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أولى بالحديث منّي، فحدّث الرجل عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فذكر الحديث في فضل رمضان.
ورواه الثّوريّ، عن عطاء، عن عرفجة، عن عتبة، عن رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم..
ورواه محمّد بن فضيل، عن عطاء مثله، لكن قال: إن رجلا من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حدّث عنه عتبة بن فرقد.
ورواه ابن عيينة، عن عطاء، عن عرفجة، عن عتبة بن فرقد نفسه. قال النسائي:
حديث شعبة أولى بالصواب من حديث ابن عيينة.
قلت: ويؤيد قوله: إن إبراهيم بن طهمان رواه عن عطاء بن السائب عن عرفجة،
__________
(1) الاستيعاب: ت 3109.
(2) أخرجه أبو داود (4972) وأحمد 4/ 119، 5/ 401 والطحاوي في المشكل 1/ 68 وابن المبارك في الزهد (127) .(7/216)
قال: كنت عند عتبة فدخل رجل من الصحابة فأمسكه عتبة حين رآه، فقال عتبة: يا فلان، حدثنا، فذكره. أخرجه الحارث بن أبي أسامة.
قال أبو نعيم: رواه عبد السلام بن حرب وغيره، عن عطاء على الإبهام.
قلت:
ورواه حمّاد بن سلمة، عن عطاء، عن عرفجة، قال: كنت عند عتبة بن فرقد وهو يحدّثنا عن شهر رمضان إذ دخل رجل من الصحابة فسكت عتبة، ثم قال: يا أبا عبد اللَّه، حدثنا عن شهر رمضان، فقال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «شهر رمضان شهر مبارك تفتح فيه «1» أبواب الجنّة، وتغلق «2» فيه أبواب الجحيم» .
أخرجه ابن مندة، وقبله الباوردي.
10207- أبو عبد اللَّه:
آخر، غير منسوب.
روى عنه أبو مصبح المقرئيّ في فضل المشي في سبيل اللَّه، وفيه قصة لمالك بن عبد اللَّه الخثعميّ، وقد ذكر في ترجمة مالك أنه جابر بن عبد اللَّه الأنصاري.
ذكر من كنيته أبو عبد الرحمن ممن عرف اسمه واشتهر به.
10208- أبو عبد الرحمن «3»
: بلال بن الحارث المزني. وبلال بن رباح المؤذن، وبشر بن أرطاة أو ابن أبي أرطاة العامري. والحارث بن هشام المخزومي. وزيد بن خالد الجهنيّ. وزيد بن الخطاب العدوي. والسائب بن خباب. وشرحبيل الجعفي. والضحاك ابن قيس الفهري. وعبد اللَّه بن حنظلة بن أبي عامر الأنصاري. وعبد اللَّه بن السائب. وعبد اللَّه بن عامر، وعبد اللَّه بن عتيبة بن مسعود. وعبد اللَّه بن أبي ربيعة المخزومي. وعبد اللَّه بن عمر. وعبد اللَّه بن عمرو في قول. وعبد اللَّه بن مسعود. وعويم بن ساعدة. والمسور بن مخرمة الزهري. ومعاوية بن حديج الكندي. ومعاوية بن أبي سفيان الأموي- تقدموا كلهم في الأسماء.
10209- أبو عبد الرحمن الأنصاري «4»
: الّذي قال له النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: سمّ ابنك عبد الرحمن بعد أن كان سمّاه القاسم، فسماه عبد الرحمن «5» - ثبت ذلك في الصحيحين.
__________
(1) في أيفتح اللَّه فيه.
(2) ويغلق فيه.
(3) تنقيح المقال 3/ 24.
(4) أسد الغابة: ت 6066، الاستيعاب: ت 3110.
(5) أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 52، 53 وابن أبي شيبة في المصنف 8/ 484 والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 308 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45212.(7/217)
10210- عبد الرحمن الجهنيّ:
نزيل مصر» .
قال البغويّ: روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حديثين، وسكن مصر. روى عنه أبو الخير مرثد بن عبد اللَّه اليزني.
قلت: أحدهما
عند أحمد، وابن ماجة، والطّحاويّ، من رواية محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير عنه، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «إنّي راكب غدا إلى اليهود فلا تبدءوهم بالسّلام» «2» ... الحديث.
وخالفه ابن لهيعة، وعبد الحميد بن جعفر، فروياه عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن أبي نضرة الغفاريّ. أخرجه أحمد، والنسائي، والطحاوي، من رواية عبد الحميد، زاد أحمد والطحاوي، ومن رواية ابن لهيعة. وقد قيل: عن محمد بن إسحاق كرواية عبد الحميد بن جعفر، أخرجه الطحاوي بغير رواية عبد اللَّه بن عمرو الرّقي، عن ابن إسحاق.
ورويناه في «المختارة للضّياء» من طريق محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق. أخرجه من معجم الطبراني عقب رواية عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب، وثانيهما أخرجه البغوي من طريق ابن إسحاق أيضا بهذا السند في قصّة الراكبين المذحجيين اللذين بايعا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
وقد ذكره في الصحابة البخاريّ، والتّرمذيّ، والبغويّ، والدّولابيّ، والعسكريّ. وابن يونس، والباورديّ، وغيرهم.
وذكره ابن سعد في طبقة من شهد الخندق، وانفرد أبو الفتح الأزدي فحكى أنّ اسمه زيد، وقرأت بخط الحافظ عماد الدين بن كثير أنه قيل هو عقبة بن عامر الصحابي المشهور.
10211- أبو عبد الرحمن الخطميّ «3» .
__________
(1) أسد الغابة: ت 6067، الاستيعاب: ت 3110.
(2) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1219 كتاب الأدب باب (13) رد السلام على أهل الذمة حديث رقم 3699. قال البوصيري في مصباح الزجاجة على زوائد ابن ماجة 2/ 1219 في إسناده ابن إسحاق وهو مدلس قال وليس لأبي عبد الرحمن هذا سوى هذا الحديث عند المصنف وليس له شيء في بقية الكتب الستة أ. هـ. والبخاري في الأدب المفرد حديث رقم 1102.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 183.(7/218)
ذكره البخاريّ والطّبرانيّ وغيرهما في الصحابة.
وأخرج البخاري عن مكّي بن إبراهيم، عن الجعيد بن عبد الرحمن، عن موسى بن عبد الرحمن الخطميّ- أنه سمع محمد بن كعب القرظي يسأل عبد الرحمن: ما سمعت من أبيك؟ فقال: سمعت أبي يقول:
سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «مثل الّذي يلعب بالنّرد كالّذي يتوضّأ بالدّم» «1» .
وأخرجه الطّبرانيّ من طريق حاتم بن إسماعيل، عن الجعيد به، ولفظه: يسأل أباه عبد الرحمن: أخبرني ما سمعت أباك يحدّث عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في شأن الميسر. فقال عبد الرّحمن:
سمعت أبي يقول: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من لعب بالميسر ثمّ قام يصلّي فمثله كمثل الّذي يتوضّأ بالقيح ودم الخنزير، أفتقول إنّ اللَّه يقبل له صلاة!» «2»
قال أبو نعيم: رواه غيره فلم يذكر فيه أباه.
10212- أبو عبد الرحمن الفهري «3»
. مختلف في اسمه، فقيل: يزيد بن أنيس. وقيل: كرز بن ثعلبة. وقيل اسمه عبيد، وقيل الحارث.
ذكره ابن يونس فيمن شهد فتح مصر، وأخرج حديثه أبو داود والبغوي، ووقع لنا بعلوّ في مسند الدّارميّ، من طريق يعلى بن عطاء، عن أبي همام عبد اللَّه بن يسار، عنه- أنه شهد حنينا.
وقال أبو عمر: هو الّذي سأل ابن عباس عن مقام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عند الكعبة.
قلت: وقد فرّق بينهما ابن مندة، وهو الّذي يظهر رجحانه، فقد صرح غير واحد بأنّ عبد اللَّه بن يسار تفرّد بالرواية عن أبي عبد الرحمن الفهري، وكأن أبا عمر لما رأى أن الفهري والقرشي نسبة واحدة ظنّهما واحدا.
10213- أبو عبد الرحمن القرشي «4»
: عم محمد بن عبد الرحمن بن السائب.
قال ابن مندة: ذكر في الصحابة، ولا يثبت.
روى محمد بن عبد الرحمن بن السائب، عن أبي عبد الرحمن القرشي- أن ابن عباس
__________
(1) أخرجه أبو داود 2/ 702 كتاب الأدب باب النهي عن اللعب بالنرد حديث رقم 4939.
(2) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 7/ 227. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 40649 وعزاه للطبراني عن أبي الرحمن الخطميّ.
(3) أسد الغابة: ت 6071، الاستيعاب: ت 3113.
(4) أسد الغابة: ت 6072.(7/219)
سأله عن الموضع الّذي كان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم نزل فيه للصلاة- يعني عند الكعبة، فقال: نعم عند الشقة الثالثة تجاه الكعبة مما يلي باب بني شيبة يقوم فيه للصلاة. فقال له: أثبته. قال: نعم قد أثبته.
10214- أبو عبد الرحمن القيني «1»
: تقدم ذكره فيمن كنيته أبو عبد اللَّه، وقيل هو غيره.
وذكر ابن الكلبيّ أنه كان يقال له ذو الشوكة، لأنه كانت له شوكة إذا قاتل لا يفارقها، قال: وكان جسيما، وشهد فتوح الشام، فقاتل مع أبي عبيدة يوم أجنادين فقتل ثمانية من الروم، فقال أبو عبيدة ينوّه به:
افعل كفعل الضّخم من قضاعة ... بطاعة اللَّه ونعم الطّاعه
[الرجز] وذكر خليفة وغيره أنّ معاوية ولّاه غزو الروم. فغزا أنطاكية من سنة خمس وأربعين إلى سنة ثمان وأربعين.
10215- أبو عبد الرحمن المخزومي «2»
. ذكره الطّبرانيّ،
وأخرج من رواية عثمان بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جده- أن سعيدا سأل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عن الوصية، فقال له: «الرّبع» .
وأظنه سعيد بن يربوع، فإنّ أبا داود
أخرج من طريق زيد بن الحباب، عن عمر بن عثمان بن سعيد المخزومي، حدثني جدّي، عن أبيه أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال يوم فتح مكة: «أربعة لا أؤمّنهم في حلّ ولا حرم ... »
الحديث.
10216- أبو عبد الرحمن المذحجي «3»
. روى حديثه عياض بن عبد الرحمن المذحجي، عن أبيه عن جده، قاله ابن مندة.
10217- أبو عبد الرحمن النخعي:
له ذكر، كذا في التجريد.
10218- أبو عبد الرحمن:
حاضن عائشة «4» .
__________
(1) أسد الغابة: ت 6073.
(2) الكنى والأسماء 2/ 65.
(3) أسد الغابة: ت 6075.
(4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 183، الجرح والتعديل 9/ 402.(7/220)
ذكره الدّولابيّ، ومطين، وابن السّكن،
وأخرج من طريق علي بن هاشم، عن عبد الملك بن أبي عبد اللَّه قاضي الري، عن عباد، عن أبي عبد الرحمن حاضن عائشة، قال: قلنا له: ألا تذكر لنا من فضائل علي بن أبي طالب؟ قال: هي أكثر من أن تحصر. قلنا:
فاذكر لنا بعضها. قال: أفعل، استأذن عليّ على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وأنا في البيت، فسمعته يقول:
«إنّك لأوّل من ينفض التّراب عن رأسه يوم القيامة» .
قلت: وعباد من غلاة الرافضة، وعلي بن هاشم شيعي.
وأخرجه مطيّن والدّولابيّ، من طريق علي بن هاشم، عن عبد الملك، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه الرازيّ، عن يحيى بن أبي محمد عن أبي عبد الرحمن حاضن عائشة: قال: رأيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وعليه ثوب بعضه على علي، وبعضه على عائشة. وفي لفظ: نصفه على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ونصفه على عائشة.
10219- أبو عبد العزيز «1»
: ذكره ابن أبي عاصم في الصّحابة، وروى من طريق بقية عن عبد الغفور الأنصاري، عن عبد العزيز، عن أبيه، وكانت له صحبة، فذكر حديثا تقدّم فيمن اسمه سعيد.
وأخرجه الطّبريّ في تفسير سورة الأعراف، عن عبد الغفار بن عبد العزيز الأنصاري، عن عبد العزيز الشامي، عن أبيه، وكانت له صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من لم يحمد اللَّه على ما عمل من عمل صالح، وحمد نفسه قلّ شكره وحبط عمله، ومن زعم أنّ اللَّه جعل للعباد من الأمر شيئا فقد كفر بما أنزل اللَّه على أنبيائه «2» لقوله تعالى: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ [الأعراف: 54] .
10220- أبو عبد الملك:
قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي. تقدم في الأسماء.
10221- أبو عبد الملك:
الحكم بن أبي العاص الثقفي، أخو عثمان. تقدم أيضا.
10222- أبو عبد يسوع:
حديثه في الدلائل للبيهقي من زيادات يونس بن بكير في مغازي ابن إسحاق. يأتي في المبهمات.
__________
(1) لسان الميزان 7/ 473- ذيل الكاشف 1873- تقريب التهذيب 2/ 47- الجرح والتعديل 9/ 408- المغني 591- تهذيب التهذيب 12/ 156- الثقات لابن حبان 5/ 590- تهذيب الكمال 1662- ميزان الاعتدال 4/ 739.
(2) أورده السيوطي في الدر المنثور 3/ 92 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 6478 وعزاه لابن جرير عن عبد العزيز الشامي عن أبيه وكانت له صحبة.(7/221)
10223- أبو عبدة «1»
: أحد رسل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إلى اليمن. ذكره المدائني، وقد تقدم ذكره في ترجمة الحارث بن عبد كلال.
10224
- أبو عبس «2» بن جبر:
بن عمرو [بن زيد بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو «3» بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي «4» .
قيل: كان اسمه في الجاهلية عبد العزى، وقيل معبد، فسماه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عبد الرحمن.
قال ابن الكلبيّ: هو أحد من قتل كعب بن الأشرف، وأورد ذلك ابن مندة بسنده إلى محمد بن طلحة التيمي، عن عبد المجيد بن أبي عبس بن محمد بن أبي عبس بن جبر، عن أبيه، عن جده، قال: كان كعب بن الأشرف يقول الشعر ويخذّل عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ...
فذكر الحديث في قصة قتله.
وذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد بدرا. وقيل: كان عمره يومئذ ثمانيا وأربعين سنة، وكان هو وأبوه بردة يكسّران أصنام بني حارثة حين أسلما.
وقال الزّبير بن بكّار في «الموفقيات» : حدثني محمد بن الضحاك، عن أبيه، قال: أعطى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أبا عبس بن جبر بعد ما ذهب بصره عصا، فقال: تنور بهذه، فكانت تضيء له ما بين ...
وقال المدائنيّ: مات سنة أربع وثلاثين وهو ابن سبعين سنة، وصلى عليه عثمان.
وحديثه عند البخاريّ من طريق عباية بن رفاعة عنه في فضل المشي في سبيل اللَّه.
وذكر في «الكنى» من طريق ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة- أنّ عثمان عاد أبا عبس، وكان بدريا.
وروى عنه أيضا ولده زيد وحفيده أبو عبس بن محمد بن أبي عبس.
وقال ابن سعد: آخى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين خنيس بن حذافة.
10225
- أبو عبس «5» بن عامر
بن عدي بن سواد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي «6» .
ذكر ابن الكلبيّ أنه شهد بدرا.
__________
(1) الجرح والتعديل 9/ 431- الكنى والأسماء 2/ 76.
(2) في أعبيس.
(3) سقط في أ.
(4) أسد الغابة 6077.
(5) في أعبيس.
(6) أسد الغابة: ت 6078.(7/222)
10226- أبو عبيد اللَّه:
جدّ حرب بن عبيد اللَّه.
قال أبو عمر: له صحبة ولا أحفظ له خبرا.
قلت: أخرج أبو داود في «كتاب الخراج» من طريق عطاء بن السائب، عن حرب بن عبيد اللَّه الثقفي، عن جده، قال: أتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فأسلمت، فعلّمني الإسلام، وعلمني كيف آخذ الصدقة ... الحديث. وذكر فيه اختلافا على عطاء بن السائب، ففي رواية عبد السلام بن حرب عنه عن حرب بن عبيد اللَّه، عن جده، ولم يسمه من طريق أبي الأحوص، عن عطاء، عن حرب، عن جده أبي أمه، ومن طريق الثوري، عن عطاء عن حرب مرسلا.
وفي رواية: عنه، عن عطاء، عن رجل من بكر بن وائل، عن خاله، قال: قلت يا رسول اللَّه، أعشر قومي. وفيه اختلاف آخر. ويقال: إن اسم جده حرب بن عبيد اللَّه.
10227- أبو عبيد «1»
: غير منسوب.
روى عنه خالد بن معدان. يأتي في القسم الرابع.
10228- أبو عبيد بن مسعود
بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة «2» بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي «3» .
صاحب المنبر الّذي استشهد في جماعة من المسلمين في قتال الفرس، فيقال: قتل يوم جسر أبو عبيد، وهو والد المختار بن أبي عبيد الّذي غلب على الكوفة في خلافة عبد اللَّه بن الزبير سنة ثلاث عشرة.
وقال أبو بكر بن شيبة في مصنّفه: حدثنا أبو أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: كان أبو عبيد بن مسعود الثقفي عبر الفرات إلى نهروان، فقطعوا الجسر خلفه، فقتل وقتل أصحابه.
وقال البلاذريّ: يقال إن الفيل برك على أبي عبيد فمات تحته، فأخذ الراية أخوه الحكن، فقتل، فأخذها جبر بن أبي عبيد فقتل.
10229- أبو عبيد الزّرقيّ «4»
: ويقال أبو عبد اللَّه. مختلف في صحبته.
__________
(1) الثقات لابن حبان 5/ 593- الجرح والتعديل 9/ 405- التاريخ الكبير 9/ 61 و 58- جامع التحصيل 985- مراسيل الرازيّ ص 253- المغني 7595- ميزان الاعتدال 4/ 739.
(2) في أعبدة.
(3) أسد الغابة: ت 6083، الاستيعاب 3117.
(4) تقريب التهذيب 2/ 448- تهذيب التهذيب 12/ 157- تهذيب الكمال 1623.(7/223)
ذكره البغويّ، وأخرج من طريق ابن القاري: حدثني ابن أبي عبيد الزّرقيّ أنه خرج مع أبيه، فلما كان من الليل إذ هو برجل على الطريق، قال: فعرسنا عنده، قال: فلما طلع الفجر قال مالك وللوحدة: أما سمعت ما قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: إني لم أسافر، إنما خرجت من هذا الماء إلى هذا الماء. قال: ممّن أنت؟ قال: من الأنصار. قال: أبشر. قال:
فإنّي لست منهم، إنما أنا من مواليهم. قال: فأنت منهم ... فذكر الحديث بطوله، وفيه:
قوله صلى اللَّه عليه وسلّم: «اللَّهمّ اغفر للأنصار» ،
وفيه
قوله: «حلفاؤنا منّا وموالينا منّا» ،
وذكره ابن مندة مختصرا.
وأخرج أبو داود في «فضائل الأنصار» من طريق ابن أبي عبيد الزّرقيّ، عن أبيه- أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «اللَّهمّ اغفر للأنصار» ...
الحديث مختصرا.
10230- أبو عبيد:
مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «1» .
ذكره الحاكم أبو أحمد فيمن لا يعرف اسمه، وأخرج حديثه الترمذي في الشمائل، والدّارميّ من طريق شهر بن حوشب عنه، قال: طبخت للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قدرا، وكان يعجبه الذراع «2» ... الحديث. ورجاله رجال الصحيح إلا شهر بن حوشب.
قال البغويّ: له صحبة، حدثني عباس، عن يحيى بن معين، قال: أبو عبيد الّذي روى عنه شهر هو من الصحابة.
10231- أبو عبيد:
مولى رفاعة بن رافع.
ذكره الدّولابيّ والطّبرانيّ، وأوردا من طريق عبد اللَّه بن معقل، عن أبي مسلم، عن أبي عبيد مولى رفاعة أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «ملعون من سأل بوجه اللَّه، ملعون من سئل بوجه اللَّه فمنع» «3» .
10232- أبو عبيدة:
قيل هي كنية أبي محجن الثقفي، وأبو محجن اسمه سمّي بلفظ الكنية.
__________
(1) الاستيعاب: ت 3116.
(2) أخرجه أبو داود (3781) وأحمد 6/ 8 والترمذي في الشمائل (87) .
(3) أورده المنذري في الترغيب 1/ 601 والهيثمي في الزوائد 3/ 106 عن أبي عبيد مولى رفاعة بن رافع أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال ملعون من سأل ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه وعن أبي موسى الأشعري أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول ملعون من سأل بوجه اللَّه ... الحديث. قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن على ضعف في بعضه مع توثيق، وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 521 وابن عساكر في التاريخ 7/ 178، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 16725.(7/224)
10233- أبو عبيدة بن الجراح الفهري «1»
: أمين هذه الأمة، وأحد العشرة من السابقين. اسمه عامر بن عبد اللَّه الجراح. اشتهر بكنيته، والنسبة إلى جده. تقدم.
10234- أبو عبيدة بن عمرو
بن محصن بن عتيك بن عمرو بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري.
ذكره أبو عمر مختصرا، وقال: إنه ممن استشهد ببئر معونة.
10235- أبو عبيدة بن عمارة
بن الوليد بن المغيرة المخزومي «2» .
استشهد بأجنادين مع خالد بن الوليد، وأمّه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة.
ذكره الزّبير بن بكّار، وقد ذكرت قصة والده عمارة في ترجمة أخيه الوليد بن عمارة.
10236- أبو عبيدة:
مولى أبي راشد الأزدي «3» .
تقدم في عبد القيّوم، وكناه ابن السكن، والباوردي، والحاكم أبو أحمد أبا عبيد- بلا هاء.
10237- أبو عبيدة الدّيلي «4»
. ذكره أبو عمر، فقال: يقال له صحبة، ولا أحفظ له خبرا.
وذكره ابن أبي عاصم في الوحدان، وذكره ابن مندة في مسافع، وتقدم هناك.
10238- أبو عتّاب الأشجعي «5»
. ذكره ابن مندة، وقال: روى أبو مالك الأشجعي عن عبد الرحيم بن نوفل، عن أبيه، وعن عتاب الأشجعي، عن أبيه في قراءة: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ [الكافرون: 1] عند النوم.
قال أبو نعيم: الصحيح في هذا رواية أبي إسحاق عن فروة بن نوفل، عن أبيه. قال ابن الأثير: لكن ابن مندة معذور، لأنه لو أهمله لاستدركوه عليه، وإن كان بعض الرواة شذّ بروايته.
__________
(1) المؤتلف والمختلف ص 84- التبصرة والتذكرة 3/ 27- تقريب التهذيب 2/ 448 تهذيب التهذيب 12/ 159- تهذيب الكمال 1623- الكنى والأسماء 2/ 12- ريحانة الأدب 7/ 193.
(2) أسد الغابة: ت 6086.
(3) أسد الغابة: ت 6088.
(4) أسد الغابة: ت 6085، الاستيعاب: ت 3115.
(5) أسد الغابة: ت 6089.(7/225)
قلت: وهو كذلك، ويحتمل أن يكون للحديث إسنادان بصحابيين.
10239- أبو عثمان الأنصاري.
أخرج ابن السّكن، والطّبرانيّ، من طريق ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي عثمان الأنصاري، قال: دقّ عليّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم الباب، وقد ألممت بالمرأة ... الحديث في «الماء من الماء» . وقيل: عن أبي الزناد، عن أبي سلمة، عن عتبان بن مالك، وهو أشهر. ويحتمل التعدّد.
10240- أبو عثمان الحجبي:
هو شيبة بن عثمان. تقدم في الأسماء.
10241- أبو عثمان البكالي:
بكسر الموحدة وتخفيف الكاف، اسمه عمرو بن عبد اللَّه. تقدم.
10242- أبو عديسة:
ذكره البغوي، ولم يخرج له شيئا.
10243- أبو عدي:
اسمه طليب بن عمير بن وهب. بدري. تقدم في الأسماء.
10244- أبو عذرة «1»
: بضم أوله وسكون الذال المعجمة. يأتي في القسم الثالث.
10245- أبو عرس»
: بضم أوله وسكون ثانيه.
قال أبو عمر: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من كانت له ابنتان فأطعمهما» . الحديث.
قال: جاء من وجه ضعيف مجهول، كذا ذكره مختصرا،
وساقه الحاكم أبو أحمد من طريق إسحاق بن إدريس، عن عبد اللَّه بن سليمان، عن حرملة، عن عتبة بن عامر، أو عامر بن عتبة، عن أبي عرس، قال:
قال: رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من كانت له ابنتان فأطعمهما وسقاهما وكساهما من جدته فصبر عليهما كنّ له حجابا من النّار، ومن كانت له ثلاث فصبر عليهنّ» . فذكر مثله، وزاد: «ولم يكن عليه صدقة ولا جهاد» .
10246- أبو العريان المحاربي «3»
: أورد حديثه البغويّ، والطّبرانيّ، وغيرهما، من طريق أبي خلدة خالد بن دينار، عن محمد بن سيرين- أنه سئل عن السهو في الصلاة، فقال: حدثني أبو العريان أن نبيّ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم
__________
(1) لسان الميزان 7/ 474- الثقات لابن حبان 5/ 577- جامع التحصيل 993- الجرح والتعديل 9/ 413- التاريخ الكبير 9/ 61- تقريب التهذيب 2/ 450- تهذيب التهذيب 12/ 166- تهذيب الكمال 1626- ميزان الاعتدال 4/ 739.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 186.
(3) الاستيعاب: ت 3127.(7/226)
صلى يوما، ودخل البيت، وكان في القوم رجل طويل اليدين «1» ... الحديث.
وذكره أبو عمر، فقال: روى عنه محمد بن سيرين مثل حديث أبي هريرة في قصة ذي اليدين، فقيل: إنه أبو هريرة، وأبو العريان غلط من أبي خلدة، وقيل: إنه أبو العريان الهيثم بن الأسود النخعي، [ثم ساق شيئا من أخبار أبي العريان النخعي، وهو خطأ، فإنّ أبا العريان النخعي] «2» لا صحبة له، ولا يثبت إدراكه إلا على بعد كما تقدم في ترجمته.
10247- أبو عريب المليكي:
تقدم في عريب.
10248- أبو عريض «3»
: قال أبو عمر: ذكره أبو حاتم الرازيّ عن محمد بن دينار الخراساني، عن عبد اللَّه بن المطلب، عن محمد بن جابر الحنفي، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي عريض، وكان دليل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من أهل خيبر، قال أعطاني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ...
فذكر حديثا منكرا. انتهى.
وهذا الحديث
ساقه الحاكم أبو أحمد في «الكنى» ، عن محمد بن المسيب، عن أبي حاتم. وتعقبه، قال: قلت: يا رسول اللَّه، أخاف ألا أعطى ما تقول، قال: «بلى سوف تعطاها» .
قلت: ومن يعطينيها يا رسول اللَّه؟ قال: «أبو بكر» . فلقيت عليا فأخبرته، فقال:
ارجع إليه، فقل له: من يعطينيها بعد أبي بكر؟ قال: «عمر» . قال: فبعد عمر؟ قال:
«عثمان» .
فلما رأى ذلك سكت.
ووجه ضعفه أن محمد بن جابر الحنفي والراويّ عنه ضعيفان، لكن رواه يعقوب بن عبد الرحمن الحنفي، عن محمد بن جابر.
أخرجه أبو موسى، من طريق عبد اللَّه بن موسى بن إسحاق الهاشمي، عن علي بن الأزهر بن سراج، عن أحمد بن عبد المؤمن النصري، عن يعقوب، ولفظه: كان لي على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم آجال، فأتيته أتقاضاها فأعطاني وبقيت لي بقية، فقلت: يا رسول اللَّه، أرأيت إن لم أجدك. قال: «فأت أبا بكر» . فلقيني عليّ فقال: ارجع فسله إن لم أجد أبا بكر. قال: «فأت عمر» ، فلقيني عليّ. فقال: قل له فإن لم أجد عمر. قال: «فأت عثمان» .
10249- أبو عزّة الهذلي «4»
: اسمه يسار بن عبد. وقيل ابن عبد اللَّه. وقيل ابن
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 2/ 155 عن أبي العريان وقال رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
(2) سقط في أ.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 186.
(4) أسد الغابة: ت 6100، الاستيعاب: ت 3129.(7/227)
عمرو. حكى الأقوال الثلاثة أبو أحمد الحاكم، والأول أكثر، وبه جزم البخاري.
وقد تقدم في الأسماء ذكر من قال إنه ابن عمرو. وذكر أبو أحمد العسكري أنه عبد اللَّه بالإضافة، ونقله أبو أحمد الحاكم عن أبي نعيم الفضل بن دكين. وقيل: إنه مطر بن عكامس، لأن الحديث الّذي روي لأبي عزة ومطر واحد، وهذا ليس بشيء، لأن في بعض طرق حديث أبي عزة تسميته يسارا كما تقدم في الأسماء.
وقد أخرج حديثه وسماه التّرمذيّ في جامعه، من طريق أيوب، عن أبي المليح بن أسامة، عن أبي عزّة- رفعه: «إذا قضى اللَّه لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة» «1» .
قال التّرمذيّ: أبو عزة ما له صحبة، واسمه يسار بن عبد.
وأخرج الحاكم أبو أحمد، من طريق عبد اللَّه بن أبي حميد، عن أبي المليح: حدثنا أبو عزّة يسار بن عمرو، وكان من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم رفعه: «خمس لا يعلمها إلّا اللَّه» «2» .
10250- أبو عزيز بن عبد الرحمن «3»
: اسمه أبيض. تقدم في الأسماء.
10251- أبو عزيز بن جندب بن النعمان «4»
: قال أبو عمر: مذكور في الصحابة، ولا يعرف. وقيل هو جندب بن النعمان، كذا قال، والراجح أنه جندب، وأبو عزيز كنيته كما تقدم في الأسماء.
10252- أبو عزيز بن عمير «5»
بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار العبدري «6» .
قال أبو عمر: اسمه زرارة، وله صحبة وسماع من النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، واتفق أهل المغازي على أنه أسر يوم بدر مع من أسر من المشركين.
قال ابن إسحاق: فحدثني نبيه بن وهب، قال: سمعت من يذكر عن أبي عزيز، قال:
__________
(1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 394 كتاب القدر باب 11 ما جاء أن النفس تموت ما كتب لها حديث رقم 2147 وقال الترمذي هذا حديث رقم صحيح وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 42724.
(2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 353. وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 92 وقال رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 2921.
(3) أسد الغابة: ت 6101.
(4) أسد الغابة: ت 6102، الاستيعاب: ت 3130.
(5) في أعمرو.
(6) أسد الغابة: ت 6103، الاستيعاب: ت 3131.(7/228)
كنت في الأسارى يوم بدر، فسمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «استوصوا بالأسارى خيرا» «1» .
فقال ابن مندة: لما ترجم له في الصحابة روى عنه نبيه بن وهب، ولا يعرف له سند، ثم ساق بسنده إلى خليفة بن خياط أنه ذكره في الصحابة، وتعقبه أبو نعيم فقال: لا أعلم له إسلاما.
وقال الزّبير بن بكّار، وابن الكلبيّ، وأبو عبيد، والبلاذريّ، والدّارقطنيّ: إن أبا عزيز قتل يوم أحد كافرا. وردّ ذلك أبو عمر بأن ابن إسحاق عدّ من قتل من الكفار من بني عبد الدار أحد عشر رجلا ليس فيهم أبو عزيز، وإنما فيهم أبو يزيد بن عمير، وفات خليفة خياط ذكره في الصحابة.
10253- أبو عسيب:
مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «2» ، مشهور بكنيته.
وقد تقدم ذكر من قال في أحمر إنه اسمه، وذكر من قال إنه سفينة مولى أم سلمة، والراجح أنه غيره.
وأخرج حديثه أحمد، والحارث بن أبي أسامة، والطّبرانيّ، والحاكم أبو أحمد، من طريق يزيد بن هارون، عن مسلم [بن عبيد، عنه في الحمى والطاعون.
ووقع عند الحاكم عن مسلم] «3» بن عبيدة عن أبي نصير بإثبات الهاء في عبيدة دون نصير، والأول الصواب. وأخرج له ابن مندة حديثا آخر من رواية حشرج بن نباتة، عن أبي بصيرة، وإسناده حسن.
10254- أبو عسيم «4»
: آخره ميم.
قيل هو الّذي قبله، وغاير بينهما البغوي والحاكم أبو أحمد. وقال البغوي: لا أدري له صحبة أم لا. وأخرجا من طريق حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن أبي عسيم، قال: لما قبض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قالوا: كيف نصلّي عليه؟ قال: ادخلوا عليه من هذا الباب أرسالا أرسالا، فصلوا واخرجوا من الباب الآخر، فلما وضعوه في لحده قال المغيرة:
إنه قد بقي من قبل قدمه شيء لم يصلح، قالوا: فادخل فأصلحه، قال: فدخل فمسّ قدم
__________
(1) قال الهيثمي في الزوائد 6/ 89. رواه الطبراني في الصغير والكبير وإسناده حسن. والطبراني في الصغير 1/ 146، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال 11036.
(2) أسد الغابة ت 6104، الاستيعاب ت 3132.
(3) سقط في أ.
(4) ذيل الكاشف 1891 الطبقات الكبرى 7/ ص 61.(7/229)
النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ثم قال: أهيلوا عليّ التراب، فأهالوا عليه حتى بلغ أنصاف ساقيه، ثم خرج، فقال: أنا أحدثكم عهدا برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
وهكذا أخرجه أبو مسلم الكجيّ، من طريق حماد، وأخرجه ابن مندة في ترجمة عسيب، ووقع عنده بالموحدة.
10255- أبو عصيب:
أورد البغوي في ترجمة أبي عسيب الماضي قبل حديثا، من طريق حشرج بن نباتة، حدثني أبو بصير، عن أبي عصيب، قال: خرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فدعاني فخرجت إليه، ثم مرّ بأبي بكر فدعاه فخرج إليه، ثم مرّ بعمر فدعاه فخرج إليه، ثم انطلق يمشي ونحن معه حتى دخل حائطا لبعض الأنصار، فقال لصاحبه: أطعمنا بسرا، فجاء بعذق فوضعه. فأكل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأصحابه، ثم دعا بماء فشرب، ثم قال: إنكم لمسئولون عن هذا يوم القيامة. فأخذ عمر العذق فضرب به الأرض حتى تناثر البسر بين يدي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم قال: إنا لمسئولون عن هذا يوم القيامة؟ قال: نعم إلا من ثلاث:
خرقة يواري الرجل بها عورته، وكسرة يسدّ بها الرجل جوعته، وجحر يدخل فيه من الحر والبرد.
وأفردته عن أبي عسيب لاحتمال أن يكون غيره.
10256- أبو العصير:
ذكر صاحب الفردوس أنه روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أنه قال: «اللَّهمّ أرني الدّنيا كما تريها صالح عبادك» «1» .
ولم يخرج له ولده سندا.
10257- أبو عطية البكري «2»
: ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق يحيى بن عمر، حدثنا مسلم عن عبد اللَّه أبو فاطمة الأزدي: سمعت أبا عطية البكري يقول: انطلق بي أهلي إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وأنا غلام شابّ، قال أبو فاطمة: رأيت أبا عطية يجمع بسجستان، وكان نزل خارجا من المدينة على نحو ميل، ورأيت أبا عطية أبيض الرأس واللحية ورأيته يعتمّ بعمامة بيضاء.
10258- أبو عطية المزني «3»
: روى حديثه بكر بن سوادة، عن عبد الرحمن بن عطية، عن أبيه، عن جده. عداده في أهل مصر، قاله ابن مندة عن ابن يونس.
__________
(1) أورده الحسيني في اتحاف السادة المتقين 9/ 321.
(2) أسد الغابة ت 6107.
(3) أسد الغابة ت 6108.(7/230)
10259- أبو عطيّة «1»
: غير منسوب.
ذكره الطّبرانيّ وغيره في الصحابة،
وأخرج البغوي، وأبو أحمد الحاكم من طريق إسماعيل بن عياش، والطبراني من طريق بقية، كلاهما عن بجير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي عطية- أن رجلا توفي على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال بعضهم: يا رسول اللَّه، لا تصلّ عليه. فقال: «هل رآه أحد منكم على شيء من عمل الخير؟» فقال رجل:
حرس معنا ليلة كذا وكذا، قال: فصلّى عليه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم مشى إلى قبره، ثم حثا عليه ويقول: إن أصحابك يظنون أنك من أهل النار «2» ، وأنا أشهد أنك من أهل الجنة. ثم قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لعمر: «إنّك لا تسأل عن أعمال النّاس، وإنّما تسأل عن الغيبة» .
لفظ إسماعيل.
وعند أبي أحمد من رواية البغويّ: وإنما تسأل عن الفطرة. وفي رواية بقية في أوله،
قال أبو عطية: إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم جلس فحدث أن رجلا توفي، فقال: «هل رآه أحد؟» وفيه:
فقال رجل: حرست معه ليلة في سبيل اللَّه، وفي آخره: ثم قال لعمر بن الخطاب: «لا تسأل عن أعمال النّاس، ولكن تسأل عن الفطرة» . زاد في رواية البغويّ- «يعني الإسلام» .
وأخرجه أبو نعيم، من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة،
وخلط أبو عمر ترجمته بترجمة أبي عطية الوادعي، وقال: قيل اسم أبي عطية مالك بن أبي عامر، وتعقبه أبو الوليد بن الدباغ بأنّ أبا عطية صاحب الترجمة لم ينسب.
وقد أفرده أبو أحمد الحاكم عن الواقديّ، وذكر الاختلاف في اسم الوادعي، وذكر هذا فيمن لا يعرف اسمه.
قلت: وهو كما قال. قال أبو أحمد: أبو عطية إن رجلا توفي روى عنه خالد بن معدان، وهو خليق أن يكون عداده في الصحابة.
قلت: ووقع في كلام ابن عساكر أنه أبو عطية المذبوح. وقد أخرج الحاكم أبو أحمد المذبوح أيضا ترجمته فيمن لا يعرف اسمه، فقال: روى أبو بكر بن أبي مريم عن حماد بن سعد، عنه، هكذا ذكر محمد بن إسماعيل.
قلت: وكأن ابن عساكر لما رأى رواية أبي بكر بن أبي مريم عن المذبوح وهو شاميّ، وخالد بن معدان شامي أيضا، ظن أنه هو، والّذي يظهر لي أنه غيره كما صنع أبو أحمد.
واللَّه أعلم.
__________
(1) في أعظيمة.
(2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 11165.(7/231)
10260- أبو عطيّة:
آخر، غير منسوب.
ذكره ابن السّكن في الصحابة، وقال: له حديث مختلف فيه،
ثم أخرج من طريق عمرو بن أبي المقدام. عن أبي إسحاق، عن أبي الأسود، عن أبي عطية، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «عمرة في رمضان تعدل حجّة» .
قال ابن السكن: لم يرو غيره، وجوّز غيره أن يكون الوادعي، فإن يكن هو فالحديث مرسل.
10261- أبو عفير «1»
: ذكره البغويّ، ولم يخرج له شيئا.
10262- أبو عقبة الفارسيّ:
مولى الأنصار «2» ، اسمه رشيد. تقدم.
روى أبو داود، من طريق أبي إسحاق، عن داود بن الحصين، عن عبد الرحمن بن أبي عقبة الفارسيّ، قال: شهدت يوم أحد فضربت رجلا، فقلت: خذها وأنا الغلام الفارسيّ. فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «ألا قلت: وأنا الغلام الأنصاريّ؟» «3» .
هذا وفي «المغازي» لابن إسحاق قال فيه عبد الرحمن بن أبي عقبة، عن أبيه.
10263- أبو عقبة
أهبان بن أوس الأسلمي. تقدم في الأسماء.
10264- أبو عقبة «4»
: روى له بقي بن مخلد في مسندة حديثا ذكره في التجريد، فلعله أبو عقبة الفارسيّ المنبه عليه في عقبة في الأسماء.
وقد ترجم له البغويّ، فقال: أبو عقبة الفارسيّ، وساق من طريق داود بن الحصين، عن عبد الرحمن بن أبي عقبة، عن أبي عقبة، وكان مولى من أهل فارس، قال: شهدت يوم أحد ... فذكره.
10265- أبو عقرب البكري «5»
: من بني عريج، بمهملة وجيم مصغرا، ابن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وقيل فيه ليثي، وهو غلط.
__________
(1) الجرح والتعديل 9/ 416، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 1717 التاريخ الكبير 9/ 63، تعجيل المنفعة ص 506، تاريخ الثقات للعجلي 2002.
(2) الاستيعاب ت 3135.
(3) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 931 كتاب الجهاد باب (13) النية في القتال حديث رقم 2784 وأورده الهيثمي في الزوائد 6/ 118 وقال رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
(4) تهذيب الكمال 1628 تقريب التهذيب 451، ميزان الاعتدال 4/ 739.
(5) الكاشف 3/ 359، بقي بن مخلد 704، تقريب التهذيب 2/ 452، تجريد أسماء الصحابة 2/ 187، خلاصة تذهيب 3/ 232، الجرح والتعديل 9/ 417 تهذيب الكمال 3/ 1628، العقد الثمين 8/ 73، تهذيب التهذيب 12/ 171، الكنى والأسماء 1/ 44.(7/232)
مختلف في اسمه، فقيل خالد بن بجير، وقيل عويج، بفتح أوله وبالواو، ابن خالد، وقيل عريج كاسم جده الأعلى ابن خويلد، وقيل: معاوية بن خويلد. وقيل: بل معاوية اسم ولده أبي نوفل الراويّ عنه، وقيل اسم الراويّ عنه معاوية بن مسلم، فعلى هذا اسمه هو مسلم، وقيل ابن عقرب، فعلى هذا أبو عقرب جده، وقيل اسم أبي نوفل عمرو.
وقال ابن سعد: كان من أهل مكة، ثم سكن البصرة، ويقال: إنه كان من الأجواد.
وحديثه عند النسائي من طريق الأسود بن سنان، عن أبي نوفل بن أبي عقرب، عن أبيه، قال: سألت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عن الصوم، وسنده حسن.
وأخرج الحاكم من وجه آخر، عن الأسود بن سنان، عن أبي نوفل بن أبي عقرب، عن أبيه، قصة لهب بن أبي لهب، ودعاء النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أن يأكله السبع.
10266- أبو عقيل الأنصاري «1»
: صاحب الصاع.
ثبت ذكره في الصحيح من «2» حديث ابن مسعود، قال: لما أمرنا بالصدقة كنا نتحامل فتصدّق أبو عقيل بنصف صاع، وجاء إنسان بأكثر من ذلك، فقال المنافقون: إن اللَّه لغني عن صدقة هذا ... الحديث.
وسماه قتادة في تفسير: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ [التوبة: 79] حثحاث، بمهملتين مفتوحتين، ومثلثتين الأولى ساكنة. أخرجه الطبري وغيره، وفيه: جاء عبد الرحمن بن عوف بنصف ماله، وأقبل رجل من فقراء المسلمين من الأنصار يقال له الحثحاث أبو عقيل، فقال: يا رسول اللَّه، بت أجر الجرير على صاعين من تمر، فأما صاع فأمسكته لعيالي، وأما صاع فها هو هذا، فقال المنافقون، إن كان اللَّه ورسوله لغنيين عن صاع أبي عقيل.
وأخرجه ابن أبي شيبة، والطّبرانيّ، أيضا، والطبريّ والباورديّ، من طريق موسى بن عبيدة، عن خالد بن يسار، عن ابن أبي عقيل، عن أبيه- أنه بات يجر الجرير ... فذكر الحديث.
وموسى ضعيف، لكنه يتقوّى بمرسل قتادة.
وذكر ابن مندة، من طريق سعيد بن عثمان البغويّ، عن جدته بنت عديّ- أن أمها عميرة بنت سهل بن رافع صاحب الصاعين الّذي لمزه المنافقون أنه خرج بابنته عميرة وبزكاته صاع تمر ... الحديث.
__________
(1) الاستيعاب ت 3139.
(2) في أفي حديث ابن مسعود.(7/233)
وحكى أبو عمر عن ابن الكلبيّ أن اسمه عبد الرحمن بن بيحان من بني أسد، وقيل اسمه عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن ثعلبة بن بيجان، ويحتمل التعدد ولا سيما أنه في قصة ذاك نصف صاع، وفي قصة ذا صاع، ووقع لأبي خيثمة نحو ذلك، ذكره كعب بن مالك في حديثه الطويل في توبته، وهو في صحيح مسلم.
10267- أبو عقيل:
لبيد بن ربيعة العامري الشاعر المشهور. تقدم، وفيه قول بنته تخاطب الوليد بن عقبة:
إذا هبّت رياح أبي عقيل ... دعونا عند هبّتها الوليدا
[الوافر]
10268- أبو عقيل البلوي:
حليف الأوس «1» ، من بني جحجبى، ثم من بني عمرو ابن عوف.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. قيل: اسمه عبد اللَّه بن عبد الرحمن، وقيل عبد الرحمن بن عبد اللَّه.
10269- أبو عقيل الأحمدي:
ذكره البغويّ، وقال: مدني، ثم
ساق من طريق ابن أبي حبيبة، عن عبد اللَّه بن أبي سفيان، عن أبي عقيل الأحمدي- أنه قال: وعدت امرأتي حجة، ثم بدا لي الغزو، فشقّ عليها، فذكرت للنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وهو في ملأ من الناس، فقال: «مرها أن تعتمر في رمضان، فإنّها تعدل حجّة» .
وسيأتي في النساء، في أم عقيل.
10270- أبو عقيل المليلي «2»
: بلامين، قيل: اسمه لاحق بن مالك. تقدم.
10271- أبو عقيل الجعديّ «3»
: روى عنه أسلم مولى عمر، قال: شرب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم شربة من سويق، وأعطاني آخرها.
ذكره أبو عمر مختصرا، وجعله ابن الأثير والّذي قبله واحدا، ولكن مدار حديث المليلي على المسور بن مخرمة، وهذا قد قال أبو عمر: إنه من أسلم مولى عمر. فاللَّه أعلم.
__________
(1) أسد الغابة ت 6112، الاستيعاب ت 3138.
(2) أسد الغابة ت 6114.
(3) أسد الغابة ت 3140.(7/234)
10272- أبو عقيل:
جد عديّ بن عدي «1» .
ذكره أبو عمر، فقال: قيل له صحبة، ولا أحفظ له خبرا.
10273- أبو عقيل:
يأتي في أم عقيل.
10274- أبو العكر بن أم شريك:
التي وهبت نفسها للنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم» .
قيل: اسمه مسلم بن سلمى، كذا أورده أبو عمر مختصرا. وقوله ابن أم شريك عجيب، وإنما هو زوج أم شريك، وسيأتي بيان ذلك واضحا في ترجمة أم شريك، وكذا قول من قال: إنها أم شريك بنت أبي العكر، وهو في رواية صحيحة، وكأنه انقلب على أبي عمر، لكن يلزم منه أن تكون الترجمة لولد أم شريك، وليس كذلك، بل هي لزوجها.
وقد أخرج ابن سعد، عن محمد بن عمر الواقدي، عن الوليد بن مسلم، عن منير بن عبد اللَّه الدّوسي، قال: أسلم زوج أم شريك وهي غزية بنت جابر الدوسية من الأزد، وهو أبو العكر، فخرج مهاجرا إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مع أبي هريرة، ومع دوس حين هاجروا، قالت أم شريك: فجاءني أهل أبي العكر، فقالوا: لعلك على دينه. قلت، إي واللَّه، إني لعلى دينه. قالوا: لا جرم! واللَّه لنعذبنك عذابا شديدا. فارتحلوا بنا من دارنا، ونحن كنا بذي الخلصة، وهو من صنعاء، فساروا يريدون منزلا وحملوني على جمل ثقال «3» شرّ ركابهم وأغلظه، يطعموني الخبز بالعسل، ولا يسقوني قطرة من ماء، حتى إذا انتصف النهار، وسخنت الشمس، ونحن قائظون، نزلوا فضربوا أخبيتهم، وتركوني في الشمس حتى ذهب عقلي وسمعي وبصري، فعلوا بي ذلك ثلاثة أيام، فقالوا لي في اليوم الثالث: اتركي ما أنت عليه. قالت: فما دريت ما يقولون إلا الكلمة بعد الكلمة، فأشير بإصبعي إلى السماء بالتوحيد، قالت، فو اللَّه إني لعلى ذلك، وقد بلغني الجهد إذ وجدت برد دلو على صدري، فأخذته فشربت منه نفسا واحدا، ثم انتزع مني، فذهبت انظر فإذا هو معلق بين السماء والأرض، فلم أقدر عليه، ثم تدلى إلي ثانية فشربت منه نفسا، ثم رفع، فذهبت انظر فإذا هو معلق بين السماء والأرض، ثم تدلى إلي ثالثة فشربت حتى رويت وأهرقت على رأسي ووجهي وثيابي، فخرجوا فنظروا فقالوا: من أين لك هذا يا عدوة اللَّه؟ قالت: فقلت لهم:
إن عدو اللَّه غيري من خالف دينه، فأما قولكم من أين لك هذا؟ فهو من عند اللَّه رزقا رزقنيه
__________
(1) أسد الغابة ت 6113.
(2) أسد الغابة ت 6115، الاستيعاب ت 3141.
(3) الثقال: البطيء الثقيل الّذي لا ينبعث إلا كرها. اللسان/ 1/ 489.(7/235)
اللَّه. قالت: فانطلقوا سراعا إلى قربهم وأداويهم، فوجدوها موكوءة لم تحل، فقالوا: نشهد أن ربك هو ربنا، وأن الّذي رزقك في هذا الموضع بعد أن فعلنا بك ما فعلنا هو الّذي شرع الإسلام، فأسلموا وهاجروا جميعا إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فكانوا يعرفون فضلي عليهم، وما صنع اللَّه لي، وهي التي وهبت نفسها للنبيّ فعرضت نفسها على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وكانت جميلة، وقد أسنّت، فقالت: إني أهب نفسي لك وأتصدّق بها عليك، فقبلها النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقالت عائشة: ما في امرأة حين تهب نفسها لرجل خير. قالت أم شريك: فأنا تلك، فسماني اللَّه مؤمنة، فقال: وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ ... [الأحزاب: 50] الآية، فلما نزلت الآية قالت عائشة: إن اللَّه ليسرع لك في هواك.
قلت: إذا ثبت هذا فلعل أبا العكر مات أو طلّقها، والّذي يغلب على الظن أنّ التي وهبت نفسها هي أم شريك أخرى كما سيأتي في كنى النساء إن شاء اللَّه تعالى، وقد رويت قصتها في الدلو من وجه آخر سيأتي في ترجمتها.
10275- أبو العلاء الأنصاري «1»
: يقال شهد أحدا، أخرج الطبراني من طريق الواقدي، عن أيوب بن العلاء الأنصاري، عن أبيه، عن جده، قال: رأيت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يوم أحد درعين.
وأخرجه من وجه آخر، فقال: أيوب بن النعمان. وأخرجه أبو موسى من الوجهين، فقال تارة أبو العلا وتارة أبو النعمان.
10276- أبو العلاء:
مولى محمد بن عبد اللَّه بن جحش «2» .
قال خليفة بن خيّاط: وممّن صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم من بني أسد بن خزيمة، فذكر جماعة، ثم قال: ومحمد بن عبد اللَّه بن جحش ومولاه أبو العلاء.
10277- أبو علقمة بن الأعور السلمي «3»
: ذكره ابن إسحاق في المغازي في غزوة تبوك، قال: حدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن عكرمة، عن أبي عباس، قال: ما ضرب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في الخمر إلا أخيرا، لقد غزا غزوة تبوك فغشي حجرته من الليل أبو علقمة بن الأعور السلمي، وهو
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 188 بقي بن مخلد 750.
(2) الاستيعاب ت 3142.
(3) بقي بن مخلد 880.(7/236)
سكران حتى قطع بعض عرى الحجرة، فقال: «ليقم إليه منكم رجل فيأخذ بيده حتّى يردّه إلى رحله» «1»
واستدركه أبو موسى وغيره.
10278- أبو علكثة
بن عبيد الأزدي «2» .
ذكره ابن مندة مختصرا، فقال: أخو أبي راشد، له ذكر في حديث أخيه، وقال أبو نعيم: صحّفه ابن مندة، وإنما هو أبو عبيدة، واسمه قيوم، فسماه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عبد القيوم، وكناه أبا عبيدة، وأقر ابن الأثير أبا نعيم على ذلك، فشاركه في الوهم. والصواب مع ابن مندة، فعبد القيوم مولى أبي راشد لا أخوه، وأبو علكثة أخوه كما قال ابن مندة، وكان من سروات الأزد، وزعم عبدان المروزي أن اسمه الحارث.
10279- أبو علية الحضرميّ.
ذكره البغويّ في «الكنى» . وقد تقدم في الأسماء، فإنّ اسمه حرملة.
10280- أبو علي بن عبد اللَّه
بن الحارث «3» بن رحضة بن عامر بن رواحة بن حجر بن معيص بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري، من مسلمة الفتح واستشهد باليمامة.
ذكره الزّبير بن بكّار، وتبعه ابن عبد البرّ.
10281- أبو علي:
قيس بن عاصم التيمي المنقري «4» .
وأبو علي طلق بن علي الحنفي.
وأبو علي معقل بن يسار المزني- تقدموا في الأسماء.
10282- أبو علي بن البجير «5»
: أو البجير «6» - ذكره في التجريد، وعزاه لبقيّ بن مخلد.
10283- أبو عمارة «7»
: البراء بن عازب «8» .
وأبو عمارة خزيمة بن ثابت الأنصاريان- تقدما في الأسماء.
10284- أبو عمر:
بضم العين: قدامة بن مظعون. تقدم في الأسماء.
10285- أبو عمر:
ويقال أبو عمرو بن الحباب بن المنذر.
__________
(1) ذكره المصنف أيضا في الفتح- فلينظر 12/ 72.
(2) أسد الغابة ت 6120.
(3) اللآلئ المصنوعة 2/ 351.
(4) أسد الغابة ت 6123.
(5) في أالشخير.
(6) في أالسهير.
(7) في أعلي.
(8) أسد الغابة ت 6124.(7/237)
ومثله قتادة بن النعمان الأنصاريان- تقدما.
10286- أبو عمر:
مولى عمر بن الخطاب «1» .
ذكره الحسن بن سفيان في الصحابة،
وأخرج من طريق بقية، عن يحيى بن مسلم، عن عكرمة، وليس مولى ابن عباس: حدثني أبو عمر مولى عمر، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا يتبعنّ أحدكم بصره لقمة أخيه» «2» .
وأخرجه أبو نعيم، وتبعه أبو موسى.
10287- أبو عمر الأنصاري «3»
. ذكره إسحاق بن راهويه في مسندة، عن الفضل بن موسى، عن بشير بن سلمان، عن عمر الأنصاري، عن أبيه، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «من صلّى قبل الظّهر أربعا كنّ كعدل رقبة من بني إسماعيل» «4» .
وأخرجه الطّبرانيّ من طريقه، وأبو نعيم عنه، وأبو موسى من طريقه، وأخرجه الطبراني من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن بشير بن سلمان، عن شيخ من الأنصار، عن أبيه، عن أمه، ولم يسمّه.
10288
- أبو عمر بن شييم «5» العبديّ
المحاربي «6» .
ذكره ابن الكلبيّ فيمن وفد إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وقال: كان من أشراف عبد القيس، قال الرّشاطيّ: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.
10289- أبو عمرو:
بفتح أوله، ابن بديل بن ورقاء الخزاعي.
ذكره ابن الكلبيّ، وقال: إنه كان من رؤساء أهل مصر الذين حاصروا عثمان.
قلت: وقد تقدم ذكر أبيه بديل وأخويه: عبد اللَّه، ونافع ابني بديل.
10290- أبو عمرو:
جرير بن عبد اللَّه. تقدم.
__________
(1) أسد الغابة ت 6126.
(2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 6/ 408، وعزاه للحسن بن سفيان عن أبي عمر مولى عمر.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 189.
(4) ذكره الهيثمي في المجمع 2/ 224 وعزاه للطبراني في الكبير.
(5) في أسندم.
(6) في أالعبد ثم المحاربي.(7/238)
10291- أبو عمرو بن حفص
بن المغيرة «1» بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، زوج فاطمة بنت قيس.
وقيل: هو أبو حفص بن عمرو بن المغيرة. واختلف في اسمه، فقيل: أحمد، وقيل عبد الحميد، وقيل اسمه كنيته. وأمّه درّة بنت خزاعيّ الثقفية، وكان خرج مع عليّ إلى اليمن في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فمات هناك. ويقال: بل رجع إلى أن شهد فتوح الشام. ذكر ذلك علي بن رباح، عن ناشرة بن سميّ: سمعت عمر يقول: إني أعتذر لكم من عزل خالد بن الوليد، فقال أبو عمرو بن حفص: عزلت عنا عاملا استعمله رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر القصة. أخرجها النسائي.
وقال البغويّ: سكن المدينة، ثم ساق من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الزبير، عن عبد الحميد، عن أبي عمرو، وكانت تحته فاطمة بنت قيس، فذكر قصّتها [226] مختصرة.
10292- أبو عمرو:
سعد بن معاذ سيّد الأوس.
وأبو عمرو سفيان بن عبد اللَّه الثقفي.
وأبو عمرو: سويد بن مقرن المزني- تقدموا.
10293- أبو عمرو:
صفوان بن بيضاء الفهري.
وأبو عمرو: صفوان بن المعطّل- تقدما.
10294- أبو عمرو بن عدي
بن الحمراء الخزاعي.
تقدم ذكر أخيه عبد اللَّه، وأبو عمرو هذا من مسلمة الفتح.
وذكر الواقديّ من طريق سلمة بن أبي عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن أبي عمرو بن عدي هذا، قال: رأيت سهيل بن عمرو لما جاء نعي النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قد تقلّد السيف، ثم خطب خطبة أبي بكر التي خطب بها بالمدينة كأنه كان يسمعها.
10295- أبو عمرو بن مغيث.
أخرج حديثه النّسائي من وجهين، عن ابن إسحاق، قال في أحدهما: حدثني من لا أتّهم عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن أبي عمرو بن مغيث، وأسقط الواسطة في الطريق الآخر- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال ... فذكر الحديث في الدعاء إذا أراد دخول القرية.
__________
(1) التاريخ الكبير 9/ 54- كتاب الجرح والتعديل 9/ 409، تهذيب الكمال 1630.(7/239)
وقد روى هذا الحديث جماعة من الثقات وغيرهم عن موسى بن عقبة، عن عطاء بن مروان، عن أبيه، عن كعب الأحبار، عن صهيب، وهو المحفوظ.
وروى عن صالح بن كيسان، عن أبي مروان، عن أبيه، عن جده.
10296- أبو عمرو:
عبادة بن النعمان الأنصاري. تقدم في الأسماء.
10297- أبو عمرو بن كعب
بن مسعود الأنصاري «1» .
ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد ببئر معونة، لا يعرف اسمه.
10298- أبو عمرو:
هاشم بن عتبة بن أبي وقاص. تقدم.
10299- أبو عمرو الأنصاري «2»
. ذكره يحيى الحمّانيّ في مسندة، قال: حدثنا أبو إسحاق الحميسي، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «قوموا إلى جنّة عرضها السّماوات والأرض. فقال رجل:
بخ! بخ! فنادى أخا له، فقال: يا أبا عمرو، ربح البيع، الجنة وربّ الكعبة دون أحد، قال:
فالتقوا فاستشهد.
قلت: يحتمل أن يكون المقتول هو سعد بن الربيع، والمقول له سعد بن معاذ، فإن سعد بن الربيع استشهد بأحد، وله قصة قريبة من هذا مع سعد بن معاذ.
10300- أبو عمرو الأنصاري:
آخر «3» .
ذكره الطّبرانيّ، وأورد من طريق جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن محمد بن الحنفية، قال: رأيت أبا عمرو الأنصاري يوم صفّين، وكان عقبيا بدريا أحديا، وهو صائم يتلوّى من العطش، وهو يقول لغلام له:
ترّسني «4» ، فترّسه الغلام حتى نزع بسهم نزعا ضعيفا حتى رمى بثلاثة أسهم، ثم قال:
سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من رمى بسهم في سبيل اللَّه فبلغ أو قصّر كان ذلك نورا له يوم القيامة» «5» ، فقتل قبل غروب الشمس.
ووقع في رواية أخرى في هذه القصة عن أبي عمرة، آخره هاء.
__________
(1) أسد الغابة ت 33/ 6.
(2) معجم رجال الحديث 21/ 260.
(3) أسد الغابة ت 6128.
(4) التّترّس: التّستّر بالتّرس. اللسان/ 1/ 428.
(5) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 395.(7/240)
10301- أبو عمرو الشيبانيّ «1»
. ذكره الحارث بن أبي أسامة في مسندة،
وأخرج من طريق حسان بن إبراهيم الكرماني، عن سعيد بن مسروق، عن أبي عمرو الشيبانيّ، قال: كنا جلوسا مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في سفر، فأصاب بعضهم فرخ عصفور، فجعل العصفور يقع على رحالهم، فأمر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أن يردّوا عليه فرخه. ثم قال: «إنّ اللَّه أرحم بعباده من هذا العصفور بفرخه» .
قلت، إن كان هذا محفوظا فهو غير سعد بن إياس التابعي المشهور، فإنه لم يلق النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وأظن أنّ صحابي هذا الحديث سقط، وشيخ الحارث فيه ضعف.
10302- أبو عمرو النخعي «2»
: أحد من وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم من النخع.
ذكره أبو محمّد بن قتيبة في غريب الحديث، وذكر له رؤيا، واستدركه ابن الأثير عن الغساني، وهذا هو زرارة بن قيس والد عمرو بن زرارة. وقد تقدم ذكره وحديثه في الأسماء.
10303- أبو عمرو:
غير منسوب «3» .
ذكره الطّبرانيّ وابن مندة،
وأخرج الطّبرانيّ من طريق ابن وهب، عن عمرو بن صهبان، عن زامل بن عمرو، عن أبيه، عن جده، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أتى العبد يوم الفطر، وعن يمينه أبي بن كعب، فذكر حديثا، وفيه: «أيها الناس، لا تحتكروا ولا تناجشوا ... » «4» إلخ.
وأخرجه ابن مندة من طريق خالد بن نزار، عن إبراهيم بن طهمان، عن زامل بنحوه.
10304- أبو عمرة الأنصاري «5»
: قيل اسمه بشر، وقيل بشير- قال الأول أبو
__________
(1) الطبقات الكبرى 6/ 104، طبقات خليفة 156، التاريخ لابن معين 2/ 191، التاريخ الكبير 4/ 47 تاريخ الثقات للعجلي 178، المعارف 426، تاريخ أبي زرعة 1/ 2541. المعرفة والتاريخ 3/ 83، الكنى والأسماء 2/ 43، الجرح والتعديل 4/ 78، مشاهير علماء الأمصار، 100، تحفة الأشراف 13/ 200، تهذيب الكمال 1/ 470، العبر 1/ 116، الكاشف 1/ 277، الوافي بالوفيات 15/ 182، غاية النهاية 1327، تاريخ الإسلام 3/ 537، تهذيب التهذيب 3/ 468، تقريب التهذيب 1/ 286، النجوم الزاهرة 1/ 208، طبقات الحفاظ 26، خلاصة تذهيب التهذيب 134، شذرات الذهب 1/ 113.
(2) أسد الغابة ت 6134.
(3) أسد الغابة ت 6135.
(4) أخرجه ابن عساكر في التاريخ 5/ 349.
(5) أسد الغابة ت 6136، الاستيعاب ت 3147.(7/241)
مسعود، والثاني حفيده يحيى بن ثعلبة بن عبد اللَّه بن أبي عمرة في رواية لابن مندة. وقيل اسمه ثعلبة بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عبيد بن عمرو بن مبذول بن مالك بن النجار.
وقيل إن ثعلبة أخوه، وبذلك جزم موسى بن عقبة. وقال ابن الكلبي: اسمه عمرو بن محصن، وساق هذا النسب. وقال في موضع آخر: اسمه بشير بن عمرو. وكان زوج بنت عم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم المقوم بن عبد المطلب.
وأخرج ابن مندة، من طريق يونس بن بكير، عن المسعودي، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبيه، عن جده- أنه جاء إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يوم بدر أو يوم أحد ومعه إخوة له، فأعطى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم الرجل سهما سهما، وأعطى الفارس سهمين.
وأخرجه أبو داود، من طريق أبي عبد الرحمن المقري، عن المسعودي، فقال: عن أبي عمرة، عن أبيه، عن جده.
ومن طريق أمية بن خالد، عن المسعودي، عن رجل، من آل أبي عمرة، عن أبيه، عن جده. حكاه ابن مندة.
وقال مالك في «الموطّأ» من رواية..... عن مالك بن عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عمرو بن عثمان، عن أبي عمرة، عن زيد بن خالد الجهنيّ. وخالفه الأكثر، فقالوا بهذا السند، عن ابن أبي عمرة، عن زيد في حديث: خير الشهداء. وقد رواه ابن جريح عن يحيى بن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو، عن عبد الرحمن أبي عمرة.
10305- أبو عمرة الأنصاري:
آخر «1» .
أخرجه أبو أحمد الحاكم، وأخرج هو والمستغفريّ والطّبرانيّ من طريق الدّراوردي، عن أبي طوالة، عن أيوب بن بشر، قال: اشتكى رجل منا يقال له أبو عمرة، فأتاه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فناداه فقال له أهله: هذا رسول اللَّه، فقال: «دعوه، لو استطاع لأجابني» . قال: فصرخ النساء فأسكتهنّ الرجال، فقال: «دعوهنّ، فإذا وجب فلا تبكينّ باكية» .
قال ابن عبد البر:
إن كان مات في هذا الوقت فهو غير أبي عمرة والد عبد الرحمن.
10306- أبو عمرة بن سكن الأنصاري.
قال الزّبير بن بكّار في أخبار المدينة: حدثنا محمد بن الحسن، عن موسى بن بشير،
__________
(1) أسد الغابة ت 6137، الاستيعاب ت 3148.(7/242)
عن يحيى بن عبد اللَّه بن أبي قتادة، قال: أصيب أبو عمرة بن سكن بأحد فأمر به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقبر، فكان أول من دفن في مقبرة بني حرام.
10307- أبو عمير:
مسعود بن ربيعة القاري حليف، بني زهرة. تقدم في الأسماء.
10308- أبو عميرة الأزدي.
ذكر المستغفريّ، عن يحيى بن بكير- أنه ذكره فيمن ورد مصر من الصحابة، واستدركه أبو موسى.
10309- أبو عميلة:
يأتي في القسم الرابع.
10310- أبو عنبة الخولانيّ «1»
. صحابي مشهور بكنيته، مختلف في اسمه، فقيل عبد اللَّه بن عنبة، وقيل عمارة، وذكره خليفة، والبغويّ، وابن سعد وغيرهم في الصحابة. وقال البغوي: سكن الشام، وذكره عبد الصمد بن سعيد»
فيمن نزل حمص من الصحابة.
وقال أحمد بن محمّد بن عيسى في رجال حمص: أدرك الجاهلية، وعاش إلى خلافة عبد الملك، وكان ممن أسلم على يد معاذ والنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حي، وكان أعمى. وأورد أيضا من طريق أبي الزاهرية، عن أبي عنبة، وكان من الصحابة فذكر حديثا في قراءة الجمعة يوم الجمعة وكان أعمى.
وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وعن عمر وغيره. روى عنه بكر بن زرعة، وأبو الزاهرية، وشرحبيل بن سعد، ولقمان بن عامر، وآخرون.
وقد أخرج البغويّ، وابن ماجة، من طريق الجراح بن مليح، عن بكر بن زرعة:
سمعت أبا عنبة الخولانيّ، وكان قد صلّى القبلتين مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول.
وفي رواية البغويّ: سمعت أبا عنبة، وهو من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وصلّى معه القبلتين كلتيهما، وهو ممن أكل الدم في الجاهلية، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا يزال اللَّه يغرس في هذا الدّين غرسا يستعملهم بطاعته» .
وأخرجه البغويّ، من طريق بقية، عن بكر بن زرعة، عن شريح بن مسروق، عن أبي
__________
(1) أسد الغابة ت 6140، الاستيعاب ت 3150.
(2) في أسعد.(7/243)
عنبة الخولانيّ، قال: ما فتق في الإسلام فتق فسدّ، ولكن اللَّه يغرس في الإسلام غرسا يعملون بطاعته. وكان أبو عنبة جاهليا من أصحاب معاذ، أسلم.
وأخرج أحمد، عن شريح بن نعمان، عن بقية، عن محمد بن زياد، حدثني أبو عنبة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إذا أراد اللَّه بعبد خيرا عسله «1» » ،
قال: أي يفتح له عملا صالحا قبل موته، ثمّ يقبض عليه.
قال شريح: له صحبة. وقال أهل الشام: لا صحبة له، وإنما هو مددي من أمداد أهل اليمن واليرموك.
وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: ليست له صحبة. وذكره أبو زرعة الدمشقيّ في الطبقة العليا التي تلي الصحابة. وأخرجه ابن عائذ والبخاري في التاريخ من طريق طليق بن شهر، عن أبي عنبة الخولانيّ، قال: حضرت عمر بالجابية ... فذكر قصة.
وذكره ابن سعد في الصحابة الذين نزلوا الشام. وذكره خليفة في الصحابة وذكره في الطبقة الثالثة من أهل الشام، وقال: مات سنة ثمان عشرة ومائة. وقول ابن عيسى المتقدم أشبه. واللَّه أعلم.
وروى ابن المبارك في «الزّهد» ، من طريق محمد بن زياد- أنّ أبا عنبة كان في مجلس خولان، فخرج عبد اللَّه بن عبد الملك هاربا من الطاعون، فذكر قصة في إنكار أبي عنبة ذلك، وقال: كانوا إذا نزل الطاعون لم يبرحوا.
10311- أبو عوسجة الضّبيّ «2»
. ذكره الحاكم أبو أحمد في «الكنى» ، وأخرج هو والبغويّ والدّارقطنيّ في «الأفراد» ، من طريق محمد بن إسحاق الصغاني، عن مهدي بن حفص، عن أبي الأحوص، عن سليمان بن قرم، عن عوسجة، عن أبيه، قال: سافرت مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فكان يمسح على الخفين.
وأخرجه البخاري من هذا الوجه، ووقع لنا بعلوّ في فوائد أبي العباس الأصم. قال البغوي:
قال محمد بن إسحاق الصغاني: هذا خطأ، وإنما هو سافر مع عليّ.
10312- أبو العوجاء «3»
: يأتي في ابن أبي العوجاء في المبهمات.
__________
(1) العسل: طيب الثناء، مأخوذ من العسل، يقال: عسل الطعام يعسله: إذا جعل فيه العسل، شبه ما رزقه اللَّه تعالى من العمل الصالح الّذي طاب به ذكره بين قومه بالعسل الّذي يجعل في الطعام فيحلو به ويطيب. النهاية 3/ 237.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 190، التاريخ الكبير 9/ 61.
(3) أسد الغابة ت 6141.(7/244)
10313- أبو عوف:
سلمة بن سلامة بن وقش الأنصاري. تقدم.
10314- أبو عويمر الأسلمي «1»
. ذكر المستغفريّ من طريق أبي أويس، عن أبي الزناد، عن أبي عويمر الأسلمي- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم نهى عن أن يشار إلى البرق.
10315- أبو عياش «2»
: بالشين المعجمة، الزّرقيّ الأنصاري. اسمه زيد بن الصامت، ويقال ابن النعمان، ويقال اسمه عبيد بن معاوية، وقيل عبد الرحمن بن معاوية ابن الصامت.
روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في صلاة الخوف. أخرج حديثه أبو داود، والنسائي بسند جيد، من طريق شعبة، عن منصور، عن مجاهد عنه، قال: كنّا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بعسفان، وعلى المشركين خالد بن الوليد.
وقال ابن سعد: شهد أحدا وما بعدها، ويقال: إنه عاش إلى خلافة معاوية.
10316- أبو عياش «3»
: وقيل ابن عائش، وقيل ابن أبي عياش.
روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «من قال- إذا أصبح: لا إله إلّا اللَّه ... » «4» الحديث،
من رواية سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عنه. أخرج حديثه أبو داود والنسائي وابن ماجة. وفي بعض طرقه: عن سهيل بن أبي صالح، عن ابن أبي عياش، ووقع في بعض طرقه عن أبي عياش الزرقيّ، فقيل هو الّذي قبله. وعلى ذلك جرى أبو أحمد الحاكم. والّذي يظهر أنه غيره.
ووقع في الكنى لأبي بشر الدّولابي أبو عياش الزرقيّ روى عنه زيد بن أسلم حديث: من قال إذا أصبح ... إلخ.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 190.
(2) مسند أحمد 4/ 76، التاريخ الصغير 106، المغازي للواقدي 341، طبقات خليفة 100، التاريخ لابن معين 2/ 718، تاريخ الطبري 2/ 601، مقدمة مسند بقي بن مخلد 103، تاريخ أبي زرعة 1/ 477، مشاهير علماء الأمصار 17، تهذيب الكمال 3/ 1635، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 46، تحفة الأشراف 9/ 237، الكاشف 3/ 321، تاريخ الإسلام (المغازي) 246، عهد الخلفاء الراشدين 545، تهذيب التهذيب 12/ 193، تقريب التهذيب 2/ 458، خلاصة تذهيب التهذيب 456.
(3) مجمع 5/ 207، المغني 7649، تبصير المنتبه 3/ 899. مؤتلف الدارقطنيّ ص 1572.
(4) أخرجه أحمد في المسند 5/ 415 عن أبي أيوب ولفظه من قال إذا صلى الصبح لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له الحديث. وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 110 عن أبي أيوب ... الحديث وقال رواه أحمد والطّبرانيّ باختصار في إسناد أحمد محمد بن إسحاق وهو مدلس وفي إسناد الطّبرانيّ محمد بن أبي ليلى وهو ثقة سيء الحفظ وبقية رجالهما ثقات.(7/245)
10317- أبو عيسى:
المغيرة بن شعبة الثقفي الصحابي المشهور. تقدم.
القسم الثاني
10318- أبو عاصم «1»
: عبيد بن عمير الليثي،
10319- أبو عائشة:
عبد اللَّه بن فضالة الليثي «2» .
10320- أبو عبد اللَّه «3»
: كثير بن الصلت.
10321- أبو عبد الرحمن:
السائب بن لبابة «4» .
10322- أبو عبد الملك:
محمد بن عمرو بن حزم «5» .
10323- أبو عبد الملك:
مروان بن الحكم «6» .
10324- أبو عتيق:
محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق «7» .
10325- أبو عثمان:
عتبة بن أبي سفيان- تقدموا كلّهم في الأسماء.
10326- أبو عثمان بن عبد الرحمن:
بن عوف الزهري.
أمه بنت أبي الحيسر، وهي التي تزوجها عبد الرحمن بن عوف أول ما هاجر، وآخى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين سعد بن الربيع، فلما تزوّجها قال له: «أولم ولو بشاة» . وخبره بذلك في الصحيح، فذكر الزبير بن بكار في أولاد عبد الرحمن منها أبو عثمان، وكأنه مات صغيرا ولم يعقب.
10327
- أبو عمير «8» ، بن أبي طلحة
زيد بن سهل الأنصاري.
صاحب القصة التي فيها: «يا أبا عمير ما فعل النّغير» «9» ؟ وهي في الصحيحين من
__________
(1) الكنى والأسماء 2/ 21، الطبقات الكبرى 5/ 463.
(2) أسد الغابة ت 6054.
(3) الطبقات الكبرى بيروت 1415.
(4) الطبقات الكبرى بيروت 5/ 78 و 88.
(5) الطبقات الكبرى بيروت 5/ 69.
(6) الكنى والأسماء 2/ 71.
(7) أسد الغابة ت 6090، الاستيعاب ت 3121.
(8) الطبقات الكبرى بيروت 3/ 506، 8/ 431.
(9) النّغير: تصغير النغر، وهو طائر يشبه العصفور، أحمر المنقار، ويجمع على نغران. النهاية 5/ 86.(7/246)
طريق أبي التيّاح، عن أنس. قيل اسمه حفص. ومات في حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ففي صحيح مسلم من طريق ثابت عن أنس- أنّ ابنا لأبي طلحة مات ... فذكر قصة موته، وأنها قالت لأبي طلحة: هو أسكن ما كان، وباتت معه، فبلغ ذلك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فدعا لهما بالبركة، فأتت بعبد اللَّه بن أبي طلحة. وقد مضى ذكر أبي عمير في الحاء المهملة.
القسم الثالث
10328- أبو العالية الرّياحي «1»
: بكسر الراء بعدها تحتانية مثناة خفيفة، مولاهم.
اسمه رفيع، بفاء ثم مهملة مصغرا، ابن مهران.
أدرك الجاهلية، ويقال: إنه قدم في خلافة أبي بكر، ودخل عليه، فذكر البخاري في تاريخه، من طريق مسلم بن قتيبة، عن أبي خلدة، قال: سألت أبا العالية: هل رأيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: أسلمت في عامين من بعد موته.
وأخرج الحاكم من طريق علي بن نصر الجهنيّ، عن أبي خلدة، قال: سألت أبا العالية: أدركت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: لا، جئت بعده بسنتين أو ثلاثة. ورأيت في كتاب أوهام أبي نعيم في كتابه في الصحابة للحافظ عبد الغني المقدسي- أن أبا نعيم ذكر أبا العالية الرّياحي في الصحابة، وخلط في ترجمته شيئا من ترجمة أبي العالية البراء.
وقد أرسل أبو العالية عن كثير من الصحابة، منهم ابن مسعود، وأبو ذر، وحذيفة، وعلي.
وروى عن أبي موسى، وأبي أيوب، وثوبان، ورافع بن خديج، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وغيرهم.
__________
(1) الطبقات الكبرى 7/ 112، التاريخ لابن معين 2/ 166، طبقات خليفة 202، التاريخ الكبير 3/ 326، الزهد لابن حنبل 302، المعرفة والتاريخ 1/ 237، تاريخ أبي زرعة 1/ 402، المعارف 453، الكنى والأسماء 2/ 20، الجرح والتعديل 3/ 510 المراسيل 58، مشاهير علماء الأمصار 95، حلية الأولياء 2/ 217 ذكر أخبار أصبهان 1/ 314، طبقات المفسرين للداوديّ 1/ 172، تحفة الأشراف 13/ 192، أمالي القالي 2/ 159، الكامل في التاريخ 4/ 548، الكاشف 1/ 242، تذكرة الحفاظ 1/ 61، سير أعلام النبلاء 4/ 207، العبر 1/ 108، معرفة القراء الكبار 1/ 60، ميزان الاعتدال 2/ 54، غاية النهاية 1/ 284، لسان الميزان 7/ 471، تاريخ الإسلام 3/ 529، الثقات لابن حبان 4/ 239، تهذيب التهذيب 3/ 284، تقريب التهذيب 1/ 252، طبقات الحفاظ للسيوطي 22، خلاصة تذهيب التهذيب 1/ 172، شذرات الذهب 1/ 102، الوفيات 99.(7/247)
روى عنه خالد الحذّاء، وداود بن أبي هند، وابن سيرين، والربيع بن أنس، وبكر بن عبد اللَّه المزني، وقتادة، وثابت، وحميد بن هلال، ومنصور بن زاذان، وآخرون.
ويقال: إنه دخل على أبي بكر وصلّى خلف عمر. قال ابن أبي داود: ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن من أبي العالية، وبعده سعيد بن جبير. وقال النضر بن شميل، عن شعبة، عن عاصم: قلت لأبي العالية: من أكبر من رأيت؟ قال: أبو أيوب. وقال العجليّ:
تابعي ثقة من كبار التابعين.
قال أبو خلدة: مات سنة تسعين. أو قيل سنة ثلاث وتسعين. وقال المدائني: سنة [ست وتسعين] . وقال أبو عمر الضرير: مات سنة [ثمان وتسعين] ، وبه جزم ابن حبان.
10329- أبو عامر بن عمرو
بن الحارث بن غيمان، بفتح الغين وسكون التحتانية المثناة، الأصبحي.
ذكره الذّهبيّ في «التّجريد» . وقال: لم أر من ذكره في الصحابة. وقد كان في زمن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، لابنه مالك رواية عن عثمان وغيره.
10330- أبو عائشة:
مسروق بن الأجدع الهمدانيّ الفقيه الكوفي. تقدم في الأسماء.
10331- أبو عبد اللَّه الصّنابحي «1»
: عبد الرحمن بن عسيلة. تقدم في الأسماء.
10332- أبو عبد اللَّه الجدلي «2»
: اسمه عبد «3» بن عبد. ذكره ابن الكلبي.
10333- أبو عبد اللَّه:
قيس بن أبي حازم الأحمسي «4» .
10334- أبو عبد اللَّه بن ميمون الأزدي:
تقدما في الأسماء.
10335- أبو عبد اللَّه الأشعري.
غزا في عهد أبي بكر وعمر، وروى عن خالد بن الوليد، وأمراء الأجناد، ومعاذ بن جبل، ويزيد بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وعن شرحبيل بن حسنة، وأبي الدّرداء.
__________
(1) أسد الغابة ت 6058، الاستيعاب ت 3107.
(2) الطبقات الكبرى 6/ 228، طبقات خليفة 143، التاريخ لابن معين 2/ 712، التاريخ الكبير 5/ 319، المعرفة والتاريخ 2/ 775، الكنى والأسماء 2/ 254، تاريخ خليفة 262، اللباب 1/ 263، تاريخ الإسلام 3/ 533، الكاشف 3/ 312، جامع التحصيل 282، تهذيب الكمال 3/ 1620، تهذيب التهذيب 12/ 148، تقريب التهذيب 2/ 445.
(3) في أعتبة.
(4) الكنى والأسماء 2/ 59.(7/248)
روى عنه أبو صالح الأشعريّ، وإسماعيل بن عبيد اللَّه بن أبي المهاجر، وزيد بن واقد، ويزيد بن أبي مريم. وذكره ابن سميع في الطبقة الأولى. وقال أبو زرعة الدمشقيّ: لا أعرف اسمه، ولم أجد أحدا سماه، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين.
10336- أبو عبد اللَّه القيسي.
له إدراك، وغزا في خلافة عمر مع عتبة بن غزوان إصطخر، ففتحوها، ثم نفلوا فكتب عمر إلى عتبة أن يجعله في سبعين من العطاء وعياله في عشرة. ذكره هشام بن عمار في فوائده رواية محمد بن خريم عن الهيثم بن عمران بهذا، وهو جده الأعلى.
10337- أبو عبد الرحمن:
حجر بن الأدبر. تقدم في الأسماء.
10338- أبو عبد الرحمن:
غير منسوب.
سمع أبو بكر قوله. روى عنه عمرو بن دينار، ذكره البخاري في الكنى، وتبعه أبو أحمد الحاكم، ولا يعرف اسمه.
10339- أبو عثمان الأصبحي «1»
. اعتمر في الجاهلية، وروى عنه أبو قبيل المعافري. ذكره ابن مندة، وابن يونس.
10340- أبو عثمان الصنعاني:
اسمه شراحيل بن مرثد، قاتل أهل الردة في زمن أبي بكر. تقدم.
10341- أبو عثمان النّهدي «2»
: عبد الرحمن بن معقل. تقدم في الأسماء.
10342- أبو عذية «3»
: له إدراك، ونزل حمص في خلافة عمر، فأخرج يعقوب بن سفيان، عن أبي اليمان، عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن أبي عذية الحمصي، قال: قدمت على عمر رابع أربعة من الشام، ونحن حجاج، فبينا نحن عنده ...
فذكر قصة لأهل العراق، فقال عمر: اللَّهمّ عجّل لهم الغلام الثقفي، لا يقبل من محسنهم ولا يتجاوز عن مسيئهم. وذكره ابن سعد في تابعي أهل الشام بهذا الخبر.
10343- أبو عذرة «4»
: بضم أوله وسكون المعجمة.
__________
(1) أسد الغابة ت 6091.
(2) أسد الغابة ت 6094، الاستيعاب ت 3124.
(3) ميزان الاعتدال 4/ 739، الجرح والتعديل 9/ 420، المغني 7608، 7609، الثقات لابن حبان 7/ 664، مؤلف الدار الدّارقطنيّ 1626، تبصير المنتبه 3/ 937، الإكمال 6/ 166.
(4) أسد الغابة ت 6095، الاستيعاب ت 3125.(7/249)
ذكره ابن أبي خيثمة في الصحابة، وتبعه مسلم في الكنى، وعدّ في الأوهام، نعم له إدراك ولا صحبة له، قاله البخاري، والدولابي، والحاكم أبو أحمد.
روى عن عائشة، أخرج حديثه أبو داود، والتّرمذيّ، وابن ماجة، من رواية عبد اللَّه بن شداد الواسطي الأعرج، عن أبي عذرة، وكان قد أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، عن عائشة، فذكر حديثا في دخول الحمام. قال أبو زرعة: لا أعرف أحدا سماه. وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال: يقال له صحبة.
10344- أبو العريان:
الهيثم بن الأسود النخعي «1» . تقدم في الأسماء.
10345- أبو عطيّة الوادعي «2»
. غزا في عهد عمر، ثم كان من أصحاب ابن مسعود: واختلف في اسمه، فقيل مالك بن عامر، أو ابن أبي عامر، وقيل مالك بن حمزة أو ابن أبي حمزة، وقيل عمرو بن جندب، أو بن أبي جندب، وقيل هما اثنان.
وجاء عنه أنه قال: جاءنا كتاب عمر بن الخطاب.
وروى عن ابن مسعود، وأبي موسى، وغيرهما. روى عنه أبو إسحاق السّبيعي، وعمارة بن عمير، ومحمد بن سيرين، وخيثمة بن عبد الرحمن، والأعمش، وآخرون.
وشهد مع عليّ مشاهده.
وقال أبو داود في رواية أخرى: مات في خلافة عبد الملك، وقد خلط أبو عمر ترجمته بترجمة أبي عطية الّذي روى عنه خالد بن معدان، والصواب التفرقة بينهما.
10346- أبو عكرمة:
صعصعة بن صوحان العبديّ. تقدم في الأسماء.
10347- أبو العلاء:
قبيصة بن جابر الأسدي. تقدم.
10348- أبو عمرو الأسود:
بن يزيد النخعي. وعبد اللَّه بن قيس السلماني. وسعد ابن إياس الشيبانيّ- تقدموا في الأسماء.
__________
(1) أسد الغابة ت 6098.
(2) طبقات ابن سعد 6/ 121، طبقات خليفة 149، التاريخ لابن معين 2/ 716، التاريخ الصغير 86، التاريخ الكبير 7/ 305، تاريخ الثقات للعجلي 505، المعرفة والتاريخ 3/ 76، الجرح والتعديل 8/ 213، رجال صحيح مسلم 2/ 221، الثقات لابن حبان 4/ 384، رجال صحيح البخاري 2/ 693، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 480، الكاشف 3/ 317، تهذيب التهذيب 12/ 169، تقريب التهذيب 2/ 451، خلاصة تذهيب التهذيب 455، تاريخ الإسلام 3/ 242.(7/250)
10349- أبو عمرو الحميري:
ثم السّيباني، بالمهملة ثم الموحدة، والد أبي زرعة.
ذكره يحيى بن عمرو الفلسطيني. يقال اسمه زرعة.
ذكره ابن جوصا عن ابن سميع في الطبقة الأولى بعد الصحابة ممن أدرك الجاهلية، وسمع من عمر، وأبي الدرداء، وعقبة بن عامر.
روى عنه ابنه، وعمرو بن عبد الملك الفلسطيني.
وقال أبو زرعة في الطبقة الأولى من التابعين: أبو عمرو، واسمه زرعة، سمع عمر، ونزل الرّملة، وذكره يعقوب بن سفيان في ثقات التابعين من أهل مصر.
10350- أبو عميلة:
أدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، ونقلت عنه قصة في فتح خيبر، ذكرها الواقدي في المغازي من طريق عيسى بن عميلة، عن أبيه، عن جده.
قال: إني بوادي بني جمح ما شعرت إلا ببني سعد يحملون الظّعن هرّابا، فلقيت رأسهم وبر بن عليم، فسألته، فقال: دهمتنا جموع محمد بما لا طاقة لنا به قبل أن نأخذ الأهبة، وقد أوقع بقريظة، وهو سائر إلى هؤلاء بخيبر.
قلت: فرواية ولده عميلة عنه في الإسلام تدلّ على أنه أسلم، لكن لم أر من صرح بأنه رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بعد أن أسلم.
10351- أبو العنبس «1»
: حجر بن العنبس الكوفي. تقدم في الأسماء.
10352- أبو العيال بن أبي عتبة الهذلي:
من بني ضباعة، بن سعد بن هذيل، وهو أخو عبد بن وجزة الهذلي لأمه.
ذكره ابن عساكر، فقال: مخضرم، أدرك الجاهلية وأسلم، وغزا في خلافة عمر فدخل مصر، ثم عمّر إلى خلافة معاوية، وغزا مع يزيد بن معاوية الروم، وكتب إلى معاوية قصيدة قالها في تلك الواقعة منها:
أبلغ معاوية بن صخر أنّه ... يهوي إليه الفرند الأعجل
أنّى لقينا بعدكم في غزونا ... من جانب الأبراج يوما ينسل
أمرا تضيق به الصّدور ودونه ... مهج النّفوس وليس عنه معدل
[الكامل] وحكى في ضبط والده خلافا هل بعد النون موحدة أو مثناة [229] .
__________
(1) في أالعبيس.(7/251)
القسم الرابع
10353- أبو عامر الأنصاري «1»
. روى عنه فرات البهراني- أنه سأل عن أهل النار. وأورده ابن مندة مختصرا، وهو وهم، وإنما هو أبو عامر الأشعري. وقد تقدم الحديث في ترجمة فرات من القسم الثالث.
10354- أبو عامر الثقفي.
روى عنه محمد بن قيس.
ذكره ابن مندة،
وأخرج من طريق الوليد بن مسلم، عن أبي جابر، عن محمد بن قيس، عمن حدثه، حدثني رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنه سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «الخضرة في النّوم الجنّة، والسّفينة نجاة، والمرأة خير، والجمل حزن، واللّبن الفطرة، وأكره الغلّ، والقيد ثبات في الدّين» «2» .
قال ابن مندة: كذا رواه دحيم، عن الوليد.
وقال غيره: عن رجل يكنى أبا عامر.
انتهى.
وقد تقدم في ترجمة أبي عامر الثقفي في القسم الأول كذلك، لكن ذلك حديث آخر.
وقد استدركه أبو موسى على ابن مندة. والحقّ أن أبا عامر الثقفي واحد، وحديث: الخضرة في المنام إنما هو عن رجل منهم.
10355- أبو عامر الأنصاري «3»
: والد حنظلة غسيل الملائكة.
ذكره أبو موسى متعلقا بما ذكر الدّارقطنيّ في «المؤتلف» بإسناد كوفي ضعيف إلى الأجلح، عن الشعبي، عن ابن عباس، قال: بعثت الأوس أبا قيس بن الأسلت، وأبا عامر والد غسيل الملائكة، وبعثت الخزرج أسعد بن زرارة. ومعاذ بن عفراء، فدخلوا المسجد، فإذا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فكانوا أول من لقي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من الأنصار.
وهذه رواية شاذة في أن أبا عامر كان مع الذين قدموا من الأنصار في القدمة الأولى، وعلى تقدير أن يكون الراويّ حفظ منهم فليس في حكايته ما يدلّ على أنه أسلم، ولم يعدّه أحد فيمن بايع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وعلى تقدير أن يوجد ذلك فكأنه ارتد، فإن مباينته للمسلمين،
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 182، تهذيب الكمال 3/ 1619.
(2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال رقم 41464 وعزاه للحسن بن سفيان عن رجل من الصحابة.
(3) أسد الغابة ت 6048.(7/252)
ومظاهرته للمشركين عليهم، وحضوره معهم بعض الحروب، حتى أراد ابنه حنظلة أن يثور إليه، ثم قيامه في كيده الإسلام- مشهور في السّير والمغازي، وهو الّذي بنى أهل النفاق مسجد الضّرار لأجله، فنزلت فيه: وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [التوبة: 107] .
10356- أبو عائشة:
غير منسوب.
ذكره أبو نعيم في الصحابة، وتبعه أبو موسى في الذيل،
وأخرجا من طريق الحسن بن سفيان، قال: حدثنا إسحاق بن بهلول بن حسان، حدثنا أبو داود الحفري، حدثنا بدر بن عثمان، عن عبد اللَّه بن مروان، قال: حدثني أبو عائشة، وكان رجل صدق، قال: خرج علينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ذات غداة، فقال: «رأيت قبل الغداة كأنّما أعطيت المقاليد والموازين ... » »
الحديث. وفيه: فوضعت في إحدى الكفتين، ووضعت أمتي في الأخرى، فوزنت بهم فرجحتهم. وهكذا أخرجه يعقوب بن شيبة في مسندة للعلل عن إسحاق بن بهلول سواء.
أورده عنه ابن فتحون في كتابه أوهام ابن عبد البر، ولم ينقل كلام يعقوب، ولا الموضع الّذي أخرجه فيه، والأخلق أن يكون في مسند ابن عمر، وهذا وقع فيه وهم صعب، فإنه سقط منه الصحابي، فصار ظاهره أنّ الصحبة لأبي عائشة، وليس كذلك، فقد ذكره البخاري في الكنى المفردة، فقال: قال أبو داود الحفري بهذا السند سواء، وبعد قوله رجل صدق عن ابن عمر- قال: خرج علينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر الحديث بعينه.
وتبعه أبو أحمد الحاكم في «الكنى» ، فقال أبو عائشة، وكان رجل صدق، روى عنه عبد اللَّه بن عمر، روى عنه عبد اللَّه بن مروان. وكذا قال ابن حبان في ثقات التابعين في آخره: أبو عائشة روى عن ابن عمر. روى عنه عبد اللَّه بن مروان، وقد مشى هذا الوهم على ابن الأثير، وعلى الذهبي، وعلى من تبعهما.
10357- أبو عائشة:
آخر.
ذكره البغويّ، وابن أبي عاصم في الوحدان، وجوّز أبو موسى أن يكون الّذي قبله، وتبع في ذلك أبا نعيم، فإنه أورد حديثه في ترجمة الّذي قبله، وهو غيره.
وأخرج حديثه من طريق يحيى بن سعد، عن خالد بن معدان، عنه- أن اليهود أتوا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقالوا: حدثنا عن تفسير أبواب من التوراة لا يعلمها إلا نبيّ. قال: «وما هنّ» ؟
فذكر الحديث.
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 9/ 61 وقال رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال فرجح في الجميع ثم جيء بعثمان فوضع في كفة ووضعت أمتي في كفة فرجح بهم ثم رفعت ورجاله ثقات.(7/253)
وزاد البغويّ: فسألوه عن ملك الموت، فقال: «هو ابن آدم الّذي قتل أخاه» ،
وقد غاير بينهما أبو أحمد الحاكم، فقال في هذا: أبو عائشة مولى سعيد بن العاص، روى عن أبي موسى الأشعري، وحذيفة. روى عنه مكحول، وخالد بن معدان، وهو تابعي.
قلت: وروايته عن حذيفة وأبي موسى في سنن أبي داود في تكبيرات العيد.
10358- أبو عبد اللَّه الخطميّ.
له حديث غريب، كذا في التجريد، وهذا هو أبو عبد اللَّه السّعديّ الّذي ذكره بعده سواء، فقال: روى حديثه مليح بن عبد اللَّه ... إلخ، كرره وهما، والّذي في أصله أبو عبد اللَّه الخطميّ حجازي من الأنصار، روى حديثه ابن فديك، عن عمر بن محمد، عن مليح بن عبد اللَّه ... إلخ، ولم يزد على ذلك، فأصاب، ولما كان الذهبي رآه في موضع السعدي بدل الخطميّ ظنّه آخر.
10359- أبو عبد اللَّه:
غير منسوب.
صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في فضل المشي في سبيل اللَّه، وعنه أبو مصبح المقرئي. وقد تقدم في ترجمة مالك بن عبد اللَّه الخثعميّ أنه جابر بن عبد اللَّه الأنصاري، ولم ينبه ابن الأثير على ذلك ولا الذهبي.
10360- أبو عبد الرحمن الأشعري «1»
: وقيل الأشجعي.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «الطّهور شطر الإيمان» «2» .
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم، وقال ابن مندة: الصواب عن أبي مالك الأشعري، كذا اختصره ابن الأثير، وقوله: وقيل الأشجعي ليس عند ابن مندة ولا أبي نعيم، وإنما ذكر ابن مندة أنّ يحيى بن ميمون روى عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي عبد الرحمن الأشعري ... فذكر الحديث، قال: ورواه أبان العطار عن يحيى، فقال: عن أبي مالك، وهو الصواب، وتبعه أبو نعيم.
قلت: ورواية أبان التي صوّبها ابن مندة أخرجها مسلم.
__________
(1) ميزان الاعتدال 4/ 739.
(2) أخرجه في مسلم في الصحيح 1/ 203 عن أبي مالك الأشعري كتاب الطهارة باب فضل الوضوء (1) حديث رقم 223 والدارميّ في السنن 1/ 167، وابن أبي شيبة 1/ 6 وأحمد في المسند 5/ 342، 343، 344، والطبراني في الكبير 3/ 322 والبيهقي في السنن 1/ 10، 42.(7/254)
10361- أبو عبد الرحمن الصّنابحي «1»
. ذكره البغويّ في «الصحابة» ، وقال: سكن المدينة،
ثم ساق له من طريق الصلت بن بهرام، عن «2» الحارث بن وهب، عن أبي عبد الرحمن الصّنابحي- رفعه: «لا تزال أمّتي في مسكة ما لم يعملوا بثلاث: ما لم يؤخّروا المغرب مضاهاة لليهود ... » الحديث.
وهذا هو الصنابح بن الأعسر إن ثبت أنه يكنى أبا عبد الرحمن، وإلا فهو وهم. وقد قال ابن الأثير: عبد الرحمن الصنابحي روى عنه الحارث بن وهب، ويقال: إنه الّذي روى عنه عطاء بن يسار في النهي عن تأخير صلاة المغرب حتى تشتبك النجوم. وأبو عبد اللَّه الصنابحي آخر لم يدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، كذا قال: والّذي روى عنه الحارث بن وهب هو الصّنابح بن الأعسر، والحديث المذكور في صلاة المغرب حديثه، وأما قوله: إن أبا عبد اللَّه الصّنابحي آخر لم يدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فليس كما قال، لما بينته في ترجمة عبد اللَّه الصنابحي في العبادلة، وهو عبد اللَّه اسم لا كنية.
والّذي يتحصّل من كلام أهل العلم بغير وهم أنّ الصنابحة ثلاثة: عبد اللَّه الّذي روى عنه عطاء بن يسار، وهو مختلف في صحبته، ومن قال: إنه أبو عبد اللَّه فقد وهم، ولعله الّذي يكنى عبد الرحمن. والصنابح اسم لا نسب ابن الأعسر، وهو صحابي بلا خلاف، ومن قال فيه الصنابحي فقد وهم. وعبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي يكنى أبا عبد اللَّه وهو مخضرم ليست له صحبة، بل قدم المدينة عقب موت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فصلّى خلف أبي بكر الصديق، ومن سمّاه عبد اللَّه فقد وهم.
10362- أبو عبيد:
ذكره البغويّ في الصحابة، وقال: لا أدري له صحبة أم لا، ثم
أخرج من طريق بجير بن سعد، عن خالد بن معدان. عن أبي عبيد- رفعه: «إنّ قلب ابن آدم مثل العصفور يتقلّب في اليوم سبع مرّات» .
انتهى.
والصواب في هذا السند أبو عبيدة بزيادة هاء، وهو ابن الجراح، كذا أخرجه ابن أبي الدنيا، والحاكم، والبيهقي في الشعب من هذا الوجه، وهو منقطع السند، لأنّ خالد بن معدان لم يلحق أبا عبيدة بن الجراح.
10363- أبو عثمان بن سنّة «3»
: بفتح المهملة وتشديد النون، الخزاعي الكعبي.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 183.
(2) في أبن.
(3) تهذيب الكمال، 1625، المشتبه ص 379، الإكمال 5/ 35، تهذيب التهذيب 12/ 162، مؤلف-- الدارقطنيّ ص 1372، تقريب التهذيب 2/ 449، ميزان الاعتدال 4/ 739، الجرح والتعديل 9/ 408، لسان الميزان 7/ 473، تبصير المنتبه 2/ 771، المؤتلف والمختلف 79.(7/255)
أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصحابة، وقال ابن أبي عاصم في كتاب الجهاد بعد أن أخرج من طريقه حديثا في قصة الطائف أرسله: يحسب كثير من الناس ... إلخ- أن أبا عثمان بن سنّة له صحبة، وليس كذلك، وهو جليل من التابعين. انتهى.
وأورده ابن مندة، من طريق الربيع بن سليمان، عن ابن وهب، عن يونس، عن الزهري عنه في ليلة الجن. وقد رواه حرملة عن ابن وهب، فزاد بعد أبي عثمان: عن ابن مسعود. أخرجه أبو نعيم وصوّبه، قال: وكذلك رواه الليث عن يونس.
قلت: وكذا هو عند النّسائيّ، عن أبي الطاهر بن الحسن، عن ابن وهب، وروى أبو عثمان أيضا عن علي وابن مسعود وغيرهما، روى عنه الزهري. وقال أبو زرعة: لا أعرف اسمه. وقال يونس عن الزهري: حدثني أبو عثمان بن سنّة، وكان من أهل دمشق، فلحق بعليّ فيمن خرج إليه من أهل الشام، وكان يحضر مجلسه، وحديثه وقع في نسخة حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، وعن براء بن المقري في حديث ابن مسعود عثمان بن سنّة الخزاعي، وكان من أهل الشام. وقال ابن المقري: كان في الأصل عثمان فأصلح أبا عثمان، وهو الصواب.
10364- أبو العشراء الدارميّ «1»
. ذكره ابن الأثير، قال: وذكره بعضهم في الصحابة ولا يصح، والصحبة لأبيه.
قلت: حديثه في السنن من طريق حماد بن سلمة، عن أبي العشراء، عن أبيه.
واختلف في اسمه واسم أبيه، وسأوضحه في المبهمات، ولم يسمّ ابن الأثير من ذكره في الصحابة، وهو ابن شاهين. ذكره في مالك بن قهطم ولم يقف له على رواية إلا عن أبيه، وقد أفرد تمام الرازيّ حديثه بالتصنيف، وجميع ما ذكره غرائب أكثرها مختلف إلا الحديث الّذي في السنن، وآخر في المسند.
10365- أبو عصيمة الأنصاري.
ذكره أبو معشر فيمن شهد بدرا، وتعقبه أبو عمر فقال: هذا تصحيف، وإنما هو أبو
__________
(1) لسان الميزان 7/ 474، الطبقات الكبرى بيروت 7/ 85، تبصير المنتبه 3/ 955، المشتبه ص 461، التبصرة والتذكرة 3/ 90، الكنى والأسماء 2/ 31، تقريب التهذيب 2/ 451، تهذيب التهذيب 12/ 167، تهذيب الكمال 1627، ميزان الاعتدال 4/ 739.(7/256)
حميضة كما تقدم في الحاء إما بالمهملة والضاد المعجمة مع التصغير وإما بالمعجمة والصاد المهملة بلا تصغير.
10366- أبو عقيل بن عبد اللَّه «1»
بن ثعلبة بن بيحان البلوي، من حلفاء الأوس.
شهد بدرا، ذكره المستغفري، كذا ذكره الذهبي، وكان ذكر قبل ذلك أبو عقيل البلوي اسمه عبد الرحمن بن عبد اللَّه حليف بني جحجبى، شهد بدرا، فوهم في جعله اثنين، فإن بني جحجبى من الأوس، ولم يذكر ابن الأثير غير واحد، فقال أبو عقيل، واسمه عبد الرحمن بن عبد اللَّه البلوي ثم الأوسي حليف بني جحجبى بن ثعلبة بن عمرو بن عوف.
قلت: وعمرو بن عوف هو ابن مالك بن الأوس.
10367- أبو العلاء العامري «2»
. ذكره الباورديّ في الصحابة،
وأورد من طريق الأسود بن شيبان، عن أبي بكر بن سماعة، عن أبي العلاء، قال: وفدت على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في وفد بني عامر، فقالوا: يا رسول اللَّه، أنت سيدنا وذو الطّول «3» علينا. فقال: «مه، مه، قولوا بقولكم ولا يستجرئنّكم الشّيطان، فإنّما السّيّد اللَّه» .
قال ابن مندة: كذا رواه الأسود، وخالفه غيره، وقال أبو نعيم:
الصواب عن أبي العلاء، عن أبيه، وأبو العلاء هو يزيد بن عبد اللَّه بن الشخّير. وأبوه هو الصحابي، وهو الوافد. وقد رواه قتادة عن غيلان بن جرير، عن أبي العلاء، عن أبيه. ورواه أبو نضرة، عن مطرف بن عبد اللَّه بن الشخير، عن أبيه، والحديث حديثه.
قلت: وكذا أخرجه أبو داود من رواية أبي سلمة شعيب بن مهدي، عن أبي نضرة، عن مطرف، قال: قال أبي انطلقت إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
10368- أبو عليط الجمحيّ:
بمهملتين والصواب أبو غليظ بمعجمتين. يأتي ذكره في المعجمة.
10369- أبو عمرو بن حماس «4»
: بكسر المهملة والتخفيف وآخره مهملة.
تابعي معروف، أرسل حديثا، فذكره ابن مندة في الصحابة، وقال: عداده في أهل الحجاز، وله ذكر في الصحابة.
وأخرج من طريق ابن أبي ذئب، عن الحارث بن الحكم،
__________
(1) تفسير الطبري 14/ 13008، 17013، 17014.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 188، تهذيب التهذيب 12/ 192.
(3) الطول: الفضل والقدرة والغنى والسعة والعلو. اللسان 4/ 2728.
(4) كتاب الجرح والتعديل 9/ 410، المغني 7645، الطبقات الكبرى بيروت 5/ 62.(7/257)
عن أبي عمرو بن حماس، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: ليس للنساء سواء الطريق.
وقد تقدم ذكر حماس فيمن ولد على عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وله قصة مع عمر، قال خليفة:
مات أبو عمرو بن حماس سنة تسع وثلاثين ومائة. وقال الواقدي: لم أسمع له باسم.
10370- أبو عيسى الأنصاري الحارثي «1»
. مدني شهد بدرا، ذكره أبو عمر تبعا لأبي أحمد الحاكم، وأبو أحمد نقل عن البخاري أنه قال: قال ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة- أن عثمان عاد أبا عيسى، وكان بدريا، ومات في خلافة عثمان. انتهى.
وهذا خطأ نشأ عن تصحيف، والّذي في كتاب البخاري أبو عبس، بفتح العين وسكون الموحدة بعدها سين، وهو ابن جبر، وقد تقدمت ترجمته في
القسم الأول، وهو معروف في البدريين، وقد ذكر أبو عمر في ترجمته أنه مات سنة أربع وثلاثين في خلافة عثمان وصلّى عليه عثمان.
حرف الغين المعجمة
القسم الأول
10371- أبو الغادية الجهنيّ «2»
: اسمه يسار، بتحتانية ومهملة خفيفة، ابن سبع، بفتح المهملة وضم الموحدة.
قال خليفة: سكن الشام،
وروى أنه سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إن دماءكم وأموالكم حرام»
وقال الدّوري، عن ابن معين: أبو الغادية الجهنيّ قاتل عمار له صحبة، وفرّق بينه وبين أبي الغادية المزني، فقال في المزني: روى عنه عبد الملك بن عمير. وقال البغويّ:
أبو غادية الجهنيّ يقال اسمه يسار، سكن الشام. وقال البخاري: الجهنيّ له صحبة، وزاد:
__________
(1) أسد الغابة ت 6145، الاستيعاب ت 3153.
(2) مسند أحمد 4/ 76، التاريخ لابن معين 2/ 719، طبقات خليفة 120، التاريخ الصغير 82، المحبر 295، مقدمة مسند بقي بن مخلد 154، أنساب الأشراف 1/ 170، تهذيب التهذيب المعرفة والتاريخ 3/ 198، تاريخ أبي زرعة 1/ 389، تقريب التهذيب تعجيل المنفعة 509، الجرح والتعديل 9/ 603، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 40، تلقيح فهوم أهل الأثر 2/ 191، سير أعلام النبلاء 2/ 544، تاريخ الإسلام «عهد الخلفاء» 162، كنز العمال 13/ 617، تجريد أسماء الصحابة 2/ 191، ذيل الكاشف 2/ 19، تاريخ الإسلام 1/ 135.(7/258)
سمع من النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وتبعه أبو حاتم، وقال: روى عنه كلثوم بن جبر. وقال ابن سميع: يقال له صحبة، وحدّث عن عثمان. وقال الحاكم أبو أحمد كما قال البخاري، وزاد: وهو قاتل عمار بن ياسر. وقال مسلم في الكنى: أبو الغادية يسار بن سبع قاتل عمار له صحبة. وقال البخاريّ، وأبو زرعة الدّمشقيّ جميعا، عن دحيم: اسم أبي الغادية الجهنيّ يسار بن سبع، ونسبوه كلهم جهنيّا، وكذا الدّارقطنيّ، والعسكريّ، وابن ماكولا.
وقال يعقوب بن شيبة في مسند عمار: حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا ربيعة بن كلثوم بن جبر، حدثنا أبي، قال: كنت بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد اللَّه بن عامر، فقال الآذن: هذا أبو الغادية الجهنيّ، فقال: أدخلوه، فدخل رجل عليه مقطعات، فإذا رجل ضرب من الرجال كأنه ليس من رجال هذه الأمة، فلما أن قعد قال: بايعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. قلت: بيمينك؟ قال: نعم.
قال: وخطبنا يوم العقبة فقال: «يا أيّها النّاس، إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام ... » «1»
الحديث. وقال في خبره: وكنا نعدّ عمار بن ياسر فينا حنّانا، فو اللَّه إني لفي مسجد قباء إذ هو يقول: إن معقلا فعل كذا- يعني عثمان، قال: فو اللَّه لو وجدت عليه أعوانا لوطئته حتى أقتله، فلما أن كان يوم صفّين أقبل يمشي أول الكتيبة راجلا حتى إذا كان بين الصفّين طعن الرجل في ركبته بالرمح وعثر، فانكفأ المغفر عنه فضربه فإذا رأسه، قال: فكانوا يتعجبون منه أنه سمع: «إنّ دماءكم وأموالكم حرام» ، ثم يقتل عمارا.
وأخرجه أحمد، وابن سعد، عن عفان، زاد أحمد عن عبد الصمد بن عبد الوارث كلاهما عن ربيعة، وفي رواية عفان: سمعت عمارا يقع في عثمان بالمدينة فتوعدته بالقتل، فقلت: لئن أمكنني اللَّه منك لأفعلنّ، فلما كان يوم صفين جعل يحمل على الناس، فقيل:
هذا عمار، فطعنته في ركبته فوقع فقتلته فأخبر عمرو بن العاص، فقال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «قاتل عمّار وسالبه في النّار» «2» ، فقيل لعمرو: فكيف تقاتله؟ فقال: إنما قال قاتله وسالبه.
وأخرج ابن أبي الدّنيا، عن محمد بن أبي معشر، عن أبيه، قال: بينما الحجاج جالس إذ أقبل رجل يقارب الخطا. فلما رآه الحجاج قال: مرحبا بأبي غادية، وأجلسه على
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 76 عن أبي غادية الجهنيّ بلفظه وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 12353 وعزاه لابن قانع والطبراني عن مخشي بن حجير عن أبيه والطبراني عن أبي غادية الجهنيّ.
(2) أخرجه ابن عدي في الكامل 2/ 714، وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 300 عن عمرو بن العاص وقال رواه الطبراني وقد صرح ليث بالتحديث ورجاله رجال الصحيح وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33522.(7/259)
سريره، وقال: أنت قتلت ابن سميّة؟ قال: نعم. قال: كيف صنعت؟ قال: فعلت كذا وكذا حتى قتلته، فقال الحجاج: يا أهل الشام، من سره أن ينظر إلى رجل طويل الباع يوم القيامة فلينظر إلى هذا، ثم سارّه أبو الغادية، فسأله شيئا، فأبى عليه، فقال أبو الغادية: نوطئ لهم الدنيا ثم نسألهم منها فلا يعطوننا، ويزعم أني طويل الباع يوم القيامة، أجل، واللَّه إن من ضرسه مثل أحد، وفخذه مثل ورقان «1» ، ومجلسه ما بين المدينة والرّبذة لعظيم الباع يوم القيامة.
قلت: وهذا منقطع، وأبو معشر فيه تشيع مع ضعفه، وفي هذه الزيادة تشنيع صعب، والظنّ بالصحابة في تلك الحروب أنهم كانوا فيها متأوّلين، وللمجتهد المخطئ أجر، وإذا ثبت هذا في حق آحاد الناس، فثبوته للصحابة بالطريق الأولى.
10372- أبو الغادية المزني «2»
: فرّق غير واحد بينه وبين الجهنيّ، وخالفهم ابن سعد، فقال فيمن نزل البصرة من الصحابة: أبو الغادية المزني قاتل عمار. وقال مسلم في الكنى: أبو الغادية المزني يسار بن سبع قاتل عمار له صحبة. وقال النسائي مثله إلا قوله: وله صحبة. وقال ابن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات: أبو الغادية المزني يسار بن سبع يروي المراسيل.
قلت: وتسميته بذلك غلط، إنما هو اسمه الجهنيّ.
وأخرج تمّام في فوائده، من طريق مساور بن شهاب بن مسرور بن سعد بن أبي الغادية، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده سعد، عن أبيه، قال: كان النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في جماعة من الصحابة فمرّت به جنازة، فسأل عنها، فقالوا: من مزينة، فما جلس مليّا حتى مرت به الثانية، فقال: ممّن؟ قالوا: من مزينة، فما جلس مليا حتى مرت به الثالثة، فقال: ممن؟
قالوا: من مزينة. فقال: «سيري مزينة لا يدرك الدجال منك أحد» ... الحديث.
قال ابن عساكر بعد تخريجه: غريب، لم أكتبه إلا من هذا الوجه، والراجح أن المزني غير الجهنيّ، لكن من قال: إن المزني هو قاتل عمار فقد وهم.
10373- أبو الغادية:
غير مسمى ولا منسوب.
__________
(1) ورقان: بالفتح ثم الكسر والقاف وآخره نون: بوزن طربان ويروى بسكون الراء وهو جبل أسود بين العرج والرّويثة على يمين المصعد من المدينة إلى مكة ينصب ماؤه إلى رئم وهو جبل تهامة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1434.
(2) أسد الغابة ت 6148 من الاستيعاب ت 3155.(7/260)
ذكره ابن السّكن، وقال ابن عبد البرّ في ترجمة أم الغادية: جاء ذكره من وجه مجهول، ولم يترجمه أبو عمر في الكنى، فاستدركه ابن فتحون.
قلت: والحديث المشار إليه
أخرجه أبو نعيم أيضا، من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، عن العاص بن عمرو الطفاوي، قال: خرج أبو الغادية، وحبيب بن الحارث، وأم الغادية مهاجرين إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فأسلموا، فقالت المرأة: يا رسول اللَّه، أوصني، قال:
«إيّاك وما يسوء الأذن» .
وسيأتي له طريق أخرى في كنى النساء.
وأورد أبو موسى هذا الحديث في ترجمة المزني،
وأورد أبو موسى أيضا في ترجمة المزني حديث: «سيكون بعدي فتن شداد، خير النّاس فيها مسلمو أهل البوادي الّذين لا يتندّون «1» من دماء النّاس وأموالهم شيئا» «2» .
وهذا أورده الطّبرانيّ في مسند يسار بن سبع، وجزم ابن الأثير بأن هذا الحديث للجهني، لأنه في معنى الحديث الّذي أوردناه من طريق كلثوم بن جبر عنه، وفي الجزم بذلك نظر.
10374- أبو غاضر الفقيمي:
اسمه عروة. تقدم في الأسماء.
10375- أبو غزوان «3»
: له ذكر في حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص،
أخرجه الطّبرانيّ، من طريق ابن وهب، حدثني حيي بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد اللَّه بن عمرو، قال: جاء إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم سبعة رجال، فأخذ كلّ رجل من أصحابه رجلا، وأخذ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم رجلا، فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «هل لك يا أبا غزوان أن تسلم؟» قال: نعم، فأسلم فمسح النبي صلى اللَّه عليه وسلّم صدره، فلما أصبح حلب له شاة واحدة فلم يتم لبنها، فقال: «ما لك يا أبا غزوان؟» قال: والّذي بعثك بالحق لقد رويت. قال: «إنّك امرؤ لك سبعة أمعاء، وليس لك اليوم إلا معي واحد» .
10376- أبو غزوان «4»
: آخر.
ذكر ابن سعد أنه سمع بعضهم يكنى عتبة بن غزوان أبا غزوان، والمعروف أن كنيته أبو عبد اللَّه.
__________
(1) لا يتندّون: لا يصيبون ولا ينالون منه شيئا النهاية 5/ 38.
(2) أورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 4421 وعزاه لأبي يعلى والهيثمي في الزوائد 7/ 297 وقال رواه أبو يعلى وفيه عبد الحميد بن بهرام وشهر بن حوشب وقد وثقا وفيهما ضعف.
(3) أسد الغابة ت 6149.
(4) الطبقات الكبرى بيروت 3/ 98، 7/ 5.(7/261)
10377- أبو غزية الأنصاري «1»
: روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في النهي عن الجمع بين اسمه وكنيته من رواية يزيد بن ربيعة، عن غزية بن أبي غزية الأنصاري، عن أبيه، ذكره أبو عمر مختصرا.
وساق ابن مندة الحديث من طريق أبي حاتم الرازيّ، عن أبي توبة، عن ربيعة. وله حديث آخر
أورده مطين، من طريق جابر الجعفي، عن يزيد بن مرة، عن أبي غزية الأنصاري، قال: كان رجل يقرأ، فجاءت مثل الظلة، فذكر ذلك للنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «أما إنّك لو ثبتّ لرأيت منها عجبا» «2» .
أخرجه أبو نعيم، ويحتمل أن يكون غير الّذي قبله.
10378- أبو غسيل الأعمى «3»
: ويقال له أبو بصير.
ذكر الثّعلبيّ في «التّفسير» ، من طريق حميد الطويل، قال: أبصر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أعمى يتوضأ فقال له: «بطن القدم» «4» ، فجعل يغسل تحت قدمه حتى سمّي أبا بسيل.
وأخرج الخطيب في «التّاريخ» ، من طريق أبي معاوية، عن يحيى بن سعيد «5» الأنصاري، عن محمد بن محمود بن محمد بن سلمة- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مرّ على رجل مصاب البصر يتوضأ، فقال: «باطن رجلك! باطن رجلك! يا أبا بصير» . فسمى أبا بصير.
وذكر أبو موسى في «الذّيل» أن ابن مندة ذكر في تاريخه محمد بن محمود بن محمد بن سلمة. وأخرج أبو موسى من طريقين، عن يحيى بن سعيد، قال: رأى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أعمى يتوضأ فقال: «اغسل باطن قدميك» ، فجعل يغسل باطن قدميه، ولم يذكر بقية الحديث.
10379- أبو غطيف «6»
: تقدم في غطيف في الأسماء، واختلف فيه.
__________
(1) أسد الغابة ت 6150، الاستيعاب ت 3156.
(2) أخرجه النسائي في السنن 8/ 60 كتاب القسامة باب 46، 47، ذكر حديث عمرو بن حزم في العقول ... حديث رقم 4859، والطبراني في الكبير 1/ 227، وابن عساكر 3/ 58، وكنز العمال حديث رقم 5/ 368.
(3) تبصير المنتبه 3/ 1045.
(4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (75) والهيثمي في المجمع 1/ 240 والمنذري في الترغيب 1/ 170.
(5) في أسعد.
(6) أسد الغابة ت 6151، الاستيعاب ت 3157.(7/262)
10380- أبو غليظ:
بمعجمة، ابن أمية بن خلف الجمحيّ «1» . وقيل: هو ابن مسعود بن أمية بن خلف. واختلف في اسم أبي غليظ فقيل عنبسة، وقيل نشيط، وهو الجدّ الأعلى لعبد اللَّه بن معاوية الجمحيّ، شيخ الترمذي.
وأخرج الخطيب في ترجمة إسماعيل بن إسحاق الرقي من تاريخه عن أبي العباس بن نجيح، وهو عندي في فوائد ابن نجيح بعلوّ. قال: حدثنا إسماعيل، حدثنا عبد اللَّه بن معاوية، سمعت أبي يحدث عن أبيه، عن جده، عن أبي غليظ بن أمية بن خلف، قال: رآني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وعلى يدي صرد «2» ، فقال: «إنّ هذا أوّل طير صام يوم عاشوراء» .
قال إسماعيل: وكان عبد اللَّه بن معاوية من ولد أبي غليظ ذكره بالمعجمتين في هذه الرواية، وأخرجه من وجه آخر عن إسماعيل بن إسحاق، فقال: أبو عليط- بمهملتين، ثم أخرجه من وجه ثالث عن عبد اللَّه بن معاوية، قال: سمعت أبي أنه سمع أباه يحدث عن جده، عن أبي أمية عنبسة بن أمية بن خلف، والأول هو المعتمد.
وقد أخرجه ابن قانع، فقال في كتابه: عن عبد بن معاوية، فذكر كالأول، لكنه أورده في ترجمة سلمة بن أمية بن خلف ظنّا منه أنها كنيته، وليس كما ظن البغوي.
10381- أبو غنيم:
اسمه قيس. تقدم.
10382- أبو الغوث
بن الحصين الخثعميّ «3» رجل من الفرع، بضم الفاء والراء بعدها مهملة: مكان معروف بنواحي المدينة.
ذكره البغويّ، ولم يخرج له شيئا، وأخرج ابن ماجة من حديثه: سأل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عن الحج عن الميت. روى عنه عطاء الخراساني، ولم يسمع منه، قال: وكان ينزل العرج، وهو من نواحي الفرع.
القسم الثاني
خال: وكذا:
__________
(1) أسد الغابة ت 6152.
(2) الصّرد طائر فوق العصفور، وقال الأزهري: يصيد العصافير. اللسان 4/ 2427.
(3) الكاشف 3/ 366، تقريب التهذيب 2/ 461، تجريد أسماء الصحابة 2/ 192، خلاصة تذهيب 3/ 237، الجرح والتعديل 9/ 421، تهذيب الكمال 3/ 1636، تهذيب التهذيب 12/ 200، الكنى والأسماء 1/ 47، بقي بن مخلد 857.(7/263)
القسم الثالث
القسم الرابع
10383- أبو غليظ «1»
: يروى عنه حديث فيه من يجهل، ولفظه عجيب، واسمه سلمة بن الحارث. كذا في التجريد، وليس هو عند ابن الأثير، ولا ذكره في الأسماء. واللَّه المستعان.
حرف الفاء
القسم الأول
10384- أبو فاطمة الأزدي:
وقيل الدوسيّ، ويقال الليثي «2» .
ذكره ابن يونس في «تاريخ مصر» ، فقال: الدوسيّ، صحابي شهد فتح مصر، وذكره الحاكم أبو أحمد فيمن لا يعرف اسمه، وقال: ذكره أبو زرعة، والبغوي، وابن سميع- فيمن نزل الشام من الصحابة. وذكره ابن الربيع الجيزي فيمن دخل مصر من الصحابة، وقال ابن البرقي: كان بمصر، وله ثلاثة أحاديث. وقال مسلم في الكنى، وتبعه أبو أحمد: له صحبة.
وقال الفضل الغلابي: قبره بالشام إلى جانب قبر فضالة بن عبيد. وفرّق الحاكم أبو أحمد بين أبي فاطمة الليثي، فقال: مصري، وبين أبي فاطمة الأزدي، فقال: يقال شامي. واللَّه أعلم.
وقال المزّيّ في «التّهذيب» : اختلف في اسمه، فقيل أنيس، وقيل عبد اللَّه بن أنيس.
روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، روى عنه كثير بن قليب، وكثير بن مرة، وأبو عبد الرحمن الحبلي، وأرسل عنه مسلم بن عبد اللَّه الجهنيّ. وحديثه عن دوس بسند حسن.
وأخرج ابن المبارك في «الزهد» من طريق الحارث بن يزيد، عن كثير الأعرج، قال:
كنا بذي الصّواري ومعنا أبو فاطمة الأزدي: وكان قد اسودّت جبهته وركبتاه من كثرة السجود.
10385- أبو فاطمة الأنصاري»
: ذكره ابن شاهين في الصحابة،
وأورد له من وجه ضعيف، عن أبان بن أبي عياش أحد
__________
(1) أسد الغابة ت 6152.
(2) أسد الغابة ت 6157.
(3) أسد الغابة ت 6155.(7/264)
المتروكين، عن أنس- أن أبا فاطمة الأنصاري أتى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «عليك بالصّوم، فإنّه لا مثل له» «1» .
وهذا يحتمل أن يكون الأزدي، لأن الأنصاري من الأزد، وذكر الصوم أيضا وقع في بعض طرق حديث الأزدي، لكن مخرج الحديث مختلف.
10386- أبو فاطمة الليثي «2»
: أفرده الحاكم أبو أحمد عن الدوسيّ، ونقل ذلك عن البخاري. واستدركه الذهبي، وقد قالوا في ترجمته الدوسيّ، ويقال الليثي، فهو محتمل.
10387- أبو فاطمة الضّمري «3»
: قال البخاريّ: قال ابن أبي أويس: حدثني أخي، عن حماد بن أبي حميد، عن مسلم بن عقيل مولى الزرقيين: دخلت على عبيد اللَّه بن أبي إياس بن فاطمة الضمريّ، فقال: يا أبا عقيل، حدثني أبي عن جدي، قال: أقبل علينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «أيّكم يحبّ أن يصحّ فلا يسقم؟» الحديث.
وفيه: «إنّ اللَّه ليبتلي المؤمن وما يبتليه إلّا لكرامته عليه، أو لأنّ له منزلة عنده ما يبلغه تلك المنزلة إلّا ببلائه له» .
وأورده في ترجمة أبي عقيل المذكور، ولم يزد على ذلك.
ووقع لي بعلو في المعرفة لابن مندة، من طريق أبي عامر العقدي عن محمد بن أبي حميد، وهو حماد، عن مسلم، عن عبد اللَّه بن أبي إياس، عن أبيه، عن جده. قال ابن مندة: رواه رشدين بن سعد، عن زهرة بن معبد عن عبد اللَّه.
قلت: لكن سمى أباه أنسا بدل إياس، كذا قال، وقد ساقه الحاكم أبو أحمد من طريق رشدين، فقال: إياس، فلعل الوهم من النسخة.
10388- أبو فراس الأسلمي «4»
: ربيعة بن كعب، من خدّام النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. تقدم في الأسماء.
10389- أبو فراس الأسلمي:
آخر، لا يعرف اسمه.
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 249، والطبراني في الكبير 8/ 108 والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 301. وأورده ابن حجر في الفتح 4/ 108.
(2) أسد الغابة ت 6157، الاستيعاب ت 3159.
(3) أسد الغابة ت 6158.
(4) أسد الغابة ت 6161، الاستيعاب ت 3161.(7/265)
فرقهما البخاريّ، وتبعه الحاكم أبو أحمد، فذكر البخاري عن أبي عبد الصمد العمي، عن أبي عمران الجوني، عن أبي فراس- رجل من أسلم، قال: قال رجل: يا رسول اللَّه، ما الإسلام؟ الحديث. قال أبو عمر تبعا للحاكم: الأقوى أنهما اثنان، لأنّ أبا فراس عداده في أهل البصرة.
روى عنه أبو عمران الجوني، وربيعة بن كعب، عداده في أهل المدينة، نزل على زيد بن الدّثنّة إلى أن مات بعد الحرة. زاد الحاكم أبو أحمد: وحديث كل منهما على حدة، ورواية هذا غير رواية هذا. وقوّى غيره ذلك بأنه اشتهر أن ربيعة بن كعب ما روى عنه إلا أبو سلمة عبد الرحمن، لكن رأيت في مستدرك الحاكم، من طريق مبارك بن فضالة، عن أبي عمران الجوني: حدثني ربيعة بن كعب الأسلمي، قال: كنت أخدم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث.
فهذا هو حديث ربيعة الّذي أخرجوه له، وإن كان مبارك بن فضالة حفظه فهو الأول تأخر حتى لقيه أبو عمران الجوني، فسماه تارة وكناه أخرى، وأخلق به أن يكون وهما، نعم وجدت لأبي فراس الأسلمي ذكرا في حديث آخر بسند أخرجه البغوي، فقال: أبو فراس الأسلمي سكن المدينة، وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم [233] حديثا، ثم
أخرج من طريق ابن لهيعة، عن محمد بن عبد اللَّه بن مالك، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي فراس الأسلمي، قال: كان فتى منا يلزم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ويخفّ له في حوائجه، فخلا به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ذات يوم، فقال: «سلني أعطك» «1» . فقال: ادع اللَّه أن يجعلني معك يوم القيامة. قال: «فأعنّي بكثرة السّجود» .
وهذا يشبه حديث ربيعة بن كعب، فكأنه الفتى المذكور في هذه الرواية، وبها يظهر أن أبا فراس غير ربيعة بن كعب.
10390- أبو فروة:
مولى الحارث بن هشام. يأتي في القاف، قالوا فيه: أبو قرة.
10391- أبو فروة الأشجعي «2»
: هو نوفل، والد فروة. تقدم في الأسماء، وقع في الكنى في مسند الحارث.
10392- أبو فريعة السلمي «3»
:
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 59 عن ربيعة بن كعب وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 252 وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس.
(2) أسد الغابة ت 6162.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 193.(7/266)
قال أبو عمر: له صحبة، وشهد حنينا، ولا أعلم له رواية. انتهى.
وقد ساق ابن مندة له من طريق أحفاده بسند إليه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حين افترق الناس عنه يوم حنين وصبرت معه بنو سليم: «لا ينسى اللَّه لكم هذا اليوم يا بني سليم» .
قال: واسم أبي فريعة كنيته.
10393- أبو فسيلة «1»
: بكسر المهملة، وزن عظيمة: هو واثلة بن الأسقع. تقدم.
أخرج حديثه البغويّ، وابن ماجة، من طريق عباد بن كثير الفلسطيني، عن امرأة منهم يقال لها فسيلة: سمعت أبي يقول: سألت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقلت: يا رسول اللَّه، أمن العصبية أن يحبّ الرجل قومه؟ قال: «لا، ولكن من العصبيّة أن يعين الرّجل قومه على الظّلم» .
وأخرجه أبو داود، من طريق سلمة بنت بسر، عن بنت واثلة بن الأسقع، عن أبيها، قلت: يا رسول اللَّه، ما العصبية؟ قال: «أن تعين قومك على الظّلم» «2» ،
فجزم ابن عساكر ومن تبعه بأن فسيلة هي بنت واثلة المبهمة في هذه الرواية.
10394- أبو فضالة الأنصاري «3»
: ذكره أحمد، والحارث بن أبي أسامة في مسنديهما، وابن أبي خيثمة، والبغوي في الصحابة، وأسد بن موسى في فضائل الصحابة، وذكره البخاري في الكنى مختصرا، قال:
حدثنا موسى، حدثنا محمد بن راشد، حدثنا ابن عقيل، عن فضالة بن أبي فضالة الأنصاري. وقتل أبو فضالة بصفين مع عليّ، وكان من أهل بدر.
وأخرجه ابن أبي خيثمة، عن عارم، عن ابن راشد، فقال: عنه، عن فضالة- أن عليا قال: أخبرني النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أني لا أموت حتى أؤمر، ثم تخضب هذه من هذه.
قال فضالة:
فصحبه أبي إلى صفين، وقتل معه، وكان أبو فضالة من أهل بدر.
وساقه أحمد مطولا، زاد فيه قصة لأبي فضالة مع عليّ حضرها فضالة، وكذلك أخرجه البغويّ، عن شيبان «4» بن فروخ، عن محمد بن راشد بطوله.
10395- أبو الفضل:
العباس بن عبد المطلب الهاشمي، عم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
__________
(1) أسد الغابة ت 6165، الاستيعاب ت 3165.
(2) أخرجه أبو داود (5119) والبيهقي 10/ 234.
(3) أسد الغابة ت 6166، الاستيعاب ت 3166.
(4) في أ: سنان.(7/267)
10396- أبو فورة:
حدير الأسلمي «1» تقدما في الأسماء.
10397- أبو فكيهة الجهمي:
مولى صفوان بن أمية «2» ، وقيل مولى بني عبد الدار، ويقال أصله من الأزد.
أسلم قديما فربط أمية بن خلف في رجله حبلا فجره حتى ألقاه في الرمضاء، وجعل يخنقه، فجاء أخوه أبيّ بن خلف، فقال: زده، فلم يزل على ذلك حتى ظن أنه مات، فمرّ أبو بكر الصديق فاشتراه وأعتقه.
واسمه يسار. وقد تقدم في التحتانية، وقيل اسمه أفلح بن يسار. وقال عمر بن شبة:
قيل كان ينسب إلى الأشعريين.
10398- أبو الفيل الخزاعي «3»
: ذكره مطيّن، وابن السّكن وغيرهما،
وأوردوا من طريق سماك بن حرب: حدثني عبد اللَّه بن جبير الخزاعي، عن أبي الفيل، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «لا تسبّوه» «4» -
يعني ماعز بن مالك حين رجم.
قال البغويّ: ليس له غيره، ولم يحدث به غير سماك بن حرب. ووقع في رواية ابن السكن: «لا تسبّوه» - يعني غريب بن مالك. وفي حاشية الكتاب عريب اسمه وماعز لقبه.
القسم الثاني
لم يذكر فيه أحد من الرجال.
القسم الثالث
10399- أبو فالج الأنماري «5»
: ذكره ابن أبي حاتم، فقال: ليست له صحبة. وذكره الحاكم أبو أحمد، وقال: أكل
__________
(1) أسد الغابة ت 6168، الاستيعاب ت 3162.
(2) أسد الغابة ت 6167.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 193، الكنى والأسماء 1/ 48، تبصير المنتبه 3/ 1079.
(4) ذكره الهيثمي في المجمع 1/ 251 باب ما يقال لمن أصاب ذنبا وعزاه للطبراني وقال فيه الوليد بن أبي ثور وهو ضعيف.
(5) المراسيل للرازي ص 252، الثقات لابن حبان 5/ 571، جامع التحصيل 999.(7/268)
الدم في الجاهلية، وأدرك زمان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وقدم حمص أول ما فتحت، وصحب معاذ بن جبل.
ذكر ذلك كله بقية، عن محمد بن زياد، وقال: أدرك رجالا من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ورجالا ممن أسلم، والنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حيّ، وأكل الدم في الجاهلية.
روى عنه محمد بن زياد الألهاني، ومروان بن رؤبة. وقال البخاريّ: قال أبو اليمان:
حدثنا صفوان بن عمرو، عن مروان بن رؤية، عن أبي فالج، قال: قدمت حمص أول ما فتحت. وأخرج أحمد من طريق شرحبيل بن مسلم، قال: رأيت اثنين أكلا الدم في الجاهلية، وهما أبو عنبة الخولانيّ، وأبو فالج الأنماري.
وذكره أبو زرعة في الطبقة العليا بعد الصحابة، وقال: صحب معاذا، وذكره أبو عيسى في الحمصيين فيمن صحب أبا عبيدة ومعاذا وحضر خطبة عمر بالجابية سنة ست عشرة.
10400- أبو فراس النّهدي «1»
: له إدراك، وله قصة مع عمر عند أبي داود، وذكر إسحاق بن راهويه أنه الربيع بن زياد الحارثي، وردّ ذلك البخاري. وقال خليفة: كنية الربيع بن زياد أبو عبد الرحمن، ويمكن أن يكون له كنيتان.
10401- أبو فرقد:
له إدراك، وشهد فتح الأهواز سنة ثمان عشرة. قال ابن أبي شيبة: حدثنا ريحان بن سعيد، حدثنا مروان، حدثني أبو فرقد، قال: كنا مع أبي موسى يوم فتحنا سوق الأهواز، فسعى رجل من المشركين، فقال له رجل من المسلمين: تترس «2» ، فقال أبو موسى: هذا أمان، فخلى سبيله.
القسم الرابع
10402- أبو فاختة «3»
: تابعي معروف في التابعين.
__________
(1) ميزان الاعتدال 4/ 740، المغني 7655، الكنى والأسماء 2/ 82، ديوان الضعفاء رقم 5011، تقريب التهذيب 2/ 462، تهذيب التهذيب 12/ 20، تهذيب الكمال 1637، لسان الميزان 7/ 478، مجمع 5/ 211، الثقات لابن حبان 5/ 585، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 1832.
(2) الجرح والتعديل 9/ 425.
(3) طبقات ابن سعد 6/ 176، مصنف ابن أبي شيبة 13 (15782) التاريخ لابن معين 2/ 205، العلل لأحمد 1/ 93، التاريخ الكبير 3/ 503، التاريخ الصغير 1/ 275، تاريخ الثقات للعجلي 507، المعرفة-- والتاريخ 2/ 643، تاريخ أبي زرعة 1/ 485، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 81، الجرح والتعديل 4/ 51، الثقات لابن حبان 4/ 288، الضعفاء والمتروكين 71، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 168، تهذيب التهذيب 4/ 70، تقريب التهذيب 1/ 303، تاريخ الإسلام 3/ 72، خلاصة تذهيب التهذيب 141.(7/269)
أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة، وقال ابن مندة: ذكر في الصحابة ولا يثبت، وأورد من طريق هشام بن محمد بن عمارة، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن أبي فاختة- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم زار عليّا ... الحديث. انتهى.
وذكره العجليّ، وابن حبّان، وغيرهما في ثقات التابعين، وهو متّجه، واسمه سعيد ابن علاقة.
وقد أخرج الحديث المذكور أبو داود الطيالسي، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، فقال: عن أبي فاختة، عن علي، قال: زارنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فبات عندنا «1» ... الحديث.
10403- أبو فاطمة الضّمري:
ذكره ابن مندة، فأخرج في ترجمته حديثا لأبي فاطمة الأزدي مخرجهما واحد، فكأن بعض الرواة غلط في نسبه، ويحتمل أن يكون الليثي المقدم في الأول، لأن ليثا وضمرة من بني كنانة، كما أن دوسا والأنصار من الأزد.
10404- أبو الفحم بن عمرو «2»
: ذكره أبو موسى، عن المستغفري، وأنه حكى عن أبي علي بسمرقند عن أبي الفحم بن عمرو- أنه رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عند أحجار الزيت.
قلت: وهو تغيير فاحش، وإنما هو عن عمير مولى آبي اللحم، فحرّف عميرا فجعله عمرا، وأخره عن موضعه، وغير مولى فجعله ابنا، وغير آبي وهو اسم فاعل فجعله أداة كنية، وغير اللام فجعلها فاء. والحديث معروف لعمير. وباللَّه التوفيق.
حرف القاف
القسم الأول
10405- أبو قابوس:
اسمه مخارق. تقدم. ويقال، أبو مخارق.
10406- أبو القاسم الأنصاري «3»
:
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 8/ 110 وقال رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف.
(2) أسد الغابة ت 6160.
(3) أسد الغابة ت 6170.(7/270)
قال أنس: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالبقيع، فنادى رجل: يا أبا القاسم، فالتفت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: يا رسول اللَّه، لم أعنك، وإنما عنيت فلانا، فقال: «سمّوا باسمي ولا تكنّوا بكنيتي» «1» .
أخرجه البخاريّ، ولم أعرف اسم هذا الرجل ولا نسبه.
10407- أبو القاسم:
مولى أبي بكر الصديق «2» .
شهد خيبر، ويقال: اسمه القاسم.
أخرج ابن أبي خيثمة من طريق مطرف، عن أبي الجهم، عن أبي القاسم مولى أبي بكر الصديق، قال: لما فتحت خيبر أكلنا من الثوم، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربنّ مسجدنا حتّى يذهب ريحها من فيه» «3» .
وأخرج مطيّن، والبغويّ، والدّولابيّ، من وجه آخر، عن مطرف، عن أبي الجهم، عن أبي القاسم مولى أبي بكر الصديق، قال: ضرب رجل أخاه بالسيف على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقضى له أن يموت. فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «أردت قتله؟» قال: نعم، يا رسول اللَّه.
قال: «انطلق فعش ما شئت» .
لفظ ابن أبي خيثمة، وعند الآخرين «فعش ما استطعت» .
10408- أبو القاسم:
محمد بن حاطب الجمحيّ.
وأبو القاسم محمد بن طلحة بن عبيد اللَّه- تقدما في الأسماء.
10409- أبو القاسم:
غير مسمّى ولا منسوب «4» .
روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه بكر بن سوادة. ذكره المستغفري، واستدركه أبو موسى، وذكره أبو عمر: فقال: لا أدري أهو مولى أبي بكر، أو مولى زينب بنت جحش، أو هو مولى غيرهما.
قلت: ولم يذكر مولى زينب.
10410- أبو قبيصة ذؤيب
الخزاعي.
__________
(1) أخرجه البخاري 4/ 339 (2120) ومسلم 2/ 1682 (1/ 2131) كلاهما من حديث أنس ومن حديث جابر أخرجه البخاري 6/ 217 (3114) .
(2) أسد الغابة ت 6171.
(3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 60 وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 510 وابن عبد البر في التمهيد 6/ 424 وذكره الهيثمي في المجمع 2/ 17.
(4) أسد الغابة ت 6172، الاستيعاب ت 3170.(7/271)
ذكره الحاكم أبو أحمد.
وأبو قبيصة هلب، ذكره الدّولابيّ- وقد تقدما في الأسماء.
10411- أبو قتادة بن ربعي الأنصاري «1»
. المشهور أن اسمه الحارث. وجزم الواقدي، وابن القداح، وابن الكلبي، بأن اسمه النعمان. وقيل اسمه عمرو. وأبوه ربعي هو ابن بلدمة بن خناس، بضم المعجمة وتخفيف النون، وآخره مهملة، ابن عبيد بن غنم بن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي. وأمّه كبشة بنت مطهّر بن حرام بن سواد بن غنم.
اختلف في شهوده بدرا، فلم يذكره موسى بن عقبة ولا ابن إسحاق، واتفقوا على أنه شهد أحدا وما بعدها، وكان يقال له فارس رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. ثبت ذلك في صحيح مسلم، في حديث سلمة بن الأكوع الطويل الّذي فيه قصة ذي قرد وغيرها.
وأخرج الواقديّ من طريق يحيى بن عبد اللَّه بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: أدركني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يوم ذي قرد، فنظر إليّ فقال: «اللَّهمّ بارك في شعره وبشره» وقال- «أفلح وجهه» فقلت: ووجهك يا رسول اللَّه. قال: «ما هذا الّذي بوجهك؟ قلت: سهم رميت به.
قال: «ادن» . فدنوت، فبصق عليه، فما ضرب عليّ قط ولا فاح- ذكره في حديث طويل.
وقال سلمة بن الأكوع في حديثه الطويل الّذي أخرجه مسلم: «خير فرساننا أبو قتادة، وخير رجالنا سلمة بن الأكوع» .
ووقعت هذه القصة بعلو في المعرفة لابن مندة، ووقعت لنا من حديث أبي قتادة نفسه في آخر المعجم الصغير للطبراني، وكان يقال له فارس رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
__________
(1) طبقات ابن سعد 6/ 15، مسند أحمد 4/ 383، التاريخ لابن معين 2/ 720، تاريخ خليفة 99، طبقات خليفة 139، تاريخ أبي زرعة 1/ 477، التاريخ الكبير 2/ 258، التاريخ الصغير 221، الجرح والتعديل 3/ 74، فتوح الشام، الأخبار الطوال 210، المغازي للواقدي 3/ 1222، المحبر 122، ربيع الأبرار 4/ 67، تاريخ اليعقوبي 2/ 78، المعرفة والتاريخ 1/ 214، مقدمة مسند بقي بن مخلد 82، المعجم الكبير للطبراني 3/ 270، تاريخ الطبري 2/ 293، فتوح البلدان 117، المستدرك 3/ 480، جمهرة أنساب العرب 360، سيرة ابن هشام 91، مشاهير علماء الأمصار 14، مروج الذهب 1631، الكنى والأسماء 1/ 48، الاستبصار 146، جامع الأصول 9/ 77، تحفة الأشراف 9/ 240، صفة الصفوة 1/ 674، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 265، وفيات الأعيان 6/ 14، مرآة الجنان 1/ 128، البداية والنهاية 8/ 68، دول الإسلام 1/ 40، المعين في طبقات المحدثين 28، الكاشف 3/ 325، العبر 1/ 60، تهذيب التهذيب 12/ 204، تقريب التهذيب 2/ 462، خلاصة تذهيب التهذيب 457، كنز العمال 13/ 617، تاريخ الإسلام 1/ 340.(7/272)
وروى أيضا عن معاذ وعمر. روى عنه ابناه: ثابت، وعبد اللَّه، ومولاه أبو محمد نافع الأفرع، وأنس، وجابر، وعبد اللَّه بن رباح، وسعيد بن كعب بن مالك، وعطاء بن يسار، وآخرون.
قال ابن سعد: شهد أحدا وما بعدها. وقال أبو أحمد الحاكم: يقال كان بدريّا.
وقال إياس بن سلمة عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «خير فرساننا أبو قتادة» .
وقال أبو نضرة، عن أبي سعيد: أخبرني من هو خير مني أبو قتادة.
ومن لطيف الرواية عن أبي قتادة ما قرئ على فاطمة بنت محمد الصالحية ونحن نسمع، عن أبي نصير بن الشيرازي أخبرنا عبد الحميد بن عبد الرشيد في كتابه، أخبرنا الحافظ أبو العلاء العطار، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا الطبراني، حدثتنا عبدة بنت عبد الرحمن بن مصعب بن ثابت بن عبد اللَّه بن أبي قتادة، حدثني أبي عبد الرحمن، عن أبيه مصعب، عن أبيه ثابت، عن أبيه عبد اللَّه، عن أبيه أبي قتادة- أنه حرس النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ليلة بدر، فقال: «اللَّهمّ احفظ أبا قتادة كما حفظ نبيّك هذه اللّيلة» «1» .
وبه عن أبي قتادة، قال: انحاز المشركون على لقاح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فأدركتهم فقتلت مسعدة، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حين رآني: «أفلح الوجه» .
قال الطّبرانيّ: لم يروه عن أبي قتادة إلا ولده، ولا سمعناها إلا من عنده، وكانت امرأة فصيحة عاقلة متديّنة.
قلت: الحديث الأول
جاء عن أبي قتادة في قصة طويلة من رواية عبد اللَّه بن رباح، عن أبي قتادة، قال: كنت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في بعض أسفاره إذ مال عن راحلته، قال:
فدعمته فاستيقظ- فذكر الحديث، وفيه: «حفظك اللَّه كما حفظت نبيّه» «2» .
أخرجه مسلم مطوّلا، وفيه نومهم عن الصلاة، وفيه: «ليس التّفريط في النّوم» . وفي آخره: «إنّ ساقي القوم آخرهم شربا» .
وقوله في رواية عبدة ليلة بدر غلط، فإنه لم يشهد بدرا، والحديث الثاني قد تقدمت الإشارة إليه.
__________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير 3/ 270 والطبراني في الأوسط 2/ 152 قال الهيثمي في الزوائد 9/ 322 رواه الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفهم، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 37577 وعزاه لأبي نعيم في الحلية.
(2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 472 كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب (55) قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها حديث رقم 311/ 681، وأبو داود في السنن 2/ 779 كتاب الأدب باب في الرجل يقول للرجل حفظك اللَّه حديث رقم 5228 وأحمد في المسند 5/ 298.(7/273)
وكانت وفاة أبي قتادة بالكوفة في خلافة عليّ. ويقال إنه كبّر عليه ستّا. وقال: إنه بدري. وقال الحسن بن عثمان: مات سنة أربعين، وكان شهد مع عليّ مشاهده. وقال خليفة: ولّاه على مكة ثم ولاها قثم بن العباس. وقال الواقدي: مات بالمدينة سنة أربع وخمسين، وله اثنتان وسبعون سنة. ويقال ابن سبعين. قال: ولا أعلم بين علمائنا اختلافا في ذلك. وروى أهل الكوفة أنه مات بالكوفة وعليّ بها سنة ثمان وثلاثين، وذكره البخاري في الأوسط فيمن مات بين الخمسين والستين، وساق بإسناد له أنّ مروان لما كان واليا على المدينة من قبل معاوية أرسل إلى أبي قتادة ليريه مواقف النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وأصحابه، فانطلق معه فأراه.
ويدلّ على تأخره أيضا ما أخرجه عبد الرّزّاق عن معمر، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل- أن معاوية لما قدم المدينة تلقّاه الناس، فقال لأبي قتادة: تلقّاني الناس كلهم غيركم يا معشر الأنصار.
10412- أبو قتادة السدوسي «1»
: له في مسند بقيّ بن مخلد حديث، كذا في التجريد.
10413- أبو قتيلة «2»
: بالتصغير، اسمه مرثد بن وداعة الحمصي.
تقدم في الأسماء، وأخرج حديثه ابن أبي خيثمة والبغوي في الكنى.
10414- أبو قحافة:
عثمان بن عامر التّيمي»
. والد أبي بكر الصديق. تقدم في الأسماء.
10415- أبو قحافة بن عفيف المرّي «4»
. ذكره ابن عساكر في تاريخه، وقال: يقال: إن له صحبة. سكن دمشق، قال: وذكر أبو الحسين الرازيّ والد تمام عن بعضهم- أن الدار التي بسويقة جناح- دار أبي قحافة ومعاوية ابني عفيف، ولهما صحبة.
10416- أبو قدامة الأنصاري «5»
. ذكره أبو العبّاس بن عقدة في كتاب «الموالاة» الّذي جمع فيه طرق حديث: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» ،
فأخرج فيه من طريق محمد بن كثير، عن فطر، عن أبي الطفيل، قال:
__________
(1) بقي بن مخلد 856.
(2) أسد الغابة ت 6174.
(3) أسد الغابة ت 6175، الاستيعاب ت 3172.
(4) أسد الغابة ت 6176.
(5) أسد الغابة ت 6177.(7/274)
كنا عند عليّ فقال: أنشد اللَّه من شهد يوم غدير خم. فقام سبعة عشر رجلا منهم أبو قدامة الأنصاري، فشهدوا أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال ذلك.
واستدركه أبو موسى. وسيأتي في الّذي بعده ما يؤخذ منه اسم أبيه وتمام نسبه.
10417- أبو قدامة بن الحارث «1»
: من بني عبد مناة بن كنانة، ويقال من بني عبد بن كنانة بغير إضافة.
ذكره ابن الدّبّاغ عن العدويّ، وقال: إنه شهد أحدا، ذكره مستدركا على ابن عبد البرّ، وتبعه ابن الأثير. وزاد ابن الدّبّاغ، عن العدويّ- أنه كان ابن خمس بأحد، وبقي حتى قتل مع عليّ بصفّين، وقد انقرض عقبه، قال: ويقال هو أبو قدامة بن سهل بن الحارث بن جعدبة بن ثعلبة بن سالم بن مالك بن واقف، وهو سالم.
قلت: هذا الثاني من الأنصار، لا يجتمع مع بني كنانة، فهو غيره، ولعله المذكور قبله.
10418- أبو قراد السلمي «2»
. ذكره ابن أبي عاصم، وابن السّكن. وقال: مخرج حديثه عن أهل البصرة، وأخرجا
من طريق أبي جعفر الخطميّ، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي قراد السلمي، قال: كنا عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فدعا بطهور، فغمس يده فيه فتوضّأ، فتتبعناه فحسوناه، فلما فرغ قال: «ما حملكم على ما صنعتم؟» «3» قلنا: حبّ اللَّه ورسوله. قال: «فإن أحببتم أن يحبّكم اللَّه ورسوله فأدّوا إذا ائتمنتم، واصدقوا إذا حدّثتم، وأحسنوا جوار من جاوركم» .
ومداره على عبد اللَّه بن قيس، وهو ضعيف.
وقد خالفه ضعيف آخر وهو الحسن بن أبي جعفر، فرواه عن أبي جعفر الخطميّ، عن الحارث بن فضيل، عن عبد الرحمن بن أبي قراد، فأحد الطريقين وهم، وأخلق أن تكون هذه أولى. وقد نبهت عليه في عبد الرحمن.
10419- أبو قرصافة «4»
: اسمه جندرة، بفتح الجيم وسكون النون، الكناني- تقدم في الأسماء.
__________
(1) الاستيعاب ت 3173.
(2) أسد الغابة ت 6177 م، الاستيعاب ت 3174.
(3) أورده الهيثمي في الزوائد 4/ 148 عن أبي قراد السلمي وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبيد بن واقد القيسي وهو ضعيف.
(4) المعرفة والتاريخ 2/ 101، جمهرة أنساب العرب 189، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 49، المعجم الكبير-- للطبراني 3/ 1، تجريد أسماء الصحابة 1/ 92، خلاصة تذهيب التهذيب 65، مشاهير علماء الأمصار رقم 335، تاريخ الإسلام 2/ 559،(7/275)
10420- أبو قرّة:
مولى عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي. ويقال أبو فروة، بفتح الفاء وسكون الراء بعدها واو.
قال أبو عمر: كان مسلما على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. وذكر الواقدي عنه أنه قال: قسم أبو بكر الصديق قسما، فقسم لي كما قسم لمولاي. أورده أبو عمر في حرف الفاء، وأورده أبو أحمد الحاكم في حرف القاف، وهو أولى.
10421- أبو قرّة بن معاوية:
بن وهب «1» بن قيس بن حجر الكندي.
ذكره ابن الكلبيّ، وقال: وكان شريفا، وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وذكر ابن سعد أن ابنه عمرو بن قرة ولي قضاء الكوفة بعد شريح.
10422- أبو قريع «2»
: ذكره ابن مندة، وقال: روى حديثه طالب بن قريع، عن أبيه، عن جده، قال: كنت تحت ناقة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في حجته.
10423- أبو القصم:
بعد القاف صاد مهملة. اكتنى بها عليّ رضي اللَّه عنه يوم أحد عند القتال.
ذكره ابن إسحاق.
10424- أبو قطبة بن عمرو:
أو عامر، ابن حديدة الأنصاري «3» : اسمه يزيد.
10425- أبو قطن، بفتحتين: هو قبيصة بن المخارق الهلالي
- تقدما في الأسماء.
10426- أبو القلب:
ذكر في التجريد أن بقي بن مخلد أخرج له في مسندة حديثا.
10427- أبو القمراء «4»
: ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق أبي عبد الرحمن، قال:
حدثنا شريك، كأنه ابن أبي نمر، عن أبي القمراء، قال: كنا في مسجد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حلقا نتحدث إذ خرج علينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من بعض حجره، فنظر إلى الحلق ثم جلس إلى أصحاب القرآن، فقال «بهذا المجلس أمرت» .
__________
(1) طبقات ابن سعد 6/ 148، التاريخ لابن معين 2/ 227، الثقات لابن حبان 5/ 587، المعارف 559. الكنى والأسماء للدولابي 2/ 87، تاريخ الإسلام 2/ 561.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 195.
(3) أسد الغابة ت 6181.
(4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 195.(7/276)
10428- أبو القنشر:
هو حيان بن أبحر. تقدم في الأسماء، ذكر كنيته أبو أحمد بفتح القاف وسكون النون ثم شين معجمة مكسورة ثم راء، وكأنه أصوب.
10429- أبو قيس صرمة بن أبي قيس «1»
: أو ابن أبي أنس، أو غير ذلك. تقدم مستوعبا في حرف الصاد.
10430- أبو قيس بن الحارث
بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي «2» .
كان من السابقين إلى الإسلام، ومن مهاجرة الحبشة، شهد أحدا وما بعدها، وهو أخو عبد اللَّه بن الحارث، ذكر ذلك محمد بن إسحاق.
ونقل أبو عمر عن محمد بن إسحاق أن اسمه عبد اللَّه بن الحارث، وتعقّبه ابن الأثير بأن نسخ المغازي عن ابن إسحاق متفقة على أن عبد اللَّه أخوه، واسمه كنيته. وذكره موسى بن عقبة فيمن هاجر إلى الحبشة، وذكر ابن إسحاق أيضا أنه استشهد باليمامة، وكذا ذكر الزّبير بن بكّار.
10431- أبو قيس بن عمرو
بن عبد ود بن عبد بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر القرشي العامري.
كان أبوه فارس قريش في زمانه وهو الّذي بارزه عليّ يوم الخندق فقتله عليّ. وذكر الزبير لأبي قيس هذا بنتا لم يبق من نسل عمرو بن عبد ودّ أحد إلا من نسلها.
10432- أبو قيس الجهنيّ «3»
. شهد الفتح مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وسكن البادية، وبقي إلى آخر خلافة معاوية. ذكر ذلك الواقديّ.
10433- أبو قيس بن المعلى
بن لوذان بن حارثة الأنصاري الخزرجي «4» . ذكر ابن الكلبي أنه شهد بدرا، واستدركه ابن الأثير.
10434- أبو قيس بن الأسلت «5»
: واسم الأسلت عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عامر بن مرة بن مالك بن الأوس الأوسي.
__________
(1) أسد الغابة ت 6185.
(2) أسد الغابة ت 6187، الاستيعاب ت 3179.
(3) أسد الغابة ت 6188، الاستيعاب ت 3181.
(4) أسد الغابة ت 6189.
(5) الطبقات الكبرى بيروت 4/ 383، 384، 385.(7/277)
مختلف في اسمه، فقيل صيفي، وقيل الحارث، وقيل عبد اللَّه، وقيل صرمة.
واختلف في إسلامه، فقال أبو عبيد القاسم بن سلّام في ترجمة ولده عقبة بن أبي قيس: له ولأبيه صحبة. وقال عبد اللَّه بن محمد بن عمارة بن القداح: كان يعدل بقيس بن الخطيم في الشجاعة والشّعر، وكان يحضّ قومه على الإسلام، ويقول: استبقوا إلى هذا الرجل، وذلك بعد أن اجتمع بالنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وسمع كلامه، وكان قبل ذلك في الجاهلية يتألّه ويدعى الحنيف.
وذكر ابن سعد عن الواقدي بأسانيد عديدة، قالوا: لم يكن أحد من الأوس والخزرج أوصف لدين الحنيفية ولا أكثر مساءلة عنها من أبي قيس بن الأسلت، وكان يسأل من اليهود عن دينهم، فكان يقاربهم، ثم خرج إلى الشام فنزل على آل جفنة فأكرموه ووصلوه، وسأل الرهبان والأحبار فدعوه إلى دينهم فامتنع، فقال له راهب منهم: يا أبا قيس، إن كنت تريد دين الحنيفية فهو من حيث خرجت، وهو دين إبراهيم، ثم خرج إلى مكة معتمرا فبلغ زيد عمرو بن نفيل فكلّمه، فكان يقول: ليس أحد على دين إبراهيم إلا أنا وزيد بن عمرو، وكان يذكر صفة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وأنه يهاجر إلى يثرب، وشهد وقعة بعاث، وكانت قبل الهجرة بخمس سنين.
فلما قدم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم المدينة جاء إليه، فقال: إلام تدعو؟ فذكر له شرائع الإسلام، فقال: ما أحسن هذا وأجمله، فلقيه عبد اللَّه بن أبيّ بن سلول، فقال: لقد لذت من حزبنا كلّ ملاذ، تارة تحالف قريشا وتارة تتبع محمدا، فقال: لا جرم لا تبعته إلا آخر الناس، فزعموا أنه لما حضره الموت أرسل إليه النبي صلى اللَّه عليه وسلّم يقول له: «قل لا إله إلّا اللَّه أشفع لك بها» «1» .
فسمع يقول ذلك.
وفي لفظ: كانوا يقولون فقد سمع يوحّد عند الموت.
وحكى أبو عمر هذه القصة الأخيرة، فقال: إنه لما سمع كلام النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال: ما أحسن هذا! انظر في أمري، وأعود إليك، فلقيه عبد اللَّه بن أبي، فقال له: أهو الّذي كانت
__________
(1) أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 19، 5/ 65، 6/ 87، 141، 8/ 173. ومسلم في الصحيح 1/ 54 عن المسيب كتاب الإيمان باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت ما لم يشرع في النزع وهو الغرغرة ... (9) حديث رقم (39/ 24، 40/ 24، 41/ 24، 42/ 24) ، والترمذي في السنن 5/ 318 عن أبي هريرة كتاب تفسير القرآن (48) باب ومن سورة القصص (39) حديث رقم 3188 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن كيسان وأحمد المسند 2/ 434، 441، والبيهقي في دلائل النبوة 2/ 344.(7/278)
أحبار يهود تخبرنا عنه؟ فقال له عبد اللَّه: كرهت حرب الخزرج، فقال: واللَّه لا أسلم إلى سنة، فمات قبل أن يحول الحول على رأس عشرة أشهر من الهجرة. وقال أبو عمر: في إسلامه نظر. وقد جاء عن ابن إسحاق أنه هرب إلى مكة فأقام بها مع قريش إلى عام الفتح.
ومن محاسن شعره قوله في صفة امرأة:
وتكرمها جاراتها فيزرنها ... وتعتلّ من إتيانهنّ فتعتذر
[الطويل] ومنها قوله: ...
وذكر أبو موسى، عن المستغفري- أنه ذكر أبا قيس بن الأسلت هذا، ونقل عن ابن جريج عن عكرمة، قال: نزلت فيه وفي امرأة كبشة بنت معن بن عاصم: لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً [النساء: 19] ، كذا نقل. والمنقول عن ابن جريج عند الطبري وغيره إنما هو قوله تعالى: وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ ... [النساء: 22] الآية، قال: نزلت في كبشة بنت معن بن عاصم توفي عنها زوجها أبو قيس بن الأسلت، فجنح عليها ابنه، فنزلت فيهما.
وعن عديّ بن ثابت: قال: لما مات أبو قيس بن الأسلت خطب ابنه امرأته، فانطلقت إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: إن أبا قيس قد هلك، وإنّ ابنه من خيار الحي قد خطبني، فسكت، فنزلت الآية، قال: فهي أول امرأة حرمت على ابن زوجها. أخرجه سنيد بن داود في تفسيره، عن أشعث بن سوار، عن عدي بهذا، قال ابن الأثير: أخرج أبو عمر هذه القصة في هذه الترجمة، وأفردها أبو نعيم، فأخرجها في ترجمة أبي قيس الأنصاري، ولم يذكر ابن الأسلت. واستدرك أبو موسى الترجمتين، فذكر ما نقله عن المستغفري. وقال ابن الأثير:
ما حاصله إن القصة واحدة.
قلت: والمنقول في تفسير سنيد عن حجاج عن ابن جريج ما تقدم من نزول: وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ [النساء: 22] في أبي قيس بن الأسلت، وامرأته، وابنه من غيرها. وقد جاء ذلك من رواية أخرى، مبيّنة في أسباب النزول.
10435- أبو قيس الأنصاري.
لم يسمّ ولا أبوه. ومات في حياة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
أخرج حديثه الطّبرانيّ، من طريق قيس بن الربيع، عن أشعث بن سوّار، عن عدي بن ثابت، عن رجل من الأنصار، قال: توفي أبو قيس، وكان من صالحي الأنصار، فخطب ابنه(7/279)
امرأته، فقالت: إنما أعدّك ولدا وأنت من صالحي قومك، ولكن آتي النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فأستأمره، فأتته فذكرت له ذلك، فقال: «فارجعي إلى بيتك» . ونزلت: وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ [النساء: 22] .
وقد تقدم أن سنيدا أخرجه عن هشيم، عن أشعث، فقال: عن عدي مرسلا. وقال:
لما مات أبو قيس بن الأسلت ... إلخ. وقيل: إن قوله الأسلت وهم من بعض رواته.
ويؤيده ما تقدم في حرف القاف أنّ قيس بن الأسلت مات في الجاهلية، فكأن قيس بن أبي قيس الّذي وقعت له هذه القصة آخر، ووقع الغلط في تسميته قيسا كما سبقت إليه الإشارة هناك.
10436- أبو القين الحضرميّ «1»
. له رؤية، روى عنه سعيد بن جمهان- أنه مرّ بالنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ومعه شيء من تمر في حديث ذكره. وقيل: إنه أبو قين نصر بن دهر، كذا ذكره أبو عمر مختصرا.
وأخرجه الدّولابيّ، والبغويّ، وابن السّكن، وابن عديّ في «الكامل» ، من طريق يحيى بن حماد، عن حماد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان- أنه مرّ بالنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على حمار ومعه شيء من تمر، فقام النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ليأخذ منه شيئا ينثره بين أصحابه، فانبطح عليه وبكى، فقال: «زادك اللَّه شحّا» «2» ،
فكان لا ينفك منه شيء.
وفي رواية ابن عديّ بهذا السند إلى سعيد بن جمهان أن عمّ أبي القين ركب حمارا وبين يديه شيء من تمر، فقام عمّ أبي القين ليأخذ منه شيئا فانبطح. فذكره.
وأخرجه ابن مندة، من طريق هدبة، عن حماد، فقال: عن سعيد بن جمهان، عن أبيه- أن مولاه أبا القين الأسلمي مرّ على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وهو غلام، فقام إليه عمه ... فذكره.
وقال في آخره: فكان من أشحّ الناس. وأنكر ابن مندة زيادة قوله عن أبيه، وأن الناس رووه عن سعيد بن جمهان، عن أبي القين. وقال البغوي: أبو القين سكن البصرة، ولم يحدّث بغير هذا الحديث، ولا رواه عن سعيد بن جمهان. ولم أر من نسبه حضرميا كما قال أبو عمر. فاللَّه أعلم.
__________
(1) أسد الغابة ت 6191، الاستيعاب ت 3182.
(2) أخرجه الدولابي في الكنى 1/ 49، وانظر المجمع 3/ 127، 10/ 72، والكنز (20702) ، وأورده الهيثمي في الزوائد 3/ 130 عن أبي القين وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه سعيد بن جمهان وثقه جماعة وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح.(7/280)
10437- أبو القين الخزاعي «1»
. روى أسيد بن عامر عن أبيه- أنه قال: وقف علينا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
ذكره ابن مندة مختصرا، وأفرده عن شيخ سعيد بن جمهان. ويحتمل أن يكون هو آخر، فإنّ أسلم أخو خزاعة. والصحيح في الأول أنه أسلمي.
القسم الثاني
10438- أبو القاسم:
محمد بن الأشعث بن قيس.
ومحمد بن أبي بكر الصديق- تقدما في الأسماء.
10439- أبو قيس:
يسير بن عمرو «2» . ذكره ابن مندة.
القسم الثالث
10440- أبو قتادة المدلجي.
له إدراك وقصة مع عمر. ذكر ابن أبي شيبة من طريق عمرو بن شعيب أن أبا قتادة قتل ابنه في عهد عمر. تقدم في قتادة من وجه آخر.
10441- أبو قدامة،
غير منسوب.
ذكره ابن عيسى في رجال حمص في أصحاب أبي عبيدة ومعاذ الذين حضروا خطبة عمر بالجابية في سنة ست عشرة.
10442- أبو قرعان الكندي.
له إدراك، وذكره وثيمة فيمن ثبت على الإسلام في الردة.
10443- أبو قيس بن شمر الكندي.
ذكر دعبل بن عليّ في «طبقات الشّعراء» ، وقال: مخضرم، وأنشد له شعرا وسطا.
القسم الرابع
10444- أبو قيس بن السائب المخزومي.
__________
(1) أسد الغابة ت 6192.
(2) معرفة علوم الحديث ص 188.(7/281)
ذكره الدّولابيّ في «الكنى» . والصواب قيس بن السائب، كما تقدم في القاف من الأسماء.
10445- أبو قيس:
ذكر ابن مندة، فقال: روى عمرو بن قيس، عن أبيه، عن جده- أنه سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ما من خطوة أحبّ إلى اللَّه من خطوة إلى صلاة» «1» .
قال ابن مندة: وهو بشير بن عمر.
قلت: له رؤية ولا صحبة له.
حرف الكاف
القسم الأول
10446- أبو كاهل الأحمسي «2»
: اسمه قيس بن عائذ. وقيل عبد اللَّه بن مالك.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى حديثه إسماعيل بن أبي خالد، عن أخيه، عنه، قال: رأيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يخطب الناس يوم عيد على ناقة وحبشيّ يمسك بخطامها ... الحديث.
وجاء هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن عائذ بلا واسطة. وقال البغوي: لا أعلم له غيره. وفي كنى الدولابي من وجه آخر: عن إسماعيل، قال: رأيت أبا كاهل، وكان إمامنا، وهلك أيام المختار. وفي رواية البخاري: قال إسماعيل: وكان أبو كاهل إمام الحيّ.
10447- أبو كاهل،
آخر، غير منسوب.
ذكره ابن السّكن في الصحابة. وقال: هو غير الأحمسي، وكذا فرّق بينهما أبو أحمد الحاكم وغيره، وقال: لا يروى حديثه من وجه يعتمد.
قال أبو عمر:
ذكر له حديث طويل منكر، فلم أذكره، وقد ساقه أبو أحمد والعقيلي في الضعفاء، وابن السكن، كلّهم من طريق الفضل بن عطاء، عن الفضل بن شعيب، عن أبي منظور، عن أبي معاذ، عن أبي كاهل، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «اعلم يا أبا كاهل أنّه من ستر عورته من اللَّه سرّا وعلانية كان حقّا على اللَّه أن يستر عورته يوم القيامة» .
__________
(1) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 204 عن البراء بن عازب ... الحديث كتاب الصلاة باب في الصلاة تقام ولم يأت الامام ينتظرونه قعودا حديث رقم 543، والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 20.
(2) أسد الغابة ت 6193، الاستيعاب ت 3183.(7/282)
اقتصر ابن السّكن على هذا القدر، وقال: إسناده مجهول، وأوّله عند أبي أحمد إنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال له: «ألا أخبرك بقضاء قضاه اللَّه على نفسه؟ قال: قلت: بلى يا رسول اللَّه.
قال: «من لي أن أبقى أخبرك به كلّه، أحيا اللَّه قلبك فلا يميته حتّى يميت بدنك» . ثم ذكره بطوله، وهو يشتمل على ثلاث عشرة خصلة، يقول في كلها: «اعلمنّ يا أبا كاهل» ، منها أنه «من صلّى عليّ كلّ يوم ثلاث مرار، وكلّ ليلة ثلاث مرار حبّا أو شوقا إليّ كان حقّا على اللَّه أن يغفر له ذنوبه ذلك اليوم وتلك اللّيلة» .
قال العقيلي: في الفضل بن عطاء نظر، وأما الطبراني فجعلهما واحدا، وكذلك أبو أحمد العسال.
10448- أبو كبشة الأنماري المذحجي «1»
. مختلف في اسمه، فقال ابن حبّان في ترجمة عبد اللَّه بن أبي كبشة من الثقات: اسم أبي كبشة الأنماري سعيد بن عمر. وقال غيره: نزل الشام، واسمه عمرو بن سعيد، وقيل عمير، بضم العين، وقيل بفتح الياء آخر الحروف والزاي المنقوطة، قرأته بخط الخطيب في المؤتلف نقلا عن دحيم. وقيل عامر، وقيل سليم. وقال أبو أحمد الحاكم: له صحبة، وجزم بأنه عمير بن سعد، وكذا جزم به الترمذي، وحكى الخلاف في اسمه البخاري فيمن اسمه عمرو.
وأخرج البيهقيّ في الدّلائل، من طريق المسعوديّ، عن إسماعيل بن أوسط، عن محمد بن أبي كبشة، عن أبيه، قال: لما كان في غزوة تبوك تسارع القوم إلى الحجر، فأتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وهو ممسك بعيره وهو يقول: «علام تدخلون على قوم غضب اللَّه عليهم؟» «2» الحديث.
وروى أبو كبشة أيضا عن أبي بكر الصديق. روى عنه ابناه: عبد اللَّه، ومحمد وسالم بن أبي الجعد، وأبو عامر الهوزني، وأبو البحتري الطائي، وثابت بن ثوبان، وعبد اللَّه بن بسر الحبراني، وأزهر بن سعيد الحرازي وغيرهم، قال الآجري، عن أبي داود: أبو كبشة الأنماري له صحبة، وأبو كبشة البلوي ليست له صحبة.
__________
(1) تاريخ اليعقوبي 2/ 87، بقي بن مخلد 96، المعارف 148، تاريخ خليفة 156، الزهد لابن المبارك 354، المغازي للواقدي 24، طبقات خليفة 73، طبقات ابن سعد 7/ 416، مسند أحمد 4/ 230، مشاهير علماء الأمصار 54، تحفة الأشراف 9/ 273، التاريخ لابن معين 2/ 721، النكت الظراف 9/ 274، تهذيب التهذيب 209، تقريب التهذيب 2/ 465، تاريخ الإسلام 2/ 290.
(2) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 235، وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 237، عن أبي كبشة وقال رواه الطبراني من طريق المسعودي وقد اختلط وبقية رجاله وثقوا وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 38281.(7/283)
10449- أبو كبشة،
مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «1» . مختلف في اسمه أيضا، قال خليفة:
اسمه سليم. وقال ابن حبان: أوس. وقيل سلمة. وقال العسكري: قيل أوس. ذكره موسى ابن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وقال أبو أحمد الحاكم: كان من مولدي أرض أوس، ومات أول يوم استخلف عمر، وكذا ذكر ابن سعد وفاته، وقال: كان يوم الثلاثاء من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة.
10450- أبو كبشة،
حاضن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم الّذي كانت قريش تنسبه إليه، فتقول: قال ابن أبي كبشة. قيل: هو الحارث بن عبد العزي السعدي، زوج حليمة.
تقدم في الأسماء،
وذكر ابن الكلبيّ في كتاب «الدّقائق» ، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «حدّثني حاضني أبو كبشة أنّهم لمّا أرادوا دفن سلول بن حبشيّة، وكان سيّدا معظّما حفروا له فوقعوا على باب مغلق ففتحوه، فإذا سرير عليه رجل وعليه حلل، وعند رأسه كتاب: أنا أبو شمر ذو النّون، مأوى المساكين، ومستعاذ الغارمين، أخذني الموت غصبا، وقد أعيا ذلك الجبابرة قبلي» - قال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «وأبو شمر هو سيف بن ذي يزن» .
ويقال: إن أبا كبشة الّذي كان ينسب إليه هو جده من قبل جدة أبيه، وهو والد سلمى الأنصارية الخزرجية والدة عبد المطلب، وهو ابن عمرو بن زيد بن لبيد الخزرجي، ووقع في الاستيعاب بدل لبيد أسد، وهو تغيير.
10451- أبو كبير «2»
، بالموحدة، الهذلي.
ذكره أبو موسى، وقال: ذكر عن أبي اليقظان أنه أسلم ثم أتى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: أحل لي الزنا. قال: «أتحبّ أن يؤتى إليك مثل ذلك؟ قال: لا. قال: «فارض لأخيك ما ترضى لنفسك» .
قال: فادع اللَّه أن يذهبه عني.
10452- أبو كثير،
بالمثلثة، مولى تميم الداريّ «3» .
ذكره الدّولابيّ، وأخرج من طريق عتبة بن عبد الملك بن أبي كثير، وكان قد عاش مائة سنة، عمّن حدثه، عن عبد الملك أبيه، عن أبي كثير، قال: قدمت مع تميم الداريّ إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وكنت حمالا له.
وأخرج الحسن بن رشيق في «فوائده» من طريق عتبة هذا بهذا الإسناد، قال: كنت مع
__________
(1) أسد الغابة ت 6195، الاستيعاب ت 3184.
(2) أسد الغابة ت 6196.
(3) أسد الغابة ت 6197.(7/284)
تميم في مركب في البحر، فكسر بنا، فخرجنا على دابة لا نعرف رأسها من ذنبها، فقلنا: ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة ... فذكر قصة الدجال باختصار، وفيها: فقال لتميم: ائته وآمن به، قال: فادع الدابة، فقال: احملي هؤلاء إلى فلسطين إلى قرية يقال لها بيت عينون. قال أبو كثير: فكنت مع تميم أنا وأخو هند وأخوه نعيم.
10453- أبو كريمة:
هو المقدام بن معديكرب «1» . تقدم.
10454- أبو كعب الأسدي.
تقدّم ذكره في ترجمة زرّ بن حبيش في القسم الثالث من حرف الزاي.
10455- أبو كعب،
غير منسوب.
قال الفاكهيّ في كتاب «مكّة» : حدثنا أبو الحسن حامد بن أبي عاصم، حدثنا عبد الرحمن بن العلاء المكيّ في إسناد ذكره، قال: كان أبو كعب رجلا يحيض كما تحيض المرأة، فنذر لئن عافاه اللَّه ليحجنّ وليعتمرنّ، فعافاه اللَّه من ذلك، فكان يحجّ كل عام، فأنشد في ذلك شعرا، فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما فعل جملك يا أبا كعب؟» فقال: شرد، والّذي بعثك بالحق منذ أسلمت.
10456- أبو كعب الحارثي «2»
، يقال له ذو الإداوة.
ذكر الرّشاطيّ، عن ابن شقّ الليل الطّليطلي- أن له صحبة. وذكر معمر في جامعه بسنده إليه، قال: خرجت في طلب إبل لي فتزوّدت لبنا في إداوة، ثم قلت: ما أنصفت! أين الوضوء؟ فأهرقت اللبن وملأت الإداوة ماء، فقلت: هذا وضوء وشراب، فكنت إذا أردت أن أتوضّأ صببت من الإداوة ماء، وإذا أردت أن أشرب شربت لبنا، فمكثت بذلك ثلاثا، فقالت له أسماء النجرانية: أحليبا أم قطينا؟ فقال: إنك لبطالة، كان يعصم من الجوع، ويروي من الظمأ.
10457- أبو كلاب بن أبي صعصعة «3»
، واسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول الأنصاري المازني.
قال أبو عمر: استشهد يوم مؤتة، ولعله الّذي بعده، وقد وحّدهما ابن عساكر، ونقل
__________
(1) أسد الغابة ت 6198.
(2) الثقات لابن حبان 5/ 587، الجرح والتعديل 9/ 430، المغني 7684، كتاب الضعفاء والمتروكين 3/ 237، ميزان الاعتدال 4/ 741.
(3) الطبقات الكبرى 3/ 517.(7/285)
في كتاب الكنى من روايته إلى أبي طاهر عبد الملك بن محمد بن أبي بكر، عن عمه عبد اللَّه بن أبي بكر، قال: وقتل بمؤتة من بني مازن بن النجار أبو كليب وجابر ابنا عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول [بن عمرو] بن غنم بن مازن بن النجار.
وقال عبد اللَّه بن عمارة بن القدّاح قاله في نسب الأنصار: فمن ولد عوف قيس بن أبي صعصعة، وأخوه أبو كلاب، شهدا أحدا والمشاهد بعدها حتى استشهدا بمؤتة. وكذا ذكر ابن سعد أنهما استشهدا ب «مؤتة» .
10458- أبو كليب بن عمرو
بن زيد بن عوف بن مبذول الأنصاري «1» ، أخو جابر شقيقه.
ذكر ابن هشام في زيادات السيرة أنهما استشهدا بمؤتة، قال ابن هشام: ويقال أبو كلاب.
10459- أبو كليب،
آخر.
قال أبو عمر: ذكره بعضهم في الصحابة، ولا أعرفه.
قلت: يحتمل أن يكون أراد هذا، ويحتمل أن يكون جدّ عاصم بن كليب، فإن لعاصم رواية عن أبيه عن جده.
10460- أبو الكنود
سعد بن مالك بن الأقيصر»
. تقدم في الأسماء.
10461- أبو كيسان:
هو مولى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. ذكره الدولابي في الكنى.
القسم الثاني
10462- أبو كثير،
بالمثلثة: هو زبيد. بتحتانيتين مثناتين مصغرا، ابن الصلت.
تقدم.
القسم الثالث
10463- أبو كبير:
أفلح مولى أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري- تقدم في الأسماء.
__________
(1) الاستيعاب ت 3187.
(2) أسد الغابة ت 6202.(7/286)
10464- أبو الكنود الأزدي الكوفي «1»
، مخضرم. اسمه عبد اللَّه بن عامر، وقيل ابن عمران، وقيل ابن عويمر. وقيل ابن سعد، وقيل اسمه عمرو بن حبشي.
قال أبو موسى في «الذّيل» : أدرك الجاهلية، وأورد له حديثا مرسلا من طريق هنيدة ابن خالد، عنه، قال: أتى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم رجل، فقال: يا رسول اللَّه، أعطني سيفا ... فذكر حديثا.
وذكره ابن حبّان في «ثقات التّابعين» . وله رواية عن خبّاب بن الأرتّ عن ابن ماجة.
روى عنه أبو إسحاق السّبيعيّ، وقيس بن وهب، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبو سعد الأزدي.
10465- أبو كيسان،
غير منسوب.
ذكر عبد الرّزّاق في مصنفه، عن معمر، عن أيوب، عن عديّ بن عدي، عن أبيه أو عمه- أنّ مملوكا يقال له كيسان سمّى نفسه قيسا، وانتفى من أبيه، وادّعى إلى مولى أبيه، ولحق بالكوفة، فركب أبوه إلى عمر فأخبره، فقال: انطلق فاقرن ابنك إلى بعيرك، ثم اضرب ابنك سوطا وبعيرك سوطا حتى تأتي به أهلك.
10466- أبو كيسبة،
بسكون التحتانية بعدها مهملة ثم موحدة. تقدم في عبد اللَّه بن كيسبة.
روى قصته مع عمر- بيان بن بشر، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي كيسبة، قال: إني لأرجز في عرض هذه الحائط أقول
أقسم باللَّه أبو حفص
الأبيات- قال: فما راعني إلا وهو خلف ظهري، فقال: أقسمت عليك، هل علمت بمكاني؟ فقلت: لا. واللَّه يا أمير المؤمنين، ما علمت بمكانك. فقال: وأنا أقسم لأحملنّك.
القسم الرابع
10467- أبو كبير،
بالموحدة، وقيل أبو كبيرة- بزيادة هاء، وقيل أبو كثير، بمثلثة بلا هاء.
هو مولى محمد بن جحش. ذكره ابن مندة بسبب حديث وهم بعض رواته بإسقاط
__________
(1) طبقات ابن سعد 6/ 177، التاريخ لابن معين 2/ 722، تاريخ خليفة 264، المعرفة والتاريخ 3/ 224، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 90، جمهرة أنساب العرب 383، الكاشف 3/ 328، تهذيب التهذيب 12/ 213، تقريب التهذيب 2/ 466، خلاصة تذهيب التهذيب 458، تاريخ الإسلام 3/ 247.(7/287)
صحابيّه،
فأخرج من طريق مسلم بن خالد الزّنجي، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي كبير، وكان من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: مرّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بمعمر وفخذه مكشوفة.
فقال: الفخذ عورة» «1» .
قال ابن مندة: أخطأ من قال فيه إنه من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وإنما روى عن مولاه محمد بن عبد اللَّه بن جحش. وله صحبة.
قلت: أخرج حديثه هذا أحمد، والبخاري في التاريخ، والنسائي، كلّهم من طريق العلاء عن أبيه عن أبي كثير، عن محمد بن جحش، وهو محمد بن عبد اللَّه بن جحش. وقد بينته في التعليق.
ووهم العسكريّ، فزعم أن أبا كبير ولد في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وإنما ذكروا هذه الصفة لمولاه محمد بن عبد اللَّه بن جحش، فإنه كان في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم صغيرا.
10468- أبو كرز «2»
. ذكره بعضهم في الصحابة وتعلق بشيء.
روى عنه أحمد بن حنبل، وهو خطأ نشأ عن سوء فهم، فروى الخطيب في «المؤتلف» من طريق إسحاق بن موسى، عن أبي داود السجستاني: سمعت أحمد بن حنبل، وذكر أبا كرز، يحدّث عنه نافع، فقال: هذا في الصحابة، ثم بيّن المراد بذلك، فنقل عن الجعابيّ، فقال: أبو كرز هذا اسمه عبد اللَّه بن كرز، وأصله من الموصل، وكان ببغداد ينزل في الموضع المعروف بدور الصحابة، وكانوا من صحابة المنصور، فأقطعهم ذلك الموضع، وكان يروي عن نافع، فظنّ الّذي نقل هذا أنّ المراد بالصحابة أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وليس كذلك.
10469- أبو كليب الجهنيّ «3»
، جد عثيم بن كليب.
ذكره أبو نعيم، وأورد من طريق الواقديّ، عن عثيم بن كليب، عن أبيه، عن جده- أنه رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم دفع من عرفة بعد أن غابت الشمس. «4»
__________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 103، والترمذي في السنن 5/ 103 كتاب الأدب باب (40) ما جاء أن الفخذ عورة حديث رقم 2796، 2797، 2798، وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن، وأحمد في المسند 3/ 478، 5/ 290، وابن أبي شيبة في المصنف 9/ 119، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 228، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 19104، 19153.
(2) مجمع 2/ 199، 6/ 299، المغني 7682.
(3) تلقيح فهوم أهل الأثر 378، تجريد أسماء الصحابة 2/ 197.
(4) أخرجه العقيلي في الضعفاء 4/ 87.(7/288)
قال أبو موسى: أورده أبو نعيم على ظاهر الإسناد، وعثيم نسب إلى جده، وإنما هو عثيم بن كثير بن كليب، والصحبة لجده كليب.
قلت: وروايته عنه في سنن أبي داود. وقد تقدم في الأسماء.
حرف اللام
القسم الأول
10470- أبو لاس «1»
، بالمهملة، الخزاعي.
مختلف في اسمه، فقيل: عبد اللَّه، وقيل زياد. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في الحمل على إبل الصدقة في الحج. روى عنه عمر بن الحكم بن ثوبان، وذكر البخاري حديثه في الصحيح تعليقا. وقد بيّنته في تعليق التعليق. قال البغوي: ويقال أبو لاس سكن المدينة.
وأخرج هو وغيره من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أبي سهل الخزاعي، قال: حملنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم على إبل من إبل الصدقة ... الحديث.
10471- أبو لبابة «2»
بن عبد المنذر الأنصاري، مختلف في اسمه: قال موسى بن عقبة: اسمه بشير، بمعجمة وزن عظيم، وكذا قال أبو الأسود عن عروة. وقيل بالمهملة
__________
(1) الثقات 3/ 456، بقي بن مخلد 699، الكاشف 3/ 389، تهذيب التهذيب 12/ 276، الكنى والأسماء 1/ 62، تقريب التهذيب 2/ 488، خلاصة تذهيب 3/ 253، تهذيب الكمال 3/ 1658، تجريد أسماء الصحابة 2/ 197، العقد الثمين 8/ 111، الجرح والتعديل 9/ 456 تبصير المنتبه 3/ 1225، المشتبه 663.
(2) مسند أحمد 3/ 430، المغازي للواقدي 101 و 115، طبقات ابن سعد 3/ 456، التاريخ لابن معين 2/ 723، طبقات خليفة 84، تاريخ أبي زرعة 1/ 477، تاريخ خليفة 96، سيرة ابن هشام 2/ 255، تهذيب التهذيب 12/ 214، تقريب التهذيب 2/ 467، المعرفة والتاريخ 2/ 703 المستدرك 3/ 632، خلاصة تذهيب التهذيب 458، المعارف 154 و 325، التاريخ الكبير 3/ 322، تهذيب الكمال 3/ 1641، الجرح والتعديل 3/ 491، تاريخ الطبري 1/ 113، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 51، مشاهير علماء الأمصار 17، جمهرة أنساب العرب 334، المعجم الكبير 5/ 42، مقدمة مسند بقي بن مخلد 93، الإكمال لابن ماكولا 4/ 167، تحفة الأشراف 9/ 275، تلخيص المستدرك 3/ 632، الكاشف 3/ 329، المعين في طبقات المحدثين 28، وفيات الأعيان 1/ 190، الوافي بالوفيات 10/ 164، البداية والنهاية 7/ 223، عيون الأخبار 1/ 141، أنساب الأشراف 1/ 241، تاريخ الإسلام 1/ 343.(7/289)
أوله. ثم تحتانية ثانية. وقال ابن إسحاق: اسمه رفاعة، وكذا قال ابن نمير وغيره.
وذكر صاحب «الكشّاف» وغيره في تفسير سورة «الأنفال» أنّ اسمه مروان. قال ابن إسحاق: زعموا أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ردّ أبا لبابة والحارث بن حاطب بعد أن خرجا معه إلى بدر، فأمّر أبا لبابة على المدينة، وضرب لهما بسهميهما وأجرهما مع أصحاب بدر. وكذلك ذكره موسى بن عقبة في البدريين، وقالوا: كان أحد النقباء ليلة العقبة، ونسبوه ابن عبد المنذر بن زنبر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن الأوس.
ويقال إن رفاعة ومعشرا أخوان لأبي لبابة، وكانت راية بني عمرو بن عوف يوم الفتح معه.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه ولداه: السائب، وعبد الرحمن، وعبد اللَّه بن عمر بن الخطاب، ووالده سالم بن عبد اللَّه، ونافع مولاه، وعبد اللَّه بن كعب بن مالك، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعبيد اللَّه بن أبي يزيد، وغيرهم.
يقال: مات في خلافة علي. وقال خليفة: مات بعد مقتل عثمان، ويقال: عاش إلى بعد الخمسين.
10472- أبو لبابة،
مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «1» .
ذكره محمّد بن حبيب في كتابه المحبر،
وذكر البلاذري أنه كان من بني قريظة، وأنه كان مكاتبا فعجز، فابتاعه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فأعتقه، قال: وهو الّذي روى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم:
«من قال استغفر اللَّه الّذي لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم وأتوب إليه غفرت ذنوبه ولو كان فرّ من الزّحف» «2» .
وهو والد يسار بن زيد بن المنذر.
قلت: المعروف أن الّذي روى الحديث المذكور هو زيد بن بولا. وقد تقدم في ترجمته أنه كان نوبيا من سبي بني ثعلبة، فهو غير هذا.
10473- أبو لبابة الأسلمي «3»
. قال الحاكم أبو أحمد: له صحبة.
وأخرج البزار في مسندة، من طريق أبي مريم عبد الغفار بن القاسم بن عبد الملك بن ميسرة، عن أبي مالك، قال: حدثنا أبو لبابة الأسلمي أنّ ناقة من بلاده سرقت فوجدها عند رجل من الأنصار، قال: فقلت له: ناقتي أقيم عليها
__________
(1) أسد الغابة ت 6206، الاستيعاب ت 3189.
(2) أخرجه ابن سعد في الطبقات 7/ 46.
(3) أسد الغابة ت 6204، الاستيعاب ت 3191.(7/290)
البينة، فأقمت البينة، وأقام البينة عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنه اشتراها بثماني عشرة شاة من مشرك من أهل الطائف، فتبسّم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم قال: «ما شئت يا أبا لبابة؟ إن شئت دفعت إليه ثماني عشرة شاة وأخذت الرّاحلة، وإن شئت خلّيت عنها» . قال: فقلت له: ما عندي ما أعطيه اليوم، ولكن يؤخر ثمنه إلى صرام «1» النخل، قال: فقوّم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم كلّ شاة بثلاثين صاعا من تمر إلى صرام النخل.
قلت: وأبو مريم فيه ضعف، وهو من رواية علي بن ثابت عنه، وفيه ضعف.
10474- أبو لبيبة الأشهلي «2»
. أخرج أبو يعلى في مسندة من طريق وكيع، عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، عن أبيه، عن جده، أحاديث منها: «من استحلّ بدرهم في النّكاح فقد استحلّ» «3» .
قال: وبهذا الإسناد عدة أحاديث، ولم يرو عنه غير ابنه عبد الرحمن.
وأخرج الزبير في كتاب النسب، والطبراني من طريق حاتم بن إسماعيل، عن يحيى بن عبد الرحمن بهذا السند: «والّذي نفسي بيده، إنّه لمكتوب عند اللَّه في السّماء السّابعة: حمزة بن عبد المطّلب أسد اللَّه وأسد رسوله» .
وأخرج أبو نعيم، من طريق ابن أبي فديك، عن يحيى بن عبد الرحمن بهذا السند: من منع يتيمه النكاح فزنى فالإثم بينهما.
وأخرج ابن أبي الدّنيا في كتاب «القبور» من وجه آخر، عن يحيى بن عبد الرحمن بهذا السند: «إنّ أهل القبور يتعارفون» . وفيه: «إنّ أمّ بشر بنت البراء بن معرور جزعت عليه جزعا شديدا ... » الحديث.
وقد تقدم فيمن اسمه عبد الرحمن قول الباوردي: إنه يحيى بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، وإن الصحبة لعبد الرحمن بن أبي لبيبة. فاللَّه أعلم.
10475- أبو لجأ:
هو خريم بن أوس الطائي. تقدم في الأسماء.
__________
(1) الصّرام والصّرام: جداد النّخل وصرم النّخل: جزّه، اللسان 4/ 2438.
(2) أسد الغابة ت 6207، الاستيعاب ت 3192.
(3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 14/ 183، 186 والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 18، 38. وأورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 1507 وعزاه لأبي يعلى. وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 284 عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي كبشة عن أبيه عن جده ... الحديث قال الهيثمي رواه أبو يعلى وفيه يحيى بن عبد الرحمن بن أبي كبشة وهو ضعيف، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 44718، 44733.(7/291)
10476- أبو لقيط،
مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «1» : كان عبدا حبشيّا أو نوبيّا، بقي إلى زمن عمر.
قال أبو عمر: ذكره بعضهم في الموالي، ولا أعرفه.
قلت: ذكره محمد بن حبيب في كتاب المحبر. وقال جعفر المستغفري: كان عند الديوان في خلافة عمر.
10477- أبو ليلى
عبد الرحمن بن عمرو بن كعب «2» . تقدم.
10478- أبو ليلى الأنصاري،
والد عبد الرحمن. قيل اسمه بلال، وقيل بليل بالتصغير، وقيل داود بن بلال، وقيل أوس، وقيل يسار، وقيل اليسر. وقيل اسمه كنيته.
وقال الكلبي: أبو ليلى بلال بن بليل بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبى بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس.
وقال غيره: شهد أحدا وما بعدها، ثم سكن الكوفة، وكان مع عليّ في حروبه.
وقيل: إنه قتل بصفّين.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه ولده عبد الرحمن وحده. ووقع عند الدولابي أنه روى عنه أيضا عامر بن لدين قاضي دمشق، وليس كما قال، فإن شيخ عامر هو أبو ليلى الأشعري.
وحديثه في السنن، فمنه عند أبي داود من رواية ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه: صليت إلى جنب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في صلاة تطوّع، فسمعته يقول: «أعوذ باللَّه من النّار ... » الحديث.
وعند ابن ماجة، والبغويّ، من رواية ابن حبان، عن عبد الرحمن، عن أبيه: كنت جالسا عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم إذا جاءه أعرابيّ، فقال له: إن لي أخا وجعا، قال: «وما وجعه؟» قال:
به لمم «3» ... الحديث.
وعند البغويّ، من طريق عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن جده، قال: كنت عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فجيء بالحسن فبال عليه ... الحديث.
وعند الدّارميّ، والحاكم، من طريق قيس بن مسلم، عن ابن أبي ليلى عن أبيه:
__________
(1) أسد الغابة ت 6209، الاستيعاب ت 3193.
(2) في أكعب بن عمرو، الاستيعاب ت 3194.
(3) اللّمم: الطائف من الجنّ، ورجل ملموم به لمم، واللّمم، الجنون وقيل طرف من الجنون يلم بالإنسان، وهكذا كل ما ألمّ بالإنسان طرف منه. اللسان 5/ 4079.(7/292)
شهدت فتح خيبر، فانهزم المشركون فوقعنا في رحالهم.
10479- أبو ليلى:
هو النابغة الجعديّ «1» . تقدم.
10480- أبو ليلى،
كنى بها بعضهم عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه. وقيل: إنه المراد بقول الشاعر:
إنّي أرى فتنة تغلي مراجلها ... والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا
[البسيط]
10481- أبو ليلى الخزاعي «2»
. ذكره ابن حبّان في الصحابة، وتبعه جعفر المستغفري، ثم أبو موسى.
10482- أبو ليلى الأشعري «3»
. ذكره الطّبرانيّ في الصحابة،
وأخرج من طريق أبي عمر القيسي، عن سليمان بن حبيب، عن عامر بن لدين الأشعري، عن أبي ليلى الأشعري، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «تمسّكوا بطاعة أئمّتكم، لا تخالفوهم، فإنّ طاعتهم طاعة اللَّه، وإنّ معصيتهم معصية اللَّه ... » الحديث. وفيه: «من ولي من أموركم شيئا فعمل بغير طاعة اللَّه فعليه لعنة اللَّه» «4» .
قال أبو نعيم: أظن أبا عمر القيسي محمد بن سعيد المصلوب.
قلت: ويؤيده أن أبا أحمد الحاكم أخرج هذا الحديث من طريق محمد بن أبي قيس، عن سليمان بن حبيب، وكذا أخرجه البغوي، ومحمد بن أبي قيس هو محمد بن سعيد المصلوب، وهو متروك. ووقع في رواية أبي أحمد: حدثنا أبو ليلى الأشعري صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
10483- أبو ليلى،
صاحب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: لم يثبت حديثه.
ذكره البخاريّ في «الكنى المجرّدة» ، قاله أبو أحمد. ويجوز أن يكون هو الّذي قبله.
10484- أبو ليلى الغفاريّ «5» .
__________
(1) أسد الغابة ت 6215، الاستيعاب ت 3195.
(2) أسد الغابة ت 6212.
(3) أسد الغابة ت 6210، الاستيعاب ت 3196.
(4) أخرجه الدولابي في الكنى 1/ 51، وذكره الهيثمي في المجمع 5/ 220، والسيوطي في الدر 4/ 135 وابن عساكر كما في التهذيب 7/ 197.
(5) أسد الغابة ت 6214، الاستيعاب ت 3198.(7/293)
ذكره أبو أحمد، وابن مندة، وغيرهما،
وأخرجوا من طريق إسحاق بن بشر الأسدي أحد المتروكين، عن خالد بن الحارث، عن عوف، عن الحسن، عن أبي ليلى الغفاريّ، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «سيكون من بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزموا عليّ بن أبي طالب، فإنّه أوّل من آمن بي، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصّدّيق الأكبر، وهو فاروق هذه الأمّة، وهو يعسوب «1» المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين» .
القسم الثاني
خال:
القسم الثالث
10485- أبو ليلى:
عبد اللَّه بن يزيد بن أصرم بن سعيد بن الهزم بن رويبة بن عبد اللَّه بن هلال بن عامر بن صعصعة الهذلي. تقدم في الأسماء.
القسم الرابع
10486- آبي اللحم الغفاريّ «2»
. ذكره الدّولابيّ، وابن السّكن في حرف اللام من كنى الصحابة، وتبعهما ابن مندة، وأنكر ذلك أبو نعيم فأصاب، قال: بي اسم فاعل من الإباء كما تقدم، وليست أداة كنية، وإنما لقّب بذلك لأنه كان لا يأكل اللحم كما تقدم في ترجمته في أول حرف الألف.
قال ابن الأثير بعد حكاية قول أبي نعيم: ذكره المعافريّ، وتوهّم أنه كنيته وهو لقب، لا ريب في أنه ليس بكنية، وإن ذكره في الكنى وهم.
قلت: لكن إفراد ابن مندة بالوهم فيه ليس بإنصاف، فإنه قلّد ابن السكن، وابن السكن، عمدة فاللوم عليه أشدّ منه على ابن مندة.
__________
(1) اليعسوب: السّيد والرّئيس والمقدّم، وأصله فحل النحل النهاية 3/ 234.
(2) أسد الغابة ت 6208.(7/294)
حرف الميم
القسم الأول
10487- أبو مالك الأشعري «1»
الحارث بن الحارث. مشهور باسمه وكنيته معا.
10488- أبو مالك الأشعري «2»
كعب بن عاصم، مشهور باسمه، وربما كني، تقدم في الأسماء. قال البغوي: يقال له أبو مالك.
10489- أبو مالك الأشعري،
آخر، مشهور بكنيته، مختلف في اسمه، قيل: اسمه عمرو، وقيل عبيد، قال سعيد البرذعيّ: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول: أبو مالك الأشعري اسمه عمرو. رواه الحاكم أبو أحمد، وزاد غيره: هو عمرو بن الحارث بن هانئ. وقال غيره: هو الّذي روى عنه عبد الرحمن بن غنم حديث المعازف.
10490- أبو مالك الأنصاري:
رافع بن مالك.
10491- أبو مالك الحنظليّ:
شريك بن طارق.
10492- أبو مالك العامري:
أبي بن مالك.
10493- أبو مالك الفزاري:
عيينة بن حصن.
10494- أبو مالك الخثعميّ:
عبد اللَّه- تقدموا في الأسماء.
10495- أبو مالك الجعديّ:
ذكره البغوي ولم يخرج له شيئا.
10496- أبو مالك الأشجعي:
لا يعرف اسمه.
قال الحاكم أبو أحمد: حديثه في الحجاز، وليس هو الكوفي يعني سعد بن طارق التابعي.
وقال أبو عمر: اسمه عمرو بن الحارث بن هانئ، وردّ عليه بأن هذا قيل في أبي مالك الأشعري.
10497- أبو مالك الأسلمي «3»
. ذكره أبو بكر بن أبي عليّ،
وأورد من طريق ابن أبي زائدة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي مالك الأسلمي- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ردّ ماعزا ثلاث مرات، فلما جاء في الرابعة أمر به فرجم. استدركه أبو موسى.
__________
(1) الاستيعاب ت 3199.
(2) أسد الغابة ت 6218، الاستيعاب ت 3200.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 199.(7/295)
وذكر ابن حزم هذا الحديث، فقال: أبو مالك لا أعرفه.
قلت: وهو عند النّسائيّ من طريق سلمة بن كهيل، عن أبي مالك، عن رجل من الصحابة.
10498- أبو مالك القرظي،
والد ثعلبة «1» .
ذكره الواقدي، وقال: إنه قدم من اليمن وهو على دين اليهودية، فتزوّج امرأة من قريظة فانتسب فيهم، وهو من كندة. وقيل: اسمه عبد اللَّه.
وذكر الحاكم أبو أحمد عن البخاريّ، قال: قال إبراهيم بن المنذر: حدثني إسحاق ابن جعفر عمن سمع عبد اللَّه بن جعفر، عن يزيد بن الهاد، عن ثعلبة بن أبي مالك- أن عمر دعا الأجناد، فدعا أبا مالك. ورواه الواقدي، عن عثمان بن الضحاك، عن ابن الهاد، عن ثعلبة- أن عمر سأل أبا مالك، وكان من علماء اليهود عن صفة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في التوراة، فقال:
صفته في كتاب بني هارون الّذي لم يبدّل ولم يغيّر: أحمد من ولد إسماعيل يأتي بدين الحنيفية دين إبراهيم، يأتزر على وسطه، ويغسل أطرافه، وهو آخر الأنبياء ... فذكر الحديث بطوله.
10499- أبو مالك النّخعي «2»
. قال ابن السّكن: يقال له صحبة،
وأورد من طريق صفوان بن عمر، عن شريح بن عبيد- أن أبا مالك النخعي لما حضرته الوفاة قال: يا معشر النخع، ليبلّغ الشاهد منكم الغائب، إني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «حلوة الدّنيا مرّة الآخرة، ومرّة الدّنيا حلوة الآخرة» «3» .
10500- أبو مالك العبديّ «4»
. أخرج حديثه أبو جعفر الطّبريّ، من طريق داود بن أبي هند، عن أبي قزعة سويد بن
__________
(1) أسد الغابة ت 6220.
(2) تلقيح فهوم أهل الأثر 375، الكاشف 3/ 373، تهذيب التهذيب 12/ 219، تقريب التهذيب 2/ 461، خلاصة تذهيب 3/ 241، تهذيب الكمال 3/ 1643 تجريد أسماء الصحابة 2/ 199.
(3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 342 والطبراني في الكبير 3/ 331، والحاكم في المستدرك 4/ 310 وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 252 وقال رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 631، 6316.
(4) تفسير الطبري 7/ 8281.(7/296)
حجير، عن رجل في تفسير قوله تعالى: سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ [آل عمران:
180] ... الحديث.
ومن طريق أخرى عن أبي قزعة مرسلا، ومن طريق أخرى عن داود عن أبي قزعة، عن أبي مالك العبديّ به، وأخرجه الثعلبي من هذا الوجه، لكن قال: عن رجل من قيس.
وأبو قزعة تابعي بصري مشهور، لكنه كان يرسل عن الصحابة، فهو على الاحتمال.
10501- أبو مالك،
غير منسوب.
ذكره ابن مندة، وقال، نزل مصر، مجهول،
ثم أورد من طريق عبد الرحيم بن زيد العمّي- وهو متروك، عن أبيه- وهو ضعيف، عن أبي مالك، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من بلغ في الإسلام ثمانين سنة حرّم اللَّه عليه النّار، وكان في الدّرجات العلا» «1» .
10502- أبو مالك،
غير منسوب.
ذكره ابن مندة، فقال: روى عنه سنان بن سعد، قاله لي أبو سعيد بن يونس. ثم
أورد ابن مندة من طريق ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سنان بن سعد، عن أبي مالك، قال: سئل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن أطفال المشركين، فقال: «هم خدّام أهل الجنّة» »
قال أبو نعيم: المعروف عن يزيد عن سنان عن أنس بن مالك.
قلت: وهو كذلك، ولكن قول أبي سعيد بن يونس لا يردّ بهذا، لأن هذا الحديث لم يتعين أنه مراد أبي سعيد بن يونس.
10503- أبو مالك،
غير منسوب.
ذكره المستغفريّ في الصحابة،
وأخرج من طريق هشام بن الغاز بن ربيعة، عن أبيه، عن جده- أنه قال: يا أهل دمشق، ليكوننّ فيكم الخسف والمسخ والقذف، قالوا وما يدريك يا ربيعة؟ قال: هذا أبو مالك صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فسلوه، وكان قد نزل عليه،
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 42671 عن أنس ولفظه من بلغ من هذه الأمة ثمانين سنة حرم اللَّه جسده على النار وعزاه لابن النجار وأبو نعيم في الحلية عن عائشة.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 295، وأبو نعيم في الحلية 6/ 308 وأورده السيوطي في الدر المنثور 4/ 168، والهيثمي في الزوائد 7/ 222 عن سمرة بن جندب، الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار وفيه عباد بن منصور وثقه يحيى القطان وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات، وعن أنس ولفظه الأطفال خدم أهل الجنة رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط وفي إسناد أبي يعلى يزيد الرقاشيّ وهو ضعيف وقال فيه ابن معين رجل صدق ووثقه ابن عدي وبقية رجالهما رجال الصحيح.(7/297)
فأتوه فقالوا: ما يقول ربيعة؟ قال: سمعته من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يكون في أمّتي ... »
فذكره، واستدركه. ولا يبعد أنه هو أبو مالك الأشعري.
10504- أبو المجبّر «1»
، بالجيم، أو المهملة.
قال يحيى بن عبد الحميد الحمّانيّ في مسندة: حدثنا مبارك بن سعيد الثوري، عن جليد الثوري، عن أبي المجبر، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. «من عال ابنتين أو ابنين أو عمّتين أو جدّتين فهو معي في الجنّة كهاتين» «2» - وضمّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إصبعيه السبابة والتي جنبها، فإن كنّ ثلاثا فهو مفرح، وإن كنّ أربعا أو خمسا فيا عباد اللَّه أدركوه، أقرضوه، ضاربوه.
وأخرجه مطيّن في الصحابة عن الحمّانيّ، والطّبرانيّ، عن مطين، وأبو موسى، من طريقه. وأخرج من طريق الحسن بن عرفة، عن المبارك بهذا السند حديثا آخر.
10505- أبو مجزأة الأسلمي:
هو أزهر والد مجزأة، مشهور باسمه، وتقدم، ووقع في مسند بقي بكنيته.
10506- أبو مجيبة «3»
، بضم أوله وكسر الجيم وبموحدة.
ذكره ابن حبّان في الصحابة. وقال أبو عمر: لا أعرفه. وقال البغوي: أبو مجيبة أو عمها سكن البصرة.
قلت: هو والد مجيبة الباهلي أو الباهلية، وقع عند ابن ماجة، عن مجيبة الباهلي، عن أبيه. وعند ابن أبي داود: مجيبة الباهلية، عن أبيها، وأفاد البغوي أن اسم والد مجيبة عبد اللَّه بن الحارث. والصواب أنّ مجيبة امرأة. فقد وقع عند سعيد بن منصور، عن ابن عليّة، عن الجريريّ، عن أبي سليل، عن مجيبة الباهلية عجوز من قومها.
10507- أبو محجن الثقفي
الشاعر المشهور «4» ، مختلف في اسمه، فقيل: هو عمرو بن جبيّب بن عمرو بن عمير بن عوف بن [عقدة بن غيرة بن عوف بن] ثقيف. وقيل اسمه [كنيته، وكنيته أبو عبيد. وقيل: اسمه مالك. وقيل] «5» اسمه عبد اللَّه. وأمه كنود بنت عبد اللَّه بن عبد شمس.
__________
(1) المشتبه ص 571.
(2) ذكره الهيثمي في المجمع 8/ 165 وعزاه للطبراني وقال: فيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف.
(3) تلقيح فهوم أهل الأثر 375، تهذيب التهذيب 12/ 222، تقريب التهذيب 2/ 469، تهذيب الكمال 3/ 1644، تجريد أسماء الصحابة 2/ 200.
(4) أسد الغابة ت 6228، الاستيعاب ت 3203.
(5) سقط في أ.(7/298)
قال أبو أحمد الحاكم: له صحبة، قال. ويخيل إليّ أنه صاحب سعد بن أبي وقاص الّذي أتى به إليه وهو سكران، فإن يكن هو فإن اسمه مالك،
ثم ساق من طريق أبي سعد البقال، عن أبي محجن، قال: أشهد على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنه قال: «أخاف على أمّتي من بعدي ثلاثة: تكذيب بالقدر، وتصديق بالنّجوم» ، وذكر الثالثة.
وأخرجه أبو نعيم من هذا الوجه، فقال في الثالثة: وحيف الأئمة.
وأبو سعد ضعيف، ولم يدرك أبا محجن.
وقال أبو أحمد الحاكم: الدليل على أن اسمه مالك ما حدثنا أبو العباس الثّقفي، حدثنا زياد بن أيوب، حدثنا أبو معاوية، حدثنا عمرو بن المهاجر، عن إبراهيم بن محمد ابن سعد، عن أبيه، قال: لما كان يوم القادسية أتى سعد بأبي محجن وهو سكران من الخمر، فأمر به فقيّد، وكان بسعد جراحة فاستعمل على الخيل خالد بن عرفطة، وصعد سعد فوق البيت لينظر ما يصنع الناس، فجعل أبو محجن يتمثل:
كفى حزنا أن ترتدي الخيل بالقنا ... وأترك مشدودا عليّ وثاقيا «1»
[الطويل] ثم قال لامرأة سعد، وهي بنت خصفة: ويلك! خلّيني فلك اللَّه عليّ إن سلمت أن أجيء حتى أضع رجلي في القيد، وإن قتلت استرحتم مني، فخلّته، ووثب على فرس لسعد يقال لها البلقاء، ثم أخذ الرمح، وانطلق حتى أتى الناس، فجعل لا يحمل في ناحية إلا هزمهم اللَّه، فجعل الناس يقولون: هذا ملك، وسعد ينظر. فجعل يقول: الضّبر ضبر «2» البلقاء، والطّفر طفر «3» أبي محجن، وأبو محجن في القيد.
فلما هزم العدو رجع أبو محجن حتى وضع رجله في القيد، فأخبرت بنت خصفة سعدا بالذي كان من أمره، فقال: لا واللَّه لا أحدّ اليوم رجلا أبلى اللَّه المسلمين على يديه ما أبلاهم. قال: فخلّى سبيله. فقال أبو محجن: لقد كنت أشربها إذ كان يقام عليّ الحدّ أطهر منها، فأمّا إذا بهرجتني فو اللَّه لا أشربها أبدا.
قلت: استدل أبو أحمد- رحمة اللَّه- بأنّ اسمه مالك بما وقع في هذه القصة من قول
__________
(1) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (6228) ، والاستيعاب ترجمة رقم (3203) .
(2) الضّبر: يقال: ضبر الفرس ضبرا وضبرانا إذا عدا وفي المحكم: جمع قوائمه ووثب، وكذلك المقيّد في عدوه قال الأصمعي: إذا وثب الفرس فوقع مجموعة يداه فذلك الضبر. اللسان/ 4/ 2547.
(3) الطّفر: وثبة في ارتفاع كما يطفر الإنسان حائطا أي يثبه. اللسان 4/ 2679.(7/299)
الناس: هذا ملك، وليس هذا نصّا فيما أراد، بل الظاهر أنّهم ظنوه ملكا من الملائكة، ويؤيد هذا الظاهر أن أبا بكر بن أبي شيبة أخرج هذه القصة عن أبي معاوية بهذا السند، وفيها أنهم ظنوه ملكا من الملائكة، وقوله في القصة: الضّبر ضبر البلقاء: هو بالضاد المعجمة والباء الموحدة: عدو الفرس. ومن قال بالصاد المهملة فقد صحّف. نبه على ذلك ابن فتحون في أوهام الاستيعاب.
واسم امرأة سعد المذكورة سلمى، ذكر ذلك سيف في الفتوح، وسماها أبو عمر أيضا، وساق القصة مطولة، وزاد في الشعر أبياتا أخرى، وفي القصة: فقاتل قتالا عظيما، وكان يكبّر ويحمل، فلا يقف بين يديه أحد، وكان يقصف الناس قصفا منكرا، فعجب الناس منه وهم لا يعرفونه.
وأخرج عبد الرّزّاق بسند صحيح، عن ابن سيرين: كان أبو محجن الثقفي لا يزال يجلد في الخمر، فلما أكثر عليهم سجنوه وأوثقوه، فلما كان يوم القادسية رآهم يقتتلون ...
فذكر القصة بنحو ما تقدم، لكن لم يذكر قول المسلمين: هذا ملك، بل فيه: إن سعدا قال:
لولا أني تركت أبا محجن في القيد لظننتها بعض شمائبه، وقال في آخر القصة: فقال: لا أجلدك في الخمر أبدا، فقال أبو محجن: وأنا واللَّه لا أشربها أبدا، قد كنت آنف أن أدعها من أجل جلدكم، فلم يشربها بعد.
وذكر المدائنيّ، عن إبراهيم بن حكيم، عن عاصم بن عروة- أن عمر غرّب أبا محجن، وكان يدمن الخمر، فأمر أبا جهراء البصري ورجلا آخر- أن يحملاه في البحر، فيقال: إنه هرب منهما، وأتى العراق أيام القادسية.
وذكر أبو عمر نحوه، وزاد أن عمر كتب إلى سعد بأن يحسبه فحبسه.
وذكر ابن الأعرابيّ، عن ابن دأب- أن أبا محجن هوى امرأة من الأنصار يقال لها شموس، فحاول النظر إليها فلم يقدر فآجر نفسه من بنّاء يبني بيتا بجانب منزلها، فأشرف عليها من كوة فأنشد:
ولقد نظرت إلى الشّموس ودونها ... حرج من الرّحمن غير قليل
[الكامل] فاستعدى زوجها عمر، فنفاه، وبعث معه رجلا يقال له أبو جهراء كان أبو بكر يستعين به ... فذكر القصة، وفيها: أن أبا جهراء رأى من أبي محجن سيفا فهرب منه إلى عمر، فكتب عمر إلى سعد يأمره بسجنه، فسجنه ... فذكر قصته في القتل في القادسية.(7/300)
وقال عبد الرّزّاق، عن ابن جريج: بلغني أنّ عمر بن الخطاب حدّ أبا محجن بن حبيّب بن عمرو بن عمير الثقفي في الخمر سبع مرات.
وقيل: دخل أبو محجن على عمر فظنّه قد شرب، فقال: استنكهوه، فقال أبو محجن: هذا التجسّس الّذي نهيت عنه، فتركه.
وذكر ابن الأعرابيّ، عن الفضل الضبي، قال: قال أبو محجن في تركه شرب الخمر:
رأيت الخمر صالحة وفيها ... مناقب تهلك الرّجل الحليما
فلا واللَّه أشربها حياتي ... ولا أشفي بها أبدا سقيما
[الوافر] وذكر ابن الكلبيّ، عن عوانة قال، دخل عبيد بن أبي محجن على عبد الملك بن مروان، فقال: أبوك الّذي يقول:
إذا متّ فادفنّي إلى جنب كرمة ... تروّي عظامي بعد موتي عروقها «1»
[الطويل] فذكر قصته.
وأوردها ابن الأثير بلفظ: قيل إنّ ابنا لأبي محجن دخل على معاوية فقال له: أبوك الّذي يقول ... فذكر البيت، وبعده:
ولا تدفننّي بالفلاة فإنّني ... أخاف إذا ما متّ أن لا أذوقها
[الطويل] قال: لو شئت لقلت أحسن من هذا من شعره. قال: وما ذاك؟ قال قوله:
لا تسأل النّاس عن مالي وكثرته ... وسائل النّاس عن حزمي وعن خلقي
اليوم أعلم أنّي من سراتهم ... إذا تطيش يد الرّعديدة الفرق
قد أركب الهول مسدولا عساكره ... وأكتم السّرّ فيه ضربة العنق
أعطي السّنان غداة الرّوع حصّته ... وعامل الرّمح أرويه من العلق
عفّ المطالب عمّا لست نائله ... وإن طلبت شديد الحقد والحنق
قد يعسر المرء حينا وهو ذو كرم ... وقد يسوم سوام العاجز الحمق
__________
(1) ينظر الاستيعاب ترجمة رقم (3203) ، وأسد الغابة ترجمة رقم (6228) ، وتنظر الأبيات في تاريخ الطبري 3/ 549، والأغاني للأصفهاني 21/ 139، 140.(7/301)
سيكثر المال يوما بعد قلّته ... ويكتسي العود بعد اليبس بالورق «1»
[البسيط] فقال معاوية: لئن كنا أسأنا القول لنحسننّ الفعل، وأجزل صلته.
وقد عاب ابن فتحون أبا عمر على ما ذكره في قصة أبي محجن إنه كان منهمكا في الشراب، فقال: كان يكفيه ذكر حدّه عليه، والسكوت عنه أليق، والأولى في أمره ما أخرجه سيف في الفتوح أن امرأة سعد سألته فيم حبس؟ فقال: واللَّه ما حبست على حرام أكلته ولا شربته، ولكني كنت صاحب شراب في الجاهلية فندّ كثيرا على لساني وصفها، فحبسني بذلك، فأعلمت بذلك سعدا، فقال: اذهب، فما أنا بمؤاخذك بشيء تقوله حتى تفعله.
قلت: سيف ضعيف، والروايات التي ذكرناها أقوى وأشهر.
وأنكر آبن فتحون قول من روى أن سعدا أبطل عنه الحد، وقال: لا يظنّ هذا بسعد، ثم قال: لكن له وجه حسن ولم يذكره، وكأنه أراد أن سعدا أراد بقوله: لا يجلده في الخمر بشرط أضمره، وهو إن ثبت عليه أنه شربها، فوفّقه اللَّه أن تاب توبة نصوحا، فلم يعد إليها كما في بقية القصة، قال: قيل إن أبا محجن مات بأذربيجان وقيل بجرجان.
10508- أبو محذورة المؤذن «2»
، اسمه أوس، ويقال سمرة بن معير، بكسر أوله وسكون المهملة وفتح التحتانية المثناة، وهذا هو المشهور.
وحكى ابن عبد البرّ أنّ بعضهم ضبطه بفتح العين وتشديد التحتانية المثناة بعدها نون- ابن ربيعة بن معير بن عريج بن سعد بن جمح- قال البلاذري، الأثبت أنه أوس، وجزم ابن حزم في كتاب النسب بأن سمرة أخوه، وخالف أبو اليقظان في ذلك، فجزم بأن أوس بن معير قتل يوم بدر كافرا، وأن أمم أبي محذورة سلمان بن سمرة. وقيل سلمة بن معير، وقيل اسم أبي محذورة معير بن محيريز.
وحكى الطّبريّ أن اسم أخيه الّذي قتل ببدر أنيس. وقال أبو عمر: اتفق الزبير وعمه وابن إسحاق والمسيبي على أن اسم أبي محذورة أوس، وهم أعلم بأنساب قريش. ومن قال: إن اسمه سلمة فقد أخطأ.
وروى أبو محذورة عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنه علّمه الأذان، وقصته بذلك في صحيح مسلم
__________
(1) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (6228) ، والاستيعاب ترجمة رقم (3203) .
(2) أسد الغابة ت 6229، الاستيعاب ت 3204.(7/302)
وغيره، وفي رواية همام، عن ابن جريج- أنّ تعليمه إياه كان بالجعرانة.
وقال ابن الكلبيّ: لم يهاجر أبو محذورة، بل أقام بمكة إلى أن مات بعد موت سمرة بن جندب، وقال غيره: مات سنة تسع وخمسين. وقيل سنة تسع وسبعين.
10509- أبو محصن الأشعري:
هو عكّاشة بن محصن. تقدم في الأسماء.
10510- أبو محمد الأنصاري «1»
. ذكره مالك في «الموطّأ» ، من طريق عبد اللَّه بن محيريز، عن المذحجي- أن رجلا كان بالشام يكنى أبا محمد كانت له صحبة، قال: إن الوتر واجب، وذكر له قصة مع عبادة بن الصامت.
وأخرجه أبو داود وغيره، من طريق مالك، قيل اسمه مسعود بن أوس بن زيد بن أصرم. وقيل: مسعود [بن زيد] بن سبيع. وقيل: اسمه قيس بن عامر بن عبد بن الحارث الخولانيّ، حليف بن حارثة من الأوس. وقيل مسعود بن يزيد: عداده في الشاميين، وسكن داريّا. وقيل: اسمه سعد بن أوس. وقيل قيس بن عباية.
وقال ابن يونس: شهد فتح مصر. وقال ابن سعد: مات في خلافة عمر، وزعم ابن الكلبيّ، أنه شهد مع علي صفّين، وفي كتاب قيام الليل لمحمد بن نصر، من طريق عبد اللَّه بن محيريز، عن أبي رفيع، قال: تذاكرنا الوتر، قال رجل من الأنصار يكنى أبا محمد من الصحابة.
10511- أبو محمد:
طلحة بن عبيد اللَّه التيمي، وعبد الرحمن بن عوف الزهري، وجبير بن مطعم، وعبد اللَّه بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه صاحب الأذان، وعبد اللَّه بن زيد بن عاصم راوي حديث الوضوء، وعبد اللَّه بن بحينة الأزدي، وحاطب بن أبي بلتعة، وثابت بن قيس بن شمّاس الأنصاري، وكعب بن عجرة البلوي، وحمزة بن عمرو الأسلمي، وفضالة بن عبيد الأنصاري، وحويطب بن عبد العزي القرشي، وعبد اللَّه بن أبي حدرد الأسلمي، وعبد الرحمن بن يزيد بن حارثة، وعبد اللَّه بن مخرمة العامري، والأشعث بن قيس الكندي، ومحمود بن الربيع الأنصاري، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص في قول.
تقدموا كلهم في الأسماء.
10512- أبو محرّث:
اسمه خالد. تقدم.
__________
(1) الجرح والتعديل 9/ 433، التاريخ الكبير 9/ 66، تاريخ الثقات للعجلي 2034، معرفة الثقات للعجلي 2244، الإلماع للقاضي عياض 29، معجم رجال الحديث 22/ 35، تنقيح المقال 3/ 33.(7/303)
10513- أبو مخارق «1»
، والد قابوس. ذكر في قابوس في القاف.
10514- أبو مخشي الطائي «2»
، حليف بني أسد.
كان من المهاجرين الأولين، وممن شهد بدرا، ويقال: إن اسمه سويد بن مخشي.
ذكره ابن سعد، عن أبي حبيبة، ويقال ابن عدي. ذكره عن أبي معشر، ويقال زيد بن مخشي، ويقال ابن حمير.
10515- أبو مخشي،
آخر.
فرق عبد اللَّه بن محمد بن عمارة بينه وبين الّذي قبله، فقال في الأول: اسمه زيد بن حمير، شهد بدرا لا شك فيه، وقال في الثاني: اسمه سويد بن مخشي، شهد أحدا، ولم يشهد بدرا. حكاه ابن سعد، وجزم ابن سعد بأنّ زيد بن حمير يكنى أبا مخشي. وقد تقدمت ترجمته في حرف القاف.
10516- أبو مدينة الدارميّ «3»
عبد اللَّه بن محصن تقدم في الأسماء.
10517- أبو مذكر الراقي.
له ذكر في حديث ضعيف،
أخرجه الترمذي الحكيم في «نوادر الأصول» في الأصل الثالث والثمانين، من طريق العرزميّ- أحد الضعفاء، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: كان بالمدينة رجل يكنى أبا مذكر يرقى من العقرب، فينفع اللَّه بذلك، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «يا أبا مذكر، ما رقيتك هذه؟ أعرضها عليّ» فقال: شجنة قرنية ملحة بحر قفطا، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: لا بأس بهذا «4» ،
وهذه مواثيق أخذها سليمان بن داود على الهوام.
قال الحكيم: ذكر لنا أنها بلغة حمير، ثم أسند من طريق مغيرة، عن إبراهيم، عن الأسود، قال: كلمات بالحميرية.
10518- أبو مذكور الأنصاري «5» .
__________
(1) الكاشف 3/ 375، التاريخ الكبير 9/ 75، تهذيب التهذيب 12/ 226، تقريب التهذيب 2/ 470، خلاصة تذهيب 3/ 243، تهذيب الكمال 3/ 1645، تجريد أسماء الصحابة 2/ 200.
(2) أسد الغابة ت 6233، الاستيعاب ت 3207.
(3) أسد الغابة ت 6234.
(4) أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 415 عن جابر بن عبد اللَّه وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ولم يقره الذهبي.
(5) الكنى والأسماء 2/ 109.(7/304)
ثبت ذكره في حديث بيع المدبّر.
أخرجه مسلم، من طريق أيوب، عن أبي الزبير، عن جابر، وجاء في سائر الروايات غير مسمى.
10519- أبو المرازم
يعلى بن مرة الثقفي. تقدم.
10520- أبو مرازم،
آخر.
ذكره الدّولابيّ في «الكنى» ، ولم يذكر له اسما.
10521- أبو مراوح الليثي
قال أبو داود: له صحبة. وذكره ابن مندة وعزاه لأبي داود، وسماه واقد بن أبي واقد، وهو غير أبي مراوح الغفاريّ، فيردّ على المزّي حيث قال في ترجمة الغفاريّ: الليثي فجعلهما واحدا.
10522- أبو مرثد الغنوي «1»
: كناز بن الحصين، ويقال حصين بن كناز. وقيل:
اسمه أيمن. قال البغوي: كناز بن الحصين، ويقال: ابن حصن، والمشهور الأول.
وحكى ابن أبي خيثمة، عن أبيه، وعن أحمد بن حنبل الثاني. قال البغويّ: وفي كتاب ابن إسحاق: كناز بن حصن بن يربوع بن عمرو بن خرشة بن سعد بن طريف بن جلان بن غنم بن غني بن يعصر بن سعد بن قيس بن غيلان بن مضر، أبو مرثد الغنوي.
سكن الشام، وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم حديثا، ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا.
وقال الزّهريّ: أبو مرثد، وابنه مرثد- حليفان لحمزة، وحديثه عند مسلم، والبغوي، وغيرهما،
من طريق بشر بن عبيد اللَّه، عن واثلة بن الأسقع- أنه سمعه يقول وهو في المقبرة: سمعت أبا مرثد الغنوي صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا تجلسوا على القبور ولا تصلّوا إليها» «2» .
10523- أبو مرحب
سويد بن قيس «3» .
__________
(1) أسد الغابة ت 6237، الاستيعاب ت 3210.
(2) من رواية أبي مرثد الغنوي أخرجه مسلم 2/ 668 في الجنائز، باب النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه (97/ 972) .
(3) أسد الغابة ت 6238، الاستيعاب ت 3211.(7/305)
وأبو مرحب: محمد بن صفوان- تقدما.
10524- أبو مرحب،
آخر «1» تقدم في مرحب.
10525- أبو مرّة الطائفي «2»
. ذكره مطين في الصحابة، وله رواية عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
روى عنه مكحول، قال البغويّ: سكن الطائف،
ثم أخرج هو، وأحمد، والنسائي، من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أبي مرة الطائفي: سمعت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «قال اللَّه: يعجز ابن آدم أن يصلّي أوّل النّهار أربع ركعات أكفه آخره» .
قال البغويّ: لا أعلمه إلا من رواية سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول.
قلت: هذه رواية يحيى بن إسحاق، عن سعيد، عن مكحول، عن كثير بن مرة، عن نعيم بن همام، وهو المحفوظ. أخرجه النسائي.
10526- أبو مرّة بن عروة «3»
بن مسعود الثقفي «4» .
قال أبو عمر: له ولأبيه صحبة. وقال أيضا: ولد على عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. وقال الواقدي:
خرج أبو مرة وأبو المليح ابنا عروة بن مسعود إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فأعلماه بقتل أبيهما، وأسلما.
ولأبي مرة بنت اسمها ليلى، تزوّجها الحسن بن علي، وأمّها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب، وفيها يقول الحارث بخالد المخزومي:
أطافت بنا شمس النّهار ومن رأى ... من النّاس شمسا في المساء تطوف
أبو أمّها أوفى قريش بذمّة ... وأعمامها إمّا سألت ثقيف
[الطويل]
10527- أبو مرّة،
غير منسوب.
ذكره الدّولابيّ في «الكنى» ، من طريق أبي حمزة السكري، عن جابر- هو ابن يزيد الجعفي- أحد الضعفاء، عن يزيد بن مرة، عن جده، قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إذا ضحك وضع يده على فمه.
10528- أبو مرّة،
مولى العباس. تقدم في أبي حلوة.
__________
(1) أسد الغابة ت 6239.
(2) الكاشف 3/ 376، تهذيب التهذيب 12/ 229، تقريب التهذيب 2/ 471، خلاصة تذهيب 3/ 243 تجريد أسماء الصحابة 2/ 201، العقد الثمين 8/ 101.
(3) في أعمرو.
(4) أسد الغابة ت 6242، الاستيعاب ت 3212.(7/306)
10529- أبو مروان الأسلمي:
اسمه معتب بن عمرو. وقيل سعد. وقيل عبد الرحمن بن مصعب.
روى عن عمر، وعلي، وأبي ذر، وأبي معتب بن عمر، وكعب الأحبار وغيرهم.
وقيل: إن له صحبة.
ذكره في الصحابة وسماه معتب بن عمرو، كما تقدم في حرف الميم وله قصة مع عمر، قال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع، عن عيسى بن حفص، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه: خرجنا مع عمر نستسقي ... فذكر بعضه.
10530- أبو مريم الجهنيّ:
عمرو بن مرة. تقدم في الأسماء.
10531- أبو مريم الجهنيّ،
آخر «1» . ويحتمل أن يكون الأول.
ذكره الزّبير بن بكّار في أخبار المدينة، من طريق خارجة بن رافع الجهنيّ، قال: جاء رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يعود رجلا من أصحابه من جهينة من بني الربعة، يقال له أبو مريم، فعاده بين منزل بني قيس العطار الّذي فيه الأراكة، وبين منزلهم الآخر الّذي في دور الأنصار، فصلى في ذلك المنزل، فقال نفر من جهينة لأبي مريم: لو لحقت برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فسألته أن يخطّ لنا مسجدا، فلحقه، فقال: «ما لك يا أبا مريم» ؟ قال: لو خططت لقومي مسجدا. قال:
فجاء فخطّ لهم مسجدهم في بني جهينة.
10532- أبو مريم السلولي «2»
. هو مالك بن ربيعة. تقدم في الأسماء.
10533- أبو مريم الكندي «3»
. ذكره البغويّ، ولم يخرج له شيئا. وذكره ابن السكن في الصحابة. وقال أبو أحمد الحاكم: له صحبة، وحديثه في أهل الشام، وليس هو الغساني، ثم
ساق من طريق إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن حجر بن مالك، عن أبي مريم الكندي، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم- أنه أتى بضب وهو يسير فوضعه على بسطة الرحل فنخره بقضيب كان معه، فتناول الضبّ القضيب بيده، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «ألا إنّ هذا وأشباهه كانوا أمما من الأمم فعصوا اللَّه، فجعلهم خشاشا من خشاش الأرض» .
إسناده ضعيف.
__________
(1) أسد الغابة ت 6243.
(2) أسد الغابة ت 6246، الاستيعاب ت 3213.
(3) الكاشف 3/ 376، تهذيب التهذيب 12/ 231، الكنى والأسماء 1/ 53، تجريد أسماء الصحابة 2/ 202.(7/307)
10534- أبو مريم الغساني «1»
، جد أبي بكر بن أبي مريم.
وقال ابن السّكوني: أبو مريم الأزدي.
وأخرج هو وأبو أحمد الحاكم، وابن مندة من طريق بقية، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن أبيه، عن جده، قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقلت: يا رسول اللَّه، إنه ولدت لي الليلة جارية. قال: «واللّيلة أنزلت عليّ سورة مريم «2» [فسمّها مريم] » «3» فكان يكنى أبا مريم.
10535- أبو مريم الفلسطيني الأزدي.
ذكره الطّبريّ، وأخرج من طريق الوليد بن مسلم، عن يزيد بن أبي مريم، عن القاسم بن مخرمة، عن أبي مريم الفلسطيني، وكان من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
وقال البغويّ: أبو مريم سكن فلسطين، ووفد على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، يقال له عمرو بن مرة الجهنيّ.
وأخرج أبو داود في كتاب «الخراج» من «السّنن» ، «والتّرمذيّ» ،
من طريق يحيى بن حمزة، عن يزيد بهذا الإسناد، فقالا: عن أبي مريم الأزدي، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من ولي من أمور النّاس شيئا فاحتجب عن خلّتهم وحاجتهم احتجب اللَّه عن خلّته وحاجته وفاقته» «4» ، قال: فجعل معاوية رجلا على حوائج الناس.
وأخرجه البغويّ، من طريق الوليد بن مسلم، عن يزيد.
وأخرجه ابن أبي عاصم، وسمويه، والطبراني في مسند الشاميين، من طريق صدقة بن خالد، عن يزيد، عن رجل من أهل فلسطين، يكنى أبا مريم.
وفي رواية الطّبرانيّ: عن رجل من بني الأزد. وترجم له ابن أبي عاصم: أبو مريم السكونيّ، وأظن قوله السكونيّ وهما.
وذكر التّرمذيّ- عن البخاريّ- أن صاحب هذا الحديث هو عمرو بن مرة الجهنيّ.
وأورد التّرمذيّ، من طريق علي بن الحكم، عن الحسن، قال: قال عمرو بن مرة
__________
(1) الكنى والأسماء 1/ 53، تجريد أسماء الصحابة 2/ 202، الجرح والتعديل 9/ 436.
(2) ذكره الهيثمي في المجمع 8/ 55 وعزاه للطبراني وقال ابنه سليمان سلمة الخبائري.
(3) سقط في أ.
(4) أخرجه ابن سعد في الطبقات 7/ 437 وأبو داود 3/ 357 (2948) والدولابي في الكنى ص 54 والحاكم في المستدرك 4/ 93 وصحح إسناده وأقره الذهبي والبيهقي في السنن 10/ 101 والطبراني في الكبير 22/ 331 (832) وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 6/ 35 (14739) وعزاه أيضا للبغوي في معجم الصحابة ولابن قانع في المعجم.(7/308)
لمعاوية: إني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من أغلق بابه ... » »
فذكر الحديث بنحوه.
وقال: غريب، ويروى من غير وجه عن عمرو بن مرة. وذكر البخاري أنه عمرو بن مرة الجهنيّ، وكأنه سلف البغوي في ذلك، وفيه نظر، فإن سند الحديثين مختلف، وكذا سياق المتن.
وقد جزم غير واحد بأنه غيره.
وقال ابن عساكر: أبو مريم الأزدي من الصحابة قدم دمشق على معاوية، وروى حديثا واحدا، وساقه من طريق محمد بن شعيب بن سابور، عن أبي المعطل مولى بني كلاب، وكان قد أدرك معاوية، قال: قدم رجل من الصحابة يقال له أبو مريم غازيا ... فذكر قصته مع معاوية، وزاد، فقال معاوية: ادعوا لي سعدا- يعني حاجبه، فقال: اللَّهمّ إني أخلع هذا من عنقي، وأجعله في عنق سعد، من جاء يستأذن علي فائذن له، يقضي اللَّه على لساني ما شاء.
وأخرجه في ترجمة أبي المعطّل، من طريق الطبراني في الأوسط، عن إبراهيم بن دحيم، عن أبيه، عن محمد بن شعيب، وقال في آخره: كان أبو المعطل من الثقات.
قال ابن عساكر: فرّق ابن سميع بين أبي مريم هذا وبين عمرو بن مرة. وأما قول ابن أبي عاصم: إنه سكوني فلا يثبت. وأبو مريم السكونيّ، آخر، تابعي معروف، يروي عن ثوبان، وعنه عبادة بن نسيّ، ذكره البخاري وغيره، وهذا قد صرح بسماعه من النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
10536- أبو المساكين «2»
: هو جعفر بن أبي طالب. كناه بها النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، لأنه كان يلازمهم.
10537- أبو مسعود البدري «3»
: هو عقبة بن عمرو، معروف باسمه وكنيته. تقدم.
10538- أبو مسعود بن مسعود الغفاريّ «4»
اسمه عبد اللَّه، وقيل عروة، ولا يجيء في الرواية إلا غير مسمى. يأتي في ابن مسعود في المبهمات.
__________
(1) ذكره المتقي الهندي في الكنز (14746) وعزاه للحاكم عن عمرو بن مرة الجهنيّ وفي الحاكم 4/ 94 وقال الذهبي: صحيح.
(2) ريحانة الأدب 7/ 260.
(3) أسد الغابة: ت 6251، الاستيعاب: ت (3216) .
(4) أسد الغابة: ت (6250) .(7/309)
10539- أبو مسلم «1»
: أهبان بن صيفي الغفاريّ.
10540- أبو مسلم:
إياس بن سلمة الأسلمي- تقدما في الأسماء.
10541- أبو مسلم الجليلي «2»
: بالجيم، ويقال الجلولي بالواو. يأتي في القسم الثالث.
10542- أبو مسلم الخزاعي.
ذكره الدولابي في الكنى، وقال: له صحبة.
10543- أبو مسلم المرادي «3»
. سكن مصر، ذكره ابن يونس في تاريخها، وقال: له صحبة، وكان على شرطة مصر لعمرو بن العاص.
وقال البغويّ، وابن السّكن: له صحبة.
وأوردا من طريق سويد بن أبي حاتم، عن عبد اللَّه بن عياش، عن عمرو بن يزيد، عن أبي مسلم- رجل من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم- أن رجلا قال: يا رسول اللَّه، أخبرني بعمل يدخلني الجنة. قال: «أحيّة والدتك فتبرّها؟» «4» قال: ليس لي والدة. قال: «فأطعم الطّعام، وأطب الكلام» .
قال البغويّ: لم يثبت.
10544- أبو مصبح الهرمي،
مولى صفوان بن المعطل. قال أبو علي الهجريّ في النوادر: له صحبة.
10545- أبو مصرّف،
روى طلحة بن مصرف، عن أبيه، عن جده. مختلف في اسم جده: قيل كعب، وقيل عمرو- ذكره البغوي في الكنى.
10546- أبو مصعب الأسلمي.
تقدم في مصعب.
10547- أبو مطرف:
سليمان بن صرد الخزاعي. تقدم.
10548- أبو معاذ:
رفاعة بن رافع الأنصاري. تقدم.
10549- أبو معاوية الدئلي «5»
: نوفل بن معاوية. تقدم.
__________
(1) تنقيح المقال 3/ 34.
(2) أسد الغابة: ت (6253) .
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 203.
(4) أخرجه ابن ماجة بلفظ أحية أمك ... الحديث ابن ماجة 2/ 930 في كتاب الجهاد باب 12 الرجل يغزو وله أبوان حديث رقم 2781.
(5) أسد الغابة: ت 6259.(7/310)
10550- أبو معبد بن حزن بن أبي وهب المخزومي،
عم سعيد بن المسيب «1» . له ولأخيه المسيب صحبة، وذكره الزبير بن بكار في كتاب النسب.
10551- أبو معبد الخزاعي،
زوج أم معبد «2» .
ذكره ابن الأثير، وقال: تقدم في حبيش. والّذي تقدم في حبيش إنما وصف بأنه أخو أم معبد، وأما زوجها فلم يسمّ. وقد ترجم ابن مندة لمعبد بن أبي معبد ولم يسمّ أباه، وأورد قصة أم معبد من روايته، وأخرج البخاري في «التاريخ» ، وابن خزيمة في «صحيحه» والبغوي- قصة أم معبد من طريق الحر بن الصباح النخعي، عن أبي معبد الخزاعي، قال:
خرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لما هاجر من مكة إلى المدينة هو وأبو بكر، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر، ودليلهم عبد اللَّه بن أريقط الليثي، فمرّوا بخيمة أم معبد ... وفي آخره عند البغوي:
قال عبد الملك: بلغني أن أم معبد هاجرت وأسلمت. قال البخاري: هذا مرسل، وأبو معبد مات قبل النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
10552- أبو معتب بن عمرو الأسلمي «3»
، والد أبي مروان المتقدم قريبا.
ذكره ابن مندة، وقال: ذكره أبو حاتم في الصحابة، ولا يثبت،
ثم أورد من طريق ابن إسحاق: حدثني من لا أتهمه، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن أبي معتب- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لما أشرف على خيبر قال لأصحابه، وأنا فيهم: «قفوا ندعو اللَّه: اللَّهمّ ربّ السّماوات السّبع وما أظللن، وربّ الأرضين وما أقللن، وربّ الشّياطين وما أضللن ... » الحديث.
وذكر الواقديّ في الرّدّة، عن صدقة بن عتبة الأسلمي، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن جده أبي معتب، قال: كنت فيمن صالح أهل البحرين، فصالح الأشعث زياد بن لبيد على أن يؤمن سبعين رجلا منهم.
واختلف في ضبطه فقيل بالمهملة والمثناة الثقيلة وآخره موحدة. وقيل بالمعجمة المكسورة وآخره مثلثة. وبالأول جزم ابن عبد البر تبعا للواقدي، وبالثاني ابن ماكولا تبعا للطبري.
10553- أبو معدان،
جد خالد بن معدان. ذكره الدولابي في الكنى، وذكره غيره في المبهمات.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6261.
(2) أسد الغابة: ت 6262، الاستيعاب: ت 3219.
(3) الكنى والأسماء 1/ 55، تجريد أسماء الصحابة 2/ 204.(7/311)
10554- أبو معقل الأسدي،
ويقال الأنصاري، اسمه الهيثم كما تقدم التنبيه عليه في حرف الهاء، ويقال: إنه أنصاري حالف بني أسد، ويقال: بل هو أسدي حالف الأنصار، وهو الهيثم بن نهيك بن إساف بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة. ويقال: إنه شهد أحدا.
ويقال: إنه مات في حجة الوداع.
قال ابن مندة: له صحبة. روى حديثه الأعمش، عن عمارة بن عمير، وجامع بن شداد عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عنه- أنه جاء إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: إن أم معقل جعلت عليها حجة ... الحديث.
هذه رواية النّسائيّ، وأخرجه أبو داود، من طريق الأعمش، وزاد محمد بن عبد اللَّه ابن زكريا بن حيوة، أحد رواة السنن، عن النسائي، قال: أبو معقل اسمه الهيثم.
وأخرجه ابن مندة، من طريق أبي عوانة، عن إبراهيم بن مهاجر، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، قال: أخبرني رسول مروان الّذي أرسله إلى أم معقل، قال: تهيأ أبو معقل حاجا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقالت أم معقل: قد علمت أنّ عليّ حجة، وأن لأبي معقل بكرا. قال أبو معقل: صدقت، جعلته في سبيل اللَّه قال: فلتحجّ عليه، فإنه في سبيل اللَّه، فأعطاها البكر، فقالت: يا رسول اللَّه، إني قد كبرت وسقمت، فهل من عمل يجزي عني من حجتي. قال:
«عمرة في رمضان تعدل حجّة» .
وأخرجه ابن مندة عاليا، من رواية محاضر بن الموزع، عن الأعمش، فقال فيه: جاء معقل أو أبو معقل. وأخرجه النسائي، من طريق الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن امرأة من بني أسد يقال لها أم معقل به.
وأخرج التّرمذيّ حديث: «عمرة في رمضان تعدل حجّة» - من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن ابن أبي معقل، عن أم معقل.
وأخرجه ابن ماجة، من طريق أبي شيبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن أبي معقل.
وأبو شيبة ضعيف، لكن تابعه شريك، عن أبي إسحاق.
أخرجه ابن السّكن، من طريقه، وأبو نعيم من طريق مطين، عن شيخ له عن شريك.
قال ابن مندة: ورواية إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن أبي معقل، عن أم معقل.(7/312)
ورواه غيره عن أبي إسحاق، عن عيسى بن معقل، عن يوسف بن عبد اللَّه بن سلام عن جدته أم معقل.
ورواه موسى بن عقبة، عن عيسى بن معقل، عن جدته، ولم يذكر يوسف. ورواه مسلم بن خالد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن أم معقل.
ورواه إبراهيم بن محمّد، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن الحارث بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه، عن أم معقل. وله طريق أخرى من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن معقل، عن أمه- تقدمت في ترجمة معقل بن أم معقل في أسماء الرجال.
10555- أبو معقل،
غير منسوب «1» .
ذكر إبراهيم بن عبد اللَّه الخزاعيّ في «الكنى» أنه هو الّذي روى حديث النهي عن استقبال القبلتين. حكى ذلك الحاكم أبو أحمد.
والحديث المذكور عند أبي داود وغيره من حديث معقل بن أبي معقل. وقد تقدم بيانه في الأسماء، هل هو ولد أبي معقل الّذي ذكره قبله أو آخر؟.
10556- أبو معقل بن نهيك
بن إساف الأنصاري «2» .
تقدم ذكره في ترجمة ابنه عبد اللَّه بن أبي معقل. وقال أبو عمر: يقال إنه أبو معقل الأسدي الّذي روى حديث: «عمرة في رمضان» . يعني الّذي يسمى الهيثم، وغاير غيره بينهما.
10557- أبو معلق الأنصاري «3»
. استدركه أبو موسى، وأخرج من طريق ابن الكلبيّ، عن الحسن، عن أبيّ بن كعب- أن رجلا كان يكنى أبا معلق الأنصاري خرج في سفرة من أسفاره ... فذكر قصة له مع اللص الّذي أراد قتله، قال أبو موسى: أوردته بتمامه في كتاب الوظائف.
قلت: ورويناه في كتاب «مجابي الدعوة» لابن أبي الدنيا، قال: حدثنا عيسى بن عبد اللَّه النهمي، أخبرني فهر بن زياد الأسدي، عن موسى بن وردان، عن الكلبي- وليس بصاحب التفسير- عن الحسن، عن أنس بن مالك، قال: كان رجل من أصحاب رسول اللَّه
__________
(1) أسد الغابة: ت 6265.
(2) أسد الغابة: ت 6266، الاستيعاب: ت 3221.
(3) الكاشف 3/ 379، تقريب التهذيب 2/ 475، خلاصة تذهيب 3/ 247، تجريد أسماء الصحابة 2/ 204.(7/313)
صلى اللَّه عليه وسلّم يكنى أبا معلق، وكان تاجرا يتجر بمال له ولغيره، وكان له نسك وورع، فخرج مرة فلقيه لصّ متقنع في السلاح، فقال: ضع متاعك فإنّي قاتلك. قال: شأنك بالمال. قال:
لست أريد إلا دمك، قال: فذرني أصل. قال: صلّ ما بدا لك، فتوضأ، ثم صلى، فكان من دعائه: يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا فعالا لما يريد، أسألك بعزتك التي لا ترام، وملكك الّذي لا يضام، وبنورك الّذي ملأ أركان عرشك- أن تكفيني شر هذا اللص، يا مغيث أغثني- قالها ثلاثا، فإذا هو بفارس بيده حربة رافعها بين أذني فرسه، فطعن اللص فقتله، ثم أقبل على التاجر، فقال: من أنت؟ فقد أغاثني اللَّه بك. قال: إني ملك من أهل السماء الرابعة لما دعوت سمعت لأبواب السماء قعقعة، ثم دعوت ثانيا فسمعت لأهل السماء ضجة، ثم دعوت ثالثا فقيل: دعاء مكروب، فسألت اللَّه أن يوليني قتله، ثم قال:
أبشر، واعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له، مكروبا كان أو غير مكروب.
10558- أبو المعلى بن لوذان الأنصاري «1»
. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
روى عنه- أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم خطب يوما، فقال: «إنّ رجلا خيّره اللَّه ... » الحديث.
أخرجه التّرمذي، وأحمد، وأبو يعلى، والبغويّ، من طريق أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أبي المعلى، رجل من الأنصار.
قال أبو عمر: لا يعرف اسمه عند أكثر العلماء. وقيل اسمه زيد بن المعلى. وقال البغوي: سكن الكوفة. وأخرجه أحمد، وأبو يعلى في مسند أبي سعيد المعلى.
وذكر ابن عساكر أنه خطأ.
قلت: واختلف فيه على عبد الملك، فرواه عبيد اللَّه بن عمرو، عنه، عن أبي المعلى، عن أبيه، وهذا عكس ما رواه أبو عوانة: أخرجه الطبراني. وقال غيرهما: عن عبد الملك، عن ابن المعلى، عن أبيه، وهذا كرواية أبي عوانة، لكنه سقطت منه أداة الكنية. واللَّه أعلم.
10559- أبو المعلى السلمي.
يقال هو جدّ أبي الأسد السلمي «2» .
__________
(1) الكاشف 3/ 379، بقي بن مخلد 564، تهذيب التهذيب 12/ 242، تقريب التهذيب 2/ 475، خلاصة تذهيب 3/ 247، تهذيب الكمال 3/ 1649، تجريد أسماء الصحابة 2/ 204، الجرح والتعديل 9/ 443، التاريخ الكبير 9/ 72.
(2) أسد الغابة: ت 6269.(7/314)
له حديث في الأضحية، ذكره أبو موسى، عن الحسن بن أحمد السمرقندي.
10560- أبو معمر،
غير منسوب «1» .
ذكره ابن مندة، وأورد من طريق المعلى الواسطيّ، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبي جعفر، عن أبي معمر، قال: كنا نسمر عند آل محمد، قال: وهذا إسناد مجهول.
قلت: وليس فيه ما يدل على الصحبة.
10561- أبو معن:
هو يزيد بن الأخنس السلمي «2» . تقدم.
10562- أبو معن،
آخر «3» .
قال مسلم: له صحبة. وأخرجه مطيّن في الصحابة،
وأخرج له من طريق أبي حمزة السكري، عن عاصم بن كليب، حدثنا سهيل بن ذراع- أنه سمع أبا معن يقول: تكلم متكلم منا فأبلغ، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: إن من البيان لسحرا.
وأخرجه ابن شاهين، من طريق أبي عوانة، عن عاصم بن كليب، حدثني سهيل بن ذراع، سمعت أبا معن يزيد بن معن أو معن بن يزيد يقول ... فذكره.
10563- أبو مغيث الجهنيّ «4»
. استدركه أبو موسى، وقال: ذكره محمد بن عثمان بن أبي شيبة في الصحابة، ثم
ساق من طريقه عن جنادة، عن يحيى بن العلاء، عن معمر، عن عثمان بن واقد، عن مغيث الجهنيّ، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: البر زيادة في العمر. وفي سنده غير واحد من الضعفاء.
10564- أبو مغيث الأسلمي،
تقدم.
10565- أبو مكرم الأسلمي:
هو نيار بن مكرم «5» .
ذكره أبو موسى، ولعله كان في الرواية عن ابن مكرم، فتحرفت، فصارت عن أبي مكرم.
10566- أبو مكعت،
بضم ثم سكون ثم مهملة مكسورة ثم مثناة، الأسدي الفقعسيّ «6» .
__________
(1) أسد الغابة: ت 6270.
(2) أسد الغابة: ت 6271، الاستيعاب: ت 3225.
(3) أسد الغابة: ت 6272.
(4) أسد الغابة: ت 6273.
(5) أسد الغابة: ت 6274.
(6) أسد الغابة: ت 6275.(7/315)
تقدم ذكره مع حضرمي بن عامر، وتقدم أن اسمه عرفطة بن نضلة. وقيل اسمه الحارث بن عمرو بن الأشتر بن ثعلبة بن حجوان بن فقعس، حكاه ابن ماكولا. وضبطه ابن ماكولا تبعا للدّارقطنيّ- بضم الميم وإسكان الكاف ثم المهملة ثم مثناة. وذكره أبو أحمد العسكري في الصحابة،
وأسند ابن مندة من طريق المفضل الضبي، عن جدته أم أبيه، امرأة من بني أسد، عن أبي مكعت الأسدي، قال: أتيت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فأنشدته:
يقول أبو مكعت صادقا ... عليك السّلام أبا القاسم
سلام الإله وريحانه ... وروح المصلّين والصّائم
[المتقارب] فقال عليه الصلاة والسلام: «يا أبا مكعت، عليك السّلام تحيّة الموتى» .
وأورد ابن قانع، من طريق سليمان بن عبد العزيز بن أبي ثابت، حدثنا أبي، قال: قدم وفد بني أسد على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فيهم عرفطة بن نضلة أخو خالد بن نضلة، ويكنى أبا مكعت، فلما وقف بين يدي النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال ... فذكر البيتين، لكن قال: فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «وعليك السّلام» .
وأخرجه أبو نعيم من هذا الوجه، فقال: أبو مصعب، ثم قال: صحّف فيه المتأخر- يعني ابن مندة، فقال: أبو مكعت.
قلت: أبو نعيم لا يزال ينسب ابن مندة إلى الغلط، فيصيب في ذلك تارة ويخطئ تارة، ولو سلم من التحامل عليه لكان غالب ما يتعقبه به صوابا، وليست له موافقة في هذا.
10567- أبو مكنف «1»
، بكسر أوله وفتح النون: اسمه عبد رضا. تقدم، وأنه شهد فتح مصر.
10568- أبو ملقام:
هو التّلب العنبري. تقدم.
10569- أبو المليح «2»
بن عروة بن مسعود بن معتب الثقفي.
قال ابن حبّان: له صحبة،
وذكر ابن إسحاق أنه قدم بعد قتل أبيه على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال له: «وال من شئت» . قال: أتولى اللَّه ورسوله ... الحديث.
وتقدم شيء من ذلك في ترجمة قارب في القاف من الأسماء. ومليح مصغّرا.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6276،
(2) الثقات 4/ 453، تجريد أسماء الصحابة 2/ 205.(7/316)
10570- أبو المليح الهدادي «1»
، بالتخفيف.
ذكره ابن مندة، وأورد له من طريق الوليد بن يزيد الهدادي، عن أبي عبد الدائم، عن أبي المليح الهدادي- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم انقطع شسعه، فمشى في نعل واحدة «2» .
وأخرجه أبو مسلم الكجّيّ، وأبو أحمد الحاكم، من طريق الوليد بن يزيد، لكن لم يقع عندهما الهدادي.
ويحتمل أن يكون الهدادي تصحيفا، وإنما هو الهذلي. وأبو المليح هو ابن أسامة الهذلي، تابعي، لأبيه صحبة. فاللَّه أعلم.
10571- أبو المليح الهذلي «3»
. جرى ذكره في قصة المرأتين اللتين ضربت إحداهما الأخرى فأسقطت ... الحديث.
والمرأتان كانتا تحت حمل بن النابغة الهذلي.
أخرجه ابن مندة، من طريق الحسن بن عمارة، عن الحكم بن عيينة، عن أبي المليح الهذلي، قال: أتى المغيرة بن شعبة في امرأة ضربت جنينا، فقال أبو المليح: ضربت امرأة منا امرأة، فأتى وليّها النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «فيه غرّة ... » الحديث.
وأبو المليح هذا ممن حضر القصة، وليس هو أبو المليح بن أسامة التابعي المشهور، وقد ظنهما ابن الأثير واحدا، فأورد في هذه الترجمة حديث شعبة عن يزيد الرّشك، عن أبي المليح، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في جلود السباع.
وأخرجه التّرمذيّ هكذا مرسلا، من طريق شعبة، ثم قال: وقد روى عنه عن أبي مليح عن أبيه، وهو أصحّ. واختصره ابن الأثير، فقال: روى عنه الحكم والصواب عنه، عن أبيه.
وأبو المليح تابعي.
قلت: بل الصواب ما قدمت أنهما اثنان.
10572- أبو مليكة الذّماريّ «4»
. قال أبو عمر: قيل له صحبة. وذكره البخاريّ في «الكنى» ،
وأورد له من طريق راشد بن سعد، عنه، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «لا يستكمل العبد الإيمان كلّه حتّى يحبّ لأخيه
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 205.
(2) أخرجه العقيلي في الضعفاء 3/ 385.
(3) الطبقات الكبرى بيروت 7/ ص 44/ 156- ميزان الاعتدال 4/ 741.
(4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 205، التاريخ الكبير 9/ 74.(7/317)
ما يحبّ لنفسه» «1» ،
حكاه الحاكم أبو أحمد في الكنى، وقال ... ، روى عنه ابنه أيضا.
10573- أبو مليكة:
زهير بن عبد اللَّه بن جدعان التيمي «2» . تقدم في الأسماء.
10574- أبو مليكة الكندي «3»
، ويقال البلوي.
ذكره ابن مندة، ونقل عن أبي سعيد بن يونس- أن له صحبة، وللمصريين عنه حديثان أو ثلاثة. وقاله أبو عبد اللَّه محمد بن الربيع الجيزي في الصحابة الذين نزلوا مصر، منها ما أخرجه من طريق علي بن رباح عنه أنه قال لأبي راشد الّذي كان بفلسطين: كيف بك يا أبا راشد إذا وليك ولاة إن عصيتهم دخلت النار، وإن أطعتهم دخلت النار.
10575- أبو مليكة،
عبد اللَّه الأنصاري الخزرجي.
له ذكر في قصة أولاد أبيرق في نزول قوله تعالى وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً ...
[النساء 11] الآية. وأخرجه المستغفري، من طريق ابن جريج، فذكر القصة، وفيها: فرمى بالدرع في دار أبي مليكة الخزرجي.
10576- أبو مليك:
سليك بن الأغر»
، مذكور في الصحابة، كذا ذكره ابن عبد البر مختصرا، وأنا أخشى أن يكون هو الّذي بعده، وقع فيه تصحيف وتحريف. وجوّز ابن فتحون أن يكون هو الّذي بعده.
10577- أبو مليل،
بلامين، ابن الأزعر «5» بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد الأنصاري.
ذكره ابن إسحاق وغيره فيمن شهد بدرا، وزعم ابن الكلبي أنه ممن قال يوم الخندق:
إن بيوتنا عورة. وذكره أبو عمر أيضا، وقال ابن فتحون: إنهما واحد.
10578- أبو المنتفق،
عبد اللَّه بن المنتفق العامري «6» تقدم
10579- أبو المنتفق «7»
: ويقال ابن المنتفق.
__________
(1) أخرجه البخاري في التاريخ، وانظر كنز العمال (106) .
(2) أسد الغابة: ت 6281، الاستيعاب: ت 3227.
(3) أسد الغابة: ت 6282، الاستيعاب: ت 3228.
(4) أسد الغابة: ت 6284، الاستيعاب: ت 3230.
(5) أسد الغابة: ت 6283، الاستيعاب: ت 3229.
(6) أسد الغابة: ت 6286.
(7) تفسير الطبري 4/ 3222.(7/318)
أخرج الطّبرانيّ، من طريق عبد اللَّه بن عون، عن محمد بن جحادة، عن زميل له، عن أبيه، وكان يكنى أبا المنتفق، قال: أتيت مكة فسألت عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقالوا: بعرفة، فأتيته فذهبت أدنو منه، فقلت: نبئني بما ينجيني من عذاب اللَّه ويدخلني الجنة. فقال: اعبد اللَّه، لا تشرك به شيئا «1» ... الحديث.
وفيه: فانظر ما تحبّ الناس أن يأتوه إليك فافعله بهم.
قال الطّبرانيّ: اضطرب ابن عون في إسناده، ولم يضبطه عن محمد بن جحادة، وضبطه همام، ثم أخرجه من طريق همام، عن محمد بن جحادة، عن المغيرة بن عبد اللَّه اليشكري، عن أبيه، قال: قدمت الكوفة ودخلت المسجد فإذا رجل من قيس يقال له ابن المنتفق، فسمعته يقول: وصف لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فطلبته بمكة فقيل لي: هو بمنى ...
الحديث.
10580- أبو المنذر:
يزيد بن عامر «2» بن حديدة الأنصاري ثم السّلمي، بفتحتين.
تقدم في الأسماء.
10581- أبو المنذر الجهنيّ «3»
. ذكره ابن مندة،
وأخرج من طريق عبد الرحمن بن محمد العرزميّ، عن أبيه، عن ابن أبي المجالد، عن زيد بن وهب، عن أبي المنذر الجهنيّ، قال: قلت: يا نبي اللَّه، علمني أفضل الكلام. قال: «قل لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيى ويميت، بيده الخير، إليه المصير، وهو على كلّ شيء قدير- مائة مرّة كلّ يوم، فأنت أفضل النّاس عملا «4» ... الحديث.
__________
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 54، 4/ 244 عن معاذ بن جبل وقال هذا صحيح الإسناد من رواية البصريين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1922، وأحمد في المسند 6/ 383 والهيثمي في الزوائد 1/ 44، 8/ 23، وكنز العمال حديث رقم 5252، 43441، 43481، 43543، 43623 والطبراني في الكبير 2/ 356.
(2) أسد الغابة: ت 6288، الاستيعاب: ت 3231.
(3) معجم رجال الحديث 22/ 58.
(4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2072 عن مصعب بن سعد عن أبيه كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب (10) فضل التهليل والتسبيح والدعاء حديث (33/ 2696) والنسائي في السنن 7/ 8 كتاب الايمان والنذور باب (12) الحلف باللات والعزى حديث 3776 وابن ماجة في السنن 1/ 678 كتاب الكفارات (11) باب النهي أن يحلف بغير اللَّه (2) حديث رقم 2097 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1178، وأحمد في المسند 1/ 180، 185- والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 5096 وابن عساكر في التاريخ 7/ 394.(7/319)
وفيه: «ولا تنسين الاستغفار في صلاتك فإنّها ممحاة للخطايا» .
10582- أبو المنذر،
غير منسوب «1» .
ذكره مطيّن في الصحابة، وأخرج عن محمد بن حرب الواسطي، عن حماد بن خالد، عن هشام بن سعد، عن يزيد بن ثعلب، عن أبي المنذر- أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم حثى في قبره ثلاث حثيات.
وأخرجه الطّبرانيّ مطولا، عن عمرو بن أبي الطاهر بن السرح، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن نافع، عن هشام بن سعد- أن رجلا جاء إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: يا رسول اللَّه، إنّ فلانا هلك فصلّ عليه «2» . فقال عمر: إنه فاجر فلا تصلّ عليه. فقال الرجل: يا رسول اللَّه، أرأيت الليلة التي صبحت فيها في الحرس فإنه كان فيهم، فقام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم اتبعته حتى إذا جاء قبره قعد حتى إذا فرغ من حثي عليه ثلاث حثيات، وقال: «يثني عليه النّاس شرّا، وأثنى عليه خيرا. فقال عمر: وما ذاك يا رسول اللَّه؟ فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «دعنا عنك يا عمر، من جاهد في سبيل اللَّه وجبت له الجنّة «3» .
قال أبو موسى في «الذّيل» : تقدم هذا المتن من حديث أبي عطية.
قلت: وحديث أبي المنذر أخرجه أبو داود في كتاب المراسيل، عن أحمد بن منيع، عن حماد بن خالد كرواية ابن نافع، ولم يذكره أبو أحمد في الكنى. وأما حديث أبي عطية فقد تقدم كما قال أبو موسى في ترجمته، وذكره الحاكم أبو أحمد، وقال: أخلق بهذا أن يكون صحابيا، لكن مخرج الحديثين مختلف، وإن تقاربا في سياق المتن.
10583- أبو منصور الفارسيّ «4»
. ذكره الدّولابيّ في الصحابة،
وذكره الحسن بن سفيان في مسندة، من طريق الليث عن دويد بن نافع، قلت لأبي منصور: يا أبا منصور، لولا حدّة فيك! قال: ما يسرني بحدّتي كذا وكذا، وقد قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ الحدّة «5» تعتري خيار أمّتي «6» .
__________
(1) أسد الغابة: ت 6289.
(2) أورده ابن عدي في الكامل 5/ 1942، 7/ 2677.
(3) أورده المنذري في الترغيب والترهيب 2/ 289 والسيوطي في الدر المنثور 1/ 249، والهيثمي في الزوائد 5/ 279 عن أبي المنذر ... قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه يزيد بن تغلب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
(4) طبقات علماء إفريقية وتونس ص 83- التاريخ الكبير 9/ 71- الجرح والتعديل 9/ 441-.
(5) الحدّة كالنّشاط والسّرعة في الأمور والمضاء فيها مأخوذ من حدّ السّيف، والمراد بالحدة هاهنا المضاء في الدين والصّلابة والقصد في الخير. النهاية 1/ 353.
(6) أورده العجلوني في كشف الخفاء 1/ 423 وابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 3230.(7/320)
وأخرجه الحسن بن سفيان أيضا، عن أبي الربيع الزهراني، عن عبد الرحمن بن أبان، عن الليث، عن دويد، عن أبي منصور، وكانت له صحبة. وكذا أخرجه البغوي عن زياد بن أيوب، عن عبد الرحمن، وقال: لا أعلم لأبي منصور غير هذا. وهو ممن سكن مصر.
وقال البخاريّ: حديثه مرسل. وقال أبو عمر: يقال إن حديثه مرسل، وليست له صحبة، قال ...
ورواه يونس بن محمّد بن عليّ بن غراب وغير واحد، عن الليث، لم يقل أحد منهم:
وكانت له صحبة إلا عبد الرحمن بن أبان.
قلت: سيأتي له ذكر في حرف الياء الأخيرة في ترجمة يزيد بن أبي منصور.
10584- أبو منظور،
غير منسوب «1» .
جاء ذكره في خبر واه
أورده أبو موسى من طريق أبي حذيفة عبد اللَّه بن حبيب الهذلي، عن أبي عبد اللَّه السلمي، عن أبي منظور، قال: لما فتح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم- أظنه خيبر- أصاب حمارا أسود فكلّمه فتكلم، فقال: «ما اسمك» ،
قال: يزيد بن شهاب. فذكر الحديث بطوله، وأنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم سماه يعفورا.
قال أبو موسى بعد تخريجه: هذا حديث منكر جدا إسنادا ومتنا، لا أحل لأحد أن يرويه عني إلا مع كلامي عليه، وهو في كتاب تركة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم تخريج أبي طاهر المخلص.
10585- أبو منفعة،
بالفاء، الحنفي «2» .
تقدم في حرف الكاف فيمن اسمه كليب، وقال البغوي: أبو منفعة من بني حنيفة، سكن البصرة، وأورد حديثه من طريق الحارث بن مرة، عن كليب بن منفعة، قال: أتى جدي النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وفي رواية له عن الحارث عن كليب عن جده، قال: قلت: يا رسول اللَّه:
من أبرّ ... الحديث ...
10586- أبو منقعة «3»
، بالقاف، الأنماري.
ذكره أحمد بن محمّد بن عيسى البغداديّ في كتاب الصحابة الذين نزلوا حمص، فقال: وممن نزلها من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أبو منقعة الأنماري. قال أبو عمر: اسمه
__________
(1) أسد الغابة: ت 6291.
(2) أسد الغابة: ت 6292.
(3) مؤتلف الدارقطنيّ 2122.(7/321)
نصر بن الحارث، كذا قال، وإنما قال ابن عيسى إنّ اسمه بكر، وكذا قال الدار الدّارقطنيّ.
وغيره. وتقدم في الموحدة. وزعم ابن الأثير أنه الّذي قبله، وليس كما قال.
10587- أبو المنهال،
غير منسوب.
ذكره أبو بشر الدّولابيّ في الصحابة، ولم يخرج له شيئا.
10588- أبو المنيب الكلبي «1»
. ذكره البخاريّ في «الكنى» ، وأخرج له من طريق بقية بن الوليد، عن مسلمة بن زياد، قال: رأيت أربعة نفر من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، منهم روح بن يسار، وأبو منيب الكلبي، يلبسون العمائم ويرخون من خلفهم وثيابهم إلى الكعبين. وأخرجه ابن مندة من طريق بقية، قال: حدثني مسلمة بن زياد.
10589- أبو المهاجر،
غير منسوب.
ذكره الدّولابيّ في «الكنى» ، وأورد من طريق عيينة بن سعيد، عن مهاجر بن المنيب، عن أبيه- أن رجلا أتى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللَّه، إني أدخل في صلاتي فلا أدري انصرفت عن شفع أو عن وتر.
10590- أبو موسى الأشعري:
عبد اللَّه بن قيس «2» . مشهور بكنيته واسمه جميعا، لكن كنيته أكثر. تقدم.
10591- أبو موسى الأنصاري «3»
. ذكره ابن مندة،
وأخرج من طريق الدارميّ، عن محمد بن يزيد البزار، عن السري بن عبد اللَّه السلمي، عن حاتم بن ربيعة، وعبد اللَّه بن عبد اللَّه، هو أبو أوس، كلاهما عن نافع بن سهيل بن مالك، حدثنا أبو موسى الأنصاري صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وكان من خيار أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: إنا لقاعدون عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «إنّ رحى الإيمان دائرة، فدوروا مع رحى القرآن حيث دار ... » «4» الحديث،
وقال عبيد اللَّه بن واصل الراويّ له عن
__________
(1) أسد الغابة: ت 6294، الاستيعاب: ت 3236.
(2) أسد الغابة: ت 6296، الاستيعاب: ت 3237.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 207، أسد الغابة: ت 6297.
(4) أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 148 عن حذيفة وقال الحاكم هذا حديث له طرق بأسانيد صحيحة أخرجا بعضها وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 29321، 31214.(7/322)
الدارميّ: ذكرته لمحمد بن إسماعيل البخاري فأنكره، ولم يعرف أبا موسى الأنصاري، ولا حاتم بن ربيعة.
قلت: وقد أخرجه أبو نعيم من وجه آخر عن محمد بن يزيد، لكن قال: عن جابر بن ربيعة، عن أبي أنس، وقال بدل نافع بن سهيل- محمد بن نافع بن عبد الحارث. فاللَّه أعلم.
وذكر ابن مندة أن محمد بن إسماعيل الجعفري رواه عن محمد بن جعفر عن مالك عن عمه أبي سهيل، قال: حدثنا أنس بن مالك، قال: فيحتمل أن يكون بعض الرواة كنى أنس بن مالك أبا موسى بابنه موسى.
قلت: ورواية أبي نعيم تدفع هذا الاحتمال، وفي السند إلى مالك من لا يوثق به.
10592
- أبو موسى «1» الحكمي «2»
. ذكره البغويّ، ولم يخرج له شيئا، وأبو نعيم في الصحابة، وقال: ذكره البخاريّ في الكنى ولا أدري له صحبة.
وأخرج ابن مندة، من طريق الحسن بن حبيب، عن ندبة عن الحجاج بن فرافصة، عن عمرو بن أبي سفيان، قال: كنّا عند مروان فجاءه أبو موسى الحكمي، فقال له: هل كان للقدر ذكر في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: قال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا تزال هذه الأمّة [متمسّكة بما هي] فيه ما لم تكذّب بالقدر» .
وصنيع أبي أحمد يدل على أنه عنده تابعي، فإنه ذكره فيمن لا يعرف اسمه بعد ذكر تابعي من التابعين.
10593- أبو موسى الغافقي «3»
: مالك بن عبادة. ويقال مالك بن عبد اللَّه.
ذكره ابن أبي عاصم وغيره في الصحابة،
وأخرجوا من طريق عمرو بن الحارث، عن يحيى بن ميمون- أنه حدثه أنّ وداعة الحميري حدثه أنه كان يجتنب مالك بن عبادة الغافقي وعقبة بن عامر يقصّ، فقال مالك بن عبادة: إن صاحبكم هذا غافل أو هالك، إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عهد إلينا في حجة الوداع، فقال: «عليكم بالقرآن، من افترى عليّ فليتبوَّأ مقعده من النّار» «4» .
والسياق للحاكم أبي أحمد.
__________
(1) كتاب الجرح والتعديل 9/ 438، التاريخ الكبير 9/ 69.
(2) في أ: الخطميّ.
(3) الكنى والأسماء 1/ 57، تجريد أسماء الصحابة 2/ 207، تقريب التهذيب 2/ 479، ذيل الكاشف 1969، التاريخ الكبير 9/ 91.
(4) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 7/ 302 والطبراني في الكبير 19/ 296.(7/323)
وأخرجه أحمد من طريق الليث، عن عمرو، عن يحيى بن ميمون- أن أبا موسى الغافقي سمع عقبة بن عامر يحدث على المنبر أحاديث، فقال: عن أبي موسى الغافقي إنّ صاحبكم لحافظ أو هالك ... فذكر الحديث.
وذكره محمّد بن الرّبيع الجيزيّ في الصحابة الذين نزلوا مصر. وتقدم له حديث في مالك بن عبد اللَّه المعافري.
10594- أبو المؤمل:
ذكره محمد بن عبد الواحد السفاقسي المعروف بابن البنين شارح البخاري في كتاب المكاتبة، فقال: قيل إن أول من كوتب في الإسلام أبو المؤمل، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «أعينوا أبا المؤمّل» ، فأعين، فقضى كتابته وفضلت عنده فضلة، فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «أنفقها في سبيل اللَّه» .
10595- أبو مويهبة «1»
، ويقال أبو موهبة، وأبو موهوبة، وهو قول الواقدي: مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
قال البلاذريّ: كان من مولدي مزينة، وشهد غزوة المريسيع، وكان ممن يقود لعائشة جملها.
روى عنه عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وهو من أقرانه، وأخرج حديثه أحمد عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه، والدارميّ، وخليفة بن خياط، عن سليمان، كلاهما عن محمد بن إسحاق: حدثني عبد اللَّه بن عمرو بن ربيعة العقيلي،
وفي رواية الدارميّ، حدثنا عبد اللَّه بن عمر بن علي بن عدي، عن عبيد بن حنين. وفي رواية الدارميّ أيضا: عن عبيد مولى أبي الحكم بن أبي العاص، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، عن أبي مويهبة مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: أهبني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «يا أبا مويهبة، إنّي قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع، فخرجت ... » «2» فذكر حديثا طويلا، وفيه: فلما أصبح بدا به وجعه الّذي قبضه اللَّه فيه صلى اللَّه عليه وسلّم.
وأخرجه الحاكم من وجه آخر، عن إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، فقال عن عبد اللَّه بن عمر بن حفص، عن عبيد بن حنين به.
__________
(1) الثقات 3/ 452، ذيل الكاشف 1972، الكنى والأسماء 1/ 57، تجريد أسماء الصحابة 2/ 207، الجرح والتعديل 9/ 444، تعجيل المنفعة 522، التاريخ الكبير 9/ 73.
(2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 489 عن أبي مويهبة ... الحديث وابن سعد في الطبقات 2: 2: 9 والبيهقي في دلائل النبوة 7/ 162، وأبو نعيم في الحلية 2/ 27، وأورده الهيثمي في الزوائد 3/ 62، عن أبي مويهبة بلفظه وقال رواه أحمد مطولا والبزار وإسناد كلاهما ضعيف.(7/324)
وقوله: ابن عمر بن حفص وهم، قال أبو نعيم: رواه عامة أصحاب ابن إسحاق هكذا، وخالفهم محمد بن مسلمة، فقال: عن ابن إسحاق، عن أبي مالك بن ثعلبة، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن عبد اللَّه بن عمرو، فكأن لابن إسحاق فيه شيخين إن كان محفوظا. وأخرجه الحاكم في المستدرك، من رواية يونس بن بكير، فقال: عن محمد بن إسحاق، عن عبد اللَّه بن ربيعة، فكأنه نسبه لجده الأعلى عن عبيد بن أبي الحكم، كذا فيه.
والصواب عن عبيد مولى أبي الحكم كما تقدم. وأخرجه أحمد أيضا من طريق أبي يعلى بن عطاء، عن عبيد بن حنين، عن أبي مويهبة نفسه ليس بينهما عبد اللَّه بن عمرو، وقد سمعناه في الحلية من طريق سمويه عن شيخ له، عن محمد بن مسلمة.
قلت: والعقيلي منسوب إلى العقيلات، وهم بطن من بني عبد شمس، قال البغويّ:
وقع في رواية بعضهم في هذا السند عن عبيد بن حنين، بمهملة ونونين، وبه جزم ابن عبد البرّ وهو تصحيف، وإنما هو عبيد بن جبير، بجيم وموحدة، ونبّه على ذلك ابن فتحون، وهو عقيلي عبشمي.
القسم الثاني
10596- أبو محمد:
عبد اللَّه بن ثعلبة «1» . وعبد اللَّه بن عامر بن ربيعة. وعبد اللَّه بن نوفل بن الحارث بن هشام. وعبد الرحمن بن عبد القاري، وعبيد اللَّه مصغرا ابن العباس بن عبد المطلب.
تقدموا في الأسماء.
10597- أبو مراوح الغفاريّ «2»
، مولاهم، يقال اسمه سعد.
ذكر أبو أحمد الحاكم أنه ولد على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
قلت: وروى عن أبي ذر، وأبي واقد الليثي، وحمزة بن عمرو الأسلمي. روى عنه عروة، وزيد بن أسلم. وروى عنه عمران بن أبي أنس، ومنهم من أدخل بينهما سليمان بن يسار. قال العجليّ: مدني تابعي ثقة.
وقد تقدم في القسم الأول ما جاء في أبي مراوح الليثي.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6231.
(2) أسد الغابة: ت 6236، الاستيعاب: ت 3209.(7/325)
القسم الثالث
10598- أبو محرز البكري «1»
. ذكره البخاريّ: في «مفاريد الكنى» ، وقال: أدرك الجاهلية، وروى عنه ابنه عبد اللَّه.
10599- أبو محمد الفقعسيّ
الراجز.
أنشد له الزّبير بن بكّار شعرا قاله لما هزم خالد بن الوليد بني أسد بالبطاح مع طليحة بن خويلد في الردة يقول فيه:
سبقنا إليه يوم بويع خالد ... وجفر البطاح فوق أرجائه الدّم
خططنا بأطراف الرّماح ركيّها ... وأرجاءها والماء حال مسدّم
[الطويل]
10600- أبو مخشي النميري.
استدركه ابن فتحون، وقال: ذكر وثيمة في «الردة» ما يدل على أن له إدراكا، فأخرج من طريق المضارب بن عبد اللَّه، قال: كان أبو مخشي النميري مع أبي عبيدة بن الجرّاح بالشام، ففقده أصحابه أياما يسألون عنه ولا يخبرون. وكان شجاعا، ويذكرون من فضله، فبينما هم جلوس قد يئسوا منه، وظنّوا أنه قد اغتيل إذ طلع عليهم ومعه ورقتان لم ير الناس مثلهما، ولا أعرض ولا أطول ولا أطيب ريحا ولا أشد خضرة، ولا أبهى منظرا، فسألوه فأخبرهم أنه سقط في جبّ، وأنه مشى فيه، فانتهى إلى روضة لم ير قطّ أحسن منها، فأقام فيها أياما إذ أتاه آت فأخرجه منها، قال: وكنت قد قطعت هاتين الورقتين من سدرة جلست تحتها، فبعثه أبو عبيدة إلى عمر، فسأل كعبا، فقال نجد في الكتب أنّ رجلا من هذه الأمة يدخل الجنة في الدنيا بعد فتح الروم.
قال ابن فتحون: ذكر هذه القصة غير واحد، لم يقل إنه أبو مخشي إلا وثيمة.
قلت ...
10601- أبو مرثد الخولانيّ.
له إدراك، ذكر أبو إسماعيل الأزدي عن المصعب بن زهير، عن المهاجر بن صيفي، عن راشد بن عبد الرحمن، عنه- أنه رأى رؤيا فيها بشرى للمسلمين، وهو باليرموك.
10602- أبو مريم،
زرّ بن حبيش الأزدي. تقدم في الأسماء.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6230.(7/326)
10603- أبو مريم الحنفي اليمامي «1»
. ذكره الدّولابيّ في الصحابة، وقال: اسمه إياس بن صبيح، وكان من أصحاب مسيلمة الكذاب، فأسلم وولى بعد ذلك قضاء البصرة. وذكر عمر بن شبّة أنّ فتح رامهرمز كان على يديه. وقد تقدم في الأسماء.
10604- أبو مريم الخصي «2»
. له إدراك. ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق الأوزاعي، عن سليمان بن موسى، قال:
قلت لطاوس: إن أبا مريم الخصيّ أخبرني- وقد أدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: أحلني على غير خصي.
10605- أبو مريم الكندي»
، اسمه عبيد.
له إدراك، وصلى مع عمر ببيت المقدس، فأخرج ابن مندة، من طريق عثمان بن عطاء الخراساني، عن زياد بن أبي سودة، عن أبي مريم، قال: دخلت مع عمر بن الخطاب محراب داود، فقرأ سورة ص، وسجد.
وأخرجه سيف في الفتوح، عن الربيع بن النعمان، عن أبي مريم مولى سلامة، قال:
شهدت إيلياء مع عمر فمضى حتى دخل المسجد، فانتهى إلى محراب داود، فقرأ سجدة ص، فسجد وسجدنا معه. وقال البخاري: أبو مريم روى عن عمر، روى عنه زياد بن أبي سودة حديثه في الشاميين.
10606- أبو مسافع،
غير منسوب.
أدرك الجاهلية، وغزا في خلافة عمر. أورده الحاكم أبو أحمد، وساق من طريق أبي إسحاق عن أبي الصلت، وأبي مسافع، قالا: بعث إلينا عمر بن الخطاب ونحن بنهاوند أن أقيموا الصلاة لوقتها، وإذا لقيتم العدوّ فلا تفرّوا، وإذا غنمتم فلا تغلوا.
__________
(1) طبقات ابن سعد 7/ 91، طبقات خليفة 200، معرفة الرجال لابن معين 2/ 88، التاريخ لابن معين 2/ 46، تاريخ خليفة 108، التاريخ الكبير 1/ 436، تاريخ الطبري 4/ 95، الجرح والتعديل 2/ 280، الثقات لابن حبان 4/ 34، المؤتلف والمختلف لعبد الغني بن سعيد 82، الإكمال لابن ماكولا 5/ 171، تهذيب التهذيب 12/ 232، تقريب التهذيب 2/ 472، جمهرة أنساب العرب 311، تاريخ الإسلام 3/ 448.
(2) أسد الغابة: ت 6244.
(3) أسد الغابة: ت 6248، الاستيعاب: ت 3215.(7/327)
10607- أبو مسلم الخولانيّ «1»
: عبد اللَّه بن ثوب، وسمى ابن السكن أباه مسلما.
تقدم في الأسماء.
10608- أبو مسلم الجليلي «2»
، بالجيم، ويقال الجلولي. قال ابن عساكر: والأول أصح.
أدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ولم يسلم، وأسلم في عهد معاوية، وقيل: في عهد أبي بكر، وقيل في عهد عمر.
قال البخاريّ: كان مثل كعب الأحبار، وكان يكنى أبا السموأل، فأسلم في عهد أبي بكر، فكناه أبا مسلم. قال البخاري: ويروى عن أذرع الخولانيّ أنه أسلم بعد أبي بكر.
وأخرج البغويّ، من طريق أبي قلابة- أن أبا مسلم الجليلي أسلم في عهد معاوية، فقال له أبو مسلم الخولانيّ: ما منعك أن تسلم في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وأبي بكر وعمر؟ وبذلك ذكره ابن مندة، فقال: أسلم في عهد معاوية.
وأخرج عبد بن حميد في تفسيره، وتمام في فوائده، من طريق صالح المزي، عن أبي عبد اللَّه الشامي، عن مكحول، عن أبي مسلم الخولانيّ- أنه لقي أبا مسلم الجلولي وكان مترهبا، فنزل عن صومعته في عهد عمر بن الخطاب فأسلم، فقال له: ما أنزلك من صومعتك! تركت الإسلام على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وعلى عهد أبي بكر، فما حملك على الإسلام اليوم؟ قال: يا أبا مسلم، إني قرأت في كتاب اللَّه أن هذه الأمة تصنف يوم القيامة
__________
(1) التاريخ لابن معين 2/ 725، الزهد لابن المبارك 158، تاريخ الطبري 4/ 352، طبقات ابن سعد 7/ 448، طبقات خليفة 307، مشاهير علماء الأمصار 112، المعارف 439، الأخبار الموفقيات 299، التاريخ الصغير 67، التاريخ الكبير 5/ 58، أنساب الأشراف 1/ 354، تاريخ الثقات 511، الجرح والتعديل 5/ 20، تاريخ داريا 59، حلية الأولياء 2/ 122، الإكمال 1/ 568، جمهرة أنساب العرب 418، الأخبار الطوال 162، العقد الفريد 1/ 247، المعرفة والتاريخ 2/ 308، ثمار القلوب 688، عيون الأخبار 2/ 117، تاريخ أبي زرعة 1/ 226، تاريخ دمشق 483، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 314، صفة الصفوة 4/ 179، سير أعلام النبلاء 4/ 7، تذكرة الحفاظ 1/ 46، عهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 539، الكاشف 3/ 333، الوفيات لابن قنفذ 97، فوات الوفيات 2/ 169، الوافي بالوفيات 17/ 99، جامع التحصيل 252، البداية والنهاية 8/ 146، مرآة الجنان 1/ 138، تهذيب الكمال 170، تهذيب التهذيب 12/ 235، تقريب التهذيب 2/ 473، التذكرة الحمدونية 1/ 195، طبقات الحفاظ 13، البصائر والذخائر 2/ 201، تاريخ الإسلام 2/ 291.
(2) التاريخ لابن معين 2/ 725، تاريخ الثقات للعجلي 511، الجرح والتعديل 9/ 436، تهذيب الكمال 3/ 1648، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 113، تاريخ الإسلام 2/ 564.(7/328)
على ثلاثة أصناف: صنف يدخلون الجنة بغير حساب، وصنف يحاسبهم اللَّه حسابا يسيرا، وصنف يؤخذ بهم ما شاء اللَّه، ثم يتجاوز اللَّه عنهم، فنظرت فإذا الصنف الأول قد مضى، فرجوت أن أكون من الثاني، وألا يخطئني الثالث، فأسلمت. وصالح ضعيف.
وقد أخرجه ابن عساكر من وجه آخر، عن سعيد الجريريّ، عن عقبة بن وساج قال:
كان لأبي مسلم الخولانيّ جار يهودي يكنى أبا مسلم، فكان يقول له: أسلم تسلم، فيقول:
إني على دين، فمرّ به فرآه يصلي، فسأله فقال: قرأت في التوراة التي لم تبدل أن هذه الأمة ... فذكر نحوه، وقال في الصنف الثالث: أوزارهم على ظهورهم، فتقول الملائكة:
هؤلاء عبادك كانوا يوحّدونك، فيقول: خذوا أوزارهم فضعوها على المشركين فيدخلون الجنة.
وقال ابن السّكن: أدرك الجاهلية. وقال بعضهم: له صحبة. ثم
أخرج من طريق معاوية بن يحيى الصدفي، عن يحيى بن جابر، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن أبي مسلم الجليلي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «ذراري المشركين تحت عرش الرّحمن بأسمائهم ما تبلغ ثلاث عشرة» .
قلت: وهذا مرسل، لأن الذين صرحوا بإسلامه بعد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أتقن وأحفظ، وهذا لم يصرح بسماعه. قال ابن سميع: كان قد بعث كعبا إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فلم يدركه. وقال العجليّ: شامي تابعي ثقة.
10609- أبو مشجعة بن ربعي الجهنيّ «1»
. له إدراك، وشهد خطبة عمر بالجابية، وحدث بها عنه مطوله، أخرجها ابن عساكر، من طريق محمد بن سليمان بن عطاء، عن أبيه، عن مسلم بن عبد اللَّه الجهنيّ، عن عمه أبي مشجعة.
وأخرج أبو زرعة الدّمشقيّ عن يحيى بن صالح، عن سليمان بن عطاء، عن مسلم، عن عمه، قال: عدنا مع عثمان مريضا، فذكر حديثا. وله رواية أيضا عن أبي الدرداء، وسلمان، وغيرهم، وما عرفت له راويا غير ابن أخيه، والراويّ عنه سليمان ضعيف.
10610- أبو معبد الجهنيّ:
عبد اللَّه بن عكيم «2» . تقدم في الأسماء.
__________
(1) تقريب التهذيب 2/ 473- مسند ابن عباس 903- تهذيب التهذيب 12/ 237- تهذيب الكمال 1648.
(2) أسد الغابة: ت 6260.(7/329)
10611- أبو مفرز التميمي.
له إدراك، ذكره سيف بن عمر في الفتوح في قصة وفاة أبي ذر، عن إسماعيل بن رافع، عن محمد بن كعب، فقال في آخر القصة: إن عدة الذين حضروا وفاة أبي ذر مع ابن مسعود ثلاثة عشر نفسا، منهم أبو مفرز التميمي. وذكره سيف أيضا في قصة الذين شربوا الخمر في عهد عمر فحدهم، قال: وقال أبو مفرز في ذلك:
صبرنا وكان الصّبر منّا سجيّة ... ليالي ظفرنا بالقرى والمعاصر
ولم يستفه فيما هنا جبلّة ... كما سفهت بالشّام خلّ العشائر
[الطويل]
10612- أبو المقشعر،
بضم الميم وسكون القاف وفتح المعجمة وكسر المهملة وتشديد الراء.
10613- أبو المهلب الجرمي «1»
، عم أبي قلابة. له إدراك.
ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة، وقال: كان ثقة قليل الحديث، وله رواية عن عمر، قال: واختلف في اسمه، فقيل: عمرو بن معاوية بن زيد، وجزم بذلك ابن حبان في الثقات. وقيل معاوية بن عمرو بن زيد، وصححه ابن عبد البر.
وقيل عبد الرحمن بن عمرو. وقيل ابن معاوية: وقيل: اسمه النضر. وروى أيضا عن أبيّ بن كعب وعثمان وغيرهما. روى عنه محمد بن سيرين وغيره.
10614- أبو ميسرة «2»
: عمرو بن شرحبيل. تقدم في الأسماء.
القسم الرابع
10615- أبو مالك الغفاريّ «3»
. تابعي معروف، اسمه غزوان، أرسل حديثا فذكره العسكري في الصحابة، وأخرج من
__________
(1) الطبقات الكبرى 7/ 126، طبقات خليفة 201، التاريخ لابن معين 2/ 726، تاريخ الثقات 512، المعرفة والتاريخ 2/ 467، الجرح والتعديل 6/ 260، الكنى والأسماء 2/ 135، تهذيب الكمال 3/ 1651، الكاشف 3/ 337، تهذيب الكمال 12/ 250، تقريب التهذيب 2/ 478، جامع التحصيل 392، تاريخ الإسلام 3/ 540.
(2) أسد الغابة: ت 6302.
(3) تهذيب التهذيب 12/ 219، تقريب التهذيب 2/ 468، تهذيب الكمال 3/ 1643، تجريد أسماء الصحابة 2/ 199.(7/330)
طريق حصين بن عبد الرحمن، عن أبي مالك الغفاريّ، قال: صلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم على حمزة فكان يجاء بسبعة معه، فلم يزل كذلك حتى صلّى على جماعتهم. استدركه ابن الأثير على من تقدمه، ولم يتفطن لعلته. وأما الذهبي فقال: لعله تابعي أرسل.
10616- أبو مالك الدمشقيّ «1»
. قال الحاكم أبو أحمد: قال البخاريّ: حديثه مرسل، وكذا قال العسكري. وقال ابن مندة: ذكر في الصحابة، ولا يثبت.
روى معاوية بن صالح، عن عبد اللَّه بن دينار، عنه. وذكره أبو عمر، لكنه قال:
النّخعيّ، وقال: إنه تابعي أرسل. قيل: إن له صحبة. والصحيح أن حديثه مرسل، ولا صحبة له.
روى معاوية بن صالح، عن عبد اللَّه بن دينار، عنه، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في المسخط لأبويه، والّذي يؤمّ قوما وهم له كارهون، والمرأة تصلّي بغير خمار- لا تقبل لهم صلاة.
قلت: وقدم تقدم أبو مالك النخعي في القسم الأول، وأنّ ابن السكن ذكره، وأخرج له حديثا، وأنه صرح بسماعه من النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فذهل أبو عمر عنه، واقتصر على ذكر هذا، أو ظنهما واحدا، وهو بعيد، لكن يظهر أنه آخر. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
10617- أبو مبتذر.
يأتي في الّذي بعده.
10618- أبو المبتذل «2»
. استدركه يحيى بن عبد الوهاب بن أبي عبد اللَّه بن مندة، على جده، وتبعه أبو موسى وأورد من طريق أحمد بن سليمان، عن رشدين بن سعد، عن يحيى بن عبد اللَّه المغافري، عن أبي المبتذل صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وكان يكون بإفريقية ... فذكر الحديث في القول إذا أصبح: رضيت باللَّه ربّا.
قال أبو موسى: رواه أحمد بن الطيب، عن رشدين، فقال: أبو المبتذر أو المبتذل.
وقال يحيى بن غيلان، عن المبتذر أو المبتذل، وأورده أبو عبد اللَّه بن مندة في الأسماء.
قلت: وهو كما قال، ورواية أحمد بن سليمان تصحيف، وقد رأيته بخط الحافظ إبراهيم الصريفيني مضبوطا الّذي آخره لام بفتح المثناة الفوقانية، ثم الموحدة، وتشديد المعجمة المكسورة. وأما رواية أحمد الطيب فبسكون الموحدة وتخفيف المعجمة وبدل
__________
(1) ميزان الاعتدال 4/ 741- الجرح والتعديل 9/ 434- المغني 7698- التاريخ الكبير 9/ 67.
(2) أسد الغابة: ت 6225.(7/331)
اللام راء، أو بالنون بدل الموحدة. وأما رواية يحيى فكرواية الطيب الأولى أو بالنون والتصغير، والصواب من الجميع أنه اسمه بغير أداة كنية، وأنه بالتصغير كما تقدم في أواخر حرف النون من الأسماء.
10619- أبو المتوكل «1»
: صحابي، له قصة ذكرها أبو جعفر النحاس، وتبعه المهدوي وغيره، فقال القرطبي في تفسير سورة الحشر من تفسيره: وذكر المهدوي عن أبي هريرة أن قوله تعالى: وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ [الحشر: 9] نزلت ثابت بن قيس رجل من الأنصار، يقال له أبو المتوكل، نزل به ثابت، فلم يكن عند أبي المتوكل إلا قوته وقوت صبيانه، فقال لامرأته: أطفئي السراج، ونوّمي الصبية، وقدّم ما كان عنده إلى ضيفه.
قال: وذكر النّحّاس، عن أبي هريرة، قال: نزل برجل من الأنصار يقال له أبو المتوكل ثابت بن قيس ضيف، ولم يكن عنده شيء، فذكر نحوه.
وقال ابن عساكر في الذّيل على التعريف للسهبلي: قيل إن هذه الآية نزلت في أبي المتوكل الناجي، نزل على ثابت بن قيس، حكاه المهدوي، قال: وقيل إن فاعلها ثابت بن قيس، حكاه يحيى بن سلام. انتهى.
وكلّ ذلك خبط يؤذن بضعف معرفتهم بالرجال، فأبو المتوكل الناجي تابعي من وسط التابعين، حديثه عن أبي سعيد، ونحوه مخرج في الكتب الستة، ولم يدرك أكابر الصحابة، فضلا عن أن يكون له صحبة، وراوي القصة لا هو الضيف ولا المضيف، فإنّهما صحابيان.
وقد ورد ذلك واضحا فيما أخرجه عبد اللَّه بن المبارك في البر والصلة، وفي كتاب الزهد.
وأخرجه ابن أبي الدّنيا في كتاب «قرى الضّيف» من طريقه، قال: عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي المتوكل الناجي- أن رجلا من المسلمين نزل بالنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فلبث ثلاثة أيام لم يأكل، ففطن له ثابت بن قيس، فذكر القصة، فبيّن أن أبا المتوكل راوي الحديث وقد أرسله، وأن الضيف لا يعرف اسمه، وأن المضيف ثابت بن قيس، وكنيته أبو محمد لا أبو المتوكل. واللَّه المستعان.
10620- أبو محرز بن زاهر «2»
. ذكره أبو عمر مختصرا، ولا أعرف له خبرا، ولم أدر له أثرا.
__________
(1) الطبقات الكبرى بيروت 7/ 370.
(2) الاستيعاب: ت 3205.(7/332)
قلت: وهو خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو أبو مجزأة زاهر وهو الأسلمي، وكذا ترجم له الدّولابيّ، فقال: أبو مجزأة زاهر الأسلمي، فتصحّف على ابن عبد البر، ولم يعرف من حاله شيئا، فقال ما قال.
10621- أبو محمد:
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، حديثه مرسل. روى عنه شعيب، قال أبو أحمد الحاكم: ذكره البخاريّ في «الكنى» .
10622- أبو مخارق:
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه الأعمش. ذكر في الصحابة، ولا يصح. وذكره البخاري، وقال: حديثه مرسل.
قلت: لعله والد قابوس.
10623- أبو مرحب:
مجهول «1» . كذا ذكره الذهبي في الكنى، وهو أحد الرجلين.
10624- أبو مسعود بن عمرو بن ثعلبة «2»
. ذكره أبو بكر بن عليّ، وتبعه أبو موسى في «الذّيل» ، فوهم في استدراكه، فإنه أبو مسعود البدري المقدم ذكره، واسمه عقبة بن عمرو.
10625- أبو مسلم الأشعري «3»
. ذكره ابن مندة،
وأورد من طريق عثمان بن أبي العاتكة، أحد الضعفاء، عن معاوية بن حاتم الطائي، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مسلم الأشعري، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «يكون قوم يستحلّون الخمر باسم يسمّونها بغير اسمها ... » الحديث. قال: كذا قال ورواه غيره عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري.
قلت: وهو الصواب أخطأ فيه عثمان، وساقه أبو نعيم على الصواب، من طريق معاوية بن صالح، عن حاتم بن حريث، عن مالك بن أبي مريم، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري، فظهر أن عثمان خبط في سنده أيضا، وأن قوله معاوية بن حاتم غلط، وإنما هو معاوية عن حاتم، معاوية هو ابن حريث، واللَّه أعلم.
10626- أبو مصعب الأسدي «4»
. تقدم في أبي مكعت.
10627- أبو مصعب الأنصاري «5»
، آخر.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6240.
(2) أسد الغابة: ت 6249.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 202.
(4) أسد الغابة: ت 6256.
(5) تجريد أسماء الصحابة 2/ 203، الجرح والتعديل 9/ 441.(7/333)
تابعي، أرسل حديثا. ذكره أبو نعيم في الصحابة، وقال: مختلف فيه، فأورد من طريق عبد الحميد بن جعفر، سمعت أبا مصعب يقول: اطلبوا الخير عند حسان الوجوه.
10628- أبو معن،
صاحب الإسكندرية.
تابعي، أرسل حديثا، ذكره المستغفري في الصحابة،
وتبعه أبو موسى من طريق سعيد بن العلاء، حدثني الحسين بن إدريس شيخ طالوت بن عباد، حدثنا العباس بن طلحة القرشي، حدثنا أبو معن صاحب الإسكندرية، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «أعمال البرّ كلّها مع الجهاد في سبيل اللَّه كبصقة في بحر جرّار» .
وبهذا الإسناد: كل نعيم مسئول عنه، إلا النعيم في سبيل اللَّه.
قال المستغفريّ: مع براءتي إلى اللَّه من عهدة إسناده، وهذا الرجل اسمه عبد الواحد ابن أبي موسى. ذكره ابن يونس في تاريخ مصر، وقال: إنه أدرك عمر بن عبد العزيز. روى عنه الليث بن سعد، وغيره، وذكر أبو أحمد الحاكم في الكنى أنه روى عن عبد اللَّه بن عمر.
10629- أبو معمر الأشج.
ذكر في التجريد، وقال: ورد أنه صحابي، وذلك إفك.
قلت: ورد ذلك في بعض طرق حديث أبي الدنيا الأشج.
10630- أبو ملحة،
بكسر أوله وسكون اللام بعدها مهملة.
ذكره أبو محمّد الحسين بن مسعود الفرّاء البغويّ الفقيه الشّافعيّ صاحب «التّهذيب» في الفقه، وشرح السنة في الحديث، والمعالم في التفسير، والمصابيح في المتون،
فقال في المصابيح عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا ... » الحديث.
رواه زيد بن ملحة، عن أبيه، عن جده.
وقال في شرح السنة له: ويروي عنه زيد بن ملحة، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. فذكر الحديث، وهو وهم نشأ عن سقط من السند لم يتيقّظ له، وذلك أن الحديث في الترمذي من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة، عن أبيه، عن جده، فكأن النسخة التي وقعت عند البغوي من الترمذي كان فيها: عن كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف، عن زيد بن ملحة، عن أبيه، عن جده، وهو تصحيف، وإنما هو ابن زيد فزيد هو والد عوف، وعوف والد عمرو، وعمرو هو جدّ كثير، وصحابي الحديث هو عمرو بن عوف، وهو مشهور في الصحابة، وترجمة كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف في سنن أبي داود وجامع الترمذي وغيرهما. وملحة المذكور يقال فيه مليحة، بالتصغير، وهو ابن عمرو بن بكر بن أفرك بن عثمان بن عمرو بن أوس بن طابخة.(7/334)
وقد أخرج البخاريّ في تاريخه، عن إسماعيل بن أبي أويس بهذا السند حديثا، وبيّن فيه أن الصحابي هو عمرو بن عوف، قال: عن كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده عمرو بن عوف، قال: كنا عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر حديثا.
10631- أبو المنذر:
تقدم.
10632- أبو المهلب «1»
: ذكره مطين وغيره في الصحابة، وهو خطأ نشأ عن تحريف، وإنما هو أبو المطلب- بتشديد الطاء وتخفيف اللام المكسورة، فأخرج أبو نعيم من طريقه عن ضرار بن صرد، عن ابن أبي فديك، عن عبد العزيز بن المطلب بن عبد اللَّه بن حنطب، عن أبيه، عن جده في القول لأبي بكر وعمر: إنهما السمع والبصر، قال: كذا في كتابي. والصواب عبد العزيز بن المطلب، ولعله كان يكنى أبا المهلب، وهو تصحيف. انتهى.
والثاني هو المجزوم به، وقد تقدم الحديث بعينه في ترجمة عبد اللَّه بن حنطب، من رواية قتيبة، عن ابن أبي فديك، وذكرت هناك الاختلاف في سنده وفي صحبة عبد اللَّه، وفي نسب عبد
العزيز، وسبق أنه المطلب بن عبد اللَّه بن المطلب بن حنطب، وأن الصحبة للمطلب الأعلى.
10633- أبو ميسرة «2»
: مولى العباس بن عبد المطلب.
ذكره المستغفريّ في الصحابة، وتبعه أبو موسى،
وأورد من طريق محمد بن أحمد بن سعيد البزار الطوسي المعروف بأبي كساء، عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، عن عبيد بن أبي قرّة، عن الليث بن سعد، عن أبي قبيل، عن أبي ميسرة مولى العباس بن عبد المطلب، قال: بتّ عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «يا عبّاس، انظر هل ترى في السّماء شيئا» ؟
قلت: نعم أرى الثريا: قال: «أما إنّه يملك هذه الأمّة بعددها من صلبك» .
قلت: وهذا الحديث معروف بعبيد بن أبي قرة، تفرد بروايته، عن الليث، وسقط من السند العباس بن عبد المطلب، فصار ظاهره أن الصحابيّ هو أبو ميسرة، وليس كذلك، فقد أخرجه أحمد في مسندة عن عبيد بن أبي قرة. وكذلك أخرجه أبو حاتم الرازيّ، عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، شيخ أبي كساء، عن عبيد.
__________
(1) تقريب التهذيب 2/ 478- تهذيب التهذيب 12/ 248- تفسير الطبري 5/ 9495- الطبقات الكبرى بيروت 7/ 102- الملل 2/ 147.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 207، الجرح والتعديل 9/ 446.(7/335)
وأخرجه البخاريّ في «الكنى» ، عن عبد اللَّه بن محمد الجعفي، والحاكم أبو أحمد، من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري، والحاكم في المستدرك، من طريق أحمد بن إبراهيم الدّورقي، وابن أبي داود، من طريق حجاج بن الشاعر كلهم عن عبيد.
قال ابن أبي حاتم عن أبيه: لم يرو هذا الحديث عن الليث إلا عبيد بن أبي قرة، وكان أحمد يضن به، قال: وكان أبي يستحسن هذا الحديث، ويسر به حيث وجده عند يحيى القطان.
وقال ابن أبي داود: سمع أحمد بن أبي صالح هذا الحديث من أبي عن حجاج، واتفقت هذه الطرق كلّها في سياق السند على أنه عن أبي ميسرة عن العباس بن عبد المطلب، فظهر أنّ الصواب إثباته.
وقد ذكرت حال عبيد بن أبي قرة في لسان الميزان. وقد ذكر أحمد بن حنبل في العلل حديثا من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة حديثا، فظنّ بعضهم أنه صاحب الترجمة، وليس كذلك، وإنما هو عمرو بن شرحبيل الماضي في الثالث، وهو مرسل أيضا. واللَّه أعلم.
حرف النون
القسم الأول
10634- أبو نافع:
اسمه كيسان بن عبد اللَّه بن طارق.
10635- أبو نافع:
اسمه طارق بن علقمة- تقدما.
10636- أبو نائلة الأنصاري «1»
: اسمه سلكان بن سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي الأشهلي، أخو سلمة بن سلامة بن وقش.
وقيل: اسمه سعد. وقيل سعد أخوه. وقيل سلكان لقب، واسمه سعد. وهو مشهور بكنيته.
ثبت ذكره في الصحيح في قصة قتل كعب بن الأشرف، وشهد أحدا وغيرها، وكان شاعرا، ومن الرماة المذكورين.
وأخرج السّراج في تاريخه، من طريق عبد المجيد بن أبي عبس بن محمد بن جبر،
__________
(1) أسد الغابة: ت 6305، الاستيعاب: ت: 3241.(7/336)
عن أبيه، عن جده، قال: كان كعب بن الأشرف اليهودي يقول الشعر، ويخذّل عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، ويخرج في الناس وفي قبائل العرب من غطفان في ذلك، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من لي بابن الأشرف» ؟ فقال محمد بن مسلمة الحارثي: يا رسول اللَّه، أتحبّ أن أقتله؟ فصمت، فحدث محمد بن سعد بن عبادة، فقال: امض على بركة اللَّه تعالى، واذهب معك بابن أخي الحارث بن أوس بن معاذ، وأبي عبس بن جبر، وعباد بن بشر، وأبي نائلة سلكان بن وقش الأشهلي، قال: فلقيتهم، فذكرت ذلك لهم، فأجابوني إلا سلكان بن وقش، فقال: لا أحبّ أن أفعل ذلك حتى أشاور رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: فذكر ذلك له، فقال له: «امض مع أصحابك» .
قال، فخرجنا إليه، فساق القصة في قتله، وأنشد عباد بن بشر في ذلك:
صرخت له فلم يعرض لصوتي ... وأوفى طالعا من فوق خدر
فعدت له فقال من المنادي ... فقلت أخوك عبّاد بن بشر
وهذي درعنا رهنا فخذها ... لشهر إن وفت أو نصف شهر
فأقبل نحونا يسعى سريعا ... وقال لنا لقد جئتم لأمر
فشدّ بسيفه صلتا عليه ... فقطّره أبو عبس بن جبر
وكان اللَّه سادسنا فأبنا ... بأنعم نعمة وأعزّ نصر
وجاء برأسه نفر كرام ... هم ناهيك من صدق وبرّ
[الوافر] أورده الحاكم عن السّراج، عن محمد بن عباد، عن محمد بن طلحة، عن عبد المجيد، وقال: رواه إبراهيم بن المنذر، عن محمد بن طلحة، فقال: عن عبد المجيد، عن محمد بن أبي عبس، عن أبيه، عن جده، قال: والأول هو الصواب.
10637- أبو نبقة
بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي «1» ، من مسلمة الفتح. قال أبو عمر: ذكره بعضهم في الصحابة، وهو عندي مجهول، كذا قال. وقد ذكره الطبري، وذكر ابن إسحاق- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أطعمه من خيبر خمسين وسقا، ذكر ذلك المستغفريّ بسنده إلى ابن إسحاق، وتبعه أبو موسى في الذيل، وقد ذكره أعلم الناس بنسب قريش الزبير بن بكار، قال: ولد علقمة بن المطلب أبا نبقة، واسمه عبد اللَّه، وأمّه أم عمرو الخزاعية، وكان له من الولد: العلاء، وهذيم- قتلا باليمامة، ولا عقب لهما.
وذكر أبو الوليد الفرضيّ أن من ولده محمد بن العلاء بن الحسين بن أبي نبقة النبقي
__________
(1) أسد الغابة: ت 6306، الاستيعاب: ت: 3242.(7/337)
المكيّ. قال ابن الأثير: فكل هذا يدل على أن الرجل ليس بمجهول في نفسه ولا نسبه.
10638- أبو النجم «1»
: غير منسوب.
ذكره أبو نعيم، قال: ذكره الحسين بن سفيان، حديثه عند ابن لهيعة، عن كعب بن علقمة- أنه سمع أبا النجم يقول: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يكون في بني أميّة رجل أخنس» .
واستدركه أبو موسى بهذا.
10639- أبو نجيح «2»
: عمرو بن عبسة السلمي. تقدم في الأسماء.
10640- أبو نجيح العبسيّ «3»
. أورده ابن مندة.
قلت: ذكره البخاريّ في «الكنى المجرّدة» ، وأفرده عن عمرو بن عبسة، لكنه قال:
العبسيّ، بمهملة ثم موحدة. وقال: روى ربيعة بن لقيط، عن رجل، عنه، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
حكاه الحاكم أبو أحمد، وأشار إلى أنه عمرو بن عبسة، وسأوضحه في القسم الرابع.
10641- أبو نجيح السلمي «4»
. روى حديثه ابن جريج عن ميمون، عن أبي المغلس عنه،
قال أبو نعيم، ثم ساق من طريق عبد الرزاق، عن ابن جريج: أخبرني أبو المغلس أن أبا نجيح أخبره أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «من كان موسرا فلم ينكح فليس منّي» .
ومن طريق محمد بن ثابت العقدي، عن هارون بن رئاب، عن أبي نجيح، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «مسكين مسكين رجل ليست له امرأة ... » «5» الحديث.
قال ابن الأثير: وهو عمرو بن عبسة، فإنه سلمي، وحديثه في النكاح مشهور. وقال الذهبي: بل هو العرباض بن سارية.
قلت: وجزم به الحاكم أبو أحمد، وجزم البغويّ بأنه ليس سليما، وقال: يشكّ في صحبته.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 208.
(2) أسد الغابة: ت 6309.
(3) الاستيعاب: ت 3243.
(4) أسد الغابة: ت 6308.
(5) أورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 311 والهيثمي في الزوائد 4/ 255 عن أبي نجيح ... الحديث وقال رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات إلا أن أبا نجيح لا صحبة له.(7/338)
10642- أبو نجيح،
العرباض بن سارية السلمي.
أخرج البخاريّ بسند شامي، عن العرباض بن سارية، قال: لولا أن يقول الناس فعل أبي نجيح لألحقت مالي سبله.
10643- أبو نجيح،
والد عبد اللَّه، اسمه يسار.
10644- أبو نجيد،
بجيم مصغرا، هو عمران بن حصين- تقدما.
10645- أبو نحيلة «1»
: بمهملة مصغرا، كذا عند الدّارقطنيّ وغيره. ورأيته في نسخة معتمدة من الكنى لأبي أحمد بفتح أوله والمعجمة. وذكره عبد الغني بالتصغير والحاء المهملة، وبالمهملة جزم إبراهيم الحربي، وزاد: هو رجل صالح من بجيلة حكاه الدار الدّارقطنيّ، عن يحيى بن معين، وعن علي بن المديني- أن سفيان بن عيينة قال: إن أبا نحيلة له صحبة، قال: وهو بالخاء المعجمة، البجلي. ذكره الطبراني وغيره.
وقال ابن المدينيّ، والبخاريّ، وأبو أحمد الحاكم: له صحبة.
روى حديثه الثّوريّ، عن منصور، عن أبي وائل، عن أبي نخيلة- رجل من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أنه رمي بسهم فقيل له: انتزعه، فقال: اللَّهمّ أنقص من الوجع ولا تنقص من الأجر. وقيل له: ادع اللَّه، فقال: اللَّهمّ اجعلني من المقربين، واجعل أمي من الحور العين.
ووقع لنا بعلوّ عند ابن مندة، لكن قال في أوله، خرج غازيا فرمي بحجر، فقال:
اللَّهمّ أنقص من الوجع ... والباقي سواء.
ونقل أبو عمر عن علي بن المديني أنه قال: قيل فيه: أبو نخيلة يعني بالمعجمة، والمعروف بالمهملة، قال: وله رواية عن جرير البجلي.
قلت: هي عند البخاري في الأدب المفرد، والنسائي وغيرهما. وقال أبو حاتم الرازيّ: ليست له صحبة.
10646- أبو نخيلة اللهبي «2»
، بمعجمة مصغرا.
ذكره ابن مندة،
وأخرج له من طريق سليمان بن داود المكيّ، من أهل تبالة، قال:
حدثنا محمد بن عثمان الطائفي الثقفي، حدثني عبد اللَّه بن عقيل بن يزيد بن راشد، عن أبيه، قال: خرجنا إلى المسلم بن حذيفة العامري، فأخبرنا أن أبا رهيمة السمعي، وأبا نخيلة
__________
(1) تبصير المنتبه 4/ 1412- المؤتلف والمختلف ص 130- الجرح والتعديل 9/ 449.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 208، تهذيب التهذيب 12/ 255، الإكمال 7/ 335 بقي بن مخلد 1433.(7/339)